Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: استمر

عرف

(ع ر ف) : (عَرَفَ) الشَّيْءَ وَاعْتَرَفَهُ بِمَعْنًى (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَمَا اعْتَرَفَهُ الْمُسْلِمُونَ وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي اللُّقَطَةِ فَإِنْ أَكَلَهَا أَوْ تَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ جَاءَ صَاحِبُهَا فَاعْتَرَفَهَا أَيْ عَرَفَ أَنَّهُ أَكَلَهَا أَوْ أَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَصَدَّق بِهَا (وَأَمَّا) الِاعْتِرَافُ بِمَعْنَى الْإِقْرَارِ بِالشَّيْءِ عَنْ مَعْرِفَةٍ فَذَاكَ يُعَدَّى بِالْبَاءِ وَالْمَعْرُوفُ خِلَافُ الْمُنْكَرِ (وَقَوْلُهُ) فِي الْوَقْف أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ أَيْ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ (وَالْعَرَّافُ) الْحَازِي وَالْمُنَجِّمُ الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الْغَيْبِ وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ مَنْ أَتَى عَرَّافًا (وَالْعِرَافَةُ) بِالْكَسْرِ الرِّيَاسَةُ وَالْعَرِيفُ) السَّيِّدُ لِأَنَّهُ عَارِفٌ بِأَحْوَالِ مَنْ يَسُودَهُمْ وَيَسُوسَهُمْ (وَعَرَفَاتٌ) عَلَمٌ لِلْمَوْقِفِ وَهِيَ مُنَوَّنَةٌ لَا غَيْرَ وَيُقَالُ لَهَا عَرَفَةُ أَيْضًا (وَيَوْمَ عَرَفَة) التَّاسِع مِنْ ذِي الْحِجَّةِ (وَفِي) حَدِيثِ ابْن أُنَيْسٍ بَعَثَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَفَةَ وَالْقَاف تَصْحِيفٌ (وَعَرَّفُوا تَعْرِيفًا) وَقَفُوا بِعَرَفَاتٍ وَأَمَّا التَّعْرِيفُ الْمُحْدَثُ وَهُوَ التَّشَبُّهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَوَاضِع وَهُوَ أَنْ يَخْرُجُوا إلَى الصَّحْرَاءِ فَيَدْعُوَا وَيَتَضَرَّعُوا وَأَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْبَصْرَةِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُعَرِّفَ بِالْهَدْيِ أَيْ أَنْ يَأْتِي بِهِ إلَى عَرَفَاتٍ (وَعُرْفُ الْفَرَسِ) شَعْرُ عُنُقِهِ (وَالْمَعْرَفَة) بِفَتْحِ الْمِيم وَالرَّاء مِثْلُهُ (وَمِنْهَا) الْأَخْذُ مِنْ مَعْرَفَةِ الدَّابَّةِ لَيْسَ بِرِضَا يَعْنِي قَطْعَ شَيْءٍ مِنْ عُرْفِهِ وَالْمَعْرَفَةُ فِي غَيْرِ هَذَا مَنْبِتُ الْعُرْفِ (وَفَرَسٌ أَعْرَفُ) وَافِرُ الْعُرْفِ وَالْمُؤَنَّث عَرْفَاءُ الْعَارِفُ فِي كِتَابِ الدَّعْوَى فِي (ن ت) عَرَفَ عُمَر فِي (س ن) وَلَا اعْتِرَافًا فِي (ع ق) .
ع ر ف : عَرَفْتُهُ عِرْفَةً بِالْكَسْرِ وَعِرْفَانًا عَلِمْتُهُ بِحَاسَّةٍ مِنْ الْحَوَاسِّ الْخَمْسِ وَالْمَعْرِفَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ عَرَّفْتُهُ بِهِ فَعَرَفَهُ وَأَمْرٌ عَارِفٌ وَعَرِيفٌ أَيْ مَعْرُوفٌ وَعَرَفْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَعْرُفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ عِرَافَةً بِالْكَسْرِ فَأَنَا عَارِفٌ أَيْ مُدَبِّرٌ أَمْرَهُمْ وَقَائِمٌ بِسِيَاسَتِهِمْ وَعَرَفْتُ عَلَيْهِمْ بِالضَّمِّ لُغَةٌ فَأَنَا عَرِيفٌ وَالْجَمْعُ عُرَفَاءُ قِيلَ الْعَرِيفُ يَكُونُ عَلَى نَفِيرٍ وَالْمَنْكِبُ يَكُونُ عَلَى خَمْسَةِ عُرَفَاءَ وَنَحْوِهَا ثُمَّ الْأَمِيرُ فَوْقَ هَؤُلَاءِ وَأَمَرْتُ بِالْعُرْفِ أَيْ بِالْمَعْرُوفِ وَهُوَ الْخَيْرُ وَالرِّفْقُ وَالْإِحْسَانُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ مَنْ كَانَ آمِرًا بِالْمَعْرُوفِ فَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ أَيْ مَنْ أَمَرَ بِالْخَيْرِ فَلْيَأْمُرْ بِرِفْقٍ وَقَدْرٍ يُحْتَاجُ إلَيْهِ وَاعْتَرَفَ بِالشَّيْءِ أَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ.

وَالْعَرَّافُ مُثَقَّلٌ بِمَعْنَى الْمُنَجِّمِ وَالْكَاهِنِ وَقِيلَ الْعَرَّافُ يُخْبِرُ عَنْ الْمَاضِي وَالْكَاهِنُ يُخْبِرُ عَنْ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ وَيَوْمُ عَرَفَةَ تَاسِعُ ذِي الْحِجَّةِ
عَلَمٌ لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَهِيَ مَمْنُوعَةٌ مِنْ الصَّرْفِ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ.

وَعَرَفَاتٌ مَوْضِعُ وُقُوفِ الْحَجِيجِ وَيُقَالُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ نَحْوُ تِسْعَةِ أَمْيَالٍ وَيُعْرَبُ إعْرَابَ مُسْلِمَاتٍ وَمُؤْمِنَاتٍ وَالتَّنْوِينُ يُشْبِهُ تَنْوِينَ الْمُقَابَلَةِ كَمَا فِي بَابِ مُسْلِمَاتٍ وَلَيْسَ بِتَنْوِينِ صَرْفٍ لِوُجُودِ مُقْتَضَى الْمَنْعِ مِنْ الصَّرْفِ وَهُوَ الْعَلَمِيَّةُ وَالتَّأْنِيثُ وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَرَفَةُ هِيَ الْجَبَلُ وَعَرَفَاتٌ جَمْعُ عَرَفَةَ تَقْدِيرًا لِأَنَّهُ يُقَالُ وَقَفْتُ بِعَرَفَةَ كَمَا يُقَالُ بِعَرَفَاتٍ وَعَرَّفُوا تَعْرِيفًا وَقَفُوا بِعَرَفَاتٍ كَمَا يُقَالُ عَيَّدُوا إذَا حَضَرُوا الْعِيدَ وَجَمَّعُوا إذَا حَضَرُوا الْجُمُعَةَ.

وَعُرْفُ الدِّيكِ لَحْمَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فِي أَعْلَى رَأْسِهِ يُشَبَّهُ بِهِ بَظْرُ الْجَارِيَةِ.

وَعُرْفُ الدَّابَّةِ الشَّعْرُ النَّابِتُ فِي مُحَدَّبِ رَقَبَتِهَا. 

عرف


عَرَفَ(n. ac. عِرْفَة
مَعْرِفَة
عِرَاْف)
a. Knew, was acquainted with.
b. [Bi & La], Acknowledged, confessed, avowed ( a
fault ) to.
c. [La], Bore patiently, supported, suffered, endured.
d.(n. ac. عِرَاْفَة) ['Ala], Ruled, governed; managed, directed.
عَرِفَ(n. ac. عَرَف)
a. Was scented, perfumed.

عَرُفَ(n. ac. عَرَاْفَة)
a. Was chief, head; was a prince &c.

عَرَّفَa. Acquainted with, informed of; taught.
b. Defined; made definite, used the definite article with
(noun).
c. [ coll. ], Confessed, heard the
confession of (priest).
d. Perfumed, scented.

أَعْرَفَa. see II (a)b. Had a long mane (horse); had a fine comb
(cock).
تَعَرَّفَa. Was, became known; made himself known.
b. Asked, inquired about.
c. [Bi], Was known to, was an acquaintance of.
d. Was defined, determined; was used with the definite
article (noun).
تَعَاْرَفَa. Knew one another, were acquainted.
b. Recognized each other.

إِعْتَرَفَa. Knew; learnt; was, became acquainted with.
b. [Bi], Acknowledged, confessed, avowed, owned; professed
(faith).
c. Questioned, interrogated.
d. Was humble, submissive.
e. see I (c)f. [ coll. ], Went to confession
confessed.
إِسْتَعْرَفَa. Wanted to know; inquired, asked about.
b. Made himself known to.

عَرْفa. Odour; scent, perfume, fragrance.

عَرْفَةa. Wind.
b. Boil on the hand.
c. see 2t
عِرْفa. Patience.

عِرْفَةa. Question, demand, inquiry.

عُرْفa. Avowal, acknowledgment; confession.
b. Kindness; favour; benefit; boon.
c. Mane (horse); comb (cock).
d. Height, elevation, eminence.

عُرْفَة
(pl.
عُرَف)
a. see 3 (d)b. Limit, boundary.

عُرْفِيّa. Commonly received; in common usage, usual.
b. Conventional.

عُرْفِيَّةa. Aphorism; truism. —
مَعْرَف مَعْرِف
(pl.
مَعَاْرِفُ), Face, visage; feature.
مَعْرِفَة
(pl.
مَعَاْرِفُ)
a. Knowledge; cognizance, cognition.
b. Determinate (noun).
عَاْرِف
(pl.
عَرَفَة)
a. Known, wellknown.
b. Patient.

عَاْرِفَة
(pl.
عَوَاْرِفُ)
a. fem. of
عَاْرِفb. Kindness; favour; benefit, boon; gift.

عِرَاْفَةa. Divination, soothsaying.

عَرِيْف
(pl.
عُرَفَآءُ)
a. Well-informed.
b. Chief.
c. Inspector, superintendent, overseer.
d. Known (thing).
عَرُوْف
(pl.
عُرْف)
a. Patient; persevering.

عَرُوْفَةa. Expert; intelligent; well-informed, cultured.

عَرَّاْفa. Diviner, soothsayer.

عِرْفَاْنa. Knowledge; information, instruction; culture.
b. Kindness; favour.

مَعَاْرِفُa. Acquaintances, friends.

N. P.
عَرڤفَa. Known, commonly known.
b. Active voice.
c. Favour; kindness.

N. Ag.
عَرَّفَ
a. [ coll. ], Father confessor.

N. P.
عَرَّفَa. Definite, determinate.

N. Ac.
عَرَّفَ
(pl.
تَعَاْرِيْف
&
a. تَعَرِيْفَات ), Definition;
explanation.
b. Tariff.

N. Ag.
إِعْتَرَفَa. Confessor.

N. Ac.
إِعْتَرَفَa. Acknowledgment, avowal.
b. [ coll. ], Confession.

عَرَفَات
a. Small mountain near Mecca.

عُرْفًا
a. Consecutively.

حَرْف التَّعْرِيْف
a. The definite article ( اَل).
إِعْرَوْرَفَ
a. Had a flowing mane (horse).
b. Was luxuriant, abundant.
c. Prepared for mischief.

عُرْف الدِّيْك
a. Cockscomb (plant).
عَرْفَج
a. A certain thorny plant.
ع ر ف: (عَرَفَهُ) يَعْرِفُهُ بِالْكَسْرِ (مَعْرِفَةً) وَ (عِرْفَانًا) بِالْكَسْرِ. وَ (الْعَرْفُ) الرِّيحُ طَيِّبَةً كَانَتْ أَوْ مُنْتِنَةً. وَ (الْمَعْرُوفُ) ضِدُّ الْمُنْكَرِ وَ (الْعُرْفُ) ضِدُّ النُّكْرِ يُقَالُ: أَوْلَاهُ عُرْفًا أَيْ مَعْرُوفًا. وَالْعُرْفُ أَيْضًا الِاسْمُ مِنَ الِاعْتِرَافِ. وَالْعُرْفُ أَيْضًا عُرْفُ الْفَرَسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] قِيلَ: هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ أَيْ يَتَتَابَعُونَ كَعُرْفِ الْفَرَسِ. وَقِيلَ: أُرْسِلْتُ بِالْعُرْفِ أَيْ بِالْمَعْرُوفِ. وَ (الْمَعْرَفَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْعُرْفُ. وَ (الْأَعْرَافُ) الَّذِي فِي الْقُرْآنِ قِيلَ هُوَ سُورٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ. وَيُقَالُ: يَوْمُ (عَرَفَةَ) غَيْرَ مُنَوَّنٍ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَ (عَرَفَاتٌ) مَوْضِعٌ بِمِنًى وَهُوَ اسْمٌ فِي لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمَعُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةٍ، وَقَوْلُ النَّاسِ: نَزَلْنَا عَرَفَةَ شَبِيهٌ بِمُوَلَّدٍ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. وَهُوَ مَعْرِفَةٌ وَإِنْ كَانَ جَمْعًا لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَخَالَفَ الزَّيْدِينَ تَقُولُ: هَؤُلَاءِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةً بِنَصْبِ النَّعْتِ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ. وَهِيَ مَصْرُوفَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} [البقرة: 198] قَالَ الْأَخْفَشُ: إِنَّمَا صُرِفَتْ لِأَنَّ التَّاءَ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي مُسْلِمِينَ وَمُسْلِمُونَ لِأَنَّهُ تَذْكِيرُهُ وَصَارَ التَّنْوِينُ بِمَنْزِلَةِ النُّونِ فَلَمَّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُونَ عَلَى حَالِهِ إِذَا سُمِّيَ بِهِ. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي أَذَرِعَاتٍ وَعَانَاتٍ وَعُرَيْتِنَاتٍ. وَ (الْعَارِفَةُ) الْمَعْرُوفُ. وَ (الْعَرِيفُ) وَ (الْعَارِفُ) بِمَعْنًى كَالْعَلِيمِ وَالْعَالِمِ. وَ (الْعَرِيفُ) أَيْضًا النَّقِيبُ وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَالْجَمْعُ (عُرَفَاءُ) وَبَابُهُ ظَرُفَ إِذَا صَارَ عَرِيفًا. وَإِذَا بَاشَرَ ذَلِكَ مُدَّةً قُلْتَ: (عَرَفَ) مِثْلُ كَتَبَ. وَ (التَّعْرِيفُ) الْإِعْلَامُ. وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا إِنْشَادُ الضَّالَّةِ. وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا
التَّطْيِيبُ مِنَ الْعَرْفِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] " أَيْ طَيَّبَهَا لَهُمْ. وَ (التَّعْرِيفُ) أَيْضًا الْوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ. وَ (الْمُعَرَّفُ) الْمَوْقِفُ. وَ (الِاعْتِرَافُ) بِالذَّنْبِ الْإِقْرَارُ بِهِ. وَرُبَّمَا وَضَعُوا (اعْتَرَفَ) مَوْضِعَ (عَرَفَ) وَبِالْعَكْسِ. وَ (تَعَرَّفَ) مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَيْ طَلَبَهُ حَتَّى عَرَفَهُ. وَ (تَعَارَفَ) الْقَوْمُ عَرَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
ع ر ف

لأعرفنّ لك ما صنعت أي لأجازينك به، وبه فسر قوله تعالى: " عرف بعضه وأعرض عن بعض " وأتيت فلاناً متنكراً ثم استعرفت أي عرّفت نفسي. قال مزاحم العقيلي:

فاستعرفا ثم قولا إنّ ذا رحم ... هيمان كلفنا من شأنكم عسرا

فإن بغت آية تستعرفان بها ... يوما فقولا لها العود الذي اختضرا

وسمع أعرابيّ يقول: ما عرف عرفي إلا بأخرة بكسر العين. واعترف القوم: استخبرهم، يقال: اذهب إلى هؤلاء فاعترفهم. قال بشر:

أسائلة عميرة عن أبيها ... خلال الجيش تعترف الركابا

وسمعتهم يقولون لمن فيه جربزة: ما هو إلا عويرف. ويقال: هاجت معارف فلان أي مودّاته التي كنت أعرفها ما يهيج الزرع. ويقال للقوم إذا تلثموا: غطوا معارفهم. قال ذو الرمة:

نلوث على معارفنا وترمى ... محاجرنا شآمية سموم

وقال الراعي:

متختّمين على معارفنا ... نثني لهنّ حواشي العصب

يقال: تختّم على وجهه إذا غطّاه. وتقول: بنو فلان غرّ المعارف، شمّ المراعف. وامرأة حسنة المعارف وهي الأنف وما والاه، وقيل: الوجه كله. وخرجنا من مجاهل الأرض إلى معارفها. قال لبيد:

أجزت إلى معارفها بشعث ... وأطلاح من العيديّ هيم

وما كنا بشيء حتى عرفت علينا: من عريف القوم وهو القيّم بأمرهم الذي عرف بذلك وشهر. وطعام معرف: مأدوم بشيء من الإدام. والنفس عارفة وعروف أي صبور. قال أبو ذؤيب:

فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلّع

والعرف بالكسر: الصبر. قال:

قل لابن قيس أخي الرقيات ... ما أحسن العرف في المصيبات

وعرف الرجل واعترف. وأنشد الفرّاء يخاطب ناقته:

مالك ترغين ولا ترغو الخلف ... وتضجرين والمطيّ معترف

وقال أبو النجم يصف مرح ناقته وأنها كانت نشيطةً الليلة كلّها وما ذلّت إلا عند الصبح:

فما عرفت للذل حتى تعطفت ... بقرن بدا من دارة الشمس خارج

وما أطيب عرفه، وعرف الله الجنة: طيبها. وطار القطا عرفاً عرفاً أي متتابعة. والضبع عرفاء. وعن سعيد بن جبير: ما أكلت لحماً اطيب من معرفة البرذون. وفلان يعرف الخيل أي يجز أعرافها.

ومن المستعار: أعراف الريح والسحاب والضباب: لأوائلها. وقال:

وطار أعراف العجاج فانتصب

واعرورف البحر: ارتفعت أمواجه. قال الحطيئة:

وهند أتى من دونها ذو غوارب ... يقمص بالبوصيّ معرورف ورد وفيه نظر من قال:

خضم ترى الأمواج فيه كأنها ... إذا التطمت أعراف خيل جوامح

وأميل أعرف: مرتفع. قال العجاج:

فانصاع مذعوراً وما تصدّفا ... كالبرق يجتاز أميلاً أعرفا

واعرورف فلان للشرّ: اشرأب له، ومنه قوله: فإذا سمعت بحفيف الموكب المار تحركت وانتعشت، ونبت لك عرفٌ وانتفشت. وقلة عرفاء: مرتفعة. قال زهير:

ومرقبة عرفاء أوفيت مقصراً ... لأستأنس الأشباح فيه وأنظرا

من القصر وهو العشيّ. إذا سال بك الغرّاف، لم ينفعك العراف. قال:

جعلت لعرّاف اليمامة حكمه ... وعراف نجدٍ إن هما شفياني

قال الجاحظ: هو دون الكاهن.
[عرف] عَرَفْتُهُ مَعْرِفَةً وعِرْفاناً . وقولهم: ما أعرِفُ لأحدٍ يصرعني، أي ما أعترفُ. وعَرَفْتُ الفرسَ: أي جَزَزْتُ عُرْفَهُ. والعَرْفُ: الريحُ طيّبةً كانت أو منتنة. يقال: ما أطيب عَرْفَهُ. وفي المثل: " لا يَعْجِزَ مَسْكُ السَوْءِ عن عَرْفِ السَوْءِ ". والعَرْفَةُ: قرحةٌ تخرج في بياض الكفّ عن ابن السكيت. يقال: عرف الرجال فهو معروف، أي خرجت به تلك القَرحة. والمَعْروفُ: ضدّ المنكر والعُرْفُ: ضد النكر. ويقال: أولاه عرفا، أي معروفا. والمعرف أيضا: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له عليَّ ألفٌ عُرْفاً، أي اعترافاً، وهو توكيد. والعُرْفُ: عُرْفُ الفرسِ. وقوله تعالى: {والمُرسَلاتِ عُرفاً} ، يقال هو مستعار من عُرْفِ الفرس، أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس ويقال: أُرْسِلَتْ بالعُرْفِ، أي بالمعروفِ. والمَعْرَفَةُ بفتح الراء: الموضع الذي ينبت عليه العُرْفُ. والعُرْفُ والعُرُفُ: الرملُ المرتفُع . قال الكميت: أبكاك بالعرف المنزل وما أنت والطلل المحول وهو مثل عسر وعسر. وكذلك العُرْفَةُ، والجمع عُرَفٌ وأعْرافٌ. ويقال الأعرافُ الذي في القرآن: سورٌ بين الجنة والنار. وشئ أعرف، أي له عرف. وأعرف الفرس، أي طال عُرْفُهُ. واعْرَوْرَفَ أي صار ذا عُرْفٍ. واعْرَوْرَفَ الرجلُ، أي تهيأ للشر. واعْرَوْرَفَ البحرُ، أي ارتفعت أمواجه. ويقال للضبع عَرْفاءُ، سُمِّيَتْ بذلك لكثرة شعرها. والعِرْفُ بالكسر، من قولهم: ما عرف عرفى إلا بأخرة، أي ما عرفَني إلا أخيراً. وتقول: هذا يوم عرفة غير منون، ولا تدخله الالف واللام. وعرفات: موضع بمنى ، وهو اسم في لفظ الجمع فلا يجمع. قال الفراء ولا واحد له بصحة. وقول الناس: نزلنا عرفة شبيه بمولد، وليس بعربي محض . وهى معرفة وإن كان جمعا، لان الا ما كن لا تزول، فصار كالشئ الواحد، وخالف الزيدين. تقول: هؤلاء عرفات حسنة، تنصب النعت لانه نكرة. وهى مصروفة. قال تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات} قال الاخفش: إنما صرفت لان التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون، لانه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمى به ترك على حاله كما يقال مسلمون إذا سمى به على حاله. وكذلك القول في أذرعات وعانات وعريتنات. والعارِفُ: الصبورُ. يقال: أصيب فلان فَوُجِدَ عارِفاً. والعَروفُ مثله. قال عنترة: فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً ترْسو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ يقول: حبستُ نَفساً عارِفَة، أي صابرةً. والعارفَةُ أيضاً: المعروفُ. ورجلٌ عَروفَةٌ بالأمور، أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة. والعريفُ والعارِفُ بمعنًى، مثل عليمٍ وعالمٍ. وأنشد الأخفش : أوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة بعثوا إليَّ عَريفَهُمْ يَتَوَسَّمُ أي عارِفَهُمْ. والعَريفُ: النقيبُ، وهو دون الرئيس، والجمع: عُرَفاءُ. تقول منه عَرُفَ فلانٌ بالضم عَرافَةً، مثل خُطب خَطابَةً، أي صار عريفاً، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عرف فلان علينا سنين يعرف عرافة، مثال كتب يكتب كتابة. والتعريف: الاعلام. والتعريف أيضا: إنشاد الضالة. والتَعْريفُ: التطييب، من العَرْفِ. وقوله تعالى: {عَرّفَها لهم} أي طَيَّبَها. قال الشاعر يخاطب رجلا ويمدحه:

عرفت كإتب عرفته اللطائم * يقول: كما عرف الاتب، وهو البقير. والعَرَّافُ: الكاهنُ والطبيبُ. قال الشاعر : فقلت لعَرَّافِ اليَمامةِ داوني فإنك إن أبْرَأْتَني لَطبيبُ والتعريفُ: الوقوفُ بعَرَفاتٍ. يقال: عَرَّفَ الناسُ، إذا شهدوا عَرَفاتٍ، وهو المُعَرَّفُ، للموقف. والاعتِرافُ بالذنب: الإقرارُ به. واعْتَرَفْتُ القومَ، إذا سألتَهم عن خبر لتَعرِفَهُ. قال الشاعر : أسائِلةٌ عُمَيْرَةُ عن أبيها خِلالِ الرَكْبِ تَعْتَرِفُ الرِكابا وربَّما وضعوا اعْتَرَفَ موضعَ عَرَفَ، كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ. قال أبو ذؤيب يصف سحابا مرته النعامى لم يعترف خِلافَ النُعامى من الشأم ريحا أي لم يَعرِف غير الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرياحِ وأرطَبُها. وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان، أي تطلّبتُ حتَّى عَرَفتُ. وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتَّى يعرفك. وقد تَعارَفَ القومُ، أي عَرَفَ بعضُهم بعضاً. وامرأةٌ حسنة المَعارِفِ، أي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَعْرَفٌ. قال الراعي: مُتَلَفِّمينَ على مَعارِفِنا نَثْني لهنَّ حَواشِيَ العَصْبِ
[عرف] فيه: قد تكرر ذكر "المعروف" وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة، أي أمره معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه، والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم؛ والمنكر ضد كل ذلك. ومنه ح: أهل "المعروف" في الدنيا هم أهل "المعروف" في الآخرة، أي من بذل معروفه للناس أتاه الله جزاء معروفه في الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة، وروى في معناه: يأتي أصحاب المعروف يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيجتمع لهم الإحسان في الدنيا والآخرة. ك: ومنه: أو تفعل "معروفًا"، يعني أنها ربما تصدقت من ثمرها إذا جدته. ط: للمسلم على المسلم ست "بالمعروف"، أي خصال ست ملتبسة بالمعروف، وهو ما عرف في الشرع وحسنه العقل. نه: "والمرسلات "عرفا"" أي ملائكة أرسلوا بالمعروف والإحسان، والعرف ضد النكر، وقيل: أرسلت متتابعة كعرف الفرس. ح: أي كتتابع شعر العرف. نه: وفيه: لم يجد "عرف" الجنة، أي ريحها الطيبة، والعرف الريح- ويتم في تعلم. ومنه ح: حبذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة "معروفة"، أي طيبة العرف. وفيه: "تعرف" إلى الله في الرخاء "يعرفك" في الشدة، أي اجعله يعرفك بطاعته والعمل فيما أولاك من نعمته فإنه يجازيك عند الشدة والحاجة إليه في الدارين. ومنه ح: هل "تعرفون" ربكم؟ فيقولون: إذا "اعترف" لنا "عرفناه"، أي إذا وصف نفسهأن يكون ابن عباس لصغره يتخلف عن حضور الجماعة في المسجد أو يتأخر مجيئه عن فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع في بيته أو بيت واحد من جيران المسجد تكبيره صلى الله عليه وسلم فيعرف أنه صلى الله عليه وسلم فرغ من الصلاة وانصرف عنها- والله أعلم. ط: من "عرفني" فقد "عرفني" ومن "لم يعرفني" فأنا جندب! اتحاد الشرط والجزاء إشعار بشهرة صدق لهجته، أي ومن لم يعرفني فليعلم أني جندب، وروى: فأنا أبو ذر، أي المعروف بالصدق، بحديث: ما أظلت الخضراء على أصدق من أبي ذر. وفيه: لسنا "نعرف" العمرة، أي لسنا نعرفها في أشهر الحج، فإن الجاهلية يرون العمرة في أشهرها من أفجر الفجور. ط: وح: كأن وجهه قطعة قمر وكنا "نعرف" ذلك، حال مؤكدة أي كان جليًا ظاهرًا لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة. و"عرفة" سمي بها لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحواء، أو لتعرف العباد إلى الله بالدعاء والعبادة. قا: "ذلك أدنى أن "يعرفن"" يميزن من الإماء والقينات. غ: "الأعراف" سور بين الجنة والنار حبس فيها من استوت حسناتهم وسيئاتهم، وأعراف الرمال أشرافها. و"قبائل "لتعارفوا"" لا لتفاخروا. و""عرف" بعضه" أي حفصة، وبالتخفيف جازى حفصة ببعض ما فعلت كقولك لمن تتوعده: عرفت ما فعلت. و""عرفها" لهم" طلبها أو إذا دخلوا عرفوا منازلهم. قا: أي عرف النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بعض ما فعلت "واعرض عن" إعلام "بعض" تكرمًا؛ أو جازى بها على بعض بالتطليقة وتجاوز عن بعض.
الْعين وَالرَّاء وَالْفَاء

العِرْفانُ: الْعلم، وينفصلان بتحديد لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب.

عَرَفَه يَعْرِفه عِرْفَةً وعِرْفانا وعِرِفَّاناً. ومَعْرِفَة واعْترَفَه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْه النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلالَ لنُّعامى منَ الشَّأمْ رِيحا

وَرجل عَرُوفٌ وعَرُوفَةٌ: يعرف الْأُمُور وَلَا يُنكر أحدا رَآهُ مرّة.

والعرِيف: العارفُ، قَالَ طريف ابْن مَالك الْعَنْبَري:

أوَ كُلَّما وَرَدْت عُكاظَ قَبيلَةٌ ... بَعَثُوا إلىَّ عَرِيفَهُمْ يَتوسَّمُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى فَاعل، كَقَوْلِهِم ضريب قداح، وَالْجمع عُرَفاء.

وَأمر عَرِيفٌ وعارِفٌ: مَعْرُوفٌ، فَاعل بِمَعْنى مفعول.

وعَرَّفَه الْأَمر: أعلمهُ إِيَّاه.

وعَرَّفَه بَيته: أعلمهُ بمكانه.

وعَرَّفَه بِهِ: وسمه.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَرَّفْتُه زيدا، فَذهب إِلَى تَعديَة عَرَّفْتُ بالتثقيل - إِلَى مفعولين، يَعْنِي انك تَقول عَرَفْتُ زيدا فيتعدى إِلَى وَاحِد ثمَّ تثقل لعين فيتعدى إِلَى مفعولين. قَالَ: وَأما عَرَّفْتُه بزيد فَإِنَّمَا تُرِيدُ: عَرَّفْتُه بِهَذِهِ الْعَلامَة وأوضحته بهَا، فَهُوَ سوى الْمَعْنى الأول، وَإِنَّمَا عرَّفْتُه بزيد كَقَوْلِك سميته بزيد.

وَقَوله أَيْضا إِذا أَرَادَ أَن يفضل شَيْئا من اللُّغَة أَو النَّحْو على شَيْء: وَالْأول أعرف. عِنْدِي انه على توهم عَرُف لِأَن الشَّيْء إِنَّمَا هُوَ مَعْرُوف لَا عَارِف، وَصِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا هِيَ من الْفَاعِل دون الْمَفْعُول، وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ: مَا ابغضه الي أَي انه مبغض فتعجب من الْمَفْعُول كَمَا تعجب من الْفَاعِل حِين قَالَ مَا ابغضني لَهُ، فعلى هَذَا يصلح أَن يكون أعرف هُنَا مفاضلة وتعجبا من الْمَفْعُول الَّذِي هُوَ الْمَعْرُوف.

وعَرَّف الضَّالة: نشدها.

واعترَفَ الْقَوْم: سَأَلَهُمْ، قَالَ بشر بن أبي خازم:

أسائِلَةٌ عُمَيَرةُ عَن أَبِيهَا ... خِلالَ الجيشِ تَعْترِفُ الرّكابا

واستعرف إِلَيْهِ: انتسب لَهُ ليَعْرِفه.

وتَعَرَّفه الْمَكَان وَفِيه: تامله بِهِ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقالُوا تَعَرَّفْها المنازِلَ مِنْ مِشنىً ... وَمَا كُلُّ مَنْ وَافى مِنىً أَنا عارِفُ

والعَرَّافُ: الطَّبِيب أَو الكاهن. قَالَ:

فقلتُ لِعَرَّافِ اليمامَةِ دَاوِني ... فانك إِن أبرأتني لَطَبِيبُ والمَعْرَفُ: الْوَجْه، لِأَن الْإِنْسَان يُعْرَف بِهِ. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

مُتَكَوّرِينَ على المَعارف بَيْنَهُم ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المزاد الانجل

والمَعارِفُ: محَاسِن الْوَجْه، وَهُوَ من ذَلِك.

ومَعارِفُ الأَرْض: أوجهها وَمَا عرف مِنْهَا.

والعَرِيفُ: الْقيم وَالسَّيِّد لمعرفته بسياسة الْقَوْم وَبِه فسر بَعضهم بَيت طريف الْعَنْبَري:

أوَ كُلَّما وردَتْ عُكاظَ قبيلةٌ ... بَعَثُوا إلىَّ عريفَهُم يتوسم

وَقد عَرَف عَلَيْهِم يَعْرُف عِرَافَةً.

والعِرْفُ: الصَّبْر. قَالَ أَبُو دهبل الجحمي:

قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أخي الرُّقَيَّاتِ ... مَا أحْسَن العِرْفَ فِي المصِيباتِ

وعَرَف الْأَمر واعترف: صَبر، قَالَ قيس بن ذريح:

فيا قَلْبُ صَبرًا واعِترافا لما تَرَى ... وَيَا حُبَّها قَعْ بالَّذِي أنتَ واقعُ

والعارِفُ والعَرُوفُ والعَرُوفة: الصابر.

وَنَفس عَرُوف: حاملة صبور.

وعَرَف بِذَنبِهِ عُرْفا واعْترَف: أقرّ.

وعَرَف لَهُ: اقر، أنْشد ثَعْلَب:

عَرَف الحِسانُ لَها غُلَيِّمةً ... تَسْعَى مَعَ الأتْرَابِ فِي إتبِ

وَلَك على ألف دِرْهَم عُرْفا: أَي اعترافا.

والمْعُروفُ والعارِفة: ضد النكر.

والعُرْف والَمْعُروفُ: الْجُود، وَقيل: هُوَ اسْم مَا تبذله وتعطيه، وحرك الشَّاعِر ثَانِيه فَقَالَ: إنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْملاً ... بالخيرِ يُفْشيِ فِي مِصْرِه العُرُفا

والمعْرُوف كالعُرْفِ وَقَوله تَعَالَى (وصَاحِبْهُما فيِ الدُّنْيا مَعْرُوفا) أَي مصاحبا مَعْرُوفا، قَالَ الزّجاج: الْمَعْرُوف هُنَا مَا يستحسن من الْأَفْعَال. وَقَوله تَعَالَى (وأتْمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ) قيل فِي التَّفْسِير: الْمَعْرُوف الْكسْوَة والدثار وَأَن لَا يقصر الرجل فِي نَفَقَة الْمَرْأَة الَّتِي ترْضع وَلَده إِذا كَانَت والدته لِأَن الوالدة أرأف بِوَلَدِهَا من غَيرهَا، وَحقّ كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يأتمر فِي الْوَلَد بِمَعْرُوفٍ.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَمَا خيرُ مَعْرُوفِ الْفَتى فِي شَبابِه ... إِذا لم يَزِده الشَّيْبُ حِين يَشِيبُ

قد يكون من الْمَعْرُوف الَّذِي هُوَ ضد الْمُنكر، وَمن الْمَعْرُوف الَّذِي هُوَ الْجُود.

والعَرْفُ: الرَّائِحَة الطّيبَة والمنتنة، قَالَ:

ثناءٌ كَعَرْفِ الطَّيبِ يُهْدَي لأهْلِهِ ... وليسَ لهُ إلاَ بَنِي خالدٍ أهْلُ

وَقَالَ البريق الْهُذلِيّ فِي النتن:

فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذِي الصمُّاحِ كَمَا ... عَصَبَ السِّفارُ بِغَضْبةِ اللِّهْمِ

وعَرَّفَه: طيَّبه وزيَّنَهُ، وَفِي التَّنْزِيل (ويُدخلُهمُ الجَنَّةَ َعَّرفَها لَهُمْ) .

وعَرَّفَ طَعَامه: أَكثر أدْمَه.

وعَرَّف رَأسه بالدهن: رَوَاهُ.

وطار القطا عُرْفا عُرْفا: بَعْضهَا خلف بعض.

وعُرْفُ الدَّابَّة والدّيك وَغَيرهمَا: منبت الشّعْر والريش من الْعُنُق، وَاسْتَعْملهُ الْأَصْمَعِي فِي الْإِنْسَان فَقَالَ: جَاءَ فلَان مبرئلا للشر أَي نافشا عُرْفَه. وَالْجمع أعْرَافٌ وعُرُوفٌ.

والمَعْرَفَة: منبت عُرْفِ الْفرس من الناصية إِلَى المنسج.

وأعرفَ الْفرس: طَال عُرْفُه.

وسنام أعْرَفُ: ذُ عُرْفٍ، قَالَ يزِيد بن الْأَعْوَر الشني: مُسْتَحْمَلاً أعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى

وضبع عَرْفاءُ: ذَات عُرْفٍ، وَقيل: كَثِيرَة شعر العُرْفِ.

واعْرَوْرَف الْبَحْر والسيل: تراكم موجه وارتفع فَصَارَ لَهُ كالعُرْفِ.

وعُرْفُ الرمل والجبل وكل عَال: ظَهره وأعاليه وَالْجمع أعراف وعِرَفَةٌ. وَقَوله تَعَالَى (وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ) قَالَ الزّجاج: الْأَعْرَاف أعالي السُّور، وَاخْتلف النَّاس فِي أَصْحَاب الْأَعْرَاف، فَقيل: هم قوم اسْتَوَت حسناتهم وسيئاتهم. فَلم يستحقوا الْجنَّة بِالْحَسَنَاتِ وَلَا النَّار بالسيئات فَكَانُوا على الْحجاب الَّذِي بَين الْجنَّة وَالنَّار قَالَ: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ - وَالله أعلم - على الْأَعْرَاف: على مَعْرِفَةِ أهل الْجنَّة وَأهل النَّار هَؤُلَاءِ الرِّجَال، فَقَالَ قوم مَا ذكرنَا، وَأَن الله يدخلهم الْجنَّة، وَقيل أَصْحَاب الْأَعْرَاف: أَنْبيَاء وَقيل: مَلَائِكَة، ومعرفتهم كلا بِسِيمَاهُمْ يعْرفُونَ أَصْحَاب الْجنَّة بِأَن سِيمَاهُمْ إسفار الْوُجُوه والضحك والاستبشار كَمَا قَالَ (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرةٌ) ويعرفون أَصْحَاب النَّار بِسِيمَاهُمْ، وسيماهم سَواد الْوُجُوه وغبرتها كَمَا قَالَ تَعَالَى (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، (ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبرَةٌ تَرْهَقُها قَترَةٌ) وجبل أعْرَفُ: لَهُ كالعُرْفِ.

وعُرْفُ الأَرْض: مَا ارْتَفع مِنْهَا، وَالْجمع أعْرَافٌ.

وأعْرَاف الرِّيَاح: أعاليها، وَاحِدهَا عُرْفٌ.

وحَزْنٌ أعرَفُ: مُرْتَفع.

والأعْرَافُ: الْحَرْث الَّذِي يكون على الفلجان والقوائد.

والعَرْفَةُ: قرحَة تخرج فِي بَيَاض الْكَفّ، وَقد عُرْفَ.

والعُرْفُ: شجر الأترج.

والعُرْفُ: النّخل إِذا بلغ الْإِطْعَام، وَقيل: النَّخْلَة أول مَا تطعم.

والعُرْفُ والعُرَفُ: ضرب من النّخل بِالْبَحْرَيْنِ.

والأعْرَاف: ضرب من النّخل أَيْضا وَهُوَ البرشوم.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا كَانَت النَّخْلَة باكورا فَهِيَ عُرْفٌ. والعَرْف: نبت لَيْسَ بحمض وَلَا عضاه وَهُوَ الثمام.

والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دويبة صَغِيرَة تكون فِي الرمل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُرُفَّانُ: جُنْدُب ضخم مثل الجرادة لَهُ عُرْفٌ وَلَا يكون إِلَّا فِي رمثة أَو عنظوانة.

وعُرُفَّانُ: جبل.

وعِرِفَّانُ والعِرِفَّانُ: اسْم.

وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ: مَوضِع بِمَكَّة معرفَة، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل مَوضِع مِنْهَا عَرَفَةَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَرَفاتٌ مصروفة فِي كتاب الله عز وَجل وَهِي معرفَة. وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول الْعَرَب: هَذِه عَرَفاتٌ مُباركا فِيهَا، وَهَذِه عَرَفاتٌ حَسَنَة، قَالَ: ويدلك على مَعْرفَتهَا انك لَا تدخل فِيهَا الْفَا وَلَا مَا وَإِنَّمَا عَرَفاتٌ بِمَنْزِلَة أبانين وبمنزلة جمع وَلَو كَانَت عَرَفَات نكرَة لكَانَتْ إِذا عَرَفَات فِي غير مَوضِع، قيل سميت عَرَفَة لِأَن النَّاس يَتَعَارَفُونَ بِهِ، وَقيل: سمي عَرَفَة، لِأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام طَاف بإبراهيم صلى الله على مُحَمَّد وَعَلِيهِ، فَكَانَ يرِيه الْمشَاهد، فَيَقُول لَهُ: أعَرَفْتَ أعَرَفْتَ؟ فَيَقُول إِبْرَاهِيم: عَرَفْتُ عَرَفْتُ، وَقيل لِأَن آدم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هَبَط من الْجنَّة، وَكَانَ من فِرَاقه حَوَّاء مَا كَانَ فلقيها فِي ذَلِك الْموضع عَرَفَها وعَرَفَتْه.

وعَرَّفَ الْقَوْم: وقفُوا بِعَرَفَةَ، قَالَ أَوْس ابْن مغراء:

وَلَا يَرِيمُونَ للتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ ... حَتَّى يُقالَ أجِيزُوا آلَ صَفْوَانا

والعُرَفُ: مَوَاضِع، مِنْهَا: عُرْفَةُ سَاق وعُرْفَةُ الأمْلَحِ، وعُرْفَةُ صَارَةَ.

والعُرُفُ: مَوضِع، وَقيل: جبل. قَالَ الْكُمَيْت:

أهاجَك بِالعُرُفِ المَنزِلُ ... وَمَا أنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ

والعُرْفَتان بِبِلَاد بني أَسد.

والأعراف فِي الْقُرْآن: مَا بَين الْجنَّة وَالنَّار. وَأما قَوْله، أنْشدهُ يَعْقُوب فِي الْبَدَل: وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهُمْ ... وَلَا حِينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبا

فَلَيْسَ عَرَّف فِيهِ من هَذَا الْبَاب، إِنَّمَا أَرَادَ أرَّثَ فأبدل الْألف لمَكَان الْهمزَة عينا وأبدل الثَّاء فَاء.

ومَعْرُوفٌ: وَاد لَهُم، أنْشد أَبُو حنيفَة:

وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الكَرَى فِي لَوِيِّهِ ... أسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصرَّتْ جَنادِبُهْ
عرف
عرَفَ/ عرَفَ بـ يَعرِف، عِرفانًا، فهو عارِف، والمفعول

مَعْروف
• عرَف الحقيقةَ/ عرَف بالحقيقة: علمها وأدركها "عرَف صديقَه من عدوِّه- عالم المَعرِفة- اعرف نفسك تعرف ربَّك [مثل]- {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} " ° خالِف تُعْرَف [مثل]: يُضرب في التّفرّد بالفعل حتَّى تُعْرَف- عرَف حقَّ المَعرِفة: عرَف دون شكٍّ- عرَف غَوْر المسألة: عرَف حقيقتَها- لا يعرف صرفًا ولا عدلاً: جاهل بالأمور- لا يعرف قبيلاً من دبيرٍ: جاهل بالأمور- يَعْرِف من أين تُؤكل الكتِف [مثل]: داهية يأتي الأمورَ مأتاها، يعرف كيف يستفيد من الفُرَص- يعرفه عن ظهر قَلْب: يقينًا.
• عرَف الشّيءَ لفلان: سمّاه وعيَّنه له " {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَفَهَا لَهُمْ} [ق] ". 

اعترفَ إلى/ اعترفَ بـ يَعترف، اعترافًا، فهو مُعترِف، والمفعول مُعترَف إليه
• اعترف إليَّ: أخبرني باسمه وشأنه.
• اعترف بذنبه: أقرَّ به على نفسه، دلَّ عليه "اعترف بالجميل: أقرَّ به وأعرب عن امتنانه- {فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} ".
• اعترفت دولةٌ بدولةٍ أخرى: اعتبرتها دولةً شرعيَّةً وأقامت معها علاقاتٍ دبلوماسيَّةً. 

تعارفَ/ تعارفَ على يَتعارف، تعارُفًا، فهو مُتعارِف، والمفعول مُتعارَف عليه
• تعارف الرَّجلان: تحقَّق كلاهما من الآخر وعرَفه "تعارف الصَّديقان بعد سنواتٍ من الفِراق- تعارف الطُّلاَّب: عرَف بعضُهم بعضًا- {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} ".
• تعارفوا على أمرٍ: أصبح متّفقًا عليه بينهم، تقال في السلوك والعادات والمعاملات ونحو ذلك حين تصبح مقبولة دون اتّفاق رسميّ "لُغةٌ مُتعارَفٌ عليها- أجرٌ مُتعارَفٌ عليه- هذا أمرٌ مُتعارَفٌ عليه". 

تعرَّفَ/ تعرَّفَ إلى/ تعرَّفَ بـ/ تعرَّفَ على يَتعرَّف، تعرُّفًا، فهو متعرِّف، والمفعول متعرَّف إليه
• تعرَّف الاسمُ: مُطاوع عرَّفَ: ضدّ تنكّر، لم يعد نكرة "يتعرَّف الاسم بدخول (أل) التّعريف عليه".
• تعرَّفَ إليه/ تعرَّفَ عليه: عرَفه، تحقَّق منه بالنَّظر إلى صورته أو السَّماع إلى صوته أو بشبهٍ في معالمِه "تعرَّف إلى روائيٍّ من أسلوبه- تعرَّف إلى رجلٍ بالنَّظر إلى صورته- تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ [حديث] ".
• تعرَّف بالعالِم: صار معروفًا عنده، جعله يعرفه. 

عرَّفَ يُعرِّف، تعريفًا، فهو مُعرِّف، والمفعول مُعرَّف
• عرَّف الشَّيءَ:
1 - حدَّد معناه بتعيين جنسه ونوعه وصفاته "عرَّف الجبلَ بأنّه كذا- عرَّف نبات كذا".
2 - طيَّبه وزيَّنه " {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} ".
• عرَّفه الأمرَ/ عرَّفه بالأمر/ عرَّفه على الأمر:
1 - أعلمه إيّاه، أخبره به وأطلعه عليه، هداه وأرشده إليه "عرَّفه ما حدث البارحة- عرَّفه نتيجة الامتحان- {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} ".
2 - نشده "عرَّف حقيبتَه المفقودة".
• عرَّفه بشخصٍ: أخبره باسمه "عرَّفه بزميله في العمل".
• عرَّف الاسمَ النَّكرةَ: (نح) أضاف إليه (أل) أو أضافه إلى معرفة، ضِدَّ نكَّرَه. 

أعراف [جمع]: مف عُرْف:
1 - ظهر كلّ مرتفع من رمل أو جبل أو سحاب.
2 - ما تعارف عليه النَّاسُ في عاداتهم ومعاملاتهم "ينبغي احترام الأعراف السَّائدة" ° الأعراف الاجتماعيَّة: العادات وما استقرّ عليه الناسُ في تصرُّفاتهم في المجتمع.
• الأعراف:
1 - الحاجز بين الجنَّة والنَّار " {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 7 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ ومائتا آية. 

اعتراف [مفرد]: ج اعترافات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعترفَ إلى/ اعترفَ بـ.
2 - (قن) إقرار المدّعي عليه أو المتَّهم صراحة أو ضمنًا بصحة الوقائع المنسوبة إليه أو المطلوبة منه "كان اعتراف الجاني مفاجأة للمحكمة" ° الاعتراف
 سيِّد الأدلَّة: اعتراف الجاني بجريمته أقوى دليل.
• الاعتراف بالواقع: (سة) اعتراف حكومة بحكومة ناشئة اعترافًا مؤقّتًا بالأمر الواقع دون أن ينشأ عنه تبادل التَّمثيل بين الدَّولتين. 

تعريف [مفرد]: ج تعريفات (لغير المصدر {وتعاريفُ} لغير المصدر): مصدر عرَّفَ ° أداة التَّعريف: الأداة التي تُعرِّف الاسم وهي (ال) في اللغة العربيّة.
• التَّعريف بالشَّيء: تقديم معلوماتٍ عنه "قدَّم تعريفًا بنبات كذا- قام المحاضر بتعريف السّامعين بمعنى اقتصاد السُّوق".
• تعريف الشَّيء: تحديد مفهومه الكلِّيّ بذكر خصائصه ومميّزاته "ورقة تعريف- اشتمل الكتاب على أبواب تتعلَّق بتعاريف القانون وأهدافه ونطاق تطبيقه"? غنِيّ عن التَّعريف: مشهور، لا يحتاج إلى تعريف. 

تعريفة [مفرد]: ج تعريفات وتعاريفُ: (قص) قائمة تحدِّد أثمانَ السِّلع، أو أجورَ العمل، أو رُسومَ النَّقل، تسعيرة "التَّعريفة الجمركيَّة- وضعت الدَّولةُ تعريفة لأجور العُمّال". 

عارف [مفرد]: اسم فاعل من عرَفَ/ عرَفَ بـ.
• العارف: (عند الصُّوفيّة) عابد منصرف بفكره إلى قدس الجبروت مستديمًا لشروق نور الحقّ في سرِّه. 

عِرافة [مفرد]: حِرفة العرَّاف، وهي التّنجيم ° عِرَافة الكفِّ: قراءة خطوط اليد للتّنبّؤ بالمستقبل. 

عرَّاف [مفرد]: مُنجِّم، مَن يدَّعي القدرة على كشف المستقبل، متنبِّئ، متكهِّن "لم تتحقّق نبوءَةُ العرَّافين- فقلتُ لعرَّاف اليمامة داوني ... فإنّك إن أبرأتني لطبيبُ- مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَقْد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [حديث] ". 

عَرْف [مفرد]: ريحٌ طيِّبة كانت أو منتنة، وأكثر استعماله للطَّيِّبة "لهذه الأزهار عَرْفٌ طيِّب- شَذا العَرْف- أَريجُ الزَّهر مِن عَرْفِكْ ... ومعنى السِّحْرِ في طَرْفِك". 

عُرْف [مفرد]: ج أعراف:
1 - اسم ما تعطيه، معروف، جود " {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} ".
2 - ما اتَّفق عليه الناسُ في عاداتهم ومعاملاتهم واستقرّ من جيل إلى جيل "تصرُّفٌ خارج عن العُرْف- العُرْف الاجتماعيّ- للعُرْف قوّة القانون" ° العُرْف الدُّوليّ: ما اتَّفقت عليه الدُّولُ في معاملاتها- العُرْف السِّياسيّ: تصرُّفات الحكَّام والسِّياسيّين الرَّسميّة (بروتوكول) - العُرْف القوليّ: هو أن يتعارف النَّاسُ على إطلاق اللَّفظ عليه- عُرْف الشَّرع: ما فُهم منه جملة الشَّرع وجعلوه مبنى الأحكام- عُرْف اللِّسان: ما يفهم من اللّفظ بحسب وضعه اللغويّ.
3 - شعر عُنق الخيل والبغال والحمير "عُرْف الفرس- {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا}: مُستعار من عُرْف الفرس".
4 - مكان مرتفع، زوائد زخرفيّة في أعلى البناء " {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} ".
• عُرْف الدِّيك: لحمة في أعلى رأسه. 

عَرَفاتُ/ عَرَفاتٌ [مفرد]: جبل مرتفع شرقيّ مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع "الوقوف بعرفات- {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ} ".
• يوم عرفات: يوم عَرَفَة، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة. 

عِرْفان [مفرد]: مصدر عرَفَ/ عرَفَ بـ ° عِرفان الجميل: تقديره والاعتراف به وشكر صانعه. 

عِرْفانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِرْفان: "ظهرت لديه نزعات صوفيّة وعرفانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من عِرفان.
3 - مذهب فلسفيّ صوفيّ باطنيّ قائم على العلم بأسرار الحقائق الدينيّة، وهو أرقى من العلم الحاصل لعامَّة المؤمنين "وصل إلى مرتبة العرفانيّة ببواطن الأمور". 

عَرَفة [مفرد]: عرفات؛ جبل قريب من مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ، خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع "الحَجُّ عَرَفةُ [حديث] ".
• يوم عَرَفة: يوم عَرَفَات، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة. 

عُرْفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عُرْف.
• الزَّواج العُرْفيّ: زواج لم يُثبَت في السِّجلاَّت وإنّما وقع أمام الشُّهود فقط.

• حُكْم عرفيّ: (سة) حكم عسكريّ لا يجري على قواعد القانون العام مراعاةً لمقتضيات الأمن "مجلس عُرْفيّ- تمّ إعلان الأحكام العُرْفيّة".
• قانون عُرْفيّ: القواعد القانونيَّة التي أقرّتها العادات وتعارف عليها النَّاسُ.
• محكمة عُرْفيّة: عسكريّة لا تخضع لقانون المحاكم. 

عَريف [مفرد]: ج عُرَفاءُ:
1 - (سك) رُتْبة عسكريَّة، فوق الجنديّ ودون الرَّقيب "عَريف أول/ بحريّ/ مجنّد/ متطوّع".
2 - عالم بالشّيء، من يعرف أصحابه، القيِّم بأمر القوم. 

مَعارفُ [جمع]: مف مَعرفة: معلومات، علوم "اكتساب المَعارف- رجلٌ متعدِّد المَعارف- مَعارف ضئيلة" ° دائرة مَعارف: موسوعة من عِدّة أجزاء تبحث بصورة منهجيَّة في كلّ العلوم والفنون- وزارة المَعارف: الوزارة التي ترعى شئون التَّربية والتَّعليم ويُطلق عليها الآن في معظم البلاد العربيَّة وزارة التربية والتَّعليم.
• مَعارف الشَّخص: النَّاسُ الذين يعرفهم، وبينه وبينهم مودَّة ومَعرفة "هذا الرَّجل مَعارفه كثيرة- له مَعارف من أصحاب النُّفوذ". 

مُعرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عرَّفَ.
2 - (سف) طريق موصِّل إلى معرفة الشّيء بحدّه أو برسمه. 

مَعرِفة [مفرد]: ج معارفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من عرَفَ/ عرَفَ بـ ° مَعرِفة مباشرة: مَعرِفة تنتفي فيها الواسطة بين الذات العارفة والموضوع المعروف.
2 - إدراك الشَّيء على ما هو عليه "هو أكثر منك مَعرِفة لهذا الموضوع- المَعرِفة قوَّة- حدث هذا بمَعرِفته: بعلمه، واطِّلاعه- النَّشاط بغير مَعرِفة حُمْق" ° يَعرِفُه حقَّ المَعرِفة: يعرفه جيِّدًا.
• المَعرِفة:
1 - حصيلة التَّعلُّم عبر العصور.
2 - ضدّ النّكرة، الاسم الدّال على مُعيَّن مثل: الكتاب، قلم الحبر.
• نظريَّة المَعرِفة: (سف) البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشّخص والموضوع، أو بين العارف والمعروف، وفي وسائل المعرفة الفطريّة أو المكتسبة.
• دوائر المَعارِف: موسوعة، كتاب يضمُّ معلومات عن مختلف ميادين المعرفة، أو عن ميدان خاصّ منها، ويكون عادة مرتَّبًا ترتيبًا هجائيًّا.
• مَعرِفة الذَّات: تفهُّم الشَّخص لطبيعته أو قدراته أو حدوده، وعي بالممِّيزات والخصائص المكوِّنة لذات الفرد. 

معرفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَعرِفة.
• الانفجار المعرفيّ: النِّموّ السَّريع في معظم حقول المعرفة والذي أدَّى إلى خلق صعوبات ومشاكل في البحث عن المعلومات واسترجاعها. 

معروف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عرَفَ/ عرَفَ بـ.
2 - كلُّ فعلٍ حسنٍ يُعرف بالعقل أو بالشَّرع، عكْس مُنْكَر "الأمر بالمعروف- اصنع المعروفَ في أهله وفي غير أهله- {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ".
3 - مشهور، معلوم، محبوب لدى الجميع، عكْسه مغمور "كاتب/ رجلٌ معروف- معلومةٌ معروفة- {لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} ".
4 - جميل، فضل، إحسان، مساعدة "لن أَنْسَى معروفك أبدًا- غمرني صديقي بمعروفه- ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ ... يكن حمدُه ذمًّا عليه ويندمِ" ° أولاه معروفًا: صنعه إليه- ناكر المعروف: من يسيء إلى أحد أحسن إليه.
5 - متعارف عليه " {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ". 
عرف:
عرف: اعترف بالجميل، أقرّ بالفضل. يقال مثلاً: اعرف لي هذه الفعلة أي اعترف لي بفضل هذه الفعلة. (بوشر، أبو الوليد ص167، معجم مسلم). ونجد هذا الفعل في معجم مسلم بمعنى دأب علي واعتاد. ففي النص الذي نقل: هم يحسدوني لأنهم يعلمون أنك ستغنيني لأنَّ ذلك قد عرفتَ بِفعْله فيمن قصدك. وإذا ما ترجم ب (لأنك تعرف فعل هذا فيمن قصدك) نجد أن الفعل يعني معناه المألوف.
عرفه: تحقق من أن الشيء الذي وجده شخص آخر هو ملكه. (معجم البلاذري).
عرفه القاضي: تأكد القاضي من هويته وشخصيته. (رولاند).
عرف لفلان فضله: اعترف له به، أقرّبه. ففي رياض النفوس (ص45 و): كان من المجتهدين في العبادة وكان سَحْنون يعرف له فَضْلَه.
عرف نفسه بأن: اعترف، أقرَّ (بوشر).
عرف: فحص الضالة التي لقيها وعثر عليها لكي يعلم إذا ما طالب بها شخص أنها ملكه حقيقة.
(معجم البلاذري).
ما اعرف فيه .. لا أتدخل فيه، لا أريد أن أشارك فيه مجاناً بلا ثمن (بوشر).
ما اعرف ثيابي إلا منك: ما أطالب بثيابي أحداً غيرك (ألف ليلة 3: 428 وفيها 3: 433) مخاطباً القاضي: ما نعرف حالنا وما لنا إلا منك. وانظر (3: 435) وما يليها، و (برسل 11: 383).
عرف بفلان: علم بوجوده. ففي رياض النفوس (ص101 ق): دخلا عليه حين كان مستغرقاً في الصلاة فلما فرغ منها وقالا له لقد انتظرنا زمناً طويلاً أجابهم: ما عرفتُ بكما وقت دخولكما ولا رأيتكما الساعة عُرِف ب: استعمار اسمه من: (معجم الادريسي).
عَرَّف (بالتشديد). عرّف أحداً ب أو مع: جعل شخصاً يعرف آخر. (بوشر، معجم بدرون).
عرَّف: سمّاه باسم. ففي المقري (1: 134): والكاتب الآخر كاتب الزمام هكذا يعرفون كاتب الجهْبذهَ. وفي معجم لين: عرَّفتُه بزيد.
عرَّف: جعله يقرّ بذنبه. ففي ابن رشد لرينان: (ص442): ومتى عُثر منهم على مُجْدٍ (مُجِدّ) في غلوائه فليعاجل بالتثقيف والتعريف. وانظر كلام اللغويين في مادة عَرَف. عَرَف بِذَنْبِه لفلان، أي أقرَّ.
عَرَّف: حمله على الاعتراف، سمع اعترافه بخطاياه. (بوشر).
عَرَّف: جعله عريفاً وهو القيّم بأمر القوم ورئيسهم (الأخبار ص109، ألماوردي ص59) عَرَّف: أهان، سبَّ، شتم، قذع، حقَر. (ألكالا، ياقوت، 2: 139).
نَعَرَّف- التعرُّف: هو علم يتعرف منه تحصيل المال. أي علم يعلم كيف يكسب المال (بوشر).
تَعَرَّف: اكتيب علماً ومعرفة، ودرس.
وتعلَّم. ففي الجريدة الآسيوية (1851، 1: 60): وبها قرأ ونشأ وتَعرَّفَ (انظر لين) وقد فهم السيد شير بونوّ هذا الفعل بمعنى آخر لأنه ترجمه (إلى الفرنسية بما معناه): اتخذ له فيها عدداً من المعارف والأصدقاء. وهذا ما يمكن الدفاع عنه وقبوله.
تَعَرَّف: فحص الشيء الذي لقيه لكي يعرف إذا ما ادعاه أحد إنه ملكه حقيقة (معجم البلاذري).
تعرَّف: وصف من أضاع شيئاً هذا الشيء لمن وجده. (معجم البلاذري).
تعَّرف بفلان: تعارف معه، وصاحبه وعاشره (معجم بدرون، ألف ليلة 4: 482). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص62 و): حين دخل بغداد وتعرف بسلطانها. (أبو الوليد ص268). ويقال أيضاً: تَعرَّفَ لفلان (المقري 2: 102، 103). وفي كتاب الخطيب (99ر): فجاء في ذلك الموضع رَجُلُ حَدَّاد فقرأه لعمر (؟) كان له وتعرف له وأبو بكر يستغرب أمره فلما فرغوا من أكلهم .. الخ.
تعرَّف بالناس: عرف الأشخاص الذين يتوقف عليهم نجاحه وفوزه. (بوشر).
تعَّرف بفلان: عرفه ثانية وتحقق منه. (ألف ليلة برسل 4: 44).
تعرَّف: لا أدري كيف يجب أن أترجم عبارة ابن جبير (ص300)، وهي: في مطلع هذا الشهر يدعو بعضهم لبعض بتعُّرف بركة هذا الشهر ويمنه واستصحاب السعادة والخير فيه.
تعرَّف: وجد عرْفاً طيباً أي رائحة طيبة.
(أبو الوليد ص194).
تعارف. تعارف الزوجان: تجامعا. (محيط المحيط).
تعارف مع فلان: تعرَّف إليه. (بوشر).
تعارف تبّان وانتشر (دي سلان). وفي البكري (ص10): وعندهم غريبة وهو أن السارق إذا سرق عندهم كتبوا كتاباً يتعارفونه الخ.
تعارف: أصطلح، جعل الكلمة مصطلحاً علمياً أو فنياً. أنظر العبارات التي نقلتها في مادة حب القرع من معجم المنصوري وكذلك مادة رحى.
وفيه: شرج هو حلقة الدُبُر مستعار من شرج القربة وتعورف كالمنقول.
وفيه (مادة ورم): هذا اصطلاح الأطباء وتعارُفُهم.
اعترف: أقرَّ بالدين. (ملّر ص27).
اعترف لفلان: أقرّ بالسلطان وخضع له.
ففي حيان- بسّام (3: 66ق): فتشاوروا في ارتياد أمير من أنفسهم يعترفون له.
واعترف لفلان بالشيء: أقرّ له بمزاياه وعرفها له. ففي المقري (2: 64): اعترف له بالفضل والغناء في حفظ قواعد الدولة.
اعترف: تأمل، تروّى، فكّر ملياً، تفكرّ.
(المقري 1: 306).
عَرْف: رائحة، وتجمع على أعَراف (المقري 2: 242).
عَرْف: غُصن، فرع، فنن، وجمعها عُرُوف (هوبرت ص51). وأعراف (بوسييه) وأما عراف عند رولاند فهي خطأ.
عَرْف: يقولون في تونس يا عَرْفي كما يقولون يا سيدي (كاريت قبيل 1: 81) غير أنها أقل درجة من سيدي. وهي كما يقال: معلّم بيير، معلّم جان (بليسييه ص207). وعند دونانت (ص217) (وفي تونس يطلق الأهالي لقب عَرَّفي أي معلم وأستاذ على الأوربيين من ذوي الرتب والمكانة). غير أنها عارف. عند بورسييه.
عُرْف: مرادف عادة. يقال مثلاً في مدح أمير: خصائصه لا تدخل تحت العرف والعادة. (الثعالبي لطائف ص2، ألكالا، المقدمة 2: 56، 57).
عُرْف: قانون قائم على ما تعارف عليه الناس.
مثل عادة وهو ضد شَرْع وهو القانون المكتوب (فان دنيرج ص2، محيط المحيط). ألكالا) وفيه عرف وهذه لفظة مخففة إن لم تكن من خطأ الطباعة = عادة. (وينجفيلدا: 56) وانظر دي ساسي (بلاغة وقواعد ص438 رقم 25).
العرف الجاري: الاستعمال المألوف في القضاء (سندوفال ص30).
عُرْف: في اصطلاح النحو مُعَرَّف، يقال اسم عُرْف وهو خلاف وضد نُكْر. (الألفية ص92).
الأعراف (جمع) (المعتكف) البرزخ. وهو من اصطلاح علم اللاهوت. (بوشر، همبرت من 149). وعند همبرت أيضاً: مطهر، العراف.
غير أن هذه نفس الكلمة الأعراف.
عرف الأسد: النجوم التي تشبه 9.3 في كوكبة نجوم الأسد. (دورن ص54).
عرف الديك: اسم نبات = شَنْف الديك. (محيط المحيط مادة شنف). عرف الأفعى: لسان الأفعى: (باين سميث 1229).
عرف: اسم آلة موسيقية، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة عند كازيري (1: 528). ولم يقل السيد سيمونيه ما يخالف هذا.
عُرَّفَي: تعسفي، مطلق، كيفي غير قضائي وحئُكم عُرُفي: حكم كيفي، وقضاء حَكمَ في نزاع (بوشر).
عِرْفان: مختصر العرفان بالله (المقدمة 1: 199) وهي المعرفة الإلهية. (المقدمة 1: 199، 3: 61، المقري 1: 569).
عرفان الجميل: امتنان، شكران، إقرار بالفضل. (بوشر).
عِرْفان: أصدقاء، وأشخاص بينهم صلة وعلاقة. (المقري 1: 357 البيت 26) وانظر: إضافات.
عَرُوف: جيد المعرفة، حسب ما يقول شارح ديوان مسلم الذي فسر عروف السُرَى بعارف بالسرى. وليس في المعاجم العربية غير عروفة.
وعروف بمعنى صبور معنى يلائم المعنى (معجم مسلم).
عَرِيف: تعني غالباً كلمة ضابط، وقائد الحملة العسكرية، والرئيس، والمفتتش، ومن وظيفته مراقبة الأشخاص الآخرين. (تاريخ البربر 2: 373) عرفاء الحشم (تاريخ البربر 1: 584).
وعريف الخصيان: رئيس الخصيان (تاريخ البربر 2: 341).
وعريف في الجيش: رئيس تحت إمرته عدد يتراوح بين الكثرة والقلة، ففي المعجم اللتيني- العربي: عريف على عشرة، وعريف على المائة، وعريف على يّدٍ أي قبيلة. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، فون كريمر تاريخ حضارة الشرق 1: 88، حيّان ص14 ق) وانظر مادة عِرافة.
عريف: في الكزفة الرئيس العسكري للمحلة. (معجم الطرائف).
عريف الشرطة: كان في اشبيلية نائب ضابط عمله أن يوسع الطريق للملك حين يخرج من قصره ويعني بأن يحافظ الجنود على صفوفهم.
(عبد الواحد ص109).
عريف الغوغاء: قاضي الرعاع. (تاريخ البربر 1: 567، 582). عريف: استاذ، معلم، أسطه، وهو رئيس حريف يستخدم عدداً من العمال ويتولى إدارتهم.
ففي حيّان- بسّام (3: 3ق): ولحق بهم كلُّ عريف ورئيس كل صناعة معروف.
عريف: رئيس مشذبي الكرم وتقليمه. ففي كتاب الخطيب (ص57 ق): ثم قُمنْا إلى زَبَّارين يصلحون شجرة عنب فقال لعريفهم الخ.
عريف البنائين (المقري 1: 373، 380) أو عريف البُنَّاء (ابن بطوطة 3: 153) هو رئيس عمال البناء ومن يقوم بإدارتهم، استاد، أسطه، معمار، ومن يفتش العمارات ويتفقدها. ويسمونه عادة العريف فقط.
(معجم البيان، معجم الأسبانية ص57، المعجم اللاتيني- العربي، ابن صاحب الصلاة ص23 ق، كرتاس ص46). وفي المقري 2: 510): العرفاء والصناع. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص9 و): ومشى من اشبيلية العريف أحمد بن باسه بجميع البَنَّائين.
عريف: شاعر منشد (كان يطوف البلاد منشداً شعره على آلة موسيقية في القرون الوسيطة).
موسيقار. (ألكالا)، وعند مارمول (تاريخ ثورة المغاربة ص7: من يرأس جماعة الموسيقيين). وكانت لفظة عريف يطلق في الأصل من غير شك على رئيس الفرقة الموسيقية.
عريف: رئيس أهل حرفة. (ملّر آخر أيام غرناطة ص150)، ويسمى أيضاً: عريف السوق أو شيخ السوق. (ألف ليلة 1: 345، 346) لأن لكل حرفة في المشرق سوقها الخاص بها. عريف: مروّض الجياد، المشرف على اإسبل السلطان والأمير (معجم البيان، أخبار ص129) عريف: مقدم الأولاد في الصف يتولى الإشراف على مراجعة أبناء صفه لدروسهم (لين، محيط المحيط، ألف ليلة 1: 178، 212) عرفاء: انظر عن عرفاء في درجات الصوفية زيشر (7: 22).
عِرَافَة: كتيبة أو فيلق أو فرقة من الجند يتراوح عددهم قلّة أو كثرة. فهي عند البلدزوري: من عشرة إلى خمسة عشر جندياً. وفي المعجم اللاتيني- العربي: عرافة ثلاثين أي سرية فرسان مؤلفة من ثلاثين فارساً. وعرافة من مائة أي فوج مشاة. والعرافة الثانية بعد المائة أي ضعف المائة. وعرافة وعقدة ستة آلاف أي فرقة وفي القسم الأول من معجم فوك: عرافة: فرقة. وفي القسم الثاني منه: مختار، منتخب، منتقى. وهو خطأ كما يدل عليه ترتيب الكلمات.
وفي النويري (إفريقية ص36 ق) ونزل الناس فوجاً فوجاً وحبيب يعرّفه بهم قائداً قائدا وعرافة عرافة.
وعرافة السود في الأندلس في عهد عبد الرحمن الأول: الحرس الأسود (الأخبار ص109).
وقد أنشأ حفيده الحكم الأول إسطبلات الخيل يديرها مروضو الخيل ويسمى كل واحد منهم عريفاً وكل واحد منهم يشرف على عِرافة تحتوي مائة من الخيل. (الأخبار ص129).
عرافة في الكوفة: محلة نظمت عسكرياً وحربياً. (معجم الطرائف).
عَرِيفَة: (لزنجيات تونس تسع عرائف (جمع عريفة) يرأسهن، وهن يقمن بالنسبة للنساء بمثل مهمة الشيوخ بخصوص الرجال). (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 352). عَرِيفة: زنجية قوية جداً أو خلاسية موكلة بجلد النساء وشنقهن، وهي بالنسبة للنساء كالجلاد بالنسبة للرجال. وتسمى التي تقوم بمعاقبة نساء حرم السلطان عريفة الحرم. انظر شارنت ص48 ورحلة الفداء (ص199)، هوست ص2240 فلوجل قسم 69 ص7، اوغسطين ص92، كوت ص138).
عَرَّافَة: ساحرة، متكهنة عند الوثنين (بوشر).
عرّافية: صنف من اللوبياء الدجو شديدة السواد (ابن العوام 2: 64) وأقرأ فيه: وهي سوداء حالكة.
عارف: ذكي، بصير، حاذق، بعيد النظر. (هلو).
عارف: عرَّاف، كاهن، زاجر الطير ضارب الرمل. (تاريخ البربر؟: 457).
عارف: أنظرها في مادة عَرْف.
عارف الجَميل: شاكر الصنيع، شاكر المعروف. ممنون. (بوشر).
عارف الشراب: هو في معجم ألكالا: Moxon ولما لم أجد هذه الكلمة في معاجمي سألت المرحوم السيد لافونت عنها في ذلك الحين فأجابني بما يلي: هو الخبير بالشراب. ففي الأماكن التي يصنع فيها النبيذ (الشراب) بكميات كبيرة مثل جرش يوجد رجال خبراء ذوي تجربة يتذوقون نبيذ الدنان والمنابذ ليعرفوا درجة التخمر التي وصل إليها وقوته الخ ويسمى هؤلاء الرجال: catador أو Mo- join de Vinos.
أَعْرَف ب: أكثر معرفة ب (الماوردي ص5).
أعْرَف: في مصطلح النحو: أكثر نعريفاً.
(المفصل ص81، 82).
تَعْريف: وصف، بيان، جردة، قائمة، لائحة. (هلو).
تعريف: تعريفة، بيان الأسعار. (بوشر، مارسيل، هلر) وانظر تعريفة فيما يلي: تعريف: تأشيرة، سمة، (ابن بطوطة 3، 406، 407).
تَعُريف: تنزيل حزم البضائع، تفريغ (ألكالا) وفيه: decargo = تخفيف.
تَعْريف: عذر، معذرة، اعتذار. (ألكالا).
تَعْريفَة: بيان الأسعار، بيان ضرائب الكمرك والمكوس (برجرن). وفي محيط المحيط: (التعريفة في اصطلاح أرباب السياسة تطلق أولا على ما يؤخذ من الرسم على الداخل والخارج من البضائع، ثانياً على الكتاب المتضمن بيان ما يؤخذ على كل صنف منها، ثالثاً على أسعار العملة المعيَّنة من الحكومة. يقال: عملة تعريفة لتتميز عن العملة الرائجة في البندر).
تَعْرِيفَة: تنزيل حزم البضائع، تفريغ (ألكالا).
تَعْرِيفَة: الخروج من المسجد الحرام للذهاب إلى عرفات. (برتون 2: 52).
تَعْرِيفيّ: نعتي، بياني (بوشر).
تعريفي: كاشف، مثبت (بوشر).
تعريفيّ: ما يسمّى به وما يلقب به، مستعمل للتسمية. (بوشر).
تعريفي: تمييزي، تحديدي، معرّف، معينّ، محدّد (بوشر).
في التعارُف: عادةً، غالباً، في الغالب، بالأكثر.
(الماوردي ص302).
معرفة: صديق، شخص يُعرف. (بوشر). وفي ألف ليلة (4: 484): أنا فراغ الملك. وانظر فليشر (ألف ليلة 12، المقدمة ص32).
معرفة: لقب يعرف به الشخص وأسم قد غلب على اسمه الأول ومثل ابن فلان، واسم الأسرة (ألكالا) وهذه الثلاثة ترادف كلمة كُنْيَة .. (انظر كنية في معجم الأسبانية ص96) ففي المقري (3: 444): ورأى في صغره فارة أنثى فقال هذه قرينة فلقب بذلك وصار هذا اللقب اغلب عليه من اسمه ومعرفته. وفي كتاب الخطيب (ص22 و): يُعْرَف بابن قعنب، أوليته ذكر الأستاذ ابن الزبير في صلته وغَيْرُه أن قوماً بغرناطة يُعْرَفون بهذه المعرفة فان كان منهم فله أوَّلِية لا بأس بها. واسم نبات أو الكلمة التي تعلق عليه لمعرفته أيضاً.
يقول ابن جلجل بعد أن فسر الكلمة اليونانية كسيفوتريدوس: ولا أعرف له باللطيني معرفة.
أي لا أعرف له باللاتينية اسماً.
المعرفة: اختصار المعرفة بالله (المقدمة 3: 74) أي المعرفة التامة بالله. (المقدمة 3: 61).
المعرفة: عند الصوفية بخراسان والهند هي الدرجة الثانية في درجات التصوف، وذلك حين يدرك المتصوف أن العبادات الدينية التي تصلح للعامة لا قيمة لها عند المعارف (زيشر 16: 242).
معرفة الابن: الإقرار شرعاً ببنوة ابن الحرام (بوشر).
مُعَرَّف: ذو عُرْف وهو شعر العنق، أو ذو هُلب وهو شعر الذيل. (ألكالا).
الُمُعِرّف: الدليل على أسماء الناس. وهو حاجب مكلف بالإعلان عن أسماء الحاضرين وذكر حالاتهم لرب البيت في الاجتماعات العامة، (ابن بطوطة 2: 346، 363، 381، 3، 433، الجريدة الآسيوية 1850، 2: 61).
معروف. طاعة معروفة: درجة معينة من الطاعة، طاعة ظاهرية وليست حقيقية. (المقدمة 2: 268، تاريخ البربر 2: 9، 10).
ضريبة معروفة: ضريبة معينة ثابتة لا تتغير (تاريخ البربر 1: 609) مثل: ضريبة معلومة (تاريخ البربر 1: 614).
مَعْرُوف: حديث ضعيف يؤيده حديث آخر ضعيف. (دي سلان المقدمة 2: 482) المعروف: هو العارف وهو الله تعالى. (المقري 1: 589).
معروف، وجمعها معارف: منحة، عطيّة، إكرامية، مكافأة. جائزة زائدة على الواجب.
(معجم البيان، فوك، المقري 1: 1: 229، 2: 85، المقدمة 1: 316). وفي حيّان (ص15 و): وتعهدَّهم بالصلات وأجرى عليهم العارف عند الغزوات.
معروف: عناية، رعاية، لطف، مراعاة، تفضّل، رقة المعاملة. يقال مثلاً: عمل معي كلَّ معروف. وعمل معه معروفاً أي تفضل عليه بجميل.
صاحب معروف: ذو رعاية وفضل، مبادر إلى الخدمة، ومفضال كريم، ومسرع للجميل (بوشر).
المعروف: آداب السلوك - وعنده معروف: رجل حسن السلوك (بوشر).
معروف: بومة صمعاء صغيرة، واسمها العلمي: Stryx passerina ( شيرب) وبومة (معجم البربر) وبومة، قوقة، بوم صياح (ترايترام ص392).
معارفة: تعارف، صلة (بوشر).
مُعْتَرف: عند النصارى من اعترف بالديانة المسيحية أمام الولاة المضطهدين واحتمل العذابات بثبات محاماة عن إيمانه، وهو إذا مات تحت تلك العذابات كان شهيداً. (محيط المحيط).
مُتَعَارَف: (انظر لين): ما تقرر عرفاً بالاستعمال.
اعتيادي، مألوف. وهو مرادف معتاد ودائم (معجم الادريسي، ابن جبير ص68، المقدمة 1: 232، 2: 11، 111، 3، 62).
على المتعارف: عادةً، غالباً. (أبو الوليد ص403، المقدمة 2: 379).
المتعارف: المصطلحات الفنية والإدارية.
(المقدمة 2: 55).
عرف
المَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه.
وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.
وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفاً: أي جززت عُرْفَه.
وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى:) عَرَفَ بعضه (بالتخفيف: أي جازى حفصة - رضي الله عنها - ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقاً له.
والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه. وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانباً فأنتن.
وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.
والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل - على ما لم يسم فاعله -: أي خرجت به تلك القرحة.
والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى:) وأمر بالمَعْروفِ (، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعاً فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهاً كما كان عند الناس وجيهاً. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال: روى الشعبي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.
ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، قال يحيى بن عروة بن الزبير:
أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه ... وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب
أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه.
ومَعْرُوْفٌ - أيضا -: فرس سلمة بن هند الغاضري.
وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي - قدس الله روحه -: قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.
ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ - غير منون -، ولا تدخلها الألف واللام.
وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى:) فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ (، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ.
والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.
وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء - عليهما السلام - تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل - عليه السلام - لما أعلم إبراهيم - صلوات الله عليه - مناسك الحج قال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ.
والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفاً، وقول عنترة بن شداد العبسي:
فصبرت عارِفَةً لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع
يقول: حسبت نفساً عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني:
على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس ... بهن كلوم بين دامٍ وجالب
أي: صابرات.
والعارِفَةُ - أيضاً -: المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.
والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أتى عَرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والعَرّافُ - أيضاً -: الطبيب، قال عروة بن حزام العذري:
وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني ... فإنك إن أبرأتني لطبيب
فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ ... ولكن عمي الحميري كذوب
ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ.
وقد سموا عَرّافاً.
وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري.
وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى. وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ - بالكسر -: إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب.
والعُرْفُ - بالضم -: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفاً: أي معروفاً، قال الله تعالى:) وأمر بالعُرْفِ (، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان:
أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع
والعُرْفُ - أيضاً -: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفاً: أي اعْتِرافاً، وهو توكيد.
والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس:
نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا ... إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ
والعُرْفُ: موضع، قال الحُطَيْئة:
أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ
وقوله تعالى:) والمُرْسَلاتِ عُرْفاً (يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف.
والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ - والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ -: الرمل المرتفع، قال الكميت:
أأبكاك بالعُرَفِ المنزل ... وما أنت والطَّلل المحول
والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضاً:
رأيت بعُرْفَةَ الفروين ناراً ... تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان
ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.
والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.
والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ.
ويقال: الأعراف في قوله تعالى:) ونادى أصحاب الأعْرَافِ (سور بين الجنة والنار.
وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد:
يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا ... والنّابجي مُسْدِفاً إسْدَافا
وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.
والعُرْفُ: من العلام.
وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ - رضي الله عنه - له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.
وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.
والعُرُفّانُ - مثال جُرُبّانِ القميص -: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.
وعِرِفّانُ - بكسرتين والفاء مشددة -: صاحب الراعي الذي يقول فيه:
كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته ... كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه
فبات يريه عرسه وبناته ... وبتُّ أريه النجم أين مخافقه
وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُفّانٌ " بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.
وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.
والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري:
أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ
والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.
وعَرُفَ فلان - بالضم - عَرَافَةً - مثال خَطُبَ خَطَابَةً -: أي صار عَرِيْفاً. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً - مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً -.
والعِرْفَةُ - بالكسر -: المَعْرِفَةُ.
ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيراً.
وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ - بالكسر -: الصبر، وأنشد:
قل لأبن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ ... ما أحسن العِرْفَ في المصيبات
وعَرَفَ: أي اعترف.
والمَعْرَفَةُ - بفتح الراء -: موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال:
عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ ... كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ
ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى:
ولي دونكم أهلون سيد عملس ... وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ
وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.
يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ ... جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع ويروى: بل لَهْفَ.
ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.
وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ، قال الراعي:
مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا ... نثني لهن حواشي العصب
ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.
وعِرْفانً - بالكسر -: مغنية مشهورة.
وعُرَيْفٌ - مصغراً -: من الأعلام.
وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه.
والتَّعْريْفُ: الإعلام.
والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير.
وقوله تعالى:) عَرَّفَ بعضه (: أي عَرَّفَ حفصة - رضي الله عنها - بعض ذلك.
وقوله تعالى:) عَرَّفَها لهم (: أي طَيَّبها لهم، قال:
عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم
ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا.
والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ.
والمُعَرَّفُ: الموقف.
واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ.
واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.
واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.
واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.
مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره ... بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ
واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي:
مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ
واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ.
والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.
واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال:
أسائلهُ عميرة عن أبيهم ... خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا
تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ ... ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا
وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا:
مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ ... خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا
أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.
وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وانشد الفرّاء في نوادره:
مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف ... وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ
وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: " وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ " أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.
وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنهما -: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.
وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.
وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى:) وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لِتَعَارَفُوا (.
والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.

عرف: العِرفانُ: العلم؛ قال ابن سيده: ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق

بهذا المكان، عَرَفه يَعْرِفُه عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً

ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً:

مَرَتْه النُّعامَى، فلم يَعْتَرِفْ

خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا

ورجل عَرُوفٌ وعَرُوفة: عارِفٌ يَعْرِفُ الأَُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه

مرة، والهاء في عَرُوفة للمبالغة. والعَريف والعارِفُ بمعنًى مثل عَلِيم

وعالم؛ قال طَرِيف بن مالك العَنْبري، وقيل طريف بن عمرو:

أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ،

بَعَثُوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ؟

أَي عارِفَهم؛ قال سيبويه: هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم ضَرِيبُ قِداح،

والجمع عُرَفاء. وأَمر عَرِيفٌ وعارِف: مَعروف، فاعل بمعنى مفعول؛ قال

الأَزهري: لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي معروف لغير الليث، والذي حصَّلناه

للأَئمة رجل عارِف أَي صَبور؛ قاله أَبو عبيدة وغيره.

والعِرْف، بالكسر: من قولهم ما عَرَفَ عِرْفي إلا بأَخَرةٍ أَي ما

عَرَفَني إلا أَخيراً.

ويقال: أَعْرَفَ فلان فلاناً وعرَّفه إذا وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه.

وعرَّفه الأَمرَ: أَعلمه إياه. وعرَّفه بيتَه: أَعلمه بمكانه. وعرَّفه

به: وسَمه؛ قال سيبويه: عَرَّفْتُه زيداً، فذهَب إلى تعدية عرّفت بالتثقيل

إلى مفعولين، يعني أَنك تقول عرَفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل

العين فيتعدَّى إلى مفعولين، قال: وأَما عرَّفته بزيد فإنما تريد عرَّفته

بهذه العلامة وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل، وإنما عرَّفته بزيد

كقولك سمَّيته بزيد، وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو

أَو اللغة على شيء: والأَول أَعْرَف؛ قال ابن سيده: عندي أَنه على توهم

عَرُفَ لأَن الشيء إنما هو مَعْروف لا عارف، وصيغة التعجب إنما هي من

الفاعل دون المفعول، وقد حكى سيبويه: ما أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض،

فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال: ما أَبْغضَني له، فعلى

هذا يصْلُح أَن يكون أَعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول الذي هو

المعروف. والتعريفُ: الإعْلامُ. والتَّعريف أَيضاً: إنشاد الضالة. وعرَّفَ

الضالَّة: نَشَدها.

واعترَفَ القومَ: سأَلهم، وقيل: سأَلهم عن خَبر ليعرفه؛ قال بشر بن أَبي

خازِم:

أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أَبيها،

خِلالَ الجَيْش، تَعْترِفُ الرِّكابا؟

قال ابن بري: ويأْتي تَعرَّف بمعنى اعْترَف؛ قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ:

تَعَرَّفوني أَنَّني أَنا ذاكُمُ،

شاكٍ سِلاحي، في الفوارِس، مُعْلَمُ

وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عرَف كما وضعوا عرَف موضع اعترف، وأَنشد بيت

أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في أَوَّل الترجمة أَي لم يعرف غير

الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها. وتعرَّفت ما عند فلان أَي

تَطلَّبْت حتى عرَفت. وتقول: ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى

يَعْرِفَكَ. وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً. وأَما الذي جاء في حديث

اللُّقَطةِ: فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إياها بصفتها وإن لم

يرَها في يدك. يقال: عرَّف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَعْرِفها

فجاء رجل يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها. وفي حديث ابن مسعود:

فيقال لهم هل تَعْرِفون ربَّكم؟ فيقولون: إذا اعْترَف لنا عرَفناه أَي

إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه. واستَعرَف إليه: انتسب له

ليَعْرِفَه. وتَعرَّفه المكانَ وفيه: تأَمَّله به؛ أَنشد سيبويه:

وقالوا: تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًى،

وما كلُّ مَنْ وافَى مِنًى أَنا عارِفُ

وقوله عز وجل: وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً فلما

نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّف بعضَه وأَعرض عن بعض، وقرئ: عرَفَ بعضه،

بالتخفيف، قال الفراء: من قرأَ عرَّف بالتشديد فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ

بعْضَ الحديث وترَك بعضاً، قال: وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ

من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يُسيء إليك: واللّه لأَعْرِفنَّ لك ذلك،

قال: وقد لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها، وقال الفرَّاء: وهو وجه حسن،

قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، قال الأَزهري: وقرأَ الكسائي

والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَف بعضَه، خفيفة، وقرأَ حمزة ونافع وابن كثير

وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّف بعضه، بالتشديد؛ وفي حديث عَوْف

بن مالك: لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَعرِف سوء صنيعك، وهي كلمة تقال عند

التهديد والوعيد.

ويقال للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لمعرفة كل

منهم بعلْمِه. والعرّافُ: الكاهن؛ قال عُرْوة بن حِزام:

فقلت لعَرّافِ اليَمامة: داوِني،

فإنَّكَ، إن أَبرأْتَني، لَطبِيبُ

وفي الحديث: من أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل على

محمد، صلى اللّه عليه وسلم؛ أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الذي

يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه.

والمَعارِفُ: الوجُوه. والمَعْروف: الوجه لأَن الإنسان يُعرف به؛ قال

أَبو كبير الهذلي:

مُتَكَوِّرِين على المَعارِفِ، بَيْنَهم

ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

والمِعْراف واحد. والمَعارِف: محاسن الوجه، وهو من ذلك. وامرأَة حَسَنةُ

المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَعْرَف؛ قال الراعي:

مُتَلفِّمِين على مَعارِفِنا،

نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ

ومعارفُ الأَرض: أَوجُهها وما عُرِفَ منها.

وعَرِيفُ القوم: سيّدهم. والعَريفُ: القيّم والسيد لمعرفته بسياسة

القوم، وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري، وقد تقدَّم، وقد عَرَفَ عليهم

يَعْرُف عِرافة. والعَريفُ: النَّقِيب وهو دون الرئيس، والجمع عُرَفاء، تقول

منه: عَرُف فلان، بالضم، عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً، وإذا

أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت: عَرف فلان علينا سِنين يعرُف عِرافة مثال

كتَب يكتُب كِتابة.

وفي الحديث: العِرافةُ حَقٌّ والعُرفاء في النار؛ قال ابن الأَثير:

العُرفاء جمع عريف وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي

أُمورهم ويتعرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهُم، فَعِيل بمعنى فاعل، والعِرافةُ

عَملُه، وقوله العِرافة حقّ أَي فيها مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم

وأَحوالهم، وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرُّض للرِّياسة لما ذلك من

الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة، ومنه حديث طاووس:

أنه سأَل ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ما معنى قول الناس: أَهْلُ القرآن

عُرفاء أَهل الجنة؟ فقال: رُؤساء أَهل الجنة؛ وقال علقمة بن عَبْدَة:

بل كلُّ حيّ، وإن عَزُّوا وإن كَرُموا،

عَرِيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ

والعُرْف، بالضم، والعِرْف، بالكسر: الصبْرُ؛ قال أَبو دَهْبَل

الجُمَحِيُّ:

قل لابْن قَيْسٍ أَخي الرُّقَيَّاتِ:

ما أَحْسَنَ العُِرْفَ في المُصِيباتِ

وعرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ: صَبَر؛ قال قيس بن ذَرِيح:

فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى،

ويا حُبَّها قَعْ بالذي أَنْتَ واقِعُ

والعارِفُ والعَرُوف والعَرُوفةُ: الصابر. ونَفْس عَروف: حامِلة صَبُور

إِذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ،

عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ

أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ، ويروى وابْتِحاح من

البُحبُوحةِ، وهذا رواه ابن الأَعرابي. ويقال: نزلت به مُصِيبة فوُجِد صَبوراً

عَروفاً؛ قال الأَزهري: ونفسه عارِفة بالهاء مثله؛ قال عَنْترة:

وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني،

لا يُنْجِني منها الفِرارُ الأَسْرَعُ

فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرَّةً،

تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ

تَرْسو: تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان؛ يقول: حَبَسْتُ

نَفْساً عارِفةً أَي صابرة؛ ومنه قوله تعالى: وبَلَغَتِ القُلوبُ

الحَناجِر؛ وأَنشد ابن بري لمُزاحِم العُقَيْلي:

وقفْتُ بها حتى تَعالَتْ بيَ الضُّحى،

ومَلَّ الوقوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ

المُّبرياتُ: التي في أُنوفِها البُرة، والعَوارِفُ: الصُّبُر. ويقال:

اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد؛ وأَنشد الفراء:

أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ

أَي تَعْرِف وتصْبر، وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر.

وعرَف بذَنْبه عُرْفاً واعْتَرَف: أَقَرَّ. وعرَف له: أَقر؛ أَنشد ثعلب:

عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمةً،

تَسْعى مع الأَتْرابِ في إتْبِ

وقال أعرابي: ما أَعْرِفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به. وفي حديث

عمر: أَطْرَدْنا المعترِفين؛ هم الذين يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب

عليهم فيه الحدّ والتعْزيز. يقال: أَطْرَدَه السلطان وطَرَّده إذا أَخرجه

عن بلده، وطرَدَه إذا أَبْعَده؛ ويروى: اطْرُدُوا المعترفين كأَنه كره لهم

ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم. والعُرْفُ: الاسم من الاعْتِرافِ؛

ومنه قولهم: له عليّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً، وهو توكيد.

ويقال: أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته من أَنا؛ قال

مُزاحِمٌ العُقَيْلي:

فاسْتَعْرِفا ثم قُولا: إنَّ ذا رَحِمٍ

هَيْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا

فإنْ بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفانِ بها،

يوماً، فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا

والمَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر. والعُرْفُ: ضدّ النُّكْر. يقال: أَوْلاه

عُرفاً أَي مَعْروفاً. والمَعْروف والعارفةُ: خلاف النُّكر. والعُرْفُ

والمعروف: الجُود، وقيل: هو اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه؛ وحرَّك الشاعر ثانيه

فقال:

إنّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمِلاً

للخَيْرِ، يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفا

والمَعْروف: كالعُرْف. وقوله تعالى: وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً، أَي

مصاحباً معروفاً؛ قال الزجاج: المعروف هنا ما يُستحسن من الأَفعال. وقوله

تعالى: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف، قيل في التفسير: المعروف الكسْوة

والدِّثار، وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده إذا كانت

والدته، لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها، وحقُّ كل واحد منهما أَن

يأْتمر في الولد بمعروف. وقوله عز وجل: والمُرْسَلات عُرْفاً؛ قال بعض

المفسرين فيها: إنها أُرْسِلَت بالعُرف والإحسان، وقيل: يعني الملائكة

أُرسلوا للمعروف والإحسان. والعُرْفُ والعارِفة والمَعروفُ واحد: ضد النكر،

وهو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه، وقيل:

هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة. يقال: هو مُستعار من عُرْف الفرس أَي

يتتابَعون كعُرْف الفرس. وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ: جاؤوا كأَنَّهم عُرْف أَي

يتْبَع بعضهم بعضاً، وقرئت عُرْفاً وعُرُفاً والمعنى واحد، وقيل:

المرسلات هي الرسل. وقد تكرَّر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسم جامع لكل ما عُرف

ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندَب إليه

الشرعُ ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي

أَمْر مَعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه. والمعروف: النَّصَفةُ

وحُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس، والمُنكَر: ضدّ ذلك جميعه.

وفي الحديث: أَهل المعروف في الدنيا هم أَهل المعروف في الآخرة أَي مَن بذل

معروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه جزاء مَعروفه في الآخرة، وقيل: أَراد

مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ الحُدود فيَشفع فيهم

شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة. وروي عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما،

في معناه قال: يأْتي أَصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم

بمعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة، فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته

فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة؛

وقوله أَنشده ثعلب:

وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه،

إذا لم يَزِدْه الشَّيْبُ، حِينَ يَشِيبُ

قال ابن سيده: قد يكون من المعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المعروف الذي

هو الجود. ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده: قد هاجت مَعارِفُ فلان؛

ومَعارِفُه: ما كنت تَعْرِفُه من ضَنِّه بك، ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج

النبات إذا يبس. والعَرْفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة. يقال: ما

أَطْيَبَ عَرْفَه وفي المثل: لا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء؛

قال ابن سيده: العَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة؛ قال:

ثَناء كعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه،

وليس له إلا بني خالِدٍ أَهْلُ

وقال البُرَيق الهُذلي في النَّتن:

فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذي الصُّماحِ، كما

عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ

وعَرَّفَه: طَيَّبَه وزَيَّنَه. والتعْرِيفُ: التطْييبُ من العَرْف.

وقوله تعالى: ويُدخِلهم الجنة عرَّفها لهم، أَي طَيَّبها؛ قال الشاعر يمدح

رجلاً:

عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ

يقول: كما عَرُفَ الإتْبُ وهو البقِيرُ. قال الفراء: يعرفون مَنازِلهم

إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَعْرَف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله؛

قال الأَزهري: هذا قول جماعة من المفسرين، وقد قال بعض اللغويين عرَّفها

لهم أَي طيَّبها. يقال: طعام معرَّف أَي مُطيَّب؛ قال الأَصمعي في قول

الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين:

فتُدْخلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ

لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ

قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم، قال وقال بعضهم في قوله:

عَرَّفها لهم؛ قال: هو وضعك الطعام بعضَه على بعض. ابن الأَعرابي: عَرُف

الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب، وعَرِفَ إذا ترَكَ الطِّيب. وفي الحديث: من

فعل كذا وكذا لم يجد عَرْف الجنة أَي ريحَها الطيِّبة. وفي حديث عليّ، رضي

اللّه عنه: حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة معروفة أَي طيّبة

العَرْفِ، فأَما الذي ورد في الحديث: تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاء

يَعْرِفْك في الشدَّة، فإنَّ معناه أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فيما

أَوْلاك من نِعمته، فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في الدنيا

والآخرة.

وعرَّف طَعامه: أَكثر أُدْمَه. وعرَّف رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه.

وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بعضُها خلْف بعض. وعُرْف الدِّيك

والفَرَس والدابة وغيرها: مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق، واستعمله الأَصمعي

في الإنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه،

والجمع أَعْراف وعُروف. والمَعْرَفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية

إلى المِنْسَج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العُرْف. وأَعْرَفَ

الفَرسُ: طال عُرفه، واعْرَورَفَ: صار ذا عُرف. وعَرَفْتُ الفرس: جزَزْتُ

عُرْفَه. وفي حديث ابن جُبَير: ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَعْرَفة

البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه من رَقَبته. وسَنام أَعْرَفُ: طويل ذو عُرْف؛ قال

يزيد بن الأَعور الشني:

مُسْتَحْملاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى

وناقة عَرْفاء: مُشْرِفةُ السَّنام. وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه

الجمال، وقيل لها عَرْفاء لطُول عُرْفها. والضَّبُع يقال لها عَرْفاء

لطول عُرفها وكثرة شعرها؛ وأَنشد ابن بري للشنْفَرَى:

ولي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ،

وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاء جَيأَلُ

وقال الكميت:

لها راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ منهما:

أَبو جَعْدةَ العادِي، وعَرْفاء جَيْأَلُ

وضَبُع عَرفاء: ذات عُرْف، وقيل: كثيرة شعر العرف. وشيء أَعْرَفُ: له

عُرْف. واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ: تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له

كالعُرف. واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف؛ قال الهذلي

يصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب:

مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة،

تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ

(* قوله «الفلوّ» بالفاء المهر، ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين.)

واعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ.

وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَعْراف وعِرَفَة

(*

قوله «وعرفة» كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح.) وقوله تعالى: وعلى الأَعْراف

رِجال؛ الأَعراف في اللغة: جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج:

الأَعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل

الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل: هم قوم استوت

حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على

الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم،

على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم:

ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء،

وقيل: ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن

سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة

ضاحكة مُستبشرة؛ ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه

وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها

غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على

أَهل الجنة وأَهل النار. وجبَل أَعْرَفُ: له كالعُرْف. وعُرْفُ الأَرض: ما

ارتفع منها، والجمع أَعراف. وأَعراف الرِّياح والسحاب: أَوائلها

وأَعاليها، واحدها عُرْفٌ. وحَزْنٌ أَعْرَفُ: مرتفع. والأَعرافُ: الحَرْث الذي

يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ.

والعَرْفةُ: قُرحة تخرج في بياض الكف. وقد عُرِف، وهو مَعْروف: أَصابته

العَرْفةُ.

والعُرْفُ: شجر الأُتْرُجّ. والعُرف: النخل إذا بلغ الإطْعام، وقيل:

النخلة أَوَّل ما تطعم. والعُرْفُ والعُرَفُ: ضرب من النخل بالبحرَيْن.

والأعراف: ضرب من النخل أَيضاً، وهو البُرْشُوم؛ وأَنشد بعضهم:

نَغْرِسُ فيها الزَّادَ والأَعْرافا،

والنائحي مسْدفاً اسُدافا

(* قوله «والنائحي إلخ» كذا بالأصل.)

وقال أَبو عمرو: إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْف. والعَرْفُ: نَبْت

ليس بحمض ولا عِضاه، وهو الثُّمام.

والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في الرَّمْل، رمْلِ

عالِج أَو رمال الدَّهْناء. وقال أَبو حنيفة: العُرُفَّان جُنْدَب ضخم

مثل الجَرادة له عُرف، ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ.

وعُرُفَّانُ: جبل. وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ: اسم. وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ: موضع

بمكة، معرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ، ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا

يقال العَرفةُ، ولا تدخله الأَلف واللام. قال سيبويه: عَرفاتٌ مصروفة في

كتاب اللّه تعالى وهي معرفة، والدليل على ذلك قول العرب: هذه عَرفاتٌ

مُبارَكاً فيها، وهذه عرفات حسَنةً، قال: ويدلك على معرفتها أَنك لا تُدخل فيها

أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع، ولو كانت

عرفاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ في غير موضع، قيل: سمي عَرفةَ لأَن الناس

يتعارفون به، وقيل: سمي عَرفةَ لأَن جبريل، عليه السلام، طاف بإبراهيم، عليه

السلام، فكان يريه المَشاهِد فيقول له: أَعرفْتَ أَعرفت؟ فيقول إبراهيم:

عرفت عرفت، وقيل: لأَنّ آدم، صلى اللّه على نبينا وعليه السلام، لما هبط

من الجنة وكان من فراقه حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَفها

وعرَفَتْه. والتعْريفُ: الوقوف بعرفات؛ ومنه قول ابن دُرَيْد:

ثم أَتى التعْريفَ يَقْرُو مُخْبِتاً

تقديره ثم أَتى موضع التعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه.

وعَرَّف القومُ: وقفوا بعرفة؛ قال أَوْسُ بن مَغْراء:

ولا يَريمون للتعْرِيفِ مَوْقِفَهم

حتى يُقال: أَجيزُوا آلَ صَفْوانا

(* قوله «صفوانا» هو هكذا في الأصل، واستصوبه المجد في مادة صوف راداً

على الجوهري.)

وهو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه

عنهما: ثم مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُعَرَّفِ، يريد بعد

الوُقوف بعرفةَ. والمُعَرَّفُ في الأَصل: موضع التعْريف ويكون بمعنى المفعول.

قال الجوهري: وعَرَفات موضع بِمنًى وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع، قال

الفراء: ولا واحد له بصحة، وقول الناس: نزلنا بعَرفة شَبيه بمولَّد، وليس

بعربي مَحْض، وهي مَعْرِفة وإن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار

كالشيء الواحد، وخالف الزيدِين، تقول: هؤلاء عرفاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ

لأَنه نكِرة وهي مصروفة، قال اللّه تعالى: فإذا أَفَضْتُم من عَرفاتٍ؛

قال الأَخفش: إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين

ومسلمون لأنه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به تُرِك على

حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ

وعاناتٍ وعُرَيْتِنات

والعُرَفُ: مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ

صارةَ. والعُرُفُ: موضع، وقيل جبل؛ قال الكميت:

أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ،

وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟

(* قوله «أهاجك» في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك.)

واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله العُرْف. والعُرُفُ: الرمل

المرتفع؛ قال: وهو مثل عُسْر وعُسُر، وكذلك العُرفةُ، والجمع عُرَف وأَعْراف.

والعُرْفَتانِ: ببلاد بني أَسد؛ وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل:

وما كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهم،

ولا حين جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَيَّبا

فليس عرَّف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لمكان

الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء. ومَعْروف: اسم فرس الزُّبَيْر بن العوّام

شهد عليه حُنَيْناً. ومعروف أَيضاً: اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من

بني أَسد؛ وفيه يقول:

أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عليهم كأَنه،

إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ

ومَعْرُوف: وادٍ لهم؛ أَنشد أَبو حنيفة:

وحتى سَرَتْ بَعْدَ الكَرى في لَوِيِّهِ

أَساريعُ مَعْروفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ

وذكر في ترجمة عزف: أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت

الأَنصار يوم بُعاث، قال: وتروى بالراء المهملة أَي تَفاخَرَتْ.

عرف

1 عَرَفَهُ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـِ (O, K,) inf. n. مَعْرِفَةٌ (S, O, K) and عِرْفَانٌ (S, O, Msb, K) and عِرِفَّانٌ (K) and عِرْفَةٌ, (Msb, K,) or مَعْرِفَةٌ is a simple subst., (Msb,) He knew it; he had cognition of it; or he was, or became, acquainted with it; syn. عَلِمَهُ: (K:) or he knew it (عَلِمَهُ) by means of any of the five senses; (Msb;) [and also, by mental perception:] Er-Rághib says, المَعْرِفَةُ is the perceiving a thing by reflection, and by consideration of the effect thereof [upon the mind or sense], so that it has a more special meaning than العِلْمُ, and its contr. is الإِنْكَارُ; and one says, فُلَانٌ يَعْرِفُ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ [Such a one knows God and his apostle], but one does not say يَعْلَمُ اللّٰهَ, making the verb [thus] to have a single objective complement, since man's مَعْرِفَة [or knowledge] of God is [the result of] the consideration of his effects, without the perception of his essence; and one says, اَللّٰهُ يَعْلَمُ كَذَا, but not يَعْرِفُ كذا, since المَعْرِفَةُ is used in relation to عِلْم [or knowledge] which is defective, to which one attains by reflection: it is from عَرَفْتُهُ meaning I found, or experienced, its عَرْف i. e. odour; or as meaning I attained its عُرْف i. e. limit: (TA:) it is said in the B that المَعْرِفَةُ differs from العِلْمُ, in meaning, in several ways: the former concerns the thing itself [which is its object;] whereas the latter concerns the states, or conditions, or qualities, thereof: also the former generally denotes the perceiving a thing as a thing that has been absent from the mind, thus differing from the latter; therefore the contr. of the former is الإِنْكَارُ, and the contr. of the latter is الجَهْلُ; and the former is the knowing a thing itself as distinguished from other things; whereas the latter concerns a thing collectively with other things: (TA in art. علم:) and sometimes they put ↓ اعترف in the place of عَرَفَ; (S, O;) [i. e.] اعترف الشَّىْءَ signifies عَرَفَهُ: (Mgh, K:) and so, sometimes, does ↓ استعرفُه. (Har p. 486.) b2: And عَرَفَ is also used in the place of اعترف [in the first of the senses assigned to the latter below]. (S, O.) See the latter verb, in four places. b3: عَرَفَهُ also signifies He requited him. (O, K.) Ks read, (O, K,) and so five others, (Az, TA,) in the Kur [lxvi. 3], (O,) عَرَفَ بَعْضَهُ, meaning He requited her, namely, Hafsah, for part [thereof, i. e.] of what she had done: (Fr, O, K:) and he did so indeed by divorcing her: (Fr, TA:) or it means he acknowledged part thereof: (K:) but others read بَعْضَهُ ↓ عَرَّفَ, which, likewise, has the former of the two meanings expl. above: (Bd:) or this means he told Hafsah part thereof. (Fr, O, Bd, * TA. [See also 2.]) As first expl. above, this phrase is like the saying to him who does good or who does evil, أَنَا أَعْرِفُ لأَهْلِ الإِحْسَانِ وَأَعْرِفُ لِأَهْلِ الإِسَآءَةِ, (O,) or لِلْمُحْسِنِ وَالمُسِىْءِ, (K,) [I know how to requite the doer of good and the doer of evil,] i. e. the case of the doer of good and that of the doer of evil are not hidden from me nor is the suitable requital of him. (O, K.) لَأَعْرِفَنَّكَهَا عَنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ occurs in a trad., meaning I will assuredly requite thee for it in the presence of the Apostle of God so that he shall know thy evil-doing: and is used in threatening. (TA.) A2: عَرَفَ الفَرَسَ, (S, O, K,) aor. ـِ (O,) inf. n. عَرْفٌ, (O, K,) He clipped the عُرْف [i. e. mane] of the horse. (S, O, K.) A3: عَرَفْتُ عَلَى القَوْمِ, aor. ـُ inf. n. عِرَافَةٌ, I was, or became, عَرِيف over the people, or party; i. e., manager, or orderer, of their affairs; as also عَرُفْتُ عَلَيْهِمْ: (Msb:) or عَرُفَ, inf. n. عَرَاعَةٌ, signifies he was, or became, an عَرِيف; (S, O, K;) as also عَرَفَ, aor. ـِ (K;) i. e., a نَقِيب: (S, O:) and when you mean that he acted as an عَرِيف, you say, عَرَفَ عَلَيْنَا سِنِينَ, aor. ـُ inf. n. عِرَافَةٌ, [he acted over us as an عريف during some years,] like كَتَبَ, aor. ـْ inf. n. كِتَابَةٌ. (S, O, K. *) A4: عَرَفَ لِلْأَمْرِ, aor. ـِ He was patient in relation to the affair, or event; (K;) as also ↓ اعترف, (O, K,) as some say. (O.) And عُرِفَ عِنْدَ المُصِيبَةِ He was patient on the occasion of the affliction, or misfortune. (TA.) b2: And عَرَفَ He was, or became, submissive, or tractable; (Ibn-'Abbád, O, TA;) and so ↓ اعترف, (IAar, O, K,) said of a man, (IAar, O,) and of a beast that one rides. (O.) A5: عَرُفَ, inf. n. عَرَافَةٌ, He (a man) was, or became, pleasant, or sweet, in his odour. (TA.) And ↓ اعرف, said of food, It was sweet in its عَرْف, i. e. odour. (TA.) b2: عَرِفَ He (a man, TA) made much use of perfume. (IAar, O, K.) b3: And He relinquished, or abstained from, perfume. (IAar, O.) A6: عُرِفَ, (S, O, K,) inf. n. عَرْفٌ, (K, TA,) accord. to one or more of the copies of the K عِرْفَانٌ, (TA,) He (a man, S, O) had a purulent pustule, termed عَرْفَة, come forth in the whiteness [or palm] of his hand. (S, O, K.) 2 تَعْرِيفٌ signifies The making to know; syn. إِعْلَامٌ: (S, O, K, TA:) [or rather it has a more restricted signification than the latter word, as is indicated in the preceding paragraph:] and in this sense its verb may have two objective complements: one says, عرّفهُ الأَمْرَ He made him to know the affair, or case; syn. أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ: [or he acquainted him with it; or told him of it:] and عرّفهُ بَيْتَهُ He made him to know, or acquainted him with, the place of his house, or tent; syn. أَعْلَمَهُ بِمَكَانِهِ: (TA:) [and] one says عَرَّفْتُهُ بِهِ, meaning I made him to know it by means of any of the five senses [or by mental perception; as also عَرَّفْتُهُ إِيَّاهُ]. (Msb.) See also 1, former half. And see 4. b2: Also The making known; contr. of تَنْكِيرٌ. (O, K.) عَرَّفَ بَعْضَهُ, in the Kur [lxvi. 3], has been expl. as meaning He made known part thereof. (TA. [For other explanations, see 1.]) And عَرَّفْتُهُ بِزَيْدٍ means I made him known by the name of Zeyd; like the phrase سَمَّيْتُهُ بِزَيْدٍ. (Sb, TA.) b3: [Hence, The explaining a term: and an explanation thereof: thus used, its pl. is تَعْرِيفَاتٌ: it has a less restricted meaning than حَدٌّ, which signifies the “ defining,” and “ a definition. ” b4: And The making a noun, or a nominal proposition, determinate. b5: Hence also,] The crying a stray-beast, or a beast or some other thing that has been lost; (S, TA;) the mentioning it [and describing it] and seeking to find him who had knowledge of it. (TA.) b6: And [hence likewise,] عرّفهُ بِذَنْبِهِ He branded him, or stigmatized him, with his misdeed. (TA.) A2: Also The rendering [a thing] fragrant; (S, O, * K, * TA;) from العَرْفُ: (S:) and the adorning [it], decorating [it], or embellishing [it]. (TA.) عَرَّفَهَا لَهُمْ, in the Kur [xlvii. 7], is said to mean He hath rendered it fragrant [i. e. Paradise (الجَنَّة)] for them: (S, O:) or it means He hath described it to them so that, when they enter it, they shall know it by that description, or so that they shall know their places of abode therein: (O:) or He hath described it to them, and made them desirous of it: (Er-Rághib, TA:) [and the like is said by Bd:] or He hath defined it for them so that there shall be for every one a distinct paradise. (Bd.) b2: One says also, عرّف رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ He moistened the hair of his head abundantly with oil, or with the oil; syn. رَوَّاهُ. (TA.) b3: And عرّف طَعَامَهُ He made his food to have much seasoning, or condiment. (TA.) A3: Also The halting [of the pilgrims] at 'Arafát. (S, O, K.) You say, عرّفوا, (S, Mgh, O, Msb,) inf. n. as above, They halted at 'Arafát; (Mgh, Msb;) or they were present at 'Arafát; (S, O.) And [hence], in a postclassical sense, They imitated the people of 'Arafát, in some other place, by going forth to the desert and there praying, and humbling themselves, or offering earnest supplication; (Mgh;) or by assembling in their mosques to pray and to beg forgiveness: (Har p. 672:) the first who did this was Ibn-'Abbás, at El-Basrah. (Mgh, and Har ubi suprá.) And عرّف بِالهَدْىِ He brought the animal for sacrifice to 'Arafát. (Mgh.) A4: عرّف الشَّرَّ بَيْنَهُمْ He excited evil, or mischief, between them, or among them: the verb in this phrase being formed by permutation from أَ َّ ثَ. (Yaakoob, TA.) 4 اعرف فُلَانًا He told such a one of his misdeed, then forgave him; and so ↓ عرّفهُ. (TA.) A2: اعرف (said of a horse, S, O) He had a long عُرْف [or mane]. (S, O, K.) A3: See also 1, near the end.5 تعرّف It was, or became, known. (Har p. 6.) b2: And تعرّف إِلَيْهِ He made himself known to him; (TA;) [and so ↓ استعرف; for] you say, أَتَيْتُ مُتَنَكِّرًا ثُمَّ اسْتَعْرَفْتُ i. e. [I came disguising myself, or assuming an unknown appearance, then] I made known who I was: (L:) and اِئْتِ فُلَانًا فَاسْتَعْرِفْ إِلَيْهِ حَتَّى يَعْرِفَكَ [Come thou to such a one and make thyself known to him, that he may know thee]. (S, O, K. *) [See also 8.] b3: [Hence,] one says, تعرّف إِلَى اللّٰهِ بِالعِبَادَاتِ وَالأَدْعِيَةِ [He made himself known to God by religious services and prayers]. (Er-Rághib, TA.) And تَعَرَّفْ إِلَى

اللّٰهِ فِى الرَّخَآءِ يَعْرِفْكَ فِى الشِّدَّةَ, occurring in a saying of the Prophet to Ibn-'Abbás, [may be rendered Make thyself known to God by obedience in ampleness of circumstances, then He will acknowledge thee in straitness: or] means render thou obedience to God [&c., then] He will requite thee [&c.]. (O.) A2: تعرّفهُ [He acquainted himself, or made himself acquainted, with it, or him; informed himself of it; learned it; and discovered it: often used in these senses: for an instance of the last, see تَفَرَّسَ: it is similar to تَعَلَّمَهُ, but more restricted in meaning. b2: And] He sought the knowledge of it: (Har p. 6:) [or he did so leisurely, or repeatedly, and effectually:] you say, تَعَرَّفْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ I sought leisurely, or repeatedly, after the knowledge of what such a one possessed until I knew it. (S, O, K. *) b3: And تعرّفهُ المَكَانَ, and فِى المَكَانِ, He looked at it, endeavouring to obtain a clear knowledge thereof, in the place; syn. تَأَمَّلَهُ بِهِ. (TA.) A3: [تَعَرُّفٌ is also expl. in the KL by the Pers\. words بعرف كارى كردن, app. meaning The acting with عُرْف i. e. goodness, &c.: but Golius has hence rendered the verb “ convenienter opus fecit. ”]6 تعارفوا They knew, or were acquainted with, one another. (S, O, K.) b2: And i. q. تَفَاخَرُوا [i. e. They vied, competed, or contended for superiority, in glorying, or boasting, or in glory, &c.; or simply they vied, one with another]: it occurs in a trad., or, as some relate it, with ز; and both are expl. as having this meaning. (TA.) 8 اعترف بِهِ He acknowledged it, or confessed it, (S, Mgh, O, Msb, K,) namely, a misdeed, (S, O,) or a thing; (Mgh, Msb;) and so به ↓ عَرَفَ and لَهُ, namely, his misdeed [&c.]; (K;) [for] sometimes they put عَرَفَ in the place of اعترف; (O;) and so ↓ عَرَفَهُ: (Ksh and Bd and Jel in xvi. 85:) [الإِحْسَانِ ↓ عِرْفَانُ (occurring in the K voce شُكْرٌ &c.) means The acknowledgment, or confession, of beneficence; thankfulness, or gratitude:] and one says, لأَِحَدٍ يَصْرَعُنِى ↓ مَا أَعْرِفُ (S, O, TA) i. e. ما أَعْتَرِفُ, (S, O,) meaning I do not acknowledge [any one that will throw me down]: this was said by an Arab of the desert. (TA.) b2: اعترف إِلَىَّ He acquainted me with his name and condition. (K.) And اعترف لَهُ He described himself to him in such a manner as that he would certify himself of him thereby. (TA.) [See also 5.]

b3: اعترف also signifies He described a thing that had been picked up, and a stray-beast, in such a manner as that he would be known to be its owner. (TA.) b4: And you say, اِعْتَرَفْتُ القَوْمَ, (S, O,) or فُلَانًا, (K,) I asked the people, or party, (S, O,) or such a one, (K,) respecting a subject of information, in order that I might know it. (S, O, K.) b5: See also 1, former half.

A2: And see 1, last quarter, in two places.10 استعرف [He sought, or desired, knowledge; or asked if any had knowledge; of a person or thing: a meaning clearly shown in the M by an explanation of a verse cited in art. بلو, conj. 8, q. v.]. b2: استعرف إِلَيْهِ: see 5. Also He mentioned his relationship, lineage, or genealogy, to him. (TA.) b3: استعرفهُ: see 1, former half.12 اِعْرَوْرَفَ He (a horse, TA) had a mane (عُرْف). (S, O, TA.) b2: اعرورف الفَرَسَ He (a man, O) mounted upon the mane (عُرْف) of the horse. (O, K. [In the CK, والفَرَسُ عَلا عُرْفُهُ is erroneously put for وَالفَرَسَ عَلَا عَلَى عُرْفِهِ.]) b3: And اعرورف (said of a man, K) (assumed tropical:) He rose upon the أَعْرَاف [pl. of عُرْفٌ, and app. here meaning the wall between Paradise and Hell: (see the Kur vii. 44:) probably used in this sense in a trad.]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b4: Said of the sea, (tropical:) Its waves became high, (S, O, K, TA,) like the عُرْف [or mane]: and in like manner said of the torrent, (tropical:) It became heapy and high. (TA.) b5: Said of blood, (assumed tropical:) It had froth (O, K) like the عُرْف [or mane]. (O.) b6: Said of palm-trees (نَخْل), (tropical:) They became dense, and luxuriant, or abundant, or thickly intermixed, like the عُرْف [or mane] of the hyena. (O, K, TA.) b7: And, said of a man, (tropical:) He prepared himself for evil, or mischief, (S, O, K, TA,) and raised his head, or stretched forth his neck, for that purpose. (TA.) [See also 12 in art. عزف.]

عَرْفٌ An odour, whether fragrant or fetid, (S, O, K, TA,) in most instances the former, (K, TA,) as when it is used in relation to Paradise: (TA:) and ↓ عَرْفَةٌ signifies [the same, i. e.] رِيحٌ (K, TK) and رَائِحَةٌ. (TK.) One says, ما أَطْيَبَ عَرْفَهُ [How fragrant is its odour!]. (S, O.) and لَا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عَنْ عَرْفِ السَّوْءِ [The bad hide will not lack the fetid odour]; (S, O, K;) a prov.; (S, O;) applied to the low, ignoble, mean, or sordid, who will not cease from his evil doing; he being likened to the hide that is not fit for being tanned; (O, K;) wherefore it is cast aside, and becomes fetid. (O.) And some read, in the Kur [lxxvii. 1], وَالْمُرْسَلَاتِ عَرْفًا, [as meaning By the winds that are sent forth with fragrance,] instead of عُرْفًا. (TA.) A2: Also A certain plant: or the ثُمَام [or panic grass]: (K:) or a certain plant, not of the [kind called] حَمْض, nor of the [kind called] عِضَاه; (Ibn-'Abbád, O, L, K;) of the [kind called] ثُمَام. (Ibn-'Abbád, O, L.) عُرْفٌ [Acknowledgment, or confession;] a subst. from الاِعْتِرَافُ, (S, O, K, TA,) as meaning الإِقْرَارُ. (TA.) Hence, (S, O,) you say, (K,) لَهُ عَلَىَّ أَلْفٌ عُرْفًا, meaning اِعْتِرَافًا [i. e. A thousand is due to him on my part by acknowlegment, or confession]; (S, O, * K;) the last word being a corroborative. (S, O.) b2: Also i. q. ↓ مَعْرُوفٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ عَارِفَةٌ, (S, O, K,) of which the pl. is عَوَارِفُ; (O, K;) عُرْفٌ being contr. of نُكْرٌ, (S, O, K,) and ↓ مَعْرُوفٌ being contr. of مُنْكَرٌ [as syn. with نُكْرٌ]; (S, Mgh, O, K;) i. e. Goodness, or a good quality or action; and gentleness, or lenity; and beneficence, [favour, kindness, or bounty,] or a benefit, a benefaction, or an act of beneficence [or favour or kindness]: (Msb:) عُرْفٌ is also expl. as signifying liberality, or bounty; (K, TA;) and so ↓ عُرُفٌ, which is a dial. var. thereof: (TA:) and a thing liberally, or freely, bestowed; or given: (K:) and ↓ مَعْرُوفٌ is expl. as signifying liberality, or bounty, when it is with moderation, or with a right and just aim: [and sometimes it means simply moderation:] and sincere, or honest, advice or counsel or action: and good fellowship with one's family and with others of mankind: it is an epithet in which the quality of a subst. predominates: (TA:) and signifies any action, or deed, of which the goodness is known by reason and by the law; and مُنْكَرٌ signifies the contr. thereof. (Er-Rághib, TA.) It is said in the Kur [vii. 198], وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ, (O,) meaning [And enjoin thou goodness, &c., or] what is deemed good, or approved, of actions. (Bd.) And you say, أَوْلَاهُ عُرْفًا, (S, O,) or ↓ عَارِفَةً, (TA,) meaning ↓ مَعْرُوفًا [i. e. He did to him, or conferred upon him, a benefit, &c.]. (S, O, TA.) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ

↓ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [in the Kur ii. 242] means [and for the divorced women there shall be a provision of necessaries] with moderation, or right and just aim, and beneficence. (TA.) And ↓ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [in the same, ii. 265,] means Refusal with pleasing [or gracious] speech, (Bd, Jel, TA,) and prayer [expressed to the beggar, that God may sustain him,] (TA,) and forgiveness granted to the beggar for his importunity (Bd, Jel) or obtained by such refusal from God or from the beggar, (Bd,) are better than an alms which annoyance follows (TA) by reproach for a benefit conferred and for begging. (Jel.) And مَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ

↓ بِالْمَعْرُوفِ [in the same, iv. 6,] means [And such as is poor, let him take for himself (lit. eat)] according to what is approved by reason and by the law, (TA,) or according to his need (Bd) and the recompense of his labour. (Bd, Jel.) b3: [العُرْفُ, in lexicology, signifies The commonly-known, commonly-received, or common conventional, language; common parlance, or common usage: mostly meaning that of a whole people; in which case, the epithet العَامُّ is sometimes added: but often meaning that of a particular class; as, for instance, of the lawyers. Hence the terms حَقِيقَةٌ عُرْفًا and مَجَازٌ عُرْفًا, expl. in arts. حق and جوز.

See also مُتَعَارَفٌ: and see عَادَةٌ.]

A2: Also The عُرْف of the horse; (S, O;) [i. e. the mane;] the hair (Mgh, Msb, K) that grows on the ridge (Msb) of the neck of the horse (Mgh, Msb, K) or similar beast; (Msb;) as also ↓ عُرُفٌ: (K:) [see also مَعْرَفَةٌ:] or the part, of the neck, which is the place of growth of the hair: [see again مَعْرَفَةٌ:] and the part, of the neck [of a bird], which is the place of growth of the feathers: (TA:) [or the feathers themselves of the neck; used in this sense in the K and TA in art. برل, as is shown by the context therein:] and the [comb or] elongated piece of flesh on the upper part of the head of a cock; to which the بَظْر of a girl is likened: (Msb:) pl. أَعْرَافٌ [properly a pl. of pauc.] (O, TA) and عُرُوفٌ. (TA.) As used it in relation to a man, explaining the phrase جَآءَ فُلَانٌ مُبْرَثِلًّا لِلشَّرِّ as meaning نَافِشًا عُرْفَهُ [i. e. (assumed tropical:) Such a one came as though ruffling the feathers of his neck to do evil, or mischief]. (TA.) And [hence] it is said in a trad., جَاؤُوا كَأَنَّهُمْ عُرُفٌ (assumed tropical:) [They came as though they were a mane], meaning, following one another. (TA.) And one says, جَآء القَوْمُ عُرْفًا عُرْفًا (assumed tropical:) [The people, or party, came] one after another: like the saying, طَارَ القَطَا عُرْفًا (assumed tropical:) [The sand-grouse flew] one after another. (K.) And hence, وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا, (S, O, K,) in the Kur [lxxvii. 1], a metaphorical phrase, from the عُرْف of the horse, meaning (tropical:) [By the angels, or the winds, that are sent forth] consecutively, like [the several portions of] the عُرْف [or mane] of the horse: (S, O:) or the meaning is, sent forth بِالْمَعْرُوفِ, (S, O, K, TA,) i. e. with beneficence, or benefit: (TA:) [for further explanations, see the expositions of Z and Bd or others: and see also art. رسل:] some read عَرْفًا [expl. in the next preceding paragraph]. (TA.) b2: [Hence also,] (tropical:) The waves of the sea. (K, TA.) b3: And (assumed tropical:) Elevated sand; as also ↓ عُرُفٌ and ↓ عُرْفَةٌ: pl. (of the last, TA) عُرَفٌ and (of the first, TA) أَعْرَافٌ: (S, O, K:) and all signify likewise (assumed tropical:) an elevated place: (K:) and the first, (assumed tropical:) the elevated, or overtopping, back of a portion of sand, (K, TA,) and of a mountain, and of anything high: and (assumed tropical:) an elevated portion of the earth or ground: and [the pl.] أَعْرَافٌ (assumed tropical:) the حَرْث [meaning land ploughed, or prepared, for sowing] that is upon the [channels for irrigation that are called] فُلْجَان [pl. of فَلَجٌ] and قَوَائِد [pl. of قَائِدٌ]. (TA.) b4: [The pl.] الأَعْرَافُ, (S, O, K,) mentioned in the Kur [vii. 44 and 46], (S, O,) is applied to (assumed tropical:) A wall between Paradise and Hell: (S, O, K:) so it is said: (S, O:) or the upper parts of the wall: or by عَلَى الأَعْرَافِ may be there meant عَلَى مَعْرِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ [i. e., app., and possessing knowledge of the people of Paradise and of the people of Hell: for it seems that مُحْتَوُونَ, or the like, is to be understood before على]. (Zj, TA.) [And hence it is the name of The Seventh Chapter of the Kurn.] By

أَصْحَابُ الأَعْرَافِ [The occupants of the اعراف], there mentioned, are said to be meant persons whose good and evil works have been equal, so that they shall not have merited Paradise by the former nor Hell by the latter: or prophets: or angels. (Zj, TA.) b5: See also عُرْفَةٌ. b6: [The pl.]

أَعْرَافٌ also signifies (tropical:) The higher, or highest, (K, TA,) and first, or foremost, (TA,) of winds; (K, TA;) and likewise of clouds, and of mists. (TA.) b7: And عُرْفٌ signifies also, (As, O, K,) in the speech of the people of El-Bahreyn, (As, O,) A species [or variety] of palm-trees; (As, O, K;) and so [the pl.] أَعْرَافٌ (O, K) is expl. by IDrd: (O:) or when they first yield fruit, or edible fruit, or ripe fruit; (K, TA;) or when they attain to doing so: (TA:) or a [sort of] palmtree in El-Bahreyn, also called بُرْشُوم; (K, TA;) but this is what is meant by As and IDrd. (TA.) b8: And The tree of the أُتْرُجّ [i. e. citrus medica, or citron]. (K.) A3: Also pl. of عَرُوفٌ: b2: and of أَعْرَفُ and عَرْفَآءُ. (K.) عِرْفٌ, with kesr, is from the saying, مَا عَرَفَ عِرْفِى إِلَّا بِأَخَرَةٍ, (S, O,) which means He did not know me save at the last, or lastly, or latterly. (S, O, K.) A2: And it signifies Patience. (IAar, O, K.) A poet says, (namely Aboo-Dahbal ElJumahee, TA,) قُلْ لِابْنِ قَيْسٍ أَخِى الرُّقَيَّاتِ مَا أَحْسَنَ العِرْفَ فِى المُصِيبَاتِ [Say thou to the son of Keys, the brother of Er-Rukeiyat, How good is patience in afflictions!]. (IAar, O, TA.) عُرُفٌ: see عُرْفٌ, in three places.

عَرْفَةٌ A question, or questioning, respecting a subject of information, in order to know it; (K, * TA;) as also ↓ عِرْفَةٌ. (K, TA.) A2: See also عَرْفٌ.

A3: Also A purulent pustule that comes forth in the whiteness [or palm] of the hand. (ISk, S, O, K.) عُرْفَةٌ: see عُرْفٌ, latter half. b2: Also An open, elongated, tract of land, producing plants, or herbage. (O, K.) b3: Also, (O, K,) and ↓ عُرْفٌ, (TA,) A limit (O, K, TA) between two things: (K:) [like أُرْفَةٌ:] pl. of the former عُرَفٌ. (O, K, TA.) عِرْفَةٌ [an inf. n.] I. q. مَعْرِفَةٌ. (O, K. [See 1, first sentence. In the O, it seems to be regarded as a simple subst.]) b2: See also عَرْفَةٌ.

يَوْمُ عَرَفَهَ The ninth day of [the month] ذُو الحِجَّة [when the pilgrims halt at عَرَفَات]: (S, Mgh, O, Msb, K:) the latter word being without tenween, (S, O,) imperfectly decl., because it is of the fem. gender and a proper name, (Msb,) and not admitting the art. ال. (S, O, Msb.) b2: See also the next paragraph.

عَرَفَاتٌ The place [or mountain] where the pilgrims halt (Mgh, O, Msb, K) on the day of عَرَفَة [above mentioned], (O, K,) [described by Burckhardt as a granite hill, about a mile, or a mile and a half, in circuit, with sloping sides, rising nearly two hundred feet above the level of the adjacent plain,] said to be nine miles, (Msb,) or twelve miles, (K,) from Mekkeh; (Msb, K;) said by J to be a place in, or at, Minè, but incorrectly, (K, TA,) unless thereby be meant near Minè; (TA;) also called by some ↓ عَرَفَةُ; (Mgh, Msb;) but the saying نَزَلْنَا عَرَفَةَ, (S, O, K,) or نَزَلْتُ بِعَرَفَةَ, (Msb,) [We, or I, alighted at عَرَفَة,] is like a post-classical phrase, (S, O, K,) and (S, O) it is said to be (Msb) not genuine Arabic: (S, O, Msb:) عَرَفَاتٌ is a [proper] name in the pl. form, and therefore is not itself pluralized: (S, O, K:) it is as though the term عَرَفَةٌ applied to every distinct portion thereof: (TA:) as Fr says, it has, correctly, no sing.; (S, O;) and it is determinate as denoting a particular place; (Sb, S, O, K, TA;) and therefore not admitting the article ال; (Sb, TA;) differing from الزَّيْدُونَ [because this is a proper name common to a number of persons]: you say, هٰؤُلَآءِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةً [lit. These are 'Arafát, in a good state], putting the epithet in the accus. case because it is indeterminate [as a denotative of state, like مُصَدِّقًا in the saying وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ, in the Kur ii. 85]: (S, O:) it is decl. (مَصْرُوفَةٌ [more properly مُعْرَبَةٌ]) because the ت is equivalent to the ى and و in مُسْلِمِينَ and مُسْلِمُونَ, (S, O, K,) the tenween becoming equivalent to the ن, therefore, being used as a proper name, it is left in its original state, like as is مُسْلِمُونَ when used as a proper name: (Akh, S, O, K:) [i. e.,] it is decl. in the manner of مُسْلِمَاتٌ and مُؤْمِنَاتٌ, the tenween being like that which corresponds to the masc. pl. termination ن, not the tenween of perfect declinability, because it is a proper name and of the fem. gender, wherefore it does not admit the article ال. (Msb.) عَرَفَاتٌ was thus named because Adam and Eve knew each other (تَعَارَفَا) there (IF, O, K, TA) after their descent from Paradise: (TA:) or because Gabriel, when he taught Abraham the rites and ceremonies of the pilgrimage, said to him “ Hast thou known? ” (أَعَرَفْتَ), (O, K,) and he replied “ I have known ” (عَرَفْتُ): (K:) or because it is a place sanctified and magnified, as though it were rendered fragrant (عُرِّفَ i. e. طُيِّبَ): (O, K:) or because the people know one another (يَتَعَارَفُونَ) there: or, accord. to Er-Rághib, because of men's making themselves known (نِتَعَرُّفِ العِبَادِ) there by religious services and prayers. (TA.) عُرْفِىٌّ Of, or relating to, العُرْفُ as meaning the commonly-known or commonly-received or conventional language, or common parlance, or common usage. Hence حَقِيقَةٌ عُرْفِيَّةٌ and مَجَازٌ عُرْفِىٌّ, expl. in arts. حق and جوز.]

