Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الحكيم

الإله

الإله
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الإله) : الهمزة واللام والهاء، وقد جاء في معاجم اللغة من هذه المادة ما يأتي بيانه فيما يلي: (1)
[ألهتُ إلى فلان] : سكنت إليه
[ألهَ الرجل يأله] إذا فرغ من أمرٍ نزل به فألهه أي أجاره
[ألِه الرجلُ إلى الرجل] : اتجه إليه لشدة شوقه إليه.
[اله الفصيل] إذا ولع بأمّه
[أله الإهة والُوهَة] عبد.
وقيل (الإله) مشتق من (لاه يليه ليهاً] : أي احتجب ويتبين من التأمل في هذه المعاني المناسبة التي جعلت "اله ياله إلهة" تستعمل بمعنى العبادة – (أي التأله) – (الاله) بمعنى المعبود:
1- أن أول ما ينشأ في ذهن الإنسان من الحافز على العبادة والتأله يكون ما أتاه احتياج المرء وافتقاره. وما كان الإنسان ليخطر بباله أن يعبد أحداً ما لم يظن فيه أنه قادر على أن يسد خلته، وأن ينصره على النوائب ويؤويه عند الآفات، وعلى أن يسكن من روعه في حال القلق والاضطراب.
2- وكذلك أن اعتقاد المرء أن أحداً ما قاض للحاجات ومجيب للدعوات، لستلزم أن يعده أعلى منه منزلة وأسمى مكانة، وألا يعترف بعلوه في المنزلة فحسب، بل أن يعترف كذلك بعلوه وغلبته في القوة والأيد.
3- ومن الحق كذلك أن ما تقضى به حاجات المرء غالباً حسب قانون الأسباب والمسببات في هذه الدنيا، ويقع جل عمله في قضاء الحاجات تحت سمع المرء وبصره، وفي حدود لا تخرج من دائرة علمه، لا ينشئ في نفس المرء شيئاً من النزوع إلى عبادته أبداً، خذ لذلك مثلاً أن رجلاً يحتاج إلى مال ينفقه في بعض حاجته، فيأتي رجلاً آخر يطلب منه عملاً أو وظيفة فيجيبه الرجل إلى طلبه ويقلده عملاً، ثم يأجره على عمله، فإن الرجل لا يخطر له ببال أصلاً – فضلاً عن أن يعتقد – أن الرجل يستحق العبادة من قبله، لما علم بل رأى بأمّ عينه كل المنهاج الذي بلغ به غايته وعرف الطريقة التي اتخذها الرجل لقضاء حاجته. فإن تصور العبادة لا يمكن أن يخطر ببال المرء إلا إذا كان شخص المعبود وقوّته من وراء حجاب الغيب، وكانت مقدرته على قضاء الحوائج تحت أستار الخفاء. من ها هنا قد اختيرت للمعبود كلمة تتضمن معاني الاحتجاب والحيرة والوله مع اشتمالها على معنى الرفعة والعلوّ.
4- ورابع الأربعة أنه من الأمور الطبيعية التي لا مندوحة عنها أن يتجه الإنسان في شوق وولع إلى من يظن فيه أنه قادر على أن يقضي حاجته إذا احتاج، وعلى أن يؤويه إذا نابته النوائب، ويهدئ أعصابه عند القلق. فتبين من ذلك كله أن التصورات التي قد أطلقت من أجلها كلمة (الإله) على المعبود هي: قضاء الحاجة والإجارة والتهدئة والتعالي والهيمنة وتملك القوى التي يرجى بها أن يكون المعبود قاضياً للحاجات مجيراً في النوازل وأن يكون متوارياً عن الأنظار يكاد يكون سراً من الأسرار لا يدركه الناس، وأن يفزع إليه الإنسان ويولع به.


تصور الإله عند أهل الجاهلية:
ويجمل بنا بعد هذا البحث اللغوي أن ننظر ماذا كانت تصورّات العرب والأمم القديمة في باب الألوهية التي جاء القرآن بإبطالها.
يقول سبحانه وتعالى
1- (واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً) (مريم:81)
(واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم يُنصرون) (يس: 74)
يتبين من هاتين الآيتين الكريمتين أن الذين كان يحسبهم أهل الجاهلية آلهة لأنفسهم كانوا يظنون بهم أنهم أولياؤهم وحماتهم في النوائب والشدائد وأنهم يكونون بمأمن من الخوف والنقض إذا احتموا بجوارهم.
2- (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لمّا جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب) (هود: 101)
(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون. أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيّان يبعثون. إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 20-22)
(ولا تدع مع الله إلهاً آخر، لا إله إلا هو (1)) (القصص: 88)
(وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) (يونس: 66) وتتجلى من هذه الآيات بضعة أمور، أحدها أن الذين كان أهل الجاهلية يتخذونهم آلهة لهم كانوا يدعونهم عند الشدائد ويستغيثون بهم؛ والثاني: أن آلهتهم أولئك لم يكونوا من الجن أو الملائكة أو الأصنام فحسب بل كانوا كذلك أفراداً من البشر قد ماتوا من قبل، كما يدل عليه قوله تعالى: "أمواتٌ غير أحياء وما يشعرون أيان يُبعثون" دلالة واضحة والثالث: أنهم كانوا يزعمون أن آلهتهم هذه يسمعون دعاءهم ويقدرون على نصرهم.
ولابد للقارئ في هذا المقام من أن يكون على ذكر من مفهوم الدعاء، ومن وضعية النصرة التي يرجوها الإنسان من الإله فالمرء إذا كان أصابه العطش مثلاً فدعا خادمه وأمره بإحضار الماء أو إذا أصيب بمرض فدعا الطبيب لمداواته، ولا يصحّ أن يطلق على طلب الرجل للخادم أو للطبيب حكم "الدعاء" وكذلك ليس من معناه أن الرجل قد اتخذ الخادم أو الطبيب إلهاً له. وذلك أن كل ما فعله الرجل جار على قانون العلل والأسباب ولا يخرج عن دائرة حكمه. ولكنه إذا استغاث بولي أو وثن – وقد أجهده العطش أو المرض- بدلاً من أن يدعو الخادم أو الطبيب، فلا شك أنه دعاه لتفريج الكربة واتخذه إلهاً. فإنه دعا ولياً قد ثوى في قبر يبعد عنه بمئات من الأميال، فكأني له يراه سميعاً بصيراً ويزعم أن له نوعاً من السلطة على عالم الأسباب مما يجعله قادراً على ان يقوم بإبلاغه الماء أو شفائه من المرض، وكذلك إذا دعا وثناً في مثل هذه الحال يلتمس منه الماء أو الشفاء، فكأنه يعتقد أن الوثن حكمه نافذ على الماء أو الصحة أو المرض، مما يقدر به أن يتصرف في الأسباب لقضاء حاجته تصرفاً غيبياً خارجاً عن قوانين الطبيعة. وصفوة القول أن التصور الذي لأجله يدعو الإنسان الإله ويستغيثه ويتضرع إليه هو لا جرم تصور كونه مالكاً للسلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة وللقوى الخارجة عن دائرة نفوذ قوانين الطبيعة. 3- (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرَّفنا الآيات لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكُهم وما كانوا يفترون) (الأحقاف: 27-28)
(ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضرٍّ لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون) (يس: 22-23)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون) (الزمر: 3)
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) فيتجلى من هذه الآيات الكريمة أمور عديدة منها أن أهل الجاهلية ما كانوا يعتقدون في آلهتهم أن الألوهية قد توزعت فيما بينهم، فليس فوقهم إله قاهر، بل كان لديهم تصور واضح لإله قاهر كانوا يعبرون عنه بكلمة (الله) في لغتهم. وكانت عقيدتهم الحقيقة في شأن سائر الآلهة أن لهم شيئاً من التدخل والنفوذ في ألوهية ذلك الإله الأعلى، وأن كلمتهم تُتَلقى عنده بالقبول وأنه يمكن أن تتحقق أمانينا بواسطتهم ونستدر النفع ونتجنب المضار باستشفاعهم. ولمثل هذه الظنون كانوا يتخذونهم أيضاً آلهة مع الله تعالى. ومن هنا يتبين أن الإنسان عن اتخذ أحداً شافعاً له عند الله ثم أصبح يدعوه ويستعين به ويقوم بآداب التبجيل والتعظيم ويقدم له القربات والنذور، فكل ذلك على ما اصطلح عليه أهل الجاهلية اتخاذه إياه إلهاً. (1)
4- (وقال الله: لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحدٌ فإياي فارهبون) (النحل: 51)
(ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً) (الأنعام: 80)
(إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) (هود: 54) ويتضح من هذه الآيات الحكيمــة، أن أهل الجاهلية كانوا يخافون من قبل آلهتهم أنهم إن أسخطوا آلهتهم على أنفسهم لسبب من الأسباب أو حرموا عنايتهم بهم وعطفهم عليهم نابتهم نوائب المرض والقحط والنقص في الأنفس والأموال ونزلت بهم نوازل أخرى.
5- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو) (التوبة: 31)
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا) (الفرقان: 43)
(وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) (الأنعام: 137)
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وفي الآيات يقف المتأمل على معنى آخر لكلمة (الإله) يختلف كل الاختلاف عن كل ما تقدم ذكره من معانيها، فليس ههنا شيء من تصور السلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة، فالذي اتّخذ إلهاً هو إما واحد من البشر أو نفس الإنسان نفسه، ولم يتخذ ذلك إلهاً من حيث أن الناس يدعونه أو يعتقدون فيه أنه يضرهم وينفعهم، أو أنه يستجار به، بل قد اتخذوه إلهاً من حيث تلقوا أمره شرعاً لهم، وائتمروا بأمره وانتهوا عما نهى عنه، واتبعوه فيما حلله وحرمه، وزعموا ان له الحق في أن يأمر وينهى بنفسه، وليس فوقه سلطة قاهرة يحتاج إلى الرجوع والاستناد إليها. فالآية الأولى تبين لنا كيف اتخذت اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً وآلهة من دون الله، كما بين ذلك الحديث النبوي الشريف فيما رواه الإمام الترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقه صليب من ذهب وهو يقرأ هذه الآية، قال، فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال: بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
وأما الآية الثانية فمعناها واضح كل الوضوح، وذلك أن من يتبع هوى النفس ويرى أمره فوق كل أمر فقد اتخذ نفسه إلهاً له في واقع الأمر. أما الآيتان التاليتان بعدهما فإنه وإن وردت فيهما كلمة (الشركاء) مكان (الإله) ، فالمراد بالشرك هو الإشراك بالله تعالى في الألوهية. ففي هاتين الآيتين دلالة واضحة على أن الذين يرون أن ما وضعه رجل أو طائفة من الناس من قانون أو شرعة أو رسم هو قانون شرعي من غير أن يستند إلى أمر من الله تعالى، فهم يشركون ذلك الشارع بالله تعالى في الألوهية.
ملاك الأمر في باب الألوهية
إن جميع ما تقدم ذكره من المعاني المختلفة لكلمة (الإله) يوجد فيما بينها ارتباط منطقي لا يخفى على المتأمل المستبصر. فالذي يتخذ كائناً ما ولياً له ونصيراً وكاشفاً عنه السوء، وقاضياً لحاجته ومستجيباً لدعائه وقادراً على أن ينفعه ويضره، كل ذلك بالمعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية، يكون السبب لاعتقاده ذلك ظنه فيه أن له نوعاً من أنواع السلطة على نظام هذا العالم. وكذلك من يخاف أحداً ويتقيه ويرى أن سخطه يجر عليه الضرر ومرضاته تجلب له المنفعة، لا يكون مصدر اعتقاده ذلك وعمله إلا ما يكون في ذهنه من تصور أن له نوعاً من السلطة على هذا الكون. ثم أن الذي يدعو غير الله ويفزع إليه في حاجاته بعد إيمانه بالله العلي الأعلى، فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه أن له شركاً في ناحية من نواحي السلطة الألوهية. وعلى غرار ذلك من يتخذ حكم أحد من دون الله قانوناً ويتلقى أوامره ونواهيه شريعة متبعة فإنه أيضاً يعترف بسلطته القاهرة. فخلاصة القول أن أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة سواء أكان يعتقدها الناس من حيث أن حكمها على هذا العالم حكم مهيمن على قوانين الطبيعة، أو من حيث أن الإنسان في حياته الدنيا مطيع لأمرها وتابع لإرشادها، وأن أمرها في حد ذاته واجب الطاعة والإذعان.
استدلال القرآن وهذا هو تصور السلطة الذي يجعله القرآن الكريم أساساً يأتي به من البراهين والحجج على إنكار ألوهية غير الله، وإثبات الألوهية لله تعالى وحده. فالذي يستدل به القرآن في هذا الشأن هو انه لا يملك جميع السلطات والصلاحيات في السماوات والأرض إلا الله. فالخلق مختص به، والنعمة كلها بيده، والمر له وحده، والقوة والحول في قبضته، وكل ما في السماوات والأرض قانت له ومطيع لأمره طوعاً وكرهاً، ولا سلطة لأحد سواه ولا ينفذ فيها الحكم لأحد غيره، وما من أحد دونه يعرف أسرار الخلق والنظم والتدبير، أو يشاركه في صلاحيات حكمه. ومن ثم لا إله في حقيقة الأمر إلا هو، وإذ لم يكن في الحقيقة إله آخر من دون الله، فكل ما تأتونه من الأفعال معتقدين غيره إلهاً باطل من أساسه، سواء أكان ذلك دعاءكم إياه واستجارتكم له أم كان خوفكم إياه ورجاءكم منه، أم كان اتخاذكم إياه شافعاً لدى الله، أم كان إطاعتكم له وامتثالكم لأمره؛ فإن هذه الأواصر والعلاقات التي قد عقدتموها مع غير الله، يجب أن تكون مختصة بالله سبحانه لأنه هو الذي يملك السلطة دون غيره.
وأما الأسلوب الذي يستدل به القرآن الكريم في هذا الباب، فدونك بيانه في كلامه البليغ المعجز:
(وهو الذي في السماء إلهٌ وفي الأرض إلهٌ وهو الحكيم العليم) (الزخرف: 84)
(أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يُخْلَقون) (إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 17، 20، 22)
(يا أيُّها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو، فأنى تؤفكون) (فاطر: 3)
(قل أرأيتم عن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به) (الأنعام: 46) (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحُكم وإليه ترجعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون) (القصص: 7-72)
(قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) (سبأ: 22:23)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجلٍ مسمى) (الزمر: 5)
(خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاثٍ ذلكم الله ربُّكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تُصرفون) (الزمر: 6)
(أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإلهٌ مع الله بل هم قومٌ يعدلون. أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً. أإلهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمون، أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإلهٌ مع الله قليلاً ما تذكرون. أمّن يهديكم في ظلمات البرِّ والبحر ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يُشركون. أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإلهٌ مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (النمل: 60-64)
(الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً. واتخذوا من دونه آلهةً لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون، ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً) (الفرقان: 2: 3) (بديع السماوات والأرض أنّى يكون له ولدق ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيءٍ وهو بكل شيءٍ عليم. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 101 – 102)
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله، ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب إنّ القوة لله جميعاً) (البقرة: 165)
(قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ما خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات) (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) (الأحقاف: 4، 5)
(لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. لا يُسئل عما يفعلُ وهُم يُسئلون) (الأنبياء: 22-23)
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) (المؤمنون: 91)
(قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً. سبحانه وتعالى عمّا يقولن علوّاً كبيراً) (الإسراء: 42 – 43)

ففي جميع هذه الآيات من أولها إلى آخرها لا تجد إلا فكرة رئيسية واحدة ألا وهي أن كلاً من الألوهية والسلطة تستلزم الأخرى وأنه لا فرق بينهما من حيث المعنى والروح. فالذي لا سلطة له، لا يمكن أن يكون إلهاً ولا ينبغي أن يتخذ إلهاً. وأما من يملك السلطة فهو الذي يجوز أن يكون غلهاً وهو وحده ينبغي أن يتخذ إلهاً. ذلك بأن جميع حاجات المرء التي تتعلق بالإله أو التي يضطر المرء لأجلها أن يتخذ أحداً إلهاً له لا يمكن قضاء شيء منها من دون وجود السلطة. ولذلك لا معنى لألوهية من لا سلطة له، فإن ذلك أيضاً مخالف للحقيقة، ومن النفخ في الرماد أن يرجع إليه المرء ويرجو منه شيئاً.
والأسلوب الذي يستدل به القرآن واضعاً بين يديه هذه الفكرة الرئيسية، يمكن القارئ أني فهم مقدماته ونتائجه حق الفهم بالترتيب الآتي: 1- إن أعمال قضاء الحاجة وكشف الضرر والإجارة والتوفيق والنصر والرقابة والحماية وإجابة الدعوات التي قد تهاونتم بها وصغرتم من شأنها، ما هي بأعمال هينة في حقيقة الأمر، بل الحق أن صلتها وثيقة بالقوى والسلطات التي تتولى أمر الخلق والتدبير في هذا الكون فإنكم إن تأملتم في المنهاج الذي تقضى به حوائجكم التافهة الحقيرة، عرفتم أن قضاءها مستحيل من غير أن تتحرك لأجله عوامل لا تحصى في ملكوت الأرض والسماء خذوا لذلك مثلاً كأساً من الماء تشربونها أو حبة من القمح تأكلونها فما أدركوا إذ تعمل كل من الشمس والأرض والرياح والبحار قبل أن تتهيأ لكم هذه وتصل إلى أيديكم. فالحق أنه لا تتطلب إجابة دعائكم وقضاء حاجتكم وما إليها من الشؤون سلطة هينة، بل يتطلب ذلك سلطة يقتضيها ويستلزمها خلق السماوات والأرض وتحريك السيارات وتصريف الرياح وإنزال الأمطار وبكلمة موجزة يقتضيها ويتطلبها تدبير نظام هذا الكون بأسره.
2- وهذه السلطة غير قابلة للتجزئة، فلا يمكن أبداً أن تكون السلطة في أمر الخلق بيد وفي أمر الرزق بيد أخرى، وأن تكون الشمس مسخرة لهذا وتكون الأرض مذللة لذاك. كما لا يمكن أن يكون الإنشاء في يد والمرض والشفاء في يد أخرى، والموت والحياة بيد ثالثة. فإنه لو كان الأمر كذلك ما أمكن لنظام هذا الكون أن تقوم له قائمة. فما لابدّ منه أن تكون جميع السلطات والصلاحيات بيد حاكم واحد يرجع إليه كل ما في السماوات والأرض. فإنّ نظام هذا العالم يقتضي أن يكون الأمر كذلك وهو في الواقع كذلك: 3- وإذ كانت السلطة كلها بيد الحاكم الواحد ولم يكن لأحد غيره نقير منها ولا قطمير، فالألوهية أيضاً مخصوصة به لا محالة، وخالصة له دون غيره ولا شريك له فيها. فلا يملك أحد من دونه أن يغيثك أو يستجيب دعاءك أو يجيرك أو يكون حامياً لك ونصيراً أو لياً ووكيلاً، أو يملك لك شيئاً من النفع أو الضر. إذاً لا إله لكم غير الله بمعنى من تلك المعاني التي قد تخطر ببالكم، حتى إنه لا يمكن أن يكون أحداً إلهاً لكم بأن له دالة عند حاكم هذا الكون وتتقبل شفاعته لديه، لمكانه من التقرب عنده. كلا بل ليس في وسع أحد أن يتصدى لأمر من أمور حكمه وتدبيره، ولا يستطيع أحد أن يتدخل في شيء من شؤونه، وكذلك قبول الشفاعة أو رفضها متوقف على مشيئته وإرادته، وليس لأحد من القوة والنفوذ ما يجعل شفاعته مقبول لديه. 4- وما يقتضيه توحد السلطة العليا أن يكون جميع ضروب الحكم والأمر راجعة إلى مسيطر قاهر واحد، وإلاّ ينتقل منه جزء من الحكم إلى غيره. فإنه إذا لم يكن الخلق إلا له ولم يكن له شريك فيه، وإذا كان هو الذي يرزق الناس ولم تكن لأحد من دونه يد في الأمر، إذا كان هو القائم بتدبير نظام هذا الكون وتسيير شؤونه ولم يكن له في ذلك شريك، فما يتطلبه العقل ألاَّ يكون الحكم والأمر والتشريح إلا بيده كلك ولا مبرّر لأن يكون أحد شريكاً له في هذه الناحية أيضاً. وكما أنّه من الخطأ أن يكون أحد غيره مجيباً لدعوة الداعي وقاضياً لحاجة المحتاج، ومجيراً للمضطر في دائرة ملكوته في السموات والأرض، فمن الخطأ والباطل كذلك أن يكون أحد غيره حاكماً مستقلاً بنفسه، وآمراً مستبداً بحكمه، وشارعاً مطلق اليد في تشريعه، إن الخلق والرزق والاحياء والإنامة، وتسخير الشمس والقمر، وتكوير الليل والنهار والقضاء والقدر، والحكم والملك، والأمر والتشريع.. كل أولئك وجوه مختلفة للسلطة الواحدة، ومظاهر شتى للحكم الواحد، والحكم والسلطة لا يقبل شيء منهما التجزئة والتقسيم البتة. فالذي يعتقد أمر كائن ما من دون الله مما يجب إطاعته والإذعان له بغير سلطان من عند الله، فإنه يأتي من الشرك بمثل ما يأتي به الذي يدعو غير الله ويسأله. وكذلك الذي يدعي أنه مالك الملك، والمسيطر القاهر، والحاكم المطلق بالمعاني السياسية (1) ، فإن دعواه هذه كدعوى الألوهية ممن ينادي بالناس: "إني وليكم وكفيلكم وحاميكم وناصركم"، ويريد بكل ذلك المعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية. ألم تر أنه بينما جاء في القرآن أن الله تعالى لا شريك له في الخلق وتقدير الأشياء وتدبير نظام العالم، جاء معه أن الله له الحكم وله الملك ليس له شريك في الملك، مما يدل دلالة واضحة على أن الألوهية تشتمل على معاني الحكم والملك أيضاً، وأنه مما يستلزمه توحيد الإله ألا يشرك بالله تعالى في هذه المعاني كذلك. وقد فصل القول في ذلك أكثر مما تقدم فيما يلي من الآيات:
(قلْ اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء) (آل عمران: 26)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
وقد صرح القرآن بالأمر بأكثر من كل ما سبق في (سورة غافر) حيث جاء:
(يوم هم بارزون، لا يخفى على الله منهم شيء، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) (غافر: 16)
أي يوم يكون الناس قد انقشعت الحجب عنهم، ولا يخفى على الله خافية من أمرهم، ينادي المنادي: لمن الملك اليوم؟ ولا يكون الجواب إلا أن الملك لله الذي غلبت سلطته جميع الخلق، وأحسن ما يفسر هذه الآية ما رواه الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر (وما قد روا الله حق قدره، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هكذا بيده ويحركها، يقبل بها ويدبر، يمجد الرب نفسه، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرُ حتى قلنا: ليخرَّنَّ به.

أحمدنكر

الأحمد: قد ذكر فِي أول الْكتاب تيمنا وتبركا، قيل إِن عَلَاء الدّين سُلْطَان دلهي كتب إِلَى السُّلْطَان أَحْمد سُلْطَان الكجرات يَقُول:
(أَنا الْعَلَاء وعَلى حرف جر ... فَهَل يُمكن أَن يجر عَليّ)
لما وصل الْمَكْتُوب إِلَى السُّلْطَان أَحْمد كتب فِي الْجَواب:
(اسْم أَحْمد مَمْنُوع من الصّرْف ... وَلَيْسَ مُمكنا أَن يجر عَليّ)
أَحْمد نكر بَلْدَة طيبَة فِي (الدكن) من مضافات (اورنك) عامرة الْبُنيان حفظهما الله تَعَالَى عَن الْآفَات وَالشَّر وعمرهما مدى الْأَيَّام والشهور، وَبِمَا أَن الْبَلدة الْمَذْكُورَة هِيَ مَوضِع ولادَة العَبْد الْفَقِير، وَبِمَا أنني فِي قَضَائهَا وعشت فِيهَا مُدَّة الْعُمر فِي رخاء وَيسر ونشأة وترعرعت فِيهَا فَكَانَ من حَقّهَا عَليّ أَن أسرد بَعْضًا أَو نفحات من تاريخها الَّذِي استنبطه أَو وصل لي من خلال الرِّوَايَات المتواترة المحققة.
هَذِه الْبَلدة بناها أَحْمد نظام شاه البحري عَلَيْهِ شآبيب سَحَاب الرَّحْمَة والغفران وَأحمد نظام شاه البحري هُوَ ابْن ملك نَائِب بحري، وَهُوَ من أَوْلَاد برهمنان بيجانكر واسْمه الْأَصْلِيّ تيمابهت وَاسم وَالِده بهريون، زمن سُلْطَان أَحْمد شاه بهمني من أَوْلَاد بهمن بن اسفنديار الَّذِي كَانَ يحكم منْطقَة (مُحَمَّد آباد بيدر) وَقع أَسِيرًا أَيَّام ملك بيجانكر وَعرف بِملك حسن وَدخل فِي سلك غلْمَان المملكة، وعندما رأى السُّلْطَان أَحْمد مَا لَدَى ملك حسن من علم وَمَعْرِفَة واطلاع وعقل ورأي أهداه إِلَى وَلَده الْأَكْبَر مُحَمَّد شاه بهمني وأرسله إِلَى الْكتاب لتعلم الْخط والعلوم الفارسية الَّتِي برع فِيهَا ملك حسن بِسُرْعَة وَفِي مُدَّة قَصِيرَة واشتهر بعْدهَا ب (ملك حسن بهريور) فأغدق عَلَيْهِ العطايا والمراكز الْعَالِيَة والممتازة وَتَوَلَّى قيادة الحرس الْخَاص للقصر واصطفاه وقربه مِنْهُ واستبدل كلمة (بهريور) بِكَلِمَة (بحري) وخلع عَلَيْهِ لقب (نظام أشرف هايون الْملك بحري) بِمُوجب فرمان همايوني شرِيف مِمَّا عَاد على أَوْلَاده بالشرف الرفيع وعلو الْقيمَة وَالْقدر، وَبعد وَفَاة أَحْمد شاه بهمني، تحول الْملك إِلَى أكبر أَوْلَاده مُحَمَّد شاه بهمني، فَأصْبح (أشرف همايون نظام الْملك بحري) وَكيلا للسلطنة بِنَاء لوَصِيَّة أَحْمد شاه بهمني، فعين وَلَده (ملك أَحْمد) قائدا للجيش وأقطعه (ويركنات) مِمَّا يَلِي قلعة (دولت آباد) وفوضه أمرهَا.
ووصلت سلطة ملك أَحْمد إِلَى حُدُود (جنير) واهتم بإدارتها وضبطها غير أَن قلعة (سنير) الْوَاقِعَة على بعد ميل من (جنير) لجِهَة الغرب وقلعة (جوند) و (هرسل) وَغَيرهَا من القلاع وَالَّتِي كَانَت أَيَّام سُلْطَان أَحْمد شاه بهمني تَحت سيطرة (مرهته هاي) ، لم تدخل تَحت نُفُوذه على الرغم من الفرمانات والقرارات الَّتِي اصدرها وَكيل السلطنة وَالَّتِي تقضي بِوُجُوب تَسْلِيم القلاع إِلَى ملك أَحْمد، لَكِن (مرهته هاي) اعتذر عَن ذَلِك مَا دَامَ مُحَمَّد شاه بهمني لم يبلغ سنّ الرشد والتمييز وَيُصْبِح صاحبا لملكه وقادرا على ادارته، عِنْد ذَلِك يُطِيع الْأَوَامِر وَيسلم القلاع. غير أَن ملك أَحْمد كَانَ صَاحب قَرَار وعزم فقرر الِاسْتِيلَاء على قلعة (سنير) فَعمد إِلَى محاصرتها لمُدَّة سِتَّة أشهر بعْدهَا خرج آمُر القلعة وَسلم مَفَاتِيح القلعة إِلَى ملك أَحْمد، فاستولى على جَمِيع الْأَمْوَال والأشياء الَّتِي كَانَت تحويها القلعة وَالَّتِي كَانَت كَثِيرَة وَلَا تحصى وافتخر بذلك أَيّمَا افتخار وطارت أخباره بذلك، مِمَّا دفع القلاع الْأُخْرَى (جوند) و (هرسل) و (جيودهن) وَغَيرهَا إِلَى التَّسْلِيم لَهُ قهرا فسيطر بذلك على ملك (كوكن) وَعَن قلعة (سنير) يَقُول مُحَمَّد قَاسم فرشته واصفا، أَنَّهَا تقع على رَأس قمة جبل شَاهِق تعانق السَّحَاب وَلَا يصلها النسْر فِي تحليقه.
وَقد زار الْكَاتِب قلعة ((سنير)) فِي الفترة الَّتِي كَانَ حَاكما عَلَيْهَا ابْن عبد الْعَزِيز الَّذِي كَانَ يتحلى بِصِفَات الشجَاعَة وَالْكَرم وَالْوَفَاء. وَالَّذِي أصبح قائدا لقلعة ((سنير)) بعد وَفَاة مَحْمُود عَالم خَان، وَفِي عهد مُحَمَّد فرخ سير قَائِد دلهي عقد اتِّفَاق بَينه وَبَين أَمِير الْأُمَرَاء سيد حُسَيْن عَليّ خَان المشرف على (دكن) بعد تدخل من سنكراجي ملها رزناردار 1129 وَكَانَ من شُرُوطه عدم الانقلاب والثورة على الْملك وَعدم التَّعَرُّض إِلَى سبل النَّقْل (الطّرق) والاحتفاظ بِخَمْسَة عشر ألف رَاكب تَحت إمرة المسؤول عَن (الدكن) وَأسْندَ إِلَيْهِ أَو جوتهه وسرد بسمكى النواحي السِّتَّة من (الدكن) وَتفرد غنيم بِملك (كوكن) وَمَا حولهَا من الْمَوَاشِي والأبقار وقصبات وأمصار وبلاد وبقاع. وَأصْبح كَذَلِك مسيطرا على ملك كجرات ومالوة وفنديس وَمَا وَرَاء الدكن وأغلب أَرَاضِي الْهِنْد والبنغال. وبسبب ضعف جيوش الْإِسْلَام بلغ الْأَمر إِزَالَة الشعارات والعلامات الإسلامية من الْقرى والامصار الَّتِي سيطر عَلَيْهَا وهدمت الْمَسَاجِد وَمنع ذبح الأبقار. وَبلغ الْأَمر أَنهم قطعُوا أَيدي القصابين فِي بَلْدَة برهَان بوركو وأخرجوهم مِنْهَا ... وَبعد انتصار غنيم حاصر قلعة ((سنير)) الَّتِي كَانَت لمحمود عَالم خَان الَّذِي رأى أَن الْأَصْحَاب والأتباع وَمن يُؤَيّد مُحَمَّد حُسَيْن نويته الَّذِي كَانَ صَاحب الرَّأْي لَدَى مَحْمُود عَالم خَان قد تفَرقُوا بعد أَن وصلوا إِلَى الْهَلَاك وَلم تصلهم امدادات جيوش الْإِسْلَام قرر وبشكل مزاجي أَن يفضل الْحَيَاة الدُّنْيَوِيَّة على الشَّهَادَة والحياة الأبدية فَاخْتَارَ مَا يلطخ الجبين إِلَى الْأَبَد فقرر فِي السَّادِس عشر من شهر جُمَادَى الأولى سنة 1170 تَسْلِيم القلعة إِلَى غنيم فَخرجت السيطرة عَن القلعة بذلك من يَد الْمُسلمين وَمَات بعْدهَا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون.
وصلنا إِلَى أصل الْمَوْضُوع ذَلِك أَن أشرف همايون نظام الْملك بحري قد توفّي فتسمى ابْنه الْملك أَحْمد بِأَحْمَد نظام الْملك شاه بحري وَبسط لِوَاء سلطته، وعندما وصل هَذَا الْخَبَر إِلَى مسامع السُّلْطَان مُحَمَّد شاه بهمني وَجه إِلَيْهِ جَيْشًا جرارا بقيادة جهانكير خَان، الَّذِي وصل إِلَى قَصَبَة (بهنكار) عابرا من ((تلِي كانون)) فَتوجه أَحْمد نظام الْملك شاه بحري من قَصَبَة (جيور) إِلَى ملاقاته، فَنزل الجيشان تفصل بَينهمَا مَسَافَة سِتَّة فراسخ لمُدَّة شهر تَقْرِيبًا، وَفِي هَذِه الْأَثْنَاء علم جهانكير خَان أَن جَيش أَحْمد نظام شاه بحري لَا يملك التنظيم وَلَيْسَ لَهُ قدرَة على المواجهة، وَكَانَت الْأَيَّام تِلْكَ مُنَاسبَة لإِقَامَة الملذات ومجالس الطَّرب وَالشرَاب فَعمد إِلَى إِقَامَتهَا. وصلت أَخْبَار هَذِه الْمجَالِس الَّتِي يقيمها جهانكير خَان إِلَى مسامع أَحْمد نظام شاه بحري الَّذِي اغتنم الفرصة وتحرك بجيشه الَّذِي يَقُودهُ أعظم خَان لَيْلَة الثَّالِث من رَجَب المرجب سنة 895 عبر جبال قَصَبَة (جيور) فوصل مَعَ الصُّبْح إِلَى قَصَبَة (بهنكار) وَنزل كالصواعق على جَيش جهانكير خَان فَقَتلهُمْ وَأسر من بَقِي مِنْهُم فأركبهم أَحْمد نظام شاه بحري على ظُهُور الأبقار وأطلقهم وسط عسكره مشهرا بهم، وَأعْطى الْأمان لمن بَقِي بِالْقربِ من (مُحَمَّد آباد بيدر) ، وَأما الْمَكَان الَّذِي جرت فِيهِ المعركة وَفتح الله لَهُ فِيهَا فقد أَقَامَ حديقة وسماها حديقة نظام وَلذَلِك فَإِن هَذِه المعركة عرفت بمعركة (الحديقة) . وحول هَذِه الحديقة زرعت الغابات والأزهار وبنيت العمارات الشاهقة وَسميت ((نكينه مَحل)) و ((سون مَحل)) وجر إِلَيْهَا نَهرا من السوَاد فِي محلّة (كافور باري) تنبع من بِئْر مَشْهُور باسم (ناكابائين) وَمَعَ الْوَقْت أَصبَحت هَذِه الحديقة تعرف ((بروضة الرضْوَان)) .
بعد ذَلِك وَمن بَاب الشُّكْر لله على فتح قَصَبَة (جيور) وَمَعَهَا قَرْيَة (إِمَام بور) عمد أَحْمد نظام الشاه بحري إِلَى جعل هَذِه النَّاحِيَة وَقفا على الْمَشَايِخ وَالْعُلَمَاء، وغادر بعْدهَا منصورا مظفرا إِلَى (بجنير) . ثمَّ أَزَال اسْم السُّلْطَان مَحْمُود شاه بهمن من الْخطْبَة بعد أَن أَشَارَ عَلَيْهِ بذلك يُوسُف عَادل خَان واستبدله باسمه وَركب جملا أَبيض وَهَذَا الرَّسْم كَانَ من خصوصيات سُلْطَان دلهي وكجرات، بعد ذَلِك راوده حلم السيطرة على قلعة (دولت آباد) ، وأرقه وجود أَفْوَاج السلاطين فِي (بيجابور) و (حيدر آباد) و (بيدر) فَخرج من (جنير) لمواجهتهم ولصعوبة هَذِه المهمة ومقتضيات الْأُمُور عمد إِلَى بِنَاء مَدِينَة فِي الْوسط مَا بَين (دولت آباد) و (جنير) وسماها (دَار السلطنة) والعاصمة وَذَلِكَ فِي شهور سنة (900) فِي الْمُقَابل من (حديقة نظام) إِلَى الْجَانِب الغربي على نهر (السِّين) . وَكَانَ يُرِيد أَن يُطلق عَلَيْهَا اسْم (أَحْمد آباد) وَلكنه بعد أَن علم أَن عَاصِمَة ملك كجرات سُلْطَان أَحْمد شاه كجرات كَائِن على هَذَا الِاسْم نَفسه، وَهِي مستمدة من اسْمه وَهُوَ اسْم يُوَافق اسْم وزيره الْقَدِير وقاضيه الْعَادِل، فَعدل عَن ذَلِك، إِلَى اسْم (أَحْمد نكر) الَّذِي يتوافق مَعَ اسْمه وَالِاسْم الْأَصْلِيّ لنصير الْملك ووزير الممالك وقاضي الْعَسْكَر ظفر بيكر، وأصدر أوامره إِلَى جَمِيع الْأُمَرَاء وَالْأَصْحَاب والقادة الْكِبَار وَأَصْحَاب الخدمات بِبِنَاء العمائر الْكَبِيرَة والضخمة، فبنوها على النمط الْمصْرِيّ والبغدادي وارفقوها بالعديد من الْمَسَاجِد والحمامات وجروا إِلَيْهَا عدَّة أنهر وزرعوا عدَّة حدائق جميلَة ورائعة تخلب الأنظار والقلوب مَعًا فَأَصْبَحت (أَحْمد نكر) خضراء أَكثر وَأفضل من (كشمير) وهواها ألطف وأرق من سَائِر الْبِلَاد.
وَبعد وَفَاة ملك أشرف صَاحب قلعة (دولت آباد) ضم أَحْمد نظام شاه بحري هَذِه القلعة إِلَى سلطته فَبنى مَا تهدم مِنْهَا وترفق بِالنَّاسِ ثمَّ قفل إِلَى مَدِينَة (أَحْمد نكر) منصورا مظفرا. فِي هَذِه الفترة مَاتَ وزيره نصير الْملك كجراتي فعين مَكَانَهُ كَمَال خَان دكهني، بعْدهَا مرض أَحْمد نظام شاه بحري وَاسْتمرّ مَرضه مُدَّة ثَلَاثَة أشهر، فَجمع أَرْكَان دولته إِلَيْهِ وأعلن ابْنه الْأَمِير وليا لعهده الْبَالِغ من الْعُمر سبع سنوات. حكم أَحْمد نظام شاه مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة وَتُوفِّي سنة (904) . فارتعدت السَّمَاء وَالْأَرْض عِنْد مَوته وَحمل نعشه الطَّاهِر السَّادة والفضلاء والأمراء بِجلَال ووقار السلطنة إِلَى الْقرب من نهر (السِّين) حَيْثُ دفن هُنَاكَ:
(أَيهَا الْمَوْت لقد دمرت آلَاف الْبيُوت ... وخطفت الْأَرْوَاح من عَالم الْوُجُود)
(وكل درة نفيسة أَتَت إِلَى هَذِه الدُّنْيَا ... أَخَذتهَا ووضعتها تَحت التُّرَاب)
بني على قبر أَحْمد نظام شاه بحري قبَّة عالية وأحيط بسور كَبِير ووسيع أطلق عَلَيْهِ اسْم (حديقة الرَّوْضَة) وَفِي دَاخل هَذَا السُّور هُنَاكَ قُبُور عديدة وعدة قبب صَغِيرَة، أما الأَرْض خَارج السُّور فَهِيَ مليئة بالقبور لمساحة رمية سَهْمَيْنِ أَو أَكثر لجِهَة الْجنُوب حَتَّى يُمكن القَوْل أَن لَيْسَ فِيهَا وجبا وَاحِدًا خَالِيا من قبر.
لقد تحولت هَذِه الْمقْبرَة إِلَى مقصد للْعُلَمَاء لطلاب الْعلم الَّذين يَجْلِسُونَ تَحت قبَّة قبر أَحْمد نظام شاه بحري إِلَى الْمِحْرَاب الْوَاقِع لجِهَة الشمَال حَيْثُ يعقدون الحلقات، وأبرز هَؤُلَاءِ الْعلمَاء المرحوم مير عنايت الله ولد مير طَاهِر جنيري الَّذِي قبل الانتساب إِلَى بيُوت الْفقر من أجل تَحْصِيل الْعلم فَقضى مُعظم أوقاته فِي تِلْكَ الْمقْبرَة.
وَلَقَد اسميت هَذَا الْمُحب السعيد بالشهيد لِأَنَّهُ فِي شهر رَمَضَان الْمُبَارك من هَذِه السّنة جَاءَ إِلَى منزلي وَقَالَ إِنَّه إِذا ربح بطيخة فَأولى لَهُ أَن يربح أَو يكْسب الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة فَقبلت مَعَه فَقضيت مَعَه شهر رَمَضَان فِي تكْرَار درس ((شرح الْوِقَايَة)) بحاشية ((الْجبلي)) فِي ذَلِك الْمِحْرَاب.
وَكنت فِي بعض الأحيان اذْهَبْ إِلَى ((حديقة الرَّوْضَة)) لزيارة الْقُبُور وَقِرَاءَة الْفَاتِحَة على العظماء المدفونين فِيهَا وأجلس إِلَى قبر حَافظ مُحَمَّد عبد الله التلميذ النجيب لوالد المرحوم المدفونين دَاخل سور الحديقة. الَّذِي كَانَ لَهُ الِاطِّلَاع الْوَاسِع والمعرفة الْحجَّة والبصيرة الواسعة والفكر الصائب، وَقَالَ كلَاما مجيدا وَوَجهه إِلَى الْمُلُوك الْمُخْتَلِفين وَكَانَ لَهُ اطلَاع وَاسع على علم الْقِرَاءَة وصنف رِسَالَة فِي التجويد شعرًا ونثرا. وَقد اسْتَفَدْت مِنْهُ فِي دراسة ((شرح الملا)) وَبَعض أَبْوَاب ((كنز الْفَوَائِد)) اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه وَأَنت الْغفار الرَّحِيم.
وَظهر يَوْم الْأَحَد من سنة 1164 اسْتشْهد محبي لله مير عنايت الله فِي المعركة الَّتِي نشبت بَين هدايت محيي الدّين خَان ((وفاغنة)) والقصة أَن مكمل خَان انفق جهدا كَبِيرا فِي تربية وَتَعْلِيم وتأديب برهَان نظام شاه ولمدة عشرَة سنوات الَّتِي كَانَت كَافِيَة وجيدة لاتقان الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة بِخَط جميل بشكل جيد.
وَكتب ((مُحَمَّد قَاسم)) يَقُول إِن برهَان نظام شاه كتب رِسَالَة فِي علم الْأَخْلَاق وسلوك الْمُلُوك ووصلت إِلَيْهِ وَقد كتب فِي آخرهَا هَذِه الْجُمْلَة ((كَاتبه الشَّيْخ برهَان بن أَحْمد الملقب بنظام الْملك بحري)) . وَقد كَانَ برهَان نظام شاه مَعْرُوفا بالشجاعة وَالتَّقوى وَالصَّلَاح وَالْكَرم وفريدا فِي عصره. وَيُقَال إِنَّه كَانَ عِنْدَمَا يركب فرسه وَيخرج إِلَى السُّوق فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) مَعَ أَصْحَابه، فَإِنَّهُ لَا يلْتَفت يَمِينا وَلَا يسارا، وعندما سَأَلَهُ أحد المقربين عَن عدم التفاتة إِلَى الْأَطْرَاف والجوانب قَالَ لَهُ: عِنْدَمَا أعبر فَإِن كثيرا من الرِّجَال وَالنِّسَاء يقفون لمشاهدة هَذَا الفاني، وَأَنا أَخَاف. أَن تلفت أَن تقع عَيْني على شَيْء حرَام فَينزل عَليّ وبال ذَلِك. وَلما كَانَ هَذَا الْملك الْعَظِيم شَابًّا ومغامرا فِي أَوَائِل سلطنته أَرَادَ أَن يسيطر على قلعة (كاويل) ، فَخرج من أجل ذَلِك من دَار السلطنة فِي (أَحْمد نكر) باتجاه تِلْكَ القلعة وسيطر عَلَيْهَا، وَكَانَ من جملَة الأسرى الَّذين وَقَعُوا فِي يَد قَائِد جَيْشه جَارِيَة بَالِغَة الْحسن وَالْجمال تشابه الْقَمَر أَو المُشْتَرِي، فَلَمَّا وَقع نظره على وَجه الْملاك هَذَا فشاهد الْمُسْتَقْبل فِي مرْآة وَجههَا تملكه الوله والحيرة وَلم يملك سَبِيلا إِلَّا أَن يحملهَا إِلَى السُّلْطَان وَيرى أَثَرهَا عَلَيْهِ، وَفِي خلْوَة بَينهمَا قَالَ نصير الْملك للسُّلْطَان دَامَ ضله أَنه قد حجب عَن بَاقِي الْعَسْكَر وَالنَّاس فاتنه من بَين الأسرى لَا مثيل لَهَا وَلَا تلِيق إِلَّا بالسلطان فَإِذا أَمر السُّلْطَان فَإِنَّهُ يبْعَث بهَا إِلَى الْجنَاح الليلي، فتملك شهريار حَالَة من الانشراح والفرح فَاسْتحْسن نصير الْملك ذَلِك وَلما ذهبت هَذِه الْجَارِيَة إِلَى الْجنَاح الليلي كَانَت تضع على رَأسهَا شادورا كحليا مقصبا بِالذَّهَب وَكَأَنَّهَا ملاك يسير باتجاه برهَان نظام شاه، وَلما تمّ اللِّقَاء بَينهمَا، شرفها الشاه بِالْحَدِيثِ مَعهَا فَسَأَلَهَا من أَي قوم هِيَ وَإِلَى من تنْسب وَمن يتَّصل بهَا بِالْقَرَابَةِ أيتها الوردة الجميلة الخالية من الشوك. فأجابت، روحي فدَاء للعلي الْقَدِير أَنا من قَبيلَة (فلَان) وَأبي وَأمي وَزَوْجي هم فعلا فِي قَبْضَة السُّلْطَان. فَلَمَّا سمع الْملك اسْم زَوجهَا سيطرت عَلَيْهِ الحمية وَاجْتنَاب الْمعاصِي فذوت شَهْوَته وَقَالَ لَهَا مطيبا خاطرها سَوف أطلق سراح والدك ووالدتك وزوجك وأهبك إيَّاهُم. عِنْدهَا ركعت الْجَارِيَة وَقبلت الأَرْض بَين يَدَيْهِ وشرعت بِالدُّعَاءِ لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ. وَفِي الصَّباح عِنْدَمَا دخل عَلَيْهِ نصير الْملك يُرِيد تهنئته بِهَذِهِ اللَّيْلَة الجميلة، فَضَحِك ((يُوسُف زَمَانه)) وَقَالَ: لقد سترنا عَورَة هَذَا الشّرف الْكَرِيم وأعطيتها وَعدا أَن أعيدها إِلَى زَوجهَا فَلذَلِك أحضر لي والدها ووالدتها وَزوجهَا إِلَى هَذَا الْمجْلس فأنعم عَلَيْهِم وأغدق ووهبهم لَهَا.
وَفِي عهد برهَان نظام شاه ازدهرت مَدِينَة (أَحْمد نكر) وَأخذت رونقا جَدِيدا فَاجْتمع فِيهَا الْعلمَاء والسادات والأكابر وَالشعرَاء أَصْحَاب الْفُنُون والحرف والفقراء.
التقى الملا بير مُحَمَّد الشيرواني من كبار عُلَمَاء الْمَذْهَب السّني وأستاذ الْملك الْمُعظم عَن طَرِيق الِاتِّفَاق بالشاه طَاهِر دكنهي عِنْد جهان كاوان الَّذِي كَانَ ركن السلطنة لَدَى مُحَمَّد شاه بهمني فِي قلعة (بريندا) ، ودرس عَلَيْهِ كتاب (المجسطي) فِي علم الْهَيْئَة لمُدَّة سنة وعندما عَاد إِلَى (أَحْمد نكر) سَأَلَهُ برهَان نظام شاه عَن سَبَب توقفه هُنَاكَ. فَقَالَ لَهُ الملا بير مُحَمَّد ظَاهر أَنه كَانَ طول هَذِه الْمدَّة برفقة عَالم محلق فِي الْفَهم الإنساني، وَلَيْسَ من طَرِيق إِلَى إِدْرَاك سر كَمَاله وعقله يزن عقول أهل زَمَانه وَلَا أحد يبلغ شرف مرتبَة علمه، فاعتبرت ذَلِك فوزا عَظِيما أَن أَقرَأ عَلَيْهِ كتاب (المجسطي) الَّذِي يعْتَبر محك امتحان الْفُضَلَاء لَا بل ميزَان معركة حكماء اليونان وَالْعراق وَأنْشد فِي وصف شاه طَاهِر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ: (لقد حَار الْعُقَلَاء فِي وصف كَمَاله ... فَلَا يُدْرِكهُ لَا بقراط الْحَكِيم وَلَا أَبُو عَليّ)
(مَعَ علمهمْ وحكمتهم وفضلهم وكمالهم ... فَإِنَّهُم جَمِيعًا يدرسون علم الْألف فِي صفه)
لقد رغب برهَان نظام شاه بمصاحبة الْعلمَاء والفضلاء، وخصوصا صُحْبَة شاه طَاهِر فَأرْسل لَهُ رِسَالَة حملهَا شوقه وحبه واحترام مَعَ الملا بير مُحَمَّد، وعندما وصلت الرسَالَة إِلَى شاه طَاهِر فِي (بريندا) فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَن اطلع (خواجه جهان) على الرسَالَة الَّذِي لم ير بدا من مركب السّفر لشاه طَاهِر وَيبْعَث بِهِ إِلَى مَدِينَة (أَحْمد نكر) ، فَخرج أَعْيَان وأمراء وأقرباء الْملك من الْمَدِينَة لمسافة أَرْبَعَة فراسخ لاستقباله بِكُل اعزاز وإكرام وأدخلوه الْمَدِينَة. وَبعد أَن التقاه برهَان نظام شاه وَكَرمه وعظمه اعترافا بِقَدرِهِ ومنزلته، الَّتِي ادركها شاه طَاهِر من بَين جَمِيع المقربين، وَبعد أَن فرغ من مراسم الِاسْتِقْبَال والمهمات مَعَ السُّلْطَان (بهادر الكجراتي) ، اتخذ لَهُ مَكَانا فِي أَسْفَل قلعة (أَحْمد نكر) للدرس الَّذِي تحول فِيمَا بعد إِلَى مَسْجِد جَامع فَجَلَسَ للدرس يَوْمَيْنِ فِي الْأُسْبُوع يدرس الْعلمَاء الْكِبَار ويطلعهم على الْكتب الدراسية. وَقد حضر دروسه كل من السَّيِّد جَعْفَر أَخ الشاه طَاهِر، وشاه حسن الْجواد، والملا مُحَمَّد النيشابوري، والملا حيدر الاسترآبادي، وَالسَّيِّد حسن المشهدي، والملا عَليّ كلمش الاسترآبادي، والملا ولي مُحَمَّد، والملا رستم الْجِرْجَانِيّ، والملا عَليّ المازندراني، وَأَبُو الْبركَة والملا عَزِيز الله الكيلاني، والملا مُحَمَّد الأسترآبادي، وَالْقَاضِي زين العابدين وقاضي الْعَسْكَر ظفر بيكر وَالسَّيِّد عبد الْحق (كَاتب بركنه ((انبر)) ) وَالشَّيْخ جَعْفَر، ومولانا عبد الأول وَالْقَاضِي مُحَمَّد نور الْمُخَاطب بِأَفْضَل خَان وَالشَّيْخ عبد الله القَاضِي، وَآخَرين من الْفُضَلَاء وطلاب الْعلم وَقد جلس إِلَيْهِ فِي درسه كَذَلِك كل من برهَان نظام شاه واستاذه الملا بير مُحَمَّد الشرواني فَكَانَ يجلس من أول الدَّرْس إِلَى آخِره وَيسْأل ويجيب ويناقش ويعارض.
وَلما كَانَ شاه طَاهِر على مَذْهَب الإمامية، فَإِن برهَان نظام شاه قد اخْتَار مَذْهَب الإمامية هُوَ وَجَمِيع أَهله وَعِيَاله والمقربين لَهُ، وَبعد النقاش الَّذِي دَار بَين شاه طَاهِر وَجمع من الْفُضَلَاء حول هَذَا الْمَذْهَب عمد برهَان نظام شاه إِلَى قتل قَاضِي (انبر) ، وَلَيْسَ هُنَا مقَام الْكَلَام على هَذَا الْمَوْضُوع.
لقد توفّي الشاه طَاهِر فِي زمن سلطنة برهَان نظام شاه سنة 956 وَدفن دَاخل سور حديقة الرَّوْضَة خَارج قبَّة نظام شاه بحري إِلَى الْجَانِب الشمالي. وَقد عمد هاني نظام شاه بعد مُدَّة إِلَى نقل رفاة شاه طَاهِر إِلَى كربلاء المعظمة. وَخلف شاه طَاهِر وَرَاءه أَرْبَعَة أَبنَاء هم: شاه حيدر وشاه رفيع الدّين حُسَيْن وشاه أَبُو الْحسن وشاه أَبُو طَالب وَثَلَاثَة بَنَات بقيت اسماميهن مستورة كَمَا كن هن مستورات. وَبَقِي أَوْلَاد شاه طَاهِر حَتَّى زمن كِتَابَة هَذِه الْكَلِمَات يسكنون فِي عمارات عامرة فِي مَكَان اقامة شاه طَاهِر فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) ويتولون تصريفها وادارتها، وَالْحَال أَن الْكَاتِب قد اشْترى منزلا من وَرَثَة شاه طَاهِر فِي منطقته، وَقد عمد برهَان نظام شاه بعد جُلُوسه على عرش السلطة سنة (908) إِلَى بِنَاء قلعة من الْحجر الْمَطْبُوخ فِي أَرَاضِي (حديقة نظام) وَبنى فِيهَا أَرْبَعَة أبراج وَأعْطى كل برج وتوابعه إِلَى أحد الْأُمَرَاء المرموقين، وَمَعَ مُرُور وَقت قصير أَصبَحت قلعة (أَحْمد نكر) من القلاع النادرة وَبلا نَظِير وشيرازة (نِسْبَة إِلَى شيراز) ملك الدكن، فَكَانَت فِي بنائها وصقل أحجارها وتدويرها وأسلوب أَحْكَامهَا فريدة بَين قلاع الأَرْض وأصبحت مَدِينَة (أَحْمد نكر) مَدِينَة مَشْهُورَة بِطيب هوائها ومائها ومناخها بَين جَمِيع الْخلق من الْخَاصَّة والعامة فِي جَمِيع الْبِلَاد والأمصار.
وَقد بنى أَحْمد نظام شاه بحري إِلَى جَانب الشمالي من مَدِينَة (أَحْمد نكر) حديقة سميت بحديقة (فيض نجش) والمشهورة بحديقة (الْجنَّة) وَبنى دَاخل الحديقة حوضا ضخما مثمن الاضلاع، وَفِي دَاخل الْحَوْض بنى عمَارَة كمنزل لَهُ مثمن الاضلاع، وَإِلَى جَانب الْحَوْض بنى إيوانه وحماما جميلا ومترفا. وَفِي أَيَّام التعطيل نَذْهَب مَعَ الطّلبَة الرفقاء إِلَى تِلْكَ الحديقة لصيد السّمك والتفرج والنزهة، لَكِن النَّهر خرب هَذَا الْحَوْض وأصبحت الحديقة تعاني من قلَّة المَاء فآلت إِلَى الخراب، فأصبحنا عِنْدَمَا نعبر هَذِه الحديقة تتملكنا الْحَسْرَة والندم عَلَيْهَا.
أما برهَان نظام شاه فقد بنى حديقة إِلَى الْجَانِب الجنوبي من (أَحْمد نكر) وأسماها حديقة (فَرح نجش) وَبنى دَاخل الحديقة (حوضا) مربع وَبنى وسط هَذَا الْحَوْض (جبوتره) مثمنة وواسعة، وَبنى فَوق (جبوتره) بِنَاء عَالِيا ومثمن من طبقتين بطراز غَرِيب وَعَجِيب يعجز الْقَلَم وَاللِّسَان عَن وَصفه ويحتار بِهِ، وَلَا يَسْتَطِيع عقل المهندسين ادراك عَظمَة تصميمه، وَكم حاول وسعى شاه طَاهِر لوصفه وتكلف الْمَشَقَّة غير أَنه لم يصل إِلَى إيفائه حَقه، وَمِمَّا قَالَه قصيدة طَوِيلَة فِي سِتَّة وَعشْرين بَيْتا يصف فِيهَا عَظمَة الْبناء وعظمة الْبَانِي وَالْقُدْرَة على تصميمه وَأَن لَا أحد من الْمُلُوك العظماء من سبق يَسْتَطِيع انجاز مَا أنْجز فِي هَذَا الْبناء حَتَّى أَن ديوَان كسْرَى وكلستان خسرو لَا يُمكن لَهما أَن يصلا إِلَى مستوى هَذَا الْبناء.
وَفِي حديقة (فَرح نجش) نهر عَظِيم يصل إِلَيْهَا من السوَاد من مَوضِع يُقَال لَهُ (كافور باري) ويدخلها من تَحت السُّور ويصل إِلَى خزان للمياه عَظِيم، وَقد خطّ تأريخ لهَذِهِ الحديقة على لوح رُخَام قرب خزان المَاء كتب عَلَيْهِ مَا مَعْنَاهُ. اسْمهَا (فَرح نجش) اشتق من طيب هوائها ومائها فاشتهرت بذلك:
(لتكن النِّعْمَة مرافقة للساعي ببنائها ... فَجَمِيع سَعْيه مشكور)
(أردْت أَن أأرخ لهَذَا الْكَبِير والحكيم ... فَقلت يَا رب لتكن عامرة إِلَى الْأَبَد) وَبِمَا أَن شاه طَاهِر كَانَ مَعَ نعمت خَان كدورتي فقد أنْشد حول الحديقة بَيْتَيْنِ من الشّعْر قَالَ فِيمَا مَعْنَاهُ:
(مر على حديقة فَرح نجش أَيهَا الشاه ... وَانْظُر إِلَى أصل النشاط)
(فقد بنى نعمت خَان وَمن فضل التَّارِيخ ... فَخَرجُوا أقمارا من حديقة فَرح نجش أَيهَا الشاه)
وَبعدهَا أنْشد شاه نور المتخلص بنزهت من قَصَبَة (جمار كونده قلندرانه) شعرًا بِوَصْف هَذِه الحديقة، وشاه نور كَانَ على علاقَة بشاه مُسَافر النقشبندي وَصَاحب بَاعَ فِي الخطابة وخطب مرّة فِي حَضْرَة شاه مُسَافر خطْبَة تقَارب الاعجاز وشعره رفيع بمقام شعر ميرزا صائب رَحمَه الله صَاحب الدِّيوَان والقصائد الغراء. وَقد التقاه الْكَاتِب وتباحث مَعَه مطولا لمرتين، ولنزهت حَاجِب ديوَان للشعر يُقَلّد فِي كَثِيره نسق ميرزا صائب.
ونعمت خَان كَانَ فِي عهد برهَان نظام شاه ذَا سليقة شعرية وسلوك حسن ورفيع وَصَاحب حَسَنَات فريدة. ومكانة نعمت خَان فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) أظهر من الشَّمْس فَكَانَ صَاحب عمارات وَمَسْجِد وبركة مَاء خلف الْمَسْجِد ودكاكين رفيعة الشَّأْن ووقف دكاكين السُّوق وخراجها وَبنى خلف الْمَسْجِد حَماما لَا مثيل لَهُ فِي سَائِر الْبِلَاد وَقد كتب شاه ظَاهر فِي تَارِيخ بِنَاء هَذَا الْحمام (وَإِن كُنْتُم جنبا فاطهروا) (سنة 925) .
وَكَانَ ل (نعمت خَان) ولد وَاحِد كَانَ اسْمه (الملا نادري) توفّي فِي حَيَاة وَالِده فدفنه تَحت دكان فِي شمال السُّوق، أما قبر نعمت خَان وزوجه فقد دفنا فِي دَاخل سرداب إِلَى جَانب الْمَسْجِد فِي الْجِهَة الشمالية، وَلَا ولد لَهُ. وَتلك الدكاكين والعمارات الَّتِي كَانَ يملكهَا وصلت إِلَى الخراب وَقد بيع ترابها وحجارتها، فَإِذا كَانَ تعاقب الْأَيَّام على هَذَا المنوال فَلَنْ يبْقى لَهُ بعد أَيَّام أَي ذكر أَو أَكثر فسبحان الله. لقد كَانَ يعرف بحاتم زَمَانه.
الْقِصَّة من زمن برهَان نظام شاه راج مَذْهَب الإمامية وحينها أَصبَحت مَدِينَة (أَحْمد نكر) ذَات رونق جَدِيد بِفضل العمارات والدكاكين والحدائق والحمامات المتعددة والأنهر الْكَثِيرَة ... وَلما شرع برهَان نظام شاه بترويج هَذَا الْمَذْهَب مُعْتَمدًا على شاه طَاهِر فقد اسند المناصب والوظائف الَّتِي قررها أَحْمد نظام شاه بحري لأهل السّنة إِلَى أَتبَاع الْمَذْهَب الشيعي وَبنى لَهُم سورا ومسجدا عَظِيما وبركة وغرفا كَثِيرَة فِي الْجِهَة الْمُقَابلَة لقلعة (أَحْمد نكر) وأصبحت مدرسة لَهُم.
وَسمي هَذَا الْمَكَان ب (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر) ووقف لَهُم قصبات (جيور) و (سيور) و (راسيابور) وَبَعض الْقرى الْأُخْرَى لنفقات السَّادة والطلبة والفضلاء من الشِّيعَة، جعل لَهُم طَعَاما يوزع عَلَيْهِم يوميا لمرتين.
أما أَسمَاء الْأُمَرَاء المعروفين فِي ذَلِك الْعَهْد فهم: مير أَحْمد الْمُخَاطب بمير مرتضى خَان تكتي، وجنكيز خَان، وشرزه خَان، واعتماد خَان، وفرهاد خَان يُوسُف، وزمرد فرهاد خَان، ونعمت خَان، ورومي خَان، وصلابت خَان كرجي، وَحَكِيم كاشي، وَصدر جهان، وَاخْتِيَار خَان، وابهنك خَان، وفولاد خَان حبشِي، وبساط خَان، وغالب خَان شَهِيد، وآتش خَان، وَسيد منتجب الدّين، وعالم خَان ميواتي، وشمشير خَان جبشي، وَسيد الهداد خَان، وَسُهيْل خَان، وَسيد جلال الدّين، وخواجه سُهَيْل، وقاسم خَان، وميرزا خَان سبزواري، وجمشيد خَان، وبهائي خَان، وجمال خَان، وبحري خَان، وَأسد خَان الرُّومِي، وبهادر خَان الكيلاني كور، وموثي خَان وَغَيرهم.
وَالِدَة برهَان نظام شاه ابْنة أحد أكَابِر استرآباد توفيت فِي (جنير) ودفنت هُنَاكَ، أما قبَّة غَالب خَان الشَّهِيد تقع على مَسَافَة رميتي سهم من مَقْبرَة قدوة الواصلين وزبدة السالكين وجامع الكمالات الصورية والمعنوية حَضْرَة السَّيِّد عبد الرَّحْمَن الجشتي من أَتبَاع ومريدي حَضْرَة شاه نظام نارنولي، الَّتِي تتصل سلسلة بيعَته بالشيخ نصير الدّين مَحْمُود مَنَارَة دلهي قدس الله تَعَالَى أسرارهم.
وَقد توفّي برهَان نظام شاه سنة 961 وَدفن تَحت الْقبَّة فِي حديقة الرَّوْضَة إِلَى جَانب أَحْمد نظام شاه بحري، وَبعد مُدَّة نقلت رفاتهما إِلَى كربلاء ودفنت على مَسَافَة درع وَاحِدَة من الْقبَّة الْخَاص بآل الْعَبَّاس. وَكَانَ عمر برهَان نظام شاه 54 سنة حكم مِنْهَا 47 سنة. خَلفه على سَرِير الْملك وَلَده حُسَيْن نظام الْملك وَكَانَ شجاعا وكريما وحاتميا وَقَامَ بأعمال جلة وفتوحات عديدة. وَكَانَ فِي زَمَانه (رامراج) وَكَانَ لَدَيْهِ فرقة من الفرسان وتسع فرق من المشاة ويسيطر على (بيجانكر) ويتسلط على من فِيهَا وتحالف مَعَ الْكَفَرَة السامريين فِي قَصَبَة (بهنكار) وَفِي أحد الْأَيَّام فِي السُّوق وأثناء الازدحام أَخذ يتداخل بَين النَّاس ويستعطيهم، وَلما كَانَ (راجه ساهو) فِي يَد (عالمكير بادشاه) فقد نجاه من قَيده مُحَمَّد أعظم شاه ابْن عالمكير بادشاه بِالْقربِ من منْطقَة (فردابور) بِنَاء على توصية ذُو الفقار خَان ابْن وَزِير الممالك اسد خَان، وعندما رَجَعَ إِلَى الْقَوْم الْكَفَرَة اجْتَمعُوا حوله فوصل إِلَى (أَحْمد نكر) وأغار على قَصَبَة (بهنكار) وأحرق الْبيُوت، وَفِي هَذِه الْأَثْنَاء وَقعت على رَأسه صَاعِقَة حارقة فَاحْتَرَقَ.
أما حُسَيْن نظام الْملك فقد بنى مَسْجِدا عَظِيما سَمَّاهُ الْمَسْجِد الْجَامِع دَاخل قلعة (أَحْمد نكر) فِي مَكَان مدرسة شاه طَاهِر الْمَوْقُوفَة لسَائِر الْعلمَاء وَقد حكم حُسَيْن نظام الْملك مُدَّة 13 سنة وَمَات، فخلفه وبحكم الْوَصِيَّة وَلَده مرتضى نظام الْملك بن حُسَيْن نظم الْملك وَبعد عدَّة أَيَّام أَصَابَهُ مس فِي دماغه فانزوى فِي (رَوْضَة الْجنَّة - بَاغ بهشت) فَعمد ميرزا خَان السبزواري إِلَى ربطه فِي حمام رَوْضَة الْجنَّة حَتَّى مَاتَ من حرارة الْحمام، استمرت حكومته مُدَّة سِتَّة سنوات وعدة أشهر، وَيُقَال إِن أفضل شَيْء فعله فِي حكمه هُوَ مَوته. وَفِي عَهده تولى الْخطْبَة الملا ملك القمي وَكَانَ إِلَى جَانب ذَلِك شَاعِرًا عالي الدرجَة، وَفِي عَهده كَذَلِك وصلت الخطابة إِلَى أقْصَى الدَّرَجَات فِي (أَحْمد نكر) وَكَانَ لنسق الملا ظهوري فِي النّظم والنثر طرز خَاص وَألف (ساقي نامه) (رِسَالَة الساقي) على اسْم النامي برهَان نظام شاه وَكَانَ لَهَا صفاء وطلاوة وحلاوة خَاصَّة بهَا تنم عَن ذائقة رفيعة، وعندما رأى الملا ملك القمي هَذَا التمايز وَهَذِه القابلية والكمال من الملا ظهوري زوجه ابْنَته لِأَنَّهُ كَانَ فِي تَمام مَكَارِم الْأَخْلَاق، وَبعد سنة من وَفَاة الملا ملك القمي، انْتقل الملا ظهوري إِلَى رَحْمَة الله وَالدَّار الْبَاقِيَة فَأشْعلَ نَار فِي قُلُوب الخطباء. وعندما مَاتَ أفلاطون قَالَ هَذِه الْكَلِمَات (من الحيف أَن يَمُوت الْعلمَاءأُصِيب فِيهَا بِسَهْم الْهَلَاك وَمَات، فَأَرَادَ بعض الْأُمَرَاء تنصيب (أَحْمد) ابْن (خوابنده بكلاني) وَبَعْضهمْ أَرَادَ تنصيب (موتِي شاه) ابْن (قَاسم شاه بن برهَان نظام شاه) مِمَّا أصَاب مملكة (أَحْمد نكر) بالفتور الْعَظِيم فتحول الْأَمر وعصمة المآب وعفت الإياب إِلَى (ملكة زماني جاند بِي بِي) ابْنة حُسَيْن نظام شاه بن برهَان نظام شاه بن أَحْمد نظام شاه بن أشرف همايون نظام الْملك بحري الَّتِي فاقت أقرانها من الشجعان والمقدامين فِي قدرتها واستيعابها للمراحل الْمَاضِيَة من تواريخ السلاطين، وأصبحت سيدة على (أَحْمد نكر) واستعملت الْأُمَرَاء الأجلاء مثل عنبر جنكيز خاني الْمَعْرُوف بعدله وأمانته وتدينه وَقدرته على تَدْبِير أُمُور المملكة فَكَانَ بِلَا نَظِير وشبيه وَكَذَلِكَ استعانت ب (اعْتِمَاد خَان الثَّانِي) وَغَيره من الْأُمَرَاء. وَمَعَ تحين أول فرْصَة أصبح عنبر غُلَام جنكيز خَان وَكيلا للسلطنة وَتسَمى بِالْملكِ عنبر وَبسط سلطته مُعْلنا بَدْء دولة الْملك عنبر وَجلسَ على كرْسِي الحكم وَقد قَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك:
(لم يكن للرسول غير بِلَال ذَاك ... )
(وَبعد ألف سنة جَاءَ ملك عنبر ... )
وَلما مَاتَ الْملك عنبر دفن فِي رَوْضَة (خلد آباد) بِالْقربِ من (دولت آباد) بِالْقربِ من قبَّة قدوة الواصلين وزبدة العارفين السَّيِّد يُوسُف بن السَّيِّد عَليّ بن السَّيِّد مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الدهلوي الدولت آبادي الْمَشْهُور ب (سدراجا) وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا الْوَقْت ب (شاه راجو قتال) ، وَالِد الْمَاجِد حَضْرَة السَّيِّد مُحَمَّد كيسو دراز قدس الله تَعَالَى أسرارهم وَبني فَوق قَبره قبَّة عَظِيمَة الشَّأْن.
وعندما وصلت أَخْبَار الإفراط والتفريط بسلطنة (أَحْمد نكر) إِلَى أكبر شاه، جرد الْأَمِير الشاه مُرَاد عسكرا جرارا يرافقه الْأُمَرَاء المعروفين قَاصِدا السيطرة على (أَحْمد نكر) ، وعندما علمت (جاند بِي بِي) بِهَذَا الْخَبَر سارعت إِلَى تنصيب بهادر نظام شاه ابْن إِبْرَاهِيم نظام شاه بن برهَان نظام شاه على عرش (أَحْمد نكر) وتفرغت للاستعداد إِلَى الْحَرْب والقتال وإدارة الدولة، وَبعد عدَّة أشهر حاصر شاه مُرَاد قلعة (أَحْمد نكر) وَهزمَ فَعَاد إِلَى دلهي فَتوفي فِي أثْنَاء عودته، فَأَرَادَ الْأَمِير دانيال معاودة فتح (أَحْمد نكر) والسيطرة على ملك (الدكن) فَاسْتَأْذن لذَلِك الْخَانَات وكل من ميرزا شاه رخ وميرزا يُوسُف خَان، فحاصر الشاه دانيال (أَحْمد نكر) لمُدَّة أَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام، وَفتحهَا فِي النِّهَايَة بِوَاسِطَة حِيلَة مُحرمَة سنة (1008) وَقبض على بهادر نظام الْملك، أما (جاند بِي بِي) الَّتِي كَانَت رائعة الْجمال بحسنها وشديدة العفاف فخافت أَن تقع فِي يَد عَسَاكِر دلهي الَّتِي سَمِعت عَنْهُم أَنهم سَوف يهتكون سترهَا، فرمت بِنَفسِهَا فِي حَوْض من (مَاء النَّار) فتحولت فِي طرفَة عين إِلَى أثر بعد عين فَكَانَ مَوتهَا سترا لَهَا من يَد الْعَسْكَر والمحارم عَنْهَا. و (جاند بِي بِي) هَذِه كَانَت مخطوبة لأحد أَبنَاء سلاطين (بيجابور) وَكَانَ والدها قد أرسلها بوفير التَّجْهِيز وَركب عَظِيم إِلَى زَوجهَا فِي (بيجابور) فَكَانَ برفقة الْأُمَرَاء وَأَصْحَاب السلطة فِي استقبالها، وَلكنهَا وَفِي لَيْلَة الزفاف رَأَتْ من زَوجهَا مَا كدرها، وَأَنه لَا يَلِيق بهَا فاعتزلته، حَتَّى آخر اللَّيْل وَفِي الصَّباح خرجت من (بيجابور) راكبة حصانها عَائِدَة إِلَى (أَحْمد نكر) . فلحقتها أَفْوَاج عديدة من (بيجابور) ولمسافة أَرْبَعِينَ فرسخا ساعين إِلَى اعادتها لكِنهمْ لم يوفقوا إِلَى ذَلِك فَعَادَت ظافرة غانمة إِلَى دَاخل قلعة (أَحْمد نكر) أما اعْتِمَاد خَان الثَّانِي وبسبب من وسواس كَانَ فِي باله فَإِنَّهُ ذهب إِلَى (بجنير) وعندما حوصرت (جاند بِي بِي) من قبل الْأَمِير دانيال ارسلت لَهُ رِسَالَة تعهد مختومة بخاتمها الْخَاص ونقشت عَلَيْهَا كف يَدهَا المضمخة بالزعفران والصندل ورسالة التعهد هَذِه مَوْجُود لَدَى أَوْلَاد اعْتِمَاد خَان، وبرأي الْكَاتِب فَإِن أَصَابِع تِلْكَ الْيَد العفيفة طَوِيلَة وضعيفة وراحة يَدهَا صَغِيرَة وَكَانَت تلبس خَاتمًا فِي خنصرها، وَقد تملك كل من كَانَ حَاضرا ذَلِك الْمجْلس وَشَاهد هَذَا التعهد وَنقش الْيَد عَلَيْهِ وانتبه إِلَى البلاغة والفصاحة والعبارة الَّتِي يتحلى بهَا هَذَا التعهد ومعانيه المتنوعة والمتينة تغلب عَلَيْهِ الْحَسْرَة ويسيل الدمع أسفا عَلَيْهَا وَيضْرب أَخْمَاسًا بأسداس.
إِن بَلْدَة (أَحْمد نكر) وَحَتَّى كِتَابَة هَذِه السطور قد تعرضت ثَلَاثَة مَرَّات للغارات:
الْمرة الأولى: عِنْدَمَا هاجمها الْكَافِر الشقي (رامراج) حَاكم (بيجانكرد) فِي عهد حُسَيْن نظام شاه بأفواجه الجرارة من الفرسان والمشاة الكثر واحتل (أَحْمد نكر) وذبحوا الْخَنَازِير فِي مَسْجِد (لنكرد) الْأَئِمَّة الاثنا عشر عَلَيْهِم وعَلى جدهم الأمجد الصَّلَاة وَالسَّلَام وَبَقِي فِي الْمَدِينَة مُدَّة تِسْعَة أشهر محاصرا قلعتها غير أَنه انهزم فِي النِّهَايَة وهرب مهزوما خائبا وخاسرا.
الْمرة الثَّانِيَة: حِين استغل (بابونا) ابْن الْملك عنبر جنكيز خَان اضْطِرَاب العلاقة بَين السلطة النظامية والأمراء فَأَغَارَ على (أَحْمد نكر) واحرق عمارات الْأُمَرَاء المبنية من الْخشب، وَكَذَلِكَ الْبيُوت الْوَاقِعَة فِي أَعلَى بوابة (كلان) فِي محلّة شاه طَاهِر وَأبقى على أبنية أهل الْحَرْف والغرباء وَالَّذين عاونوه.
الْمرة الثَّالِثَة: كَانَت فِي السّنة السَّادِسَة فِي عهد مُحَمَّد فرخ سير حَاكم (دلهي) فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَألف فِي زمن أَمِير الْأُمَرَاء حُسَيْن عَليّ خَان الْمُتَوَلِي على (الدكن) وَكَانَ يتَوَلَّى امرة القلعة أَسد الدّين خَان بن تهور خَان (كهندو دبهارية) من طرف عَسَاكِر (غنيم) الْبَالِغَة أَرْبَعِينَ ألف خيال وراجل الَّذين انحدروا إِلَيْهَا من نَاحيَة (كنجاله) و (نيبه دهيره) وحاصروها (أَي أَحْمد نَكِير) ، وَلم يسْتَطع مُحَمَّد إِبْرَاهِيم مُتَوَلِّي القلعة من قبل آمرها الصمود بِوَجْهِهِ هَؤُلَاءِ لقلَّة الْعدَد الَّذِي كَانَ مَعَه فَخرج من القلعة فَارًّا مِنْهَا قبل سُقُوطهَا بساعات فَدَخلَهَا المغيرون وَعمِلُوا بالنهب وَالسَّلب طوال اللَّيْل وَبَعض النَّهَار التَّالِي واحرقوا كثيرا من الْأَبْنِيَة والدكاكين، وَلما سمع المغيرون أَن سيف الدّين عَليّ خَان شَقِيق أَمِير الْأُمَرَاء حُسَيْن عَليّ خَان قد وصل إِلَى مشارف (كنجاله) وَمَعَهُ خَمْسُونَ ألف فَارس قَاصِدا النّيل من (غنيم) عَمدُوا إِلَى الْفِرَار. حينها لم يسْتَطع أَكثر السَّادة والفقراء الْوُصُول إِلَى القلعة فلجأوا بأهلهم وعيالهم إِلَى (تاراجى) وَالْكَاتِب حينها لم يكن قد بلغ سنّ الْبلُوغ بعد فَذهب مَعَ وَالِده الْمَاجِد المرحوم بعد صَلَاة الظّهْر إِلَى القلعة وَقَالَ للشَّيْخ فتح مُحَمَّد الملا من قَصَبَة (جيور) وَكَانَ من الْفُقَهَاء القدماء لَدَى وَالِده طَالبا مِنْهُ أَن يُوصل الْأَشْيَاء المهمة والمستورات إِلَى القلعة وَكَذَلِكَ إِيصَال مَا تحويه المكتبات من كتب الَّتِي كَانَ يعدها هَذَا الشَّيْخ أهم من الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الْجَامِع. فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَن أَمر بتحميل جَمِيع الْكتب الَّتِي كَانَت فِي (بالكي وبهل) وأرسلها إِلَى القلعة أما مَا بَقِي من أثاث الْبَيْت والماشية فقد نهب وسرق، وَيَقُول الشَّيْخ عصمت الله ابْن الشَّيْخ تَاج مُحَمَّد أَنه قضى اللَّيْل كُله على سطح منزله الْوَاقِع فِي محلّة شاه طَاهِر دكهني خوفًا من أَن يَنَالهُ أَذَى جمَاعَة غنيم، وَأَنه شَاهد هَؤُلَاءِ المغيرين يخرجُون من منزل (شعريعت بناه) اثْنَا عشر جملا محملًا بالفرش والأواني وَغَيرهَا من الْمَتَاع وَأَن كثيرا من أرزاق وَأَسْبَاب معاش الْفُقَرَاء وَأهل الْحَرْف والشرف والغرباء ذهب نهبا وأحرقت مَنَازِلهمْ وَتَفَرَّقُوا فِي جَمِيع الأنحاء. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي كَانَت (أَحْمد نكر) تحترق فِيهَا، كَانَت النَّار ترى على مَسَافَة سِتَّة فراسخ من جَمِيع الْجِهَات، ويحضر فِي بالي أنني فِي حينها شَكَوْت إِلَى والدتي الماجدة المرحومة الْجُوع فَلم يكن لَدَيْهَا شَيْء، وَفِي منتصف الْيَوْم الثَّانِي أرسل صَاحب القلعة أَسد الدّين خَان بن تهور خَان طَعَاما، فَمَا كَانَ من وَالِدي إِلَّا أَن قسمه على التَّابِعين والأقرباء. وَفِي تِلْكَ الْأَثْنَاء جَاءَ الشَّيْخ عبد الْملك قريب وَالِدي بِخَبَر مفاده أَن جَمِيع دكاكين السُّوق ومنازل النَّاس، وَمَا أخرجناه من غلَّة قد احْتَرَقَ، كَمَا احْتَرَقَ منزلنا ومحلنا وديوانيتنا، وَمَا بَقِي لنا هُوَ السَّلامَة، فَشكر وَالِدي الله على هَذِه النِّعْمَة.
وَقَالَ راجي مُحَمَّد وَهُوَ شخص ورع وشريف وكهاران بالكي أَنه يجب إرْسَال بعض الْغلَّة إِلَى القلعة وتوزيعها على أَتبَاع شاه أَبُو تُرَاب وشاه قَاسم وَغَيرهم من أَبنَاء شاه طَاهِر دكهني وَكَذَلِكَ الأتباع من السَّادة الْأَشْرَاف وَأهل الْمعرفَة والحقيقة فالسيد بخش الْكرْمَانِي الخيرآبادي قدس سره الَّذِي حزت شرف خدمته وقرأت عَلَيْهِ بعض
رسائل الْمنطق وكل من يسْتَحق من الْجِيرَان فَمَا كَانَ مِنْهُم إِلَّا أَن أوصلوا ذَلِك إِلَى القلعة ووزعوه من سَاعَته على الْجَمِيع وَهَذَا مَا يشْهد لوالدي بِتِلْكَ الهمة الْعَالِيَة فِي فعل الْخَيْر وخدمة الْفُقَرَاء والسادة وَهِي صِحَة أظهر من الشَّمْس وَأبين من الأمس. فقد كَانَ يوزع الطَّعَام على الْفُقَرَاء مطبوخا ونيئا، وَقد وضع عدَّة قطع من الأَرْض فِي تصرف الْقَضَاء من جُمْلَتهَا (يكجاور وبنجاه بيكه) من الأَرْض من أجل سد حاجات الْكِبَار وَهِي بَاقِيَة حَتَّى الْآن وَقد أضفت عَلَيْهَا بعض الْأَرَاضِي وفقا على حاجات السَّادة. وَقد تلقى وَالِدي المرحوم هَذِه الْخِصَال الحميدة والعقيدة والتربية من الْعَارِف بِاللَّه الغواص فِي بحار معرفَة الله حَضْرَة الشاه عبد الْمَاجِد نبيره قدوة الواصلين وزبدة السالكين حَضْرَة الشاه وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأحمد آبادي قدس الله تَعَالَى أسرارهما، وَكَذَلِكَ من حَضْرَة الشاه نصير الدّين خلف الصدْق شاه عبد الْمَاجِد وَكَذَلِكَ الملا أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مشاهير عُلَمَاء (أَحْمد آباد) صَاحب التصانيف أنار الله برهانهم ودرس عَلَيْهِ الْعُلُوم الظَّاهِرِيَّة المطولة ودرس التجويد على فريد الْعَصْر الشَّيْخ فريد رَحْمَة الله عَلَيْهِ الَّذِي لَهُ الْحَوَاشِي والمعروفة عَليّ الْمولى زَاده وَكتب دراسية أُخْرَى مَشْهُورَة ومعروفة، واتصل فِي (بيران بتن) بِخِدْمَة الفاضلي العارفي الَّذِي كَانَ يجلس مُنْفَردا فِي مَسْجِد (آدينه) ونال مَعَه الْبركَة والسعادة والتوفيق، وبأمر مِنْهُ ذهب إِلَى (شاه جهان آياد) وَتَوَلَّى قَضَاء (دهولقه) من تَوَابِع (أَحْمد آباد) فَقضى فِيهَا خمس سِنِين ثمَّ استعفى من ذَلِك وَعَاد إِلَى (أَحْمد آباد) واتصل بِخِدْمَة المرشد لعدة سنوات حظي فِيهَا بالتوفيق وَلما كَانَ المرشد يُرِيد الالتحاق بِجَيْش مُحَمَّد اورنك زيب عالمكير المعسكر فِي قَرْيَة (كلكله) ، فقد عزم الْأَمر على الرحيل، وَلما صَادف مُرُور الْعَسْكَر بِجَانِب (أَحْمد نكر) وَكَانَ فِيهَا آنذاك شاه عَسْكَر قدس سره الَّذِي وصلت إِلَيْهِ شهرة الْوَاحِد فَأَرَادَ الِاتِّصَال بِهِ وَكَانَ حينها يُقيم فِي مَسْجِد (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشرَة) ، وَبِمَا أَن المرحوم وَالِدي كَانَ قد سمع عَن كمالاته فَأحب أَن يلازمه، وَلكنه وَهُوَ فِي الطَّرِيق أَخذ يفكر فِي مَاهِيَّة مَذْهَب شاه عَسْكَر فِي حِين أَنه يُقيم فِي مَسْجِد (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر) وَهُوَ مَعْرُوف أَنه لأتباع الْمَذْهَب الإمامية، ولكنهما عِنْدَمَا التقيا وتباحثا فِي الْمسَائِل والقضايا، وَبَان الِاتِّفَاق بَينهمَا، فَقَامَ وَالِدي بتقبيل الأَرْض بَين يَدَيْهِ، فَأَجَازَهُ، فالتحق وَالِدي بالعسكر وَأمره بِقَضَاء (أَحْمد نكر) ، وَفِي هَذِه الْأَثْنَاء زَارَهُ طَائِر الْمَوْت فَتوفي وَجعل قَبره مَا بَين (أَحْمد نكر) و (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر) خَارج بوابة (شاه كنج) ، بعد ذَلِك وبسبب من ظلم مُتَوَلِّي (أَحْمد نكر) الَّذِي كَانَ يحمي الْكفَّار وَيظْلم النَّاس قرر المرحوم وَالِدي السكن فِي قلعة (أَحْمد نكر) ، فَلم يبْق أحد من أكَابِر والسادات وَجَمَاعَة الْمُسلمين إِلَّا وأتى إِلَى قلعة (أَحْمد نكر) طَالبا مِنْهُ أَن يعود للسكن فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) وَلكنه لم يقبل. وَفِي سنة (1130) وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس التَّاسِع عشر من شهر شَوَّال فِي الهزيع الْأَخير من اللَّيْل فَارق الدُّنْيَا إِلَى الدَّار الْآخِرَة، وَدفن فِي مَقْبرَة حَضْرَة شاه
بنكالي قدس سره الْوَاقِعَة فِي مُقَابل القلعة وَقد كَانَ عثماني النّسَب يَعْنِي أَنه من أَوْلَاد جَامع الْقُرْآن كَامِل الْحَيَاة وَالْإِيمَان حَضْرَة عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وجده الْأَعْلَى صَاحب الْفَضَائِل والكمالات الْوَاصِل إِلَى منزلَة الْحَقَائِق والمعارف قدوة العارفين حَضْرَة مَوْلَانَا حسام الدّين قدس سره وَنور مرقده. وينتسب إِلَيْهِ عَن طَرِيق الشَّيْخ عبد الرَّسُول ابْن الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عبد الْوَارِث ابْن الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عبد الْملك ابْن الشَّيْخ مُحَمَّد إِسْمَاعِيل ابْن الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن مَوْلَانَا الشَّيْخ حسام الدّين العثماني قدس الله تَعَالَى أسرارهم ومرقده الشريف يَقع فِي (كلكشت) من نَاحيَة (كبيرنبج) الْوَاقِع على بعد سِتَّة فراسخ من (أَحْمد آباد) إِلَى الْجِهَة الغربية وَهُوَ مقصد للزائرين. والناحية الْمَذْكُورَة تعْتَبر موطن وَمَكَان ولادَة المرحوم وَالِدي وأجداده. وَقد توَلّوا فِيهَا الْقَضَاء والخطابة مُنْذُ الْقَدِيم، أما جده لأمه فَهُوَ الْعَارِف بِاللَّه الْمُسْتَغْرق فِي بحار معرفَة الله (مخدوم شيخو) قدس الله سره الْعَزِيز وَهُوَ فيض من جناب قدوة الواصلين وزبدة العارفين أستاذ الْجَمِيع حَضْرَة شاه (وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين) الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأحمد آبادي قدس الله سرهما وَنور مرقدهما. وَقد أنْشد الشَّاعِر (بزركي) قصيدة فِي شمائل هَذَا الشَّيْخ تقع فِي اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ بَيْتا تحدث فِيهَا عَن فَضَائِل وأخلاق وَعلم ودرجة هَذَا الْعَالم الْجَلِيل ومكانته العلمية والأدبية والاجتماعية وموقعه الديني فِي زَمَانه.

ربط

ربط: {وربطنا} ثبتنا، {ورابطوا}: اثبتوا وداوموا.
(ربط)
جأشه رباطة اشْتَدَّ قلبه فَلم يفر عِنْد الْفَزع وَالشَّيْء ربطا شده فَهُوَ مربوط وربيط وَيُقَال ربط نَفسه عَن كَذَا منعهَا وربط الله على قلبه بِالصبرِ ألهمه إِيَّاه وَقواهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز فِي قصَّة مُوسَى {إِن كَادَت لتبدي بِهِ لَوْلَا أَن ربطنا على قَلبهَا لتَكون من الْمُؤمنِينَ}
ر ب ط : رَبَطْتُهُ رَبْطًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ شَدَدْتُهُ وَالرِّبَاطُ مَا يُرْبَطُ بِهِ الْقِرْبَةُ وَغَيْرُهَا وَالْجَمْعُ رُبُطٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَيُقَالُ لِلْمُصَابِ رَبَطَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ بِالصَّبْرِ كَمَا يُقَالُ أَفْرَغَ اللَّهُ عَلَيْهِ الصَّبْرَ أَيْ أَلْهَمَهُ.

وَالرِّبَاطُ اسْمٌ مِنْ رَابَطَ مُرَابَطَةً مِنْ بَابِ قَاتَلَ إذَا لَازَمَ ثَغْرَ الْعَدُوِّ وَالرِّبَاطُ الَّذِي
يُبْنَى لِلْفُقَرَاءِ مُوَلَّدٌ وَيُجْمَعُ فِي الْقِيَاسِ رُبُطٌ بِضَمَّتَيْنِ وَرِبَاطَاتٍ. 

ربط


رَبَطَ(n. ac.
رَبْط)
a. Tied, bound, made fast.
b. Suspended (priest).
c.(n. ac. رِبَاْطَة), Encouraged.
d. ['Ala], Strengthened ( the heart: God ).

رَاْبَطَa. Applied himself to; persevered with.
b. Defended the frontiers (army).

تَرَاْبَطَa. Allied, leagued himself, conspired ( with).
إِرْتَبَطَa. Was tied, bound, made fast.
b. Attached himself to.
c. Kept in reserve (horse).
رَبْطَةa. Cord, rope; band; bandage; tether.
b. Parcel, bundle; bale, package.

مَرْبَط
مَرْبِط
(pl.
مَرَاْبِطُ)
a. Stable; cattleshed, &c.

مِرْبَط
مِرْبَطَةa. see 23 (a)
رَاْبِطa. Impregnable.
b. see 25 (b)
رَاْبِطَةa. Tie, connection; bond, link; copula ( of a
proposition ).
رِبَاْط
(pl.
رُبُط)
a. Bond; rope, cord; shackles, fetters.
b. Bondstone.
c. Heart; spirit.
d. Suspension ( of a priest ).
e. Hostelry; hospice.
f. Spare horse.

رَبِيْطa. Tied, bound.
b. Monk, ascetic.
ربط
الرِّبَاطُ: الشيْءُ الذي يُرْبَطُ به، والجَميعُ الرُّبُطُ، رَبَطَ يَرْبطُ ويَرْبطُ رَبْطاً. والربَاطُ: مُلاَزَمَةُ ثَغْرِ العَدُو، ورَجُلٌ مُرَابِطٌ. والمُرَابِطَاتُ: جَمَاعَةُ الخُيُوْلِ الذين رابَطُوا. وقَوْلُه عَز وجَل: " اصْبِرُوا وصابِروا ورَابِطُوا " من رِبَاطِ الجِهَادِ. وقيل: واظِبُوا على الصَلاَةِ في مَوَاقِيْتِها، والرِّبَاطُ: المُدَاوَمَةُ على الشيْءَ.
وقَوْلُه عَزَوجَل: " ومِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ " هي الخَمْسُ فما فَوْقها، وجَمْعُها الرُّبُطُ. ورَبَطَ اللهُ وَجَعَه عنه: أي أبْرَأه من مَرَضِه.
وفُلان رابِطُ الجَأشِ. ورَبَطَ جَأشَه: اشْتَد قَلْبُه. ومنه قَوْلُهم: رَبَطَ اللَهُ على قَلْبِه بالصَّبْرِ. لاذا وُضِعَ التَمْرُ في الجِرَارِ فَصبَ عليه الماءُ فهو: الربِيْطُ. والمُتَرَابِطُ من الماء: الذي لا يَخْرُجُ من مُجْتَمَعِه.
(ر ب ط) : (رَبَطَ) الدَّابَّةَ شَدَّهَا وَالْمَرْبِطُ مَوْضِعُ الرَّبْطِ وَالرِّبَاطُ مَا يُرْبَطُ بِهِ مِنْ حَبْلٍ وَقَدْ يُسَمَّى بِهِ الْحِبَالَةُ (وَمِنْهُ) الْمَثَلُ إنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعِيرٌ فِي الرِّبَاطِ يُضْرَبُ فِي الرِّضَا بِالْحَاضِرِ وَتَرْكِ الْغَائِبِ (وَرِبَاطُ الْحَائِضِ) مَا تَشُدُّ بِهِ الْخِرْقَةَ (وَرَابَطَ الْجَيْشُ) أَقَامَ فِي الثَّغْرِ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ مُرَابَطَةً وَرِبَاطًا (وَمِنْهُ) {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200] جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ اصْبِرُوا عَلَى دِينِكُمْ وَصَابِرُوا عَدُوَّكُمْ وَرَابِطُوا أَيْ أَقِيمُوا عَلَى جِهَادِهِ بِالْحَرْبِ وقَوْله تَعَالَى {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60] جَمْعُ رَبِيطٍ بِمَعْنَى مَرْبُوطٍ كَفَصِيلٍ وَفِصَالٍ عَلَى أَحَدِ الْأَوْجُهِ (وَالْمُرَابَطَةُ) الْجَمَاعَةُ مِنْ الْغُزَاةِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَ الْقُدُورِيُّ مِنْ الْحَدِيثِ «فِي كُلِّ فَرَسٍ دِينَارٌ وَلَيْسَ فِي الرَّابِطَةِ شَيْءٌ» فَالْمَعْنَى مَا يُرْبَطُ فِي الْبَلَدِ مِنْ الْخَيْلِ وَحَقِيقَتُهَا ذَاتُ الرَّبْطِ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ.
[ربط] ربطت الشئ أربطه، وأربطه أيضاً عن الأخفش، أي شددته. والموضع مَرْبَطٌ ومَرْبِطٌ. يقال: ليس له مَرْبِطُ عنزٍ. وفلان يَرْتَبِطُ كذا رأساً من الدواب. ويقال: نِعْمَ الرَبيطُ هذا، لما يُرْتَبطُ من الخيل. والربيط: لقب الغوث بن مرة . والربيط: البسر المودون. والرِباطُ: ما تُشَدُّ به القربةُ والدابةُ وغيرهما والجمعُ رُبُطٌ. قال الأخطل: تموت طَوْراً وتحيا في أًسِرَّتِها * كما تُقَلَّبُ في الرُبْطِ المراويد * وقطع الظبى رباطه، أي حِبالَتَه. ويقال: جاء فلان وقد قرض رِباطَهُ، إذا انصرف مجهوداً. والرِباطُ: المُرابَطَةُ، وهو ملازمة ثَغْرِ العدوِّ. والرِباطُ: واحد الرِباطاتِ المبنية. ورِباطُ الخيل: مُرابَطَتها. ويقال: الرِباطُ من الخيل: الخَمْسُ فما فَوْقَها. قال الشاعر : وإنَّ الرِباطَ النُكْدَ من آلِ داحِسٍ * أَبَيْنَ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهانِ * ويقال: لفلان رِباطٌ من الخيل، كما تقول: تِلادٌ، وهو أصلُ خيله. وفلانٌ رابِطُ الجأشِ، ورَبيط الجأشِ، أي شديدُ القَلْب، كأنه يَرْبُطُ نفسَه عن الفِرار. وقد خلَّف فلانٌ بالثغر جيشاً رابِطَةً. وببلد كَذا رابطة من الخيل. وحكى الشيباني: ماء مترابط، أي دائم لا ينزح.
ربط
رَبْطُ الفرس: شدّه بالمكان للحفظ، ومنه:
رِبَاطُ الخيل ، وسمّي المكان الذي يخصّ بإقامة حفظة فيه: رباطا، والرِّبَاط مصدر رَبَطْتُ ورَابَطْتُ، والمُرَابَطَة كالمحافظة، قال الله تعالى:
وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ
[الأنفال/ 60] ، وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا
[آل عمران/ 200] ، فالمرابطة ضربان: مرابطة في ثغور المسلمين، وهي كمرابطة النّفس البدن، فإنها كمن أقيم في ثغر وفوّض إليه مراعاته، فيحتاج أن يراعيه غير مخلّ به، وذلك كالمجاهدة وقد قال عليه السلام: «من الرِّبَاطِ انتظار الصّلاة بعد الصّلاة» ، وفلان رَابِطُ الجأش: إذا قوي قلبه، وقوله تعالى: وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ
[الكهف/ 14] ، وقوله: لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها [القصص/ 10] ، وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ
[الأنفال/ 11] ، فذلك إشارة إلى نحو قوله: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 4] ، وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [المجادلة/ 22] ، فإنّه لم تكن أفئدتهم كما قال: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ 43] ، وبنحو هذا النّظر قيل: فلان رابط الجأش.
ر ب ط

ربط الدابة: شدّها بالرّباط والمربط وهو الحبل، وقطعت الدابة رباطها ومربطها، والخيل ربطها ومرابطها. والفرس في مربطه، والخيل في مرابطها. وفرس ربيط: مربوط لا يرود. وارتبط فلان فرساً. وفي مثل " استكرمت فارتبط " وفيهم رباط الخيل: حبسها واقتناؤها. قال:

فينا رباط جياد الخيل معلمةً ... وفي كليب رباط اللؤم والعار

وأعدوا رباط الخيل وهي ما يرتبط منها. ورابط الجيش: أقام في الثغر والأصل أن يربط هؤلاء وهؤلاء خيلهم، ثم سمي الإقامة في الثغر مرابطةً ورباطاً. والغزاة في مرابطهم ومرابطاتهم وهي مواضع المرابطة. ووقف ماله على المرابطة وهي الجماعة التي رابطت، ومنه اللهم انصر جيوش المسلمين ومرابطاتهم.

ومن المجاز: ربط الله على قلبه: صبره " لولا أن ربطنا على قلبها " ورجل رابط الجأش وربيط الجأش. وقد ربط رباطة. ولولا رجاحة رأيه ورباطة جأشه، لما طمع الجدّ العاثر في انتعاشه. وفرض فلان رباطه إذا مات وبلّ من مرضه. وأصبح قد ربط الله عنه وجعه. وترابط الماء في مكان كذا إذا لم يخرج من مجتمعه وركد فيه، وماء مترابط. قال يصف سحاباً:

ترى الماء منه ملتقٍ مترابط ... ومنجرد ضاقت به الأرض سائح

منجرد: جار ذاهب. وعنده ربيط طيب وهو تمر يجعل في الجرار ويبل بالماء فيعود كالرطب.
[ربط] فيه: إسباغ الوضوء وكثرة الخطأ وانتظار الصلاة فذلكم "الرباط" هو في الأصل الإقامة على جهاد العدو وارتباط الخيل فشبه به الأعمال المذكورة، القتيبي: أصله أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كل منهما معد لصاحبه، يعني أن المواظبة على الطهارة ونحوها كالجهاد، وقيل معناه أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عن المحارم. ومنه ح: أن "ربيط" بني إسرائيل قال: زين الحكيم الصمت، أي زاهدهم وحكيمهم الذي ربط نفسه عن الدنيا أي شدها ومنعها. وح عدي: قال الشعبي كان لنا جارًا و"ربيطا" بالنهرين. ط: فذاكم، "الرباط" أي هذه الأعمال هي مرابطة لأنها تسد طرق الشيطان عن النفسله، بفتح باء موضع الرباط، وهو ملازمة العدو في الجهاد. غ: "ورابطوا" من ارتباط الخيل في سبيل الله، أو كل العبادات رباط في سبيله. وقرئ "ومن "ربط" الخيل" رباط وأربطة ثم ربط وهي ما ارتبط من الخيل بالفناء للقتال، الواحد ربيط، وربط للأمر جأشه أي حبس نفسه عليه، والربط على الأمر تسديده وتقويته.
[ر ب ط] رَبَطَ الشَّيءَ يَرْبطُه ويَرْبَطُه رَبْطاً، فهو مَرْبُوطُ، ورَبِيطٌ: شَدَّه. والرِّباطُ: ما رُبِطَ به، والجَمعُ: رُبُطٌ. ورَبَطَ الدَّابَّةَ يَرْبِطُها ويرْبُطَها رَبْطاً، وارْتَبَطَها، ودَابَّةٌ رَبِيطٌ: مَرْبُوطَةٌ. والمِرْبَطُ، والمِرْبَطَةًُ: ما رَبَطَها به. والمَرْبطُ: مَوْضِعُ رَبْطَهاِ، وهو من الظُّروفِ المَخْصُوصِه، ولا تَجِري مَجْرَى مَنْزِلَةَ الوَلَدَ، ومَناطَ الثُّريَّا، لا تَقولُ: هو مِنِّي مَرِبِطَ الفَرسِ. والمِرْبَطَةُ من الرَّجُلِ: نِسْعةٌ لَطِيفةٌ تُشَدُّ فَوْقَ الحَشِيَّةِ. والرَّبِيطةُ: ما ارْتُبِطَ من الدَّوابِّ. والرِّباطُ من الخَيْلِ: الخَمْسُ فما فَوْقَها. والرِّباطُ والمُرابَطَةُ: مُلازَمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصْلُه أَنْ يَرْبِطَ كُلُّ واحِدٍ من الفَرِيقْينِ خَيلَه، ثُمَّ صارَ لُزومُ الثَّغْرِ رباطاً، ورُبَّما سُمِّيَتْ الخَيلُ أَنْفُسُها ربِاطاًٍ. والرباط: المواظبة على الأمر، قال الفارسي: هو ثان من لزوم الثغر ولزوم الثغر ثان من رباط الخيل وقَوْلُه جَلَّ وعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلٍِ حُونَ} [آل عمران: 200] . قِيلَ: مَعناهُ جَاهِدُوا، وقِيلَ: واظِبُوا على مَوَاقِيتَ الصَّلاةِ. والرِّباطُ: الفُؤادُ: كَأَنَّ الجِسْمَ رُبطَ به. ورَجُلٌ رابطُ الجَأْش، ورَبِيطُ الجَأْشِ: يَرْبِطُ نَفْسَه عن الفِرارِ؛ لجُرْأَتِه وشَجاعَتِه. ورَبُطَ جَأْشُه رَباطَةً: اشْتَدَّ قَلْبُه، ووَثُقَ وحَزُمَ، فلم يَفَّر عندَ الرَّوعِ. ورَبَطَ اللهُ على قَلْبَه: أَلْهمَه الصَّبْرَ، وشَدَّه وقَوَّاهُ. ونَفَسٌ رَابطٌ: واسعٌ أَريضٌ، وحَكَى ابنُ الأَعرابِيّ عن بَعْضِ العَرَبِ: أَنَّه قَالَ ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، والجِلْدُ بَارِدٌ، والنَّفْسُ رِابطٌ، والصُحُفُ مَنْشُورَةٌ، والتَّوْبةُ مَقْبُولَةٌ)) يَعْنِي في صِحَّتِه قَبلَ الحِمامِ، وذكَّرَ النَّفْسَ حَملاً على الرُّوحِ، وإنْ شِئْتَ على النَّسَبِ. والرُّبِيطُ: التَّمرُ اليَابِسُ يُوضعُ في الجِرابِ، ثم يُصَبُّ عليه الماءًُ. وارْتَبَطَ في الحَبْلَ: نَشِبَ، عن اللِّحيانِيّ. والرَّبِيط الذَّاهِبُ، عن الزَّجَّاجِيّ، فَكَأَنَّه ضِدٌّ.
ربط
ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً - والضمّ عن الأخفش -: أي شدَدْته. والموضعُ: مربطّ ومربطّ - بكسر الباء وفتحها -، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني
لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ
وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ.
ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه:
رابطِ الجأش على فرجهمِ ... أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ
وقال عمرو بن أحمر الباهلي:
ولن ترى مثلي ذا شيبةٍ ... أعْلم ما ينفعُ مماّ يضرّ
أرْبطَ جأشاً عن ذرى قومهِ ... إذْ قلصتْ عما تواري الأزر
وقوله تعالى:) لولا أن ربطنا على قلبها (.
الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى:) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا (أي ألهمناهم الصبر.
والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ.
ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ.
والربيط - أيضاً -: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ - وكان لا يعيشُ لها ولد - لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادماً للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ.
والربيط: البسرُ المودُوْن. وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر. وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل.
ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار.
ومربوط: من قرى الإسكندرية.
ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ.
ويقال: خلف فلان بالثغر جيشاً رابطةً. وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ.
والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ.
والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ:
تموَتُ طَواراً وتَحْيا في أسِرتّها ... كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ
وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهوداً.
والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ:
وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ ... أبينْ فما يفلحنْ يوم رهانِ
ورواية ابن دريدٍ: " جرينْ فلم يفلْحنْ ". ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله.
والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ.
وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً. وقوله تعالى:) وصابروا وربطوا (قال الأزهري: في قوله تعالى:) ورابطوا (قولانِ: أحدهما؟ أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل -، والثاني ما قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق:
إذا آباؤنا وأبوك عدوا ... أبان المقرفات من العرَابِ
فأوْرثك العلاة وأوْرثونا ... رِباطَ الخيلْ أفْنية القباِبِ
وقال آخر: قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم ... وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْا
وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى:) ورابطوا (: هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها.
وتقول: فلان يرتبطُ كذا كذا رأساً من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرساً: إذا اتخذَه للرباطّ.
وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ.
والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ.

