Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الإسلام

ذهب

(ذهب) - في الحديث: "فبعث عَلِىٌّ بذُهَيْبَة" .
هي تَصْغِير ذَهَبة، أَدخَل الهاءَ فيها على نِيَّة القِطْعَة منها. وقد يُؤَنَّثُ الذَّهَب، فعَلَى هذا تَكُون تَصْغِير ذَهَبَ. كما يُقالُ: في تَصْغِير قِدْر وطَسْت : قُدَيْرَة وطُسَيْسَة.
ذهـب
ذهَبَ/ ذهَبَ إلى/ ذهَبَ بـ/ ذهَبَ على/ ذهَبَ عن/ ذهَبَ في يذهَب، ذَهابًا وذُهُوبًا، فهو ذاهِب وذَهوب، والمفعول مذهوب إليه
• ذهَب الشَّخصُ:
1 - انصرف، غادر المكان "ذهب فلان على عجل- ذهب ولم يَعُد- ذهبوا أيدي سبأ [مثل]: تفرّقوا كما تفرّقت قبائل اليمن في البلاد عندما غرقت أرضهم وذهبت جنّاتهم- {يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا} " ° ذهَب عملُه أدراجَ الرِّياح: ضاع جُهده عبثًا ودون فائدة وبلا نتيجة- ذهَب بخياله بعيدًا: شطح- ذهَب جهده سُدًى: لم يأت عمله بأي نتيجة، وانتهى بدون جدوى.
2 - سار، مضى ومرّ "الوقت من ذهب لا يعود منه ما ذهب- {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا} " ° ذهَبت بهم الرِّياحُ كلَّ مذهب: تشتَّتوا وتفرَّقوا في كلّ اتِّجاه- ذهَب، وجاء: كرّر الذهاب والحضور.
3 - ابتعد وقد يفيد التهديد حين يرد بصيغة الأمر " {اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ} " ° اذهب إلى الجحيم: عبارة تهديد، وقد تدلُّ على الاستياء الشديد.
4 - مات، هلك "ذهب الطيِّبون- {فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} " ° ذهاب الرُّوح: الموت- ذهَب إلى العالم الآخر: مات- ذهَب حسرةً: هلك- ذهَبوا تحت كلّ كَوْكَب: تفرّقوا في كلّ اتِّجاه في الأرض.
• ذهَب الخبرُ: ذاع وانتشر.
• ذهَب الأثرُ: زال وامَّحى "ذاهب اللون- ذهب مع الرّيح: تلاشَى- وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هُمُ ذَهبت أخلاقهم ذهبوا- {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} "? ذهَبت ريحُه: زالت دولته، غُلب، ضَعُف أمره- ذهَب كأمس الدَّابر: زال من دون أن يترك أثرًا.
• ذهَب مع فلان: وافقه، طاوعه، جاراه.
• ذهَب مذهَبَ فلان: قصد قصدَه، وسلك طريقَه.
• ذهَب في الدِّين مَذْهبًا: رأى فيه رأيًا، وأحدث فيه بدعةً.
• ذهَب إلى عملِه: قصَده، توجَّه إليه "ذهَب إلى الجامعة/ بيروت- اذهَب إلى أبيك والتمس منه الصفح- ذهَب إلى قول فلان: أخذ به- {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} "? ذهَب رأسًا إليه.
• ذهَبَ به:
1 - أزاله وأضاعه " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ} - {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ}: يخطفها" ° ذهَب برشده- ذهَبت به الخيلاءُ: أزالته عن وقاره فتمادى في الكبرياء والعُجب.
2 - انفرد واستقلّ " {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} ".
3 - فاز " {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَاءَاتَيْتُمُوهُنَّ} ".
4 - صاحَبه في المُضيّ "ذهَب الشّرطيّ باللِّص إلى قسم الشرطة- {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} " ° ذهَب بخياله مذهبًا بعيدًا: شطح بخياله- ذهَب فلانٌ بالفخر: انفرد به.
5 - أذبله "ذهب الزمنُ بنضرته- فلان ذاهِب اللون".
6 - أماته، أهلكه "ذهبت به الحُمّى".
• ذهَب عليه كذا: نسيه، ولم ينتبه إليه، وانصرف عنه "ذهب عليّ الموعدُ فأرجو المعذرة".
• ذهَب عنه: تركه، وأفلت منه "ذهب عنه الغضبُ- اذهب عنِّي، فلا أريد سماعك- تجنَّب الطمع يذهبْ عنك الفقرُ".
• ذهَب الشَّيءُ في الشَّيء: اختلط، دخل، تغلغل ° ذهَبت النَّفس فيه كلّ مذْهب: تحيَّرت في فهمه. 

ذهِبَ يذهَب، ذَهَبًا، فهو ذاهب
 • ذهِبَ فلانٌ: وجد الذهبَ بكثرة فَدُهش وكأنَّه قد زال عقلُه. 

أذهبَ يُذهب، إذْهابًا، فهو مُذهِب، والمفعول مُذهَب
• أذهب الشَّيءَ:
1 - أضاعه " {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} ".
2 - طلاه وغطّاه بالذّهب "أذهب الحِلْيَة- إناءٌ مُذهَب".
• أذهب الهمَّ/ أذهب عنه الهمَّ: أزاله "أذهب الطبيبُ مرضَه- {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} ". 

تمذهبَ بـ يتمذهب، تَمَذْهُبًا، فهو مُتمذهِب، والمفعول مُتمذهَب به (انظر: م ذ هـ ب - تمذهبَ). 

ذهَّبَ يُذهِّب، تذهيبًا، فهو مُذهِّب، والمفعول مُذهَّب
• ذهَّب الشَّيءَ: أذهبه، طلاه وغطَّاه بالذهب، أو طلاه بمادّة تشبهه "ذهَّب الصائغُ المعدنَ- ذهَّب الإطارَ- ذهَّب الفجرُ الأفقَ- ذهَّبتِ الشمسُ السنابلَ- كأسٌ مُذهَّبة". 

مذهَبَ يُمذهب، مَذْهَبَةً، فهو مُمَذْهِب، والمفعول مُمَذْهَبٌ (للمتعدِّي) (انظر: م ذ هـ ب - مذهبَ). 

تَذْهِيب [مفرد]: ج تذهيبات (لغير المصدر) وتذاهيبُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ذهَّبَ.
2 - (فن) فنّ تزيين المخطوطات بالرسوم الملوَّنة بألوان الذهب، واشتهر به كثيرون من فنّاني الشرق والغرب. 

ذَهاب [مفرد]: مصدر ذهَبَ/ ذهَبَ إلى/ ذهَبَ بـ/ ذهَبَ على/ ذهَبَ عن/ ذهَبَ في ° تذكرة ذهابًا وإيابًا: في الاتّجاهين، للسفر والعودة- جَيْئَةً وذَهابًا: منتقلاً من مكان إلى آخر. 

ذَهَب1 [مفرد]: مصدر ذهِبَ. 

ذَهَب2 [جمع]: جج أذهاب وذُهُوب، مف ذَهَبة: (كم) عنصر فلزيّ ليِّن ومعدن نفيس أصفر اللّون برّاق لا يتأثَّر بالماء، والهواء، والحوامض، وهو أكثر المعادن طواعيّة، يُستعمل في صنع الحُلِيّ والنقود، يوجد بمقادير يسيرة غير مُتَّحد بغيره في بعض الرِّمال "خاتم من الذّهب- إبريق مطليُّ بالذهب- لديه قلب من ذهب: قلب صادق مخلص مُحِبٌّ، خالٍ من كلِّ شائبة- {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} " ° الذَّهب الأبيض: القطن- الذَّهب الأسود: النِّفْط- السُّكوت من ذهب- الوقت من ذهب: الوقت ثمين كالذهب- بَيْضة الذَّهب: تضرب للشّيء النفيس تتقطَّع مادّتُه بعد أن كانت العادة جارية بها- ليس كلّ ما يلمع ذهبًا: تحذير من الانخداع بالمظاهر.
• الذَّهب الزَّائف: (كم) القصدير أو الزنك أو النحاس الشبيه بالذَّهب في مظهره الخارجيّ، يستخدم للتَّزيين والتَّرصيع.
• الذَّهب الأبيض: (كم) بلاتين، معدن نفيس أبيض أثقل المعادن وأثمنها، شديد الصلابة، قابل للطَّرق، لا يتأثّر بالهواء، ولا يتفاعل بالحوامِض، يُستخدم في طبِّ الأسنان وفي صنع المجوهرات وأدوات المعامل، والأسلاك الكهربائيَّة ونقط التماسّ "خاتم من الذَّهب الأبيض".
• مقياس الذَّهب: (قص) مقياس نقديّ حيث تكون قيمة وحدة النقد الأساسيّة فيه مساوية لمقدار معيَّن من الذهب الخالص ويمكن صرفها به.
• رصيد الذَّهب: (قص) الذهب الضامن لإصدار الأوراق النقديّة. 

ذَهَبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ذهَب.
2 - في لون الذَّهب "سجل/ كتاب/ أصفر/ شعر ذهبيّ" ° اليُوبيل الذَّهبيّ: ذكرى مرور خمسين سنة- عُشّ ذهبيّ/ قفص ذهبيّ: الحياة الزوجيَّة- عَصْر ذهبيّ: حِقْبة من الزمن، تميّزت بالازدهار والمنجزات الثَّقافيّة والعلميَّة.
3 - محتو على ذهب ثلاثيّ التكافؤ.
• العجل الذَّهبيّ: عجل عبده بنو إسرائيل. 

ذَهَبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ذَهَب: "سبيكة/ آنية ذهبيّة" ° فُرْصة ذهبيَّة: غالية ينبغي عدم التفريط فيها- نصيحة ذهبيّة: مفيدة نافعة.
2 - مصدر صناعيّ من ذهَب: بريق، قيمة، نقاء "ذهبيّة الفِكْرة/ الشُّهرة".
3 - سفينة تُثَبِّت مراسيها للإقامة الدائمة، وتكثرُ في مصر على شواطئ النيل. 

ذَهُوب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذهَبَ/ ذهَبَ إلى/ ذهَبَ بـ/ ذهَبَ على/ ذهَبَ عن/ ذهَبَ في. 

ذُهوب [مفرد]: مصدر ذهَبَ/ ذهَبَ إلى/ ذهَبَ بـ/ ذهَبَ على/ ذهَبَ عن/ ذهَبَ في. 

مَذْهَب [مفرد]: ج مذاهِب:
1 - مصدر ميميّ من ذهَبَ/ ذهَبَ إلى/ ذهَبَ بـ/ ذهَبَ على/ ذهَبَ عن/ ذهَبَ في.
2 - طريقة، قصد، رأي، وجهة نظر "مذهبي في الحياة كذا- متعصِّب لمذهبه- تحمّس لمذهب فلان" ° ضاقت به المذاهب: ضاقت عليه المسالك- للناس فيما يعشقون مذاهب- ما يُدرى لفلان مذهب: رأي ثابت- مذهب تاريخيّ.
3 - معتقد دينيّ "اتبع المذهب المالكيّ" ° المذاهب الإسلامــيّة.
4 - (سف) مجموعة من الآراء، والنظريّات العلميّة والفلسفيّة، يرتبط بعضها ببعض ارتباطًا يجعلها وحدة منسَّقة "مذهب الأشاعرة- المذهب الوجوديّ".
• المذهب المادِّيّ: (سف) مذهب فلسفيّ يعتبر المادّة الواقع الوحيد وأنّها الجوهر الحقيقيّ وينكر وجود الله والرُّوح، والعالم الآخر.
• مذهب الاحتمال: (سف) مذهب يقرِّر أنه من المحال بلوغ اليقين المطلق مع إمكان ترجيح رأي على آخر.
• مذهب المَنْفَعة: (سف) النظريّة الأخلاقيّة التي تقول إنّ كلّ الأفعال يجب أن توجَّه نحو إحراز القدر الأكبر من السعادة لأكبر عدد من الناس.
• مذهب الدِّيموقراطيَّة: (سف) نظام يعني حكم الشعب لنفسه، أو على الأصحّ حكم الفقراء، فهو طريقة في الحياة تجعل كلّ شخص يعتقد أن لديه فرصًا متساوية للمشاركة بحرِّيّة كاملة في قيم المجتمع.
• مَذْهب الجَبْر: (سف) مذهب يرى أصحابُه أنّ العباد مُجْبَرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
• مذهب الوِراثيّة: (حي) فرع من علم الأحياء يتناول بالبحث الخصائص الموروثة عند الكائنات الحيّة، أي نقل الوالدين الخصائص التشريحيّة، والوظائفيّة للأولاد.
• مذهب التَّفكيكيَّة: (دب) مذهب في دراسة الأدب يعتبر كلَّ قراءة للنّص تفسيرًا جديدًا له، واستحالة التوصّل إلى معنى نهائيّ وكامل لأيِّ نصّ، والتحرُّر من اعتبار النصِّ كائنًا مغلقًا ومستقلاًّ بعالمه.
• المذهب التَّكعيبيّ: (فن) اتِّجاه فنِّيّ قوامه التَّعبير عن الأشياء بأشكال هندسيّة بعد إعادة صياغتها حسب رؤية الفنّان فيتحوَّل الرَّسمُ إلى ما يكاد يكون كائنًا جديدًا.
• مذهب الدَّاديَّة: (فن) مذهب في الفنّ والأدب انتشر واستهدف الدعوة إلى الحرِّيَّة المُطلقة والثورة على التقاليد، وقد مهّد الطريقَ أمام السرياليّة وغيرها من الحركات المتطرِّفة.
• المذاهب الأربعة: (فق) الحنفيّ، والمالكيّ، والشَّافعيّ، والحنبليّ. 

مُذْهَبات [جمع]: مف مُذْهبة
• المُذْهبات: المُذهَّبات، سبع قصائد جاهليَّة في الطَّبقة الثَّانيَّة بعد المعلَّقات. 

مَذْهبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَذْهَب: "أفكار/ اتِّجاهات مذهبيّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَذْهَب: مجموعة أفكار ونظريات وعقائد خاصّة بعصرٍ أو بمجتمع أو بطبقة "تختلف المذهبيّة السياسيّة العربيّة في الثمانينيّات عنها في الوقت الراهن".
• اللاَّمذهبيَّة: إنتاج أفكار وآراء مستقلّة لا تنتمي إلى مجتمع معيَّن أو طبقة بعينها "نادى بتطوير اللامذهبيّة العلميّة". 

مُذهَّبات [جمع]: مف مُذهَّبة
• المُذهَّبات: المُذهَبات؛ سبع قصائد جاهليّة في الطَّبقة الثَّانيَّة بعد المعلّقات. 
ذهب خضل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد اللَّه [بْن عُمَر -] أَنه كَانَ يَأْمر بِالْحِجَارَةِ فتطرح فِي مذْهبه فيستطيب ثمَّ يخرج فَيغسل وَجهه وَيَديه وينضح فرجه حَتَّى يُخْضِلَ ثَوْبه. قَوْله: فِي مذْهبه الْمَذْهَب عِنْد أهل الْمَدِينَة مَوضِع الْغَائِط. وَقَوله: يُخْضِلُ ثَوْبه يَعْنِي يَبُلُّه [يُقَال: أخْضَلْتُ الشَّيْء إِذا بَلَلْتَهُ -] [وَهُوَ خَضِلٌ إِذا كَانَ رطبا وَقَالَ الْجَعْدِي: (الْبَسِيط)

كَأَن فاها بُعَيْدَ النَّوم خَالَطَهُ ... خَمْرُ الفُرات ترى رَاُوْوقها خَضِلا

وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر لَا تَبْتَعْ من مُضْطَر شَيْئا
ذ هـ ب : الذَّهَبُ مَعْرُوفٌ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هِيَ الذَّهَبُ الْحَمْرَاءُ وَيُقَالُ إنَّ التَّأْنِيثَ لُغَةُ الْحِجَازِ وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ وَقَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ ذَهَبَةٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الذَّهَبُ مُذَكَّرٌ وَلَا يَجُوزُ تَأْنِيثُهُ إلَّا أَنْ يُجْعَلَ جَمْعًا لِذَهَبَةٍ وَالْجَمْعُ أَذْهَابٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَذُهْبَانٌ مِثْلُ: رُغْفَانٍ وَأَذْهَبْتُهُ بِالْأَلِفِ مَوَّهْتُهُ بِالذَّهَبِ وَذَهَبَ الْأَثَرُ يَذْهَبُ ذَهَابًا وَيُعَدَّى بِالْحَرْفِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ ذَهَبْتُ بِهِ وَأَذْهَبْتُهُ وَذَهَبَ فِي الْأَرْضِ
ذَهَابًا وَذُهُوبًا وَمَذْهَبًا مَضَى وَذَهَبَ مَذْهَبَ فُلَانٍ قَصَدَ قَصْدَهُ وَطَرِيقَتَهُ وَذَهَبَ فِي الدِّينِ مَذْهَبًا رَأَى فِيهِ رَأْيًا وَقَالَ السَّرَقُسْطِيّ أَحْدَثَ فِيهِ بِدْعَةً. 
[ذهب] الذهب معروف، وربما أُنِّثَ، والقطعة منه ذَهَبَةٌ، ويجمع على الا ذهاب والذهوب. والذهب أيضا: مكيال لأهل اليمن معروفٌ، والجمع أذهابٌ، وجمع الجمع أذاهب، عن أبى عبيد. وذهب الرجل بالكسر، إذا رأى ذَهَباً في المعدن فبرق بصره من عظمه في عينه. قال الراجز: ذهب لما أن رآها ثرمله * وقال يا قوم رأيت منكره شذرة واد ورأيت الزهره والمذاهب: سيور تموه بالذهب. وكل شئ موه بالذهب فهو مُذْهَبُ، والفاعل مُذْهِبٌ: والإذهابُ والتذهيبُ واحدٌ، وهو التمويهُ بالذهب. ويقال كميت مذهب، للذى تعلو حمرته صفرة، فإذا اشتدت حمرته ولم تعله صفرة فهو المدمى. والذَهابُ: المرورُ، يقال: ذهب فلانٌ ذَهاباً وذُهوباً، وأَذْهَبَهُ غيره . وذهب فلان مذهباً حسناً. وقولهم به مذهب يعنون به الوسوسة في الماء وكثرة استعماله في الوضوء. والذِهْبَةُ بالكسر: المَطْرَةُ، والجمع الذِهاب. قال البَعيثُ: وَذي أُشَرٍ كالأُقْحُوانِ تَشوفُهُ * ذِهابُ الصَبا والمُعْصِراتُ الدَوالِحُ
ذهب
الذَّهَبُ معروف، وربما قيل ذَهَبَةٌ، ورجل ذَهِبٌ: رأى معدن الذّهب فدهش، وشيء مُذَهَّبٌ: جعل عليه الذّهب، وكميت مُذْهَبٌ:
علت حمرته صفرة، كأنّ عليها ذهبا، والذَّهَابُ:
المضيّ، يقال: ذَهَبَ بالشيء وأَذْهَبَهُ، ويستعمل ذلك في الأعيان والمعاني، قال الله تعالى:
وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي
[الصافات/ 99] ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ [هود/ 74] ، فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ [فاطر/ 8] ، كناية عن الموت، وقال: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ [إبراهيم/ 19] ، وقال: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ [فاطر/ 34] ، وقال: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ [الأحزاب/ 33] ، وقوله تعالى: وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ [النساء/ 19] ، أي:
لتفوزوا بشيء من المهر، أو غير ذلك مما أعطيتموهنّ وقوله: وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال/ 46] ، وقال: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ [البقرة/ 17] ، وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ
[البقرة/ 20] ، لَيَقُولَنَّ: ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي [هود/ 10] .
(ذ هـ ب)

الذَّهابُ: السّير، ذهَبَ يَذْهَب ذَهابا وذُهوبا، فَهُوَ ذاهِبٌ وذَهوبٌ، وذَهَب بِهِ، وأذْهَبه: أزاله، وَيُقَال: أذهَبَ بِهِ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: هُوَ قَلِيل، فَأَما قِرَاءَة بَعضهم: (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذهِبُ بالأبصارِ) فنادر.

وَقَالُوا: ذَهَبتُ الشَّام، فعدَّوه بِغَيْر حرف وَإِن كَانَ الشَّام ظرفا مَخْصُوصًا، شبهوه بِالْمَكَانِ الْمُبْهم، إِذْ كَانَ يَقع عَلَيْهِ الْمَكَان وَالْمذهب، وَحكى اللحياني: إِن اللَّيْل طَوِيل وَلَا يذهب بِنَفس أحد منا، أَي لَا ذَهَبَ.

والمَذْهَبُ: المتوضأ، لِأَنَّهُ يُذهَب إِلَيْهِ.

والمَذْهَبُ: المعتقد الَّذِي يُذهَب إِلَيْهِ.

وذهَبَ فلَان لذَهَبِهِ، أَي لِمَذْهَبِه الَّذِي يذهب فِيهِ، وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: مَا يدْرِي لَهُ أَيْن مَذْهَبٌ، وَلَا يدْرِي لَهُ مَا مَذْهَبٌ، أَي لَا يدْرِي أَيْن أَصله.

والذَّهَبُ: التبر، واحدته ذَهَبَةٌ، وعَلى هَذَا يذكر وَيُؤَنث، على مَا تقدم فِي الْجمع الَّذِي لَا يُفَارِقهُ واحده إِلَّا بِالْهَاءِ.

وأذهَبَ الشَّيْء: طلاه بالذَّهَبِ، قَالَ لبيد:

أوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ عَلى ألواحهِ ... النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ ويروى " على الواحهن النَّاطِق " وَإِنَّمَا عدل عَن ذَلِك بعض الروَاة استيحاشا من قطع ألف الْوَصْل، وَهَذَا جَائِز عِنْد سِيبَوَيْهٍ فِي الشّعْر وَلَا سِيمَا فِي الْإِنْصَاف، لِأَنَّهَا مَوَاضِع فُصُول.

وكل مَا موه فقد أُذهِبَ.

وَشَيْء ذَهِيبٌ: مُذْهَبٌ، أرَاهُ على توهم حذف الزِّيَادَة. قَالَ حميد بن ثَوْر:

مُوَشَّحَةُ الأقرابِ أمَّا سَراتُها ... فَمُلْسٌ وَأما جِلدُها فَذَهِيبُ

وذَهِبَ الرجل ذَهَبا فَهُوَ ذَهِبٌ: هجم فِي الْمَعْدن على ذَهَبٍ كثير، فَزَالَ عقله وبرق بَصَره فَلم يطرف، مُشْتَقّ من الذَّهَب، قَالَ:

ذَهِبَ لَمَّا أنْ رَآها ثُرْمَلَهْ

وقالَ يَا قَومِ رَأيتُ مُنكَرَهْ

شَذْرَةَ وادٍ أوْ رَأيتُ الزُّهَرَهْ

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي ذِهِبَ، وَهَذَا عندنَا مطرد إِذا كَانَ ثَانِيه حرفا من حُرُوف الْحلق، وَكَانَ الْفِعْل مكسور الثَّانِي، وَذَلِكَ فِي لُغَة بني تَمِيم: وسَمعه ابْن الْأَعرَابِي فَظَنهُ غير مطرد فِي لغتهم، فَلذَلِك حَكَاهُ.

والذِّهْبَةُ: المطرة الضعيفة، وَقيل: الْجُود، وَالْجمع ذِهابٌ، قَالَ ذُو الرمة يصف رَوْضَة:

حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشراطِيَّةٌ وكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعيمُ

والذَّهَبُ: مكيال مَعْرُوف لأهل الْيمن، وَالْجمع ذِهابٌ وإذهابٌ، واذاهيبُ جمع الْجمع.

والذَّهابُ، والذُّهابُ: مَوضِع، وَقيل: هُوَ جبل بِعَيْنِه، قَالَ أَبُو دَاوُد:

لِمَنْ طَلَلٌ كَعُنوانِ الكِتابِ ... بِبَطنِ لُواقَ أَو بَطْنِ الذُّهابِ

ويروى " الذِّهاب ".

وذَهْبانُ: أَبُو بطن.

وذَهُوبُ: اسْم امْرَأَة. والمُذْهِبُ: اسْم شَيْطَان يتَصَوَّر للقراء عِنْد الْوضُوء، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.
ذهب: ذهب: مصدره ذَهَبٌ، ففي معجم المنصوري إمعان الإبعاد في الذَهَب، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة، غير المخطوطة جيدة صحيحة وهي مضبوطة بالشكل.
اذهب فعل الأمر يستعمل للتحريض والزجر مثل مقابله الفرنسي (معجم الماوردي).
وذَهَب: هلك. فعند ابن القوطية (ص7 و): فدارت بينهم حرب عظيمة ذهب فيها كلثوم وعشرة آلاف من الجيش. وفي النويري (الأندلس ص457): مجاعة ذهب فيها خلق كثير. وفي معجم البيان (ص15): مما يذهب فيه الوَصف بمعنى مما لا يمكن وصفه (تاريخ البربر 2: 45).
ذهب عنه: تركه وأفلت منه. ففي المقري (1: 241): فما للصنيعة مَذْهَب عنه.
وذهب: خرج من المعسكر ليقضي حاجته، ومصدره مَذْهَب (انظر لين)، ونجد عن كوسج (طرائف ص141): وكان جميل إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب. وفي تاريخ البربر (1: 607): أبعد المذهب.
وذهب: ذاع وانتشر. ففي الأغاني (ص44) في كلامه عما حصل عليه امرؤ من ذيوع الصيت: قال مَعْبَد غَنَّيْت فأعجبني غنائي وأعجب الناس وذهب لي به صَوْت وذكر. ذهب في: دخل، تغلغل، ففي ابن العوام (1: 194) في كلامه عن نباتات: ما لا يذهب عروقها في الأرض وفي (1: 290) عليك أن تقرأ وفقاً لما جاء في مخطوطتنا: لأنه ليس له أصل ذاهب في الأرض.
ويقال أيضاً: ذاهب في الهواء أو ذاهب في السماء أي مرتفع جداً. وذاهب في العرض أي عريض جداً (معجم الإدريسي) وذاهب في العمق أي عميق جداً (معجم المنصوري انظر غور).
وذاهب وحدها ترادف كلمة كثير، يقال شجرتين ذاهب أي شجرتين كثير (معجم الإدريسي) وكلمة قاطع معناها قوي، يقال نبيذ قاطع وخميرة قاطعة إلى غير ذلك غير أن صاحب محيط المحيط يفسر ((دواء قاطع)) (أي دواء قوي) بقوله: ذهبت قوته.
ذهب عليه: لا يعني نسيه فقط (لين، دي يونج) بل يعني أيضاً: لم ينتبه إليه وانصرف عنه، ففي النووي (ص81) وقد نقله دي يونج: وأيّ علم كان يذهب على الشافعي، يريد أن الشافعي قد درس كل العلوم.
وذهب يليها فعل مضارع: من أفعال الشروع بمعنى أخذ يفعل وبدأ يفعل (معجم الطرائف، تاريخ الأغالبة ص16).
وذهب: صمم، عزم، نوى، قصد. يقال: ذهب أن، ففي كتاب محمد بن الحارث (294): فذهب صاحب المدينة أن يأمر بزجره. كما يقال: ذهب إلى، ففي حيان (ص57 ق): وذهب إلى إدخال المسجد الجامع معه في قصبته. وفيه أيضاً: اجتمع بنو خلدون - لأفكار ما ذهب إليه من ذلك.
ويجب إضافة إلى، إلى العبارة في حيان - بسام (1: 46 ق): فعَرَّفْناه مَن كره مِنْ ورائنا لاجتيازه ذهابهم (إلى) التمرس به (المقدمة 2: 44، ملّر ص8، أماري ديب ص224).
ويقال: ذهب إلى أن أيضاً، ففي حيان (ص57 ق): وذهب أمية بن عبد الغافر إلى أن يأخذ بالحزم في حراسة نفسه ودولته.
وذهب إلى: فكر، رأى، ففي رحلة ابن بطوطة (2: 368): ذهب الأمير إلى راحتي.
وذهب مع: وافق، طاوع، جارى (تاريخ البربر 1: 608، 2: 165).
ذَهَب، وتجمع على ذهبات: ذهبة، قطعة من الذهب (بوشر، همبرت ص 103، ألف ليلة برسل 4: 323 وما يليها، 9: 200، 11، 14) وفي عقود غرناطة: وثلاثة ذهب جشطوش (أي جديد) ذهب قشطلياته وريقي (أي نقود ذهبية تسمى قسطلانه وانريق).
ذهب أَبْيض: بلاتين (بوشر).
ذهب المِسْكِين: خرزات من الخزف الصيني سود منقطة بنقط صفر (ليون ص152).
من ذهب: تستعمل مجازاً بمعنى رابح، يقال: سواق من ذهب أي تجارة رابحة، وكلام من ذهب: كلام حسن (بوشر). ذَهَبِيّ: صفر مصفح لامع (فوك).
وذهبي: اسم نوع من الدود فيما يظهر (ابن العوام 1: 630).
ذَهَبِيَّة: نوع من السفن في النيل يستعملها المسافرون، وليس لها سطح، وفي مؤخرتها بيت كبير ذو غرف حيث يستطيع ستة مسافرين الجلوس والنوم، وشراعها المثلث الزوايا (اللاتيني) مفرط السعة. انظر برتون (1: 29) وفيسكيه (ص59، 60) وبخاصة فان كارنبيك في المجلة الهولندية ((جيدس)) (سنة 1868، مجلد 4 ص128).
ذَهَبِية: طعام يعمل من طبيخ الباذنجان مفتوتاً فيه الخبز كالثريد (محيط المحيط).
ذَهْبان: في ألف ليلة (برسل 9: 359): كانوا دهبانين (كذا) من الجوع. أي كادوا يموتون من الجوع. وفي طبعة ماكن: ضعيفين.
ذَهَاب: إسراف، تبذير (بوشر).
ذَهَّاب به: حَمَّال له (الشهرستاني ص438).
أَذْهَب مع: أكثر انسجاماً. ففي قلائد العقيان (ص118): فلو تركت فعل هذا لكان أَلْيَقَ بك، وأَذْهَبَ مع حسن مذهبك.
أَذْهَب: أولى بالحذف (المفصل طبعة بروش ص87).
تذهيب، وتجمع على تذاهيب: أشياء مذهبة (المقري 1: 91).
مَذْهَب: ملجأ، سفر (معجم بدرون).
ومَذْهَب: غزوة، غزاة، غارة (تاريخ البربر 1: 250، 359، 617).
ومَذْهَب: طيّار، متبخر. ففي ابن البيطار (1: 119): والبادزهر دقيق المذاهب أي شديد التبخر والطيران.
والمذهب: المعتقد الذي يذهب إليه في كل أمر لا في الدين وحده. (المقري 1: 97، 2: 381، تاريخ البربر 1: 280).
ومذهب: غرض، قصد، نيَّة. ففي أبحاث (ص286 الطبعة الأولى): وقد أَعَدَّ المعتضد له النزل والضيافة هنالك ومذهبه القبض عليه وعلى نعمته.
مُذْهِب الكَلَبِ: ألوسن. (ابن البيطار 2: 494) وضبط الكلمة هذا في مخطوطة ب.
المُذَهَّبَات: اسم يطلق على سبع قصائد جاهلية تعد في الطبقة الثانية بعد المعلقات (محيط المحيط).

ذهب

1 ذَهَبَ, (S, A, &c.,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. ذَهَابٌ (S, A, Msb, K) and ذِهَابٌ (TA) and ذُهُوبٌ (S, A, K) and مَذْهَبٌ, (A, K,) He (a man, S, [and a beast,]) went [in any manner, or any pace]; went, or passed, along; marched; journeyed; proceeded: went, or passed, away; departed: syn. مَشَى, (A,) or سَارَ, (K,) or مَرّ: (S, A, K:) and said of a mark or trace or the like [as meaning it went away]. (Msb.) [And hence, (assumed tropical:) It wasted away; became consumed, destroyed, exhausted, spent, or expended.] b2: ذَهَبَ إِلَيْهِ He went, repaired, betook himself, or had recourse, to him, or it. (TA.) And they say also, ذَهَبَ الشَّأْمَ [He went to Syria]; making the verb trans. without a particle; for although الشأم is here a special adv. n., they liken it to a vague locality. (TA.) b3: ذَهَبَ عَنْهُ He, or it, went from, quitted, relinquished, or left, him, or it. (TA.) b4: ذَهَبَ فِىالأَرْضِ, (A, Msb,) inf. n. ذَهَابٌ and ذُهُوبٌ and مَذْهَبٌ, He went away [into the country, or in the land]: (Msb:) [but it often means (assumed tropical:) he went into the open country, or out of doors, to satisfy a want of nature: or simply] (tropical:) he voided his excrement, or ordure. (A.) b5: ذَهَبَ بِهِ He went, or went away, with him, or it: (A:) and he made him, or it, to go, go away, pass away, or depart; (A, Msb, K;) as also ↓ اذهبهُ, (S, A, Msb, K,) and بِهِ ↓ اذهب, (K,) but this is rare; (Zj, TA;) and ↓ ذهّبهُ, inf. n. تَذْهِيبٌ: (MF:) [all may likewise be rendered he removed, dispelled, put away, or banished, it; properly and tropically: and (assumed tropical:) he made it to cease; made away with it, did away with it, made an end of it; wasted, consumed, destroyed, exhausted, spent, or expended, it; and these meanings may perhaps be intended by أَزَالَهُ, whereby the first is explained in the A and K, as are also the second and third in the K:] or, accord. to some, when ذَهَبَ is trans. by means of بِ, accompaniment is necessarily signified; but not otherwise; so that if you say ذَهَبَ بِهِ, the meaning is, he went away with him, or it; i. e., accompanying him, or it; [he took away, or carried off or away, him, or it;] but if you say ↓ اذهبهُ or ↓ ذهّبهُ, the meaning is, he made him, or it, to go, go away, pass away, or depart, alone, without accompanying him, or it: this, however, is not agreeable with the phrase in the Kur [ii. 16], ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ [though this may be well rendered God taketh away their light]. (MF, TA.) [Hence,] one says, أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ, which may mean (assumed tropical:) Where, or whither, wilt thou be taken away, and what will be done with thee and made to come to pass with thee, if this be thine intellect? or, accord. to Mtr, it is a saying of the people of Baghdád, addressed to him whom they charge with foolish judgment or opinion, as meaning أَيْنَ يُذْهَبُ بِعَقْلِكَ (assumed tropical:) [Where, or whither, is thine intellect taken away?]. (Har p. 574.) [In like manner one says, ذَهَبَ عَقْلُهُ (assumed tropical:) His reason, or intellect, quitted him, or forsook him; he became bereft of his reason, or intellect. And ذَهَبَ فُؤَادُهُ (assumed tropical:) His heart forsook him, or failed him, by reason of fear or the like.] and ذَهَبَ لَحْمُهُ (assumed tropical:) [His flesh wasted away]. (K in art. بحر, &c.) And ذَهَبَ الرَّجُلُ فِى القَوْمِ (tropical:) The man became lost [or he disappeared] among the people, or party. (A.) And ذَهَبَ المَآءَ فِى اللَّبَنِ (tropical:) The water became lost [or it disappeared] in the milk. (A.) b6: ذَهَبَ عَلَيْهِ (tropical:) It escaped his memory; he forgot it. (A, TA.) And (assumed tropical:) It was, or became, dubious, confused, or vague, to him. (MA.) b7: ذَهَبَ مَذْهَبًا حَسَنًا (S, A, TA) (tropical:) He pursued a good way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like. (TA.) And ذَهَبَ فِى الدِّينِ مَذْهَبًا (assumed tropical:) He formed, or held, an opinion, or a persuasion, or a belief, respecting religion: or, accord. to Es-Sarakustee, he introduced an innovation in religion. (Msb.) And ذَهَبَ مَذْهَبَ فُلَانٍ (assumed tropical:) He pursued the way, course, mode, or manner, of acting &c. of such a one. (Msb.) And ذَهَبَ لِذَهْبِهِ and لِمَذْهَبِهِ (tropical:) He pursued his way, course, mode, or manner, of acting &c. (JK, TA.) and ذَهَبَ إِلَى مَذْهَبٍ (tropical:) He betook himself to [or took to or held] a belief, a creed, a persuasion, a doctrine, an opinion, a tenet, or a body of tenets or articles of belief. (K, TA.) And فُلَانٌ يَذْهَبُ

إِلَى قَوْلِ أَبِى حَنِيفَةَ (tropical:) Such a one takes to, or holds, [the saying, or] the belief, creed, persuasion, doctrine, &c., of Aboo-Haneefeh. (A.) [and ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الأَمْرَ كَذَا (assumed tropical:) He held, or was of opinion, that the thing, or affair, or case, was so. And ذَهَبَ بِلَفْظٍ إِلَىلَفْظٍ آخَرَ (assumed tropical:) He regarded a word, or an expression, in his manner of using it, as equivalent to another word, or expression; as, for instance, when one makes a fem. noun masc. because it is syn. with a noun that is masc., or makes a verb trans. by means of a certain perticle because it is syn. with a verb that is trans. by means of that same particle: and also (assumed tropical:) he regarded a word, or an expression, as etymologically relating, or traceable, to another word, or expression. And ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَعْنَى كَذَا (assumed tropical:) He regarded it, or used it, (i. e. a word, or an expression,) as relating to such a meaning, or as meaning such a thing.] b8: ذَهَبَ فِى طَلَبِ الشَّىْءِ كُلَّ مَذْهَبٍ (assumed tropical:) [He tried every way, or did his utmost, in seeking the thing]. (K in art. موت.) And ذَهَبَ فِىاللِّينِ كُلَّ مَذْهَبٍ (assumed tropical:) [It attained the utmost degree of softness]: said of the skin. (TA in that art.) b9: اِذْهَبْ إِلَيْكَ (assumed tropical:) Betake, or apply, thyself to thine own affairs; or occupy thyself therewith. (T and K * voce إِلَى.) b10: ذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ فِى الشَّبَهِ i. q. نَزَعَ (assumed tropical:) [He inclined to his father in likeness; resembled him; or had a natural likeness to him]. (S in art. نزع.) A2: ذَهِبَ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ذَهَبٌ; (TA;) and ذِهِبَ, with two kesrehs, (IAar, K,) of the dial. of Temeem, held by AM to be a variation generally allowable in the case of a verb of which the medial radical letter is a faucial and with kesr; (TA;) He (a man) saw gold in the mine, (S,) or came suddenly, in the mine, upon much gold, and his reason departed in consequence thereof, (K,) and his eyes became dazzled, so as not to close, or move, the lids, or became confused, so as not to see, (S, K,) by reason of the greatness thereof in his eye: (S:) it is derived from ذَهَبٌ: and the epithet applied to a man in this case is ↓ ذَهِبٌ. (TA.) 2 ذَهَّبَ see 1, in the former half of the paragraph, in two places: A2: and see also 4.4 أَذْهَبَ see 1, in the former half of the paragraph, in three places.

A2: Also اذهبهُ, (Msb, K,) inf. n. إِذْهَابٌ; (S;) and ↓ ذهّبهُ, (K,) inf. n. تَذْهِيبٌ; (S;) He gilded it; did it over with gold. (S, Msb, K.) Q. Q. 2 تَمَذْهَبَ, from مَذْهَبٌ, is used by late writers as meaning (assumed tropical:) He followed, or adopted, a certain religious persuasion or the like.]

ذَهْبٌ: see مَذْهَبٌ: A2: and see also the last sentence of the paragraph here following.

ذَهَبٌ [Gold;] a certain thing well known; (S, Msb, &c.;) accord. to several of the leading lexicologists, (TA,) i. q. تِبْرٌ; (A, L, K, &c.;) but it seems to have a more general meaning; for تِبْرٌ is specially applied to such [gold] as is in the mine, or such as is uncoined and unwrought: (TA:) [it is a coll. gen. n.; and therefore] it is masc. and fem.: (S, * Msb, K, * TA:) or it is fem. in the dial. of El-Hijáz: or, accord. to Az, it is masc., and not to be made fem. unless regarded as pl. of ↓ ذَهَبَةٌ, (Msb, TA,) [or rather as a coll. gen. n., for] ذَهَبَةٌ is the n. un., (K,) signifying a piece of ذَهَب [or gold]: (S, A, L, TA:) or, accord. to El-Kurtubee, it is fem., and sometimes masc., but more commonly fem.: ↓ ذُهَيْبَةٌ is the dim. of ذَهَبٌ, the ة being added because the latter word is fem., like as it is in قُوَيْسَةٌ and شُمَيْسَةٌ; or it is the dim. of ذَهَبَةٌ, and signifies a little piece of ذَهَب [or gold]: (TA:) the pl. of ذَهَبٌ is أَذْهَابٌ [a pl. of pauc.] (S, A, Msb, K) and ذُهُوبٌ (S, K) and ذُهْبَانٌ (Nh, Msb, K) and ذِهْبَانٌ. (Nh, TA.) [مَآءُ الذَّهَبِ means Water-gold; goldpowder mixed with size, for ornamental writing &c.] b2: The yolk, or the entire contents, i. e. yolk and white, (مُحّ, K, TA, with the unpointed ح, TA, [in the CK and in my MS. copy of the K مُخّ,]) of an egg. (K.) A2: Also, (S, K,) in a copy of the T written ↓ ذَهْبٌ, (TA,) A certain measure of capacity, for corn, used by the people of ElYemen, (S, K,) well known: (S:) pl. ذِهَابٌ (K) and أَذْهَابٌ, [the latter a pl. of pauc.,] (S, K,) and pl. pl. [i. e. pl. of the latter of the pls. above]

أَذَاهِبُ, (S, and so in the K accord. to the TA,) mentioned by A' Obeyd, (S,) or أَذَاهِيبُ. (So in the CK.) ذَهِبٌ: see 1, last sentence.

ذِهْبَةٌ A rain: (S:) or a weak rain: or a copious rain: (A'Obeyd, K:) pl. ذِهَابٌ. (A'Obeyd, S, K.) ذَهَبَةٌ: see ذَهَبٌ, first sentence.

ذَهُوبٌ: see ذَاهِبٌ.

ذَهِيبٌ: see مُذْهَبٌ, first sentence.

ذُهَيْبَةٌ: see ذَهَبٌ, first sentence.

ذَاهِبٌ [part. n. of ذَهَبَ;] Going [in any manner, or any pace]; going, or passing, along; marching; journeying; proceeding: going, or passing, away; departing: [&c.:] (A, K:) and ↓ ذَهُوبٌ signifies the same [in an intensive manner]. (K.) b2: [ذَاهِبٌ فِى الطُّولِ means (assumed tropical:) Excessive in length or tallness.]

مَذْهَبٌ is an inf. n.: (JK, A, K:) b2: and also signifies A place of ذَهَاب [or going, &c.]: and a time thereof. (JK.) b3: [Also A place to which one goes: see an ex. voce مَحْضَرٌ. b4: And hence,] (tropical:) A place to which one goes for the purpose of satisfying a want of nature; a privy; (TA;) i. q. مُتَوَضَّأٌ; (JK, A, K, TA;) in the dial. of the people of El-Hijáz. (JK, A, TA.) b5: [Also A way by which one goes or goes away. b6: and hence, as in several exs. in the first paragraph of this art.,] (tropical:) A way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like: (Msb, K, TA:) (tropical:) [a way that one pursues in respect of doctrines and practices in religion &c.; and particularly a way of believing, opining, thinking, or judging;] a belief, a creed, a persuasion, a doctrine, an opinion, a tenet, or a body of tenets or articles of belief; (K, TA;) an opinion in, or respecting, religion; and, accord. to Es-Sarakustee, an innovation in religion: (Msb:) and ↓ ذَهْبٌ signifies the same. (JK, TA.) [The pl. is مَذَاهِبُ.

Hence, ذَوُو مَذَاهِبُ (assumed tropical:) Persuasions, as meaning persons holding particular tenets in religion or the like.] b7: Also (assumed tropical:) Origin: (Ks, Lh, K:) so in the sayings, مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ مَذْهَبَهُ and لَا يُدْرَى لَهُ مَذْهَبٌ, i. e. (assumed tropical:) It is not known whence is his origin. (Ks, Lh, TA.) مُذْهَبٌ Gilt, or done over with gold; (S, A, K;) as also ↓ مُذَهَّبٌ (A, K) and ↓ ذَهِيبٌ. (T, K.) b2: Also sing. of مَذَاهِبُ, which signifies Skins gilt, (ISk, JK, TA,) i. e. having gilt tines, or stripes, regularly, or uniformly, succeeding one another: (ISk, TA:) or gilt straps or thongs: (S, TA:) and variegated, or figured, [garments of the kind called] بُرُود: (JK, TA:) [or it is applied as an epithet to such garments; for] you say بُرْدٌ مُذْهَبٌ. (TA.) The pl. above mentioned is also applied [as an epithet] to swords [app. meaning Adorned with gilding]. (TA.) b3: Applied to a horse, Of a red colour tinged over with yellow; (TA;) and so كُمَيْتٌ مُذْهَبٌ [i. e. of a gilded bay colour]: (S, TA:) fem. with ة: the mare thus termed is of a clearer colour and thinner skin. (TA.) A2: المُذْهَبُ is also a name of The Kaabeh. (K, TA.) A3: See also the next paragraph, in three places.

مُذْهِبٌ A gilder. (S.) b2: ↓ المُذْهَبُ, explained by Lth as the name of (assumed tropical:) A certain devil, said to be of the offspring of Iblees, who tempts reciters of the Kur-án in the performance of [the ablution termed] الوُضُوْء, (K, * TA,) and on other occasions, (TA,) is [said to be] correctly [المُذْهِبُ,] with kesr to the ه: (K:) applied to the devil, (TA in art. شيط,) as meaning (assumed tropical:) he who embellishes, or renders goodly in appearance, acts of disobedience [to God], as also المُهَذِّبُ, (Fr, TA in art. هذب,) IDrd thinks that it is not [genuine] Arabic. (TA.) And accord. to the S and El-Kurtubee and many others, ↓ بِهِ مُذْهَبٌ means (assumed tropical:) [In him is] a vain suggestion [of the devil] respecting the water, and [respecting] the using much thereof in the وُضُوْء: [i. e. a vain suggestion that may induce him to think that the water is unfit, or deficient in quantity, or the like:] but accord. to the K, it is correctly المُذْهِبُ. (TA.) Az says that the people of Baghdád apply the appellation مُذْهِبٌ to (assumed tropical:) A man who inspires vain suggestions; and that the vulgar among them pronounce it ↓ مُذْهَبٌ. (TA.) مَذْهَبَةٌ [A cause, or means, of doing away with, removing, dispelling, or banishing]. Fasting is said, in a trad., to be مَذْهَبَةٌ لِلْأَشَرِ [i. e. (assumed tropical:) A cause, or means, of dispelling exultation, or excessive exultation, and resting the mind upon things agreeable with natural desire]. (T and S voce مَحْسَمَةٌ, q. v.) مُذَهَّبٌ: see مُذْهَبٌ.
ذهب
: (ذَهَبَ كَمَنَعَ) يَذْهَبُ (ذَهَاباً) بالفَتْحِ ويُكْسَرُ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ (وذُهُوباً) بِالضَّمِّ، قِيَاسِيٌّ مُسْتَعْمَلٌ (ومَذْهَباً، فَهُوَ ذَاهِبٌ وذَهُوبٌ) كصَبُورٍ (: سَارَ أَو: مَرَّ، و) ذَهَبَ (بِهِ: أَزَالَهُ، كأَذْهَبَهُ) غَيْرُهُ (و) أَذْهَبَه (بِهِ) قَالَ أَبو إِسحاق، وَهُوَ قَلِيلٌ، فأَمَّا قِرَاءَةُ بعضِهِم {2. 031 يكَاد سنا برقه يذهب بالاءَبصار} (النُّور: 43) فنَادِرٌ، وَمن الْمجَاز: ذَهَبَ عَلَيَّ كَذَا: نَسِيتُه، وذَهَبَ فِي الأَرْضِ كِنَايَة عَن الإِبْدَاءِ، كَذَا فِي (الأَساس) ، قَالَ شَيخنَا: ذَهَبَتْ طائفةٌ مِنْهُم السُّهَيْلِيُّ إِلى أَنَّ التَّعْدِيَةَ بالبَاءِ تُلْزِمُ المُصَاحَبَةَ، وبغَيْرِهَا لَا تُلْزِم، فإِذا قلتَ: ذَهَبَ بِه فمَعْنَاهُ: صَاحَبَه فِي الذَّهَابِ، وإِذَا قلتَ أَذْهَبَه أَو ذَهَّبَه تَذْهِيباً فمعناهُ: صَيَّرَه ذَاهِبًا وحْدَه وَلم يُصَاحِبْهُ، وبَقِي على ذَلِك أَسْرَاهُ وأَسْرَى بِهِ وتَعَقَّبُوهُ بِنَحْوِ {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} (الْبَقَرَة: 17) فإِنه لَا يُمْكِنُ فِيهِ المُصَاحَبَةُ، لاستِحَالَتِهَا، وقَالَ بعضُ أَئمة اللغةِ والصَّرْفِ: إِنْ عُدِّيَ الذَّهَابُ بالبَاءِ فمَعْنَاهُ الإِذْهَابُ، أَو بعَلَى فَمَعْنَاه النِّسْيَانُ، أَو بعَنْ فالتَّرْكُ، أَو بإِلَى فالتَّوَجُّه، وَقد أَورد أَبو الْعَبَّاس ثَعْلَب: ذَهَبَ وأَذْهَبَ فِي (الفصيح) ، وصحَّحَ التَّفْرِقَةَ، انْتهى، قلتُ: ويقولونَ: ذَهَب الشَّأْمَ، فَعَدَّوْه بِغَيْر حَرْفٍ، وإِن كَانَ الشَّأْمُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً، شَبَّهُوه بالمَكَانِ المُبْهَمِ.
(و) من الْمجَاز (المَذْهَبُ: المُتَوَضَّأُ) لأَنَّه يُذْهَبُ إِليه، وَفِي الحَدِيث أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَانَ إِذا أَرَادَ الغَائِطَ أَبْعَدَ فِي المَذْهَبِ) وَهُوَ مَفْعَلٌ مِن الذَّهَابِ، وَعَن الكَسائيّ: يقالُ لِمَوْضِعِ الغَائِطِ: الخَلاَءُ والمَذْهَبُ والمِرْفَقُ، والمِرْحَاضُ، وَهُوَ لُغَةُ الحجازيّين. (و) من الْمجَاز: المَذْهَبُ: (المُعْتَقَدِ الَّذِي يُذهَب إِليْه) وذَهَبَ فلانٌ لِذَهَبِه أَي لِمَذْهَبِه الَّذِي يَذْهَب فِيهِ. (و) المَذْهَب (: الطَّرِيقَةُ) يُقَال: ذَهَبَ فلانٌ مَذْهَباً حَسَناً، أَي طَريقَة حَسَنَةً، (و) المَذْهَبُ (: الأَصْلُ) حكى اللحيانيُّ عَن الكسائِيّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ مَذْهَبٌ، وَلاَ يُدْرَى لَهُ مذْهبه أَي لَا يُدْرَى أَيْنَ أَصْلُه.
(و) المُذْهَبُ (بِضَمِّ المِيمِ) اسْمُ (الكَعْبَةِ) زِيدَتْ شَرَفاً.
(و) المُذْهَبُ مِنَ الخَيْلِ: مَا عَلَتْ حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ، والأُنْثَى: مُذْهَبَةٌ، وإِنّمَا خَصَّ الأُنْثَى بالذِّكْرِ لاِءَنَّهَا أَصْفَى لَوْناً وأَرَقُّ بَشَرَةً، وَيُقَال: كُمَيْتٌ مُذْهَبٌ: لِلَّذِي تَعْلُو حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ، فإِذا اشْتَدَّت حُمْرَتُهُ وَلم تَعْلُهُ صُفْرَةٌ فَهُوَ المُدَمَّى، والأُنْثَى: مُذْهَبَةٌ، والمُذْهَبُ (: فَرَسُ أَبْرَهَةَ بنِ عُمَيْرِ) بنِ كُلْثُومٍ (و) أَيضاً فَرَسُ (غَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ) أَبِي قَبِلَةٍ، (و) المُذْهَبُ: اسْمُ (شَيْطَانٍ) يُقَال: هُوَ من وَلَدِ إِبْلِيسَ، يَتَصَوَّرُ لِلْقُرَّاءِ فَيَفْتِنُهُمْ عِنْدَ (الوُضُوءِ) وغيرِه، قَالَه الليثُ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسَبُه عَرَبِيًّا، وَفِي (الصِّحَاح) ، وقولُهُمْ: بِه مُذْهَبٌ يَعْنُونَ الوَسْوَسَةَ فِي المَاءِ وكُثْرِ اسْتِعْمَالِهِ فِي الوُضُوءِ، انْتهى، قَالَ الأَزهريّ: وأَهْلُ بَغْدَادَ يَقُولُونَ لِلْمُوَسْوِسِ من النَّاسِ: المُذْهِبُ، وعَوَامُّهُمْ يَقُولُونَ: المُذْهَبُ بفَتحِ الهاءِ (وكَسْرُ هَائِهِ الصَّوَابُ) قَالَ شيخُنَا: عَرَّفَ الجُزْأَيْنِ لإِفَادَةِ الحَصْرِ، يَعْنِي أَنَّ الصَّوَابَ فِيهِ هُوَ الكَسْرُ لَا غيرُ (وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ) وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ عبارةَ الجوهريُّ لَيْسَ فِيهَا تَقْييدُ فَتْحٍ أَو كَسْرٍ، بل هِيَ مُحْتَمِلَةٌ لَهما، اللُّهُمّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ ضَبْطَ قَلَمٍ، فقد جَزَمَ القُرْطُبِيُّ وطَوَائِفُ مِن المُحَدِّثِينَ، ومِمَّنْ أَلَّفَ فِي الرُّوحَانِيِّينَ أَنه بالفَتْحِ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ هَذَا وأَمْثَالَ ذَلِك لَا يكونُ وَهَماً، أَشَارَ لَهُ شَيخنَا.
وأَبُو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُذْهِبِ: مُحَدِّثٌ، حَدَّثَ عَن أَبِي بَكْرٍ القَطِيعِيّ وغيرِهِ.
(والذَّهَبُ) معروفٌ، قَالَ الجوهريّ وابنُ فارسٍ وَابْن سَيّده والزُّبَيْدِي والفيُّوميّ، وَيُقَال: وَهُوَ (التِّبْرُ) قَالَه غيرُ وَاحِدٍ من أَئمة اللُّغَة، فَصَرِيحُهُ: تَرَادُفُهُمَا، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَن الذهَبَ: أَعَمّ مِن التِّبْرِ، فإِنَّ التِّبْرَ خَصُّوهُ بِمَا فِي المَعْدِنِ، أَو بِالَّذِي لم يُضْرَبْ وَلم يُصْنَعْ، (ويُؤَنَّثُ) فيقالُ: هِيَ الذَّهَبُ الحَمْرَاءُ، وَيُقَال: إِنَّ التأْنيثَ لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ، ويقولونُ نَزَلَتْ بِلُغَتِهِم. {وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله} (التَّوْبَة: 34) والضَّمِيرُ للذَّهَبِ فَقَطْ، خَصَّهَا بذلك لِعِزَّتِهَا، وسَائِرُ العَرَبِ يقولونَ: هُوَ الذَّهَبُ، قَالَ الأَزهريّ: الذّهَبُ مُذَكَّرٌ عِنْد العَرَبِ، وَلَا يجوزُ تَأْنِيثُه، إِلاَّ أَنْ تجْعَلَهُ جَمْعاً لِذَهَبَةٍ، وقيلَ: إِنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ إِلى الفِضَّةِ، لكثرتها، وَقيل إِلى الكُنُوزِ، وجائزٌ أَن يكونَ مَحْمُولا على الأَمْوَالِ، كَمَا هُو مُصَرَّح فِي التفاسير وحَوَاشِيهَا، وَقَالَ القُرْطُبيّ: الذَّهَبُ مُؤَنَّثٌ، تقولُ العَرَبُ: الذَّهَبُ الحَمْرَاءُ، وَقد يُذَكَّرُ، والتأْنيثُ أَشهَرُ. (واحدتُهُ بهاءٍ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) الذَّهَبُ: التِّبْرُ، والقِطْعَةُ مِنْهُ ذَهَبَةٌ، وعَلى هَذَا يذكَّرُ ويُؤَنَّثُ على مَا ذُكِر فِي الجَمْعِ الَّذِي لَا يفارِقُه واحِدِه إِلا بالهَاءِ وَفِي حديثِ عَلِيَ كرَّمَ الله وَجهه (فَبَعَثَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ) قَالَ ابْن الأَثِير: وَهِي تصغيرُ ذَهَبٍ وأَدْخَلَ فيهَا الهَاءَ لأَن اذَّهَبَ يُؤَنَّثُ، والمُؤَنَّثُ الثُّلاَثِيُّ إِذَا صُغِّرَ أُلحقَ فِي تَصْغِيرِه الهَاءُ، نحوُ قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ، وقيلَ: هُوَ تَصْغَيرُ ذَهَبَةٍ، على نِيَّةِ القِطْعَةِ مِنْهَا، فصَغَّرَهَا عَلَى لَفْظِهَا، (ج أَذْهَابٌ) ، كَسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، (وذُهُوبٌ) بالضَّمِّ، زَادَهُ الجوهَرِيّ (وذُهْبَانٌ بالضَّمِّ) كَحَمَلٍ وحُمْلاَنٍ، وَقد يُجْمَعُ بالكَسْرِ أَيضاً، وَفِي حَدِيث عليَ كرّم الله وَجهه (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ لَفَعَلَ) هُوَ جمع ذَهَبٍ كَبَرَقٍ وبِرْقَانٍ، كِلاَهُمَا (عَن النِّهَايَة) لِابْنِ الأَثير، والضَّمُّ وحْدَه عَن الْمِصْبَاح للفَيْوميّ، (وأَذْهَبَهُ: طَلاَهُ بِهِ) أَي الذَّهَبِ (كَذَهَّبَهُ) مُشَدَّداً، والإِذْهَابُ والتَّذْهِيبُ واحِدٌ، وَهُوَ التَّمْوِيهُ بالذَّهَبِ (فَهُوَ مُذْهَبُ) وكُلُّ مُمَوَّهٍ بالذَّهَبِ فَقَدْ أُذْهِبَ، وَالْفَاعِل مُذْهِبٌ، قَالَ لبيد:
أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلْوَاحِهِ
أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتَومُ
(و) شيءٌ (ذَهِيبٌ) : مُذْهَبُ، قَالَ أَبُو مَنصور: أُرَاهُ عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الزِّيَادَةِ قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:
مُوَشَّحَة الأَقْرَابِ أَمَّا سَرَاتُهَا
فَمُلْسٌ وَأَمَّا جِلْدُهَا فَذَهِيبُ
والمَذَاهِبُ: سُيُورٌ تُمَوَّهُ بالذَّهَبِ، وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول قَيْس بنِ الخَطِيمِ:
أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المَذَاهِبِ
المَذَاهِبُ: جُلُودٌ كانَتْ تُذْهَبُ، وَاحِدُهَا مُذْهَبٌ، تُجْعَلُ فِيهِ خُطُوطٌ مُذْهَبَةٌ فَتَرَى بَعْضَها فِي إِثْرِ بَعْضٍ، فكَأَنَّهَا مُتَتَابِعَةٌ، وَمِنْه قَول الهُذَلِيّ:
يَنْزِعْنَ جِلْدَ المَرِءِ نَزْ
عِ القَيْنِ أَخْلاَقَ المَذَاهِبْ
يَقُول: الضِّبَاعُ يَنْزِعْنَ جِلدَ القَتِيلِ كَمَا يَنْزِعُ القَيْنُ جِلْدَ السُّيُوفِ، قَالَ: وَيُقَال: المَذَاهِبُ: البُرُودُ المُوَشَّاةُ، يُقَال: بُرْدٌ مُذْهَبٌ، (و) يُقَال: ذَهَّبْتُ الشيءَ فَهُوَ (مُذَهَّبٌ) إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ. وَفِي حَدِيث جرير (حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يتهلَّل) كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ (قَالَ ابْن الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي سنَن النَّسائيّ، وَبَعض طُرُقِ مُسْلمِ، هُوَ من الشيءِ المُذْهَبِ أَي المُمَوَّه بالذَّهَبِ، قَالَ: وَالرِّوَايَة بِالدَّال الْمُهْملَة وَالنُّون.
(والذَّهَبِيُّونَ مِنَ المُحَدِّثِينَ جَمَاعَةٌ) مِنْهُم: أَبُو الحُسَيْنِ عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وأَبُو الوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيّ، وأَبُو طاهِرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن المُخْلص الأُطْرُوشُ، وأَبُو الفَتْحِ عُمَرُ بنُ يعقوبَ بنِ عُثْمَانَ الإِرْبِليْ، وشاهِنْشَاه بنُ عبدِ الرَّزاقِ بنِ أَحمدَ العامِرِيّ.
وَمن المتأَخرينَ: حافظُ الشأْمِ محمدُ بن عثمانَ قايماز شيخ المصنِّف، وَغَيرهم، رَضِي الله عَنْهُم أَجمعين.
وَتَلُّ الذَّهَبِ مِنْ إِقْلِيمِ بُلْبَيْسَ، وخَلِيجُ الذَّهَبِ فِي إِقْلِيمِ الأُشْمُونَيْنِ، وجَزِيرَةُ الذَّهَبِ: اثْنَتَانِ: إِحْدَاهُمَا فِي المزاحمتين.
(وذَهِبَ) الرَّجُلُ (كَفرِحَ) يَذْهَبُ ذَهَباً فَهُوَ ذَهِبٌ (و) حكى ابنُ الأَعرابيّ (ذِهِبَ بِكَسْرَتَيْنِ) قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهَذَا عِنْدَنَا مُطَّرِدٌ، إِذا كَانَ ثانِيهِ حَرْفاً من حروفِ الحَلْقِ وكانَ الفِعْلُ مكسورَ الثانِي وَذَلِكَ فِي (لُغَةِ) بَنِي تميمٍ، وسَمِعَه ابنُ الأَعْرَابِيّ فَظَنَّه غيرَ مُطَّرِدٍ فِي لُغَتِهِم فلذلكَ حكاهُ (: هَجَمَ فِي المَعْدِنِ على ذَهَبٍ كَثِيرٍ) فَرَآهُ (فَزَالَ عَقْلُهُ وَبَرِقَ بَصَرُهُ) من عِظَمِهِ فِي عَيْنِه، فَلم تَطْرِفْ، مُشْتَقٌّ من الذَّهَبِ قَالَ الراجز:
ذَهِبَ لَمَّا أَنْ رَآهَا تُزْمُرَهْ
وقَالَ يَا قَوْمِ رَأَيْتُ مُنْكَرَهْ
شَذْرَةَ وَادٍ ورَأَيْتُ الزُّهْرَهْ
(والذَّهْبَةُ بِالْكَسْرِ: المَطْرَةُ) واحدةُ الذِّهَابِ، وَحكى أَبو عُبيد عَن أَصحابه الذِّهَابُ: الأَمْطَارُ (الضَّعِيفَةُ، أَو الجَوْدُ، ج ذِهَابٌ) قَالَ الشَّاعِر:
نَوْضَّحْنَ فِي قَرْنِ الغَزَالَةِ بَعْدما
تَرشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهَابِ الرَّكَائِكِ
وأَنشد الجوهريّ للبَعِيثِ:
وعذِي أُشُرٍ كَالأُقْحُوَانِ تَشُوفهُ
ذِهَابُ الصَّبَا والمُعْصِرَاتُ الدَّوَالِحُ
وأَنشد ابنُ فَارس فِي الْمُجْمل قولَ ذِي الرّمة يصف رَوْضَةً:
حَوَّاءُ قَرْحَاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وكفَتْ
فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْهَا البَرَاعِيمُ
وَفِي حَدِيث عليَ فِي الاسْتِسْقَاءِ (لاَ قَزَعٌ رَبَابُهَا: وَلاَ شِفَّانٌ ذِهَابُهَا) الذِّهَابُ: الأَمْطَارُ اللَّيِّنَةُ، وَفِي الكلامِ مضافٌ محذوفٌ، تقديرُه: ولاَ ذَاتُ شِفَّانٍ ذِهَابُهَا.
(والذَّهَبُ مُحَرَّكَةً: مُحُّ) بِالْمُهْمَلَةِ (البَيْضِ) ومِكْيَالٌ (معروفٌ) لأَهْلِ اليَمَنِ) ، ورأَيتُ فِي هامِشِ نُسْخَة (لِسَان الْعَرَب) مَا صُورَتُه: فِي نُسْخَة (التَّهْذِيب) الذَّهْب بسُكُونِ الهَاءِ (ج ذِهَابٌ وأَذْهَابٌ، وجج) : أَي جَمْعُ الجَمْعِ (أَذَاهِبُ) . فِي حَدِيث عِكْرَمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي أَذَاهِبَ مِنْ بُرَ وأَذَاهِبَ مِنْ شَعِيرٍ قَالَ: يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَيُزَكَّى.
(و) ذَهُوبُ (كصَبُورٍ: امْرَأَةٌ) نَقله الصاغانيّ.

(و) ذُهَابٌ (كغُرَابٍ: ع) فِي دِيَارِ بَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ.
(و) ذَهْبَانُ (كسَحْبَانَ: ع باليَمَنِ) بالسَّاحِلِ، وأَبُو بَطْنٍ.
وذَهْبَابَة: قَرْيَةٌ من قُرَى حَرَّانَ، بهَا تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ الحَدِيدِ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، تَرْجَمَهُ المُنْذِرِيُّ فِي التَّكْملة (وكشَدَّادٍ: لَقَبُ عَمْرِو) بنِ جَنْدَلِ بنِ مَسْلَمَةَ، كَمَا سَمَّاهُ ابْن الكَلْبِيِّ فِي (جَمْهَرَةِ النَّسَبِ) (أَو) هُوَ لَقَبُ (مالِكه بنِ جَنْدَلٍ الشَّاعِر) كَمَا سَمَّاهُ ابنُ الكَلْبِيِّ أَيضاً فِي كتاب (أَلْقَاب الشُّعَرَاء) وَقَالَ لُقِّبَ بقوله:
وَمَا سَيْرُهُنَّ إِذْ عَلَوْنَ قُرَاقِراً
بِذِي يَمَمٍ وَلاَ الذّهَاب ذَهَابُ
(و) الذِّهَابُ (كَكِتَابٍ:) موضعٌ، وقيلَ: هُوَ (جَبَلٌ) بِعَيْنِهِ قَالَ أَبُو دُوَادٍ:
لِمَنْ طَلَلٌ كعُنْوَانِ الكِتَابِ
بَبَطْنِ لُوَاقَ أَوْ بَطْنِ الذُّهَابِ
(ويُضَمُّ) فِيهِ أَيضاً، (و) يُرْوَى أَيضاً (كسَحَابٍ) وَهُوَ بالفَتْحِ (يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ، واسمُ قَبِبلَةٍ) .
ذ هـ ب : (الذَّهَبُ) مَعْدِنٌ ثَمِينٌ وَشَيْءٌ (مُذَهَّبٌ) وَ (مُذْهَبٌ) أَيْ مُمَوَّهٌ بِالذَّهَبِ. وَ (ذَهَبَ) يَذْهَبُ (ذَهَابًا) وَ (ذُهُوبًا) وَ (مَذْهَبًا) بِفَتْحِ الْمِيمِ أَيْ مَرَّ. 
(ذهب)
ذَهَابًا وذهوبا ومذهبا مر وَمضى وَمَات وَيُقَال ذهب الْأَثر زَالَ وامحى وَبِه صَاحبه فِي الذّهاب وَبِه أزاله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ذهب الله بنورهم وتركهم فِي ظلمات لَا يبصرون} وَيُقَال ذهبت بِهِ الْخُيَلَاء أزالته عَن وقاره وَعنهُ تَركه وَعَلِيهِ كَذَا نَسيَه وَإِلَيْهِ توجه وَيُقَال ذهب إِلَى قَول فلَان أَخذ بِهِ وَذهب مَذْهَب فلَان قصد قَصده وَطَرِيقه وَذهب فِي الدّين مذهبا رأى فِيهِ رَأيا أَو أحدث فِيهِ بِدعَة وَالشَّيْء فِي الشَّيْء اخْتَلَط فَهُوَ ذَاهِب وذهوب

ذهب


ذَهَبَ(n. ac. مَذْهَب
ذَهَاْب
ذِهَاْب
ذُهُوْب)
a. Went or passed away, departed; vanished, disappeared;
died.
b. [Bi], Went away with, took away, did away with.
c. [Ila], Held, believed, thought, considered, deemed
regarded.
ذَهِبَ(n. ac. ذَهَب)
a. Found a large quantity of gold in a mine.

ذَهَّبَa. Gilded.

أَذْهَبَa. see IIb. Carried off, took away; did away with; made to go away;
destroyed.

ذَهَب
(pl.
ذُهُوْب
ذِهْبَاْن
ذُهْبَاْن أَذْهَاْب)
a. Gold.
b. Yolk (egg).
ذَهَبِيّa. Golden.

مَذْهَب
(pl.
مَذَاْهِبُ)
a. Way, path, passage.
b. Course, manner of acting.
c. Opinion, belief; persuasion; tenet.

ذَاْهِبa. Disappearing & c.

ذَهَاْبa. Departure; disappearance; removal.

ذَهِيْبa. Gilt, gilded.

ذُهُوْبa. see 22
N. Ag.
أَذْهَبَa. Gilder.
ذهب
الذَّهَبُ: التِّبْرُ، والقِطْعَةُ: ذَهَبَةٌ. ويُؤَّنثُ الذَّهَبُ ويُذَكَّرُ. وجَمْعُه أذْهابٌ. والمُذْهَبُ: الشَّيْءُ المَطْليُّ بالذَّهَب. وذَهِبَ الرَّجُلُ ذَهَباً: تَحَيَّرَ في الذَّهَبِ والمَعْدِن.
والمَذَاهِبُ: جُلُوْدٌ تُذَهْبُ، واحِدُها مُذْهَبٌ، وهي البُرُوْدُ المُوَشّاةُ أيضاً. والمُذَهَّبُ: شَيْءٌ يُكْتَبُ فيه. والذِّهَابُ والذُّهُوب: لُغَتَانِ. والمَذْهَبُ: مَصْدَرُ الذَّهَاب، واسْمٌ للمَوْضِع، ووَقْتٌ من الزَّمان، والمُتَوَضَّأ بلُغَةِ أهل الحِجاز. والذَّهْبَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ من الذَّهاب. ويقولون: ذَهَبَ لِذَهَبِه: أي لِمَذْهَبِه الذي يَذْهَبُ إليه. وجَرى الفَرَسُ مُذْهِباً: أي سَرِيعاً. والذِّهْبَةُ: المَطْرُة الجَوْدُ، والجميع الذِّهَابُ. والذَّهَبُ: مِكْيالٌ لأهْلِ اليَمَنِ، يُجْمَعُ على الأذْهاب ثم على الأذاهِب.
ذ هـ ب

ذهب من داره إلى المسجد ذهاباً ومذهباً. وذهب مذهباً بعيداً. وأذهبه: جعله ذاهباً. وذهب به: مرّ به مع نفسه. وكثر عنده الذهب وكثرت عند أهل الحجاز. ويقولون: أعطني ذهيبتي. وعندي ذهبة: قطعة من الذهب. ولفلان ذهبان وأذهاب كثيرة. ورجل ذهب: يرى الذهب فيدهش ويبرق بصره من عظمه في عينه. ولوح مذهب ومذهب. واطلب لي المذاهب وهي السيور المموهة بالذهب. وكميت مذهب: تعلو حمرته صفرة. ووقعت الذهاب في أرضنا جمع ذهبة وهي أمطار غزار.

ومن المجاز والكناية: ذهب فلان مذهباً حسناً. وذهب عليّ كذا: نسبته. وذهب الرجل في القوم والماء في اللبن: ضل. وفلان يذهب إلى قول أبي حنيفة أي يأخذ به. وذهبت به الخيلاء. وخرج إلى المذهب وهو المتوضأ عند أهل الحجاز. وتقول: مثل مذهبكم وقدره، مثل مذهبكم وقذره؛ وذهب في الأرض: كناية عن الإبداء. وأبعد فلان المذهب وأبعد الأثر. تنحى للإبداء.
[ذهب] حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلهل كأنه "مذهبة" كذا في سنن النسائي وبعض طرق مسلم، والرواية بالدال المهملة والنون ومرت، فإن صح الأول فهو بمعنى المموه بالذهب، أو من فرس مذهب إذا علت حمرته صفرة، وخص الأنثى لأنها أصفى لونًا وأرق بشرة. ط: مذهبة بفتح هاء. نه وفيه: فبعث من اليمن "بذهبية" مصغرة ذهب وهي مؤنثة فظهر التاء فيها. وكنوز "الذهبان" جمع ذهب كبرقان وقد يضم. وفيه: إذا أراد الغائط أبعد "المذهب" هو موضع يتغوط فيه. وفيه: وفي ح الاستسقاء: لا قزع ربابها ولا شفان "ذهابها" هي الأمطار اللينة جمع ذهبة، أي ولا ذات شفان ذهابها. وفيه: سئل عن "أذاهب" من بر و"أذاهب" من شعير، فقال: يضم بعضها إلى بعض ثم تزكى، هي جمع أذهاب جمع ذهب بفتح هاء مكيال باليمن. ك: "لا تذهبوا" فتقولوا قال ابن عباس كذا، أي تقولونه من غير أن تضبطوا قولي. وفيه: كان كأمس "الذاهب" هو صفة مؤكدة لأمس أي قتله في الحال. فيه: والذي "ذهب" به، أي توفاه أي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ط: أي أقسم بالذي توفاه ما تركهما أي الركعتين بعد وفد عبد القيس. وفيه: لا يزال الرجل "يذهب" بنفسه، الباء للتعدية أي يرفع نفسه ويبعدها عن الناس في المرتبة ويعتقدها عظيمة القدر أو للمصاحبة، أي يرافق نفسه ويعززها ويكرمها كما يكرم الخليل حتى تصير متكبرة وتغتر. وفيه: "اذهب" بها الآن أي بما جئت به وتمسكت لحط منزلة عثمان بعد ما بينت لك الحق المحض. مق: أو بما بينت لك من مقالتي. ز: والأول أنسب لقوله: الآن.

ذهب: الذَّهابُ: السَّيرُ والـمُرُورُ؛ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً

وذُهوباً فهو ذاهِبٌ وذَهُوبٌ.

والـمَذْهَبُ: مصدر، كالذَّهابِ.

وذَهَبَ به وأَذهَبَه غيره: أَزالَه. ويقال: أَذْهَبَ

به، قال أَبو إِسحق: وهو قليل. فأَمـَّا قراءة بعضهم: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار، فنادِرٌ. وقالوا: ذَهَبْتُ الشَّامَ، فعَدَّوْهُ بغيرِ حرفٍ، وإِن كان الشامُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً شَبَّهوه بالمكان الـمُبْهَم، إِذ كان يَقَعُ عليه المكانُ والـمَذْهَبُ. وحكى اللحياني: إِنَّ الليلَ طوِيلٌ، ولا يَذْهَبُ بنَفْسِ أَحدٍ منَّا، أَي لا ذَهَب.

والـمَذْهَب: الـمُتَوَضَّـأُ، لأَنـَّهُ يُذْهَبُ إِليه. وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلّم، كان إِذا أَراد الغائطَ أَبْعَدَ في الـمَذْهَبِ، وهو مَفْعَلٌ من الذَّهابِ.

الكسائي: يقالُ لـمَوضع الغائطِ: الخَلاءُ، والـمَذْهَب، والـمِرْفَقُ،

والـمِرْحاضُ.

والـمَذْهَبُ: الـمُعْتَقَد الذي يُذْهَبُ إِليه؛ وذَهَب فلانٌ لِذَهَبِه أَي لـمَذْهَبِه الذي يَذْهَبُ فيه. وحَكى اللحياني عن الكسائي: ما

يُدْرَى له أَينَ مَذْهَبٌ، ولا يُدْرَى لَهُ ما مَذْهَبٌ أَي لا يُدْرَى

أَين أَصلُه. ويقال: ذَهَبَ فُلانٌ مَذْهَباً حَسَناً. وقولهم به: مُذْهَب،

يَعْنون الوَسْوَسَة في الماءِ، وكثرة استعمالِه في الوُضوءِ. قال

الأَزْهَرِيُّ: وأَهلُ بَغدادَ يقولون للـمُوَسْوِسِ من الناس: به

الـمُذْهِبُ، وعَوَامُّهم يقولون: به الـمُذْهَب، بفَتح الهاء، والصواب

الـمُذْهِبُ.والذَّهَبُ: معروفٌ، وربما أُنِّثَ. غيره: الذَّهَبُ التِّبْرُ،

القِطْعَةُ منه ذَهَبَة، وعلى هذا يُذَكَّر ويُؤَنَّث، على ما ذُكر في الجمعِ الذي لا يُفارِقُه واحدُه إِلاَّ بالهاءِ. وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهه: فبَعَثَ من اليَمَنِ بذُهَيْبَة. قال ابن الأَثير: وهي تصغير ذَهَبٍ، وأَدْخَلَ الهاءَ فيها لأَنَّ الذَّهَب يُؤَنَّث، والـمُؤَنَّث الثُّلاثيّ إِذا صُغِّرَ أُلْـحِقَ في تصغيرِه الهاءُ، نحو قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ؛ وقيل: هو تصغيرُ ذَهَبَةٍ، على نِـيَّةِ القِطْعَةِ منها، فصَغَّرَها على لفظِها؛ والجمع الأَذْهابُ والذُّهُوبُ. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه تعالى وجهه: لو أَرادَ اللّه أَن يَفْتَحَ لهم كنوزَ الذِّهْبانِ، لفَعَل؛ هو جمعُ ذَهَبٍ، كبَرَقٍ وبِرْقانٍ، وقد يجمع بالضمِّ، نحو حَمَلٍ وحُمْلانٍ.

وأَذْهَبَ الشيءَ: طلاه بالذَّهَبِ.

والـمُذْهَبُ: الشيءُ الـمَطْليُّ بالذَّهَب؛ قال لبيد:

أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ، على أَلْواحِهِ * أَلنَّاطِقُ الـمَبْرُوزُ والـمَخْتُومُ

ويروى: على أَلواحِهِنَّ النَّاطِقُ، وإِنما عَدَل عن ذلك بعض الرُّواةِ اسْتِـيحاشاً من قَطْعِ أَلِفِ الوَصْل، وهذا جائِزٌ عند سيبويه في الشِّعْرِ، ولاسِـيَّـما في الأَنْصافِ، لأَنها مواضِعُ فُصُولٍ.

وأَهلُ الـحِجازِ يقولون: هي الذَّهَبُ، ويقال نَزَلَت بلُغَتِهِم:

والذين يَكنِزُونَ الذَّهَبَ والفضة، ولا يُنْفِقونها في سبيل اللّه؛ ولولا ذلك، لَغَلَبَ الـمُذَكَّرُ الـمُؤَنَّثَ. قال: وسائِرُ العَرب يقولون: هو الذَّهَب؛ قال الأَزهري: الذَّهب مُذَكَّر عندَ العَرَب، ولا يجوزُ

تأْنِـيثُه إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ جَمْعاً لذَهَبَةٍ؛ وأَما قوله عزَّ وجلَّ: ولا يُنْفِقُونَها، ولم يَقُلْ ولا يُنْفِقُونَه، ففيه أَقاويل: أَحَدُها أَنَّ المعنى يَكْنزُون الذَّهَبَ والفِضَّة، ولا يُنْفِقُونَ الكُنُوزَ في سَبِـيلِ اللّه؛ وقيل: جائِزٌ أَن يكونَ مَحْمولاً على الأَمْوالِ فيكون: ولا يُنْفِقُونَ الأَموال ؛ ويجوز أن يَكونَ: ولا يُنْفِقُونَ الفِضَّة، وحذف الذَّهب كأَنه قال: والذين يَكْنِزُونَ الذَّهَب ولا يُنْفِقُونَه، والفِضَّة ولا يُنْفِقُونَها، فاخْتُصِرَ الكَلام، كما قال:

واللّه ورسولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه، ولم يَقُلْ يُرْضُوهُما.

وكُلُّ ما مُوِّهَ بالذَّهَبِ فقَدْ أُذْهِبَ، وهو مُذْهَبٌ، والفاعل مُذْهِبٌ.

والإِذْهابُ والتَّذْهِـيبُ واحدٌ، وهو التَّمويهُ بالذَّهَب.

ويقال: ذَهَّبْتُ الشيءَ فهو مُذَهَّب إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ. وفي حديث جرير وذِكْرِ الصَّدَقَةِ: حتى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، يَتَهَلَّل كأَنـَّه مُذْهَبَةٌ؛ كذا جاءَ في سنن النسائي وبعضِ طُرُقِ مُسْلم، قال: والرواية بالدال المهملة والنون،

وسيأْتي ذكره؛ فَعَلى قوله مُذْهَبَةٌ، هو من الشيءِ الـمُذْهَب، وهو

الـمُمَوَّه بالذَّهَبِ، أَو هو من قولهم: فَرَس مُذْهَبٌ إِذا عَلَتْ

حُمْرَتَه صُفْرَةٌ، والأُنْثَى مُذْهَبَة، وإِنما خَصَّ الأُنْثَى بالذِّكْرِ

لأَنـَّها أَصْفَى لَوْناً وأَرَقُّ بَشَرَةً.

ويقال: كُمَيْتٌ مُذْهَب للَّذي تَعْلُو حُمْرَتَه صُفْرَة، فإِذا اشتَدَّتْ حُمْرَتُه، ولم تَعْلُه صُفْرَةٌ، فهو الـمُدَمَّى، والأُنْثى مُذْهَبَة. وشيءٌ ذَهِـيبٌ مُذْهَبٌ؛ قال: أُراه على تَوَهُّم حَذْفِ الزِّيادَةِ؛ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:

مُوَشَّحَة الأَقْرابِ، أَمـَّا سَرَاتُها * فَمُلْسٌ، وأَمـَّا جِلْدُها فَذَهِـيبُ

والـمَذَاهِبُ: سُيُورٌ تُـمَوَّه بالذَّهَبِ؛ قال ابن السّكيت، في قول

قيس بن الخَطِـيم:

أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرَادِ الـمَذَاهِبِ

الـمَذاهِبُ: جُلُودٌ كانت تُذْهَب، واحِدُها مُذْهَبٌ، تُجْعَلُ فيه

خُطوطٌ مُذَهَّبة، فيرى بَعْضُها في أَثرِ بَعْضٍ، فكأَنها مُتَتابِعَةٌ؛

ومنه قول الهذلي:

يَنْزِعْنَ جِلْدَ الـمَرْءِ نَزْ * عَ القَينِ أَخْلاقَ الـمَذَاهِبْ

يقول: الضِّباع يَنزِعْنَ جِلْدَ القَتِـيل، كما يَنزِعُ القَين خِلَل

السُّيُوف. قال، ويقالُ: الـمَذاهِبُ البُرود الـمُوَشَّاةُ، يقال: بُرْدٌ

مُذْهَبٌ، وهو أَرْفَعُ الأَتحَمِـيِّ.

وذَهِبَ الرجلُ، بالكسر، يَذْهَبُ ذَهَباً فهو ذَهِبٌ: هَجَمَ في الـمَعْدِن على ذَهبٍ كثير، فرآه فَزَالَ عقلُه، وبَرِقَ بَصَره من كثرة

عِظَمِه في عَيْنِه، فلم يَطْرِفْ؛ مُشْتَقٌّ من الذهب؛ قال الرَّاجز:

ذَهِبَ لـمَّا أَن رآها تَزْمُرَهْ

وفي رواية(1) :

(1 قوله «وفي رواية إلخ» قال الصاغاني في التكملة الرواية:

«ذهب لما أن رآها تزمرة» وهذا صريح في أنه ليس فيه رواية أخرى.)

ذَهِبَ لـمَّا أَن رآها ثُرْمُلَهْ،

وقال: يا قَوْمِ، رأَيتُ مُنْكرَهْ:

شَذْرَةَ وادٍ، ورأَيتُ الزُّهَرَهْ

وثُرْمُلَة: اسمُ رجل. وحكى ابن الأَعرابي: ذِهِبَ، قال: وهذا عندنا مُطَّرِدٌ إِذا كان ثانيهِ حَرْفاً من حُروفِ الـحَلْقِ، وكان الفعْل مكسور الثاني، وذلك في لغة بني تميمٍ؛ وسمعه ابن الأَعرابي فظَنَّه غيرَ مُطَّرِدٍ في لغتِهِم، فلذلك حكاه. والذِّهْبةُ، بالكسر، الـمَطْرَة، وقيل: الـمَطْرةُ الضَّعيفة، وقيل: الجَوْدُ، والجمع ذِهابٌ؛ قال

ذو الرُّمة يصف روضة:

حَوَّاءُ، قَرْحاءُ، أَشْراطِـيَّة، وكَفَتْ * فيها الذِّهابُ، وحفَّتْها البراعيمُ

وأَنشد الجوهري للبعيث:

وذي أُشُرٍ، كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه * ذِهابُ الصَّبَا، والـمُعْصِراتُ الدَّوالِـحُ

وقيل: ذِهْبةٌ للـمَطْرة، واحدَةُ الذِّهاب. أَبو عبيد عن أَصحابه:

الذِّهابُ الأَمْطارُ الضَّعيفة؛ ومنه قول الشاعر:

تَوَضَّحْنَ في قَرْنِ الغَزَالَةِ، بَعْدَمَا * تَرَشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ

وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، في الاستسقاء: لا قَزَعٌ رَبابُها، ولا شِفّانٌ ذِهابُها؛ الذِّهابُ: الأَمْطارُ اللَّـيِّـنة؛ وفي الكلام مُضافٌ محذوف تقديرُه: ولا ذَاتُ شِفّانٍ ذِهابُها.

والذَّهَب، بفتح الهاءِ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهْلِ اليَمَن، والجمع ذِهابٌ

وأَذهابٌ وأَذاهِـيبُ، وأَذاهِبُ جمع الجمع. وفي حديث عِكرمة أَنه قال: في أَذاهِبَ من بُرٍّ وأَذاهِبَ من شَعِـيرٍ، قال: يُضَمُّ بعضُها إِلى بعضٍ فتُزَكَّى. الذَّهَبُ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهلِ اليمنِ، وجمعُه

أَذهابٌ، وأَذاهِبُ جمعُ الجمع.

والذِّهابُ والذُّهابُ: موضعٌ، وقيل: هو جبلٌ بعَيْنه؛ قال أَبو دواد:

لِـمَنْ طَلَلٌ، كعُنْوانِ الكتابِ، * ببَطْنِ لُواقَ، أَو بَطْنِ الذُّهابِ

ويروى: الذِّهابِ.

وذَهْبانُ: ابو بَطْنٍ.

وذَهُوبُ: اسم امرأَةٍ.

والـمُذْهِبُ: اسمُ شيطانٍ؛ يقالُ هو من وَلد ابليسَ، يَتَصَوَّر

للقُرَّاءِ، فيَفْتِنهُم عند الوضوءِ وغيرِه؛ قال ابن دُرَيْد: لا أَحسبُه

عَرَبِـيّاً.