عَرَفِىٌّ Of, or relating to, عَرَفَات. (O, K.) عِرِفَّانٌ, (O, K,) accord. to Th, A man (O) who acknowledges, or confesses, a thing, and directs to it, or indicates it; (O, K;) thus expl. as an epithet, though Sb mentions his not knowing it as an epithet; (O;) occurring in a poem of Er-Rá'ee, and expl. by some as the name of a companion of his: (O, K: *) and عُرُفَّانٌ signifies the same; (K;) but this is said by Sb to be a word transferred from the category of proper names. (O.) A2: Also the latter, (O,) or both, (K,) A small creeping thing that is found in the sands of 'Álij and of Ed-Dahnà: (O, K:) or a large [sort of locust, or the like, such as is termed] جُنْدَب, resembling the جَرَادَة, (AHn, K, TA,) having a crest (لَهُ عُرْفٌ), (AHn, TA,) not found save upon [one or the other of two species of plants, i. e.] a رِمْثَة or an عُنْظُوَانَة: (AHn, K, TA:) but AHn mentions only the latter form of the word, عُرُفَّانٌ. (TA.) عَرُوفٌ: see عَارِفٌ, in two places.

عَرِيفٌ: see عَارِفٌ, first sentence. b2: [Hence,] One who knows his companions: pl. عُرَفَآءُ. (O, K.) The chief, or head, (Mgh, K, TA,) of a people, or party; (K, TA;) because he knows the states, or conditions, of those over whom he acts as such; (Mgh;) or because he is known as such [so that it is from the same word in the last of the senses assigned to it in this paragraph]; (K;) or because of his acquaintance with the ordering, or management, of them: (TA:) or the نَقِيب [or intendant, superintendent, overseer, or inspector, who takes cognizance of, and is responsible for, the actions of a people], who is below the رَئِيس: (S, O, K:) or the manager and superintendent of the affairs, who acquaints himself with the circumstances, or a tribe, or of a company of men; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ: (IAth, TA:) or the orderer, or manager, of the affairs of a people, or party; as also ↓ عَارِفٌ: (Msb:) pl. as above: (S, IAth, Msb:) it is said that he is over a few persons, and the مَنْكِب is over five عُرَقَآء, then the أَمِير is over these. (Msb.) It is said in a trad. that the عُرَفَآء are in Hell, as a caution against undertaking the office of chief, or head, on account of the trial that is therein; for when one does not perform the duty thereof, he sins, and deserves punishment. (TA.) b3: [It is now used as meaning A monitor in a school, who hears the lessons of the other scholars.]

A2: See also مَعْرُوفٌ, with which it is syn. عِرَافَةٌ The holding, and the exercising, of the office of عَرِيف. (S, Mgh, * O, Msb, * K. [An inf. n.: see 1, in the middle of the latter half.]) عَرُوفَةٌ: see عَارِفٌ, in two places.

عَرَّافٌ A كَاهِن [or diviner]: (S, O, Msb, K:) or the former is one who informs of the past, and the latter is one who informs of the past and of the future: (Msb:) or, accord. to Er-Rághib, [but the converse of his explanation seems to be that which is correct,] the former is one who informs of future events, and the latter is one who informs of past events. (TA.) Hence the saying of the Prophet, that whoso comes to an عرّاف and asks him respecting a thing, prayer of forty nights will not be accepted from him. (O.) b2: and (Msb) An astrologer, (IAth, Mgh, Msb,) who lays claim to the knowledge of hidden, or invisible, things, (IAth, Mgh,) which God has made to belong exclusively to Himself: (IAth:) and this is [said to be] meant in the trad. above mentioned. (Mgh.) b3: And A physician. (S, O, K.) b4: and One who smells [for يسم I read يَشُمُّ] the ground, and thus knows the places of water, and knows in what country, or district, he is. (ISh, in TA, art. حزى.) عَارِفٌ and ↓ عَرِيفٌ are syn., (S, O, K,) like عَالِمٌ and عَلِيمٌ, (S, O,) signifying Knowing; [&c., agreeably with the explanations of the verb in the first quarter of the first paragraph of this art.;] as also ↓ عَرُوفَةٌ, (S, O, K,) but in an intensive sense, which is denoted by the ة, (S, O, TA,) meaning [knowing, &c., much, or well; or] knowing, or acquainted with, affairs, and not failing to know [or recognise] one that has been seen once; (TA;) as in the phrase, بِالأُمُوِر ↓ رَجُلٌ عَرُوفَةٌ [A man much, or well, acquainted with affairs]. (S, O.) b2: For the first, see also عَرِيفٌ. b3: It also signifies particularly [Skilled in divine things;] possessing knowledge of God, and of his kingdom, and of the way of dealing well with Him. (TA.) b4: See also مَعْرُوفٌ.

A2: Also, the first, [Patient; or] very patient, or having much patience; syn. صَبُورٌ; (AO, S, O, K;) and so ↓ عَرُوفٌ; (S, O, K;) of which latter the pl. is عُرْفٌ. (K.) One says, أُصِيبَ فُلَانٌ فَوُجِدَ عَارِفًا [Such a one was smitten, or afflicted, and was found to be patient]. (S, O.) And حَبَسْتُ نَفْسًا عَارِفَةً, meaning صَابِرَةً [i. e. I restrained a patient soul, or mind]: (O, TA:) like the phrase صَبَرْتُ عَارِفَةً in a verse of 'Antarah [cited in the first paragraph of art. صبر]. (S, * O.) And ↓ نَفْسٌ عَرُوفٌ means [A soul, or mind,] enduring; very patient; that endures an event, or a case, when made to experience it. (TA.) عَوَارِفُ [is pl. of عَارِفَةٌ, and] means Patient she-camels. (IB, TA.) عَارِفَةٌ as a subst.; pl. عَوَارِفُ: see عُرْفٌ, first quarter, in two places.

عُوَيْرِفٌ [dim. of عَارِفٌ, i. e. signifying One possessing little knowledge &c.]. One says of him in whom is a sin, or crime, مَا هُوَ إِلَّا عُوَيْرِفٌ [He is none other than one possessing little knowledge]. (TA.) أَعْرَفَ is mentioned in “ the Book ” of Sb as used in the phrase هٰذَا أَعْرَفَ مِنْ هٰذَا [meaning This is more known than this]: irregularly formed from مَعْرُوفٌ, not from عَارِفٌ. (ISd, TA.) A2: Also A thing having what is termed عُرْف [i. e. a mane, or the like]: (S, O, K:) fem. عَرْفَآءُ: pl., masc. and fem., عُرْفٌ. (K.) It is applied to a horse, (Mgh, K, TA,) meaning Having a full mane, or much hair of the mane. (Mgh, TA.) And to a serpent (O, K) such as is termed شَيْطَان [which is described as having an عُرْف]. (O.) And the fem. is applied to a she-camel, (K, TA,) meaning High in the hump: or resembling the male: or long in her عُرْف [or mane]: (TA:) or having what resembles the عُرْف by reason of her fatness: or having, upon her neck, fur like the عُرْف. (Ham p. 611.) b2: The fem. is also used as meaning The ضَبُع [i. e. hyena, or female hyena], because of the abundance of its hair (S, O, K, TA) of the neck, (O, K, TA,) or because of the length of its عُرْف. (TA.) b3: and one says سَنَامٌ أَعْرَفُ A long, or tall, camel's hump, having an عُرْف. (TA.) And جَبَلٌ أَعْرَفُ (assumed tropical:) A mountain having what resembles the عُرْف. (TA.) And قُلَّةٌ عَرْفَآءُ (tropical:) A high mountain-top. (TA.) And حَزْنٌ أَعْرَفُ (assumed tropical:) High rugged ground. (TA.) مَعْرَفٌ (S, O, K [in one of my copies of the S written مُعَرَّفٌ]) and مَعْرِفٌ also (Ham p. 47) sing. of مَعَارِفُ, which means The face [and faces], and any part thereof that appears; as in the saying اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَعَارِفِ [A woman beautiful in the face, or in the parts thereof that appear]; (S, O, K;) because the person is known thereby: (TA:) or, as some say, no sing. of it is known: (Har p. 146:) and some say that it signifies the beauties, or beautiful parts, of the face. (TA.) Er-Rá'ee says, مُتَلَفِّمِينَ عَلَى مَعَارِفِنَا نَثْنِى لَهُنَّ حَوَاشِىَ العَصْبِ [Muffling our faces, or the parts thereof that appeared, we fold, or folding, to them the selvages of the عَصْب (a sort of garment).] (S, O: but the latter has مُتَلَثِّمِينَ.) And one says, حَيَّا اللّٰهُ المَعَارِفَ, meaning [May God preserve] the faces. (O, K.) And قَدْ هَاجَتْ مَعَارِفُ فُلَانٍ The features of such a one, whereby he was known to me, have withered, like as the plant withers: said of a man who has turned away, from the speaker, his love, or affection. (TA.) And هُوَ مِنَ المَعَارِفِ He is of those who are known; [or of those who are acquaintances;] (O, K;) as though meaning مِنْ ذَوِى المَعَارِفِ, i. e. of those having faces [whereby they are known]: (O:) or مَعَارِفُ الرَّجُلِ meansThose who are entitled to the man's love, or affection, and with whom he has acquaintance; [and simply the acquaintances of the man;] and is pl. of ↓ مَعْرِفَةٌ. (Har p. 146.) مَعَارِفُ الأَرْضِ meansThe faces, and known parts, of the land. (TA.) مَعْرَفَةٌ The place [or part] upon which grows the عُرْف [or mane]; (S, Mgh;) the place of the عُرْف of the horse, (O, K, TA,) from the forelock to the withers: or the flesh upon which grows the عُرْف. (TA.) But the phrase الأَخْذُ مِنْ مَعْرَفَةِ الدَّابَّةِ means The cutting [or taking] of somewhat from the عُرْف of the beast. (Mgh.) مَعْرِفَةٌ a subst. [signifying Knowledge, cognition, cognizance, or acquaintance; &c.: as such having for its pl. مَعَارِفُ, meaning sorts of knowledge:] from عَرَفَهُ signifying as expl. in the beginning of this art.: (Msb:) or an inf. n. therefrom. (S, O, K.) b2: See also مَعْرَفٌ, last sentence but one. b3: [In grammar, A determinate noun; opposed to نَكِرَةٌ.]

مُعَرَّفٌ [pass. part. n. of 2, q. v.

A2: ] Food rendered fragrant. (TA.) A3: And Food put part upon part [app. so that the uppermost portion resembles a mane or the like (عُرْف)]. (TA.) [Golius, as on the authority of J, and hence Freytag, assign to it a meaning belonging to مُعَرَّقٌ.]

A4: Also The place of halting [of the pilgrims] at عَرَفَات. (S, O, K.) b2: And in a trad. of I'Ab, the phrase بَعْدَ المُعَرَّفِ occurs as meaning After the halting at عَرَفَة [or rather عَرَفَات]. (TA.) مَعْرُوفٌ [Known: and particularly well, or commonly, known]. أَمْرٌ مَعْرُوفٌ and ↓ عَارِفٌ, (O, Msb, K, TA,) accord. to Lth, but the latter is disapproved by Az, having not been heard by him on any other authority than that of Lth, (O, TA,) [though there are other similar instances well known, (see أَمْرٌ, and دَافِقٌ,)] signify the same [i. e. A known affair or event &c.]; (O, Msb, K, TA;) as also ↓ عَرِيفٌ. (Msb, TA,) b2: [Hence, in grammar, The active voice; opposed to مَجْهُولٌ.]

b3: See also عُرْفٌ, former half, in seven places.

A2: أَرْضٌ مَعْرُوفَهٌ Land having a fragrant عَرْف [or odour]. (TA.) A3: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ A man having a purulent pustule, termed عَرْفَة, come forth in the whiteness [or palm] of his hand. (S.) مُعْتَرِفٌ [part. n. of 8, q. v.]. 'Omar is related to have said, اُطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ, meaning [Drive ye away] those who inform against themselves [or confess or acknowledge the commission] of something for which castigation is due to them; as though he disliked their doing so, and desired that people should protect them. (TA.) مُتَعَارَفٌ [applied to language, or a phrase, or word, means Known by common conventional usage]. One says, هُوَ مُتَعَارَفٌ بَيْنَهُمْ It is known [by common conventional usage] among them. (MA. See also عُرْفٌ.])
عرف
عَرَفَه يَعْرِفُه مَعْرِفَةً، وعِرْفاناً وعِرْفَةً بالكسرِ فيهمَا وعِرِفاناً، بكسرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه وَاقْتصر الجوهرِيُّ على الأَولَيْنِ، قَالَ ابنُ سِيده: وينْفَصِلان بتَحْدِيد لَا يَليقُ بِهَذَا المَكانِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: المَعْرِفةُ والعِِرْفانً: إِدْراكُ الشيءِ بتَفَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ، فَهِيَ أَخصُّ من الْعلم، ويُضَادُّه الإِنكارُ، ويُقال: فلانٌ يعرِفُ الله وَرَسُوله، وَلَا يُقال: يعلم الله متَعَدِّياً إِلَى مفعولٍ وَاحِد لما كَانَ مَعرِفَةُ البَشرِ للهِ تَعَالَى هُوَ تَدبُّرُ آثارِه دُونَ إِدْراكِ ذاتِه، ويُقالُ: اللهُ يَعْلَمُ كَذَا، وَلَا يُقال: يَعْرِفُ كَذَا لما كَانَت المَعْرِفة تُسْتَعْمَلُ فِي العِلمِ الْقَاصِر المُتَوَصَّلِ إِلَيْهِ بتَفَكُّرِ، وأَصْلُه من عَرَفْتُهُ، أَي: أَصَبْتُ عَرْفه: أَي رائِحَته، أَو من أَصَبْتُ عَرْفَه أَي خَدِّهُ فَهُوَ عارِفٌ، وعَريفٌ، وعَرُوفَةٌ يَعْرِفُ الأُمورَ. وَلَا يُنْكرُ أَحداً رَآهُ مرّةً، والهاءُ فِي عَرُوفَةٍ للمُبالَغَةِ، قَالَ طَرِيفُ ابْن مالكٍ:
(أَوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبِيلَة ... بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفَهَم يَتَوَسَّمُ)
أَي: عارِفَهم، قَالَ سِيبَوْيهِ: هُوَ فَعِيل بمَعْنى فاعِلٍ، كقولِهم: ضَرِيبُ قِداحِ. وعَرَفَ الفَرَسَ عَرْفاً، بالفتحِ وذِكْرُ الْفَتْح مُسْتَدْرَكٌ: جَزَّ عُرْفَه يُقَال: هُوَ يَعْرِفُ الخيلَ: إِذا كَانَ يَجُزُّ أَعْرافَها، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، والجَوْهَرِيُّ وَابْن القَطّاعِ.
وعَرَف بذَنْبِه، وَكَذَا عَرَفَ لهُ: إِذا أَقَرَّ بِهِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: (عَرَفَ الحِسانُ لَهَا غُلَيِّمَةً ... تَسْعَى مَعَ الأَتْرابِ فِي إِتْبِ)
وَقَالَ أَعْرَابِي: مَا أَعْرِفُ لأَحَدٍ يَصْرَعُنِي: أَي لَا أُقِرُّ بهِ. وعَرَفَ فُلاناً: جازاهُ، وقَرَأَ الكِسائِيّ قولَه عزَّ وجَلّ: وإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزوْاجِهِ حَدِيثاً فلَمّا نَبَّأَتْ بهِ وأَظْهَرَهُ اللهُ علَيْهِ عَرَفَ بَعْضَه وأَعْرَضَ عنْ بَعْضٍ أَي جازَى حَفْصَة رَضِي الله تعالَى عَنْها ببَعْضِ مَا فَعَلَتْ قالَ الفَرّاءُ: من قَرَأَ عَرَّفَ بالتّشْديدِ، فمَعْناه أَنَّه عَرَّفَ حَفْصَةَ بعضَ الحَدِيثِ وترَكَ بعْضاً، وَمن قَرأَ بالتَّخْفِيف، أَرادَ غَضِبَ من ذلِكَ، وجازَى عليهِ، قالَ: ولعَمْرِي جازَى حَفْصَةَ بطَلاقِها، قالَ: وَهُوَ وَجْهٌ حَسَنٌ، قرأَ بذلك أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِيّ. أَو مَعْناهُ: أَقرَّ ببَعْضِه وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ، وَمِنْه قولُهم: أَنا أَعْرِفُ للمُحْسِنِ والمُسِيءِ: أَي لَا يَخْفَى عليَّ ذلكَ وَلَا مُقابَلَتُه بِمَا يُوافِقُه وَفِي حَدِيث عَوْفِ بن مالِكٍ: لتَرُدَّنَّهُ أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عندَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ أَي لأُجازِيَنَّك بهَا حتَّى تَعْرِف سُوءَ صَنِيعِك، وَهُوَ كلمةٌ تُقالُ عِنْد التَّهْدِيدِ والوَعِيدِ، وقالَ الأَزْهَرِي: قَرَأَ الكِسائِيُّ والأَعْمشُ عَن أَبِي بَكْرٍ عَن عاصِمٍ عَرَف بَعْضهُ خَفِيفَة، وقرأَ حَمْزَةُ ونافِعٌ وابنُ) كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووابنُ عامِرٍ اليَحْصُبِيًّ بالتّشْدِيدِ. والعَرْفُ الرِّيحُ طيِّبَةً كانتْ أَو مُنْتِنةً يُقال: مَا أَطْيَبَ عَرْفَه كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنشدَ ابنُ سِيدَه:
(ثَناءٌ كَعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه ... ولَيْسَى لَهُ إِلا بَنِي خالِدٍ أَهْلُ)
وَقَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ فِي النَّتْنِ:
(فلَعَمْرُ عَرْفِكِ ذِي الصُّماخِ كَمَا ... عَصَبَ السِّفادُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ) وأَكْثَرُ اسْتِعمالِه فِي الطَّيِّبَةِ وَمِنْه الحَدِيثُ: من فَعَل كَذَا وكَذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ أَي: رِيحَها الطَّيِّبَةَ. وَفِي الْمثل: لَا يَعْجَزُ مَسْكُ السَّوْءِ عهن عَرْفِ السَّوْءِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ الصاغانيُّ: يُضْرَبُ للَّئِيمِ الَّذِي لَا يَنْفَكُّ عَن قُبْحِ فِعْلِه، شُبِّهَ بجِلْدٍ لَمْ يَصْلُحْ للدِّباغِ فنُبِذَ جانِباً، فأَنْتَنَ. والعَرْفُ: نَباتٌ، أَو الثُّمامُ، أَو نَبْتٌ ليْسَ بحَمْضٍ وَلَا عِضاهِ من الثُّمامِ كَذَا فِي المُحِيطِ واللسانِ. والعَرْفَةُ بهاءٍ: الرِّيحُ. والعَرْفَةُ: اسمٌ من اعْتَرَفَهُم اعْتِرافاً: إِذا سَأَلَهُم عَن خَبَرٍ ليَعْرِفَه، وَمِنْه قولُ بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ:
(أَسائِلَةٌ عُمَيْرَةُ عَن أَبِيها ... خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكابَا)
ويُكْسَرُ.
والعَرْفَةُ أَيضاً: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي بَياضِ الكَفِّ نَقله الجوهريُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ. ويُقال: عُرِف الرَّجلُ كعُنِيَ عَرْفاً، بالفَتْحِ وَفِي بعضِ النُّسخِ عِرْفاناً بالكسرِ، فَهُوَ مَعْرُوفٌ: خَرَجَتْ بِهِ تِلكَ القُرْحَةُ، مَا فِي الصِّحاحِ. والمَعْرُوفُ: ضِدُّ المُنْكَرِ قالَ اللهُ تعالَى: وأْمُرْ بالمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث: صَنائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَعْرُوفُ: اسمٌ لكلِّ فِعْلٍ يُعْرَفُ بالعَقْرلِ والشَّرْعِ حُسْنُه، والمُنْكَرُ: مَا يُنْكَرُ بِهِما، قَالَ تَعالى: تَأْمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَن المُنْكَرِ وقالَ تَعَالَى: وقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَمن هَذَا قيل للاقْتِصادِ فِي الجُودِ: معْرُوفٌ، لَمّا كانَ ذَلِك مُسْتَحْسَناً فِي العقولِ، وبالشرْعِ نَحْو: ومَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بالمَعْرُوفِ وَقَوله: وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمعْرُوفِ أَيبالاقْتِصادِ، والإِحسانِ، وقولُه: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ من صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذًى أَي: رَدٌّ بالجَمِيلِ ودُعاءُ خيرٌ من صَدَقَةٍ هَكَذَا.
ومَعْرُوفٌ: فَرَسُ سَلَمَةَ بنِ هِنْد الغاضِرِيِّ من بَنِي أَسَدٍ، وَفِيه يَقُولُ:
(أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عَلَيْهِم كأَنَّه ... إِذا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ)
ومَعْرُوفُ بنُ مُسْكانَ: بانِي المكعْبَةِ شَرَّفها اللهُ تَعَالَى، أَبُو الوَلِيدِ المَكِّيُّ، صَدُوقٌ مُقْرِيءٌ) مَشْهُورٌ، مَاتَ سنة ومُسْكانُ كعُثْمانَ، وَقيل بالكَسْرِ، هَكَذَا هُوَ بالسِّينِ المُهْمَلةِ، والصوابُ بالمُعْجَمة. ومَعْرُوفُ بن سُوَيْدٍ الجُذامِيُّ: أَبو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ أَبو دَاوُدَ والنِّسائِي.
ومَعْرُوفُ بن خَرَّبُوذَ المكيُّ: مُحدثانِ وَقد تقدم ضبطُ خَرَّبُوذَ فِي موضِعِه، قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ: تابِعِيٌّ صَغِيرٌ، وليسَ لَهُ فِي البُخارِيّ غيرُ موضعٍ واحدٍ، وَفِي كِتابِ الثِّقاتِ لِابْنِ حِبّان، يَرْوِى عَن أَبِي الطَّفَيْلِ، قالَ: وكانَ ابنُ عُيَيْنَةَ يقولُ: هُوَ مَعْرُوفُ ابنُ مُشْكانَ، رَوَى عَنهُ ابنُ المُباركِ، ومَرْوانُ بنُ معاوِيَةَ الفَزارِيُّ. وأَبو محْفُوظٍ مَعْرُوفُ بنُ فَيْرُوزانَ الكَرْخِيُّ قَدَّسَ الله رُوحَه من أَجِلَّةِ الأَولِياءِ، وقَبْرُه التِّرْياقُ المُجَرَّبُ ببَغْدادَ لقَضاءِ الحاجاتِ، قالَ الصّاغانِيُّ: عَرضَتْ لِي حاجَةٌ أَعْيَتْنِي وحَيَّرَتْنِي فِي سنةِ خَمْسَ عَشرَةَ وسِتِّمائةٍ، فأَتَيْتُ قَبْرَهُ، وذَكَرْتُ لَهُ حاجَتِي، كَمَا تُذْكَرُ للأَحْياءِ مُعْتَقِداً أَنَّ أَوْلياءَ اللهِ لَا يَمُوتُونَ، ولكِنْ يُنْقَلُون من دارٍ إِلَى دارٍ، وانْصَرَفْتُ، فقُضِيَت الحاجَةُ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى مَسْكَنِي. قلتُ: وفاتَه مِمَّن اسمُه مَعْرُوفُ جماعَةٌ من المُحَدِّثِينَ مِنْهُم: مَعْرُوفُ بنُ محَمّدٍ أَبو المَشْهُورِ عَن أَبي سَعِيدِ بنِ الأَعْرابِيّ، ومَعْرُوفُ بنُ أَبِي مَعْرُوف البَلْخِيّ، ومَعْرُوفُ بنُ هُذَيْلٍ الغَسّانِيُّ، ومَعْرُوفُ بنُ سُهَيْلٍ: مُحَدِّثُون، وهؤلاءِ قد تُكُلِّمَ فيهِم. ومَعْرُوفٌ الأَزْدِيُّ الخَيّاط، أَبُو الخَطّابِ مَوْلَى بنِي أُمَيَّةَ، ومَعْرُوفُ بنُ بَشِيرٍ أَبو أَسْماء، وهؤلاءِ من ثِقاتِ التّابِعِينَ. ومَعْرُوفَةُ بهاءِ: فَرَسُ الزُّبَيْرِ ابنِ العَوامِ القُرَشِيِّ الأَسَدِيّ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصوابُ أَنّ اسمَ فَرسِه مَعْرُوف بِغَيْر هاءٍ، وَهِي الَّتِي شَهِدَ عَلَيْهَا حُنَيْناً، وَمثله فِي اللِّسان والعُبابِ، وأَنْشدَ الصّاغانِيُّ ليَحْيَى ابْن عُرْوَةَ بنِ الزُّبيْرِ:
(أَبٌ لِي آبِي الخَسْفِ قَدْ تَعْلَمُونَه ... وصاحِبُ مَعْرُوفٍ سِمامُ الكَتائِبِ)
وَقد تَقَدّم ذَلِك فِي خَ س ف. ويَوْمُ عَرَفَةَ: التاسِعُ من ذِي الحجةِ. تَقول: هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ غيرَ مُنَوَّنٍ، وَلَا تَدْخُلُه الأَلِفُ واللامُ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وعَرَفاتٌ: موقِفُ الحاجِّ ذلكَ اليَّوْمَ، على اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً من مَكة، على مَا حَقَّقه المُتكلمونَ على أَسمَاء المَواضِع، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فَقَالَ: مَوْضِعٌ بمِنىً وَكَذَا قَوْلُ غيرِه: موضِعٌ بمَكَّةَ، وإِن أُريدَ بذلك قُرْبَ مِنىً ومَكَّةَ فَلَا غَلَطَ، قَالَ ابنُ فارِسٍ: أَما عَرفاتٌ فَقَالَ قَومٌ: سُمِّيَتْ بذلِكَ لأنَّ آدَمَ وحَوّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَام تَعارَفا بهَا، بعدَ نُزُولِهما من الْجنَّة. أَو لِقَوْلِ جِبْرِيلَ لإبراهيمَ عَلَيْهِمَا السلامُ، لمّا عَلَّمَه المَناسِكَ وأَراهُ المَشاهِدَ: أَعَرَفْت أَعَرَفْتَ قالَ عَرَفْتُ عَرَفْتُ. أَو لِأَنَّهَا مُقدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ، كأَنَّها عُرّفَتْ أَي طُيِّبَتْ. وقِيلَ: لأَنَّ الناسَ يَتَعارَفُونَ بهَا. زادَ الراغِبُ: وَقيل:) لِتعَرُّفِ العِبادِ فِيهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى بالعِباداتِ والأَدْعِيَةِ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ اسمٌ فِي لَفْظِ الجَمْعِ، فَلَا يُجْمعُ كأَنّهم جَعَلُوا كل جزءٍ مِنْهَا عَرَفة، ونقلَ الجَوهريُّ عَن الفَرّاءِ أَنَّه قَالَ: لَا واحِدَ لَهُ بصِحَّةٍ وَهِي مَعْرِفَةٌ وإِنْ كانَ جَمْعاً، لأَنَّ الأَماكِنَ لَا تَزُولُ، فصارَتْ كالشَّيءِ الواحِدِ وخالَفَ الزّيْدِينَ، تقولُ: هؤَلاءِ عرفاتٌ حَسَنةً، تنصِبُ النَّعت لِأَنَّهُ نَكِرة، وَهِي مصروفةٌ قَالَ سيبويهِ: والدَّلِيلُ على ذَلِك قَول العرَبِ: هَذِه عَرَفاتٌ مُبارَكاً فِيهَا، وهذِه عَرَفاتٌ حَسَنَةً، قَالَ: ويَدُلُّكَ على كَوْنِها معرِفةً أَنّكَ لَا تُدْخِلُ فِيهَا أَلفاً ولاماً، وَإِنَّمَا عَرفاتٌ بمنْزِلَةِ أَبانَيْنِ، وبمنزلة جَمْعٍ، وَلَو كَانَت عَرَفاتٌ نَكِرةً لكَانَتْ إِذنْ عَرَفاتٌ فِي غيرِ مَوْضِعٍ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: وإِنّما صُرِفَتْ عَرَفاتٌ لأَنَّ التاءَ بمَنْزِلَةِ الياءِ والواوِ فِي مُسْلِمِينَ ومُسْلِمُون لأَنه تذْكِيرُه، وَصَارَ التَّنْوِينُ بمنزلةِ النُّونِ، فلمّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ على حالِه، كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُون إِذا سُمِّيَ بِهِ على حالِه، وكذلِك القولُ فِي أَذْرِعاتٍ، وعاناتٍ، وعُرَيْتِناتٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح. والنِّسْبَةُ عَرَفِيّ محركةً.
وزَنْفَلُ بنُ شَدَّادٍ العَرَفِيُّ من أَتْباعِ التّابِعِينَ، رَوَى عَن ابنِ أَبي مُلَيْكَةَ سَكَنَها فَنُسِب إِليها ذَكَرَهُ الصاغانِيُّ والحافِظُ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وقَوْلُهمُ: نَزَلْنا عَرَفَةَ شَبِيهُ مُوَلَّدٍ وليسَ بعرِبيٍّ مَحْضٍ. والعارِفُ، والعَرُوفُ: الصَّبُورُ يُقال: أُصِيبَ فُلانٌ فوُجِدَ عارِفاً. والعارِفَةُ: المَعْرُوفُ، كالعُرْفِ بالضّمِّ يُقال: أَوْلاهُ عارِفَةً: أَي مَعْرُوفاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ ج: عَوارِفُ وَمِنْه سَمَّى السُّهْرَوَرْدِيُّ كِتَابه عَوارِفَ المعارِفَ. والعَرّافُ كشَدّادٍ: الكاهِنُ. أَو الطَّبِيبُ كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح وَمن الأَول الحَدِيثُ: من أَتى عَرّافاً فسأَلَه عَنْ شَيْءٍ لم يُقْبَلْ منْهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَمن الثَّانِي قَول عُروةَ بن حِزامٍ العُذْرِيِّ:
(وقُلْتُ لعَرّافِ اليَمامَةِ داوِنِي ... فإِنَّكَ إِ، ْ أَبْرَأْتَنِي لطَبِيبُ)

(فَمَا بِيَ مِنْ سُقْمٍ وَلَا طَيْفِ جِنَّةٍ ... ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَرِيَّ كَذُوبُ)
هَكَذَا فَصله الصاغانِيُّ، وَفِي حديثٍ آخر: من أَتى عَرّافاً أَو كاهِناً فقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على محمدٍ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن الأَثِيرِ: العَرّْافُ: المنَجِّمُ، أَو الحازِي الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الغَيْبِ الَّذِي استَأْثرَ اللهُ بعِلْمِه، وقالَ الرّاغِبُ: العَرّافُ: كالكاهِنِ، إلاّ أَنَّ العَرّاف يُخَصُّ بمَنْ يُخْبِرُ بالأَحْوالِ المُستَقْبَلَةِ، والكاهِنُ يخبِرُ بالأَحْوالِ الماضِيَةِ. وعَرّافٌ: اسمٌ. وقالَ اللَّيْثُ: يُقالُ:) أَمْرٌ عارِفٌ: أَي مَعْرُوفٌ فَهُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، وأَنْكَره الأَزْهَريُّ، وَقَالَ: لم أَسمعه لغيرِ اللَّيْثِ، والذِي حَصَّلْناه للأَئِمَّةِ: رجُلٌ عارِفٌ: أَي صبُورٌ، قَالَه أَبو عُبَيْدَةَ وغيرُه. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عَرِفَ الرَّجُلُ، كسَمِعَ: إِذا أَكْثَرَ من الطِّيبِ. والعُرْفُ، بالضمِّ: الجُودُ. وقِيلَ: هُوَ اسمُ مَا تَبْذُلُه وتُعْطِيه. والعُرْفُ: مَوْجُ البَحْرِ وَهُوَ مجازٌ. والعُرْفُ: ضِدُّ النُّكْرِ وَهَذَا فقد تَقدم لَهُ، فَهُوَ تَكْرارُ، وَمِنْه قَوْلُ النابِغَةِ الذًّبْيانِيِّ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ:
(أَبَى اللهُ إِلَّا عَدْرلَه ووَفَاءه ... فَلَا النُّكْرُ مَعْرُوفٌ، وَلَا العُرْفُ ضائعُ) والعُرْفُ: اسمٌ من الاعْتِرافِ الذِي هُوَ بمَعْنَى الإقْرارِ، تَقُول: لَهُ عليَّ أَلْفُ عُرْفاً: أَي اعْتِرافاً وَهُوَ تَوْكِيدٌ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والعُرْفُ: شَعْرُ عُنُقِ الفَرَسِ وقِيل: هُوَ مَنْبِتُ الشَّعْرِ والرِّيشِ من العُنُقِ، واسْتَعْمَلَه الأَصْمَعِيُّ فِي الإنْسانِ، فقالَ: جاءَ فلانٌ مُبْرَئِلاًّ للشَّرِّ: أَي نافِشاً عُرْفَه، جَمعُه أَعْرافٌ وعُرُوفٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(نَمُشُّ بأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَنْ شِواءٍ مُضَهَّبِ)
ويُضَمُّ راؤُه كعُسُرٍ، وعُسْرٍ، والعُرْفُ: ع، قالَ الحُطَيْئةُ:
(أَدارَ سُلَيْمَى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أَقامَتْ علَى الأَرْواحِ والدِّيَمِ الوُطْفِ)
وَفِي المُعْجَمِ: فِي دِيارِ كِلابٍ بِهِ مُلَيْحةً: ماءةٌ من أَطْيَبِ المِياهِ بنَجْدٍ، يخرجُ من صَفاً صَلْدٍ.
والعُرْفُ: علَمٌ. والعُرْفُ: الرَّمْلُ والمَكانُ المُرتَفِعانِ، ويُضَمُّ راؤُه وَفِي الصِّحاحِ: العُرْفُ الرَّمْلُ المرتفعُ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وَمَا أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ)
وقالَ غيرُه: العُرْفُ هُنَا: موضِعٌ أَو جَبَلٌ، كالعُرْفةِ بالضّمِّ، ج: كصُرَدٍ، وجمْعُ العُرْفِ: أَعْرافٌ، مثل أَِقْفالٍ. والعُرْفُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ قالَ الأَصْمَعِيُّ: فِي كلامِ أَهل البَحْرَيْنِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الأَعْرافُ: ضربٌ من النَّخْلِ، وأَنْشَد: يَغْرِسُ فِيهَا الزّاذَ والأعْرافَا والنابِجِيَّ مُسْدِفاً إِسْدافَا أَو هِيَ: أَوَّلُ مَا تُطْعِمُ وقِيلَ: إِذا بَلَغَت الإِطْعامَ. أَو هِيَ: نَخْلَةٌ بالبَحْرَيْنِ تُسَمَّى البُرْشُومَ وَهُوَ بعينهِ الَّذِي نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ وابنُ دُرَيْدٍ. والعُرْفُ: شجَرُ الأُتْرُجِّ نَقَله الْجَوْهَرِي، كَأَنَّهُ لرائِحَتهِ.
والعُرْفُ من الرَّمْلَةِ ظَهْرُها المُشْرِفُ وَكَذَا من الجَبَلِ، وكلِّ عالٍ. والعُرُف: جَمْعُ عَرُوفٍ)
كصَبُورٍ للصابِرِ. والعُرْفُ: جَمْعُ العَرْفاءِ من الإِبلِ والضِّباعِ ويُقال: ناقَةٌ عَرْفاءُ: أَي مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وقِيلَ: ناقَةٌ عَرْفاءُ: إِذا كانَتْ مذَكَّرَةً تُشْبِه الجِمالَ، وقيلَ لَهَا: عَرْفاءُ لِطُولِ عُرْفِها، وأَمّا العَرْفاءُ من الضِّباعِ فسيأْتِي للمُصَنّفِ فِيمَا بَعْدُ. والعُرْفُ: جَمْعُ الأَعْرَفِ من الخَيْلِ والحَيّاتِ يُقال: فَرَسٌ أَعْرَفُ: كثيرُ شَعْرِ المَعْرَفَةِ، وَكَذَا حَيَّةٌ أَعْرَفُ. ويُقال: طارَ القَطَا عُرْفاً بالضَّم: أَي مُتَتابِعَةً بَعْضُها خَلْفَ بَعْضِ، ويُقالُ: جاءَ القَوْمُ عُرْفاً عُرْفاً أَي مُتَتابِعَةً كَذَلِك ومنهُ حدِيثُ كعْبِ بنِ عُجْرَةَ: جاءُوا كأَنَّهُم عُرْفٌ أَي يَتْبَعُ بعضُهُمْ بَعْضاً، قِيلَ: وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: والمُرْسَلاتِ عُرْفاً وَهِي الملائكةُ أُرْسِلَتْ مُتَتابِعَةً، مُستعارٌ من عُرْفِ الفَرَسِ. أَو أَرادَ أَنَّها تُرْسَلُ بالمَعْرُوفِ والإِحْسانِ، وقُرِئت: عُرْفاً، وعُرُفاً. وذُو العُرْفِ، بالضَّمِّ: رَبِيعَةُ بنُ وائِل ذِي طَوّافٍ الحَضْرَمِيُّ وَقد تقَدَّم ذكرُ أَبيهِ فِي ط وف من وَلَدِه الصّحابِيُّ رَبِيعَةُ بنُ عَيْدانَ بنِ رَبِيعَةَ ذِي العُرْفِ الحَضْرَمِيُّ. وَيُقَال: الكِنْدِيُّ رَضِي الله عَنهُ شَهدَ فتح مِصْر، قَالَه ابنُ يُونُسَ، وَهُوَ الَّذِي خاصَمَ إِلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَرْضٍ، وتقَدَّم الاخْتلافُ فِي ضَبْطِ اسمِ أَبيهِ، هلْ هُوَ عَيْدانُ، أَو عَبْدانُ. والعُرُفُ كعُنُقٍِ: ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ من أَحْلَى المِياهِ. وأَيضاً: ع وَبِه فَسَّرَ غيرُ الجَوْهَرِيِّ قولَ الكُميْتِ السّابِقَ. والمُعَلَّى بنُ عُرْفانَ بنِ سلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوفِيُّ بالضَّمِّ: من أَتْباعِ التّابِعِينَ ضَبَطَه الصّاغانِيُّ هَكَذَا. قلتُ: وَهُوَ أَخُو ابنِ أَبي وائِلٍ شَقِيقِ ابْن سلمَة، يَرْوِي عَن عَمه، قَالَ يَحْيَى وأَبوُ زُرْعَةَ والدارقطنيّ: ضعيفٌ، وَقَالَ البُخارِيُّ وأَبو حاتِمٍ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسائِيُّ والأَزْدِيّ: مَتْرُوكُ الحَدِيثِ وَقَالَ ابنُ حِبّان: يَرْوِي الموْضُوعاتِ عَن الأَثْباتِ، لاَحِلُّ الاحْتِجاجُ بِهِ، قَالَه ابنُ الجَوْزِيِّ والذَّهَبِيُّ. مُشَدَّدَةً، وبِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ، قَالَ أَبُو حنِيفةَ: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ لَهُ عُرْفٌ، لَا يَكُونُ إِلَّا فِي رِمْثَةٍ، أَو عُنْظُوانَةٍ وَقد اقْتَصَرَ على الضَّبْطِ الأَوّلِ. أَو دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ تكونُ برملِ عالِجٍ أَو رِمالِ الدَّهْناء وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: العُرُفّانُ بالضبط الأول: جَبَلٌ أَو دُوَيْبَّةٌ. والعِرِفّانِ، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً فقَط: اسمُ رَجُلٍ، وَهُوَ صاحبُ الراعِي الشاعِرِ الَّذِي يَقُول فِيهِ:
(كَفانِي عِرِفّانُ الكَرَى وكَفيْتُه ... كُلُوءَ النُّجُومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ)

(فباتَ يُرِيهِ عِرْسَهُ وبَناتِ ... وبتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُه)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العِرِفّانُ هُنَا: الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشَّيْء الدَّالُّ عليهِ وَهَذَا صِفَةٌ، وَذكر سِيبويْهِ أَنه لَا يَعْرِفُه وَصْفاً ويُضم مَعَ التشديدِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ، جَعَله مَنْقُولاً عَن اسْم عينٍ. وعِرْفانُ،)
كعِتْبانَ: مُغَنِّيَةٌ مَشْهُورةٌ نَقَله الصّاغانِيُّ. والعُرْفَةُ، بالضمِّ: أَرْضٌ بارِزَةٌ مُستَطِيلَةٌ تُنْبِتُ. والعُرْفَةُ أَيضاً: الحَدُّ بينَ الشّيْئَيْنِ كالأُرْفَةِ ج: عُرَفٌ كصُرَدٍ. والعُرَفُ: ثلاثَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً فِي بلادِ العَرَبِ، مِنْهَا: عُرْفَةُ صارَةَ، وعُرْفَةُ القَنانِ، وعُرْفَةُ ساقٍ وَهَذَا يُقالُ لهُ: ساقُ الفَرْوَيْنِ وفِيهِ يَقُولُ الكُمَيْتُ:
(رَأَيْتُ بعُرْفَةِ الفَرْوَيْنِ نَارا ... تُشَبُّ ودُونِيَ الفَلُّوجَتانِ)
وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ، وعُرْفَةُ خَجَا، وعُرْفَةُ نِباطٍ، وغيرُ ذَلِك ويُقال: العُرَفُ فِي بلادِ ثَعْلَبَةَ بن سَعْدٍ، وَهُمْ رَهْطُ الكُمَيْتِ، وَفِي اللِّسانِ العُرْفَتانِ ببلادِ بنِي أَسَدٍ. والأَعْرافُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وخَصَّهُ الأَصْمَعِيُّ بالبَحْرَيْنِ، وَقد تقَدَّم شاهِدُه. والأَعْرافُ: سُورٌ بينَ الجَنَّةِ والنّارِ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ونادَى أَصْحابُ الأَعْرافِ وقالَ الزَّجّاجُ: الأَعْرافُ: أَعالِي السُّورِ، واخْتُلِفَ فِي أَصْحابِ الأَعْرافِ، فَقِيلَ: هم قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَناتُهم وسَيِّئاتُهم، فَلم يَسْتَحِقُّوا الجَنَّةَ بالحَسَناتِ، وَلَا النارَ بالسَّيِّئاتِ، فكانُوا على الحِجابِ الذِي بينَ الجَنَّةِ والنّارِ، قالَ: ويَجُوزُ أَن يَكونَ مَعْناه وَالله أعلم: على الأَعْرافِ: على مَعْرَفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ، وقِيلَ: أَصْحابُ الأَعْرافِ: أَنْبِياءُ، وقِيلَ: مَلائِكَةٌ على مَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي كُتُب التّفاسِيرِ. والأَعْرافُ من الرِّياحِ: أَعالِيها وأَوائِلُها، وَكَذَلِكَ من السَّحابِ والضَّبابِ، وَهُوَ مجازٌ. وأَعْرافُ: نَخْل وهِضابٌ وَفِي بعضِ النُّسَخِ وَهُوَ الصَّواب وأَعْرافً نَخْلٍ: هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِي سَهْلَة هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه حُمْرٌ فِي أَرْضٍ سهلةٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُعْجَمِ لياقوت، وأَنشدَ: يَا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ أَعْيَنَ مشّاءٍ على الأَعْرافِ وَيَوْم الأَعْرافِ: من أَيّامِهِمْ. وَقَالَ أَبُو زِياد: فِي بِلادِ العَرَب بُلْدانٌ كَثيرةٌ تُسَمَّى الأَعْراف، مِنْهَا: أَعْرافُ لُبْنَى، وأَعْرافُ غَمْرَةَ وغيرُهما، وَهِي مَواضِعُ فِي بِلادِ العَرَبِ، قالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ:
(جلَبْنَا من الأَعْرافِ أَعْرافِ غَمْرَةٍ ... وأَعْرافِ لُبنْىَ الخَيْلَ مِنْ كُلِّ مَجْلَبِ)

(عِراباً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَبَاتُها ... بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُيِّرَ مُنْجِبِ)

(بناتِ الأَغَرِّ والوَجِيهِ ولاحِقٍ ... وأَعْوَجَ ينْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ)
والعَرِيفُ، كأَمِيرٍ: مَ، ْ يُعَرِّف أَصْحابَه، ج: عُرَفاءُ وَمِنْه الحدِيثُ: فارْجِعُوا حتّى يَرْفَع إِلينا عُرَفاؤُكُم أَمْرَكُم. وعَرُفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ وضَرَب عَرافَةً مصدر الأَول، واقْتَصَر الصّاغانيُّ)
والجَوْهَرِيُّ على البابِ الأَوْلِ، أَي: صارَ عَرِيفاً، ويُقال أَيضاً عَرَف فلانٌ عَلَيْنا سِنَين، يعْرُفُ عِرافَةً ككَتَبَ كِتابَةً: إِذا عَمِلَ العِرافَةَ نَقَله الجَوْهرِيُّ. والعَرِيفُ رَئِيسُ القَوْمِ وسَيِّدهم سُمِّي بِهِ، لأَنَّه عُرِفَ بذلِكَ أَو لمعْرِفَتِه بسِياسةِ القَوْمِ. أَو النَّقِيبُ، وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَفِي الحَدِيث: العِرافَةُ حقٌ، والعُرَفاءُ فِي النّارِ وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: العُرَفاءُ جمعُ عَرِيفٍ، وَهُوَ القَيِّمُ بأُمورِ القَبِيلَةِ أَو الجَماعةِ من النّاسِ، يَلِي أُمُورَهُم، ويَتَعَرَّفُ الأَمِيرُ منهُ أَحْوالَهُم، فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِلٍ، وقولُه: العِرافَةٌ حَقٌّ: أَي فِيها مَصْلَحَةٌ للنّاسِ، ورِفْقٌ فِي أُمورِهم وأَحوالِهم، وقولُه: والعُرَفاءُ فِي النّارِ: تَحْذِيرٌ من التَّعَرُّضِ للرِّياسَةِ لِما فِي ذَلِك من الفِتْنَةِ فإِنَّه إِذا لَمْ يَقُمْ بحَقِّه أَثِمَ، واسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ، وَمِنْه حَدِيثُ طاوُس: أَنَّه سأَلَ ابنَ عَبّاسٍ: مَا مَعْنَى قَوْلِ النّاسِ: أَهْلُ القُرآنِ عُرَفاءُ أَهْلِ الجَنَّةِ فقالَ: رُؤَساؤُهم وَقَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ:
(بل كُلُّ حَيٍّ وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَرُمُوا ... عَرِيفُهم بأَثافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ)
وعَرِيفُ بنُ سَرِيعٍ، وابنُ مازِنٍ: تابِعِيّانِ أَما الأَولُ فإِنّه مِصْرِيٌّ يَرْوِي عنْ عبدِ اللهِ بن عَمْرٍ ووعنه تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ، ذكرهُ ابنُ حِبّانٍ فِي الثّقاتِ، وأَما الثانِي، فإِنّه حَكَى عَن عَلِيٍّ ابْن عاصِمٍ، قَالَه الحافِظُ. وعَرِيفُ بنُ جُشَمَ: شاعِرٌ فارِسٌ وَهُوَ من أَجدادِ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ وغيرِه من الجُشَمِيِّينَ. وابنُ العَرِيفِ: أَبُو القاسِم الحُسَيْنُ ابنُ الوَلِيدِ القُرْطُبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ: نَحْوِيٌّ شاعِرٌ.
وفاتَه: أَبو العَبّاسِ بنُ العَرِيفِ: مَعْرُوفٌ، نَقله الحافِظُ. قلت: وَهُوَ أَبو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَّمدِ بنِ مُوسَى ابنِ عَطاءِ الله الصِّنْهاجِيُّ الطَّنْجِيُّ نَزِيلُ المَرِيَّةِ، والمُتوفَّى بمَراكُشَ سنة أَخَذ عَن أَبِي بَكْرٍ عبدِ الباقِي بنِ مُحَمّدِ ابنِ بُرْيال الأَنْصارِيّ، تلميذِ أَبي عَمْرٍ والعَرَبِيِّ، وغَيْرُه، كَما ذَكَرْناهُ فِي رِسالَتِنا: إتْحاف الأَصْفياءِ بسُلاك الأَوْلِياء. وكَزُبَيْرٍ: عُرَيْفُ بنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرةَ الكُوفِيُّ عَن الشَّعْبِيِّ. وعُرَيْفُ بنُ إِبْراهِيمَ يَرْوِي حَدِيثَه يَعْقوبُ بنُ مُحَمّدٍ الزُّهّرِيْ. وعُرَيْفُ بنُ مُدْرِكٍ وغيرُ هؤلاءِ: مُحدِّثُونَ. والحارِثُ بن مالِكِ بن قَيْسِ بن عُرَيْفٍ: صَحابِيُّ، لم أَجِدُ ذِكْره فِي المَعاجِمِ. وعُرَيْفُ بنُ آبَدَ كأَحْمَدَ فِي نَسِبِ حَضْرَمَوْتَ من اليَمَنِ. وَفِي الصِّحَاح: العِرْفُ، بالكَسر، من قَوْلِهِم: مَا عَرَفَ عِرْفِي إِلَّا بِأَخَرَةٍ: أَي مَا عَرَفَنِي إِلاّ أَخِيراً. والعِرْفَةُ، بِالْكَسْرِ: المَعْرِفَةُ وَهَذَا تقدم ذكره فِي أَولِ الْمَادَّة، عِنْد سَرْدِه مَصادِرَ عَرَفَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: العِرْفُ بِالْكَسْرِ الصَّبرُ وَأنْشد لأبي دَهْبَلٍ الجَمْحِيِّ
(قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أَخِي الرُّقَيّاتِ ... مَا أَحْسَنَ العِرْفَ فِي المُصِيباتِ)

وَقد عَرَف للأَمْرِ يعْرِفُ من حد ضرَبَ، واعْتَرَفَ أَي: صَبَرَ، قَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ:
(فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرَى ... وَيَا حُبَّها قعْ بالَّذِي أَنْتَ واقِعُ)
والمَعْرَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: مَوْضِعُ العُرْفِ من الفَرَسِ من النّاصِيَةِ إِلَى المنْسَجِ، وقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ العُرْفُ. والأَعْرفُ من الأَشياء: مَا لهُ عُرْفٌ قالَ: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِنَ أَحْلِفُ كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ والعَرْفاءُ: الضَّبُعُ، لكَثْرَةِ شَعْرِ رَقَبَتِها وقِيلَ: لطُولِ عُرْفِها، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ للشَّنْفَرَي: (وَلِي دُونَكُم أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاءُ جَيْأَلُ)
وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(لَهَا راعِيَا سُوءٍ مُضِيعانِ مِنْهُما ... أَبو جَعْدَةَ العادِي وعَرْفاءُ جَيْأَلُ)
ويُقال: امْرَأَةٌ حَسَنةُ المَعارِفِ: أَي الوَجْهِ وَمَا يَظْهَرُ مِنْها، واحِدُها مَعْرَفٌ، كمَقْعَدٍ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ الإِنسانَ يُعْرَفُ بهِ، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَلَثِّمِينَ على مَعارِفِنَا ... نَثْنِي لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ)
وقِيل: المَعارِفُ: مَحاسِنُ الوَجْهِ. ويُقال: هُوَ من المَعارِفِ: أَي المَعْرُوفِينَ كأَنَّه يُرادُ بِهِ من ذَوِي المَعارِفِ، أَي: ذَوِي الوُجُوهِ. وَمن سَجَعاتِ المَقاماتِ الحَرِيرِيَّةِ: حَيّا اللهُ المَعارف وإِنْ لم يَكُنْ مَعارِف: أَي حيّا اللهُ الوُجُوهَ. وأَعْرَفَ الفَرَسُ: طالَ عُرْفُه. والتَّعرِيفُ: الإِعْلامُ يُقال: عَرَّفَه الأَمْرَ: أَعْلَمَه إيّاه، وعَرَّفَهُ بَيْتَه: أَعْلَمَه بمَكانِه، قالَ سِيَبَويْهِ: عَرَّفْتُه زَيْداً، فذَهَبَ إِلَى تَعْدِيَةِ عَرَّفْتُ بالتَّثْقِيل إِلى مَفْعُولَيْنِ، يَعْنِي أَنَّك تَقُول: عَرَفْتُ زَيْداً، فيَتَعَّدى إِلَى واحدٍ، ثمَّ تُثَقِّلُ العَيْنَ، فيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، قالَ: وأَما عَرَّفْتُه بزْيدٍ، فإِنَّما تُرِيدُ عَرَّفْتُه بهذِه العَلامَةِ وَأَوْضَحْتُه بهَا، فَهُوَ سِوَى المَعْنَى الأَوّلِ، وإِنّما عَرَّفْتُه بزيدٍ، كقَوْلِكَ سَمَّيْتُه بزَيْدٍ. والتَّعْرِيفُ: ضِدُّ التَّنْكِيرِ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: عَرَّفَ بعْضَهُ وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ على قِراءَةِ من قَرأَ بالتَّشْدِيدِ.
والتَّعْرِيفُ: الوُقُوفُ بعرَفاتٍ يُقال: عَرَّفَ الناسُ: إِذا شَهِدُوا عَرَفاتٍ، قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ:
(وَلَا يَرِيمُونَ للتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُم ... حَتَّى يُقالَ: أَجِيزُوا آلَ صَفْوانَا)
وَهُوَ المُعَرَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الموْقِفُ بعَرَفاتٍ وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ: ثُمَّ مَحِلُّها إِلى البيْتِ العتِيقِ وذلِكَ بعدَ المُعَرَّفِ يريدُ بعدَ الوُقُوفِ بعَرَفَةَ، وَهُوَ فِي الأَصْلِ موضِعُ التَّعْرِيفِ، ويكونُ بِمَعْنى)
المَفْعُول. وَمن المَجازِ: اعْرَوْرَفَ الرَّجلُ: إِذا تَهَيَّأَ للشَّرِّ واشْرَأَبَّ لَهُ. وَمن المَجازِ أَيضاً: اعْرَوْرَفَ البَحْرُ: إِذا ارْتَفَعَت أَمْواجُه كالعُرْفِ. وكذلِكَ اعْرَوْرَفَ السَّيْلُ: إِذا تَراكُمَ وارْتَفع.
وَمن الْمجَاز أَيضاً: اعْرَوْرَفَ النَّخْلُ: إِذا كَثُفَ والْتَفَّ كأَنّه عُرْفُ الضَّبُعِ قَالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ يَصِفُ عَطَنَ إِبلِه:
(مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جبّارُه ... بحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ)
واعْرَوْرَفَ الدَّمُ: صارَ لَهُ زَبَدٌ مثلُ العُرْفِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(مُسْتَنَّةٍ سنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفٍ)
واعْرَوْرَفَ الرَّجُلُ الفَرَس: إِذا علا على عُرْفِه نَقله الصَّاغَانِي. وقالَ ابْن عباد: اعْرَوْرفَ الرَّجلُ: ارْتَفَع على الأَعْرافِ. ويُقال: اعْتَرَفَ الرجُلُ بِهِ أَي بذَنْبِه: أَقَرَّ بِهِ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: اطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ، وهم الَّذين يُقِرُّون على أَنْفُسِهِم بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِم فِيهِ الحَدُّ والتَّعْزِيرُ، كأَنَّه كَرِه لَهُم ذَلِك، وأَحبَّ أَنْ يَسْتُرُوه. واعْتَرَفَ فُلاناً: إِذا سَأَله عَن خَبَرٍ ليَعْرِفَه والاسمُ العِرْفَةُ، بالكَسْرِ، وَقد تَقَدَّم شاهدُه من قولِ بِشْرٍ. واعْتَرَفَ الشَّيْءَ: عَرَفَه قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحاباً:
(مَرَتْه النُّعامَى فَلم يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى من الشَّأْمِ رِيحَا)
ورُبّما وَضَعُوا اعْتَرَفَ موضِعَ عَرَفَ، كَمَا وَضَعوا عَرَف موضِعَ اعْتَرَف. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: اعْتَرَفَ فُلانٌ: إِذ ذلَّ وانْقاد وأَنْشَدَ الفَرّاءُ فِي نوادِرِه: مالَكِ تَرْغِينَ وَلَا يَرْغُو الخَلِفْ وتَجْزَعِينَ والمَطِيُّ يَعْتَرِفْ أَي: يَنْقادُ بالعملِ، وَفِي كِتاب يافِع ويَفَعَة: والمَطِيُّ مُعْتَرِف.
واعْتَرَفَ إِليَّ: أَخْبَرنِي باسْمِه وشَأْنِه كأَنّه أَعْلَمَه بِهِ. وتَعَرَّفْتُ مَا عِنْدَك: أَي تَطَلَّبْتُ حَتَّى عَرَفْتُ وَمِنْه الحَدِيثُ: تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخاءِ يَعْرفْكَ فِي الشِّدَّة. ويُقال: ائْتِه فاسْتَعْرِفُ إِليهِ حَتَّى يَعْرِفَكَ وَفِي اللِّسَان: أَتَيْتُ مُتَنَكِّراً ثمَّ اسْتَعْرَفْتُ: أَي عَرَّفْتُه مَنْ أَنا، قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(فاسْتَعْرِفا ثُمّ قُولاَ: إِنَّ ذَا رَحِمٍ ... هَيْمانَ كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسَرَا)

(فإِن بَغَتْ آيَة تَسْتَعْرِفان بِها ... يَوْماً فقُولاَ لَها: العُودُ الَّذِي اخْتُضِرَا)
وتَعارفُوا: عَرَفَ بَعْضُهُمْ بعْضاً وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: وجَعَلْناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا. وسَمَّوْا) عَرَفَةَ مُحَرَّكَةً، ومَعْرُوفاً، وكزُبَيْرٍ، وأَمِيرٍ، وشَدّادِ، وقُفْلٍ وَمَا عَدا الأَوَّلَ فقد ذَكَرَهم المُصَنِّفُ آنِفاً، فَهُوَ تَكْرارٌ، فتَأَمَّلْ. َ وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَمْرٌ عَرِيفٌ: معروفٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. وأَعْرَفَ فُلانٌ فُلاناً، وعَرَّفَه: إِذا وَقَفَهُ على ذَنْبِه، ثمَّ عَفَا عَنهُ. وعَرّضفَه بهِ: وسَمَهُ. وَهَذَا أَعْرَفُ مِنْ هَذَا، كَذَا فِي كِتابِ سِيبَوَيْهِ، قالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدِي أَنَّه على تَوَهُّم عَرُفَ، لأَنَّ الشَّيءَ إِنَّما هُوَ مَعْرُوفٌ لَا عارفٌ، وصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنما هِيَ من الفاعِل دونَ المَفْعُولِ، وَقد حَكَى سِيبَوَيْهِك مَا أَبْغَضَه إِليَّ: أَي أَنَّه مُبْغَضٌ، فتَعَجَّبَ من المَفْعُول كَمَا يُتَعَجَّبُ من الفاعِلِ، حَتَّى قَالَ: مَا اَبْغَضَنِي لَهُ، فعَلَى هَذَا يَصْلُحُ أَنْ يكونَ أَعْرَفُ هُنَا مُفاضَلَةً وتَعَجُّباً من المَفْعُولِ الذِي هُوَ المَعْرُوف. والتَّعْرِيفُ: إِنْشادُ الضّالَّةِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ.
(ُوتَعَرَّفُونِي إِنَّنِي أَنا ذَاكُمُو ... شاكٍ سِلاحِي فِي الفَوارِسِ مُعْلَمُ)
واعْتَرَفَ اللُّقَطَةَ: عَرَّفَها بصِفَتِها وإِنْ لم يَرَها فِي يدِ الرَّجُلِ، يُقَال: عَرَّفَ فلانٌ الضّالَّةَ: أَي ذَكَرَها وطَلَبَ مَنْ يَعْرِفُها، فجاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُها: أَي يَصِفُها بصِفَةٍ يُعْلِمُ أَنّه صاحِبُها. واعْتَرَفَ لَهُ: وصَفَ نفسَه بصفةٍ يُحَقِّقُه بهَا. واسْتَعْرَفَ إِليه: انْتَسَب لَهُ. وتَعَرَّفَهُ المَكانَ، وفِيهِ: تأَمَّلَه بهِ وأَنشدَ سِيبويهِ:
(وقالُوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِنْ مِنىً ... وَمَا كُلُّ من وافَى مِنىً أَنا عارِفُ)
ومَعارِفُ الأَرضِ: أَوْجُهُها وَمَا عُرِف مِنْها. ونَفْسٌ عَرُوفٌ: حاملَةٌ صَبَوُرٌ إِذا حُمِلَتْ على أَمرٍ احْتَمَلَتْه. قالَ الأزهريُّ ونفسٌ عارِفَةٌ، بالهاءِ مِثلُه، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلِكَ حُرَّةً ... تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ)
يَقُول: حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَةً، أَي: صابرَةً. والعَوارِفُ: النُّوقُ الصُّبُرُ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٌّ لمُزاحِمٍ العُقيليِّ:
(وقَفْتُ بهَا حَتّى تَعالَتْ بيَ الضُّحَى ... ومَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ)
المُبْرَياتُ: الَّتِي فِي أُنُوفِها البُرَةُ. والعُرُف، بضمَّتَيْنِ: الجُودُ، لغةٌ فِي العُرْفِ بِالضَّمِّ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْمَلاً ... بالخَيْرِ يُفْشِي فِي مِصْرِه العُرُفَا)
والمَعْرُوف: الجُودُ إِذا كَانَ باقْتِصادٍ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ سِيدَه مَا أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:)
(وَمَا خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى فِي شَبابِه ... إِذا لم يَزِيدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ)
والمَعْرُوف: النُّصْحُ، وحُسنُ الصُّحْبَةِ مَعَ الأَهْلِ وغيرِهم من النّاسِ، وَهُوَ من الصِّفاتِ الغالِبَةِ.
ويُقال للرَّجُلِ إِذا وَلَّى عنكَ بِوُدِّه: قد هاجَتْ مَعارِفُ فُلانٍ، وَهِي مَا كُنْتَ تَعْرِفُه من ضَنِّه بكَ، ومعْنَى هاجَتْ: يبِسَتْ، كَمَا يَهيجُ النَّباتُ إِذا يَبِسَ. والتَّعْرِيفُ: التَّطْييبُ والتَّزْيِينُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ أَي: طَيَّبَها، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا قولُ بعضِ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، يُقَال: طَعامٌ مُعَرَّفٌ: أَي مَطُيَّبٌ، وَقَالَ الفَرّاءُ: مَعْنَاهُ يَعْرِفُونَ منازِلَهُم حَتّى يكونَ أَحَدُهم أَعْرَفَ بَمْنزِلِه فِي الجَنَّةِ مِنْه بمَنْزِله إِذا رَجَع من الجُمُعَةِ إِلَى أَهْلِه، وَقَالَ الراغِبُ: عرَّفَها لَهُم بأَن وَصَفَها وشَوَّقَهُم إِليها. وطَعامٌ مُعَرَّفٌ: وُضِعَ بعضُه على بعضٍ. وعَرُفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: طابَ رِيحُه. وعَرِفَ، كعَلِم: إِذا تَرَك الطِّيبَ، عَن ابنِ الْأَعرَابِي: وأَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ: طَيَِّبَةُ العَرْفِ. وتَعَرَّفَ إِليه: جَعَله يَعْرِفُه.
وعَرَّفَ طَعامَه: أَكْثَر إِدامَهُ. وعَرَّفَ رَأْسَهُ بالدُّهْن: روّاهُ.
واعْرَوْرَفَ الفَرَسُ: صارَ ذَا عُرْفٍ. وسَنامٌ أَعْرَفُ: أَي طَوِيلٌ ذُو عُرْفٍ. د وناقَةٌ عَرْفاءٌ: مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وَقيل: إِذا كانَتْ مُذَكَّرةً تُشْبِهُ الجِمالَ. وجَبَلٌ أَعْرَفُ: لَهُ كالعُرْفِ.
وعُرْفُ الأَرْضِ، بالضَّمِّ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، وحَزْنٌ أَعُرَفُ: مُرْتَفِعٌ. والأَعْرافُ: الحَرْثُ الذِي يَكُونُ على الفُلْجانِ والقَوائِدِ. وعَرَّفَ الشَّرَّ بينَهم: أَرَّثَه، أَبْدِلَت الأَلِِفُ لمكانِ الهَمْزةِ عَيْناً، وأُبْدِل الثّاءُ فَاء، قَالَه يَعْقُوب فِي المُبْدَلِ، وَأنْشد:
(وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينَهُم ... وَلَا حينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبَا)
أَي أَرَّثَ ومَعْرُوفٌ: وادٍ لَهُم أَنشَدَ أَبو حنيفَةَ:
(وحَتَى سَرَتْ بعدَ الكَرَى فِي لَويِّه ... أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ)
وتَعارَفُوا: تَفاخَرُوا: ويُرْوَى بالزاي أَيضاً، وَبِهِمَا فُسِّرَ مَا فِي الحديثِ: أَن جارِيَتَين كانَتَا تُغَنِّيانِ بِمَا تَعارفَت الأَنْصارُ يومَ بُعاثٍ. وتَقُولُ لمَنْ فِيه جَرِيَرةٌ: مَا هُوَ إِلَّا عُرَيْرِفٌ. وقُلَّةٌ عَرْفاءُ: مرتَفِعَةٌ، وَهُوَ مجَاز. وعَرَفْتُه: أَصَبْتُ عَرْفَه، أَي: خَدَّه. والعارِفُ فِي تَعارُفِ القومِ: هُوَ المُخْتَصُّ بمَعْرِفَةِ اللهِ، ومَعْرِفةِ مَلَكُوتِه، وحُسْنِ مُعامَلَتِه. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: عَرَفَ: اسْتَخْذَى. وَقد عَرَفَ عندَ المُصِيبَةِ: إِذا صَبَرَ. وعَرُفَ ككَرُمَ عَرافَةً: طابَ رِيحُه. وأَعْرفَ الطَّعامُ: طابَ) عَرْفُه، أَي رائِحَتُه. والأَعَارِفُ: جِبالُ اليمامَةِ، عَن الحَفْصِيِّ. والأَعْرَفُ: اسمُ جَبَلٍ مُشْرِف على قُعَيْقِعانَ بمكَّة. والأُعَيْرِفُ: جَبَلٌ لطَيِّئٍ، لَهُم فِيهِ نَخْلٌ، يُقالُ لَهُ: الأَفِيقُ. وعَرَف، مُحَرَّكَةً: من قُرى الشِّحْرِ باليَمَنِ. وعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَّمدٍ بنِ حُجْرٍ العَرّافِيُّ بِالْفَتْح مَعَ التَّشديد رَوَى عَن شيخٍ يُكْنَى أَبا الحَسَنِ، وَعنهُ حَسَنُ بنُ يَزْدادَ.
عرف: {بالعرف}: المعروف. {الأعراف}: سور بين الجنة والنار، وكل مرتفع من الأرض أعراف، الواحد: عُرف.
العرف: ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول، وهو حجة أيضًا، لكنه أسرع إلى الفهم، وكذا العادة، هي ما استمر الناس عليه على حكم العقول وعادوا إليه مرة بعد أخرى.
(عرف) الْحجَّاج وقفُوا بِعَرَفَات وَالِاسْم (فِي اصْطِلَاح النُّحَاة) ضد نكره وَالشَّيْء طيبه وزينه والضالة نشدها وَعَلَيْهِم عريفا أَقَامَهُ ليعرف من فيهم من صَالح وطالح وَفُلَانًا بِكَذَا وسمه بِهِ وَفُلَانًا الْأَمر أعلمهُ إِيَّاه
(عرف)
فلَان على الْقَوْم عرافة دبر أَمرهم وَقَامَ بسياستهم وَالشَّيْء عرفانا وعرفانا وَمَعْرِفَة أدْركهُ بحاسة من حواسه فَهُوَ عَارِف وعريف وَهُوَ وَهِي عروف وَهُوَ عروفة (وَالتَّاء للْمُبَالَغَة) وَيُقَال لأعرفن لَك مَا صنعت لأجازينك بِهِ وللأمر عرفا صَبر فَهُوَ عَارِف وعروف وعروفة

(عرف) فلَان أَصَابَته العرفة فَهُوَ مَعْرُوف

(عرف) عرفا ترك التَّطَيُّب فَهُوَ عرف والديك كَانَ لَهُ عرف فَهُوَ أعرف وَهِي عرفاء (ج) عرف

(عرف) عرفا صَار عريفا وَأكْثر من الطّيب
(عرف) - في الحديث: "مَنْ فَعَل كَذَا وكذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة"
: أي رِيحَها الطَّيِّبة. والعَرْفُ: الرِّيح.
- في حديث سَعِيد بن جُبَيْر: "ما أَكَلْتُ لحمًا أَطْيَبَ من مَعْرَفَةِ البِرْذَوْن"
: أي مَنْبِت عُرْفه، وأَعرَفَ الفَرسُ: طال عُرْفُه. وعَرفْتُه: جَزَزْته.
- في الحديث: "العِرافَة حَقٌّ، والعُرفَاء في النار"
العُرَفَاء: جمع العَرِيفِ، وهو القَيِّم بأَمْرِ القَبِيلة والمَحَلَّة يَلِى أُمورَهم ويتعَرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهم، وهو مبالغة في اسْمِ مَنْ يَعرِف حالَ الجُند ونَحوِهم، وقد عَرُفَ وعَرَف.
وقوله: حَقٌّ: أي فيها مَصلحةٌ للنَّاس ورِفْقٌ في الأُمور.
وقوله: في النَّار، معناه التَّحذِيرُ من التَّعرُّض للرِّياسة لِمَا في ذلك من الفِتْنة، وأَنّه إذا لم يَقُم بحَقِّه ولم يُؤدِّ الأَمانَة فيه أَثِم واستَحقَّ العُقوبةَ. - في حديث عَوْفِ بنِ مالك - رضي الله عنه -: "لتَردَّنَّه أو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"
: أي لأجازِينَّك بها حتى تَعرِف سُوءَ صَنِيعِك.
قال الفَرَّاء: تقول العربُ للرجل إذا أَسَاء إليه: لَأعُرِّفَنَّ لك غِبَّ هذا: أي لأُجَازِينَّك عليه. تقول هذا لمن يَتَوعَّده
: أي قد عَلِمتُ ما عَمِلتَ، وعَرفتُ ما صَنَعْتَ. ومعناه: سَأُجَازِيك عليه، لا أَنَّك تَقْصد إلى أن تعرِّفَه أَنَّك قد عَلِمتَ فقط.
- ومنه قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} بالتَّخْفِيف
: أي جَازَى على بَعْض.
- في حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: "جَاؤُا كأنّهم عُرْفٌ"
يقال: طار القَطَا عُرْفًا عُرْفًا: أي بَعْضُها خَلْفَ بعض.
عرف
عَرَفَ عِرْفَاناً ومَعْرِفَةً. ورَجُلٌ عَرُوْفَةٌ وعَرِيْفٌ: أي عَارِف. وعَرَفَ: اسْتَحْذى. وصَبَرَ، وهو عارِفٌ وعَرُوْفٌ، والعِرْفُ: الصَّبْر. والعَرَّافُ: دُوْنَ الكاهِن. والعَرْفُ: نَباتٌ ليس بِحَمْضٍ ولا عِضَاهٍ من الثُّمام. والرِّيْحُ الطَّيِّبَة، ومنه قَوْلُ الله تَبارَكَ وتَعَالى: " ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّفَها لهم "، وقيل: معناه حَدَّها لهم، والعُرَفُ: الحُدُوْد، والواحِدَة: عُرَفَة، وسُمِّيتْ عَرَفَةُ بذلك كأنَّه عُرِفَ حَدُّه. والعُرْفُ: المَعْرُوْف. وعُرْفُ الفَرَس. ويُقال: أعْرَفَ: إِذا طالَ عُرْفُه، وعَرَفْتُه: جَزَزْتَه، والمَعْرَفَةُ: مَوْضِعُ العُرْف.
وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بَعْضُها خَلْفَ بعضٍ. والأعْرافُ: ما ارتَفَعَ من الرَّمْل، والواحِدُ: عُرْفٌ. وقيل: الأعْرَافُ: كُلُّ مُرْتَفعٍ عند العَرَب، ومنه قولُ الله عَزَّ ذِكْرُه: " وعلى الأعْرَافِ رِجَالٌ " وهو اسْمُ واحِدٍ وإنْ كان بِناؤه جَميْعاً. واعْرَوْرَفَ: ارْتَفَعَ على الأعْرَاف. واع واعْرَوْرَفَ البَحْرُ: ارْتَفَعَتْ أعْرَافُه وأمْواجُه. والعُرَفُ - والواحِدَةُ عُرْفَةٌ -: أشْرافُ الأرض الدِّقَاق المُرْتَفِعَةُ. واسْمُ مَوْضِعٍ. والعُرَفُ بِبِلادِ بَني أَسَد: عُرْفَةُساقٍ، عُرْفَةُالأمْلَح، عُرْفَةُ صَارَةَ، وعُرْفَة الثَّمد؛ وعُرْفَة الماوَيْنِ؛ وعُرْفَة القَرْدَيْن مَوَاضَعُ. واعْتَرَفْتُهُم: سَألْتَهم عن خَبَرٍ. والاعْتِراف: الاقْرارُ بالذُّلِّ أو الذَّنْب.
والتَّعْرِيْفُ: الوُقُوْفُ بعَرَفاتٍ: وتَعْظِيْمُ يَوْمِ عَرَفَة. وأنْ يُصِيْبَ الضّالَّةَ فَيُنادي عليه.
والعُرُفانُ: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ له عُرْفٌ. وامْرأةٌ حَسَنَةُ المَعَارِف: وهي الوَجْه: واحِدُها: مَعْرَفٌ ومَعْرِفٌ: وقيل: هي الأنْفُ وما والاه. والعَرْفَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُج على اليَد، وقد عُرِفَ الرَّجُلُ.
والعِرَافَةُ: كالنَّقَابَة، ومنا رَجُلٌ عَرِيْفٌ.
عرف
المَعْرِفَةُ والعِرْفَانُ: إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره، وهو أخصّ من العلم، ويضادّه الإنكار، ويقال: فلان يَعْرِفُ اللهَ ولا يقال: يعلم الله متعدّياإلى مفعول واحد، لمّا كان مَعْرِفَةُ البشرِ لله هي بتدبّر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يَعْرِفُ كذا، لمّا كانت المَعْرِفَةُ تستعمل في العلم القاصر المتوصّل به بتفكّر، وأصله من: عَرَفْتُ. أي: أصبت عَرْفَهُ. أي:
رائحتَهُ، أو من أصبت عَرْفَهُ. أي: خدّه، يقال:
عَرَفْتُ كذا. قال تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا
[البقرة/ 89] ، فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
[يوسف/ 58] ، فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ
[محمد/ 30] ، يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ
[البقرة/ 146] . ويضادّ المَعْرِفَةُ الإنكار، والعلم الجهل. قال: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها [النحل/ 83] ، والعَارِفُ في تَعَارُفِ قومٍ:
هو المختصّ بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى، يقال: عَرَّفَهُ كذا. قال تعالى:
عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ
[التحريم/ 3] ، وتَعَارَفُوا: عَرَفَ بعضهم بعضا. قال:
لِتَعارَفُوا
[الحجرات/ 13] ، وقال:
يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ
[يونس/ 45] ، وعَرَّفَهُ:
جعل له عَرْفاً. أي: ريحا طيّبا. قال في الجنّة:
عَرَّفَها لَهُمْ
[محمد/ 6] ، أي: طيّبها وزيّنها لهم، وقيل: عَرَّفَهَا لهم بأن وصفها لهم، وشوّقهم إليها وهداهم. وقوله: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
[البقرة/ 198] ، فاسم لبقعة مخصوصة، وقيل: سمّيت بذلك لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحوّاء ، وقيل: بل لِتَعَرُّفِ العباد إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية. والمَعْرُوفُ:
اسمٌ لكلّ فعل يُعْرَفُ بالعقل أو الشّرع حسنه، والمنكر: ما ينكر بهما. قال: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران/ 104] ، وقال تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
[لقمان/ 17] ، وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً
[الأحزاب/ 32] ، ولهذا قيل للاقتصاد في الجود:
مَعْرُوفٌ، لمّا كان ذلك مستحسنا في العقول وبالشّرع. نحو: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء/ 6] ، إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ [النساء/ 114] ، وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
[البقرة/ 241] ، أي:
بالاقتصاد والإحسان، وقوله: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق/ 2] ، وقوله: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ
[البقرة/ 263] ، أي: ردّ بالجميل ودعاء خير من صدقة كذلك، والعُرْفُ: المَعْرُوفُ من الإحسان، وقال: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
[الأعراف/ 199] . وعُرْفُ الفرسِ والدّيك مَعْرُوفٌ، وجاء القطا عُرْفاً. أي: متتابعة. قال تعالى: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً
[المرسلات/ 1] ، والعَرَّافُ كالكاهن إلّا أنّ العَرَّافَ يختصّ بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بمن يخبر بالأحوال الماضية، والعَرِيفُ بمن يَعْرِفُ النّاسَ ويُعَرِّفُهُمْ، قال الشاعر:
بعثوا إليّ عَرِيفَهُمْ يتوسّم
وقد عَرُفَ فلانٌ عَرَافَةً: إذا صار مختصّا بذلك، فالعَرِيفُ: السّيدُ المعروفُ قال الشاعر:
بل كلّ قوم وإن عزّوا وإن كثروا عَرِيفُهُمْ بأثافي الشّرّ مرجوم
ويومُ عَرَفَةَ يومُ الوقوفِ بها، وقوله: وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ
[الأعراف/ 46] ، فإنه سور بين الجنّة والنار، والاعْتِرَافُ: الإقرارُ، وأصله:
إظهار مَعْرِفَةِ الذّنبِ، وذلك ضدّ الجحود. قال تعالى: فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ
[الملك/ 11] ، فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا
[غافر/ 11] .

عمل

(ع م ل) : (عَمِلْتُ) عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فَعَمَّلَنِي) أَيْ فَأَعْطَانِي الْعُمَالَةَ وَهِيَ أُجْرَةُ الْعَامِلِ لِعَمَلِهِ فِي ن ك.
(عمل)
عملا فعل فعلا عَن قصد ومهن وصنع وَفُلَان على الصَّدَقَة سعى فِي جمعهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين والعاملين عَلَيْهَا} وللسلطان على بلد كَانَ واليا عَلَيْهِ فَهُوَ عَامل
(عمل) - في حديث عُمَرَ، رَضي الله عنه -: "فعَمَّلنِي"
: أي أَعْطانِي عُمَالتِي، وأجرةَ عَمَلي، وكذا أعْمَلَني؛ وقد يكون عَمَّلَني بمعنَى: ولاَّني وأَمَّرني.
- في الحديث: "ما تَركْتُ بعد نفَقَةِ عِيالِي ومَؤونَةِ عَامِلي صَدَقَةٌ".
قيل: عامِلُه: الخَلِيفةُ بَعدَه وأَزْواجه.
قال ابنُ عُيَيْنَة: هُنَّ كالمُعْتَدَّات إذ لا يَجُوز لَهُنَّ أن يَنْكِحْنَ، فَجَرت لَهُنَّ النَّفَقَة.
ع م ل: (عَمِلَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (أَعْمَلَهُ) غَيْرُهُ وَ (اسْتَعْمَلَهُ) بِمَعْنًى. وَاسْتَعْمَلَهُ أَيْضًا أَيْ طَلَبَ إِلَيْهِ الْعَمَلَ. وَ (اعْتَمَلَ) اضْطَرَبَ فِي (الْعَمَلِ) . وَرَجُلٌ (عَمِلٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ مَطْبُوعٌ عَلَى الْعَمَلِ. وَرَجُلٌ (عَمُولٌ) . وَ (عَامِلُ) الرُّمْحِ مَا يَلِي السِّنَّانِ وَهُوَ دُونَ الثَّعْلَبِ. وَ (تَعَمَّلَ) فُلَانٌ لِكَذَا. وَ (التَّعْمِيلُ) تَوْلِيَةُ الْعَمَلِ يُقَالُ: (عَمَّلَهُ) عَلَى الْبَصْرَةِ. وَ (الْعُمَالَةُ) بِالضَّمِّ رِزْقُ (الْعَامِلِ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: يُقَالُ: (اسْتَعْمَلَ) فُلَانٌ اللَّبِنَ إِذَا بَنَى بِهِ بِنَاءً. قُلْتُ: وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ مَاءٌ (مُسْتَعْمَلٌ) قِيَاسٌ عَلَى هَذَا وَإِلَّا فَلَا وَجْهَ لِصِحَّتِهِ غَيْرُ هَذَا الْقِيَاسِ. 
ع م ل : عَمِلْتُهُ أَعْمَلُهُ عَمَلًا صَنَعْتُهُ وَعَمِلْتُ عَلَى الصَّدَقَةِ سَعَيْتُ فِي جَمْعِهَا وَالْفَاعِلُ عَامِلٌ وَالْجَمْعُ عُمَّالٌ وَعَامِلُونَ وَيَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْمَلْتُهُ كَذَا وَاسْتَعْمَلْتُهُ أَيْ جَعَلْتُهُ عَامِلًا.

وَاسْتَعْمَلْتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يَعْمَلَ.

وَاسْتَعْمَلْتُ الثَّوْبَ وَنَحْوَهُ أَيْ أَعْمَلْتُهُ فِيمَا يُعَدُّ لَهُ وَعَامَلْتُهُ فِي كَلَامِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ يُرَادُ بِهِ التَّصَرُّفُ مِنْ الْبَيْعِ وَنَحْوِهِ وَقَالَ الصَّغَانِيّ الْمُعَامَلَةُ فِي كَلَامِ أَهْلِ الْعِرَاقِ هِيَ الْمُسَاقَاةُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِيِّينَ وَعَمَّلْتُهُ عَلَى الْبَلَدِ بِالتَّشْدِيدِ وَلَّيْتُهُ عَمَلَهُ.

وَالْعُمَالَةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ أُجْرَةُ الْعَامِلِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ. 
عمل
العَمَلُ: كلّ فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخصّ من الفعل ، لأنّ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعَمَلُ قلّما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العَمَلُ في الحيوانات إلّا في قولهم: البقر العَوَامِلُ، والعَمَلُ يستعمل في الأَعْمَالِ الصالحة والسّيّئة، قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
[البقرة/ 277] ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ
[النساء/ 124] ، مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ [النساء/ 123] ، وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
[التحريم/ 11] ، وأشباه ذلك. إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ
[هود/ 46] ، وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ، وقوله تعالى: وَالْعامِلِينَ عَلَيْها
[التوبة/ 60] : هم المتولّون على الصّدقة، والعَمَالَةُ: أجرته، وعَامِلُ الرُّمْحِ: ما يلي السّنان، والْيَعْمُلَةُ: مشتقّة من الْعَمَلِ .
[عمل] عَمِلَ عَمَلاً. وأعْمَلَهُ غيره واسْتَعْمَلهُ بمعنًى. واسْتَعْمَلَهُ أيضاً، أي طلب إليه العمل. واعْتَمَلَ: اضطرب في العمل. وقال: إنَّ الكريم وأبيك يَعْتَمِلْ إن لم يَجِدْ يوما على من يتكل وعمل: اسم رجل. وقالت امرأة ترقص ولدها  أشبه أبا أمك أو أشبه عمل ولا تكونن كهلوف وكل وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل ورجل عمل بكسر الميم، أي مطبوع على العمل. ورجلٌ عَمولٌ. واليَعْمَلَةُ : الناقة النجيبة المطبوعة على العمل. وطريقٌ مُعْمَلٌ، أي لحب مسلوك. وعامل الرمح: ما يلي السِنان، وهو دون الثعلب. وعاملة: حى من اليمن، وهو عاملة بن سبأ. ويزعم نساب مضر أنهم من ولد قاسط. قال الاعشى: أعامل حتى متى تذهبين إلى غير والدك الاكرم ووالدكم قاسط فارجعوا إلى النسب الا تلد الاقدم وتعمل فلان لكذا. والتعميل: توليةُ العمل. يقال: عَمَّلْتُ فلاناً على البصرة. والعمالة بالضم: رزق العامل. 

عمل


عَمِلَ(n. ac. عَمَل)
a. Worked, laboured, wrought.
b. Did; made; performed, accomplished, executed;
practised, exercised.
c. Acted, worked, operated, produced an effect.
d. ['Ala], Worked, laboured, toiled at; applied himself to
busied himself with, engaged in.
e. [Fī], Acted upon; influenced; governed ( a
case ).
f. [La & 'Ala], Ruled over, governed.... under (
province ).
g. Was continual.
h. Was brisk, quick.

عَمَّلَa. Made governor, ruler.
b. [ coll. ], Suppurated; festered
(wound).
عَاْمَلَa. Transacted business, had dealings with; acted in
concert with.
b. Treated, behaved to.

أَعْمَلَa. Made to work; set working, put in motion, started (
machine ).
b. Employed; used; made to do, perform.
c. Urged on; drove.

تَعَمَّلَ
a. [La
or
Fī], Worked, laboured, toiled at; applied himself to.

تَعَاْمَلَa. Had dealings with each other; acted together.
b. Treated, behaved to each other ( ill or
well ).
إِنْعَمَلَ
a. [ coll. ], Was done, made
executed, accomplished, performed, finished.
إِعْتَمَلَa. Occupied himself; worked, laboured &c.; was busy
occupied, engaged.

إِسْتَعْمَلَa. Made, bid to work; employed; used, made use of.

عَمْلa. Business, office, function; sphere, province.

عَمْلَةa. Theft.
b. Perfidy, treachery.

عِمْلَةa. Mode, manner, way of working; action;
operation.
b. see 3t (a)
عُمْلَةa. Wages, pay; salary.
b. [ coll. ], Currency, current
money.
عَمَل
(pl.
أَعْمَاْل)
a. Deed, action, act.
b. Work, labour, toil; occupation, employment.
c. Work, making, make, manufacture.
d. Governing (grammatical).
e. Pus, matter, discharge.

عَمَلِيّa. Practical.
b. Artificial, made up; counterfeit.

عَمَلِيَّةa. Practice; use; experience.
b. Management, tact.
c. [ coll. ], Work, occupation.

عَمِلa. Active, energetic; fit for work.

عَمِلَةa. fem. of
عَمِلb. Work; action, act, deed.
c. Affair, matter, business; thing.

مَعْمَل
(pl.
مَعَاْمِلُ)
a. [ coll. ], Work-shop; factory;
mill.
عَاْمِل
( pl.
reg.
عَمَلَة
عُمَّاْل
29)
a. Working, labouring; acting, performing; making
constructing &c.
b. Worker; workman; labourer; operative, hand.
c. Governor, prefect.
d. (pl.
عَوَاْمِلُ), Governing (word).
e. Top, upper part of the lance ( into which the
head fits ).
عَاْمِلَة
(pl.
عَوَاْمِلُ
& reg. )
a. fem. of
عَاْمِل
. —
عَمَاْلَة
22t
عِمَاْلَة
عُمَاْلَة
Wages, pay; salary.
عَمِيْل
(pl.
عُمَلَآءُ)
a. [ coll. ]
Business-correspondent.
عَمُوْلa. Industrious, hardworking; worker; workman.

عَمَّاْلa. Worker; labourer; toiler.

عَمَلَاْنa. Action.

عَوَاْمِلُa. Feet, legs.
b. Beasts of burden.

N. P.
عَمڤلَa. Done, made.
b. [ coll. ], A kind of
confectionery.
N. Ag.
عَمَّلَ
a. [ coll. ], Festering, gangrened
(wound).
N. Ac.
عَاْمَلَ
(عِمْل), ( pl.
reg. )
a. Commercial transactions.
b. Proceedings; behaviour.
c. [ coll. ], Money, cash.

N. Ac.
إِسْتَعْمَلَa. Use, employment, service.

مُسْتَعْمَلَة
a. [ coll. ], Urinal, chamber.

يَعْمَل
a. Excellent camel.

بَنو الْعَمَل
a. Foot-passengers.

أَعْمَال البَلَد
a. The provinces of a country.

عَمَّال يَكْتُب
a. [ coll. ], He is writing, he is
engaged at writing ( عَمَّال
is often used to express the present tense of the verb To be).
(ع م ل)

العَمَلُ: المهنة وَالْفِعْل. وَالْجمع أَعمال. عَمِلَ عَمَلاً وأعْمَلَه واسْتَعْمَلَه.

واعْتَمَلَ: عَمِلَ بِنَفسِهِ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إنَّ الكرِيم وأبِيكَ يَعْتَمِلْ

إنْ لمْ يَجِدْ يَوْما عَلى مَنْ يتَّكِلْ

فَيكتَسِي منْ بَعدِها ويكْتَحِلْ

أَرَادَ: من يتكل عَلَيْهِ. فَحذف " عَلَيْهِ " هَذِه، وَأَرَادَ " على " مُتَقَدّمَة، أَلا ترى انه: يَعْتَمِلُ إِن لم يجد من يتكل عَلَيْهِ.

وَقيل: العَملُ لغيره، والِاعتِمالُ لنَفسِهِ.

وأعملَ رَأْيه وآلته وَلسَانه واستَعْمله: عمل بِهِ.

وَرجل عَمِلٌ: ذُو عَمَلٍ. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَأنْشد لساعد بن جؤية:

حَتى شآها كِليلٌ مَوْهِنا عَمِلٌ ... باتَتْ طِرابا وباتَ اللَّيلَ لم يَنمِ

نصب سِيبَوَيْهٍ موهنا بِعَمِلٍ، وَدفعه غَيره من النَّحْوِيين فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ ظرف، وَهَذَا حسن مِنْهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يحمل الشَّيْء على إِعْمَال فعل إِذا لم يُوجد من إعماله بُد.

والعَمِلَةُ: العَمَلُ. إِذا أدخلُوا الْهَاء كسروا الْمِيم.

والعَمِلَةُ والعِمْلَةُ: مَا عُمِلَ.

والعِمْلَةُ: حَالَة العَمَلِ.

وعِمْلَةُ الرجل: باطنته فِي الشَّرّ خَاصَّة. وَكله من العَمَلِ.

والعِمْلَةُ والعُمْلَةُ والعُمالةُ والعَمالةُ والعِمالةُ - الْأَخِيرَة عَن اللحياني - كُله: أجْرُ مَا عُمِلَ.

والعَمَلَةُ: الْقَوْم يَعْمَلُون بِأَيْدِيهِم.

وعامَلَهُ: سامه بِعَمَل.

والعامِلُ فِي الْعَرَبيَّة: مَا عَمِلَ عَمَلاً مَا، فَرفع أَو نصب أَو جر كالفعل الرافع والناصب والجازم وكالأسماء الَّتِي من شَأْنهَا أَن تعْمل أَيْضا وكأسماء الفِعْلِ. وَقد عَمِل الشَّيْء فِي الشَّيْء: أحدث فِيهِ نوعا من الْإِعْرَاب.

وعَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ: بَالغ فِي أَذَاهُ وعَمِلَهُ بِهِ. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَمِلَ بِهِ العِمْلينَ بِكَسْر الْعين وَسُكُون الْمِيم. وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ العملين بِكَسْر الْعين وَفتح الْمِيم وتخفيفها.

واليَعْمَلَةُ من الْإِبِل: النجيبة المُعْتَمَلةُ، وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا للْأُنْثَى. هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَقد حكى أَبُو عَليّ يَعْمَلٌ ويَعْمَلَةٌ، واليَعْمَلُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم لِأَنَّهُ لَا يُقَال: جمل يَعْمَلٌ وَلَا نَاقَة يَعْمَلَةٌ، إِنَّمَا يُقَال: يَعْمَلٌ ويَعْمَلَةٌ، فيُعْلَمُ انه يَعْنِي بهما الْبَعِير والناقة. وَلذَلِك قَالَ: لَا نَعْلَمُ يَفْعَلاً جَاءَ وَصفا. وَقَالَ فِي بَاب مَا ينْصَرف: إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلَةٍ فحجر بِلَفْظ الْجمع أَن يكون صفة للْوَاحِد الْمُذكر، وَبَعْضهمْ يرد هَذَا وَيجْعَل اليَعْمَل وَصفا.

وَقَالَ كرَاع: اليَعْمَلَةُ: النَّاقة السريعة، اشتق لَهَا اسْم من الْعَمَل.

وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنَة العَمالَةِ: فارهة وَقد عَمِلَتْ، قَالَ الْقطَامِي:

نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إلَيْه مَطِيَّتِي ... لَا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفارِ كِلانا

وحبل مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِلَ بِهِ ومهن.

وعَمِلَ الْبَرْق عَمَلاً فَهُوَ عَمِلٌ: دَامَ، قَالَ سَاعِدَة:

حَي شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عمِلٌ ... باتَتْ طِرَابا وباتَ اللَّيْلَ لمْ يَنَمِ

وعُمِّلَ فلَان على الْقَوْم: أُمر.

والعَوَامِلُ: الأرجل.

والعَوَامِلُ: بقر الْحَرْث والدياسة.

وعامِلُ الرمْح وعامِلَتُه: صَدره.

وَحكى اللحياني: لم أر النَّفَقَة تَعْمَل كَمَا تَعْمَل بِمَكَّة. وَلم يفسره إِلَّا أنَّه أتبعه بقوله: وكما تنْفق بِمَكَّة، فَعَسَى أَن يكون الأول فِي هَذَا الْمَعْنى.

وَبَنُو عامِلَةَ وَبَنُو عُمَيلَة حَيَّان من الْعَرَب.

وعَمَلي: مَوضِع.
[عمل] نه: فيه: دفع إليهم أرضهم على أن "يعتملوها" من أموالهم، أي يقومون بما يحتاج إليه من عمارة وزراعة وتلقيح وحراسة ونحوها. وفيه: ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤنة "عاملي" فهو صدقة، أراد بعياله زوجاته وبعامله الخليفة بعده، وخص أزواجه لأنه لا يجوز نكاحهن فهن كالمعتدات، والعامل هو من يتولى أمور الرجل في ماله وعمله، ومنه قيل لمن يستخرج الزكاة: عامل، والعمالة- بالضم: أجرة العامل. ومنه ح عمر: خذ ما أعطيت فإني "عملت" على عهده صلى الله عليه وسلم "فعملني"، أي أعطاني عمالتي، يقال منه: أعملته وعملته، وقد يكون عملته بمعنى جعلته عاملًا. ن: "فعملني"- بتشديد ميم، أعطاني أجرة عملي؛ وفيه جواز أخذ الأجرة على أعمال المسلمين كالقضاء والحسبة. ك: يأكل منه بقدر "عمالته"- بضم وخفة ميم: رزق العامل، أي بقدر حق سعيه وأجر مثله، وروي: بقدر ماله، أي إذا كان وليًّا لليتامى يأخذ من كل بالقسط، وفي بعضها: ما له- بفتح لامه، أي بقدر الذي له من العمل، بالمعروف بيان له. وفيه: "استعملت" فلانًا و"لم تستعملني" قال: إنكم سترون بعدي أثرة، وجه مطابقته السؤال أن استعمال فلان ليس لمصلحة خاصة بل لك ولجميع المسلمين نعم يصير بعدي الاستعمالات خاصة فيصدق أنه لفلان وليس لي. ومنه: ثم "تستعمل" من أراده، أي لا تفوض الأمر إلى الحريص عليه. ط: و"استعمل" ابن اللتية، أي جعله عاملًا في جمع الزكاة- ومر بيانه في جلس. وح: و"إن استعمل" عليكم عبدًا حبشيًّا، أي ولاه الإمام الأعظم على سبيل الفرض. ج: و"أن تعملا" فيها بما كان يعمل النبي صلى الله عليه وسلم، هذا يبين أنهما إنما اختصما إليه في استناب الولاية والحفظ وأن يولي كلًّا منهما نصفا ولم يسألاه أن يقسمه بينهما ميراثًا وملكًا بعد أن كان أسلماها أيام أبي بكر، وكيف يجوز ذلكوإلا وجب نصب عمل.

عمل: قال الله عز وجل في آية الصَّدَقات: والعامِلِين عليها؛ هم

السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من أَربابها، واحدهم عامِلٌ وساعٍ. وفي

الحديث: ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة عامِلي صَدَقةٌ؛ أَراد بعياله

زَوْجاتِه، وبعامِله الخَلِيفة بعده، وإِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لا يجوز

نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات. والعامِلُ: هو

الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه، ومنه قيل للذي

يَسْتَخْرج الزكاة: عامِل. والعَمَل: المِهْنة والفِعْل، والجمع أَعمال، عَمِلَ

عَمَلاً، وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله، واعْتَمَل الرجلُ: عَمِلَ

بنفسه؛ أَنشد سيبويه:

إِنَّ الكَرِيمَ، وأَبِيك، يَعْتَمِل

إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل،

فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل

أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه، فحذف عليه هذه وزاد عَلى متقدِّمةً، أَلا

ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه؟ وقيل: العَمَلُ

لغيره والاعْتِمالُ لنفسه؛ قال الأَزهري: هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم

نَفْسَه، واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه. واسْتَعْمَلَ فلان

غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل له، واسْتَعْمَلَه: طَلَب إِليه العَمَل.

واعْتَمَل: اضطرب في العَمَل. واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من

أَعْمالِ السلطان. وفي حديث خيبر: دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن

يَعْتَمِلوها من أَموالهم؛ الاعْتمال: افتعال من العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما

يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة ونحو ذلك. وأَعْمَلَ فلان

ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه. وأَعْمَل رَأْيَه وآلَتَه

ولِسانَه واسْتَعْمَله: عَمِل به. قال الأَزهري: عَمِلَ فلان العَمَلَ

يَعْمَلُه عَمَلاً، فهو عامِلٌ، قال: ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً

متعدِّياً إِلا في هذا الحرف، وفي قولهم: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً، وإِلاَّ

فسائر الكلام يجيء على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة

سَرْطاً، وبَلِعْته بَلْعاً وما أَشبهه. ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً. ورجل

عَمِلٌ: ذو عَمَلٍ؛ حكاه سيبويه؛ وأَنشد لساعدة بن جُؤَبَّة:

حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ،

باتت طِراباً، وبات اللَّيْلَ لم يَنَمِ

نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل

(* قوله «نصب سيبويه موهناً بعمل» هي

عبارة المحكم، وفي المغني: وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل

بقوله: حتى شآها كليل) ودَفَعَه غيرُه من النحويين فقال: إِنما هو ظرف، وهذا

حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم يوجد

من إِعْماله بُدٌّ. ورجل عَمُولٌ: بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على

العَمَل. وتَعَمَّل فلان لكذا، والتعميل: تولية العَمَل. يقال: عَمَّلْت فلاناً

على البصرة؛ قال ابن الأَثير: قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته

عامِلاً؛ وأَما ما أَنشده الفراء للبيد:

أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ،

بَسَراتِها نَدَبٌ له وكُلوم

فقال: أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج، قال: ولو كانت عامِل لكان

أَبْيَنَ في العربية، قال الأَزهري: العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد،

وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل

(* قوله «فجعل عمل

بمعنى معمل إلخ» عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال: فلان عضد فلان وعضادته

ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه، وقال لبيد: أَو مسحل سنق عضادة إلخ ثم

قال في تفسيره: يقول هو يعضدها، يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا

يفارقها) أَو عامِل، ثم جعله عَمِلاً، والله أَعلم. واسْتَعْمَل فلان

اللَّبِنَ إِذا ما بَنى به بِناءً.

والعَمِلةُ: العَمَلُ، إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم. والعَمِلَة

والعِمْلة: ما عُمِلَ. والعِمْلة: حالَةُ العَمَل. ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة

إِذا كان خبيث الكسب. وعِمْلةُ الرجل: باطِنَته في الشرِّ خاصة، وكلُّه من

العَمَل. وقالت امرأَة من العرب: ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما

كان لي عَمَلٌ. والعِمْلَة والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة؛

الأَخيرة عن اللحياني، كله: أَجْرُ ما عُمِل. ويقال: عَمَّلْت القومَ

عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لابن

السَّعْدي: خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي، يقال

منه: أَعْملته وعَمَّلْته. قال الأَزهري: العُمالة، بالضم، رِزْقُ العامِلِ

الذي جُعِل له على ما قُلِّد من العَمَل.

وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً، والمُعامَلة في كلام أَهل

العراق: هي المُساقاة في كلام الحِجازيين. والعَمَلة: القومُ يَعْمَلون

بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره. وعامَلَه: سامَه

بعَمَلٍ.

والعامِلُ في العربية: ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو

جَرَّ، كالفِعْل والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ

أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل، وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء: أَحْدَثَ فيه نوعاً

من الإِعراب.

وعَمِلَ به العِمِلِّين: بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به، وحكى ابن

الأَعرابي: عَمِلَ به العِمْلِين، بكسر العين وسكون الميم؛ وقال ثعلب: إِنما هو

العِمَلِين، بكسر العين وفتح الميم وتخفيفها.

ويقال: لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ. وقد تَعَمَّلْت

لك أَي تَعَنَّيْت من أَجلك؛ قال مُزَاحم العُقَيلي:

تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من البِلى

لِسائِلها عن أَهْلِها؛ لا تَعَمَّل

أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في سؤالك. وقال أَبو سعيد: سَوْفَ

أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى؛ وقول الجعدي يصف فرساً:

وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ،

سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها

أَي تَرْقُبه بعين بعيدة النَّظَر.

واليَعْمَلَة من الإِبل: النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على العَمَل،

ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى؛ هذا قول أَهل اللغة، وقد حكى أَبو علي

يَعْمَلٌ ويَعْمَلة. واليَعْمَلُ عند سيبويه: اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ

يَعْمَلُ عند سيبويه: اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ،

إِنما يقال يَعْمَلٌ ويَعْمَلة، فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير

والناقة، ولذلك قال لا نَعلَم يَفْعَلاً جاء وصفاً، وقال في باب ما لا ينصرف:

إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة

للواحد المذكر، وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ اليَعْمَلَ وصفاً. وقال كراع:

اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل، والجمع يَعْمَلات؛

وأَنشد ابن بري للراجز:

يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل،

تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ، فانْزِل

قال: وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين لعبد الله بن رَوَاحة.

وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة: فارهة مثل اليَعْمَلة، وقد عَمِلَتْ؛

قال القَطامِيّ:

نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي،

لا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفار كلانا

وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِل به ومُهِن. ويقال: أَعْمَلْت الناقةَ

فَعَمِلَت. وفي الحديث: لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي

لا تُحَثُّ ولا تُساق؛ ومنه حديث الإِسْراء والبُراق: فعَمِلَتْ

بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير.

وفي حديث لقمان: يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ،؛ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير

راكباً وماشياً، فهو يجمع بين الأَمرين، وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب

والمَشْي. وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً، فهو عَمِلٌ: دامَ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة

وأَنشد:

حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ

وعُمِّلَ فلان على القوم: أُمِّرَ.

والعَوامِلُ: الأَرجل؛ قال الأَزهري: عَوامِلُ الدابة قوائمه، واحدتها

عامِلة. والعَوامِل: بَقَر الحَرْث والدِّياسة. وفي حديث الزكاة: ليس في

العَوامِل شيء؛ العَوامِل من البقر: جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها

ويُحْرَث وتستعمل في الأَشغال، وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل. وعامِلُ

الرُّمح وعامِلته: صَدْرُه دون السِّنان ويجمع عَوامِل، وقيل: عامِلُ الرُّمْح

ما يَلي السِّنان، وهو دون الثَّعْلب.

وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك، وحكى اللحياني: لم أَرَ النَّفَقة

تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة، ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله: وكما

تُنْفَق بمكة، فعسى أَن يكون الأَول في هذا المعنى:

وعَمَلٌ: اسم رجل؛ قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها:

أَشْبِهْ أَبا أُمِّك، أَو أَشبِهْ عَمَل،

وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل

قال ابن بري: قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس

بن عاصم، واسم الولد حكيم، واسم أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل؛ وأَما

الذي قالته أُمه فيه فهو:

أَشْبِهْ أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا،

أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا،

تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا

قال الأَزهري: والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني

العَمَل؛ وأَنشد الأَصمعي:

فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل

(* قوله «ونزل» قال في التهذيب: أي أقام بمنى).

بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل،

لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل

وبنو عامِلة وبنو عُمَيْلة: حَيَّان من العرب؛ قال الأَزهري: عاملة

قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن الرِّقاع العامِليُّ، وعامِلة حيٌّ من

اليمن، وهو عاملة بن سَبإٍ، وتزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط؛ قال

الأَعشى:

أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين

إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم؟

ووالِدُكُم قاسِطٌ، فارْجِعوا

إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم

وعَمَلى: موضع. وفي الحديث: سئل عن أَولاد المشركين فقال: الله أَعلم

بما كانوا عاملين؛ روى ابن الأَثير عن الخطابي قال: ظاهر هذا الكلام يوهم

أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل،

وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في الكفر بآبائهم، لأَن الله تعالى قد علم

أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار، ويدل

عليه حديث عائشة، رضي الله عنها: قلت فذراريّ المشركين؟ قال: هم من

آبائهم، قلت: بِلا عَملٍ، قال: الله أَعلم بما كانوا عاملين؛ وقال ابن المبارك

فيه: إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة

والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان، فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا

بالعمل المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه، فمن

علامات الشقاوة للطفل أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد

دينهما ويُعَلِّمانه إِياه، أَو يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم

له بحُكم والديه إِذ هو في حكم الشريعة تَبَعٌ لهما، وهذا فيه نظر لأَنا

رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما

وعَلَّماه، ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه تَعُدُّه من جملة المسلمين

الصالحين، وأَما الذي في حديث الشَّعْبي: أَنه أُتي بشراب مَعْمول،

فقيل: هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج.

عمل
العمَل، مُحَرَّكَةً: المِهنة، وَأَيْضًا الفِعلُ ج: أعمالٌ وزعمَ بعضٌ من أئمّةِ اللُّغَة والأصولِ أنّ العمَلَ أخَصُّ من الفِعلِ لأنّه فِعلٌ بنَوعِ مشَقّةٍ، قَالُوا:يَعْمَلُه عمَلاً، فَهُوَ عامِلٌ، قَالَ: وَلم يَجيءْ فَعِلْتُ أَفْعَلُ فعَلاً مُتعَدِّياً إلاّ فِي هَذَا الحرفِ، وَفِي قولِهم: هَبِلْتْه أمُّه هبَلاً، وإلاّ فسائرُ)
الكلامِ يجيءُ على فَعْلٍ، ساكِنِ العَينِ، كقَولِكَ: سَرِطْتُ اللُّقْمَةَ سَرْطَاً، وبَلِعْتُه بَلْعَاً، وَمَا أَشْبَهه.
ورجلٌ عَمِلٌ وعَمُولٌ، ككَتِفٍ وصَبُورٍ: أَي ذُو عمَلٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي معنى عَمِلٍ. وَقَالُوا فِي رجلٍ عَمُولٍ: أَي كَسُوبٍ، وأنشدَ سيبويهِ لساعِدةَ بن جُؤْيَّةَ:
(حَتَّى شآها كَليلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَتْ طِراباً وباتَ الليلَ لم يَنَمِ)
نصبَ سِيبَوَيْهٍ مَوْهِناً بعَمِلٍ: بعد هَدْءٍ من اللَّيْل، باتتْ طِراباً: يَعْنِي البقرَ، وباتَ الليلَ لم ينَمِ: يَعْنِي البَرْقَ. وَقَالَ القُطاميُّ: فقد يَهونُ على المُسْتَنْجِحِ العَمَلُ وَهُوَ الدَّؤوبُ فِي العمَل. أَو رجُلٌ عَمُولٌ وعَمِلٌ: مَطْبُوعٌ عَلَيْهِ أَي على العَمَل. والعَمِلَةُ بكسرِ الْمِيم: العمَل، إِذا أدخلُوا الهاءَ كسروا الْمِيم، قَالَت امرأةٌ من العربِ: مَا كَانَ لي عَمِلَةٌ إلاّ فسادُكم، أَي: مَا كَانَ لي عَمَلٌ. العَمِلَة: مَا عُمِلَ كالعِمْلَةِ بالكَسْر. والعِمْلَة أَيْضا، أَي بالكَسْر: هَيْئَةُ العَمَلِ وحالَتُه، يُقَال: رجلٌ خَبيثُ العِمْلَةِ: إِذا كَانَ خبيثَ الكَسبِ. العِمْلَةِ: باطِنَةُ الرَّجُلِ فِي الشرِّ خاصّةً. العِمْلَة: أَجْرُ العَمَل، كالعُمْلَةِ بالضَّمّ. العُمالَةُ مُثَلَّثةً، الكسرُ عَن اللِّحيانيِّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العُمالَةُ بالضَّمّ: رِزقُ العامِلِ الَّذِي جُعِلَ لَهُ على مَا قُلِّدَ من العَمَل. وعَمَّلَه تَعْمِيلاً: أعطَاهُ إيّاها، وَمِنْه الحديثُ: عَمِلْتُ على عهدِ رسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فعَمَّلَني أَي أَعْطَانِي عُمالَتي. والعمَلَة، مُحَرَّكَةً: العامِلونَ بِأَيْدِيهِم ضُروباً من العمَلِ فِي طِينٍ أَو حَفْرٍ أَو غيرِه. وبَنو العمَل: المُشاةُ على أرجُلِهم من المُسافرين، وأنشدَ الأَصْمَعِيّ لبعضِ الأعرابِ يصفُ حاجَّاً: يَحُثُّ بَكْرَاً كلَّما نُصَّ ذَمَلْ قد احْتَذى من الدِّماءِ وانْتَعلْ ونَقِبَ الأَشْعَرُ مِنْهُ والأَظَلّْ حَتَّى أَتَى ظِلَّ الأراكِ فاعَتَزَلْ وَذَكَرَ اللهَ وصلَّى وَنَزَلْ بمَنزِلٍ يَنْزِلهُ بَنو عَمَلْ لَا ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَلْ وعاملَه مُعَاملَة سامَه بعمَلٍ. قَالَ أَبُو زيدٍ: عَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ بكسرتَيْن مُشدَّدةَ اللَّام، أَو كغِسْلينٍ)
وَهَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي أَو كبر حِين ومُقتضاه أَن يكونَ بضمٍّ ففتحٍ فكسرٍ، وَالَّذِي رَوَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ثعلبٍ بكسرِ العينِ وفتحِ الميمِ وتخفيفها: أَي بالَغَ فِي أَذَاهُ واستقصى فِي شَتْمِه.
واليَعْمَلَة، بفتحِ الْمِيم، من الْإِبِل: الناقةُ النَّجيبَةُ المُعْتَمِلَةُ المَطبوعةُ على العمَل، وَلَا يُقَال ذَلِك إلاّ للأُنثى، هَذَا قولُ أهلِ اللُّغَة، وَقَالَ كُراع: اليَعْمَل: الناقةُ السريعةُ، اشتُقَّ لَهَا اسمٌ من العمَل، والجمعُ يَعْمَلاتٌ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي للراجز: يَا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّلِ تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِلْ نُقِلَ عَن بعضِهم: الجمَلُ يَعْمَلٌ وَهُوَ النَّجيبُ، حَكَاهُ أَبُو عليٍّ، وأنشدَ غيرُه:
(إِذْ لَا أزالُ على أَقْتَادِ ناجِيَةٍ ... صَهْبَاءَ يَعْمَلةٍ أَو يَعْمَلٍ جَمَلِ)
أَرَادَ: أَو جمَلٍ يَعْمَلٍ وَلَا يُوصَفُ بهما، إنّما هما اسْمانِ، وَفِي المُحكَم: اليَعْمَلُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسمٌ، لأنّه لَا يُقَال: جمَلٌ يَعْمَلٌ، وَلَا ناقةٌ يَعْمَلةٌ، إنّما يُقَال: يَعْمَلٌ ويَعْمَلةٌ، فيُعلَمُ أنّه يُعنى بهما للبَعيرِ والناقة، وَلذَلِك قَالَ: لَا نعلمُ يَفْعَلاً جاءَ وَصْفَاً. وَقَالَ فِي بابِ مَا لَا يَنْصَرِفْ: إنْ سمَّيْتَه بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلةٍ فحَجِّرْ بلفظِ الجمعِ أَن يكونَ صِفةً للواحدِ المُذَكَّر، وبعضُهم يَرُدُّ هَذَا، ويجعلُ اليَعْمَلَ وَصْفَاً. وناقةٌ عَمِلَةٌ، كفَرِحةٍ، بَيِّنَةُ العَمالَة: فارِهةٌ مثل اليَعْمَلَةِ وَقد عَمِلَتْ كفَرِح، قَالَ القُطاميُّ:
(نِعْمَ الْفَتى عَمِلَتْ إليهِ مَطِيَّتي ... لَا تَشْتَكي جَهْدَ السِّفارِ كِلانا)
وعَمِلَ البَرقُ أَيْضا، أَي كفَرِح: دامَ، فَهُوَ عَمِلٌ ككَتِفٍ، وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بن جُؤيَّةَ الْمَاضِي ذِكرُه. العامِلُ فِي العربيَّة: مَا عَمِلَ عمَلاً مَا، فَرَفَعَ أَو نَصَبَ أَو جَرَّ، وَقد عَمِلَ الشيءُ فِي الشيءِ: أَحْدَثَ فِيهِ نوعا من الْإِعْرَاب. عَمِلَت الناقةُ بأُذُنَيْها: أَي أَسْرَعَتْ، وَمِنْه حديثُ الإسراءِ والبُراق: فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها، أَي أَسْرَعتْ لأنّها إِذا أَسْرَعتْ حرَّكَتْ أُذُنَيْها لشِدّةِ السَّيرِ. وعُمِّلَ فلانٌ عَلَيْهِم بالضَّمّ تَعْمِيلاً، أَي أُمِّرَ ووُلِّيَ العمَل عَلَيْهِم، وَيُقَال: من الَّذِي عُمِّل عَلَيْكُم أَي نُصِّبَ عامِلاً. والعَوامِل: الأرْجُل، قَالَ الأَزْهَرِيّ: عوامِلُ الدّابّةِ: قوائِمُها، واحدتُها عامِلَةٌ، وَمن سَجَعَاتِ الأساس: الرُّمْحُ بعاملِه، والفرَسُ بعَواملِه. العَوامِل: بقَرُ الحَرْثِ والدِّياسَة، وَفِي حديثِ الزَّكاة: لَيْسَ فِي العَوامِلِ شيءٌ، العَوامِلُ من البقَر: جمعُ عامِلَةٍ، وَهِي الَّتِي يُستَقى عَلَيْهَا ويُحرَثُ وتُستعمَلُ فِي الأَشْغالِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا الحُكمُ مُطَّرِدٌ فِي الْإِبِل. وعامِلُ الرُّمْحِ، وعامِلَتُه: صَدْرُه دونَ السِّنان، زادَ أَبُو عُبَيْدٍ: بذراعَيْن، والجمعُ العَوامِل، وَقيل: مَا يَلِي السِّنانَ)
دونَ الثَّعلب، وَقَالَ قومٌ: إنّ السِّنانَ نَفْسَه عامِلٌ، وأنشدَ ابْن دُرَيْدٍ: وَأَطْعُنُ النَّجْلاءَ تَعْوِي وتَهِرّْ لَهَا من الجَوفِ رَشاشٌ مُنْهَمِرْ وَثَعْلبُ العامِلِ فِيهَا مُنْكَسِرْ وبَنو عامِلَةَ بنِ سبأَ: حَيٌّ بِالْيمن، هم من ولَدِ الحارثِ بن عَدِيِّ بن الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بنِ زيدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَريبِ بن زَيْدِ بنِ كَهْلانَ بن سَبَأَ، نُسِبوا إِلَى أمِّهم عامِلَةَ بنتِ مالكِ بنِ وَديعةَ بنِ قُضاعةَ، أمِّ الزاهرِ ومُعاوِيَةَ ابْني الحارثِ بنِ عَدِيِّ نفسِه، وَمِنْهُم عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ العامِليُّ الشاعرُ وَغَيره، قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويزعُم نُسّابُ مُضَرَ أنّهم من ولَدِ قاسِطٍ، قَالَ الْأَعْشَى:
(أعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبينَ ... إِلَى غيرِ والدِكِ الأكْرَمِ)

(ووالِدُكم قاسِطٌ فارْجِعوا ... إِلَى النَّسَبِ الفاخِرِ الأقْدَمِ)
وشذَّ ابنُ الأثيرِ حيثُ جَعَلَ عامِلَةَ من العَمالِقَةِ، وَقد ردَّ عَلَيْهِ أَبُو سعدٍ وغيرُه. وبَنو عَمَلٍ، مُحَرَّكَةً: حيٌّ بهَا أَي بِالْيمن، وَفِي الأساس: يُقَال لمُشاةِ اليمنِ: بَنو عَمَلٍ، وَبِه فَسَّرَ أَيْضا مَا أنشدَه الأَصْمَعِيّ من قولِ الراجزِ: بمَنزِلٍ يَنْزِلُهُ بَنو عَمَلْ قلتُ: ورأيتُ فِي جبَلِ الخَليلِ جماعةٌ يُقَال لَهُم: بَنو العمَلَى، ولعلَّهُم شِرْذِمَةٌ من هؤلاءِ أَو غَيرهم. وبَنو عُمَيْلةَ، كجُهَيْنَةٍ: قبيلةٌ من الْعَرَب. عَمَلَى، كَجَمَزى: ع، كَمَا فِي المُحكَم. والعَمْلَة، بالفَتْح: السَّرِقَةُ أَو الخِيانَة، وَلَا تُستعمَلُ إلاّ فِي الشرِّ، كَمَا فِي العُباب. والمَعْمولُ من الشَّراب: مَا فِيهِ اللبَنُ والعسَلُ والثلْجُ، جاءَ ذِكرُه فِي حديثِ الشَّعْبيِّ. وعَمَّلَة، مُحَرَّكَةً مُشدَّدةَ الْمِيم: ع بِالشَّام، قَالَ النابغةُ الذُّبْيانيُّ:
(تأَوَّبَني بعَمَّلَةَ اللَّواتي ... مَنَعْنَ النومَ إذْ هَدَأَتْ عُيونُ)
ويُروى بيَعْمَلَةَ. والمَعْمَل، كَمَقْعَدٍ: مِلْكٌ لبَني هاشِمٍ بوادي بِيشَةَ. ويومُ اليَعْمَلَة: من أيّامِهم كَمَا فِي العُباب، قَالَ عامرٌ الخَصَفيُّ: أَحْيَا أَبَاهُ هاشِمُ بنُ حَرْمَلَهْ يَوْمَ الهَباداتِ ويومَ اليَعْمَلَهْ وَتَعَمَّلَ فلانٌ من أَجْلِه وَفِي حاجتِه: إِذا تعَنَّى واجتهد، قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيليُّ:)
(تكادُ مَغانيها تقولُ من البِلى ... لسائلِها عَن أَهْلِها لَا تعَمَّلِ)
أَي لَا تَتَعَنَّ فليسَ لَك فَرَجٌ فِي سؤالِك. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العامِلُ: هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى أمورَ

عمل

1 عَمِلَ, aor. ـَ inf. n. عَمَلٌ, (S, O, Msb, K,) He worked, or wrought; laboured; served, or did service: he did, acted, or performed: (K, TA:) [generally, he did, &c., with a sort of difficulty, or with intention; but sometimes said of an inanimate thing: (see عَمَلٌ, below:)] he did, or he made, wrought, manufactured, or constructed, a thing. (Msb. [See, again, عَمَلٌ, below.]) Accord. to Az, عَمِلَ is the only trans. verb of its measure having the inf. n. of the measure فَعَلٌ, except هَبِلَت, said of a mother, inf. n. هَبَلٌ; other similar verbs having the inf. n. of the measure فَعْلٌ; as سَرِطْتُ اللُّقْمَةَ, inf. n. سَرْطٌ; and بَلِعْتُهُ, inf. n. بَلْعٌ. (TA. [But see arts. سرط and بلع; with respect to the former of which I must here state that, since it was printed, I have found an authority for سَرْطٌ as inf. n. of سَرِطَ in a copy of the S; though in the K it is said to be مُحَرَّكَة, and accord. to the Msb it is like تَعَبٌ.]) You say, عَمِلْتُ عَلَى الصَّدَقَةِ I officiated in the collecting of the poor-rate. (Msb.) [And عَمِلَ بِمَا فِى كِتَابِ اللّٰهِ He did according to what is enjoined in the Book of God.] and عَمِلَ فِى هَلَاكِهِ [He laboured to destroy him, or to kill him]. (K in art. شيط.) [And عَمِلَ فِيهِ It acted upon him, or it: and, said of a sword &c., it had effect, or made an impression, upon him, or it.] b2: [Hence,] عَمِلَ فِيهِ signifies [also (assumed tropical:) It governed it syntactically; or caused it to be مَرْفُوع or مَنْصُوب or مَجْرُور &c.; i. e.] it produced in it a certain species of syntactical desinence. (K.) b3: And عَمِلَ البَرْقُ The lightning was continual. (K.) And عَمِلَتْ بِأُذُنَيْهَا, said of a she-camel, (K,) and also, in a trad., of [the beast]

البُرَاق, (O, * TA,) She went quickly, or swiftly; (O, K, TA;) because she that does thus puts her ears in motion by reason of the vehemence of the pace. (TA.) And عَمِلَت [alone] said of a she-camel, signifies [the same: or] She was, or became, brisk, light, active, or quick. (K.) b4: and [hence, app.,] لَمْ أَرَ النَّفَقَةَ تَعْمَلُ كَمَا تَعْمَلُ بِمَكَّةَ, a saying mentioned by Lh, is expl. by ISd as meaning تَنْفَقُ [i. e. I have not seen the money that that one expends pass away as it passes away in Mekkeh]. (TA.) 2 عَمَّلْتُ فُلَانًا عَلَى البَصْرَةِ, (S, O,) or عَلَى البَلَدِ, (Msb,) inf. n. تَعْمِيلٌ, (S, O,) I made, or appointed, such a one governor (S, O, Msb) over El-Basrah, (S, O,) or over the province, or city, &c. (Msb.) And عُمِّلَ فُلَانٌ عَلَيْهِمْ, inf. n. as above, Such a one was made, or appointed, governor over them. (K, TA.) And one says, مَنَ الَّذِى عُمِّلَ عَلَيْكُمْ Who is he that has been set up as governor over you? (TA.) And فُلَانٌ ↓ اُسْتُعْمِلَ [Such a one was employed as governor over a people: (see a saying of 'Omar in art. ضعف, conj. 2:) or] such a one was appointed to one of the sovereign's offices of government. (TA.) b2: And عمّلهُ, (Mgh, O, K,) inf. n. as above, (K,) He gave him his عُمَالَة, or pay, or salary, for work, service, or agency; (Mgh, O, K;) as also ↓ اعملهُ. (TA.) 3 عاملهُ [He worked, laboured, served, acted, or transacted business, with him. Hence,] He dealt with him in buying and selling, (Msb, KL,) and the like: so in the language of the people of the cities. (Msb.) See also 6. [And hence the saying, عاملهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ (mentioned in the S in art. ليث) He did, acted, or dealt, with him in the manner of the lion.] b2: And i. q. سَامَهُ بِعَمَلٍ

[He made to him an offer of working, mentioning the rate of payment; or bargained, or contracted, with him for work]. (K.) Sgh says that المُعَامَلَةُ in the language of the people of El-'Irák is what is termed in the dial. of the people of El-Hijáz المُسَاقَاةُ, (Msb,) which is The employing a man to take upon himself, or manage, the culture' [or watering &c.] of palm-trees or grape-vines [or the like] on the condition of his having a certain share of their produce. (S and TA in art. سقى.) 4 اعملهُ He made him to work, labour, serve, or do service; or to do, act, or perform; (S, * O, * K, TA;) as also ↓ استعملهُ: (S, K:) he made him, or caused him, to do, or to make, manufacture, or construct, a thing. (Msb.) And one says also, يُعْمِلُ نَفْسَهُ فِى الأَمْرِ [He plies himself in the affair]. (S in art. عسم.) b2: And [hence,] He worked with it, [i. e. employed it, or used it, or plied it,] namely, his judgment, or opinion, and [properly] his instrument, or implement, (K, TA,) and his tongue; (TA;) as also ↓ استعملهُ. (K, TA.) And أَعْمَلَ ذِهْنَهُ فِى كَذَا وَكَذَا [He employed, or used, his intellect, or understanding, in such and such things;] meaning he considered, or forecast, the issues, or results, of such and such things with his intellect, or understanding. (TA.) b3: And أَعْمَلْتُ النَّاقَةَ [I hastened, and urged, the she-camel]: whence the saying, in a trad., لَا تُعْمَلُ المَطِىُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ, meaning [The camels that are used for riding] shall not be hastened nor urged [or plied, save to three mosques; that of Mekkeh, that of El-Medeeneh, and that of ElAksà at Jerusalem: see also a variation of this saying in the first paragraph of art. ضرب; and another voce عُرْوَةٌ]: and in a trad. of Lukmán, يُعْمِلُ النَّاقَةَ وَالسَّاقَ [He hastens, and urges, the she-camel and the shank], meaning he is strong to journey, riding and walking. (TA.) b4: See also 2, last sentence.

A2: [مَا أَعْمَلَهُمْ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ, a phrase occurring in art. صبر in the K, means How much do they occupy themselves in doing the deed of the the people of the fire of Hell!]

A3: أَعْمَلْتُ الرُّمْحَ means I thrust, or pierced, with the عَامِل [q. v.] of the spear. (Har p. 77.) [Or one says, أَعْمَلْتُهُ بِالرُّمْحِ, meaning I thrust him, or pierced him, with the عَامِل of the spear. (See De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii. 191.)]5 تعمّل He suffered fatigue, or difficulty; and strove, laboured, or toiled; syn. تَعَنَّى, (O, K, TA,) and اِجْتَهَدَ; (TA;) لِكَذَا [for such a thing]; (S, O;) and مِنْ أَجْلِهِ [on his account, or for his sake]; (K;) and فِى حَاجَتِهِ [in the case of his object of want]. (TA.) 6 تَعَامُلٌ is syn. with ↓ مُعَامَلَةٌ [generally as meaning The dealing together in buying and selling, and the like]. (TA.) One says, تعامل النَّاسُ بِالدَّرَاهِمِ [Men, or the people, dealt together in buying and selling with the dirhems; i. e. used the dirhems in buying and selling]. (Msb in art. روج.) And يُتَعَامَلُ بِهِ [The business of buying and selling is transacted with it; i. e. it is used in buying and selling]; referring to the [coin called]

فَلْس. (Msb in art. فلس.) 8 اعتمل signifies اِضْطَرَبَ فِى العَمَلِ [He went to and fro occupied in work, labour, or service]: (S, O, TA:) or he worked, laboured, or did service, for himself; like as one says اِخْتَدَمَ meaning خَدَمَ نَفْسَهُ: (T, TA:) or he worked, &c., by himself: (K, TA:) or he worked, &c., for another: (TA:) with an instrument, or tool, or the like; or with instruments, or tools, or the like. (M and K in art. اول.) A2: [It is also trans.] One says, اِعْتَمَلْتُ أَعْمَالًا, meaning اِكْتَسَبْتُ [I laboured to earn, or gain, sustenance]. (Msb.) and it is said in a trad., respecting Kheyber, دَفَعَ إِلَيْهِمْ

أَرْضَهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ i. e. [He gave to them their land] on the condition of their [bestowing labour upon it, or] doing what they required to be done [upon it], of cultivation, and sowing, and fecundating of the palm-trees, and guarding, and the like, from their own property. (IAth, TA.) b2: [And اعتملهُ signifies also He employed him, or used him, for work, or service; like استعملهُ: but is perhaps post-classical.]10 استعملهُ He asked, required, or desired, him to work, labour, do service, or act, (S, O, Msb, * TA,) for him. (TA.) [And استعمل, app. for استعمل نَفْسَهُ, He desired to act: see an ex. in art. روى conj. 2.] b2: See also 4, in two places. b3: And see 2. One says also, اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى

الجَالَّةِ [Such a one was employed as collecter of the poll-tax]. (S and Msb in art. جل. See also a similar ex. voce ضِحٌّ.) And اِسْتَعْمَلْتُ الثَّوْبَ I made the garment to serve [i. e. made use of it] for clothing. (Msb.) And اِسْتَعْمَلْتُ اللَّبِنَ [I made use of the bricks], meaning I built with the bricks a building. (Msb.) And استعمل البَلَهَ [He feigned heedlessness, &c.; or made use of it as a mask, or pretext]. (K in explanation of تَبَالَهَ and تَبَلَّهَ. See also a similar ex. voce تَحَلَّمَ.) عَمَلٌ [mentioned in the beginning of this art. as an inf. n.] is syn. with مَِهْنَةٌ and فِعْلٌ: (K:) [accordingly, when used as a simple subst., it may be rendered Work, labour, or service: and a deed, or an action:] or it has a more particular meaning than فِعْلٌ; for it is a فِعْل [or deed] with a sort of difficulty; and therefore it is not attributed to God: or, accord. to Er-Rághib, it is any فِعْل [i. e. deed or action] that proceeds from an animate being by his intention; and thus it has a more particular meaning than فِعْلٌ; for the فعل is sometimes attributed to animate beings from which it proceeds without intention; and sometimes to inanimate things, to which the عَمَل is seldom attributed; and this is not used in relation to [irrational] animals except [as implied] in the phrases إِبِلٌ عَوَامِلُ and بَقَرٌ عَوَامِلُ: or, accord. to MF, the عَمَل is a motion of the whole, or of a portion, of the body; and sometimes, of the mind; so that it is the utterance of a saying, as well as the doing a deed with the member, or limb, with which things are gained or earned; though most readily understood as applied particularly to the latter; and some apply it particularly to that which is not a saying: it is also said that a saying is not termed عَمَلٌ in the common conventional language: and the truth is said to be, that it is not included in the terms عَمَلٌ and فِعْلٌ otherwise than tropically: (TA:) [see also عَمِلَةٌ:] the pl. of عَمَلٌ [used as a simple subst.] is أَعْمَالٌ. (K.) In the following saying, of a woman dandling her child, (S,) or of Keys Ibn-Ásim, (O, TA,) dandling his child Hakeem, (TA,) أَشْبِهْ أَبَا أُمِّكَ أَوْ أَشْبِهْ عَمَلْ the last word is a proper name of a man: (S, O, TA:) or, accord. to Aboo-Zekereeyà, [the meaning is, Share thou in the qualities of the father of thy mother, or share thou in the qualities of my course of action; for he says that] by عَمَلْ is here meant عَمَلِى. (TA.) اِبْنُ عَمَلِى means He who does my work, or the like of what I do. (TA in art. بنى.) And [hence,] فُلَانٌ ابْنُ عَمَلٍ Such a one is strong. (TA.) And بَنُو عَمَلٍ Those who journey on foot. (O, K, * TA.) [And عَمَلُ النَّخْلِ, occurring in the T, voce ضَيْعَةٌ, means The culture of palm-trees: like as عَمَلُ الأرْضِ means agriculture]. b2: And عَمَلٌ signifies also The striving, labouring, or toiling, in work; or the holding on, or continuing, in work: so in the saying of El-Kutámee فَقَدْ يَهُونُ عَلَى المُسْتَنْجِحِ العَمَلُ [For verily the striving, &c., in work is a light matter to him who seeks success]. (TA.) b3: [Also An office of administration; and particularly the office of governor of a province; and the office of collector of the poor-rates, and the like: and an agency of any kind; the management of the affairs and property of another; an employment. b4: Also A province; or territory under a governor appointed by a sovereign. Pl. in this and other senses as above.]

عَمِلٌ, as an epithet applied to a man, i. q. ذُو عَمَلٍ [Having work, labour, or service]; (Sb, K;) as also ↓ عَمُولٌ: (K:) or adapted, or disposed, by nature, to work, labour, or service; (S, O, K;) and so ↓ عَمُولٌ: (S, * O, * K:) or this latter signifies that makes much gain. (TA.) b2: And, applied to lightning, Continuing, or continual. (K.) b3: And عَمِلَةٌ, applied to a she-camel, Brisk, light, active, or quick; (K, TA;) like ↓ يَعْمَلَةٌ; (TA;) and so ↓ عَمَّالَةٌ. (A, TA.) عَمْلَةٌ Theft: or treachery, perfidy, or unfaithfulness: (O, K:) it is not used otherwise than in relation to evil. (O.) عُمْلَةٌ: see عُمَالَةٌ.

عِمْلَةٌ A mode, or manner, of work, labour, or service; or of doing, or acting; or of making. (K, TA.) One says رَجُلٌ خَبِيثُ العِمْلَةِ, meaning A man bad, or corrupt, in respect of [the mode of] gain. (TA.) b2: See also عَمِلَةٌ. b3: And see عُمَالَةٌ.

A2: Also The internal state, or condition, of a man, in relation to evil. (K.) عَمِلَةٌ, with kesr to the م, is syn. with عَمَلٌ [as signifying A deed, or an action]: (O, K:) so in the saying of a woman of the Arabs, مَا كَانَ لِى

عَمِلَةٌ إِلَّا فَسَادُكُمْ [There was no deed, or action, for me, except the corrupting of you]. (O.) b2: And A thing that is done, or performed; or that is made; (مَا عُمِلَ;) as also ↓ عِمْلةٌ. (K.) عِمْلَى: see عُمَالَةٌ.