ربط: رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً، فهو مَرْبُوطٌ

ورَبِيطٌ: شدَّه. والرِّباطُ: ما رُبِطَ به، والجمع رُبُطٌ، وربَط الدابةَ

يربِطُها ويربُطُها رَبْطاً وارْتَبَطَها. وفلان يرتَبِطُ كذا رأْساً من

الدوابّ، ودابَّةٌ رَبِيطٌ: مَربوطة.

والمِرْبَطُ والمِرْبَطةُ: ما ربَطها به. والمَرْبِطُ والمَرْبَطُ: موضع

رَبْطها، وهو من الظروف المخصوصة، ولا يَجْرِي مَجْرى مَنْزِلةَ الولد

ومَناطَ الثُّرَيّا، لا تقول هو مني مَرْبَطَ الفرس، قال ابن بري: فمن قال

في المستقبل أَرْبِطُ، بالكسر، قال في اسم المكان المَرْبِطُ، بالكسر،

ومن قال أَربُط، بالضم، قال في اسم المكان مَرْبَطاً، بالفتح. ويقال: ليس

له مَرْبِطُ عَنْزٍ. والمِرْبَطةُ من الرَّحْل: نِسْعةٌ لطيفة تشدّ فوق

الحَشِيَّةِ. والرَّبِيطُ: ما ارْتُبِط من الدوابّ.

ويقال: نِعم الرَّبِيطُ هذا لما يُرْتَبَطُ من الخيل. ويقال: لفلان

رِباطٌ من الخيل كما تقول تِلادٌ، وهو أَصلُ خيلِه. وقد خَلَّف فلان

بالثَّغْر خيلاً رابِطةً، وببلد كذا رابِطةٌ من الخيل. ورِباطُ الخيلِ:

مُرابَطَتُها.

والرِّباطُ من الخيل: الخمسةُ فما فوقها؛ قال بُشَير ابن أَبي حمام

العَبْسِيّ:

وإِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ

أَبَيْنَ، فما يُفْلِحْن دُونَ رِهانِ

(* قوله «دون رهان» في الصحاح: يوم رهان.)

والرِّباطُ والمُرابَطةُ: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصله أَن

يَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَريقين خيلَه، ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وربما

سميت الخيلُ أَنفُسها رِباطاً. والرِّباطُ: المُواظَبةُ على الأَمر. قال

الفارسي: هو ثانٍ من لزومِ الثغر، ولزومُ الثغْر ثانٍ من رِباط الخيل.

وقوله عزَّ وجلَّ: وصابِرُوا ورابِطُوا؛ قيل: معناه حافِظُوا، وقيل:

واظِبُوا على مَواقِيت الصلاة. وفي الحديث عن أَبي هريرة: أَن رسول اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: أَلا أَدُلُّكم على ما يَمْحو اللّهُ به

الخَطايا ويَرْفَعُ به الدرجاتِ؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: إِسْباغُ

الوُضوءِ على المَكارِه، وكثرةُ الخُطى إِلى المساجِد، وانْتِظارُ الصلاةِ

بعد الصلاة، فذلِكم الرِّباطُ؛ الرِّباطُ في الأَصل: الإِقامةُ على جِهادِ

العدوِّ بالحرب، وارتِباطُ الخيل وإِعْدادُها، فشبَّه ما ذكر من الأَفعال

الصالحة به. قال القتيبيّ: أَصل المُرابَطةِ أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ

خيولها في ثَغْرٍ كلٌّ منهما مُعِدّ لصاحبه، فسمي المُقامُ في الثُّغور

رِباطاً؛ ومنه قوله: فذلكم الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ على الطهارة

والصلاة كالجهاد في سبيل اللّه، فيكون الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لازمت،

وقيل: هو ههنا اسم لما يُرْبَطُ به الشيء أَي يُشَدُّ، يعني أَنَّ هذه

الخِلال تَرْبِطُ صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم. وفي الحديث: أَنَّ

رَبِيطَ بني إِسرائيل قال: زَيْنُ الحَكيِم الصمْتُ أَي زاهِدهم وحكِيمهم

الذي يَرْبُطُ نفسه عن الدنيا أَي يَشُدُّها ويمنَعُها. وفي حديث عديّ:

قال الشعبي وكان لنا جاراً ورَبيطاً بالنهْرَيْنِ؛ ومنه حديث ابن

الأَكواع: فَرَبَطْتُ عليه أَسْتَبْقِي نفْسِي أَي تأَخرت عنه كأَنه حبَس نفْسَه

وشدّها. قال الأَزهري: أَراد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،بقوله فذلكم

الرِّباطُ، قوله عزّ وجل: يا أَيها الذين آمنوا اصْبِرُوا وصابِرُا

ورابِطُوا؛ وجاءَ في تفسيره: اصبروا على دِينكم وصابروا عدوَّكم ورابطوا أَي

أَقيموا على جهاده بالحرب. قال الأَزهري: وأَصل الرِّباط من مَرابِطِ الخيل

وهو ارْتِباطُها بِإِزاء العدوّ في بعض الثغورِ، والعرب تسمي الخيل إِذا

رُبطت بالأَفنية وعُلِفَتْ: رُبُطاً، واحدها رَبيطٌ، ويجمع الرُّبُطُ

رِباطاً، وهو جمع الجمع، قال اللّه تعالى: ومن رِباطِ الخيل تُرهبون به

عَدُوَّ اللّه وعدوَّكم؛ قال الفرّاء في قوله ومن رباط الخيل، قال: يريد

الإِناث من الخيل، وقال: الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثغر،

والرجلُ مُرابِطٌ. والمُرابِطاتُ: جماعات الخيول التي رابَطَت. ويقال:

ترَابَط الماءُ في مكان كذا وكذا إِذا لم يبرحْه ولم يخرج منه فهو ماءٌ

مُترابِطٌ أَي دائمٌ لا يَنْزَحُ؛ قال الشاعر يصف سحاباً:

تَرَى الماء منه مُلْتقٍ مُترابِطٌ

ومُنْحَدِرٌ، ضاقَتْ به الأَرضُ، سائحُ

والرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الجسم رُبِطَ به. ورجل رابِطُ الجَأْشِ

ورَبِيطُ الجأْشِ أََي شديد القلب كأَنه يرْبُط نفْسَه عن الفِرار يكُفُّها

بجُرْأَته وشَجاعته. وربَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ

وحَزُمَ فلم يَفِرّ عند الرَّوْعِ؛ وقال العجاج يصف ثوراً وحْشيّاً:

فباتَ وهو ثابتُ الرِّباطِ

أَي ثابِتُ النفْسِ. وربَطَ اللّهُ على قلبِه بالصبرِ أَي أَلهَمه

الصبْرَ وشدَّه وقَوّاه. ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أَريضٌ، وحكى ابن الأَعْرابي

عن بعض العرب أَنه قال: اللهم اغْفِر لي والجِلْدُ بارِدٌ والنفْسُ

رابِطٌ والصُّحُفُ منتَشِرة والتوْبةُ مقبولةٌ، يعني في صحَّته قبل الحِمام،

وذكَّر النفْسَ حَملاً على الرُّوحِ، وإِن شئت على النسب.

والرَّبِيطُ: التمر اليابسُ يوضع في الجِرابِ ثم يُصَبُّ عليه الماء.

والرَّبيطُ: البُسْرُ المَوْدونُ. وارتَبَطَ في الحَبْل: نَشِبَ؛ عن

اللحياني. والرَّبِيطُ: الذاهب؛ عن الزجّاجي، فكأَنه ضدّ، وقيل: الرَّبِيطُ

الرّاهِبُ.

والرِّباطُ: ما تُشَدُّ به القِرْبةُ والدابةُ وغيرهما، والجمع رُبُطٌ؛

قال الأَخطل:

مِثل الدَّعامِيصِ في الأَرْحامِ عائرة،

سُدَّ الخَصاصُ عليها، فهْو مَسْدُودُ

تموتُ طَوْراً، وتَحْيا في أَسِرَّتِها،

كما تُقَلَّبُ في الرُّبْطِ المَراوِيدُ

والأَصل في رُبْطٍ: رُبُطٌ ككتاب وكُتب، والإِسكان جائز على جهة

التخفيف. وقطَع الظبْيُ رِباطَه أَي حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً. ويقال:

جاء فلان وقد قرَض رِباطَه. والرِّباطُ: واحد الرِّباطاتِ المبْنِيّةِ.

والرَّبِيطُ: لقَبُ الغَوْثِ بن مُرَّة

(* قوله «ابن مرة» في القاموس: ابن

مر، بدون هاء تأْنيث، قال شارحه: ووقع في الصحاح مرة، وهو وهم.).

ربط: رَبَط: شدَّ. ويقال: رِبطه إليّ أي شده إليّ (بوشر).
وربط: شدَّ حوله رأسه، يقال مثلاً: يربطون الكرازي (معجم الإدريسي). وربط: شدَّ الكلاب بالمقود (ألكالا).
ربط وحلَّ: أمسك الخطايا وغفرها (بوشر).
ربط: ضمَّد الجرح وداواه وشده، ففي رياض النفوس (ص48 ق) وحين جُرح في سقوطه غسلوا الدم وربطوا رأسه.
رَبَط: وقَّف (همبرت ص211).
رَبَط: أرسَى، ألقى المَرْسى، رسا، رمى المِرْساة (بوشر).
رَبَط: سحر (أنظره في رَبْط)، غشَّ، خدع، ففي زيشر (20: 491 رقم 1) في كلامه عن رجل نذر نفسه للسيد المسيح: فربط جماعة من كبراء البلد.
ربط لفلان: كمن له، وانتظره في كمين.
وربط له الطريق: اكمن له، وضع له كميناً.
وربط الطريق: قطع الطريق وسلب فيه المارة (بوشر).
ربط مع فلان: اتفق معه، عقد اتفاقاً (بوشر، فوك، ألف ليلة برسل 9: 331) = (اتفق معه طبعة ماكن 3: 204) وعند دي ساسي (ديب 9: 331): جميع ما يربطه مع فلان أي جميع ما يشده إليه، وما أوجبه على نفسه نحوه (بوشر).
ربط الأمر مع: عقده معه وأبرمه معه (بوشر). وانظر دي ساسي (ديب 9: 9) ففيه: سواءً وتعادلاً في ربطه وإبرامه، وفيه (9: 10): هذه المهادنة والمعاقدة المربوطة، وفيه (9: 16): الصلح المربوط المشدود.
ربط مع نفسه: ادخره لنفسه.
ربط حقه معه: احتفظ بالدراهم التي حصل عليها من هذا البيع (ألف ليلة برسل 4: 93).
ربَّط (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة Ligare.
رابط: ذكرت في معجم البلاذي.
تربَّط: كمن له، وانتظره في كمين (بوشر). ويقال: تربط له.
ترابَط عليه: تآمر عليه (بوشر).
ارتبط: نشب وعلق، ويقال: ارتبط به (معجم بدرون).
ارتبط به: تعلق به وأحبه وودَّه (عباد 1: 312).
ارتبط: تمالك نفسه، ففي القلائد (ص58): كان لا يرتبط في مَجْلِس مُدامه (المقري 2: 590).
ارتبط: أخذ على نفسه، وعد، تكفل، ألزم نفسه. ففي دي ساسي (ديب 11: 9): ما وقع عليه الارتباط، أي ما ألزم به نفسه.
وفيه: ما ارتبط المرسل المذكور عنه وعن مرسليه: أي ما ألزم به الرسول نفسه عنه وعن من أرسلوه.
ويقال: ارتبط لفلان ب، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص24 ق): وارتبطوا له لما به ارتبط. أي ألزموا أنفسهم بما ألزم نفسه به. وفي (48و) منه: ارتبط لهم.
ويقال: ارتبط مع فلان (فوك) وارتبط مع فلان على. ففي عباد (2: 27): وقد عاهدتهم وارتبطت معهم على إبقائهم (انظر ارتباط في آخر هذه المادة).
ارتبط له: التزم به، ففي العبدري (ص52 ق) في كلامه عن أهل مكة: وفي أصحابها بعض حفا (جفاء) وقلة ارتباط للشرع.
ارتبط على فلان: ترك نفسه عرضة لغش المشعوذ. ففي زيشر (20: 503): كدت ارتبط عليهم.
وفي الخطيب في فصل عن أبي جعفر أحمد بن الزبير (مخطوطة برلين): وحصلت وَحْشة بين المتغلّب وبين أبي جعفر أكَّدها السُعاةُ المرتبطين (المرتبطون) على المُشَعْوِذ المذكور.
ارتبط الخَيْلَ. في الكلام عن أمير بمعنى: جهز على نفقته كتيبة من الفرسان كان مقرها على باب القصر وكانت متأهبة لتنفيذ أوامر الأمير (النويري الأندلس ص453 وص456، ابن خلدون مخطوطة 4: 7)، عباد 1: 243، تاريخ البربر 1: 395، أخبار ص129). ارتبط: جمع في حيرة (حوش وحوشة) أسوداً وفيلة وغير ذلك من الوحوش (الفخري ص27).
رَبْط، وتجمع على رِبَاط: عقال، شكال، ما يربط به (بوشر).
رَبْط، وتجمع على رُبُوط: معاهدة، اتفاق بين الملوك (فوك، كرتاس ص245) وفي الحُلَل (ص32 ق): توثيق ربوطها، (دي ساسي ديب 9: 486). ورُبُوط أيضاً: شروط المعاهدة، ففي دي ساسي (ديب 9: 469): ما داموا محافظين على ربوط هذا الصلح.
ربط الذَكَر: عقد القلس (بوشر).
ربط الأسحار: سحر (ألكالا).
رَبْطَة وتجمع على رِبَاط: حَبْل، ربقة، قطعة من النسيج يربط بها (ألكالا، بوشر، همبرت ص 181، هلو).
رَبْطة: رزمة، حزمة. يقال مثلاً: ربطة ورق. إضبارة، ضبارة (ألكالا).
ربطة ورق: إضبارة، ضبارة (بوشر).
ربطة: وزيمة، حزمة من البقل (هلو).
ربطة زهر: باقة زهر، طاقة (بوشر).
ربطة فجل: حزمة فجل (بوشر).
ربطة من شعر: خَصلة شعر (ألف ليلة برسل 1: 346).
ربطة من دراهم: كيس صغير فيه دراهم (المقري 3: 160، أبو الوليد ص 619 وفيه الجمع ربط).
ربطة من النسيج: بالة، فردة، طرد (ألف ليلة 3: 177). وفي رياض النفوس (ص72 و): وكان يشتري الكتان ويجعل في كل ربطة رطلاً ويجعل مع الربطة درهماً ويخرج إلى بيوت الأرامل والضعفاء والمستورات فيدفع إلى كل بيت ربطة وصرَّة حتى يعم كل من يعرف. ويقول ريشاردسن بالإنجليزية (سنترال 2: 237) ما معناه: وقد قرر أن تباع هذه الاثنا عشرة ربطة من الإبريسم الخ.
ربطة: تسريحة شعر على شكل عمامة (بوشر) وتطلق كلمة ربطة على تسريحات السيدات (صفة مصر 18 قسم 1 ص113، لين عادات 1: 59، 2: 396).
ربطة: دسيسة، مكيدة، مؤامرة (هلو).
رِبَاط: حبل، ربق، ما يربط به، ويجمع على رباطات (فوك).
ورباط، ويجمع على رباطات: لفافة، ضمادة قطعة طويلة من النسيج (بوشر)، وانظر معجم الإسبانية (ص335).
وفي الكْمَنْجَة، الآلة الموسيقية، رباطات من الجلد حول عنق هذه الآلة وعلى أوتارها أسفل اتصال العنق بالأوتار (لين عادات 2: 75).
رباط الرأس: عصابة (زيشر 22: 147).
رباط. رباط الساق: ربطة الساق (همبرت ص21)، وفيه الجمع ربائط. وعند بوشر وبرجرن: رباط الساق.
رباط: ضماد، لزقة (بوشر).
رباط عند البنائين: حجر طويل يوضع فوق حجارة صغيرة ليربط بعضهما ببعض (محيط المحيط).
رباط، ويجمع على رباطات: رباط عظم، عضلة رابطة (بوشر، محيط المحيط). وفي معجم المنصوري: رباط هو جسم أبيض عديم الحس منه ما ينبت بأطراف العظام ليربط بعضها ببعض، ويسمى رباطاً بالاسم العام ويخص بالعقب وتسميه العرب عَقباً ولا تعرف العصب الحقيقي ومنه ما ينبت في وسط العظم لمعنى آخر وهو ربط المفصل بالعظم ويسمى رباط ولا تعرفه العرب أيضاً.
وفي ابن البيطار (1: 454): المفاصل والرباطات والأعصاب. وفي الخطيب (ص65 د): بلغ من عبثه فيهم إحراقهم بالنار، وإخراج الأعصاب والرباطات عن (من) ظهورهم.
رباط: ثكنة (رينو ص26). كانت الرباطات في أول الأمر ثكنات عسكرية محصنة تبنى على حدود الدولة. وكان يقيم بها عدا الكتائب العسكرية رجال من أهل التقوى ليجاهدوا في سبيل الله ويحصلوا بذلك على الأجر والثواب الذي يحصل عليه المجاهدون ضد الكفار. وكانوا يقضون أوقات فراغهم بالعبادة ثم حلت أخلاق الدير وعاداته محل أخلاق الثكنة وعاداتها (دي سلان في الجريدة الآسيوية 1842، 1: 168).
رَبيط. فرس ربيط: مربوط، لا يجرى (بوشر).
رَبيط: سجين (زيشر 22: 121).
رِبَاطة: رباط، عضلة تربط (معجم المنصوري).
رِبَاطة: رباط، دير (كرتاس ص27).
رُباطية: دسيسة، مؤامرة، تحزب (بوشر).
رَبَّاط: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها ربط.
رَبَّاط طريق: قاطع طريق (بوشر).
رابط ورابطة: ما يربط الخبر بالمبتدأ (المقري 2: 251).
رابطَة وتجمع على روابط (معجم البلاذري): كوكبة من الفرسان تقوم بدور العسس، وفي رياض النفوس (ص103 ر): يقول أحد من اجتاز بالمدينة ليلاً ليرج إلى منزله: فمررت برحبة ابن أبي داود فإذا رابطة وعَسَّاسة وكلاب فما كلَّمني أحد بكلمة ولا نبح عليَّ كلب.
رابطة: ثكنة (الإدريسي من 197).
رابطة: ملجأ يسكنه الزاهدون في هذه الدنيا وينصرفون فيه إلى العبادة، زاوية أو دير. وتطلق أيضاً على المسجد خارج المدينة (معجم الإسبانية).
مَرْبَط: موضع تربط فيه الخيل التي تبدل غيرها، تربط فيه خيل البدلات (بوشر).
ترْبَط: موضع يكمن فيه اللصوص لسلب المارة (دارفيو 2: 266).
مَرْبَط: حزمة، مجموعة أشياء مربوطة بعضها مع بعض (بوشر).
مَرْبَط: باقة ورد، شدَّة ورد، طاقة (بوشر).
مربط بالإسبانية marbete ومعناها: علامة، سمة، بطاقة تدل على ثمن النسيج وذرعه ونوعه.
مَرابط: يظهر أن معناها أعمال المشعوذ عند المقري (2: 146).
مِرْابط: يقول بكنجهام (1: 7): يطلق اسم maraboot على القيود والسلاسل التي تربط بها الخيل ليلاً والتي تثبت في الأرض في القيعان التي لا شجر فيها. وهو يقصد بلا شك مَرابِط جمع يرْبط.
مرْبَط: حبل لربط الخيمة (المقري 2: 711).
مِرْبَط: حزام يتحزم به في وسط الجسم (فوك).
مِرْبَط عند أهل النجارة: قطعة كبيرة مربعة من الخشب تستعمل لتغطية أرضية البيت وتربط بما يسمى بالإسبانية alfardas أو Pares ( معجم الإسبانية ص157).
مَرْبُوط بمعنى مربوط الذَكَر (أنظره في رَبَّط): وهو الذي لا يستطيع أن يأتي زوجته لأنه قد سحر (نيبور ب ص36).
والأذان الخامس الذي يؤذن بعد ساعة ونصف من غروب الشمس يسمى ال marabut الأخير حسب ما جاء في كتاب ((عشر سنوات)) لرشاد تولي قنصل بريطانية في طرابلس.
مُرَابِط: زاهد (بوشر) والمطوفون في البلاد.
مُرابِط: ولي، قديس (هلو) ويقال إن اللقلق مرابط أي ولي أو قديس (باجني مخطوطات).
مرابط الحوت: سمك مقدس، حوت موسى ويوشع (باجني مخطوطات). المرابطون: كانوا في المدينة أبناء أجناد الترك الذين كانوا حامية لها (بركهارت بلاد العرب 2: 279).
ارتباط: تقييد، تكبيل (بوشر).
ارتباط: عقد، التزام، عهد (بوشر).

ربط

1 رَبَطَ, (S, Mgh, &c.,) aor. ـِ and رَبُطَ, (S, Msb, K,) inf. n. رَبْطٌ, (Msb, TA,) He tied, bound, or made fast, (S, Mgh, Msb, K,) a thing, (S, Msb, * K, * TA,) and a beast; (Mgh, TA;) and in like manner ↓ ارتبط he tied, or bound, a beast with a rope, in order that he might not run away. (TA.) You say, كَذَا رَأْسًا مِنَ الدَّوَابِّ ↓ فُلَانٌ يَرْتَبِطُ [Such a one ties so many head of beasts: or the verb may here have a different signification, explained below]. (S, TA.) And it is said in a prov., اِسْتَكْرَمْتَ فَارْبِطْ, or, accord. to one relation, أَكْرَمْتَ, i. e. Thou hast found a generous horse, therefore do thou preserve him; or, as some relate it, ↓ فَارْتَبِطْ: relating to the duty of preservation. (TA.) See also 3. b2: رَبَطَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) He held back, or drew back, from him, or it; as though he confined, and bound, himself. (TA, from a trad.) b3: رَبَطَ جَأْشُهُ, inf. n. رِبَاطَةٌ, (assumed tropical:) His heart became strong, and firm, and resolute, (K, * TA,) so that he did not flee on the occasion of fear. (TA. [In the CK, رَبَطَ جَأْشَهُ, which would be more properly rendered (tropical:) He strengthened, or fortified, his heart.]) b4: رَبَطَ لِذٰلِكَ الأَمْرِ جَأْشًا (tropical:) He constrained himself to be patient, and confined, or restricted, himself to that thing, or affair. (TA.) b5: رَبَطَ اللّٰهُ عَلَى قَلْبِهِ (Msb, K) بِالصَّبْرِ (Msb) (tropical:) God inspired him with patience. (Msb, K.) Thus in the Kur [xviii. 13], وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ (tropical:) And we inspired them with patience: (TA:) or strengthened them with patience. (Bd.) and in like manner in [viii. 11 and] xxviii. 9. (TA.) 3 المُرَابَطَةُ signifies, (K, TA,) in its primary acceptation, (TA,) Two [hostile] parties' tying of their horses, each at their frontier, and each in preparation for the other: (K, TA:) and رِبَاطُ الخَيْلِ and مُرَابَطَتُهَا signify the same [as above]. (S, TA.) [You say, رَابَطَ الفَرِيقَانِ The two parties tied their horses at their respective frontiers, each in preparation for the other.] And one says, with reference to horses, ↓ رَبَطَ, inf. n. رَبْطٌ and رِبَاطٌ, as well as رابط, inf. n. مُرَابَطَةٌ and رِبَاطٌ. (Bd in viii. 62.) Hence, (Sgh, L, K,) رابط, (Mgh, Msb,) inf. n. رِبَاطٌ (S, Mgh, Sgh, L, K) and مُرَابَطَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He, or it, (an army, Mgh) kept post, or remained, on, or at, the frontier (S, Mgh, Sgh, L, K) of the enemy, (S, Msb, K,) or over against the enemy. (Mgh.) And hence, i. e. from this latter application, (AAF, TA,) رابط الأَمْرَ, (TK,) inf. n. رِبَاطٌ (AAF, K) and مُرَابَطَةٌ, (TK,) (assumed tropical:) He kept, or applied himself, constantly, perseveringly, or assiduously, to the thing, or affair. (AAF, K, TK.) It is said in the Kur [ch. iii., last verse], اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا Be ye patient in endurance of what your religion requires, and vie ye in patience with your enemy, and persevere ye in fighting against your enemy, (Mgh, TA,) and in tying the horses [at the frontier]: (TA:) or the last of these verbs means keep ye post, or remain ye, on, or at, the frontier [of the enemy]: (Az, K:) or (assumed tropical:) be ye mindful of the times of prayer: or (assumed tropical:) apply yourselves constantly, perseveringly, or assiduously, to prayer: (TA:) or (assumed tropical:) wait ye for prayer after prayer; the doing this being termed by the Prophet رِبَاطٌ; (Az, K, TA;) which word, thus used, is an inf. n. of رَابَطْتُ; or, as some say, a simple subst., meaning, in this case, a thing whereby one is tied from acts of disobedience, and restrained from forbidden deeds. (TA.) [See also صَابَرَ.]6 ترابط المَآءُ فِى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا (tropical:) The water remained in, or did not quit, or go forth from, such and such a place. (TA.) 8 إِرْتَبَطَ see 1, in three places. b2: ارتبط فَرَسًا He took a horse for the purpose of tying him, or keeping post, on the enemy's frontier. (K, * TA.) A2: [He, or it, became tied, bound, or made fast.]

b2: ارتبط فِى الحَبْلِ He became caught, or entangled, in the rope. (Lh.) b3: اِرْتِبَاطٌ is also explained by AO and Ez-Zejjájee as syn. with اعْتلَاقٌ. (TA.) [Thus, ارتبطهُ signifies He, or it, attached himself, or itself, or clung, or clave, to him, or it: (see a citation from Lebeed, voce بَعْضٌ:) and app. also (assumed tropical:) he loved him.]

رِبَاطٌ A thing with which one ties, binds, or makes fast, (S, Msb, K,) a skin, (S, Msb,) and a beast, (S,) &c.; (S, Msb;) a rope with which a beast is tied: (Mgh:) pl. رُبُطٌ (S, Msb, K) and رُبْطٌ; (S, TA;) the latter a contraction of the former: (TA:) and ↓ مِرْبَطٌ and ↓ مِرْبَطَةٌ also signify a thing with which a beast is tied. (K.) It is said in a prov., إِنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعَيْرٌ فِى الرِّبَاطِ [If an ass is gone away, an ass is tied to the cord]: relating to contentment with what is present and relinquishment of what is absent. (Mgh.) [See also 3.] b2: [Hence,] used by the vulgar in the sense of أُخْذَةٌ, meaning (assumed tropical:) A kind of fascination by which enchantresses withhold their husbands from other women. (TA in art. اخذ.) b3: A snare for catching game. (S, Mgh.) You say, قَطَعَ الظَّبْىُ رِبَاطَهُ [The gazelle rent his snare]. (S.) b4: (assumed tropical:) The heart: (K:) as though the body were tied thereby. (TA.) Hence, (TA in art. قرض,) قَرَضَ ربَاطَهُ (assumed tropical:) He died: (M and K in that art.:) or he was at the point of death. (K in that art.) And جَآءَ فُلَانٌ وَقَدْ قَرَضَ رِبَاطَهُ (tropical:) Such a one came having turned away, or back, harassed, distressed, or fatigued, (S, TA, and Az and Az in art. قرض,) and at the point of death: (Az, Az:) or harassed, or distressed, by thirst, or by fatigue: (A in art. قرض:) or in a state of intense thirst and hunger. (M in that art.) b5: (assumed tropical:) The spirit: as in the saying of El-'Ajjáj, describing a wild bull, فَبَاتَ وَهْوَ ثَابِتُ الرِّبَاطِ [And he passed the night firm in spirit]. (TA.) A2: See also رَبِيطٌ, (of which it is a pl., or pl. pl.,) in three places.

A3: A single building of those which are called رِبَاطَاتٌ: (S, K:) [a public building for the accommodation of travellers and their beasts; (see بَرِيدٌ;) an application well known, and mentioned in the TK:] a religious house, or house inhabited by devotees; a dwelling for Soofees; (El-Makreezee's “ Khitat ”

ii. 427;) [a hospice, or an asylum for poor Muslim students and others, like زَاوِيَةٌ;] a building for the poor: in this sense post-classical: pl., accord. to analogy, رُبُطٌ and رِبَاطَاتٌ. (Msb.) رَبِيطٌ Tied, bound, or made fast; as also ↓ مَرْبُوطٌ; (K, TA;) applied to a horse, (Mgh,) or similar beast (دَابَّة); as also ↓ مَرْبُوطَةٌ; (TA;) applied to the former, i. q. مَرْبُوطٌ; (Mgh;) or مَايُرْتَبَطُ [which may perhaps signify the same; but more probably, taken to be tied, or for keeping post, on the enemy's frontier]; (S;) and [in like manner]

رَبِيطَةٌ, applied to the latter, i. q. مَاارْتُبِطَ: (K:) and رَبِيطٌ applied to a horse also signifies tied and fed in the court of a house: (TA:) pl. رُبُطٌ (TA) and ↓ رِبَاطٌ, (Mgh,) or the latter is a pl. pl., being pl. of رُبُطٌ. (TA.) الخَيْلِ ↓ مِنْ رِبَاطِ, in the Kur [viii. 62], means Of horses that are tied; (Bd, Mgh;) رِبَاطٌ being of the measure فِعَالٌ in the sense of the measure مَفْعولٌ; or an inf. n. used as a subst., being an inf. n. of رَبَطَ in the sense of رَابَطَ; (Bd;) or it is an inf. n. of رَابَطَ; and therefore [when used as an epithet, like any inf. n. so used,] is applied to one as well as to a pl. number; (Ham p. 222;) or pl. of رَبِيطْ: (Bd, Mgh:) or it means of mares: (Fr, TA:) and رِبَاطٌ signifies horses; five thereof, and upwards: (S, K:) or horses, themselves, that are taken to be tied, or for keeping post, on the enemy's frontier. (L.) And you say, لِفُلَانٍ

مِنَ الخَيْلِ ↓ رِبَاطٌ Such a one has a stud constituting the source of his horses; like as you say تلَادٌ. (S.) ↓ رَابطَةٌ, also, applied to horses, signifies Tied in a town or country or the like: occuring in a trad., in which it is said that upon every horse shall be levied a deenár; but upon the رابطة, nothing: properly meaning, in this case, ذَاتُ الرَّبْطِ; being like رَاضِيَةٌ in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. (Mgh.) b2: See also رَابِطٌ. b3: Also, and ↓ رَابِطٌ, (assumed tropical:) A monk: one who abstains from worldly pleasures: a sage who restrains himself from worldly things. (K, TA.) [In the L and TA, الرَّبِيطُ is also explained, as on the authority of Ez-Zejjájee, as signifying الذَّاهِبُ; but this I think a mistranscription, for الرَّاهِبُ.]

A2: (assumed tropical:) Unripe dates soaked [in water]: (S, K:) or (assumed tropical:) fresh ripe dates soaked with water; also called مَنْقُوشٌ: (Sgh, TA in art. نقش:) or (tropical:) dried dates (A 'Obeyd, IF, A, K) put into jars (جِرَار), (A 'Obeyd, A,) and having water poured upon them, (A 'Obeyd, IF, K,) or moistened with water, in order that they may become like fresh ripe dates: (A:) but perhaps this is an adventitious term: (IF:) some say that it is رَبِيدٌ, and not original. (TA.) رَبَّاطٌ One who ties bow-strings. (TA.) رَابِطٌ [act. part. n. of 1]. b2: خَلَّفَ فُلَانٌ بِالثَّغْرِ جَيْشًا رَابِطَةً [Such a one left behind him on the frontier an army having their horses tied in preparation for the enemy; or keeping post]. (S.) And بِبَلَدِ كَذَا رَابِطَةٌ مِنَ الخَيْلِ [In such a town, or country, or the like, is a company of horsemen having their horses tied at the frontier in preparation for the enemy; or keeping post on the frontier: or it may perhaps mean, a number of horses tied: see رَبِيطٌ]. (S.) ↓ مُرَابِطَةٌ also signifies A company of warriors; or of men warring against an enemy: (Mgh:) or a company of men having their horses tied at the frontier in preparation for the enemy; or keeping post on the frontier; and in like manner [its pl.] مُرَابِطَاتٌ, a company of horsemen having their horses tied &c. (TA.) b3: فُلَانٌ رَابِطُ الجَأْشِ, and الجَأْشِ ↓ رَبِيطُ, (tropical:) Such a one is strong in heart: (S:) or courageous: (K:) as though he tied himself from flight, (S, TA,) and restrained himself. by his boldness and courage. (TA.) b4: نَفْسٌ رَابِطٌ (assumed tropical:) A spirit [still attached to the body, and consequently not doomed, but] having ample power, or liberty, [and] capable of good; syn. وَاسِعٌ أَرِيضٌ. (K.) An Arab is related by IAar to have said, اَللّٰهُمَّ اغْفِرْلِى وَالجِلْدُ بَارِدٌ وَالنَّفْسُ رَابِطٌ وَالصُّحُفُ مُنْتَشِرَةٌ وَالتَّوْبَةُ مَقْبُولَةٌ [O God, forgive me while the skin is cool, not heated by fever, and the spirit is yet attached to my body, and is at liberty, and capable of good, and the volumes in which my actions are registered are still expanded, and repentance is accepted]: he meant thereby, while he was in health; before death. (TA.) b5: See also رَبِيطٌ, in two places.

رَابِطَةٌ [fem. of رَابِطٌ. b2: Also] A tie, or connection, of any kind; syn. عُلْقَةٌ [q. v.] and وُصْلَةٌ. (TA.) [This meaning of رابطة is well known, though omitted in the S and K &c. b3: Hence, (assumed tropical:) The copula in a proposition.]

مَرْبِطٌ (S, Mgh, K) and مَرْبَطٌ, (S K,) the former used by him who says أَرْبُطُ, and the latter by him who says أَرْبُطُ, (IB,) The place where a thing, (S,) or where a beast, (Mgh, K,) is tied, bound, or made fast: (S, Mgh, K:) a stable: pl. مَرَابِطُ. (Har p. 33.) You say, لَيْسَ لَهُ مَرْبَِطُ عَنْزٍ [He has not so much as, or even, a place where a she-goat is tied]. (S.) Each is a noun of place used in a definite manner; so that you may not say, هُوَ مِنِّى مَرْبَطَ الفَرَسِ, like مَنَاطَ الثُّرَيَّا. (TA: [in which, however, the word مناط has been inadvertently omitted.]) b2: [Also A place where soldiers tie their horses at the frontier in preparation for the enemy; or where they keep post on the frontier; as also ↓ مُرَابَطٌ. You say,] الغُزَاةُ فِى مَرَابِطِهِمْ and ↓ مُرَابَطَاتِهِمْ The warriors are in their places where they tie their horses at the frontier in preparation for the enemy; or where they keep post on the frontier. (TA.) مِرْبَطٌ: see رِبَاطٌ.

مِرْبَطَةٌ: see رِبَاطٌ. b2: Also A slender plaited thong which is bound over the pad (حَشِيَّة, for which, in the copies of the K, we find erroneously substituted خَشَبَة, TA,) of the رَحْل [or camel's saddle]. (K, *, TA.) مَرْبُوطٌ, and its fem., with ة: see رَبِيطٌ.

مُرَابَطٌ: pl. مُرَابَطَاتٌ: see مَرْبِطٌ, in two places.

مُرَابِطَةٌ: see رَابِطٌ.

هُوَ مُرْتَبِطٌ كَذَا وَكَذَا مِنَ الخَيْلِ He takes, or is taking, such and such [a number] of horses for the purpose of tying them, or keeping post, on the enemy's frontier. (TA.) مَآؤٌ مُتَرَابِطٌ (tropical:) Water remaining in a place, not quitting it, or not going forth from it. (EshSheybánee, * S, * K, * TA.)
ربط
رَبَطَهُ، أَي الشَّيْءَ يَرْبِطُهُ، بالكَسْرِ: ويرْبُطُه، بالضَّمِّ، وَهَذِه عَن الأَخْفَشِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، رَبْطاً: شَدَّهُ، فَهُوَ مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ، يُقَالُ: دابَّةٌ رَبيطٌ، أَي مَرْبُوطَةٌ. والرِّبَاطُ، بالكَسْرِ: مَا رُبِطَ بِهِ، أَي شُدَّ بِهِ، وَفِي العُبَاب والصّحاح: مَا تُشَدُّ بِهِ القِرْبَةُ والدَّابَّةُ وَغَيرهمَا، ج: رُبُطٌ، بضمٍّ فسُكونٍ، والأَصْلُ فِيهِ ككُتُبٍ، والإِسْكان حائزٌ عَلَى التَّخْفيفِ، قالَ الأَخْطَلُ، يَصِفُ الأَجِنَّةَ فِي بُطُونِ الأُتُنِ:
(مِثْل الدَّعامِيص فِي الأَرْحامِ غائِرَةً ... سُدَّ الخَصاصُ عَلَيْهَا فَهُوَ مَسْدودُ)

(تَموتُ طَوْراً وتَحْيا فِي أَسِرَّتِها ... كَمَا تَقَلَّبُ فِي الرُّبْطِ المَرَاوِيدُ)
كَذَا فِي الصّحاح والعُبَاب، ويُرْوَى: كَمَا تَفَلَّتُ، وَهَكَذَا وُجِدَ فِي دِيوانِ الأَخْطَلِ بخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا.
والرِّبَاطُ: الفُؤادُ، كأَنَّ الجِسْم رُبِطَ بِهِ. والرِّبَاطُ: المُواظَبَةُ عَلَى الأَمْرِ. قالَ الفارِسِيُّ: هُوَ ثَانٍ من لُزُومِ الثَّغْرِ، ولُزُومُ الثَّغْرِ: ثانٍ من رِباطِ الخَيْلِ. والرِّبَاط: مُلازَمَةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، كالمُرابَطَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. ورِبَاطُ الخَيْلِ: مُرابَطَتُها، ورُبَّما سُمِّيَ الخَيْلُ رِبَاطاً. أَو الرِّبَاطُ: الخَيْلُ الخَمْسُ مِنْها فَمَا فَوْقَها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ للشَّاعرِ، وَهُوَ بُشَيْرُ بنُ أَبي حُمَام العَبْسِيُّ:)
(وإِنَّ الرِّبَاطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ ... أَبْيَنُ فَمَا يُفْلِحْنَ يومَ رِهَانِ)
كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللّسَان: دُونَ رِهَان. ورِوايَةُ ابنُ دُرَيْدٍ: جَرَيْنَ فلمْ يُفْلِحْنَ. وزادَ الجَوْهَرِيّ: يُقَالُ: لفُلانٍ رِبَاطٌ من الخَيْل، كَمَا تَقول: تِلاَدٌ، وَهُوَ أَصْلُ خَيْلِه. والرِّبَاطُ أَيْضاً: واحِدُ الرِّبَاطَاتِ المَبْنِيَّةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. أَو المُرَابَطَةُ فِي الأَصلِ: أَنْ يَرْبُطَ كلٌّ من الفَرِيقَيْنِ خُيُولَهُم فِي ثَغْرِهِ، وكلٌّ مُعِدٌّ لصاحِبه، فسُمِّيَ المُقامُ فِي الثَّغْرِ رِبَاطاً. قالَهُ القُتَيْبِيُّ، عَلَى مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَفِي اللّسَان: ثمَّ صارَ لُزُومُ الثَّغْرِ رِبَاطاً، وربَّما سُمِّيَت الخَيْلُ أَنْفُسُها رِبَاطاً، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى اصْبِروا وصَابِروا ورَابِطُوا جاءَ فِي تَفْسيرِه: اصْبِروا عَلَى دِينِكم، وصابِروا عَلَى عَدُوَّكُم، ورابِطوا، أَي أَقيموا عَلَى جِهادِ عَدُوِّكُم بالحَرْبِ وارْتِباطِ الخَيْل، أَو مَعْنَاهُ المُحافَظَةُ عَلَى مَوَاقيتِ الصَّلاة، وقِيل: المُواظَبَةُ عَلَيْهَا، وقِيل انْتِظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، لقَوْله صَلّى اللهُ تعالَى عَلَيْهِ وسَلّم فِيمَا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: أَلا أَدُلُّكُم عَلَى مَا يَمْحُو الله بهِ الخَطايا ويَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجاتِ قَالُوا: بلَى يَا رَسُولُ الله، قالَ: إِسْباغُ الوُضوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وكَثرَةُ الخُطَا إِلَى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، فذلِكُم الرِّبَاطُ، فذلِكُم الرِّبَاطُ، فذلِكُم الرِّبَاطُ فشبَّهَ مَا ذَكَرَهُ من الأَفعالِ الصَّالِحَةِ بِهِ. والقَوْلانِ ذَكَرَهُما الأّزْهَرِيّ. قُلْتُ: فيَكونُ الرِّبَاطُ: مصدَرَ رابَطْتُ: أَي لازَمْتُ، وقِيل: هُوَ هاهُنا اسمٌ لما يُرْبَطُ بِهِ الشَّيْءُ، أَي يُشَدُّ، يَعْني أَنَّ هَذِه الخِلالَ تَرْبِطُ صاحِبَها عَن المَعَاصِي، وتَكُفُّه عَن المَحارِم. والمِرْبَطُ، كمِنْبَرٍ: مَا رُبِطَ بِهِ الدَّابَّةُ، كالمِرْبَطَةِ، كَمَا فِي اللّسَان. والمَرْبَطُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ: مَوْضِعُهُ، أَي مَوْضِعُ رَبْطِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ من الظُّروفِ المَخْصوصَةِ، وَلَا يَجْري مجْرَى مَنَاطَ الثُّرَيَّا، لَا تَقول: هُوَ مِنِّي مَرْبَطَ الفَرَسِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: فمنْ قالَ فِي المُسْتَقْبَلِ: أَرْبِطُ، بالكَسْرِ، قالَ فِي اسمِ المكانِ: المَرْبِطُ، بالكَسْرِ، وَمن قالَ: أَرْبُطُ، بالضَّمِّ، قالَ فِي اسمِ المكانِ: المَرْبَطُ، بالفَتْحِ، ويُقَالُ: لَيْسَ لَهُ مَرْبِطُ عَنْزٍ. وَفِي العُبَاب: قالَ الحارِثُ ابْن عبَّادٍ فِي فَرَسِه النَّعامَة:
(قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن حِيَالِ)
والرَّبِيطُ، كأَميرٍ: التَّمْرُ اليابِسُ يُوضَعُ فِي الجِرابِ ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذا بَلَغَ التَّمْرُ اليُبْسَ وُضِعَ فِي الجِرارِ، وصُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فَذَلِك الرَّبِيطُ، فإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ فَذَلِك المُصَقَّر، وَنَقله الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ، فَقَالَ: هُوَ تَمْرٌ يُجْعَل فِي الجِرارِ ويُبَلُّ بالماءِ ليَعُودَ كالرُّطب، وهُو مَجَازٌ. وقالَ ابنُ فارِسٍ: فأَمَّا قولُهم للتَّمْرِ: رَبيطٌ فَيُقَال: إِنَّهُ الَّذي يَيْبَس فيُصَبُّ) عَلَيْهِ الماءُ، قالَ: ولعلَّ هَذَا من الدَّخِيلِ. وقِيل: إِنَّهُ بالدَّالِ: الرَّبِيدُ وَلَيْسَ بأَصْلٍ.مَا طَمِعَ الجَدُّ العاثِرُ فِي انْتِعاشِه. وَمن المَجَازِ: رَبَطَ الله تعالَى عَلَى قلبِه، أَي أَلْهَمَهُ الصَّبرَ، وشَدَّه وقَوَّاهُ، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلَى قَلْبِها. وَكَذَا قَوْله تَعَالَى ورَبَطْنا عَلَى قُلُوبِهم إذْ قامُوا أَي أَلْهَمْناهُم الصَّبْرَ. ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أرِيضٌ، وَحكى ابْن الأَعْرَابِيّ عَن بعضِ العَرَب أَنَّهُ قالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لي والجِلْدُ بارِدٌ، والنَّفسُ رابِطٌ والصُّحُفُ مُنْتَشِرَة، والتَّوْبَةُ مَقْبولَةٌ، يَعْنِي فِي صِحَّته قبل الحمَامِ، وذَكَّر النَّفْس حَمْلاً عَلَى الرُّوحِ، وإِنْ شِئْتَ عَلَى النَّسَبِ. ومَرْبوطُ: ة، بالإِسْكَنْدرِيَّةِ، هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْه، وَهُوَ وَهَمٌ ظاهرٌ مِنْهُ، والصَّوَابُ: أَنَّ القريَةَ المَذْكورَةَ هِيَ مَرْيوطُ بالتَّحتِيَّة، لَا بالموَحَّدَة، وأَعادَه الصَّاغَانِيُّ ثَانِيًا عَلَى الصَّوابِ فِي ر ي ط فِي التكملة، وذكرَ أَنَّ أَهْلَها أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْماراً، وقالَ فِيهَا: إِنَّها من كُوَرِ الإِسكنْدَرِيَّة. قالَ المُصَنِّفُ: وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُم أُناساً بالإِسكندَرِيَّةِ، وبثَغْرِ رَشِيد مِنْهُم جَماعَةٌ.
وارْتَبَطَ فَرَساً: اتَّخذَهُ للرِّبَاطِ أَي لمُرابَطَةِ العَدوِّ وتقولُ هُوَ يَرْتَبِطُ كَذَا وَكَذَا من الخَيْلِ. وحكَى الشَّيْبانِيُّ: ماءٌ مُتَرَابِطٌ، أَي دائِمٌ لَا يَنْزَحُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَدْ تَرَابَطَ الماءُ فِي مكانِ كَذَا وَكَذَا، إِذا لم يبرَحْه وَلم يَخْرجْ مِنْهُ، وهُو مَجَازٌ، قالَ الشَّاعِر يَصِفُ سَحاباً:)
(تَرَى الماءَ مِنْهُ مكنف مُتَرابِطٌ ... ومُنْحَدِرٌ ضاقَتْ بِهِ الأَرْضُ سائِحُ) ومِرْباطٌ، كمحْرابٍ: د، بساحِل بحْرِ الهنْد ممَّا يَلِي اليَمَن، فِي أَعْمالِ حَضْرَمَوْتَ.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: ارْتَبَطَ الدَّابَّةَ، كرَبَطَها بحَبْلٍ لئلاّ تَفِرَّ. وخَلَّفَ فلانٌ بالثَّغْرِ خَيْلاً رابِطَةً، وببَلَدِ كَذَا رَابِطَةٌ من الخَيْلِ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي حَديثِ ابنِ الأَكْوَعِ: فرَبَطْتُ عَلَيْهِ أَسْتَبْقي نَفْسِي، أَي تأَخَّرْتُ عَنهُ، كَأَنَّهُ حَبَسَ نفسَه وشدَّها. والرُّبُطُ، بضَمَّتَيْنِ: الخَيْلُ تُرْبَط بالأَفْنِية وتُعلَفُ، واحِدُها رَبِيطٌ، ويُجمعُ الرُّبُط رِبَاطاً، وَهُوَ جمعُ الجَمْعِ. وقالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى ومِنْ رِباطِ الخَيْلَ، قالَ: يُريدُ الإِناثَ من الخَيْل. والرِّبَاطُ: النَّفْسُ، وقالَ العجَّاج يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا: فبَاتَ وَهُوَ ثابِتُ الرِّبَاطِ أَي ثابِتُ النَّفْسِ. وارْتَبَطَ فِي الحَبْلِ: نَشِبَ، عَن اللِّحْيانِيّ. والرَّبِيطُ: الذَّاهبُ، عَن الزَّجاجِيِّ، فكأَنَّه ضِدٌّ، كَمَا فِي اللّسَان. والارْتِباطُ: الاعْتِلاقُ، نَقَلَهُ الطِّيبِيُّ عَن الزَّجَّاجِ وأَبي عُبَيْدَة. وَفِي المَثَل: اسْتَكْرَمْتَ فارْبِطْ ويُرْوَى: أَكْرَمْتَ. أَي وَجَدْتَ فَرَساً كَرِيمًا فاحْفَظْه، يُضْرَبُ فِي وُجوبِ الاحْتِفاظِ بالنَّفائِسِ، ويُرْوَى فارْتَبِط. ويُقَالُ: رَبَطَ لذَلِك الأَمْرِ جَأْشاً، أَي صَبَرَ نَفْسَه وحَبَسَها عَلَيْهِ. وقالَ اللَّيْثُ: المُرابِطاتُ: جماعَةُ الخُيُولِ الَّذينَ رَابَطوا. قالَ: وَفِي الدُّعاءِ: اللهمَّ انْصُرْ جُيُوشَ المسْلِمين وسَرَايَاهُم ومُرَابِطاتُهم، أَي خَيْلَهم المُرابِطَة. ويُقَالُ: وَقَفَ مالَهُ عَلَى المُرابَطَةِ، وهم الجِماعَةُ رَابَطُوا. والغُزاةُ فِي مَرَابِطهم ومُرَابَطاتِهم، أَي مواضعُ المُرابَطَةِ.
وَفِي الصّحاح: قَطَعَ الظَبْيُ رِبَاطَهُ، أَي حِبَالَتَه. ويُقَالُ: جاءَ فلانٌ وَقَدْ قَرَضَ رِبَاطَهُ، إِذا ننْصَرَفَ مَجْهوداً، وهُو مَجَازٌ. وَفِي الأَسَاسِ: قَرَضَ فلانٌ رِبَاطَه، إِذا ماتَ، وَقَدْ تَقَدَّم هَذَا للمصنِّف فِي ق ر ض. والرَّابِطَةُ: العُلْقَةُ والوُصْلَةُ. والرَّبَّاطُ: كشَدَّادٍ: من يَرْبِطُ الأَوْتارَ.
والمُرابِطُ: لَقَبُ جَماعةٍ من المَغَارِبة، مِنْهُم القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعيدٍ بنِ وَهْبٍ الأَندَلُسيّ عُرِفَ بابنِ المُرابِطِ، قَاضِي المَرِيَّةِ وعالِمُها، شَرَحَ صَحيحَ البُخاريِّ، توفِّي سنة وَمن المُتَأَخِّرينَ: شيخُ مَشايِخ شُيُوخِنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَبي بكرٍ الدَّلائِيّ، حدَّثَ عَنهُ العَلاّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحُسَيْن الوَرْزازِيّ وَغَيره. ورِبَاطُ الفَتْحِ: مدينَةٌ قُرْبَ سَلاَ، عَلَى نهْرٍ بالقُرْبِ من البحْرِ المُحيطِ، بَنَاها الأَميرُ المَنْصورُ يَعْقوبُ بنُ تَاشفين عَلَى هَيْئَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.) 
ربط
ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ يَربُط، رَبْطًا، فهو رابط، والمفعول مَرْبوط
• ربَط بين طريقين ونحوِهما: وصَّل ووحَّد بينهما "ربَط بين مدينتين/ القلوبَ/ الأفكارَ/ الأحداثَ- ربَط مصيره بمصير شخص آخر".
• ربَط الدَّابَّةَ: شدَّها بالحَبْل "ربَط أوراقًا/ ذراعًا- ربَط حزام السّيّارة قبل تشغيل المحرِّك".
• ربَط الرَّجلَ: سحَره فجعله غير قادر على جماع زوجته.
• ربَط الضَّريبةَ على المموِّل: (قص) حدَّد مقدارَها.
• ربَط نفسَه عن الفجور ونحوه: منَعها عنه "ربَط نفسَه عن الرذيلة" ° اربط لسانك: امتنِعْ عن الكلام.
• ربَط الشَّخصُ على الأمر: واظب عليه "ربط الطالبُ على الدِّراسة"? ربط الله على قلبه: صبّره وقوّاه.
• ربَط لفلان: كمَن له، أي اختفى في مكان لا يُفْطن له? ربط الطريقَ: قطعه وسلب فيه المارّة. 

ربَطَ2/ ربَطَ على2 يَربِط، رِباطةً، فهو رابط، والمفعول مربوط عليه
• ربَط جأشُه: اشتدّ قلبُه فلم يهرب عند الفزع.
• ربَط على قلبه: قوّاه بالسّكينة والطمأنينة والصَّبر " {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَُ} ". 

ارتبطَ/ ارتبطَ بـ/ ارتبطَ في يرتبط، ارتباطًا، فهو مُرتبِط، والمفعول مُرتبَطٌ به
• ارتبط الشَّخصان: اتَّفقا على أمرٍ ما وتعهّدا به "ارتبطا بموعد- ارتبطوا بميثاق بينهم".
 • ارتبط مع أمرٍ/ ارتبط بأمرٍ: التزم به، أو توقَّف عليه "ارتبط بكلامه/ بقسَمه- مستوى المعيشة يرتبط بالإنتاج- ارتبط بامرأةٍ: خَطَبَها- ارتبط بالجامعة/ مع الجامعة".
• ارتبط الشَّيءُ بالحَبْل/ ارتبط الشَّيءُ في الحبل: عَلِق به، تقيَّد به. 

ترابطَ يترابط، ترابُطًا، فهو مُترابِط
• ترابط القومُ: تلاحموا، اتّحدوا وتماسكوا "ترابط المسلمون بفضل عقيدتهم- ترابُط الأفكار والمعاني". 

رابطَ/ رابطَ في يُرابط، رِباطًا ومُرابَطةً، فهو مُرابِط، والمفعول مُرابَطٌ فيه
• رابط الجيشُ: لازَم الثَّغرَ وموضع المخافة، لازَم تُخُومَ العدوّ "مرابطة الدولة على طول حدودها تزيد من فاعلية قوّاتها- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} " ° المرابطون: اسم لبعض ملوك العرب في الأندلس.
• رابط الرَّجلُ في المكان: أقام فيه ولم يغادرْه "رابط المهاجرون في المدينة المنورة- ظل مرابطًا في منزله شهرًا لا يغادره". 

ربَّطَ يُربِّط، تربيطًا، فهو مُربِّط، والمفعول مُربَّط
• ربَّط الشَّخصُ الحُزْمةَ: شدَّها بحبل "ربَّط حقائبَه". 

ارتباط [مفرد]: ج ارتباطات (لغير المصدر):
1 - مصدر ارتبطَ/ ارتبطَ بـ/ ارتبطَ في ° بدون ارتباط: بدون التزام.
2 - عِبء والتزام وانشغال "حرَص على تلبية الدعوة على الرّغم من كثرة ارتباطاته".
3 - (جب) تغيُّر متزامن في قيمة متغيرين عشوائيين.
• معامل الارتباط: (جب) عملية إحصائيّة لبحث درجة الترابط بين متغيِّرين يتمّ قياسهما على فترات متقطِّعة أو على المستوى النسبيّ.
• جدول الارتباط: (جب) جدول وضعه فيشر، حوَّل فيه معاملات الارتباط إلى معاملات لوغاريتميّة، ويساعد هذا الجدول على حساب متوسِّطات معاملات الارتباط.
• ضابط الارتباط: (سك) مَن يُعهد إليه في تأمين الاتصالات بين القائد والمرءوسين أو بين الوحدات العسكريّة. 

ترابُط [مفرد]:
1 - مصدر ترابطَ.
2 - (سف) قيام علاقة بين مُدْرَكَيْن لاقترانهما في الذِّهن بسبب ما ° ترابطيّ: انتمائيّ.
3 - (نف) إدراك الشّيء بسبب ارتباطه بتجربة سابقة. 

ترابطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ترابُط: "هناك علاقة ترابطيّة حتميّة بينهما- ذات طاقة ترابطيَّة قُصْوى".
2 - مصدر ترابُط.
3 - (سف) نظريَّة تجريبيَّة تردّ كلّ نشاط عقليّ إلى ترابط الأفكار، وتستخلص مبادئ المعرفة لا من العقل بل من تكرار بعض مظاهر متشابهة تحقَّقت بالاختبار، أو هي: مذهب يفسِّر الحياة العقليَّة على أنَّها نتيجة التَّرابطات التي حدثت بين الإحساسات والمعاني. 

تربيطة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من ربَّطَ.
2 - تجميعة، مجموعة أشياء أو أشخاص يجمعها رابط مشترك في شأن من الشئون "استطاعت تربيطة الزملاء إنجاز العمل في وقت قصير- كوَّن اللُّصوصُ تربيطة لسرقة البيت ليلاً". 

رابط [مفرد]: ج روابِطُ، مؤ رابطة، ج مؤ رابطات وروابِطُ:
1 - اسم فاعل من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ وربَطَ2/ ربَطَ على2.
2 - (نح) ما يربط المبتدأ بالخبر، ما يعمل على ربْط الكلمات أو العبارات.
• رابط منطقيّ: (حس) رابط بين عبارات منطقيّة في لغة من لغات الحاسب.
• الفعل الرابط: (نح) فعل يطابق المسند في جملة مع الفاعل. 

رابطة [مفرد]: ج رَابِطات وروابِطُ:
1 - مؤنَّث رابط.
2 - علاقة بين شيئين "بيني وبين أخيك رابطة قويّة" ° رابطة الدَّم: القرابة، صلة الرحم.
3 - جماعة يجمعهم أمر يشتركون فيه "رابطة الأدباء/ القرّاء/ الخريجين- الرابطة الإسلاميّة".
4 - (سف) ما يدل على العلاقة بين الموضوع والمحمول ويربط أحدهما بالآخر في الإثبات أو النفي.
5 - (كم) أيَّة عملية من عمليّات الربط كالتّميُّع أو التذاوب وغيرهما، تعتمد على ربط كيميائيّ ضعيف.
• رابطة الزَّواج: (فق) العلاقة الشرعيّة والصحيحة التي تربط الرجل بامرأته بفعل عقد النِّكاح الذي تمَّ حسب
 الأصول الدينيّة والاجتماعيّة.
• رابطة كيميائيَّة: (كم) نوع من القوى أو الميكانيكيّات التي من خلالها تلتحم الذرّات أو الأيونات في جزيء أو بلورة. 

رِباط1 [مفرد]: ج أربطة (لغير المصدر) ورباطات (لغير المصدر) ورُبُط (لغير المصدر):
1 - مصدر رابطَ/ رابطَ في.
2 - رابطة، علاقة "رباط الزواج/ عاطفيّ/ المحبَّة".
3 - ما يُشَدّ ويُربَط به الشّيء من حبل ونحوه "رباط الحذاء/ العنق/ فرس- رباط الرأس: عصابة".
4 - (سق) علاقة الربط الموسيقيّة.
5 - (شر) نسيج ضامّ قويّ يجمع بين عظام المفاصل ذوات الحركة، ويحفظ بعض الأعضاء الداخليّة في مواضعها.
• الرِّباطُ الحَلَقِيّ: (شر) الرِّباط اللِّيفيّ للنَّسيج المحيط بمفصل الكاحل أو مفصل المعصم. 

رِباط2 [مفرد]: ج رِباطات ورُبُط:
1 - موضع المرابطة، مثل الحِصْن وغيره يقيم فيه الجيش ° رِباط الخيل: مكان ربطها وإعدادها للجهاد.
2 - مبنى مجهز موقوف على الفقراء من الصّوفيّة وغيرهم "تكثر الرِّباطات في المغرب العربيّ".
• الرِّباطُ من الخيل: الخمسون فما فوقها " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} ". 

رِباطة [مفرد]:
1 - مصدر ربَطَ2/ ربَطَ على2.
2 - استقرار وثبات وتمالكٌ للنَّفس وعدمُ انفعال "يجب أن تتصف برِباطة جأشك حتَّى تجتاز المصاعب".
• رِباطة الجأش: هدوء النَّفس وثبات القلب، سيطرة الشَّخص التامّة على قواه العقلية أو قدراته الحسِّيَّة أو مشاعره أو سلوكه وتصرّفاته. 

رَبْط [مفرد]:
1 - مصدر ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ ° أهل الحَلّ والرَّبط: الولاة وعِلْية القوم الذين بيدهم تصريف الأمور- الضَّبط والرَّبط: الالتزام بالنظام والانضباط.
2 - (رع) تثبيت أعضاء النبات أو بعضها برباط.
3 - (سف) إحداث علاقة بين مدركين لاقترانهما في الذهن بسبب ما.
4 - (لغ) وصل بين كلمتين أو جملتين برابط (مثل: مع، حتى، لكن، أو ... ) "أداة ربط".
• مفتاح ربْط: إحدى الأدوات اليدويّة أو التي تعمل بالطاقة، وقد تركّب وتثبَّت عليها قِطَع للإمساك أو القبض أو التدوير أو لِلفّ الأشياء، مثل لسان القفل أو الأنابيب.
• رَبْط البوق: (طب) عمليَّة جراحيّة لتنظيم النَّسل، حيث يُربط بوقا فالوب فلا تصل البويضة إلى الرَّحم. 

رَبْطَة [مفرد]: ج رَبَطات ورَبْطات ورِباط:
1 - اسم مرَّة من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ: شدُّ الحبل على شيء مرّة واحدة "حكمها بربطة واحدة".
2 - حُزْمة من أيّ شيء "ربطة ورق/ صُحُف/ خُضَر".
• رَبْطَة العُنُق: كرافتة؛ قطعة قماش مستطيلة تلتفّ تحت قبة القميص وتعقد من الأمام وتتدلى على الصدر. 

مُرابِطة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل رابطَ/ رابطَ في.
2 - جماعة من النّاس والخيل تلزم الثَّغر ممَّا يلي العدوّ "سريَّةٌ مُرابِطة". 

مَرْبَط/ مَرْبِط [مفرد]: ج مَرابِطُ: اسم مكان من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ: "مربطُ النّاقة/ الشاة- الخيل في مرابطها" ° هذا مَرْبِطُ الفَرس: المَغْزى من الشيء أو الكلام. 

مِرْبَط [مفرد]: ج مَرابِطُ: اسم آلة من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ: لما تُربَط به الدّابَّة "اتَّخذ السَّلاسِلَ مِرْبَطًا لناقتِه- مِرْبَط من حِبال". 

مربوط [مفرد]: اسم مفعول من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ وربَطَ2/ ربَطَ على2.
• تاء مربوطة: (لغ) تاء متطرّفة تكتب هاء فوقها نقطتان: ـة/ ة. 

مُرتَبِط [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ارتبطَ/ ارتبطَ بـ/ ارتبطَ في.
2 - منشغل، لديه ما يقوم به في وقت معيّن "اعذرني فأنا مُرتبِط الآن أشدّ الارتباط- أرجو ألا تكون مرتبطًا هذا اليوم لتشرفني بالزيارة".
3 - خاطب أو عاقد "مرتبطٌ بفتاةٍ عاقِلة".
4 - (لغ) ذو أصل أو شكل موروث مشترك.
• مرتبط بالصِّبغيّات الجنسيَّة: (حي) محمول على الكروموسوم الجنسيّ خاصّة كروموسوم X، وتستخدم للجينات. 
ر ب ط: (رَبَطَهُ) شَدَّهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَالْمَوْضِعُ (مَرْبِطٌ) بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا وَ (ارْتَبَطَ) بِمَعْنَى رَبَطَ. وَ (الرِّبَاطُ) بِالْكَسْرِ مَا تُشَدُّ بِهِ الدَّابَّةُ وَالْقِرْبَةُ وَغَيْرُهُمَا وَالْجَمْعُ (رُبْطٌ) بِسُكُونِ الْبَاءِ. وَ (الرِّبَاطُ) أَيْضًا (الْمُرَابَطَةُ) وَهِيَ مُلَازِمَةُ ثَغْرِ الْعَدُوِّ. وَ (الرِّبَاطُ) أَيْضًا وَاحِدُ (الرِّبَاطَاتِ) الْمَبْنِيَّةِ وَ (رِبَاطُ) الْخَيْلِ مُرَابَطَتُهَا وَيُقَالُ: الرِّبَاطُ الْخَيْلُ الْخَمْسُ فَمَا فَوْقَهَا. 

المقدّمة

المقدّمة:
[في الانكليزية] Forepart ،premise ،vanguard ،advance guard -
[ في الفرنسية] Devant ،avant -propos ،premisse ،avant -garde de l'armee بكسر الدال المشدّدة وفتحها تطلق على معان. منها ما يتوقّف عليه الشيء سواء كان التوقّف عقليا أو عاديا أو جعليا، وهي في عرف اللغة صارت اسما لطائفة متقدّمة من الجيش، وهي في الأصل صفة من التقديم بمعنى التقدّم ولا يبعد أن يكون من التقديم المتعدّي لأنّها تقدّم أنفسها بشجاعتها على أعدائها في الظّفر، ثم نقلت إلى ما يتوقّف عليه الشيء، وهذا المعنى يعمّ جميع المعاني الآتية.
ومنها ما يتوقّف عليه الفعل يؤيّد ذلك ما قال السّيّد السّند في حاشية العضدي في مسائل الوجوب في بحث الحكم المقدّمة عند الأصوليين على ثلاثة أقسام: ما يتوقّف عليه الفعل عقلا كترك الأضداد في فعل الواجب وفعل الضدّ في الحرام وتسمّى مقدّمة عقلية وشرطا عقليا، وما يتوقّف عليه الفعل عادة كغسل جزء من الرأس لغسل الوجه كلّه وتسمّى مقدّمة عادية وشرطا عاديا، وما لا يتوقّف عليه الفعل، بأحد الوجهين، لكن الشارع يجعل الفعل موقوفا عليه وصيّره شرطا له كالطهارة للصلاة وتسمّى مقدّمة شرعية وشرطا شرعيا انتهى. وذلك لأنّه إن لم يرد السّيّد السّند بالمقدّمة ما ذكرنا لا يصحّ الحصر في الأقسام الثلاثة كما لا يخفى. ومنها ما يتوقّف عليه صحة الدليل أي بلا واسطة كما هو المتبادر فلا يرد الموضوعات والمحمولات وأمّا المقدّمات البعيدة للدليل فإنّما هي مقدّمات لدليل مقدّمة الدليل. ومنها قضية جعلت جزء قياس أو حجة وهذان المعنيان مختصّان بأرباب المنطق ومستعملان في مباحث القياس صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية.
ثم المراد بالقياس ما يتناول الاستقراء والتمثيل أيضا وأردافه بقولهم أو حجة لدفع توهّم اختصاص القياس بما يقابل الاستقراء والتمثيل ويؤيّد هذا ما وقع في شرح المواقف من أنّ المقدّمات هي القضايا التي تقع فيها النظر المتعلّق بالدليل الذي هو الطريق الموصل إلى التصديق مطلقا، وهي على قسمين: قطعية تستعمل في الأدلة القطعية وظنّية تستعمل في الأمارة انتهى. وقيل كلمة أو للتنبيه على اختلاف الاصطلاح فقيل إنّها مختصّة بالقياس أي الحجّة، وقيل إنّها غير مختصّة به بل يشتمل لما جعلت جزء الاستقراء أو التمثيل أيضا، وهذا المعنى مباين للمعنى السابق وهو ما يتوقّف عليه صحة الدليل إن أريد بالدليل ما هو مصطلح الأصول، أعني ما يمكن التوصّل فيه بصحيح النظر إلى المطلوب الجزئي إذ الدليل عند الأصوليين مباين للقياس المصطلح للمنطقيين، وأخصّ من السابق مطلقا إن أريد بالدليل ما هو مصطلح المنطقيين لعدم تناوله الشرائط بخلاف المعنى السابق، فإنّ الدليل عندهم قول مؤلّف من قضايا متى سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر، ولا شكّ أنّ الدليل بهذا المعنى يتوقّف حصوله على مقدّمات الأشكال وهو ظاهر، وعلى شرائطها إذ لا يلزم منه القول الآخر إلّا بوجود جميع الشرائط، ولزوم القول الآخر معتبر في تعريفه؛ وكذلك يتوقّف على مناسبة تلك المقدّمات للمطلوب وإلّا لم يلزم منه المطلوب فلم يكن بالنسبة إليه دليلا. وقيل أخصّ من الأول من وجه، فإنّ مرادهم بصحة الدليل هو الصحة صورة ومادة، وهو كون الدليل بحيث يستلزم ما اعتبر هو بالقياس إليه دليلا من حيث الصورة والمادة جميعا حتى يتوقّف تلك الصحة على صدق المقدّمات ومناسبتها للمطلوب أيضا، فيخرج المقدّمة الكاذبة مطلقا والصادقة الغير المناسبة التي جعلت جزء الدليل عن تعريف المقدّمة، بمعنى ما يتوقّف عليه صحة الدليل مع دخولها في المقدّمة بمعنى جزء القياس أو الحجة. نعم عدم تعرّضهم للمسائل المثبتة لصحة الدليل من حيث المادة وقصرهم النظر على المسائل المثبتة بصورة ربّما يخيّل أنّ بينهما عموما وخصوصا مطلقا، هكذا يستفاد من بعض حواشي شرح المطالع وما ذكر أحمد جند في حاشية القطبي.
ومنها قضية من شأنها أن تجعل جزء قياس أو حجة صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في تقسيم العلم إلى النظري والبديهي، وهي على قسمين: قطعية تستعمل في الأدلة القطعية وظنّية تستعمل في الأمارة. فالمقدمات القطعية سبع: الأوّليات والفطريات والمشاهدات والمجرّبات والمتواترات والحدسيات والوهميات في المحسوسات، والظنية أربع: المسلّمات والمشهورات والمقبولات والمقرونة بالقرائن كنزول المطر بوجود السحاب الرطب، كذا يستفاد من شرح المواقف. ومنها ما يتوقّف عليه المباحث الآتية، فإن كان تلك المباحث الآتية العلم برمته تسمّى مقدّمة العلم، وإن كانت بقية الباب أو الفصل تسمّى مقدّمة الباب أو الفصل. وبالجملة تضاف إلى الشيء الموقوف كما في الأطول. اعلم أنّه قد اشتهر بينهم أنّ مقدّمة العلم ما يتوقّف عليه الشروع في ذلك العلم والشروع في العلم لا يتوقّف على ما هو جزء منه، وإلّا لدار، بل على ما يكون خارجا عنه. ثم الضروري في الشروع الذي هو فعل اختياري توقّفه على تصوّر العلم بوجه ما، وعلى التصديق بفائدة تترتّب عليه، سواء كان جازما أو غير جازم مطابقا أو لا، لكن يذكر من جملة مقدّمة العلم أمور لا يتوقّف الشروع عليها كرسم العلم وبيان موضوعه والتصديق بالفائدة المترتّبة المعتدّ بها بالنسبة إلى المشقّة التي لا بدّ منها في تحصيل العلم وبيان مرتبته وشرفه ووجه تسميته باسمه إلى غير ذلك، فقد أشكل ذلك على بعض المتأخّرين واستصعبوه. فمنهم من غيّر تعريف المقدّمة إلى ما يتوقّف عليه الشروع مطلقا أو على وجه البصيرة أو على وجه زيادة البصيرة. ومنهم من قال الأولى أن يفسّر مقدّمة العلم بما يستعان به في الشروع وهو راجع إلى ما سبق لأنّ الاستعانة في الشروع إنّما تكون على أحد الوجوه المذكورة. ومنهم من قال لا يذكر في مقدّمة العلم ما يتوقّف عليه الشروع وإنّما يذكر في مقدّمة الكتاب، وفرّق بينهما بأنّ مقدّمة العلم ما يتوقّف عليه مسائله ومقدّمة الكتاب طائفة من الألفاظ قدّمت أمام المقصود لدلالتها على ما ينفع في تحصيل المقصود، سواء كان مما يتوقّف المقصود عليه فيكون مقدّمة العلم أو لا، فيكون من معاني مقدّمة الكتاب من غير أن يكون مقدّمة العلم. وأيّد ذلك القول بأنّه يغنيك معرفة مقدّمة الكتاب عن مظنة أنّ قولهم المقدّمة في بيان حدّ العلم والغرض منه وموضوعه من قبيل جعل الشيء ظرفا لنفسه وعن تكلّفات في دفعه فالنسبة بين المقدّمتين هي المباينة الكلّية والنسبة بين ألفاظ مقدّمة العلم ونفس مقدّمة الكتاب عموم من وجه، لأنّه اعتبر في مقدّمة الكتاب التقدّم ولم يعتبر التوقّف، واعتبر في مقدّمة العلم التوقّف ولم يعتبر التقدّم، وكذا بين مقدّمة العلم ومعاني مقدّمة الكتاب عموم من وجه. ويرد عليه أنّ ما لم يقدّم أمام المقصود كيف يصحّ إطلاق مقدّمة العلم عليه لأنّ المقدّمة إمّا منقولة من مقدّمة الجيش لمناسبة ظاهرة بينهما أو مستعارة أو حقيقة لغوية، وعلى الوجوه الثلاثة لا بدّ من صفة التقدّم لما يطلق عليه لفظ المقدّمة، فعلى هذا النسبة هي العموم مطلقا. ولذا قد يقال مقدّمة الكتاب أعمّ بمعنى أنّ مقدّمة الكتاب تصدق على العبارات الدالة على مقدّمة العلم من غير عكس انتهى.
والجواب بأنّ التقدّم الرتبي يكفي في المناسبة ففيه نظر، إذ في تصدير الأشياء المذكورة في آخر الكتاب بالمقدّمة وإن كانت مما يتوقّف عليه الشروع خفاء، وأيضا قد علمت أنّ منشأ الاختلاف هو بيان وجه تصدير الكتب بأمور لا يتوقّف الشروع عليها، وتسميتها بالمقدّمة لا غير، فلا بد من اعتبار التقدّم المكاني، وإن كان تعريف المقدّمة بما يتوقّف عليه الشروع مقتضيا لاعتبار التقدّم مطلقا، سواء كان مكانيا أو رتبيا. والجواب بأنّ التقدّم ولو على أكثر المقاصد أو بعضها يكفي لصحة الإطلاق ففيه أنّ المقدّمة حينئذ لا تكون مقدّمة العلم بل مقدّمة الباب أو الفصل مثلا، وليس الكلام فيه.
هذا وقال صاحب الأطول والحقّ أنّه لا حاجة إلى التغيير فإنّ كلا مما يذكر في المقدّمة مما يتوقّف عليه شروع في العلم هو إمّا أصل الشروع أو شروع على وجه البصيرة أو شروع على وجه زيادة البصيرة فيصدق على الكلّ ما يتوقّف عليه شروع، ولحمل الشروع على ما هو في معنى المنكر مساغ أيضا كما في أدخل السوق انتهى. وهاهنا أبحاث تركناها مخافة الإطناب، فمن أراد فعليه بالرجوع إلى شروح التلخيص.

ألف

(ألف) فلَان رَأسه جعله تَحت ثَوْبه والطائر رَأسه جعله تَحت جناحيه
(ألف) فلَان صَارَت أَمْوَاله ألفا وَيُقَال فلَان من المؤلفين وَبَينهمَا جمع وَالشَّيْء وصل بعضه بِبَعْض وَالْكتاب جمعه وَوَضعه وَالْعدَد كمله ألفا وَقَلبه استماله
(أ ل ف) : (أَلِفَ) الْمَكَانَ فَأَلِفَهُ إلْفًا وَإِلَافًا وَأَلَّفْت بَيْنَهُمْ فَتَأَلَّفُوا وَتَأَلَّفَهُ تَكَلَّفَ مَعَهُ الْإِلْفَ (وَالْمُؤَلَّفَةُ) قُلُوبُهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُعْطِيهِمْ مِنْ الصَّدَقَاتِ بَعْضَهُمْ دَفْعًا لِأَذَاهُ عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَبَعْضَهُمْ طَمَعًا فِي إسْلَامِهِ وَبَعْضَهُمْ تَثْبِيتًا لِقُرْبِ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَنَعَهُمْ ذَلِكَ وَقَالَ انْقَطَعَتْ الْآنَ الرِّشَا لِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ.
ألف: الأَلْفُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الآلاَفُ، وآلَفَتِ الإِبِلُ صارَتْ أَلْفاً، والمُؤْلِفُ: الذي له أَلْفٌ أو أُلُوْفٌ من الإِبِلِ.
والأَلَفَانُ: مَصْدَرُ أَلِفْتُ الشَّيْءَ آلَفُه، وهي الأُلْفَةُ والائْتِلاَفُ، والإلْفُ والأَلِيْفُ.
وأَوَالِفُ الطَّيْرِ: التي أَلِفَتْ مَكَّةَ، وهي مُؤْلِفَاتٌ.
وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَ بَعْضَه إلى بَعْضٍ: فقد ألَّفْتَه، ومنه تَأْلِيْفُ الكُتُبِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لإِيْلاَفِ قُرَيْشٍ " من ذلك.
وآلَفْتُ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ: أي آمَنْتُ به إيْمَاناً، وأَلِفْتُها إلاَفاً.
والأَلِفُ والأَلِيْفُ: الحَرْفُ.
ألف
الأَلِفُ من حروف التهجي، والإِلْفُ: اجتماع مع التئام، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة ويقال للمألوف: إِلْفٌ وأَلِيفٌ. قال تعالى: إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ [آل عمران/ 103] ، وقال: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال/ 63] .
والمُؤَلَّف: ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيبا قدّم فيه ما حقه أن يقدّم، وأخّر فيه ما حقّه أن يؤخّر. ولِإِيلافِ قُرَيْشٍ
[قريش/ 1] مصدر من آلف .
والمؤلَّفة قلوبهم : هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله، لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال/ 63] ، وأو الف الطير: ما ألفت الدار. والأَلْفُ: العدد المخصوص، وسمّي بذلك لكون الأعداد فيه مؤتلفة، فإنّ الأعداد أربعة:
آحاد وعشرات ومئات وألوف، فإذا بلغت الألف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكررا. قال بعضهم: الألف من ذلك، لأنه مبدأ النظام، وقيل: آلَفْتُ الدراهم، أي: بلغت بها الألف، نحو ماءيت، وآلفت هي نحو أمأت.
[ألف] الألْفُ عددٌ، وهو مذكر، يقال: هذا ألْفٌ واحدٌ، ولا يقال: واحدة. وهذا أَلْفٌ أَقرعُ، أي تامٌّ، ولا يقال: قرعاءُ. وقال ابن السكيت: لو قلت هذه أَلْفٌ بمعنى هذه الدراهم أَلْفٌ، لجاز. والجمع أُلوفٌ وآلافٌ. وأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ بالكسر: أعطاه أَلْفاً. قال الشاعر وكريمة من آل قيس ألفته حتى تبذخ فارتقى الاعلام أي رب كريمة. والهاء للمبالغة. أي فارتقى إلى الاعلام، فحذف " إلى " وهو يريده. وآلَفْتُ القومَ إيلافاً، أي كمّلتهم أَلْفاً، وآلَفوهُمْ أيضاً بأنفسهم. وكذلك آلفت الدارهم وآلفت هي. والالف: الأَليْفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الالف. وجمع الاليف آلائف، مثل تبيع وتبائع وأفيل وأفائل. قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فردا من أَلائِفِهِ يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شذب والالاف: جمع آلف مثل كافر وكفار. وفلان قد أَلِفَ هذا الموضع بالكسر يَأْلَفُهُ إلْفاً، وآلَفَهُ إيّاهُ غيرُه. ويقال أيضاً: آلَفْتُ الموضعَ أُولِفهْ إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضعَ أُؤْالِفُهُ مؤالفة وإلافا، فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدا. وألفت بين الشيئين تأليفا، فنألفا وأتلفا. ويقال أيضا: أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ، أي مكمَّلَةٌ. وتَأَلّفْتُهُ على الإسلام. ومنه المُؤَلَّفَةُ قلوبُهم. وقوله تعالى: {لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ} يقول تعالى: أهلكت أصحاب الفيل لأُولِفَ قريشاَ مكّة، ولِتُؤَلِّفَ قريشٌ رحلَة الشتاء والصيف، أي تجمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذِهِ أخذوا في ذه. وهذا كما تقول: ضربته لكذا لكذا، بحذف الواو.
[أل ف] الأَلْفُ من العدَدِ معروفٌ والجمعُ آلُفٌ قال بُكَيْرٌ أَصَمُّ بني الحَارثِ بن عُبَادٍ

(عَرَبًا ثَلاثَةُ آلُفٍ وَكتيبَةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِن بَني القُدَّامِ)

وآلافٌ وأُلُوفٌ فأما قولُ الشَّاعِرِ

(وكانَ حامِلُكم منَّا ورَافِدُكُم ... وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَفِ)

إنما أرادَ الآلاف فحذفَ اللامَ ضَرُورَةً وكذلكَ أرادَ المِئينَ فحذفَ الهَمْزَةَ وأَلَّفَ العَدَدَ وَآلَفَهُ جَعَلَهُ أَلْفًا وآلَفُوا صَارُوا أَلْفًا وفي الحديثِ أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بنُو فُلانٍ وشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً أي على أَلْفٍ عن ابن الأَعْرابيّ وأَلِفَ الشيءَ إِلْفًا وإِلافًا وَوِلافًا الأخيرَةُ شاذَّةٌ وأَلْفَانًا وآلَفَه لَزِمَهُ وآلَفَهُ إيَّاهُ أَلْزَمهُ إيَّاهُ وفي التَّنْزِيلِ {إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} قريش 2 فِيمَنْ جَعَلَ الهاءَ مفعولاً ورحلَةَ مفعولاً ثانيًا وقد يجوزُ أن يكونَ المفعولُ هنا واحدًا على قولِكَ آلَفْتُ الشيءَ كأَلِفْتُه وتكونَ الهاءُ والميمُ في موضعِ الفاعلِ كما تقولُ عجبتُ من ضربِ زيدٍ عَمْرًا وهي الأُلْفَةُ وائْتَلَفَ الشّيءْ أَلِفَ بعضُهُ بَعْضًا وألَّفَهُ جَمَعَ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ وتألَّفَ تَنَظَّمَ والإِلْفُ الذي تَأْلَفُهُ وجَمُعُه آلافٌ وحكى بعضُهُم في جَمْعِ إِلْفٍ أُلُوفٌ وعِنْدي أَنَّهُ جَمعُ آلِفٍ كشَاهِدٍ وشُهُودٍ وهوالأَلِيْفُ وَجَمعُه أُلَفَاءُ والأُنثَى إِلْفَةٌ وَإِلْفٌ قال

(وَحَوْرَاءِ المَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ ... )

وقال

(قَفْرٌ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعاجِ بها ... يُرُوحُ فَرْدًا ويَلْقَى إِلْفَهُ طاوِيَهْ)

وهذا من شاذِّ البسيطِ لأنَّ قولَهُ طاوِيَهْ فاعِلُنْ وَضَرْبُ البسيطِ لا يأتي علَى فَاعِلُنْ والذي حَكَاهُ أبو إِسحاقَ وعزاهُ إِلَى الأَخْفَشِ أنَّ أَعْرَابيًا سُئِلَ أنْ يَصْنَعَ بَيْتًا تامًا من البسيطِ فَصَنعَ هذا البَيْتَ وهذا ليسَ بحُجَّةٍ فيُعْتَدَّ بفاعِلُنْ ضَرْبًا في البسيطِ إنما هو مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ فأما المُسْتَعْمَلُ فَفَعِلُنْ وَفَعْلُنْ وآلَفَ الرَّجُلُ تَجَرَ وأَلَّفَ القومُ إلى كَذا وتَأَلَّفوا اسْتَجَارُوا والأَلِفُ والأَلِيفُ حَرْفُ هِجَاءٍ قال اللِّحْيَانيُّ قال الكِسائيُّ الأَلِفُ من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ وكذلك سائِرُ الحروفِ هذا كلامُ العربِ وإن ذَكَّرْتَ جَازَ قال سِيبَوَيْهِ حُروفُ المُعْجَمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ كما أن اللِّسانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ وقولُه تعالى {الم ذلك الكتاب} البقرة 1 2 و {المص} الأعراف 1 و {المر} الرعد 1 قال الزَّجَّاجُ الذي اخترْنا في تفسيرِها قولُ ابن عباسٍ إن {الم} أنا اللهُ أعلمُ و {المص} أنا اللهُ أعلمُ وأفَصِلُ و {المر} أنا اللهُ أعلمُ وأَرى قال بعضُ النحوِيِّينَ موضِعُ هذه الحروفِ رَفْعٌ بما بعدَها قال {المص كتاب} فكِتابٌ مُرْتَفِعٌ ب {المص} وكأنَّ معناه المص حُروفُ كتابٍ أُنزِلَ إليك قال وهذا لو كانَ كما وَصَفَ لكانَ بعد هذه الحروفِ أبدًا ذِكْرُ الكتابِ فقولُه {الم الله لا إله إلا هو} آل عمران 1 2 يدلُّ على أن الأمرَ مُدافِعٌ لها على قوله وكذلك {يس والقرآن الحكيم} يس 1 2 وكذلك {حم عسق كذلك يوحي إليك} الشورى 1 3 وقوله {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه} الدخان 1 3 فهذِه الأشياءُ تَدُلُّ على أن الأمرَ على غيرِ ما ذَكَرَ ولو كانَ كذلك أَيضًا لما كانَ الم وحم مكرَّرَينِ وقد أجمعَ النَّحْوِيُّونَ على أن قولَهُ {كتاب أنزلناه إليك} إبراهيم 1 بغير هذه الحروفِ والمعنى هذا كتابٌ أُنزِلَ إليكَ
ألف
ألِفَ يَألَف، أُلْفةً وإلفًا، فهو آلف وأليف، والمفعول مَأْلوف وإلْف
• ألِف فلانًا: أنِس به وأحبَّه "آلفُ من حمام مكّة [مثل] " ° صيغة مألوفة: مقبولة.
• ألِف المكانَ:
1 - تعوّده واستأنس به "مكان مألوف".
2 - لزِمَه "ألف مجالسَ الأدب". 

آلفَ1 يُؤلف، إيلافًا، فهو مؤلِف، والمفعول مؤلَف
• آلف المكانَ ونحوَه: ألِفه؛ أنِسَ به وأحبَّه.
• آلف العددَ: جعله ألفًا. 

آلفَ2 يؤالف، مؤالفةً وإلافًا، فهو مُؤالِف، والمفعول مؤالَف
• آلف فلانًا: عاشره، آنسه، خالطه "آلف رفيقًا في غُربته". 

ألَّفَ يؤلِّف، تأليفًا، فهو مؤلِّف، والمفعول مؤلَّف (للمتعدِّي)
• ألَّف الطِّفلُ: صار ما ادّخره ألفًا.
• ألَّف المصلُّون: بلغ عددُهم ألفًا.
• ألَّف بين مُتخاصِمَيْن: أصلح بينهما، جمع شملهُما "المِحن تؤلِّف القلوب- {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} " ° ألّف قلبَه: استماله.
• ألَّفَ الكتابَ: كتبه، جمع مادّته وصاغ أفكاره.
 • ألَّف خبرًا: اختلقه.
• ألَّف الحكومةَ: شكّلها، نظَّمها. 

ائتلفَ/ ائتلفَ من يأتلف، ائتلافًا، فهو مؤتلِف، والمفعول مؤتلَف منه
• ائتلف النَّاسُ: اجتمعوا وتوافقوا واتّحدوا بعد اختلاف "ائتلف الأهلُ/ الجيرانُ".
• ائتلفَت اللَّجنةُ من ستَّة أعضاء: تكوَّنت، تشكّلت "انحلّ الائتلاف بعد مناقشة دامت ستّة أسابيع". 

تآلفَ يتآلف، تآلُفًا، فهو متآلِف
• تآلف القومُ: مُطاوع آلفَ2: اجتمعوا على وئام وإخاء.
• تآلفت الأصواتُ ونحوُها: انسجمتْ وتلاءمت "تآلفت الألوانُ". 

تألَّفَ/ تألَّفَ من يتألَّف، تألُّفًا، فهو متألِّف، والمفعول مُتألَّف (للمتعدِّي)
• تألَّفتِ الوزارةُ: مُطاوع ألَّفَ: تشكّلت.
• تألَّف قلبَ فلان: استماله.
• تألَّف الوفدُ من عشرين عضوًا: تكوّن. 

آلِف [مفرد]: ج أُلوف: اسم فاعل من ألِفَ: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}: وهم مؤتلفون". 

إلاف [مفرد]:
1 - مصدر آلفَ2.
2 - أمان وعهد يُؤخذ لتأمين خروج التّجار من أرض إلى أرض. 

أَلْف [مفرد]: ج آلاف وأُلوف: عشر مئات "حصل على جائزة قدرها ألف جنيه- والناس ألفٌ منهم كواحدٍ ... وواحدٌ كالألف إن أمرٌ عَنَا- {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَامًا} - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} " ° أَلْفٌ مؤلَّف: ألف تامّ- حسَبَ له ألفَ حساب: اهتمّ به جيِّدًا- سكَت ألفًا ونطَق خَلْفًا [مَثَل]: ْيُضرب لمن يُطيل الصَّمت ثم يتكلّم بخطأ- عُصْفور في اليدّ خير من ألفٍ على الشَّجرة [مَثَل]: القناعة بالقليل الذي حَصَلْتَ عليه خير من الكثير الذي لا تضمن تحصيله.
• ألف ليلة وليلة: (دب) مجموعة من القصص الشعبيّ العربيّ، كُتبت بين القرنين (7، 8 هـ/ 13، 14م)، يغلب عليها طابع الخيال، ولغتُها بين العاميّة والفصحى ويتخلّلها شعر مصنوع. 

أَلِف [مفرد]: اسم حرف المدّ (ا) وقد يطلق على الهمزة أوّل الحروف في الأبجديّة العربيّة ° ألفباء: مركّبة من اسمَيْ الحرفين الأوَّلَيْن في الأبجديّة العربيّة (أ) و (ب) وتطلق على الحروف العربيّة مجموعة- ألفباء العلم: مبادئه وأوّليّاته- مِنْ ألفه إلى يائه: من بدايته إلى نهايته. 

إِلْف [مفرد]: ج آلاف (لغير المصدر)، مؤ إلْف (لغير المصدر) وإلفة (لغير المصدر):
1 - مصدر ألِفَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من ألِفَ: صديق ودود، حبيب، أنيس.
3 - صداقة ومؤانسة "يجري بينهما نهرُ الإلف". 

أُلْفة [مفرد]: ج أُلُفات (لغير المصدر) وأُلْفات (لغير المصدر):
1 - مصدر ألِفَ.
2 - وشيجة ورابطة بين شخصين أو أكثر يُحدثها تجاذب الميول النَّفسيّة، كصلة القرابة أو الصَّداقة وغيرهما "تربطهما ألفة الصداقة".
3 - (نف) تجاذب الظواهر النفسيّة في المجال الشُّعوريّ بتداعي الأفكار وترابطها.
4 - اجتماع والتئام، سهولة وأنس المعاشرة. 

ألْفيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أَلْف: فترة زمنيّة عبارة عن ألف سنة كاملة "نعيش الآن في الألفيّة الثالثة".
• الأَلْفيَّة: (نح) عمل نحويّ مشهور لابن مالك لخَّص فيه النَّحو العربيّ في أرجوزة من ألف بيت. 

أَلوف [مفرد]: ج أُلُف وألوفون، مؤ أُلوف، ج مؤ ألائف: صيغة مبالغة من ألِفَ. 

أليف [مفرد]: ج أُلفاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ألِفَ: أنيس، ودود ° حيوان أليف: ليس متوحِّشًا.
• أليفات الزُّهور: (حن) مجموعة من الحشرات من رتبة غشائيّات الأجنحة تعتمد في غذائها أساسًا على طلع الزُّهور ورحيقها دون أن تُلحق به ضررًا، كما في نحل العسل. 

إيلاف [مفرد]:
1 - مصدر آلفَ1.
2 - إلاف، أمان وعهد
 يؤخذ لتأمين خروج التّجار من أرضٍ إلى أرض " {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ} ". 

ائتلاف [مفرد]:
1 - مصدر ائتلفَ/ ائتلفَ من.
2 - (سة) وحدة أو اتّفاق بين جماعتين أو أكثر من أجل العمل سويًّا لتحقيق أهداف مشتركة، أو بهدف ممارسة نشاط تعاونيّ محدود، وقد يكون بين الأحزاب السِّياسيّة ذات الاتِّجاهات المختلفة وقد يحدث بين الأمم "حكومة ائتلاف- ائتلاف انتخابيّ".
• ائتلاف منفصل: (سق) عزف نغمات موسيقيَّة بتوالٍ سريع عِوضًا عن عزفها معًا.
• حكومة ائتلافيَّة: حكومة أو مجلس وزراء مؤلَّف من ممثِّلي أكثر من حزب واحد، وذلك بقصد تأمين عدد كافٍ من الموالين والمؤيِّدين لها في مجلس النوَّاب. 

ائتلافيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ائتلاف.
2 - مصدر صناعيّ من ائتلاف: هيئة تضم أعضاء من جهات مختلفة أو متخاصمة يعملون معًا لتحقيق أهداف مشتركة "استطاعوا إنجاز أكبر قدر من الأعمال من خلال ائتلافيّة واسعة".
• لائحة ائتلافيَّة/ صيغة ائتلافيَّة: آراء أو موادّ مقبولة ومُتَّفق عليها لإدارة أو تنظيم عملٍ ما "وقّع الطرفان على صيغة ائتلافيَّة موضوعيَّة مسئولة". 

تأليف [مفرد]: ج تأليفات (لغير المصدر) وتآليف (لغير المصدر):
1 - مصدر ألَّفَ ° تأليف القلوب: استمالتها.
2 - مُصَنَّف أو كتاب يُدوَّن فيه علم أو أدب أو فنّ "عُرف الطَّبريّ بتآليفه الكثيرة في التفسير والتاريخ".
• تأليف عظميّ: (طب) طريقة لمعالجة الكسور تقوم على جمع أجزاء عظم مكسور بواسطة أدوات معدنيّة.
• حقوق التَّأليف والنَّشر: (قن) حقٌّ للنّشر أو التوزيع القانونيّ لعمل أدبيّ أو علميّ أو فنّيّ. 

مُؤلَّف [مفرد]: ج مؤلَّفات:
1 - اسم مفعول من ألَّفَ.
2 - كتاب أو عمل موسيقيّ "نشر مؤلَّفًا جديدًا- للجاحظ مؤلَّفات كثيرة".
• المؤلَّفة قلوبهم: المستمالة قلوبهم بالإحسان والمودَّة، حيث كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يترضَّاهم في أوّل الإسلام بالإحسان إليهم وإعطائهم من أموال الصَّدقات " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} ". 

ألف: الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، والجمع آلُفٌ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ

بني الحرث بن عباد:

عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً

أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ

وآلافٌ وأُلُوفٌ، يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع.

قال اللّه عز وجل: وهم أُلُوفٌ حَذَرَ الـمَوْتِ؛ فأَما قول الشاعر:

وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ،

وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ

إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة، وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة.

ويقال: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ، وإن أُنّث على أَنه

جمع فهو جائز، وكلام العرب فيه التذكير؛ قال الأَزهري: وهذا قول جميع

النحويين. ويقال: هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة، وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي

تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ. قال ابن السكيت: ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه

الدراهمُ أَلف لجاز؛ وأَنشد ابن بري في التذكير:

فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً، وهو صادِقي،

نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَعا

قال: وقال آخر:

ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ

بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا

وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه: جعله أَلْفاً. وآلَفُوا: صاروا أَلفاً. وفي

الحديث: أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بنو

فلان. قال أَبو عبيد: يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين

فآلفْتُهم، مَـمْدُود، وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً، وكذلك أَمـْأَيْتُهم

فأَمـْأَوْا إذا صاروا مائةً. الجوهري: آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم

أَلفاً، وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي. ويقال: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ

أَي مُكَمَّلةٌ.

وأَلَفَه يأْلِفُه، بالكسر، أَي أَعْطاه أَلفاً؛ قال الشاعر:

وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه

حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ

أَي ورُبَّ كَريمةٍ، والهاء للمبالغة، وارْتَقى إلى الأعْلام، فحَذَف

إلى وهو يُريده. وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف؛ عن ابن الأعرابي.

وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً؛ الأَخيرة شاذّةٌ، وأَلَفانا

وأَلَفَه: لَزمه، وآلَفَه إيّاه: أَلْزَمَه. وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ،

بالكسر، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه، ويقال أَيضاً: آلَفْتُ الموضع

أُولِفُه إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً،

فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة، وأَلَّفْتُ بين الشيئين

تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا. وفي التنزيل العزيز: لإيلافِ قُريش

إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ؛ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً

ثانياً، وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء

كأَلِفْتُه، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ

زيدٍ عمراً، وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه: لإيلاف،

ولإِلاف، ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ، قال: وقد قُرئ بالوجهين الأَولين. أَبو

عبيد: أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته، فهو مُؤْلَفٌ

ومأْلُوفٌ. وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه؛ قال ذو الرمة:

مِنَ الـمُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ،

شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ

أَبو زيد: أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به،

وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشيء

تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب. وأَلَّفْتُ الشيءَ

أَي وصَلْتُه. وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً،

والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش

الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها، أَي أَهلكَ

اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين. ابن

الأَعرابي: أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو

عبد مناف، وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون

قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ الـمُجِيرينَ، فأَمـّا هاشم فإنه

أَخذ حَبْلاً من ملك الروم، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى، وأَخذ عبد

شمس حبلاً من النجاشي، وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير، قال: فكان

تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ

لهم؛ قال ابن الأَنباري: من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ

يأْلَف، ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ، قال: ومعنى يُؤَلِّفُون

يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون. قال أَبو منصور: وهو على قول ابن الأَعرابي

بمعنى يُجِيرُون، والإلْفُ والإلافُ بمعنى؛ وأَنشد حبيب بن أَوس في باب

الهجاء لـمُساور بن هند يهجو بني أَسد:

زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ،

لَهُمْ إلْفٌ، وليس لَكُمْ إلافُ

وقال الفراء: من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون، قال: وأَجود

من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف. والإيلافُ: من

يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون، قال ابن الأَعرابي: كان هاشمٌ

يُؤَلِّفُ إلى الشام، وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ، والمطلبُ إلى

اليَمن، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ. قال: ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون؛ قال

الأَزهري: ومنه قول أَبي ذؤيب:

تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً، وتُؤْلِفُ الـ

ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها

وفي حديث ابن عباس: وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ

لَهاشِمٌ؛ الإيلافُ: العَهْدُ والذِّمامُ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من

الملوك لقريش، وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش: يقول تعالى: أَهلكت

أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة، ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي

تَجْمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه، وهو كما تقول ضربته لكذا

لكذا، بحذف الواو، وهي الأُلْفةُ. وأْتَلَفَ الشيءُ: أَلِفَ بعضُه بعضاً،

وأَلَّفَه: جمع بعضه إلى بعض، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. والإلْف:

الأَلِيفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل

تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قال ذو الرمة:

فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه،

يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ

والأُلاَّفِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ.

وتأَلَّفَه على الإسْلام، ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم. التهذيب في قوله

تعالى: لو أَنـْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم، قال:

نزلت هذه الآية في الـمُتَحابِّينَ في اللّه، قال: والمؤَلَّفةُ قلوبهم في

آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه، صلى اللّه

عليه وسلم، في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم

ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام، فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف

نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين، وقد نَفَّلهم

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم،

منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي، والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ،

وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ، وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ، وقد قال بعض أَهل

العلم: إن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ

الكفار، فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع

أَهل المِلَل، أَغنى اللّه تعالى، وله الحمد، عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ

اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار، والحمد للّه رب

العالمين؛ وأَنشد بعضهم:

إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً،

دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ

قيل: إلافُ اللّه أَمانُ اللّه، وقيل: منزِلةٌ من اللّه. وفي حديث حنين:

إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم؛ التأَلُّفُ:

الـمُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من

المال؛ ومنه حديثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم.

والإلْفُ: الذي تأْلَفُه، والجمع آلافٌ، وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ

اُُلُوفٌ. قال ابن سيده: وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ، وهو الأَلِيفُ،

وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ؛ قال:

وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر

وقال:

قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها

يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ

وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي

على فاعلن، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل

أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحُجة

فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة، فأَمـّا المستعمل

فهو فعِلن وفَعْلن.

ويقال: فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي، وقد نَزَعَ البعير إلى

أُلاَّفه؛ وقول ذي الرمة:

أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف، لُزَّتْ كُراعُه

إلى أُخْتِها الأُخْرى، ووَلَّى صَواحِبُهْ

يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف، والآلاف جمع إلْفٍ. وقد ائتَلَفَ القومُ

ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً.

وأَوالِفُ الطير: التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شرفهما اللّه تعالى.

وأَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ؛ قال العجاج:

أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى

أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى؛ وأَما قول رؤبة:

تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّفِ

قال ابن الأعرابي: أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم

آلِفٌ. وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا:

استجاروا.

والأَلِفُ والأَلِيفُ: حرف هجاء؛ قال اللحياني: قال الكسائي الأَلف من

حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز؛

قال سيبوبه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر

ويؤنث.وقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتاب، وأَلمص، وأَلمر؛ قال الزجاج: الذي

اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم: أَنا اللّه أَعلم، وأَلمص: أَنا

اللّه أَعلم وأَفْصِلُ، وأَلمر: أَنا اللّه أَعلم وأرى؛ قال بعض النحويين:

موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: أَلمص كتاب، فكتاب مرتفع بأَلمص،

وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك، قال: وهذا لو كان كما وصف لكان بعد

هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ

القيوم، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله، وكذلك: يس والقرآن

الحكيم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف

الـمُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل.