كَيَلَ

(كَيَلَ)
(س [هـ] ) فِيهِ «المِكْيَال مِكيال أهلِ الْمَدِينَةِ، وَالْمِيزَانُ ميزانُ أَهْلِ مَكَّةَ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ لِكُلِّ شَيْءٍ من الكَيْل والوَزْن، وإنما يأتَمُّ النَّاسُ فِيهِمَا بِهِمْ، وَالَّذِي يُعْرَف بِهِ أصلُ الْكَيْلِ والوزْن أنَّ كلَّ مَا لَزمه اسْمُ المَخْتُوم والقَفيز والمَكُّوك. وَالصَّاعِ والمُدّ، فَهُوَ كَيل، وكلَّ مَا لزِمَه اسمُ الأرْطال والأمْناء والأوَاقيّ فَهُوَ وزْن .
وَأَصْلُ التَّمر: الكَيل، فَلَا يَجُوزُ أنْ يُبَاعَ وَزْناً بِوزن، لِأَنَّهُ إِذَا رُدَّ بَعْدَ الْوَزْنِ إِلَى الْكَيْلِ، لَمْ يُؤَمن فِيهِ التفاضُل .
وَكُلُّ مَا كَانَ فِي عَهْد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَكِيلا فَلَا يُبَاعُ إِلَّا بِالْكَيْلِ، وَكُلُّ مَا كَانَ بهما مَوْزُوناً فَلَا يُباع إلاَّ بِالْوَزْنِ، لئلاَّ يَدْخُله الرِّبَا بالتَّفاضُل. وَهَذَا فِي كُلِّ نَوْع تَتَعَلَّقُ بِهِ أَحْكَامُ الشَّرع مِنْ حُقوق اللَّهِ تَعَالَى، دُونَ مَا يَتَعَامَل النَّاسُ فِي بياعاتِهم.
فأمَّا المِكْيال فَهُوَ الصَّاعُ الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ وُجوب الزَّكَاةِ، والكَفَّارات، والنَّفَقات، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهُوَ مُقدَّر بكَيْل أَهْلِ الْمَدِينَةِ، دُونَ غيرِها مِنَ البُلْدان، لِهَذَا الْحَدِيثِ. وَهُوَ مِفْعال مِنَ الكَيل، والميمُ فِيهِ للآْلة.
وَأَمَّا الوَزْن فيُريد بِهِ الذهبَ وَالْفِضَّةَ خاصَّة، لِأَنَّ حَقَّ الزَّكَاةِ يَتَعَلَّق بِهِمَا.
ودِرْهُم أَهْلِ مَكَّةَ سِتَّة دَوانِيق، ودَراهم الْإِسْلَامِ المُعَدَّلة كلُّ عشرةٍ سبعةُ مثاقِيل.
وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَعاملون بالدَّراهِم، عِنْدَ مَقْدِم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، بالعَدَد، فأرْشَدَهم إِلَى وَزْن مَكَّةَ.
وأمَّا الدَّنانير فَكَانَتْ تُحْمَل إِلَى العَرب مِنَ الرُّوم، إِلَى أنْ ضَرَب عبدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوان الدِينار فِي أيَّامِه.
وأمَّا الأرْطال والأمْناء فَلِلنَّاسِ فِيهَا عَادَاتٌ مختلِفة فِي البلْدان، وهم معاملون بها ومجزون عَلَيْهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ المُكايَلَة» وَهِيَ المُقَايَسة بِالْقَوْلِ، وَالْفِعْلِ، وَالْمُرَادُ المُكافَأة بالسُّوء وتَرْك الإغْضَاء والاحْتِمال: أَيْ تَقُول لَهُ وتَفْعَل معَه مِثْل مَا يَقول لَك ويَفْعَل معَك.
وَهِيَ مُفاعَلَة مِنَ الكَيْل.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِهَا المُقَايَسَة فِي الدِّين، وتَرْك العَمَل بالأثَر.
(س [هـ] ) وَفِيهِ «أنَّ رجُلاً أتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَاتِل العَدُو، فَسَأَلَهُ سَيفاً يُقاتِل بِهِ، فَقَالَ: لعلَّك إنْ أعْطَيْتُك أنْ تَقُومَ فِي الكَيُّول، فَقَالَ: لَا» أَيْ فِي مُؤخَّر الصُّفُوف، وَهُوَ فَيْعُول، مِنْ كَالَ الزَّنْدُ يَكِيل كَيْلا، إِذَا كَبَا وَلَمْ يُخْرِج نَاراً، فَشبَّه مُؤخَّر الصُّفُوف بِهِ، لِأَنَّ مَن كَانَ فِيهِ لَا يُقاتِل.
وقِيل: الكَيُّول: الجبَان. والكَيُّول: مَا أشْرَف مِنَ الْأَرْضِ. يُرِيدُ: تَقُوم فَوْقَه فَتَنْظُر مَا يَصْنَع غَيْرُك. 

جرن

(جرن) : المِجْرَنُ: البَيْدَرُ، كالجرِين (جفر) : لَبَن جافِزٌ: أي حامِضٌ.
ج ر ن : الْجَرِينُ الْبَيْدَرُ الَّذِي يُدَاسُ فِيهِ الطَّعَامُ وَالْمَوْضِعُ الَّذِي يُجَفَّفُ فِيهِ الثِّمَارُ أَيْضًا وَالْجَمْعُ جُرُنٌ مِثْلُ: بَرِيدٍ وَبُرُدٍ.

وَالْجِرَانُ مُقَدَّمُ عُنُقِ الْبَعِيرِ مِنْ مَذْبَحِهِ إلَى مَنْحَرِهِ فَإِذَا بَرَكَ الْبَعِيرُ وَمَدَّ عُنُقَهُ عَلَى الْأَرْضِ قِيلَ أَلْقَى جِرَانَهُ بِالْأَرْضِ وَالْجَمْعُ جُرُنٌ وَأَجْرِنَةٌ مِثْلُ: حِمَارٍ وَحُمُرٍ وَأَحْمِرَةٍ. 
[جرن] فيه: أن ناقته صلى الله عليه وسلم وضعت "جرانها" أي عند باب أبي أيوب أي باطن العنق. ومنه ح: حتى ضرب الحق "بجرانه" أي قر قراره واستقام كالبعير إذا استراح مد عنقه على الأرض. ط: الجران بكسر جيم، والمراد نفيالفتنة. وفيه: لا قطع في ثمر حتى يؤويه "الجرين" هو موضع تجفيف التمر وجمعه جرن بضمتين أي لا يقطع في الثمر المعلق لأنه لم يؤوه الجرين. نه ومنه حديث أبي مع الغول: أنه كان له "جرن" من تمر. وح المحاقلة: كانوا يشترطون قمامة "الجرن" وقد جمع جران البعير على جرن أيضاً. ومنه: فوضعا "جرنهما" على الأرض. ج ومنه: إذا ضمه "الجرين".
جرن: الجِرَانُ من البَعِيرِ: مُقَدَّمُ عُنُقِه إلى مَنْحَرِه. فإذا بَرَكَ ومَدَّ عُنُقَه قيل: ألْقَى جِرَانَه. والجَرِيْنُ: البَيْدَرُ، والجَميعُ الجُرْنُ والجَرائِنُ؛ والأَجْرَانُ أيضاً؛ الواحِدُ جَرَنٌ. والجَرِيْنُ: ما طَحَنَتْه الرَّحى ودَقَّتْه. والجَرْنُ: السَّحْقُ. وأجْرَنْتُ العِنَبَ: جَمَعْتُه في الجَرِيْنِ. والاجْتِرَانُ: اتِّخَاذُ الجَرِيْنِ. والجارِنُ: ولَدُ الحَيَّةِ. وأَدِيْمٌ جارِنٌ، ورُمْحٌ جارِنٌ، جَرَنَ جُرُوْناً: أي لانَ. ودِرْعٌ جارِنَةٌ، وقد جَرَنَتْ جُرُوناً: لانَتْ. وقيل: ثَوْبٌ جارِنٌ: غَلِيْظٌ، وكذلك الطَّرِيْقُ. والأُجُرُوْنُ: الكِلْسُ والآجُرُّ. والإِجْرَوْنُ: الصّارُوْجُ. والجَرَنُ: الغَلِيْظُ من الأرْضِ، كالجَرَلِ. وألْقى عليه أجْرَانَهُ: بمعنى أجْرَامه، الواحِدُ جِرْنٌ. والجَرَنُ: المِهْرَاسُ. والمِجْرَنُ: الذي لا يَدَعُ من الطَّعامِ شَيْئاً، يُقال: جَرَنَ فهو جارِنٌ. واشتقاقُه من جَرِيْنِ الرَّحى. والجِرْيَانُ والجِرْيَالُ: واحِدٌ. وجَرَنَ الكِتَابُ جُرُوْناً: أي خَلْقَ وبَلِيَ. وجَرَّنْتُه تَجْرِيْناً. وجَيْرُوْن: اسْمُ دِمَشْقَ.
جرن: جُرْن: حوض من حجر منقور (= حوض) (بوشر).
وفي ابن البيطار (1: 42): وقد يتخذ من هذا الحجر (زهر اسيوس) أجران فيضع فيه المنقرسون أرجلهم فينتفعون به. وفي المقري (1: 155): وكان له بستان يتنزه فيها، جرن عظيم من المرمر نحت من قطعة واحدة.
ويظهر أن (جرون) تستعمل بمعنى ناووس، تابوت حجري، بأعتبارها مفردا (المسعودي 2: 379، أبو المحاسن 1: 43).
جرن المعمودية: حوض التعميد (بوشر).
وجُرن: مذخر (القرابينة) وهي جفنة في هذا السلاح لناري توضع فيها الذخيرة (بوشر) وجرن: خندق، حفرة (عوادة 87) (وهذا النص فيها قد ذكر في معجم الادريسي، ولا يقتضي هذا أن تنسب إلى هذه الكلمة معنى (البئر) لان النص الذي حكمنا أنا والسيد دي غويه أن الكلمة تعني البئر يمكن أيضاً أن تدل على معنى حوض من حجر منقور. والجرن: الهري. البناية التي يوضع فيها الحصيد (بوشر) وهاون من خشب (جاون) (زيشر 22: 100 رقم 35) وجمعه جرون وأجران وحران (بوشر، برجرن) - وطاحونة القهوة (ميهرن 26). جِرّنِيَة (بالأسبانية Cherna) : صنف من سمك الترس (الكالا) وفيه: ( merino peseado) . وقد كتبها ليرشندي: جَرْنية.
جَران، واحدته جرانة: ضفدع (همبرت 68) (بربرية)، باجني مخطوطة، دوماس حياة العرب 432) وعلجوم (هيلو).
جرون: (أنظر جُرْن) جرين: نوع من الطير (ياقوت 1: 885) وعند القزويني: جوين.
جُرافَة: هي في القسم الأول من معجم فوك brandola وفي القسم الثاني منه brandar شعلة، مشعل جُرَيْنَة: موضع تباع فيه الحنطة (محيط المحيط).
جَروان: مخزن الحنطة (ميهرن 26).
جَرَّان: مجرفة ذات يد طويلة (بارت 50: 263).
جَرُّون (أسبانية) جمعها جَرَارِن: ضرب من الحواشي المسننة في ذيل الثوب (الكالا، وفيه ( giron de vestidura) .
(ج ر ن) : (الْجَرِينُ) الْمِرْبَدُ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُلْقَى فِيهِ الرُّطَبُ لِيَجِفَّ وَجَمْعُهُ جُرُنٌ لَا جرائن.
ج ر ن: (الْجُرْنُ) وَ (الْجَرِينُ) مَوْضِعُ التَّمْرِ الَّذِي يُجَفَّفُ فِيهِ. وَ (جَيْرُونُ) بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ دِمَشْقَ. 
(جرن)
جرونا تعود أمرا ومرن عَلَيْهِ يُقَال جرنت يَده على الْعَمَل وجرنت الدَّابَّة وَالثَّوْب والدرع والأديم لَان وانسحق فَهُوَ جارن (ج) جوارن وَهُوَ جرين أَيْضا وَيُقَال جرن الْكتاب درس وَالْحب طحنه شَدِيدا فَهُوَ مجرون وجرين
ج ر ن

جرن التمر في الجرين أي في المربد.

ومن المجاز: ضرب الإسلام بجرانه أي ثبت واستقر، وهو من المجاز المنقول من الكناية من قولهم: ضرب البعير بجرانه، وألقى جرانه إذا برك. ويقال: ألقى فلان على هذا الأمر جرانه إذا وطن عليه نفسه.

جرن


جَرَنَ(n. ac. جَرْن)
a. Ground (grain).
b.(n. ac. جُرُوْن), Was worn, thread-bare.
c. ['Ala], Was accustomed, inured to.
جِرْن
(pl.
أَجْرَاْن)
a. Body.

جُرْن
(pl.
أَجْرَاْن)
a. Stone basin, trough; mortar.
b. Font.
c. see 25
جَرِيْن
(pl.
جُرُن
أَجْرِنَة
15t
أَجْرَاْن)
a. Threshingfloor.
جُِرْنَال
a. Journal.

جَرَاهِيَة
a. Cries, shouts.
b. Fine (horses).
c. Grave, serious.
جرن وَقَالَ أَبُو عبيد: وأما قَوْله: فِي الثَّمر فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ التَّمْر الْمُعَلق فِي النّخل الَّذِي لم يجذذ وَلم يحرز فِي الجرين وَهُوَ معنى حَدِيث عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ: لَا قطع فِي عَام سنة وَلَا فِي عِذق مُعَلّق والجرين 34 / الف هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل الْعرَاق البَيْدَر ويسميه / أهل الشَّام الأنْدَر ويسمىبالبصرة الجَوخان وَيُقَال أَيْضا بالحجاز: المِرْبَد. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه خطب فِي حجَّته أَو فِي عَام الْفَتْح فَقَالَ: أَلا إِن كل دم وَمَال وم
(جرن) - في حَدِيثِ المُحَاقَلَةِ : "كانوا يَشْتَرِطُون قُمامةَ الجُرُن".
الجُرنُ: جمع جَرين وهو البَيْدر، وهذا للبُرِّ كالمِسْطَح للتَّمر، ويُجمَع أَيضًا على جَرَنَة وأَجْرِنة وجَرَائِن وجُرْن، ولعَلَّ اشتِقاقَه من جَرِينِ الرَّحَى، وهو ما دَقَّتْه وطَحَنَتْه. وسوط مُجَرَّن: مُلَيَّن، وجَرنَ الثَّوبُ، والشَّيءُ: خَلُق وَلَان، والجَرْنُ السَّحْقُ.
- وفي حَدِيثٍ آخر : "لا قَطْع في ثَمَرٍ حتَّى يُؤْوِيَه الجَرِينُ".
وفي رواية: "حتَّى يَأْوِيَه الجَرِين". يقال: أَواه بمَعْنى آواه.
كما جَاء في حَديثٍ آخر: "لا يَأْوِي الضَّالَّة إلّا ضَالٌّ.": أَى لا يُؤوِي.
- وفي حديث أُبيٍّ، رضي الله عنه، مع الغُولِ: "أنَّه كان له جُرْنٌ من تَمْر".
وأَهلُ الشَّام يُسَمُّونه "الأَنْدَر" قال الغَنَوِيّ: جَرِينُ الطَّعام ما كان فيه من مَدَر وعِيدَان، وهي لُغَةُ أَهلِ البَصْرِة.
[جرن] ابن السكيت: يقال للرجل والدابّة إذا تعوّد الأمرَ ومَرَن عليه: قد جَرَنَ يَجْرُنُ جُروناً. وجَرَنَ الثوبُ جُروناً: انسحقَ ولانَ، فهو جارِنٌ، وكذلك الدرع. قال لبيد: وجوارن بيض وكل طمرة يغدو عليها القَرَّتَيْنِ غَلامُ يعني دروعاً ليّنةً. والجارِنُ: ولد الحيّة. وقال أبو الجراح: الجارن: الطريق الدارس. والجرن: الارض الغليظة. وأنشد أبو عمرو لجندل: تدكلت بعدى وألهتها الطُبَنْ ونحن نعدو في الخَبارِ والجرن ويقال هو مبدل في الجرل. والجرن والجرين : موضع التمر الذي يجفّف فيه. وجِرانُ البعيرِ: مقدّم عنقه من مَذبَحه إلى منحره، والجع جرن. وكذلك من الفرس. وجران العود: لقب شاعر من نمير، واسمه المستورد. وإنما لقب بذلك لقوله يخاطب امرأتيه: خذا حذرا يا جارتي فإننى رأيت جران العود قد كان يصلح يعنى أنه كان اتخذ من جلد العود سوطا ليضرب به نساءه. والجريان: لغة في الجريال. وجيرون: باب من أبواب دمشق.
الْجِيم وَالرَّاء وَالنُّون

الجِرَان: بَاطِن الْعُنُق.

وَقيل: مقدم الْعُنُق من مذبح الْبَعِير إِلَى منحره.

وَقيل: هِيَ جلدَة تضطرب على بَاطِن الْعُنُق من ثغرة النَّحْر إِلَى مُنْتَهى الْعُنُق فِي الرَّأْس، قَالَ: فقدَّ سَرَاتَها والبَرْكَ مِنْهَا ... فخرَّت لِلْيَدَيْنِ وللِجران

وَالْجمع: أجرِنة، وجُرُن، واستعار الشَّاعِر الجِرَان للْإنْسَان، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

مَتى تَرَعيني مَالك وجِرانَه ... وجنبيه تعلم أَنه غير ثَائِر

وَقَول طرفَة فِي وصف نَاقَة:

وأجرنة لُزَّت بَدَأىٍ مُنَضَّد

إِنَّمَا عظم صدرها فَجعل كل جُزْء مِنْهُ جرانا: كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم للبعير: ذُو عثانين.

وجِران الذّكر: بَاطِنه.

وَالْجمع: أجرنة، وجُرُن.

وجَرَن الثَّوْب والأديم يَجْرُن جُرُونا، فَهُوَ جارن وجَرِين: لَان وانسحق.

وَكَذَلِكَ: الْجلد والدِّرْع وَالْكتاب: إِذا درس.

وجَرَنت يَده على الْعَمَل جُرُونا: مَرَنت.

والجارِن من الْمَتَاع: مَا قد استمتع بِهِ وبلى.

وسقاء جارن: يبس وَغلظ من الْعَمَل.

وسَوْط مُجرَن: قد جَرَن قِدُّه.

والجَرِين: مَوضِع الْبر؛ وَقد يكون للتمر وَالْعِنَب وَالْجمع: أجرنة، وجُرُن.

وَقد أجْرَنَ الْعِنَب.

والجَرِينُ: الْحَرْث يُجْدَر أَو يُحْظَر عَلَيْهِ.

والجُرْن: حجر منقور يصب فِيهِ المَاء فيتوضأ بِهِ، يُسَمِّيه أهل الْمَدِينَة: المهراس.

والجارن: ولد الْحَيَّة من الأفاعي. والجِرْن: الْجِسْم، لُغَة فِي الجرم، زَعَمُوا، وَقد يكون نونه بَدَلا من مِيم " جِرْم ".

وَالْجمع: أَجْرَانِ، وَهَذَا مِمَّا يقوى أَن النُّون غير بدل؛ لِأَنَّهُ لَا يكَاد يتَصَرَّف فِي الْبَدَل هَذَا التَّصَرُّف.

وَألقى عَلَيْهِ أجرانَهُ، وجِرانه: أَي اثقاله.

وجِران العَوْد: لقب لبَعض شعراء الْعَرَب، سمي بذلك لقَوْله:

خُذَا حَذَراً يَا خُلَّتَيَّ فإنني ... رَأَيْت جِران العَوْد قد كَاد يُصْلَح

والجِريان: لُغَة فِي الجريال، وَهُوَ صبغ احمر.

والمُجَرْيَن: الْمَيِّت عَن كرَاع.

وسفر مِجْرَن: بعيد، قَالَ رؤبة:

بعد أطاويح السِّفَار المِجْرَنِ

وَلم أجد لَهُ اشتقاقا.
باب الجيم والرّاء والنّون معهما ج ر ن، ر ج ن، ن ر ج، ن ج ر مستعملات

جرن: الجرانُ: مُقدَّمُ العنق من مذبح البعير أي منحره فإذا مدَّ عنقه، قيل: ألقى جِرانه بالأرض، قال طرفة:

وأجرِنةٌ لزَّت بدأيٍ مُنضَّدِ

جمعه لَسَعَتِه. والجَرينُ: موضع البيدر بلغة اليَمن، وعامَّتُهم بكسر الجيم، وناسٌ يسمُّون الموضع الذي يجمعون فيه التمر جرينا، والجمع الجُرُنُ. والجارِنُ: وَلَدُ الحَيَّة وما لانَ من أولاد الأفاعي. وأديم جارِنٌ: غليظ مدبُوغٌ بالسَّلم في قول لَبيد:

...... جارن مسلوم

وثوب جارِنٌ

رجن: الراجِنُ: الألف من الطَّير ونحوه، قال رؤبة:

لو لم أكن عاملها لم أسكنِ ... بها ولم أرجُن بها في الرُّجَّنِ

ورَجَنَ فلانٌ دابَّتَه رَجناً فهي (راجنٌ و) مَرجُونةٌ إذا أساء علفها حتى هُزِلت مع الحَبسِ. وارتَجَنتِ الزُّبدَةُ: تفرقَت في المِمخضِ وفسدت. وارتَجن عليه الأمرُ: اشتَدَّ.

نرج: النَّورجُ والنَّيرجُ: الذي يُداسُ به الطعام من حديد أو خشب. قال زائدة: النَّيرجُ السِّنَّةُ التي يحرث بها. ويقال: وأقبلتِ الوحشُ، والدَّوابُّ نَيرجاً، وهو سرعةٌ في تردد، قال العجاج:

ظل يُباريها وظلَّت نَيرَجا

والنَّيرجُ أخذه كالسِّحر وليست بسِحرٍ، إنما هو تشبيهٌ وتَلبيسٌ.

نجر: والنَّجرُ: عمل النجّارِ ونحته. والنجران: خشبة تدور عليها رِجلُ البابِ، (قال:

صَببتُ البابَ في النَّجرانِ حتى ... تركت الباب ليس لها صَريرُ)

والنَّجيرةُ: سقيفةٌ من خشبٍ لا يخالطها قصبٌ ولا غيره. ونَجَرتُ فلاناً بيدي، وهو أن تَضُمَّ كفَّك، ثم تخرج بُرجُمةَ الإصبع الوسطى تضربُ رأسهُ بها، فضربُكهُ النَّجرُ. وشهر ناجر رَجَبٌ، ويقال: كلُّ شهرٍ في صميم الحرِّ ناجِرٌ لأنَّ الإبل تنجُر في ذلك الشَّهرِ، أي يشتدُّ عطشها حتى تيبس جُلودُها، ونَجَرَتِ الإبل فهي نجرى ونجارى. والنجيرة: طبيخة من لبنٍ ودقيقٍ تُحسى. والأنجر: مِرساة السَّفينة، وهو اسم عراقيٌّ، ومن أمثالهم: فلانٌ أثقل من أنجر، وهو أن تؤخذ خشباتٌ فيخالف بين رءوسها، وتشد أوساطها في موضعٍ واحدٍ، ثم يفرغ بينها الرَّصاصُ المُذاب فتصير كأنها صخرة، ورءوس الخشب ناتئة تشدُّ بها الحِبال ثم ترسل في الماء، فإذا رست، أرست، السَّفينة فأقامت. والإنجارُ لغةٌ (يمانية) في الإجّار، وهو السَّطح، وقد يجيءُ في كلامهم: أنّه الحُجرةُ التي على السَّطح. والنَّجرُ: النَّجارُ وهو أصل الحسب، والمَنبِتُ من كلٍّ كريمٍ أو لئيمٍ، قال:

كريمُ النَّجرِ من سلفي نِزارٍ

وتقول العرب: إن نِجارها لواحدٌ أي جِنسُها وأصلها. ورجلٌ مِنجَرٌ: شديد السَّوقِ، وهو ينجُرُ إبلها أي يسوقها سوقاً شديداً. قال زائدةُ: رجل منجر السّاعدِ إذا ضرب ولكم، ونَجَرته بيدي أي ضربته، والنَّجرةُ: الجنُون. وقال: النَّجيرةُ: العصيدةُ الرِّخوةُ التي تعمل بلبنٍ حامضٍ مكان الماء. والنَّجرُ: الكيُّ، ونَجرتُه بالمِكوى. والنجر: الضرب والحبس. 

جرن

1 جَرَنَ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. جُرُونٌ, (S, K,) said of a man, and of a beast, (ISk, S,) He became accustomed, habituated, or inured, to a thing, or an affair. (ISk, S, K.) And جَرَنَتْ يَدَاهُ عَلَى العَمَلِ, inf. n. as above, His hands became accustomed, or inured, to the work. (M, TA.) b2: Also, said of a garment, or piece of cloth, (S, K,) and of a coat of mail, (K,) and of a skin for water or milk, (S,) It became threadbare, or worn, and soft, or smooth: (S, K:) or, said of a skin, and of a book, or writing, it became old and worn out. (M, TA.) A2: جَرَنَ, (K,) inf. n. جَرْنٌ, (TA,) He ground grain (K, TA) vehemently: (TA:) of the dial. of Hudheyl. (TA.) 4 اجرن He collected dates in the جَرِين. (ISd, K.) 8 اجترن He made, or prepared, a جَرِين. (K.) جُرْنٌ A hollowed stone, [or stone basin,] from which the [ablution termed] وُضُوْء is performed; (K;) water being poured into it; called by the people of El-Medeeneh مهرس [app. مِهْرَس, perhaps a dial. var. of مِهْرَاسٌ, or a mistranscription for this]: so in the M: in the JM, the مِهْرَاس with which the وضوء is performed. (TA.) b2: See also جُبٌّ. b3: [In the present day, applied also to A stone mortar in which things are pounded.] b4: See also جَرِينٌ, in two places.

جِرْنٌ The body, with the limbs or members; syn. جِسْمٌ; said to be a dial. var. of جِرْمٌ; or the ن may be a substitute for the جرم of أَجْرَانٌ; but the former is the more probable, as the word has a pl., namely, أَلْقَى عَلَيْهِ أَجْرَانَهُ, and this is scarcely ever the case when a word is formed by substitution. (TA.) Hence the saying, أَلْقَى عَلَيْهِ أَجْرَانَهُ, i. q. القى عليه أَجْرَامَهُ and شَرَاشِرَهُ [He threw upon him, or it, the weight of his body]: (Lh, TA: [see also شَرْشَرةٌ, under which other explanations are given:]) or he threw his weights [meaning his whole weight] upon him, or it; and so القى ↓ عليه جِرَانَهُ: or, accord. to the A, he disposed, or subjected, his mind to it; or persuaded himself to do it; namely, an affair. (TA.) جِرَانٌ The anterior [or under] part of the neck of a camel, from his مَذْبَح [or the part a little below the under jaw] to the place where he is stabbed: (S, Msb, K:) and in like manner, of a horse; (S, TA;) the inner [or under] part of the neck, from the pit of the uppermost part of the breast to the extremity of the neck at the head: and, metaphorically, of a man: (TA:) pl. [of mult.] جُرُنٌ (S, Msb, K) and [of pauc.] أَجْرِنَةٌ; (Msb, TA;) which last is used by Tarafeh as a sing. (TA, * and EM p. 68.) You say, of a camel, أَلْقَى جِرَانَهُ بِالأَرْضِ [He threw the under part of his neck upon the ground]; meaning that he lay down, and stretched out his neck upon the ground. (Msb, TA.) See another ex. voce جِرْنٌ.

[And see a verse cited in the first paragraph of art. حنو.] You say also, ضَرَبَ الحَقُّ بِجِرَانِهِ, meaning (assumed tropical:) The truth, or right, or just claim, became established, or settled. (T, TA.) b2: Also The inner [or under] part of the penis: pl. جُرُنٌ and أَجْرِنَةٌ, as above. (TA.) جَرِينٌ What one has ground [of grain]: (K, TA:) of the dial. of Hudheyl. (TA.) b2: See also جَارِنٌ. b3: Also, and ↓ جُرْنٌ (T, S, M, K) and ↓ مِجْرَنٌ, (K,) or ↓ مَجْرَنٌ, (so in a copy of the S, but in other copies not mentioned,) The place in which dates are dried: (S:) or a بَيْدَر: (K:) or the جَرِين is for grain; and the بيد, for dates: (Towsheeh, TA:) or the place where dates are collected [and dried] when they are cut from the tree: or, accord. to Lth, the place of the بيد in the dial. of the people of El-Yemen, the generality of whom pronounce the word [جِرِين,] with kesr to the ج: (T, TA:) or the مِرْبَد; i. e. the place in which fresh ripe dates are thrown to dry: (Mgh:) or the بيدر in which wheat is trodden out; and also the place in which fruits are dried: (Msb:) the place of wheat; and sometimes [the place] for [drying] dates and grapes: (M, TA:) its pl. [of mult.] is جُرُنٌ, (Mgh, Msb, TA,) not جَرَائِنُ, (Mgh,) and [of pauc.] أَجْرَانٌ and أَجْرِنَةٌ: (TA:) A 'Obeyd says that مِرْبَدٌ and جَرِينٌ are of the dial. of El-Hijáz; and أَنْدَرٌ, of that of Syria; and بَيْدَرٌ, of El-'Irák: (TA in art. ربد:) ↓ جُرْنٌ is of the dial. of the people of Egypt, who use it as meaning the بيدر of seed-produce, which is [sometimes] walled round; and its pl. is أَجْرَانٌ. (TA.) [See also مِرْبَدٌ.]

جِرْيَانٌ a dial. var. of جِرْيَالٌ, (S, K, *) meaning A certain red dye. (ISd, TA.) جَارِنٌ, applied to a garment, or piece of cloth, (T, S, K,) and to a skin for water or milk, &c., (T, TA,) Old, and worn out: (T, TA:) or threadbare, or worn, and soft, or smooth: and in like manner applied to a coat of mail: (S, K:) as also ↓ جَرِينٌ: (TA:) or, applied to a coat of mail (دِرْع), in which case it is with ة, that has become smooth from much use: (Ham p. 656:) pl. جَوَارِنُ: (S, TA:) and, applied to a commodity, or utensil, or an article of furniture, used, and worn out: and to a skin for water or milk, dried up, and rough, or coarse, from use: (TA:) and to a road, worn, or effaced. (Abu-l-Jarráh, S, K.) b2: Also The young one of a serpent: (S, K:) or of a viper, (Lth, M, TA,) such as is smooth. (Lth, TA.) مَجْرَنٌ: see جَرِينٌ.

مِجْرَنٌ: see جَرِينٌ.

A2: Also Very voracious: (K:) of the dial. of Hudheyl. (TA.) مُجَرَّنٌ A whip of which the thong has become soft, or smooth. (K.) Az says, I have seen them make their whips from the جُرُن [pl. of جِرَانٌ q. v.] of camels such as are termed بُزْل [i. e. in the ninth year, or nine years old], because of the thickness thereof. (TA.)

جرن: الجِرانُ: باطن العُنُق، وقيل: مُقدَّم العنق من مذبح البعير إلى

منحره، فإذا برَك البعيرُ ومدّ عنُقَه على الأَرض قيل: أَلقى جِرانَه

بالأَرض. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: حتى ضرَب الحقُّ بجِرانِه، أَرادت

أَن الحقَّ استقام وقَرَّ في قَراره، كما أَن البعير إذا بَرَك واستراح

مدّ جِرانَه على الأَرض أَي عُنُقَه. الجوهري: جِرانُ البعير مقدَّم عُنقه

من مذبحه إلى منحره، والجمع جُرُنٌ، وكذلك من الفرس. وفي الحديث: أَن

ناقتَه، عليه السلام، تَلَحْلحَتْ عند بيت أَبي أَيوب وأَرْزَمتْ ووَضَعتْ

جِرانَها؛ الجِران: باطن العُنق. اللحياني: أَلقى فلانٌ على فلان أَجْرانه

وأَجرامَه وشَراشِره، الواحد جِرْمٌ

وجِرْنٌ، إنما سمعتُ في الكلام أَلقى عليه جِرانَه، وهو باطن العُنق،

وقيل: الجِران هي جلدة تَضْطرب على باطِن العنق من ثُغْرة النحر إلى منتهى

العُنق في الرأْس؛ قال:

فَقَدَّ سَراتَها والبَرْكَ منها،

فخَرَّتْ لليَدَيْنِ وللجِرانِ.

والجمع أَجْرِنة وجُرنٌ. وفي الحديث: فإذا جملان يَصْرفان فدَنا منهما

فوَضَعا جُرُنهما على الأَرض؛ واستعار الشاعر الجِران للإنسان؛ أَنشد

سيبويه:

مَتى تَرَ عَيْنَيْ مالكٍ وجِرانَه

وجَنْبَيه، تَعْلمْ أَنه غيرُ ثائرِ.

وقول طرَفة في وصف ناقة:

وأَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ.

إنما عظَّم صدرَها فجعل كلَّ جزء منه جِراناً كما حكاه سيبويه من قولهم

للبعير ذو عَثانين. وجِران الذكَر: باطنُه، والجمع أَجرِنةٌ وجُرُنٌ.

وجَرَنَ الثوبُ والأَديمُ يَجْرُن جُروناً، فهو جارِن وجَرين: لان وانسحق،

وكذلك الجلد والدرع والكتاب إذا درَس، وأَدِيم جارِن؛ وقال لبيد يصف

غَرْبَ السانية:

بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه،

قَلِقُ المَحالةِ جارِنٌ مَسْلومُ.

قال ابن بري يصف جِلداً عُمل منه دَلوٌ. والجارِنُ: الليِّن،

والمَسْلوم: المدبوغ بالسَّلَم. قال الأَزهري: وكلُّ سِقاءٍ قد أَخلَق أَو ثوب فقد

جَرَن جُروناً، فهو جارِن. وجَرَن فلانٌ على العَذْلِ ومَرَن ومَرَدِ

بمعنى واحد. ويقال للرجل والدابة إذا تعَوَّد الأَمرَ ومَرَن عليه: قد

جَرَنَ يَجْرُن جُروناً؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:

سَلاجِم يَثْرِبَ الأُولى،

عليها بيَثْرِبَ كرَّةٌ بعد الجُرونِ.

أَي بعد المُرون. والجارِنة: الليِّنة من الدروع. أَبو عمرو: الجارِنة

المارِنة. وكلُّ ما مَرَن فقد جَرَن؛ قال لبيد يصف الدروع:

وجَوارِن بيض، وكلّ طِمرَّةٍ

يَعْدُو عليها القَرَّتَيْن غُلام.

يعني دُروعاً ليِّنة. والجارِن: الطريق الدارِس. والجَرَنُ: الأَرض

الغليظة؛ وأَنشد أَبو عمرو لأَبي حبيبة الشيباني:

تَدَكَّلَتْ بَعْدي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ،

ونحنُ نَغْدو في الخَبار والجَرَنْ،

ويقال: هو مبدل من الجَرَل. وجَرَنَت يدُه على العمل جُروناً: مرنَت.

والجارِن من المتاع: ما قد اسْتُمْتِع به وبَلْيَ. وسِقاءٌ جارِن: يَبِس

وغلُظ من العمل. وسَوْطٌ مُجَرَّن: قد مَرَن قَدُّه. والجَرين: موضع

البُرّ، وقد يكون للتمر والعنب، والجمع أَجرِنة وجُرُن، بضمتين، وقد أَجرَن

العنبَ. والجَرينُ: بَيْدَر الحَرْث يُجْدَر أَو يُحْظَر عليه. والجُرْنَ

والجَرين: موضع التمر الذي يُجَفَّف فيه. وفي حديث الحدود: لا قَطْعَ في

ثمر حتى يُؤْوِيَهُ الجَرينُ؛ هو موضع تجفيف الثمر، وهو له كالبَيدر

للحنطة، وفي حديث أُبَيّ مع الغول: أَنه كان له جُرُنٌ من تمر. وفي حديث ابن

سيرين في المُحاقَلة: كانوا يشترطُون قُمامةَ الجُرُنِ، وقيل: الجَرينُ

موضع البَيْدر بلغة اليمن. قال: وعامَّتُهم يَكسِر الجيمَ، وجمعه جُرُنٌ.

والجَرينُ: الطِّحْنُ، بلغة هُذيل؛ وقال شاعرهم:

ولِسَوْطِه زَجَلٌ، إذا آنَسْتَه

جَرَّ الرَّحى بجَرينِها المَطْحونِ.

الجَرين: ما طَحَنتَه، وقد جُرِنَ الحبُّ جَرْناً شديداً. والجُرْنُ:

حجر منقورُ يُصبُّ فيه الماء فيُتوضأُ به، وتسميه أَهلُ المدينة المِهْراسَ

الذي يُتَطهَّر منه. والجارِنُ: ولدُ الحية من الأَفاعي. التهذيب:

الجارن ما لانَ من أَولاد الأَفاعي. قال ابن سيده: والجِرْنُ الجسم، لغة في

الجِرْم زعموا؛ قال: وقد تكون نونه بدلاً من ميم جِرْم، والجمع أَجْران،

قال: وهذا مما يقوي أَن النون غير بدل لأَنه لا يكاد يُتصرَّف في البلد هذا

التصرف. وأَلقى عليه أَجرانَه وجِرانه أَي أَثقاله. وجِرانُ العَوْدِ:

لقَب لبعض شعراء العرب؛ قال الجوهري: هو من نُمير واسمه المُسْتورِد

(*

قوله «واسمه المستورد» غلطه الصاغاني حيث قال وإنما اسم جران العود بن

الحرث بن كلفة أي بالضم، وقيل كلفة بالفتح). وإنما لقِّب بذلك لقوله يخاطب

امرأَتيه:

خُذا حَذَراً، يا جارَتَيَّ، فإنَّني

رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كاد يَصْلَحُ.

أَراد بِجران العَوْد سوطاً قدَّه من جِران عَوْدٍ نَحَره وهو أَصلب ما

يكون. الأَزهري: ورأَيت العرب تسوَّي سياطها من جُرُن الجِمال البُزْل

لصَلابتِها، وإنما حذَّر امرأَتيه سوطَه لنُشوزهما عليه، وكان قد اتخذ من

جلد البعير سوْطاً ليضرب به نساءَه. وجَيرُون: باب من أَبواب دمشق، صانها

الله عز وجل. والجِرْيانُ: لغة في الجِرْيال، وهو صِبْغ أَحمر. والمجرين

(* قوله «والمجرين» هكذا في الأصل بدون ضبط).: الميت؛ عن كراع. وسفَر

مِجْرَنٌ: بعيد؛ قال رؤبة:

بعد أَطاوِيحِ السِّفار المِجْرن

قال ابن سيده: ولم أَجد له اشتقاقاً.

جرن
: (جَرَنَ جُروناً) :) إِذا (تَعَوَّدَ الأَمْرَ ومَرَنَ) عَلَيْهِ، يقالُ ذلِكَ للرَّجُلِ والدابَّةِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَفِي المُحْكَم: جَرَنَتْ يَداهُ على العَمَلِ جُروناً: مَرَنَتْ.
(و) جَرَنَ (الثَّوْبُ، و) كَذلِكَ (الدِّرْعُ) جُروناً: (انْسَحَقَ ولانَ) ، فَهُوَ جارِنٌ وجَرِين، والجَمْعُ جَوارِنُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للَبيدٍ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى:
وجَوَارِنٌ بيضٌ وكلّ طِمِرَّةٍ يَعْدُو عَلَيْهَا القَرَّتَيْن غُلامُيعْنِي دُروعاً ليِّنةً.
وَفِي المُحْكَم: وكَذلِكَ الجِلْدُ والكِتابُ إِذا درَسا.
وَفِي التهْذِيبِ: الجارِنُ: مَا أَخْلَقَ مِن الأَساقي والثِّيابِ وغيرِها.
(و) جَرَنَ (الحَبَّ) جَرْناً: (طَحَنَه) شَديداً بلُغَةِ هُذَيْل؛ قالَ شاعِرُهم:
ولِسَوْطِه زَجَلٌ إِذا آنَسْتَهجَرَّ الرَّحى بجَرينِها المَطْحونِ (والجارِنُ: وَلَدُ الحَيَّةِ) ، وَكَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: مِن الأَفاعِي.
وقالَ اللَّيْثُ: مَا لانَ مِن ولدِ الأَفاعِي.
(و) قالَ أَبو الجَرَّاحِ: الجارِنُ (الطَّريقُ الَّدارِسُ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(والجُرْنُ، بالضَّمِّ وكأَميرٍ ومِنْبَرٍ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه والأَزْهرِيُّ على الأوَّلَيْن: (البَيْدَرُ) .
(وَفِي التَّوْشيح: الجَرينُ للحبِّ، والبَيْدَرُ للتَّمْر.
وَفِي المُحْكَم: الجَرينُ: مَوْضِعُ البُرِّ، وَقد يكونُ للتَّمْرِ والعِنَبِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ المَوْضِعُ الَّذِي يُجْمَعُ فِيهِ التَّمْرُ إِذا صُرِمَ، وَهُوَ الغداد عنْدَ أَهْلِ البَحْرَيْن.
وقالَ اللّيْثُ: الجَرِّينُ مَوْضِعُ البَيْدَرِ بلُغَةِ أَهْلِ اليمنِ، وعَامَّتُهم يكْسِرُ الجِيمَ، وجَمْعُه جُرُنٌ.
قُلْتُ: وَالْأولَى هِيَ لُغَةُ أَهْلِ مِصْرَ، ويَسْتَعْملونَه لبَيْدَرِ الحَرْثِ يُجْدَّر أَي يُحْظَر عَلَيْهِ، والجَمْعُ أَجْرانٌ، ويُجْمَعُ الجَرِينُ أَيْضاً على أَجْرانٍ كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ، وعَلى أَجْرنَةٍ أَيْضاً.
(وأَجْرَنَ التَّمْرَ: جَمَعَهُ فِيهِ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
(وجِرانُ البَعيرِ، بالكسْرِ؛ مُقَدَّمُ عُنُقِه من مَذْبَحِه إِلَى مَنْحَرِهِ، ج) جُرُنٌ، (ككُتُبٍ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وكَذلِكَ مِن الفَرَسِ.
وكَذلِكَ باطِنُ العُنُقِ مِن ثُغْرةِ النَّحْرِ إِلَى مُنْتَهى العُنُقِ فِي الرأْسِ، فَإِذا بَرَكَ البَعيرُ ومَدَّ عُنُقَه على الأَرْضِ قيلَ: أَلْقَى جِرانَه بالأَرْضِ، والجَمْعُ أَجْرِنَة وجُرُنٌ، واسْتُعِيرَ للإنْسانِ؛ قالَ: مَتى تَرَ عَيْنَيْ مالكٍ وجِرانَهوجَنْبَيه تَعْلمْ أَنَّه غيرُ ثائِرِوقَوْلُ طَرفَةَ:
وأَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ إِنَّما عظَّم صدْرَها فجعَلَ كلَّ جزْءٍ مِنْهُ جِراناً كحِكَايَة سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم للبَعيرِ ذُو عَثانِيْن.
(وجِرانُ العَوْدِ: شاعِرٌ نَمرِيٌّ) مِن بَني نُمَيْرٍ، (واسْمُه عامِرُ بنُ الحَارِثِ، لَا المُسْتَوْرِدُ، وغَلِطَ الجَوْهرِيُّ) .
(قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: فقيلَ: إنَّه لَقَبُه، وقيلَ: هُوَ آخَرُ يُوافِقُ الأوَّل فِي اللَّقَبِ وَهُوَ عقيليٌّ وذلِكَ نُمَيْرِيٌّ، وسُمِّي لقَوْله:
عَمَدتُ لعودٍ فالْتَحَيْت جِرانَهوللكيس أَمْضَى فِي أُمورٍ وأَنْجَعُوأَوْرَدَه الحافِظُ السَّيوطيُّ فِي المزْهرِ. وقالَ الحافِظُ: هُوَ شاعِرٌ إسْلاميٌّ مِن بَني عُقَيلٍ اسْمُه المُسْتَوْرِدُ، (ولُقِّبَ) بذلِكَ) (لقَوْلِه يُخاطِبُ امْرَأَتَيْه:
(خُذَا حَذَراً يَا جارَتَيَّ فإِنَّنِي كَذَا نَصُّ الجَوْهرِيّ، وأَرادَ بهما الضّرَّتَيْن، وَهِي رِوايَةُ الأكْثَرِيْن.
ورَوَاهُ العَينيُّ: يَا جارَتَاي بالأَلِفِ لأَنَّه مُثَنَّى يُبْنَى على مَا يُرْفَع بِهِ.
ووَقَعَ فِي المُحْكَم: يَا خلَّتَيَّ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وأَنْشَدَني شيْخُنا الإمامُ ابنُ الشَّاذليّ: يَا حنتاي، مُثَنَّى حنَّة بالحاءِ المُهْمَلَةِ وَهِي الزَّوْجَة:
(رأَيْتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلَحُ) يُرْوَى: يَصْلَح بفتْحِ الَّلامِ لَا غَيْر؛ ورَوَاهُ بعضُهم بضمِّ اللامِ أَيْضاً، وكِلاهُما صَوابٌ. (يَعْنِي أَنَّه كانَ اتَّخَذَ من جِلْدِ) عُنُقِ (العَوْدِ سَوْطاً ليَضْرِبَ بِهِ نِساءَه) ، وكانَتَا نَشَزَتا عَلَيْهِ.
(والجُرْنُ، بالضَّمِّ: حَجَرٌ مَنْقورٌ) يُصَبُّ فِيهِ الماءُ (يُتَوَضَّأُ مِنْهُ) ، يُسَمِّيه أَهْلُ المَدينَةِ المِهْراسَ، كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الجَمْهَرَةِ: المِهْراسُ الَّذِي يُتَطَهَّرُ بِهِ.
(و) جُرْنٌ: (لَقَبُ عَمْرِو بنِ العَلاءِ اليَشْكُرِيِّ) البَصْريِّ (المُحَدِّثِ) ، رَوَى عَن أَبي رَجاءٍ العطاردِيّ، وَعنهُ وَكِيعٌ وغيرُهُ.
(و) المِجْرَنُ، (كمِنْبَرٍ: الأَكولُ جِدًّا) فِي لُغَةِ هُذَيْل.
(واجْتَرَنَ: اتَّخَذَ جَريناً.
(وجَيْرونُ: ع بدِمَشْقَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: بابٌ مِن أَبْوابِ دِمَشْقَ.
وَفِي الرَّوْض للسّهيليِّ: يقالُ لدِمَشْقَ جَيْرونُ باسْمِ بانِيها جَيْرونُ بنِ سَعْدٍ.
وذَكَرَ الهمدانيُّ أَنَّ جَيْرونَ بنِ سَعْدِ بنِ عادٍ نَزَلَ دِمَشْقَ وبَنى مَدينَتَها فسُمِّيَتْ باسْمِه جَيْرون.
(والجِرْيانُ، بالكسْرِ) :) لُغَةٌ فِي (الجِرْيالِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: وَهُوَ صِبْغُ أَحْمَر.
(والجَرينُ: مَا طَحَنْتَهُ) ، بلُغَةِ هُذَيْلٍ، وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً: بجَرينِها المَطْحونِ.
(وسَوْطٌ مُجَرَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: قد مَرَنَ قِدُّه ولانَ) .
(قالَ الأزْهرِيُّ: رأَيْتهم يسوّونَ سِياطَهُم مِن جُرُن الجِمَالِ البُزْل لغلَظِها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جِرانُ الذَّكَر: باطِنُه، والجَمْعُ أَجْرِنةٌ وجُرُنٌ.
ومَتاعٌ جارِنٌ: اسْتُمْتِعَ بِهِ وبَلِيَ.
وسِقاءٌ جارِنٌ: يَبِسَ وغَلُظَ مِن العَمَلِ.
والجِرْنُ، بالكسْرِ: الجسْمُ، لغَةٌ فِي الجِرْم زَعَموا؛ وَقد تكونُ نونُه بَدَلاً مِن مِيمِ جِرْم، والجَمْعُ أَجْران، وَهَذَا ممَّا يقوِّي أَنَّ النُّونَ غيرُ بَدَلٍ لأَنَّه لَا يَكادُ يُتَصرَّف فِي البَدَلِ هَذَا التَّصرُّف.
وأَلْقَى عَلَيْهِ أَجْرانَه وجِرانَه: أَي أَثْقالَه.
وَفِي الأَساسِ: إِذا وَطَّن على الأَمْرِ نفْسَه.
وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرَبَ الحقُّ بجِرانِه، أَي اسْتَقامَ وقَرَّ فِي قَرارِه، كَمَا أَنَّ البَعيرَ إِذا بَرَكَ واسْتَراحَ مَدَّ جِرانَه على الأَرْضِ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: أَلْقى عَلَيْهِ أَجْرامَه وأَجْرانَه وشَراشِرَه، الواحِدُ جِرْمٌ وجِرْنٌ.
والمجرئِنُّ: المَيِّتُ، عَن كُراعٍ.
وسَفَرٌ مِجْرَنٌ، كمِنْبَرٍ: بَعِيدٌ؛ قالَ رُؤْبَة:
بعد أَطاوِيحِ السِّفارِ المِجْرن قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلم أَجِد لَهُ اشْتِقاقاً.
والجَرَنُ، محرَّكةً: الأَرضُ الغَلِيظَةُ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ و:
تَدَكَّلَتْ بَعْدي وأَلْهَتْها الطُّبَنْونحنُ نَغْدو فِي الخَبارِ والجَرَنْويقالُ: هُوَ مُبْدلٌ مِن الجَرَل؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وجَرْنَى كسَكْرَى: مَوْضِعٌ مِن نَواحِي إرمينية قُرْبَ دَبِيل مِن فُتوحِ حَبِيب بنِ سَلَمَةَ؛ قالَهُ نَصْر.
وجُرَيْنُ، كزُبَيْرٍ: مَوْضِعٌ نَجْدِيٌّ باللعباء بينَ سُوَاج والنير.
(جرن) السَّوْط لينه ومرنه
جرن
جِران [مفرد]: ج أجرنة وجُرُن: باطن العنُق من البعير وغيره ° ألقى عليه جرانَه: ألقى عليه ثِقْلَه، أو وطَّن نفسه عليه- ضرب الإسلام بجِرانه: استقرَّ وثبت. 

جُرْن [مفرد]: ج أجران وجِران:
1 - موضع يُداس فيه القمح ونحوه وتُجَفَّف فيه الثِّمار "نقلوا حصادهم إلى الجُرْن".
2 - رقعة من الأرض تُكَدَّس فيها الغلال وغيرها من حصيلة الزِّراعة "تكثر الأجران في الرِّيف المصريّ". 

حَمَلَ

(حَمَلَ)
- فِيهِ «الحَمِيل غَارِم» الحَمِيل الْكَفِيلُ: أَيِ الكَفِيل ضَامِنٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: «كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا فِي السَّلَم بالحَمِيل» أي الكَفِيل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: «يَنْبُتون كَمَا تَنْبُت الحِبَّة فِي حَمِيل السَّيل» وَهُوَ مَا يَجِيءُ بِهِ السَّيْل مِنْ طِينٍ أَوْ غُثَاء وَغَيْرِهِ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَإِذَا اتَّفَقَت فِيهِ حِبَّة واسْتَقَرّت عَلَى شَطّ مَجْرَى السَّيْل فَإِنَّهَا تَنْبُت فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فشُبِّه بِهَا سُرْعة عَوْد أبْدَانِهم وأجْسَامِهم إِلَيْهِمْ بَعْدَ إحْراق النَّار لَهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «كَمَا تَنْبُت الحِبَّة فِي حَمَائِل السَّيْل» هُوَ جَمْعُ حَمِيل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَذَابٍ الْقَبْرِ: «يُضْغَط الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطةً تَزُول مِنْهَا حَمَائِلُهُ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هِيَ عُروق أُنْثَيَيْه، ويَحْتمل أَنْ يُراد مَوْضِعَ حَمَائِل السَّيْفِ: أَيْ عَواتِقه وصَدْره وأضْلاعه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: «أَنَّهُ كتَب إِلَى شُرَيح: الحَمِيل لَا يُوَرَّث إلاَّ بِبَيِّنة» وَهُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِنْ بِلَادِهِ صَغِيرًا إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَقِيلَ هُوَ الْمَحْمُولُ النَّسَب، وَذَلِكَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لإنسانٍ:
هَذَا أَخِي أَوِ ابْني ليَزْوِيَ ميراثَه عَنْ مَوَاليه، فَلَا يُصَدَّق إِلَّا ببَيِّنة.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تَحِلّ الْمَسْأَلَةُ إلاَّ لِثَلَاثَةٍ: رجُل تَحَمَّلَ حَمَالَةً» الحَمَالَة بِالْفَتْحِ: مَا يَتَحَمَّلُهُ الْإِنْسَانُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ دِيَة أَوْ غَرامة، مِثْلَ أَنْ يَقَعَ حَرْب بَيْنَ فَرِيقين تُسْفَك فِيهَا الدِّمَاءُ، فيَدْخل بينَهُم رجُل يَتَحَمَّل دِيَاتِ القَتْلَى ليُصْلح ذَاتَ البَيْن. والتَّحَمُّل: أَنْ يَحْمِلَهَا عَنْهُمْ عَلَى نَفْسه. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي هَدْم الْكَعْبَةِ وَمَا بَنَى ابْنُ الزُّبير مِنْهَا «ودِدْت، أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ مِنَ الْإِثْمِ فِي نَقْض الْكَعْبَةِ وبنَائِها» .
وَفِي حَدِيثِ قَيْسٍ «قَالَ: تَحَمَّلْتُ بِعَلِيٍّ عَلَى عُثْمان فِي أمرٍ» أَيِ اسْتَشْفَعْت بِهِ إِلَيْهِ.
(س) وَفِيهِ «كُنَّا إِذَا أُمِرْنا بِالصَّدَقَةِ انْطَلق أحَدُنا إِلَى السُّوق فَتَحَامَلَ» أَيْ تكَلَّف الحَمْلَ بالأجْرة ليَكْتَسِبَ مَا يَتصدَّق بِهِ، تَحَامَلْتُ الشَّيْءَ: تكلَّفته عَلَى مَشَقَّة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: «كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا» أَيْ نَحْمِلُ لِمَنْ يَحْمِلُ لَنَا، مِنَ المُفَاعلة، أَوْ هُوَ مِنَ التَّحَامُل.
(س) وَفِي حَدِيثِ الفَرَع والعَتِيرة: «إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتُه فَتَصَدَّقْتُ بِهِ» أَيْ قَوِيَ عَلَى الحمْل وأطاقَه؛ وَهُوَ اسْتَفعل مِنَ الحَمْل.
وَفِي حَدِيثِ تَبُوك «قَالَ أَبُو مُوسَى: أَرْسَلَني أَصْحَابِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْأله الحُمْلَان» الحُمْلَان مَصْدر حَمَلَ يَحْمِلُ حُمْلَانا، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ أرسَلوه يَطْلُب مِنْهُ شَيْئًا يَرْكَبُون عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ تَمَامُ الْحَدِيثِ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ ولكِنّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ» أَرَادَ إفرادَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْمَنِّ عليهمْ. وَقِيلَ: أَرَادَ لَمَّا سَاقَ اللَّهُ إِلَيْهِ هَذِهِ الإبِل وقْتَ حاجَتِهم كَانَ هُوَ الحَامِل لَهُمْ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: كَانَ ناسِياً ليَمِينه أَنَّهُ لَا يَحْمِلهم، فلمَّا أمَرَ لهُم بِالْإِبِلِ قَالَ: مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، كَمَا قَالَ لِلصَّائِمِ الَّذِي أفْطر ناسِياً: «أطْعَمَك اللَّهُ وَسَقَاكَ» .
وَفِي حَدِيثِ بنَاء مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ:
هَذَا الحِمَالُ لَا حِمَالُ خَيْبَرَ
الحِمَالُ بِالْكَسْرِ مِنَ الحَمْلِ. وَالَّذِي يُحْمَل مِنْ خَيْبَر التَّمر: أَيْ إِنَّ هَذَا فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلُ مَنْ ذاك وأحْمدُ عَاقِبَةً، كَأَنَّهُ جمعُ حِمْلٍ أَوْ حَمْلٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ حَمَلَ أَوْ حَامَلَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فأيْنَ الحِمَال؟» يُرِيدُ مَنْفَعَةَ الحَمْل وكفَايته، وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ بالحَمْل الَّذِي هُوَ الضَّمان.
وَفِيهِ «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ منَّا» أَيْ مَنْ حَمل السِّلَاحَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لكونهم مُسْلِمين فَلَيْسَ بمُسْلم، فَإِنْ لَمْ يَحْملْه عَلَيْهِمْ لأجْل كَوْنهم مُسْلِمِينَ فَقَدِ اختُلف فِيهِ: فَقيل مَعْنَاهُ: لَيْسَ مِثْلَنا. وَقِيلَ: لَيْسَ مُتَخَلِّقاً بأخْلاَقِنا ولاَ عَامِلا بسُنَّتِنا.
(س) وَفِي حَدِيثِ الطَّهارة «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَين لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا» أَيْ لَمْ يُظْهِره وَلَمْ يَغْلِب عَلَيْهِ الخَبَث، مِنْ قَوْلِهِمْ فُلان يَحْمِلُ غَضَبَه: أَيْ لَا يُظْهِره. وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يَنْجُس بِوُقُوعِ الخَبث فِيهِ إِذَا كَانَ قُلَّتَيْن. وَقِيلَ مَعْنَى لَمْ يَحْمِل خَبَثاً: أَنَّهُ يَدْفَعُه عَنْ نَفْسِهِ، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْم، إِذَا كَانَ يَأباه ويَدْفَعه عَنْ نفْسه. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ قُلَّتين لَمْ يَحْتَمِلْ أَنْ تقَع فِيهِ نَجاسَة؛ لِأَنَّهُ يَنْجُس بِوُقُوعِ الخَبث فِيهِ، فَيَكُونُ عَلَى الْأَوَّلِ قَدْ قَصَد أوّلَ مَقَادِيرِ الْمِيَاهِ الَّتي لَا تَنْجُس بِوُقُوعِ النَّجاسة فِيهَا وَهُوَ مَا بَلَغَ القُلَّتين فَصَاعِدًا. وَعَلَى الثَّانِي قَصَد آخِر الْمِيَاهِ الَّتي تَنْجُس بِوُقُوعِ النَّجاسة فِيهَا وَهُوَ مَا انْتَهَى فِي القِلَّة إِلَى القُلَّتين. وَالْأَوَّلُ هُوَ القَول، وَبِهِ قَالَ مَنْ ذَهَب إِلَى تَحْدِيد الْمَاءِ بالقُلَّتين، وَأَمَّا الثَّانِي فَلَا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَا تُنَاظِرُوهم بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ حَمَّال ذُو وُجوه» أَيْ يُحْمَلُ عَلَيْهِ كُلّ تَأْوِيلٍ فَيَحْتَمِلُهُ. وذُو وُجوه: أَيْ ذُو مَعَانٍ مُخْتَلِفة.
وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الحُمُر الأهْلِية «قِيلَ: لِأَنَّهَا كَانَتْ حَمُولَة النَّاسِ» الحَمُولة بِالْفَتْحِ:
مَا يَحْتَمل عَلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الدَّوَابّ، سَواء كَانَتْ عَلَيْهَا الأَحْمَالُ أَوْ لَمْ تَكُنْ كالرَّكُوبة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَطَن «والحَمُولة الْمائرة لَهُمْ لاغِيَة» أَيِ الإبِل الَّتي تَحْمِل الْمِيرَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَتْ لَهُ حُمُولَةٌ يَأوِي إِلَى شِبَع فلْيَصُم رَمَضَانَ حَيْث أدْرَكه» الحُمُولَةُ بِالضَّمِّ: الأَحْمَال، يَعْنِي أَنَّهُ يَكُونُ صاحِب أحْمال يُسَافِر بِهَا، وَأَمَّا الحُمُولُ بِلَا هَاءٍ فَهِيَ الْإِبِلُ الَّتي عَلَيْهَا الهَوَادج، كَانَ فِيهَا نِسَاء أَوْ لَمْ يَكُن.

جزى

(جزى) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} .
الجِزْية عن يَدٍ: هي الخَراجُ المَجْعُول على رَأْس الذِّمِّي، سُمِّيَت به، لأنَّها قَضاءٌ منهم لِمَا عَلَيهم، مَأْخُوذَةٌ من الجَزَاء ، وهو بَذْلُ الشَّيء، والمُسْتَحِقّ على فِعْله.
(جزى)
الشَّيْء جَزَاء كفى وأغنى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا} وَيُقَال جزى مجزى فلَان ومجزاته قَامَ مقَامه وَفُلَانًا بِكَذَا وَعَلِيهِ كافأه وَفِي الْمثل (إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى لَيْسَ الْجمل) أَي يجْزِيك الْكيس لَا الأحمق وَيُقَال جزأه عَنهُ وَفُلَانًا حَقه قَضَاهُ
جزى: جَزّى جُزِيْتم خيرا: عبارة للمجاملة تستعمل بنعنى: لا وأشكركم.
(معجم ابن بدرون).
جَزَّى (بالتشديد) بمعنى جزى أي كافأ، أثاب (ألكالا). وكنت قد ذكرت في الجريدة الآسيوية، (1869، 2: 168) أن الفعل جزّى موجود في شعر في المقدمة (3: 228) بهذا المعنى. ولكنني أرى أن من الأفضل أن يكون: أني أجْزِي.
وجَزّى: قضى دينا (ألكالا) واكترى، استأجر (فوك) وفيه في مادة census ومادة Conducere: جَزىّ قاعة الدار.
جَزَّى أرضاً: طلب التزام أرض، وأصحاب التجزية متاع الأرض: ملتزمو الأرض (شيرب ديال 36، 37 في 42).
تجزّت الأرض: التزمت (شيرب ديال 33) تجازى: كوفيء، أثيب (بوشر). اجتزى به: اكتفى به (فوك).
جِزُيَة: يطلق الأعراب وكذلك الرؤساء في المدن كلمة جزية على النقود التي يأخذونها غصبا من المسافرين، لا يستثنون منها المسلمين (برتون 1: 227).
جَزَاء: خراج الأرض الذي يجيبه صاحب الإقطاع نقدا في كل سنة (فوك).
وجزاء: جائزة، مكافأة لتشجيع التجارة والتصدير والصناعة (بوشر).
جَزَانيّ: مُجزٍ، مكسب، شيب (بوشر).
جزى جزأ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام لأبي بردة بْن نيار فِي الْجَذعَة الَّتِي أمره أَن يُضحي بهَا: وَلَا تجزى عَن أحد بعْدك. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلك: قد جزى عَنى هَذَا الْأَمر فَهُوَ يَجْزِي [عني -] وَلَا همز فِيهِ وَمَعْنَاهُ لَا تقضي عَن أحد بعْدك. يَقُول: لَا تجزي لَا تقضي وَقَالَ اللَّه [تبَارك و -] تَعَالَى: {وَاتَقُوْا يَوْماً لَا تَجْزِيْ نَفْسٌ عَنْ نَفَسٍ شَيْئَا} . وَمِنْه حَدِيث يرْوى عَن عُبَيْد بْن عُمَيْر: أَن رجلا كَانَ يداين النَّاس وَكَانَ لَهُ كَاتب ومتجاز وَكَانَ يَقُول: إِذا رَأَيْت الرجل مُعسرا فَانْظُرْهُ فغفر اللَّه لَهُ. والمتجازي المتقاضي. قَالَ الْأَصْمَعِي: أهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ: أمرت فلَانا يتجازى ديني على فلَان أَي يتقاضاه. قَالَ: وَأما قَوْلهم أجزأني الشَّيْء إِجْزَاء فمهموز وَمَعْنَاهُ: كفاني وَقَالَ الطَّائِي:

[الوافر]

لقد آلَيْت اغَدِر فِي جَدَاعٍ ... وَإِن مُنِّيْتُ امَّاتِ الرباع

لِأَن الغدرَ فِي الأقوامِ عارٌ ... وَأَن المرءَ يُجْزَأ بِالكَراع

وَقَوله: يجزأ بِالْكُرَاعِ أَي يَكْتَفِي بِهِ. وَمِنْه قَول النَّاس: اجتزأت بِكَذَا وَكَذَا وتجزأت بِهِ أَي اكتفيت بِهِ [وجداع السّنة الَّتِي تجدع كل شَيْء أَي تذْهب بِهِ -] . 
جزى: تَجَازَيْتُ دَيْني: أي تَقَاضَيْته. والمُتَجازي: المُتَقَاضي. والجَزَاءُ: المُكافَاةُ بالإِحْسَانِ والإِسَاءَةِ، والفِعْلُ: جَزى يَجْزي. وفلانٌ ذو جَزَاءٍ: أي غَنَاءٍ. والجِزْيَةُ: الخَرَاجُ. وجِزْيَةُ أهْلِ الذِّمَّةِ. والجَزَاءُ: القَضَاءُ، يقولون: لا يَتَجَازى بها العَرَبُ: أي لا يَجِدُوْنَ مِثْلَها. وجَزاؤُها: بَدَلُها. يَجْزَأُوْنَ الأقْرَانَ في الحَرْبِ: أي يَعُبُّونَ القِرْنَ للقِرْنِ. والجُزْيُ والجزْوُ من المالِ: طائفةٌ منه، أصْلُه الهمْزَةُ. جزأ: أجْزَأَني الشَّيْءُ إجْزَاءً: كَفَاني، وهو يُجْزِىءُ عن هذا. وأجْتَزَأْتُ بكَذا وتَجَزَّأْتُ به: اكْتَفَيْتُ به. والجُزْءُ: الاجْتِزَاءُ بالرُّطْبِ عن الماءِ، والجُزُءُ أيضاً على فُعُوْلٍ، جَزَأتِ الإِبلُ عن الماءِ جُزُوْءاً. واجْزَأَ القَوْمُ إِبلُهم عن الماء. والجازِئاتُ: الوَحْشُ، والجَميعُ الجَوَازِىءُ. وأجْزَأتْ عنه شاةٌ بالألف. وأجْزأ المَرْعَى: الْتَفَّ نَبْتُه وحَسُنَ. والجَزِيءُ: الرَّجُلُ المُجْزِىءُ أَمْرَه. وفَحْلٌ مُجْزِىءٌ: أي إذا ضَرَبَ أجْزَأَ وألْقَحَ. والأِجْزَاءُ: ارْتِفَاقُ القُعُودِ؛ وهو أنْ تَحْتَبِىَْ أو تَحْتَنيَ على وِسَادَةٍ فلا تَتَّكِىءُ على يَمِيْنٍ ولا شِمَالٍ. وتقولُ العَرَبُ: جَزَتْكَ الجَوَازِىءُ: أي الأرْحَامُ، وقيل: أفْعَالُكَ المَحْمُوْدَةُ والمَذْمُوْمَةُ. والجُزْءُ: بَعْضُ الشَّيْءِ في تَجْزِئَةِ السِّهَامِ، جَزَّأْتُه تَجْزِئَةً. وجَزَأْتُ منه جُزْءاً: أي أخَذْته. والشِّعْرُ المَجْزُوْءُ: إذا ذَهَبَ منه فِعْلٌ واحِدٌ من فَوَاصِلِ. وجَزَّأْتُ الشَّيْءَ: قَسِمْته. والجُزْأَةُ: نِصَابُ السَّكِّيْنِ. وكُلُّ شَيْءٍ دَقَّ بَعْضُه وضَخُمَ بَعْضُه: جُزْأَةٌ. وجَزَأْتُ الشَيْءَ: حَبَسْته. وأجْزَأتُ الخاتَمَ في إصْبَعي: أي أدْخلْتَه فيه، وأصْلُه من أجْزَأْتُ السِّكِّيْن: جَعَلْتُ له جُزْأَةٌ. وأجْزَأَتِ المَرْأةُ: إذا وَلَدَتْ بِنْتاً. والبِنْتُ عِنْدَهم: الجُزْءُ، قال اللهُ عَزَّ ذِكْرِه: " وجَعَلُوا لهُ من عِبَادِه جُزْءاً ". وجَزَأْتُ الرَّجُلَ إلى اللهِ: أي وَكَلْتَه إليه. وأبُو جَزْءٍ: اسْمٌ. وجَزْءٌ: اسْمٌ أيضاً.
جزى قَالَ أَبُو عبيد: أَلا ترى أَنه قد ألزمهُ بدائه أَن يردّه هَذَا ليعلم أَنه لَو مَاتَ كَانَ من مَال المُشْتَرِي فَلهَذَا طابت لَهُ الْغلَّة [قَالَ -] وَحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا أصل لكل من ضمن شَيْئا أَنه يطيب لَهُ الْفضل إِذا كَانَ ذَلِك على وَجه الْمُبَايعَة لَا على الْغَصْب. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: لَيْسَ على مُسلم جِزْيَة. قَالَ: مَعْنَاهُ الذِّمِّيّ الَّذِي يسلم وَله أَرض خراج فَترفع عَنهُ جِزْيَة رَأسه وتترك عَلَيْهِ أرضه يودي عَنْهَا الْخراج. وَمن ذَلِك حَدِيث عمر وَعلي رَضِي اللَّه عَنْهُمَا أَن رجلا من الشعوب أسلم وَكَانَت تُؤْخَذ مِنْهُ الْجِزْيَة فَأتى عمر فَأخْبرهُ فَكتب أَن لَا تُؤْخَذ مِنْهُ الْجِزْيَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الشعوب هَهُنَا الْعَجم وَفِي غير هَذَا الْوَضع أَكثر من الْقَبَائِل والشعوب الْمنية. وعَن الزبير بن عدي قَالَ: أسلم دهقان على عهد عَليّ رَحمَه اللَّه فَقَالَ لَهُ: إِن قُمْت فِي أَرْضك رفعنَا الْجِزْيَة عَن رَأسك وأخذناها من أَرْضك وَإِن تحولت عَنْهَا فَنحْن أَحَق بهَا. فَهَذَا وَجه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْجِزْيَة وَإِنَّمَا احْتَاجَ النَّاس إِلَى هَذِه الْأَحَادِيث فِي زمن بني أُميَّة لِأَنَّهُ يروي عَنْهُم أَن الرجل من أهل الذِّمَّة من أهل السوَاد كَانَ يسلم وَلَا يسقطون الْجِزْيَة عَن رَأسه ويأخذونها مِنْهُ مَعَ الْجِزْيَة من أرضه وَكَانَ الْحجَّاج يحْتَج فِيهِ [و -] يَقُول: إِنَّمَا هم قِنّنا وعبيدنا فَإِذا أسلم عبد الرجل فَهَل يسْقط عَنهُ الْإِسْلَام الضريبة وَكَانَ خَالِد بْن عبد الله [الْقَسرِي -] يخْطب بِهِ فِيمَا يحْكى عَنهُ على الْمِنْبَر وَلِهَذَا استجاز من استجاز من الْقُرَّاء الْخُرُوج عَلَيْهِم مَعَ ابْن الْأَشْعَث وَعَن يزِيد بْن أبي حبيب قَالَ: أعظم مَا أَتَت هَذِه الْأمة بعد نبيها ثَلَاث خِصَال: مقتل عُثْمَان وإحراق الْكَعْبَة وَأخذ الْجِزْيَة من الْمُسلمين. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْمِكْيَال مكيال أهل الْمَدِينَة وَالْمِيزَان ميزَان أهل مَكَّة. 
[جزى] وفي ح الضحية: "لا تجزى" عن أحد بعدك، أي لا تقضي، جزى عني هذا قضى. ومنه: فأمرهن أي الحيض أن "يجزين" أي يقضين. ك: "أتجزى" إحداناهو صفة لأرض أي بخراجها يعني إذا اشترى مسلم أرضاً خراجية من كافر فالخراج لا يسقط عنه. ك: أم "جوزي" أي حوسب بها فلم يصعق مع الأحياء، ويفهم منه أن موسى حي وإن كان غائباً عن عالمنا ويتم بيانه في صعق. وأبايع الناس "فأجازيهم" أي أتقاضاهم الحق، وقيل: أعاوضهم أخذ منهم وأعطيهم. ويوضع الجزية يجيء في الوضع. نه: إن رجلاً كان يداين الناس وكان له كاتب و"متجاز" المتجازي المتقاضي، تجازيت ديني عليه تقاضيته.

جز

ى1 جَزَى, aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. جَزَآءٌ, (Msb,) It (a thing) paid; gave, or rendered, as a satisfaction; or made, gave, or rendered, satisfaction: (Msb:) or satisfied; sufficed; or contented. (K.) And جَزَيْتُ الدَّيْنَ I paid the debt. (Msb.) and جَزَيْتُ فُلَانًا حَقَّهُ I paid such a one his right, or due. (TA.) And مَا يَجْزِينِى هٰذَا الثَّوْبُ This garment does not suffice me. (TA.)b2: And hence, (TA,) جَزَى عَنْهُ, (S, Mgh, Msb, K,) [aor. and] inf. n. as above, (Mgh,) It (a thing) paid for him; gave, or rendered, [a thing] as a satisfaction for him; made, gave, or rendered, satisfaction for him; (S, Mgh, Msb,* K;) and some of the lawyers use ↓اجزى in this sense, like اجزأ: (Az, Mgh, Msb:) جَزَى is of the dial. of El-Hijáz, and اجزأ of the dial. of Temeem. (Akh, Msb.) Hence, in the Kur [ii. 45], لَا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ

شَيْئًا [A soul shall not give anything as a satisfaction for a soul, i. e. for another soul: or a soul shall not make satisfaction for a soul at all; accord. to the latter rendering, شيئا being put in the accus. case after the manner of an inf. n.]. (S, Msb.) You say also, جَزَتْ عَنْكَ شَاةٌ A sheep, or goat, made satisfaction for thee [as a sacrifice]; (S, TA;) as also ↓أَجْزَتْ: (TA:) Benoo-Temeem say أَجْزَأَتْ, with ء: (S, TA:) this last, thus explained, is a dial, var. mentioned by IKtt (Msb.) And كَذَا عَنْ كَذَا ↓اجزى Such a thing stood, or served, in lieu, in the place, or in stead, of such a thing, without sufficing. (Zj, K.) and قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ↓يُجْزِى; and هٰذَامِنْ هٰذَا; A little stands, or serves, in lieu of much; and this, of this. (IAar, TA.) And عَنْهُ مُجْزَى ↓ اجزى

فُلَانٍ and مُجْزَاةَ فُلَانٍ and (as though the augmentative letter [ا in اجزى] were imagined to be rejected, TA) مَجْزَى فلان and مَجْزَاةَ فلان He satisfied, sufficed, or contented, him as such a one; he stood, or served, him in stead of such a one; a dial. var. of اجزأ. (K.) And ↓ اجزى

مُجْزَى غَيْرِهِ It (a thing) satisfied, sufficed, or contented, as another thing; it stood, or served, in stead of another thing. (Msb.) And ↓اجزاكَ, with the [second] objective complement suppressed, It was sufficient for thee. (Mgh.) b3: جَزَاهَ كَذَا (Msb,* TA,) and جَزَاهُ بِهِ (K,) or بِمَا صَنَعَ, (S,) and عَلَيْهِ, (K,) [aor. and] inf. n. as above, (S, K,) He repaid, requited, compensated, or recompensed, him (Msb, K TA) [ for such a thing, for it, or for what he had done]; as also ↓جازاهُ, (S, K,) inf. n. مُجَازَاةٌ and جِزَآءٌ: (K:) or, accord. to Fr, [contr. to many instances in the Kur,] the former verb relates only to good; and the latter, to good and to evil: but accord. to others, the former may relate to good and to evil; and the latter, to evil. (TA.) [See also جَزَآءٌ, below.] One says, in praying for another, جَزَاهُ اللّٰهُ خَيْرًا May God repay him good: and requite, or recompense, him for good [that he has done]. (Msb.) And بِذَنْبِهِ ↓ جَازَيْتُهُ I punished him for his crime, or sin, or act of disobedience. (Msb.) And جَزَى عَنْهُ فُلَانًا He requited, compensated, or recompensed, for him, such a one. (TA.)b4: جَازَيْتُهُ فَجَزَيْتُهُ: see 3.3 جَاْزَىَ see 1, latter part, in two places. b2: [جازاهُ خَيْرًا He prayed for a reward for him from God: or said to him, May God reward thee. (Golius, on the authority of Z.) b3: جازى بِحَرْفٍ and بِظَرْفٍ, He employed a particle, and an adverbial noun, as conditional; to denote that, with what follows, it expresses a condition with its complement. For instance, in the S, voce حَيْثُ, it is said,حَيْثُ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِى لَا يُجَازَى بِهَا إِلَّا مَعَ مَا, i. e. حيث is one of the adverbial nouns that are not employed conditionally, or to denote that, with what follows, they express a condition with its complement, unless with ما affixed thereto. See جَزَآءٌ, below.] b4: ↓ جَازَيْتُهُ فَجَزَيْتُهُ [I vied, or contended, with him in repaying, requiting, compensating, or recompensing, and] I overcame him [therein]. (S.) 4 اجزى: see 1, in seven places.

A2: Also He furnished a knife with a handle; a dial. var. of اجزأ: (Msb, K:) but ISd doubts its being so. (TA.) 6 تجازى دَيْنَهُ, and بِدَيْنِهِ, He demanded payment of his debt. (K.) You say, تَجَازَيْتُ دَيْنِى

عَلَى فُلَانٍ I demanded payment of my debt [owed by such a one]. (S.) b2: تَجَازَيا [They two repaid, requited, compensated, or recompensed, each other]. (TA in art. قرض.) 8 اجتزاهُ He sought, or demanded, of him repayment, requital, compensation, or recompense. (K.) جِزْىٌ [a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة]: see what next follows.

جِزْيَةٌ The tax that is taken from the free nonMuslim subjects of a Muslim government; (S, IAth, Mgh,* Msb, K;) whereby they ratify the compact that ensures them protection: (IAth:) [from جَزَى;] as though it were a compensation for their not being slain: (IAth, Mgh:) [or from the Persian گِزْيَهْ:] and also, (metaphorically, Mgh,) (tropical:) a land-tax; (Mgh, K;) a tax that is paid by the owner of land: (TA:) pl. جِزًى (S,) or ↓جِزْىٌ, (Msb,) or both, (K,) [but the latter is, properly speaking, a coll. gen. n.,] and جِزَآءٌ, (K, [in the CK, erroneously, جَزاءٌ,]) like كِتَابٌ. (TA.) جَزَآءٌ Repayment, requital, compensation, or recompense, for a thing; as also ↓; جَازِيَةٌ(K;) a satisfaction, good for good, and evil for evil; (Er-Rághib, TA;) sometimes a reward, and sometimes a punishment: (AHeyth, TA:) [the former word is an inf. n.; see 1;] the latter, a quasi-inf. n.: جَوَازٍ is pl. of the latter, or of the former, or of ↓جَازٍ, accord. to different writers explaining the saying of El-Hoteí-ah, مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ [Whoso doth good, he will not want his rewards, or his rewarders]. (TA.) b2: [Hence,] جَزَآءَ العُطَاسِ In the time between the complimentary prayer addressed to a sneezer (called التَّشْمِيت) and the sneeze; [or as soon as one can compliment a sneezer by repeating the usual prayer of يَرْحَمُكَ اللّٰهُ (God have mercy on thee).] (TA voce مُعَاقِبٌ) b3: [And جَزَآءُ شَرْطٍ An apodosis; the complement, or correlative, of a condition; also called جَوَابُ شَرْطٍ, q.v. in art. جوب b4: And حَرْفُ جَزَآءٍ A particle denoting compensation, or the complement of a condition. And A conditional particle; as إِنْ; also termed حَرْفٌ لِلْجَزَآءِ, and جَزَآءٌ alone, and حَرْفُ شَرْطٍ.]b5: هُوَ ذُو جَزَآءٍ He is possessed of sufficiency, or competence, or wealth. (TA.) جَازٍ [act. part. n. of 1, q. v.]: see جَزَآءٌ b2: هٰذَا رَجُلٌ جَازِيكَ مِنْ رَجُلٍ This is a man sufficient for thee as a man. (S.) جَازِيَةٌ: see جَزَآءٌ.

A2: Also Wild bulls, or cows. (TA.) [See جَازِئٌ.]

مَجْزًى and مُجْزًى are used as inf. ns. of 4.

[See 1.] (K.) مُجْزٍ [act. part. n. of 4. It is said in the TA that مجزى, applied to a camel, signifies Sufficing for a load or burden; and its pl. is مجازى.

And that مجزى لِأَمْرِهِ, applied to a man, signifies Sufficing for his affair. But مجزى in these instances is evidently a mistranscription, for مُجْزٍ; and مجازى, for مَجَازٍ, Mistranscriptions of this Kind are of frequent occurrence in Lexicons.]

مَجْزَاةٌ and مُجْزَاةٌ are used as inf. ns. of 4. [See 1.] (K.)

الطّوْسُ

الطّوْسُ: القَمَرُ، والوَطْءُ، وحُسْنُ الوَجْهِ، ونَضَارَتُهُ بعد عِلَّةٍ، وبالضم: دَوامُ الشيءِ، ودَواءٌ يُشْرَبُ للحِفْظِ،
ود م. وكسحابٍ: ع، ولَيْلَةٌ من لَيالِي المِحاقِ.
والطاسُ: الإِنَاءُ يُشْرَبُ فيه.
والطاوُوسُ: طائرٌ م، تَصغيرُهُ: طُوَيْسٌ بعدَ حَذْفِ الزِّياداتِ
ج: أطْواسٌ وطَواوِيسُ، والجَميلُ من الرِّجالِ، والفِضَّةُ، والأرضُ المُخْضَرَّةُ فيها كُلُّ ضَرْبٍ من النَّبْتِ. وطاوُوسُ بنُ كَيْسانَ اليمانِيُّ: تابِعِيٌّ.
وطَواويسُ: ة بِبُخارَى. وكزبَيْرٍ: مُخَنَّثٌ كان يُسَمَّى طاوُوساً، فلما تَخَنَّثَ، تَسَمَّى بِطُوَيْسٍ، ويُكَنَّى بأَبي عَبْدِ النَّعيمِ، أولُ من غَنَّى في الإِسْلام.
ويقالُ: "أشْأَمُ من طُوَيْسٍ"، وكانَ يقولُ: إن أُمِّي كانَتْ تَمْشِي بالنَّمائِمِ بينَ نِساءِ الأنْصارِ، ثم ولَدَتْنِي في اللَّيْلَةِ التي ماتَ فيها رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وفَطَمَتْنِي يومَ ماتَ أبو بكرٍ، وبَلَغْتُ الحُلُمَ يومَ ماتَ عُمَرُ، وتَزَوَّجْتُ يَومَ قُتِلَ عُثْمانُ، ووُلِدَ لي يوم قُتِلَ عليٌّ، فَمَنْ مِثْلي؟
والمُطَوَّسُ، كمُعَظَّمٍ: الشيءُ الحَسَنُ، وصحابيٌّ.
وما أدْري أينَ طَوَّسَ به: أينَ ذَهَبَ به.
وتَطَوَّسَتِ المرأةُ: تَزَيَّنَتْ.
ط والطَّواويسُ: د بِبُخارَى ط.

دير سعيد

دير سعيد:
بغربي الموصل قريب من دجلة حسن البناء واسع الفناء وحوله قلالي كثيرة للرهبان، وهو إلى جانب تلّ يقال له تلّ بادع يكتسي أيام الربيع طرائف الزهر، وكانت عنده وقعة بين مونس الخادم وبين بني حمدان، وفيها قتل داود بن حمدان سنة 320، وهو منسوب إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان، وكان يتقلد إمارة الموصل في أيام أبيه فاعتلّ وكان له طبيب يقال له سعيد أيضا نصرانيّ، فلما برأ قال له: اختر ما شئت، فقال: أحب أن أبتني ديرا بظاهر الموصل وتهب لي أرضه، فأجابه إلى ذلك فبنى، وقال الخالدي: هذا محال، والصحيح أنّ ثلاثة من رهبان النصارى اجتازوا بالموصل قبل الإسلام بأكثر من مائة سنة فاستطابوا أرضها فبنى كل واحد منهم ديرا نسب إليه، وهم: سعيد وقنّسرين وميخائيل، وهذه الثلاثة معروفة، وكل واحد منها متقارب من الآخر، وقد قال النصارى: ولتراب دير سعيد هذا خاصية في دفع أذى العقارب وإذا
رشّ بترابه بيت قتل عقاربه.

الخطرة

(الخطرة) مَا يخْطر فِي الْقلب وَيُقَال مَا أَلْقَاهُ إِلَّا خطرة بعد خطرة إِلَّا حينا بعد حِين
الخطرة:
[في الانكليزية] Fugitive thought ،passing idea
[ في الفرنسية] Pensee fugitive ،idee passagere
بالفتح وسكون الطاء المهملة في اللغة ما يرد على القلب ثم يزول فورا كما في مجمع السلوك. وفي الصراح: الخطور: مرور الفكرة بالقلب. وفي شرح القصيدة الفارضية الخاطر يطلق على ما يخطر بالبال ويطلق أيضا على القلب. وهذا من باب إطلاق لفظ الحال على المحل، يقال ورد لي خاطر ووقع في خاطري كذا انتهى كلامه. وفي لطائف اللغات يقول: إنّ الخطرة في اصطلاح الصوفية عبارة عن أدعية يستدعى بها العبد إلى دكان الحقّ بحيث لا يستطيع العبد دفع ذلك، انتهى كلامه. والخاطر لدى الصوفية: وارد (قلبي) يهبط على القلب في صورة خطاب ومطالبة. والوارد أعمّ من الخاطر وغير الخاطر، مثل:
وارد حزن، أو وارد سرور أو وارد قبض ووارد بسط. وأكثر المتصوّفة على أنّ الخواطر أربعة. خاطر من الحق وهو علم يقذفه الله تعالى من الغيب في قلوب أهل القرب والحضور من غير واسطة. وخاطر من الملك وهو الذي يحث على الطاعة ويرغب في الخيرات ويحرز من المعاصي والمكارم ويلوم على ارتكاب المخالفات وعلى التكاسل من الموافقات. وخاطر من النفس وهو الذي يتقاضى الحظوظ العاجلة ويظهر الدعاوي الباطلة. وخاطر من الشيطان ويسمّى بخاطر العدو إذ الشيطان عدو للمسلم، وهو الذي يدعو إلى المعاصي والمناهي والمكاره. والفرق بين خاطر الحق والملك أنّ خاطر الحق لا يعرضه شيء وسائر الخواطر تضمحل وتتلاشى عنده. سئل بعض الكبار من برهان الحق؟ فقال وارد على القلب تضجر النفس عن تكذيبها، ومع وجود الخاطر الملكي معارضة خاطر النفس وخاطر الشيطان، وأنّ خاطر النفس لا ينقطع بنور الذكر بل يتقاضى إلى مطلوبه لتصل إلى مرادها إلّا إذا أدركها التوفيق الأزلي فيقلع عنها عرق المطالبة. وأمّا خاطر الشيطان فإنّه ينقطع بنور الذكر، ولكن يمكن أن يعود وينسى الذكر ويغويه. وقال بعضهم الخاطر خطاب يرد على القلوب والضمائر. وقيل كل خاطر من الملك فقد يوافقه صاحبه وقد يخالفه بخلاف الخاطر الحقّاني فإنّه لا يحصل خلاف من العبد فيه. وهذا هو الفرق بين الخاطر النفسي والخاطر الشيطاني. فالنفس تتمنّى شيئا معينا وتلحّ على الوصول إليه. وأمّا الشيطاني فلا يدعوه إلى أمر معيّن بل يدعوه إلى معصية ما فلا يجيبه السّالك إليها، فحينئذ يعمد الشيطان إلى وسوسة أخرى يلقيها في نفس السّالك.
وذلك لأنّ مقصود الشيطان ليس محصورا في فعل معيّن، بل قصده أن يهوى بالمرء المسلم في هاوية معصية ما على أيّ حال.
وقال بعضهم الخواطر أربعة. خاطر من الله تعالى وخاطر من الملك وخاطر من النفس وخاطر من العدو. فالذي من الله تنبيه، والذي من الملك حثّ على الطاعة، والذي من النفس مطالبة الشهوة، والذي من العدو تزيين المعصية. فبنور التوحيد يقبل من الله تعالى وبنور المعرفة يقبل من الملك وبنور الإيمان ينهي النفس وبنور الإسلام يردّ على الطاعة.
وسئل الجنيد عن الخطرات فقال الخطرات أربعة. خطرة من الله تعالى وخطرة من الملك وخطرة من النفس وخطرة من الشيطان. فالتي من الله ترشد إلى الإشارة، والتي من الملك ترشد إلى الطاعة والتي من النفس تجرّ إلى الدنيا وطلب عزها، والتي من الشيطان تجرّ إلى المعاصي.
والمشهور عند مشايخ الصوفية أنّ الخواطر أربعة كلها من الله تعالى بالحقيقة، إلّا أنّ بعضها يجوز أن يكون بغير واسطة، وبعضها بواسطة. فما كان بغير واسطة وهو خير فهو الخاطر الرّبّاني ولا يضاف إلى الله تعالى إلّا الخير أدبا. وما كان بواسطة وهو خير فهو الخاطر الملكي. وإن كان شرا فإن كان بإلحاح وتصميم على شيء معيّن فيه حظّ النفس فهو الخاطر النفساني وإلّا فهو الشيطاني. وجعل بعض المشايخ الواجب أي خطرة الواجب للحق والحرام للشيطان والمندوب للملك والمكروه للنفس. وأمّا المباح فلما لم يكن فيه ترجيح لم ينسب إلى خاطر لاستلزامه الترجيح.
والشيخ مجد الدين البغدادي زاد على الخواطر الأربعة خاطر الروح وخاطر القلب وخاطر الشيخ. وبعضهم زاد خاطر العقل وخاطر اليقين. وبالحقيقة هذه الخواطر مندرجة تحت الخواطر الأربعة. فإنّ خاطر الروح وخاطر القلب مندرجان تحت خاطر الملك.
وأمّا خاطر العقل فإن كان في إمداد الروح والقلب فهو من قبيل خاطر الملك، وإن كان في إمداد النفس والشيطان فهو من قبيل خاطر العدو. وأمّا خاطر الشيخ فهو إمداد همّة الشيخ يصل إلى قلب المريد الطالب مشتملا على كشف معضل وحلّ مشكل في وقت استكشاف المريد ذلك باستمداده من ضمير الشيخ، وفي الحال ينكشف ويتبيّن، وذلك داخل تحت الخاطر الحقّاني لأنّ قلب الشيخ بمثابة باب مفتوح إلى عالم الغيب، فكلّ لحظة يصل إمداد فيض الحق سبحانه على قلب المريد بواسطة الشيخ. وأمّا خاطر اليقين فهو وارد مجرّد من معارضات الشكوك ولا ريب أنّه داخل تحت الخاطر الحقّاني.
فائدة:
تمييز الخواطر كما ينبغي لا يتيسّر إلّا عند تجلية مرآة القلب من الأمور الطبعية الجسمانية بمصقل الزهد والتقوى والذّكر حتى تنكشف فيها صور حقائق الخواطر كما هي.
ومن لم يبلغ من الزهد والتقوى هذه المرتبة ويريد أن يميّز بين الخواطر فله طريق، وذلك بأن يزن أولا خاطره بميزان الشرع، فإن كان من قبيل الفرائض أو الفضائل يمضيه، وإن كان محرما أو مكروها ينفيه، وإن كان من قبيل المباحات فكل جانب يكون أقرب إلى مخالفة النفس يمضيه، والغالب من سجية النفس ميلها إلى شيء دنيّ. ثم يعلم أنّ مطالبات النفس على نوعين بعضها حقوق لا بد منها وبعضها حظوظ.
فالحقوق ضرورة إذ قوام النفس وبقاء حياتها مشروط ومربوط بها، والحظوظ ما زاد عليها، فيلزم تمييز الحقوق من الحظوظ كي تمضي الحقوق وتنفي الحظوظ. وأهل البدايات يلزمهم الوقوف على الحقوق وحدّ الضرورة وتجاوزهم عن ذلك ذنب في حقهم. وأمّا المنتهي فله فتح طريق السعة والخروج عن مضيق الضرورة إلى فضاء المشاهدة والمسامحة وإمضاء خواطر الحظوظ بإذن الحق سبحانه. وإن شئت الزيادة فارجع إلى مجمع السلوك في فصل معرفة الخواطر.