عَمَلِىٌّ Practical; opposed to عِلْمِىٌّ: and fabrile; factitious; or artificial.]

عَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ, with two kesrehs and with the ل musheddedeh, (K, TA, but in the CK العِمِلَّيْنِ,) or العِمْلِينَ, or العُمَلِينَ, (K, TA,) or, accord. to ISd as on the authority of Th, العِمَلين and العِمْلين, [app. العِمَلِينَ and العِمْلِينَ,] (TA,) or العِملَيْنِ, [thus written without any vowel-sign to the م, and in the dual form,] (O as on the authority of Aboo-Zeyd,) and IAar adds العِمْلَيْنِ, with the م quiescent, (O,) [compare البُلَغِينَ and البُِرَحِينْ, which suggest that the correct forms may be العُمَلِينَ and العِمَلِينَ,] He exceeded the ordinary bounds, (K,) or went to the utmost point, (O, K,) in annoying him, (K,) or in reviling him and annoying him. (O.) عَمُولٌ: see عَمِلٌ, in two places.

عَمَالَةٌ Briskness, lightness, activity, or quickness, of a she-camel. (K.) b2: See also what next follows.

عُمَالَةٌ (T, S, Mgh, O, Msb, K) and ↓ عِمَالَةٌ (Lh, Msb, K) and ↓ عَمَالَةٌ (K) and ↓ عِمْلَةٌ and ↓ عُمْلَةٌ (K) or ↓ عُمَّلَةٌ, with damm, and ↓ عِمْلَى, like ذِكْرَى [in measure], this last on the authority of Fr, (O,) The hire, pay, or recompense, (T, S, Mgh, O, Msb, K,) of him who works, labours, or serves, (T, S, Mgh, O, Msb,) or for work, labour, or service. (K.) b2: And عُمَالَةٌ signifies also The state, or condition, of being occupied; or having work, labour, or service, to perform; contr. of بُطَالَةٌ as syn. with بَطَالَةٌ, inf. n. of بَطَلَ in the phrase بَطَلَ مِنَ العَمَلِ. (Msb in art. بطل.) عِمَالَةٌ: see the next preceding paragraph.

عُمَّلَةٌ: see the next preceding paragraph.

عَمَّالٌ One who does much work or labour or service: or who strives, labours, or toils, in work; or holds on, or continues, in work. (TA.) b2: عَمَّالَةٌ, applied to a she-camel: see عَمِلٌ.

عَامِلٌ [Working; labouring; serving, or doing service: doing, acting, or performing: and doing, making, working, manufacturing, or constructing, a thing:] act. part. n. of عَمِلَ: (T, Msb, TA:) pl. عَامِلُونَ (Msb, K, TA) and عُمَّالٌ (Msb) and عَمَلَةٌ, (K, TA,) which last signifies [particularly] workers with their hands, (Mgh in art. فعل, K, TA,) in various sorts of work, (TA,) in clay (Mgh, TA) or building (Mgh) or digging (Mgh, TA) &c.; (TA;) like فَعَلَةٌ [a pl. of فَاعِلٌ]: (Mgh:) and عَوَامِلُ, (K, TA,) as pl. of [the fem.]

عَامِلَةٌ, (TA,) [and likewise in this case of عَامِلٌ,] signifies oxen that plough, and that tread the corn, (K, TA,) and upon which water is drawn, and that are employed in other labours; and in like manner applied to camels: and it is said in a trad. that in the case of such animals no poorrate is required. (TA.) b2: Also [An administrator of public affairs; and particularly a governor of a province; and] a collector of the poor-rates [and the like]: and an agent who manages the affairs and property of another. (TA.) A2: عَامِلُ الرُّمْحِ (S, O, K) and ↓ عَامِلَتُهُ (K) The part, of the spear, that is next to the head, exclusive of the ثَعْلَب [or portion that enters into the head]: (S, O:) or the صَدْر [or fore part] of the spear, (K, TA,) exclusive of the head, accord. to A'Obeyd two cubits in length: (TA:) or, as some say, the spear-head itself is called عَامِلٌ: (O, TA:) pl. عَوَامِلُ. (TA.) See also ذِرَاعٌ, last sentence.

عَامِلَةٌ [as a subst., rendered so by the affix ة,] sing. of عَوَامِلُ, (T, TA,) which signifies The legs (T, K, TA) of a beast or horse or the like. (T, TA.) b2: عَامِلَةُ الرُّمْحِ: see عَامِلٌ, near the end.

طَرِيقٌ مُعْمَلٌ A conspicuous, travelled, road. (S.) مَعْمُولٌ [pass. part. n. of عَمِلَ, as such signifying Done, made, &c. b2: And] applied to beverage, or wine, (شَرَاب,) as meaning In which are milk and honey (Th, O, K) and snow: (Th, O:) occurring in a trad. of El-Shaabee. (O.) b3: [and An ass whose testicles have been extracted. (Freytag on the authority of Meyd.)]

مُسْتَعْمَلٌ as an epithet applied to a camel means Employed in work, labour, or service. (TA.) يَعْمَلٌ An excellent, or a strong, light, and swift, he-camel; (O, K;) though disallowed by Kh: (O:) and (O, K) يَعْمَلَةٌ an excellent, or a strong, light, and swift, she-camel, adapted, or disposed, by nature, to work, labour, or service: (S, O, K: *) or, accord. to Kr, the former signifies a swift she-camel; [but see what follows, as well as what precedes;] and is a subst. applied thereto, derived from العَمَلُ: and the pl. is يَعْمَلَاتٌ: (TA: see also عَمِلٌ:) neither of them is used as an epithet, each being only a subst., (M, K, TA,) accord. to Sb, for one does not say جَمَلٌ يَعْمَلٌ nor نَاقَةٌ يَعْمَلَةٌ, but only يَعْمَلٌ and يَعْمَلَةٌ as meaning a he-camel and a she-camel; and hence, he says, we know not يَفْعَل occurring as [the measure of] an epithet: but some make يَعْمَل to be an epithet. (M, TA.) يَوْمُ اليَعْمَلَةِ was one of the days [meaning days of conflict] of the Arabs. (O, K.)
عمل
عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ يَعمَل، عَمَلاً، فهو عامل، والمفعول معمول (للمتعدِّي)
• عمِلَ الرَّجلُ:
1 - مهن "عمِل نجّارًا/ طبيبًا/ مهندسًا".
2 - مارس نشاطًا وقام بجهد للوصول إلى نتيجة نافعة "عمل بنظام- عمل على إرضاء والده- عمل للصالح العامّ" ° يُعمل بالقانون: يطبَّق ويُنفَّذ- يعمل عن بُعد: يمارس العمل عن طريق حاسوب في بيته متّصل بمكان عمله.
• عمِلَ شيئًا: فعله عن قصد وصنعه "ماذا تعمل طوال النّهار؟ - {أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} - {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} "? عمِل الشّيء طوعًا: عمله برضاه، غير مُكْرهٍ عليه- عمِل حسابًا للأمر: وضعه في تقديره وحسبانه- عمِل من أجله المستحيل: بذل أقصى ما يقدر عليه- عمِل من الحبَّة قبَّة: بالغ في الأمر- وِفقًا للقواعد المعمول بها: المعتمدة- يعمل الخيرَ ويرميه في البحر: لا ينتظر جزاءً عليه.
• عمِلَ فيه السّمُّ عملَه: أثر فيه تأثيرًا واضحًا "عمِل فيه الدواءُ- عمِلت فيه النصيحةُ: أخذ بها".
• عمِلَ بقرار المدير: نفَّذه.
• عمِلَ على الصَّدقة: سعى في جمعها من أهلها " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} ".
• عمِلَتِ الكلمةُ في الكلمة: (نح) أحدثت فيها أثرًا إعرابيًّا "يعمل الفعلُ في المفعول به".
• عمِلَ للأمير على بلدٍ: كان حاكمًا عليها من قِبَله. 

أعملَ يُعمل، إعمالاً، فهو مُعمِل، والمفعول مُعمَل
• أعمل آلتَه: عمِل بها، اتَّخذها أداةً في عمله "أعمل رأيَه".
• أعمل النَّصَّ: عمل بمنطوقه.
• أعمل ذهنَه في الدَّرس: فكّر فيه، ركَّز تفكيرَه واهتمامَه فيه ° أعمل فيهم السِّكِّينَ: ذبحهم. 

استعملَ يستعمل، استعمالاً، فهو مُستعمِل، والمفعول مُستعمَل
• استعملَ أداةً: استخدمها، جعلها تؤدِّي عملاً ما لغايةٍ ما "استعمل منشارًا لقطع الخشب- استعمل القوّة لحفظ السَّلام: لجأ لاستخدامها" ° دواء للاستعمال الخارجيّ: يوضع على سطح الجسم- شائع الاستعمال: مستعمَل عادة أو عمومًا- طريقة الاستعمال: كيفيّته.
• استعمل شخصًا: اتّخذه عامِلاً له "استعمل عشرة عُمَّال لقضاء مُهمَّاته- يستعمل هذا المصنع مئات العمال"? اُسْتُعمِل فلانٌ: وَلِي عملاً من أعمال السلطان. 

اعتملَ في يعتمل، اعتمالاً، فهو مُعتمِل، والمفعول مُعتمَل فيه
• اعتملت المشاعرُ في داخله: ثارت واضطرمت "شكوك عميقة تعتمل في النُّفوس العربيَّة حول النوايا الأمريكيَّة- اعتملت في داخله فكرة الانتقام". 

تعاملَ يتعامل، تعامُلاً، فهو مُتعامِل، والمفعول مُتعامَل
• تعامل الشَّريكان: عامل كُلٌّ منهما الآخر ° ازدواجيّة التعامل: نفاق، خيانة- تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالأجانب: أي ليس في المعاملات التِّجاريَّة والماليّة محاباة- طريقة التَّعامُل: الطريقة التي يتعامل فيها الشّخص.
• تعاملَ مع صديقَه: عامله، تصرَّف معه "تعامل مع صديقه بإخلاص/ بالحسنى/ بالمثل- تعامل مع الموقف بحكمة". 

عاملَ يعامل، معاملةً، فهو معامِل، والمفعول معامَل
• عامل فلانًا: تصرَّف معه في بيع أو غيره "عامله بإنسانيَّة- عامِل النَّاس بما تُحِبُّ أن يعاملوك به" ° عاملهم بالمِثْل: تصرّف معهم بمثل تصرُّفاتهم معه- عامَله مُزامنةً: عامله قياسًا على الزَّمن- عامله معاملة حسنة: تصرَّف حِياله بلُطْف- عامله معاملة سيِّئة: تصرّف حِياله بخشونة. 

استعماليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استعمال.

• القيم الاستعماليَّة: القيم التي تدعو لتبادل المنفعة بين الفرد والمجتمع "يدعو لانتشار القيم الاستعماليّة".
• نظرة استعماليّة: نظرة عنصريّة تنظر للآخرين بعين الاحتقار لهم والاستعلاء عليهم وتجعلهم كأنّهم خدم.
• القيمة الاستعماليَّة للسِّلعة: القيمة الحقيقيّة لها. 

عامِل1 [مفرد]: ج عاملون وعَمَلة وعُمّال: اسم فاعل من عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ ° القوى العاملة: العمّال والموظفون في مشروع أو نشاط معيَّن- عمّاليّ: متعلِّق بالمنظمات السياسيَّة التي تمثل اهتمامات طبقة العمَّال ومصالحها- يَوْمُ العمّال/ عيد العمّال: احتفال يقام في أول اثنين من شهر سبتمبر ويعتبر عطلة رسميّة في كلّ من الولايات المتّحدة الأمريكيّة وكندا تكريمًا لطبقة العمَّال، ويحتفل به في باقي العالم في أوَّل مايو من كلِّ عام. 

عامِل2 [مفرد]: ج عوامِلُ:
1 - (جب {عدد صحيح يقسم عددًا صحيحًا آخَر دون باقٍ مثل العدد} 6) بالنِّسبة للعدد (60) "عامل مشترك".
2 - (كم) مُسبِّب، باعث، قوّة أو مادَّة تُحْدِث تغييرًا "تعدَّدت عواملُ النجاح/ الإنتاج- عوامل سياسيّة تقليديّة- عوامل التعرية: تأثير العوامل الطبيعيَّة كالماء والنار والهواء على صخور القشرة الأرضية- عامل كيميائيّ" ° تحت عامل الغضب: تحت تأثيره.
3 - (نح) ما يقتضي أثرًا إعرابيًّا في الكلام "عامل رفع- عوامل جزم الفعل". 

عِمالة [جمع]:
1 - مجموع الأيدي العاملة "يحتاج المصنع إلى عمَالة كثيرة- عمالة غير مدرَّبة- نقص في العِمالة".
2 - حرفة العامل "قوانين/ قطاعات العِمالة- العِمالة الكاملة".
3 - أجرة العامل "أخذ العامل عِمالته".
4 - تآمر مع أعداء الدَّولة "حوكِم بتهمة العِمالة".
5 - (قص) تشغيل الموارد الاقتصاديّة كافة من موارد طبيعيّة وغيرها. 

عمَل [مفرد]:
1 - مصدر عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ ° عملاً بالقانون: تطبيقًا له.
2 - مهنة، شغل، وظيفة "مصاريف العمل- عمل نصفيّ: عمل نصف ساعات العمل فقط، وبنصف راتب- البحث عن عمل- عمل يدويّ: عمل يصنع باليد دون استعمال آلة" ° جدول الأعمال: قائمة تضمّ رءوس الموضوعات المعروضة في اجتماع ما- مكتب العمل: إدارة حكوميّة للموظفين- وزارة العمل: الوزارة المسئولة عن شئون العُمّال.
3 - فعل مقصود، ونشاط تلقائيّ "عمل عسكريّ/ بنّاء- أعمال منزليَّة/ كتابيَّة/ استفزازيَّة- أعمالك تعكس أفكارك- لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد- إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى [حديث] " ° عمَل رصيف: عمل محكم- قائم بكافَّة الأعمال: شخص مكلَّف بقضاء جميع حاجات سيِّده- يَوْمُ عمل: يَوْم يتمّ فيه إنجاز عملٍ ما.
4 - (قص) مجهود يبذله الإنسان لتحصيل منفعة.
5 - (نح) دور أو أثر الكلمة في الإعراب "عمل حرف الجرّ- عمل إنّ وأخواتها".
• عمل فنِّي: عمل تصويريّ أو تشكيليّ خاصّة الأعمال الزخرفيّة الصغيرة "الأعمال الكاملة: مجموع أعمال الفنّان أو الكاتب أو المؤلِّف طِيلة حياته".
• عمل اجتماعيّ: عمل منظم يهدف إلى تقدُّم وتطوُّر الظروف الاجتماعيّة لمجتمع ما وخاصّة المجتمع المحروم وذلك بتقديم استشارة نفسيّة وتوجيه ومساعدة على شكل خدمات اجتماعيّة.
• عمل جماعيّ: مجهود تعاونيّ لأفراد مجموعة أو فريق لتحقيق هدف مشترك.
• وَرْشة عَمَل: حلقة دراسيَّة أو سلسلة من الاجتماعات لمجموعة صغيرة من النَّاس تؤكِّد على التَّفاعل والتَّعاون. 

عَمْلَة [مفرد]: ج عَمَلات وعَمْلات: اسم مرَّة من عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ: فَعْلَة منكرة كالسَّرقة والخيانة "نفّذ عملَته الشنعاء في جُنْح الظَّلام- كانت عَمْلَتُه سببًا في سجنه". 

عُمْلَة [مفرد]: ج عُمُلات وعُمْلات: نقد يتعامل به الناسُ "عُمْلة مَعدِنيَّة- قبضت أجهزة الأمن على مهرِّبي العملة- عُمْلة مُزَوَّرَة/ ورقيَّة/ أجنبيَّة" ° العُمْلة الصَّعبة: العُمْلة القويَّة، عُمْلة إحدى الدّول الكُبرى التي تُستخدم في المعاملات التِّجاريَّة الدَّوليَّة كالدُّولار الأمريكيّ والفرنك السويسريّ- عُمْلة متداوَلة: عملة مستعملَة- قابليَّة العُملة للتَّحويل: إمكان تحويلها إلى عملة أخرى- هما وجهان لعُملة واحدة: متلازمان يُكمِّل أحدُهما الآخرَ.
 • العملة الرَّمزيَّة: عُملة لها قيمة اسميّة أعْظم من قيمة محتواها المعْدنيّ. 

عَمَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عمَل: تطبيقيّ، عكسه نظريّ "دراسة/ طريقة عَمَليَّة" ° العِلْم العَمليّ: ما كان متعلّقًا بكيفيَّة تطبيق قواعد الفنون والعلوم ومبادئها.
2 - واقعيّ، فعْلِيّ "رجلٌ عمليّ". 

عمليّات [جمع]: مف عمليّة: مركز القيادة الذي يتمّ من خلاله التَّحكم بالنَّشاطات والأعمال العسكريّة.
• غُرْفة العمليّات: غُرْفة مزودة بأدوات لإجراء العمليّات الجراحيَّة.
• مَسْرح العمليَّات: منطقة واسعة تتمّ فيها العمليَّات العسكريّة. 

عَمَليَّة [مفرد]: ج عمليّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَمَل ° الحياة العَمَليَّة: الحياة الواقعيَّة التي يتعامل فيها الإنسانُ مع غيره من النَّاس- تربية عَمَليَّة: تدريب المعلمِّين على التَّدريس من النَّاحية التَّطبيقيَّة.
2 - مصدر صناعيّ من عمَل: جملة أعمال مُتَّصلة تُحدِثُ أثرًا خاصًّا "عَمَليّة جراحيَّة/ عسكريَّة/ حسابيَّة- عَمَليَّة الهضم- عَمَليَّة إنزال: عمليّة إنزال قوَّات بحريَّة أو جوّيَّة للسَّيطرة على العدوّ" ° عَمَليَّة مصرفيَّة: عَمَلٌ تقوم به المصارف مقابل عُمولة كقبول الودائع وفتح الاعتمادات والحساب الجاري وخصم الأوراق التجاريَّة .. إلخ.
• عَمَليَّة قَيْصريَّة: (طب) عمليَّة جراحيَّة يخرج بها الجنين من الرحم عند استحالة الولادة الطبيعيّة. 

عُمولَة [مفرد]: ج عُمُولات: (قص) ما يأخذه السِّمْسارُ أو المَصْرفُ أجرًا له على تنفيذ صفقات شراء أو بيع للأوراق الماليّة، وعادة ما تكون العمولة مبنيَّة على قيمة الصَّفقة أو عدد الأسهم المراد تداولها "أخذ عمولة على الصفقة- تاجر بالعمولة: تاجر يقوم بشراء البضائع وبيعها مقابل عُمولة". 

عَميل [مفرد]: ج عُمَلاء:
1 - مَن يُعامل غيره في شأن من الشئون كالتِّجارة وغيرها "عميل دائم للشَّركة- عميل متجر".
2 - جاسوس يعمل لصالح دولة أجنبيَّة "عميل استخبارات/ الاستعمار" ° عميل سِرِّيّ: شخص يُعهَد إليه بجمع معلومات سريّة تتعلّق بدولة أجنبيّة.
• عميل مُزدَوَج: جاسوس يعمل في وقت واحد لحساب دولتين عدوّتين. 

مُستعمَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استعملَ.
2 - قديم، غير جديد، سبق استعمالُه "جهاز مُستعمَل- سيَّارة مستعملة".
3 - شائع ومألوف "تعبير مستعمل". 

مُعامِل [مفرد]: ج مُعامِلات:
1 - اسم فاعل من عاملَ.
2 - (جب) جُزء عدديّ في الحدّ الجَبْريّ، عدد أو رْمز مضروب في متغيِّر أو قيمة غيْر معلومة في الحدِّ الجبريّ.
• مُعامِل الانكسار: (فز) رقم يُعبِّر عن مقدار التغيُّر النِّسبيّ في اتِّجاه حزمة ضوئيَّة عندما تنتقل من الفراغ إلى مادّة شفَّافة معلومة أو من مادَّة إلى أخرى. 

مُعامَلة [مفرد]: ج مُعامَلات:
1 - مصدر عاملَ.
2 - صيغة المؤنَّث لمفعول عاملَ: "زوجته معاملة من قبل أهله معاملة حسنة".
3 - تعامُل بين اثنين "بينهما معاملات مادِّيَّة- قانون المعاملات- شرط معاملة الدّول الأكثر رعايةً- معاملة تجاريّة: عمليّة الشِّراء أو البيع- الدِّين المعاملة" ° المعامَلة بالمثل: إقرار الدّولة للأجنبيّ الحقوقَ التي تطابق أو تعادل حقوقَه في دولته.
• المعاملات: (فق) الأحكام الشرعيّة أو القانونيَّة المتعلِّقة بأمر دنيويّ كالبيع والشّراء والإجارة ونحوها. 

مَعْمَل [مفرد]: ج مَعَامِلُ:
1 - اسم مكان من عمِلَ/ عمِلَ بـ/ عمِلَ على/ عمِلَ في/ عمِلَ لـ.
2 - مكان يجمع العُمّال وآلات العمل لتصنيع منتجٍ ما "مَعْمل نسيج/ صابون/ كبريت".
3 - مُختبَر تُجرى فيه التّجاربُ العلميَّة، أو بيئة تستخدم في البحث العلميّ كالغابة أو قاع المحيط أو الفضاء الخارجيّ "الفحصُ في المعمل- معامل التَّحليل- معمل أشعَّة". 
عمل: عَمِل: يسند هذا الفعل إلى الأشياء والأمور إذا شخّصت. فقد جاء في كوسج (طرائف ص78).
مثلاً: ولم يزل الحرب يُعمَل (يَعمل). وفي ابن إياس (ص356): ارتفع الموت من الأطفال والشباب وصار يعمل في الشيوخ والعجائز. وفي قصة عنتر (ص3): وعَمِلتْ بينهم الضجَّة والرنة.
عَمِل: جعله منه ملكا ووزيراً إلى غير ذلك. (ألف ليلة 1: 92).
عَمِل: شدّ باقة زهر. (ألف ليلة 1: 60).
عَمِل: سار مراحل. ففي كتاب عبد الواحد (ص200): فعمل من بجاية إلى فاس سبع عشرة مرحلة وهذا نهاية ما يكون من سرعة السير لمثله.
عمل له موضعاً: جعل له موضعاً. (فوك). عُمل: احتفل بعيد. (دي ساسي طرائف 1: 158).
عَمِل: هَيأ طعاماً. ففي رياض النفوس (ص52 ق): تأخذ لنا خروفاً- وتعمله في التنور. وفي (ص57 ق): منه في كلامه عن سمكتين: وغسلتهم (غسلتهما) وجعلتهما في طاجن وادخلتهما الفرن واشتغلت في عملهم (عملهما) إلى نصف النهار. وانظره أيضاً في مادة قلفط والفعل وحده يدل على: هيأ طعاماً وحضره. ففي رياض النفوس (ص57 ق): واشتريت أنا ومولاي رأساً وخبزاً وحين وضعناهما أمامنا لنتغذى جاء سائل فأعطاهما مولاي له كله، ثم عملنا اليوم الثاني ففعل كما فعل اليوم الأول.
عَمِل: نظم شعراً. (المقري 1: 538، 2: 412).
عَمِل: خصص راتباً. ففي ألف ليلة (1: 30): وأنا من اليوم أرتب له الرواتب والجرايات واعمل له في كل شهر ألف دينار.
عَمَل: قام بعمل مبرور أمر به الدين.
وعمل: برٌ. (حيان ص27 و، ابن خلكان 1: 671، المقري 1: 488، 521، 553، 561، 583، 585، 587) (وقد صححته في رسالتي إلى السيد فليشر ص74)، (601، 661، 669، 712، 807، 846، 2: 423) وهي اختصار: عمل بما في كتاب الله.
عَمل: تحرك. ففي الأغاني (ص31): وكان إذا غنَّى عمل منخراه.
عَمل: صار، أصبح، اتخذ صناعة أو مهنة أو حرفة. يقال: عمل نجاراً أي صار نجاراً وامتهن النجارة واحترفها. (بوشر). وعمل طباخاً (ألف ليلة 1: 193).
واعمل خواجة أي امتهن التجارة (ألف ليلة برسل 9: 353) وفي معجم بوشر: مارس، زاول تعاطى. يقال يعمل حكيماً (يمارس الطب) ويزاوله، وهذا في الواقع نفس المعنى، ويقال أيضاً: عمل شاعراً أي مارس الشعر وتعاطاه.
عَمل: مارس وظيفة، يقال مثلاً: عمل ترجمانا، أي مارس وظيفة الترجمان. (بوشر).
عمل: تظاهر، وتكلف. يقال مثلاً: عمل روحه وعمل حاله غشيم أي تظاهر بالجهل وعمل أطرش.
تظاهر بأنه أطرش، تصنّع الطرش.
عمل حاله مريض: تظاهر بأنه مريض وتصنع المرض. عمل حاله مغموم: تظاهر بالحزن والغم وتصنعه. عمل روحه: تظاهر، يقال مثلاً: عمل روحه رائح إلى الصيد، أي تظاهر بأنه ذاهب إلى الصيد.
وعمل روحه: تظاهر خدعة. (بوشر)، وفي ألف ليلة (برسل 1: 125): فناولتْني القدح فاهرقته وعملت روحي شرْبته. وفي (3: 197، 391): عملت نفسك السندباد أي تظاهرت بأن السندباد مخادعاً وفي (7: 65): أنت عامل نفسك ميتا، أي أنت تتظاهر بأنك ميت مخادعاً. وفي طبعة ماكن: جعل.
وفي معجم فوك: يعمل كأنَّه، كأنّ. أنه، أي يتظاهر كأنه.
عمل نفسه خرية كبيرة: تكلف العظمة، تظاهر بالعظمة. بأنه سيد كبير. (بوشر).
عَمِل: وطأ، نكح. ففي ألف ليلة (برسل 12): وما زال هو عَمل وإياها إلى أن عمل عشر مرار.
عمل: أنتج، أغلّ، أعطى محصولاً. ففي منتخبات عربية لفريتاج (ص58) فأرسل إلى أخته الملكة بحلب يطلب منها أن تقايضه بقلعة جعبر وبالس إلى شيء يعمل له بمقدار قلعة جعبر وبالس فاتفق الأمر على أن تعوضه بعزاز ومواضع تعمل بمقدار ذلك.
عَمِل لفلان على البلد: كان عاملاً له عليها. أي والياً عليها. (محيط المحيط). عَمِل: كثيرا: ما يستعمل هذا الفعل بمعنى جعل في ألف ليلة طبعة برسلاو وكذلك في طبعة ماكن (2: 87) ففيها: أن نسيبي عمل علىَّ عشرة آلاف دينار مهرها.
عَمِل: دقّ الموسيقي، ففي ابن الأثير (10: 435): وكان أهل بغداد يعملون بأنفسهم فيه وكانوا يتناوبون العمل يعمل أهل كل محلَّة منفردين بالطبل والزمور. وفي (المقري 2: 156): فلما فرغ من استهلاله وعمله.
عمل ب: حاول، سعى، اجتهد في، بذل وسعه في. وغالباً ما يقال: عمل في (لين، معجم الطرائف) وفي حيَّان (ص15 ق): ومحمد يعمل بالفتك به دائباً.
عمل ب: عكف على. ففي معجم أبي الفداء: ثم اخطئوا وعملوها بالمعاصي.
عمل الجارية بألفين: عرض ألفي دينار ثمناً للجارية. (ألف ليلة 2: 100، 222).
عمل على: نوى، صمَّم على، عزم علي. (معجم الطرائف، كوسج طرائف ص107). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص238): عملناً على المقام بمصر.
عمل على: قصد، توجه إلى. (معجم الادريسي) عمل على: توقع شيئاً، أمل (معجم الطرائف).
عمل على: تآمر عليه، دس، تآمر على حياته، دبر مؤامرة لقتله. (معجم البيان)، وفي طرائف دي ساسي (1: 96): عمل على هلاكه. وفي النويري (الأندلس ص467): عمل عليه حتى قتله. وفي رياض النفوس (ص64 ق): وكان الذي عمل وسعى به إلى المرودي (وقد غير أماري هذا الاسم فجعله المَرْوَزيّ).
عمل على فلان: اختصار عمل عليه حيلة. بمعنى احتال عليه وخدعه وغشه. ففي ألف ليلة (برسل 10: 284): عُمل عليك في هذه الجارية، أي خدعوك واحتالوا عليك حين باعوك هذه الجارية. وفي طبعة ماكن: عُملت عليك حيلة في هذه الجارية وفي (برسل 10: 310، 3) وأنا خائفة أن يكون عمل عليه من أجلي وباعني وفي طبعة (ماكن 4: 297، 4): وأنا خائفة أن يكون أحد عمل عليه حيلة من أجلي لأجل أن يبيعني.
عمل عند: له قيمة، ففي المقري (1: 558). هذه شهادة لا تعمل عندي.
فكيف تعمل في فلان: ماذا تعتقد في فلان؟ (المقري 1: 829).
عمل الحديد: عالج الحديد وصنع منه آلات. (معجم البلاذري) وفي الادريسي (الباب الأول الفصل السابع معدن حديد يحتفرونه ويعملونه.
ويقال هذا أيضاً عن أشياء أخرى كالعاج مثلاً. (دي ساسي طرائف 1: 151).
عمل ريقه: جعل رقه يتردد في فمه. (ألف ليلة 1: 37).
عمل الشهور: ضبط مبدأ الشهور. (دي ساسي طرائف 1: 90، 92).
عمل صحبة: صادق، صاحب. (بوشر).
عمل معدناً: استغل منجماً واستخرج ما فيه. (معجم الادريسي).
عمل فِكْرته: ركَّز ذهنه، أجهد ذهنه، وذلك كما كانوا يقولون فيما مضى جدَّ في التفكير، وفكر مركزاً انتباهه. (عبد الواحد ص221) عمل بالشيء فكراً: فكّر بالشيء. (المقري 1: 704) وعليك أن تقرأ فيه: ولم اعمل به فكرا كما جاء في طبعة بولاق.
عمل قلبه: افتخر، ادعى بالعظمة، ادعى لنفسه مزايا لا يملكها. (بوشر).
عَمَّل (بالتشديد): باع واشترى واتجر وتكسب. (ألكالا).
عامَل: قايض، بادل، (ألكالا).
عامَل فلاناً: تصرف معه بهذه الطريقة أو تلك بوشر). وعامله بمن (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
عامله: عايشه، وعاش معه. (ألكالا) والمصدر فيه معاملة بمعنى صداقة وصحبة (ألكالا).
وفي كتاب الخطيب (ص33 ق): كان حسن المعاملة، أي كان حسن المعاشرة، لين الجانب.
عامل فلاناً: تعاقد معه، أتفق معه. (معجم البلاذري، فوك، أخبار ص13).
عامل الله: فعل ما يرجو به ثواب الله في الحياة الآخرة. ففي تاريخ البربر 2: 377): عامل الله في أسباب الجهاد وفي معناها في تهيئة وفيه (2:485): وكتب الله أجرها لمن أخلص في معاملته. (دي سلان المقدمة 1: 75). ويقال أيضاً: عامل وَجْه الله. (عباد 2: 162، 3: 222) والذين يقومون بذلك يسمون أرباب المعاملات. ففي كتاب الخطيب (ص86 و): حاله خاتمة الرجال بالأندلس وشيخ (ذوي؟) المجاهدات وأرباب المعاملات ..
عامل الدراهم: حسم الدراهم وأسقطها من الحساب. (بوشر).
عامل بالدراهم: استعمل الدراهم في التجارة واستخدمها باعتبارها عملة سائدة. (دي ساسي طرائف 1: 247).
دراهم معامل بها: دراهم متداولة (بوشر).
عامل: عمل، صنع. ففي ألف ليلة (1: 30): وعامل له طاسة من الذهب معلَّقة في رقبته يسقيه منها.
أعَمَل. يقال: طريق مُعمل أي لحب مسلوك. وطريق ليس يُعمل أي غير لحب ولا مسلوك، (دي ساسي طرائف 2: 142، 395 رقم 79).
تَعَمَّل. ظهر عليه التعَّمل: يرى بوضوح أن رجل المنضدة قد أضيفت إليها، وأنها مرمَّمة. (المقري 1: 171).
تَعَمَّل. تاجر. (ألكالا).
تعامل مع: تعاقد مع. (فوك).
تعاملَ: تظاهر بما ليس هو عليه في الحقيقة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص307): وتتعامل أيضاً وتتحلَّم كأنا لا نعرفك.
تعامل على فلان: كادله، تآمر عليه، دبَّر مؤامرة لقتله. (بوشر).
يتعامل: سهل الاستعمال، طيعّ القيادة، مرن. ولا يتعامل شرس، شموس، لا ينقاد. (بوشر) اعتمل كما يقال اعتمل الأرض أي زرعها، يقال: اعتمل الخضراوات أي زرعها. (البكري ص175).
اعتمل: مثل تعمَّل أي استعمل كل قوته. ولذلك يقال عن النوتي إنه معتمل الظهر أي أن ظهره قوي قوة يديه لجر الحبال. (معجم مسلم).
اعتمل: روَّض البغل. (المقري 2: 426) وانظر فليشر (بريشت ص53).
اعتمل: انقاد إلى العمل. ففي تاريخ البربر (1: 602): صاروا إلى الانقياد والاعتمال في مذاهب السلطان ومرضاته. وانظر (1: 607) منه استعمل: يستعمل هذا الفعل للدلالة على معنى بذيء أيضاً، يقول الجوبري (ص85 و) في كلامه عن لوطي: استعمل الصبيّ مرَّتينْ.
استعمل: اشتغل ب، كرَّس وقته ل. ومارس فنَّاً. (معجم الادريسي، المقدمة 1: 70).
استعمل نفسه في العبادة وكرس وقته لها (المقري 1: 598).
استعمل: عمل، صنع. (معجم الادريسي المقدمة 1: 7).
استعمل: ضمَّد جرحاً. ففي كتاب العقود (ص5) في الكلام عن جرَّاح: استعمل شجةً.
استعمل: تظاهر ب تصنَّع، أظهر ما ليس بنفسه (لين، البكري ص184، 185) وفي معجم فوك: استعمل إنه بهذا المعنى.
استعمل مهنة الدلاّلين: امتهن الدلالة، صار دلاَلاً. (بوشر).
عَمْلٌ: ذكرت في معجم فريتاج ويجب حذفها لأن الكلمة عمَل.
عمَل: تطبيق، ممارسة مقابل علم بمعنى نظرية ونظري. (المقدمة 3: 309).
ما العمل عليه: ما نتبعه، ونختاره ونفضله، ونعمل به. (معجم أبي الفداء). عَمَل: عند الفقهاء العادة المتبعة. مثل مَذْهَب. (المقري 1: 365، 366، 474).
عَمَل: بِر، خير، إحسان. (انظر عَمل).
عَمَل: يطلق مفرداً وجمعا على القيام وتطبيق ما يأمر به الشرع من العبادات. (المقري 1: 894، المقدمة 21: 163.
عَمَل: عند أصحاب الكيمياء القديمة صنع الكبريت الأحمر، حجر الفلاسفة. (المقدمة 3: 194) مع تعليقة السيد دي سلان.
عَمَل: اختصار عملُ الأرض أي زراعتها. (معجم البلاذري).
عَمَل: لعلها زائدة فيما يظهر في قولهم: ثياب من عمل الصوف، أي ثياب من الصوف. (تاريخ البربر 2: 292).
عَمَل: نتاج العمل أي عمل كان. (المقدمة 2: 235) مع تعليقة السيد دي سلان.
عَمَل: شيء مصنوع. (معجم الادريسي، ملر ص13).
اعمال: زخارف، نقوش صُور، رسوم (معجم الإدريسي).
عَمل: قائمة، جَردْ، لائحة، كشف، جدول، دفتر الحساب، سجل الضرائب. (المجلة الآسيوية 1862، 2: 178، أخبار ص142، ابن خلكان 9: 41، 11، 92، المقري 1: 556).
أصول الأعمال: أصول السجلات. ففي الفخري (ص273): فأمره بلزوم سدَّته التي كان فيها حسابه وأصول أعماله.
كُتَّاب العمل أو للعمل: الموظفون في إدارة السجلات، الموظفون في إدارة المالية. (المقري 1: 273). وفي حيَّان (ص12 و): وله أصحاب الرأي وكتاب للعمل.
موضع العمل: مكتب جابي الضرائب. (تاريخ البربر 1: 432).
موضع الأعمال: هي أيضاً مكاتب إدارة المالية. ففي المقري (1: 381): اتخذ فيها الدواوين والأعمال.
والعمل أو الأعمال: تعني في الغالب دواوين المالية، وإدارة المالية والضرائب. ففي كتاب الخطيب (ص36 ق):وهو بيت القيادة والوزارة والقضاء والكتابة والعمل. وفيه (ص123 ق): وهو إذ ذاك وزير الأمير وبيده المجابي والأعمال. (ألفخري ص210، 351)، وفي المقدمة (2: 15): ديوان الأعمال والجبايات.
(تاريخ البربر 1: 361، 395، 1، 401). وفي المقري (1: 273): قُلد بعض الأعمال: أي ولي إدارة بعض دواوين المالية. وفي تاريخ البربر (1: 432): ولي أعمال الجباية. عمل العمود: انظره في مادة عمود.
عَمَل: عند أهل لبنان: ما يتولى إدارته العامل. (محيط المحيط) وانظر: عامل.
دار العمل: دكان الخزفي، معمل صانع الخزف. (دوب ص98) وانظره في مادة عامل.
ذراع العمل: في ألف ليلة (1: 361): وكان عرض النهر ستة اذرع بذراع العمل، أي بالذراع العادي المألوف.
عَمْلَة: سرقة، نشل، اختلاس، والجمع عَمْلات. ففي ألف ليلة (برسل 11: 382): وضربناه بالمقارع فاقرَّ بعملات كثيرة. وفي طبعة ماكن (2: 105) عمل عملة أي سرق واختلس. وغالباً ما تدل عليه هذه الكلمة في كتاب ألف ليلة هو الشيء المختلس. وجمعه عَمْلات أيضاً. ففي طبعة ماكن (2: 101، 113): سرق العملة ووضعها في دارابي. وفي طبعة برسلاو (4: 371): الحرامية الذين يقتلون الناس ويسرقوا العملات. وفي طبعة ماكن: ويسرقوا الأشياء. وفي طبعة برسل (7: 137) سرق العملة بتاع الخليفة، حيث في طبعة ماكن: أمتعة الخليفة.
وفي (برسل 11: 228): وكان من جملة العملة سيفا (سيف) (11: 331، 380). وينقل هابيشت في شرحه للمجلد السابع من طبعته لألف ليلة فقرة من حياة تيمور هي: كأنَّه سارق عملتُه تحت ابطه. عَمْلَة: شكل، هيئة. (ألكالا).
عَمْلَة: مكرمة، والجمع عَمْلات. (ألكالا).
عَمْلَة، والجمع عمائل: عمل، فعل، (بوشر).
بعملته: في حالة تلبس بالجريمة. (بوشر).
عمائل (جمع عملة): أساليب، طرائق، أنماط. (بوشر).
عمائل (جمع عملة): دسائس، مكائد، حيل (بوشر).
عمل عمائل: ارتكب حماقات، (بوشر).
عُمْلَة: نقود. (بوشر). والعملة عند العامة النقود لأنها تعطى أجرةً للعمل (محيط المحيط) والعامة يقولون فلان سيئ العُمْلَة أي المعاملة، أي لا يفي ما عليه من الدَيْن في وقته (محيط المحيط).
عَمَليّ، الصنائع العملية: الصنائع اليدوية مثل تجليد الكتب والتذهيب. (المقري 2: 105).
وانظر مادة سَفر.
الآلات العملية: الآلات التي تستخدم في الصنائع العملية: الصنائع اليدوية ففي كتاب الخطيب (مخطوطة باريس ص1 ق): صناع اليد محكم لعمل كثير من الآلات العملية.
عَمَلِيّ: مصطنع. (بوشر).
دعوى عملي: مسألة رياضية. (بوشر).
عَمِيل: والجمع عُمَلاء: عند التجار من تعامله ويعاملك في التجارة. (بوشر، محيط المحيط).
عَمِيل: وكيل التاجر في الجهات. (محيط المحيط).
عمالة: في مصطلح التجارة: عمولة، هي ما يأخذه الدلال من التاجر أجرة عمله (محيط المحيط).
عمالة: مكس، رسم المرور، والعبور ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص45 ق) في كلامه عن قنطرة: قد سبلَّها على المسلمين للعبور عليها في مصالحهم دون قَبَالَة ولا اجازة عَمَالَةٍ. (وضبط الكلمات هذا في المخطوطة).
عمالة: وظيفة جابي الضرائب (معجم البلاذري).
أهل العمالة: موظفو ديوان المالية (ابن جبير ص335).
عمالة: محصول الضرائب (معجم البلاذري).
عمالة: منطقة، مقاطعة، إقليم، رستاق، إيالة، ولاية. (معجم الادريسي).
عمالة: حرفة العامل في لبنان (محيط المحيط. وانظر: عامل.
عمولة: في ألف ليلة (برسل 10: 302): هذا المنديل من أين لك فقال له نور الدين هذا شغل والدتي عملته لي عمولة. وفي طبعة ماكن: عملته ماكن: عملته لي بيدها.
عَمَّال: عامل، من يعمل في مهنة أو صنعة. (فوك) وفي رياض النفوس (ص88 و): كان أخي منذ قدم من الحجّ سلّم إليَّ الحانوتَ فتوليته وقُمْتُ به مع العمالين.
عَمال: وكيل، نائب، مندوب، منتدب (هلو).
عَمَّال: سمسار، وسيط، دلاّل، (هلو).
عَمَّال: عامل، والي. (هلو).
عمال مركب: نوتي، بحار. (بوشر).
عَمَّال: أرض مزروعة، ضد بَطّال أي أرض بور، أرض بلا زرع. (الترجمة القديمة للعقد الصقلي عند ليلو ص14).
عَمَّال: تدل على استمرار العمل في لغة العامة والسياق يدل على هذا المعنى، أو يدل عليه عند ذكر اسم الفاعل. (فليشر معجم ص66) وقد نقل هذه الأمثلة التي استخرجها من ألف ليلة، وهي: ولا زال عمال حتى أقبل على الزقاق. أي ولا زال دائبا على المشي حتى أقبل الخ.
والبخور عمال. أي البخور مستمر بلا انقطاع. ولا زال سائق عمال إلى أن جاء إلى بيت نور الدين. أي ولا زال يسوق حصانه إلى أن الخ. ومن هذا فان العامة تستعمل كلمة عمال أو مختصرهم عم. يليهما. فعل مضارع للدلالة على تخصيص المضارع بالحال. ففي معجم بوشر: عمّال يتغذّى، أي يتغذى الآن. وعمال يطلع الفجر، أو عمال يشقّ الفجر، أي بدأ الفجر يطلع الآن. وكذلك في محيط المحيط وفي قصة عنتر (ص19): بني زياد عمالين يبغضوا ولدى لان مالهم مثله. وفيها (ص29): وهو عمال يصنع طعامه.
عامل: زرّاع، مزَارع. (معجم البلاذري).
عامِل: أكّار، مستأجر مزرعة (همبرت ص177).
عامِل: صَانع، صانع. (معجم الادريسي).
عامل: خزفي، وصانع الخزف. (ألكالا) دار العامل: دكان الخزفي، ومصنع الخزف. (ألكالا) وانظره في مادة عَمَل.
عوامل الخراج: المكلفون بدفع الضريبة والخراج (تاريخ البربر 2: 4).
عامِل، عند أهل لبنان: من تولى مقاطعة، وهو دون المدير وفوق شيخ الصلح. (محيط المحيط).
عامِليَّة، عند أهل لبنان هو ما تولاّه العامل. (محيط المحيط).
تَعَمُّل: المشي الرُوَيد في دورات الطواف الأربعة الأخيرة حول الكعبة. (برتون 2: 191).
تَعامُل: مُعاملة، أسلوب التصرف مع شخص ما. (بوشر).
مَعْمَل، والجمع مَعامِل: مصنع. (صفة مصر 18 قسم 2 ص139).
مَعْمَل: مَشْغَل، محترف، ورشة، مختبر، مصنع، (بوشر، محيط المحيط).
معمل القَزَّاز: مصنع الزجاج (صفة مصر 12: 405، 475).
معمل الفَروُّج أو الفراخ: مفرخ اصطناكي، لتفقيس الفراخ. (صفة مصر 17: 246، لين عادات 2: 5).
مَعْموُل: مقلدَ، مزوّر، مزيف، مستعار، مصطنع (ألكالا) وفيه: فلسفة معمولة أي تقليدية.
مَعْمُول. نقود معمولة: مزيفة. (معجم البلاذري).
معمول: يقول ابن البيطار، (2: 334) في كلامه عن الكافور الذي يستخرج بالتصعيد: وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منه كافور أبيض صفائح شبيهة في شكل صفائح الزجاج الذي يصعد فيها ويدعى المعمول.
مَعْمُول: شيء مصنوع. (معجم الادريسي).
مَعْمُول: نوع من البقسماط، البسكويت. (بوشر، محيط المحيط) والواحدة معمولة.
معمول احذف من معجم فريتاج ومن معجم لين الذي تابعه المعنى غبي، أحمق، أبله، فالكلمة تحريف ممعول. وقد صححها فريتاج في طبعة كتاب الأمثال للميداني (2: 928).
مُعامِل: مموّن، مجّهز. ففي الفرج بعد الشدة (مخطوطة رقم 61 ص209): أضقتُ إضاقةً بلغت منها الغاية حتى ألحَّ عليَّ الخَّباز والبقَّال والقصَّاب وسائر المعاملين ولم يبق لي حيلة. وبعد ذلك: فأحضرت المعاملين فقضيتُ جميع ديوني. وفي ألف ليلة (2: 305) نفس القصة. (ألكالا). مُعاملة: سلوك، تصرف. (بوشر).
مُعامَلة: مقايضة، تبادل، تبديل. (ألكالا).
مُعَامَلة: صيرفة. (بوشر).
معاملات: أعمال تجارية. (أماري ص192)، وفي ألف ليلة (1: 10) كان كثير المال والمعاملات في البلاد.
معَاملة: تعاقد، اتفاق تجاري. (معجم البيان، معجم البلاذري، فوك).
مُعامَلة: نقود متعامل بها. (بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة 4: 500).
درهم معاملة: نقود رائجة الاستعمال. (دي ساسي طرائف 3: 383) وانظر أماري (ديب ص443 رقم ب): معاملة دراهم: توظيف النقود (بوشر).
معاملات: أعمال تجارية، مشاريع تجارية. (فاندنبرج ص17).
المعاملات الديوانية: نوع من الضرائب. (مملوك 1، 1: 37).
مُسْتَعمل. ريح مستعملة: ريح ملائمة. ففي الإدريسي (القسم الأول الفصل السادس): الخروج منه (الجون) صعب ألا أن يكون بريح مستعملة.
مُسْتعمْل: يظهر أن معناها ما صنعه الخياط.
ففي رياض النفوس (ص95 ق): رزمة فيها جُبَّة شرب رفيعة مستعملة. ويسميها المؤلف بعد ذلك: جبة جديدة.
مستعمل مركب: نوتي، (بوشر).
مُستْعْملة: مبولة، قصرية، إناء يوضع في الغرفة يبال فيه بالليل. (بوشر، همبرت ص203، محيط المحيط في مادة خَدَّامة).
كرسي فيه مستعملة: كرسي بيت الخلاء، كرسي فيه قصرية. منصع. (بوشر).
عمل
اعْتَمَلَ: عَمِلَ لِنَفْسِه خاصَّةً. وبِنَفْسِه أيضاً. وتَعَمَّلَ فيه: تَعَنّى. وما عَمِلَتْه - بكَسْر الميم -: إذا أنَّث. فإن ذَكَّرَ قُلْتَ: عَمَلَه. وهو حَسَنُ العِمْلَةِ: أي العَمَل. والعَمْلَةُ: للمَرَّة.
وهو خَبِيثُ العِمْلَةِ والخِمْلَة: أي البِطانَةِ. وأعْمَلْتُ الرَّأْيَ وغيرَه. قال أبو سعيد: يُقال للجَمَلِ: يَعْمَلٌ: اسْمٌ له من العَمَل، كما يُقال للنّاقة: يَعْمَلَةٌ، وامْتَنَعَ الخَليلُ منه، قال:
إذْ لا أزالُ على أقْتاد ناجِيَةٍ ... صَهبَاءَ يَعْمَلَةٍ أو يَعْمَلَةٍ جَمَلِ
أرادَ: أو جَمَلٍ يَعْمَلٍ. وعَمَّلْتُهم وأعْمَلْتُهم: أعْطَيْتهم. والعُمَالَةُ: رِزْقُ العامِل. وعَمَّلَةُ: مَوْضَعٌ. وعامِلُ الرُّمْحِ: دُوْنَ الثَّعْلَب قَليلاً ممّا يَلي السِّنانَ.
ع م ل

تقول: أعط العامل عمالته، ووفّه جعالته. وفلان ابن عمل إذا كان قوياً عليه. ويقال لمشاة اليمن: بنو عمل. قال:

فذكر الله وسمّى ونزل ... بمنزل ينزله بنو عمل

لا ضفف يشغله ولا ثقل ويقال للذين يعملون بأيديهم في طين وبناء ونحوه: العملة. وإنه لحسن العملة. ويقال: من الذي عمّل عليكم أي نصب عاملاً. والرجل يعتمل لنفسه ويستعمل غيره. ويعمل رأيه. ويتعمّل في حاجات المسلمين أي يتعنّى ويجتهد. وأنشد سيبويه:

إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل

بمعنى إن لم يعلم. وأنشد الجاحظ لبشامة بن الغرير:

وجدت أبي فيهم وجدّي كلاهما ... يطاع ويؤتى أمره وهو محتبى

فلم أتعمل للسيادة فيهم ... ولكن أتتني طائعاً غير متعب

وناقة عملة وعمّالة ويعملة: فارهة. قال عبد الله ابن رواحة:

يا زيد زيد اليعملات الذبل

وأراد الجعدي بقوله:

وترقبه بعاملة قذوف ... سريع طرفها قلق قذاها

العين. وخانت المطهم عوامله أي قوائمه، الواحدة: عاملة. وتقول: الرمح بعامله، والفرس بعوامله.

عجم

(باب العين والجيم والميم معهما) (ع ج م، ع م ج، ج ع م، ج م ع، م ع ج، م ج ع مستعملات)

عجم: العَجَمُ: ضِدُّ العَرَب. ورجلٌ أعجميّ: ليس بعربيّ وقوم عجم وعرب والأعجم: الذي لا يُفْصِحُ. وامرأة عجماء بيّنة العجمة. والعجماء: كلّ دابّة أو بهيمة.

وفي الحديث: جُرْحُ العجماء جُبار

يقول: إذا أفلتت الدّابّة فقتلت إنسانا فليس على صاحبها دِيَةً وجُبار، أي: باطل، هدر دُمُه. والعجماء كل صلاة لا يُقْرأُ فيها. والأعجم: كلّ كلام ليس [بلغة] عربيّة إذا لم ترد بها النسبة. قال أبو النجم:

صوتا مخوفا عندها مليحا ... أعجمَ في آذانها فصيحا

يصف حمار الوحش. وتقول: اسعجمت الدار عن جواب السائل. والمعجم حروف الهجاء المقطعة، لأنها أعجمية. وتعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته ويصحّ. وعُجْمَةُ الرّملِ أكثره واضخمه وأكثره تراكما في وسط الرَّمل. قال ذو الرّمة:

من عُجْمَةِ الرّمل أنقاء لها حِبَبُ

وعَجَمُ التَّمر نواهُ والإنسان يعجُم التمرة إذا لاكها بنواتها في فمه. وعجيم النَّوى: الذي قد قشر لحاؤه من التّمر. وعجَمتُ العود: عضضتُ عليه بأسناني أيّها أصلب. قال عبد الله بن سبرة الجرشيّ:

وكم عاجم عودى أضرّ بنابه ... مذاقي ففي نابَيْه فرض فلول

وقال الحجاج بن يوسف: إنّ أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها فوجدني أصلبها

. قوله: عجم، أي: عضّ عليها بأسنانه لينظر أيّها أصلب، وهذا مَثَلٌ، أي: جرَّب الرجال فاختارني منهم. والثور يعجُم قرنَه يدلكه بشجرة لينظِّفه. وما عجمتك عيني مذ كذا، أي: ما أَخَذَتْك. وتقول للرجل العزيز النفس: أنه لصُلْبُ المَعْجَمِ. أي: إذا عجمته الأموروجدته متينا. وقال سعد بن مسمع:

ذا سُبْحَةٍ لو كان حلو المعجم

أي: ذا جمال. وهذا من سُبُحات الوجه، وهو محاسنه، ولأنك إذا رأيته قلت: سبحان الله. وقوله: لو كان حلو المعجم، أي: لو كان محمود الخُبْر كان قد تمّ أمره ولكنّه جَمال دون خُبْر. قال أبو ليلى: المعجم: هاهنا المذاق. عَجَمْتُهُ: ذُقْنُهُ. قال الأخطل:

يا صاح هل تبلغَنْها ذات معجمة ... بدايتيها ومَجْرَى نِسْعِها بَقَعُ

عمج: التَّعْمُّجُ: الاعوجاج في السير، والمشي لليدين والأعضاء لاعوجاج الطريق كتَعَمَّجَ السيل إذا انقلب بعضه على بعض. قال:

تَدافُعَ السَّيْلِ إذا تعَمَّجَا

جعم: امرأة جَعْمَاءُ: أُنْكِرَ عقلها هرما، ولا يقال رجل أجْعَم. وناقة جعماء: مسنة. ورجل جعم وامرأة جَعِمَةٌ، وبها جَعَمٌ، أي: غِلَظُ كلامٍ في سَعَةِ حَلْق. وجَعِمَ الرّجُلُ جَعَماً، أي: قَرِمَ إلى اللَّحْمِ، وهو في ذاك أكول. قال: العجّاج

إذ جَعِمَ الذُّهلانِ كلَّ مَجْعَمِ

أي: جَعِموا إلى الشَّرِّ، كما يُقْرَمُ إلى اللّحم.

جمع: الجمعُ مصدر جمعت الشيء. والجَمْعُ أيضا: اسم لجماعة الناس، والجموع: اسم لجماعة الناس. والمجمع حيث يُجْمَعُ الناس، وهو أيضا اسم للناس والجَمَاعَةُ: عدد كل شيء وكثرته. والجِماعُ: ما جمعَ عَدداً، فهو جِماعُهُ، كما تقول لجماع الخباء: أخبية

قال الحسن: اتقوا هذه الأهواء التي جِماعَها الضلالة ومعادها إلى النار.

وكذلك الجميع إلاَّ أنَّه اسمٌ لازم. يقال: رجل جميع، أي: مجتمِعٌ في خَلْقه. وأما المجتمعُ فالذي استوتْ لِحْيَتُهُ، وبلغ غاية شبابه، ولا يقال للنساء. والمسجدُ الجامعُ نعت به، لأنه يجمع أهله، ومسجد الجامِعِ خطأ بغير الألف واللام، لأنّ الاسم لا يضاف إلى النعت. لا يقال: هذا زيد الفقيه. وتقول: جَمَّعَ الناسُ، أي: شهدوا الجُمُعة، وقضوا الصلاة. وجُمَّاعُ كل شيء: مجتمع خلقه، فمن ذلك: جُمّاع جسد الإنسان رأسُه، وجُمَاعُ الثمرة ونحوها إذا اجتمعت براعيمها في موضع واحد. قال ذو الرّمة:

ورأسٌ كجُمَّاع الثريا ومِشْفَرٌ ... كَسِبْتِ اليماني قدُّه لم يُحَرّدِ

وتقول: ضربته بجُمْع كفّي، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكفّ كما تقول: ملء الكف. وماتت المرأة بجُمْع، أي: مع ما في بطنها [وكذلك ] يقال إذا ماتت عذراء. وترك فلان امرأته بجُمْع وسار، أي: تركها وقد أثقلت. واستجمع للمرء أموره إذا استَجمع وهُيءّ له ما يُسَرُّ به من أمره. قال:

إذا استجمعت للمرء فيها أموره ... كبا كبوة للوجه لا يستقيلها واستجمع السيل: أي: اجتمع، واستجمع الفرس جَرْيا. قال:

ومُسْتَجْمِع جَرْيا وليس ببارحٍ ... تُباريِه في ضاحي المِتانِ سواعدُه

وسُمِّيَ جَمْعٌ جمعاً، لأنّ الناس يجتمعون إليها من المزدلفة بين الصلاتين، المغرب والعشاء الاخرة. والمجامَعَةُ والجماعُ: كناية عن الفعل، والله يكني عن الأفعال، قال الله عز وجل: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ* كنىّ عن النكاح

معج: المَعْجُ: التقليب في الجري. مَعَجَ الحمار يَمْعَجُ مَعْجاً، أي: جَرَى في كُلِّ وجهٍ جرياً سريعا. قال العجاج:

حُنِّيَ منه غيرَ ما أَنْ يَفْحَجا ... غَمْرَ الأَجَاريَّ مِسَحّاً مِمْعَجا

وحمارٌ معاجٌ: يسبق في عَدْوِه يميناً وشمالاً. والريح تمعَجُ في النبات، أي : تفليه وتقلبه. قال ذو الرمة:

أو نَفْحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فيها الصَّبا مَوْهِنا والرَّوضُ مَرْهُومُ

والفصيل يَمْعَجُ ضرعَ أمّه إذا لَهَزَهُ، وقلّب فاه في نواحيه ليستمكن. وتقول: جاءنا الوادي يَمْعَج بسيوله، أي: يُسْرع. قال:

ضافت تمعّج أعناق السيول به مجع: مَجَعَ الرّجل مَجْعا، وتمجَّعُ تَمَجُّعا إذا أكل التّمر باللّبن. والمُجاعة: فُضالةُ ما يُمْجَع. والاسم: المَجيع. قال:

إنّ في دارنا ثلاثَ حُبالى ... فوددنا لو قد وضعْنَ جميعا

جارتي ثم هرّتي ثم شاتي ... فإذا ما وضعْنَ كُنَّ ربيعا

جارتي للخبيص والهرّ للفأر ... وشاتي إذا اشتهيت مجيعا

ورجلٌ مجّاععةٌ، أي: كثير التّمجَع، مثل: علاّمة ونسَّاببة. قال الخليل: يدخلون هذه الهاءات في نعوت الرجال للتوكيد.
(عجم) الْحَرْف وَالْكتاب عجما أَزَال إبهامه بالنقط والشكل وَالشَّيْء عجما وعجوما عضه ليعلم صلابته من رخاوته وَيُقَال عجم فلَانا وعجم عوده امتحنه واختبره وعجمت الْأُمُور فلَانا دربته وَمَا عجمتك عَيْني مُنْذُ كَذَا مَا رأتك وَجعلت عَيْني تعجمه تنظر إِلَيْهِ ويخيل إِلَيْهَا أَنَّهَا رَأَتْهُ من قبل

(عجم) فلَان عجمة كَانَ فِي لِسَانه لكنة وَيُقَال كَذَلِك عجم الْكَلَام إِذا لم يكن فصيحا فَهُوَ أعجم وَهِي عجماء (ج) عجم
(عجم) - في الحديث: "بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم"
: أي آدمِىّ وبَهيَمة. 
عجم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: العَجْماء جُبار 33 / الف والبئر جُبار والمعدن جُبار وَفِي الرَّكاز الْخمس. قَوْله: العَجْماء جَبَّار يَعْنِي الْبَهِيمَة وَإِنَّمَا سميت عجماء لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم قَالَ أَبُو عبيد: من ذكر اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] فِي السُّوق كَانَ لَهُ [من الْأجر -] بِعَدَد كل فصيح [فِيهَا -] وأعجم فَقَالَ الْمُبَارك: الفصيح الْإِنْسَان والأعجم الْبَهِيمَة.
(ع ج م) : (عَجَمُ) الزَّبِيبِ بِالتَّحْرِيكِ حَبُّهُ وَكَذَا عَجَمُ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالرُّمَّانِ وَنَحْوِهِ وَالْوَاحِدَةُ عُجْمَةٌ (وَالْعَجَمُ) جَمْعُ الْعَجَمِيِّ وَهُوَ خِلَافُ الْعَرَبِيِّ وَإِنْ كَانَ فَصِيحًا (وَالْأَعْجَمِيُّ) الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ أَيْ عَدَمُ إفْصَاحٍ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا وَقَوْلُهُ وَلَوْ قَالَ لِعَرَبِيٍّ يَا عَجَمِيُّ لَمْ يَكُنْ قَاذِفًا لِأَنَّهُ وَصْفٌ لَهُ بِاللُّكْنَةِ فِيهِ نَظَرٌ (وَالْأَعْجَمُ) مِثْلُ الْعَجَمِيّ وَمُؤَنَّثُهُ الْعَجْمَاءُ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْبَهِيمَةِ غَلَبَةَ الدَّابَّةِ عَلَى الْفَرَسِ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (الْعَجْمَاءُ) جُبَارٌ (وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ) جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ أَيْ هَدَرٌ (وَمِنْهَا) صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ أَيْ لَا تُسْمَعُ فِيهَا قِرَاءَةٌ.
عجم
العَجَمُ والعُجْمُ والأعْجمُ: ضدُ العَرَب. وأعْجَمَهُ: أتى به عَجَمِيَاَ، فأما إِذا لم يُفْصِحْ فهو أعْجَمُ، وقد عَجُمَ يَعْجُمُ بضمِّ الجيم وكلُّ كَلام ليس بعَرَبِيةٍ فهو أعْجَمُ. والعَجْمَاءُ: البَهِيْمَةُ. وكلُّ صَلاة لا يُقْرأ فيها. والمُعْجَمُ: حُروفُ الهِجاءِ. وعَجمْتُ الكِتَابَ.
وعُجْمَةُ الرمْل: أكْثَرُه. ومُعْظَمُ كل شيءٍ. والعَجَمُ: حب الزًبيبِ. والنوى. والعَجْمُ: العضً. وصِغارُ الإبِل، ولا واحِدَ لها.
والثوْر ُيَعْجُمُ قَرْنَه: أي يَدْلُكُهُ بشَجَرةٍ ليُنظفَه. وما عَجَمَتْكَ عَيْني مُنذُ كذا: أي ما أخَذَتْكَ.
والرجُلُ العَزِيْزُ النفْس: هو صُلْبُ المَعْجَم. والعَجامُ: الخُفاشُ الضخْمُ. وعَجمتُ النوى: طبَخْتَه.
وهو يَعْجُمُ كذا: أي يَعْرِفه. وعَجمُ الذنبِ وعَجْبُه: واحِدٌ.
والعجمَة: صَخْرَة تكونُ في الوادي ناتِئة، ويُقال: عَجَمَة بالفتح أيضاً. وهي الناقةُ الصلبَةُ أيضاً. والعَجَمْجَمَةُ: الشديدةُ من الإبل.
عجم: نعاجم: وردت في ديوان الهذليين (ص257) البيت السادس انعجم. انعجم لسانه عن ردّ الجواب: امتنع عن رد الجواب وظل ساكتاً (بوشر).
وفي المقري (1: 757): فانعجمت نفسي عن الإجابة.
عَجَم: السودان العَجَم (البكري ص177).
وقد ترجمها كاترمير إلى الفرنسية بما معناه: الزنوج الوثنيون وهي كذلك في تعليقة السيد دي سلان (ص518).
عَجَميّ: صيني، خزف مزخرف (بوشر). عَجَمي: نوع من نسيج القطن (صفة مصر 17: 369).
عَجَمي: ثور، ذكر البقر. (دوماس حياة العرب ص430) وثور صغير عمره سنتان أو ثلاث سنين. وجمعها عجامة (شيرب، بوسيه).
عَجَميَّة: لفظة يطلقها عرب الأندلس على اللغة الأسبانية.
عَجَمِيَّة: لوزية، حلوى اللوز (بوشر) وانظر ترجمة لين ألف ليلة (1: 71).
أعجم، عجماء: اسم نبات. انظر ابن البيطار (2: 184) وقد أساء سونثيمر ترجمة هذه المادة إساءة كبيرة.
مُعجَم: فهرس بأسماء الشيوخ الذين يدرس عليهم الطالب مرتب على حروف الهجاء مع ترجمة لحياتهم وذكر مؤلفاتهم (ابن خلكان 1: 420، المقري 1: 506، 804، 2: 769) وهو فهرسة شيوخه على حروف المعجم (المقري 1: 810) مَعْجَمَة: في المعجم اللاتيني العربي: كَتِف ثم مَعْجَمة وهذا غريب لان هذه الكلمة لا تعني كلمة كتف.
ع ج م

سألته فاستعجم عن الجواب. قال امرؤ القيس:

صم صداها وعفا رسمها ... واستعجمت عن منطق السائل

وفي الحديث " من استعجمت عليه قراءته فلينم " وكتاب فلان أعجم إذا لم يُفهم ما كتب. وباب الأمير معجم أي مبهم مقفل. والفحل الأعجم حريّ أن يكون مئناثاً وهو الأخرس الذي يهدر في شقشقة لا ثقب لها فلا يخرج الصوت منها. " وجرح العجماء جبار ". " وصلاة النهار عجماء ". وقد عجمته التجارب والدهور. وفلان صلب المعجم: لمن إذا عجمته الأمور وجدته متيناً. وعوده صليب لا تحيك فيه العواجم أي الأسنان. وقال:

أبى عودك المعجوم إلا صلابة ... وكفّاك إلا نائلاً حين تسأل

وما عجمتك عيني منذ زمان أي ما أخذتك، ورأيت فلاناً فجعلت عيني تعجمه كأنها تعرفه ولا تمضي على معرفته: ونظرت في الكتاب فعجمته أي لم أقف حق الوقوف على حروفه. والثور يعجم قرنه إذا دلكه على شجرة. وحكى أبو دواد " سنجيّ: قال لي أعرابيّ تعجمك عيني أي يخيل إليّ أني رأيتك. وناقة ذات معجمة أي بقية وقوة على السير.
عجم
العُجْمَةُ: خلافُ الإبانة، والإِعْجَامُ: الإبهام، واسْتَعْجَمْتُ الدّارَ: إذا بان أهلها ولم يبق فيها عريب، أي: من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب: خرجت عن بلاد تنطق، كناية عن عمارتها وكون السّكان فيها. والعَجَمُ: خلاف العَرَبِ، والعَجَمِيُّ منسوبٌ إليهم، والأَعْجَمُ: من في لسانه عُجْمَةٌ، عربيّا كان، أو غير عربيّ، اعتبارا بقلّة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة:
عَجْمَاءُ والأَعْجَمِيُّ منسوبٌ إليه. قال: وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ
[الشعراء/ 198] ، على حذف الياءات. قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ
[فصلت/ 44] ، يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ [النحل/ 103] ، وسمّيت البهيمة عَجْمَاءَ من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة النّاطق. وقيل: «صلاة النهار عَجْمَاءُ» ، أي: لا يجهر فيها بالقراءة، «وجُرْحُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ» ، وأَعْجَمْتُ الكلامَ ضدّ أَعْرَبْتُ، وأَعْجَمْتُ الكتابةَ: أزلت عُجْمَتَهَا، نحو:
أشكيته: إذا أزلت شكايته. وحروف المُعْجَمُ، روي عن الخليل أنها هي الحروف المقطّعة لأنها أَعْجَمِيَّةٌ. قال بعضهم: معنى قوله: أَعْجَمِيَّةٌ أنّ الحروف المتجرّدة لا تدلّ على ما تدلّ عليه الحروف الموصولة . وباب مُعْجَمٌ: مُبْهَمٌ، والعَجَمُ: النّوى، الواحدة: عَجَمَةٌ، إمّا لاستتارها في ثَنْيِ ما فيه، وإمّا بما أخفي من أجزائه بضغط المضغ، أو لأنّه أدخل في الفم في حال ما عضّ عليه فأخفي، والعَجْمُ: العَضُّ عليه، وفلانٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، أي: شديدٌ عند المختبر.
[عجم] نه: فيه: "العجماء" جبار، هو البهيمة لأنها لا تتكلم، وكل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم. ط: أي إذا لم يكن معها سائق ولا قائدو"عجمتك" الأمور، أي خبرتك، من العجم العض، عجمت العود إذا عضضته لتنظر أصلب هو أم رخو. ومنه ح الحجاج: إن أمير المؤمنين نكب كنانته "فعجم" عيدانها عودًا عودًا. وفيه: حتى صعدنا إحدى "عجمتي" بدر، العجمة بالضم من الرمل المشرف على ما حوله.
ع ج م : الْعُجْمَةُ فِي اللِّسَانِ بِضَمِّ الْعَيْنِ لُكْنَةٌ وَعَدَمُ فَصَاحَةٍ وَعَجُمَ بِالضَّمِّ عُجْمَةً فَهُوَ أَعْجَمُ وَالْمَرْأَةُ عَجْمَاءُ وَهُوَ أَعْجَمِيٌّ بِالْأَلِفِ عَلَى النِّسْبَةِ لِلتَّوْكِيدِ أَيْ غَيْرُ فَصِيحٍ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا وَجَمْعُ الْأَعْجَمِ أَعْجَمُونَ وَجَمْعُ الْأَعْجَمِيِّ أَعْجَمِيُّونَ عَلَى لَفْظِهِ أَيْضًا وَعَلَى هَذَا فَلَوْ
قَالَ لِعَرَبِيٍّ يَا أَعْجَمِيُّ بِالْأَلِفِ لَمْ يَكُنْ قَذْفًا لِأَنَّهُ نَسَبَهُ إلَى الْعُجْمَةِ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الْعَرَبِ وَكَأَنَّهُ قَالَ يَا غَيْرَ فَصِيحٍ وَبَهِيمَةٌ عَجْمَاءُ لِأَنَّهَا لَا تُفْصِحُ وَصَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ لِأَنَّهُ لَا يُسْمَعُ فِيهَا قِرَاءَةٌ.

وَاسْتَعْجَمَ الْكَلَامُ عَلَيْنَا مِثْلُ اسْتَبْهَمَ.

وَأَعْجَمْتُ الْحَرْفَ بِالْأَلِفِ أَزَلْتُ عُجْمَتَهُ بِمَا يُمَيِّزُهُ عَنْ غَيْرِهِ بِنَقْطٍ وَشَكْلٍ فَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ وَأَعْجَمْتُهُ خِلَافُ أَعْرَبْتُهُ وَأَعْجَمْتُ الْبَابَ أَقْفَلْتُهُ.

وَالْعَجَمُ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْعَرَبِ وَالْعُجْمُ وِزَانُ قُفْلٍ لُغَةٌ فِيهِ الْوَاحِدُ عَجَمِيٌّ مِثْلُ زَنْجٍ وَزِنْجِيٍّ وَرُومٍ وَرُومِيٍّ فَالْيَاءُ لِلْوَحْدَةِ وَيُنْسَبُ إلَى الْعَجَمِ بِالْيَاءِ فَيُقَالُ لِلْعَرَبِيِّ هُوَ عَجَمِيٌّ أَيْ مَنْسُوبٌ إلَيْهِمْ.

وَالْعَجَمُ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا النَّوَى مِنْ التَّمْرِ وَالْعِنَبِ وَالنَّبْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ عَجَمَةً بِالْهَاءِ.

وَالْعَجْمُ بِالسُّكُونِ صِغَارُ الْإِبِلِ نَحْوُ بَنَاتِ اللَّبُونِ إلَى الْجَذَعِ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى.

وَالْعَجَمُ أَيْضًا أَصْلُ الذَّنَبِ وَهُوَ الْعُصْعُصُ لُغَةٌ فِي الْعَجْبِ وَالْعَجْمُ الْعَضُّ وَالْمَضْغُ وَعَجَمْتُهُ عَجْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا مَضَغْتَهُ وَهُوَ طَيِّبُ الْمَعْجَمَة. 
ع ج م: (الْعَجَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّوَى وَكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كَالزَّبِيبِ وَنَحْوِهِ الْوَاحِدُ (عَجَمَةٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ. يُقَالُ: لَيْسَ لِهَذَا الزَّمَانِ (عَجَمٌ) . وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَجْمٌ بِالتَّسْكِينِ. وَ (الْعَجَمُ) أَيْضًا ضِدُّ الْعَرَبِ الْوَاحِدُ (عَجَمِيٌّ) وَ (الْعُجْمُ) بِالضَّمِّ ضِدُّ الْعَرَبِ. وَفِي لِسَانِهِ (عُجْمَةٌ) . وَ (الْعَجْمَاءُ) الْبَهِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ» وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ وَكُلُّ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ أَصْلًا فَهُوَ (أَعْجَمُ) وَ (مُسْتَعْجِمٌ) . وَ (الْأَعْجَمُ) أَيْضًا الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُبَيِّنُ كَلَامَهُ وَإِنْ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْمَرْأَةُ (عَجْمَاءُ) . وَ (الْأَعْجَمُ) أَيْضًا الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِنْ أَفْصَحَ بِالْعَجَمِيَّةِ. وَرَجُلَانِ (أَعْجَمَانِ) وَقَوْمٌ (أَعْجَمُونَ) وَ (أَعَاجِمُ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} [الشعراء: 198] . ثُمَّ يُنْسَبُ إِلَيْهِ فَيُقَالُ: لِسَانٌ (أَعْجَمِيٌّ) وَكِتَابٌ أَعْجَمِيٌّ وَلَا يُقَالُ: رَجُلٌ (أَعْجَمِيٌّ) فَيُنْسَبُ إِلَى نَفْسِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ (أَعْجَمُ) وَ (أَعْجَمِيٌّ) بِمَعْنًى. مِثْلُ دَوَّارٍ وَدَوَّارِيٍّ وَجَمَلٍ قَعْسَرٍ وَقَعْسَرِيٍّ. هَذَا إِذَا وَرَدَ وُرُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّهُ. وَصَلَاةُ النَّهَارِ (عَجْمَاءُ) لِأَنَّهُ لَا يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ. وَ (الْعَجْمُ) الْعَضُّ. وَقَدْ (عَجَمَ) الْعُودَ مِنْ بَابِ نَصَرَ إِذَا عَضَّهُ لِيَعْلَمَ صَلَابَتَهُ مِنْ خَوَرِهِ. وَ (الْعَجْمُ) النَّقْطُ بِالسَّوَادِ
كَالتَّاءِ عَلَيْهَا نُقْطَتَانِ يُقَالُ: (أَعْجَمَ) الْحَرْفَ وَ (عَجَّمَهُ) أَيْضًا (تَعْجِيمًا) وَلَا يُقَالُ: عَجَمَهُ. وَمِنْهُ حُرُوفُ (الْمُعْجَمِ) وَهِيَ الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ الَّتِي يَخْتَصُّ أَكْثَرُهَا بِالنَّقْطِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ حُرُوفِ الِاسْمِ. وَمَعْنَاهُ حُرُوفُ الْخَطِّ الْمُعْجَمِ كَقَوْلِهِمْ مَسْجِدُ الْجَامِعِ وَصَلَاةُ الْأُولَى أَيْ مَسْجِدُ الْيَوْمِ الْجَامِعِ وَصَلَاةُ السَّاعَةِ الْأُولَى. وَنَاسٌ يَجْعَلُونَ الْمُعْجَمَ بِمَعْنَى الْإِعْجَامِ مَصْدَرًا مِثْلُ الْمُخْرَجِ وَالْمَدْخَلِ أَيْ مِنْ شَأْنِ هَذِهِ الْحُرُوفِ أَنْ تُعْجَمَ. وَ (أَعْجَمَ) الْكِتَابَ ضِدُّ أَعْرَبَهُ. وَ (اسْتَعْجَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامَ اسْتَبْهَمَ. 
[عجم] العَجْمُ : أصل الذَنَبِ، مثل العجب، وهو العصعص. والعجم أيضا: صغار الإبل، نحو بنات اللَبونِ إلى الجَذَعِ، يستوي فيه الذكر والأنثى، والجمع العُجومُ. والعَجَمُ، بالتحريك: النوى وكلُّ ما كانَ في جوفِ مأكولٍ، كالزبيب وما أشبهه. قال أبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً، وهو المفازة. مُسْتَوْقَدٌ في حصاهُ الشمس تَصْهَرُهُ كأنّه عَجَمٌ بالبيدِ مرضوخ الواحدة عجمة، مثل قصبة وقصب. يقال: ليس لهذا الرمان عجم. قال يعقوب: والعامة تقول عجم بالتسكين. والعجم: خلاف العَرَبِ، الواحد عَجَمِيٌّ. والعُجْمُ بالضم: خلاف العُرْبِ. وفي لسانه عُجْمَةٌ. وعُجْمَةُ الرمل أيضاً: آخره. والعَجَمَةُ بالتحريك أيضاً: النخلةُ تنبُت من النواة. والعَجَماتُ: الصُخور الصِلابُ والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُمُ العِضاه والقتادَ والشَوكَ، فتجزأ بذلك من الحَمْض. والعَجْماءُ: البهيمةُ. وفي الحديث: " جُرحُ العَجْماءِ جُبارٌ ". وإنَّما سمّيت عَجْماءَ لأنَّها لا تتكلَّم. فكلُّ من لا يقدر على الكلام أصلاً فهو أعجم ومستعجم. والاعجم أيضا: الذي لا يُفصح ولا يُبين كلامَه، وإن كانَ من العرب. والمرأة عجماء، ومنه زياد الاعجم الشاعر. والاعجم أيضا: الذى في لسانه عُجْمَةٌ وإن أفصح بالعَجَمِيَّةِ. ورجلان أعْجمانِ وقومٌ أعْجَمونَ وأعاجِمُ. قال الله تعالى: (ولو نزلناه على بعض الاعجمين) ، ثم ينسب إليه فيقال لسانٌ أعْجَمِيٌّ، وكتاب أعجمى. ولا تقل رجل أعجمى فتنسبه إلى نفسه، إلا أن يكون أعجم وأعجمي بمعنى مثل دوار ودوارى، وجمل قعسر وقعسرى. هذا إذا ورد ورودا لا يمكن رده. وأما قول الشاعر : كأن قرادى صدره طبعتهما بطين من الجولان كتاب أعجم. فلم يرد به العجم، وإنما أراد به كتاب رجل أعجم، وهو ملك الروم. والاعجم من الموج: الذي لا يتنفّس، أي لا ينضَح الماء ولا يُسمع له صوت. وصلاة النهار عَجْماءُ، لأنّه لا يُجهر فيها بالقراءة. والعَجْمُ: العض. وقد عجمت العود (*) أعجمه بالضم، إذا عضضته لتعلمَ صلابتَه من خَوَره. والعَواجِمُ: الأسنان. وعَجَمْتُ عودَه، أي بلوتُ أمره وخبرتُ حاله. وقال: أبى عودُكَ المَعْجومُ إلاَّ صلابةً وكَفَّاكَ إلا نائلاً حين تُسْألُ ورجلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، إذا كانَ عزيز النفس. وناقةٌ ذات مَعْجَمَةٍ، أي ذات سِمَنٍ وقوّةِ وبقيّةٍ على السَير. وما عجمتك عينى منذا كذا، أي ما أخذَتْك. ورأيت فلاناً فجعلَتْ عيني تَعْجُمُهُ كأنَّها تعرفه. والثورُ يَعْجُمُ قرنَه، إذا ضرب به الشجرةَ يبلُوه. وعَجْمُ السيفِ: هَزُّهُ للتجرِبة. والعَجْمُ: النَقْطُ بالسواد، مثل التاء عليه نقطتان. يقال: أعجمت الحرف. والتَعْجيمُ مثله، ولا تقل عجمت. ومنه حروف المعجم، وهى الحروف المقطعة التى يختص أكثرها بالنقط من بين سائر حروف الاسم، ومعناه حروف الخط المعجم، كما تقول: مسجد الجامع وصلاة الاولى، أي مسجد اليوم الجامع وصلاة الساعة الاولى. وناس يجعلون المعجم بمعنى الاعجام مصدرا، مثل المخرج والمدخل، أي من شأن هذه الحروف أن تعجم. وأعجمت الكتاب: خلاف قولك أعربته. قال رؤبة : والشعر لا يسطيعه من يظلمه يريد أن يعربه فيعجمه أي يأتي به أعجميا، يعنى يلحن فيه. قال الفراء: رفعه على المخالفة، لانه يريد أن يعربه ولا يريد أن يعجمه. وقال الاخفش: لوقوعه موقع المرفوع، لانه أراد أن يقول يريد أن يعربه فيقع موقع الاعجام، فلما وضع قوله فيعجم موضع قوله فيقع رفعه. وأنشد الفراء: الدار أقوت بعد محرنجم من معرب فيها ومن معجم وباب معجم، أي مقفل به. واسْتَعْجَمَ عليه الكلام: استبهم. أبو عمرو: العجمجمة من النوق: الشديدة، مثل العثمثمة. وأنشد: بات يبارى ورشات كالقطا عجمجمات حشفا تحت السرى
عجم
عجَمَ يَعجُم، عَجْمًا، فهو عاجِم، والمفعول مَعْجوم
• عجمَ الحرفَ أو الكتابَ: أزال إبهامَه بالنَّقط أو بالشَّكْل.
• عجَم الشَّيءَ: اختبره ° عجَم عُود فلان. 

عجُمَ يَعجُم، عُجْمةً، فهو أعجمُ
• عجُم الشَّخصُ: كانت في لسانه لُكنة وعدم إفصاح في الكلام "لم يستطعْ التعبيرَ عن نفسه بسبب عُجْمته- عجُم لسانُه بعد أن أقَام مدَّة طويلة في بلاد أجنبيّة". 

أعجمَ يُعجم، إعجامًا، فهو مُعجِم، والمفعول مُعجَم
• أعجم الحرفَ أو الكتابَ: عجَمه؛ أزال إبهامه بالنَّقط أو بالشَّكل.
• أعجم الكلامَ: أبهمه وذهَب به إلى العُجْمة. 

استعجمَ على يستعجِم، استعجامًا، فهو مُسْتَعْجِم، والمفعول مُسْتَعْجَم عليه
• استعجم الكلامُ علينا: خفِي علينا واستبهم "استعجم على الجاهل حديث العلماء". 

أعْجَمُ [مفرد]: ج أعجمون وعُجْم، مؤ عجماءُ، ج مؤ عَجْماوات وعُجْم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُمَ.
2 - مَنْ لا يُفصح في كلامه ولا يُبين وإن كان عربيًّا.
3 - مَنْ ليس بعربيّ وإن أفصح بالعجميَّة " {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ} ".
4 - أخرسُ "الحيوان مخلوقٌ أعجم" ° العجماءُ: البهيمة. 

أعجميّ [مفرد]: ج أعجميُّون وأعاجِمُ، مؤ أعجميّة، ج مؤ أعجميّات وأعاجِمُ:
1 - اسم منسوب إلى أعْجَمُ: ليس بعربيّ ولا بفصيح "لِسانٌ أعجميّ- كتابٌ أعجميّ: غير مبين- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} " ° لفظ أعجميّ: لفظ دخيل أو غير فصيح في لغة ما، مثل كلمة تليفون.
2 - مَنْ لا ينطق بالكلام الفصيح ولو كان عربيًّا "ما أكثر الأعاجم من العرب". 

عَجْم [مفرد]: مصدر عجَمَ. 

عَجَم [جمع]: مف عَجَميّ
• العَجَم: من لم يكونوا من العرب، نطقوا بالعربيّة أو لم ينطقوا، وتُطلق مجازًا على الفرس "أُرسل النَّبيُّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم إلى العرب والعَجَم" ° بلادُ العَجَمِ: بلاد الفُرْسِ، إيران حاليًّا. 

عُجْمة [مفرد]: ج عُجُمات (لغير المصدر) وعُجْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر عجُمَ.
2 - إبهام وخفاء في الكتابة وعدم فصاحة في الكلام. 

عَجَميّ [مفرد]: ج عَجَم: اسم منسوب إلى عَجَم: وهم غيرُ العرب "سِجَّاد عَجَمِيّ: من بلاد العَجَم- بلح/ فنّ عَجَميّ- ينطق بالعربيّة بشكل جيِّد بالرَّغم من أنّه عَجَميّ". 

مُعْجَم [مفرد]: ج مُعْجمات ومَعاجِمُ:
1 - اسم مفعول من أعجمَ.
2 - (لغ) قاموس، كتاب يضمُّ مفرداتٍ لغويَّةً مرتَّبة ترتيبًا معيَّنًا وشرحًا لهذهِ المفردات أو ذكر ما يقابلها بلغة أخرى "ازدهرت صناعة المعاجم في العصر الحديث- بحث عن معنى الكلمة في المعجم" ° حروف المُعْجَم: الحروف الهجائيَّة. 

مُعجماتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُعْجمات: على غير قياس "ازداد اهتمام المعجماتيّين بلغة الصحافة- لديه فكر معجماتيّ". 

مُعجميّات [جمع]: (لغ) علم يقوم على جمع مفردات اللغة وتصنيفها من حيث دلالتها وبنيتها وأصولها. 
الْعين وَالْجِيم وَالْمِيم

العَجَم والعُجْم: خلاف الْعَرَب. يعتقب هَذَانِ المثالان كثيرا. وَرجل أعْجَم، وَقوم أعْجَم. قَالَ:

سَلُّومُ لوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

فِي الرُّومِ أَو فارسَ أَو فِي الدَّيْلَمِ

إذَنْ لَزُرْناكِ وَلَو بِسُلَّمِ

وَقَول أبي النَّجْم:

وطاَلَما وطاَلَما وطاَلَما

غَلَبْتُ عاداً وغَلَبْتُ الأعْجَما

إِنَّمَا أَرَادَ العَجَم، فأفرده، لمقابلته إِيَّاه بعاد، وَعَاد لفظ مُفْرد، وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ الْجمع. وَقد يجوز أَن يُرِيد الأعْجَمِين، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو النَّجْم بِهَذَا الْجمع: أَي غَلَبت النَّاس كلهم. وَإِن كَانَ العَجم لَيْسُوا مِمَّن عَارض أَبَا النَّجْم، لِأَن أَبَا النَّجْم عَرَبِيّ، والعَجم غير عرب، وَلم يَجْعَل الْألف فِي قَوْله: " وطالما " الْأَخِيرَة تأسيسا، لِأَنَّهُ أَرَادَ أصل مَا كَانَت عَلَيْهِ " طَال " و" مَا " جَمِيعًا، إِذا لم تجْعَل كلمة وَاحِدَة، وَهُوَ قد علها كلمة وَاحِدَة. وَكَانَ الْقيَاس أَن يَجْعَلهَا هَاهُنَا تأسيسا، لِأَن " مَا " هَاهُنَا، تصْحَب الْفِعْل كثيرا.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأعجمُ: الَّذِي لَا يفصح، وَالْأُنْثَى: عَجْماء. وَكَذَلِكَ الأعْجَميّ. فَأَما العَجَميّ: فَالَّذِي من جنس العَجَم، أفْصح أَو لم يفصح. وَالْجمع: عَجَم. وَنَظِيره عَرَبِيّ وعرب وعركي وعرك، ونبطي ونبط، وخرزي وخرز، وخولي وخول. وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْمَسْأَلَة، وَأثبت رد أبي عَليّ الْفَارِسِي على أبي إِسْحَاق فِيهَا، عِنْد ذكر عُجْمة اللِّسَان، فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَكَلَام أعْجَمُ وأعْجَميٌّ: بَين العُجْمة. وَقَوله تَعَالَى: (أأعْجمِيّ وعَرَبيّ؟) : إِنَّمَا أَرَادَ: أقرآن أعْجَميّ، وَنَبِي عَرَبِيّ؟ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأعْجَمْتُ الْكَلَام: ذهبت بِهِ إِلَى العُجْمة.

وَقَالُوا: حُرُوف المُعْجَم، فأضافوا الْحُرُوف إِلَى المُعْجم. " فَإِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ: مَا معنى قَوْلنَا " حُرُوف المُعْجم "؟ هَل المُعْجَم وصف لحروف هَذِه، أَو غير وصف لَهَا؟ فَالْجَوَاب: أَن المُعجَم، من قَوْلنَا حُرُوف المُعْجَم، لَا يجوز أَن يكون صفة لحروف هَذِه، من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن حروفا هَذِه، لَو كَانَت غير مُضَافَة إِلَى المعجم لكَانَتْ نكرَة والمُعْجَم، كَمَا ترى، معرفَة، ومحال وصف النكرَة بالمعرفة. وَالْآخر: أَن الْحُرُوف مُضَافَة، ومحال إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته، وَالْعلَّة فِي امْتنَاع ذَلِك: أَن الصّفة هِيَ الْمَوْصُوف، على قَول النَّحْوِيين، فِي الْمَعْنى، وَإِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه غير جَائِزَة، وَإِذا كَانَت الصّفة هِيَ الْمَوْصُوف عِنْدهم فِي الْمَعْنى، لم يجز إِضَافَة الْحُرُوف إِلَى المُعْجَم، لِأَنَّهُ غير مُسْتَقِيم إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. قَالَ: وَإِنَّمَا امْتنع ذَلِك من قبل أَن الْغَرَض فِي الْإِضَافَة، إِنَّمَا هُوَ التَّخْصِيص، والتعريف، وَالشَّيْء لَا تعرفه نَفسه، لِأَنَّهُ لَو كَانَ بِنَفسِهِ، لما احْتِيجَ إِلَى إِضَافَته، وَإِنَّمَا يُضَاف إِلَى غَيره ليعرفه.

وَذهب مُحَمَّد بن يزِيد إِلَى أَن المُعْجَم مصدر، بِمَنْزِلَة الإعجام، كَمَا تَقول: أدخلته مدخلًا، وأخرجته مخرجا: أَي إدخالا وإخراجا. وَحكى الْأَخْفَش أَن بَعضهم قَرَأَ: (ومَنْ يُهِنِ اللهُ فمَالَهُ مِنْ مُكْرَمٍ) بِفَتْح الرَّاء، أَي من إكرام، فكأنهم قَالُوا: هَذِه حُرُوف الإعجام. فَهَذَا أَسد وأصوب من أَن يذهب إِلَى أَن قَوْلهم " حُرُوف المُعْجَم ": بِمَنْزِلَة قَوْلهم: " صَلَاة الأولى، وَمَسْجِد الْجَامِع، لِأَن معنى ذَلِك: صَلَاة السَّاعَة الأولى، أَو الْفَرِيضَة الأولى، وَمَسْجِد الْيَوْم الْجَامِع، فَالْأولى غير الصَّلَاة فِي الْمَعْنى، وَالْجَامِع غير الْمَسْجِد فِي الْمَعْنى، وَإِنَّمَا هما صفتان حذف موصوفاهما، وأقيما مقامهما، وَلَيْسَ كَذَلِك حُرُوف المعجم، لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَاهُ حُرُوف الْكَلَام المُعْجَم، وَلَا حُرُوف اللَّفْظ المُعْجَم، إِنَّمَا الْمَعْنى أَن الْحُرُوف هِيَ المُعْجَمة، فَصَارَ قَوْلنَا حُرُوف المُعْجَم، من بَاب إِضَافَة الْمَفْعُول إِلَى الْمصدر، كَقَوْلِهِم: هَذِه مَطِيَّة ركُوب: أَي من شانها أَن تركب، وَهَذَا سهم نضال: أَي من شَأْنه أَن يناضل بِهِ. وَكَذَلِكَ حُرُوف المُعْجَم: أَي من شَأْنهَا أَن تُعْجَم.

فَإِن قيل: إِن جَمِيع هَذِه الْحُرُوف لَيْسَ مُعْجما، إِنَّمَا المُعجم بَعْضهَا، أَلا ترى أَن الْألف والحاء وَالدَّال وَنَحْوهَا لَيْسَ مُعْجما، فَكيف استجازوا تَسْمِيَة جَمِيع هَذِه الْحُرُوف حُرُوف المُعْجَم؟ قيل لَهُ: إِنَّمَا سميت بذلك، لِأَن الشكل الْوَاحِد إِذا اخْتلفت أصواته، فأعْجَمْتَ بَعْضهَا، وَتركت بَعْضهَا، فقد علم أَن هَذَا الْمَتْرُوك بِغَيْر إعجام، وَهُوَ غير ذَلِك الَّذِي من عَادَته أَن يُعْجَم، فقد ارْتَفع أَيْضا بِمَا فَعَلُوهُ الْإِشْكَال والاستبهام عَنْهُمَا جَمِيعًا. وَلَا فرق بَين أَن يَزُول الاستبهام عَن الْحَرْف بإعجام عَلَيْهِ، أَو مَا يقوم مقَام الإعجام فِي الايضاح وَالْبَيَان، أَلا ترى انك إِذا أعجمت الْجِيم بِوَاحِدَة من أَسْفَل، وَالْخَاء بِوَاحِدَة من فَوق، وَتركت الْحَاء غفلا، فقد علم بإغفالها أَنَّهَا لَيست بِوَاحِدَة من الحرفين الآخرين، اعني الْجِيم وَالْخَاء، وَكَذَلِكَ الدَّال والذال، وَالصَّاد وَالضَّاد، وَسَائِر الْحُرُوف. فَلَمَّا اسْتمرّ الْبَيَان فِي جَمِيعهَا، جَازَ تَسْمِيَتهَا " حُرُوف المُعْجَم ".

والأعْجَم: المُسْتَعْجِم الْأَخْرَس.

والعَجماء: كل بَهِيمَة. وَفِي الحَدِيث: " جُرْحُ العَجْماء جُبار " أَي لَا دِيَة فِيهِ وَلَا قَود. وَصَلَاة النَّهَار عَجْماء: لإخفاء الْقِرَاءَة فِيهَا.

واسْتَعْجم الرجل: سكت. واسْتَعْجمت عَلَيْهِ قِرَاءَته: انْقَطَعت، فَلم يقدر على الْقِرَاءَة، من نُعَاس. وَمِنْه حَدِيث عبد الله: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي، فاسْتَعْجمَتْ عَلَيْهِ قِرَاءَته، فلينم ". وَكَذَلِكَ اسْتَعْجمت الدَّار عَن جَوَاب سائلها: قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها ... واسَتْعَجمتْ عَن منطِقِ السَّائلِ عدَّاه بعن، لِأَن اسْتَعْجَمتْ فِي معنى سكتت وأعْجَم الْكتاب، وعَجَّمه: نقطه. قَالَ ابْن جني: أعْجَمْتُ الْكتاب: أزلت استِعجامه. وَهُوَ عِنْده على السَّلب. لِأَن أفْعَلتُ، وَإِن كَانَ أَصْلهَا الْإِثْبَات، فقد تَجِيء للسلب، كَقَوْلِهِم: أشكيت زيدا: أَي زلت لَهُ عَمَّا يشكوه. وَكَقَوْلِه تَعَالَى: (إنّ الساعةَ آتِيَةٌ أكادُ أُخْفِيها) : تَأْوِيله وَالله أعلم عِنْد أهل النّظر: أكاد أُظْهِرها. وتلخيص هَذِه اللَّفْظَة: أكاد أُزيل عَنْهَا خفاءها، أَي سترهَا. وَقَالُوا: عَجَّمت الْكتاب، فَجَاءَت فعَّلْت للسَّلب أَيْضا، كَمَا جَاءَت أفْعَلْت. وَله نَظَائِر، مِنْهَا مَا قدمنَا ذكره، وَمِنْهَا مَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعه. وحروف المعْجَم: مِنْهُ.

وعُجْمة الرمل: كثرته. وَقيل: عُجْمَته وعَجْمَته: مَا تَعَقَّد مِنْهُ.

ورملة عَجْماء: لَا شجر فِيهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعَجَم: النَّوى. الْوَاحِدَة عَجَمة. وَهُوَ العُجام أَيْضا. قَالَ رؤبة، وَوصف أتنا:

فِي أَربع مثل عُجامِ القَسْبِ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَجَمة: حَبَّة الْعِنَب حِين تنْبت. وَالصَّحِيح هُوَ الأول.

وعَجَمَ الشَّيْء يَعْجُمه عَجْما وعُجُوما: عضَّه. وَقيل: لاكه للْأَكْل أَو الْخِبْرَة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وكنتُ كعَظْم العاجماتِ اكْتَنَفَهُ ... بأطْرافِها حَتَّى اسْتَدَقَّ نُحولُهَا

يَقُول: ركبتني المصائب وعَجَمَتني، كَمَا عَجَمت الْإِبِل الْعِظَام.

والعُجامَة: مَا عَجَمْته.

وعَجَم الرجل: رازه، على مثل. وعَجَمْته الْأُمُور: دَرَّبَتْهُ.

وَرجل صلب المَعْجَم والمَعْجَمة: عَزِيز النَّفس، إِذا عَجَمَتْه الْأُمُور وجدته متينا.

وناقة ذَات مَعْجَمة: أَي صَبر على الدَّعك. وَمَا عَجَمَتْك عَيْني مذ كَذَا: أَي مَا أخذتك. وَرَأَيْت فلَانا فَجعلت عَيْني تَعْجُمُه: أَي كَأَنَّهَا تعرفه وَلَا تمْضِي على مَعْرفَته. هَذِه عَن اللَّحيانيّ، وَأنْشد لأبي حَيَّة النميري: كتحبير الكِتاب بكَفِّ يَوْما ... يَهوديّ يقارِبَ أَو يُزِيلُ

على أَن البصِيَر بهَا إِذا مَا ... أعادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أوْ َيفِيلُ

أَي يعرف أَو يشك.

والعَجْم: صغَار الْإِبِل وفتاياها. وَالْجمع: عُجُوم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَنَات اللَّبُون والحقاق والجذاع: من عُجُوم الْإِبِل، فَإِذا أثنت فَهِيَ من جلتها.

وعَجْمُ الذَّنب وعُجْمُه جَمِيعًا: عَجْبُه. وَزعم اللَّحيانيّ أَن ميمها بدل من الْبَاء فِي عَجْب وعُجْب.

وَبَنُو أعْجَمَ وَبَنُو عَجْمان: بطْنَان.

عجم

1 عَجَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. عَجْمٌ (S, Msb, K) and عُجُومٌ, (K,) He bit it: (Msb, K:) and he chewed it: (Msb:) or he chewed it for the purpose of eating or of trial: (K:) or he bit it with the lateral teeth, not with the central incisors: (TA:) or he bit it, namely, a piece of wood, or a stick, or rod, or the like, in order to know whether it were hard or fragile: (S:) or he tried it with his lateral teeth in order that he might know, or prove, its hardness: and he bit it, namely, a gaming-arrow known for winning, between two lateral teeth, in order to make upon it a mark by which he might know it. (TA.) b2: Hence, (TA,) (tropical:) He tried, tested, or proved, him. (K, TA.) And عَجَمْتُ عُودَهُ (assumed tropical:) I tried, tested, or proved his case, and knew his state, or condition. (S, TA.) And عَجَمَتْهُ الأُمُورُ (assumed tropical:) Affairs exercised him so as to render him strong for them, and habituated, or inured, to them. (TA.) And Kabeesah Ibn-Jábir says, الأُمُورَ وَعَاجَمَتْنِى ↓ وَعَاجَمْتُ كَأَنِّى كُنْتُ فِى الأُمَمِ الخَوَالِى

[(assumed tropical:) And I have tried affairs, and they have tried me, as though I were of the generations that have passed away]; meaning, as though I were one of the long-lived, by reason of my many trials. (Ham p. 340.) b3: [Hence also,] one says, الثُّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَهُ (assumed tropical:) The bull smites the tree with his horn to try, or test, it. (S, K.) b4: And عَجَمَ السَّيْفَ, (S, K,) inf. n. عَجْمٌ, (TA,) (assumed tropical:) He shook the sword to try, or test, it. (S, K.) b5: مَا عَجَمَتْكَ عَيْنِى

مُنْذُ كَذَا means (assumed tropical:) My eye has not seen thee since such a time; (S, K, TA;) and is said by a man to one with whom his [last] meeting was long past. (TA.) An Arab of the desert is related to have said, تَعْجُمُكَ عَيْنِى, meaning (assumed tropical:) [My eye seems to know thee; or] it seems to me that I have seen thee. (TA.) And one says, رَأَيْتُ فُلَانًا فَجَعَلَتْ عَيْنِى تَعْجُمُهُ i. e. (assumed tropical:) [I saw such a one,] and my eye seemed to know him, (Lh, S, K, TA,) not knowing him perfectly, as though not certain of him. (TA.) And عَجَمُونِى (assumed tropical:) They knew me. (TA.) b6: And [hence, app.,] one says, نَظَرْتُ فِى

الكِتَابِ فَعَجَمْتُ, meaning (assumed tropical:) [I looked into the book, or writing, and] I did not know surely its letters. (TA.) b7: See also 4.

A2: عَجُمَ, [aor. ـُ inf. n. عُجْمَةٌ, He had an impotence, or an impediment, or a difficulty, in his speech, or utterance; and [a barbarousness, or vitiousness, therein, especially in speaking Arabic; (see عُجْمَةٌ below;) i. e.] a want of clearness, perspicuousness, distinctness, chasteness, or correctness, therein. (Msb.) 2 عَجَّمَ see 4.3 عَاْجَمَ see the verse cited in the first paragraph.4 اعجمهُ He made it (i. e. speech, or language, S, K, or a thing, TA) to want, or be without, or to have a quality the contrary of, clearness, perspicuousness, or distinctness; (S, Msb, K, * TA;) or [to be barbarous, or vitious, i. e.] to want, or be without, chasteness, or correctness. (K, * TA.) Ru-beh says, [in some verses very differently cited in different copies of the S,] of him who attempts poetry without having knowledge thereof, يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ [He desires to make it clear, &c., and he makes it to want clearness, &c.]. (S.) b2: And He dotted it, or pointed it, (S, K,) namely, a letter, (S,) or a writing; (K;) he removed its عُجْمَة [or want of clearness, &c.,] by means of dots, or [diacritical] points, (Nh, Msb, TA,) and [the signs called]

شَكْل, [but see شكل,] which distinguished it, namely, a letter, from other letters; the ا denoting privation; (Msb;) as ISd holds to be the case; (TA;) and so ↓ عجّمهُ, (S, * K,) inf. n. تَعْجِيمٌ; (S;) and ↓ عَجَمَهُ, (K,) inf. n. عَجْمٌ; (S;) for J's assertion [in the S] that one should not say عَجَمْتُ is a mistake: (K:) this last verb, however, which J thus disallows, is disallowed also by Th, in his Fs, and by most of the expositors thereof; and J confined himself to the correct and chaste. (TA.) b3: And He locked it; namely, a door. (Msb.) b4: نَهَانَا النِّبِىُّ أَنْ نُعْجِمَ النَّوَى طَبْخًا [The Prophet forbade us to make the date-stones to become as though they were chewed and bitten], (K,* TA,) occurring in a trad., means that when dates are cooked for دِبْس, (K, TA,) i. e. for taking their sweetness, (TA,) they should be cooked gently, so that the cooking shall not extend to the stones, (K, TA,) nor produce upon them such an effect as that of their being chewed and bitten, (TA,) and thus spoil the taste of the حَلَاوَة, (K, TA,) so in the copies of the K, but correctly, as in the Nh, the سُلَافَة [here meaning the sweet decocture]; (TA;) or because they [the date-stones] are food for the home-fed animals, and therefore they should not be thoroughly cooked, that their taste, (K, TA,) in the Nh their strength, (TA,) may not go away: (K, TA:) or the meaning is, [that he forbade] the cooking the date-stones immoderately, so that they would crumble, and their strength, with which they would be good for the sheep, or goats, would be spoiled. (TA.) 7 إِنْعَجَمَ see the next paragraph.10 استعجم He was unable to speak: (TA:) he was silent, mute, or speechless; (K, TA;) said of a man. (TA.) And اِسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَنْ جَوَابِ سَائِلِهَا [The dwelling kept silence from replying to its interrogator]: and Imra-el-Keys says, صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا وَاسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السَّائِلِ [Its echo has become dumb, and its trace has become effaced, and it has become in the state of keeping silence from answering the speech of the interrogator]: he makes استعجمت trans. by means of عن because it is used in the sense of سَكَتَتْ. (TA.) b2: One says also, استعجم عَلَيْهِ الكَلَامُ, (S,) or عَلَيْنَا, (Msb,) meaning Speech was as though it were closed against him, or us; or he, or we, became impeded in speech, unable to speak, or tongue-tied; syn. اِسْتَبْهَمَ: (S, Msb:) and عليه الكلام ↓ انعجم; [which means the same;] syn. اِنْطَبَقَ and اِنْغَلَقَ. (K * and TA in art. طبق.) And accord. to the K, one says, استعجم القِرَآءَةَ, meaning He was unable to perform [or continue] the recitation, or reading, by reason of the overcoming of drowsiness: but what is said in the Nh and other works is اِسْتَعْحَمَتْ عَلَيْهِ قِرَآءَتُهُ i. e. His recitation, or reading, was cut short, and he was unable to perform [or continue] it, by reason of drowsiness: and it is also expl. as meaning he was, or became, impeded in his recitation, or reading, and unable to perform [or continue] it, as though he became one in whom was عُجْمَة. (TA.) b3: And استعجم الخَبَرُ means The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَبْهَمَ, and اِسْتَغْلَقَ. (Msb in art. بهم.) عَجْمٌ The young of camels; (S, Msb, K, TA;) such as the بَنَات لَبُون and حِقَاق and جِذَاع: (IAar, S, * Msb, * TA:) thus far: (S, Msb:) when they have entered upon the state of إِثْنَآء, they are of the جِلَّة thereof: (IAar, TA:) applied to the male and to the female: (S, Msb, K:) pl. عُجُومٌ [app. meaning young camels of different ages not exceeding the age of the جَذَع]. (S, K.) A2: And The root, or base, of the tail; (S, Msb, K;) which is the عُصْعُص; (S, Msb;) as also ↓ عُجْمٌ; (K;) like عَجْبٌ [and عُجْبٌ]; (S, Msb;) [each] a dial. var. of عجب; (Msb;) or, accord. to Lh, the م is a substitute for the ب of عجب. (TA.) A3: See also عَجَمٌ.

A4: [Golius and Freytag have assigned to this word a meaning belonging to عَجْمِىٌّ.]

عُجْمٌ: see the next preceding paragraph: A2: and that here following.

عَجَمٌ [Foreigners, as meaning] others than Arabs; such as are not Arabs; [often used as implying disparagement, like barbarians; and often especially meaning Persians;] (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ عُجْمٌ, [of which see an ex. in a verse of Lebeed cited voce رَازِقِىٌّ,] (S, Msb, K,) or this latter may be a pl. of the former: (TA:) ↓ عَجَمِىٌّ (of which أَعْجَامٌ is pl., TA) signifies one thereof; (S, Mgh, Msb, K;) one who is of the race of the عَجَم; (K;) though he may be chaste, or correct, in [the Arabic] speech; (Mgh, K;) the ى denoting unity; but it is also the relative ى, and thus one may apply to an Arab the appellation ↓ عَجَمِىٌّ as meaning called thus in relation to the عَجَم: (Msb:) and one says also ↓ رَجُلٌ أَعْجَمُ [a man not of the Arabs]: and ↓ قَوْمٌ أَعْجَمُ [a people, or party, not of the Arabs]. (K.) A2: Also The stones of dates (S, Mgh, Msb, K) and of the drupes of the lote-tree (Msb) and of grapes (Mgh, Msb) and of raisins and of pomegranates and the like, (Mgh,) or also of other things, (Msb,) or the similar stones of anything, (K,) or also whatever is in the interior of a thing that is eaten such as the raisin and the like; (S;) and ↓ عُجَامٌ signifies the same: (K:) the vulgar say ↓ عَجْم: (Yaakoob, S:) [see also غِيضٌ, in an explanation of which عَجَمٌ is evidently, I think, used as meaning the heart (commonly termed جُمَّار q. v.) of the palm-tree:] the n. un. is عَجَمَةٌ, (S, Mgh, Msb,) which is incorrectly expl. by AHn as meaning a grape-stone when it germinates. (ISd, TA.) A3: Also Camels that bite, or chew, the [trees called] عِضَاه and the tragacanths and [other] thorny trees, and satisfy themselves therewith so as to be in no need of the [plants called] حَمْض. (S.) عَجْمَةٌ sing. of عَجَمَاتٌ, (K, TA,) which signifies Hard rocks (S, K, TA) protruding (lit. growing forth) in a valley. (TA.) b2: See also عَجَمَةٌ.

عُجْمَةٌ (S, Mgh, Msb, K, TA) An impotence, or an impediment, or a difficulty, (Msb, TA, *) in speech, or utterance; (S, Msb, K, TA;) and [a barbarousness, or vitiousness, therein; i. e.] a want of clearness, perspicuousness, distinctness, chasteness, or correctness, therein, (Mgh, Msb,) meaning, in speaking Arabic. (Mgh, Msb. *) [See also 1, last sentence, where it is mentioned as an inf. n.]

A2: Also, (S, K,) and ↓ عِجْمَةٌ, (K,) Such as is accumulated, or congested, of sand: or abundance thereof: (K, TA:) or sand rising above what is around it: (TA:) or the last portion of sand. (S in explanation of the former.) عِجْمَةٌ: see the next preceding paragraph.

عَجَمَةٌ, (S, TA,) thus in the L, and thus correctly, (TA,) i. e. بِالتَّحْرِيكِ, (S, TA,) but in the K ↓ عَجْمَةٌ, (TA,) [app. from the same word as signifying “ a date-stone,” n. un. of عَجَمٌ,] A palmtree growing from a date-stone. (S, K, TA.) عَجْمِىٌّ, with the ج quiescent, Intelligent and discriminating; (K, TA;) applied to a man. (TA.) عَجَمِىٌّ; pl. أَعْجَامٌ: see عَجَمٌ, first sentence. [The sing. is applied to anything as meaning Of, or belonging to, the عَجَم.]

عَجَمِيَّةٌ [A speech, or language, foreign to the Arabs]. (TA in art. رطن.) عُجَامٌ: see عَجَمٌ, latter half.

عَجُومٌ: see عَجَمْجَمَةٌ.

عُجَامَةٌ A thing that one has bitten, or chewed [like مُضَاغَةٌ]. (TA. [The explanation there given is ما عجمه: correctly مَا عَجَمْتَ.]) عَجُومَةٌ: see عَجَمْجَمَةٌ.

عَجَّامٌ The large خُفَّاش [or bat]; and the وَطْوَاط [which accord. to some signifies the same as خُفَّاش; but accord. to others, the large خُفَّاش; or the swallow; or a species of the swallows of the mountains]. (K.) عَاجِمَةٌ: and عَاجِمَاتٌ: see what next follows.

عَوَاجِمُ [a pl. of which the sing. ↓ عَاجِمَةٌ (a subst. formed from the act. part. n. عَاجِمٌ) I do not find mentioned] The teeth. (S, K.) b2: and Camels; because they bite, or chew, bones; and so ↓ عَاجِمَاتٌ. (TA.) عَجَمْجَمَةٌ applied to a she-camel, (AA, S, K,) Strong; like عَثَمْثَمَةٌ: (AA, S:) or strong to journey; as also ↓ عَجُومَةٌ (K, TA) and ↓ عَجُومٌ: (TA:) pl. of the first عَجَمْجَمَاتٌ. (AA, S.) أَعْجَمُ One having an impotence, or an impediment, or a difficulty, in speech, or utterance, (S, Msb,) though he may be clear, perspicuous, distinct, chaste, or correct, in speaking a foreign language; (S;) and [barbarous, or vitious therein; i. e.] not clear, perspicuous, distinct, chaste, or correct, therein; (S, Mgh, Msb, K;) meaning, in speaking Arabic, (S, Mgh, Msb, * K, *) though he may be an Arab; (S, Mgh, Msb;) and ↓ أَعْجَمِىٌّ signifies the same, (Mgh, Msb, K,) and therefore, if applied to an Arab, it does not imply reproach; (Msb; [but it is said in the Mgh that this demands consideration;]) or this latter epithet is applied to a tongue, or speech, and to a book, or writing, but not to a man unless it be syn. with the former epithet: (S:) the fem. of the former is عَجْمَآءُ: (S, Mgh, Msb:) and the dual masc. أَعْجَمَانِ (S) and fem.

عَجْمَاوَانِ; (Har p. 226;) and the pl. masc.

أَعْجَمُونَ (S, Msb, TA) and أَعَاجِمُ (S, TA) and عُجْمَانٌ: (TA:) and the pl. of ↓ أَعْجَمِىٌّ is أَعْجَمِيُّونَ. (Msb.) See also عَجَمٌ, first sentence, in two places. b2: Also Dumb; speechless; destitute of the faculty of speech; (K, TA:) unable to speak; and so ↓ مُسْتَعْجِمٌ: (S, TA:) fem. of the former as above. (TA.) b3: Hence, (S,) by predominance of its application, (Mgh,) عَجْمَآءُ signifies A beast, or brute; syn. بَهِيمَةٌ; (S, Mgh, K;) and so ↓ مُسْتَعْجِمٌ [or the fem. of this]: (TA:) pl. of the former in this sense, as a subst., عَجْمَاوَاتٌ: (Har p. 13:) [and] عَجْمَآءُ is applied [also] as an epithet to a beast, or brute, (بهيمة,) for the like reason. (Msb.) It is said in a trad., جُرْحُ العَجْمَآءِ جُبَارٌ [expl. in art. جبر]. (S, Mgh.) b4: [Hence also] فَحْلٌ أَعْجَمُ signifies A stallion [camel] that brays in a شِقْشِقَة [or faucial bag] to which there is no perforation, so that the sound does not issue from it: and they approve of the sending such among the شَوْل [or she-camels that have passed seven or eight months since the period of their bringing forth] because he usually begets females. (TA.) b5: (tropical:) The prayer of the daytime is termed عَجْمَآءُ because the reciting [of the Kur-án] therein is inaudible; (S, Mgh, Msb, K, TA;) i. e. the prayer of noon and of afternoon; (TA;) and these two together are termed العَجْمَاوَانِ. (Har p. 226.) b6: مَوْجٌ أَعْجَمُ means (tropical:) Waves that do not sprinkle their water, and of which no sound is heard. (S, K.) b7: And عَجْمَآءُ [or رَمْلَةٌ عَجْمَآءُ?] (assumed tropical:) A tract of sand in which are no trees. (IAar, K.) أَعْجَمِىٌّ: see the next preceding paragraph, first sentence, in two places. [It is often improperly used for عَجَمِىٌّ.]

أَعْجَمِيَّةٌ [A barbarous, or vitious, speech or language]. (TA in art. رطن.) صُلْبُ المَعْجَمِ [lit. Hard in respect of the place of biting, or of chewing. And hence,] applied to a man, (S, K, TA,) as also ↓ صُلْبُ المَعْجَمَةِ, (TA,) (tropical:) Mighty, strong, resisting, or indomitable, in respect of spirit; (S, K, TA;) such as, when tried by affairs, or events, is found to be mighty, strong, or resisting, and hard, or hardy. (TA.) And ↓ نَاقَةَ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ (tropical:) A she-camel having strength, or power, and fatness, and endurance of journeying: (S, K, TA:) or having patience, and soundness, and strength for treading the way with vehemence: [for الدعك the last word of this explanation in my original, (evidently, I think, a mistranscription,) I read الدَّعْق:] Sh disapproves of the saying having fatness: accord. to IB, the phrase signifies a she-camel such as, when tried, is found to have strength for traversing the desert, or waterless desert; and he says that it does not mean in which is fatness. (TA.) مُعْجَمٌ [pass. part. n. of 4: and also an inf. n. of that verb]. حُرُوفُ المُعْجَمِ, an appellation of The letters of the alphabet (الحُرُوف المُقَطَّعَة) [of the language of the Arabs], most of which are distinguished by being dotted from the letters of other peoples, means حُرُوفُ الخَطِّ المُعْجَمِ [the letters of the dotted character]: (S:) or by المُعْجَمِ is meant الإِعْجَامِ, it being an inf. n., like المُدْخَل (S, K) and المُخْرَج, (S,) so that the meaning of حُرُوفُ المُعْجَمِ is [the letters] of which a property is the being dotted: (S, K:) of which explanations, the latter is held by Mbr and IB and others to be the more correct. (L, TA.) b2: Also, applied to a door, Locked. (S, K.) مَعْجَمَة: see مَعْجَم, in two places.

مُعَجَّمٌ [applied to a plant, or herbage, Much bitten; or] eaten [or depastured] until but little thereof has remained. (IAar, TA.) مُسْتَعْجَمٌ: see أَعْجَمُ, in two places.

عجم: العُجْمُ والعَجَمُ: خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ، يَعْتَقِبُ هذانِ

المِثالانِ كثيراً، يقال عَجَمِيٌّ

وجمعه عَجَمٌ، وخلافه عَرَبيّ وجمعه عَرَبٌ، ورجل أَعْجَم وقوم أعْجَمُ؛

قال:

سَلُّومُ، لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

في الرُّومِ أَو فارِسَ، أَو في الدَّيْلَمِ،

إذاً لَزُرناكِ ولو بسُلَّمِ

وقول أَبي النَّجْم:

وطَالَما وطَالَما وطالَما

غَلَبْتُ عاداً، وغَلَبْتُ الأَعْجَما

إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إياه بعادٍ، وعادٌ لفظ مفرد وإِن

كان معناه الجمعَ، وقد يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ، وإِنما أَراد أَبو النجم

بهذا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم، وإن كان الأَعْجَمُ ليسوا ممن

عارَضَ أَبو النجم، لأَن أَبا النجم عربي والعَجَم غير عرب، ولم يجعل الأَلف

في قوله وطالما الأخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال

وما جميعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة، وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة، وكان

القياسُ أَن يجعلها ههنا تأْسيساً لأَن ما ههنا تَصْحَبُ الفعلَ كثيراً.

والعَجَمُ: جمع العَجيّ، وكذلك العَرَبُ جمع العَرَبيّ، ونَحْوٌ من هذا

جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ والمجوس. والعُجْمُ: جمع الأَعْجَمِ

الذي لا يُفْصِحُ، ويجوز أَن يكون العُجْمُ جمعَ العَجَم، فكأَنه جمع

الجمع، وكذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ. يقال: هؤلاء العُجْمُ والعُرْبُ؛ قال

ذو الرمة:

ولا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ

فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف عليه العَرَبَ. قال أَبو إسحق:

الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ

النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ؛ قال الشاعر:

مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه،

مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح

والأُنثى عَجْماءُ، وكذلك الأَعْجَميُّ، فأَما العَجَميُّ فالذي من جنس

العَجَم، أَفْصَحَ أَو لم يُفْصِحْ، والجمع عَجَمٌ كَعَرَبيٍّ وعَرَبٍ

وعَرَكيٍّ وعَرَكٍ ونَبَطيٍّ ونَبَطٍ وخَوَليٍّ وخَوَلٍ وخَزَريٍّ وخَزَرٍ.

ورجل أَعْجَميٌّ

وأَعْجَمُ إذا كان في لسانه عُجْمة، وإن أَفْصَحَ بالعجمية، وكلامٌ

أَعْجَمُ

وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة. وفي التنزيل: لِسانُ الذي يُلْحدُونَ

إليه أَعْجَمِيٌّ؛ وجمعه بالواو والنون، تقول: أَحْمَرِىٌّ وأَحْمَرُونَ

وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن على حَدِّ أَشْعَثِيٍّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريٍّ

وأَشْعَرِينَ؛ وعليه قوله عز وجل: ولو نَزَّلْناه على بَعْضِ

الأَعْجَمِينَ؛ وأَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ، والأَعْجَمُ الذي يُجْمَعُ على

عُجْمٍ يَنْطَلِقُ على ما يَعْقِلُ وما لا يَعْقِل، قال الشاعر:

يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً،

إلى ربِّنا، صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ

ويقال: رَجُلانِ أعْجمانِ، ويُنْسَبُ إلى الأَعْجَمِ الذي في لسانه

عُجْمةٌ فيقال: لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ، ولا يقال رجل

أَعجميٌّفتَنسُبه إلى نفسه إلاَّ أَن يكون أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بمعنىً مثل

دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريٍّ، هذا إذا ورَدَ ورُوداً

لا يُمْكِنُ رَدُّه. وقال ثعلب: أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ؛ قال أَبو سهل:

أَي تكلم بالعربية بعد أَن كان أَعْجَمِيّاً، فعلى هذا يقال رجل

أَعْجَمِيٌّ، والذي أَراده الجوهري بقوله: ولايقال رجل أَعْجَمِيٌّ، إنما أَراد به

الأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً؛ وأَما قولُ ابنِ

مَيَّادَةَ، وقيل هو لمِلْحَة الجَرْميّ:

كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما،

بطينٍ من الجَوْلان، كُتَّابُ أَعْجَمِ

فلم يُرِدْ به العَجَمَ وإنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ، وهو

مَلِكُ الروم. وقوله عَزَّ وجَلَّ: أَأَعْجَمِيٌّ وعربيٌّ، بالاستفهام؛ جاء

في التفسير: أَيكون هذا الرسولُ عربيّاً والكتابُ أَعجمي. قال الأَزهري:

ومعناه أَن الله عز وجل قال: ولو جعلناه قرآناً أَعْجَمِيّاً لقالوا

هَلاَّ فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الآي كأَن التَّفْصِيل

للسان العَرَب، ثم ابتدأَ فقال: أَأََعجمي وعربي، حكايةً عنهم كأَنهم

يَعَْجبون فيقولون كتابٌ أَعجميّ ونبيّ عربي، كيف يكون هذا؟ فكان أَشد لتكذيبهم،

قال أَبو الحسن: ويُقرأ أَأَعجمي، بهمزتين، وآعجمي بهمزة واحدة بعدها

همزة مخففة تشبه الأَلف، ولا يجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأن بعدها عيناً

وهي ساكنة، ويُقرأُ أَعْجَميٌّ، بهمزة واحدة والعين مفتوحة؛ قال الفراء:

وقراءة الحسن بغير استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة، وجاء في التفسير

أَن المعنى لو جعلناه قرآناً أَعجميّاً لقالوا هَلاّ بُيِّنَتْ آياته،

أَقرآنٌ

ونَبيٌّ عَربي، ومن قرأَ آعجمي بهمزة وأَلف فإنه منسوب إلى اللسان

الأَعجمي، تقول: هذا رجل أَعْجميٌّ

إذا كان لا يُفْصِحُ، كان من العَجَمِ أَو من العَرَب. ورجل عَجَمِيٌّ

إذا كان من الأَعاجِم، فَصِيحاً كان أَو غير فصيح، والأَجْوَدُ في

القراءةِ آعْجَميٌّ، بهمزة وأَلف على جهة النسبة إلى الأَعْجَمِ، ألا تَرى

قَوْلَه: ولو جعلناه قرآناً أَعجميّاً؟ ولم يقرأْه أحد عَجَمِيّاً؛ وأَما

قراءة الحسن: أَعَجَمِيٌّ

وعربي، بهمزة واحدة وفتح العين، فعلى معنى هَلاَّ بُيِّنَتْ آياتُه

فَجُعِلَ بعضُه بياناً للعَجَم وبعضُه بياناً للعرب. قال: وكل هذه الوجوه

الأَربعة سائغةٌ في العربية والتفسير.

وأَعْجَمْتُ الكتابَ: ذَهَبْتُ به إلى العُجْمَةِ، وقالوا: حروفُ

المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلى المُعْجَم، فإن سأَل سائل فقال: ما معنى حروف

المعجم؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غير وصف لها؟ فالجواب أَنَّ

المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا يجوز أَن يكون صفة لحروفٍ هذه من

وجهين: أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غير مضافة إلى المُعْجَم لكانت نكرة

والمُعْجَم كما ترى معرفة ومحال وصف النكرة بالمعرفة، والآخر أَن الحروفَ

مضافةٌ

ومحال إضافة الموصوف إلى صفته، والعلة في امتناع ذلك أَن الصفة هي

الموصوف على قول النحويين في المعنى، وإضافةُ الشيء إلى نفسه غير جائزة، وإذا

كانت الصفةُ هي الموصوف عندهم في المعنى لم تجز إضافة الحروف إلى المعجم،

لأَنه غير مستقيم إضافةُ

الشيءِ إلى نفسه، قال: وإنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ في الإضافة

إنما هو التخصيصُ والتعريفُ، والشيء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان

معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته، إنما يضاف إلى غيره ليُعَرِّفَه، وذهب

محمد بن يزيد إلى أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإعجام كما تقول أَدْخَلْتُه

مُدْخَلاً وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إدخالاً وإخراجاً. وحكى الأَخفش

أَن بعضهم قَرَأَ: ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أَي من

إكْرامٍ، فكأَنهم قالوا في هذا الإعْجام، فهذا أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أن

يُذْهَب إلى أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولى ومسجد

الجامع، لأَن معنى ذلك صلاة الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى

ومسجد اليوم الجامع، فالأُولى غيرُ الصلاةِ في المَعنى والجامعُ غيرُ المسجد

في المعنى، وإنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما وأُقيما مُقامَهما، وليس

كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه ليس معناه حروفَ الكلامِ

المعجم ولا حروف اللفظِ المعجم، إنما المعنى أَن الحروفَ هي المعجمةُ

فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلى المصدر، كقولهم هذه

مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي من شأْنها أَن تُرْكَب، وهذا سَهْمُ نِضالٍ أَي من

شأْنه أَن يُناضَلَ به، وكذلكَ حروفُ المعجم أَي من شأْنها أَن تُعجَم، فإن

قيل إن جميع الحروف ليس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها، أَلا ترى

أَنَّ الأَلفَ والحاء والدالَ ونحوها ليس معجماً فكيف استجازوا تسميةَ جميعِ

هذه الحروفِ حُروفَ المعجم؟ قيل: إنما سُمّيت بذلك لأَن الشكل الواحدَ

إذا اختلفتْ أَصواتُه، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها، فقد علم أَن

هذا المتروكَ بغير إعجام هو غيرُ ذلك الذي مِنْ عادته أَن يُعْجَمَ، فقد

ارتفع أَيضاً بما فعَلُوا الإشكالُ والاسْتِبْهامُ عنهما جميعاً، ولا

فرقَ بين أَن يزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ عليه، أَو ما يقوم مَقامَ

الإِعجام في الإيضاحِ والبيان، أَلا ترى أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجيمَ

بواحدةٍ من أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلاً فقد

عُلِمَ بإِغْفالها أَنها ليست بواحدةٍ من الحرفين الآخَرَيْن، أَعني الجيمَ

والخاء؟ وكذلك الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الحروف، فلما اسْتَمَرَّ

البيانُ في جميعها جاز تسميتُها حروفَ المعجم. وسئل أَبوالعباس عن حروف

المعجم: لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً؟ فقال: أَما أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ فيقول

أَعْجَمْتُ أَبهمت، وقال: والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا يتبين

كلامُه، قال: وأَما الفراء فيقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف، قال: ويقال قُفْلٌ

مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ، قال: وسمعت أَبا الهَيْثَم يقول

مُعجمُ الخَطِّ هو الذي أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط، تقول: أَعْجَمْتُ

الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً، ولا يقال عَجَمْتُه، إنما يقال عَجَمْتُ

العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه. وقال الليث: المعجم

الحروفُ المُقَطَّعَةُ، سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية، قال: وإذا قلت

كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه

وتَضِحَ، قال الأَزهري: والذي قاله أَبوالعباس وأَبو الهَيْثم أَبْينُ

وأَوْضَحُ. وفي حديث عطاء: سُئل عن رجل لَهَزَ رجلاً فقَطَعَ بعضَ لسانه

فعَجَمَ كلامَه فقال: يُعْرَضُ كلامُه على المُعْجَم، فما نقَصَ كلامُه منها

قُسِمَت عليه الدِّيةُ؛ قال ابن الأَثير: حروف المعجم حروف أ ب ت ث، سميت

بذلك من التَّعْجيم، وهو إزالة العُجْمة بالنقط.

وأَعْجَمْت الكتاب: خلافُ قولك أَعْرَبْتُه؛ قال رؤبة

(* قوله «قال

رؤبة» تبع فيه الجوهري، وقال الصاغاني: الشعر للحطيئة):

الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ،

إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ،

زَلَّتْ به إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ،

والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ،

يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ

معناه يريد أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لا بَيانَ له، وقيل:

يأْتي به أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فيه؛ قال الفراء: رَفَعَه على

المُخالفة لأَنه يريد أَن يُعْربَه ولا يُريدُ أَن يُعْجِمه؛ وقال الأَخفش:

لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن يقول يريد أَن يعربه فيقَعُ مَوْقعَ

الإعْجام، فلما وضع قوله فيُعْجِمُه موضعَ قوله فيقعُ رَفعَه؛ وأَنشد

الفراء:

الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ،

مِنْ مُعْرِبٍ فيها ومِنْ مُعْجِمِ

والعَجْمُ: النَّقْطُ بالسواد مثل التاء عليه نُقْطتان. يقال:

أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثْلُه، ولا يقال عَجَمْتُ. وحُروفُ المعجم: هي

الحُروفُ المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم. ومعنى حروفِ المعجم أَي

حروف الخَطِّ المُعْجَم، كما تقول مسجد الجامعِ أَي مسجد اليوم الجامعِ،

وصلاةُ الأُولى أَي صلاة الساعةِ الأُولى؛ قال ابن بري: والصحيح ما ذهب

إليه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر؛ وتقول أَعْجَمْتُ

الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً، والمعنى عنده حروفُ الإعْجامِ أَي

التي من شأْنها أَن تَعْجَم؛ ومنه قوله: سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه

أَنْ يُتَناضَلَ به. وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه: نَقَطَه؛ قال ابن جني:

أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه. قال ابن سيده: وهو عنده على

السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وإن كان أَصْلُها الإثْباتَ فقد تجيء للسلب، كقولهم

أَشْكَيْتُ زيداً أَي زُلْتُ له عَمَّا يَشكُوه، وكقوله تعالى: إن الساعة

آتية أَكادُ أُخْفِيها؛ تأْويله، والله أَعلم، عند أَهل النظر أَكاد

أُظْهرها، وتلخيصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها.

وقالوا: عَجَّمْتُ الكتابَ، فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كما جاءت

أَفْعَلْت، وله نظائر منها ما تقدّم ومنها ما سيأْتي، وحُروفُ المُعْجَم منه.

وكتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط؛ سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول

النَّقْط فيها عُجمةٌ

لا بيانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بيانَ لها، وإن كانت أُصولاً للكلام

كله. وفي حديث ابن مسعود: ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ على

لسان عُمَر أَي ما كنا نَكْني ونُوَرّي. وكلُّ مَنْ لم يُفْصح بشيء فقد

أَعْجَمه. واسْتَعْجم عليه الكلامُ: اسْتَبْهَم.

والأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ. والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ: كلُّ بهيمةٍ. وفي

الحديث: العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لا دِيةَ فيه ولا قَودَ؛ أَراد

بالعَجْماء البهيمة، سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ، قال: وكلُّ

مَن لا يقدِرُ على الكلام فهو أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ. ومنه الحديث: بعدَدِ

كل فصيح وأَعْجَم؛ قيل: أَراد بعدد كل آدَمِيٍّ وبهيمةٍ، ومعنى قوله

العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي البهيمة تنفلت فتصيبُ إنساناً في انْفِلاتها،

فذلك هَدَرٌ، وهو معنى الجُبار. ويقال: قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ عليه ما

يَقْرؤه إذا الْتَبَسَ عليه فلم يَتَهيَّأْ له أَن يَمضِي فيه. وصلاةُ

النهارِ عَجماءُ لإخْفاء القراءة فيها، ومعناه أَنه لا يُسْمَعُ فيها

قراءةٌ.واسْتَعّجَمَتْ على المُصَلِّي قِراءته إذا لم تَحضُرْه. واستعجم الرجل:

سكَت. واستَعجمت عليه قراءتُه: انقطعت فلم يَقْدِرْ على القراءة من

نعاس. ومنه حديث عبد الله: إذا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عليه

قِراءتُه فَلْيُتِمَّ، أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ به

عُجْمةٌ، وكذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها؛ قال امرؤ القيس:

صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها،

واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ

عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنى سكتَتْ؛ وقول علقمة يَصف فرساً:

سُلاَّءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لها

ذُو فَيْئةٍ، من نَوَى قُرَّانَ، معجومُ

قال ابن السكيت: معنى قوله غُلَّ لها أَي أُدخِلَ لها إدخالاً في باطن

الحافرِ في موضع النُّسور، وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها

صِلابٌ، وقوله ذُو فَيئَة يقول له رُجوعٌ ولا يكون ذلك إلامن صَلابتِه، وهو

أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثم يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ منه النَّوَى

فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى، ولا يكون ذلك إلا من صَلابته، وقوله مَعْجوم

يريد أَنه نَوى الفَم وهو أَجود ما يكون من النَّوى لأَنه أَصْلَبُ من نَوى

النبيذِ المطبوخ. وفي حديث أُمّ سلمة: نهانا النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً، وهو أَن نُبالِغَ في طَبْخِه ونُضْجه

يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه التي يَصْلُحُ معها للغنم، وقيل:

المعنى أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتى لا

يَبلُغَ الطَّبخ النوى ولا يُؤثِّرَ فيه تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه

ويَعَضُّه، لأَن ذلك يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ، أَو لأَنه قُوتُ

الدَّواجِن فلا يُنْضَجُ لئلا وخَطَب الحَجَّاجُ يوماً فقال: إِن أَميرَ

المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها

عُوداً؛ يريد أَنه قد رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها؛ قال

النابغة:فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً

(* تمام البيت:

في حالك اللَّونِ صَدْقٍ، غير ذي أودِ).

أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وهو يقاتله. والعَجْمُ: عَضٌّ شديدٌ

بالأَضراس دُون الثّنايا. وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْماً وعُجوماً: عَضّه

ليَعْلَم صلابَتَه من خَوَرِه، وقيل: لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة؛ قال أَبو

ذؤيب:

وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافِها، حتى اسْتدَقَّ نُحولُها

يقول: رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كما عَجَمتِ الإبلُ العِظامَ.

والعُجامةُ: ما عَجَمْتَه. وكانوا يَعْجُمون القِدْح بين الضِّرْسَيْن إذا

كان معروفاً بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فيه أثَراً يَعْرفونه به. وعَجمَ

الرجلَ: رَازَه، على المَثَل. والعَجْمِيُّ من الرجالِ: المُميِّزُ العاقلُ.

وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه. ورجل صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ:

عزيزُ النفْس إذا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عزيزاً صُلْباً. وفي حديث

طلحة: قال لعمر لقد جَرَّسَتْكَ الأُمور

(* قوله «لقد جرستك الأمور» الذي

في النهاية: لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور). وعَجَمَتْك البَلايَا أَي

خَبَرَتْك، من العَجْم العَضّ، يقال: عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه،

وعَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ. وناقةٌ

ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ على الدَّعْك؛ وأَنشد بيت

المَرَّار:

جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ، ونُوقٌ

عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً، وحُولُ

وقال غيره: ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ، وأَنكره شمر. قال الجوهري:

أي ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ على السَّير. قال ابن بري: رجلٌ صُلْبُ

المَعْجَم للذي إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً، من قولك عَودٌ

صُلْبُ المَعْجَمِ، وكذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ

قَويَّةً على قَطْع الفَلاة، قال: ولا يُراد بها السِّمَنُ كما قال

الجوهري؛ وشاهده قول المتلمس:

جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة،

تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ

والعَجُومُ: الناقةُ القوِيَّةُ على السفَر. والثَّوْرُ يَعْجُمُ

قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ يَبْلُوه. وعَجِم السَّيْفَ: هزَّه للتَّجْرِبة.

ويقال: ما عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كذا أَي ما أَخَذَتْك. ويقول الرجلُ

للرجل: طالَ عهدِي بك وما عَجَمَتْك عيني. ورأَيتُ فلاناً فجعلَتْ عيني

تعْجُمه أَي كأَنها لا تَعْرِفُه ولا تَمْضِي في معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه؛

عن اللحياني؛ وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري:

كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ، يَوْماً،

يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ

على أَن البَصيرَ بها، إذا ما

أَعادَ الطَّرْفَ، يَعْجُم أَو يَفيلُ

أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ، قال أَبو داود السِّنْحيُّ: رآني أَعرابي فقال

لي: تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إليّ أَنّي رَأَيْتُك، قال:

ونَظَرْتُ في الكتاب فعَجَمْتُ أَي لم أَقِفْ على حُروفه، وأَنشد بيت أَبي

حَيَّة: يَعْجُم أو يَفيل. ويقال: لقد عَجَموني ولَفَظُوني إذا عَرَفُوك؛

وأَنشد ابن الأعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ:

فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ،

نَفَى الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ

قال: والمُعَجَّمُ الذي أُكِلَ لم يَبْقَ منه إلا القليلُ، والطُّنُبُ

أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه.

والعَجْمُ: صِغارُ الإبل وفَتاياها، والجمعُ عُجومٌ. قال ابن الأعرابي:

بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ من عُجومِ الإبل فإذا أَثْنَتْ فهي

من جِلَّتِها، يستوي فيه الذكرُ والأُنثى، والإبلُ تُسَمَّى عَواجمَ

وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ؛ ومنه قوله: وكنتُ كعَظْم العاجِمات.

وقال أَبو عبيدة: فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ في شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهي في

شِدْقه ولا يَخْرُج الصوتُ منها، وهم يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ في

الشَّوْلِ لأَنه لا يكون إلا مِئْناثاً، والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُم

العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض. والعَواجِمُ:

الأَسنانُ.

وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه؛ وقال:

أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً،

وكَفَّاكَ إلا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ

والعَجَمُ، بالتحريك: النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ، الواحدةُ

عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصَب. يقال: ليس هذا الرُّمَّان عَجَم؛ قال يعقوب:

والعامّة تقوله عَجْمٌ، بالتسكين، وهو العُجام أَيضاً؛ قال رؤبة ووصف

أُتُناً:في أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ

وقال أبو حنيفة: العَجَمةُ حبّة العِنب حتى تنبُت، قال ابن سيده:

والصحيح الأَول، وكلُّ ما كان في جوف مأْكولٍ كالزبيب وما أَشبهه عَجَمٌ؛ قال

أَبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً:

مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره،

كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ

والعَجَمةُ، بالتحريك: النخلةُ تنبُت من النَّواة. وعُجْمةُ الرملِ:

كَثرته، وقيل: آخِره، وقيل: عُجْمتُه، وعِجْمتُه ما تعقَّد منه. ورملةٌ

عَجْماءُ: لا شجرَ فيها؛ عن ابن الأَعرابي. وفي الحديث: حتى صَعِدْنا إحدى

عُجْمَتَي بدرٍ؛ العُجْمةُ، بالضم: المتراكم من الرمل المُشرف على ما

حَوْله. والعَجَمات: صُخورٌ تَنبت في الأَودية؛ قال أَبو دُواد:

عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْـ

ـزَلَه مِنَ العَجَماتِ، بارِدْ

يصف رِيقَ جارية بالعذوبة. والعَجَماتُ: الصُّخور الصِّلاب. وعَجْمُ

الذَّنَب وعُجْمُه جميعاً: عَجْبُه، وهو أَصله، وهو العُصْعُص، وزعم

اللحياني أَن ميمَهما بدلٌ من الباء في عَجْبٍ وعُجْب. والأعجَم من الموج: الذي

لا يتنفَّسُ أَي لا يَنضَح الماءَ ولا يُسمعَ له صوت. وبابٌ مُعْجَم أَي

مُقْفَل. أَبو عمرو: العَجَمْجَمةُ من النوق الشديدة مثل العَثَمْثَمة؛

وأَنشد:

باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا،

عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى

الوَرِشاتُ: الخِفافُ، والخُشُفُ: الماضيةُ في سيرها بالليل.

وبنو أَعجَمَ وبنو عَجْمانَ: بَطنان.

عجم

(العَجْمُ، بالضَّمِّ، وبالتَّحْرِيكِ: خِلافُ) العَرَبِ: و (العَرَب) يَعْتَقِبُ هذَانِ المِثَالان كَثِيرًا، يُقَال: (رَجُلٌ) أعجَمُ، و (قَوْمٌ أعْجَمُ) قَالَ:
(سَلُّومُ لَوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ ... )

(فِي الرُّومِ أَو فارِسَ أَو فِي الدَّيْلَمِ ... )

(إِذا لَزُرْنَاكِ وَلَو بِسُلَّمِ ... ) وقَولُ أبِي النَّجْمِ:
(وطَالَما وطَالما وطَالَمَا ... )

(غَلبتُ عادًا وغَلَبْتُ الأعْجَمَا ... )

إنّما أرادَ العَجَمُ، فأفْرَدَه لِمُقَابَلَتِه إيَّاه بعادٍ، وعادٌ لَفْظٌ مُفْرَدٌ وَإِن كَانَ مَعْناه الجَمْعَ، وقَدْ يُرِيدُ الأعْجَمِينَ، وإنَّما أرادَ أبُو النَّجْمِ بهَذَا الجَمْعَ، أَي: غَلبتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ، وإنْ كَانَ الأعجَمُ لَيسُوا مِمَّنْ عارضَ أبُو النَّجْمِ؛ لأنَّ أبَا النَّجْمِ عربِيُّ والعَجَمُ غَيْرُ عَرَبٍ، وَقد يَكُونُ العُجْمُ، بالضَّمِّ جَمْعَ: العَجَمِ، تَقول: هؤُلاءِ العُجْم والعَرَبُ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَلَا يَرَى مِثْلَها عُجْمٌ وَلَا عَرَبٌ)
وذَكَر ابنُ جِنِّي فِي مُقَدِّمَة كِتابِ سِرِّ الصِّناعةِ أنّ مَادَّة ((ع ج م)) وقَعَتْ فِي لُغَةِ العَرَبِ للإبْهِامِ والإخْفَاءِ، وضِدِّ البَيَانِ.
(والأعْجَمُ: مَنْ لَا يُفْصِحُ) وَلَا يُبِينُ كَلامَه وَإِن كانَ مِنَ العَرَبِ. وامرأةٌ عَجْمَاءُ.
وَمِنْه: زِيادٌ الأعْجِمُ.
والأعْجَمُ أَيْضا: مَنْ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِن أفْصَحَ بالعَرَبِيَّةِ.
ورَجُلانِ أعْجَمَانِ، وقَومٌ أعْجَمُونَ وأعاجِمُ. وَفِي التَّنْزِيل: {وَلَو نزلناه على بعض الأعجمين} كَمَا فِي الصِّحَاح، قَالَ الشَّاعِر:
(مَنْهَلٌ لِلْعِبادِ لَا بُدَّ مِنْهُ ... مُنْتَهَى كُلِّ أعْجَمٍ وفَصِيحِ)

(كالأعْجَمِيِّ) قَالَ ثَعْلَبٌ: أفْصَحَ الأعجَمِيُّ قَالَ أَبُو سَهْلٍ: أَي تَكَلَّمَ بالعَرَبِيَّةِ بعدَ أَن كَانَ أعجَمِيًّا.
وأمّا قَولُ الجَوْهَرِيِّ: وَلَا تَقُل رَجُلٌ أعْجَمِيٌّ، فتَنْسُبه إِلَى نَفْسِه، إلاَّ أَن يَكُونَ أعجمُ وأعْجَمِيُّ بِمَعْنًى، مِثْل دَوَّار ودَوَّارِيٍّ، وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَرِيٍّ، هَذَا إِذا وَرَدَ وُرُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّه. فإنَّما أرادَ بِهِ الأعْجَمَ: الَّذِي فِي لِسانِه حُبْسَةٌ وَإِن كَانَ عَرَبِيًّا. (و) الأعْجَمُ: (الأخْرَسُ) وَهِي عَجْمَاءُ.
(و) الأعْجَمُ: لَقَب (زِياد) بنِ سُلَيْم - ويُقالُ: ابْن سُلَيْمانَ، ويُقالُ: ابْن سَلْمى - العَبْدِيّ اليَمَانِيّ، أَبُو أمامَةَ (الشَّاعِر) المُجِيد، لُقِّب بِهِ لِعُجْمةٍ كانَت فِي لِسانِه، ذَكَره محمدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ من شُعَراءِ الإسْلامِ، وذَكَره ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَله حَديثٌ واحِدٌ رَوَاهُ أَبُو دَاود والتِّرمِذِيُّ وابنُ ماجَةَ.
(والمَوجُ) الأعجَمُ، الَّذِي (لَا يَتَنَفَّسُ، فَلاَ) - وَفِي الصِّحَاح أَيْ: لَا - (يَنْضَحُ مَاء وَلَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ) ، نَقلَه الجَوْهَرِيّ.
(والعَجَمِيُّ) ، مُحَرَّكَة: (مَنْ جِنْسُه العَجَمُ وَإِن أَفْصَحَ. ج: عَجَمٌ) ، مُحَرَّكَةً أَيْضا، وكَذَلِك العَرَبِيُّ وجَمْعُه: العَرَبُ، ويَجُوزُ من هَذَا جَمْعُهُم اليَهُودِيَّ والمَجُوسِيَّ: اليَهُودَ والمَجوسَ. وَقَالَ بَعضُهم: هُوَ العَجَمِيُّ أفْصَحَ وَلم يُفْصِح، كَعَرَبِيٍّ وَعَرَبٍ، وعَرَكِيٍّ وعَرَكٍ، ونَبَطِيٍّ ونَبَطٍ.
(و) العَجْمِيُّ من الرِّجالِ، (بسُكُونِ الجِيمِ) : هُوَ (العاقِلُ المُمَيِّزُ) .
(وأَعْجَمَ فُلانٌ الكَلامَ) ، أَي: (ذَهَبَ بِهِ إِلَى العُجْمَةِ) ، بالضَّمِّ. وكُلُّ مَنْ لم يُفْصِح بشَيْءٍ فقد أَعْجَمَه.
(و) أَعجَم (الكِتَابَ) : خِلاف أَعْرَبَه، كَمَا فِي الصِّحاح أَي: (نَقَطَهُ) ، وَفِي النِّهايَةِ: أَزَالَ عُجْمَتَه بالنَّقْطِ، وأَنْشَدَ الجَوهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ، ويُقالُ لِلحُطَيْئَةِ:
(والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ ... )

(يُرِيدُ أَن يُعْرِبُه فَيُعْجِمُهْ ... )
وَأَوَّلُه:
(الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَوِيلٌ سُلَّمُهْ ... )

(إذَا ارْتَقَى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ ... )

(زلَّت بِهِ إِلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ)

أَي: يَأْتي بِهِ أَعْجَمِيًّا، يَعْنِي يَلْحَنُ فِيهِ، هَذَا قَولُ الجَوْهَرِيِّ، وقِيل: يُرِيدُ أَنْ يُبَيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لَا بَيانَ لَهُ، ثمَّ نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن الفَرِّاءِ، قالَ: رَفَعه على المُخَالَفَة، لأنّه يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه وَلَا يُرِيدُ أَن يُعْجِمَه، وَقَالَ الأَخْفَشُ: لِوُقُوعِه مَوْقِعَ المَرْفُوِعِ، لأنَّه أَرادَ أَنْ يَقُولَ: يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فَيَقَعُ مَوْقِعَ الإِعْجَامِ فَلَمَّا وَضَعَ قَوْلَه: فَيُعْجِمُه مَوْضِعَ قَوْلِهِ فَيَقَعُ رَفَعَهُ.
(كَعَجَمة) عَجْمًا، (وعَجَّمَه) تَعْجيمًا.
(وقَوْلِ الجَوْهَرِيِّ) : (لَا تَقُلْ عَجَمْتُ، وَهَمٌ) قُلتُ: نَصُّ الجَوْهَرِيِّ: العَجْمُ النَّقْطُ بالسَّوادِ، مِثْل التّاء عَلَيْهَا نُقْطَتَان، يُقالُ، أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثلُه، وَلَا تَقُل عَجَمْتُ. هذَا نَصُّه، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ ثَعْلَبٌ فِي فَصِيحِه، ومَشَى عَلَيْهِ أَكثرُ شُرَّاحِه. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ((سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمَ يَقولُ: مُعْجَمُ الخَطِّ هُوَ الذِي أَعْجَمَه كَاتِبُه بالنَّقْطِ، تَقُول: أَعْجَمْتُ الكِتابَ أُعْجِمُه إعْجامًا، وَلَا يُقالُ، عَجَمْتُه، إنّما يُقالُ: عَجَمْتُ العُودَ: إِذا عَضِضْتَه، لِتَعْرف صَلاَبَتَه مِنْ رَخاوَتِه)) وأَجازَه آخَرون، وَإِلَيْهِ مالَ ابنُ سيدَه والمُصَنِّفُ، وإذَا كَانَ الجَوْهَرِيُّ الْتَزَم على نَفْسِه بالصَّحِيحِ الفَصِيحِ، وَهَذَا لَمْ يَثْبُث عِنْدَه على شَرْطه فَلَا يَكُونُ مَا قَالَه وَهَمًا، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: أَعْجَمْتُ الكِتَابَ: أَزَلْتُ استِعْجَامَه. قَالَ ابنُ سيدَه: وَهُوَ عِنْدِي على السَّلْبِ، لأنَّ أَفْعَلْتُ وَإِن كَانَ أَصْلُها الإِثْبَاتَ، فَقَد تَجِىءُ للسَّلْبِ، كقَوْلِهم: أَشْكَيْتُ زَيْدًا، أَي: زُلْتُ لَهُ عَمَّا يَشْكُوهُ، وقَالُوا: عَجَّمْتُ الكِتَابَ، فَجَاءَت فَعَلْتُ للسَّلْب أَيضًا. كَمَا جاءَت أَفْعَلْت، ولَهُ نَظائِر ذُكِرَت فِي مَحَلِّها.
(واسْتَعْجَمَ) الرَّجلُ: (سَكَتَ) . وكُلُّ مَنْ لَمْ يَقْدِر عَلى الكَلاَم فَهُو: أَعجَمُ، ومُسْتَعْجِمٌ.
(و) اسْتَعْجَم (القِرَاءَةَ) : إِذا (لَمْ يَقْدِر عَلَيها لِغَلَبَةِ النُّعَاسِ) . وَالَّذِي فِي النِّهاية وغَيْرِها: اسْتَعْجَمَتْ عَلَيه قِرَاءَتُه: انْقَطَعَتْ فَلم يَقْدِرْ على القِراءَةِ من نُعاسٍ، وَمِنْه: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّه: ((إذَا كَانَ أحدُكُمْ يُصَلِّي فاسْتَعْجَمَت عَلَيْهِ قِراءَتُه فَلْيُتِمَّ)) أَي: أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلم يَقْدِر أَن يَقْرَأَ، كَأَنَّه صَارَ بِهِ عُجْمَةٌ.
(والعَجْمُ) ، بِالفَتْحِ وسُكُونِ الجِيمِ: (أَصْلُ الذَّنَبِ) ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: مِثْل: العَجْب، وَهُوَ العُصْعُصُ، (ويُضَمُّ) ، وَزَعَم اللِّحيانيُّ أَنَّ مِيمَهُمَا بَدَلٌ مِنْ بَاءِ عَجْبٍ وعُجْبٍ.
(و) العَجْمُ: (صِغَارُ الإِبِلِ) وفَتَايَاهَا قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: بناتُ اللَّبونِ والحِقَاقُ والجِذَاعُ من عُجُوم الإِبل، فَإِذا أَثْنَتْ فَهِي مِنْ جِلَّتِهَا (للذَّكَرِ والأُنْثَى. ج: عُجومٌ) ، بالضَّمِّ.
(و) العَجَمُ، (بالتَّحْرِيكِ) - وعلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، وأَوْرَدَه المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ - (وكَغُرابٍ) أَيْضا: (نَوَى كُلِّ شَيْءٍ) من تَمْرٍ ونَبِقٍ وغَيْرِهِمَا، الوَاحِدَةُ: عَجَمَةٌ، مِثْل: قَصَبٍ وقَصَبَةٍ. قَالَ يَعْقوبُ: والعَامَّةُ تَقول: عَجْمٌ، بالتَّسْكِينِ، قَالَ رُؤْبَةُ ووَصَفَ أُتُنًا:
(فِي أَرْبَعٍ مِثْلِ عَجامِ القَسْبِ ... )
وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: العَجَمَةُ: حَبَّةُ العِنَبِ حَتَّى تَنْبُتَ، قَالَ ابنُ سيدَه: والصَّحِيحُ الأَوَّل، وكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كالزَّبِيبِ وَمَا أَشْبَهَهُ: عَجَمٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَتْلَفًا:
(مُسْتَوْقِدٌ فِي حَصَاهُ الشَّمْسُ تصْهَرُهُ ... كَأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ)

كَمَا فِي الصِّحَاحِ: قَالَ الرَّاغِبُ. ((سُمِّيَ بِهِ إِمَّا لاسْتِتَاره فِي ثِنْي مَا فِيه، وإمَّا بِمَا أُخْفِيَ مِنْ أَجْزَائِه بِضَغْطِ المَضْغِ، أَو لأنّه أُدْخِلَ فِي الفَمِ فِي حالِ العَضِّ عَلَيْهِ فأُخْفِيَ)) .
(وعَجَمَه) يَعْجِمُه (عَجْمًا وعَجومًا: عَضَّه) شَدِيدًا بالأضْراس دُونَ الثَّنَايَا، قَالَ النِّابِغَةُ:
(وظَلَّ يَعْجُم أَعلى الرَّوْقِ مُنْقَبِضًا ... )
أَي: يَعَضُّ أَعلَى قَرْنِه وَهُوَ يُقَاتِلُه، ويُقالُ، عَضَّه ليَعْلَمَ صَلابَتَه من خَوَرِهِ. (أَو) عَجَمَه، إِذا (لاَكَهُ للأَكْلِ، أَوْ للْخِبْرَةِ) ، وكَانُوا يَعْجُمُونَ القِدْحَ بينَ الضِّرْسَيْنِ، إِذا كانَ مَعْروفًا بالفَوْزِ، ليُؤَثِّرُوا فِيهِ أَثَرًا يَعْرِفُونَه بِهِ.
(و) عَجَم (فُلانًا: رازَهُ) ، على المَثل، وخَطَب الحَجَّاجُ يَوْمًا فَقَالَ: ((إنَّ أَميرَ المُؤْمِنين نَكَبَ كِنَانَتَه فَعَجَم عِيدَانَها عُودًا عُودًا، فَوَجَدَنِي أَمَرَّهَا عُودًا)) ، يُريدُ: أَنَّه قَدْ رازَها بأَضْراسِه لِيَخْبُرَ صَلابَتَها.
وَفِي الصِّحاح: عَجَمْتُ عُودَهُ، أَي: بَلَوْتُ أَمْرَه، وخَبرتُ حَالَه، وأَنشَدَ لِلأَخْطَلِ:
(أَبَى عودُكَ المَعْجومُ إلاّ صَلاَبَةً ... وَكَفَّاكَ إِلاّ نائِلاً حِين تُسْأَلُ)

(و) عَجَم (السَّيْفَ) عَجْمًا: (هَزَّهُ تَجْرِبةً) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(والعُجْمَةُ، بالضَّمِّ، والكَسْرِ: مَا تَعَقَّدَ من الرَّمْلِ، أَو كَثْرَةُ الرَّمْلِ) ، ولَوْ قالَ: أَو كَثْرَتُهُ كَانَ أَخْصَرَ. وقيلَ: هُوَ الرَّملُ المُشْرِفُ على مَا حَوْلَه، وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: ((حَتَّى صَعَدْنا إحْدَى عَجْمَتَيْ بَدْرْ)) وَقيل: عُجْمَةُ الرَّمْلِ: آخِرُه، وعَلى هَذَا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ.
(وبابٌ مُعْجَمٌ، كمُكْرَمٍ: مُقْفَلٌ) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(والعَجْمَاءُ: البَهِيمَةُ) . وَفِي الحدِيثِ: ((جُرحُ العَجْماءِ جُبَارٌ)) وإنَّما سُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ، كمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غَيْرُه: لأَنَّها لَا توضِحُ عمَّا فِي نَفْسِهَا. وَقَالَ الرَّاغِبُ: منْ حَيْثُ إِنَّها لَا تُبِينُ عمَّا فِي نَفْسِها فِي العِبَارَة إِبَانَةَ النَّاطِقِ.
(و) العَجْماءُ: (الرَّمْلَةُ) الَّتِي (لَا شَجَرَ بهَا) عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
(و) العَجْماءُ: (وادٍ باليَمَامَةِ) .
(و) العَجَّامُ، (كَشَدَّادٍ: الخُفَّاشُ الضَخْمُ. والوَطْوَاطُ) . قَالَ شَيْخُنا: تَقدَّم للمُصَنِّفِ تَفْسِيرُ الخُفَّاش بالوَطْوَاطِ، وبالعَكْسِ، وهُنَا عَطَفَه كأنَّه مُغَايِرٌ، وَالَّذِي عَلَيهِ أَكْثَرُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الكَبِيرَ وَطْوَاطٌ والصَّغَير خُفَّاشٌ.
(والعَوَاجِمُ: الأَسْنانُ) نَقَله الجَوْهَرِيّ.
(و) من المَجازِ: (رَجُلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ - كَمَقْعَدٍ -) والمَعْجَمَةِ - كَمَرْحَلَةٍ - (أَيْ: عَزِيزُ النَّفْسِ) إِذَا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عَزِيزًا صُلْبًا. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ من قَوْلِك: عُودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ.
(و) من المَجازِ: (ناقَةٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ) أَي: ذاتُ (قُوَّةٍ وسِمَنٍ وبَقِيَّةٍ على السَّيْر) ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقيل: ذاتُ صَبْرٍ وصَلابَةٍ وشِدَّةٍ على الدَّعْكِ، وأنْكَرَ شَمِر قَولَهم: ذاتُ سِمَنٍ، قَالَ المَرَّار:
(جِمالٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ ونُوقٌ ... عَواقِدُ أَمْسَكَت لَقَحًا وحُولُ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ناقَةٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ وهيَ الَّتِي اخْتُبِرَتْ فوُجِدَتْ قَوِيَّةً على قَطْعِ الفَلاةِ، قالَ: وَلَا يُرادُ بهَا السِّمَنُ كَمَا قالَ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وشاهِدُه قَولُ المُتَلَمِّس:
(جَاوَزْتُهُ بأَمونٍ ذَاتِ مَعْجَمَةٍ ... تَهْوِي بِكَلْكَلِهَا والرَّأْسُ مَعْكُومُ)

(وحُروفُ المُعْجُم) : هِيَ الحُروفُ المُقَطَّعَةُ الَّتِي يَخْتَصُّ أَكثرُها بالنَّقْطِ من بَيْنِ سَائِر حُروفِ الأُمَم، ومَعْنَاه حُروفُ الخَطِّ المُعْجَمِ، كَمَا تَقُول: مَسْجِدُ الجامِع، وصَلاَةُ الأُولى (أَي) : مَسْجِدُ اليومِ الجَامِع، وصَلاَةُ السَّاعةِ الأُولَى، وناسٌ يَجْعَلُونَ المُعْجَمَ من (الإِعْجَامِ: مَصْدَرًا، كالمُدْخَلِ) والمُخْرَجِ، (أَي: مِنْ شَأْنِه أَن يُعْجَمَ) ، هَذَا نَصُّ الجَوْهَرِي، وهَذَا القَوْل ذهَبَ إِلَيْهِ محمدُ بنُ يَزيدَ المُبَرِّدُ، وصَوَّبَه، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ وغَيْرُه. وقَالُوا: ((هُوَ أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أَنْ يُذْهَبَ إِلى قَوْلِهم: إنَّه بِمَنْزِلَة صَلاةِ الأُولَى ومَسْجِدِ الجَامِع، فالأُولَى غَيْرُ الصَّلاةِ فِي المَعْنَى، والجَامِع غيرُ المَسْجِدِ فِي المَعْنَى، وإنّما هُمَا صِفَتَانِ حُذِفَ مَوْصُوفَاهُمَا، أَو أُقِيما مُقامَهمَا، ولَيْسَ كَذلِكَ حُروفُ المُعْجَمِ، لأنّه لَيْسَ مَعْناه حُروفَ الكَلامِ المُعْجَمِ، وَلَا حُروفَ اللَّفْظِ المُعْجَمِ، إنّما المَعْنَى أَنَّ الحُروفَ هِيَ المُعْجَمَةُ، فصَارَ من بابِ إِضَافَةِ المَفْعولِ إِلى المَصْدَرِ كَقَوْلهم: هَذِه مَطِيَّةُ رُكُوبٍ، أَي: مِنْ شَأْنها أَن تُرْكَبَ، وهَذَا سَهْمُ نِضَالٍ، أَي: مِنْ شَأْنِه أَن يُنَاضَلَ بِهِ، وكَذَلِك حُروفُ المُعْجَمِ أَيْ: مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُعْجَمَ فإِنْ قِيلَ: إِنَّ جَمِيعَ هذِه الحُروف لَيْس مُعْجَماً، إِنَّمَا المُعْجَمُ بَعْضُهَا، فَكيفَ استَجَازُوا تَسْمِيَةَ جَميعِها مُعْجَمًا؟ قيل: إنَّما سُمِّيَتْ بِذَلِك لأَنَّ الشَّكْلَ الواحِدَ إِذا اخْتَلَفَتْ أَصْوَاتُه، فَأُعْجِمَتْ بَعْضُها وتُرِكَتْ بَعضُها، فقد عُلِمَ أنَّ هذَا المَتْرُوكَ بغَيْر إعْجَامٍ هُوَ غَيْر ذَلِك الَّذِي من عادَته أَنْ يُعْجَمَ، فَقَدْ ارتَفَعَ أَيْضا بمَا فَعَلُوا الإِشْكَالُ والاسْتِبْهامُ عَنْهُما جَميعًا، وَلَا فَرْقَ بَين أنْ يَزُولَ الاسْتِبْهامُ عَن الحَرْفِ بإعْجَامٍ عَلَيْهِ، أَو مَا يَقُومَ مَقامَ الإعْجام فِي الإيضَاح والبَيانِ)) ، وسُئِل أَبو العبَّاسِ عَنْهَا فَقَالَ: أَمَّا أَبُو عَمْرٍ والشَّيْبانِيُّ فَيَقُولُ: أَعْجَمْتُ: أَبْهَمْتُ، وأَمَّا الفَرَّاءُ فيقولُ: هُوَ مِنْ أَعْجَمْتُ الحُروفَ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الهَيْثَمِ يَقولُ: مُعْجَمُ الخَطِّ: هُوَ الذِي أَعْجَمَهُ كَاتِبُه بالنَّقْطِ. وقالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتْ [مُعْجَمًا] لأنَّها أَعْجَمِيَّةٌ، وَإِذا قُلْتَ: كِتَابٌ مُعَجَّمٌ فإنَّ تَعْجِيمَهُ تَنْقِيطُهُ، لكَي تَسْتَبِينَ عُجْمَتُه وتَتَّضِحَ. قَالَ الأَزْهَرِي: والّذي قالَه أبَو العَبَّاسِ وأَبُو الهَيْثَمِ أبْيَنُ وأَوْضحُ.
(وصَلاةُ النَّهار عَجْماءُ، لأَنَّه لَا يُجْهَرُ فِيهَا) بِالقِراءَةِ، وَهُوَ مجازٌ، وهُمَا صَلاتَا الظُّهْرِ والعَصْرِ.
(والعَجْمَةُ) ، بالفَتْحِ، وضَبَطَه فِي اللِّسان بالتَّحْرِيكِ: (النَّخْلَةُ) الَّتِي (تَنْبُتُ من النَّوَاةِ) ، والصَّوَابُ فِيهِ: التَّحْريكُ.
(و) العَجْمَةُ: (الصَّخْرَةُ الصُّلْبَةُ) تَنْبُتُ فِي الوادِي (ج: عَجَمَاتٌ) ، مُحَرَّكَةً، قَالَ أبُو دُوَادٍ يَصِفُ رِيقَ حارِيَةٍ بِالعُذُوبَةِ:
(عَذْبٌ كَمَاءِ المُزْنِ أَنْ ... زَلَهُ مِنَ العَجَمَاتِ بارِدْ) (والعَجُومَةُ: النَّاقَةُ القَوِيَّة على السَّفَرِ) ، وكّذلك العَجُومُ، (كالعَجَمْجَمَةِ) وَهِي النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ، مِثْلُ العَثَمْثَمَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبِي عَمْرٍ و، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
(باتَ يُوَارِي وَرِشَاتٍ كَالقَطَا ... )

(عَجَمْجَمَاتٍ خُشُفًا تَحْتَ السُّرَى ... )

(وبَنُو الأَعْجَم: بَطْنَانِ مِن العَرَبِ) أحَدُهما: الأَعْجَمُ بنُ سَعْدِ بنِ الشَّرِسِ بنِ السَّكُونِ، مِنْهُم أُسَيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ بَشَّارِ ابنِ مَرْثَدِ بنِ الأَعْجَمِ الأَعْجَمِيُّ، يَروِي عَن ابنِ مَسْعُودٍ، وَمن مَوَالِيهِمْ: زَرارةُ بنُ أَوفَى بنِ عَبْدِ العَزِيزِ بن سُوَيْدٍ التَّجِيبيُّ، ثمَّ الأَعْجَمِيُّ، كَانَ على شُرْطَة مِصْرَ، تُوِفِّيَ سَنَةَ أَربعٍ ومِائَتَيْن.
(والمَعْجُومُ: سَيْفُ الجَارُودِ بِشْرِ بنِ المُعَلَّى) .
(ومَا عَجَمَتْكَ عَيْنِي مُنْذ كَذَ) ، أيْ: (مَا أَخَذَتْكَ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَفِي بَعْضِ نُسَخِه: مَا نَظَرَتْك، يقولُ ذَلِك الرَّجُلُ لِمنْ طَالَ عَهْدُه بِهِ.
(و) يُقَالُ: رأيتُ فُلانًا و (جَعَلَتْ عَيْني تَعْجُمُه) بِضَمِّ الْجِيم، أَي: (كَأَنَّها تَعْرِفُه) ، وَلَا تَمْضِي على مَعْرِفَته، كَأَنَّها لَا تُثْبِتُه، عَن اللِّحيانِيِّ، وأَنشَدَ لأبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ:
(عَلَى أَنَّ البَصيرَ بهَا إذَا مَا ... أَعَادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أَو يَفِيلُ)

أَي: يَعْرِفُ أَو يَشُكُّ.
قالَ أبُو دَاودَ السِّنْجِيُّ: رَآني أَعرابِيٌّ فَقَالَ لِي: تَعْجُمُك عَيْنِي، أَي: يُخَيَّل إليَّ أنِّي رَأَيْتُك.
وَيُقَال: لَقَدْ عَجَمُونِي ولَفَظُونِي، إذَا عَرَفُوك.
(والثُّورُ يَعْجُم قَرْنَه: إِذا ضَرَبَ بِهِ الشَّجَرَةَ يَبْلُوهُ) ، أَي: يَخْتَبِرُه، نَقلَه الجَوْهَرِيُّ.
(وذاتُ العَجْمِ: فَرَسُ حَنْظَلَةَ بنِ أَوْسٍ السَّعْدِيِّ) . وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هِيَ لِرَجُل من بَنِي حَنْظَلَةَ، وفيهَا يَقُولُ الزِّبْرِقَانُ بنُ بَدْرٍ:
(رُزِئْتُ أَبِي وابْنِي شَرِيفٌ كِلاَهُمَا ... وفارسُ ذاتِ العَجْمِ حُلْوٌ شَمَائِلُهْ) (وأَبُو العَجْمَاءِ) يَسِيرُ بنُ عَمْرٍ و (الشَّيْبَانِيُّ تَابِعِيُّ) ، عَن ابنِ مَسْعُود.
(وَفِي الحَدِيثِ) عَن أُمِّ سَلَمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: (( (نَهَانَا) النبيُّ صلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسلَّم (أَن نَعْجُم النَّوَى) طَبْخًا)) (أَي: إِذا طُبِخَ التَّمْرُ للدِّبْسِ) ، أَي: لِتُؤْخَذَ حَلاوَتُه (يُطْبَخ عَفْوًا بِحَيْثُ لَا يَبْلُغ الطَّبخُ النَّوَى) ، وَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ تَأْثِيرَ مَنْ يَعْجُمُه، أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه، (فَيُفْسِدُ طَعْمَ الحَلاَوَةِ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: طَعْم السُّلافَة، كَمَا هُوَ نَصُّ النِّهَايَةِ، (أَوْ لأَنَّه قُوتٌ لِلدَّواجِنِ فَلَا يُنْضَجُ، لِئَلاَّ يّذْهَبَ طَعْمُه) . وَفِي النِّهَايَةِ: قُوَّتُه. وَقيل: هُوَ أَن يُبالَغَ فِي طَبْخِهِ ونُضْجِهِ حَتَّى يَتَفَتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوَّتُه الَّتِي يَصْلُحُ مَعهَا للغَنَمِ.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
العُجْمَةُ، بالضَّمِّ: الحُبْسَةُ فِي اللِّسانِ.
والتَّعَاجُمُ: التَّكْنِيَةُ والتَّوْرِيَةُ.
والمُسْتَعْجِم: كُلُّ بَهِيمَةٍ.
واسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَن جَوَابِ سَائِلِها، قَالَ امرُؤ القَيْس:
(صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا ... واسْتَعْجَمَتْ عَن مَنْطِقِ السَّائِلِ)

عَدَّاهُ بِعَنْ، لأَنَّ اسْتَعْجَمَت بمَعْنَى: سَكَنَتْ.
والعَواجِمُ والعَاجِماتُ: الإبلُ، لأنَّها تعجُم العِظامَ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وكُنْتُ كَعَظْمِ العَاجِمَاتِ اكتَنَفْنَهُ ... بأَطرافِها حَتَّى استدَقَّ نُحولُها)

يَقُول: ركَبتْنِى المَصائِبُ وعَجَمَتْنِى كَمَا عَجَمَتِ الإِبِلُ العِظَامَ.
والعُجَامَة، بالضَّمِّ: مَا عَجَمَتْه.
وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه.
والعَجُومُ: النَّاقَةُ القَوِيَّةُ على السَّفَرِ.
ونَظَرْتُ فِي الكِتَابِ فَعَجَمْتُ، أَي: لم أَقِفْ على حُرُوفِه. والمُعَجَّم: الَّذي أُكِلَ حَتَّى لم يَبْقَ فِيهِ إِلَّا القَلِيلُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ لِجُبَيْهَاءَ الأسْلَمِيِّ:
(فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ ... نَفَى الرِّقَّ عَنهُ جَذْبُهُ فَهُوَ كالِحُ)

قَالَ: والطُّنُبُ: أَصْلُ العَرْفَجِ إِذا انْسَلَخَ من وَرَقِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَحْلٌ أَعْجَمُ: يَهْدِرُ فِي شِقْشِقَةٍ لَا ثُقبَ لَهَا فَهِيَ فِي شِدْقِه، وَلَا يَخْرُجُ الصَّوتُ مِنْهَا.
وهم يَسْتَحِبُّونَ إِرْسَالَ الأَخْرَس فِي الشَّوْلِ لأَنَّه لَا يَكونُ إلاّ مِئْناثًا.
والإِبِلُ العَجَمُ: الَّتِي تَعْجُم العِضَاةَ والقَتَادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذَلِك من الحَمْضِ.
وبَنُو عَجْمَانَ: بَطنٌ من العَرَبِ.
ويُجْمَع الأعْجَمُ على: عُجْمان، بالضَّمِّ.
والعَجَمِيُّ علَى: أَعْجَامٍ.
وأَبُو مُحمَّدٍ حَبِيبُ بنُ عِيسَى العَجَمِيُّ: عابِدٌ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، أَخَذَ عَن الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَعنهُ داودُ الطَّائِيُّ وحَمَّادُ ابنُ سَلَمَةَ.
وبَنُو العَجَمِيِّ: فُقَهَاءُ حَلَب، وأَوَّلُ مَنْ وَرَدَ مِنهم إِلَيْهَا من نَيْسَابورَ، جَدُّهم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ طَاهِر بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الحُسَيْنِ الكَرَائِسِيُّ، مِنْهُم: أَبُو المُظَفَّر عبدُ المَلِك بنُ عَبدِ الله، من شُيوخِ الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيّ، والشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عُمرَ بنِ إبراهِيمَ، مِمَّن سَمِعَ على التَّقِىِّ السُّبْكِيِّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن أحمَدَ بن عُمَر بن محمَّد، مِمَّن اجْتَمَعَ بِالحافِظِ ابْن حَجَرٍ، والقاضِي شِهابُ الدِّينِ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أحمَدَ مُسْنَد مِصْرَ، ووَلدُه أَبُو العِزِّ مُحمدٌ، سَمِعَ مِنْهُ شُيوخُنَا، والجَمالُ يوسفُ بنُ عبدِ الله ابنِ عُمَرَ بنِ عليٍّ الكُورانِيُّ نَزِيلُ القَرَافَةِ، عُرِفَ بِالعَجَمِيِّ، مَشْهُورٌ، وَأَبُو الأَسْرارِ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى المَكِّيُّ، مِمَّن حَدَّثَ عَنهُ شُيوخُنا بِالإِجازَةِ.
(عجم) الْكتاب عجمه
عجم: {الأعجمين}: من في لسانه لكنة.

عجم


عَجَمَ(n. ac. عَجْم
عُجُوْم)
a. Bit, gnawed.
b. Tried, tested, proved.

عَجَّمَa. Put the vowel-points to, pointed, dotted (
writing ).
عَاْجَمَa. see I (b)
أَعْجَمَa. see IIb. Spoke barbarously, unintelligibly.
c. Locked (door).
إِنْعَجَمَ
a. ['Ala], Was obscure, unintelligible to.
إِسْتَعْجَمَa. Was embarrassed, mute.
b. Stammered, stuttered, got confused over (
reading ).
c. see VII
عَجْمَةa. see 4t
عُجْمa. see 4 (a)
عُجْمَةa. Stammering, stuttering; barbarousness, vitiousness of
speech; barbarism, solecism.

عَجَم
(pl.
أَعْجَاْم)
a. Foreigners; Persians.
b. [art.], Persia.
c. see 24
عَجَمَة
( pl.
reg. )
a. Palm-tree.
b. Rock.

عَجَمِيّa. Foreigner; foreign.

أَعْجَمُ
(pl.
أَعَاْجِمُ & reg. )
a. Foreigner.
b. Speechless, mute, silent.

أَعْجَمِيّa. see 4yi
عُجَاْمa. Kernel, stone.

عَجْمَآءُ
(pl.
عُجْم)
a. fem. of
أَعْجَمُb. (pl.
عَجْمَاوَات), Brute, beast.
c. Treeless track of sand.

N. P.
أَعْجَمَa. Pointed, dotted (writing).
b. Obscure.
c. Locked (door).
حُرُوْف المُعْجَم
a. Letters of the alphabet; dotted letters of the
alphabet.

مَا عَجَمَتْهُ عَيْنِي مُنْذ
a. My eye has not beheld him since.

عصم

عصم: {بعصم}: حبال، واحدها عصمة. {استعصم}: امتنع. 
(عصم)
إِلَيْهِ عصما لَجأ والقربة جعل لَهَا عصاما وَالله فلَانا من الشَّرّ أَو الْخَطَإِ عصمَة حفظه ووقاه وَمنعه وَيُقَال عصم الشَّيْء مَنعه

(عصم) الْحَيَوَان عصما وعصمة كَانَ فِي ذِرَاعَيْهِ أَو إِحْدَاهمَا بَيَاض وسائره أسود أَو أَحْمَر فَهُوَ أعصم وَهِي عصماء (ج) عصم يُقَال ظَبْي أعصم وَفرس أعصم وغراب أعصم أَحْمَر المنقار وَالرّجلَيْنِ
(ع ص م) : (عَصَمَهُ) اللَّهُ مِنْ السُّوءِ وَقَاهُ عِصْمَةً (وَبِاسْمِ الْفَاعِل مِنْهُ) كُنِّيَتْ جَمِيلَةُ بِنْت ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ (وَاعْتَصَمَ) بِحَبْلِهِ تَمَسَّكَ بِهِ (وَمِنْهُ)
وَسَعْدٌ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ مُعْصِمُ
أَيْ مُتَمَسِّكٌ وَفَتْحُ الصَّادِ فِيهِ وَتَفْسِيرُهُ بِالْمُعَصَّبِ الْعَيْنِ خَطَأٌ فِي خَطَأ.
ع ص م : عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ الْمَكْرُوهِ يَعْصِمُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَفِظَهُ وَوَقَاهُ وَاعْتَصَمْتُ بِاَللَّهِ امْتَنَعْتُ بِهِ وَالِاسْمُ الْعِصْمَةُ.

وَالْمِعْصَمُ وِزَانُ مِقْوَدٍ مَوْضِعُ السُّوَارِ مِنْ السَّاعِدِ.

وَعِصَامُ الْقِرْبَةِ رِبَاطُهَا وَسَيْرُهَا الَّذِي تُحْمَلُ بِهِ وَالْجَمْعُ عُصُمٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ. 
ع ص م

أنا معتصم بفلان ومستعصم به، ومعصم بجبله. وأعصم الكفل بعرف فرسه أو بقربوس سرجه لئلا يسقط. قال جرير:

والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... ظفل الفروسة دائم الإعصام

ونحن في عصمة الله تعالى. ودعي إلى مكروه فاستعصم أي أبى وطلب العصمة منه. ودفعته إليك بعصمته وبعصامه أي بربقته، كما تقول: برمّته. وكل ما عصم به الشيء: فهو عصام وعصمة. وعلق القربة بعصامها وهو حبل يجعل في خربتيها فتعلق به معترضةً على جنب البعير. وأخذ بعصام ذنبه وهو مستدق طرفه. ونصل الخضاب فما بقي منه إلا عصيم أي أثر. وامرأة ريّا المعاصم " وأغرب من الغراب الأعصم ". وفلان عصاميّ وعظاميّ أي شريف النفس والمنصب.
عصم: اعتصم مع: اعتنق رأياً، وانتمى إلى حزب (بوشر).
عَصمة: احتقان، كظام، انسداد (دومب ص98).
عِصمة: براءة من جرم أو ذنب. ويقال أيضاً: عِصْمَة عن الخطأ. (بوشر).
عِصْمَة: منعة، تنزه عن الخطأ أو العيب، براءة من الضلال أو من الغلط، نزاهة عنهما (بوشر).
عاصمة، وجمعها عَواصِم: ربما استعملها المولدون لقاعدة البلاد (محيط المحيط).
العاصمتان: المعنى الذي ذكره شولتنز (في معجم فريتاج) مأخوذ عن ابن دريد طبعة رايت (ص4).
عاصِمِيّ: اسم يطلق على طعام مروزيا في غرناطة. (انظر مروزيا).
عاصِمِيّ: عنب من احسن العنب كبير الحب. (محيط المحيط).
عاصِمِيّة: خوخ مجفف.
(الكالا).
معصوم عن الخطأ أو معصوم فقط: منزه عن الخطأ والعيب، منزه من الظلال والغلط. (بوشر).
معصوم: ولد، ففي محيط المحيط: والمعصوم اسم مفعول، وربما كنى به كُتَاب المولدين عن الولد تأدباً مع الأكابر.
اِعْتِصام: التنزه عن الخطأ والعيب (هلو).
ع ص م: (الْعِصْمَةُ) الْمَنْعُ يُقَالُ: عَصَمَهُ الطَّعَامُ أَيْ مَنَعَهُ مِنَ الْجُوعِ. وَ (الْعِصْمَةُ) أَيْضًا الْحِفْظُ وَقَدْ عَصَمَهُ يَعْصِمُهُ بِالْكَسْرِ (عِصْمَةً فَانْعَصَمَ) . وَ (اعْتَصَمَ) بِاللَّهِ أَيِ امْتَنَعَ بِلُطْفِهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هود: 43] يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ لَا مَعْصُومَ أَيْ لَا ذَا عِصْمَةٍ فَيَكُونُ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَ (الْمِعْصَمُ) مَوْضِعُ السُّوَارِ مِنَ السَّاعِدِ. وَ (اعْتَصَمَ) بِكَذَا وَ (اسْتَعْصَمَ) بِهِ إِذَا تَقَوَّى وَامْتَنَعَ. وَفِي الْمَثَلِ: كُنْ (عِصَامِيًّا) وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًّا يُرِيدُونَ بِهِ قَوْلَهُ:

نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامًا ... وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالْإِقْدَامَا 
عصم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي المختالات المتبرجات: لَا يدخلن الْجنَّة مِنْهُنَّ إِلَّا مثل الْغُرَاب الأعصم. قَالَ [أَبُو عبيد -] : [الْغُرَاب -] الأعصم هُوَ الْأَبْيَض الْيَدَيْنِ وَلِهَذَا قيل للوُعول: عُصم وَالْأُنْثَى مِنْهُنَّ عَصْماء وَالذكر أعصم وَإِنَّمَا هُوَ لبياض فِي أيديها فوصف قلَّة من يدْخل الْجنَّة مِنْهُنَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَهَذَا الْوَصْف فِي الْغرْبَان عَزِيز لَا يكَاد يُوجد إِنَّمَا أرجلها حمر وأماهذا الْأَبْيَض الْبَطن وَالظّهْر فَإِنَّمَا هُوَ الأبقع وَذَلِكَ كثير 81 / ب وَلَيْسَ هُوَ / الَّذِي ذكر فِي الحَدِيث [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : فنرى أَن مَذْهَب الحَدِيث أَن من يدْخل الْجنَّة من النِّسَاء قَلِيل كَقِلّة الْغرْبَان العصم عِنْد الْغرْبَان السود والبقع. 

عصم


عَصَمَ(n. ac. عَصْم)
a. Guarded, kept, preserved; protected, defended.
b. [Ila], Took refuge with.
c. Tied (water-skin).
عَصِمَ(n. ac. عَصَم)
a. Was white-footed.

أَعْصَمَa. Guarded, protected, safeguarded; guaranteed.
b. [Min], Defended, protected himself against; was protected
against; shunned, avoided (evil).
c. [Bi], Seized, grasped; clung, held on to.
d. see I (c)
إِنْعَصَمَa. see IV (b)
إِعْتَصَمَa. see IV (b)b. [Bi], Took refuge with.
إِسْتَعْصَمَa. see IV (b)
& VIII (b).
عِصْمَةa. Defence, protection; guard.
b. Virtue, chastity.
c. Immunity, exemption.
d. (pl.
عِصَم أَعْصُم
أَعْصَاْم), Dog's collar.
e. Bracelet.
f. Rope, cord, strap.

عُصْمa. Remains, traces.

عُصْمَةa. see 2t (d) (e), (f).
عَصَمa. White spot on the fore-feet.

عُصُمa. see 3
أَعْصَمُ
(pl.
عُصْم)
a. White-footed.

مِعْصَم
(pl.
مَعَاْصِمُ)
a. Wrist.

عَاْصِمa. Forbidden.
b. Defender.

عَاْصِمَة
(pl.
عَوَاْصِمُ)
a. fem. of
عَاْصِمb. Title given to Medina.
c. [ coll. ], Chief town, capital

عِصَاْم
(pl.
عُصُم
أَعْصِمَة
15t)
a. Thong; string.
b. Handle.

عِصَاْمِيّa. Virtuous, meritorious, noble, illustrious.

عَوَاْصِمُ
a. [art.], The Province of Antioch.
N. P.
عَصڤمَa. Free, exempt.

N. P.
إِعْتَصَمَa. Refuge, shelter, asylum.

مَعْصُوْم مِن الغَلَط
a. Infallible.

عُصْمُوْر
a. Water-wheel; bucket.
عصم
العَصْمُ: الإمساكُ، والاعْتِصَامُ: الاستمساك.
قال تعالى: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
[هود/ 43] ، أي: لا شيء يَعْصِمُ منه، ومن قال معناه: لا مَعْصُومَ فليس يعني أنّ العَاصِمَ بمعنى المَعْصُومِ، وإنّما ذلك تنبيه منه على المعنى المقصود بذلك، وذلك أنّ العَاصِمَ والمَعْصُومَ يتلازمان، فأيّهما حصل حصل معه الآخر. قال: ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ
[غافر/ 33] ، والاعْتِصَامُ: التّمسّك بالشيء، قال: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً
[آل عمران/ 103] ، وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ
[آل عمران/ 101] ، واسْتَعْصَمَ: استمسك، كأنّه طلب ما يَعْتَصِمُ به من ركوب الفاحشة، قال:
فَاسْتَعْصَمَ
[يوسف/ 32] ، أي: تحرّى ما يَعْصِمُهُ، وقوله: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ
[الممتحنة/ 10] ، والعِصَامُ: ما يُعْصَمُ به. أي:
يشدّ، وعِصْمَةُ الأنبياءِ: حِفْظُهُ إيّاهم أوّلا بما خصّهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسميّة، ثمّ بالنّصرة وبتثبّت أقدامهم، ثمّ بإنزال السّكينة عليهم وبحفظ قلوبهم وبالتّوفيق، قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
[المائدة/ 67] . والعِصْمَةُ: شِبْهُ السِّوَارِ، والمِعْصَمُ: موضعها من اليد، وقيل للبياض بالرّسغ: عِصْمَةٌ تشبيها بالسّوار، وذلك كتسمية البياض بالرّجل تحجيلا، وعلى هذا قيل: غراب أَعْصَمُ.
[عصم] أبو عمرو: العَصِيمُ: بقيّةُ كل شئ وأثره من القطران والخِضاب ونحوه. والعُصْمُ بالضم مثله. قال الاصمعي: سمعت أعرابية تقول لجارتها: أعطيني عصم حنائك، أي ما سلت منه . والعِصْمَةُ: المَنْعُ. يقال: عَصَمَةُ الطعامُ، أي منعَه من الجوع. وأبو عاصمٍ: كنية السَويقِ. وأمَّا قول الراجز:

أُرْجِدَ رأسُ شيخةٍ عَيْصومِ * فيقال: هي الاكول. ومنهم من يرويه بالضاد معجمة. والعصمة: الحفظ. يقال: عَصَمْتُهُ فانْعَصَمَ. واعْتَصَمْتُ بالله، إذا امتنعتَ بلُطْفه من المعصية. وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً: اكتسبَ. وقوله تعالى: (لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله) يجوز أن يراد لا مَعْصومَ، أي لا ذا عِصْمَةٍ، فيكون فاعلٌ بمعنى مفعولٍ. والعصمة القلادة، والجمع الاعصام. قال لبيد: حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا غضفا دواجن قافلا أعصامها والمعصم: موضع السِوار من الساعد. والغرابُ الأعْصَمُ: الذي في جناحِه ريشةٌ بيضاء لأنَّ جناح الطائر بمنزلة اليد له. ويقال: هذا كقولهم: الأبلقُ العَقوقُ، وبَيْضُ الأنوقِ، لكلِّ شئ يعز وجوده. قال الاصمعي: الأعْصَمُ من الظباء والوعول: الذي في ذراعيه بياض. وقال أبو عبيدة: الذي بإحدى يديه بياضٌ. والاسم العُصْمَةُ. والوعولُ عُصْمٌ. وعنزٌ عصماء. وإذا كان بإحدى يدى الفرس بياض قل أو كثر فهو أعصم اليمنى أو اليسرى، وإن كان بيديه جميعا فهو أعصم اليدين، إلا أن يكون بوجهه وضح فهو محجل ذهب عنه العصم. وإن كان بوجهه وضح وبإحدى يديه بياض فهو أعصم، لا يوقع عليه وضح الوجه اسم التحجيل إذا كان البياض بيد واحدة. والعصام: رباط القربة وسيرها الذي تُحمل به. قال الشاعر أبو كبير : وقِرْبَةِ أقوامٍ جعلتُ عِصامَها على كاهلٍ مني ذَلولٍ مُرَحَّلِ قال ابن السكيت: أعْصَمْتُ القربة: جعلت لها عصاماً. وأعْصَمْتُ فلاناً، إذا هيَّأت له في الرحل أو السرج ما يَعْتَصِمُ به لئلا يسقُط. وأعْصَمَ، إذا تشديد واستمسك بشئ خوفا من أن يصرعَه فرسُه أو راحلته. قال الشاعر :

كِفْلُ الفروسةِ دائمُ الإعْصامِ * وكذلك اعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ به. وأعْصَمَ الرجلُ بصاحبه: لزِمه. وقولهم: ما وراءك يا عصام ؟ هو اسم حاجب النعمان بن المنذر. وفي المثل: " كُنْ عِصامِيًّا ولا تكن عظامياً "، يريدون به قوله: نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما وعَلَّمَتْهُ الكَرَّ والإقْداما وصَيَّرَتْهُ مَلِكاً هُماما والعواصم: بلاد قصبتها أنطاكيه.
[عصم] فيه: من كانت "عصمته" شهادة أن لا إله إلا الله، أي ما يعصمه من المهالك يوم القيامة، العصمة: المنعة، والعاصم: المانع الحامي، والاعتصام: الامتساك بالشيء. ومنه: ش أبي طالب: ثمال اليتامى "عصمة" للأرامل؛ أي يمنعهم من الضياع والحاجة. وح: فقد "عصموا" مني دماءهم وأموالهم. ج: أي منعوا، والعصمة من الله دفع الشر. نه: وح: لا تمسكوا "بعصم" الكوافر، جمع عصمة، أيمن الباء- وقد مر. وفيه: لا يدخل من النساء الجنة إلا مثل الغراب "الأعصم"، هو الأبيض الجناحين، وقيل، الأبيض الرجلين، أراد قلة من يدخلها منهن لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل. وفيه: المرأة الصالحة مثل الغراب "الأعصم"، وفسر بما إحدى رجليه بيضاء. وفيه: عائشة في النساء كالغراب "الأعصم"، والعصمة البياض في يد الفرس والظبي والوعل. ومنه: فتناولت القوس والنبل لأرمى ظبية "عصماء". وفيه: فإذا جد بني عامر جمل آدم مقيد طبعصم"، هو جمع عصام وهو رباط كل شيء، أراد أن خصب بلاده قد حبسه بفنائه فهو لا يبعد في طلب المرعى فكأنه مقيد لا يبرح مكانه. ومثله قول قيلة في الدهناء: إنها مقيد الجمل، أي يكون فيها كالمقيد لا ينزع إلى غيرها من البلاد.
الْعين وَالصَّاد وَالْمِيم

عَصَمه يَعْصِمُه عَصْما: مَنعه ووقاه. وَفِي التَّنْزِيل: (لَا عاصِم اليَوْمَ مِن أمْرِ اللهِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ) : أَي لَا مَعْصُوم إِلَّا المرحوم. وَقيل هُوَ على النّسَب: أَي ذَا عِصْمة. وَذُو العِصْمة يكون مَفْعُولا كَمَا يكون فَاعِلا. فَمن هُنَا قيل: إِن مَعْنَاهُ " لَا مَعْصُومَ "، وَإِذا كَانَ ذَلِك، فَلَيْسَ الْمُسْتَثْنى هُنَا من غير نوع الأول، بل هُوَ من نَوعه. وَقيل " إِلَّا من رحم " مُسْتَثْنى لَيْسَ من نوع الأول، وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وَالِاسْم: العِصْمَة.

وعَصَمَةُ الطَّعَام: مَنعه من الْجُوع.

واعْتَصَم بِهِ واسْتَعْصَمَ: امْتنع.

وعَصَم إِلَيْهِ: اعتَصَم بِهِ.

وأعْصَمَه: هيأ لَهُ شَيْئا يَعْتَصِم بِهِ. وأعْصَم بالفرس: امتسك بعرفه. وَكَذَلِكَ الْبَعِير إِذا امتسكت بِحَبل من حباله. قَالَ طفيل:

إِذا مَا غَزَا لم يُسْقِطِ الرَّوْعُ رُمْحَه ... وَلم يَشْهَدِ الهَيْجا بألْوثَ مُعْصِمِ

ويروى: " إِذا مَا غَدا ". وأعْصَمَ الرجل: لم يثبت على الْخَيل.

والعِصْمَة: القلادة. وَالْجمع: عِصَم. وَجمع الْجمع: أعْصَام. وَهِي العَصَمَة أَيْضا. وَجَمعهَا: أعْصَام، عَن كرَاع. وَأرَاهُ على حذف الزَّائِد.

وأعْصَمَ الرجل بِصَاحِبِهِ: لزمَه.

والأعْصَم من الظباء والوعول: الَّذِي فِي ذراعه بَيَاض. وَقد عَصِم عَصَما. وَالِاسْم: العُصْمَة. والعَصْماء من الْمعز: الْبَيْضَاء الْيَدَيْنِ، أَو الْيَد، وسائرها أسود أَو أَحْمَر. وغراب أعْصَم: فِي إِحْدَى جناحيه ريشة بَيْضَاء. وَقيل: هُوَ الَّذِي إِحْدَى رجلَيْهِ بَيْضَاء. وَقيل: هُوَ الْأَبْيَض. وَفِي الحَدِيث: " الْمَرْأَة الصَّالِحَة كالغراب الأعْصَم ". يَقُول: إِنَّهَا عزيزة لَا تُوجد، كَمَا لَا يُوجد الْغُرَاب الأعصم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُصْمة من ذَوَات الظلْف: فِي الْيَدَيْنِ، وَمن الْغُرَاب: فِي السَّاقَيْن. وَقد تكون العُصْمَة فِي الْخَيل، قَالَ غيلَان الربعِي:

قَدْ لَحِقَتْ عُصْمَتُها بالأطباءْ

مِن شِدّة الرَّكْضِ وخَلْج الأنساءْ

أَرَادَ: مَوضِع عُصْمتها.

والعَصيم: الْعرق. والعَصِيم: وسخ وَبَوْل ييبس على فَخذ الْبَعِير أَو النَّاقة. والعَصيمُ: الْوَبر. قَالَ:

رَعَتْ بَين ذِي سُقْفٍ إِلَى جُشّ حِقْفَةٍ ... مِن الرَّمْل حَتَّى طارَ عَنْهَا عَصِيمُها

والعَصيم والعُصْم والعُصُم: بَقِيَّة كل شَيْء وأثره من القطران والخضاب وَغَيرهمَا. وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لجارتها: اعطيني عُصْمَ حنائك: أَي مَا سَلَتِّ مِنْهُ.

وعِصَام الْمحمل: شكاله. وعصام الدَّلْو والقربة والإداوة: حَبل تشد بِهِ.

وعَصَم الْقرْبَة: جعل لَهَا عِصَاما.

وأعْصَمها: شدها بالعِصام.

وكل شَيْء عْصمِ بِهِ شَيْء: عِصام، وَالْجمع: أعْصِمَة وعُصُم. وَحكى أَبُو زيد فِي جمع العِصام: عِصام، فَهُوَ على هَذَا، من بَاب دلاص وهجان. وعِصام الْوِعَاء: عروته الَّتِي يعلق بهَا. وعِصام المزادة: طَريقَة طرفها، وعِصام الذَّنب: مستدق طرفه.

والمِعْصَم: مَوضِع السوار من الْيَد، قَالَ:

فاليوْمَ عندَك دَلُّها وحَدِيثُها ... وغَداً لغَيْرِك كَفُّها والمِعْصَمُ

وَرُبمَا جعلُوا المِعْصَم: الْيَد.

والعَيْصُوم: الْكثير الْأكل. الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء. قَالَ:

أُرْجِدَ رأسُ شَيْخةٍ عَيصُومِ

ويروى: " عيضوم ". وَقد تقدم. وَقد سموا عِصْمة، وعُصَيْمة، وعاصِما، وعُصَيْما، ومَعْصُوما، وعِصَاما. وعِصْمةُ: اسْم امْرَأَة، أنْشد ثَعْلَب:

ألم تعْلَمي يَا عِصْمَ كيفَ حَفِيظتي ... إِذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيه المجَادِحُ
باب العين والصاد والميم معهما (ع ص م، ع م ص، م ع ص، ص م ع، م ص ع مستعملات ص ع م مهملة)

عصم: العِصْمَةُ: أن يَعْصِمَكَ اللهُ من الشّر، أي: يدفعُ عنك. واعتصمت بالله، أي: امتنعت به من الشّر. واستعصمت، أي: أبيت. وأَعْصَمْتُ، أي: لجأت إلى شيء اعتصمت به. قال:

قل لذي المَعْصِمِ المُمَسِّك بالأطناب ... يا ابن الفجار يا ابن ضريبه

وأعصمت فلانا: هَيّأتُ له ما يعتصم به. والغريق يَعْتَصِمُ بما تنالهُ يده، أي: يلجأ إليه. قال:

.......... ... يظلّ ملاّحه بالخوف معتصما

والعصمة: [ال] قلادة، ويجمع على أعْصام. والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمَتُهُ بياضه في الرّسغ، شبة زَمَعه الشاه.. قال أبو ليلى: هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرُّسغ إلى نصف كراعه، قال:

قد يَتْرُكُ الدّهُر في خلقاء راسية ... وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا

وقال:

مقادير النفوس مؤقتات ... تحطّ العُصْمَ من رأس اليفاع

ويقال: غراب أعصم إذا كان كذلك وقلّما يوجد في الغربان مثله والعصيم الصدىء من العرق والبول والوسخ اليابس على فخذ الناقة يبقى فيه خثورة كالطريق، قال:

بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ

وعِصام المحمِل: شِكاله وقيده الذي يشدّ في أعلى طرف العارضين، وكلّ حبل يُعْصَمُ به شيء فهو عصام، وجمعه: عصم. والعُصُم: طرائق طرف المزادة، الواحدة عصام، وهي عند الكلبة. قال أبو ليلى: العِصام القربة أو الأداوة، وأنشد:

وقربة أقوام جعلت عصامها ... على كاهل منى ذلول مذلل

قال: لا يكون للدلو عصام، إنما يكون له رِشاء. وقال عرّام كما قال. ويقال: العِصام مستدقّ طرف الذَّنب، وجمعه: أعصمة، لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرّام. والمِعْصَمُ: موضع السوارين من ساعد [ي] المرأة. قال:

اليومَ عندك دلُّها وحديثُها ... وغدا لغيرِك كفُّها والمِعْصَمُ

أي: إذا مات تُزَوَّجُ الأخر.

عمص: عَمَصْتُ العامِصَ، وأَمَصْتُ الأمِصَ، أي: الخاميز ، معربة.

معص: مَعِصَ الرّجل مَعَصا فهو مَعِص ممتعص، وهو شبه الحجل ، قال أبو ليلى: المَعَصَ يكون في الرّجل من كثرة المشي في مفصل القدم. وهو تكسير يجده الإنسان في جسده من ركض أو غيره. صمع: الصَّمَع: مصدر الأصمع صَمِعَتْ أذنه صَمَعاً، أي: صغُرت، وضاق صِماخها. قال:

حتى إذا صرّ الصّماخ الأصمعا

يعني الحمار إذا رفع أذنيه. ويقال للظليم: أصمع لرفعه أذنه. والأنثي صمعاء. وامرأة صمعاء الكعبين، أي: لطف كعبها، واستوى. وقناة صمعاء، أي: لطيفة العقد ، مكتنزة الجوف. ومنه سمّي الرمح: أصمع. قال:

وكائِنْ تركنا من عميم مُحَوَّأٍ ... شحا فاه محشورَ الحديدةِ أصمعا

وبقلة صمعاء: مكتنزة مرتوية. قال:

رعت بارضَ إلبهمَي جميما وبسرة ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها

وكلاب صُمْعُ الكعوب، أي: صغارها. والصُّمعان من الريش ما يراش به السهم من الظهار وهو أجوده وأفضله. وصومعة الثَّريد جثَّتها وذروتها المصعبنة. وصومعة الرَّاهب: منارته يترهّب فيها. وقول أبي ذؤيب : فرمى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ ... سهماً فخرّ وريشُهُ مُتَصَمِّعُ

أي: لزق بعض ريشه ببعض من الدم، يعني ريش السهم، فأراد أنه رقيق. قال عرّام: المتصمع هاهنا: ريش السهم الذي خرج من هذه الرّمية فبلّه الدّم

مصع: المُصْعُ: حمل العوسج. الواحدة: مُصْعَه، يكون حلواً أحمر يؤكل منه، ومنه ضرب أسود أردأ العوسج، وأكثره شوكاً، وهو حب صغار مثل الحمّص، وربما كان مرّاً. المُصْعُ: الضَّرب بالسيف، والمماصعة: المجالدة بالسيف. قال:

سلي عنّي إذا أختلف العوالي ... وجرّدت اللّوامع للمِصاع

وقال أبو كبير:

أزُهيرُ إنْ يَشِب القذال فإنني ... كم هيضل مَصِعٍ لففت بهيضَلِ

يعني بكتيبة. والدّابة تَمْصَعُ بذَنبها، أي: تحرّكه. ومصع به، أي: رَمَى به، والأمّ تَمْصَعُ بولدها: ترمي به إذا ولدته. قال:

ومَجَنَّباتٍ لا يَذُقْنَ عذوبةً ... يَمْصَعْنَ بالمُهَراتِ والأمهار

وقال:

يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق أي: يحرّكْنَ. ورجل مَصُوع: فَرِق الفؤاد. ومُصِعَ فؤاده: أي: ضرب. ومَصَعَ فلان بسلحه على عقيبه إذا سبقه من فَرَق أو عَجلَةِ أمرِ. قال:

[ف] باست امرىء واسَتِ التي مَصَعْت به ... إذا زبنته الحرب لم يترمرم 

عصم

1 عَصَمَ, aor. ـِ (K, TA,) inf. n. عَصْمٌ, (TA,) i. q. مَنَعَ [as meaning He, or it, prevented, or hindered: or, as is generally the case, defended, or protected]: (K, TA:) this is [said to be] the primary signification: (TA: [but see عِصْمَةٌ]) and he, or it, preserved, or kept; syn. وَقَى: (K, TA:) and it withheld (أَمْسَكَ) a thing. (TA.) One says, عَصَمَهُ الطَّعَامُ [for عَصَمَهُ مِنَ الجُوعِ] The food prevented him, or defended him, (مَنَعَهُ,) from being hungry. (S, K.) And عَصَمَهُ اللّٰهُ, (Mgh, Msb, TA,) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. عِصْمَةٌ, (Mgh,) or this is a simple subst., (Msb,) and the inf. n. is عَصْمٌ, (TA,) God defended, or protected, him; (TA;) or preserved him; (Mgh, Msb, TA;) مِنَ السُّوْءِ [from evil], (Mgh,) or مِنَ المَكْرُوهِ [from what was disliked, or hated]. (Msb.) And عَصَمْتُهُ I [defended, or protected, him; or] preserved him. (S.) b2: And [hence,] عَصَمَ القِرْبَةَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَصْمٌ, (TA,) He put, or made, to the water-skin, an عِصَام; (K, TA;) as also ↓ أَعْصَمَهَا: (ISk, S, K, TA:) or the latter signifies, (TA,) or signifies also, (K,) he bound it with the عِصَام, (K, TA,) i. e. the [tie called] وِكَآء [which is bound round its head to confine the contents]. (TA.) A2: عَصَمَ إِلَيْهِ: see 8.

A3: عَصَمَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. عَصْمٌ, (S,) signifies also اِكْتَسَبَ [i. e. he gained, or earned; or he sought means of subsistence]. (S, K.) A4: عَصَمَ ثَنِيَّتَهُ الغُبَارُ means The dust stuck to his central incisor; like عَصَبَ [q. v.]. (TA.) A5: عَصِمَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. عَصَمٌ, (S, * TA,) said of a gazelle, and of a mountain-goat, [and app. of a horse,] He was such as is termed أَعْصَمُ. (K, TA.) 4 اعصم He exerted his strength, and laid hold, or fast hold, upon a thing, or clung to it, lest his horse, or his camel, should throw him down; [or rather اعصم بِشَىْءٍ has this meaning, or he laid hold, or fast hold, upon a thing, or clung to it;] and in like manner one says بِهِ ↓ اعتصم, and به ↓ استعصم; (S;) بِهِ ↓ اعتصم is said by Er-Rághib, to signify thus; whence, in the Kur [iii. 98], بِحَبْلِ اللّٰهِ ↓ وَاعْتَصمُوا [expl. in art. حبل]: (TA:) and [hence, likewise,] اعصم بِحَبْلِهِ signifies تَمَسَّكَ بِهِ [meaning He held fast by his corenant]. (Mgh.) One says also, اعصم بِالبَعِيرِ He laid hold upon one of the cords, or ropes, of the camel, (K, TA,) lest the camel should throw him down. (TA.) And اعصم بِالفَرَسِ He laid hold upon the mane of the horse, (K, TA,) lest his horse should throw him down. (TA.) and اعصم بِفُلَانٍ He laid upon such a one: (K:) or اعصم بِصَاحِبِهِ He clung to his companion. (S.) b2: And [hence,] He took refuge, and defended, or protected, himself, مِنَ الشَّرِّ from evil; as also ↓ اعتصم, and ↓ استعصم (Ham p. 810.) A2: Also He was not firm [in his seat] upon the back of the horse. (K.) A3: اعصم فُلَانًا He prepared for such a one, (S, K,) in the camel's saddle, and in the horse's saddle, (S,) a thing upon which he might lay hold, (S, K,) lest he should fall. (S.) b2: اعصم القِرْبَةَ: see 1, latter half.7 انعصم He became [defended, or protected, or] preserved; quasi-pass. of عَصَمْتُهُ. (S.) 8 إِعْتَصَمَ see 4, first sentence, in three places. [Hence,] اعتصم بِاللّٰهِ He held fast, or clung, unto God: (Jel in iii. 96:) or, to his religion: or he had recourse to God for protection, in, or in respect of, the concurrences, or combinations, of his affairs: (Bd ibid:) he confided in, or relied upon, God, (Bd and Jel in xxii. last verse,) in, or in respect of, the concurrences, or combinations, of his affairs, not seeking aid from any but Him: (Bd ibid.:) or he defended, or preserved, himself, or he refrained, or abstained, (اِمْتَنَعَ,) by the grace of God, (S, Msb, * K,) from disobedience. (S, K. [See also 10.]) And ↓ عَصَمَ

إِلَيْهِ signifies the same as اعتصم بِهِ. (K.) See also 4, latter half.

A2: اِعْتَصَمَتْ, said of a girl, or young woman, [from عِصَامٌ,] She applied collyrium to her eyes. (El-Muärrij, TA.) 10 استعصم: see 4, in two places. b2: Also He defended, or preserved, himself, or he refrained, or abstained; syn. اِمْتَنَعَ. (TA. [See also 8.]) عُصْمٌ (S, K) and ↓ عُصُمٌ (K) and ↓ عَصِيمٌ (S, K) A relic, and a trace, of anything, (S, K,) such as tar [with which camels are smeared when mangy], (S,) and خِضَاب [i. e. hinnà (حِنَّآء) and the like, with which one dyes, or tinges, the hair &c.], and the like: (S, K:) and عُصْمٌ is also expl. as signifying a trace of anything such as وَرْس [q. v.] or saffron or the like. (TA.) As says, I heard an Arab woman of the desert say to her follow-wife, أَعْطِينِى عُصْمَ حنَّائِكِ, meaning [Give me] what thou hast wiped off and cast away of thy حِنَّآء (S, TA *) after thy dyeing of thy hands with it. (TA.) A2: عُصْمٌ is also a pl. of عِصَامٌ [q. v.]. (TA.) عِصْمٌ: see عُصْمَةٌ.

عُصُمٌ: see عُصْمٌ.

A2: Also a pl. of عِصَامٌ [q. v.]. (Msb.) عُصْمَةٌ A قِلَادَة [meaning collar for a dog]: (S, K;) as also ↓ عِصْمَةٌ; (Kr, K, &c.;) resembling a bracelet: (Er-Rághib, TA:) pl. (of the latter, TA) عِصَمٌ, and pl. pl. أَعْصُمٌ and عِصَمَةٌ [in the CK عَصَمَةٌ, but, as is said in the TA, with kesr and then fet-h], and pl. pl. pl. أَعْصَامٌ; (K;) or this last, which is said in the S to be pl. of عُصْمةٌ, and thought by ISd to be formed from عِصْمَةٌ after rejecting the augmentative letter [ة], and said by some to be a pl. of which the sing. is ↓ عِصْمٌ, like as أَعْدَالٌ is of عِدْلٌ, is correctly pl. of عِصَمٌ, which is pl. of عِصْمَةٌ, (IB, TA.) of which أَعْصِمَةٌ is also a pl. [of pauc.] (TA.) and أَعْصَامٌ signifies also The straps (عَذَبَات) that are upon the necks of dogs: and the sing, is عُصْمَةٌ, and, (K, TA,) some say, (TA,) ↓ عِصَامٌ, (K, TA,) with kesr, [in the CK عَصامٌ,] mentioned by Lth. (TA.) [Hence,] one says, دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ بِعُصْمَتِهِ and ↓ بِعِصَامِهِ [i. e. I gave it to him altogether]; like as one says, بِرُمَّتِهِ [q. v.]. (TA.) A2: Also The quality denoted by the epithet أَعْصَمُ [q. v.]: (S, K:) ISh says, it is in the arm of the gazelle and of the mountain-goat: and IAar says, it is in cloven-hoofed animals in the fare legs; and in the crow, in the shanks; and sometimes, he says, it is in horses. (TA.) عِصْمَةٌ [mentioned in the Mgh as an inf. n., but said in the Msb to be a simple subst.,] primarily (TA) signifies مَنْعٌ [as meaning Prevention, or hindrance: or, as seems to be indicated by most of its subordinate applications, defence, or protection]: (S, K, TA:) or, as some say, its primary signification is the act of tying, or binding; and hence the meaning of مَنْعٌ: or, accord. to Zj, it primarily signifies حَبْلٌ [i. e. a rope, or cord]; and accord. to Mohammad Ibn-Neshwán El-Himyeree, سَبَبٌ and حَبْلٌ [which mean the same]. (TA.) Defence, or protection, (TA,) or preservation, (S, Msb, K,) [in an absolute sense, and] as an act of God, (Msb, TA,) from that which would cause destruction of a man. (TA.) عِصْمَةُ الأَنْبِيَآءِ signifies God's preservation of the prophets; first, by the peculiar endowment of them with essential purity of constitution; then, by the conferring of large and highly-esteemed excellences; then, by aid against opponents, and rendering their feet firm; then, by sending down upon them tranquillity (السَّكِينَة, q. v.), [see the Kur ix. 26, &c.,] and the preservation of their hearts, or minds, and adaptation to that which is right. (Er-Rá- ghib, TA.) b2: Also [A defence as meaning] a defender from a state of perdition and from want: so in a saying of Aboo-Tálib, in praise of the Prophet, cited voce ثِمَالٌ. (TA.) b3: And A faculty of avoiding, or shunning, acts of disobedience, [or of self-preservation therefrom,] with possession of power to commit them: (El-Muná- wee, TA:) [or,] as used by the Muslim theologians, inability to disobey: or a disposition that prevents [disobedience], not such as constrains [to act]. (MF, TA.) b4: عِصْمَةُ النِّكَاحِ means The tie, or bond, of marriage: [also called, in the present day, عِصْمَةُ المَرْأَةِ i. e. the woman's matrimonial tie or bond, which is in her husband's hand, or power: a term used by the lawyers:] one says, بِيَدِهِ عِصْمَةُ النِّكَاحِ i. e. [In his hand, or power, is] the tie, or bond, of marriage: pl. عِصَمٌ: whence, in the Kur [lx. 10], وَلَا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ [And hold ye not to the matrimonial ties, or bonds, of the unbelieving women; meaning divorce ye such women: but the common reading is ولا تُمْسِكُوا, which signifies the same]. (TA.) b5: See also عُصْمَةٌ.

عِصَامٌ The tie of a قِرْبَة [or water-skin]; (S, Msb;) [i. e.] its [tie called] وَكَآء [which is bound round the head to confine the contents]: (TA:) and the strap that is used for the carrying thereof: (S, Msb:) or a cord that is used for the tying, or binding, of the leathern bucket and of the water-skin and of the [leathern vessel for water called]

إِدَاوَة: and the loop-shaped handle that serves for the suspending of the [bag, or other receptacle, for travelling-provisions or for goods or utensils &c. called] وِعَآء: (K:) and anything that serves for the protection, or preservation, of a thing: (TA:) pl. [of pauc.] أَعْصِمَةٌ and [of mult.] عُصْمٌ, (K, TA,) or عُصُمٌ, (Msb, and so in some copies of the K,) and عِصَامٌ, like the sing., of the class of دِلَاصٌ: (Az, K:) but Az states, as what had been heard [app. by him] from the Arabs, respecting the عُصْم of [the leathern water-bags called]

مَزَاد, that they are the cords that are fixed in the loops of the pairs of water-bags, and with which they are tied when they are bound upon the back of the camel; after which the [rope called] رِوَآء is bound over them: they are erroneously said by Lth to be the طَرَائِق [app. meaning borders] of the extremity of the مَزَادَة [or leathern water-bag], at the place of the كُلْيَة [or kidney-shaped piece of leather to which a loop is sewed]. (TA. [See also خُصْمٌ.]) Mention is made, in a trad., of a place where a camel was shackled with عُصْم, as meaning that its abundance of herbage confined him so that he would not go away in search of pasturage. (TA.) b2: Also The cord, or bond, of the [vehicle called] مَحْمِل, (K, * TA,) which is bound at the extremity of [each of the transverse pieces of wood called] the عَارِضَانِ [correctly عَارِضَتَانِ], in the upper part of each of these: [for,] as Lth says, there are two of such cords, or bonds: and Az says that the عِصَامَانِ of the مَحْمِل are like those of the [pair of leathern water-bags called] مَزَادَتَانِ. (TA.) b3: And The slender part of the end of the tail; (M, K;) and عِضَامٌ is a dial. var. thereof: (TA: [but see the latter:]) or the tail with its hair and its عَسِيب [q. v.]: (ISh, TA:) pl. أَعْصِمَةٌ. (K.) b4: See also عُصْمَةٌ, in two places. b5: Also Collyrium: (K, TA:) mentioned on the authority of El-Muärrij: so called because it defends and strengthens the eye. (TA.) عَصُومٌ Edacious; voracious; (K, TA;) applied to a she-camel; (TA;) and ↓ عَيْصُومٌ signifies the same, (K, TA,) applied to a human being, male and female; (TA;) the latter occurring in the saying of a rájiz, applied to an old woman, (S, TA,) and said to have this meaning, (S,) but as some relate it, the word is there with ض; (S, TA;) and عَيْضُومٌ signifies thus accord. to Kr, applied to a woman: عَيْصُومٌ, however, is of higher authority: (TA in art. عضم:) ↓ عَيْصَامٌ also signifies the same, applied to a man. (TA.) b2: Also A female whose family, or household, have become numerous. (Az, TA.) عَصِيمٌ: see عُصْمٌ. b2: Also Sweat: (K:) or, accord. to Lth, rust [that is an effect] of sweat. (TA.) b3: And Dirt, and urine that dries, upon the thighs of camels, (K, TA,) so as to become like the road, in thickness. (TA.) b4: And Black hair that grows beneath the fur of the camel when it falls off (إِذَا انْتَسَلَ [perhaps a mistranscription for اذا أَنْسَلَ]). (K.) b5: And The leaves of trees. (IB, TA.) عِصَامِىٌّ [a rel. n. used as meaning Of the class of 'Isám; and hence, self-ennobled]. عِصَامٌ is the name of a chamberlain of En-Noamán Ibn-ElMundhir: and [in relation to him] it is said in a prov., كُنْ عِصَامِيًّا وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًّا, (S, K, TA,) [the former clause meaning Be thou of the class of 'Isám, i. e. be thou self-ennobled, and] the latter clause meaning and be not of those who glory in old and wasted and crumbling bones, [i. e. in their ancestors,] (TA,) alluding to his saying, [so in the S and K and TA, but correctly the saying of En-Nábighah, (see Har p. 297,)]

نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإِقْدَامَا [The soul of 'Isám ennobled 'Isám, and taught him the art of attack, and boldness]. (S, K, TA.) And [hence] one says also, فُلَانٌ عِصَامِىٌّ وَعِظَامِىٌّ i. e. Such a one is noble in respect of soul, or self, and of origin. (A, TA.) عَاصِمٌ [act. part. n. of عَصَمَ, signifying] Defending [&c.], or a defender [&c.]. (TA.) لَا عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِاللّٰهِ, in the Kur [xi. 45], may mean There is no defender [this day from the decree of God]: (TA:) or the meaning may be, no [person] defended: or no possessor of defence: (S, TA:) so that عاصم may be an instance of فَاعِل in the sense of مَفْعُوا: (S:) or it may thus be a possessive epithet. (TA. [See also دَافِقٌ.]) b2: [Hence,] العَاصِمَةُ is a name of El-Medeeneh. (K.) b3: أَبُو عَاصِمٍ is an appellation of The meal of parched barley or the like (السَّوِيق). (S, K.) And also The food called سِكْبَاج [q. v.]. (K.) عَيْصَامٌ: see عَصُومٌ.

عَيْصُومٌ: see عَصُومٌ b2: Also A woman who sleeps long, and speaks angrily when she is roused. (TA.) أَعْصَمُ A gazelle, and a mountain-goat, having in his arms, (As, T, S, K,) or in one of them, (AO, S, M, K,) a whiteness, (S, K,) the rest of him being red or black: (K:) or a goat white in the fore legs, or in the fore leg: (Az, TA:) fem.

عَصْمَآءُ: (S, K:) and pl. عُصْمٌ. (S.) b2: And A horse white in the fore leg: (As, TA:) or having a whiteness in one of his fore legs, above the pastern: (ISh, TA:) or having a whiteness in his fore shanks: (Ham p. 18:) or having a whiteness in one of his fore legs, (S, TA,) but not in his hind legs, (TA,) little or much; in which case he is termed أَعْصَمُ اليُمْنَى or اليُسْرَى [white in respect of the right fore leg or of the left]: when the whiteness is in both of his fore legs, he is termed أَعْصَمُ اليَدَيْنِ [white in respect of the two fore legs]; unless having a blaze in his face, in which case he is termed مُحَجَّلٌ, not أَعْصَمُ; (S, TA;) though a blaze in his face does not cause him to be termed مُحَجَّلٌ when the whiteness is in one fore leg. (S.) b3: And A crow having a white feather in its wing; (S, K; [in some copies of the K, in its two wings;]) i. e., in one of its wings: (TA:) because the wing of the bird corresponds to the fore leg [of the beast]: (S, TA:) or white in the wings: (ISh, IAth, TA:) or white in the legs: (TA:) or red (أَحْمَر) in the legs and beak; (Az, K, TA;) and this is said by Az to be the correct explanation; [but] he adds that the Arabs term بَيَاض [i. e. whiteness] حَمْرَة [which properly signifies redness], saying of a woman of white complexion that she is حَمْرَآء: [so that by the last of the foregoing explanations of أَعْصَمُ applied to a crow is app. meant white in the legs and beak:] the Prophet is said to have explained this epithet, thus applied, as meaning of which one of the legs is white: (TA:) some say that الغُرَابُ الأَعْصَمُ is like الأَبْلَقُ العَقُوقُ and بَيْضُ الأَنوقِ, applied to anything that is rarely found: (S, TA:) it occurs in a number of trads.; and a righteous woman is likened thereto. (TA.) مِعْصَمٌ The part, of the fore arm, which is the place of the bracelet; (S, Msb, K;) [the wrist: pl. مَعَاصِمُ:] in a citation from a poet (voce عَرَقَ), المَعَاصِيم is used by poetic license for المَعَاصِم. (L in art. عرق.) b2: And The يَد [meaning arm]; (K, TA;) used in this sense in a verse of ElAashà. (TA.) A2: Also, thus without the article ال, a name for The she-goat; which is called to be milked by one's saying مِعْصَمْ مِعْصَمْ, with the last letter quiescent. (K.) مُعْتَصَمٌ A place of defence, protection, or preservation. (Ksh and Bd in xi. 45.)
عصم

(عَصَمَ يَعْصِمُ) عَصْمًا: (اكْتَسَبَ) ، نَقَلَه الجَوْهِرِيّ.
(و) أَيْضا: (مَنَعَ) ، وَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي كَلامِ العَرَب.
(و) عَصَمَ يَعْصِمُ عَصْمًا: (وَقَى) .
(و) عَصَم (إِلَيْه: اعْتَصَم بِهِ) .
(و) عَصَمَ (القِرْبَةَ) يَعْصِمُها عَصْمًا: (جَعَلَ لَهَا عِصامًا، كَأَعْصَمَها) .
وقِيلَ: أعصَمَها: شَدَّها بالوِكاءِ، وسيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَريبًا.
(وعَصَمَهُ الطَّعامُ: مَنَعه مِنَ الجوعِ) .
(و) العَصِيمُ (كأَمِيرٍ: العَرَقُ) ، وَقَالَ اللَّيثُ: صَدَأُ العَرَقِ.
(و) أَيضًا: هِناءٌ ودَرَنٌ و (وَسَخٌ وبَوْلٌ يَيْبَسُ علَى فَخِذِ الإِبِلِ) حَتَّى يَبقَى كالطَّرِيقِ خُثُورَةً، ونَصَّ اللَّيْثِ: على فَخِذِ النَّاقَة، وأَنْشَد:
(وأَضْحَى عَن مَواسِمِهم قَتِيلاً ... بَلَيَّتِه سَرائِحُ كالعَصِيم)

وَلَو قَالَ: على أَفْخَاذِ الإِبلِ لَكَانَ حَسَنًا، نَبَّه عَلَيْهِ شَيْخُنا.
(و) العَصِيمُ: (شَعَرٌ أَسْوَدُ يَنْبُتُ تَحْتَ وَبَر البَعِير إِذا انْتَسَل) ، قَالَ:
(رَعَتْ بَيْنَ ذِي سَقْفٍ إِلَى حَشِّ حِقْفَةٍ ... مِنَ الرَّمْلِ حَتَّى طَارَ عَنْها عَصِيمُها)

(و) العَصِيمُ: (بَقِيَّةُ كُلِّ شَيْءٍ وأَثَرُه، من خِضابٍ ونَحْوِه) ، كالقَطِرانِ وغَيْرِه، (كالعُصْمِ، بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْن) ، قَالَ ابنُ بَرِّي، شاهِدُه قَولُ الشَّاعِرِ:
(كساهُنَّ الهَواجِرُ كُلَّ يَوْمٍ ... رَجِيعًا بِالمَغابِنِ كالعَصِيمِ)

وقالَ لَبيدٌ:
(بخَطِيرَةٍ تُوفِي الجَدِيلَ سَرِيحةٍ ... مِثْلَ المَشُوفِ هَنَأْتَه بِعَصيمِ)

وَقَالَت امرأَةٌ من العَرَبِ لجارَتِهَا: أَعْطِيني عُصْمَ حِنَّائِكِ، أَي: مَا سَلَتِّ مِنه بَعْدَما اخْتَضَبْتِ بِهِ، وأَنْشَدَ الأصْمَعِيّ،
(يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ ... )

(مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمُ الدَّرْسِ ... )
هُوَ أَثَرُ الخِضَاب فِي أَثَرِ الجَرَبِ.
والعُصْمُ: أثَرُ كُلِّ شَيْءٍ من وَرْسٍ أَو زَعْفَرانٍ أَو نحوِه.
(وأَعصَمَ) إِعْصامًا: (لم يَثْبُتْ على ظَهْرِ الخَيْلِ) ، فَهُوَ مُعْصِمٌ.
(و) أَعصَم (فُلانًا) إذَا (هَيَّأَ لَهُ) فِي السَّرْجِ والرَّحْلِ (مَا يَعْتَصِمُ بِه) ، لئِلاَّ يَسْقُطَ.
(و) أَعصَم (بِفُلاَنٍ) إِعصَامًا: (أَمْسَكَ) .
(و) أَعصَم (القِرْبَة: شَدَّهَا بِالعِصامِ) وَهُوَ الوِكَاءُ.
(و) أَعصَمَ (بالفَرَسِ: أمسَكَ بِعُرْفِهِ) ، لِئَلاَّ يَصْرَعَه فَرَسُه. (و) أَعصَمَ (بالبَعِيرِ: أَمْسَكَ بحبلٍ من حِبالِهِ) لِئَلاَّ تَصْرَعَهُ راحِلَتُه، قَالَ الجَحَّافُ ابنُ حَكِيم:
(والتَّغْلَبِيُّ على الجَوادِ غَنِيمَةٌ ... كِفْلُ الفُرُوسَةِ دائمُ الإعْصامِ)

(والعِصْمَةُ: بالكَسْر: المَنْع) ، هَذَا أَصلُ مَعْنَى اللُّغَة، وَيُقَال: أصلُ العِصْمَةِ الرَّبْطُ، ثمَّ صَارَت بِمَعْنَى المَنْع.
وعِصْمَةُ اللهِ عَبْدَه: أَن يَعْصِمَه مِمَّا يوبِقُه.
عَصَمه يَعْصِمه عَصْمًا: منَعَه ووَقَاه، وقَوْلُه تَعالَى: {يعصمني من المَاء} . أَي: يُمْنَعُنِي من تَغْرِيقِ الماءِ، و {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله} ، أَي لَا مانعَ، وقِيلَ: هُوَ على النِّسْبَةِ، أَي ذَا عِصْمَةٍ، وقِيلَ: مَعْنَاه لَا مَعْصُومَ إلاّ المَرْحُومُ، وَفِيه كَلامٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَه.
وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَصْلُ العِصْمَةِ الحبْلُ، وكُلُّ مَا أَمْسَكَ شَيْئًا فَقَدْ عَصَمه.
وقالَ محمدُ بنُ نَشْوانَ الحِمْيَرِيُّ فِي ضياءِ الحلُوم: أَصلُ العِصْمَةِ السَّبَبُ والحَبْلُ.
وَقَالَ المُناوِيّ: العِصْمَةُ مَلَكَةُ اجْتنابِ المعاصِي مَعَ التَّمَكُّنِ مِنْهَا.
وَقَالَ الرَّاغِب: " عِصْمَةُ اللهِ تَعالَى الأنبياءَ: حِفْظُه إيَّاهم أوّلاً بِمَا خَصَّهُم بِهِ من صَفاءِ الجَوَاهِر، ثُمَّ بِمَا أَولاَهُم من الفَضَائِلِ الجِسْمِية والنَّفْسِيَّةِ، ثمَّ بالنُّصْرَةِ وتَثْبِيتِ أقْدامِهم، ثمَّ بِإنْزالِ السَّكِينَة عَلَيْهِم وبِحِفْظِ قُلوبِهم، وبالتَّوفيقِ، قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ: {وَالله يَعْصِمك من النَّاس} .
وَقَالَ شيخُنا: العِصْمَةُ عِنْدَ أَهْلِ الكَلاَمِ: عَدَمُ قُدرةِ المَعْصِيَةِ، أَو خُلُقٌ مَانِعٌ غَيرُ مُلْجِئٍ، وَهُوَ الَّذِي اعتمدَه ابنُ الهُمام فِي تَحرِيرِه.
(و) العِصْمَةُ: (القِلادَةُ) . وَقَالَ الرَّاغِب: " شِبْهُ السِّوَارِ "، (ويُضَمُّ) ، والَّذي قَالَه كُراعٌ: وَهِي العِصْمَةُ وجَمْعُها أعْصَام، قَالَ ابنُ سيدَه: وأَرَاهُ على حَذْفِ الزَّائِدِ، والجَمْعُ الأَعْصِمَةُ (ج) أَي جَمْعُ المَكْسُورِ عِصَمٌ (كَعِنَبٍ، جج) أَي: جَمْعُ الجَمْعِ (أعْضُمٌ) بضَمِّ الصَّادِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، (وعِصَمَةُ) بِكَسْرٍ ففَتْح (ججج:) أَي: جَمْع جَمع الجَمْع (أَعْصَامٌ) أَي هُوَ جَمْع العِصَم الَّذِي ذَكَره أوَّلاً ونَصُّ الصِّحاح: والعُصْمَة، بالضَّمِّ: القِلادَةُ، والجَمْع الأَعْصامُ، قَالَ لَبِيدٌ:
(حتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةٌ أرْسَلُوا ... غُضْفًا دَوَاجِنَ قَافِلاً أعْصَامُها)

قالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ، لِأَنَّهُ لَا يُجْمَعُ فُعْلَةٌ على أَفْعالٍ، والصَّوابُ قَولُ مَنْ قالَ: إنَّ واحِدَة عِصْمَةٌ، ثمَّ جُمِعَتْ على عِصَمٍ، ثمَّ جُمِعَ عِصَمٌ على أَعْصَامٍ، فيكونُ بِمَنْزِلَة شِيعَةٍ وشِيَعٍ وأَشْياعٍ، قَالَ: وَقد قِيلَ: إنَّ واحِدَ الأَعْصَامِ عِصْمٌ، مثْل عِدْلٍ وأَعْدَالٍ، قَالَ: وَهَذَا الأشْبَهُ فِيهِ، وَقيل: بَلْ هِيَ جَمْعُ عُصُمٌ، وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ، فَيكُونُ جَمْعَ الجَمْعِ، والصَّحِيحُ هُوَ الأَولُ.
(وأَبو عاصِمٍ) : كُنْيَةُ (السَّويقِ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(و) أَيْضا: كُنْيَة (السِّكْنَاج) .
(واعْتَصَم باللهِ) ، أَي: (امْتَنَع بلُطْفِه من المَعْصِيَة) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: الاعْتِصَام: الاسْتِمْسَاكُ بالشَّيءِ، وَمِنْه قولُه تَعالَى: {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} أَي تَمَسَّكُوا بِعَهْدِ اللهِ {وَمن يعتصم بِاللَّه فقد هدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} أَي: مَنْ يَتَمسَّك بِحَبْلِهِ وعَهْدِهِ.
(والأعْصَمُ مِنَ الظِّباءِ والوُعُولِ: مَا فِي ذِراعَيْهِ) - كَمَا فِي التَّهْذِيبِ (أَو فِي أحدِهِما) - كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَهُوَ نَصُّ أبِي عُبَيْدَة (بَياضٌ) . ووَقَعَ فِي نَصِّ العَيْن مَا نَصُّه: عُصْمَةُ الوَعل: بَياضٌ شِبْهُ زَمَعَةِ الشَّاةِ فِي رجلِ الوَعِلِ، فِي موضِعِ الزمَعَة من الشَّاءِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ، وإِنَّمَا عُصْمَةُ الأَوْعالِ: بَيَاضٌ فِي أذْرُعِها لَا فِي أَوْظِفَتِها، والزَّمَعَة إنَّمَا تَكونُ فِي الأَوْظِفَةِ.
والأَعْصَمُ منَ المَعِز: الأَبْيضُ اليَدَيْن أَو اليَد، (وسائِرهُ أسْودُ، أَو أَحْمَرُ، وَهِي عَصْماءُ) ، وَفِي حديثِ أبِي سُفيان: " فَتَنَاولْتُ القَوسَ والنَّبْلَ لأَرْمِي ظَبْيَةً عَصْمَاءً نَردُّ بِها قَرَمَنَا ".
(وقَدْ عَصِمَ - كَفَرِحَ) عَصْمًا (والاسْمُ العُصْمَةُ، بالضَّمِّ) ، وقالَ ابنُ شُمَيْل العُصْمَةُ: البَياضُ بِذراعِ الغَزَالِ والوَعِلِ، يقالُ: أَعْصَمُ بَيِّنُ العَصَمِ.
(و) العِصَامُ (كَكِتَابٍ: الكُحْلُ) فِي بَعْضِ اللُّغات، رُوِي ذَلِك عَن المُؤّرِّج، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا أعْرِفُ رَاوِيَةُ وَإِن صَحَّت الرِّوايَةُ عَنهُ فإنَّه ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. قُلْتُ: وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأنَّهُ يَعْصِمُ العَيْنَ أَي يَمْنَعُها ويَشدُّها.
(و) العِصامُ: (مُسْتَدَقُّ طَرَفِ الذَّنَبِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، والضَّادُ لُغَةٌ فِيهِ، كَمَا سَيَاْتِي، وقالَ ابنُ شُمَيْل: الذَّنَبُ بِهُلْبِه وعَسِيبه يُسَمَّى العِصام بالصَّادِ المُهْمَلَةِ (ج: أَعْصِمَةٌ) .
(و) عِصَامُ (بنُ شَهْبرٍ) الجَرْميُّ: (حاجِبُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ) مَلِكِ العَرَبِ (ومِنْهُ قَولُهم: مَا وَرَاءَك يَا عِصامُ؟) يَعْنُون بِهِ إيَّاه.
(وَفِي المَثَلِ: " كُنْ عِصَامِيًّا وَلَا تَكُن عِظامِيًّا "، يُريدُونَ بِهِ قَولَه: (نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا ... )

(وصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا ... )

(وعَلَّمَتْه الكَرَّ والإِقْدَامَا ... )
وقَولُه: وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًا، أَي: مِمَّنْ يَفْتَخِرُ بِالعِظَامِ النَّخِرَةَ، وَفِي الأَساس: فُلانٌ عِصامِيٌّ وعِظامِيٌّ، أَي: شَرِيفُ النَّفْسِ والمَنْصِبِ.
(و) العِصَامُ (من المَحْمِلِ: شِكالُه) وقَيْدُهُ الَّذِي يَشَدُّ فِي طَرَفِ العَارِضَيْنِ فِي أَعْلاهُمَا، وهُما عِصَامَانِ، قَالَه اللَّيْثُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: عِصَامَا المَحْمِلِ كَعِصَامَي المَزَادَتَيْن.
(و) العِصَامُ (مِنَ الدَّلْوِ والقِرْبَةِ والإِدَاوَةِ: حَبْلٌ يُشَدُّ) بِه، وقِيلَ: هُوَ سَيْرُهَا الَّذِيُ تُحْمَلُ بِهِ، قالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(وقِرْبَةِ أَقوامٍ جَعَلْتُ عِصَامَها ... على كاهِلٍ مِنِّي ذَلُولٍ مُرَحَّلٍ)

وكُلُّ شَيءٍ عُصِمَ بِهِ شَيءٌ فَهُوَ عِصَامٌ.
(و) العِصَامُ (مِنَ الوِعاءِ: عُرْوَةٌ يُعَلَّقُ بِهَا. ج: أَعْصِمَةٌ وعُصُمٌ) بالضَّمِّ، وَفِي الحَديثِ: " فإذَا جَدُّ بَنِي عامِرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقَيَّدٌ بعُصُمٍ " أرادَ أنَّ خِصْبَ بِلادِه قد حَبَسَه بفِنَائِه، فَهو لَا يُبْعِدُ فِي طَلَبِ المرْعَى، فصارَ بمَنْزِلَةِ المُقَيَّدِ الَّذي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ، ومِثْلُه قَوْلُ قَيْلَةَ فِي الدَّهْنَاءِ: " إنَّها مُقَيِّدَةُ الجَمَلِ "، أَي: يكونُ فِيها كالمقَيَّدِ لَا يَنْزِعُ إِلَى غَيرِها من الْبِلَاد.
وحَكَى أَبُو زَيْد فِي جَمْعِ العِصَامِ " (عِصامٌ على لَفْظِ مُفْرَدِهِ) ، فَهو على هَذَا (كَبابٍ دِلاصٍ) وهِجانٍ.
قالَ الأزْهَرِيُّ: " والمَحْفُوظُ من العَرَبِ فِي عُصُم المزادِ أنَّها الحِبالُ الَّتِي تُنْشَبُ فِي خُرَبِ الرَّوَايَا وتُشَدُّ بِها إِذا عُكِمتْ على ظَهْرِ البَعيرِ، ثُمَّ يُرْوَى علَيْها بِالرِّواءِ، الواحِدُ عِصَامٌ، وأمَّا الوِكَاءُ فَهو الشَّريطُ الدَّقِيقُ أَو السَّيرُ الوَثِيقُ يُوكَى بِهِ فَمُ القِرْبَةِ، والمَزَادَةِ وهَذَا كُلُّه صَحِيحٌ لَا ارْتِيابَ فِيه " وقالَ اللَّيْثُ: العُصُمُ طَرائِقُ طَرَفِ المَزَادَةِ عِندَ الكُلْيَةِ، والواحِدُ عِصَامٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا مِنْ أَغالِيطِ اللَّيْثِ.
(والمِعْصَمُ: كَمِنْبَرٍ: مَوْضِعُ السِّوارِ) مِنَ اليَدِ، وَفِي الصِّحاح: مِنَ السَّاعِدِ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
(فَاليَومَ عِنْدَكَ دَلُّهَا وحَدِيثُها ... وغَدًا لِغَيْرِكَ كَفُّهَا والمِعْصَمُ)

قَالَ: (و) رُبَّمَا جَعَلُوا المِعْصَم: (اليَد) ، ومِنه قولُ الأعْشَى:
(فأَرْتَكَ كَفًّا فِي الخِضَا بِ ومِعْصَمًا مِلْءَ الجِبارَهْ)

(و) مِعْصَم (بِلاَ لاَمٍ: اسمٌ لِلعَنْزِ، وتُدْعَى لِلحَلْبِ فَيُقالُ: مِعْصَمْ مِعْصَمْ، مُسَكَّنَةَ الآخِرِ) .
(العَصُومُ: الأَكُولُ) مِنَ النُّوقِ خاصَّةً، (كَالعَيْصُومِ) وَهُوَ الأَكُولُ مِنَ النَّاسِ، لِلذَّكَرِ والأنْثَى، يُقالُ: رَجُلٌ عَيْصُومٌ وامْرَأَةٌ عَيْصُومٌ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ:
(أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخَةٍ عَيْصُومِ ... )
ويُرْوَى بِالضَّادِ كَمَا سَيَأْتِي.
(والعَوَاصِمُ: بِلادٌ) مَعْرُوفَة، (قَصَبَتُها أَنْطَاكِيَّةُ) ، نَقله الجوْهَرِيُّ.
(وعاصِمٌ: ع بِبِلادِ هُذَيْلٍ) .
(والعاصِمَةُ: المدينَةُ) .
(والعاصِمِيَّةُ: ة قُربَ رَأْسِ عَيْنٍ) بالجزيرة.
(والعُصْمُ بِالضَّمِّ: حِصْنٌ بِاليَمَنِ لِبَنِي زُبَيْدِ) بنِ صَعْبِ بنِ العَشِيرَةِ بنِ مَالِكٍ.
قُلْتُ: ولَعَلَّه نُسِبَ إِلَى عُصْمِ بنِ عَمْرِو ابنِ زُبَيْدٍ الأَصْغَرِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ مازِنِ بنِ رَبِيعَةَ بن زُبَيْدٍ الأكبرِ.
(و) أيْضًا: (جَبَلٌ لِهُذَيْلٍ) ، نَقلَه نَصْر.
(وسَمَّوْا: عاصِمًا، وأَعْصَمَ، ومُعْتَصِمًا، ومُسْتَعْصِمًا، ومَعْصُومًا، وعُصْمًا، بِالضَّمِّ، و) عُصَيْمًا (كَزُبَيْرٍ وجُهَيْنَةَ) ، ومِنَ الأَخِيرِ ثَلاَثَةٌ من الصَّحابَةِ.
وعُصَيْمُ بنُ الحارِثِ بنِ ظَالِمٍ: لَه وِفادَةٌ، ذَكَرَه الحافظُ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ عُصَمِيُّ.
وعُصْمٌ بِالضَّمِّ فِي نَسَبِ بَنِي زُبَيْدٍ، وقدْ تَقَدَّمَ.
ومحمدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ ابنِ عُصْمِ بنِ بِلالٍ العُصْمِيُّ الهَرَوِيُّ، من شُيوخِ الحاكِمِ والدَّارَ قُطْنِيِّ.
وبَنُو المَعْصُومِ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ بالجائِزِ، مِنْهُم شِرْذِمَةٌ بِمَكَّةَ، وشِرْذِمَةٌ بالهِنْدِ.
ومُحمَّدٌ مَعْصُومُ بنُ أحمَدَ بنِ عَبْدِ الأَحَدِ الفارُوقِيُّ، أَدْرَكَهُ شُيوخُ مَشايِخنا.
والمُعْتَصِمُ والمسْتَعْصِمُ العَبَّاسِيَّانِ مَشْهُورَانِ فِي الخُلفاءِ.
(والغُرابُ الأَعْصَمُ) قد جَاءَ ذِكْرُه فِي عِدَّةِ أحاديثَ، مِنها: أَنَّه ذَكَرَ النِّساءَ المخْتَالاتِ المتَبَرِّجاتِ فَقالَ: " لَا يَدخُلُ الجنَّةَ مِنْهُنَّ إِلَّا مِثلُ الغُرابِ الأَعْصَمِ "، قالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ الأبيَضُ الجَنَاحَيْنِ، وَهُوَ قَولُ ابنِ شُمَيْلٍ، وَقيل: الأبيضُ الرِّجْلَيْنِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ الأبيَضُ اليَدَيْن، وَمِنْه قِيلَ للوُعولِ عُصْمٌ، والأنثَى مِنْهُن عَصْمَاءُ، والذَّكَرُ أَعْصَمُ، لِبياضٍ فِي أَيْدِيهَا. قَالَ: وَهَذَا الوَصْفُ فِي الغِرْبانِ عَزِيز لَا يَكادُ يُوجَدُ، وإنَّمَا أرجلُهَا حُمْرٌ، قالَ: وأمَّا هذَا الأبْيَضُ البَطْنِ والظَّهْرِ فَهو الأَبْقَعُ، وذَلِك كَثِيرٌ. قَالَ الأزْهَرِيّ: وَقد رَدَّ عَلَيْهِ ابنُ قُتَيْبَةَ ذَلِك: وَقَالَ: ((اضْطَرَبَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ لأَنَّه زَعَمَ أنَّ الأَعْصَمَ هُوَ الأبيضُ اليَدَيْنِ، ثمَّ قَال: وإِنَّما أَرْجُلُها حُمْرٌ، فذَكَر مرَّةً اليَدَيْنِ ومَرَّةً الأرْجُلَ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وَقد جاءَ هَذَا الحدِيثُ مُفَسَّرًا فِي خَبَرٍ آخَرَ رَواهُ عَن خُزَيْمَةَ، قَالَ: " بَيْنَا نَحنُ مَعَ عَمْرِو بنِ العاصِ، فَعَدَلَ وعَدَلْنَا مَعَه، حَتَّى دَخَلْنَا شِعْبًا، فَإِذا نَحن بِغِرْبَانٍ، وفيهَا غُرابٌ أعْصَمُ أحْمَرُ المِنْقَارِ والرِّجْلَيْن، فَقَالَ عَمْرُو: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم: " لَا يَدْخُلَ الجَنَّةَ من النِّساءِ إِلَّا قَدْرَ هذَا الغُرابِ فِي هَؤلاءِ الغِرْبَانِ "، قَالَ: فَقَدْ بانَ فِيه أنَّه أرَادَ بِالأَعْصَمِ: (الْأَحْمَر الرِّجْلَيْن والمِنْقَار) ؛ لأنَّ أكْثَرَ الغِرْبَانِ السُّودُ والبُقْعُ "، قَالَ " وهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، قَالَ: والعَرَبُ تَجْعَلُ البَياضَ حُمْرَةً، فيقُولُونَ لِلمرأةِ البَيْضاءِ اللَّونِ: حَمْراءُ، ولِذلكَ قِيلَ لِلأعاجِمِ: حُمْرٌ لِغَلَبِةِ البَيَاضِ على أَلْوانِهِمْ " وقالَ ابنُ الأعرابِيّ: العُصْمَةُ من ذَوَاتِ الظِّلْفِ فِي اليَدَيْنِ، وَمن الغُرابِ فِي السَّاقَيْنِ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ " إِنَّمَا أرادَ أبُو عُبَيْدٍ أنّ هَذَا الوَصفَ لذَوَاتِ الأرْبَعِ، وَلذَا قَالَ: إنَّ هَذَا الوَصْفَ فِي الغِرْبانِ عَزِيزٌ، وَلَوْلَا ذلِك لَقالَ إنّه فِي الغِرْبان مُحالٌ لَا يُتَصَوَّر ". اه قُلتُ: وَهَذَا لَا يَنْدَفِعُ بِهِ مَا أورَدَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ، فَتَأَمَّلْ.
(أَو) الغُرابُ الأَعْصَم: الَّذِي (فِي) إحْدَى (جَنَاحَيْه رِيشَةٌ بَيْضَاءُ) ؛ لأنَّ جَنَاحَ الطَّائِرِ بِمَنْزِلَةِ اليَدِ لَهُ، ويُقالُ هَذَا لِكُلِّ شَيْءٍ يَعِزُّ وُجودُه، كالأَبْلَقِ العَقُوقِ، وبَيْضِ الأَنُوقِ. قُلتُ: وَالَّذِي قَالَ: إنَّما الأبْيَضُ الرِّجْلَيْنِ قد يَشْهَدُ لَهُ مَا فِي مُسْنَدِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ من طَرِيقِ أبي أُمَامَةَ رَفَعَه: " المرأَةُ الصَّالِحةُ كَالغُرَابِ الأعْصَمِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله: وَمَا الغُرابُ الأعْصَمُ؟ قَالَ: الَّذِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ بَيْضَاءُ ".
(وأعْصَامُ الكِلابِ: عَذَبَاتُها الَّتِي فِي أَعْنَاقِهَا، الواحِدُ عُصْمَةٌ، بالضَّمِّ، و) يُقالُ: (عِصَامٌ) ، بالكَسْرِ نَقلَه اللَّيثُ، وتَقَدَّمَ شاهِدُه من قَوْلِ لَبِيدٍ:
(غُضْفًا دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُها ... )

[] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
انْعَصَمَ: مُطَاوِع عَصَمَه.
واسْتَعْصَمَ: امْتَنَعَ وأَبَى.
وأَعصَم: اعْتَصَم، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لأوسِ بنِ حَجَرٍ:
(فأشْرَط فِيهَا نَفْسَه وَهُوَ مُعْصِمٌ ... وألْقَى بِأَسْبَابٍ لَهُ وتَوَكَّلاَ)

أَي مُعْتَصِمٌ بِالحَبْلِ الذِي دَلاَّهُ.
والعَاصِمُ: المَانِعُ الحَامِي.
وَفِي شِعْرِ أبِي طَالِبَ يَمْدَحُه صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم:
(ثِمالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ للأَراملِ ... )
أَي يَمْنَعُهُمْ مِنَ الضيَّاعِ والحَاجَةِ.
وقَولُه تَعالَى: {وَلَا تمسكوا بعصم الكوافر} جمع عِصْمَة، قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أيْ بِعَقْدِ نِكاحِهِنَّ، يُقَال بِيَدِهِ عِصْمَةُ النِّكَاحِ، أَي عُقْدَتُه، قَالَ عُروةُ بن الوَرْدِ:
(إذَنْ لَمَلَكْتُ عِصْمَةَ أُمِّ وَهْبٍ ... على مَا كَانَ مِن حَسَكِ الصُّدُورَ)

وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: قَد تَكونُ العُصْمَةُ فِي الخيلِ، وأَنْشَدَ لغَيْلانَ الرَّبَعِيِّ:
(قدْ لَحِقَتْ عُصْمَتُها بالأطْبَاءْ ... )

(من شِدَّةِ الرَّكْضِ وخَلْجِ الأنْساءْ ... )
أرادَ مَوْضِعَ عُصْمَتِها.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأعصَمُ مِنَ الخيْلِ: الَّذِي بِيَدَيْه دونَ رِجْلَيْهِ بَياضٌ قَلَّ أَو كَثُرَ، وَقد يَكون أعْصَمَ اليُمْنَى أَو اليُسْرَى. انْتهى. وَإِذا كَانَ بِيَدَيْه جَميعًا فَهُوَ أَعصَمُ اليَدَيْنِ، إلاّ أنْ يَكُون بِوَجْهه وَضَحٌ، فَهُوَ مُحَجَّلٌ ذَهَبَ عَنهُ العَصَمُ قَاله اللَّيْثُ. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: إذَا ابيضَّتِ اليَدُ فَهُو أعْصَمُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الأعْصَمُ الَّذِي يُصيبُ البَياضُ إحدَى يَدَيْهِ فَوقَ الرُّسْغِ.
والعَصِيمُ: وَرَقُ الشَّجَرِ، وأَنْشَدَ ابنَ بَرِّيّ لِلفَرَزْدَقِ:
(تَعَلَّقْتُ من شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها ... بِعُوجِ الشَّبَا مُسْتَفْلِكَاتِ المَجَامِعِ)

ورَجلٌ عَيْصَامٌ: أَكُولٌ.
واعْتَصَمَتِ الجَارِيَةُ: إِذا اكْتَحَلَتْ، رَوَاهُ المُؤَرِّجُ.
وعَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ، أَي: لَزِقَ بِهِ كعَصَب.
وَقد سَمَّوْا عِصْمَةً، وعِصَامًا.
ومالكُ بنُ نَضْلَة بنُ خَدِيجٍ العَصَمِيُّ - محرّكة - ذَكَره الرُّشاطِيُّ.
ويُقالُ: دفعْتُه إِلَيْهِ بِعِصْمَتِه وعِصَامِه، كَمَا تَقول: بِرُمَّتِه.
والعَيْصُومُ: المرْأَةُ الطَّوِيلَةُ النَّوْمِ، المُدَمْدِمَةُ إِذا انتَبَهَتْ.
والعَصُومُ: النَّاقَةُ الَّتِي كَثُرَ أكْلُهَا، نقلَه الأزْهَرِيُّ.
عصم العِصْمَةُ: المَنْعُ. وكُل شَيْءٍ اعْتَصَمْتَ به. واعْتَصَم من الشًرً بكَذا وأعْصَمَ جميعاً. واسْتَعْصَمَ: الْتَجَأ. وأعْصَمْتُه: هَيأت له ما يَعْتَصِم به. ودَفَعْتُهُ إليه بِعِصْمَتِهِ: أي بِرِبْقَتِه ورُمًتِه.
والعِصْمَةُ: القِلادَة، وتُجْمَعُ على الأعْصَام. والعُصْمَةُ: بَياضٌ في الرُّسْغ. وبه سُمَيَ الوَعِل: أعْصَمَ. وأعْطِني عُصْمَ خِضَابِك: أي ما بَقِيَ منه. وعَصِيْمُ العَرَقِ والهِنَاء وغيرِهما: أثَره إِذا جَف. والعَصِيْمُ: شَعَرٌ أسْوَدُ يَنْبُتُ تحت وَبَر البَعير إِذا انْتَسَل.
وأعْصَمْنا الإهَابَ: تَرَكْناه يَجِفُ بِشَعَره؛ وهو عَصِيْمٌ. وأهُبٌ عُصْمٌ. والعِصَامُ: مُسْتَدَقُ طَرَف الذَّنَب، والجَميعُ: الأعْصِمَة. وسَيْر يُجْعَل في المَزَادَة كهَيْئة العُرْوَة، وقد أعْصَمْتُها.
وعِصَامُ المَحْمِل: شِكالًه وقَيده الذي يُشدُ طَرَفُ العارِضَتَيْن في أعْلاهما. وكُلُّ ما يُعْصَمُ به شَيْء؛ فهو عِصَامُه، والجَمْعُ عُصُمٌ.
وَمِعْصَمُ المَرْأة: مَوْضِعُ السًوارَيْن من ساعِدَيْها.
ومِعْصَم: اسْمٌ للعَنْزِ. وتُدْعى للحَلبِ فَيُقَال: مِعْصَمْ مِعْصَمْ، مُسَكَن الميم.
عصم
عصَمَ يَعصِم، عَصْمًا وعِصْمةً، فهو عاصِم، والمفعول مَعْصوم
• عصَمه اللهُ عن المكروه/ عصَمه اللهُ من المكروه: مَنَعَه، حَفظه ووقاه "عَصَمَ سُمْعَتَه- {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ". 

استعصمَ/ استعصمَ بـ يستعصم، استعصامًا، فهو مُسْتَعْصِم، والمفعول مُسْتَعَصمٌ به
• استعصم الرَّجلُ: قاوم، وبالغ في الامتناع عن الوقوع في الخطأ أو المعصية، امتنع وأبى " {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} ".
• استعصم بالله: لجأ إليه واستمسك به وتقوَّى وامتنع "استعصم بأبيه/ بالجبل". 

اعتصمَ بـ/ اعتصمَ في يعتصم، اعتصامًا وعِصْمةً، فهو مُعْتَصِم، والمفعول مُعْتَصَمٌ به
• اعتصم بالله: استعصم، قاوم وبالغ في الامتناع عن الوقوع في الخطأ، امتنع وأبى "اعتصم بصاحبه: تشبّث واستمسك به، لزمه- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} " ° اعتصم بالصَّبر: تصبَّر- اعتصم بالصَّمت: سكت ولم يتكلَّم.
• اعتصم بالمكان/ اعتصم في المكان: بقى فيه لا يغادره حتَّى يجابَ طَلَبُه "اعتصم العُمَّال بالمصنع- اعتصم الطلاّبُ في مبنى الجامعة". 

أعصمُ [مفرد]: ج عُصْم، مؤ عَصْماءُ، ج مؤ عصماوات وعُصْم
• حيوانٌ أعصمُ: في ذراعيه أو إحداهما بياض وسائره أسود أو أحمر "ظبيٌ/ فرسٌ أعصمُ- بقرةٌ عصماءُ" ° قصيدة عَصْماءُ: قصيدةٌ ممتازة من عيون الشِّعر. 

اعتصام [مفرد]: ج اعتصامات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتصمَ بـ/ اعتصمَ في.
2 - امتناع عن العمل أو الدّراسة يعمد إليه العُمّالُ أو الطُّلابُ لتحقيق مطالبَ لهم مع البقاء في مناطقهم، دون عُنْف "نظّم العمّال اعتصامًا في المصنع- استمرّ اعتصامُ الطلاَّب ثلاثة أيّام". 

عاصمة [مفرد]: ج عواصمُ: مدينةٌ يُدَارُ حُكم البلاد منها وتقع فيها أهمُّ مؤسَّساتِ الدَّولة "القاهرة عاصمة مصر- درجات الحرارة المتوقَّعة في عواصم العالم- انسلّ بعضُ الثُّوّار إلى العاصمة". 

عِصاميّ [مفرد]: مَنْ شرُف بنفسه لا بآبائه، أو مَنْ بنَى نفسَه بكدِّه وكفاحه واجتهاده "رجلٌ/ طالب عِصاميّ- كُنْ عصاميًّا ولا تكن عِظاميًّا [مثل]: اشْرُفْ بنفسك لا بآبائك الذين صاروا عظامًا". 

عِصاميَّة [مفرد]: اعتماد الشخص على نفسه حتى ينال الشَّرف والمجد "استطاع العقاد بعصاميّته أن ينال مكانة أدبيّة عالميّة". 

عَصْم [مفرد]: مصدر عصَمَ. 

عِصْمَة [مفرد]: ج عِصْمات (لغير المصدر) وعِصَم (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتصمَ بـ/ اعتصمَ في وعصَمَ.
2 - مَلَكَة إلهيَّة تمنع من الوقوع في المعصية أو الميل إليها مع القدرة عليها "اطلبْ العِصْمة من الله- إذا كفرت فقد زالت عنك العِصْمة".
3 - رباط الزَّوجيَّة يحلُّه الزَّوجُ متى شاء وللمرأة حقُّ حلِّه إذا اشترطت ذلك في عقد الزَّواج "جعلت عِصْمَتها في يدها- بيده عِصْمَة النكاح- {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} " ° صاحبة العِصْمَة: لقب لعظيمات النساء، وليَّة العهد. 

مِعْصَم [مفرد]: ج معاصِمُ:
1 - موضع السِّوار من السَّاعد "أحاط به إحاطةَ السُّوار بالمِعْصَم".
2 - يد "كُسِر مِعْصَمُه". 

عصم: العِصْمة في كلام العرب: المَنْعُ. وعِصْمةُ الله عَبْدَه: أن

يَعْصِمَه مما يُوبِقُه. عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً: منَعَه ووَقَاه. وفي

التنزيل: لا عاصِمَ اليومَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إلا مَنْ رَحِمَ؛ أي لا

مَعْصومَ إلا المَرْحومُ، وقيل: هو على النَسب أي ذا عِصْمةٍ، وذو العِصْمةِ

يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً، فمِن هنا قيل: إن معناه لا مَعْصومَ، وإذا

كان ذلك فليس المُستثنى هنا من غير نوع الأَوَّل بل هو من نوعِه، وقيل: إلا

مَنْ رَحِمَ مُستثنىً ليس من نوع الأَوَّل،وهو مذهب سيبويه، والاسمُ

العِصْمةُ؛: قال الفراء: مَنْ في موضع نصبٍ لأن المعصومَ خلافُ العاصِم،

والمَرْحومُ مَعصومٌ، فكان نصْبُه بمنزلة قوله تعالى: ما لَهُمْ بهِ مِنْ

علمٍ إلا اتِّباعَ الظنِّ، قال: ولو جعلتَ عاصِماً في تأْويل المَعْصوم أي

لا مَعْصومَ اليومَ من أَمْرِ الله جازَ رفْعُ مَنْ، قال: ولا

تُنْكِرَنَّ أن يُخَرَّجَ المفعولُ

(* قوله «يخرج المفعول إلخ» كذا بالأصل

والتهذيب، والمناسب العكس كما يدل عليه سابق الكلام ولاحقه) على الفاعِل، أَلا

ترى قولَه عز وجل: خُلِقَ من ماءٍ دافِقٍ؟ معناه مَدْفوق؛ وقال الأخفش: لا

عاصِمَ اليوم يجوز أَن يكون لا ذا عِصمةٍ أي لا مَعْصومَ، ويكون إلا مَنْ

رحِمَ رفْعاً بدلاً مِنْ لا عاصم، قال أبو العباس: وهذا خَلْفٌ من

الكلام لا يكون الفاعلُ في تأْويل المفعول إلا شاذّاً في كلامهم، والمرحومُ

معصومٌ، والأوَّل عاصمٌ، ومَنْ نَصْبٌ بالاستثناء المنقطع، قال: وهذا الذي

قاله الأخفش يجوز في الشذوذ، وقال الزجاج في قوله تعالى: سآوِي إلى جبلٍ

يَعْصِمُني مِنَ الماء، أي يمنعُني من الماء، والمعنى مِنْ تَغْرِيقِ

الماء، قال: لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله إلا مَنْ رَحِم، هذا استثناء ليس

من الأَول، وموضعُ مَنْ نصبٌ، المعنى لكنْ مَنْ رَحِمَ اللهُ فإنه معصوم،

قال: وقالوا: وقالوا يجوز أن يكون عاصِم في معنى مَعْصُوم، ويكون معنى

لا عاصِمَ لا ذا عِصْمةٍ، ويكون مَنْ في موضع رفعٍ، ويكون المعنى لا

مَعْصومَ إلا المرحوم؛ قال الأزهري: والحُذَّاقُ من النحويين اتفقوا على أن

قولَه لا عاصِمَ بمعنى لا مانِعَ، وأنه فاعلٌ لا مفعول، وأنَّ مَنْ نَصْبٌ

على الانقطاع. واعْتَصَمَ فلانٌ بالله إذا امتنع به. والعَصْمة:

الحِفْطُ. يقال: عَصَمْتُه فانْعَصَمَ. واعْتَصَمْتُ بالله إذا امتنعْتَ بلُطْفِه

من المَعْصِية. وعَصَمه الطعامُ: منَعه من الجوع. وهذا طعامٌ يَعْصِمُ

أي يمنع من الجوع. واعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ: امتنعَ وأبَى؛ قال الله عز

وجل حكايةً عن امرأَة العزيز حين راودَتْه عن نفْسِه: فاسْتَعْصَمَ، أي

تَأَبَّى عليها ولم يُجِبها إلى ما طلبَتْ؛ قال الأزهري: العرب تقول

أَعْصَمْتُ بمعنى اعْتَصَمْت؛ ومنه قولُ أوس بن حجر:

فأَشْرَط فيها نفْسَه وهْو مُعْصِمٌ،

وأَلْقى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا

أي وهو مُعْتَصِمٌ بالحبْل الذي دَلاَّه. وفي الحديث: مَنْ كانت

عِصْمتُه شَهادةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ أي ما يَعْصِمُه من المَهالِك يوم

القيامة؛ العصْمَةُ: المَنَعةُ. والعاصمُ: المانعُ الحامي. والاعْتِصامُ:

الامْتِساكُ بالشيء، افْتِعالٌ منه؛ ومنه شِعْرُ أَبي طالب:

ثِمالُ اليتامَى عِصْمةٌ للأَرامِل

أي يَمْنعُهم من الضَّياعِ والحاجةِ. وفي الحديث: فقد عَصَمُوا مِنِّي

دِماءَهم وأَمْوالَهم. وفي حديث الإفْكِ: فعَصَمها الله بالوَرَعِ. وفي

حديث عُمَر: وعِصْمة أَبْنائِنا إذا شَتَوْنا أي يمتنعون به من شِدَّة

السَّنة والجَدْب. وعَصَمَ إليه: اعتصم به. وأَعْصَمَه: هَيَّأ له شيئاً

يعْتَصِمُ به. وأَعْصمَ بالفرَسِ: امْتَسكَ بعُرْفِه، وكذلك البعيرُ إذا

امْتَسَكَ بحَبْلٍ مِنْ حِبالهِ؛ قال طُفيل:

إذا ما غَزَا لم يُسْقِط الرَّوْعُ رُمْحَه،

ولم يَشْهَدِ الهَيْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ

ألْوَث: ضعيف، ويروى: كذا ما غَدَا. وأَعصمَ الرجلُ: لم يَثْبُت على

الخيل. وأَعْصَمْتُ فلاناً إذا هَيَّأْتَ له في الرَّحْلِ أو السَّرْج ما

يَعْتَصِمُ به لئلا يَسقُط. وأَعصم إذا تشدَّد واسْتَمْسَكَ بشيءٍ من أَن

يَصْرَعَه فرَسُه أو راحلته؛ قال الجَحّاف بن حكيم:

والتَّغْلَبيّ على الجَوادِ غَنِيمة،

كِفْل الفُروسةِ دائِم الإعْصامِ

والعِصْمةُ: القِلادةُ، والجمعُ عِصَمٌ، وجمعُ الجمعِ أَعْصام، وهي

العُصْمةُ

(* قوله «وهي العصمة» هذا الضبط تبع لما في بعض نسخ الصحاح، وصرح

به المجد ولكن ضبط في الأصل ونسختي المحكم والتهذيب العصمة بالتحريك، وكذا

قوله الواحدة عصمة) أيضاً، وجمعُها أَعْصام؛ عن كراع، وأُراه على حذف

الزائد، والجمعُ الأَعْصِمةُ. قال الليث: أَعْصامُ الكِلابِ عَذَباتُها

التي في أَعناقِها، الواحدة عُصْمةٌ، ويقال عِصامٌ؛ قال لبيد:

حتى إذا يَئِسَ الرُّماةُ، وأَرْسَلُوا

غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصامُها

قال ابن شميل: الذَّنَبُ بهُلْبِه وعَسِيبه يُسمَّى العِصامَ، بالصاد.

قال ابن بري: قال الجوهري في جمع العُصْمةِ القِلادةِ أَعْصام، وقوله ذلك

لا يَصحُّ، لأنه لا يُجْمَعُ فُعْلةٌ على أَفْعال، والصواب قول من قال:

إنَّ واحدَته عِصْمة، ثم جُمِعَت على عِصَمٍ، ثم جُمِع عِصَمٌ على

أَعْصام، فتكون بمنزلة شِيعة وشِيَع وأَشْياع، قال: وقد قيل إن واحدَ الأَعْصام

عِصْمٌ مثلُ عِدْلٍ وأَعْدالٍ، قال: وهذا الأَشْبهُ فيه، وقيل: بل هي

جمعُ عُصُمٍ، وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ، فيكون جمعَ الجمع، والصحيح هو الأول.

وأَعْصَمَ الرجلُ بصاحبِه إعْصاماً إذا لَزِمَه، وكذلك أَخْلَدَ به

إخْلاداً. وفي التنزيل: ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوافِر؛ وجاء ذلك في

حديث الحُدَيْبية جمع عِصْمة، والكَوافِر: النساءُ الكَفَرَةُ، قال ابن

عرفة: أي بِعَقْدِ نِكاحِهنَّ. يقال: بيدهِ عِصْمةُ النِّكاح أي عُقْدةُ

النِّكاح؛ قال عروة بن الورد:

إذاً لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمِّ وَهْبٍ،

على ما كان مِنْ حَسَكِ الصُّدُورِ

قال الزجاج: أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ. وكلُّ ما أَمْسَك شيئاً فقد

عَصَمَه؛ تقول: إذا كفَرْتَ فقد زالتِ العِصْمةُ. ويقال للراكب إذا تقَحَّمَ به

بَعِيرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه

لئلا يُصْرعَ: قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ. وقال ابن المظفَّر: أَعْصَمَ

إذا لجأَ إلى الشيء وأَعْصَم به. وقوله: واعْتَصِمُوا بحَبْلِ الله؛ أي

تمَسَّكوا بعهدِ الله، وكذلك في قوله: ومنْ يَعْتَصِمْ بالله أي مَنْ

يَتمسَّكْ بحَبْلهِ وعَهْدِه.

والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمتُه بَياضٌ شِبْهُ زَمَعةِ الشاةِ في

رِجْل الوَعِلِ في موضع الزَّمَعةِ من الشَّاء، قال: ويقال للغُراب أَعْصَمُ

إذا كان ذلك منه أبيض. قال الأزهري: والذي قاله الليث في نعت الوَعِل إنه

شِبْه الزَّمَعة تكون في الشاءِ مُحالٌ، وإنما عُصْمةُ الأَوْعالِ

بَياضٌ في أَذْرُعِها لا في أوْظِفَتِها، والزَّمَعةُ إنما تكون في

الأَوْظِفة، قال: والذي يُغيِّرُه الليثُ من تفسير الحروف أَكثرُ مما يُغيِّره من

صُوَرِها، فكُنْ على حذَرٍ من تفسيره كما تكون على حذرٍ من تصحيفه. قال

ابن سيده: والأَعْصمُ من الظِّباءِ والوُعولِ الذي في ذِراعِه بياضٌ، وفي

التهذيب: في ذِراعَيْه بياض، وقال أبو عبيدة: الذي بإحْدى يديه بياضٌ،

والوُعولُ عُصْمٌ. وفي حديث أبي سفيان: فتَناوَلْتُ القَوْسَ والنَّبْلَ

لأَرْميَ ظَبْيةً عَصْماءَ نَرُدُّ بها قرَمَنا. وقد عَصِمَ عَصَماً،

والاسم العُصْمةُ. والعَصْماءُ من المعَز: البيضاءُ اليدين أو اليدِ وسائرُها

أَسودُ أَو أَحْمرُ. وغرابٌ أَعْصَمُ: وفي أحد جَناحَيْه رِيشةٌ بيضاء،

وقيل: هو الذي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ، وقيل: هو الأَبيضُ. والغرابُ

الأَعْصَمُ: الذي في جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأن جَناح الطائر بمنزلة اليدِ له،

ويقال هذا كقولهم الأبَْلَق العقوق وبَيْض الأَنُوق لكل شيء يَعِزُّ

وُجودُه. وفي الحديث: المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم، قيل: يا رسولَ

الله، وما الغُرابُ الأَعْصَمُ؟ قال: الذي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء؛

يقول: إنها عزيزةٌ لا تُوجَد كما لا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم. وفي الحديث:

أنه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فقال: لا يدخلُ الجنَّةَ

منهنَّ إلا مِثْلُ الغُرابِ الأعْصم؛ قال ابن الأَثير: هو الأَبْيضُ

الجَناحين، وقيل: الأبيض الرِّجْلين، أراد قِلَّةَ مَنْ يدخل الجنةَ من

النساء. وقال الأزهري: قال أبو عبيد الغراب الأَعْصمُ هو الأبيضُ اليدين،

ومنه قيل للوُعول عُصْم، والأُنثى منهن عَصْماء، والذكر أَعْصَمُ، لبياض في

أيديها، قال: وهذا الوصف في الغِرْبانِ عزيزٌ لا يكاد يُوجد، وإنما

أَرْجُلُها حُمْرٌ، قال: وأما هذا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فهو الأبْقعُ،

وذلك كثير. وفي الحديث: عائِشةُ في النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ في

الغربْان؛ قال ابن الأثير: وأصل العُصْمة البَياضُ يكونُ في يَدَي الفَرسِ

والظَّبْي والوَعِل. قال الأزهري: وقد ذكر ابن قتيبة حديث النبي، صلى الله

عليه وسلم: لا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلاَّ مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم،

فيما رَدَّ على أبي عبيد وقال: اضطرب قول أبي عبيد لأنه زعم أن الأَعْصمَ

هو الأبيضُ اليدين، ثم قال بعدُ: وهذا الوصف في الغِرْبان عزيزٌ لا يكاد

يوجد، وإنما أَرْجلُها حمرٌ، فذكر مَرَّةً اليدين ومرّة الأَرْجُلَ؛ قال

الأزهري: وقد جاء هذا الحرف مفسَّراً في خبر آخرَ رواه عن خزيمة، قال:

بَيْنا نحنُ مع عَمْرِو بن العاص فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حتى دخلْنا شِعْباً

فإذا نحنُ بِغرْبانٍ وفيها غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ

والرِّجْلَين، فقال عَمْروٌ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يدخلُ الجنةَ منَ

النساءِ إلاَّ قَدْرُ هذا الغُرابِ في هؤلاء الغِربْان؛ قال الأزهري:

فقد بان في هذا الحديث أن معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إلاّ مِثْلُ

الغُراب الأَعْصم، أنه أراد أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه في الغِربانِ،

لأن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ. وروي عن ابن شميل أنه قال:

الغُرابُ الأَعْصمُ الأبيضُ الجناحين، والصواب ما جاء في الحديث المُفسِّر،

قال: والعرب تجعل البياضَ حُمْرةً فيقولون للمرأَة البيضاء اللَّوْنِ

حَمْراء، ولذلك قيل للأعاجم حُمْر لغلبة البياض على أَلوانهم، وأما العُصْمةُ

فهي البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ. يقال: أَعْصَمُ بَيِّن

العَصَمِ، والاسم العُصْمةُ. قال ابن الأعرابي: العُصْمةُ مِنْ ذوات الظِّلْفِ

في اليدين، ومن الغُرابِ في السَّاقَيْن، وقد تكون العُصْمة في الخيل؛

قال غَيْلان الرَّبَعيّ:

قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأطْباء

مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء

أراد موضعَ عُصْمتِها. قال أبو عبيدة في العُصْمةِ في الخيل قال: إذا

كان البياضُ بيديه دونَ رِجْلَيْه فهو أَعْصمُ، فإذا كان بإحْدى يديه دون

الأُخرى قَلَّ أو كثُرَ قيل: أَعْصمُ اليُمنى أو اليسرى، وقال ابن شميل:

الأَعْصمُ الذي يُصِيبُ البياض إحْدى يديه فوق الرُّسْغ، وقال الأصمعي:

إذا ابْيضَّت اليدُ فهو أَعْصمُ. وقال ابن المظفر: العُصْمةُ بَياضٌ في

الرُّسْغ، وإذا كان بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أو كثُرَ فهو أَعْصمُ

اليُمْنى أو اليُسْرى، وإن كان بيديه جميعاً فهو أعْصمُ اليدين، إلاَّ أن

يكون بوجهِه وضَحٌ فهو مُحجَّلٌ ذهبَ عنه العَصَمُ، وإن كان بوجهه وَضَحٌ

وبإِحْدى يديه بياضٌ فهو أَعصم، لا يُوقِعُ عليه وَضَحُ الوجْهِ اسمَ

التحجيلِ إذا كان البياض بيدٍ واحدةٍ.

والعصِيمُ: العَرَقُ؛ قال الأزهري: قال ابن المُظفر العَصِيمُ الصَّدَأُ

من العَرَقِ والهِناءِ والدَّرَنِ والوسَخِ والبول إذا يَبِسَ على فَخذِ

الناقة حتى يبقى كالطَّرِيق خُثورةً؛ وأنشد:

وأَضْحى عَنْ مَواسِمِهِمْ قَتِيلاً،

بِلَبَّتِه سرائحُ كالعَصِيمِ

والعَصِيمُ: الوَبَرُ؛ قال:

رَعَتْ بين ذِي سَقْفٍ إلى حَشِّ حِقْفَةٍ

مِنَ الرَّمْلِ، حتى طارَ عنها عَصِيمُها

والعَصِيمُ والعُصْمُ والعُصُمُ: بقيَّةُ كلِّ شيء وأثَرُه من القَطِران

والخِضابِ وغيرهما؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر:

كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ

رَجيعاً بالمَغابِنِ كالعَصِيمِ

والرَّجِيعُ: العرَق؛ وقال لبيد:

بِخَطيرةٍ تُوفي لجَدِيلَ سَريحةٍ،

مِثْل المَشُوف هَنأْتَهُ بَعَصِيمِ

وقال ابن بري: العَصِيمُ أيضاً وَرقُ الشجر؛ قال الفرزدق:

تَعَلَّقْت، مِنْ شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها

بِعُوجِ الشَّبا، مُسْتَفْلِكاتِ المَجامع

شَهْباء: شجرةٌ بيضاء من الجَدْب، والشَّبَا: الشَّوْكُ،

ومُسْتَفْلِكاتٌ: مُسْتَديراتٌ، والمَجامعُ: أُصولُ الشَّوْكِ. وقال امرأَة من العرب

لجارتِها: أَعْطِيني عُصْمَ حِنَائِكِ أي ما سَلَتِّ منه بعدما اخْتَضَبْتِ

به؛ وأنشد الأَصمعي:

يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ،

مِنْ عَرَقِ النَّضْح، عَصِيمُ الدَّرْسِ

أَثَرُ الخِضاب في أثر الجَرَب

(* قوله: أثر الخضاب إلخ هو تفسير لعصيم

الدرس في البيت السابق). والعُصْمُ: أثرُ كلِّ شيء من وَرْسٍ أو

زَعْفَرانٍ أو نحوه.

وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً: اكْتَسَبَ.

وعِصامُ المَحْمِل: شِكالُه. قال الليث: عصاما المَحْمِلِ شِكالُه

وقَيْدُه الذي يُشَدُّ في طرف العارِضَيْن في أَعلاهما، وقال الأزهري: عِصاما

المَحْمِلِ كعِصامَي المَزَادَتيْن. والعِصامُ: رِباطُ القِرْبةِ

وسَيْرُها الذي تُحْمَل به؛ قال الشاعر قيل هو لامرئ القيس، وقيل لِتأَبَّط

شرّاً وهو الصحيح:

وقِرْبة أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامها

على كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ

وعصامُ القِرْبةِ والدَّلْوِ والإداوة: حَبْلٌ تُشدُّ به. وعَصمَ

القِرْبةَ وأَعْصَمَها: جعلَ لها عِصاماً، وأَعْصَمَها: شَدَّها بالعِصام.

وكلُّ شيءٍ عُصِمَ به شيءٌ عِصامٌ، والجمعُ أَعْصِمةٌ وعُصُمٌ. وحكى أبو زيد

في جمع العِصامِ عِصام، فهو على هذا من باب دِلاصٍ وهِجانٍ. قال الأزهري:

والمحفوظُ من العرب في عُصُمِ المَزادِ أنها الحبالُ التي تُنْشَبُ في

خُرَبِ الرَّوايَا وتُشَدُّ بها إذا عُكِمَتْ على ظَهْر البعير ثم يُرْوَى

عليها بالرِّواء الواحدُ، عِصامٌ، وأما الوِكاءُ فهو الشريطُ الدقيقُ أو

السَّيْرُ الوثيقُ يُوكَى به فَمُ القِرْبة والمَزادةِ، وهذا كُلُّه

صحيحٌ لا ارْتِيابَ فيه. وقال الليث: كُلُّ حَبْلٍ يُعْصَمُ به شيءٌ فهو

عِصامُه. وفي الحديث: فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقيَّدٌ بِعُصُم؛

العُصُمُ: جمعُ عِصامٍ وهو رباطُ كلِّ شيء، أراد أن خِصْبَ بلادِه قد

حَبَسه بفِنائه فهو لا يُبْعِدُ في طلب المَرْعَى، فصار بمنزلة المُقَيَّد

الذي لا يَبْرحُ مَكانَه، ومثله قول قَيلةَ في الدَّهْناءِ: إنها

مُقَيَّدُ الجمَل أي يكونُ فيها كالمُقيَّدِ لا يَنْزِعُ إلى غيرِها من البلاد.

وعِصامُ الوعاءِ: عُرْوتُه التي يُعلَّقُ بها. وعِصامُ المَزادةِ: طريقةُ

طَرَفِها. قال الليث: العُصُمُ طرائقُ طَرَفِ المَزادة عند الكُلْية،

والواحد عِصامٌ؛ قال الأزهري: وهذا من أَغاليطِ الليث وغُدَدِه. والعِضامُ،

بالضاد المعجمة، عَسِيبُ البعير وهو ذَنَبُه العَظْمُ لا الهُلْبُ،

وسيذكر، وهو لُغَتانِ بالصاد والضاد. وقال ابن سيده: عِصامُ الذَّنَبِ

مُسْتدَقُّ طرفِه.

والمِعْصَمُ: مَوْضِعُ السِّوارِ من اليَدِ؛ قال:

فاليَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّها وحَدِيثُها،

وغَداً لِغَيْرِكَ كَفُّها والمِعْصَمُ

وربما جعلوا المِعْصَم اليَد، وهما مَعْصَمانِ؛ ومنه أيضاً قول الأعشى:

فأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضا

بِ ومِعْصَماً مِلْءَ الجِبارَهْ

والعَيْصومُ: الكثيرُ الأَكلِ، الذَّكرُ والأُنثى فيه سواء؛ قال:

أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخةٍ عَيْصُومِ

ويروى عَيْضُوم، بالضاد المعجمة. قال الأزهريّ: العَيْصومُ من النِّساء

الكثيرةُ الأَكْلِ الطَّويلةُ النَّوْم المُدَمْدِمةُ إذا انْتَبهتْ.

ورجلٌ عَيْصُومٌ وعَيْصامٌ إذا كان أَكُولاً. والعَصُومُ، بالصادِ: الناقةُ

الكثيرةُ الأَكْلِ. وروي عن المؤرِّج أنه قال: العِصامُ الكُحْلُ في بعض

اللغات. وقد اعْتَصَمتِ الجاريةُ إذا اكْتَحَلتْ، قال الأزهري: ولا أعرف

راويَه، فإن صحت الروايةُ عنه فهو ثقةٌ مأْمونٌ. وقولهم: ما وَراءََك يا

عِصامُ؛ هو اسم حاجِب النُّعمان بن المُنْذِر، وهو عِصامُ بن شَهْبَر

الجَرْمِيّ؛ وفي المثل: كُنْ عِصامِيّاً ولا تَكُنْ عِظاميّاً؛ يُرِيدون به

قوله:

نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما

وصَيَّرَتْه مَلِكاً هُماما،

وَعَلَّمَتْه الكَرَّ والإقْدامَا

وفي ترجمة عصب: رَوَى بعضُ المُحَدِّثين أن جبريلَ جاء يومَ بَدْرٍ على

فرسٍ أُنثى وقد عَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ أي لَزِقَ به؛ قال الأزهري:

فإن لم يكن غَلطاً من المُحدِّث فهي لغة في عصب، والباءُ والميمُ

يَتعاقبانِ في حروف كثيرة لقرب مَخرجَيْهما، يقال: ضرْبة لازِبٍ ولازِمٍ، وسَبَدَ

رأْسه وسَمَدَه.

والعواصِمُ: بِلادٌ، وقَصَبتُها أَنْطاكِيةُ.

وقد سَمَّوْا عِصْمةَ وعُصَيْمةَ وعاصِماً وعُصَيْماً ومَعْصوماً

وعِصاماً. وعِصْمةُ: اسمُ امرأَة؛ أنشد ثعلب:

أَلَمْ تَعْلَمِي، يا عِصْمَ، كَيْفَ حَفِيظَتي،

إذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيْه المَجادِحُ؟

وأَبو عاصمٍ: كُنْىة السَّويقِ.

عدا

عدا
عدا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ع د و - عدَا). 
(عدا) عدوا وعدوا وتعداء وعدوانا جرى وَعَلِيهِ عدوا وعدوا وعداء وعدوانا ظلمه وَتجَاوز الْحَد واللص على الشَّيْء عداء وعدوانا وعدوانا سَرقه وَعَلِيهِ وثب وَفُلَانًا عَن الْأَمر عدوا وعدوانا صرفه وشغله وَمِنْه (فَمَا عدا مِمَّا بدا) وَالْأَمر وَعنهُ جاوزه وَتَركه
و (عدا) من أدوات الِاسْتِثْنَاء تنصب مَا بعْدهَا على أَنَّهَا فعل وتجره على أَنَّهَا حرف جر وَإِذا دخلت عَلَيْهَا (مَا) المصدرية وَجب نصب مَا بعْدهَا على المفعولية تَقول جَاءَ الْقَوْم عدا مُحَمَّدًا وَعدا مُحَمَّد وَمَا عدا مُحَمَّدًا
(عدا) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنه أُهدِى له لبن بمَكَةَ فعَدَّاه"
قال الأصمَعِىّ: عَدَّى الشَّىءَ يُعَدِّيه، إذا صَرفَه عن الشيءِ. وعَدّهِ عنك: أي اصْرِفْه، وعَدِّ عن كذا: أي انْصَرِف عنه، ومعناه أَنّه صَرَفَه إلى مُهْدِيه ولم يَقبَلْه، أو قَبِلَه وصَرفَه إلى غيره، وتَعدَّى مَأْخُوذٌ من عُدْوَةِ الوَادِى وهو جانبه، أي مَضىَ إليه.
- في حَديث خَيْبَر: "فخَرجَت عَادِيَتُهم"
: أي الذين يَعدُونَ على أَرْجُلِهم، وهم العَدِىُّ أَيضًا.
- في الحديث: "المُعْتَدِى في الصَّدقة كَمانِعها"
وفي رواية: "في الزَّكاة"
قيل: هو أن يُعْطِيَها غيرَ مُستَحِقِّيها. وقيل: أراد أيضا، إذا أَجحفَ برَبِّ المَالِ في أخْذِ الخِيارِ؛ لأنه إذا فعل ذلك رُبَّما مَنَع رَبَّ المَالِ في السَّنَة الأُخرَى، فيكون سَبَبَ ذلك العامِلُ. فشَرَكَه في الإِثمِ.
- في حديث قُسٍّ : "فإذا شَجَرةٍ عَادِيَّةٍ"
: أي قَدِيمة كأنها نُسِبت إلى عَادٍ ، وكذا نَسَبوا كُلَّ قَديمٍ إلى عَادٍ وإن لم يُدرِكْهم، وبِئْر عَادِيَّة كذلك.
ع د ا: (الْعَدُوُّ) ضِدُّ الْوَلِيِّ وَالْجَمْعُ (الْأَعْدَاءُ) يُقَالُ: (عَدُوٌّ) بَيِّنُ (الْعَدَاوَةِ) وَ (الْمُعَادَاةِ) وَالْأُنْثَى (عَدُوَّةٌ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ نَحْوُ: رَجُلٌ صَبُورٌ وَامْرَأَةٌ صَبُورٌ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا جَاءَ نَادِرًا قَالُوا: هَذِهِ عَدُوَّةُ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا أَدْخَلُوا فِيهَا الْهَاءَ تَشْبِيهًا بِصَدِيقَةٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ يُبْنَى عَلَى ضِدِّهِ. وَ (الْعِدَا) بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْأَعْدَاءُ وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْمٌ عِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا أَيْ أَعْدَاءٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: قَوْمٌ أَعْدَاءٌ وَعِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ قُلْتَ: (عُدَاةٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْعَادِي) الْعَدُوُّ. وَ (تَعَادَى) الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ. وَ (الْعَدَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ تَجَاوُزُ الْحَدِّ فِي الظُّلْمِ. يُقَالُ (عَدَا) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ سَمَا وَ (عَدَاءً) بِالْمَدِّ وَ (عَدْوًا) أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَقَرَأَ الْحَسَنُ عُدُوًّا مِثْلُ سُمُوٍّ. وَ (عَدَا) فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وَبِغَيْرِ مَا تَقُولُ جَاءَنِي الْقَوْمُ عَدَا زَيْدًا وَمَا عَدَا زَيْدًا بِنَصْبِ مَا بَعْدَهَا. وَ (عَدَاهُ) يَعْدُوهُ (عَدْوًا) جَاوَزَهُ. وَ (التَّعَدِي) مُجَاوَزَةُ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِهِ يُقَالُ: (عَدَّاهُ تَعْدِيَةً فَتَعَدَّى) أَيْ تَجَاوَزَ. وَ (عَدٍّ) عَمَّا تَرَى أَيِ اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْهُ. وَ (الْعُدْوَانُ) الظُّلْمُ الصُّرَاحُ وَقَدْ (عَدَا) عَلَيْهِ (عَدْوًا) وَ (عُدُوًّا) وَ (اعْتَدَى) عَلَيْهِ وَ (تَعَدَّى) عَلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (عَوَادِي) الدَّهْرِ عَوَائِقُهُ. وَ (الْعُدْوَةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا جَانِبُ الْوَادِي وَحَافَتُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَ (الْعَدْوَى) طَلَبُكَ إِلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ يُقَالُ: (اسْتَعْدَيْتُ) الْأَمِيرَ عَلَى فُلَانٍ (فَأَعْدَانِي) أَيِ اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فَأَعَانَنِي وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْعَدْوَى) وَهِيَ الْمَعُونَةُ. وَ (الْعَدْوَى) أَيْضًا مَا يُعْدِي مِنْ جَرَبٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَهُوَ مُجَاوَزَتُهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى غَيْرِهِ. يُقَالُ: أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ أَوْ مِنْ عِلَّةٍ بِهِ أَوْ مِنْ جَرَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا عَدْوَى» أَيْ لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا. وَ (الْعَدْوُ) الْحُضْرُ تَقُولُ: (عَدَا) يَعْدُو (عَدْوًا) وَ (أَعْدَى) فَرَسَهُ. وَأَعْدَى فِي مَنْطِقِهِ أَيْ جَارَ. وَدَفَعْتُ عَنْكَ (عَادِيَةَ) فُلَانٍ أَيْ ظُلْمَهُ وَشَرَّهُ. 
عدا
العَدُوُّ: التّجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب، فيقال له: العَدَاوَةُ والمُعَادَاةُ، وتارة بالمشي، فيقال له: العَدْوُ، وتارة في الإخلال بالعدالة في المعاملة، فيقال له: العُدْوَانُ والعَدْوُ. قال تعالى: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وتارة بأجزاء المقرّ، فيقال له: العَدْوَاءُ. يقال: مكان ذو عَدْوَاءَ ، أي: غير متلائم الأجزاء. فمن المُعَادَاةِ يقال:
رجلٌ عَدُوٌّ، وقومٌ عَدُوٌّ. قال تعالى: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [طه/ 123] ، وقد يجمع على عِدًى وأَعْدَاءٍ. قال تعالى: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ [فصلت/ 19] ، والعَدُوُّ ضربان:
أحدهما: بقصد من المُعَادِي نحو: فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ [النساء/ 92] ، جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان/ 31] ، وفي أخرى: عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ [الأنعام/ 112] .
والثاني: لا بقصده بل تعرض له حالة يتأذّى بها كما يتأذّى ممّا يكون من العِدَى، نحو قوله:
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ
[الشعراء/ 77] ، وقوله في الأولاد: عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
[التغابن/ 14] ، ومن العَدْوِ يقال: فَعَادَى عِدَاءً بين ثور ونعجة
أي: أَعْدَى أحدهما إثر الآخر، وتَعَادَتِ المواشي بعضها في إثر بعض، ورأيت عِدَاءَ القوم الّذين يَعْدُونَ من الرَّجَّالَةِ. والاعْتِدَاءُ:
مجاوزة الحقّ. قال تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا
[البقرة/ 231] ، وقال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
[النساء/ 14] ، اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
[البقرة/ 65] ، فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها
[البقرة/ 229] ، وقال: فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
[المؤمنون/ 7] ، فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ
[البقرة/ 178] ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ
[الشعراء/ 166] ، أي: مُعْتَدُونَ، أو مُعَادُونَ، أو متجاوزون الطّور، من قولهم: عَدَا طوره، وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
[البقرة/ 190] . فهذا هو الاعْتِدَاءُ على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة، لأنه قال:
فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 194] ، أي: قابلوه بحسب اعْتِدَائِهِ وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه.
ومن العُدْوَانِ المحظور ابتداء قوله: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ [المائدة/ 2] ، ومن العُدْوَانِ الذي هو على سبيل المجازاة، ويصحّ أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
[البقرة/ 193] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير باغ لتناول لذّة، وَلا عادٍ
أي متجاوز سدّ الجوعة. وقيل: غير باغ على الإمام ولا عَادٍ في المعصية طريق المخبتين . وقد عَدَا طورَهُ: تجاوزه، وتَعَدَّى إلى غيره، ومنه: التَّعَدِّي في الفعل. وتَعْدِيَةُ الفعلِ في النّحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عَدَا كذا يستعمل في الاستثناء، وقوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، أي: الجانب المتجاوز للقرب.
[عدا] العَدُوُّ: ضدُّ الوَليِّ ; والجمع الأعداءُ، وهو وصفٌ ولكنّه ضارع الاسمَ. يقال: عَدَوٌّ بيِّن العَداوَةِ والمعاداة، والانثى عدوة. قال ابن السكيت: فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء، نحو رجل صبور وامرأة صبور، إلا حرفا واحدا جاء نادرا، قالوا هذه عدوة الله. قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء. تشبيها لها بصديقة، لان الشئ قد يبنى على ضده. والعدا، بكسر العين: الأعْداءُ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له. قال ابن السكيت: ولم يأت فِعَلٌ في النُعوت إلا حرف واحد، يقال: هؤلاء قومٌ عِدًا، أي غرباء، وقومٌ عدا أي أعداء. وأنشد لسعد بن عبد الرحمن بن حسان : إذا كنت في قوم عدا لست منهم * فكل ما علفت من خبيث وطيب قال: ويقال قوم عِدًا وعُدًا، أي أعْداءٌ، مثل سوى وسوى. قال الأخطل: ألا يا اسْلَمي يا هندُ هندَ بني بَدْرِ * وإنْ كانَ حَيَّاناً عُدًا آخر الدهر يروى بالضم والكسر. وقال ثعلب: يقال قوم أعْداءٌ وعِدًا بكسر العين، فإن أدخلت الهاء قلت عداة بالضيم. (*) والعادي: العَدُوُّ. قالت امرأةٌ من العرب: أشْمَتَ ربّ العالمين عادِيَكَ. وتَعادى القوم من العَداوَة. وتَعادى ما بينهم أي فسَد. وتَعادى: تباعد. قال الأعشى يصف ظبيةً وغزالها: وتَعادى عنه النهارَ فما تَعْ‍ * جوهُ إلا عُفافَةً أو فواق يقول: تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئبُ بها على ولدها. والعِداءُ بالكسر والمدّ: الموالاة بين الصيدَين تَصْرَع أحدَهما على إثر الآخر في طَلَق واحد. قال امرؤ القيس: فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ * دِراكاً ولم يُنْضَحْ بماء فيُغْسَلِ والعَداءُ بالفتح والمدّ: طَوارُ كلّ شئ، وهو ما انقاد معه من عَرْضِهِ وطوله. والعَداءُ أيضاً: تجاوُز الحدّ والظُلم. يقال عَدا عليه عَدْواً وعُدُوًّا وعَداءً، ومنه قوله تعالى: (فيَسُبُّوا الله عَدْوًا بغير علم) . وقرأ الحسن: (عدوا) مثل جلوس. وعدا: فعل يستثنى به مع ما وبغير ما، تقول: جاءني القوم ما عدا زيداً وجاءوني عدا زيداً، تنصب ما بعدها بها، والفاعل مضمرٌ فيها. وعداه يعدوه، أي جاوزه. وما عدا فلانٌ أن صنع كذا. ومالي عن فلان مَعْدًى، أي لا تَجاوُز لي إلى غيره. يقال: عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى، أي تجاوز. وعَدِّ عما ترى، أي اصرف بصرَك عنه. وتَعادى القومُ، إذا أصاب هذا مثلُ داءٍ هذا من العَدْوى، أو يموت بعضهم في إثر بعض. قال الشاعر: فمالك من أروى تَعادَيْتِ بالعَمى * ولاقيتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا والعُدْوانُ: الظُلم الصراح. وقد عَدا عليه، وتَعَدَّى عليه، واعْتَدى كلُّه بمعنًى. وعَوادي الدهر: عوائقه. قال الشاعر : هَجَرَتْ غَضوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وَليكَ تَشْعَبُ والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانبُ الوادي وحافَتُه. قال الله تعالى: (إذ أنتم بالعُدْوَةِ الدُنيا وهُمْ بالعدوة القصوى) . والجمع عداء، مثل برمة (*) وبرام، ورهمة ورهام، وعديات . وقال أبو عمرو: العُدْوَةُ والعِدْوَةُ: المكان المرتفع. والعَدْوى: طلبُك إلى والٍ ليُعْدِيَكَ على من ظلمك، أي ينتقم منه. يقال: اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فأعْداني عليه، أي استعَنت به عليه فأعانَني عليه، والاسم منه العَدْوى، وهي المَعونَةُ. والعَدْوى أيضاً: ما يُعْدي من جَربٍ أو غيره، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال: أعْدى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ، أو من عِلَّة به أو جربٍ. وفى الحديث: " لا عدوى " أي لا يعدى شئ شيئا. والعَدو: الحُضّرُ. وأعْدَيْتُ فرسي واسْتَعْدَيْتُهُ، أي استحضرته. وأعْدَيْتَ في منطقك، أي جرت. وفلان مَعْدِيٌّ عليه، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر: وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني * أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا الأصمعي: العُدَواءُ على وزن الغُلَواءِ: المكان الذي لا يطمئنُّ من قَعد عليه. يقال: جئتُ على مركبٍ ذي عُدَواءَ، أي ليس بمطمئنٍّ ولا مستو. وأبو زيد مثله. الاصمعي: نمت على مكان مُتَعادٍ، إذا كانَ متفاوتاً ليس بمستوٍ. وهذه أرض مُتَعادِيَةٌ: ذات جِحَرَةٍ ولخاقيقَ: وعُدَواءُ الشغلِ أيضا: موانعه. قال العجاج يصف ثورا يحفر كناسا. وإن أصاب عدواء احرورفا * عنها وولاها ظلوفا ظلفا والعدواء أيضا: بعد الدار. ويقال: إنَّه لعَدَوانٌ بفتح العين والدال، أي شديد العَدْوِ. وذئبٌ عَدَوانٌ أيضاً: يَعْدو على الناس. ومنه قولهم: السطان ذو عدوان وذو بدوان. وعدوان بالتسكين: قبيلة، وهو عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان. والعادية من الإبل: المقيمة في العِضاهِ لا تفارقها، وليست ترعى الحَمْض. وقال كثَّير: وإنّ الذي يبغي من المال أهلُها * أوارِكُ لمَّا تأتلفْ وعَوادي يقول: أهل هذه المرأة يطلُبون من مهرها مالا يكون ولا يمكن، كما لا تأتلف هذه الابل الاوارك والعوادي. وكذلك العادِياتُ. وقال: رأى صاحبي في العادِياتِ نَجيبَةً * وأمْثالَها في الواضعاتِ القَوامِسِ ودفعتُ عنك عادِيَةَ فلانٍ، على أي ظلمه وشرَّه. والعَدِيُّ: الذين يَعْدونَ على أقدامهم، وهو جمع عاد مثل غاز وغزى. وقال : لما رأيت عدى القومِ يَسْلُبُهُمْ * طَلْحُ الشَواجِنِ والطَرْفاءُ والسلم وعدى من قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنسبة إليه عدوى. وعدى بن مناة من الرباب رهط ذى الرمة. وعدى في بنى حنيفة. وعدى في فزارة. وبنو العدوية: قوم من حنظلة وتميم. والعدوية من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع، يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل. يقال: أصابت الابل عدوية. وسموأل بن عادياء ممدود. قال النمر بن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته * والخل والخمر التى لم تمنع وقد قصره المرادى في الشعر فقال: بنى لنا عاديا حصنا حصينا * إذا ما سامنى ضيم أبيت
[عدا] فيه: لا "عدوى" ولا صفر، العدوى اسم من الإعداء، كالبقوى من الإبقاء، أعداه الداء بأن يصيبه مثل ما بصاحب الداء بأن يكون ببعير جرب مثلًا فيتقي مخالطته بابل أخرى حذرًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها ويظنون أنه بنفسه يتعدى فأبطله الإسلام وأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يمرض وينزل الداء، ولذا قال: فمن أعدى الأول، أي من أين صار فيه الجرب. ك: أي لا عدوى بطبعه ولكن بقضائه وإجراء العادة، فلذا نهى عن إيراد الممرض على المصح، وقال: وفر من المجذوم، وقيل: إنه مستثنى من لا عدوى. ط: العدوى مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير وهو بزعم الطب في سبع: الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية، فأبطله الشرع أي لا تسري علة إلى شخص، وقيل: بل نفى استقلال تأثيره بل هو متعلق بمشيئة الله، ولذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل والسفينة المعيبة، وأجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عامة، وأرى القول الثاني أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث والأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد. بغوي: وقيل: إن الجذام ذو رائحة تسقم من أطال صحبته ومؤاكلته ومضاجعته، وليس من العدوى بل من باب الطب كما يتضرر بأكل ما يعاف وشم ما يكره والمقام في مقام لا يوافق هواه، وكله بإذن اللهوفلم "يعد" أن رأى الناس- ويشرح في كاف. غ: "فمن "اعتدى" عليكم" أي ظلمكم "فاعتدوا" عليه" أمر إباحة لا ندب. "ولا "تعد" عينك عنهم"، لا تجاوزهم إلى غيرهم. "وأولادكم "عدوا" لكم" أي سببًا إلى معاصي الله، يستوي فيه الواحد وغيره. و"العدواء" الأرض الصلبة.

عدا: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً

وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قال رؤبة:

من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ

وحكى سيبويه: أَتيْته عَدْواً، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل،

وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع. وقالوا: هو مِنِّي

عَدْوةُ الُفَرَس، رفعٌ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه، وقد أَعْداه

إذا حَمَله على الحُضْر. وأَعْدَيْتُ فرسي: اسْتَحضَرته. وأَعْدَيْتَ في

مَنْطِقِكَ أَي جُرت. ويقال للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قال الله

تعالى: والعادِياتِ ضَبْحاً؛ قال ابن عباس: هي الخَيْل؛ وقال علي، رضي الله

عنه: الإِبل ههنا. والعَدَوانُ والعَدَّاء، كلاهما: الشَّديدُ العَدْوِ؛

قال:

ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر:

وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ

وقال الأَعشى:

والقارِحَ العَدَّا، وكلّ طِمِرَّةٍ

لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها

أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم

بذلك. وقال بعضهم: فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو، وذئْبٌ عَدَوانٌ

إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ؛ وأَنشد:

تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ،

نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ،

وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي

والعِداء والعَداءَ: الطَّلَق الواحد، وفي التهذيب: الطَّلَق الواحد

للفرس؛ وأَنشد:

يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

وقال: فمن فَتَحَ العينَ قال جازَ هذا إلى ذاك، ومن كَسَر العِدَاء

فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ، من العَدْو وهو الحُضْر، حتى يَلْحقَه.

وتَعادىَ القومُ: تَبارَوْا في العَدْو. والعَدِيُّ: جماعةُ القومِ

يَعْدون لِقِتال ونحوه، وقيل: العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة، وذلك

لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ

وهو منه؛ قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي:

لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم

طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يَسْلُبهم: يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم، وهذا البيت استشهد به

الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم، قال: وهو جمع عادٍ

مثل غازٍ وغَزِيٍّ؛ وبعده:

كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ،

إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم

والشَّواجِنُ: أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة، يقول: لمَّا

هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. وفي حديث لُقْمان: أَنا

لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ؛ العاديَة: الخَيْل تَعْدو، والعادي

الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد، وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ؛

ومنه حديث خيبر: فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم.

قال ابن سيده: والعاديةُ كالعَدِيِّ، وقيل: هو من الخَيْلِ خاصَّة، وقيل:

العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان؛ قال أبو ذؤيب:

وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما

تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِيحُ

ويقال: رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون

الفُرْسان. وقال أَبو عبيد: العَدِيُّ جماعة القَوْم، بلُغةِ هُذَيل.

وقوله تعالى: ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ

عَدْواً بغير علم، وقرئ: عُدُوّاً مثل جُلُوس؛ قال المفسرون: نُهُوا قبل

أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها،

وقوله: فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم؛ أَي فيسبوا الله عُدْواناً

وظُلْماً، وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام، لأَن المعنى

فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً، ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله

للظلم، ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً.

يقال في الظُّلْم: قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي

ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر، وقرئ: فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً، بفتح

العين وهو ههنا في معنى جماعة، كأَنه قال فيسُبُّوا الله أَعداء، وعَدُوّاً

منصوب على الحال في هذا القول؛ وكذلك قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ

عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ؛ عَدُوّاً في معنى أَعداءً، المعنى كما

جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَعداء، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك

من الأَنبياء وأُممهم، وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به، وشياطينَ

الإِنس منصوب على البدل، ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول

ثان وشياطين الإنس المفعول الأول. والعادي: الظالم، يقال: لا أَشْمَتَ

اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ. قال أَبو بكر: قولُ العَرَب

فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه. ويقال:

فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان

وعَدُوُّ فلان، فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال: هو خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ

التأْنيثِ لازمةٌ له، ومن قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه

بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور؛ قال الأَزهري: هذا إِذا

جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً

مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك. وقوله

تعالى: فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين؛ أَي فلا سَبيل، وكذلك قوله: فلا

عُدْوانَ عليَّ؛ أَي فلا سبيل عليَّ. وقولهم: عَدَا عليه فَضَربه بسيفه،

لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم. وعَدَا

عَدْواً: ظَلَمَ وجار. وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِيَ عليه أَي

سُرِقَ مالُه وظُلِمَ. وفي الحديث: ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ

غَنَمٍ؛ العادي: الظَّالِمُ، وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء. وفي

الحديث: ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي

الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا قَطْعَ على

عادِي ظَهْرٍ. وفي حديث ابن عبد العزيز: أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً

فلم يَرَ قَطْعَه وقال: تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ؛ العادِية: من عَدَا

يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه، والظَّهْرُ: ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء،

ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ. وقوله

تعالى: فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ قال يعقوب: هو فاعِلٌ من عَدَا

يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ. قال: وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ

فقلب، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان: الظُّلْم. وقوله تعالى: ولا

تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان؛ يقول: لا تَعاوَنوا على المَعْصية

والظُّلْم. وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً

وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى، كُلُّه: ظَلَمه. وعَدَا بنُو فلان على بني

فلان أَي ظَلَمُوهم. وفي الحديث: كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم

الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء؛ العَداءُ، بالفتح والمد: الظُّلْم

وتَجاوُز الحدّ. وقوله تعالى: وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا

تَعْتَدوا؛ قيل: معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا

تَقتلوا غَيْرَهُمْ، وقيل: ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل

النِّساءِ والأَطفال. وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه، كلاهما:

تَجاوَزَة. وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ: جاوَزَهُ على المَثَل. ويقال: ما يَعْدُو

فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه. والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشيء إِلى

غَيْرِه، يقال: عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ. وقوله: فلا تَعْتَدُوها أَي

لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها، وكذلك قوله: ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله؛

أَي يُجاوِزْها. وقوله عز وجل: فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم

العادُون؛ أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به، وقوله عز وجل: فمن

اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغه ويُغْنِيه

من الضرورة، وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ. يقال:

تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته. وقد قالت العرب:

اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ، كأَن معناه جاز عن الحق إِلى

الظلم. وعَدَّى عن الأَمر: جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه. وفي الحديث:

المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها، وفي رواية: في الزَّكاة؛ هُو أَن

يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها، وقيل: أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ

خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما

في الإِثم سواء. وفي الحديث: سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ؛ هو

الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة. وقوله

تعالى: فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم؛

سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلين

واحدةٌ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية؛ والعرب تقول: ظَلَمني

فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا،

والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل

قوله: وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها؛ السيئة الأُولى سيئة، والثانية مُجازاة

وإن سميت سيئة، ومثل ذلك في كلام العرب كثير. يقال: أَثِمَ الرجلُ

يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً.

قال الله تعالى: ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً؛ أَي جزاءً لإِثْمِه. وقوله:

إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون ما أُمرُوا به.

والعَدْوَى: الفساد، والفعلُ كالفعل. وعَدا عليه اللِّصُّ عَداءً

وعُدْواناً وعَدَواناً: سَرَقَه؛ عن أَبي زيد. وذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. وذِئْبٌ

عَدَوانٌ: يَعْدُو على الناسِ؛ ومنه الحديث: السلطانُ ذو عَدَوانٍ وذو

بَدَوانٍ؛ قال ابن الأَثير: أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ، من قولك: ما

عَداك أَي ما صَرَفَك. ورجلٌ مَعْدُوٌّ عليه ومَعْدِيٌّ عليه، على قَلْب

الواوِ ياءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حكاها سيبويه؛ وأَنشد لعبد يَغُوث بن وَقَّاص

الحارثِي:

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني

أَنا الليث، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا

أُبْدِلَت الياءُ من الواو اسْتِثْقالاً. وعدا عليه: وَثَب؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عارِمٍ الكلابي:

لقد عَلمَ الذئْب الذي كان عادِياً،

على الناس، أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ

وقد يكون العادي هنا من الفساد والظُّلم. وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً

وعُدْواناً وعَدّاه، كلاهما: صَرَفَه وشَغَله. والعَداءُ والعُدَواءُ

والعادية، كلُّه: الشُّغْلُ يَعْدُوك عن الشيء. قال مُحارب: العُدَواءُ عادةُ

الشُّغْل، وعُدَواءُ الشُّغْلِ موانِعُه. ويقال: جِئْتَني وأَنا في

عُدَواءَ عنكَ أَي في شُغْلٍ؛ قال الليث: العادِيةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر

يَعْدُوك عن أُمورك أَي يَشْغَلُك، وجمعها عَوَادٍ، وقد عَداني عنك أَمرٌ

فهو يَعْدُوني أَي صَرَفَني؛ وقول زهير:

وعادَكَ أَن تُلاقِيها العَدَاء

قالوا: معنى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، ويقال: معنى قوله عادَكَ عادَ لك

وعاوَدَك؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابِي:

عَداكَ عن رَيَّا وأُمِّ وهْبِ،

عادِي العَوادِي واختلافُ الشَّعْبِ

فسره فقال: عادي العوادي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ، وهذا كقوله

زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ. والعُدَواءُ: إِناخةٌ قليلة.

وتعادَى المكانُ: تَفاوَتَ ولم يَسْتوِ. وجَلَس على عُدَواءَ أَي على غير

استقامة. ومَرْكَبٌ ذُو عُدَواءَ أَي ليس بمُطْمَئِنٍّ؛ قال ابن سيده: وفي بعض

نسخ المصنف جئتُ على مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مصروف، وهو خطأٌ من أَبي عُبَيد

إِن كان قائله، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.

والتَّعادِي: أَمكنةٌ غير مستويةٍ. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة:

وكان في المسجد جَراثِيمُ وتَعادٍ أَي أَمكنة مختلفة غير مُستوية؛ وأَما

قول الشاعر:

منها على عُدَواء الدار تَسقِيمُ

(* قوله «منها على عدواء إلخ» هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم: هام الفؤاد بذكراها وخامره)

قال الأَصمعي: عُدَواؤه صَرْفُه واختلافه، وقال المؤرّج: عُدَواء على

غير قَصْدٍ، وإذا نام الإنسانُ على مَوْضِعٍ غير مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ

وانْخفاضٌ قال: نِمْتُ على عُدَواءَ. وقال النضر: العُدَواءُ من الأَرض

المكان المُشْرِف يَبْرُكُ عليه البعيرُ فيَضْطَجعُ عليه، وإلى جنبه مكانٌ

مطمئنٌ فيميل فيه البعير فيتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، وتَوَهُّنه

أَن يَمُدَّ جسمَه إلى المكان الوَطِئ فتبقى قوائمه على المُشْرِف ولا

يَسْتَطيع أَن يقومَ حتى يموت، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عمرو: العُدَواءُ

المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه مُتطأْطِئٌ، وهو المُتَعادِي. ومكانٌ

مُتَعادٍ: بعضُه وبعضُه مُتطامِن ليس بمُسْتوٍ. وأَرضٌ مُتعادِيةٌ: ذاتُ

جِحَرة ولَخاقِيق. والعُدَواءُ، على وَزْن الغُُلَواءِ: المكان الذي لا

يَطْمَئِنُ مَن قَعَد عليه.

وقد عادَيْتُ القِدْر: وذلك إذا طامَنْتَ إحدى الأَثافيِّ ورَفَعْت

الأُخْرَيَيْن لتميل القِدْر على النار.وتعادَى ما بينهم: تَباعَدَ؛ قال

الأَعشى يصف ظَبْيَة وغَزالها:

وتعادَى عنه النهارَ، فمَا تَعْـ

ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

يقول: تباعَدُ عن وَلَدها في المَرعى لئلا يَسْتَدِلَّ الذَّئبُ بها على

ولدِها. والعُدَواءُ: بُعْدُ الدار. والعَداءُ: البُعْد، وكذلك

العُدَواءُ. وقومٌ عِدًى: متَابعدون، وقيل: غُرباءُ، مقصورٌ يكتب بالياء،

والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ قال

الشاعر:

إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ منهم،

فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب

قال ابن بري: هذا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي، وقيل: هو

لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي، وقال ابن السيرافي: هو لدُودانَ بنِ

سَعْدٍ الأَسَدِي، قال: ولم يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًى، ومكانٌ

سِوًى، وماءٌ رِوًى، وماءٌ صِرًى، ومَلامةٌ ثِنًى، ووادٍ طِوًى، وقد جاء

الضمُّ في سُوًى وثُنًى وطُوًى، قال: وجاء على فِعَل من غير المعتلِّ لحمٌ

زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة؛ قال عليّ بنُ حمزة: قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ،

بالكسرة، لا غيرُ، فأما في الأعداءِ فيقال عِدًى وعُُدًى وعُداةٌ. وفي حديث

حبيب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر، رضي الله عنه، عن حِمْصَ قال: رَحِمَ

الله عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَىَ

(* في النهاية:

العدى بالكسر الغرباء والاجانب والأعداء، فأما بالضم قهم الأعداء خاصة.) ؛

العِدَى، بالكسر: الغُرَباءَ، أراد أنه يعزل قَوْمه من الولايات ويوَلي

الغُربَاء والأَجانِبَ؛ قال: وقد جاء في الشعر العِدَى بمعنى الأَعْداءِ؛

قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري:

فأَمَتْنا العُداةَ من كلِّ حَيٍّ

فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ العِداءُ

قال: وهذا يتوجه على أَنه جمع عادٍ، أَو يكون مَدَّ عِدًى ضرورة؛ وقال

ابن الأعرابي في قول الأَخطل:

أَلا يا اسْلَمِي يا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

وإنْ كان حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ

قال: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدًى إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا

أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ. وقومٌ عِدًى إذا كانوا حَرْباً، وقد رُوِي هذا

البيتُ بالكسر والضم، مثل سِوًى وسُوًى. الأَصمعي: يقال هؤلاء قومِ عدًى ،

مقصور، يكون للأعداء وللغُرَباء، ولا يقال قوم عُدًى إلا أَن تدخل الهاء

فتقول عُداة في وزن قضاة، قال أَبو زيد: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم

وتَفَرُّقُهم.

والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيق، يكون للواحد والاثنين والجمع والأُنثى

والذكَر بلفظٍ واحد. قال الجوهري: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ، وهو وصْفٌ

ولكِنَّه ضارع الاسم. قال ابن السكيت: فَعُولٌ إذا كان في تأْويل فاعلٍ كان

مُؤَنَّثُه بغير هاء نحو رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور، إلا حرفاً واحداً

جاءَ نادراً قالوا: هذه عَدُوَّة لله؛ قال الفراء: وإنما أَدخلوا فيها

الهاء تشبيهاً بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ، ومما وضَع به ابن

سيده من أَبي عبد الله بن الأَعرابي ما ذكره عنه في خُطْبة كتابه المحكم

فقال: وهل أَدَلُّ على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قولِ أَبي عبدِ

الله بنِ الأَعرابي في كتابه النوادر: العَدوّ يكون للذكر والأُنثى بغير

هاء، والجمع أَعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى، فأَوْهم أَن هذا

كلَّه لشيءٍ واحد؟ وإنما أَعداءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً

كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ، لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً متساويانِ

في العِدَّةِ والحركة والسكون، وكون حرف اللين ثالثاً فيهما إلا بحسب

اختلاف حَرفَيِ اللَّين، وذلك لا يوجبُ اختلافاً في الحكم في هذا، أَلا

تَراهم سَوَّوْا بين نَوارٍ وصَبورٍ في الجمع فقالوا نُوُرٌ وصُبُرٌ، وقد

كان يجب أَن يكسَّر عَدُوٌّ على ما كُسّرَ عليه صَبُورٌ؟ لكنهم لو فعلوا

ذلك لأَجْحفوا، إذ لو كَسَّروه على فُعُلٍ للزم عُدُوٌ، ثم لزم إسكان الواو

كراهية الحركة عليها، فإذا سَكَنَت وبعدها التنوين التقى ساكناًًً ُ ئُ

آؤآؤ ٍُى

ُْدٌ ، وليس في الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة، فإن أَدَّى إلى ذلك

قياس رُفِضَ، فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عُدٍ،

فتَنَكَّبت العرب ذلك في كل معتلِّ اللام على فعول أَو فَعِيل أَو فَعال أَو

فِعالٍ أَو فُعالٍ على ما قد أَحكمته صناعة الإعرابِ، وأَما أَعادٍ فجمعُ

الجمع، كَسَّروا عَدُوّاً على أَعْداءٍ ثم كَسَّروا أَعْداءً على أَعادٍ

وأَصلُه أَعاديّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأن حرفَ اللَّين إذا ثبَت رابعاً في

الواحدِ ثبتَ في الجمع، واكان ياء، إلا ان يُضْطَرَّ إليه شاعر كقوله

أَنشده سيبويه:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

ولكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الياءَين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع

مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قال: ولا يمتنع أَن يجيء على الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ،

فكذلك لا يمتنع أَن يقال أَعادِيّ، وأَما عُداةٌ فجمع عادٍ؛ حكى أَبو زيد

عن العرب: أَشْمَتً اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ، وهذا مُطَّرِدٌ في باب

فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ، يعني أَن يُكَسَّر على فُعلَةٍ كقاضٍ

وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ، وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة

عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، وهذا شبيه بلفظِ أَكثرِ الناس في توهُّمِهم أَن كُماةً

جمعُ كَمِيٍّ، وفعيلٌ ليس مما يكسَّر على فُعَلةٍ، وإنما جمعُ سحٍَِمِيٍّ

أَكماءٌ؛ حكاه أَبو زيد، فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَى شجاعتَه

وشهادَتَه كتَمها، وأَما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع، لأن فِعَلاً

وفُعَلاً ليسا بصيغتي جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة وربما كانت لفَعْلة، وذلك

قليل كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر، والله أَعلم.

والعَداوة: اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ، يقا: عَدُوٌّ بَيِّنُ العَداوة،

وفلانٌ يُعادِي بني فلان. قال الله عز وجل: عسَى اللهُ أَن يَجْعلَ بينَكم

وبينَ الذين عادَيْتم منهمْ مَوَدَّة؛ وفي التنزيل العزيز: فإِنَّهم

عَدَوٌّ لي؛ قال سيبويه: عَدُوٌّ وصْفٌ ولكنه ضارَع الاسم، وقد يُثنَّى

ويُجمع ويُؤَنَّث، والجمع أَعْداءٌ، قال سيبويه: ولم يكسرَّ على فُعُلٍ، وإن

كان كصَبُورٍ، كراهية الإِخْلالِ والاعْتلال، ولم يكسَّر على فِعْلانٍ

كراهية الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن ليس بحاجز حصِين، والأعادِي جمع

الجمع. والعِدَى، بكسر العين، الأَعْداءُ، وهوجمعٌ لا نظير له، وقالوا في

جَمْعِ عَدُوَّة عدايا لم يُسْمَعْ إلا في الشعر. وقوله تعالى

هُمفاحْذَرْهُم؛ قيل: معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَى، وقيل: معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ

لأَنهم كانوا أَعْداء النبي،صلى الله عليه وسلم، ويُظهرون أَنهم معه.

والعادي: العَدُوُّ، وجَمْعُه عُداةٌ؛ قالت امرأَة من العرب:

أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ

وقال الخليل في جماعة العَدُوِّ عُدًى وعِدًى، قال: وكان حَدُّ الواحد

عَدُو،بسكون الواو، ففخموا آخره بواو وقالوا عَدُوٌّ، لأنهم لم يجدوا في

كلام العرب اسماً في آخره واو ساكنة، قال: ومن العرب من يقول قومٌ عِدًى،

وحكى أَبو العباس: قومٌ عُدًى، بضم العين، إلا أَنه قال: الاخْتِيار إذا

كسرت العين أن لا تأْتيَ بالهاء، والاختيارُ إذا ضَمَمْتَ العينَ أَن

تأْتيَ بالهاء؛ وأَنشد:

مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى

بلَيلى، وإن لم تَجْزني ما أَدِينُها

وقد عادَاه مُعاداةً وعِداءً، والاسمُ العَداوة، وهو الأَشدُّ عادياً.

قال أَبو العباس: العُدَى جمع عَدوّ، والرُّؤَى جمع رؤيَةٍ، والذُّرَى جمع

ذِرْوَة؛ وقال الكوفيون: إنما هو مثل قُضاة وغُزاة ودُعاة فحذفوا الهاء

فصارت عُدًى، وهو جمع عادٍ. وتَعادَى القومُ: عادَى بعضُهم بعضاً. وقومٌ

عِدًى: يكتب بالياء وإن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التي في أَوَّله،

وعُدًى مثله، وقيل: العُدَى الأَعْداءُ، والعِدَى الأَعْداءُ الذين لا

قَرابة بينك وبينَهُم، قال: والقول هو الأَوّل. وقولُهم: أَعْدَى من

الذئبِ، قال ثعلب: يكون من العَدْوِ ويكون من العَداوَة، وكونُه من العَدْوِ

أَكثر، وأُراه إنما ذهب إلى أَنه لا يقال أَفْعَل من فاعَلْت، فلذلك جاز

أَن يكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة. وتَعادَى ما بينَهم: اخْتَلف.

وعَدِيتُ له: أَبْغَضْتُه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن شميل: رَدَدْت عني

عادِيَةَ فلان أَي حِدَّته وغَضبه. ويقال: كُفَّ عنا عادِيَتَك أَي ظُلْمك

وشرّك، وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغِية والثاغية. يقال: سمعت راغِيَةَ

البعير وثاغية الشاة أَي رُغاء البعير وثُغاء الشاة، وكذلك عاديَةُ الرجل

عَدْوُه عليك بالمكروه.والعُدَواء: أَرض يابسة صُلْبة ورُبَّما جاءت في

البئر إذا حُفِرَتْ، قال: وقد تَكُون حَجَراً يُحادُ عنه في الحَفْرِ؛ قال

العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:

وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عَنْها، وَوَلاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا

أَكَّد بالظُّلَّفِ كما يقال نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه

جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً، وهذا الرجز أَورده الجوهري شاهداً على عُدَواءِ

الشُّغْلِ موانِعِه؛ قال ابن بري: هو للعجاج وهو شاهد على العُدَواء الأرضِ

ذات الحجارة لا على العُدَواء الشُّغْلِ، وفسره ابن بري أَيضاً قال :

ظُلَّف جمع ظالِف أَي ظُلُوفُهِ تمنع الأَذى عنه؛ قال الأزهري: وهذا من قولهم

أَرض ذاتُ عُدَواءَ إذا لم تكن مستقيمة وَطِيئةً وكانت مُتَعادِيةً. ابن

الأَعرابي: العُدَواءُ المكان الغَلِيظ الخَشِن. وقال ابن السكيت: زعم

أَبو عمرو أَن العِدَى الحجارة والصُّخور؛ وأَنشد قول كُثَيَّر:

وحالَ السَّفَى يَيني وبَينَك والعِدَى،

ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ النَّقيبة ماجِدُ

أَراد بالسَّفَى ترابَ القبر، وبالعِدَى ما يُطْبَق على اللَّحد من

الصَّفائح.

وأَعْداءُ الوادي وأَعْناؤه: جوانبه؛ قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ

العِدَى، وهي الحجارة والصخور:

أَو اسْتَمَرّ لَمسْكَنٍ، أَثْوَى به

بِقَرارِ ملْحَدةِ العِداءِ شَطُونِ

وقال أَبو عمرو: العِداءُ، ممدودٌ، ما عادَيْت على المَيّت حينَ

تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه، الواحدة عِداءة. ويقال

أَيضاً: العِدَى والعِداءُ حجر رقيق يستر به الشيء، ويقال لكلِّ حجر يوضع

على شيء يَسْتُره فهو عِدَاءٌ؛ قال أُسامة الهذلي:

تالله ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى

قد ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى،

مُغادَراً تحتَ العِداء والثَّرَى

معناه: ما حُبِّي عليّاً بخَطَاٍ. ابن الأعرابي: الأعْداء حِجارَة

المَقابر، قال: والأدْعاء آلام النار

(* قوله «آلام النار» هو هكذا في الأصل

والتهذيب.)

ويقال: جـئْـتُك على فَرَسٍ ذي عُدَواء، غير مُجْرىً إذا لم يكن ذا

طُمَأْنينة وسُهولة.

وعُدَوَاءُ الشَّوْق: ما بَرَّح بصاحبه.

والمُتَعَدِّي من الأفعال: ما يُجاوزُ صاحبَه إلى غيره. والتَّعَدِّي في

القافِية: حَرَكة الهاء التي للمضمر المذكر الساكنة في الوقف؛

والمُتَعَدِّي الواوُ التي تلحقُه من بعدها كقوله:

تَنْفُشُ منه الخَيْل ما لا يَغْزِ لُهُو

فحَركة الهاء هي التَّعَدِّي والواو بعدها هي المُتَعَدِّي؛ وكذلك قوله:

وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي

حركة الهاء هي التَّعَدِّي والياء بعدها هي المُتَعَدِّي، وإنما سميت

هاتان الحركتان تَعَدِّياً، والياء والواوُ بعدهما مُتَعَدِّياً لأنه

تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عن الواجبِ، ولا يُعْتَدُّ به في الوزن لأنّ الوزنَ قد

تَناهى قبلَه، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

وعَدَّاه إليه: أَجازَه وأَنْفَذَه.

ورأيتهم عدا أَخاك وما عدَا أَخاكَ أَي ما خَلا، وقد يُخْفَض بها دون ما

، قال الجوهري: وعَدَا فعل يُسْتَثْتى به مع ما وبغير ما ، تقولُ جاءَني

القومُ ما عَدَا زيداً، وجاؤوني عدًا زيداً، تنصبُ ما بعدها بها

والفاعلُ مُضْمَر فيها. قال الأَزهري: من حروف الاستثناء قولهم ما رأَيت أَحداً

ما عَدَا زيداً كقولك ما خلا زيداً، وتَنْصب زيداً في هذَيْن، فإذا

أَخرجتَ ما خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ ما رأيتُ أَحداً عدَا زيداً وعدا زيدٍ وخلا

زَيْداً وخَلا زيدٍ، النصب بمعنى إلاَّوالخفضُ بمعنى سِوى.

وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ

لك عليها، هذه عن ابن الأَعرابي. ويقال: تعَدَّ ما أَنت فيه إلى غيره أَي

تجاوَزْه. وعدِّ عما أَنت فيه أَي اصرف هَمَّك وقولَك إلى غيره.

وْعَدَّيْتُ عني الهمَّ أَي نحَّيته. وتقول لمن قَصَدَك: عدِّ عنِّي إلى غيري:

ويقال: عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَي جافِها، وما عدا فلانٌ أَن صَنعَ كذا،

وما لي عن فلانٍ مَعْدىً أَي لا تَجاوُزَ لي إلى غيره ولا قُصُور دونه.

وعَدَوْته عن الأمر: صرَفْته عنه. وعدِّ عما تَرَى أَي اصرف بصَرَك عنه.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فيهما نبيذٌ

فشَرِبَ من إحداهما وعَدَّى عن الأُخرى أَي تَرَكها لما رابه منها. يقال: عدِّ

عن هذا الأمرِ أَي تجاوَزْه إلى غيره؛ ومنه حديثه الآخرُ: أَنه أُهْدِيَ

له لبن بمكة فعدَّاه أَي صرفه عنه.

والإعْداءُ: إعْداءُ الحرب. وأَعداه الداءُ يُعديه إعداءً: جاوزَ غيره

إليه، وقيل: هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ.

وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به: جوّزه إليه، والاسم من كل ذلك

العَدْوى. وفي الحديث: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا

غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً. وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث، وهو اسمٌ

من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ. والعَدْوى:

أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن

يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه، فقد أَبطَله

الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الأَمر ليس كذلك، وإنما الله تعالى هو الذي

يُمرض ويُنْزلُ الداءَ، ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له، صلى الله

عليه وسلم: إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها،

فقال النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، للذي خاطبه: فمَن الذي أَعدَى البعيرَ

الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب؟ قال الأَزهري: العَدْوَى أَن يكون

ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته

حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه.

ويقال: إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى

يَجْرَبَ، وقد نَهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، مع إنكاره العَدْوى، أَن

يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها

العَدْوَى. والعَدْوَى: اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي، فهو مُعْدٍ، ومعنى

أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره، أَو أَجاز جَرَباً بغيره

إِليه، وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ. وتعادَى القومُ أَي

أَصاب هذا مثلُ داء هذا. والعَدْوَى: طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ

ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه. قال ابن سيده: العَدْوَى النُّصْرَة

والمَعُونَة. وأَعْداهُ عليه: نَصَره وأَعانه. واسْتَعْداهُ: اسْتَنْصَره

واستعانه. واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه. وأَعْداهُ

عليه: قَوَّاه وأَعانه عليه؛ قال يزيد ابن حذاق:

ولقد أَضاءَ لك الطَّريقُ، وأَنْهَجَتْ

سُبُلُ المكارِمِ، والهُدَى يُعْدي

أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك على الطَّريقِ ويُعينُك؛

وقال آخر:

وأَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ

فتُعْطِي، وقد يُعْدِي على النَّائِلِ الوُجْدُ

ويقال: اسْتَأْداه، بالهمزة، فآداه أَي أَعانَه وقَوَّاه، وبعضُ أَهل

اللغة يجعل الهمزة في هذا أَصلاً ويجعل العين بدلاً منها. ويقال: آدَيْتُك

وأَعْدَيْتُك من العَدْوَى، وهي المَعونة. وعادى بين اثنين فصاعِداً

مُعاداةً وعِداءً: وإلي؛ قال امرؤ القيس:

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ،

وبين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

ويقال: عادى الفارِسُ بين صَيْدَيْن وبين رَجُلَين إِذا طَعَنهما طعنتين

مُتَوالِيَتَيْن. والعِدَاء، بالكسر، والمُعاداة: المُوالاة والمتابَعة

بين الاثنين يُصرَعُ أَحدهما على إِثر الآخر في طَلَقٍ واحد؛ وأَنشد

لامرئ القيس:

فعادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونَعْجةٍ

دِراكاً، ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

يقال: عادَى بين عَشَرة من الصَّيْد أَي والى بينها قَتْلاً ورَمْياً.

وتعادَى القومُ على نصرهم أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا. وعِداءُ كلِّ شيءٍ

وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه: طَوَارُه، وهو ما انْقادَ معه

مِن عَرْضِه وطُولِه؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن

العلاء:بَكَتْ عَيْني، وحَقَّ لها البُكاءُ،

وأَحْرَقَها المَحابِشُ والعَدَاء

(* قوله« المحابش» هكذا في الأصل.)

وقال ابن أَحمر يخاطب ناقته:

خُبِّي، فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ

إِلاّ العَداءُ، وإِلا مكنع ضرر

(* قوله« إلا مكنع ضرر» هو هكذا في الأصل.)

ويقال: لَزِمْت عَداءَ النهر وعَدَاءَ الطريق والجبلِ أَي طَوَاره. ابن

شميل: يقال الْزَمْ عَدَاء الطريق، وهو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه. ويقال:

خُذْ عَداءَ الجبل أَي خذ في سَنَدِه تَدورُ فيه حتى تعلُوَه، وإِن

اسْتَقام فيه أَيضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَه. وقال ابن بزرج: يقال الْزَمِ عِدْوَ

أَعْدَاءِ الطريقِ

(* قوله« عدو أعداء الطريق» هكذا في الأصل والتهذيب.)

والْزَمْ أَعْدَاء الطريق أَي وَضَحَه. وقال رجل من العرب لآخر:

أَلَبناً نسقيك أَم ماءً؟ فأَجاب: أَيَّهُما كان ولا عَدَاءَ؛ معناه لا بُدَّ من

أَحدهما ولا يكونن ثالث.

ويقال: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ.

قال الأَزهري: والتَّعْداءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز.

والعِدَى والعَدَا: الناحية؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَعْداءٌ.

والعُدْوةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عن كراع. والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوةُ

والعَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الوادي؛ حكى اللحياني هذه الأَخيرةَ عن يونس.

والعُدْوة: سنَدُ الوادي، قال: ومن الشاذِّ قراءة قَتادة: إِذ أَنتم

بالعَدْوةِ الدنيا.والعِدْوة والعُدْوة أَيضاً: المكان المرتفع. قال الليث:

العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادي، ويقال عِدْوة. وفي التنزيل: إِذ أَنتم

بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القُصْوى؛ قال الفراء: العُدْوة شاطئُ

الوادي، الدنيا مما يَلي المدينة، والقُصْوَى مما يلي مكة، قال ابن السكيت:

عُدْوةُ الوادي وعِدْوتُه جانبُه وحافَتُه، والجمع عِدًى وعُدًى؛ قال

الجوهري: والجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ؛

قال ابن بري: قال الجوهري الجمع عِدَياتٌ، قال: وصوابه عِدَاواتٌ ولا

يجوز عِدِواتٌ على حدّ كِسِراتٍ. قال سيبويه: لا يقولون في جمع جِرْوةٍ

جِرِياتٌ، كراهة قلْب الواو ياءً، فعلى هذا يقال جِرْوات وكُلْياتٌ

بالإِسكان لا غيرُ. وفي حديث الطاعون: لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادياً له

عُدْوتانِ؛ العدوة، بالضم والكسر: جانبُ الوادي، وقيل: العُدوة المكان المرتفع

شيئاً على ما هو منه. وعَداءُ الخَنْدَقِ وعَداء الوادي: بطنُه وعادَى

شعرَه: أَخَذَ منه. وفي حديث حُذَيْفَة: أَنه خرج وقد طَمَّ رأْسَه فقال:

إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا يُصيبُها الماء جَنابةً، فمن ثَمَّ عاديتُ رأْسي

كما تَرَوْنَ؛ التفسير لشمر: معناه أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ

الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر، وقال غيره: عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه

ولم أَدْهُنْه، وقيل: عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضْوء وغُسْلٍ.

ورَوَى أَبو عَدْنانَ عن أَبي عبيدة: عادَى شعره رَفَعَه، حكاه الهَرَويّ في

الغريبين، وفي التهذيب: رَفَعَه عند الغسلِ. وعادَيْت الوسادةَ أَي

ثَنَيْتُها. وعادَيْتُ الشيءَ: باعَدْته. وتَعادَيْتُ عنه أَي تَجَافَيْت. وفي

النوادر: فلان ما يُعادِيني ولا يُواديني؛ قال: لا يُعاديني أَي لا

يُجافِيني، ولا يُواديني أَي لا يُواتيني.

والعَدَوِيَّة: الشجر يَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربيع.قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل، يقال: أَصاب المالُ عَدَويَّةً، وقال

أَبو حنيفة: لم أَسمَعْ هذا من غير أَبي زِيادٍ. الليث: العَدَوِيَّة من

نبات الصيف بعد ذهاب الربيع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل،

تقول: أَصابت الإِبلُ عَدَويَّةً؛ قال الأَزهري: العَدَويَّة الإِبل التي

تَرْعى العُدْوة، وهي الخُلَّة، ولم يضبط الليث تفسير العَدَويَّة فجعله

نَباتاً، وهو غلط، ثم خَلَّط فقال: والعَدَويَّة أَيضاً سِخالُ الغنم،

يقال: هي بنات أَربعين يوماً، فإِذا جُزَّت عنها عَقِيقتُها ذهب عنها هذا

الاسم؛ قال الأَزهري: وهذا غلط بل تصحيف منكر، والصواب في ذلك

الغَدَويَّة، بالغين، أَو الغَذَويَّة، بالذال، والغِذاء: صغار الغنم، واحدها

غَذِيٌّ؛ قال الأَزهري: وهي كلها مفسرة في معتل الغين، ومن قال العَدَويةُ

سِخال الغنم فقد أَبْطَل وصحَّف، وقد ذكره ابن سيده في مُحكَمِه أَيضاً فقال:

والعَدَويَّة صِغارُ الغنمِ، وقيل: هي بناتُ أَربعين يوماً.

أَبو عبيد عن أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً

وهو أَن يَمُوتَ بعضهم في إِثْر بعض. قال ابن سيده: وتَعادَى القومُ

وتَعادَتِ الإِبلُ جميعاً أَي مَوَّتَتْ، وقد تَعادَتْ بالقَرْحة. وتَعادَى

القوم: ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ في شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ واحد؛ قال:

فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعادَيْت بالعَمى،

ولاقَيْتِ كَلاّباً مُطِّلاً وراميا

يدعُو عليها بالهلاكِ.

والعُدْوة: الخُلَّة من النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها

الإِبلُ قيل إِبل عُدْويَّةٌ على القِياسِ، وإِبلٌ عَدَويَّة على غَيْرِ

القِياسِ، وعَوادٍ على النَّسَبِ بغير ياء النَّسَبِ؛ كلّ ذلك عن ابن

الأَعرابي. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعى الحَمْضَ قال كُثَيِّر:

وإِنَّ الذي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها

أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي

ويُرْوى: يَبْغِي؛ ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون في مَهْرِها من

المالِ ما لا يُمْكن ولا يكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ

والعَوادي، فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوادِيَ على هذَيْن القولين هي التي تَرْعى

الخُلَّةَ والتي تَرْعَى الحَمْضَ، وهما مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن

الخُلَّة ما حَلا من المَرْعى، والحَمْض منه ما كانت فيه مُلُوحَةٌ،

والأَوارك التي ترعى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ ولا خُلَّة، إِنما هو شجر عِظامٌ.

وحكى الأَزهري عن ابن السكيت: وإِبلٌ عادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة ولا

تَرْعَى الحَمْضَ، وإِبلٌ آركة وأَوَارِكُ مقيمة في الحَمْضِ؛ وأَنشد بيت كثير

أَيضاً وقال: وكذلك العادِيات؛ وقال:

رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً،

وأَمْثالها في الواضِعاتِ القَوامِسِ

قال: ورَوَى الرَّبيعُ عن الشافعي في باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ

وأَوارِكَ، قال: والفرق بينهما ما ذكر. وفي حديث أَبي ذرّ: فقَرَّبوها

إِلى الغابة تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو في الشَّجَر؛ يعني الإِبلَ أَي

تَرْعى العُدْوَةَ، وهي الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل.

قال الجوهري: والعادِيةُ من الإِبل المُقِيمة في العِضاهِ لا تُفارِقُها

وليست تَرْعَى الحَمْضَ، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: فإذا شَجَرة

عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ، وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ، صلى

الله عليه وعلى نَبيِّنا وسلم، وكلّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لم

يُدْرِكْهُم. وفي كتاب عليٍّ إِلى مُعاوية: لم يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا

وعادِيُّ طَوْلِنا على قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا.

وتَعدَّى القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن

اشْتِراء اللَّحْمِ، وتَعَدَّوْا أَيضاً: وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ

فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ وقول سَلامَة بن جَنْدَل:

يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها،

ولَوْ تَعادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب

معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ وقول الكميت:

يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الـ

أَبعدِ، هَلْ في مطافِهِ رِيَب؟

قال: عَدْوة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هل يَرى رِيبةً تَريبهُ. وقال

الأَصمعي: عداني منه شر أَي بَلَغني، وعداني فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ

يَعْدُوني عَدْواً؛ وفلان قد أَعْدَى الناس بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً،

وقد جلَسْتُ إِليه فأَعْداني شرًّا أَي أَصابني بشرِّه. وفي حديث عليّ،

رضي الله عنه، أَنه قال لطَلْحَة يومَ الجَمَل: عرَفْتَني بالحجاز

وأَنْكَرْتني بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا؟ وذلك أَنه كان بايَعه بالمَدِينة

وجاءَ يقاتله بالبَصْرة، أَي ما الذي صَرَفَك ومَنَعك وحملك على

التَّخَلّف، بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم في الطاعة والمتابعة، وقيل: معناه ما

بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي، وقيل: معنى قوله ما عَدَا مِمَّا

بدَا أَي ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَي ما شَغَلك؛ وأَنشد:

عداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي

عَجايا كلُّها، إِلاَّ قَلِيلاَ

وقال الأَصمعي في قول العامة: ما عدَا مَنْ بَدَا،

هذا خطأٌ والصواب أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا، على الاستفهام؛ يقول: أَلمْ

يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم، ولو أَراد الإِخبار قال: قد عَدَا منْ

بَدانا بالظلم أَي قد اعْتَدَى، أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا. قال أَبو

العباس: ويقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظاهراً

جِهاراً.وعَوادي الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قال الشاعر:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يتَجَنَّبُ،

وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ

وقال المازني: عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى؛ وأَنشد:

وما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلاَّ،

حتى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلاَّ

وعَدِيٌّ: قَبيلَةٌ. قال الجوهري: وعَدِيٌّ من قُرَيش رهطُ عُمر بن

الخطاب، رضي الله عنه، وهو عَدِيُ بن كَعْب بن لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ

بن مالكِ بنِ النَّضْرِ، والنسبة إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ، وحُجَّة

مَن أَجازَ ذلك أَن الياءَ في عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصحيح في

اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عليها فقالوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ، جَرَى

مَجْرَى حَنِيفٍ فقالوا عَدَيِيٌّ كما قالوا حَنَفِيٌّ، فِيمَن نُسِب إِلى

حَنِيفٍ. وعَدِيُّ بن عبد مَناة: من الرِّباب رَهْطِ ذي الرُّمَّة،

والنسبة إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ، وعَدِيٌّ في بني حَنيفة، وعَدِيٌّ في فَزارة.

وبَنُو العَدَوِيَّة: قومٌ من حَنْظلة وتَمِيمٍ.وعَدْوانُ، بالتسكين:

قَبيلَةٌ، وهو عَدْوانُ بن عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ؛ قال الشاعر:

عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوا

نَ، كانوا حيَّةَ الأَرضِ

أَراد: كانوا حَيَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ موضع الجمع. وبَنُو

عِدًى: حَيٌّ من بني مُزَيْنَة، النَسَبَ إِليه عِداويٌّ نادرٌ؛ قال:

عِداوِيَّةٌ، هيهاتَ منكَ محلُّها

إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أُوارَةِ. ومَعْدِ يكرَبَ: من جَعله مَفْعِلاً كان له

مَخْرَج من الياء والواو، قال الأَزهري: مَعْدِيكرَب اسمان جُعِلا اسماً

واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً، وهو الفتح. وبنو عِداءٍ

(* قوله« وبنو عداء

إلخ» ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين، وفي

القاموس: وبنو عداء، مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ.): قبيلة؛ هن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلمْ تَرَ أَنَّنا، وبَني عِداءٍ،

توارَثْنا من الآباء داءَ؟

وهم غيرُ بني عِدًى من مُزينة. وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ، ممدودٌ؛ قال

النَّمِر بن تَوْلب:

هَلاَّ سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه،

والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع

وقد قصَره المُرادِي في شِعْره فقال:

بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً،

إِذا ما سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ

بجح

بجح: بالشيء وتبجح، افتخر، وبجحته عظمته.

بجح


بَجِحَ(n. ac. بَجَح)
a. [Bi], Rejoiced at.
بَجَّحَa. Gladdened.
بجح
فلانٌ يَتَبَجَّحُ بفلانٍ: أي يَهْذي به إعْجاباً وفَخَراً. وفي الحديثِ: " بَجَحَني فَبَجِحْتُ " أي أفْرَحَني فَفَرِحْتُ.
ب ج ح: (بَجَّحَهُ فَتَبَجَّحَ) أَيْ فَرَّحَهُ فَفَرِحَ. 
(بجح)
بِهِ بجحا فَرح وفخر وَالشَّيْء عظمه فَهُوَ باجح

(بجح) بِهِ بجحا فَرح وفخر فَهُوَ بجح
بجح: بَجَح يبجح بَجْحاً وبجاحة: يقال للكلاب والوحوش المفترسة بمعنى انتجت (فوك).
تبجح: أفرح (؟) (عباد 1: 42، وكتابة الكلمة فيه مشكوك في صحتها) وعند ابن بسام: يتحنج.
ب ج ح

أنا متبجح بمكان فلان وبجح به وقد بجحني ذلك. والنساء يتباجحن فيما بينهن إذا تباهين وتفاخرن وعدت كل واحدة حظوتها. ولقيت منه المناجح والمباجح.
ب ج ح : بَجَحَ بِالشَّيْءِ مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَتَعِبَ إذَا فَخَرَ بِهِ وَتَبَجَّحَ بِهِ كَذَلِكَ وَبَجَحْت الشَّيْءَ أَبْجَحُهُ بِفَتْحِهِمَا إذَا عَظَّمْته. 
[بجح] البَجَحُ: الفرَحُ. وقد بَجِحَ بالشئ، وبجح به أيضا لغة ضعيفة فيه. وبجحته أيضا تبجيحا فتبجح، أي أفرحته ففرح. وفى حديث أم زرع: " وبجحنى فبجحت ".
(ب ج ح)

بجِح بَجَحا، وبجَحَ يَبْجَح، وابتَجحَ: فَرح، قَالَ:

ثُمَّ استَمَرَّ بهَا شَيْحانُ مُبْتَجحٌ ... بالبين عَنْك بِمَا يرآكَ شنآنا

وتَبَجَّحَ كابتجح. وَرجل بجَّاحٌ. وأبجَحَه الْأَمر وبجَّحه. وَفِي حَدِيث أم زرع: " وبَجَّحني فبَجَحْتُ ".

وَرجل باجحٌ: عَظِيم، من قوم بُجَّحٍ وبُجُحٍ، قَالَ رؤبة:

عليكَ سَيْبُ الخُلَفاءِ البُجَّحِ

وتَبَجَّحَ بِهِ: فَخر. 

بجح: البَجَحُ: الفَرَحُ، بَجِحَ بَجَحاً

(* قوله «بجح بجحاً إلخ» بابه

فرح ومنع اهـ. قاموس.)، وبَجَحَ يَبْجَحُ وابْتَجَحَ: فَرِحَ؛ قال:

ثم اسْتَمرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

بالبَيْنِ عنك بما يَرْآك شَنْآنا

قال الجوهري: بَجِحَ بالشيء، وبَجَحَ به أَيضاً، بالفتح: لغة ضعيفة فيه.

وتَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ. ورجل بَجَّاحٌ. وأَبْجَحَه الأَمْرُ وبَجَّحَه:

أَفرحه. وفي حديث أُمِّ زَرْع؛ وبَجَّحَني فَبَجَحْتُ أَي فَرَّحَني

فَفرِحْت، وقيل: عَظَّمني فعَظُمَتْ نَفْسِي عندي. وبَجَّحْتُه أَنا

تَبْجِيحاً فَتَبَجَّحَ أَي أَفرحته فَفَرِح.

ورجل باجٍحٌ: عظيم من قومٍ بُجَّحٍ وبُجْحٍ؛ قال رؤبة:

عليك سَيْبُ الخُلفاءِ البُجَّحِ

وتَبَجَّحَ به: فَخَرَ. وفلان يَتَبَجَّحُ علينا ويَتَمَجَّحُ إِذا كان

يَهْذي به إِعجاباً، وكذلك إِذا تَمَزَّحَ به. اللحياني: فلان

يَتَبَجَّحُ ويَتَمَجَّح أَي يفتخر ويباهي بشيءٍ ما، وقيل: يتعظم، وقد بَجِحَ

يَبْجَحُ؛ قال الراعي:

وما الفَقْرُ عن أَرضِ العَشِيرةِ ساقَنا

إِليكَ، ولكنَّا بِقُرباكَ نَبْجَحُ

بجح
: (البَجَحُ، محرَّكةً: الفَرَحُ) .
(و) قد (بَجِحَ بِهِ كفَرِحَ) بَجَاً وابْتَجَحَ: فَرِحَ. قَالَ:
ثمَّ اسْتَمَرّ بهَا شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ
بالبَيْنِ عَنْك بِمَا يَرْآكَ شَنْآنَا
وَقَالَ الجوهريّ: بَجِحَ بالشَّيْءِ (و) بَجَحَ بِهِ (كَمَنَعَ) لُغة (ضعيفةٌ) فِيهِ.
وتَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ.
ورَجُلٌ بَجّاحٌ.
وأَبْجَحَه الأَمرُ، وبَجَّحَه: أَفْرَحَه:
(وبَجَّحْتُه تَبْجيحاً فتَبَجَّحَ) ، أَي أَفرَحْته ففَرِحَ. وَفِي حَدِيث أُمِّ زرعٍ: (وبَجَّحَني فَبَجحْت) ، أَي فَرَّحَني ففَرِحْت. وَقيل: عَظَّمَني فَعظُمَتْ نَفْسِي عِندي.
ورَجُلٌ باجِحٌ: عظيمٌ، من قومٍ بُجَّحٍ وبُجْح.
وتَبجَّحَ بِهِ: فَخَرَ. وفُلانٌ يَتَبجَّحُ علينا ويتَمجَّحُ، إِذا كَانَ يَهْذِي بِهِ إِعجاباً. وكذالك إِذا تَمزَّحَ بِهِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ: فُلانٌ يَتَبَجَّحُ ويَتمَجَّحُ، أَي يَفتخِر ويُباهِي بشيءْ مَا. وَقيل: يَتعَظَّمُ. (وَقد بَجِحَ يَبْجَحُ) قَالَ الرّاعي:
وَمَا الفقرُ عَن أَرْضِ العَشِيرةِ ساقَنَا
إِليكَ ولاكِنَّا بقُرْبَاكَ نَبْجَحُ
وَفِي (الأَساس) : والنِّساءُ يَتَبَاجَحْن: يَتَبَاهَيْنَ ويَتَفَاخَرْن.
ولَقِيت مِنْهُ المَنَاجِحَ والمَبَاجِحَ.
بجح
بجِحَ بـ يَبجَح، بَجَحًا، فهو بَجِح، والمفعول مَبْجُوحٌ به
• بجِح بنجاحه: فرِح به وفخَر. 

بجَّحَ يبجِّح، تبجيحًا، فهو مُبجِّح، والمفعول مُبجَّح
• بجَّحه الخبرُ: أفرحَه. 

تباجحَ يتباجح، تباجُحًا، فهو مُتباجِح
• تباجحَ القومُ: تفاخَرُوا وتباهَوْا "انطلقوا يتباجحون بما حقّقوه من نصر". 

تبجَّحَ يتبجَّح، تَبَجُّحًا، فهو مُتبجِّح
• تبجَّح الشَّخصُ:
1 - تكبَّر، افتخر وتباهى في صلف وادّعاءٍ "العالم الحقّ لا يتبجَّح بعِلْمه".
2 - أجاب بصفاقة، لم يراعِ قواعد الأدب. 

بَجَح [مفرد]: مصدر بجِحَ بـ. 

بَجِح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بجِحَ بـ. 

تبجُّح [مفرد]:
1 - مصدر تبجَّحَ.
2 - جُرأة مُستهَجنة وسوء أدب، وسلاطة لسان. 

بجح

1 يَجِحَ, [aor. and inf. n. as below,] He rejoiced; or was joyful, glad, or happy; (S, A;) as also ↓ تبجّح: (S, Mgh, K:) and ↓ the latter signifies also he magnified himself; and gloried, or boasted: (Mgh:) or, accord. to Lh, this verb signifies he gloried, or boasted; and vied with others, or contended with them for superiority, in beauty, or goodliness, in respect of something; as also تمجِح: or, as some say, he magnified himself: and بَجِعَ is said to signify he was, or became, great in his own estimation. (TA.) You say also, بَجِعَ بِهِ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. بَجَحٌ; (S, K, TA;) and بَجَحَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K;) but the latter is of weak authority; (S, K;) He rejoiced in it, or at it; (S, K;) namely, a thing; (S;) as also ↓ تبجّح and ↓ ابتجح: (TA:) or he gloried in it, or boasted of it; and so ↓ تبجّح. (Msb.) And عَلَيْنَا ↓ فُلَانٌ يَتَبَجَّحُ, and يَتَمَجَّحُ علينا, Such a one talks foolishly, or irrationally, [to us, assuming superiority over us,] by reason of self-conceitedness: and so one says in speaking of a person in jest. (TA.) A2: See also 2.2 بجّحُه It (a thing, or an affair, TA) rejoiced him; made him joyful, glad, or happy; (A, TA;) as also ↓ ابجحّحُ. (TA.) And بَجَّحْتُهُ, (inf. n. تَبْجِيعٌ, S, K,) I rejoiced him; made him joyful, &c.: (S, Mgh, K:) or, as some say, magnified him: (TA:) and ↓ بَجَحْتُهُ, aor. ـِ I magnified it; namely, a thing. (Msb.) 4 أَبْجَحَ see 2.5 تَبَجَّحَ see 1, in five places.6 النِّسَآءُ يَتَبَاجَحْنَ Women, or the women, vie, or contend for superiority, one with another, in beauty, or goodliness, and in glorying, or boasting. (A, TA.) 8 إِبْتَجَحَ see 1.

بَجِحٌ Rejoicing, glad, or happy; as in the phrase, إَنَا بَجَعٌ بِمَكَانِ كَذَا [I am rejoicing in such a place]; and so بِهِ ↓ مُتَبَجِّحٌ. (A.) بَجَّاحٌ Joyful; [an intensive epithet] applied to a man. (TA.) بَاجِحٌ Great in estimation; applied to a man: pl. بُجَّعٌ and بُجْحٌ. (TA.) مَبَاجِحُ [a pl. of which the sing. is app. مَبْجَحَةٌ, meaning, accord. to analogy, A cause of joy or gladness or happiness]. You say, لَقِيتُ مِنْهُ المَنَاجِحَ والمَبَاجِحَ [app. I experienced from it, or him, the causes of success, and the causes of joy &c.]. (A, TA.) مُتَبَجِّحٌ: see بَجِعٌ.

عرا

عرا: عَرَاهُ عَرْواً واعْتَراه، كلاهما: غَشِيَه طالباً معروفه، وحكى

ثعلب: أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول إِذا أَتيْت رجُلاً تَطْلُب منه حاجة

قلتَ عَرَوْتُه وعَرَرْتُه واعْتَرَيْتُه واعْتَرَرْتُه؛ قال الجوهري:

عَرَوْتُه أَعْرُوه إِذا أَلْمَمْتَ به وأَتيتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. وفي

حديث أَبي ذرّ: ما لَك لا تَعْتَريهمْ وتُصِيبُ منهم؟ هو من قَصْدِهم

وطَلَبِ رِفْدِهم وصِلَتِهِم. وفلان تَعْرُوه الأَضْيافُ وتَعْتَرِيهِ أَي

تَغْشاهُ؛ ومنه قول النابغة:

أَتيتُكَ عارِياً خَلَقاً ثِيابي،

على خَوْفٍ، تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ

وقوله عز وجل: إِنْ نقولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بعض ألِهَتِنا بسُوءٍ؛ قال

الفراء: كانوا كَذَّبوه يعني هُوداً، ثم جعَلوه مُخْتَلِطاً وادَّعَوْا

أَنَّ آلهَتَهم هي التي خَبَّلَتْه لعَيبِه إِيَّاها، فهُنالِكَ قال: إِني

أُشْهِدُ اللهَ واشْهَدُوا أَني بريء مما تُشْرِكون؛ قال الفراء: معناه

ما نقول إِلا مَسَّكَ بعضُ أَصْنامِنا بجُنون لسَبِّكَ إِيّاها. وعَراني

الأَمْرُ يَعْرُوني عَرْواً واعْتَراني: غَشِيَني وأَصابَني؛ قال ابن بري:

ومنه قول الراعي:

قالَتْ خُلَيْدةُ: ما عَراكَ؟ ولمْ تكنْ

بَعْدَ الرُّقادِ عن الشُّؤُونِ سَؤُولا

وفي الحديث: كانت فَدَكُ لِحُقوقِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، التي

تَعْرُوه أَي تغشاه وتَنْتابُه. وأَعْرَى القومُ صاحِبَهُم: تركوه في

مكانه وذَهَبُوا عنه.

والأَعْراءُ: القوم الذين لا يُهِمُّهم ما يُهِمُّ أَصحابَهم.ويقال:

أعْراه صَدِيقُه إِذا تباعد عنه ولم يَنْصُرْه. وقال شمر: يقال لكلِّ شيء

أَهْمَلْتَه وخَلَّيْتَه قد عَرَّيْته؛ وأَنشد:

أَيْجَعُ ظَهْري وأُلَوِّي أَبْهَرِي،

ليس الصحيحُ ظَهْرُه كالأَدْبَرِ،

ولا المُعَرَّى حِقْبةً كالمُوقَرِ

والمُعَرَّى: الجَمَل الذي يرسَلُ سُدًى ولا يُحْمَل عليه؛ ومنه قول

لبيد يصف ناقة:

فكَلَّفْتُها ما عُرِّيَتْ وتأَبَّدَتْ،

وكانت تُسامي بالعَزيبِ الجَمَائِلا

قال: عُرِّيت أُلْقي عنها الرحْل وتُرِكت من الحَمْل عليها وأُرْسِلَتْ

تَرْعى. والعُرَواءُ: الرِّعْدَة، مثل الغُلَواء. وقد عَرَتْه الحُمَّى،

وهي قِرَّة الحُمَّى ومَسُّها في أَوَّلِ ما تأْخُذُ بالرِّعْدة؛ قال ابن

بري ومنه قول الشاعر:

أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائِه،

بمَدَافِعِ الرَّجَّازِأَو بِعُيُون

الرَّجَّازُ: واد، وعُيُونٌ: موضعٌ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمل فيه صيغة

ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. ويقال: عَراه البَرْدُ وعَرَتْه الحُمَّى، وهي

تَعْرُوه إِذا جاءَته بنافضٍ، وأَخَذَتْه الحُمَّى بعُرَوائِها، واعْتراهُ

الهمُّ، عامٌّ في كل شيء. قال الأَصمعي: إِذا أَخَذَتِ المحمومَ قِرَّةٌ

ووَجَدَ مسَّ الحُمَّى فتلك العُرَواء، وقد عُرِيَ الرجلُ، على ما لم

يُسَمَّ فاعله،فهو مَعْرُوٌّ، وإِن كانت نافضاً قيل نَفَضَتْه، فهو

مَنْفُوضٌ، وإِن عَرِقَ منها فهي الرُّحَضاء. وقال ابن شميل: العُرَواء قِلٌّ

يأْخذ الإِنسانَ من الحُمَّى ورِعدَة. وفي حديث البراء بن مالك: أَنه كان

تُصيبُه العُرَواءُ، وهي في الأَصْل بَرْدُ الحُمَّى. وأَخَذَتْه الحُمَّى

بنافضٍ أَي برِعْدة وبَرْد. وأَعْرى إِذا حُمَّ العُرَواء. ويقال: حُمَّ

عُرَواء وحُمَّ العُرَواء وحُمَّ عُرْواً

(* قوله« وحم عرواً» هكذا في

الأصل.) . والعَراة: شدة البرْد. وفي حديث أَبي سلمة: كنتُ أَرى الرُّؤْيا

أُعْرَى منها أَي يُصيبُني البَرْدُ والرِّعْدَة من الخَوْف. والعُرَواء:

ما بينَ اصْفِرارِ الشَّمْسِ إِلى اللَّيْلِ إِذا اشْتَدَّ البَرْدُ

وهاجَتْ رِيحٌ باردةٌ. ورِيحٌ عَرِيٌّ وعَرِيَّةٌ: بارِدَة، وخص الأَزهري بها

الشِّمالَ فقال: شَمال عَرِيَّةٌ باردة، وليلة عَريَّةٌ باردة؛ قال ابن

بري: ومنه قول أَبي دُواد:

وكُهولٍ، عند الحِفاظ، مَراجِيـ

ـح يُبارُونَ كلَّ ريح عَرِيَّة

وأَعْرَيْنا: أَصابنا ذلك وبلغنا بردَ العشيّ. ومن كلامِهم: أَهْلَكَ

فقَدْ أَعْرَيْتَ أَي غابت الشمس وبَرَدَتْ. قال أَبو عمرو: العَرَى

البَرْد، وعَرِيَت لَيْلَتُنا عَرىً؛ وقال ابن مقبل:

وكأَنَّما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ

بِعَرًى، تنازعُه الرياحُ زُلال

قال: العَرَى مكان بارد.

وعُرْوَةُ الدَّلْوِ والكوزِ ونحوهِ: مَقْبِضُهُ.

وعُرَى المَزادة: آذانُها. وعُرْوَةُ القَمِيص: مَدْخَلُ زِرِّه.

وعَرَّى القَمِيص وأَعْراه: جَعَلَ له عُرًى. وفي الحديث: لا تُشَدُّ العُرى

إلا إِلى ثلاثة مَساجِدَ؛ هي جمعُ عُرْوَةٍ، يريدُ عُرَى الأَحْمالِ

والرَّواحِلِ. وعَرَّى الشَّيْءَ: اتَّخَذَ له عُرْوةً. وقوله تعالى: فقَدِ

اسْتَمْسَكَ بالعُرْوةِ الوُثْقَى لا انْفِصامَ لها؛ شُبِّه بالعُرْوَة التي

يُتَمسَّك بها. قال الزجاج: العُرْوة الوُثْقَى قولُ لا إِلهَ إلا الله،

وقيل: معناه فقد عَقَدَ لنَفْسِه من الدِّين عَقْداً وثيقاً لا تَحُلُّه

حُجَّة. وعُرْوَتا الفَرْجِ: لحْمٌ ظاهِرٌ يَدِقُّ فيَأْخُذُ يَمْنَةً

ويَسْرةً مع أَسْفَلِ البَطْنِ، وفَرْجٌ مُعَرىً إذا كان كذلك. وعُرَى

المَرْجان: قلائدُ المَرْجان. ويقال لطَوْق القِلادة: عُرْوةٌ. وفي النوادر:

أَرضٌ عُرْوَةٌ وذِرْوَة وعِصْمة إِذا كانت خَصيبة خصباً يَبْقَى.

والعُرْوة من النِّباتِ: ما بَقِي له خضْرة في الشتاء تَتعلَّق به الإبلُ حتى

تُدرِكَ الرَّبيع، وقيل: العُروة الجماعة من العِضاهِ خاصَّةً يرعاها

الناسُ إذا أَجْدَبوا، وقيل: العُرْوةُ بقية العِضاهِ والحَمْضِ في

الجَدْبِ، ولا يقال لشيء من الشجر عُرْوةٌ إلا لها، غيرَ أَنه قد يُشْتَقُّ لكل

ما بَقِيَ من الشجر في الصيف. قال الأَزهري: والعُرْوة من دِقِّ الشجر ما

له أَصلٌ باقٍ في الأَرض مثل العَرْفَج والنَّصِيِّ وأَجناسِ الخُلَّةِ

والحَمْضِ، فأذا أَمْحَلَ الناسُ عَصَمت العُرْوةُ الماشيةَ فتبلَّغَت

بها، ضربها اللهُ مثلاً لما يُعْتَصَم به من الدِّين في قوله تعالى: فقد

اسْتمْسَك بالعُرْوة الوُثْقى؛ وأَنشد ابن السكيت:

ما كان جُرِّبَ، عندَ مَدِّ حِبالِكُمْ،

ضَعْفٌ يُخافُ، ولا انْفِصامٌ في العُرى

قوله: انفصام في العُرى أَي ضَعْف فيما يَعْتَصِم به الناس. الأَزهري:

العُرى ساداتُ الناس الذين يَعْتَصِم بهم الضُّعفاء ويَعيشون بعُرْفِهم،

شبِّهوا بعُرَى الشَّجَر العاصمة الماشيةَ في الجَدْب. قال ابن سيده:

والعُروة أَيضاً الشجر المُلْتَفُّ الذي تَشْتُو فيه الإبل فتأْكلُ منه،

وقيل: العُروة الشيءُ من الشجرِ الذي لا يَزالُ باقياً في الأرض ولا يَذْهَب،

ويُشَبَّه به البُنْكُ من الناس، وقيل: العُروة من الشجر ما يَكْفِي

المالَ سَنَته، وهو من الشجر ما لا يَسْقُط وَرَقُه في الشِّتاء مثل

الأَراكِ والسِّدْرِ الذي يُعَوِّلُ الناسُ عليه إِذا انقطع الكلأ، ولهذا قال

أَبو عبيدة إنه الشجر الذي يَلجأُ إليه المالُ في السنة المُجْدبة

فيَعْصِمُه من الجَدْبِ، والجمعُ عُرًى؛ قال مُهَلْهِل:

خَلَع المُلوكَ وسارَ تحت لِوائِه

شجرُ العُرَى، وعُراعِرُ الأَقوامِ

يعني قوماً يُنتَفَع بهم تشبيهاً بذلك الشجر. قال ابن بري: ويروى البيت

لشُرَحْبِيل بنِ مالكٍ يمدَحُ معديكرب بن عكب. قال: وهو الصحيح؛ ويروى

عُراعِر وْضراعِر، فمن ضَمَّ فهو واحد، ومن فتَح جعله جمعاً، ومثلُه

جُوالِق وجَوالِق وقُماقِم وقَماقِم وعُجاهِن وعَجاهِن، قال: والعُراعِرُ هنا

السيِّد؛ وقول الشاعر:

ولمْ أَجِدْ عُرْوةَ الخلائقِ إلا

الدِّينَ، لمَّا اعْتَبَرْتُ، والحَسبَا

أَي عِمادَه. ورَعَيْنا عُرْوة مكَّةَ لِما حولَها. والعُروة: النفيسُ

من المالِ كالفَرَسِ الكريم ونحوه.والعُرْيُ: خلافُ اللُّبْسِ. عَرِيَ من

ثَوْبه يَعْرَى عُرْياً وعُرْيَةً فهو عارٍ، وتَعَرَّى هو عُرْوة شديدة

أَيضاً وأعراهُ وعرَّاه، وأَعراهُ من الشيءِ وأَعراه إِياهُ؛ قال ابن

مُقْبلٍ في صفة قِدْحٍ:

به قَرَبٌ أَبْدَى الحَصَى عن مُتونِه،

سَفاسقُ أَعراها اللِّحاءَ المُشَبِّحُ

ورَجلٌ عُريانٌ، والجمع عُرْيانون، ولا يُكسَّر، ورجل عارٍ من قومٍ

عُراةٍ وامرأَة عُرْيانةٌ وعارٍ وعاريةٌ. قال الجوهري: وما كان على فُعْلانٍ

فَمُؤَنَّثُه بالهاء. وجاريةٌ حسَنة العُرْيةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ

أي المُجَرَّدِ أَي حَسَنَة عندَ تَجْريدِها من ثيابها، والجمع

المَعاري، والمَحاسِرُ من المرأةِ مِثْلُ المَعاري، وعَريَ البَدَن من اللَّحْم

كذلك؛ قال قيس بنُ ذَريح:

وللحُبِّ آيات تُبَيّنُ بالفَتى

شُحوباً، وتَعْرَى من يَدَيْه الأَشاجعُ

ويروى: تَبَيَّنُ شُحُوبٌ. وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم:

عارِي الثَّدْيَيْن، ويروى: الثَّنْدُوَتَيْن؛ أَراد أَنه لم يكن عليهما

شعر، وقيل: أَرادَ لم يكن عليهما لحم، فإنه قد جاء في صفته، صلى الله عليه

وسلم ، أَشْعَر الذراعَيْن والمَنْكِبَين وأَعْلى الصَّدرِ. الفراء:

العُرْيانُ من النَّبْتِ الذي قد عَرِيَ عُرْياً إذا اسْتَبانَ لك. والمَعاري:

مبادي العِظامِ حيثُ تُرى من اللَّحْمِ، وقيل: هي الوَجْهُ واليَدَانِ

والرِّجْلانِ لأَنها باديةٌ أَبداً؛ قال أَبو كبِيرٍ الهُذَليّ يصف قوماً

ضُرِبُوا فسَقَطوا على أَيْديهم وأَرْجُلِهمْ:

مُتَكَوِّرِينَ على المَعاري، بَيْنَهُم

ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

ويروى: الأَنْجَلِ، ومُتَكَوِّرينَ أَي بعضُهم على بَعْضٍ. قال

الأَزهري: ومَعاري رؤوس العظام حيث يُعَرَّى اللحمُ عن العَظْم. ومَعاري المرأة:

ما لا بُدَّ لها من إظْهاره، واحدُها مَعْرًى. ويقال: ما أَحْسَنَ

مَعارِيَ هذه المرأَة، وهي يَدَاها ورِجْلاها ووجهُها، وأَورد بيت أَبي كبير

الهذلي. وفي الحديث: لا يَنْظُر الرجل إلى عِرْيَة المرأَةِ؛ قال ابن

الأَثير: كذا جاء في بعض روايات مسلم، يريد ما يَعْرَى منها ويَنْكَشِفُ،

والمشهور في الرواية لا يَنْظُر إلى عَوْرَة المرأَةِ؛ وقول الراعي:

فإنْ تَكُ ساقٌ من مُزَيْنَة قَلَّصَتْ

لِقَيْسٍ بحَرْبٍ لا تُجِنُّ المَعَارِيا

قيل في تفسيره: أَراد العورةَ والفَرْجَ؛ وأَما قول الشاعر الهُذَلي:

أَبِيتُ على مَعارِيَ واضِحَاتٍ،

بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ

فإنما نَصَبَ الياءَ لأنه أَجْراها مُجْرى الحَرْفِ الصحيح في ضَرُورةِ

الشِّعْرِ، ولم يُنَوّن لأنه لا يَنْصرِف، ولو قال مَعارٍ لم ينكَسر

البيتُ ولكنه فرَّ من الزحاف. قال ابن سيده: والمَعَارِي الفُرُش، وقيل: إنَّ

الشاعر عَناها، وقيل: عَنى أَجْزاءَ جِسْمِها واخْتار مَعَارِيَ على

مَعَارٍ لأنه آثَرَ إتْمامَ الوَزْنِ، ولو قال معارٍ لمَا كُسر الوزن لأنه

إنما كان يصير من مُفاعَلَتُن إلى مَفاعِيلن، وهو العَصْب؛ ومثله قول

الفرزدق:

فلَوْ كانَ عبدُ اللهِ مَولىً هَجَوْتُه،

ولكِنَّ عبدَ اللهِ مَولى مَوَالِياَ

قال ابن بري: هو للمُتَنَخّل الهذلي. قال: ويقال عَرِيَ زيدٌ ثوبَه

وكسِي زيدٌ ثَوْباً فيُعَدِّيه إلى مفعول؛ قال ضَمْرة بنُ ضمرة:

أَرَأَيْتَ إنْ صَرَخَتْ بلَيلٍ هامَتي،

وخَرَجْتُ مِنْها عارياً أَثْوابي؟

وقال المحدث:

أَمَّا الثِّيابُ فتعرْى من مَحاسِنِه،

إذا نَضاها ،ويُكْسَى الحُسْنَ عُرْيانا

قال: وإذا نَقَلْتَ أَعرَيْت، بالهمز، قُلْتَ أَعْرَيْتُه أَثْوَابَه،

قال: وأَما كَسِيَ فتُعَدِّيه من فَعِل فتقول كسوته ثوباً، قال

الجوهري:وأَعْرَيْته أَنا وعَرَّيْتُه تَعْرية فتَعَرَّى. أَبو الهيثم: دابة عُرْيٌ

وخَيْلٌ أَعْرَاءٌ ورَجلٌ عُرْيان وامرأَةٌ عُرْيانةٌ إذا عَرِيا من

أَثوابهما، ولا يقال رجلٌ عُرْيٌ. ورجلٌ عارٍ إذا أَخْلَقَت أَثوابُه؛

وأَنشد الأزهري هنا بيت التابغة:

أَتَيْتُك عارِياً خَلَقاً ثِيابي

وقد تقدم.

والعُرْيانُ من الرَّمْل: نقاً أَو عَقِدٌ ليس عليه شجر. وفَرَسٌ

عُرْيٌ: لا سَرْجَ عليه، والجمع أَعْراءٌ. قال الأزهري: يقال: هو عِرْوٌ من هذا

الأَمر كما يقال هو خِلْوٌ منه. والعِرْوُ: الخِلْو، تقول أَنا عِرْوٌ

منه، بالكسر، أي خِلْو. قال ابن سيده: ورجلٌ عِرْوٌ من الأَمْرِ لا

يَهْتَمُّ به، قال: وأُرَى عِرْواً من العُرْيِ على قولهم جَبَيْتُ جِباوَةً

وأَشاوَى في جمع أَشْياء، فإن كان كذلك فبابُه الياءُ، والجمعُ أَعْراءٌ؛

وقول لبيد:

والنِّيبُ إنْ تُعْرَ منِّي رِمَّةً خَلَقاً،

بَعْدَ المَماتِ، فإني كُنتُ أَتَّئِرُ

ويروى: تَعْرُ مِنِّي أَي تَطْلُب لأنها ربما قَضِمت العظامَ؛ قال ابن

بري: تُعْرَ منِّي من أَعْرَيْتُه النخلةَ إذا أَعطيته ثمرتها، وتَعْرُ

مني تَطْلُب، من عَرَوْتُه، ويروى: تَعْرُمَنِّي، بفتح الميم، من عَرَمْتُ

العظمَ إذا عَرَقْت ما عليه من اللحم. وفي الحديث: أنه أُتيَ بفرس

مُعْرَوْرٍ؛ قال ابن الأَثير: أَى لا سَرْجٍ عليه ولا غيره. واعْرَوْرَى فرسَه:

رَكبه عُرْياً، فهو لازم ومتعدّ، أَو يكون أُُتي بفرس مُعْرَوْرىً على

المفعول. قال ابن سيده: واعْرَوْرَى الفرسُ صارَ عُرْياً. واعْرَوْرَاه:

رَكبَه عُرْياً، ولا يُسْتَعْمل إلا مزيداً، وكذلك اعْرَوْرى البعير؛ ومنه

قوله:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه

أُمُّ الفوارس بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ

وهو افعَوْعَل؛ واسْتَعارَه تأَبَّطَ شرّاً للمَهْلَكة فقال:

يَظَلُّ بمَوْماةٍ ويُمْسِي بغيرِها

جَحِيشاً، ويَعْرَوْرِي ظُهورَ المَهالكِ

ويقال: نحن نُعاري أَي نَرْكَبُ الخيل أَعْرَاءً، وذلك أَخفُّ في الحرب.

وفي حديث أَنس: أَن أَهل المدينة فَزِعوا ليلاً، فركب النبي، صلى الله

عليه وسلم، فرساً لأبي طلحة عُرْياً. واعْرَوْرَى مِنِّي أَمراً قبيحاً:

رَكِبَه، ولم يَجِئ في الكلامِ افْعَوْعَل مُجاوِزاً غير اعْرَ وْرَيْت،

واحْلَوْلَيْت المكانَ إذا اسْتَحْلَيْته.

ابن السكيت في قولهم أَنا النَّذير العُريان: هو رجل من خَثْعَم، حَمَل

عليه يومَ ذي الخَلَصة عوفُ بنُ عامر بن أبي عَوْف بن عُوَيْف بن مالك بن

ذُبيان ابن ثعلبة بن عمرو بن يَشْكُر فقَطع يدَه ويد امرأَته، وكانت من

بني عُتْوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال إنما مَثَلي ومَثَلُكم كمثل رجل

أَنْذَر قومَه جَيْشاً فقال: أَنا النَّذير العُرْيان أُنْذِركم جَيْشاً؛ خص

العُرْيان لأنه أَبْيَنُ للعين وأَغرب وأَشنع عند المُبْصِر، وذلك أَن

رَبيئة القوم وعَيْنَهم يكون على مكان عالٍ، فإذا رأى العَدُوَّ وقد أَقبل

نَزَع ثوبه وأَلاحَ به ليُنْذِرَ قومَه ويَبْقى عُرْياناً. ويقال: فلان

عُرْيان النَّجِيِّ إذا كان يُناجي امرأَتَه ويُشاوِرها ويصَدُرُ عن

رَأْيها؛ ومنه قوله:

أَصاخَ لِعُرْيانِ النَّجِيِّ، وإنَّه

لأزْوَرُ عن بَعْض المَقالةِ جانِبُهْ

أَي اسْتَمع إلى امرأته وأَهانني. وأَعْرَيتُ المَكانَ: ترَكْتُ حضُوره؛

قال ذو الرمة:

ومَنْهَل أَعْرى حَياه الحضر

والمُعَرَّى من الأسماء: ما لمْ يدخُلْ عَلَيه عاملٌ كالمُبْتَدإ.

والمُعَرَّى من الشِّعْر: ما سَلِمَ من الترْفِيلِ والإذالةِ والإسْباغِ.

وعَرَّاهُ من الأمرِ: خَلَّصَه وجَرَّده. ويقال: ما تَعَرَّى فلان من هذا

الأَمر أَي ما تخلَّص. والمَعاري: المواضع التي لا تُنْبِتُ. وروى الأزهري

عن ابن الأعرابي: العَرَا الفِناء، مقصور، يكتب بالألف لأن أُنْثاه

عَرْوَة؛ قال: وقال غيره العَرَا الساحةُ والفِناء، سمي عَراً لأَنه عَرِيَ من

الأنبية والخِيام. ويقال: نزل بِعَراء وعَرْوَتِه وعَقْوَتِه أَي نزَل

بساحَتهِ وفنائه، وكذلك نَزَل بِحَراه، وأَما العَراء، ممدوداً، فهو ما

اتَّسَع من فضاء الأرض؛ وقال ابن سيده: هو المكانُ الفَضاءُ لا يَسْتَتِرُ

فيه شيءٌ، وقيل: هي الأرضُ الواسعة. وفي التنزيل: فنَبَذْناه بالعَراءِ

وهو سَقيمٌ، وجَمْعُه أَعْراءٌ؛ قال ابن جني: كَسَّروا فَعالاً على

أَفْعالٍ حتى كأنهم إنما كسَّروا فَعَلاً، ومثله جَوادٌ وأَجوادٌ وعَياءٌ

وأَعْياءٌ، وأَعْرَى: سارَ فِيها

(* قوله: سار فيها أي سار في الأرض العراء.)؛

وقال أَبو عبيدة: إنما قيل له عَراءٌ لأنه لا شجر فيه ولا شيء يُغَطِّيه،

وقيل: إن العَراء وَجْه الأَرض الخالي؛ وأَنشد:

وَرَفَعْتُ رِجلاً لا أَخافُ عِثارَها،

ونَبَذْتُ بالبَلَدِ العَراء ِثيابي

وقال الزجاج: العَراء على وجْهين: مقصور، وممدود، فالمقصور الناحية،

والممدود المكان الخالي. والعَراء: ما اسْتَوَى من ظَهْر الأَرض وجَهَر.

والعَراء: الجَهراء، مؤنثة غير مصروفة. والعَراء: مُذكَّر مصروف، وهُما

الأَرض المستوية المُصْحرة وليس بها شجر ولا جبالٌ ولا آكامٌ ولا رِمال، وهما

فَضاء الأرض، والجماعة الأعْراء. يقال: وَطِئْنا عَراءَ الأرض

والأَعْراية. وقال ابن شميل: العَرَا مثل العَقْوَة، يقال: ما بِعَرانا أَحَدٌ

أَي مابعَقْوَتنا أَحدٌ. وفي الحديث: فكَرِهَ أَن يُعْرُوا المدينة، وفي

رواية: أَن تَعْرَى أَي تخلو وتصير عَرَاءً، وهو الفضاء، فتصير دُورهُم في

العَراء. والعَراء: كلُّ شيءٍ أُعْرِيَ من سُتْرَتِه. وتقول: اسُتُرْه عن

العَراء. وأَعْراءُ الأَرض: ما ظَهَر من مُتُونِها وظُهورِها، واحدُها

عَرًى؛ وأَنشد:

وبَلَدٍ عارِيةٍ أَعْراؤه

والعَرَى: الحائطُ، وقبلَ كلُّ ما سَتَرَ من شيءٍ عَرًى. والعِرْو:

الناحيةُ، والجمع أَعْراءٌ. والعَرى والعَراةُ: الجنابُ والناحِية والفِناء

والساحة. ونزَل في عَراه أَي في ناحِيَتِه؛ وقوله أَنشده ابن جني:

أو مُجْزَ عنه عُرِيَتْ أَعْراؤُه

(* قوله «أو مجز عنه» هكذا في الأصل، وفي المحكم: أو مجن عنه.)

فإنه يكونُ جمعَ عَرىً من قولك نَزَل بِعَراهُ، ويجوز أَن يكون جَمْعَ

عَراءٍ وأَن يكون جَمع عُرْيٍ.

واعْرَوْرَى: سار في الأرضِ وَحْدَه

وأَعْراه النخلة: وَهَبَ له ثَمرَة عامِها. والعَرِيَّة: النخلة

المُعْراةُ؛ قال سُوَيدُ بن الصامت الأنصاري:

ليست بسَنْهاء ولا رُجَّبِيَّة،

ولكن عَرايا في السِّنينَ الجَوائحِ

يقول: إنَّا نُعْرِيها الناسَ. والعَرِيَّةُ أَيضاً: التي تُعْزَلُ عن

المُساومةِ عند بيع النخلِ، وقيل: العَرِيَّة النخلة التي قد أكِل ما

عليها. وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَفِّفوا في الخَرْصِ

فإنّ في المال العَرِيَّة والوَصِيَّة، وفي حديث آخر: أنه رَخَّص في

العَريَّة والعرايا؛ قال أَبو عبيد: العَرايا واحدتها عَرِيَّة، وهي النخلة

يُعْرِيها صاحبُها رجلاً محتاجاً، والإعراءُ: أن يجعلَ له ثَمرَة عامِها.

وقال ابن الأعرابي: قال بعض العرب مِنَّا مَنْ يُعْرِي، قال: وهو أَن يشتري

الرجل النخلَ ثم يستثني نخلة أَو نخلتين. وقال الشافعي: العرايا ثلاثة

أَنواع، واحدتها أَن يجيء الرجل إلى صاحب الحائط فيقول له: بِعْني من

حائطك ثَمَرَ نَخلاَت بأَعيانها بِخرْصِها من التَّمْر، فيبيعه إياها ويقبض

التَّمر ويُسَلِّم إليه النخَلات يأْكلها ويبيعها ويُتَمِّرها ويفعل بها

ما يشاء، قال: وجِماعُ العرايا كلُّ ما أُفْرِد ليؤكل خاصَّة ولم يكن في

جملة المبيع من ثَمَر الحائط إذا بيعَتْ جُمْلتُها من واحد، والصنف الثاني

أَن يَحْضُر رَبَّ الحائط القومُ فيعطي الرجلَ النخلة والنخلتين وأَكثر

عرِيَّةً يأْكلها، وهذه في معنى المِنْحة، قال: وللمُعْرَى أَن يبيع

ثَمرَها ويُتَمِّره ويصنع به ما يصنع في ماله لأنه قد مَلَكه، والصنف الثالث

من العرايا أَن يُعْرِي الرجلُ الرجلَ النَّخلةَ وأَكثر من حائطه ليأْكل

ثمرها ويُهْدِيه ويُتَمِّره ويفعل فيه ما أَحبَّ ويبيع ما بقي من ثمر

حائطه منه، فتكون هذه مُفْرَدة من المبيع منه جملة؛ وقال غيره: العَرايا أَن

يقول الغنيُّ للفقير ثَمَرُ هذه النخلة أَو النَّخلات لك وأَصلُها لي،

وأَما تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم، إنه رخَّص في العَرايا، فإن

الترخيص فيها كان بعد نهي النبي، صلى الله عليه وسلم عن المُزابَنة، وهي بيع

الثمر في رؤوس النخل بالتمر، ورخَّصَ من جملة المزابنة في العرايا فيما دون

خمسة أَوسُق، وذلك للرجل يَفْضُل من قوت سَنَته التَّمْرُ فيُدْرِك

الرُّطَب ولا نَقْدَ بيده يشتري به الرُّطَب، ولا نخل له يأْكل من رُطَبه،

فيجيء إلى صاحب الحائط فيقول له بِعْنِي ثمر نخلة أَو نخلتين أَو ثلاث

بِخِرْصِها من التَّمْر، فيعطيه التمر بثَمَر تلك النَّخلات ليُصيب من

رُطَبها مع الناس، فرَخَّص النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، من جملة ما حَرَّم من

المُزابَنة فيما دون خمسة أَوْسُق، وهو أَقلُّ مما تجب فيه الزكاة، فهذا

معنى ترخيص النبي،صلى الله عليه وسلم، في العَرايا لأن بيع الرُّطَب

بالتَّمْر محرَّم في الأصل، فأَخرج هذا المقدار من الجملة المُحَرَّمة لحاجة

الناس إليه؛ قال الأزهري: ويجوز أَن تكون العَرِيَّة مأْخوذة من عَرِيَ

يَعْرَى كأَنها عَرِيَتْ من جملة التحريم أَي حَلَّتْ وخَرَجَتْ منها، فهي

عَرِيَّة، فعيلة بمعنى فاعلة، وهي بمنزلة المستثناةِ من الجملة. قال

الأزهري: وأَعْرَى فلان فلاناً ثمر نخلةٍ إذا أَعطاه إياها يأْكل رُطَبها،

وليس في هذا بيعٌ، وإنما هو فضل ومعروف. وروى شَمِرٌ عن صالح بن أَحمد عن

أَبيه قال: العَرايا أَن يُعْرِي الرجلُ من نخله ذا قرابته أَو جارَه ما

لا تجب فيه الصدقة أَي يَهبَها له، فأُرْخص للمُعْرِي في بيع ثمر نخلة في

رأسها بِخِرْصِها من التمر، قال: والعَرِيَّة مستثناةٌ من جملة ما نُهِي

عن بيعه من المُزابنَة، وقيل: يبيعها المُعْرَى ممن أَعراه إيَّها، وقيل:

له أَن يبيعها من غيره. وقال الأزهري: النخلة العَرِيَّة التي إذا

عَرَضْتَ النخيلَ على بَيْع ثَمَرها عَرَّيْت منها نخلة أَي عَزَلْتها عن

المساومة. والجمع العَرايا، والفعل منه الإعراء، وهو أَن تجعل ثمرتها

لِمُحْتاج أَو لغير محتاج عامَها ذلك. قال الجوهري: عَرِيَّة فعيلة بمعنى

مفعولة، وإنما أُدخلت فيها الهاء لأنها أُفردت فصارت في عداد الأسماء مثل

النَّطِيحة والأكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت نخلة عرِيٌّ؛ وقال: إن

ترخيصه في بيع العَرايا بعد نهيه عن المُزابنة لأنه ربَّما تأَذَّى بدخوله

عليه فيحتاج إلى أَن يشتريها منه بتمر فرُخِّص له في ذلك. واسْتعْرَى الناسُ

في كلِّ وجهٍ، وهو من العَرِيَّة: أَكلوا الرُّطَبَ من ذلك، أَخَذَه من

العَرايا. قال أبو عدنان: قال الباهلي العَرِية من النخل الفارِدَةُ التي

لا تُمْسِك حَمْلَها يَتَناثر عنها؛ وأَنشدني لنفسه:

فلما بَدَتْ تُكْنَى تُضِيعُ مَوَدَّتي،

وتَخْلِطُ بي قوماً لِئاماً جُدُودُها

رَدَدْتُ على تُكْنَى بقية وَصْلِها

رَمِيماً، فأمْسَتْ وَهيَ رثٌّ جديدُها

كما اعْتكرَتْ للاَّقِطِين عَرِيَّةٌ

من النَّخْلِ، يُوطَى كلِّ يومٍ جَريدُها

قال: اعْتِكارُها كثرةُ حَتِّها، فلا يأْتي أَصلَها دابَّةٌ إلا وَجَدَ

تحتها لُقاطاً من حَمْلِها، ولا يأتي حَوافيها إلا وَجَد فيها سُقاطاً من

أَي ما شاءَ. وفي الحديث: شَكا رجلٌ إلى جعفر بن محمد، رضي الله عنه،

وَجَعاً في بطنه فقال: كُلْ على الريق سَبْعَ تَمَرات من نَخْلٍ غير

مُعَرّىً؛ قال ثعلب: المُعرَّى المُسَمَّد، وأَصله المُعَرَّر من العُرَّة، وقد

ذكر في موضعه في عرر.

والعُرْيان من الخيل: الفَرَس المُقَلِّص الطويل القوائم. قال ابن سيده:

وبها أَعراءٌ من الناسِ أَي جماعةٌ، واحدُهُم عِرْوٌ. وقال أَبو زيد:

أَتَتْنا أَعْراؤُهم أَي أَفخاذهم. وقال الأصمعي: الأعراء الذين ينزلون

بالقبائل من غيرهم، واحدهم عُرْيٌ؛ قال الجعدي:

وأَمْهَلْت أَهْلَ الدار حتى تَظاهَرُوا

عَليَّ، وقال العُرْيُ مِنْهُمْ فأَهْجَرَا

وعُرِيَ إلى الشيء عَرْواً: باعه ثم اسْتَوْحَش إليه. قال الأزهري: يقال

عُريتُ إلى مالٍ لي أَشدَّ العُرَواء إذا بِعْته ثم تَبِعَتْه نفسُكَ.

وعُرِيَ هَواه إلى كذا أَي حَنَّ إليه؛ وقال أَبو وَجْزة:

يُعْرَى هَواكَ إلى أَسْماءَ، واحْتَظَرَتْ

بالنأْيِ والبُخْل فيما كان قَد سَلَفا

والعُرْوة: الأَسَدُ، وبِه سُمِّي الرجل عُروَة.

والعُرْيان: اسم رجل. وأَبو عُرْوَةَ: رجلٌ زَعَموا كان يصيح بالسَّبُعِ

فيَموت، ويَزْجُرُ الذِّئْبَ والسَّمْعَ فيَموتُ مكانَه، فيُشَقُّ

بَطْنُه فيوجَدُ قَلْبُه قد زالَ عن مَوْضِعِهِ وخرَجَ من غِشائه؛ قال النابغة

الجعدي:

وأَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ، إذا اغْـ

ـتابَك، زَجْراً مِنِّي على وَضَمِ

زَجْرَ أَبي عُرْوَةَ السِّباعَ، إذا

أَشْفَقَ أَنْ يَلْتَبِسْنَ بالغَنَمِ

وعُرْوَةُ: اسمٌ. وعَرْوَى وعَرْوانُ: موضعان؛ قال ساعِدَة بن جُؤيَّة:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها

دُفاقٌ ، فعَرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها؟

وقال الأَزهري: عَرْوَى اسم جبل، وكذلك عَرْوانُ، قال ابن بري: وعَرْوَى

اسم أَكَمة، وقيل: موضع؛ قال الجعدي:

كَطاوٍ بعَرْوَى أَلْجَأَتْهُ عَشِيَّةٌ،

لها سَبَلٌ فيه قِطارٌ وحاصِبُ

وأَنشد لآخر:

عُرَيَّةُ ليسَ لها ناصرٌ،

وعَرْوَى التي هَدَمَ الثَّعْلَبُ

قال: وقال عليّ بن حَمزة وعَرْوَى اسم أَرْضٍ؛ قال الشاعر:

يا وَيْحَ ناقتي، التي كَلَّفْتُها

عَرْوَي ، تَصِرُّ وبِارُها وتُنَجِّم

أَي تَحْفِرُ عن النَّجْمِ، وهو ما نَجَم من النَّبْت.

قال: وأَنْشَدَه المُهَلَّبي في المَقصور ملَّفْتها عَرَّى، بتشديد

الراءِ، وهو غلط، وإنما عَرَّى وادٍ. وعَرْوى: هَضْبَة. وابنُ عَرْوانَ:

جبَل؛ قال ابن هَرْمة:

حِلْمُه وازِنٌ بَناتِ شَمامٍ،

وابنَ عَرْوانَ مُكْفَهِرَّ الجَبينِ

والأُعْرُوانُ: نَبْتٌ، مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي. وفي حديث

عروةٍ بن مسعود قال: والله ما كلَّمتُ مسعودَ بنَ عَمْروٍ منذ عَشْرِ سِنين

والليلةَ أُكَلِّمُه، فخرج فناداه فقال: مَنْ هذا؟ قال: عُرْوَة،

فأَقْبَل مسعودٌ وهو يقول:

أَطَرَقَتْ عَراهِيَهْ،

أَمْ طَرَقَتْ بِداهِيهْ؟

حكى ابن الأَثير عن الخطابي قال: هذا حرفٌ مُشْكِل، وقد كَتَبْتُ فيه

إلى الأَزهري، وكان من جوابه أَنه لم يَجِدْه في كلام العرب، والصوابُ

عِنْده عَتاهِيَهْ، وهي الغَفْلة والدَّهَش أَي أَطَرَقْت غَفْلَةً بلا

روِيَّة أَو دَهَشاً؛ قال الخطابي: وقد لاح في هذا شيءٌ، وهو أَنْ تكون

الكَلِمة مُركَّبةً من اسْمَيْن: ظاهرٍ، ومكْنِيٍّ، وأَبْدَل فيهما حَرْفاً،

وأَصْلُها إماَّ من العَراءِ وهو وجه الأَرض، وإِما منَ العَرا مقصورٌ،

وهو الناحيَِة، كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زائراً وضَيْفاً

أَم أَصابتك داهِيَةٌ فجئْتَ مُسْتَغِيثاً، فالهاءُ الأُولى من عَراهِيَهْ

مُبدلَة من الهمزة، والثانية هاءُ السَّكْت زيدت لبيان الحركة؛ وقال

الزمخشري: يحتمِل أَن يكونَ بالزاي، مصدرٌ من عَزِه يَعْزَهُ فهو عَزِةٌ إذا

لم يكن له أَرِبٌ في الطَّرَب، فيكون .معناه أَطَرَقْت بلا أَرَبٍ وحاجةٍ

أَم أَصابَتْك داهية أَحوجَتْك إلى الاستغاثة؟ وذكر ابن الأثير في ترجمة

عَرَا حديث المَخْزومية التي تَسْتَعِيرُ المَتاع وتَجْحَدُه، وليس هذا

مكانَه في ترتيبِنا نحن فذكرناه في ترجمة عَوَر.

عرا بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف كنت أرى الرُّؤْيَا أُعرَى مِنْهَا غير أَنِّي لَا أُزمِّل حَتَّى لقِيت أَبَا قَتَادَة فَذكرت ذَلِك لَهُ. قَوْله: أُعرَى مِنْهَا هُوَ من العرواء وهِيَ الرعدة عِنْد الحمّى يُقَال مِنْهُ: قد عُرِي الرجل فَهُوَ مَعروّ إِذا وجد ذَلِك فَإِذا تثاءب عَلَيْهَا فَهِيَ الثُّؤَباء فَإِذا تمطى عَلَيْهَا فَهِيَ المُطَواء فَإِذا عَرِقَ فَهِيَ الرُّحَضَاء وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه جعل يَمْسَح الرُّحضاء عَن وَجْهه فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَإِذا أَصَابَته الْحمى الشَّدِيدَة قيل: أَصَابَته البرحاء] .

أَحَادِيث عمر عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان رَحمَه الله
ع ر ا: (الْعَرَاءُ) بِالْمَدِّ الْفَضَاءُ لَا سِتْرَ بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ} [القلم: 49] . وَ (عُرْوَةُ) الْقَمِيصِ مَدْخَلُ زِرِّهِ. وَ (عَرَاهُ) كَذَا مِنْ بَابِ عَدَا وَ (اعْتَرَاهُ) أَيْ غَشِيَهُ. وَ (الْعَرِيَّةُ) النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا فَيَجْعَلُ لَهُ ثَمَرَهَا عَامًا فَيَعْرُوهَا أَيْ يَأْتِيهَا فَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. وَإِنَّمَا أُدْخِلَتْ فِيهَا الْهَاءُ لِأَنَّهَا أُفْرِدَتْ فَصَارَتْ فِي عِدَادِ الْأَسْمَاءِ كَالنَّطِيحَةِ وَالْأَكِيلَةِ. وَلَوْ جِئْتَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ قُلْتَ: نَخْلَةٌ (عَرِيٌّ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ رَخَّصَ فِي (الْعَرَايَا) بَعْدَ نَهْيِهِ عَنِ الْمُزَابَنَةِ» لِأَنَّهُ رُبَّمَا تَأَذَّى بِدُخُولِهِ عَلَيْهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِثَمَنٍ فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ. وَ (عَرِيَ) مِنْ ثِيَابِهِ بِالْكَسْرِ (عُرْيًا) بِالضَّمِّ فَهُوَ (عَارٍ) وَ (عُرْيَانٌ) وَالْمَرْأَةُ (عُرْيَانَةٌ) وَمَا كَانَ عَلَى فُعْلَانٍ فَمُؤَنَّثُهُ بِالْهَاءِ. وَ (أَعْرَاهُ) وَ (عَرَّاهُ تَعْرِيَةً فَتَعَرَّى) . وَفَرَسٌ عُرْيٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سَرْجٌ. 
عرا قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحْسبهُ مَحْفُوظًا وَلكنه عِنْدِي: لما يَعْرُوك بِالْوَاو وَمَعْنَاهُ: لما يَنُوبك من أَمر النَّاس ويلزمك من حوائجهم وَكَذَلِكَ كل من أَتَاك بحاجة أَو نائبة فقد عرَاك [وَهُوَ -] يَعْرُوك عَرْواً قَالَ الرَّاعِي: [الْكَامِل]

قَالَت خلّيدةُ مَا عَراكَ وَلم تكن ... بعد الرُّقادِ عَن الشؤون سَؤولا

يُرِيد بقوله: مَا عرَاك [أَي مَا نزل بك و -] مَا ألمّ بك وَنَحْو ذَلِك وَمِنْه قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى / {إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتَنَا بِسُوْء} وَمِنْه قيل: اعتراه الوجع وَغَيره وَقَالَ معن بن أَوْس يمدح رجلا: [الطَّوِيل]

رأى الحمدَ غُنما فَاشْتَرَاهُ بِمَالِه ... فَلَا الْبُخْل يعروه وَلَا الْجهد جاهده أَي لَا ينزل بِهِ الْبُخْل وَلَا يُصِيبهُ. وَمن قَالَ: يعرُرُك فَلَيْسَ يخرج إِلَّا من أحد الْمَعْنيين من العَرّة وَهُوَ القذِرة أَو من العَرّ وَهُوَ الجرب وَلَيْسَ فِي الحَدِيث مَوضِع لوَاحِد من هذَيْن وَلَو كَانَ من أَحدهمَا لم يكن أَيْضا براءين لَكَانَ: لما يَعُرّك لِأَنَّهُ مَوضِع رفع وَلَيْسَ بِموضع جزم فَيظْهر التَّضْعِيف.
(عرا) - في حَدِيث البَراء بِن مالكٍ، رضي الله عنه: "كانت تُصِيبُه العُرَوَاء". وهي الرِّعدةُ، وأَصلُها في الحُمَّى حين تأخذ بقُرِّها.
يقال: عُرِى فهو مَعْرُوٌّ، فإذا عَرِق، فهو الرُّحَضَاء.
- ومنه حَدِيثُ أَبىِ سَلَمة: "كنتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعرَى منها"
: أي يُصِيبُنى العُرَوَاءُ
- في الحديث: "كانت فَدكُ لحُقوقِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي تَعرُوه".
: أي تَغْشَاه وتَنْتَابُه. يقال: عَرَاه هَمٌّ وضِيقٌ، واعْتَراه: أي نَزَلَ به.
- في الحديث: "فكَرِه أن يُعْرُوا"
: أي تَصِير دُورُهم إلى العَرَاء، وهو الفَضَاء من الأرض.
وفي رواية: "فكَرِه أَنْ تَعْرى المَدِينَةُ": أي تَخلُوِ وتَصِيرَ عَراءً.
- في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ امرأةَ مَخْزومِيَّة كانت تَسْتَعِيرُ المَتاعَ وتَجْحَدُه، فأَمَر بها فقُطِعت يَدُها"
ذهب عامَّةُ أهلِ العِلْمِ إلى أَنَّ المُسْتَعِيرَ إذا جَحَد العَارِيَّة لم يُقْطَع، لأنَّ الله تعالى إنما أَوجبَ القَطْعَ على السُّرَّاق، وهذا خَائِنٌ ليس بِسَارق.
وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا قَطْع على خَائنٍ" دلِيلٌ على سُقُوط القَطْع عنه. وذهب إسحاق إلى القَوْل بِظَاهِر هذا الحديث. وقال أَحمدُ: لا أعلَمُ شَيئاً يدفعُه، يعنى حَديثَ المَخْزُومِيَّة. قال الخَطَّابىُّ: وهذا الحديث مُختَصَر غير مُتَقَصًّى لَفظُه، وسِياقُه: وإنما قُطِعت المَخزُومِيَّةُ؛ لأنّها سَرَقَت، وذلك بَيّن في رِواية عائِشةَ، رضي الله عنها، لهذا الحَديثِ. وإنَّما ذُكِرت الاسْتِعارةُ والجَحدُ في هذه القِصَّةِ تعريفًا لها بخاصِّ صِفتِها؛ إذ كانت الاستعارةُ صِفةً لها حتى عُرِفَت بذلك، كما عُرِفَت بأنّها مخزومِيَّة، إلا أنّها لمّا استمرَّ بها هذا الصَّنيعُ تَرَقَّت إلى السَّرِقَة، وتَجَرّأت عليها، فأمَرَ بها فقُطِعَتْ.
ورواه مسعودُ بنُ الأَسْود أيضا، فذكَر أَنَّها سَرقَت قَطِيفةَ بَيْت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم.
- في صحيح مسلم: "لا ينَظُر الرجُلُ إلى عُرَيَّة المرأة" كَنَّى عن العَوْرة بما يَعْرَى منها، وليست بتَصْغِير عَورَة؛ لأن تصْغِيرها عُوَيْرة - بتقديم الواو عِلى الراء - إلا أن يُقالَ: قدَّم الرَّاءَ على الواو في عَوْرَة، ثم صغَّرها.
- في الحديث: "فأُتِى بفرسٍ مُعْرَوْرٍ" : أي ليس على ظَهرِه شيء.
والاعْرِيرارُ: كَونُه عُرْيانًا ليس عليه شىْء، وفي لفظه تقدير.
- في الحديث: "لا تُشَدُّ العُرَى إلا إلى ثَلاثَة مَساجِدَ"
وفي رواية: "لا يُشَدّ الغَرَض".
وهو حِزَام الرَّحْل، والعُرَى بمعناه.
[عرا] العَرا مقصور: الفِناءُ والساحة، وكذلك (*) العَراةُ. والعَراةُ أيضاً: شدّة البرد. والعَراءُ بالمد: الفضاء لا سِتر به. قال الله تعالى: (لَنُبِذَ بالعراء) . وعروى: هضبة. وعروة القميض والكوز معروفة. والعروة أيضا من الشجر: الشئ الذي لا يزال باقياً في الأرض لا يذهب، وجمعه عرًى، ويشبه به البُنْكُ من الناس. قال مُهلهِل: خَلع الملوكَ وسار تحت لوائه * شجر العرى وعَراعِرُ الأقوامِ وقال آخر: ولم أجد عُرْوَةَ الخلائق إلا ال‍ * دينَ لَمَّا اعتبرتُ والحَسَبا والعُرْوَةُ الأسد، وبه سمى الرجل عروة. وأنا عِرْوٌ منه بالكسر، أي خِلْوٍ. وعَراني هذا الأمر واعْتَراني، إذا غشيكَ. وعَرَوْتُ الرجل أعْروهُ عَرْواً، إذا ألممتَ به وأتيتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. وفلان تَعْروهُ الأضياف وتَعْتَريه، أي تغشاه. ومنه قول النابغة: أتَيْتُكَ عارِياً خَلَقاً ثيابي * على خوفٍ تُظَنُّ بي الظنون والعرية: النخلة يعريها صاحبها رجلاً مُحتاجاً فيجعل له ثمرها عاما فيعروها أي يأتيها، وهى فعيلة بمعنى مفعولة، وأنما أدخلت فيها الهاء لانها أفردت فصارت في عداد الاسماء، مثل النطيحة والاكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت: نخلة عرى. وفى الحديث أنه رخص في العرايا بعد نهيه عن المزابنة، لانه ربما تأذى المعرى بدخوله عليه، فيحتاج أن يشتريها منه بثمن، فرخص له في ذلك. قال شاعر الأنصار : وليست بسَنْهاَء ولا رُجَّبِيَّةٍ * ولكن عَرايا في السنينِ الجَوائِحِ يقول: إنّا نُعْريها الناسَ المحاويج. واسْتَعْرى الناسُ في كل وجه، وهو من العَرِيَّةِ، أي أكلوا الرطب. والعرية أيضا: الريح الباردة. الكلابي: يقال إن عَشِيّتَنا هذه لَعَرِيَّةٌ، أي باردةٌ. ويقال: أهْلَكَ فقد أعْرَيْتَ، أي غابت الشمس وبردت. والعرواء مثل الغلواء: قرة الحُمَّى ومَسُّها في أول ما تأخذ بالرعدة. وقد عُرِيَ الرجل على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهو معرو. وقول لبيد: والنيب إن تعرمنى رمة خلقا * بعد الممات فإنى كنت أتئر (*) ويروى: " تعرمنى " أي تطلب، لانها ربما قضمت العظام تتملح بها. وعرى من ثيابه يَعْرى عُرْياً، فهو عارٍ وعُرْيانٌ، والمرأة عريانة. وما كان على فعلان فمؤنثه فعلانة بالهاء. وأعريته أنا وعريته تَعْرِيَةً فَتَعَرَّى. ويقال: ما أحسنَ مَعاريَ هذه المرأة، وهي يداها ورجلاها ووجهها. قال أبو كَبير الهذلي : مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهم * ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الاثجل ويقال: اعروريت منه أمرا قبيحاً، أي ركبتُ واعْرَوْرَيْتُ الفرسَ: ركبته عريانا، وهو افعو عل. وفرس عرى: ليس عليه سرج، والجمع الاعراء. وأما قول الهذلى: أبيت على معارى واضحات * بهن ملوب كدم العباط فإنما نصب الياء لانه أجراها مجرى الحرف الصحيح في ضرورة الشعر، ولم ينون لانه لا ينصرف. ولو قال معار لم ينكر البيت، ولكنه فر من الزحاف. ويقال أعراه صديقه، إذا تباعَد منه ولم ينصره.
[عرا] فيه: رخص في "العرية" و"العرايا"، واختلف فيه فقيل: إنه لما نهى عن المزانبة وهو بيع الثمر في رؤس النخل بالتمر خص منها العرية وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله ولا نخل له يطعمهم منه ويكون قد فضل له من قوته تمر فيشتري من صاحب النخل ثمرة نخلة بخرصها من التمر، فرخص له فيما دون خمسة أوسق، وهو فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه إذا قصده، أو بمعنى فاعلة من عرى يعري إذا خلع ثوبه كأنها عريت من التحريم فعريت أي خرجت. ج: وذلك بأن يخرص بأن رطبها إذا جف يجيء ثلاثة أوسق فيبيع بها من التمر وكذا في الكرم، قوله: أن يباع، بدل من العرية، ورطبًا بضم راء وفي بعضها بفتحها فيتناول العنب أيضًا فيشملرقيقًا يصف لون بدنها. ج: بأن يلقين خمرهن وراءهن فتظهر صدورهن- ويتم في كسا. ط: وفي أصحاب الصفة: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا، أي ليسوي نفسه ويجعلها عديلة مماثلة لنا بجلوسه فينا تواضعًا ورغبة فيما نحن، قوله: من "العري"، أي لم يكن لهم ثياب إلا قليل فمن كان ثوبه أقل من ثوب أخيه يجلس خلفه حتى لا يرى، ثم قال بيده هكذا أي أشار بيده أن اجلسوا حلقة ليظهر وجوههم له ويراهم كلهم لقوله تعالى "ولا تعد عيناك عنهم" وإن كان هذا كناية عن الإزراء لكن ينافي إرادة الحقيقة. وفيه: بل "عارية" مؤداة، هي بتشديد ياء وقد تخفف، وهذه مبالغة أي بل أردها عينها وأضمن قيمتها لو تلفت، وكان صفوان ح مشركًا فإن هذا النداء لا يصدر عن مؤمن؛ وفيه حجة على أبي حنيفة أن العارية أمانة، وفائدة التأدية عند من لا يرى التضمين إلزام المستعير مؤنة ردها إلى مالكها. وح: فقام إليه "عريانًا" يجر ثوبه ما رأيته "عريانًا" قبله ولا بعده، لعلها أرادت ما رأيته عريانًا استقبل رجلًا واعتنقه فاختصر الكلام، وذلك لفرحه بقدومه وتعجيله للقائه بحيث لم يتمكن من تمام التردي بالرداء. ك: كانت بنو إسرائيل يغتسلون "عراة"، لجوزه في شريعتهم أو لتساهلهم وكان موسى يغتسل وحده تنزهًا أول حرمته، والأول أظهر وإلا لما قررهم موسى ولما خرج متعريًا على بني إسرائيل قائلًا: ثوبي حجر.