ألف
} الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَكَّرٌ، يُقال: هَذَا {أَلْفٌ، بدليلِ: قَوْلِهِمْ: ثلاثةُ} آلافٍ وَلم يَقُولُوا ثَلَاث آلَاف وَيُقَال هَذَا ألف وَاحِد وَلَا يُقَال وَاحِدَة، هَذَا أَلفٌ أَقْرَعُ، اي: تَامٌّ، وَلَا يُقَال قَرْعاءُ، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: ولَوْ أَنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِمِ لَجَازَ، بِمَعْنى هذِه الدَّرَاهمِ أَلْفٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: وكلامُ العربِ فيهِ التَّذْكير، قَالَ الأًَزْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ جميعِ النَّحْوِييِّنَ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ فِي التَّذْكير:
(فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقاً وهْوَ صَادِقِي ... نَقُدْ نَحْوَكُم {أَلْفاً مِن الْخَيْلِ أَقْرَعَا)
قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:
(ولَوْ طَلَبُونِي بالْعَقُوقِ أَتَيْتهَمُ ... } بِأَلْفٍ أَؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا)
ج: {أُلُوفٌ} وآلاَفٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، ويُقَال: ثَلاثةُ {آلافٍ إِلَى العشرةِ، ثمَّ أَلوف جَمْعُ الجَمْعِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: (وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَ} أَلفَهُ، {يَأْلِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ: أَعْطَاهُ أَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَي: مِن المالِ، وَمن الإِبِلِ، وأَنْشَدَ:
(وكَرِيمَةٍ من آلِ قَيْسَ} أَلَفْتُهُ ... حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الأَعْلامِ)
أَي: ورُبَّ كَرِيمَةٍ، والهاءُ لِلْمُبَالِغَةِ، ومَعْناه ارْتَقَى إِلَى الأعْلامِ، فحذَف إِلَى وَهُوَ يُرِيدُهُ.
{والإِلْفُ، بالكَسْرِ:} الألِيفُ، تَقول: حَنَّ فُلانٌ إِلَى فُلان حَنِينَ! الإِلْفِ إِلَى الإِلْفِ ج: آلافٌ، وجَمْعُ الأَلِيفِ: أَلاَثِفُ، مثل تَبِيِع وتَبَائِعَ، وأَفِيل وأفائِلَ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلاَفِهِ ... يَرْتَادُ أحْلِيَةً اعْجَازُهَا شَذَبُ)
{والأَلُوفُ، كصَبُورٍ: الْكَثِيرُ} الأُلْفَةِ، ج: {ألْفٌ، ككُتُبٍ والإلْفُ،} والإِلْفَةُ، بكَسْرِهِما: الْمَرأَةُ {تَأْلَفُهَا} وتَأْلَفُكَ، قَالَ: وحَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ {إِلْفِ صَخْرِ وَقَالَ:)
(قَفْرُ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بهَا ... يَرُوحُ فَرْداً وتَبْقَى} إِلْفُهُ طَاوِيَهْ)
وَهَذَا مِنْْ شَاذِّ البَسِيط، لأَنَّ قَوْلَه: طَاويَة، فَاعِلُنْ، وضَرْبُ البَسِيطِ نَقَلَه لَا يأْتي عَلَى فَاعِلُنْ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو إِسحاقَ، وعَزَاهُ إِلَى الأَخْفَشِ، أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سُئِلَ أَنْ يصْنَعَ بَيْتاً تَامَّاً مِن البَسِيطِ، فَصَنَعَ هَذَا البيتَ، وَهَذَا لَيْسَ بحُجَّةٍ، فيُعْتَدُّ بفَاعِلُنْ ضَرْباً فِي البَسِيطِ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَوْضُوع الدَّائِرَةِ فأَمَّا المُسْتَعْمَلُ فَهُوَ: فَعِلُنْ، وفَعْلُنْ.
وَقد {أَلِفَهُ أَي: الشَّيءِ كَعَلِمَهُ،} إِلْفاً، بالكَسْرِ والْفَتْحِ كالعِلْمِ والسَّمْعِ، وَهُوَ {آلِفٌ ككتاِبٍ، ج:} ألاَّفٌ ككاتبٍ، يُقَال: نَزَعَ البَعِيرُ إِلَى {أُلاَّفِهِ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَكُنْ مِثْلَ ذِي} الأَلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُ ... إِلَى أُخْتِهَا الأُخْرَى ووَلَّي صَوَاحِبُهْ)

(مَتىَ تَظْعَنِي يَامَيُّ مِن دَارِ جِيرَةٍ ... لَنَا والْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَن يُغالِبُهْ)
وَقَالَ العَجَّاجُ يصِفُ الدَّهْرَ: يَخْتَرِمُ {الإِلْفَ عَلَى الأُلاَّفِ ومِن الإِلْفِ بالكَسْرِ قراءَةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم) } لإِلْفِ قُرَيْشٍ {إِلْفِهِمْ (بِغَيْر ياءٍ} وأَلِفٍ، وسيأْتي قَرِيبا، وَفِي الحديثِ) المُؤْمِنُ {إِلْفٌ} مَأْلُوفٌ (.
وَهِي {آلِفَةٌ، ج:} آلِفَاتٌ، {وأَوالِفُ، قَالَ العَجَّاجُ: ورَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ والْقَاطِنَاتِ الْبَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ} أَوَالِفاً مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِى هَكَذَا أَوْرَدَهُ فِي العُبَابِ قلتُ: أَراد {بالأَوَالِفِ هُنَا} أَوَالِفَ الطَّيْرِ الَّتِي قد {أَلِفَتِ الْحَرَمَ، وقولُه: مِن وُرْقِ الْحَمِى، أَراد الحَمَامَ، فَلم يَسْتَتمَّ لَهُ الوَزْنُ، فَقَالَ: الْحَمِى.
} المَأْلَفُ كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُهَا أَي: {الأَوالِفُ مِن الإِنْسَانِ أَو الإِبِلِ.
قَالَ أَبو زيد:} الْمَاْلَفُ: الشَّجَرُ الْمُورِقُ الَّذِي يَدْنُو إِليه الصَّيْدُ {لإِلْفِهِ إِيَّاهُ.
} والأُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: اسْمٌ مِن الائْتِلافِ وَهِي الأُنْسُ.
{والأَلِفُ، ككَتِفٍ: الرَّجُلُ العَزَبُ فِيمَا يُقَالُ، كَمَا فِي العُبابِ،} والأَلِفُ: أَوَّلُ الحُرُوفِ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ:)
قَالَ الْكِسَائِيُّ: الأَلِف من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ، وَكَذَلِكَ سائرُ الحروفِ، هَذَا كلامُ العربِ، وإِن ذُكِّرَتْ جَازَ، قَالَ سِيبَوَيْه: حروفُ المعجمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، كَمَا أَنَّ الإِنْسَانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والأَلِفُ أَيضاً {الأَلِيفُ، والجَمْعُ:} آلافٌ ككَتِبِ وأَكْتَافٍ، الأَلِفُ عِرْقٌ مُسْتَبطِنُ الْعَضُدِ إِلَى الذِّراعِ عَلَى التَّشْبِيه وهما {الألفان وَالْألف الْوَاحِد من كل شَيْء على التَّشْبِيه} بالأَلِف، فإنَّه واحدٌ فِي الأَعْدَادِ.
{وآلَفَهُمْ} إِيلاَفاً: كَمَّلَهُمْ {أَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَالُ كَانَ القومُ تِسْعَمِائةٍ وتِسْعَةٍ وتِسْعِين} فَآلَفْتُهُمْ، مَمْدودٌ،! وآلَفُوا هُمْ: إِذا صارُوا أَلْفاً، وكذلِك أَمْأَيْتُهُم فَأَمْأُوا: إِذا صارُوا مِائةً. {وآلَفَتِ الإِبِلُ الرَّمْلَ: جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ ومَاءٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(مِنَ} المُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ)
أَي: من الإِبلِ الَّتِي {ألِفَت الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه} مأْلَفاً.
والْمَكَانَ: {أَلِفَهُ، وَفِي الصِّحاحِ:} آلَفَ الدَّراهِمَ إِيلاَفاً: جَعَلَهَا أَلْفاً أَي: كَمَّلَها ألْفاً {فَآلَفَتْ هِيَ: صارتْ ألْفاً} وآلَفَ فُلاناً مَكانَ كَذَا: إِذا جَعَلَه {يَأْلفُهُ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَيُقَال أَيْضاً:} آلَفْتُ الْمَوْضِعَ {أُولِفُهُ إِيلاَفاً، وكذلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ} أَؤالِفُهُ {مُؤَالَفَةً} وإِلاَفاً، فَصَارَ صورَةُ أَفْعَلَ وفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدَةً.
{والإِيلاَفُ فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: العَهْدُ والذِّمامٌ وشِبْهُ الإِجَازَةِ بالْخُفَارَةِ، وأَوَّلُ مَن أَخَذَهَا هَاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ مِن مَلِكِ الشَّأْمِ كَمَا جاءَ فِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وتَأْوِيلُهُ أَنَّ قُرَيْشاً كانُوا سُكَّانَ الْحَرَمِ وَلم يَكُنْ لَهُم زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ آمِنِينَ فِي امْتِيارِهِمْ، وتَنَقُّلاتِهِم شِتَاءً وصَيْفاً، والنَّاسُ يُتَخَطَّفُونَ مِن حَوْلِهِمْ، فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ عَارِضٌ قالُوا: نَحْنُ أَهْلُ حَرِمِ اللهِ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُم أَحَدٌ كَمَا فِي العُبَابِ، وَمِنْه قَول أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِيناً} ويُؤْلِفُ الْ ... جِوَارَ ويُغْشِيَها الأَمَانَ رِبابُهَا)
أَو الَّلامُ لِلتَّعَجُّبِ، أَي: اعْجَبُوا {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. وَقَالَ بعضُهم: مَعْنَاهَا مُتَّضِلُّ بِمَا بعدُ، المَعْىَ فَلْيَعْبُدْ هؤُلاَءِ رَبَّ هَذَا الْبَيْت} لإِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ لِلامْتِيَارِ، وَقَالَ بعضُهُم: هِيَ مَوصُولَةٌ بِمَا قَبْلَهَا، الْمَعْنى فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لإِيلافِ قُرَيْشٍ، وَهَذَا القَوْلُ الأَخِيرُ ذكَره الجَوْهَرِيُّ، ونَصُّهُ: يَقُول: أَهْلَكْتُ أَصْحابَ الفِيل! لأُولِفَ قُرَيْشاً مَكَّةَ، {ولِتُؤْلِفَ قُرَيْشٌ رِحْلَيَتْهَا، أَي تَجْمَعَ بَينهمَا، إِذا فَرَغُوا من ذِهِ أَخَذَوا فِي ذِهِ، كَمَا تقولُ: ضَرَبْتُهُ لِكَذَا، لِكَذَا، بحَذْفِ الْوَاو)
انْتهى.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: هَذَا قَوْلٌ لَا أَحبُّهُ مِن وَجْهَيْنِ أَحَدُهِما: أَنَّ بينَ السُّورَتَيْن بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيم، وذلِك دليلٌ عَلَى انْقِضَاءِ السُّورةِ، وافْتِتَاحِ الأُخْرَى، والآخَرُ: أَنَّ} الإِيلافَ إِنَّمَا هُوَ العُهُودُ الَّتِي كانُوا يَأَخَذَونَهَا إِذا خَرَجُوا فِي التِّجَاراتِ، فيَأْمَنُونَ بهَا.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَصْحابُ الإِيلاَفِ أَربعةُ إِخْوَةٍ: هاشِمٌ، وعبدُ شَمْسٍ، والمُطَلِبُ، ونَوْفَلٌ، بَنو عَبْدِ مَنافٍ، وَكَانُوا {يُؤَلِّفُونَ الجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضاً، يُجِيرُونَ قُرَيْشاً بِمِيرِهِمء، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْمُيِجيرِين، وَكَانَ هَاشِمٌ} يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّأْمِ، وعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِفُ إِلَى الْحَبَشَةِ، والمُطَّلِبُ يُؤَلِّفُ إِلَى الْيَمَنِ، ونَوْفَلٌ يُؤَلِّفُ إِلَى فَارِسَ، قَالَ: وَكَانَ تُجَّارُ قُرَيْشٍ يخْتَلِفُونَ إِلَى هذِه الأَمْصَارِ بِحِبال هذِه كَذَا فِي النُّسَخِ، والأَوْلَى هؤُلاءِ الإِخْوَةِ الأَرْبَعَةِ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُم، وَكَانَ كُلُّ أَخٍ منْهم أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكِ نَاحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ فَأَمَّا هاشِمٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكَ الرُّومِ، وأَما عبدُ شَمْسٍ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن النَّجَاشِيّ وَأما الْمطلب فَإِنَّهُ أَخذ حبلاً من أَقْيَالِ حِمْيَرَ، وأَمَّا نَوْفَلٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن كِسْرَى، كُلُّ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: فِي) لإِيلافِ قرَيْشٍ (ثلاثةُ أوْجه:) {لئيلاَفِ} ولإِلاَفِ (ووَجْهٌ ثالِثٌ) {لِإلْفِ قُرَيْشٍ (، قَالَ: وَقد قُرِئَ بالوَجْهَيْنِ الأَوَّلَيْنِ.
قلتُ: والوَجْهُ الثالثُ تقدَّم أَنَّهُ قَرَأَهُ النَّبِيُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: مَن قَرَأَ) } لإِلافِهِمْ (و) {إِلْفِهم (فهُمَا مِن ألَفَ يَأْلَفُ، ومَن قَرَأَ} لإِيلاَفِهِمْ فَهُوَ مِن {آلَفَ} يُؤْلِفُ، قَالَ: وَمعنى! يُؤْلِفُونَ، أَي: يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُونَ.قَالَ الأًزْهَرِيُّ: وعلَى قَوْلِ ابنِ الأعْرَابِيِّ بمعنَى يُجِيرُون.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَن قَرَأَ) {إِلْفِهِمْ (فقد يون من} يُؤَلِّفُونَ، قَالَ: وأَجْوَدُ مِنِ ذلِك أَنْ يُجْعَلَ مِن {يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ، والإِيلافُ مِن يُؤَلِّفُونَ، أَي: يُهَيِّئونَ ويُجَهِّزونَ.
} وأَلَّفَ بَيْنَهُمَا تَأْلِيفاً: أَوْقَع {الأُلْفَةَ، وجمَع بَينهمَا بعدَ تَفَرُّقٍ، ووَصَلَهُمَا، وَمِنْه} تَأْلِيفُ الكُتُبِ، والفَرْقُ بَينه وبينَ التَّصْنِيفِ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ الْفُرُوقِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) ولكِنَّ اللهَ {أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (.} أَلّفَ {أَلِفاً: خَطَّهَا، كَمَا يُقَال: جَيَّمَ جيماً.} أَلَّفَ {الْأَلْفَ: كَمَّلَهُ، كَمَا فِي يُقَالُ:} أَلْفٌ {مُؤَلَّفَةٌ، أَي: مُكَمَّلَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قَالَ الأًزْهَرِيُّ:} والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ: قَوْمٌ مِن سَادَةِ الْعَرَبِ، أََمرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ) عَلَيْه وسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ {بِتَأَلُّفِهِمْ أَي بمُقَارَبَتِهِمْ، وإِعْطَائِهِمْ من الصَّدَقاتِ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ فِي الإِسْلاَمِ، ولِئلاَّ تَحْمِلَهُمْ الْحَمِيَّةُ مَعَ ضَعْف نِيَّاتِهمِ عَلَى أَن يَكُونُوا إِلْباً مَعَ الكُفَّارِ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَقد نَفَلهم النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِمِائََيْنِ مِن الإِبِلِ،} تَأَلُّفاً لَهُم، وهُم أَحَدٌ وَثَلَاثُونَ رجلا، عَلَى تَرْتِيبِ حُرُوفِ المُعْجَمِ: الأَقْرَعُ بنُ حَابِسِ بنِ عِقال الْمُجَاشِعِيُّ الدَّارِمِيُّ، وَقد تقدَّم ذِكْرُه، وذِكْرُ أَخِيهِ مَرْثَدٍ فِي) ق ر ع (.
وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ النَّوْفَلِيُّ أَبو محمدٍ، ويُقَال: أَبو عَدِيٍّ، أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وحُلَمَائِها، وكانَ يُؤْخَذُ عَنهُ النَّسَبُ لِقُرَيْشٍ وللعرب قَاطِبَة، وَكَانَ يَقُول: أَخذتُ النَّسَبَ عَن أَبي بكرٍ رضيَ اللهُ عَنهُ، أَسْلَمَ بعدَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَله عدَّةُ أَحادِيثَ. والْجَدُّ بنُ قَيْسِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ ابنِ غنَمِْبنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ أَبو عبدِ اللهِ ابْن عَمِّ الْبَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ، رَوَى عَنهُ جابرٌ، وأَبو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يُزَنُّ بالنِّفَاقِ، وَكَانَ قَدْ سَادَ فِي الجَاهِلِيَّةِ جَمِيعَ بني سَلِمَة، فنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم ذَلِك مِنْهُ بقَوْلِهِ:) يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ (قَالُوا: الْجَدُّ بنُ قَيْسٍ قَالَ:) بَلْ سَيِّدُكُمْ ابْنُ الْجَمُوحِ (، وَكَانَ الْجَدُّ يومَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ اسْتَتَرَ تحتَ بَطْنِ رَاحِلَتِهِ، وَلم يُبَايِعْ، ثمَّ تَابَ، وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ، وَمَات فِي خِلافةِ عثمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. والْحَارثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ الْمَخْزومِيُّ، أَسْلَمَ وقُتِلَ يومَ أَجْنَادِينَ.
وحَكِيمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وُلِدَ فِي الكعبةِ، كَانَ مِنْهُم، ثمَّ تَابَ وحَسُنَ إِسْلامُه. وحَكِيمُ بنُ طُلَيْقِ بنِ سُفْيَان بنِ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْس الأُمَوِيُّ، كَانَ مِنْهُم وَلَا عَقِبَ لَهُ.
وحُوَيْطِبُ بنُ عبدِ الْعُزَّي بنِ أَبي قَيْسِ بنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيُّ أَبو يَزِيدَ، أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وخُطَبائِهم، وكانَ أَعْلَمَ الشَّفَة، وأَخُوه السَّكْرَانُ مِن مُهاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وأَخوهما سَهْلٌ مِن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، لَهُ عَقِبٌ بالمَدِينَة.
وخَالِدُ بنُ أَسِيد، وخَالِدُ بنُ قَيْسٍ، وزَيْدُ الخَيْلِ، وسَعِيدُ بنُ يَرْبُوعٍ، وسُهَيْلُ بنُ عبدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ.
وسُهَيْلُ بنُ عَمْروٍ الْجُمَحِيُّ، هكَذَا ذكَرَهُ الصَّاغَانيُّ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، وَلم أَجِدْ لَهُ ذِكْراً فِي مَعاجِم الصَّحابَةِ، فَلْيُنْظَرْ فِيهِ، وإِن صَحَّ أَنَّه مِن بَنِي جُمَح، فلَعَلَّه ابنُ عَمْرِو ابنِ وَهْبِ بنِ حُذَافة بنِ جُمَحَ.)
وصَخْرُ بنُ أُمَيَّةَ، هكَذَا ذكرَه الصَّاغَانيُّ، وَلم أَجدْهُ فِي مَعَاجِم الصَّحابةِ، والصَّوابُ صَخْرُ بنُ حَرْبِ ابنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ المَكْنِيُّ بِأَبِي سُفْيَانَ وأَبي حَنْظَلَةَ، فتَأَمَّلْ، وكانَ إِليه رَايَةُ العُقَابِ، وَهُوَ الَّذِي قَادَ قُرَيْشاً كلَّهَا يومَ أُحُدٍ.
وصَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بن وَهْبِ بنِ حُذَافَة بنِ جُمَح الْجُمَحِيُّ، كُنْيَتُه أَبو وَهْبٍ، أَسْلَمَ يومَ حُنَيْنٍ، كَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ والفُصَحاءِ، وحَفِيدُه صَفْوَانُ بنُ عبدِ الرحمنِ لَهُ رُؤْيَةٌ.
والْعَبَّاسُ بنُ مِرْدَاسِ بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيُّ، أَبو الهَيْثَمِ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الفَتْحِ، وَقد تقَدَّم ذِكْرُه فِي السِّين.
وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ يَرْبُوعِ بنِ مِنْكَثَةَ بن عامِرٍ المَخْزُومِيُّ، ذكرَه يَحْيى بن أَبي كَثِيرٍ فيهِم.
والْعَلاَءُ بنُ جَاريَةَ بن عبدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ من حُلَفَاءِ بني زُهْرَةَ.
وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاَثَةَ بنِ عَوْفٍ الْعَامِرِيُّ الْكِلاَبِيُّ، من الأَشْرَافِ، ومِنَ المُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم، ثمَّ ارْتَدَّ، ثمَّ أَسْلَمَ وحَسُنَ إِسْلامُه، واسْتَعْمِلُه عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْه عَلَى حَرَّانَ، فماتَ بهَا.
وأَبُو السَّنَابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكَ بنِ الحَجّاجِ، ويُقَال: اسمُه حَبَّةُ بن بَعْكَكٍ. وعَمْرُو بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، أَخو العبّاس، ذكَرَه ابنُ الْكَلْبِيِّ فيهم.
وعُمَيْرُ بنُ وَهْبِ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافَة بنِ جُمَح، أَبو أُمَيَّةَ أَحَدُ أشْرَافِ بني جُمَح، وَكَانَ من أَبْطَالِ قُرَيْشٍ، قَدِمَ المدينةَ ليَغْدُرَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فأَسْلَمَ، قَالَهُ ابنُ فَهْدٍ.
قلتُ: وَالَّذِي فِي أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدٍ، أَن عُمْيْراً هَذَا أَسِرَ يومَ بَدْرٍ، ثمَّ أسْلَمَ، وابنُه وَهَبُ بنُ عُمَيْرٍ، الَّذِي كَانَ ضَمِنَ لِصَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَن يَقْتُلْ النبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ، ثمَّ أَسْلَمَ. وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَة بنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيّ، شَهِد حُنَيْناً والطَّائِفَ، وَكَانَ أَحْمَقَ مُطَاعاً، دخلَ عَلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ بغَيْرِ إِذْنٍ، وأَساءَ الأَدَبَ، فصَبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَلَى جَفْوَتِهِ واعْرَابِيَّتِهِ، وَقد ارْتَدَّ، وآمَنَ بطُلَيْحَةَ، ثمَّ أُسِرَ، فَمَنَّ عَلَيْهِ الصِّدِّيقُ، ثمَّ لم يَزَلْ مُظْهِراً لِلإِسْلامِ، وَكَانَ يَتْبَعُهُ عَشْرَةُ آلافِ قَتَّاتٍ، وَكَانَ مِن الجَرَّارةِ، واسْمُه حُذَيْفَةُ، ولَقَبُه عُيَيْنَةُ لشَتَرِ عَيْنِه، وسيأْتي فِي) عين (.
وقَيْسُ بنُ عَدِيٍّ السَّهْمِيُّ، هَكَذَا فِي العُبَابِ، والمُصَنِّفُ قَلَّدَهُ، وَهُوَ غَلَطٌ، لأَنَّ قَيْساً هُوَ جَدُّ خُنَيْسِ ابنِ حُذَافَةَ الصَّحَابِيِّ، وَلم يذْكُرْه أَحَدٌ فِي الصَّحابةِ، إِنَّمَا الصُّحْبَةُ لحَفِيدِه المذكورِ، وحُذافَةُ أَبو خُنَيسٍ لَا رُؤْيَةَ لَهُ عَلَى الصَّحِيحِ، فَتَأَمَّلْ.)
وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَة بنِ المُطَّلِبِ ابنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِيُّ، وُلِدَ عامَ الفِيلِ، وَكَانَ شَرِيفا. ومَالِكُ بنُ عَوْفٍ النَّصْريُّ أَبو عليٍّ، رئيسُ المُشْرِكين يومَ حُنَيْنٍ ثمَّ أَسْلَمَ.
ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بن أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيُّ.
ومُعَاوِيَةُ بنُ أَبي سُفْيَانَ صَخْرِ ابنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأَمَوِيُّ.
والْمُغِيرَةُ بنُ الْحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، كُنْيَتُه أَبو سُفْيَان، مَشْهورٌ بكُنْيتِه، هَكَذَا سَمَّاه الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وابنُ الكَلْبِيِّ، وإِبراهِيمُ بن المُنْذِرِ، ووَهِم ابنُ عَبْدِ البَرِّ، فَقَالَ: هُوَ أَخُو أَمى سُفْيَان.
قلتُ: ووَلَدُه جعفرُ بن أَبِي سُفْيَان شاعرٌ، وَكَانَ المُغِيرةُ هَذَا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، وأَخاهُ من الرَّضاعةِ، تُوُفِّيَ سنةَ عشْرين.
والنُّضَيْرُ بن الْحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ ابنِ كَلَدَةَ الْعَبْدَرِيُّ، قيل: كَانَ مِن المُهَاجِرِين، وَقيل: مِن مُسْلمَةِ الفَتْحِ قَالَ ابنُ سَعْدٍ: أُعْطِيَ مِن غَنَائِم حُنَيْنٍ مائَة مِن الإِبِل، اسْتُشْهِدَ باليَرْمُوكِ. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَقد رُوِى عَن ابنِ إِسحاق، أَن الَّذِي شَهِدَ حُنَيْناً وأُعْطِيَ مائَة مِن الإِبِلِ هُوَ النَّضْرُ بنُ الحارِثِ، وَهَكَذَا أخْرَجَه ابنُ مَنْدَه، وأَبو نُعَيْم أَيضاً، وَهُوَ وَهَمٌ فَاحِشٌ، فإِن النَّضْرَ هَذَا قُتِلَ بعدَمَا أُسَِ يومَ بَدْرٍ، قَتَلَهُ عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه بأَمْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فتَأَمَّلْ.
وهِشَامُ بنُ عَمْرِو بنِ ربيعَة بن الْحَارِث الْعَامِرِيُّ، أَحَدُ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم بِدُونِ مِائةٍ من الإِبِلِ، وَكَانَ أَحَدَ مَن قَامَ فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ، وَله فِي ذَلِك أَثَرٌ عَظِيمٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
وَقد فَاتَهُ: طُلَيْقُ بنُ سُفْيَانَ، أَبو حَكِيمٍ الْمَذْكُور، فقد ذَكَرَهُمَا ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهم، وَكَذَا هِشَامُ بنُ الولِيدِ بنِ المُغِيرةِ الْمُخْرُومِيُّ، أَخو خالدِ بنِ الولِيد، هَكَذَا ذَكَره بعضُهُم، وَلَكِن نُظِرَ فِيهِ.
وَقد قَالَ بعضُ أَهْلِ الْعلم: إِنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم تَأَلَّفَ فِي وَقْت بعضَ سَادةِ الكُفَّارِ، فلمَّا دَخَلَ الناسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً، وظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللهِ عَلَى جَمِيع أَهْلِ المِلَلِ، أغْنَى اللهُ تعالَى ولَهُ الحَمْدُ عَن أَن يُتَأَلَّفَ كافرٌ اليومَ بمَالٍ يُعْطَي، لِظُهورِ أَهلِ دِينهِ عَلَى جَمِيعِ الكُفَّارِ، والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين.
{وتَأَلَّفَ فُلانٌ فُلاناً: إِذا دَارهُ، وآنَسَهُ، وقَارَبَهُ، ووَاصَلَهُ، حَتَّى يسْتَمِيلُهُ إِليه، وَمِنْه حديثُ حُنَيْنٍ:) إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ} أَتَأَلَّفُهُمْ أَي: أُدَارِيهِم، وأُونِسُهُم، لِيَثْبُتُو عَلَى الإِسْلامِ، رَغْبَةً فِيمَا يصِلُ إِليهم مِن الْمالِ.) (و) {تَأَلَّفَ الْقَوْمُ} تَأَلُّفاً: اجْتَمَعُوا، كائْتَلَفُوا ائْتِلافاً، وهما مُطَاوِعا {أَلَّفَهُمْ} تَأْلِيفاً.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمْعُ {أَلْف} آلُفٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وَمِنْه قَوْلُ بُكَيْرٍ أَصَمِّ بني الحارِث بِنِ عَبَّادٍ:
(عَرَباً ثَلاثَةَ آلُفٍ وكُتِيبَةً ... ! أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ) وَقد يُقَال:) {الأَلَفُ (مُحَرَّكةً فِي} الآلاف، فِي ضَرُورَةِ الشِّعَرِ، قَالَ:
(وكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا ورَافِدُكُمْ ... وحَامِلُ الْمِينَ بَعْدَ المَينَ والأَلَفِ)
فإنَّه أَراد الآلاَفَ، فحَذَفَ للضَّرُورةِ، وكذلِكَ أَرَادَ المِئِينَ، فحَذَفَ الهَمْزَةَ.
{وآلَفَ الْقَوْمُ: صَارُوا} أَلْفاً، وَمِنْه الحَدِيث:) أَوَّلُ حَيٍّ {آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو فُلانٍ (.
وشَارَطَهُ} مُؤَالَفَةً: أَي علَى {أَلْفٍ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
} وأَلِفَ الشَّيْءَ كعَلِمَ، {إِلاَفاً، ووِلاَفاً، بكَسْرِهِمَا، الأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ،} وأَلَفَاناً مُحَرَّكَةً: لَزِمَه، {كَأَلَفَهُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ.
} وآلَفَهُ إِيلافاً: هَيَّأَهُ وجَهَّزَهُ، {والإِلْفُ} والإِلاَفُ، بكَسْرِهِمَا، بمَعْنىً واحدٍ، وأَنْشَدَ حَبِيبُ بن أَوْسٍ، فِي بَاب الهِجَاءِ لِمُساوِرِ بن هِنْد، يَهْجُوبني أَسَدٍ:
(زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتُكُمْ قُرَيْشاً ... لَهُمْ إِلْفٌ ولَيْسَ لَكُمْ {إِلاَفِ)

(أُولئكَ أُومِنُوا جُوعاً وخَوْفاً ... وَقد جَاعَتْ بَنو أَسَدٍ وخَافُوا)
وأَنْشَدَ بَعْضُهُم:
(إِلاَفُ اللهِ مَا غَطَّيْت بَيْتاً ... دَعَائِمُهُ الخَلاَفَةُ والنُّسُورُ)
قيل: إِلاَفُ اللهِ: أَمَانُهُ، وَقيل: مَنْزِلَةٌ مِنْهُ.
} وآلِفٌ {وأُلُوفٌ، كشَاهِدٍ وشُهُودٍ، وبِهِ فَسَّرَ بعضُهُم قولَه تعالَى:) وَهُمْ} أُلُوفٌ حَذَرَ المْوَتِ (، {وآلِفٌ} وآلاَفٌ، كَناصِرٍ وأَنْصَارٍ، وبِه رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السابقُ أَيضاً، وَكَذَا قَوْلُ رُؤْبَةَ: تَا للهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الآلافِ قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَراد الَّذين {يَأْلَفُونَ الأَنْصَارَ، وَاحِدُهُم} آلِفٌ.
وجَمْعُ {الأَلِيفِ، كأمِيرٍ: أُلَفَاءُ، كَكُبَرَاءَ.
وأَوالِفُ الْحَمَامِ: دَوَاجِنُهَا الَّتِي} تَأْلَفُ الْبُيُوتَ.)
{وآلَفَ الرَّجُلُ} مُؤَالَفَةً: تَجَرَ.
{وأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى كَذَا،} وتَأَلَّفُوا: اسْتَجَارُوا. {والأَلِيفُ، كأَمِيرٍ: لُغَةٌ فِي الأَلِفِ أَحَدِ حُرُوفِ الهِجَاءِ.
وَهُوَ مِن} الْمُؤَلَّفِينَ، بالفَتْحِ: أَي أَصْحابِ {الأُلُوفِ: صارَتْ إِبِلُهُ أَلْفاً.
} وأَلِفٌ، ككَتِفٍ: مُحَدِّثَةٌ، وَهِي أُخْتُ نَشْوَانَ، حَدَّث عَنْهَا الحافظُ السَّيُوطِيُّ، وغيرُه.
وهذَا {- أَلْفِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى} الإَْفِ مِن الْعَدَدِ.
وبَرْقٌ إِلاَفٌ، بالكَسْرِ: مُتَتَابِعُ اللَّمَعَانِ.
أ ل ف

هو إلفي، وأليفي. وهم ألاّفي، وألفائي. ولو تألف فلان وحشياً لألف. قال:

ولو تألف موشياً أكارعه ... من وحش شوط بأدنى دلهاً ألفا

وهذا من أوالف الطير أي من دواجنها. وهذه الطير قد ألفت هذا المكان. وهذه ألف مؤلفة أي مكملة. وفلان من المؤلفين أي من أصحاب الألوف. وقد ألف فلان: صارت إبله ألفاً.
أ ل ف: (الْأَلْفُ) عَدَدٌ وَهُوَ مُذَكَّرٌ يُقَالُ هَذَا أَلْفٌ وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ وَاحِدَةٌ وَهَذَا أَلْفٌ أَقْرَعُ أَيْ تَامٌّ وَلَا يُقَالُ قَرْعَاءُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَوْ قُلْتَ هَذِهِ أَلْفٌ بِمَعْنَى الدَّرَاهِمِ لَجَازَ، وَالْجَمْعُ (أُلُوفٌ) وَ (آلَافٌ) . وَ (الْإِلْفُ) بِالْكَسْرِ (الْأَلِيفُ) يُقَالُ: حَنَّتِ الْإِلْفُ إِلَى الْإِلْفِ، وَجَمْعُ الْأَلِيفِ (أَلَائِفُ) كَتَبِيعٍ وَتَبَائِعَ وَ (الْأُلَّافُ) جَمْعُ (آلِفٍ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَفُلَانٌ قَدْ (أَلِفَ) هَذَا الْمَوْضِعَ بِالْكَسْرِ يَأْلَفُهُ (إِلْفًا) بِالْكَسْرِ أَيْضًا وَ (آلَفَهُ) إِيَّاهُ غَيْرُهُ وَيُقَالُ أَيْضًا آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ (إِيلَافًا) وَ (آلَفْتُ) الْمَوْضِعَ أُؤَالِفُهُ (مُؤَالَفَةً) وَ (إِلَافًا) فَصَارَ صُورَةُ أَفْعَلَ وَفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدًا وَ (أَلَّفَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ (فَتَأَلَّفَا) وَ (أْتَلَفَا) وَيُقَالُ أَلْفٌ (مُؤَلَّفَةٌ) أَيْ مُكَمَّلَةٌ. وَ (تَأَلَّفَهُ) عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمِنْهُ (الْمُؤَلَّفَةُ) قُلُوبُهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ - إِيلَافِهِمْ} [قريش: 1 - 2] يَقُولُ أَهْلَكْتُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لِأُولِفَ قُرَيْشًا مَكَّةَ وَلِتُؤَلِّفَ قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَيْ تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أَخَذُوا فِي ذِهِ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا بِحَذْفِ الْوَاوِ. 
ألف: ألف: أنس واعتاد (بوشر).
ألّف بالتضعيف (في معجم الكالا ومعجم بوشر: ولف في كل المعاني التي انقلها عنهما): آلف وأنّس (بوشر، هيلو، همبرت 66) وعوّد (هيلو، همبرت 66) - ومعناها العام: هيأ وجهز وأعد الشيء في حالة يتطلبها ما أعد له من استعمال.
أما المعنى الخاص فيحدده المفعول الذي يذكر مع هذا الفعل، فيقال مثلا: ألف اللحم: أعده وتبله وطهاه.
وألف الخشب: سحجه وصقله بالمنجر، أو صنعه صنعة فنية يقال خشب مؤلف الصنعة (تاريخ البربر 1: 412).
وألف النحاس: طرقه، وألف الزجاج: قطعه صفائح وربطها (معجم الادريسي).
وألف عند أهل الكيمياء: خلط ومزج (معجم الادريسي).
وألف: زين وزخرف (الكالا).
وألف: اخترع ولفق (بوشر).
وألف: أدخل الماشية في الحظيرة (الكالا).
والف، جمع الجند وقادهم (الكالا). والف: أغرى بالفجور، وأغرى الجند بالفرار (بوشر).
وألفه على الشيء: عوده (بوشر).
وولف حاله: تهيأ واستعد، وتأهب (يقولها أهل كسروان) (بوشر).
تألف: تعود، وتأنس (بوشر، همبرت 66).
وتألف الفرسان: انتظموا في صف (ملر، نصر 4).
مطاوع ألف (فوك).
ائتلف: التأم، ضد اختلف، فعند عبد الواحد في كلامه عن الربيع ص121: ائتلاف أوانه والأوان هنا الزمان والوقت، والمؤلف يتكلم عن تساوى حالة الجو في الربيع، وائتلاف ضد اختلاف في الفقرة التي تليها. ويبدو لي أن هوجفلايت (ص150 رقم 3، ورقم 185) لم يفهم المعنى المراد في هذه الفقرة.
استألف، استألفه: استماله، وحاول كسب صداقته، ففي حيان (40و): فاستألف عوسجة من أهل الخليج التاكرني وعاقده (أخبار 68 = بيان 2: 44) وكرتاس 54. وفي ابن القوطية (41ق): إن أمكنني أن استألفه بهذه المصاهرة إلى الطاعة فعلت. وتجد في فقرة من تاريخ البربر (1: 295): استئلافاً بهم، وصوابه استئلافاً لهم.
ألْف: وصيغة منتهي الجموع منه ألافات - وصاحب ألافات - من يملك ألف ألف (مليونير) - بالألافات: بالألوف.
خير من ألف دينار، أو خير من ألف، أو ألف دينار: اسم يطلقه أهل الأندلس على نبات كزبرة الثعلب.
وفي الكالا: ( Pinpinella ألف دينار) وفي ابن البيطار (1: 95): وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يعرفه عامة الغرب خير من ألف وهو كزبرة الثعلب. هذا ما جاء في مخطوطة أمنه وفي مخطوطة ب: خير من ألف دينار. وليس من الضروري إضافة كلمة دينار ويؤيد هذا ما جاء في المخطوطتين أوب (2: 62): هذا النبات تسميه عامتنا بالأندلس خير من ألف.
ذو ألف ورقة (ابن البيطار 1: 474) أو ألف ورق (الكالا) نبات يسمى أيضا اسطراطيوطس البري، ففي ابن البيطار (1: 1) بعد قوله إنه ذو ألف ورقة قال: ((وقد يسمى أيضاً اسطراطيوطس البري بهذا الاسم)).
إِلْف: في كلام بمأمون: ذاك غرس يدي وإلف أدبي. وقد ترجمت ألف بمعنى: مريد وتلميذ (معجم المختار) وأرى أن إلف هنا لها معناها اللغوي المعتاد وهو الرفيق الذي يؤلف. ويجب ترجمتها بما معناه رفيقي الذي يجاريني في آداب السلوك. - والإِلف: الصديق (معجم مسلم).
ألف. أَلف باء: جزء تعليم حروف الهجاء (بوشر).
الألف واللام: أل أدَاة التعريف (بوشر).
إلفة: رفيقة: أنثى الطائر (بوشر).
أُلْفَة: معاشرة، علاقة غرام (بوشر).
أَلْفِى: ما قيمته ألف قرش، وقد وردت الكلمة في شعر جاء في كتاب صفة مصر (16: 138) حيث الكلام عن دكة (تكة) فتاة. - وتاجر ألفى: تاجر يملك ألف بدرة (ترجمة لين لألف ليلة 4: 640).
تأليف: جمع وتنسيق (بوشر).
تأليفة: مؤلف في الشعر أو النثر (بوشر).
تأليفي: تركيبي، وتأليفياً: تركيبياً.
توليف (بمعنى تأليف): جمع العمال لتشغيلهم (بوشر).
مؤلف: فصيح، بليغ (الكالا) - ومبرش، مسحل، ضرب من المبارد (الكالا) - وجامع العمال ومستخدمهم (بوشر) - مؤلف الكذب: ملفقه ومختلفه.
مألوف: معتاد، والمعتاد أكله من الطعام، ويذكر ابن العوام (1: 67) الأرز مع ((الحبوب المألوفة)).
مواليف: يجب أن يكون له معنى ولكنه لم يتبين لي (ألف ليلة: 1: 365).
مؤتلف: المجانس لفظاً، ويطلق على الإسناد الذي يرد فيه اسم راو من الرواة يجانس في الكتابة اسم راو آخر ولكنه يلفظ بصورة تختلف عن الأول (دى سلان، المقدمة 2: 483).

الشّيء

الشّيء:
[في الانكليزية] Thing ،object
[ في الفرنسية] Chose ،objet
بالفتح وسكون المثناة التحتانية في اللغة اسم لما يصحّ أن يعلم أو يحكم عليه أو به، موجودا كان أو معدوما، محالا كان أو ممكنا، كذا قال الزمخشري. وأمّا المتكلّمون فقد اختلفوا فيه. فقال الأشاعرة: الشيء هو الموجود فكلّ شيء عندهم موجود كما أنّ كلّ موجود شيء بالاتفاق أعني إنّهما متلازمان صدقا سواء كانا مترادفين أو مختلفين في المفهوم.
ولذا قالوا الشيء الموجود ولم يقولوا بمعنى الموجود، لكن في قرء كمال حاشية الخيالي المشهور أنّ معنى الشيء هو الثابت المتقرّر في الخارج وهو معنى الموجود عند الأشاعرة فإنّ الموجود هو الكائن في الأعيان، وهذا عين المعنى الأول عندهم خلافا للمعتزلة فإنّ الأول عندهم يتناول المعدوم الممكن دون الثاني انتهى. وبالجملة فالمعدوم الممكن ليس بشيء عند الأشاعرة كالمعدوم الممتنع، وبه أي بما ذهب إليه الأشاعرة من أنّه لا شيء من المعدوم بثابت قال الحكماء أيضا؛ فإنّ الماهية لا تخلو عن الوجود الخارجي أو الذهني. نعم المعدوم في الخارج يكون عندهم شيئا في الذهن وأمّا أنّ المعدوم في الخارج شيء في الخارج أو المعدوم المطلق شيء مطلقا أو المعدوم في الذهن شيء في الذهن فكلا. فالشيئية عندهم تساوق الوجود وتساويه وإن غايرته مفهوما لأنّ مفهوم الشيئية صحّة العلم والإخبار عنه. فإنّ قولنا السواد موجود مفيد فائدة معتدّة بها دون السواد شيء. وقال الجاحظ والبصرية والمعتزلة الشيء هو المعلوم ويلزمهم إطلاق الشيء على المستحيل مع أنّهم لا يطلقون عليه لفظ المعلوم فضلا عن الشيء، وقد يعتذر لهم بأنّ المستحيل يسمّى شيئا لغة، وكونه ليس شيئا بمعنى أنّه غير ثابت لا يمنع ذلك. ولذا قالوا المعدوم الممكن شيء بمعنى أنه ثابت متقرّر متحقّق في الخارج منفكا عن صفة الوجود. ويؤيّده ما وقع في البيضاوي في تفسير قوله أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ في أوائل سورة البقرة من أنّ بعض المعتزلة فسّر الشيء بما يصحّ أن يوجد وهو يعمّ الواجب والممكن ولا يعمّ الممتنع. وقال الناشئ أبو العباس الشيء هو القديم وفي الحادث مجاز. وقال الجهمية هو الحادث. وقال هشام بن الحكيم هو الجسم.
وقال أبو الحسين البصري والنصيبيني من المعتزلة البصريين هو حقيقة في الموجود مجاز في المعدوم، وهذا قريب من مذهب الأشاعرة لأنّه ادّعى الاتحاد في المفهوم، ودعواهم أعمّ من ذلك كما مرّ، والنزاع لفظي متعلّق بلفظ الشيء وأنّه على ماذا يطلق. والحقّ ما ساعدت عليه اللغة، والظاهر مع الأشاعرة، فإنّ أهل اللغة في كل عصر يطلقون لفظ الشيء على الموجود حتى لو قيل عندهم الموجود شيء تلقّوه بالقبول. ولو قيل ليس بشيء قابلوه بالإنكار. ولا يفرقون بين أن يكون قديما أو حادثا جسما أو عرضا. ونحو وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ينفي إطلاق الشيء على المعدوم. ونحو وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ينفي اختصاصه بالقديم. ونحو وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً ينفي اختصاصه بالجسم. وقول لبيد:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وكلّ نعيم لا محالة زائل ينفي اختصاصه بالحادث، هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم في بيان أنّ المعدوم شيء أم لا، وغيرهما كحواشي الخيالي. والشيء عند المحاسبين هو العدد المجهول المضروب في نفسه في باب الجبر والمقابلة.

المصدر

المصدر:
[في الانكليزية] Root ،radical ،infinitive
[ في الفرنسية] Racine ،radical ،infinitif
هو ظرف من الصّدور، وعند النحاة يطلق على المفعول المطلق ويسمّى حدثا وحدثانا وفعلا، وعلى اسم الحدث الجاري على الفعل أي اسم يدلّ على الحدث مطابقة كالضرب أو تضمّنا كالجلسة والجلسة. والمراد بالحدث المعنى القائم بغيره سواء صدر عنه كالضرب أو لم يصدر كالطول كما في الرّضي. وقيل المصدر ما يكون في آخر معناه الفارسي الدال والنون أو التاء والنون، كما قيل في الشعر المعروف: وترجمته:
المصدر اسم إذا كان واضحا وآخره بالفارسية حرفان تن أو دن وبعضهم زادوا فيه قيدا وهو أن يحصل الماضي بعد حذف نونه ليخرج كلمة گردن بمعنى رقبة، وكلمة ختن اسم بلد معروف هكذا في رسائل القواعد الفارسية. وما قيل إنّ الأسود معناه المتصف بالسواد بمعنى سياهى لا بمعنى سياه بودن فينتقض حدّه بالصفة المشبهة، إذ المراد بالفعل الواقع في تعريفه هو الحدث، فالجواب أنّه لمّا كانت الصفة المشبّهة موضوعة لمعنى الثبوت انسلخ عنها معنى التجدّد فلا يرد النقض بالألوان، ولزوم عدم الفرق بين المعنى المصدري والحاصل بالمصدر. وما قيل إنّ المراد المعنى القائم بغيره من حيث إنّه قائم بغيره فلا ترد الألوان فتوهّم لأنّ النسبة ليست مأخوذة في مفهوم المصدر نصّ عليه الرضي، كيف ولو كان كذلك لوجب ذكر الفاعل، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في تعريف الفعل. والمراد بجريانه على الفعل في اصطلاحهم تعلّقه به بالاشتقاق سواء كان الفعل مشتقا والمصدر مشتقا منه كما هو مذهب البصريين، أو بالعكس كما هو مذهب الكوفيين، كما أنّ جريان اسم الفاعل على الفعل عندهم هو موازنته إيّاه في حركاته وسكناته بالوزن العروضي، وكما أنّ جريان الصّفة على موصوفها جعل موصوفها صاحبها أي مبتدأ أو ذا حال أو موصولا أو متبوعا لها أو موصوفا، وكلّ من الثلاثة اصطلاح مشهور في محلّه فلا غرابة في التعريف.
فالمراد بالحدث الجاري على الفعل ما له فعل مشتقّ منه ويذكر هو بعد ذلك الفعل تأكيدا له أو بيانا لنوعه أو عدده، مثل جلست جلوسا وجلسة وجلسة، وبغير الجاري على الفعل ما ليس له فعل مشتقّ منه مذكور أو غير مذكور يجري هو عليه تأكيدا له أو بيانا له نحو أنواعا في قولك ضربت أنواعا من الضرب، لأنّ الأنواع ليس لها فعل تجري عليه، فقيّد بالجاري ليخرج عنه غير الجاري إذ لا مدخل له فيما نحن فيه. فمثل ويلا له وويحا له لا يكون مصدرا لعدم اشتقاق الفعل منه وإن كان مفعولا مطلقا. ومثل العالمية والقادرية لا يكون مصدرا ولا مفعولا مطلقا، وكذا أسماء المصادر كالوضوء والغسل بالضم لعدم جريانها على الفعل أيضا. وقيل المراد بالجاري على الفعل ما يكون جاريا عليه حقيقة أو فرضا فلا تخرج المصادر التي لا فعل لها. وفيه أنّه حينئذ يشكل الفرق بينها وبين أسماء المصادر كذا في شروح الكافية.
اعلم أنّ صيغ المصادر تستعمل إمّا في أصل النسبة ويسمّى مصدرا وإمّا في الهيئة الحاصلة للمتعلّق، معنوية كانت أو حسّية كهيئة المتحركية الحاصلة من الحركة، ويسمّى الحاصل بالمصدر وتهلك الهيئة إمّا للفاعل فقط في اللازم كالمتحركية والقائمية من الحركة والقيام أو للفاعل والمفعول وذلك في المتعدي كالعالمية والمعلومية من العلم، وباعتباره يتسامح أهل العربية في قولهم المصدر المتعدّي قد يكون مصدرا للمعلوم وقد يكون مصدرا للمجهول يعنون بهما الهيئتين [اللتين] هما معنيا الحاصل بالمصدر وإلّا لكان كلّ مصدر متعدّ مشتركا ولا قائل به، بل استعمال المصدر في المعنى الحاصل بالمصدر استعمال الشيء في لازم معناه، كذا قال الچلبي في حاشية المطوّل في بحث الفصاحة في بيان التعقيد.
وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية عبد الغفور: المصدر موضوع للحدث الساذج من غير اعتبار نسبته إلى الفاعل أو متعلّق آخر والفعل مأخوذ في مفهومه النسبة وضعا، فإن اعتبر من حيث إنّه منسوب إلى الفاعل فهو مبني للفاعل، وإن اعتبر من حيث إنّه منسوب إلى متعلّق آخر فهو مبني للمفعول، وإذا لم يعتبر شيء منهما كان محتملا للمعنيين ويكون للقدر المشترك بينهما، فالمعنى المصدري من مقولة الفعل أو الانفعال فهو أمر غير قار الذات والحاصل بالمصدر الهيئة القارة المترتّبة عليه.
فالحمد مثلا بالمعنى المصدري ستودن والحاصل بالمصدر ستايش، وليس المراد منه الأثر المترتّب على المعنى المصدري كالألم على الضرب، فقد ظهر أنّ ما قيل إنّ صيغ المصادر لم توضع إلّا لما قام به، وكونها لمعنيين ما هو صفة للفاعل وما هو صفة للمفعول، ككون الضرب بمعنى الضاربية أي كون الشيء ضاربا أي زننده شدن وكونه بمعنى المضروبية أي كونه مضروبا أي زده شدن لا بد له من دليل كلام لا طائل تحته انتهى. فقد ظهر بهذا فساد ما ذكره الچلبي أيضا فتأمّل.
المصدر: التولي عن محل الورود بالصدر.

اسم الجنس

اسم الجنس: ما وضع لأن يقع على شيء وشبهه كالرجل فإنه وضع لكل فرد خارجي على سبيل البدل.
اسم الجنس: ما وضع لأن يقع على شيء، وعلى ما أشبهه، كالرجل؛ فإنه موضوع لكل فرد خارجي على سبيل البدل من غير اعتبار تعينه.

والفرق بين الجنس واسم الجنس: أن الجنس يطلق على القليل والكثير، كالماء؛ فإنه يطلق على القطرة والبحر، واسم الجنس لا يطلق على الكثير، بل يطلق على واحد على سبيل البدل؛ كرجل، فعلى هذا كان كل جنس اسم جنس، بخلاف العكس.
اسم الجنس:
[في الانكليزية] Common noun
[ في الفرنسية] Nom commun
هو عند النحاة ما وقع في كلّ تركيب على شيء وعلى كل مشارك له في الحقيقة على سبيل البدل أو الشمول، اسم عين كان كصرد أو معنى كهدى، جامدا كان أو مشتقا، ومنه أسماء العدد، وهو أعم مطلقا من النّكرة لأنه قد يكون نكرة كرجل وقد يكون معرفة كالرجل، والنكرة لا تكون إلّا اسم جنس ومن وجه من المعرفة لصدقهما على الرجل وصدق اسم الجنس فقط على رجل، وصدق المعرفة فقط على زيد، والضمائر والمبهمات لأنها في كل تركيب يقع على معيّن لخصوص الموضوع له فيها. وقولهم على كل مشارك الخ احتراز عن العلم المشترك فإنه لا يقع على شيء وعلى كل مشارك له في الحقيقة، هكذا يستفاد من الإرشاد وحواشيه.
وقولنا على سبيل البدل أو الشمول إشارة إلى أنّ من اسم الجنس ما يتناول المشاركات في الحقيقة على سبيل البدل كرجل وامرأة، فإنه يدل على أفراده لا دفعة بل دفعات على سبيل البدل كما في العضدي في بحث العام. ومنه ما يتناولها على سبيل الشمول والاجتماع كالتمر فإنه يطلق على الواحد والكثير. ويقرب من هذا ما وقع في حاشية حاشية الفوائد الضيائية للمولوي عبد الحكيم في بحث العدل: المراد من اسم الجنس ما يقابل العلم وهو ما دلّ على معنى كلي سواء كان اسم عين كصرد أو معنى كهدى انتهى.
اعلم أنّه اختلف في وضع اسم الجنس فقيل هو موضوع الماهية من حيث هي، وقيل هو موضوع الماهية مع وحدة لا بعينها وتسمّى فردا منتشرا. ورجّح المحقق التفتازاني الثاني ورده السيّد السّند بأنه حينئذ يلزم أن يكون اسم الجنس المعرف بلام العهد الذهني مجازا، وقد جعلوه حقيقة أو موضوعا بالوضع التركيبي على خلاف الإفرادي. وفيه بعد، ويعارضه أنه لو كان اسم الجنس موضوعا للحقيقة لكان المعرّف بلام العهد مجازا في الحصّة المعينة أو موضوعا بالوضع التركيبي، على خلاف الوضع الإفرادي، والأول باطل، والثاني بعيد، كذا في الأطول في بيان فائدة تعريف المسند إليه.
وهذا التعريف شامل للمذهبين، قال السيّد السّند في حاشية المطوّل: قولهم رجل لكل فرد من أفراد الرجال بحسب الوضع ليس معناه أنه بحسب وضعه يصلح أن يطلق على خصوصية أيّ فرد كان، بل معناه أنه بحسب وضعه يصلح أن يطلق على معنى كلّي هو الماهية من حيث هي، أو الفرد المنتشر على إختلاف الرأيين.
واعلم أنّ أسماء الأجناس أكثر ما يستعمل في التراكيب لبيان النسب والأحكام، ولمّا كان أكثر الأحكام المستعملة في العرف واللغة جاريا على الماهيات من حيث أنها في ضمن فرد منها لا عليها، من حيث هي فهم بقرينة تلك الأحكام مع أسماء الأجناس في تلك التراكيب معنى الوحدة، وصار اسم الجنس إذا أطلق وحده يتبادر منه الفرد إلى الذهن لإلف النفس بملاحظته مع ذلك الاسم، كأنه دالّ على معنى الوحدة.
ثم الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس عند من يقول بوضعه للماهية مع الوحدة أن إطلاق اسم الجنس على الواحد على أصل وضعه، بخلاف علم الجنس فإنه موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن، فإذا أطلقته على الواحد فإنما أردت الحقيقة، ولزم من إطلاقه على الحقيقة باعتبار الوجود التعدّد ضمنا. وأمّا من يقول بوضعه للماهية من حيث هي فعنده كلّ من اسم الجنس وعلمه موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن، وإنما افترقا من حيث أنّ علم الجنس يدل بجوهره على كون تلك الحقيقة معلومة للمخاطب معهودة عنده، كما أن الأعلام الشخصية تدل بجواهرها على كون الأشخاص معهودة له، وأما اسم الجنس فلا يدلّ على ذلك بجوهره، بل بالآلة، أي آلة التعريف إن وجدت انتهى.
المفهوم من التفسير الكبير في بيان تفسير التعوّذ أنّ اسم الجنس موضوع الماهية وعلم الجنس موضوع لأفرادها المعينة على سبيل الاشتراك اللّفظي حيث قال: إذا قال الواضع، وضعت لفظ أسامة لإفادة ذات كلّ واحد من أشخاص الأسد بعينها من حيث هي على سبيل الاشتراك اللّفظي كان ذلك علم الجنس، وإذا قال: وضعت لفظ الأسد لإفادة الماهية التي هي القدر المشترك بين هذه الأشخاص فقط من غير أن يكون فيها دلالة على الشخص المعيّن كان هذا اسم الجنس، فقد ظهر الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس انتهى كلامه.
وقد يطلق اسم الجنس ويراد به النكرة، صرّح به في الفوائد الضيائية في بحث حذف حرف النداء، والظّاهر أن هذا هو المراد مما وقع في حاشية الجمال على المطول من أنّ اسم الجنس قد يطلق على ما يصح دخول اللام عليه. وقال أيضا: وقد يطلق على القليل والكثير كالماء والخلّ على ما ذكر في باب التمييز انتهى. وفي شروح الكافية اسم الجنس يراد به هاهنا أي في باب التمييز لفظ مجرد عن التاء واقع على القليل والكثير كالماء والزيت والتمر والجلوس، بخلاف رجل وفرس وتمرة، والمراد بالتاء تاء الوحدة الفارقة بين الواحد والجنس، فلا ينافي غير تاء الوحدة كون الكلمة اسم جنس شاملا للقليل والكثير، فالجلسة بالفتح والكسر اسم جنس. وفي الفوائد الضيائية اسم الجنس هاهنا ما تشابه أجزاؤه ويقع مجرّدا عن التاء على القليل والكثير كالماء والتمر والزيت والضرب بخلاف رجل وفرس.
قال المولوي عصام الدين في حاشية قوله تشابه أجزاؤه في اسم الكلّ، ويشكل بالأبوة لأنه لا جزء له، فالأولى الاقتصار على الوقوع مجردا عن التاء على القليل والكثير انتهى. وقال المولوي عبد الحكيم: ما ذكره الشارح لا يقتضي تجرّده عن التاء بل وقوعه حال تجرده عن التاء على القليل والكثير، فنحو تمرة وجلسة يكون جنسا انتهى. فانظر ما في العبارات من التخالف؛ قال السيّد السّند في حاشية خطبة القطبي: اسم الجنس يقع على القليل والكثير بخلاف اسم الجمع والجمع، فإنهما لا يطلقان على القليل، لكن من اسم الجنس ما يكون غريقا في معنى الجمع بحيث لا يطلق على الواحد والاثنين كالكلم، فامتياز مثل هذا عن اسم الجمع في غاية الصعوبة. ومما يقال إن عدم إطلاق اسم الجمع على القليل بالوضع والاستعمال وعدم إطلاق اسم الجنس كذلك بالاستعمال فقط فمجرد اعتبار انتهى.
تنبيه
المعنى الأول أعم من المعنى الثاني، وأما المعنى الثالث وهو ما يدل على القليل والكثير فبينه وبين المعنيين الأولين عموم من وجه تأمل.
اعلم أن أهل البيان قد يريدون باسم الجنس ما يكون اسما لمفهوم غير مشخّص ولا مشتمل على تعلّق معنى بذات فيدخل فيه نحو رجل وأسد وقيام وقعود، وتخرج عنه الأسماء المشتقّة من الصفات وأسماء الزمان والمكان والآلة، وبهذا المعنى وقع في قولهم: المستعار إن كان اسم جنس فالاستعارة أصلية وإلّا فتبعية. ثم اسم الجنس بهذا المعنى يشتمل علم الجنس نحو أسامة ولا يشتمل الأسماء المشتقة بخلافه بالمعنى النحوي، فإنه في عرف النحاة لا يشتمل علم الجنس ويشتمل الأسماء المشتقة كذا في الأطول. ويقرب من هذا ما قيل اسم الجنس ما دلّ على نفس الذات الصالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف، ويجيء في بيان الاستعارة الأصلية والتبعية. وقد يطلق اسم الجنس على ما لا يكون صفة ولا علما. وفي التوضيح الاسم الظاهر إن كان معناه عين ما وضع له المشتق منه مع وزن المشتق فصفة، وإلّا فإن تشخّص معناه فعلم، وإلّا فاسم الجنس؛ وكل من العلم واسم الجنس إما مشتقان كحاتم ومقتل، أو لا كزيد ورجل، ثم كل من الصفة واسم الجنس إن أريد به المسمّى بلا قيد فمطلق، أو معه فمقيّد، أو أشخاصه كلها فعام، أو بعضها معيّنا فمعهود، أو منكرا فنكرة، والتوضيح في التلويح وحواشيه.
اسم الجنس: هو ما وُضع لأن يقع على شيء أو على ما أشبهه، كالرجل فإنه موضوعٌ لكل فرد خارجيٍّ على سبيل البدل من غير اعتبار تعينه. والفرق بين الجنس واسم الجنس: أن الجنس يطلق على القليل والكثير، كالماء فإنه يطلق على القطرة والبحر، واسمُ الجنس لا يطلق على الكثير، بل يطلق على واحد على سبيل البدل كرجل.

أفعال المقاربة

أفعال المقاربة: ما وضع لدنوِّ الخبر؛ رجاءً، أو حصولًا، أو أخذًا فيه.
أفعال المقاربة:
[في الانكليزية] Verbs of near action
[ في الفرنسية] Les verbes de l'action proche
قال بعض النحاة هي أفعال ناقصة لعدم تمامها بالمرفوع، لكنها لمّا خصت بأحكام أفردوها بالذكر. ولا يخفى ما فيه إذ كل فرقة من الأفعال الناقصة مختصة بأحكام لا توجد في أخرى. وقال المولوي عبد الحكيم: وعندي أنها ليست ناقصة لأن المقصود نسبة الحدث أعني القرب الذي هو مدلول مصادرها التي هي فاعلها، وإنّ معناها لمّا كان قرب الفاعل عن الخبر لا بدّ من ذكرهما لأن أفعال المقاربة موضوعة لدنوّ الفاعل الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه. ألا ترى أنّ معنى عسى زيد أن يخرج قارب زيد الخروج أو قرب عن الخروج، ومعنى كاد قرب ومعنى طفق أخذ، ومجرد عدم التمام بالمرفوع لا يقتضي كونها ناقصة، وإلّا لكان جميع الأفعال النسبية بل المتعدّية ناقصة. نعم لها اتصال وشبه بالناقصة، ولذا قال في اللباب:
ويتصل بالأفعال الناقصة أفعال المقاربة انتهى.
وعرّفت بما وضع لدنوّ الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه، والمراد بما الفعل واللام في لدنوّ للغرض لأن الدنوّ ليس تمام ما وضعت له لدخول النسبة والزمان في مدلولها أيضا.
والظاهر أنّ اللام صلة الوضع والمراد بيان المعنى المشترك الذي به تمتاز من باقي الأفعال كما سيأتي في تعريف الأفعال الناقصة. والدنوّ الذي اعتقده المتكلّم قد يكون سببه ومنشأه رجاء المتكلم وطمعه بحصول الخبر للفاعل وقد يكون جزمه بإشراف الخبر على الحصول من غير أن يشرع فيه، وقد يكون جزمه بشروع الفاعل في الخبر. فالدنوّ يتنوع أنواعا ثلاثة باعتبار منشأه وسبب حصوله في ذهن المتكلم، والأول مدلول عسى في قولك عسى زيد أن يخرج، فإنه يدل على قرب حصول الخروج لزيد بسبب أنك ترجو ذلك وتطمعه، لا أنك جازم به. والثاني مدلول كاد، فكاد في قولك كاد زيد أن يخرج يدل على قرب حصول الخروج لزيد لجزمك بقرب حصوله. والثالث مدلول طفق، فطفق في قولك طفق زيد أن يخرج يدل على قرب حصول الخروج لزيد بسبب جزم المتكلّم بشروعه في الخبر أي فيما يفضي إليه، فقوله رجاء أو حصولا أو أخذا فيه منصوبات على المصدرية بحذف المضاف للنوع أي دنوّ رجاء ودنو أخذ فيه، ويجوز أن يكون تمييزا عن الدنوّ لكونها أنواعا له. قال ابن مالك في التسهيل: إنّ أفعال المقاربة منها للشروع نحو طفق وجعل وأخذ وعلق، ومنها للمقاربة نحو كاد وكرب وأوشك، ومنها للرجاء نحو عسى وحرى. وقال شارحه:
سميّت أفعال المقاربة لأنّ فيها ما هو للمقاربة من باب تسمية المجموع ببعض أفراده لأن بعضها للشروع وبعضها للترجي، واختاره الرضي. هذا كله خلاصة ما في الفوائد الضيائية وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.

ذكر

ذكر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سمع عمر رَضِي الله يحلف بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ عَن ذَلِك قَالَ: فَمَا حَلَفت بهَا ذَاكِرًا وَلَا آثرا.
ذ ك ر: (الذَّكَرُ) ضِدُّ الْأُنْثَى وَجَمْعُهُ (ذُكُورٌ) وَ (ذُكْرَانٌ) وَ (ذِكَارَةٌ) كَحَجَرٍ وَحِجَارَةٍ. وَسَيْفٌ (ذَكَرٌ)وَ (مُذَكَّرٌ) أَيْ ذُو مَاءٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هِيَ سُيُوفُ شَفْرَتُهَا حَدِيدٌ ذَكَرٌ وَمُتُونُهَا حَدِيدٌ أَنِيثٌ يَقُولُ النَّاسُ: إِنَّهَا مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ. وَيُقَالُ: ذَهَبَتْ (ذُكْرَةُ) السَّيْفِ وَذُكْرَةُ الرَّجُلِ أَيْ حِدَّتُهُمَا. وَ (التَّذْكِيرُ) ضِدُّ التَّأْنِيثِ. وَ (الذِّكْرُ) وَ (الذِّكْرَى) وَ (الذُّكْرَةُ) ضِدُّ النِّسْيَانِ تَقُولُ: ذَكَرْتُهُ ذِكْرَى غَيْرَ مُجْرَاةٍ وَاجْعَلْهُ مِنْكَ عَلَى (ذُكْرٍ) وَ (ذِكْرٍ) بِضَمِّ الذَّالِ وَكَسْرِهَا بِمَعْنًى. وَ (الذِّكْرُ) الصِّيتُ وَالثَّنَاءُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} أَيْ ذِي الشَّرَفِ. وَ (ذَكَرَهُ) بَعْدَ النِّسْيَانِ وَذَكَرَهُ بِلِسَانِهِ وَبِقَلْبِهِ يَذْكُرُهُ (ذِكْرًا) وَ (ذُكْرَةً) وَ (ذِكْرَى) أَيْضًا وَ (تَذَكَّرَ) الشَّيْءَ وَ (أَذْكَرَهُ) غَيْرُهُ وَ (ذَكَّرَهُ) بِمَعْنًى. وَ (ادَّكَرَ) بَعْدَ أُمَّةِ أَيْ ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ وَأَصْلُهُ (اذْتَكَرَ) فَأُدْغِمَ. وَ (التَّذْكِرَةُ) مَا تُسْتَذْكَرُ بِهِ الْحَاجَةُ. 
[ذكر] الذَكَرُ: خلاف الأُنْثى. والجمع ذكور، وذكران، وذكارة أيضا، مثل حجر وحجارة. والذكر: العَوْفُ، والجمع المَذاكيرُ على غير قياس، كأنهم فرقوا بين الذكرى الذي هو الفَحْلَ وبين الذَكَرِ الذي هو العضْو، في الجمع. وقال الاخفش: هو من الجمع الذى ليس له واحد، مثل العباديد والابابيل. والذَكَرُ من الحديد: خلاف الأنيثِ. وذكورا البقل: ما غلظ منه، وإلى المرارة هو. وسيف ذَكَرٌ ومُذَكَّرٌ، أي ذو ماءٍ. قال أبو عبيد: هي سيوف شفراتها حديد ذكر، ومتونها أنيث. قال: ويقول الناس إنها من عمل الجن. والمذكرة: الناقة التي تشبه الجَمَلَ في الخَلْقِ والخُلُقِ. ويقال: ذهبت ذُكْرَةُ السَيْفِ وذُكْرَةُ الرجل: أي حِدَّتُهُما. وفى الحديث: " أنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غسلا، فسئل عن ذلك فقال: إنه أذكر "، يعنى أحد. وسيف ذو ذُكْرٍ ، أي صارم. ورجل ذِكِّيرٌ : جيّد الذِكْرِ والحِفْظِ. والتذكير: خلاف التأنيث. والذِكْرُ والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ. وكذلك الذُكْرَةُ، وقال كعب بن زُهير: أنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ * ومَطافُهُ لك ذُكْرَةُ وشُفوفُ - والذِكرى مِثْلُهُ. تقول: ذَكَرْتُهُ ذِكْرى، غَير مُجْراةٍ. وقولهم: اجْعَلْهُ منكَ على ذُكْرٍ وذِكْرٍ، بمعنىً. والذِكْرُ: الصيتُ والثَناءُ. وقوله تعالى:

(ص والقرآنِ ذي الذِكْرِ) * أي ذي الشَرَف. ويقال أيضاً: كم الذِكْرَةُ من وَلَدِكَ؟ أي الذكور. وذكرت الشئ بعد النِسْيانِ، وذَكَرْتُهُ بلساني وبقلبي، وتذكَّرْتُهُ. وأَذْكَرْتُهُ غيري وذَكَّرته، بمعنىً. قال الله تعالى:

(واذَّكَرَ بَعْدَ أُمِّةٍ) *، أي ذكره بعد نسيانٍ، وأصله اذتكر فأدغم. والتذكرة: ما تستذ كر به الحاجَةُ. وأَذْكَرَتِ المرأةُ فهي مُذْكِرٌ، إذا وَلَدَتْ ذَكَراً. والمِذْكارُ: التي من عادتها أن تَلِدَ الذكور. ويذكر: بطن من ربيعة.

ذكر: الذِّكْرُ: الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه. والذِّكْرُ أَيضاً: الشيء

يجري على اللسان. والذِّكْرُ: جَرْيُ الشيء على لسانك، وقد تقدم أَن

الذِّكْرَ لغة في الذكر، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً؛ الأَخيرة عن

سيبويه. وقوله تعالى: واذكروا ما فيه؛ قال أَبو إِسحق: معناه ادْرُسُوا ما

فيه. وتَذَكَّرَهُ واذَّكَرَهُ وادَّكَرَهُ واذْدَكَرَهُ، قلبوا تاء

افْتَعَلَ في هذا مع الذال بغير إِدغام؛ قال:

تُنْحي على الشَّوكِ جُرَازاً مِقْضَبا،

والهَمُّ تُذْرِيهِ اذْدِكاراً عَجَبَا

(* قوله: «والهم تذريه إلخ» كذا بالأَصل والذي في شرح الأَشموني:

«والهرم وتذريه اذدراء عجبا» أَتى به شاهداً على جواز الإِظهار بعد قلب تاء

الافتعال دالاً بعد الذال. والهرم، بفتح الهاء فسكون الراء المهملة: نبت

وشجر أَو البقلة الحمقاء كما في القاموس، والضمير في تذريه للناقة، واذدراء

مفعول مطلق لتذريه موافق له في الاشتقاق، انظر الصبان).

قال ابن سيده: أَما اذَّكَرَ وادَّكَر فإِبدال إِدغام، وأَما الذِّكْرُ

والدِّكْرُ لما رأَوها قد انقلبت في اذَّكَرَ الذي هو الفعل الماضي

قلبوها في الذِّكْرِ الذي هو جمع ذِكْرَةٍ.

واسْتَذْكَرَهُ: كاذَّكَرَه؛ حكى هذه الأَخيرة أَبو عبيد عن أَبي زيد

فقال: أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ في إِصبعه خيطاً يَسْتَذْكِرُ به حاجَتَه.

وأَذْكَرَه إِياه: ذَكَّرَهُ، والاسم الذِّكْرَى. الفراء: يكون الذِّكْرَى

بمعنى الذِّكْرِ، ويكون بمعنى التَّذَكُّرِ في قوله تعالى: وذَكِّرْ فإِن

الذِّكْرَى تنفع المؤمنين. والذِّكْرُ والذِّكْرى، بالكسر: نقيض النسيان،

وكذلك الذُّكْرَةُ؛ قال كعب بن زهير:

أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ،

ومَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ

يقال: طاف الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطَافاً وأَطافَ أَيضاً.

والشُّعُوفُ: الولُوعُ بالشيء حتى لا يعدل عنه. وتقول: ذَكَّرْتُه ذِكْرَى؛ غير

مُجْرَاةٍ. ويقال: اجْعَلْه منك على ذُكْرٍ وذِكْرٍ بمعنى. وما زال ذلك مني

على ذِكْرٍ وذُكْرٍ، والضم أَعلى، أَي تَذَكُّرٍ. وقال الفراء:

الذِّكْرُ ما ذكرته بلسانك وأَظهرته. والذُّكْرُ بالقلب. يقال: ما زال مني على

ذُكْرٍ أَي لم أَنْسَه. واسْتَذْكَرَ الرجلَ: ربط في أُصبعه خيطاً

ليَذْكْرَ به حاجته. والتَّذكِرَةُ: ما تُسْتَذْكُرُ به الحاجة. وقال أَبو حنيفة

في ذِكْرِ الأَنْواء: وأَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها من أَذْكَرِ الأَنْواء

وأَشهرها؛ فكأَن قوله من أَذْكَرِها إِنما هو على ذِكُرَ وإِن لم يلفظ

به وليس على ذَكِرَ، لأَن أَلفاظ فعل التعجب إِنما هي من فِعْلِ الفاعل لا

من فِعْلِ المفعول إِلاَّ في أَشياء قليلة. واسْتَذْكَرَ الشيءَ:

دَرَسَةَ للذِّكْرِ. والاسْتِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ للحفظ. والتَّذَكُّر: تذكر

ما أُنسيته. وذَكَرْتُ الشيء بعد النسيان وذَكْرتُه بلساني وبقلبي

وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غيري وذَكَّرْتُه بمعنًى. قال الله تعالى: وادَّكَرَ

بعد أُمَّةٍ؛ أَي ذَمَرَ بعد نِسْيان، وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم.

والتذكير: خلاف التأْنيث، والذَّكَرُ خلاف الأُنثى، والجمع ذُكُورٌ

وذُكُورَةٌ وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ. وقال كراع: ليس في

الكلام فَعَلٌ يكسر على فُعُول وفُعْلان إِلاَّ الذَّكَرُ. وامرأَة ذَكِرَةٌ

ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ: مُتَشَّبَهةٌ بالذُّكُورِ. قال بعضهم:

إِياكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقِّ

بالبُكاء، لا تأْكل من قِلَّةٍ ولا تَعْتَذِرُ من عِلَّة، إِن أَقبلت

أَعْصَفَتْ وإِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ. وناقة مُذَكَّرَةٌ: مُتَشَبِّهَةٌ

بالجَمَلِ في الخَلْقِ والخُلُقِ؛ قال ذو الرمة:

مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ، يَشُلُّها

وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ

ويوم مُذَكَّرٌ: إِذا وُصِفَ بالشِّدّةِ والصعوبة وكثرة القتل؛ قال

لبيد:فإِن كنتِ تَبْغِينَ الكِرامَ، فأَعْوِلِي

أَبا حازِمٍ، في كُلِّ مُذَكَّرِ

وطريق مُذَكَّرٌ: مَخُوفٌ صَعْبٌ.

وأَذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيْرُها فهي مُذْكِرٌ: ولدت ذَكَراً. وفي الدعاء

للحُبْلَى: أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ أَي ولدت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها.

وامرأَة مُذْكِرٌ: ولدت ذَكَراً، فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِذْكارٌ،

وكذلك الرجل أَيضاً مِذْكارٌ؛ قال رؤْبة:

إِنَّ تَمِيماً كان قَهْباً من عادْ،

أَرْأَسَ مِذْكاراً، كثيرَ الأَوْلادْ

ويقال: كم الذِّكَرَةُ من وَلَدِك؟ أَي الذُّكُورُ وفي الحديث: إِذا غلب

ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَا؛ أَي ولدا ذكراً، وفي رواية: إِذا

سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن الله أَي ولدته ذكراً. وفي

حديث عمر: هَبِلَتِ الوَادِعِيَّ أُمُّهُ لقد أَذْكَرَتْ به أَي جاءت به

ذكراً جَلْداً. وفي حديث طارق مولى عثمان: قال لابن الزبير حين صُرِعَ:

والله ما ولدت النساء أَذْكَرَ منك؛ يعني شَهْماً ماضياً في الأُمور. وفي

حديث الزكاة: ابن لبون ذكر؛ ذكر الذكر تأْكيداً، وقيل: تنبيهاً على نقص

الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن، وقيل: لأَن الابن يطلق في بعض

الحيوانات على الذكر والأُنثى كابن آوى وابن عُرْسٍ وغيرهما، لا يقال فيه بنت آوى

ولا بنت عرس فرفع الإِشكال بذكر الذَّكَرِ. وفي حديث الميراث: لأَوْلَى

رجل ذَكَرٍ؛ قيل: قاله احترازاً من الخنثى، وقيل: تنبيهاً على اختصاص

الرجال بالتعصيب للذكورية. ورجل ذَكَرٌ: إِذا كان قويّاً شجاعاً أَنِفاً

أَبِيّاً. ومطر ذَكَرٌ: شديدٌ وابِلٌ؛ قال الفرزدق:

فَرُبَّ ربيعٍ بالبَلالِيق قد، رَعَتْ

بِمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعاق ذُكُورُها

وقَوْلٌ ذَكَرٌ: صُلْبٌ مَتِين. وشعر ذَكَرٌ: فَحْلٌ. وداهية مُذْكِرٌ:

لا يقوم لها إِلاَّ ذُكْرانُ الرجال، وقيل: داهية مُذْكِرٌ شديدة؛ قال

الجعدي:

وداهِيَةٍ عَمْياءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ،

تَدِرُّ بِسَمٍّ من دَمٍ يَتَحَلَّبُ

وذُكُورُ الطِّيبِ: ما يصلح للرجال دون النساء نحو المِسْكِ والغالية

والذَّرِيرَة. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَنه كان يتطيب بِذِكارَةِ

الطِّيبِ؛ الذكارة، بالكسر: ما يصلح للرجال كالمسك والعنبر والعود، وهي

جمع ذُكَرٍ، والذُّكُورَةُ مثله؛ ومنه الحديث: كانوا يكرهون المُؤَنِّثَ من

الطيب ولا يَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً؛ قال: هو ما لا لَوْنَ له

يَنْفُضُ كالعُود والكافور والعنبر، والمؤنَّث طيب النساء كالخَلُوق

والزعفران. وذُكورُ العُشْبِ: ما غَلُظ وخَشُنَ. وأَرض مِذْكارٌ: تُنْبِتُ ذكورَ

العُشْبِ، وقيل: هي التي لا تنبت، والأَوّل أَكثر؛ قال كعب:

وعَرَفْتُ أَنِّي مُصْبِحٌ بِمَضِيعةٍ

غَبْراءَ، يَعْزِفُ جِنُّها، مِذكارِ

الأَصمعي: فلاة مِذْكارٌ ذات أَهوال؛ وقال مرة: لا يسلكها إِلاّ

الذَّكَرُ من الرجال. وفَلاة مُذْكِرٌ: تنبت ذكور البقل، وذُكُورُه: ما خَشُنَ

منه وغَلُظَ، وأَحْرَارُ البقول: ما رَقَّ منه وطاب. وذُكُورُ البقل: ما

غلظ منه وإِلى المرارة هو.

والذِّكْرُ: الصيتُ والثناء. ابن سيده: الذِّكْرُ الصِّيتُ يكون في

الخير والشر. وحكي أَبو زيد: إِن فلاناً لَرَجُلٌ لو كان له ذُكْرَةٌ أَي

ذِكْرٌ. ورجل ذَكِيرٌ وذِكِّيرٌ: ذو ذِكْرٍ؛ عن أَبي زيد. والذِّكْرُ:

ذِكْرُ الشرف والصِّيت. ورجل ذَكِيرٌ: جَيِّدٌ الذِّكْره والحِفْظِ.

والذِّكْرُ: الشرف. وفي التنزيل: وإِنه لَذِكْرٌ لك ولقومك؛ أَي القرآن شرف لك

ولهم. وقوله تعالى: ورَفَعْنَا لك ذِكْرَكَ؛ أَي شَرَفَكَ؛ وقيل: معناه

إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي. والذِّكْرُ: الكتاب الذي فيه تفصيل الدِّينِ

ووَضْعُ المِلَلِ، وكُلُّ كتاب من الأَنبياء، عليهم السلام، ذِكْرٌ.

والذِّكْرُ: الصلاةُ لله والدعاءُ إِليه والثناء عليه. وفي الحديث: كانت

الأَنبياء، عليهم السلام، إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلى الذكر، أَي

إِلى الصلاة يقومون فيصلون. وذِكْرُ الحَقِّ: هو الصَّكُّ، والجمع ذُكُورُ

حُقُوقٍ، ويقال: ذُكُورُ حَقٍّ. والذِّكْرَى: اسم للتَّذْكِرَةِ. قال أَبو

العباس: الذكر الصلاة والذكر قراءة القرآن والذكر التسبيح والذكر الدعاء

والذكر الشكر والذكر الطاعة.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ثم جلسوا عند المَذْكَر حتى بدا حاجِبُ

الشمس؛ المَذْكَر موضع الذِّكْرِ، كأَنها أَرادت عند الركن الأَسود أَو

الحِجْرِ، وقد تكرر ذِكْرُ الذّكْرِ في الحديث ويراد به تمجيد الله

وتقديسه وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده. وفي الحديث: القرآنُ

ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه؛ أَي أَنه جليل خَطِيرٌ فأَجِلُّوه. ومعنى قوله تعالى:

ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ؛ فيه وجهان: أَحدهما أَن ذكر الله تعالى إِذا ذكره

العبد خير للعبد من ذكر العبد للعبد، والوجه الآخر أَن ذكر الله ينهى عن

الفحشاء والمنكر أَكثر مما تنهى الصلاة. وقول الله عز وجل: سَمِعْنا

فَتًى يَذْكُرُهُمْ يقال له إِبراهيم؛ قال الفراء فيه وفي قول الله تعالى:

أَهذا الذي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ، قال: يريد يَعِيبُ آلهتكم، قال: وأَنت

قائل للرجل لئن ذَكَرْتَنِي لَتَنْدَمَنَّ، وأَنت تريد بسوء، فيجوز ذلك؛

قال عنترة:

لا تَذْكُرِي فَرَسي وما أَطْعَمْتُه،

فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ

أَراد لا تَعِيبي مُهْري فجعل الذِّكْرَ عيباً؛ قال أَبو منصور: وقد

أَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذِّكْرُ عيباً؛ وقال في قول عنترة لا تذكري

فرسي: معناه لا تولعي بِذِكْرِهِ وذِكْرِ إِيثاري إِياه دون العيال. وقال

الزجاج نحواً من قول الفراء، قال: ويقال فلان يَذْكُر الناسَ أَي يغتابهم

ويذكر عيوبهم، وفلان يذكر الله أَي يصفه بالعظمة ويثني عليه ويوحده،

وإِنما يحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه. وفي حديث عليّ: أَن عليّاً

يَذْكُرُ فاطمة يخطبها، وقيل: يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها، ومنه حديث عمر: ما

حلفتُ بها ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً، من قولك: ذكرت لفلان

حديث كذا وكذا أَي قلته له، وليس من الذِّكْر بعد النسيان.

والذُّكَارَةُ: حمل النخل؛ قال ابن دريد: وأَحسب أَن بعض العرب يُسَمِّي

السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ. والذَّكَرُ: معروف، والجمع ذُكُورٌ

ومَذاكِيرُ، على غير قياس، كأَنهم فرقوا بين الذَّكَرِ الذي هو الفحل وبين

الذَّكَرِ الذي هو العضو. وقال الأَخفش: هو من الجمع الذي ليس له واحد

مثل العَبَاديد والأَبابيل؛ وفي التهذيب: وجمعه الذِّكارَةُ ومن أَجله يسمى

ما يليه المَذَاكِيرَ، ولا يفرد، وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ

ومَقَادِيم. وفي الحديث: أَن عبداً أَبصر جارية لسيدة فغار السيدُ

فَجَبَّ مَذَاكِيرَه؛ هي جمع الذَّكَرِ على غير قياس. ابن سيده: والمذاكير

منسوبة إِلى الذَّكَرِ، واحدها ذَكَرٌ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ.

والذَّكَرُ والذَّكِيرُ من الحديد: أَيْبَسُه وأَشَدُّه وأَجْوَدُه، وهو خلافُ

الأَنِيثِ، وبذلك يسمى السيف مُذَكَّراً ويذكر به القدوم والفأْس ونحوه،

أَعني بالذَّكَرِ من الحديد.

ويقال: ذهبتْ ذُكْرَهُ السيف وذُكْرَهُ الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما. وفي

الحديث: أَنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً

فسئل عن ذلك فقال: إِنه أَذْكَرُ؛ أَي أَحَدُّ. وسيفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَي

صارِمٌ، والذُّكْرَةُ: القطعة من الفولاذ تزاد في رأْس الفأْس وغيره، وقد

ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ؛ أَنشد ثعلب:

صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ،

يُطَبّقُ العَظْمَ ولا يَكْسِرُهْ

وقالوا لخِلافهِ: الأَنِيثُ. وذُكْرَهُ السيف والرجل: حِدَّتُهما. ورجل

ذَكِيرٌ: أَنِفٌ أَبِيُّ. وسَيْف مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ

ومَتْنُه أَنِيثٌ، يقول الناس إِنه من عمل الجن. الأَصمعي: المُذَكَّرَةُ هي

السيوف شَفَرَاتُها حديد ووصفها كذلك. وسيف مُذَكَّرٌ أَي ذو ماء.

وقوله تعالى: ص والقرآن ذي الذِّكْرِ؛ أَي ذي الشَّرَفِ. وفي الحديث:

إِن الرجل يُقَاتِلُ ليُذْكَر ويقاتل ليُحْمَدَ؛ أَي ليذكر بين الناس ويوصف

بالشجاعة. والذِّكْرُ: الشرف والفخر. وفي صفة القرآن: الذِّكْر الحكيم

أَي الشرف المحكم العاري من الاختلاف.

وتذكر: بطن من ربيعة، والله عز وجل أَعلم.

(ذ ك ر) : (قَطَعَ مَذَاكِيرَهُ) إذَا اسْتَأْصَلَ ذَكَرَهُ وَإِنَّمَا جُمِعَ عَلَى مَا حَوْلَهُ كَقَوْلِهِمْ شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ وَأَذْكَرَتْ الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ ذُكُورًا وَقَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - هَبِلَتْ الْوَادِعِيَّ أُمُّهُ لَقَدْ أَذْكَرَتْ بِهِ أَيْ جَاءَتْ بِهِ ذَكَرًا ذَكِيًّا دَاهِيًا وَلَا ذَاكِر فِي (أث) .

ذكر


ذَكَرَ(n. ac. ذِكْر
ذِكْرَى
ذُكْر
تَذْكَاْر)
a. Recollected, remembered, called to mind; was mindful
of.
b. Mentioned, spoke of, related.

ذَكَّرَa. Reminded of, caused to remember; impressed
upon.
b. Exhorted, admonished.
c. Made masculine.

ذَاْكَرَa. [acc. & Fī], Spoke to of; conversed, conferred with .... about.

أَذْكَرَa. see II (a) (b).
c. Begot or brought forth a male.

تَذَكَّرَa. see I (a)b. Was masculine (word).
تَذَاْكَرَ
a. [acc. & Fī], Conversed, conferred together .... about.

إِذْتَكَرَ
(a. د
or
ذ )
see I (a)
إِسْتَذْكَرَa. see I (a)b. Endeavoured to recollect.

ذِكْرa. Recollection, remembrance; memory.
b. Mention; relation, narration.
c. Renown, fame, honour, eminence.
d. Invocation, prayer.

ذِكْرَة
(pl.
ذِكَر)
a. Reminiscence, souvenir.

ذِكْرَىa. Admonition, exhortation, warning.
b. Mention.
c. Repentance, contrition.

ذُكْرa. see 2 (a) (b).
ذُكْرَةa. Steel edge ( of a sword ).
b. Strength, vigour.
c. Renown; commendation; praise.

ذَكَر
(pl.
ذِكَرَة
ذِكَاْر
ذُكُوْر ذُكُوْرَة
ذُكْرَاْن)
a. Male; masculine; virile, manly, manful.
b. Membrum virile, penis.
c. Strong, hard; wrought; tempered ( iron;
sword ).
ذَكِر
ذَكُرa. One having a good memory.

ذَاْكِرَةa. Memory. —
ذَكِيْر ذَكُوْر
ذِكِّيْر
Renowned, famous.
تَذْكَاْرa. Remembrance.
b. Commemoration, celebration.
c. Souvenir, keepsake, present.
d. Memorial, record.

N. P.
ذَكڤرَa. Above-mentioned.

N. P.
ذَكَّرَa. Masculine.

تَزْكِرَة (pl.
تَذَاْكِر)
a. Writing: letter, note; receipt; certificate
testimonial; memorandum; memoir.
b. Passport.
باب الكاف والذال والراء معهما ذ ك ر مستعمل فقط

ذكر: الذِّكْرُ: الحفظ للشيء تذكره، وهو مني على ذكر. والذِّكرُ: جري الشيء على لسانك، تقول جرى منه ذِكر. والذِّكْر: الشرف والصوت، قال الله عز وجل: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ والذِّكْرُ: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين. وكل كتاب للأنبياء: ذِكرٌ. والذكر: الصلاة، والدعاء، والثناء. والأنبياء إذا حزبهم أمر فزعوا إلى ذكر الله، أي: الصلاة. وذِكرُ الحق: الصك وجمعه: ذكور حقوق، ويقال: ذكور حق. والذِّكَرَى: اسم للتذكير، والتذكير مجاوز. والذَّكَرُ معروف، وجمعه: الذكرة، ومن أجله سمي ما إليه : المذاكير. والمذاكير: سرة الرجل، لا يفرد، وإن أفرد فَمُذَكَّر مثل مقدم ومقاديم. والذُّكُورةُ، والذُّكور، والذُّكران، جمع الذَّكَر، وهو خلاف الأنثى. ومن الدواب: الذكورة. والذَّكَر [من] الحديد: أيبسه وأشده، وبه سمي السيف مُذَكْراً، وبه يُذَكَّرُ القدوم، والفأس ونحوه. وامرأة مُذَكَّرة، وناقة مذكرة، [إذا كانت] في خلقة الذَّكَر، أو شبهه في شمائلها. وأذْكَرتِ الناقة والمرأة، [إذا] ولدت ذَكَراً. وامرأة مِذْكار، [إذا] أكثرت من ولاد الذُّكُور. ويقال للحبلى في الدعاء: أيسرت وأَذْكَرَتْ، أي: يسر عليها وولدت ذكراً. والاستذكار: الدراسة للحفظ. والتذكر: طلب ما قد فات.
ذكر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] إِذا ذكر الصالحون فحيّ هلا بعمر. قيل مَعْنَاهُ: عَلَيْك بعمر ادْع عمر أَي أَنه من هَذِه الصّفة. قَالَ أَبُو عبيد: وَسمع أَبُو مهدية الْأَعرَابِي رجلا يَدْعُو رجلا بِالْفَارِسِيَّةِ يَقُول لَهُ: زُود فَقَالَ: مَا يَقُول فَقُلْنَا: يَقُول: عَجِّل قَالَ: أَلا يَقُول لَهُ: حَيّهَلَك أَي هَلُمّ وتعال. قَالَ الْأَحْمَر: وَفِي حيَّ هَلْ ثَلَاث لُغَات: يُقَال: حيّ هَلْ بفلان بجزم اللَّام وحيّ هَلْ [بفلان -]- بحركة اللَّام وحيّ هَلًا بفلان بِالتَّنْوِينِ. وَقَالَ لبيد يذكر صاحبا لَهُ فِي سفر وَكَانَ أمره بالرحيل فَقَالَ: [الرمل]

يَتَمارى فِي الَّذِي قلتُ لَهُ ... وَلَقَد يَسمع قولي حَيَّهَلْ

وَقد يَقُولُونَ: حيَّ من غير أَن يَقُولُوا: هَل وَمن ذَلِك قَوْلهم فِي الْأَذَان: حيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح إِنَّمَا هُوَ دُعَاء إِلَى الصَّلَاة والفلاح وَقَالَ بن أَحْمَر: [الْبَسِيط]

أنشأتُ أسأله مَا بَال رُفْقَته ... حيَّ الحُمول فَإِن الركب قد ذَهَبا

[قا: أنشأ يسْأَل غُلَامه: كَيفَ أَخذ الركب -] [قَالَ: وسمعته يَقُول: رِفقته ورفقته -] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] فِي مسح الْحَصَى فِي الصَّلَاة قَالَ: مرّة قَالَ: وَتركهَا خير من مائَة نَاقَة ل
(ذكر) في حَدِيث عَائِشَة، رضِي الله عنها: "كان يَتَطيَّب بذِكَارةِ الطِّيبِ".
ذِكَارتُه، بكَسْر الذَّال: ما يَصلُح للذُّكْران .
كما في الحَدِيثِ الآخر: "طِيبُ الرِّجال: ما ظَهَر رِيحُه وخَفِى لَونُه" وهو كالمِسْك والعَنْبَر ونَحْوِهما. ويحتمل أن يُرادَ به شِدَّةُ الرائِحَة: أَىْ بما هو أَذكَى رَائِحَةً.
- في الحَديث: "إذا غَلَب ماءُ الرَّجل مَاءَ المَرأةِ - وفي رواية: إذا سَبَق أَذكَرا"، وفي رِواية: "أَذكرَت بإذنِ اللهِ عزَّ وجل".
: أي وَلَدَا، أو وَلَدَت ذَكَراً فهي مُذكِر، وإن صَارَ عَادَتَها قِيلَ: مِذْكَار.
قوله تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} .
ذِكْرَى بَدَل من الخَالِص فِيمَن قرأ بالتَّنْوِينِ: أي جَعَلْناهم يُكْثرون ذِكْرَ الآخِرَة، ومن قَرأ بالِإضَافة، الذِّكْرَى: يَعْنى التَّذْكرة.
- وفي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما، "قَالت اليَهُود: نَأكُل مِمَّا قَتَلْنا, ولا نَأكُل مِمَّا قَتَل اللهُ عزَّ وجَلَّ، فأَنزلَ الله تَعالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} . فهذا يَدُلّ على أنَّ مَعْنَى ذِكْرِ اسْمِ الله عَزَّ وجَلَّ على الذَّبِيحَة في هَذه الآيةِ ليس باللِّسَان، وإنّما مَعْنَاه تَحرِيمُ ما لَيس بالمُذَكَّى من الحَيَوان، فإذا كَانَ الذَّابِح مِمَّن يَعتَقِد الاسم وإن لم يَذْكُر بلِسانِه، فَقَد سَمَّى.
قال عَبدُ الله بنُ يَزِيد المقرى: ذَكَّرتُه، من المَوعِظَة، وأذْكَرتُه من النِّسْيان.
- في الحَدِيث: "كَانَ يَطُوف على نِسائِهِ، ويَغْتَسِل من كل وَاحِدَة وقال: إنه أَذْكَرُ" .
: أي أَحدُّ، وذُكَرةُ السَّيفِ والرَّجُل: حِدَّتُهُما.
ذ ك ر : ذَكَرْتُهُ بِلِسَانِي وَبِقَلْبِي ذِكْرَى بِالتَّأْنِيثِ وَكَسْرِ الذَّالِ وَالِاسْمُ ذُكْرٌ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرُ نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَأَنْكَرَ الْفَرَّاءُ الْكَسْرَ فِي الْقَلْبِ وَقَالَ اجْعَلْنِي
عَلَى ذُكْرٍ مِنْكَ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ وَلِهَذَا اقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَيْهِ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَذْكَرْتُهُ وَذَكَّرْتُهُ مَا كَانَ فَتَذَكَّرَ وَالذَّكَرُ خِلَافُ الْأُنْثَى وَالْجَمْعُ ذُكُورٌ وَذُكُورَةٌ وَذِكَارَةٌ وَذُكْرَانٌ وَلَا يَجُوزُ جَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَإِنَّ ذَلِكَ مُخْتَصُّ بِالْعَلَمِ الْعَاقِلِ وَالْوَصْفِ الَّذِي يُجْمَعُ مُؤَنَّثُهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَمَا شَذَّ مِنْ ذَلِكَ فَمَسْمُوعٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَالذُّكُورَةُ خِلَافُ الْأُنُوثَةِ وَتَذْكِيرُ الِاسْمِ فِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ مَعْنَاهُ لَا يَلْحَقُ الْفِعْلَ وَمَا أَشْبَهَهُ عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ وَالتَّأْنِيثُ بِخِلَافِهِ فَيُقَالُ قَامَ زَيْدٌ وَقَعَدَتْ هِنْدٌ وَهِنْدٌ قَاعِدَةٌ فَإِنَّ اجْتَمَعَ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَإِنْ سَبَقَ الْمُذَكَّرُ ذَكَّرْتَ وَإِنْ سَبَقَ الْمُؤَنَّثُ أُنِّثَتْ فَتَقُولُ عِنْدِي سِتَّةُ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَعِنْدِي سِتُّ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ وَشَبَّهُوهُ بِقَوْلِهِمْ قَامَ زَيْدٌ وَهِنْدٌ وَقَامَتْ هِنْدٌ وَزَيْدٌ فَقَدْ اُعْتُبِرَ السَّابِقُ فَبُنِيَ اللَّفْظُ عَلَيْهِ وَالتَّذْكِيرُ الْوَعْظُ وَالذَّكَرُ الْفَرْجُ مِنْ الْحَيَوَانِ جَمْعُهُ ذِكَرَةٌ مِثْلُ: عِنَبَةٍ وَمَذَاكِيرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالذِّكْرُ الْعَلَاءُ وَالشَّرَفُ. 
ذ ك ر

ذكرته ذكراً وذكرى. وذكرته تذكرة وذكرى " وذكر فإن الذكرى " وذكرت الشيء وتذكرته. واجعله مني على ذكرٍ أي لا أنساه. وعقد رتيمة ليستذكر بها الحاجة. واستذكر بدراسته، طلب بها الحفظ. قال الحارث ابن حرجة الفزاريّ:

فأبلغ دريداً وأنت امرؤ ... متى ما تذكره يستذكر

وولد ذكر وذكور وذكران. والحصن ذكورة الخيل وذكارتها. وامرأة مذكار، وقد أذكرت وفي الدعاء للمطلوقة " أيسرت وأذكرت " أي يسر عليها وولدت ذكرا.