قلعة الروم

قلعة الروم:
قلعة حصينة في غربي الفرات مقابل البيرة بينها وبين سميساط، بها مقام بطرك الأرمن خليفة المسيح عندهم ويسمونه بالأرمنية كتاغيكوس، وهذه القلعة في وسط بلاد المسلمين، وما أظن بقاءها في يد الأرمن مع أخذ جميع ما حولها من البلاد إلا لقلة جدواها فإنه لا دخل لها وأخرى لأجل مقام رب الملة عندهم كأنهم يتركونها كما يتركون البيع والكنائس في بلاد الإسلام، ولم يزل كتاغيكوس الذي يلي البطركة من قديم الزمان من ولد داود، عليه السلام، وعلامته عندهم طول يديه وأنهما تتجاوزان ركبتيه إذا قام ومدهما ويلفى ذلك في ولده، فلما كانت قرابة سنة 610 اعتمد ليون بن ليون ملك الأرمن الذي بالبقعة الشامية في بلاد المصيصة وطرسوس وأذنة ما كرهه الأرمن وهو أنه كان إذا نزل بقرية أو بلدة استدعى إحدى بنات الأرمن فيفترشها في ليلته ثم يطلقها إلى أهلها إذا أراد الرحيل عنهم، فشكا الأرمن ذلك إلى كتاغيكوس فأرسل إليه يقول: هذا الذي اعتمدته لا يقتضيه دين النصرانية فإن كنت ملتزما للنصرانية فارجع عنه وإن كنت لست ملتزما للنصرانية فافعل ما شئت، فقال: أنا ملتزم للنصرانية وسأرجع عما كرهه البطرك، ثم عاد إلى أمره وأشد فأعادوا شكواه فبعث إليه مرة أخرى وقال: إن رجعت عما تعتمده وإلا حرمتك، فلم يلتفت إليه، وشكي مرة أخرى فحرمه كتاغيكوس وبلغه ذلك فكشف رأسه ولم يظهر التوبة عما صنع فامتنع عسكره ورعيته من أكل طعامه وحضور مجلسه واعتزلته زوجته وقالوا: هو الدين لا بد من التزام واجبه ونحن معك إن دهمك عدو أو طرقك أمر وأما حضورنا عندك فلا وأكل طعامك كذلك، فبقي وحده وإذا ركب ركب في شرذمة يسيرة، فضجر وأظهر التوبة وأرسل إلى كتاغيكوس يسأل أن يحضر لتكون توبته بمحضره وعند حضور الناس يحلله، واغتر كتاغيكوس وحضر عنده وأشهد على نفسه بتحليله وشهد عليه الجموع، فلما انفضّ المجلس أخذ ليون بيده وصعد القلعة وكان آخر العهد به وأحضر رجلا من أهل بيته أظنه ابن خالته أو شيئا من ذلك وكان مترهبا فأنفذه إلى القلعة وجعله كتاغيكوس فهو إلى هذه الغاية هناك، وانقرضت الكتاغيكوسية عن آل داود، وبلغني أنه لم يبق منهم في تلك النواحي أحد يقوم مقامهم وإن كان في نواحي أخلاط منهم طائفة، والله أعلم.

شَطَرَ

(شَطَرَ)
فِيهِ «أنَّ سْعداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يتصدَّق بمالِه قَالَ: لاَ، قالَ: الشَّطْرَ، قَالَ: لاَ، قَالَ: الثلُثَ، فَقَالَ: الثُّلُث، والثُلث كثيرٌ» الشَّطْرُ: النصفُ، ونَصْبُه بِفِعْلٍ مُضْمر: أَيْ أهَب الشَّطْرَ، وَكَذَلِكَ الثُلث.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤمن بِشَطْرِ كَلِمَةٍ» قِيلَ هُوَ أَنْ يَقُولَ أُقْ، فِي أقْتل، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «كَفى بِالسَّيْفِ شاَ» يُرِيدُ شَاهِدًا .
(س) وَمِنْهُ «أَنَّهُ رَهَن دِرعه بِشَطْرٍ مِنْ شَعِير» قِيلَ أَرَادَ نِصفَ مَكُّوكٍ. وَقِيلَ أَرَادَ نِصْفَ وَسْقٍ. يُقَالُ شَطْرٌ وشَطِيرٌ، مثْل نِصْف ونَصِيف.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الطَّهُور شَطْرُ الْإِيمَانِ» لأنَّ الإيمانَ يُطهِّر نجاسةَ الْبَاطِنِ، والطَّهورَ يُطهِّر نَجَاسَةَ الظَّاهِرِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «كَانَ عِندَنا شَطْرٌ مِنْ شَعِير» .
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ مَانِعِ الزَّكَاةِ «إنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ، عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمات رَبِّنا» قَالَ الْحَرْبِيُّ: غَلِط [بَهْزٌ] الرَّاوي فِي لَفْظ الرِّوَايَةِ، وَإِنَّمَا هُو «وشُطِّرَ مالهُ» أَيْ يُجْعَلُ مَالُهُ شَطْرين ويَتَخيَّر عَلَيْهِ المُصَدّقُ فيأخُذ الصَّدَقَةَ مِنْ خَير النِّصفين عُقُوبةً لمْنعه الزَّكَاة، فأمَّا ماَ لاَ تَلَزْمه فلاَ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي قَوْلِ الحَرْبى: لَا أعْرف هَذَا الوَجْه. وَقِيلَ مَعْناه إِنَّ الحقَّ مُسْتَوْفىً منْه غَيرُ مَتْرُوك عَلَيْهِ وإنْ تَلِفَ شَطْرُ مَالِهِ، كرجُل كَانَ لَهُ ألْفُ شاةٍ مثَلا فتَلفِت حَتَّى لَمْ يَبْق لَهُ إلاَّ عِشْرون، فَإِنَّهُ يُؤخَذ مِنْهُ عَشْرُ شِياَهٍ لصدَقة الْأَلْفِ وَهُوَ شَطْرُ مالِه الْباَقِي. وَهَذَا أَيْضًا بَعِيد، لِأَنَّهُ قَالَ: إنَّا آخِذوها وشَطْر مالِه، وَلَمْ يَقُلْ إنَّا آخِذوا شَطْر مالِه. وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي صَدْر الْإِسْلَامِ يقَع بَعْضُ العُقُوبات فِي الْأَمْوَالِ، ثُمَّ نُسخ، كَقَوْلِهِ فِي الثَّمَرِ المُعَلَّق: مَن خَرج بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرامة مثْلَيه والعقوبةُ. وَكَقَوْلِهِ فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ الْمَكْتُومَةِ: غَرَامَتُهَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا، وَكَانَ عُمَرُ يَحْكم بِهِ، فَغَرَّمَ حَاطِبًا ضِعْفَ ثَمَنِ نَاقَةِ المُزَنِىِّ لمَّا سَرَقها رَفيقُه ونَحرُوها. وَلَهُ فِي الْحَدِيثِ نظائرُ. وَقَدْ أخَذَ أحمدُ بْنُ حَنْبل بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا وعَمِل بِهِ، وَقَالَ الشافِعىُّ فِي القَدِيم: مَنْ مَنَع زكاةَ مَالِهِ أُخِذَت مِنْهُ وأُخِذ شَطْرُ مالِه عُقوبةً عَلَى مًنْعه، واسْتَدَل بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ فِي الجَديِد: لَا يُؤخذ مِنْهُ إِلَّا الزَّكَاةُ لاَ غَيْرَ. وَجَعَلَ هَذَا الحديثَ مَنْسُوخًا. وَقَالَ: كَانَ ذَلِكَ حيثُ كَانَتِ العُقُوبات فِي الْمَالِ ثُمَّ نُسِخَت.
ومذهبُ عامَّة الفُقَهاء أَنْ لاَ واجبَ عَلَى مُتْلِفِ الشَّيْءِ أكثرُ مِنْ مِثْله أَوْ قِيمِته.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ «قَالَ لعليٍّ وقْت التَّحكيم: يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ عَجَمْتُ الرجُل وحَلبْتُ أَشْطُرَهُ، فوجَدْته قريبَ القَعْر كَليلَ المُدْيةِ، وَإِنَّكَ قَدْ رُمِيتَ بحَجر الأرضِ» الْأَشْطُرُ جَمْعُ شَطْرٍ وَهُوَ خِلْفُ النَّاقة. وللنَّاقة أربعةُ أخْلاف كلُّ خِلفين مِنْهَا شَطْرٌ، وَجُعِلَ الْأَشْطُر مَوضعَ الشَّطْرَيْنِ كَمَا تُجعل الحواجبُ مَوْضِعَ الْحَاجِبَيْنِ، يُقَالُ حَلبَ فلانٌ الدهرَ أَشْطُرَهُ: أَيِ اخْتبر ضُرُوبه مِنْ خَيره وشرِّه، تَشْبِيهًا بحَلْب جَميع أخْلافِ النَّاقة مَا كَانَ مِنْهَا حَفِلاً وَغَيْرَ حَفِل، ودَارّاً وغَير دارٍّ. وَأَرَادَ بِالرَّجُلَيْنِ الحكَمين: الْأَوَّلُ أَبُو مُوسى، والثَّاني عَمْرو بْنُ الْعَاصِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ «لَوْ أَنَّ رَجُلين شَهِدا عَلَى رَجُلٍ بحَقٍّ أحدُهما شَطِيرٌ فَإِنَّهُ يَحْمِل شهادَة الْآخَرِ» الشَّطِيرُ: الغَرِيبُ، وَجَمْعُهُ شُطُرٌ. يَعْنِي لَوْ شَهِد لَهُ قريبٌ مِنْ أَبٍ أَوِ ابْنٍ أَوْ أَخٍ وَمَعَهُ أجنَبِىٌّ صحَّحت شهادةُ الأجْنَبي شَهادةَ الْقَرِيبِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ حَمْلا لَهُ. ولعَلَّ هَذَا مذهبٌ لِلْقَاسِمِ، وَإِلَّا فشهادةُ الْأَبِ وَالِابْنِ لَا تُقْبل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ «شهادةُ الأخِ إِذَا كَانَ مَعَهُ شَطِيرٌ جازَت شهادتُه» وَكَذَا هَذَا، فَإِنَّهُ لَا فَرْق بَيْنَ شهادةِ الغَريب مَعَ الْأَخِ أَوِ القَريب، فَإِنَّهَا مقبولةٌ.

سنك

سنك: ابن الأَعرابي: السُّنُكُ المَحاجُّ اللينة

(* قوله «المحاج

اللينة» كذا في الأصل باللام، والذي في القاموس: البينة، بالباء، قال شارحه:

هوكذا في العباب)، قال الأَزهري: لم أَسمع السُّنُكَ لغير ابن الأَعرابي،

وهو ثقة.

سنك
السّنُك، بضَمَّتَيْنِ أَهمَلَه الْجَوْهَرِي وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هِيَ المَحاجّ البَيِّنَةُ هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ، ووَقَع فِي اللِّسان اللَّيِّنَة، قَالَ الأَزْهَري: وَلم أَسْمَع هَذَا لِغير ابنِ الْأَعرَابِي، وَهُوَ ثِقَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: سنيكَةُ، مُصَغّراً: قَريةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ الشّرقِيّة، مِنْهَا قاضِي القُضاةِ زَكَرِيّا بنُ مُحمّد الأَنْصارِيّ الشافِعي السُّنيكيُ المَعروفُ بشَيخ الإِسْلام، حَدَّث عَن الحافِظِ بنِ حَجَرٍ وغيرِه، توفّي بِمصْر سنة عَن سِن عالِيَةٍ، وَقد عَمِل لَهُ الحافِظُ السَّخاويّ مَشْيَخَةً جمَعَ فِيهَا مَروِيّاتِه وشُيُوخَه، وَهِي عِنْدِي. وأَبو عَبدِ اللَّهِ مُحَمّدَ بنُ النَّفِيسِ بن أبي القاسِمِ السَّنَكِيُّ، مُحَرَّكَةً: مُحَدِّثٌ، ماتَ سنة قيّدَه الحافِظُ.

نهرُ تِيرَى

نهرُ تِيرَى:
بكسر التاء المثناة من فوقها، وياء ساكنة، وراء مفتوحة، مقصور: بلد من نواحي الأهواز حفره أردشير الأصغر بن بابك، ووجدت في بعض كتب الفرس القديمة أن أردشير بهمن بن اسفنديار وهو قديم قريب من زمن داود النبي، عليه السّلام، حفر نهر المسرقان بالأهواز ودجيل الأهواز وأنهار الكور السبع: سرّق ورامهرمز وسوس وجنديسابور ومناذر ونهر تيرى فوهبه لتيرى من ولد جودرز الوزير فسمي به، وله ذكر في أخبار الفتوح والخوارج، قال جرير:
ما للفرزدق من عزّ يلوذ به ... إلا بني العمّ في أيديهم الخشب
سيروا بني العمّ، والأهواز منزلكم ... ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب
الضاربو النخل لا تنبو مناجلهم ... عن العذوق ولا يعييهم الكرب
وقال عبد الصمد بن المعذّل يهجو أمراءهم:
دعوا الإسلام وانتحلوا المجوسا، ... وألقوا الرّيط واشتملوا القلوسا
بني العبد المقيم بنهر تيرى، ... لقد نهضت طيوركم نحوسا
حرام أن يبيت بكم نزيل ... فلا يسمى لأمّكم عروسا

محمد

ذو الخصال المحمودة المشكورة أو كثيرها، والمرضيّ عنه، ونبي المسلمين. وقد ورد ذكره في القرآن باسم رسول، ورسول الله، وأحمد، والنبي، والنبي الأميّ. ورد في صحيح البخاري هذه الأسماء أيضًا: الماحي (لأنه يمحو الله به الكفر) والحاشر (لأنه يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون غيره) والعاقب (لأنه عَقَب من كان قبله من الأنبياء أي جاء بعدهم) والمقفَّى (المكرَّم) والشاهد (أي الشاهد على أمته بالإبلاغ والرسالة عملًا بالآية: ((إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا))، والبشر، والنذير، والضحوك، والخاتَم (خاتمة الأنبياء أي آخرهم) والمتوكل، والمصطفى، والفاتح (أي الحاكم القاضي بين الناس) والقتّال، والمتوكل، والقُتَم (أي الكثير الطاء وجامع الخير والعيال) ونبيّ الملاحم (جمع مَلحمة، موضع التحام الحرب، أي نبيّ القتال، أو نبيّ الصلاح وتأليف الناس كأنه يؤلف أمر الأمة) ونبيّ الرحمة، ونبيّ التوبة.
محمد
رسم القرآن لمحمد صورة محبّبة إلى النفوس، فيها لين ورقة، وفيها الخلق المثالى، والقلب الرءوف الرحيم، والنّفس الوادعة المطمئنة، نزل عليه روح من أمر الله، يهدى إلى الصراط المستقيم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تعالى يخاطبه: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 1 - 4). ويقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). ويقول:
فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
(آل عمران 159). ويقول: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (الشورى 52، 53). ويقول: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (الطلاق 10، 11).
ويدعوه سراجا منيرا، فى قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (الأحزاب 45، 46). ورحمة في قوله: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (الأنبياء 107). ويأمره باستشارتهم وخفض الجناح لهم إذ يقول:
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (آل عمران 159). ويقول: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (الحجر 88 - 89).
ولكن هذه الصفات في سموّها المثالى لم ترفع محمدا عن البشرية، وهذه صفة من الصفات التى أكدها القرآن وأطال في الحديث عنها، فهو حينا يثبت هذه الصفة على لسانه، وحينا ينفى عن نفسه القدرة على ما لا يقدر عليه البشر، قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الكهف 110). وهو لهذا لا يملك لنفسه أمرا، ولا يدرى من الغيب شيئا، قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188).
ولننصت إليه يتبرأ من قدرته على فعل ما ليس في طاقته، عند ما سألوه ما ليس فى طوقه، وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (الإسراء 90 - 93)، ومما يلحظ أنهم طالبوه بأمور يستحيل وجودها في الصحراء، من تفجير الأرض ينابيع وأنهارا، وانظر إليه كيف يعجب من أمرهم، وكيف يقرر في صراحة أنه ليس سوى بشر رسول. ولأنه بشر، يجوز أن يموت كما يموت سائر البشر، وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران 144). ولم يتميز محمد من البشر إلا بأنه كالرسل بشير ونذير، قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الأحقاف 9). إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (البقرة 119). وهو ليس إلا مذكّرا، لا سيطرة له على القلوب، ولا مقدرة عنده على تحويل الأفئدة، فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية 21، 22).
ومما أكده القرآن من صفات محمد الأمّية، يصفه بها في قوله: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158). ويبين حكمة اختياره أميا في قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 48). وإذا كانت الأمية مما يعاب فهى المعجزة التى تحول بين رسالة النبى والشك فيها، ولو أنه كان يقرأ ويكتب، لكان للمبطلين مجال للرّيب في صدق رسالته.
والقرآن يعظم أمر الرسول، فيحدّثنا عن صلاة الله عليه والملائكة، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب 56). ويعظم من أمر مبايعته، حتى لكأن من يبايعه إنما يبايع الله، إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ (الفتح 10). ويشهد له القرآن بالخلق القويم كما سبق أن نقلنا، وبأنه لا ينطق عن هوى النفس، ولا يميل إلى ضلالة ولا غواية، ويقسم على ذلك: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 1 - 4)، كما يقسم على رسالته فيقول: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (يس 2 - 5). ويعدّد القرآن نعم الله عليه فيقول: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (الضحى 6 - 8). ويقسم له القرآن أن الله ما تخلى عنه وما قلاه، ويؤكد أن الذين يناصبونه العداء سيكبتون ويخذلون مذلولين، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (المجادلة 20). ويحذر المؤمنين من معصيته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (المجادلة 9). ويأمرهم بأن يقفوا عند الحدود التى رسمها الرسول، ولا يبطلوا أعمالهم بعصيانه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (محمد 33). وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر 7). وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (الأحزاب 36). ويؤكد لهم أنهم لن يكونوا مؤمنين حقا حتى يجدوا العدالة المطلقة في أحكامه، ولا يجدوا فيها غضاضة ولا حرجا في نفوسهم، ويقسم على ذلك قائلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). ذلك أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى.
وإذا كان محمد رسولا، فله حرمته ومنزلته الاجتماعية، ومن الواجب احترامه، فلا يليق أن ينادى باسمه، كما ينادى الناس بعضهم بعضا، ولا أن ترتفع أصواتهم فوق صوته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(الحجرات 2 - 5). ولا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً (النور 63). وفي تربية الشعب على احترام الرسول ما يدفعهم إلى طاعته، فإن الطاعة أساسها الاحترام كما وضع القرآن أساسها الثانى وهو الحب، بما وصف القرآن به محمدا من حبّ لهداية قومه، وحدب عليهم، ورحمة بهم ورأفة، وشوق ملح إلى هدايتهم، حتى صح للقرآن أن يقول: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (الكهف 6). وهكذا بنى القرآن الطاعة على أساسين من الحب والاحترام معا.
ويؤيد القرآن رسالة محمد بشهادة الله الذى لا يشهد بغير الحق، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (المنافقون 1). وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (الرعد 43). لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وبأن عيسى قد بشر به قومه، وأخبرهم برسالته، وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (الصف 6). وبأنه فيما أتى ليس بدعا، فقد أوحى الله إلى كثير من الرسل قبله، إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (النساء 163).
وبأنه أمى ما كان يتلو قبله كتابا، ولا يخطه بيمينه. كما سبق أن ذكرنا، أوليس من يشهد الله له بالرسالة، ويبشر به رسول ذو كتاب، ويجرى على سنن من سبقه من الأنبياء- جديرا بأن يصدق إذا ادعى، وأن يطاع إذا أمر؟ ويناقش من أنكر رسالته، ويدفع دعاويهم في هدوء وقوّة معا، فأخبرنا القرآن مرّة أنهم كانوا ينسبون ما يعرفه محمد من قصص وأخبار وأحكام إلى عالم فارسى يعلمه، وما كان أسهل دحض تلك الدعوى بأن لسان من يدعون أنه يعلّم محمدا- أعجمى، أما هذا الكتاب فعربى مبين، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). وحينا نسبوه إلى أنه سحر أو شعر أو كهانة، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ (الأنبياء 5)، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (الصافات 36). فوجه القرآن أنظارهم إلى أن النظرة الصائبة تنفى عن القرآن السحر والشعر والكهانة، فللحق آياته البينات التى لا تشتبه بالسحر، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). ونفى القرآن عن النبى قول الشعر والكهانة، وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42).
ومن أكبر ما أنكروه على الرسول أنهم وجدوه لا يمتاز على البشر في شىء فهو يأكل الطعام كما يأكلون، ويمشى في الأسواق يبيع ويشترى كما يمشون، وظنوا أنه لا يكون نبيا إلا إذا امتاز بملك ينذر الناس معه، أو أصبح غنيا غنى مطلقا عن الناس، فألقى إليه كنز، أو كانت له جنة يأكل منها، وقد حكى القرآن عنهم ذلك الحديث، وردّ عليهم ردّا رفيقا في قوله: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (الفرقان 7 - 10). فهو يشير في رفق إلى أن الحكمة إنما هى فى أن يساوى الرسول الشعب في الاحتياج، حتى لا يكون امتيازه على الناس في أمور لا تتصل بالرسالة، ولا دخل لها في النبوة، وحتى يبقى تقويم الرسول بعيدا عن زخارف الحياة وما ليس من صميم الرسالة، فقد يتهيأ الغنى الفاحش لفرد من الناس، من غير أن يجلب له ذلك رسالة ولا نبوّة ولو أراد الله لفعل للرسول ما اقترحوه وزاد عليه، ولكن الخير والحكمة فيما كان، أما ما اقترحوه من نزول الملك مع الرسول فقد رد عليه في قوله: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (الأنعام 8، 9). ألا ترى أن نزول الملك كما اقترحوا لا يدع لهم فرصة التفكير بعد نزوله، ومن الخير أن يترك لهم مجال التدبّر وتقليب الأمر على وجوهه، وإنزال الملك لن يحل المشكل، لأنه سيكون في هيئة رجل، ويلتبس الأمر كما لو كان الرسول رجلا والقرآن برغم ذلك، يوحى بأن الرسول كانت عنده رغبة ملحة في أن يحقق لهم بعض ما اقترحوه ليؤمنوا، ولتجتمع كلمتهم على الدين، حتى صحّ للقرآن أن يقول للرسول: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (الأنعام 35).
ويقول في أخرى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (هود 12).
وكانت صفة البشرية حائلة دون الايمان به، ومدعاة للهزء بالرسول والسخرية به، فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (القمر 24). وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (المؤمنون 34). وقد رد الله تلك الدعوى بأن الحكمة تقضى بأن الرسول يكون من جنس المرسل إليهم، ليكون أدنى إلى نفوسهم، يألفونه ويسهل اتصالهم به، ولو أن في الأرض ملائكة يسكنونها، ما أرسل الله إليهم رسولا، سوى ملك من جنسهم، قال سبحانه: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا (الإسراء 94 - 95).
وعند ما تعرّض القرآن للاستهزاء بالرسول، كان لا يعنيه كثيرا الردّ على ما يتعلق بشخص الرسول، بل ينتقل مباشرة إلى صميم الدعوى يناقشهم فيها، ويحدثهم عن مغبّة كفرهم، قال تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (الأنبياء 36 - 40). ألا تراه قد مرّ مرّ الكرام باستهزائهم بالرسول، وكأنه لغو لا يؤبه له، ولا يستحق الالتفات إليه، ولا التّنبّه لشأنه، وانتقل من ذلك إلى الحديث عما يعنى القرآن بشأنه، من الحديث عن الله واليوم الآخر، وما ينتظرهم من عذاب كان جديرا به أن يصرفهم عن التمادى في الباطل، لو أنهم فكروا في الأمر وتدبّروا العاقبة، ويقول في موضع آخر: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان 41 - 44). وهو هنا أيضا ينتقل إلى صميم الدعوى، فيتحدث عن اتخاذهم الهوى إلها، وأنهم لا يستخدمون آذانهم وعقولهم فيما خلقت لأجله، فصاروا بذلك أضل سبيلا من الأنعام.
ويهوّن القرآن على الرسول أمر الاستهزاء به وتكذيبه، فحينا يخبره بأن ذلك دأب الرّسل، يكذّبون برغم ما يجيئون به من البينات والهدى، ويؤكد له مرة بأن هؤلاء الساخرين سينالهم ما نبّئوا بنزوله بهم، وكانوا يسخرون ولا يطيعون، فيقول للرسول: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 184). وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10).
وينذر القرآن المكذبين والمستهزئين بأن عاقبتهم كعاقبة من كذّب الرسل من قبل: أخذ شديد وعقاب أليم، وهنا يلجأ القرآن إلى غريزة المحافظة على النفس، فيصوّر رفض الدعوة والتكذيب لها معرّضا أنفسهم للتهلكة، وجالبا الوبال عليها، فماذا تكون النتيجة إذا هم أصرّوا على كفرهم؟ أضمنوا أعمارا طويلة، يصلحون فيها ما كانوا قد أفسدوه؟ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 185). أأمنوا مكر الله؟ أم اطمأنوا إلى أن القيامة لن تأتيهم فجأة؟ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (يوسف 107). إنهم بنهيهم عنه، ونأيهم عنه لا يضرون إلا أنفسهم ولا يهلكون غيرها، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26). ولن يضرّ الرسول بكفرهم، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (النحل 82). فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ (الشورى 48).
أوليس في قصر أمر الرسول على البلاغ، ما يدفعهم إلى التفكير في أمر هذه الدعوة التى لن يحمل عبء أضرار رفضها غيرهم، والتى يتحمّل الرسول المشاق فى سبيل إذاعتها، لا يبغى من وراء ذلك أجرا، ولا يريد إلا أن تصل الهداية إلى قلوبهم، قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سبأ 47).
وإن في تنزّه الرسول عن الغرض المادىّ، وإخلاصه في دعوتهم وإرشادهم، لبعثا لهم على تدبر أمر هذه الدعوة المبرأة من الهوى والغرض، والنفس بطبيعتها تنقاد لمثل هذه الدعوة وتؤمن بها. وقد دعاهم القرآن إلى التفكير في شأن الرسول، فرادى وجماعات، ليقلبوا أمره على وجوهه، ويتفكروا أبه جنّة أو شذوذ؟ وسوف يصلون إذا فكروا إلى أنه نذير لهم بين يدى عذاب شديد.
ويمضى القرآن محببا لهم إجابة دعوة محمد، مبينا طبيعتها، وأنها توافق الإنسانية السليمة، فهو لا يأمر إلا بما تعترف به النفوس الصحيحة ولا ينهى إلا عما تنكره، ولا يحلّ سوى الطّيب، ولا يحرّم سوى الخبيث، وأنه يعمل على تخليصهم من عادات ثقيلة على النفوس، وقيود كانت تغل حياتهم، وقد خفف الإسلام كثيرا من القيود التى كانت على أهل الكتاب، يقول الله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157). أما الأميون، وقد كانوا في ضلال مبين فإنه يعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2). ويجعل طريق حب الله ونيل رضوانه اتباع منهجه والاقتداء به، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران 31). ومن أطاعه فسيكون مع من أنعم الله عليهم من أكرم الرفقاء، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (النساء 69). ومن آمن وعمل صالحا فسوف يورّثه الله الأرض، ويمكن له دينه، ويبدله بالخوف أمنا وطمأنينة، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (النور 55).
ولا يكتفى القرآن بالوعد المحبوب حين طلب إليهم طاعة الرسول، بل أنذرهم وأوعدهم، وأكّد لهم أن النهاية ستكون نصرا مؤزرا للرسول أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها (التوبة 63). ويقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (النور 63). إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً
(الأحزاب 57). ويخاطب الرسول قائلا:
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). وينزل القرآن إلى أعماق نفوسهم، فيحدثنا عن شكوكهم التى تنتابهم، فهم يقولون في أغوار قلوبهم: إذا كان محمد على صواب، ونحن على خطأ، فلم يدعنا الله أحرارا في هذه الحياة ولا يعذبنا بسبب هذه التّصرّفات، والله ينبئهم بأن جهنم مصيرهم المنتظر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (المجادلة 8).
ويعلم القرآن ما لحوادث التاريخ من الأثر في النفوس، ولذا أكثر، فى معرض الأمر بطاعة الرسول، من توجيه أنظارهم إلى من كذّب من الماضين كيف كانت عاقبتهم، فلعلهم يتّعظون بها، فيسأل: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (غافر 21، 22). ويقصّ عليهم قصص الماضين كقوله: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (فصلت 13 - 18).
ولم يأل القرآن جهدا في تصوير من لا يستجيب إلى دعوة محمد في صورة ينفر منها العاقل، ويأنف من أن تكون صورته، فحينا يرسمهم أمواتا لا يعون، صما لا يسمعون، عميا لا يبصرون، فيقول: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23).
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (يونس 42، 43).
وأكثر القرآن من أمر الرسول بالصّبر، وهو خليقة أولى العزم من الرسل فقال:
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (الأحقاف 35). وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (الطور 48). وقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (النحل 127). وقال: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا (المزمل 10). إلى غير ذلك من كثير الآيات التى تدعو الرسول إلى الصبر، وتحثه عليه، ولا ريب أن دعوة دينية جديدة تتطلب زادا لا ينفد من الصبر على المكروه حتى تنجح وتؤتى ثمارها.
أما المنهج الذى رسمه ــالقرآن، لكى ينهجه محمد في دعوته، فقد بينه في قوله:
ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). وتلك هى خطة الإقناع التى تتألف القلوب وتستهوى الأفئدة.
ولكى أكمل الصورة التى رسمها القرآن لمحمد صلوات الله عليه، أضعه بين صحبه الذين أخلصوا له، فهم رحماء فيما بينهم، أشداء على أعدائهم، قد أخذ أمره بهم يشتد، كما يشتد الزرع إذا أخرج براعمه، فيصبح مرآة باعثا الزراع على الإعجاب به، فهم بين يدى الله يبتغون رضوانه، وأمام أعدائهم قوة لا يستهان بها، ترى تلك الصورة في قوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح 29).

ليس

ليس



أَلَيْسَ: see the latter part of art. أَلَا.
(ليس) : المُلاَيِس: البَطِيءُ. يقالُ: ما أَلْيَسَهُ، أَي ما أَبْطَأَه!. 
ل ي س : لَيْسَ فِعْلٌ جَامِدٌ لَا يَتَصَرَّفُ وَمَعْنَاهُ نَفْيُ الْخَبَرِ فَقَوْلُكَ لَيْسَ زَيْدٌ قَائِمًا إنَّمَا نَفَيْتَ مَا وَقَعَ خَبَرًا. 

ليس


لَيِسَ
( n. ac. )
a. Was dauntless.
b. ['An], Overlooked. II [ coll. ]
Plastered, coated, cemented. (b) [ coll. ], Stuck to, fastened on to.
أَلْيَسُa. Dauntless.

لَيْسَ
a. Not, is not.
b. Except, save.

أَلَسْتُ بِرَبِّكُم
a. Am I not your Lord ?

لَيْش (a. for
لِأَيْ شَىْء ) [ coll. ], Why? Wherefore?
ليس
لَيْسَ: كَلِمَةُ جُحُوْدٍ، والأصْلُ لا أيْسَ. ويقولون: لَيْسَكَ: بمعنى غَيْرِكَ. وبمعنى إلا. ولسْتُ ولسْنا - بالكَسْرِ -، ولُسْنَا - بالضمِّ -.
والليَسُ: مَصْدَرُ الألْيَسِ وهو الشُجَاع الذي لا يُبَالي الحَرْبَ. وقيل: هو الحَسَنُ الخُلْقِ. وتَلَايَسَ فلانٌ عن كذا: أي تَغَافَلَ.
ل ي س

في حديث النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من نبيّ إلا وقد أخطأ أو همّ بخطيئة ليس يحيى بن زكريا " وقال لزيد الخيل. " ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة ليسك ". قال:

عهدي بقومي كعديد الطيس ... قد ذهب القوم الكرام ليسي

ورُوي عليه رجلاً ليسني، وروى: الكوفيون إئت به من حيث أيس وليس. ورجل أليس من رجال ليس وهو الذي لا يبالي هولاً ولا يردعه شيء. وقال يصف الثور:

أليس عن حوبائه سخيّ
ليس
لَيْسَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - فعل ماضٍ ناسخ، جامد من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر، يدلُّ على نفي الحال وكثيرًا ما تدخُل الباءُ في خبره لتأكيد النَّفي "ليس محمَّدٌ جالسًا- ليس لنا شيءٌ- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} " ° ليس إلاَّ: لا غير، فقط.
2 - أداة استثناء بمعنى عدا "زارني الأصدقاءُ جميعًا ليس محمّدًا".
3 - حرف نفي بمعنى (لا) وما بعده يتعلّق بما قبله "ذاعت شهرته ليس في مصر وحدها بل في العالم العربيّ".
4 - حرف نفي مثل (ما)، وذلك حين ينتقض نفيه بـ (إلاّ) "ليس الطِّيبُ إلا المسكُ".
5 - حرف عطف بمنزلة (لا) "جاء زيدٌ ليس عمرٌ- *والأشرم المغلوب ليس الغالب*". 
ليس: ليّس بالمكان: في (محيط المحيط): والعامة تقول ليَّس بالمكان أقام به فلم يزايله. والشيء بالشيء لصق به.
ليَّس: ملَّط، طلى، دهن الحائط من الأعلى الأسفل.
تلييس: ورقة ملاط يطلى به لستر حجارة الحائط. طين التكليس. دهن الملاط (بوشر). لم أجد هذه الكلمة في موضع آخر وأميل إلى الاعتقاد أن كلمتي ليّس وتلييس هما من خطأ الطباعة للبّس وتلبيس والكلمتان الخيرتان تحملان هذا المعنى ومع ذلك فان تكررهما تسع مرات لا يؤكد صحة رأيي.
ليْس: كلمة تدل على نفي الحال وهي فعل لا يتصرف، لديها كل ضمائر الفعل، قبل الضمائر الشخصية، حتى في الحالات التي ليس فيها فاعل كقولنا هم لأفعالهم وليس لهم أي ان البخلاء يعودون لأموالهم وليس هي لهم (فليشر في تعليقه على المقري 227:1 برشت 179، معجم أبي الفداء مركش أرشيف 189:1). (انظر فيما تقدم شويعي (مادة شيع) (المقدمة 333:3 و 391:7).
ليس: ليس إلاّ وليس غير = فقط (المفصل 2:10، 31، 8، 33، 3).
ليس: ليسما تصحيف لا سيّما (فوك).
ليسيّ: باللاتينية callidus ( فوك) هو الذكيّ الذي نمّت الخبرة ذكاءه.
ليسين: في (محيط المحيط): الليسين عندهم - العامة - نفاية الحرير القطعة منه ليسينة.
ل ي س: (لَيْسَ) كَلِمَةُ نَفْيٍ. وَهُوَ فِعْلٌ مَاضٍ وَأَصْلُهَا لَيِسَ بِكَسْرِ الْيَاءِ فَسُكِّنَتِ اسْتِثْقَالًا وَلَمْ تُقْلَبْ أَلِفًا لِأَنَّهَا لَا تَتَصَرَّفُ مِنْ حَيْثُ اسْتُعْمِلَتْ بِلَفْظِ الْمَاضِي لِلْحَالِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا فِعْلٌ قَوْلُهُمْ: لَسْتَ وَلَسْتُمَا وَلَسْتُمْ كَقَوْلِهِمْ: ضَرَبْتَ وَضَرَبْتُمَا وَضَرَبْتُمْ. وَالْبَاءُ تَخْتَصُّ بِخَبَرِهَا دُونَ أَخَوَاتِهَا، تَقُولُ: لَيْسَ زَيْدٌ بِمُنْطَلِقٍ، فَالْبَاءُ لِتَعْدِيَةِ الْفِعْلِ وَتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَلَكَ أَلَّا تُدْخِلَ الْبَاءَ لِأَنَّ الْمُؤَكَّدَ يُسْتَغْنَى عَنْهُ وَلِأَنَّ مِنَ الْأَفْعَالِ مَا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِحَرْفِ الْجَرِّ نَحْوُ اشْتَقْتُكَ وَاشْتَقْتُ إِلَيْكَ. وَقَدْ يُسْتَثْنَى بِهَا تَقُولُ: جَاءَ الْقَوْمُ لَيْسَ زَيْدًا كَمَا تَقُولُ: إِلَّا زَيْدًا، تَقْدِيرُهُ لَيْسَ الْجَائِي زَيْدًا. وَلَكَ أَنْ تَقُولَ: جَاءَ الْقَوْمُ لَيْسَكَ، إِلَّا أَنَّ الْمُضْمَرَ الْمُنْفَصِلَ هُنَا أَحْسَنُ وَهُوَ أَنْ تَقُولَ: لَيْسَ إِيَّاكَ وَلَيْسَ إِيَّايَ فَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ لَيْسِي وَلَيْسَكَ مَعَ جَوَازِ الْكُلِّ. 
[ليس] لَيْسَ: كلمةُ نفي، وهو فعل ماض. وأصلها ليس بكسر الياء، فسكنت استثقالا، ولم تقلب ألفا لانها لا تتصرف، من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال. والذى يدل على أنها فعلٌ وإن لم تتصرف تصرف الأفعال، قولهم لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُمْ، كقولهم ضربت وضربتما وضربتم. وجُعلت من عوامل الأفعال نحو كان وأخواتها التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، إلا أن الباء تدخل في خبرها نحو ما، دون أخواتها. تقول: ليس زيدٌ بمنطلق. فالباء لتعدية الفعل وتأكيد النفي. ولك أن لا تدخلها، لأن المؤكَّد يستغنى عنه، ولأن من الأفعال ما يتعدَّى مرةً بحرف جرٍّ ومرة بغير حرف، نحو اشتقتك واشتقت إليك. ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أخواتها تقول: مُحْسِناً كان زيدٌ. ولا يجوز أن تقول: مُحْسِناً ليس زيدٌ. وقد يستثنى بها، تقول: جاءني القومُ ليسَ زَيداً، كما تقول: إلا زيداً، تضمر اسمها فيها وتنصب خبرها بها، كأنك قلت ليس الجائي زيداً. ولك أن تقول جاء القومُ لَيْسَكَ، إلا أنَّ المضمَر المنفصل ها هنا أحسن، كما قال الشاعر: ليت هذا الليلَ شهرٌ * لا نرى فيه غريبا * لَيْسَ إيَّاي وإيَّا * كَ ولا نَخْشى رَقيبا * ولم يقل لَيْسَني ولَيْسَكَ، وهو جائزٌ إلا أن المنفصل أجودُ. ورجلٌ ألْيَسُ، أي شجاعٌ بيِّن اللَيَسِ، من قومٍ لِيسٍ. وقال الفراء: الألْيَسُ: البعير يحمل كلَّ ما حُمِّلَ.
[ليس] نه: فيه: كل ما أنهر الدم "ليس" الظفر، أي إلا الظفر والسن. ن: هما بالنصب استثناء، أي الظفر عظم وهو طعام الجن فلا ينجس بالدم، والسن شعار الحبشة فلا يتشبه بهم. ك: ويشمل ظفر الإنسان وغيره متصلًا ومنفصلًا، وكذا السن. وح: فقطعت شمالها "ليس" إلا ذلك، أي لا يقطع بعد ذلك يمينها. وح: "ليس" بذلك، أي بالظلم مطلقًا، بل المراد به ظلم عظيم لدلالة التنوين عليه وهو الشرك، فإن قلت: كيف يجتمع الإيمان والشرك؟ قلت: كما اجتمع فيمن قال: الآلهة شفعاؤنا عند الله. وح: فيطلق "ليس" بشيء، أي لم يقع طلاق المكره. ط: "ليست" بمال، أي القوس ليست بمال اقتنيته للبيع، بل هي عدة أرمى عليها في الله، أو لم يعهد في العرف أن يعد من الأجرة. وح: "ليس" المسكين الذي يطوف على الناس، لأنه يقدر على تحصيل قوته، وقيل: معناه أنه لا يستحق الزكاة. ن: أي ليس المسكين الكامل الأحق بالصدقة من غيره، فلا ينفي المسكنة عن الطواف. وح: "ليس" فيه قميص- مر في سحولية، أي لم يكفن في قميص ولا عمامة، وح أنه صلى الله عليه وسلم كفن في حلة- ثوبان- وقميصه الذي توفى فيه، ضعيف. وح: "ليس" جزاؤه إلا الجنة- مر في حج مبرور من ب. ش: "ليس" ذلك إليك، أي ليس إخراج هؤلاء إليك بل أنا أحق به كرمًا، ويعلم منه أن أخرج من لم يعمل خيرًا من النار، خارج عن حد الشفاعة، ولا ينافي ح: أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله- خالصًا من قلبه، إذ المراد به هنا من قاله بلسانه لا غير، ولذا جعله قسيمًا لمن في قلبه أدنى أدنى أدنى خردلة من إيمان، أي من ثمراته. وح: "لست" لها بأهل، تواضع منهم وإكبار لما يسألونه، وقد يكون إشارة إلى أن هذا المقام ليس له، والحكمة في أنه تعالى لم يلهمهم سؤاله صلى الله عليه وسلم أولًا إظهارًا لفضله صلى الله عليه وسلم، إذ لو لم يسألوهم لاحتمل أن يقدروا عليه لو سئلوا. ن: لا خلاف في عصمة الأنبياء عليهم السلام بعد النبوة وقبلها عن الشرك وعن الكبيرة وصغيرة تزري بعدها. ز: "ليسوا" على ماء- أي بئر ونحوه- و"ليس" معهم ماء- محمول بالأسقية. نه: ومنه ح: ما من نبي إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة "ليس" يحيى بن زكريا. وح زيد الخيل: ما وصف أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة "ليسك"، أي إلا أنت، وفيه غرابة فإن الكثير في باب كان الانفصال. وفيه: فإنه أهيس "أليس"، وهو من لا يبرح مكانه.
ل ي س

اللَّيَسُ اللُّزوم واللَّيَسُ أيضا الشِّدَّةُ والجُرْأةُ والأَلْيَسُ الشُّجَاعُ الذي لا يَفِرُّ وأَسَدٌ أَلْيَس وفَحْلٌ أَلْيَس وقد تَلَيَّس وإِبِلٌ لِيسٌ ثِقَالٌ لا تَبْرَحُ قال عبدةُ بن الطَّبِيب

(إذا ما جامَ راعِيها اسْتُحِشَّت ... لعَبْدَةَ مُنْتَهَى الأهْواءِ لِيسُ)

قال سيبويه ولَيْس كلمة ينفي بها ما في الحال فكأنها مسكنة من نحو قوله صَدَّ كما قالوا عَلْمَ ذلك في عَلِمَ قال فلم يجعلوا اعتلالها إلا لُزوم الإِسْكان إذا كَثُرت في كلامهم ولم يُغَيِّرُوا حركة الفاء وإنما ذلك لأنه لا مُسْتَقْبل منها ولا اسْم فاعِل ولا مَصْدر ولا اشتقاق فلما لم تصَرّف تَصَرُّفَ أخواتِها جُعِلَت بمنزلة ما لَيْسَ من الفِعْل نحو لَيْتَ وأما قول بعض الشعراء

(يا خَيْرَ من زانَ سُرُوجَ المَيْس ... )

(قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ ... )

(إذ لا يَزالُ مُولَعاً بليس ... ) فإنه جعلها اسْماً وأَعْرَبها قال الفَرَّاء أَصْلُ لَيْسَ لا أَيْسَ قال ودَلِيلُ ذلك قَوْل العَرَبِ جِئْ من أَيْسَ ولَيْسَ أي من حيث هُو ولَيْسَ هو قال سِيبَوَيْه وقالوا لَسْتُ كما قالوا مَسْتُ ولم يَقُولُوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأنه لم يَتَمَكَّن تَمَكُّن الأفْعال وحكى أبو عَلِيٍّ أنه قال جِئْ به من حَيْثُ ولَيْسَا يُرِيدون ولَيْسَ فيشبِعُون فتحة السين إما لبَيَان الحَرَكةِ في الوقفِ كما لحقت بَيْنا في الوصل ولَيْس أيضا من حروف الاسْتِثْناء تَقُولُ أَتَى القَوْم لَيْسَ زَيْداً ليس الآتي لا يكون إلا مُضمراً فيها وإلْيَاسُ اسم أُراه عِبْرَانِيّا جاء في التفسير أنه إدْريس ورُوِي عن ابن مَسْعُود وإن إدْرِيس مكان {وإن إلياس لمن المرسلين} الصافات 123 ومن قرأ {على إلْياسِين} الصافات 130 فَعَلَى أنه جَعَل كل واحدٍ من أولاده أو أتباعه إلْيِاساً فكان يجب على هذا أن يقرأ على الإِلْيَاسِين ورُويت سلامٌ على إدْرَاسِين
ليس
لَيْسَ: كَلِمَةُ نَفْيٍ، وهيَ فعلٌ ماضٍ، وأصلها لَيِسَ - بكسر الياء - فسُكَّنَتْ اسْتِثقالاً، ولم تُقْلَب ألِفاً لأنَّها لا تَتَصَرَّف، من حيث اسْتُعْمِلَت بلفظ الماضي للحال، والذي يدُلُّ على أنَّها فعل وإن لم تَتَصَرّف تَصَرُّفَ الأفعال قولهم: لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُم؛ نحو قولِكَ ضَرَبْتَ وضَرَبتُما وضَرَبْتُم.
وجُعِلَت من عوامِل الأفعال نحوِ " كانَ " وأخواتِها وَحدَها دون أخَواتِها، تقول: ليسَ زيدٌ بِمُنْطَلِقٍ، قال الله تعالى:) ألَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَه (وقال جَلَّ وعَزَّ:) ألَيْسَ ذلك بقادِرٍ على أنْ يُحْيِيَ المَوْتى (، فالباء لِتَعْدِيَة الفِعْلِ وتأكيد النَّفْي. ولكَ ألاّ تُدْخِلْهَا، لأنَّ المُؤَكِّدَ يُسْتَغْنى عنه، ولأنَّ من الأفعال ما يَتَعَدّى مَرَّةً بحرفِ جَرٍ ومَرَّةً بغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ؛ نحو قَوْلِكَ: اشْتَقْتُكَ واشْتَقْتُ إلَيْكَ.
ولا يجوز تقديم خَبَرِها عليها كما جازَ في أخَواتِها، تقولُ: مُحْسِناً كانَ زَيْدٌ، ولا يجوز أنْ تقولَ: مُحْسِناً ليسَ زَيْدٌ.
وقد يُسْتَثْنى بها فيُقال: جاءَ القوم لَيْسَ زَيداً؛ كما تقول: إلاّ زَيْداً، تُضْمِرُ فيها اسْمَها وتَنْصِبُ خَبَرَها بها، كأنَّك قُلتَ: ليس الجائي زَيْداً، ولك أن تَقولَ: جاءَ القَوْمُ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال:
عَهِدْتُ قَومي كعَدِيْدِ الطَّيْسِ ... قد ذَهَبَ القَوْمُ الكِرَامُ لَيْسِي
إلاّ أنَّ المُضْمَرَ لَيْسَكَ ولَيْسِي، قال:
لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ ... لا نَرى فيه عَرِيْبا
لَيْسَ إيّايَ وإيّا ... كِ ولا نَخْشى رَقِيْبا
ولم يَقُل: لَيْسَني ولَيْسَكِ، وهو جائِز.
وبعض بَني ضَبَّة يقول: لِسْتُ - بكسر اللام -، وبعضهم يَضُمُّها فيقول: لُسْتُ.
وقال الخليل: لَيْسَ: معناه لا أيْسَ، فَطُرِحَت الهَمْزَةُ، وأُلْزِقَت اللاّمُ الياء. قال: والدليل على ذلك قول العرب: ائْتِني به من حيثُ أيْسَ ولَيْسَ، والمعنى من حيث هُوَ ولا هُوَ. وقيل: معنى لا أيْسَ: أي لا وُجِدَ، وقيل: أيْس موجود ولا أيْس لا موجود، فَثَقُلَ عليهم فقالوا: لَيْسَ.
وقال الكِسائيّ: ورُبَّما جاءت لَيْسَ بمعنى " لا " النَّسَقِيَّةِ، كقول لَبيد رضي الله عنه:
وإذا جُوْزِيْتَ قَرْضاً فاجْزِهِ ... إنَّما يَجْزي الفَتى لَيْسَ الجَمَلْ
وقال سِيْبَوَيْه: أرادَ لَيْسَ يَجْزي الجَمَلُ ولَيْسَ الجَمَلُ يَجْزي، قال: ورُبَّما جاءتْ لَيْسَ بمعنى " لا " التَّبْرِئةِ.
ورجُلٌ ألْيَس: أي شُجاع، بَيِّنُ اللَّيَسِ - بالتحريك -، من قومٍ لِيْسٍ، قال العجّاج يصف ثَوْراً:
ذو نَخْوَةٍ حُمَارِسٌ عُرْضِيٌّ ... ألْيَسُ عن حَوْبائهِ سَخِيُّ
وقال الفرّاء: الألْيَس: البعير الذي يَحمِلُ ما حُمِّلَ.
وقال الأصمعيّ: الألْيَس: الذي لا يَبْرَح مَنْزِلَه، قال رؤبة:
ذو النَّبْلِ ما كانَ المَها كُنُوْسا ... يَرْمي ويَرْجُو المُمْكِناتِ اللِّيْسا
ويُروى: " ما دامَ ". وقال آخَر:
تَخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَيَاءً ... وتَلْقاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ لِيْسا
وقال غيره: إبلٌ لِيْسٌ على الحَوْضِ: إذا قامَت عليه فَلَم تَبْرَحْهُ. وقيل هي البِطَاءُ.
وقال بعض الأعراب: الألْيَسُ: الدَّيُّوثيُّ الذي لا يَغَار، ويُتَهَزَّأُ به فيُقال: هو ألْيَسُ بُورِكَ فيه.
والألْيَس: الأسد، وُصِفَ بذلك لِشَجاعَتِهِ.
والألْيَس: الحَسَنُ الخُلُقِ.
وقال أبو زيد: اللَّيَسُ - بالتحريك -: الغَفْلَةُ.
واللِّيَاس - بالكسر -: الرَّجُل الدَّيُّوْث الذي لا يَبْرَح مَوْضِعَه. وتَلايَسَ الرَّجُلُ: إذا كان حَمْولاً حَسَنَ الخُلُقِ.
وتَلايَسْتُ عن كذا: أي أغْمَضْتُ عنه.
وقال أبو عمرو: المُلايِسُ: البَطِيءُ.

ليس

1 لَيْسَ a word denoting negation: (S, A, K:) it is a verb in the pret. tense, (S, A, K, Mughnee,) having no other tense, (Sb, S, M, Msb, Mughnee,) nor a part. n. nor an inf. n.; (Sb, M, Msb; *) of the measure فَعِلَ; (Mughnee;) originally لَيِسَ, from which it is contracted by the suppression of a vowel, (Sb, * S, M, * K, Mughnee, *) being found difficult of pronunciation, (S,) [i. e.,] to render it easy to pronounce, (K,) like عَلْمَ for عَلِمَ, (Sb, M,) the ى not being changed into ا (Sb, S, M) because it is imperfectly inflected, being used in the pret. form for the present, (S,) [i. e.,] because it has no future, nor part. n., nor inf. n., nor derivation, wherefore, not being perfectly inflected like its coordinates, it is made like that which is not a verb, as لَيْتَ: (Sb, M:) what shows it to be a verb, (S, Mughnee,) not a particle occupying the place of مَا, as Ibn-Es-Sarráj and some others after him have asserted, (Mughnee,) though not perfectly inflected like [other] verbs, (S,) is their saying لَسْتَ and لَسْتُمَا (S, Mughnee) and لَسْتُمْ (S) and لَيْسَا and لَيْسُوا and لَيْسَتْ [&c.], (Mughnee,) like as they say ضَرَبْتَ and ضَرَبْتُمَا and ضَرَبْتُمْ [&c.]: (S:) we have not determined its measure to be فَعَلَ, because this is not contracted; nor فَعُلَ, because there is no verb of this measure with ى for its medial radical letter, except هَيُؤَ; but لُسْتَ has been heard; so, accord. to this form, it may be like هَيُؤَ: (Mughnee:) the Benoo-Dabbeh say لُسْتُ and لُسْنَا in the sense of لَسْتُ and لَسْنَا; and some of them say لِسْتُ: (TA, art. لوس:) but Sb says, that the Arabs did not say لِسْتَ, like as they said خِفْتَ, because ليس is not perfectly inflected like [other] verbs. (M.) [There is also another opinion respecting its origin, which will be mentioned in the course of this article.] It [is generally a particular (not a universal) negative, and] denotes the negation of a thing at the present time; (M, Mughnee;) [i. e.] it denotes [thus] the negation of its predicate: (Msb:) and has the same government as the verbكَانَ and its coordinates; (S;) governing the subject in the nom., and the predicate in the accus.: (S, Mughnee:) as when you say, لَيْسَ زَيْدٌ قَائِمًا [Zeyd is not a person standing]: (Msb:) and by means of the context, it denotes the negation of a thing at a time not the present; as in the saying of El-Aashà [respecting Mohammad], لَهُ نَافِلَاتٌ مَا يُغِبُّ نَوَالُهَا وَلَيْسَ عَطَآءُ اليَوْمِ مَانِعَهُ غَدَا [He has bounties the bestowing of which is not on alternate days; and the giving of to-day will not be a preventer of it to-morrow]; and [sometimes when it is followed by a verb, as] in the saying, لَيْسَ خَلَقَ اللّٰهُ مِثْلَهُ [God has not created the like of him, or it.] (Mughnee.) But it differs from its coordinates in that the prep. بِ may be prefixed to its predicate: as in the saying, لَيْسَ زَيْدٌ بِمُنْطَلِقٍ [Zeyd is not going away]; the ب being a means of the verb's being trans., and also corroborative of the negation: and one may optionally not introduce it, because one may do without the corroborative, and because some verbs are trans. sometimes by means of a prep. and sometimes without a prep., as اِشْتَقْتُكَ and اِشْتَقْتُ إِلَيْكَ. (S.) It also differs from its coordinates in that its predicate may not be put before it: for you may say مُحْسِنًا كَانَ زَيْدٌ, but not مُحْسِنًا لَيْسَ زَيْدٌ: (S:) or some allow this latter; but others disallow it. (Ibn-'Akeel on the Alfeeyeh, section on كان and its coordinates.) It is also used as an exceptive particle, (S, M, Mughnee,) in the place of إِلَّا; (S, Mughnee;) in which case [also] its subject [which is understood] is in the nom. case, and its predicate in the accus.: (S:) you say, جَآءَنِى

القَوْمُ لَيْسَ زَيْدًا [The company of men came to me, except Zeyd]; as though you said, لَيْسَ الجَائِى

زَيْدًا. (S, M: but in the latter, instead of جاءنى, we find أَتَى; and instead of الجائى, we find الآتِى.) You may also say, جَآءَنِى القَوْمُ لَيْسَكَ [The company of men came to me, excepting thee]; but the separate pronoun, إِيَّاكَ, is here better. (S.) When the predicate after it is connected with إِلَّا, as in the ex. here next following, Benoo-Temeem make it in the nom. case: thus they say, لَيْسَ الطِّيبُ إِلَّا المِسْكُ [It is not perfume, except musk; meaning, nothing is perfume except musk]: which has been resolved is several ways; some holding الطيب to be the subject of ليس: but its being peculiar to the dial. of Temeem refutes the explanations here referred to: some, again, hold ليس to be here used as a particle; and so in the saying لَيْسَ خَلَقَ اللّٰهُ مِثْلَهُ, mentioned above. (Mughnee.) Sometimes it is used in the sense of لَا التَّبْرِئَةِ [the لا which denies in a general manner to the uttermost, i. e., universally, or totally]; as is said in the K, except that in all the copies thereof we find وَإِنَّمَا put by mistake for وَرُبَّمَا: (TA:) [so in the saying in the Kur, ii. 194, لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ, which is the same as لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ in verse 235 of the same chapter, meaning, There shall be no crime, or sin, chargeable upon you]. Sometimes, also, it is used as a connective particle, (Mughnee,) in the sense of لا so used: (TA:) as in the saying [of a poet], أَيْنَ المَفَرُّ وَالإِلٰهُ الغَالِبُ وَالأَشْرَمُ المَغْلُوبُ لَيْسَ الغَالِبُ [Where is the place of flight when God is the pursuer, and El-Ashram (meaning Abrahah) is the overcome, not the overcomer?]: which has been resolved by supposing الغالب to be the subject of ليس, and the predicate to be suppressed; the latter being said by Ibn-Málik to be an annexed pronoun referring to El-Ashram; so that the meaning is لَيْسَهُ الغَالِبُ [the overcomer is not he]. (Mughnee.) It is said (M, K) by Fr, (M,) and also by Kh, (TA,) that the original of لَيْسَ is لَا أَيْسَ; (M, K [in the latter of which I read أَوْ أَصْلُهُ, as in several copies of the K, or rather أَوْ أَصْلُهَا, as corrected in the TA, instead of أَوْ مَعْنَاهُ, the reading in the CK];) and this, says Fr, is shown by the saying, جِئْ بِهِ مِنْ أَيْسَ وَلَيْسَ, i. e., [Bring thou him, or it,] from where he, or it, is, and is not: (M:) or اِيتِنِى مِنْ حَيْثُ أَيْسَ وَلَيْسَ i. e., [Come thou to me, or probably, the right reading is اِيتِنِى بِهِ bring thou to me him, or it, (as I find in a copy of the K, in which به has been added in red ink, and in the A I find إِيتِ بِهِ,)] from where he, or it, is, and he, or it, is not: (K:) or the meaning is, مِنع حَيْثُ لَا وُجْدَ [from where there is no finding; or no being found, or no existence; or no power, or ability]: (K, * TA:) or أَيْسَ means مَوْجُودٌ [found, or existing], and لَا أَيْسَ [means] لَا مَوْجُودٌ [not found, or not existing], and is contracted [into لَيْسَ]: (K:) [but the last rendering of ايس and لا ايس seems to be taken from an explanation, not literal, of another saying; مَا يَعْرِفُ

أَيْسَ مِنْ لَيْسَ he knows not a thing existing from a thing not existing.] Aboo-'Alee relates, that Sb said, جِئْ بِهِ مِنْ حَيْثُ وَلَيْسَا [Bring thou him, or it, from where he, or it, is and is not]; meaning, وَلَيْسَ, the fet-hah of the س being made full in sound, on account of the pause. (M.) In the saying of a certain poet, قَدْ رُسَّتِ الحَاجَاتُ عِنْدَ قَيْسِ

إِذْ لَا يَزَالُ مُولَعًا بِلَيْسِ [Wants have been forgotten as old things (so رُسَّت is explained in the M, as used here, in art. رس,) with Keys, since he ceases not to be addicted to the use of the word leysa], it is made by him a noun, and declined. (M.)
ليس
! لَيْسَ: كَلِمَةُ نَفْيٍ، وَهِي فِعْلٌ ماضٍ، أَصْلُه وَفِي بعضِ الأُصُولِ: أَصْلُهَا، ومثْلُه فِي المُحْكَم: لَيِسَ، كفِرِحَ، فسُكِّنَتْ تَخْفِيفاً، وَفِي المُحْكَم: إسْتثْقَالاً، قالَ: وَلم تُقْلَبْ أَلفاً، لأَنَّهَا لَا تَتَصَرَّفُ، من حيثُ إسْتُعْمِلَت بلَفْظِ الماضِي للحَالِ، وَالَّذِي يَدُلُّ على أَنَّهَا فِعْلٌ وإِن لم تَتَصَرفْ تَصَرُّفَ الأَفْعَال قَوْلُهُم: {لَسْتُ} ولَسْتُمَا {ولَسْتُم، كَقَوْلِهِم: ضَرَبْتُ وضَرَبْتُمَا وضَرَبْتُم، وجُعِلَت من عَوَاملِ الأَفْعَالِ، نَحْو كانَ وأَخَواتِها الَّتِي تَرْفَعُ الأَسْمَاءَ وتَنْصِبُ الأَخْبَارَ، إِلاّ أَن البَاءَ تَدْخُلُ فِي خَبَرِها وَحْدَها دُونَ أَخَواتها، تَقُولُ: لَيْسَ زَيْدٌ بمُنْطَلِقٍ، فالباءُ لتَعْدِيَةِ الفِعْلِ وتَأْكِيدِ النَّفْيِ، وَلَك أَلاّ تُدْخِلَها، لأَن المُؤَكِّدَ يُسْتَغْنَى عَنهُ، قالَ: وَقد يُسْتَثْنَى بهَا، تَقُول جاءَني القَوْمُ لَيْسَ زيدا، كَمَا تَقول: إِلاّ زَيْداً، تُضمِر اسْمهَا فِيهَا وتَنصِب خَبرَها بهَا كأَنك قلت: لَيْسَ الجائي زيدا، وَتَقْدِيره: جاءَني القَوْمُ ليسَ بَعْضُهُم زيدا، وَلَك أَنْ تَقُولَ: جاءَنِي القَوْمُ لَيْسَكَ، إِلاّ أَن المُضْمَرَ المُنْفَصِلَ هُنَا أَحْسَنُ، كَمَا قالَ الشاعِر:
(لَيْتَ هَذَا اللَّيْلَ شَهْرٌ ... لَا نَرَى فَيهِ عَريبَاً)

(لَيْسَ إِيَّايَ وإِيَّا ... ك وَلَا نَخْشَى رَقِيبَاً)
وَلم يقل: ليْسَنِي ولَيْسَكِ، وَهُوَ جائزٌ، إِلاّ أَن المُنْفَصِلَ أَجْوَدُ. وَفِي الحَدِيثِ: أَنّهُ قالَ لِزَيْدِ الخَيْلِ: مَا وُصِفَ لِي أَحَدٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ فَرَأَيْتُه فِي الإِسْلامِ إِلاّ رَأَيْتُه دُونَ الصِّفَةِ لَيْسَكَ أَي إِلاّ أَنْتَ. قَالَ ابنُ الأَثير: وَفِي لَيْسَكَ غَرَابَةٌ فإِن أَخْبَارَ كَانَ وأَخواتهَا إِذا كانَتْ ضَمائِرَ فإِنمَا يُسْتَعْمَلُ فيهَا كثيرا المُنْفَصِلُ دُونَ المُتَّصِلِ، تَقول: ليسَ إِيّايَ وإِيَّاكَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ:} ولَيْسَ: كلمةٌ يُنْفَى بهَا مَا فِي الحالِ، فكَأَنّهَا مُسَكَّنَةٌ، وَلم يَجْعَلُوا إعْتِلالَها إِلاّ لُزُومَ الإسكانِ، إِذْ كَثُرَتْ فِي كلامِهم وَلم يُغَيِّروا حَرَكَةَ الفاءِ، وإِنما ذَلِك لأَنه لَا مُسْتَقْبَل مِنها وَلَا اسْمَ فَاعِلْ وَلَا مَصْدَرَ وَلَا إشْتقَاقَ. فلمّا لم تتَصَرفْ بَصَرُّفَ أَخْوَاتها جُعِلَتْ بمَنْزِلةِ مَا ليسَ من الفِعْل، نَحْو لَيْتَ، وأَمّا قولُ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ: يَا خَيْرَ مَنْ زَانَ سُرُوجَ المَيْسِ) قَدْ رُسَّتِ الْحَاجَات ُعِنْدَ قَيْسِ إِذ لَا يَزَالُ مُولَعاً {بِلَيْسِ فإِنَّه جَعَلَهَا اسْماً وأَعْرَبَها. أَو أَصْلُه، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: أَصْلُهَا: لَا أَيْسَ، طُرِحَتِ الهَمْزَةُ وأُلْزِقَتِ اللامُ باليَاءِ، وَهُوَ قولُ الخَليلِ والفَرّاءِ، قَالَ الأَخِيرُ: والدَّلِيلُ على ذَلِك قَوْلُهم، أَي العَربِ: إئْتِنِي بِهِ من حَيْثُ أَيْسَ ولَيْسَ، أَي منْ حَيْثُ هُوَ وَلَا هُوَ، وَكَذَلِكَ قولُهُم: جيءْ بِه مِن أَيْسَ ولَيْسَ، أَو مَعْنَاه: من حَيْثُ لَا وُجْدَ، أَو أَيْسَ، أَي مَوْجُودٌ، وَلَا أَيْسَ، أَي لَا مَوْجُودٌ، فخَفَّفُوا، وحَكى أَبُو عليٍّ أَنَّهُم يَقُولُونَ: جِيءْ بِهِ من حَيْثُ ولَيْسَا، يُرِيدُونَ: ولَيْسَ، فيُشْبِعُون فتحةَ السِّين لِبيانِ الحَرَكةِ فِي الوَقْفِ. وإِنمَا جاءَتْ هَكَذَا فِي سَائرِ النُّسَخِ، والصّواب: ورُبَّمَا جَاءَتْ لَيْسَ بمَعْنَى: لَا التَّبْرِئَةِ ورُبَّمَا جَاءَتْ بمَعْنَى لَا الّتِي يُنْسَقُ بهَا وتَفْصِيلُه فِي المُغْنِي وشُرُوحِه.
} واللَّيَسُ، مُحَرَكةً: الشَّجَاعَةُ والشِّدَّةُ، وهُو {أَلْيَسُ، أَي شُجَاعٌ بَيِّنُ} اللَّيَسِ، مِن قَوْمٍ! لِيسٍ، وَيُقَال: لُوسٌ، وَيُقَال للشُّجاعِ: هُوَ أَهْيَسُ أَلْيَسُ، وكانَ فِي الأَصْلِ: أَهْوَسَ أَلْوَسَ، فلمّا إزْدَوَجَ الكَلامُ قَلَبُوا الوَاوَ يَاء، فقالُوا أَهْيَسُ، وَقديُسْتَعْمَلُ فِي الذَّمّ أَيضاً، فيُريدُون بالأَهْيَسِ: الكَثِيرَ الأَكْلِ، وبالأَلْيَسِ: الّذي لَا يَبْرَحُ بَيْتَه، فاللَّيَسُ يَدْخُلُ فِي المَعْنَيين، فِي المَدْحِ والذَّمِّ، وكُلٌّ لَا يَخْفَي على المُتَفَوِّه بِهِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: اللَّيَسُ: الغَفْلَةُ، وَهُوَ أَلْيَسُ. {والأَلْيَسُ: البَعيرُ يَحْمِلُ كُلَّ مَا حُمِّلَ عَلَيْهِ. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الفَرّاءِ.} والأَلْيَسُ: مَن لَا يَبْرَحُ مَنْزِلَه، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وَهُوَ ذَمٌّ. والأَلْيَسُ: الأَسَدُ، لِشِدَّتِه. والأَلْيَسُ: الدَّيُّوثُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، ومِثُلُه فِي اللِّسَان. وَفِي التكْمِلَة: قَالَ بعضُ الأَعْرَاب: الأَلْيَسُ: الدَّيُّوثِيُّ الَّذِي لَا يَغَارُ ويُتَهَزَّأُ بِه، فيُقَال: هُوَ أَلْيَسُ بُوركَ فِيه، وَهُوَ ذَمٌّ. والأَلْيَسُ: الحَسَنُ الخُلُقِ، يُقَالُ: هُوَ {أَلْيَسُ دَهْثَمٌ، أَي حَسَنُ الخُلُقِ. ويُقَال:} تَلاَيَسَ الرجُلُ، إِذا حَسُنَ خُلُقُه وَكَانَ حَمُولاً. وتَلايَسَ عَنْه: أَغْمَضَ. {والمُلاَيِسُ: البَطِيءُ الثَّقِيلُ، عَن أَبِي عَمْروٍ، لَا يَبْرَحُ. (و) } اللَّيَاسُ، ككِتَابٍ: الدَّيُّوثُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ والصوَاب: الزُّبُونُ لَا يَبْرَحُ مَنْزلَه، كَمَا نقلَه الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَهُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {اللَّيَسُ، مُحَرَّكةً: الشِّدَّة والصَّلاَبةُ.
} والأَلْيَسُ: مَن لَا يُبَالي الحَرْبَ وَلَا يَرُوعُه.! واللِّيسُ واللُّوسُ: الأَشِدَّاءُ. قالَ الشّاعِرُ: (تخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضَى حَيَاءً ... وتَلْقَاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ {لِيسَاً)
وَقد} تَلَيَّسَ. وإِبِلٌ {لِيسٌ على الحَوْضِ، إِذا أَقَامَتْ عَلَيْهِ فَلَمْ تَبْرَحْه، قَالَ عَبْدَةُ بن الطَّبِيب:
(إِذا مَا حَامَ راعِيها إسْتَحَثَّتْ ... لعَبْدَةَ مُنْتَهَى الأَهْوَاءِ} لِيسُ)
) {لِيسٌ: لَا تُفَارِقُ مُنْتَهَى أَهْوَائهَا، وأَرادَ: لِعَطَنِ عَبْدَةَ، أَي أَنَّهَا تَنْزِعُ إِليه إِذا حامَ رَاعِيها. وبَعْضُ بَنِي ضَبَّةَ يَقُولُ:} لِسْتُ بمَعْنَى لَسْتُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَقد تَقَدَّم. واللَّيَسُ، مُحَرَّكةً: الغَفْلَةُ، عَن أَبي زَيْدٍ، كَمَا فِي العُبَاب.

ليس: اللَّيَسُ: اللُّزُوم، والأَلْيَسُ: الذي لا يَبْرَح بيتَه

واللَّيَسُ أَيضاً: الشدة، وقد تَلَيَّس. وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت

عليه فلم تبرحه. وإِبِلٌ لِيسٌ: ثِقال لا تبرَح؛ قال عَبْدة بن

الطَّبِيب:

إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ

لِعَبْدَة، مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ

لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها، وأَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها

تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها. ورجل أَلْيَس أَي شجاع بَيِّنُ اللَّيَس من

قوم لِيسٍ. ويقال للشجاع: هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ، وكان في الأَصل

أَهْوَسَ أَلْيَس، فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا: أَهْيَس.

والأَهْوَس: الذي يَدُقُّ كل شيء ويأْكله، والأَلْيَسُ: الذي يُبازجُ قِرْنَهُ

وربما ذَمُّوه بقولهم أَهْيَس أَلْيَس، فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني

بالأَهْيَس الأَهْوَس، وهو الكثير الأَكل، وبالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح

بَيْتَه، وهذا ذمٌّ. وفي الحديث عن أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي: فإِنه أَهْيَسُ

أَلْيَس؛ الأَلْيَسُ: الذي لا يبرح مكانه. والأَلْيَسُ: البعير يَحْمِلُ

كلَّ ما حُمِّلَ. بعضُ الأَعراب: الأَلْيَسُ: الدَّيُّوث الذي لا يَغار

ويُتَهَزَّأُ به، فيقال: هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في

المَعْنَيَينِ في المدْح والذم، وكلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به.

ويقال: تَلايَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولاً حسن الخلُق. وتَلايَسْتُ عن

كذا وكذا أَي غَمَّضْتُ عنه. وفلان أَلْيَس: دَهْثَم حسَن الخلُق. الليث:

اللَّيَس مصدر الأَلْيَس، وهو الشجاع الذي لا يُبالي الحرْبَ ولا

يَرُوعُه؛ وأَنشد:

أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ

يقوله العجاج وجمعه ليس؛ قال الشاعر:

تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً،

وتَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا

وفي الحديث: كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنََّ

والظُّفْرَ؛ معناه إِلا السِّنَّ والظُّفْر. وليس: من حروف الاستثناء كإِلاَّ،

والعرب تستثني بليس فتقول: قام القوم ليس أَخاك وليس أَخَوَيْك، وقام

النِّسْوَة ليس هنداً، وقام القوم لَيْسي ولَيْسَني وليس إِيَّاي؛

وأَنشد:قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَيْسِي

وقال آخر:

وأَصْبح ما في الأَرض مِني تَقِيَّةً

لِناظِرِه، لَيْسَ العِظامَ العَوالِيا

قال ابن سيده: ولَيْس من حروف الاستثناء؛ تقول: أَتى القوم ليس زيداً

أَي ليس الآتي، لا يكون إِلا مضمراً فيها. قال الليث: لَيْس كلمة جُحُود.

قال الخليل: وأَصله لا أَيْسَ فطُرِحَتِ الهمزة وأُلْزِقَت اللام بالياء،

وقال الكسائي: لَيس يكون جَحْداً ويكون استثناء ينصَب به كقولك ذهب القوم

لَيْس زيداً يعني ما عَدا زيداً، ولا يكون أَبداً

(* قوله: ولا يكون

أَبداً هكذا في الأصل، ولم يذكر خبراً لكان يدرك معه المعنى المُراد.) ويكون

بمعنى إِلا زيداً؛ وربما جاءت ليس بمعنى لا التي يُنسَقُ بها كقول لبيد:

إِنما يَجْزي الفَتى لَيْس الجَمَلْ

إِذا أُعرِب لَيْس الجَمَلُ لأَن ليْس ههنا بمعنى لا النَّسَقِيَّة.

وقال سيبويه: أَراد ليس يَجْزي الجَمَل وليس الجَمَل يَجْزي، قال: وربما

جاءت ليس بمعنى لا التَّبْرِئَة. قال ابن كيسان: ليْس من حروف جَحْدٍ وتقع

في ثلاثة مواضع: تكون بمنزلة كأن ترفع الاسم وتنصب الخبر، تقول ليس زيد

قائماً وليس قائماً زيد، ولا يجوز أَن يقدَّم خبرها عليها لأَنها لا تُصرف،

وتكون ليس استثناء فتنصب الاسم بعدها كما تنصبه بعد إِلا، تقول جاءني

القوم ليس زيداً وفيها مُضْمَر لا يظهر، وتكون نسقاً بمنزلة لا، تقول جاءني

عمرو لَيْس زيد؛ قال لبيد:

إِنما يَجْزي الفتى ليس الجَمَل

قال الأَزهري: وقد صَرَّفوا لَيْس تصريف الفعل الماضي فَثَنَّوْا وجمعوا

وأَنَّثُوا فقالوا لَيْس ولَيْسا ولَيْسُوا ولَيْسَتِ المرأَة ولَيْسَتا

ولَسْنَ ولم يُصرِّفُوها في المستقبَل. وقالوا: لَسْت أَفعل ولَسْنا

نَفْعَل. وقال أَبو حاتم: من اسمح أَنا ليس مثلك والصواب لَسْتُ مِثْلك

لأَنَّ ليس فعل واجبٌ فإِنما يجاء به للغائب المتراخي، تقول: عبد اللَّه

(*

قوله «وقال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه» هكذا بالأصل.) ليس مثلك،

وتقول: جاءني القوم ليس أَباك وليسك أَي غيرَ أَبيك وغيرك، وجاءَك القوم

ليس أَباك ولَيْسَني، بالنون، بمعنى واحد. التهذيب: وبعضهم يقول لَيْسَني

بمعنى غيري. ابن سيده: ولَيْسَ كلمة نفي وهي فعل ماض، قال: وأَصلها ليس

بكسر الياء فسكنت استثقالاً، ولم تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حيث

استعملت بلفظ الماضي للحال، والذي يدلُّ على أَنها فعل وإِن لم تتصرَّف

تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت ولَسْتما ولَسْتُم كقولهم ضربت وضربتما وضربتم،

وجُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان وأَخواتها التي ترفع الأَسماء

وتنصب الأَخبار، إلا أَن الباء في خبرها وحدها دون أَخواتها، تقول ليس زيد

بمنطلقٍ، فالباء لِتعدِيَة الفعل وتأْكيد النفي، ولك أَن لا تدخلها لأَن

المؤكِّد يستغنى عنه، ولأَن من الأَفعال ما يتعدّى مرّة بحرف جرّ ومرّة

بغير حرف نحو اشْتَقْتُك واشتقت إِليك، ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز

في أَخواتها، لا تقول محسِناً ليس زيد، قال: وقد يُستثنى بها، تقول:

جاءَني القوم ليس زيداً كما تقول إِلا زيداً، تضمِر اسمَها فيها وتنصب خبرها

بها كأَنك قلت ليس الجائي زيداً، وتقديره جاءني القوم ليس بعضهم زيداً؛

ولك أَن تقول جاءني القوم لَيْسك إِلا أَن المضمر المنفصل ههنا أَحسن كما

قال الشاعر:

لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ،

لا نَرى فيه غَريبا،

ليس إِيّايَ وإِيّا

كَ، ولا نَخْشى رَقِيبا

ولم يقل: لَيْسَني ولَيْسَك، وهو جائز إِلا أَن المنفصل أَجْوَد. وفي

الحديث أَنه قال لزيد الخَيل: ما وُصِف لي أَحد في الجاهلية فرأَيته في

الإِسلام إِلا رأَيته دون الصِّفة لَيْسَك أَي إِلا أَنت؛ قال ابن الأَثير:

وفي لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان وأَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما

يستعمل فيها كثيراً المنفصل دون المتصل، تقول ليس إِياي وإِياك؛ قال

سيبويه: وليس كلمة ينفى بها ما في الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ

(* قوله

«فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ» هكذا في الأصل ولعلها محرفة عن صيد

بسكون الياء لغة في صيد كفرح.) كما قالوا عَلْم ذلك في عَلِمَ ذلك، قال: فلم

يجعلوا اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت في كلامهم ولم

يغيِّروا حركة الفاء، وإِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها ولا اسم فاعل ولا مصدر

ولا اشتقاق، فلما لم تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَيْس من

الفعل نحو لَيْتَ؛ وأَما قول بعض الشعراء:

يا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ،

قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ،

إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ

فإِنه جعلها اسماً وأَعْرَبها. وقال الفراء: أَصل ليس لا أَيْسَ، ودليل

ذلك قول العرب ائتِنِي به من حيث أَيْسَ ولَيْس، وجِئْ به من أَيْسَ

ولَيْسَ أَي من حيث هُوَ ولَيْسَ هُوَ؛ قال سيبويه: وقالوا لَسْتُ كما قالوا

مَسْتُ ولم يقولوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأَنه لم يتمكَّن تمكن

الأَفعال، وحكى أَبو علي أَنهم يقولون: جِئْ به من حَيْثُ ولَيْسا

(* قوله «من

حيث وليسا» كذا بالأَصل وشرح القاموس.)؛ يريدون ولَيْسَ فيشيعون فتحة

السين، إِما لبيان الحركة في الوقف، وإِما كما لحقت بَيْنا في الوصل.

وإِلْياسُ وأَلْياس: اسم؛ قال ابن سيده: أَراه عبرانيّاً جاء في التفسير

أَنه إِدريس، وروي عن ابن مسعود: وإِن إِدريسَ، مكانَ: وإِن إِلْياسَ

لَمِنَ المُرْسَلِينَ، ومن قرأَ: على إِلْياسِين، فعلى أَنه جعل كل واحد من

أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فكان يجب على هذا أَن يقرأَ على

الإِلْياسِين، ورويت: سلام على إِدْراسِين، وهذه المادة أَولى به من باب أَلس؛

قال ابن سيده: وكذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سيبويه أَن الهمزة إِذا كانت

أُولى أَربعة حكم بزيادتها حتى يثبت كونها أَصلاً.

(ليس) - في حديث الدُّؤلىّ: "هو أَهْيَسُ أَلْيَس"
الأَلْيَسُ: الذي لا يَبْرَح - وإبلٌ لِيسٌ على الحَوضِ - : أي يدور في طلب الشىء يأكله، ولَا يَطلُب سِوَاه.

شطر

(شطر) الشَّيْء نصفه وَالشعر أضَاف إِلَى كل شطر شطرا من عِنْده
(شطر) : قال ابن أبي حاتم حدثني أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهب عن داود عن رفيع في قوله:) شطر المسجد الحرام (قال: تلقاءه بلسان الحبشي.
ش ط ر: (شَطْرُ) الشَّيْءِ نِصْفُهُ وَجَمْعُهُ (أَشْطُرٌ) . وَ (شَاطَرَهُ) مَالَهُ إِذَا نَاصَفَهُ. وَقَصَدَ (شَطْرَهُ) أَيْ نَحْوَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] وَ (الشَّاطِرُ) الَّذِي أَعْيَا أَهْلَهُ خُبْثًا وَقَدْ (شَطَرَ) يَشْطُرُ بِالضَّمِّ (شَطَارَةً) وَ (شَطُرَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ظَرُفَ. 
ش ط ر : شَطْرُ كُلِّ شَيْءٍ نِصْفُهُ وَالشَّطْرُ الْقَصْدُ وَالْجِهَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] أَيْ قَصْدَهُ وَجِهَتَهُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَغَيْرُهُ وَشَطَرَتْ الدَّارُ بَعُدَتْ وَمَنْزِلٌ شَطِيرٌ بَعِيدٌ وَمِنْهُ يُقَالُ شَطَرَ فُلَانٌ عَلَى أَهْلِهِ يَشْطُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا تَرَكَ مُوَافَقَتَهُمْ وَأَعْيَاهُمْ لُؤْمًا وَخُبْثًا وَهُوَ شَاطِرٌ وَالشَّطَارَةُ اسْمٌ مِنْهُ. 
ش ط ر

أخذ شطره، وشطرت الشيء: جعلته شطرين. ومنه: مشطور الرجز. وشطر بصره ونظره: كأنه ينظر إليك وإلى آخر. وثوب مشطور: أحد طرفيه أطول من الآخر. وشاطرته مالي. و" حلب الدهر أشطره ". وولده شطرة: نصف ذكور ونصف إناث. وإناء شطران: نصفان. وشعر شطران: سواد وبياض. وحي شطير ومنزل شطير: بعيد. ورجل شطير: منفرد. قال:

لا تتركني فيهم شطيراً ... إني إذاً أهلك أو أطيرا

وقصد شطره: نحوه. وفلان شاطر: خليع. وشطر على أهله: راغمهم.
(ش ط ر) : (شَطْرُ) كُلِّ شَيْءٍ نِصْفُهُ وَقَوْلُهُ فِي الْحَائِضِ تَقْعُدُ شَطْرَ عُمُرِهَا عَلَى تَسْمِيَةِ الْبَعْضِ شَطْرًا تَوَسُّعًا فِي الْكَلَامِ وَاسْتِكْثَارًا لِلْقَلِيلِ وَمِثْلُهُ فِي التَّوَسُّعِ «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ» وَتَخْرِيجُ الْجُنَيْدِيِّ فِي الْأَوَّلِ تَمَحُّلٌ (وَشَطَرَتْ) الدَّار وَشَطَنَتْ بَعُدَتْ وَمَنْزِلٌ شَطِيرٌ بَعِيدٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُ قَتَادَةَ فِي شَهَادَةِ الْقَرِيبِ إذَا كَانَ مَعَهُ شَطِيرٌ جَازَتْ شَهَادَتُهُ أَيْ غَرِيبٌ أَجْنَبِيٌّ.

شطر


شَطَرَ(n. ac. شَطْر)
a. Halved, cut in half, bisected.
b.(n. ac. شُطُوْر), Squinted, was cross-eyed.
c.(n. ac. شَطَاْرَة
شُطُوْر
شُطُوْرَة) ['An], Withdrew, separated from, forsook, broke with
parted from.
d. see infra.

شَطُرَ(n. ac. شَطَاْرَة)
a. Was cunning, crafty, wily; was malignant
malicious.
b. [ coll. ], Was sharp, clever
skilful, adroit.
شَطَّرَa. Halved, cut in half.

شَاْطَرَa. Halved, shared with.

تَشَاْطَرَa. Used wiles.

شَطْر
(pl.
أَشْطُر
شُطُوْر)
a. Half: part.
b. Hemistich, cæsura.
c. Side, direction, region.

شَاْطِر
(pl.
شُطَّاْر)
a. Evil, malicious, vitious; perfidious; prodigal;
immoral.
b. Cunning, crafty, wily; sharper.
c. Clever, able, skilful, adroit.

شَطَاْرَةa. Cunning, craft, wiliness, slyness; cleverness.