عيا

(عيا) الرجل عايا وَصَاحبه عاياه
ع ي ا: (الْعِيُّ) ضِدُّ الْبَيَانِ. وَقَدْ (عَيَّ) فِي مَنْطِقِهِ فَهُوَ (عَيِيٌّ) عَلَى فَعْلٍ. وَ (عَيِيَ) يَعْيَا بِوَزْنِ رَضِيَ يَرْضَى فَهُوَ (عَيِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (عَيَّ) بِأَمْرِهِ وَ (عَيِيَ) إِذَا لَمْ يَهْتَدِ لِوَجْهِهِ. وَالْإِدْغَامُ أَكْثَرُ. وَأَعْيَاهُ أَمْرُهُ. وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: (عَيُوا) مُخَفَّفًا كَمَا مَرَّ فِي حَيُوا. وَيُقَالُ أَيْضًا: (عَيُّوا) مُشَدَّدًا. وَ (أَعْيَا) الرَّجُلُ فِي الْمَشْيِ فَهُوَ (مُعْيٍ) . وَلَا يُقَالُ: عَيَّانٌ، وَ (أَعْيَاهُ) اللَّهُ كِلَاهُمَا بِالْأَلِفِ. وَ (أَعْيَا) عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَ (تَعَيَّا) وَ (تَعَايَا) بِمَعْنًى. وَدَاءٌ (عَيَاءٌ) أَيْ صَعْبٌ لَا دَوَاءَ لَهُ كَأَنَّهُ أَعْيَا الْأَطِبَّاءَ. وَ (الْمُعَايَاةُ) أَنْ تَأْتِيَ بِشَيْءٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ.
(عيا) - في حَديثِ الزُّهْرِي: أَنَّ بَرِيدًا من بَعضِ المُلوكِ جَاءَه يَسْأَله عن رَجُل مَعَه ما مَع الرَّجُل، وما مَعِ المرأة، كيف يُورَّث؟ قال: من حَيثُ يَخْرج المَاءُ الدَّافِق. فقِيل فيه:
ومُهِمَّةٍ أَعيَا القُضاةَ عُياؤُها
تَذَرُ الفَقِيهَ يشُكُّ شَكَّ الجَاهِلِ
عجَّلتَ قَبلَ حَنِيذِها بشِوَائِها
وقَطَعْتَ مُحْرَدَها بحُكْمٍ فَاصِلِ 
العُيَاءُ كالعقَام والعُضَال؛ من عَيِىَ بالأَمْر. والمُجْرَد: المُقَطَّع،
: أي لم تَسْتَأْن بالجَواب، ورَمَيتَ به بَدِيهَةً كَمَنْ نزل به ضيفٌ تَعجَّل قِرَاه بما افْتَلذَ من كَبِدها، واقْتَطع من سَنَامِها، ولم يَحْبِسْه على الحَنِيذِ والقَدِيرِ ، وتَعْجِيلُ القِرَى مَحمودٌ عِنْدَهُم.
- في الحَدِيثِ: "شِفَاءُ العِيِّ السُّؤَالُ"
: أي الجَهْل. وقد عَيَّ وعَيِىَ به يَعْيَا عِيًّا.
[عيا] نه: فيه: زوجي "عياياء" طباقاء، هو العنين تعييه مباضعة النساء وهو من الإبل ما لا يضرب ولا يلقح. ش: أو غياياء شك من الراوي أو تنويع من الزوجة- ويشرح في غ. نه: ومنه: شفاء "العي" السؤال، وقد عيي بهتم بحمد الله وحسن توفيقه السفر الثاني من "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار" في الحادي عشر من شهر الله المبارك رمضان ضوعف قدره وأجر من عظمه من سنة ست وسبعين وتسعمائة الهجرية، في البلد المسمى بالفتن، صانها الله من الفتن، وصان أهلها من موجبات النقم، وتاب عليهم مما يوجب صولة الأيام واستمرار البرم، ويوفقهم لما يوجب استمرار النعم، وذلك من بلاد الكجرات من أقطار الهند. فالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام التام على سيد رسله المعتام، وعلى جميع صحبه الكرام، وتابعيهم بالإحسان على الدوام، وبارك لنا في أقوالنا وأحوالنا وأفعالنا ببركة أولئك العظام، وبحرمة الشهر الحرام، وتاب علينا بالتوبة المدام وغفر ذنوبنا الجسام، مع والدينا وأولادنا وأخلائنا بحرمة اسمه السلام، ويتلوه في الثالث حرف الغين المعجمة ختمه الله بالخير وحسن العاقبة مع الخاتمة آمين آمين آمين- هكذا وجدنا في المنقول عنه من عبارة المصنف رحمة الله عليه.
وحسب تجزئته هذه انتهى الجزء الثاني إلى حرف العين وكان تمام طبعه
في المطبع العالي لمنشي نو لكشور بالطبعة الأولى في شهر رمضان سنة
1283هـ، وبالطبعة الثانية في شهر رمضان سنة 1314هـ؛
وأما بالطبعة الجديدة بمطبعة دائرة المعارف العثمانية فهذا هو الجزء الثالث
ينتهي إلى حرف العين، وقد وقع الفراغ من طبعه بعد المعارضة
بنسخ الكتاب والتصحيح يوم الجمعة الرابع والعشرين
من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها ألف ألف
صلاة وتحية= 18/ يونيو سنة 1971م.
ويتلوه في الجزء الرابع حرف الغين المعجمة.
(تم الجزء الثالث) بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على الكمال والدوام، على سيد رسله العتام، صلاة تمحو السيئات، وترفع الحسنات، وتكفر الهفوات، وتزيد البركات؛ ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة تزيل موجبات النقم، وتزيد مقتضيات النعم؛ وبعد فهذا ثلث ثالث من "مجمع بحار الأنواع في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار".

 بابه مع الباء

عيا: عَيَّ بالأَمرِ عَيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا؛ هذه عن

الزجَّاجي ، وهو عَيٌّ وعَييٌ وعَيَّانُ: عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه. قال

سيبويه: جمع العَييِّ أَعْيِياءُ وأَعِيَّاءُ، والتصحيح من جهة أَنه ليس على

وزن الفِعْلِ، والإعْلال لاسْتِثقالِ اجتماع الياءَينِ، وقد أَعْياه

الأمرُ؛ فأَمَّا قول أبي ذؤيب:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ، يأْوِي مَلِيكُها

إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونارِلِ

فإنما عَدّى أَعْيا بالباء لأنه في معنى برَّح، فكأَنه قال برَّح بِراقٍ

ونازِلٍ، ولولا ذلك لما عَدَّاه بالباء. وقال الجوهري: قوم أَعْياء

وأَعْيِياء، قال: وقال سيبويه أَخبرنا بهذه اللغة يونس ، قال ابن بري: صوابه

وقوم أَعِيّاء وأَعْيِياء كما ذكره سيبويه. قال ابن بري: وقال ، يعني

الجوهري، وسَمِعْنا من العرب من يقول أَعْيِياء وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّن؛ قال

في كتاب سيبويه: أَحْيِيَةٌ جمع حَياء لفَرْج الناقة، وذكر أَنَّ من

العرب من يُدْغِمُه فيقول أَحِيَّة. الأزهري: قال الليث العِيُّ تأْسِيسٌ

أَصله من عَين وياءَيْن وهو مصدر العَيِيِّ، قال: وفيه لغتان رجل عَيِيٌّ،

بوزن فعيل؛ وقال العجاج:

لا طائِشٌ قاقٌ ولا عَيِيُّ

ورجل عَيٌّ: بوَزْنِ فَعْلٍ، وهو أَكثر من عَييٍّ، قال: ويقال عَيِيَ

يَعْيا عن حُجَّته عَيّاً، وعَيَّ يَعْيَا، وكلُّ ذلك يقال مثل حَيِيَ

يَحْيَا وحَيِّ؛ قال الله عز وجل: ويَحْيا مَنْ حَيَّ عن بَيِّنَةٍ ، قال:

والرِّجلُ يَتَكَلَّف عملاً فيَعْيا به وعَنه إذا لم يَهْتَدِ لوجِه عَمَله.

وحكي عن الفراء قال: يقال في فِعْلِ الجميع من عَيَّ عَيُّوا؛ وأَنشد

لبعضهم:

يَحِدْنَ عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا

أَخاريسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ

وقال آخر:

مِنَ الذين إذا قُلْنا حديثَكُمُ

عَيُّوا، وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا

قال: وإذا سُكِّن ما قبل الياء الأُولى لم تُدْغَمْ كقولك هو يُعْيي

ويُحْيي. قال: ومن العربَ منْ أَذْعَمَ في مثلِ هذا؛ وأَنشد لبعضهم:

فكَأَنَّها بينَ النّساء سَبيكةٌ

تَمْشي بسُدَّة بَيتها، فتُعِيُّ

وقال أبو إسحق النحوي: هذا غيرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحويين. وذكر أَنَّ

البيتَ الذي اسْتَشْهد به الفراء ليس بمعروف؛ قال الأَزهري: والقياس ما

قاله أَبو إسحق وكلامُ العرب عليه وأَجمع القُرّاء على الإظْهار في قوله

يُحْيِي ويُمِيتُ. وحكي عن شمر: عَيِيتُ بالأَمر وعَييتُه وأَعْيا عليَّ

ذلك وأَعياني. وقال الليث: أَعْياني هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِيت

عنه، وقال غيره: عَيِيتُ فلاناً أَعْياهُ أَي جَهِلْته. وفلان يَعْياه

أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ، والأصل في ذلك أن لا تَعْيا عن الإخبارِ عنه إذا

سُئِلْتَ جَهْلاً به؛ قال الراعي:

يسأَلْنَ عنك ولا يَعْياك مسؤولُ

أَي لا يَجْهَلُك. وعَيِيَ في المَنْطِق عِيّاً: حَصِرَ. وأَعْيا

الماشي: كلَّ. وأَعْيا السيرُ البَعيرَ ونحوَه: أَكَلَّه وطَلَّحه. وإبلٌ

مَعايا: مُعْيِيَة. قال سيبويه: سألت الخليلَ عن مَعايا فقال: الوَجْه

مَعايٍ، وهو المُطَّرد، وكذلك قال يونس، وإنما قالوا مَعايا كما قالوا مَدارى

وصَحارى وكانت مع الياء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها. ورجلٌ

عَياياءُ: عَيِيٌّ بالأُمور. وفي الدعاء: عَيٌّ له وشَيٌّ، والنَّصْبُ جائِزٌ.

والمُعاياةُ: أَن تأْتيَ بكلامٍ لا يٌهتَدى له، وقال الجوهري: أَن تأْتي

بشيءٍ لا يهتدى له، وقد عاياهُ وعَيَّاه تَعْيِيَةً. والأُعْيِيَّةُ: ما

عايَيْتَ به. وفَحْلٌ عَياءٌ: لا يَهْتَدي للضراب، وقيل: هو الذي لم

يَضْرِبْ ناقةً قطُّ، وكذلك الرجل الذي لا يَضْرِبُ، والجمع أَعْياءٌ ،

جمَعُوه على حذف الزائد حتى كأَنهم كسَّروا فَعَلاً كما قالوا حياءُ الناقةِ،

والجمع أَحْياءٌ. وفَحْلٌ عَياياءُ: كْعَياءٍ، وكذلك الرجُلُ. وفي حديث

أُمّ زرع: أَنَّ المرأَة السادسة قالت زوجي عَياياءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ

داءٌ؛ قال أبو عبيد: العَياياءُ من الإبلِ الذي لا يَضْرِبُ ولا

يُلْقِحُ، وكذلك هو من الرجال؛ قال ابن الأثير في تفسيره: العَياياءُ العِنِّينُ

الذي تُعْييهِ مُباضَعَة النساء . قال الجوهري: ورَجلٌ عَياياءُ إذا

عَيِّ بالأَمْر والمَنْطِقِ ؛ وذكر الأزهري في ترجمة عبا:

كَجَبْهَةِ الشَّيخِ العَباء الثَّطِّ

وفسره بالعَبام، وهو الجافي العَيِيُّ ، ثم قال: ولم أَسْمَع العَباءَ

بمعنى العَبام لغير الليث، قال: وأَما الرَّجَز فالرواية عنه:

كَجَبْهَة الشيخ العياء

بالياء . يقال: شيخ عَياءٌ وعَياياءُ، وهو العَبامُ الذي لا حاجة له إلى

النساء، قال: ومن قاله بالباء فقد صَحَّف. وداءٌ عَياءٌ: لا يُبْرَأُ

منه ، وقد أَعْياه الداءُ ؛ وقوله:

وداءٌ قدَ أعْيا بالأطبَّاء ناجِسُ

أراد أَعْيا الأَطِبَّاءَ فعَدَّاه بالحَرْفِ، إذ كانت أَعْيا في معنى

بَرَّحَ، على ما تقدم. الأَزهري: وداءٌ عَيُّ مثلُ عَياءٍ، وعَيِيٌّ

أَجود؛ قال الحرث بن طُفَيل:

وتَنْطِقُ مَنْطِقًا حُلْواً لذيذاً،

شِفاءَ البَثِّ والسُّقْمِ العَيِيِّ

كأَن فَضِيضَ شارِبه بكأْس

شَمُول، لَوْنُها كالرَّازِقِيِّ

جَمِيعاً يُقْطَبانِ بِزَنْجَبيلٍ

على فَمِها، مَعَ المِسْكِ الذَّكِيِّ

وحكي عن الليث: الداءُ العَيادُ الذي لا دَواءَ له، قال: ويقال الداءُ

العَياءُ الحُمْقُ. قال الجوهري: داءٌ عَياءٌ أَي صعبٌ لا دواءَ له كأَنه

أَعْيا على الأَطِباء. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فِعْلُهم الداءُ

العَياءُ؛ هو الذي أَعْيا الأَطِباء ولم يَنْجَعْ فيه الدواءُ. وحديث

الزُّهْري: أَنَّ بَرِيداً من بعض المُلوك جاءَه يسأله عن رجل معه ما مع المرأة

كيف يُوَرَّث؟ قال: من حيثُ يخرجُ الماءُ الدافِقُ؛ فقال في ذلك

قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَعْيا القُضاةَ عَياؤُها

تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ شَكَّ الجاهِلِ

عَجَّلْتَ قبلَ حَنِيذها بِشِوَائِها ،

وقَطَعْتَ مَحْرِدَها بحُكْمٍ فاصِلِ

قال ابن الأثير: أَرادَ أَنك عجلتَ الفَتْوى فيها ولم تَسْتَأْنِ في

الجواب، فشَبَّهه برجُلٍ نَزلَ به ضيفٌ فعَجَّل قِراهُ بما قَطعَ له من

كَبِدِ الذَّبيحة ولَحْمِها ولم يَحْبِسُه على الحَنيذِ والشّواء، وتَعْجيلُ

القِرى عندهم محمودٌ وصاحبُه ممدوح.

وتَعَيَّا بالأمر: كَتَعَنَّى ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

حتى أَزُورَكُم وأَعْلَمَ عِلْمَكُمْ،

إنَّ التَّعَيِّيَ بأَمرِك مُمْرِضُ

وبنو عَياءٍ: حَيٌّ من جَرْمٍ. وعَيْعايةُ: حَيٌّ من عَدْوان فيهم

خَساسة. الأزهري: بَنُو أَعْيا يُنْسَبُ إليهم أَعْيَوِيٌّ، قال: وهم حَيٌّ

من العرب. وعاعَى بالضأْنِ عاعاةً وعِيعاءً: قال لها عا، وربما قالوا

عَوْ وعايْ وعاءِ، وعَيْعَى عَيْعاةً وعِيعاءً كذلك؛ قال الأَزهري: وهو

مثال حاحَى بالغَنَم حِيحاءً، وهو زَجْرُها. وفي الحديث شِفاءُ العِيِّ

السؤالُ؛ العِيُّ: الجهلُ، وعيِيَ به يَعْيا عِيّاً وعَيَّ، بالإدغام

والتشديد، مثلُ عَييَ. ومنه حديث الهَدْي: فأَزْحَفَتْ عليه بالطريق فعَيَّ

بشأْنِها أَي عَجَزَ عنها وأَشكل عليه أَمرُها. قال الجوهري: العِيُّ خلافُ

البيانِ، وقد عَيَّ في مَنْطِقِه. وفي المثل: أَعْيَا من باقِلٍ. ويقال

أَيضًا: عَيَّ بِأَمرِه وعَيِيَ إذا لم يَهْتَدِ لوجهِه، والإدْغامُ

أَكثر، وتقول في الجمع: عَيُوا ، مخَفَّفاً، كما قلناه في حَيُوا، ويقال

أَيضًا: عَيُّوا، بالتشديد، وقال عبيد بن الأبرص:

عَيُّوا بأَمرِهِمُ ، كما

عَيَّتْ ببَيْضتِها الحَمامَهْ

وأَعياني هو ؛ وقال عمرو بن حسان من بني الحَرِث ابنِ همَّام:

فإنَّ الكُثْرَ أَعْياني قَديماً ،

ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنّي غُلامُ

يقول: كنت متوسطاً لم أَفْتَقر فقراً شديداً ولا أَمكَنني جمعُ المال

الكثير، ويُرْوى: أَغناني أَي أَذَلِّني وأَخْضَعني. وحكى الأَزهري عن

الأصمعي: عيِيَ فلان، بياءَين، بالأَمر إذا عَجَز عنه، ولا يقال أَعْيا به.

قال: ومن العرب من يقول عَيٌّ به، فيُدْغِمُ. ويقال في المَشْي: أَعْيَيْت

وأَنا عَيِيّ؛

(* قوله «اعييت وأنا عييّ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أعييت اعياء،

قال: وتكلمت حتى عييت عياً ، قال: واذا طلب علاج شيء فعجز يقال: عييت

وأنا عيي.) قال النابغة:

عَيَّتْ جواباً وما بالرَّبْعِ من أَحد

قال: ولا يُنْشَدُ أَعْيَتْ جواباً؛ وأَنشد لشاعر آخر في لغة من يقول

عيي:

وحتى حسِبْناهْم فوارِسَ كَهْمَسٍ،

حَيُوا بعدما ماتُوا من الدَّهْرِ أَعْصُرَا

ويقال: أَعْيا عليَّ هذا الأَمرُ وأَعْياني، ويقال: أَعْياني عَيَاؤه؛

قال المرَّارُ:

وأَعْيَتْ أَن تُجِيبَ رُقىً لِرَاقِ

قال: ويقال أَعْيا به بعيره وأَذَمَّ سواءٌ. والإعْياءُ: الكَلال؛

يقال: مَشَيْت فأَعْيَيْت، وأَعيا الرجلُ في المَشْيِ، فهو مُعْيٍ؛ وأَنشد

ابن بري:

إنّ البَراذِيِنَ إذا جَرَيْنَهْ ،

مَعَ العِتاقِ ساعَةً، أَعْيَيَنَهْ

قال الجوهري: ولا يقال عَيَّانٌ. وأَعْيا الرجلُ وأَعياهُ الله، كلاهما

بالأَلف. وأَعيا عليه الأَمْرُ وتَعَيَّا وتَعايا بمعنى.

وأَعْيا: أَبو بطن من أَسَدٍ، وهو أَعيا أَخو فَقْعسٍ ابنا طَريفِ بن

عمرو بن الحَرِثِ بن ثَعْلبة بن دُوادانَ بن أَسدٍ؛ قال حُرَيث بنُ عتَّابٍ

النَّبْهاني:

تَعالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَأَعْيا، وفَقْعَسٌ

إلى المَجْدِ أَدْنَى أَمْ عَشِيرَةُ حاتِمِ

والنسبَة إليهم أَعْيَويّ.

طمع

طمع:

الطَّمَعُ: ضِدُّ اليَأْسِ. قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: تعلمن

أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وأَنَّ اليَأْسَ غِنًى. طَمِعَ فيه وبه طَمَعاً

وطَماعةً وطَماعِيةً، مخفَّف، وطَماعِيَّةً، فهو طَمِعٌ وطَمُعٌ: حَرَص عليه

ورَجاه، وأَنكر بعضهم التشديد. ورجاٌ طامِعٌ وطَمِعٌ وطَمُعٌ من قوم

طَمِعِينَ وطَماعَى وأَطْماعٍ وطُمَعاءَ، وأَطْمَعَه غيره. والمَطْمعُ: ما

طُمِعَ فيه. والمَطْمَعةُ: ما طُمِعَ من أَجْله. وفي صفة النساء: ابنةُ عشر

مَطْمَعةٌ للناظِرين. وامرأَة مِطْماعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ من

نفْسها. ويقال: إِنَّ قَوْلَ الخاضِعةِ من المرأَة لَمَطْمَعةٌ في الفَساد أَي

مما يُطْمِعُ ذا الرِّيبةِ فيها. وتَطْمِيعُ القَطْر: حين يَبْدأُ

فيَجِيء منه شيءٌ قليل، سمي بذلك لأَنه يُطْمِعُ بما هو أَكثر منه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

كأَنَّ حَدِيثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ،

يُجادُ به لأَصْداءٍ شِحاحِ

الأَصْداءُ ههنا: الأَبْدانُ، يقول: أَصْداؤُنا شِحاحٌ على حديثها.

والطَّمَعُ: رِزْق الجُنْد، وأَطْماع الجُند: أَرزاقُهم. يقال: أَمَرَ لهم

الأَميرُ بأَطماعِهم أَي بأَرزاقِهم، وقيل: أَوْقاتُ قَبْضِها، واحدها

طَمَعٌ. قال ابن بري: يقال طَمَعٌ وأَطْماعٌ ومَطْمَعٌ ومَطامِعُ. ويقال: ما

أَطْمَعَ فلاناً على التعجُّب من طَمَعِه. ويقال في التعجب: طَمُعَ

الرجلُ فلان، بضم الميم، أَي صار كثير الطَّمَعِ، كقولك إِنه لَحَسُنَ الرجلُ،

وكذلك التعجب في كل شيء مضموم، كقولك: خَرُجَتِ المرأَةُ فلانة إِذا كانت

كثيرة الخُروج، وقَضُوَ القاضِي فلان، وكذلك التعجب في كل شيء إِلاَّ ما

قالوا في نِعْمَ وبِئْس رواية تروى عنهم غير لازمة لقياس التعجب، جاءَت

الرواية فيهما بالكسر لأَنَّ صور التعجب ثلاث: ما أَحْسَنَ زيداً، أَسْمِعْ

به، كَبُرَتْ كَلِمةً، وقد شَذَّ عنها نِعْم وبِئْسَ.

(طمع)
فِيهِ وَبِه طَمَعا وطماعا وطماعية اشتهاه وَرغب فِيهِ وحرص عَلَيْهِ

(طمع) طَمَعا وطماعة صَار كثير الطمع
ط م ع: (طَمِعَ) فِيهِ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَسَلِمَ وَ (طَمَاعِيَةً) أَيْضًا فَهُوَ طَمِعٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا. وَ (أَطْمَعَهُ) فِيهِ غَيْرُهُ. 
طمع
طَمِعَ في كذا طَمَعاً وطَمَاعِيةً والمَطمْعُ: ما طَمِعْتَ فيه. والمَطمَعَة: من أجْلِه.
وامْرأةٌ مِطْمَاعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكَن. والمُطْمِعُ: الطائرُ يُشَدُّ في وَسَط الشَّبَكَة لِيُصَادَ بدلالَتِه الطُّيور. والطمَعُ: رِزْقُ الجُنْد، والجَميعُ: الأطْمَاع.

طمع


طَمِعَ(n. ac. طَمَع
طَمَاْع
طَمَاعِيَة )
a. [Bi
or
Fī], Coveted, longed for, desired.
b. [Fī], Importuned.
طَمُعَ(n. ac. طَمَاْعَة)
a. Was covetous, insatiable.

طَمَّعَa. see IV
أَطْمَعَa. Made to covet.
b. [acc. & Fī], Emboldened, urged on against.
طَمَع
(pl.
أَطْمَاْع)
a. see 22tc. Thing coveted, object of desire; desire.
d. Soldiers' pay.

طَمِعa. Covetous, greedy, insatiable.
b. Ambitious.

مَطْمَع
(pl.
مَطَاْمِعُ)
a. see 4 (c)
طَاْمِع
(pl.
طَمَاْعَى
طُمَّاْع أَطْمَاْع
طُمَعَآءُ)
a. see 5
طَمَاْعَةa. Covetousness, greed, eager longing, insatiableness;
concupiscence.
b. Ambition.

طَمَّاْعa. see 5
مِطْمَاْعa. see 5
طَمَاعِيَة
a. see 22t
[طمع] طَمِعَ فيه طَمَعاً وطَماعَة وطَمَاعِيَةً مخفّف فهو طَمِعٌ وطَمُعٌ. وأطمعه فيه غيره. ويقال في التعجب: طَمُعَ الرجلُ فلانٌ بضم الميم، أي صار كثير الطَمَعِ. وخرجت المرأة فلانة، إذا صارت كثيرة الخروج. وقضو القاضى فلان. وكذلك التعجب في كل شئ، إلا ما قالوا في نعم وبئس رواية تروى عنهم غير لازمة لقياس التعجب، لان صور التعجب ثلاث: ما أحسن زيدا وأسمع به وكبرت كلمة. وقد شذ عنها نعم وبئس. والطَمَعُ: رِزقُ الجند. يقال: أمر لهم الأمير بأطماعِهِمْ، أي بأرزاقهم. وامرأةٌ مِطْماعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ.
ط م ع

طمع في كذا وبه. قال:

فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعاً لهم بعقاب يومٍ سرمد

ولطمع الرجل، كما يقال: لخرجت المرأة، ولقضو الرجل. وأطمعته وطمعته فتطمع، ورجل طامع وطماع وطموع وطمع. وإن فلاناً لطمع: حريص، وفيه طمع ومطمع وطماعة وطماعية. وفعل ذلك طماعية. قال الهذلي:

أما والذي مسحت أركان بيته ... طماعية أن يغفر الذنب غافر

وأذل أعناق الرجال الأطاع والمطامع. وإن قول المخاضعة لمطمعة.

ومن المجاز: أخذ الجند أطماعهم: أرزاقهم. وإن الطير ليصاد بالمطامع، جمع: مطمع وهو الطائر الذي يوضع في وسط الشبكة لتصاد بدلالته الطيور. وقال زهير:

ثم استمرت إلى الوادي فألجأها ... منه وقد طمع الأظفار والحنك

أي كاد يأخذها ويتعلق بها أظفاره ومنقاره.
(ط م ع)

طَمِعَ فِيهِ، وَبِه، طَمَعا وطَماعَةً وطَماعيَة وطَماعِيَّة: حرص عَلَيْهِ ورجاه. وَأنكر بَعضهم التَّشْدِيد. وَرجل طامِع، وطَمِع، وطَمُع، من قوم طَمِعِينَ، وطَماعَي، وأطماع، وطُمَعاء. وأطمَعَه غَيره.

والمَطْمَع: مَا طُمِع فِيهِ.

والمَطْمَعَة: مَا طُمِع من أَجله. وَفِي صفة النِّسَاء: " ابْنة عَشْرٍ مَطْمَعَةٌ للنَّاظِرِين ".

وَامْرَأَة مِطْماعٌ: تُطْمِع وَلَا تُمكِّن من نَفسهَا.

وتَطْمِيعُ الْقطر: حِين يبْدَأ فَيَجِيء مِنْهُ شَيْء قَلِيل. سمي بذلك، لِأَنَّهُ يُطْمِع بِمَا هُوَ أَكثر مِنْهُ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كأنَّ حَدِيثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ ... يُجادُ بِهِ لأصْدَاءٍ شِحاحِ

الأصداء هَاهُنَا: الْأَبدَان. يَقُول: أصداؤنا شحاح على حَدِيثهَا.

وأطماع الْجند: أَرْزَاقهم. وَقيل: أَوْقَات قبضهَا. وَاحِدهَا طَمَع.
طمع
طمُعَ يطمُع، طَمَعًا وطَمَاعَةً، فهو طَامِع
• طمُع الرجلُ: صار كثير الطمع. 

طمِعَ بـ/ طمِعَ في يَطمَع، طمَعًا وطَمَاعًا وطَماعِيَةً، فهو طامِع وطمِع، والمفعول مطموع به
• طمِع بالمنصب/ طمِع في المنصب: حرص على الحصول عليه، أو اشتهاه ورغب فيه "طمِع في مراتب الشرف/ عَفْوِك- من لزم الطمع عدِم الورع [مثل]- النفس تطمَع والأسبابُ عاجزة ... والنفس تهلَك بين اليأس والطمعِ- {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} - {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} ". 

أطمعَ يُطمِع، إطماعًا، فهو مُطمِع، والمفعول مُطمَع
• أطمعهُ في عفوه: حمَله على الأمل والرجاء فيه "لا تُطمِع الأعداء فينا- أطمَع صديقَهُ فيه". 

طمَّعَ يطمِّع، تطميعًا، فهو مُطمِّع، والمفعول مُطمَّع
• طمَّعَهُ في ماله: أطمعه، جعله يطمع "طمّعتَهُ في كرمك". 

طَماع [مفرد]: مصدر طمِعَ بـ/ طمِعَ في. 

طَماعَة [مفرد]: مصدر طمُعَ. 

طَماعِيَة [مفرد]: مصدر طمِعَ بـ/ طمِعَ في. 

طَمَع [مفرد]: ج أطماع (لغير المصدر):
1 - مصدر طمُعَ وطمِعَ بـ/ طمِعَ في.
2 - ما يُطمع في الحصول عليه "لبعض الدول أطماع في ثروات بلادنا- أذلّت الأطماع أعناقَ الرِّجال" ° أخَذ الجندُ أطماعَهم: نالوا أرزاقَهم. 

طَمِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طمِعَ بـ/ طمِعَ في. 

طَمّاع [مفرد]: صيغة مبالغة من طمِعَ بـ/ طمِعَ في. 

مِطْمَاع [مفرد]: ج مَطَامِيع، مؤ مِطْماع ومِطْماعَة: صيغة مبالغة من طمِعَ بـ/ طمِعَ في.
• المِطْمَاع من النِّساء/ المطماعة من النِّساء: التي تُطْمِعُ غيرها ولا تمكِّنه من نفسها. 

مَطمَع [مفرد]: ج مطامِعُ: مصدر ميميّ من طمِعَ بـ/ طمِعَ في: طمَع؛ ما يشتهيه المرءُ ويبتغيه، ما يُطمع فيه ويحرص عليه "ليس لي فيما تملكون أيّ مطمع- رجل ذو مطامع كبيرة- ومن كانت الدنيا هواه وهَمَّه ... سَبَته المُنى واستعبدته المَطَامِعُ" ° طَمَع في غير مَطْمَع: إذا أمَّل فيما يبعد حصوله. 
طمع: طمع: تجاسر، تجرأ، أصبح جسوراً جريئاً مغامراً، يقال ذلك مثلاً على الذين يتجرأون بثورة (معجم الطرائف).
طمع في فلان: رجا وأمّل أن يستطيع التغلب عليه وإخضاعه (انظر لين) أو رجا وأمّل التحكم فيه وقيادته كما يشاء. وتجد أمثلة كثيرة على ذلك عند عباد (1: 237 رقم 62) ومعجم الطرائف. وفي الفخري (78): ولما رأوا أن الخليفة كان صغيراً طمع. فيه أهل دمشق وقالوا صبّي لا علم له بالأمور وسَيَسْمَع كلُّ ما نقول له.
طمع في فلان: ألِفَهُ وتعود عليه وعاملة بطريقة مألوفة عادية (بوشر).
طمع في: أمّل ورجا أن يكون صاحب الأمر، أو أمل في الشيء ورجاه فقط (معجم الطرائف).
وفي المقري (1: 538): طمعنا في السلامة.
أي رجونا أن نسلم. (2: 808) ويقال أيضاً: طمع ب معنى أمل ورجا (ابن طفيل ص50) وفي رياض النفوس (ص3 و): قال جريجوار: أزوج ابنتي لمن يقتل عبد الله بن سعد وأنزله المنزلة التي لا يطمع بها أحد عندي.
طمع بفلان: فرغ منه وأتم عليه. ففي البكري (ص95): إنك لا تقتل رجلاً مثلي لماذا؟ لأنَّك لا تطمع بسعيد إلا بي وعلى يدي.
طَمَّع (بالتشديد): شهَّى، أغرى، استغوى (بوشر).
طمع فلاناً وطمع في فلان: جعله يرجو شيئاً منه ففي ملر آخر أيام غرناطة (ص27): وكان المحاصرون يدافعون بقوة لا يطمعون العدو في شيء مما يرومه منهم حتى نفذ ما عندهم من الأطعمة والزاد.
أطمع فلاناً: جعله يأمل ويرجو (أبو الفرج ص472، ايتيش 2: 230).
أطمع فلاناً في فلان. يقال: أطمعت في العدو أي أوحيت إليه الأمل في الانتصار عليّ (هو جفلايت ص50).
أطمعه في نفسه: جعله يأمل في مباراته ومنافسته (مختارات من تاريخ العرب ص242). وكذلك أطمعه من نفسه (تاريخ البربر 1: 605) هذا إذا لم يكن بد من إبدال من بفي.
والجملة الأولى تدل فيما يظهر على نفس المعنى المراد منها في كتاب محمد بن الحارث (ص211) ففيه أراد الأمير عبد الله الرجل التقي أبا غالب وزيراً أو قاضياً غير أن الوزير بن أبي عبده صديق أبي غالب قال للأمير من المستحسن أن نعرف ما يرغب فيه: فبعث الأمير إليه بسكن ويقول سكن: فتلقَّاني في ذلك بالتضاحك والدعابة حتى أطمعني في نفسه. وجعل يقول أنتم أشح على دنياكم الخ.
أطمع فلانا في: أوحى إليه الأمل بالاستيلاء على. ففي تاريخ ابن الأثير (1: 299): وأرسل الحارث إلى تُبَّع وهو باليمن يطعمه في بلاد العجم.
أطمع: جعله يرجو الحصول على شيء (مختارات من تاريخ العرب ص27). ويقال أيضا: أطمع فلاناً ب (تاريخ البربر 1: 614).
تطَمَّع: مطاوع طَمَّع (فوك).
اطَّمع: تاق إلى، رغب في، طمح إلى، رام، ابتغى، تمنى، طمع في (أبحاث 1، ملحق ص64).
طمع وجمعها أطّماع: الأمل في قهر العدو، والاستيلاء على شيء والفرصة المواتية للنجاح.
وعند النابغة: يقول السلوقي لنفسه حين يرى رفيقه قد مزقته قرون الأيل: أني لا أرى طمعاً (دي ساسي طرائف 2: 145) أي من العبث أن تجرب قوتك في مثل هذا العدو. دي ساسي.
وانظر: (عباد 1:24، فريتاج طرائف ص99، 106، ألماسن ص4).
طَمَع: أمل، رجاء. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص226): حتى أهدى الله لنا عِلْم ما كنَّا نتطَّلع إليه منكم أبعد ما كُنَّا طمعا فيه وأشدّ يأساً.
طمِيعَة: جشع. ألف ليلة برسل 9: 242) = طَمَع كما في طبعة ماكن.
طَمَّاع: جَشَع، طموح (فوك) وفي معجم بوشر: جشع، طموح، تواق، منتفع، مرتزق، وفيه: طَمّاع في: جشع.
وكلمة طماعة التي يذكرها فريتاج غير مضبوطة بالشكل نقلاً من الواقدي والتي اعتبرها هماكر (ص2 من التعليقات) جمع طامع خطأ منه إنما هي طَمَّاعة جمع طَمَّاع.
طَمَّاع: معتسر (دوماس حياة العرب ص165) وهو الذي يلعب القمار بتهيب ولا يخاطر الا بقليل من الدراهم في كل مرة.
طامع: من يفعل الشيء تلقائياً، وهي ضد مُضْطَرّ (كليلة ودمنة ص223).
أطُمع: أكثر طمعاً ورغبة في الشيء. ويقال أطمع في (ابن طفيل ص177).
إطماع: أطماعه في فلان: الأمل في التحكم فيه وقيادته كما يشاء، ففي اوتيش (1: 185): قل: قل لهم ذلك لئلا يعتبرونك صبياً ويستحكم أطماعكم فيك. د تَطْميعة: طعم. جاذب. فخ (بوشر).
مَطْمَع. أن رأيت لك في الذي تريد فرصة للظفر (بوشر) وهذا الكلام منقول من قصة عنتر ص55، (فريتاج طرائف ص134).
طمع
طَمِعَ فِيهِ، وَبِه، وعَلى الأوّل اقتصرَ الجَوْهَرِيّ، كفَرِحَ، طَمَعَاً، مُحرّكةً، وطَماعاً، كَمَا فِي سائرِ النّسخ، والصوابُ: طَماعَةً، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحَاح والعُباب، وطَماعِيَةً مُخَفَّفٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، ومُشَدَّدٌ كَمَا فِي اللِّسان، وأنكرَ بعضُهم التشديدَ: حَرِصَ عَلَيْهِ ورَجاه. وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي الله عَنهُ: الطَّمَعُ فَقرٌ، واليأْسُ غِنىً. وَقَالَ الراغِبُ: الطَّمَعُ: نُزوعُ النَّفسِ إِلَى الشيءِ، شَهْوَةً لَهُ، ولمّا كَانَ أكثرُه من جهةِ الهَوى قيل: الطَّمَعُ طَبَعٌ، والطَّبَعُ يُدَنِّسُ الإهابَ.
فَهُوَ طامِعٌ، وطَمِعَ كخَجِلَ، وطَمُعٌ مثل رجُلٍ، ج: طَمِعون، وطُمَعاء كفُقَهاء، وطَماعى، كَسَكَارى، وأَطْمَاعٌ، يُقَال: إنّما أذلَّ أعناقَ الرجالِ الأَطْماعُ. يُقَال فِي التعَجُّب: طَمُعَ الرجلُ فلانٌ، ككَرُمَ، أَي صارَ كثيرُه، وَكَذَا خَرُجَتِ المرأةُ فلانةُ: إِذا صارتْ كثيرةَ الخُروج، وقَضُوَ القَاضِي فلانٌ، وَكَذَلِكَ التعجُّبُ فِي كلِّ شيءٍ، إلاّ مَا قَالُوا فِي نِعْمَ وبِئْسَ رِوَايَة تُروى عَنْهُم غيرَ لازِمَةٍ لقياسِ التعجُّبِ، لأنّ صُوَرَ التعجُّبِ ثلاثٌ: مَا أَحْسَنَ زَيْدَاً، أَسْمِع بِهِ، كَبُرَتْ كَلَمَةً، كَمَا فِي الصِّحَاح. وأَطْمَعَهُ غَيْرُه: أَوْقَعَه فِيهِ، قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرةَ رَضِيَ الله عَنهُ:
(ظَلَّتْ تُراصِدُني وتَنظُرُ حَوْلَها ... ويُريبُها رَمَقٌ وأنِّي مُطْمِعُ)
أَي مَرْجُوٌّ مَوْتُه. ومنَ المَجاز: الطَّمَعُ، مَحَرَّكَةً: رِزْقُ الجُنْدِ، ج: أَطماعٌ، يُقَال: أَخَذَ الجُنْدُ) أَطماعَهُم، أَي أَرزاقَهُم، أَو أَطماعُهُم: أَوقاتُ قَبضِ أَرزاقِهِم. وامرأَةٌ مِطْماعٌ: تُطْمِعُ وَلَا تُمَكِّنُ من نَفسِها. المَطْمَعُ، كمَقعَدٍ: مَا يُطْمَعُ فِيهِ، قَالَ الحادِرَةُ:
(إنّا نَعَفُّ وَلَا نُريبُ حَليفَنا ... ونَكُفُّ شُحَّ نُفوسِنا فِي المَطْمَعِ)
والجَمْعُ: المَطامِعُ، قَالَ البعيثُ:
(طَمِعْتُ بلَيلَى أَن تَريعَ وإنَّما ... تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ)
المَطْمَعَةُ، بهاءٍ: مَا طَمِعْتَ من أَجلِه، يُقال: إنَّ قولَ المُخاضَعَةِ من المَرأَةِ لَمَطْمَعَةٌ فِي الفَسادِ، أَي مِمّا يُطْمِعُ ذَا الرِّيبَةِ فِيهَا. وَيُقَال نَحوُ ذلكَ فِي كُلِّ شيءٍ، قَالَ النّابغَةُ الذُّبيانِيُّ:
(واليأْسُ مِمّا فاتَ يُعقِبُ راحَةً ... ولَرُبَّ مَطْمَعَةٍ تَعودُ ذُباحا)
وَقَالَ الليثُ، فِي صِفَات النِّساءِ: بِنتُ عَشْرٍ: مَطْمَعَةٌ للنّاظِرينَ، بنتُ عِشرين: تَشْمُسُ وتَلينُ، بنتُ ثلاثينَ: لَذَّةٌ للمُعانِقين، بنتُ أَربعين: ذاتُ شَبابٍ وَدين، بنتُ خَمسينَ: ذاتُ بناتٍ وبَنينَ، بنتُ سِتِّينَ: تَشَوَّفُ للخاطِبينَ، بنتُ سَبعينَ: عَجوزٌ فِي الغابرينَ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: طَمَّعْتُ الرَّجُلَ تَطْمِيعاً، كأَطْمَعْتُه فطَمِعَ، ورجلٌ طَمّاعٌ، وطَموعٌ. وتَطميعُ القَطْرِ: حينَ يبدأُ فيجيءُ مِنْهُ شيءٌ قليلُ، سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّه يُطْمِعُ بِمَا هُوَ أَكثر مِنْهُ، أَنشدَ ابْن الأَعرابيِّ: كأَنَّ حَديثَها تَطميعُ قَطْرٍ يجادُ بِهِ لأَصداءٍ شِحاحِ الأَصداءُ هُنَا: الأَبدانُ، يَقُول: أَصْداؤنا شِحاحٌ على حَديثِها. منَ المَجاز: الطَّيرُ يُصادُ بالمَطامِعِ، جمع مُطْمَعٍ، وَهُوَ الطَّائر الَّذِي يُوضَعُ فِي وسَطِ الشَّبكَةِ لتُصادَ بدلالته الطُّيورُ. وَمن أَمثالِهِم: أَطْمَعُ من أَشْعَبَ، وَقد تقدَّم فِي المُوَحَّدَةِ. وَمن أَمثال العامَّةِ: الطَّمَع ضَيَّعَ مَا جَمَع.

طمع

1 طَمِعَ فِيهِ (S, O, Msb, K, &c.) and بِهِ, (O, K,) aor. ـَ (O, K,) inf. n. طَمَعٌ (S, O, Msb, K) and طَمَاعَةٌ, (S, O, TA,) accord. to all the copies of the K [and my copy of the Msb] طَمَاعٌ, but this is wrong, (TA,) and طَمَاعِيَةٌ, (S, O, Msb, K,) without teshdeed, (S, Msb,) and طَمَاعِيَّةٌ, with teshdeed, as in the L, but some disapprove this last, (TA,) He coveted it; i. e. desired it vehemently, eagerly, greedily, very greedily, excessively, inordinately, or culpably; or he strove to acquire, obtain, or attain, it; syn. حَرَصَ عَلَيْهِ: (K, TA:) طَمَعٌ signifying the longing, or yearning, for a thing; or lusting after it; mostly, for the gratification of animal appetite, without any lawful incitement: (Er-Rághib, TA:) and it is mostly used in relation to that of which the occurrence, or coming to pass, is [deemed] near: but sometimes طَمِعَ فِيهِ signifies he hoped for it. (Msb.) [See also طَمَعٌ below. One says also, طَمِعَ فِى

فُلَانٍ, meaning He eagerly desired, or he hoped, to make himself master of, or to overcome, such a one: (see an ex. voce خَازِقٌ:) and طَمِعَ فِى فُلَانَةَ he eagerly desired, or he hoped, to gain possession of, or to win, such a woman; or he lusted after her.] b2: طَمُعَ, said of a man, means He became very covetous; (صَارَ كَثِيرَ الطَّمَعِ: S, O, K:) [or rather how covetous is he! for] it is a verb of wonder; the verbs of wonder being of three forms, accord. to rule; as in the exs. مَآ أَحْسَنَ زَيْدًا and أَسْمِعْ بِهِ and كَبُرَتْ كَلِمَةً; from which نِعْمَ and بِئْسَ are anomalous exceptions. (S, O.) 2 طَمَّعَ see what next follows. b2: b3: [See also تَطْمِيعٌ below.]4 اطمعهُ He made him to covet, &c.; (S, * O, * Msb, * K, TA;) and so ↓ طمّعهُ, inf. n. تَطْمِيعٌ: (TA:) the verb is followed by فِى [and app. by بِ also] before the object. (S.) 5 تطمّع فِى المَرْأَةِ [He became excited to feel an eager desire for the woman; or to lust after her]. (TA in art. خضع.) طَمَعٌ an inf. n. of طَمِعَ. (S, O, Msb, K.) It is said in a trad. of 'Omar, الطَّمَعُ فَقْرٌ وَاليَأْسُ غِنًى

[meaning Coveting, or covetousness, or greed, is a cause of poverty, and despair is a cause of freedom from want]. (TA.) And one says, الطَّمَعُ طَبَعٌ [Coveting, or covetousness, or greed, is a cause of disgrace, or dishonour]. (TA. See أَطْمَعُ.) [See also an ex. in a verse cited voce طَبَعٌ. and see an ex. voce خَائِفٌ.] b2: And A thing that is coveted, or desired vehemently &c.: (Ham p. 517:) [pl. أَطْمَاعٌ. See also مَطْمَعٌ.] b3: And hence, (Ham ibid.,) The daily, or monthly, allowance of food or the like, subsistence-money, or pay, (syn.

رِزْق,) of soldiers: pl. أَطْمَاعٌ: (S, O, Msb, K:) or their أَطْمَاع are their times of receiving such allowances. (K.) طَمُعٌ: see the next paragraph.

طَمِعٌ (S, O, Msb, K) and ↓ طَامِعٌ (O, Msb, K) and ↓ طَمُعٌ (S, O, K) and ↓ طَمَّاعٌ and ↓ طَمُوعٌ (TA) epithets from طَمِعَ: (S, O, Msb, K:) [the first and second signify Coveting, &c.: and the rest, coveting &c. much, or very covetous &c.:] pl. [of the first] طَمِعُونَ and [of the second or of the first] طُمَعَآءُ and [of the first] طَمَاعَى and [of the first or third or second] أَطْمَاعٌ. (K.) طَمُوعٌ: see the next preceding paragraph.

طَمَّاعٌ: see the next preceding paragraph.

طَامِعٌ: see the next preceding paragraph.

أَطْمَعُ [More, and most, covetous &c.]. أَطْمَعُ مِنْ قَالِبِ الصَّخْرَةِ [More covetous than the turnerover of the great mass of stone] is a prov., of which the origin was this: a man of Ma'add saw a stone in the land of El-Yemen, on which was inscribed, أَقْلِبْنِى أَنْفَعْكَ [“ Turn me over, I will benefit thee ”]: and he exercised his skill in turning it over, and found [inscribed] on the other side, يَهْدِى إِلَى طَبَعٍ ↓ رُبَّ طَمَعٍ [Many a coveting leads to disgrace]: and he ceased not to beat with his head the great mass of stone, by reason of regret, until his brains issued and he died. (Meyd.) تَطْمِيعٌ inf. n. of 2. (TA.) b2: [Hence,] تَطْمِيعُ القَطْرِ (assumed tropical:) The first of rain, when it begins, and little thereof comes: so called because it causes to covet more. (IAar, TA.) مَظْمَعٌ A thing that is [or that is to be] coveted, or desired vehemently &c.: (O, K: [see also طَمَعٌ:]) pl. مَطَامِعُ. (O, TA.) One says, طَمِعَ فِىغَيْرِ مَطْمَعٍ [He coveted a thing not to be coveted; or] he hoped for a thing of which the attainment was remote, or improbable. (Msb.) b2: And [hence,] (tropical:) A bird that is put in the midst of the fowler's net in order to ensnare thereby other birds: pl. as above. (TA.) b3: [And it is also used as an inf. n., agreeably with general analogy.] One says, لَا مَطْمَعَ فِى بُرْئِهِ [There is no hope for its cure]. (K in art. سرط.) مَطْمَعَةٌ [A cause of coveting, or desiring vehemently &c.;] a thing on account of which one covets, &c. (O, K.) En-Nábighah EdhDhubyánee says, وَاليَأْسُ مِمَّا فَاتَ يُعْقِبُ رَاحَةً

وَلَرُبَّ مَطْمَعَةٍ تَعُودُ ذُبَاحَا [And despair of what has become beyond reach occasions, as its result, rest: and assuredly many a cause of coveting is, in its result, (like) a disease in the fauces, or a poisonous plant]. (O.) اِمْرَأَةٌ مِطْمَاعٌ A woman that causes vehement desire (تُطْمِعُ) but does not grant attainment. (S, O, K.)
طمع
الطَّمَعُ: نزوعُ النّفسِ إلى الشيء شهوةً له، طَمِعْتُ أَطْمَعُ طَمَعاً وطُمَاعِيَةً، فهو طَمِعٌ وطَامِعٌ.
قال تعالى: إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا
[الشعراء/ 51] ، أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ
[البقرة/ 75] ، خَوْفاً وَطَمَعاً
[الأعراف/ 56] ، ولمّا كان أكثر الطَّمَعِ من أجل الهوى قيل: الطَّمَعُ طَبْعٌ، والطَّمَعُ يُدَنِّسُ الإهابَ .
ط م ع : طَمِعَ فِي الشَّيْءَ طَمَعًا وَطَمَاعَةً وَطَمَاعِيَةً مُخَفَّفٌ فَهُوَ طَمِعٌ وَطَامِعٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَطْمَعْتُهُ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يَقْرُبُ حُصُولُهُ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْأَمَلِ وَمِنْ كَلَامِهِمْ طَمِعَ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ إذَا أَمَّلَ مَا يَبْعُدُ حُصُولُهُ لِأَنَّهُ قَدْ يَقَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مَوْقِعَ الْآخَرِ لِتَقَارُبِ الْمَعْنَى وَالطَّمَعُ رِزْقُ الْجُنْدِ وَالْجَمْعُ أَطْمَاعٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ. 

طوع

طوع


طَاعَ (و)(n. ac. طَوْع)
a. [acc.
or
La], Obeyed; was obedient, submissive to.
طَوَّعَa. Made to be obedient, rendered submissive.
b. [acc. & La], Aided, helped, abetted, encouraged in.

طَاْوَعَ
a. [acc. & 'Ala
or
Fī], Agreed with...in; assented, consented, complied.

أَطْوَعَa. see I
تَطَوَّعَa. Obeyed readily; did spontaneously, willingly.

تَطَاْوَعَa. Obeyed; complied.
b. [La], Applied, devoted himself to.
إِنْطَوَعَa. see I
إِسْتَطْوَعَa. Was able to do, capable of.

طَوْعa. see 21
طَاعa. see 21
طَاعَة []
a. Obedience; submission, submissiveness
docility.

طَائِع []
a. Obedient; submissive; docile.

مِطْوَاع []
a. see 21
مُطَاوِع [ N.
Ag.
a. III], Intransitive, quasi-passive.

مُطَاوَعَة [ N.
Ac.
طَاْوَعَ
(طِوْع)]
a. Obedience; compliance.
b. Concord, harmony.

مُطِيْع [ N. Ag.
a. IV]
see 21
مُطَاع [ N. P.
a. IV], Obeyed, attended to.
b. Niggardly, sordid.

مُتَطَوِّع [ N.
Ag.
a. V], Volunteer.
b. Supererogator.

مُطَّوِّع
a. see N. Ag.
تَطَوَّعَ
طَوْعًا
a. Spontaneously, voluntarily; willingly, readily.

طَوَاعِيَة
a. see 1tA
إِسْتِطَاعَة
a. Power, ability.
b. Permission, authorization.
طوع: {فطوعت}: سولت وزينت. {طوعا}: انقيادا. {المطوعين}: المتطوعين.
(طوع) مُبَالغَة فِي طاع وَله نَفسه كَذَا طاوعته عَلَيْهِ أَو زينته وشجعته عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فطوعت لَهُ نَفسه قتل أَخِيه فَقتله}
طوع
طاعَ يطُوْعُ ويَطَاعُ - جميعاً -: بمعنى أطَاعَ، طَوْعاً وطاعَةً، وَمَطَاعاً: اسْماً لما يكون مَصْدَرُه الإِطاعَة، والطَّواعِيَةُ: لما يكونُ مَصْدَرُه المُطَاوَعَةَ. ويُقال: طاوَعَتِ المرأةُ زَوْجَها طَواعِيَةً حَسَنَةً، ولا يُقال للرَّعِيَّةِ: ما أحْسَنَ طَوَاعِيَتَهم للوالي. ويُقال: رَجُلٌ طَاعٌ: بمعنى طائع، كما يُقال: مَالٌ. وتَطَاوَعْ لهذا وتَطَوَّعْ: أي تَكَلَّف استطاعَتَه. والمُطَوِّعَةُ: القَوْمُ يَتَطوَّعُوْنَ بالجهاد. وأطَاعَ الكَلأُ للإبِل: أي تَأْكُلُ منه ما شاءتْ. وفَرَسٌ طَوْعُ العِنَانِ: أي سَهْلُه. وهو طَوْعُ يَدِكَ. وهي طَوْعُ الضَّجِيْع. ويقولون اسْطَاعَ: في مَعْنى اسْتَطَاعَ، وأَسْطَاعَ: في معنى أطَاعَ. وأطَاعَ النَّخْلُ: أي أثْمَر.
ط و ع: هُوَ (طَوْعُ) يَدَيْهِ أَيْ مُنْقَادٌ لَهُ وَ (الِاسْتِطَاعَةُ) الْإِطَاقَةُ. وَرُبَّمَا قَالُوا: (اسْطَاعَ) يَسْطِيعُ يَحْذِفُونَ التَّاءَ اسْتِثْقَالًا لَهَا مَعَ الطَّاءِ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: (اسْتَاعَ) يَسْتِيعُ فَيَحْذِفُ الطَّاءَ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ: (أَسْطَاعَ) يُسْطِيعُ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ. وَ (التَّطَوُّعُ) بِالشَّيْءِ التَّبَرُّعُ بِهِ. وَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ فَقَتَلَ أَخِيهِ رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ. وَ (الْمُطَوِّعَةُ) الَّذِينَ يَتَطَوَّعُونَ بِالْجِهَادِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التوبة: 79] وَأَصْلُهُ الْمُتْطَوِّعِينَ فَأُدْغِمَ. وَ (الْمُطَاوَعَةُ) الْمُوَافَقَةُ. وَالنَّحْوِيُّونَ رُبَّمَا سَمَّوُا الْفِعْلَ اللَّازِمَ (مُطَاوِعًا) . 
ط و ع : أَطَاعَهُ إطَاعَةً أَيْ انْقَادَ لَهُ وَطَاعَهُ طَوْعًا مِنْ بَابِ قَالَ وَبَعْضُهُمْ يُعَدِّيهِ بِالْحَرْفِ فَيَقُولُ طَاعَ لَهُ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابَيْ بَاعَ وَخَافَ وَالطَّاعَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَالْفَاعِلُ مِنْ الرُّبَاعِيِّ مُطِيعٌ وَمِنْ الثُّلَاثِيِّ طَائِعٌ وَطَيِّعٌ وَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ وَطَاوَعَتْهُ كَذَلِكَ وَانْطَاعَ لَهُ انْقَادَ قَالُوا وَلَا تَكُونُ الطَّاعَةُ إلَّا عَنْ أَمْرٍ كَمَا أَنَّ الْجَوَابَ لَا يَكُونُ إلَّا عَنْ قَوْلٍ يُقَالُ أَمَرَهُ فَأَطَاعَ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ إذَا مَضَى لِأَمْرِهِ فَقَدْ أَطَاعَهُ إطَاعَةً وَإِذَا وَافَقَهُ فَقَدْ طَاوَعَهُ.

وَالِاسْتِطَاعَةُ الطَّاقَةُ وَالْقُدْرَةُ يُقَالُ اسْتَطَاعَ وَقَدْ تُحْذَفُ التَّاءُ فَيُقَالُ اسْطَاعَ يَسْطِيعُ بِالْفَتْحِ وَيَجُوزُ الضَّمُّ قَالَ أَبُو زَيْدٍ شَبَّهُوهَا بِأَفْعَلَ يُفْعِلُ إفْعَالًا.

وَتَطَوَّعَ بِالشَّيْءِ تَبَرَّعَ بِهِ وَمِنْهُ الْمُطَّوِّعَةُ بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ وَالْوَاوِ وَهُوَ اسْمٌ فَاعِلٍ وَهُمْ الَّذِينَ يَتَبَرَّعُونَ بِالْجِهَادِ وَالْأَصْلُ الْمُتَطَوِّعَةُ فَأُبْدِلَ وَأُدْغِمَ. 
ط و ع

أقر طائعاً، وفعل ذلك طوعاً وطواعية، وهو لي طائع وطيع، وهو يطوع لي، وطاوعته على كذا. وإنها لطوع الضجيع. وأطاع الله طاعة، وهو مطيع ومطواع ومطواعة. قال:

إذا سدته سدت مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه

وهو من ناس مطاويع. وهو متطوع بذلك: متبرع. وهو من المطوعة: من الذين يتطوّعون بالجهاد. وفيه استطاعة ذلك. وتطاوع لهذا الأمر وتطوع له: تكلف استطاعته حتى يستطيعه.

ومن المجاز: أنا طوع يدك. وفرس طيع العنان. وقال ابن مقبل:

عانقتها فانثنت طوع العنان كما ... مالت بشاربها صهباء خرطوم

ومرنوا على هذه اللغة حتى لا تطوع ألسنتهم بغيرها، ورجل طيع اللسان: فصيح. وطاع له المراد: أتاه طائعاً سهلاً. وطوعت له نفسه كذا: سهلته له. وطاع لها الكلأ وأطاع: اتسع وأمكن رعيه حيث شاءت. وتقول العرب: اللهم لا تطيعن بي حاسداً أي لا تفعل بي ما يحب. قال سويد:

رُبَّ من أنضجت غيظاً صدره ... قد تمنى لي موتاً لم يطع

أي لم يجب ولم يفعل محبوبه، ومنه: " ولا شفيع يطاع ". وفيه شح مطاع. وقال الطرماح:

وقفت بها فهيض جوًى أطاعت ... له زفرات مغترب حزين

أي ساعدته وزادته والمغترب الطرماح.
(طوع) - قَولُه تبارَك وتَعالَى: {قَالتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
يقال: طَاعَ له يَطُوعِ ويَطِيع وِيَطَاع: إذا انْقادَ له وأَقرَّ بما يُرِيد، ولهذا قال: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} لأنه إذا مضى لأَمرِه فقد أَطاعَه، وهو مُطِيع والاسمُ الطَّاعَة، فإذا وافَقَه فقد طَاوعَه والاسْم الطَّواعِيَة، والاسْتِطاعةُ: القُدرة، من طَوْعِ الجَوارِح وانطِياعها: أي انْقيادِها.
وقيل: هو من طَوْع المُسْتَطاع المَفْعُول. والتَّطَوُّع: التَّكلُّف لذلك.
ويقال: طَاعَ وأَطَاعَ بمعنًى والطَّاعَة: الاسمُ من أَطاعَه إطاعةً.
والطَّواعِيَة؛ مُقَابله الكَراهِيه من طَاعَ له. ويقال: اسْطَاع بمعنى اسْتَطَاع. وأَسَطَاع بفتح الهمزة بمعنى أَطاعَ، والسِّين زائدة يُسْطِيع بضم الياء وقيل السِّين فيه زائِدةٌ عِوَض من نَقْل حَرَكةِ الوَاوِ التي في أطوع كما قُلنَا: في أَهْرَاق، فالسين لا تُزادُ بعد استَفْعَل ومُسْتَفْعل إلا في أَسْطاعَ.
- في الحديث: "لا طاعةَ في مَعْصِيَة الله تعالى"
يريد به طاعةَ وُلاةِ الَأمْرِ إذا أَمَروا بِمَا فيه مَعْصِية كالقَتْل ونحوه.
وقيل: مَعناه أَنَّ الطاعةَ لا تَسْلَم لِصَاحِبها ولا تَخلُص إذا كانت مَشُوبَةً بالمعصية، وإنما تَصِحُّ الطاعاتُ مع اجْتِناب المعاصى، والأول أَشبَه بمعنى الحديث؛ لأنه قد جاء في أحاديثَ مُقَيَّدا كقوله: "لا طاعةَ لِمْخلُوق في مَعْصِيَة الله تعالَى" وغَيرِه.
[طوع] فلانٌ طَوْعُ يديك، أي منقادٌ لك. وفرسٌ طَوْعُ العنان، إذا كانَ سلساً. والاستِطاعة: الإطاقَة. وربَّما قالوا اسْطاعَ يَسْطيعُ، يحذفون التاء استثقالاً لها مع الطاء، ويكرهون إدغام التاء فيها فتحرك السين وهى لا تحرك أبدا. وقرأ حمزة: {فما اسطاعوا أن أن يظهروه} بالادغام وجمع بين ساكنين. وذكر الاخفش أن بعض العرب يقول: استاع يستيع، فيحذف الطاء استثقالا وهو يريد: استطاع يستطيع. قال: وبعض يقول: أسطاع يسطيع بقطع الالف، وهو يريد أن يقول أطاع يطيع ويجعل السين عوضا من ذهاب حركة عين الفعل. ويقال: تطاوَعْ لهذا الأمر حتَّى تَسْتَطيعَهُ، وتَطَوَّعَ، أي تكلَّف اسْتِطاعتَهُ. والتطوع بالشئ: التبرع به. وقوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ له نفسُهُ قتلَ أخيهِ} قال الأخفش: هو مثل طَوَّقَتْ له، ومعناه رخَّصت وسهَّلت. والمُطَّوِّعَةُ: الذين يَتَطَوَّعونَ بالجهاد، ومنه قوله تعالى: {الذين يلْمِزونَ المَطَّوِّعينَ} ، وأصله المُتَطَوِّعينَ فأدغم. والمُطاوعةُ: الموافقَةُ، والنحويون ربَّما سمَّوا الفعل اللازم مُطاوِعاً. ورجلٌ مِطْواعٌ، أي مُطيعٌ. وفلان حسن الطواعية لك، مثال الثمانية، أي حسن الطاعةِ لك. وطاعَ له يطوعُ، إذا انقاد. ولسانُه لا يَطوعُ بكذا، أي لا يتابعه. ويقال: جاء فلان طائِعاً غير مُكْرَهٍ، والجمع طُوَّعٌ. قال أبو يوسف: يقال قد أطاع النخل والشجرُ، إذا أدرك ثمرُه وأمكن أن يُجْتَنى. وقد أطاعَ له المرتعُ، أي اتَّسعَ له وأمكنه من الرعى. قال أوس بن حجر: كأن جيادنا في رعن زم * جراد قد أطاع له الوراق * وقد يقال في هذا المعنى: طاعَ له المرتعُ. ويقال: أمَرَه فأطاعه، بالألف لا غير. وانطاعَ له، أي انقاد، عن أبى عبيد. ورجل طيع ، أي طائع.
طوع: طَوَّع (بالتشديد) وكذلك طَيَّع (بوشر).
أخضع، قهر، (هلو) وفي ملر (آخر أيام غرناطة ص32): وطوعوا له جميع البلاد والقرى.
طاوّع: عاون أزر، ساعد، ظاهر.
أطاع. ففي النويري (الأندلس ص475): ودبر مؤامرة وطاوعه على ذلك جماعة من المروانيين لخروج الأمر عنهم وصرفه إلى بني عامر.
طاوع والمصدر مطاوعة معناه: استمرار، دوام ففي تاريخ البربر (5821) كُنْتُ مقيماً بها في سبيل اغتراب ومطاوعة تقلُّب.
(وفيه (2: 535): ثم ارتحل بعد وفاة السلطان أبي العباس إلى المشرق في سبيل جولة ومطاوعة واغتراب. غير أن في مخطوطتنا ومطاوعة اغتراب مضبوطة بهذا الشكل، وهو الصواب.
أطاع: اخضع، قهر، ذللَّ، تغلّب على (بوشر).
أطاع لفلان: أذعن له، وخضع لسلطانه، وامتثل لأمره (بوشر).
تطوَّع: تطوَّع ودخل في العسكرية: تجند، انتسب إلى الجندية طائعاً مختاراً (بوشر).
تطاوع: تظاهر بالطاعة. ويقال: تطاوع بالأمر: تكلف مزاولته حتى يستطيعه (فوك).
استطاع: من استطاع إليه سبيلا: أطاقه وقدر عليه وأمكنه (معجم البلاذري) وفي رحلة ابن جبير (ص202) فما يستطيع إلى الصبر سبيلا. وفي معجم فوك: استطاع على. طَوْع: رضا، اختيار، وبخاصة في العقود (الجريدة الآسيوية 1840، 1: 380، أماري ديب ص109، 179).
وعند جريجور (ص42): وقبل ذلك بعضهم من بعض قبولا (قبول) طوع وجواد (جواز) امرو في كتاب العقود (ص12): وفي صحة وجواز وطوع (المقري 3: 122): ومما سألته عنه أن الموثقون (كذا) يكتبون الصحة والجواز والطوع على ما يوهم القطع وكثيراً ما ينكشف الأمر بخلافه ولو كتبوا ظاهر الصحة والجواز والطوع لبرئوا من ذلك.
بالطوع والرضا: طوعاً عن رضاً اختياراً (بوشر) طوعاً تلقائياً، عفوياً. (المقري 2: 69).
طاعة: تقوى الله، ففي حيان- بسام (3: 140 و) صدق توبته وخلوص طاعته.
طاعَة: شيء حسن، فيما يظهر. ففي طرائف دي ساسي (1: 163) وطل طاعة جرت إلى معصية سقطت. وقد ترجمها دي ساسي إلى الفرنسية بما معناه كل شيء حسن في ذاته يجر شراً لا يمكن أن يسمح به.
طاعة: فيما يظهر أيضاً عمل يعمل للانقياد للشيطان، عمل سيّ ففي المقري (1: 570): أن الشيطان ليقنع من الإنسان بان ينقله من طاعة إلى طاعة ليفسخ عزمه بذلك.
طاعة: خضوع، انقياد (بوشر).
طاعَة: احترام، إجلال، ولاء المولى لسيده.
واجب صاحب الاقطاعة (المقطع) نحو السيد مالك الأرض، ويقال: تقديم طاعة أيضاً (بوشر). وانظر تاريخ البربر (2: 27) وقارن الكلمة التي وردت في عبارته قرب.
طاعَة وجمعها طاعات وطَوائع: دُوَل.
طاعَة: إقليم ولاية، مقاطعة ايالة، منطقة (معجم الأسبانية ص340 - 341).
وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص38 و) ونظر (رضي الله عنه) في استجلاب الخيل له من جميع طاعاته بالعدوة. وأفريقية. ويوجد مثال آخر في مادة لَقب.
طَواع = طَوْع: رضا، اختيار، وقد تكرر ذكرها في كتاب العقود.
طائع: طائعاً راضياً: طوعاً عن رضى، اختياراً (النويري الأندلس ص474).
طائع: سريع، متأهب، مستعد للعمل. (الكالا) شب طائع: شبٌ مريِّش (بوشر).
أطْوَع: مُطاع، محترم ففي الماوردي (ص28): أطوع في الناس وأقرب في القلوب.
تَطوُّع = طَوْع: رضاً، اختيار (أماري ديب ص96).
مُطَوّع عند الوهابية انظر بلجراف (1: 79، 398).
مُطَوَّعيّة: في ألف ليلة (برسل 9: 199): ورأت الفتاة هذه العجوز وهي لابسة لبسّ مطوعية. وفي طبعة ماكن: متهيئة بهيئة الصوفية، فمعناها إذاً، ورعة تقي، عابدة، دينة امرأة من الصوفية إذا جاز هذا القول.
[طوع] نه: فيه: هوى متبع وشح "مطاع"، أي يطيعه صاحبه في منع حقوق واجبة عليه في ماله، من أطاعه وطاع له يطوع ويطيع فهو طائع أي أذعن وانقاد. ومنه: فإن هم "طاعوا" لك به، وقيل: طاع انقاد وأطاع اتبع الأمر؛ والاستطاعة القدرة على الشيء، وقيل: استفعال من الطاعة. وفيه: لا "طاعة" في معصية الله، يريد طاعة الولاة إذا أمروا بمعصية كالقتل والقطع ونحوه، وقيل: إن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلص إذا كانت مشوبة بمعصية وإنما يصح ويخلص مع اجتنابها، والأول أشبه لحديث: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وفيه: ذكر "المطوعين" من المؤمنين، أصله المتطوع فأدغم، وهو من يفعل الشيء تبرعًا من نفسه. ج: أي من غير أن يجب عليه شيء. ن: إلا أن "تطوع"- بتشديد طاء، ويحتمل الخفة بالحذف، والاستثناء منقطع، وقيل: متصل، فيدل على لزوم النفل بالشروع. ومنه فصار: قيام الليل "تطوعًا"، ظاهره أنه صار تطوعًا في حق النبي صلى الله عليه وسلم والأمة. وح: "لا تستطيعوه"- بحذف نونه لغية، وفي بعضها: لا تستطيعونه، يعني كأن مثله مثل من لا يفتر عن الأعمال لحظة ولا يتأتى هذا لأحد. وح: "لا يستطاع" العلم براحة الجسم، لا يظهر لإيراد هذا المعنى وجه سوى أنه أعجبه حسن سياق طرق حديث عبد الله وكثرة فوائده ولا نعلم أحدًا شاركه فيها فنبه على أن من رغب في مثله فليتعب جسمه. وح: فقال عثمان: دعنا عنك، فقال- أي على: إني "لا أستطيع"، أي لا يمكن ترك إشاعة العلم ومناصحة الولاة فإنه واجب. وح: فأتوا منه ما "استطعتم" هو كقوله: "فاتقوا الله ما استطعتم" وهو ناسخ لقوله تعالى: "اتقوا الله حق تقاته" وقيل: مفسر له ومعنىتابعته أو سهلت له. و"هل "يستطيع""، هل يقدر، وبالتاء هل تستدعي إجابته في أن ينزل. ج: قرئ بمثناة فوق ونصب ربك، أي هل تستطيع أن تسأل ربك. غ: من طاع له أتاه طوعًا. ولو "أطاع" الله الناس في الناس لم يكن ناس، أي استجاب- وقد مر. ومنه: اللهم "لا تطع" فينا مسافرًا.
طوع
الطَّوْعُ: الانقيادُ، ويضادّه الكره قال عزّ وجلّ:
ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً
[فصلت/ 11] ، وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً [آل عمران/ 83] ، والطَّاعَةُ مثله لكن أكثر ما تقال في الائتمار لما أمر، والارتسام فيما رسم.
قال تعالى: وَيَقُولُونَ طاعَةٌ
[النساء/ 81] ، طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ [محمد/ 21] ، أي:
أَطِيعُوا، وقد طَاعَ له يَطُوعُ، وأَطَاعَهُ يُطِيعُهُ .
قال تعالى: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [التغابن/ 12] ، مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ
[النساء/ 80] ، وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ
[الأحزاب/ 48] ، وقوله في صفة جبريل عليه السلام: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ
[التكوير/ 21] ، والتَّطَوُّعُ في الأصل: تكلُّفُ الطَّاعَةِ، وهو في التّعارف التّبرّع بما لا يلزم كالتّنفّل، قال: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ
[البقرة/ 184] ، وقرئ:
(ومن يَطَّوَّعْ خيراً) . وَالاسْتِطَاعَةُ: استفالة من الطَّوْعِ، وذلك وجود ما يصير به الفعل متأتّيا، وهي عند المحقّقين اسم للمعاني التي بها يتمكّن الإنسان ممّا يريده من إحداث الفعل، وهي أربعة أشياء: بنية مخصوصة للفاعل. وتصوّر للفعل، ومادّة قابلة لتأثيره، وآلة إن كان الفعل آليّا كالكتابة، فإنّ الكاتب يحتاج إلى هذه الأربعة في إيجاده للكتابة، وكذلك يقال: فلان غير مستطيع للكتابة: إذا فقد واحدا من هذه الأربعة فصاعدا، ويضادّه العجز، وهو أن لا يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا، ومتى وجد هذه الأربعة كلّها فَمُسْتَطِيعٌ مطلقا، ومتى فقدها فعاجز مطلقا، ومتى وجد بعضها دون بعض فَمُسْتَطِيعٌ من وجه عاجز من وجه، ولأن يوصف بالعجز أولى. والاسْتِطَاعَةُ أخصّ من القدرة. قال تعالى: لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ
[الأنبياء/ 43] ، فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ
[الذاريات/ 45] ، مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
[آل عمران/ 97] ، فإنه يحتاج إلى هذه الأربعة، وقوله عليه السلام: «الاسْتِطَاعَةُ الزّادُ والرّاحلة» فإنّه بيان ما يحتاج إليه من الآلة، وخصّه بالذّكر دون الآخر إذ كان معلوما من حيث العقل ومقتضى الشّرع أنّ التّكليف من دون تلك الأخر لا يصحّ، وقوله: لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ
[التوبة/ 42] ، فإشارة بالاسْتِطَاعَةِ هاهنا إلى عدم الآلة من المال، والظّهر، والنّحو، وكذلك قوله: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا
[النساء/ 25] ، وقوله: لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً
[النساء/ 98] ، وقد يقال: فلانٌ لا يَسْتَطِيعُ كذا:
لما يصعب عليه فعله لعدم الرّياضة، وذلك يرجع إلى افتقاد الآلة، أو عدم التّصوّر، وقد يصحّ معه التّكليف ولا يصير الإنسان به معذورا، وعلى هذا الوجه قال تعالى: لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً
[الكهف/ 67] ، ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ
[هود/ 20] ، وقال:
وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً
[الكهف/ 101] ، وقد حمل على ذلك قوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا
[النساء/ 129] ، وقوله تعالى: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا [المائدة/ 112] ، فقيل: إنهم قالوا ذلك قبل أن قويت معرفتهم بالله. وقيل: إنهم لم يقصدوا قصد القدرة ، وإنما قصدوا أنه هل تقتضي الحكمة أن يفعل ذلك؟ وقيل: يَسْتَطِيعُ ويُطيعُ بمعنى واحدٍ ، ومعناه: هل يجيب؟ كقوله:
ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ
[غافر/ 18] ، أي: يجاب، وقرئ: هل تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ أي: سؤالَ رَبِّكَ، كقولك:
هل يَسْتَطِيعُ الأَمِيرُ أن يفعل كذا، وقوله:
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ
[المائدة/ 30] ، نحو:
أسمحت له قرينته، وانقادت له، وسوّلت، وطَوَّعَتْ أبلغُ من أَطَاعَتْ، وطَوَّعَتْ له نفسُهُ بإزاء قولهم: تأبَّتْ عن كذا نفسُهُ، وتَطوَّعَ كذا: تحمّله طَوْعاً. قال تعالى: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ
[البقرة/ 158] ، الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
[التوبة/ 79] ، وقيل:
طَاعَتْ وتَطَوَّعَتْ بمعنًى، ويقال: اسْتَطَاعَ واسْطَاعَ بمعنى، قال تعالى: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ، وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً
[الكهف/ 97] .
(ط وع)

الطَّوْعُ: نقيض الكره، طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه، وَالِاسْم الطَّوَاعَةُ والطَّوَاعِيَةُ، وَرجل طائعٌ وطاعٍ - مقلوب - كِلَاهُمَا: مُطِيع. وَلَا فعل لطاعٍ قَالَ:

حَلَفْتُ بالبيتِ وَمَا حَوْله ... مِنْ عائِذٍ بالبَيْتِ أوْ طاعِي

وَكَذَلِكَ مِطْوَاعٌ ومِطْوَاعةٌ قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

إِذا سُدْتَه سُدْتَ مِطوَاعَةً ... وَمهما وَكَلْتَ إِلَيْهِ كفاهْ

ولتفعلنه طَوْعا أَو كرها، وطائعا أَو كَارِهًا.

وطاعَ يَطاعُ وأطاع: لَان وانقاد. وأطاعَهُ إطاعة وانْطاع لَهُ، كَذَلِك.

وأطاع النبت وَغَيره: لم يمْتَنع على آكله.

وأطاعَ المرعى: اتَّسع.

وأطاعَ التَّمْر: حَان صرامه.

وَأَنا طَوْعُ يدك أَي منقاد لَك. وَامْرَأَة طَوْعُ الضجيع: منقادة لَهُ قَالَ النَّابِغَة:

فارتاع من صَوْتِ كَلاَّبٍ فباتَ لَهُ ... طَوْعُ الشَّوامِتِ من خوْفٍ وَمن صَرَدِ

يَعْنِي بالشوامِتِ الكِلابَ، وَقيل: أَرَادَ بهَا القوائم.

وَفرس طَوْعُ العِنانِ: سَلِسُهُ.

وناقة طَوْعَةُ القياد وطَوْعُ القياد وطَيِّعَةُ القياد: ليَّنة لَا تُنازِعُ قائدها.

وتَطَوَّع للشَّيْء وتَطَوَّعَه، كِلَاهُمَا: حاوله.

واستطاعه واسْطاعه وأسْطاعَه واسْتاعَهُ وأسْتاعه: أطاقه. فاستطاع على قِيَاس التصريف وَأما اسْطاع - مَوْصُولَة - فعلى حذف التَّاء لمقاربتها الطَّاء فِي الْمخْرج فاستخفَّ بحذفها كَمَا استُخفَّ بِحَذْف أحد اللامين من ظلت. وَأما أسْطاع - مَقْطُوعَة - فعلى أَنهم أنابوا السِّين مناب حَرَكَة الْعين فِي أطاعَ الَّتِي أَصْلهَا أطْوَعَ وَهِي مَعَ ذَلِك زَائِدَة. فَإِن قَالَ قَائِل: إِن السِّين عوض لَيست بزائدة. قيل: إِنَّهَا وَإِن كَانَت عوضا من حَرَكَة الْوَاو فَهِيَ زَائِدَة، لِأَنَّهَا لم تكن عوضا من حرف قد ذهبت كَمَا تكون الْهمزَة فِي عَطاء وَنَحْوه. قَالَ ابْن جني: وتعقَّب أَبُو الْعَبَّاس على سِيبَوَيْهٍ هَذَا القَوْل فَقَالَ: إِنَّمَا يعوَّض من الشَّيْء إِذا فقد وَذهب، فَأَما إِذا كَانَ مَوْجُودا فِي اللَّفْظ فَلَا وَجه للتعويض مِنْهُ، وحركة الْعين الَّتِي كَانَت فِي الْوَاو قد نقلت إِلَى الطَّاء الَّتِي هِيَ الْفَاء وَلم تُعدم وَإِنَّمَا نقلت، فَلَا وَجه للتعويض من شَيْء مَوْجُود غير مَفْقُود. قَالَ: وَذهب عَن أبي الْعَبَّاس مَا فِي قَول سِيبَوَيْهٍ هَذَا من الصِّحَّة، فإمَّا غالط وَهِي من عَادَته مَعَه، وإمَّا زلَّ فِي رَأْيه. هَذَا، وَالَّذِي يدل على صِحَة قَول سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا وَأَن السِّين عوض من حَرَكَة عين الْفِعْل أَن الْحَرَكَة الَّتِي هِيَ الفتحة - وَإِن كَانَت كَمَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَوْجُودَة - منقولة إِلَى الْفَاء لما فقدتها الْعين فسكنت بعد مَا كَانَت متحركة فوهنت بسكونها وَلما دَخلهَا من التهيؤ للحذف عِنْد سُكُون اللَّام، وَذَلِكَ لم يُطعْ وأطِعْ، فَفِي كل هَذَا قد حُذفت الْعين لالتقاء الساكنين، وَلَو كَانَت الْعين متحركة لما حذفت لِأَنَّهُ لم يَك هُنَاكَ التقاء ساكنين، أَلا ترى انك لَو قلت أطْوَعَ يُطْوِعُ وَلم يُطْوِعْ وأطْوِعْ زيدا لصحَّت الْعين وَلم تحذف فَلَمَّا نقلت عَنْهَا الْحَرَكَة وسكنت سَقَطت لِاجْتِمَاع الساكنين فَكَانَ هَذَا توهينا وضعفا لحق الْعين فجُعلت السِّين عوضا من سُكُون الْعين الموهن لَهَا الْمُسَبّب لقلبها وحذفها، وحركة الْفَاء بعد سكونها لَا تدفع عَن الْعين مَا لحقها من الضعْف بِالسُّكُونِ والتهيؤ للحذف عِنْد سُكُون اللَّام، ويؤكد مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ من أَن السِّين عوض من ذهَاب حَرَكَة الْعين أنَّهم قد عوَّضوا من ذهَاب حَرَكَة الْعين حرفا آخر غير السِّين وَهُوَ الْهَاء فِي قَول من قَالَ أهْرَقْتُ، فسكن الْهَاء وَجمع بَينهَا وَبَين الْهمزَة، فالهاء هُنَا عوض من ذهَاب فَتْحة الْعين لِأَن الأَصْل أرْوَقْتُ وأرْيَقْتُ، وَالْوَاو عِنْدِي أَقيس لأمرين: أَحدهمَا أَن كَون عين الْفِعْل واوا أَكثر من كَونهَا يَاء فِيمَا اعتلَّت عينه وَالْآخر أَن المَاء إِذا هُرِيقَ ظهر جوهره وَصفا فِرَاق رائيه، فَهَذَا أَيْضا يُقَوي كَون الْعين مِنْهُ واوا، على أَن الْكسَائي قد حكى: راق المَاء يريق إِذا انصبَّ، وَهَذَا قَاطع بِكَوْن الْعين يَاء، ثمَّ إِنَّهُم جعلُوا الْهَاء عوضا من نقل فَتْحة الْعين عَنْهَا إِلَى الْفَاء كَمَا فعلوا ذَلِك فِي أسْطاع، فَكَمَا لَا يكون أصل أهْرَقْتُ اسْتَفْعَلْتُ كَذَلِك يَنْبَغِي أَلا يكون أصل أسْطَعْتُ اسْتَفْعَلت، وَأما من قَالَ اسْتَعْتُ فَإِنَّهُ حذف الطَّاء كَمَا حذف التَّاء وَمن قَالَ استَعْت فَإِنَّهُ قلب الطَّاء تَاء ليشاكل بهَا السِّين لِأَنَّهَا أُختها فِي الهمس، وَأما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم يَسْتِيعُ، فإمَّا أَن يَكُونُوا أَرَادوا يَسْتَطِيعُ فحذفوا الطَّاء كَمَا حذفوا لَام ظلت وَتركُوا الزِّيَادَة كَمَا تركوها فِي يتَّقي، وَإِمَّا أَن يكون أبدلوا التَّاء مَكَان الطَّاء ليَكُون مَا بعد السِّين مهموسا مثلهَا. وَحكى سِيبَوَيْهٍ مَا أسْتَتِيعُ، بتاءين، وَمَا أسْتَيِعُ، وَعدد ذَلِك فِي الْبَدَل. وَحكى ابْن جني أسْتاع يسْتيعُ فالتاء بدل من الطَّاء لَا محَالة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: زادوا السِّين عوضا من ذهَاب حَرَكَة الْعين من أفعل.

وتَطاوَع لِلْأَمْرِ وتطَوَّعَ بِهِ وتَطَوَّعَه: تكلَّف استطاعَتَه، وَفِي التَّنْزِيل (فَمَنْ تَطَوَّعَ خيرا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ) والتَّطَوُّعُ: مَا تبرَّع بِهِ من ذَات نَفسه مِمَّا لَا يلْزمه كَأَنَّهُمْ جعلُوا التَّفَعُّل هُنَا اسْما كالتَّنوُّط.

والمُطَّوِّعَةُ: الَّذين يَتَطَوَّعُونَ بِالْجِهَادِ، وَحَكَاهُ احْمَد بن يحيى: المُطَوِّعَةُ بتَخْفِيف الطَّاء وَتَشْديد الْوَاو ورد عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاق ذَلِك.

وطَوْعَهُ: اسْم.
طوع
طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ يَطُوع، طُعْ، طَوْعًا وطاعةً وطَوَاعِيَةً، فهو طائع وطيّع، والمفعول مَطُوع
• طاع الطِّفلُ والديه/ طاع الطِّفلُ لوالديه: انقاد لهما، ولان بإرادته دون إكراه (انظر: ط ي ع - طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ) "ابني طَوْع أمري- أنا طوع بنانك- {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} ".
• طاع لسانُه باللُّغة: مَرِن عليها. 

أطاعَ يُطيع، أَطِعْ، إطاعةً، فهو مُطِيع، والمفعول مُطاع
• أطاع اللهَ: انقاد له، فعل ما أَمَرَه به، أذعن له وخضع لإرادته وحُكْمه "أطاع والديه/ القوانين/ رؤساءه- مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى [حديث]- {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} " ° إذا أردت أن تُطاع فمُرْ بما يستطاع.
• أطاع الرَّجلَ: أجابه وتقبَّل شفاعته " {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} ". 

استطاعَ يستطِيع، اسْتَطِعْ، استطاعةً، فهو مُستطيع، والمفعول مُستطاع
• استطاع الأمرَ:
1 - قدَر عليه وأمكنه، أطاقه وقوي عليه "استطاع المهندسُ إنجازَ عمله- استطاع التغلبَ على كل الصعوبات- إذا أردت أن تُطاع فَأْمُر بما يُستطاع- {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} " ° قدر المستطاع/ بقدر المستطاع/ على قدر المستطاع.
2 - وجدَه " {فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} ". 

اسطاعَ يسطيع، اسْطِع، اسطاعةً، فهو مُسطِيع، والمفعول مُسطاع
• اسطاع الأمرَ: استطاعه، أطاقه، قَدَرَ عليه "اسطاع أن يقوم بواجباته- {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} - {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} ". 

اطَّوَّعَ/ اطَّوَّعَ بـ يطَّوَّع، فهو مُطَّوِّع، والمفعول مُطَّوَّع به
• اطَّوَّعَ الشَّخصُ: تطوَّع، تقدّم لعملٍ ما مختارًا "اطَّوَّع في الجيش".
• اطَّوَّع بالشَّيء: تبرّع به وزاد على ما يجب عليه " {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ". 

انطاعَ لـ ينطاع، انْطَعْ، اِنْطِيَاعًا، فهو مُنْطَاع، والمفعول منطاعٌ له
 • انطاع الأحمقُ لشهواته: خضَع لها وانقاد. 

تطوَّعَ/ تطوَّعَ بـ يتطوَّع، تطوُّعًا، فهو مُتطوِّع، والمفعول مُتطوَّعٌ به
• تطوَّع الشَّخصُ: تقدَّم لعمل ما مختارًا، قدَّم نفسه لإنجاز عمل أو مهمة بدون مكافأة أو أجر "تطوَّع كثير من الشباب للخدمة في الجيش- كثُر المتطوِّعون لتنظيف المسجد- {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} ".
• تطوَّع بالشَّيء: تبرَّع به، وزاد على ما يجب عليه "تطوّع ببناء ملجأ للأيتام- {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} " ° صلاة التطوّع: النافلة.
• تطوَّع الحديدُ بالحرارة: لان. 

طاوعَ يطاوع، مُطاوَعةً، فهو مُطاوِع، والمفعول مُطاوَع
• طاوعَه على رأيه/ طاوعَه في رأيه: وافقه، انقاد له وفعل ما أمَرَه به "لا تُطاوع النفس فترميك في الهلاك- طاوعه في الخير- طاوعه على ما أراد". 

طوَّعَ يطوِّع، تطويعًا، فهو مُطوِّع، والمفعول مطوَّع
• طوَّع حيوانًا مفترسًا: أخضعه، قهره، جعله يُطيع "طوّع حصانًا له- يجب تطويع اللُّغة لملاءمة متطلَّبات العصر".
• طوّعت له نفسُه كذا: رخّصت له، سهَّلت، زيّنته وشجَّعته عليه " {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ} ". 

إطاعة [مفرد]: مصدر أطاعَ. 

استطاعة [مفرد]: مصدر استطاعَ. 

اسطاعة [مفرد]: مصدر اسطاعَ. 

تَطوُّع [مفرد]:
1 - مصدر تطوَّعَ/ تطوَّعَ بـ.
2 - (فق) اسم لما شُرع زيادة على الفرض والواجبات. 

طائع [مفرد]: اسم فاعل من طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ. 

طاعَة [مفرد]: ج طاعات (لغير المصدر):
1 - مصدر طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ.
2 - انقياد وخضوع، عكس معصية "طاعة أولي الأمر واجبة- تغاضى عن أشياء كثيرةٍ طاعةً لوالديه- لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق- أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَة [حديث]- {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} " ° بَيْتُ الطَّاعة: بيت الزوج الذي يُطلب من الزوجة التي هجرت زوجها أن تعود إليه- خرَج عن الطَّاعة/ شقَّ عصا الطَّاعة: عصى ورفض أن ينقاد- سمعًا وطاعةً: سمعتُ ما قُلتَ وسأطيعك- طاعة عمياء/ طاعة مطلقة: طاعة دون معرفة الأسباب.
• طاعة الله: عبادته والانقياد لأوامره. 

طَوَاعِيَة [مفرد]:
1 - مصدر طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ.
2 - موافقة دون إكراه "فعلت هذا عن طواعية واقتناع- أبلغ عن جريمته طواعية". 

طَوْع [مفرد]: مصدر طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ ° خرَج عن طوْعِه: خالفه وعصاه- طوْعًا أو كرهًا: بموافقته أو برفضه- فرسٌ طَوْع العِنان: سهل منقاد- فلانٌ طوْع القياد: لا رأي له، إمَّعة- هو طوع يديك/ هو طوع يمينك: يفعل ما تأمره به، منقاد لك. 

طيِّع [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ ° طيّع اللّسان: فصيح.
2 - ما/ مَنْ يمكن قولبته أو تشكيله، قابل للتَّشكُّل "معدن طيِّع". 

مُطاوِع [مفرد]: اسم فاعل من طاوعَ.
• فعل مطاوِع: (نح) فعل لازم يطاوع فعلاً متعدّيًا من مادته "كَسَره فانكَسَر- قدّمته فتقدّم".
• حديد مُطاوِع: حديد سهل الطّرق أو التشكيل. 

مُطاوعة [مفرد]: مصدر طاوعَ. 

مُطّوِّع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اطَّوَّعَ/ اطَّوَّعَ بـ.
2 - متطوِّع، من يتقدّم لعمل ما مختارًا ومن تلقاء نفسه "مُطّوِّع في الجيش/ الشرطة- مطَّوِّع لنظافة المسجد".
3 - (فق) مُتنفِّل يأتي من الأعمال الصالحة زيادة على الفرائض. 

مِطْوَاع [مفرد]: ج مطاويعُ، مؤ مِطْواع ومِطْواعَة:
1 - صيغة مبالغة من طاعَ/ طاعَ بـ/ طاعَ لـ: مسرِعٌ إلى الطّاعةِ، مكثِرٌ منها "رجل مِطْواع- امرأة مِطْواع/ مِطْواعَة".
2 - ما/ مَنْ يمكن قولبته أو تشكيله "معدن مِطواع". 

مِطْوَاعَة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مِطْوَاع: "امرأة مطواعة".
2 - متناهٍ في الطاعة، والتاء للمبالغة "أصبح الطفلُ مِطْوَاعة لوالديه". 

طوع

1 طَاعَ لَهُ, (T, S, O, Msb, K,) and طَاعَهُ, (Msb,) first Pers\. طُعْتُ, (Zj, O, Msb, *) aor. ـُ (T, S, O, Msb, K,) inf. n. طَوْعٌ; (T, Msb, TA;) and, first Pers\. طِعْتُ, (Zj, O, Msb, *) aor. ـَ (T, O, Msb, K,) a good dial. var., (T, TA,) and يَطِيعُ, (Msb, and K in art. طيع,) inf. n. طَيْعٌ; (TA in art. طيع;) three dial. vars., coordinate to قَالَ and خَافَ and بَاعَ; (Msb;) He was, or became, submissive to him; (S, O, Msb, K;) as also له ↓ انطاع; (AO, S, O, Msb;) and ↓ اطاعهُ, inf. n. إِطَاعَةٌ, and subst. [i. e. quasi-inf. n.]

↓ طَاعَةٌ: (Msb:) or i. q. ↓ اطاع; (T, TA;) which is expl. by ISd as meaning he was, or became, gentle, and submissive; as also طَاعَ, aor. ـَ (TA:) [or each of these two verbs may be rendered he was, or became, obedient; or he obeyed; when by this is meant compliance with another's will or wish, not with a command: but] one says, ↓ أَمَرَهُ فَأطَاعَهُ [He commanded him and he obeyed him], with ا, not otherwise; (S;) or أَمَرَهُ قَأَطَاعَ [he commanded him and he obeyed]; for it is said that ↓ الطَّاعَةُ is never otherwise than a consequence of a command; and IF says that when one goes by command of another you say of him اطاعهُ: (Msb:) Er-Rághib says that ↓ الطَّاعَةُ is like الطَّوْعُ; but is mostly used as meaning obedience to a command [or the like; whence the saying, اَللَّهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ لِى شَامِتًا, expl. in art. شمت]: (TA:) and ↓ طاوعهُ, also, signifies he obeyed him; like ↓ اطاعهُ: you say, عَلَى أَمْرِ ↓ طاوعهُ كَذَا he obeyed him in respect of such an affair. (MA. [But see 3 below.]) b2: [Hence,] لِسَانُهُ لَا يَطُوعُ بِكَذَا (assumed tropical:) His tongue will not aid, or assist, him with such a thing. (S, O.) See also 2.

[And see 3.] b3: And sometimes (S) one says, طَاعَ لَهُ المَرْتَعُ, (S, O, K,) like له ↓ اطاع, (ISk, S, O,) or like اطاعهُ, (K,) meaning (tropical:) The pasturage enabled him to pasture his cattle upon it (S, O, K, * TA) wheresoever he would, (TA,) and was ample to him; (O, TA;) and it was not inaccessible to him. (TA.) 2 تَطْوِيعٌ [primarily] signifies The making obedient; or the causing to obey. (KL.) b2: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ, (S, O, Msb, * K, *) in the Kur [v. 33], means (tropical:) And his soul, or mind, facilitated to him [the slaying of his brother]; (Akh, S, O, Msb, TA;) like طَوَّقَتْهُ; (Akh, S, O, TA;) and like ↓ طَاوَعَتْهُ, [which is one of the explanations in the O and K, and] which means the same; (Msb;) and accord. to this explanation it is tropical: Mbr says that it is an instance of فَعَّلَتْ from الطَّوْعُ; and ↓ طَاعَتْ and طَوَّعَتْ are said to signify alike: (TA:) or the meaning is, aided him, or assisted him; (Fr, O, K;) accord. to which explanation, and that of Mbr, فِى is said by Az to be suppressed; the meaning being, فِى قَتْلِ أَخِيهِ; or لِقَتْلِ أَخِيهِ; and he prefers the explanation of Akh: (TA:) or the meaning is, (O, K,) accord. to Mujáhid, (O,) encouraged him, and (O, K) A 'Obeyd says that by this Mujáhid meant (TA) aided him, and complied with his wish. (O, K, TA,) 3 طاوعهُ, (IF, Msb, K, TA,) inf. n. مُطَاوَعَةٌ, (S, O, TA,) and quasi-inf. n. طَوَاعِيَةٌ, (TA,) i. q. وَافَقَهُ [as meaning He complied with him]. (IF, S, * O, * Msb, K, * TA.) You say, طاوعت المَرْأَةُ زَوْجَهَا, quasi-inf. n. طَوَاعِيَةٌ, The woman complied with her husband. (TA.) It is said that طاوعهُ differs from أَطَاعَهُ. (Msb, TA.) But see 1, latter half, in two places. b2: See also 2. b3: One says also, طاوع لَهُ المُرَادُ (tropical:) The thing wished, or desired, or sought after, [was, or became, easy of attainment to him; or] came to him easily. (TA.) 4 اطاع, inf. n. إِطَاعَةٌ, and quasi-inf. n. طَاعَةٌ: see 1, in four places. It also signifies He consented; or complied with what was desired of him; and so ↓ استطاع. (TA.) b2: [Hence,] اطاع لَهُ المَرْتَعُ: see 1, last sentence. One says also, اطاع النَّخْلُ, (S, O,) and الشَّجَرُ, (S, O, K,) (tropical:) The palm-trees, (S, O, TA,) and the trees, (S, O, K, TA,) had ripe fruit, that might be gathered. (S, O, K, TA.) And اطاع التَّمْرُ (assumed tropical:) The dates attained, or were near, to the time, or season, for their being cut off. (TA.) 5 تطوّع لِلشَّىْءِ and تطوّعهُ He desired the thing; or sought it; or sought it by artful, or skilful, management: or he constrained himself to do it: or he took it, or imposed it, upon himself submissively. (TA.) You say, تَطَوَّعْ لِهٰذَا الأَمْرِ حَتَّى تَسْتَطِيعَهُ, (S,) and ↓ تَطَاوَعْ, (S, K, *) Constrain thyself to acquire ability to perform this affair until thou shalt be able to perform it. (S.) and تطوّع بِالشَّىْءِ He did the thing without its being incumbent, or obligatory, on him; syn. تَبَرَّعَ بِهِ. (S, O, * Msb.) مَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا, in the Kur ii. 153 [and 180], means Whoso does good that is not obligatory on him: (Jel:) or does good in obedience, whether obligatory or supererogatory: or does good beyond what is obligatory on him: (Bd:) خَيْرًا being for بِخَيْرٍ: (Bd, * Jel:) or it is an epithet qualifying an inf. n. suppressed: or the verb is made trans. as implying the meaning of أَتَى or فَعَلَى: (Bd:) and the Koofees, except 'Ásim, read يَطَّوَّعْ, for يَتَطَوَّعْ. (Az, * O, TA. *) [Hence,] طَلَاةُ التَّطَوُّعِ The supererogatory prayer; syn. النَّافِلَةُ. (O, K.) And Az says that تَطَوُّعٌ signifies A thing that one does spontaneously, not made obligatory on him by an ordinance of God; as though it were made a subst. (TA.) 6 تَطَاْوَعَ see the next preceding paragraph.7 إِنْطَوَعَ see 1, first sentence.10 استطاع, (S, O, Msb, K,) inf. n. اِسْتِطَاعَةٌ, (S, O, Msb,) originally اِسْتِطْوَاعٌ, (O, B, TA,) i. q. أَطَاقَ [meaning He was able; and he was able to do, or accomplish, a thing, and to acquire or obtain it, and to have it, &c.]; (K, TA; [in the CK, erroneously, أَطَاعَ, which, however, correctly explains one meaning of استطاع, as will be seen by what follows;]) the inf. n. being syn. with

إِطَاقَةٌ, (S, O, TA,) or طَاقَةٌ, (Msb,) and قُدْرَةٌ: (Msb, TA:) but it is said peculiarly of a human being [or a rational creature], whereas اطاق is used in a general manner: (IB, TA:) and the application of the former requires a peculiar constitution of the agent, and the conception of the act, and the fitness of the object to be acted upon or effected, and the possession of an instrument when the action is instrumental as in the case of writing: (Er-Rághib, TA:) and one says also, (K,) or sometimes they said, (S, O, Msb,) اِسْطَاعَ (S, O, Msb, K,) aor. ـْ (S, O, Msb,) with fet-h [to the first letter]; (Msb;) rejecting the ت, deeming it difficult of utterance with the ط, and disliking to incorporate it into the ط because the س would then become movent, which it never is: Hamzeh (i. e. Ez-Zeiyát, TA, not Khallád, O, K, TA) read, [in the Kur xviii. 96,] فَمَا اسْطَّاعُوا, with idghám, combining two quiescent letters: (S, O, K:) this reading is said by Zj, as on the authority of Kh and Yoo and Sb and others, to be incorrect; but Abu-l-'Abbás Ahmad Ibn Mohammad Ibn-'Abd-El-Ghanee Ed-Dimyátee, who died in the year [of the Flight] 1116, and Ibn-El-Jezeree, and El-Háfidh Aboo-'Amr, contradict him, affirming it to be allowable: (TA:) and Akh says, (S, O,) and some of the Arabs say اِسْتَاعَ, aor. ـْ (S, O, K,) rejecting the ط; (S, O;) which Zj holds to be not allowable in reading [the Kur-án]: (TA:) and some of the Arabs say أَسْطَاعَ, aor. ـْ [in the CK, erroneously, يَسْطِيعُ,] with the disjunctive ا [in the former], meaning أَطَاعَ, aor. ـِ (Akh, S, O, K,) making the س to be a substitute for the suppressed vowel of the medial radical letter of the verb [اطاع], (Akh, S, O,) for, as is said by Kh and Sb, أَطَاعَ is originally أَطْوَعَ; (TA;) or, as Az says, the verb in this case, with damm to the aor. , is likened to أَفْعَلَ, aor. ـْ inf. n. إِفْعَالٌ: (Msb:) but Zj says that he who reads فَمَا اسَطَّاعُوا errs; for the س of اِسْتَفْعَلَ is never movent: and Sb mentions مَا أَسْتَتِيعُ; holding it to be an instance of substitution. (TA.) b2: See also 4. Some say that هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَآءِ, in the Kur [v. 112], means هَلْ يُجِيبُ [i. e. Will thy Lord consent, or comply with the desire, that He should send down to us a table with food upon it from Heaven?]: (Er-Rághib, TA:) b3: and Ks read هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ, meaning Wilt thou demand of thy Lord that He consent, or comply with the desire? (O, TA:) for استطاعهُ signifies also He demanded his obedience, and his consent, or compliance with what he desired of him. (TA.) طَاعٌ accord. to the copies of the O and K; but some say طَاعٍ accord. to the O: see طَائِعٌ, in three places.

طَوْعٌ: see طَائِعٌ, in seven places.

طَاعَةٌ [quasi-inf. n. of 4: as a simple subst., sometimes meaning Submission, or submissiveness: but mostly, obedience to a command]: see 1, in three places; and see also طَوَاعِيَةٌ.

A2: [See also طَائِعٌ, of which it is a pl.]

طَوَاعَةٌ: see what next follows.

طَوَاعِيَةٌ i. q. ↓ طَاعَةٌ: (S, O, K:) so in the say-ing فُلَانٌ حَسَنُ الطَّوَاعِيَةِ لَكَ [Such a one is good in obedience to thee]: (S, O, TA:) or it is a subst. from 3 [q. v.]; and so ↓ طوَاعَة [app. طَوَاعَةٌ]. (L, TA.) طَائِعٌ (S, O, Msb, K) and ↓ طَاعٌ, (O, K,) and some say ↓ طَاعٍ, formed from طَائِعٌ by transposition, (O,) and ↓ طَيِّعٌ, signify the same, (S, O, Msb, K,) i. e. Being, or becoming, submissive; [or, simply, submissive; and obeying; or obedient;] (Msb;) and ↓ طَوْعٌ, originally an inf. n., is likewise used as syn. with طَائِعٌ: (Ham p. 408:) the pl. is طُوَّعٌ, (S, O, K,) i. e. pl. of طَائِعٌ, (S, O,) and طَاعَةٌ is [also a pl. of طَائِعٌ, like as بَاعَةٌ is of بَائِعٌ; or] syn. with مُطِيعُونَ: (TA in art. سوع:) [whence one says, دَخَلَ فِى طَاعَتِهِ, and خَرَجَ مِنْ طَاعَتِهِ, He entered among, and he quitted, his obeyers, or those who obeyed him; i. e. he became obedient, and he became disobedient, to him:] and ↓ مِطْوَاعٌ, (S, O, K,) pl. مَطَاوِيعُ, (TA,) is [app., agreeably with analogy, an intensive epithet, meaning very submissive or obedient, but is said to be, in like manner,] syn. with مُطِيعٌ, (S, O, K,) applied to a man: (S, O:) and ↓ مِطْوَاعَةٌ, applied to a man, [is app. a doubly intensive epithet; or] is syn. with مِطْوَاعٌ: (TA:) and is applied to a pl. number, as meaning compliant and submissive. (Har p. 237.) One says, جَآءَ فُلَانٌ طَائِعًا Such a one came [submissively, or obediently, or willingly,] not being compelled against his will. (S, O.) and a poet says, حَلَفْتُ بِالبَيْتِ وَمَا حَوْلَهُ

↓ مِنْ عَائِذٍ بِالبَيْتِ أَوْطَاعِ [I swore, or have sworn, by the House of God (i. e. the Kaabeh), and what are around it, of such as betakes himself for refuge to the House or of such as renders obedience by visiting it]. (O.) And one says also, ↓ جَآءَ طَيِّعًا [He came of his own accord, or willingly]. (M and TA voce ذُو.) And اللِّسَانِ ↓ طَيِّعُ (tropical:) A man chaste, or eloquent, in speech. (TA.) And القِيَادِ ↓ نَاقَةٌ طَيِّعَةُ and القِيَادِ ↓ طَوْعُ (assumed tropical:) A she-camel that is gentle; [or tractable;] that does not contend with her leader. (TA.) And العِنَانِ ↓ فَرَسٌ طَوْعُ (tropical:) A traciable horse. (S, O, K, TA.) And يَدِكَ ↓ فُلَانٌ طَوْعُ (tropical:) Such a one is submissive to thy hand. (S, O, K, TA.) And الضَّجِيعِ ↓ اِمْرَأَةٌ طَوْعُ A woman submissive to the bedfellow. (TA.) And فُلَانٌ المَكَارِهِ ↓ طَوْعُ (assumed tropical:) Such a one is submissive to misfortunes, [being] subject thereto. (T, TA.) [See also an ex. of ↓ طَوْع in a verse cited in art. شمت.

voce شَامِتَةٌ.] السِّنَانِ ↓ هُوَ أَطْوَعُ means (assumed tropical:) He is one to whom the spear-head is subservient, howsoever he will. (K in art. سن.) طَيِّعٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

أَطْوَعُ [as signifying More, and most, submissive or obedient is regularly formed from طَاعَ; or] is from الطَّاعَةُ [i. e. from أَطَاعَ], and similar to أَجْوَبُ [from أَجَابَ, and therefore anomalous]. (M and L in art. جوب.) أَطْوَعُ مِنْ فَرَسٍ, and مِنْ كَلْبٍ, [More submissive, or obedient, that a horse, and than a dog,] are provs. (Meyd.) b2: [It app. signifies also Very submissive or obedient: see an ex. in a verse cited voce تَبَدَّعَ. b3: And it is also a simple epithet, like أَهْوَنُ &c.:] see طَائِعٌ, last sentence.

شُحٌّ مُطَاعٌ means A niggardliness that is obeyed by him who is characterized thereby, by the refusing rights, or dues, (O, K,) which God has rendered obligatory on him, in respect of his property: occurring in a trad. of the Prophet. (O.) and المُطَاعُ, as a name of the Prophet, means He whose prayer is answered; whose intercession for his people is accepted. (TA.) مِطْوَاعٌ: see طَائِعٌ, first sentence.

مِطْوَاعَةٌ [an epithet of a very rare form, like مِعْزَابَةٌ, q. v.]: see طَائِعٌ.

مُطَاوِعٌ an epithet applied by the grammarians to (tropical:) A verb that is intransitive [such as I term quasi-passive; expl. as meaning a verb whose (grammatical) agent receives the effect of the action of the agent of another verb (فِعْلٌ يَقْبَلُ فَاعِلُهُ أَثَرَ فِعْلِ فَاعِلِ فِعْلٍ آخَرَ)]. (S, O, TA.) المُطَّوِّعَةُ and المُطَّوِّعِينَ: see what follows.

مُتَطَوِّعٌ A supererogator in any good act. (O, K.) One says, فَعَلَهُ مُتَطَوِّعًا [He did it without its being incumbent, or obligatory, on him; supererogatorily: or gratuitously, unasked, or unbidden: or disinterestedly; not seeking, or desiring, a compensation: syn. مُتَبَرِّعًا]. (S and K in art. برع.) And ↓ المُطَّوِّعَةُ means Those who exceed what is obligatory on them in fighting, or warring, against unbelievers or the like; (S, O, Msb;) originally المُتَطَوِّعَةُ: (Msb:) hence

↓ المُطَّوِّعِينَ in the Kur ix. 80; originally المُتَطَوِّعِينَ. (S, O.)

طوع: الطَّوْعُ: نَقِيضُ الكَرْهِ. طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه، والاسم

الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ. ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ. ورجل طائِعٌ وطاعٍ

مقلوب، كلاهما: مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ، ولا فِعْل لطاعٍ؛

قال:حَلَفْتُ بالبَيْتِ، وما حَوْلَه

من عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ

وكذلك مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ؛ قال المتنخل الهذلي:

إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً،

ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه

الليحاني: أَطَعْتُه وأَطَعْتُ له. ويقال أَيضاً: طِعْتُ له وأَنا

أَطِيعُ طاعةً. ولَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً، وطائِعاً أَو كارِهاً.

وجاء فلان طائعاً غير مُكْرَهٍ، والجمع طُوَّعٌ. قال الأَزهري: من العرب

من يقول طاعَ له يَطُوعُ طَوْعاً، فهو طائعٌ، بمعنى أَطاعَ، وطاعَ يَطاعُ

لغة جيدة. قال ابن سيده: وطاعَ يَطاعُ وأَطاعَ لانَ وانْقادَ، وأَطاعَه

إِطاعةً وانْطاعَ له كذلك. وفي التهذيب: وقد طاع له يَطُوعُ إِذا انقاد له،

بغير أَلِف، فإِذا مضَى لأَمره فقد أَطاعَه، فإِذا وافقه فقد طاوعه؛

وأَنشد ابن بري للرَّقّاصِ الكلبي:

سِنانُ مَعَدٍّ في الحُرُوبِ أَداتُها،

وقد طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ ودَعائِمُ

وأَنشد للأَحوص:

وقد قادَتْ فُؤادي في هَواها،

وطاعَ لها الفُؤادُ وما عَصاها

وفي الحديث: فإِنْ هُمْ طاعُوا لك بذلك. ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ. قال:

والطاعةُ اسم من أَطاعَه طاعةً، والطَّواعِيةُ اسم لما يكون مصدراً

لطاوَعَه، وطاوَعَتِ المرأَةُ زوجها طَواعِيةً. قال ابن السكيت: يقال طاعَ له

وأَطاعَ سواء، فمن قال طاع يقال يطاع، ومن قال أَطاعَ قال يُطِيعُ، فإِذا

جئت إِلى الأَمر فليس إِلاَّ أَطاعَه، يقال أَمَرَه فأَطاعَه، بالأَلف،

طاعة لا غير. وفي الحديث: هَوًى مُتَّبَعٌ وشُحٌّ مُطاعٌ؛ هو أَن يُطِيعَه

صاحبُه في منع الحقوق التي أَوجبها الله عليه في ماله. وفي الحديث: لا طاعةَ في

مَعْصِيةِ الله؛ يريد طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بما فيه معصية

كالقتل والقطع أَو نحوه، وقيل: معناه أَن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلُص

إِذا كانت مشوبة بالمعصية، وإِنما تصح الطاعة وتخلص مع اجتناب المعاصي،

قال: والأَول أَشبه بمعنى الحديث لأَنه قد جاء مقيّداً في غيره كقوله: لا

طاعةَ لمخلوق في معصية الله، وفي رواية: في معصية الخالق. والمُطاوَعةُ:

الموافقة، والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مُطاوِعاً. ورجل مِطْواعٌ أَي

مُطِيعٌ. وفلان حسن الطَّواعِيةِ لك مثل الثمانية أَي حسن الطاعة لك. ولسانه

لا يَطُوعُ بكذا أَي لا يُتابِعُه. وأَطاع النَّبْتُ وغيره: لم يمتنع على

آكله. وأَطاعَ له المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ له المرتع وأَمْكَنَه

الرَّعْيُ؛ قال الأَزهري: وقد يقال في هذا الموضع طاعَ؛ قال أَوس بن

حجر:كأَنَّ جِيادَهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ،

جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ

أَنشده أَبو عبيد وقال: الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض من الحشيش والنبات

وليس من الورق. وأَطاعَ له المَرْعَى: اتَّسَعَ وأَمكن الرعْيُ منه؛ قال

الجوهري: وقد يقال في هذا المعنى طاعَ له المَرْتَعُ. وأَطاعَ التمرُ

(*

قوله«وأطاع التمر إلخ» كذا بالأصل.) حانَ صِرامُه وأَدْرَك ثمره وأَمكن أَن

يجتنى. وأَطاع النخلُ والشجرُ إِذا أَدرك.

وأَنا طَوْعُ يَدِكَ أَي مُنْقادٌ لك. وامرأَة طَوْعُ الضَّجِيعِ:

مُنْقادةٌ له؛ قال النابغة:

فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ، فَباتَ له

طَوْع الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ ومن صَرَدِ

يعني بالشَّوامِتِ الكِلابَ، وقيل: أَراد بها القوائم، وفي التهذيب: يقال

فلان طَوْعُ المكارِه إِذا كان معتاداً لها مُلَقًّى إِيّاها، وأَنشد

بيت النابغة، وقال: طوع الشوامت بنصب العين ورفعها، فمن رفع أَراد بات له

ما أَطاعَ شامِتُه من البرْدِ والخَوْف أَي بات له ما اشتَهى شامِتُه وهو

طَوْعُه ومن ذلك تقول: اللهم لا تُطِيعَنَّ بنا شامِتاً أَي لا تفعلْ بي

ما يَشْتَهِيه ويُحِبُّه، ومن نصب أَراد بالشَّوامِتِ قوائمه، واحدتها

شامِتةٌ؛ تقول: فبات الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَي بات قائماً. وفرس

طَوْعُ العِنانِ: سَلِسُه. وناقة طَوْعةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعةُ

القِيادِ: ليِّنة لا تُنازِعُ قائِدَها.

وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعه، كلاهما: حاوَله، والعرب تقول: عَليَّ

أَمْرةٌ مُطاعةٌ. وطَوَّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أَخِيه؛ قال الأَخفش: مثل

طَوَّقَتْ له ومعناه رخّصت وسهّلت، حكى الأَزهري عن الفراء: معناه فَتابَعَتْ

نفسُه، وقال المبرد: فطوَّعت له نفسه فَعَّلَتْ من الطوْع، وروي عن

مجاهد قال: فطوَّعت له نفسه شَجَّعَتْه؛ قال أَبو عبيد: عنى مجاهد أَنها

أَعانته على ذلك وأَجابته إِليه، قال: ولا أَدْرِي أَصله إِلاَّ من

الطَّواعِيةِ؛ قال الأَزهري: والأَشبه عندي أَن يكون معنى طَوَّعَتْ سَمَحَتّْ

وسهَّلت له نفسه قتل أَخيه أَي جعلت نفسُه بهواها المُرْدي قَتلَ أَخيه

سهلاً وهَوِيَتْه، قال: وأَما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله قتلَ

أَخيه على إِفضاء الفعل إِليه كأَنه قال فطوَّعت له نفسه أَي انقادت في قتل

أَخيه ولقتل أَخيه فحذف الخافض وأَفْضَى الفعلُ إِليه فنصبه.

قال الجوهري: والاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ؛ قال ابن بري: هو كما ذكر إِلاَّ

أَنّ الاستطاعة للإِنسان خاصّة والإِطاقة عامة، تقول: الجمل مطيق لحِمْله

ولا تقل مستطيع فهذا الفرق ما بينهما، قال: ويقال الفَرسُ صَبور على

الحُضْر. والاستطاعةُ: القدرة على الشيء، وقيل: هي استفعال من الطاعة؛ قال

الأَزهري: والعرب تحذف التاء فتقول اسْطاعَ يَسْطِيعُ؛ قال: وأَما قوله

تعالى: فما اسْطاعُوا أَن يظهروه، فإِن أَصله استطاعوا بالتاء، ولكن التاء

والطاء من مخرج واحد فحذفت التاء ليخف اللفظ، ومن العرب من يقول

اسْتاعوا، بغير طاء، قال: ولا يجوز في القراءة، ومنهم من يقول أَسْطاعُوا بأَلف

مقطوعة، المعنى فما أَطاعُوا فزادوا السين؛ قال: قال ذلك الخليل وسيبويه

عوضاً من ذهاب حركة الواو لأَن الأَصل في أَطاعَ أَطْوَعَ، ومن كانت هذه

لغته قال في المستقبل يُسْطِيعُ، بضم الياء؛ وحكي عن ابن السكيت قال: يقال ما

أَسطِيعُ وما أُسْطِيعُ وما أَسْتِيعُ، وكان حمزة الزيات يقرأُ: فما

اسْطّاعوا، بإِدغام الطاء والجمع بين ساكنين، وقال أَبو إِسحق الزجاج: من

قرأَ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من

يقول بقولهم، وحجتهم في ذلك أَن السين ساكنة، وإِذا أُدغمت التاء في الطاء

صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين، قال: ومن قال أَطْرَحُ حركة التاء

على السين فأَقرأُ فما أَسَطاعوا فخطأ أَيضاً لأَن سين استفعل لم تحرك قط.

قال ابن سيده: واسْتَطاعَه واسْطاعَه وأَسْطاعَه واسْتاعَه وأَسْتاعَه

أَطاقَه فاسْتَطاعَ، على قياس التصريف، وأَما اسْطاعَ موصولةً فعلى حذف

التاء لمقارنتها الطاء في المخرج فاسْتُخِفَّ بِحذفها كما استخف بحذف أَحد

اللامين في ظَلْتُ، وأَما أَسْطاعَ مقطوعة فعلى أَنهم أَنابُوا السين

منَابَ حركة العين في أَطاعَ التي أَصلها أَطْوَعَ، وهي مع ذلك زائدة، فإِن قال

قائل: إِنّ السين عوض ليست بزائدة، قيل: إِنها وإِن كانت عوضاً من حركة

الواو فهي زائدة لأَنها لم تكن عوضاً من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة في

عَطاءٍ ونحوه؛ قال ابن جني: وتعقب أَبو العباس على سيبويه هذا القول فقال:

إِنما يُعَوَّضُ من الشيء إِذا فُقِدَ وذهب، فأَما إِذا كان موجوداً في

اللفظ فلا وجه للتعويض منه، وحركة العين التي كانت في الواو قد نقلت إِلى

الطاء التي هي الفاء، ولم تعدم وإِنما نقلت فلا وجه للتعويض من شيء موجود

غير مفقود، قال: وذهب عن أَبي العباس ما في قول سيبويه هذا من الصحة، فإِمّا

غالَطَ وهي من عادته معه، وإِمّا زلّ في رأْيه هذا، والذي يدل على صحة

قول سيبويه في هذا وأَن السين عوض من حركة عين الفعل أَن الحركة التي هي

الفتحة، وإِن كانت كما قال أَبو العباس موجودة منقولة إِلى الفاء، إِما

فقدتها العين فسكنت بعدما كانت متحركة فوهنت بسكونها، ولما دخلها من

التَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام، وذلك لم يُطِعْ وأَطِعْ، ففي كل هذا قد حذف

العين لالتقاء الساكنين، ولو كانت العين متحركة لما حذفت لأَنه لم يك هناك

التقاء ساكنين، أَلا ترى أَنك لو قلت أَطْوَعَ يُطْوِعُ ولم يُطْوِعْ

وأَطْوِعْ زيداً لصحت العين ولم تحذف؟ فلما نقلت عنها الحركة وسكنت سقطت

لاجتماع الساكنين فكان هذا توهيناً وضعفاً لحق العين، فجعلت السين عوضاً من

سكون العين الموهن لها المسبب لقلبها وحذفها، وحركةُ الفاء بعد سكونها لا

تدفع عن العين ما لحقها من الضعف بالسكون والتَّهيُّؤ للحذف عند سكون

اللام،ويؤكد ما قال سيبويه من أَن السين عوض من ذهاب حركة العين أَنهم قد

عوضوا من ذهاب حركة هذه العين حرفاً آخر غير السين، وهو الهاء في قول من قال

أَهْرَقْتُ، فسكن الهاء وجمع بينها وبين الهمزة، فالهاء هنا عوض من ذهاب

فتحة العين لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْيَقْتُ، والواو عندي أَقيس

لأَمرين: أَحدهما أَن كون عين الفعل واواً أَكثر من كونها ياء فيما اعتلت

عينه، والآخر أَن الماء إِذا هريق ظهر جوهره وصفا فَراق رائيه، فهذا

أَيضاً يقوّي كون العين منه واواً، على أَن الكسائي قد حكى راقَ الماءُ

يَرِيقُ إِذا انْصَبّ، وهذا قاطع بكون العين ياء، ثم إِنهم جعلوا الهاء عوضاً

من نقل فتحة العين عنها إِلى الفاء كما فعلوا ذلك في أَسطاع، فكما لا يكون

أَصل أَهرقت استفعلت كذلك ينبغي أَن لا يكون أَصل أَسْطَعْتُ

اسْتَفْعَلْتُ، وأَما من قال اسْتَعْتُ فإِنه قلب الطاء تاء ليشاكل بها السين لأَنها

أُختها في الهمس، وأَما ما حكاه سيبويه من قولهم يستيع، فإِما أَن يكونوا

أَرادوا يستطيع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظَلْتُ وتركوا الزيادة كما

تركوها في يبقى، وإِما أَن يكونوا أَبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد

السين مهموساً مثلها؛ وحكى سيبويه ما أَستتيع، بتاءين، وما أَسْتِيعُ وعدّ

ذلك في البدل؛ وحكى ابن جني استاع يستيع، فالتاء بدل من الطاء لا محالة،

قال سيبويه: زادوا السين عوضاً من ذهاب حركة العين من أَفْعَلَ. وتَطاوَعَ

للأَمر وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه: تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه. وفي التنزيل:

فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له؛ قال الأَزهري: ومن يَطَّوَّعْ خيراً،

الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء، وكل حرف أَدغمته في حرف نقلته إِلى

لفظ المدغم فيه، ومن قرأَ: ومن تطوّع خيراً، على لفظ الماضي، فمعناه

للاستقبال، قال: وهذا قول حذاق النحويين. ويقال: تَطاوَعْ لهذا الأَمر حتى

نَسْتَطِيعَه. والتَّطَوُّعُ: ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه

فرضه كأَنهم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ.

والمُطَّوِّعةُ: الذين يَتَطَوَّعُون بالجهاد، أُدغمت التاء في الطاء كما

قلناه في قوله: ومن يَطَّوَّعْ خيراً، ومنه قوله تعالى: والذين يلمزون

المطَّوّعين من المؤمنين، وأَصله المتطوعين فأُدغم. وحكى أَحمد بن يحيى

المطوِّعة، بتخفيف الطاء وشد الواو، وردّ عليه أَبو إِسحق ذلك. وفي حديث أَبي

مسعود البدري في ذكر المُطَّوِّعِينَ من المؤمنين: قال ابن الأَثير: أَصل

المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشيء

تبرعاً من نفسه، وهو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ.

وطَوْعةُ: اسم.