ومن المجاز: له ذكر في الناس أي صبت وشرف " وإنه لذكر لك ولقومك " ورجل مذكور. وأرض مذكار: تنبت ذكور البقل وهي خلاف الأحرار التي تؤكل. قال:

فودّعن أقواع الشماليل بعدما ... ذوي بقلها أحرارها وذكورها

وذكور الطيب: ما لا ردع له. وفلاة مذكار: ذات هول. وطريق مذكر: مخوف. ويوم مذكر: قد اشتدّ فيه القتال. وداهية مذكر: شديدة، وذلك أن العرب كانت تكره أن تنتج الناقة ذكراً فضربوا الإذكار مثلاً لكل مكروه. وقال كعب بن زهير:

وعرفت أني مصبح بمضيعة ... غبراء تعزف جنها مذكار

وقال الأصمعي: لا يقطعها إلا الذكر من الرجال. وقال أبو دؤاد:

مذكر تهلك المقانب فيه ... ينم البوم فيه كالمحزون

وقال أيضاً:

أوف فارقب لنا الأوابد واربأ ... وانفض الأرض إنها مذكار

وقال لبيد:

فإن كنت تبغين الكرام فأعولي ... أبا حازم في كل يوم مذكر وقال الجعدي:

لداهية عمياء صماء مذكر ... تدر بسم في دم يتحلب

ومطر ذكر: شديد. وأصابت الأرض ذكور الأسمية وهي التي تجيء بالبرد الشديد وبالسيل. قال:

بقدرة الله سماكيّ ذكر ... حيا لمن عاش وقتلاه هدر

وقول ذكر: صلب متين. وشعر ذكر كما يقال: شعر فحل. وسيف ذكر ومذكر وذو ذكرة. ورجل ذكر. وذهبت ذكرته. وما ولدت النساء أذكر منك. ولا يفعل مثل هذا إلا ذكورة الرجال. ويوم ذكر. قال الأغلب:

قد علموا يوم خنا بزينا ... وكان يوماً ذكراً مبيناً

هو قائد كسرى وجهه إلى بكر بن وائل يوم ذي قار في خيله فهزمته بكر بن وائل، وفيه يقول أبو النجم:

واسأل جيوش خنابزين ليخبروا ... أنّا الحماة عشية البطحاء

ولي على هذا الأمر ذكر حق أي صك، ولي عليه ذكور حق أي صكوك.
ذكر
الذِّكْرُ: تارة يقال ويراد به هيئة للنّفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه، والذِّكْرُ يقال اعتبارا باستحضاره، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول، ولذلك قيل:
الذّكر ذكران:
ذكر بالقلب.
وذكر باللّسان.
وكلّ واحد منهما ضربان:
ذكر عن نسيان.
وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ. وكلّ قول يقال له ذكر، فمن الذّكر باللّسان قوله تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ [الأنبياء/ 10] ، وقوله تعالى: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ [الأنبياء/ 50] ، وقوله:
هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي [الأنبياء/ 24] ، وقوله: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا [ص/ 8] ، أي: القرآن، وقوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص/ 1] ، وقوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [الزخرف/ 44] ، أي:
شرف لك ولقومك، وقوله: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [النحل/ 43] ، أي: الكتب المتقدّمة.
وقوله قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا [الطلاق/ 10- 11] ، فقد قيل: الذكر هاهنا وصف للنبيّ صلّى الله عليه وسلم ، كما أنّ الكلمة وصف لعيسى عليه السلام من حيث إنه بشّر به في الكتب المتقدّمة، فيكون قوله: (رسولا) بدلا منه.
وقيل: (رسولا) منتصب بقوله (ذكرا) كأنه قال: قد أنزلنا إليكم كتابا ذكرا رسولا يتلو، نحو قوله: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً [البلد/ 14- 15] ، ف (يتيما) نصب بقوله (إطعام) .
ومن الذّكر عن النسيان قوله: فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ [الكهف/ 63] ، ومن الذّكر بالقلب واللّسان معا قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً [البقرة/ 200] ، وقوله:
فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ [البقرة/ 198] ، وقوله: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [الأنبياء/ 105] ، أي: من بعد الكتاب المتقدم. وقوله هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [الدهر/ 1] ، أي: لم يكن شيئا موجودا بذاته، وإن كان موجودا في علم الله تعالى.
وقوله: أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ [مريم/ 67] ، أي: أولا يذكر الجاحد للبعث أوّل خلقه، فيستدلّ بذلك على إعادته، وكذلك قوله تعالى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ [يس/ 79] ، وقوله: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [الروم/ 27] ، وقوله:
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت/ 45] ، أي:
ذكر الله لعبده أكبر من ذكر العبد له، وذلك حثّ على الإكثار من ذكره. والذِّكْرَى: كثرة الذّكر، وهو أبلغ من الذّكر، قال تعالى: رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ [ص/ 43] ، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات/ 55] ، في آي كثيرة. والتَّذْكِرَةُ: ما يتذكّر به الشيء، وهو أعمّ من الدّلالة والأمارة، قال تعالى: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ [المدثر/ 49] ، كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ [عبس/ 11] ، أي: القرآن.
وذَكَّرْتُهُ كذا، قال تعالى: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [إبراهيم/ 5] ، وقوله: فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى [البقرة/ 282] ، قيل: معناه تعيد ذكره، وقد قيل: تجعلها ذكرا في الحكم . قال بعض العلماء في الفرق بين قوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة/ 152] ، وبين قوله: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ [البقرة/ 40] : إنّ قوله: فَاذْكُرُونِي مخاطبة لأصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم الذين حصل لهم فضل قوّة بمعرفته تعالى، فأمرهم بأن يذكروه بغير واسطة، وقوله تعالى: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ مخاطبة لبني إسرائيل الذين لم يعرفوا الله إلّا بآلائه، فأمرهم أن يتبصّروا نعمته، فيتوصّلوا بها إلى معرفته. والذَّكَرُ: ضدّ الأنثى، قال تعالى:
وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى [آل عمران/ 36] ، وقال: آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ [الأنعام/ 144] ، وجمعه: ذُكُور وذُكْرَان، قال تعالى: ذُكْراناً وَإِناثاً [الشورى/ 50] ، وجعل الذَّكَر كناية عن العضو المخصوص.
والمُذْكِرُ: المرأة التي ولدت ذكرا، والمِذْكَار:
التي عادتها أن تذكر، وناقة مُذَكَّرَة: تشبه الذّكر في عظم خلقها، وسيف ذو ذُكْرٍ، ومُذَكَّر:
صارم، تشبيها بالذّكر، وذُكُورُ البقل: ما غلظ منه. 
ذكر: ذَكَر: تأمل، تبصر، ردد الأمر في خاطره، وعزم على فعل شيء (معجم بدرون). ذكر فلاناً ب: أثنى عليه ومدحه ب، يقال مثلاً: ذكره بالشجاعة أي أثنى على شجاعته (كوسج طرائف ص79).
ذكَّر (بالتشديد). ذكَره بالشي: أذكره، جعله يذكره (عبد الواحد ص217).
ذكَّر: حدّث عن الماضي، حكى (بوشر).
وذكّر النخل، التذكير: قيام الفلاح بنثر مقدار من لقاح فحل النخل على اعذاق الأنثى ليلقحها. (برتون 1: 386، شو 1: 219، بليسييه ص150).
وتذكير التين: ما كان يفعله الأوائل مع التين وهو أن يعلقوا بعض ثمار التين الذكر أو البري على شجرة التين الأنثى لكي يمنعوا تساقط ثمرها قبل أن ينضج أو يفسد ويتغير (شو 1: 219، ألكالا).
ثم امتد استعمال هذه الكلمة فأطلقت على كثير من أشجار الفاكهة لتشير إلى الطريقة التي تجعل منها أكثر إثماراً أو تجعل ثمرها أفضل نوعاً وأطيب (ابن العوام 1: 7، 20، 562، 272).
ذكَّر الطعام: ملّح منه ما يأكله، نثر عليه ملحاً (فوك).
ذاكر. ذاكر فلاناً: كالمه وخاض معه في الحديث (معجم الطرائف، بدرون ص182) ويقال ذاكره به (دي يونج)، ففي العبدري (ص90 و، ق): قرأت عليه مقامات الحريري وكان يتعقب عليها تعقيبات نقد جيدة وذاكرته فيها بمواضع عديدة كنت أتعقبها فأثبت قولي واستحسنه.
وذاكره فيه (معجم الطرائف).
وذاكر المعلم تلميذه: سأل تلميذه سؤالاً (أبو الفداء تاريخ 3: 24).
وذاكر العلماء أو الأدباء: تحادثوا وتشافهوا وتفاوضوا وتناقشوا في أمر أو موضوع (فوك).
يقال مثلاً: ذاكر الفضلاء (ميرسنج ص27، دي يونج) والمذاكرة في الفقه (ابن بطوطة 4: 235) والمذاكرة في الأدب (بدرون ص2).
وأخيراً فإن ذاكر فلاناً تعني أيضاً: أنشده شعراً أو قصّ عليه قصصاً وحكى له حكايات (معجم بدرون).
أذكر: نجد بدل قولهم أذكره الشيء، أذكره منه في بيت من الشعر عند ويجرز (ص41). (انظر تعليقة رقم 225 ص140).
تذاكر: تفاوض، يقال مثلاً تذاكروا الصلحَ أي تفاوضوا فيه (معجم البلاذري) وتذاكروا العلمَ (الأغاني ص56). وفي معجم فوك: تذاكر مع. ونجد في المقري (1: 485): تذاكرت مع شيخنا حديث أبي ثعلبة.
انذكر: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها ذكر.
ذِكْر: ذكرى، ما يذكره الإنسان عن شيء ما (كليلة ودمنة ص15، 26، عباد ص 1).
ذِكْر: نصّ قَسَم (المقري 2: 103).
ذِكْر وجمعها أَذْكار: دعاء نافلة (بربروجر ص3، المقدمة 2: 372، 3: 145، 347) ذكر وجمعها أذكار: أذان، نداء المؤذن للصلاة. ففي معيار العلوم (ص22): وتناغى أذكار المؤذن بأسحارها نغمات الوُرْق. راجع زيشر (26: 595) نجد فيه ما ذكرته وكذلك ملر (ص 69).
ذِكْر: حفل يردد فيه عدد من الأشخاص (من الدراويش عادة) في فترات مختلفة لا إله إلاَّ الله وباقي أسماء الله الحسنى وأدعية وغير ذلك في ترانيم وألحان. وغالباً ما يصحب ذلك موسيقى ورقص (لين عادات 1: 371، عواده ص 699، ديسكرياك ص159، كندي 1: 136).
ذكر الله: ترغلة: اطرغلة يمامة (دومب ص62).
ذَكَر: بمعنى قوي شجاع أبي، لا يوصف به الرجل فقط (لين) بل يوصف به الفرس أيضاً (معجم مسلم).
وذَكَر عند أهل الحراثة: ما يدخل من طرف البِرك في سكة الحديد (محيط المحيط).
ذكر في أنثى وأنثى في ذكر: أنظره في أنثى.
الأَظفار الذكران: أنظره في ظُفْر.
ذَكَرِيّ: خاص بالذَكَر، رَجْلي (بوشر).
ذُكْراني. امرأة ذكرانية: شجاعة (فوك).
ذُكُور: كثير الحفظ في ذهنه، ويقال: ذكور للشيء (معجم الماوردي).
ذَكِير، يقال للصلب: حديد ذكير (برجرن) وأيضاً ذكير فقط (المستعيني مادة حديد، ألكالا، مارسيل، باربيه، معجم البربرية وهو يكتبه غالباً بالدال).
ذُكُورِيَّة: رجولة، رجولية (فوك، معجم الماوردي).
ذُكَّار، واحدته ذُكَّارة وهو الفحل من الشجر. مثل ذُكَّار الفستق أي فحل الفستق (ابن العوام 1: 267) وذكار التين: فحل التين وشجرة التين البري (ابن العوام 1: 419).
وتطلق كلمة ذُكّار وحدها على شجرة التين البري وثمرها (فوك، ألكالا، المعجم اللاتيني - العربي، ترجمة العقد الصقلي ص21، 23، ابن العوام 1: 16، 20، 93 (أبدل فيه الدال بالذال)، ص302 (اقرأ فيه ذكار وفقاً لما جاء في مخطوطتنا) ص573).
وتستعمل ثمرة هذه الشجرة لتلقيح (تذكير) شجرة التين الأنثى، وذلك أنهم ينظمون ثمر التين البري في قلادة من ثمرها الصغير الموجود عليها (ابن العوام 1: 573) وهذا ما يفسر هذه الأبيات المذكورة في الحلل السندسية (ص76 ق) وقد نظمها أمير صلب كثيراً من رعاياه:
أهل الحرابة والفساد من الورى ... يَعْزون في التشبيه للذُكَّار
ففساد ... الصلاح لغيره ... بالقطع والتعليق في الأشجار
ذُكَّارهم ذكرى إذا ما أبصرِوا ... فوق الجموع وفي ذُرَى الأسوار
(في البيت الثاني بياض في مخطوطتنا ولعل الصواب ففساده فيه الصلاح).
ذُكّار: لقاح النخل (باجني ص148).
ذَكِّير: من يشترك في الحفل الديني المسمى ذِكْر (انظر الكلمة) (لين عادات 2: 212). ذِكِّير: عَرَّاف، كاهن، زاجر الطير، ضارب الرمل (باين سميث 1558).
ذَكَّارة المُعَذَّبين: سلاسل، قيود، أغلال (المعجم اللاتيني - العربي).
ذاكر، القُوَّة الذاكرة: القوة الحافظة (فوك).
تَذْكِرَة: تذكر، تذكار (بوشر).
تذكرة: موعظة (ابن جبير ص150، 151).
وتذكرة وتجمع على تذاكر: رقعة، بطاقة (بوشر، همبرت ص107، محيط المحيط).
وتذكرة: براءة (فرمان) صك يصدره الأمير. (مملوك 1، 1: 188).
وتذكرة: جواز سفر (برتون: 1: 18). وفي محيط المحيط: تذكرة الطريق.
وتذكرة: بطاقة التصدير (بلسييه ص 324، كريست وبارب ص50، بلاكيير 2: 266).
وتذكرة: شهادة تمنح لأسرى النصارى حين يطلق سراحهم (لوجييه ص285).
وتذكرة: لائحة، جدول مفصل لمضمون حساب (بوشر).
وتذكرة: سند الإعفاء بكفالة من الرسوم الجمركية. (بوشر).
تذكرة النكاح: عقد النكاح (بركهارت نوبيه ص 305).
تذكار الأموات: يوم الأموات (همبرت ص154).
تذكاري: استذكاري (بوشر).
تَذْكِيرَة، وتجمع على تذاكير: مذكرة، مفكرة. (فوك).
مُذَكِّر: واعظ (فالتون ص43).
والمذكر مرادف المعرّف: العبد الدليل على أسماء الناس. وهو أشبه بالحاجب والآذان (ابن بطوطة 2: 346، 363).
مذاكر: عضو التناسل (بوشر).
مذاكر: خصية (فوك، ألكالا).
[ذكر] يقاتل "للذكر" أي ليذكر بينهم ويوصف بالشجاعة، والذكر الشرف. ن: هو بالكسر. ك: أي للشهرة وليرى مكانته أي مرتبته في الشجاعة، والأول سمعة، والثاني رياء. ج: ومنه في القرآن وهو "الذكر" الحكيم"، أي الشرف المحكم العاري من الاختلاف، أو الحاكم فيكم وعليكم ولكم. نه وفيه: ثم جلسوا عند "المذكر" حتى بدا حاجب الشمس، هو موضع الذكر كأنه أريد عند

ذكر

1 ذَكَرَهُ, [aor. ـُ inf. n. ذِكْرَى, (S, A, Msb,) which is fem., (Msb,) and imperfectly decl., (S,) and ذِكْرٌ (A, K) [and ذُكْرٌ, or, accord. to EtTebreezee, (Ham p. 26,) the latter of these two but not the former, or, as is said in the Msb., both are properly substs., and a distinction is made between them, as will be shown below,] and تَذْكَارٌ, (K,) He preserved it in his memory: (K, * TA:) he remembered it; (S, A;) as also ذَكَرَهُ بِقَلْبِهِ [to distinguish it from ذَكَرَ in a sense afterwards to be explained], (S, Msb,) and ↓ تذكّرهُ; (S, A;) and ↓ اِدَّكَرَهُ (S, K, TA,) originally اِذْتَكَرَهُ (S,) and اِذَّكَرَهُ (TA, and so in the CK,) and اِذْدَكَرَهُ (K,) and ↓ استذكرهُ, (Az, K,) signify the same as تذكّرهُ (K) [as explained above]: ↓ تذكّرهُ signifies also he became reminded of it; (Msb;) [and so ↓ ادّكرهُ and its variations: and ↓ استذكرهُ seems properly to signify, as also ↓ تذكرّهُ, he recollected it; or called it to mind: and he sought to remember it: and ↓ استذكر and ↓ تذكّر used intransitively, he sought, or endeavoured, to remember.] Yousay, ذَكَرْتُ الشَّىْءَ بَعْدَ النِّسْيَانِ [I remembered the thing after forgetting]: (S:) and ذَكَرْتُ المَنْسِىَّ and ↓ تَذَكَّرْتُهُ [I remembered the thing forgotten, and I became reminded of it, or I recollected it]: (A:) and بَعْدَ أَمَهٍ ↓ ادّكر, occurring in the Kur [xii. 45, accord. to one reading of the last word], means He remembered [or became reminded] after forgetting. (S) And رَبَطَ فِى

بِهِ حَاجَتِهِ ↓ إِصْبَعِهِ خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ [He tied upon his finger a thread or string, seeking to remember, or recollect, or call to mind, thereby the thing that he wanted: such a thread or string is commonly called رَتِيمَةٌ:]: (Az:) and ↓ استذكر is used alone with the like signification [i. e. He sought to remember]: and also signifies He studied a book and preserved it in his memory, accord. to the K; but accord. to other lexicons, he studied a thing in order to remember it, or preserve it in his memory: (TA:) you say, بِدِرَاسَتِهِ ↓ استذكر He sought to remember by his studying of a book. (A.) b2: ذَكَرَ حَقَّهُ, (K,) inf. n. ذِكْرٌ (TA,) He was mindful of his right, or claim; and did not neglect it. (K.) Agreeably with this explanation, the words in the Kur [ii. 231, &c.,] وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ have been rendered And be ye mindful of, and neglect not to be thankful for, the favour of God conferred upon you: like as an Arab says to his companion, اُذْكُرْ حَقِّىعَلَيْكَ Be thou mindful of my claim upon thee; and neglect it not. (TA.) b3: [In like manner also are explained the words] وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ in the Kur [ii. 60], And study ye what is in it, and forget it not: or think ye upon what is in it: or do ye what is in it. (Bd.) b4: One says, مَا اسْمُكَ أَذْكُرْ, (Fs and Lb, and so in a copy of the K,) or أَذْكُرْهُ, (so in another copy of the K, and in the TA,) the hemzeh of أَذْكُرْ being disjunctive, (Lb, K,) [in the CK we find مَا اسمُكَ اَذْكِرْهُ بقطعِ الهَمْزَةِ مِنْ اَذْكَر, as though the reading were أَذْكَرْهُ with a disjunctive hemzeh from أَذْكَرَ, which is manifestly wrong,] and with fet-h, because it is the hemzeh of the first person of a triliteral [unaugmented] verb, and with the ر mejzoom, because it is the complement of an interrogative phrase: (Lb:) it is expressive of disapprobation, (Lb, K,) and means, Acquaint me with thy name: [or, lit., what is thy name?] I will remember it, or I will bear it in mind (اذكره): the conditional phrase [if thou tell it to me] is suppressed because unnecessary, on account of frequent usage of the saying, and because what remains is indicative of it: (Lb, MF:) the saying is a prov.; and is also related with the conjunctive hemzeh, [اذْكُرْ, or اذْكُرْ; in which case it is most appropriately rendered, What is thy name? Say: or Tell it] but the reading with the disjunctive hemzeh is that which is commonly known: (TA:) [for]

A2: ذَكَرَهُ, aor. ـُ (TA,) inf. n. ذِكْرَى, fem., [and imperfectly decl,] (Msb,) and ذِكْرٌ and ذُكْرٌ, (TA,) [or the former of these two (which is the most common of all) but not the latter, or, as is said in the Msb, both are properly substs., and a distinction is made between them, as will be shown below,] also signifies He mentioned it; told it; related it; said it; (TA;) and so ذَكَرَهُ بِلِسَانِهِ [to distinguish it from ذَكَرَ in the first sense explained above]. (S, Msb.) You say ذَكَرْتُ لِفُلَانٍ حَدِيثَ كَذَاوَكَذَا I mentioned, or told, or related, to such a one the story of such and such things. (TA.) And ذَكَرَ امْرَأُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ [He mentioned, or spoke of, a man as having that attribute which was not in him]. (El-Jámi' es-Sagheer voce مَنْ) b2: And ذَكَرَهُ (assumed tropical:) He magnified Him, namely, God; celebrated, lauded, or praised, Him; asserted his unity; (Zj;) [saying سُبْحَانَ اللّٰهِ, and الحَمْدُ لِلّٰهِ, and اَللّٰهُ أَكْبَرُ; or لَاإِلَاهَ إِلَّااللّٰهُ; or هُوَاللّٰهُ; or the like.] b3: [And, in like manner, (assumed tropical:) He spoke well of him, namely, a man; mentioned him with approbation; eulogized, praised, or commended, him: for ذَكَرَهُ بِالجَمِيلِ, or بِخَيْرٍ

See ذِكْرٌ below.] b4: Also, contr., [for ذَكَرَهُ بِالقَبِيحِ or بِشَرٍّ] (assumed tropical:) He spoke evil of him; men-tioned him with evil words; (Fr;) mentioned his vices, or faults; spoke evil of him behind his back, or in his absence, saying of him what would grieve him if he heard it, but saying what was true; or merely said of him what would grieve him: an elliptical expression in this and in the contrary sense; what is meant being known. (Zj.) One says to a man, لَئِنْ ذَكَرْتَنِى لَتَنْدَمَنَّ, meaning [Verily, if thou mention me] with evil words [thou will assuredly repent]: and in like manner the verb is used in the Kur xxi. 37 and 61: and 'Antarah says, لَاتَذْكُرِى فَرَسِى وَمَا أَطْعَمْتُهُ فَيَكُونَ جِلْدُكَ مِثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ meaning Mention thou not reproachfully [my horse, and what I have given him for food, for, if thou do, thy skin will be like the skin of the scabby]: (Fr, T:) but AHeyth disallows this signification of the verb, and explains the saying of 'Antarah as meaning, Be not thou fond of mentioning my horse, and my preferring him before the family. (T, TA.) b5: ذَكَرَ فُلَانَةَ, inf. n ذِكْرٌ, [expressly said to be] with kesr, [so in the CK, and I think it the right reading,] or ذَكْرٌ, [so in a MS. copy of the K, and in the TA,] with fet-h, [so in the TA,] He demanded such a one in marriage: or he addressed himself to demand her in marriage: (K:) [as though the mentioning a woman implied a desire to demand her in marriage:] it occurs in one of these two senses in a trad. (TA.) A3: ذَكَرَهُ, inf. n. ذَكْرٌ, with fet-h, He struck him upon his penis. (K.) 2 ذكّرهُ إِيَّاهُ, (S, A, * Msb, K,) and ذكّرهُ بِهِ, (Kur xiv. 5, &c.,) inf. n. تَذْكِرَةٌ (A, TA) and تَذْكِيرٌ, (K, TA,) and quasi-inf. n. ↓ ذِكْرَى imperfectly decl.; (A, * K, * TA;) and ايّاهُ ↓ اذكرهُ; (S, Msb, K;) He reminded him of, or caused him to remember, him, or it. (S, Msb, K.) b2: And ذكّر, (TA,) inf. n. تَذْكِيرٌ (K) [and تَذْكِرَةٌ also, as in the Kur xx. 2], He exhorted; admonished; exhorted to obedience; gave good advice, and reminded of the results of affairs; reminded of what might soften the heart, by the mention of rewards and punishments. (K, TA.) Thus the verb is used in the Kur lxxxviii. 21. (TA.) A2: Also ذكّرهُ, inf. n. تَذْكِيرُ, He made it (a word) masculine; contr. of أَنَّثَهُ. (S, * Msb, K. *) b2: In the Kur [ii. 282], فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى is said by some to signify (assumed tropical:) That one of them may make the other to be in the legal predicament of a male: [meaning that both of them together shall be as one man:] or, accord. to others, one of them may remind the other. (TA.) b3: It is said in a trad., فَذَكِّرُوهُ ↓ القُرْآنُ ذَكَرٌ (tropical:) The Kur-án is eminently excellent [lit., masculine]: therefore do ye hold it and know it and describe it as such. (K, TA. [In the CK, for ذَكَرٌ is put ذِكْرٌ.]) b4: [Hence,] ذكّرهُ, (TA,) inf. n. تَذْكِيرٌ, (K,) He put to it, namely a sword, (TA,) and the head of an axe &c., (K,) an edge of steel. (K, * TA.) [See ذُكْرَةٌ.]3 ذاكرهُ, (MA,) inf. n. مُذَاكَرَةٌ, (KL;) He called to mind with him (MA, KL) a story, or discourse, or the like, (MA,) or a thing. (KL.) b2: [And hence, He conferred with him.]4 أَذْكَرَ see 2.

A2: اذكر also signifies He (a man [or other]) begat a male. (TA from a trad.) and اذكرت She (a woman, S, A, or other female, TA) brought forth a male, (S, A, K,) or males. (Mgh.) It is said in a prayer for a woman in labour, أَيْسَرَتْ وَأَذْكَرَتْ May she have an easy birth, and may she bring forth a male child. (A.) And you say also, اذكرت بِهِ (assumed tropical:) She brought him forth a male, and hardy: (TA from a trad.:) or a male, and sharp and cunning. (Mgh.) 5 تَذَكَّرَ see 1, in five places, in the first and second sentences. b2: [Also It (a word) was, or became, or was made, of the masculine gender; contr. of تأنّث.]6 تذاكروا They called to mind [a story, or discourse, or the like, or a thing,] one with another. (KL. [See 3.]) b2: [And hence, They conferred together.]8 اِدَّكَرَ and اِذَّكَرَ and اِذْدَكَرَ: see 1, in three places, in the first and second sentences.10 إِسْتَذْكَرَ see 1, in six places, in the first and third sentences.

ذَكْرٌ: see ذِكْرٌ: A2: and ذَكِيرٌ.

ذُكْرٌ: see ذِكْرٌ, in six places.

A2: سَيْفٌ ذُو ذُكْرٍ, or ↓ ذُكُرٍ, (as in different copies of the S,) and أَذْكِرَةٍ, [which is the pl.,] (A,) (tropical:) A cutting, or sharp, sword. (S, A.) [See ذُكْرَةٌ.]

ذِكْرٌ (Yoo, A'Obeyd, Yaakoob, S, M, A, Msb, K) and ↓ ذُكْرٌ, (Yoo, A'Obeyd, Yaakoob, S, A, Msb, K, TA,) or the latter only in the first of the senses here to be explained, (Fr, Msb, TA,) and the latter only is mentioned in this sense in the Fs, (TA,) and is said by El-Ahmar to be of the dial. of Kureysh, (TA,) [both said in the Msb to be simple substs., though many hold them to be inf. ns.,] and ↓ ذَكْرٌ, accord. to one of the expositors of the Fs, but this is strange, (TA,) and ↓ ذِكْرَةٌ (S, M) and ↓ ذُكْرَةٌ (M, TA) and ↓ ذِكْرَى, (S, M, [see 1, first sentence,]) and also دِكْرٌ (S) and دُكْرٌ, mentioned by ISd as of the dial. of Rabee'ah, but held by him to be of weak authority, (TA,) Remembrance; (S, M, A, Msb, K, &c.;) the presence of a thing in the mind: (Er-Rághib:) also termed ذِكْرٌ بِالقَلْبِ, (Msb, TA,) to distinguish it from ذِكْرٌ in another sense, to be explained below: (TA:) he pl. of ↓ ذِكْرَةٌ is ذِكَرٌ, (M,) also said to be pl. of ↓ ذِكْرَى. (MF, art. احد.) You say, ↓ اِجْعَلْهُ مِنْكَ عَلَى ذُكْرٍ and ذِكْرٍ in the same sense, Place thou him, or it, in thy remembrance. (S.) And أَجْعَلَهُ مِنِّى

↓ عَلَى ذُكْرٍ, and ذِكْرٍ, I will not forget him, or it. (A.) And ↓ مَا زَالَ مِنِّى عَلَى ذُكْرٍ, and ذِكْرٍ (K,) or the former only, (Fr, Msb, TA,) He, or it, did not cease to be in my remembrance; (K;) I did not forget him, or it. (Fr, TA.) and ↓ أَنْتَ مِنِّى عَلَى ذُكْرٍ Thou art in my mind. (ISd, Lb.) b2: The words in the Kur [xxix. 44]

وَلَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ admit of two explanations: The remembrance of God is better for a man than a man's remembrance of a man: and the remembrance of God is better as more efficacious in forbidding evil conduct than is prayer. (TA.) b3: ذِكْرٌ also signifies Memory; a certain quality of the mind, by which a man is able to remember what he cares to know; like حِفُظٌ, except that this latter term is used with regard to the preservation of a thing [in the mind], whereas the former is used with regard to calling it to mind. (Er-Rághib.) A2: Also ذِكْرٌ (Er-Rághib, Msb, TA) and ↓ ذُكْرٌ, (Msb, TA,) or the former only accord. to Fr, (Msb, TA,) and ↓ ذِكْرَى (Msb,) The mention, telling, relating, or saying, of a thing: said by some to be contr. of صَمْتٌ: (TA:) and also termed ذِكْرٌ بِاللِّسَانِ (Msb, TA,) to distinguish it from ذِكْرٌ in the sense first explained above. (TA.) b2: Also ذِكْرٌ (assumed tropical:) The praise, and glorification, of God; the celebration, or declaration, of his remoteness, or freedom, from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; or the saying سُبْحَانَ, اللّٰهِ, [and الحَمْدُ لِلّٰهِ, and أَللّٰهُ أَكْبَرُ,] and لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ, [&c., see 1,] and uttering all the forms of his praise: a reading, or reciting, of the Kur-án: a thanking [God]: obedience [to God]: (Abu-l- 'Abbás:) prayer to God; (K;) supplication. (Abu-l-'Abbás, K.) b3: Also (tropical:) Praise, or eulogy, or good speech, of another. (S, * K, * TA.) b4: [And, accord. to some, (tropical:) Dispraise, or evil speech. See 1.]

b5: Also (assumed tropical:) A thing that is current upon the tongue. (K.) b6: (tropical:) Fame; renown; report; reputation; (S, A, K;) whether good or evil; (ISd;) as also ↓ ذُكْرَةٌ. (Az, ISd, K.) Thus in the saying, لَهُ ذِكْرٌ فِى النَّاسِ (tropical:) He has fame among the people: in which it has also the signification next following. (A.) b7: (tropical:) Eminence; nobility; honour. (S, A, Msb, K.) So in the Kur [xciv. 4], وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (tropical:) And We have raised for thee thine eminence, or thy nobility, or thine honour: as some say, it means, when I am mentioned, thou art mentioned with Me: and again, in the Kur [xliii. 43], وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ (tropical:) And verily it (the Kur-án) is an honour to thee and to thy people. (TA.) Also, in the Kur [xxxviii. 1], وَ القُرْآنِ ذِى الذِّكْرِ (tropical:) By the Kur-án possessed of eminence, &c. (S) b8: Also (assumed tropical:) A book containing an exposition of religion, and an institution of religious laws: (K:) any book of the prophets: (TA:) and especially the Kur-án: (MF, TA:) and the تَوْرَاةٌ [or Book of the Law revealed to Moses]: (Aboo-Hureyreh, TA in art. زبر:) and that [law] which is [recorded] in heaven. (Sa'eed Ibn-Jubeyr, TA ubi suprà.) b9: (assumed tropical:) An exhortation; an admonition, or a warning. (Bd in xxxviii. 1.) b10: ذِكْرُ حَقٍّ (tropical:) A written obligation; syn. صَكٌّ: (A, K:) pl. ذُكُورُ حَقٍّ, (A,) or ذُكُورُ حُقُوقٍ. (TA.) You say, لِى عَلَى هٰذَا الأَمْرِ ذِكْرُ حَقٍّ (tropical:) [I have a written obligation to insure this thing]. (A.) A3: See also the next paragraph, in the latter half.

ذَكَرٌ [probably originally signifying “ mentioned,” or “ talked of,” of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ, and خَبَطٌ in the sense of مَخْبُوطٌ, and قَبَضٌ in the sense of مَقْبُوضٌ, &c.; and hence the first, and perhaps most others, of the significations here following:] Male; masculine; of the male, or masculine, sex, or gender; contr. of أُنْثَى: (S, A, Msb, K, &c.:) [the corresponding word in Hebrew () has been supposed to have this signification because a male is much “ mentioned,” or “ talked of; ” and it is well known that the Arabs make comparatively little account of a female:] pl. ذُكُورٌ (S, A, Msb, K) and ذُكُورَةٌ (A, Msb, K) and ذِكَارٌ (K) and ذِكَارَةٌ and ذُكْرَانٌ (S, A, Msb, K) and ذِكَرَةٌ: (S, K:) [the last, in one copy of the S, I find written ↓ ذِكْرَةٌ, which, if correct, is a pl. of pauc.: and in the TA, in the same phrase in which it occurs in the S, it is written ↓ ذُكْرَةٌ, and expressly said to be with damm, so that it is a quasi-pl. n.:] the pl. form with و and ن is not allowable. (Msb.) One says, كَمِ الذِّكَرَةُ مِنْ وَلَدِكَ, or ↓ الذِّكْرَةُ, (accord. to different copies of the S,) or ↓ الذُّكْرَةُ, with damm, (accord. to the TA,) How many are the males of thy children? (S, TA.) b2: The male organ of generation; the penis; syn. عَوْفٌ; (S, K, &c.;) of a man: (TA:) or the فَرْج [an equivocal term, but here evidently used in the above-mentioned sense,] of an animal: (Msb:) pl. ذُكُورٌ, (K,) or ذِكَرَةٌ, like عِنَبَةٌ, (Msb,) or ذِكَارَةٌ, (T, TA,) and ↓ مَذَاكِيرُ: (S, Msb, K:) the last contr. to analogy, (S, Msb,) as though used for the sake of distinction between this signification and the one immediately preceding: (S:) or of the same class as مَحَاسِنُ [with respect to حُسْنٌ] and مَلَامِحُ [with respect to لَمْحَةٌ]: (ISd:) Akh says that it is a pl. without a [proper] sing., like عَبَابِيدُ and أَبَابِيلُ: accord. to the T, it has no sing.; or if it have a sing., it is ↓ مُذْكِرٌ, like مُقْدِمٌ, of which the pl. is مَقَادِيمُ; and signifies the parts next to the penis: (TA:) or it signifies the penis with what is around it; [or the genitals;] and is similar to مَفَارِقُ in the phrase شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ: and قَطَعَ مَذَاكِيرَهُ signified He extirpated his penis. (Mgh.) b3: Applied to a man, (A, K,) it also signifies (tropical:) Strong; courageous; acute and ardent; vigorous and effective in affairs; [and also] stubborn; and disdainful: (TA:) or [masculine, meaning] perfect; like as أُنْثَى is applied to a woman. (T and A in art. انث.) The signification of “ strong, courageous, and stubborn,” and the significations which the same word has when applied to rain and to a saying, are assigned in the K to ↓ ذِكْرٌ; but [SM says,] I know not how this is; for in the other lexicons they are assigned to ذَكَرٌ. (TA.) You say, لَا يَفْعَلُهُ إِلَّا ذُكُورَةُ الرِّجَالِ (tropical:) [None will do it but such as are strong, &c., of men]. (A.) b4: Applied to iron, (tropical:) Of the toughest and best quality, (K,) and strongest; (TA;) contr. of أَنِيثٌ; (S;) [iron converted into steel;] as also ↓ ذَكِيرٌ. (K.) [See also ذُكْرَةٌ.] b5: Applied to a sword, (tropical:) Having مَآء

[i. e., diversified wavy marks, streaks, or grain]; (S;) as also ↓ مُذَّكَّرٌ: (S, K:) or of which the edge is of steel (حَدِيدٌ ذَكَرٌ) and the مَتْن [or middle of the broad side] of soft iron; of which the people say that they are of the fabric of the Jinn, or Genii: (A'Obeyd, S:) or ↓ مُذَكَّرُ signifies having a sharp iron blade or edge: (As:) the pl. of the former is ذُكُورٌ. (Ham p. 168.) b6: ذُكُورُ البُقُولِ (tropical:) Herbs, or leguminous plants, that are hard and thick: (TA voce عُشْبٌ:) or that are thick, and inclining to bitterness: (S, TA:) like as أَحْرَارُهَا signifies such as are slender and sweet: (TA:) or the former signifies such as are thick and rough. (AHeyth.) b7: ذُكُورَةُ الطِّيبِ, (K,) and ذُكُورُهُ, and ذِكَارَتُهُ, (TA,) (tropical:) Perfume proper for men, exclusively of women: i. e., (TA,) that leaves no stain; (K, * TA;) that becomes dissipated; such as musk, and aloes-wood, and camphire, and غَالِيَة, and ذَرِيرَة. (TA.) [See the contr., طِيبٌ مُؤَنَّثٌ, in art. انث.] b8: ذَكَرٌ applied to the Kur-án signifies (tropical:) Eminently excellent. (K.) See 2. b9: Applied to a saying, (tropical:) Strong and firm: and in like manner to poetry. (A.) b10: The Arabs disliked a she-camel's bringing forth a male; and hence they applied the term ذَكَرٌ, met., to (tropical:) Anything disliked. (A.) b11: [Thus,] applied to rain, it signifies (tropical:) Violent; (A, K;) falling in large drops. (K.) They said, أَصَابَتِ الأَرْضَ ذُكُورُ الأَسْمِيَةِ (tropical:) Rains bringing intense cold and torrents fell upon the earth. (A.) b12: Applied to a day, (tropical:) [Severe; distressing; hard to be borne: see also مُذَكَّرٌ]. (A.) b13: IDrd says, I think that the name الذكر [so in the TA, without any syll. signs; app. الذَّكَرُ] is applied by some of the Arabs to السِّمَاكُ الرَّامِحُ [or the star Arcturus]. (TA.) ذَكُرٌ: see ذَكِيرٌ.

ذَكِرٌ: see ذَكِيرٌ.

سَيْفٌ ذُو ذُكُرٍ: see ذُكْرٌ.

ذَكْرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.

ذُكْرَةٌ: see ذِكْرٌ, in two places: A2: and ذَكَرٌ, in two places.

A3: Also (tropical:) A piece of steel that is added [to the edge of a sword and] to the head of an axe &c. (K, * TA.) b2: And (tropical:) Sharpness of a sword: [see also ذُكْرٌ:] and of a man. (S, A, K.) You say, ذَهَبَتْ ذُكْرَةُ السَّيْفِ, and ذُكْرَةُ الرَّجُلِ, (tropical:) The sharpness of the sword, and the sharpness of the man, went. (S, A.) ذِكْرَةٌ: see ذِكْرٌ, in two places: A2: and ذَكَرٌ, in two places.

ذَكَرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.

ذَكِرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.

ذِكْرَى: see ذِكْرٌ, in three places. b2: Remembrance with the reception of exhortation: so in the following passage of the Kur [xlvii. 20], فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [Then how, that is, of what avail, will be to them their remembrance with the reception of exhortation when it (the hour of the resurrection) cometh to them: or] how will it be to them when it (the hour) cometh to them with their remembrance and their reception of exhortation: (K, * TA:) i. e., this will not profit them. (TA.) b3: Repentance: so in the Kur [lxxxix. 24], وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى, i. e. And how shall he have repentance? (K, TA.) b4: A reminding, or causing to remember: so in the Kur viii. 1, and xi. 121, (K,) and li. 55. (Fr.) See 2. b5: An admonition: so in the Kur xxxviii. 42, and xl. 56. (K.) b6: A being reminded, or caused to remember: so in the Kur [xxxviii. 46], in the phrase ذِكْرَى الدَّارِ Their being reminded of, or caused to remember, the latter abode, and being made to relinquish worldly things, or not to desire them: (K:) or it may mean their remembering much the latter abode. (B, TA.) ذَكِيرٌ A man possessing an excellent memory. (S.) b2: Also, (Az, K,) and ↓ ذَكْرٌ, (accord. to a MS. copy of the K, and so, as is said in the TA, accord. to the method of the author of the K,) or ↓ ذَكِرٌ, (accord. to the CK,) and ↓ ذَكُرٌ and ↓ ذِكِّيرٌ, (K,) (tropical:) A man possessing ذِكْر, (K,) i. e., fame, or renown: or glory, or boastfulness. (TA.) A2: See also ذَكَرٌ, in the latter half of the paragraph.

ذِكِّيرٌ: see the next preceding paragraph.

ذُكَّارَةٌ The males of palm-trees. (K.) ذَاكِرٌ [act. part. n. of 1]. b2: مَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا

آثِرًا: see art. اثر.

أَذْكَرُ (tropical:) More, and most, sharp, (S, TA,) acute and ardent, vigorous and effective in affairs. (TA.) Mohammad used to go round to his wives in one night, and to perform the ablution termed غُسْل for his visit to every one of them; and being asked wherefore he did so, he answered, إِنَّهُ أَذْكَرُ (tropical:) It is more, or most, sharp [or effective]; syn. أَحَدُّ. (S, TA, from a trad.) And it was said to Ibn-Ez-Zubeyr, when he was prostrated, وَاللّٰهِ مَا وَلَدَتِ النِّسَآءُ أَذْكَرَ مِنْكَ (tropical:) By God, women have not brought forth one more acute and ardent and vigorous and effective in affairs than thou. (TA from a trad.) تَذْكِرَةٌ an inf. n. of 2. (A, TA.) b2: [and hence,] A thing by means of which something that one wants [or desires to remember] is called to mind; a memorandum. (S, K, TA.) b3: [A biographical memoir. b4: And, in the present day, Any official note; such as a passport; a permit; and the like.]

مَذْكَرٌ A place of remembrance: pl. مَذَاكِرُ: whence المَذَاكِرُ in a trad., app. meaning The black corner or stone [of the Kaabeh]. (TA.) مُذْكَرٌ: see its fem., with ة, voce مُذَكَّرٌ.

مُذْكِرٌ A woman [or other female (see 4)] bringing forth a male: (S, K:) or a woman that brings forth men-children. (TA in art. رجل.) b2: And (tropical:) A desert that produces herbs, or leguminous plants, of the kind called ذُكُور. (As. [See ذَكَرٌ: and see also مِذْكَارٌ.]) b3: and (tropical:) A road that is feared. (A, K.) b4: See also مَذَكَّرٌ, in two places. b5: And see ذَكَرٌ, in the former half of the paragraph.

مُذَكَّرٌ [A masculine word; a word made mas-culine]. b2: مُذَكَّرَةٌ A she-camel resembling a hecamel in make and in disposition. (S.) and also, (K, TA,) or ↓ مُذْكَرَةٌ, (accord. to the CK,) A woman who makes herself like a male; (K;) as also ↓ ذَكَرَةٌ, (L, and so in a copy of the K,) or ↓ ذَكِرَةٌ, (so in another copy of the K, and in the TA,) or ↓ ذَكْرَةٌ, (so in the CK,) and ↓ مُتَذَكِّرَةٌ. (K.) b3: مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا A she-camel having a large head, (K, TA,) like that of a he-camel: (TA:) because her head is one of the parts that are excepted in the game of chance [called المَيْسِر] for the man who has sold her: [therefore those parts are termed الثُّنْيَا:] (K:) or resembling the make of the male in [the largeness of] the head and legs. (Th, M in art. ثنى.) b4: And يَوْمٌ مُذَكَّرٌ (tropical:) A day that is severe, distressing, or hard to be borne; as also ↓ مُذْكِرٌ: (K, TA:) or in which a severe fight, or slaughter, has taken place. (A, TA.) [See also ذَكَرٌ, last sentence but one.]

b5: And دَاهِيَةٌ مُذَكَّرَةٌ (tropical:) A severe calamity or misfortune; (A, K;) and so ↓ مُذْكِرٌ [without ة because it is from this epithet applied to a she-camel as meaning "bringing forth a male;" for her doing so was disliked, as has been mentioned voce ذَكَرٌ]: (K:) or the latter means which none can withstand but strong, courageous, stubborn men. (TA.) A2: See also ذَكَرٌ, in two places, in the latter half of the paragraph.

مِذْكَارٌ A woman [or other female] that usually brings forth males. (S, K.) And A man who usually begets male children. (TA.) b2: Also (tropical:) Land that produces herbs, or leguminous plants, such as are termed ذُكُور: (A, TA: [see مُذْكِرٌ, and ذَكَرٌ:]) or that does not produce [anything]: but the former signification is the more common. (TA.) b3: And فَلَاةٌ مِذْكَارٌ (tropical:) A terrible desert; (As, A, K;) that is not traversed but by strong, courageous, stubborn men. (As, K.) مَذْكُورٌ [pass. part. n. of 1]. b2: (assumed tropical:) A man praised, or spoken of well. (TA.) b3: لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا, in the Kur [lxxvi. 1], means [accord. to some] When he was not a thing existing by itself, though existing in the knowledge of God. (TA.) مَذَاكِيرُ said to be an anomalous pl. of ذَكَرٌ in a sense pointed out above: see the latter word. (S, Msb, K. *) مُتَذَكّرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.
ذكر
: (الذِّكْرُ بالكَسْر: الحِفْظُ للشَّيْءِ) يَذْكُرْه، (كالتَّذْكارِ) ، بالفَتْح، وهاذه عَن الصَّغَانِيّ، وَهُوَ تَفْعَال من الذِّكر. (و) الذِّكْر: (الشَّيْءُ يَجْرِي على اللِّسَانِ) ، وَمِنْه قَوْلهم: ذَكَرْت لِفُلان حَدِيثَ كَذَا وكَذَا، أَي قُلْتُه لَهُ، وَلَيْسَ من الذِّكْر بعد النِّسيان. وَبِه فُسِّر حَدِيثُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: (مَا حَلَفْت بهَا ذَاكِراً وَلَا آثِراً) أَي مَا تَكلّمتُ بهَا حَالِفاً.
ذَكَرَه يَذْكُره ذِكْراً وذُكْراً، الأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْه.
وَقَوله تَعَالَى: {وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ} (الْبَقَرَة: 63) قَالَ أَبُو إِسحاق: مَعْنَاهُ ادْرُسُوا مَا فِيهِ.
وَقَالَ الرَّاغِب فِي المُفْردات، وتَبِعَه المُصَنِّف فِي البَصَائر: الذِّكْر تَارَة يُرَادُ بِهِ هَيْئَةٌ لِلْنَفْس بهَا يُمْكِن الإِنْسَانَ أَن يَحْفَظَ مَا يَقْتَنِيه من المَعْرِفة، وَهُوَ كالحِفْظ إِلّا أَن الحِفْظ يُقَال اعْتباراً بإِحرَازه، والذِّكْر يُقَال اعْتِبَارَاً بإِحرَازه، والذِّكْر يُقَال اعْتِبَاراً باسْتِحْضَارِه، وَتارَة يُقَال بحُضُور الشَّيْءِ القَلْب أَو القَوْل. ولهاذا قِيل: الذِّكْر ذِكْرَانِ: (ذِكر) بالقَلْب، و (ذكر) بِاللِّسَانِ.
وأَوردَ ابْن غازِي المسيليّ فِي تَفْسير قولِهِ تَعَالَى: {اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} (الْأَحْزَاب: 41) الذِّكْر: نَقهيضُه النِّسْيَان، وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان أَن أذكرهُ (الْكَهْف: 63) والنِّسْيان مَحَلُّه القَلْبُ، فكَذَا الذِّكْر، لأَن الضِّدَّين يَجِبُ اتِّحَادُ مَحَلِّهما. وَقيل: هُوَ ضِدُّ الصَّمْت، والصَّمْت مَحَلُّه اللِّسَانُ، فَكَذَا ضِدُّه. وهاذه مُعارضة بَيْن الشِّرِيف التِّلِمسانيّ وابنِ عَبْدِ السَّلام ذَكَرَها الغزاليّ فِي المَسَالِك وغَيْره، وأَورَه شيخُنا مُفصَّلاً.
(و) من المَجاز: الذِّكْر: (الصِّيتُ) ، قَالَ ابنُ سِيده: يكون فِي الخَيْرِ والشَّرّ، (كالذَّكْرَةِ، بالضَّمّ) ، أَي فِي نقِيض النِّسيان وَفِي الصِّيت، لَا فِي الصِّيتِ وَحْدَه كَمَا زَعَمَه المُصَنِّف، وَاعْترض عَلَيْهِ. أَما الأَوّل، فَفِي المُحْكَم: الذِّكر الذِّكْرَى بالكَسْر: نَقِيضُ النِّسْيَانِ، وكذالك الذُّكْرَةُ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْر:
أَنَّى أَلَمَّ بك الخَيَالُ يَطِيفُ
ومَطافُه لَك ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ
الشُّعُوفُ: الوَلُوعُ بالشيْءِ حَتَّى لَا يَعْدِلَ عَنْه.
وأَما الثاين فَقَالَ أَبو زَيْد فِي كِتَابه الهوشن والبوثن: يُقَال: إِنَّ فُلاناً لرَجلٌ لَو كَانَ لَهُ ذُكْرَة. أَي ذِكْرٌ، أَي صِيتٌ. نَقله ابنُ سِيدَه.
(و) من المَجَاز: الذِّكْر: (الثَّنَاءُ) ، وَيكون فِي الخَيْر فَقَط، فَهُوَ تَخْصِيصٌ بعد تَعْمِيم ورجلٌ مَذْكُور، أَي يُثْنَى عَليه بخَيْر.
(و) من المَجَاز: الذِّكْر: (الشَّرَفُ) وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: 44) أَي القُرْآن شَرَفٌ لَك ولَهُم. وقَولُه تَعَالَى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الإنشراح: 2) أَي شَرَفَك. وَقيل: مَعْنَاهُ: إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي. (و) الذِّكْر: (الصلاةُ لِلَّه تَعَالَى والدُّعَاءُ) إِليه والثَّنَاءُ عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث (كَانَتِ الأَنبياءُ عَلَيْهِم السلامُ إِذا حَزَبَهم أَمرٌ فَزِعوا إِلى الذِّكْر) أَي إِلى الصَّلَاة يَقُومون فيُصَلُّون. وَقَالَ أَبو العَبّاس: الذِّكْر: الطَّاعَة والشُّكْر، والدُّعَاءُ، والتَّسْبِيح، وقِراءَةُ القرآنِ وتَمْجِيدُ الله وتَسْبِيحُه وتَهْليلُه والثَّنَاءُ عَلَيْه بجَمِيع مَحامِده.
(و) الذِّكْرُ: (الكِتَابُ) الَّذِي (فِي تَفْصِيلُ الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ) ، وكُلُّ كِتابٍ من الأَنْبِيَاءِ ذِكْرٌ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الْحجر: 9) قَالَ شيخُنا: وحُمِل على خُصُوص القُرآنِ وَحْدَه أَيضاً وصُحِّحَ.
(و) الذّكْر (مِنَ الرّجالِ: القَوِيُّ الشُّجَاعُ) الشَّهْم الماضِي فِي الأُمور (الأَبِيُّ) الأَنِفُ، وَهُوَ مَجازٌ. هاكذا فِي سَائِر الأُصول، وَلَا أَدْرِي كَيفَ يَكُونُ ذالك. ومُقْتَضى سِياق مَا فِي أُمَّهاتِ اللُّغةِ أَنه فِي الرِّجَال والمَطَرِ، والقَول الذَّكَر مُحَرَّكة لَا غير، يُقَال: رَجُلٌ ذَكَرٌ، وَمَطَرٌ ذَكَرٌ وقَوْلٌ ذَكَرٌ. فليحقّق ذالك وَلَا إِخال المُصَنّف إِلّا خالَفَ أَو سَها، وسبحانَ من لَا يَسْهُو، وَلم يُنبِّه عَلَيْهِ شيخُنا أَيضاً وَهُوَ مِنْهُ عَجِيب.
(و) الذَّكَر: (مِن المَطَر: الوابِلُ الشَّدِيدُ) . قَالَ الفرزْدَقُ:
فرُبَّ رَبيع بالبَلالِيقِ قد رَعَتْ
بمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعَاقٍ ذُكُورُها
وَفِي الأَساس: أَصابت الأَرضَ ذُكُورُ الأَسْمِيَة؛ وَهِي الَّتِي تَجِيءُ بالبَرْد الشَّدِيد وبالسَّيْل. وَهُوَ مَجاز.
(و) الذَّكَر (مِنَ القَولِ: الصُّلبُ المَتِينُ) ، وَكَذَا شِعْر ذَكَرٌ، أَي فَحْلٌ وَهُوَ مَجَاز.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: لِي على هاذا الأَمرِ ذِكْرُ حَقَ، (ذِكْرُ الحَقّ) ، بالكَسْر: (الصَّكُّ) ، والجَمْع ذُكُورُ حُقُوقٍ، وَقيل: ذُكُورُ حَقَ. وعَلى الثَّانِي اقْتَصَرَ الزَّمخْشَرِيّ، أَي الصُّكُوك.
(وادَّكَرهُ) ، واذَّكَرَه، (واذْدَكَرَه) ، قَلَبوا تاءَ افْتَعَل فِي هاذا مَعَ الذَّال بِغَيْر إِدْغام، قَالَ:
تُنْحِى على الشَّوْكِ جُرَازاً مِقْضَبَا
والهَمُّ تُذْرِيه اذْدِكاراً عَجَبَا
قَالَ ابْن سِيده: أَمّا اذَّكَرَ وادّكَرَ فإِبدال إِدغَامٍ، وَهِي الذِّكْر والدِّكر، لما رَأَوهَا قد انقلبتْ فِي ادَّكَر الّذي هُوَ الفِعْل المَاضي قَلَبُوها فِي الذِّكْر الي هُوَ جَمْع ذِكْره.
(واسْتَذْكَرَه) كاذَّكَره، حَكَى هاذِهِ الأَخيرةَ أَبو عُبَيْد عَن أَبِي زَيْد، أَي (تَذَكَّرَه) . فَقَالَ أَبو زَيْد: أَرتَمْتُ إِذا رَبَطْتَ فِي إِصبَعِهِ خَيْطاً يَسْتَذْكِر بِهِ حاجَته.
(وأَذْكَرَه إِيَّاه وذَكَّرَه) تَذْكِيراً، (والاسْمُ الذِّكْرَى) ، بالعسْر. (تقولُ: ذَكَّرتُه) تَذْكِرَةً، و (ذِكْرَى غيْرَ مُجْراة) وقولُه تَعَالَى: {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (الْأَعْرَاف: 2) الذِّكْرَى: (اسمٌ للتَّذْكِيرِ) ، أَي أُقِيم مُقَمَه، كَمَا تَقول: اتَّقَيْتُ تَقْوَى. قَالَ الفَرَّاءُ: يكون الذِّرَى بمَعْنَى الذِّكْر، وَيكون بمعنَى التَّذْكِير، فِي قَوْله تَعَالَى: {وَذَكّرْ فَإِنَّ الذّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذارايات: 55) (و) قولُه تَعَالَى فِي ص: {) 1 (. 023 رَحْمَة منا وذكرى لأولى الْأَلْبَاب} (ص: 43) أَي و (عِبْرة لَهُم. و) قولُه تَعَالَى: {يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذّكْرَى} (الْفجْر: 23) أَي يَتُوب، و (من أَيْن لَهُ التَّوْبَة. و) قَوْلُه تَعَالَى: ( {ذِكْرَى الدَّارِ} (ص: 46) أَي يُذَكَّرون بالدَّارِ الآخرةِ ويُزَهَّدُون فِي الدُّنْيَا) ، وَيجوز أَن يكون المَعْنَى يُكْثِرُون ذِكْرَ الْآخِرَة، كَمَا قَاله المُصَنِّف فِي البَصَائر. وَقَوله تَعَالَى: ( {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} (مُحَمَّد: 18) أَي فكَيفَ لَهُم إِذا جاءَتْهُم السَّاعَةُ بِذِكْرَاهم) وَالْمرَاد بهَا تَذَكُّرهم واتّعاظُهم، أَي لَا يَنْفعُهم يَوم القِيامة عِنْد مُشاهَدَةِ الأَهوال.
(و) يُقَال: اجعَلْه مِنْك على ذُكْرٍ، وذِكْرٍ، بِمَعْنى. و (مَا زالَ مِنِّي على ذُكْرٍ) ، بالضّمّ، (ويُكْسَر) ؛ والضَّمّ أَعْلَى (أَي تَذَكّرٍ) .
وَقَالَ الفَرَّاءُ: الذِّكْر: مَا ذَكَرْتَه بلِسَانك وأَظْهَرْته. والذُّكْر بالقَلْب. يُقَال: مَا زَال مِنّي على ذُكْرٍ، أَي لم أَنْسَه. واقتَصر ثَعْلبٌ فِي الفَصِيح على الضَّمِّ. وروَى بعضُ شُرَّاحِه الفَتْح أَيضاً، وَهُوَ غَرِيب. قَالَ شارِحُه أَبو جَعْفر اللَّبْلِيّ: يُقَال: ءَنتَ مِنِّي على ذُكْرٍ، بالضَّمّ، أَي عَلَى بَالٍ، عَن ابْنِ السِّيد فِي مُثَلَّثِه. قَالَ: وَرُبمَا كَسُروا أَوَّلَه. قَالَ الأَخطل:
وكُنْتُمْ إِذا تَنأَوْن عَنَّا تَعَرَّضَتْ
خَيَالاَتُكُمْ أَوبِتُّ منكمْ على ذِكْرِ
قَالَ أَبُو جَعْفَر: وحَكَى اللُّغَتَيْنِ أَيضاً يَعْقُوب فِي الإِصلاح، عَن أَبي عُبَيْدة، وكذالك حَكَاهُمَا يُونُس فِي نَوادِره.
وَقَالَ ثابِت فِي لَحْنه: زَعمَ الأَحْمَرُ أَنَّ الضَّمّ فِي ذِكْر هِيَ لُغَة قُرَيْش قَالَ: وذَكْر، بِالْفَتْح أَيضاً، لُغَة.
وَحكى ابنُ سِيدَه أَنَّ رَبِيعَةَ تَقول: اجعَلْه مِنْك على دِكْرٍ، بِالدَّال غير مُعْجمَة، واستَضْعَفَها.
وَتَفْسِير المُصَنّف الذِّكْر بالتَّذَكُّر هُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ ابنُ هِشَام اللَّخْمِيّ فِي شَرْح الفَصِيح. ومَن فَسَّره بالبالِ فإِنَّما فَسَّره بالَّلازم، كَمَا قَالَه شيخُنا.
(ورَجلٌ ذَكْرٌ) بفَتْح فَسُكُون كَمَا هُوَ مُقْتَضَى اصْطِلاحه، (وذَكُرٌ) ، بِفَتْح فَضَمّ، (وذَكِيرٌ) ، كأَمِير، (وذِكِّيرٌ) ، كسِكِّيت: (ذُو ذُكْر) ، أَي صِيتٍ وشُهْرةٍ أَو افْتِخار، الثّالِثة عَن أَبي زَيْد. وَيُقَال: رَجُل ذَكِيرٌ، أَي جَيِّدُ الذِّكرِ والحِفْظِ.
(والذَّكَر) ، مُحَرَّكةً: (خِلافُ الأُنثَى، ج ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ) ، بضَمِّهِما، وهاذِه عَن الصّغانِيّ، (وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ) ، بكَسْرِهما، (وذُكْرَانٌ) ، بالضَّمّ، (وذِكَرَةٌ) ، كعِنَبة. وَقَالَ كُرَاع: لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعَلٌ يُكَسَّر على فُعُولٍ وفُعْلانٍ إِلا الذَّكَر.
(و) الذَّكَر، من الإِنسان: عُضْوٌ معروفٌ، وَهُوَ (العَوْفُ) ، وهاكذا ذَكَرِ الجوهريّ وغيرُه. قَالَ شيخُنا: وَهُوَ من شَرْحِ الظَّاهِرِ بالغَرِب، (ج ذُكُورٌ، ومَذَاكِيرُ) ، على غَيْر قِياسٍ كأَنهم فَرَّقُوا يبن الذَّكَر الَّذِي هُوَ الفَحْل وَبَين الذَّكَرِ الَّذِي هُوَ العُضْو. وَقَالَ الأَخفش: هُوَ من الجَمْع الَّذِي لَيْس لَهُ وَاحِد، مثل العَبَابِيدِ والأَبَابِيل.
وَفِي التَّهْذِيب: وجَمْعُه الذِّكَارَة: وَمن أَجْله يُسَمَّى مَا يَلِيه المَذَاكِيرَ، وَلَا يُفْرَد، وإِن أُفردِ فمُذَكَّر، مثل مُقَدَّم ومَقَادِيم. وَقَالَ ابنُ سَيّده: والمَذَاكِير مَنْسُوبَةٌ إِلى الذَّكَر، وَاحِدهَا ذَكَرٌ، وَهُوَ من بابِ مَحَاسِنَ ومَلاَمِحَ.
(و) الذَّكَر: (أَيْبَسُ الحَدِيدِ وأَجْوَدُه) وأَشَدُّه. (كالذَّكِيرِ) ، كأَمِير، وَهُوَ خِلافُ الأَنِيثِ، وبذالك يُسَمَّى السَّيْفُ مُذَكَّراً.
(وذَكَرَهُ ذَكْراً، بالفَتْح: ضَرَبَه على ذَكَرِهِ) ، على قِيَاس مَا جَاءَ فِي هاذَا البَاب.
(و) ذَكَر (فُلاَنَةَ ذَكْراً) ، بالفَتْح: (خَطَبَها أَو تَعَرَّضَ لخِطْبَتِها) . وَبِه فُسِّر حَدِيث عَلِيَ: (إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُر فاطِمَةَ) أَي يَخْطُبُها، وَقيل: يَتعَرَّض لخِطْبَتِها.
(و) ذَكَرَ (حَقَّه) ذِكْراً: (حَفِظَه وَلم يُضَيِّعْه) . وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (الْبَقَرَة: 231) ، أَي احْفَظُوهَا وَلَا تُضَيِّعُوا شُكْرَها. كَمَا يَقُول العَرَبِيّ لصاحِبه: اذْكُرْ حَقِّي عَلَيْك، أَي احفظْهُ وَلَا تُضَيِّعْهُ.
(وامرأَةٌ ذَكِرَةٌ) ، كفَرِحة، (ومُذَكَّرةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ) ، أَي (مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكور) . قَالَ بَعضهم: (إِيَّاكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرةٍ، شَوْهَاءَ فَوْهَاءَ، تُبْطِل الحَقّ بالبُكَاءِ، لَا تَأْكُل من قِلَّة، وَلَا تَعْتَذِر من عِلّة، إِن أَقْبَلَت أَعْصَفَت، وإِن أَدبَرَتْ أَغْبَرَتْ) . وَمن ذالك: ناقةٌ مُذَكَّرة: مُشَبَّهَة بالجَمَل فِي الخَلْق والخُلُق. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ
ونَقَل الصغَانيّ: يُقَال: امرأَةٌ مُذَكَّرةٌ، إِذا أَشْبَهَت فِي شَمَائِلها الرَّجُلَ لَا فِي خِلْقَتِهَا، بِخِلَاف النَّاقَة المُذَكَّرةِ.
(وأَذْكَرَتِ) المرأَةُ وغَيرُهَا: (وَلَدَت ذَكَراً) . وَفِي الدُّعاءِ للحُبْلَى: أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ، أَي وَلَدَت ذَكَراً ويُسِّرَ عَلَيْهَا، (وَهِي مُذْكِرٌ) ، إِذا وَلَدت ذَكَراً، إِذا كَانَ ذالك لَهَا عَادَة فَهِيَ (مِذْكارٌ) ، وكذالك الرَّجل أَيضاً مِذْكارٌ. قَالَ رُؤْبة:
نَّ تَمِيماً كَانَ قَهْباً مِنْ عَادْ
أَرْأَسَ مِذْكَاراً كثيرَ الأَوْلاَدْ
وَفِي الحَدِيث: (إِذا غَلَبَ ماءُ الرَّجل ماءَ المرأَةِ أَذْكَرَا) ، أَي وَلَدَا ذَكَراً، وَفِي رِوَايَة (إِذا سَبَقَ مَاءُ الرجلِ ماءَ المرأَةِ أَذكرتْ بإِذن الله) أَي وَلَدَتْه ذَكَراً. وَفِي حَدِيث عُمر: (هبِلَت أُمُّه. لقد أَذْكَرَت بِهِ) ، أَي جاءَتْ بِهِ ذكَراً جَلْداً.
(والذُّكْرَة، بالضَّمّ: قِطْعَةٌ من الفُولاذِ) تُزَاد (فِي رأْسِ الفَأْسِ وغيرِه. و) يُقَال ذهبَتْ ذُكْرةُ السَّيْف. الذُّكْرَة (من الرَّجلِ والسيفِ: حِدَّتُهُما. وَهُوَ) مَجَاز. وَفِي الحَديث (أَنَّه كَانَ يَطُوف فِي لَيْلَة على نِسَائِه ويَغتسل من كلِّ وَاحِدَة منهنّ، غُسْلاً فسُئِلَ عَن ذالِك فَقَالَ: إِنَّه (أَذْكرُ) مِنْهُ) أَي (أَحَدُّ) .
(وذُكُورَةُ الطِّيبِ) وذِكَارَتُه، بالكَسْر، وذُكورِ: (مَا) يَصْلُح للرِّجال دُوٌّ ع النِّسَاءِ، وَهُوَ الَّذِي (لَيْسَ لَهُ رَدْعٌ) ، أَي لَوْن يَنْفُضُ، كالمِسْك والعُودِ والكَافُور والغَالِيَة والذَّرِيرَة. وَفِي حَدِيث عائِشَةَ (أَنَّه كَانَ يتَطَيَّب بذِكَارَةِ الطِّيب) ، وَفِي حديثِ آخَر (كَانُوا يَكْرَهُون المُؤَنَّث من الطِّيب وَلَا يَرَوْن بذُكُورَتِه بَأْساً) وَهُوَ مَجاز، والمُؤَنَّثُ من الطِّيب كالخَلُوق والزَّعْفَرَان. قَالَ الصَّغَانيّ: والتَّاءُ فِي الذُّكُورة لتَأْنِيث الجَمْع، مثلهَا فِي الحُزُونَة السُّهُولَة.
(و) من أمثلهم: ((مَا اسمُك أَذكُرْهُ) بقطْع الهَمْزِ من أَذْكُره) ، هاذا هُوَ الْمَشْهُور، وَفِيه الوَصْل أَيضاً فِي رِوايَة أُخْرَى، قَالَه التُّدْمِيريّ فِي شَرْح الفَصِيح وَمَعْنَاهُ (إِنْكَارٌ عَلَيْه) .
وَفِي فَصِيح ثَعْلَب: وَتقول: مَا اسمُك أَذْكُرْ، ترفَعُ الاسمَ وتجزم أَذْكُر. قَالَ شَارِحه اللَّبْلِيّ: بقَطْع الهَمْزة من أَذْكُرْ وفَتْحِها، لأَنَّهَا همزةُ المُتَكلِّم من فِل ثلاثيّ، وجَزْم الراءِ على جَوَابِ الاسْتِفْهَام. والمَعْنَى: عَرِّفني باسْمِك أَذْكْرُه، ثمَّ حُذِفت الجُمْلَةُ الشِّرْطِيَّة استِغناءً عَنْهَا لكَثْرة الاسْتِعْمَال، ولأَنَّ فِيما أُبْقِيَ دَلِيلاً عَلَيْهَا. والمَثَلُ نقلَه ابنُ هِشَامٍ فِي المُغْنى وأَطَال فِي إِعرابه وتَوْجِيهِه. ونَقَله شَيْخُنَا عَنهُ وَعَن شُرَّاح الفَصِيح مَا قَدَّمناه.
(ويَذْكُر، كيَنْصُر: بَطْنٌ من رَبِيعةَ) ، وَهُوَ أَخو يَقْدُم، ابْنَا عَنَزَة بنِ أَسدٍ.
(والتَّذْكِيرُ: خِلافُ التَّأْنِيثِ) .
(و) التَّذْكِيرُ: (الوَعْظُ) ، قَالَ الله تَعَالَى: {فَذَكّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ} (الغاشية: 21) .
(و) التَّذْكِيرُ: (وَضْعُ الذُّكْرَةِ فِي رأْسِ الفَأْسِ وغيرِهِ) كالسَّيْف: أَنْشَد ثَعْلَب:
صَمَصَامَةٌ ذَكَّرَه مُذَكِّرُهْ
يُطَبِّق العَظْم وَلَا يُكَسرْهْ
(والمُذَكَّرُ من السيفِ) كمُعَظَّم: (ذُو الماءِ) ، وَهُوَ مَجَاز. وَيُقَال: سَيْفٌ مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حَديدٌ ذَكَرٌ، ومَتْنُه أَنِيثٌ، يَقُول النَّاس: إِنَّه من عَمَل الجِنّ. وَقَالَ الأَصمعيّ: المُذَكَّرَةُ هِيَ السُّيوف شَفَراتُها حَدِيدٌ وَوَصْفُهَا كذالِك.
(و) من المَجَازِ: المُذَكَّر (من الأَيّامِ: الشَّدِيدُ الصَّعْبُ) . قَال لَبِيد:
فإِنْ كُنْتِ تَبْغِينَ الكِرَامَ فأَعْوِلِي
أَبَا حَازِمٍ فِي كُلّ يَوْمٍ مُذَكَّرِ
وَقَالَ الزمخشريّ: يومٌ مُذَكَّرٌ: قد اشتَدَّ فِيهِ القِتَالَ، (كالمُذْكِرِ، كمُحْسِن، وَهُوَ) أَي المُذْكِر كمُحْسِن: (المَخُوفُ من الطُّرُق) . يُقَال: طَرِيقٌ مُذْكِرٌ أَي مَخُوفٌ صَعْبٌ.
(و) المُذْكِر (الشَّدِيدةُ من الدّواهِي) . وَيُقَال: دَاهءَهَة مُذْكِرٌ، لَا يَقُوم لَهَا إِلَّا ذُكْرَانُ الر 2 الِ. قَالَ الجَعْديّ:
وداهِيَةٍ عَمْيَاءَ صَمَّاءَ مُذكِرٍ
تَدِرّ بسَمَ فِي دَمٍ يتَحَلَّبُ
(كالمُذَكَّرَةَ، كمُعَظَّمة) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: والعَرب تَكْرَه أَن تُنْتج النَّاقَةُ ذَكَراً، فضَربوا الإِذكار مَثَلاً لكُلّ مَكْرُوه.
(و) قَالَ الأَصمَعِيّ: (فَلاةٌ مِذْكَارٌ: ذَاتُ أَهْوالٍ) . وَقَالَ مَرَّةً: (لَا يَسلُكها إِلّا ذُكُورُ الرِّجالِ) .
(والتَّذْكِرَةُ: مَا يُسْتَذْكَرُ بِه الحاجةُ) ، وَهُوَ من الدّلالة والأَمارة، وَقَوله تَعَالَى: {فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الاْخْرَى} (الْبَقَرَة: 282) قِيلَ: مَعْنَاهُ تُعِيد ذِكْرَه. وَقيل: تَجعلها ذَكَراً فِي الحُكْم.
(والذُّكَّارةُ، كرُمَّانة: فُحّالُ النَّخْلِ) .
(والاستِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ والحِفْظُ) ، هاكذا فِي النُّسخ. وَالَّذِي فِي أُمَّهَات اللُّغَة: الدِّرَاسة للحِفظ. واستَذْكَرَ الشَّيْءَ: دَرَسِه للذِّكر. وَمِنْه الحَدِيث: (ستَذْكِرُوا القرآنَ فلَهُو أَشَدُّ تَفصِّياً من صُدُورِ الرجالِ من النَّعَم من عُقُلِها) .
(و) من المَجَاز: (ناقةٌ مُذَكَّرةُ الثُّنْيَا) ، أَي (عَظِيمةُ الرّأْسِ) كرَأْس الجَمل، وإِنما خصّ الرَّأْس (لأَنّ رأْسَها مِمّا يُسْتَثْنَى فِي القمارِ لبائِعَهَا) .
(وسَمَّوْا ذَاكِراً ومَذْكَراً كمَسْكَنٍ) ، فَمن ذالِك، ذاكِرُ بنُ كامِلِ بن أَبي غالبٍ الخُفاف الظَّفَرِيّ، مُحَدِّث.
(و) فِي الحَدِيث ((القُرآنُ ذَكَرٌ فذَكِّرُوهُ) ، أَي جَلِيلٌ نَبِيهٌ خَطِيرٌ فأَجِلُّوه واعْرِفُوا لَهُ ذالك وصِفُوه بِهِ) ، هاذا هُوَ المَشْهُور فِي تَأْويله. (أَو إِذا اخْتَلَفْتُمْ فِي الياءِ والتَّاءِ فاكْتُبُوه باليَاءِ، كَمَا صرَّحَ بِهِ) سيِّدنا عبد الله (بْنُ مَسْعُود، رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْه) . وعَلى الوَجْه الأَول اقتَصَر المصنّف فِي البَصَائِر. ومِن ذالِك أَيضاً قولُ الإِمام الشَّافِعِيّ: (العِلْم ذَكَرٌ لَا يُحِبُّه إِلّا ذُكُورُ الرِّجال) ، أَوردَه الغَزَالِيّ فِي الإِحْياءِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
استَذْكَر الرَّجلُ: أَرْتَمَ.
وَيُقَال: كَم الذُّرة مِن وَلَدك، بالضمّ أَي الذُّكور.
وَفِي حَدِيث طارقٍ مَوْلَى عُثْمَان قَالَ لِابْنِ الزُّبيْرِ حِين صُرِع (وَالله مَا وَلَدَتَ النِّسَاءُ أَذْكَرَ منْك) ، يعنِي شَهْماً ماضِياً فِي الأُمور، وَهُوَ مَجاز.
وذُكُورُ العُشْبِ: مَا غَلُظَ وخَشُنَ.
وأَرضٌ مِذْكارٌ: تُنْبِت ذُكُورَ العُشح. وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا تُنْبِت. والأَوّل أكثرُ. قَالَ كَعْب:
وعَرَفْتُ أَنِّي مُصبِحٌ بمَضِيعَةٍ
غَبْراءَ يَعزِفُ جِنُّهَا مِذْكارِ
وَقَالَ الأَصمَعِيُّ: فَلاَةٌ مُذْكِرٌ: تُنْبِت ذُكورَ البَقْلِ. وذُكُورُ البَقْلِ: مَا غَلُظَ مِنْهُ وإِلى المَرَارَة هُوَ، كَمَا أَنَّ أَحرَارَها مارَقٌ مِنْهُ وطَابَ.
وقَولُه تَعَالَى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (العنكبوت: 45) فِيهِ وَجْهانِ: أحدُهما أَنَّ ذِكْرَ الله تَعَالَى إِذا ذَكَرَهُ العَبْدُ خَيْرٌ للعَبْد من ذكْر العَبْد للعَبْد.
والوَجْهُ الآخَرُ أَنَّ ذِكْرَ اللهاِ يَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ والمُنْكَر أَكْثَرَ مِمَّا تَنْهَى الصّلاة. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} (الْأَنْبِيَاء: 6) . وَفِي قَوْله تَعَالَى: {أَهَاذَا الَّذِى يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} (الْأَنْبِيَاء: 36) قَالَ: يُرِيد يَعِيبُ آلِهتَكم. قَالَ: وأَنت قَائِل لرَجُل: لَئِن ذكَرْتَنِي لتَنْدَمَنَّ، وأَنْت تُرِيد: بسُوءٍ، فَيجوز ذالك. قَالَ عنترة.
لَا تَذْكُرِي فَرَسِي وَمَا أَطْعَمْتُه
فيَون جِلْدُكِ مثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ
أَرا: لَا تَعِيبِي مُهْرِي. فجعلَ الذِّكْر عَيْباً.
قَالَ أَبو مَنْصُور: أَنكَر أَبُو الهَيْثَم أَن يكون الذِّكْرُ عَيْباً. وَقَالَ فِي قَول عَنْتَرة أَي لَا تُولَعِي بِذِكْره وذِكْرِ إِيثارِي إِيّاه باللَّبَن دُونَ العِيَال. وَقَالَ الزَّجّاج نَحْواً من قَول الفَرَّاءِ، قَالَ: ويُقَال: فلانٌ يَذْكُر النَّاسَ، أَي يَغْتَابُهم، ويَذْكُر عُيُوبَهم.
وفلانٌ يَذْكُر الله، أَي يَصِفُه بالعَظَمَةَ ويُثْنِي عَلَيْهِ ويُوَحِّده. وإِنما يُحذَف مَعَ الذِّكْر مَا عُقِلَ مَعْنَاه.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: وأَحسَب أَن بعضَ العَرَب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرامِحَ: الذَّكَرَ.
والحُصُنُ: ذُكُورَةُ الخَيْلِ وذِكَارَتُها.
وسَيفٌ ذُو ذَكَرٍ، أَي صارِمٌ. ورجُلٌ ذَكِيرٌ، كأَمِيرٍ: أَنِفٌ أَبِيٌّ.
وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا (ثمَّ جَلَسوا عندَ المذَاكرِ حتَّى بَدَا حاجِبُ الشَّمس) المَذَاكِر: جمْع مَذْكَر، مَوضع الذِّكْر، كأَنَّهَا أَرادَت: عِنْد الرُّكْن الأَسْوَدِ أَو الحِجْر.
وقولُه تَعالى: {لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} (الْإِنْسَان: 1) أَي مَوْجُوداً بِذَاتِه وإِن كَانَ مَوْجُوداً فِي عِلْم الله.
ورَجلٌ ذَكَّارٌ، ككَتَّانٍ: كَثيرُ الذِّكْر لِلَّه تَعَالى.
وسَمَّوا مَذْكُوراً.
ذكر
ذكَرَ يَذكُر، ذِكْرًا وذُكْرًا وذِكْرى وتَذكارًا وتِذكارًا، فهو ذاكِر، والمفعول مَذْكور
• ذكَر الطَّالبُ القصيدةَ: حفظها في ذهنه واستحضرها "ذكَر الماضي- أذكر أنَّني كتبت إليه رسالة- ذكرناك في غيابك- {خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} " ° حقّق تقدُّمًا يُذكر: نجح نجاحًا مَلْحوظًا- قيمته لا تُذكر: تافه القيمة، غير ذي بال.
• ذكَر حقَّه: حفظه، ولم يضيّعه "ذكر العهدَ الذي بينه وبَيْن والده".
• ذكَر الشَّيءَ: استحضره واستعاده في ذهنه بعد نسيانٍ "ذكر الأيّامَ الغابرة- {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا}: خبرًا أو قصّة- {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} "? إذا ذكرت الذِّئبَ فأعِدّ له العصا [مثل]: يُضرب للحثّ على الاستعداد للأمور وعدم الغفلة- اذكر الصَّديقَ وهيِّئ له وسادة [مثل]: يُضرب للرّجل الصالح يُذكر في مجلس فإذا به يحضر على غير ميعاد.
• ذكَر اللهَ:
1 - أثنى عليه، وحمده وسبّحه، ومجّده، واستحضرَه في قلبه فأطاعه " {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} ".
2 - دعاه " {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} ".
3 - صلّى " {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً} ".
• ذكَر النِّعمةَ: شكرها " {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ} ".
• ذكَر شرْطًا:
1 - أورد "ذكر ملاحظاته/ واقعة- ذكرته في مَعْرِض حديثي- {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} " ° ذكرته آنفًا: أي منذ ساعة من أوّل وقت يقرب مِنّا.
2 - دوَّن "ذكر في محضر- ذكر زميلاً له في وصيَّته".
• ذكَر شخصًا: عابه "ذكر الناس: اغتابهم- ذكره بالشرِّ: ذمّه- {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ}: يعيبهم ويذمّهم" ° ذكره بالخير: مدحه، أثنى عليه.
• ذكَر فلانةَ:
1 - خطبها "إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُرُ فَاطِمَةَ [حديث]- {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} ".
2 - عرَّض بخِطبتها.
• ذكَر اسمَ الله على الذَّبيحة: نطق به " {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} " ° ذكرته بلساني وبقلبي.
• ذكَر فلانٌ الشَّيءَ لفلانٍ: أعلمه به وذكَّره إيّاه. 

أذكرَ يُذْكِر، إذكارًا، فهو مُذكِر، والمفعول مُذكَر (للمتعدِّي)
• أذكرتِ الأنثى: ولدت ذكرًا ° أذكرتِ، وأيسرتِ: من أدعية العرب للحبلى، أي ولدتِ ذكرًا، ويُسِّر عليك.
• أذكرتِ الفتاةُ: تشبَّهت في أخلاقها بالرَّجل.
• أذكره حقَّه: نبّهه، جعله يستحضره ويسترجعه في ذهنه "أذكر صديقَه أيّام الصبا- {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذْكِرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [ق] ".
• أذكر الحقَّ عليه: أظهره وأعلنه. 

ادَّكرَ يدّكِر، ادِّكارًا، فهو مُدَّكِر، والمفعول مُدَّكَر
• ادَّكرَ الشَّخصُ الموعدَ: اذَّكره، استحضره في ذهنه واسترجعه بعد نسيان " {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}: مُستحضِر مُتدبِّر، مُتّعظ حافظ- {وَقَالَ الَّذِي نَجَا
 مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} ". 

اذَّكَرَ يذّكِر، اذِّكارًا، فهو مُذّكِر، والمفعول مُذَّكَر
• اذَّكرَ الشَّخصُ الموعدَ: ادّكره، استحضره في ذهنه واسترجعه بعد نسيان " {وَاذَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} [ق]- {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا ءَايَةً فَهَلْ مِنْ مُذَّكِر} [ق]: مُتّعظ حافظ". 

اذَّكَّرَ يذَّكَّر، فهو مُذَّكِّر، والمفعول مُذَّكَّر (للمتعدِّي)
• اذَّكّر الشَّخصُ: اتّعظ واعتبر " {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} ".
• اذَّكَّر الشَّيءَ: استحضره، واسترجعه في ذهنه " {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا} ". 

استذكرَ يستذكر، استذكارًا، فهو مُستذكِر، والمفعول مُستذكَر
• استذكر الطَّالبُ الدَّرسَ: حفظه ودرسه "استذكر كتابًا/ قصيدةً".
• استذكر الشَّيءَ: استحضره، تذكَّره، واسترجعه في ذهنه "استذكر الماضي/ المحاضرات". 

تذاكرَ/ تذاكرَ في يتذاكر، تذاكُرًا، فهو مُتذاكِر، والمفعول مُتذاكَر
• تذاكروا الشَّيءَ: استحضروه في أذهانهم وذكرَهُ بعضُهم لبعض "تذاكروا أحداثَ الماضي- تذاكروا أيّامَ الشباب".
• تذاكر الكتابَ: درسه للحفظ.
• تذاكروا الأمرَ/ تذاكروا في الأمر: تفاوضوا فيه، وتشاوروا، وتبادلوا الرأي "تذاكر القضاةُ حيثيّات القضيّة- تذاكر التجّارُ في أمور البيع والشِّراء". 

تذكَّرَ يتذكَّر، تذكُّرًا، فهو مُتذكِّر، والمفعول مُتذكَّر (للمتعدِّي)
• تذكَّرتِ المرأةُ: تشبَّهت في أخلاقها بالرَّجل.
• تذكَّر الشَّيءَ: مُطاوع ذكَّرَ1: ذكره، استحضره بعد نسيان، وفطِن له "تذكَّر حادثةً/ واقِعَةً: جرت على لسانه بعد نسيان- كلَّنا ننسى أكثر ممَّا نتذكّر- {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَاب}: يتّعظ ويعتبر- {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} ". 

ذاكرَ يُذاكر، مُذاكرةً، فهو مُذاكِر، والمفعول مُذاكَر
• ذاكر فلانًا في أمرٍ:
1 - كالمه فيه، وخاض معه في حديثه "جرت بينهم مذاكرة قصيرة- ذاكرني والدي في موضوع الامتحان".
2 - نبَّهه " {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَاكِرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [ق] ".
• ذاكر الطَّالبُ دَرْسَه: فهمه وحفظه "ذاكَر دُروسَه/ المحاضرات". 

ذكَّرَ1 يُذكِّر، تذكيرًا وتذكِرةً، فهو مُذكِّر، والمفعول مُذكَّر
• ذكَّر الخطيبُ النَّاسَ: وعظهم وخوّفهم " {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} ".
• ذكَّر فلانًا: حدَّثه عن الماضي.
• ذكَّرتُ صديقي دَينَه/ ذكَّرتُ صديقي بدينه: جعلته يستحضره ويسترجعه، ويعيده إلى ذهنه، نبّهته "ذكّره وعْدَه/ بوعْده- ذكّرته بتصرُّفاتِه- ذكَّرتني الطعن وكنت ناسيًا [مثل]: تنبيه الغافل الذي أنسته المفاجأة أن لديه ما يُنفِّذه- {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ". 

ذكَّرَ2 يُذكِّر، تذكيرًا، فهو مُذكِّر، والمفعول مُذكَّر
• ذكَّر الفلاَّحُ النَّخلَ: نثَر مقدارًا من لقاح فحل النخل على أعذاق الأنثى ليلقحَها.
• ذكَّر الكلمةَ: (نح) عاملها معاملة المذكَّر، عكسه أنّث. 

تَذْكار/ تِذْكار [مفرد]:
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - شيء يُحمل، أو يُكتب، أو يُحفظ للذِّكرَى "قدم له هديَّة على سبيل التِّذكار/ التَّذكار- أهداه ساعة تِذكارًا/ تَذكارًا لصداقتهما".
3 - استرجاع الذِّهن صورة شيء أو حدثٍ ما "على سبيل التّذكار". 

تَذْكاريّ/ تِذْكاريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَذْكار/ تِذْكار: "طابع/ كتاب تذكاري- لوحة تذكاريَّة" ° صورة
 تذكاريّة: صورة تُلتقط لمجموعة من الأشخاص تسجيلاً لحدث معيّن.
• نُصُب تذكاريّ: بناء يُقام لتخليد ذكرى شهداء حرب أو تخليد ذكرى تاريخيّة. 

تَذْكِرة [مفرد]: ج تذكرات (لغير المصدر) وتذاكر (لغير المصدر):
1 - مصدر ذكَّرَ1.
2 - ما تستحضر به الحاجة في الذهن، وما يدعو إلى الاسترجاع في الذِّهن.
3 - ما يدعو إلى الذِّكرى والعبرة ويبعث على الذكر " {كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} ".
4 - بطاقة يثبت فيها أجر الركوب أو الدخول لمكان ما في (طائرة- قطار- مسرح- سينما- متحف ... ) "تذكرة هويّة/ اشتراك/ مرور/ ذهاب وإياب- مراقب التذاكر- صندوق التذاكر: كشك بيع التذاكر" ° تذكرة إثبات الشَّخصيَّة/ تذكرة إثبات الهُويَّة: وثيقة رسميَّة تحمل اسم الشخص ورسمَه وسماتِه وتثبت شخصيَّته، تصدر من الحكومة، بطاقة- تذكرة انتخابيَّة: بطاقة تثبت حقّ الشّخص في الانتخاب- تذكرة طبِّيَّة: بطاقة يسجِّل فيها الطبيبُ علاجَ المريض والأدوية التي يحتاج إليها- تذكرة مرور: وثيقة تسمح بحرِّيَّة المرور والتنقُّل بدلاً عن جواز السفر.
5 - جواز سفر. 

تذكُّر [مفرد]:
1 - مصدر تذكَّرَ.
2 - (نف) استعادة الصور، والمعاني الذهنيَّة الماضية عفوًا، أو عن قصد. 

تذكير [مفرد]:
1 - مصدر ذكَّرَ1 وذكَّرَ2.
2 - وعظ " {إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ} ".
3 - (نح) عدم إلحاق الفعل أو الاسم علامة التأنيث. 

ذاكِرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ذكَرَ.
2 - (نف) قدرة النفس على الاحتفاظ بالتجارب، والمعلومات السابقة في الذِّهن واستعادتها "لديه ذاكرة حادّة- بقي في ذاكِرة الناس" ° إن لم تخُنِّي الذَّاكرةُ: إذا لم أنسَ- خلل في الذَّاكرة/ قُصور في الذَّاكرة: ضعف ونقص فيها- ذاكِرة بصريّة: قوّة عقليَّة، يحفظ بها الإنسانُ في ذهنه كلّ ما يُبصِر- ذاكِرة حافِظة: قدرة على استبقاء الأشياء في الذِّهن- مطبوعٌ في الذَّاكرة: لا يمكن نسيانُه.
• فقدان الذَّاكرة: (نف) ضياع كلِّيّ للذَّاكرة لفترة من الزمن بسبب حوادث مُعيَّنة، فهو حالة يكون فيها المريض واعيًا ولكنَّه لا يستطيع التذكُّر.
• ذاكرة مُؤقَّتة: (حس) أداة أو منطقة تُستخدم لتخزين المعلومات بشكل مؤقَّت وتسليمها بسرعة تختلف عن التي أُدخلت بها.
• ذاكرة إضافيَّة: (حس) وحدة تخزين خارجيّة تُستخدم امتدادًا للذّاكرة الداخليّة لاستكمال تخزين برنامج أو بيانات لا تسعها الذاكرة الداخليّة.
• ذاكرة مستديمة: (حس) وسط تخزين يمكنه الاحتفاظ بالبيانات المخزونة عليه كما هي في حالة انقطاع التيّار الكهربائيّ المغذِّي له بمعنى إمكانيَّة الحصول على البيانات المخزونة في حالة انقطاع التيّار وعودته مرَّة أخرى.
• طبع محتوى الذَّاكرة: (حس) نسخة من المعلومات تحفظ في ذاكرة الحلقات الممغنطة، وعادة ما تحفظ على جهاز للحفظ الخارجيّ.
• قرص ذاكرة للقراءة فقط: (حس) قرص مُدمج يعمل كأداة قراءة فقط. 

ذَكَر1 [مفرد]: ج ذِكار وذِكارة وذُكْران وذُكُور وذُكُورة:
1 - جنس لا يلد، وهو جنس يمتلك قدرةَ الإخصاب، عكْسه أنثى "ولد/ ضفدعٌ ذكرٌ- {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} ".
2 - آدم عليه السّلام " {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا} ". 

ذَكَر2 [مفرد]: ج ذِكَرة وذُكُور ومذاكيرُ: صفة تُطلَق على كلِّ قطعة في آلة تدخل في قطعة أخرى، تسمى أنثى "ذكر أنبوب".
• الذَّكَر من الإنسان وغيره: عضو التَّناسل.
• الذَّكَر من الحديد: أجوده، وهو خلاف الأنيث.
• الذَّكَر من النُّحاس: الصّلب الذي لا يُطرق جيِّدًا.
• رجل ذكر: قويّ، شجاع، شهم، أبيّ. 

ذُكْر [مفرد]: مصدر ذكَرَ. 

ذِكْر [مفرد]: ج أذكار (لغير المصدر):
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - صيت حسن، أو سيئ، يتركه الإنسانُ بعد موته، وقيل
 الصِّيت والشرف "خالِد الذِّكْر- طيِّب الذكْر: حسن السُّمعة- *فالذِكر للإنسان عمرٌ ثانٍ*- {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} " ° آنِف الذِّكر: معلوم سابقًا- أشاد بذِكره: رفع من قدره، أثنى عليه، عظَّمه- خصَّه بالذِّكْر: أفرده بالإشارة، ذكره بصورة خاصَّة- سابِق الذِّكر/ سالف الذِّكر: معلوم سابقًا- ما زال منِّي على ذِكْر: لم أنْسَه- ممّا هو جدير بالذِّكر: ممّا يستحقّ الإشارةَ إليه.
3 - دُعاء، وتعبُّد بطريقة جماعيَّة "حلقة ذِكْر: حفل يردِّد فيه عددٌ من الأشخاص (من الدراويش عادة) لا إله إلاّ الله، وباقي أسماء الله الحسنى وأدعية وترانيم".
• الذِّكْر:
1 - القرآن الكريم، لما فيه من تذكرة النَّاس بآخرتهم ومصالح دنياهم "اقرأ ما تيسّر من آي الذِّكر الحكيم- {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} " ° الذِّكْر الحكيم: القرآن الكريم.
2 - كتاب من كتب الأوَّلين " {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ} ".
3 - اللَّوح المحفوظ " {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ".
4 - الصَّلاة والدُّعاء " {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} - {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} ". 

ذِكْرى [مفرد]:
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - عِبرة وعِظة وتوبة " {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} ".
3 - ذِكر، صِيت حسن أو سيئ يتركه الإنسانُ بعد موته.
4 - ما ينطبع في الذاكِرة، ويبقى فيها "لطفولتنا ذكريات سعيدة- ذكرى عذبة/ مؤلمة/ حيَّة- ذكريات كاتب- أعاد ذكريات الماضي" ° ذكريات الدِّراسة.
5 - تذكُّر " {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ".
6 - تسبيح وطاعة " {لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} ".
7 - دليل وحجّة " {وَمَا هِيَ إلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} ".
8 - عيد سنويّ ليوم تميَّز بحدث هامّ، أو حدوث أمر معيَّن، احتفال بمرور فترة على حادث مهمّ "ذِكرى ميلاد- ذكرى انتصار السادس من أكتوبر- احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف- ذكرى الإسراء والمعراج" ° إحياءً لذِكْرى: أقام احتفالاً تكريمًا لشخص، أو حدث- الذِّكرى الألفيّة: الاحتفال بمرور ألف عام على بناء مسجد أو إنشاء مدينة .. إلخ- الذِّكرى السَّنويّة: الاحتفال بمرور عام على زواج أو وفاة شخص .. إلخ، أو ما يُذكِّر بما حدث في اليوم ذاته لسنة أو لسنوات خلت- الذِّكرى المئويّة: الاحتفال بمرور مائة عام- تخليد الذِّكرى/ تمجيد الذِّكرى.
• يوم الذِّكرى: يوم يقيمه المستوطنون الصهاينة قبل يوم 5 مايو (آيار) وهو اليوم الذي يحتفلون فيه بعيد الاستقلال، ويُكرَّس هذا اليوم لذكرى الجنود الذين سقطوا في حرب 1948 أو الحروب التي تلتها. 

ذَكُور [مفرد]: صيغة مبالغة من ذكَرَ: كثير الحفظ في ذهنه، قويّ الذاكرة "شابٌّ ذَكور- إذا كُنت كذوبًا فكُن ذَكُورًا". 

ذُكُورة [مفرد]: مجموع الصفات الخاصّة بجنس الذكور، عكسها أنوثة "نسبة الذكورة في المواليد تتساوى في الغالب مع نسبة الأنوثة". 

ذُكُوريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذُكُورة: رجوليَّة "ذكوريَّةُ الرّأي/ الجَسَد". 

مُذَاكرة [مفرد]: مصدر ذاكرَ: معاودة فهم الدروس وحفظها "مذاكرة جهريَّة- حريص على المذاكرة". 

مِذْكار [مفرد]: ج مذاكيرُ، مذ مِذْكار: مَن اعتادت ولادة الذُّكور، وقد يطلق كذلك على الرجل الذي يتوارد أبناؤه ذكورًا ° أَرْضٌ مِذكارٌ: تنبت ذكور العُشب- فلاةٌ مِذكارٌ: صحراء ذات أهوال لا يسلكها إلاّ الذكور من الرِّجال. 

مِذْكارة [مفرد]: مِذْكار، من اعتادت ولادة الذكور "امرأة مِذْكارة". 

مُذْكِر [مفرد]: اسم فاعل من أذكرَ ° داهية مُذْكِر: شديدة لا يُقدَر عليها- طريق مُذْكِر: مَخُوف- يَوْمٌ مُذْكِر: شديد صعب. 

مُذكَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ذكَّرَ1 وذكَّرَ2.
2 - (نح) اسم لا توجد فيه علامة تأنيث، وهو خلاف مؤنَّث فيكون

مذكّرًا حقيقيًّا، أي له أنثى من جنسه كالرَّجل، والجمل، أو مذكَّرًا غير حقيقي كالكتاب، والباب.
• المُذكَّر من الإنسان والحيوان: من له صفات الذَّكر، عكسه مؤنَّث "امرأة مذكَّرة: متشبِّهة في أخلاقها بالرِّجال" ° سيف مُذَكّر: ذو رونق وحسن وصفاء- طريق مذكَّر: مَخُوف- يَوْمٌ مُذكَّر: شديد صعب.
• جَمع المذكَّر السالم: (نح) ما دلّ على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون أو ياء ونون على مفرده وأغنى عن المتعاطفين، فكان له مفرد من جنسه، ومفرده إمّا اسم وإمّا صفة.
• المُلحق بجمع المذكَّر: (نح) ما دلّ على أكثر من اثنين وعُومل معاملة جمع المذكَّر السَّالم في الرَّفع بالواو وفي النَّصب والجرّ بالياء. 

مُذكِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ذكَّرَ1 وذكَّرَ2.
2 - دفترٌ صغيرٌ يدوَّن فيه ما يراد استرجاعه واستحضاره في الذِّهن من أمور، أو أعمال، أو مواعيد، مفكِّرة، دفتر ملاحظات "هذا مدوَّن في مذكِّرتي- سجل في مذكِّرته موعد قيام الطائرة- مذكِّرات سياسيّ: ما يرويه شخص خطِّيًّا من أحداث شهدها بنفسه أو تتعلق بسيرته، وحياته العامَة أو الخاصّة".
3 - بيان مجمل أو مفصّل تُشرح فيه بعض المسائل "مذكِّرة موجَّهة إلى رئيس الدولة- مذكِّرة بطرح الثِّقة- بعثت الحكومةُ بمذكِّرة دبلوماسيّة تفصيليّة- سُلمت مذكِّرة احتجاج إلى السفارة" ° مذكِّرة إحضار/ مذكِّرة استدعاء: ورقة دعوة وجلب إلى المحكمة- مذكِّرة اتِّهام: بيان يحمل مُسوِّغات الاتِّهام في قضيَّة من القضايا- مذكِّرة احتجاج: تقرير موجز يعترض على خطأ، أو انتهاك للقانون الدوليّ- مذكِّرة توقيف: أمرٌ يُصدره قاضي التَّحقيق يقضي بتوقيف شخص وسجنه- مذكِّرة دعوَى: مذكِّرة تتعدَّى عرض الدعوى ويُدخِل فيها أحدُ الأطراف المتنازعة طُعونًا.
4 - إشعار مكتوب صادر عن الإدارة يحمل ملاحظات على سير العمل أو التنبيه إلى تدبير جديد.
• مذكِّرة قضائيّة: (قن) أمر قضائيّ يُصرِّح لشرطيّ القيام بالتَفتيش أو الحيازة أو إلقاء القبض.
• المذكِّرة التَّفسيريَّة: (قن) بيان يُصدَّر به كلّ قانون لبيان الدَّواعي إلى سَنِّه.
• مذكِّرة شفويّة: (قن) إبلاغ يُقال شفهيًّا ويُدوَّن في مذكِّرة مكتوبة غير موقَّعة. 

مذكُور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ذكَرَ: سابق الذّكر ° المذكور أعلاه/ المذكور آنفًا/ المذكور سلفًا: المشار إليه سابقًا.
2 - ذو قيمة، وغالبًا ما تستعمل في أسلوب النّفي "لم يكن مذكورًا بينهم: لم يكن ذا قيمة بينهم- {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} ". 
(ذكر) السَّيْف والفأس وَنَحْوهمَا وضع فِي رأسهما الذكرة والكلمة ضد أنثها وَالنَّاس وعظهم وَفُلَانًا الشَّيْء وَبِه أذكرهُ
(ذكر)
الشَّيْء ذكرا وذكرا وذكرى وتذكارا حفظه واسحضره وَجرى على لِسَانه بعد نسيانه وفلانة خطبهَا وَفِي حَدِيث عَليّ (إِن عليا يذكر فَاطِمَة) وَعرض بخطبتها وَالله أثنى عَلَيْهِ وَالنعْمَة شكرها وَالنَّاس اغتابهم وَذكر عيوبهم وَيُقَال ذكر الشَّيْء عابه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَهَذا الَّذِي يذكر آلِهَتكُم} وَالشَّيْء لَهُ أعلمهُ بِهِ وَحقه حفظه وَلم يضيعه

(ذكر) ذكرا جاد ذكره وَحفظه فَهُوَ ذكر وَهِي ذكرة
ذكر
الذِّكْرُ: الحِفْظُ الذي تَذْكُرُه، وهو مِنّي على ذِكْرٍ وذُكْرٍ. وهو - أيضاً -: جَرْيُ الشيءِ على لِسَانِكَ. وكذلك الشَّرَفُ. والصَّوْتُ من قوله عَزَّ وجل: " وَإنهُ لَذِكْرٌ لكَ ولقَوْمِكَ ". والكِتَابُ الذي فيه تَفْصِيلُ الذَين. والصَّلاةُ للَّهِ عَزّ وجَل والثَّنَاءُ عليه.
وذِكْرُ الحَق: الصَّكُّ، وجَمْعُه ذُكُوْرٌ.
والذكْرَى: اسْمٌ للتَذْكِير.
والاسْتِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ للحِفْظ.
والتَّذَكُّرُ: طَلَبُ شَيْءٍ فاتَ.
والذَّكرُ: مَعْروفٌ، والجَميعُ الذَّكَرَةُ. ويُقال: مَذَاكِيْرُ ومُذْكِر، كما تقول: مَقَادِيمُ ومُقْدِمٌ.
والذَّكرُ: خِلافُ الأُنثى، ويُجْمَعُ على الذكُورَةِ والذُّكُوْرِ والذُّكْرَانِ. وامْرَأةٌ مُذَكَّرَةٌ: خِلْقَتُها خِلْقَة الذَّكَرِ. وإذا وَلَدَتِ المَرْأةُ ذَكَراً قيل: أذْكَرَتْ، وهي مِذْكارٌ. وجَمْعُ الذَّكَرِ: ذِكَارَةٌ أيضاً.
وأصابَتِ الأرْضَ ذُكُوْرُ غَيْثٍ: إذا أصابَها المَطَرُ الكَثِيرُ. وذُكُوْرُ الأسْمِيَةِ: التي تَجِيْءُ بالمَطَرِ الشَّدِيدِ والبَرْدِ.
والذكَرُ من الحَدِيدِ: أيْبَسُه وأشَدُّه. ويسَمّى السَّيْفُ مُذَكَّراً.

العكس

العكس: رد الشيء إلى سننه أي طريقه الأول كعكس المرآة إذا ردت بصرك بصفائها إلى وجهك بنور عينك. وفي عرف الأصوليين: انتفاء الحكم لانتفاء العلة. وفي عرف الفقهاء: تعليق نقيض الحكم المذكور بنقيض علته المذكورة ردا إلى أصل آخر.
العكس:
[في الانكليزية] Contrary
[ في الفرنسية] Contraire ،oppose
بالفتح وسكون الكاف يطلق على معان.
منها نفي الشيء، قالوا عكس الإثبات نفي. ولذا قيل العكس في باب المعرّف مفسّر بأنّه كلّما انتفى الحدّ انتفى المحدود، أي كلّما لم يصدق عليه الحدّ لم يصدق عليه المحدود والطّرد مفسّر بأنّه كلما صدق عليه الحدّ صدق عليه المحدود، وقد سبق في لفظ الطرد. ويؤيّده ما قال في شرح المواقف في مبحث المبصرات.
من أنّ الضوء كيفية لا يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر، واللون عكسه، أي كيفية يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر انتهى.
ومنها ما هو قسم من المعارضة كما سيجيء.
ومنها الرّجعة وهي حركة الكوكب على خلاف التوالي، وعلى هذا اصطلاح المنجّمين وأهل الهيئة وقد سبق. لكن مولانا عبد العلي البرجندي في شرح زيج «الغ بيكي» في الباب الثامن يقول: الكوكب الراجع حينما ينتقل من برج إلى برج مقدّم فذلك ما يقال له العكس.
وكذلك نقل رأس العمر وذنبه إلى برج آخر يقال له عكس. انتهى كلامه. ومنها العمل بعكس ما أفاده السائل ويسمّى بالتعاكس والتعكيس والتحليل، وعليه اصطلاح المحاسبين؛ وطريقه أنّه إن ضعّف السائل عددا فينصف المجيب له أو جذّر فيربّع أو ضرب فيقسم أو زاد فينقص أو عكس فيعكس مبتدئا للعمل من آخر السؤال ليخرج الجواب. فلو قيل: أيّ عدد ضرب في نفسه وزيد على الحاصل اثنان وضعّف وزيد على الحاصل ثلاثة وقسم المجتمع على خمسة وضرب الخارج في عشرة حصل خمسون؟
فاقسم الخمسين على العشرة واضرب الخارج وهو الخمسة في نفسها وأنقص من الحاصل وهو خمسة وعشرون ثلاثة يبقى اثنان وعشرون، وانقص من منصّف ذلك اثنين يبقى تسعة، وجذر التسعة وهو ثلاثة هو الجواب، كذا في شرح خلاصة الحساب. وعكس النسبة عندهم يجيء في لفظ النسبة. ومنها أن تقدّم في الكلام جزءا ثم تعكس فتقدّم ما أخّرت وتؤخّر ما قدّمت ويسمّى تبديلا أيضا، وهذا من مصطلحات أهل البديع المعدود في المحسنات المعنوية، ويقع على وجوه: منها أن يقع بين أحد طرفي جملة وما أضيف إليه ذلك الطرف نحو عادات السّادات سادات العادات، فإنّ العكس فيه قد وقع بين العادات وهو أحد طرفي الكلام وبين السّادات وهو الذي أضيف إليه العادات. ومعنى وقوعه بينهما أنّه قدّم العادات على السّادات ثم عكس فقدم السّادات على العادات. ومنها أن يقع بين متعلّقي فعلين في جملتين نحو تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ.
ومنها أن يقع بين لفظين في طرفي جملتين نحو لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ ومنها أن يقع بين طرفي الجملة كما قيل:
طويت لإحراز الفنون ونيلها رداء شبابي والجنون فنون فحين تعاطيت الفنون وحظّها تبيّن لي أنّ الفنون جنون كذا في المطول. وفي الاتقان بعد تعريف العكس بما ذكر قال ابن أبي الإصبع: ومن غريب أسلوب هذا النوع قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً، وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فإن نظم الآية الثانية عكس نظم الأولى لتقدّم العمل في الأولى عن الإيمان وتأخّره في الثانية عن الإسلام. ومنه نوع يسمّى القلب والمقلوب المستوي وما لا يستحيل بالانعكاس وهو أن تقرأ الكلمة من آخرها إلى أولها كما تقرأ من أولها إلى آخرها نحو كُلٌّ فِي فَلَكٍ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ولا ثالث له في القرآن، انتهى. لكن صاحب التلخيص ذكر القلب والمقلوب المستوي في المحسّنات اللفظية، فعلى هذا لا يكون هو من أنواع العكس. ومنها ما يسمّى عكسا مستويا وعكسا مستقيما وهو تبديل كلّ من طرفي القضية بالآخر مع بقاء الصدق والكيفية أي الإيجاب والسّلب بحالهما، وهذا من مصطلحات المنطقيين، وهو المتبادر عند إطلاق لفظ العكس كما في شرح إشراق الحكمة. وقد يطلقون العكس مجازا على القضية الحاصلة من هذا التبديل. وقيل الظاهر أنّه حقيقة لكثرة الاستعمال في ذلك فيقال عكس الموجبة الكلّية موجبة جزئية، وهكذا في بواقي القضايا، وذلك أن تجمع بينهما بأنّ العكس نقل أولا من المعنى اللغوي إلى المعنى المصدري الذي يشتقّ منه سائر الصيغ، كقولهم عكس وانعكس وينعكس ونحوها، ثم استعمل في القضية المخصوصة بعلاقة السّببية، ثم كثر استعماله فيها حتى صار حقيقة بالغلبة. ثم المراد بتبديل الطرفين التبديل المعنوي أي المغيّر للمعنى حتى يخرج تبديل طرفي المنفصلة فإنّهم قالوا لا عكس للمنفصلات. ويحتمل أن يكون مرادهم أنّه ليس للمنفصلات عكس معتدّ به، فحينئذ لا حاجة إلى تخصيص التبديل، وذكر الطرفين أولى من الموضوع والمحمول كما ذكره البعض لشموله عكس الحمليات والشرطيات.
والمراد بطرفي القضية طرفاها في الذّكر فلا يرد أنّ طرفي القضية الحقيقية لم يدخلا في التعريف فإنّ الطرف الأول منها ذات الموضوع والثاني وصف المحمول، وفي العكس يصير ذات المحمول موضوعا ووصف الموضوع محمولا، والمراد ببقاء الصدق لزوم بقائه بمعنى أنّه لو فرض الأصل صادقا لزم منه لذاته مع قطع النظر عن خصوص المادة صدق الفرع بلا واسطة فرع آخر لصدق المفروض في الأصل في الفرع لذاته بلا واسطة، ليدخل في التعريف عكس القضية الكاذبة، وليخرج عنه تبديل طرفي القضية بحيث يحصل منه قضية لازمة الصدق مع الأصل لحصول المادة، كتبديل الموجبة الكلّية بالموجبة الكلّية في قولنا كلّ إنسان ناطق وكلّ ناطق إنسان، وليخرج عنه تبديل طرفيها بحيث يحصل منه قضية أعمّ من العكس كتبديل طرفي السّالبة الكلّية بحيث يحصل سالبة جزئية، وتبديل طرفي الضرورية بحيث يحصل ممكنة عامة. وإنّما اشترطوا بقاء الصدق لأنّ العكس لازم خاص من لوازم الأصل ويستحيل صدق الملزوم بدون اللازم، فعند التحقيق العكس بالمعنى المصدري تبديل طرفي القضية بحيث يحصل منه أخصّ قضايا لازمة لها لذاتها موافقة لها في الكيف، وبالمعنى الحاصل بالمصدر أخصّ قضايا حاصلة بتبديل طرفي القضية لازمة للأصل لذاته، موافقة له في الكيف، فلا بد في إثبات انعكاس قضية إلى قضية من بيان لزوم العكس للأصل في جميع المواد بدليل أو تنبيه، ومن بيان عدم لزوم قضية أخصّ منه، كذلك بتخلّفها عنه في بعض المواد، كما يقال الموجبة كلّية أو جزئية تنعكس موجبة جزئية للزومها لهما في جميع المواد وعدم لزوم الموجبة الكلية لشيء منهما في جميعها لتخلّفها عنهما فيما إذا كان المحمول أعمّ من الموضوع والتالي أعمّ من المقدّم، كما في قولك كلّ إنسان حيوان وقولنا إذا كان الشيء إنسانا كان حيوانا، إذ لا يصدق العكس هناك كلّية مع صدق الأصلين قطعا، ولم يعتبروا بقاء الكذب لجواز لزوم الصدق الكاذب، والمراد ببقاء الكيف بقاء الكيف الموجود في الأصل في الفرع، بمعنى أن يكون عكس الموجبة موجبة وعكس السّالبة سالبة. اعلم أنّ معنى انعكاس القضية أنّه يلزمها العكس لزوما كليا، ومعنى عدم انعكاسها أنّه ليس يلزمها العكس لزوما كلّيا.
فائدة:
السالبة الكلية تنعكس كنفسها، والجزئية لا تنعكس لجواز عموم الموضوع، والموجبة مطلقا تنعكس جزئية ولا عكس للمنفصلات والاتفاقيات لعدم الجدوى. وأمّا بحسب الجهة فمن السوالب الكلّية تنعكس الدائمتان والعامّتان كنفسهما والخاصتان عامتين مع اللّادوام في البعض، ولا عكس للبواقي. ومن السوالب الجزئية لا تنعكس إلّا الخاصّتان كنفسهما. ومن الموجبات تنعكس الوجوديتان والوقتيتان والمطلقة العامة مطلقة عامة، والخاصتان حينية لا دائمة. ومنها ما يسمّى عكس النقيض وهو تبديل نقيضي الطّرفين مع بقاء الصدق والكيف بحالهما. وقد يطلق عكس النقيض أيضا على القضية الحاصلة من هذا التبديل والمعنى الأول أصل بالنسبة إلى الثاني، والثاني منقول منه والمراد بتبديل نقيضي الطرفين تبديل كلّ من الطرفين بنقيض الطرف الآخر. والمراد ببقاء الصدق والكيف ما عرفت في العكس المستوي.
والحاصل أنّ عكس النقيض قد يطلق على جعل نقيض المحكوم به محكوما عليه ونقيض المحكوم عليه محكوما به على وجه يحصل أخصّ القضايا اللازمة للأصل بهذا التبديل مع الموافقة في الكيف بلا واسطة، ومع قطع النظر عن خصوص المادة. وقد يطلق على أخصّ القضايا اللازمة للأصل على الوجه المذكور.
فإذا قلنا كلّ إنسان حيوان كان عكس نقيضه كلّما ليس بحيوان ليس بإنسان وهذان الإطلاقان مبنيان على اصطلاح قدماء المنطقيين. وقالوا المستعمل في العلوم هو هذا المعنى، وحكم الموجبات فيه حكم السوالب في العكس المستوي والبيان البيان. وأمّا عند المتأخّرين منهم فعكس النقيض جعل نقيض المحكوم به من الأصل محكوما عليه وعين المحكوم عليه منه محكوما به مع بقاء الصدق دون الكيف، أي على وجه يحصل أخصّ القضايا اللازمة للأصل على هذا التبديل مع المخالفة في الكيف بلا واسطة، ومع قطع النظر عن خصوص المادة. وقد يستعمل في هذا الاصطلاح أيضا في أخصّ القضايا اللازمة للأصل على هذا الوجه. فعكس نقيض قولنا كلّ إنسان حيوان لا شيء مما ليس بحيوان بإنسان وحكم الموجبات عندهم أيضا حكم السوالب في العكس المستوي لا بالعكس، أي ليس حكم السوالب من عكس النقيض حكم الموجبات في العكس المستوي كما قاله المتقدّمون.
فائدة:
قال المولوي عبد الحكيم في حاشية القطبي: لا يفهم من تقييد العكس بالمستوي وإضافته إلى النقيض أنّ للعكس معنى اصطلاحيا مشتركا بينهما، بل بعد تخصيص العكس اللغوي بالصفة والإضافة استعمل كل من القيدين في معنى اصطلاحي، وليس لفظ العكس مشتركا لفظيا بينهما، إذ لا دليل على وضعه للمعنيين انتهى.
فائدة:
للقوم في بيان انعكاس القضايا طرق ثلاث: الأول الخلف، والثاني الافتراض، والثالث وهو أن يعكس نقيض الأصل أو جزئه ليحصل ما ينافي الأصل. هذا كله خلاصة ما في تكملة الحاشية الجلالية وما في حاشية القطبي للمولوي عبد الحكيم.