شَِطْرَنْج
P.
a. Chess.
شطر
شَطْرُ الشيء: نصفه ووسطه. قال تعالى:
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
[البقرة/ 144] ، أي: جهته ونحوه، وقال: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة/ 150] ، ويقال: شَاطَرْتُهُ شِطَاراً، أي: ناصفته، وقيل:
شَطَرَ بصره، أي: نصّفه، وذلك إذا أخذ ينظر إليك وإلى آخر، وحلب فلان الدّهر أَشْطُرَهُ ، وأصله في الناقة أن يحلب خلفين، ويترك خلفين، وناقة شَطُورٌ: يبس خلفان من أخلافها، وشاة شَطُورٌ: أحد ضرعيها أكبر من الآخر، وشَطَرَ: إذا أخذ شَطْراً، أي: ناحية، وصار يعبّر بِالشَّاطِرِ عن البعيد، وجمعه: شُطُرٌ، نحو:
أشاقك بين الخليط الشّطر
والشَّاطِرُ أيضا لمن يتباعد عن الحقّ، وجمعه: شُطَّارٌ.
[شطر] شطر الشئ: نصفه. وفى المثل: " احلبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". وجمعه أَشْطُرٌ. وقولهم: فلانٌ حَلبَ الدهر أَشْطَرَهُ، أي ضُروبَه، مرَّ به خيرٌ وشرٌّ. وأصله من أخلاف الناقة، ولها خِلْفانِ: قادِمان وآخران. وكل خلفين شطر.وتقول: شَطَرْتُ ناقتي وشاتي أَشْطُرُها شَطْراً، إذا حلبْت شَطْراً وتركْت شَطْراً. وشاطَرْتُ طَلِيِّي، أي احتلبْت شَطْراً أو صَرَرْتُهُ وتركْت له الشَطْرَ الآخر. وشاطَرْتُ فلاناً مالي، إذا ناصفته. وشَطَّرْتُ ناقتي تَشْطيراً: إذا صررْتَ خِلْفين من أخلافها. وشاةٌ شطور: أحد طبيبها أطول من الآخر وكذلك إذا يبس أحد خِلْفيها، فهي شَطورٌ. وهي من الإبل التي يبس خِلْفان من أخلافها، لأنَّ لها أربعةَ أخلاف. ويقال: وَلَدُ فلانٍ شِطْرَةٌ، بالكسر، أي نِصْفٌ ذكورٌ ونصفٌ إناثٌ. وقصدْتُ شَطْرَهُ، أي نحوه. قال الشاعر : أَقولُ لأمِّ زِنْباعٍ أَقيمي * صُدورَ العيسِ شَطْرَ بني تَميم - ومنه قوله تعالى:

(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِِ) *. وشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطُرُ شُطوراً، وهو الذي كأنَّه ينظر إليك وإلى آخر. والشاطِرُ: الذي أعيا أهله خُبْثاً. وقد شطر وشطر أيضا بالضم، شطارة فيهما. وقَدَحٌ شَطْرانُ، أي نَصْفانُ قال الأصمعيُّ: الشَطيرُ: البعيد. يقال: بلد شَطيرٌ. وشَطَرَ عنِّي فلانٌ، أي نأى عنى. ونوى شطر بالضم، أي بعيدة. وقال امرؤ القيس:

أَشاقَكَ بَيْنُ الخَليطِ الشُطُرْ * والشَطيرُ أيضاً: الغريبُ. قال الشاعر:

لا تتركَنِّي فيهمُ شَطيراً * وقال آخر : إذا كُنْتَ في سِعْدٍ وأُمُّكَ منهمُ * شَطيراً فلا يَغْرُرْكَ خالُكَ من سَعْدِ - فإنَّ ابنَ أُختِ القومِ يُصْغي إناؤُهُ * إذا لم يُزاحِمْ خاله بأب جلد -
باب الشين والطاء والراء معهما ش ط ر، ش ر ط، ط ر ش مستعملات

شطر: شطرُ كلِّ شيءٍ: قصده، وشطر كلَّ شيءٍ نصفُه، وشطرته: جعلتُه نصفين. وشاةٌ شطور، وقد شطرت شطاراً، أي: أحدُ طُبييها أطولُ من الآخر، فإن حُلبا جميعاً، والخلفة كذلك، سُميت حصونا. ومنزلٌ شطيرٌ: بعيدٌ، من غير فِعل، ولو استعمل لقيل: شطر شِطاراً، وكان قياساً وشطرَ فلانٌ على أهله، أي: تركهم مُخالفاً مُراغماً. ورجلٌ شاطرٌ، وقد شطر شُطوراً وشطارة وشطاراً، وهو الذي أعيى أهله ومؤدِّبهُ خبثا. وشطر بصره يشطره شطوراً وشطراً، وهو الذي كأنه ينظر إليك وإلى آخر.

شرط: الشَّرطُ: معروف في البيع، والفعل: شارطه فشرط له على كذا وكذا، يشرطُ له. والشَّرطُ: بزغُ الحجام بالمِشرط، والفعل: شرط يشرط. والبزغُ: الشَّرط الضعيف. والشريط: شبه خُيوطٍ تفتل من الخُوص، والجميعُ: الشُّرط. فإذا كان مثلها من اللِّيف فهي: دُسُر، والواحد: دِسارٌ. قال الله تعالى: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ، ودُسرها: شُرطُها. والشَّرطان: كوكبانِ. يقال: إنهما قرنا الحمل، وهو أولُ نجمٍ من الربيع، قال العجاج : من باكرِ الأشراطِ أشراطيُّ

ومن ذلك صار أوائلُ كلِّ أمرٍ أشراطه. وأشراطُ الساعةٍ: علاماتها، الواحدُ: شرطٌ. والشَّرطُ من الإبل: ما كان [مجلوباً ] للبيع، نحو النّاب والدّبِر ونحوه، يقال: أفي إبلك شرط فتقول: لا. ولكنها لُبابٌ كلُّها. وإذا أعجل إنسانٌ رسولاً إلى أمرٍ قيل: أشرطه وأفرطهُ، كأنه اشتق من الأشراط التي هي أوائل الأشياء. والشُرطيُّ منسوبٌ إلى الشُّرطة، والجميع: شُرط، وبعض يقول: شُرطي ينسبه إلى الجماعة. [والشرط سموا شرطا، لأن شرطة كل شيء خيارُه، وهم نخبة السُّلطان من جنده ] ، قال:

حتى أتت شرطةٌ للموت حاردةٌ

والشِّرواطُ من الإبل: الطويل، وناقةٌ شِرواط، وجمل شِرواط، أي: طويلٌ فيه دقة، وذئب شرواط، أي: طويل قليل اللّحم، نحيف. وكل شيءٍ هيأته لتنفقهُ، أو تبيعه فقد أشرطته، أي: أعددته وهيأته. وأشرط جملهُ للسقاء: جعله له. وأشرطت نفسي للقتال وغيره: بذلتها له. قال أوس : فأشرَطَ فيها نَفْسَهُ وهو مُعْصِمٌ ... وألقى بأسباب له وتوكّلا

طرش : الطّرَشُ: الصَّمَم.
الشين والطاء والراء ش ط ر

الشّطْرُ نِصْفُ الشيءِ والجَمْعُ أشْطُرٌ وشُطُورٌ وشاطَرَه مالَهُ أمْسَكَ شَطْرَهُ وأعطاهُ شَطْرَه وللنَّاقَةِ شَطْرانِ قادِمانِ وآخِرانِ فكُلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ والجَمْعُ أشْطُرٌ وشَطَّرَ بناقَتِهِ تشطيراً صَرَّ خِلْفَيْها وتَرَكَ خِلْفَيْنِ وشَطْرُ الشاةِ أحَدُ خِلْفَيْهَا عن ابنِ الأعرابيِّ وأنْشَدَ

(فَتنازَعا شَطْراً لِقَدْعةَ واحِداً ... فَتَدَارَءَا فيه فكانَ لِطَامُ)

وَشَطَرَ ناقَتَهُ وَشَاتَهُ حَلَبَ شَطْراً وَكُلُّ ما نُصِّفَ فقد شُطِّرَ والمَشْطورُ من الرَّجَزِ والسَّرِيع ما ذَهَبَ شَطْرُه وهو على السَّلْبِ وشَاطَرَ طَلِيَّهُ احْتَلَبَ شَطْراً أو صرَّهُ وتَرَكَ له الشَّطْرَ الآخَرَ والشَّطُورُ من الغَنَمِ التي يَبِسَ أَحَدُ خِلْفَيْها ومن الإِبِلِ التي يَبِسَ خِلْفانِ من أخلافِها وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً وحَلَبَ فلانٌ الدَّهرَ أشْطُرَهُ يعني أنه مَرَّ به خَيْرُه وشَرُّه وشدتَّهُ ورخَاؤُّه وأصْلُه من أشْطُرِ الناقةِ كأنه حَلَبَ القادِمَيْنِ وهما الخَيْرُ والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ وقيل أشْطُرُه دِرَرُهُ وإذا كان ولدُ الرَّجُلِ نِصْفُهم ذكُوراً ونِصفُهم إناثاً قيلَ هم شِطْرَةٌ وإناءٌ شَطْرَانُ بلغ الكَيْلُ شَطْرَهُ وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَىوشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً صارَ كأنه ينْظُر إليك وإلى آخَرَ وقولُه صلى الله عليه وسلم مَنْ أَعَانَ على دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمِ بشَطْرِ كَلِمةٍ جاءَ يومَ القِيامة مكتوبٌ بين عَيْنَيْهِ يائِسٌ من رَحْمةِ الله قيل في تَفْسِيرِه هوَ أَنْ يَقولَ أُقْ يريد أُقْتُلْ وقيل هو أنْ يَشْهَدَ اثْنانِ عليه زُوراً بأنه قَتَلَ فكأنهما قد اقْتَسَمَا الكَلِمَةَ فقال هذا شَطْرَها وهذَا شَطْرَها إذ كان لا يُقْتَلُ بشهادةِ أحَدِهما وشَطْرُ الشيءِ ناحِيَتُه وشَطْرُ كلِّ شَيءٍ نحوُهُ وقَصْدُه وفي التَّنزيلِ {فول وجهك شطر المسجد الحرام} البقرة: 144 149 150 ولا فعل له وقال أبو إسحاق أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يَسْتَقْبِلَ وهو بالمدينةِ مكَّةَ والبيتَ الحرامَ وأُمِرَ أن يَسْتَقْبِلَ البيتَ حيثُ كان وشَطْرَ عِنْده مَنْصوبٌ على الظَّرْفِ وشَطَرَ عن أْهلِه شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطَارةً نَزَحَ عنهم مُراغِماً وأَعْياهُمْ خُبْثاً والشَّاطِرُ مَأْخوذٌ منه وأُراه مُوَلَّداً ومَنْزلٌ شَطِيرٌ وحيٌّ شَطِيرٌ بَعِيدٌ والجَمْعُ شُطُرٌ والشَّطِيرُ أيضاً الغَرِيبُ قال

(لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيراً ... إنّي إذاً أَهْلِكَ أو أطِيرَا)

والجمعُ كالجُمُع
شطر: شَطْرُ كُلَّ شَيْءٍ: نِصْفُه. وفي المَثَل: " احْلُبْ حَلَباً لكَ شَطْرُه ". وحَلَبَ الدّهْرَ أشْطُرَه: أي نِصْفَه، وقيل: مَرَّتْ عليه ضُرُوْبُه من خَيْرِه وشَرِّه. وشَطَرْتُ الشَّيْءَ. وحَلَبَها أشْطُرأً، وأشْطَرَها. والشَّطْرُ: القَصْدُ. وبَنُو فلانٍ شِطْرَةٌ: إذا كانَ الذُّكُوْرُ على عَدَدِ الإِناثِ. وشَعْرُه شَطْرَانِ: سَوَادٌ وبَيَاضٌ. وشَطَّرْتُ بالنّاقَةِ: صَرَرْتُ شَطْرَها. والشَّطُزْرُ: الثَّوْبُ الذي أحَدُ طَرَفَيْهِ أطْوَلُ من [235ب] الآخَرِ. وإنَاءٌ شَطْرَانُ: إلى النِّصْفِ. وشَطَرَ الرَّجُلُ يَشْطُرُ شُطُوْراً: كأنَّه يَنْظُرُ إليكَ وإلى آخَرَ. وشاةٌ شَطُوْرٌ قد شَطَرَتْ شِطَاراً: وهو أنْ يكونَ أحَدُ طُبْيَييْها أكْبَرَ من الآخَرِ. وقيل هو من الإِبل: الذي يَبِسَ خِلْفَانِ من أخْلاَفِها. وشاطَرَتِ النّاقَةُ: صارَتْ شَطُوْراً. وحَيٌّ شَطِيْرٌ ومَنْزِلٌ شَطِيْرٌ: بَعِيْدٌ، وشَطَرَتْ دارُه. وشَطَرَ فلانٌ على أهْلِه: تَرَكَهُم مُرَاغِماً مُخَالِفاً. والشّاطِرُ: الذي أعْيى أهْلَه خُبْثاً، شَطَرَ شُطُوْرَةً وشُطُوْراً وشَطَارَةً. والمَشْطُوْرُ: الخُبْزُ المَطْلِيُّ بالكامَخِ. والعَرُوْضُ المَشْطُوْرُ: ذَهَبَ نِصْفُ بَيْتِه. شرط: الشَّرْطُ في البَيْعِ: مَعْروفٌ، شَرَطَ يَشْرَطُ ويَشْرُطُ. وبَزْغُ الحَجّامِ ونَحْوِه؛ يَشْرِطُه بالمِشْرَطِ؛ ويَشْرُطُه أيضاً. والشَّرِيْطَةُ: شِبْهُ خُيُوْطٍ تُفْتَلُ من خُوْصٍ، والجَميعُ الشُّرُطُ. والشَّرِيْطَةُ: العَيْبَةُ الصَّغِيرَةُ يُجْعَلُ فيها الطَّيْبُ. وهي الذَّبِيْحَةُ أيضاً، وفي الحَدِيثِ: " نهى عن شَرِيْطَةِ الشَّيْطَانِ ". والشَّرْطانِ: نَجْمَانِ يُسَمَّيَانِ الشَّرْطَيْنِ. وأشْرَاطُ الساعَةِ: عَلاماتُها، الواحِدُ الشَّرْطُ. وأوائلُ كُلُّ أمْرٍ يَقَعُ: أشْرَاطُه. وإذا أعْجَلَ الإِنسانُ رَسُولاً قيل: أشْرَطَه. والمُشْرِطُ: الذي قد تَسَوّى للعَمَلِ، يُقال: أشْرَطْتُ نَفْسي في العَمَلِ والأمْرِ، واشْرَطْتُ مالي. والمَشَارِيْطُ: أوائلُ كُلِّ شَيْءٍ، واحِدُها مِشْرَاطٌ. وأخَذْتُ للآمْرِ مَشَارِيْطَه: أي أُهْبَتَه. والشَّرَطُ في الإِبل: ما كانَ فيها من جَلُوْبَةٍ للبَيْعِ وهو الرُّذَالُ. وقيل: الصِّغَارُ. والشُّرْطِيُّ: مَنْسُوبٌ إلى الشُّرْطَةِ، وتُفْتَحُ الراءُ كأنَّهُ يَنْسُبُه إلى جَماعَةِ الشُّرَطِ. وخُذْ شُرْطَتَكَ: أي ما اشْتَرَطْتَه من خِيَارِه. والشَّرْوَاطُ: الطَّوِيْلُ من الإِبِلِ في دِقَّةٍ، ناقَةٌ شِرْوَاطٌ، وجَمَلٌ كذلك. وقيل: هو المُسْرِعُ. والشُّرُوْطُ: الطُرُقُ المُخْتَلِفَةُ. والأشْرَاطُ من المَسَايلِ: ما سالَ من الأسْلآَقِ إلى الشِّعَابِ. وشَرْطا البَحْرِ: شَطّاه. وأشْرَطَ فُلانٌ أرْضَه أو دارَه: أي عَزَلَها للبَيْع. وأشْرَطَ نَفْسَه: أي غَرَّرَ بِها؛ من الخَطَرِ. وقيل: اسْتَهْلَكَ. وقيل: جَعَلَها عَلاَمَةً للمَوْتِ؛ ومنه أشْرَاطُ السّاعَةِ. وقيل: أهانَها حَتّى كأنَّها بَعْضُ شَرَطِ مالِه. واسْتَشْرَطَ المالُ: فَسَدَ بَعْدَ صَلاَحٍ. وتَشَرَّطَ في عَمَلِه: تَأَنَّقَ. وأشْرَطْتُ الشَّيْءَ: هَيَّأتَه وأعْدَدْتَه، فهو مُشْرَطٌ. والشُّرَطُ: جَمْعُ الشُّرْطَةِ وهي خَيْرَةُ كُلِّ شَيْءٍ ونَخْبَتُه.
(شطر) - في حديث الأَحنَفِ: "إني قد عَجَمْتُ الرجُلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَه"
يقال: حَلَبَ فُلانٌ الدّهرَ أَشْطُرَه: أي اخْتَبر ضُروبَه من خَيرِه وشَرِّه. وأَصلُه من حَلْب النّاقَة ولها شَطْران: قَادِمان وآخِرَان، فكُلُّ خِلْفَيْن شَطْر، فإذا يَبِس خِلْفَان من أَخلافِها فهى شَطُور لِيُبْس الشَّطْر. وشَطَرتُ الشيءَ: نَصَّفْته. وشَطَرت النَّاقَةَ: صَرَرْت شَطْرها
: أي نِصْفَ أخلافِها، وحَلبْتُ الناقَة أَشْطُرَها. وحَلبتُ أَشْطُر النَّاقة بِمَعْنىً.
- في حديث جَدِّ بَهْزِ بْن حَكِيم في مانِع الزَّكاةِ: "إنا آخِذُوهَا وشَطْرَ ماله"  كان الأَوزاعِيّ يَقُول في غَالِّ الغَنِيمَة: إن للإمام أن يَحرِقَ رَحْلَه، وكذلك قاله أَحمدُ وإسْحاق.
وقال أحمد في الرجل يَحمِل الثَّمرةَ في أَكمامِها: "فيه القِيمَةُ مَرَّتَيْن وضَرْبُ النَّكالِ".
وقال: "كلّ من دَرَأْنا عنه الحَدَّ أَضْعَفْنا عليه الغُرْم" وغَرَّم عُمَرُ، رضي الله عنه، حَاطِبَ بن أبي بَلْتَعَة ضِعْفَ ثَمَن نَاقَة المُزَنى لمَّا سَرَقَها رَفِيقُه.
ورُوِى عن جماعة من الفقهاء: أَنَّ دِيَةَ مَنْ قُتِل في الحرَم دِيَةٌ وثُلث.
وكان إبراهيمُ الحَربِىّ يتأوَّل حَديثَ جَدِّ بَهْز على أنه يُؤْخَذ منه خِيارُ مَالِه مِثْل السِّنِّ الواجِب عليه لا يُزاد على السِّن والعَدَد، لكن يُنتَقَى خِيارُ مالِه ويُزادُ عليه الصَّدقة بزيادة القيمةَ. وكان يَرْوِيه: وشُطِّر ماَلُه.
قال الخطابي: لا أعرِف هذا الوَجْهَ. وقيل معناه: أنَّ الحَقَّ مُسْتَوفي منه غَيْرُ مَتْروك عليه وإن تَلِف مالُه فلم يَبْقَ إلا شَطْرُه كَرَجل كان له أَلفُ شاةٍ فتَلِفت حتى لم يَبْق له إلا عِشْرون، فإنه يُؤخَذ منه العُشْر لصدَقَة الأَلْف، وهو شَطْر مالِه البَاقي: أي نِصْفُه، وهذا أيضاً بَعِيدٌ؛ لأنه في الحديث قال: "إنا آخِذُوها وشَطْرَ مالِه". ولم يقل: آخِذُون شَطْرَ مَالِه.
قال الخطَّابي: قِيلَ: إنه كان في صَدْر الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَمْوال، ثم نُسِخ. ونَحوُ ذَلكَ قَوله عليه الصلاة والسلام فِى الثَّمَر المُعَلَّق: "مَنْ خَرَج بشيء منه، فعَلَيْه غَرامةُ مِثْليه والعُقُوبَةُ، ومن سَرَق منه شَيئاً بعد أن يُؤْوَيَه الجَرِين، فبلغ ثمن المجَنِّ، فعليه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك، فعليهِ غَرامةُ مِثْلَيْه والعُقُوبة".
والذي قاله أحمد يُحمَل بهذا الحديث وكذلك في الحديث في ضَالَّة الِإبل المكْتُومَة: "غَرامَتُها ومِثلُها معها".
وكان عُمَر رضي الله عنه يحكُم به، فغَرَّمَ حاطبَ بنَ أبي بَلْتَعَة - رضي الله عنه ضِعْفَ ثَمَن نَاقَة المُزَنِىِّ لَمَّا سَرَقها رَفِيقُهُ ونحروها
وله في الحديث نظائِرُ، وعامَّة الفُقَهاء على أن لا وَاجِبَ على مُتْلِف الشيءِ أكثر من مِثلِه أو قِيمَتهِ. قال: فيُشْبه أن يكون هذا على سَبِيل التَّوَعُّد ليَنْتَهِىَ فَاعِلُ ذَلكِ عنه.
- في الحديث: "أنه رَهَن دِرْعَه بِشَطْرٍ من شَعِيرٍ".
قال أبو عمرو: بنِصْف مَكُّوكٍ . 
[شطر] فيه: سأل سعد أن يتصدق بما له، قال: لا، قال: "الشطر" أي أهب الشطر أي النصف. ومنه ح: من أعان على قتل مؤمن "بشطر" كلمة، قيل: هو أن يقول: أُق - في اقتل، كحديث: كفي بالسيف شا، أي شاهد. وح: إنه رهن درعه "بشطر" من شعير، أي نصف مكوك أو نصف وسق، اشطر وشطير كنصف ونصيف. ج: "شطر" شعير، شطر الشىء نصفه إلا أن ألحديث ليس فيه مقدار يكون ما أشار إليه نصفه وكأنها أشارت إلى جزء مبهم، أي شيء من شعير. نه ح: الطهور "شطر" الإيمان، لأنه يطهر الباطن والطهور يطهر الظاهر. ط: أي أجره ينتهى إلى أجر نصف الإيمان، وقيل: أراد بالإيمان الصلاة وهو شرطها فهو كالشطر، وقيل: إنه يكفر السيئات فالإيمان. نه: وفي ح مانع الزكاة: إنا اخذوها و"شطر" ماله عزمة من عزمات ربنا؛ الحربى: هو غلط الراوى، إنما هو: و"شطر" ماله. أي يجعل ماله شطرين فيأخذ المصدق من خير النصفين عقوبة لمنعه، فأما لا يلزمه فلا، وبعد، وقيل: إن الحق مستوفي منه غير متروك عليه وإن تلف شطر ماله، كمن له ألف شاة مثلا فتلفت إلا عشرين فانه يؤخذ منه عشر شياه، وهو أيضا بعيد لقوله: إنا أخذوها وشطر ماله، ولم يقل: إنا أخذوحصته الصدقة. ط:"شطر" الليل نصفه. وح: أعطى "شطر" الحسن، أي نصفه أو بعضه أو جهة من السحن. ش: يقال: إنه ورث ذلك الجمال من جدته وكانت قد أعطيت سدس الحسن، وقيل: ذهب يوسف وأمه يعنى جدته بثلى الحسن. ج ("شطر" المسجد) أي جهته ونحوه. ن: فوضع عني "شطرها" أي نصفها، أي حط في مرات بمرجعات. ك: يلزم علي تفسيره بالنصف أن يحط ثنتا عشرة ونصف فيفسر بجزء منها، وروي أن التخفيف كان خمسًا خمسًا، وهي زيادة متعمدة فيحمل غيرها عليها؛ واستحييت من ربي، لأنه لو سأل بعد الخمس لكان رفعًا للخمس بعينها. وح فقلت "الشطر" بالرفع والنصب أي تصدق به أو أوجبه، والجر بدلًا من ثلثي ماله، ثم قال الثلث - بالرفع والنصب على الإغراء، وإن نذر مر في أن.
شطر
شطَرَ يَشطُر، شَطْرًا، فهو شاطر، والمفعول مَشْطور
• شطَر الشَّيءَ: قسمَه وجعله نِصْفَين "شطَر رغيفًا- شطَر بيت الشِّعر: حذف نصفَه" ° شطَر بصرَه/ شطَر نظرَه: كأنّه ينظر إليك وإلى آخر. 

شطُرَ يَشطُر، شطارةً، فهو شاطر
• شطُر فلانٌ: اتَّصَف بالدّهاءِ والخباثَةِ "تاجرٌ شاطِر". 

انشطرَ يَنشطِر، انشطارًا، فهو مُنشطِر
• انشطر الشَّيءُ: مُطاوع شطَرَ: انقسم نصفين "انشطر قرصُ الحَلْوَى". 

شاطرَ يشاطر، مُشاطرةً وشِطارًا، فهو مُشاطِر، والمفعول مُشاطَر
• شاطَره الشَّيءَ: قاسمه بالنِّصف "شاطره الرَّأيَ: رأى رأيَه- شاطره مالَه: ناصفه إيّاه- شاطره الأمرَ: شاركه فيه" ° نشاطركم الأحزان: عبارة تعزية يُبادَر بها أهل الفقيد، وغالبًا ما تُرسل تلغرافيًّا. 

شطَّرَ يشطِّر، تشطيرًا، فهو مُشطِّر، والمفعول مُشطَّر
• شطَّر الشّيءَ: نصَّفه.
• شطَّر الشِّعرَ: أضاف إلى كلّ شطْر منه شطرًا من عنده. 

انشطار [مفرد]:
1 - مصدر انشطرَ.
2 - (حي) نوعٌ من التكاثر اللاتزاوجيّ، تنقسم فيه خليّة الكائن الحيّ إلى جزأين أو أكثر متساوية في الحجم.
• انشطار خلويّ: (حي) انشقاق بيضة أو نواة وانقسامها إلى أقسام.
• انشطار نوويّ/ انشطار ذَرِّيّ: (فز، كم) انشطار النّواة الثّقيلة، كنواة اليورانيوم، شطرين اثنين نتيجة
 التقاطها نيوترونًا، ويكون الانشطار مصحوبًا بانطلاق مقدار كبير من الطاقة "قنابل قابلة للانشطار". 

شاطِر [مفرد]: ج شاطِرون وشُطّار:
1 - اسم فاعل من شطَرَ وشطُرَ.
2 - حادّ الفهم، سريع التصرُّف.
3 - داهية، مكير، خبيثٌ ماكر.
4 - لِصّ. 

شطارة [مفرد]:
1 - مصدر شطُرَ.
2 - حُسن تصرّف ومهارة في تدبُّر الأمور، وقدرة على التخلّص من المشاكل "لم يتمكّن من ذلك رغم شطارته". 

شَطْر [مفرد]: ج أَشْطار (لغير المصدر {وأَشطُر} لغير المصدر) وشُطور (لغير المصدر):
1 - مصدر شطَرَ.
2 - نصفُ الشَّيء "أعطاه شطر ماله" ° حلَب الدَّهرَ أَشطُرَهُ: جرّب أمورَه خيرها وشرّها- شطر بيت الشِّعر: الصَّدر أو العَجُز.
3 - جزء من الشَّيء "أعطني شطْرًا من هذه الكعكة".
4 - ناحية، جهة، قصد "اتّجه شطرَ البحر- {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ". 

شَطُور [مفرد]: ثوبٌ أحدُ طَرَفَيْ عرضه أطولُ من الآخرِ. 

شطير [مفرد]: ج شُطُر:
1 - بعيد "بلدٌ شطير".
2 - غريب "لا تَدَعَنِّي فيهمُ شطيرًا ... إنِّي إذًا أَهْلِك أو أطيرا".
3 - نصف "أكلت شطيرَ تفاحة". 

شَطِيرة [مفرد]: ج شطيرات وشَطائِرُ: خبزة تشقّ من وسطها ويوضع فيها الغموس أو الإدام. 

مَشْطُور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شطَرَ.
2 - (عر) نظام شعريّ وحدته نصف بيت من الرّجز أو السريع التامَّيْن، ويلتزم في جميع وحداته قافية واحدة "هذه القصيدة من مشطور الرَّجَز". 
شطر: المعاجم تذكر اسم المفعول: الخبز الذي يطلى بالكامخ (هكذا ورد عند فخري 361) وكان ينبغي عليه أن يذكر معنى ان يطلي بالكامخ في قوله: وقدّامى رقاق وكامخ وأنا أشطره بالكامخ.
شطر: قطع البطيخة عدة قطع (الكالا) أو عدة أسهم أي عدة أشطر.
تشّطر: تنشط. تهذب. خرج من بساطته. تصفى، تنقى. تشطّر في فن: تقدم فيه (بوشر).
تشطّر: أصبح قاطع طريق (مملوك 1، 1، 50).
تشاطروا: عند الحديث عن أشخاص عدّة: اقتسموا شيئاً (جوب) 304: فهم يتشاطرون الغلّة على استواء.
تشاطر: تحدى: ((وحين لقي شخصاً تضايق من مرأة وبدت له فيه نذر الشؤم قام الإخشيد بضربه خمسة عشر سوطاً وحين لم ينبس المسكين بكلمة صاح الإخشيد: هوذا يتشاطر (ويقصد إنه يتحداني) فقيل له إنه كان قد مات.
ولعل فريتاج قد استند إلى هذه الفقرة حين اشتق من كلمة شاطر ما يفيد التحدي. أو يتظاهر به ويدعيّه.
شَطر: حين يتعلق الأمر بضرعي الناقة نجمعه أشطار. (مولر 51).
اشطار: قِطعَ الخبز، قطع البطيخ،، قطع الشحم، شرائح اللحم .. الخ (الكالا).
اشطار: المتوسط القامة (فوك).
شَطرُ غِب: اصطلاح طبي: حمى نصف الثلاثي التي تأتي غباً (أبو الفرج 359، 4).
شطرية: ندغ، صعتر البر (معجم الأسبانية 219 ابن العوام 1، 30).
شطرية: (في المغرب) سمكةُ كبيرة الحجم يعمل منها المُمَلحِّة (معجم المنصوري ينظر في مادة بنيّ).
شَطروان: أمت (تعرّج بارتفاع وانخفاض). (ف. أ. 484) شَطروين: تركت هذه الكلمة دون توضيح من (فوك) ولعلها مراد ف للكلمة التي مرت واعتقد أن فوك لم يجد لها مرادفاً في اللاتينية.
شطارة: رخص، سعر واطئ لا يساوي شيئاً، لا معنى له (فوك الذي يسميها باللاتينية Vilitas) .
شطارة) مجون. فسوق (حيان بسّام 3، 140): والحديث عن هشام ((وقد كان معروفاً بالشطارة في شبابه فأقلع مع شيبه فَرُجي فلاحه لصدق توبته)) وفي المرجع نفسه (بعد ذلك قليلاً) أعطى لكلمة شطارة مرادفاً آخر هو بطالة؛ ومن المقدمة 3، 410:
حل المجون يا أهل الشطارا ... مذ حَلَّت الشمس في الحمل
وقد أحسن دي سلين ترجمتها ب ((الفسّاق)).
شطارة: مهارة، فراهة، حذق، خفة، قوة. (في كل ما يمكن ان يبرع فيه) بوشر. وهي الاقتدار الفنّي والمهارة عند (مملوك) و (كوسج كرست 1، 1، 51، ومقدمة المقري والجزء الثالث من البربرية ص674).
شطارة اليد: مهارة اليد (بوشر) وكلمة الشطارة وحدها عند (بوشر) تأتى عند الحديث عن اللصوص والنشالين (زيشر 11، 502).
شطارة: نزوع نحو السرقة (المقري 1، 135،: وذلك لشطارة عامتها وكثرة شرهم وأغبائهم في أمور التلصص). شطارة: قطع الطريق: وكان مبتدأ أمره الشطارة والفتوة وحمل السلاح والعيث واجتماع السفهاء إليه (رينو الطبعة العاشرة). وقد أساء رينو حين ترجمها ب (سلوك ماكر وخادع) وكذلك (كاترمير حين ترجمها: نشاط وحيوية) (الجريدة الآسيوية 1846 ص528).
شطارة: اعتداد، زهو، ويبدو أن المقصود هو هذا الذي ورد (في ألف ليلة 1، 379): أراد شيخان أن يقاتل عشرة من الإغريق وحده فقالت له الجارية هذه الشطارة ظلم وإن كل واحد لواحد.
شطّار: فاسق الأخلاق (المقري 548).
شاطِر: رخيص، لا يساوي غير النزر القليل (فوك).
شاطِر: ماهر، حاذق، يد صناع، دقيق، رشيق، قوي (بوشر).
ونشط، ماهر (عند مملوك) (1، 51) وخفيف (الكالا)، وخبير، وماكر ومؤهل (عند هيلو) وبارع (شيرب) (وفي ألف ليلة 3، 44): حاذق.
شاطر: حاو، مشعوذ، بهلوان (ألف ليلة 6، 694): ((وتأتي قدامه الملاعب والشطار والجنك وأرباب الحركات الغريبة والملاهي العجيبة)) حيث ترجمها لين: عارضو الحيل والمهارات اليدوية والخفة وذلك حين وردت في تاريخ القيروان (مملوك 1، 1).
والكلمة (عند انتار 78) مُصارع، ومقاتل وحيث أن هؤلاء الرجال لهم بزة رسمية متميزة لذلك اعتقد أنهم المعنيون في العبارة التي وردت على لسان إمام الحرمين الذين ذكرها المستشرق جولد زيهر (زيشر 28، 315): ((الفقيه إذا لبس السلاح وزيَّ الشطار كان تاركاً للمروءة)) التغيير الذي اقترحه جولد زيهر في وضع كلمة الشُّرَط موضع الشطار كان تعسفياً. شاطر - لص، قاطع طريق (مملوك 1، 1، 50 و51. ابن بطوطة 3، 65 فريتاج كرست 54، 7 و10 والكلمة لديهم مرادفة لكلمة لَصّ، 1، 8، و12، المقدمة 1، 288، 9، 289، 3، ألف ليلة 1، 174، 1 مع شرحها: يعني حرامياً).
شاطر: كريم، سخي (الكالا).
شاطر: شجاع، وذلك الذي يحتقر الألم (فيرم 49) شاطر: تابع. خادم. غلام. رئيس الخدم. مغناج. سيّاف (بوشر).
شاطر: عدّاء على الأقدام، ساعي بريد (سان جرفيه 108 علماً أن هناك خطأ في الطباعة حيث وردت كلمة Chaler والمقصود بها Chater) ومعناها أيضاً: غلام في خدمة أمير (رحلة افتداء الأسرى 101). وفي المعجم التركي (لمؤلفيه كيفر وبيانجي): ((هذه الكلمة تعني خدم المقصورة (أي الخدم المكلفين بإدخال المدعوين) المزنرّين بزنار مغطى بالفضة المذهبة مع تفاحة كبيرة من المعدن المذهب نفسه في المقدمة. في الإمبراطورية العثمانية ليس هناك غير الباشوات والقابجي باشي ممن يملك امتياز تسيير أحد الخدم أمامه وهو بهذا الزي، الفرق الوحيد هو أن القابجي باشي لا يملك استخدام اكثر من واحد أما الباشا ذو الرايات الثلاث فله استخدام ستة خدم في الأقل)) في تونس كانوا يستخدمون، في السابق، مستخدمين أتراكاً لخدمة السيد الكبير (أي السلطان) واجبهم خنق الباشا الذي يصدر السلطان حكمه عليه (أفجيست 11، 95).
شاطر باشي: وصيف (بج).
شاطرة: قسطران (بوشر) نبات معطّس، فاتح للشهية.
اشطرُ: هو اشطر من .... الخ (بوشر).
تشطير: التشطير في الشعر (محيط المحيط ص466).

شطر

1 شَطَرَهُ, (A, MA, O, TA,) [aor. ـُ inf. n. شَطْرٌ; (MA;) and ↓ شطّرهُ, (K,) inf. n. تَشْطِيرٌ; (TA;) He halved it; divided it into halves. (A, MA, O, K, TA.) b2: شَطَرَهَا, aor. ـُ (S,) inf. n. شَطْرٌ, (S, K,) He milked one شَطْر of her, (namely, a camel, or a ewe or goat, S, [i. e., in the former case one pair of teats, and in the latter case one teat,]) and left the other شَطْر. (S, K.) A2: شَطَرَتْ and شَطُرَتْ, aor. ـُ (K,) inf. n. شِطَارٌ, (TA,) She (a ewe or goat) had one of her teats dried up: or had one teat longer than the other. (K.) [شِطَارٌ seems to be also Syn. with حِضَانٌ as expl. in this Lex.: see also the latter word in Freytag's Lex.: Reiske, as cited by Freytag, explains the former word as meaning “ quando latus unum vulvæ præ altero propendet. ”] b2: شَطَرَ بَصَرُهُ, (S, K, TA, and so in the O voce سَصَرَ, q. v., [in some copies of the S and K and in a copy of the A, erroneously, بَصَرَهُ,]) aor. ـُ (S,) inf. n. شُطُورٌ (S, K) and شَطْرٌ, (TA,) He was as though he were looking at thee and at another: (S, A, K:) on the authority of Fr. (TA.) b3: شَطَرَ شَطْرَهُ He repaired, or betook himself, in the direction of him, or it: or الشَّطْرُ in the sense of الجِهَةُ and النَّاحِيَةُ has no verb belonging to it. (K.) b4: شَطَرَتِ الدَّارُ The house, or abode, was distant, or remote. (Mgh, Msb.) b5: شَطَرَ, (S, K,) aor. ـُ (K;) and شَطُرَ, aor. ـُ inf. n. شَطَارَةٌ, of both verbs, (S, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and شُطُورٌ; (L;) [and ↓ تشاطر; (A in art. عذر;)] He was, or became, or acted, like a شَاطِر [q. v.]. (S, K.) And شَطَرَ عَلَى أَهْلِهِ, (A, Msb,) or شَطَرَ عَنْهُمْ, (S, * K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. شُطُورٌ and شُطُورَةٌ and شَطَارَةٌ, (K,) or this last is a simple subst., (Msb,) He withdrew far away (S, * A, K *) from his family; or broke off from them, or quitted them, in anger: (A, K:) or he disagreed with his family, and wearied them by his wickedness (Msb, TA) and baseness. (Msb.) 2 شَطَّرَ see 1, first sentence. b2: شطّر نَاقَتَهُ, (S,) or بِنَاقَتِهِ, (K,) inf. n. تَشْطِيرٌ, (S, K,) He bound two of the teats of his she-camel with the صِرَار [q. v.], (S, K,) leaving (the other) two (unbound). (K.) 3 شَاطَرْتُهُ مَالِى I halved with him my property; (S, K;) I retained half of my property and gave him the other half. (M, TA.) b2: And شَاطَرْتُ طَلِيِّى I left for my lamb, or kid, one teat [of the mother], having milked the other teat and bound it with the صِرَار [q. v.]. (S.) 6 تَشَاْطَرَ see 1, last sentence but one.

شَطْرٌ The half of a thing; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ شَطِيرٌ: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْطُرٌ (S, K) and [of mult.] شُطُورٌ. (K.) It is said in a prov., اُحْلُبْ حَلَبًا لَكَ شَطْرُهُ [Milk thou a milking of which half shall be for thee]. (S.) And one says شَعَرٌ شَطْرَانِ Hair [half] black and [half] white. (A.) Accord. to Ibráheem El-Harbee, (O,) the saying of the Prophet,

مَنْ مَنَعَ صَدَقَةً فَإِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ مَالِهِ [Whoso refuses to render a poor-rate, verily we take it from him, and half of his property], thus related by Bahz, is a mistake, and the right wording is, وَشُطِرَ مَالُهُ, meaning and his property shall be divided into two halves, and the collector of the poor-rate shall have the option given him and shall take that rate from out of the better of the two halves, as a punishment for the man's refusal of the rate; (O, K;) but it is said that this law was afterwards abrogated: (O:) Esh-Sháfi'ee, however, says that, in the old time, when one refused the poor-rate of his property, it was taken from him, and half of his property was taken as a punishment for his refusal; and he adduces this trad. as evidence thereof; but says that in recent times, only the poor-rate was taken from him, and this trad. was asserted to be abrogated. (TA. [More is there said on this subject, but I omit it as unprofitable.]) b2: It occurs in two trads. as meaning Half a مَكُّوك [q. v.], or half a وَسْق [q. v.], of barley. (TA.) b3: [In prosody, Half a verse.] b4: Also (tropical:) A part, or portion, or somewhat, of a thing; (Mgh, K;) and so ↓ شَطِيرٌ. (TA.) In the trad. of the night-journey, فَوَضَعَ شَطْرَهَا means (assumed tropical:) [And He remitted] part, or somewhat, thereof; (K;) i. e., of the prayer. (TA.) And similar is the saying in another trad., الطَّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ (assumed tropical:) [Purification is part of faith]. (TA.) b5: Either the fore pair or the hind pair of the teats of a she-camel: she has two pairs of teats, a fore pair and a hind pair, and each pair is thus called: (S, K:) and either of the two teats of a ewe or she-goat: (IAar, TA:) pl. أَشْطُرٌ. (S, TA.) Hence the saying, (S,) فُلَانٌ حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ (tropical:) Such a one has known, or tried, varieties of fortune: (S, * TA:) has experienced the good and evil of fortune; (S, K, TA;) its straitness and its ampleness: being likened to one who has milked all the teats of a camel, that which yields plenty of milk and that which does not; the fore pair being the good; and the hind pair, the evil: or, as some say, أَشْطُر means streams, or flows, of milk: and [in like manner] one says, حَلَبَ الدَّهْرَ شَطْرَيْهِ. (TA.) And, as is said in the “ Kámil ” of Mbr, one says of a man experienced in affairs, فُلَانٌ قَدْ حَلَبَ أَشْطُرَهُ (tropical:) Such a one has endured the difficulties and [enjoyed] the ampleness of fortune, and managed his affairs in poverty and in wealth: lit., has milked his pairs of teats, one pair after another. (TA.) b6: Also A direction in which one looks or goes or the like. (S, A, Msb, K.) One says, قَصَدَ شَطْرَهُ He went in his, or its, direction; towards him, or it. (S, A.) And it is said in the Kur [ii. 139 and 144 and 145], فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ Then turn thou thy face in the direction of the Sacred Mosque. (Fr, S.) The noun in this sense has no verb belonging to it: or one says, شَطَرَ شَطْرَهُ [expl. above: see 1]. (K.) b7: Also Distance, or remoteness. (TA.) شُطُرٌ: see شَطِيرٌ [of which it is both a syn. and a pl.].

وَلَدُ فُلَانٍ شِطْرَةٌ The offspring of such a one are half males and half females. (S, A, K. [In the Ham p. 478, it is written شَطْرة.]) شَطْرَانُ, (S, A, K,) fem. شَطْرَى, (K,) A bowl, (S, K,) or vessel, (A, K,) half full. (S, A, K.) شَطُورٌ A ewe, or she-goat, having one teat longer than the other; (S, O, K;) like حَضُونٌ in this sense [and perhaps in others also, agreeably with what is said of شِطَارٌ in the first paragraph of this art.]: (S in art. حَضن:) and (so in the S and O, but in the K “ or ”) one having one of her teats dried up: (S, O, K:) and a she-camel having two of her teats dried up; for she has four teats. (S, O.) And A garment, or piece of cloth, having one of the two extremities of its breadth longer than the other. (O, K.) b2: See also the next paragraph.

شَطِيرٌ: see شَطْرٌ, in two places.

A2: Also Distant, or remote; (As, S, A, Mgh, Msb, K;) applied to a town, or country, (As, S,) an abode, (A, Mgh, Msb,) and a tribe. (A.) And so ↓ شُطُرٌ in the phrase نَوًى شُطُرٌ [A distant tract, or region, towards which one journeys]: (S, K:) so too ↓ شَطُورٌ in the phrase نِيَّةٌ شَطُورٌ [which may mean as above, (like نِيَّةٌ شَطُونٌ,) or a remote, or farreaching, intention, or aim, or purpose]. (TA.) b2: Also A stranger; (S, O, Msb, K;) because of his remoteness from his people; (TA;) as in a verse cited voce إِذًا: (S, O:) or one who is alone, or solitary: (A:) pl. شُطُرٌ. (TA.) شَاطِرٌ [One who withdraws far away from his family; or breaks off from them, or quits them, in anger: (see 1, last sentence:) or] one who disagrees with his family, (Msb,) and who wearies them by his wickedness (S, Msb, K) and baseness (Msb) and guile: (TA:) i. q. خَلِيعٌ [meaning as above, and having other similar meanings; generally vitious, or immoral; bad, evil, wicked, or mischievous]: (A:) accord. to some, it is post-classical: Aboo-Is-hák says that it signifies one who takes a wrong course: it is also expl. as signifying one who outstrips; like the [messenger called] بَرِيد, who takes a long journey in a short space of time: and hence, [as a conventional term of the mystics,] it is applied to one who outstrips, and is quick, in attaining nearness to God: or as meaning one who has wearied his family, and withdrawn far from them [n spirit], though with them [bodily], because of their inviting him to carnal lusts, and accustomed ways [of the world]: (TA:) [in the present day, it is applied to a sharper, or clever thief: and to any clever, or cunning, person:] pl. شُطَّارٌ. (TA.) مَشْطُورٌ [Halved. b2: And hence,] A verse of the metre termed الرَّجَز, (O, K,) and of that termed السَّرِيع, (TA,) having three of its six feet wanting; (O, K;) properly, having half thereof taken away. (O.) A2: Also Bread done over with [the seasoning, or condiment, called] كَامَخ. (O, K.) هُمْ مُشَاطِرُونَا They are persons whose houses adjoin ours. (O, K.).

شطر: الشَّطْرُ: نِصْفُ الشيء، والجمع أَشْطُرٌ وشُطُورٌ.

وشَطَرْتُه: جعلته نصفين. وفي المثل: أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه.

وشاطَرَه مالَهُ: ناصَفَهُ، وفي المحكم: أَمْسَكَ شَطْرَهُ وأَعطاه شَطْره

الآخر. وسئل مالك بن أَنس: من أَن شاطَرَ عمر ابن الخطاب عُمَّالَهُ؟

فقال: أَموال كثيرة ظهرت لهم. وإِن أَبا المختار الكلابي كتب إِليه:

نَحُجُّ إِذا حَجُّوا، ونَغْزُو إِذا غَزَوْا،

فَإِنِّي لَهُمْ وفْرٌ، ولَسْتُ بِذِي وَفْرِ

إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ

مِنَ المِسْكِ، راحَتْ في مَفارِقِهِمْ تَجْرِي

فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَيْثُ وجَدْتَهُ

سَيَرْضَوْنَ، إِنْ شاطَرْتَهُمْ، مِنْكَ بِالشَّطْرِ

قال: فَشاطَرَهُمْ عمر، رضي الله عنه، أَموالهم. وفي الحديث: أَن

سَعْداً استأْذن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يتصدَّق بماله، قال: لا، قال:

فالشَّطْرَ، قال: لا، قال الثُّلُثَ، فقال: الثُّلُثُ والثُّلُثُ

كَثِيرٌ؛ الشَّطْرُ: النصف، ونصبه بفعل مضمر أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وكذلك الثلث،

وفي حديث عائشة: كان عندنا شَطْرٌ من شَعير. وفي الحديث: أَنه رهن درعه

بشَطْر من شعير؛ قيل: أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ، وقيل: نصفَ وسْقٍ. ويقال:

شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثل نِصْفٍ ونَصِيفٍ. وفي الحديث: الطُّهُورُ شَطْرُ

الإِيمان لأَن الإِيمان يَظْهَرُ بحاشية الباطن، والطُّهُور يظهر بحاشية

الظاهر. وفي حديث مانع الزكاةِ: إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ

عَزَماتِ رَبِّنا. قال ابن الأَثير: قال الحَرْبِيُّ غَلِطَ بَهْزٌ

الرَّاوِي في لفظ الرواية إِنما هو: وشُطِّرَ مالُهُ أَي يُجْعَل مالُهُ

شَطْرَيْنِ ويَتَخَيَّر عليه المُصَدّقُ فيأْخذ الصدقة من خير النصفين، عقوبة

لمنعه الزكاة، فأَما ما لا يلزمه فلا. قال: وقال الخطابي في قول الحربي:

لا أَعرف هذا الوجه، وقيل: معناه أَن الحقَّ مُسْتَوْفًى منه غَيْرُ

متروك عليه، وإِن تَلِفَ شَطرُ ماله، كرجل كان له أَلف شاة فتلفت حتى لم يبق

له إِلا عشرون، فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الأَلف، وهو شطر ماله

الباقي، قال: وهذا أَيضاً بعيد لأَنه قال له: إِنَّا آخذوها وشطر ماله، ولم

يقل: إِنَّا آخذو شطر ماله، وقيل: إِنه كان في صدر الإِسلام يقع بعض

العقوبات في الأَموال ثم نسخ، كقوله في الثمر المُعَلَّقِ: من خرج بشيء منه

فعليه غرامةُ مثليه والعقوبةُ، وكقوله في ضالة الإِبل المكتومة: غَرامَتُها

ومِثْلُها معها، وكان عمر يحكم به فَغَرَّمَ حاطباً ضِعْفَ ثمن ناقةِ

المُزَنِيِّ لما سرقها رقيقه ونحروها؛ قال: وله في الحديث نظائر؛ قال: وقد

أَخذ أَحمد ابن حنبل بشيء من هذا وعمل به. وقال الشافعي في القديم: من

منع زكاة ماله أُخذت منه وأُخذ شطر ماله عقوبة على منعه، واستدل بهذا

الحديث، وقال في الجديد: لا يؤخذ منه إِلا الزكاة لا غير، وجعل هذا الحديث

منسوخاً، وقال: كان ذلك حيث كانت العقوبات في الأَموال، ثم نسخت، ومذهب عامة

الفقهاء أَن لا واجبَ على مُتْلِفِ الشيء أَكْثَرُ من مثله أَو قيمته.

وللناقة شَطْرَانِ قادِمان وآخِرانِ، فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ، والجمع

أَشْطُرٌ. وشَطَّرَ بناقته تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها وترك خِلْفَيْنِ،

فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل: خَلَّفَ بها، فإِن صَرَّ ثلاثةَ

أَخْلاَفٍ قيل: ثَلَثَ بها، فإِذا صَرَّها كلها قيل: أَجْمَعَ بها وأَكْمَشَ

بها. وشَطْرُ الشاةِ: أَحَدُ خُلْفَيها؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً،

فَتَدَارَآ فيهِ فكانَ لِطامُ

وشَطَرَ ناقَتَهُ وشاته يَشْطُرُها شَطْراً: حَلَبَ شَطْراً وترك

شَطْراً. وكل ما نُصِّفَ، فقد شُطِّرَ. وقد شَطَرْتُ طَلِيِّي أَي حلبت شطراً

أَو صررته وتَرَكْتُهُ والشَّطْرُ الآخر. وشاطَرَ طَلِيَّهُ: احتلب

شَطْراً أَو صَرَّهُ وترك له الشَّطْرَ الآخر. وثوب شَطُور: أَحدُ طَرَفَيْ

عَرْضِهِ أَطولُ من الآخر، يعني أَن يكون كُوساً بالفارسية.

وشَاطَرَنِي فلانٌ المالَ أَي قاسَمني بالنِّصْفِ. والمَشْطُورُ من

الرَّجَزِ والسَّرِيعِ: ما ذهب شَطْرُه، وهو على السَّلْبِ.

والشَّطُورُ من الغَنَمِ: التي يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْها، ومن الإِبل:

التي يَبِسَ خِلْفانِ من أَخلافها لأَن لها أَربعة أَخلاف، فإِن يبس ثلاثة

فهي ثَلُوثٌ. وشاة شَطُورٌ وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً، وهو أَن يكون

أَحد طُبْيَيْها أَطولَ من الآخر، فإِن حُلِبَا جميعاً والخِلْفَةُ

كذلك، سميت حَضُوناً، وحَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَي خَبَرَ

ضُرُوبَهُ، يعني أَنه مرَّ به خيرُه وشره وشدّته ورخاؤُه، تشبيهاً بِحَلْبِ جميع

أَخلاف الناقة، ما كان منها حَفِلاً وغير حَفِلٍ، ودَارّاً وغير دارّ،

وأَصله من أَشْطُرِ الناقةِ ولها خِلْفان قادمان وآخِرانِ، كأَنه حلب

القادمَين وهما الخير، والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ، وكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ؛

وقيل: أَشْطُرُه دِرَرُهُ. وفي حديث الأَحنف قال لعلي، عليه السلام، وقت

التحكيم: يا أَمير المؤمنين إِني قد حَجَمْتُ الرجلَ وحَلَبْتُ

أَشْطُرَهُ فوجدته قريبَ القَعْرِ كَلِيلَ المُدْيَةِ، وإِنك قد رُميت بِحَجَر

الأَرْضِ؛ الأَشْطُرُ: جمع شَطْرٍ، وهو خِلْفُ الناقة، وجعل الأَشْطُرَ

موضع الشَّطْرَيْنِ كما تجعل الحواجب موضع الحاجبين، وأَراد بالرجلين

الحَكَمَيْنِ الأَوَّل أَبو موسى والثاني عمرو بن العاص. وإِذا كان نصف ولد

الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً قيل: هم شِطْرَةٌ. يقال: وَلَدُ فُلانٍ

شِطْرَةٌ، بالكسر، أَي نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ إِناثٌ. وقَدَحٌ شَطْرانُ أَي نَصْفانُ.

وإِناءٌ شَطْرانُ: بلغ الكيلُ شَطْرَهُ، وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى

وقَصْعَةٌ شَطْرَى.

وشَطَرَ بَصَرُه يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً: صار كأَنه ينظر إِليك

وإِلى آخر. وقوله، صلى الله عليه وسلم: من أَعان على دم امرئ مسلم بِشَطْرِ

كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: يائس من رحمة الله؛ قيل: تفسيره

هو أَن يقول: أُقْ، يريد: أُقتل كما قال، عليه السلام: كفى بالسيف شا،

يريد: شاهداً؛ وقيل: هو أَن يشهد اثنان عليه زوراً بأَنه قتل فكأَنهما قد

اقتسما الكلمة، فقال هذا شطرها وهذا شطرها إِذا كان لا يقتل بشهادة

أَحدهما. وشَطْرُ الشيء: ناحِيَتُه. وشَطْرُ كل شيء: نَحْوُهُ وقَصْدُه.

وقصدتُ شَطْرَه أَي نحوه؛ قال أَبو زِنْباعٍ الجُذامِيُّ:

أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ: أَقِيمِي

صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَني تَمِيمِ

وفي التنزيل العزيز: فَوَلِّ وجْهَك شَطْرَ المسجِد الحرامِ؛ ولا فعل

له. قال الفرّاء: يريد نحوه وتلقاءه، ومثله في الكلام: ولِّ وجهك شَطْرَه

وتُجاهَهُ؛ وقال الشاعر:

إِنَّ العَسِيرَ بها داءٌ مُخامِرُها،

فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ

وقال أَبو إِسحق: الشطر النحو، لا اختلاف بين أَهل اللغة فيه. قال: ونصب

قوله عز وجل: شطرَ المسجد الحرام، على الظرف. وقال أَبو إِسحق: أُمر

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يستقبل وهو بالمدينة مكة والبيت الحرام،

وأُمر أَن يستقبل البيت حيث كان. وشَطَرَ عن أَهله شُطُوراً وشُطُورَةً

وشَطارَةً إِذا نَزَحَ عنهم وتركهم مراغماً أَو مخالفاً وأَعياهم خُبْثاً؛

والشَّاطِرُ مأْخوذ منه وأُراه مولَّداً، وقد شَطَرَ شُطُوراً وشَطارَةً،

وهو الذي أَعيا أَهله ومُؤَدِّبَه خُبْثاً. الجوهري: شَطَرَ وشَطُرَ

أَيضاً، بالضم، شَطارة فيهما، قال أَبو إِسحق: قول الناس فلان شاطِرٌ معناه

أَنه أَخَذَ في نَحْوٍ غير الاستواء، ولذلك قيل له شاطر لأَنه تباعد عن

الاستواء.

ويقال: هؤلاء القوم مُشاطرُونا أَي دُورهم تتصل بدورنا، كما يقال: هؤلاء

يُناحُونَنا أَي نحنُ نَحْوَهُم وهم نَحْوَنا فكذلك هم مُشاطِرُونا.

ونِيَّةٌ شَطُورٌ أَي بعيدة. ومنزل شَطِيرٌ وبلد شَطِيرٌ وحَيٌّ

شَطِيرٌ: بعيد، والجمع شُطُرٌ. ونَوًى شُطْرٌ، بالضم، أَي بعيدة؛ قال امرؤ

القيس:أَشاقَك بَيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ،

وفِيمَنْ أَقامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ

قال: والشُّطُرُ ههنا ليس بمفرد وإِنما هو جمع شَطِير، والشُّطُرُ في

البيت بمعنى المُتَغَرِّبِينَ أَو المُتَعَزِّبِينَ، وهو نعت الخليط،

والخليط: المخالط، وهو يوصف بالجمع وبالواحد أَيضاً؛ قال نَهْشَلُ بنُ

حَريٍّ:إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوا،

واهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ

والشَّطِيرُ أَيضاً: الغريب؛ قال:

لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيرا،

إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِيرَا

وقال غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ:

إِذا كُنْتَ في سَعْدٍ، وأُمُّكَ مِنْهُمُ،

شَطِيراً فَلا يَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ

وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُهُ،

إِذا لم يُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ

يقول: لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك منقوص الحظ ما لم تزاحم أَخوالك

بآباء أَشرافٍ وأَعمام أَعزة. والمصغَى: المُمالُ: وإِذا أُميل الإِناء

انصبَّ ما فيه، فضربه مثلاً لنقص الحظ، والجمع الجمع. التهذيب:

والشَّطِيرُ البعيد. ويقال للغريب: شَطِيرٌ لتباعده عن قومه. والشَّطْرُ: البُعْدُ.

وفي حديث القاسم بن محمد: لو أَن رجلين شهدا على رجل بحقٍّ أَحدُهما

شطير فإِنه يحمل شهادة الآخر؛ الشطير: الغريب، وجمعه شُطُرٌ، يعني لو شهد له

قريب من أَب أَو ابن أَو أَخ ومعه أَجنبي صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبي

شهادَةَ القريب، فجعل ذلك حَمْلاً له؛ قال: ولعل هذا مذهب القاسم وإِلا

فشهادة الأَب والابن لاتقبل؛ ومنه حديث قتادة: شهادة الأَخ إِذا كان معه شطير

جازت شهادته، وكذا هذا فإِنه لا فرق بين شهادة الغريب مع الأَخ أَو

القريب فإِنها مقبولة.

شطر
: (الشَّطْرُ: نِصْفُ الشَّيْءِ، وجُزْؤُه) ، كالشَّطِيرِ، (ومِنْهُ) المَثَلُ: (أَحْلُبُ حَلَباً لَك شَطْرُه) . وَحَدِيث سعد: (أَنّه اسْتَأْذَنَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنْ يَتَصَدّقَ بمالِه، قَالَ: لَا، قَالَ: فالشَّطْرُ، قَالَ: لَا، قالَ: الثُّلُث فَقَالَ: الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كثيرٌ) ، وحديثُ عائشَة: (كَانَ عِنْدَنَا شَطْرٌ مِنْ شَعِير) ، وَفِي آخر: (أَنّه رَهَنَ دِرْعَه بشَطْر مِنْ شَعِير) ، قيل: أَراد نِصْف مَكُّوكٍ، وقيلَ: نصْفَ وَسْقٍ، و (حَدِيثُ الإِسْرَاءِ: (فَوَضَعَ شَطْرَهَا)) ، أَي الصَّلاة (أَي بَعْضَها) وَكَذَا حديثُ: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمانِ) ؛ لأَنّ الإيمانَ يَظْهَرُ بحاشِيَةِ الباطنِ، والطُّهُور يَظْهَرُ بحاشيةِ الظَّاهِر.
(ج: أَشْطُرٌ وشُطُورٌ) .
(و) الشَّطْرُ: (الجِهَةُ والنَّاحِيَةُ) وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (الْبَقَرَة: 144) ، (وإِذَا كانَ بهاذا المَعْنَى فَلَا يَتَصَرَّفُ الفِعْلُ مِنْه) ، قَالَ الفَرّاءُ: يريدُ نَحْوَه وتِلْقَاءَهُ، وَمثله فِي الْكَلَام: وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَه وتُجَاهَهُ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ العَسِيرَ بهَا دَاءٌ مُخَامِرُها
فَشَطْرَهَا نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
وَقَالَ أَبو إِسْحَاق: الشَّطْرُ: النَّحْوُ، لَا اختلافَ بينَ أَهلِ اللُّغَة فِيهِ، قَالَ: ونُصِبَ قولُه عزّ وجلّ: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} على الظَّرْف.
(أَو يُقَالُ: شَطَرَ شَطْرَه، أَي قَصَدَ قَصْدَه) ونَحْوَه.
(و) الشَّطْرُ: مصْدَر شَطَرَ النّاقَةَ والشّاةَ يَشْطُرُها شَطْراً: (أَنْ تَحْلُبَ شَطْراً، وتَتْرُكَ شَطْراً، وللنَّاقَةِ شَطْرانِ: قادِمَانِ، وآخِرانِ، وكُلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ) وَالْجمع أَشْطُرٌ.
(وشَطَّرَ بِنَاقَتِه تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها، وتَرَك خِلْفَيْنِ) ، فإِنْ صَرَّ خِلْفاً وَاحِدًا قِيلَ: خَلَّفَ بهَا، فإِنْ صَرَّ ثلاثَةَ أَخْلافٍ، قيل: ثَلَث بهَا، فإِذا صَرَّها كُلَّها قيل: أَجْمعَ بهَا، وأَكْمَشَ بهَا.
(و) شَطَّرَ (الشَّيْءَ) تَشْطِيراً: (نَصَّفَه) ، وكل مَا نُصِّفَ فقد شُطِرَ.
(وشَاةٌ شَطُورٌ) ، كصَبُورٍ: (يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْهَا) .
ونَاقَةٌ شَطُورٌ: يَبِسَ خِلْفَانِ من أَخْلافِها؛ لأَنّ لَهَا أَرْبَعَةَ أَخْلاف، فإِنْ يَبِسَ ثلاثَةٌ فَهِيَ ثَلُوثٌ.
(أَو) شاةٌ شَطُورٌ، إِذا صارَتْ (أَحَدُ طُبْيَيْهَا أَطْوَلَ من الآخَرِ، وَقد شَطرَت، كنَصَرَ وكَرُمَ) شِطَاراً.
(وثَوْبٌ شَطُورٌ، أَي أَحَدُ طَرَفَيْ عَرْضِه كذالِكَ) ، أَي أَطْوَلُ من الآخر، قَالَ الصّاغاني: وَيُقَال لَهُ بالفارسيّة كُوس، بضَمّةِ غير مُشْبَعة.
(و) من المَجَاز: قولُهُم: (حَلَبَ فُلانٌ الدَّهْرَ أَشْطُرَه) ، أَي خَبَرَ ضُرُوبَه، يعنِي (مَرَّ بِه خَيْرُه وَشَرُّه) وشِدَّتُه وَرَخَاؤُه، تَشْبِيهاً بحَلْبِ جميعِ أُخْلافِ النّاقَةِ مَا كَانَ مِنْهَا حَفِلاً وَغير حَفِل، ودَارّاً وغيرَ دَارَ، وأَصلُه من أَشْطُرِ النّاقَة، وَلها خِلْفَانِ قادمَان وآخِرَانَ، كأَنَّه حَلَبَ القَادِمَيْنِ، وهما الخَيْرُ، والآخِرَين، وهما الشَّرّ. وَقيل: أَشْطُرُه: دِرَرُه.
ويُقَال أَيضاً: حَلَبَ الدَّهْرَ شَطْرَيْه.
وَفِي الْكَامِل للمُبَرّد: يُقَال للرَّجُل المُجَرَّب للأُمور: فلانٌ قد حَلَبَ أَشْطُرَه، أَي قد قاسَى الشَّدَائِدَ والرّخاءَ، وتصَرّفَ فِي الفَقْرِ والغنَى، ومعنَى قَوْله: أَشْطُره، فإِنما يُريدُ خُلُوفَه، يَقُول: حَلَبْتُها شَطْراً بعد شَطْر، وأَصلُ هاذا من التَّنْصِيفِ؛ لأَنَّ كلَّ خِلْفٍ عَدِيلٌ لصاحِبِه.
(وإِذا كانَ نِصْفُ وَلَدِكَ ذُكُوراً ونِصْفُهُم إِناثاً فَهُمْ شِطْرَةٌ، بالكَسْرِ) يُقَال: وَلَدُ فُلان شِطْرَة.
(وإِناءٌ شَطْرانُ، كسَكْرَانَ: بَلَغَ الكَيْلُ شَطْرَهُ) ، وقَدَحٌ شَطْرانُ، أَي نَصْفَانُ (و) كذالك جُمْجُمَةٌ شَطْرَي، و (قَصْعَةٌ شَطْرَي) .
(وشَطَرَ بَصَرُهُ) يَشْطِرُ (شُطُوراً) بالضَّمّ، وشَطْراً: صَار (كأَنَّهُ يَنْظُر إِليكَ وإِلى آخَرَ) ، رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد عَن الفَرّاءِ، قَالَه الأَزهريّ، وَقد تقَدَّم قَرِيبا. (والشَّاطِرُ: مَنْ أَعْيَا أَهْلَهُ) ومُؤَدِّبَه (خُبْثاً) ومَكْراً، جمعُه الشُّطّارُ، كرُمّان، وَهُوَ مأْخُوذٌ من شَطَرَ عَنْهُم، إِذا نَزَحَ مُرَاغِماً، وَقد قيل: إِنّه مُوَلّد.
(وَقد شَطرَ، كنَصَرَ وكَرُمَ، شَطَارَةٌ، فيهِمَا) ، أَي فِي الْبَابَيْنِ، وَنقل صاحبُ اللِّسَان: شُطُوراً أَيضاً.
(وشَطَرَ عنهُم شُطُوراً وشُطُورَةً) ، بالضمّ فيهمَا، (وشَطَارَةً) ، بالفَتْحِ إِذا (نَزَحَ عَنْهُمْ) وتَركَهُم (مُراغِماً) أَو مُخالِفاً، وأَعياهُم خُبْثاً.
قَالَ أَبو إِسحاق: قَوْلُ النَّاس: فلانٌ شاطِرٌ: مَعْنَاهُ أَنه آخِذٌ فِي نَحْوٍ غيرِ الاستواءِ، ولذالك قيل لَهُ: شاطِرٌ؛ لأَنه تَباعَدَ عَن الاسْتِواءِ.
قلْت: وَفِي جَواهِرِ الْخمس للسَّيّد محمّد حَمِيد الدّين الغَوْث مَا نصُّه: الجَوْهَرُ الرابِع مَشْرَبُ الشُّطَّار، جمع شاطِر، أَي السُّبَّاقِ المُسْرِعِينَ إِلى حَضْرة الله تعالَى وقُرْبِه، والشَّاطِرُ: هُوَ السّابِقُ، كالبَرِيدِ الَّذِي يَأْخُذُ المَسَافَةَ البعيدَةَ فِي المُدَّةِ القَريبةِ، وَقَالَ الشيخُ فِي مَشْرَبِ الشُّطّار: يَعْنِي أَنه لَا يَتَوَلّى هاذِه الجهَةَ إِلاّ مَنْ كَانَ مَنْعُوتاً بالشّاطر الَّذِي أَعْيَا أَهْلَه ونَزَحَ عنهُم، وَلَو كانَ مَعَهم، إِذْ يَدْعُونَه إِلى الشَّهَوات والمَأْلُوفاتِ، انْتهى.
(والشَّطِيرُ) كأَمِير: (البَعِيدُ) يُقَال: مَنْزِلٌ شَطِيرٌ، وحَيٌّ شَطِيرٌ، وبَلَدٌ شَطِيرٌ.
(و) الشَّطِيرُ: (الغَرِيبُ) ، وَالْجمع الشُّطُرُ، بضمّتين، قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
أَشَاقَكَ بيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ
وفِيمَنْ أَقَامَ من الحَيِّ هِرّ
أَرادَ بالشُّطُرِ هُنَا المُتَغَرِّبينَ، أَو المُتَعَزِّبينَ، وَهُوَ نَعْتُ الخَليطِ. ويقالُ للغَرِيب: شَطِيرٌ؛ لِتَبَاعُدِه عَن قَوْمه، قَالَ:
لَا تَدَعَنِّي فيهِمُ شَطِيرَا
إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَو أَطِيرَا
أَي غَرِيباً، وَقَالَ غَسَّانُ بنُ وَعْلة:
إِذَا كُنْتَ فِي سَعْدٍ وأُمُّكَ مِنْهُمُ
شَطِيراً فَلَا يَغْرُرْكَ خالُكَ من سَعْدِ
وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُه
إِذا لَمْ يُزَاحِمْ خَالَهُ بأَبٍ جَلْدِ
يَقُول: لَا تَغْتَرَّ بخُؤَلتِكَ؛ فإِنَّك منقُوصُ الحَظِّ مَا لم تُزَاحِمْ أَخوالَك بآباءٍ شِرافٍ، وأَعمامٍ أَعِزَّة، وَفِي حَدِيث القاسِمِ بنِ مُحمّد: (لَو أَنّ رَجُلَيْنِ شَهِدَا على رَجُلٍ بحَقَ، أَحدُهُما شَطِيرٌ فَإِنَّهُ يَحْمِل شهادةَ الآخر أَي غَرِيبٌ، يَعْنِي: لَو شَهِدَ لَهُ قَرِيبٌ من أَبٍ أَو ابْنٍ أَو أَخٍ، وَمَعَهُ أَجْنَبِيٌّ صَحَّحَت شهادَةُ الأَجْنَبِيّ شهادَةَ القَرِيبِ، ولعلّ هاذا مذهَبُ القاسِمِ، وإِلاّ فشهادَة الأَبِ والابنِ لَا تُقْبَلُ.
(والمَشْطُورُ: الخُبْزُ المَطْلِيُّ بالكامَخِ) أَورده الصّاغاني فِي التَّكْمِلَةِ.
(و) المَشْطُورُ (من الرَّجَزِ) والسَّرِيعِ: (مَا ذَهَبَ شَطْرُه، وذالِكَ إِذا) نَقَصَتْ ثَلاثَةُ أَجزاءٍ من سِتَّتِه، وَهُوَ على السَّلْبِ، مأْخُوذٌ من الشَّطْرِ بمعنَى النِّصْفِ، صرَّح بِهِ المُصَنّف فِي البَصائِر.
(ونَوًى شُطُرٌ، بضمَّتَيْنِ: بعِيدَةٌ) .
ونِيَّةٌ شَطُورٌ، أَي بَعيدَةٌ.
(وشَطَاطِيرُ: كُورَةٌ) غَرْبيَّ النّيلِ (بالصَّعِيدِ الأَدْنَى) ، وَهِي الَّتِي تُعرَف الآنَ بشَطُّورات، وَقد دَخلْتُها، وَقد تُعَدّ فِي الدِّيوان من الأَعمال الأَسْيوطِيّة الْآن.
(وشاطَرْتُه مالِي: ناصَفْتُه) ، أَي قاسَمْتُه بالنِّصف، وَفِي المُحْكَمِ: أَمْسَكَ شَطْرَه وأَعطاه شَطْرَه الآخَر.
(و) يُقَال: (هُمْ مُشَاطِرُونَا، أَي دُورُهُم تَتَّصِلُ بدُورِنَا) ، كَمَا يُقَال: هاؤُلاءِ مُنَاحُونَا، أَي نَحْنُ نَحْوَهم وهم نَحْوَنا.
(و) فِي حَدِيثِ مانِع الزَّكاة (قَوْلُه صَلَّى اللَّهُ) تَعَالَى (عليهِ وسَلَّم: (مَنْ مَنَعَ صَدقَةً فإِنّا آخِذُوهَا وشَطْرَ مالِهِ) ، عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنَا) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: قَالَ الحَرْبِيّ: (هاكَذَا رَواه بَهْزٌ) راوِي هاذا الحَدِيثِ، (وَ) قَدْ (وُهِّمَ. و) نصُّ الحَرْبِيّ: غَلِطَ بَهْزٌ فِي لفْظِ الرّوَايَة، (إِنَّمَا الصّوابُ: (وشُطِرَ مالُه) ، كعُنِيَ، أَي جُعِلَ مالُه شَطْرَيْنِ، فيتَخَيَّرُ عَلَيْهِ المُصَدِّقُ، فيأْخُذُ الصَّدَقَةَ من خَيْرِ الشَّطْرَيْنِ) أَي النِّصْفَيْن (عُقُوبَةً لمَنْعِه الزَّكاةَ) ، فأَمّا مَا لَا يلْزَمُه فَلَا، قَالَ: وقالَ الخَطّابِيّ فِي قَوْلِ الحَرْبِيّ: لَا أَعْرِفُ هاذا الوَجْهَ. وَقيل: مَعْنَاهُ: أَنَّ الحَقَّ مُسْتَوْفًى مِنْهُ غير مَتْرُوكٍ عَلَيْهِ وإِنْ تَلِفَ شَطْرُ مالِه، كرَجلٍ كَانَ لَهُ أَلْفُ شاةٍ فتَلِفَتْ حتّى لم يَبْقَ لَهُ إِلاّ عِشْرُون، فإِنّه يُؤْخَذُ مِنْهُ عَشْرُ شياهٍ لصدَقةِ الأَلفِ، وَهُوَ شَطْرُ مَاله الْبَاقِي، قَالَ: وهاذا أَيضاً بعيدٌ؛ لأَنّه قالَ: (إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِه) ، وَلم يل: (إِنَّا آخِذُو شَطْرِ مالِه) . وَقيل: إِنَّه كانَ فِي صَدْرِ الإِسلامِ يَقعُ بعضُ العُقُوباتِ فِي الأَموالِ ثمّ نُسِخَ، كقولِه فِي الثَّمَرِ المُعَلَّقِ: (مَنْ خَرَج بشيْءٍ مِنْهُ فعليهِ غَرامَةُ مِثْلَيْه والعُقُوبة) وَكَقَوْلِه فِي ضالَّةِ الإِبِلِ المَكْتُومَةِ: (غَرَامَتُهَا ومِثْلُها مَعَها) ، فَكَانَ عُمَر يَحْكم بِهِ فَغَرَّمَ حاطِباً ضِعْفَ ثَمَنِ ناقَةِ المُزَنِيّ لمَّا سَرَقَهَا رَقِيقُه ونَحَرُوهَا، قَالَ: وَله فِي الحديثِ نظائِرُ. قَالَ: وَقد أَخَذَ أَحمدُ بنُ حَنْبَلٍ بشيْءٍ من هاذا وعَمِلَ بِهِ.
وَقَالَ الشّافِعِيّ فِي الْقَدِيم: مَنْ منَعَ زكَاةَ مَالِه أُخِذَت مِنْهُ، وأُخِذَ شَطْرُ مالِهِ عُقُوبَةً على مَنْعِه. واستدَلّ بِهَذَا الحديثِ، وَقَالَ فِي الجَدِيدِ: لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ إِلاّ الزَّكَاةُ لَا غَيْرُ، وجعَلَ هاذا الحديثَ منْسُوخاً وَقَالَ: كَانَ ذالك حيثُ كانَت العُقُوبَاتُ فِي الأَموالِ، ثمَّ نُسِخَت.
ومَذْهبُ عامّةِ الفقهاءِ أَنْ لَا وَاجِبَ على مُتْلفِ الشيْء أَكثَرُ مِنْ مثْلِه أَو قِيمَته.
وإِذا تأَمْلْتَ ذالك عَرفْتَ أَنّ مَا قَالَه الشيخُ ابنُ حَجَرٍ المَكِّيّ فِي شرح العُبَاب، وَذكر فِيهِ فِي الْقَامُوس مَا فِيهِ نَظَرٌ ظاهرٌ فاحْذَرْه، إِذْ يَلْزَمُ على تَوْهِيمِه لبَهْزٍ راوِيه تَوْهِيم الشَّافِعِيّ الآخذِ بِهِ فِي الْقَدِيم، وللأَصحابِ فإِنّهم مُتَّفِقُون على أَنّ الروايَةَ كَمَا مَرّ من إِضافَةِ شَطْرٍ، وإِنما الخلافُ بنهم فِي صِحَّةِ الحديثِ وضَعْفِه، وَفِي خلوّه عَن مُعَارِضٍ وَعَدَمه، انْتهى لَا يخلُو عَن نَظَرٍ من وُجُوهٍ، مَعَ أَنّ مثلَ هاذا الْكَلَام لَا تُرَدُّ بِهِ الرّوايات، فتأَمّل.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
شَطَرْتُه: جَعلْتُه نِصْفَيْن.
وَيُقَال: شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثْل نِصْفٍ ونَصِيفٍ.
وشَطْرُ الشَّاةِ: أَحَدُ خِلْفَيْهَا، عَن ابْن الأَعرابيّ.
والشَّطْرُ: البُعْدُ.
وأَبو طَاهِرٍ محمّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ بنِ مُحَمَّد، عُرِفَ بابنِ الشَّاطِرِ، بغدادِيّ، عَن أَبِي حَفْصِ بنِ شاهِين، وَعنهُ الخَطِيب.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشطر: حذف نصف البيت، ويسمى: مشطورًا.
(شطر)
الرجل على قومه شطورا وشطارة أعيا قومه شرا وخبثا وَعَن الْقَوْم نزح عَنْهُم مغاضبا وَالشَّيْء شطرا ضمه وَجعله نِصْفَيْنِ والحلوبة حلب شطرا من أخلافها وَترك شطرا

رمل

رمل
من (ر م ل) فتات الصخر.
(رمل) : ارْتَمَلَتْ فُلاَنَةُ على بَنِيها: إذا أَقامَت عليهم وقَدْ ماتَ زَوْجُها.
الرمل: هو أن يمشي في الطواف سريعًا ويهز في مشيته الكتفين، كالمبارز بين الصفين.
(رمل)
رملا ورملانا هرول والنسج رملا رققه والسرير زينه بالجوهر وَنَحْوه والحصير نسجه وزينه بالجوهر وَنَحْوه 
(رمل) الطَّعَام جعل فِيهِ الرمل ليفسده وَفِي حَدِيث الْحمر الوحشية (أَمر أَن تكفأ الْقُدُور وَأَن يرمل اللَّحْم بِالتُّرَابِ) وَالثَّوْب لطخه بِالدَّمِ والنسج رققه وَالْكَلَام زيفه وَالْكَاتِب خطه رش عَلَيْهِ الرمل ليشْرب فضلَة الْخَبَر (مو)
ر م ل: (الرَّمْلُ) وَاحِدُ (الرِّمَالِ) وَ (الرَّمْلَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ. وَ (رَمْلَةُ) مَدِينَةٌ بِالشَّامِ. وَ (الرَّمَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْهَرْوَلَةُ وَ (رَمَلَ) بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَرْمُلُ بِالضَّمِّ (رَمَلًا) وَ (رَمَلَانًا) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمِيمِ فِيهِمَا. وَ (الْأَرْمَلُ) الرَّجُلُ الَّذِي لَا امْرَأَةَ لَهُ وَ (الْأَرْمَلَةُ) الْمَرْأَةُ الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا، وَقَدْ (أَرْمَلَتِ) الْمَرْأَةُ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا. 

رمل


رَمَلَ(n. ac. رَمْل)
a. Covered with sand.
b. Embroidered with pearls.
c. Wove thinly, fine.
d. Smeared, soiled, defiled with blood.
e.(n. ac. رَمَل
مَرْمَل
رَمَلَاْن), Went quickly; trotted.
رَمَّلَa. see I (c) (d).
أَرْمَلَa. Was, became a widow, a widower.
b. Were exhausted (provisions); exhausted (
his travelling-provisions ).
تَرَمَّلَ
a. see IV (a)b. Turned bad (honey).
c. Was smeared, stained with blood.

إِرْتَمَلَa. see V (c)
رَمْل
(pl.
أَرْمُل
رِمَاْل
23)
a. Sand.

أَرْمَلُ
(pl.
أَرَاْمِلُ)
a. Poor, needy, indigent.
b. Unmarried, single.
c. Widowed: widower.

أَرْمَلَة
(pl.
أَرَاْمِلَة)
a. Widow.

مِرْمَلa. Small bracelet; pair of shackles.

عِلْم الرَّمْل ضَرْبالرَّمْل
a. Geomancy.

سَاعَة رَمْلِيَّة
a. Hour-glass; sandglass.
ر م ل : الرَّمْلُ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ رِمَالٌ وَأَرْمَلَ الْمَكَانُ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا رَمْلٍ وَرَمَلْتُ رَمَلًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَرَمَلَانًا أَيْضًا هَرْوَلْتُ وَأَرْمَلَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ إذَا نَفِدَ زَادُهُ وَافْتَقَرَ فَهُوَ مُرْمِلٌ وَجَاءَ أَرْمَلُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْجَمْعُ الْأَرَامِلُ وَأَرْمَلَتْ الْمَرْأَةُ فَهِيَ أَرْمَلَةٌ لِلَّتِي لَا زَوْج لَهَا لِافْتِقَارِهَا إلَى مِنْ يُنْفِقُ عَلَيْهَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ لَا يُقَالُ لَهَا أَرْمَلَةٌ إلَّا إذَا كَانَتْ فَقِيرَةً فَإِنْ كَانَتْ مُوسِرَةً فَلَيْسَتْ بِأَرْمَلَةٍ وَالْجَمْعُ أَرَامِلُ حَتَّى قِيلَ رَجُلٌ أَرْمَلُ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجٌ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَهُوَ قَلِيلٌ لِأَنَّهُ لَا يَذْهَبُ زَادُهُ بِفَقْدِ امْرَأَتِهِ لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ قَيِّمَةً عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْأَرَامِلُ الْمَسَاكِينُ رِجَالًا كَانُوا أَوْ نِسَاءً. 
ر م ل

نزلوا بين رمال وجبال. وحبذا تلك الرمال العفر، والبلاد القفر. وهذه رملة حضنتني أحشاؤها. ورمل الطعام: جعل فيه الرمل. وهذا حب مرمل، ورمله بالدم، وترمل به وارتمل. قالت كبشة:

ولا تردوا إلا فضول نسائكم ... إذا ارتملت أعقابهن من الدم

والرمل في الطواف سنة، وقد رمل رملاً ورملانا إذا هرول. ورمل الحصير والسرير وأرمل: سف، وحصير مرمول ومرمل، ونساء روامل: سواف.