طوع
{طاع لهُ} يَطوعُ {طَوعاً:} أَطاعَ، فَهُوَ {طائعٌ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن بعضِ العَرَبِ، قَالَ: طاعَ} يَطاعُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: طاعَ يَطاعُ {وأَطاعَ: لانَ وانْقادَ، وأنشدَ ابنُ برّيّ للرّقّاصِ الكَلبيّ:
(سِنانُ مَعَدٍّ فِي الحُروبِ أَداتُها ... وَقد طاعَ منهُم سادَةٌ ودَعائمُ)
وأَنشدَ لِلأَحوَصِ:
(وَقد قادَتْ فُؤَادِي فِي هَواها ... } وطاعَ لَهَا الفؤادُ وَمَا عَصاها)
{كانْطاعَ لَهُ. عَن أَبي عُبيدَةَ. منَ المَجاز: طاعَ لهُ المَرتَعُ: اتَّسَعَ وأَمكنَه رَعْيُه حيثُ شاءَ، نَقله الجَوْهَرِيّ،} كأَطاعَه {إطاعَةً. وأَطاعَ لَهُ: لَمْ يَمتنِع، وَيُقَال: أَمرَه} فأَطاعَه، بالأَلِفِ، {طَاعَة لَا غيرُ، وَفِي التَّهذيبِ: طاعَ لَهُ يَطوعُ، إِذا انقادَ، بغيرِ أَلِفٍ، فَإِذا مَضى لأَمرِه فقد} أَطاعَهُ، فَإِذا وافقَه فقد {طاوَعَهُ. وَفِي المُفرداتِ:} الطَّوْعُ: الانقيادُ، ويُضادُّه الكَرْهُ، قَالَ الله عزَّ وجَلَّ: ائْتِيا طَوْعاً أَو كَرْهاً! والطَّاعَةُ مثلُه، لكِنْ أَكثَرُ مَا يُقال فِي الائتِمارِ لِما أُمِرَ، والارتِسامِ فِيمَا رُسِمَ. يُقال: هُوَ {طَوْعُ يديْكَ، أَي مُنقادٌ لَك، وَهُوَ مَجازٌ. وفَرَسُ طَوْعُ العِنانِ: سَلِسٌ، وَهُوَ مَجاز أَيضاً.
} والمِطْواعُ: {المُطِيعُ.} والطَّاعُ: {الطَّائعُ مَقلوبٌ مِنْهُ، كَمَا تَقول: عائقٌ وعاقٍ، وَلَا فِعْلَ} لِطاعٍ، قَالَ الشَّاعِر:
(حَلَفْتُ بالبَيتِ وَمَا حولَهُ ... من عائذٍ بالبيتِ أَو {طاعِ)
} كالطَّيِّعِ، ككَيِّسٍ، يُقَال: جاءَ فلانٌ {طَيِّعاً: غيرَ مُكرَهٍ، ج:} طُوَّعٌ: كرُكَّعٍ، {وطَوْعَةُ،} وطاعَةُ: من أَعلامِهِنَّ. وحُمَيْدُ بنُ طاعَةَ السَّكُونِيُّ: شاعِرٌ، قَالَ الصَّاغانِيّ: لمْ أَقِفْ على اسمِ أَبيه. وابْنُ {طَوْعَةَ الفَزارِيُّ، والشَّيْبانِيُّ: شاعِرانِ، فالفَزارِيُّ اسمُه: نَصْرُ بنُ عاصِمٍ، والآخَرُ لم أَقِفْ على اسمِه، قَالَه الصَّاغانِيُّ.} والطَّواعِيَة، مُخَفَّفَةً: الطَّاعَةُ، يُقال: فُلانٌ حَسَنُ {الطَّواعِيَةِ لكَ، أَي حَسَنُ الطَّاعَةِ لكَ، وَقيل: الطَّاعَةُ: اسمٌ من أَطاعَه} يُطيعُه طاعَةً، والطَّواعِيَةُ: اسمُ لِما يَكونُ مَصدراً {لِطاوَعَهُ.} وطاوَعَتِ المَرأَةُ زوجَها {طَواعِيَةً. فِي الحَدِيث: ثلاثٌ مُهلِكاتٌ، وثلاثٌ مُنجِياتٌ، فالثلاث المُهلِكاتُ: شُحٌّ} مُطاعٌ، وهَوىً مُتَّبَعٌ، وإعجابُ المَرءِ بنفسِه، الشُّحُّ! المُطاعُ، هُوَ: أَنْ يُطيعَهُ صاحبُه فِي مَنعِ الحُقوقِ الَّتِي أَوجَبَها الله تَعَالَى عَلَيْهِ فِي مالِه. يُقَال: أَطاعَ النَّخْلُ والشَّجَرُ، إِذا أَدرَكَ ثَمَرُهُ، وأَمكَنَ أَنْ يُجْتَنى، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أَبي يوسُفَ، وَهُوَ مَجازٌ. وقولُه تَعَالَى: {فَطَوَّعَت لَهُ نفسُه قَتْلَ أَخيه اخْتُلِفَ فِي تأْويلِه، فقيلَ: أَي تابعْتُهُ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن)
الفَرَّاءِ. قيل:} طاوَعَتْه. وَقَالَ الأَخفَشُ: هُوَ مثلُ طَوَّقَتْ لهُ، ومَعناهُ رَخَّصَتْ وسَهَّلَتْ لَهُ نفسُه، وَهُوَ على هَذَا مَجازٌ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: هُوَ فَعَّلَتْ من {الطَّوْعِ، أَو شَجَّعَتْه، رُوِيَ ذَلِك عَن مُجاهِدٍ.
قَالَ أَبو عُبيدٍ: عَنى مُجاهِدٌ أَنَّها أَعانَتْهُ وأَجابَتْهُ إِلَيْهِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَصلَه إلاّ من الطّواعِيَةِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: والأَشبَه عِنْدِي قولُ الأَخفشِ. قَالَ: وأَمّا على قَول الفَرّاءِ والمُبَرِّدِ فانْتِصابُ قَولِه: قَتْلَ أَخيه، على إفضاءِ الفِعْلِ إِلَيْهِ، كأَنَّه قَالَ: فطَوَّعَتْ لَهُ نفسُه، أَي انْقادَتْ فِي قَتلِ أَخيه، ولِقتل أَخيه، فحذَفَ الخافِضَ، وأَفضى الفعلَ إِلَيْهِ، فنصَبَه.} واسْتطاعَ: أَطاقَ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
قَالَ ابنُ بَرّيّ: هُوَ كَمَا ذَكَرَ، إلاّ أَنَّ {الاستطاعَةَ للإنسانِ خاصَّةً، والإطاقَةَ عامَّةٌ، تَقولُ: الجَمَلُ مُطيقٌ لِحِملِه، وَلَا تقلْ:} مُستَطيعٌ، فَهَذَا الفرقُ مَا بينَهُما. قَالَ: وَيُقَال للفرَسِ: صَبورٌ على الحُضْرِ. {والاستِطاعَةُ: القُدرَةُ على الشَّيءِ، وَقيل: هِيَ اسْتِفعالٌ من الطَّاعَةِ. وَفِي البصائر للمصَنِّفِ: الاستطاعَةُ، أَصله} الاستِطْواعُ، فلمّا أُسْقِطَتْ الواوُ جُعِلَت الهاءُ بَدَلا عَنْهَا. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الاستطاعَةُ عندَ المُحَقِّقينَ: اسمٌ للمعاني الَّتِي بهَا يَتَمَكَّنُ الإنسانُ مِمّا يُريدُه من إحداثِ الفعلِ، وَهِي أَربعَةُ أَشياءَ: بِنْيَةٌ مَخصوصَةٌ للفاعِلِ، وتَصَوُّرٌ للفِعْلِ، ومادَّةٌ قابِلَةٌ لتأْثيرِهِ، وآلَةٌ إنْ كانَ الفِعْلُ آلِيّاً، كالكِتابَةِ، فإنَّ الكاتبَ يحتاجُ إِلَى هَذِه الأَربعَةِ فِي إيجادِه للكِتابَةِ، ولذلكَ يُقال: فلانٌ غيرُ مُستَطيعٍ للكتابَةِ: إِذا فقدَ واحِداً من هَذِه الأَربَعَةِ فصاعِداً، ويُضادُّهُ العَجْزُ، وَهُوَ أَن لَا يَجِدَ أَحَدَ هَذِه الأَربعةِ فصاعِداً، ومَتى وَجَدَ هَذِه الأَربعةَ كلَّها، {فمُستطيعٌ مُطلَقاً، وَمَتى فقدَها فعاجِزٌ مُطلَقاً، وَمَتى وجَدَ بعضَها دونَ بعضٍ، فمُستَطيعٌ من وَجهٍ، عاجِزٌ من وَجهٍ، ولأَنْ يُوصَفَ بالعجزِ أَولَى. والاستِطاعَةُ أَخَصُّ من القُدْرَةِ، وَقَوله تَعَالَى: ولِلَّه على النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ} اسْتَطاعَ إليهِ سَبيلاً فإنَّه يحتاجُ إِلَى هَذِه الأَربعة، وقولُه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: الاستِطاعَةُ الزَّادُ والرَّاحِلَةُ فإنَّه بيانٌ لِما يُحتاجُ إِلَيْهِ من الآلةِ، وخصَّه بالذِّكْرِ دونَ الآخر إذْ كانَ مَعلوماً من حيثُ العقلُ، مُقتَضى الشَّرعِ، أَنَّ التَّكليفَ من دونِ تلكَ الأُخَرِ لَا يَصِحُّ. وقولُه تَعَالَى: لَو {اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا معَكُمْ فالإشارَةُ} بالاستطاعَةِ هَهُنَا إِلَى عدَمِ الآلةِ من المالِ والظَّهْرِ ونحوِه، وَكَذَا قَوْله عزَّ وجَلَّ: ومَنْ لَمْ {يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ المُحصَناتِ وَقد يُقال: فلانٌ لَا} يستطيعُ كَذَا، لِما يَصعُبُ عَلَيْهِ فعلُه، لِعدَم الرِّياضَةِ، وذلكَ يرجِعُ إِلَى افتِقادِ الآلَةِ، وعدَمِ التَّصَوُّرِ، وَقد يَصِحُّ مَعَه التَّكليفُ، وَلَا يَصيرُ الإنسانُ بِهِ مَعذوراً، وعَلى هَذَا الْوَجْه قَالَ الله تَعَالَى: إنَّكَ لن {تَستَطيعَ معِيَ صَبراً وقولُه عزَّ وجَلَّ: هلْ يَستَطيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ علينا مائدةً)
من السَّماءِ فقد قيل: إنَّهم قَالُوا ذلكَ قبلَ أَنْ قَوِيَتْ مَعرِفَتُهُم بِاللَّه عزّ وجلَّ، وَقيل: يستطيعُ} ويُطِيعُ بمَعنىً واحِدٍ، ومَعناهُ: هلَ يُجِيبُ. انْتهى. قلت: وقرأَ الكِسائيُّ: هلْ تَستَطيعُ رَبَّكَ بالتّاءِ ونَصب الباءِ، أَي هَل تَستدعي إجابَتَه فِي أَنْ يُنَزِّلَ علينا مائدةً من السَّماءِ. وَفِي الصِّحاح: ورُبَّما قَالُوا: {اسْطاعَ} يَسْطِيعُ، ويَحذِفونَحركَةِ الواوِ، لأَنَّ الأَصْلَ فِي {أَطاعَ} أَطْوَعَ، وَمن كَانَت هَذِه لغتَه قَالَ فِي المُستقبَلِ {يُسْطِيعُ، بضَمِّ الياءِ. قَالَ الزَّجّاجُ: وَمن قَالَ: أَطْرَحُ حركَةَ التّاءِ على السّينِ، فأَقرأُ: فَمَا} أَسَطاعوا، فخَطأٌ أَيضاً، لأَنَّ سين اسْتَفْعَلَ لم تُحَرَّكْ قَطُّ. وَفِي المُحكَمِ: {واسْتَطاعَهُ،} واسْطاعَهُ، {وأَسْطاعَهُ،} واسْتاعَهُ، {وأَسْتاعَهُ: أَطاقَهُ،} فاسْتَطاعَ، على قياسِ التَّصريفِ، وأَمّا {اسْطاعَ، مَوصولَةً، فعلى حَذْفِ التَّاءِ لِمُقارَنَتِها الطَّاءَ فِي المَخرَجِ، فاسْتُخِفَّ بحَذْفِها، كَمَا)
اسْتُخِفَّ بحذفِ أَحَدِ اللامينِ فِي ظَلْت. وأَمّا} أَسْطاعَ مَقطوعَةً فعلى أَنَّهم أَنابوا السينَ منابَ حركَةِ العَينِ فِي أَطاعَ الَّتِي أَصلُها أَطْوَعَ، وَهِي مَعَ ذلكَ زائدَةٌ. وَيُقَال: {تَطاوَعَ لهَذَا الأَمرِ حتّى} يستطيعَهُ، أَي تكلَّفَ {استِطاعَتَه، كَمَا فِي الصحاحِ، قَالَ الصَّاغانِيُّ: وَهُوَ معنى قولِ عَمرو بنِ مَعْدِيكَرِبَ، رَضِي الله عَنهُ:
(إِذا لمْ} تَسْتَطِعْ أَمراً فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا {تَستَطيعُ)
وصلاةُ} التَّطَوُّعِ: النّافلةُ، وكُلُّ مُتَنَفِّلِ خَيرٍ تَبَرُّعاً: {مُتَطَوِّعٌ، قَالَ الله تَعَالَى: فَمَنْ} تَطَوَّعَ خَيراً فَهُوَ خَيْرٌ لهُ قَالَ الأَزْهَرِيّ: ومَنْ {يَطَّوَّعْ خَيراً، الأَصل فِيهِ} يتطَوَّع، فأُدغِمَتِ التَّاءُ فِي الطَّاءِ، وكلُّ حَرفٍ أَدغمتَهُ فِي حَرْفٍ نقلْتَه إِلَى لفظِ المُدغَمِ فِيهِ، ومَن قرأَهُ على لفظِ الْمَاضِي فَمَعْنَاه الاستِقبالُ، قَالَ: وَهَذَا قَول حُذَّاقِ النَّحْوِيِّين. قَالَ: {والتَّطَوُّع: مَا تبرَّعَ بِهِ من ذاتِ نفسِه مِمّا لَا يلزَمُه فَرْضُه، كأَنَّهُم جعلُوا التَّفَعُّلَ هُنَا اسْما، كالتَّنَوُّطِ.} وطاوَعَ {مُطاوَعَةً: وافَقَ، يُقال:} طاوَعَت المَرأَةُ زوجَها! طَواعِيَةً، وَقد تقدَّمَ الفرقُ بينَه وبينَ أَطاعَ {وطاعَ فِي أَوَّل الحَرفِ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:} الطَّواعَةُ: اسمٌ مِن {طاوَعَهُ،} كالطَّواعِيَةِ. ورَجُلٌ {مِطْواعَةٌ،} كمِطْواعٍ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ:
(إِذا سُدْتَهُ سُدْتَ مِطْواعَةً ... وَمهما وَكَلْتَ إِلَيْهِ كَفاهْ)
والنَّحْوِيُّونَ رُبَّما سَمَّوا الفِعْلَ اللازِمَ {مُطاوِعاً، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ مَجازٌ. وَيُقَال: لسانُه لَا} يَطوعُ بِكَذَا، أَي لَا يُتابعُه. نَقله الجَوْهَرِيُّ، {وَأطاعَ لَهُ المرعي: اتَّسع وَأمكنهُ الرَّعْي، نَقله الْجَوْهَرِي وأَنشدَ لأَوسِ بنِ حَجَرٍ:
(كأَنَّ جِيادَنا فِي رَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أَطاعَ لهُ الوَرَاقُ)
أَنشدَه أَبو عُبيدٍ، وَقَالَ الوَرَاقَ: خُضْرَةُ الأَرضِ من الحَشيشِ والنَّباتِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَطاعَ التَّمْرُ: حانَ صِرامُهُ، وامرأَةٌ} طَوْعُ الضَّجيعِ، مُنقادَة لَهُ، وَقَالَ النابغةُ:
(فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ)
يَعْنِي بالشَّوامِتِ الكِلابَ، وَقيل: أَرادَ بهَا القوائمَ. وَفِي التَّهذيب يُقال:: فلانٌ طَوْعُ المَكارِهِ، إِذا كَانَ مُعتاداً لَهَا، مُلَقَّىً إيّاها، وأَنشدَ بيتَ النّابغَةِ، وَقَالَ: {طَوْعَ الشَّوامِتِ، بنَصبْ العَيْنِ ورَفعِها، فمَن رَفعَ أَرادَ: باتَ لهُ مَا أَطاعَ شامِتُهُ من البرْدِ والخَوفِ، أَي باتَ لَهُ مَا اشْتهى شامِتُهُ وَهُوَ} طَوْعُهُ، وَمن ذلكَ تقولُ: اللَّهُمَّ لَا! تطيعَنَّ بِنَا شامِتاً، أَي لَا تَفعَلْ بِي مَا يشتهيه ويُحِبُّه، ومَن نصَبَ أَرادَ بالشَّوامِتِ قوائمه، واحِدُها شامِتَةٌ، يَقُول: فباتَ الثَّوْرُ طَوْعَ قوائمِهِ، أَي باتَ قَائِما، وَقد مرَّ تَحْقِيقه فِي شمت فراجِعْهُ. وناقَةٌ {طَوْعَةُ القِيادِ، وطَوْعُ القِيادِ} وطَيِّعَةُ القِيادِ: لَيِّنَةٌ لَا) تُنازِعُ قائدَها. {وتَطَوَّعَ للشيءِ،} وتَطَوَّعَهُ، كِلَاهُمَا: حاولَهُ. وَقيل: تكَلَّفَه، وَقيل: تحمَّلَه {طَوْعاً.
وَمن أَسمائه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم:} المُطاعُ، أَي المُجابُ المُشَفَّعُ فِي أُمَّتِه. وحَكى سِيبَوَيْهٍ: مَا أَسْتَتيعُ، بتاءَيْنِ، وعَدَّ ذلكَ فِي البدَلِ، {والمُطَوِّعَةُ بتشديدِ الطَّاءِ والواوِ: الَّذين} يَتَطَوَّعونَ بالجِهادِ، أُدْغِمَتِ التّاءُ فِي الطّاءِ، وحَكاهُ أَحمد بنُ يَحيى، بتَخْفِيف الطَّاءِ وشَدِّ الواوِ، ورَدَّ عَلَيْهِ الزَّجّاجُ ذَلِك. {واسْتَطاعَ} كأَطاعَ، بِمَعْنى أَجابَ. وَقيل: {طاعَتْ،} وطَوَّعَتْ بِمَعْنى. {واسْتَطاعَه: استدعى} طاعَتَه وإجابَتَه. ويُقال: هُوَ من قَومٍ {مَطاويعَ، ورَجُلٌ} طَيِّعُ اللِّسانِ: فَصيحٌ، وَهُوَ مَجازٌ. {وَطَاوعَ لَهُ المُرَاد: أَتَاهُ} طائِعا سهلا، وَهُوَ مجَاز. وَأَبُو {مُطِيعٍ: من كناهم.} ومُطِيعُ بن أبي {الطّاعَةِ الْقشيرِي: جد خَامِس لِابْنِ دَقِيق الْعِيد.} وطُوَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ لِبني العَجلانِ ابنِ كَعبِ بن ربيعَةَ.

طبق

(طبق) الجازر أصَاب الطَّبَق وَهُوَ الْمفصل وَالْحَاكِم أصَاب وَأحكم أمره وَالْفرس وَنَحْوه رفع يَدَيْهِ مَعًا وَوَضعهمَا مَعًا فِي الْعَدو وَالشَّيْء أطبقه وَيُقَال طبق الشَّيْء على الشَّيْء والمصلى أَو الرَّاكِع كفيه أَو يَدَيْهِ وضعهما بَين فَخذيهِ أَو بَين رُكْبَتَيْهِ فِي الرُّكُوع أَو التَّشَهُّد وَقد نهي عَنهُ وَيُقَال طبق السَّحَاب الجو والغيم السَّمَاء وَالْمَاء وَجه الأَرْض غشاه وَعَمه
(طبق) - قَولُه تعالى: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} 
انتَصَب على المَصْدر: أي مُطابَقةً طِباقًا. وقيل: هو نَعْت للسَّبْع: أي ذَاتُ طِباق، يعنى بَعضَها على بعض فهى مُطابِقة.
- في حديث ابنِ مسعود - رضي الله عنه - في أَشْراطِ السَّاعَة "تُوصَل الأَطباقِ وتُقطَع الأَرحامُ" 
كأنه يَعنى بالأَطباقِ البُعَداءَ؛ لأن الطَّبَقاتِ أَصنافٌ مختَلِفة وجَماعاتٌ شَتَّى.
- في كتاب على إلى عَمْرو بن العاص، - رضي الله عنهما -،: "كما وافَق شَنًّا طَبَقُه"
قال الأصمَعِى: "هم قَوم كان لهم وِعاءُ أَدَم فتَشَنَّن ، فجعلوا له طَبقًا فوافَقَه"
وقيل: شَنٌّ: قبِيلة من عَبْدِ القَيْس، وطَبَق: حَىٌّ من إياد، فاتَّفقوا على أَمرٍ. ويقال: كان الحَيَّان رُماةً فاقْتَتَلوا، فقِيلَ ذلك لأَنَّ كلَّ واحدٍ منهم وافق شَكْلَه ونَظِيرَه. وقيل: طَبَق: اسمُ إياد، سُمُّوا به لشِدَّة إطباقِهم بالشَّرِّ على النَّاس. وقيل: شَنٌّ: من دُهاةِ العَرَب، وطَبَقَةُ: امرأة زُوِّجَت منه، فوافَقَهُما ولهما قِصَّة .
- في حديث أبي عَمْرو النَّخَعِىّ: "يَشْتَجِرون اشْتِجارَ أَطباقِ الرَّأس"
: أي عِظَامِه، وهي مُتَطابِقَة مُشْتَبِكَة كما تَشْتَبِك الأَصابِع، أراد التِحامَ الحَرْبِ والاخْتِلاطَ في الفِتْنة.
- في حديث: "لوَ كُشِفَ طَبَقُه" 
: أي غِطاؤُه الَّلازمُ له.
- في حديِث مُعاوِيةَ : "ليركبَنَّ منكَ طَبَقًا تَخافُه"
: أي أَحوالاً ومَنازِلَ في العَدَاوة مَخُوفَة، جمع طَبَقة، وهي مَنزِلة فَوقَ منزلة. 
(ط ب ق) : (أَطْبَقَ) الْحَبَّ وَضَعَ عَلَيْهِ الطَّبَقَ وَهُوَ الْغِطَاءُ (وَمِنْهُ) أَطْبَقُوا عَلَى الْأَمْرِ أَجْمَعُوا عَلَيْهِ وَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى وَحُمَّى مُطْبِقَةٌ وَجُنُونٌ مُطْبِقٌ بِالْكَسْرِ وَمَجْنُونَةٌ مُطْبَقٌ عَلَيْهَا بِالْفَتْحِ وَأَطْبَقَ الْغَيْمُ السَّمَاءَ وَطَبَّقَهَا (وَطَبَّقَ) الرَّاكِعُ كَفَّيْهِ جَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ (وَمِنْهُ) نُهِيَ عَنْ التَّطْبِيقِ (وَقَوْلُ) الْغِيَاثِيِّ الْمَرْأَةُ إذَا اُسْتُحِيضَتْ فَطَبَّقَتْ بَيْنَ الْقُرْأَيْنِ أَيْ جَمَعَتْ بَيْنَهُمَا إمَّا مِنْ تَطْبِيقِ الرَّاكِعِ لِمَا فِيهِ مِنْ جَمْعِ الْكَفَّيْنِ أَوْ مِنْ طَابَقَ الْفَرَسُ فِي جَرْيِهِ إذَا وَضَعَ رِجْلَيْهِ مَوْضِعَ يَدَيْهِ (وَالطَّابَقُ) الْعَظِيمُ مِنْ الزُّجَاجِ وَاللَّبِنِ تَعْرِيبُ تابه (وَمِنْهُ) بَيْتُ الطَّابَقِ وَالْجَمْعُ طَوَابِقُ وَطَوَابِيقُ.
ط ب ق: (الطَّبَقُ) وَاحِدُ (الْأَطْبَاقِ) . وَ (طَبَقَاتُ) النَّاسِ مَرَاتِبُهُمْ. وَالسَّمَوَاتُ (طِبَاقٌ) أَيْ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. وَ (الطَّبَقُ) الْحَالُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] أَيْ حَالًا عَنْ حَالٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَ (التَّطْبِيقُ) فِي الصَّلَاةِ جَعْلُ الْيَدَيْنِ بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ فِي الرُّكُوعِ. وَ (الْمُطَابَقَةُ) الْمُوَافَقَةُ وَ (التَّطَابُقُ) الِاتِّفَاقُ. وَ (طَابَقَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ جَعَلَهُمَا عَلَى حَذْوٍ وَاحِدٍ وَأَلْزَقَهُمَا. وَأَطْبَقُوا عَلَى الْأَمْرِ أَيِ اتَّفَقُوا عَلَيْهِ. وَ (أَطْبَقَ) الشَّيْءَ غَطَّاهُ وَجَعَلَهُ (مُطْبَقًا فَتَطَبَّقَ) هُوَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَوْ تَطَبَّقَتِ السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ مَا فَعَلْتُ. كَذَا. وَالْحُمَّى (الْمُطْبِقَةُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ الدَّائِمَةُ الَّتِي لَا تُفَارِقُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا. وَالطَّابَقُ الْآجُرُّ الْكَبِيرُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
ط ب ق : الطَّبَقُ مِنْ أَمْتِعَةِ الْبَيْتِ وَالْجَمْعُ أَطْبَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَطِبَاقٌ أَيْضًا مِثْلُ جَبَلٍ وَجِبَالٍ وَأَصْلُ الطَّبَقِ الشَّيْءُ عَلَى مِقْدَارِ الشَّيْءِ مُطْبِقًا لَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ كَالْغِطَاءِ لَهُ وَمِنْهُ يُقَالُ أَطْبَقُوا عَلَى الْأَمْرِ بِالْأَلِفِ إذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ مُتَوَافِقِينَ غَيْرَ مُتَخَالَفِينَ وَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى فَهِيَ مُطْبِقَةٌ بِالْكَسْرِ عَلَى الْبَابِ وَأَطْبَقَ عَلَيْهِ الْجُنُونُ فَهُوَ مُطْبِقٌ أَيْضًا وَالْعَامَّةُ تَفْتَح الْبَاءَ عَلَى مَعْنَى أَطْبَقَ اللَّه عَلَيْهِ الْحُمَّى وَالْجُنُونَ أَيْ أَدَامَهُمَا كَمَا يُقَالُ أَحَمَّهُ اللَّهُ وَأَجَنَّهُ أَيْ أَصَابَهُ بِهِمَا وَعَلَى هَذَا فَالْأَصْلُ مُطْبَقٌ عَلَيْهِ فَحُذِفَتْ الصِّلَةُ تَخْفِيفًا وَيَكُونُ الْفِعْلُ مِمَّا اُسْتُعْمِلَ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا لَكِنْ لَمْ أَجِدْهُ وَمَطَرٌ طَبَقٌ بِفَتْحَتَيْنِ دَائِمٌ مُتَوَاتِرٌ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ
دِيمَةٌ هَطْلَاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الْأَرْضِ تَحَرَّى وَتَدُرُّ
الْوَطَفُ السَّحَابُ الْمُسْتَرْخِي الْجَوَانِبِ لِكَثْرَةِ مَائِهِ وَقَوْلُهُ طَبَقُ الْأَرْضِ أَيْ تَعُمُّ الْأَرْضَ وَتَحَرَّى أَيْ تَتَوَخَّى وَتَقْصِدُ وَتَدُرُّ أَيْ تَغْزُرُ وَتَكْثُرُ وَالسَّمَوَاتُ طِبَاقٌ أَيْ كُلُّ سَمَاءٍ كَالطَّبَقِ لِلْأُخْرَى. 

طبق


طَبَقَ(n. ac. طَبْق)
a. see infra
(a)
طَبِقَ(n. ac. طَبَق)
a. Was fixed to the side, was paralyzed ( hand).
b. Set about, began, attempted.

طَبَّقَa. Covered; put a lid, a cover on.
b. Became general.
c. Matched, suited.
d. Joined, put together, folded (hands);
raised together ( feet: horse ).
e. Severed the joints (sword).
طَاْبَقَ
a. [Bain], Adjusted, fitted together.
b. Agreed, came to an understanding with; suited, matched
was adapted to.
c. ['Ala], Became accustomed to.
d. Shuffled; hobbled along; made short steps.
e. Wore ( two tunics ).
أَطْبَقَa. Covered; covered up, enveloped.
b. Folded up; closed, shut.
c. ['Ala], Agreed upon.
d. Appeared in numbers (stars).
تَطَبَّقَa. see VII
تَطَاْبَقَa. Agreed together.

إِنْطَبَقَa. Was covered.
b. Was closed, shut.

طِبْقa. Match, that which suits, agrees with (
another ).
b. Space of time, period; hour.
c. Multitude; swarm.
d. Bird-lime; glue &c.
e. Permission.
f. see 2t & 25
(b).
طِبْقَة
(pl.
طِبَق طِبَاْق)
a. Bird-trap, snare.

طَبَق
(pl.
أَطْبِقَة
طِبَاْق
أَطْبَاْق
38)
a. Cover, covering; lid.
b. Round tray; platter, plate; dish.
c. Surface of the earth, ground.
d. Period of time.
e. Stage, degree.
f. Fold, ply.
g. Joint, limb.
h. State, condition.
i. see 2 (c) & 4t
(a).
طَبَقَة
( pl.
reg. &
طِبَاْق)
a. Layer, stratum.
b. Stage, storey; flat.
c. Series, category, class; order; degree, grade.

طَاْبِق
(pl.
طَوَاْبِقُ)
a. Frying-pan.
b. Half a sheep.
c. [ coll ]
see 4t (b)
طِبَاْقa. see 2 (a)
طَبِيْقa. see 2 (a)b. (pl.
طُبْق), Nightfall; hour of the night.
طَبِيْقَةa. Plot, conspiracy.

طُبَّاْقa. A species of tree.

N. Ag.
طَاْبَقَa. Matching, suiting, corresponding to;
correlative.

N. Ag.
أَطْبَقَa. Obscuring.
b. Subterranean passage.

مُطَابَقَة [ N.
Ac.
طَاْبَقَ
(طِبْق)]
a. Correspondence, similarity, homogeneousness;
conformity; congruity.
b. Symmetry.

طَبَْقًا
a. Consecutively, one after the other.

بِنْت طَبَق
a. Female tortoise.
b. Calamity.
طبق
المُطَابَقَةُ من الأسماء المتضايفة، وهو أن تجعل الشيء فوق آخر بقدره، ومنه: طَابَقْتُ النّعلَ، قال الشاعر:
إذا لاوذ الظّلّ القصير بخفّه وكان طِبَاقَ الخُفِّ أو قَلَّ زائدا
ثم يستعمل الطَّبَاقُ في الشيء الذي يكون فوق الآخر تارة، وفيما يوافق غيره تارة، كسائر الأشياء الموضوعة لمعنيين، ثم يستعمل في أحدهما دون الآخر كالكأس والرّاوية ونحوهما.
قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً
[الملك/ 3] ، أي: بعضها فوق بعض، وقوله:
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ
[الانشقاق/ 19] ، أي: يترقّى منزلا عن منزل، وذلك إشارة إلى أحوال الإنسان من ترقّيه في أحوال شتّى في الدّنيا، نحو ما أشار إليه بقوله: خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ [الروم/ 20] ، وأحوال شتّى في الآخرة من النشور، والبعث، والحساب، وجواز الصّراط إلى حين المستقرّ في إحدى الدّارين. وقيل لكلّ جماعة مُتَطَابِقَةٍ: هم في أُمِّ طَبَقٍ ، وقيل: الناس طَبَقَاتٌ، وطَابَقْتُهُ على كذا، وتَطَابَقُوا وأَطْبَقُوا عليه، ومنه: جوابٌ يُطَابِقُ السّؤالَ. والمُطَابَقَةُ في المشي كمشي المقيّد، ويقال لما يوضع عليه الفواكهُ، ولما يوضع على رأس الشيء: طَبَقٌ، ولكلّ فقرة من فقار الظّهر: طَبَقٌ لِتَطَابُقِهَا، وطَبَّقْتُهُ بالسّيف اعتبارا بِمُطَابَقَةِ النّعلِ، وطِبْقُ اللَّيلِ والنهارِ:
ساعاته المُطَابِقَةُ، وأَطْبَقْتُ عليه البابَ ورجل عياياءُ طَبَاقَاءُ : لمن انغلق عليه الكلام، من قولهم: أَطْبَقْتُ البابَ، وفحلٌ طَبَاقَاءُ: انْطَبَقَ عليه الضِّرابُ فعجز عنه، وعُبِّرَ عن الدّاهية بِبِنْتِ الطَّبَقِ، وقولهم: وَافَقَ شِنٌّ طَبَقَةً وهما قبيلتان . 
طبق
الطَّبَقُ: عَظْمٌ صَغِيرٌ رَقِيْقٌ يَفْصلُ بين الفَقَارَتَيْنِ.
وكُلُّ غِطَاءٍ لازم: طَبَقٌ.
وأطْبِقِ الرَّحَيَيْنِ، أي طابِقْ بين حَجَرَيْهِما، وكذلك إطباقُ الحَنَكَيْنِ.
والسَّماواتُ طِبَاقٌ: بعضُها على بعضٍ.
وشيْءٌ مطَابَقٌ، وقد طابَقْت بين الشَّيْئيْنِ: إذا جَعَلْتَهما على حَذْوٍ واحد.
وطَبائقُ الشُّهْدِ: جَمْعُ طِبَاقَةٍ والانْطِباق: مُطاوَعَةُ ما أطْبَقْتَ.
ودِيْمَةٌ مُطَبَّقَةٌ: أي عامَّةٌ، وغَيْثٌ أطْبَق. وطَبَّقَتِ السَّماءُ علينا: ثبتتْ.
والطَّبَقَةُ: الحالُ، هم على طَبَقاتٍ شَتّى: أي أحْوَالٍ مُخْتَلِفَةٍ. وهي - أيضاً -: جَماعَةٌ يَعْدلوْنَ جَماعَةً مِثْلَهم.
وتقول العَرَبُ: " وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةً " أي قَبِيلةٌ قَبِيلةً، وُيقال: هما اسْما رجلين.
وأطْبَقَ القَوْمُ على الأمْرِ: أجْمَعُوا عليه.
وطابَقَتِ المَرْأةُ زَوْجَها: إذا واتَتْه على أمورِه كلِّها.
وطابَقَ فلانٌ: أقَرَّ بالطاعة. والمُطَابَقَةُ في المَشْي: كمَشْي المُقَيَّدِ.
والمُطَبَّقُ: شِبْهُ اللُّؤلُؤ. وتسَمّى الداهِيَةُ: أمَّ طَبَقٍ؛ وبِنْتَ طَبَقٍ؛ وبنات طَبَقٍ أيضاً. وطِبَاقُ الأرض وتَطْبَاقُها: ما غَشِيَ الأرْضَ كُلَّها.
ورَجُلٌ عَيَاياءُ طَبَاقاءُ؛ وكذلك البعيرُ: أي لا يَضْرِبُ. وقيل: هو العَييُّ الثَّقِيلُ من الرِّجال. والطُبّاقُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بالحِجاز.
وأقَمْتُ عنده طِبْقاً من النَّهار وطِبْقَةً: أي ساعَةً، وطَبَقاً: أي مَلِيّاً، وطَبِيْقاً مثله. وما أطْبَقَه لكَذا: أي ما أحْذَقَه. وأصلُه من طَبَّقَ الرَّجُلُ المَفْصِلَ: أي أصابَ وَجْهَ الأمْرِ. ويُقال: طَبَّقَ الحِمَارُ: وَثَبَ.
وإذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضُها في إثرِ بعضٍ قيل: وَلَدَتْها طَبَقَةً وَطَبَقاً.
وكُتُبُه إلَيَّ طَبَقَةٌ: أي مُتَواتِرَةٌ.
والطِّبْقَةُ من حَبائل الطَّيرِ: نَحْوُ الفَخِّ، وجَمْعُها طِبَقٌ.
ويقولون: طَبِقَ يَفْعَلُ كذا: في معنى طَفِقَ يَفْعَلُ. والطَّبَقُ: ظَهْرُ فَرْج المَرْأةِ؛ تَشْبيهاً.
وبِئْرٌ ذاتُ طابَقٍ: إذا كانَ فيها حُرُوفٌ نادِرَةٌ.
[طبق] الطبق: واحد الاطباق. وقولهم: " وافق شن طبقه " قال ابن السكيت: هو شن بن أفصى بن عبد القيس. وطبق: حى من إياد. وكانت شن لا يقام لها، فواقعتها طبق فانتصفت منها فقيل وافق شن طبقه وافقه فاعتنقه ومضى طَبَقٌ من الليل وطَبَقٌ من النهار، أي معظمٌ منه. قال ابن أحمر: وتواهقت أخفافها طبقا والظِلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِ والطَبَق: عظمٌ رقيقٌ يفصِل بين الفقارَيْنِ. قال الشاعر: أَلا ذَهَبَ الخداعُ فلا خِداعا وأبْدى السيفُ عن طَبَقٍ نُخاعا وبنتُ طَبَقٍ: سُلحفاةٌ، ومنه قولهم للداهية إحدى بنات طبقٍ. وتزعم العرب أنَّها تبيض تسعاً وتسعين بيضةً كلّها سلاحف، وتبيض بيضةً تًنْقَفُ عن أسوَدَ. ويقال: أتانا طَبَقٌ من الناس، وطَبَقٌ من الجراد، أي جماعةٌ. قال الأمويّ: إذا ولدت الغنم وبعضها بعد بعض قيل: قد ولَّدْتُها الرُجَيْلاء، ووَلَّدَتْها طَبَقاً وطبقة. وطبقات الناس في مراتبهم. والسمواتُ طِباقٌ، أي بعضها فوق بعض. وطِباقُ الأرض: ما علاها. ومطرٌ طَبَقٌ، أي عامٌّ. قال الشاعر: ديمَةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَقُ الأرضِ تَحَرَّى وتَدُرّ والطَبَقُ: الحال، ومنه قول تعالى: {لتركبن طَبَقاً عن طَبَقِ} أي حالاً عن حالٍ يوم القيامة. والطُبَّاقُ: شجر. قال تأبّط شرّاً: كأنَّما حَثْحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ أو أُمّ خِشْفٍ بذي شث وطباق ويقال: جمل طباقاء، للذى لا يَضرِب. والطَباقاءُ من الرجال: العَيِيُّ. قال جميل ابن مَعْمَرٍ: طَباقاءُ لم يَشْهد خُصوماً ولم يَقُد ركاباً إلى أكوارها حين تعكف ويروى " عياياء "، وهم بمعنى. وطبقت يده بالكسر طبقا، إذا كانت لا تنبسط. ويدُه طَبِقَةٌ. والتَطْبيقُ في الصلاة: جَعْلُ اليدين بين الفخذين في الركوع. وطبق السيفُ، إذا أصاب المفصَل فأبان العُضْوَ. قال الشاعر يصف سيفاً:

يصمم أحينا يطبق * ومنه قولهم للرجل إذا أصاب الحُجَّةَ: إنَّه يُطَبِّقُ المفصِلَ. وتطبيقُ الفرسِ: تقريبُه في العَدْوِ. وطَبَّقَ الغيمُ تطبيقاً، إذا أصاب بمطره جميع الأرض. يقال سَحابةٌ مُطَبِّقَةٌ. والمُطابَقَةُ: الموافقَةُ. والتَطَابقُ: الاتّفاقُ. وطابَقْتُ بين الشيئين، إذا جعلتهما على حَذْوٍ واحد وألزقتهما. قال ابن السكيت: وقد طابَقَ فلانٌ، بمعنى مَرَنَ. والمُطابقَةُ: مَشْيُ المقيَّد. ومُطابَقَةُ الفرسِ في جريه: وضعُ رجلَيه مواضع يديه. وأطْبقوا على الأمر، أي أصفقوا عليه. وأطبقت الشئ، أي غطيته وجعلته مُطْبقاً، فَتَطَبَّقَ هو، ومنه قولهم: لو تطبقت السَّماءُ على الأرض ما فعلت كذا. والحُمَّى المُطْبِقَةُ، هي الدائمة لا تفارق ليلا ولانهارا. والحروفُ المُطْبَقَة أربعةٌ: الصاد والضاد والطاء والظاء. والطابَقُ : الآجُرُّ الكبير، فارسي معرب.
ط ب ق

" وافق شن طبقه ": غطاءه. ووضع الطبق على الحب وهو قناعه، وأطبقت الحب والحقّة ونحوهما، وأطبقت الرحى إذا وضعت الطبق الأعلى على الأسفل. وطابق الغطاء الإناء، وانطبق عليه وتطبق. ويقال: لو تطبقت السماء على الأرض ما فعلت. والسموات طباق: طبقة فوق طبقة أو طبق فوق طبق. وطبق العنق: أصاب المفصل فأبانها. وسيف مطبق. وحقيقة التطبيق: إصابة الطبق وهو موصل ما بين العظمين.

ومن المجاز: مطر طبق الأرض. وجراد طبق البلاد: قد غطاها وجللها بكثرته، وطبق الأرض، ومطر وجراد مطبق: عام. وهذه بنت طبق وإحدى بنات طبق. وفي مثل " إحدى بنات طبق شرك على رأسك " وهي الداهية وأصلها الحية لأنها تشبه الطبق إذا استدارت أو لأن الحواء يمسكها تحت طبق السفط أو لإطباقها على الملسوع. و" لتركبن طبقاً على طبق ": منزلة بعد منزلة وحالاً بعد حال. وبات يرعى طبق النجوم: حالها في مسيرها. قال الراعي:

إذا أمست تكالأ راعياها ... مخافة جارها طبق النجوم

وليس هذا بطبق لذا أي بمطابق له. ومضى من الليل طبق. وأقمت عنده طبقاً من النهار وطبقة: طائفة. ومضى طبق بعد طبق: عالم من الناس بعد عالم. قال العبّاس:

تنقّل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق

والدهر أطباق: حالات. وقال الأفوه:

وصروف الدهر في أطباقه ... خلفة فيها ارتفاع وانحدار

وفلان على طبقات شتى. والناس طبقات: منازل ودرجات بعضها أرفع من بعض. وعن الفراء: قلت لأبي محضة: ما أظن امرأتك تكتب إليك، فقال: بأبي إنّ كتبها إليّ طبقة أي متواترة. وأطبق شفتيك أي اسكت. وأطبقوا على الأمر: أجمعوا عليه. وسنة مطبقة: شديدة. قال:

وأهل السكينة في المطبقات ... وأهل السماحة في المحفل

وأطبق الغيم السماء وطبقها. وأطبق على نعله برقته. وأطبقت عليه الحمى. وتركوه في المطبق وهو السجن تحت الأرض. وبيت مطبق: انتهى عروضه في وسط الكلمة. ولعبيد لاميّة كلها مطبقة إلا بيتاً واحداً. وطبق الراكع كفيه بين فخذيه. ونهي عن التطبيق. وطبقت الإبل الطريق: قطعته غير مائلة عن الفصد. قال الراعي:

وطبقن عرض القف لما علونه ... كما طبقت في العظم مدية جازر

وطبق الحاكم والمفتي: أصاب. قال ذو الرمة:

لقد خط رومي فلا زعماته ... لعتبة خطاً لم تطبق مفاصله

وطابق بين الشيئين: جعلهما على حذوٍ واحد. وطابقته على الأمر: مالأته. وطابق الفرس والبعير: وضع رجله في موضع يده. قال:

حتى ترى البازل منها الأكبدا ... مطابقاً يرفع عن رجل يدا

ومنه: مطابقة المقيد: مقاربة خطوه.
[طبق] فيه: اسقنا غيثًا "طبقًا"، أي مالئًا للأرض مغطيًا لها، غيث طبق أي عام واسع. ومنه: لله مائة رحمة كل رحمة منها "كطباق" الأرض، أي كغشائها. وح: لو أن لي "طباق" الأرض ذهبًا، أي ذهبًا يعمها. وفي ش: إذا مضى عالم بدا طبق؛ أي إذا مضى قرن بدا قرن، وقيل للقرن: طبق، لأنهم طبق للأرض. شا: والعالم بفتح لام: الخلق، وبدا بغير همزة أي ظهر. نه: ومنه: قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة علم عالمهم "طباق" الأرض، وروى: طبق الأرض. غ: أي ملأها. ج: ومنه: "طباق" ما بين السماء والأرض. نه: وفيه: حجابه النور لو كشف "طبقه" لأحرق- إلخ، الطبق كل غطاء لازم على الشيء. وفي ح أشراط الساعة: توصل "الأطباق" وتقطع الأرحام، أي البعداء والأجانب، لأن طبقات الناس أصناف مختلفة. وفيه: يشتجرون اشتجار "أطباق" الرأس، أي عظامه فإنها متطابقة مشبكة تشبيك الأصابع، أراد التحام الحرب والاختلاط في الفتنة. وفيه: إحدى "المطبقات"، أي هو إحدى الدواهي والشدائد التي تطبق عليهم، ويقال للدواهي: بنات طبق. وفي غلام أبق: لأقطعن منه "طابقًا" إن قدرت عليه، أي عضوا، وجمعه طوابق. ومنه: أمر في السارق بقطع "طابقه"، أي يده. وح: فخبزت خبزًا وشويت "طابقًا" من شاة، أي قدر ما يأكل منهالناس. مد: ومعنى الفتح لتركبن طبقًا من أطباق السماء بعد طبق أي في المعراج، والضم لتركبن حالًا بعد حال كل واحدة مطابقة لأختها في الشدة، والطبق ما طابق غيره، أو هو جمع طبقة: المرتبة، أي لتركبن أحوالًا بعد أحوال هي طبقات في الشدة بعضها أرفع من بعض وهي الموت ومواطن القيامة؛ وعن طبق صفة لطبقا، أي طبقا مجاوزًا لطبق؛ وقال مكحول: في كل عشرين عامًا تجدون أمرًا لم تكونوا عليه.
(ط ب ق)

الطَّبَق: غطاء كل شَيْء وَالْجمع: أطباق.

وَقد أطبق، وطبقه فانطبق، وتطبق: غطاه.

وطبق كل شَيْء: مَا ساواه. وَالْجمع: أطباق. وقولهك

وَلَيْلَة ذَات جهام أطباق

مَعْنَاهُ: أَن بعضه طبق لبَعض: أَي مسارٍ لَهُ. وَجمع لِأَنَّهُ عَنى الْجِنْس، وَقد يجوز أَن يكون من نعت اللَّيْلَة، أَي بعض ظلمها مساوٍ لبَعض، فَيكون: كجبةٍ أخلاقٍ، وَنَحْوهَا.

وَقد طابقه مُطَابقَة، وطباقاً.

وتطابق شَيْئَانِ: تَسَاويا.

وطابق بَين قميصين: لبس أَحدهمَا على الآخر.

وَالسَّمَوَات الطباق: سميت بذلك لمطابقة بَعْضهَا بَعْضًا. وَقيل: لِأَن بَعْضهَا مطبق على بعض. وَقيل: الطباق، مصدر طوبقت طباقا.

والطبق: الْجَمَاعَة من النَّاس يعدلُونَ جمَاعَة مثلهم.

وجاءنا طبق من النَّاس، وطبقٌ: أَي كثير.

والطبق: الَّذِي يُؤْكَل عَلَيْهِ. وَالْجمع أطباق.

وطبق السَّحَاب الجو: غشاه.

وطبق المَاء وَجه الأَرْض: أَي غطاه.

وَالْمَاء طبق الأَرْض: أَي غشاء.

قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

دِيمَة هطلاء فِيهَا وطفٌ ... طبق الأَرْض تحرى وتدر

وطبق الْغَيْث الأَرْض: ملأها وعمها.

وغيث طبق: عَام يطبق الأَرْض.

وطبق الشَّيْء: عمَّ.

وطبق الأَرْض: وَجههَا.

وطابقه على الْأَمر: جَامعه.

وأطبقوا على الشَّيْء: أَجمعُوا.

والحروف المطبقة: أَرْبَعَة: الصَّاد وَالضَّاد والطاء والظاء. وَمَا سوى ذَلِك فمفتوح غير مطبق.

والإطباق: أَن ترفع ظهر لسَانك إِلَى الحنك الْأَعْلَى مطبقاً لَهُ. وَلَوْلَا الإطباق لَصَارَتْ الطَّاء دَالا، وَالصَّاد سينا، والظاء ذالا، ولخرجت الضَّاد من الْكَلَام، لِأَنَّهُ لَيْسَ من موضعهَا شَيْء غَيرهَا، تَزُول الضَّاد إِذا عدمت الإطباق الْبَتَّةَ.

وطابق بحقي: أذعن وَأقر.

وطابقت النَّاقة وَالْمَرْأَة: انقادت لمريدها.

وطابق على الْعَمَل: مارن.

والطبق، والمطبق: شَيْء يلصق بِهِ قشر اللُّؤْلُؤ فَيصير مثله، وَقيل: كل مَا الزق بِهِ الشَّيْء، فَهُوَ طبق.

وطبقت يَده طبقًا، فَهِيَ طبقَة: لزقت بالجنب.

وَجَاءَت الْإِبِل طبقًا وَاحِدًا: أَي على خُفّ.

وَمر طبق من اللَّيْل وَالنَّهَار: أَي وَهن. وَقيل: هُوَ معظمها، قَالَ ابْن أَحْمَر:

وتواهقت أخفاقها طبقًا ... والظل لم يفضل وَلم يكرى

وَقيل: الطَّبَقَة: عشرُون سنة، عَن ابْن عَبَّاس من كتاب الهجري.

والطبق، والطبقة: الْحَال، وَفِي التَّنْزِيل: (لتركبن طبقًا على طبق) : أَي حَالا عَن حَال.

وَولدت الْغنم طبقًا، وطبقاً: إِذا نتج بَعْضهَا بعد بعض.

والطبق، والطبقة: الْفَقْرَة حَيْثُ كَانَت.

وَقيل: هِيَ مَا بَين الفقرتين وَجَمعهَا: طباق.

والطبقة: الْمفصل. وَالْجمع: طبق.

والمطبق من السيوف: الَّذِي يُصِيب الْمفصل فيبينه.

والمطبق من الرِّجَال: الَّذِي يُصِيب الْأُمُور بِرَأْيهِ وَأَصله من ذَلِك.

والمطابق من الْخَيل وَالْإِبِل: الَّذِي يضع رجله مَوضِع يَده.

والمطابقة: الْمَشْي فِي الْقَيْد.

وَبَنَات الطَّبَق: الدَّوَاهِي. وَيُقَال لَهَا: إِحْدَى بَنَات طبق. ويروى: أَن أَصْلهَا الْحَيَّة: أَي أَنَّهَا استدارت حَتَّى صَارَت مثل الطَّبَق.

وَيُقَال: إِحْدَى بَنَات طبق شرك على رَأسك: تَقول ذَلِك للرجل إِذا رأى مَا يكرههُ.

وَرجل طباقاء: أَحمَق. وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا ينْكح وَكَذَلِكَ الْبَعِير.

والطباقاء فِي بعض الشّعْر: الثقيل الَّذِي يطبق على الطروقة، أَو الْمَرْأَة بصدره لثقله، قَالَ جميل:

طباقاء لم يشْهد خصوما وَلم ينخ ... قلاصاً إِلَى اكوارها حِين تعكف

والطابق: ظرف يطْبخ فِيهِ، فَارسي مُعرب، وَالْجمع: طوابق، وطوابيق.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما الَّذين قَالُوا طوابيق فَإِنَّمَا جَعَلُوهُ تكسير " فاعال "، وَإِن لم يكن فِي كَلَامهم، كَمَا قَالُوا: ملامح.

والطابق: نصف الشَّاة. وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: طابق وطابق، فَلَا ادري أَي ذَلِك عَنى؟؟ وَقَوْلهمْ: " صَادف شن طبقه ": هما قبيلتان: شن بن أقْصَى بن عبد الْقَيْس، وطبق: حَيّ من إياد وَكَانَت شن لَا يُقَام لَهَا، فَوَاقَعْتهَا طبق، فانتصفت مِنْهَا فَقيل: " وَافق شن طبقه، وَافقه فاعتنقه ". وَلَيْسَ الشن هُنَا الْقرْبَة لَا طبق لَهَا.

وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

كَأَن أَيْدِيهنَّ بالرغام ... أَيدي نبيط طبقى اللطام

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: مداركوه حاذقون بِهِ. وَرَوَاهُ ثَعْلَب: طبقي اللطام، وَلم يفسره. وَعِنْدِي: أَن مَعْنَاهُ: لَا رقى اللطام بالملطوم.

وأتانا بعد طبق من اللَّيْل وطبيق: أرَاهُ يَعْنِي: بعد حِين، وَكَذَلِكَ: من النَّهَار، وَقَول ابْن أَحْمَر:

وتواهقت أخفافها طبقًا ... والظل لم يفضل وَلم يكرى أرَاهُ من هَذَا.

والطبق: حمل شجر بِعَيْنِه.

والطباق: نبت أَو شجر. قَالَ أَبُو حنيفَة: الطباق: شجر نَحْو الْقَامَة، ينْبت متجاور الانكاد ترى مِنْهُ وَاحِدَة مُنْفَرِدَة، وَله ورق طوال دقاق خضر، يتلزج إِذا غمز، وَله نور أصفر مُجْتَمع.
طبق: طبق على: أخفى أمراً وستره (بوشر).
طبق: أطبق، أغلق، يقال مثلا طبق الكتاب مثل أطبق دفتي الكتاب، وطبق يده أي ضَمَّها (بوشر) ألف ليلة 1: 125، 201) وطبق الشباك (ص569) فهو مطبوق، أي أغلقه فهو مغلق. وطبق الدهليز والنفق والديماس والسرداب.
(4: 570) وأغلق الصندوق على شخص ففي (برسل 11: 104) وقالت له قُمْ وادخل في هذا الصندوق فدخل وطبقت عليه.
وفي عدد من المواد اللاتينية يذكر المعجم اللاتيني-العربي أَطْبقُ وهو مضارع أطبق وفيه إطباق أيضاً غير إنه ذكر طبق ومطبوق أيضاً.
طبق: ضيّق، شدَّد، أوثق، لخَّص (بوشر).
طبق اليدين: ضمّ اليدين (بوشر).
طبق: اتصل، انضم، ويقال: طبقت الأجزاء المنفصلة والمتفرقة (بوشر) طبق على: وضع طبقة من شيء مسطح على غيره وسواهما (بوشر).
طبق على: انقضّ على، هجم على (لين ترجمة ألف ليلة 3: 729 رقم 9، ألف ليلة برسل 1: 388، برسل 4: 168، 6: 199، 9: 362) وكذلك طبق في (برسل 3: 285، قصة عنتر ص 80).
طبق على: أمسك، قبض على. ففي ألف ليلة برسل 9: 281): أنا عرفتك من طبقك على الفلوس والصحن. وفي طبعة ماكن: قبض يدك على. وأنظره في مادة طبقة.
طبَّقٌ. طبَّق الأرض بالدوران: ساح بالأرض وطاف بها كلها (ابن خلكان 1: 481) ويقال أيضاً: طبَّق الليلة، بتقدير بالصلاة، أي صلى طوال الليلة. ففي رياض النفوس (ص42 و): وقال سحنون كنّا نرابط بالمنستير في شهر رمضان وكان موسى أكثرنا صلاةً فإذا كان ليلة سبع وعشرين من رمضان طبقها من أوُّلها إلى آخرها وقد ذكرها فوك في معجمه وانظر: أطْبَق.
طَبَّق: وضع الشيء على آخر (بوشر).
طَبَّق على: لاءم، وافق (بوشر).
طَبَّق: انثنى، انطوى، خضع، طوى (بوشر).
طَبّق: قسم طبقات، ففي حيان (ص6 ق): طبقهم طبقتين أي قسمهم طبقتين.
طَبَّق: قطع الشاة والعجل وغيرهما إلى أرباع (ألكالا) وانظر: طابق.
طَبَّق أوراق الكتاب: جمع أوراق الكتاب المتفرقة ورتبها (بوشر).
طبَّق بالحجر: كسا الخندق والحصن بالحجر (بوشر).
طبَّق مثل طَبَق وأطبق: أغلق، سدّ، ففي ألف ليلة (برسل 11: 108) ادخل في التنوّر وطبّقِ رأسه عليك.
طابَق على: وفّق، ناسب، لاءم، ويقال طابَق على أو مع (بوشر).
طابَق عليه أو له: وافقه ولاءمه وناسبه (بوشر).
طابَق: تابع موقفه، عمل وفقاً للرأي الذي نسب إليه قبلاً (بوشر).
أطبق: بمعنى غطّى. ويقال أيضاً: أطبق على (لين، المقري 2: 77، ابن جبير ص194 ابن بطوطة 1: 264، ألف ليلة برسل 6: 291) وفي البلاذري (ص120)
سَيْف عَمْرو وكان فيما علمنا ... خير ما أَطْبقَّت عليه الجُفُون
وقد صحح الناشر كلمة خيرُ التي كانت في النص ويبدو لي أن (أطْبَقَت أولى من أُطْبِقَتْ) ونجد أيضاً قولهم، وهو خطأ، أطبق على الجبّ حجراً كبيراً، أي غطى البئر بحجر كبير (ألف ليلة برسل 6: 192) ويستعمل مجازاً متعدياً إلى مفعوله، ففي المقري (2: 435): أطبقه اغتمامه أطبق: بمعنى أغلق (لين، فوك، بوشر دي يونج، ابن الأبار ص223، رياض النفوس ص79 ق، ألف ليلة 3: 305، وصحح ما جاء في معجم بدرون).
ويقال: يُطْبَقُّ عليكم الدَفْتَرُ ومعناه الحرفي: يغلق السجل حين تسجلون أي تُكتبون آخر الناس (البلاذري ص450) وفي معجم البلاذري يُطبق، وهو خطأ.
أطبق على فلان الحمامَ أو البئرَ: سدٌ بالبناء منافذ الحمام أو فم البئر حيث يوجد فلان (معجم الطرائف) وفي المقدمة (1: 59) أهل الحمامات إذا أُطْبِقَتْ عليهم عن الهواء البارد، أي إذا أبعدوا الهواء البارد.
أطبقوا عليه: أحاطوا به من كل جهة (هاماكر نقله فريتاج، لين، تاريخ البربر 2: 160، ألف ليلة 1: 703) غير ما جاء في عبارة ألف ليلة يمكن أن يعني انقضّ على، هجم على.
أطبق على فلان: انقض عليه، هجم عليه. (فريتاج قواعد ص60، ألف ليلة 1: 674، برسل 9: 366).
أطبق عليه الدلاّل: قضى له الدلاّل بملك الشيء (ألف ليلة برسل 4: 343).
أطبق: لا أدري بالضبط معنى هذا الفعل الذي ورد في عبارة ألف ليلة (1: 86): الأقطار قد أظلمت وأرعدت وأبرقت وهزهزت الأرض وأطبقت الدنيا. وقد ترجمها تورنس إلى الإنجليزية بما معناه لاقت الأرض قبة السماء، ولعلها ترجمة جيدة تطابق: تتابع، اطرد. ويقال: تطابقت أوراق الكتاب (بوشر).
انطبق: غُطِيَ؟. ومجازاً: صار مظلماً معتماً ففي الاكتفا (ص166 و): وجد المدينة خاوية على عروشها مُحْرقَة سوداء مظلمة منطبقة. انطبق على: غطَّى (لين في مادة أطبق ولم يأت عليه بشاهد) أساس البلاغة، ابن جبير ص86.
انطبق: انغلق، انقفل (لين من دون شاهد بوشر، معجم الادريسي، دي يونج، ابن جبير ص248، ألف ليلة 1: 582).
انطبق القلب، يقال مجازاً بمعنى ضاق صدره وانقبض والتاع (المقدمة 3: 421) وحزن، واغتم (فوك).
انطبق من الغَيْط: استشاط غضباً (فوك انطبق على: هجم على، وثب على، انقض على، سطا على، وهاجم شخصاً باندفاع (بوشر) كرتاس ص158، قصة عنتر ص80، ألف ليلة 1: 489، 497، 498، 3:283، 304، 345، 450) انطبق الجدار: انقض وسقط.
ويقال انطبق عليهم الجدار وهم في البيت (ألف ليلة 1: 327) وانطبق من السماء: سقط على الأرض (ألف ليلة 3: 365، عباد 1: 172) ويقال أيضاً: انطبق على فلان: سقط عليه.
انطبق: تطبّق، وُضع أحدهما على الآخر.
(ابن جبير ص92) وانطبق بيت الشعر طابق (ألف ليلة 4: 618).
طبَق مثله طبق: مثله تماماً (بوشر).
طَبَق: قفَة، سلّة وهي: تَبك والتَبَك بالأسبانية وتعني صحفة أو صحن، غير أن الطبق يصنع غالباً في المشرق من الأسل والحلفاء ونحوهما وتشبه السلّة اكثر مما تشبه الصحن، (معجم الأسبانية ص341 - 343) وعند بوسييه سلّة مسطحة على شكل الصحن توضع فيها الفواكه.
طَبَق: خوان مصنوع من الحلفاء المجدولة والمحبوكة (بارت 5: 711).
قلع الطبق: أزال الصحن وهو جوف الحافر أي الصحينة القرنية السفلى من حافر الخيل (ألكالا) طَبَق: هو تَبَك بالأسبانية ويعني أيضاً: مسمار المنجد وهو مسمار قصير مدبب الرأس، طبَق: في مصطلح النجارة، رافدة، دعامة السقف، وهي قطعة من الخشب تستخدم لدعم سقف المنزل (زيشر 11: 478 رقم 5) والرافدة والعارضة الضخمة يمكن أن تكون تحريف طبق هذه.
طَبق: سجن، ديماس، مثل مُطبْق (انظر مُطبَق) (تاريخ البربر 2: 356، 391) وفي كتاب الخطيب (ص132 و) وبعثه ليلاً إلى مرسى المنكب واعتقله في الطبق من قصبتها. وفي (ص161 ق) منه: فلتقبَّض عليه وعلى ولده- فأودعهما طبق أرباب الجرائم.
وفي (ص161 ق) منه: سجن رسوله في الطبق. طَبَق، في بغداد: مأدبة، وليمة (ابن خلكان 10: 75).
طَبَق: إنظرها في مادة فوَّت.
طَبَقة وجمعها طِباق وأَطْباق: غرفة، حجرة، قاعة، وعمارة صغيرة.
طَبَقةْ: نوع ثكنة يسكنها المماليك (مملوك 2: 2، فان جيستل ص160) طَبَقَة: منصة، مكان مرتفع يجلس فيه المساعدون والموسيقيون (بوشر).
طبقة الدولة: الموظفون المدنيون. وطبقة الجند: العسكريون (تاريخ البربر 1: 473).
طبقة: متوسط بين شيئين (فوك) (وصحح فيه المادة في القسم الثاني حسب مادة القسم الأول) ومرادف حاجز وفاصل.
طبقة (من مصطلح الموسيقى): مقام الألحان، قرار، طبقة الغناء يقال مثلاً: أخذت العود وأصلحته وغنَّت طبقة عالية (بوشر) وجدول الموسيقى، وسلّم الألحان (صفة مصر 13: 244) وفي ألف ليلة (برسل 7: 193): غنَّت بعد أن ضربت أربعة- كذا- عشرين طبقة عليه. وفي طبعة ماكن، طريقة وفي (برسل 12: 86) فأخذت العود وأصلحته وغنت عليه أربعة وعشرين صوتا وأربعة وعشرين طبقة.
طَبقة: صحن (مثل طَبَق) (ألف ليلة 1: 120) طبقة اليد: معناها اللفظي ما تقبض عليه اليد، ومجازاً: سلطة، نفوذ، سطوة. ففي ألف ليلة (1: 257): أنا عبدُك وفي طبقة يدك.
وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: وتحت سلطتك.
طُبّاق وهو في معجم بوشر غافت. وطباق منتن: قونيزا، نوع من الشوكة المنتنة وهي في الحقيقة نبات اسمه العلمي: conyza, inula conyza وربما هو النوع المسمى حشيشة البراغيث غير أن هذا النبات كان يستعمل بدل الغافث قبل أن يعرف الغافث الصحيح انظر (ابن البيطار 2: 114، 150، 227) وفي مخطوطة ب: طَبَّاق.
طُبَّاقة: عامة الأندلس يسمون الطباق بهذا الاسم (ابن البيطار 2: 150) طابق (بفتح الباء وكسرها): صفيحة من الحديد أو الحجر تسخن ويخبز الخبز عليها أو يشوى اللحم. (معجم المنصوري) ومشواة وهي أداة من أدوات المطبخ يشوى عليها كثير من اللحم (بوشر) خبز الطابق: خبز خُبز على صفيحة معدنية. أنظره في مادة مطلوع (بابن سميث 1505) طابق الحمّام: الأحجار الموضوعة على الأنابيب التي تسخن قاعة الحمام (معجم المنصوري) وقد ذكرت عبارته في مادة زقاق وفي حكاية باسم الحداد (ص20): وكان باسم يدور في الطابق ويكسب ويدخل به إلى الحمام ويمرخوا ويخدموا إلى أن كبر وتعلم (صوابه يمرخ ويخدم) طابق: باب قلاب، وهو باب يوضع أفقياً على فتحة في الطبقة السفلى من البيت (ألف ليلة 1: 75، 86، 107، 269، 890،2: 68، 104، 314، 4: 601) ويستعمل مجازاً بمعنى ما يغطى ويستر، ففي حكاية باسم الحداد (ص116): وان انكشف عليك الطابق وعرفك أيش تقول له. وفيها (ص 120): والساعة ينكشف طابقك ويأمر الخليفة بضرب رقبتك.
طابق (اختصار بيت الطابق عند لين وهي الغرفة ذات الباب القلاب): ديماس، سرداب، دهليز، نفق (ألف ليلة 1: 106، 107، 112، 2:34، 67، 68، 69، 4: 703) ونجد في بعض هذه العبارات التي نقرأها باب الطابق أي باب الديماس والسرداب. وطابق وحدها بمعنى باب قلاب تكفي في الدلالة على المعنى.
طابق: ركن المنزل، قسم من المنزل معزل خفي (بوشر) طابق: ربع الجزور من اللحم (ألكالا) وفيه طابق وجمعه طوابق (هلر) وهو يكتبها تابق توابق خطأ ويقال: طابق لحم (كليلة ودمنة ص244) وفي رحلة ابن بطوطة (2: 342) فكنا نشتري طابق اللحم السمين بدرهمين (صحح الترجمة).
وفي المقري (2: 204): طوابق الكبش- طابق وجمعها طوابق: إبط (شيرب، هلو، وهو يكتبها تابق).
طابق: صندوق كبير (ألف ليلة 3: 633) ومرادف تابوت (ألف ليلة 3: 643).
طابق: لعبة، مباراة في اللعب. وأول طابق: أول لعبة، وهي من مصطلح اللعب (بوشر).
طابق: ظرف مشؤم، عسير، شاة، مأزق. ففي حكاية باسم الحداد (ص124) ايش هذا الطابق الذي أنا فيه.
طابق: موجودات التاجر إذا انكسر (محيط المحيط).
طابقة= طابق: باب قلاب (ألف ليلة برسل 3: 259، كوسج طرائف ص6) أطباق: مضاعفة (بوشر).
تطبيقة وجمعها تطابيق. صفيحة من الحديد أو النحاس ذات مسمار توضع على طقم الفرس أو تستعمل فعلاً للدواب (مملوك 2: 1: 202) تطبيقة: الكلمة الأسبانية tabica مأخوذة من كلمة تطبيقة و tabicas ألواح صغيرة تغطى بها الفراغات التي بين الجوائز والروافد الموضوعة على العتب وهي العوارض المرتكزة على عمود (وهي مأخوذة من طبَّق بمعنى غطَّى).
والنجارون الأسبان يطلقونها خطأ على الفجوات التي تغطيها الألواح (معجم الأسبانية ص314) مطبق وجمعها مَطابق: في المقدمة (2: 284): إن أهل الحيل والخداع والمكر يأوون إلى بيوت مشهورة بأن فيها كنوزاً خفية ويحفرون فيها حفراً يضعون فيها المطابق والشواهد التي يكتبونها في صحائف كتبهم. وقد ترجمها دي سلان إلى الفرنسية بما معناه. (يضعون عليها إشارات ثانية وعلامات تطابق ما كتب في كتبهم).
مُطَبَق: أن الكلمة الصحيحة للسجن تحت الأرض ليست مَطبقْ كما يرى لين، بل مُطبَق كما يضبطها السيد دي غويه (معجم الطرائف) وهي ليست اسم مكان بل اسم مفعول ففي المعرب للجواليقي (ص150): المُطْبّق بضم الميم للسجن لأنه أُطْبَقِ على من فيه وعند أماري (ص45): وبه سجن مطبق يودع فيه من سخط الملك عليه (احذف الشدّة فإنها ليست في المخطوطة) وفي الفخري (ص220): المطبق وهو حَبْس التخليد. وأرى أن الصواب التخليد أي سجن الذين حكم عليهم بالحبس مدى الحياة.
مُطبَّق: قماش مطبّق: نسيج كثيف (بوشر).
خُبْز مُطَبّق (ألف ليلة برسل 4: 136) يظهر إنه مرادف خبز الطابق (أنظره في الطابق) خُبُز خُبِز في صحن.
مُطَبِقّة: استعملها الشاعر مسلم بن الوليد اسماً لسحابة مطبقة التي ذكرها لين (وقد أسيء تفسيرها في معجم مسلم).
مَطْبُوق: حزين (فوك).
مَطْبُوق: مغضب، حانق، مغتاظ (فوك).
مَطْبُوق: اليد المطبوقة: اليد المقبوضة (بوشر).
طبق
أطبقَ/ أطبقَ على يُطبِق، إطباقًا، فهو مُطبِق، والمفعول مُطبَق (للمتعدِّي)
• أطبق اللَّيلُ: أظلم ° ظلامٌ مُطبِق/ جهل مُطبِقٌ/ صَمْت مُطبِق: شامِل.
• أطبقَ الكتابَ: طواه، أغلقه بعد ما كان مُنبسطًا مفتوحًا "أطبق مجلَّةً- أطبق عينيه: أغمضهما- أطبق شفتيه: أغلقهما"? أطبق فمَه: سكَت وصمت.
• أطبق على فريسته: هجم عليها محيطًا بها ومسيطرًا عليها "أطبقت عليه الحُمَّى: دامت ليلاً ونهارًا"? أطبق على رقبته: خنقه- أطبق على يدي: شدّ عليها وضغط.
• أطبقوا على الأمر: أجمعوا عليه متوافقين. 

انطبقَ/ انطبقَ على يَنطبِق، انطباقًا، فهو مُنطبِق، والمفعول مُنطبَق عليه
• انطبق الكتابُ: ضُمَّ وطُوِي "انطبق فمُه- انطبقتِ الشّفتان".
• انطبقَ الشَّيءُ على الشَّيء:
1 - غطَّاه وستره "انطبق الضبابُ على الأرض- لن أبيع ضميري ولو انطبقت السماء على الأرض".
2 - وافقه وناسبه، صدق عليه، تحقَّق فيه
 "انطبق شكلٌ على آخر".
• انطبق القانونُ عليه: حُقّ تطبيقه عليه "تنطبق على جريمته المادة كذا من قانون العقوبات". 

تطابقَ يَتطابَق، تطابُقًا، فهو مُتطابِق
• تطابق الشَّكلانِ: تساويا، توافقا، تماثلا، اتَّفقا "تطابقت الفكرتان اللتان عُرضتا في المحاضرة- تطابقت أقوالُ الشهود في القضيّة- رسم خطوطًا متطابقة". 

طابقَ يُطابق، مُطابَقةً وطِباقًا، فهو مُطابِق، والمفعول مُطابَق (للمتعدِّي)
• طابق بين الأصل والصورة: قارن بينهما للتأكّد من عدم اختلافهما.
• طابق الرجلُ أخاه في وجهة نظره: وافقه "طابَق رأيَه رأيي- طابقت أقوالُه أفعالَه".
• طابق الصورةَ بالأصل: قارن بينهما للتأكد من عدم اختلافهما. 

طبَّقَ يُطبِّق، تطبيقًا، فهو مُطبِّق، والمفعول مُطبَّق
• طبَّق الماءُ وجهَ الأرض: عَمَّ وانتشر ° طبَّق صيتُه الآفاق: ذاع وانتشر في كل مكان.
• طبَّق القميصَ: طواه بصورة منظمة "طبّق الملابس على الرَّفّ".
• طبَّق القوانينَ على جميع الدّول: نفَّذَها "طبّق اللائحة على العاملين بالشركة- دخل القانون حيّز التطبيق". 

إطباق [مفرد]:
1 - مصدر أطبقَ/ أطبقَ على.
2 - (لغ) رفع مؤخّر اللسان حتى يقارب الجزء الخلفي من سقف الفم لتفخيم الصوت عند النطق بحرف مفخّم ° حروف الإطباق: الصاد، الضاد، الطاء، الظاء. 

تطابُق [مفرد]:
1 - مصدر تطابقَ.
2 - (جو) ترتيب تتَّخذه الطَّبقات بعضها فوق بعض، فيكون الأسفل هو الأقدم، والأعلى هو الأحدث.
3 - (كم) اتفاق شيئين في الخواصّ.
4 - (هس) تساوي الشكلين الهندسيَّين بحيث ينطبق أحدهما على الآخر انطباقًا تامًّا. 

تطبيق [مفرد]: ج تطبيقات (لغير المصدر):
1 - مصدر طبَّقَ.
2 - (سف) إخضاع المسائل والقضايا لقاعدة علميَّة أو قانونية أو نحويّة "يقوم المُدرِّسُ بتطبيق المسائل على النظريات- يسعى لتطبيق التعليمات طبقًا للقانون".
3 - إجراء تعليميّ يهدف لتحفيز التعلّم من التجارب. 

تطبيقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تطبيق.
• النَّقد التَّطبيقيّ: (بغ) نظريَّة في النَّقد الأدبيّ الحديث أساسها أن الأثر الأدبيّ قائم بذاته وفيه ما يشبه الحياة العضويَّة، لذا يجب تحليله تحليلاً تطبيقيًّا في حدود كلماته وبنيته المستقلَّة عن ملابسات تأليفه أو عن أي أفكار لا تتَّصل بالعمل اتِّصالاً مباشرًا.
• العلوم التَّطبيقيَّة: دراسة غرضها تطبيق قوانين نظريّة على وقائع، لتحقيق غايات عمليّة كعلم الطِّبّ العلاجيّ.
• هندسة تطبيقيَّة: (هس) تطبيق المبادئ والأصول العلميّة في بناء الأشياء وتنظيمها لتحقيق غرض معيّن. 

طابَق/ طابِق [مفرد]: ج طَوابِقُ وطوابيقُ: دورٌ في بناء "امتلك شقّةً على النيل في الطابق الخامس- شيّد البناءَ حتى بلغ عشرين طابقًا". 

طِباق [مفرد]:
1 - مصدر طابقَ.
2 - (بغ) جمع بين لفظين متضادَّين، كقريب وبعيد، وطويل وقصير. 

طَبَق [مفرد]: ج أطباق وطِباق:
1 - صحن، وعاء يؤكل فيه "جهزت الطعامَ في الطبق- اشترت مجموعة من الأطباق الخزفيّة" ° طبق طائر: شيءٌ على صورة الطبق يُشاهد طائرًا في الجوّ، كثُرت حوله الأقاويل، فقيل إنه سلاح عسكريّ سرِّيّ، وقيل إنه آلة من كوكب آخر، وقيل إنه مجرّد وَهْم- على طبق من ذهب أو فضّة: سهل دون معاناة.
2 - جزء خلفي من الحنك الأعلى.
3 - جهاز مستدير كالطبق يستقبل الموجات الكهرومغناطيسيّة الحاملة للصوت والصورة من مسافات بعيدة.
4 - حالة ومنزلة " {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}: منزلة بعد منزلة، وحالاً بعد حال، كالموت بعد الحياة ثم البعث".
5 - (شر) غضروف بين كل اثنتين من فقار الظهر "وَتَبْقَى أَصْلاَبُ الْكَافِرِينَ طَبَقًا واحدًا [حديث]: تصير فقارهم كلُّها فقارة واحدة فلا يقدرون على السُّجود". 

طِبْق [مفرد]: مِثْل، شِبْه "نسخة طِبْق الأصل من الملفّ:
 كالأصل تمامًا- ليس النُّور طِبق الظلام" ° طِبْقًا له: بموجبه، بمقتضاه وفقًا وتبعًا له. 

طَبَقة [مفرد]: ج طَبَقات وطِباق وطَبَق:
1 - شريحة "طبقة من الحجر الجيري- {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا}: طبقةً فوق طبقة".
2 - (مع) فئة من الناس ذات منزلة معيّنة، مجموعة من الناس يمارسون وظائف متشابهة ولهم مصلحة وأوضاع متحدة في المجتمع "خلق اللهُ الناسَ على طبقاتٍ شتّى- يتكوّن المجتمع من عدّة طبقات- صار من الطبقة المثقفة/ العاملة" ° الطَّبقة الحاكمة: التي بيدها الحكم.
3 - طابق، دور في بناء "تتألف البناية من خمس طَبَقات".
4 - سُمْك من مادّة تغطي سطحًا بالكامل "وضع على وجهه طبقة دِهان: مادّة متفاوتة السُّمك يُطلى بها سطحٌ ما".
• طبقة الأرض: (جو) تكوُّن متجانس من الصخور الرسوبية يختلف عمّا يليه لونًا وتركيبًا، كطبقة الحجر الرَّمليّ، وطبقة الحجر الجيري.
• علم طبقات الأرض: (جو) فرع من علم الجيولوجيا، يبحث في تكوُّن الصخور وقشرة الأرض وتطوُّرها.
• طبقة جرثوميَّة: (حن) إحدى طبقات ثلاث تتكوَّن في البيضة بعد إخصابها بقليل.
• طبقة الأوزون: (فز) منطقة من الغلاف الجوي العلوي تحتوي تركيزًا عاليًا من الأوزون وتمتص الإشعاع الشمسي فوق البنفسجي.
• الطَّبقة الوُسْطى: الطبقة الاجتماعية والاقتصاديَّة التي تقع بين الطبقتين الفقيرة والغنيّة. 

طَبَقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى طَبَق: "صوت طَبَقي".
2 - اسم منسوب إلى طَبَقة ° لا طبقيّ: لا ينتمي إلى طبقة اجتماعية أو اقتصادية محدَّدة- وَعْي طبقي: وَعْي للمرء لمنزلته الاجتماعية أو الاقتصادية في المجتمع.
• الصِّراع الطَّبقيّ: صراع طبقة اجتماعيَّة مستغَلّة لنيل حقوقها من طبقة اجتماعيَّة مُستغِلّة. 

طَبَقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى طَبَقة.
2 - مصدر صناعيّ من طَبَقة: تنظيم اجتماعي قائم على تقسيم الناس إلى طبقات على أساس مادي أو اجتماعي أو ثقافي "فلانٌ من أنصار الطبقيَّة".
• اللاَّطبقيَّة: نزعة تتَّسم بالبُعد عن العصبيّة والروح العشائريّة "نادى بتطبيق الاشتراكيّة واللاّطبقيّة". 

مُتطابِقة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل تطابقَ.
2 - (هس) متساوية تحتوي على مجهول ويحقّق تساويها قيمًا لهذا المجهول لا نهاية لها. 

مُطابَقَة [مفرد]:
1 - مصدر طابقَ.
2 - (لغ) توافق بين جزأين مترابطين من أجزاء الكلام في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.
• مطابقة الكلام لمقتضى الحال: (بغ) العناية بحال المستمع أو المتلقِّي بالإضافة إلى جودة اللفظ والموضوع، وبذا يُعدّ الخطيب أو الكاتب بليغًا. 

مُطْبَق [مفرد]: اسم مفعول من أطبقَ/ أطبقَ على.
• الأصوات المُطْبَقة: (لغ) الأصوات اللُّغوية التي تُنْطَق بوضع مؤخر اللِّسان في اتجاه الطَّبق وهي الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء، وكذلك أصوات القاف والغين والخاء والراء (إذا لم تكسَر أو تسكَّن)، واللام (في لفظ الجلالة ما لم يسبقها كسر)، ويقال لها أيضًا: الأصوات المفخَّمة. 

مَطبقيَّة [مفرد]: خزانة أو أداة تُصفُّ فيها الأطباق في المطبخ "وضعت الفتاةُ الأطباق في المطبقيَّة". 

طبق: الطَّبَقُ غطاء كل شيء، والجمع أَطْباق، وقد أَطْبَقَه وطَبَّقَه

انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ: غَطَّاه وجعله مُطَبَّقاً؛ ومنه قولهم: لو

تَطَبَّقَت السماء على الأَرض ما فعلت كذا. وفي الحديث حِجابُه النُّورُ

لو كُشِفَ طَبَقُه لأَحْرَقت سُبحاتُ وَجهِه كلَّ شيء أَدّرَكه بصرُه؛

الطَّبَقُ: كلُّ غطاء لازم على الشيء. وطَبَقُ كلِّ شيء: ما ساواه، والجمع

أَطْباقٌ؛ وقوله:

ولَيْلة ذات جَهامٍ أَطْباق

معناه أَن بعضَه طَبَقٌ لبعض أَي مُساوٍ له، وجَمَع لأَنه عنى الجنس،

وقد يجوز أَن يكون من نعت الليلة أَي بعضُ ظُلَمِها مُساوٍ لبعض فيكون

كجُبَّةٍ أَخْلاق ونحوها.

وقد طابَقَهُ مطابَقةً وطِباقاً. وتَطابَقَ

الشيئَان: تساوَيا. والمُطابَقةُ: المُوافَقة. والتَّطابُق: الاتفاق.

وطابَقْتُ بين الشيئين إِذا جعلتهما على حَذْو واحد وأَلزقتهما. وهذا الشيء

وَفْقُ هذا ووِفاقُه وطِباقُه وطابَقُهُ وطِبْقُه وطَبِيقُه ومُطْبِقُه

وقالَبُه وقالِبُه بمعنى واحد. ومنه قولهم: وافَقَ

شَنٌّ طَبَقَه. وطابَقَ بين قميصين. لَبِسَ أَحدهما على الآخر.

والسمواتُ

الطِّباقُ: سميت بذلك لمُطابَقة بعضها بعضاً أَي بعضها فوق بعض، وقيل:

لأَن بعضها مُطْبَق على بعض، وقيل: الطِّباقُ

مصدر طوبقَتْ طِباقاً. وفي التنزيل. أَلم تَرَوْا كيف خلق الله سَبْعَ

سَمَواتٍ طِباقاً؛ قال الزجاج: معنى طِباقاً مُطْبَقٌ بعضها على بعض،

قال: ونصب طِباقاً على وجهين: أَحدهما مطابَقة طِباقاً، والآخر من نعت سبع

أَي خلق سبعاً ذات طِباقٍ. الليث: السمواتُ طِباقٌ بعضها على بعض، وكل

واحد من الطباق طَبَقة، ويذكَّر فيقال طَبَقٌ؛ ابن الأَعرابي: الطَّبَقُ

الأُمّة بعد الأُمّة. الأَصمعي: الطِّبْقُ، بالكسر، الجماعةْ من الناس. ابن

سيده: والطَّبَق الجماعة من الناس يَعْدِلون جماعةً مثلهم، وقيل: هو

الجماعة من الجراد والناس. وجاءنا طَبَقٌ من الناس وطِبْقٌ أَي كثير. وأَتى

طَبَقٌ من الجراد أَي جماعة. وفي الحديث: أَن مريم جاعَتْ فجاءَها طَبَقٌ

من جَرادٍ فصادَتْ منه، أَي قَطيعٌ من الجراد. والطَّبَقُ: الذي يؤكل

عليه أَو فيه، والجمع أَطْباقٌ.

وطَبَّقَ السَّحابُ الجَوَّ: غَشّاه، وسَحابةُ مُطَبِّقةٌ. وطَبَّقَ

الماءُ وَجْهَ الأَرض: غطّاه. وأَصبحت الأَرض طَبَقاً واحداً إِذا تغشّى

وجهُها بالماء. والماء طَبَقٌ للأَرض أَي غِشاء؛ قال امرؤ القيس:

دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ،

طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وتَدُرّ

وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً طَبَقاً أَي

مالِئاً للأَرض مغطّياً لها. يقال: غيث طَبَقٌ أَي عامٌّ واسع،. يقال: هذا مطر

طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

طبق الأَرض تحرّى وتدر

ومن رواه طَبَقَ الأَرضِ نصبَه بقوله تحَرَّى. الأَصمعي في قوله غيثاً

طَبَقاً: الغيث الطَبق العامّ، وقال الأَصمعي في الحديث: قُرَيش الكَتَبَة

الحَسَبة مِلْحُ هذه الأُمّة، عِلْمُ عالِمهم طِباقُ الأَرض؛ كأَنه

يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها، وفي رواية: عِلْمُ عالمِ قُرَيْش طَبَقُ

الأَرض.

وطَبَّقَ الغيثُ الأَرضَ: ملأَها وعمّها. وغيثٌ طَبَقٌ: عامٌّ

يُطَبِّقُالأَرض. وطَبَّقَ الغيمُ

تَطْبيقاً: أَصاب مطرُه جميعَ الأَرض. وطِباقُ الأَرض وطِلاعُها سواء:

بمعنى مِلْئها. وقولهم: رحمة طِباقُ الأَرضِ أَي تُغَشِّي الأَرض كلها.

وفي الحديث: لله مائةُ رَحْمةٍ كلُّ رَحْمةٍ منها كطِباقِ الأَرض أَي

تُغَشِّي الأَرضَ كلها. ومنه حديث عمر: لو أَنَّ لي طِباقَ الأَرض ذهَباً أَي

ذهباً يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها. وطَبَّقَ

الشيءُ: عَمَّ. وطَبَقُ الأَرض: وجهُها. وطِباقُ

الأَرض: ما عَلاها. وطَبَقاتُ الناس في مراتبهم. وفي حديث ابن مسعود في

أَشراط الساعة: تُوصَلُ الأَطْباقُ وتُقْطَعُ الأَرْحامُ؛ يعني

بالأَطْباقِ

البُعَداءَ والأَجانِبَ لأَن طَبَقاتِ الناس أَصناف مختلفة. وطابَقَه

على الأَمر: جامَعَه وأَطْبَقوا على الشيء: أَجمعوا عليه. والحروف

المُطْبَقة أَربعة: الصاد والضاد والطاء والظاء، وما سوى ذلك فمفتوح غير مُطْبَق.

والإِطْباقُ: أَن ترفع ظهرَ

لسانك إِلى الحنك الأَعلى مُطْبِقاً له، ولولا الإِطْباقُ لصارت الطاء

دالاً والصاد سيناً والظاء ذالاً ولخرجت الضاد من الكلام لأَنه ليس من

موضعها شيء غيرها، تزول الضاد إِذا عدم الإِطْباق البتة. وطابَقَ

لي بحقِّي وطابَقَ بحقِّي: أَذْعَنَ وأَقرَّ وبَخَعَ؛ قال الجعدي:

وخَيْل تُطابقُ بالدارعين،

طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا

ويقال: طابَقَ فلانٌ فلاناً إذا وافَقه وعاوَنَه. وطابَقَت المرأَةُ

زوْجهَا إذا واتتْه. وطابَقَ فلانٌ: بمعنى مَرَنَ. وطابَقَت الناقةُ

والمرأَةُ: انْقادت لمريدها. وطابَقَ على العمل: مارَنَ.

التهذيب: والمُطَبَّقُ شِبْه اللُّؤْلُؤ، إذا قُشر اللؤلؤ أخِذ قشرهُ

ذلك فأُلزِق بالغراء بعضه على بعض فيصير لؤلؤاً أَو شبْهَه. والانْطِباقُ:

مُطاوعة ما أطبقت. والطِّبْقُ والمُطَبَّقُ: شيء يُلْصَقُ به قشرُ اللؤلؤ

فيصير مثله، وقيل: كل ما أُلْزِقَ به شيء فهو طِبْقٌ. وطَبِقَت يدُه،

بالكسر، طَبَقاً، فهي طَبِقةٌ: لزِقت بالجنب ولا تنبسط. والتَّطْبِيقُ في

الصلاة: جعْلُ اليدين بين الفخذين في الركوع، وقيل: التَّطْبِيق في الركوع

كان من فعل المسلمين في أوَّل ما أمِروا بالصلاة، وهو إطْباقُ الكفين

مبسوطتين بين الركبتين إذا ركع، ثم أُمِروا بإلْقام الكفَّين رأُس

الركبتين، وكان ابن مسعود استمرّ على التَّطْبِيق لأنه لم يكن عَلِم الأَمْرَ

الآخر؛ وروى المنذري عن الحَرّبيّ قال: التَّطْبِيقُ في حديث ابن مسعود أن

يَضَع كفَّه اليمنى على اليسرى. يقال: طابَقْتُ وطَبَّقْت. وفي حديث ابن

مسعود: أنه كان يُطَبِّقُ في صلاته وهو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما

بين ركبتيه في الركوع والتشهد. وجاءت الإِبل طَبَقاً واحداً أي على خُفٍّ.

ومرّ طَبَقٌ من الليل والنهار أي بعضهما، وقيل معظمهما؛ قال ابن أحمر:

وتواهَقَتْ أخْفافُها طَبَقاً،

والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ

وقيل: الطَّبَقة عشرون سنة؛ عن ابن عباس من كتاب الهجري. ويقال: مَضى

طَبَقٌ من النهار وطَبَق من الليل أي ساعة، وقيل أي مُعْظَم منه؛ ومثله:

مضى طائفة من الليل. وطَبِقَت النجومُ إذا ظهرت كلها، وفلانَ يَرْعى طَبَقَ

النُّجوم؛ وقال الراعي:

أَرى إِبِلاَ تكالأَ راعِياها،

مَخافَة جارِها طَبَقَ النُّجوم

والطَّبَق: سدّ الجَراد عينَ الشمس. والطَّبَق: انطباق الغَيْم في

الهواء. وقول العباس في النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا مَضى عالَمٌ بَدا

طَبَقٌ؛ فإِنه أَراد إِذا مضى قَرْن ظَهَر قَرْن آخر، وإِنما قيل للقَرْن

طَبَقٌ لأَنهم طَبَق للأَرض ثم يَنْقرضِون ويأْتي طَبَق للأَرض آخر، وكذلك

طَبَقات الناس كل طَبَقة طَبَقت زمانها. والطَّبَقة: الحال، يقال: كان

فلان من الدنيا على طَبَقات شَتَّى أي حالات. ابن الأَعرابي: الطَّبَقُ

الحال على اختلافها. والطَّبَقُ والطَّبَقة: الحال. وفي التنزيل:

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَق؛ أي حالاً عن حال يوم القيامة. التهذيب: إن ابن عباس

قال لَتَرْكَبُنَّ، وفسَّررلتَصِيرنَّ الأُمور حالاً بعد حال في الشدّة،

قال: والعرب تقول وقع فلان في بنات طَبَق إذا وقع في الأَمر الشديد؛

وقال ابن مسعود: لتركَبُنَّ السماء حالاً بعد حال. وقال مَسروق: لتركَبَنَّ

يا محمد حالاً بعد حال، وقرأَ أَهل المدينة لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً، يعني

الناس عامَّة، والتفسير الشِّدَّة؛ وقال الزجاج: لتركَبْنَّ حالاً بعد حال

حتى تصيروا إلى الله من إِحيّاء وإِماتَةٍ وبَعْثٍ، قال: ومن قرأَ

لتركَبَنَّ أراد لتركَبَنَّ يا محمد طَبَقاً عن طَبَق من أطبْاق السماء؛ قاله

أبو علي، وفسَّروا طَبَقاً عن طَبَقِ بمعنى حالاً بعد ؛ حال؛ ونظيرُ وقوع

عن مَوْقع بعد قول الأَعشى:

وكابِر تَلَدوُك عن كابر

أي بعد كابر؛ وقال النابغة:

بَقيّة قِدْر من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ

لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعد كابِرِ

وفي حديث عمرو بن العاص: إني كنت على أطبْاقٍ ثلاثٍ أي أحْوالٍ، واحدها

طَبَق. وأَخبر الحسن بأَمْرٍ فقال: إحْدى المُطْبِقات، قال أبو عمرو:

يُريد إحْدى الدواهي والشدايد التي تُطْبِقُ عليهم. ويقال للسنة الشديدة:

المُطْبِقة؛ قال الكميت:

وأَهْلُ السَّماحَة في المُطْبِقات،

وأَهل السَّكينةِ في المَحْفَلِ

قال: ويكون المُطْبَق بمعنى المُطْبِق. وولدتِ الغنم طَبَقاً وطِبْقاً

إِذا نُتِجَ بعضُها بعد بعض، وقال الأُموي: إِذا ولدتِ الغنمُ بعضها بعد

بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، وولَّدتها طَبَقاً وطَبَقَةً.

والطَّبَق والطَّبَقة: الفَقْرة حيث كانت، وقيل: هي ما بين الفقرتين، وجمعها

طِباق. والطَّبَقة: المفصل، والجمع طَبَق، وقيل: الطَّبَق عُظَيْم رَقيق

يفصل بين الفَقارَيْن؛ قال الشاعر:

أَلا ذهبَ الخُداعُ فلا خِداعا،

وأَبْدى السَّيفُ عن طَبَقٍ نُخاعا

وقيل: الطَّبَق فَقال الصلب أَجمع، وكل فَقار طَبَقة. وفي الحديث:

وتَبْقى أصْلابُ المنافقين طَبَقاً واحداً. قال أبو عبيد: قال الأَصمعي

الطَّبَقُ فَقار الظهر، واحدته طَبَقَة واحدة؛ يقول: فصار فَقارُهم كلُّه

فَقارةً واحداة فلا يدرون على السجود. وفي حديث ابن الزبير: قال لمعاوية

وايْمُ الله لئن ملك مَرْوانُ عِنان خيل تنقاد له في عثمان ليَرْكَبَنَّ منك

طَبَقاً تخافه، يريد فَقار الظهر، أي ليَرْكبن منك مَرْكباً صعباً وحالاً

لا يمكنك تَلافِيها، وقيل: أَراد بالطَّبَق المنازل والمراتب أي ليركبن

منك منزلة فوق منزلة في العداوة. ويقال: يدُ فلانٍ طَبَقَةٌ واحدة إذا لم

تكن منبسطة ذات مفاصل. وفي حديث الحجاج: فقال لرجل قُمْ فاضرب عُنُقَ هذا

الأَسير فقال: إِن يدي طَبِقَةٌ؛ هي التي لصق عَضُدُها بجنب صاحبه فلا

يستطيع أَن يحرّكها. وفي حديث عمْران بن حُصَيْن: أَن غلاماً له أَبَقَ

فقال لئن قدرت عليه لأَقطعن منه طابَِقَاً، قال: يريد عضواً. الأَصمعي:

كل مفصِل طَبَقٌ، وجمع أَطبْاق، ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مُطَبِّقٌ؛

وقال:

ويَحْمِيكَ بالليِّن الحُسام المُطَبِّق

وقيل في جمعه طَوابِق. قال ثعلب:

الطَّابِقُ والطَّابَقُ العضو من أعضاء الإِنسان كاليد والرجل ونحوهما.

وفي حديث عليّ: إِنما أَمر في السارق بقطع طابِقِه أي يده. وفي الحديث:

فَخَبَزْتُ خبزاً وشويت طابَقاً من شاة أَي مقدار ما يأْكل منه اثنان أَو

ثلاثة. والطَّبَقَةُ من الأَرض: شبه المَشارَة، والجمع الطَّبَقات تخرج

بين السُّلحَفْاة والهِرْهِرِ

(* قوله «تخرج بين السلحفاة والهرهر» هكذا

هو بالأصل، ولعل قبله سقطاً تقديره ودويبة تخرج بين السلحفاة إلخ أَو نحو

ذلك). والمطَبَّقُ من السيوف: الذي يصيب المَفْصِل فيُبينُه يقال طَبَّق

السيفُ إِذا أَصاب المَفْصل فأَبان العضو؛ قال الشاعر يصف سيفاً:

يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ

ومنه قولهم للرجل إذا أَصاب الحجة: إِنه يُطَبَّقُ المفصل. أََبو زيد:

يقال للبليغ من الرجال: قد طَبَّقَ المفصل وردَّ قالَبَ الكلام ووضع

الهِناء مواضع النُّقَب. وفي حديث ابن عباس: أَنه سأَل أَبا هريرة عن امرأَة

غير مدخول بها طلقت ثلاثاً، فقال: لا تحلُّ له حتى تنكح زوجاً غيره، فقال

ابن عباس: طَبَّقْتَ؛ قال أَبو عبيد: قوله طبقت أَراد أَصبتَ وجه

الفُتْيا، وأَصله إِصابة المفصل وهو طَبَقُ العظمينِ أَي ملتقاهما فيفصل بينهما،

ولهذا قيل لأَعضاء الشاة طَوابِقُ، واحدها طابَقٌ، فإِذا فَصَّلها الرجل

فلم يخطئ المفاصل قيل قد طَبَّقَ؛ وأَنشد أَيضاً:

يُصمِّم أَحياناً وحِيناً يُطَبِّقُ

والتصميم: أن يمضي في العظم، والتَّطْبِيقُ: إِصابة المفصل؛ قال الراعي

يصف إبلاً:

وطَبَّقْنَ عُرْضَ القُفِّ لما عَلَوْنَهُ،

كما طَبَّقَتْ في العظم مُدْيَةُ جازِرِ

وقال ذو الرمة:

لقد خَطَّ رُوميّ ولا زَعَماتِهِ

لعُتْبَةَ خطّاً، لم تُطَبَّقْ مفاصلُه

وطَبَّقَ

فلان إذا أَصاب فَصَّ الحديث. وطَبَّقَ السيفُ إِذا وقع بين عظمين.

والمُطَبَّقُ من الرجال: الذي يصيب الأُمور برأْيه، وأَصله من ذلك.

المُطابِقُ من الخيل والإِبل: الذي يضع رجله موضع يده. وتَطْبِيقُ الفرس:

تَقْرِيبُهُ في العَدْو. الأَصمعي: التَّطْبِيقُ أَن يَثِبَ البعيرُ فتقع قوائمه

بالأرض معاً؛ ومنه قول الراعي يصف ناقة نجيبة:

حتى إِذا ما اسْتَوى طَبِّقَتْ،

كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ

يقول: لما استوى الراكب عليها طَبَّقَتْ؛ قال الأَصمعي:

وأَحسن الراعي في قوله:

وهْيَ إِذا قام في غَرْزها،

كمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَر

لأَن هذا من صفة النجائب، ثم أَساء في قوله طَبَّقَتْ لأَن النجيبة

يستحب لها أَن تقدم يداً ثم تقدم الأُخرى، فإِذا طَبَّقَتْ لم تُحمْدَ؛ قال:

وهو مثل قوله:

حتى إذا ما استْوى في غَرْزها تَثِبُ

والمُطابَقَة: المشي في القيد وهو الرَّسْفُ. والمُطابَقَةُ: أَن يضع

الفرسُ رجلَه في موضع يده، وهو الأحَقُّ من الخيل. ومُطابَقَةُ الفرسِ

في جريه: وضع رجليه مواضع يديه. والمُطابَقَةُ: مشي المقيَّد.

وبنَاتُ الطَّبَقِ: الدواهي، يقال للداهية احدى بنات طَبَقٍ، ويقال

للدواهي بنات طَبَقٍ، ويروى أَن أَصلها الحية أَي أَنها استدارت حتى صارت مثل

الطَّبَقِ، ويقال إحدى بناتِ طَبَق شَرُّك على رأْسك، تقول ذلك للرجل

إِذا رأَى ما يكرهه؛ وقيل: بنتُ طَبَقٍ سُلحَفْاةٌ، وتَزْعُمُ العرب أَنها

تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلها سَلاحِفُ، وتبيض بيضة تَنْقُفُ عن أَسود،

يقال: لقيت منه بناتِ طَبَقٍ وهي الداهية. الأَصمعي: يقال جاء بإِحدى بناتِ

طَبَقٍ وأَصلها من الحيَّات، وذكر الثعالبي أَن طَبَقاً حيَّة صفراء؛

ولمَّا نُعي المنصورُ إِلى خَلَف الأَحمر أَنشأَ يقول:

قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ،

فَذَمَّرُوهَا وَهْمَةً ضَخْم العُنُقْ،

موتُ الإِمامِ فِلْقَةٌ مِن الفِلَقْ

وقال غيره: قيل للحية أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها،

وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى، وقيل: قيل للحيات بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها

على من تلسعه، وقيل: إِنما قيل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يمسكها

تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة.

ورجل طَبَاقَاءُ: أَحمق، وقيل هو الذي ينكح، وكذلك البعير. جمل

طَبَاقَاءُ: للذي لا يَضْرب. والطَّبَاقاء: العَيِيُّ الثقيل الذي يُطْبِقُ على

الطَّرُوقة أَو المرأَة بصدره لصغره؛ قال جميل بن معمر:

طَبَاقَاءُ لم يَشْهد خصوماً، ولم يُنِخْ

قِلاصاً إلى أَكْوارها، حين تُعْكَفُ

ويروى عَيَاياءُ، وهما بمعنى؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

طَبَاقَاءُ لم يَشْهَد خصوماً، ولم يَعِشْ

حَميداً، ولم يَشْهَدْ حلالاً ولا عطرا

وفي حديث أُم زرع: أَن إحدى النساء وصفت زوجها فقالت: زوجي عَيَايَاءُ

طَبَاقَاءُ وكل دَاءٍ دواء؛ قال الأَصمعي: الطَّبَاقاء الأحمق الفَدْم؛

وقال ابن الأعرابي: هو المُطْبَقُ عليه حُمْقاً، وقيل: هو الذي أُموره

مُطْبَقةُ عليه أَي مُغَشَّاة، وقيل: هو الذي يعجز عن الكلام فَتَنْطَبق

شفتاه.

والطَّابَقُ والطَّابِقُ: ظَرْف يطبخ فيه، فارسي معرب، والجمع طَوَابِق

وطَوابِيق. قال سيبويه: أَما الذين قالوا طَوابيق فإِنما جعلوه تكسير

فَاعَال، وإِن لم يكن في كلامهم، كما قالوا مَلامِحُ. والطَّابَقُ: نصف

الشاة، وحكى اللحياني عن الكسائي طابِق وطابَق، قال ابن سيده: ولا أدري أيّ

ذلك عنى. وقولهم: صادف شَنٌّ طَبَقَه؛ هما قبيلتان شنٌّ بن أَفْصَى بن عبد

القيس وطَبَقٌ حيّ من إِياد، وكانت شَنّ لا يقام لها فواقعتها طَبَقٌ

فانتصفت منها، فقيل: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافقه فاعتنقه؛ قال الشاعر:

لَقِيَتْ شَناًّ إِيادٌ بالقَنَا

طَبَقاً، وافق شَنٌّ طَبَقَه

قال ابن سيده: وليس الشَّنُّ هنا القِربَة لأَن القربة لا طَبَقَ لها.

وقال أَبو عبيد عن الأَصمعي في هذا المثل: الشَّنُّ الوعاء المعمول من

أَدَمٍ، فإِذا يبس فهو شَنّ، وكان قوم لهم مثله فَتَشَنَّنَ فجعلوا له غطاء

فوافقه. وفي كتاب علي، رضوان الله عليه، إلى عمرو بن العاص: كما وافق

شَنٌّ طَبَقَه؛ قال: هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أَو أمرين جَمَعَتْهُما

حالةٌ واحدة اتَّصف بها كلٌّ منهما، وأَصله أَن شَناًّ وطَبَقَة حيَّان

اتفقا على أَمر فقيل لهما ذلك، لأَن كل واحد منهما قيل ذلك له لما وافق

شكله ونظيره، وقيل: شَنٌّ رجل من دُهَاة العرب وطبقة امرأة من جنسه زُوجَتْ

منه ولهما قصة. التهذيب: والطَّبَقُ الدَّرَكُ من أَدراك جهنم. ابن

الأَعرابي: الطِّبْقُ الدِّبْقُ. والطَّبْق، بفتح الطاء: الظلم بالباطل.

والطِّبْقُ: الخلق الكثير: وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

كَأِنَّ أَيدِيَهُنَّ بالرَّغَامِ

أَيْدي نَبِيط، طَبَقَى اللِّطَامِ

فسره فقال: معناه مداركوه حاذقون به، ورواه ثعلب طَبِقي اللطام ولم

يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَن معناه لازقي اللطام بالملطوم. وأَتانا بعد

طَبَقٍ من الليل وطَبيقٍ: أَراه يعني بعد حين، وكذلك من النهار؛ وقول ابن

أَحمر:

وتَوَاهَقَتْ أَخفافها طَبَقاً،

والظلُّ لم يُفْضُلْ ولم يُكْرِ

قال ابن سيده: أَراه من هذا. والطِّبْق: حمل شجر بعينه.

والطُّبَّاقُ: نبت أو شجر. قال أَبو حنيفة: الطُّبَّاقُ شجر نحو القامة

ينبت متجاوراً لا يكاد يُرَى منه واحدة منفردة، وله ورق طوال دقاق خضر

تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ، وله نَوْرٌ أَصفر مجتمع؛ قال تأَبط شرّاً:

كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاًّ قَوَادِمُهُ،

أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ

وروي عن محمد بن الحنفية أَنه وَصَفَ مَنْ يَلي الأَمر بعد السفياني

فقال: يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ؛ والشَثُّ والطُّبَّاق: شجرتان معروفتان

بناحية الحجار.

والحُمَّى المُطْبِقةُ: هي الدائمة لا تفارق ليلاً ولا نهاراً.

والطَّابَق والطَّابِق: الآجرّ الكبير، وهو فارسي معرب. ابن شميل: يقال

تحلَّبوا على ذلك الإِنسان طبَاقَاءَ، بالمد، أَي تجمعوا كلهم عليه. وفي

حديث أَبي عمرو النخعي: يَشْتَجِرُون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس أَي عظامه

فإِنها مُتَطابقة مُشْتبكة كما تشتبك الأَصابع؛ أَراد التِحَام الحرب

والاختلاط في الفتنة.

وجاء فلان مُقْتَعِطاًّ إِذا متعمماً طَابِقِياًّ، وقد نهي عنها.

طبق

1 طَبڤقَ [طَبَقَهُ, aor. ـِ accord. to Freytag, is expl. in the K as syn. with أَطْبَقَهُ in the first of the senses assigned to this latter below: but I find no authority for this in the K nor in any other lexicon.]

A2: طَبِقَتْ يَدُهُ, (S, O, K, TA,) aor. ـَ and طَبَقَبْ, aor. ـُ (TA;) inf. n. (of the former, S, TA) طَبَقٌ (S, O, K, TA) and (of the latter, TA) طَبْقٌ; (K, TA;) (assumed tropical:) His arm would not be stretched forth; (S, O;) or (tropical:) stuck to his side, (K, TA,) and would not be stretched forth. (TA.) A3: طَبِقَ يَفْعَلُ بِى كَذَا i. q. طَفِقَ [i. e. He set about, or began, &c., doing with me such a thing]. (O, K. *) 2 طبّقهُ, inf. n. تَطْبِيقٌ: see 4. b2: [Hence,] طبّق السَّحَابُ الجَوَّ The clouds covered the mid-air between the heaven and the earth: (K:) and الغَيْمُ السَّمَآءَ ↓ أَطْبَقَ and طَبَّقَهَا [The clouds covered the sky]: (Mgh, TA:) both signify the same. (TA.) And طبّق المَآءُ وَجْهَ الأَرْضِ The water covered the face of the earth, or land. (K.) b3: And طبّق الشَّىْءُ, inf. n. as above, i. q. عَمَّ [The thing was, or became, common, or general, in its relation or relations, operation or operations, effect or effects, &c.]. (K.) And as syn. with عَمَّ it is trans.: so in the phrase, هٰذَا مَطَرٌ طَبَّقَ الأَرْضَ [This is rain that has included the general extent of the land within the compass of its fall]. (TA.) And one says also, طبّق الغَيْمُ, (S, O, TA,) inf. n. as above, (S, O, K, TA,) The clouds rained upon the whole of the land; (S, O;) or made their rain common, or general, (K, TA,) to the land. (TA.) b4: تَطْبِيقٌ also signifies The making a thing to suit, match, tally, conform, correspond, or agree, with another thing. (KL.) b5: [And طبّق بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ He put the two things together, face to face. (See also 3.) b6: Hence,] التَّطْبِيقُ in the divinely-appointed act of prayer is The putting the hands [together, palm to palm,] between the thighs in the act of bowing oneself; (S, O, K;) and in like manner in the act termed التَّشَهُّد [q. v.]. (El-Harbee, TA.) One says of a person bowing himself in prayer, طبّق, and likewise ↓ اطبق, (TA,) or طبّق كَفَّيْهِ, (Mgh,) or طبّق بَيْنَ كَفَّيْهِ ثُمَّ وَضَعَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ, (O,) He put his hands [together, palm to palm, ana then put them] between his thighs. (Mgh.) The doing thus is forbidden; (Mgh, O;) for the hands should be placed upon the knees. (O.) b7: Also The horse's raising his fore feet together and putting them down together in running: (S, O, K:) or, accord. to As, the leaping of a camel, or of a she-camel, and then alighting so that the legs fall upon the ground together; the doing of which is not approved. (TA.) b8: And طبّقت الإِبِلُ الطَّرِيقَ (tropical:) The camels travelled the road without declining from the right direction. (TA. [The verb is there written without any syll. sings; but is evidently thus.]) b9: And طبّق السَّيْفُ, (S, O, TA,) [i. e. طبّق السَّيْفُ المَفْصِلَ,] inf. n. as above, (K,) The sword hit the joint (S, O, K, TA) and severed the limb: (S, O, TA:) or fell between two bones. (TA.) A poet says, (S,) namely, El-Farezdak, praising El-Hajjáj, and likening him to a sword, (O,) يُصَمِّمُ أَحْيَانًا وَحِينًا يُطَبِّقُ [expl. in art. صم]. (S, O.) Hence, يُطَبِّقُ المَفْصِلَ means (assumed tropical:) He hits aright the argument, proof, or evidence: (S, O:) and this is also said of an eloquent man. (Az, TA voce قَالَبٌ, q. v.) Hence also, طَبَّقَ alone, (assumed tropical:) He hit upon the right mode of judicial decision: (O, TA:) and the text of the tradition. (TA.) 3 مُطَابَقَةٌ signifies The putting a thing upon, or above, or over, another thing commensurate therewith: whence the phrase, طَابَقْتُ النَّعْلَ [i. e., as expl. in Bd lxvii. 3, I sewed another sole upon the sole or sandal]. (Er-Rághib, TA.) [Hence] one says also, طَابَقْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ I made the two things commensurate, and stuck them together. (S, O. [See also 2.]) And طابق بَيْنَ قَمِيصَيْنِ He put on, or attired himself with, two shirts, one over, or outside, the other; (K, TA;) and in like manner صَافَقَ بَيْنَهُمَا, and طَارَقَ, (TA,) and ظَاهَرَ. (A &c. in art. ظهر.) b2: And طابقهُ, (K, TA,) inf. n. مُطَابَقَةٌ (S, O, K, TA) and طِبَاقٌ, (K, TA,) It suited, matched, tallied, conformed, corresponded, or agreed, with it; (S, * O, * K, TA;) and was equal to it; or was like it in measure, size, quantity, or the like. (TA.) b3: [Hence,] one says, هٰذَا جَوَابٌ يُطَابِقُ السُّؤَالَ [This is an answer, or a reply, that is suitable to the question]. (TA.) b4: And طابقت زَوْجَهَا She (a woman) complied with [the desire of] her husband: and طابقت said of a she-camel, and of a woman, She was, or became, submissive to him who desired her. (TA.) b5: And طابق لِى بِحَقِّى He obeyed me with respect to my right, or due, and hastened to render it; or he acknowledged to me my right, or due, willingly. (TA.) b6: And طابقهُ عَلَى الأَمْرِ He combined with him, and aided him, to do the thing: or [simply] he aided him to do it. (TA.) b7: And طابق عَلَى العَمَلِ He became accustomed, habituated, or inured, to the work. (S, * O, * TA.) b8: مُطَابَقَةٌ, of a horse, (S, O, K,) in his running, (S, O,) and in like manner of a camel, as in the A, (TA,) means His putting his hind feet in the places that were those of his fore feet. (S, O, K.) b9: And (hence, TA) (tropical:) The walking as one shackled; (S, O, K, TA;) i. e., with short steps. (TA.) [See an ex. voce حِجْلٌ.]4 اطبقهُ He covered it; (S, O, K;) as also ↓ طبّقهُ, inf. n. تَطْبِيقٌ; (K;) [i. e.] he made it to be covered; (S, O;) he put the طَبَق, i. e. cover, upon it, namely, a jar [or the like]. (Mgh. [And the like is said in several other arts. in other lexicons.]) And اطبقتُ الرَّحَى I put the upper mill-stone upon the lower. (TA.) b2: See also 2, second sentence. [This last ex. shows that اطبقهُ signifies sometimes It covered it as meaning it became a cover, or like a cover, to it; and اطبق عَلَيْهِ likewise has this meaning; as also عليه ↓ انطبق, and عليه ↓ تطبّق.] b3: [Hence,] one says, اطبق عَلَيْهِ الجُنُونُ (Msb, TA) (assumed tropical:) Insanity covered [i. e. veiled, or wholly obscured,] his reason, or intellect. (TA.) And اطبقت عَلَيْهِ الحُمَّى (Mgh, O, TA) (tropical:) The fever was, or became, continual upon him, not quitting him night nor day. (TA.) b4: اطبقوا عَلَى الأَمْرِ means (tropical:) They combined consentaneously, or agreed together, respecting, or to do, the thing, or affair; (S, * Mgh, * O, * Msb, TA; *) and so عَلَيْهِ ↓ تطابقوا. (MA.) b5: And اطبقوا عَلَيْهِ They came round about him. (MA.) b6: [And اطبقت عَلَيْهِ الحَيَّةُ The serpent wound itself round upon him. (See طَبَقٌ, last sentence.)] b7: And اطبقت النُّجُومُ The stars appeared, and were numerous; (O, K, TA;) [as though they were like a cover; or] as though they were stage above stage (طَبَقَةٌ فَوْقَ طَبَقَةٍ). (TA.) b8: [اطبقهُ عَلَيْهِ signifies He made it to cover it; i. e., to be a cover, or like a cover, upon it.] You say, أَطْبَقَ عَلَى مَخْرَجِ الحَرْفِ مِنَ اللِّسَانِ مَا حَاذَاهُ مِنَ الحَنَكِ [He made to cover the part of the tongue which was the place of utterance of the letter what was opposite to it of the palate; i. e. he put that part of his tongue close beneath the opposite part of the palate]. (O.) b9: [Hence,] أَطْبَقَ عَلَيْهِمُ العَذَابَ, said of God, (tropical:) He made punishment to fall, or come, upon them in common, or universally, [as though He made it to cover them,] so that none of them escaped. (Jel in xci. 14.) b10: And أَطْبَقَ اللّٰهُ عَلَيْهِ الحُمَّى, and الجُنُونَ, (assumed tropical:) God made the fever to be continual upon him, and in like manner insanity: the verb being used as intrans. and trans. (Msb. [But its author adds that he had not found this: meaning that he had not found any classical authority for the trans. use of the verb in this and similar senses.]) b11: One says also, اطبق البَابَ [He closed the door]. (Msb and K in art. وصد; &c.) And أَطْبِقْ شَفَتَيْكَ [Close thy lips;] i. e. (assumed tropical:) be thou silent. (TA.) [And اطبق الكِتَابَ He closed, or shut, the book. And اطبق الثَّوْبَ He folded together the garment, or piece of cloth.] See also 2, in the middle of the paragraph.

A2: مَا أَطْبَقَهُ How skilful is he (O, K) لِكَذَا [for the performance of such a thing]! (O) is form طَبَّقَ المَفْصِلَ. (JK.) 5 تطبّق: see 7. b2: تطبّق عَلَيْهِ: see 4. [Hence,] one says, لَوْ تَطَبَّقَتِ السَّمَآءُ عَلَى الأَرْضِ مَا فَعَلْتُ كَذَا [If the heaven became as a cover upon the earth, I would not do such a thing]. (S, O.) 6 تطابق الشَّيْآنِ The two things suited, matched, tallied, conformed, corresponded, or agreed, each with the other; (S, * O, * TA;) and were equal, each to the other; or were like each other in measure, size, quantity, or the like. (TA.) And تطابقوا عَلَى الأَمْرِ: see 4.7 انطبق It was, or became, covered; (O, K;) [i. e.] it was made to be covered;] or it had the طَبَق, i. e. cover, put upon it;] quasi-pass. of أَطْبَقَهُ; (O;) and so ↓ تطبّق. (S, O, K.) b2: [And It became closed; said of a door, &c. b3: Hence,] يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الكَلَامُ i. q. يَنْغَلِقُ (assumed tropical:) [Speech is as though it were closed against him; i. e. he is impeded in his speech, unable to speak, or tonguetied]. (O.) b4: See also 4. b5: [Hence one says of a rule, يَنْطَبِقُ عَلَى كَذَا وَكَذَا (assumed tropical:) It applies to such and such things or subjects.]

طَبْقٌ: see an ex. of the accus. case, in the phrase وَلَدَتِ الغَنَمُ طَبْقًا, voce طَبَقٌ, last quarter.

A2: طَبْقٌ is also expl., by IAar, as meaning The doing wrong, or injuring, by false pretence or false allegation. (TA.) طِبْقٌ: see طَبَقٌ, in the latter part of the former half. b2: طِبْقُ الأَرْضِ: see طِبَاقٌ. b3: هٰذَا الشَّىْءُ طِبْقُ هٰذَا, (IAar, O, K, *) and ↓ طَبَقُهُ, and ↓ طِبَاقُهُ, (IAar, * O, * K,) and ↓ طَبِيقُهُ, (IAar, O, K,) and ↓ طَابَقُهُ, and ↓ مُطْبَقُهُ, (IAar, O, TA,) i. q. ↓ مُطَابِقُهُ [i. e. This thing is the match of this; or what suits, matches, tallies, conforms, corresponds, or agrees, with this; what is equal to this; or the like of this in measure, size, quantity, or the like]. (IAar, O, K, TA.) b4: طِبْقٌ signifies also A space, or period, (سَاعَةٌ,) of the day; and so ↓ طِبْقَةٌ: and ↓ طَبِيقٌ signifies the same of the night: (K:) you say, أَقَمْتُ عِنْدَهُ طِبْقًا مِنَ النَّهَارِ, and ↓ طِبْقَةً, I remained at his abode during a space, or period, (سَاعَةً,) of the day: (Ibn-'Abbád, O:) and طِبْقًا, (K, TA,) with kesr, (TA,) or ↓ طَبَقًا, (so in the O,) and ↓ طَبِيقًا, i. e. a while, or a long time, syn. مَلِيًّا: (Ibn-'Abbád, O, K:) or, accord. to the L, one says, أَتَانَا بَعْدَ طِبْقٍ مِنَ اللَّيْلِ, and ↓ طَبِيق, he came to us after a space, or period, (حِينٍ,) of the night; and in like manner, مِنَ النَّهَارِ of the day: (TA:) the pl. of طَبِيقٌ is طُبْقٌ. (K.) [See also طَبَقٌ, in, or near, the middle of the paragraph.]

A2: Also Bird-lime; a dial. var. of دِبْقٌ. (IDrd, O, K.) And The fruit of a certain kind of tree [app. meaning the berries of the viscum, or mistletoe, of which birdlime is mostly prepared, and which are called دِبْق in the present day]. (K.) And Anything with which a thing is stuck, or made to stick. (K.) And [particularly] A thing [or substance] to which the exterior lamina of the pearl is stuck so that it becomes like it; as also ↓ مُطَبَّقٌ. (TA.) b2: And Snares for birds, or things with which birds are caught; (Ibn-'Abbád, O;) like فِخَاخ; as also طِبَقٌ; of which [latter] the sing is ↓ طِبْقَةٌ. (Ibn-'Abbád, O, K.) A3: Also A road, or way: A4: and i. q. دَسْتُور [as a Pers\. word, generally meaning Permission, or leave, as expl. by Golius in this instance]. (KL. [But for these two significations I have not found any other authority.]) طَبَقٌ A thing that is the equal of another thing (Msb, K) of any kind (K) in its measure so that it covers the whole extent of the latter like the lid: this is its primary signification: (Msb:) [whence] one says, هٰذَا الشَّىْءُ طَبَقُ هٰذَا, like طِبْقُهُ, q. v.: (IAar, O, K:) and [hence] it signifies The cover, or lid, (Mgh, K,) of a jar, (Mgh,) or of anything: (K:) pl. أَطْبَاقٌ (S, * O, * K) [and طِبَاقٌ, mentioned in the Msb as a pl. of طَبَقٌ in another, but similar, sense, which will be found in what follows, but better known as a pl. of طَبَقَةٌ], and أَطْبِقَةٌ is added as another pl. in the K, but [SM says] this is strange; I have not found it in the [other] lexicons; and it may be that the right reading is وَأَطْبَقَهُ, as syn. with what immediately there follows it, i. e. وَطَبَّقَهُ. (TA.) وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ is [a prov.] expl. (O, K, TA) by As (O, TA) as said of a company of men who had a receptacle of skin [i. e. a water-skin] that had become old and worn out, wherefore they made a طَبَق [or cover] for it: (O, K, TA:) [so that the meaning is, A water-skin that had become old and worn out suited its cover:] or شَنٌّ and طَبَقٌ [in the O طبقه] were two tribes; (S, * O, K * TA;) and, as ISd says, شَنٌّ does not here mean a water-skin, for this has no طَبَق: (TA:) or [طَبَقَهٌ is for طَبَقَةَ, and] طَبَقَةُ was an intelligent woman, whom an intelligent man took as his wife. (O, K, TA. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 800.]) b2: Also A certain household utensil; (Msb;) [i. e. a dish, or plate; perhaps thus called because the cover of a cooking-vessel is often used as a dish or plate;] the thing upon which one eats, (K, TA,) and in which one eats; and the thing upon which fruit is placed [i. e. a dish, or plate, used for that purpose; and likewise a round tray, and the like]: (TA:) pl. أَطْبَاقٌ and طِبَاقٌ. (Msb.) b3: b4: (tropical:) The surface of the earth [considered as a cover]. (K, TA.) [And in like manner applied to A layer, or stratum, of earth.

دَفَنْتُ الشَّىْءَ is expl. in the Msb as meaning أَخْفَيْتُهُ تَحْتَ أَطْبَاقِ التُّرَابِ I concealed it beneath the layers, or strata, of the earth, or dust. See also طَبَقَةٌ.] b5: (tropical:) The exterior part of the pudendum muliebre [considered as a cover]. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) b6: A fold, a ply, or an overlapping part, of a thing. (PS. [See حَفِثٌ.]) b7: [And hence, app., (tropical:) A roller of the sea: see آذِىٌّ.] b8: A thin bone [or cartilage] that forms a division between any two vertebræ: (S, O, K:) what is between any two vertebræ of a horse [&c.]: pl. أَطْبَاقٌ: (Kr:) and some say, the vertebræ altogether: and some say, a vertebra, in any part. (TA.) It is said in a trad. respecting the day of resurrection, تَبْقَى أَصْلَابُ المُنَافِقِينَ طَبَقًا وَاحِدًا, meaning [The backbones of the hypocrites shall be (lit. continue to be) as though they were] one vertebra: or, as some say, ↓ طَبَقَةً; and [they say that] طَبَقٌ is the pl. [or coll. gen. n.]. (O. [See also 1 in art. عقم.]) b9: [And Any of the successively-superimposed cartilages of the windpipe: pl. أَطْبَاقٌ. (See حَنْجَرَةٌ, in art. حجر; and see also حُلْقُومٌ.)] b10: Any of the stages of Hell [whereof every one except the lowest is imagined to be like a cover over another]. (TA.) [And in like manner, Any of the Seven Heavens:] one says, السَّمٰوَاتُ طِبَاقٌ, meaning The Heavens are [composed of stages] one above another; (S, O, Msb; *) every heaven [except the lowest] being like a طبق to another: (Msb:) or this is said because of their being conformable, one with another: (K:) and it is said in the Kur lxvii. 3, اَلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمٰوَاتٍ طِبَاقًا, meaning [Who hath created seven heavens] placed one above another; طباقا being the inf. n. of طَابَقْتُ النَّعْلَ [q. v.], used as an epithet; or for طُوبِقَتْ طِبَاقًا; or ذَاتَ طِبَاقٍ, pl. of طَبَقٌ or of ↓ طَبَقَةٌ. (Bd.) b11: [Any of the bones of the head; because they compose a covering: or] أَطْبَاقُ الرَّأْسِ means the bones of the head because they suit one another and have certain parts of them inserted and infixed into other parts. (TA. [See 8 in art. شجر.]) b12: Any joint of a limb: pl. أَطْبَاقٌ. (As, TA.) b13: A collective number of men, and of locusts; (S, O, K;) as also ↓ طِبْقٌ, (K,) which is thus expl. by As in relation to men: (TA:) or a multitude of men, and of locusts: (K:) [app. considered as covering a space of ground:] or a company of men that are equal with a company like them. (ISd, TA.) b14: A generation of mankind; or the people of one time; syn. قَرْنٌ and عَالَمٌ; as in the saying of El-'Abbás, إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ [metre مُنْسَرِح] i. e. إِذَا مَضَى قَرْنٌ بَدَا قَرْنٌ [When a generation passes away, a generation appears in its place]: the قَرْن being called طَبَق because they are a طَبَق [i. e. cover] to the earth: then they pass away and another طَبق comes: (O, TA:) or, as IAar says, طَبَقٌ signifies a people after a people. (TA.) And (TA) A قَرْن [i. e. generation] of time: or twenty years: (K, TA:) or, as in the book of El-Hejeree, on the authority of I'Ab, ↓ طَبَقَةٌ has this latter meaning. (TA.) b15: (tropical:) A rain such as fills and covers the earth, or land; (TA;) or such as is general, (S, O, K, TA,) and of wide extent; termed by a poet (namely, Imra-el-Keys, O, TA) طَبَقُ الأَرْضِ: (S, O, TA:) or a lasting rain, consecutive in its falls. (Msb.) And أَصْبَحَتِ الأَرْضُ طَبَقًا وَاحِدًا means (assumed tropical:) [The land became, or became in the morning,] covered with water over its surface. (TA.) b16: A main portion of the night and of the day: (S, O, K:) or, accord. to the Mufradát [of Er-Rághib], طَبَقُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ signifies سَاعَاتُهُ المطابقة [app. a mistranscription for المُتَطَابِقَةُ, and meaning the commensurate, or similar, or equal, portions of the night and of the day]. (TA.) See also طِبْقٌ. b17: And A state, or condition; (S, O, K, TA;) as also ↓ طَبَقَةٌ, of which the pl. is طِبَاقٌ: the pl. of the former in this sense is أَطْبَاقٌ. (TA.) Hence the phrase, لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ, (S, O, K, TA,) in the Kur [lxxxiv. 19], meaning [Ye shall assuredly enter upon] state after state, (S, * O, TA,) and predicament after predicament; as in the A; (TA;) on the day of resurrection; (S;) the state being termed طَبَق because it will fill the hearts [as though the dread thereof covered them], or will be near to doing so; (O, TA;) and عَنْ being put in this instance, as it is in many others, in the place of بَعْدَ: (TA:) or the meaning is, one after another of similar states of hardship: or it may be, degrees of hardship after degrees thereof; طَبَقٌ accord. to this rendering being regarded as pl. [or coll. gen. n.] of ↓ طَبَقَةٌ: (Ksh and Bd:) or [ye shall assuredly mount upon] the heaven in one state after another state; for it (the heaven) shall be like مُهْل [i. e. molten brass or iron &c., as is said in the Kur lxx. 8,] and then successively in other states: (O, TA:) so says Aboo-Bekr: accord. to Er-Rághib, it points to the various successive states of man in the present world from his creation, and in the world to come until his resting in one of the two abodes [Paradise or Hell]: or, accord. to Ibn-Abi-l- Hadeed, it means [ye shall assuredly enter upon] difficulty after difficulty; as is related by MF; and the same is said by Az on the authority of I'Ab: (TA:) some read لَتَرْكَبَنَّ, meaning thou, O Mohammad, shalt assuredly mount upon stage after stage of the stages (أَطْبَاق) of heaven; and I'Ab and Ibn-Mes-ood read لَتَرْكَبِنَّ, with kesr to the ب, which is accord. to the dial. of Temeem, and Keys and Asad and Rabee'ah pronounce the first letter of the future with kesr except when it is ى: 'Omar read لَيَرْكَبَنَّ, either as relating to the Prophet or as referring to him who is mentioned in verses 10-15 of the same chapter. (O, TA.) One says also, بَاتَ يَرْعَى طَبَقَ النُّجُومِ, meaning (tropical:) [He passed the night watching] the state of the stars in their course: (TA:) or طَبَقُ النُّجُومِ means the falling [or app. setting] of stars after [other] stars: or, accord. to Es-Sadoosee, the rising of a star and the setting of another: and a collective number thereof after a collective number [of others]: and such, he says, are termed مِنَ النُّجُومِ ↓ طَبَقَاتٌ. (O.) b18: جَآءَتِ الإِبِلُ طَبَقًا وَاحِدًا means عَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ [i. e. The camels came following one another, in a single line: see art. خف]. (TA.) And one says, وَلَدَتِ الغَنَمُ طَبَقًا and ↓ طَبْقًا, meaning The sheep, or goats, brought forth one after another: (L:) El-Umawee says, when they do thus, one says, وَلَدَتْهَا الرُّجَيْلَآءِ and وَلَدَتْهَا طَبَقًا and ↓ طَبَقَةً [They brought them forth (i. e. their young ones) one after another]. (S, O.) b19: [The pl.] الأَطْبَاقُ also signifies Those who are remote, and those who are remotely connected: so in a trad. respecting the signs of the resurrection, or of the time thereof; in which it is said, يُوْصَلُ الأَطْبَاقُ وَيُقْطَعُ الأَرْحَامُ [Those who are remote, and those who are remotely related, shall be brought into close connection, and the ties of relationship shall be severed]. (TA.) b20: بِنْتُ طَبَقٍ is an appellation of A female tortoise, [app. because of the cover of her back,] which, (S, O, K,) as the Arabs assert, (S, O,) lays ninety-nine eggs, all of them [eventually] tortoises, and lays one egg which discloses (S, O, K) a serpent (K) [or a serpent such as is termed] an أَسْوَد; (S, O;) or, accord. to Az, sixty-nine [eggs], and the seventieth is [eventually] a viper. (So in a marg. note in one of my copies of the S; in which, also, the appellation is written بِنْتُ طَبَقَ, instead of بِنْتُ طَبَقٍ.) Hence the phrase إِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ, meaning (tropical:) A calamity; (S, O, TA;) as also بِنْتُ طَبَقٍ: (TA:) بَنَاتُ طَبَقٍ meaning calamities [like مُطْبِقَاتٌ]: as well as tortoises: and serpents: (K:) and أُمُّ طَبَقٍ [in like manner] meanscalamity: (TA in art. طرق:) or, accord. to EthTha'álibee, طَبَقُ [thus, imperfectly decl., as written in the L,) signifies a yellow serpent: (L, TA:) and أُمُّ طَبَقٍ and بِنْتُ طَبَقٍ are said to signify the serpent, because of its coiling itself round: or بَنَاتُ طَبَقٍ is an appellation applied to serpents because of their winding themselves round (لإِطْبَاقِهَا) upon him whom they bite; or, as some say, because the حَوَّآء [q. v.] confines them beneath the lids (أَطْبَاق) of the baskets (أَسْفَاط) covered with leather; or, as Z says, because they resemble the طَبَق [i. e. cover, or dish, or plate,] when they coil themselves round. (TA.) طِبْقَةٌ: see طِبْقٌ, former half, in two places: A2: and also near the end of the same paragraph.

طَبَقَةٌ [generally signifying Any one of two or more things that are placed, or situate, one above another; a stage, story, or floor; a layer, or stratum; or the like: pl. طَبَقَاتٌ and طِبَاقٌ]: see طَبَقٌ, in seven places. b2: [Hence, طَبَقَاتُ العَيْنِ The coats, or tunics, of the eye. (See جُلَيْدَةٌ.)] b3: [Hence also,] طَبَقَاتُ النَّاسِ The degrees, ranks, orders, or classes, of men. (S, * O, * TA.) [Thus, طَبَقَاتُ الشُّعَرَآءِ means The orders, or classes, of the poets.] b4: كُتُبُهُ إِلَىَّ طَبَقَةٌ is a phrase mentioned by Ibn-'Abbád as meaning His letters, or epistles, to me are consecutive. (O, TA.) b5: A طَبَقَة of land is [A portion] like a مَشَارَة [expl. in art. شور]. (TA.) يَدٌ طَبِقَةٌ An arm that will not be stretched forth; (S, O, TA;) sticking to the side. (K, TA.) طِبَاقٌ [a pl. of طَبَقَةٌ, and said to be also a pl. of طَبَقٌ]. b2: طِبَاقُ الأَرْضِ means What is upon the earth: (S, O:) or what fills, or would fill, the earth, extending over it in general, or in common, (O, TA,) as though it were a طَبَق [or cover] to it. (TA.) It is said in a trad. respecting Kureysh, عِلْمُ عَالِمِهِمْ طِبَاقُ الأَرْضِ i. e. The knowledge of the knowing of them is as though it extended over the earth in general, or in common, and were a cover to it; (O, * TA;) or, as some relate it, الأَرْضِ ↓ طِبْقُ. (TA.) b3: See also طِبْقٌ. b4: And see مُطْبِقٌ.

طَبِيقٌ: see طِبْقٌ, in five places.

طَبَاقَآءُ (tropical:) A camel (S, O, K) that will not cover; (S, O;) lacking strength, or ability, to cover. (K, TA.) b2: And, applied to a man, (S, O, K,) (assumed tropical:) Impeded in his speech; unable to speak; or tonguetied: (O, K, * TA:) or that will not perform the act of coïtus: (TA:) or heavy, covering the woman (يُطْبِقُ عَلَى المَرْأَةِ, in the CK [erroneously] يَطْبِقُ, and in my MS. copy of the K يُطَبِّق المرأةَ,) with his breast by reason of his heaviness: (K, TA:) or impotent; syn. عِيِىٌّ: (S, O:) or impotent (عَيِىٌّ), heavy, covering her whom he compresses, or the woman, with his breast, by reason of his littleness, or immature age: accord. to As, stupid, foolish, impotent in speech or actions, dull, or heavy: accord. to IAar, whose reason is veiled, or wholly obscured, (عَلَيْهِ ↓ مُطْبَقٌ, [see أَطْبَقَ عَلَيْهِ الجُنُونُ,]) by stupidity, or foolishness: or, as some say, whose affairs are veiled to him [so that he sees not how to accomplish them]: or who lacks ability to speak, his lips being closed. (TA.) b3: تَحَلَّبُوا عَلَى

ذٰلِكَ الإِنْسَانِ طَبَاقَآءَ means They collected themselves together against that man, all of them. (ISh, O.) طُبَّاقٌ A species of tree, (S, O, K,) growing upon the mountains of Mekkeh; (K;) described to AHn by some one or more of Azd-es-Saráh as being about the stature of a man in height, growing near one another, scarcely ever or never seen singly, having long, slender, green leaves, which slip [between the fingers] when squeezed, applied as a dressing to a fracture, which, remaining upon it, they consolidate; it has a clustered yellow flower; is not eaten by the camels, but by the sheep or goats; and grows among the rocks, with the عَرْعَر; the bees eat from its flowers, and the mountain-goats also feed upon it: (O:) it is beneficial as an antidote against poisons, taken internally and applied as a dressing, and as a remedy for the mange, or scab, and the itch, and fevers of long continuance, and colic, and jaundice, and obstructions of the liver; and is very healing. (K.) [طُبَاقٌ, thus written by Golius, without teshdeed, is said by him to be Ocimum agreste; as on the authority of Meyd; but he has not given the syn. by which Meyd has explained it.] بَيْنَ شَثٍّ وَطُبَّاقٍ, in a trad. of Mohammad Ibn-El-Hanafeeyeh, means in the places where grow these two species of trees; (O;) i. e. in the tracts of the mountains of Mekkeh. (TA.) طَابَقٌ: see طِبْقٌ.

A2: Also, (S, Mgh, O, K,) and طَابِقٌ, (K,) both mentioned by Ks and Lh, [and both in one of my copies of the S,] (TA,) and ↓ طَابَاقٌ, (Fr, O, K,) A large brick: (Mgh:) or a large baked brick: (S, O, K:) [or a large tile, or flat piece of baked clay:] and a large [piece of] glass: (Mgh:) arabicized, (S, Mgh, O,) from the Pers\., (S, O,) i. e. from تَابَهْ: (Mgh, O:) [and particularly a large flat piece of baked clay, or of stone, &c., that is used for a trapdoor:] whence, بَيْتُ الطَّابَقِ [the chamber that has a trap-door]: (Mgh: [see also مُطْبِقٌ:]) pl. طَوَابِقُ and طَوَابِيقُ; (Mgh, O, K;) the former being pl. of طابق, and the latter of طاباق. (O.) b2: And in like manner the طَابَق of iron [is from the Pers\. تَابَهْ]: (O:) [i. e.] طَابَقٌ signifies also, (K, TA,) and طَابِقٌ likewise, (accord. to the K,) A certain vessel in which one cooks, (K, TA,) [meaning a frying-pan,] of iron or of copper: (TA:) arabicized from تَابَهْ. (K, TA.) b3: [and A plate, or flat piece, of metal.]

A3: بِئْرٌ ذَاتُ طَابَقٍ means A well in which are projecting edges. (Ibn-'Abbád, O.) A4: And طَابَقٌ and طَابِقٌ signify also A limb, or member, (Th, O, * K, TA,) of a human being, such as the arm, or hand, and the leg, or foot, and the like: (Th, TA:) applied in a trad. to the hand of a thief, which is to be cut off: (TA:) [see طَائِفٌ, in art. طوف:] or they signify [or signify also] the half of a sheep, or goat: (K, TA:) or as much thereof as two persons, or three, eat. (TA.) طَابَاقٌ; pl. طَوَابِيقُ: see the next preceding paragraph.

العِمَّةُ الطَّابِقِيَّةُ The mode of disposing the turban without winding [a portion thereof] beneath the chin: (O, K:) a mode which is forbidden. (O.) جَآءَ فُلَانٌ مُتَعَمِّمًا طَابِقِيٍّا means Such a one came having his turban disposed in the manner above described. (IAar, O.) مَطْبَقٌ: see مُطْبِقٌ.