فلل

(فلل) : أَفلّهُم الدَّهْرُ أي أَذْهَبَ أَمْوالَهُم.
(فلل) السَّيْف مُبَالغَة فِي فَلهُ والثغر حدد أَسْنَانه ونظفه
(ف ل ل) : الْفَلُّ) الْمُنْهَزِمُونَ مِنْ فَلَّهُ إذَا كَسَرَهُ (وَالْفَلَق) الْمُهْرُ وَالْجَمْعُ أَفْلَاءٌ كَعَدُوٍّ وَأَعْدَاءٍ.
ف ل ل : الْفُلْفُلُ بِضَمِّ الْفَاءَيْنِ مِنْ الْأَبْزَارِ قَالُوا وَلَا يَجُوزُ فِيهِ الْكَسْرُ وَفَلَلْتُ الْجَيْشَ فَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَانْفَلَّ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَالْفَلُّ كَسْرٌ فِي حَدِّ السَّيْفِ وَالْجَمْعُ فُلُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
(فلل) - في حديث الحجَّاج بن عِلاطٍ - رضي الله عنه: "لَعَلِّي أُصِيب من فَلِّ مُحمدٍ وأصحابه"
الفَلُّ: المُنهَزِمون، من فَلَلتُ الحديدَ؛ إذا كسرتَ حدَّها: أي لَعَلِّي أَشتَري مِمَّا أُصِيب من الغَنائم في الوقْعَة وَقْت انْهزامِهم. وأصل الفَلِّ: الكَسْر والهَزْم، وجمعه فُلُولٌ وفِلالٌ.

فلل


فَلَّ(n. ac. فَلّ)
a. Broke, notched, jagged (sword).
b. Overthrew, discomfited, defeated, routed.
c. [ coll. ], Fled, ran away.
d. [ coll. ], Returned home, came
back.
e.(n. ac. فَلّ) ['An], Left temporarily (reason).

فَلَّلَa. see I (a) (b).
c. [ coll. ], Sent, drove away; put
to flight.
أَفْلَلَa. Lost his property, was beggared.
b. Was dry, arid, barren (country).
c. Was in a barren country.

تَفَلَّلَإِنْفَلَلَإِفْتَلَلَa. Pass. of I (a), (b).

إِسْتَفْلَلَa. Took a tenth of.
b. see I (b)
فَلّ
(pl.
فُلُوْل)
a. Notch, break; portion.
b. Spark.
c. Filings.
d. (pl.
فِلَاْل
فُلُوْل), Defeated, routed; fugitive.
e. (pl.
فُلّ
أَفْلَاْل Waterless desert.
f. Company.
g. A kind of cloth.

فَلَّة
a. [ coll. ], Rout, flight.
b. [ coll. ], Return.
فِلّa. see 1 (e) & 3
(b).
فِلِّيَّة
(pl.
فَلَاْلِيّ)
a. see 1 (e)
فُلّ
(pl.
فُلُوْل فُلَّاْل)
a. see 1 (d)b. Jasmine.

أَفْلَلُa. see 25 (a)
فَلِيْلa. Notched, jagged.
b. Knot of hair.
c. see 1 (f)
فَلِيْلَةa. see 25 (b)
فُلُوْلa. see 1 (f)
N. P.
فَلڤلَإِنْفَلَلَa. see 25 (a)
كَتِيْبَة فُلَّى
a. Routed, fugitive army.

فِلٌّ مِنَ الخَيْر
a. Devoid of good.

يَا فُلُ
a. يَا فُلَان O thou!
فُلَان
a. So & so.
[فلل] الفلُّ بالفتح: واحد فُلولِ السيف، وهي كسورٌ في حدّه. وسيفٌ أفَلُّ بيِّن الفَلَلِ. ونَضِيٌّ مُفَلَّلٌ، إذا أصاب الحجارة فكسرته. وتَفَلَّلَتْ مضاربه، أي تكسَّرت. ويقال أيضاً: جاء فَلُّ القوم، أي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع. يقال: رجلٌ فَلٌّ، وقومٌ فَلٌّ، وربَّما قالوا: فَلولٌ وفِلالٌ. وفَللتُ الجيش: هزمته. وفَلٌّهُ يَفُلُّهُ بالضم، يقال فَلَّهُ فانْفَلَّ، أي كسره فانسكر. يقال: من قل ذل، ومن أمر فل. والفل بالكسر: الارض التى لم تمطر ولا نبات بها. وقال يصف العزى، وهى شجرة كانت تعبد: وأن التى بالجزع من بطن نخلة ومن دانها فل من الخير معزل أي خال من الخير. ويروى: " ومن دونها " أي الصنم المنصوب حول العزى. وقال الراجز يصف إبلا حرقها حمض بلاد فل وغتم نجم غير مستقل يقال: أفْلَلْنا، أي صِرنا في فِلٍّ من الأرض. وأفَلَّ الرجلُ أيضاً، أي ذهب ماله. والفَليلُ والفَليلَةُ: الشعر المجتمع. والفَليلُ: نابُ البعير إذا انثلم. والفلفل بالضم: حب معروف. وشرابٌ مُفَلْفَلٌ: أي يلذع لذعَ الفلفل. وتفلفل قادمتا الضرع، إذ اسودت حلمتاهما قال ابن مقبل:

لها توأبانيان: لم يتفلفلا * والتوأبانيان: قادمتا الضرع. وقولهم في النداء: يا فل، مخففا إنما هو محذوف من يا فلان، لا على سبيل الترخيم، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا. وربما قيل ذلك في غير النداء للضرورة. قال أبو النجم.* في لجة أمسك فلانا عن فل
[فلل] نه: فيه: شجك أو "فلك"، الفل الكسر والضرب، تقول: إنا بين شج رأس أو كسر عضو أو جمع بينهما، وقيل: أراد بالفل الخصومة. ومنه ح سيف الزبير: فيه "فلة فلها" يوم بدر، هي الثلمة في السيف، وجمعها فلول. ك: فلة - بفتح فاء، وفلها - بلفظ مجهول، وها - راجع إلى الفلة. نه: وح: و "لا تفلوا" المدى بالاختلاف، كنى بفل السكين عن النزاع والشقاق. ومنه ح صفة الصديق: ولا "فلوا" له صفاة، أي كسروا له حجرا، كنت به عن قوته في الدين. وح: على: يستزل لبك و "يستفل" غربك، هو يستفعل من الفل: الكسر، والغرب: الحد. وفيه: لعلي أصيب منحمد وأصحابه، الفل: القوم المنهزمون، من الفل: الكسر، مصدر سمى به فاستوى فيه الواحد وغيره، وربما قيل: فلول وفلال، وفل الجيش يفل - إذا هزمه، أراد: لعلي أشتري مما أصيب من غنائهم عند الهزيمة. ومنه: "فل" من القوم هارب، وش كعب: إن يترك القرن إلا وهو "مفلول"؛ أي مهزوم. وح: في يده - أي معاوية - "فليلة"، هي كبة من شعر. وفيه: أي "فل"! ألم أكرمك؟ معناه: يا فلان، وليس ترخيما وإلا ضم أو فتح، هو بسكون لام، بل ارتجلت في النداء، وقلت في غيره: فبنو أسد تسوى فيه الواحد وغيره، وغيرهم يثنى ويجمع، وفلان وفلانة كناية عن الذكر والأنثى، من الناس منكرا ومن غيرهم معرفا، وقيل: مرخم فلان، فتفتح اللام عندهم وتضم. ومنه ح: الجائر يلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال: أي "فل"! أين ما كنت تصف. ط: ومنه: أي "فل"! ألم أسودك؟ أي - حرف نداء، وفل - بضم فاء وسكون لام محذوف فلان، أي ألم أجعلك سيدا، وأذرك - أي أدعك، ترأس - تصير رئيس القوم، أي ألم أمكنك على القوم، قوله: فذكر مثله - أي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني مثل ما ذكر في الأول من سؤال الله وجواب العبد، وأما حكم الثالث فليس كذلك فإنه لما ذكر الله نعماءه قال: آمنت بكتابك - الخ، فقال: ههنا إذن، أي إذا أثنيت على نفسك فاثبت هنا حتى تعرف أعمالك، وذلك أي السؤال والجواب وختم الفم وتطليق الفخذ، ليعذر - ببناء الفاعل من الإعذار أي يزيل عذره من قبل نفسه بكثرة ذنوبه وشهادة أعضائه عليه.
فلل
فلَّ1/ فلَّ عن فَلَلْتُ، يَفَلّ، افْلَلْ/ فَلَّ، فَلَلاً، فهو أفلُّ، والمفعول مَفْلول (للمتعدِّي)
• فلّ السَّيفُ ونحوُه: تثلّم حدُّه؛ صار ضعيف القطع "فلَّت السكينُ لكثرة استعمالها- سيف أفَلّ".
• فلَّ السَّيفَ: كسَره في حدِّه.
• فلَّ عن فلانٍ عقلُه: ولَّى ثم رجع. 

فلَّ2 فَلَلْتُ، يَفُلّ، افْلُلْ/ فُلَّ، فَلاًّ، فهو فالّ، والمفعول مَفْلول
• فلَّ السَّيفَ ونحوَه: ثلَم حدَّه؛ جعله ضعيف القطع "فلّ الاستعمالُ الطَّويلُ السِّكِّينَ- لا يَفُلّ الحديدَ إلاّ الحديدُ [مثل]: يُضرب في أنَّ الشَّيءَ لا يؤثّر فيه إلا ما كان من جنسه".
• فلَّ القومَ: كسرهم وهزمهم. 

انفلَّ ينفَلّ، انفَلِلْ/ انْفَلَّ، انفلالاً، فهو مُنفلّ
• انفلَّ السَّيفُ ونحوُه: انثلم حَدُّه؛ انكسر "ضَرب الصَّخرةَ بالسَّيف فانفلّ".
• انفلَّ القومُ: انهزموا. 

تفلَّلَ يتفلَّل، تفلُّلاً، فهو مُتَفَلِّل
• تفلَّل السَّيْفُ: تثلَّم.
• تفلَّل القومُ: تفرّقوا مهزومين من القتال. 

فلَّلَ يفلِّل، تفليلاً، فهو مُفلِّل، والمفعول مُفلَّل
• فلَّل السَّيفَ: فلّه وثلَم حدَّه. 

أفَلُّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فلَّ1/ فلَّ عن. 

فَلّ [مفرد]: ج فُلول (لغير المصدر): مصدر فلَّ2.
• فلول الشَّيء: ما انفصل أو تناثر منه، كبرادة الحديد، وشرر النار، وغيرهما ° فلول الجيش: الجماعات المتفرِّقة من الجنود المنهزمين. 

فَلَل [مفرد]: مصدر فلَّ1/ فلَّ عن. 

فُلّ [جمع]: مف فُلَّة: (نت) نبات من فصيلة الزَّيتونيّات، زهره ذكيّ الرائحة، نقيّ البياض، وهو أحد أنواع جنس الياسمين، يُقال له أيضًا الياسمين الزّنبقيّ. 

فِلَّة [مفرد]: سِدادة للقارورة من الفِلِّين. 
[ف ل ل] الفَلُّ الثَّلْمُ في أي شيء كان فَلَّهُ يَفُلُّه فَلاّ وفَلَّلَهُ فَتَفَلَّلَ وانْفَلَّ وافْتَلَّ قال بعض الأَغْفَالِ

(لو تَنْطَحُ الكُنَادِرَ العُضُلاَّ ... فَضَّتْ شؤونَ رأْسِهِ فافْتَلاَّ)

وسيفٌ فَلِيلٌ مَفْلولٌ وأَفَلُّ أي مُنْفَلٌّ قال عنترةٌ

(وسيفي كالعَقِيقَةِ وهو كُمْعِي ... سلاحي لا أفَلَّ ولا فُطَارا)

وفُلُولُه ثُلَمُه واحدها فَلٌّ وقد قيل الفُلُولُ مصدرٌ والأول أصَحُّ والفَلِيلُ نابُ البعير المُتَكَسِّرُ وفَلَّ القومَ يَفْلَّهم فلاّ هَزَمهم فانْفَلُّوا وتَفَلَّلوا وقوم فَلٌّ مُنهزِمون والجمع فُلولٌ وفُلاَّلٌ أبو الحَسَنِ لا يَخْلو من أن يكون اسمَ جمعٍ أو مصدرًا فإن كان اسمَ جمعٍ فقياسُ واحِدِهِ أن يكون فالاّ كشارِبٍ وَشَرْبٍ ويكون فالٌّ فاعِلاً بمعنى مَفْعولٍ لأنه هو الذي فُلَّ ولا يَلْزَمُ أن يكون فُلولٌ جَمْعَ فَلٍّ بل هو جمعُ فَالٍّ لأن جمعَ اسم الجمعِ نادِرٌ كجمعِ الجمعِ وأما فُلاَّلٌ فجمعُ فالٍّ لا مَحَالَةَ لأن فَعْلاً ليس مما يُكَسَّرُ على فُعَّالٍ وإن كان مصدرًا فهو من بابِ نَسْجِ اليَمَنِ أي أنه في معنى مفعولٍ هذا تفسيرُ ما أجْملَهُ أهلُ اللُّغَةِ والفَلُّ الجماعةُ والجمع كالجمعِ وهو الفَليلُ والفَلُّ ما نَدَرَ من الشيء كَسُحَالةِ الذَّهبِ وبرادة الحديد وشَرَرِ النار والجمعُ كالجمعِ وأَرْضٌ فِلٌّ وفَلٌّ جَدْبَةٌ وقيل هي التي أخْطَأَها المطر أعوامًا وقيل هي الأرضُ التي لَمْ تُمْطَر بين أَرْضَيْنِ مَمْطوَرَتَيْنِ أبو عبيدةَ هي الخَطِيطَةُ فأمَّا الفِلُّ فالَّتِي تُمْطَرُ ولا تُنْبِتُ قال أبو حنيفةَ أَفَلَّتِ الأرض صارت فِلاّ وأنشدَ

(وكمْ عَسَفَتْ من مَنْهَلٍ مُتَخَاطِئٍ ... أَفَلَّ وأَقْوى فالجِمامُ طَوامِ)

وقيل الفلُّ الأرض القفرة والجمع كالواحد وقد تكسر على أفلال وأفْلَلْنا وَطِئْنا أرضًا فِلاّ وأفَلَّ الرجلُ ذهب مَالُه مأخوذٌ من الأرضِ الفِلِّ واسْتَفَلَّ الشَّيءَ أَخَذَ منه أدنى جزءٍ لِعُسْرِهِ والفَلِيلَةُ والفَليلُ الشَّعَرُ المجتَمِعُ فإما أن يكون من باب سَلَّةٍ وسَلٍّ وإما أن يكون من الجمعِ الذي لا يفارِق واحِدَهُ إلا بالهاءِ قال الكُمَيْتُ

(ومُطَّرَدُ الدِّماءِ وحيث يُلْقَى ... من الشَّعَرِ المُضَفَّرِ كالفَلِيلِ)

والفَلِيلُ اللِّيفُ هُذَلِيَّةٌ وفَلَّ عنه عَقْلُه يَفِلُّ ذهب ثم عاد والفُلْفُلُ معروفٌ ولا يَنْبُتُ بأرض العرب وقد كَثُر مَجيئه في كلامِهم وأصلُ الكَلِمَةِ فارسيةٌ قال أبو حنيفةَ أخبرني من رأى شَجَرَهُ فقال شَجَرَةٌ مِثلُ شجر الرُّمانِ سَواءً وبين الورقَتَيْن منه شِمْراخانِ مَنْظومانِ والشِّمْراخُ في طول الإِصْبَعِ وهو أخْضَرُ فَيُجْتَنى ثم يُشَرُّ في الظِّلِّ فَيَسْودُّ ويَتَكَمَّشُ وله شوكٌ كشوكِ الرُّمانِ وإذا كان رَطْبًا رُبِّبَ بالماء والمِلْحِ حتى يُدْرِكَ ثم كما يُؤكلُ البُقولُ المُرَبَّبَةُ على الموائدِ فيكون هاضُومًا واحدَتُه فُلْفُلَةٌ وقد فَلْفَلَ الطَّعامَ والشَّرابَ قال

(كأن مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلاً فًا مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَلِ)

ذَكَّرَ على إرادة الشراب والمُفَلْفَلُ ضرب من الوَشْي عليه كَصَعاريرِ الفُلْفُلِ وتَفَلْفَلَ شَعَرُ الأسْودِ اشْتدَّت جُعودَتُه وربما سُمي ثَمَرُ البَرْوَقِ فُلْفُلاً تَشْبيها بهذا الفُلْفُلِ المتقدمِ قال

(وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودًا فُلْفُلُهْ ... )

ومَنْ رَوَى فِلْفِلُه فقد أخطأ لأن الفِلْفِلَ ثَمرُ شجرٍ من العِضاه وأهل اليمنِ يُسَمُّون ثمرَ الغَافِ فِلْفِلا وأَديمٌ مُفَلْفَلٌ نَهَكَهُ الدِّباغُ

فلل: الفَلُّ: الثَّلْم في السيف، وفي المحكم: الثَّلْم في أَيّ شيء

كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قال

بعض الأَغْفال:

لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ،

فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ

وفي حديث أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ،

الفلُّ: الكسر والضرب، تقول: إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع

بينهما، وقيل: أَرادت بالفَلِّ الخصومة. وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي

مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة:

وسَيْفي كالعَقِيقة، وهو كِمْعي،

سِلاحي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا

وفُلولُه: ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، وقد قيل: الفُلول مصدر، والأَول أَصح.

والتَّفْلِيل: تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف؛

وأَنشد:

بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ

وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذو فُلول. والفَلُّ، بالفتح: واحد فُلول

السيف وهي كُسور في حدِّه. وفي حديث سيف الزبير: فيه فَلَّة فُلَّها يوم

بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف، وجمعه فُلول؛ ومنه حديث ابن عوف: ولا

تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين، كنى

بفَلِّها عن النزاع والشقاق. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما:

ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته في

الدِّين. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ

غَرْبَك؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، والغرب الحدُّ. ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا

أَصاب الحجارة فكسرته. وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت.

والفَلِيل: ناب البعير المتكسر، وفي الصحاح: إِذا انثلَم.

والفَلُّ: المنهزِمون. وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ: هزمهم فانفَلُّوا

وتَفَلَّلوا. وهم قوم فَلٌّ: منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل؛ قال أَبو

الحسن: لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقياس

واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول

لأَنه هو الذي فُلَّ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ،

لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا

محالة، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب

نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ما أَجمله

أَهل اللغة. والفَلُّ: الجماعة، والجمع كالجمع، وهو الفَلِيل. والفَلُّ:

القوم المنهزمون وأَصله من الكسر، وانْفَلّ سِنُّه؛ وأَنشد:

عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ،

طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ

وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر. والفُلَّى: الكتيبة المُنْهزمة، وكذلك

الفُرَّى، يقال: جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع؛ قال

ابن بري: ومنه قول الجعدي:

وأَراه لم يُغادِر غير فَل

أَي المَفْلول. ويقال: رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ، وربما قالوا فَلُول

وفِلال. وفَلَلْت الجيش: هزمته، وفَلَّه يفُلُّه، بالضم. يقال: فَلَّه فانفَلَّ

أَي كسره فانكسر. يقال: مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ. وفي حديث الحجاج

بن عِلاط: لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه؛ الفَلُّ: القوم

المنهزمون من الفَلِّ الكسر، وهو مصدر سمي به، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من

غنائمهم عند الهزيمة. وفي حديث عاتكة: فَلّ من القوم هارب؛ وفي قصيد

كعب:ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ

أَي مهزوم: والفَلُّ: ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد

وشَرَر النار، والجمع كالجمع. وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وقيل: هي التي

أَخطأَها المطر أَعواماً، وقيل: هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين

ممطورتين؛ أَبو عبيدة: هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت.

قال أَبو حنيفة: أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ؛ وأَنشد:

وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ

أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي

غيره: الفِلُّ: الأَرض التي لم يصبها مطر. وأَرض فلٌّ: لا شيء بها،

وفَلاةٌ منه، وقيل: الفِلُّ الأَرض القفرة، والجمع كالواحد، وقد تكسَّر على

أَفْلال. وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض. وأَفْلَلْنا: وطئنا

أَرضاً فِلاًّ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت

تُعبد:شَهِدْت، ولم أَكذِب، بأَنَّ محمداً

رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ

وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ،

ومَنْ دانَها، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ

أَي خالٍ من الخير، ويروى: ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل

العُزَّى؛ وقال آخر يصف إِبلاً:

حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ

وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ،

فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي

الغتْم: شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس. وقال ابن شميل: الفَلالِيُّ

واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من

العام المقبل. ويقال: أَرض أَفْلال؛ قال الراجز:

مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ

وقال الفراء: أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر؛ قال الشاعر:

أَفَلَّ وأَقْوَى، فهو طاوٍ، كأَنما

يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل

وأَفَلَّ الرجل: ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ.

واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره. والاسْتِفْلال: أَن

يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا

يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً.

والفَلِيلة: الشعر المجتمع. المحكم: الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع،

فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا

يفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكميت:

ومُطَّرِدِ الدِّماء، وحيث يُلْقى

من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل

قال ابن بري: ومنه قول ابن مقبل:

تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه

وقال ساعدة بن جؤية:

وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه

مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لها فَلِيلُ

وفي حديث معاوية: أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة؛

الفَلِيلة: الكُبَّة من الشعر. والفَلِيل: الليفُ، هذلية.

وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ: ذهب ثم عاد.

والفُلْفُل، بالضم

(* قوله «والفلفل بالضم إلخ» عبارة القاموس: والفلفل

كهدهد وزبرج حب هندي): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في

كلامهم، وأَصل الكلمة فارسية؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني من رأَى شجرَه فقال:

شجره مثل شجر الرمَّان سواء، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان،

والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ

وينكمِش، وله شوك كشوك الرمان، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى

يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون

هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، وقد فَلْفل الطعام والشراب؛ قال:

(* امرؤ القيس في معلقته).

كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً،

صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل

ذكَّر على إِرادة الشراب. والمُفَلْفَل: ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير

الفُلْفُل. وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة

الفُلْفُل وصِغَرَه. وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي

اللسانَ. وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل. وتَفَلْفَل قادِمَتا

الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل:

فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً،

لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا

التَّوْأَبانِيَّان: قادِمَتا الضرع. والفُلْفُل: الخادم الكيِّس. وشعَر

مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. المحكم: وتَفَلْفَل شعر الأَسود

اشتدَّت جُعودته، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل

المتقدم؛ قال:

وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه

ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، وأَهل

اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ. وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ.

وفي حديث عليّ: قال عَبْد

خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا

هو يتَفَلْفَل، وفي رواية السُّلمي: خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل؛

قال ابن الأَثير: قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء

والمِسواك في فِيه يَشُوصُه؛ ويقال: جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية

المتبختر، وقيل: هو مُقارَبة الخُطى، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين؛ وقال

القتيبي: لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك، قال: ولعله يتَتَفَّل لأَن من

استاك تَفَل. وقال النضر: جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه

بالسِّواك. وفَلْفَل إِذا استاك، وفَلْفَل إِذا تبختر، قال: ومن خفيف هذا الباب

فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ؛ قال الكميت:

وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها

يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ

وللمرأَة: يا فُلَة. قال سيبويه: وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم

يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء، ولكنهم بنوا الاسم على

حرفين وجعلوه بمنزلة دَم؛ قال: والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد

يقول يا فُلْ، وهذا اسم اختص به النداء، وإِنما بُني على حرفين لأَن

النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية

لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير

النداء؛ قال أَبو النجم:

تَدافَعَ الشيبُ، ولم تقْتلِ

في لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ

فكسر اللام للقافية؛ الجوهري: قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو

محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم، قال: ولو كان ترخيماً لقالوا يا

فُلا. وفي حديث القيامة: يقول الله تبارك وتعالى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك

وأُسَوِّدْك؛ معناه يا فُلان؛ قال ابن الأَثير: وليس ترخيماً لأَنه لا

يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه:

ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء، وجاء أَيضاً في غير

النداء؛ وقال الجوهري: ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة، فبنو

أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني

ويجمع ويؤنث، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، فإِن

كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة، قال: وقال قوم إِنه ترخيم

فُلان، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي

الترخيم. وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقَى في النار

فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف؟

فلل
{فَلَّهُ} يَفُلُّهُ {فَلاًّ،} وفَلَّلَه {تَفليلاً: ثَلَمَهُ،} فتَفَلَّلَ {وانْفَلَّ} وافْتَلَّ، الأَخيران مُطاوِعا فَلَّهُ، {وتَفَلَّلَ مُطاوِع} فَلَّلَه، وَلذَا قَالَ شيخُنا: فِيهِ نَخليطٌ بالنِّسبَةِ لِقواعِدِ الصَّرْفِيِّينَ، ويُحمَلُ كلامُه على اللَّفِّ والنشرِ المُشَوَّشِ، انْتهى، وَقَالَ بعضُ الأَغفالِ: لوْ تَنطَحُ الكُنادِرَ العُضُّلا قَضَّتْ شؤونَ رأْسِهِ {فافْتَلاّ وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْ: شَجَّكِ، أَو} فَلَّكِ، أَو جمعَ كُلاًّ لكِ، أَرادَتْ {بالفَلِّ الكَسْرَ والضَّرْبَ، تقولُ: إنَّها مَعَه بَين شَجِّ رأْسٍ، أَو كَسْرِ عُضْوٍ، أَو جَمْعٍ بينَهُما، وَقيل: أَرادت بالفَلِّ الخُصُومَةَ. (و) } فَلَّ القَومَ {يَفُلُّهُم فَلاًّ: هزمَهُم} فانْفَلُّوا {وتَفَلَّلوا، أَي انهَزَموا. وقَومٌ} فَلٌّ: مُنهزِمونَ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد والجَمعُ، قَالَ ابنُ برّيّ: وَمِنْه قولُ الجَعدِيِّ: وأُراهُ لمْ يُغادِرْ غيرَ {فَلُّ أَي} المَفلول، وَفِي قصيدِ كَعْبٍ: أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاّ وهوَ {مَفلولُ أَي مَهزوم: ج:} فُلولٌ، بالضَّمِّ، {وأَفلالٌ، هَكَذَا فِي لنُّسخ، والصّوابُ} فُلاّلٌ كرُمّانٍ، فَفِي المُحكَمِ قَالَ أَبو الحَسَنِ: لَا يَخلو من أَن يكونَ اسْمَ جَمعٍ أَو مَصدراً، فَإِن كانَ اسْمَ جَمعٍ فقِياسُ واحِدِه أَنْ يكونَ {فالاًّ، كشارِبٍ وشَرْبٍ، ويكونَ} فالٌّ فاعِلاً بمَعنى مَفعولٍ، لأَنَّه هُوَ الَّذِي {فُلَّ، بل هُوَ جَمع فالٍّ، لأَنَّ جَمعَ الجَمعِ نادِرٌ، وأَمّا فُلاّلٌ فجَمعُ فالٍّ لَا مَحالَةَ، لأَنَّ فَعلاً لَيْسَ مِمّا يُكَسَّرُ على فُعَّالٍ، فتأَمَّلْ. وسَيْفٌ} فَليلٌ، {ومَفلولٌ،} وأَفَلُّ، {ومُنْفَلٌّ: أَي مُنثَلِمٌ، قَالَ عنترَةُ:
(وسيفي كالعَقيقَةِ وَهُوَ كِمْعِي ... سِلاحي لَا} أَفَلَّ وَلَا فُطارا)
وسَيْفٌ أَفَلُّ، بيِّنُ {الفُلَلِ: ذُو} فُلولٍ. {وفُلولُهُ: ثُلَمُه، وَهِي كَسورٌ فِي حَدِّه، واحدُها فَلٌّ، وَقد قيلَ:} الفُلولُ مَصدَر، والأَوّلُ أَصَحُّ، قَالَ النّابغَةُ الذُّبيانِيّ: بِهِنَّ فُلولبٌ من قِراعِ الكَتائبِ وَفِي حديثِ سيفِ الزُّبَيرِ: فِيهِ {فَلَّةٌ} فُلَّها يومَ بَدْرٍ، {الفَلَّةُ: الثُّلْمَةُ فِي السَّيفِ.} والفَليلُ: نابُ البعيرِ المُنكَسِرُ، وَفِي الصِّحَاح إِذا انْثَلَم. (و) {الفَليلُ: الجَماعَةُ،} كالفَلِّ، والجمعُ فُلولٌ، قَالَ أَعشى باهِلَةَ: (فجاشَتِ النَّفْسُ لمّا جاءَ {فَلُّهُمُ ... وراكِبٌ جاءَ من تَثليثَ مُعتَمِرُ)
) أَي جماعَتُهمُ المُنهزِمون. الفَليلُ: الشَّعْرُ المُجتمعُ،} كالفَليلَةِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: فإمّا أَنْ يكونَ من بابِ سَلَّةٍ وسَلٍّ، وإمّا أَنْ يكونَ من الجَمعِ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحِدَهُ إلاّ بالهاءِ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(ومُطَّرِدِ الدِّماءِ وحيثُ يُلْقَى ... مِنَ الشَّعْرِ المُضَفَّرِ {كالفَليلِ)
والجَمعُ} فَلائلُ، وأَنشدَ ابنُ بريّ لابنِ مُقبل: تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُهُ {وفَلائِلُهْ وَفِي حَدِيث معاوِيَةَ: أَنه صَعِدَ على المِنبَرِ وَفِي يَده فَليلَةٌ وطَريدَةٌ،} الفَليلَةُ: الكُبَّةُ من الشَّعَر، وقالَ الزَّمَخشَريُّ: وكأَنَّ المُرادَ الكُبَّةُ من الدِّمَقْسِ. الفَليلُ: اللِّيفُ، هُذَلِيَّةٌ. {والفَلُّ: مَا ندَرَ عَن الشيءِ كسُحالَةِ الذَّهَبِ، وبُرادَةِ الحديدِ، وشَرَرِ النّارِ، وَفِي بعض النُّسخ وشِرارِ النّاسِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والجَمعُ فُلولٌ. (و) } الفَلُّ: الأَرْضُ الجَدْبَةُ، ويُكسَرُ، أَو هِيَ الَّتِي تُمطَرُ وَلَا تُنبِتُ، عَن أَبي عُبيدَةَ، أَو مَا أَخْطأَها المَطَرُ أَعواماً، أَو مَا لم تُمْطَرْ بينَ أَرْضَيْنِ مَمْطورَتينِ، وَهِي الخَطيطَةُ، وَقد ردَّهُ أَبو عُبيدَةَ، وصَوَّبَ أَنَّها الَّتِي تُمطَرُ وَلَا تُنبِتُ، وقيلَ: هِيَ الَّتِي لمْ يُصِبْها مَطَرٌ، أَو هِيَ الأَرضُ القَفْرَةُ لاشيءَ بهَا، {وفلاةٌ مِنْهَا، والجَمعُ كالواحِد، وَقد تُكَسَّرُ على} أَفلال، قَالَ الرَّاجِزُ: مَرْتُ الصَّحارَى ذُو سُهوبٍ أَفلالْ! وأَفْلَلنا: وَطِئناها، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَفَلَّ الرَّجُلُ صارَ بأَرضٍ فَلم يُصِبْهُ مَطَرٌ وأَنشدَ:
( {أَفَلَّ وأَقْوى فَهْوَ طاوٍ كأَنَّما ... يُجاوِبُ أَعلى صَوتِهِ صَوْتُ مِعْوَلِ)
(و) } الفِلُّ، بالكَسْرِ: الأَرضُ لَا نباتَ بهَا وَلم تُمطَرْ، قَالَ عبد الله بن رَواحَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(شَهدْتُ فلَمْ أَكْذِبْ بأَنَّ مُحَمَّداً ... رسولُ الَّذِي فوقَ السَّمواتِ مِنْ عَلُ)

(وأَنَّ أَبا يَحيى ويَحيى كِلَيْهِما ... لهُ عمَلٌ فِي دينِه مُتَقَبَّلُ)

(وأَنَّ الّتي بالجِزْعِ مِنْ بطْنِ نَخلَةٍ ... ومَنْ دانَها {فِلٌّ من الخَيرِ مَعْزِلُ)
أَي خالٍ من الخيرِ، ويُروى: ومَنْ دونَها، أَي الصَّنَمُ المَنصوبُ حولَ العُزَّى.
قَالَ الصَّاغانِيُّ: وتُروى القِطعَةُ الَّتِي مِنْهَا هَذِه الأَبياتُ لِحَسّانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَهِي موجودةٌ فِي أَشعارِهِما. وَقَالَ أَبو صالحٍ مَسعودُ بنُ قَيْدٍ، وَاسم قَيْدٍ، يَصِفُ إبِلا: حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتَقِلِّ فَمَا تكادُ نِيبُها تُوَلِّي)
الغَتْمُ: شِدَّةُ الحَرِّ الَّذِي يأْخُذُ بالنَّفَسِ. الفِلُّ: مَا رَقَّ من الشَّعَرِ.} واستَفَلَّ الشيءُ: أخّذَ مِنْهُ أَدنى جُزءٍ كعُشرِهِ. وَقيل: {الاستِفلالُ أَن يُصيبَ من المَوضِعِ العَسِرِ شَيْئا قَلِيلا من موضعِ طلَبِ حَقٍّ أَو صِلَةٍ، فَلَا يَسْتَفِلُّ إلاّ شَيْئا يَسِيرا.} وأَفَلَّ الرَّجُلُ، ذهبَ مالُهُ، من الأَرضِ! الفَلِّ.(تَرى بَعَرَ الصِّيرانِ فِي عَرَصاتِها ... وقِيعانِها كأَنَّه حَبُّ {فُلْفُلِ)
وَقَالَ المُرَقِّشُ الأَكبرُ، وَقيل: الأَصغَرُ:
(فكأَنَّ حَبَّةَ فُلْفُلٍ فِي جَفنِهِِ ... مَا بينَ مَضْجَعِها إِلَى إمسائِها)
وأَمّا الدَّارَ فُلْفُلَ وَهُوَ شجَرُ} الفُلْفُلِ أَوَّلَ مَا يُثْمِرُ، قَالَ شيخُنا: صَرَّحَ جماعَةٌ بأَنَّ شجرَ دارَ فُلْفُلَ غيرُ شجَرِ الفُلْفُلِ، فيَزيدُ فِي الباءَةِ ويُحدِرُ الطَّعامَ، أَي يَهضِمُه، ويُزيلُ المَغَصَ والنَّفْخَ، ويَنفَعُ من نَهشِ الهَوامِّ طِلاءً بالدُّهْنِ. قلتُ: ويُعرَفُ الدَّارَ فُلْفُلَ بمِصْرَ بعِرْقِ الذَّهَبِ، وبالفارسيَّةِ بُلْبُلْ دَرازْ. الفُلْفُل، كهُدْهُدٍ: الخادِمُ الكَيِّس، زادَ منلا عليّ فِي ناموسِه: وكزِبْرِجٍ أَيْضا مثلُ ذَلِك، بل)
هُوَ الْأَكْثَر فِي استعمالِه. قَالَ شَيْخُنا: كَذَا قَالَ وَفِيه تأمُّلٌ. الفُلْفُل: اللِّيف. فُلْفُلٌ: اسمُ رجلٍ. {وَتَفَلْفَلَ الرجلُ: قارَبَ بَين الخُطا وتبَخْتَر، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ عَن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَرَجَ علينا عليٌّ، رَضِي الله تَعالى عَنهُ، وَهُوَ} يَتَفَلْفَلُ. وَكَانَ كَيِّسَ الفِعلِ، وروى: يَتَقَلْقَل، وروى عَبْدُ خَيرٍ: أنّه خرجَ وَهُوَ يَتَفَلْفَلُ فسألْتُه عَن الوِترِ، فَقَالَ: نِعْمَ سَاعَة الوِترِ هَذِه، هَكَذَا فسَّره النَّضْرُ.
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: {تَفَلَفَلَ شاصَ فاهُ بالسِّواكِ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ، وفسَّره النَّضرُ أَيْضا هَكَذَا.
ونقلَ ابنُ الأثيرِ عَن الخَطّابيِّ يُقَال: جاءَ فلانٌ} مُتَفَلْفِلاً، إِذا جاءَ والمِسْواكُ فِي فيهِ يَشُوصُه. وَقَالَ القُتَيْبيُّ: لَا أعرفُ يَتَفَلْفَلُ بِمَعْنى يَسْتَاك، قَالَ: ولعلَّه يَتَتَفَّل لأنّ مَن استاكَ تَفَلَ، {كَفَلْفَلَ فيهمَا، عَن النَّضْر. تَفَلْفَلَ: قادِمَتا الضَّرع إِذا اسْوَدَّتْ حَلَمَتاهُما، ووُجِدَ فِي بعضِ نسخِ الصِّحاح: حَلَمَتاها قَالَ ابنُ مُقبِلٍ يصفُ نَاقَة:
(فمَرَّتْ على أَظْرَابِ هِرٍّ عَشِيَّةً ... لَهَا تَوْأَبانِيّانِ لم} يَتَفَلفَلا)
التَّوْأَبانِيّان: قادِمتا الضَّرْع. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {الفِلِّيَّة، بالكَسْر كالعِلِّيَّة: الأرضُ الَّتِي لم يُصبْها مطَرُ عامِها حَتَّى يُصيبَها المطرُ من العامِ القابِل، ج:} الفَلالِيُّ. وثوبٌ {مُفَلْفَلٌ، بالفَتْح، أَي على صيغةِ المَفعول: مُوَشَّى، داراتُ وَشْيِه كصعاريرِ الفُلْفُل، أَي تحكي استدارَتَه وصِغَرَه. وشَرابٌ مُفَلْفَلٌ: يَلْذَعُ لَذْعَةً، قَالَ:
(كأنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَلِ)
ذَكَّرَ على إرادةِ الشَّرَاب. وَقيل: خَمْرٌ مُفَلْفَلٌ أُلقيَ فِيهِ الفُلْفُلُ فَهُوَ يَحْذِي اللِّسان وطعامٌ مُفَلْفلٌ كَذَلِك. وَشَعَرٌ مُفَلْفلٌ: شديدُ الجُعودةِ. كَشَعَرِ الأَسْوَد. وأَديمٌ مُفَلْفلٌ: نَهَكَه الدِّباغُ فَظَهَرَ فِيهِ مِثل الفُلْفُل.} والأَفَلُّ: سَيْفُ عَدِيٍّ بن حاتِمٍ، الطائِيّ، رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَفِيه يَقُول:
(إنّي لأَبْذُلُ طارِفي وتِلادي ... إلاّ {الأفَلَّ وشِكَّتي والجَرْوَلا)
} وفِلفِلان، بالكَسْر: ة بأَصْبَهان، مِنْهَا: أَبُو يَعْقُوب إسحاقُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ السَّكَن، عَن إسحاقَ بن سَلْمَانَ الرّازِيّ، صاحبِ جَريرٍ، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد بنُ فارسٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَلُّ: الخُصومةُ والنزاعُ والشِّقاقُ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضا حديثُ أمِّ زَرْعٍ كَمَا تقدَّم، وَالْمعْنَى كَسَرَكَ بخُصومتِه.} والتَّفْليلُ: تفَلُّلٌ فِي حدِّ السِّكِّين، وَفِي غروبِ الأسنانِ، وَفِي السَّيفِ، وَفِي حديثِ عائشَةَ تصفُ أَبَاهَا رضيَ الله تَعالى عَنْهُمَا: وَلَا {فَلُّوا لَهُ صَفاةً. أَي كسروا لَهُ حَجَرَاً، كَنَتْ بِهِ عَن قُوَّتِه فِي الدِّين.} واسْتَفَلَّ غَرْبَه: أَي كَسَرَه. {وَتَفَلَّلَتْ مَضارِبُه: تكَسَّرَت.} والفَلُّ: ثَوْبٌ من) مُشاقَةِ الكَتّان. {وانْفَلَّ سِنُّه: انْثَلَم، قَالَ: عُجَيِّزٌ عارِضُها} مُنْفَلُّ طعامُها اللُّهْنَةُ أَو أَقَلُّ وقومٌ {فِلالٌ، بالكَسْر: مُنْهَزِمون، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأَفَلَّت الأرضُ: صارتْ {فَلاًّ عَن أبي حنيفَة، وَأنْشد:
(وَكَمْ عَسَفَتْ من مَنْهَلٍ مُتَخاطِئٍ ... } أَفَلَّ وأَقْوَى فالجِمامُ طَوامي)
{والفَليل: العُرْف، وَبِه فسَّرَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ قولَ ساعدةَ بنِ جُؤْيَّةَ:
(وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبتْهُ ... مُذَرَّعَةٌ أُمَيْمَ لَهَا} فَليلُ)
نَقَلَه شَيْخُنا، وأمّا السُّكَّريُّ فإنّه فسَّرَه بالشَّعَر المَكْبوب. {وَتَفَلْفَلَ شَعْرُ الأسْوَد: اشتدَّتْ جُعودَتُه، كَمَا فِي المُحكَم. وربّما سُمِّي ثمَرُ البَرْوَقِ} فُلْفُلاً، تَشْبِيها بِهَذَا الفُلْفُلِ، قَالَ: وانْتَفضَ البَرْوَقُ سُوداً! فُلْفُلُه وأهلُ اليمنِ يُسمُّونَ ثَمَرَ الغافِ فُلْفُلاً. {وَفَلْفلَ} وَتَفَلْفَلَ: مَشى مُتَبَخْتِراً. {وفلاّنُ، كرُمّانٍ: ناحيةٌ ببلادِ السُّودان.} وفِيلال، بالكَسْر: اسْم سِجِلْماسَةَ، لمدينةٍ فِي الغَرب. {وفُلْفُلُ المَاء: نبتٌ يجاورُ الماءَ، سَبْطٌ ناعمُ الورَق، لَهُ حَبٌّ فِي عناقيد.} وفَلافِلُ السُّودان: حَبٌّ مُستَدير أَمْلَسُ فِي غُلُفٍ، ذِي أَبْيَاتٍ، مثل الصَّنوبر. {وفُلْفُلُ القُرود: حبُّ اللِّيم. وفُلْفُلُ الصَّقالِبَة: فنجكشت.} والفُلُّ، بالضَّمّ: عبارَة عَن ياسَمين مُضاعَفٍ، إمّا بالتركيبِ أَو بِشَقِّ أصلِه، ويُوضَعُ فِيهِ الياسمين، وَهُوَ زهرٌ نَقِيُّ البَياض، والتَّدَلُّك بورَقِه يُطَيِّبُ الْبدن. {وفُلْفُلَةُ بنُ عَبْد الله الجُعْفِيّ: تابِعيٌّ يروي عَن ابنِ مَسْعُودٍ، وَعنهُ القاسمُ بنُ حسّان، ثِقةٌ. وَفِي المثَل: من قَلَّ ذَلَّ، وَمن أَمِرَ} فَلَّ. وَغدا {فِلاًّ من الطعامِ، بالكَسْر: أَي خالِياً.} والفَليلَة: شَعَرُ زُبْرَةِ الأسَدِ، قَالَ مالكُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(يَا لَهْفَ مِن عَرْفَاءَ ذاتِ {فَليلَةٍ ... جاءَتْ إليَّ على ثلاثٍ تَخْمَعُ)
} والفُلْفِيلَة: بالضَّمّ: نهرٌ صغيرٌ يَنْشَقُّ من النِّيل.
ف ل ل: (تَفَلَّلَتْ) مَضَارِبُ السَّيْفِ أَيْ تَكَسَّرَتْ. وَ (فَلَّ) الْجَيْشَ هَزَمَهُ وَبَابُهُ رَدَّ يُقَالُ: (فُلَّهُ فَانْفَلَّ) أَيْ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ. وَيُقَالُ: مَنْ قَلَّ ذَلَّ وَمَنْ أَمَرَ فَلَّ. وَ (الْفُلْفُلُ) بِالضَّمِّ حَبٌّ مَعْرُوفٌ. وَشَرَابٌ (مُفَلْفَلٌ) يَلْذَعُ كَلَذْعِ الْفُلْفُلِ. 
ف ل ل

فلل السيف وتلفلل، وفي حدّه تفليل وتفلّل، وسيف أفل: ذم لما به من الخلل الظاهر ومدح لما ضرب به كثيراص. قال صخر الغيّ:

فيخبره بأن العقل عندي ... جراز لا أفلّ ولا أنيث

وقال حاتم:

إني لأبذل طارفي وتلادي ... إلا الأفلّ وشكّتي والجرولا

هو فرسه. وناب فليل: فل منه شيء أي كسر، وثغر مفلل: مؤشّر وفيه تفليل وتأشير. وتقول: فلّت جيوشهم، وثلث عروشهم. وذهبوا فلالاً، وطاروا شلالا؛ أي مفلولين مشلولين. وتركتهم وهم فرّ مشردون، وفل مطردون. وقرص مفلفلٌ: جعل فيه الفلفل.

ومن المجاز: فلان فل من الخير: خالٍ منه من الأرض الفل غير الممطورة. وتقول: فلان إن ذكرت الشرّ كان صلا، وإن ذكرت الخير كان فلا. وشراب مفلفل. فيه لذعة للسان كأنّ فيه فلفلاً. وهو مفلفل الشعر: شديد الجعودة. ورءوس الحبش مفلفلة وهو من الفلفل، ألا ترى إلى قول الراعي:

دسم الثياب كأن فروة رأسه ... زرعت فأنبت جانباه فلفلاً

وتفلفلت حلمات ضرع الناقة إذا اسودّت للإقراب. وقال مزاحم العقيليّ:

تكشّف عن ضاوي الغراز كأنه ... فلافل جون عهدهنّ قديم

يعني إذا رمحت الأتان العير تكشّف الضرع عن يابس ذاهب اللبن وهو صفته. وقال أبو النّجم:

وانتفض البروق سوداً فلفله ... واختلف النمل فصار ينقله

سمّى حبّه فلفلاً لسواده على سبيل الاستعارة.

الدّلالة

الدّلالة:
[في الانكليزية] Semantic
[ في الفرنسية] Semantique
بالفتح هي على ما اصطلح عليه أهل الميزان والأصول والعربية والمناظرة أن يكون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر هكذا ذكر الچلپي في حاشية الخيالي في بحث خبر الرسول، والشيء الأوّل يسمّى دالا والشيء الآخر يسمّى مدلولا. والمراد بالشيئين ما يعمّ اللفظ وغيره فتتصور أربع صور. الأولى كون كلّ من الدّال والمدلول لفظا كأسماء الأفعال الموضوعة لألفاظ الأفعال على رأي. والثانية كون الدّال لفظا والمدلول غير لفظ كزيد الدّال على الشخص الإنساني. والثالثة عكس الثانية كالخطوط الدّالة على الألفاظ. والرابعة كون كلّ منهما غير لفظ كالعقود الدّالة على الأعداد.
والمراد بالعلمين الإدراك المطلق الشامل للتصوّر والتصديق اليقيني وغيره فتتصور أربع صور أخرى. الأولى أن يلزم من تصوّر الدال تصوّر المدلول. الثانية أن يلزم من التصديق به التصديق بالمدلول. الثالثة أن يلزم من تصوّره التصديق بالمدلول. الرابعة عكس الثالثة.
والمراد بالشيء الآخر ما يغاير الشيء الأول بالذات كما في الأمثلة السابقة أو بالاعتبار كما في النار والدّخان، فإنّ كلا منهما دال على الآخر ومدلول له. واللزوم إن أريد به اللزوم في الجملة يصير هذا التعريف تعريفا على مذهب أهل العربية والأصول فإنّهم يكتفون باللزوم في الجملة، ولا يعتبرون اللزوم الكلّي فيرجع محصّل التعريف عندهم إلى أنّ الدّلالة كون الشيء بحالة يلزم أي يحصل من العلم به العلم بشيء آخر ولو في وقت. وما قيل إنّ الدلالة عندهم كون الشيء بحيث يعلم منه شيء آخر، فالمراد منه كونه بحيث يحصل من العلم به العلم بشيء آخر في الجملة لأنّه المتبادر من علم شيء من شيء عرفا، فلا يتوجّه أنّه لا يصدق على دلالة أصلا، إذ لا يحصل العلم بالمدلول من نفس الدال، بل من العلم به. وإن أريد به اللزوم الكلّي بمعنى امتناع انفكاك العلم بالشيء الثاني من العلم بالشيء الأول في جميع أوقات تحقّق العلم بالشيء الأول وعلى جميع الأوضاع الممكنة الاجتماع معه يصير تعريفا على مذهب أهل الميزان، إذ المعتبر عندهم هو الدلالة الكلّية الدائمة والمعتبر فيه اللزوم بالمعنى المذكور.
وبالجملة أهل الميزان والأصول وغيرهم متفقون في هذا التفسير وإن اختلفوا في معناه، وهذا مراد الفاضل الچلپي.

فإن قيل: قوله يلزم صفة لقوله حالة وليس فيه عائد يعود إلى الحالة مع أنّ الصفة إذا كانت جملة يلزم فيها من عائد إلى الموصوف، والقول بالتقدير تكلّف. قلنا: العائد لا يجب أن يكون ضميرا بل كون الجملة مفسّرة للموصوف يكفي عائدا إذ المقصود هو الربط وبه يحصل ذلك.
وأورد على تعريف المنطقيين أنّه لا يكاد يوجد دال يستلزم العلم به العلم بشيء آخر بل هو مخيّل في نفسه. وأجيب بأنّ المراد اللزوم بعد العلم بالعلاقة أي بوجه الدلالة أعني الوضع واقتضاء الطبع والعليّة والمعلولية، أو بوجه القرينة كما في دلالة اللفظ على المعنى المجازي، إلّا أنّه ترك ذكر هذا القيد لشهرة الأمر فيما بينهم، ولكون هذا القيد معتبرا عندهم. قال صاحب الأطول: الصحيح عندهم أن يقال الدلالة كون الشيء بحيث يلزم من العلم به العلم بشيء آخر عند العلم بالعلاقة، وحينئذ لا بدّ من حمل العلم على الالتفات والتوجّه قصدا حتى لا يلزم تحصيل الحاصل وفهم المفهوم فيما إذا كان المدلول معلوما عند العلم بالدال. ولا يرد أنّ بعض المدلولات قد يكون ملتفتا إليه عند الالتفات إلى الدال، فلا يتحقّق اللزوم الكلّي في الالتفات أيضا وإلّا لزم التفات الملتفت، لأنّا لا نسلّم ذلك لامتناع الالتفات إلى شيئين في زمان واحد. وهاهنا أبحاث تركناها مخافة الإطناب، فإن شئت الوقوف عليها فارجع إلى كتب المنطق.
التقسيم
الدلالة تنقسم أولا إلى اللفظية وغير اللفظية، لأنّ الدال إن كان لفظا فالدلالة لفظية، وإن كان غير اللفظ فالدلالة غير لفظية. وكل واحدة من اللفظية وغير اللفظية تنقسم إلى عقلية وطبيعية ووضعية. وحصر غير اللفظية في الوضعية والعقلية على ما وقع من السّيد السّند ليس على ما ينبغي، كيف وأمثلة الطبعية الغير اللفظية كدلالة قوّة حركة النبض على قوة المزاج وضعفها على ضعفه، وأمثالها كنار على علم هذا هو المشهور. ويمكن تقسيم الدلالة أولا إلى الطبيعية والعقلية والوضعية، ثم يقسم كل منهما إلى اللفظية وغير اللفظية، هكذا ذكر الصادق الحلوائي في حاشية الطيبي. فالدلالة العقلية هي دلالة يجد العقل بين الدال والمدلول علاقة ذاتية ينتقل لأجلها منه إليه. والمراد بالعلاقة الذاتية استلزام تحقّق الدال في نفس الأمر تحقّق المدلول فيها مطلقا سواء كان استلزام المعلول للعلة كاستلزام الدّخان للنار أو العكس كاستلزام النار للحرارة أو استلزام أحد المعلولين للآخر كاستلزام الدخان الحرارة، فإنّ كليهما معلولان للنار. وتطلق العقلية أيضا على الدلالة الالتزامية وعلى التضمنية أيضا كما سيجيء. والدلالة الطبيعية دلالة يجد العقل بين الدال والمدلول علاقة طبيعية ينتقل لأجلها منه إليه. والمراد من العلاقة الطبيعية إحداث طبيعة من الطبائع سواء كانت طبيعة اللافظ أو طبيعة المعنى أو طبيعة غيرها عروض الدّال عند عروض المدلول كدلالة أح أح على السعال وأصوات البهائم عند دعاء بعضها بعضا، وصوت استغاثة العصفور عند القبض عليه، فإنّ الطبيعة تنبعث بإحداث تلك الدوال عند عروض تلك المعاني، فالرابطة بين الدّال والمدلول هاهنا هو الطبع، هكذا في الحاشية الجلالية وحاشية لأبي الفتح. وفي شرح المطالع الدلالة الطبيعية اللفظية هي ما يكون بحسب مقتضى الطبع. قال السّيد الشريف في حاشيته أراد به طبع اللافظ فإنّه يقتضي تلفظه بذلك اللفظ عند عروض المعنى له. ويحتمل أن يراد به طبع معنى اللفظ لأنّه يقتضي التلفظ به. وأن يراد به طبع السامع فإنّ طبعه يتأدّى إلى فهم ذلك المعنى عند سماع اللفظ لا لأجل العلم بالوضع.
قال المولوي عبد الحكيم الطبع والطبيعة والطّباع بالكسر في اللغة السّجيّة التي جبل عليها الإنسان. وفي الاصطلاح يطلق على مبدأ الآثار المختصّة بالشيء سواء كان بشعور أو لا؛ وعلى الحقيقة فإن أريد طبع اللافظ فالمراد به المعنى الأوّل فإن صورته النوعية أو نفسه يقتضي التلفّظ به عند عروض المعنى. وإن أريد طبع معنى اللفظ أي مدلوله فالمراد به المعنى الثاني. وإن أريد طبع السامع فالمراد به مبدأ الإدراك أي النفس الناطقة أو العقل انتهى.
ثم اعلم أنّه لا يقدح في الدلالة الطبيعية وجود دلالة عقلية مستندة إلى علاقة عقلية لجواز اجتماع الدلالتين باعتبار العلاقتين، بل ربّما يجتمع الدلالات الثلاث باعتبار العلاقات الثلاث كما إذا وضع لفظ أح أح للسعال، بل نقول كل علاقة طبيعية تستلزم علاقة عقلية، لأنّ إحداث الطبيعة عروض الدال عند عروض المدلول إنّما يكون علاقة للدلالة الطبيعية باعتبار استلزم تحقّق الدّال تحقّق المدلول على وجه خاص، لكن الدلالة المستندة إلى استلزام الدّال للمدلول بحسب نفس الأمر مطلقا مع قطع النظر عن خصوص المادة دلالة عقلية والدلالة المستندة إلى الاستلزام المخصوص بحسب مادة الطبيعة طبيعية فلا إشكال. نعم يتّجه على ما ذكروه في العلاقة الطبيعية من إحداث الطبيعية عروض الدّال عند عروض المدلول أنّه إنما يدلّ على استلزام المدلول للدّال وهو غير كاف في الدلالة عندهم، لجواز أن يكون اللازم أعمّ، بل لا بدّ من استلزام الدال للمدلول وإلّا لكان مطلق لفظ أح أح مثلا دالا على السعال أينما وقع وكيف وقع وهو باطل، بل الدّال عليه هو ذلك اللفظ بشرط وقوعه على وجه مخصوص يستلزم السعال. اللهم إلّا أن يقال المراد عند عروض المدلول فقط أي حصول الدال الذي هو على وجه إحداث الطبيعة عند حصول المدلول فقط. وحاصله استلزام الدّال للمدلول بطريق مخصوص وفيه بعد لا يخفى.
قيل حصر الدلالة الطبيعية في اللفظية كما اختاره السّيد الشّريف منقوض بدلالة الحمرة على الخجل والصفرة على الوجل وحركة النبض على المزاج المخصوص منها. قال المولوي عبد الحكيم ولعلّ السّيد الشريف أراد أن تحقّقها للّفظ قطعي، فإنّ لفظة أح لا تصدر عن الوجع، وكذا الأصوات الصادرة عن الحيوانات عند دعاء بعضها بعضا لا تصدر عن الحالات العارضة لها، بل إنّما تصدر عن طبيعتها بخلاف ما عدا اللفظ فإنّه يجوز أن تكون تلك العوارض منبعثة عن الطبيعة بواسطة الكيفيات النفسانية والمزاج المخصوص فتكون الدلالة طبيعية ويجوز أن تكون آثار النفس تلك الكيفيات والمزاج المخصوص فلا يكون للطبيعة مدخل في تلك الدلالة فتكون عقلية.
قال الصادق الحلوائي في حاشية الطيبي وقد يقال الظاهر أنّ تسمية الدّال بمدخلية الطبع طبعية على قياس أخويها لا طبيعية. ويجاب بأنّ الطّبع مخفف الطبيعة، فروعي في النسبة حال الأصل.
والدلالة الوضعية دلالة يجد العقل بين الدّال والمدلول علاقة الوضع ينتقل لأجلها منه إليه. والحاصل أنّها دلالة يكون للوضع مدخل فيها على ما ذكروا فتكون دلالة التضمّن والالتزام وضعية، وكذا دلالة المركّب ضرورة أنّ لأوضاع مفرداته دخلا في دلالته، ودلالة اللفظ على المعنى المجازي داخلة في الوضعية لأنها مطابقة عند أهل العربية، لأنّ اللفظ مع القرينة موضوع للمعنى المجازي بالوضع النوعي كما صرّحوا به. وأمّا عند المنطقيين فإن تحقّق اللزوم بينهما بحيث يمتنع الانفكاك فهي مطابقة وإلّا فلا دلالة على ما صرّح به السّيد الشريف في حاشية شرح المطالع. والمبحوث عنها في العلوم هي الدلالة الوضعية اللفظية، وهي عند أهل العربية والأصول كون اللفظ بحيث إذا أطلق فهم المعنى منه للعلم بالوضع. وعند المنطقيين كونه بحيث كلّما أطلق فهم المعنى للعلم بالوضع.
وتعريفها بفهم المعنى من اللفظ عند إطلاقه بالنسبة إلى من هو عالم بالوضع ليس كما ينبغي لأنّ الفهم صفة السامع والدلالة صفة اللفظ فلا يصدق التعريف على دلالة ما.
وأجيب بأنّا لا نسلّم أنّه ليس صفة اللفظ، فإنّ معنى فهم السامع المعنى من اللفظ انفهمامه منه هو معنى كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى.
غاية ما في الباب أنّ الدلالة مفردة يصحّ أن يشتقّ منه صفة تحمل على اللفظ كالدال. وفهم المعنى من اللفظ وانفهمامه منه مركّب لا يمكن اشتقاقه منه إلّا برابط مثل أن يقال اللفظ منفهم منه المعنى. ألا ترى إلى صحة قولنا اللفظ متّصف بانفهام المعنى منه كما أنّه متّصف بالدلالة نعم كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى أوضح في المقصود، فاختياره أحسن وأولى.
وأجيب أيضا بأنّ هاهنا أمورا أربعة الأول اللفظ. والثاني المعنى. والثالث الوضع وهو إضافة بينهما أي جعل اللفظ بإزاء المعنى عل معنى أنّ المخترع قال إذا أطلق هذا اللفظ فافهموا هذا المعنى. والرابع إضافة ثانية بينهما عارضة لهما بعد عروض الإضافة الأولى وهي الدلالة. فإذا نسبت إلى اللفظ قيل إنّه دال على معنى كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى العالم بالوضع عند إطلاقه، وإذا نسبت إلى المعنى قيل إنّه مدلول هذا اللفظ بمعنى كون المعنى منفهما عند إطلاقه، وكلا المعنيين لازمان لهذه الإضافة فأمكن تعريفها بأيّهما كان. بقي أنّ الدلالة ليست كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى عند الإطلاق، بل كونه بحيث يفهم منه المعنى العالم بالوضع عند حضور اللفظ عنده سواء كان بسماعه أو بمشاهدة الخطّ الدال عليه أن يتذكّره. فالصحيح الأخصر أن يقال هي فهم العالم بالوضع المعنى من اللفظ.
تقسيم
الدلالة الوضعية في الأطول مطلق الدلالة الوضعية إمّا على تمام ما وضع له وتسمّى دلالة المطابقة بالإضافة وبالدلالة المطابقية بالتوصيف أيضا كدلالة الإنسان على مجموع الحيوان الناطق. وإمّا على جزئه أي جزء ما وضع له وتسمّى دلالة التضمّن بالإضافة وبالدلالة التضمّنية بالتوصيف أيضا كدلالة الإنسان على الحيوان أو الناطق. وإمّا على خارج عنه أي عمّا وضع له وتسمّى دلالة الالتزام والدلالة الالتزامية أيضا كدلالة الإنسان على الضاحك، إلّا أنّهم خصّوا هذا التقسيم بدلالة اللفظ الموضوع لأنّ الدلالة الوضعية الغير اللفظية على الجزء أو الخارج في مقام الإفادة غير مقصودة في العادة لأنّه لا يستعمل الخط ولا العقد ولا الإشارة في جزء المعنى ولا لازمه، وكذا دلالة الخط على أجزاء الخط موضوعة بإزاء جزء ما وضع له الكل لا محالة. ولفظ التمام إنّما ذكر لأنّ العادة أن يذكر التمام في مقابلة الجزء حتى كأنّه لا تحسن المقابلة بدونه. وهذه الأسماء على اصطلاح أهل الميزان.
وأمّا أهل البيان فيسمون الأولى أي ما هو على تمام ما وضع له دلالة وضعية لأنّ منشأه الوضع فقط ويسمّون الأخريين دلالة عقلية.
فالدلالة العقلية عندهم هي الدلالة على غير ما وضع اللفظ له وإنّما سمّيتا بها لأنّه انضمّ فيهما إلى الوضع أمران عقليان، وهما توقّف فهم الكلّ على الجزء وامتناع انفكاك فهم الملزوم عن اللازم. فالدلالة الوضعية لها معنيان، أحدهما أعمّ مطلقا من المعنى الآخر والدلالة العقلية لها معنيان متباينان.
وصاحب مختصر الأصول قد خالف التقسيم المشهور فقسّم الدلالة اللفظية الوضعية إلى قسمين: لفظية وهي أن ينتقل الذهن من اللفظ إلى المعنى وهي دلالة واحدة، لكن ربّما تضمّن المعنى الواحد جزءين فيفهم منه الجزءان، وهو بعينه فهم الكلّ، فالدلالة على الكلّ لا تغاير الدلالة على الجزءين ذاتا، بل بالاعتبار والإضافة، فهي بالنسبة إلى كمال معناها تسمّى دلالة مطابقية وإلى جزئه تسمّى دلالة تضمنية وغير لفظية وتسمّى عقلية بأن ينتقل الذهن من اللفظ إلى معناه ومن معناه إلى معنى آخر، وهذا يسمّى دلالة التزام. وإن شئت توضيح هذا فارجع إلى العضدي وحواشيه.
ثم قال صاحب الأطول ويرد على التقسيم أنّ اللفظ قد يراد به نفسه كما يقال زيد علم، وحينئذ يصدق على دلالته على نفسه دلالة اللفظ على تمام ما وضع له، وعلى دلالته على جزئه دلالته على جزء ما وضع له، وعلى دلالته على لازمه دلالته على خارجه عنه مع أنّها لا تسمّى مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما.
والجواب أنّ من قال بوضع اللفظ لنفسه جعل ذلك الوضع ضمنيا، والمتبادر من إطلاقه الوضع القصدي، ومن لم يقل بدلالة اللفظ على نفسه ولا باستعماله [فيه] ووضعه له وهو التحقيق، وإن كان الأكثرون على خلافه فلا إشكال [على قوله]. وهاهنا سؤال مشهور وهو أنّ تعريف كلّ من الدلالات الثلاث ينتقض بالآخر إذ يجوز أن يكون اللفظ مشتركا بين الكلّ والجزء وبين الملزوم واللازم.
وأجيب أنّ قيد الحيثية معتبر أي من حيث إنّه تمام ما وضع له أو جزؤه أو لازمه. وهذا وإن يدفع الخلل في الحدّ لكنّه يختلّ به ما اشتهر فيما بينهم أنّ تقسيم الدلالة الوضعية إلى الأقسام الثلاث تقسيم عقلي، يجزم العقل بمجرّد ملاحظة مفهوم القسمة بالانحصار ولا يجوز قسما آخر. كيف ودلالة اللفظ الموضوع لمجموع المتضايفين على أحدهما بواسطة أنّه لازم جزء آخر ليست دلالة على الجزء من حيث إنّه جزء، بل من حيث إنّه لازم جزء آخر، فلا يكون تضمنا ولا التزاما لأنّه ليس بخارج، فخرجت القسمة عن أن تكون عقلية بل عن الصحّة لانتفاء الحصر [والضبط بوجه ما] ويختل أيضا [بيان] اشتراط اللزوم الذهني لأنّ اعتبار اللزوم في مفهومه يجعل هذا الاشتراط لغوا محضا.

فإن قلت: المعتبر في مفهومه مطلق اللزوم والبيان لاشتراط اللزوم الذهني. قلت: يجب أن يعتبر في المفهوم اللزوم الذهني لأنّ مطلق اللزوم لا يصلح أن يكون سببا لدلالة اللفظ على الخارج، وإلّا لكان اللازم الخارجي مدلولا. قال ونحن نقول دلالة اللفظ باعتبار كل وضع للفظ على انفراده، أمّا على تمام ما وضع له أو على جزئه أو على الخارج عنه إذ المعنى الوضعي باعتبار الوضع الواحد لا يمكن أن يكون إلّا أحدها. فالحصر عقلي والتعريفات تامّة والاشتراط مفيد، فهذا مراد القوم في مقام التقسيم، ولم يتنبّه المتأخّرون فظنّوا التعريفات مختلّة فأصلحوها بزيادة قيود وأخلّوا إخلالا كثيرا.
فائدة:
المنطقيون اشترطوا في دلالة الالتزام اللزوم الذهني المفسّر بكون المسمّى بحيث يستلزم الخارج بالنسبة إلى جميع الأذهان وبالنسبة إلى جميع الأزمان لاشتراطهم اللزوم الكلّي في الدلالة كما سبق. وأهل العربية والأصول وكثير من متأخري المنطقيين والإمام الرازي لم يشترطوا ذلك. فالمعتبر عندهم مطلق اللزوم ذهنيا كان أو خارجيا لاكتفائهم باللزوم في الجملة في الدلالة.
فائدة:
دلالة الالتزام مهجورة في العلوم.
والتحقيق أنّ اللفظ إذا استعمل في المدلول الالتزامي فإن لم يكن هناك قرينة صارفة عن [إرادة] المدلول المطابقي دالّة على المراد لم يصح إذ السابق إلى الفهم هو المدلول المطابقي. أمّا إذا قامت قرينة معيّنة للمراد فلا خفاء في جوازه. غايته التجوّز لكنه مستفيض شائع في العلوم حتى إنّ أئمة المنطقيين صرّحوا بتجويزه في التعريفات. نعم إنها مهجورة في جواب ما هو اصطلاحا بمعنى أنّه لا يجوز أن يذكر فيه ما يدلّ على المسئول عنه أو على أجزائه بالالتزام، كما لا يجوز ذكر ما دلالته على المسئول عنه بالتضمّن لاحتمال انتقال الذهن إلى غيره أو غير أجزائه فلا تتعيّن الماهية المطلوبة وأجزاؤها، بل الواجب أن يذكر ما يدلّ على المسئول عنه مطابقة وعلى أجزائه إمّا بالمطابقة أو التضمن. فالالتزام مهجور كلّا وبعضا، والمطابقة معتبرة كلّا وبعضا، والتضمّن مهجور كلّا معتبر بعضا كذا في شرح المطالع.
فائدة: قيل الدلالة لا تتوقّف على الإرادة لأنّا قاطعون بأنّا إذا سمعنا اللفظ وكنّا عالمين بالوضع نتعقّل معناه سواء أراده اللافظ أولا، ولا نعني بالدلالة سوى هذا. والحق التوقّف لأنّ دلالة اللفظ الوضعية، إنّما هي بتذكّر الوضع، وبعد تذكّر الوضع يصير المعنى مفهوما لتوقّف التذكّر عليه فلا معنى لفهمه إلّا فهمه من حيث إنّه مراد المتكلّم والتفات النفس إليه بهذا الوجه. نعم الإرادة التي هي شرط أعمّ من الإرادة بحسب نفس الأمر، ومن الإرادة بحسب الظاهر، فظهر أنّ الدلالة تتوقّف على الإرادة مطلقا مطابقة كانت أو تضمنا أو التزاما، وجعل المطابقة مخصوصة به تصرّف من القاصر بسوء فهمه كذا في الأطول.
وبالجملة فأهل العربية يشترطون القصد في الدلالة فما يفهم من غير قصد من المتكلّم لا يكون مدلولا للفظ عندهم، فإنّ الدلالة عندهم هي فهم المراد لا فهم المعنى مطلقا، بخلاف المنطقيين، فإنّها عندهم فهم المعنى مطلقا سواء أراده المتكلّم أولا. وقيل ليس المراد أنّ القصد معتبر عندهم في أصل الدلالة حتى يتوجّه أنّ الدلالة ليست إلّا فهم المعنى من اللفظ، بل إنّها غير معتبرة إذا لم يقارن القصد، فكأنّه لا يكون مدلولا عندهم.
فعلى هذا يصير النزاع لفظيّا في اعتبار الإرادة في الدلالة وعدم اعتبارها، هكذا في حواشى المختصر في بيان مرجع البلاغة في المقدّمة.

ترق

ترق: تَرْقُوة وتجمع على تراقي: عروة الكوز
ت ر ق

بلغت الروح التراقي إذا شارف الموت. وتقول: لو ملأه إلى عرقوته، لترقت روحه إلى ترقوته. وضربته فترقيته أي أصبت ترقوته.
(ت ر ق) : (التَّرْقُوَةُ) وَاحِدَةُ التَّرَاقِي وَهِيَ عَظْمٌ وَصَلَ بَيْنَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ مِنْ الْجَانِبَيْنِ وَيُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ جنبر كردن.
ترق
قال تعالى: كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ
[القيامة/ 26] ، جمع تَرْقُوَة، وهي عظم وصل ما بين ثغرة النحر والعاتق.
ترق
التَّرْقُوَةُ - على فَعْلُوَةٍ -: عَظْمٌ وَصَلَ بين ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ من الجانِبَيْنِ. ويُقال للتَّراقي تَرَائقُ، على القَلْب. وتَرْقيْتُ الرَّجُلَ: أصَبْت تَرْقُوَتَه.
والتِّرْيَاقُ والدِّرْيَاقُ: لُغَتَانِ.
ت ر ق: (التِّرْيَاقُ) بِكَسْرِ التَّاءِ دَوَاءُ السُّمُومِ فَارِسِيٌّ
مُعَرَّبٌ. وَ (التَّرْقُوَةُ) الْعَظْمُ الَّذِي بَيْنَ ثَغْرَةِ النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ، وَلَا تُضَمُّ التَّاءُ. 
[ترق] الترياق بكسر التاء: دوراء السموم، فارسيٌّ معرّب. والعربُ تسمِّي الخمر تِرْياقاً وتِرْياقةً، لآنّها تذهب بالهم. منه قول الاعشى : سقتني بصَهْباَء تِرْياقَةٍ متى ما تُلَيِّنْ عظامي تلن والترقوة: العظم الذى بين ثغرة النحر والعاتق، وهو فعلوة، ولا تقل تُرْقوَةٌ بالضم. وحكى أبو يوسف: تَرْقَيْتُ الرجل تَرْقاةً، أي أصبت ترقوته.
(ترق) - في حَديثِ عَبدِ الله بن عُمَر: "ما أُبالِى ما أتيتُ إن شَرِبتُ تِرياقاً، أو تَعَلَّقتُ تَمِيمَةً، أو قُلتُ شِعراً من قِبَل نَفْسِى".
كَراهَةُ التِّرياق، مِنْ أجِل ما يَقَع فيه من لُحومِ الأَفاعِى، وهي مُحَرَّمة. والتِّرياقُ أنواعٌ، فإذا لم يَكُن فيه ذَلِك فلا بَأْس به، قاله الخَطَّابِىّ: والحَدِيث مُطلَق فالأَوْلى اجْتِنابُ ذَلِك كُلّه.
(ترق) - في الحَدِيث صِفَة جماعة : "يَقْرؤُونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهم". التَّراقِى جمع ترقُوةَ، وهي عَظْم يَصِل بين ثُغْرة النحر والعَاتِق من الجانِبَين، ويُقلب جَمعُها فيقال: تَرائِق.
وفي رِوَايَة: "لا تُجاوِزُ حَناجِرَهم": أي لا تَصْعَد قِراءَتُهم إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، ولا تُرفَع، ولا تُقَبل.
ويُحتَمل أن يُرِيدَ أنهم لا يَعمَلُون بالقُرآن ، فكأَنَّ القِراءَة لا تَعدو ذَلِك ولا يَحُصل لهم إلا القِراءَةُ فحَسْب.
ت ر ق : التَّرْقُوَةُ وَزْنُهَا فَعْلُوَةٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَضَمِّ اللَّامِ وَهِيَ الْعَظْمُ الَّذِي بَيْنَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ مِنْ الْجَانِبَيْنِ وَالْجَمْعُ التَّرَاقِي قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَا تَكُونُ التَّرْقُوَةُ لِشَيْءٍ مِنْ الْحَيَوَانَاتِ إلَّا لِلْإِنْسَانِ خَاصَّةً.

وَالتِّرْيَاقُ قِيلَ وَزْنُهُ فِعْيَالُ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَهُوَ رُومِيٌّ مُعَرَّبٌ وَيَجُوزُ إبْدَالُ التَّاءِ دَالًا وَطَاءً مُهْمَلَتَيْنِ لِتَقَارُبِ الْمَخَارِجِ وَقِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ الرِّيقِ وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ وَوَزْنُهُ تِفْعَالُ بِكَسْرِهَا لِمَا فِيهِ مِنْ رِيقِ الْحَيَّاتِ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا. 
(ت ر ق)

الترق: شَبيه بالدرج، قَالَ الْأَعْشَى:

ومارد من غواة الْجِنّ يحرسها ... ذُو نيقة مستعد دونهَا ترقا

دونهَا، يَعْنِي: دون الدرة.

والترقوتان: العظمان المشرفان بَين ثغرة النَّحْر والعاتق، يكون للنَّاس وَغَيرهم، انشد ثَعْلَب فِي وصف قطاة:

قرت نُطْفَة بَين التراقي كَأَنَّهَا ... لَدَى سفط بَين الجوانح مقفل

وَقَوله، انشده يَعْقُوب:

هم اوردوك الْمَوْت حِين اتيتهم ... وجاشت إِلَيْك النَّفس بَين الترائق

إِنَّمَا أَرَادَ: بَين التراقي فَقلب. وترقاه: أصَاب ترقوته.

والترياق: مَعْرُوف، مُعرب.
[ترق] فيه: يقرؤن القرآن لا يجاوز "تراقيهم" جمع ترقوة وهي العظم بين ثغرة النحر والعاتق، وهما ترقوتان من الجانبين أي لا يرفعها الله ولا يقبلها فكأنها لم تتجاوزها، وقيل: أي لا يعملون بالقرآن فلا يثابون على قراءته فلا يحصل لهم غير القراءة. ك: أي لا يفقهه قلوبهم ولا ينتفعون به. ط: أي لا يجاوز أثر قراءتهم عن مخارج الحروف إلى القلوب فلا يعتقدونها ولا يعملون بها والمعنى سيحدث اختلاف وتفرق ذو فرقتين، فقوم بيان لإحداهما، وت الثانية للظهور، وهو مبتدأ موصوف بما بعده ويقرؤن خبره، والمروق في ميم. وح: إلى "ترقوته" فيه بيان تفاوت العقوبات في الضعف والشدة لا أن بعضاً معذب دون بض لحديث بنعلين يغلي منهما دماغه. وح: إنها "ترياق" أول البكرة، بكسر تاء وضمها، وأول ظرفه بتأويله بالنافع، وهذه بيان للشفاء أو عطف الخاص على العام. نه وفيه: إن في عجوة العالية "ترياقاً"هو ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين وهو معرب، ويقال: الدرياق. ومنه ح ابن عمر: وما أبالي ما أتيت إن شربت "ترياقاً" إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر، والترياق أنواع فما لم يكن فيه شيء منه فلا بأس به، وقيل يجتنب كله لإطلاق الحديث. ط: ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت "ترياقاً" أو تعلقت تميمة، أو قلت شعراً، ما الأولى نافية، والثانية موصولة، وإن أنا شرطية، وجزاؤه مدلول ما تقدم أي أن يصدر مني أحد الثلاثة كنت ممن لا يبالي بما يفعل، ولا ينزجر عما يحرم، وأراد تمائم الجاهلية ورقاها.

ترق: التِّرَقُ: شَبِيه بالدُّرْج؛ قال الأَعشى:

ومارِد من غُواةِ الجنّ، يَحْرُسها

ذُو نِيقةٍ مُسْتَعِدٌّ دونها تَرَقا

دونها: يعني دون الدُّرَّة.

والتَّرْقُوَتانِ: العظمان المُشْرِفان بين ثُغْرة النحْر والعاتِق تكون

للناس وغيرهم؛ أَنشد ثعلب في صفة قطاة:

قَرَتْ نُطْفةً بين التَّراقي، كأنَّها

لدَى سَفَط بين الجَوانِح مُقْفَلِ

وهي التَّرْقُوَةُ، فَعْلُوَةٌ، ولا تقل تُرقوة، بالضم، وقيل: هي عظم

وصل بين ثُغرة النحر والعاتق من الجانبين، وجمعها التراقي؛ وقوله أَنشده

يعقوب:

همُ أَوْرَدُوكَ الموتَ حينَ أَتيتَهم،

وجاشَتْ إليكَ النفْسُ بين التَّرائقِ

إنما أَراد بين التراقي فقَلَب. وتَرْقاهُ: أَصابَ تَرْقُوتَه،

وتَرْقَيْتُه أَيضاً تَرْقاةً: أَصبْتُ تَرْقُوته. وفي حديث الخوارج: يقرأُون

القرآن لا يُجاوز حَناجِرهم وتَراقِيَهم؛ والمعنى أَن قراءَتهم لا يرفعها

الله ولا يقبلها فكأنها لم تُجاوز حُلوقهم، وقيل: المعنى لا يعملون بالقرآن

ولا يثابون على قراءته ولا يحصل لهم غير القراءة.

والتِّرياق، بكسر التاء: معروف، فارسي معرّب، هو دَواء السُّموم لغة في

الدِّرْياق، والعرب تسمي الخمر تِرياقاً وتِرْياقة لأَنها تذهَب

بالهَمَّ؛ ومنه قول الأَعشى، وقيل البيت لابن مُقبل:

سَقَتْني بصَهْباءَ تِرْياقةٍ،

متى ما تُلَيِّنْ عِظامي تَلِنْ

وفي الحديث: إنَّ في عَجْوةِ العاليةِ تِرْياقاً؛ الترياقُ: ما يُستعمل

لدَفع السَّمّ من الأَدْوية والمَعاجِين، ويقال دِرْياق، بالدال أَيضاً.

وفي حديث ابن عُمر: ما أُبالي ما أَتيتُ إن شربت ترياقاً؛ إنما كرهه من

أَجل ما يقَع فيه من لُحوم الأَفاعي والخَمْر وهي حرام نَجِسة، قال:

والترياق أَنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأْس به، وقيل: الحديث مطلق

فالأَولى اجتنابه كلُّه.

ترق



Q. Q. 1 تَرْقَيْتُهُ, (ISk, JK, S, K,) inf. n. تَرْقَاةٌ, (ISk, S, K,) I hit, or hurt, his (a man's, ISk, JK, S) تَرْقُوَة [or collar-bone]. (ISk, JK, S, K.) تَرْقُوَةٌ The collar-bone; the bone between the pit at the uppermost part of the chest and the shoulder, (JK, S, Mgh, K,) on either side, connecting those two parts, (JK, Mgh,) of a man &c.; (TA;) each of the two prominent bones in the uppermost part of the chest, from the head of each shoulder to the edge of the pit above mentioned: (TA in art. ترب:) [and sometimes, as in a phrase which see below,] the fore part of the حَلْق [here app. meaning the throat], at the uppermost part of the chest, the place into which the soul [for النَّفَسُ, in copies of the K, I read النَّفْسُ] rises [when one is at the point of death]: (K in art. رقو:) pl. تراقٍ (JK, Mgh, K) and ترائِق; (JK, K;) the latter formed by transposition: (JK:) Fr says that the latter pl. is used by some for the former: (TA:) the sing. is of the measure فَعْلُوَةٌ, (JK, S, K,) as is shown by the verb mentioned above, (K,) though it is repeated in the K in art. رقو: (TA:) one should not say تُرْقُوَةٌ, with damm to the ت. (S K.) إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِىَ, in the Kur lxxv. 26, means When it (the soul) reaches the uppermost parts of the chest; [or, the parts of the throat next the chest;] for النَّفْسُ is understood: (Bd:) said when one is at the point of death. (TA.) تِرْيَاقٌ, an arabicized word, (S, Msb, K,) from the Greek, (Msb, K,) [i. e. from

θηριακὰ,] or originally Persian, (S, O,) also written and pronounced دِرْيَاقٌ, (JK, Msb,) and طِرْيَاقٌ; (Msb;) or, as some say, from الرِّيقُ, because containing the spittle of serpents, and, if so, it is Arabic [in origin]: (Msb:) [Theriac; also called treacle;] an antidote for poisons; (S, O;) a certain compound medicine, (K,) comprising many ingredients, at most ninety or ninety-six, and at least sixty-four, (TA,) sometimes including the flesh of vipers, (K, TA,) and that of asses, which cause it to be prohibited and impure, or, as some say, it is prohibited without restriction: (TA:) it is a remedy against the bite or sting of rapacious venomous reptiles and the like, and poisonous potions: (K: [I omit some unprofitable and absurd particulars respecting the compounds thus termed, in the K and other lexicons &c.:]) pl. تَرَايِيقُ. (K in art. فرق.) The best kind is called التِّرْيَاقُ الفَارُوقُ, (K in art. فرق,) vulgarly تِرْيَاقٌ فَارُوقِىٌّ. (TA in that art.) [A principal ingredient of this kind is the best sort of Jews-pitch, i. e. asphaltum, also called mumia, and in Arabic مُومِيَا:) (see De Sacy's “ Rel. de l'Égypte par Abdallatif,” ” p. 274:) and this mumia, by itself, is called التِّرْيَاقُ التُّرْكِىُّ.] b2: [It is sometimes applied to Treacle, as meaning the sirop that drains from sugar.] It is also said to be applied to the فَادْزَهْر [or Bezoar-stone], likewise termed مَسُوسٌ. (TA in art. مس.) b3: Also, and ↓ تِرْيَاقَةٌ, (assumed tropical:) Wine; (S, O, K;) because it dispels anxiety; (S;) or because it is a remedy for anxieties; (O;) wherefore it is also termed صَابُونُ الهُمُومِ. (TA.) تِرْيَاقَةٌ: see the last sentence above. [بَاذِنْجَانُ تِرْيَاقِىٌّ Zanthium.]
ترق
الترياق بالكسرة دَوَاء مركب من أَجزَاء كَثِيرَة وَيُطلق على مَاله زهرية ونفع عَظِيم سريع وَهُوَ الْآن يُطلق على العادي الَّذِي اخترعه ماغنيس الْحَكِيم، وتممه أندروماخس الْقَدِيم بعد ألف وَمِائَة وَخمسين سنة بِزِيَادَة لُحُوم الأفاعي فِيهِ وَبهَا كمل الْغَرَض وَهُوَ مسميه بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ نَافِع من لدغ الْهَوَام السبعية، وَهِي باليونانية ترياء بِالْكَسْرِ، وَنَافِع أَيْضا من الْأَدْوِيَة المشروبة السمية وَهِي باليونانية قا آممدودة ثمَّ خفف وعرب وَيُقَال بِالدَّال أَيْضا بدل التَّاء، وَفِي الْعباب الترياق دَوَاء السمُوم، فَارسي مركب، وَقَالَ غَيره: لُغَة فِي الدرياق وَفِي حَدِيث ابْن عمر: مَا أُبَالِي مَا أتيت إِن شربت ترياقاً إِنَّمَا كرهه من أجل مَا يَقع فِيهِ من لُحُوم الأفاعي وَالْخمر، وَهِي حرَام نَجِسَة والترياق أَنْوَاع فَإِذا لم يكن فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَلَا بَأْس بِهِ، وَقيل الحَدِيث مُطلق فَالْأولى اجتنابه كُله، وَفِي الحَدِيث إِن فِي عَجْوَة الْعَالِيَة ترياقاً وَهُوَ طِفْل إِلَى سِتَّة أشهر ثمَّ مترعرع إِلَى عشْرين سنة فِي الْبِلَاد الحارة وَعشْرين فِي غَيرهَا ثمَّ يقف عشرا فِيهَا وَعشْرين فِي غَيرهَا ثمَّ يَمُوت وَيصير كبعض المعاجين كَمَا فِي نَص القانون للرئيس وَقَالَ الْحَكِيم دَاوُد وَمِمَّنْ زَاد فِيهِ من الحُكماءِ: أُقْلِيدِس، وفلاغُورس، وفرافيلس، وساغورس، ومارينوس، حَتَّى جاءَ جالِينوسَ فَغير فِيهِ أَوْزاناً، وخالَفَ أَوْضاعاً، وَكَانَ الشيخُ الرَّئِيسُ يَقُول: إِن جالِينُوسَ أَفْسَدَه، وأَما عَدَدُ مُفْرَداتهِ فنِهايَتُها تِسْعُون، وأَقَلّها أَربع وسِتُّون، ويَضْمَحِلُّ الخلافُ بعد مُفرداتِ الأَقراص وعَدَمه، وقِيل: إِنَّ النِّهايَةَ سِت وتِسْعُون.
قلتُ: وَقد سَرَدَهُم الرَّئِيسُ فِي القانون بأَبْسَطِ عبارَةٍ، وأَوْضَح إِشارَةٍ، وذَكَر الاخْتِلافَ فِي عُمُرِه وخَواصِّ، فَمن أَرادَ ذلِكَ فليُراجِعْ كُتُبَ الرَّئِيسِ، فإِنِّ فِيهَا مَقْنَعاً للطالبِ، واللهُ أَعلمُ.
وتِرْياقُ: ة، بهراةَ مِنْها: أَبو نَصْرٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُحَّمدِ بن ثُمامَةَ التِّرْياقِيُّ، عَن أَبِي محَّمدٍ عبدِ الجَباّرِ بنِ محمّدِ الجَرّاحِيِّ المَرْوَزِيِّ، وَعنهُ أَبو الفتحِ عبدُ المَلِكِ بن عَبْدِ الله الكَرُوخِيّ فِي مُسْنَدِ صَحِيح مُسْلم. وأَمّا لسَلامَةُ بنُ ناهِضٍ التِّرْياقِيُّ المَقدسي فإِنه إِلى عَمَلِ التِّرْياقِ المَعْجُونِ المَشْهُورِ رَوَى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرانيُّ. والترْياقُ: فرَسٌ كانَ للخَزْرَخِ قالَ إِبراهيمُ بنُ بشيرٍ الأنْصارِيّ:
(بَيْن القَتادِيّ والترْياقِ نِسْبَتُها ... جَرْداءُ مَعْرُوقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ)
والترْياقُ: الخَمرُ، كالترْياقَةِ هكَذا كانَت العَرَبُ تُسَمِّيها، لأَنَّها فِيما، يزْعُمون تَذْهَبُ بالهَمِّ، كَمَا)
فِي الصِّحاحِ، وَفِي العُبابِ: دَواء للهُمُومِ. قلتُ: ولِذا تسمى أَيضاً صابُونَ الهموم، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(سقَتْنِي بصَهْباءَ تِرْياقةٍ ... مَتى ماتلَيِّنْ عِظامِى تَلِنْ) ويُرْوَى دِرْياقَةٍ وسيأْتي. والتَّرْقُوَةُ بالفَتْح، وَلَا تُضَمُّ تاؤُه، كَمَا فِي الصِّحاح: العُظَيْمُ الَّذِي بينَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ وهما تَرْقُوَتانِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم ج: التراقِي أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ فِي صِفَة قَطاةِ:
(قرَت نطْفَةً بينَ التَّراقِي كأَنَّها ... لَدَى سَفَطٍ بينَ الجَوانح مُقْفَلِ)
وقالَ الفراءُ: قالَ بعضُهُم: التَّرايِقُ: التراقِي، وأَنْشدَ يَعْقُوبُ:
(هُمُ أَوْرَدُوكَ المَوْتَ حِينَ أتَيْتَهَم ... وجاشَتْ إِليكَ النَّفْسُ بينَ الترايِقِ)
وَزْنُه: فَعْلُوَةٌ بِالْفَتْح لقَوْلهم ترْقَيْتُه تَرْقاةً، أَي: أَصَبْتُ تَرْقُوَتَهُ نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ وَقد أَعادَ المُصَنِّفُ التَرْقوَةَ أَيضاً فِي المُعْتَلِّ بِالْوَاو أَصَالَةً، وَفِي قرن استِطْراداً فَتَأمل.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الترَقُ، محرَّكَةً: شَبِيهٌ بالدَّرَج، قالَ الأَعشىَ:
(ومارِدٌ من غُواةِ الجنِّ يحْرسُها ... ذُو نِيقَهٍ مُسْتَعِد دُونَها تَرَقَا)
دُونها: يَعْنِي دُونَ الدرَّةِ. ويُقال: بَلَغَت الرّوح التَّراقِيَ: إِذا شارَفَ المَوْتَ.

نفس

نفس: النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سيده: وبينهما فرق ليس من غرض هذا

الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما

قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي

في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء

وحقيقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك

بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس؛ قال أَبو خراش

في معنى النَّفْس الروح:

نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ،

ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا

قال ابن بري: الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم

الجوهري، وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ

إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن

سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا

جَفْنَ سيف، وجفن السيف منقطع منه، والنفس ههنا الروح كما ذكر؛ ومنه

قولهم: فَاظَتْ نَفْسُه؛ وقال الشاعر:

كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ،

إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ

قال ابن خالويه: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس ما يكون به التمييز،

والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ

دَبْغة. قال ابن بري: أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به

التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه: اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها،

فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة، والنَّفْس الثانية التي تزول

بزوال العقل؛ وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل:

تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا،

ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ

وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، وأَما النَّفْس

بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه: فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على

أَنْفُسِكم، وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى، على نبينا

محمد وعليه الصلاة والسلام: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي

تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك، والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري: إِن

النَّفْس هنا الغَيْبُ، أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة

أُوقِعَتْ على الغَيْبِ، ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله: إِنك أَنت

عَلاَّمُ الغُيُوب، كأَنه قال: تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ. والعرب قد

تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد

تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي

تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول

الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ،

أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟

وأَنشد الطوسي:

لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها،

عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ

وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً

فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ

وقال آخر:

فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ،

تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها

ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ

كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا

والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ.

وكقوله تعالى: أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب

اللَّه؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛

أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا

ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما

تعلَمُ. وقوله تعالى: ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه؛ أَي يحذركم إِياه، وقوله

تعالى: اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: لكل

إسنسان نَفْسان: إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز، والأُخرى نَفْس

الرُّوح الذي به الحياة. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: من اللغويين من

سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة

والرُّوح مذكر، قال: وقال غيره الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها

العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه، ولا يقبض الروح

إِلا عند الموت، قال: وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها

واتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، وقال

الزجاج: لكل إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا

نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى، والأُخرى نفس

الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ، والنائم يَتَنَفَّسُ، قال: وهذا الفرق

بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ؛ قال: ونفس

الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به، والنَّفْس الدمُ؛ وفي

الحديث: ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات

فيه، وروي عن النخعي أَنه قال: كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء

فإِنه يُنَجِّسه، أَراد كل شيء له دم سائل، وفي النهاية عنه: كل شيء ليست له

نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل.

والنَّفْس: الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم

قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن

شمر

(* قوله «عمرو بن شمر» كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي

العكس.) الحنفي قتله:

نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا

أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر

فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ

شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ

والتامُورُ: الدم، أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه

ونفسه. اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت

نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك

جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع،

قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أَنْفُس

يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان، أَلا ترى أَنهم

يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء؟ قال: وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال

ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس،

وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء؛ وقال الحطيئة:

ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ،

لقد جار الزَّمانُ على عِيالي

وقوله تعالى: الذي خلقكم من نَفْس واحدة؛ يعي آدم، عليه السلام، وزوجَها

يعني حواء. ويقال: ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً. وقوله في

الحديث: بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ

إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس، وأَطلق النَّفَس

على القرب، وقيل: معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان،

أَراد: إِني بعثت في وقت قريب منها، أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس

الإِنسان إِذا قرب منه، يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت

علاماتها؛ ويروى: في نَسَمِ الساعة، وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس: ذو

النَّفَس. ونَفْس الشيء: ذاته؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل،

ونَفْسُ الجبل مُقابِلي، ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به. يقال: رأَيت

فلاناً نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وثوب ذو

نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة. والنَّفْس: العَيْن. والنَّافِس: العائن.

والمَنْفوس: المَعْيون. والنَّفُوس: العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس

ليُصيبَها، وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛ هذه عن اللحياني.ويقال: أَصابت

فلاناً نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين. وفي الحديث: نهى

عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس؛ النَّفْس: العين،

هو حديث مرفوع إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، عن أَنس. ومنه الحديث:

أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال: إِنه كان فيها أَنْفُس

سَبْعَة، يريد عيونهم؛ ومنه حديث ابن عباس: الكِلابُ من الجِنِّ فإِن

غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً. ويقالُ:

نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك. ابن الأَعرابي:

النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة

والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس

العين التي تصيب المَعِين.

والنَّفَس: الفَرَج من الكرب. وفي الحديث: لا تسبُّوا الريح فإِنها من

نَفَس الرحمن، يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر

الغيث ويُذْهب الجدبَ، وقيل: معناه أَي مما يوسع بها على الناس، وفي الحديث:

أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن، وفي

رواية: أَجد نَفَس الرحمن؛ يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز

وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم، وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد،

ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم، وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده

التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الريح

الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها

فينفرج به عنه، وقيل: النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر

الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً،كما يقال فَرَّجَ

يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قال: اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ

اليمن، وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين، والتَّفْريج مصدر

حقيقي، والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر؛ وكذلك قوله: الريح من نَفَس الرحمن

أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين. قال العتبي:

هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ

منهم: ليس لنا ريح. والنَّفَس: خروج الريح من الأَنف والفم، والجمع

أَنْفاس. وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس.

والتَنَفُّس: استمداد النَفَس، وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس

الصُّعَداء، وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودواب الماء لا رِئاتَ لها. والنَّفَس

أَيضاً: الجُرْعَة؛ يقال: أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي

جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه، والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب؛ قال

جرجر:

تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها

بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ

وفي الحديث: نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء. وفي حديث آخر: أَنه كان

يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب؛ قال الأَزهري: قال بعضهم

الحديثان صحيحان. والتَنَفُّس له معنيان: أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في

الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه، والنَّفَس الآخر أَن

يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل

نَفَسٍ. ويقال: شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا

ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه، وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه

ثم لا يعود له؛ وقال أَبو وجزة السعدي:

وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ،

في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ

ابن الأَعرابي: شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ؛ قال محمد بن

المكرم: قوله النَّفَس الجُرْعة، وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين

أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه، فيه نظر، وذلك أَن النّفَس الواحد

يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع، يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس

الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة

عدة جُرَع. ويقال: فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد، واللَّه أَعلم.

ويقال: اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عنه

تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يقال: نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها.

وفي الحديث: من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من

كُرَب الآخرة، معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه

كُرْبة من كُرَب يوم القيامة. ويقال: أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة،

واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض

والحوادث والآفات. والنَّفَس: مثل النَّسيم، والجمع أَنْفاس.

ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع. وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي

أَعرض وأَطول وأَمثل. وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع. وفي

الحديث: ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً. ويقال: هذا المنزل

أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما، وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما

أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما.

ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع. وفي الحديث: من نَفَّس عن غريمه أَي

أَخَّر مطالبته. وفي حديث عمار: لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت

تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول

وسهلت عليه الإِطالة. وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها. وقال

اللحياني: إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً، وقال ابن

الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ وأَنشد:

وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ،

في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ

أَي في وقت كوكب. وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عن اللحياني.

ويقال: بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع. ويقال: لك في هذا الأَمر

نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير

نهاراً بيّناً. وتَنَفَّس النهار وغيره: امتدَّ وطال. ويقال للنهار إِذا زاد:

تَنَفَّسَ، وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ. وقال اللحياني: تَنَفَّس

النهار انتصف، وتنَفَّس الماء. وقال اللحياني: تَنَفَّس النهار انتصف،

وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع؛

أَنشد ثعلب:

ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها،

تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا

وقال الفراء في قوله تعالى: والصبح إِذا تَنَفَّسَ، قال: إِذا ارتفع

النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح. وقال مجاهد: إِذا

تَنَفَّس إِذا طلع، وقال الأَخفش: إِذا أَضاء، وقال غيره: إِذا تنَفَّس إِذا

انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه. ويقال: كتبت كتاباً نَفَساً أَي

طويلاً؛ وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أَي ساعة بعد ساعة. ونَفَسُ الساعة: آخر الزمان؛ عن كراع.

وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب. ونَفْسَ الشيء، بالضم،

نَفاسَةً، فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ: رَفُعَ وصار مرغوباً فيه، وكذلك رجل نافِسٌ

ونَفِيسٌ، والجمع نِفاسٌ. وأَنْفَسَ الشيءُ: صار نَفيساً. وهذا أَنْفَسُ مالي

أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي. وقال اللحياني: النَّفِيسُ والمُنْفِسُ

المال الذي له قدر وخَطَر، ثم عَمَّ فقال: كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ

ومُنْفِس؛ قال النمر بن تولب:

لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،

فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعي

وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً. ويقال: إِن

الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه. وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني:

رغَّبني فيه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً،

ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ

أَي رغَّبني فيه. وأَمر مَنْفُوس فيه: مرغوب. ونَفِسْتُ عليه الشيءَ

أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه. ونَفِسَ عليه

بالشيء نَفَساً، بتحريك الفاء، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الأَخيرة نادرة:

ضَنَّ. ومال نَفِيس: مَضْمون به. ونَفِسَ عليه بالشيء، بالكسر: ضَنَّ به

ولم يره يَسْتأْهله؛ وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه؛ وأَما قول

الشاعر:وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها،

تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها

فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا، وإِما أَن يريد تُنافِسُ

أَهلَ دُنْيا. ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت.

وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه: تحاسدنا وتسابقنا. وفي التنزيل

العزيز: وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب

المتَراغبون. وفي حديث المغيرة: سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه

المُنافَسة والمغالبة على الشيء. وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام: أَنه

تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً. ونافَسْتُ في

الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم.

وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا. وفي الحديث: أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما

بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها؛ هو من

المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية، وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في

نوعه.ونَفِسْتُ بالشيء، بالكسر، أَي بخلت. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه:

لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فما نَفِسْناه عليك.

وحديث السقيفة: لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل.

والنِّفاسُ: ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ. والنَّفْسُ:

الدم. ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي

نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ: ولدت. وقال ثعلب: النُّفَساءُ الوالدة

والحامل والحائض، والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عن

اللحياني، ونُفُس ونُفَّاس؛ قال الجوهري: وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على

فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ، ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات؛

وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً. وفي الحديث: أَن

أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت؛ ومنه الحديث:

فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها. وحكى ثعلب:

نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول. وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن

يُنْفَس أَي يولد. الجوهري: وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ

فلان أَي قبل أَن يولد؛ قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن

صعصعة:

وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً

على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ

لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ،

كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ

أَي بولد. وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء

إِذا طَرَّقَتْ بولدها، والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك،

ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً، وخص تطريق البِكر لأَن ولادة

البكر أَشد من ولادة الثيب. وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما

تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من

قرابة؛ وقولُ امرئ القيس:

ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ

أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك.

والمَنْفُوس: المولود. وفي الحديث: ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد

كُتِبَ مكانها من الجنة والنار، وفي رواية: إِلا :كُتِبَ رزقُها وأَجلها؛

مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة. قال: يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الحيض فلا

يقال فيه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه

أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه. وفي حديث

أَبي هريرة: أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد، والمراد أَنه

صلى عليه ولم يَعمل ذنباً. وفي حديث ابن المسيب: لا يرثُ المَنْفُوس حتى

يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت.

وقالت أُم سلمة: كنت مع النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في الفراش

فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت، فقال: أَنَفِسْتِ؟ أَراد:

أَحضتِ؟ يقال: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت.

ويقال: لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير. يقال: ما سرَّني بهذا

الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ.

وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من

تحته ريح؛ شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم.

وتَنَفَّسَت القوس: تصدَّعت، ونَفَّسَها هو: صدَّعها؛ عن كراع، وإِنما يَتَنَفَّس

منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فلا

تَنَفَّسُ. ابن شميل: يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، وتَنَفَّس

القِدْح والقوس كذلك. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني قال: إِن النَّفْس

الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها، قال: ولست منه على ثقة. والنَّفْسُ من

الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره.

يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر:

أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ

في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟

قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت:

تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي

فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر

دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة وهي

الجلود التي تجعل في الدِّباغ، وقيل: النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ،

والجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب:

وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به،

على الماء، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس

يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ.

والنَّافِسُ: الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: وفيه خمسة فروض

وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم

يفز، ويقال هو الرابع.

ن ف س : نَفُسَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نَفَاسَةً كَرُمَ فَهُوَ نَفِيسٌ وَأَنْفَسَ إنْفَاسًا مِثْلُهُ فَهُوَ مُنْفِسٌ وَنَفِسْتُ بِهِ مِثْلُ ضَنِنْتُ بِهِ لِنَفَاسَتِهِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَنُفِسَتْ الْمَرْأَةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ نُفَسَاءُ وَالْجَمْعُ نِفَاسٌ بِالْكَسْرِ وَمِثْلُهُ عُشَرَاءُ وَعِشَارٌ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ نَفِسَتْ تَنْفَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ نَافِسٌ مِثْلُ حَائِضٍ وَالْوَلَدُ مَنْفُوسٌ وَالنِّفَاسُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ وَنَفِسَتْ تَنْفَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ حَاضَتْ وَنُقِلَ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ نُفِسَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْضًا وَلَيْسَ بِمَشْهُورٍ فِي الْكُتُبِ فِي الْحَيْضِ وَلَا يُقَالُ فِي الْحَيْضِ نُفِسَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مِنْ النَّفْسِ وَهُوَ الدَّمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةً أَيْ لَا دَمَ لَهُ يَجْرِي وَسُمِّيَ الدَّمُ نَفْسًا لِأَنَّ النَّفْسَ الَّتِي هِيَ اسْمٌ لِجُمْلَةِ الْحَيَوَانِ قِوَامُهَا بِالدَّمِ وَالنُّفَسَاءُ مِنْ هَذَا.

وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ وَجَادَ بِنَفْسِهِ إذَا كَانَ فِي السِّيَاقِ وَالنَّفْسُ أُنْثَى إنْ أُرِيدَ بِهَا الرُّوحُ قَالَ تَعَالَى {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] وَإِنْ أُرِيدَ الشَّخْصُ فَمُذَكَّرُ وَجَمْعُ النَّفْسِ أَنْفُسٌ وَنُفُوسٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالنَّفَسُ بِفَتْحَتَيْنِ نَسِيمُ الْهَوَاءِ وَالْجَمْعُ أَنْفَاسٌ وَتَنَفَّسَ أَدْخَلَ النَّفَسَ إلَى بَاطِنِهِ وَأَخْرَجَهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ تَنْفِيسًا كَشَفَهَا 
ن ف س

النَّفْسُ الرُّوح أُنْثَى وبينهما فَرْقٌ ليس من غَرَضِ هذا الكتاب قال أبو إسحاق النّفْسُ في كلامِ العَرَبِ تَجْرِي على ضَرْبيْن أحدُهما قولك خَرَجَتْ نفْسُ فُلانٍ وفي نَفْسِ فُلانٍ يَفْعلُ كذا وكذا والضَّربُ الآخرُ معْنَى النفْسِ فيه معنى جُملَةِ الشَّيءِ وحقيقَتِه تقول قَتَلَ فلانٌ نفسَه وأهْلَكَ نفْسَهُ أي أَوْقعَ الإِهلاكَ بذاتِه كلها وحَقِيقَته والجمعُ من كل ذلك أنْفُسٌ ونُفوسٌ وقوله تعالى {تعلم ما في نفسي} أي تَعْلَمُ ما أُضْمِرُ {ولا أعلم ما في نفسك} المائدة 116 أي لا أعلمُ ما في حقيقِتك ولا ما عندَك عِلْمُه بالتَّأْويلِ تعْلَم ما أعْلَمُ ولا أعلمُ ما تعْلَمُ وقال اللحيانيُّ والعربُ تقول رأيْتُ نَفْساً واحِدَةً فتؤنِّثُ وكذلكِ رأيتُ نفْسَيْنِ ثنْتَيْنِ فإذا قالوا رأيتُ ثلاثةَ أنْفُسٍ وأرْبَعَةَ أنْفُسٍ ذكَّروا وكذلك جميع العَدَدِ قال وقد يجوز التذكيرُ في الواحِدِ والاثنيْن والتأنيثُ في الجميع قال حُكِيَ جميع ذلك عن الكسائي وقال سيبويه وقالوا ثلاثةُ أنْفُسٍ يُذَكِّرُونَه لأنَّ النَّفْسَ عندهم إنْسَانٌ فهم يريدون به الإِنسان أَلا ترى أنَّهم يقولونَ نَفْسٌ واحِدٌ فلا يُدْخِلُونَ الهاءَ قال وزَعَم يُونُس عن رُؤْبةَ أنه قالَ ثَلاَثُ أنْفُسٍ على تأْنيث النَّفْسِ كما تقول ثلاثُ أعْيُنٍ للعَيْنِ من النَّاسِ وكما قالوا ثلاثَةُ أَشْخُصٍ في النساءِ وقال الحطيئة

(ثلاثةُ أنْفُسٍ وثَلاثُ ذَوْدٍ ... لقدْ جارَ الزمانُ عَلى عِيالِي) وقولُه تعالى {الذي خلقكم من نفس واحدة} الاعراف 189 يعني آدَمَ عليه السَّلام وزَوْجَها يعني حوّاء والمُتَنَفِّسُ ذُو النَّفَسِ ونَفْسُ الشيءَ ذاتُه ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نَزَلْتُ بنَفْسٍ من الجَبَل ونَفْسُ الجَبَلِ مُقَابلي ورجُلٌ ذو نَفْسٍ أي خُلُقٍ وجَلَدٍ وثَوْبٌ ذو نَفَسٍ أي أُكْلٍ وقُوّةٍ والنَّفْسُ العينُ والنافِسُ العائِن والمَنْفُوسُ المَعْيونُ والنَّفُوسُ الحسُودُ المُتَعَيْن لأموالِ الناس ليُصيبَها وما أنْفَسَهُ أي ما أشَدَّ عيْنَه هذه عن اللحْيانيِّ والنَّفَس خُروج الرِّيح من الأنْفِ والفَمِ والجمع أنْفاسٌ وكلُّ تَرَوُّحٍ بين شَربْتَيْن نَفَسٌ والتَّنَفُّسُ اسْتِمدادُ النَّفَسِ وأنت في نَفَسٍ من أَمْرِك أيْ سَعَةٍ وفي الحديث لا تسبُّوا الرِّيحَ فإنَّها من نَفَسِ الله أي ما يُوَسْعُ بها على النَّاسِ والنّفَس مثل النَّسِيمِ والجمع أنفاسٌ ودارُكَ أنْفَسُ من دارِي أي أوْسَعُ وهذا الثَّوبُ أنْفَسُ من هذا أي أعْرَضُ وأطْول وأمْثَلُ وهذا المكانُ أَنْفَسُ من هذا أي أبْعدُ وأَوْسعُ ونَفَّسَ اللهُ عنك أي فَرَّج ووَسَّع وقال اللِّحيانيُّ إنَّ في الماءِ نَفَساً لي ولَكَ أي مُتَّسَعاً وفَضْلاً وقال ابن الأعرابيِّ أيْ رِيّا وأنشد

(وشَرْبَةٌ من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَس ... فَي كَوْكبٍ من نُجُومِ القَيْظِ وهَّاج)

أي في وَقْتِ كَوْكبٍ وزدْني نَفَساً في أَجَلِي أي طُولَ الأَجَلِ عن اللّحيانيِّ وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ امْتَدَّ حتى يَصيِرَ نهاراً بَيِّناً وتنفَّسَ النهارُ وغيْرُهُ امْتَدَّ وطالَ وقال اللحيانيُّ تنفَّسَ النَّهارُ انْتَصَفَ وتنفَّسَ أيْضاً بَعُدَ وتَنَفَّسَ العُمْرُ منْهُ إمَّا تَرَاخَى وتَباعَدَ وإمَّا اتَّسَعَ أنشد ثعلب (ومُحْسِبَةٍ قد أخطأَ الحَقُّ غَيْرَها ... تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فهي كالشِّوَى)

ونَفَسُ الساعةِ آخِر الزَّمانِ عن كُراع ونَفُسَ الشَّيءُ نَفاسَةً فهْوَ نَفيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وكذلك رَجُلٌ نافِسٌ ونفيسٌ والجمع نِفاسٌ وأنْفَسَ الشيءُ صارَ نَفِيساً وقال اللحيانيُّ النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المالُ الذي له خَطَرٌ ثم عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ فهْوَ نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ

(لا تَجْزعِي إنْ مُنْفِساً أهْلكْتُهُ ... فإذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعِي)

وأنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبَنِي الأخيرة عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشد

(بأحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فيه الحِمَامُ المُعجَّلُ)

وأمْرٌ مَنْفوسٌ فيه مَرْغوبٌ ونَفِسَ عليه بالشَّيءِ نَفَساً بتَحْريك الفاءِ ونَفَاسةً ونَفَاسِيَةً الأخيرةُ نادِرةٌ ضَنَّ ومَالٌ نَفِيسٌ مَضنونٌ به ونَفِسَ عليه بالشيءِ لم يَرَهُ يَسْتَأهِلُهُ وكذلك نِفسَهُ عليه ونافَسهُ فيه وأما قولُ الشاعرِ

(وإنَّ قُرَيْشاً مُهْلَكٌ مَنْ أطَاعَها ... تُنَافِسُ دُنْيَا قد أجَمَّ انْصِرامُها)

فإما أن يكونَ أراد تُنافِسُ في دُنْيا وإما أن يريد تُنافِسُ أَهْلَ دُنْيا وتَنافَسْنا ذلك الأمْرَ وتَنافَسْنا فيه تحاسَدْنا وتسَابقْنا والنَّفْسُ الدَّمُ ونُفِسَتِ المرْأةُ ونَفِسَتْ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً وهي نُفَسَاءُ ونَفَسَاءُ ونَفْسَاءُ وَلَدَتْ وقال ثَعْلَب النُّفَسَاءُ الوالِدة والحامِلُ والحائِضُ والجمعُ من كلِّ ذِلكَ نُفَسَاوَاتٌ ونِفاسٌ ونُفَاسٌ ونُفَّسٌ ونُفَسٌ عن اللِّحْيانيِّ ونُفُسٌ ونُفَّاسٌ وحَكَى ثَعْلَبٌ نُفِسَتْ وَلَدَاً على فِعْلِ المفْعولِ ووَرِث فلانٌ هذا المالَ في بَطْنِ أمِّه قبل أن يُنْفَسَ أيْ يُولَد والمنْفُوسُ الموْلودُ وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ تَصَدَّعتْ ونَفَّسَها هُوَ صَدَّعَها عن كُراع وإنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تُفْلَقْ وهي القِسِيُّ وأمَّا الفِلْقَةُ فلاَ تَنَفَّسُ وتَنَفَّسَ القِدْحُ كذلك وأَرَى اللحيانيَّ قال إِنَّ النَّفْسَ الشَّقُّ في القَوْسِ والقِدْح ولَسْتُ منه على ثِقَةٍ والنَّفْسُ من الدّباغِ قَدْرُ دَبْغَةٍ وقيل هي مِلءُ الكَفّ والجمع أَنْفُس أنشد ثعلبٌ

(وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثلاثٍ رَمَتْ بِه ... على الماءِ إحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِسِ)

يَعْنِي الوَطْبَ من اللَّبَنِ الذي دُبغَ بهذا القَدْرِ من الدّباغِ والنافِس الخامِسُ من قِداح المَيْسرِ قال اللحيانيُّ وفيه خَمسةُ فُروضٍ وله غُنْم خَمْسَةٍ أَنْصِباء إن فازَ وعليه غُرْمُ خمسة أنْصباء إنْ لم يَفُزْ
نفس
النَّفْسُ: الرُّوحُ، وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهَا قَريباً. وَقَالَ أَبو إِسحَاقَ: النَّفْسُ فِي كلامِ العَرَبِ يَجْرِي على ضَرْبَيْن: أَحَدُهما قولُك: خَرَجَتْ نَفْسُه، أَي رُوحُه، والضَّرْبُ الثانِي: مَعْنَى النَّفْسِ فِيهِ جُملةُ الشْيءِ وحقِيقتُه، كَمَا سَيَأْتِي فِي كَلاَمِ المصنِّف، وعَلى الأَوّلِ قالَ أَبو خِراشٍ:
(نَجَا سالِمٌ والنفْسُ مِنْهُ بشِدْقِهِ ... وَلم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرَاً)
أَي بِجَفْنِ سَيْفٍ ومِئْزَرٍ، كَذَا فِي الصّحاحِ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلم أَجِدْه فِي شِعْر أَبي خِراشٍ. قلتُ: قَالَ ابنُ بَرِّيّ: إعْتَبَرْتُه فِي أَشْعَارِ هُذَيْلٍ فوَجَدْتُه لحُذَيفَةَ بنِ أَنَسٍ وليسَ لأَبِي خِراشٍ، والمَعْنَى: لم يَنْجُ سالِمٌ إِلاّ بجَفْنِ سَيْفه ومِئْزَرِه، وانْتِصَابُ الجَفْنِ على الإسْتِثْنَاءِ المنْقَطِع، أَي لم يَنْجُ سالمٌ إِلاّ جَفْنَ سَيْفٍ، وجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ مِنْهُ. ومِن الْمجَاز: النَّفْسُ: الدَّمُ يُقَال: سالَتْ نَفْسُه، كَمَا فِي الصّحاحِ، وَفِي الأَسَاس: دَفَق نَفْسَه، أَي دَمَه. وَفِي الحَدِيث: مَا لَا نَفْسَ لَهُ، وَقَع فِي أُصُولِ الصّحاحِ: مَا لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فإِنّه لَا يُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فِيهِ. قلت: وَهَذَا الِّذي فِي الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا فِي كُتُبِ الحَدَيثِ، وَفِي رَوَايَةِ أُخْرَى: مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ، ورُويَ عَن النَّخَعِيّ أَنّه قَالَ: كُلُّ شّيْءٍ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فماتَ فِي الإِنَاءِ فإِنّه يُنَجِّسُه، وَفِي النِّهَايَةِ عَنهُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فِيهِ، أَي دَمٌ سائِلٌ، ولذَا قالَ بعضُ مَن كَتَبَ على الصِّحّاحِ: هَذَا الحَدِيثُ لم يَثْبُتْ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وإِنّمّا شاهِدُه قولُ السَّمَوْأَلِ:
(تَسِيلُ عَلى حَدِّ الظُّبَاةِ نُفُوسُنَا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُّباة تَسِيلُ)
قَالَ وإِنّمَا سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً، لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بخُرُوجِه. والنَّفْسُ: الجَسَدُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ، يُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلى بَنِي حَنِيفَةَ، وهم قَتَلَةُ أَبيه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ، يومَ عَيْنِ أَبَاغٍ، ويزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ الحَنَفِيّ قَتَله:
(نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ)
فَلَبِئْسَ مَا كَسَبَ ابنُ عَمْروٍ رَهْطَهُ شَمِرٌ وَكَانَ بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ: الدّمُ، أَي حَمَلُوا دَمَه إِلى أَبْيَاتِهِم. والنَّفْسٌ: العَيْنُ الَّتِي تُصِيبُ المَعِينَ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَال: نَفَسْتُه بنَفْسٍ، أَي أَصّبْتُه بِعَيْنٍ، وأَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ، أَي عَيْنٌ، وَفِي الحَديث، عَن أَنَسٍ رَفَعَهُ: أَنَّه نَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ إِلاّ فِي النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنِّفْسِ، أَي العَيْنِ، والجَمْعُ، أَنْفُسٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَى شَحْمَةً خَضْرَاءَ، فَقَالَ: إِنه كانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ، يريدِ عُيُونَهُم. ورَجُلٌ نافِسٌ: عائِنٌ، وَهُوَ) مَنْفُوسٌ: مَعْيُونُ. والنَّفْسُ: العِنْدُ، وشَاهِدُه قولُه تعالَى، حِكَايَةً عَن عِيسَى عَليه وعَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ أَي تَعْلَمُ مَا عِنْدِي، وَلَا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ، وَلَكِن يَتَعَيَّن أَنْ تَكُونَ الظَّرفِيَّةُ حِينَئذٍ ظرفيَّةَ مَكَانَةٍ لَا مَكَانٍ، أَو حَقِيقَتي وحَقِيقَتَكَ، قَالَ ابنُ سِيْدَه: أَي لَا أَعْلَمُ مَا حَقِيقَتُك وَلَا مَا عِنْدَكيَتَوَفَّاهَا الله تَعَالَى، والأُخْرَى: نَفْسُ الحَيَاة، وإِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفِسُ، والنَّائمَ يَتَنَفَّسُ، قَالَ: وَهَذَا الفَرْقُ بينَ تَوفِّي نَفْسِ النائِم فِي النَّوْم، وتَوَفِّي نَفْسِ الحَيِّ. قَالَ: ونَفْسُ الحَيَاة هِيَ الرُّوحُ وحَرَكَةُ الإِنْسَان ونُمُوُّه يكون بِهِ. وَقَالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض: كَثُرت الأَقَاويلُ فِي النَّفْس والرُّوح، هَل هُمَا وَاحِدٌ أَو النَّفْسُ غيرُ الرُّوح وتَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهرَ من الأَحاديثِ، تدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ هِيَ النَّفْسُ، كَقَوْل بلالٍ أَخَذَ بِنَفْسِك، مَعَ قولهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: إِنّ الله قَبضَ أَرْوَاحَنا وقولِه تعالَى:: الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ والمَقْبُوضُ هُوَ الرُّوحُ، وَلم يَفَرِّقُوا بَيْنَ القَبْضِ والتَّوَفِّي، وأَلْفَاظُ الحَدِيثِ مُحْتَملَةُ التَّأْويلِ، ومَجَازَاتُ العَرَبِ وإتِّسَاعاتُها كَثِرَةٌ: والحَقُّ أَنَّ بَيْنَهما فَرْقاً، وَلَو كانَا اسْمَيْنِ بِمَعْنىً وَاحِدْ، كاللَّيْثِ والأَسَدِ، لَصَحَّ وُقُوعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهما مكانَ صاحِبِه،)
كَقَوْلِه تَعَالَى: ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوِحِي، وَلم يَقْلْ: مِن نَفْسِي. وَقَوله: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلم يَقُلْ: مَا فِي رُوحي. وَلَا يَحْسُنُ هَذَا القَولُ أَيضاً مِن غيرِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ. ويَقُولُونَ فِي أَنْفُسهمْ ولاَ يَحْسَن فِي الْكَلَام: يَقُولُون فِي أَرْوَاحهم. وَقَالَ: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ وَلم يقَل: أَنْ تَقُولَ رُوحٌ، وَلَا يَقُولُه أَيْضاً عَرَبيٌّ، فَأَيْنَ الفَرَقُ إِذا كَانَ النَّفْسُ والروَّحُ بمَعْنىً وَاحدٍ وإِنّمَا الفَرْقُ بينَهما بالإعْتبَارَاتِ، ويَدُلُّ لذَلِك مَا رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ فِي التَّمْهِدِ، الحَديث: إِن اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ وجَعَلَ فِيه نَفْساً ورُوحاً، فَمن الرُّوحِ عَفَافُه وفَهْمُه وحِلْمُه وسَخاؤُه ووَفَاؤُه، ومِن النَّفْسِ شَهْوَتُه وطَيْشُه وسَفَهُه وغَضَبُه فَلَا يُقَالُ فِي النَّفْسِ هِيَ الرُّوحَ عَلى الإِطْلاق حَتَّى يُقَيَّدَ، وَلَا يُقَال فِي الرُّوحِ هِيَ النَّفْسُ إِلاّ كَمَا يُقَالُ فِي المَنِيِّ هُوَ الإِنْسَانُ، أَو كَمَا يُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّي لِلكَرْمَةِ هُوَ الخَمْرُ، أَو الخَلُّ، على معنَى أَنه سيُضَافُ إِليه أَوصَافٌ يُسَمَّى بهَا خَلاًّ أَو خَمْراً، فتَقَيُّدُ الأَلْفَاظِ هُوَ مَعْنَى الكلامِ، وتَنْزِيلُ كُلِّ لَفْظٍ فِي مَوْضِعه هُوَ مَعْنَى البَلاغةِ، إِلى آخِر مَا ذَكرُه. وَهُوَ نَفِيسٌ جدا، وَقد نَقَلْتُه بالإخْتصَار فِي هَذَا المَوْضع، لأَنّ التَّطْويِلَ كَلَّتْ مِنْهُ الهِمَمُ، لاسَّيمَا فِي زَماننا هَذَا. والنَّفْسُ: قَدْرُ دَبْغَةٍ، وعَلَيْه اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، وَزَاد غيرُه: أَو دَبْغَتَيْن.
والَّدِبْغَةُ، بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا ممَّا يُدْبَغُ بِهِ الأَديمُ من قَرَظٍ وَغَيره، يُقَال: هَبْ لي نَفْساً مِن دِبَاغٍ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لَا تَسِيرُ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَعثَت امرأَةٌ مِن العربِ بِنْتاً لَهَا إِلى جارَتِهَا، فَقَالَت لَهَا: تقولُ لَك أُمِّي: أَعْطِينِي نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِيئَتي فإِنِّي أَفِدَةٌ. أَي مُسْتَعْجِلَةٌ، لَا أَتفرَّغُ لإتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَةِ. انتَهَى. أَرَادَتْ: قَدْرَ دَبْغَة أَو دَبْغَتَيْن من القَرَظ الّذِي يُدْبَغُ بِهِ. المَنِيئَةُ: المَدْبَغَةُ، وَهِي الجُلُودُ الّتِي تُجْعَلُ فِي الدِّباغ. وَقيل: النَّفْسُ مِن الدِّباغِ: مِلْءُ الكَفِّ، والجَمْعُ: أَنْفُسٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ ... عَلَى المَاءِ إِحْدَى اليّعْمَلاتِ العَرامِسِ)
يَعْنِي الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِي طُبَخَ بِهَذَا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: النَّفْسُ: العَظَمَةُ والكِبْرُ، والنَّفْسُ: العِزَّةُ. والنَّفْسُ: الأَنْفَةُ. والنَّفْسُ: العَيْبُ، هَكَذَا فِي النُّسخِ بالعَيْنِ المُهْمَلَة، وصَوَابُه بالغَيْنِ المُعْجَمَةُ، وَبِه فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِيّ قَوْله تعالَى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي الآيَةَ، وسَبَقَ)
الكلامُ عَلَيْهِ. والنَّفْسُ: الإِرادَةُ. والنَّفْسُ: العُقُوبَةُ، قيل: وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ أَي عُقُوبَتَه، وَقَالَ غيرُه: أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه. وَقد تَحَصَّل مِن كلامِ المصنِّف، رحمَه الله تَعَالَى، خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنىً للنَّفْسِ، وَهِي: الرُّوح، والدَّمُ، والجَسَدُ، والعَيْنُ، والعِنْدُ، والحَقِيقَةُ، وعَيْنُ الشَّيْءِ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ، والعَظَمَةُ، والعِزَّةُ، والهِمَّةُ، والأَنَفَةُ، والغَيْبُ، والإِرادَةُ، والعُقُوبةُ، ذَكر مِنْهَا الجَوْهَرِيُّ: الأَوّلَ، والثّانِي، والثالثَ، والرّابِعَ، والسابِعَ، والثامنَ، وَمَا زدْناه على المُصَنِّف، رحِمَه الله، فسيأْتي ذِكْرُه فِيمَا اسْتُدْرِك عَلَيْهِ.
وجَمْعُ الكُلِّ: أَنْفُسٌ ونُفُوسٌ. والنَّفَسُ، بالتَّحْرِيك: وَاحِدُ الأَنْفَاسِ، وَهُوَ خُرُوجُ الرِّيحِ من الأَنْفِ والفَمِ، ويُرَادُ بِهِ السَّعَةُ، يُقَال: أَنتَ فِي نَفَسٍ مِن أَمْرِك، أَي سَعَةٍ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّ فِي الماءِ نَفَساً لِي ولَكَ، وأَي مُتَّسَعاً وفَضْلاً. ويُقَال: بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ نَفَسٌ، أَي مُتَّسَعٌ. والنَّفَسُ أَيضاً: الفُسْحَةُ فِي الأَمْرِ، يُقَال: إعْمَلْ وأَنْتَ فِي نَفَسٍ، أَي فُسْحَةٍ وسَعَةٍ، قَبْلَ الهَرَمِ والأَمْرَاضِ والحَوَادِثِ والآفاتِ. وفِي الصّحاح: النَّفَسُ: الجَرْعَةُ، يُقَال: اكْرَعْ فِي الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ، أَي جُرْعَةً أَو جُرْعَتَيْنِ وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ. والجَمْع: أَنْفَاسٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، قَالَ جَرِيرٌ:
(تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيهَا ... بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ)
إنتَهَى. قَالَ مُحَمدُ بن المُكَرّم: وَفِي هَذَا القَوْل نَظَرٌ. وَذَلِكَ لأَن النَّفسَ الوَاحدَ يَجْرَع فِيهِ الإِنْسَان عِدَّةَ جُرَعٍ، يَزيدُ ويَنْقصُ علَى مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب وقَصِره، حتّى إِنّا نَرَى الإِنْسَانَ يَشربُ الإِنَاءِ الكَبِيرَ فِي نَفَسٍ وَاحِدٍ على عِدَّةِ جُرَعٍ. ويُقَال: فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ كُلَّه عَلَى نَفَسٍ وَاحدٍ.
وَالله تَعَالَى أَعْلَم. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيِّ: النَّفَسُ الرِّيّ، وسيأْتي أَيْضاً قَرِيبا. والنَّفَسُ: الطَّويل من الكَلام، وَقد تَنَفَّسَ. وَمِنْه حَدِيث عَمّارٍ: لقد أَبْلَغْتَ وأَوْجَزْتَ، فلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ، أَي أَطَلْت.
وأَصْله: أَنَّ المَتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ إستأْنَفَ القَوْل وسَهُلَت عَلَيْهِ الإِطالَة. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَتَبْت كِتَاباً نَفَساً، أَي طِويلاً. وَفِي قَوْله صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وَسلم: ولاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، الوَاو زَائِدَة، وَلَيْسَت فِي لَفْظ الحَديث، فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن. وَكَذَا قَوْله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكمْ، وَفِي رِوايَة: نَفَسَ الرَّحْمن، وَفِي أَخرَى: إِنّي لأَجدُ منْ قِبَل اليَمَن، قَال الأَزْهَريُّ: النَّفَسُ فِي هذَيْن الحَديثَيْن: اسْمٌ وُضَعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحَقيقيِّ مِن نَفَّسَ، يُنَفِّسُ تَنْفيساً ونَفَساً، أَي فَرَّجَ عَنهُ الهَمَّ تَفْريجاً، كأَنَّه قَالَ: تَنْفيسَ رَبِّكم من قِبَل اليَمَنِ. وإِنَّ الرِّيحَ مِن تَنْفِيسِ الرَّحْمنِ بهَا عَن)
المَكْرُوبِينَ، فالتَّفْرِيج: مَصْدّرٌ حقيقيّيٌّ، والفَرَجُ، اسمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ، والمَعْنَى: أَنَّهَا، أَي الرِّيحُ تُفَرِّجُ الكَرْبَ، وتُنْشِيءُ السَّحابَ، وتَنْشُرُ الغَيْثَ، وتُذْهِبُ الجَدْبَ، قَالَ القُتَيْبِيُّ: هَجَمْتُ على وَادٍ خَصِيبٍ وأَهْلُه مُصْفَرَّةٌ أَلوَانُهُم، فسأَلْتُهُم عَن ذَلِك، فَقَالَ شيخٌ مِنْهُم: ليسَ لنا رِيحٌ.
وقولُه فِي الحَدِيثِ: مِن قِبَل اليَمَن، المُرَادُ واللهُ أَعْلَمُ: مَا تَيَسَّر لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ منْ أَهْل المَدينَةِ المُشَرَّفَة وهَم يَمَانُونَ يَعْني الأَنْصارَ، وهم من الأَزْد، والأَزْدُ من اليَمَن، من النُّصْرَةِ والإِيواءِ لَهُ، والتَّأْييد لَهُ برِجَالهم وَهُوَ مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذي يُرَدِّدُه المُتَنَفِّسُ إِلى الجَوْف، فيُبَرِّدُ من حَرَارتِه ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَسَ الرِّيح الّذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِحُ إِليه ويُنَفِّس عَنهُ أَو من نَفَس الرَّوْضة، وَهُوَ طِيبُ رَوائحها فيَنْفَرجُ بِهِ عَنهُ. وَيُقَال: شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ: فِيهِ سَعَةٌ ورِيٌّ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقد تقدَّم للمصنِّف ذِكْرُ مَعْنَى السَّعِةِ والرِّيِّ، فَلَو ذَكَرَ هَذَا القولَ هُنَاكَ كانَ أَصابَ، ولعلَّه أَعادَه ليُطَابقَ مَعَ الكَلام الّذي يَذْكُرُه بَعْدُ، وَهُوَ قَوْله: ومِن المَجازِ: يُقَال شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ، أَي كَرِيه الطِّعْمِ آجِنٌ مُتَغَيِّرٌ، إِذا ذاقَه ذائِقٌ لم يَتَنَفَّسْ فِيه، وإِنَّمَا هِيَ الشَّرْبَةُ الأُولَى قَدْرَ مَا يُمْسِك رَمَقَه، ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهُ، قَالَ الرَّاعِي ويُرْوَي لأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيَ:
(وشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابٍ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ... فِي كَوْكَبٍ مِن نُجُومِ القَيْظِ وَهّاج)

(سَقَيْتُهَا صَادِيَاً تَهْوِي مَسامِعُهُ ... قدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي)
أَي فِي وَقْتِ كَوْكَبٍ، ويُرْوَي: فِي صَرَّةٍ. والنَّافِسُ: الخَامِسُ مِن سَهَام المَيْسِرِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيه خَمْسَةُ فُرُوضٍ، وَله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازِ، وعَلَيْه غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُزْ، ويُقَالُ: هُو الرابِعُ، وَهَذَا القَوْلُ مَذْكورٌ فِيالصّحاح، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ فِي تَرْكِه. وشَيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ كمُخْرِجٍ، إِذا كانَ يُتَنَافَسُ فِيهِ ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه، قَالَ جَرِيرٌ:
(لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوسِ)
المُطَّرَف: المُسْتَطْرَف. وَقَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ، رَضِي الله تَعالَى عَنهُ:
(لَا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِكَ فاجْزَعِي)
وَقد نَفُسَ، ككَرُمَ، نَفَاسَةً، بالفَتْحِ، ونِفَاساً، بالكَسْرِ، ونَفَساً، بالتَّحْرِيك، ونُفُوساً، بالضّمّ. والنَّفِيسُ: المالُ الكَثِيرُ الّذِي لَهُ قَدْرٌ وخَطَرٌ، كالمُنْفِسِ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ، وَفِي الصّحاحِ: يُقَال: لفُلانٍ مُنْفِيٌ ونَفِيسٌ، أَي مالٌ كَثِيرٌ. وَفِي بعض النُّسَخ: مُنْفِسٌ نَفِيسٌ، بِغَيْر واوٍ. ونَفِسَ بِهِ، كفَرِحَ، عَن فُلانٍ: ضَنَّ عَلَيْه وَبِه، وَمِنْه قَوْلَه تَعَالَى ومَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسه والمَصْدَرُ: النَّفَاسَةُ)
والنَّفَاسِيَةُ، الأَخيرَةُ نادرَةٌ. ونَفِسَ عَلَيْه بخَيْرٍ قَليلٍ: حَسَدَ، وَمِنْه الحَديثُ: لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ. ونَفِسَ عَلَيْه الشَّيْءَ نَفَاسَةً: ضَنَّ بِهِ، وَلم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه، أَي أَهْلاً لَهُ، وَلم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه. ومِن المَجَازِ: النِّفَاسُ، بالكَسْر: وِلاَدَةُ المَرْأَة وَفِي الصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَةِ، مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ، بمَعْنَى الدَّمِ، فإِذا وَضَعَتْ فيهي نُفَسَاءُ، كالثُّؤَبَاءِ، ونَفْسَاءُ، بالفَتْح، مِثَالُ حَسْنَاءُ، ويُحَرِّكُ، وقَال ثَعْلِبٌ: النُّفَساءُ: الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ،َ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ فِي اَقلَّ من ذلِك، أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ، وطُولُ هَذَا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من الشَّرْقِ إِلى الغَربِ، وبينَه وبينَ طَرَابُلُسَ ثلاثَةُ أَيّامٍ، وإِلى القَيْروَانِ سِتَّةُ أَيّامٍ، وَفِي هَذَا الجَبلِ نَخْلٌ وزَيْتُونٌ وفَوَاكِهُ، وإفْتَتَح عَمْرُو ابْن العاصِ، رضيَ الله تَعَالَى عَنهُ، نَفُوسَةَ، وكانُوا نَصَارَى. نَقَلَه ياقُوت. وأَنْفَسهُ الشَّيْءُ: أَعْجَبَهُ بنَفْسَه، ورَغَّبَه فِيهَا، وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: صَار نَفِيساً عِنْدَه، وَمِنْه حَدِيثُ إِسماعِيلَ عَلَيْهِ السّلاَمُ: أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبَيَّةَ وأَنْفَسَهُم. وأَنْفَسَه فِي الأَمْرِ: رَغَّبَهُ فِيهِ. ويُقَالُ مِنْهُ: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفِسٌ، كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ، الأَخِيرُ عَن الفَرّاءِ: أَي نَفِيسٌ، وقيلَ: كَثِيرٌ، وَقيل: خَطيرٌ، وعَمَّه اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: كُلُّ شيْءٍ لَهُ خَطَرٌ فَهُوَ نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ. ومِن المَجَازِ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ) أَي تَبَلَّجَ وامتدَّ حَتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً، وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قولِه تعالَى والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ قَالَ: إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً. وَقَالَ مَجَاهِدٌ: إِذا تنفس إِذا اطلع وَقَالَ الْأَخْفَش إِذا أَضاءَ، وَقَالَ غيرُه: إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ. ومِن المَجَاز: تَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَتْ، ونَفَّسَها هَو: صَدَّعَها، عَن كُرَاع، وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ، وَهُوَ خَيْرُ القِسِيِّ، وأَمّا الفِلْقَةُ فَلَا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زَاد: تَنَفَّسَ وَكَذَلِكَ المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وَهُوَ مَجَازٌ.
وتَنَفَّس فِي الإِناءِ: شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عَن فِيهِ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وتَنفَّسَ أَيضاً: شَرِبَ منيكونُ التَّذِكيرُ فِي الواحِدِ والإثْنَيْنِ، والتَّأْنِيثُ فِي الجَمْعِ، قَالَ: وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ، يَذكِّرُونَه، لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون بِهِ الإِنْسَانَ أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: نفس وَاحِدٌ، فَلَا يُدخِلون الهاءَ، قالَ: وزَعَم يُونُسُ عَن رَؤْبَةَ أَنَّه قَالَ: ثَلاثُ أَنْفُسٍ، على تَأْنِيثِ النَّفْسِ، كَمَا تَقُول: ثلاثُ أَعْيُنٍ، للعَيْنِ مِن النّاسِ، وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ فِي النِّساءِ،)
وَقَالَ الحُطَيْئَةُ:
(ثَلاَثَةُ أَنْفُسِ وثَلاَثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَى عِيَالِي)
وقَولُه تعَالَى: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ يَعْنَي آدَم، وَزوجهَا يَعْنِي حَوَّاءَ، عليهِمَا السَّلَام.
وَيُقَال: مَا رأَيتُ ثَمَّ نَفْساً، أَي أَحَداً. ونَفَسُ السَّاعَةِ، بالتَّحْرِيك: آخِرُ الزَّمَانِ، عَن كُراع.
والمُتّنَفِّسُ: ذُو النَّفَسُ، ورَجُلٌ ذُو نَفس، أَي خُلُقٍ. وثَوْبٌ ذُو نَفسٍ، أَي جَلَدٍ وقُوَّةٍ. والنَّفُوسُ، كصَبُورٍ، والنَّفْسَانِيُّ: العَيُونُ الحَسُودُ المُتّعَيِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لِيُصِيبَها، وَهُوَ مَجَازٌ، وَمَا أَنْفَسَهُ، أَي مَا أَشَدَّ عَيْنَه، هذهِ عَن اللِّحْيَانِيّ، وَمَا هَذَا النَّفَسُ أَي الحَسَدُ، وَهُوَ مَجَازٌ. والنَّفَسُ: الفَرَجُ مِن الكَرْبِ، ونَفَّسَ عَنهُ: فَرَّج عَنهُ، ووَسَّع عَلَيْهِ، ورَفَّه لَهُ، وكُلُّ تَرَوُّحٍ بَيْنَ شَرْبَتَيْن: نَفَسٌ.
والتَّنَفُّسُ: إستِمْدادُ النَّفَسِ، وَقد تَنَفَّسَ الرجُلُ، وتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ. وكُلّ ُ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودَوَابُّ الماءِ لَا رِئَاتِ لَهَا. ودَارُكَ أَنْفَسُ مِن دَارِي أَي أَوْسَعُ، وَهَذَا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هَذَا، أَي أَعْرَضُ وأَطْوَلُ وأَمْثَلُ. وَهَذَا المكانُ أَنْفَسُ مِن هَذَا، أَي أَبْعَدُ وأَوسَعُ. وتَنَفَّس فِي الكلامِ: أَطالَ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ: زادَ ماؤُها. وزِدْنِي نَفَساً فِي أَجَلِي أَي طَوِّلِ الأَجَلَ. عَن اللِّحْيَانِيّ، وَعنهُ أَيضاً: تَنَفَّسَ النَّهَارُ: إنتصَفَ، وتَنَفَّس أَيضاً: بعد. وتَنَفَّسَ العَمْرُ، مِنْه، إِمّا تَرَاخَى وتَبَاعَدَ، وإِمّا إتَّسَع.
وجَادَتْ عينْه عَبْرَةً أَنْفَاساً، أَي سَاعَة بَعْدَ ساعةٍ. وشيءٌ نافِسٌ: رَفُعَ وصارَ مَرْغُوباً فِيهِ وكذلِكَ رجُلٌ نافِسٌ ونَفِيس، والجَمْع: نِفَاس. وأَنْفَسَ الشَّيْءُ: صَار نَفِيساً. وَهَذَا أَنْفَسُ مالِي، أَي أَحَبُّه وأَكْرَمُه عِنْدِي، وَقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفَاساً. ونَفَّسَنِي فِيهِ: رَغَّبَني، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ:
(بأَحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فِيه الحِمَامُ المَعَجَّلُ)
قلت: هُوَ لأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ، يَرْثِي ابْناً لَهُ، أَو أَخاً لَهُ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه فِي هبرز. ومالٌ نَفِيسٌ: مَضْنُونٌ بِه. وَبلَّغَكَ اللهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ. وَفِي عُمُرِه تَنَفُّسٌ ومَتَنَفَّسٌ. وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: بَعِيدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُجْمَعُ النُّفسَاءُ أَيضاً علَى نُفَّاسٍ ونُفَّسٍ، كرُمّانٍ وسُكَّرٍ، الأَخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ. وتَنَفَّسَ الرجُلُ: خَرَجَ مِن تَحْتِه رِيحٌ، وَهُوَ على الكِنَايَةِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: نَفَّسَ قَوْسَه، إِذا حَطَّ وَتَرَهَا، وتَنَفَّسَ القِدْحُ، كالقَوْسِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ: أَفْطَسَ، وَهُوَ مَجازٌ. وفُلانٌ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ: إِذا اتَّجَه لَهُ رَأْيَانِ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ. قلتُ: وبَيَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعلُ النَّفْسَ الّتي يكونُ بهَا التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن، وذلِكَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّيْءِ أَو تَنْهَاه عَنهُ، وذلِكَ عندَ الإِقْدامٍ على أَمْرٍ مَكْرُوه، فجَعَلُوا الّتِي تَأْمُره نَفْساً، والّتِي تَنْهَاه كأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَى، وعَلى ذَلِك قولُ الشاعِرِ:)
(يُؤامِرُ نَفْسَيْه وَفِي العَيْش فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ يَطُورُها)
وأَبُو زُرْعَةَ محمّدُ بنُ نُفَيْسٍ المَصيصِيُّ، كزُبَيْرٍ، كتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ بحَلَبَ. وأَمّ القاسِمِ نَفِيسَةُ الحَسَنِيَّةُ، صاحِبةُ المَشْهَدِ بمِصْرَ، معروفةٌ، وإِليها نَسِبَت الخِطَّةُ. وبنُو النَّفِيسِ، كأَمِيرٍ: بَطْنٌ من العَلَويِّينَ بالمَشْهَدِ. ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفِيسٍ الدِّمَشْقِيُّ، سَمِع علَى الزَّيْنِ العِراقِيّ ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نُفْيَاسُ، بالضّمّ: قَرْيَةٌ بَشَرقِيَّة مِصْرَ ونُفْيُوسُ: أُخْرَى مِن السَّمَنُّودِيَّةِ.
نفس: {تنفس}: انتشر وتتابع ضوءه.
(نفس) عَنهُ رفه وَعنهُ كربته فرجهَا وكشفها والقوس صَدعهَا
(نفس) : نُفِسَتِ المَرْأَةُ، أَي حاضَتْ، لغةٌ في نَفِسَتْ.
(نفس) الشَّيْء نفاسة ونفاسا ونفوسا ونفسا كَانَ عَظِيم الْقيمَة فَهُوَ نَفِيس ونافس (ج) نِفَاس
ن ف س: (النَّفْسُ) الرُّوحُ، يُقَالُ: خَرَجَتْ نَفْسُهُ. وَالنَّفْسُ الدَّمُ، يُقَالُ: سَالَتْ نَفْسُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِذَا مَاتَ فِيهِ» ، وَالنَّفْسُ الْجَسَدُ. وَيَقُولُونَ: ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُونَهُ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الْإِنْسَانَ. وَ (نَفْسُ) الشَّيْءِ عَيْنُهُ يُؤَكَّدُ بِهِ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فُلَانًا نَفْسَهُ وَجَاءَنِي بِنَفْسِهِ. وَ (النَّفَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ (الْأَنْفَاسِ) وَقَدْ (تَنَفَّسَ) الرَّجُلُ وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ. وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ (مُتَنَفِّسٌ) . وَدَوَابُّ الْمَاءِ لَا رِئَاتِ لَهَا. وَ (تَنَفَّسَ) الصُّبْحُ تَبَلَّجَ. وَشَيْءٌ (نَفِيسٌ) أَيْ يُتَنَافَسُ فِيهِ وَيُرْغَبُ. وَهَذَا أَنْفَسُ مَالِي أَيْ أَحَبُّهُ وَأَكْرَمُهُ عِنْدِي. وَنَفِسَ بِهِ أَيْ ضَنَّ وَبَابُهُ سَلِمَ. وَ (نَفُسَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ صَارَ مَرْغُوبًا فِيهِ. وَ (نَافَسَ) فِي الشَّيْءِ (مُنَافَسَةً) وَ (نِفَاسًا) بِالْكَسْرِ إِذَا رَغِبَ فِيهِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَارَاةِ فِي الْكَرَمِ. وَ (تَنَافَسُوا) فِيهِ أَيْ رَغِبُوا. وَ (نَفَّسَ) عَنْهُ (تَنْفِيسًا) أَيْ رَفَّهَ. وَيُقَالُ: (نَفَّسَ) اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ أَيْ فَرَّجَهَا. وَ (النِّفَاسُ) وِلَادَةُ الْمَرْأَةِ إِذَا وَضَعَتْ فَهِيَ (نُفَسَاءُ) وَنِسْوَةٌ (نِفَاسٌ) وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَلَاءُ يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ غَيْرُ نُفَسَاءَ وَعُشَرَاءَ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (نُفَسَاوَاتٍ) وَعُشَرَاوَاتٍ. وَامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ وَقَدْ (نَفِسَتِ) الْمَرْأَةُ بِالْكَسْرِ (نِفَاسًا) وَ (نُفِسَتِ) الْمَرْأَةُ غُلَامًا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَالْوَلَدُ (مَنْفُوسٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ» . 
ن ف س

شيء نفيس ومنفس، وقد نفس نفاسة وأنفس إنفاساً. وأنشد سيبويه:

لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى

وأنفسته في الشيء ونفّسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس صاحبه في كذا، وشيء متنافس فيه. وقد نفست عليّ بخير قليل. ونفست علي خيراً قليلاً حسدتني عليه ولم ترني أهلاً له نفساً ونفاسةً. وفلان ما ينفس علينا الغنيمة والظّفر. وما هذا النفس؟ أي الحسد.

ومن المجاز: دفق نفسه أي دمه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء. ومنه: النّفاس والنفساء، وقد نفست فهي منفوسة، ونفست بولدها فهو منفوس. قال:

كما سقط المنفوس بين القوابل

وأصابته نفس: عين. وفلان نفوس ونفساني. وشرب الماء بنفس واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشرب الماء بنفسٍ واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشربت من الماء نفساً وأنفاساً. قال جرير:

تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّم القراح

وشراب غير ذي نفس: كريه الطعم لا تنفّس فيه شاربه. قال الراعي:

وشربة من شراب غير ذي نفسٍ ... في كوكبٍ من نجوم الصيف وهاج

ومالي نفسٌ أي فرج. ونفّس الله عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نفسٍ من أمرك: في سعة. وتنفّس الصبح، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمر. وبلّغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفّس ومتنفس. قال عديّ بن الرعلاء الغسّانيّ:

والشيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفّس وغائط متنفّس: بعيد. وهذا الثوب أنفس الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفس من أرضك. وهذا المنزل أنفس المنزلين. وأنشد الأصمعيّ:

ولكن تنحّى جنبةً بعد ما دنا ... فكان كقاب القوس أو هو أنفس

وبيني وبينه نفس: بعد. وأنفٌ متنفّس: أفطس. وتنفّست القوس: تصدّعت. وفلان يؤامر نفسيه إذا اتجه له رأيان.
(نفس) - في الحديث: "بُعِثْتُ في نَفَسِ السَّاعَةِ"
قيل: فيه مَعْنَيان؛ أحدُهما أن يكُون المُراد به بُعِثْتُ في قُرْب الساعة، كقِوْله علَيه الصلاة والسَّلام: "مَن نَفَّس عن غَرِيمِه"  : أي بُعِثْتُ وقد حانَ قِيامُ السَّاعَةِ، إلَّا أنَّ الله عزّ وجلّ أخَّرهَا قلِيلًا، فبَعَثَنى في ذلك النَّفَسِ .
والآخر: أنَّهَ جَعَلَ للسّاعَة نفَسًا كنَفَس الإنسانِ، وأرَادَ إنّي بُعِثْتُ فىِ وَقْتِ أحُسُّ بنَفَسِها وقُربها، كما يُحَسُّ بنَفَس الإنسَان إذا قَرُبت منه: أي في وقتٍ بَانَ أشراطُها، وظهرت عَلاَمَاتُ قِيَامِها.
- وفي رِوَاية: "بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ"
- في حديث عمرَ - رضي الله عنه -: "كُنَّا عنده فَتَنَفَّسَ رَجُلٌ"
يعنى أفاخَ، وخَرَج من تَحْتِه رِيح، شَبَّه خُروجَ الرِّيح مِن الدُّبُر بِخُروج النَّفَس مِن الفَم.
- وفي حديث أبى هُريرة - رضي الله عنه -: "أنّه [صلى الله عليه وسلم] صَلَّى على مَنْفُوسٍ"
: أي طِفْلٍ، يُقِالُ للَوَلَدِ حِين يُولَدُ: مَنْفوسٌ.
والمُراد من هذا: أَنّه صَلَّى عليه ولم يَعْمَل ذَنْبًا.
- ومنه حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أنّه أجبرَ بَنى عَمٍّ على مَنْفُوس"
: أي على إرْضَاعِه وتَرْبيَتِه.
- وفي الحديث: "ثم يَمشِىَ أنفَسَ منه"
: أي أَبْعَدَ قليلًا.
يُقَال أنت فِىِ نفَسٍ من أَمْرك: أي سَعَةٍ، وبينَ الفريقَين نفَسٌ، وفي الأمر نَفَسٌ؛ أي مُهْلةٌ، وهو أَنْفَسُ المنزِلَين.
: أي أبعَدهُمَا، وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: أي بَعِيد بَطِين  - وقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}
: أي من غَسَقِ اللّيل، كِالمتَنفِّسِ من الكَرْبِ.
وتَنَفَّسَ الِإناءُ والقَوْسُ: انشَقَّا وانصَدَعَا.
- في حديث المغيرة: "سَقِيمُ النِّفاس"
: أي أسقَمَتْه المُنافَسةُ ، والحسد.
- ومنه في حديث السَّقِيفة: "لم نَنْفَسْ عليك".
يقال: نفَس عليه بالشىء؛ إذا لم يَرَه أملَا له، وبَخِل به عليه
قال الخليل: نَفِسْت به عنه كبَخِلْت عليه وعنه.
- قال الله تعالى: {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} .

نفس


نَفَسَ(n. ac. نَفْس)
a. Injured.

نَفِسَ(n. ac. نَفَس)
a. [Bi], Was miserly, tenacious of.
b.(n. ac. نَفَاْسَة) ['Ala & acc.
or
Bi], Envied; thought unworthy of.
c.(n. ac. نَفَس
نَفَاْسَة
نِفَاْس), Was confined, delivered (woman). _ast;

نَفُسَ(n. ac. نَفَس
نَفَاْسَة
نِفَاْس
نُفُوْس)
a. Was precious, costly.
b. [pass.], Brought forth, bore.
c. [pass.], Was born.
نَفَّسَa. Cheered, comforted, refreshed.
b. [acc. & 'An], Relieved, rid of.
c. Cracked.

نَاْفَسَ
a. [Fī], Desired, aspired after.
b. [acc. & Fī], Strove with... for; envied.
أَنْفَسَa. Pleased.
b. [acc. & Fī], Made to desire.
c. see (نَفُسَ) (a).
تَنَفَّسَa. Breathed, drew breath.
b. Heaved ( a sigh ).
c. Appeared, shone, dawned; advanced (day);
became long, protracted.
d. Rose (water).
e. Split, became cracked.
f. Was relieved.

تَنَاْفَسَa. see III (a)b. [Fī], Strove for.
نَفْس
(pl.
أَنْفُس
نُفُوْس
27)
a. Soul; spirit; breath of life; vital principle
life.
b. Blood, life-blood.
c. Self; person, individual.
d. Essence, substance; reality.
e. Desire, will; purpose, intent, mind; appetite
passion.
f. Pride; disdain, scorn.
g. (pl.
أَنْفُس), Evil eye.
h. (pl.
أَنْفَاْس), Handful.
i. Vice.
j. Punishment.

نَفْسِيّa. Vital.
b. Psychological.
c. Sensual.

نُفْسَةa. Delay; breathing-time.

نَفَس
(pl.
أَنْفَاْس)
a. Breath; respiration.
b. Draught; gulp.
c. Pause; interval.
d. Free scope, freedom.
e. Long-winded speech.
f. Style.
g. Appetite, passion.

أَنْفَسُa. More esteemed &c.
b. Ampliest; longest.

مَنْفَس
(pl.
مَنَاْفِسُ)
a. Opening; breathinghole, air-hole, vent-hole.

نَاْفِسa. Smiting with the evil eye; evillooking
sinister.
b. The fourth arrow in a game.
c. see 25 (a) & 42
(a).
نِفَاْسa. Childbirth, confinement.

نَفِيْس
(pl.
نِفَاْس)
a. Precious, valuable, costly; highly-prized.
b. Much, abundant.

نَفِيْسَة
(pl.
نَفَاْئِسُ)
a. fem. of
نَفِيْس
نَفُوْسa. Envious.
b. Selfish.

نُفُوْسa. Strife.

نَفْسَاْنُa. see 33yi (a) (b).
c. see 26 (a)
نَفْسَاْنِيّa. Selfish-
b. Sensual, libidinous, voluptuous; voluptuary.
c. see 1yi
نَفْسَاْنِيَّةa. Selfishness.
b. Sensuality, voluptuousness.

نَفْسَآءُ
نُفَسَآءُ
(pl.
نُفْس
نُفَس
نُفُس نُفَّس
نِفَاْس
نُفَاْس
نُفَّاْس
نَوَاْفِسُ
&
a. نُفَسَاوَات ), In childbed
confined.
b. Pregnant.
c. Menstruating.

N. P.
نَفڤسَa. New-born.
b. see 25 (a)c. Smitten.

N. Ac.
نَفَّسَa. Amplification ( particle of ).
N. Ag.
أَنْفَسَa. see 25 (a) (b).
c. Wealth, valuables.

N. P.
أَنْفَسَa. see 25 (b)
N. Ag.
تَنَفَّسَa. Breathing; animate.

N. P.
تَنَفَّسَa. Mouth, air-passage &c.

N. Ac.
تَنَفَّسَa. Respiration, breathing.

مُنْفَِسَة
a. Valuable; treasure.

نَفَسَآء
a. see 42
أَنْفَاسًا
a. At intervals.

مَنْفُوْس بِهِ
a. مُتَنَافِس فِيْهِ In great request
highly prized.
إِشْرَب نَفَس
a. [ coll. ], Smoke a water-pipe.

هُوَ فِى نَفَس مِن
أُمُوْرِهِ
a. He acts as he pleases.

بِنَفْسِهِ
a. or
جَآءَ فِى نَفْسُهُ He came
himself.
نَفْس الأَمْر
a. The essence of the matter.

نَفْس الشَّيْء
a. The thing itself.

شَرَاب ذُو نَفَس
a. Agreeable drink.
النفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية، فهو جوهر مشرق للبدن فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه. وأما في وقت النوم فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه، فثبت أن النوم والموت من جنس واحد؛ لأن الموت هو الانقطاع الكلي، والنوم هو الانقطاع الناقص، فثبت أن القادر الحكيم دبر تعلق جوهر النفس بالبدن على ثلاثة أضرب: الأول إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن ظاهره وباطنه، فهو اليقظة، وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه، فهو النوم، أو بالكلية، فهو الموت.

النفس الأمَّارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة.

النفس اللوامة: هي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سنة الغفلة، كلما صدرت عنها سيئة، بحكم جبلتها الظلمانية، أخذت تلوم نفسها وتتوب عنها.

النفس المطمئنة: هي التي تم تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة، وتخلقت بالأخلاق الحميدة.

النفس النباتي: هو كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولد ويزيد ويغتذي، والمراد بالكمال: ما يكمل به النوع في ذاته، ويسمى: كمالًا أول، كهيئة السيف للحديدة، أو في صفاته، ويسمى كمالًا ثانيًا، كسائر ما يتبع النوع من العوارض، مثل القطع للسيف، والحركة للجسم، والعلم للإنسان.

النفس الحيواني: هو كمال أول لجسم طبيعي، آلي من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة. 

النفس الإنساني: هو كمال أول لجسم طبيعي، آلي من جهة ما يدرك الأمور الكليات ويفعل الأفعال الفكرية.

النفس الناطقة: هي الجوهر المجرد عن المادة في ذواتها مقارنة لها في أفعالها، وكذا النفوس الفلكية، فإذا سكنت النفس تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت مطمئنة، وإذا لم يتم سكونها ولكنها صارت موافقة للنفس الشهوانية ومعترضة لها، سميت: لوامة؛ لأنها تلوم صاحبها عن تقصيرها في عبادة مولاها، وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان، سميت: أمارة.

النفس القدسية: هي التي لها ملكة استحضار جميع ما يمكن للنوع أو قريبًا من ذلك، على وجه يقيني، وهذا نهاية الحدس.

النفس الرحماني: عبارة عن الوجود العام المنبسط على الأعيان عينًا، وعن الهيولي الحاملة لصور الموجودات، والأول مرتب على الثاني، سمي به تشبيهًا لنفس الإنسان المختلف بصور الحروف مع كونه هواء ساذجًا في نفسه، وعبر عنه بالطبيعة عند الحكماء. وسميت الأعيان كلمات، تشبيهًا بالكلمات اللفظية الواقعة على النفس الإنساني بحسب المخارج، وأيضًا كما تدل الكلمات على المعاني العقلية كذلك تدل أعيان الموجودات على موجدها وأسمائه وصفاته وجميع كمالاته الثابتة له بحسب ذاته ومراتبه، وأيضًا كل منها موجود بكلمة كن، فأطلق عليها الكلمة إطلاق اسم السبب على المسبب.

نفس الأمر: هو عبارة عن العلم الذاتي الحاوي لصور الأشياء كلها، كلياتها وجزئياتها، وصغيرها وكبيرها، جملةً وتفصيلًا، عينية كانت أو علمية. 
نفس: نفس: رأى أن فلانا جدير ب: وكذلك نفس ب ضن ومن وعليه بخبر حسده عليه (معجم الطرائف).
نفس: حسده بشيء ما وكذلك لم ير الشيء أهلا له (معجم الطرائف، عبد الواحد 194) واسم المصدر فيه نفاسة (95: 8).
نفس: الوليد الذي يلي مولودا سبقه (الكالا).
نفس: زفر، أخرج الهواء الذي استنشقه (الكالا).
نفس: شهق، أخذ الهواء إلى رئته (نبريجا).
نفس: أخرج بخارا، فاح، انتشرت رائحته (فيكتور).
نفس: عرضه للهواء (بوشر).
نفس الشجر: أزال التربة عن أسفل الأشجار وهذا ما يدعى بالتنفيس (ابن العوام 1: 518 و 1: 545 و 1: 546).
نفس عن أحدهم: خفف عنه، ارتخى بعد أن كان متشددا وتشبيها نفس عن يد فلان (النويري أسبانيا 497): (لما كانوا قد ربطوا منه اليدين قال: نفسوا عني وأطلقوا يدي لأستريح ساعة. فنفسوا عن يده فاخرج من خفه سكينا كالبرق ... الخ).
نفس تحت الماء: عام تحته (ديلاب 160).
نفس: عز (فوك).
نافس: حسده على شيء من الأشياء أو حسده في أمر من الأمور (غوليوس) (كليلة ودمنة 239: 4). منافسة: envie رغبة، ميل، غيرة، حسد (المقدمة 1: 21، 8 و22، 13 المقري 1: 132).
نافسه في: نازعه أو خاصمه في أمر من الأمور (بوشر).
نافس: زاحم، بارى أو تبارى مع فلان (عباد 1: 239 رقم 73: 2: 158).
نافس: بذل جهده في (عباد 1: 239 رقم 73).
نافسته نفسه إلى: صبا الى، تطلع إلى، تاق الى، طمح إلى (معجم الجغرافيا).
أنفس: أجود (محيط المحيط).
ما أنفس نفسه: يا لنبل روحه! (معجم بدرون).
تنفس: أخذ نفسا (عباد 1: 258).
تنفس: بمعنى عاش (المقري 1: 259): لو تنفس صاحب هذا القبر.
تنفس الصعداء: أي بعمق حين تستعمل الكلمة وحدها (عباد 1: 324 و387 ورقم 276 وابن خلكان 1: 347 ومولر 27: 15 ألف ليلة 11: 8).
تنفس: عصفت الريح (ابن جبير 71: 10 و12).
تنفس: نشر رائحة طيبة (معجم البيان).
تنفس: عرض نفسه للهواء (معجم المنصوري): فياح هو المكان الواسع المتنفس الطيب الهواء (ابن الجوزي 146): ينبغي لمن شوى لحما أن يتركه يتنفس ولا يغمه فإنه يضر.
تنفس: عز، ارتفع سعره (فوك).
تنافس: تخاصم على شيء (معجم بدرون ومسلم) (بوشر).
تنافسوا: تخاصموا بينهم على شيء (أي حين يتعلق الأمر بأكثر من واحد من المنافسين) (المقدمة 2: 345، دي ساسي كرست 2: 9) وكذلك عند تعلقه بشخص واحد وهناك أيضا تنافس مع (المصدر نفسه) وتنافس كل منهما مع الآخر.
تنافس: في الحديث عن شخصين طلبا الزواج من امرأة واحدة (عادات 3).
استنفس: حكم بأنه (نفيس) أي حكم بنفاسته (معجم ابن جبير).
نفس. النفس: اصطلاح فلسفي، النفس الكونية (المقدمة 1: 180).
في نفسك تسئلني -المفروض: تسألني. المترجم- عن ابنتك: أي انك تنوي ان تسألني عنها (ألف ليلة 1: 91).
نفسه صغيرة: متواضع (بوشر).
مالي نفس حتى: لست بسبيل أن، لست مواظبا على، لا أرتاح ل، لا رغبة لي في (بوشر).
نفس: الداخل، الباطن، المنزل الخاص (المبنى) (على سبيل المثال) (دي ساسي كرست 1: 137): كانت تشرب (القهوة) في نفس الجامع. من نفس القناة (مثال ثان) (حيان بسام 3؛ 49): فانهارت في نفس ذلك السرب صخرة عظيمة الجرم صفوانة الخلق من حجارة بنائه الأول سدت السرب بأسره فعدموا الماء ويئسوا من الحياة.
في نفس الأمر: في الحقيقة، حقيقة (ألف ليلة رقم 239: 4).
حسب مع نفسه: جمعه في ذهنه (الماوردي 344: 2) (المقدمة 2: 16).
نبت لنفسه: نما (الزرع) ذاتيا دون أن يزرعه أحد أو يعني به (ابن العوام 1: 60): منابت تنبت لنفسها لا يصلحها ولا يفلحها الناس (249: 16و 253: 9) حيث يجب أن تقرأ الجملة وفقا لمخطوطتنا يشبه الأرض الجبلية التي ينبت لنفسه فيها (255: 17 و21 ابن البيطار 2: 547).
في نفسه: نفس، عين، وعلى سبيل المثال حضرموت في نفسها (معجم الجغرافيا).
بنفس ما: في اللحظة نفسها (المقري 1: 121) ويؤتى بالحيات والعقارب إلى سرقسطة حية فبنفس ما تدخل في جوف البلد تموت -لاحظ انتشار العامية في الأندلس. المترجم-.
في نفسه مثل بنفسه: مستقلا (معجم الجغرافيا).
نفس: شهية، ذوق، الميل للطعام (على سبيل المثال): (ماله نفس يأكل ليس له شهوة إلى الطعام) (بوشر، رايسك) (عند فريتاج) ذكر نفس وعدها مرادفا للشهية إلا أنه أخطأ ففي (محيط المحيط): (والعامة تستعملها بمعنى طلب يقول -في المخطوطة الأولى تقول- ليس لي نفس للأكل).
نفوس: انفعالات، هوى، شهوات، وجد، شغف، نزق، حدة، شجار، نزاع، جدال، أن الأمثلة التي ضربها (فريتاج) ليست بعيدة وكان الأجدر به أن يقدم الأمثلة التي قدمها (دي ساسي كرست 1: 139 و10: 445 رقم 5).
بيت النفس؟. (ألف ليلة 3: 216): وتقدم منجم قد صادفه رجل في بيت النفس: الشرح الذي قدمه (هابيشت) في معجمه (ص 6) غير مقبول.
نفس: تأوه، حسرة، تنهد (عباد 1: 64).
نفس: كل صوت بين اللفظ أو غير بين، يرافق إخراج الهواء من الرئتين، يقال كذلك ولت بأنفاس خافته، أي هربوا يتهامسون، فيما بينهم، لكي لا يراهم العدو أو لأن قواهم اضمحلت (فليشر على المقري 2: 574، 8 برشت 102) (انظر المقري 1: 136: 12): ترد كلمة نفس في معرض الحديث عن رجل يشتغل بالفلسفة أو الفلك فيتهمه الناس بالزندقة فيقال قيدت عليه أنفاسه فأصبح لا يستطيع أن لا يتلفظ كلمة ما دون ان يثيروا عليه الثائرة.
نفس: نفخة ريح (ابن جبير 71: 13، القلايد 54: 10) وساعدته الريح بنفس. وعنده (331: 2) نقرأ أيضا: نفس ناري يخرج من فوهات براكين صقلية.
نفس: رائحة زكية (معجم البيان).
نفس: في (محيط المحيط): (والنفس من التنبك ما يشرب منه بمرة).
نفس في (محيط المحيط): (نفس الشاعر أو المؤلف طريقة كتابته باعتبار اللغة وترتيب الألفاظ).
نفس الانتصاب: في (محيط المحيط): (نفس الانتصاب عند الأطباء هو أن لا يتأتى النفس للشخص إلا بانتصاب الرقبة).
النفس المنتصف: في (محيط المحيط): (والنفس المنتصف عند الأطباء هو أن تكون الآفة في منتصف الرئة والنصف الآخر سالم). -هل المقصود أن تكون الآفة في إحدى الرئتين وتكون الأخرى سالمة؟ المترجم-. نفس: احذف من (فريتاج) appetitus لأنها نفس (انظرها في الفاء الساكنة).
نفسه: هو ما يدعى بالفارسية كاوشير (باين سميث 1627 و1630) وعود الجاوشير نفسه.
نفسة: نسمة (معجم الجغرافيا).
روح نفساني: انظر العبارة المذكورة في (معجم المنصوري) المذكور في مادة (بطن).
نفساني: أي خاص بالنفس (المقدمة 1: 194)؛ الكلام النفساني: حديث الروح الكونية (المقدمة 1: 177).
نفساني: شخصي (بوسييه، المقري 3: 61): بعد أن قص أحد سفراء سلطان غرناطة الذي اطلع على محتوى رسالة (ابن الخطيب) إلى أحد الملوك المسيحيين الذي أثارته الرسالة إلى حد البكاء فصاح (هل يقتل مثل هذا الرجل؟!!) وقد أضاف المؤلف، موجها الخطاب إلى القارئ: فانظر بكاء العدو والكافر على هذا العلامة وقتل إخوانه في الإسلام له على حظ نفساني أي أن ابن الطيب قد حكم عليه بالموت من قبل إخوان له في الدين، لسبب شخصي.
نفاس: الزمن الذي يعقب الولادة وهي محرمة من وجهة نظر الدين (لين عادات 2: 309).
نفاس البيض: وضع البيض (الكالا).
نفيس: قديس، محترم، إنسان فاضل جدا (معجم الجغرافيا).
نفيسة والجمع نفساء عند (فوك) ونفائس (الكالا) المرأة إذا وضعت، وهناك مثل يقول يبعث الصبيان إلى النفائس أي (يرسل الصبيان إلى النساء اللواتي في المخاض) أو يقترف الحماقات.
نفاسة: نبل الأخلاق (معجم الادريسي): لأهلها همة ونفاسة (هوجفلايت 47: 3): وكانا (طفلاه) كوكبي رئاسته ووارثى نفاسته.
نفاسة حسنهن: أي جمالهن البارع (معجم الادريسي).
نفاسي. استفراغات نفاسية: جريان دم المخاض (بوشر).
نفوسي: نعت لقماش يصنع في مدن نفوسة (معجم الجغرافيا).
نفاسة: برودة الحمى (بيرتون 1: 370).
أنفس: نبيل جدا (معجم الادريسي).
أنفس: في (محيط المحيط): (والعامة تقول هذا انفس من ذاك أي أكبر منه قليلا).
تنفسة: تنهيدة (الأغاني 1: 146) (بولاق).
تنفيس: تنفس (بوشر).
تنفيس: انظر نفس.
تنفيس: حرف التنفيس (انظر لقي- تلقى القسم في حرف التنفيس) اصطلاح في النحو (دي ساسي نحو 1: 504).
تنافيس: من أمراض الجلد (سانج).
منفس والجمع منافس: فتحة لدخول الضوء أو لدخول الهواء إلى مكان تحت الأرض (بوشر، هلو، فوك): مروحة هوائية (شيرب: بكري 87): غار عظيم وفي أعلاه منافس كأفواه الآبار (كارتاس 118: 7): أخذ قوما من اتباعه ودفنهم أحياء وجعل لكل واحد منهم متنفسا في قبره إلا أن الكلمة يجب أن تقرأ منفسا لأننا سنجد فيما بعد (1: 5): فأغلق على أصحابه الذين دفنهم المنافس التي ترك لهم (كلمة كانت التي وردت في النص زائدة؛ فضلا عن عدم ورودها في مخطوطتنا) (عباد 2: 215) وكان الموضوع يتعلق بغرفة الحمام: وسد المنافس للهواء دونهم إلى أن هلكوا (انظر منفذ).
منفس: منفذ القناة، فتحة يمر منها الماء (ابن جبير 261: 7): سقاية لها منافس ينصب منها الماء في سقاية صغيرة (الادريسي، كليم 4 القسم الثالث): وفي هذه القنطرة منافس تفرغ من البحر إلى البحيرة ومن البحيرة إلى البحر (معجم الجغرافيا)؛ انظر منفذ.
منفذ: كوة مستديرة (بوسييه، البكري 2: 77) أبواب هذه المدينة محنية كلها عليها منافس.
منفس: منفذ يخرج منه الدخان (فوك) (ابن بطوطة 2: 337).
منافس: منافذ هوائية، فتحات في الأفران مغطاة بحواجز مشبكة، شبكة، حاجز مشبك (بوشر).
منفس: فوهة البركان (ابن جبير 331: 2، أماري 118: 4، 136، 3، القزويني 1: 166: 14).
منفس: سم (والجمع مسام) (بوشر)؛ منافس الشعر؛ مسام الشعر (بوسييه).
منافس: ربلات الساق (مرض يصيب الخيل فيسبب ارتخاء ربلة الساق) (دوماس حياة العرب 190).
[نفس] نه: فيه: لأجد "نفس" الرحمن من قبل اليمن، قيل: عني به الأنصار، لأن الله نفس بهم الكرب عن المؤمنين وهم يمانون لأنهم من الأزد، وهو مستعار من نفس الهواء الذي يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها، أو من نفس الريح الذي يتنسمه فيستروح إليه، أو من نفس الروضة وهو طيب روائحها فينفرج به عنه، يقال: أنت في نفس من أمرك، واعمل وأنت في نفس من عمرك أي في سعة وفسحة قبل المرض والهرم ونحوهما. ومنه ح:نافس. وح: الكلاب من الجن فإن غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لهن "أنفسًا" وأعينًا. ن: من شر كل "نفس"، أي نفس الآدمي أو عينه، فإن النفس يطلق على العين، كرجل نفوس أي يصيب الناس بعينه. نه: وفيه: كل شيء ليست له "نفس" سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه. ط: على رقبته "نفس" له صياح، أي نفس مملوكة يكون قد غلها من السبي. وفيه: كما يلهمون "النفس"، فيه مشاكلة أي لا تكليف ولا تعب لهم في التسبيح كما لا تعب في النفس- أي التنفس، وهو لازم لهم لزوم التنفس للحيوان. وفيه: ما حدثت به "أنفسها"- برفع سين، أي حدثت به بغير اختيار، وبنصبها إرادة لنوع يستجلبه الطبع فيتبعه النفس. ن: هو بالنصب لحديث: إن أحدنا يحدث "نفسه"، وأهل اللغة يرفعونه يريدون بغير اختيارها، لقوله تعالى: "ونعلم ما توسوس به "نفسه"". ك: "نفسي نفسي" أي نفسي هي التي يستحق أن يشفع لها. ن: ذكرته في "نفسي"، أي ذاتي، ويجيء بمعنى الغيب نحو "تعلم ما في "نفسي"" أي غيبي، أي إذا ذكره العبد خاليًا أثابه بما لا يطلع عليه أحد. وح: أصدقها "نفسها"، هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم نكاحه بلا مهر برضاها. غ: خرجت "نفسه": روحه؛ الأزهري: هما نفسان: أحدهما يزول بزوال العقل، والثاني يزول بزوال الحياة. و"إلا "كنفس" واحدة" أي كخلق نفس واحدة. كنز: أقدم إليك بين يدي كل "نفس"، هو بالحركة: دم.
نفس
النَّفْسُ: الرُّوْحُ، يقال: خَرَجَتْ نَفْسُه، قال:
نَجَا سالِمٌ والنَّفْسُ منه بِشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إلاّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا
أي بِجِفْنِ سَيْفٍ وبِمِئْزَرِ.
والنَّفْسُ - أيضاً -: الجَسَدُ، قال أوس بن حَجَر:
نُبِّئْتُ أنَّ بَني سُحَيْمٍ أدْخَلُوا ... أبْيَاتَهم تامُوْرَ نَفْسِ المُنْذِرِ
والتّامُور: الدّم.
وأمّا قَوْلُهم: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُوْنَه، لأنَّهُم يُرِيْدونَ بِهِ الإنْسَانَ. والنَّفْسُ: العَيْنُ، يقال: أصابَتُ فلان نَفْسٌ. ونَفَسْتُكَ بنَفْسٍ: أي أصَبْتُكَ بِعَيْنٍ. والنّافِس: العائنُ. وفي حديث محمّد بن سِيْرِين أنَّه قال: نُهِيَ عن الرُّقى إلاّ في ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ. ومنه حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ، فإذا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامشكم فألْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً. ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - حِيْنَ مَسَحَ بَطْنَ رافِع - رضي الله عنه -: فألقى شَحْمَةً خَضْرَاءَ كانَ فيها أنْفُسُ سَبْعَةٍ. يَرِيْدُ عَيَوْنَهم.
وقوله تعالى:) ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بأنْفُسِهم خَيْراً (، قال ابنُ عَرَفَة: أي بأهْلِ الإيمان وأهْلِ شَرِيْعَتِهم.
وقوله تعالى:) ما خَلْقُكُم ولا بَعْثُكُمُ إلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (أي كَخَلْقِ نَفْسٍ واحِدَة، فَتُرِكَ ذِكْرُ الخَلْقِ وأُضِيْفَ إلى النَّفْسِ، وهذا كما قالَ النابِغة الذُبْيَاني:
وقد خِفْتُ حتى ما تَزِيْدَ مَخافَتي ... على وَعِلٍ في ذي المَطَارَةِ عاقِلِ
أي على مَخَافَةِ وَعِلٍ.
والنَّفْسُ - أيضاً -: العِنْدُ، قال الله تعالى:) تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في نَفْسِكَ (أي تَعْلَمُ ما عِندِي ولا أعْلَمُ ما عِنْدَك، وقال ابن الأنباريّ: أي تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في غَيْبكَ، وقيل: تَعْلَمُ حَقيقَتي ولا أعْلَمُ حَقِيْقَتَك.
ونَفْسُ الشيء: عَيْنُه، يُوَكَّدُ به، يقال: رأيْتَ فلان نَفْسَه وجاءني بِنَفْسِه.
والنَّفْسُ - أيضاً -: دَبْغَةٍ مِمّا يُدْبَغُ به الأدِيْمُ من القَرَظ وغيرِه، يقال هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. قال الأصمَعيّ: بَعَثَتِ امرأةٌ مِنَ العَرَبِ بِنْتاً لها إلى جارَتِها فقالَت: تقولُ لَكِ أُمِّي: أعْطِيْني نَفْساً أو نَفَسَيْنِ أمْعَسُ به مَنِيْئتي فإنّي أفِدَةٌ؛ أي مُسْتَعْجِلَةٌ؛ لا أتَفَرَّغُ لاتِّخاذِ الدِّباغِ من السُّرْعَةِ.
وقال ابن الأعرابيّ: النَّفْسُ: العَظَمَة. والنَّفْسُ: الكِبْرُ. والنَّفْسُ: العِزَّة. والنَّفْسُ: الهِمَّة. والنَّفْسُ: الأنَفَة.
والنّافِسُ: الخامِسُ من سِهَامِ المَيْسَر، ويقال: هو الرَّابِع.
والنَّفَسُ - بالتحريك -: واحِدُ الأنْفاسِ، وفي حديث النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسَلَّم -: أجِدُ نَفَسَ رَبِّكُم من قِبَلِ اليَمَن. هو مُسْتَعار من نَفَسِ الهَوَاءِ الذي يَرُدُّه المُتَنَفِّسُ إلى جَوْفِهِ فَيُبَرِّد مِن حَرَارَتِه ويُعَدِّلُها، أو مِن نَفَسِ الرِّيح الذي يَتَنَسَّمُه فَيَسْتَرْوِح إليه ويُنَفِّسُ عنه، أو مِن نَفَسِ الرَوْضَةِ وهو طِيْبُ رَوائحِها الذي يَتَشَمَّمْه فَيَتَفَرَّج به، لِمَا أنْعَمَ به رَبُّ العِزَّة مِنَ التَّنْفيسِ والفَرَجِ وإزالَة الكُرْبَة. ومنه قولُه - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَسُبُّوا الرِيْحَ فإنَّها من نَفَسِ الرحمن. يُريدُ بها أنَّها تُفَرِّجُ الكُرَبَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُنْشِئُ السَّحَابَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ. وقولُه: " من قِبَلِ اليَمَنِ " أرادَ به ما تَيَسَّرَ له من أهل المَدينَة - على ساكِنيها السّلام - من النُّصْرَة والإيْواءِ، ونَفَّسَ اللهُ الكُرَبَ عن المؤمِنينَ بأهْلِها، وهم يَمَانُوْنَ.
ويقال: أنتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَةٍ. واعْمَلْ وأنْتَ في نَفَسٍ من عُمُرِكَ: أي في فُسْحَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والمَرَضِ وَنَحوِهما. وقال الأزهَريّ: النَّفَسُ في هذَين الحَدِيْثَيْنِ: اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحقيقيّ، من نَفَّسَ يُنَفِسُّ تَنْفِيْساً ونَفَساً، كما يقال: فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْرِيْجاً وفَرَجاً، كأنَّه قال: أجِدُ تَنْفِيْسَ رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَنِ، وكذلك قولُه - صلى اله عليه وسلّم -: فإنَّها من نَفَسِ الرَّحمن، أي من تَنْفِيْسِ الله بها عن المَكْرُوْبِيْنَ.
وقَوْلُه:
عَيْنَيَّ جُوْدا عَبْرَةً أنْفاسا
أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.
وقال أبو زَيد: كَتَبْتُ كِتَاباً نَفَساً: أي طَويلاً. والنَّفَسُ - أيضاً -: الجُرْعَةُ، يقال: اكْرَعْ في الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ ولا تَزِدْ عليه. والشُّرْبُ في ثَلاثَةِ أنْفاسٍ سُنَّة. ومثال نَفَسٍ وأنْفاسٍ: سَبَبٌ وأسْبابٌ، قال جَرير:
تُعَلِّلُ وهي ساغِبَةُ بَنِيها ... بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
ويقال: شَرَابٌ غَيرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِيْهَ الطّعْمِ آجِناً إذا ذاقَه ذائقٌ لم يَتَنَفَّسْ فيه، وإنَّما هي الشَّرْبَةُ الأولى قَدْرُ ما يُمْسِك رَمَقَه ثمَّ لا يَعُودُ له لأجُوْنَتِه، قال الراعي:
وشَرْبَةٍ من شَرَابِ غَيرِ ذي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ من نجومِ القَيْظِ وهّاجِ
سَقَيْتَها صادِياً تَهْوِي مَسامِعَه ... قد ظَنَّ أنْ لَيْسَ من أصْحَابِهِ ناجِ
ويُروى: " غَيرِ ذي قَنَعٍ " أي ذي كَثْرَةٍ؛ أي هِيَ أقَلُّ من أنْ تَشْرَبَ منها ثَمَّ تَتَنَفَّسَ.
وقال ابن الأعرابيّ: شَرَابٌ ذو نَفَسٍ: أي فيه سَعَةٌ ورِيٌّ.
وشَيْءٌ نَفِيْسٌ ومَنْفوسٌ: يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ، قال جَرير:
لو لم تُرِد قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمّا يُخالِط حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوْسِ
المُطَّرَفُ: المُسْتَطْرَفُ.
ولفلان نَفِيْس: أي مال كثير. وما يَسُرُّني بهذا الأمْرِ نَفِيْسٌ.
وهذا أنْفَسُ مالي: أي أحَبُّه وأكْرَمُه عندي.
ونَفِسَ به - بالكسر -: أي ضَنَّ به.
ونَفِسْتُ عليه الشَّيْء نَفَاسَة: إذا لم تَرَهُ أهْلاً له.
ونَفِسْتَ عَلَيَّ بِخَيْرٍ قَليل: أي حَسَدْتَ. وقال أبو بكر - رضي الله عنه - يومَ سَقِيْفَة بَني ساعِدَة: مِنّا الأُمَراءُ ومنكم الوُزَراءُ، والأمرُ بَيْنَنا وبَيْنَكُم كَقَدِّ الأُبْلُمَةِ، فقال الحُبَابُ بن المُنْذِر - رضي الله عنه -: أمَا واللهِ لا نَنْفَسُ أنْ يكونَ لكم هذا الأمْرُ، ولكنّا نَكْرَهُ أنْ يَلِيَنا بَعْدَكم قَوْمٌ قَتَلْنا آباءهم وأبْناءهم. قال أبو النَّجْمِ:
يَرُوْحُ في سِرْبٍ إذا راحَ انْبَهَرْ ... لم يَنْفَسِ اللهُ عَلَيْهِنَّ الصُّوَرْ
أي لم يَبْخَلْ عليهنَّ بتَحْسِيْنِ صُوَرِهِنَّ. يقال: نَفِسْتُ عليكَ الشَّيْء: إذا لم تَطِبْ نَفْسُكَ له به. ونَفِسْتُ به عن فلان: كقَوْلهم: بَخِلْتُ به عليك وعنه، ومنه قوله تعالى:) ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِه (.
ونَفُسَ الشَّيْءُ - بالضم - نَفَاسَةً: أي صارَ مَرْغُوباً فيه.
والنِّفَاسُ: وِلادُ المَرْأةِ، قال أوْس بن حَجَرٍ:
لنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إسْكاتَةٌ ... كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ
فإذا وَضَعَتْ فهي نُفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - مثال حَسْنَاءَ - ونَفَسَاءُ - بالتحريك -. وجمع النُّفَسَاءِ: نِفَاسٌ - بالكسر -، وليس في الكلام فُعَلاَءُ يُجْمَعُ على فِعَالٍ غيرِ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ، وتُجْمَعَانِ - أيضاً - نُفَسَاواتٍ وعُشَراواتٍ. وامْرَأَتانِ نُفَسَاوانِ؛ أبْدَلُوا من همزة التَّأنيثِ واواً. وقد نَفِسَت المَرْأَةُ؟ بالكسر -، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأة غُلاماً؟ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -، والوَلَدُ مَنْفُوْسٌ. وفي حديث النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوْسَة إلاّ وقد كُتِبَ مكانُها من الجَنَّة والنّار. وفي حديث سعيد بن المُسَيَّب: لا يَرِثُ المَنْفوسَ حتى يَسْتَهِلُ صارِخاً. ومنه قولُهم: وَرِثَ فلان هذا قَبْلَ أنْ يُنْفَسَ فلان: أي قَبْلَ أن يُوْلَدَ.
ونَفِسَت المَرْأةُ - بالكسر -: أي حاضَت، وقال أبو حاتِم: ويقال: نُفِسَت - على ما لَم يُسَمّ فاعِلُه -. ومنه حديث أُمُّ سَلَمَة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: كُنتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - في الفِرَاشِ، فَحِضْتُ فانْسَلَلْتُ، وأخْذْتُ ثِيابَ حِيْضَتي ثُمَّ رَجَعْتُ، فقال: أنَفِسْتٍ؟؛ أي أحِضْتِ؟. وفي حديثٍ آخَرَ: أنَّ أسْماء بِنْت عُمَيْس - رضي الله عنها - نَفِسَتْ بالشَّجَرة، فأمَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلّم - أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - أنْ يَأْمُرَها بأنْ تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ.
ونَفِيْسٌ: من الأعْلام.
وقَصْرُ نَفِيْسٍ: على مِيْلَيْنِ من المّدينَة - على ساكنيها السلام -، يُنْسَبُ إلى نَفِيْسٍ بن محمد من مَوالي الأنْصَارِ.
ولكَ في هذا الأمر نُفْسَةٌ - بالضم -: أي مُهْلَةٌ. ونَفُوْسَةُ: جِبال بالمَغْرِب بَعْدَ إفْرِيْقِيَة.
وأنْفَسَني فلان في كذا: أي رَغَّبَني فيه. وأنْفَسَه كذا: أي أعْجَبَه بنَفْسِه ورَغَّبَه فيها. وفي حديث سعيد بن سالِم القَدّاح وذَكَرَ قِصَّة إسماعيل وما كانَ من إبراهيم - صلوات الله عليهما - في شأنِهِ حينَ تَرَكَه بِمَكَّةَ مع أُمِّه، وأنَّ جُرْهُمَ زَوَّجُوه لَمّا شَبَّ، وتَعَلّمَ العَرَبِيّة، وأنْفَسَهُم، ثمَّ إنَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - جاءَ يُطالِع تَرْكَتَه. ومنه يقال: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفَسٌ أيضاً، قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه:
لا تَجْزَعي إنْ مُنْفِساً أهْلَكْتَهُ ... وإذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذلكَ فاجْزَعي
ويقال: ما يَسُرُّني بهذا الأمرِ مُنْفِسٌ: أي نَفِيْسٌ. ولفلانٍ مُنْفِس: أي مالٌ كثيرٌ.
ونَفَّسْتُ فيه تَنْفِيْساً: أي رَفَّهْتُ، يقال: نَفَّسَ الهُ عنه كُرْبَتَه: أي فَرَّجَها، قال رؤبة:
ذاكَ وأشْفي الكَلِبَ المَسْلُوْسا ... كَيّاً بِوَسْمِ النّارِ أو تَخْيِيْساً
بِمِخْنَقِ لا يُرْسِلُ التَّنْفِيْسا
وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ نَفَّسَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُنْيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القِيامَة.
وتَنَفَّسَ الرَّجُل. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّنَفُّسِ في الإناء. وفي حديث آخَر إنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - كانَ يَتَنَفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. والحَديثانِ ثابِتان، والتَّنَفُّس له مَعْنَيَان: أحَدُهما أن يَشْرَبَ ويَتَنَفَّسَ في الإناء من غيرِ أن يُبِيْنَه عن فيه؛ وهو مَكروه؛ والتَّنَفُّس الآخَر أن يَشْرَب الماءَ وغيره مِنَ الإناء بثلاثَةِ أنْفاسٍ فَيُبِيْنَ فاهُ عن الإناءِ في كُلِّ نَفَسٍ.
وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ: إذا تَبَلَّجَ، قال الله تعالى:) والصُّبْحِ إذا تَنَفَسَّ (، قال العجّاج يَصِفُ ثوراً:
حتى إذا ما صُبْحُهُ تَنَفَّسا ... غَدا يُباري خَرَصاً واسْتَأْنَسا
وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَت.
ويقال للنَهارِ إذا زادَ: تَنَفَّسَ، وكذلك المَوجُ إذا نضخ الماءَ.
وتَنَفَّسَتْ دِجْلَةُ: إذا زادَ ماؤها.
ونافَسْتُ في شَيْءٍ: إذا رَغِبْتَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم.
وتَنَافَسوا فيه: أي رَغِبوا فيه، ومنه قوله تعالى:) وفي ذلك فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ (.
والتركيب يدل على خُروج النَّسِيم كيفَ كانَ من ريحٍ أو غَيْرِها، وإلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُه.
نفس
نفَسَ يَنفُس، نَفْسًا، فهو نافِس، والمفعول مَنْفوس
• نفَس ولدَ جارِه: حسَدَه، أصابَه بعَيْن "استعذتُ بالله من النَّافِس". 

نفُسَ يَنفُس، نفاسَةً ونُفوسًا ونِفَاسًا ونَفَسًا، فهو نافس ونَفِيس
• نفُس الشّيءُ: كان عظيم القيمة "نفُس الذّهبُ/ المعدنُ/ الحجرُ الكريمُ- معدِنٌ نفيس". 

نفِسَ/ نفِسَ بـ ينفَس، نِفاسًا ونَفَسًا ونَفاسةً، فهو نُفَساءُ، والمفعول منفوس به
• نفِستِ المرأةُ: ولَدت "امرأةٌ نُفساءُ- دم النِّفاس" ° نُفِست المرأةُ: صارت نُفساء.
• نَفِس بالشّيءِ: ضَنَّ به وبخل. 

تنافسَ/ تنافسَ في يتنافس، تنافُسًا، فهو مُتنافِس، والمفعول مُتنافَس فيه
• تنافس التلاميذ/ تنافس التَّلاميذُ في المذاكرة: نافس بعضُهم بعضًا، تسابقوا وتباروا فيها دون أن يَضرّ أحدهم بالآخر "تتنافس الدَّولتان في تنمية الصِّناعة- {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} ". 

تنفَّسَ يتنفَّس، تنفُّسًا، فهو مُتنفِّس
• تنفَّس الشَّخصُ أو الحيوانُ: أدخل الهواءَ إلى رئتيه وأخرجه منهما "تنفّس بارتياح/ من فمه/ بصعوبة" ° تنفَّس الصُّعداء: تنفّس نفَسًا طويلاً من همٍّ أو تعَب/ أحسّ بالراحة والاطمئنان- تنفَّس النَّفسَ الأخير: مات.
• تنفَّس الصُّبْحُ: ظهر وتبلّج " {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} ". 

نافسَ/ نافسَ في ينافس، مُنافسةً، فهو مُنافِس، والمفعول مُنافَس
• نافس زميلَه في العَمل: سابَقَه وباراه فيه دون أن يُلحق الضّررَ به "نافس الطَّالبُ زميلَه في الحصول على المرتبة الأولى".
• نافس فيه: غالى فيه وزايد "زايد منافسَه: عرض في المزاد أكثر منه" ° أسعار لا تُنافَس: لا يدانيها سعرٌ في انخفاضها. 

نفَّسَ/ نفَّسَ عن ينفِّس، تنفيسًا، فهو مُنفِّس، والمفعول مُنفَّس
• نفَّس عنه همومَه: خفَّفها، وفرَّجها عنه "نفّس اللهُ كربتَه: كشفها- مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ [حديث] ".
• نفَّس عن ولدِه: رفّهه، ولطّف عنه "يفضّل التَّنفيس عن تلاميذه- نفَّس عن غضبه: أخرج بعضًا منه، استراح قليلاً" ° يُنفّس عن نفسه: يُفضفض، يشفي غليله. 

تنافُس [مفرد]:
1 - مصدر تنافسَ/ تنافسَ في.
2 - (حي) ما تبذله الكائنات الحيَّة من جهد تنازُعًا على البقاء وطمعًا في السِّيادة ° التَّنافُس الاجتماعيّ: تنافُس بين الطَّوائف والطَّبقات في المجتمع الواحد.
3 - (نف) نزعة فطريّة تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التفوّق "تنافُس شريف". 

تنفُّس [مفرد]:
1 - مصدر تنفَّسَ.
2 - (حي) عمليّة الشَّهيق

والزّفير، عمل وظيفيّ تقوم به الكائنات الحيَّة، غايتُه امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء منها "جهاز التَّنفُّس: نظام متكامل يتضمَّن استنشاق وتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الكائنات الحيَّة والبيئة" ° مجال تنفُّس: مساحة كافية تسمح بسهولة التنفّس والحركة.
• التَّنفُّس الباطنيّ: (حي) العمليَّة الأيضيَّة التي تتنفَّس عن طريقها الخلايا الحيَّةُ الأكسجينَ وتطلق ثاني أكسيد الكربون.
• التَّنفُّس الاصطناعيّ: (طب) استنشاق الغاز أو البخار أو الهواء بواسطة أداة مخصّصة لذلك، أو طريقة يدويَّة للحفاظ على التَّنفُّس في جسْم الإنسان الذي توقّف عن التَّنفُّس الطبيعيّ "جهاز تنفُّس اصطناعيّ: جهاز مزوّد بالأكسجين أو مزيج من الأكسجين والهواء ويستخدم خاصّة في التنفُّس الاصطناعيّ".
• مِقياس التَّنفُّس: آلة توضع حول الصّدر أو الوسط لتقيس التغيُّرات التَّنفُّسيَّة. 

تنفُّسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تنفُّس: "أمراض تنفُّسيّة".
• أزمة تنفُّسيَّة: (طب) توقُّف فجائيّ يحدث في عمليَّة التنفُّس.
• صعوبات تنفُّسيَّة: (طب) ضيق في عمليّة التنفُّس بسبب الأدخنة أو الأتربة أو الغازات، أو ناتج عن ضيق في أحد أعضاء الجهاز التنفُّسيّ.
• تمرينات تنفُّسيَّة: (رض) تمرينات رياضيّة الغرض منها رفع كفاءة أعضاء الجهاز التنفسيّ كالشّهيق والزفير من الأنف لمدَّة معيَّنة وفي وضع معيَّن.
• الجهاز التَّنفُّسيّ: (شر) مجموعة من الأعضاء في جسم الكائن الحيّ تقوم بوظيفة التّنفُّس، وتتألَّف عند الإنسان من: التّجويف الأنفي، والبلعوم، والحنجرة، والقصبة الهوائيَّة، والشُّعبتين، والرّئتين. 

تنفيس [مفرد]:
1 - مصدر نفَّسَ/ نفَّسَ عن.
2 - (نف) تعبير لفظيّ عن المخاوف والأفكار والذِّكريات القديمة ممّا ينتج عنه التَّخفيف من التَّوتُّر والقلق وبالتالي القدرة على القيام بالوظائف الطبيعيّة للإنسان. 

مُتنفَّس [مفرد]:
1 - اسم مكان من تنفَّسَ.
2 - مساحة كافية تسمح بسهولة التنفّس والحركة.
3 - راحة وارتياح "وجد مُتنفّسًا في التَّمارين الرِّياضيَّة".
4 - (شر) فتحة خارجيّة للجهاز التنفُّسي وبالأخصّ فتحة القصبة الهوائيّة التي تمتدّ على البطن والصدر في الحشرات. 

مُنافَسة [مفرد]:
1 - مصدر نافسَ/ نافسَ في.
2 - (نف) بذلُ شخصَيْن أو أكثر أقصى جهدٍ لتحقيق غرضٍ ما وبخاصَّة حين يكون التفُّوق هو الهدف "منافسَة عادلة/ مشروعة" ° عَمَلٌ خارج المنافسة- منافسة شريفة: مشروعة. 

مَنْفوس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نفَسَ.
2 - مولود "منفوس في الصَّيف- هنّأتُ الأمَّ بمنفوسها الجديد".
3 - محسود، مَن أصابته العين "طفل منفوس- ربَّما يكون منفوسًا" ° شيء منفوس: نفيس، مرغوبٌ فيه. 

نِفَاس [مفرد]:
1 - مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ.
2 - حالة المرأة خلال الولادة أو بعدها مباشرةً، تعقبُ الوضْعَ لتعودَ فيها الرَّحمُ والأعضاء التَّناسليَّة إلى حالتها الطبيعيَّة، ومدّتها نحو ستّةِ أسابيع "ألم/ حُمَّى النِّفاس- ماتت في النِّفاس".
3 - دم يجري بعد الولادة.
• حُمَّى النِّفاس: (طب) مرض ناتج عن عَدْوى بطانة الرَّحم بعد الولادة أو الإجهاض، ومن أعراضها الحُمَّى وتعفُّن الدَّم، وسببها عادةً عدمُ التَّعقيم.
• سُخونة النِّفاس: (طب) ارتفاع درجة حرارة الأمّ في المدَّة التي تلي الولادة. 

نَفاسة [مفرد]: مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ ° نفاسةُ معدنه: طيب أصله. 

نِفاسيّة [مفرد]: اسم منسوب إلى نِفاس.
• الحمّى النِّفاسيَّة: (طب) حُمَّى النِّفاس؛ مرض ناتج عن عدوى بطانة الرَّحم بعد الولادة أو الإجهاض، ومن أعراضها الحمَّى وتعفُّن الدَّم، وسببها عادة عدم التَّعقيم. 

نَفْس [مفرد]: ج أَنْفُس (لغير المصدر) ونفوس (لغير المصدر):
1 - مصدر نفَسَ ° النَّفْسُ النَّاطقة: نفس الإنسان.
 2 - عين، حسَد "فلانٌ أصابته نفس".
3 - حقيقة "في الأمر نَفْسِه".
4 - ذات، الجسم والرُّوح " {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} " ° ألقى بنفسه في أحضان صديقه: وجد راحتَه عنده- الاعتداد بالنَّفس: احترامها وتقديرها- انطوى على نفسه: اعتزل النَّاس- بالأصالة عن نفسي: باسمي الشَّخصيّ- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- تحامل على نفسه: تكلَّف الشّيء على مشقَّة- تمالُك النَّفس: تحكُّم الشّخص بمشاعره أو رغباته أو ميوله- جال في نفسه: فكّر فيه وتذكَّره- حزَّ في نفسه: أحزنه وأثّر فيه- خائر النَّفس: واهن العزيمة- خبايا النَّفوس: أسرارها وخفاياها وأعماقها- خرَجت نفسُه/ جاد بنفسه/ فاضت نفسُه: مات، تُوفِّي- صانع نفسه: عصاميّ- ضبَط نفسَه: سيطر على عواطفه- طيِّب النّفس: كريم، سَمْح- عِزَّة النَّفسِ: الأنفة والإباء- فلانٌ ذو نفس: ذو جلَد وخُلُق- في نَفْس الوقت/ في الوقت نَفْسه- في نفسي أن أفعل كذا: قصدي ومرادي- منكسر النّفس: حزين مهموم.
5 - ضمير وقلب " {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} " ° النَّفْسُ الأمَّارة: التي تميل إلى الطبيعة البدنيّة وتأمر بالذات والشهوات الحسِّيَّة وتجذب القلبَ إلى الجهة السفليّة، فهي مأوى الشرور ومنبع الأخلاق الذميمة- النَّفْسُ اللَّوَّامة: التي تلوم صاحبَها لومًا شديدًا على ارتكاب الشّرّ أو التقصير في عمل الخير- النَّفْسُ المطمئنَّة: التي يتمّ تنوّرها بنور القلب حتى انخلعت صفاتها الذميمة وتخلَّقت بالأخلاق الحميدة.
6 - جنس " {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ".
• طبّ النَّفْس: (طب) فرع من الطِّبّ المتعلِّق بالاختلالات العقليَّة والنفسيَّة.
• طب النَّفس الاجتماعيّ: (طب) فرع من طب النَّفس يبحث في العلاقة بين البيئة الاجتماعيّة والمرض العقليّ.
• كفالة النَّفس: (فق) الالتزام بجلب المدين لدائنه، وذلك يعني أن الكفيل يلتزم بإحضار المكفول إلى الدَّائن ساعة يطلبه هذا الأخير، وتُسمَّى أيضا: كفالة الوجه أو المواجهة.
• الدِّفاع عن النَّفْس: حالة من يُضطر إلى الإقدام على فعل لحماية نفسه.
• علم النَّفس: (نف) علم موضوعه الإنسان من حيث هو كائن حيّ يرغب ويُحسّ ويدرك وينفعل فيبحث في انفعالات النَّفس ووقائعها "درس علم النَّفس التجريبيّ في الجامعة".
• علم النَّفس الاجتماعيّ: فرع من فروع علم النَّفس الإنسانيّ الذي يبحث في سلوك المجموعات وتأثير العوامل الاجتماعيّة على الفرد.
• علم النَّفس المرضيّ: (نف) دراسة مصدر مَنْشَأ الاضطرابات العقليَّة والسلوكيَّة.
• مناجاة النَّفس: شكْل من أشكال المحادثة المسرحيَّة أو الأدبيَّة حيث تُعبِّر الشَّخصيّةُ عن مشاعر معيَّنة عندما يكون الشَّخص وحيدا أو عند عدم إدراكه وجود أيَّة شخصيَّة أخْرى أو ممثلين آخرين. 

نَفَس [مفرد]: ج أنفاس (لغير المصدر):
1 - مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ.
2 - (حي) هواء الشهيق والزفير عند التَّنفُّس "نفَس متقطِّع- منقبض/ طويل النَّفس" ° أحصى عليه أنفاسَه/ عدّ عليه أنفاسَه: راقبه، تعقبه، ضيّق عليه- إلى آخر نفس: حتَّى النهاية- التقط أنفاسَه/ استردَّ أنفاسَه: استراح، هدأ، اطمأن- بيني وبينه نفس: بُعْد- حبَس أنفاسَه/ كتم أنفاسَه: منعها وقطعها من دهشة أو خوف- فاضت أنفاسُه/ لفظ أنفاسَه الأخيرة: مات- مقطوع النَّفس: لاهث، يتنفس بصعوبة- هو في نَفَس من أمره: في سعةٍ وفُسحة- يأخذ نفسًا: يستريح- يسلبه أنفاسَه: يَخْلف لُبّه- يوفِّر أنفاسه: يوفّر على نفسه عناء الكلام والنَّصيحة.
3 - جرعة "أخذ نَفَسًا من الإناء- شرِب الإناء كلَّه على نَفَسٍ واحد".
4 - طريقة وأسلوب "أحمد شوقي له نَفَس مميَّز في نظم الشّعر". 

نَفْساءُ/ نُفَساءُ1 [مفرد]: ج نُفَساوات ونُفاس ونِفاس: امرأة وضعت حديثًا "تُحاط النُّفساءُ بكلِّ عناية". 

نُفَساءُ2 [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نفَسَ. 

نَفْسانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نَفْس: على غير قياس:

عَقْليّ "طبيب/ مرض نفسانِيّ- آلام/ ظواهر/ معالجة نفسانيّة".
• الطِّبّ النَّفسانيّ: (طب) الطِّبّ النَّفسيّ؛ فرع من الطِّب يهتمُّ بحالات المرض العقليّ وتحليل الاضطرابات النَّفسيَّة.
• الطِّبّ النَّفسانيّ التَّقويميّ: (طب) الدِّراسة المتعلِّقة بالوقاية والمعالجة النَّفسيّة للمشاكل العاطفيَّة والسُّلوكيَّة وخاصَّةً تلك التي تظهر خلال مراحل النموّ الأولى.
• جراحة نفسانيَّة: (طب) معالجة جراحيَّة لبعض الأمراض العقليَّة، مداواة الاضطرابات النَّفسيّة بالجراحة. 

نَفْسانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَفْس: على غير قياس "اطمأنَّ على حالة صديقه النفسانيّة- يعاني من بعض الضغوط النفسانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من نَفْس: مشاعر وسلوك وإحساسات وطريقة تصرُّف لدى الفرد أو الجماعة "راعى في كتاباته نفسانيّة القُرَّاء- تركت المعركةُ آثارًا سيّئة على نفسانيّة السكان".
3 - (نف) نظرية تحاول ردّ الفلسفة إلى علم النفس، أو نظرية تحاول تغليب وجهة النظر النفسيّة على وجهة نظر علم آخر. 

نَفْسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَفْس: "مريض نفسيّ- حالة نفسيّة".
2 - نابع من العقل والعواطف.
• الطِّبُّ النَّفسيّ: (طب) الطِّبّ النَّفسانيّ؛ فرع من الطِّب يهتم بحالات المرض العقليّ وتحليل الاضطرابات النَّفسيَّة أو الانفعاليَّة عن طريق كشف الصِّراعات الدَّاخليَّة "عالِم نفسيّ: شخص مدرَّب ومؤهَّل لإجراء الأبحاث والاختبارات والعلاج النَّفسيّ".
• المرض النَّفسيّ: (طب) مجموعة من الأعراض تصحبها أحيانًا مظاهر جسميّة شاذّة ناشئة عن عوامل نفسيّة كالانفعالات المكبوتة والصَّدمات والصِّراع بين الدَّوافع المتناقضة.
• التَّحليل النَّفْسيّ: (نف) فرع من الطِّبّ النَّفسيّ الحديث، يبحث في العقل الباطن محاولاً إبراز ما فيه من عُقد ورغبات مكبوتة تمهيدًا لعلاجها.
• المُحلِّل النَّفسيّ: (نف) الشَّخص المؤهّل لاستخدام التَّحليل النَّفسيّ في معالجة اضطرابات السّلوك. 

نَفْسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَفْس ° الصِّحَّة النَّفسيّة: ما يحلّ بالنَّفس من تأثّر أو انفعال شديد- حَرْبٌ نفسيَّة: محاولة التَّأثير على المعنويَّات في أوقات الحرب.
2 - مصدر صناعيّ من نَفْس: مشاعر وسلوك وإحساسات وطريقة تصرف لدى الفرد والجماعة "تترك المعارك الحربية آثارًا نفسية سيئة عند الشعوب".
• النَّفسيَّة: (نف) الحالة العامة في الإنسان النَّاتجة عن مجمل ما انطوت عليه نفسه من ميول ونزعات وانطباعات ومشاعر "نفسيّة شَعْب". 