ومن المجاز: قول أبي النجم:

هيف تضيق الأزر عن رمالها

وأرمل: افتقر وفني زاده وهو من الرمل كأدقع من الدقعاء، ومنه الأرملة والأرامل، وفي كتاب العين: ولا يقال شيخ أرمل إلا أن يشاء شاعر في تمليح كلامه كقول جرير:

هذي الأرامل قد قضّيت حاجتهافمن لحاجة هذا الأرمل الذكر وأرملت المرأة ورملت من زوجها ولا يكون إلا مع الحاجة. وعام أرمل، وسنة رملاء: جدبة وكلام مرسل: مزيف كالطعام المرمّل. قال:

وقافية قد بتّ أعدل زيفها ... إذا أنشدت في مجلس لم ترمل
[رمل] الرَمْلُ: واحد الرِمالِ، والرَمْلَةُ أخصُّ منه. قال ابن السكيت: يقال للضبع: أم رمال. ورملة: مدينة بالشأم. والرمل، بالتحريك: الهرولةُ. ورَمَلْتُ بين الصفا والمروة رَمَلاً ورَمَلاناً. والرَمَلُ: جنسٌ من العَروض. والرَمَلُ: القليلُ من المطز، والجمع أرمال. والرمل أيضا: خطُوط تكون في قوائم البقَرة الوحشية تخالف سائر لونها. قال أبو عبيد: الأَرْمَلُ من الشاء: الذي اسوَدّتْ قوائمُه كلُّها، والأنثى رَمْلاءُ. والأَرْمَلُ: الرجل الذي لا امرأة له والأَرْمَلَةُ: المرأة التي لا زوج لها. قد أرملت المرأة، إذا مات عنها زوجُها. قال الشاعر  هذى الارامل قد قَضَّيْتَ حاجَتَها فمن لحاجةِ هذا الأَرْمَلِ الذَكَرِ قال ابن السكيت: الأَرامِلُ: المساكين من رجالٍ ونساءٍ. قال: ويقال لهم وإن لم يكن فيهم نساء. ويقال: قد جاءت أَرْمَلَةٌ من نساءٍ ورجالٍ محتاجين. قال: ويقال للرجال المحتاجين الضعفاء: أَرْمَلَةٌ، وإن لم يكن فيهم نساء. ورَمَلْتُ الحصير، أي سَفَفْتُهُ. وأَرْمَلْتُهُ مثلُه. قال الشاعر: إذا لا يزال على طريق لا حبٍ وكأنّ صَفْحَتُهُ حصيرٌ مُرْمَلُ وقد رَمَلَ سريرَه وأَرْمَلَهُ، إذا رَمَلَ شريطاً أو غيره فجعله ظهراً له. ويقال أَرْمَلَ القوم، إذا نفد زادهم. وعام أَرْمَلُ، أي قليلُ المطر. وسنةٌ رملاء، عن ابن السكيت. ورمله بالدم فترمل وارتمل، أي تلطخ. وقال : إن بنى رملوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم 
رمل: الرَّمْلُ: مَعْرُوْفٌ، والجَمِيْعُ الرِّمَالُ، والقِطْعَةُ رَمْلَةٌ. ورَمَّلْتُ الطَّعَامَ: جَعَلْت فيه رَمْلاً. وأرْمَل القَوْمُ: فَنِيَ زادُهم؛ فهم مُرْمِلُوْنَ. والأرْمَلُ: الفَقِيْرُ الذي لا زَادَ له.
وأرْمَلَتِ المَرْأَةُ إرْمالاً: صارَتْ أرْمَلَةً، ورَمِلَتْ أيضاً. ورَمِلَ الرَّجُلُ: إذا ماتَتِ امْرَأتُه، وهو أرْمَلُ. والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أبو الأرَامِلِ. وعَجُوْزٌ أرْمَلَةٌ، وغُلاَمٌ أُرْمُوْلَةٌ.
ورَمَّلْتُ الثَّوْبَ بالدَّمِ: لَطَخْته به لَطْخاً شَدِيْداً.
وأرْمَلَ السَّهْمُ إرْمَالاً: أصَابَه الدَّمُ فبَقِيَ أثَرُه.
والتَّرْمِيْلُ: أنْ لا يكونَ الكلامُ صَحِيْحاً؛ مِثْلُ التَّزْيِيْفِ، وكذلكَ في الحَدِيْثِ.
وأرْمَلْتُ النَّسْجَ: إذا سَخَّفْتَه ورَقَّقْتَه.
ورَمَّلْتُ الحَصِيْرَ السَّرِيْرَ: إذا زَيَّنْتَهما بالجَوْهَرِ. والرَّوَامِلُ: نَوَاسِجُ الحُصُرِ والسُّرُرِ وغَيْرِهما.
والرَّمَلاَنُ والرَّمَلُ: السَّيْرُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ.
وأرْمَلْتُ له الحَبْلَ والقَيْدَ: أي طَوَّلْته ووَسَّعْته. وأُرْمِلَ له في قَيْدِه. وإبِلٌ مَرَامِيْلُ، وبَعِيْرٌ مُرْمِلٌ ومُرْمَلٌ له.
وهذا على هذا رَمَلٌ: أي زِيَادَةٌ.
والرَّمَلُ: ضَرْبٌ من الشِّعْرِ.
والرَّمْلاَءُ من الشَّاءِ: السَّوْدَاءُ القَوَائِمِ وسائِرُها أبْيَضُ، ومن الضَّأْنِ كذلك.
والرُّمَلُ: خُطُوْطٌ سُوْدٌ في قَوَائِمِ بَقَرِ الوَحْشِ؛ الواحِدَةُ رُمْلَةٌ، ويُقَال لها: أرْمَالٌ أيضاً.
وعامٌ أرْمَلُ: أبْقَعُ، وهما في قِلَّةِ المَطَرِ؛ وهو أنْ يُصِيْبَ مَوْضِعاً دُوْنَ مَوْضِعٍ. وسَنَةٌ رَمْلاَءُ.
والرَّمِيْلَةُ: الأرْضُ المَمْطُوْرَةُ بالرَّمَلِ وهو القَلِيْلُ من المَطَرِ.
وبها أرْمَالٌ من الإِبِلِ: أي رَفَضٌ مُتَفَرِّقَةٌ.
وأَرَامِلُ العَرْفَجِ: أُصُوْلُه.
(ر م ل) : (أَرْمَلَ) افْتَقَرَ مِنْ الرَّمْلِ كَأَدْقَعَ مَنْ الدَّقْعَاءِ وَهِيَ التُّرَابُ (وَمِنْهُ) الْأَرْمَلَةُ الْمَرْأَةُ الَّتِي مَاتَ زَوْجُهَا وَهِيَ فَقِيرَةٌ وَجَمْعُهَا أَرَامِلٌ قَالَ اللَّيْثُ وَلَا يُقَالُ شَيْخٌ أَرْمَلُ إلَّا أَنْ يَشَاءَ شَاعِرٌ فِي تَمْلِيحِ كَلَامِهِ كَقَوْلِ جَرِيرٍ يُخَاطِب عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
هَذِي الْأَرَامِلُ قَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهَا ... فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الْأَرْمَلِ الذَّكَرِ
وَفِي التَّهْذِيبِ يُقَالُ لِلْفَقِيرِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٌ وَلَا يُقَالُ لِلَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا وَهِيَ مُوسِرَةٌ أَرْمَلَةٌ ابْنُ السِّكِّيتِ الْأَرَامِلُ الْمَسَاكِينُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَيُقَالُ جَاءَتْ أَرْمَلَةٌ وَأَرَامِلُ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِمْ نِسَاءٌ وَعَنْ شِمْرٍ يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَرْمَلُ إذَا كَانَ لَا امْرَأَةَ لَهُ وَقَالَ الْقُتَبِيُّ كَذَلِكَ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ سُمِّيَتْ أَرْمَلَةً لِذَهَابِ زَادَهَا وَفَقْدِهَا كَاسِبِهَا مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ أَرْمَلَ الرَّجُلُ إذَا ذَهَبَ زَادُهُ قَالَ وَلَا يُقَالُ لَهُ إذَا مَاتَتْ امْرَأَتُهُ أَرْمَلُ إلَّا فِي شُذُوذٍ لِأَنَّ الرَّجُلَ لَا يَذْهَبُ زَادُهُ بِمَوْتِ امْرَأَتِهِ إذْ لَمْ تَكُنْ قَيِّمَةً عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ الْقُتَبِيُّ قَوْلَهُ فِي مَنْ أَوْصَى بِمَالِهِ لِلْأَرَامِلِ أَنَّهُ يُعْطَى مِنْهُ الرِّجَالُ الَّذِينَ مَاتَتْ أَزْوَاجُهُمْ وَلِأَنَّهُ يُقَالُ رَجُلٌ أَرْمَلُ قَالَ وَهَذَا مِثْلُ الْوَصِيَّةِ لِلْجَوَارِي لَا يُعْطَى مِنْهُ الْغِلْمَانُ وَوَصِيَّةُ الْغِلْمَانِ لَا يُعْطَى مِنْهُ الْجَوَارِي وَإِنْ كَانَ لَا يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ غُلَامَةٌ (وَرَمَلَ) فِي الطَّوَافِ هَرْوَلَ يَرْمُلُ بِالضَّمِّ رَمَلًا وَرَمَلَانًا بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا.
(رمل) - في حَديثِ عُمَر، رضي الله عنه: "فِيمِ الرَّمَلان والكَشْف عن المَناكِب وقد نَفى الله تَعالَى الكَفْرَ" . قال إبراهيم الحَرْبِىّ: الرَّملانِ، بكَسْر النُّونِ، يَعِنِى الرَّملَ في الطَّوافِ والسَّعى بين الصَّفَا والمَرْوَة، تثْنِية الرَّمَل.
قال: والرَّمَل أن يَهُزَّ مَنكِبَه ولا يُسرِعُ، والسَّعْىُ: أن يُسرِع المَشىَ. وجاز أن يُقالَ للرَّمَل والسَّعى: الرَّمَلان، فإنّه لَمَّا خفَّ اسمُ الرَّمَل وثَقُل اسمُ السَّعْىِ غُلِّبَ الأَخفُّ فَقِيلَ: الرَّمَلانِ ولم يَقُل السَّعيان، كما قَالُوا: القَمَران والعُمَران.
قال أَبو غَالِب بنُ هارون: إنَّما هو الرَّملانُ، بَضمِّ النّون، مَصْدَر رَمَل. ويكْثُر مَجىِءُ المَصْدر على هذا الوَزنِ خُصوصاً في أَنْواع المَشْى، كالرَّسَفان: لِمَشْى المُقَيّد، والرَّدَيَان إذا عَدَا والجَرَيان والسَّيَلان والنَّسَلَان في أَشباهٍ لها.
وهذا الَّذِى ذَكَره هذَا القَائِلُ صَحِيح، وما ذَكَره الحَربىُّ غَيرُ مسُتَبْعَد إن كان حَفِظ اللَّفظَ كَذَلِك، فإنَّ الرَّمَل الخَبَبُ كالرَّملان سَواءً، فلا يَجِب أن يَجِىء مَصَدَرُه بالرَّمَلان دون الرَّمَل.
ويُمكِن أن يُجابَ الحَربِىُّ بأَنَّ الرَّمَل في الطَّواف هو الذي أَمَر به النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه لِيُرِى المُشْركِين قُوتَهم حَيثُ قالوا: وَهتْهم حُمَّى يَثْرِب، وهو مَسنُون في بَعْض الأَطواف دُونَ بَعْض، فأَمَّا السَّعىُ بَيْنالصَّفَا والمَرْوة فهو قَدِيم من سَنَةِ هَاجَر أُمِّ إسماعيل، عليهما السَّلام، ولم يَكُن الطواف بَينَهما قَدِيماً إلا سَعْياً، فإذًا هو رَمَلانُ الطَّواف وَحدَه الذي سُنَّ لأَجل الكُفَّار، فأَرادَه عُمرُ، رضي الله عنه، ولا يَحتَمِل التَّثْنِيةَ.
- في حَدِيثِ الحُمُرِ الأَهلِيَّة: "أَنُّه أَمَر بأن تُكْفَأَ القُدورُ، وأن يُرمَّلَ اللَّحمُ بالتُّراب".
يَعنِى: لُحومَ الحُمُر الأَهلِية، أي تُلطَّخ بالرَّمل، يقال: رَمَّلتُ الطَّعامَ: جَعلتُ فيه رَمْلاً، ورَمَّلتُ الثّوبَ بالدَّم: لَطَّختُه فترَمَّل.
[رمل] فيه: وكان القوم "مرملين" أي نفد زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل، كما قيل للفقير: الترب. ومنه ح: كانوا في سرية و"أرملوا" من الزاد. وح: كنا في غزاة معه "فأرملنا". وفيه: دخلت عليه وإذا هو جالس على "رمال" سرير أو رمال حصير، الرمال ما رمل أي نسج من رمل الحصير وأرمله ورمله شدد للتكثير، وهو كالخطام لما خطم، وقيل هو جمع رمل بمعنى مرمول كخلق بمعنى مخلوق، والمراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف ولم يكن في السرير وطاء سوى الحصير. ط: رمال حصير من إضافة الجنس إلى النوع، أي رمال من حصير منسوج من ورق النخل. فليوسع ظاهره النصب بكونه جوابًا للأمر واللام للتأكيد، والرواية الجزم أمرًا للغائب، في هذا أنت أي تطلبه أنت وكيف يليق بمثل أن تطلب سعة الدنيا. ن: متكئ على "رمل" حصير - بفتح راء وسكون ميم، وروى: رمال، قوله مفضيًا إلى رماله، أي مضطجعًا عليه، أي يس بينه وبين رماله شيء من فراش وغيره، وروى: على سرير مرمل - بسكون راء وفتح ميم وعليه فراش، كذا في الصحيحين، وصوبوا ما عليه فراش، فسقط لفظ ما وقد أثر رمال السرير بكسر راء وضمها وهو الذي ينسج في وجهه بالسعف ونحوه ويشد بشريطة. ك: سرير "مرمل" أي منسوج بنحو حبل، ورمال الحصير شريطته، أي ظلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب النسيج. نه: "رمل" ثلاثًا من رمل يرمل رملًا ورملانًا إذا أسرع في المشي وهز منكبه. ومنه ح عمر: فيم "الرملان" وقد اطأ الله الإسلام، هو مصدر كالنزوان، وقيل: تثنية رمل وهو أن يهز منكبه ولا يسرع والسعي أن يسرع في المشي وأراد بهما الرمل والسعي تغيبًا، واستبعد بأن رمل الطواف هو الذي شرع في عمرة القضاء ليرى المشركون قوتهم حيث قالوا: وهنتهم حمى يثرب، وأما السعي بين الصفا والمروة فهو شعار قديم من عهد هاجر، فالمراد يقول عمر رملان الطواف وحده فلا وجه للتثنية ولم يقل به شارح. ن: الرمل بفتحتين إسراع المشي مع تقارب الخُطى وهو الخبب. ك: وهو دون العدو والوثوب، من نصر. ط: تكون في "الرمل" بسكون ميم والظرف خبر كان وكأنها الظباء حال من ضميره وهو تتميم لمعنى النقاوة لأنه إذا كان في التراب ربما يلصق به شيء منه. نه: وفي ح الجمر الأهلية: أمر أن تكفأ القدور وأن "يرمل" اللحم بالتراب، أي يلت بالرمل لئلا ينتفع به. وفي وصفه صلى الله عليه وسلم عصمة "للأرامل" أي المساكين من رجال ونساء، ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده: أرامل، وهو بالنساء أخص وأكثر استعمالًا، والواحد أرمل وأرملة، أي الذي ماتت زوجته والتي مات زوجها غنيين أو فقيرين.
رمل: رَمَّل (بالتشديد): غطاه بالرمل (بوشر)، ورش الرمل على الكتابة، أو على الشخص الذي من أجله يرش الرمل (مملوك 2، 2: 165، همبرت ص112). وفي محيط المحيط: رمَّل الخط.
أرمل: لم يذكر لين قولهم: أرمل من الزاد والماء (ابن جبير ص188، ص207).
تَرَمَّل: صار أرمل وصارت أرملة (ألكالا، محيط المحيط)، والتَرَمُّل: حالة الأرمل والأرملة، تأيَّم (بوشر).
وَتَرمُّل: حركة الكتفين كما لو كان يمشي في الرمل وهي إحدى خطوتين من الخطى الثلاث الأولى من الطواف حول الكعبة (برتون 2: 191).
رَمْل، الرمل: الخبث الرملي الممتد شرقاً من مصر إلى الجزيرة العربية وفلسطين (مملوك 1، 1: 20).
الرمل: الحصاة، وهي ما يتراكم من الرمل والحصباء فيتحجر في الكلى والمثانة. ففي معجم المنصوري: حجر الإنسان ويعرف بالحصاة والرمل.
ضرب الرمل: علم الرمل (بوشر). رمل الجَفْن، يعني يفي معجم ألكالا: مشعل، فانوس، مصباح السفينة الكبير، كما يعني أيضاً: نوتي، بحار، ربان.
رَمَل، رمل الماية أو رمل صافي: لحن من ألحان الموسيقى (هوست ص258، ص259).
وفي محيط المحيط: الرَمَل لحن من ألحان الموسيقى يبتدئ بالنَوَى ويقرُّ في العراق.
رَمِل: كثير الرمل (معجم الإدريسي)، وفي ابن البيطار (1: 37): ينبت في الأرض الرملة.
رَمْلَة: موضع في المسجد مفروش بالرمل = صحن (برتون 1: 295).
رَمْلَة: صحراء رملية (فوك)، وخبت رملي (معجم الإدريسي)، وساحل رملي، شاطئ (بوشر)، وصحراء (هلو).
رَمْلَة: مأخذ الرمل، مرملة، موضع يستخرج منه الرمل (بوشر).
رَمْلَة: كثيب (معجم الإدريسي).
رُمْلَة: ترمّل المرأة (محيط المحيط).
رَمْلي: كثير الرمل (بوشر).
رَمْليِّ: ضرب الرمل، ضار بالرمل (بوشر).
رَمْلِيَّة: مَرْمَلَة، علبة يوضع فيها الرمل لتجفف به الكتابة (بوشر).
رَمْلِيّة: ساعة رملية، وهي نوع من الساعات كبيرة تعمل بالرمل (بوشر، دومب ص92، همبرت ص256، دوماس حياة العرب ص246).
رِمْلانِي: لحن من أحان الموسيقى (هوست ص258). أَرْمَل: أرملة (فوك).
أَرْمَل: أيم، من فقد زوجته، وأرملة: أيم، من فقدت زوجها (محيط المحيط).
أَرْمُلِيَّة: ترمل، موت الزوج أو الزوجة (فوك).
ارميل: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
مُرَمَّل: موضع كثير الرمل (هلو، ألكالا)، وفيه حَجَر مرمل.
مَرَمَّل: موضع كثير الرمل (ألكالا).
مُرَمَّل: مُحبَّب، كثير الحبوب، يقال مثلاً: عسل مرمل أي عسل محبب، مُحَبْحَب (بوشر).
مِرْمَلَة: مَرْمَلَة، رملية (همبرت ص112، بوشر).
مَرَامِل: قطعة من الرخام السماقي (حجر السماق) يستعملها الإسكاف لشحذ المِقدَّة (شفرة الإسكاف) (شيرب).
رمل
رمَلَ يَرمُل، رَمَلاً ورَمَلانًا، فهو رامِل
• رمَل الرَّجُلُ: هرول في مشيه "رمَل الحاجُّ بين الصَّفا والمروة". 

أرملَ يُرمل، إرمالاً، فهو مُرمِل
• أرمل المكانُ: صار ذا رَمْل، وهو حبَّات صفراء صغيرة الحجم غير متماسكة.
• أَرملت المرأةُ: مات زوجُها.
 • أَرمل الشَّخصُ: نَفِد زاده وافتقر فكأنّه لصِق بالرّمل "كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْمَلْنَا وَأَنْفَضْنَا [حديث] ".
• أرمل الرَّجلُ: فقَد زوجتَه. 

ترمَّلَ يترمَّل، ترمُّلاً، فهو مُترمِّل
• ترمَّلَت المرأةُ: أَرمَلت؛ مات زوجُها "ترمَّلت وانقطعت إلى أولادها".
• ترمَّل الرَّجلُ: ماتت زوجُه "ترمَّل فترة من الوقت ثم تزوج ثانية". 

رمَّلَ يُرمِّل، ترميلاً، فهو مُرَمِّل، والمفعول مُرَمَّل
• رمَّل الطَّعامَ: جعل فيه الرَّمل ونحوَه ليفسده "رمَّل ممرًّا: فرش فيه الرَّمل- أَمَرَ أَنْ تُكْفَأَ القُدُورُ وَأَنْ يُرمَّل اللَّحْمُ بِالتُّرَابِ [حديث]: والمراد باللحم هنا: لَحْمُ الحُمُرِ الوَحْشِيَّةِ". 

أرمَلُ1 [مفرد]: ج أَرامِلُ وأرامِلَة، مؤ أَرْمَلة، ج مؤ أَرامِلُ وأرامِلَة:
1 - محتاج فقير أو مسكين.
2 - من ماتت زوجته، مَنْ مات زوجها "السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ [حديث] ". 

أرمَلُ2 [مفرد]: ج رُمْل، مؤ رَمْلاءُ، ج مؤ رُمْل ورملاوات: مُجدِبٌ "سنةٌ رملاءُ- عامٌ أرملُ". 

رَمْل [جمع]: جج رِمال: فُتات الصَّخر، حبّات صفراء صغيرة الحجم غير متماسكة، الحبّة أو القطعة منه رملة "تجنّب الطريق المليء بالرمال حتى لا تغوص عجلاتُ سيارتك- تعثَّر في الرمل- يبني على الرمل [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: ما لا يصلح ترْكه أصلح" ° الرِّمال المتحرِّكة: رمال ناعمة يغيب فيها أيّ شيء يوضع على سطحها- ضَرْب الرَّمْل: العِرافة، طريقة لقراءة المجهول، تعتمد على رسم خطوط وأشكال في الرّمل- ملعب الرَّمْل: أرض رمليّة لِلَّعِب.
• رَمْل الدِّماغ: (شر) المادّة الرمليّة المعدنيَّة الموجودة في الغدّة الصنوبريّة وحولها.
• علم الرَّمل: البحث عن المجهولات بخطوط تُخَطّ على الرَّمل، وهو من الخرافات. 

رَمَل [مفرد]:
1 - مصدر رمَلَ.
2 - لحن من ألحان الموسيقى.
• الرَّمَل: (عر) أحد بحور الشِّعر العربي، ووزنه: فَاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ، في كلِّ شطر. 

رَمَلان [مفرد]: مصدر رمَلَ. 

رَمْليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رَمْل ° بلح رمليّ: بلح أحمر اللون يصير أسود حين يصبح رُطبًا- ساعة رمليَّة: هي آلة تنساب فيها كمية معيّنة من الرمل الدقيق من وعاء إلى آخر في مدّة محدودة من الزمن.
2 - ما كان بلون الرَّمْل، بنيّ فاتح مائل للصُّفْرة.
• حجر رَمْليّ: (جو) صخر رسوبيّ مكوَّن من حُبيبات الرَّمل الملتحمة بعضها ببعض بشدّة بواسطة موادّ لاصقة طبيعية، مثل: السيليكا، أو كربونات الكالسيوم، أو أكسيد الحديد. 
[ر م ل] الرَّمْلُ نَوْعٌ مَعْروفٌ من التُّرابِ واحِدَتُه رَمْلَةٌ وبه سُمِّيَت المَرْأَةُ وهي الرِّمالُ والأَرْمُلُ قال العَجّاجُ

(يَقْطَعْنَ عَرْضَ الأَرْضِ بالتَّمَحُّلِ ... )

(جَوْزَ الفَلاَ من أَرْمُلٍ وأَرْمُلِ ... )

ورَمَّلَ الطَّعامَ جَعَلَ فيه الرَّمْلَ ورَمَّلَ الثَّوْبَ ونَحْوَه لَطَّخَه بالدَّمِ ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُلُه رَمْلاً ورَمَّلَهُ وأَرْمَلَه رَقَّقَه ورَمَلَ السَّرِيرَ والحَصِيرَ يَرْمُلُه رَمْلاً زَيَّنَه بالجَوْهَرِ ونحوِه ورَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلاً ورَمَلانًا وهو فَوْقَ المَشْيِ ودُونَ العَدْوِ والرَّمَلُ ضَرْبٌ من العَرُوضِ مُشْتَقٌّ من الرَّمَلِ الَّذِي هُو هذا النَّوْعُ من المَشْيِ قالَ الأَخْفَشُ والرَّمَلُ من الشِّعْرِ أيضًا كُلُّ شِعْرٍ مَهْزُولٍ غير مُؤْتَلِفِ البِناءِ وهو مّما تُسَمِّه العَرَبُ من غير أَنْ يَحُدُّوا في ذلِكَ شَيْئًا نحو قَوْله

(أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلُحُوبُ ... فالقَطِيبَاتُ فالذَّنُوبُ)

ونَحُو قَوْلِه

(أَلا للهِ قَوْمٌ ولَدَتْ ... أُخْتُ بَنِي سَهْمِ)

أَرادَ وَلَدَتْهُم قال وعامَّةُ المَجْزُوءِ يَجْعَلُونَه مُعَلاً كذلِك سَمِعْناه من العَرَبِ قالَ ابنُ جِنِّي قَوْلُه وهُو مِمّا تُسَمِّيه العَرَبُ مَع أنَّ كلَّ لَفْظَةٍ ولَقَبٍ اسْتَعْمَلَه العَرُوضِيُّونَ فهو مِن كَلامِ العَرَبِ تأْوِيلُه أَنّها اسْتَعْمَلَتْه في المَوْضِع الذي اسْتَعْمَلَه فيه العَرُوضِيُّونَ وليسَ مَنْقُولاً عن موضِعِه لا نَقْلَ العَلَمِ ولا نَقْلَ التَّشْبِيهِ على ما تَقَدَّمَ من قَوْلِنا في ذَيْنِك أَلاَ تَرَى أن العَرُوضَ والمِصْراعَ والقَبْضَ والعَقْلَ وغَيْرَ ذلك من الأَسْماءِ التي اسْتَعْمَلَها أصحابُ هذه الصِّناعةِ قد تَعَلَّقَت العَرَبُ بها ولكن ليسَ في المَواضِعِ التي نَقَلَها أهْلُ هذا العِلْمِ إليها إِنَّما العَرُوضُ الخَشَبَةُ في وَسَطِ البَيْتِ المَبْنِيِّ لهم والمِصْراعُ أَحَدُ صِفْقَي البابِ فنُقِلَ ذلك ونَحْوُه تَشْبِيهًا وأمّا الرَّمَلُ فإِنَّ العربَ وَضَعَتْ فيه اللَّفْظَةَ نَفْسَها عِبارَةً عندهم عن الشِّعْرِ الَّذِي وَصَفَه باضْطرابِ البِناءِ والنُّقْصانِ عن الأَصْلِ فعَلَى هذا وضَعَه أهلُ هذه الصِّناعةِ لم يَنْقُلُوه نَقْلاً عَلَمِيّا ولا نَقْلاً تَشْبِيهِيًا وبالجُمْلَةِ فإِنَّ الرَّمَلَ كُلُّ ما كانَ غَيْرَ القَصِيدِ من الشِّعْرِ وغَيْرِ الرَّجَزِ وأَرْمَلَ القَوْمُ نَفِدَ زادُهُم وأَرْمَلُوه أَنْفَدُوُه قالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكِة (إِذا أَدْمَلُوه زادًا عَقَرْتُ مَطِيَّةً ... تَجُرُّ برِجْلَيْها السَّرِيحَ المُخَدَّمَا)

ورَجُلٌ أَرْمَلُ وامْرَأَةٌ أَرْمَلَةٌ مُحْتاجَة وهُمُ الأَرْمَلَةُ والأَرامِلُ والأَرامِلَةُ كَسَّرُوه تكسيرَ الأَسْماءِ لِقِلَّتِه وكُلُّ جَماعةِ من رجالٍ ونِساءٍ أو رِجالٍ دُونَ نِساءٍ أَو نِساءٍ دُونَ رِجالٍ أَرْمَلَةٌ بعد أن يكونُوا مُحتاجِينَ ورَجُلٌ أَرْمَلُ لا زَوْجَةَ له قالَ ابنُ جِنِّي قَلَّما يُسْتَعْمَلُ الأَرءمَلُ في المُذكَّرِ إِلاّ عَلَى التَّشْبِيهِ والمُغالَطَةِ قالَ جِرِيرٌ

(كُلٌّ الأَرامِلِ قَد قَضيَّتَ حاجَتَها ... فمَنْ لحاجَةِ هذا الأَرْمَلِ الذَّكَرِ)

يُرِيدُ بذلك نَفْسَه وامْرَأَةٌ أَرْمَلَةٌ لا زَوْجَ لها وعامٌ أَرْمَلُ قَلِيلُ المَطَرِ والنَّفْعِ وسَنَةٌ رَمْلاءُ كذلك وأصابَهُم رَمَلٌ من مَطَرٍ أَي قَلِيلٌ والجمعُ أَرْمالٌ وأَرامِلُ العَرْفِجِ أُصُولُه قال

(فجِئْت كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ ... )

(قُيِّدَ في أَرامِلِ العَرافجِ ... )

(في أَرْضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجاهِج ... )

الهَجاهجُِ الأَرْضُ التي لا نَبْتَ فِيها والرَّمَلُ خُطُوطٌ في يَدَي البَقَرَةِ ورِجْلَيْها تُخالِفُ سائِرَ لَوْنِها وقيل الرُّمْلَةُ الخَطُّ الأَسْوَدُ ونَعْجَةٌ رَمْلاءُ سَوْداءُ القَوائمِ وسائرُها أَبْيَضُ وغُلامٌ أُرْمُولَةٌ كقَوْلِه بالفارِسِية زاذَه ورامِلٌ ورُمَيْلٌ ورُمَيْلَةُ ويَرْمُول كُلُّها أَسْماءٌ 

رمل: الرَّمْل: نوع معروف من التراب، وجمعه الرِّمال، والقطعة منها

رَمْلة؛ ابن سيده: واحدته رَمْلة، وبه سميت المرأَة، وهي الرِّمال

والأَرْمُلُ؛ قال العجاج:

يَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل،

جَوْزَ الفَلا، من أَرْمُل وأَرْمُل

ورَمَّل الطعامَ: جعل فيه الرَّمْل. وفي حديث الحُمُر الأَهلية: أَمر

أَن تُكْفأ القُدور وأَن يُرَمَّل اللحم بالتراب أَي يُلَتّ بالتراب لئلا

ينتفع به. ورَمَّل الثوب ونحوه: لَطَّخه بالدم، ويقال: أَرْمَلَ السهم

إِرْمالاً إِذا أَصابه الدم فبقي أَثره؛ وقال أَبو النجم يصف سهاماً:

مُحْمَرَّة الرِّيش على ارْتِمالها،

من عَلَقٍ أَقْبَل في شِكالها

(* قوله «شكالها» هكذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في التكملة: سعالها

بالمهملتين مضبوطاً بضم السين).

ويقال: رُمِّل فلان بالدم وضُمِّخ بالدم وضُرِّج بالدم كُلُّه إِذا

لُطِّخَ به، وقد تَرَمَّل بدمه. الجوهري: رَمَّله بالدم فتَرَمَّل وارْتَمَلَ

أَي تَلَطَّخ؛ قال أَبو أَخزم الطائي:

إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلوني بالدَّمِ،

شِنْشِنةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ

ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُله رَمْلاً ورَمَّله وأَرمله: رَقَّقه. ورَمَل

السريرَ والحصيرَ يَرْمُله رَمْلاً: زيَّنه بالجوهر ونحوه. أَبو عبيد:

رَمَلْت الحصيرَ وأَرملته، فهو مَرْمول ومُرْمَل إِذا نَسَجته وسَقَفْته.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان مضطجعاً على رُمال سَرير

قد أَثَّر في جنبه؛ قال الشاعر:

إِذ لا يزال على طريقٍ لاحِب،

وكأَنَّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَل

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: دخلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

وإِذا هو جالس على رُمال سرير، وفي رواية: حَصِير؛ الرُّمالُ: ما رُمِل

أَي نُسِج؛ قال الزمخشري: ونظيره الحُطام والرُّكام لما حُطِم ورُكِم، وقال

غيره: الرِّمال جمع رَمْل بمعنى مَرْمُول كَخَلْق الله بمعنى مخلوقه،

والمراد أَنه كان السرير قد نُسِج وجهه بالسَّعَف ولم يكن على السرير وِطاء

سوى الحَصِير. والرَّوامِل: نواسِج الحَصِير، الواحدة راملة، وقد

أَرمَله؛ وأَنشد أَبو عبيد:

كأَنَّ نَسْج العنكبوت المُرْمَلُ

وقد رَمَل سريره وأَرْمَله إِذا رَمَل شَرِيطاً أَو غيره فجعله ظَهْراً

له. ويقال: خَبِيصٌ مُرْمَل إِذا عُصِد عَصْداً شديداً حتى صارت فيه

طرائق موضونة. وطعام مُرَمَّل إِذا أُلقي فيه الرَّمْل. والرَّمَل، بالتحريك:

الهَرْولة. ورَمَل يَرْمُل رَمَلاً: وهو دون المشي

(* قوله «وهو دون

المشي إلخ» هكذا في الأصل وشرح القاموس: ولعله فوق المشي ودون العدو) وفوق

العَدْو. ويقال: رَمَل الرَّجلُ يَرْمُل رَمَلاناً ورَمَلاً إِذا أَسرع في

مِشيته وهزَّ منكبيه، وهو في ذلك لا يَنْزُو، والطائف بالبيت يَرْمُل

رَمَلاناً اقتداءً بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وبأَصحابه، وذلك بأَنهم

رَمَلوا ليَعْلم أَهلُ مكة أَن بهم قُوَّة؛ وأَنشد المبرد:

ناقته تَرْمُل في النِّقال،

مُتْلِف مالٍ ومُفيد مال

والنِّقال: المُناقَلة، وهو أَن تضع رجليها مواضع يديها؛ ورَمَلْت بين

الصَّفا والمَرْوة رَمَلاً ورَمَلاناً. وفي حديث الطواف: رَمَل ثلاثاً

ومَشَى أَربعاً. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ

عن المَناكب وقد أَطَّأَ اللهُ الإِسلام؟ قال ابن الأَثير: يكثر مجيء

المصدر على هذا الوزن في أَنواع الحركة كالنَّزَوان والنَّسَلان والرَّسَفان

وأَشباه ذلك؛ وحكى الحربيُّ فيه قولاً غريباً قال: إِنه تثنية الرَّمَل

وليس مصدراً، وهو أَن يَهُزَّ منكبيه ولا يُسْرع، والسعي أَن يُسرع في

المشي، وأَراد بالرَّمَلين الرَّمَل والسعي، قال: وجاز أَن يقال للرَّمَل

والسعي الرَّمَلانِ، لأَنه لما خَفَّ اسم الرَّمَل وثَقُل اسم السعي غُلِّب

الأَخف فقيل الرَّمَلانِ، كما قالوا القَمَرانِ والعُمَرانِ، قال: وهذا

القول من ذلك الإِمام كما تراه، فإِن الحال التي شُرِع فيها رَمَلُ

الطواف، وقول عُمَر فيه ما قال يشهد بخلافه لأَن رَمَل الطواف هو الذي أَمر به

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَصحابه في عُمْرة القضاء ليُري المشركين

قوّتهم حيث قالوا: وهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب وهو مسنون في بعض الأَطواف دون

البعض، وأَما السعي بين الصفا والمروة فهو شِعار قديم من عهد هاجَر

أُمِّ إِسمعيل، عليهما السلام، فإِذاً المراد بقول عمر، رضي الله عنه،

رَمَلانُ الطوافِ وحده الذي سُنَّ لأَجل الكفار، وهو مصدر، قال: وكذلك شَرَحه

أَهل العلم لا خلاف بينهم فيه فليس للتثنية وجه. والرَّمَل: ضرب من عروض

يجيء على فاعلاتن فاعلاتن؛ قال:

لا يُغْلَب النازعُ ما دام الرَّمَل،

ومن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل

(* هذا البيت من الرجز لا من الرمل).

ابن سيده: الرَّمَل من الشِّعْر كل شعر مهزول غير مؤتَلِف البناء، وهو

مما تُسَمِّي العرب من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً نحو قوله:

أَقْفَرَ من أَهله مَلْحوبُ،

فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ

(* قوله «فالقطبيات» هكذا في الأصل بتخفيف الطاء ومثله في القاموس،

وضبطه ياقوت بتشديدها).

ونحو قوله:

أَلا لله قَوْمٌ وَ

لَدَتْ أُختُ بني سَهْم

أَراد ولدتهم، قال: وعامة المَجْزوء يَجْعَلونه رَمَلاً؛ كذا سمع من

العرب؛ قال ابن جني: قوله وهو مما تسمي العرب، مع أَن كل لفظة ولقب استعمله

العَروضيُّون فهو من كلام العرب، تأْويله إِنما استعملته في الموضع الذي

استعمله فيه العَروضيُّون، وليس منقولاً عن موضعه لا نقل العَلَم ولا نقل

التشبيه على ما تقدم من قولك في ذينك، أَلا ترى أَن العَروض والمِصْراع

والقَبْض والعَقْل وغير ذلك من الأَسماء التي استعملها أَصحاب هذه

الصناعة قد تعلقت العربْ بها؟ ولكن ليس في المواضع التي نقلها أَهل هذا العلم

إِليها، إِنما العَروض الخَشَبة التي في وسط البيت المَبْنِيِّ لهم،

والمِصْراع أَحد صِفْقَي الباب فنقل ذلك ونحوه تشبيهاً، وأَما الرَّمَل فإِن

العرب وضعت فيه اللفظة نفسها عبارة عندهم عن الشِّعْر الذي وصفه باضطراب

البناء والنقصان عن الأَصل، فعلى هذا وضعه أَهل هذه الصناعة، لم ينقلوه

نقلاً عَلَمِيًّا ولا نقلاً تشبيهيّاً، قال: وبالجملة فإِن الرَّمَل كل ما

كان غيرَ القَصِيد من الشِّعْر وغَيْرَ الرَّجَز.

وأَرْمَل القومُ: نَفِد زادُهم، وأَرْمَلوه أَنْفدوه؛ قال السُّلَيْك

بن السُّلَكة:

إِذا أَرْمَلوا زاداً، عَقَرْت مَطِيَّةً

تَجُرُّ برجليها السَّرِيحَ المُخَدَّما

وفي حديث أُم مَعْبَد: وكان القوم مُرْمِلينَ مُسْنتين؛ قال أَبو عبيد:

المُرْمِلُ الذي نَفِدَ زاده؛ ومنه حديث أَبي هريرة: كنا مع رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا؛ ومنه حديث أُم

معبد؛ أَي نَفِد زادهم، قال: وأَصله من الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ

كما قيل للفقير التَّرِبُ.

ورجل أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلة: محتاجة، وهم الأَرْمَلة والأَرامِل

والأَرامِلة، كَسَّروه تكسير الأَسماء لقِلَّته، وكُلُّ جماعة من رجال ونساء

أَو رجال دون نساء أَو نساء دون رجال أَرْمَلةٌ، بعد أَن يكونوا محتاجين.

ويقال للفقير الذي لا يقدر على شيء من رجل أَو امرأَة أَرْمَلة، ولا

يقال للمرأَة التي لا زوج لها وهي مُوسِرة أَرْمَلة، والأَرامل: المساكين.

ويقال: جاءت أَرْمَلةٌ من نساء ورجال محتاجين، ويقال للرجال المحتاجين

الضعفاء أَرْمَلة، وإِن لم يكن فيهم نساء. وحكى ابن بري عن ابن قتيبة قال:

إِذا قال الرجل هذا المال لأَرامل بني فلان فهو للرجال والنساء، لأَن

الأَرامل يقع على الذكور والنساء، قال: وقال ابن الأَنباري يُدْفَع للنساء

دون الرجال لأَن الغالب على الأَرامل أَنهن النساء، وإِن كانوا يقولون

رَجُل أَرْمَل، كما أَن الغالب على الرجال أَنهم الذكور دون الإِناث وإِن

كانوا يقولون رَجُلة؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه

وسلم:

ثِمَال اليَتَامى عِصْمَة للأَرامل

قال: الأَرامل المساكين من ساء ورجال. قال: ويقال لكل واحد من الفريقين

على انفراده أَرامل، وهو بالنساء أَخص وأَكثر استعمالاً، وقد تكرر ذكر

ذلك. والأَرْمَل: الذي ماتت زوجته، والأَرْمَلة التي مات زوجُها، وسواء

كانا غَنِيَّيْن أَو فقيرَين. ابن بُرُرْج: يقال إِن بَيت فلان لضَخْمٌ

وإِنهم لأَرْمَلة ما يَحْمِلونه إِلا اسْتَفْقَروا له، يعني العارية؛ قوله

إِنهم لأَرْمَلة لا يَحْمِلونه إِلا ما استفقروا له، يعني أَنهم قوم لا

يملكون الإِبل ولا يقدرون على الارتحال إِلا على إِبل يستعيرونها، من

أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِيرِي إِذا أَعَرْته إِياه. ويقال للذكر أَرْمَل إِذا كان

لا امرأَة له، تقوله العرب، وكذلك رجل أَيِّم وامرأَة أَيِّمة؛ قال

الراجز:

أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا،

رَعَى الرَّبيعَ والشتاء أَرْمَلا

قال ابن جني: قَلَّما يستعمل الأَرْمَل في المُذَكَّر إِلا على التشبيه

والمُغالَطة؛ قال جرير:

كُلُّ الأَرامل قد قَضَّيتَ حاجتَها،

فَمَنْ لحاجة هذا الأَرْمَل الذَّكَر؟

(* قوله «كل الأرامل» كذا في الأصل، وفي شرح القاموس والتكملة والأساس:

هذي الأرامل).

يريد بذلك نفسه. وامرأَة أَرْمَلة: لا زوج لها؛ أَنشد ابن بري:

ليَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ،

وأَرْمَلةٌ تُزْجِي مع الليل أَرْمَلا

وقال أَبو خِرَاش:

بذي فَخَرٍ تأْوِي إِليه الأَرامِلُ

وأَنشد ابن قتيبة شاهداً على الأَرْمَل الذي لا امرأَة له قول الراجز:

رَعَى الربيعَ والشتاء أَرْمَلا

قال: أَراد ضَبًّا لا أُنثى له ليكون سَمِيناً. وأَرْملت المرأَةُ إِذا

مات عنها زوجُها، وأَرْمَلَتْ: صارت أَرْمَلة. وقال شمر: رَمَّلَت

المرأَةُ من زوجها وهي أَرْمَلة. ابن الأَنباري: الأَرْملة التي مات عنها

زوجُها؛ سُمِّيت أَرْملة لذهاب زادها وفَقْدِها كاسِبَها ومن كان عيشها صالحاً

به، من قول العرب: أَرْمَل القومُ والرجلُ إِذا ذهب زادُهم، قال: ولا

يقال له إِذا ماتت امرأَته أَرْمَل إِلاَّ في شذوذ، لأَن الرجل لا يذهب

زادُه بموت امرأَته إِذا لم تكن قَيِّمة عليه والرجلُ قَيِّمٌ عليها وتلزمه

عَيْلولتها ومؤْنتها ولا يلزمها شيء من ذلك. قال: ورُدَّ على القتيبي

قوله فيمن أَوْصى بماله للأَرامل أَنه يعطي منه الرجال الذين مات أَزواجهم،

لأَنه يقال رجل أَرمل وامرأَة أَرملة. قال أَبو بكر: وهذا مثل الوصية

للجَوارِي لا يُعْطى منه الغِلْمان ووَصيَّة الغلمان لا يُعطى منه الجواري،

وإِن كان يقال للجارية غُلامة.

والمِرْمَل: القَيْد الصَّغير.

والرَّمَل: المطر الضعيف؛ وفي الصحاح: القليل من المطر. وعامٌ أَرْمَل:

قليل المطر والنفع والخير، وسَنَة رَمْلاء كذلك. وأَصابهم رَمَلٌ من مطر

أَي قليلٌ، والجمع أَرمال، والازمان أَقوى منها

(* قوله «والازمان أقوى

منها» كذا في الأصل، ولعله الازمات بالتاء جمع أزمة) . قال شمر: لم أَسمع

الرَّمَل بهذا المعنى إِلا للأُموي. وأَرامِل العَرْفَج: أُصوله.

وأُرْمُولة العرفج: جُذْمُوره، وجمعها أَراميل

(* قوله «اراميل» عبارة القاموس:

أرامل وأراميل، وقوله بعد الرجز الهجاهج الارض إلخ، عبارته في هجج:

والهجج الارض الجدبة التي لا نبات بها والجمع هجاهج، واورد الرجز ثم قال: جمع

على ارادة المواضع) ؛ قال:

فجِئْت كالعَوْد النَّزِيع الهادِج،

قُيِّد في أَرامل العرافج،

في أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج

الهَجاهِج: الأَرض التي لا نبتَ فيها. والرَّمَل: خطوط في يدي البقرة

الوحشية ورجليها يخالف سائر لونها، وقيل: الرُّمْلة الخَطُّ الأَسود. غيره:

يقال لوَشْي قوائم الثور الوحشي رَمَلٌ، واحدتها رَمَلة؛ قال الجعدي:

كأَنَّها، بعدما جَدَّ النَّجاء بها

بالشَّيِّطَيْن، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا

ويقال للضَّبُع أُم رِمال.

ورَمْلة: مدينة بالشام. والأَرمَل: الأَبلق. قال أَبو عبيد: الأَرمَل من

الشاء الذي اسودَّت قوائمه كلها. وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال:

الرُّمَل، بضم الراء وفتح الميم، خطوط سُودٌ تكون على ظهر الغزال وأَفخاذه،

وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً؛ قال: وقال أَيضاً:

بذهاب الكَوْر أَمسى أَهلُه

كلَّ مَوْشِيٍّ شَواه، ذي رُمَل

ونعجة رَمْلاء: سوداء القوائم كلها وسائرها أَبيض. وغُلام أُرْمُولة:

كقولك بالفارسية زاذه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الأُرْمُولة عَرَبيَّتها

ولا فارسيتها.

ورامِل ورُمَيْل ورُمَيْلة ويَرْمُول كلها: أَسماء.

رمل

1 رَمَلَ as syn. with رَمَّلَ: see the latter in two places.

A2: رَمَلَ الحَصِيرَ, [aor. app. رَمُلَ, and inf. n. رَمْلٌ;] and ↓ ارملهُ; He wove (نَسَجَ, A 'Obeyd, T, or سَفَّ, A 'Obeyd, S) the mat [of palm-leaves or the like]. (T, S.) [Or] رَمَلَ السَّرِيرَ, and [so in the M, but in the K “ or ”] الحَصِيرَ, aor. ـُ inf. n. رَمْلٌ, He ornamented the couch, and the mat, with جَوْهَر [i. e. jewels, precious stones, gems, &c.], and the like. (M, K.) [Or] الحَصِيرَ ↓ ارمل, and رَمَلَهُ, He made the weaving of the mat thin (Har p. 55.) And رَمَلَ النَّسْجَ, (M, K,) aor. and inf. n. as above; (TA;) and ↓ ارملهُ, and ↓ رمّلهُ; (M, K; the last omitted in the TA;) He made the woven thing, or the weaving, thin. (M, K.) And رَمَلَ السَّرِيرَ, (S, K,) [aor. and] inf. n. as above; (TA;) and ↓ ارملهُ; He wove (رَمَلَ) شَرِيط [or palm leaves split and then plaited together], (S, O, K,) or some other thing, (S, O,) and made the same a back (جَعَلَهُ ظَهْرًا) to the couch. (S, O, K. [What is here called the “ back ” of the couch is app. so called as being likened to the back of a beast on which one rides: see رُمَالٌ.]) Accord. to IKt, رَمَلْتُ السير [app. a mistranscription for السَّرِيرَ] and ↓ أَرْمَلْتُهُ signify I wove the سير [or the سرير] with a شَرِيط of leaves, or fibres, of the palm-tree. (TA.) b2: [Hence,] رَمَلْتُ القَوْلَ and الوَصْفَ [(assumed tropical:) I wove, i. e. composed, the saying and the description]. (Phrases cited in the TA from two modern poets.) A3: رَمَلَ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (T, Mgh, Msb,) inf. n. رَمَلَانٌ (T, S, M, Mgh, Msb, K) and رَمَلٌ (S, M, &c.) and مَرْمَلٌ, (K,) said of a man, i. q. هَرْوَلَ [i. e. He went a kind of trotting pace, between a walk and a run]; (S, Mgh, Msb, K; [in the M said to be “ less than المَشْىُ and above العَدْوُ; ” app., as is remarked in the TT, through inadvertence of a writer;]) i. e. (TA) he was quick in his manner of walking, (T, TA,) and shook his shoulder-joints, (TA,) leaping, (so in the T accord. to the TT,) or not leaping, (so in the TA,) in doing so; (T, TA;) while performing the circuitings round the Kaabeh, (T, Mgh, TA,) but only in some of those circuitings, exclusively of others, (TA,) which one does in imitation of the Prophet and his Companions, who did thus in order that the people of Mekkeh might know that there was in them strength; (T, TA;) and in going between Es-Safà and El-Marweh. (S, TA.) [It is also said of a camel: see رَتَكَ.]

A4: رَمَلٌ as an inf. n. [app. of رَمِلَ العَامُ or رَمِلَتِ السَّنَةُ] signifies The year's having little rain. (KL.) b2: رَمِلَتْ مِنْ زَوْجِهَا: see 4.2 رمّلهُ, (M, TA,) inf. n. تَرْمِيلٌ, (TA,) He put رَمْل [i. e. sand] into it; namely, food; (M, TA;) and (TA) so ↓ رَمَلَهُ, (Ibn-'Abbád, K, TA,) aor. ـُ inf. n. رَمْلٌ; but the former verb is the more chaste. (TA.) Hence, in a trad. respecting [the eating of the flesh of] domestic asses, أَمَرَ أَنْ تُكْفَأَ القُدُورُ وَأَنْ يُرَمَّلَ اللَّحْمُ بِالتُّرَابِ, meaning [He ordered that the cooking-pots should be turned upside-down, and] that the flesh should be stirred about and mixed with dust, in order that no use might be made of it. (TA.) b2: And He defiled, or smeared, him, or it, with blood; (S, M, TA;) namely, a man, (S,) or a garment, and the like; (M, TA;) and (TA) so ↓ رَمَلَهُ; (K TA;) but in this sense also the former verb is the more chaste. (TA.) And رُمِّلَ فُلَانٌ بِالدَّمِ Such a one was defiled, or smeared, with blood. (T, TA. [See also 4 and 5.]) b3: In relation to speech, or language, (TA,) التَّرْمِيلُ signifies (tropical:) i. q. التَّزْيِيفُ; (K, TA; [in the CK, erroneously, التَّرْنِيفُ;]) i. e., [as inf. n. of رَمَّلَ, The adulterating it, corrupting it, or rendering it unsound, or untrue; and as inf. n. of رُمِّلَ,] its being [adulterated, corrupted, or] unsound, or untrue. (TA. [See the pass. part. n., below.]) b4: See also 1.

A2: and see 4.4 ارمل It (a place) became sandy; had رَمْل in it or upon it. (Msb.) b2: [And He clave to the sand.] b3: And [hence,] (assumed tropical:) He became poor: (Mgh:) or (assumed tropical:) his provisions, or travelling-provisions, became difficult to obtain, and he became poor: (Msb:) or his travelling-provisions went: (Mgh:) and أَرْمَلُوا (tropical:) their provisions, or travel-ling-provisions, became exhausted, or consumed: (A 'Obeyd, T, S, M, K, TA:) from الرَّمْلُ; (Mgh, TA;) as though [he or] they clave to the sand; (TA;) like أَدْقَعَ, (Mgh,) or أَدْقَعُوا, (TA,) from الدَّقْعَآءُ: (Mgh, TA:) or from رَمَلٌ meaning “ little rain: ” or from أَرْمَلَ الحَصِيرَ and رَمَلَهُ meaning “ he made the weaving of the mat thin: ” (Har p. 55:) and ارملوا زَادَهُمْ (tropical:) They exhausted, or consumed, their provisions, or travelling-provisions. (K, * TA. [In the TT, as from the M, اتخذوه is erroneously put for أَنْفَدُوهُ, the explanation in the TA.]) b4: And [hence,] ارملت, (Yz, T, S, Msb,) or, accord. to Sh, ارملت مِنْ زَوْجِهَا, or من زوجها ↓ رَمِلَتٌ; (T, accord. to different copies;) and ↓ رَمَّلَتْ [alone], (K, TA, [said in the latter to be on the authority of Sh, and therefore it may perhaps be taken from a copy of the T,]) inf. n. تَرْمِيلٌ; (TA;) (tropical:) She (a woman) became such as is termed أَرْمَلَةٌ, (T, Msb, K, TA,) i. e. without a husband; (T, Msb;) because of her being in need of one to expend upon her; [for] Az says that she is not thus called unless she be also poor: (Msb:) or [she became a widow;] she lost her husband by his death. (S.) b5: And ارمل said of an arrow, It became defiled, or smeared, with blood, (Ibn-'Abbád, K, TA,) and had the mark thereof remaining upon it; (Ibn-'Abbád, TA;) and so ↓ ارتمل. (TA. [See also 2 and 5.]) A2: Said of a poet, it is from الرَّمَلُ, like أَرْجَزَ from الرَّجَزُ; (TA;) i. e. He versified, or composed verses, in the metre termed الرَّمَلُ. (Ibn-Buzurj, L in art. قصد.) A3: As a trans. v.: see 1, in five places. b2: Also He lengthened, or made long, a rope, or cord: (K:) and in like manner, he lengthened, and widened; or made long, and wide; a shackle, or shackles: you say, ارمل لَهُ فِى قَيْدِهِ He lengthened, and widened, or made long, and made wide, for him his shackle, or shackles. (Ibn-'Abbád, TA.) 5 ترمّل He became defiled, or smeared, (T, S,) with his blood, (T,) or with blood; as also ↓ ارتمل. (S. [See also 2 and 4.]) 8 إِرْتَمَلَ see 4 and 5.

A2: You say also, ارتملت فُلَانَةُ فِى بَنِيهَا (assumed tropical:) Such a woman maintained, or undertook the maintenance of, her children, her husband having died. (O, TA. [But in both I find فى بيتها, an obvious mistranscription, for which I read فى بَنِيهَا; and in the explanation, in both, اقامت عليهم, for which I read قَامَتْ عَلَيْهِمْ.]) رَمْلٌ [Sand;] a kind of dust or earth, (M,) well known: (Lth, T, M, Msb, K:) ↓ رَمْلَةٌ is its n. un.; (M, K;) a more special term than the former; (S;) signifying a piece, or portion, [or tract, or collection,] thereof: (Lth, T, TA:) [and the former word is also sometimes used as meaning a tract, or collection, of sand:] the pl. [of mult.] is رَمَالٌ (Lth, T, S, M, Msb, K) and [of pauc.]

أَرْمُلٌ; (M, K;) [and أَرَمِلُ is used as a pl. pl., i. e. pl. of أَرْمُلٌ; occurring in a verse cited in the TA, art. هج.] b2: [Hence,] أُمُّ رِمَالٍ a name of The hyena. (ISk, S.) b3: [Hence also,] الرَّمْلُ, (TA in this art., [in the Lexicons of Golius and Freytag, erroneously, رَمَلٌ,]) or عِلْمُ الرَّمْلِ, i. q. عِلْمُ الخَطِّ, (IAar, TA in art. خط,) [Geomancy,] a certain well-known science. (TA in the present art. [See a description of it voce خَطَّ.]) رَمَلٌ Weak rain: (IAar, T:) or little rain: (Har p. 55:) or a small quantity of rain: (ElUmawee, T, S, M, K:) one says, أَصَابَهُمْ رَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ A small quantity of rain fell upon them: (El-Umawee, T, M:) but Sh says, “I have not heard رَمَلٌ in this sense except on the authority of El-Umawee: ” (TA:) the pl. is أَرْمَالٌ. (T, S, M.) b2: [Hence, perhaps,] أَرْمَالٌ مِنْ إِبِلٍ A number of camels in a state of dispersion. (TA.) b3: Also, the sing., [as a coll. gen. n.,] Lines, or streaks, upon the legs of the wild cow, (S, M, K,) upon her fore legs and kind legs, (M,) differing from the rest of her colour: (S, M, K:) n. un.

↓ رَمَلَةٌ. (TA. [See also رُمْلَةٌ.]) b4: And A redundance, or an excess, (زِيَادَةٌ,) in a thing. (K.) A2: الرَّمَلُ is also the name of A certain kind of metre of verse; (T, S, M, K;) [the eighth kind;] the measure of which is [originally] composed of فَاعِلَاتُنْ (T, TA) six times; (TA;) so called from الرَّمَلُ signifying “ a certain kind of walk or pace,” inf. n. of رَمَلَ [q. v.]: (M, K: *) and Kh says that it is also applied to any meagre verse or poetry, incongruous in structure; such being so named by the Arabs without their defining anything respecting it; as, for instance, the saying [of 'Abeed Ibn-El-Abras (TA in arts. ذنب and قطب)], فَالقُطَبِيَّاتُ فَالذَّنُوبُ أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحوبُ [Melhoob (the name of a place, K in art. لحب) has become destitute of its inhabitants, and El-Kutabeeyát, (by which is meant a certain water, called القُطَبِيَّةُ, with its environs, K* and TA in art. قطب,) and Edh-Dhanoob (the name of a place, TA in art. ذنب)]: he says also that, generally, the مَجْزُوْء [i. e. what is curtailed of two of the original feet, or what consists of two feet only,] is thus called by them: accord. to IJ, it is applied by them to verse, or poetry, that is incongruous, unsound, or faulty, in structure, and such as falls short of the original [standard so as not to answer completely to any regular kind or species]: (M, TA:) thus it signifies as first explained above, and also any verse, or poetry, that is not such as is termed قَصِيد [as meaning that of which the hemistichs are complete] nor such as is termed رَجَز [which some hold to be not verse, or poetry, but a kind of rhyming prose]. (IJ, M, K. *) [See also زَمَلٌ.]

رَمْلَةٌ: see رَمْلٌ, of which it is the n. un.

رُمْلَةٌ sing. of رُمَلٌ, which signifies The diversity of colours (وَشْىٌ) upon the legs of the wild bull: (T: [see also رَمَلٌ:]) or رُمْلَةٌ signifies a black line or streak, (IKh, M, IB, K,) as some say, (M,) such as is upon the back and thighs of the gazelle: (IKh, IB:) pl. [of mult.] رُمَلٌ and [of pauc.]

أَرْمَالٌ. (K.) رَمَلَةٌ: see رَمَلٌ.

رَمْلِىٌّ Of, or relating to, رَمْل (or sand): sandy.]

رُمَالٌ The woven work of a mat. (K, TA.) It is said in a trad., of the Prophet, that he was lying upon his side on the رمال of a mat, which had made an impression upon his side: (T, TA: *) or, as some relate it, of a couch; meaning, in this case, that its face was woven of palm-leaves, and that it had nothing spread upon it to lie upon, but the mat only. (TA. [See رَمَلَ السَّرِيرَ.]) رَمِيلَةٌ Land (أَرْض) rained upon with الرَّمَل, i. e. little rain. (Ibn-'Abbád, TA.) رَمَّالٌ A practiser of the science called الرَّمْلُ [i. e. geomancy]. (TA.) رَامِلَةٌ sing. of رَوَامِلُ, (TA,) which signifies Female weavers of mats. (T, TA.) أَرْمَلُ i. q. ↓ مُرْمِلٌ, meaning (assumed tropical:) A man whose provisions, or travelling-provisions, have become difficult to obtain, [or exhausted, or consumed, (see 4,)] and who has become poor: [as though he were cleaving to the sand: (see again 4:)] pl. أَرَامِلُ: (Msb:) or أَرْمَلُ is applied to a man, and ↓ أَرْمَلَةٌ to a woman, (M, K,) and the latter also to a pl. number, (M,) as meaning needy, needing, or in want: (M, K:) or as meaning [مِسْكِينٌ and]

مِسْكِينَةٌ [and مَسَاكِينُ, i. e. destitute, or indigent, &c.]: (K:) and the pl. is أَرَامِلُ and أَرَامِلَةٌ; (M, K;) after the manner of substs., because the quality of a subst. is predominant therein: (M:) ↓ أَرْمَلَةٌ is applied to any collective number of men and women, or men without women, or women without men, after they have become in need or want: (M:) [and] it is applied [also] to a man and to a woman as meaning poor so as to be unable to obtain anything: (T, and Mgh as from the T:) accord. to ISk, أَرَامِلُ is applied to a number of men and women, as meaning مَسَاكِينُ [expl. above]; (T, S, Mgh;) or so to a number of persons whether men or women; (Msb;) and to men though there be not among them women; (T, S, Mgh;) and so ↓ أَرْمَلَةٌ: (T, Mgh:) or this last, to a number of men and women needy, needing, or in want; (S;) and to men needy, needing, or in want, and weak, (S, K,) though there be not among them women. (S.) Ibn-Buzurj mentions the saying, إِنّ بَيْتَ فُلَانٍ لَضَخْمٌ مَا يُحْمِّلُونَهُ إِلَّا مَا اسْتَفْقَرُوا لَهُ ↓ وَإِنَّهُمْ لَأَرْمَلَةُ, meaning [Verily the household of such a one is large, and verily they are destitute of what camels they may load therewith except] what they borrow [for that purpose]; (T, * TA;) i. e., they are a party not possessing camels, and unable to make a journey except upon camels that they borrow; [استفقروا being] from أُفْقِرَ ظَهْرَ بَعِيرِى signifying

“ he was lent the back of my camel. ” (TA.) See also أُرْمُولَةٌ. b2: ↓ أَرْمَلَةٌ is also applied to a woman as meaning Having no husband: (T, S, M, Msb, K:) or a widow; one whose husband has died: (IAmb, Mgh:) or not if she possesses competence, or wealth: (Ibn-Buzurj, T, Mgh, Msb, K:) it is applied to her who has no husband because she is in need of him who would expend upon her; (Msb;) or to her whose husband has died because her provision has gone and she has lost him who earned for her (IAmb, Mgh) and by means of whom her state of life had been good: (IAmb:) in like manner, also, أَرْمَلُ is applied to a man as meaning having no wife, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) accord. to KT (T, Mgh) and Sh; (Mgh;) like as أَيِّمٌ is applied to a man [as well as to a woman], and أَيِّمَةٌ to a woman: (T:) or a widower; one whose wife has died: (TA:) or أَرْمَلُ is not applied in this sense except in cases of deviation from the usual course of speech, (IAmb, Mgh, Msb, [and the like is said in the Mgh also as on the authority of Lth, and in the M as on the authority of IJ,]) because the man's provision does not go in consequence of the death of his wife, since she is not his maintainer, (IAmb, Mgh, Msb,) whereas he is her maintainer: (IAmb:) Jereer says, كُلُّ الأَرَامِلِ قَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهَا فَمَنْ لِحَاجَةِ هٰذَا الأَرَمَلِ الذَّكَرِ (M, TA,) or هٰذِى الأَرَامِلُ الخ; (S, Mgh; [in the former ascribed in one of my copies to an unnamed poet, and in the other, to El-Hotei-ah; but in the Mgh, to Jereer, as in the M;]) [i. e. All the widows, or these widows, thou hast accomplished their want; but who is there for the want of this male widowed person]; meaning thereby himself. (M, TA.) It is said that, if one bequeath his property to the أَرَامِل, some of it is to the men whose wives have died: (Mgh:) IB says, on the authority of IKt, that when a man says, “This property is for the أَرَامِل,” it is for the men and the women, because الأَرَامِلُ applies to the males and the women; but he adds, IAmb says that it is to be given to the women exclusively of the men, because الارامل generally applied to the women. (TA. [This is cited in the TA as though relating to ارامل as meaning مَسَاكِين: but IAmb evidently uses it here as applying to women whose husbands have died; and this is its predominant meaning.]) b3: It is also applied to a [lizard of the kind called] ضَبّ, in the following saying of a rájiz, أُحبُّ أَنْ أَصْطَادَ ضَبًّا سَحْبَلَا رَعَى الرَّبِيعَ وَالشِّتَآءَ أَرْمَلَا (T, TA,) meaning [I love to hunt out, or catch, a large ضبّ, that has pastured during the autumn and the winter,] having no female, so that he may be fat. (TA.) b4: And one says also عَامٌ أَرْمَلُ (ISk, T, S, M, K) and سَنَةٌ رَمْلَآءُ (ISk, T, S, M) meaning (tropical:) A year of little rain (ISk, T, S, M, K, TA) and of little good or benefit. (T, M, K, TA.) A2: Also i. q. أَبْلَقُ [i. e. Black and white: or white in the kind legs as high as the thighs]: (AA, T:) or a sheep or goat of which all the legs are black: fem. رَمْلَآءُ: (A 'Obeyd, S:) or the latter is applied to a ewe as meaning of which the legs are black, the rest of her being white. (Az, T, M, K.) أَرْمَلَةٌ as fem. of أَرْمَلُ, and as an epithet applied to a pl. number of persons: see the next preceding paragraph in five places.

أُرْمُولَةٌ, as an epithet applied to a boy, or young man, (غُلَامٌ, Lth, T, Ibn-'Abbád, K,) i. q. ↓ أَرْمَلُ [as meaning Poor, needy, or the like]; (Ibn-'Abbád, K;) accord. to Lth, (T, TA,) i. q. زَارَهْ [i. e. abject] in Persian: (T, M, TA: [but in two copies of the T زَاذَهْ; and in the TT, as from the M, زَازَهْ:]) but Az says, I know not الأُرْمُولَةُ, nor the Persian rendering thereof. (T.) A2: Also The stump (جُذْمُور) of the [plant, or tree, called]

عَرْفَج: pl. أَرَامِلُ and أَرَامِيلُ: (K:) or أَرَامِلُ العَرفَجِ signifies the stocks, or stems, (أُصُول, [but this sometimes means stumps, as well as roots, &c.,]) of the عرفج. (M.) مُرْمَلٌ: see مَرْمُولٌ.

مُرْمِلٌ A man whose provisions, or travellingprovisions, are exhausted, or consumed. (A'Obeyd, T.) See also أَرْمَلُ, first sentence.

A2: See also المُرَمِّلُ.

مِرْمَلٌ A small قَيْد [i. e. shackle or pair of shackles]. (IAar, T, K.) طَعَامٌ مُرَمَّلٌ [Food, or wheat,] into which sand (الرَّمْل) has been thrown. (TT, as from the T.) And خَبِيصٌ مُرَمَّلٌ [A mess of dates and clarified butter mixed together] into which dust, or earth, and sand, have been put: (so in a copy of the T: [but this seems to be a mistake, occasioned by the omission of what here follows:]) [or] such as has been much stirred about and turned over (K, TA, and so in the TT, as from the T) [app. with coarse flour (see جَرِيشٌ)] so that it has complicated streaks. (TA, and so in the TT, as from the T.) b2: And كَلَامٌ مُرَمَّلٌ (tropical:) [Speech, or language, adulterated, corrupted, or] rendered unsound, or untrue: like طَعَامٌ مُرَمَّلٌ. (TA.) المُرَمِّلُ The lion; [app. because he smears his prey with blood;] as also ↓ المُرْمِلُ. (O, K.) مَرْمُولٌ A mat woven [of palm-leaves or the like (see 1)]; as also ↓ مُرْمَلٌ. (A 'Obeyd, T, TA.) يَرْمُولٌ Palm-leaves (خُوصٌ) woven together. (K, * TA.)
رمل
الرَّمْلُ: م مَعْرُوفٌ، مِن التُّرابِ، وَاحِدُهُ رَمْلَةٌ كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَقَالَ غيرُه: القِطْعَةُ مِنْهَا رَمْلَةٌ، وَبهَا سُمِّيَتْ رَمْلَةُ ابْنةُ أبي سُفْيانَ أُمُّ المُؤْمِنين أُمُّ حَبِيبَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، ورَضِيَ عَنْهَا، وأُمُّها صَفِيَّةُ ابنةُ أبي العَاصِ، عَمَّةُ عُثْمانَ، هاجَرَتْ إِلَى الحَبَشَةِ معَ زَوْجِها عبيدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ فتَنَصَّرَ، وماتَ بالحَبَشَةِ، وزَوَّجَها النَّجاشِيُّ من رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، وأَرْسَلَها، وأَمْهَرَها أرْبَعَمائةِ دِينَارٍ، وغَيْرُها كرَمْلَةَ بنتِ شَيْبَةَ، وابْنَةَ عَبدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، وابْنَةِ أبي عَوْفٍ السَّهْمِيَّةِ، وابْنَةِ الوَقيعَةِ الغِفَارِيَّةِ، ولَهُنَّ صُحْبَةٌ. ج: رِمَالٌ، يُقال: حَبَّذَا تِلْكَ الرَّمالُ الْعُفْرُ، والبِلادُ القفْرُ، وأَرْمُلٌ، بضَمِّ المِيمِ، قَالَ العَجَّاجُ: يَقْطَعْن عَرْضَ الأَرْضِ بالتَّمَحُّلِ جُوْزَ الْفَلاَ مِن أَرْمُلٍ فأَرْمُلِ ورَمَلَ الطَّعامَ، يَرْمُلُه، رَمْلاً: جَعَلَ فِيهِ الرَّمْلَ، عَن ابْن عَبَّادٍ، ورَمَلَ الثَّوْبَ، ونَحْوَهُ: لَطَخَهُ بالدَّمِ، ذكَرهما مِن حَدِّ نَصَرَ، والفَصِيحُ فيهمَا التَّشْدِيدُ، كَمَا سيأْتِي. ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُلُهُ، رَقَّقَهُ، كأَرْمَلَهُ، ورَمَّلَهُ، ورَمَلَ السَّرِيرَ، أَو الْحَصِيرَ، يَرْمُلُهُ رَمْلاً: زَيَّنَهُ بالْجَوْهَرِ، ونَحْوِهِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ رَمَلْتُ الحَصِيرَ، وأَرْمَلْتُهُ، فَهُوَ مَرْمُولٌ، ومُرْمَلٌ: إِذا نَسَجْتُه، وسَفَفْتُه، قَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:
(إِذا تَجاهَدَ سَيْرُ القَوْم فِي شَرَكٍ ... كَأنَّهُ شَطَبٌ بالسَّرْوِ مَرْمُولُ)
ورَمَلَ السَّرِيرَ، رَمْلاً: إِذا رَمَلَ شَرِيطاً، أَو غَيْرَهُ، فجَعَلَهُ ظَهْراً لَهُ، كأَرْمَلَهُ، قَالَ الشاعرُ:
(إذْ لَا أَزالُ عَلى طَرِيقٍ لاَحِبٍ ... وكأنَّ صَفْحَتَهُ حَصِيرٌ مُرْمَلُ)
وَقَالَ ابنُ قُتيبَةَ: رَمَلْتُ السَّرِيرَ، وأَرْمَلْتُهُ: إِذا نَسَجْتُهُ بشَرِيطٍ مِن خُوصٍ أَو لِيفٍ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ: كأنَّ نَسْجَ العَنْكبُوتِ المُرْمَلِ)
ورَمَلَ فُلاَنٌ، رَمَلاً، وَرَمَلاناً مُحَرَّكَتَيْنِ، ومَرْمَلاً، بالفَتْحِ: هَرْوَلَ، وَهُوَ دُونَ المَشْيِ وفَوْقَ العَدْوِ، وَذَلِكَ إِذا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ، وهَزَّ مَنْكِبَيْهِ، وَهُوَ فِي ذَلِك لَا يَنْزُو، والطَّائِفُ بالبَيْتِ يَرْمُلُ رَمَلاناً اقْتِداءً بالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، وبأصْحابِه، وَذَلِكَ بأَنَّهم رَمَلُوا لِيَعْلَمَ أهْلُ مَكَّةَ أنَّ بهم قُوًَّةً، وأَنْشَدَ الْمُبَرَّدُ: نَاقَتُه تَرُمُلُ فِي النِّقالِ مُتْلِفُ مَالٍ ومُفِيدُ مَالِ وَفِي حديثِ، عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ: فِيمَ الرَّمَلانُ والْكَشْفُ عَن الْمَناكِبِ وَقد أَطَّأَ اللهُ الإِسْلاَمَ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: يكثُر مَجِيءُ المَصْدَرِ عَلى هَذَا الوَزْنِ فِي أَنْواعِ الحَرَكَةِ، النَّزَوَانِ، والنَّسَلانِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِك، وحَكى الحَرْبِيُّ فِيهِ قَوْلاً غَرِيباً، قَالَ: إنَّه تَثْنِيَةُ الرَّمَلِ، وَلَيْسَ مَصْدَراً، أرادَ بهما الرَّمَلَ والسَّعْيَ، قَالَ: وَجَاز أنْ يُقال للرَّمَلِِ والسَّعْيِ: الرَّمَلانِ، لأنَّه لَمَّا خَفَّ اسْمُ الرَّمَلِ وثَقُلَ اسْمُ السَّعْي غُلِّبَ الأَخَفُّ، فَقيل: الرَّمَلان، قَالَ: وَهَذَا القَوْلُ من ذَلِك الإمامِ كَمَا تَراهُ وقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ فِيهِ مَا قَالَ يَشْهَدُ بِخِلاَفِهِ، لأَنَّ رَمَلَ الطَّوافِ هُوَ الَّذِي أَمَرض بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم أصْحابَه فِي عُمْرَةِ القَضاءِ، لِيُرِيَ المُشْرِكينَ قُوَّتَهُم، حيثُ قَالُوا: وَهَنَتْهم حُمَّى يُثْرِبَ، وَهُوَ مَسْنُونٌ فِي بَعْضِ الأطوافِ دُونَ بَعْضٍ، وأمَّا السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ فَهُوَ شِعارٌ قَدِيمٌ من عَهْدِ هاجَرَ أُمِّ إسْماعيلَ عَلَيْهِمَا السلامُ، فَإِذا المُرادُ بقَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ: رَمَلانُ الطَّوافِ وَحْدَه، الَّذِي سُنَّ لأجْلِ الكُفَّارِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ شَرَحَهُ أهْلُ العِلْمِ، لَا خِلافِ بيْنهم فِيهِ، فَلَيْسَ للتَّثْنِيَةِ وَجْهٌ. والرَّمَلُ فِي العَرُوضِ منهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والظَّاهِرُ أنَّ فِي العِبارِةِ سَقْطاً، صَوابُهُ ضَرْبٌ مِنْهُ، أَو جِنْسٌ مِنْهُ، أَو أنَّ المُرادَ مَأْخُوذٌ مِن رَمَلَ رَمَلاً، وَوَزْنُه فاعلاتن سِتَّ مَرَّاتٍ، قَالَ: لَا يُغْلَبُ النَّازِعُ مَا دَامَ الرَّمَلْ ومَن أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَلْ وَقد نَظَمَُه شيخُنا المرحومُ عبدُ اللهِ الشَّبْرَاوِيُّ، فَقَالَ:
(قد رَمَلْتُ القَوْلَ فِيهِ طائِعاً ... بالهَوَى حَتَّى غَدَا شَرْحِي طَوِيلْ)

(فاعِلاتُنْ فاعلاتن فاعِلُنْ ... ليتَ شِعْرِي هَل إليْه مِن سَبِيلْ)
ولبَعْضِ أصٍ حابِنا:)
(قد رَمَلْتُ الوَصْفَ فِيهِ قَائِلا ... إِذْ بَدا الهِنْدِيُّ مِن أهْدابِهِ)

(فاعِلاتُنْ فاعلاتن فاعِلُنْ ... قُلْ هُوَ الرَّحمنُ آمَنَّا بِهِ)
وَفِي المُحْكَمِ: الرَّمَلُ مِن الشِّعْرِ: كُلُّ شِعْرٍ مَهْزُولٍ، غيرَ مُؤْْتَلِفِ البِناءِ، وَهُوَ مِمَّا تُسَمِّى العَرَبُ مِن غَيْرِ أنْ يَحُدُّوا فِي ذَلِك شَيْئاً، نَحْو قولِه:
(أَقْفَرَ مِن أَهْلِهِ مَلْحُوبُ ... فالْقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ)
قَالَ: وعامَّةُ المَجْزُوءِ يَجْعَلُونَه رَمَلاً، كَذَا سُمِعَ من العَرَب، قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ: قولُه: وَهُوَ مِمَّا تُسَمِّي العربُ مَعَ أنَّ كُلَّ لَفْظَةٍ ولَقَبٍ اسْتَعْمَلَهُ العَرُوضِيُّونَ فَهُوَ مِن كلامِ العربِ، تَأْوِيلُهُ إِنَّما اسْتَعْمَلَتْهُ فِي المَوْضِعِ الَّذِي اسْتَعْمَلهُ فِيهِ العَرُضِيُّن، وليسَ مَنْقولاً عَن مَوْضِعِه، لَا نَقْلَ العَلَمِ وَلَا نَقْلَ التَّشْبيهِ، أَلا تَرَى أنَّ العَرُوضِ، والمِصْراعَ، والقَبْضَ، والعَقْلَ، وغيرَ ذَلِك من الأسْماءِ الَّتِي اسْتَعْمَلَها أصحابُ هَذِه الصِّناعةِ، قد تَعَلَّقَتِ العربُ بهَا، وَلَكِن لَيْسَ فِي المَواضِعِ الَّتِي نَقَلها أهلُ هَذَا العِلْمِ غليها، إنَّما العَرُوضُ الخَشَبَةُ، الَّتِي فِي وَسَطِ البَيْتِ المَبِنِيِّ لَهُم، والمِصْراعُ أَحَدُ صِفْقَي البابِ، فنُقِلَ ذَلِك ونَحْوُه تَشْبِيهاً، وأمَّا الرَّمَلُ فإنَّ العربَ وَضَعَتْ فِيهِ اللَّفْظَةَ نفسَها، عبارَة عندَهم عَن الشِّعرْ الَّذِي وَصَفَهُ باضْطِرابِ البِنَاءْ والنُّقْصان عَن الأَصْلِ، فعَلى هَذَا وَضَعَهُ أهلُ هَذِه الصِّناعَةِ، وَلم يَنْقُلُه نَقْلاً علَمِيَّاً، وَلَا نَقْلاً تَشْبِيهِاً، قَالَ: وبالجُمْلَةِ فإنَّ الرَّمَلَ: هُوَ كُلُّ مَا كَانَ غَيْرَ الْقَصِيدِ مِن الشِّعْرِ، وغيرَ الرَّجَزِ، انْتَهى نَصُّ ابنِ جِنِّي. والرَّمَلُ الْقَلِيلُ مِنَ المَطَرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَطَرُ الضَّعِيفُ، وأَصابَهُم رَمَلٌ من مَطَرٍ: أَي قليلٌ، قَالَ شَمِر: لم أسْمَعْ الرَّمَلَ بِهَذَا المَعْنَى إِلاَّ لِلأُمَوِيِّ، والجمعُ أَرْمَالٌ. والرَّمَلُ: الزِّيَادَةُ فِي الشَّيْءِ.
والرَّمَلُ: خُطُوطٌ فِي قَوائِمِ الْبَقَرَةِ الْوَحشِيَّةِ، مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ لَوْنِها، واحدتُه رَمَلَةٌ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(كَأنَّها بَعْدَ مَا جَدَّ النَّجاءُ بهَا ... بالشَّيِّطَيْنِ مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلاَ) ومِن المَجاز: أَرْمَلُوا: إِذا نَفِدَ زَادُهم، عَن أبي عُبَيْدٍ، وَمِنْه حديثُ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ: كُنَّا مَعَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم فِي غَزَاةٍ، فأرْمَلْنَا، وأَنْفَضْنَا، وأَصْلُه مِن الرَّمْلِ، كأَنَّهُم لَصِقُوا بالرَّمْلِ، كأَدْقَعُوا مِن الدَّقْعَاءِ، وأَرْمَلُوهُ، أَي الزَّادَ: أَنْفَدُوهُ، قَالَ السُّلَيْكُ:
(إِذا أرْمَلُوا زَاداً عَقَرْتُ مَطِيَّةً ... تَجْرُّ بِرِجْلَيْها السَّرِيحَ المُخَدَّمَا)
وأَرْمَلَ الْحَبْلَ: طَوَّلَهُ، وَكَذَلِكَ القَيْدَ، إِذا طَوَّلَهُ ووَسَّعَهُ، يُقالَ: أَرْمَلَ لَهُ ف قَيْدِهِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
وأَرْمَلَ السَّهْمُ: تَلَطَّخَ بالدَّمِ، فَبَقِيَ أَثَرُهُ فِيهِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. ومِن المَجازِ: أَرْمَلَتِ الْمَرْأَةُ: صارتْ) أَرْمَلَةً مِن زَوْجِها، وَلَا يكونُ إَِّ مَعَ حَاجَةٍ، كَمَا فِي الأَساسِ، كَرَمَّلَتْ، تَرْمِيلاً، وَهَذِه عَن شَمِر، ورَجُلٌ أَرْمَلٌ، وامْرَأَةٌ أَرْمَلَةٌ، خالَف اصْطِلاحَهُ هُنَا، لِما قيل إنَّ الأَرْمَلَةَ أصلٌ فِي النِّساءِ، وَقيل: خَاصٌّ بِهِنَّ، أَو أَكْثَرِيٌّ فِيهِنَّ، كَمَا سَيَأْتِي: مُحْتَاجَةٌ أَو مِسْكِينَةٌ، ج أَرَامِلُ، وأَرَامِلَةٌ كَسَّرُوه تَكْسِيرَ الأَسْماءِ لِقِلَّتِهِ، ويُقال للْفَقِير الَّذِي لَا يَقْدِرُ علَى شَيْءٍ من رَجُلٍ أَو امْرأَةٍ: أَرْمَلَةٌ، والأَرامِلُ: المَساكِينُ. وحكَى ابنُ بَرِّيٍّ عَن ابنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: إِذا قَالَ الرجلُ: هَذَا المالُ لأَرامِلِ بني فُلانٍ، فَهُوَ للرِّجالِ والنِّساءِ، لأَنَّ الأَرامِلَ يَقَعُ علَى الذُّكُورِ والنِّساءِ، قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأَنبارِيِّ: يُدْفَعُ للنِّساءِ، دُونَ الرِّجالِ، لأَنَّ الغالبَ علَى الأَرامِلِ أنَّهُنَّ النِّساءُ، وإنْ كَانُوا يَقُولُون: رجلٌ أَرْمَلٌ، كَمَا أنَّ الغالِبَ علَى الرِّجالِ أنَّهم الذّكورُ دونَ الإناثِ، وإنْ كَانُوا يَقُولُونَ: رَجُلَة، وَفِي شِعْرِ أبي طالِبٍ، يَمْدَحُ سَيِّدَنا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: ثِمالُ الْيَتامَى عِصْمَةٌ للأَرَامِلِ قَالَ: الأَرامِلُ المَساكِينُ مِن نِساءٍ ورِجالٍ. قَالَ: ويُقال لكُلِّ وَاحِدٍ من الفَرِيقَيْن علَى انْفِرادِهِ: أَرامِل، وَهُوَ بالنِّساءِ أَخَصُّ، وأَكْثَرُ اسْتِعمالاً. والأَرْمَلُ: الْعَزَبُ، وَهُوَ الَّذِي ماتَتْ زَوْجَتُهُ، أَو الَّذِي لَا امْرَأَةَ لَهُ، وَهِي بِهَاءٍ وَكَذَلِكَ: رَجُلٌ أَيِّمٌ، وامْرَأةٌ أَيِّمَةٌ، أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ:
(لِيَبْكِ عَلى مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَّفَعٌ ... وأَرْمَلٌ تُزْجِى مَعَ اللّيْلِ أَرْمَلاَ)
وأنْشَدَ ابنُ قُتَيْبَةَ شاهِداً علَى الأَرْمَلِ قَوْلَ الرَّاجِزِ: أُحِبُّ أَن أصْطادَ ضَبّاً سَحْبَلاَ رَعَى الرَّبِيعَ والشِّتاءَ أَرْمَلاَ فإِنَّه أرادَ ضَبّاً لَا أُنْثَى لَهُ، ليكونَ سَمِيناً. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ: شَيْخٌ أَرْمَلٌ، إلاَّ أنْ يَشاءَ شاعِرٌ فِي تَمْلِيحِ كَلامِه. وَقَالَ ابنُ جِنِّيٍّ: قَلَّما يُسْتَعْمَلُ الأَرْمَلُ فِي المُذَكَّرِ، إِلاَّ عَلَى التَّشْبِيهِ والمُغالَطَةِ قَالَ جَرِيرٌ:
(كُلُّ الأَرَامِلِ قد قَضّيْتَ حاجَتَها ... فمَنْ لِحاجَةِ هَذَا الأَرْمَلَ الذَّكَرِ)
يُرِيدُ بذلك نَفْسَه. وَقَالَ ابنُ الأَنْبارِيِّ: الأَرْمَلَةُ: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوْجَها، سُمِّيَتْ أَرْمَلَةً لِذَهابِ زَادِها، وفَقْدِها كَاسِبها، ومَن كَانَ عَيْشُها صَالحا بِهِ، قَالَ: وَلَا يُقال للرَّجُل إِذا مَاتَت امْرَأَتُه: أَرْمَلٌ، إِلاَّ فِي شُذُوذٍ، لأنَّ الرَّجُلَ لَا يَذْهَبُ زادُهُ بمَوْتِ امْرَأَتِهِ، إذْ لم تَكنْ قِيِّمَةً عليْه، والرَّجُلُ قَيِّمٌ عليْها وتَلْزَمُهُ مُؤْنَتُها، وَلَا يَلْزَمُهَا شَيٌْ مِن ذَلِك. أَوْ لَا يُقَالُ لِلْعَزَبَةِ الْمُوسِرَةِ أَرْمَلَةٌ، عَن ابنِ) بُزُرْجٍ. وَمن المَجازِ: الأَرْمَلُ: مِن الأَعْوامِ: الْقَلِيلُ الْمَطَرِ، يُقال: عامٌ أَرْمَلُ، وسَنةٌ رَمْلاءُ، جَدْبَةٌ قليلةُ المَطَرِ، والخيرِ، والنَّفْعِ.مُصَغَّراً، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى هَذِه الرَّمْلَةِ الَّتِي ذُكِرَتْ، رَحَلَ إِلَى العِرَاقِ، والشَّامِ، ومِصْرَ، فأَكْثَرَ عَن أَصْحابِ المُخَلِّصِ، ورجَع إلَى القُدْسِ، فدَرَّسَ فِقْهَ الشَّافِعِيَّةِ إَلَى أَن قُتِلَ شَهِيداً، مُقْبِلاً غَيْرَ فَارّ، عِنْدَ اسْتِيلاء الإِفْرَنْجِ لَعَنَهم اللهُ تَعَالَى، فِي سنة. ونَعْجَةٌ رَمْلاَُ: سَوْدَاءُ الْقَوَائِم كُلِّها، وسَائِرُها أبْيَضُ، وَقَالَ أبُو عُبَيْدٍ: الأَرْمَلُ مِن الشَّاءِ: الَّذِي اسْوَدَّتْ قَوَائِمُهُ كُلُّها، والأُنْثَى رَمْلاءُ. والْمُرَمِّلُ، كمُحَدِّثٍ، ومُحْسِنٍ: الأَسَدُ، كَمَا فِي العُبابِ. والمِرْمَلُ، كمنْبَرٍ: الْقَيْدُ الصَّغِيرُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. واليَرْمُولُ:)
الخُوصُ الْمَرْمُولُ، أَي المَسْفُوفُ المَنْسُوجُ. ورُمَالُ الْحَصِيرِ، كغُرَابٍ، مارُمِلَ، أَي نُسِجَ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ونَظِيرُهُ الحُطامُ، والرُّكامُ، لِمَا حُطِمَ ورُكِمَ، وَقَالَ غيرُه: أَي مَرْمُولُهُ، كالخَلْقِ بمَعْنَى المَخْلُوقِ، وَمِنْه الحَدِيث: وَإِذا هُوَ جَالِسٌ علَى رُمَالِ حَصِيرٍ قد أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَفِي رِوَايةٍ: سَرِيرٍ، والمُرادُ بِهِ أنَّهُ كَانَ السِّرِيرُ قد نُسِجَ وجْهُهُ بالسَّعَفِ، وَلم يَكُنْ عَلَيْهِ وِطَاءٌ سِوَى الْحصيرِ. وخَبيصٌ مُرَمَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: إِذا كَثُرَ عصْدُه ولَيُّهُ، حَتَّى يَصِيرَ ذَا طَرائِقَ مَوْضُونَةٍ، وَفِي بعضِ النّسخ: ولَتُهُ. وأَرْمَلُولٌ، كعَضْرَفُوطٍ: د بالمَغْرِبِ، فِي طَرَفِ أَفْرِيقيَّةَ، قُرْبَ طُبْنَة.
وتُرَامِلُ، بِالضَّمِّ: وَادٍ، ويَرْمَلُ، كيَمْنَعُ: ع، فِي قَوْلِ الرَّاعِي:
(حَتَّى إِذا حَالَتِ الأَرْحاءُ دُونَهُمُ ... أَرْحاءُ يَرْمَلَ كَلَّ الطَّرْفُ أَو بَعُدُوا)
وروى ابنُ حَبِيب: أرْحاءُ أرْمُلَ حَارَ الطَّرْفُ. ويَرْمَلَةُ: نَاحِيَةٌ بالأَنْدَلُسِ، من نَواحِي قَبْرَةَ. وَقَالَ ابْن، ُ عَبَّادٍ: غُلاَمٌ أُرْمُولَةٌ، أَي أَرْمَلُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: قَوْلُهم غُلامٌ أُرْمُولَةٌ، كَقُولِهم بالفارِسِيَّةِ: زاذهْ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ، لَا أَعْرِفُ الأُرْمُولَةَ عَرَبِيَّتَها وَلَا فَارِسِيَّتَها. والرُّمَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ثَلاثَةُ مَوَاضِعَ، أَشْهَرُها رُمَيْلَةُ مِصْرَ. ورُمَيْلَةُ: اسْمٌ. وَمن الْمجَاز: التَّرْمِيلُ فِي الكَلامِ، أَن لَا يكون صَحِيحاً، مِثْلُ التَّزِييفِ، يُقالُ: كَلامٌ مُرَمَّلٌ، مِثْلُ طَعامٍ مُرَمَّلٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَمَّلَ الطَّعامَ، تَرْمِيلاً: جَعَلَ فِيهِ الرَّمْلَ، وَمِنْه حديثُ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ: أَمَرَ أنْ تُكْفَأَ القُدُورُ، وأنْ يُرَمَّلَ اللَّحْمُ بالتُّرابِ، أَي يُلتَّ بِهِ لِئَلاَّ يُنْتَفَعَ بِهِ. ورَمَّلَ الثَّوْبَ، ونَحْوُهُ: لَطَّخَهُ بالدَّمِ، وارْتَمَلَ: تَلَطَّخَ، وارْتَمَلَ السَّهْمُ: أَصابَهُ الدَّمُ، فَبَقِيَ أَثَرُهُ فِيهِ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ سهاماً: مُحْمَرَّةُ الرَّيشِ علَى ارْتِمَالِهَا مِنْ عَلَقٍ اقْبَلَ فِي شِكَالِهَا ويُقالُ: رُمِّلَ فُلانٌ بالدَّمِ، وضُمِّخَ بِهِ، وضُرِّجَ بِهِ كُلُّهُ إِذا لُطِّخَ بِهِ، وَقد تَرَمَّلَ بِدَمِهِ، قَالَ جَدُّ حَاتِمٍ الطَّائِيّ: إِذا بَنِيَّ رَمَّلُونِي بِالدَّمِ مَنْ يَلْقَ آسَادَ الرِّجال يُكْلَمِ ومَنْ يَكْنُ دَرْءٌ بهِ يُقَوَّمِ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أخْزَمِ والرَّوامِلُ: نَواسِجُ الْحَصِير، الواحدةُ رَامِلَةٌ. ويُقالُ لِلضَبُعِ: أُمُّ رِمَالٍ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.)
والأَرْمَلُ: الأَبْلَقُ، عَن أبي عَمْرٍ و. والرّمِيلَةُ: كَسَفِينَةٍ: الأَرْضُ المَمْطُورَةُ بالرَّمَلِ، وَهُوَ القليلُ مِن الْمَطَرِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. وَبهَا أَرْمَالٌ مِنَ الإبِلِ: أَي رَفَضٌ مُتَفَرِّقَةٌ. وأَرْمَلَ الشاعرُ: مِنَ الرَّمَلِ، كأَرْجَزَ، مِنَ الرَّجزِ. وأَرْمَلَ لَهُ فِي قَيْدِهِ: إِذا وَسَّعَ. وارْتَمَلَتْ فُلانَةُ فِي بَنِيها: إِذا أقامَتْ عليْهِم وَقد ماتَ زَوْجُها. وأَرْمَئِيلُ، بالفَتْحِ: مَدينَةٌ كَبيرةٌ، بَيْنَ مُكْرانَ والدَّيْبُل، مِنْ أَرْضِ السِّنْدِ، بَيْنَها وبينَ البَحْرِ نِصْفُ فَرْسَخٍ، فِي الإقْلِيمِ الثَّانِي. والرَّمْلُ، بالفَتْحِ: عِلْمٌ مَعْرُوفٌ، وصاحِبُه رَمَّالٌ، كشَدَّادٍ. وكزُبَيْرٍ: رُمَيْلُ بنُ دِينَارٍ، شاعرٌ إِسلاَمِيٌّ. ورَامِلٌ، ويَرْمُولٌ: اسْمانِ.
باب الرّاء والّلام والميم معهما ر م ل مستعمل فقط

رمل: الرَّمْلُ: معروفٌ، والجميع: رمال، والقطعة منه: رملة. وأَرْمَلَ القَوْمُ: فني زادُهم. ورمّلتُ الثّوبَ: لطخته لَطخاً شديداً. ورمّلتُ الطَّعامَ ترميلاً: جعلت فيه رَملاً وتُرابا. والأرملة: التّي مات زَوْجُها، ولا يقال: شيخٌ أرملُ إلاّ أن يشاء شاعر في تمليح كلامه، كقول جرير:

هذي الأراملُ قد قضَّيتَ حاجتها ... فَمَنْ لحاجةِ هذا الأَرْمَلِ الذَّكَرِ

يعني بالأرمل: نَفْسَه. وغلامٌ أرمولة، كقولك بالفارسيّة: زاذه. وأَرْملت النَّسْجَ، إذا سخَّفْتَهُ تسخيفاً، ورَقَّقْته، قال:

كأنّ نَسْج العُنْكَبُوتِ المُرْمَلِ

ورَمَلْتُ الحصير: نَسَجْته. ورَمَلْتُ السَّرير: زينته بالجوهر ونحوه. والرّوامل: نَواسِجُ الحُصُر. والرَّمَلانُ والرَّمَل واحد، وهو فَوْقَ المَشْي ودون العَدْو. والرَّمَل: ضَرْبٌ من الشِّعْر يَجِيءُ على: فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.