نُفوس [مفرد]: مصدر نفُسَ. 

نَفيس [مفرد]: ج نِفاس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نفُسَ: غالٍ، ذو قيمة.
2 - مال كثير "بذل النَّفس والنَّفيس- لفلان منفس ونفيس". 

نفس

1 نَفُسَ, aor. ـُ inf. n. نَفَاسَةٌ (S, M, A, Msb, K) and نِفَاسٌ and نَفسٌ (K) and نُفُوسٌ; (TA;) and ↓ أَنْفَسَ, (M, A, Msb,) inf. n. إِنْفَاسٌ; (A, Msb;) It was, or became, high in estimation, of high account, or excellent; (M, Msb, TA;) [highly prized; precious, or valuable;] and therefore, (TA,) was desired with emulation, or in much request: (S, K, TA:) and the ↓ latter verb, said of property, it was, or became, loved, and highly esteemed. (TA.) A2: نَفِسَ بِهِ, (S, M, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. نَفَسٌ (M) [and app. نَفْسٌ as will be shown below] and نَفَاسَةٌ and نَفَاسِيَةٌ, which last is extr., (M, TA,) He was, or became avaricious, tenacious, or niggardly, of it, (S, M, Msb, K,) because of its being in high estimation, or excellent. (Msb.) Hence the saying in the Kur, [xlvii. 40,] فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ [app. meaning He is only avaricious from his avarice.] (TA.) You say, نَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّىْءِ, (M,) or عَنْهُ [in the place of عليه], (TA,) He was, or became, avaricious, &c., of the thing, towards him, or withholding it from him. (M, TA.) And نَفِسَ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, (S, M, K, TA,) and بِالشَّىْءِ, (M,) inf. n. نَفَاسَةٌ. (S, K, TA,) He was, or became, avaricious, &c., of the thing, towards him, and thought him not worthy of it, and was not pleased at its coming to him: (TA:) or [simply] he thought him not worthy of it: (S, M, K;) as also نافسهُ ↓ فِيهِ ; of which last verb we have an ex. in the phrase تُنَافِسُ دُنْيَا, used by a poet in speaking of the tribe of Kureysh, meaning either تُنَافِسُ فِى دُنْبَا [they think others not worthy of worldly good]. or تُنَافسُ أَهْلَ دُنْيَا [they think the possessors of worldly good unworthy thereof]. (M.) [See also 3, below.] You say also, نَفِسْتَ عَلَىَّ بِخَيْرٍ, (A, K,) or بِخَيْرٍ قَلِيل, (S,) and نَفِسْتَ عَلَىَّ خَيْرًا كَثِيرًا, (A,) inf. n. نَفْسٌ and نَفَاسَةٌ, (A,) Thou enviedst me (S, A, K) good, (A, K,) or a little good, (S,) and much good, (A.) and didst not consider me worthy of it. (A.) And فُلَانٌ مَا يَتَنَغَّسُ عَلَيْنَا الغَنِيمَةَ وَالظَّفَرَ [app. meaning Such a one does not envy us the spoil and the victory.] (A, in continuation of what here immediately precedes.) And مَا هٰذَا النَّفَسُ What is this envying? (A, TA.) A3: نُفِسَتْ; (S, M, A, Msb, K;) and نَفِسَتْ, (S, M, Msb, K,) as some of the Arabs say, (Msb.) aor. ـ, (Msb, K:) inf. n. نِفَاسٌ and نِفَاسةٌ (S, M) and نَفَسٌ, (M, TA,) or the first of these ns. is a simple subst.; (Msb;) (tropical:) She (a woman) brought forth; (S, M, K;) and نُفِسَتْ وَلَدًا [she brought forth a child]: (Th, M:) and نُفِسَتْ بِوَلَدِهَا [she brought forth her child]. (A.) You say also, وَرِث فُلَانٌ هٰذَا قَبْلَ أَنْ يَنْفَسَ فُلَانٌ, meaning, Such a one inherited this before such a one was born. (S.) b2: Also, both these verbs, (Msb, K,) or the latter, نَفِسَتْ, only, (Az, Mgh, TA,) or the latter is the more common, (K.) the former, which is related on the authority of As, not being well known, (Msb,) (tropical:) She (a woman) menstruated. (Az, Mgh, Msb, K.) [In the CK, a confusion is made by the omission of a و before the verb which explains this last signification.] This signification and that next preceding it are from نَفْسٌ meaning “ blood. ” (Mgh.) A4: نَفَسْتُهُ بِنَفْسِ (tropical:) I smote him with an [evil or envious] eye. (S, K, TA.) 2 نفّسهُ فِيهِ, or بِهِ: see 4.

A2: نفّس كُرْبَتَهُ, (A, Mgh, Msb, K, *) and نفّس عَنْهُ كُرْبَتَهُ, (S,) inf. n. تَنْفِيسٌ (S, Msb, K) and [quasi-inf. n.] نَفَسٌ, (K,) (tropical:) He (God) removed, or cleared away, his grief, or sorrow, or anxiety: (S, A, Mgh, Msb, K *:) and نفّس عَنْهُ signifies the same; (M, Mgh;) and He made his circumstances ample and easy; (M, TA;) and he (a man) eased him, or relieved him, syn. رَفَّهَ: (S, TA:) and also, this last phrase, he granted him a delay: the objective compliment being omitted: and نَفِّسْنِى is used as meaning grant thou to me a delay: or, elliptically, نَفِّسْ كَرْبِى or غَمِّى [remove thou my grief, &c.]. (Mgh.) b2: [Hence] حَرْفُ تَنْفِيسٍ, applied to the prefix سَ [and its variants سَوْفَ &c.], meaning A particle of amplification; because changing the aor. from the strait time which is the present, to the ample time, which is the future. (Mughnee, in art. س.) A3: نفّس القَوْسَ (tropical:) He cracked the bow: (Kr. M:) [see 5:] accord. to ISh, he put (حَطَّ) its string [upon the bow]. (TA.) 3 نافس فِى الشَّىْءِ, (S, K. *) inf. n. مُنَافَسَةٌ and نِفَاسٌ, (S,) He desired the thing, [or aspired to it.] with generous emulation; (S, K;) as also ↓ تنافس: (K:) and نافس صَاحِبَهُ فِيهِ [he vied with his companion in desire for it]: (A:) or تنافسوا ↓ فيه CCC signifies they desired it [or aspired to it]: (S:) or they vied, one with another, in desiring it: or they desired it with emulation; syn. فَراغَبَوا: (A, TA:) [and يُنَنَافسُ فيه it is emulously desired, or in request; or in great request:] or مُنَافَسَهٌ and ↓ تَنَافُسٌ signify the desiring to have a thing, and to have it for himself exclusively of any other person; from نَفِيسٌ, signifying a thing “ good, or goodly, or excellent, in its kind: ” (TA:) and تَنَافَسْنَا ذٰلِكَ الأَمْرَ and تنافسنا فيه we envied one another for that thing, and strove for priority in attaining it. (M.) See also تَفِسَ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, with which نَافَسَهُ فِيهِ is syn. (M.) 4 انفس: see نَفُسَ, in two places.

A2: انفسهُ It (a thing, TA) pleased him, (K, TA,) and made him desirous of it: (TA:) or became highly esteemed by him. (IKtt.) b2: أَنْفَسَنى فِيهِ He made me desirous of it; (S, M, A, K:) as also تَفَّسَنِى فيه, (IAar, M, TA,) or بِهِ. (So in my copy of the A.) A3: مَا أَنْفَسَهُ How powerful is his evil, or envious, eye! (Lh, M.) 5 تنفّس [He breathed] is said of a man and of every animal having lungs: (S:) [or it signifies] he drew (اِسْتَمَدَّ) breath: (M:) or [he respired, i. e.] he drew breath with the air-passages in his nose; to his inside, and emitted it. (Msb.) Yousay also, تنفّس الصُّعَدَآءَ [He sighed: see also art. صعد]. (S.) b2: (tropical:) He (a man) emitted wind from beneath him. (TA.) b3: Also, (TA,) or تنفّس فِى الإِنَآءِ, (K,) (tropical:) He drank (K, TA) from the vessel (TA) with three restings between draughts, and separated the vessel from his mouth at every such resting: (K, TA.) and, contr., the latter phrase, (assumed tropical:) he drank [from the vessel] without separating it from his mouth: (K, TA:) which latter mode of drinking is disapproved. (TA.) b4: Also تنفّس (assumed tropical:) He lengthened in speech; he spoke long; for when a speaker takes breath, it is easy to him to lengthen his speech; and تنفس فِى الكَلَامِ signifies the same. (TA.) b5: (tropical:) It (said of the day, M, A, and of the dawn, A, and of other things, M) became extended; (M;) it became long; (M, A;) or, said of the day, accord. to Lh, it advanced so that it became noon: (M:) or it increased: (S:) and it extended far: and hence it is said of life, meaning either it became protracted, and extended far, or it became ample: (M:) and, said of the dawn, it shone forth, (Akh, S, K, TA,) and extended so that it became clear day: (Fr, TA:) or it broke, so that things became plain in consequence of it: (TA:) or it rose: (Mujáhid:) or its dusty hue shone at the approach of a gentle wind. (Bd, lxxxi. 18.) You say also, تنفّس بِهِ العُمُرُ (tropical:) [Life became long, or protracted, &c., with him]. (A.) And تنفّست دِجْلَةُ (assumed tropical:) The water of the Tigris increased. (TA.) b6: تنفّس المَوْجُ (tropical:) The waves sprinkled the water. (S, K.) b7: تنفّست القَوْسُ (tropical:) The bow cracked. (S, M, K.) It is only the stick that is not split in twain that does so; and this is the best of bows. And تنفّس in the same sense is said of an arrow. (M.) A2: [تنفّس عَلَيْهِ الشَّىْءَ app. signifies the same as نَفِسَ عليه الشىء, q. v.]6 تَنَاْفَسَ see 3, throughout.

نَفْسٌ The soul; the spirit; the vital principle; syn. رُوحٌ: (S, M, A, Msb, K:) but between these two words is a difference [which must be fully explained hereafter, though ISd says, that it is not of the purpose of his book, the M, to explain it]: (M:) in this sense it is fem.: (Msb:) pl. [of pauc.] أَنْفُسٌ and [of mult.] نُفُوسٌ. (M, Msb.) You say, خَرَجَتْ نَفْسُهُ [His soul, or spirit, went forth]; (Aboo-Is-hák, S, M, Msb, K;) and so جَادَتْ نَفْسُهُ. (Msb.) And a poet says, not Aboo-Khirásh as in the S, but Hudheyfeh Ibn-Anas, (IB,) نَجَا سَالِمٌ والنَّفْسُ مِنْهُ بِشِدْقِهِ وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سَيْفٍ وَمِئْزَرَا i. e., [Sálim escaped when the soul was in the side of his mouth; but he escaped not save] with the scabbard of a sword and with a waist-wrapper. (S.) In the same sense the word is used in the saying. فِى نَفْسِ فُلَانٍ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا [but this seems rather to mean, It is in the mind of such a one to do so and so]. (Aboo-Is-hák, M.) Some of the lexicologists assert the نَفْس and the رُوح to be one and the same, except that the former is fem., and the latter [generally or often] masc.: others say, that the latter is that whereby is life; and the former, that whereby is intellect, or reason; so that when one sleeps, God takes away his نفس, but not his روح, which is not taken save at death: and the نَفْس is thus called because of its connexion with the نَفَس [or breath]. (IAmb.) Or every man has نَفْسَانِ [two souls]: (I'Ab, Zj:) نَفْسُ العَقْلِ [the soul of intellect, or reason, also called النَّفْسُ النَّاطِقَةُ (see رُوحٌ)], whereby one discriminates, [i. e., the mind,] (I'Ab,) or نَفْسُ التَّمْيِيزِ [the soul of discrimination], which quits him when he sleeps, so that he does not understand thereby, God taking it away: (Zj:) and نَفْسُ الرُّوحِ [the soul of the breath], whereby one lives, (I'Ab,) or نَفْسُ الحَيَاةِ [the soul of life], and when this quits him, the breath quits with it; whereas the sleeper breathes: and this is the difference between the taking away of the نفس of the sleeper in sleep and the taking away of the نفس of the living [at death.] (Zj.) Much has been said respecting the نَفْس and the رُوح; whether they be one, or different: but the truth is, that there is a difference between them, since they are not always interchangeable: for it is said in the Kur, [xv. 29 and xxxviii. 72,] وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى [And I have blown into him of my spirit.]; not مِنْ نَفْسِى: and [v. 116,] تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى [to be explained hereafter]; not فِى رُوحِى, nor would this expression be well except from Jesus: and [lviii. 9,] وَيَقُولُونَ فِى أَنْفُسِهِمْ [And they say in their souls, or within themselves]: for which it would not be well to say فِى أَرْوَاحِهِمْ: and [xxxix. 57,] أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ [That a soul shall say]; for which no Arab would say أَنْ تَقُولَ رُوحٌ: hence, the difference between them depends upon the considerations of relation: and this is indicated by a trad., in which it is said that God created Adam, and put into him a نَفْس and a رُوح; and that from the latter was his quality of abstaining from unlawful and indecorous things, and his understanding, and his clemency, or forbearance, and his liberality, and his fidelity; and from the former, [which is also called النَّفْسُ الأَمَّارَةُ, q. v., in art. أمر,] his appetence, and his unsteadiness, and his hastiness of disposition, and his anger: therefore one should not say that نَفْسٌ is the same as رُوحٌ absolutely, without restriction, nor رُوحٌ the same as نَفْس. (R.) The Arabs also make the discriminative نَفْس to be two; because it sometimes commands the man to do a thing or forbids him to do it; and this is on the occasion of setting about an affair that is disliked: therefore they make that which commands him to be a نفس, and that which forbids him to be as though it were another نفس: and hence the saying, mentioned by Z, فُلَانٌ يُؤَامِرُ نَفْسَيْهِ (tropical:) [Such a one consults his two souls, or minds]; said of a man when two opinions occur to him. (TA.) [بِنَفْسِى فُلَانٌ is an elliptical phrase sometimes used, for بِنَفْسِى فُلَانٌ مَفْدِىٌّ, which see in art. فدى.] b2: (assumed tropical:) A thing's self; (S, M, A, K, TA;) used as a corroborative; (S, TA;) its whole, (Aboo-Is-hák, M, TA,) and essential constituent: (Aboo-Is-hák, M, A, K, TA:) pl. as above, أَنْفُسٌ and نُفُوسٌ. (M.) You say, رَأَيْتُ فُلَانًا نَفْسَهُ (assumed tropical:) I saw such a one himself, (S,) and جَآءَنِى بِنَفْسِهِ [or, more properly, حَآءَنِى هُوَ بِنَفْسِهِ (see, under the head of بِ, a remark on that preposition when used in a case of this kind, redundantly,)] He came to me himself. (S, K.) And وَلِىَ الأَمْرَ بِنَفْسِهِ [He superintended, managed, or conducted, the affair in his own person]. (K, in art. بشر, &c.) And حَدَّثَ نَفْسَهُ [He talked to himself; soliloquized]. (Msb, in art. بلو; &c.) and قَتَلَ فُلَانٌ نَفْسَهُ (assumed tropical:) [Such a one killed himself]: and أَهْلَكَ نَفْسَهُ (assumed tropical:) made his whole self to fall into destruction. (Aboo-Is-hák, M.) And hence, (TA,) from نَفْسُ الشَّىْءِ signifying ذَاتُهُ, (M,) the saying mentioned by Sb, نَزَلْتُ بِنَفْسِ الجَبَلِ (assumed tropical:) [I alighted in the mountain itself]: and نَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِى (assumed tropical:) [The mountain itself is facing me]. (M, TA.) [Hence also the phrase] فِى نَفْسِ الأَمْرِ [meaning (assumed tropical:) in reality; in the thing itself]: as in the saying, قَلَّلَهُ فِى نَفْسِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَلِيلًا فِى نَفْسِ الأَمْرِ (assumed tropical:) [He held it to be little in his mind though it was not little in reality]. (Msb, art. قل.) The words of the Kur, [v. 116,] تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ mean (assumed tropical:) Thou knowest what is in myself, or in my essence, and I know not what is in thyself, or in thine essence: (Bd, K:) or Thou knowest what I conceal (M, Bd, Jel) in my نفس [or mind], (Bd, Jel,) and I know not what is in thyself, or in thine essence, nor that whereof Thou hast the knowledge, (M.) or what Thou concealest of the things which Thou knowest; (Bd, Jel;) so that the interpretation is, Thou knowest what I know, and I know not what Thou knowest: (M:) or نفس is here syn. with عِنْد; and the meaning is, تَعْلَمُ مَا عِنْدِى وَلَا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ; (K, * TA;) [i. e., Thou knowest what is in my particular place of being, and I know not what is in thy particular place of being; for] the adverbiality in this instance is that of مَكَانَة, not of مَكَان: (TA:) but the best explanation is that of IAmb, who says that نفس is here syn. with غَيْب; so that the meaning is, Thou knowest غَيْبِى [my hidden things, or what is hidden from me, and I know not thy hidden things, or what Thou hidest]; and the correctness of this is testified by the concluding words of the verse, إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ [for Thou art he who well knoweth the hidden things]: (TA:) [and here it must be remarked that] العَيْبُ, which occurs afterwards in the K as one of the significations of النَّفْسُ, is a mistake for الغَيْبُ, the word used by IAmb in explaining the above verse. (TA.) b3: (assumed tropical:) A person; a being; an individual; syn. شَخْصٌ; (Msb;) a man, (Sb, S, M, TA,) altogether, his soul and his body; (TA;) a living being, altogether. (Mgh, Msb.) In this sense of شخص it is masc.: (Msb:) or, accord to Lh, the Arabs said, رَأَيْتُ نَفْسًا وَاحِدَةً (assumed tropical:) [I saw one person], making it fem.; and in like manner, رَأَيْتُ نَفْسَيْنِ ثِنْتَيْنِ (assumed tropical:) [I saw two persons]; but they said, رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَنْفُسٍ (assumed tropical:) [I saw three persons], and so all the succeeding numbers, making it masc.: but, he says, it is allowable to make it masc. in the sing. and dual., and fem. in the pl.: and all this, he says, is related on the authority of Ks: (M:) Sb says, (M.) they said ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ, (S, M,) making it masc., (S,) because they mean by نفس “ a man,” (S, M,) as is shown also by their saying نَفْسٌ وَاحِدٌ: (M:) but Yoo asserts of Ru-beh, that he said ثَلَاثُ أَنْفُسٍ, making نفس fem., like as you say ثَلَاثُ أَعْيُنٍ, meaning, of men; and ثَلَاثَةُ أَشْخُصٍ, meaning, of women: and it is said in the Kur, [iv. l, &c.,] اَلَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (assumed tropical:) [who created you from one man], meaning, Adam. (M.) You also say, مَا رَأَيْتُ ثَمَّ نَفْسًا (assumed tropical:) I saw not there any one. (TA.) b4: (assumed tropical:) A brother: (IKh, IB:) a copartner in religion and relationship: (Bd, xxiv. 61:) a copartner in faith and religion. (Ibn-'Arafeh.) (assumed tropical:) It is said in the Kur, [xxiv. 61,] فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ and when ye enter houses, salute ye your brethren: (IB:) or your copartners in religion and relationship. (Bd.) And in verse 12 of the same chapter.

بِأَنْفُسِهِمْ means (assumed tropical:) Of their copartners in faith and religion. (Ibn-'Arafeh.) b5: (tropical:) Blood: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) [or the life-blood: in this sense, fem.:] pl. [of pauc. أَنْفُسٌ and of mult.] نُفُوسٌ: (IB:) so called [because the animal soul was believed by the Arabs, as it was by many others in ancient times, (see Gen. ix. 4, and Aristotle, De Anim. i. 2, and Virgil's Æn. ix. 349.) to diffuse itself throughout the body by means of the arteries: or] because the نَفْس [in its proper sense, i. e. the soul,] goes forth with it: (TA:) or because it sustains the whole animal. (Mgh, Msb.) You say, سَالَتْ نَفْسُهُ (tropical:) [His blood flowed]. (S.) And نَفْسٌ سَائِلَةٌ (tropical:) [Flowing blood]. (S, A, Mgh.) And دَفَقَ نَفْسَهُ (tropical:) He shed his blood. (A, TA.) b6: (tropical:) The body. (S, A, K.) b7: (assumed tropical:) [Sometimes it seems to signify The stomach. So in the present day. You say, لَعِبَتْ نَفْسُهُ, meaning He was sick in the stomach. See غَثَتْ نَفْسُهُ, in art. غثى; and مَذِرَتْ مَعِدَتُهُ and نَفْسُهُ, in art. مذر.] b8: (assumed tropical:) [The pudendum: so in the present day: in the K, art. حشو, applied to a woman's vulva.] b9: [From the primary signification are derived several others, of attributes of the rational and animal souls; and such are most of the signification here following.] b10: (assumed tropical:) Knowledge. (A.) [See, above, an explanation of the words cited from ch. v. verse 116 of the Kurn.] b11: (assumed tropical:) Pride: (A, K, TA:) and self-magnification; syn. عِزَّةٌ. (A, K.) b12: (assumed tropical:) Disdain, or scorn. (A, K.) b13: (assumed tropical:) Purpose, or intention: or strong determination: syn. هِمَّةٌ. (A, K.) b14: (assumed tropical:) Will, wish, or desire. (A, K.) b15: [Copulation: see 3, art رود.] b16: [(assumed tropical:) Stomach, or appetite.] b17: (tropical:) An [evil or envious] eye, (S, M, A, K, TA,) that smites the person or thing at which it is cast: pl. أَنْفُسٌ. (TA.) [See 1, last signification.] So in a trad., in which it is said, that the نَمْلَة and the حُمَة and the نَفْس are the only things for which a charm is allowable. (TA.) You say, أَصَابَتْ فُلَانًا نَفْسٌ (tropical:) [An evil or envious eye smote such a one]. (S.) and Mohammad said, of a piece of green fat that he threw away, كَانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ, meaning, (tropical:) There were upon it seven [evil or envious] eyes. (TA.) b18: (assumed tropical:) Strength of make, and hardiness, of a man: and (assumed tropical:) closeness of texture, and strength, of a garment or piece of cloth. (M.) A2: Punishment. (A, K.) Ex. وَيُحَذِّرُكُم اللّٰهُ نَفْسَهُ, (K,) in the Kur, [iii. 27 and 28, meaning, And God maketh you to fear his punishment]; accord. to F; but others say that the meaning is, Himself. (TA.) A3: A quantity (S, M, K,) of قَرَظ, and of other things, with which hides are tanned, (S, K,) sufficient for one tanning: (S, M, K:) or enough for two tannings: (TA:) or a handful thereof: (M:) pl. أَنَفُسٌ. (M.) You say, هَبْ لِى نفْسًا مِنْ دِبَاغٍ [Give thou to me a quantity of material for tanning sufficient for one tanning, or for two tannings, &c.]. (S.) نَفَسٌ [Breath;] what is drawn in by the airpassages in the nose, [or by the mouth,] to the inside, and emitted, (Msb;) what comes forth from a living being in the act of تَنَفُّس. (Mgh:) or the exit of wind from the nose and the mouth: (M:) pl. أَنْفَاسٌ. (S, M, A. Mgh, Msb, K.) b2: A gentle air: pl. as above. (M, Msb.) You say also, نَفَسُ الرِّيحِ [The breath of the wind]: and نَفَسُ الرَّوْصَةِ the sweet [breath or] odour [of the meadow, or of the garden, &c.]. (TA.) b3: [Hence, app., its application in the phrase] نَفَسَ السَّاعَةِ [The blast of the last hour; meaning,] the end of time. (Kr, M.) b4: [Hence also, (assumed tropical:) Speech: and kind speech: (see an ex. voce أَمْلَحَ:) so in the present day.] b5: [and (assumed tropical:) Voice, or a sweet voice, in singing: so in the present day.] b6: A gulp. or as much as is swallowed at once in drinking: (S, L, K:) but this requires consideration; for in one نَفَس a man takes a number of gulps, more or less according to the length or shortness of his breath, so that we [sometimes] see a man drink [the contents of] a large vessel in one نَفَس, at a number of gulps: (L:) [therefore it signifies sometimes, if not always, a draught, or as much as is swallowed without taking breath:] pl. as above. (S.) You say, إِكْرَعْ فِى الإِتَآءِ نَفَسًا أَوْ نَفَسَيْنِ (tropical:) [Put thou thy mouth into the vessel and drink] a gulp, or two gulps: [or a draught, or two draughts:] and exceed not that. (S; And شَربْتُ نَفَسًا وَأَنْفَاسًا (tropical:) [I drank a gulp, and gulps: or a draught, and draughts]. (A.) And فُلَانٌ شَرِبَ الإِنَآءَ كُلَّهُ عَلَى نَفَسٍ وَاحِدٍ (tropical:) [Such a one drank the whole contents of the vessel at one gulp or at one draught]. (L.) b7: (tropical:) Every resting between two draughts: (M, TA:) [pl. as above.] Yousay, شَرِبَ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ (tropical:) [He drank with one resting between draughts]. (A.) And شَربَ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ (tropical:) [He drank with three restings between draughts]. (A. K.) [And hence,] شَرَابٌ ذُو نَفَسِ (tropical:) Beverage in which is ampleness, [so that one pauses while drinking it, to take breath,] and which satisfies thirst. (IAar, K.) And شَرَابٌ غَيْرُ ذِى نَفَسٍ (tropical:) Beverage of disagreeable taste, (A, K, *) changed in taste and odour, (K,) in drinking which one does not take breath (A, K) when he has tasted it; (K;) taking a first draught, as much as will keep in the remains of life, and not returning to it. (TA.) b8: [and hence it is said that] نَفَسٌ signifies (assumed tropical:) Satisfaction, or the state of being satisfied, with drink; syn. دِىَّ. (IAar, K.) b9: [Hence also.] (tropical:) Plenty, and redundance. So in the saying إِنّ فِى المَآءِ نَفَسًا لِى وَلَكَ [Verily in the water is plenty, and redundance, for me and for thee]. (Lh, M.) b10: (tropical:) A wide space: (TA:) (tropical:) a distance (A.) You say, بَيْنَ الفَر يقَيْن نَفَسٌ (tropical:) Between the two parties is a wide space. (TA.) And بَيْنِى وَبَيْنَهٌ نَفَسٌ (tropical:) Between me and him is a distance. (A.) b11: (tropical:) Ample scope for action &c.; and a state in which is ample scope for action &c., syn. سعةٌ, (S, M, A, Mgh, K,) and فُسْحَةٌ, (A, K,) in an affair. (S, M, A, K.) You say, لَك فِى هٰذَا نَفَسٌ [There is ample scope for action &c. for thee in this. (Mgh.) And أَنْتَ فِى نَفِس مِنْ أَمْرِكَ (tropical:) [Thou art in a state in which is ample scope for action &c. with respect to thine affair. (S, M.) And إِعْملْ وَأَنْتَ فِى نَفَسٍ مِنْ أَمْرِكَ (tropical:) Work thou while thou art in a state in which is ample scope for action &c. (فِى فُسْحَةٍ وَسَعَة) with respect to thine affair, before extreme old age, and diseases, and calamities. (TA.) See also نُفْسَةٌ. b12: (tropical:) Length. (M.) So in the saying زِدْنى نَفَسًا فِى أَجَلِى (tropical:) [Add thou to me length in my term of life]: (M:) or lengthen thou my term of life. (TA.) You say also, ↓ فِى عُمُرِهِ مُتَنَفَّسٌ (tropical:) [In his life is length: see 5]. (A, TA.) b13: The pl., in the accus. case, also signifies (assumed tropical:) Time after time. So in the saying of the poet, عَيْنَىَّ جُودَا عَبْرَةً أَنْفَاسَا [O my two eyes, pour forth a flow of tears time after time]. (S.) A2: نَفَسٌ is also a subst. put in the place of the proper inf. n. of نَفَّسَ; and is so used in the two following sayings, (K, TA,) of Mohammad. (TA.) لَا تَسبُوُّا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمٰنِ, i. e. (tropical:) [Revile not ye the wind, for] it is a means whereby the Compassionate removes grief, or sorrow, or anxiety, (K, TA,) and raises the clouds, (TA,) and scatters the rain, and dispels dearth, or drought. (K, TA.) and أَجِدُ نَفَسَ رَبَِّكُمْ مِنْ قِبَلِ اليَمَنِ (tropical:) I perceive your Lord's removal of grief, &c., from the direction of El-Yemen: meaning, through the aid and hospitality of the people of El-Medeeneh, who were of El-Yemen; (K, TA;) i. e., of the Ansár, who were of [the tribe of] El-Azd, from ElYemen. (TA.) It is [said by some to be] a metaphor, from نَفَسُ الهَوَآءِ, which the act of breathing draws back into the inside, so that its heat becomes cooled and moderated: or from نَفَسُ الرِّيِح, which one scents, so that thereby he refreshes himself: or from نَفَسُ الرَّوْضَةِ. (TA.) You also say, مَا لِى نَفَسٌ, meaning, (tropical:) There is not for me any removal, or clearing away, of grief. (A.) A3: It is also used as an epithet, signifying (assumed tropical:) Long; (Az, K;) applied to speech, (K,) and to writing, or book, or letter. (Az, K.) نُفْسَةٌ, (S, Mgh, K,) with damm, (K,) [in a copy of the S, نَفْسَةٌ,] (assumed tropical:) Delay; syn. مَهْلَةٌ; (S, Mgh, K;) and ample space, syn. مُتَّسَعٌ. (TA.) Ex. لَكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ نُفْسَةٌ (assumed tropical:) [Thou shalt have, in this affair, a delay, and ample space]. (S, Mgh, * TA.) See also نَفَسٌ.

نَفْسِىٌ Relating to the نَفْس, or soul, &c.: vital: and sensual; as also ↓ نَفْسَانِىٌّ.]

نُفَسَآءُ (Th, S, M, Mgh, Msb, K, &c.) and نَفَسَآءُ and نَفْسَآءُ (M, K) (tropical:) A woman in the state following childbirth: (S, M, * Mgh, * Msb, * K:) or bringing forth: and pregnant: and menstruating: (Th, M:) and نَافِسٌ signifies the same; (Msb;) and so ↓ مَنْفُوسَةٌ: (A:) [see نُفِسَتْ:] dual نُفَسَاوَانِ; the fem. ء being changed into و as in عُشَرَاوَانِ: (S:) pl. نِفَاسٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) like as عِشَارٌ is pl. of عُشَرَآءُ, (S, Msb, K,) the only other instance of the kind, (S, K,) and نُفَاسٌ, (M, K,) which is also the only instance of the kind except عُشَارٌ, (K,) and نُفَّاسٌ, and نُفَّسٌ and نُفَسٌ (M) and نُفُسٌ (M, K) and نُفْسٌ (K) and نُفَسَاوَاتٌ (S, M, K) and [accord. to analogy, of نَافِسٌ,] نَوَافِسُ. (K.) نَفْسَانٌ, or نَفْسَانِىٌّ: see نَفُوسٌ.

نَفْسَانِىٌّ: see نَفْسِىٌّ: b2: and نَفُوسٌ.

نِفَاسٌ (tropical:) Childbirth (S, K) from نَفْسٌ signifying “ blood. ” (Msb, TA.) See نُفِسَتْ. b2: [And The state of impurity consequent upon childbirth. See 5, in art. عل.] b3: Also, (tropical:) The blood that comes forth immediately after the child: an inf. n. used as a subst. (Mgh.) b4: A poet says, (namely, Ows Ibn-Hajar, O, in art. طرق,) لَنَا صَرْخَةٌ ثُمَّ إِسْكَاتَةٌ كَمَا طَرَّقَتْ بِنِفَاسٍ بِكِرْ [We utter a cry; then keep a short silence; like as when one that has never yet brought forth experiences resistance and difficulty in giving birth to a child, or young one]; meaning, بِوَلَدٍ. (S.) نَفُوسٌ An envious man: (M, TA:) (tropical:) one who looks with an evil eye, with injurious intent, at the property of others: (M, A, * TA:) as also ↓ نَفْسَانٌ, (TA,) or ↓ نَفْسَانِىٌّ. (A.) نَفِيسٌ A thing high in estimation; of high account; excellent; (Lh, M, Msb, TA;) [highly prized; precious; valuable; and therefore (TA) desired with emulation, or in much request; (S, K, TA;) good, goodly, or excellent, in its kind; (TA;) and ↓ نَافِسٌ signifies the same, (M,) and so does ↓ مُنْفِسٌ, (Lh, M, A, Msb, K,) and ↓ مَنْفُوسٌ: (K:) it signifies thus when applied to property, as well as other things; as also ↓ مَنْفِسٌ: (Lh, M:) and, when so applied, of which one is avaricious, or tenacious: (M:) or ↓ مُنْفِسٌ, so applied, abundant; much; (K;) as also ↓ مُنْفَسٌ: (Fr, K:) and ↓ نَافِسٌ, a thing of high account or estimation, and an object of desire: (TA:) this last is also applied, in like manner, to a man; as also نَفِيسٌ: and the pl. [of either] is نِفَاسٌ (M, TA) Youalso say, ↓ أَمْرٌ مَنْفُوسٌ فِيهِ, meaning, A thing that is desired. (M.) And فِيهِ ↓ شَىْءٌ مُتَنَافَسٌ A thing emulously desired, or in much request. (A.) b2: Also, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates,] Much property; (S, A, K;) and so ↓ مُنْفِسٌ. (S.) You say, لِفُلَانٍ مُنْفِسٌ and نَفِيسٌ Such a one has much property. (S.) And مَا يَسُرُّنِى بِهٰذَا الأَمْرِ مَنْفِسٌ and نَفِيسٌ [Much property does not rejoice me with this affair]. (S.) نَافِسٌ: see نَفِيسٌ, in three places.

A2: See also نُفَسَآءُ.

A3: (tropical:) Smiting with an evil, or envious, eye. (S, M, K.) A4: The fifth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, M, K;) which has five notches; and for which one wins five portions if it be successful, and loses five portions if it be unsuccessful: (Lh, M:) or, as some say, the fourth. (S.) هٰذَا أَنْفَسُ مَالِى This is the most loved and highly esteemed of my property. (S, TA.) A2: بَلَّغَكَ اللّٰهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ (tropical:) [May God cause thee to attain to the most protracted, or most ample, of lives: see 5]. (A, TA.) And دَارُكَ أَنْفَسُ مِنْ دَارِى (tropical:) Thy house is more ample, or spacious, than my house: (M:) and the like is said of two places: (M:) and of two lands. (A.) And هٰذَا التَّوْبُ أَنْفَسُ مِنْ هٰذَا (tropical:) This garment, or piece of cloth, is wider and longer and more excellent than this. (M.) And ثَوْبٌ أَنْفَسُ الثَّوْبَيْنِ (tropical:) A garment, or piece of cloth, the longer and wider of the two garments, or pieces of cloth. (A.) مُنْفَسٌ: see نَفِيسٌ; for the latter, throughout.

مُنْفِسٌ: see نَفِيسٌ; for the latter, throughout.

مَنْفُوسٌ: see نَفِيسٌ, in two places.

A2: (tropical:) Brought forth; born. (S, M, A, Msb, K.) It is said in a trad., مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَذْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجَنَّةِ أَوِ النَّارِ (tropical:) [There is not any soul born but its place in Paradise or Hell has been written]. (S.) b2: مَنْفُوسَةٌ applied to a woman: see نُفَسَآءُ.

A3: (tropical:) Smitten with an evil, or envious, eye. (M.) مُتَنَفَّسٌ A place of passage of the breath.] b2: فى عُمُرِهِ مُتَنَفَّسٌ: see نَفَسٌ. b3: See also سَحَرٌ.

مُتَنَفِّسٌ [Breathing;] having breath: (TA:) or having a soul: (so in a copy of the M:) an epithet applied to everything having lungs. (S, TA.) b2: غَائِطٌ مُتَنَفِّسٌ (tropical:) A depressed expanse of land extending far. (A, TA.) b3: أَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ (tropical:) A nose of which the bone is wide and depressed; or depressed and expanded; or a nose spreading upon the face: syn. أَفْطَسُ. (A, TA.) شَىْءٌ مُتَنَافَسٌ فِيهِ: see نَفِيسٌ.
(ن ف س) : (النِّفَاسُ) مَصْدَرُ نُفِسَتْ الْمَرْأَةُ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا إذَا وَلَدَتْ فَهِيَ نُفَسَاءُ وَهُنَّ نِفَاسٌ (وَقَوْلُ) أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّ أَسْمَاءَ نَفِسَتْ أَيْ حَاضَتْ وَالضَّمُّ فِيهِ خَطَأٌ وَكُلُّ هَذَا مِنْ النَّفْسِ وَهِيَ الدَّمُ فِي قَوْلِ النَّخَعِيِّ كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ (نَفْسٌ سَائِلَةٌ) فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إذَا مَاتَ فِيهِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّفْسَ الَّتِي هِيَ اسْمٌ لِجُمْلَةِ الْحَيَوَانِ قِوَامُهَا الدَّمُ (وَقَوْلُهُمْ) النِّفَاسُ هُوَ الدَّمُ الْخَارِجُ عَقِيبَ الْوَلَدِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ كَالْحَيْضِ سَوَاءٌ وَأَمَّا اشْتِقَاقُهُ مِنْ تَنَفُّسِ الرَّحِمِ أَوْ خُرُوجِ النَّفَسِ بِمَعْنَى الْوَلَدِ فَلَيْسَ بِذَاكَ لِأَنَّ النَّفَسَ الَّتِي بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ الْأَنْفَاسِ وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ الْحَيِّ حَالَ التَّنَفُّسِ وَمِنْهُ لَكَ فِي هَذَا (نَفَسٌ) أَيْ سَعَةٌ (وَنُفْسَةٌ) أَيْ مُهْلَةٌ (وَنَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَكَ) أَيْ فَرَّجَهَا وَيُقَالُ (نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ) إذَا فَرَّجَ عَنْهُ (وَنَفَّسَ عَنْهُ) إذَا أَمْهَلَهُ عَلَى تَرْكِ الْمَفْعُولِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي كِتَابِ الْإِقْرَارِ لَوْ قَالَ نَفِّسْنِي فَعَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى أَمْهِلْنِي أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَيْ نَفِّسْ كَرْبِي أَوْ غَمِّي (وَشَيْءٌ نَفِيسٌ وَمُنْفِسٌ) .
نفس
النَفْسُ: مَعْرُوْفَةٌ، والجَميعُ النُّفُوْسُ. والرُّوْحُ - أيضاً -: نَفْسٌ، وكذلك الدَّمُ. ورَجُلٌ له نَفْس: أي خَلْقٌ وجَلَادَة وسَخَاء.
وماتَ حَتْفَ نَفْسِه: إذا ماتَ على فِرَاشِه. وأنْمتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَة. والأنْفَاسُ: الساعَاتُ.
وزِدْني في أجَلي نَفَساً: أي طُوْلَ الأجَلَ. وبَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ نَفَس: أي مُتَّسَعٌ. وهو أنْفَسُ المَنْزِلَيْنِ: أي أبْعَدُهما. وغائطٌ مُتَنَفَس: أي بَطِيْن بَعِيْدٌ.
والنفَسُ: التَنَفُّسُ؛ وهو خُرُوْجُ النسِيْمِ من الجَوْفِ. وشَرِبَ الماءَ بنَفَس، وجَمْعُها نِفَاسٌ.
وكَتَبْتُ كِتاباً نَفَساً: أي طَوِيلاً.
وفي هذا الأمْرِ نفْسَةٌ: أي مهْلَةٌ. وفي عُمُرِه تنَفُّسٌ: أي طُوْل. وأنا بَيْنَ نَفْسَيْنِ: أي رَأْيَيْنِ. وهو شَيْءٌ مَنْفوسٌ فيه: أي مَرْغُوْبٌ فيه.
وإنَه لَعَيوْن نَفُوْسٌ: أي خَبِيْثُ العَيْنِ، ويُقال: نَفْسَاني؛ وما أنْفَسَه: أي ما أشَد عَيْنَه. والنافِسُ: العائنُ.
ودَبَغْتُ الإهَابَ نَفْساً أو نَفْسَيْنِ: وهو قَدْرُ دَبْغَةٍ من الدِّبَاغِ، وقد يُحَرَّكُ الفاءُ. وهذا شَرَاب غَيْرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِهَ الطَّعْمِ لا يَتَنَفَّسُ فيه صاحِبُه. والشيْءُ النَفِيْسُ: المُتَنَافَسُ فيه، يُقال: نَفِسْتُ به نَفَاسَةً. ونَفُسَ الشَّيْءُ: صارَ نَفِيْساً. والمُنْفِسُ: النَّفِيْسُ. والنَفَاسُ: ولادَةُ المَرْأةِ، فإذا وَضَعَتْ قيل: نُفَسَاءُ حَتّى تَطْهُرَ، وقد نُفِسَتْ وهي مَنْفُوْسَةٌ. ونَفِسَتْ: إذا حاضَتْ ودَمِيَتْ. وسُمِّيَتْ نُفَسَاءَ لسَيَلانِ الدمِ. والمَوْلُوْدُ: مَنْفُوْسٌ به. وُيقال: نُفَسَاءُ ونَفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - لُغَاتٌ -. والخامِسُ من القِدَاح يُسَمى النّافِسَ.
نفس
الَّنْفُس: الرُّوحُ في قوله تعالى: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ
[الأنعام/ 93] قال: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ [البقرة/ 235] ، وقوله: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ
[المائدة/ 116] ، وقوله:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
[آل عمران/ 30] فَنَفْسُهُ: ذَاتُهُ، وهذا- وإن كان قد حَصَلَ من حَيْثُ اللَّفْظُ مضافٌ ومضافٌ إليه يقتضي المغايرةَ، وإثباتَ شيئين من حيث العبارةُ- فلا شيءَ من حيث المعنى سِوَاهُ تعالى عن الاثْنَوِيَّة من كلِّ وجهٍ. وقال بعض الناس: إن إضافَةَ النَّفْسِ إليه تعالى إضافةُ المِلْك، ويعني بنفسه نُفُوسَنا الأَمَّارَةَ بالسُّوء، وأضاف إليه على سبيل المِلْك. والمُنَافَسَةُ: مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ للتشبه بالأفاضلِ، واللُّحُوقِ بهم من غير إِدْخال ضَرَرٍ على غيرِه. قال تعالى: وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ
[المطففين/ 26] وهذا كقوله:
سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد/ 21] والنَّفَسُ: الرِّيحُ الداخلُ والخارجُ في البدن من الفَمِ والمِنْخَر، وهو كالغِذاء للنَّفْسِ، وبانْقِطَاعِهِ بُطْلانُها ويقال للفَرَجِ: نَفَسٌ، ومنه ما رُوِيَ: «إِنِّي لَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ» »
وقوله عليه الصلاة والسلام: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمَنِ» أي: ممَّا يُفَرَّجُ بها الكَرْبُ. يقال: اللَّهُمَّ نَفِّسْ عَنِّي، أي: فَرِّجْ عَنِّي. وتَنَفَّسَتِ الرِّيحُ: إذا هَبَّتْ طيِّبةً، قال الشاعر:
فَإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إِذَا مَا تَنَفَّسَتْ عَلَى نَفْسِ مَحْزُونٍ تَجَلَّتْ هُمُومُهَا
والنِّفَاسُ: وِلَادَةُ المَرْأَةِ، تقول: هي نُفَسَاءُ، وجمْعُها نُفَاسٌ ، وصَبَّيٌّ مَنْفُوسٌ، وتَنَفُّسُ النهار عبارةٌ عن توسُّعِه. قال تعالى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ [التكوير/ 18] ونَفِسْتُ بِكَذَا: ضَنَّتْ نَفْسِي بِهِ، وشَيْءٌ نَفِيسٌ، ومَنْفُوسٌ بِهِ، ومُنْفِسٌ.
[نفس] النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش: نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِدْقِهِ * ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا * أي بجفن سيف ومئزر. والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: " ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه ". والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر : نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا * أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ * والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان. والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ. والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع. ونفس الشئ: عينه يؤكد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ: أيضاً قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نفسا من دباغ. قال الاصمعي. بعثت امرأة من العرب بنتا لها إلى جارتها فقالت لها: تقول لك أمي: أعطيني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتى فإنى أفدة. أي مستعجلة لا أتفرغ لاتخاذ الدباغ، من السرعة. والنفس بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا * أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جرعة أو جرعتين، ولا تزد عليه. والجمع أنفاس، مثل سبب وأسباب. قال جرير: تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيها * بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ * ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعة. وشئ نفيس، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشئ نفاسة إذا لم تره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدت. ونفس الشئ بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافست في الشئ منافسة ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتنافسوا فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ. ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته، أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوة نقاس. وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال غير نفساء وعشراء. ويجمع أيضا على نفساوات وعشراوات، وامرأتان نفساوان وعشراوان، أبدلوا من همزة التأنيث واوا. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمَّ فاعلُه، والولد منْفوسٌ. وفي الحديث: " ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار ". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد. قال الشاعر : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ * كما طرقت بنفاس بكر * أي بولد *.

العلم

العلم:
[في الانكليزية] Knowledge ،science ،understanding
[ في الفرنسية] Savoir ،science ،connaissance
بالكسر وسكون اللام في عرف العلماء يطلق على معان منها الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا، يقينيا أو غير يقيني، وإليه ذهب الحكماء. ومنها التصديق مطلقا يقينيا كان أو غيره. قال السيّد السّند في حواشي العضدي:
لفظ العلم يطلق على المقسم وهو مطلق الإدراك وعلى قسم منه وهو التصديق إمّا بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإمّا بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنّما يقصد التصوّر لأجله. ومنها التصديق اليقيني. في الخيالي العلم عند المتكلّمين لا معنى له سوى اليقين.
وفي الأطول في باب التشبيه العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب انتهى.
ومنها ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا. في شرح التجريد العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط، ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا انتهى. وقيل هذا هو مذهب المتكلّمين كما ستعرفه. ومنها التعقّل كما عرفت. ومنها التوهّم والتعقّل والتخيّل. في تهذيب الكلام أنواع الإدراك إحساس وتخيّل وتوهّم وتعقّل. والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الأخيرة وللأخير وللتصديق الجازم المطابق الثابت. ومنها إدراك الكلّي مفهوما كان أو حكما. ومنها إدراك المركّب تصوّرا كان أو تصديقا، وسيذكر في لفظ المعرفة. ومنها إدراك المسائل عن دليل. ومنها نفس المسائل المدلّلة.
ومنها الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل.
والبعض لم يشترط كون المسائل مدلّلة وقال العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها وعلى الملكة الحاصلة منها. والعلوم المدوّنة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الأخيرة وقد سبق توضيحها في أوائل المقدّمة. ومنها ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا كذا في المطول في بحث التشبيه. ورده السيّد السّند بأنّ الملكة المذكورة المسمّاة بالصناعة فإنّما هي في العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقّق.
كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.
اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، واختاره الرازي. والثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده وبه قال إمام الحرمين والغزالي، وقالا فطريق معرفته القسمة والمثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، والجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، والمطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت وهو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم وعن الجهل المركّب بالمطابقة وعن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية ولا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي والقسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. وأمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.
والثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده وذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشيء في العقل. وبعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، وهذا مبني على الوجود الذهني. وهذا التعريف شامل للظّنّ والجهل المركّب والتقليد والشكّ والوهم.
وتسميتها علما يخالف استعمال اللّغة والعرف والشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا ولا على الظّان والشاك والواهم أنّه عالم في شيء من تلك الاستعمالات. وأمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا ولا مشاحة في الاصطلاح. والمبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.
ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. وفائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، وإن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها وقبوله إياها.
اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا وهو بحصول صورة الشيء عند المدرك ويسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشيء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشيء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشيء عند العالم، والآخر يسمّى حضوريا وهو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا والأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر المعلومات.
ومنهم من أنكر العلم الحضوري وقال إنّ العلم بأنفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي، وكذلك علم الواجب تعالى. وقيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري والحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس وغيره وبما يكون نفس المدرك وغيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة ومطلق المدرك وبالصورة ما يعمّ الخارجية والذهنية أي ما يتميّز به الشيء مطلقا، وبالحصول الثبوت والحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، وبالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية والاعتبارية، وبفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. ولا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. وإن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. والمراد بالعقل قوة للنفس تدرك الغائبات بنفسها والمحسوسات بالوسائط، وبصورة الشيء ما يكون آلة لامتيازه سواء كان نفس ماهية الشيء أو شبحا له، والظرفية على الحقيقة. اعلم أنّ القائلين بأنّ العلم هو الصورة فرقتان. فرقة تدّعي وتزعم أنّ الصور العقلية مثل وأشباح للأمور المعلومة بها مخالفة لها بالماهية، وعلى قول هؤلاء لا يكون للأشياء وجود ذهني بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز، كأن يقال مثلا النار موجودة في الذهن ويراد أنّه يوجد فيه شبح له نسبة مخصوصة إلى ماهية النار، بسببها كان ذلك الشبح علما بالنار لا بغيرها من الماهيات، ويكون العلم حينئذ من مقولة الكيف ويصير العلم والمعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا. وفرقة تدّعي أنّ تلك الصورة مساوية في الماهية للأمور المعلومة بها، بل الصور هي ماهيات المعلومات من حيث إنّها حاصلة في النفس، فيكون العلم والمعلوم متّحدين بالذات مختلفين بالاعتبار. وعلى قول هؤلاء يكون للأشياء وجودان خارجي وذهني بحسب الحقيقة. والتعريف الثاني للعلم مبني على هذا المذهب. وعلى هذا قال الشيخ؛ الإدراك الحقيقة المتمثّلة عند المدرك. والثاني لبعض المتكلمين من المعتزلة أنّه اعتقاد الشيء على ما هو به، والمراد بالشيء الموضوع أو النسبة الحكمية أي اعتقاد الشيء على وجه ذلك الشيء متلبّس به في حدّ ذاته من الثبوت والانتفاء. وفيه أنّه غير مانع لدخول التقليد المطابق فزيد لدفعه عن ضرورة أو دليل أي حال كون ذلك الاعتقاد المطابق كائنا عن ضرورة أو دليل واعتقاد المقلّد، وإن كان ناشئا عن دليل لأنّ قول المجتهد حجة للمقلّد إلّا أنّ مطابقته ليست ناشئة عن دليل، ولذا يقلده فيما يصيب ويخطئ، لكنه بقي الظّنّ الصادق الحاصل عن ضرورة أو دليل ظنّي داخلا فيه، إلّا أن يخصّ الاعتقاد بالجازم اصطلاحا. ويرد أيضا عليهم خروج العلم بالمستحيل فإنّه ليس شيئا اتفاقا، ومن أنكر تعلّق العلم بالمستحيل فهو مكابر للبديهي ومناقض لكلامه، لأنّ هذا الإنكار حكم على المستحيل بأنّه لا يعلم فيستدعي العلم بامتناع الحكم على ما ليس بمعلوم، إلّا أن يقال المستحيل شيء لغة ولو مجازا، وفيه أنّه يلزم حينئذ استعمال المجاز في التعريف بلا قرينة. وأيضا يرد عليهم خروج العلم التصوّري لعدم اندراجه في الاعتقاد فإنّه عبارة عن الحكم الذهني. والثالث للقاضي أبي بكر الباقلاني أنّه معرفة المعلوم على ما هو به فيخرج عنه علم الله تعالى إذ لا يسمّى علمه معرفة إجماعا لا لغة ولا اصطلاحا مع كونه معترفا بأنّ لله تعالى علما حيث أثبت له تعالى علما وعالمية وتعلّقا إمّا لأحدهما أو لكليهما كما سيجيء، فيكون العلم المطلق مشتركا معنويا عنده بين علم الواجب وعلم الممكن، فلا بدّ من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة فإنّهم لا يعترفون العلم الزائد ويقولون إنّه عين ذاته تعالى. فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض عليهم بعلمه تعالى وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم ومعناه ما من شأنه أن يعلم أي أن يتعلّق به العلم، فلا يعرف إلّا بعد معرفته.
وأيضا فقيد على ما هو به قيد زائد إذ المعرفة لا تكون إلّا كذلك لأنّ إدراك الشيء لا على ما هو به جهالة لا معرفة، إذ لا يقال في اللغة والعرف والشرع للجاهل جهلا مركّبا أنّه عارف.
كيف ويلزم حينئذ أن يكون أجهل الناس أعرفهم. والرابع للشيخ أبي الحسن الأشعري فقال تارة بالقياس إلى متعلّق العلم هو إدراك المعلوم على ما هو به وفيه دور، وتارة بالقياس إلى محلّ العلم هو الذي يوجب كون من قام به عالما وبعبارة أخرى هو الذي يوجب لمن قام بهبها إخراجا لإدراك الحواس الباطنة فإنّه إدراك المعاني الجزئية ويسمّى ذلك الإدراك تخيّلا وتوهّما. فالعلم عنده بمعنى التعقّل، وبقوله لا يحتمل النقيض أي لا يحتمل ذلك الشيء المتعلّق نقيض ذلك التمييز بوجه من الوجوه خرج الظّنّ والشكّ والوهم لأنّها توجب لمحلّها تمييزا يحتمل النقيض في الحال، وكذا الجهل المركّب والتقليد فإنّهما يوجبان تمييزا يحتمل النقيض في المآل. أمّا في الجهل فلأنّ الواقع يخالفه فيجوز أن يطلع عليه، وأمّا في التقليد فلعدم استناده إلى موجب من حسّ أو بديهة أو عادة أو برهان، فيجوز أن يزول بتقليد آخر.
قيل فيه أنّ إخراج الشكّ والوهم من التعريف مما لا يعرف وجهه لأنّ كلاهما تصوّران على ما بيّن في موضعه، والتصوّر داخل في التعريف بناء على أن لا نقيض للتصوّر أصلا وسيجيء تحقيقه في لفظ النقيض فلا وجه لإخراجه، بل لا وجه لصحته أصلا. قلت الشكّ والوهم من حيث إنّه تصوّر للنسبة من حيث هي هي لا نقيض له، وهما بهذا الاعتبار داخلان في العلم. وأمّا باعتبار أنّه يلاحظ في كلّ منهما النسبة مع كلّ واحد من النفي والإثبات على سبيل تجويز المساوي والمرجوح. ولذا يحصل التردّد والاضطراب فله نقيض، فإنّ النسبة من حيث يتعلّق بها الإثبات تناقضها من حيث يتعلّق بها النفي، وهما بهذين الاعتبارين خارجان عن العلم صرّح بهذين الاعتبارين السيّد السّند في حاشية العضدي. ثم إن كان المعرّف شاملا لعلم الواجب وغيره يجب أن يراد بالإيجاب أعمّ سواء كان بطريق السببية كما في علم الواجب أو بطريق العادة كما في علم الخلق، وإن كان المعرّف علم الخلق يجب تخصيصه بالإيجاب العادي على ما هو المذهب من استناد جميع الممكنات إلى الله تعالى ابتداء، فالمعنى أنّ العلم صفة قائمة بالنفس يخلق الله تعالى عقيب تعلّقها بالشيء أن يكون النفس. مميزا له تمييزا لا يحتمل النقيض. فعلى هذا الضمير في لا يحتمل راجع إلى المتعلّق الدال عليه لفظ التمييز فإنّ التمييز لا يكون إلّا بشيء. فعدم الاحتمال صفة لمتعلّقه وإنّما لم يكن راجعا إلى نفس التمييز لأنّه إن كان المراد به المعنى المصدري أعني كون النفس مميزا فلا نقيض له أصلا لا في التصوّر ولا في التصديق، وإن كان ما به التمييز أعني الصورة في التصوّر والنفي والإثبات في التصديق فلا معنى لاحتماله نقيض نفسه إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما مع مخالفته لما اشتهر من أنّ اعتقاد الشيء كذا، مع العلم بأنّه لا يكون إلّا كذا علم ومع الاحتمال بأنّه لا يكون كذا ظنّ، فإنّه صريح في أنّ المتعلّق أعني الشيء محتمل، ثم المتعلّق للصورة الماهية وللنفي والإثبات الطرفان. ثم المراد بالنقيض إمّا نقيض المتعلّق كما قيل وحينئذ المراد بالتمييز إمّا المعنى المصدري، فالمعنى صفة توجب لمحلّها أن يكشف لمتعلقها بحيث لا يحتمل المتعلّق نقيضه، وحينئذ يكون الصفة نفس الصورة والنفي والإثبات لا ما يوجبها أو ما به التمييز، وحينئذ تكون الصفة ما يوجبها. ولا يخفى ما فيه لأنّ الشيء لا يكون محتملا لنقيضه أصلا من الصورة والنفي والإثبات كما مرّ، إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما فلا وجه لذكره أصلا، إلّا أن يقال المتعلّق وإن لم يكن محتملا لنقيضه في نفس الأمر لكن يحتمله عند المدرك بأن يحصل كلّ منهما بذلك الآخر، وهذا غير ظاهر. وإمّا نقيض التمييز كما هو التحقيق كما قيل أيضا وحينئذ إمّا أن يراد بالتمييز المعنى المصدري وهو حاصل التحرير الذي سبق وهذا أيضا بالنظر إلى الظاهر لأنّ التمييز بالمعنى المصدري ليس له نقيض يحتمله المتعلّق أصلا، وإمّا ما به التمييز وهذا هو التحقيق الحقيقي.
فخلاصة التعريف أنّ العلم أمر قائم بالنفس يوجب لها أمرا به تميّز الشيء عما عداه بحيث لا يحتمل ذلك الشيء نقيض ذلك الأمر. فإذا تعلّق علمنا مثلا بماهية الإنسان حصل عند النفس صورة مطابقة لها لا نقيض لها أصلا، بها تميّزها عما عداه. وإذا تعلّق علمنا بأنّ العالم حادث حصل عندها إثبات أحد الطرفين للآخر بحيث تميّزها عما عداهما، لكن قد يكون مطابقا جازما فلا يحتمل النقيض، أعني النفي وقد لا يكون فيحتمله. فالعلم ليس نفس الصورة والنفي والإثبات عند المتكلّمين بل ما يوجبها فإنّهم يقولون إنّه صفة حقيقية ذات إضافة يخلقها الله تعالى بعد استعمال العقل أو الحواس أو الخبر الصادق تستتبع انكشاف الأشياء إذا تعلّقت بها، كما أنّ القدرة والسمع والبصر كذلك. وما هو المشهور من أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فهو مذهب الفلاسفة القائلين بانطباع الأشياء في النفس وهم ينفونه، والتقسيم إلى التصوّر والتصديق ليس بالذات عندهم، بل العلم باعتبار إيجابه النفي والإثبات تصديق، وباعتبار عدم إيجابه لهما تصوّر؛ وعلى هذا قيل بأنّه إن خلا عن الحكم فتصوّر وإلّا فتصديق. والمراد بالصورة عندهم الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة، وليس هذا من الوجود الذهني، فإنّ من قال به يقول إنّه أمر مشارك للوجود الخارجي في تمام الماهية فلا يرد أنّ القول بالصورة فرع الوجود الذهني، والمتكلمون ينكرونه. والمراد بالنفي والإثبات المعنى المصدري وهو إثبات أحد الطرفين للآخر وعدم إثبات أحدهما له، ولذا جعلوا متعلّقهما الطرفين لا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة كما هو مصطلح الفلاسفة، فلا يرد أنّ النفي والإثبات ليسا نقيضين لارتفاعهما عن الشّكّ وإرادة الصورة عن التمييز ليس على خلاف الظاهر، بل مبني على المساهلة والاعتماد على فهم السامع للقطع بأنّ المحتمل للنقيض هو التمييز بمعنى الصورة والنفي والإثبات دون المصدري فتأمّل، فإنّ هذا المقام من مطارح الأذكياء. وقيل المراد نقيض الصفة وقوله لا يحتمل صفة للصفة لا للتمييز، وضمير لا يحتمل راجع إلى المتعلّق، فالمعنى صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلّقها نقيض تلك الصفة، فالتصوّر حينئذ نفس الصورة لا ما يوجبها وكذا التصديق نفس الإثبات والنفي والتمييز بالمعنى المصدري. ولا يخفى أنّه خلاف الظاهر، والظاهر أن يكون لا يحتمل صفة للتمييز ومخالف لتعريف العلم عند القائلين بأنّه من باب الإضافة. وقالوا إنّه نفس التعلّق وعرّفوه بأنّه تمييز معنى عند النفس لا يحتمل النقيض، فإنّه لا يمكن أن يراد فيه نقيض الصفة، والتمييز في هذا التعريف بمعنى الانكشاف، وإلّا لم يكن العلم نفس التعلّق؛ فالانكشاف التصوّري لا نقيض له وكذا متعلّقه، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كلّ واحد منهما نقيض الآخر ومتعلّقه قد يحتمل النقيض وقد لا يحتمله. وقد أورد على الحدّ المختار العلوم العادية فإنّها تحتمل النقيض، والجواب أنّ احتمال العاديات للنقيض بمعنى أنّه لو فرض نقيضها لم يلزم منه محال لذاته غير احتمال متعلّق التمييز الواقع فيه، أي في العلم العادي للنقيض، لأنّ الاحتمال الأول راجع إلى الإمكان الذاتي الثابت للممكنات في حدّ ذاتها، حتى الحسّيات التي لا تحتمل النقيض اتفاقا.
والاحتمال الثاني هو أن يكون متعلّق التمييز محتملا لأن يحكم فيه المميز بنقيضه في الحال أو في المآل ومنشأه ضعف ذلك التمييز إمّا لعدم الجزم أو لعدم المطابقة أو لعدم استناده إلى موجب، وهذا الاحتمال الثاني هو المراد.
والتعريف الأحسن الذي لا تعقيد فيه هو أنّه يتجلّى بها المذكور لمن قامت هي به، فالمذكور يتناول الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل بلا خلاف، ويتناول المفرد والمركّب والكلّي والجزئي، والتجلّي هو الانكشاف التام فالمعنى أنّه صفة ينكشف بها لمن قامت به ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه. واختيار كلمة من لإخراج التجلّي الحاصل للحيوانات العجم فقد خرج النور فإنّه يتجلّى به لغير من قامت به، وكذا الظّنّ والجهل المركّب والشّكّ والوهم واعتقاد المقلّد المصيب أيضا لأنّه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية الخيالي.
فائدة:
قال المتكلّمون لا بدّ في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها يكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم، وهذه الإضافة هي المسمّاة عندهم بالتعلّق. فجمهور المتكلّمين على أنّ العلم هو هذا التعلّق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدّد العلم بتعدّد المعلومات كتعدّد الإضافة بتعدّد المضاف إليه. وقال قوم من الأشاعرة هو صفة حقيقية ذات تعلّق، وعند هؤلاء فثمة أمر أنّ العلم وهو تلك الصفة والعالمية أي ذلك التعلّق، فعلى هذا لا يتعدّد العلم بتعدّد المعلومات إذ لا يلزم من تعلّق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة، إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلّقات بأمور متعدّدة.
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده وأثبت معها تعلّقا، فإمّا للعلم فقط أو للعالمية فقط، فههنا ثلاثة أمور: العلم والعالمية والتعلّق الثابت لأحدهما، وإمّا لهما معا، فههنا أربعة أمور: العلم والعالمية وتعلّقاهما. وقال الحكماء العلم هو الموجود الذهني إذ يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات والتعلّق إنّما يتصوّر بين شيئين متمايزين ولا تمايز إلّا بأن يكون لكلّ منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلّا الأمر الموجود في الذهن، وذلك الأمر هو العلم. وأمّا التعلّق فلازم له والمعلوم أيضا فإنّه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم، فالعلم والمعلوم متّحدان بالذات مختلفان بالاعتبار؛ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية، كذا في شرح المواقف.
قال مرزا زاهد هذا في العلم الحصولي وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متّحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظنّ أنّ التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتبارا كتغاير المعالج والمعالج فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحقّقهما بالتغاير الذي هو بعد تحقّقهما، فإنّه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا. وفي أبي الفتح حاشية الحاشية الجلالية أمّا القائلون بالوجود الذهني من الحكماء وغيرهم فاختلفوا اختلافا ناشئا من أنّ العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورة في الذهن بداهة واتفاقا، وحاصل عنده بداهة واتفاقا، والحاصلة معه ثلاثة أمور: الصورة الحاصلة وقبول الذهن من المبدأ الفيّاض وإضافة مخصوصة بين العالم والمعلوم.
فذهب بعضهم إلى أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فيكون من مقولة الكيف، وبعضهم إلى أنّه الثاني فيكون من مقولة الانفعال، وبعضهم إلى أنّه الثالث فيكون من مقولة الإضافة. والأصح المذهب الأول لأنّ الصورة توصف بالمطابقة كالعلم، والإضافة والانفعال لا يوصفان بها، لكن القول بأنّ الصورة العقلية من مقولة الكيف إنّما يصحّ إذا كانت مغايرة لذي الصورة بالذات قائمة بالعقل كما هو مذهب القائلين بالشّبح والمثال الحاكمين بأنّ الحاصل في العقل أشباح الأشياء لا أنفسها. وأمّا إذا كانت متّحدة معه بالذات مغايرة له بالاعتبار على ما يدلّ عليه أدلة الوجود الذهني وهو المختار عند المحقّقين القائلين بأنّ الحاصل في الذهن أنفس الأشياء لا أشباحها فلا يصحّ ذلك. فالحقّ أنّ العلم من الأمور الاعتبارية والموجودات الذهنية، وإن كان متحدا بالذات مع الموجود الخارجي إذا كان المعلوم من الموجودات الخارجية سواء كان جوهرا أو عرضا كيفا أو انفعالا أو إضافة أو غيرها. انتهى في شرح المواقف.
قال الإمام الرازي قد اضطرب كلام ابن سينا في حقيقة العلم فحيث بيّن أنّ كون الباري عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرة في ذاته، فسّر العلم بتجرّد العالم والمعلوم من المادة. وردّ بأنّه يلزم منه أنّ يكون كلّ شخص إنساني عالما بجميع المجرّدات، فإنّ النفس الإنسانية مجرّدة عندهم. وحيث قرّر اندراج العلم في مقوله الكيف بالذات وفي مقولة الإضافة بالعرض جعله عبارة عن صفة ذات إضافة. وحيث ذكر أنّ تعقّل الشيء لذاته ولغير ذاته ليس إلّا حضور صورته عنده جعله عبارة عن الصورة المرتسمة في الجوهر العاقل المطابقة لماهية المعقول.
وحيث زعم أنّ العقل البسيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لأجل صور كثيرة بل لأجل فيضانها حتى يكون العقل البسيط كالمبدإ الخلّاق للصور المفصّلة في النفس جعله عبارة عن مجرّد إضافة.

التقسيم:
للعلم تقسيمات. الأول إلى الحضوري والحصولي كما عرفت. الثاني إلى أنّ العلم الحادث إمّا تصوّر أو تصديق، والعلم القديم لا يكون تصوّرا ولا تصديقا، وقد سبق في لفظ التّصوّر. الثالث إلى أنّ الأشياء المدركة أي المعلومة تنقسم إلى ما لا يكون خارجا عن ذات المدرك أي العالم وإلى ما يكون. أما في الأول فالحقيقة الحاصلة عند المدرك هي نفس حقيقتها، وأمّا في الثاني فهي تكون غير الحقيقة الموجودة في الخارج بل هي إمّا صورة منتزعة من الخارج إن كان الإدراك مستفادا من خارج كما في العلم الانفعالي أو صورة حصلت عند المدرك ابتداء، سواء كانت الخارجية مستفادة منها كما في العلم الفعلي، أو لم تكن. وعلى التقديرين فإدراك الحقيقة الخارجية بحصول تلك الصورة الذهنية عند المدرك والاحتياج إلى الانتزاع إنّما هو في المدرك المادي لا غير، كذا في شرح الإشارات. وفي شرح الطوالع الشيء المدرك إمّا نفس المدرك أو غيره، وغيره إمّا غير خارج عنه أو خارج عنه، والخارج عنه إمّا مادي أو غير مادي، فهذه أربعة أقسام.
الأول ما هو نفس المدرك. والثاني ما هو غيره لكنه غير خارج عنه. والثالث ما هو خارج عنه لكنه ماديّ. والرابع ما هو خارج عنه لكنه غير مادي. والأوّلان منها إدراكهما بحصول نفس الحقيقة عند المدرك فيكون إدراكهما حضوريا والأول بدون حلول والثاني بالحلول، والآخران لا يكون إدراكهما بحصول نفس الحقيقة الخارجية بل بحصول مثال الحقيقة، سواء كان الإدراك مستفادا من الخارجية أو الخارجية مستفادة من الإدراك، والثالث إدراكه بحصول صورة منتزعة عن المادة مجرّدة عنها، والرابع لم يفتقر إلى الانتزاع، الرابع إلى واجب أي ممتنع الانفكاك عن العالم كعلمه بذاته وممكن كسائر العلوم. الخامس إلى فعلي ويسمّى كلّيا قبل الكثرة وهو ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج كما نتصوّر السرير مثلا ثم نوجده، وانفعالي ويسمّى كلّيا بعد الكثرة وهو ما يكون مسبّبا عن وجود العالم بأن يكون مستفادا من الوجود الخارجي كما يوجد أمرا في الخارج كالسماء والأرض ثم نتصوّره، فالفعلي ثابت قبل الكثرة والانفعالي بعدها، فالعلم الفعلي كلّي يتفرّع عليه الكثرة وهي الأفراد الخارجية والعلم الانفعالي كلّي يتفرّع على الكثرة. وقد يقال إنّ لنا كلّيا مع الكثرة لكنه من قبيل العلم ومبني على وجود الطبائع الكلّية في ضمن الجزئيات الخارجية.

قال الحكماء: علم الله تعالى بمصنوعاته فعلي لأنّه السّبب لوجود الممكنات في الخارج؛ لكن كون علمه تعالى سببا لوجودها لا يتوقّف على الآلات، بخلاف علمنا بأفعالنا، ولذلك يتخلّف صدور معلومنا عن علمنا. وقالوا إنّ علمه تعالى بأحوال الممكنات على أبلغ النّظام وأحسن الوجوه بالقياس إلى الكلّ من حيث هو كلّ، هو الذي استند عليه وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه الممكنة، وهذا العلم يسمّى عندهم بالعناية الأزلية. وأمّا علمه تعالى بذاته فليس فعليا ولا انفعاليا أيضا، بل هو عين ذاته بالذات وإن كان مغايرا له بالاعتبار.
السادس إلى ما يعلم بالفعل وهو ظاهر وما يعلم بالقوة كما إذا في يد زيد اثنان فسألنا أزوج هو أو فرد؟ قلنا نعلم أنّ كلّ اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم أنّه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم نكن نعلم أنّه بعينه زوج، وكذلك جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلّيات فإنّها معلومة بالقوة قبل أن يتنبّه للاندراج. فالنتيجة حاصلة في كبرى القياس، هكذا قال بعض المتكلّمين. السابع إلى تفصيلي وإجمالي، والتفصيلي كمن ينظر إلى أجزاء المعلوم ومراتبه بحسب أجزائه بأن يلاحظها واحدا بعد واحد، والإجمالي كمن يعلم مسئلة فيسأل عنها فإنّه يحضر الجواب الذي هو تلك المسألة بأسرها في ذهنه دفعة واحدة وهو أي ذلك الشخص المسئول متصوّر للجواب لأنّه عالم بأنه قادر عليه، ثم يأخذ في تقرير الجواب، فيلاحظ تفصيله، ففي ذهنه أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل؛ والتفرقة بين الحالة الحاصلة دفعة عقيب السؤال وبين حالة الجهل الثابتة قبل السؤال وملاحظة التفصيل ضرورية وجدانية، إذ في حالة الجهل المسماة عقلا بالفعل ليس إدراك الجواب حاصلا بالفعل بل النفس في تلك الحالة تقوى على استحضاره بلا تجشّم كسب جديد، فهناك قوة محضة. وفي الحالة الحاصلة عقيب السؤال قد حصل بالفعل شعور وعلم ما بالجواب لم يكن حاصلا قبله. وفي الحالة التفصيلية صارت الأجزاء ملحوظة قصدا ولم يكن حاصلا في شيء من الحالتين السابقتين، وشبه ذلك بمن يرى نعما كثيرة تارة دفعة فإنّه يرى في هذه الحالة جميع أجزائه ضرورة، وتارة بأن يحدّق البصر نحو واحد واحد فيفصّل أجزاؤه. فالرؤية الأولى إجمالية والثانية تفصيلية. وأنكر الإمام الرازي العلم الإجمالي.
فائدة:
العلم الإجمالي على تقدير جواز ثبوته في نفسه هل يثبت لله تعالى أولا؟ جوّزه القاضي والمعتزلة، ومنعه كثير من أصحابنا وأبو الهاشم. والحقّ أنّه إن اشترط في الإجمالي الجهل بالتفصيل امتنع عليه تعالى، وإلّا فلا.
الثامن إلى التعقّل والتوهّم والتخيّل والإحساس وقد سبق في لفظ الإحساس. التاسع إلى الضروري والنظري، وعلم الله تعالى عند المتكلّمين لا يوصف بضرورة ولا كسب، فهو واسطة بينهما وأما عند المنطقيين فداخل في الضروري وقد سبق. فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه وبين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول حصول الوجه عند العقل ومعنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما، فإنّ التصوّر قابل للقوة والضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما، ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، وذلك ظاهر الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا في علم الشيء بوجه وعلم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما أصلا. وقال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه وهو آلة لملاحظة الشيء، والشيء معلوم بالذات، وفي الثاني الحاصل في الذهن صورة الوجه وهو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. وقال المتقدّمون بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر واتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم الشيء بالوجه، وإذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء والمعلوم شيء وهذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق الله تعالى في أيّ جوهر أراد من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها. وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها. هذا وقد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائه كسائر الأعراض عندهم. وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية والمكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها، فقال الجبائي إنّها ليست باقية وإلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها مطيعا ولا عاصيا ولا مثابا ولا معاقبا مع تحقق التكليف وهو باطل بناء على أنّ لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا. وقال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة وقد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم الله سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم والمعلوم واحد وهو الوجود الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير. ثم قال: وعلم غير الله تعالى بذاته وبما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس المعلوم، ففي العلم بذاته العالم والمعلوم واحد، والعلم وجود العالم والمعلوم والوجود زائد، فالعلم غير العالم والمعلوم، والعلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم والمعلوم والمعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد وفي الثاني اثنان وفي الثالث ثلاثة؛ والعلم بالشيء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم ومعلوم وعلم وصورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة وحصول تلك الصورة وإضافة الصورة إلى الشيء المعلوم وإضافة الحصول إلى الصورة. وفي العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشيء الحاصل وإضافة الحصول إلى نفس ذلك الشيء. ولا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. وأمّا نفس حقيقة الشيء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، وإن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. وأمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، وإن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. وهذا مبني على القول بالشّبح، وأمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.
فائدة:

قال الصوفية: علم الله سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد غير منقسم ولا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له ويعلم خلقه بما هم عليه، ولا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. ولا نقول كان ذلك مبلغ علمه ولكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته وهو ما علمها عليه. ولمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، وما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا وعالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، وعلّاما بنسبة العلم ومعلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شيء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. وأمّا العالم فاسم صفة فعلية وذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه وعالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. وأمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم وبالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، ولذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم والعلّام، فيقال فلان عالم ولا يقال عليم ولا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، ولا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، وهذا على سبيل التوسّع والتجوّز. وليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء الله تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ الله علّامة فافهم، كذا في الانسان الكامل. والعالم في اصطلاح المتصوفة: هو الذي وصل إلى علم اليقين بذات وصفات وأسماء الله، وليس بطريق الكشف والشّهود.
كذا في كشف اللغات.
العلم: بالتحريك، ما وضع "لشيء" وهو العلم القصدي، أو غلب والعلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة، أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا ولم يتناول الشبيه.
العلم:
[في الانكليزية] Proper name
[ في الفرنسية] Nom propre
بفتح العين واللام عند النحاة قسم من المعرفة، وهو ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره بوضع واحد. فقولهم لشيء بعينه أي متلبس بعينه أي لشيء معيّن شخصا كان وهو العلم الشخصي كزيد، أو جنسا وهو العلم الجنسي، وعلم الجنس والعلم الذهني كأسامة. واحترز بهذا عن النّكرة والأعلام الغالبة التي تعيّنت لفرد معيّن لغلبة الاستعمال فيه داخلة في التعريف لأنّ غلبة استعمال المستعملين بحيث اختصّ العلم الغالب لفرد معيّن بمنزلة الوضع من واضع المعيّن، فكأنّ هؤلاء المستعملين وضعوه للمعيّن. وقولهم غير متناول غيره أي حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء معيّن غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله فيه، واحترز به عن المعارف كلّها. والقيد الأخير لئلّا يخرج الأعلام المشتركة كذا في الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ هذا التعريف مبني على مذهب المتأخرين الذاهبين إلى أنّ ما سوى العلم معارف وضعية أيضا لا استعمالية كما هو مذهب الجمهور، إذ لو لم يكن كذلك فقولهم غير متناول غيره مما لا يحتاج إليه لخروج ما سوى العلم من المعارف بقيد الوضع لأنّها ليست موضوعة لشيء معيّن بل لمفهوم كلّي، إلّا أنه شرط حين الوضع أن لا يستعمل إلّا في معيّن كما سيأتي في لفظ المعرفة. واعترض عليه بأنّ العلم الشخصي ليس موضوعا لشيء معيّن لأنّ الموضوع للشخص من وقت حدوثه إلى فنائه لفظ واحد، والتشخّص الذي لوحظ حين الوضع يتبدل كثيرا، فلا محالة يكون اللفظ موضوعا للشخص، لكلّ تشخّص تشخّص ملحوظ بأمر كلّي، فالعلم كالمضمر. وأجيب بأنّ وجود الماهية لا ينفكّ عن تشخّص باق ببقاء الوجود يعرف بعوارض بعده وتلك العوارض تتبدّل ويأخذ العقل العوارض المتبدلة أمارات يعرف بها ذلك التشخّص. فاللفظ موضوع للشخص بذلك التشخّص لا للمتشخّص بالعوارض، ولو كان التشخّص بالعوارض لكان للجزئي أشخاص متّحدة في الوجود، وما اشتهر من أنّ التشخّص بالعوارض مسامحة مؤوّلة بأنّه أمر يعرف بعوارض. وأمّا أنّ ذلك التشخّص هل هو متحقّق مبرهن أو مجرّد توهّم فموكول إلى علم الكلام والحكمة ولا حاجة لنا إليه في وضع اللفظ للمشخّص لأنّ أيّا ما كان يكفي فيه. بقي أنّ العلم لو كان موضوعا للشخص بعينه لم يصح تسمية الآباء أبناءهم المتولّدة في غيبتهم بأعلام، وتأويله بأنّه تسمية صورة أو أمر بالتسمية حقيقة أو وعد بها بعيد، وأنّ الوضع في اسم الله مشكل حينئذ لعدم ملاحظته بعينه وشخصه حين الوضع وبعد لم يعلم بالوضع له بشخصه للمخاطبين به، وإنّما يفهم منه معيّن مشخّص في الخارج بعنوان ينحصر فيه، ولذا قيل إنّه اسم للمفهوم الكلّي المنحصر فيه تعالى من الواجب لذاته أو المستحقّ بالعبودية لذاته، إلّا أن يراد بالشيء بشخصه كونه متعيّنا بحيث لا يحتمل التعدّد بحسب الخارج ولا يطلب له منع العقل عن تجويز الشركة فيه. وقال بعض البلغاء: العلم ما وضع لشيء بشخصه وهذا إنّما يصح إن لم يكن علم الجنس علما عند أصحاب فنّ البلاغة لأنّه دعت إليه ضرورات نحوية، وهم في سعة عنه، ولا يكون غير العلم موضوعا لشيء بشخصه بناء على أنّ ما سوى العلم معارف استعمالية كما هو مذهب الجمهور. هكذا يستفاد من الأطول في باب المسند إليه في بيان فائدة جعله علما. قيل الأعلام الجنسية أعلام حقيقة كالأعلام الشخصية، إذ في كلّ منهما إشارة بجوهر اللفظ إلى حضور المسمّى في الذهن بخلاف المنكّر إذ ليس فيه إشارة إلى المعلوم من حيث هو معلوم. وقيل علم الجنس من الأعلام التقديرية واللفظية لأنّ الأحكام اللفظية من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك هي التي اضطرتهم إلى الحكم بكونه علما حتى تكلّفوا فيه ما تكلّفوا، هكذا يستفاد مما ذكر في المطول وحاشيته للسّيد السّند. والفرق بين علم الجنس واسم الجنس قد مرّ في لفظ اسم الجنس. وفي بعض حواشي الألفية اسم الجنس موضوع للفرد لا على التعيين كالأسد، وعلم الجنس موضوع للحقيقة فقط. وعلم النوع موضوع للفرد المعيّن لا على التعيين كغدوة وعلم الشخص للفرد المعيّن على الخصوص. فاسم الجنس نكرة لفظا ومعنى، وعلم الجنس معرفة لفظا لا معنى، وعلم الشخص معرفة لفظا ومعنى، وعلم النوع كذلك. فالحاصل أنّ الفرد المعيّن يتعدّد في العلم النوعي ويتّحد في العلم الشخصي انتهى.
التقسيم
العلم إمّا قصدي وهو ما كان بالوضع شخصيا كان أو جنسيا، أو اتفاقي وهو الذي يصير علما لا بوضع واضع معيّن بل إنّما يصير علما لأجل الغلبة وكثرة استعماله في فرد من افراد جنسه بحيث لا يذهب الوهم عند إطلاقه إلى غيره مما يتناوله اللفظ، كذا في العباب.
والعلم الموضوع أي القصدي إمّا منقول أو مرتجل، فإنّ ما صار علما بغلبة الاستعمال لا يكون منقولا ولا مرتجلا كما في شرح التسهيل وفي اللّب العلم الخارجي أي الشخصي منقول أو مرتجل فخرج من هذا العلم الذهني، أي الجنسي. والمنقول وهو ما كان له معنى قبل العلمية ثم نقل عن ذلك المعنى وجعل علما لشيء إمّا منقول عن مفرد سواء كان اسم عين كثور وأسد، أو اسم معنى كفصل وإياس، أو صفة كحاتم، أو فعلا ماضيا كشمّر وكعسب، أو فعلا مضارعا كتغلب ويشكر، أو أمرا بقطع همزة الوصل لتحقّق النقل كاصمت بكسر الهمزة والميم، أو صوتا كببّة وهو لقب عبد الله بن حارث، أو عن مركّب سواء كان جملة نحو تأبّط شرا أو غير جملة سواء كان بين أجزائه نسبة كالمضاف والمضاف إليه كعبد مناف أو لم يكن كبعلبك وسيبويه، هكذا في اللّب والمفصّل. وقيل الأعلام كلّها منقولة ولا يضرّ جهل أصلها وهو ظاهر مذهب سيبويه كذا في شرح التسهيل. والمرتجل هو ما وضع حين وضع علما ابتداء إمّا قياسي وهو ما لم يعرف له أصل مادة بل هيئة بأن يكون موافقا لزنة أصل في أسماء الأجناس والأفعال ولا يكون مخالفا لأصل فيها من الإظهار والإدغام والإعلال والإبدال ونحو ذلك مما ثبت في أصول الأوزان نحو عطفان، وإمّا شاذ وهو ما لم يعرف له أصل هيئة بأن يكون مخالفا لأوزان الأصول بتصحيح وما يعلّل مثله نحو مكوزة والقياس مكازة كمفازة، أو بالعكس كحياة علما لرجل والقياس حية، بانفكاك ما يدغم كمحبب اسم رجل والقياس محبّ، أو بالعكس وبانفتاح ما يكسر كوهب بفتح الهاء اسم رجل والقياس الكسر، أو نحو ذلك. ويمكن في المرتجل الشاذ القول بالنقل وأنّ التغيير شاذ حدث بعد النقل كذا في الإرشاد وشرح اللب. ثم في شرح اللب إنّما لم يقسم المصنف المرتجل إلى المفرد والمركّب كما قسّم المنقول إليهما لعدم مجيئه في ذلك انتهى. والعلم الذهني أي الجنسي إمّا اسم عين كأمامة وإمّا اسم معنى وهو على نوعين: حدث أي مصدر كسبحان علم التسبيح أو وقت كغدوة علم لجنس غدوة اليوم الذي أنت فيه، وكذا سحر فإنّه علم لجنس سحر الليلة التي أنت فيه، والدليل على علميتها منع الصّرف. وإمّا لفظ يوزن به كقولهم قائمة على وزن فاعلة وإمّا كناية كفلان وفلانة فإنّهما كنايتان عن زيد ومثله وعن فاطمة ومثلها فيجريان مجرى المكني عنه أي يكونان كالعلم كذا في شرح اللب. والعلم الاتفاقي على قسمين مضاف نحو ابن عمر فإنّه غلب بالإضافة على عبد الله بن عمر من بين إخوته، ومعرّف باللام نحو النّجم فإنّه غلب على الثّريا بالاستعمال والصّعق فإنّه غلب بالاستعمال على خويلد بن نفيل، ومنه ما لم يرد بجنسه الاستعمال كالدّبران والعيّوق والسّماك والثّريا لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بهذه الأوصاف، وإن كانت في الأصل أسماء أجناس. وإنما قيل منه لأنّها ليست في الظاهر صفات غالبة كالصعق وإنما هي أسماء موضوعة باللام في الأصل أعلام لمسمّياتها ولا تجري صفات وما لم يعرف بالاشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف كالمشتري والمريخ، كذا في العباب. فالأعلام الاتفاقية لا تكون إلّا مركّبة لحصرها في القسمين. ولذا قال صاحب العباب لما كان اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن إذا كان معرّفا باللام أو بالإضافة كان العلم الاتفاقي قسمين: معرّفا باللام أو مضافا.

وأيضا العلم ثلاثة أقسام: لقب وكنية واسم لأنّه إمّا مصدّر بأب أو أمّ أو لا، الأوّل الكنية، والثاني إمّا مشعر بالمدح أو الذّم أو لا، الأول اللّقب، والثاني الاسم. فعلى هذا يتقابل الأقسام بالذات. وفي شرح الأوضح ناقلا عن الإمام أنّ من الكنية ما صدّر بابن أو بنت. وقال الفاضل الشريف في شرح المفتاح: الكنية علم صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت، واللّقب علم يشعر بمدح أو ذمّ مقصود منه قطعا، وما عداهما من الأعلام يسمّى أسماء. فعلى ما ذكره الاسم المقابل للّقب قد يشعر بالمدح أو الذّمّ ولا يكون المشعر بالمدح أو الذم مطلقا لقبا، بل إذا كان المقصود به عند إطلاقه المدح أو الذّمّ. ولذا قيل الغرض من وضع الألقاب الإشعار بالمدح والذّمّ، وقد يتضمنها الأسماء، وإن لم يقصد بالوضع إلّا تمييز الذات لكون تلك الأسماء منقولات من معان شريفة أو خسيسة كمحمد وعلي وكلب، أو لاشتهار الذات في ضمنها بصفة محمودة أو مذمومة كحاتم ومادر انتهى. والفرق بين اللّقب والكنية بالحيثية، فإشعار بعض الكنى بالمدح أو الذّم كأبي الفضل وأبي الجهل لا يضرّ. وبعض أئمة الحديث يجعل المصدّر بأب أو أم مضافا إلى اسم حيوان أو إلى ما هو صفة الحيوان كنية وإلى غير ذلك لقبا كأبي تراب. ثم إشعار العلم بالمدح أو الذّمّ باعتبار معناه الأصلي فإنّه قد يلاحظ في حال العلمية تبعا، ولذلك ينهى شرعا أن يذكر الشخص بعلمه الدّال في أصله على ذمّ إذا كان يتأذّى به ويتحاشى عادة أن يذكر من يقصد توقيره بمثل هذا. وقد يطلق الاسم على ما يعمّ الأقسام الثلاثة. هذا كله خلاصة ما في الأطول وما ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطوّل والتلويح. وفي بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قيل: العلم إن دلّ على مدح أو ذم فلقب صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت أو لا، وإن صدّر بأحدها فكنية دلّ عليه أو لا، والاسم أعمّ، كذا قاله التفتازاني انتهى. وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب يضاف الاسم إلى اللقب نحو سعيد كرز كما في المفصل.
فائدة:
وقد سمّوا ما يتّخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم بأعلام، كلّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي نحو اعوج ولاحق وشدقم وعليان ونحوها، وما لا يتّخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحش وغير ذلك، فإنّ العلم فيه للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش وابن دابّة وأسامة وثعالة فكأنّك قلت الضرب الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ما له اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثّعلب وثعالة وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض وحمار قبّان، وقد يوضع للجنس اسم وكنية كما قالوا للأسد أسامة وأبو الحارث، ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم كأبي براقش كذا في المفصّل.
فائدة:
ومن العلم ما لزم فيه اللام كالمسمّى معها نحو الفرزدق وكالغالب بها نحو الصّعق كما مرّ، وكالعلم الذي ثنّي نحو الزيدان أو جمع كالزيدون والفواطم، وكالكناية عن أعلام البهائم كالفلان كناية عن نحو لاحق وشدقم والفلانة كناية عن نحو خطّة وهيلة. ومنه ما جازت اللام فيه كالعلم الذي كان قبل العلمية مصدرا نحو الفضل، أو مشتقا نحو الحارث، أو كان مؤوّلا بواحد من جنسه أي بفرد من أفراد حقيقته الكلّية الموضوع لها العلم بالاشتراك الاتفاقي، وذلك لأنّه لما وضعه الواضع لمسمّى ثم وضعه لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة فأشبه رجلا فأجري مجراه. وبهذا الاعتبار قيل: جاز اللام فيه حتى اجترئ لذلك على إضافته أيضا نحو زيدنا. فعلى هذا الطريق لا ينكّر علم الجنس لأنّ من شرطه أن يوجد الاشتراك في التسمية والمسمّى بعلم الجنس واحد لا تعدّد فيه، اللهم إلّا أن يوجد اسم مشترك أطلق على نوعين مختلفين، ثم ورود الاستعمال فيه مرادا به واحد من المسمّيين به. وقيل طريق التنكير أن يشتهر العلم بمعنى من المعاني فيجعل العلم بمنزلة اسم الجنس كما في قولهم لكلّ فرعون موسى أي لكلّ جبار مبطل قهّار محق. فعلى هذا الطريق لا شبهة في إمكان تنكير علم الجنس مثل أن يقال فرست كلّ أسامة أي كلّ بالغ في الشجاعة كذا في العباب، وهو أي تنكير العلم قليل كما في شرح اللب. فائدة:
إذا استعمل اللّفظ للفظ كان علما له ولا اتحاد إذ الدّال محض اللّفظ والمدلول لفظ ذو دلالة أو عديمها، وعلى هذا كان نحو جسق مما لم يوضع لمعنى موضوعا أيضا كزيد، ويجري هذا الوضع في كلّ لفظ موضوع اسما كان أو فعلا أو حرفا أو مركّبا تاما أو غيره، أو غير موضوع ولا يثبت الاشتراك كما في المنقولات. وليس أحدهما بالنسبة إلى الآخر مجازا بخلاف المنقولات لأنّ وضع العلم لا يختصّ بقوم دون قوم فيكون مسمّى العلم بالنسبة إلى كلّ قوم حقيقة كذا في العضدي.
والعلم عند المهندسين عبارة عن مجموع المتمّمين وأحد الشّكلين المتوازيين أضلاعا اللذين يكونان بينهما أي بين المتمّمين. فالعلم مجموع ثلاث مربعات هكذا:
فمجموع المتمّمين وهما مربّع ب أومربع رع مع مربّع ف هـ أو مع مربّع أف علم، هكذا يستفاد من تحرير أقليدس وحواشيه.
وفي تحرير الأقليدس تعريف العلم مذكور بهذه العبارة- العلم هو مجموع المتمّمين وأحد متوازي الأضلاع الذين بينهما. وتعريف المتمّم سيأتي في المتن.
العلم: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض، أو هو حصول صورة الشيء في العقل والأول أخص.

العلاقة

العلاقة: شيء بسببه يستصحب الأول الثاني كالعلية والتضايف.
(العلاقة) الصداقة وَالْحب اللَّازِم للقلب وَمَا تتبلغ بِهِ الْبَهَائِم من الشّجر وَمَا يكْتَفى بِهِ من الْعَيْش وَمَا تعلق بِهِ الْإِنْسَان من صناعَة وَغَيرهَا و (فِي علم الْبَيَان) الْمُنَاسبَة بَين الْمَعْنى الْأَصْلِيّ وَالْمعْنَى المُرَاد فِي الْمجَاز وَالْكِنَايَة (ج) علائق

(العلاقة) مَا يعلق بِهِ السَّيْف وَنَحْوه
العلاقة: بِالْفَتْح تسْتَعْمل فِي المعقولات، وبالكسر فِي المحسوسات وَهِي الْحبّ اللَّازِم للقلب وَسمي علاقَة لتعليق الْقلب بالمحبوب، وَعند المنطقيين شَيْء بِسَبَبِهِ يستصحب أَي يسْتَلْزم أَمر أمرا. وَالْمرَاد بهَا فِي تَعْرِيف الْمُتَّصِلَة اللزومية شَيْء بِسَبَبِهِ يستصحب الْمُقدم التَّالِي كالعلية والتضايف. أما الْعلية فبأن يكون الْمُقدم عِلّة للتالي أَو بِالْعَكْسِ أَو يَكُونَا معلولي عِلّة وَاحِدَة كَقَوْلِنَا إِن كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود. وَبِالْعَكْسِ وَإِن كَانَ النَّهَار مَوْجُودا فالأرض مضيئة. وَأما التضايف فتفسيره فِي التضايف مثل إِن كَانَ زيد أَبَا عَمْرو فَيكون عَمْرو ابْنه.
العلاقة:
[في الانكليزية] Relation ،relationship ،link
[ في الفرنسية] Relation ،rapport ،lien
بالفتح رابطة بازبستن معنى بمعنى- ربط معنى بمعنى آخر- وبالكسر رابطة بازبستن جسم بجسم- ربط جسم بجسم آخر- كما في كنز اللغات، فهي بالفتح تستعمل في المعاني وبالكسر في الأمور المحسوسة كما قيل في بعض رسائل الاستعارة. قال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية: العلاقة بالفتح في اصطلاح المنطقيين شيء بسببه يستصحب شيء شيئا، استصحبه دعاه إلى الصحبة كما في القاموس. فالمعنى أنّ العلاقة شيء بسببه يطلب الشيء الأول أن يكون الشيء الثاني مصاحبا له وهي قد تكون موجبة ومقتضية لذلك الاستصحاب كما في القضايا الشرطية المتّصلة اللزومية وقد لا تكون كما في الشرطيات المتّصلة الاتفاقية، فالعلاقة بين اللزوميات هي ما يقتضي الاتصال بين طرفيها في نفس الأمر كالعلّية والتضايف، فالتضايف كقولنا إن كان زيد أبا عمرو كان عمرو ابنه.
وأمّا العلّية فبأن يكون المقدّم علّة موجبة للتّالي، سواء كانت علّة ناقصة أو تامة كقولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، أو معلولا له فإنّ وجود المعلول يستلزم وجود العلّة كقولنا إن كان النهار موجودا فالشمس طالعة، أو يكونا معلولي علّة واحدة لا كيف ما اتفق وإلّا لكانت الموجودات بأسرها متلازمة لكونها معلولة للواجب تعالى، بل لا بد مع ذلك من اقتضاء تلك العلة ارتباط أحدهما بالآخر بحيث يمتنع الانفكاك بينهما لئلّا يكون مجرّد مصاحبة كما في معلولي العقل الأول، أي الفلك الأول والعقل الثاني، فإنّه لا تلازم ولا ارتباط بينهما، بل مجرّد مصاحبة. والسّرّ فيه أنّه موجب لكل واحد بجهة غير ما هو جهة إيجاب الآخر، فلا يمتنع الانفكاك بينهما، بخلاف قولنا إن كان النهار موجودا فالعالم مضيء فإنّ وجود النهار وإضاءة العالم معلولان لطلوع الشمس، وطلوع الشمس مقتض لعدم الانفكاك بينهما، والعلاقة بين الاتفاقيات ما به مجرّد المصاحبة، والتوافق بين الطرفين من غير اقتضائه إياها أي تلك المصاحبة. والعلاقة بين الشرطيات المنفصلة العنادية هي ما يقتضي العناد بين طرفيها، وفي المنفصلات الاتفاقية هي ما لا يقتضي العناد والتنافي بل مجرّد أن يتفق في الواقع أن يكون بين طرفيها منافاة، انتهى ما قال المولوي عبد الحكيم. وعلاقة المجاز عندهم وعند الأصوليين.
وأهل العربية هي اتصال ما للمعنى المستعمل فيه بالمعنى الموضوع له، أي تعلّق ما للمعنى المجازي بالحقيقي أعمّ من أن يكون اتصالا في المجاورة أو في غيرها. والعمدة في حصر أنواعها الاستقراء، ويرتقي ما ذكره القوم إلى خمسة وعشرين، وضبطه ابن الحاجب في خمسة. الأولى الاشتراك في الشّكل كالإنسان للصورة المنقوشة على الجدار. الثانية الاشتراك في الوصف ويجب أن يكون الصفة ظاهرة لينتقل الذهن إليها، فيفهم الآخر باعتبار ثبوتها له، كإطلاق الأسد على الشجاع بخلاف إطلاق الأسد على الأبخر. والثالثة أنّه كائن عليه مثل العبد للمعتق لأنّه كان عبدا. والرابعة أنّه آئل إليه كالخمر للعصير لأنّه في المآل يصير خمرا.
والخامسة المجاورة مثل جري الميزاب والمراد بالمجاورة ما يعمّ كون أحدهما في الآخر بالجزئية أو الحلول وكونهما في محلّ وكونهما متلازمين في الوجود أو العقل أو الخيال أو غير ذلك. وصاحب التوضيح ضبطه في تسعة:
الكون والأول والاستعداد والمقابلة والجزئية والحلول والسّببية والشرطية والوصفية، لأنّ المعنى الحقيقي إمّا أن يكون حاصلا بالفعل للمعنى المجازي في بعض الأزمان خاصّة أو لا، فعلى الأول إن تقدّم ذلك الزمان على زمان تعلّق الحكم بالمعنى المجازي فهو الكون عليه، وإن تأخّر فهو الأول إليه إذ لو كان حاصلا في ذلك الزمان أو في جميع الأزمنة لم يكن مجازا بل حقيقة، وعلى الثاني إن كان حاصلا بالقوة فهو الاستعداد، وإلّا فإن لم يكن بينهما لزوم واتصال في العقل بوجههما فلا علاقة، وإن كان فإمّا أن يكون لزوما في مجرّد الذهن وهو المقابلة أو منضمّا إلى الخارج، وحينئذ إن كان أحدهما جزءا للآخر فهو الجزئية والكلّية، وإلّا فإن كان اللازم صفة للملزوم فهو الوصفية له أعني المشابهة، وإلّا فاللزوم إمّا بأن يكون أحدهما حاصلا في الآخر وهو الحالية والمحلّية أو سببا له وهو السّببية والمسبّبية، أو شرطا له وهو الشرطية، كذا في التلويح.

الفطنة

الفطنة: فِي الذكاء.
(الفطنة) الفطانة والحذق والمهارة (ج) فطن
الفطنة: ذكاء القلب، وقيل سرعة هجوم النفس على حقائق معاني ما تورده الحواس عليها. 
الفطنة:
[في الانكليزية] Intelligence ،insight ،cleverness ،understanding
[ في الفرنسية] Intelligence ،perspicacite ،comprehension
بالكسر وسكون الطاء المهملة هي الفهم.
وفي الصحاح هي كالفهم وقد تفسّر أيضا بجودة تهيئ النفس لتصوّر ما يرد عليها من الغير، وهذه قد تكون جبليّة وقد تكون مكتسبة، كما أنّ عدم الفطنة قد يكون جبليّا وقد يكون عارضا. ولو أريد بالفهم ما هو مبدأه صار مآل المعنيين واحدا، هكذا يستفاد من بعض حواشي شرح المطالع في الخطبة. ويقابلها الغباوة وهي عدم الفطنة كما في القاموس كذا في الأطول.
وسبق ما يتعلق بهذا في لفظ الذكاء. الفعل:
[في الانكليزية] Verb ،deed ،action
[ في الفرنسية] Verbe ،action
بكسر الفاء وسكون العين هو عند النحاة قسم من الكلمة وهو ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وقد سبق توضيحه في لفظ الاسم. اعلم أنّ الفعل مشتمل على ثلاثة معان يدلّ عليها مفصّلة أحدهما الحدث الذي هو المعنى المصدري، وثانيها الزمان، وثالثها النسبة إلى فاعل ما. فالمادة موضوعة بالوضع الشخصي للحدث والهيئة أي الحركات مع الترتيب، والحروف الزائدة موضوعة بالوضع النوعي لنسبة ذلك الحدث وزمانه، فهو كرامي الحجارة إلّا أنّ أجزاءه لمّا لم تكن مترتّبة في السمع لم يكن مركّبا، فظهر فساد ما قيل إنّ هاهنا معنى رابعا غفل عنه الجمهور وهو تقييد الحدث بالزمان، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية عبد الغفور على الفوائد الضيائية.
قيل إنّما سمّي فعلا لتضمنه الفعل اللغوي وهو المصدر وفيه نظر، لأنّ ما تضمّنه الفعل الاصطلاحي من المصدر فهو الفعل بفتح الفاء لا بكسرها، وإنّما هو اسم بمعنى الشّأن.
فاعتبار التضمّن يقتضي أن يسمّى فعلا بفتح الفاء لا بكسرها. وقد يقال الفعل بكسر الفاء يطلق على المصدر وعلى الحاصل به أيضا كما في التوضيح في بحث الحسن والقبح، كذا ذكر الهداد في حاشية الكافية. وينقسم الفعل إلى متصرّف وهو الذي يجيء منه ماض ومضارع وأمر ونهي إلى غير ذلك، كاسم الفاعل واسم المفعول، وغير متصرّف ويسمّى جامدا أيضا وهو الذي لا يجيء منه ذلك كليس وعسى ونعم، كذا في غاية التحقيق وغيره في بحث أفعال المقاربة، وإلى متعدّ وغير متعدّ، وقد سبق. ويطلق الفعل عندهم أيضا على المفعول المطلق وعند المتكلّمين صرف الممكن من الإمكان إلى الوجود، صرّح بذلك في جامع الرموز في كتاب الإيمان، هكذا عند الحكماء ويقابله القوة كما يجيء. وبعبارة أخرى هو كون الشيء من شأنه أن يكون وهو كائن في وقت من الأوقات سواء كان في الماضي أو المستقبل أو الحال وقد سبق في لفظ المطلقة، ويؤيّده ما في العلمي في بيان تفسير الهداية: هذا مشهور في كتب المنطق حيث ذكر أنّ صدق الموضوع على ذاته بالفعل عند الشيخ سواء كان ذلك الصدق في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. ويطلق الفعل عند الحكماء أيضا على قسم من العرض هو التأثير كالمسخّن ما دام يسخّن، فإنّ له ما دام يسخّن حالة غير قارّة هي التأثير التسخيني الذي هو من مقولة الفعل فهو غير ما هو مبدأ السخونة لأنّه يبقى بعد التسخين، ويقابله الانفعال وهو التأثّر كالمتسخّن ما دام يتسخّن فإنّ له حينئذ حالة غير قارّة من التأثّر التسخني الذي هو من مقولة الانفعال فهو غير السخونة لبقائها بعده، وغير استعداده لها أي غير استعداد المتسخّن للسخونة لثبوته قبل التسخّن، فإنّ ذلك الاستعداد من مقولة الكيف. واعلم أنّه لما كانت هاتان المقولتان أمرين متجدّدين غير قارّين اختار البعض لهما اسم أن يفعل وأن ينفعل دون الفعل والانفعال، فإنّهما قد يستعملان بمعنى الأثر الحاصل بالتأثير والتأثّر، بخلاف أن يفعل وأن ينفعل فإنّهما لا يستعملان إلّا في التأثير والتأثّر، هكذا في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.

خلو

خلو
: (و ( {خَلا المَكانُ) والشَّيءُ (} خُلُوّاً) ، كسُمُوَ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وأَخْلَى {واسْتَخْلَى) : إِذا (فَرَغَ) وَلم يَكُن فِيهِ أَحَد وَلَا شَيْء فِيهِ، وَهُوَ} خالٍ.
وخَلا {واسْتَخْلَى: مِن بابِ عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا رأَوْا آيَة يَسْتَسْخِرُونَ} ؛ كَذَا فِي تذْكرَةِ أَبي عليَ.

} وخَلا لكَ الشيءُ وأَخْلَى: فَرَغَ؛ قالَ معْنُ بنُ أَوْس المُزَنيُّ:
أَعاذِلَ هَل يأْتي القَبائِلَ حَظُّها
مِنَ المَوْتِ أَمْ {أَخْلى لنا الموتُ وحْدَنا؟ ووَجَدْتُ الدارَ} مُخْلِيَةً: أَي {خالِيَة؛ وَقد} خَلَتْ {وأَخْلَت.
ووَجَدْتُ فلانَةَ} مُخْلِيَة: أَي {خالِيَة.
(ومَكانٌ} خَلاءٌ: مَا فِيهِ أَحَدٌ) وَلَا شَيْء فِيهِ.
( {وأَخْلاهُ: جَعَلَهُ) } خالِياً، (أَو وَجَدَهُ خالِياً) .
يقالُ: {أَخْلَيْتُ، أَي} خَلَوْت؛ {وأَخْلَيْت غَيْرِي يَتَعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ قالَ عُتَيُّ بنُ مالِكٍ العُقَيْليُّ:
أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبنْ
} فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عندَ {خَلائِي قالَ ابنُ برِّي: قالَ الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه:} أَخْلَيْتُ وجدْتُها {خالِيَةً مِثْل أَجْبَنْته وَجَدْتُه جَبَاناً، فعلى هَذَا القَوْل يكونُ مَفْعول أَخْلَيْتُ مَحذُوفاً أَي} أَخْلَيْتُها.
وَفِي حدِيثِ أُمِّ حبيبَةَ: (قَالَت لَهُ لستُ لكَ {بمُخْلِيَةٍ) ، أَي لم أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجاتِ غَيْرِي؛ وليسَ مِن قوْلِهم امْرأَةٌ} مُخْلِيَة إِذا خَلَتْ مِن الزَّوْج.
( {وخَلا) الرَّجُلُ: (وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ،} كأَخْلَى) .
وَمِنْه المَثَلُ: الذِّئْبُ! مُخْلِياً أَشَدُّ. (و) خَلا (على بَعْضِ الطَّعامِ) : إِذا (اقْتَصَرَ) عَلَيْهِ.
( {واسْتَخْلَى المَلِكَ} فأخْلاهُ و) {أَخْلَى (بِهِ) ؛ وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ؛ (} واسْتَخْلَى بِهِ، {وخَلا بِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ) ؛ عَن أَبي إسْحاقَ؛ (} خَلْواً) ، بالفتْحِ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وخَلْوَةً) ، بالفتْحِ وَهَذِه عَن اللَّحْيانيّ؛ (سَأَلَهُ أَن يَجْتَمِعَ بِهِ فِي {خَلْوَةٍ فَفَعَلَ،} وأَخْلاهُ مَعَه.
(وقيلَ: {الخُلُوُّ} والخَلاءُ المَصْدَرُ؛ {والخَلْوَةُ: الاسْمُ.
(وقوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا} خَلَوْا إِلَى شَياطِينِهِم} ؛ يقالُ إِلَى بمعْنَى مَعْ كَمَا قالَ تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى ا} .
(وقالَ بعضُهم: أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي خَلَوْتُ بِهِ.
( {أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي} خَلَوْتُ بِهِ.
(ويقولُ الرَّجُلُ للرجلِ: أخْلُ معي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، أَي كُنْ معي {خالِياً.
(وَفِي حدِيثِ الرُّؤْيا: (أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرَى القَمَر} مُخْلِياً بِهِ) ؟ .
(ووجَدَهُما {خِلْوَيْنِ، بالكسْرِ) : أَي (} خالِيَيْنِ.
(و) الخَلِيُّ، (كغَنِيَ: الفارِغُ) . يقالُ: أَنْتَ {خَلِيٌّ من هَذَا الأَمْرِ، أَي خالٍ فارِغٌ، وَهُوَ خِلافُ الشَّجيِّ؛ وَمِنْه المَثَلُ: وَيْلٌ للشجيِّ مِن} الخَلِيِّ؛ أَي من الفارِغِ الَّذِي لَا هَمَّ لَهُ؛ (ج {خَلِيُّونَ) فِي السَّلامَةِ، (} وأَخْلياءُ) فِي التّكْسيرِ.
(و) {الخَليُّ: (من لَا زَوْجَةَ لَهُ) فَهُوَ فارِغُ البالِ لَا هَمَّ لَهُ.
ووَجَدْتُ فِي بعضِ المجاميعِ مَا نصَّه: وجد 118 حجر فِي جِدَارِ الكعْبَةِ فَإِذا فِيهِ ثلاثَةُ أَسطر بقلم المسندِ الأوّل: أَنَا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ لَا مَعِيشَة لَهُ.
الثَّاني: أَنا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَن لَا وَلَدَ لَهُ لَا ذِكْرَ لَهُ.
الثَّالث: أَنا ربّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ وَلَا وَلَدَ لَهُ لَا هَمَّ لَهُ.
(} والخِلْوُ، بالكسْرِ: الخَلِيُّ أيْضاً؛ وَهِي {خِلْوَةٌ} وخِلْوٌ، ج {أَخْلاءٌ) .
قالَ اللّحْيانيُّ: الوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَنْ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ، وَقد ثَنَّى بعضُهم وجَمَعَ وأَنَّثَ، قالَ: وليسَ بالوَجْه.
وَفِي حدِيثِ أَنَس: (أَنْتَ} خِلْوٌ مِن مُصِيبَتي) ، أَي فارِغُ البالِ مِنْهَا. وَفِي التَّهْذِيب يُقَال: هُوَ خِلْوٌ مِن هَذَا الأمْر، أَي {خالٍ، وَقيل: أَي خارِجٌ، وهُما} خِلْوٌ وهُم خِلْوٌ.
وقالَ بعضُهم: هُما {خِلْوان من هَذَا الأمْرِ وهُم خِلاءٌ، وليسَ بالوَجْه.
(} والخَالي العَزَبُ) الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْس:
أَلَمْ تَرني أُصْبي على المَرْءِ عِرْسَهُ
وأَمْنَعُ عِرْسِي أَن يُزَنَّ بهَا {الخالِي؟ (و) أَيْضاً: (العَزَبَةُ) ، أَي أُنْثاهُ بغيرِ هاءٍ؛ (ج} أَخْلاءٌ.
( {وخَلَّى الأَمْرَ} وتَخَلَّى مِنْهُ، وَعنهُ، {وخَالاَهُ) } خلاءً: (تَرَكَهُ) .
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر فِي قَوْله تَعَالَى: {ليَقْضِ عَلْينا رَبُّك} ، قالَ: {فخَلَّى عَنْهُم أَرْبَعِين عَاما، ثمَّ {قَالَ: اخْسَؤُوا فِيهَا} ، أَي تَرَكَهُم وأَعْرَضَ عَنْهُم؛ وقالَ الذبياني:
قالَتْ بَنُو عامِرٍ:} خالُوا بني أَسدٍ
يَا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِأَي تارِكُوهُم.
( {والخَلِيَّةُ} والخَلِيُّ) ، كغِنِيَّةٍ وغَنِيَ: (مَا يُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ) من غَيره مَا يُعالَجُ لَهَا من العَسَّالاتِ.
(أَو مِثلُ الرَّاقُودِ من طينٍ) يُعْمَل لَهَا ذَلِك.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت! الخَلِيَّة من طينٍ فَهِيَ كُوَّارَةٌ.
(أَو خَشَبَةٍ تُنْقَر ليُعَسِّلَ فِيهَا) ، وجَمْعُ {الخَلِيَّة} الخَلايَا، وشاهِدُ الخَلِيّ قَوْل الشَّاعِرِ:
إِذا مَا تَأَرَّتْ {بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ
شَرِيجَيْن ممَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُشَرِيجَيْن أَي ضَرْبَيْن من العَسَل..
(أَو) الخَلِيَّةُ: (أَسْفَلُ شجرةٍ تُسَمَّى الخَزَمَةَ كأَنَّهُ راقُودٌ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقودِ يُعْمَل لَهَا من طينٍ.
(} والخَلِيَّةُ مِن الإِبِلِ: {المُخَلاَّةُ للحَلْبِ، أَو الَّتِي عَطَفَتْ على وَلَدٍ) ؛ وَفِي المُحْكَم: على واحِدٍ؛ (أَو) الَّتِي (} خَلَتْ مِن ولَدِها) ؛ ونَصّ المُحْكَم: عَن ولَدِها؛ ورَئمَتْ وَلَدَ غَيْرِها، وَإِن لم تَرْأَمْهُ فَهِيَ {خَلِيَّة أَيْضاً.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} خَلَتْ عَن ولَدِها بمَوْتٍ أَو نَحْرٍ (فتُسْتَدَرُّ بغيرِهِ) ؛ ونَصّ المُحْكَم: بولَدِ غيرِها؛ (وَلَا تُرْضِعُهُ بَلْ تَعْطِفُ على حُوارٍ تُسْتَدَرُّ بِهِ من غيرِ إرْضاعٍ) ، فسُمِّيَت {خَلِيَة لأنَّها لَا تُرْضِعُ ولَدَها وَلَا غيرَهُ) .
(أَو) هِيَ (الَّتِي تُنْتَجُ وَهِي غَزيرَةٌ فيُجَرُّ ولَدُها من تَحْتِها فيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى،} وتُخَلَّى هِيَ للحَلْبِ) ، وذلكَ لكَرَمِها؛ هَذَا قوْلُ اللَّحْيانيّ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسَمِعْتُهم يقولونَ: بَنُو فلانٍ قد {خَلَوْا وهم} يَخْلُون؛ وَهِي الناقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولَدُها ساعَةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقَةٍ كانتْ ولَدَتْ قَبْلَها فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثمَّ يُنْظَر إِلَى أَغْزَر الناقتين فتُجْعَلُ! خَلِيَّةً، وَلَا يكونُ للحُوارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها وتُتْرَكُ الأُخْرَى للحُوارِ يَرْضعُها متَى مَا شاءَ وتُسَمَّى بَشُوطاً، والجَمْعُ بُشْطٌ، الغَزيرَةُ الَّتِي {يَتَخَلَّى بلَبَنِها أَهْلُها هِيَ} الخَلِيَّة.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخلِيَّةُ الناقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرى على ولدٍ واحِدٍ فيَدُرَّان عَلَيْهِ،} ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بواحِدَةٍ يَحْلبُونَها؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ خالِدُ بنُ جَعْفر يَصِفُ فَرَساً:
أَمرْتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها
لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِانتَهَى.
(أَو) {الخَلِيَّةُ: (ناقَةٌ أَو ناقَتانِ أَو ثلاثٌ يَعْطِفْنَ على) ولَدٍ (واحِدٍ فَيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فَيَرْضَعُ الوَلَدُ من واحِدَةٍ ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ) لأَنْفُسِهم (بِمَا بَقِيَ) واحِدَةً أَو ثِنْتَيْن يَحْلبُونَها؛ (أَي يَتَفَرَّغُ) هُوَ تَفْسير} ليَتَخَلَّى وَهُوَ تَفَعّل مِن {الْخُلُو، يقالُ} تَخَلَّى للعبادَةِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هِيَ الناقَةُ تُنْتَجُ فينْخَرُ وَلدُها عَمْداً ليَدُومَ لهُم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بحُوارِ غيرِها، فَإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واختليت، ورُبَّما جَمَعُوا من الخَلايا ثَلَاثًا وأَرْبعاً، على حُوارٍ واحِدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: ورُبَّما عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَرْبعاً على فَصِيلٍ ويأَيَتِهِنَّ شاؤُوا {تَخَلَّوُا.
(و) } الخَلِيَّةُ أَيْضاً: النَّاقَةُ (المُطْلَقَةُ من عِقالٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الناقَةُ تُطْلَقُ من عِقالِها! ويُخَلَّى عَنْهَا؛ ورُفِعَ إِلَى عُمَر، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ، رجُلٌ وَقد قالتْ لَهُ امرأَتُه أَنَّه شَبِّهْني، فقالَ: كأَنَّكِ ظَبْيةٌ كأنَّكِ حَمامَةٌ؛ فقالتْ: لَا أَرْضى حَتَّى تقولَ: خَلِيَّة طالِقٌ، فقالَ ذَلِك، فقالَ عُمَرُ: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك لمَّا لم تكُنْ نيَّتُه الطَّلاقَ، وإنَّما غالَطَتْه بلَفْظٍ يُشْبِه لَفْظُ الطَّلاقِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَرادَ {بالخَلِيَّة هُنَا الناقَة} تُخَلَّى من عِقالِها، وطَلَقَت من العِقالِ تَطْلُقُ طَلْقاً فَهِيَ طالِقٌ، وقيلَ: أَرادَ بالخَلِيَّةِ الغَزيرَةَ تَعْطِفُ على ولدِ غيرِها، والطَّالِقُ: الَّتِي لَا خِطامَ لَهَا، وأَرادَتْ هِيَ مُخادَعَته بِهَذَا القَوْل ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا الطَّلاقُ؛ فقالَ لَهُ عُمَر: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك، وَلم يُوقِع عَلَيْهَا الطَّلاقَ لأنَّه لم يَنْوِه، وكانَ ذلكَ خِداعاً مِنْهَا.
(و) الخَلِيَّةُ: (السَّفِينَةُ العَظيمَةُ، أَو) هِيَ (الَّتِي تَسيرُ من غيرِ أَن يُسَيِّرَها مَلاَّحٌ، أَو) هِيَ (الَّتِي يَتْبَعُها زَوْرَقٌ صغيرٌ) .
وصَحَّحَ الأزهرِيُّ الأوَّل؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ وقالَ الأعْشى:
يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع
وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِم ْوالجَمْعُ {الخَلايا؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لطرفَةَ:
كأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة غُدْوَةً
} خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ (و) فِي الصِّحاحِ: ويقالُ للمرْأَةِ أَنْتِ! خَلِيَّةٌ، (كنايَةٌ عَن الطَّلاقِ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: الخَلِيَّةُ كلمةٌ تُطَلَّقُ بهَا المرْأَةُ، يقالُ لَهَا أَنْتِ بَرِيَّة أَنْتَ خَلِيَّة، تَطْلَقُ بهَا المَرْأَةَ إِذا نَوى بهَا.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر: كَانَ الرَّجُلُ فِي الجاهِلِيَّة يقولُ لزَوْجَتِه: أَنْتِ {خَلِيَّة فكانتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِي فِي الإسْلامِ مِن الكِناياتِ، فَإِذا نَوى بهَا الطَّلاق وَقَعَ.
(و) مِن المجازِ: (} خَلا مَكانُهُ) : أَي (ماتَ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ، ونَصّ ابنِ الأعرابيّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
وأَمَّا إِذا ذُكِرَ المَكانُ فَهُوَ خَلَّى، بالتَّشْدِيدِ، {تَخْلِيَةً، وَهُوَ أَيْضاً صَحِيحٌ نَقَلَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشريُّ وغَيرُهُما. فَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ يتأَمَّل لَهُ والأَولى حذف مَكانه.
(و) } خَلا الشَّيءُ {خُلُوّاً: (مَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنْ من أُمَّةٍ إلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ؛ أَي مَضَى وأُرْسِل.
والقُرونُ} الخالِيَةُ: هُم المواضِي وَفِي حدِيثِ جابرٍ: (تَزَوَّجْت امْرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا) ، أَي كَبِرَتْ ومَضَى مُعْظَم عُمْرِها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فلمَّا خَلا مني ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي، تُرِيدُ أنَّها كَبِرَتْ وأَوْلَدَتْ لَهُ.
(و) خَلاَ (عَن الأَمْرِ وَمِنْه) : إِذا (تَبَرّأَ) .
ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: خَلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنْبٍ قُرِفَ بِهِ.
(و) خَلا (عَن الشَّيءِ: أَرْسَلَهُ) ؛ وَهَذِه أَيْضاً رُوِيَتْ بالتَّشْديدِ، فَفِي سِياقِه نَظَرٌ.
(و) مِن المجازِ: خَلا (بِهِ) إِذا (سَخِرَ مِنْهُ) ؛ عَن اللَّحْيانيّ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ أَيْضاً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ حَرْفٌ غَريبٌ لَا أَعْرِفه لغير اللّحْيانيّ وأَظُنّه حَفِظَه.
( {وخَلاَ: من حُروفِ الاسْتِثْناءِ) .
قالَ الجَوهرِي: كَلمَةٌ يُسْتَثْنى بهَا ويُنْصَبُ مَا بَعْدها ويُجَرُّ؛ تقولُ: جاؤُوني} خَلا زيْداً، تَنْصبُ بهَا إِذا جَعَلْتها فعْلاً وتَضْمر فِيهَا الفاعِلَ كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زيْدٍ، وَإِذا قلْتَ خَلا زيْد، فجَرَرْتَ بهَا فَهِيَ عنْدَ بعضِ النَّحويِّين حَرْف جَرَ بمنْزِلَةِ حاشَا، وعنْدَ بعضِهم مَصْدَر مُضافٌ.
قالَ ابنُ برِّي، عنْدَ قوْلِه كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جاءَني مِن زيْدٍ: صَوابُه خَلا بعضُهم زيدا، انتَهَى.
وتقولُ: مَا أَرَدْت مَساءَتَك خَلا أَني وَعَظْتك، مَعْناه إلاَّ أَني وَعَظْتك؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلا اللَّهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ وإِنَّما
أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا (و) فِي المَثَلِ: (أَنا مِنْهُ فالِجُ) وَفِي الصِّحاحِ: كفالِجِ (بن {خَلاوَةَ، بالفتْحِ) أَي} خَلَاءٌ (بَرِيءٌ) ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الجيمِ.
( {والخَلاوَةُ) ؛ الَّذِي فِي الصِّحاحِ وغيرِه مِن الأُصولِ} وخَلاوَةُ بَلا لامٍ؛ (بَطْنٌ من تُجِيبَ) ، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ جَعْفِرِ بنِ أُسامَةَ بنِ سعْدِ بنِ تجيب.
وقالَ ابنُ الجواني النسَّابَةُ فِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة: وأعْقَبَ شَبِيبُ بنُ السّكون بنِ أَشْرس بنِ كنْدَةِ مِن أَشْرَس وشكامة، فأَعْقَبَ أَشْرَسُ مِن عدِيّ وسَعْد وهُم تُجِيب، وَلَهُم خطَّةٌ بمِصْرَ مَعْروفَةٌ، عُرِفوا بتُجِيب هِيَ أُمُّ عدِيَ وسَعْد، وَهِي تُجيبُ بنْتُ ثَوْبان بنِ سلم بنِ رها بنِ مُنَبّه بنِ حريبِ بنِ عله بنِ جله بنِ مذْحج.
وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: أنَّ بَني خَلاوَةَ بطْنٌ مِن أَشْجَع، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ سُبَيْع بنِ بكْرِ بنِ أَشْجَع.
قُلْتُ: هَذَا الَّذِي ذَكَرَه الجَوهرِيُّ هُوَ بَطْنٌ آخَرُ غَيْر الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، وكلّ مِنْهُمَا يُعْرَفُ {بخَلاوَةَ،
فأمَّا خَلاوَةُ كنْدَةَ فإنَّ (مِنْهُم: مالِكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ} الخَلاوِيّ) ؛ وَابْنه أَبو عَمْرو سَعْد بن مالِكِ النخَّاس؛ قالَ ابنُ يونُسَ: كَتَبْتُ عَنهُ حِكايَةً مِن حفْظِه، وتُوفي فِي شَهْر رَمَضَان سَنَة 307؛ وأَخُوه خَلاوَة بن عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ، كَتَبَ مَعَ يونُس بن عبْدِ الأعْلى، وجد سَمَاعه من ابْن وهبٍ فِي كتابِ جدِّه. ومِن هَذَا البَطْن أَيْضاً الشمسُ محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عبدِ اللَّهِ الدِّمَشْقيّ الشاعِرُ، رَوَى عَن الشمسِ الصَّائِغ والشَّهاب مَحْمود، وكانتْ ولادَتُه بدِمَشْق سَنَة 693.
وأَمَّا الَّذِي هُوَ مِن أَشْجَع فَمنهمْ نعيمُ بنُ مَسْعود بنِ عامِرِ بنِ أنيف بنِ ثَعْلبَةَ بنِ قنفلِ بنِ خَلاوَةَ الأَشجَعيُّ لَهُ صحْبَةٌ وَغَيره.
( {والخَلاَءُ: المُتَوَضَّأُ) ، سُمِّي بذلكَ} لخلوِّه، وَهُوَ بالمدِّ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ {الخَلاءَ فِي الأصلِ مَصْدرٌ ثمَّ اسْتُعْمِل فِي المَكانِ} الخالِي المُتَّخَذ لقَضاءِ الحاجَةِ لَا للوضوءِ فَقَط كَمَا يُوهِمهُ قَوْله المُتَوَضّأ، أَي مَحلّ الوضُوءِ.
وقالَ الْحطاب فِي شرْحِ المُخْتَصَر: يقالُ لموْضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ {الخَلاءُ، بالمدِّ، وأَصْلُه المَكانُ} الخالِي، ثمَّ نُقِل إِلَى مَوْضِع قَضاءِ الحاجَةِ.
قالَ شيْخُنا: قَوْله أَصْلُه المَكانُ {الخالِي، كأنَّه أَرادَ الأَصل الثَّانِي وإلاَّ فأَصْله الأوّل هُوَ مَصْدَر} خَلا المَكانُ خلاءً إِذا فَرَغَ وَلم يَكُن فِيهِ أَحدٌ.
ثمَّ نَقَل الحطابُ عَن الحكيمِ التّرمذيّ أَنَّه سُمِّي بذلِكَ باسْمِ شَيْطانٍ يقالُ لَهُ {خَلاءٌ وأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثا، وقيلَ: لأنَّه} يَتَخلَّى فِيهِ أَي يتبرَّزُ، والجَمْعُ {أَخْلِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهَذَا الَّذِي ذَكَره الحكيمُ يحتاجُ إِلَى ثَبْت، وَلَعَلَّ العَرَبَ الَّذِي وَضَعُوه لَا يَعْرفونَ ذلكَ لأنَّه قدِيمُ الوَضْعِ، فتأَمَّل.
(و) } الخَلاءُ: (المكانُ) الَّذِي (لَا شيءَ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) فِي المَثَلِ: ( {خَلاؤُكَ أَقْنَى لحَيائِكَ) .
قالَ الجَوهرِيُّ: (أَي مَنْزِلُكَ إِذا خَلَوْتَ فِيهِ أَلْزَمُ لحيائِكَ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وأَمَّا مَا} خَلا فَلَا يكونُ بَعْدها إلاَّ النَّصْب، تقولُ: جاؤُوني مَا خَلا زيْداً، لأنَّ خَلا لَا يكونُ بَعْدَ مَا إلاَّ صِلَّة لَهَا، وَهِي مَعهَا مَصْدَرٌ، كأنَّك قلْتَ: (جاؤُوني {خُلُوَّ زَيْدٍ، أَي} خُلُوَّهُمْ مِنْهُ، أَي {خالِينَ مِنْهُ) .
قالَ ابنُ برِّي: مَا المَصْدرِيَّة لَا تُوصَلُ بحَرْفِ الجَرِّ، فدلَّ على أنَّ خَلا فِعْلٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} أَخْلِ أَمْرَكَ وبأَمْرِكَ: أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ لَهُ.
{وأَخْلَيْتُ عَن الطَّعامِ:} خَلَوْتُ عَنهُ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: تمِيمٌ تقولُ! خَلا فُلانٌ على اللَّبَنِ واللحْمِ، إِذا لم يأْكُلْ مَعَه شَيْئا وَلَا خَلَطَ بِهِ؛ وكِنانَةُ وقَيْسُ تقولُ: {أَخْلَى فلانٌ على اللّبَنِ واللحْمِ؛ قالَ الرَّاعي:
رَعَتْه أَشْهراً} وخَلا عَلَيْها
فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغاراوخَلا عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ.
{وأَخْلَى: إِذا انْفَرَدَ.
} واسْتَخْلَى البُكاء: انْفَرَد بِهِ.
{وخَلا بِهِ: خادَعَهُ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
} وخَلَّى بَيْنها {تَخْلِيةً} وأَخْلاه مَعَه.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَنتَ خَلاءٌ مِن هَذَا الأَمْرِ، أَي بَراءٌ؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ.
{وتَخَلَّى: بَرَزَ لقَضاءِ حاجَتِه.
وتَخَلَّى} خَلِيَّة: اتَّخَذَ لنَفْسِه.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: امْرأَةٌ {خَلِيَّةٌ ونِساءٌ} خَلِيَّاتٌ لَا أَزْواج لهُنَّ وَلَا أَوْلادَ.
وَقَالُوا: امرأَةٌ {خِلْوةٌ وهُما} خِلْوَتانِ وهُنَّ {خِلْواتٌ، أَي عَزَبات.
وقالَ ثَعْلَب: إنَّه لحُلْوُ} الخَلا إِذا كانَ حَسَنَ الكَلامِ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ مِنْهُمُ
بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضّبابِ الخَوادع ِ {وخَلَّى سَبِيلَه فَهُوَ مُخَلَّى عَنهُ، ورأَيْته} مُخَلِّياً؛ قالَ الشاعِرُ:
مَا لي أَراكَ مُخَلِّياً
أَيْنَ السَّلاسِلُ والقُيُود؟ أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمُ
أَمْ ليسَ يَضْبَطُكَ الحدِيد؟ ! وخَلَّى فلانٌ مَكانَه: إِذا ماتَ؛ قالَ الشاعِرُ:
فإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مَكانَه والمصَنِّفُ ذَكَرَهُ بالتَّخْفيفِ كَمَا تقدَّمَ التَّنْبيه عَلَيْهِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
{وخَلا إِذا أَكَلَ الطَّيِّبَ.
وخَلا إِذا تَعَبَّد.
ويقالُ: لَا} أَخْلى اللَّهُ مَكانَك، تَدْعو لَهُ بالبَقاءِ. {والمُسْتَخْلِي: المتعبد
وقالَ أَبو حنيفَةَ:} الخَلْوتَانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحِدَتُهما {خَلْوَةٌ.
وقوْلُهم: افْعَلْ ذلكَ} وخَلاكَ ذَمٌّ، أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عنْكَ الذَّمُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: ناقَةٌ {مخلاءٌ: أُخْلِيَتْ عَن ولَدِها؛ قالَ أَعْرابيٌّ:
مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ} ومُخْلاة صَفيّ {والخِلاءُ، ككِتابٍ: الفرقَةُ.
} واسْتخلت الدَّار: خَلَتْ.
{وأَخْلاء: موضِعٌ عامِرٌ على الفُرَات.
خ ل و : خَلَا الْمَنْزِلُ مِنْ أَهْلِهِ يَخْلُو خُلُوًّا وَخَلَاءً فَهُوَ خَالٍ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُخْلٍ وَأَخْلَيْتُهُ جَعَلْتُهُ خَالِيًا وَوَجَدْتُهُ كَذَلِكَ وَخَلَا الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَخَلَا بِزَيْدٍ خَلْوَةً انْفَرَدَ بِهِ وَكَذَلِكَ خَلَا بِزَوْجَتِهِ خَلْوَةً وَلَا تُسَمَّى خَلْوَةً إلَّا بِالِاسْتِمْتَاعِ بِالْمُفَاخَذَةِ وَحِينَئِذٍ تُؤَثِّرُ فِي أُمُورِ الزَّوْجِيَّةِ فَإِنْ حَصَلَ مَعَهَا وَطْءٌ فَهُوَ الدُّخُولُ وَخَلَا مِنْ الْعَيْبِ خُلُوًّا بَرِئَ مِنْهُ فَهُوَ خَلِيٌّ وَهَذَا يُؤَنَّثُ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَيُقَالُ خَلَاءٌ مِثْلُ: سَلَامِ وَخِلْوٌ مِثْلُ: حِمْلٍ.

وَخَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ مَانِعِ النِّكَاحِ خَلْوًا فَهِيَ خَلِيَّةٌ وَنِسَاءٌ خَلِيَّاتٌ وَنَاقَةٌ خَلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ مِنْ عِقَالِهَا فَهِيَ تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَمِنْهُ يُقَالُ فِي كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ هِيَ خَلِيَّةٌ وَخَلِيَّةُ النَّحْل مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ خَلَايَا وَتَكُونُ مِنْ طِينٍ أَوْ خَشَبِ وَقَالَ اللَّيْثُ هِيَ مِنْ الطِّينِ كِوَارَةٌ بِالْكَسْرِ وَخَلِيٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ.

وَالْخَلَا بِالْقَصْرِ الرَّطْبُ مِنْ النَّبَاتِ الْوَاحِدَةُ خَلَاةٌ مِثْلُ: حَصًى وَحَصَاةٍ قَالَ فِي الْكِفَايَةِ الْخَلَا الرَّطْبُ وَهُوَ مَا كَانَ غَضًّا مِنْ الْكَلَإِ وَأَمَّا الْحَشِيشُ فَهُوَ الْيَابِسُ وَاخْتَلَيْتُ الْخَلَا اخْتِلَاءً قَطَعْتُهُ وَخَلَيْتُهُ خَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى مِثْلُهُ وَالْفَاعِلُ مُخْتَلٍ وَخَالٍ وَفِي الْحَدِيث «لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا» أَيْ لَا يُجَزُّ وَالْخَلَاءُ بِالْمَدِّ مِثْلُ: الْفَضَاءِ وَالْخَلَاءُ أَيْضًا الْمُتَوَضَّأُ. 
خ ل و

خلا المكان خلاءً، وخلا من أهله، وعن أهله، وخلوت بفلان وإليه ومعه خلوة، وخلا بنفسه: انفرد. واستخليت الملك فأخلاني أي خلا معي، وأخلي لي مجلسه. وخلا لك الجوّ. ومكان خلاء، وبات في البلد الخلاء، والأرض الفضاء، وهو خلوٌ من هذا الأمر، وهي خلوة، وهم أخلاء، وهو خليٌّ من الهم، وهي خليّة منه، وهم خليّون، وهن خليات. وخلوت على اللبن وعلى اللحم إذا أكلته وحده ليس معه غيره من تمر أو خبز. وخليته وخلّيت عنه: أرسلته. وخليت فلاناً وصاحبه. وخلّيت بينهما. وخاليته مخالاة: وادعته. وتخلّى من الدنيا وخالاها مخالاة، وما أحسن مخالاتك الدنيا! وخلا شبابك: مضى. وهو من القرون الخالية. وتقول: كان ذلك في القرون الأوالى، والأمم الخوالى؛ وافعل ذلك وخلاك ذمّ. وما أردت مساءتك خلا أني وعظتك. والعسل في الخلية وفي الخلايا. وعلفته الخلى وهو الحشيش. واختليته: اجتززته. وخليت دابتي: حششت له وملأت له المخلاة، وعلقوا على دوابهم المخالي. والمخلاء في المخلاة وهو ما يقطع به الخلى: وأخليت الدابة: علفته الخَلَى.


ومن المجاز: خَلّى فلان مكانه: مات. ولا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء. وخلّى سبيله: تركه. وخلا به: سخر منه وخدعه لأن الساحر والخادع يخلوان به يريانه النصح والخصوصية. وأخلى الفرس اللجام: ألقمه إياه إلقام الخلى. قال ابن مقبل:

تمّطيت أخليه اللجام وبذّني ... وشخصي يسامى شخصه وهو طائله

وفلان حلو الخلى إذا كان حسن الكلام. قال كثير:

ومحترش ضب العداوة منهم ... بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع

وأخلى القدر: أوقد تحتها بالبعر كأنه جعله خلًى لها. قال الراعي:

إذا أخليت عود الهشيمة أرزمت ... حناجرها حتى نبيت نذودها

وما كنت خلاةً لموعد. قال الأعشى:

وحوليَ بكر وأشياعها ... فلست خلاة لمن أوعدن

وهذا سيف يختلي الأيدي والأرجل. قال:

كأن اختلاء المشرفيّ رءوسهم ... هويّ جنوب في يبيس محرق
الْخَاء وَاللَّام وَالْوَاو

خَلا المكانُ خُلُوّاً، وخَلاءً، وأخلى، إِذا لم يكن فِيهِ أحد.

واستخلى، كخلا، من بَاب: عَلا قِرْنهَ واستعلاه، وَمن قَوْله تَعَالَى: (وإِذا رَأَوْا آيَة يَسْتسخرون) ، من تذكرة أبي عَليّ.

وَمَكَان خَلاءٌ: لَا أحد بِهِ.

واخلى المكانَ: جعله خَالِيا.

وأخلاه: وجد كَذَلِك، قَالَ:

أتيتُ مَعَ الحُدَاث لَيْلى فَلم أبن فأخليت فاسْتعجمتُ عِنْد خَلائي

وخلا الرجلُ، وأخلىَ: وَقع فِي مَوضِع خالٍ لَا يُزاحم فِيهِ، وَفِي الْمثل: " الذِّئب مُخْلِياً أشدُّ ".

وخلا لَك الشَّيْء، وأخلى لَك: فَرغَ، قَالَ مَعنُ بن أَوْس المُزني: أعاذلَ هَل يَأتي القبائلَ حَظُّها من الموتِ أم أخلى لنا الموتُ وَحَدَنا

وخلا على بعض الطَّعام: اقْتصر.

وَقَالَ اللحياني: تَميم تَقول: خلافانٌ على الَّلبن وعَلى اللَّحْم، إِذا لم يَأْكُل مَعَه شَيئاً وَلَا خلطه بِهِ.

قَالَ: وكنانةُ وَقيس يَقُولُونَ: أخلى فلَان على اللَّبن وَاللَّحم.

والخلاء: المُتوضأ، لخُلّوة.

واستخلى الملِكَ فأخلاه، وخَلا بِهِ.

وخلا الرجلُ بِصَاحِبِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ، عَن أبي إِسْحَاق، خَلاءً وخَلْوةً، الْأَخِيرَة عَن اللِّحياني.

وَقيل: الْخَلَاء والخُلُوّ، الْمصدر، والخَلوة، الِاسْم.

وأخْلى بِهِ، كخلا، هَذِه عَن اللحياني.

وحُكى عَن بعض الْعَرَب: تركته مُخلِياً لفُلَان، أَي: خَالِيا بِهِ.

واسْتخلى بِهِ، كخلا. عَنهُ أَيْضا.

وخلَّى بَينهمَا، واخلاه مَعَه.

وَكُنَّا خِلْوَيْن، أَي: خاليين.

وَأَنت خلِيّ من هَذَا الامر، أَي: خالٍ فارغ، وَفِي الْمثل: وَيْل للشَّجِيّ من الخَلِيّ.

وَالْجمع: خليّون، وأخلياء.

والخِلْو، كالخِليّ.

وَالْأُنْثَى: خِلْوة: وخِلْوٌ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقائلةٍ خَوْلانُ فانْكح فتاتَهم وأكْرُومة الحيَّين خِلْوٌ كَمَا هِياَ

وَالْجمع: أخلاء.

قَالَ اللحياني: الْوَجْه من " خِلْو " لَا يثنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنث، وَقد ثنَّى بَعضهم وَجمع وأنث، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَحكى اللِّحياني، أَيْضا: أَنْت خَلاَءٌ من هَذَا الامر، كخلي، فَمن قَالَ " خليّ "، ثنى وَجمع وأنث، وَمن قَالَ " خَلاء " لم يثن وَلَا جمع وَلَا أنث.

والخالي: العَزَب.

وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَالْجمع: أخلاء.

وخلَّى الامر، وتَخلَّى مِنْهُ وَعنهُ، وخالاه: تَركه.

وخالَى فُلاناً: تَركه، قَالَ النابغةُ الذبياني:

قَالَت بَنو عامرٍ خالُوا بني أسدٍ يَا بُؤسَ لْلجَهلِ ضَرَّاراً لأقوام

أَي: تَاِركُوهم، وَهُوَ من ذَلِك.

والخَلِيّة، والخَلِيّ: مَا يُعسِّل فِيهِ النَّحُل من غير مَا يُعالَج لَهَا من العَسَّالات.

وَقيل: الخلية: مَا كَانَ مصرّعا، وَقد تقدّم.

وَقيل: الخَلية. والخلى: خَشَبَة تُنْقَر فيُعسِّل فِيهَا النَّحْل، قَالَ:

إِذا مَا تأرت بالخَلِي ابْتَنَتْ بِهِ شَرِيَجْين مِمَّا تأتَرِى وتَتُيعُ

شريجين، أَي: ضَربين من الْعَسَل.

والخَلية: اسفل شَجَرَة. يُقَال لَهَا: الخَزْمة، كَأَنَّهُ راقُود.

وَقيل: هُوَ مثل الراقود يُعمل لَهَا من طين، وَفِي الحَدِيث، فِي خَلايا النَّحْل: إِن فِيهَا العُشر.

والخلية، من الْإِبِل: الَّتِي خُلِّيت للحَلب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي عطفت على ولد.

وَقيل: هِيَ الَّتِي خَلَت عَن وَلَدهَا بِمَوْت أَو نحر فُتستدَرّ بِغَيْر وَلَدهَا وَلَا تُرضعه، إِنَّمَا تعطف على حُوار تُستدَرّ بِهِ من غير أَن تُرضعه، فسُمِّيت: خَليّة، لِأَنَّهَا لَا تُرضع وَلَدهَا وَلَا غَيره.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: الَّتِي تُنْتِجُ هِيَ غزيرة، فيجُر وَلَدهَا من تحتهَا فيُجعل تَحت أُخْرَى وتُخلَّى هِيَ للحلب، وَذَلِكَ لكرمها. وَقيل: الخلية: نَاقَة أَو ناقتان أَو ثَلَاث يُعْطفن على ولد وَاحِد فَيدْرُرْن عَلَيْهِ فيرضع الولدُ من وَاحِدَة، ويتخلى أهلُ الْبَيْت لأنفسِهم وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ يحلبونها.

وتخلَّى خَليةً: اتخذها لنَفسِهِ.

والخليّة، من الْإِبِل: المُطْلقة من عِقال، ورُفع إِلَى عمر. رَضِي الله عَنهُ، رجلٌ، وَقد قَالَت لَهُ امْرَأَته: شبِّهني، فَقَالَ: كَأَنَّك ظَبْية، كَأَنَّك حمامة، فَقَالَت: لَا ارضى حَتَّى تَقول: خَلِيّة طَالِق، فَقَالَ ذَلِك، فَقَالَ عمر، رَحمَه الله: خُذ بِيَدِهَا فَإِنَّهَا امراتك، لمّا لم نَكُنْ نيتهُ الطلاقَ، وَإِنَّمَا غالطته بلَفظ يُشبه لفظ الطَّلَاق.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: كلمةٌ تُطلَّق بهَا الْمَرْأَة، يُقَال لَهَا: أَنْت بَريّة وخليْة، فَيُقَال: قد خلت الْمَرْأَة من زَوجهَا.

والخليّة: السَّفِينَة الَّتِي تسير من غير أَن يُسيِّرها ملاح، وَقيل: هِيَ الَّتِي يَتبعها زورق صَغِير.

وَقيل: الخلية: الْعَظِيمَة من السفن، قَالَ طرفَة:

كَأَن خُدوج المالكيّة غُدوةً خلايا سَفِين بالنَّواصف من دَدِ

وخلا الشَّيْء خُلُوّاً: مَضى.

وتخَلى عَن الامر، وَمن الْأَمر: تَبرأ.

وخلى عَن الشَّيْء: أرْسلهُ.

وخلَى مَكَانَهُ: مَاتَ.

وَلَا اخلى الله مَكَانك: تَدْعُو لَهُ بِالْبَقَاءِ.

وخلا، من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء، تُجّر مَا بعْدهَا وتنصبه، فَإِذا قلت: مَا خلا زيدا، فالنصب لَا غير.

وَأَنا من هَذَا الْأَمر كفالج بن خَلاَوة، أَي: خلاء.

وخَلاَوةُ: اسمُ رجل، مُشتق من ذَلِك.

وَبَنُو خَلاَوة: بطن من أَشْجَع، قَالَ أَبُو الرُّبَيس التغلبي:

خَلاوِيةٌ إِن قُلتَ جودي وَجدتَها نوارَ الصَّبَا قَطَّاعةً للعلائقِ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَلْوتان: شَفرتا النَّصل، واحدتهما: خَلْوة.

وخلا بِهِ: سَخر مِنْهُ.
خلو: خلا: يستعمل هذا الفعل متعدياً إلى مفعوله إذا كان بمعنى قابله، وانفرد به ففي الأغاني فيما نقله عنه دي ساسي في الطرائف (2: 419): فإن أنت خلوته وأعجبته فأنت مصيب منه خيراً. وهذا النص موجود في الأغاني (9: 176) طبعة بولاق ولذا فان كتابة خلوته صحيحة.
وفي أساس البلاغة مجد كذلك: واستخليت الملك فلا خلاني أي (لا) خلا معي.
خلا من الشيء: أعوزه. ويقال مثلاً: خلا من نعم الحياة ورغد العيش (المقري 1: 138).
وخلا من العلم الضروري (تاريخ البربر 1: 588).
وخلا من: تجرد عن، تبرأ من. (تاريخ البربر 1: 52).
وخلا من: احتزر من، تحزر من، كان في مأمن من. ففي المقري (2: 406): كلامه هذا لا يخلو من النقد - أي كلامه هذا ليس في مأمن من النقد.
خلا وجهه: تفرغ من كل عمل (معجم اللطائف، البكر ص120) وخلا وجهه من: تخلص من، نجا من (عباد 1: 283، رقم133) وخلا وجهه له: تفرغ له. ففي كليلة ودمنة (ص197): وسرت المرأة سروراً عظيماً حين علمت أن زوجها سيسافر .. ويخلو وجهها لخليلها، أي تكون حرة وتتفرغ لاستقبال خليلها.
وفي عباد (1: 324): وخلا وجه قرطبة بعد ذلك للمعتمد وعاد إليه ملكها.
خلّى (بالتشديد): ترك، غادر، نسي (بوشر).
وخلّى: خلَّف، أورث، ترك ماله لأبنائه (بوشر).
وخلّى: تخلى من، تخلص من، باع. ففي ألف ليلة (1: 17) وخلّيت ما عندي من المال وكل ما كان عندي من البضائع. أي بعت ما عندي من الأملاك وكل ما عندي من البضائع.
خلّى عند: أودع عند، استودع (بوشر).
خلّى خلف: ترك خلف بمعنى نقل خلف. ففي ألف ليلة (1: 97): أخلى حجارة مدينتك خلف جبل قاف.
وخلّى خلف: تركه خلف الطريدة الهاربة (مرجريت ص180).
وخلّى: ترك، يقال مثلاً: خلّيني أفوت أي اتركني أمر، وخلى الفرصة تفوته أي ترك الفرصة تفوته. وما أخلي يوماً يفوت إلا وأكتب لك. أي لا أترك يوماً يمر دون أن أكتب لك (بوشر).
خلّوة يكتب: اتركوه يكتب (ألف ليلة 1: 94).
وخلّى بمعنى سمح له. وأذن له (معجم اللطائف).
خليني: اتركني، دعني (بوشر).
خَلّينا: دعنا من هذا، كفى (بوشر).
خلّينا من هذا الكلام: كفانا هذا الكلام، دعنا من هذا الكلام (بوشر).
ويقال: خليني من. أي لا تحدثني عن هذا ففي طرائف دي ساسي (1: 80):
وَدَع المُعَطِّلَ للسرور وخَلّني ... من حسن ظن الناس بالمتنمّس
وهو بيت لم يحسن الناشر تفسيره، ومعناه: دع النساك الذين تركوا السرور وابتعدوا عنه ولا تحدثني عن حسن ظن الناس بمن تظاهر بما ليس له من فضيلة.
وخلاّه: تركه يفعل أو يقول ولم يمنعه (بوشر) وفي المقري (1: 120): كان ضيفه يحب الشراب و (خلاّه وما أحب أي تركه يفعل ما أحب) تركه يشرب. وفي معجم بوشر: خلّى يعمل.
وخلاّه يعمل: تركه يرتكب الفاحشة (ألف ليلة برسل 3: 272).
وخلَّى فلاناً وخلّى لفلان: تخلى له عن الشيء وتركه له (بوشر، معجم اللطائف).
وخلَّى: استبقى، ادخر (بوشر).
وخلَّى: حمله على فعل شئ، جعله يفعل. يقال مثلاً: أخلّيه يعطيك أي حملته على أن يعطيك (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 109): خليت أبي يكافئك أي حملت أبي على أن يكافئك.
خلّى بمعنى أخذ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 219) في قصة أسلوبها رديء جداً: قالت له أنا ماخذ هذا المصاغ على مشورة، الذي يعجبها يخلوه ونأتي له بثمنه وخَلِّ هذا الولد عندك. وفي طبعة ماكن (3: 430): وقالت له أنا آخذ هذا المصاغ على المشاورة فالذي يعجبهم يأخذونه وآتي لك بثمنه وخذ هذا الولد عندك.
خَلِّي بينهما. وخلّى ما بينهما أيضاً: سمح لهما بالتفاوض، سمح لهما بالتحدث والتذاكر (عباد 1: 67).
خلَّى بينه وبين الشيء: سمح له به (معجم البلاذري، عبد الواحد ص14).
خَلاّه وشأنه أو خلّى وشأنه: تركه يفعل ما يشاء. ففي تاريخ البربر (1: 441): وشاور وزراءه في تخليتهم وشانهم من النزول بالساحل أو صدهم عنه. أي شاور وزراءه فيما إذا كان من الأفضل أن يترك الأعداء ينزلون بالساحل أو يمنعهم من ذلك (دي سلان) وبعده: وخلّوا وشأنهم من النزول.
خَلِّك: ابقَ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 316): خَلِّيكم عندي أي ابقوا عندي. وفي طبعة ماكن: أقيما عندي. وفيها (برسل 9: 388): خَلِّيك واقفاً أي ابق حيث أنت. وفي طبعة ماكن: قف أنت هنا.
وفيها (3: 210) طبعة ماكن: خَلِّيك بعيداً عني. وقد ترجمها لين بما معناه: ابتعد عني.
خَلِّ بَالَك: انتبه، تيقظ (ألف ليلة 2: 108) وفي ترجمة لين ما معناه: كن منتبهاً.
ويقال أيضاً خليِّ باله ل: تنّبه، انتبه، تيقّظ، أعطى البال ل (انظره في مادة بال).
خلَّى في الحيرة: تركه متردداً متحيراً (بوشر).
خَلَّى مَنْزلاً للناس: اتخذ نُزُلا (فندقاً) للناس. ففي ألف ليله (ماكن 2: 635): كتب شاعر إلى سيدة: أنت التي كان لها ألف صديق وخليل -
أراك خلّيت للنا ... س منزلاً في الطريق
خلَّى عن: أقلع عن، تخلص من عادته (بوشر).
وخلَّى عن: عدل عن (بوشر).
وخلَّى عنه الشيء: كفّ عن، أقصر (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 38) خَلَّ عنك هذا الكلام: كفّ عن هذا الكلام.
خلَّى عن جنب: ادخر، خزن (بوشر).
خلاَّه يعاند: حرّضه وحمله على العناد (بوشر).
الله يخليك: من فضل، أرجوك، رحماك، دخلك، أترجاك (بوشر).
أخلى: بمعنى انفرد به في خلوة وتجد مثالاً له في معجم فريتاج ومعجم لين (كليلة ودمنة ص249).
ويقال أيضاً: أخلاه نفسه أي تفرد به وتفرغ له للحديث سراً (أخبار ص72، 128).
أَخْلَتْهُما: تركتهما وحدهما (معجم اللطائف).
وأخلى المكان: جعله خالياً، أفرغ. ففي القلائد (مخطوطة 1 ص101): فوقع الاتفاق على إخلاء حصن جملة (الخطيب ص182 ق، الحلل ص20 ق).
وأخلى: نظف، نزع عنه الأوساخ. يقال مثلاً أخلى البئر (الكالا).
وأخلى: أخرب، خرَّب، اجتاح، دمّر، جعله خلاء لا شئ فيه (فوك، الكالا).
وأخلى: جعله يتقهقر، يرجع إلى خلف. ففي حيان (ص76 ر) في كلامه عن فارسين كانا يتقاتلان: فأخليا من كان بازائهما.
وأخلى: أخرج (الكالا).
وأخلى فلاناً من: حرمه من، منعه من. (المقري 2: 290).
أخلى من اللوازم، عرّاه وجرّده (المقري 2: 290).
.أخلى من اللوازم، عراه وجرده من كل ما هو ضروري (بوشر).
أخلى: رمى سهماً، رشق سهماً، أطلق قوساً (الكالا).
تخلّى عن: حُرِم من، سُلِب من (ابن جبير ص345).
وتخلّى عن: استغنى عن. امتنع عن. ففي المقري (1: 601): وهذا الرجل التقي كان متخلياً عَماَّ في أيدي الناس (وهذا صواب قراءة الكلمة وفقاً لطبعة بولاق) ومعناه: إنه لم يكن يقبل الهدايا أو الصدقات.
وتخلّى عن المكان: تركه وفارقه، ففي حيان - بسام (3: 4ق): الجلاء عن مثواهم والتخلي عن قواهم.
وتخلى عن فلان: خذله، وتركه لمصيره، ففي كوسج لطائف (ص90) قد أعطيته زمامي، ولا أبقى أتخلّى عنه ولو أن روحي تطير قدّامي.
وتخلّى لفلان وعن فلان: سلم، تنازل له عن، واعتزل. استعفى من. تنحى له عن منصبه (بوشر، عباد1 ك 283 رقم 138). وفي حيان (ص104 ق): تخلّى عن حصنه له، أي تنازل له عن حصنه. ويقال أيضاً: تخلى من، ففي أخبار (ص72): يتخلى لي من هذا الأمر.
وتخلّى من وعن: ذكرت في معجم فوك في مادة dimitere.
وقولهم: تخليت عن نفسي (ألف ليلة 3: 89) يعني: لم أعد أفكر في خلاص نفسي.
وتخلّى: خرج مراراً إلى الخلاء لقضاء حاجته. استطلق بطنه (باين سميث 1442).
تخاليا: تهامسا (هلو).
انخلى واختلى: ذكرت في معجم فوك في مادة racuare ومادة depopular.
اختلى: انفرد، انزوى، اعتزل (بوشر).
اختلى بها: كان معها في خلوة (قصة عنتر (4: 1).
واختلى: انظر انخلى.
خلا. خلا عن: باستثناء (بوشر).
خِلْو. يقال: خلة من: خالٍ من، عاطل من، محروم من، مجرد من. يقال هو خلو من العلم وخلو من الفضائل. (المقدمة 3: 222 حيث أراد دي سلان تغيير الكلمة وهو مخطئ في ذلك، 464، تاريخ البربر 1: 433، 2: 93، وعليك أن تقرأ الكلمة خلة بدل خلق، 366).
وفي (1: 508) منه: وأبقى خطة الحجابة خلواً ممن يقوم بها والمعنى إنه لم يعين أحداً في وظيفة الحاجب.
وخِلو: نوع من عقود إيجار العقار الدائم لا يمكن بواسطته سلبه من المستأجر ولا من ورثته إذا ما دفع أجر الإيجار وليس عليه إلا أن يدفع مبلغ الإيجار المعين في العقد في أوقاته المعينة. (زيشر 8: 347 - 349).
خِلْو نِسَاء: مغرم بالنساء (الكامل ص352). خُلُوّ: خلاء، خواء، فضاء (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 224).
خُلُوّ: طلل، رسم دارس، ففي المقدمة (2: 380): وأمّا الفقه عندهم فرسم خُلّوٍ واثر بعد عين.
خلوُّ البال: لا مبالاة، عدم اكتراث (بوشر).
خَلاَة على خَلاَة: على مهل، على هينة (بوشر).
خَلْوَة أتى الأسدَ على خلوة منه. أي أتى الأسد حين كان وحده (كليلة ودمنة ص105).
وخَلْوَة: حجرة صغيرة، حجيرة، مخدع، منصورة (بوشر، الملابس ص160 رقم 1، لين عادات 1: 372، 2: 53، دوماس عادات ص306، ابن بطوطة 4: 28، 38، المقدمة 1: 420، تاريخ البربر 2: 138، ألف ليلة 1: 87، 90، برسل 12: 292).
وخَلْوة: حَجَلة، غرفة العرس (الملابس ص160، 161).
وخَلْوة: جوسق في بستان (الملابس 161) = (المقري 1: 472).
وخَلْوة عند الدروز: صومعة، فأتقياء العقال من الدروز يبنون الخلوات في أعالي الجبال ويقيمون فيها منفردين (زيشر 6: 395، محيط المحيط).
وخَلْوة: معبد الدروز (بركهات سوريا ص202) وهو يذكر في (ص304) الجمع خلاوي.
خَلْوة: قضاء الحاجة الطبيعية. ففي المقري (1: 597). وقد خرج إلى موضع بخارج المدينة برسم خلوة. وخَلْوة: جماع، تسافد (الملابس ص161، ابن بطوطة 4: 156).
ليلة الخلوة: ليلة دخول بعل العروس عليها (محيط المحيط).
وخَلْوة: لواط (المقري 2: 427) وفي الجوبري (ص15 ق): الخلوة مع المردان. وفي حيان - بسام (1: 154و): ظنين الخلوة. ويقال أيضاً: عُهر الخلوة (المقري 1: 799) وفي مخطوطة ابن بسام في نفس الموضع: عهد الخلوة. ونفس هذه الغلطة موجودة لدى حيان - بسام (1: 174ق) ففيه: كانت عنده خمسمائة امرأة في حريمه (واتهم على ذلك بعهد (بعهر) الخلوة للذي شهر به من قلة الجماع).
ويسمى اللوطي عاهِر الخلوة. ففي حيان - بسام (1: 114و): أسير الشهوة عامر (عاهر) الخلوة.
وخَلْوَة: فرصة، وقت موافق. ففي (المعجم اللاتيني العربي): ( opportumitas خَلْوَة وامكان).
وخَلْوَة: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
خَلَويّ: بري. نسبة إلى خلاء (بوشر).
خَلَوِي: نوع من الصقور (مرجريت ص176) وفيه (الكرلوي El-Krelow) .
الحمام الخلوي: الحمام البري (دومب ص62).
خلوية عند الدروز = خَلْوة (انظر خلوة) ريشتر ص132.
خَلاء: برية، قضاء (بوشر).
باب الخلاء: باب البرية (جرابرج ص40).
وخَلاء: صحراء خالية من السكان. (دسكرياك ص18).
وخَلاء: أطلال البيوت والقرى والمدن ورسومها الخالية الدارسة (الكالا).
وخَلاء: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
بيت الخلاء: بيت الأدب، أدبخانة (بوشر).
خلائي. البيوت الخلائية: بيوت الأدب أو الراحة، مستراح، مرحاض، كنيف، متوضأ، مطهرة (ابن جبير ص275).
خَلاَوٍيّ: برّي، فضائي، فلاحي، بدوي.
وخلاوي: غابي، مختص بالغابات (بوشر).
خَلاَواتِيّ: بري، فضائي، فلاحي، بدوي، قروي (بوشر).
خَلاَيَة. خلاية نحل: خلية نحل، شورة، مشوارة، عَسالة، عميرة، قفير، كُوارة (بوشر).
خَلّية: بيت النحل الذي تعسل فيه، وقد جمعت على خلّيات في بيت ذكر في ألف ليلة (3: 226) غير أن طبعة برسل منها (9: 379) نجد الجمع المعروف خلايا. خال. فرس خال: ذو عيب في عنقه. (ابن العوام 2: 497).
تَخْلِية: من مصطلح أحكام القضاء وهو موضع اليد على الشيء (برجرن ص45).
وتَخْلِيَة: حذف، إسقاط، إخلال بالواجب (بوشر).
على التخلية: مرادف رُوسِيَّة، رأس، أرض داخلة في البحر. ومواز له، في خط مستقيم (معجم الادريسي).
خلو
خلا/ خلا عن/ خلا من يَخلُو، اخْلُ، خُلُوًّا وخلاءً، فهو خالٍ وخلِيّ وخِلْو، والمفعول مَخْلُوٌّ عنه
• خلا الوقتُ وغيره: مضى، ذهب وتقدَّم "عاد من السفر منذ أيام خَلَت- أنهى تأليف كتابه لخمس خَلَوْنَ من الشهر- {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}: في الدنيا" ° القرون الخالية: الماضية.
• خلا المكانُ/ خلا المكانُ عن أَهْله/ خلا المكانُ من أهله: صار فارغًا، فرغ ممّا به "خلا الشارع من المارّة- لا يخلو كلامه من فائدة- {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ

لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} "? لا يخلو الأمر من كذا: لابد أن يشتمل عليه- لا يخلو من فائدة: يشتمل على بعض الفائدة- وظائف خالية: شاغرة.
• خلا الرَّجلُ/ خلا الرَّجلُ من الهمِّ: عاش سعيدًا "خلا بالُه: كان ناعم البال مُطْمئنًّا- ويلٌ للشَّجيّ من الخَليّ".
• خلا الشَّيءُ أو الشَّخصُ من العيب: بَرِئ منه. 

خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ يَخلُو، اخْلُ، خَلْوَةً وخَلاءً وخُلُوًّا، فهو خالٍ، والمفعول مَخْلُوّ إليه
• خلا الزَّوجُ إلى زوجته/ خلا الزَّوجُ بزوجته: انفرد بها في خَلْوة "خلا بنفسه/ مع نفسه- {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} " ° اخْلُ بأمرِك: تفرّد به وتفرَّغ له.
• خلا إلى العبادة/ خلا للعبادة: تفرّغ لها، انقطع لها "خلا إلى المذاكرة/ لدرس القضيّة- خلا المدير له ساعة"? خلا المحلِّفون للمداولة: انفردوا للتشاور- خلا له الجوّ: انفسح له المجال، انفرد بالشيء- خلت هيئة المحكمة للتَّداول: اختلى أعضاؤها للتشاور.
• خلا بفلان: خدَعه وسخِر منه. 

أخلى يُخلي، أخْلِ، إخلاءً، فهو مُخلٍ، والمفعول مُخلًى
• أخلى المكانَ والإناءَ وغيرهما: جعله خاليًا فارغًا "تمَّ إخلاء المبنى من السُّكّان- أخلى العقار: تركه وأعاده إلى مالكه" ° لا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء وطول العمر.
• أخلى سبيلَه: أطلق سراحه بعد حبس "أخلت النيابة سبيله بضمان".
• أخلى طَرَفه: أعطاه مخالصة "أقاله المدير وأخلى طرفه".
• أخلى لفلان مجلسَه: تركه له. 

اختلى بـ يختلي، اختَلِ، اختلاءً، فهو مختلٍ، والمفعول مختلًى به
• اختلى بضيفه/ اختلى بنفسه: انفرد في خَلْوة، انزوى، اعتزل "حُبِّب إليه الاختلاء- اختلى بزوجته". 

استخلى/ استخلى بـ يستخلى، استَخْلِ، استخلاءً، فهو مُسْتَخْلٍ، والمفعول مُسْتَخْلًى
• استخلى فلانٌ فلانًا: سأله أن يجتمع به في خَلْوة.
• استخلى فلانًا مَجْلِسَه: سأله أن يُخلِيه له.
• استخلى بفلان: استقلّ به وانفرد. 

تخلَّى عن/ تخلَّى لـ/ تخلَّى من يتخلّى، تَخَلَّ، تَخَلّيًا، فهو مُتخلٍّ، والمفعول مُتخلًّى عنه
• تخلَّى عن الشَّيء/ تخلَّى من الشَّيء: زهد فيه وتركه، هجره وابتعد عنه "تخلَّى عن الدنيا/ منصبه/ قراره/ موقفه- لا تتخلَّ عن صديقك في وقت الشدة: لا تَخْذُلْه أو تتركْه لمصيره".
• تخلَّى عن الحقّ: (قن) تنازل عنه "تَخَلَّى عن حقِّه في ملكيّة الدار لأخيه- تخلَّى عن نصيبه في التركة".
• تخلَّى لكذا: تفرّغ له، وانقطع له "تخلّى لكتابة أبحاثه- تخلّى للعبادة في رمضان". 

خلَّى يخلِّي، خَلِّ، تخليةً، فهو مُخلٍّ، والمفعول مُخلًّى (للمتعدِّي)
• خلَّى بينهما: تركهما مجتمعَيْن "خلِّ بيني وبين صديقي".
• خلَّى الشَّيءَ: أرسله وأطلقه " {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} " ° خَلِّ بالَك: تعبير دارج يعني: كن يقظًا، حذرًا- خلَّى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز.
• خلَّى الأمرَ أو المكانَ: تركه "خلِّ عنك الهمومَ- خَلَّى مَنْصِبَه"? الله يخلِّيك: تعبير دارج، يعني: أدام الله بقاءَك، حفظك- خلَّى فلانٌ مكانَه: مات. 

إخلاء [مفرد]:
1 - مصدر أخلى ° إخلاء السَّبيل: إعادة الحرية إلى الموقوف احتياطيًّا بقرار قضائيّ- إخلاء المدينة: تهجير سكَّانها.
2 - أن يتخلى واضعُ اليد عن العقار.
• إخلاء سبيل مشروط: إطلاق سراح سجين لمّا تنته مُدَّته بعد، على أن يكون مشروطًا بسلوك قانوني متعارف عليه ويخضع عادة للمراقبة من ضابط الشرطة أو في أحد مراكزها لفترة من الوقت. 

اختلاء [مفرد]: مصدر اختلى بـ. 

استخلاء [مفرد]: مصدر استخلى/ استخلى بـ. 

تخلية [مفرد]: مصدر خلَّى. 

خالٍ [مفرد]: ج أَخْلاء:
1 - اسم فاعل من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خالي البال: لا يَشْغله شاغل، مطمئن القلب- خالي الوِفاض: لا يَمْلك شيئًا- خالي شُغل: لا يعمل.
2 - عزبٌ لا زوجة له، وكذلك الأنثى. 

خلا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: خ ل ا - خلا). 

خَلاء [مفرد]:
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
2 - فضاء واسع لاشيء فيه "نام في الخلاء".
3 - موضع قضاء الحاجة والوضوء خارج البيوت "قضى حاجته في الخلاء" ° بَيْتُ الخلاء: دورة المياه، مرحاض- خلاؤك أقضى لحيائك: منزلك أستر لعيوبك. 

خِلْو [مفرد]: ج أَخْلاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خالٍ فارغ البال من الهموم (للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع). 

خَلْوة [مفرد]: ج خَلَوات (لغير المصدر) وخَلْوات (لغير المصدر):
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ.
2 - اسم مرَّة من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
3 - مكان الانفراد بالنفس أو بغيرها "يقضي معظم النهار في إحدى خلوات الريف".
4 - حجرة صغيرة "خَلْوَة مُلحقة بالمسجد".
• الخَلْوة الشَّرعيَّة: (فق) انفراد الرَّجل بامرأته على وجه لا يمنع من الوطء من جهة العقل أو الدِّين.
• الخَلْوة: (فق) انفراد الرَّجل بالمرأة في مكان لا يطّلع عليهما فيه أحد. 

خُلُوّ [مفرد]: مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خُلُوّ صحيفته من السَّوابق: لم يصدر ضده حُكم- فترة خُلُوّ العرش: فترة ممتدَّة بين نهاية حُكْم وتسلُّم الحاكم الجديد سُلطانه.
• خُلُوّ رِجْل: مبلغ يدفع للحصول على سكن "دفع المستأجر خُلُوًّا كبيرًا".
• خُلُوّ طَرَف: شهادة تثبت أداء الشَّخص لالتزاماته. 

خَلَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَلاء: "منزل خَلوِيّ- نزهة خلويّة".
2 - اسم منسوب إلى خَلِيَّة: "نسيج خلوِي: مكوَّن من خلايا".
• علم الوراثة الخلويّ: (حي) فرع من علم الأحياء، يعني بالوراثة والمكونات الخلويَّة المرتبطة بالوراثة.
• التَّصنيف الخلويّ: (حي) تصنيف الكائنات الحيَّة العضويَّة بناء على البنية والوظيفة الخلويَّة.
• الغشاء الخلويّ: (حي) غشاء شبه مُنفِذ يغلِّف سيتوبلازم خليّة ما.
• الكيمياء الخَلَوِيَّة: (كم) فرع من الكيمياء الحيويّة يدرس التَّركيب الكيميائيّ للخلايا ونشاطها. 

خَلِيّ [مفرد]: ج خَلِيُّون وأخلياءُ، مؤ خليّة، ج مؤ خَليّات وخلايا:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خِلْو، فارغ البال من الهم، عكسه شَجِيّ.
2 - عزَب، من لا زوجة له "عاش خَلِيًّا حتى بلغ الخمسين". 

خَلِيَّة [مفرد]: ج خَليّات وخلايا:
1 - مؤنَّث خَلِيّ.
2 - بيت النحل الذي تُعَسِّل فيه "أخرج العسل من الخليّة" ° يعملون كخليَّة نحل: في نشاط.
3 - وحدة صغيرة من وحدات حزب أو حركة "خلايا الضباط الأحرار- خلايا المقاومة" ° خليّة نشاط: مكان يعج بالحركة والعمل.
4 - (حي) وحدة بناء الأحياء من نبات أو حيوان، صغيرة الحجم لا ترى بالعين المجردة، وتتألّف المادة الحيّة للخليّة وهي البروتوبلازم، من النواة والسيتوبلازم وغشاء بلازميّ يحيط بها، ويحيط بالخليّة النباتيّة كذلك جدار خلوي يتكوّن معظمه من السليلوز "يتألف جسم الإنسان من مجموعة خلايا".
• الخَلِيَّة الجسديَّة: (حي) الخليَّة في النبات أو الحيوان عدا الخليَّة التناسُليَّة.
• الخَلِيَّة اللِّيمفاويَّة: (شر، طب) واحدة الأنواع الثَّلاثة من الخلايا البيض التي تتكون بالانقسام الخَلَويّ في العقد الليمفاويَّة.

• الخليَّة القطبيَّة: (حي) خليَّة تتكون من البويضة قبل النُّضج تحتوي على نواة واحدة متكوِّنة من الانقسام المنصِّف الأوَّل أو الثَّاني.
• الخَلِيَّة البنَّاءة: (حي) نوع من أنواع بروتوبلازما الخليَّة الصِّبغيَّة، توجد في خلايا النَّبات وبعض الأعضاء الأخرى، ولها وظائف مختلفة كتكوين الطعام وتخزينه.
• الخَلِيَّة النَّجميَّة: (حي) خليَّة على شكل نجمة، وخاصة الخليَّة العصبيَّة.
• الخَلِيَّة الجرثوميَّة: (حي) الخلية التي تنتج الجراثيم بعد انقسامات متتالية.
• الخَلِيَّة الدَّمويَّة/ الخَلِيَّة الحمراء: (حي) المادَّة الحمراء في جسيمات الدَّم الحُمْر.
• الخَلِيَّة الذَّكريَّة: (حي) خلية تناسليَّة تمثل المشيج الذَّكري.
• علم الخليَّة: (حي) فرع من فروع علم الأحياء، يبحث في شكل الخليّة الحيَّة، وبنيانها، ووظيفتها، وكيميائها ودورة حياتها.
• خلِيَّة كُرَوِيَّة: (حي) خليَّة بكتيريَّة عديمة الجدار، أو ضعيفته مما يعطيها شكلاً كُرَويًّا.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليَّة ثنائيَّة الصبغيَّات، تمرُّ بالانقسام المنصِّف؛ لتكوّن أربع نُطَيْفات.
• خليَّة وقود: (كم) جهاز لإنتاج الكهرباء مباشرة بتفاعل كيميائيّ.
• خلايا عصبيَّة: (شر) الخلايا التي تكوّن النسيج العصبيّ وتتألّف كل منها من جسم مركزيّ بما فيه من نواة وسيتوبلازم، وتخرج منه ليفة دقيقة تسمّى المحور وفُُريع أو أكثر.
• خلايا الدّمُ البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم يقوم بحماية الجسم.
• خليَّة شمسيَّة: (فز) أداة شبه مُوصِّلة تحوِّل الطاقة الشمسيَّة إلى طاقة كهربائيَّة.
• خليَّة كهربيَّة: (فز) جهاز يشتمل على قطبين في حمض، يحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربيَّة.
• خلايا الطِّباعة: عيون مربَّعة توضع فيها الحروف بعضها في جانب بعض في ألواح من الخشب يسميها العامّة صناديق. 

خَوَالٍ [جمع]: مف خالية
• الأمم الخَوالي: البائدة.
• القرون الخَوالي: الماضية. 

مِخْلاة [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلًى، كيس يعلَّق على رقبة الدَّابّة يُوضع فيه عَلَفُها (انظر: خ ل ي - مِخْلاة) "رفع المخلاة من رقبة الفَرَس".
2 - كيسٌ يحوِي لوازم ومُهمَّات الجنديّ. 

مِخْلَى [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلاة، كيس يُعَلَّق على رقبة الدابّة يوضع فيه علفها.
2 - مِخْلاةٌ، كيس يحوي لوازم ومهمّات الجندي. 

خلو

1 خَلَا, (S, Msb, K,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. خُلُوٌّ, (S, Msb, K,) or خَلَآءٌ, (Msb,) or both, (K,) said of a place, (K,) of a place of alighting or abode, (Msb,) and of a thing, (S, TA,) It was, or became, empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (K, TA;) had none, and nothing, in it; (TA;) as also ↓ اخلى, (Msb, K,) and ↓ استخلى, (K.) [خَلَا المَكَانُ مِنَ النَّاسُ وَ المَآءِ وَالكَلَأ means The place was, or became, devoid, or destitute, of human beings and water and herbage or pasturage; without human beings &c.] Of a place of alighting or abode, you say, خَلَا مِنْ أَهْلِهِ and ↓ اخلى [It was, or became, devoid, or destitute, of its occupants]. (Msb.) And of a vessel, خَلَا مِمَّا فِيهِ It was, or became, empty of what was in it. (Mgh.) And خَلَوْتُ عَنِ الطَّعَامِ (S) I became empty, in the belly, of food; (PS;) and عَنْهُ ↓ أَخْلَيْتُ signifies the same. (S.) And خَلَا مِن العَيْبِ, (Msb,) or عَنِ الأَمْرِ, and مِنْهُ, (Kudot;,) inf. n. خُلُوٌّ, He was, or became, free (Msb, K) from fault, (Msb,) or from the thing, or affair: (K:) and, accord. to IAar, خلا alone signifies he was, or became, free from a fault, or the like, of which he was accused, or suspected. (TA.) And خَلَتْ عَنْ مَانِعِ النِّكَاحِ, inf. n. خُلُوٌّ, is said of a woman [as meaning She was, or became, free from any obstacle to marriage]. (Msb.) Accord. to the K, خَلَا مَكَانُهُ [lit. His place became vacant] means (tropical:) he died: but accord. to IAar, خَلَا alone has this signification [from the same verb signifying مَضَى. explained below]: and if you add مكانه, you say خَلَّى, with teshdeed; which see below. (TA.) You say also, خَلَا لَكَ الشَّىْءُ and ↓ اخلى, both signifying the same, (AA, S, TA,) i. q. فَرَغَ [i. e. The thing was, or became, vacant, or unoccupied, for thee: (see an ex. of the former verb in a saying of Tarafeh cited voce جَوٌّ:) and hence, the thing was, or became, exclusively for thee]. (TA.) AA cites as an ex. the saying of Maan Ibn-Ows, أَعَاذِلُ هَلْ يَأْتِى القَبَائِلَ حَظُّهَا لَنا المَوْتُ وَحْدَنَا ↓ مِنَ المَوْتِ أَمْ أَخْلَى

[O censurer, does their share of death come to the tribes in common, or is death exclusively for us alone?]. (S, TA.) See also the paragraph, below, commencing with خَلَا as a word denoting exception. b2: [Hence,] خَلَا and ↓ اخلى, (S, K,) said of a man, (TA,) or the same two verbs followed by بِنَفْسِهِ, said of a man, (Msb,) both signify the same; (S;) He was, or became, [without any companion, i. e.] alone, by himself; (Msb;) or he became (وَقَعَ [q. v.]) in a vacant place, in which he was not pressed against, or straitened. (K.) And خَلَا بِهِ, (S, Msb, K,) and إِلَيْهِ, (S, K,) and مَعَهُ, (K,) inf. n. خَلْوَةٌ (S, Msb, K) and خَلَآءٌ (S, K) and خَلْوٌ, (K, TA,) or خُلُوٌّ, (CK,) or the first of these, i. e. خَلْوَةٌ, is a simple subst., and the second and third are the inf. ns.; (TA;) and به ↓ اخلى, (Lh, K,) and ↓ اخلاهُ, (S, K,) and بِهِ ↓ استخلى; (K; [the last omitted in the CK;]) He was, or became, alone with him; (Msb;) he was, or became, in company with him, or he met him, or had a meeting or an interview with him, in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place]. (S, K.) In the saying in the Kur [ii. 13], وَإِذَا خَلَوْا إِلَى

شَيَاطِينِهِمْ, it is said that إِلَى is used in the sense of مَعَ, [so that the meaning is And when they are alone with their devils,] as in that other saying in the Kur [iii. 45 and lxi. 14], مَنْ أَنْصَارِى إِلَى اللّٰهُ. (S.) A man says to another man, اُخْلُ مَعِى حَتَّى

أُكَلِّمَكَ, i. e. Be [or come] thou alone with me [that I may speak to thee in private]. (TA.) And one says, خَلَا بِزَوْجَتِهِ, inf. n. خَلْوَةٌ, [but see what is said of this noun above,] He was, or became, alone with his wife: but [properly speaking, according to the law,] the term خَلْوَةٌ [or خَلْوَةٌ صَحِيحَةٌ, in this case,] is not used unless it be with the enjoyment of المُفَاخَذَة, [see 3 in art. فخذ,] and then it has an effect upon the circumstances of the marriage [by its rendering obligatory the payment of the dowry, though consummation has not taken place]: if with consummation, the act is termed دُخُولٌ. (Msb.) You say also, ↓ أَخْلِ

أَمْرَكَ and بِأَمْرِكَ Be thou alone in thine affair, with none to take part with thee in it; confine thyself to it exclusively of other things. (TA. [See also 5.]) And إِلَيْكَ ↓ أَخْلِ Keep thou to thine affair, and be alone in it, with none to take part with thee therein. (JK.) And البُكَآءُ ↓ استخلى

[app. for بِالبُكَآءِ] He was, or became, alone in weeping, with none to participate with him in it. (TA.) [And خَلَا لِلْأَمْرِ: see 5.] And خَلَاعَلَى

بَعْضِ الطَّعَامِ He restricted himself to a portion of the food. (K.) Temeem say, خَلَا فُلَانٌ عَلَى

اللَّبَنِ وَ اللَّحْمِ (JK, * TA) i. e. Such a one fed upon milk and flesh-meat alone; (JK;) or such a one ate not, nor mixed, anything with milk and flesh-meat: and Kináneh and Keys say ↓ أَخْلَى. (Lh, JK, * TA.) [And it seems to be indicated in the T that خَلَوْا signifies They selected a she-camel for a خَلِيَّة, q. v.: or i. q. تَخَلَّوْا بِخَلَيِّةٍ: see 5.] b3: خَلَا also ssignifies He devoted himself to religious services or exercises [app. in solitude, or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs]. (TA. [See also 5; and see مُسْتَخْلٍ.]) b4: And خَلَا بِهِ [sometimes] signifies (tropical:) He mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed, him: (Lh, S, Z, K, TA:) said by Az to be strange, and not known by him or any other authority than that of Lh: (TA:) from the saying, خَلَا فُلَانٌ بِعِرْضِ فُلَانٍ يَعْبَثُ بِهِ [Such a one occupied himself alone with the honour, or reputation, of such a one, making sport with it]. (Ksh in ii. 13.) and i. q. خَادَعَهُ (tropical:) [He deceived, deluded, beguiled, circumvented, or outwitted, him; &c.: or he strove to do so]: (TA:) as also ↓ خالاهُ, (JK, and K in art. خلى,) inf. n. مُخَالَاةٌ. (JK.) b5: and خَلَا عَلَيْهِ He relied upon him; [as though he betook himself to him alone;] syn. اِعْتَمَدَ. (TA.) b6: And خَلَا, (JK, K,) inf. n. خُلُوٌّ, (TA,) or خَلَآءٌ, (JK,) said of a man (JK) and of a thing, (JK, TA,) He, or it, went, went away, or passed away. (JK, K.) Hence, (TA,) وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍإِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ, in the Kur [xxxv. 22], means [And there is not any people but a warner] hath gone, and hath been sent, among them. (S, TA.) [Hence also خَلَا explained above as meaning He died.] And خَلَا مِنْهَا [an elliptical phrase] She became old; the greater part of her life passed. (TA from a trad.) And خَلَاكَ ذَمٌّ [for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ] Blame passed away from thee; or may blame pass away from thee. (Ksh and Bd in ii. 13.) You say, اِفْعَلْ كَذَا وَ خَلَاكَ ذَمٌّ Do thou such a thing, and thou wilt have an excuse; [i. e.] blame will fall from thee. (S. [See art. ذم.]) and خَلَاهُ الحُزْنُ Grief passed away from him, and quitted him. (Har p. 590, from the Tekmileh.) b7: خَلَا عَنِ الشَّىْءِ: see 2.

A2: خَلَا [or خَلَى, probably belonging to art. خلى, though mentioned in the present art.,] He ate what was good, sweet, or pleasant. (TA.) 2 خَلَّى, inf. n. تَخْلِيَةٌ, [He left a place, &c., empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied.] Hence, خلّى مَكَانَهُ [He left his place vacant;] meaning (tropical:) he died: (TA, and so in Ham p. 478:) a meaning assigned in the K to ↓ خَلَا مَكَانُهُ, and by IAar to خَلَا alone, without tesh-deed; but when مكانه is added, it is with teshdeed. (TA.) And (assumed tropical:) He went his way. (Ham p. 379.) And خلّى سَبِيلَهُ [He left his way free, or open, to him]. (S, TA.) And خلّى بَيْنَهُمَا [He left the way, or space, free between them two; meaning he left them two free, each to do to the other as he pleased]. (TA.) [And خلّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَذَا He left him free access to such a thing.] and خلّى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ نَفْسِهِ He left him, or it, alone; syn. أَهْمَلَهُ. (S and O and K in art. همل.) [and خلّاهُ وَفُلَانًا He left him to do as he pleased with such a one.] And خلّى الأَمْرَ He left, left alone, or let alone, the thing, or affair; as also ↓ تخلّى

مِنْهُ and عَنْهُ; and ↓ خالاهُ, (K, TA,) inf. n. خِلَآءٌ. (TA.) For تَخْلِيَةٌ signifies The leaving, and making a thing to be alone. (Har p. 123.) [خلّاهُ and خلّى عَنْهُ both signify He left, or left alone, it, or him.] It is said in a trad., خلّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا He (God) left them, or left them alone, and turned from them, forty years. (TA.) [And خلّاهُ لِكَذَا He made him, or left him, vacant, unoccupied, unemployed, or at leisure, for such a thing.] b2: تَخْلِيَةٌ also signifies The act of loosing; contr. of شَدٌّ. (IAar, K in art. ابض.) [Hence,] خلّى عَنِ الشَّىْءِ, (JK, S, * TA,) in the K ↓ خَلَا, without teshdeed, but this requires consideration, (TA,) He dismissed, loosed, let loose, or let go, the thing. (JK, K, TA.) b3: [and hence خلّاهُ meaning He left it, permitted it, or allowed it: see the pass. part. n., below.]

A2: خُلِّيَتْ, said of a she-camel such as is termed خَلِيَّة; and hence, of a cooking-pot: see 1 in art. خلى.3 خالاهُ He left, forsook, relinquished, abandoned, deserted, or quitted, him, being left, &c., by him; namely, another man; syn. تَارَكَهُ; (S;) inf. n. مُخَالَاةٌ, syn. with مُوَادَعَةٌ, (JK,) [and خِلَآءٌ also: and he was, or became, distant, remote, far off, aloof, or apart, from him; for]

خِلَآءٌ is syn. with مُبَاعَدَةٌ and مُجَانَبَةٌ (TA in art. خلأ) and فُرْقَةٌ. (TA in the present art.) and خالى الأَمْرَ, inf. n. خِلَآءٌ: see 2. b2: [Also He went, or came, out, or forth, to him, in the field; for] مُخَالَاةٌ is also syn. with مُبَارَزَةٌ. (Sh, TA.) b3: Also, (Lth, JK, K,) inf. n. مُخَالَاةٌ, (Lth, JK,) He wrestled with him, each endeavouring to throw down the other; contended with him in wrestling: (Lth, JK, K: mentioned in the K in art. خلى:) because, when one does so, he is alone with the other, so that neither of them seeks aid from any other. (Az, TA.) And in like manner the word مُخَالَاةٌ is used [app. as meaning The act of contending with another, by oneself,] in relation to any affair, or case. (Lth, JK, TA. [See its act. part. n., below.]) b4: See also 1, in the latter part of the paragraph.4 أَخْلَوَ see 1, in eleven places.

A2: اخلى المَكَانَ, (S, K,) or المَنْزِلَ, (Msb,) He made the place, (K,) or the place of alighting or abode, (Msb,) empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied: (Msb, K:) or it signifies, (S, K,) or signifies also, (Msb,) he found it empty, &c. (S, Msb, K.) One says in praying for another that he may have a long life, لَا أَخْلَى اللّٰهُ مَكَانَكَ [May God not make thy place vacant]. (TA.) b2: اخلاهُ مَعَهُ [He made him, or found him, to be alone with him]. (K.) 5 تخلّى He went forth into the field, or open country, to satisfy a want of nature. (TA.) And تخلّى فِى الخَلَآءِ He went forth into the vacant tract, or into the privy, to satisfy a want of nature: or he satisfied a want of nature therein. (TA.) b2: Also He was, or became, or made himself, vacant from occupation, or business; [unoccupied; unemployed; or at leisure;] syn. تَفَرَّغَ: (S:) or so تخلّى مِنَ الشُّغْلِ. (K in art. فرغ.) You say, تخلّى لِلْعِبَادَةِ He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the service of God. (TA.) [See also 1, in the latter part of the paragraph. In like manner, one says also, لِلْأَمْرِ ↓ خَلَا He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the affair.] And تَخَلَّوْا بِخَلِيَّةٍ (S, K, TA) They confined themselves exclusively to a she-camel, or to she-camels, such as they termed خلية, (K, TA,) يَحْلُبُونَهَا [milking only her, or them]. (S, TA.) And تخلّى خَلِيَّةً He took for himself a خليّة. (TA.) b3: And تخلّى مِنَ الأَمْرِ and عَنْهُ: see 2. b4: And تَخَلَّتِ الإِبِلُ بِلَا رَاعٍ [The camels were left to themselves without a pastor]. (K in art. سوع.) 10 إِسْتَخْلَوَ see 1, in three places. [And see also مُسْتَخْلٍ.]

A2: استخلاهُ مَجْلِسَهُ He asked him to leave his sitting-place vacant, or unoccupied, for him. (S. [But found by me in only one copy of that work.]) b2: استخلى المَلِكَ He asked the king to have a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place; he asked the king to grant him a private meeting or interview]. (K.) خَلَا as a word denoting exception, (S, Mughnee, K,) when it governs a gen. case, (S, Mughnee,) as when you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدٍ [They came to me, except Zeyd], is a particle, (S, Mughnee, K,) accord. to some of the grammarians, like حَاشَى; but accord. to some, a prefixed inf. n. (S.) ↓ It. also governs an accus. case, as a verb: (S, Mughnee:) so that you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدًا [meaning as above]; the agent of خلا being implied, (S, Mughnee, *) like that of حَاشَى [used as a verb]: it is as though you said, خَلَا مَنْ جَآءَنِى مِنْ زَيْدٍ

[i. e. those who came to me were without Zeyd]: (S:) or correctly, accord. to IB, خَلَا بَعْضُهُمْ زَيْدًا [for مِنْ زَيْدٍ, like as you say, خَلَاكَ ذَمٌّ, for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ]. (TA.) When you say مَا خَلَا, it is followed only by an accus., because ما خلا is equivalent to an inf. n.; (S, Mughnee;) so that when you say, جَاؤُونِى مَا خَلَا زَيْدًا [meaning as above], it is as if you said, جَاؤُونِى خُلُوَّ زَيْدٍ [or خُلُوًّا زَيْدًا], i. e. خُلُوَّهُمْ مِنْ زَيْدٍ, (S,) which two phrases mean جَاؤُونِى خَالِينَ مِنْ زَيْدٍ [They came to me, they being without Zeyd]: (S, K:) [for] accord. to Seer, ماخلا occupies the place of a noun in the accus. as a denotative of state: but some say, as an adv. n. of time; so that, accord. to these, مَا خَلَا زَيْدًا means وَقْتَ خُلُوِّهِمْ عَنْ زَيْدٍ [in the time of their being without Zeyd]. (Mughnee.) You say also, مَا أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ خَلَا أَنِّى وَعَظْتُكَ, meaning [I desired not to displease thee,] but I admonished thee (إِلَّا أَنِّى وَعَظْتُكَ). (JK, TA.) خِلْوٌ, and its fem. (with ة), and dual: see خَالٍ, in seven places.

خَلْوَةٌ said by some to be an inf. n.: [see خَلَا بِهِ

&c. in the first paragraph of this art.:] by others said to be a simple subst.; (TA;) meaning Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; syn. وَحْشَةٌ. (S and K in art. وحش.) [Hence, app.,] رَجُلٌ سَهْلُ الخَلْوَةِ [A man easy in private conference]. (Msb in art. سلس. [See also a phrase in the latter part of the next paragraph.]) b2: Also An empty, a vacant, a void, or an unoccupied, place. (KL. [See also خَلَآءٌ.]) [In the present day, it is often applied to A closet to which one retires for privacy; and particularly to a cell for religious retirement: and is vulgarly pronounced خِلْوَة.] You say, اِجْتَمَعَ مَعَهُ فِى خَلْوَةٍ (S) or اجتمع بِهِ فى خلوة (K) [He had a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied by others, i. e., in a private place].

A2: Also Each of the two sharp sides or edges of an arrow-head (AHn, JK, TA) or of a spear-head: (AHn, TA:) both together are called the خَلْوَتَانِ: (AHn, JK, TA.) خَلَآءٌ is primarily an inf. n. (MF, TA. [See 1, first sentence.]) b2: [Then it is used as an epithet, syn. with خَالٍ:] see خَالٍ, in five places. b3: Then it is used [as a subst.] in the sense of A vacant place [in a general sense]: (MF, TA:) or a place in which is nothing: (S, K:) [often applied in the present day to any open tract of country or desert:] and then, particularly, such as one takes for the purpose of satisfying a want of nature; (MF, TA;) i. q. مُتَوَضَّأٌ, (S, Msb, K,) but not as meaning only a place for the performance of الوُضُوء, as might be imagined from this explanation: pl. أَخْلِيَةٌ. (MF, TA.) It is said in a prov., (S, Meyd,) خَلَاؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائِكَ, (S, Meyd, K,) [in Freytag's Arab. Prov., (i. 436,) بِحَيَآيِكَ,] i. e. [Thy place of retirement is] most preservative (أَلْزَمُ) [of thy sense of shame, or modesty]; meaning it is most fit for thee to be alone in thine abode; (S, * Meyd;) for he who is so needs not to be careful for his shame, or modesty: it is used in blaming the mixing with others. (Meyd.) حُصِرَ عَلَيْهِ خَلَاؤُهُ [His place of retirement for satisfying a want of nature was straitened to him] is used as meaning he suffered suppression of the feces, or constipation of the bowels. (Ibn-Buzurj, TA in art. حصر.) A2: إِنَّهُ لَحْلُو الخَلَآءِ, (TA,) or [as written in a verse in which it occurs in the TA in the present art., and in art. خلى,] الخَلَا, (JK, TA,) [without ء, but whether this be the right reading, or only required by poetic license, seems to be doubtful,] is a phrase mentioned by Th, (TA,) meaning Verily he is good in speech. (JK, TA. [If the former reading be right, the meaning may be similar to that of سَهْلُ الخَلْوَةِ, mentioned above: if the latter only, or rather انّه لحلو الخَلَى, be right, it probably belongs to art. خلىٍ, and is tropical, from the herbage termed خَلى; and this may also be the case if the former reading be right.]) خَلِىٌّ; and its fem. خَلِيَّةٌ: see خَالٍ, in twelve places. b2: The fem. also signifies, applied to a she-camel, (S, Msb,) Loosed from the cord, or rope, with which her fore shank and her arm have been bound together, (S, Msb, K,) and left alone, or free, (S,) so that she pastures where she will. (Msb.) Hence, (Msb,) it is used by way of metonymy as meaning Divorced: (Lh, S, Msb, K:) one says to a woman, أَنْتِ خَلِيَّةٌ Thou art divorced; (Lh, S;) and thus a man used to say in the Time of Ignorance: (TA:) and one says, هِىَ خَلِيَّةٌ She is divorced: (Msb:) and a woman is divorced thereby when divorce is meant. (Lh, TA.) Applied to a woman, it signifies also Free from any obstacle to marriage: pl. خَلِيَّاتٌ. (Msb.) b3: Also A she-camel that is made to affect, with another she-camel, one young one, so that both yield their milk to it, and to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively of the other for the purpose of milking her: (S:) or a she-camel that is chosen as the one more abundant in milk, when one has brought forth and her young one is drawn away (يُجَرُّ) as soon as born, before she smells it, and the young one of another, that has brought forth before her, is brought near to her, and she affects it; the other is left to suckle the young one, and is termed بَسُوطٌ, pl. بسط [app. بُسْطٌ or بُسُطٌ]: (Az, TA:) or a she-camel that is left, or left alone, to be milked: (K:) or that affects a young one [not her own], or is destitute of her young one, (JK, M, K,) whether she incline to another's young one or do not, or that is destitute of her young one by death or slaughter, (M, TA,) and whose milk one causes to flow by means of the young one of another; but only by her affecting a young one, and not suckling it: (M, K: *) or that brings forth, when abundant in milk, and has her young one drawn (يُجَرُّ) from beneath her, and another put beneath her, and is then left, or left alone, to be milked; (Lh, K;) this being done because of her generous quality: (Lh:) or a she-camel, or two she-camels, to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively, for milking, when two or three she-camels are made to affect one young one, and to yield their milk to it; the young one [afterwards] sucking from one of them only: (K, * TA:) or a she-camel that brings forth, and whose young one is drawn away (يُجَرُّ) in order that her milk may continue for their use, she being made to yield her milk by means of the young one of another, which is then withdrawn from her, and she is milked: sometimes, also, they bring together three and four خَلَايَا [pl. of خَلِيَّةٌ] to one young camel: and the doing so is termed تَلَسُّنٌ: (IAar, TA:) in this case they take as a خليّة whichever of them they will. (ISh, TA.) [Applied to a she-camel in any of these senses, it seems to be an epithet in which the quality of a subst. is predominant; i. e., used without its having نَاقَةٌ prefixed to it.]

A2: See also the paragraph next following, in two places.

خَلِيَّةٌ [as fem. of the epithet خَلِىٌّ: see the next preceding paragraph, and the places there referred to in its first sentence.

A2: As a subst. it signifies] A great ship: (T, S, K:) or a ship that goes of itself, without its being made to do so by the sailor: (JK, K:) or one that is followed by a small boat: (K:) the first held by Az to be the right meaning: (TA:) pl. خَلَايَا. (JK, S.) b2: Also, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) and ↓ خَلِىٌّ, (JK, Msb, K,) The habitation (بَيْت) of bees, [whether it be a manufactured hive or a hollow in the trunk of a tree or in a rock,] in which they deposit their honey; (S;) the place in which bees deposit their honey: (Mgh:) or the thing in which bees deposit their honey, (K, TA,) not manufactured for them: (TA:) or a thing like the [kind of jar called] رَاقُود, of clay, (K, TA,) made for bees: (TA:) or a certain thing for bees, well known, of clay or of wood: (Msb:) or, accord. to Lth, if made of clay, it is called كوارة, (Msb, TA,) i. e. [كُوَارَةٌ and كُوَّارَةٌ and كِوَارَةٌ] with kesr: (Msb:) or a piece of wood hollowed out for honey to be deposited therein [by bees]: or the lower part of a tree that is called خَزَمَةٌ, [n. un. of خَزَمٌ, q. v., hollowed out for that purpose,] resembling the [kind of jar called] رَاقُود: (K:) or ↓ خَلِىٌّ signifies the part of the كُوَّارَة which is the place of the honey: (JK:) pl. as above. (Msb, TA.) خَلَاوَةُ: see the next paragraph.

خَالٍ Empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (Mgh, TA;) having none, and nothing, in it: (TA:) applied to a place, (Msb, TA,) as also ↓ خَلِىٌّ (TA) and ↓ مُخْلٍ; (Msb;) and to a thing, as also ↓ خَلِىٌّ; (TA;) or a vessel. (Mgh.) You say also ↓ مَكَانٌ خَلَآءٌ, [as well as خَلَآءٌ alone,] meaning A place in which is none (K, TA) and nothing. (TA.) And وَجَدْتُ

↓ الدَّارَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found the house empty, &c.]. (TA.) b2: Vacant, or free; from a thing or an affair; or devoid, or destitute, of a thing; (TA;) and so ↓ خَلِىٌّ and ↓ خِلْوٌ; which last is the same as masc. and fem., though it has خِلْوَةٌ also for fem., and أَخْلَآءٌ for pl.; (K;) but properly, accord. to Lh, it has no dual form, nor pl., nor fem., though some give it such forms: (TA:) or ↓ خَلِىٌّ, which has a dual, [i. e.

خَلِيَّانِ,] and pl., (S, Msb,) i. e. خَلِيُّونَ and أَخْلِيَآءُ, (K,) signifies free [from a thing]; or clear or quit [of a thing or person]; as also ↓ خَلَآءُ, (S, Msb,) which, being [originally] an inf. n., has no dual nor pl. [nor fem.]; (S;) and ↓ خِلْوٌ. (Msb.) You say, مِنْ هٰذَا ↓ أَنْتَ خَلِىٌّ الأَمْرِ and خَالٍ, i. e. Thou art free from this thing, or affair. (TA.) And مِنَ الهَمِّ ↓ أَنَا خَلِىٌّ, meaning خَالٍ [i. e. I am free from anxiety]. (Mgh.) And مِنْ كَذَا ↓ أَنَا خِلْوٌ, meaning خَالٍ

[i. e. I am free from such a thing]: (S:) and هُمَا خِلْوٌ, and هُمْ خِلْوٌ; and some say, هُمَا خِلْوَانِ, and هُمْ أَخْلَآءٌ, which is not proper. (T, TA.) and مِنْ مُصِيبَتِى ↓ أَنْتَ خِلْوٌ Thou art free in mind from my affliction, or misfortune. (TA from a trad.) And مِنْكَ ↓ أَنَا خَلِىٌّ I am clear, or quit, of thee. (S.) And ↓ أَنَا مِنْكَ خَلَآءٌ signifies the same. (S.) And ↓ نَحْنُ مِنْكَ الخَلَآءُ and البَرَآءُ [q. v.] We are clear, or quit, of you. (Fr, T in art. برأ.) And مِنْ هٰذَا الأَمْرِ ↓ أَنْتَ خَلَآءٌ Thou art clear, or quit, of this affair. (TA.) and ↓ أَنَا مِنْ هٰذَا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ [lit. I am, with respect to this affair, like Fálij Ibn-Kha- láweh], (S,) or فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ, (so in the JK and K in this art., and in the S and K in art. فلج,) meaning بَرِىْءٌ [i. e. I am clear, or quit, of this affair]: (JK, S, K:) a saying originating from its being asked of Fálij Ibn-Khaláweh, on the day of Er-Rakam, when Uneys killed the captives, “Dost thou,” or “ wilt thou,” “ aid Uneys? ” and his answering, “I am clear,” or “ quit,” “ of him. ” (S and K in art. فلج.) And ↓ خَلِىٌّ [alone] signifies خَالٍ مِنَ الهَمِّ [Free from anxiety]; contr. of شَجِىٌّ. (S.) It is said in a prov., وَيْلٌ

↓ لِلشَّجِىِّ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. Woe to him who is occupied by anxiety from him who is free therefrom: (TA:) and in another, مَا يَلْقَى الشَّجِىُّ

↓ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. What will he who is occupied by anxiety experience from him who is free therefrom? meaning, accord. to AO, that the latter will not aid the former against his anxieties, but will censure him: it is said in the Tekmileh that الخَلِىّ [in these provs.] is from خَلَاهُ الحُزْنُ meaning “ Grief passed away from him,” and “ quitted him. ” (Har p. 590.) And ↓ أَنْتِ خَلِيَّةٌ means خَالِيَةٌ مِنَ الخَيْرِ [i. e. Thou, O woman, art devoid, or destitute, of good]. (Mgh.) b3: Also A man having no wife; (S, K;) [for خَالٍ مِنَ الزَّوَجَاتِ, a phrase occurring in the TA:] and a woman having no husband; (K;) thus without ة: (TA:) pl. أَخْلَآءٌ: (K:) and ↓ خِلْوَةٌ, also, has the latter meaning; dual خِلْوَتَانِ, and pl. خِلْوَاتٌ: and so has ↓ مُخْلِيَةٌ: and ↓ خَلِيَّةٌ means a woman having no husband nor children; pl. خَلِيَّاتٌ. (TA.) b4: [And Alone; as also ↓ مُخْلٍ, and ↓ خِلْوٌ.] It is said in a prov., أَشَدُّ ↓ الذِّئْبُ مُخْلِيًا The wolf when [alone or] in a vacant place [is most courageous, or violent]; (TA;) or خَالِيًا [which means the same]. (JK. [And another reading is أَسَدٌ. See Freytag's Arab. Prov., i. 500.]) And one says, ↓ وَجَدْتُ فُلَانَةَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found such a woman alone]. (TA.) And ↓ وَجَدَهُمَا خِلْوَيْنِ i. e. خَالِيَيْنِ [He found them two alone]. (K.) b5: [Also Past, or past away: as well as going, going away, or passing away.] القُرُونُ خَالِيَةُ means[The generations] that have passed. (JK, S, TA.) مُخْلٍ, and its fem. مُخْلِيَةٌ: see خَالٍ, in six places.

A2: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ, occurring in a trad., means I did not find thee destitute of wives beside me: it is not from اِمْرَأَةٌ مُخْلِيَةٌ signifying

“ a woman having no husband. ” (TA.) مِخْلَآءٌ A she-camel left alone, away from her young one. (IDrd, JK.) مُخَلًّى pass. part. n. of 2. (S, TA.) b2: Left, permitted, or allowed. (M in art. بسل.) مُخَالٍ [act. part. n. of 3, q. v.]. Accord. to IAar, it signifies Contending with another in war. (TA in art. خلأ.) مُسْتَخْلٍ Devoting himself to religious services or exercises [app. in solitude or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs: see also 1 and 5]. (TA.)
خلو: {خلوا إلى شياطينهم}: انفردوا بهم. {وتخلت}: من الخلوة.
خلو
خَلا الشَّيْءُ يَخْلُوخَلاَءً: أي فَرغ، وهوخالٍ. والخَلاءُ من الأرْضِ: قَرارٌ خالٍ. وخَلا الرَّجُلُ يَخْلو خَلْوَةً. واسْتَخْلَيْتُ فلاناً فأخْلاني: أي خَلا معي وخَلا بي وخَلا لي. وهوخِلْوٌ من الأمر وخَلِيٌّ، وهُمْ أخْلاَء منه، وهُنَّ أخلاءُ كذلك. وأخْلِ إليكَ: أي الْزَمْ شَأْنَكَ. واخْلُ به. ومَثَلٌ: " أخلِ إليك ذِئبٌ أزَلًّ ". وأخْلَيْتُ: أصَبْتُ خَلاءً أي خَلْوًة. وخَلَوْتُ على اللَّبَن وأخْلَيْتُ عليه: إذا أكَلَه وَحْدَه. رضي الله عنها " الذِّئْبُ خالياً أشَدُّ ". وخالَيْتُ فلاناً: صارعْتَه. وكذلك المُخالاة في كلِّ أمْرٍ. وهي المُخادَعَة أيضاً. والمُوَادَعَة. وهو في اللَّحم: أنْ يُخاليَ الرَّجُلُ الطَّعامَ كلَّه راغِبَاَ عنه إلى اللَّحم. وفي المَثَل: " لا يَدْري الشَّقيُّ بمَنْ يُخالي ". وتُسَمَّى الشَّفْرَتانِ من حَدِيدة السَّهم: الخَلْوَتَيْنِ، الواحدة خَلْوَةٌ. وفي المَثَل في بَراءة الساحة: " أنا منه فالجُ بن خَلاَوَةَ " أي أنا منه بَرِيْءٌ خالٍ. وخَلا لكَ الشَّيْءُ وأخْلى: بمعنىً. وامْرَأة مُخْلِيَةٌ: لا زَوْخ لها.

خلو


خَلَا(n. ac. خَلَآء []
خُلُوّ [] )
a. Was empty, vacant, void, unoccupied.
b. Was, alone, by himself.
c. Passed, passed away.
d. ['An
or
Min], Was free, void of.
e.(n. ac. خَلْو []
خَلْوَة [] خَلَآء [خَلَاْو]) [Bi
or
Ila], Was alone with, withdrew apart with.
f. [Ila], Occupied himself with exclusively, devoted himself
to entirely.
خَلَّوَa. Left empty, unoccupied; abandoned, quitted.
b. Kept alive, preserved ( God).
خَاْلَوَa. Left, abandoned.

أَخْلَوَa. Was lonely, retired; was alone, solitary.
b. [acc.
or
Bi], Was alone with.
c. Made to leave or evacuate ( a place ).
d. ['An], Deprived himself of.
تَخَلَّوَa. Satisfied a want of nature.
b. [Min
or
'An], Separated or freed himself from, abandoned
deserted.
c. [La], Was free to, at leisure for; devoted himself
exclusively to.
d. [Bi], Withdrew apart with.
إِخْتَلَوَa. Isolated himself, led a solitary life.

إِسْتَخْلَوَa. Was empty, unoccupied; was solitary.
b. Asked for a private interview.
c. [Bi], Had a private interview with.
خَلْوَة []
a. Solitude, loneliness, privacy.
b. Empty, unoccupied place.
c. Private place; retreat solitude; cell; closet.
d. Temple ( of the Druses ).
خِلْو (pl.
أَخْلَآء [] )
a. Alone, solitary.
b. see 21 (b)
خَلَاa. Except, save.

خالِي (pl.
خُلُوّ [] )
a. Empty, vacant, void, unoccupied.
b. Devoid, destitute of; free, quit, exempt.
c. Past, elapsed.
d. (pl.
أَخْلَآء
[أَخْلَاْو]), Bachelor, unmarried.
خَلِيّ [] (pl.
أَخِّلَآء [] )
a. see 21 (a) (b), (c).
خَلِيَّة [] (pl.
خَلَايَا)
a. Ship.
b. Hive.

خُلُوّa. Emptiness.

عَلَى خَلْوَةٍ
a. Aside, apart, in secret.

مَا خَلَا
a. see 4A

بَيْت الخَلَآء
a. Water-closet.

النفس

النفس: بالسكون ما كان معلولا بأوصاف العبد.
النفس: بالتحريك، الريح الداخل والخارج في البدن من الفم والمنخر. وهو كالغذاء للنفس وبانقطاعه بطلانها.

وعند أهل الحقيقة: روح يسلطه الله على نار القلب ليطفىء شررها.
النفس: الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم الروح الحيوانية. فهي جوهر مشرق للبدن، فعند الموت ينقطع ضوءه من ظاهر البدن وباطنه. وأما وقت النوم، فينقطع ضوؤه عن ظاهره دون باطنه، فثبت أن النوم والموت من جنس واحد لأن الموت انقطاع كلي، والنوم انقطاع خاص، فثبت أن القادر الحكيم دبر تعلق جوهر النفس بالبدن على ثلاثة أضرب: إن غلب ضوء النفس على جميع أجزاء البدن ظاهره وباطنه فهو اليقظة، وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره فقط فالنوم، أو بالكلية فالموت.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.