شعر

(ش ع ر) : (الشِّعَارُ) خِلَافُ الدِّثَارِ وَالشِّعَارُ وَالشَّعِيرَةُ الْعَلَامَةُ (وَمِنْهُ) أَشْعَرَ الْبَدَنَةَ أَعْلَمهُ أَنَّهُ هَدْيٌ (وَشِعَارُ الدَّمِ) الْخِرْقَةُ أَوْ الْفَرْجُ عَلَى الْكِنَايَةِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا عَلَمٌ لِلدَّمِ (وَالشِّعَارُ) فِي الْحَرْبِ نِدَاءٌ يُعْرَفُ أَهْلُهَا بِهِ (وَمِنْهُ) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - جَعَلَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَشِعَارَ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَشِعَارَهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ حم لَا يُنْصَرُونَ» وَهُمَا الْحَرْفَانِ اللَّذَانِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ السَّبْعِ وَلِشَرَفِ مَنْزِلَتِهِمَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى نَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّ ذِكْرَهُمَا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ الرَّحْمَةِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ (وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ) جَبَلٌ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَاسْمُهُ قُزَحُ يَقِفُ عَلَيْهِ الْإِمَامُ وَعَلَيْهِ الْمِيقَدَةُ.
شعر: (اشك وآهم دو كواه اند بيا محكمه ... دلّ من بردي وانكار جرا ميدارى)
(شعر) : مصدرُ شَعرْت بالشَّيء شِعْرَةٌ وشَعْرَةٌ وشُعُورٌ، كالشِّعْرِ والشِّعرى، والمَشْعُورِ، والمَشْعَورةِ.
(شعر)
فلَان شعرًا قَالَ الشّعْر وَيُقَال شعر لَهُ قَالَ لَهُ شعرًا وَبِه شعورا أحس بِهِ وَعلم وَفُلَانًا غَلبه فِي الشّعْر وَالشَّيْء شعرًا بَطْنه بالشعر يُقَال شعر الْخُف وَشعر الميثرة

(شعر) شعرًا كثر شعره وَطَالَ فَهُوَ أشعر وَهِي شعراء (ج) شعر وَهُوَ شعر أَيْضا

(شعر) فلَان شعرًا اكْتسب ملكه الشّعْر فأجاده
(شعر) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "فدخَلَ رَجلٌ أَشعَرُ".
: أي كَثير الشَعْر. وقيل: طَويلُه.
- وفي الحديث : "حتى أَضَاء لىِ أشْعَرُ جُهَيْنة".
وهو اسم لجَبَل لهم. والأَشْعَر: الذي يُنسَب إليه. قيل: اسمُه نَبْت وُلِدَ أَشْعَر، فسُمِّى به.
- في الحديث: "أَتانِي آتٍ فشَقَّ من هَذِه إلى هَذِه، يعني من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شِعْرته".
الشِّعْره: مَنْبت الشَّعْر من العانَة، وقيل: هي شَعْر العَانَة.
- في حديث أُمِّ سَلَمة، رضي الله عنها: "أنها جَعَلَت شَعائِرَ الذَّهَب في رقَبَتِها".
قال الحربي: أَظنُّه ضَربًا من الحَلْى.
وقال غيره: هي أَمثَال الشَّعِير من الحَلْى.
في الحديث : "أَنَّه أَشعَر هَدْيَه". الإشعار: أن تُطعَن البَدنةُ في سَنامِها حتى يَسِيل دَمُها.
وأشعَره سِنَاناً: أَلزقَه به. والإشعار: إلزاقُك الشيءَ بالشيءِ.
- وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ الجُهَنِىّ: "قالت للحَسَن: إنك أَشعَرْت ابنىِ في الناس".
: أي شَهَّرتَه، أَخذَه من إشعْار البَدَنةِ وهو طَعْنُها كأنّه شَهَرَه بالبِدعَةِ، فَصَارت له كالطَّعْنةِ في البَدنَة.
- في حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه، "شَهِدتُ بَدراً ومالى غَيرُ شَعْرَة واحدةٍ، ثم أَكْثَر الله لىِ، من اللِّحَى بَعدُ".
قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، في إملائِه: "أي مَالِى إلا ابنَةٌ واحدةٌ، ثم أكْثَر الله تَعالَى من الوَلَد بَعْدُ".

شعر


شَعَرَ(n. ac. شَعْر
شَعْرَة
شَعْرَى
شِعْر
شِعْرَة
شِعْرَى
شُعْرَة
شُعْرَى
شَعَر
شُعُوْر
شُعُوْرَة
مَشْعُوْر

مَشْعُوْرَة مَشْرُوْرَآء )
a. [Bi], Became aware, cognizant of; perceived, noticed
observed, remarked; knew, heard of.
b.(n. ac. شَعْر
شِعْر), Wrote, composed verses; versified, poetized.

شَعِرَ(n. ac. شَعَر)
a. Was hairy, shaggy.

شَعُرَ
a. see I
شَعَرَ
above.

شَعَّرَa. Was hairy, shaggy.
b. Trimmed, lined with fur.

شَاْعَرَa. Vied, competed with in versification.
b. Touched; slept with.

أَشْعَرَa. Informed, apprised, told of.
b. Wounded; marked.
c. Clad with ( an under-garment ).
d. see II (a) (b).
تَشَعَّرَa. see II (a)
تَشَاْعَرَa. Passed himself off for a poet.

إِسْتَشْعَرَa. see II (a)b. Put on (under-garment).
c. Apprehended, feared.

شَعْر
(pl.
شِعَاْر شُعُوْر
أَشْعَاْر)
a. Hair; fur.

شَعْرَةa. A hair.

شَعْرِيَّة
a. [ coll. ], Latticework, trellis;
wire-work, grating.
شِعْر
(pl.
أَشْعَاْر)
a. Knowledge, cognizance; perception; sensation
feeling.
b. Poetry, verse; poem.

شِعْرَةa. Pubes.

شِعْرَىa. Sirius, dog-star.
b. Dog-days.

شَعَرa. see 1
شَعَرَةa. see 1t
شَعِرa. see 14
أَشْعَرُ
(pl.
شُعْر)
a. Hairy, shaggy.

مَشْعَر
(pl.
مَشَاْعِرُ)
a. Sense (bodily).
b. Thicket, grove.

شَاْعِر
(pl.
شُعَرَآءُ)
a. Poet.

شَعَاْرa. Vegetation.
b. Thicket, jungle; copse; grove.

شِعَاْر
(pl.
شُعُر
أَشْعِرَة
15t)
a. Under-garment.
b. Horsecloth.
c. Mark, sign; badge, insignia.
d. Watchword, rallying-cry.
e. Rites, ceremonies.

شَعِيْرa. Barley.
b. Comrade, companion.

شَعِيْرَة
(pl.
شَعَاْئِرُ)
a. Grain of barley; barley-corn.
b. Knob, button ( on a sword ).
c. Rite, ceremony.

شَعِيْرِيَّة
a. [ coll. ], Vermicelli, macaroni
&c.
شُعُوْرa. Knowledge, understanding; consciousness.

شَعْرَاْنِيّa. see 14
N. P.
شَعڤرَa. Cracked.
b. Deranged, insane, half-witted.

شُوَيْعِر
a. Rhymster; poetaster.

شُعْرُوْر
a. Rhymster, versifier; poetaster.
شَعْر مُسْتَعَار
a. False-hair, wig.

لَيْتَ شِعْرِي
a. How I should like to know! Would that I knew!
ش ع ر

المال بيني وبينك شق الأبلمة وشق الشعرة. ورجل أشعر وشعراني: كثير شعر الجسد، ورجال شعر، ورأى فلان الشعرة: الشيب. والتقت الشعرتان، ونبتت شعرته: شعر عانته. وأشعر خفّه وجبته وشعرهما. وخف مشعر ومشعور: مبطن بالشعر. وميثرة مشعرة: مظهرة بالشعر. وأشعر الجنين. نبت شعره. وما أحسن ثنن أشاعره وهي منابتها حول الحوافر. وعليه شعار عليهم شعر، وأشعره: ألبسه إياه فاستشعره. وشعرت المرأة وشاعرتها: ضاجعتها في شعار. ولبني فلان شعار: نداء يعرفون به. وعظم شعائر الله تعالى وهي أعلام الحج من أعماله، ووقف بالمشعر الحرام. وما شعرت به: ما فطنت له وما علمته. وليت شعري ما كان منه، وما يشعركم: وما يدريكم. وهو ذكيّ المشاعر وهي الحواس واستشعرت البقرة: صوتت إلى ولدها تطلب الشعور بحاله. قال الجعدي:

فاستشعرت وأبى أن يستجيب لها ... فأيقنت أنه قد مات أو أكلا

وأشعر البدن. وأشعرت أمر فلان: علته معلوماً مشهوراً، وأشعرت فلاناً: جعلته علماً بقبيحة أشدتها عليه. وحملوا دية المشعرة، ودية المشعرة ألف بعير وهو الملك خاصة. وقد أشعر إذا قتل. وشعر فلان: قال الشعر، يقال: لو شعر بنقصه لما شعر. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ورعينا شعريّ الراعي: ما نبت منها بنوء الشعري.

ومن المجاز: سكين شعيرته ذهب أو فضة، وأشعرت السكين. وأشعره الهم، وأشعره شراً: غشيه به. واستشعر خوفاً. وقال طفيل:

وراداً مدمّاةً وكمتاً كأنما ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

ولبس شعار الهم. وداهية شعراء: وبراء. وجئت بشعراء: ذات وبر. وروضة شعراء: كثيرة العشب، وأرض شعراء: كثيرة الشعار بالفتح ذات شجر. وفلان أشعر الرقبة: للشديد يشبه بالأسد. وتقول: له شعر، كأنه شعر؛ وهو الزعفران قبل أن يسحق. قال:

كأن دماءها تجري كميتاً ... على لبّاتها شعر مدوف
ش ع ر: (الشَّعْرُ) لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَجَمْعُ الشَّعْرِ (شُعُورٌ) وَ (أَشْعَارٌ) الْوَاحِدَةُ (شَعْرَةٌ) . وَرَجُلٌ (أَشْعَرُ) كَثِيرُ شَعْرِ الْجَسَدِ وَقَوْمٌ (شُعْرٌ) . وَوَاحِدَةُ (الشَّعِيرِ) شَعِيرَةٌ. وَ (شَعِيرَةُ) السِّكِّينِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي السِّيَلَانِ لِتَكُونَ مِسَاكًا لِلنَّصْلِ. وَالشَّعِيرَةُ أَيْضًا الْبَدَنَةُ تُهْدَى. وَ (الشَّعَائِرُ) أَعْمَالُ الْحَجِّ وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمًا لِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْوَاحِدَةُ (شَعِيرَةٌ) قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: (شِعَارَةٌ) . وَ (الْمَشَاعِرُ) مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ. وَ (الْمَشْعَرُ) الْحَرَامُ أَحَدُ (الْمَشَاعِرِ) وَكَسْرُ الْمِيمِ لُغَةٌ. وَالْمَشَاعِرُ أَيْضًا الْحَوَاسُّ. وَ (الشِّعَارُ) بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنَ الثِّيَابِ. وَشِعَارُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ عَلَامَتُهُمْ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (أَشْعَرَ) الْهَدْيَ إِذَا طَعَنَ فِي سَنَامِهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ دَمٌ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ هَدْيٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُشْعِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» وَ (شَعَرَ) بِالشَّيْءِ بِالْفَتْحِ يَشْعُرُ (شِعْرًا) بِالْكَسْرِ فَطِنَ لَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَيْتَ (شِعْرِي) أَيْ لَيْتَنِي عَلِمْتُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْلُهُ شِعْرَةٌ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِمْ ذَهَبَ بِعُذْرِهَا وَهُوَ أَبُو عُذْرِهَا. وَ (الشِّعْرُ) وَاحِدُ (الْأَشْعَارِ) وَجَمْعُ (الشَّاعِرِ) (شُعَرَاءُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (الشَّاعِرُ) مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ أَيْ صَاحِبُ شِعْرٍ وَسُمِّيَ شَاعِرًا لِفِطْنَتِهِ. وَمَا كَانَ شَاعِرًا (فَشَعُرَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَهُوَ يَشْعُرُ. وَ (الْمُتَشَاعِرُ) الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ. وَ (شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ غَلَبَهُ بِالشِّعْرِ. وَ (اسْتَشْعَرَ) خَوْفًا أُضْمَرَهُ. وَ (أَشْعَرَهُ فَشَعَرَ) أَيْ أَدْرَاهُ
فَدَرَى. وَ (أَشْعَرَهُ) أَلْبَسَهُ الشِّعَارَ. وَ (أَشْعَرَ) الْجَنِينُ وَ (تَشَعَّرَ) نَبَتَ شَعْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ إِذَا أَشْعَرَ» وَ (الشَّعْرَاءُ) بِوَزْنِ الصَّحْرَاءِ الشَّجَرُ الْكَثِيرُ. وَالشِّعْرَى كَوْكَبٌ وَهُمَا شِعْرَيَانِ: الْعَبُورُ وَالْغُمَيْصَاءُ. تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهُمَا أُخْتَا سُهَيْلٍ. 
شعر
الشعْرُ والشعَرُ: واحِدُ الشُّعُوْرِ والأشْعارِ. وهو أيضاً: الزعْفرَانُ ما دامَ لا يُسْحَقُ ولا يُدَاف.
ورجلٌ أشْعَري وشَعْرَاني. ورأى فُلانُ الشعْرَةَ: أي الشَّيْب. والمالُ بيني وبَيْنَه شَق الشعْرَة: أي نِصْفَان. وشَعْرُ: جَبَل خَلْفَ ضَريَّة.
والشعَارُ: ما يلي الجَسَدَ من الثياب. وما يُنادي به القومُ في الحَرْبِ لِيَعْرفَ بعضُهم بعضاً. والرعدُ. والمَوْت. وأنْشَدَ في الرعْد:
باتَتْ تُنَفجُها جَنوبٌ رَأدة
وقِطار سَارِيَة بِغَيْرِ شِعَارِ ويُروى: الشَعَار - بالفتح - أيضاً.
وأنشد في الموت:
يرن عليه أهلوه ويبقى ... لينظر َهل قَضى عنه الشعَارُ
والأشْعَرُ: ما اسْتدارَ بالحافِرِ من مُنْتَهى الجِلْدِ من الشًعْر، والجَميعُ الأشَاعر. وجَبَل لجُهَيْنَة. واسْمُ رَجُل. ونَاسُ يُسمُونَ اللَحمَ الذي يبدو إِذا قُلِّمَ الطفُرُ: أشْعَر. والأشَاعرُ: هناتٌ في رَحِم النّاقةِ مثْلُ الثُّآليل. وقيل: هي خروفُ الحَياء.
وأشْعَرَ قلبي هَماً: أبْطَنَه. وأشْعَرْت الهدْيَ: أعْلَمْتَه بعَلامةٍ، ومنه سُمًيَ الجِراحاتُ: المُشْعَرات. وأشْعَرْتُ الخف وشَعَرْتُ وشعررتُ: بطنْته بالشعَر.
وَشَعَرْت به شِعْراً وشِعْرَة وشعُوْراً: عَلِمْت، وقد قيل: شَعَرْتُه.
والشعْر: القَريض، يُجْمَع على الاشْعَار والشعُوْر. ويقولون: ش
ِعر شَاعِرٌ، إذا كان جيداً. وشعَرً: قالَ الشَعْرَ. وشَعِرَ - بالكَسْر -: صارَ شاعراً. وشًعَرْتُ المَرْأةَ: نمتَ معها في شِعَارٍ.
وشَعُرَ الشَّعِيْرُ - بالضمِّ - شَعَارةً: صارً شَعيراً.
وشَعَائر الحَج: أعْمالُه وعَلاماته، والواحدة شَعِيْرَةَ. والشَّعِيْرَةُ أيضاً: البَدَنَةُ تهْدى إلى بَيْتِ الله. والثقَيْبُ الذي في فأس اللجام. ومَخرج الماءِ من رأس قَضيبِ البَعير. وحَديدة أو فِضة تُجْعَلُ مِسَاكاً لِنَصْل السكين حيثُ يُرَكًبُ في النَصاب. ومن الحَلْي: ما يُتًخَذُ أمْثالَ الشَعِير.
والشعًارِيْرُ: صِغَارُ القِثاء، الواحِدةُ: شعرُوْرَة. وهي أيضاً: لعبَةٌ للصبْيانِ، ولا يُفْرَدُ حينئذٍ، يُقال: لَعِبْنا الشعاريْرَ. وذهبُوا شَعَارِيْرَ: أي مُتَفرقين. والشعْرَاءُ من الفاكِهةِ: الخَوْخ، وواحِدُه وجَمْعُه سَواء. وذُبابٌ من ذِبانِ الدواب. والدّاهِيَة، يُقال: داهية شَعْراء.
والشعْرَانَةُ الشعْراءُ: ذُبَاب الكَلْب. والشعْرَاء والشَعْرَةُ: الشعَرُ النابِتُ على العَانَة. وأرْض شَعْراءُ: كثيرة الشَعَار: أي الشجَر، والجميعُ شَعَارى. والشعَيْرَاءُ: شَجَرٌ بلغَةِ هُذَيْل. وبَنُو الشُعَيْرَاء: قَبيلةَ. والشعْرَان: ضربُ من الرمْث. والشِّعْرى: كوكب وراءَ الجَوْزاء. وشَعْرانُ: جَبَلٌ؛ سمَيَ به لِكَثْرة شَجَره.
والشِّعَارُ: المكانُ ذو الشًجَر الكثير. وما نَبَتَ عن مَطَرِ الشَعْرى. والشَّعرةُ: الشاةُ التي يَنْبُتُ الشعرُ بين ظِلْفَيْها فَيدْمى. والشَّعَرِياتُ: فِراخ الرًخَم. وذوْ شَوْعَر: اسْمُ وادٍ.
شعر
الشَّعْرُ معروف، وجمعه أَشْعَارٌ قال الله تعالى:
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها [النحل/ 80] ، وشَعَرْتُ: أصبت الشَّعْرَ، ومنه استعير: شَعَرْتُ كذا، أي علمت علما في الدّقّة كإصابة الشَّعر، وسمّي الشَّاعِرُ شاعرا لفطنته ودقّة معرفته، فَالشِّعْرُ في الأصل اسم للعلم الدّقيق في قولهم: ليت شعري، وصار في التّعارف اسما للموزون المقفّى من الكلام، والشَّاعِرُ للمختصّ بصناعته، وقوله تعالى حكاية عن الكفّار: بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ
[الأنبياء/ 5] ، وقوله: لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ، شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ [الطور/ 30] ، وكثير من المفسّرين حملوه على أنهم رموه بكونه آتيا بشعر منظوم مقفّى، حتى تأوّلوا ما جاء في القرآن من كلّ لفظ يشبه الموزون من نحو:
وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ [سبأ/ 13] ، وقوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد/ 1] . وقال بعض المحصّلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به، وذلك أنه ظاهر من الكلام أنّه ليس على أساليب الشّعر، ولا يخفى ذلك على الأغتام من العجم فضلا عن بلغاء العرب، وإنما رموه بالكذب، فإنّ الشعر يعبّر به عن الكذب، والشَّاعِرُ: الكاذب حتى سمّى قوم الأدلة الكاذبة الشّعريّة، ولهذا قال تعالى في وصف عامّة الشّعراء: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ
[الشعراء/ 224] ، إلى آخر السّورة، ولكون الشِّعْرِ مقرّ الكذب قيل: أحسن الشّعر أكذبه. وقال بعض الحكماء: لم ير متديّن صادق اللهجة مفلقا في شعره. والْمَشَاعِرُ:
الحواسّ، وقوله: وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ
[الحجرات/ 2] ، ونحو ذلك، معناه: لا تدركونه بالحواسّ، ولو في كثير ممّا جاء فيه لا يَشْعُرُونَ
: لا يعقلون، لم يكن يجوز، إذ كان كثير ممّا لا يكون محسوسا قد يكون معقولا.
ومَشَاعِرُ الحَجِّ: معالمه الظاهرة للحواسّ، والواحد مشعر، ويقال: شَعَائِرُ الحجّ، الواحد:
شَعِيرَةٌ، قال تعالى: ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ [الحج/ 32] ، وقال: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ [البقرة/ 198] ، لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ
[المائدة/ 2] ، أي: ما يهدى إلى بيت الله، وسمّي بذلك لأنها تُشْعَرُ، أي: تُعَلَّمُ بأن تُدمى بِشَعِيرَةٍ، أي: حديدة يُشعر بها.
والشِّعَارُ: الثّوب الذي يلي الجسد لمماسّته الشَّعَرَ، والشِّعَارُ أيضا ما يشعر به الإنسان نفسه في الحرب، أي: يعلّم. وأَشْعَرَهُ الحبّ، نحو:
ألبسه، والْأَشْعَرُ: الطّويل الشعر، وما استدار بالحافر من الشّعر، وداهية شَعْرَاءُ ، كقولهم:
داهية وبراء، والشَّعْرَاءُ: ذباب الكلب لملازمته شعره، والشَّعِيرُ: الحبّ المعروف، والشِّعْرَى:
نجم، وتخصيصه في قوله: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى [النجم/ 49] ، لكونها معبودة لقوم منهم.
[شعر] الشَعَر للإنسان وغيره، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ. ويقال: رأى فلان الشَعْرَةَ، إذا رأى الشيب، حكاه يعقوب. ورجل أشعر: كثير شعر الجسد. وقوم شعر. وكان يقال لعبيد الله بن زياد: أشعر بركا. والاشعر: ما أحاط بالحافر من الشَعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ. وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ حَيائِها. والشِعْرَةُ بالكسر: شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصة. والشعيرمن الحبوب، الواحدة شعيرة. وشعيرة السكين: الحديدة التى تُدْخَلُ في السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل. والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى. والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ. والمَشاعِرُ: مواضع المناسك. والمَشْعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ. وكسر الميم لغة. والمشاعر: الحواس، قال بَلْعاءُ بن قيس: والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُهُ * يَهْدي السبيلَ له سمع وعينان - والشعار: ماولى الجسدَ من الثياب. وشِعارُ القوم في الحرب: عَلامَتُهُمْ ليعرِف َبعضُهم بعضاً. والشَعارُ بالفتح: الشجر. يقال: أرضٌ كثيرة الشَعار. وأَشْعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هدى، وفى الحديث: " أشعر أمير المؤمنين ". وأشعر الرجل هما، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب بالجسد. وشعرت بالشئ بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً: فطِنْتُ له. ومنه قولهم: ليت شِعْري، أي ليتنى علمت. قال سيبوبه: أصله شعرة، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم: ذهب بعذرها، وهو أبو عذرها. والشعر: واحد الاشعار. ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها. والشاعِرُ جمعه الشعَراءُ، على غير قياس. وقال الأخفش: الشاعر مثل لابن وتامر، أي صاحب شعر. وسمى شاعرا لفطنته. وما كان شاعرا ولقد شَعرَ بالضم، وهو يَشْعُرُ. والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ: ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ. واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره. وأَشْعَرْتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً. وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ، أي أَدْرَيْتُهُ فدَرى. وأَشْعَرْتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ. وأَشْعَرَهُ فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً. وأَشْعَرَ الجنينُ وتشعر، أي نبت شعره. وفى الحديث: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر ". وهذا كقولهم: أنبت الغلام، إذا نبتت عانته. والشعرى: الكوكب الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ. وهما الشِعْرَيانِ: الشِعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِعْرى الغُمَيْصاءُ التي في الذراع، تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ. والشَعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء. والشَعْراءُ: ذبابة يقال هي التي لها إبرة. وداهية شعراء، وداهية وبراء. ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذات وبر. والشعراء: الشجر الكثير، حكاه أبو عبيد. وبالموصل جبل يقال له شعران. وقال أبو عمرو: سمى بذلك لكثرة شجره. والاشعر: أبو قبيلة من اليمن، هو أشعر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتقول العرب: جاءتك الاشعرون، بحذف ياءى النسب. والشعارير: صِغار القِثّاء، الواحدة شُعْرورةٌ. والشَعاريرُ: لعبة، لا تفرد يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ. وذهبَ القومُ شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له. والشويعر: لقب محمد بن حمران الجعفي، لقبه بذلك امرؤ القيس بقوله: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي * عَمْدُ عين قلدتهن حريما -
ش ع ر : الشَّعْرُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ فَيُجْمَعُ عَلَى شُعُورٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَبِفَتْحِهَا فَيُجْمَعُ عَلَى أَشْعَارٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَهُوَ مِنْ
الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ الْوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ وَإِنَّمَا جُمِعَ الشَّعْرُ تَشْبِيهًا لِاسْمِ الْجِنْسِ بِالْمُفْرَدِ كَمَا قِيلَ إبِلٌ وَآبَالٌ.

وَالشِّعْرَةُ وِزَانُ سِدْرَةٍ شَعْرُ الرَّكَبِ لِلنِّسَاءِ خَاصَّةً قَالَهُ فِي الْعُبَابِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الشِّعْرَةُ الشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَى عَانَةِ الرَّجُلِ وَرَكَبِ الْمَرْأَةِ وَعَلَى مَا وَرَاءَهُمَا.

وَالشَّعَارُ بِالْفَتْحِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ فِي الْأَرْضِ وَالشِّعَارُ بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنْ الثِّيَابِ وَشَاعَرْتُهَا نِمْتُ مَعَهَا فِي شِعَارٍ وَاحِدٍ وَالشِّعَارُ أَيْضًا عَلَامَةُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ وَهُوَ مَا يُنَادُونَ بِهِ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَالْعِيدُ شِعَارٌ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَالشَّعَائِرُ أَعْلَامُ الْحَجِّ وَأَفْعَالُهُ الْوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ أَوْ شِعَارَةٌ بِالْكَسْرِ.

وَالْمَشَاعِرُ مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ.

وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ جَبَلٌ بِآخِرِ مُزْدَلِفَةَ وَاسْمُهُ قُزَحُ وَمِيمُهُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْمَشْهُورِ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ.

وَالشَّعِيرُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ قَالَ الزَّجَّاجُ وَأَهْلُ نَجْدٍ تُؤَنِّثُهُ وَغَيْرُهُمْ يُذَكِّرُهُ فَيُقَالُ هِيَ الشَّعِيرُ وَهُوَ الشَّعِيرُ.

وَالشِّعْرُ الْعَرَبِيُّ هُوَ النَّظْمُ الْمَوْزُونُ وَحَدُّهُ مَا تَرَكَّبَ تَرَكُّبًا مُتَعَاضِدًا وَكَانَ مُقَفًّى مَوْزُونًا مَقْصُودًا بِهِ ذَلِكَ فَمَا خَلَا مِنْ هَذِهِ الْقُيُودِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا فَلَا يُسَمَّى شِعْرًا وَلَا يُسَمَّى قَائِلُهُ شَاعِرًا وَلِهَذَا مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ مَوْزُونًا فَلَيْسَ بِشِعْرٍ لِعَدَمِ الْقَصْدِ أَوْ التَّقْفِيَةِ وَكَذَلِكَ مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ شَعَرْتَ إذَا فَطِنْتَ وَعَلِمْتَ وَسُمِّيَ شَاعِرًا لِفِطْنَتِهِ وَعِلْمِهِ بِهِ فَإِذَا لَمْ يَقْصِدْهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ يُقَالُ شَعَرْتُ أَشْعُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُلْتُهُ وَجَمْعُ الشَّاعِرِ شُعَرَاءُ وَجَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى فُعَلَاءَ نَادِرٌ وَمِثْلُهُ عَاقِلٌ وَعُقَلَاءُ وَصَالِحٌ وَصُلَحَاءُ وَبَارِحٌ وَبُرَحَاءُ عِنْدَ قَوْمٍ وَهُوَ شِدَّةُ الْأَذَى مِنْ التَّبْرِيحِ وَقِيلَ الْبُرَحَاءُ غَيْرُ جَمْعٍ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وَإِنَّمَا جُمِعَ شَاعِرٌ عَلَى شُعَرَاءَ لِأَنَّ مِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ شَعُرَ بِالضَّمِّ فَقِيَاسُهُ أَنْ تَجِيءَ الصِّفَةُ عَلَى فَعِيلٍ نَحْوَ شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ فَلَوْ قِيلَ كَذَلِكَ لَالْتَبَسَ بِشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الْحَبُّ فَقَالُوا شَاعِرٌ وَلَمَحُوا فِي الْجَمْعِ بِنَاءَهُ الْأَصْلِيَّ وَأَمَّا نَحْوُ عُلَمَاءَ وَحُلَمَاءَ فَجَمْعُ عَلِيمٍ وَحَلِيمٍ.

وَشَعَرْتُ بِالشَّيْءِ شُعُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشِعْرًا وَشِعْرَةً بِكَسْرِهِمَا عَلِمْتُ.

وَلَيْتَ شِعْرِي لَيْتَنِي عَلِمْتُ.

وَأَشْعَرْتُ الْبَدَنَةَ إشْعَارًا حَزَزْتُ سَنَامَهَا حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ فَيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْيٌ فَهِيَ شَعِيرَةٌ. 
[شعر] نه: فيه "شعائر" الحج آثاره وعلاماته، جمع شعيرة وقيل: هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعى وغيرها، وقيل: هي المعالم التى ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها. ومنه:"المشعر" الحرام لأنه معلم
شعر: أدرك. فهم. شعر ب: وأتى أهلَ الربض من وراء ظهورهم فلم يشعروا به وأضرم النار في الربض.
شعر: تبين مرامي فلان (هذا إذا كنت على صواب في تصديق ما ورد في المخطوطة D لبدرون 116، 3).
شعر: لاحظ شولتن إن هذا الفعل كثيراً ما يعني ارتاب، تشكك، على ما ورد في القرآن الكريم 16، 28، 47، وأبو الفرج 540، 5، وفي ألف ليلة 1، 99، 5: ((ثم شعرنا إلا والعفريت قد صرخ من تحت النيران)) أي أننا لم نكن لنشك في شيء ثم هانحن .. الخ (أبو الفداء .. أخبار الجاهلية 94، 11: فلم يشعر إلا بالغلبة والصياح (فخري 67، 10، 14).
شعر: انشق. انصدع (بوشر).
شعر: هذا الفعل عند (ألكالا) يرادف بلغة أهل قشتالة Acararse الذي يترجمه بكلمة فزع بعد أن يستعمل حرف R مرة واحدة ولا أدري ما إذا كان قد أعطى المعنى نفسه للكلمة قبل الحذف. إن كلمة Azorar هي أخاف عند (نونيز) ولكن الكلمة الأسبانية القشتالية Azorrarse عنده هي أذهل. دوّخ. انعس أو كقولنا إنه نام من شدة وجع الرأس، نبريجا لم يرتض سوى مرادف واحد لكلمة Efferari هي أستوحش وكذلك فكتور فالكلمة عنده تعني: سما. انتفخ، تعظم، تعجرف. ازدهى. استوحش. تخبط. ولو اعتمدنا على معنى كلمة S'effrayer: ارتاع، خاف، ارتعب فالصيغة الأولى تعادل: شعر بالخوف ولكن من الفطنة الوقوف على ما ذهب إليه نبريجا لأن ألكالا أعتمد على رأيه ولعل اللاتينية تدعم هذا المعنى: أصبح وحشاً ونفوراً ووردت كلمة شَعَرٌ في الحديث عن رهاب الماء.
أشعر: يمكن ترجمتها: إثارة مشاعر معينة في المخاطب (عباد 1، 255): رفاق السوء ((أشعروه الاستيحاش والنفار))، (المقري 11، 438). هناك خطئان ثم تصحيحهما شوّها العبارة، أحدهما في (الملحق) والآخر في رسالتي للسيد فليشر 209، ولكن، من جهة أخرى، يجب شطب حرف الجرّ (الباء) من (بسرورها) وفقاً لمقتضى السجع ثم أنها غير موجودة في (متمّة الفتح) وعليه فالعبارة يجب أن تقرأ: ((وصلنا إلى روضة قدسندس الربيع بساطها ودبجّ الزهر درانكها وأنماطها، وأشِعرت النفوس فيها سرورها وانبساطها))؛ يقال إذا أشعر الرجل سروراً، أي امتلأ فرحاً مثلما يقال: أشعر الرجل هماً، امتلأ حزناً لأن الصيغة الأخيرة غاية في الصحة. (تنظر في معجم مُسلم والحريري 6، 585): أشعرت في بعض الأيام هماً: تشعرّ: هذه الصيغة عند (فوك) تجدها في مادة Perpendere؛ وحين يضاف للكلمة حرف الجر (ب) فإن معناها يفيد: تبين، تراءى له. (ينظر في استعمالها عند صاحب الصلاة 22): فقدم له الطعام والثردة فأكلها وتشعرّ في الحين بالسم فيها فرمى باللقمة التي كانت في يده في وجه السجّان.
تشعّر: مغطّى بالعليّق (عوادي 1، 51).
انشعر: انصدع، انشق (بوشر).
استشعر: يغطى الجسم العاري بقطعة قماش (حيان بسام 3، 4: كان يظاهر الوشي على الخزّ ويستشعر الدبيقي).
استشعر: أدرك العواطف فهم المشاعر، أدرك خلجات النفس وضم عليها جوانحه خوفاً (عند فريتاج، ولين) وامتلأ فرحاً (جوب 218، 7، 319، 4، المقرّي 1، 255) وامتلأ أسفاً (الحريري، مقدمة ابن خلدون 1، 370).
استشعر: استشعر الخوف، أسره الخوف (فخري 166).
استشعر: توقع (جوب 51، 10، 76، 16، 117، 14) حيان بسام 1، 115: استشعر الذل؛ أما (أبو الوليد 44) فقد استعمل حرف الجر (ب): وقد كان استشعر بالهلاك.
استشعر: لمح. اكتشف، لاحظ. ادرك، فهم، تبين.
شعر ب: تبين. تراءى (أبو الفداء 1، 180): حين تلا الرسول (ص)، في أواخر حياته، الآية القرآنية الكريم:} (اليوم أكملت لكم دينكم) {بكى أبو بكر الصديق (رص) فكأنه استشعر إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان وأنه فد نُعيت إلى النبي نفسه؛ ويضيف ألماسين إلى الكلمة حرف (اللام) ويقول (285، 21) حين ألغى حكيم كثيراً من الطقوس الدينية أستشعر المسلمون بما ظهر من هذه الأمور لانحرافه عن دين الإسلام.
استشعر: ارتاب (الحريري 117، 5) (حياة صلاح الدين 170، 12): قوى استشعار المركيز من إنه إن أقام قبضوا عليه. فلما صح ذلك عنده وكان قد استشعر منهم أخذ بلده. الخ ..
وقد وردت الكلمة من العمراني (مخطوطة 595 ص 27، 41): كان الهادي يخطط دوماً لقتل أخيه الرشيد وأستشعر هارون منه فما كان يأتيه ولا يسلم عليه وفي ص42: وكان ليحي مطاعن في يحيى البرمكي، ((وكان يحيى مستشعراً منه جداً وكانت أمه الخيزران مستشعرة منه لأنه نفَّذ لها أرزاً مسموماً)) في ص51، 52: حين قال البرمكي جعفر لمغنيه: يا بارد .. الخ أجاب هذا ((البارد والله من قد قتلنا منذ شهر بهذا الاستشعار الفاسد)) وقال بعد هذا: ((بقى لك أمر تخاف أو تستشعر منه.)) استشعر: عند (حيان 40) ((وهو في ذلك مصب (مصرّ) على الغائلة مستشعر الوثبة)).
وفي 75 (المصدر نفسه): حين رأى جنوده قد أتعبتهم المعارك والسير الطويل واشتاقوا إلى سكنهم ((استشعر (الأمير) إراحتهم واعتزم على القفول بهم)) (في المخطوطة ورد: استشعروا راحتهم وهذا خطأ).
استشعر: ابن الخطيب 177: ((يستشعر الجد في اموره)). استشعر: (بَعض هذه الاستشهادات هي من J.J.Shultens) .
شَعْر: حرير، شعر الخنزير البّري، (الكالا).
شعْر: عرْف (هربرت 59).
شعر الغول (ترجمة للكلمة اللاتينية Capillus Veneris التي تعني شعر الآلهة فينوس لأن العرب حين ارتضوا أن يكتبوا عن هذه الربّة استعملوا كلمة غول وهناك أيضاً شعر الجن وشعر الأرض وشعر الخنزير وأسمه عند المستعيني برشيا وشان وكذلك عند ابن البيطار 1، 126 الذي زاد على ذلك شعر الجبار (الذي يوجد أيضاً في 2، 99) (وهو النبات نفسه الذي ذكره ديسقوريدوس في مادة كزبرة البير باسم ( Asplenium Trichomanes) .
ذو شعر: غزير الشعر أو طويله. وكذلك من له جذور صغيرة (بوشر).
شعر: مديح إلهي (منظوم) (الكالا).
شَعَرة. شعرة الخنزير: حرير وشعرة الخنزير البري (فوك).
شعرة: (مشتقة من شَعْراء) غابة، موضع مشجر (فوك) (أبو الوليد 787، كارتاس 19، 8، 16).
شعرة: أجمة. دغل (الكالا) وهي عنده ( Mata O brena) وترجمتها من القشتالية: عشب أو شجيرة الأيك.
شعرة: قطع خشبية دقيقة لإشعال الفرن (الكالا). شعرة الموسى ونحوه عند العامة: طرف حده الذي يقطع به (محيط المحيط 469).
شعرى (مشتق من شعراء) جمعها شعاري: غابة، موضع زرعت فيه الأشجار (فوك) (أبو الوليد 290) (المقري 1، 97، 18، 3، 1، 20، 11، 517، 10)؛ وجمعها تجده عند فوك والمستعيني. وهي تعنى مدينة في (معجم الأسبانية 32) (وأبو الوليد 290) وعند (سعدية 29) (وياقوت 3، 408) ومصر النويري المخطوط الثاني 114: وأما الذين قتلوا بالجبال والشعاري وسائر بلاد المسلمين .. الخ.
الشِعرى: مطلع الصيف (هيلو).
شعراء: حطب الشعراء تعني من دون جدال قطعاً خشبية دقيقة رقيقة لإشعال الفرن (المقري 1، 617).
شَعرّى: كزبرة البير (بوشر انظر شعر الغول).
شعرّى: نعت لنوع من أنواع الدُراقنة. (ابن العوام 1، 338) وهي أشْعَرُ (عند لين) وهي الدراقنة العادية عند (كلمنت مولية) وهذا هو أسمها لأنها ترادف كلمة أزغب أي الوبر.
شعرّى: نعت لنوع فاخر من أنواع التين (المقري 1، 123، 5 كرتاس 23) واقرأ أيضاً (الملاحظات ص369) وابن العوام 1، 88 و 90، 8؛ ومخطوطتنا بعد ص299 وفيها فوق ما تقدم: ((والشعرى منه يجود ويحلو بينه (والصحيح نبته) في الأرض الحمراء ويأتي لون نبته (وردت في الأصل دون تنقيط) إلى الحمرة هويست 304 Schari)) .
شعرّى: الزعفران الشعرى خيوط نبات يلتف بعضها على بعض كالشعر جمعها زعافر (محيط المحيط 373).
شعرى: هو الذي يوجد في الغابة.
شَعْرى: حارس الغابة (الكالا).
شِعرّى: القياس الشعرى وهو عند المنطقيين قياس مؤلف من مقدمات تنبسط منها النفس أو تنقبض ويقال لها المخيّلات والمراد بها انفعال النفس بالترغيب أو التنفير (محيط المحيط ص468).
شعرية: شعر الرأس Coma ( فوك) وفي المصدر نفسه تجد هذه الكلمة في مادة Capillus التي تعنى شعر اللحية أيضاً.
شعرية: غطاء صغير من شعر الحصان الأسود يغطي العينين فقط تلبسه النساء فوق نقاب اكبر يغطي الوجه وفيه ثقوب في موضع العينين؛ ينظر (الملابس 9/ 226) ويؤيد هذا المعنى والترسدورف وبكنجهام 2، 38، 494؛ وبوشر يقول إنه: (نقاب صغير من قماش رقيق يدعى ايتامين بالفرنسية Etamine ولونه اسود يستعمل للوجه فقط).
شعرية: مشربية، شباك، مصراع، أو صفق نافذ (بوشر) و (محيط المحيط).
شعرّية: وشيعة مسيجة بقضبان الحديد، زخرف من أسلاك الحديد (بوشر).
شعرية: عند قبيلة الطوارق قميص. يلبس الفرد منهم ثلاثة شعريات ويضيبف اثنتين أخريين عند السفر وهو ((قميص ازرق غامض تعترضه خطوط بيض (كاريت، جغرافيا، 110) والكلمة من اصطلاح العامة.
ميزان الشعرية: ميزان صغير توزن به الدنانير ونحوها والكلمة من اصطلاح العامة أيضاً.
شعرية: (عند ميهرن 30) هي المعكرونة الرقيقة ولعله قد أخطأ؛ فالشعيرية هي التي تقابل هذا المعنى.
شَعراويّ: هو الآس الذي يوجد في الغابات وهو عند ابن العوام: جبلي شعراوي.
حطب شعراوي: خشب دقيق لإشعال الفرن (ينظر في مادة شقواص وشعرة).
شعار: نادى بشعار طاعتهم: انضم إلى جانبهم (بربرية 1/ 414).
شعار: علامة مميزة (فريتاج) (ساسي كرست 1/ 446): التعصب شعار الموحدين وعلامة المؤمنين.
شعير وجمعه شعيرات (يوتيش 11/ 321): القموح والشعيرات والحبوب. وعند (فوك) شعران. ومن أنواع الشعير.
شعير رومي: عند ابن البيطار هو الخندروس (3/ 63 و2/ 78) وأسمه: Triticum romanum وهو مربع مثل سنبل الحنطة (محيط المحيط) و (ابن العوام 18، 47) شعير عربي: الشعير الذي سنبله من حرفين (محيط المحيط ينظر أيضاً الهامش المرقم 749).
شعير مقشر: (بوشر).
شعير مقشر مدقوق: (بوشر).
شعير الكلب: ذكره ابن ليون بهذا الاسم (ص33): والشياتين شبه شعير الكلب ينبت وحده.
شعير النبي: شعير مقشر (باجني، المستعيني): ومنه ما يعرف بشعير النبي وهو يتقشر من قشره الأعلى عند الدرس.
الشعير: شكل من أشكال قلائد النساء (لين 2/ 407): طقطق شعيرك يادبور: لعبة (الأستغماية) المعروفة (بوشر).
شعيرة: وزن الدانق عشر شعيرات (معجم البلاذري وابن البيطار).
شعيرة: داء الشعيرة وهي باللاتينية Ordeolus وهو ورم في الجفن يشبه حبة الشعير (محيط المحيط) و (ابن العوام 582) ينظر المعجم اللاتيني في مادة Ordeolus.
شعيرة: عند البنائين صف من حجارة منحوتة يساوي ما أمامه من أرض البيت ويعلو عما وراء منها (محيط المحيط ص469).
الهندي الشعيري: حب كبرز الزيتون يجلب من الهند ويتداوى به (محيط المحيط 469) (ينظر هامش 748).
شَعيرية: هي حساء الشعيرية المعروف (بوشر) (محيط المحيط). (لين 11، 124) (اسكارياك 418) تنظر في مادة حَجم؟ وهي عند (بوشر) شعيرية إيطالية أي: Macaron I. شُعيرية: عجين يفتل ويحبب حبوباً صغيرة مستطيلة كالشعير ثم يجفف ويطبخ ويقال لها الشُعيرية أيضاً بلفظ التصغير، والشَعيرية والشُعيرية كلاهما من كلام العامة (ص469 محيط المحيط).
شعار: بائع الشعير (الكالا)، شعَّارين (سوق الشعارين. المعجم الأسباني 356/ 8: الذي يباع فيه الشعير) (الكالا).
شعّار: ناظم الشعر (بوشر).
شاعر: الممثل الذي يؤدي دوراً (الكالا) وهو الممثل الهزلي أو المأساوي ويقابل معنى الكلمة في الأسبانية: Representador de Comedias, de tragedias شاعر: هو الذي يتلو قصة أبي زيد (لين 85، 125)! مَشعَر: كلمة السّر، مثل شعار (أخبار 79/ 2): تصايحوا بمشاعرهم.
مشعر: زق كبير للزيت (باين سميث 1607 ذكرها ثلاث مرات).
مُشَعَّر: كثير الشعر (الكالا).
مُشَعَّر: مثلم، مشرم (هيلو) (ديلاب 76).
المشعَرَة: أولئك الذين قتلوا الأمراء (ينظر الكامل للمبرد (ص 82/ 5).
مشعراني: أشعر، مشعر (بوشر).
مشعور: مصدوع، مشقوق.
مشدوخ (بوشر) وبالمعنى المجازى: شاذ (بوشر) ومختل العقل (محيط المحيط أنظره في هامش 752) وعقل مشعور أي مشقوق قليلاً. رأسه مشعور، في رأسه طنين، به بعض الجنون (بوشر).
(ش ع ر)

شَعَرَ بِهِ، وشَعُر يَشْعُر شِعْراً، وشَعْراً، وشِعْرَة، ومَشْعُوَرة، وشُعُورا، وشُعُورَة، وشُعْرى، ومَشْعُورَاء، ومَشْعُوراً، الْأَخِيرَة عَن اللَّحيانيّ، كُله: عَلمَ. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: مَا شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جَاءَ فلَان وَحكى عَن الْكسَائي أَيْضا: أشعر فلَانا مَا عمله، وأشعر لفُلَان مَا عمله، وَمَا شَعَرْت فلَان مَا عمله، وَمَا شَعَّرْت لفُلَان مَا عمله قَالَ: وَهُوَ كَلَام الْعَرَب.

وليت شعِري: من ذَلِك، أَي لَيْتَني شَعَرْت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: لَيْت شِعْرِتي! فحذفوا التَّاء مَعَ الْإِضَافَة للكثرة، كَمَا قَالُوا: ذهب بعذرتها، وَهُوَ أَبُو عذرها، فحذفوا الْهَاء مَعَ الْأَب خَاصَّة. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: لَيْت شِعْرِي لفُلَان مَا صنع؟ وليت شِعْري عَن فلَان مَا صنع؟ وليت شِعرِي فلَانا مَا صنع؟ وَأنْشد:

يَا لَيتَ شِعْرِي عَن حِمارِي مَا صَنَعْ

وَعَن أبي زَيدٍ وَكم كَانَ اضْطَجَعْ

وَأنْشد أَيْضا:

لَيْتَ شِعري مُسافَر بن أبي عَمْ ... رو ولَيْتٌ يَقُولهَا المَحْزونُ وأشْعَرَه الأمْرَ وأشْعَرَه بِهِ: أعْلَمَهُ إِيَّاه. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا يُشْعِرُكمْ إِنَّهَا إِذا جاءتْ لَا يُؤْمِنُونَ) . وشَعَر بِهِ: عقله. وَحكى اللَّحيانيّ: أشْعَرْتُ بفلان: أطْلَعْتُ عَلَيْهِ وأُشْعِرْت بِهِ: اطَّلَعْت عَلَيْهِ.

والشَّعر: منظوم القَوْل، غلب عَلَيْهِ لشرفه بِالْوَزْنِ والقافية، وَإِن كَانَ كل علم شِعرا، من حَيْثُ غلب الْفِقْه على علم الشَّرْع، وَالْعود على المندل، والنجم على الثريا، وَمثل ذَلِك كثير. وَرُبمَا سموا الْبَيْت الْوَاحِد شِعراً، حَكَاهُ الْأَخْفَش. وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي إِلَّا أَن يكون على تَسْمِيَة الْجُزْء باسم الْكل. كَقَوْلِك: المَاء، للجزء من المَاء، والهواء للطائفة من الْهَوَاء، وَالْأَرْض، للقطعة من الأَرْض. وَالْجمع أشعار.

وشَعَر الرجل يَشْعُرُ شَعْراً وشِعْراً، وشَعُرَ: قَالَ الشِّعْر. وَقيل: شَعَرَ: قَالَ الشِّعْر، وشَعُر: أَجَاد الشِّعر. وَرجل شَاعِر، وَالْجمع شُعَراء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: شبهوا فَاعِلا بفَعيل، كَمَا شبهوه بفَعُول. يَعْنِي أَنهم كسروه على " فُعُل " حِين قَالُوا: بازِلٌ وبُزُل، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُر.

وشاعَرَه فشَعَرَه يَشْعُرُه: أَي كَانَ أشعر مِنْهُ.

وشِعْر شاعِر: جيد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادوا بِهِ الْمُبَالغَة والإشادة. وَقيل: هُوَ بِمَعْنى مَشْعورٍ بِهِ. وَالصَّحِيح قَول سِيبَوَيْهٍ. وَقد قَالُوا: كلمة شاعرةٌ: أَي قصيدة. وَالْأَكْثَر فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُبَالغَة: أَن يكون لفظ الثَّانِي من لفظ الأول، كويل وَائِل، وليل لائل.

وَأما قَوْلهم: شاعرُ هَذَا الشِّعْر، فَلَيْسَ على حد قَوْلك: ضَارب زيد، تُرِيدُ المنقولة من ضَرَب، وَلَا على حَدهَا فِي قَوْلك: ضَارب زيدا، تُرِيدُ المنقولة من قَوْلك: يضْرب أَو سيضرب، لِأَن كل ذَلِك مَنْقُول من فعل مُتَعَدٍّ. فَأَما شَاعِر هَذَا الشِّعْر، فَلَيْسَ قَوْلنَا هَذَا الشِّعْر، فِي مَوضِع نصب الْبَتَّةَ، لِأَن فعل الْفَاعِل غير مُتَعَدٍّ إِلَّا بِحرف، وَإِنَّمَا قَوْلك: " شَاعِر هَذَا الشِّعر ": بِمَنْزِلَة قَوْلك: صَاحب هَذَا الشِّعر، لِأَن صاحبا غير مُتَعَدٍّ عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَإِنَّمَا هُوَ عِنْده بِمَنْزِلَة غُلَام، وَإِن كَانَ مشتقاًّ من الْفِعْل، أَلا ترَاهُ جعله فِي اسْم الْفَاعِل بِمَنْزِلَة دَرّ فِي المصادر، من قَوْلهم: لله دَرُّكَ.

وَقَالَ الْأَخْفَش: هَذَا الْبَيْت أشعر من هَذَا، أَي احسن مِنْهُ. وَلَيْسَ هَذَا على حد قَوْلهم: شِعر شاعِر، لِأَن صِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا تكون من الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: " شِعْر شَاعِر " معنى الْفِعْل، وَإِنَّمَا هُوَ على النّسَب والإجادة كَمَا قُلْنَا، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون الْأَخْفَش قد علم أم هُنَالك فعلا، فَحمل قَوْله أشعر مِنْهُ عَلَيْهِ، وَقد يجوز أَن يكون الأخفشُ توهم الْفِعْل هُنَا، كَأَنَّهُ سمع " شَعَر البيتُ ": أَي جاد فِي نوع الشِّعْر، فَحمل أشعر مِنْهُ عَلَيْهِ. والشَّعْر والشَّعَر مذكَّرانِ: نبتة الْجِسْم، مِمَّا لَيْسَ بصوف وَلَا وبر. وَجمعه أشْعار، وشُعور.

والشَّعَرة: الْوَاحِدَة من الشعَر. وَقد يكنى بالشَّعَرة عَن الْجمع، كَمَا يكنى بالشيبة عَن الْجِنْس.

وَرجل أشعر وشَعِر وشَعْرانِيّ: كثير شَعَر الرَّأْس والجسد، طويله.

وشَعِرَ التَّيس وَغَيره من ذِي الشَّعْر شَعَرا: كثر شَعْره. وتيس شَعِر وأشعر، وعنز شعراء.

والشِّعْراء والشِّعْرة: شَعْرُ الْعَانَة. والشِّعْرة: منبت الشَّعْر تَحت السُّرَّة. وَقيل: الشِّعْرة: الْعَانَة نَفسهَا.

وأشعر الْجَنِين، وشَعَّر، واسْتَشْعَر: نبت عَلَيْهِ الشَّعْر. قَالَ الْفَارِسِي: لم يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا. وأشْعَرَت النَّاقة: أَلْقَت جَنِينهَا وَعَلِيهِ شَعْر. حَكَاهَا قطرب. وأشعر الْخُف، وشَعَّره وشَعَرَهُ، خَفِيفَة، عَن اللَّحيانيّ. كل ذَلِك: بَطْنه بشَعْر.

والشَّعِرة من الْغنم: الَّتِي ينْبت الشَّعْر بَين ظلفيها، فيدميان. وَقيل: هِيَ الَّتِي تَجِد أكالا فِي ركابهَا.

وداهية شَعْراء كَزَبَّاء: يذهبون إِلَى خشنتها. وَجَاء بهَا شَعْراءَ: ذَات وبر، من ذَلِك، يَعْنِي الْكَلِمَة الْمُنكرَة. والشَّعْراء: الفروة، سميت بذلك لكَون الشَّعْر عَلَيْهَا. حكى ذَلِك عَن ثَعْلَب. وَقَوله:

فألْقَى ثَوْبَهُ حّوْلا كَرِيتاً ... على شَعْراءَ تُنْقِض بالبِهامِ

إِنَّمَا أَرَادَ: أُدْرَة، وَجعلهَا شَعْراء لما عَلَيْهَا من الشَّعْر، وَجعلهَا تنقض بالبهام، لِأَنَّهَا تصوت.

والشَّعَار: الشّجر الملتف. قَالَ يصف حمارا وحشيا:

وقَرَّبَ جانبَ الغَرْبيّ يأَدُو ... مَدَبَّ السَّيْل واجْتَنَبَ الشَّعَارَا

يَقُول: اجْتنب الشّجر، مَخَافَة أَن يرْمى فِيهَا، وَلزِمَ مَدْرَجَ السَّيْل. وَقيل: الشَّعَار: مَا كَانَ من شجر فِي لين ووطاء من الأَرْض، يحله النَّاس، يستدفئون بِهِ فِي الشتَاء، ويستظلون بِهِ فِي القيظ.

والمَشْعَر أَيْضا: الشَّعَار، وَهُوَ مثل المشجر، قَالَ ذُو الرمة يصف ثَوْر وَحش:

يَلُوحُ إِذا أفْضَى ويَخْفَى برِيقُه ... إِذا مَا أجَنَّتْه غُيُوبُ المَشاعرِ

يَعْنِي: مَا يُغيبه من الشّجر. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَإِن جَعَلْت المشعَر: الْموضع الَّذِي بِهِ كَثْرَة الشّجر، لم يمْتَنع، كالمبقل، والمحشر.

والشَّعْراء: كَثْرَة الشّجر. والشَّعراء: الشّجر الْكثير. والشَّعْراء: الأَرْض ذَات الشّجر. وَقيل: هِيَ الْكَثِيرَة الشّجر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّعْراء: الرَّوْضَة يغمر رَأسهَا الشّجر، وَجَمعهَا شُعْر، يُحَافِظُونَ فِي ذَلِك على الصّفة، إِذْ لَو حَافظُوا على الِاسْم، لقالوا: شَعْرَاوات أَو شَعارٍ. والشَّعْراء أَيْضا: الأجمة.

والشَّعْر: النَّبَات وَالشَّجر، على التَّشْبِيه بالشَّعْر.

وشَعْران: اسْم جبل بالموصل، سمي بذلك لِكَثْرَة شَجَره.

والشِّعار: مَا ولى شَعْر جَسَد الْإِنْسَان من اللبَاس. وَالْجمع: أشْعِرة، وشُعُر. وَفِي الْمثل: " هُمُ الشِّعارُ دون الدّثار "، يصفهم بالمودّة والقرب.

وشاعَرَ الْمَرْأَة: نَام مَعهَا فِي شِعارٍ وَاحِد.

واسْتَشْعَر الثَّوْب: لبسه، قَالَ طفيل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأنّ نُحُورَها ... جَرَى فوْقَها واسْتَشْعْرَتْ لوْنَ مُذْهَبِ

وأشْعَرَه غيرُه: ألبسهُ إِيَّاه. وَقَالَ بعض الفصحاء: أشْعَرْتُ نَفسِي تقبُّل أمره، وَتقبل طَاعَته. فَاسْتَعْملهُ فِي الْعرض.

والشِّعار: جُلُّ الْفرس.

وأشْعَرَ الهمُّ قلبِي: لزق بِهِ كلزوق الشِّعار من الثِّيَاب بالجسد. وأشْعَرَ الرجل هَمَّا: كَذَلِك، وكل مَا ألزقه بِشَيْء فقد أشْعَره بِهِ، وَأَشْعرهُ سِنَانًا: خالطه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لأبي عَارِم الْكلابِي:

فأشْعَرْتُهُ تحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنا ... من الخَطَر المَنْضُودِ فِي العينِ يافعُ يُرِيد: أشْعَرْتُ الذِّئْب بالسَّهم.

وسَمَّى الأخطل مَا وقيت بِهِ الْخمر شِعارا، فَقَالَ:

وكَفَّ الرّيحَ والأنْداءَ عَنْهَا ... مِن الزَّرَجُونِ دُوَنهما شِعارُا

والشِّعار: الْعَلامَة فِي الْحَرْب وَغَيرهَا. وشِعار الْقَوْم: علامتهم فِي السّفر.

وأشْعَرَ الْقَوْم فِي سفرهم: جعلُوا لأَنْفُسِهِمْ شِعارا. وأشعر الْقَوْم: نادوا بشعارهم. كِلَاهُمَا عَن اللَّحيانيّ. وأشعَر الْبَدنَة: أعلمها، وَهُوَ أَن يشق جلدهَا أَو يطعنها حَتَّى يظْهر الدَّم. وَقَالَت أم معبد الجهنية لِلْحسنِ: " انك قد أشْعَرْتَ ابْني فِي النَّاس ". أَي جعلته عَلامَة فيهم، لِأَنَّهُ عَابِد بالقدرية.

والشَّعِيرة: الْبَدنَة المهداة، سميت بذلك لِأَنَّهُ يُؤثر فِيهَا بالعلامات. وَالْجمع شَعائر.

وشِعار الْحَج: مَنَاسِكه وعلاماته. وَمِنْه الحَدِيث " أَن جِبْرِيل أَتَى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْ أُمَّتَك أَن يَرْفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّلْبية، فَإِنَّهَا من شِعار الحجّ ".

والشَّعيرة، والشِّعارَةُ، والمَشْعَرُ: كالشِّعار. وَقَالَ اللَّحيانيّ: شَعائر الْحَج: مَنَاسِكه. واحدتها: شَعِيَرة. قَالَ: وَيَقُولُونَ: هُوَ المَشْعَر الْحَرَام، والمِشْعَر الْحَرَام. قَالَ: وَلَا يكادون يَقُولُونَهُ بِغَيْر الْألف وَاللَّام.

والشِّعار: الرَّعْد، قَالَ:

وقِطارِ سارِيَةٍ بغَيرِ شِعارِ

أَي مطر بِغَيْر رعد.

والأشْعَر: مَا اسْتَدَارَ بالحافر من مُنْتَهى الْجلد. وَالْجمع: أشاعر، لِأَنَّهُ اسْم. وأشاعر النَّاقة: جَوَانبُ حيائها. والأشْعَرَان: الإسكتان. وَقيل: هما مِمَّا يَلِي الشفرين. والأشْعَر: شَيْء يخرج من ظلفي الشَّاة، كَأَنَّهُ ثؤلول الْحَافِر. هَذَا عَن اللَّحيانيّ. والأشعر: اللَّحْم تَحت الظفر.

والشعِير: حب مَعْرُوف. واحدته: شَعيرة. وبائعه شَعِيريّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ مِمَّا يبْنى على " فَاعل "، وَلَا " فَعَّال "، كَمَا يغلب فِي هَذَا النَّحْو. والشَّعيرة: هنة تصاغ من فضَّة أَو حَدِيد، على شكل الشعيرة، فَتكون مساكا لنصاب النصل والسكين. وأشْعَر السكين: جعل لَهَا شَعيرة. والشَّعيرةُ: حلى يتَّخذ من فضَّة، مثل الشَّعير.

والشَّعْراء: ذُبَاب. وَقيل: الشَّعْراء، والشُّعَيراء: ذُبَاب أَزْرَق يُصِيب الدَّوَابّ. قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّعْراء: نَوْعَانِ، وللكلب شَعْراءُ مَعْرُوفَة، وللإبل شَعراء، فَأَما شَعْراء الْكَلْب، فَإِنَّهَا إِلَى الرقة والحمرة، لَا تمس شَيْئا غير الْكَلْب، وَأما شَعْراء الْإِبِل فَتضْرب إِلَى الصُّفْرَة، وَهِي أضخم من شَعراء الْكَلْب، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زغباء تَحت الأجنحة. قَالَ: وَرُبمَا كثرت فِي النَّعَم، حَتَّى لَا يقدر أهل الْإِبِل، على أَن يحتلبوا بِالنَّهَارِ، وَلَا أَن يركبُوا مِنْهَا شَيْئا، فيتركون ذَلِك إِلَى اللَّيْل، وَهِي تلسع الْإِبِل فِي مراقها وَمَا حوله، وَمَا تَحت الذَّنب والبطن والإبطين. قَالَ: وَلَيْسَ يتقونها بِشَيْء، إِذا كَانَ ذَلِك، إِلَّا بالقطران. وَهِي تطير على الْإِبِل، حَتَّى تسمع لصوتها دويا، قَالَ الشماخ:

تَذُبُّ ضَيْفاً مِن الشَّعْراء مَنزِلُهُ ... مِنْهَا لَبانٌ وأقْرَابٌ زَهالِيلُ

وَالْجمع من ذَلِك كُله شَعارٍ. والشَّعْراء: الخوخ جمعه كواحدة. قَالَ أَبُو حنيفَة الشُّعَرَاء: شجيرة من الحمض، لَيْسَ لَهَا ورق، وَلَا هدب، تحرص عَلَيْهَا الْإِبِل حرصا شَدِيدا، تخرج عيدانا شدادا والشَّعْرانُ: ضرب من الرمث أَخْضَر. وَقيل: ضرب من الحمض أَخْضَر أغبر.

والشُّعْرُورة: القِثَّاء الصَّغِيرَة. وَقيل: هُوَ نبت.

وذهبوا شَعارِيرَ بقذان وقذان: أَي مُتَفَرّقين. واحدهم شُعْرُور. وَكَذَلِكَ ذَهَبُوا شَعاريرَ بقِرْدَحْمة. وَقَالَ اللَّحيانيّ: أَصبَحت شَعاريرَ بقِرْدَحْمة: وقَرْدَحْمة، وقِنْدَحْرة، وقِنْذَحْرَة، وقَدَحْرَة، وقَذَحْرَة، معنى كل ذَلِك: بِحَيْثُ لَا يُقدر عَلَيْهَا. يَعْنِي اللَّحيانيّ: أَصبَحت الْقَبِيلَة.

والشِّعْرَى: كَوْكَب، تَقول الْعَرَب: " إِذا طَلَعَت الشِّعَرى، جعل صَاحب النّخل يرى ". وهما شِعْرَيان: العَبُور، والغميصاء. وطلوع الشِّعْرَى على أثر طُلُوع الهَنْعَة.

وَبَنُو الشُّعَيراء: قَبيلَة.

وشَعْر: جبل. قَالَ البريق:

فحَطَّ العُصْمَ من أكْناف شَعْرٍ ... وَلم يترُك بِذِي سَلَعٍ حِمارَا وَقيل: هُوَ شِعِر.

والأشْعَر: جبل بالحجاز.
شعر
شعَرَ1/ شعَرَ لـ يَشعُر، شِعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مشعور (للمتعدِّي)
• شعَر الرّجُلُ: قال الشِّعرَ.
• شعَر فلانًا: غلبه في الشِّعْر.
• شعَر لفلان: قال له الشِّعرَ. 

شعَرَ2 يَشعُر، شَعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعور
• شعَر الشّيءَ: بطَّنه بالشَّعْر "شعَر خُفًّا/ جِلْدًا". 

شعَرَ بـ يَشعُر، شُعورًا، فهو شاعِر، والمفعول مَشعور به
• شعَر به:
1 - أحسّ به، أو أدركه بإحدى حواسِّه الظّاهرة أو الباطنة "لم يشعر به أحد- شعَر بالبرد/ التعب والإجهاد- {وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}: وما يعلمون أو يفطنون".
2 - خَطَرَ ببالِه " {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} ". 

شعُرَ/ شعُرَ بـ يَشعُر، شِعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعُور به
• شعُر فلانٌ: صار شاعرًا، اكتسب ملكة الشِّعر فأجادَه "خالط الشُّعراءَ فشعُر".
• شَعُر به: شعَر به؛ أحسَّ به. 

شعِرَ يَشعَر، شَعَرًا، فهو أَشعَرُ وشَعِر
• شعِر فلانٌ: كَثُر شَعْرُه وطال "شابٌّ أشعرُ/ شَعِر". 

أشعرَ يُشعر، إشعارًا، فهو مُشعِر، والمفعول مُشْعَر (للمتعدِّي)
• أشعر الغُلامُ: نبت على جسمه الشّعر عند البلوغ والمراهقة.
• أشعر القومُ: جعلوا لأنفسهم شِعارًا.
• أشعر الحاجُّ البُدْنَ: جعل لها علامة تميِّزها.
• أشعر فلانًا الأمرَ/ أشعر فلانًا بالأمرِ: أعلمه إيّاه "أشعرهُم بالخطر- {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} - {وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} ". 

استشعرَ يستشعر، استشعارًا، فهو مُستشعِر، والمفعول مُستشعَر
• استشعر الشَّيءَ: أحسّ به مبهمًا، توقّعه بصورة غير واضحة، حدّثه به قلبُه "استشعر الخطرَ- استشعر الخوفَ: أضمره". 

تشاعرَ يتشاعر، تشاعُرًا، فهو مُتشاعِر
• تشاعر الرَّجُلُ: ادّعى أنّه شاعر، تكلَّف قولَ الشِّعر وأرى من نفسه أنَّه شاعر. 

شاعرَ يشاعر، مُشاعَرَةً، فهو مُشاعِر، والمفعول مُشاعَر
• شاعَر فلانًا: باراه في الشِّعْر، كان أشعر منه. 

شعَّرَ يشعِّر، تشعيرًا، فهو مُشعِّر، والمفعول مُشعَّر (للمتعدِّي)
• شعَّر الغُلامُ: أشعرَ؛ نبت على جسمه الشَّعْرُ عند البلوغ والمراهقة "شعَّر الجنينُ: نبت عليه الشّعر".
• شعَّر الخُفَّ ونحوَه: بطّنه بالشَّعْر. 

أشاعرة [جمع]: مف أَشْعَريّ
• الأشاعرة: (سف) فرقة من المتكلِّمين ينتسبون إلى مؤسِّسها أبي الحَسَن الأشعريّ، تقوم على أساس من التوسّط بين السّلف والمعتزلة، يخالفون المعتزلة في بعض آرائهم، ويقولون إنّ معرفة الله بالعقل تحصل وبالسمع تجب. 

إشعار [مفرد]: ج إشعارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشعرَ ° إشعار بالاستلام: بطاقة ذات لون مُميّز ترسل إلى المرسل إليه للتوقيع على الاستلام- إشعار تسليم: مستند يشعر المرسل إليه (المستلم) بتسليم البضائع، ويكون في صحبة البضائع عادة وتُبَيَّن فيه تفاصيل كميّاتها وأوصافها.
2 - خطاب تصدره جهة حكوميّة "إشعار وصول: إعلام أو إخطار، أو إبلاغ" ° حتَّى إشعار آخر/ إلى إشعار آخر: إلى أن تصدر تعليمات جديدة. 

أشْعَرُ [مفرد]: ج أشاعِرُ وشُعْر، مؤ شَعْراءُ، ج مؤ شَعْراوات وشُعْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِرَ ° أشعر أظفر: طويل الشّعر والأظفار- أشعر الرَّقبة: قويّ شديد، تشبيها له بالأسد- داهية شعراء: وَبْراء- روضة شعراء: كثيفة العُشب. 

أشعريّ [مفرد]: ج أشاعِرَة وأشعريَّة: مَنْ ينتمي إلى فرقة الأشاعرة، من أنصار المذهب الأشعريّ "مذهب أشعريّ". 

أشعريَّة [جمع]
• الأشعريَّة: (سف) الأشاعرة. 

استشعار [مفرد]: مصدر استشعرَ.
• الاستشعار عن بُعْد: الإحساس بالأشياء البعيدة بواسطة الأجهزة الحديثة.
• قرنا الاستشعار: (حن) امتدادان رفيعان يخرجان من الرأس في بعض الحشرات كالصّرصُور يقومان بوظيفتي الشمّ واللَّمس. 

شاعر [مفرد]: ج شُعراءُ، مؤ شاعرة، ج مؤ شاعرات وشَواعِرُ:
1 - اسم فاعل من شعَرَ بـ وشعُرَ/ شعُرَ بـ وشعَرَ1/ شعَرَ لـ وشعَرَ2.
2 - مَنْ يقول الشِّعْرَ وينظمه "شاعر مُلْهم/ مطبوع/ عبقريّ- شاعر حرّ: مَنْ يكتب الشّعر ولا يلتزم فيه القافية الموحّدة- {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}: بل هو كاذب فيما يقول" ° فحول الشُّعراء: المُفضَّلون عمومًا.
• الشُّعراء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 26 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وعشرون ومائتا آية. 

شاعِريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شاعِر.
• جوٌّ شاعريّ: جوّ لطيف، يريح الأعصاب ويثير في النفس معانيَ وخواطرَ رقيقة. 

شاعريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من شاعر: موهبة قول الشِّعر "يتمتّع هذا الرَّجُل بشاعريّة فيّاضة- شاعريَّة حُرّة: مدرسة الشّعراء الرّمزيين أنصار الشِّعر الحرّ الحديث". 

شِعار [مفرد]: ج شعارات وأشْعِرة وشُعُر:
1 - قميص، ما وَليَ الجسدَ من الثِّياب ° لبِس شعار الهَمّ.
2 - رسم أو علامة أو عبارة مختصرة يتيَسَّر تذكُّرها وترديدها تتميَّز بها دولة أو جماعة يرمز إلى شيء ويدلّ عليه "الصولجان شعار الملك- شعار تجاريّ: علامة تجاريّة- شعار الشّرف: شارة تُحمل دلالةً على الانتساب إلى مدرسة أو نادٍ وغير ذلك" ° تحت شعار كذا: باسمه, تحت رايته.
3 - عبارة يتعارف بها القومُ في السَّفر أو الحرب، وهو ما يسمّى: سرّ اللّيل ° شعارُ بني فلان: نداء يُعرَفون به. 

شَعْر1 [مفرد]: مصدر شعَرَ2. 

شَعْر2/ شَعَر1 [جمع]: جج أشْعار وشعُور، مف شَعْرة وشَعَرة: (شر) زوائد خيطيّة تظهر على جلد الإنسان ورأسه وعلى جلد غيره من الثدييّات، تقابل الرِّيشَ في الطيور والحراشيفَ في الزّواحف والقشورَ في الأسماك "أمسك بشَعر فلان- شَعْرٌ أشقر/ جَعْد- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا} " ° المال بيني وبينك شقّ شعرة: بالتساوي- قطَع شعرةَ معاوية: قطع صلته به- قَيْد شَعْرَة: قدر شعرة، مسافة ضئيلة- كما تُسلُّ الشَّعرةُ من العجين: بسهولة دون عواقب- وقَف شعرُ رأسِه: خاف خوفًا شديدًا، فزِع.
• غزارة شَعر: (طب) نموّ مفرط للشّعر، غير طبيعيّ. 

شَعَر2 [مفرد]: مصدر شعِرَ. 

شَعِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِرَ. 

شِعْر [مفرد]: ج أشْعار (لغير المصدر):
1 - مصدر شعَرَ1/ شعَرَ لـ.
2 - كلام موزون مقفّى قصدًا يعتمد
 على التخييل والتأثير؛ ليوحي بإحساسات مؤثِّرة وصور خياليّة "شعر صافي الديباجة- نظم الشِّعْرَ- ما الشِّعْر إلاّ شعورُ المرء يُرسلُه ... عفو البديهة عن صدق وإيمانِ- إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً [حديث]- {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} " ° أنشده الشِّعرَ: قرأه عليه- أوابِدُ الشِّعْر: ما لا تُماثَل جودتُه أو قوافيه الشاردة- ربَّة الشِّعْر: إلهة الشِّعْر عند الوثنيِّين- شطرا بيت الشِّعْر: الصدر والعجُز- شِعْر مُفْتعَل: مبتدع أغرب فيه قائله- شعر منثور: كلام بليغ مجموع يجري على منهج الشِّعر في التخييل والتأثير دون الوزن- لَيْت شِعْري!: أودُّ لو كنتُ أعلم وهي عبارة تعجُّب- مِصْراعا الشِّعْر: ما كان فيه قافيتان من بيتٍ واحدٍ- مِنْ عيون الشِّعْر العربيّ: مِنْ أفضل النماذج الشعريّة.
• الشِّعر الحُرُّ: شعر لا يتقيّد بالقافية الموحَّدة، الشِّعر المتحرِّر من الوزن والقافية.
• الشِّعر المُرْسَل: الشِّعر غير المقفَّى.
• شِعر الحكمة: شعر يمتاز بالحكمة وضرب الأمثال.
• شِعر المديح: الفن الشعريّ الذي يتناول مناقبَ شخص من الأشخاص، أو مدح شيء أو معنًى من المعاني أو الأشياء.
• شِعر المناسبات: شِعر يُكتب أو يُقال خِصيِّصَى لمناسبة معيَّنة هي عادة الاحتفال بذكرى حدث اجتماعيّ أو تاريخيّ أو أدبيّ.
• بيت الشِّعر: كلام موزون مؤلَّف عادةً من شطرين، (صدر وعجز)، وقد يكون شطرًا واحدًا. 

شِعْراءُ [مفرد]: شَعْر العانة. 

شَعْرانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شَعْر: على غير قياس.
2 - كثيرُ الشّعر طويله، كثّ الشّعر كثيفُه "رجل شعرانيّ". 

شِعْرة [جمع]: شَعْر العانة. 

شُعْرور [مفرد]: ج شعاريرُ: غير النابه من الشّعراء، وهو فوق المتشاعر ودون الشوَيْعر، شاعر رديء سخيف النّظم. 

شِعْرَى [مفرد]: كوكب نيِّر يطلع عند اشتداد الحرّ كانوا يعبدونه في الجاهليّة " {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} ". 

شِعْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شِعْر: "أسلوب/ جوّ شعريّ- المسرحيّة الشِّعريّة".
• الوزن الشِّعريّ: نمط أو مجرى الصَّوت النّاتج عن ترتيب المقاطع المشدَّدة أو غير المشدَّدة في شعر منبَّر توكيديّ أو مقاطع طويلة وقصيرة في شعر كمّيّ.
• الجوازات الشِّعريَّة: مخالفة القواعد العامّة في النَّحو والصَّرف وفي نظم الشِّعر.
• التَّصوير الشِّعريّ: (بغ) تصوير شخص أو شيء في القصيدة من خلال التَّشبيه والاستعارة وغيرهما من الصُّور المجازيّة.
• وعاء شِعْريّ: (شر) أحد الأوعيَة الدمويّة الدقيقة، المنتشرة في الجسم على شكل شبكة، وهي الصِّلة بين الشُّريّنيّات والوُرَيّدات.
• الضَّرورة الشِّعريَّة: (عر) الحالة الدَّاعية إلى استعمال ما لا يستعمل في النَّثر كتنوين الممنوع من الصَّرف، وهي رخصة مُنحت للشُّعراء كي يخرجوا بها عن بعض قواعد اللُّغة عندما تعرض لهم كلمة لا يُؤدِّي معناها في موقعها سواها. 

شَعْريَّة [مفرد]:
1 - فتائل من عجين القمح أرفع من المكرونة، تجفّف وتطبخ.
2 - (طب) دودة طفيليّة من السلكيّات تصيب الخنازير وتنتقل منها إلى الإنسان إذا أكل لحمَها غير ناضج فتحدث فيه داء الشَّعْريّة، وقد تؤدِّي إلى الموت السريع للإنسان إذا تكيَّست في عضلة قلبه.
• أنبوبة شَعْريَّة: (فز) أنبوبة ذات قطر بالغ الصِّغر، تستخدم في الترمومترات ونحوها. 

شُعور [مفرد]:
1 - مصدر شعَرَ بـ.
2 - إحساس، إدراك بلا دليل "عندي شعور بأنّه سوف يرجع- عمِل عن شعور لا عن تفكير- لديه شعور بالمسئوليّة" ° الشُّعور المشترك: الإحساس الجماعيّ والتضامن- الشُّعور بالذَّات/ الشُّعور بالنَّفس: الحساسيَّة الزائدة بالنّفس- جرَح شعورَه: آذاه، أساء إليه، أهانه- جَيَشان الشُّعور: ثورانه، هيجانه- فاقد الشُّعور: عديم الإحساس.
3 - حالة عاطفيّة تكون تعبيرًا عن
 مَيْلٍ ونزعة "شعور بالحنان- الشُّعور السَّامي".
4 - (نف) علم ما في النّفس أو ما في البيئة وما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانات ونزعات.
5 - إدراك المرء ذاته وأحواله وأفعاله إدراكًا مباشرًا "شعور بالعظمة".
• اللاَّشعور: (نف) العقل الباطن، جزء من الدِّماغ يحتوي على عناصر التَّكوين العقليّ أو النَّفسيّ، التي لا تخضع لسيطرة أو إدراك الوعي، ولكنَّها غالبًا ما تؤثِّر في التّفكير أو التّصرّف الواعي "رغبات مكبوتة في اللاَّشعور". 

شَعير/ شِعير [جمع]: (نت) نبات عُشبيّ، حبِّيّ من الفصيلة النجيليّة، وهو دون القمح في الغذاء يقدّم علفًا للدوابّ، وقد يصنع منه الخبز، أو ينتقع ليتّخذ منه شراب "فلان كالشَّعير يُؤكل ويُذمّ: يُضرب في من يقدم الخَير فيجازى بالشّرّ".
• سُكَّر الشَّعير: (كم) نوع من السُّكّر يمكن الحصول عليه من النّشا والمُلْت، وهو أقل حلاوة من سُكّر القصب. 

شَعيرة [مفرد]: ج شعائِرُ:
1 - حبَّة من الشَّعر.
2 - ما ندب الشّرع إليه ودعا إلى القيام به " {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} " ° شعائر الحَجّ: مناسكه وعلاماته وأعماله، وكلّ ما جُعل علمًا لطاعة الله وأعماله- شعائر دينيّة: علامات دين وطقوسه أو طريقة في العبادة.
3 - ما يُهدَى لبيت الله من حيوان " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ} ".
4 - علامة. 

شُعَيْرة [مفرد]: تصغير شَعْرة.
• شُعَيْرات دمويّة: قنوات دقيقة تماثل الشّعرة في دقَّتِها، تحمل الدّم. 

شُوَيْعر [مفرد]:
1 - تصغير شاعر.
2 - شاعر ضعيف لا يتمتَّع بمكانة سامية في الشِّعر. 

مُستشعِرات [جمع]: مف مُستشعِرَة: أجهزة تحتوي على خلايا حسَّاسة ترصُد أهدافًا من مسافاتٍ بعيدة تسمى بأجهزة الاستشعار عن بُعد. 

مَشْعَر [مفرد]: ج مشاعِرُ:
1 - موضع مناسك الحج " {فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}: كثيرًا ما يطلق المَشْعر الحرام على المزدلفة" ° مشاعِر الحجّ: مناسكه وأعماله.
2 - حاسّة، ما شعرتَ به وفطِنتَ إليه.
• المَشْعَران: المزدلفة ومنى.
• مشاعرُ الإنسان:
1 - حواسُّه، وهي خمس: البصر والسمع والذوق والشمّ واللمس.
2 - أحاسيسه "أشكرك على مشاعرك الطيِّبة نحوي". 

مَشعور [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شَعَر2.
2 - مختلّ العَقْل "إنّه مشعور قليلا".
3 - مشقوق "إناء/ طبق مَشْعور". 

شعر

1 شَعَرَ بِهِ, (S, Msb, K, &c.,) and شَعُرَ بِهِ, (K,) which latter is disallowed by some, but both are correct, though the former is the [more] chaste, (TA,) aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. شِعْرٌ (S, Msb, K, &c.) and شَعْرٌ (K, TA) and شَعَرٌ, (TA, and so in the CK in the place of شَعْرٌ,) but the first is the most common, (TA,) and شِعْرَةٌ (Msb, K) and شَعْرَةٌ and شُعْرَةٌ, (K,) of which last three the first is the most common, (TA,) and شِعْرَى and شُعْرَى (K) and شَعْرَى (TA) and شُعُورٌ (Msb, K) and شُعُورَةٌ, (K,) which is said to be the inf. n. of شَعُرَ, (TA,) and مَشْعُورٌ and مَشْعُورَةٌ (Lh, K) and مَشْعُورَآءُ, (K,) which is of extr. form, (TA,) He knew it; knew, or had knowledge, of it; was cognizant of it; or understood it; (S, * A, Msb, K, TA;) as also شَعَرَ لَهُ: (Lh, TA:) or he knew the minute particulars of it: or he perceived it by means of [any of] the senses. (TA.) Lh mentions the phrase أَشْعُرُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ and أَشْعُرُ لِفُلَانٍ مَا عَمِلَهُ [I know what such a one did or has done], and مَا شَعَرْتُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ [I knew not what such a one did], as on the authority of Ks, and says that they are forms of speech used by the Arabs. (TA.) [See also شِعْرٌ, below.] b2: شَعَرَ, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. شِعْرٌ and شَعْرٌ, (K, TA,) or شَعَرٌ, (so accord. to the CK instead of شَعْرٌ,) He said, or spoke, or gave utterance to, poetry; spoke in verse; poetized; or versified; syn. قَالَ شِعْرًا; [for poetry was always spoken by the Arabs in the classical times; and seldom written, if written at all, until after the life-time of the author;] (A, Msb, K;) as also شَعُرَ: (K:) or the latter signifies he made good, or excellent, poetry or verses; (K, MF;) and this is the signification more commonly approved, as being more agreeable with analogy: (MF:) or the latter signifies he was, or became, a poet; (S;) as also شَعِرَ, aor. ـَ (TA.) One says, شَعَرْتُ لِفُلَانٍ I said, or spoke, poetry, &c., to such a one. (TS, O, TA.) And لَوْ شَعُرَ بِنَقْصِهِ لَمَا شَعَرَ [Had he known his deficiency, he had not spoken poetry, or versified]. (A.) A2: شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ: see 3.

A3: شَعَرَ as a trans. verb syn. with اشعر: see 4. b2: As syn. with شاعر: see 3.

A4: شَعِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَعَرٌ, (TA,) His (a man's, TA) hair became abundant (K, TA) and long: (TA:) and said likewise of a goat, or other hairy animal, his hair became abundant. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) He possessed slaves. (Lh, K.) 2 شعّر as an intrans. verb: see 4: b2: and as a trans. verb also: see 4.3 شَاْعَرَ ↓ شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ, (S, K,) aor. of the latter شَعَرَ, that is with fet-h, (S, MF,) accord. to Ks, who holds it to be thus even in this case, where superiority is signified, on account of the faucial letter; or, accord. to most, شَعُرَ, agreeably with the general rule; (MF;) He vied, or contended, with him in poetry, and he surpassed him therein. (S, K, MF.) A2: And شاعرهُ, (S,) and شاعرها, (A, Msb, K,) and ↓ شَعَرَهَا, (A, K,) He slept with him, and with her, (نَاوَمَهُ, S, and نَامَ مَعَهَا, Msb, K, or ضَاجَعَهَا, A,) in one شِعَار [or innermost garment]. (S, A, Msb, K.) A3: [Reiske, as mentioned by Freytag, explains شاعر as signifying also Tractavit, prensavit, vellicavit: but without naming any authority.]4 اشعرهُ He made him to know. (S.) Yousay, اشعرهُ بِالأَمْرِ and الأَمْرَ, (K,) the latter of which is less usual than the former, because one says شَعَرَ بِهِ but not شَعَرَهُ, (MF,) He aquainted him with the affair; made him to know it. (K.) And أَشْعَرْتُ أَمْرَ فَلَانٍ I made known the affair of such a one. (A.) And أَشْعَرْتُ فُلَانًا I made such a one notorious for an evil deed or quality. (A.) b2: Also, (inf. n. إِشْعَارٌ, Msb,) He marked it, namely a beast destined for sacrifice at Mekkeh, (S, * Mgh, Msb, * K, TA,) by stabbing it in the right side of its hump so that blood flowed from it, (S,) or by making a slit in its skin, (K,) or by stabbing it (K, TA) in one side of its hump with a مِبْضَع or the like, (TA,) so that the blood appeared, (K, TA,) or by making an incision in its hump so that the blood flowed, (Msb,) in order that it might be known to be destined for sacrifice. (S, Msb.) b3: [Hence, app.,] (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come. (TA.) It is said in a trad. respecting the assassination of 'Othmán, أَشْعَرَهُ مِشْقَصًا (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come with a مشقص [q. v.]: (TA:) and in another trad., أَشْعِرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (assumed tropical:) [The Prince of the Faithful was wounded so that blood came from him]. (S.) b4: And (tropical:) He pierced him with a spear so as to make the spearhead enter his inside: and اشعرهُ سِنَانًا (tropical:) he made the spear-head to enter into the midst of him: [but this is said to be] from اشعرهُ بِهِ “ he made it to cleave to it. ” (TA.) أَشْعِرَ is said specially of a king, meaning He was slain. (A, TA.) b5: Also He made it to be a distinguishing sign: as when the performance of a religious service is made, or appointed, by God to be a sign [whereby his religion is distinguished]. (TA.) b6: and اشعروا They called, uttering their شِعَار [whereby they might know one another]: or they appointed for themselves a شِعَار in their journey. (Lh, K, TA. [See also 10.]) A2: مَا أَشْعَرَهُ [How good, or excellent, a poet is he !]. (TA in art. خزى: see مُخْزٍ in that art.) A3: اشعر [from شَعْرٌ or شَعَرٌ signifying “ hair ”] It (a fœtus, S, A, K, in the belly of its mother, TA) had hair growing upon it; (S, A, K;) as also ↓ تشعّر; (S, K;) and ↓ شعّر, inf. n. تَشْعِيرٌ; and ↓ استشعر. (K.) b2: And اشعرت She (a camel) cast forth her fœtus with hair upon it. (Ktr, K.) b3: And اشعر He lined a boot, (A, K,) and a جُبَّة, (A,) and the مِيثَرَة of a horse's saddle, and a قَلَنْسُوَة, and the like, (TA,) with hair; (A, K;) as also ↓ شَعَرَ; (Lh, A, K;) and ↓ شعّر, (K,) inf. n. تَشْعِيرٌ: (TA:) or, said of a ميثرة, he covered it with hair. (A.) b4: and اشعرهُ He clad him with a شِعَار [i. e. an innermost garment]. (S, A, K.) And He put on him a garment as a شِعَار, i. e., next his body. (TA.) [Hence,] اشعرهُ فُلَانٌ شَرًّا (tropical:) Such a one involved him in evil. (S, A.) And اشعرهُ الحُبُّ مَرَضًا (assumed tropical:) [Love involved him in disease]. (S.) and اشعرهُ بِهِ (assumed tropical:) He made it (i. e. anything) to cleave, or stick, to it, [like the شِعَار to the body,] i. e., to another thing. (K.) b5: [And (assumed tropical:) It clave to him, or it, as the شِعَار cleaves to the body. Hence,] اشعرهُ الهَمُّ (tropical:) [Anxiety clave to him as the شِعَار cleaves to the body]. (A.) And اشعر الهَمُّ قَلْبِى (tropical:) Anxiety clave to my heart (K, TA) as the شِعَار cleaves to the body. (TA.) And أَشْعَرَ الرَّجُلُ هَمًّا (tropical:) The man clave to anxiety as the شِعَار cleaves to the body. (S, TA. [In one of my copies of the S, أُشْعِرَ, accord. to which reading, the phrase should be rendered The man was made to have anxiety cleaving to him &c.]) A4: اشعر السِّكِّينَ (tropical:) He put a شَعِيرَة [q. v.] to the knife. (S, A, K. *) 5 تَشَعَّرَ see 4, in the latter half of the paragraph.6 تشاعر He affected, or pretended, to be a poet, not being such. (See its part. n., below.)]10 استشعرت البَقَرَةُ The cow uttered a cry to her young one, desiring to know its state. (A, TA.) b2: And استشعروا They called, one to another, uttering the شِعَار [by which they were mutually known], in war, or fight. (TA. [See also 4.]) A2: استشعر as syn. with اشعر and تشعّر: see 4, in the latter half of the paragraph. b2: Also, (A,) or استشعر شِعَارًا, (K,) He put on, or clad himself with, a شعار [i. e. an innermost garment]. (A, K.) [Hence,] اِسْتَشْعِرْ خَشْيَةَ اللّٰهِ (tropical:) Make thou the fear of God to be شِعَارَ قَلْبِكَ [i. e. the thing next to thy heart]. (TA.) And استشعر خَوْفًا (tropical:) He conceived in his mind fear. (S, A. *) شَعْرٌ and ↓ شَعَرٌ, (A, Msb, K, but only the latter in my copies of the S and in the O,) two wellknown dial. vars., the like being common in cases of this kind, in which the medial radical letter is a faucial, (MF,) [but the latter I have found to be the more common,] Hair; i. e. what grows upon the body, that is not صُوف nor وَبَر; (K;) it is an appertenance of human beings and of other animals: (S, A, Msb:) [when spoken of as used in the fabrication of cloth for tents &c., the meaning intended is goats' hair: (see 4 in art. بنى:)] of the masc. gender: (Msb, TA:) pl. (of the former, Msb) شُعُورٌ and (of the latter, Msb) أَشْعَارٌ (S, Msb, K) and (of the latter also, TA) شِعَارٌ: (K, TA:) and ↓ أُشَيْعَارٌ, properly dim. of أَشْعَارٌ, is used, accord. to Aboo-Ziyád, as dim. of شُعُورٌ: (TA:) the n. un. is with ة: (S, A, * Msb, K:) and this, i. e. شَعْرَةٌ [or شَعَرَهٌ], is also used metonymically as a pl. (K, TA.) One says, بَيْنِى وَبَيْنَكَ المَالُ شَقُّ الشَّعْرَةِ and شَقُّ الأُبْلُمَةِ (assumed tropical:) [The property is, or shall be, equally divided between me and thee]. (TA.) And رَأَى فُلَانٌ الشَّعْرَةَ Such a one saw, or has seen, hoariness, or white hairs, (Yaakoob, S, A, TA,) upon his head. (TA.) b2: [The n. un.] شَعْرَةٌ is also used, metonymically, as meaning (tropical:) A daughter. (TA.) b3: And ↓ شَعَرٌ (K, and so accord. to the TA, but in the CK ↓ شُعْرٌ,) signifies also (tropical:) Plants and trees; (K, TA;) as being likened to hair. (TA.) b4: And the same, (A, K, TA, but in the CK ↓ شُعْرٌ,) (tropical:) Saffron (A, K) before it is pulverized. (A.) شُعْرٌ: see the next two preceding sentences.

شِعْرٌ [an inf. n., (see 1, first sentence,) and used as a simple subst. signifying] Knowledge; cognizance: (K, TA:) or knowledge of the minute particulars of things: or perception by means of [any of] the senses. (TA.) One says, لَيْتَ شِعْرِى فُلَانًا مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, S, * Msb, * K, *) and لَيْتَ شِعْرِى لَهُ مَا صَنَعَ, and لَيْتَ شِعْرِى عَنْهُ مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, K, *) i. e. Would that I knew what such a one did, or has done; (S, * K, * Msb, * TA;) for would that my knowledge were present at, or comprehending, what such a one did, or has done; the phrase being elliptical: (TA:) accord. to Sb, لَيْتَ شِعْرِى is for ليت شِعْرَتِى, the ة being elided as in هُوَ أَبُو عُذْرِهَا [for هو ابو عُذْرَتِهَا], (S, TA,) the elision of the ة in this latter instance, as Sb says, being peculiar to the case of the words being preceded by ابو; [but see عُذْرَةٌ;] and as in إِقَامَة when used as a prefixed noun; though لَيْتَ شِعْرَتِى is not now known to have been heard. (TA.) One says also, لَيْتَ شِعْرِى مَا كَانَ Would that I knew what happened, or has happened. (A.) b2: The predominant signification of شِعْرٌ is Poetry, or verse; (Msb, K;) because of its preeminence by reason of the measure and the rhyme; though every kind of knowledge is شِعْرٌ: (K:) or because it relates the minute affairs of the Arabs, and the occult particulars of their secret affairs, and their facetiæ: (Er-Rághib, TA:) it is properly defined as language qualified by rhyme and measure intentionally; which last restriction excludes the like of the saying in the Kur [xciv. 3 and 4], اَلَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكْ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكْ, because this is not intentionally qualified by rhyme and measure: (KT; and the like is said in the Msb:) and sometimes a single verse is thus termed: (Akh, TA:) pl. أَشْعَارٌ. (S, K.) b3: Also (assumed tropical:) Falsehood; because of the many lies in poetry. (B, TA.) شَعَرٌ: see شَعْرٌ, in two places.

شَعِرٌ: see أَشْعَرُ. b2: [The fem.] شَعِرَةٌ signifies [particularly] A sheep or goat (شَاةٌ) having hair growing between the two halves of its hoof, which in consequence bleed: or having an itching in its knees, (K, TA,) and therefore always scratching with them. (TA.) شَعْرَةٌ and شَعَرَةٌ ns. un. of شَعْرٌ [q. v.] and شَعَرٌ.

شِعْرَةٌ The hair of the pubes; (T, Msb, K;) as also ↓ شِعْرَآء, [accord. to general analogy with tenween,] or ↓ شَعْرَآء, [and if so, without tenween,] accord to different copies of the K; (TA;) of a man and of a woman; and of the hinder part of a woman: (T, Msb:) or the hair of the pubes of a woman, specially: (S, O, Msb:) and the pubes (عَانَة) [itself]: (K:) and the place of growth of the hair beneath the navel. (K, * TA.) b2: Also A portion of hair. (K, * TA.) الشِّعْرَى [The star Sirius;] a certain bright star, also called المِرْزَمُ; (TA; [but see this latter appellation;]) the star that rises [aurorally] after الجَوْزَآء [by which is here meant Gemini], in the time of intense heat, (S, TA,) and after الهَقْعَة [app. a mistranscription for الهَنْعَة]: (TA:) [about the epoch of the Flight, it rose aurorally, in Central Arabia, on the 13th of July, O. S.: (see النَّثْرَةُ; and see also مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:) on the periods of its rising at sunset, and setting aurorally, see دَبَرٌ and دَبُورٌ:] the Arabs say, إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى جَعَلَ صَاحِبُ النَّخْلِ يَرَى [When Sirius rises aurorally, the owner of the palm-trees begins to see what their fruit will be]: (TA:) there are two stars of this name; الشِّعْرَى العَبُورُ and الشِّعْرَى الغُمَيْصَآءُ, (S, K,) together called الشِّعْرَيَانِ: the former is that [above mentioned] which is in [a mistake for “ after ”] الجَوْزَآء, and the latter is [Procyon,] in the ذِرَاع [by which is meant الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ, not الذِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ]; (S;) and both together are called the two Sisters of Suheyl (سُهَيْل [i. e. Canopus]): (S, K:) the former was worshipped by a portion of the Arabs; and hence God is said in the Kur-án to be Lord of الشِّعْرَى: (TA:) it is called العَبُور because of its having crossed the Milky Way; and the other is called الغُمَيْصَآء because said by the Arabs to have wept after the former until it had foul thick matter in the corner of the eye: (K in art. غمص:) the former is also called الشِّعْرَى اليَمَانِيَّةُ [the Yemenian, or Southern, شعرى]; and the latter, الشِّعْرَى الشَّامِيَّةُ [the Syrian, or Northern, شعرى]. (Kzw.) شَعْرَآءُ fem. of أَشْعَرُ [q. v.: under which head it is also mentioned either as a subst. or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]. b2: See also شِعْرَةٌ.

شِعْرَآء [app., if correct, with tenween]: see شِعْرَةٌ.

شِعْرِىٌّ [Of, or relating to, poetry; poetical. b2: And also (assumed tropical:) False, or lying]. One says أَدِلَّةٌ شِعْرِيَّةٌ (assumed tropical:) False, or lying, evidences or arguments: because of the many lies in poetry. (B, TA.) A2: [and Of, or relating to, الشِّعْرَى, i. e. Sirius.] You say, رَعَيْنَا شِعْرِىَّ المَرَاعِى We pastured our cattle upon the herbage of which the growth was consequent upon the نَوْء [i. e. the auroral rising or setting] of الشِّعْرَى [or Sirius]. (A.) شَعَرِيَّاتٌ The young ones of the رَخَم [i. e. vultur percnopterus]. (K.) شَعْرَانُ: see أَشْعَرُ. b2: شَعْرَان [app. without tenween, being probably originally an epithet, also] signifies (assumed tropical:) The [shrub called] رِمْث, (K,) or a species thereof, (Tekmileh, TA,) green, inclining to dust-colour: (Tekmileh, K, TA:) or a species of [the kind of plants called] حَمْض, dust-coloured: (TA:) or حَمْض upon which hares feed, and in which they [make their forms, i. e.] lie, cleaving to the ground; it is like the large أُشْنَانَة [here app. used as the n. un. of أُشْنَانٌ, i. e. kali, or glasswort], has slender twigs, and appears from afar black. (AHn, TA.) شُعْرُورٌ [A poetaster]: see شَاعِرٌ.

A2: Also, accord. to analogy, sing. of شَعَارِيرُ, which is (assumed tropical:) Syn. with شُعْرٌ [as pl. of شَعْرَآءُ, q. v. voce أَشْعَرُ], meaning the flies that collect upon the sore on the back of a camel, and, when roused, disperse themselves from it. (TA.) [Hence the saying,] ذَهَبَ القَوْمُ شَعَارِيرَ (assumed tropical:) The people dispersed themselves, or became dispersed: (S:) and ذَهَبُوا شَعَارِيرَ بِقُذَّانَ, (K,) or بِقَذَّانَ, and بِقِذَّانَ, (TA,) and بِقِنْدَحْرَةَ, (K,) and بِقِنْذَحْرَةَ, (TA,) (assumed tropical:) They went away in a state of dispersion, like flies: (K:) شعارير thus used being pl. of شُعْرُورٌ; (TA;) or having no sing. (Fr, Akh, S, TA.) And أَصْبَحَتْ شَعَارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ, and بِقِرْذَحْمَةَ, and بِقِنْدَحْرَةَ and بِقِدَّحْرَةَ, and بِقِذَّحْرَةَ, (assumed tropical:) They became beyond reach, or power. (Lh, TA.) b2: And the same pl. شَعَارِيرُ, having no sing., also signifies (assumed tropical:) A certain game (S, K, TA) of children. (TA.) You say, لَعِبْنَا الشَّعَارِيرَ [We played at the game of الشعارير]: and هٰذَا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ [This is the game of الشعارير]. (S.) b3: And (assumed tropical:) A sort of women's ornaments, like barley [-corns], made of gold and of silver, and worn upon the neck. (TA.) b4: And شُعْرُورَةٌ [n. un. of شُعْرُورٌ] signifies A small قِثَّآء [or cucumber]: pl. شَعَارِيرُ [as above]. (S, K.) شَعْرَانِىٌّ: see أَشْعَرُ.

A2: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّةٌ A hare that feeds upon the شَعْرَان [q. v.], and that [makes its form therein, i. e.] lies therein, cleaving to the ground. (AHn, TA.) شَعَارٌ (tropical:) Trees; (ISk, Er-Riyáshee, S, A, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (As, ISh, K:) or tangled, or luxuriant, or abundant and dense, trees; (T, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (Sh, T, K:) or (TA, but in the K “ and ”) trees in land that is soft (K, TA) and depressed, between eminences, (TA,) where people alight, (K, TA,) such as is termed دَهْنَآء, and the like, (TA,) warming themselves thereby in winter, and shading themselves thereby in summer, as also ↓ مَشْعَرٌ: (K, TA:) or this last signifies any place in which are a خَمَر [or covert of trees, &c.,] and [other] trees; and its pl. is مَشَاعِرُ. (TA.) One says, أَرْضٌ كَثِيرَةُ الشَّعَارِ (assumed tropical:) A land abounding in trees [&c.]. (S.) b2: See also the next paragraph, latter half.

شِعَارٌ A sign of people in war, (S, Msb, K,) and in a journey (K) &c., (TA,) i. e. (Msb) a call or cry, (A, Mgh, Msb,) by means of which to know one another: (S, A, Mgh, Msb:) and the شِعَار of soldiers is a sign that is set up in order that a man may thereby know his companions: (TA:) and شِعَار signifies also the banners, or standards, of tribes. (TA in art. برم.) It is said in a trad. that the شِعَار of the Prophet in war was يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ [O Mansoor, (a proper name of a man, meaning “ aided ” &c.,) kill thou, kill thou]. (TA.) and it is said that he appointed the شِعَار of the refugees on the day of Bedr to be يابَنِى عَبْدِ الرَّحْمٰنِ: and the شعار of El-Khazraj, يا بَنِى عَبْدِ اللّٰهِ: and that of El-Ows, يَا بَنِى عُبَيْدِ اللّٰهِ: and their شعار on the day of El-Ahzáb, حٰم لَا يُنْصَرُونَ. (Mgh.) b2: And Thunder; (Tekmileh, K;) as being a sign of rain. (TK.) b3: شِعَارُ الحَجِّ means The religious rites and ceremonies of the pilgrimage; and the signs thereof; (K;) and, (TA,) as also ↓ الشَعَائِرُ, (S,) the practices of the pilgrimage, and whatever is appointed as a sign of obedience to God; (S, Msb, * TA;) as the halting [at Mount 'Arafát], and the circuiting [around the Kaabeh], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the throwing [of the pebbles at Minè], and the sacrifice, &c.; (TA;) and ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ and ↓ مَشْعرٌ signify the same as شِعَارٌ: (L:) ↓ شَعِيرَةٌ is the sing. of شَعَائِرُ meaning as expl. above; (As, S, Msb;) or, as some say, the sing. is ↓ شِعَارَةٌ: (As, S:) or ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ, by some written ↓ شَعَارَةٌ, and ↓ مَشْعَرٌ, signify a place [of the performance] of religious rites and ceremonies of the pilgrimage; expl. in the K by مُعْظَمُهَا, which is a mistake for مَوْضِعُهَا; (TA;) and ↓ مَشَاعِرُ, places thereof: (S:) or الحَجِّ ↓ شَعَائِرُ signifies the مَعَالِم [or characteristic practices] of the pilgrimage, to which God has invited, and the performance of which He has commanded; (K;) as also ↓ المَشَاعِرُ: (TA:) and اللّٰهِ ↓ شَعَائِرُ, all those religious services which God has appointed to us as signs; as the halting [at Mount 'Arafát], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the sacrificing of victims: (Zj, TA:) or the rites and ceremonies of the pilgrimage, and the places where those rites and ceremonies are performed; (Bd in v. 2 and xxii. 33;) among which places are Es-Safà and El-Marweh, they being thus expressly termed; (Kur ii. 153;) and so accord. to Fr in the Kur v. 2: (TA:) or the obligatory statutes or ordinances of God: (Bd in v. 2:) or the religion of God: (Bd in v. 2 and xxii. 33:) the camels or cows or bulls destined to be sacrificed at Mekkeh are also said in the Kur xxii. 37, to be مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ, i. e. of the signs of the religion of God: (Bd and Jel:) and [hence the sing.]

↓ شَعِيرَةٌ signifies [sometimes] a camel or cow or bull that is brought to Mekkeh for sacrifice; (S, K;) such as is marked in the manner expl. voce أَشْعَرَ; (Msb;) and شَعَائِرُ is its pl.; (K;) and is also pl. of شِعَارٌ: and the [festival called the]

عِيد is said to be a شِعَار of the شَعَائِر [i. e. a sign of the signs of the religion] of El-Islám. (Msb.) b4: شِعَارُ الدَّمِ is said to mean (tropical:) The piece of rag: or (tropical:) the vulva: because each is a thing that indicates the existence of blood. (Mgh.) A2: Also The [innermost garment; or] garment that is next the body; (S, Msb;) the garment that is next the hair of the body, under the دِثَار; as also ↓ شَعَارٌ; (K;) but this is strange: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْعِرَةٌ and [of mult.] شُعُرٌ. (K.) [Hence,] one says, لَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ (tropical:) [He involved himself in anxiety]. (A.) And جَعَلَ الخَوْفَ شِعَارَهُ (assumed tropical:) [He made fear to be as though it were his innermost garment], by closely cleaving to it. (TA in art. درع.) [Hence, also,] it is said in a prov., هُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ, meaning (assumed tropical:) They are near in respect of love: and in a trad., relating to the Ansár, أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ (assumed tropical:) Ye are the special and close friends [and the people in general are the less near in friendship]. (TA.) b2: Also A horse-cloth; a covering for a horse to protect him from the cold. (K.) b3: And (assumed tropical:) A thing with which wine [app. while in the vat] is protected, or preserved from injury: (L, K: [for الخَمْرُ, the reading in the CK, the author of the TK has read الخُمُرُ (and thus I find the word written in my MS. copy of the K) or الخُمْرُ, pls. of الخِمَارُ; and Freytag has followed his example: but الخَمْرُ is the right reading, as is shown by what here follows:]) so in the saying of El-Akhtal, فَكَفَّ الرِّيحَ وَالأَنْدَآءَ عَنْهَا مِنَ الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ

[evidently describing wine, and app. meaning (assumed tropical:) And the شعار of the wine, (الشِّعَارُ مِنَ الزَّرَجُونَ, i. e. شِعَارُ الزَّرَجُونِ,) while yet in the vat, intervening as an obstacle to them, kept off the wind and the rains, or dews, or day-dews, from it, namely, the wine]. (L.) b4: See also شَعَارٌ, in two places.

A3: Also Death. (O, K.) شَعِيرٌ, (S, Msb, K,) which may be also pronounced شِعِيرٌ, agreeably with the dial. of Temeem, as may any word of the measure فَعِيلٌ of which the medial radical letter is a faucial, and, accord. to Lth, certain of the Arabs pronounced in a similar manner any word of that measure of which the medial radical letter is not a faucial, like كَبِيرٌ and جَلِيلٌ and كَرِيمٌ, (MF,) [and thus do many in the present day, others pronouncing the fet-h in this case, more correctly, in the manner termed إِمَالَة, i. e. as “ e ” in our word “ bed: ”

Barley;] a certain grain, (S, Msb,) well known: (Msb, K:) of the masc. gender, except in the dial. of the people of Nejd, who make it fem.: (Zj, Msb:) n. un. with ة [signifying a barleycorn]. (S, K.) A2: Also An accompanying associate; syn. عَشِيرٌ مُصَاحِبٌ: on the authority of En-Nawawee: (K, TA:) said to be formed by transposition: but it may be from شَعَرَهَا meaning “ he slept with her in one شِعَار; ” [see 3; and so originally signifying a person who sleeps with another in one innermost garment;] then applied to any special companion. (TA.) شِعَارَةٌ, and, as written by some, شَعَارَةٌ: see شِعَارٌ, in four places.

شَعِيرَةٌ A sign, or mark. (Mgh.) b2: See this word, and the pl. شَعَائِرُ, voce شِعَارٌ, in seven places.

A2: Also n. un. of شَعِيرٌ [q. v.]. (S, K.) b2: and [hence,] (tropical:) The iron [pin] that enters into the tang of a knife which is inserted into the handle, being a fastening to the handle: (S:) or a thing that is moulded of silver or of iron, in the form of a barley-corn, (K, TA,) entering into the tang of the blade which is inserted into the handle, (TA,) being a fastening to the handle of the blade. (K, TA.) b3: [And (assumed tropical:) A measure of length, defined in the law-books &c. as equal to six mule's hairs placed side by side;] the sixth part of the إِصْبَع [or digit]. (Msb voce مِيلٌ.) b4: [And (assumed tropical:) The weight of a barley-corn.]

شُعَيْرَةٌ dim. of شَعْرَةٌ and شَعَرَةٌ: pl. شُعَيْرَاتٌ.]

شُعَيْرَآءُ [dim. of شَعْرَآءُ fem. of أَشْعَرُ.

A2: Also] A kind of trees; (Sgh, K;) in the dial. of Hudheyl. (Sgh, TA.) b2: See also أَشْعَرُ, last signification but one.

شَعِيرِىٌّ A seller of شَعِير [or barley]: one does not use in this sense either of the more analogical forms of شَاعِرٌ and شَعَّار. (Sb, TA.) شَاعِرٌ A poet: (T, S, Msb, K:) so called because of his intelligence; (S, Msb;) or because he knows what others know not: (T, TA:) accord. to Akh, it is a possessive epithet, like لَابِنٌ and تَامِرٌ: (S:) pl. شُعَرَآءُ, (S, Msb, K,) deviating from analogy: (S, Msb:) Sb says that the measure فَاعِلٌ is likened in this case to فَعِيلٌ; and hence this pl.: (TA:) or, accord. to IKh, the pl. is of this form because the sing. is from شَعُرَ, and therefore should by rule be of the measure فَعِيلٌ, like شَرِيفٌ [from شَرُفَ]; but were it so, it might be confounded with شَعِير meaning the grain thus called, therefore they said شَاعِرٌ, and regarded in the pl. the original form of the sing. (Msb.) A wonderful poet is called خِنْذِيذٌ: one next below him, شَاعِرٌ: then, ↓ شَوَيْعِرٌ [the dim.]: (Yoo, K:) then, ↓ شُعْرُورٌ: and then, ↓ مَتَشَاعِرٌ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) A liar: because of the many lies in poetry: and so, accord. to some, in the Kur xxi. 5. (B, TA.) b3: شِعْرٌ شَاعِرٌ Excellent poetry: (Sb, T, K:) or known poetry: but the former explanation is the more correct. (TA.) One also says, sometimes, كَلِمَةٌ شَاعِرَةٌ, [by كلمة] meaning قَصِيدَةٌ: but generally in a phrase of this kind the two words are cognate, as in وَيْلٌ وَائِلٌ and لَيْلٌ لَائِلٌ. (TA.) شُوَيْعِرٌ: see the next preceding paragraph.

أَشْعَرُ [More, and most, knowing or cognizant or understanding: see 1, first sentence. b2: And,] applied to a verse, (T,) or to a poem, (S,) More [and most] poetical. (T, S. *) A2: Also, (S, A, K,) and ↓ شَعِرٌ, (A, K,) and ↓ شَعْرَانِىٌّ, (K,) which last (SM says) I have seen written شَعَرَانِىٌّ, (TA,) A man having much hair upon his body: (S, A:) or having hair upon the whole of the body: (IAth, L voce أَجْرَدُ [q. v.], in explanation of the first:) or having much and long hair (K, TA) upon the head and body: (TA:) and the first and second, a goat having much hair: fem. of the first شَعْرَآءُ: (TA:) and pl. of the first شَعْرٌ. (S, K.) One says أشْعَثُ أَشْعَرُ, meaning Having his head unshaven and not combed nor anointed. (TA.) And فُلَانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ [lit. Such a one is hairy in the neck] is said of a man though he have not hair upon his neck, as meaning (tropical:) such a one is strong, like a lion. (A, * TA.) b2: [The fem.] شَعْرَآءُ also signifies A testicle, or scrotum, (خُصْيَةٌ,) having much hair: (TA:) and the سَوْءَة [or pudendum]: thus used as a subst. (IAar, TA in art. معط.) See also شِعْرَةٌ. b3: And A furred garment. (Th, K.) b4: And as an epithet, (tropical:) Evil, foul, or abominable: [as being likened to that which is shaggy, and therefore unseemly:] (K, * TA:) in the K, الخَشِنَةُ is erroneously put for الخَبِيثَةُ. (TA.) One says, دَاهِيَةٌ شَعْرَآءُ, (S, A, K,) and وَبْرَآءُ, (S, A,) and زَبَّآءُ, (TA in art. زب,) (tropical:) An evil, a foul, or an abominable, (TA,) or a severe, or great, (K,) calamity or misfortune: pl. شُعْرٌ. (K, TA.) and one says to a man when he has said a thing that one blames or with which one finds fault, جِئْتَ بِهَا شَعْرَآءَ ذَاتَ وَبَرٍ (tropical:) [Thou hast said it as a foul, or an abominable, thing]. (S, A. *) b5: And أَشْعَرُ signifies also The hair that surrounds the solid hoof: (S:) or [the extremity, or border, of the pastern, next the solid hoof; i. e.] the extremity of the skin surrounding the solid hoof, (K, TA,) where the small hairs grow around it: (TA:) or the part between the hoof of a horse and the place where the hair of the pastern terminates: and the part of a camel's foot where the hair terminates: (TA:) pl. أَشَاعِرُ, (S, TA,) because it is [in this sense] a subst. (TA.) b6: Also The side of the vulva, or external portion of the female organs of generation: (K:) it is said that the أَشْعَرَانِ are the إِسْكَتَانِ, which are the two sides [or labia majora] of the vulva of a woman: or the two parts next to the شُفْرَانِ, which are the two borders of the إِسْكَتَانِ: or the two parts between the إِسْكَتَانِ and the شُفْرَانِ: (L, TA:) or the two parts next to the شُفْرَانِ, in the hair, particularly: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) the أَشَاعِر of the حَيَآء [or vulva of a camel &c.] are the parts where the hair terminates: (TA:) and the أَشَاعِر of a she-camel are the sides of the vulva. (S, L, TA.) b7: And A thing that comes forth from [between] the two halves of the hoof of a sheep or goat, resembling a ثُؤْلُول [or wart]; (Lh, K;) for which it is cauterized. (Lh, TA.) b8: And Flesh coming forth beneath the nail: pl. شُعُرٌ, (K, TA,) with two dammehs, (TA,) or شُعْرٌ. (So in the CK.) b9: And [the fem.] شَعْرَآءُ also signifies (tropical:) Land (أَرْض) containing, or having, trees: or abounding in trees: (A, K:) [and so, app., ↓ شَعْرَانُ; for] there is a mountain in [the province of] El-Mowsil called شَعْرَانُ, said by AA to be thus called because of the abundance of its trees: (S:) or شَعْرَآءُ signifies many trees: (A 'Obeyd, S:) or i. q. أَجَمَةٌ [i. e. a thicket, wood, or forest; &c.]: (TA:) and a meadow (رَوْضَةٌ, AHn, A, K, TA) having its upper part covered with trees, (AHn, K * TA,) or abounding in trees, (TA,) or abounding in herbage: (A:) and a tract of sand (رَمْلَةٌ) producing [the plant called] نَصِىّ (Sgh, L, K) and the like. (Sgh, K.) b10: And (assumed tropical:) A certain tree of the kind called حَمْض, (K, TA,) not having leaves, but having [what are termed] هَدَب [q. v.], very eagerly desired by the camels, and that puts forth strong twigs or branches; mentioned in the L on the authority of AHn, and by Sgh on the authority of Aboo-Ziyád; and the latter adds that it has firewood. (TA.) b11: And (assumed tropical:) A certain fruit: (AHn, TA:) a species of peach: (S, K:) sing. and pl. the same: (AHn, S, K:) or a single peach: (IKtt, MF:) or الأَشْعَرُ is a name of the peach, and the pl. is شُعْرٌ. (Mtr, TA.) b12: Also (assumed tropical:) A kind of fly, (S, K,) said to be that which has a sting, (S,) blue, or red, that alights upon camels and asses and dogs; (K;) as also ↓ شُعَيْرَآءُ: (TA:) a kind of fly that stings the ass, so that he goes round: AHn says that it is of two species, that of the dog and that of the camel: that of the dog is well known, inclines to slenderness and redness, and touches nothing but the dog: that of the camel inclines to yellowness, is larger than that of the dog, has wings, and is downy under the wings: sometimes it is in such numbers that the owners of the camels cannot milk in the day-time nor ride any of them; so that they leave doing this until night: it stings the camel in the soft parts of the udder and around them, and beneath the tail and the belly and the armpits; and they do not protect the animal from it save by tar: it flies over the camels so that one hears it to make a humming, or buzzing, sound. (TA. [See also شُعْرُورٌ, under which its pl. شُعْرٌ is mentioned.]) b13: And [hence, perhaps, as this kind of fly is seen in swarms,] (assumed tropical:) A multitude of men. (K.) أُشَيْعَارٌ: see شَعْرٌ.

مَشْعَرٌ i. q. مَعْلَمٌ [meaning A place where a thing is known to be]. (TA.) b2: And hence, A place of the performance of religious services. (TA.) See this word, and its pl. مَشَاعِرُ, voce شِعَارٌ, in four places. b3: [The pl.] المَشَاعِرُ also signifies The five senses; (S, * A, * TA;) the hearing, the sight, the smell, the taste, and the touch. (S and Msb in art. حس.) A2: See also شَعَارٌ.

دِيَةُ المُشْعَرَةِ The bloodwit that is exacted for killing kings: it is a thousand camels. (A, TA. [See 4.]) مُتَشَاعِرٌ One who affects, or pretends, to be a poet, but is not. (S, * L, * K, * TA.) See شَاعِرٌ.

شعر: شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً

ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن

اللحياني، كله: عَلِمَ. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَعَرْتُ

بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما

عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام

العرب.

ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي

ليتني شَعَرْتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة

للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء

مع الأَب خاصة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما

صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع؛

وأَنشد:يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ،

وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ

وأَنشد:

يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا،

وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا

وأَنشد:

ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ

ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ

وفي الحديث: ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط

بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.

وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به: أَعلمه إِياه. وفي التنزيل: وما

يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم. وأَشْعَرْتُه

فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى. وشَعَرَ به: عَقَلَه. وحكى اللحياني:

أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَعَرَ

لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَعِرَ إِذا ملك

(* قوله: «وشعر إِذا ملك إِلخ»

بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.

وتقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.

واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.

وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به. ويقال: أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً.

والشِّعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل

عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ،

والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد

شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على

تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من

الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض. وقال الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ

المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ

ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم. وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً

وشَعُرَ، وقيل: شَعَرَ قال الشعر، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ ورجل شاعر،

والجمع شُعَراءُ. قال سيبويه: شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه

بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور وصُبُرٌ، واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ، وهو في أَنفسهم

وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، وكُسِّرَ تكسيره ليكون

أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه. ويقال: شَعَرْتُ لفلان

أَي قلت له شِعْراً؛ وأَنشد:

شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ

على غَيْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ

ويقال: شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وهو الاسم، وسمي

شاعِراً لفِطْنَتِه. وما كان شاعراً، ولقد شَعُر، بالضم، وهو يَشْعُر.

والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر. وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه،

بالفتح، أَي كان أَشْعر منه وغلبه. وشِعْرٌ شاعِرٌ: جيد؛ قال سيبويه:

أَرادوا به المبالغة والإِشادَة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول

سيبويه، وقد قالوا: كلمة شاعرة أَي قصيدة، والأَكثر في هذا الضرب من

المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ.

وأَما قولهم: شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ

من ضَرَبَ، ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب

أَو سيضرب، لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس

قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ

بحرف الجر، وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن

صاحباً غير متعدّ عند سيبويه، وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً

من الفعل، أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم

لله دَرُّكَ؟ وقال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب

شِعْر، وقال: هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه، وليس هذا على حد

قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل، وليس في شاعر من

قولهم شعر شاعر معنى الفعل، إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا،

اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ

منه عليه، وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ

البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه. وفي الحديث: قال

رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ

عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ.

والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ

للإِنسان وغيره، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الواحدة من

الشَّعْرِ، وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس؛ يقال

رأَى

(* قوله: «يقال رأى إلخ» هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله

ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب: انظر الصحاح والاساس). فلان الشَّعْرَة

إِذا رأَى الشيب في رأْسه. ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ: كثير شعر

الرأْس والجسد طويلُه، وقوم شُعْرٌ. ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار،

وأَعْنَقُ: طويل العُنق. وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال: أُشَيْعار،

رجع إِلى أَشْعارٍ، وهكذا جاء في الحديث: على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم.

ويقال للرجل الشديد: فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد وإِن لم يكن

ثمّ شَعَرٌ؛ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير

شعر الصدر؛ وفي الصحاح: كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً.

وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره

ولم يُرَجّلْهُ. وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَي كثير الشعر

طويله. وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ وتيس

شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ، وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذلك كلما

كثر شعره.

والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ، بالكسر: الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل

ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها؛ وفي الصحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسر، شَعَرُ

الرَّكَبِ للنساء خاصة. والشِّعْرَةُ: منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة،

وقيل: الشِّعْرَةُ العانة نفسها. وفي حديث المبعث: أَتاني آتٍ فَشَقَّ من

هذه إِلى هذه، أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه؛ قال: الشِّعْرَةُ،

بالكسر، العانة؛ وأَما قول الشاعر:

فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلاً كَرِيتاً،

على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ

فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها؛ وقوله

تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت

النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها. وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ

واسْتَشْعَرَ: نَبَتَ عليه الشعر؛ قال الفارسي: لم يستعمل إِلا مزيداً؛ وأَنشد

ابن السكيت في ذلك:

كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ

وكذلك تَشَعَّرَ. وفي الحديث: زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ،

وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته. وأَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت

جنينها وعليه شَعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ وقال ابن هانئ في قوله:

وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيـ

ـطَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا

أَراد: كأَن السليط، وهو الزيت، في شهر هذا الفرس لصفائه. والشِّعارُ:

جمع شَعَرٍ، كما يقال جَبَل وجبال؛ أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو

كأَنه مدهون بالسليط. والمُوَارِي في الحقيقة: الشِّعارُ. والمُوارَى: هو

الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب، وفيه قول آخر: يجوز أَن يكون هذا البيت

من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه: كأَن السليط في حيث وارى الأَديم

الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم، وهو تحت الأَديم، لأَن الأَديم الجلد؛

يقول: فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر، وإِذا

كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن

كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله. وداهية شَعْراءُ

وداهية وَبْراءُ؛ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه: جئتَ بها

شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ. وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه

وشَعَرَهُ خفيفة؛ عن اللحياني، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشعر؛ وخُفٌّ مُشْعَرٌ

ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ. وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر،

وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه.

والشَّعِرَةُ من الغنم: التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ،

وقيل: هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها.

وداهيةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: يذهبون بها إِلى خُبْثِها. والشَّعْرَاءُ:

الفَرْوَة، سميت بذلك لكون الشعر عليها؛ حكي ذلك عن ثعلب.

والشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال يصف حماراً وحشيّاً:

وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو

مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا

يقول: اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل؛ وقيل:

الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ

وما أَشبهها، يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ. يقال: أَرض

ذات شَعارٍ أَي ذات شجر. قال الأَزهري: قيده شمر بخطه شِعار، بكسر الشين،

قال: وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة؛ وأَما ابن السكيت فرواه

شَعار، بفتح الشين، في الشجر. وقال الرِّياشِيُّ: الشعار كله مكسور إِلا

شَعار الشجر. والشَّعارُ: مكان ذو شجر. والشَّعارُ: كثرة الشجر؛ وقال

الأَزهري: فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر. ورَوْضَة شَعْراء: كثيرة

الشجر. ورملة شَعْراء: تنبت النَّصِيَّ. والمَشْعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ،

وقيل: هو مثل المَشْجَرِ. والمَشاعر: كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار؛ قال ذو

الرمة يصف ثور وحش:

يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه،

إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر

يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر. قال أَبو حنيفة: وإِن جعلت المَشْعَر

الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ. والشَّعْراء:

الشجر الكثير. والشَّعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، وقيل: هي الكثيرة الشجر.

قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ،

يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ.

والشَّعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ. والشَّعَرُ: النبات والشجر، على التشبيه

بالشَّعَر.

وشَعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمي بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح:

شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها

شَعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها

أَراد: شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام، كما قال زهير:

حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ

أَي حُجْنٌ مخالبُه. وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ:

حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم.

وشَعْرٌ: جبل لبني سليم؛ قال البُرَيْقُ:

فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ،

ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا

وقيل: هو شِعِرٌ. والأَشْعَرُ: جبل بالحجاز.

والشِّعارُ: ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع

أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ. وفي المثل: هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ؛ يصفهم

بالمودّة والقرب. وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي

أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ. والدثار: الثوب

الذي فوق الشعار. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إِنه كان لا ينام في

شُعُرِنا؛ هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب، وإِنما خصتها بالذكر لأَنها

أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد؛ ومنه الحديث

الآخر: إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من

الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض، وطهارةُ الثوب شرطٌ في

صحة الصلاة بخلاف النوم فيها. وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم،

لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال: أَشْعِرْنَها إِياه؛ فإِن أَبا

عبيدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها،

وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ. والشِّعارُ: ما استشعرتْ به من

الثياب تحتها.

والحِقْوَة: الإِزار. والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار من

الإِنسان. وأَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ. واسْتَشْعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال

طفيل:وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها

جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ

وقال بعض الفصحاء: أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ

طاعَتِه؛ استعمله في العَرَضِ.

والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قيس:

والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ،

يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ

والشِّعارُ: جُلُّ الفرس. وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي: لزِقَ به كلزوق

الشِّعارِ من الثياب بالجسد؛ وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك. وكل ما أَلزقه

بشيء، فقد أَشْعَرَه به. وأَشْعَرَه سِناناً: خالطه به، وهو منه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي:

فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا

من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع

يريد أَشعرت الذئب بالسهم؛ وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال:

فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها،

مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ

ويقال: شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد، فكنت لها

شعاراً وكانت لك شعاراً. ويقول الرجل لامرأَته: شاعِرِينِي. وشاعَرَتْه:

ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد. والشِّعارُ: العلامة في الحرب وغيرها.

وشِعارُ العساكر: أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه.

وفي الحديث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في

الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر

بالإِماتة. واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب؛ وقال

النابغة:

مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا، في دِيارهِمُ،

دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ

يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم. وشِعارُ القوم:

علامتهم في السفر. وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً.

وأَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحياني. والإِشْعارُ:

الإِعلام. والشّعارُ: العلامة. قالالأَزهري: ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ

من هذا لأَنها علامات له. وأَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وهو أَن يشق

جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه،

وقيل: طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ، وهو الذي

كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَحق بالاتباع. وفي حديث مقتل عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً رمى

الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْعِرَ أَميرُ

المؤمنين، ونادى رجلٌ آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بني لِهْبٍ:

ليقتلن أَمير المؤمنين، فرجع فقتل في تلك السنة. ولهب: قبيلة من اليمن فيهم

عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير

المؤمنين فقال: ليقتلن، وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة

كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر، وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب

كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ:

قُتِلُوا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير؛ يريدون دية

الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً

فيما توجه له من علم العيافة، وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما

يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر، رضي الله عنه،

لما صَدَرَ من الحج قُتل. وفي حديث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ

عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم يُشعر فلا سلب له، أَي طعنه حتى يدخل

السِّنانُ جوفه؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة؛

وأَنشد لكثيِّر:

عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها،

وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ

أَشعراها: أَدمياها وطعناها؛ وقال الآخر:

يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ:

لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ

وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه: أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه

فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً، تَراهُمُ

شَعائرَ قُرْبانٍ، بها يُتَقَرَّبُ

وفي حديث الزبير: أَنه قاتل غلاماً فأَشعره. وفي حديث مَعْبَدٍ

الجُهَنِيِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في

الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة في

البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ. والشَّعِيرة: البدنة المُهْداةُ، سميت بذلك

لأَنه يؤثر فيها بالعلامات، والجمع شعائر. وشِعارُ الحج: مناسكه وعلاماته

وآثاره وأَعماله، جمع شَعيرَة، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل

كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَن جبريل

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم

بالتلبية فإِنها من شعائر الحج.

والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ

(* قوله: «والشعارة» كذا بالأصل مضبوطاً

بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها). والمَشْعَرُ:

كالشِّعارِ. وقال اللحياني: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعيرة. وقوله تعالى:

فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام؛ هو مُزْدَلِفَةُ، وهي جمعٌ تسمى

بهما جميعاً. والمَشْعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ.

والمَشاعِرُ: المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها؛ ومنه سمي

المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع؛ قال: ويقولون هو

المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام. وفي

التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله؛ قال الفرّاء:

كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما

فأَنزل الله تعالى: لا تحلوا شعائر الله؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك؛ وقيل:

شعائر الله مناسك الحج. وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبدات

الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا، وهي كل ما كان من موقف

أَو مسعى أَو ذبح، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم

شَعَرْتُ به علمته، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر.

والمشاعر: مواضع المناسك. والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال:

وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ

الغادية: السحابة التي تجيء غُدْوَةً، أَي مطر بغير رعد. والأَشْعَرُ:

ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر.

وأَشاعرُ الفرس: ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه، والجمع أَشاعِرُ

لأَنه اسم. وأَشْعَرُ خُفِّ البعير: حيث ينقطع الشَّعَرُ، وأَشْعَرُ

الحافرِ مِثْلُه. وأَشْعَرُ الحَياءِ: حيث ينقطع الشعر. وأَشاعِرُ الناقة:

جوانب حيائها. والأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي

الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ،

وللذي بينهما: الأَشْعَرانِ. والأَشْعَرُ: شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ

كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه؛ هذه عن اللحياني. والأَشْعَرُ: اللحم

تحت الظفر.

والشَّعِيرُ: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِيرَةٌ، وبائعه

شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا

النحو. وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من

الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق.

والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ

في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل، وقد أَشْعَرَ

السكين: جعل لها شَعِيرة. والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على

هيئة الشعيرة. وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: أَنها جعلت شَارِيرَ

الذهب في رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير.

والشَّعْراء: ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة، وقيل: الشَّعْراء ذباب

يلسع الحمار فيدور، وقيل: الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب

الدوابَّ. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراءُ نوعان: للكلب شعراء معروفة، وللإِبل

شعراء؛ فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس

شيئاً غير الكلب، وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة، وهي أَضخم

من شعراء الكلب، ولها أَجنحة، وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: وربما

كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن

يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل، وهي تلسع الإِبل في

مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين، وليس يتقونها بشيء

إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها

دَوِيّاً، قال الشماخ:

تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ

مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ

والجمع من كل ذلك شَعارٍ. وفي الحديث: أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن

خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه؛

الشُّعْر، بضم الشين وسكن العين: جمع شَعْراءَ، وهي ذِبَّانٌ أَحمر، وقيل

أَزرق، يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً، وقيل: هو ذباب كثير الشعر. وفي

الحديث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها

انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ؛ هي بمعنى الشُّعْرِ، وقياس واحدها

شُعْرورٌ، وقيل: هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ

تطايرتْ عنها.

والشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، وجمعه كواحده. قال أَبو

حنيفة: الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها

الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً. والشَّعْراءُ: فاكهة، جمعه

وواحده سواء.

والشَّعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، وقيل: ضرب من الحَمْضِ

أَخضر أَغبر.

والشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصغيرة، وقيل: هو نبت.

والشَّعارِيرُ: صغار القثاء، واحدها شُعْرُور. وفي الحديث: أَنه

أُهْدِيَ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شعاريرُ؛ هي صغار القثاء. وذهبوا

شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين، واحدهم شُعْرُور،

وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحياني: أَصبحتْ شَعارِيرَ

بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ

وقَِذْحَرَّةَ؛ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني أَصبحت

القبيلة. قال الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ

والأَبابِيلُ، كل هذا لا يفرد له واحد. والشَّعارِيرُ: لُعْبة للصبيان، لا يفرد؛

يقال: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ.

وقوله تعالى: وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى؛ الشعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له

المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، وطلوعه في شدّة الحرّ؛ تقول العرب:

إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى. وهما الشِّعْرَيانِ: العَبُورُ التي

في الجوزاء، والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع؛ تزعم العرب أَنهما أُختا

سُهَيْلٍ، وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ. وعبد الشِّعْرَى

العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية؛ ويقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً

ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها، فأَنزل الله تعالى: وأَنه هو رب الشعرى؛

أَي رب الشعرى التي تعبدونها، وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت

في أَحاديثها: إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ.

والذي ورد في حديث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم

أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ؛ قيل: أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم

أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ.

وأَشْعَرُ: قبيلة من العرب، منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ، ويجمعون

الأَشعري، بتخفيف ياء النسبة، كما يقال قوم يَمانُونَ. قال الجوهري:

والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن، وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن

يَعْرُبَ بن قَحْطانَ. وتقول العرب: جاء بك الأَشْعَرُونَ، بحذف ياءي

النسب.وبنو الشُّعَيْراءِ: قبيلة معروفة.

والشُّوَيْعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ،

وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد، والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة

مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس، وكان قد طلب منه أَن يبيعه

فرساً فأَبى فقال فيه:

أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي

عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا

حريم: هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن

معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ؛ وقال

الشويعر مخاطباً لامرئ القيس:

أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها،

وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما

بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً،

على آلِهِ، ما يَذُوقُ الطَّعامَا

لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ

لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما

وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُهُ،

وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟

والشويعر الحنفيّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو

العباس ثعلب له:

وإِنَّ الذي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ،

لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ

فسمي الشويعر بهذا البيت.

شعر
: (شَعرَ بِهِ، كنَصَرَ وكَرُمَ) ، لغتانِ ثابتتان، وأَنكر بعضُهم الثَّانِيَة والصوابُ ثُبُوتُها، ولاكن الأُولى هِيَ الفصيحة، وَلذَا اقتصرَ المُصَنّف فِي البصائرِ عَلَيْهَا، حَيْثُ قَالَ: وشَعَرْتُ بالشَّيْءِ، بِالْفَتْح، أَشْعُرُ بِهِ، بالضَّمّ، (شِعْراً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْمَعْرُوف الأَكثر، (وشَعْراً) ، بِالْفَتْح، حَكَاهُ جماعةٌ، وأَغفلَه آخَرُونَ، وضبطَه بعضُهم بالتَّحْرِيك، (وشعْرَةً، مثَلّثة) ، الأَعرفُ فِيهِ الْكسر وَالْفَتْح، ذكرَه المصنّف فِي البصائر تَبَعاً للمُحْكَم (وشِعْرَى) ، بِالْكَسْرِ، كذِكْرَى، مَعْرُوفَة، (وشُعْرَى) ، بالضّمّ، كرُجْعَى، قَليلَة، وَقد قيل بِالْفَتْح أَيضاً، فَهِيَ مثلَّثَة، كشعْرَةٍ (وشُعُوراً) ، بالضمّ، كالقُعُود، وَهُوَ كثير، قَالَ شَيخنَا: وادَّعَى بعضٌ فِيهِ الْقيَاس بِنَاء على أَنّ الفَعْلَ والفُعُول قياسٌ فِي فَعَل متعدّياً أَو لَازِما، وإِن كَانَ الصَّوَاب أَن الفَعْلَ فِي المتعدِّي كالضَّرْبِ، والفُعُول فِي اللاَّزم كالقُعُودِ والجُلُوسِ، كَمَا جَزَم بِهِ ابنُ مالِكٍ، وابنُ هِشَام، وأَبو حَيّان، وابنُ عُصْفُورٍ، وَغَيرهم، (وشُعُورَةً) ، بالهاءِ، قيل: إِنّه مصدرُ شَعُرَ، بالضَّمّ، كالسُّهُولَةِ من سَهُل، وَقد أَسقطه المصنّفُ فِي البَصائر، (ومَشْعُوراً، كمَيْسُورٍ، وهاذه عَن اللِّحيانِيّ) (ومَشْعُوراءَ) بالمدّ من شواذّ أَبْنِيةِ المصادر. وحكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكسائيّ: مَا شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جاءَه فلانٌ. فيُزادُ على نَظَائِرِه.
فجميعُ مَا ذَكَرَه المُصَنّف هُنَا من المَصَادِرِ اثْنا عَشَر مَصْدَراً، ويُزاد عَلَيْهِ، شَعَراً بالتَّحْرِيكِ، وشَعْرَى بالفَتْح مَقْصُوراً، ومَشْعُورَة، فَيكون المجموعُ خمسةَ عَشَرَ مصدرا، أَوردَ الصّاغانيّ مِنْهَا المَشْعُور والمَشْعُورَة والشِّعْرَى، كالذِّكْرَى، فِي التكملة: (عَلِمَ بِهِ وفَطَنَ لَهُ) ، وعَلى هاذا القَدْرِ فِي التَّفْسِير اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، وَتَبعهُ المصنّف فِي البصائر. والعِلْمُ بالشيْءِ والفَطَانَةُ لَهُ، من بَاب المترادِف، وإِنْ فَرّق فيهمَا بعضُهُم.
(و) فِي اللِّسَان: وشَعَرَ بِهِ، أَي بالفَتْح: (عَقَلَه) .
وحَكى اللِّحيانِيّ: شَعَرَ لكذا، إِذَا فَطَنَ لَهُ، وَحكى عَن الكِسائِيّ أَشْعُرُ فُلاناً مَا عَمِلَه، وأَشْعُرُ لفُلانٍ مَا عَمِلَه، وَمَا شعَرْتُ فلَانا مَا عَمِلَه، قَالَ: وَهُوَ كلامُ العربِ. (و) مِنْهُ قولُهُم: (لَيتَ شِعْرِي فُلاناً) مَا صَنَعَ؟ (و) لَيْتَ شِعْرِي (لَهُ) مَا صَنَعَ، (و) لَيْتَ شِعْرِي (عَنهُ مَا صَنعَ) ، كلّ ذالك حَكَاهُ اللّحْيَانِيّ عَن الكِسَائيِّ، وأَنشد:
يَا لَيْت شِعْرِي عَن حِمَارِي مَا صَنَعْ
وَعَن أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطجَعْ
وأَنشد:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عنْكُمُ حَنِيفَا
وَقد جَدَعْنَا مِنْكُمُ الأُنُوفَا
وأَنشد:
ليْتَ شِعْرِي مُسافِرَ بْنَ أَبي عَمْ
رٍ و، ولَيْتٌ يَقُولُهَا المَحْزُونُ
أَي ليْت عِلْمِي، أَو ليتَنِي عَلِمْتُ، وليْتَ شِعْرِي من ذالك، (أَي لَيْتَنِي شَعَرْتُ) ، وَفِي الحَدِيث: (لَيْتَ شِعْرِي مَا صَنَعَ فُلانٌ) أَي ليتَ عِلْمِي حاضِرٌ، أَو مُحِيطٌ بِمَا صَنَع، فحذَفَ الخَبَر، وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامهم.
وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قالُوا: لَيْتَ شِرْتِي، فحَذَفُوا التّاءَ مَعَ الإِضافةِ للكَثْرَةِ، كَمَا قَالُوا: ذَهَبَ بعُذْرَتِهَا، وَهُوَ أَبو عُذْرِهَا، فحذفُوا التاءَ مَعَ الأَبِي خاصّة، هاذا نصُّ سِيبَوَيْهِ، على مَا نَقله صاحِب اللِّسَان وَغَيره، وَقد أَنكَر شيخُنَا هاذا على سِيبَوَيْهٍ، وتوَقَّف فِي حَذْفِ التاءِ مِنْهُ لزُوماً، وَقَالَ: لأَنّه لم يُسْمَعْ يَوْمًا من الدَّهْر شِعْرَتِي حتّى تُدَّعَى أَصالَةُ التاءِ فِيه.
قلْت: وَهُوَ بَحْثٌ نفيسٌ، إِلاّ أَنّ سِيبَوَيْهٍ مُسَلَّمٌ لَهُ إِذا ادّعَى أَصالَةَ التاءِ؛ لوقوفه على مَشْهُور كلامِ العربِ وغَرِيبِه ونادِرِه، وأَمّا عدمُ سَمَاع شِعْرَتِي الْآن وقبلَ ذالك، فلهَجْرِهِم لَهُ، وهاذا ظاهِرٌ، فتَأَمَّلْ فِي نصّ عبارَة سِيبَوَيْهٍ المُتَقَدِّم، وَقد خالَف شيخُنَا فِي النَّقْل عَنهُ أَيضاً، فإِنه قَالَ: صَرَّحَ سيبويهِ وَغَيره بأَنّ هاذَا أَصلُه لَيْتَ شِعْرَتِي، بالهَاءِ، ثمَّ حذَفُوا الهاءَ حَذْفاً لَازِما. انْتهى. وكأَنّه حاصِلُ معنَى كَلَامه.
ثمَّ قَالَ شيخُنا: وزادُوا ثالِثَةً وَهِي الإِقامَةُ إِذا أَضافُوها، وجَعلوا الثّلاثةَ من الأَشْبَاهِ والنّظَائِرِ، وَقَالُوا: لَا رابِعَ لَهَا، ونَظَمها بعضُهم فِي قولِه:
ثلاثَةٌ تُحْذَفُ هَا آتُها
إِذا أُضِيفَتْ عندَ كُلّ الرُّواهْ
قولُهُم: ذاكَ أَبُو عُذْرِهَا
وليْتَ شِعْرِي، وإِقام الصَّلاهْ
(وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ، و) أَشْعَرَهُ (بهِ: أَعْلَمَه) إِيّاه، وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْأَنْعَام: 109) ، أَي وَمَا يُدْرِيكُم.
وأَشْعَرْتُه فشَعَرَ، أَي أَدْرَيْتُه فدَرَى.
قَالَ شَيخنَا: فشَعَرَ إِذَا دخَلتْ عَلَيْهِ همزةُ التَّعْدِيَةِ تَعَدَّى إِلى مفعولين تَارَة بنفْسه، وَتارَة بالباءِ، وَهُوَ الأَكثرُ لقَولهم: شعَرَ بهِ دون شَعَرَه، انْتهى.
وحكَى اللّحيانِيّ: أَشْعَرْتُ بفلانٍ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وأَشْعَرْتُ بِهِ: أَطْلَعْتُ عَلَيْهِ، انْتهى؛ فَمُقْتَضى كلامِ اللّحيانيّ أَنْ أَشْعَرَ قد يَتَعدّى إِلى واحدٍ، فَانْظُرْهُ.
(والشِّعْرُ) ، بِالْكَسْرِ، وإِنّمَا أَهمَلَه لشُهْرَتِه، هُوَ كالعِلْمِ وَزْناً ومَعْنًى، وَقيل: هُوَ العِلْمُ بدقائِقِ الأُمور، وَقيل: هُوَ الإِدْرَاكُ بالحَوَاسّ، وبالأَخير فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} (الزمر: 55) ، قَالَ المصنِّف فِي البصائر: وَلَو قالَ فِي كَثيرٍ ممّا جاءَ فِيهِ لَا يشْعُرون: لَا يَعْقِلُون، لم يكُنْ يجُوز؛ إِذْ كَانَ كثيرٌ مِمَّا لَا يَكُونُ محْسُوساً قد يكونُ مَعْقُولاً، انْتهى، ثمَّ (غَلَبَ على منْظُومِ القولِ: لشَرَفِه بالوَزْنِ والقَافِيَةِ) ، أَي بالْتزامِ وَزْنِه على أَوْزَان الْعَرَب، والإِتيان لَهُ بالقَافِيَة الَّتِي تَرْبِطُ وَزْنَه وتُظْهِر مَعْناه، (وإِنْ كَانَ كُلُّ عِلْمٍ شِعْراً) مِن حَيْثُ غلَبَ الفِقْهُ على عِلْمِ الشَّرْع، والعُودُ على المَنْدَل، والنَّجْم على الثُّريّا، ومثلُ ذالك كثيرٌ.
وَرُبمَا سمَّوُا البَيْتَ الواحدَ شِعْراً، حَكَاهُ الأَخْفَشُ، قَالَ ابْن سَيّده: وهاذا عِنْدِي لَيْسَ بقَوِيّ إِلاّ أَن يكون على تَسْمِيَة الجُزْءِ باسم الكُلّ.
وعَلَّل صاحِبُ المفرداتِ غَلبتَه على المَنْظُومِ بكونِه مُشْتَمِلاً على دَقَائقِ العَربِ وخَفايَا أَسرارِها ولطائِفِها، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القَوْلُ هُوَ الَّذِي مالَ إِليه أَكثرُ أَهْلِ الأَدَبِ؛ لرِقَّتِه وكَمَالِ مُنَاسبَتِهِ، ولِمَا بينَه وبَيْنَ الشَّعَر مُحَرَّكةً من المُناسَبَة فِي الرِّقّة، كَمَا مَال إِليه بعضُ أَهْلِ الاشتقاقِ، انْتهى.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الشِّعْرُ: القَرِيضُ المَحْدُودُ بعلاَماتٍ لَا يُجَاوِزُها، و (ج: أَشْعَارٌ) .
(وشَعر، كنَصَرَ وكَرُم، شعْراً) بِالْكَسْرِ، (وشَعْراً) ، بِالْفَتْح: (قالَهُ) ، أَي الشِّعْر.
(أَو شَعَرَ) ، كنَصر، (قالَه، وشَعُرَ) ، ككَرُم: (أَجاده) ، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القولُ الَّذِي ارْتَضَاهُ الجماهِيرُ؛ لأَنّ فَعُلَ لَهُ دلالةٌ على السَّجَايَا الَّتِي تَنْشَأُ عَنْهَا الإِجادَةُ، انْتهى.
وَفِي التكملة للصّاغانيّ: وشَعَرْتُ لفُلانً، أَي قُلْتُ لَهُ شِعْراً، قَالَ:
شَعَرْتُ لَكُم لمّا تبَيَّنْتُ فَضْلكُمْ
على غَيرِكُم مَا سائِرَ الناسِ يشْعُرُ
(وَهُوَ شاعِرٌ) ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: لأَنّه يَشْعُرُ مَا لَا يَشْعُر غَيرُه، أَي يَعْلَمُ، وَقَالَ غَيْرُه: لفِطْنَتِه، ونقَلَ عَن الأَصْمَعِيّ: (من) قَوْمٍ (شُعَراءَ) ، وَهُوَ جَمْعٌ على غيرِ قِيَاس، صرّحَ بِهِ المصنِّف فِي البَصَائِر، تَبَعاً للجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: شَبَّهوا فَاعِلاً بفَعِيلٍ، كَمَا شَبَّهُوه بفَعُول، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُرٌ، واستغْنَوْا بفاعِلٍ عَن فَعِيلٍ، وَهُوَ فِي أَنْفُسِهِم وعَلَى بَالٍ من تَصَوُّرِهِم، لمّا كَانَ واقِعاً موقِعَه، وكُسِّرَ تَكْسِيرَه؛ ليكونَ أَمارةً ودليلاً على إِرادَته، وأَنه مُغْنٍ عَنهُ، وبدَلٌ مِنْهُ، انْتَهَى.
وَنقل الفَيُّومِيّ عَن ابْن خَالَوَيه: وإِنما جُمِعَ شاعِرٌ على شُعَراءَ؛ لأَنّ من العَرَبِ مَن يقولُ شَعُرَ، بالضَّمّ، فقياسُه أَن تَجِيءَ الصِّفَةُ مِنْهُ على فَعِيلٍ، نَحْو شُرَفَاءَ جمْع شَرِيفٍ وَلَو قيل كذالك الْتَبَسَ بشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الحَبُّ الْمَعْرُوف، فَقَالُوا: شَاعِر، ولَمَحُوا فِي الجَمْعِ بناءَه الأَصليّ، وأَمّا نَحْو عُلَماءَ وحُلَماءَ فَجمع عَلِيمٍ وحَلِيمٍ، انْتهى.
وَفِي البَصَائِرِ للمُصَنِّف: وَقَوله تَعَالَى عَن الكُفَّار: {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} (الْأَنْبِيَاء: 5) ، حَمَلَ كثير من المُفَسِّرين على أَنّهم رَمَوْه بكَوْنِهِ آتِياً بشِعْرٍ منظُومٍ مُقَفًّى، حتّى تأَوَّلُوا مَا جاءَ فِي القُرْآن من كلّ كلامٍ يُشْبِهُ المَوْزُون من نحوِ: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رسِيَاتٍ} (سبأ: 13) .
وَقَالَ بعض المُحَصِّلِين: لم يَقْصِدُوا هاذا المَقْصِد فِيمَا رمَوْه بِهِ، وذالك أَنّه ظاهرٌ من هاذا أَنّه لَيْسَ على أَساليبِ الشِّعْرِ، وَلَيْسَ يَخْفَى ذالك على الأَغْتَامِ من العَجَمِ فَضْلاً عَن بُلَغاءِ الْعَرَب، وإِنّمَا رمَوْه بِالْكَذِبِ، فإِنّ الشِّعْرَ يُعَبَّر بهِ عَن الكَذِب، والشَّاعِر: الكاذِب، حتّى سَمَّوُا الأَدِلَّةَ الكاذِبَةَ الأَدِلةَ الشِّعْرِيَّةَ، ولهاذا قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ عامّة الشُّعَراءِ: {وَالشُّعَرَآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 334) ، إِلى آخِرِ السُّورَةِ، وَلِكَوْن الشِّعْرِ مَقَرّاً للكَذِبِ قيل: أَحسَنُ الشِّعْرِ أَكْذَبُه، وَقَالَ بعضُ الحكماءِ: لم يُرَ مُتَدَيِّنٌ صادِقُ اللَّهْجَةِ مُفْلِقاً فِي شِعْرِه، انْتهى.
(و) قَالَ يونُس بنُ حبِيب: (الشَّاعِرُ المُفْلِقُ خِنْذِيذٌ) ، بِكَسْر الخاءِ المُعجَمة وَسُكُون النُّون وإِعجام الذَّال الثَّانِيَة، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه، (ومَن دُونَه: شاعِرٌ، ثمَّ شُوَيْعِرٌ) ، مُصَغّراً، (ثمَّ شُعْرُورٌ) ، بالضّمّ. إِلى هُنَا نصّ بِهِ يُونُس، كَمَا نقلَه عَنهُ الصّاغانيّ فِي التكملة، والمصنّف فِي البصائر، (ثمَّ مُتَشاعِرٌ) . وَهُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ، كَذَا فِي اللِّسَان، أَي يتكَلّفُ لَهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ.
(وشَاعَرَهُ فشَعَرَهُ) يَشْعَرُه، بالفَتْح، أَي (كَانَ أَشْعَرَ مِنْهُ) وغَلَبَه.
قَالَ شَيخنَا: وإِطلاقُ المصنِّف فِي الْمَاضِي يدُلّ على أَن الْمُضَارع بالضمّ، ككَتَبَ، على قَاعِدَته، لأَنّه من بَاب المُغَالَيَة وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الأَكْثَرُ، وضَبطَه الجوهَرِيُّ بالفَتْحِ، كمَنَعَ، ذهَاباً إِلى قَول الكِسَائِيّ فِي إِعمال الحلقِيّ حَتَّى فِي بَاب المُبَالَغَة؛ لأَنه اخْتِيَار المُصَنّف. انْتهى.
(وشِعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ) ، قَالَ سِيبَوَيه: أَرادُوا بِهِ المُبَالَغَةَ والإِجادَةَ، وَقيل: هُوَ بمعنَى مَشْعُورٍ بِهِ، والصحيحُ قولُ سيبويهِ.
وَقد قَالُوا: كلِمَةٌ شاعِرَةٌ؛ أَي قصيدَةٌ، والأَكثرُ فِي هاذا الضَّرْب من الْمُبَالغَة أَن يكونَ لفظُ الثانِي من لفْظِ الأَوّل، كوَيْلٍ وائِلٍ، ولَيْل لائِلٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: هاذا البَيْتُ أَشْعَرُ من هاذَا، أَي أَحسَنُ مِنْهُ، وَلَيْسَ هاذا على حدِّ قَوْلهم: شِعْرٌ شاعِرٌ؛ لأَن صِيغةَ التَّعَجُّبِ إِنما تكون من الفِعْلِ، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: شِعْرٌ شاعِرٌ معنَى الفِعْل، إِنما هُوَ على النِّسْبَةِ والإِجادةِ. (والشُّوَيْعِرُ: لَقبُ محمَّدِ بنِ حُمْرانَ) ابنِ أَبي حُمْرَانَ الحارِث بنِ مُعَاوِيةَ بنِ الحارِث بنِ مالِك بن عَوْفِ بن سَعْد بن عَوْف بن حَرِيم بن جُعْفِيَ (الجُعْفِيِّ) ، وَهُوَ أَحدُ مَنْ سُمِّيَ فِي الجاهليّة بمحمّد، وهم سبعةٌ، مذكورون فِي موضِعِهِم، لقَّبَه بذالك امرُؤُ القَيْس، وَكَانَ قد طلبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَه فَرَساً فأَبَى، فَقَالَ فِيهِ:
أَبْلِغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنّي
عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا
وحَرِيم: هُوَ جَدّ الشُّوَيْعِر الْمَذْكُور وَقَالَ الشُّوَيْعِرُ مُخَاطبا لامرىءِ القَيْس:
أَتَتْنِي أُمورٌ فكَذَّبْتُهَا
وَقد نُمِيَتْ ليَ عَاما فعَامَا
بأَنّ امْرَأَ القَيْسِ أَمْسَى كَئِيباً
على آلِهِ مَا يَذُوقُ الطَّعَامَا
لعَمْرُ أَبِيكَ الّذِي لَا يُهَانُ
لقَدْ كَانَ عِرْضُكَ منّي حَرَامَا
وقَالُوا هَجَوْتَ وَلم أَهْجُه
وهلْ يَجِدَنْ فِيكَ هاجٍ مَرامَا
(و) الشُّوَيْعِرُ أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن عُثْمَانَ الكِنَانِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ، (و) لَقَبُ (هانِىء) بن تَوْبَة (الحَنَفِيّ الشَّيْبَانِيّ، الشُّعراء) ، أَنشد أَبو العبّاسِ ثَعْلَبٌ للأَخير:
وإِنّ الَّذِي يُمْسِي ودُنْيَاهُ هَمُّه
لمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ
فسُمِّي الشُّوَيْعِر بهاذا البيْت.
(والأَشْعَرُ: اسْم شاعِرٍ بَلَوِيّ، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ حارِثَةَ الأَسَدِيّ) ، وَهُوَ الْمَعْرُوف بالأَشْعَر الرَّقْبَان، أَحد الشُّعَراءِ.
(و) الأَشْعَرُ: (لَقبُ نَبْتِ بنِ أُدَدَ) بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُب بن عَريب بن زَيْدِ بنِ كَهْلان بن سَبَأَ، وإِليه جِمَاعُ الأَشْعَرِيِّين؛ (لأَنّه وَلَدَ) تْه أُمُّه (وَعَلِيهِ شَعَرٌ) ، كَذَا صَرّح بِهِ أَرْبابٌ السِّيَرِ، (وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ باليَمَنِ) ، وَهُوَ الأَشْعَرُ من سَبَأَ بنِ يَشْجُب بنِ يَعْرُب بنِ قَحْطَانَ، وإِليهم نُسِبَ مَسْجدُ الأَشاعِرَة بمدينَة زَبِيد، حرسها الله تَعَالَى، (مِنْهُم) الإِمامُ (أَبُو مُوسَى) عبدُ الله بنِ قَيْسِ بنِ سُلَيْم بن حَضَار (الأَشْعَرِيّ) وذُرِّيّتُه، مِنْهُم أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ الأَشْعَرِيّ المُتَكَلِّمُ صَاحب التصانِيف، وَقد نُسِب إِلى طَرِيقَتِه خَلْقٌ من الفُضَلاءِ.
وَفَاته:
أَشْعَرُ بنُ شهَاب، شهدَ فَتْحَ مصر.
وسَوّار بن الأَشْعَرِ التَّمِيمِيّ: كَانَ يَلِي شُرْطَةَ سِجِسْتَان، ذَكَرهما سِبْطُ الْحَافِظ فِي هَامِش التَّبْصِير.
واستدرك شيخُنَا: الأَشْعَرَ والدَ أُمِّ مَعْبدٍ عاتِكَةَ بنتِ خالِدٍ، ويُجْمَعُون الأَشْعَرِيّ بتَخْفِيف ياءِ النِّسبة، كَمَا يُقَال: قَوْمٌ يَمَانُون.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: (ويَقُولُون: جاءَتْكَ الأَشْعَرُونَ، بحذفِ ياءِ النَّسَبِ) ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ وارِدٌ كثيرا فِي كَلَامهم، كَمَا حَقَّقُوه فِي شَرْحِ قولِ الشّاعِر من شواهِدِ التَّلْخِيصِ:
هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعِدٌ
جَنِيبٌ وجُثْمَانِي بمَكَّةَ مُوثَقُ
(والشَّعرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ويُحَرَّكُ) قَالَ شيخُنَا: اللُّغَتَانِ مشهورتان فِي كُلِّ ثلاثِيَ حَلْقِيِّ العَيْنِ، كالشَّعرِ، والنَّهرِ، والزَّهر، والبَعرِ، وَمَا يُحْصَى، حتّى جعلَه كثيرٌ من أَئمَّة اللُّغَة من الأُمور القِيَاسِيّة، وإِن ردَّه ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شَرْحِ الفَصِيح، فإِنّه لَا يُعوَّل عَلَيْهِ. انْتهى، وهُمَا مُذكَّرَانِ، صرّح بِهِ غيرُ واحدٍ: (نِبْتَةُ الجِسْمِ ممّا ليْس بِصُوفٍ وَلَا وَبَرٍ) ، وعمّمَه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، فَقَالَ: من الإِنسانِ وغيرِه، (ج: أَشْعَارٌ، وشُعُورٌ) ، الأَخيرُ بالضّمّ، (وشِعَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، كجَبَلٍ وجِبالٍ، قَالَ الأَعْشَى:
وكُلُّ طَوِيل كأَنّ السَّلِي
طَ فِي حَيْثُ وَارَى الأَدِيمُ الشِّعَارَا
قَالَ ابنُ هانِىءٍ. أَرادَ: كأَنّ السَّلِيطَ وَهُوَ الزَّيتُ فِي شَعْرِ هاذا الفَرَسِ، كَذَا فِي اللِّسَان والتَّكْمِلَة.
(الوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ) ، يُقَال: بَيْنِي وبَيْنَك المالُ ش 2 قَّ الأُبْلُمةِ، وش 2 قَّ الشَّعْرَةِ.
قَالَ شيخُنَا: خالَفَ اصطِلاحَه، وَلم يقل وَهِي بهاءٍ؛ لأَنّ المُجَرّد من الهاءِ هُنَا جَمْعٌ، وَهُوَ إِنما يقولُ: وَهِي بهاءٍ غَالِبا إِذا كَانَ المجرَّدُ مِنْهَا وَاحِدًا غير جمْعٍ فتأَمَّل ذالك، فإِنّ الاستقراءَ رُبمَا دَلَّ عَلَيْهِ، انْتهى.
قلْت: وَلذَا قَالَ فِي اللِّسَان: والشَّعْرَةُ: الواحِدةُ من الشَّعرِ، (وَقد يُكْنَى بهَا) : بالشَّعْرَةِ (عَن الجَمْعِ) ، هاكذا فِي الأُصولِ المصحَّحة، ويُوجَد فِي بعضِهَا: عَن الجَمِيعِ، أَي كَمَا يُكْنَى بالشَّيْبَةِ عَن الجِنْس، يُقَال: رأَى فلانٌ الشَّعْرَة، إِذا رأَى الشَّيْبَ فِي رأْسِه.
(و) يُقَالُ: رَجُلٌ (أَشْعَرُ، وشَعِرٌ) ، كفرِحٍ، (وشَعْرَانِيٌّ) ، بالفَتْح مَعَ ياءِ النِّسبة، وهاذا الأَخير فِي التكملة، ورأَيتُه مَضْبُوطاً بالتَّحْرِيك: (كَثيرُه) ، أَي كثيرُ شَعرِ الرَّأْس والجسَدِ، (طويله) وقَوْمٌ شُعْرٌ، ويُقال: رَجلٌ أَظْفَرُ: طَوِيلُ الأَظفار، وأَعْنَقُ: طَوِيلُ العُنُقِ، وَكَانَ زِيادُ ابنُ أَبِيه يقالُ لَهُ أَشْعَر بَرْكاً، أَي كثير شَعرِ الصَّدْر، وَفِي حَدِيث عمر: (إِنَّ أَخَا الحَاجّ الأَشْعَثُ الأَشْعَرُ) أَي الَّذِي لم يَحْلِق شَعرَه وَلم يُرجِّلْه.
وسُئِلَ أَبُو زِيَاد عَن تَصْغِير الشُّعُورِ فَقَالَ: أُشَيْعَارٌ، رَجَعَ إِلى أَشْعَار، وهاكذا جاءَ فِي الحَدِيث: (على أَشْعَارِهِم وأَبْشَارِهم) .
(وشَعِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ شَعرُه) وطالَ، فَهُوَ أَشْعَرُ، وشَعِرٌ.
(و) حَكى اللِّحْيَانيّ: شَعِرَ، إِذَا (مَلَكَ عَبِيداً) .
(والشِّعْرَةُ، بالكَسْرِ: شَعرُ العَانَةِ) ، رَجُلاً أَو امرأَةً، وخَصَّه طائِفَةٌ بأَنَّه عانَةُ النّساءِ خاصَّةً، فَفِي الصّحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسرِ: شَعرُ الرَّكَبِ للنِّساءِ خاصّةً، ومثلُه فِي العُبَابِ للصّاغانيّ.
وَفِي التَّهْذِيب: والشِّعْرَةُ، بالكَسْر: الشَّعرُ النّابِتُ على عانَةِ الرّجلِ ورَكَبِ المَرْأَةِ، وعَلى مَا وَراءَها، وَنَقله فِي المِصْباح، وسَلَّمَه، وَلذَا خالَفَ المُصَنّف الجَوْهَرِيّ وأَطلقه (كالشِّعْراءِ) بالكَسْر والمَدّ، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ عندنَا، وَفِي بعض النُّسخ بالفَتْح، (وتَحْتَ السُّرَّة مَنْبِتُه) ، وَعبارَة الصّحاح: والشِّعْرةُ مَنْبِتُ الشَّعرِ تحتَ السُّرَّةِ (و) قيل: الشِّعْرَةُ: (العَانَةُ) نَفْسُها.
قلْت: وَبِه فُسِّر حديثُ المَبْعَثِ: (أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مِنْ هاذِه إِلى هاذِه) أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه.
(و) الشِّعْرَةُ: (القِطْعَةُ من الشَّعرِ) ، أَي طائفةٌ مِنْهُ.
(وأَشْعَرَ الجَنِينُ) فِي بطْنِ أُمّه، (وشَعَّرَ تَشْعِيراً، واسْتَشْعَر، وتشَعَّر: نبتَ عَلَيْهِ الشَّعرُ) ، قَالَ الفارِسيّ: لم يُسْتَعْمَل إِلاّ مَزِيداً، وأَنشد ابنُ السِّكِّيتِ فِي ذالك:
كُلَّ جَنِينٍ مُشْع 2 رٍ فِي الغِرْسِ
وَفِي الحَدِيث: (ذَكاةُ الجَنِينِ ذكَاةُ أُمِّه إِذَا أَشْعرَ) ، وهاذا كَقَوْلِهِم: أَنْبَتَ الغلامُ، إِذا نَبتَتْ عانَتُه.
(وأَشْعَرَ الخُفَّ: بَطَّنَه بشَعرٍ) ، وكذالك القَلَنْسُوَة وَمَا أَشبههما، (كشَعَّرَه) تَشْعِيراً، (وشَعَرَه) ، خَفِيفَة، الأَخيرة عَن اللِّحْيانِيّ، يُقَال: خُفٌّ مُشَعَّرٌ، ومُشْعرٌ، ومَشْعُورٌ.
وأَشْعَرَ فُلاَنٌ جُبَّتَه، إِذا بَطَّنَها بالشَّعرِ، وكذالك إِذَا أَشْعَر مِيثَرةَ سَرْجِه.
(و) أَشْعَرت (الناقَةُ: أَلْقَتْ جَنِينَها وَعَلِيهِ شَعرٌ) ، حَكَاهُ قُطْرُب.
(والشَّعِرَةُ، كفَرِحَةٍ: شاةٌ يَنْبُتُ الشَّعرُ بينَ ظِلْفَيْها، فتَدْمَيانِ) ، أَي يَخْرُج مِنْهُمَا الدَّمُ، (أَو) هِيَ (الّتي تَجِدُ أُكالاً فِي رُكَبِهَا) ، أَي فتَحُكُّ بهَا دَائِماً.
(والشَّعْراءُ: الخَشِنَةُ) ؛ هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ خَطَأٌ، والصوابُ: الخَبِيثَةُ، وَهُوَ مَجازٌ، يَقُولُونَ: دَاهِيَةٌ شَعْرَاءُ، كزَبّاءَ، يَذْهبُون بهَا إِلى خُبْثِهَا، (و) كَذَا قَوْله (المُنْكَرَةُ) ، يُقَال: داهِيَةٌ شَعْراءُ، ودَاهِيَةٌ وَبْرَاءُ.
ويقَالُ للرَّجُلِ إِذا تَكَلّم بِمَا يُنْكَر عَلَيْهِ: جِئْت بهَا شَعْرَاءَ ذَاتَ وَبَرٍ.
(و) الشَّعْرَاءُ: (الفَرْوَةُ) ، سُمِّيتْ بذالك لِكَوْنِ الشَّعرِ عَلَيْهَا، حُكِيَ ذالِك عَن ثَعْلَبٍ.
(و) الشَّعْرَاءُ: (كَثْرَةُ النَّاسِ) والشَّجَرِ.
(و) الشَّعْرَاءُ والشُّعَيْرَاءُ: (ذُبَابٌ أَزْرَقُ، أَو أَحْمَرُ، يَقَعُ علَى الإِبِلِ، والحُمُرِ، والكِلاَبِ) ، وَعبارَة الصّحاح: والشَّعْرَاءُ: ذُبَابَةٌ. يُقَال: هِيَ الَّتِي لَها إِبْرَةٌ، انْتهى.
وَقيل: الشَّعْرَاءُ: ذُبَابٌ يَلْسَعُ الحِمَار فيدُورُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الشَّعْرَاءُ نَوْعانِ: للكَلْبِ شَعْرَاءُ معروفَةٌ، وللإِبِل شَعْراءُ، فأَمّا شَعْرَاءُ الكَلْبِ: فإِنّها إِلى الدِّقَّةِ والحُمْرَة، وَلَا تَمَسّ شَيْئا غيرَ الكَلْب، وأَمّا شَعراءُ الإِبِل: فتَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، وَهِي أَضْخَمُ من شَعْراءِ الكَلْبِ، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زَغْباءُ تحتَ الأَجْنِحَة، قَالَ: ورُبّمَا كَثُرَت فِي النَّعَمِ، حتَّى لَا يَقْدِرُ أَهلُ الإِبل على أَن يَحْتَلِبُوا بالنَّهَارِ، وَلَا أَنْ يَرْكَبُوا مِنْهَا شَيْئا مَعهَا، فيَتْركون ذالك إِلى اللّيْل، وَهِي تَلْسَعُ الإِبل فِي مَرَاقِّ الضُّرُوع ومَا حَوْلَهَا، وَمَا تَحْتَ الذَّنَب والبَطْنِ والإِبِطَيْن، وَلَيْسَ يتَّقُونَها بشيْءٍ إِذَا كَانَ ذالك إِلاّ بالقَطِرَانِ، وَهِي تَطِيرُ على الإِبِل حتّى تَسْمَع لصَوْتِها دَوِيّاً، قَالَ الشَّمّاخُ:
تَذُبُّ صِنْفاً من الشَّعْراءِ مَنْزِلُه
مِنْهَا لَبَانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ
(و) الشَّعْرَاءَ: (شَجَرَةٌ من الحَمْضِ) لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ، ولهَا هَدَبٌ تَحْرِصُ عَلَيْهَا الإِبلُ حِرْصاً شَدِيداً، تَخرجُ عِيدَاناً شِداداً، نَقله صَاحب اللِّسَان عَن أَبي حَنِيفَة، والصّاغانيّ عَن أَبي زِيَاد، وَزَاد الأَخيرُ: ولَهَا خَشَبٌ حَطَبٌ.
(و) الشَّعْرَاءُ: فاكِهَةٌ، قيل: هُوَ (ضَرْبٌ من الخَوْخِ، جمعُهُما كواحِدِهِما) ، وَاقْتصر الجَوْهَرِيّ على هاذه الأَخِيرَة، فإِنه قَالَ: والشَّعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ، واحدُه وجمعُه سواءٌ.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: والشَّعْرَاءُ: فاكِهَةٌ، جمْعُه وواحِدُه سواءٌ.
ونقلَ شيخُنا عَن كتاب الأَبْنِيَةِ لِابْنِ القَطّاع: شَعْراءُ لواحِدَةِ الخَوْخ.
وَقَالَ المُطَرِّز فِي كتاب المُدَاخِل فِي اللُّغَة لَهُ: وَيُقَال للخَوْخِ أَيضاً: الأَشْعَرُ، وَجمعه شُعْرٌ، مثل أَحْمَر وحُمْرٍ، انْتهى.
(و) الشَّعْرَاءُ (من الأَرْضِ: ذاتُ الشَّجَرِ، أَو كَثِيرَتُه) ، وَقيل: الشَّعْرَاءُ: الشَّجَرُ الكثيرُ، وَقيل: الأَجَمَةُ، ورَوْضَةٌ شَعْرَاءُ: كثيرةُ الشَّجَرِ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَة: الشَّعْرَاءُ: (الرَّوْضَةُ يَغْمُرُ) هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، والصوابُ: يَغُمّ، من غير راءٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ كِتَاب النّباتِ لأَبي حنيفَة (رَأْسَهَا الشَّجَرُ) ، أَي يُغَطِّيه، وذالك لكَثْرته.
(و) الشَّعْرَاءُ (من الرِّمَالِ: مَا يُنْبِتُ النَّصِيَّ) ، وَعَلِيهِ اقتصرَ صاحبُ اللِّسَان، وَزَاد الصّاغانيّ (وشِبْهَه) .
(و) الشَّعْرَاءُ (من الدَّواهِي: الشَّدِيدَةُ العَظِيمةُ) الخَبِيثَةُ المُنْكَرَة، يُقَال: دَاهِيَةٌ شَعْرَاءُ، كَمَا يَقُولُونَ: زَبّاءُ، وَقد تقدّم قَرِيبا.
(ج: شُعْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، يحافِظُون على الصِّفَة، إِذا لَو حافَظُوا على الِاسْم لقالوا: شَعْرَاوات وشِعَارٌ. وَمِنْه الحَدِيث: (أَنّه لما أَرادَ قَتْلَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ تَطَايَرَ النَّاسُ عَنهُ تَطَايُرَ الشُّعْرِ عَن البَعِيرِ) .
(والشَّعَرُ) ، مُحَرَّكَةً: (النَّبَاتُ، والشَّجَرُ) ، كِلَاهُمَا على التَّشْيه بالشَّعرِ.
(و) فِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: لَهُ شَعَرٌ كأَنَّه شَعَرٌ، وَهُوَ (الزَّعْفَرَانُ) قبْلَ أَن يُسْحَقَ. انْتهى. وأَنشدَ الصّاغانِيّ:
كأَنَّ دِماءَهُم تَجْرِي كُمَيْتاً
وَوَرْداً قانِئاً شَعَرٌ مَدُوفُ
ثمَّ قَالَ: وَمن أَسماءِ الزَّعْفَرَان: الجَسَدُ والجِسَادُ، والفَيْدُ، والمَلاَبُ، والمَرْدَقُوش، والعَبِيرُ، والجَادِيّ، والكُرْكُم، والرَّدْعُ، والرَّيْهُقانُ، والرَّدْنُ، والرّادِنُ، والجَيْهَانُ، والنّاجُود، والسَّجَنْجَل، والتّامُورُ، والقُمَّحانُ، والأَيْدَعُ، والرِّقانُ، والرَّقُون، والإِرْقَانُ، والزَّرْنَبُ، قَالَ: وَقد سُقْتُ مَا حضَرَنِي من أَسْمَاءِ الزَّعْفرانِ وإِنْ ذَكَرَ أَكثَرَها الجوهَرِيّ، انْتهى.
(و) الشَّعَارُ، (كسَحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفّ) ، قَالَ يَصِفُ حِمَاراً وَحْشِيّاً:
وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيّ يَأْدُو
مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يَقُول: اجْتَنَب الشَّجَرَ مَخافةَ أَنْ يُرْمَى فِيهَا، ولَزِمَ مَدْرَجَ السّيْلِ.
(و) قيل: الشَّعَارُ: (مَا كانَ من شَجَرٍ فِي لِينٍ) ووِطَاءٍ (من الأَرْضِ يَحُلُّه النّاسُ) ، نَحْو الدَّهْنَاءِ وَمَا أَشبَهها، (يَسْتَدْفِئُونَ بِهِ شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ بِهِ صَيْفاً، كالمَشْعَرِ) ، قيل: هُوَ كالمَشْجَرِ، وَهُوَ كُلُّ مَوْضِع فِيهِ خَمَرٌ وأَشْجَارٌ، وجَمْعُه المَشَاعِر، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه
إِذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ المَشَاعِرِ
يَعْنِي مَا يُغَيِّبه من الشَّجَرِ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وإِن جَعلْتَ المَشْعَر المَوْضِعَ الَّذِي بِهِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ لم يمْتَنِع، كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.
(و) الشِّعَارُ، (ككِتَابغ: جُلُّ الفَرَسِ) .
(و) الشِّعَارُ: (العَلامَةُ فِي الحَرْبِ، و) غيرِهَا، مثْل (السَّفَرِ) .
وشِعَارُ العَسَاكِر: أَنْ يَسِمُوا لَهَا عَلامَةً يَنْصِبُونها؛ ليَعْرِفَ الرّجلُ بهَا رُفْقَتَه، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ شِعَارَ أَصحابِ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمكانَ فِي الغَزْوِ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ) ، وَهُوَ تَفَاؤُلٌ بالنَّصْرِ بعد الأَمْرِ بالإِمَاتَةِ.
(و) سَمَّى الأَخْطَلُ (مَا وُقِيَتْ بِهِ الخَمْرُ) شِعَاراً، فَقَالَ:
فكَفَّ الرِّيحَ والأَنْدَاءَ عَنْهَا
من الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ
(و) فِي التَّكْمِلَة: الشِّعَارُ: (الرَّعْدُ) ، وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ و:
باتَتْ تُنَفِّجُها جَنُوبٌ رَأْدَةٌ
وقِطَارُ غادِيَةٍ بغَيرِ شِعَارِ
(و) الشِّعَارُ: (الشَّجَرُ) المُلْتَفُّ، هاكذا قَيده شَمِرٌ بخطِّه بِالْكَسْرِ، وَرَوَاهُ ابنُ شُمَيْل والأَصْمَعِيّ، نقَلَه الأَزْهَرِيّ، (ويُفْتَحُ) ، وَهُوَ رِوَايَةُ ابنِ السِّكِّيتِ وآخرِينَ.
وَقَالَ الرِّياشِيّ: الشِّعَارُ كلّه مكسور، إِلاّ شَعَارَ الشَّجَرِ.
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: فِيهِ لُغَتَان شِعَارٌ وشَعَارٌ، فِي كَثْرَة الشَّحَر.
(و) الشِّعَارُ: (المَوْتُ) ، أَوردَه الصّاغانيّ.
(و) الشِّعَارُ: (مَا تَحْتَ الدِّثارِ من اللِّبَاسِ، وَهُوَ يَلِي شَعرَ الجَسدِ) دون مَا سِواه من الثِّيابِ، (ويُفْتَح) ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي المَثَل: (هم الشِّعَارُ دونَ الدِّثَارِ) . يَصِفُهم بالمَوَدّة والقُرْب، وَفِي حديثِ الأَنصارِ: (أَنْتُم الشِّعَارُ، والناسُ الدِّثَارُ) أَي أَنتم الخاصَّةُ والبِطَانَةُ، كَمَا سمَّاهم عَيْبَتَه وكَرِشَه. والدِّثارُ: الثَّوبُ الَّذي فَوقَ الشِّعَار، وَقد سبق فِي مَحلِّه.
(ج: أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ) ، الأَخِير بضمَّتَيْن ككِتَاب وكُتُبٍ، وَمِنْه حديثُ عَائِشَة: (أَنّه كَانَ لَا ينَامُ فِي شُعُرِنَا) ، وَفِي آخَرَ: (أَنّه كانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنَا وَلَا فِي لُحُفِنَا) .
(وشَاعَرَهَا، وشَعَرَها) ضَاجَعَها و (نامَ مَعَها فِي شِعَارٍ) واحِدٍ، فَكَانَ لَهَا شِعَاراً، وَكَانَت لَهُ شِعَاراً، وَيَقُول الرَّجلُ لامْرَأَتِه: شَاعِرِينِي. وشَاعَرَتْهُ: نَاوَمَتْه فِي شِعَارٍ واحدٍ.
(واسْتَشْعَرَه: لَبِسَه) ، قَالَ طُفَيْلٌ:
وكُمْتاً مُدَمّاةً كأَنَّ مُتُونَهَا
جَرَى فَوقَها واسْتَشْعَرَت لَوْنَ مُذْهَبِ
(وأَشْعَرَه غَيْرُه: أَلْبَسَه إِيّاه) .
وأَما قولُه صلى الله عَلَيْهِ وسلملِغَسَلَةِ ابنَتِه حِين طَرَحَ إِليهِنّ حَقْوَهُ: (أَشْعِرْنَهَا إِيّاه) ، فإِن أَبا عُبَيْدَة قَالَ: مَعْنَاهُ: اجْعَلْنَه شِعَارَهَا الَّذِي يَلِي جَسَدَها؛ لأَنه يَلِي شَعرَها.
(و) من المَجَاز: (أَشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِي) ، أَي (لَزِقَ بهِ) كلُزُوقِ الشِّعَارِ من الثِّيَاب بالجَسَد، وأَشْعَرَ الرَّجُلُ هَمّاً كذالك.
(وكُلُّ مَا أَلْزَقْتَه بشيْءٍ) فقد (أَشْعَرْتَه بهِ) ، وَمِنْه: أَشْعَرَه سِنَاناً، كَمَا سيأْتِي.
(و) أَشْعَرَ (القَوْمُ: نادَوْا بشِعَارِهِمْ، أَو) أَشْعَرُوا، إِذَا (جعَلُوا لأَنْفُسِهِم) فِي سَفَرِهِم (شِعَاراً) ، كلاهُما عَن اللّحْيَانيّ.
(و) أَشْعَرَ (البَدَنَةَ: أَعْلَمَهَا) ، أَصْلُ الإِشْعَار: الإِعْلام، ثمَّ اصطُلِحَ على استعمالِه فِي معنى آخَرَ، فَقَالُوا: أَشْعَرَ البَدَنَةَ، إِذا جَعَلَ فِيهَا عَلامَةً (وَهُوَ أَن يَشُقّ جِلْدَهَا، أَو يَطْعَنَها) فِي أَسْنِمَتِها فِي أَحَدِ الجانِبَيْنِ بمِبْضَعٍ أَو نَحْوِه، وَقيل: طَعَنَ فِي سَنَامِها الأَيْمَن (حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ) ويُعْرَف أَنّها هَدْيٌ، فَهُوَ اسْتِعَارَة مَشْهُورَة، نُزِّلَتْ مَنْزِلَةَ الحَقيقَةِ، أَشار إِليه الشِّهَاب فِي العِنَايَة فِي أَثناءِ البَقَرة.
(والشَّعِيرَةُ: البَدَنة المَهداة) ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنّه يُؤَثَّر فِيهَا بالعَلاَمَات.
(ج: شَعَائِرُ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَة:
نُقَتِّلُهُم جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ
شَعائِرَ قُرْبَانٍ بهَا يُتَقَرَّبُ
(و) الشَّعِيرَةُ: (هَنَةٌ تُصاغُ من فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ على شَكْلِ الشَّعِيرَةِ) تُدْخَل فِي السِّيلاَنِ (تَكُونُ مِسَاكاً لنِصَابِ النَّصْلِ) والسِّكِّين. (وأَشْعَرَها) : جَعَلَ لَهَا شَعِيرَةً، هاذِه عبارَة المُحْكَم، وأَمّا نَصُّ الصّحاح، فإِنَّه قَالَ: شَعِيرَةُ السِّكِّينِ: الحديدَةُ الَّتِي تُدْخَل فِي السِّيلانِ فَتكون مِساكاً للنَّصْل.
(وشِعَارُ الحَجِّ) ، بِالْكَسْرِ: (مَناسِكُه وعَلاَمَاتُه) وآثَارُه وأَعمالُه، وكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمَاً لطاعَةِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ، كالوُقوفِ والطّوافِ والسَّعْيِ والرَّمْيِ والذَّبْحِ، وَغير ذالك.
(والشَّعِيرَةُ والشَّعَارَةُ) ، ضَبَطُوا هاذِه بالفَتْح، كَمَا هُوَ ظاهرُ المصَنّف، وَقيل: بالكَسْر، وهاكذا هُوَ مضبوطٌ فِي نُسخةِ اللِّسَان، وضَبطَه صاحبُ المِصْبَاح بالكسرِ أَيضاً، (والمَشْعَرُ) ، بالفَتْح أَيضاً (مُعْظَمُهَا) ، هاكذا فِي النّسخ، والصوابُ مَوْضِعُها، أَي الْمَنَاسِك.
قَالَ شيخُنَا: والشَّعَائِرُ صالِحَةٌ لأَن تكونَ جَمْعاً لشِعَارٍ وشِعَارَة، وجَمْعُ المَشْعَرِ مَشَاعِرُ.
وَفِي الصّحاحِ: الشَّعَائِرُ: أَعمالُ الحَجِّ، وكُلُّ مَا جُعِل عَلَماً لطاعَةِ اللَّهِ عزّ وجَلّ، قَالَ الأَصمَعِيّ: الوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهُمْ: شِعَارَةٌ.
والمَشَاعِرُ: مَواضِعُ المَنَاسِكِ.
(أَو شَعائِرُه: مَعالِمُه الَّتِي نَدَبَ اللَّهُ إِلَيْهَا، وأَمَرَ بالقِيَام بِهَا) ، كالمَشاعِر، وَفِي التَّنْزِيل: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} (الْمَائِدَة: 2) .
قَالَ الفَرّاءُ: كَانَت العَرَبُ عامَّةً لَا يَرَوْنَ الصَّفَا والمَرْوَةَ من الشَّعَائِرِ، وَلَا يَطُوفونَ بينهُما، فأَنزَل الله تعالَى ذالِك، أَي لَا تسْتَحِلُّوا تَرْكَ ذالِك.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي شعائِرِ الله: يعْنِي بهَا جَميعَ مُتَعَبَّدَاتِه الَّتِي أَشْعَرَها الله، أَي جَعَلَهَا أَعلاماً لنا، وَهِي كلُّ مَا كَانَ من مَوْقِفٍ أَو مَسْعًى أَو ذَبْحٍ، وإِنّما قيل: شَعائِرُ لكُلّ عَلَمٍ ممّا تُعَبِّدَ بِهِ؛ لأَنّ قَوْلَهُمْ: شَعَرْتُ بِهِ: عَلِمْتُه، فلهاذا سُمِّيَتِ الأَعلامُ الَّتِي هِيَ مُتَعَبَّداتُ اللَّهِ تَعَالَى شَعَائِرَ.
(والمَشْعَرُ) : المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِه، وَمِنْه سُمِّيَ المَشْعَرُ (الحَرَامُ) ، لأَنّه مَعْلَمٌ للعبادَة، ومَوْضع، قَالَ الأَزْهَرِيّ: (و) يَقُولُون: هُوَ المَشْعَرُ الحَرَامُ، والمِشْعَرُ، (تُكْسَر مِيمُه) وَلَا يكادُون يَقُولُونَه بِغَيْر الأَلف وَاللَّام. قلت: ونقَل شيخُنا عَن الْكَامِل: أَنّ أَبا السَّمَّالِ قرأَه بالكسْر: مَوضِعٌ (بالمُزْدَلِفَة) ، وَفِي بعض النُّسخ: المُزْدَلِفَة، وَعَلِيهِ شرح شيخِنَا ومُلاّ عَلِيّ، ولهاذا اعتَرَضَ أَخِيرُ فِي النّامُوس، بأَنّ الظَّاهِر، بل الصّواب، أَنّ المَشْعَر مَوْضِعٌ خاصٌّ من المُزْدَلِفَة لَا عَيْنها، كَمَا تُوهِمُه عبارَةُ القامُوس، انْتهى. وأَنتَ خَبِيرٌ بأَنّ النُّسْخَة الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفَة، فَلَا تُوهِمُ مَا ظَنّه، وَكَذَا قَوْلُ شيخِنا عِنْد قَول المُصَنّف: (وعَليهِ بِناءٌ اليَوْمَ) : يُنَافِيهِ، أَي قَوْله: إِن المَشْعَرَ هُوَ المُزْدَلِفة، فإِنّ البِنَاءَ إِنّمَا هُوَ فِي مَحَلَ مِنْهَا، كَمَا ثَبَتَ بالتّواتُر، انْتهى، وَهُوَ بِنَاء على مَا فِي نُسْخته الَّتِي شَرح عَلَيْهَا، وَقد تَقدَّم أَنّ الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفة، فزالَ الإِشكالُ.
(ووَهِمَ مَن ظَنَّه جُبَيْلاً بقُرْبِ ذالك البِنَاءِ) ، كَما ذَهَبَ إِليه صاحبُ المِصْباح وَغَيره، فإِنه قَولٌ مَرْجُوحٌ.
قالَ صاحِبُ المِصْباح: المَشْعَرُ الحَرَامُ: جَبَلٌ بآخِرِ المُزْدَلِفَة، واسْمه قُزَحُ، ميمه مَفْتُوحَة، على المَشْهُور، وبعضُهم يَكْسِرها، على التّشْبِيه باسمِ الآلةِ.
قَالَ شيخُنا: ووُجِدَ بخطّ المُصَنِّف فِي هَامِش المِصباح: وقيلَ: المَشْعَرُ الحَرَامُ: مَا بَيْنَ جَبَلَيْ مُزْدَلِفَةَ مِن مَأْزِمَيْ عَرَفةَ إِلى مُحَسِّرٍ، وَلَيْسَ المَأْزِمانِ وَلَا مُحَسِّرٌ من المَشْعَر، سُمِّي بِهِ لأَنَّه مَعْلَمٌ للعِبَادة، وموضعٌ لَهَا.
(والأَشْعَرُ: مَا اسْتَدارَ بالحافِر من مُنْتَهَى الجِلْدِ) ، حَيْثُ تَنْبُت الشُّعَيْرَات حَوالَيِ الحافِر، والجمعُ أَشاعِرُ؛ لأَنّه اسمٌ، وأَشاعِرُ الفَرَسِ: مَا بينَ حَافِرِه إِلى مُنْتَهَى شَعرِ أَرساغِه.
وأَشْعَرُ خُفِّ البعيرِ: حيثُ يَنْقَطِعُ الشَّعرُ.
(و) الأَشْعَرُ: (جانِبُ الفَرْجِ) ، وَقيل: الأَشْعَرَانِ: الإِسْكَتَانِ، وَقيل: هما مَا يَلي الشُّفْرَيْنِ، يُقَال لنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المرأَةِ: الأَسْكَتَانِ، ولطَرَفَيْهِما: الشُّفْرانِ، والَّذِي بَينهمَا: الأَشْعَرَانِ.
وأَشاعِرُ النّاقَةِ: جَوانِبُ حَيَائِها، كَذَا فِي اللّسان، وَفِي الأَساس: يُقَال: مَا أَحْسَنَ ثُنَنَ أَشاعِرِه، وَهِي منابِتُهَا حَوْلَ الحَافِر.
(و) الأَشْعَرُ: (شَيْءٌ يَخْرُج من ظِلْفَيِ الشّاةِ، كأَنَّه ثُؤْلُولٌ) ، تُكْوَى مِنْهُ، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) الأَشْعَرُ: (جَبَلٌ) مُطِلٌّ على سَبُوحَةَ وحُنَيْن، ويُذْكَر مَعَ الأَبْيَض.
والأَشْعَرُ: جَبَلٌ آخرُ لجُهَيْنَةَ بَين الحَرَمَيْن، يُذْكَر مَعَ الأَجْرَدِ، قلْت: وَمن الأَخيرِ حَدِيثُ عَمْرِو بنِ مُرَّة: (حَتَّى أَضاءَ لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ) .
(و) الأَشْعَرُ: (اللَّحْمُ يَخْرُج تَحْتَ الظُّفُر، ج: شُعُرٌ) ، بِضَمَّتين.
(والشَّعِيرُ) ، كأَمِيرٍ: (م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ جِنْسٌ من الحُبُوب، (واحِدَتُه بهاءٍ) ، وبائِعُه شَعِيرِيٌّ، قَالَ سيبويهِ: وَلَيْسَ مِمَّا بُنِيَ على فاعِلٍ وَلَا فَعَّالٍ، كَمَا يَغْلِب فِي هاذا النَّحْوِ.
وأَمّا قَوْلُ بعضِهِم: شِعِير وبِعِير ورِغِيف، وَمَا أَشبه ذالك لتَقْرِيبِ الصَّوْت، وَلَا يكونُ هاذا إِلاّ مَعَ حُروفِ الحَلْق.
وَفِي المِصْباح: وأَهْلُ نَجْدٍ يُؤَنِّثُونَه، وغيرُهم يُذَكِّرُه، فيُقَال: هِيَ الشَّعِيرُ، وَهُوَ الشَّعِيرُ.
وَفِي شرْحِ شيخِنا قَالَ عُمَرُ بنُ خَلَفِ بنِ مَكِّيّ: كلُّ فَعِيلٍ وَسَطُه حَرْفُ حَلْقٍ مكسور يَجُوزُ كسْرُ مَا قَبْلَه أَو كَسْرُ فَائِه اتبَاعا للعَيْنِ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ، كشِعِير ورِحِيم ورِغِيف وَمَا أَشبَه ذالك، بل زَعَمَ اللَّيْثُ أَنّ قَوْماً من الْعَرَب يَقُولون ذالك، وإِنْ لم تَكُنْ عينُه حَرْفَ حَلْق، ككِبِير وجِلِيل وكِرِيم.
(و) الشَّعِيرُ: (العَشِيرُ المُصَاحِبُ) ، مقلوبٌ (عَن) مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنِ شَرَفِ بن مِرَا (النَّوَوِيّ) .
قلْت: ويجوزُ أَن يكون من: شَعَرَها: إِذا ضَاجَعَها فِي شِعَارٍ وَاحِد، ثمَّ نُقِلَ فِي كلّ مُصَاحِبٍ خاصّ، فتأَمَّلْ.
(و) بابُ الشَّعِير: (مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا الشَّيْخُ الصّالِحُ) أَبو طاهِرٍ (عبدُ الكَرِيمِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ) بْنِ رَزْمَة الشَّعِيرِيّ الخَبّاز، سَمِعَ أَبا عُمَرَ بنَ مَهْدِيّ.
وفَاتَه:
عليُّ بنُ إِسماعيلَ الشَّعِيرِيّ: شيخٌ للطَّبَرانِيّ.
(و) شَعِير: (إِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ) .
(و) شَعِير: (ع، ببِلادِ هُذَيْلٍ) .
وإِقليم الشَّعِيرَةِ بحِمْصَ، مِنْهُ أَبو قُتَيْبَةَ الخُرَاسَانِيّ، نَزلَ البَصْرَةَ، عَن شُعْبَةَ ويُونُسَ بن أَبي إِسحاقَ، وَثَّقَهُ أَبو زُرْعَةَ.
(والشُّعْرُورَةُ) ، بالضّمّ: (القِثَّاءُ الصَّغِير، ج: شَعَارِيرُ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (أُهْدِيَ لرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمشَعارِيرُ) .
(و) يُقَال: (ذَهَبُوا) شَعَالِيلَ، و (شَعَارِيرَ بقذَّانَ) ، بِفَتْح القَافِ، وكَسْرِهَا، وتشديدِ الذَّال الْمُعْجَمَة، (أَو) ذَهَبُوا شَعَارِيرَ (بقِنْدَحْرَةَ) ، بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون النّون وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وإِعجامها، (أَي مُتَفَرِّقِينَ مثْلَ الذِّبّانِ) ، واحدُهم شُعْرُورٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَصبَحَتْ شَعَارِيرَ بقِرْدَحْمَةَ وقِرْذَحْمَةَ، وقِنْدَحْرَةَ، وقِنْذَحْرَةَ وقَدَّحْرَةَ وقِذَّحْرَةَ، معْنَى كلِّ ذالك: بحيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهَا، يَعنِي اللِّحْيانيُّ: أَصْبَحَت القَبِيلَةُ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: الشّماطِيطُ، والعَبَادِيدُ، والشَّعَارِيرُ، والأَبَابِيلُ، كلّ هاذا لَا يُفْرَدُ لَهُ واحدٌ. (والشعارِيرُ: لُعْبَةٌ) للصِّبْيَانِ، (لَا تُفْرَدُ) ، يُقَال: لَعِبْنا الشَّعَارِيرَ، وهاذا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ.
(وشِعْرَى، كذِكْرَى: جَبَلٌ عنْدَ حَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) ، ذكَرَه الصَّاغانيّ.
(والشِّعْرَى) ، بِالْكَسْرِ: كَوكبٌ نَيِّرٌ يُقَال لَهُ: المِرْزَم، يَطْلُع بعدَ الجَوْزَاءِ، وطُلُوعُه فِي شِدَّةِ الحَرّ، تَقُولُ العَرَبُ: إِذا طَلَعَت الشِّعْرَى جعَلَ صاحبُ النّحلِ يَرَى.
وهما الشِّعْرَيانِ: (العَبُورُ) الَّتِي فِي الجَوْزَاءِ، (والشِّعْرَى الغُمَيْصَاءُ) الَّتِي فِي الذِّراعِ، تَزْعُمُ العربُ أَنّهما (أُخْتَا سُهَيْلٍ) . وطُلُوع الشِّعْرَى على إِثْرِ طُلُوعِ الهَقْعَة، وعَبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ طائِفَةٌ من العربِ فِي الجاهِليّة، وَيُقَال: إِنّها عَبَرَت السماءَ عَرْضاً، وَلم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرُها، فأَنزلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشّعْرَى} (النَّجْم: 49) ، وسُمِّيَت الأُخرَى الغُمَيْصَاءَ؛ لأَنّ العربَ قَالَت فِي حديثِها: إِنّهَا بَكَتْ على إِثْرِ العَبُورِ حَتَّى غَمِصَتْ.
(وشَعْرُ، بالفَتح مَمْنُوعاً) أَمَّا ذِكْرُ الفَتْحِ فمُسْتَدْرَكٌ، وأَمّا كَونه مَمْنُوعًا من الصَّرْفِ فقد صَرّح بِهِ هاكذا الصّاغانيّ وَغَيره من أَئمّةِ اللُّغَة، وَهُوَ غير ظَاهر، وَلذَا قَالَ البَدْر القرَافِيّ: يُسْأَل عَن علَّة المنْعِ وَقَالَ شيخُنا: وادِّعاءُ المنْعِ فِيهِ يَحْتاجُ إِلى بَيَانِ العِلَّة الَّتِي مَعَ العَلَمِيَّة؛ فإِنّ فَعْلاً بالفَتْح كزَيْدٍ وعَمْرٍ وَلَا يجوزُ منعُه من الصَّرْفِ إِلاّ إِذا كَانَ مَنْقُولاً من أَسماءِ الإِناث، على مَا قُرِّرَ فِي العَربيّة: (جَبَلٌ) ضَخْمٌ (لبَنِي سُلَيْمٍ) يُشْرِف على مَعْدِنِ المَاوَانِ قَبْلَ الرَّبَذَةِ بأَميالٍ لمَنْ كَانَ مُصْعِداً. (أَو) هُوَ جبلٌ فِي ديَارِ (بنِي كِلابٍ) ، وَقد رَوَى بعضُهُم فيهِ الكَسْرَ، والأَوَّلُ أَكثرُ.
(و) شِعْرٌ، (بالكَسْرِ: جَبَلٌ بِبِلادِ بَنِي جُشَمَ) ، قريبٌ من المَلَحِ، وأَنشد الصّاغانِيّ لذِي الرُّمَّةِ:
أَقُولُ وشِعْرٌ والعَرَائِسُ بَيْنَنَا
وسُمْرُ الذُّرَا مِنْ هَضْبِ ناصِفَةَ الحُمْرِ وحرَّك العَيْنَ بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ فَقَالَ:
فأَصْبَحَتْ بالأَنْفِ مِنْ جَنْبَيْ شِعِرْ
بُجْحاً تَراعَى فِي نَعَامٍ وبَقَرْ
قَالَ: بُجْحاً: مُعْجَبَات بمكانهِنّ، والأَصْلُ بُجُحٌ، بضمّتَيْن. قلْت: وَقَالَ البُرَيْقُ:
فحَطَّ الشَّعْرَ من أَكنافِ شَعْرٍ
وَلم يَتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمَارَا
وفَسَّرُوه أَنّه جَبَل لبَنِي سُلَيْم.
(والشَّعْرَانُ بالفَتْح: رِمْثٌ أَخْضَرُ) ، وَقيل: ضَرْبٌ من الحَمْضِ أَغْبَرُ، وَفِي التَّكْمِلَة: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر (يَضْرِبُ إِلى الغُبْرَةِ) . وَقَالَ الدِّينَوَرِيّ: الشَّعْرانُ: حَمْضٌ تَرْعاه الأَرانِبُ، وتَجْثِمُ فِيهِ، فيُقَال: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّة، قَالَ: وَهُوَ كالأُشْنَانَةِ الضَّخْمَة، وَله عِيدَانٌ دِقاق تَرَاه من بَعِيدٍ أَسْوَدَ، أَنشدَ بعضُ الرُّوَاة:
مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نَضّاخُ العَذَبْ
والعَذَبُ: نَبْتٌ.
(و) شَعْرَانُ: (جَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ) وَقَالَ الصّاغانيّ: من نَوَاحِي شَهْرَزُورَ، (من أَعْمَرِ الجِبَالِ بالفَوَاكِه والطُّيُور) ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرَةِ شَجَرِه، قَالَ الطِّرِمّاحُ:
شُمُّ الأَعَالِي شائِكٌ حَوْلَهَا
شَعْرَانُ مُبْيَضٌّ ذُرَا هامِها
أَرادَ شُمٌّ أَعالِيهَا.
(و) شُعْرَانُ، (كعُثْمَانَ، ابنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيّ) ، ذكره ابنُ يُونُسَ، وَقَالَ: بَلَغَني أَنّ لَهُ رِوَايَةً، ولمْ أْظفَرْ بهَا، تُوُفِّي سنة 205.
(وشُعَارَى، ككُسَالَى: جَبَلٌ، ومَاءٌ باليَمَامَةِ) ، ذكرَهُمَا الصّاغانيّ.
(والشَّعَرِيّاتُ) ، محرّكةً: (فِرَاخُ الرَّخَمِ) .
(و) الشَّعُورُ، (كصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبِطَاتِ) حَب 2 طاتِ تَمِيمٍ، وفيهَا يقولُ بعضُهم:
فإِنّي لَنْ يُفَارِقَنِي مُشِيحٌ
نَزِيعٌ بَين أَعْوَجَ والشَّعُورِ
(والشُّعَيْرَاءُ) ، كالحُمَيْرَاءِ: (شَجَرٌ) ، بلغَة هُذَيْل، قَالَه الصّاغانِيّ.
(و) الشُّعَيْرَاءُ: (ابنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدَ) . هِيَ (أُمُّ قَبِيلَةٍ) وَلَدَتْ لبَكْرِ بنِ مُرَ، أَخي تَمِيمِ بنِ رّ، فهم بَنو الشُّعَيْرَاءِ. (أَو) الشُّعَيْرَاءُ: (لقَبُ ابنِهَا بَكْرِ بنِ مُرَ) ، أَخي تَمِيمِ بنِ مُرَ.
(وذُو المِشْعَارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدَانِيّ) ، هاكذا ضَبَطَه شُرّاحُ الشِّفَاءِ، وَقَالَ ابنُ التِّلِمْسَانِيّ: بشين مُعْجمَة ومهملة. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ أَنّ كُنْيَةَ ذِي المِشْعَارِ أَبو ثَوْرٍ (الخارِفِيّ) ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة والراءِ، نِسْبَة لخَارِفٍ، وَهُوَ مالِكُ بنُ عبد الله، أَبو قَبِيلة من هَمْدانَ، (صَحابيّ) ، وَقَالَ السُّهَيْليّ: هُوَ من بَنِي خارِفٍ أَو من يَامِ بنِ أَصْبَى، وَكِلَاهُمَا من هَمْدان.
(و) ذُو الْمِشْعارِ: (حَمْزَةُ بنُ أَيْفَعَ) بن رَبِيبِ بن شَرَاحِيل بنِ ناعِط (النّاعِطِيّ الهَمْدانِيُّ، كانَ شَرِيفاً) فِي قومِه، (هاجَرَ) من اليمنِ (زَمَنَ) أَميرِ المُؤْمِنين (عُمَرَ) بنِ الخَطّابِ، رَضِي الله عَنهُ، (إِلى) بلادِ (الشّامِ، وَمَعَهُ أَربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأَعْتَقَهُم كُلَّهُم، فانْتَسَبُوا) بالولاءِ (فِي هَمْدانَ) القَبِيلَةِ المشهورةِ.
(والمُتَشاعِرُ: مَنْ يُرِي من نَفْسِه أَنّه شاعِر) وَلَيْسَ بشاعِرٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قولَ الشِّعْرِ، وَقد تقدّم فِي بَيَان طَبَقَاتِ الشُّعَراءِ، وأَشَرْنا إِليه هُنَاكَ، وإِعادَتُه هُنَا كالتَّكْرارِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلك للرَّجُلِ: استَشْعِرْ خَشْيَةَ اللَّهِ، أَي اجعَلْه شِعَار قَلْبِك.
واستَشْعَرَ فُلانٌ الخَوْفَ، إِذا أَضمَرَه، وَهُوَ مَجاز.
وأَشْعَرَه الهَمَّ، وأَشْعَره فلانٌ شَرّاً، أَي غَشِيَه بِهِ، ويقالُ: أَشْعَرَه الحُبُّ مَرَضاً، وَهُوَ مَجاز.
واسْتَشْعَرَ خَوْفاً.
ولَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ، وَهُوَ مَجاز.
وكَلِمَةٌ شاعِرَةٌ، أَي قصيدَةٌ.
وَيُقَال للرَّجُلِ الشَّدِيد: فلانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبةِ: شُبِّهَ بالأَسَد، وإِن لم يكن ثَمَّ شَعرٌ، وَهُوَ مَجاز.
وشَعِر التَّيْسُ وغَيْرُهُ مِنْ ذِي الشَّعرِ شَعَراً: كَثُرَ شَعرُه.
وتَيْسٌ شَعِرٌ، وأَشْعَرُ، وعَنْزٌ شَعْرَاءُ.
وَقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذالك كُلَّمَا كَثُرَ شَعرُه.
والشَّعْرَاءُ، بالفَتْح: الخُصْيَةُ الكَثِيرَةُ الشَّعرِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الجَعْدِيِّ:
فأَلْقَى ثَوْبَهُ حَوْلاً كَرِيتاً
على شَعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ
وَقَوله: تُنْقِضُ بالبِهَامِ، عَنَى أُدْرَةً فِيهَا إِذا فَشَّتْ خَرَجَ لَهَا صَوْتٌ كتَصْوِيتِ النَّقْضِ بالبَهْمِ إِذا دَعاها.
والمَشَاعِرُ: الحَواسّ الخَمْسُ، قَالَ بلعَاءُ بنُ قَيْس:
والرَّأْسُ مرتَفِعٌ فِيهِ مَشاعِرُه
يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنَانِ
وأَشْعَرَهُ سِنَاناً: خالَطَه بِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ لأَبِي عازِبٍ الكِلابِيّ:
فأَشْعَرْتُه تَحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنَا
من الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العينِ ناقِعُ
يُرِيدُ: أَشْعَرْتُ الذِّئْبَ بالسَّهْمِ.
واسْتَشْعَر القَوْمُ، إِذَا تَدَاعَوْا بالشِّعَارِ فِي الحَرْبِ، وَقَالَ النّابِغَةُ:
مُسْتَشْعِرِينَ قَد الْفَوْا فِي دِيَارِهِمُ
دُعَاءَ سُوعٍ ودُعْمِيَ وأَيُّوبِ
يَقُول: غَزاهُم هاؤلاءِ فتَدَاعَوْا بَينَهم فِي بيوتِهِم بشِعَارِهم.
وَتقول العَرَبُ للمُلوك إِذا قُتِلُوا: أُشْعِرُوا، وكانُوا يَقُولُون فِي الْجَاهِلِيَّة: دِيَةُ المُشْعَرَةِ أَلْفُ بَعِيرٍ، يُرِيدُون: دِيَةُ المُلُوكِ، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي حديثِ مَكْحُولٍ: (لَا سَلَبَ إِلاّ لِمَنْ أَشْعَرَ عِلْجاً، أَو قَتَلَه) أَي طَعَنَه حتّى يَدْخُلَ السِّنَانُ جَوْفَه.
والإِشعارُ: الإِدْمَاءُ بطَعْنٍ أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحَدِيدَةٍ، وأَنشد لكُثَيِّر:
عَلَيْهَا ولَمَّا يَبْلُغَا كُلَّ جُهْدِهَا
وَقد أَشْعَرَاهَا فِي أَظَلَ ومَدْمَعِ
أَشْعَرَاها، أَي أَدْمَيَاها وطَعَنَاها، وَقَالَ الآخر:
يَقُولُ للمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُه
لَا تَجْزَعَنَّ فشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ
وَفِي حديثِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ التُّجِيبِيّ دَخَلَ عَلَيْهِ فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً) ، أَي دَمّاه بِهِ، وَفِي حَدِيث الزُّبَيْرِ: (أَنَّه قاتَلَ غُلاماً فأَشْعَرَهُ) .
وأَشْعَرْتُ أَمْرَ فُلانٍ: جَعَلْته مَعْلُوماً مَشْهُورا.
وأَشْعَرْت فلَانا: جعَلْته عَلَماً بقبيحةٍ أَشْهَرتها عَلَيْهِ، وَمِنْه حَدِيث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لمّا رَمَاهُ الحَسَنُ بالبِدْعَةِ قَالَت لَهُ أُمُّه: (إِنّكَ قد أَشْعَرْتَ ابْنِي فِي النّاسِ) أَي جَعَلْتَه علامَةً فيهم وشهَّرْتَه بقَولِك، فصارَ لَهُ كالطَّعْنَةِ فِي البَدَنَة؛ لأَنه كَانَ عابَه بالقَدَرِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (أَنَّها جَعَلَتْ شَعارِيرَ الذَّهَبِ فِي رَقَبَتِها) قيل: هِيَ ضَرْبٌ من الحُلِيّ أَمثالِ الشَّعِير، تُتَّخَذُ من فِضَّةٍ.
وَفِي حَديثِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (تَطَايَرْنا عَنهُ تَطايُرَ الشَّعَارِير) هِيَ بمعنَى الشُّعْر، وقياسُ واحِدها شُعْرُورٌ، وَهِي مَا اجْتَمَعَ على دَبَرَةِ البَعِيرِ من الذِّبّان، فإِذا هِيجَتْ تَطَايَرَتْ عَنْهَا.
والشَّعْرَة، بِالْفَتْح، تُكْنَى عَن البِنْت، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ سَعْدٍ: (شَهِدْت بَدْراً وَمَا لي غيرُ شَعْرَةٍ واحدةٍ ثمَّ أَكْثَر الله لي من اللِّحاءِ بَعْدُ) ، قيل: أَرادَ: مَا لي إِلا بِنْتٌ وَاحِدَة، ثمَّ أَكثرَ الله من الوَلَد بعدُ.
وَفِي الأَساس: واسْتَشْعَرَت البَقَرةُ: صَوَّتَتْ لوَلَدِها تَطَلُّباً للشُّعورِ بِحَالهِ.
وَتقول: بينَهُمَا مُعَاشَرَةٌ ومُشَاعَرَةٌ.
وَمن الْمجَاز: سِكِّينٌ شَعِيرتُه ذَهَبٌ أَو فِضّة، انْتهى.
وَفِي التَّكْمِلَة: وشِعْرَانُ، أَي بالكَسْر، كَمَا هُوَ مضبوط بالقَلَمِ: من جِبَالِ تِهَامَة.
وشَعِرَ الرَّجلُ، كفَرِحَ: صَار شاعِراً.
وشَعِيرٌ: أَرْضٌ.
وَفِي التَّبْصِير للحافِظ: أَبُو الشَّعْرِ: مُوسَى بنُ سُحَيْمٍ الضَّبِّيّ، ذكَرَه المُسْتَغْفِرِيّ.
وأَبو شَعِيرَةَ: جَدُّ أَبي إِسحاقَ السَّبِيعِيّ لأُمّه، ذكَره الْحَاكِم فِي الكُنَى.
وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ عُمَرَ بن أَبي الشِّعْرى، بالراءِ الممالة، القُرْطُبِيّ المُقْري، ذكَره ابنُ بَشْكوال. وأَبو مُحَمَّدٍ الفَضْلُ بنُ محمّد الشَّعْرانِيّ، بالفَتْح: محدِّث، مَاتَ سنة 282.
وعُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ الشِّعّرَانِيّ، بِالْكَسْرِ: حَدَّث عَن الحُسَيْن بن محمّد بن مُصْعَب.
وهِبَةُ الله بن أَبِي سُفْيَان الشِّعْرانِيّ، روَى عَن إِبراهيم بن سعيدٍ الجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبو العَلاءِ الفَرَضِيّ: وجَدتُهما بِالْكَسْرِ.
وساقِيَةُ أَبي شَعْرَةَ: قرْيةٌ من ضَواحِي مصر، وإِليها نُسِبَ القُطْبُ أَبو محمّدٍ عبدُ الوَهّاب بنُ أَحمد بن عليَ الحَنَفِيّ نَسَباً الشَّعْرَاوِيّ قُدِّس سِرُّه، صَاحب السرّ والتآليف، توفِّي بِمصْر سنة 973.
والشُّعَيِّرَةُ، مصَغّراً مشَدّداً: مَوضِع خَارج مصر.
وبابُ الشَّعْرِيَّة، بالفَتْح: أَحدُ أَبوابِ القاهِرَة.
وشُعْرٌ، بالضَّمِّ: مَوضِع من أَرض الدَّهْناءِ لبني تَمِيمٍ.
(شعر) الشَّيْء بَطْنه بالشعر
شعر: {الشعرى}: كوكب معروف. {شعائر}: أعلام الطاعة. {وما يشعركم}: يدريكم. {تشعرون}: تفطنون. مشعر: معلم، و {المشعر الحرام}: مزدلفة.
الشِّعر: في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح: كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر؛ لأن الإتيان به موزونًا ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.
شعر دثر لحف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُر نِسَائِهِ. [قَوْله -] : الشّعْر واحدتها الشعار وَهُوَ مَا ولي جلد الْإِنْسَان من اللبَاس وَأما الدثار فَهُوَ مَا فَوق الشعار مِمَّا يستدفأ بِهِ. وَأما اللحاف فَكلما تغطيت بِهِ فقد التحفت بِهِ يُقَال مِنْهُ: لحفت الرجل ألحفه لحفا إِذا فعلت ذَلِك بِهِ قَالَ طرفَة بن العَبْد: [الرمل]

ثُمَّ راحُوا عَبِقَ المسكُ بهم ... يلحفون الأَرْض هداب الأزر

وَفِي الحَدِيث من الْفِقْه أَنه إِنَّمَا كره الصَّلَاة فِي ثيابهن فِيمَا نرى وَالله أعلم مَخَافَة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من دم الْحيض / أعرف للْحَدِيث وَجها 37 / الف غَيره فَأَما عرق [الْجنب و -] الْحَائِض فَلَا نعلم أحدا كرهه وَلكنه بمَكَان الدَّم كَمَا كره الْحَسَن الصَّلَاة فِي ثِيَاب الصّبيان وَكره بَعضهم الصَّلَاة فِي ثِيَاب الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ وَذَلِكَ لمخافة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من القَذر لأَنهم لَا يستنجون وَقد روى مَعَ هَذَا الرُّخْصَة فِي الصَّلَاة فِي ثِيَاب النِّسَاء وسَمِعت يزِيد يحدث إِن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ وَكَانَت أكسية أثمانها خَمْسَة دَرَاهِم أَو سِتَّة وَالنَّاس على هَذَا.
شعر قَالَ أَبُو عبيد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مَا يثبت هَذَا القَوْل فِي قَوْله تَعَالَى {إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوْا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوْراً} قَالَ: قَالُوا فِيهِ غير الْحق ألم تَرَ إِلَى الْمَرِيض إِذا هجر قَالَ غير الْحق [قَالَ: وحَدثني حجاج عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد نَحوه -] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي إِشْعَار الْهَدْي. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ أَن يطعن فِي أسنمتها فِي أحد الْجَانِبَيْنِ بمبضع أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم وَهُوَ الَّذِي كَانَ أَبُو حنيفَة زعم يكرههُ وَسنة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك أَحَق أَن يتبع قَالَ الْأَصْمَعِي: أضلّ الْإِشْعَار الْعَلامَة يَقُول: كَانَ ذَلِك إِنَّمَا يفعل بِالْهَدْي ليعلم أَنه قد جعل هَديا وَقَالَ أَبُو عبيد عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْها: إِنَّمَا تشعر الْبَدنَة ليعلم أَنَّهَا بَدَنَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أرى مشاعر الْحَج إِلَّا من هَذَا لِأَنَّهَا عَلَامَات لَهُ قَالَ: وَجَاءَت أم معْبَد الْجُهَنِيّ إِلَى الْحَسَن فَقَالَت [لَهُ -] : إِنَّك قد أشعرت ابْني فِي النَّاس - أَي إِنَّك تركته كالعلامة فيهم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: مُرْ أمتك أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ فَإِنَّهَا من شعار الْحَج وَمِنْه شعار العساكر إِنَّمَا يسمون بِتِلْكَ الْأَسْمَاء عَلامَة لَهُم ليعرف الرجل بهَا رُفقته. وَمِنْه حَدِيث عُمَر حِين رمى رجل الْجَمْرَة فَأصَاب صلعته فاضباب الدَّم [ونادى رَجُل رجلا: يَا خَليفَة -] فَقَالَ رَجُل من خثعم: أشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ دَمًا ونادى رَجُل يَا خَليفَة ليقْتلن أَمِير الْمُؤمنِينَ. فتفاءل عَلَيْهِ بِالْقَتْلِ - فَرجع عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقتل. 48 / ب

شغر

شغر


شَغَرَ(n. ac. شَغْر)
a. ['Ala], Was insolent, impudent to; insulted.
b. [Bain], Sowed hatred between.
(ش غ ر) : (الشِّغَارُ) أَنْ يُشَاغِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَهُوَ أَنْ يُزَوِّجَهُ كَرِيمَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الْآخَرُ كَرِيمَتَهُ وَلَا مَهْرَ إلَّا هَذَا وَتَحْقِيقُهُ فِي الْمُعْرِبِ.
شغر: شغرَ: خلا، فرغ (عمل) و (مركز وظيفة أو استخدام) (المقري 1، 605، 9، مملوك 1، 2، 65).
شاغر وجمعها شواغر: رحل الناقة والجمل: (شاغر الجمل رحله؛ عند العامة - محيط المحيط ص470) (وصف مصر 18، 2).
شاغور: الشاغور عند العامة قناة من الخشب ينحدر فيها الماء إلى الكاحون (محيط المحيط ص470).
(شغر)
الْمَكَان وَنَحْوه شغورا خلا وَفرغ وَيُقَال شغر المنصب أَو الْكُرْسِيّ من شاغله والبلد خلا من حَافظ يحميه ويضبطه واتسع والسعر نقص وَالْكَلب شغرا رفع إِحْدَى رجلَيْهِ ليبول وَفُلَانًا عَن الْبَلَد وَنَحْوه شغرا وشغارا أخرجه ونفاه
ش غ ر

كلب شاغر. وشغرت الناقة: رفعت رجلها فضربت الفصيل. واشتغر عليه حسابه إذا لم يهتد له. واشتغرت عليه ضيعته: فشت و" لا شغار في الإسلام " وهو أن يزوجه أخته على أن يزوجه الآخر أخته ولا مهر إلا ذاك.

ومن المجاز: بلدة شاغر برجلها: لا تمتنع من غارة. وشغر السعر إذا نقص.
(شغر) - في حديث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "فحَجزَ ناقَتَه حتى أَشْغَرت".
: أي اتَّسَعَت في السَّير وأَسْرَعَت. وتَشَغَّرت أيضا: اشتَدَّ عَدوُها، واشْتَغر الأَمرُ بفلان: اتَّسَع وعَظُم، وتَشَغَّرت الحَربُ بينهم، واشتَغَر الأَمرُ عليه: انْتَشَر، وتَفرَّق القَومُ شَغَر بغَرَ.  
ش غ ر: (شَغَرَ) الْبَلَدُ خَلَا مِنَ النَّاسِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (الشِّغَارُ) بِالْكَسْرِ نِكَاحٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِآخَرَ: زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ أَوْ أُخْتَكَ عَلَى أَنْ أُزَوِّجَكَ ابْنَتِي أَوْ أُخْتِي عَلَى أَنَّ صَدَاقَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بُضْعُ الْأُخْرَى كَأَنَّهُمَا رَفَعَا الْمَهْرَ وَأَخْلَيَا الْبُضْعَ عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ» . 
[شغر] فيه: نهى عن نكاح "الشغار" وهو نكاح في الجاهلية كان الرجل يقول: شاغرني، أي زوجني أختك أو بنتك أو من تلي أمرها حتى أزوجك من ألي أمرها بلا مهر، ويكون بضع كل واحدة بمقابلة بضع الأخرى، من شغر الكلب إذا رفع إحدى رجليه ليبول لارتفاع المهر بينها، وقيل: الشغر البعد، وقيل: الاتساع. ومنه: فإذا نام "شغر" الشيطان برجله فبال في أذنه. وح: قبل أن "تشغر" برجلها فتنة تطأ في خطامها. وح: فالأرض لكم "شاغرة" أي واسعة. وح: فحجن ناقته حتى "أشغرت" أي اتسعت في السير وأسرعت. غ: بلدة "شاغرة" لا تمتنع من غارة، وأشغرت الحرب اتسعت وعظمت.
شغر قَالَ أَبُو عبيد: وَأما الْجنب فَأن يجنب الرجل خلف فرسه الَّذِي سَابق عَلَيْهِ فرسا عُرْيا لَيْسَ عَلَيْهِ أحد فَإِذا بلغ قَرِيبا من الْغَايَة ركب فرسه العرى فَسبق عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أقل إعياء وكلالا من الَّذِي عَلَيْهِ الرَّاكِب. وَأما الشِغار فالرجل يزوّج أُخْته أَو ابْنَته على أَن يُزَوجهُ الآخر [أَيْضا -] ابْنَته أَو أُخْته لَيْسَ بَينهمَا مهر غير هَذَا وَهِي المشاغرة وكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَفْعَلُونَهُ يَقُول الرجل للرجل: شاغرني فيفعلان ذَلِك فنهي عَنْهُ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: من أشاد على مُسلم عَورَة يشينه بهَا [بِغَيْر حق -] شانه اللَّه بهَا فِي النَّار يَوْم الْقِيَامَة.
ش غ ر : شَغَرَ الْبَلَدُ شُغُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا خَلَا عَنْ حَافِظٍ يَمْنَعُهُ وَشَغَرَ الْكَلْبُ شَغْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ رَفَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ لِيَبُولَ.

وَشَغَرَتْ الْمَرْأَةُ رَفَعَتْ رِجْلَهَا لِلنِّكَاحِ وَشَغَرْتُهَا فَعَلْتُ بِهَا ذَلِكَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَقَدْ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزِ فَيُقَالُ أَشْغَرْتُهَا وَشَاغَرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ شِغَارًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ زَوَّجَ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ حَرِيمَتَهُ عَلَى أَنَّ بُضْعَ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَدَاقُ الْأُخْرَى وَلَا مَهْرَ سِوَى ذَلِكَ وَكَانَ سَائِغًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ شَغَرَ الْبَلَدُ وَقِيلَ مِنْ شَغَرَ بِرِجْلِهِ إذَا رَفَعَهَا وَالشَّغَارُ وِزَانُ سَلَامٍ الْفَارِغُ.
باب الغين والشين والراء معهما ش غ ر، ش ر غ يستعملان

شغر: شَغَرَ الكلب: رفع إحدى رجليه ليبول. وبلدة شاغِرةٌ بَرجْليها إذا لم تمتنع من الغارةِ.

وقول النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: لا شِغارَ في الإسلام

، وهو أن يزوج الرجلُ أخته من رجلٍ، على أن يزوجه أخته ونحو ذلك، ولا مهر بينهما. يقال: شاغَرَني فلان. واشتَغَرَ المَنْهَلُ أي: تباعد وصار في ناحيةٍ. ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرةٌ أي: مُنْفَرِدَةٌ عن السابلةِ. وشِغارٌ على الغارة.

شرغ: الشَّرْغ، يُخَفَّفُ ويُثَقلُ،: الضفدعُ الصغيرُ، ويجمع على شِرْغانٍ، قال:

ترى الشريريغ يطفو فوق طاحرة ... مسحنطرا ناظرا نحو الشناغيب  
[شغر] شَغَرَ الكلب يَشْغَرُ، إذا رفع إحدى رجلَيْه ليبول. وشَغَرَ البَلدُ، أي خلا من الناس. يقال: بلدة شاغرة برجلها، وذلك إذا لم تمتنع من غارةِ أحَد. وأَشْغَرَ المنهلُ، إذا صار في ناحيةً من المَحَجَّةِ. واشْتَغَرَ العدد، إذا كَثُرَ واتِّسع. قال أبو النجم: وعَدَدٍ بَخٍّ إذا عد اشتغر * كعدد الترب تدانى وانتشرْ - واشْتَغَرَ على فلان حِسابُه، إذا لم يهتد له. واشتغرفى الفلاة، إذا أبعد فيها. وتَشَغَّرَ البعيرُ، إذا لم يدَعْ جهدا في سيره، عن أبى عبيد. وشغرت بنى فلان من موضع كذا، أي أخرجْتُهم. وأنشد الشَيباني: ونحن شَغَرْنا ابْنَيْ نِزارٍ كِلَيْهِما * وكَلْباً بِوَقْعٍ مُرْهِبٍ مُتَقارِبِ - والشِغارُ بكسر الشين: نِكاح كان في الجاهلية، وهو أن يقول الرجل لآخر: زَوِّجْني ابنتك أو أختك عى أن أزوِّجك أختي أو ابنتي، على أنَّ صداق كلِّ واحدة منهما بُضْعُ الأخرى. كأنَّهما رفعا المهر وأخليا البُضْعَ عنه. وفي الحديث: " لا شِغارَ في الإسلام ". وتفرَّقوا شَغَرَ بَغَرَ: أي في كلِّ وجه. وهما اسمانِ جُعِلا واحداً، وبنيا على الفتح. 
شغر
شَغَرَ الكَلْبُ: إذا رَفَعَ إحدى رِجْلَيْه لِيَبُولَ.
وبَلْدَةٌ شاغِرَةٌ: لا تَمْتَنِع من غارَةٍ.
وفي الحَديث: " لا شِغارَ في الإِسلام " وهو أنْ يُزَوِّجَ أُخْتَه على أنْ يُزَوِّجَه الآخَرُ أخْتَه فيكون المَهْرُ بَيْنَهما ذلك. وهو - أيضاً -: أنْ يَعْدُوَ الرَّجُلاَن على الرَّجُل.
واشْتَغَرَ المَنْهَلُ: صارَ في ناحِيَةٍ من المَحَجَّة.
وناقَةٌ فشْتَغِرةٌ: مُنْفَرِدَةٌ عن السابِلة.
واشْتَغَرَ عليه حِسَابُه: انْتَشَرَ العَدَدُ.
واشْتَغَرَتْ عليه ضَيْعَتُه: مِثلُ فَشَتْ. واشْتَغَرَتِ الإِبلُ: كَثُرَتْ واخْتَلَفَتْ.
وأمْرٌ فشْتَغِرٌ: مُخْتلِط.
والشَّغَارانِ: الحالِبانِ للعِرْقَيْن اللَّذَيْن في جَنْبَي الجَمَل.
والتَشَغُّرُ: سَعَةُ الخَطْوِ. وبَذْلُ الجهدِ في السَيْرِ.
واشْتَغَرَ علينا: أي تَطاوَلَ وافْتَخَرَ.
وذَهَبَ القَوْمُ شَغَرَ بَغَرَ: أي مُتَفَرقينَ، وبكَسْرِ الشين والباءِ أيضاً.
وهو يُعْطي شَغَرَ بَغَرَ: أي الأقصى فالأقصى ويَدَعُ الأقارِبَ.
وشَغَرْتُه عن الأرْض: أي نَفَيْته وأخْرَجْته منها.
والشَّغُوْرُ: الناقَةُ الطَّويلة التي تَشْغَرُ بقَوائِمها إِذا أُخِذَتْ لِتُرْكَبَ أو تُحْلب. والشَّغّارةُ: قَدّاحَةٌ يَقْدَحُ بها النِّساءُ.
والشَّغَارُ: الفارِغُ.
والاشْتِغار: فِعْلُ الرَّجُل عند المُبَاضَعَة.
والشَّغْرى: حَجَرٌ تَشْغَرُ عليه الكِلابُ في قَوْلِ أبي خَرَاش:
لدى حَجَر الشَّغْرى ... من الشَّدِّ أكْلَمُ
والشَّوْغَرُ: المُوثَّقُ الخَلْقِ.
رغش: المُرَاغِشُ: الذي يُنَعمُ نَفْسَه.
ولا تَرْغَشْ علينا: أي لا تَشْغَبْ.
(ش غ ر)

شَغَر الكلبُ يَشْغَر شَغْراً: رفع إِحْدَى رجلَيْهِ، بالَ أَو لم يَبُل.

وَقيل: شَغَر الْمَرْأَة، وَبهَا، يَشْغُر شُغورا، وأَشْغرها: رفع رجلَها للنِّكَاح.

وبلدةٌ شاغرة: لم تمْتَنع من غَارة أحد.

وشَغَرت الأرضُ: لم يَبْق بهَا أحد يَحميها ويَضبطها.

والشّغار: أَن تُزوج الرجل امْرَأَة مَا كَانَت على أَن يُزوّجك أُخْرَى بِغَيْر مَهر، وَخص بَعضهم بِهِ القرائب، فَقَالَ: لَا يكون الشّغار إِلَّا أَن تُنكحه وليّتك على أَن يُنكحك وليّته.

وَقد شاغره.

والشِّغار: أَن يَغدُو الرّجلَانِ على الرجل.

والشَّغْرُ: أَن يضْرب الفحلُ بِرَأْسِهِ تَحت النوق من قبل ضُروعها فيرفَعها فيصرعها.

واستْشَغر المنهل: صَار فِي نَاحيَة من المَحجّة.

واشغرت الرُّفقة: انْفَرَدت عَن السابلة. واشْتغر عَلَيْهِ حسابُه: انْتَشَر وكثُر فَلم يَهِتد لَهُ.

وَذهب فلَان يَعُدّ بني فلَان فاشتغروا عَلَيْهِ، أَي: كثُروا.

واشتغرت الإبلُ: كثُرت وَاخْتلفت.

وتفّرقت الغَنم شَغَرَ بَغَرَ، وشِغَرَ بِغَرَ، أَي: فِي كل وَجه.

وَكَذَلِكَ تفرق الْقَوْم شَغَر بَغَر، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الإقبال.

والشاغران: مُنقطع عرق السُّرة.

وَرجل شِغِّير: سيّئ الخُلق.

وشاغرة، والشاغرة، كلتاهما: مَوضِع.
شغر
شغَرَ1 يَشْغَر، شَغْرًا، فهو شاغِر
• شغَر الكلبُ: رفع إحدى رجليه ليَبُول. 

شغَرَ2 يَشغُر، شُغورًا، فهو شاغر
• شغَر المَكانُ: خلا وفرِغ من النَّاس "شغر المنصبُ أو الكرسيُّ من شاغله- مقعد شاغِر يُعَاد فيه الانتخاب". 

أشغرَ يُشْغِِر، إشغارًا، فهو مُشْغِر، والمفعول مُشْغَر (للمتعدِّي)
• أشغر المنهلُ: كان بعيدًا عن الطّريق.
• أشغَر الأرضَ: أخلاها "أشغر المنصبَ: جعله خاليًا". 

تشاغرَ يتشاغر، تَشَاغُرًا، فهو مُتَشَاغِر
• تشاغر الرَّجلان: تزوّج كلٌّ منهما أختَ صاحبه بغير مهر. 

شاغرَ يشاغر، شِغارًا ومُشاغَرةً، فهو مُشاغِر، والمفعول مُشاغَر
• شاغَر الرّجُلُ الرّجُلَ: زوّجه أختَه على أن يزوّجه الآخرُ أختَه (بغير مهر في الحالتين)، وقد نهى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عنه وأبطله بعد أن كان معروفًا في الجاهليّة "لاَ شِغَارَ فِي الإِسْلاَمِ [حديث] ". 

شاغِر [مفرد]: ج شواغرُ، مؤ شاغِرة، ج مؤ شاغِرات وشواغرُ: اسم فاعل من شغَرَ1 وشغَرَ2 ° مسكن شاغر: غير مشغول يمكن التصرّف فيه- وظيفة شاغرة: خالية من صاحبها. 

شِغار [مفرد]:
1 - مصدر شاغرَ.
2 - (فق) أن يزوّج الرّجلُ قريبتَه رجلاً آخر، على أن يزوّجه هذا الآخرُ قريبتَه بغير مهر منهما "لاَ شِغَارَ فِي الإِسْلاَمِ [حديث] ". 

شَغْر [مفرد]: مصدر شغَرَ1. 

شُغور [مفرد]: مصدر شغَرَ2. 

شغر: الشَّغْرُ: الرفع. شَغَرَ الكلبُ يَِشْغَرُ شَغْراً: رفع إِحدى

رجليه ليبول، وقيل: رفع إِحدى رجليه، بال أَو لم يبل، وقيل: شَغَرَ الكلبُ

برجله شَغْراً رفعها فبال؛ قال الشاعر:

شَغَّارَةٌ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها،

فَطَّارَةٌ لِقَواِمِ الأَبْكارِ

وفي الحديث: فإِذا نام شَغَرَ الشيطانُ برجله فبال في أُذنه. وفي حديث

عَلِيٍّ: قَبْلَ أَن تَشْغَرَ برجلها فِتْنَةٌ تَطَأُ في خِطامِها.

وشَغَرَ المرأَةَ وبها يَشْغُرُ شُغُوراً وأَشْغَرَها: رفع رِجْلَيْها للنكاح.

وبلْدَةٌ شاغِرَةٌ: لم تمتنع من غارة أَحد. وشَغَرَتِ الأَرضُ والبلد أَي

خلت من الناس ولم يبق بها أَحد يحميها ويضبطها. يقال: بلدة شاغِرةٌ

برجلها إِذا لم تمتنع من غارة أَحد.

والشِّغار: الطَّرْدُ، يقال: شَغَرُوا فلاناً عن بلده شَغْراً وشِغاراً

إِذا طَرَدُوه ونَفَوْهُ. والشِّغار، بكسر الشين: نكاح كان في الجاهلية،

وهو أَن تُزوِّج الرجلَ امرأَةً ما كانت، على أَن يزوّجك أُخرى بغير مهر،

وخص بعضهم به القرائب فقال: لا يكون الشِّغارُ إِلا أَن تنكحه وليَّتك،

على أَن ينكحك وليَّته؛ وقد شاغَرَهُ؛ الفراء: الشِّغارُ شِغارُ

المتناكحين، ونهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الشِّغارِ؛ قال الشافعي

وأَبو عبيد وغيرهما من العلماء: الشِّغارُ المنهي عنه أَن يزوّج الرجلُ

الرجلَ حريمتَه على أَن يزوّجه المزوَّج حريمة له أُخرى، ويكون مهر كل واحدة

منهما بُضْعَ الأُخرى، كأَنهما رفعا المهر وأَخليا البضع عنه. وفي الحديث:

لا شِغارَ في الإِسلام. وفي رواية: نهى عن نكاح الشَّغْرِ. والشِّغارُ:

أَن يَبْرُزَ الرجلان من العَسْكَرَيْنِ، فإِذا كاد أَحدهما أَن يغلب

صاحبه جاء اثنان ليغيثا أَحدهما، فيصيح الآخر: لا شِغارَ لا شِغارَ. قال ابن

سيده: والشِّغارُ أَن يَعْدُو الرجلان على الرجل.

والشَّغْرُ: أَن يضرب الفحل برأْسه تحت النُّوقِ من قبَلِ ضروعها

فيرفعها فيصرعها.

وأَبو شاغِر: فحل من الإِبل معروف كان لمالك بن المُنْتَفِقِ

الصُّبَحيِّ.

وأَشْغَرَ المَنْهَلُ: صار في ناحية من المَحَجَّة؛ وفي التهذيب:

واشْتَغَرَ المَنْهَلُ إِذا صار في ناحية من المَحَجَّة؛ وأَنشد:

شافي الأُجاج بَعِيد المُشْتَغَرْ

ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ: بعيدة عن السَّابِلَةِ. وأَشْغَرَتِ

الرُّفْقَةُ: انفردت عن السابلة. واشْتَغَرَ في الفلاة: أَبْعَدَ فيها. واشْتَغَر

عليه حِسابُه: انْتَشَرَ وكَثُرَ فلم يَهْتَدِ لَهُ. وذهب فلان يَعُدُّ

بني فلان فاشْتَغَرُوا عليه أَي كثروا. واشْتَغَرَ العَدَدُ: كثر واتسع؛

قال أَبو النجم:

وعَدَد بَخّ إِذا عُدَّ اشْتَغَرْ،

كَعَدد التُّرْبِ تَدانَى وانْتَشَرْ

أَبو زيد: اشْتَغَرَ الأَمر بفلان أَي اتسع وعَظُمَ. واشْتَغَرَتِ الحرب

بين الفريقين إِذا اتسعت وعظمت. واشْتَغَرَتِ الإِبلُ: كثرت واختلفت.

والشَّغْرُ: التفرقة. وتفرّقت الغنم شَغَرَ بِغَرَ وشِغَرَ بَغَرَ أَي في

كل وجه؛ ويقال: هما اسمان جعلا واحداً وبنيا على الفتح، وكذلك تفرّق القوم

شَغَرَ بَغَر وشَذَرَ مَذَرَ أَي في كل وجه، ولا يقال ذلك في الإِقبال.

والشَّاغِرانِ: مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ.

ورجلِ شِغِّير: سَيِّءُ الخُلُقِ. وشاغِرَةُ والشَّاغِرَةُ، كلتاهما:

موضع.

وتَشَغَّرَ البعيرُ إِذا لم يَدَعْ جُهْداً في سيره؛ عن أَبي عبيد.

ويقال للبعير إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه: هو يَتَشَغَّرُ تَشَغُّراً. ويقال:

مَرَّ يَرْتَبِعُ إِذا ضرب بقوائمه، واللَّبْطَةُ نحوه، ثم التَّشَغُّرُ فوق

ذلك. وفي حديث ابن عمر: فَحَجَن ناقَتَهُ حتى أَشْغَرَتْ أَي اتَّسَعَتْ

في السير وأَسرعتْ. وشَغَرْتُ بني فلان من موضع كذا أَي أَخرجتهم؛ وأَنشد

الشيباني:

ونحنُ شَغَرْنا ابْنَيْ نِزارٍ كِلَيْهِما،

وكَلْباً بوقْعٍ مُرْهِبِ مُتَقارِبِ

وفي التهذيب: بحيث شَغَرْنا ابْنَي نِزار. والشَّغْرُ: البُعْدُ؛ ومنه

قولهم: بلد شاغِرٌ إِذا كان بعيداً من الناصر والسلطان؛ قاله الفراء. وفي

الحديث: والأَرض لكم شاغِرَةٌ؛ أَي واسعة. أَبو عمرو: شَغَرْتُه عن

الأَرض أَي أَخرجته. أَبو عمرو: الشِّغارُ العَداوَةُ. واشْتَغَرَ فلان علينا

إِذا تطاول وافتخر.

وتَشَغَّرَ فلان في أَمر قبيح إِذا تَمادَى فيه وتَعَمَّقَ.

والشَّغُورُ: موضع في البادية. وفي النِوادر: بئرٌ شِغارٌ وبئار شِغارٌ كثيرة الماء

واسعة الأَعْطانِ. والمِشْغَرُ من الرماح: كالمِطْرَدِ؛ وقال:

سِناناً مِنَ الخَطِّيِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا

شغر

1 شَغڤرَ The inf. n. شَغْرٌ, accord. to Ibn-Nubáteh, primarily signifies The raising the leg or hind leg, without restriction; and then by a metaphorical usage, the doing so for the purpose of copulation, and for making water: but the explanations of J [and of Z in the A] and of Fei and of F are at variance with his assertion. (MF.) [Accord. to these authorities,] شَغَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. as above, (Msb, TA,) signifies He (a dog) raised one of his hind legs (S, A, Msb, K) to make water, (S, Msb,) or and made water, or whether he made water or did not: (A, K:) and شَغَرَ بِرِجْلِهِ he (a dog) raised his hind leg, and made water. (TA.) And شَغَرَتْ She (a camel) raised her hind leg, and struck [with it, or kicked,] the young one. (A.) And, said of a woman, (Msb, K,) She raised her leg, (Msb, and so in some copies of the K,) or her legs, (so in other copies of the K,) for the purpose of copulation. (Msb, K.) And the verb is also trans.: you say, شَغَرَ المَرْأَةَ, (Msb, K,) inf. n. شُغُورٌ, (K, [but this is a strange form in the case of a trans. verb,]) He raised the woman's leg, (Msb, and so in some copies of the K) or legs, (IDrd, O, and so in some copies of the K,) for the purpose of copulation; and so ↓ اشغرها. (IDrd, O, Msb, K.) And شَغْرٌ as the act of a stallion [camel] signifies His striking with his head beneath the she-camel, at the part next the udder, and so raising her, and throwing her down [app. for the purpose of copulation]. (K.) b2: شَغَرْتُ بِرِجْلِى فِى الغَرِيبِ means (assumed tropical:) I overcame the people in guarding, or protecting, the stranger. (AA, O, K.) b3: and شَغْرٌ signifies also (assumed tropical:) The being distant, or remote. (Fr, K.) One says, شَغَرَ البَلَدُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شُغُورٌ, (Msb, [accord. to the K, app., شَغْرٌ,]) (assumed tropical:) The country, or town, was, or became, remote from him who should aid it against the enemy, and him who should exercise sovereign sway, (K, TA,) and from him who should manage its affairs with prudence, precaution, or sound judgment: (TA:) or destitute of a guardian, or protector, to defend it: (Msb:) or destitute of people: [and so, app., شَغَرَ البَلَدُ بِرِجْلِهِ; for it is immediately added,] one says بَلْدَةٌ شَاغِرَةٌ بِرِجْلِهَا meaning as expl. below: (S:) and شَغَرَتِ الأَرْضُ the land had not remaining in it any one to defend it, and to manage its affairs with prudence, precaution, or sound judgment. (K.) A2: Also, i. e. شَغْرٌ, The making [another, or others,] to go forth [from a place]. (K.) One says, شَغَرْتُهُ عَنِ الأَرْضِ I made him to go forth from the land: (AA, TA:) and شَغَرْتُ بَنِى فُلَانٍ

مِنْ مَوْضِعِ كَذَا I made the sons of such a one to go forth from such a place: (S:) or شَغَرُوا فُلَانًا عَنْ بَلَدِهِ They drove away, expelled, or banished. such a one from his country, or town; and the inf. n. is شَغْرٌ and شِغَارٌ. (TA.) b2: And i. q. تَفْرِقَةٌ [The act of scattering, or dispersing]. (K.) 3 شاغرهُ, (Mgh, Msb, K,) inf. n. شِغَارٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) He gave him in marriage a woman on the condition of his giving him in marriage another, without dowry [from either]; concubitus with each of the said women being [in lieu of] the dowry for the other: or it applies peculiarly to female relations [of the men so contracting]; (K;) so that the meaning is only he gave him in marriage his female relation on the condition of his doing the like to him: (TA:) or he gave him in marriage a female under his guardianship, the other man doing to him the like, on the condition that concubitus with each one of the said females should be [in lieu of] the dowry for the other: (Mgh, * Msb:) or he gave him in marriage his sister on the condition of receiving in marriage the other's sister, without any dowry beside this: (A:) or he said to him, Give me in marriage thy daughter, or thy sister, on the condition of my giving thee in marriage my daughter, or my sister, concubitus with each one of the said females being [in lieu of] the dowry of the other. (S.) The practice of شِغَار was common in the Time of Ignorance, (Msb,) but is forbidden to the Muslims. (S, A.) b2: شِغَارٌ also signifies Two men's going forth into the field from two armies, and, when one of them has almost overcome his fellow, two men's coming to aid one of them, whereupon the other cries out, لَا شِغَارَ لَا شِغَارَ: (TA:) or two men's acting wrongfully, or injuriously, towards another man: (K, TA:) thus expl. by ISd. (TA.) And The acting with enmity, or hostility. (TA.) 4 اشغر المَرْأَةَ: see 1.

A2: اشغرت الرُّفْقَةُ [and app. ↓ اشتغرت also (see the last sentence of this art.)] (assumed tropical:) The party journeying together withdrew by themselves from the beaten road. (K, TA.) b2: See also 8, first sentence. b3: اشغرت said of a she-camel, She went with wide steps, and quickly. (TA.) b4: See, again, 8.5 تشغّر He (a camel) exerted his utmost power, (K,) or spared no exertion, (A'Obeyd, S,) in his pace: (A'Obeyd, S, K:) or ran vehemently: (K:) or went a pace above that termed اللَّبَطَةُ. (TA.) b2: تشغّر فِى أَمْرٍ قَبِيحٍ He (a man, O) persevered in an evil, or a foul, affair, and went deep into it. (O, K. *) 8 اشتغر, (JK, T,) or ↓ اشغر, (S, K,) It (a watering-place) was on one side of the beaten track: (JK, T, S, K:) [both verbs may be correct: that the former is so appears from the fact that] a poet, cited in the T, [describing a water-ing-place,] uses the phrase ↓ بَعِيدُ الُشْتَغَرِ [app. meaning far off on one side of the road]. (TA.) See also 4. b2: اشتغر العَدَدُ The number was, or became, large. (S, K.) b3: اشتغر الإِبِلُ The camels were, or became, many and various. (K.) b4: اشتغرت عَلَيْهِ ضَيْعَتُهُ i. q. فَشَتْ, (A,) i. e. His affairs became disordered so that he knew not with which of them to begin. (TA in art. فشو.) b5: اشتغر الأَمْرُ The affair became confused: (K:) or became large, or wide, and great, بِفُلَانِ [with such a one]. (Az, TA.) b6: اشتغرت الحَرْبُ The war, or battle, became wide and great. (TA.) b7: اشتغر عَلَيْهِ حِسَابُهُ, (T, S, A,) in the K ↓ أَشْغَرَ, but the former is the right, (TA,) (tropical:) What he had to reckon was, or became, too diffuse and numerous to him; (T, K;) such that he could not find the way to sum it up. (S, A.) b8: ذَهَبَ فُلَانٌ يَعُدُّ بَنِى

فُلَانٍ فَاشْتَغَرُوا عَلَيْهِ Such a one went to number the sons of such a one, and they were too numerous for him. (TA.) b9: اشتغر فِى الفَلَاةِ He went far into the desert. (S, K.) b10: اشتغر عَلَيْنَا He exalted himself above us, and boasted against us. (K.) تَفَرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ and شِغَرَ بِغَرَ They dispersed themselves, or became dispersed, in every direction: (S, K:) and in like manner one says of sheep or goats, بَِغَرَ تَفَرَّقَتِ الغَنَمُ شَغَرَ: (TA:) شغر بغر is a compound of two nouns made into one, and indecl., with fet-h for the termination. (S.) The like is not said in the case of [persons &c.] coming, or advancing. (TA.) شَغْرَى A stone at which dogs raise the kind leg and make water, or to make water: (K:) so in the Tekmileh. (TA.) شَغَارٌ Empty. (Sgh, Msb, K.) b2: Also, used as sing. and pl., A well, and wells, having much water: (K:) or, as is said in the Nawádir, thus used, having much water; wide, or spacious, in the adjacent part where the camels lie down. (TA.) A2: Also, accord. to the K, Two veins, or ducts, (عِرْقَانِ,) in the side of the camel: but correctly, as in the Tekmileh, the شَغَارَانِ are the حَالِبَانِ, i. e. two veins or ducts, (عِرْقَان,) in the two sides of the camel. (TA.) شَغُورٌ A tall she-camel, that raises her legs (تَشْغَرُ بِقَوَائِمِهَا) when she is taken to be ridden (K, TA) or to be milked. (TA.) شَغَّارَةٌ A she-camel that raises her legs to strike [with them, or kick]. (TA.) شَاغِرٌ A dog raising one of his kind legs, and making water, or whether making water or not. (A.) b2: بَلْدَةٌ شَاغِرَةٌ بِرِجْلِهَا (tropical:) A country, or town, that does not defend itself from a hostile attack (S, A, K) made by any one, (S, K,) by reason of its being destitute (K, TA) of any to protect it. (TA.) And أَرْضٌ شَاغِرَةٌ (assumed tropical:) A land having no one remaining in it, to defend it, and to manage its affairs with prudence, precaution, or sound judgment. (K.) One says also, الأَرْضُ لَكُمْ شَاغِرَةٌ, meaning (assumed tropical:) The land, or the earth, is wide, or ample, for you. (TA.) مُشْتَغَرٌ: see 8 [of which it is app. an inf. n.].

رُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ, A party journeying together far from the beaten road. (TA.)
شغر
: (شَغَرَ الكَلْبُ، كمَنَعَ) ، يَشْغَرُ شَغْراً: (رَفَع إِحْدَى رِجْلَيْهِ) ليَبُولَ، وَقيل: رَفَعَ إِحدَى رِجْلَيْهِ، (بالَ أَوْ لَمْ يَبُلْ، أَو) شَغَرَ الكَلْبُ برِجْلِه شَغْراً: رَفَعَها (فبَالَ) ، وَفِي الحَدِيث: (فإِذا نَامَ شَغَرَ الشَّيْطانُ بِرِجْلِه فبَالَ فِي أُذُنِه) .
(و) شَغَرَ (الرَّجُلُ المَرْأَةَ) : يَشْغُرُها (شُغُوراً) ، بالضّمّ: (رَفَعَ رِجْلَيْهَا للنِّكاحِ) .
وَفِي بعضِ الأُصولِ: رِجْلَهَا بالإِفْرادِ، وَنقل الصّاغاني عَن ابنِ دُرَيْدٍ: شَغَرَ الرجلُ المرأَةَ إِذَا رفعَ برِجْلَيْها للجِماعِ، (كأَشْغَرَها فشَغَرَتْ) ، وَفِي حَدِيث عليَ: (قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ برِجْلِها فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِها) .
ونَقلَ شيخُنَا عَن ابنِ نُبَاتَةَ فِي كِتَابه مَطْلَع الفَوَائِد: الشَّغْرُ: هُوَ رَفْعُ الرِّجْلِ لَا لِخُصُوصِ نِكَاحٍ أَو بَوْلٍ، ثمّ استُعِير للنِّكاحِ والبَوْلِ، انْتَهَى، قَالَ شيخُنَا: وصَنِيعُ المصنِّف كالجَوْهَرِيّ، والفيّومِيّ يخالِفُه، فتأَمّل. (و) شَغَرَت (الأَرْضُ) والبَلَدُ تَشْغُر شُغُوراً، من بَاب كتَبَ على مَا صَرّح بِهِ الفَيُّومي فِي المِصْباح: خلَتْ من النّاس، و (لم يَبْقَ بهَا أَحَدٌ يَحْمِيها ويَضْبُطُها) ، فَهِيَ شَاغِرَةٌ.
(والشِّغَارُ، بالكَسْرِ) ، من نِكَاحِ الجاهِلِيَّة: هُوَ (أَنْ تُزَوِّجَ الرَّجُلَ امْرَأَةً) مَا كانَتْ (على أَنْ يُزَوِّجَكَ أُخْرَى بغَيْرِ مَهْرٍ) ، وَقَالَ الفَرّاءُ: الشِّغَارُ: شِغَارُ المُتَناكِحين.
ونَهَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعن الشِّغارِ، قَالَ الشّافِعِيُّ، وأَبو عُبَيْد، وغيرُهما من العُلماءِ: الشِّغَارُ المَنْهِيُّ عَنهُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجلُ حَرِيمَتَه على أَن يُزَوِّجَه المُزَوَّجُ حَرِيمَةً لَهُ أُخْرَى، ويَكُونُ (صَدَاقُ كُلِّ واحدةٍ بِضْع الأُخْرَى) ، كأَنّهما رَفَعَا المَهْرَ، وأَخْلَيَا البُضْعَ عَنهُ، وَفِي الحَدِيثِ: (لَا شِغَارَ فِي الإِسْلامِ) ، وَفِي رِوَايَة: (نَهَى عَن نِكَاحِ الشَّغْرِ) (أَوْ يُخَصُّ بهَا القَرائِبُ) ، فَلَا يكونُ الشِّغَارُ إِلاّ أَنْ تُنْكِحَه وَلِيَّتَك على أَن يُنْكِحَك وَلِيَّتَه، (وَقد شاغَرَه) .
(و) الشِّغَارُ: أَيضاً (أَنْ) يَبْرُزَ رَجُلانِ من العَسْكَرَيْن، فإِذَا كادَ أَحَدُهما أَن يَغْلِبَ صاحِبَه جاءَ اثْنَانِ ليُعِينَا أَحدَهُمَا فيَصِيحُ الآخرُ: لَا شِغَارَ، لَا شِغَارَ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ أَنْ (يَعْدُوَ الرَّجُلانِ على الرَّجُلِ) .
(والشَّغْرُ) ، بِالْفَتْح: (الإِخْرَاجُ) ، قَالَ أَبو عَمْرو: شَغَرْتُه عَن الأَرْضِ، أَي أَخْرَجْتُه، وأَنشد الشَّيْبَانِيّ:
ونَحْنُ شَغَرْنَا ابْنَيْ نِزَارٍ كِلاهُمَا
وكَلْباً بوَقْعٍ مُرْهِبٍ مُتَقَارِبِ
وَقَالَ غَيره: الشِّغَارُ: الطَّرْدُ، يُقَال: شَغَرُوا فُلاناً عَن بَلَدِه شَغْراً وشِغَاراً، إِذا طَرَدُوه ونَفَوْه.
(و) الشَّغْرُ: (البُعْدُ) ، قَالَه الفَرّاءُ: (وَقد شَغَرَ البَلَدُ) ، إِذا (بَعُدَ من النَّاصِرِ والسُّلْطانِ) ، ومَنْ يَضْبُطُه. (و) من المَجَاز: يُقَال: (بَلْدَةٌ شاغِرَةٌ بِرِجْلِهها) ، إِذا (لم تَمْتَنِعْ من غارَةِ أَحَدٍ؛ لخُلُوِّها) عَمَّن يَحْمِيهَا.
(و) الشَّغْرُ: (التَّفْرِقَةُ) ، وَمِنْه: تَفَرَّقَت الغَنَمُ شَغَرَ بَغَرَ، على مَا سيأْتي.
(و) الشَّغْرُ: (أَن يَضْرِبَ الفَحْلُ برَأْسِه تَحْتَ النُّوق من قِبَلِ ضُرُوعِهَا، فيَرْفَعَها فَيَصْرَعَهَا) .
(وشَاغِرٌ) ، وَيُقَال: أَبو شاغِرٍ: (فَحْلٌ) معروفٌ (مِن آبَالِهِم) كانَ لمالِكِ بنِ المُنْتَفِق الصُّبَاحِيّ قَالَ عُمَرُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ لَجَإٍ:
قَدْ دُحِسَتْ مِنْهُ العِظَامُ دَحْسَا
أَدْهَمَ أَحْوَى شاغِرِيّاً حَمْسَا
(و) فِي التَّكْمِلَة: قَالَ أَبو عَمرو بنُ العَلاءِ: (شَغَرْتُ برِجْلِي فِي الغَرِيبِ) ، أَي (عَلَوْتُ النّاسَ بحِفْظِه) ، ونصُّ الصّاغانيّ: فِي حفْظِه.
(وأَشْغَرَ المَنْهَلُ: صارَ فِي نَاحِيَةٍ) من (المَحَجَّةِ) ، ونصُّ التَّهْذِيب: اشْتَغَرَ المَنْهَلُ. وأَنشد:
شافِي الأُجَاجِ بَعِيد المُشْتَغَرْ
(و) أَشْغَرَت (الرُّفْقَةُ: انْفَرَدَتْ عَن السّابِلَةِ) ، وَهِي السِّكَّة المَسْلُوكَة.
(و) أَشْغَرَ (الحِسَابُ عَلَيْهِ: انْتَشَر) ، والصّوابُ، كَمَا فِي التّهذيب: اشْتَغَرَ عَلَيْهِ حِسَابُه: انْتَشَر (وكَثُرَ) فَلم يَهْتَدِ لَهُ، وذَهَبَ فُلانٌ يَعُدّ بَنِي فُلانٍ فاشْتَغَرُوا عليهِ، أَي كَثُرُوا.
(و) الشَّغُورُ، (كصَبُورٍ: ع، بالسَّمَاوَةِ) فِي الْبَادِيَة.
(و) الشَّغُورُ: (النَّاقَةُ الطَّوِيلَة تَشْغَرُ بقوائِمِها إِذا أُخِذَت لتُرْكَبَ) أَو تُحْلَب.
(و) قَالَ ابنُ دُرَيْد: (الشُّغْرُورُ، كعُصْفُورٍ: نَبْتٌ) ، زَعَموا.
(والشُّغْرُ بالضّم: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ) على رأْسِ جَبَلٍ (قُرْبَ أَنْطَاكِيَةَ) ، قلْت: ولعلّ مِنْهَا الحَسَنَ والحُسَيْنَ ابنَيْ أَبي شِهَابٍ الشُّغْرِيّ، عَن أَبي بَكْرٍ عَتِيقٍ الإِسكَنْدَرانِيّ.
(والشَّغْرَى، كسَكْرَى) ، وضَبطَه بعضُهُم بالمَدِّ أَيضاً (د، أَو: ع) ، أَي بلد أَو مَوضِع.
(و) قيل: الشَّغْرَى: (حَجَرٌ قُرْبَ مَكَّةَ كانُوا يَرحكَبُون مِنْهُ الدَّابَّةَ) ، وَقيل: كَانُوا يَقُولُونَ: إِن كَانَ كَذَا وَكَذَا أَتَيْنَاه، فإِذَا كَانَ ذالِك أَتَوْه فبالُوا عَلَيْهِ، وَقيل: حَجَرُ الشَّغْزَى بالزاي والشَّعْزَى بِالْعينِ الْمُهْملَة والزَّاي (و) فِي التَّكْمِلَة: الشَّغْرَى: (حَجَرٌ تَشْغَرُ عَلَيْهِ الكِلابُ) ، أَي تَرفع رِجْلَها فتَبُول.
(و) الشَّغَارُ، (كسَحابٍ: الفارِغُ) ، قَالَه الصّاغانِيّ.
(و) الشَّغَارُ (مِنَ الآبارِ: الكَثِيرَةُ الماءِ، للجَمْعِ والواحِدِ) ، وَفِي النّوادِرِ: بِئْرٌ شَغَارٌ، وبِئَارٌ شَغَارٌ: كثيرةُ الماءِ واسِعَة الأَعْطانِ.
(و) الشَّغَارَانِ الحَالِبان: (عِرْقانِ فِي جَنْبِ الجَمَل) ، هاكذا فِي النّسخ، والصّوابُ فِي جَنْبَيِ الجَمَلِ، كَمَا فِي التَّكْمِلة.
(و) الشَّغَّارَةُ، (بالهاءِ والشَّدّ: القَدّاحَةُ) تَقْدَحُ بهَا النِّساءُ، قَالَه الصّاغانيّ.
(والشَّوْغَرُ) ، كجَوْهَرٍ: (المُوَثَّقُ الخَلْقِ) .
(و) الشَّوْغَرَةُ، (بهاءٍ: الدَّوْخَلَةُ) .
(و) شَغَارِ، (كقَطَامِ: لَقَبُ بَنِي فَزَارَةَ) بنِ ذُبْيَانَ، كلُّ ذالك من التَّكْمِلَة.
(والشّاغُورُ: مَحَلَّةٌ بِدِمَشْقَ) مَعْرُوفَةٌ.
(و) مِن أَمثالِهِم: (تَفَرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ) ، ويُكْسَرُ أَوَّلُهُمَا، أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَيُقَال: هما اسمان جُعِلا واحِداً، وبُنِيَا على الفَتْحِ، وَلَا يُقال ذالك فِي الإِقْبَالِ.
(واشْتَغَرَ فِي الفَلاَةِ) ، إِذا (أَبْعَدَ) فِيهَا. (و) اشْتَغَرَ فُلانٌ (عَلَيْنَا) ، إِذا (تطَاوَلَ وافْتَخَرَ) .
(و) اشْتَغَرَت (الإِبِلُ: كَثُرَت، واخْتَلَفَتْ) .
(و) اشْتَغَرَ (العَدَدُ: كَثُرَ واتَّسَع) ، أَنشد الجَوهريّ لأَبي النَّجْمِ:
وَعَدَدٍ بَخَ إِذا عُدَّ اشْتَغَرْ
كعَدَدِ التُّرْبِ تَدَانَى وانْتَشَرْ
قَالَ الصّاغانيّ، والرِّواية:
وعَدَدٍ بَخًّ إِذا عُدَّ اسْبَطَرْ
مَوْجٌ إِذَا مَا قُلْتَ يُحْصِيهِ اشْتَغَرْ
كعَدَدِ التُّرْبِ تَوَالَى وانْتَشَرْ
(و) اشْتَغَرَ (الأَمْرُ: اخْتَلَطَ) ، وَقَالَ أَبو زيد: اشْتَغَرَ الأَمْرُ بفُلانٍ، أَي اتَّسَع وعَظُمَ.
(وتَشَغَّرَ) فُلانٌ (فِي) أَمرٍ (قَبِيح) ، إِذا (تَمَادَى) فِيهِ (وتَعَمَّقَ) .
(و) تَشَغَّرَ (البَعِيرُ) ، إِذا (بَذَلَ الجُهْدَ فِي سَيْرِه) ، عَن أَبي عُبَيْد، (أَو) تَشَغَّرَ البَعِيرُ تَشَغُّراً، إِذا (اشْتَدَّ عَدْوُه) ، وَيُقَال: مَرّ يَرْتَبِع، إِذَا ضَرَبَ بقوائِمِه، واللَّبْطَةُ نحوُه، ثُمَّ التَّشَغُّرُ فوقَ ذالك.
(وشَاغِرَةُ) والشَّاغِرَةُ: (ع) مَوضِعَان.
(والشَّاغِرَانِ: مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ) .
(و) الشِّغِّيرُ، (كسِكِّيتٍ) : الشِّنْظِيرُ، وَهُوَ (السَّيِّىءُ الخُلُقِ) ، قَالَ الصّاغانيّ: قَالَ ابنُ دُرَيْد: لَيْسَ بثَبْتٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشَّغَّارَةُ: هِيَ النّاقَةُ تَرْفَعُ قَوَائِمَهَا لتَضْرِبَ، قَال الشّاعِر:
شَغّارَةٌ تَفِدُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها
فَطّارَةٌ لِقَوَائِمِ الأَبْكَارِ
والشِّغَار: الطَّرْدُ.
ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ: بَعيدَةٌ عَن السّابِلَةِ.
واشْتَغَرَت الحَرْبُ بينَ الفَرِيقَيْن، إِذا اتَّسَعَت وعَظُمَت. وأَشْغَرَت النّاقَةُ: اتَّسَعَت فِي السَّيْرِ وأَسْرَعَت.
والأَرْضُ لكم شَاغِرَةٌ: وَاسِعَةٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: الشِّغَارُ: العَداوَةُ.
والمِشْغَرُ من الرِّماحِ، كالمِطْرَدِ، وَقَالَ:
سِنَاناً من الخَطِّيِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا
واشْتَغَرَتْ عَلَيْهِ ضَيْعَتُه: فَشَتْ.
وَمن المَجَاز: شَغَرَ السِّعْرُ: نَقَصَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.