مُطْبَقٌ [pass. part. n. of 4, Covered; &c.]. b2: الحُرُوفُ المُطْبَقَةُ are The letters ص, ض, ط, and ظ: (S, O, K:) the part of the tongue which is the place of their utterance being [closely] covered [in their utterance] by what is opposite to it of the palate. (O, TA.) b3: And مُطْبَقٌ is used by the vulgar for مُطْبَقٌ عَلَيْهِ, [which is for مُطْبَقٌ عَلَيْهِ الجُنُونُ,] meaning (assumed tropical:) Upon whom insanity is made to be continual: (Msb: see also طَبَاقَآءُ [where مُطْبَقٌ عَلْيَهِ is in my opinion better rendered]:) and you say مَجْنُونَةٌ مُطْبَقٌ عَلَيْهَا [in like manner, for مُطْبَقٌ عَلَيْهَا الجُنُونُ (assumed tropical:) an insane female whose reason insanity has veiled, or wholly obscured]. (Mgh, O.) b4: مُطْبَقٌ عَلَيْهِ signifies also Affected with a swooning, or a fit of insensibility. (TA.) b5: بَيْتٌ مُطْبَقٌ means (assumed tropical:) A verse of which the former hemistich ends in the middle of a word. (Z, TA.) b6: See also the next paragraph. b7: and see طِبْقٌ.

مُطْبِقٌ Covering. (O, K, TA.) b2: Hence, (K, TA,) جُنُونٌ مُطْبِقٌ (Mgh, O, K, TA) (assumed tropical:) Insanity that covers [i. e. veils, or wholly obscures,] the reason, or intellect. (TA.) b3: حُمَّى مُطْبِقَةٌ (S, Mgh, O, Msb, K) (tropical:) A continual fever, not quitting night nor day. (S, Msb, * TA.) b4: مُطْبِقَةٌ [for سَنَةٌ مُطْبِقَةٌ] means (tropical:) A hard, or severe, year. (TA.) And مُطْبِقَاتٌ means (assumed tropical:) Calamities [like بَنَاتُ طَبَقٍ]. (TA.) b5: And مُطْبِقٌ may have the same meaning as ↓ مُطْبَقٌ. (TA. [But in what sense the latter is here used is not specified.]) b6: It signifies also A subterranean prison; or a place of confinement beneath the ground. (TA. [The word in this sense, which is probably postclassical, is there said to be like مُحْسِنٌ; but perhaps only because of its having been found written مُطْبِقٌ; for I think that I have heard ↓ مَطْبَقٌ used in this sense; and I find an apparent authority for this in a copy of the M in arts.

اصد and وصد, where الإِصَادُ and الوِصَادُ are expl. as meaning المَطْبَقُ: and likewise in the TA in art. عن, where I find مَطْبَق, thus written; see 2 in that art.: it seems also that ↓ طِبَاقٌ may have the same signification; for I find الإِصَادُ expl. as meaning الطِّبَاقُ in the K in art. اصد; and thus in the O in art. وصد, and likewise الوِصَادُ.]) مُطَبَّقٌ: see طِبْقٌ, last quarter.

جَرَادٌ مُطَبِّقٌ Locusts extending in common or universally [over a tract or region]. (TA.) and سَحَابَةٌ مُطَبِّقَةٌ A cloud raining upon the whole of a land. (S, O.) b2: مُطَبِّقٌ signifies also [A sword hitting the joint, and severing the limb: or falling between two bones. b3: And hence,] (tropical:) One who takes the right course in affairs by his [good] judgment. (K, TA.) مُطَابِقٌ: see an ex. voce طِبْقٌ
طبق
الطَّبَق، مُحرَّكة: غِطاءُ كلّ شَيْء لازِمٌ عَلَيْهِ، يُقال: وضَع الطّبَقَ على الحُبِّ، وَهُوَ قِناعُه ج: أطْباقٌ، وأطبِقة. الْأَخير غَريبٌ لم أجِدْه فِي أمّهات اللّغَة، ولعلّ الصَّوَاب: وأطْبَقَه وطبّقَه تطْبيقاً: غطّاه فانْطَبَق وَقد يُقال: لَو كانَ كَذَا مَا احْتاج الى إعادَة قوْله: وأطْبَقَه فتطبّقَ إلاّ أنْ يُقال: إنّه إنّما أعادَه ليُعْلَم أَن الانْطِباق مُطاوِعُ الإطْباق والتّطْبيق، والتّطبُّق مُطَاوع الإطْباقِ وحْدَه، وَفِيه تأمُّلٌ. وَمِنْه قولُهم: لَو تطبّقَت السّماءُ على الأرضِ مَا فعَلتُ كَذَا. والطّبَقُ أَيْضا من كلّ شَيْء: مَا ساوَاه والجمْع أطْباقٌ. وقولُه: ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أطْباقْ معْناه أنّ بعضَه طبَقٌ لبَعْض، أَي: مُساوٍ لَهُ، وجمَع لأنّه عَنَى الجِنْس، وَقد يجوزُ أَن يكونَ من نعتِ اللّيلةِ، أَي: بعضُ ظُلَمِها مُساو لبعْضٍ، فَيكون كجُبّةِ أخلاقٍ، ونحوِها. وَقد طابَقَه مُطابَقة وطِباقاً: وافقَه وساواه. والطّبَقُ: وجهُ الأرضِ وَهُوَ مَجازٌ. والطّبَقُ: الَّذِي يؤكَل عَلَيْهِ وَفِيه، وَأَيْضًا لِما توضَع عَلَيْهِ الفَواكِهُ كَمَا فِي المُفرداتِ. وَمن المَجازِ: الطَّبَق: القَرْن: من الزّمان.
وَمِنْه قولُ العبّاسِ رضيَ اللهُ عَنهُ يمدحُ النّبيَّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم:
(تُنقَل من صالَبٍ الى رَحِمٍ ... إِذا مَضى عالَمٌ بدَا طَبَقُ)

أَي: إِذا مضَى قَرْنٌ بَدا قرْنٌ. وقيلَ للقَرْن: طَبَق لأنّهم طبَقٌ للْأَرْض، ثمَّ ينقَرِضون، وَيَأْتِي طبَقٌ آخرُ. وَقَالَ ابنُ عرَفَة: يُقال: مَضَى طبَقٌ، وجاءَ طبَق، أَي: مضَى عالَمٌ وجاءَ عالَمٌ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الطَّبَقُ: الأمّة بعدَ الأمّة. أَو الطَّبَق: عِشْرون سنَة وَالَّذِي فِي كتابِ الهَجَريِّ عَن ابنِ عبّاس: الطّبَقةَ: عشرونَ سنة. والطّبَق من النّاس، وَمن الجَرادِ: الكَثير، أَو الجَماعَةُ، كالطِّبْق بالكَسْر. قَالَ الْأَصْمَعِي: الطِّبْق، بالكسْر: الجَماعةُ من النّآس. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الطَّبَق: الجماعَةُ من النَّاس يعدِلون جَماعةً مثلَهم. وَفِي الحَدِيث: أنّ مَريَم عَلَيْهَا السّلام جاعَتْ، فجاءَها طبَقٌ من جَراد، فصادَتْ مِنْهُ أَي: قَطيعٌ من الجَراد. وَمن المَجاز: الطَّبَق: الْحَال على اخْتِلافِها، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) لتَرْكَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ (أَي: حَالا بعد حالِ، ومنزِلَةً بعد منزِلة، كَمَا فِي الأساس. وَفِي الصِّحاح حَالا عَن حالٍ يوْمَ القيامةِ.وَقَرَأَ عُمر رَضِي اللهُ عَنهُ: ليَرْكَبَنّ بالياءِ وَفتح الْبَاء وَفِيه وجْهان: أحدُهما: أَن يكونَ المُرادُ بِهِ النّبيّ صلّى الله)
عَلَيْهِ وَسلم بلَفْظِ الإخبارِ عَنهُ. والثّاني: أَن يكونَ الضّميرُ رَاجعا على لفْظِ قولِه تعالَى:) وأمّا مَنْ أوتيَ كِتابَهُ وراءَ ظهْرِه (الى قوْله: بَصيرا على الإفرادِ. كَذَلِك ليَرْكَبَنّ السّماءَ طَبقاً عنْ طَبَقٍ، يَعْنِي هَذَا الْمَذْكُور، ليكونَ اللّفظُ واحِداً والمَعْنى الجَمْع. وَقَالَ الزّجّاجُ على قِراءَة أهْلِ المَدينةِ: لتَرْكَبُنّ طَبَقاً يعْني النّاس عَامَّة، والتّفْسيرُ الشّدّة، والجمْع أطْباقٌ. وَمِنْه حديثُ عَمْرو بن الْعَاصِ: إنّي كُنتُ على أطْباقٍ ثَلاث أَي: أحْوال. والطَّبَقُ: عظْمٌ رَقيقٌ يفصِلُ بَين كلّ فَقارَيْنِ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَلا ذهَبَ الخِداعُ فَلَا خِلاعا ... وأبْدى السّيفُ عَن طبَقٍ نُخاعا)
وَمِنْه حَدِيث ابنِ مسْعودٍ رَضِي الله عَنهُ: وتبْقى أصْلابُ المُنافِقين طَبَقاً واحِداً أَي تصيرُ الفِقَر كلهَا فَقْرةً وَاحِدَة، نَقله أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي، وقيلَ: الطّبَق: فَقار الصُّلبِ أجْمع، وَقيل: الفَقْرة حيثُ كَانَت. وَمن الْمجَاز: الطّبَقُ من المطَر: العامُّ نقَله الصّاغانيُّ والأصمعي، وإنّما سُمّي طبَقاً لِأَنَّهُ غِشاءٌ للأرضِ، وَمِنْه حَدِيث الاستِسْقاءِ: اللهمَّ اسقِنا غيْثاً مُغيثاً طبَقاً أَي مالِئاً للأرضِ، مغَطِّياً لَهَا، يقالُ: غيْث طبَق، أَي: عامّ واسِع، وَقَالَ امْرُؤ القَيْس:
(دِيمَةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وطَفٌ ... طبَقُ الأرضِ تحرّى وتَدُرّْ)
والطّبَق: ظهْرُ فرْجِ الْمَرْأَة عَن ابنِ عبّاد، وَهُوَ مجَاز. والطّبَقُ من اللّيل، وَمن النّهار: معظَمُهُما. يُقَال: مضَى طبَق من اللّيل، وطبَق من النّهار، أَي: بَعض منهُما. وَفِي المُفردات: طبَق اللّيلِ والنّهارِ: ساعاتُه المُطابِقَة. وَمن الْمجَاز: هَذِه بِنْتُ طَبَقٍ، وَإِحْدَى بَنات طَبَق وَهِي الدّواهِي وَفِي الْمثل: إحْدى بَناتِ طبَق، وأصلُها من الحَيّاتِ، وذكرَ الثّعالبيّ أنّ طبَقاً حيّةٌ صفراءُ. وَقَالَ غَيره: قيل للحَيّة: أمّ طبَق، وبِنت طَبقَ، لتَرَحِّيها وتَحَوِّيها، وأكثَرُ التَّرَحِّي للأفْعى، وَقيل: إنّما قيلَ للحَيّات: بَناتُ طَبَق لإطْباقِها على مَنْ تلْسَعه، وَقيل: لأنّ الحَوّاءَ يُمْسِكُها تَحت أطْباقِ الأسْفاطِ المُجلَّدَة. وَقَالَ الزّمَخْشَريُّ: لأنّها تُشْبِه الطّبَق إِذا استدارَت.
وتَزعُم العَربُ أنّ بِنْت طبَقٍ: سُلَحْفاةٌ تَبيضُ تِسْعاً وتِسعين بيضَة كُلُّها سَلاحِفُ، وتَبيضُ بيْضَةً تنقُفُ عَن حيّةٍ وَفِي الصِّحاح: عَن أسْوَدَ. وطَبَقَةُ مُحرَّكةً: امرأةٌ عاقِلَة تزوّج بهَا رجُلٌ عاقِلٌ من دُهاةِ العَرَب، وَلَهُمَا قِصّة ذكَرها الصاغانيُّ فِي العُباب. قَالَ: قَالَ الشّرْقيُّ بنُ القُطامِيِّ: كانَ رجُلٌ من دُهاة العرَب وعُقلائِهِم يُقال لَهُ: شَنٌّ، فَقَالَ: واللهِ لأطوفَنّ حَتَّى أجِدَ امْرأةً مِثْلي، فأتزوّجَها، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي بعضِ مَسيرِه إِذْ رافقَه رجُلٌ فِي الطّريق، فسألَه شنٌّ: أتَحْمِلُني أم)
أحمِلُك فَقَالَ لَهُ الرّجل: يَا جاهِلُ أَنا راكِبٌ وأنتَ راكِبٌ، فكيفَ أحْمِلُك أَو تحمِلُني، فَسكت عَنهُ شنٌّ، وسارَ حَتَّى إِذا قرُبا من القَرْيةِ إِذا هما بزَرْعٍ قد استَحْصَد، فَقَالَ شَنٌّ: أتُرى هَذَا الزّرْعَ أُكِل أم لَا فَقَالَ لَهُ الرّجلُ: يَا جاهلُ تَرى مُستَحصِداً فتَقول: أُكِلَ أم لَا فسكتَ عَنهُ شنّ، حَتَّى إِذا دَخلا القَريةَ لقِيتْهُما جَنازة، فَقَالَ شنٌّ: أتُرى صاحبَ هَذَا النّعْشِ حيّاً أَو مَيِّتاً فَقَالَ لَهُ الرّجل: مَا رأيتُ أجْهَلَ منْك تَرى جِنازةً تسألُ عَنْهَا: أميِّتٌ صاحِبُها أم حيّ فسكَتَ عَنهُ شنٌّ، فأرادَ مفارقَته فَأبى ذَلِك الرّجلُ أَن يتْرُكَه حَتَّى يَسيرَ بِهِ الى منْزِله، فمضَى مَعَه، وكانَ للرّجل بنْتٌ يُقالُ لَهَا: طَبَقةُ، فلمّا دخَل عَلَيْهَا أَبوهَا سألَتْه عَن ضَيْفِه، فأخْبَرَها بمُرافقَته إيّاه، وشَكا إِلَيْهَا جهْلَه، وحدّثها بحَديثِه، فقالتْ: يَا أبَتِ، مَا هَذَا بجاهِلٍ. أما قولُه: أتَحْمثلُني أم أحْمِلُك فأرادَ أتُحدّثُني أمأحدّثُك حَتَّى نقْطَعَ طريقَنا، وَأما قولُه: أتُرى هَذَا الزّرعَ أُكِل أم لَا فإنّما أرادَ هلْ باعَهُ أهلُه فأكَلوا ثمنه أم لَا، وأمّا قولُه فِي الجِنازة: فأرادَ هَل ترَكَ عَقِباً يحيا بهم ذِكْرُه أم لَا، فخرَج الرّجُلُ، فقَعَدَ مَعَ شنٍّ، فحادَثَه سَاعَة، ثمَّ قَالَ: أتُحِبُّ أَن أفسِّرَ لَك مَا سألْتَني عَنهُ قَالَ: نعَم، ففسّره، فَقَالَ شنٌّ: مَا هَذَا من كَلامِك، فأخْبِرْني عَن صاحِبِه. فَقَالَ: ابنةٌ لي، فخطبَها إِلَيْهِ وزوّجَها لَهُ، وحملَها الى أهلِه. وَمِنْه قولُه: وافقَ شنٌّ طبَقَة وَكَذَا: صادَفَ شنٌّ طَبَقَةَ. أَو هُم قَوْم كَانَ لهُم وِعاءُ أدَم فتشنّنَ، فَجعلُوا لَهُ طَبَقاً، فوافقَه فقِيل ذَلِك، قالَه الْأَصْمَعِي، وَنَقله أَبُو عُبيْد هَكَذَا، وفسّره. أَو طَبَق: قَبيلةٌ من إيادِ كَانَت لَا تُطاقُ وَكَانَت شَنّ لَا يُقام لَهَا فأوقَعَتْ بهَا شنٌّ وَهُوَ ابنُ أفصَى بن عبدِ القَيْس، فانتصَفَتْ مِنْهَا، وأصابت فِيهَا فضُرِبتْ مثَلاً للمُتّفِقين فِي الشّدّةِ وَغَيرهَا، وَقيل: وَافق شنٌّ طَبَقَه، وافقَه فاعتَنَقه قَالَه ابنُ الكَلبي. وَقَالَ الشّاعر:
(لقِيَتْ شَنٌّ إياداً بالقَنا ... طَبَقاً وافَقَ شَنٌّ طَبقَه)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ الشّنُّ هُنا القِربَة، لِأَن القِرْبَةَ لَا طَبَق لَهَا. وَقيل: يُضرَبُ لكُلّ اثْنَينِ أَو أمْرَين جمَعَتْهُما حالةٌ وَاحِدَة اتّصَفَ بهَا كُلٌّ مِنْهُمَا، وقيلَ: هما حيّانِ اتّفَقوا على أمرٍ، فقيلَ لَهما ذَلِك، لأنّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا قِيلَ لَهُ ذلِك لمّا وافقَ شكلَه ونَظيرَه. وطابَقَ بَين قَميصَين: لبِسَ أحدَهما فوقَ الآخر وَكَذَلِكَ صافَقَ بَينهمَا، وطارَقَ. والسّمواتُ طِباقٌ، ككِتاب فِي قَوْله تَعَالَى:) ألم تَرَوْا كيْفَ خلَقَ الله سَبْعَ سَمواتٍ طِباقاً (سُمّيت بذلِك لمُطابَقَة بعْضِها بعْضاً أَي: بَعْضهَا فوقَ بعض، وقِيلَ: لأنّ بعضَها مُطْبِقٌ على بعضٍ، وَقيل: الطِّباقُ: مصدرُ طوبِقَت طِباقاً. وَقَالَ الزّجّاج: أَي: مُطبِقٌ بعضُها علَى بعْضٍ. قَالَ: ونَصَب طِباقاً عَليّ وجْهَيْن، أَحدهمَا: مُطابَقةً) طِباقاً، وَالْآخر: من نَعْت سَبْعٍ، أَي: خلَقَ سَبْعاً ذَات طِباقٍ. وَقَالَ اللّيثُ: السّموات طِباقٌ بعضُها على بعضٍ، وكُلُّ وَاحِد من الطِّباق طَبَقَة، ويُذَكَّر، فيُقال: طَبَق. وطبّقَ الشّيءُ تَطْبيقاً: عمّ.
وطبّق السّحابُ الجَوَّ: إِذا غشّاه. وَمِنْه سَحابَةٌ مُطبِّقَة. وطبّق الماءُ وجْهَ الأرْضِ: إِذا غطّاه.
ويُقال: هَذَا مطَر طبّقَ الأرضَ: إِذا عمّها. والطُّبّاق، كزُنّار: شجَرٌ. قَالَ أَبُو حَنيفة: أخْبَرَني بعضُ أزْدِ السَّراة قَالَ: هُوَ نحْوُ القامَةِ، يَنْبُت مُتجاوِراً، لَا تَكادُ تُرَى مِنْهُ واحدَةٌ منفردَة، وَله ورقٌ طوالٌ دِقاقٌ خُضْر تتلزّجُ إِذا غُمِزَتْ، يُضمَدُ بهَا الكسرُ فيُجْبَرُ، وَله نَوْرٌ أصفَرُ مُجْتَمِعٌ، وَلَا تأكلُه الإبِلُ، وَلَكِن الغَنم، ومَنابِتُه الصّخْرُ مَعَ العَرْعَر، والنّحْلُ تجْرِسُه، والأوعالُ أَيْضا ترْعاه، وَأنْشد:
(وأشْعَثَ أنسَتْه المنيّةُ نفْسَه ... رَعى الشّثَّ والطُّبّاقَ فِي شاهِقٍ وعْرِ)
انْتهى كلامُ أبي حَنيفة. وَقَالَ تأبّط شرّاً:
(كأنّما حثْحَثوا حُصّاً قوادِمُه ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذِي شَثٍّ وطُبّاقِ)
وَفِي حَديثِ محمّدِ بنِ الحَنَفيّةِ رَحمَه اللهُ تَعَالَى وذكَر رجُلاً يَلي الأمرَ بعدَ السُّفْيانيّ، فَقَالَ: حَمْش الذِّراعينِ والسّاقَين، مُصفَّح الرّأْس، غائِر العَيْنَيْن، يكون بينَ شَثٍّ وطُبّاقٍ وهما شجَرتان معْروفتان بنَواحي جِبال مَكّة. أرادَ أنّ مُقامَه أَو مَخْرَجَه يكونُ بالحِجاز، نافِعٌ للسّموم شُرْباً وضِماداً، وَمن الجَرَب والحِكّة والحُمياتِ العَتيقَة، والمَغَص، واليَرَقان وسُدَدِ الكَبِد، شَديدُ الإسْخان. وَمن المَجاز: جَمَلٌ طَباقاءُ انْطَبَق عَلَيْهِ، فَهُوَ عاجِزٌ عَن الضِّراب. ورجُلٌ طَباقاءُ مُعْجم، ينطَبِق، أَي: ينعَجِمُ عَلَيْهِ الكَلامُ وينغَلِقُ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي لَا ينْكِحُ. أَو الطّباقاءُ: ثَقيلٌ يُطْبِقُ على المرْأةِ بصَدْرِه لثِقَلِه، أَو عَيِيٌّ ثَقيل يُطبِقُ على الطّرُوقَة أَو المرأةِ بصَدْرِه لصِغَرِه، قَالَ جميلُ بنُ مَعْمَر:
(طَباقاءُ لم يشْهَدْ خُصوماً وَلم يُنِخْ ... قِلاصاً الى أكْوارِها حينَ تُعْكَفُ)
ويُرْوى: عَياياء وهُما بمَعْنىً. قَالَ ابنُ بَرّيّ: ومثلُه قولُ الآخَر:
(طَباقاءُ لم يشْهَدْ خُصوماً وَلم يعِشْ ... حَميداً وَلم يشْهَدْ حَلالاً وَلَا عِطْرا)
وَفِي حَديثِ أمِّ زَرْعٍ: فَقَالَت: زَوْجي عَياياءُ طَباقاءُ، وكُلُّ داءٍ لَهُ داءٌ قَالَ الْأَصْمَعِي: الطَّباقاءُ: الأحمَقُ الفَدْم. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هُوَ المُطْبَق عَلَيْهِ حُمْقاً. وقيلَ: هُوَ الَّذِي أُمورُه مُطبَقَة عَلَيْهِ، أَي مُغَشّاة. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعجِز عَن الكَلامِ فتُطبَق شَفَتاه. والطّابِق، كهاجَر وصاحِب هَكَذَا)
حكاهُ اللِّحيانيُّ عَن الكِسائيّ بكَسْر الباءِ وفتْحِها: الآجُرُّ الكَبير فارسيٌّ معرَّب تابَه كالطاباق، وَهَذِه عَن الفَرّاء. وَقَالَ ثَعْلَب: الطابَق والطابِق: العُضْوُ من أعضاءِ الإنسانِ، كاليَدِ، والرِّجْل، ونحْوِهما. وَفِي حَديث عليّ رضِي الله عَنهُ: إنّما أُمر فِي السّارِق بقَطْعِ طابِقِه أَي: يدِه. وَفِي حَديث عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ رَضِي الله عَنهُ: أنّ غُلاماً لَهُ أبَقَ فَقَالَ: لئنْ قدَرْتُ عَلَيْهِ لأقْطَعَنّ مِنْهُ طابِقاً يُريدُ عُضْواً. أَو الطّابَِق: نِصْفُ الشّاةِ أَو مِقدارُ مَا يأكُل مِنْهُ اثْنان أَو ثَلاثة، وَمِنْه الحَديثُ: فخبَزْتُ خُبْزاً، وشوَيْتُ طابَقاً من شَاة. والطّابَق، بِفَتْح الباءِ: ظرْفٌ من حَديد، أَو نُحاس، يُطْبَخُ فيهِ فارسيّ معرَّب تابَهْ ج: طَوابِقُ وطَوابيقُ قَالَ سيبَوَيْه: أما الّذين قَالُوا طَوابيق فإنّما جَعَلُوهُ تَكْسيرَ فاعال، وَإِن لم يكن فِي كَلامِهم، كَمَا قَالُوا: ملامِح. والعِمّةُ الطابِقِيّة: هِيَ الاقْتِعاط. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: جاءَ فلانٌ مُقْتَعِطاً أَي جاءَ مُتَعَمِّماً طابِقيّاً، وَقد نُهِيَ عَنْهَا. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الطِّبْقُ، بالكسْرِ فِي بعضِ اللُغات: الدِّبْق الَّذِي يُصادُ بِهِ ومثلُه عَن ابنِ الأعرابيّ.
وَهُوَ أَيْضا: حمْلُ شجَر بعَيْنِه. وكُلُّ مَا أُلزِق بهِ شيءٌ فَهُوَ طِبْق. والطِّبْقُ: من حَبائِلِ الطّيْرِ، مثلُ الفِخاخ كالطِّبَقِ كعِنَب، واحِدُهُما طِبْقَة، بِالْكَسْرِ نَقله ابنُ عبّاد. قَالَ: والطِّبْقُ: السّاعَة من النّهار، كالطِّبْقة بِالْكَسْرِ: يُقال: أقَمْتُ عندَه طِبْقاً من النّهار، وطِبْقَة. والطَّبيق كأمِير: السّاعةُ من اللّيلِ. وَفِي اللِّسان: يُقال: أَتَانَا بعدَ طِبْقٍ من اللّيْلِ، وطَبيقٍ، أَي: بعدَ حِين. وَكَذَلِكَ من النّهارِ ج: طُبْقٌ بالضّمِّ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: طِبْقاً بالكَسْر وطَبِيقاً كأميرٍ، أَي: مَليّاً عَن ابنِ عبّاد. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: يُقال: هَذَا الشيءُ طِبْقُه، بالكَسر، والتّحريك، وطِباقُه، ككِتاب وأمِير، أَي: مُطابِقُه وَكَذَلِكَ وَفْقُه ووِفاقُه، وطابَقُه ومُطْبِقُه، وقالَبُه وقالِبُه، كلُّ ذلِك بِمَعْنى وَاحِد، كَذَا فِي النّوادِر.
وَيُقَال: مَا أطْبَقَه لكذا، أَي: مَا أحْذَقَه عَن ابنِ عبّادٍ. قَالَ: وَيَقُولُونَ: طَبِقَ يَفْعَل كَذَا، كفَرِح: فِي مَعنى طَفِقَ. وَمن المَجازِ: طَبِقَتْ يَدُه طَبْقاً بالفتحِ ويُحرَّك فَهُوَ من حَدَّيْ نصَ وفرِحَ فَهِيَ طَبِقَة كفَرِحة: إِذا لزِقَت بالجَنْب وَلَا تَنْبَسط. وأطْبَقه إطْباقاً: غطّاه وجعَلَه مُطْبِقاً عَلَيْهِ، فانْطَبَق، وَهَذَا قد تقدّم لَهُ فِي أوّل التّركيبِ، فَهُوَ تكْرَار. وَمِنْه الجُنونُ المُطبِقُ كمُحْسِن الَّذِي يُغَطِّي العَقْل، وَقد أطْبَق عَلَيْهِ الجُنون. والحُمّى المُطْبِقَة: هِيَ الدائِمةُ الَّتِي لَا تُفارِق ليْلاً وَلَا نَهاراً، وَقد أطبَقَت عَلَيْهِ، وَهُوَ مجَاز. وَمن المَجازِ: أطْبَقَ القومُ علَى الأمرِ: إِذا أجْمَعوا عَلَيْهِ. وأطبَقَت النّجومُ: كثُرتْ وظهَرَتْ كأنّها لكَثْرتِها طَبَقةٌ فوْقَ طبَقَةٍ. والحُروفُ المُطْبَقَةُ أَرْبَعَة: الصّادُ الى الظّاءِ تجْمَعُها أَوَائِل: صِلْ ضَريراً طالَ ظُلْمُه. وَمَا سِوَى ذلِك فمَفْتوحٌ غيرُ مُطْبَقٍ. والإطْباقُ: أَن)
ترْفَع ظهْرَ لِسانِك الى الحَنَك الْأَعْلَى مُطْبِقاً لَهُ. وَلَوْلَا الإطْباقُ لصارَت الطّاءُ دَالا، والصّادُ سِيناً، والظّاءُ ذالاً، ولخَرجَتِ الضّادُ من الْكَلَام، لأنّه ليسَ من موضِعِها شَيْءٌ غيرُها، تَزولُ الضّادُ إِذا عدِمَ الإطْباق البَتّة. والتّطْبيقُ فِي الصّلاةِ: جعْلُ اليَدَيْن بينَ الفَخِذَين فِي الرّكُوع وَكَذَلِكَ فِي التّشهُّد، كَمَا رَواه المُنْذِريّ عَن الحَرْبيّ، وَكَانَ ذَلِك فِي أوّل الأمرِ، ثمَّ نُهُوا عَن ذلِك، وأُمِروا بإلقام الكَفّينِ رأسَ الرّكبَتَيْن. وَكَانَ ابنُ مَسعودٍ مُستَمِراً على التّطْبيقِ، لِأَنَّهُ لم يكُنْ علِمَ الأمرَ الآخَر. والتّطْبيقُ: إصابةُ السّيْفِ المَفْصِل حَتَّى يَبينَ العُضوُ. قَالَ الفَرَزْدَقُ يمْدَحُ الحجّاجَ ويشبِّهُه بالسّيف:
(وَمَا هُو إلاّ كالحُسامِ مجَرّداً ... يُصَمِّمُ أَحْيَانًا وحِيناً يُطبِّقُ)
والتّصْميم: أَن يمضيَ فِي العَظْم. ويُقال: طبّق السّيفُ: إِذا وقعَ بينَ عظْمَين. والتّطبيقُ: تقريب الفَرَس فِي العَدْو. وَقَالَ الأصْمَعيّ: هُوَ أَن يَثِبَ البَعيرُ فتقَعَ قوائِمُه بالأرضِ مَعًا، وَمِنْه قولُ الرّاعي يَصِف نَاقَة نَجيبةً:
(حتّى إِذا مَا اسْتَوى طبّقَتْ ... كَمَا طبّقَ المِسْحَلُ الأغْبَرُ)
يقولُ: لمّا اسْتَوى الرّاكبُ عَلَيْهَا طبّقَتْ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وأحْسَنَ الرّاعي فِي قَوْله:
(وهِيَّ إِذا قامَ فِي غَرزِها ... كمِثْلِ السّفينةِ أَو أوْقَر)
لأنّ هَذَا من صِفَةِ النّجائب، ثمَّ أساءَ فِي قولِه: طبّقَت لأنّ النّجيبةَ يُستَحَبُّ لَهَا أَن تُقدِّمَ يَداً ثمَّ تُقدّم الْأُخْرَى، فَإِذا طبّقَت لم تُحْمَد. قَالَ: وَهُوَ مثلُ قَوْله: حتّى إِذا مَا اسْتَوى فِي غرزِها تثِبُ والتّطْبيقُ: تَعْميم الغَيْمِ بمطَرِه الأرضَ، وَقد طبّق، وَهَذَا قد تقدّم آنِفا، فَهُوَ تكْرَار، وَمِنْه: سَحابةٌ مطَبِّقة. وَمن الْمجَاز: المُطَبِّقُ كمُحدِّث مَنْ يُصيبُ الأمورَ برأْيهِ. وَمِنْه قولُ ابنِ عبّاس لأبي هُريرة رَضِي الله عَنْهُم حِين بلَغه فُتْياهُ فِي المُطلَّقة ثَلاثاً غيرَ مدْخول بهَا. إنّها لَا تحِلُّ لَهُ حَتَّى تنْكِح زَوْجاً غيرَه. فَقَالَ لَهُ: طبَّقْتَ. قَالَ أَبُو عُبيد: أَي أصَبْتَ وَجْه الفُتْيا وأصلُه إصابةُ السّيف المَفْصِل. وَقيل: ويُقال للّذي يُصيبُ الحُجّة: إنّه يُطبِّقُ المَفصِل. وَقَالَ أَبُو زَيد: يُقالُ للبَليغ من الرِّجال: قد طبّقَ المَفْصِلَ، وردّ قالَب الكَلام، ووضَع الهِناءَ مواضِعَ النُّقَبِ.
والمُطابَقَة: المُوافَقَة، وَقد طابَقَه مُطابَقة وطِباقاً. وَقَالَ الرّاغِب: المُطابَقَة: من الأسْماءِ المُتضايِفَة وَهُوَ أَن يُجعَلَ الشّيءُ فوقَ آخر بقَدْره، وَمِنْه: طابَقْتُ النّعْلَ، قَالَ الشَّاعِر:)
(إِذا لاوَذَ الظِّلَّ القَصيرَ بخُفّه ... فَكَانَ طِباقَ الخُفِّ أَو قَلَّ زائِدا)
ثمَّ يُستَعْمل الطِّباقُ فِي الشّيءِ الَّذِي يكونُ فوقَ الآخَر تَارَة، وَفِيمَا يُوافِق غيرَه تَارَة، كسائِرِ الأشياءِ الْمَوْضُوعَة لمعْنَيَيْن، ثمَّ يُستَعمَلُ فِي أحدِهما من دونِ الآخر، كالكأسِ والرّاوِية، وَنَحْوهمَا. وَمن المَجاز: المُطابَقة: مَشْيُ المُقَيَّد، وَهُوَ مُقارَبَةُ الخَطْو. وَهُوَ مأخوذٌ من قولِهم: المُطابَقَة هُوَ وضْعُ الفَرَس رِجْلَيْهِ موضِع يَدَيْه وَهُوَ الأحَقُّ من الخَيْلِ، وكذلِك البَعير، كَمَا فِي الأساسِ. وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ: تطابَق الشّيئانِ: تَساوَيا واتّفَقا. وطابَقْتُ بيْن الشّيْئَين: إِذا جعَلْتَهما على حَذْوٍ واحدٍ، وألزَقْتَهما. وَهَذَا الشّيءُ مُطْبَقُه كمُكْرَم، وطابَقهُ كهاجَر، أَي: وَفْقه عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وأصبَحَت الأرضُ طَبَقاً واحِداً: إِذا تغشّى وجهُها بالماءِ. وطِباقُ الأرضِ، وطِلاعُها سَواءٌ، بِمَعْنى مِلْئِها. وَفِي الحَديث: قُرَيْشٌ الكَتَبة الحَسَبَة مِلْحُ هذِه الأمّةِ، عِلْمُ عالِمِهم طِباقُ الأرضِ كأنّه يعُمُّ الأرضَ فيكونُ طَبَقاً لَهَا. وَفِي رِوَايَة: عِلْمُ عالِمِ قُريْش طَبَقُ الأَرْض. وَفِي حَديث آخر: لله مائَةُ رَحْمَة كُلُّ رَحْمَةٍ مِنْهَا كطِباقِ الأرضِ أَي: تُغَشِّي الأرضَ كُلَّها. وَفِي حَديث أشْراطِ السّاعة: توصَلُ الأطْباقُ وتُقطَعُ الأرْحام يعنِي بالأطْباقِ البُعَداءَ والأجانِبَ.
وطابَقَه علَى الأمْرِ: جامَعَهُ ومالأَه. وقيلَ: عاونَه. وطابَقَت المرْأةُ زوجَها: إِذا واتَتْه. وطابَقَ على العَمَل: مارَن. وطابَقَت النّاقةُ والمرْأةُ: انْقادَت لمُريدِها. والطِّبْقُ بالكَسْرِ، والمُطبَّق كمعَظَّم: شَيءٌ يُلصَق بِهِ قِشرُ اللّؤلُؤ فيَصيرُ مثلَه. وجاءَت الإبلُ طَبَقاً واحِداً، بالتّحْريك، أَي: على خُفٍّ واحِد. ويُقال: باتَ يرْعَى طَبَقَ النّجومِ، أَي: حالَها فِي مَسيرِها، وَهُوَ مَجازٌ. والطَّبَقَة: الحالُ، والجَمْع الطّبَقات. والمُطْبِقاتُ: الدّواهي والشّدائِد، عَن أبي عَمْرو. ويُقالُ للسَّنَة الشّديدةِ: المُطبِقَةُ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الكُمَيتُ:
(وأهلُ السّماحة فِي المُطبِقات ... وأهلُ السّكينة فِي المَحْفَلِ)
وَيكون المُطبَق بِمَعْنى المُطْبِق. وولدَتِ الغَنَمُ طَبَقاً وطَبْقاً: إِذا نُتِج بعضُها بعْد بعْضٍ. وَقَالَ الأمويُّ: إِذا وُلِدَتِ الغنَمُ بعضُها بعدَ بعضٍ قيلَ: قد ولّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، وولّدْتُها طَبَقاً وطَبَقةً.
والطّبَقات: المَنازِل والمَراتِب. والطّبَقَة من الأَرْض: شِبْه المَشارَة. وَقَالَ الأصمعيّ: كلُّ مَفصِل طَبَق، والجمْع أطْباقٌ. والطّبَقُ: الدَّرَكُ من أدْراكِ جهنّم، أعاذَنا اللهُ منْها. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الطَّبْقُ، بالفَتْح: الظُّلْم بالباطِل. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقال: تحلَّبوا على فُلان طَباقاءَ، بالمَدّ، أَي: تجمّعوا كُلُّهم عَلَيْهِ. وأطْباقُ الرّأْس: عِظامُه لتطابُقِها مَعَ بعضِها واشْتِباكِها. وَقَالَ ابنُ عبّاد:) بِئْرٌ ذاتُ طابقٍ إِذا كانَت فِيهَا حُروفٌ نادرَةٌ. قَالَ: وكُتُبُه لي طَبَقَة، أَي: مُتواتِرة. والمُطْبَقُ عَلَيْهِ، بفَتْح الباءِ: المُغْمَى عَلَيْهِ. وطابَقَ لي بحَقّي: إِذا أذْعنَ وأقرّ. وَهَذَا جوابٌ يُطابِقُ السّؤالَ.
وأطبَقْتُ الرّحَى: إِذا وضَعتَ الطّبَقَ الأعلَى على الأسْفلِ. وجَرادٌ مُطبِّقٌ: عامٌّ. وأطْبِق شَفَتيْك: أَي اسكُت. وأطبَقَ الغَيمُ السّماءَ، كطبَّقَها. والمُطبِقُ، كمُحْسِن: سِجْنٌ تحتَ الأرضِ. وبيتٌ مُطبَقٌ: انتَهى عَروضُه فِي وسَط الكلمةِ. ولامِيّةُ عَبيدٍ كُلُّها مُطْبَقَة إِلَّا بَيتاً واحِداً، نقَله الزّمخْشَريّ. وأطْبَقَ الرّاكعُ: مثل طبّق. وطبّقَت الإبِلُ الطريقَ: قطعَتْه غيرَ مائِلةٍ عَن القَصْدِ، وَهُوَ مجَاز. والإطْباقَةُ: قَرية بمِصْر من أعمالِ الغرْبِيّة.

حبب

حبب


حَبُبَ
a. U see supra (a).
حَبَّبَ
a. [acc. & Ila], Endeared to.
b. Seeded, ran to seed (plant).
حَاْبَبَa. Loved, liked; was friendly to.

أَحْبَبَa. Loved, liked.
b. [Ila
or
Bi], Was dear to.
c. see II (b)
تَحَبَّبَ
a. [Ila], Showed love, affection, to.
تَحَاْبَبَa. Loved, liked one another.

إِسْتَحْبَبَa. Loved, liked, took pleasure in; found agreeable
pleasant.
b. ['Ala], Preferred, liked better.
حَبّ
(pl.
حِبَاْب
حُبُوْب حُبَّاْن)
a. Grain, seed; pip, kernel, stone; berry; bead.
b. Pill.
c. Pimple, spot. ( See
حَبّ
below. )
حَبَّةa. see 1 (a) (c).
c. Trifle, mere nothing.

حِبّ
(pl.
حِبَّاْن
أَحْبَاْب
38)
a. Loved, beloved.
b. Love, affection, liking.

حُبّa. see 2 (b)b. Jar.

حُبَّةa. Loved, beloved.

حَبَبa. Beautiful teeth.
b. Bubble.
c. Dew-drop.

أَحْبَبُa. Dearer; liked best, preferred.
b. Preferable.

مَحْبَبَة
(pl.
مَحَاْبِبُ)
a. Love, affection, liking.

حَبَاْبa. Aim, object, endeavour.
b. Utmost endeavour.

حُبَاْبa. see 25 (a)
حَبِيْب
(pl.
أَحْبَاْب
أَحْبِبَآءُ
68)
a. Beloved, loved, liked.
b. Loving; lover; friend.

N. P.
حَبڤبَa. Loved, beloved; liked.

N. Ag.
أَحْبَبَa. Liked, esteemed; friend; lover; loving.

حَبّ الأَفْرَنْجِيّ
a. Syphilis.

حَبّ السَّلَاطِيْن
a. Seed of the castor-oil plant.

حَبّ المُلُوْك
a. Cherry.

حُبّ الوَطَن
a. Patriotism.

حَبَّة الحَلْوَى
a. Aniseed.

حَبَّة السَّوْدَآء
a. Coriander-seed

حَبَّة القَلْب
a. Liver.
b. Heart, core.

حَبَّة النَّوْم
a. Clove of garlic.
(ح ب ب) : (الْحُبُّ) خِلَافُ الْبُغْضِ وَبِفَعِيلٍ مِنْهُ سُمِّيَ حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ فِي الْكَفَالَةِ وَكَانَ عَبْدَ شُرَيْحٍ الْقَاضِي وَبِمُؤَنَّثِهِ كُنِّيَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ الَّتِي سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الِاسْتِحَاضَةِ (وَأُمُّ حَبِيبَةَ) بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ فِي حَدِيثِ الْحِدَادِ (وَحَبَّانُ) بْنُ مُنْقِذٍ الَّذِي قَالَ لَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قُلْ لَا خِلَابَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (حَبَّانَ) فِي السِّيَرِ كِلَاهُمَا بِالْفَتْحِ (وَحِبَّانُ) بْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ بِالْكَسْرِ وَزَيْدُ بْنُ (حَيَّانَ) تَحْرِيفٌ مَعَ تَصْحِيفٍ وَأَمَّا جَعْفَرُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ الْحَسَنِ فَمُخْتَلَفٌ فِيهِ بِالْبَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ أَوْ بِالْفَتْحِ وَالْيَاءِ بِنُقْطَتَيْنِ وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ زَيْدُ بْنُ (الْحُبَابِ) بِالضَّمِّ وَهُوَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَمَةُ الْحُبَابِ فِي (سل) .
(حبب) : يُجْمَع الحَبُّ على حُبّانٍ، كسَمْنٍ وسُمْنانٍ، وتَمْرٍ وتُمْرانٍ ولَحْمٍ ولُحْمان.
(حبب) - في حديث صِفَةِ أَهلِ الجَنَّة: "يَصِيرُ طَعامُها إلى رَشْحٍ مِثلِ حَبابِ المِسكِ" .
الحَباب، بفَتْح الحَاءِ، الطَّلُّ الذي يُصبِح على الشَّجَر، شَبَّه رَشْحَ المِسْك به.
ويجوز أن يكون مُشبَّها بحَباب المَاءِ، وهو فَقاقِيعُه وتَكاسِيرُه وطَرَائقُه. وقيل: ما تَطايَر منه. والحَباب أَيضا: مُعظَم الماء.
- ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ، رَضِي الله عنه، قال لأبِي بَكْر رضي الله عنهما: طِرتَ بِعُبَابِها، وفزْتَ بَحَبابِها".
: أي مُعْظَمِها.
- في الحَدِيث: "الحُباب شَيْطَان" .
قال الأصمَعّي: الحُبَاب، يَعنِي بالضَّمِّ، الحَيَّةُ، لأنه اسمُ الشَّيطان، والحَيَّة يقال لها: شَيْطَان، قال الشاعر: كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وقال المُبَرِّد: الحُبابُ، حَيَّة بعَيْنِها، وكذلك اشْتَركا في اسم الجَانّ وابن قِتْرة .
- وفي صِفَتِه عليه الصّلاة والسَّلام: "ويَفْتَرّ عن مِثْل حَبِّ الغَمَام".
حَبُّ الغَمام: البَرَد، شَبَّه تَغرَه به في بَياضِه وصَفائِه وبُرودَتِه.
ح ب ب: (حَبَّةُ) الْقَلْبِ سُوَيْدَاؤُهُ وَقِيلَ ثَمَرَتُهُ. وَ (الْحِبَّةُ) بِالْكَسْرِ بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» . وَ (الْحُبَّةُ) بِالضَّمِّ الْحُبُّ يُقَالُ: حُبَّةً وَكَرَامَةً. وَ (الْحُبُّ) بِالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالْحُبُّ أَيْضًا الْمَحَبَّةُ وَكَذَا (الْحِبُّ) بِالْكَسْرِ. وَالْحِبُّ أَيْضًا الْحَبِيبُ وَيُقَالُ: (أَحَبَّهُ) فَهُوَ (مُحَبٌّ) وَ (حَبَّهُ) يُحِبُّهُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ (مَحْبُوبٌ) . وَ (تَحَبَّبَ) إِلَيْهِ تَوَدَّدَ وَامْرَأَةٌ (مُحِبَّةٌ) لِزَوْجِهَا وَ (مُحِبٌّ) أَيْضًا وَ (الِاسْتِحْبَابُ) كَالِاسْتِحْسَانِ. قُلْتُ: (اسْتَحَبَّهُ) عَلَيْهِ أَيْ آثَرَهُ عَلَيْهِ وَاخْتَارَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] وَاسْتَحَبَّهُ أَحَبَّهُ وَمِنْهُ (الْمُسْتَحَبُّ) وَ (تَحَابُّوا) أَحَبَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ. وَ (الْحِبَابُ) بِالْكَسْرِ (الْمُحَابَّةُ) وَالْمُوَادَّةُ. وَ (الْحُبَابُ) بِالضَّمِّ الْحُبُّ. وَالْحُبَابُ أَيْضًا الْحَيَّةُ. وَحَبَابُ الْمَاءِ بِالْفَتْحِ مُعْظَمُهُ وَقِيلَ نُفَّاخَاتُهُ الَّتِي تَعْلُوهُ وَهِيَ الْيَعَالِيلُ. وَ (الْحَبَبُ) بِالْفَتْحِ تَنَضُّدُ الْأَسْنَانِ. 
ح ب ب

أحببته، وهو حبيب إليّ، وأحبب إليّ بفلان. وحبب الله إليه الإيمان، وحببه إليّ إحسانه. وهو يتحبب إلى الناس، وهو محبب إليهم: متحبب. وفلان يحاب فلاناً ويصادقه، وهما يتحابان، وفرق بين معد تحاب. وأوتي فلان محاب القلوب. واستحبوا الكفر على الإيمان: آثروه. وحب إليّ بسكنى مكة، وحبذا جوار الله، حب بمعنى حبب. قال:

وحب إلينا أن تكون المقدما

وحب إليّ بأن تزورني. قال:

وحب بها مقتولة حين تقتل

واجعله في حبة قلبك وهي سويداؤه، وأصابت فلانة حبة قلبه. قال الأعشى:

فرميت غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبة قلبها وطحالها

وطفا الحباب على الشراب، والحبب وهي ففاقيعه كأنها القوارير. وشرب حتى تحبب أي انتفخ كالحب، ونظيره: حتى أوّن أي صار كالأون وهو الجوالق. قال ربيعة بن مقروم:

وفتيان صدق قد صبحت سلافة ... إذا الديك في جوش من الليل طربا

ومسحوطة بالماء ينزو حبابها ... إذا المسمع الغريد منها تحببا

ومن المجاز: قوله:

تخال الحباب المرتقي فوق نورها ... إلى سوق أعلاها جماناً مبذرا

أراد قطرات الطل، سماها حباباً استعارة، ثم شبهها بالجمان. وفلان بغيض إلى كل صاحب، لا يوقد إلا نار الحباحب؛ وهي مثل في النكد وعدم النفع.
ح ب ب :
أَحْبَبْتُ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ فَهُوَ مُحَبٌّ وَاسْتَحْبَبْتُهُ مِثْلُهُ وَيَكُونُ الِاسْتِحْبَابُ بِمَعْنَى الِاسْتِحْسَانِ وَحَبَبْتُهُ أَحِبُّهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْقِيَاسُ أَحُبُّهُ بِالضَّمِّ لَكِنَّهُ غَيْرُ مُسْتَعْمَلِ وَحَبِبْتُهُ أَحَبُّهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَفِيهِ لُغَةٌ لِهُذَيْلٍ حَابَبْتُهُ حَبَابًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالْحُبُّ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ وَحَبِيبٌ وَحِبٌّ بِالْكَسْرِ وَالْأُنْثَى حَبِيبَةٌ وَجَمْعُهَا حَبَائِبُ وَجَمْعُ الْمُذَكَّرِ أَحِبَّاءٌ وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُجْمَعَ جَمْعَ شُرَفَاءَ وَلَكِنْ اُسْتُكْرِهَ لِاجْتِمَاعِ الْمِثْلَيْنِ قَالُوا كُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعِيلٍ مِنْ الصِّفَاتِ فَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُضَاعَفٍ فَبَابُهُ فُعَلَاءُ مِثْلُ: شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ وَإِنْ كَانَ مُضَاعَفًا فَبَابُهُ أَفَعِلَاءُ مِثْلُ: حَبِيبٍ وَطَبِيبٍ وَخَلِيلٍ.

وَالْحَبُّ اسْمُ جِنْسٍ لِلْحِنْطَةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَكُونُ فِي السُّنْبُلِ وَالْأَكْمَامِ وَالْجَمْعُ حُبُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ الْوَاحِدَةُ حَبَّةٌ وَتُجْمَعُ حَبَّاتٍ عَلَى لَفْظِهَا وَعَلَى حِبَابٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَالْحِبُّ بِالْكَسْرِ بِزْرُ مَا لَا يُقْتَاتُ مِثْلُ: بُزُورِ الرَّيَاحِينِ الْوَاحِدَةُ حِبَّةٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» هُوَ بِالْكَسْرِ.

وَالْحُبُّ بِالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ حِبَابٌ وَحِبَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ.

وَحِبَّانُ بْنُ مُنْقِذٍ بِالْفَتْحِ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «قُلْ لَا خِلَابَةَ» .

وَحِبَّانُ بِالْكَسْرِ اسْمُ رَجُلٍ أَيْضًا.

وَحَبَابُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ غَايَتُكَ. 
[حبب] الحبة: واحدة حَبَّ الحنطة ونحوِها من الحبوب. وحَبَّة القلب: سُويداؤه، ويقال ثمرته وهو ذاك. والحبة السَوداء والحبة الخضراء. والحبة من الشئ: القطعة منه. ويقال للبرد: حب الغمام، وحب المزن، وحب قر. ابن السكيت: وهذا جابرُ بن حَبَّةَ: اسم للخبز، وهو معرفةٌ. والحِبَّةُ بالكسر: بزور الصحراء مما ليس بقوتٍ. وفي الحديث: " فينبُتونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ السَيْلِ "، والجمع حِبَبٌ. والحُبَّةُ بالضم: الحُبُّ، يقال: نَعمْ وحُبَّةً وكرامةً. والحُبُّ: الخابيةُ، فارسيٌّ معربٌ، والجمع حِبابٌ وحببة. = الوليد رثى بهذا الشعر عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقاتله كنانه بن بشر التجيبى. وأما قاتل على رضى الله عنه فهو التجوبى. ورأيت في حاشية ما مثاله: أنشد أبو عبيد البكري رحمه الله في كتابه فصل المقال، في شرح كتاب الامثال: هذا البيت الذى هو ألا إن الخ. لنائلة بنت الفرافصة بن الاحوص الكلبية، زوج عثمان رضى الله عنه، ترثيه، وبعده: ومالى لا أبكى وتبكى قرابتي * وقد حجبت عنا فضول أبى عمرو والرواية في البيت: " قتيل التجيبى ". والثلاثة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضى الله عنهما. والحب: المحبة، وكذلك الحب بالكسر. والحِبُّ أيضاً: الحبيب، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ. يقال أحبّه فهو مُحَبٌّ. وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو محبوب. قال الشاعر : أحب أبا مروان من أجل تمره * وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق * ووالله لولا تمره ما حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق وهذا شاذ لانه لا يأتي في المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديا، ما خلا هذا الحرف. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حَبِبْتَ بالكسر، أي صرت حَبيباً. الأصمعي: قولهم حُبَّ بفلان، معناه ما أحبه إلى. وقال الفراء: معناه حبب بضم الباء، ثم أسكنت وأدغمت في الثانية. قال ابن السكيت في قول ساعدة: هجرت غضوب وحب من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وليك تشغب أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لانه مدح. ومنه قولهم: حبَّذا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الاشارة جعلا شيئا واحد فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء وزيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لانك تقول: حبذا امرأة ولو كان بدلا لقلت حبذه المرأة. قال الشاعر جرير: وحبذا نَفَحاتٌ من يمانِيَةٍ * تأتيكَ من قِبَل الريَّانِ أحيانا وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أي تَمَلَّأتْ ريَّاً. وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌّ لزوجها أيضاً، عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان . وتحابُّوا، أي أحبَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبه. والحِباب بالكسر: المُحابَّةُ والمَوادَّةُ. والحُبابُ بالضم: الحب. قال الشاعر : فوالله ما أَدري وإني لصادقٌ * أَداءٌ عَراني من حُبابِكِ أمْ سِحْرُ والحُبابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل الحُبابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّيَ الرجل. وحَبابُ الماء بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها * كما قَسَمَ التُرْبَ المُغايِلُ باليَدِ ويقال أيضاً حَبابُ الماء: نفاخاته التى تعلوه، وهى اليعاليل. وتقول أيضاً: حَبابُكَ أن تفعلَ كذا، أي غايتك. والإحبابُ: البُروكُ. والإِحْبابُ في الإبل كالحِرانِ في الخيل. قال الشاعر :

ضرب بعير السوء إذ أحبا * أبو زيد: يقال بعير مُحِبٌّ، وقد أحبَّ إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأ أو يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. وأنشد : جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن كالمحب وأَحَبَّ الزرعُ وأَلبَّ، إذا دخل فيه الأكل وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُبُّ. والحَبَبُ، بالتحريك: تَنَضُّدُ الأسنان وقال:

وإذا تَضْحَكُ تُبْدي حَبَباً * والحباحب: اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا ناراً ضعيفةً مخافَة الضيفان، فضربوا بها المثلَ حتّى قالوا: نارُ الحُباحِبِ لِمَا تَقْدَحُهُ الخيلُ بحوافرها. قال النابغة يذكر السُيوف: تَقُدُّ السَلوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُهُ * ويوقِدْنَ بالصُفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ وربما قالوا: نارُ أبي حُباحِبٍ، وهو ذبابٌ يطير بالليل كأنه نار. قال الكميت: يَرى الراءون بالشفرات منها * كنار أبى حُباحِبَ والظُبينا وربما جعلوا الحُباحِبَ اسماً لتلك النار. قال الكُسَعيُّ: ما بالُ سَهْمي يوقِدُ الحُباحِبا * قد كنتُ أرجو أن يكون صائبا وحبان بالفتح: اسم رجل موضوع من الحب. والحباحب بالفتح: الصغار، الواحد حبحاب. قال الهُذَليّ : دَلَجي إذا ما الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ يعني بالمُقَرَّنَةِ الجبال التي يدنو بعضها من بعض. وحبى على فعلى: اسم امرأة. قال هدبة ابن خشرم: فما وجدت وجدى بها أم واحد * ولا وجد حبى بابن أم كلاب -
[حبب] نه في صفته صلى الله عليه وسلم: ويفتر عن مثل "حب" الغمام يعني البرد، شبه به ثغره. وح: يلقى إليهم "الحبوب" أي المدر. وفي صفة أهل الجنة يصير طعامهم إلى رشح مثل "حباب" المسك، هو بالفتح الطل الذي يصبح على النبات، شبه به رشحهم مجازاً، وأضيف إلى المسك ليثبت له طيب الرائحة، أو شبه بحباب الماء وهي نفاخاته التي تطفو عليه، ويقال لمعظم الماء: حباب، أيضاً. ومنه ح علي للصديق: طرت بعبابها، وفزت "بحبابها" أي معظمها. وفيه: "الحباب" شيطان، هو بالضم اسم له، ويقع على الحية أيضاً كما يقال لها شيطان، ولذا غير اسم الحباب كراهية للشيطان. وفيه: كما تنبت "الحبة" في حميل السيل، هي بالكسر بزور البقول وحب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش، وهي بالفتح الحنطة والشعير ونحوهما. ك: والمراد الحبة الحمقاء لأنها تنبت سريعاً وهو يزيد الرياحين حسناً. ط: وجه الشبه سرعة النبات وحسنه وطراوته، ويتم بياناً في حميل. وح: ثار عن وطائه من بين "حبه" بالكسر المحبوب، أي قام عن فراشه. نه وفي ح عائشة: أنها "حبة" أبيك، هو بالكسر المحبوب، والذكر حب. ومنه من يجترئ عليه إلا أسامة "حبه" وكان صلى الله عليه وسلم يحبه كثيراً. ن: أي يتجاسر عليه بطريق الإدلال. ومنه: نهائي "حبي". ش ومنه: فأثرت "حب" النبي صلى الله عليه وسلم على "حبه" بكسر حائهما بمعنى المحبوب. شم: بضم الحاء وكسرهما فيهما. ن: "الحبة" السوداء الشونيز على المشهور الصواب، وقيل: الخردل، وقيل: الحبة الخضراء وهي البطم. نه وفي ح أحد: هو جبل "يحبنا ونحبه" أي يحبنا أهله ونحبهم، أو إنا نحبه لأنه في أرض من نحبه. ط: والأولى أنه على ظاهره، ولا ينكر حب الجمادات للأنبياء والأولياء كما حنت الأسطوانة على مفارقته ويسلم الحجر عليه، وقيل: أراد به أرض المدينة وخص الجبل لأنه أول ما يبدو كما قال:
وهل يبدون لي شامة وطفيل
ولعله حبب إليه صلى الله عليه وسلم بدعائه: اللهم حبب إلينا المدينة. نه: انظروا "حب" الأنصار، بضم حاء، وفي بعضها بحذف انظروا للعلم به، أو هو مبتدأ والتمر خبره كزيد عدل للمبالغة، أو بكسر الحاء بمعنى المحبوب والتمر على الأول منصوب وهو المشهور رواية، وعلى الأخيرين مرفوع. ك: كلمتان "حبيبتان" عند الرحمن، أي كلامان محبوبان أي محبوب قائلهما، والحبيب يجوز فيه التسوية ولا تجب، أو تجب
حبب
حبَّ1 حَبَبْتُ، يَحِبّ، احْبِبْ/ حِبّ، حُبًّا، فهو حَابّ، والمفعول مَحْبوب وحَبِيب
• حبَّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ:
1 - ودّه ومال إليه "حَبَبْتُك لصدقك- لا يكن حبُّك كلَفًا ولا بغضُك تلفًا- حُبُّكَ الشَّيءَ يُعمِي ويُصمّ [مثل]- {فَاتَّبِعُونِي يَحِبَّكُمُ اللهُ} [ق]: ينعم عليكم بالغفران- {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} - {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}: ألقيت عليك رحمتي" ° رباط المحبَّة: عامل عاطفيّ يجمع بين شيئين أو أكثر- كما تحبّ: حَسْب ما تريد أو ترغب- محبَّة الذَّات: الأنانية، الفرديّة.
2 - عظَّمه وخضع له " {يَحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} [ق] ". 

حبَّ2 حَبُبْتُ، يَحُبّ، احْبُبْ/ حُبَّ، حُبًّا، فهو حبيب
• حبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: اتَّصف بما يستجلب الودَّ، صار محبوبًا "لقد حَبُبْتَ بعد عفوك عن خَصْمِك". 

حبَّ3/ حبَّ إلى حَبِبْتُ، يَحَبّ، احْبَبْ/ حَبّ، حُبًّا، فهو حَبِيب، والمفعول مَحْبوبٌ إليه
• حبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: اتَّصف بما يستجلب الود، وصار محبوبًا "لقد حَببْت بعد عفوك عن خصمك".
• حبَّ إليَّ أن تفعلَ: صِرْتُ أُحِبُّ ذلك. 

حَبَّ4 حبِبْتُ، يَحَبّ، احْبَبْ/ حَبّ، حُبًّا، فهو حابّ، والمفعول مَحْبوب وحبيب
• حبَّ الشَّخصَ: ودَّه "يجب أن نَحَبّ الآخرين لا من أجلنا بل من أجلهم". 

حُبَّ يُحَبّ، حُبًّا، والمفعول مَحْبوب
• حُبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: صار محبوبًا ° حُبَّ به: ما أحبَّه إليَّ (للمدح أو التعجّب). 

أحبَّ يُحِبّ، أَحْبِبْ/ أَحِبَّ، إحبابًا، فهو مُحِبّ، والمفعول مُحَبٌّ (للمتعدِّي)
• أحبَّ الزَّرعُ: بَدا حَبُّه "أحَبَّ الزَّرعُ وألبَّ: صار ذا حَبٍّ ولُبٍّ".
• أحبَّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أحبَّه، ودّه ومال إليه، عكس كرهه "جئتك بقوم يحبُّون الموتَ كما تحبُّون الحياةَ: يرغبون فيه ولا يخافونه- من أحبّ شيئًا أكثر من ذِكْره- سجِّل نصيحة من يحبّك وإن كنت لا تتقبّلها في حينها [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: صديقك من صَدَقَك لا من صدّقَك- إنّ المُحِبَّ إذا أحبَّ حبيبَه ... صدَق الصَّفاءَ وأنجز الموعودا: أخلص وصدق في مودّته- لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ [حديث]: يتمنّى- {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} " ° المحبّ المخلص: الصّادق المحبَّة- كما تحبّ: حَسْب ما تريد أو ترغب.
• أحبّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ على غيره: آثره وفضَّله عليه " {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ". 

استحبَّ يَستحِبّ، اسْتَحْبِبْ/ اسْتَحِبَّ، استحبابًا، فهو مُسْتَحِبّ، والمفعول مُسْتَحَبّ
• استحبَّ الشَّيءَ: قبِله، فضَّله واستحسنه وآثره "استحبّ المطالعةَ- شراب مستحبّ الطَّعم".
• استحبَّ الشِّعْرَ على القصَّة: اختاره، أحبَّه أكثرَ منها وفضّله عليها "استحب الصَّمت على الكلام حين احتدم الجدل- {إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} ". 

تحابَّ يَتحابّ، تَحابَبْ/ تَحابَّ، تَحَابًّا، فهو مُتحابّ
• تحابَّ القومُ: أحَبَّ بعضُهم بعضًا، تبادلوا الحُبَّ والودّ "التحابب بين أفراد الأمّة ضروري لبقائها- لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا [حديث] ". 

تحبَّبَ/ تحبَّبَ إلى/ تحبَّبَ لـ يَتحبَّب، تحبُّبًا، فهو مُتحبِّب، والمفعول متحبَّب إليه
• تحبَّب الشَّيءُ: مُطاوع حبَّبَ: تحوّل إلى حُبَيْبات "تحبَّب المِلْحُ/ السُّكّر".
• تحبَّب الجِلْدُ: خرجت فيه حُبَيْبات وبثور.
• تحبَّب الماءُ ونحوُه: ظهرت عليه الفقَّاعات.
• تحبَّب إليه/ تحبَّب له: تودَّد وأظهر الحُبَّ له "تحبَّبتِ المرأةُ إلى زوجها- كان الأطفال يتحبّبون إليه لأنّه كان يلاطفهم". 

حابَّ يحابّ، حابِبْ/ حابَّ، مُحابَّةً، فهو مُحابّ، والمفعول مُحابّ
• حابَّ جارَه: وادّه وصادقه وأظهر له المحبَّة وحسن المعاملة "حاولَ أن يُحابَّه فلم يُفلح". 

حبَّبَ يحبِّب، تَحْبِيبًا، فهو مُحَبِّب، والمفعول مُحَبَّبٌ (للمتعدِّي)
• حبَّب الزَّرعُ: أحبّ، ظهر حبُّه.
• حبَّب الدَّواءَ ونحوَه: جعله في صورة الحَبّ "نسيج محبَّب: مغطّى بحبوب صغيرة- سنبلة محبَّبة: ملآنة حَبًّا".
• حبَّب الشَّيءَ إليه: جعله يوَدّه ويميل إليه، جعله يحبّه "حبَّبه إليّ إحسانُه- {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ} ".
• حبَّبَه في الشَّيء: جعله يحبّه. 

حَبابُ [جمع]:
1 - فقاقيعُ تعلو الماء أو الخمر من جرّاء الرِّيح أو حركة ما "طفا الحَبابُ على الشَّراب" ° حبابُك أن تفعل كذا، وأن يكون كذا: غاية ما تريد.
2 - ندًى يغطِّي النَّباتَ في الصَّباح الباكر. 

حَبّ [جمع]: جج حُبوب، مف حَبَّة:
1 - ما يكون في السُّنبل كالقمح والشّعير وفي الكيزان كالذرة وكل بذر
 يؤكل "يسقط الطَّير حيث يلتقط الحَبَّ- {إِنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} " ° حَبّ العزيز.
2 - ما يشبه الحبَّ في شكله "حبّات الرِّمال/ مِسْبَحة- حبّة العين" ° حَبُّ الغمام.
• حَبُّ الشَّباب: (طب) بثور تظهر في الوجه عند المراهقة.
• حبُّ المِسْكِ: (نت) نبات من فصيلة الخُبَّازيّات، تُستعمل بذوره في صناعة العطور.
• حبوب اللِّقاح: (نت) حبوب تُنتج خلايا التَّناسل الذكريّة، تتكوَّن في متك الزهرة أو في المخروط الذكريّ للنباتات الصنوبريَّة. 

حَبَب [جمع]:
1 - حَباب، فقاقيع على وجه الماء.
2 - ندًى يغطِّي النَّبات في الصَّباح الباكر.
3 - أسنان منضَّدة (على التشبيه) "*وإذا تضحك تبدي حَبَبًا*". 

حُبّ [مفرد]:
1 - مصدر حُبَّ وحبَّ1 وحبَّ2 وحبَّ3/ حبَّ إلى وحَبَّ4 ° الحُبُّ الإلهيّ: بهجة وليدة كمال معرفة الله، يَشعر بها العارفون من المتصوّفة- حُبُّ الاستطلاع: الميل إلى الاطِّلاع والمعرفة- حُبُّ التَّسلّط: الرّغبة في التسلُّط- حُبُّ الذَّات: حبّ النفس، الأنانيّة- حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت الأنظار إليه- حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- حُبٌّ عذريّ/ حُبٌّ أفلاطونيّ: عفيف طاهر، ما يتسامى من الحبّ عن الرّغبة الجسديَّة إلى الألفة الرُّوحيَّة، ويُعرف عند العرب بالحبّ العُذريّ.
2 - (سف) ميل قَلْبيّ إلى الأشخاص أو الأشياء العزيزة الجذّابة أو النَّافعة "حُبّ بلا إخلاص بناء بلا أساس- ليس الزّواج مقبرةَ الحبّ فكم من حُبّ جاء ثمرةً للزَّواج- الحبّ أعمى [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: حبُّك الشَّيء يُعمي ويُصِمّ- لو كان حُبُّكَ صادقًا لأطعته ... إنّ المحبّ لمن يحبُّ مطيع- {شَغَفَهَا حُبًّا} " ° عُقدة الحُبّ الصَّادق: الرِّباط الذي يدلُّ على استمراريّة العهد بين المحبِّين- يَوْمُ الحُبّ: يوم 14 شباط (فبراير) الذي يُحتفل به في أمريكا الشَّماليّة وأوربَّا ويتبادل فيه المحبُّون تذكارات الحبّ. 

حِبّ [مفرد]: ج أحباب وحِبّان وحِبَبَة: محبوب "كان زيد بن حارثة يُدعى: حِبَّ رسولِ الله- وألذُّ موسيقى تسرّ مسامعي ... صوت البشير بعودة الأحبابِ". 

حَبَّابَة [مفرد]: أنبوب صغيرٌ من زجاج مُعَدّ لحفظ كميَّة من دواء سائل يخرج منه على هيئة قطرات. 

حَبَّة [مفرد]: ج حَبَّات وحَبّ:
1 - جزءٌ من الشّيء، واحدةٌ منه "حبّات العنب الناضجة- جعل من الحَبَّة قُبَّة [مثل]: جَسَّم الأمر وبالغ في تجسيمه- {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}: شيء ضئيل جدًّا" ° حبَّة العين: سوادها، إنسانها- حبَّة القلب: مهجته وسويداؤه- حبَّة مِسْبحة: كرةٌ صغيرة مثقوبة من زجاج أو معدن ونحوه تنظم في سلك مسبحة أو قلادة.
2 - قُبلة ولثمة.
3 - جزء صغير من كلِّ شيء.
4 - دُمَّل.
5 - من الأوزان: مقدار شعيرتين متوسطَتَيْن.
6 - (كم) مستحضر طبيّ على شكل كرويّ أو بيضيّ صغير للبلع "حبَّةٌ منوِّمة: مُسَكِّن للمساعدة على النّوم والتخلّص من الأرق".
7 - (نت) بذرة النجيليّات كالحنطة والشَّعير والذُّرة وبذرة البقوليّات كالفول والبسلّة والعدس، وهي أيضًا ثمرة نباتات الحبوب غير المنشقَّة أحاديّة المسكن ذات البذرة الواحدة التي تتَّحد فيها القصرة بغلاف الثمرة اتِّحادًا تامًّا.
• حَبَّة البَرَكة: (نت) عشب حوليّ أسود من الفصيلة الشقيقيّة، أوراقه دقيقة التجزُّؤ، وأزهاره زُرْق، وثماره جرابيّة بداخلها بذور صغيرة سوداء، تستعمل علاجًا، وتضاف أحيانًا إلى بعض أصناف الخبز والفطائر؛ لطيب طعمها ورائحتها، ويُعتصر منها زيتُ حبَّة البركة، ومن أسمائها: الحبّة السوداء والحبَّة المباركة، ومنبتها مصر والهند وبلاد حوض البحر المتوسط. 

حَبِيب [مفرد]: ج أحباب وأحبّاءُ وأحِبَّة، مؤ حبيب وحبيبة، ج مؤ حبيبات وحبائبُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبَّ2 وحبَّ3/ حبَّ إلى.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حبَّ1 وحَبَّ4: محبوب "تزوّج من فتاةٍ حبيبٍ/ حبيبةٍ إلى قلبه- {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ".
• الحبيبان: الذَّهب والفضَّة. 

حُبَيْبة [مفرد]: ج حُبَيْبات:
1 - تصغير حَبَّة.
2 - بَثْرَة صغيرة تتكوّن على الجلد "حُبَيْبات صديديّة". 

حُبَيبيّ [مفرد]: ج حبيبيّات:
1 - اسم منسوب إلى حُبَيْبة: "خشب حُبَيبيّ".
2 - مُغطًّى بحبوب صغيرة "جلد حُبَيبيّ" ° صخر حبيبيّ: محبَّب- ورم حُبَيبيّ: مكوّن من حبيبات.
• رمد حبيبيّ: (طب) مرض معدٍ لقرنيّة العين، يُسبِّبه نوع من البكتريا، يتميَّز بالالتهاب والتّضخُّم وتشكيل حبيبات في الأنسجة الغُدِّيّة. 

مُحِبّ [مفرد]: اسم فاعل من أحبَّ.
• المُحِبّ: اسم من أسماء الله الحسنى. 

مَحبَّة [مفرد]: مصدر ميميّ من حبَّ1 ° أُشرب محبَّته: آثره بها. 

مُستحَبّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استحبَّ.
2 - (فق) ما رغَّب فيه الشَّارع ولم يوجبه، عكس مكروه "أمر مستحبّ". 
حبب
: (} الحُبُّ:) نَقِيضُ البُغْضِ، {والحُبّ: (الوِدَادُ) } والمَحَبَّةُ، (! كالحِبَابِ) بِمَعْنَى {المُحَابَّةِ والمُوَادَّةِ والحُبِّ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للْمَوْتِ الجَدِيدِ} حِبَابُهَا
وَقَالَ صَخْرُ الغَيّ:
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِهَا الزُّؤُدُ
(والحِبّ، بكَسْرِهِمَا) حُكِيَ عَن خَالِدِ بنِ نَضْلَةَ: مَا هَذَا {الحِبُّ الطَّارِقِ. (والمَحَبَّةِ،} والحُبَابِ بالضَّمِّ) ، قَالَ أَبُو عَطَاءٍ السِّنْدِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ:
فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَصَادِقٌ
أَدَاءٌ عَرَانِي مِنْ {حُبَابِكِ أَمْ سِحْرُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المَشْهُورُ عِنْد الرُّوَاةِ مِنْ حِبَابِكِ، بِكَسْر الحاءِ، وَفِيه وَجْهَانِ، أَحدُهما أَن يكون مصدرَ} حَابَبْتُه {مُحَابَّةً} وحِبَاباً، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ جَمْعَ {حُبٍّ، مثل عُشّ وعِشَاش، ورواهُ بعضُهُم: من جَنَابِكَ، بِالْجِيم وَالنُّون، أَي من نَاحِيَتِك وَقَالَ أَبو زيد: (} أَحَبَّه) اللَّهُ، (وَهُوَ) {مُحِبٌّ بالكَسْرِ، و (} مَحْبُوبٌ على غير قياسٍ) هذَا الأَكثرُ قَالَ: ومِثْلُهُ مَزْكُومٌ ومَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ. وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: قَد فُعِلَ. بِغَيْر أَلِفٍ فِي هَذَا كُله، ثمَّ بُنِيَ مفْعِولٌ على فُعِلَ وإِلاّ فَلَا وَجْهَ لَهُ، فإِذَا قالُوا أَفْعَلَه اللَّهُ فَهُوَ كُله بالأَلف، وَحكى اللِّحْيَانِيُّ عَن بني سُلَيمَ: مَا {أَحَبْتُ ذلكَ أَي مَا} أَحْبَبْتُ، كَمَا قَالُوا: ظَنْتُ ذَلِك، أَي طَنَنْتُ، ومثلُه مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ظَلْتُ، وَقَالَ:
فِي سَاعَةٍ {يُحَبُّهَا الطَّعَامُ
أَي} يُحَبُّ فِيهَا (و) قد قِيلَ ( {مُحَبٌّ) بالفَتْح على القياسِ وَهُوَ (قليلٌ) قالَ الأَزهريُّ: وَقد جاءَ} المُحَبُّ شاذًّا فِي قولِ عنترةَ:
ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
(و) حكى الأَزهريُّ عَن الْفراء قَالَ: و ( {حَبَبْتُه} أَحِبُّه بالكَسْرِ) لُغَةٌ ( {حُبًّا بالضِّمَّ والكَسْرِ) فَهُوَ مَحْبُوبٌ، قَالَ الجوهريّ: وَهُوَ (شَاذٌّ) لاِءَنَّهُ لَا يَأْتِي فِي المضاعف يَفْعِلُ بالكَسْرِ إِلاّ ويَشْرَكُه يَفْعُلُ بالضَّمِّ إِذا كَانَ مُتَعَدِّياً، مَا خَلا هذَا الحَرْفَ، وكَرِهَ بعضُهُمْ حَبَبْتُه وأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيح، وَهُوَ قولُ غَيْلاَنَ بنِ شُجَاعٍ النَّهْشَلِيِّ:
أَحِبُّ أَبَا مَرْوَانَ مِنْ أَجْلِ تَمْرِهِ
وأَعْلَمُ أَنَّ الجَارَ بالجَارِ أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلاَ تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ
وَلاَ كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ
وَكَانَ أَبو الْعَبَّاس المبرِّدُ يَرْوِي هَذَا الشْعَرَ:
وَكَانَ عِيَاضٌ مِنْهُ أَدْنَى ومُشْرِقِ
وعَلَى هَذِه الرِّوَاية لَا يكون فِيهِ إِقْوَاءٌ. (و) حكى سِيبَوَيْهٍ: حَبَبْتُهُ و (} أَحْبَبْتُهُ) بِمَعْنًى ( {واسْتَحْبَبْتُهُ} كَأَحْبَبْتُهُ، {والاسْتحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ.
(} والحَبِيبُ {والحُبَابُ بالضِّمِّ، و) كَذَا (} الحِبّ بالكَسْرِ، {والحُبَّةُ بالضَّمِّ) مَعَ الْهَاء، كُلُّ ذَلِك بِمَعْنى (} المَحْبُوبِ وَهِي) أَي {المَحْبُوبَةُ (بهاء) ،} وتَحَبَّب إِليه: تَوَدَّدَ، وامرأَةٌ {مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا،} ومُحِبٌّ أَيضاً، عَن الْفراء، وَعَن الأَزهريّ: {حُبَّ الشَّيْءُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ ثمَّ لَا تَقُلْ: حَبَبْتَهُ، كَمَا قَالُوا جُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ، ثمَّ يَقُولُونَ: أَجَنَّه اللَّهُ،} والحِبُّ بالكَسْرِ: {الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، وَكَانَ زيدُ بنُ حارِثَةَ يُدْعَى} حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَفِي الحَدِيث (ومَنْ يَجْتِرِىءُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي {مَحْبُوبُهُ، وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} يُحِبُّه كَثِيراً، وَفِي حَدِيث فاطمةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالَ لَهَا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَن عَائِشَة) (إِنَّهَا {حِبَّةُ أَبِيكِ) الحِبُّ بِالْكَسْرِ: المَحْبُوبُ والأُنْثَى: حِبَّةٌ (وجَمْعُ} الحِبِّ) بِالْكَسْرِ ( {أَحْبَابٌ} وحِبَّانٌ) بِالْكَسْرِ ( {وحُبُوبٌ} وحِبَبَةٌ) بِالْكَسْرِ (مُحَرَّكَةً، وحُبٌّ بِالضَّمِّ) وَهَذِه الأَخيرةُ إِما أَنها جَمْعٌ (عَزِيزٌ أَو) أَنها (اسمُ جَمْعٍ) ، وَقَالَ الأَزهريّ: يُقَالُ للحَبِيبِ: {حُبَابٌ، مُخَفَّفٌ، وَقَالَ اللَّيْث: الحِبَّةُ والحِبُّ بِمَنْزِلَة الحَبِيبَةِ والحَبِيبِ، وَحكى ابْن الأَعرابيُّ: أَنَا حَبِيبُكُمْ أَي مُحبُّكُم، وأَنشد:
وَرُبَّ حَبِيبٍ (ناصحٍ) غَيْرِ مَحْبُوبِ
وَفِي حَدِيث أُحُدٍ (هُوَ جَبَلٌ} يُحِبُّنَا {ونُحِبّهُ) قَالَ ابْن الأَثير: وَهَذَا محمولٌ على المجازِ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنَا أَهْلُهُ} ونُحِبُّ أَهْلَهُ، وهُم الأَنْصَارُ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب المَجَاز الصَّريحِ، أَي أَنَّنَا نُحِبُّ الجَبَلَ بِعَيْنِه، لأَنَّه فِي أَرْضِ مَنْ نُحِبُّ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ (انْظُرُوا حُبَّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ) وَفِي روايةٍ بإِسْقَاطِ انْظُرُوا، فيجوزُ أَن تكونَ الحَاءُ مَكْسُورَة بمعنَى المَحْبُوبِ أَي مَحْبُوبُهُمُ التَّمْرُ، فعلَى الأَوّلِ يكون التمرُ مَنْصُوبًا، وعَلى الثَّانِي مَرْفُوعا.
( {وحُبَّتُكَ، بالضَّمِ: مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تُعْطَاهُ أَو يكونَ لَكَ) واخْتَرْ} حُبَّتَكَ {ومَحَبَّتَكَ أَي الَّذِي تُحِبُّه (و) قَالَ ابْن بَرِّيّ: (الحَبِيبُ) يجىءُ تَارَةً بِمَعْنى (المُحِبِّ) كَقَوْل المُخَبَّلِ:
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ} حَبِيبَها
ومَا كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي {مُحِبَّهَا، ويجىءُ تَارَة بِمَعْنى المَحْبُوبِ كَقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةَ:
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى
إِلَىَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ} لَحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ:
(و) حَبِيبٌ (بِلَا لامٍ خَمْسَةٌ وثَلاَثُون صَحَابِيًّا) وهم حَبيبُ بنُ أَسْلَمَ مَوْلَى آلِ جُشَمَ، بَدْرِيٌّ، رُوِيَ عَنهُ، وحَبِيبُ بنُ الأَسْوَدِ، أَوْرَدَه أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ أَسِيد بنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ اليَمَامَةِ، وَحبِيبُ بنُ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ، وحَبِيبُ بنُ تَيْمٍ، وحَبِيبُ بنُ حَبيبِ بنِ مَرْوَانَ، لَهُ وِفَادَةٌ، وحبيبُ بنُ الحَارِث، لَهُ وِفَادَةٌ، وحَبِيبُ بنُ حُبَاشَةَ، وحَبِيبُ بنُ حِمَارٍ، وحَبِيبُ بن خِرَاشٍ العصريّ، وحَبِيبُ بنُ حَمَامَةَ، ذَكَره أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ خِرَاش التَّمِيمِيُّ، وحبيبُ بن خماسة الأَوْسِيّ الخطميّ وحبيبُ بنُ رَبِيعَةَ بن عَمْرو، وحبيبُ بن رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ، قَالَه المزّيّ، وحَبِيبُ بن زيدِ بنِ تَيْمِ البَيَاضِيّ، اسْتُشْهَدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وحَبِيبُ بن زَيْدِ بن عاصمٍ المَازِنِيُّ الأَنْصَاريُّ، وحَبِيبُ بنُ زَيْدٍ الكمِنْدِيُّ، وحبيبُ بنُ سَبْعٍ أَبو جُمُعَةً الأَنْصَارِيُّ، وحَبيبُ بنُ سبيعة؛ أَوْرَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وحَبِيبُ بُنُ سَعْدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، وحَبِيبٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، وحَبِيبُ بنُ سَنْدَر وحَبِيبُ بنُ الضَّحَّاكِ، رَضِي الله عَنْهُم.
(و) حَبِيبٌ أَيضاً (جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ) وأَبُو حَبيبٍ: خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ.
(ومُصَغَّراً) هُوَ (حُبَيِّبُ بنُ حَبِيب أَخُو حمْزَةَ الزَّيَّاتِ) المُقرِىء (و) حُبَيِّبُ (بنُ حَجْرٍ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ بَصِرِيُّ (و) حُبَيِّبُ (بُن عَلِيَ، مُحَدِّثُونَ) ، عَن الزّهْرِيِّ.
وفاتَهُ مُحَمَّدُ بنُ حُبَيِّب ابنُ أَخي حَمْزَةَ الزَّيَاتِ، رَوَتْ عَنهُ بِنْته فَاطِمَةُ، وَعنهُ جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وحَبِيب بن فَهْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيز، الثَّانِي شَيْخٌ لِلإِسْمَاعِيلِيِّ وحَبِيب بنُ تَمِيمٍ المُجَاشِعِيُّ، شَاعِرٌ، وحَبِيب بنُ كَعْبٍ بنِ يَشْكُرَ، قَدِيم، وحَبِيب بنُ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ جَدّ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتَ وحُبَيِّب بن الْحَارِث فِي ثَقِيفٍ، وذَكَرَ الأَصْمَعيُّ أَنَّ كُلَّ اسمٍ فِي العَرَب فَهُوَ حَبِيبٌ بالفَتْحِ إِلاّ الَّذِي فِي ثَقِيفٍ وَفِي تَغْلِب وَفِي مُرَادٍ، ذَكَره الهَمْدَانيُّ.
(و) ! حُبَيْبٌ (كزُبَيْرٍ ابنُ النُّعْمَانِ، تَابِعِيّ) عَن أَنَس، لَهُ مَنَاكِيرُ (وهُوَ غَيْرُ) حُبَيْب بنِ النّعْمَانِ الأَسَدِيِّ) الَّذِي رَوَى (عَن خُرَيْمِ بن فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ، فإِنَّ ذَاكَ بالفَتْحِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
(و) قَالُوا (حَبَّ بِفُلاَنٍ أَي مَا أَحَبَّهُ) إِلَيَّ، قَالَهُ الأَصمعيُّ، وَقَالَ أَبو عبيدٍ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلاَنٍ بضَمِّ البَاءِ ثمَّ سُكِّنَ وأُدْغِمَ فِي الثانيةِ، ومثلُه قَالَ الفراءُ، وأَنشد: وزَادَهُ كَلَفا فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ
{وَحَبَّ شَيْئاً إِلى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا
قَالَ: ومَوْضِعُ (مَا) رَفْعٌ، أَرَادَ} حَبُبَ، فأَدْغَمَ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
{ولَحَبَّ بِالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيَالاَ
أَي مَا} أَحَبَّه إِلَيَّ، أَيْ {أَحْبِب بِهِ.
(} وحَبُبْتُ إِلَيْهِ كَكَرُمَ: صِرْتُ {حَبِيباً لَهُ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلاَّ شَرُرْتُ) ، مِنَ الشَّرِّ (و) مَا حَكَاه سِيبَوَيْهٍ عَن يُونُسَ من قَوْلهم (لَبُبْتُ) مِنَ اللُّبِّ وَتقول: مَا كُنْتَ حَبِيباً ولَقَدْ حَبِبْتَ، بالكَسْرِ، أَي صِرْتَ حَبِيباً.
(} وحَبَّذَا الأَمْرُ، أَيْ هُوَ حَبِيبٌ) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جُعِلَ حَبَّ وَذَا) أَي مَعَ ذَا (كَشَيْءٍ وَاحِدٍ) أَي بِمَنْزِلَتِهِ (وهُوَ) عِنْدَه (اسْمٌ وَمَا بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِه ولَزِمَ ذَا حَبَّ وجَرَى كالمَثَلِ، بِدَليلِ قَوْلِهِمْ فِي المُؤَنَّثِ حَبَّذَا) و (لَا) يقولونَ (حَبَّذِهْ) بِكَسْر الذالِ الْمُعْجَمَة، وَمِنْه قولُهم: حَبَّذَا زَيْدٌ، {فَحَبَّ فِعْلٌ مَاضٍ لاَ يَتَصَرَّفُ، وأَصْلُهُ} حَبُبَ، عَلَى مَا قَالَهُ الفرّاءُ، وذَا فَاعِلُهُ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ من أَسْمَاءِ الإِشَارَةِ، جُعِلاَ شَيئاً وَاحِدًا فصارَا بمَنْزِلَةِ اسمٍ يَرْفَعُ مَا بَعْدَه، وموضِعُه رَفْعٌ بالابْتِدَاءِ وزيدٌ خَبَرُه وَلَا يجوز أَن يكونَ بَدَلاً مِنْ ذَا، لأَنَّكَ تقولُ: حَبَّذَا امْرَأَةٌ، وَلَو كَانَ بَدَلاً لقلتَ حَبَّذِهِ المَرْأَةُ، قَالَ جرير:
يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ بَلَدٍ
وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانا
وحَبَّذَا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ
تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانَا
وَقَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُهم: حَبَّذَا كَذَا وكَذَا فَهُوَ حَرْفُ مَعْنًى أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا، يُقَالُ: حَبَّذَا الإِمَارَةُ، والأَصْلُ: حَبُبَ ذَا، فأُدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَيْنِ فِي الأُخْرَى وشُدِّدَتَا، وذَا إِشَارةٌ إِلى مَا يَقْرُبُ مِنْك، وأَنشد:
حَبَّذَا رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَيْهَا
فِي يَدَيْ دِرْعِهَا تَحُلُّ الإِزَارَا كأَنَّه قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَن ذَا فَقَالَ: هُوَ رَجْعُهَا يَدَيْها إِلَى حَلِّ تِكَّتِهَا، أَي مَا أَحَبَّه، وَقَالَ ابنُ كَيْسَانَ: حَبَّذَا كَلِمَتَانِ جُمِعَتَا شَيْئا وَاحِدًا وَلم تُغَيَّرَا فِي تَثْنِيَةٍ وَلا جَمعٍ وَلَا تَأْنِيثٍ، ورُفعَ بهَا الِاسْم، تَقُولُ: حَبَّذَا زَيْدٌ وحَبَّذَا الزَّيْدَانِ، وحَبَّذَا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذَا هنْدٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُمَا وأَنْتُم، يُبْتعدَأُ بهَا، وإِن قُلْتَ: زَيْدٌ حَبَّذَا فهِيَ جَائِزَةٌ وَهِي قَبِيحَةٌ، وإِنَّمَا لَمْ تِثَنَّ ولَمْ تُجْمَع ولَمْ تُؤَنَّثْ، لأَنَّك إِنَّمَا أَجْرَيْتَهَا على ذِكْرِ شَيءٍ سَمِعْتَ فكأَنَّكَ قُلْتَ حَبَّذَا الذَّكْرُ ذِكْرُ زَيْدٍ، فصارَ زَيْدٌ مَوْضِعَ ذِكْره (وَصَارَ ذَا) مُشَاراً إِلى الذِّكْرِ بِهِ، كَذَا فِي كتب النَّحْو (وحَبَّ إِليَّ هَذَا الشَّيْءُ) يَحَبُّ (حُبًّا) قَالَ ساعِدَةُ:
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ
وَعَدَتْ عَوَاد دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ
وأَنشد الأَزهريّ:
دَعَانَا فَسمَّانَا الشِّعَارَ مُقَدِّماً
{وحَبَّ إِلينا أَن يكونَ المُقَدَّما
وَيُقَال:} أَحْبِبْ إِلَيَّ بِه، وروى الجوهريّ فِي قَول ساعِدةَ: {وحُبَّ، بالضمِّ، قَالَ: أَراد} حَبُب فأَدْغَمَ وَنَقَلَ الضمةَ إِلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ، ونَسبَ هَذَا القولَ لِابْنِ السكّيت.
( {وحَبَّبهُ إِلَيَّ: جَعلَنِي} أُحِبُّهُ) وحَبَّبَ اللَّهُ إِليه الإِيمانَ، وحَبَّبه إِليَّ إِحسانُه، وحَبَّ إِلَيَّ بِسُكْنَى مكَّةَ، وحَبَّ إِليَّ بأَن تَزورني.
(و) قولُهُم: ( {حَبَابُكَ كَذَا) بالفَتْح، وحَبَابُكَ أَنْ يكُونَ ذلكَ، أَو حَبَابُكَ أَن تَفْعلَ ذلكَ (أَي غَايَةُ} مَحبَّتِكَ أَو) مَعْنَاهُ (مبْلَغُ جُهْدِكَ) الأَخِيرُ عَن للِّحْيَانيّ، وَلم يذْكُرِ: الحُبَّ، ومثلُه: حُمَادَاك، أَي جُهْدُكَ وغَايَتُكَ.
(و) يُقَال (! تَحَابُّوا: أَحبَّ بعْضُهُمْ بعْضاً) وهما يَتَحابَّانِ، وَفِي الحَدِيث (تَهَادَوْا تَحابُّوا) أَي يُحِبّ بَعْضُكُمْ بعْضاً.
(و) {التَّحبُّبُ: إِظْهَارُ الحُبِّ، يُقَال (} تَحَبَّبَ) فلانٌ، إِذا (أَظْهرَهُ) أَي الحُبَّ، وَهُوَ {يَتَحَبَّبُ إِلى الناسِ،} ومُحَبَّبٌ إِليهم أَي {مُتَحَبِّبٌ (} وَحَبَّانُ {وحُبَّانُ} وحِبَّانُ) بالتثليث ( {وحُبيِّبٌ مُصغَّراً) قد سبق ذكرُه، فَسردُه ثَانِيًا كالتكرارِ (و) } حُبَيْبٌ (كَكُمَيْت) كَذَلِك تقدَّمَ ذِكرُه (و) {حَبِيبةُ (كَسَفِينَةٍ، و) } حُبَيْبة ك (جُهَيْنَةَ و) {حَبَابةُ مثلُ (سَحابةٍ و) } حَبَابٌ مثلُ (سَحَابٍ و) ! حُبَابٌ مِثْلُ (عُقَابٍ وحَبَّةُ بِالْفَتْح وحُبَاحِبُ بِالضَّمِّ) وَقد يأَتي ذكره فِي الرباعيّ (أَسْمَاءٌ) مَوْضوعةٌ من الحُبِّ.
(وحَبَّانُ بالفَتْحِ: وَادٍ باليَمَنِ) قريبٌ من وَادِي حَبْقٍ (و) حَبَّانُ (بنُ مُنْقِذِ) بنِ عمرٍ والخَزْرَجِيُّ المازنيُّ شَهد أُحُداً، وتُوُفِّي فِي زَمنِ عثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (صَحابِيٌّ) وابْنُه سعيدٌ لَهُ ذِكْرٌ (و) حَبَّانُ (بنُ هِلاَلٍ و) حَبَّانُ (بنُ وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ) الحارِثِيُّ الأَنْصارِيُّ من أَهْلِ المدِينَةِ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ ابنُ لَهِيعةَ (وسَلَمةُ بنُ حَبَّانَ) شيخٌ لأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ (مُحَدِّثُونَ) .
(و) سِكَّةُ حِبَّانَ (بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بنَيْسابُور) مِنْهَا محمدُ بن جعفرِ بنِ أَحمد الحِبَّانِيّ، (و) حِبَّانُ (بنُ الحكمَ السُّلَمِيّ) من بَنِي سُلَيْمٍ، قِيلَ كَانَت مَعَه رايةُ قَوْمِهِ يومَ الفَتْحِ (و) حِبَّانُ (بنُ بُجَ الصُّدَائِيُّ) لَهُ وِفَادةٌ، وشَهِد فَتْحع مِصْرَ (أَوْ هُوَ) حَبَّانُ (بالفَتْحِ) قَالَه ابْن يُونُس، والكَسْرُ أَصحّ (و) كَذَا حِبَّانُ (بنُ قَيْسٍ أَو هُوَ) أَي الأَخِيرُ (بالياءِ) المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ، وَكَذَا حِبَّانُ أَبُو عقيلٍ الأَنْصارِيُّ، وحِبَّانُ بن وَبرَة المرّيّ (صحابِيُّونَ و) حِبَّانُ (بنُ مُوسى) المَرْوَزِيُّ شيخُ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ (و) حِبَّانُ (بنُ عَطِيَّةَ) السُّلَمِيُّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الصَّحِيحِ، فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ فِي قِصَّةِ حاطِبٍ، ووَقَع فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرَ الهَرَوِيّ حَبَّانُ بالفَتْحِ. (و) حِبَّنُ (بنُ عَلِيَ العَنَزهيُّ) من أَهلِ الكوفَة، روى عَن الأَعْمَشِ والكُوفيْينَ مَاتَ سنة 173 وَكَانَ يَتَشَيَّع، كَذَا فِي (الثِّقَاتِ) .
قلتُ: هُوَ أَخُو مَنْدَل، وابْنَاهُ: إِبراهيمُ وعبدُ الله حَدَّثَا (و) حِبَّانُ (بنُ يَسَارٍ) أَبُو رَوْحٍ الكِلاَبِيُّ يَرْوِي عَن العِقَارقِيِّينَ، (مُحَدِّثُونَ) .
(وحُبَّانُ) بالضمِّ ابنُ مَحْمُودِ بن محموية (البَغْدادِيّ) قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: حَدَّثْتُ عَنْهُ ومُحَمَّدُ بنِ بَكْرِ) بن عَمْرٍ وبَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ، رَوَى عَن سَلَمَةَ بنِ الفَضْلِ وَعنهُ الطَّبَرَانِيُّ، والجِعَابِيّ وَلَهُم آخر: مُحَمَّدُ بنُ {حُبَّانَ اخْتُلفَ فِيهِ، قيلَ بالفَتْح، وَاسم جَدِّه أَزْهَرُ، وَهُوَ باهِلِيٌّ، رْوِي عَن أَبِي الطَّاهِرِ الذّهْلِيِّ، وَقيل: هُمَا واحِدٌ، رَاجِع (التَبْصِير) لِلْحَافِظِ (رَوَيَا) وحَدَّثَا.
(} والمُحَبَّةُ {والمَحْبُوبَةُ) حَكَاهُمَا كُرَاع (و) كَذَا (} المُحَبَّبَةُ {والحَبِيبَةُ) جَمِيعًا من أَسماءِ (مَدِينَةِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْهَيْتُهَا إِلى اثْنَيْنِ وتِسْعِينَ اسْماً، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلك} لحُبِّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموأَصحابه إِياها.
( {ومَحْبَبٌ كمَقْعَدٍ اسْمٌ) عَلَمٌ جَاءَ على الأَصْلِ لمَكَان العَلَمِيَّةِ، كَمَا جاءَ مَزْيَدٌ، وإِنَّمَا حَمَلَهُمْ على أَن يَزِنُوا} مَحْبَباً بمَفْعَلٍ دُونَ فَعْلَلٍ لأَنهم وَجَدُوا مَا تركَّب من حبب وَلم يَجِدُوا محب ولَوْلاَ هَذَا لَكَانَ حَمْلُهُم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَوْلَى، لأَنَّ ظُهُورَ التضعيفِ فِي فَعْلَل هُوَ الق 2 اسِ والعُرْفُ كَقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ.
(وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ فلَمْ يَثُرْ) وقيلَ:! الإِحْبَابُ فِي البَعِيرِ كالحِرَانِ فِي الخَيْلِ، وَهُوَ أَن يَبْرُكَ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيُّ:
حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبَا
ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا
القَفِيلُ: السَّوْطُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 016 اني اءَحببت حب الْخَيْر عَن رَبِّي} (ص: 32) أَي لَصِقْتُ بالأَرْضِ لِحُبِّ الخَيْلِ حَتَّى فاتَتْنِي الصَّلاةُ (أَوْ) أَحَبَّ البَعِيرُ {إِحْبَابا (: أَصَابَهُ كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ) قَالَ ثعلبٌ: وَيُقَال لِلْبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبُّ، وأَنْشَدَ يَصِفُ امْرَأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا.
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلّهُنَّ كالمُحِبّ
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: الإِحْبَابُ: أَنْ يُشْرِفَ البَعيرُ عَلَى المَوْتِ من شِدَّةِ المَرَضِ فَيَبْرُكَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يَنْبَعِثَ، قَالَ الراجز:
مَا كَانَ ذَنْبِي مِنْ مُحِبَ بَارِك
أَتَاهُ أَمْرُ اللَّهِ وَهْوَ هَالِكْ
(و) الإِحْبَابُ: البُرْءُ من كُلِّ مَرَضٍ، يُقَال: أَحَبَّ (فُلاَنٌ) إِذا بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ، و) أَحَبَّ (الزَّرْعُ) وَأَلَبَّ (صَارَ ذَا حَبَ، و) وذَلِكَ إِذا (دَخَلَ فِيهِ الأُكْلُ) وتَنَشَّأَ الحَبُّ واللُّبُّ فِيهِ.
(} واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المَالِ) إِذَا (أَمْسَكَتِ المَاءَ وطَالَ ظِمْؤُهَا، وإِنما يكون ذَلِك إِذَا لتَقَتِ الصَّرْفَةُ والجَبْهَة وطلعَ مَعهما سُهيل.
(والحَبَّةُ: وَاحِدَةُ الحَبِّ) ، والحَبُّ: الزَّرْعُ صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا، والحَبُّ: معروفٌ مستعملٌ فِي أَشياءَ (جَمَّة) حَبَّةٌ مِنْ بُرَ، وحَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ، حَتَّى يَقُولُوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ، والحَبَّةُ منَ الشَّعِيرِ والبُرِّ ونحوهِمَا (ج {حَبَّاتٌ) } وحَبٌّ ( {وحُبُوبٌ} وحُبَّانٌ كتُمْرَانٍ) فِي تَمْرٍ وَهَذِه الأَخيرةُ نادرةٌ، لأَنَّ فَعْلَة لَا يُجْمَعُ على فُعْلاَنٍ إِلا بَعْدَ (طَرْح) الزَّائِدِ.
(و) {الحَبَّةُ (: الحَاجَةُ) .
(و) } الحُبَّةُ (بالضَّمِّ: المُحَبَّةُ) وَقد تقَدَّمَ، (: وعَجَمُ العِنَبِ، و) قد يُخَفَّفُ) فَيُقَال! الحُبَةُ كثُبَةٍ. (و) {الحِبَّةُ (بالكَسْرِ بُزُورُ البُقُولِ و) رَوَى الأَزهريّ عَن الكِسَائيِّ: الحِبَّة: حَبُّ (الرَّيَاحِينِ) ووَاحِدَةُ الحِبَّةِ حَبَّةٌ (أَو) هِيَ (نَبْتٌ) يَنْبُتُ (فِي الحَشِيشِ صَغِيرٌ أَو) هِيَ (الحُبُوبُ المُخْتَلِفَةُ من كلِّ شيءٍ) وبِهِ فُسِّرَ حديثُ أَهلِ النارِ (فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ} الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) والحَمِيلُ: مَا يَحْمِلُ السَّيْلُ من طِينٍ أَو غُثَاءٍ، والجَمْعُ! حِبَبٌ، وقِيلَ: مَا كَانَ لَهُ حَبٌّ منَ النَّبَاتِ فاسمُ ذَلِك الحَبِّ الحِبَّةُ (أَو) هِيَ مَا كانَ من (بَزْرِ العُشْبِ) قَالَه ابْن دُرَيْد (أَو) هِيَ (جَمِيعُ بُزُورِ النَّبَاتِ) قَالَه أَبو حنيفَةَ، وَقيل: الحبَّةُ بِالْكَسْرِ: بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ (وَوَاحِدُهَا حِبَّةٌ: بالكَسْرِ، وحَبَّةٌ (بالفَتْحِ) عَن الكسائيِّ، قَالَ: فَأَمَّا الحَبُّ فليْسَ إِلاَّ الحِنْطَةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بالفَتْحِ، وإِنَّمَا افْتَرَقَا فِي الجَمْع، وَقَالَ الجوهريّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبّ الحِنْطَةِ ونحوِهَا من الحُبُوبِ، (أَو) الحِبَّةُ بالكسرِ (بَزْرُ) كلِّ (مَا نَبَتَ) وَحْدَه (بِلاَ بَذْرٍ، و) كُلُّ (مَا بُذِرَ فَبالفَتْحِ و) قَالَ أَبُو زِيَادٍ: الحِبَّةُ بالكسرِ (اليَبِيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَرَاكِمُ) بعضُه على بعضٍ، رَوَاهُ عَنهُ أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ أَبِي النَّجْمِ:
تَبَقَّلَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّبَقُّلِ
فِي حِبَّةٍ حَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال لِحَبِّ الرَّيَاحِين حِبَّةٌ، أَي بِالْكَسْرِ، والوَاحِدَةُ مِنْهَا حَبَّةٌ أَي بِالْفَتْح (أَو) الحِبَّة (: يابسُ البَقْل) والحِبَّة حَبُّ البَقْلِ الَّذِي يَنْتَثِرُ، قَالَ الأَزهَرِيّ، وسمعتُ العرَبَ يقولونَ رَعَيْنَا الحِبَّةَ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الصَّيْفِ إِذَا هَاجَتِ الأَرْضُ وَيَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَنَاثَرَتْ بُزُورُهَا وَوَرَقُهَا، فإِذَا رَعَتْهَا النَعَمُ سَمِنَتْ عَلَيْهَا قَالَ: ورأَيتُهُمْ يُسَمُّونَ الحِبَّةَ بعدَ الانْتِثَارِ القَمِيمَ والقَفَّ، وتَمَامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعدَ التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيمِ، قَالَ: وَلاَ يَقَعُ اسْمُ الحِبَّةِ إِلاَّ على بُزُورِ العُشْبِ، وَقد تقَدَّم، والبُقُولِ البَرِّيَةِ ومَا تَنَاثَرَ من وَرَقِهَا فاخْتَلَطَ بهَا، مثل القُلْقُلاَنِ، والبَسْبَاسِ، والذُّرَقِ، والنَّفَلِ، والمُلاَّحِ وأَصْنَافِ أَحْرَارِ البُقُولِ كُلِّهَا وذُكُورِهَا.
(و) يُقَالُ: جَعَلَه فِي حَبَّةِ قَلْبِهِ وأَصَابَتْ فُلاَنَةُ حَبَّة قَلْبِهِ (حَبَّةُ القَلْبِ: سُوَيْدَاؤُهُ، أَو) هِيَ (مُهْجَتُه، أَو ثَمَرَتَهُ أَو) هِيَ (هَنَةٌ سَوْدَاءُ فيهِ) وَقيل: هِيَ زَنَمَةٌ فِي جَوْفِهِ قَالَ الأَعشى:
فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وطِحَالَهَا
وَعَن الأَزهريّ: حَبَّةُ القَلْبِ: هِي العَلَقَةُ السَّوْدَاءُ الَّتِي تكونُ دَاخِلَ القَلْبِ وَهِي حَمَاطَةُ القَلْبِ أَيضاً، يقالُ: أَصَابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلاَنٍ، إِذا شَغَفَ قَلْبَهُ حُبُّهَا، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: الحَبَّةُ: وَسَطُ القَلْبِ.
(وحَبَّةُ) بِنْتُ عبدِ المُطَلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ تَابِعِيَّةٌ:
وحَبَّةُ اسمُ (امْرَأَةٍ عَلِقَهَا) : عَشِقَهَا (مَنْظُورٌ الجِنِّيُّ فكَانَتْ) حَبَّةُ (تَتَطَّبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُهَا مَنْظُورٌ) قالَه ابنُ جِنِّي، وأَنشد:
أَعَيْنَيَّ سَاءَ اللَّهُ مَنْ كَانَ سَرَّه
بُكَاؤُكُمَا أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذَاكُمَا
ولَوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِمَا
لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذَاكُمَا
وحَبَّةُ بنُ الحَارِثِ بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىءٍ هُوَ الَّذِي سَارَ مَعَ أُسَامَة بنِ لُؤَيّ بنِ الغَوْثِ خَلْفَ البَعِيرِ إِلى أَنْ دَخَلاَ جَبَلَيْ أَجَإِ وسَلْمَى.
(! وحَبَابُ المَاءِ والرَّمْلِ) وكَذَا النَّبِيذِ كسَحَابٍ (: مُعْظَمُه، كَحَبَبِهِ) مُحَرَّكَة (وحِبَبِهِ) بالكسرِ، واختص بالثالث أَولهما قَالَ طرفَة:
بَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ
فَدَلَّ على أَنه المُعْظَمُ، قلتُ: ومنهُ حديثُ عليَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لأَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (طِرْتَ بِعُبَابِهَا وفُزْتُ بِحَبَابِهَا) أَي مُعْظَمِهَا، (أَو) حَبَابُ المَاءِ (طَرَائِقُه) كأَنَّهَا الوَشْيُ، قَالَه الأَصمعيّ وأَنشد لجريرٍ.
كَنَسْجِ الرِّيحِ تَطَّرِدُ الحَبَابَا
(أَوْ) حَبَابُ المَاءِ نُفَّاخَاتُه و (فَقَاقِعُه الَّتِي تَطْفُو كَأَنَّهَا القَوَارِيرُ) وَهِي اليَعَالِيلُ، يقالُ: طَفَا الحَبَابُ عَلَى الشَّرَابِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: حَبَبُ المَاءِ: تَكَسَّرُهُ، وَهُوَ الحَبَابُ وأَنشد الليثُ:
كَأَنَّ صَلاَ جَهِيزَةَ حِينَ قَامَتْ
حَبَابُ المَاءِ يَتَّبِعُ {الحَبَابَا
ويُرْوَى: حِينَ تَمْشِي، لَمْ يُشَبِّهَ صَلاَهَا ومَآكِمَهَا بالفَقَاقِيع وإِنَّما شَبَّهَ مَآكمَهَا} بالحَبَابِ الذِي عَلَيْهِ، كأَنَّهُ دَرَجٌ فِي حَدَبَةٍ، والصَّلاَ: العَجِيزَةُ، وقيلَ: حَبَابُ المَاءِ: مَوْجُهُ الَّذِي يتبعُ بعضُه بَعْضاً، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد شَمِرٌ:
سُمُوّ حَبَابِ المَاءِ حَالا عَلَى حَالِ
( {والحُبُّ) بالضَّمِّ (: الجَرَّةُ) صَغِيرَة كَانَت أَو كَبِيرَة (أَو) هِيَ (الضَّخْمَة مِنْهَا) أَو الحُبُّ: الخَابِيَةُ، وَقَالَ ابْن دُريد: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الماءُ، فَلم يُنَوِّعْهُ، وَهُوَ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبو حَاتِم: أَصْلُهُ حُنْبُ، فعُرِّب، والحُبَّةُ بالضَّمِّ: الحُبُّ، يُقَالُ: نَعَم وحُبَّةٍ وكَرَامَةً أَوْ يُقَالُ فِي تَفْسِيرِ الحبِّ والكَرَامَةِ: إِن الحبَّ: (الخَشَبَاتُ الأَرْبَعُ) الَّتِي (تُوضَعُ عَلَيْهَا الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، و) إِن (الكَرَامَةَ غِطَاءُ الجَرَّةِ) من خَشَبٍ كانَ أَو من خَزَفِ (وَمِنْه) قولُهُم (حُبَّا وكَرَامَةً) نَقله الليثُ (ج} أَحْبَابٌ {وحِبَبَةٌ} وحِبَابٌ) بِالْكَسْرِ.
(و) الحِبُّ (بالكَسْرِ:) الحَبِيبُ مثل خِدْن وخَدِينٍ، قَالَ ابْن برّيّ: والحَبِيبُ يجيءُ تَارَة بِمَعْنى (المُحِبِّ) كقولُ المُخَبَّلِ. أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ حَبِيبَها
وَما كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّهَا، ويجيءُ تَارَة بِمَعْنى المَحْبُوبِ كقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ.
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى.
إِلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لحَبِيبُ
وَقد تَقَدَّم.
(و) الحِبُّ (القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ) قَالَ ابْن دُرَيْد: أَخْبَرَنَا أَبو حاتمٍ عَن الأَصمعيِّ أَنَّهُ سَأَلَ جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عَن معْنَى قولِ أَبِيهِ الرَّاعِي:
تَبِيتُ الحَيَّةُ النَضْنَاضُ مِنه
مَكَانَ الحِبِّ تَسْتَمِعُ السِّرَارَا
مَا الحِبُّ: فَقَالَ: القُرْطُ، فَقَالَ خُذُوا عنِ الشَّيْخِ فإِنَّه عالِمٌ، قَالَ الأَزهريُّ وفَسَّر غيرُه الحِبَّ فِي هَذَا البيتِ الحَبِيبَ، قَالَ: وأُرَاهُ قَوْلَ ابنِ الأَعْرَابيّ، وَقَوله (كالحِبَابِ بالكسْر) صَرِيحُه أَنه لغةٌ فِي الحِبِّ بمَعْنَى القُرْط وَلم أَرَه فِي كُتُبِ اللُّغةِ، أَو أَنه لُغَةٌ فِي الحِبِّ بِمَعْنى المُحِبِّ وَهُوَ كَثِيرٌ، وَقد تقدم فِي كلامِه، ثمَّ إِنّي رأَيتُ فِي (لِسَان الْعَرَب) بعد هَذِه الْعبارَة مَا نَضُّه: والحُبَابُ كالحِبِّ، وَلَا يخْفَى أَنَّه مُحْتَمِل المَعْنَيَيْنِ، فتأَمَّلْ.
(و) الحُبَابُ (كغُرَابٍ: الحَيَّة) بِعَيْنِهَا وَقيل: هِيَ حَيَّةٌ ليْسَتْ مِن العَوَارِم. (و) الحُبَابُ (: حَيٌّ من بَنِي سُلَيْمٍ، و) حُبَابٌ (اسْمُ) رَجلٍ منَ الأَنْصَارِ، غُيِّرَ لِلْكَرَاهَةِ (و) حُبَابٌ (جَمْعُ! حُبَابَةٍ) اسْم (لِدُوَيْبَةٍ سَوْدَاءَ مَائِبَّةٍ، و) حُبَابٌ (اسْمُ شَيْطَانٍ) ، وَفِي الحَدِيث (الحُبَابُ شَيْطَانٌ) قَالَ ابْن الأَثير هُوَ بالضَّمِّ اسمٌ لَهُ، ويَقَعُ عَلَى الحَيَّةِ أَيضاً، كَمَا يقالُ لَهَا: شَيْطَانٌ، فهما مُشْتَرِكَانِ، وَلذَلِك غُيِّرَ اسمُ حُبَابٍ كَرَاهِيَةً للشَّيْطَانِ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: وإِنما قيلَ الحُبَابُ اسمُ شَيْطَانٍ لأَن الحَيَّةَ يُقَال لَهَا شَيْطَانٌ، قَالَ الشَّاعِر:
تُلاَعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيَ كَأَنَّهُ
تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ، انْتهى.
(وأُمُّ حُبَابٍ) مِن كُنَى (الدُّنْيَا) .
(و) حَبَابٌ (كَسَحَاب اسمٌ) .
وقَاعُ الحَبَابِ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ من أَعمال سخنان.
وأَبُو طَاهِرٍ محمدُ بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الحَبَابِ الأَصْبَهَانِيُّ، مُحَدِّثٌ، وَهُوَ شَيْخُ وَالِدِ أَبِي حامِدٍ الصَّابُونِيّ، ذَكَره فِي الذَّيْلِ.
(و) الحَبَابُ بالفَتْحِ (: لطَّلُّ) على الشَّجَرِ يُصْبِحُ عَلَيْهِ، قالَه أَبو عمرٍ و، وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ (يَصِيرُ طعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَاب المِسْكِ) قَالَ ابنُ الأَثيرِ: الحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ علَى النَّبَاتِ، شَبَّهَ بِهِ رَشْحَهُم مَجَازاً، وأَضافَهُ إِلى المِسْكِ، لِيُثْبِتَ لَهُ طِيبَ الرَّائِحَةِ، قَالَ: ويَجُوزُ أَن يكونَ شَبَّهَه بحَبَابِ المَاءِ وَهِي نُفَّاخَاتُه الَّتِي تَطْفُو عَلَيْهِ، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ قولُه:
تَخَالُ الحَبَابَ المُرْتَقِي فَوْقَ نَوْرِهَا
إِلى سُوقِ أَعْلاَهَا جُمَاناً مُبَدَّدَا
أَرَادَ قَطَرَاتِ الطَّلِّ، سَمَّاهَا حَبَاباً اسْتِعَارَة، ثمَّ شَبَّهَهَا بالجُمَان.
(و) الحِبَابُ (كَكِتَابٍ: المُحَابَبَةُ) والمُوَادَّةُ، والحُبُّ، قَالَ أَبو ذؤيبٍ:
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ لِلْمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا
وَقَالَ صخْرُ الغَيِّ:
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَتِي مِنْ حِبَابِهَا الزُؤُدُ وزَيْدٌ يُحَابُّ عَمْراً: يُصَادِقُهُ.
وشَرِبَ فلانٌ حتَّى تَحَبَّبَ: انْتَفَخَ كالحُبِّ، ونَظِيرُه: حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ كالأَوْنِ وَهُوَ الجُوَالِقُ، كَمَا فِي الأَساس.
(والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ) وتَحَبَّبَ الحِمَارُ وغيرُه: امْتَلأَ منَ الماءِ، قَالَ ابْن سَيّده: وأُرَى حَبَّبَ معقُولَةً فِي هَذَا المَعْنَى، وَلاَ أَحُقُّهَا، وشَرِبَتِ الإِبِلُ حَتَّى حَبَّبَتْ أَي تَمَلأَتْ رِيًّا، وَعَن أَبي عمرٍو: {حَبَّبْتُه} فَتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه، للسِّقَاءِ وغيرِه.
( {وحُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، بالضمِّ: شَاعِر لِصٌّ) هَكَذَا ضَبَطَه الذَّهْبِيُّ، وضبطَه الْحَافِظ بالجِيمِ.
(وبالفَتْحِ حَبَابَةُ الوَالِبِيَّةُ) ، عَنْ عَلِيَ (و) كَذَا (أُمُّ حَبَابَة) بِنْتُ حَيَّانَ، عَن عائشَةَ، وعنها أَخُوهَا مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ (تَابِعِيَّتَانِ، وحَبَابَةُ: شَيْخَةٌ لاِءَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ) رَوَى عَنْهَا، (و) أَبُو القَاسِمِ (عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ حَبَابَةَ) مُحَدِّثٌ (سَمعَ) أَبَا القَاسِمِ (البَغَوِيَّ) وغَيْرَه.
(ومِنْ أَسْمَائِهِنَّ: حَبَّابَةُ مُشَدَّدَةً) وَهُوَ كثيرٌ.
(} والحَبْحَبَةُ: جَرْيُ المَاءِ قَلِيلاً) قَلِيلاً ( {كالحَبْحَبِ) عَن ابْن دُريد (و) الحَبْحَبَةُ (: الضَّعْفُ، وسَوْقُ الإِبلِ، و) الحَبْحَبَةُ (مِنَ النارِ اتِّقَادُهَا، و) الحَبْحَبَةُ (: البَطِّيخُ الشَّامِيُّ الَّذِي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ، والفُرْسُ) تُسَمِّيهِ (الهِنْدِيَّ) لِمَا أَنّ أَهلَ العرَاق يأْتيهم من جِهةِ الهِنْدِ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ، قَالَ الصاغانيّ: وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ. قلتُ: ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلاَّعَ، كرُمَّانٍ (ج حَبْحَبٌ) .
(} والحَبْحَابُ) ويروى بمثلَّثتينِ (صَحَابِيٌّ، و) الحَبْحَابُ: الصَّغِيرُ الجِسْمِ المُتَدَاخِلُ العِظَام، وبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ! حَبْحَاباً، والحَبْحَابُ (: القَصِير) قِيل: وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ (و: الدَّمِيمُ و) قِيلَ: الصَّغِيرُ فِي قَدْرٍ، و (: السِّيِّىءُ الخُلُقِ) والخَلْقِ (و) : الحَبْحَابُ (: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ) (: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ) وبِهِ قَتَلَ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ (و) الحَبْحَابُ (: الرَّجُلُ أَو الجَمَلُ الضَّئِيلُ) الجِسْمِ، وقِيلَ: الصَّغِير، (كالحَبْحَب {- والحَبْحَبِيِّ) بزِيَادَةِ الياءِ.
(و) الحَبْحَابُ (وَالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ) المِعْوَلِيّ البَصْرِيِّ الرَّاوِي عَن أَنْسٍ وأَبِي العَالِيَةِ، وَعنهُ: يُونُسُ بنُ عُبيد والحَمَّادَانِ.
(والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ) هُوَ ابنُ الجَمُوحِ بن زيدِ بنِ حَرَامِ بن كَعْبٍ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ أَبُو عمر (بالضَّمِّ) شَهِدَ بَدْراً وكَانَ يُقَال لَهُ ذُو الرَّأْيِ، وَهُوَ القَائل:
(أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ) ماتَ كَهْلاً فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا (و) الحُبَابُ (بنُ قَيْظِيّ) ابنُ الصَّعْبَةِ أُخْتِ أَبِي الهَيْثَمِ ابنِ التَّيِّهَانِ، قِتُلَ يَوْمَ أُحُدٍ (و) الحُبَابُ (ابنُ زَيْدِ) بنِ تَيْمٍ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أُحُداً وقُتِلَ باليَمَامَةِ (و) الحُبَابُ (بنُ جَزْءِ) بنِ عَمرٍ والأَنْصَارِيُّ، أُحُدِيٌّ (و) الحُبَابُ (بنُ جُبَيْرٍ: حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّة، ذكره أَبو عُمر، (و) الحُبَابُ (بنُ عَبْدِ اللَّهِ) بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، سَمَّاهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعَبْدَ اللَّهِ (صَحَابِيّونَ) والحُبَابُ بنُ عَمْرٍ وأَهُو أَبِي اليُسْرِ، صَحَابِيٌّ، قِيلَ اسْمُه: الحُتَاتُ، وَلذَا لم يذكرْه المؤلفُ.
(} والمُحَبْحِبُ بالكَسْرِ: السَّيِّىءُ الغِذَاءِ) .
{والحَبْحَبَةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَمَاعَةِ، وَفِي المَثَلِ، قَالَ بَعْضُ العَرَبِ (أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمَانِياً (وجِئْتَ بِهَا) وَفِي (التَّكْمِلَةِ) بِسَائِرِهَا (حَبْحَبَةً)) . والحَبْحَبَةُ: الضَّعُف (أَي مَهَازِيلَ) يُقَالُ ذَلِك عندَ المَزْرِيَةِ على المِتْلاَفِ لِمَالِهِ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: إِبلٌ} حَبْحَبَةٌ: مَهَازِيلُ.
(! والحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةُ الخَفِيفَةُ، والصِّغَارُ، جَمْعُ الحَبْحَاب) قَالَ حُبَيْبٌ الأَعْلَمُ: وبِجَانِبَيْ نَعْمَانَ قُلْ
تُ أَلَنْ تُبَلِّغَنِي مَآرِبْ
دَلَجِي إِذا مَا اللَّيْلُ جَ
نَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المُقَرَّنَةُ: آكَامٌ صِغَارٌ مُقْتَرِنَةٌ، ودَلَجِي فاعِل تُبَلِّغُنِي، وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: الحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةِ الخَفِيفَةِ، قَالَ يَصِفُ جِبَالاً كأَنَّهَا قُرِّنَتْ لِتَقَارُبِهَا.
(و) الحَبَاحِبُ (: د) أَو موضعٌ.
وَمن الْمجَاز: فخلانٌ بَغَيضٌ إِلى كُلِّ صَاحِب، لاَ يُوقِدُ إِلاَّ نَارَ الحُبَاحِب. (و) الحُبَاحِبُ (بالضَّمِّ: ذُبَابٌ يَطِيرُ باللَّيْلِ) كأَنَّهُ نَارٌ (لَهُ شُعَاعٌ كالسِّرَاجِ) . وَهُوَ مَثَلٌ فِي النَّكَدِ وقِلَّةِ النَّفْعُ، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ النابغةُ يَصِفُ السُّيُوفَ:
تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ
وتُوقِدُ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحُبَاحِبِ
وَفِي (الصِّحَاح) : (ويُوقِدْنَ والصُّفَّاحُ: حَجَرٌ عِرِيضٌ (ومِنْهُ نَارُ الحُبَاحِبِ) وَعَن الفرّاء: يُقَال للخيل إِذا أَوْرَتِ النَّارَ بحَوَافِرِهَا: هِيَ نَارُ الحُبَاحِبِ (أَو هِيَ) أَي نارُ الحُبَاحِبِ (: مَا اقْتَدَحَ مِنْ شَرَرِ النَّارِ فِي الهَوَاءِ من تَصَادُمِ الحِجَارَةِ، أَو) كَانَ الحُبَاحِبُ رَجُلاً مِنْ أَحْيَاءِ العَرَب، وكانَ من أَبْخَلِ النَّاسِ فَبَخِلَ حتَّى بَلَغَ بِهِ البُخْلُ أَنَّه كَانَ لاَ يُوقِدُ نَاراً بَلَيْل، فإِذَا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ لِيَقْتَبِسَ منهَا أَطْفَأَهَا، فَكَذَلِك مَا أَوْرَتِ الخَيْلُ لاَ يُنْتَفَعُ بهِ، كَمَا لَا يُنْتَفعُ بنارِ الحُبَاحِبِ، قَالَه الكَلْبِيُّ، أَو (كَانَ أَبُو حُبَاحِبٍ) رَجُلاً (مِنْ مُحَارِب) خَصَفَةَ (وكَانَ) بَخِيلاً (لاَ يُوقِدِ نَارَهُ إِلاَّ بالحَطَبِ الشَّخْتِ لِئَلاَّ تُرَى) وقِيلَ: اسمُه حُبَاحِبٌ فضُرِبَ بِنَارِهِ المَثَلُ، لأَنَّه كَانَ لَا يُوقِدُ إِلاَّ نَارا ضَعِيفةً مَخَافَةَ الضِّيفَانِ، فَقَالُوا: نَارُ الحُبَاحِبِ لِمَا تَقْدَحُه الخَيلُ بحوافِرِهَا، قَالَ الجوهريُّ: ورُبَّما قَالُوا: نَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ: وَهُوَ ذُبَابٌ يَطِيرُ بالليلِ كأَنَّه نارٌ، قَالَ الكُمَيْتُ وَوَصَفَ السُّيُوفَ:
يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَرَاتِ مِنْهَا
كَنَارِ أَبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا
وإِنَّمَا تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه لأَنَّه جَعَلَ حُبَاحِبَ اسْماً لِمُؤَنَّثٍ، (أَو هِيَ) مُشْتَقَّةٌ (من! الحَبْحَبَةِ) الَّتِي هِيَ (الضَّعْفُ) ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ، (أَوْ هِيَ) : أَي نَارِ حُبَاحِب ونَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ (: الشَّرَرَةُ) الَّتِي (تَسْقُطُ مِنَ الزِّنَادِ) : قَالَ النَّابِغَة.
أَلاَ إِنَّمَا نِيَرَانُ قَيْسٍ إِذَا شَتَوْا
لِطَارِقِ لَيْلٍ مِثْلُ نَارِ الحُبَاحِبِ
قَالَ أَبو حنيفةَ: لاَ يُعْرَفُ حُبَاحِبٌ وَلاَ أَبُو حُبَاحِبٍ، وَقَالَ: وَلم، نَسْمَعْ فِيهِ عَن العربِ شَيْئا، قَالَ: ويَزْعُمُ قَوْقٌ أَنَّه اليَرَاعُ، واليَرَاعُ: فَرَاشَةٌ إِذا طَارَتْ فِي اللَّيْل لمْ يَشُكَّ مَنْ لمْ يَعْرِفْهَا أَنَّها شَرَرَةٌ طارتْ عَن نارٍ، وقالَ أَبُو طَالِبٍ يَحْكى عَن الأَعْرَابِ: إِنَّ الحُبَاحِبَ: طَائِرٌ أَطْوَلُ منَ الذُّبَابِ فِي دِقَّةٍ، يَطِيرُ فِيمَا بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ، كأَنَّه شَرَارَةٌ، وَقَالَ الأَزهريُّ: وَهَذَا معروفٌ، وقولُه:
يُذْرِينَ جَنْدَلَ حَائِرٍ لِجُنُوبِهَا
فكَأَنَّمَا تُذْكِي سَنَابِكُهَا الحُبَا
إِنَّمَا أَرَادَ الحُبَاحِبَ، أَي نَارَ الحُبَاحِب، يَقُولُ تُصِيبُ بالحَصَى فِي جَرْيِهَا جُنُوبَهَا، ورُبَّمَا جَعَلُوا الحُبَاحِبَ اسْماً لِتِلْكَ النَّارِ قَالَ الكُسَعِيُّ:
مَا بَالُ سَهْمِي تُوقِدُ الحُبَاحِبَا
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَائِبَا
وأُمُّ حُبَاحِبٍ: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَب تَطِيرُ، صَفْرَاءُ خَشْرَاءُ رَقْطَاءُ، بِرَقَطِ صُفْرَةٍ، وخُضْرَةٍ، ويقولونَ إِذَا رَأَوْهَا: (أَخْرِجِي) بُرْدَيْ أَبِي حُبَاحِبٍ فَتَنْشُر جَنَاحَيْهَا وهُمَا مُزَيَّنَانِ بِأَحْمَرَ وأَصْفَرَ.
{وحَبْحَبٌ: اسْمٌ مَوْضِعٍ قَالَ النابِغَة:
فَسَاقَانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فَجَنْبَا حِمًى فالخَانِقَانِ} فَحَبْحَبُ
وحُبَاحِبٌ: اسْمُ رَجُل قَالَ:
لَقَدْ أَهْدَتْ حُبَابَةُ بِنْتُ جَلَ
لاِءَهْلِ حُبَاحِبٍ حَبْلاً طَوِيلاَ
(وذَرَّى حَبًّا: لَقَبُ) رَجُلٍ قَالَ:
إِنَّ لَهَا لَرَكَباً إِرْزَبَّا
كَأَنَّهُ جَبْهَةُ ذَرَّى حَبَّا
(والحَبَّةُ الخَضْرَاءُ: البُطْمُ) وَهُوَ الكِبَارُ مِنْهَا، وَقد يُسمى الكِبَارُ مِنْهَا أَيضاً الضَّرْوَ، وصَمْغُهُ أَجْوَدُ الصُّمُوغِ بَعْد المَصْطَكَى (و) الحَبَّةُ (السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ) وَهِي الحَبَّةُ المُباركَةُ مشهورةٌ وسيأَتي فِي شنز (والحَبَّةُ: القِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ) .
وَيُقَال لِلْبَرَدِ: حَبُّ الغَمَامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرَ، وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ويَفْتَرُّ عنْ مِثْلِ حَبِّ الغَمَامِ) يعْنِي البَرَدَ، شَبِّهَ بِهِ ثَغْرهُ فِي بَياضِهِ وصَفَائِهِ وبرْدِهِ.
وجابِرُ بنُ حَبَّةَ: اسْمٌ لِلْخُبْزِ: قَالَه ابنُ السَّكّيت، وَقَالَ الأَزهريّ: الحَبَّةُ: حَبَّةُ الطَّعَامِ، حَبَّةٌ مِنْ بُرَ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ ورُزَ، وكلّ مَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ، (و) الحَبَّةُ (من الوَزْنِ م) سيأَتي (فِي مكك) .
(و) حَبَّةُ (بِلاَ لاَمَ) اسْمُ (أَبِي السَّنَابِلِ (بنُ بَعْكَكِ) بنِ الحَجَّاجِ. وقيلَ اسمُه: عَمْرٌ و، مِنَ المُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. (و) حَبَّةُ (بنُ حَابِسٍ) كَذَا قَالَ ابْن أَبي عَاصِم، تابعيٌّ، عَن أَبِي، وَله صُحْبة (أَو هُوَ بالياءِ) التَّحْتِيَّة وَهُوَ الصَّوَاب (صَحَابِيَّانِ) وحَبَّةُ بنُ خالدِ الخُزَاعيُّ أَخُو سَوَاءٍ صحابِيٌّ نَزَلَ الكوفةَ (وحَبَّةُ بنُ أَبِي حَبَّةَ) عَن عاصمِ بن حَمْزَةَ (و) حَبَّةُ (بنُ مُسْلِم) فِي الشِّطْرَنْجِ تَابعيٌّ (و) أَبُو قُدامةَ حَبَّةُ (بنُ جُوَيْنٍ) البَجَلِيُّ ثمَّ (العُرَنِيُّ) نَزَلَ الكوفَةَ، تابعيٌّ (و) حَبَّةُ (بنُ سَلَمَة) أَخُو شَقِيقٍ (التابعيُّ) روى عَن ابْن مَسْعُود (وعبُد السَّلامِ بنُ أَحمد بن حَبَّةَ) التَّغْلِبَيّ، روى النَّرْسِيُّ عَن رَجل عَنهُ. (و) أَبُو ياسِرٍ (عبْدُ الوهَّابِ بنُ هِبَةِ اللَّهِ) بنِ عبدِ الْوَهَّاب (بن أَبِي حَبَّةَ) العَطَّار، وَقد نُسِبَ إِلى جَدِّه، روى عَن أَبِي القاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ المُسْنَدَ والزُّهْد، وكانَ يَسْكُنُ مَرَّانَ على رأْسِ السِّتِّمَائَةِ وَقد يَلْتَبِسُ بعبدِ الوهابِ بن أَبي حَيصةَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ، وَهُوَ غيرُه، وسيأْتي فِي موْضعه إِن شاءَ الله تَعَالَى (مُحَدِّثُونَ) وفَاتَه حَمْزَةُ بنُ سَعِيدِ بنِ (أَبِي حَبَّةَ، مُحدِّثٌ.
(وبالكَسْرِ يَعْقُوبُ بنُ حِبَّةَ، روى عنِ) الإِمامِ (أَحْمد) بنِ حنْبلٍ الشَّيْبانِيّ، قَيَّدهُ الصُّورِيُّ هَكَذَا.
(وحَبّ قَلْعَةٌ بِسبإِ) مأْرِب (و) حَبّ أَيضاً (جَبلٌ بحَضْرَمَوْتَ) يُعْرفُ الأَوَّلُ بحِصْنِ حَبّ، وَقد نُسِب إِليه جماعةٌ من الْفُقَهَاء والمُحَدِّثينَ.
(و) يُقَال (سَهْمٌ {حَابٌّ) إِذا (وَقَعَ حَوْلَ القِرْطَاسِ) الَّذِي يُرْمَى عَلَيْهِ (ج} حوَابُّ، و) عَن ابْن الأَعرابيّ (حَبَّ: وَقَفَ، و) حُبَّ (بالضَّمِّ) إِذا (أُتْعِب) هَكَذَا نَقله ثَعْلَب عَنهُ.
( {والحَبَبُ، مُحَرَّكَةً و) } الحِبَبُ (كعِنَبٍ) الأَخِيرُ لغةٌ عَن الفرّاء (: تَنَضُّدُ الأَسْنَانِ) ، قَالَ طَرَفَةُ:
وإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً
كرُضَابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَقَالَ غيرُ الجوهريّ: الحَبَبُ: طَرائِقُ مِنْ رِيقِها، لأَنَّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عِنْد تَغَيُّرِ الفَم، ورُضَابُ المِسْكِ: (قِطَعُهُ (و) الحِبَبُ بالكَسْرِ (: مَا جرى علَيْها) أَيِ الأَسْنَانِ (مِنَ الماءِ كقِطَعِ القَوارِيرِ) وكذل هُوَ مِنَ الخَمْرِ، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ ابنِ الأَحْمرِ: لَهَا حِبَبٌ يرَى الرَّاؤُونَ مِنْهَا
كَما أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزَالاَ
وَقَالَ الأَزهريّ: حَبَبُ الفَمِ: مَا يَتَحبَّبُ مِنْ بياضِ الرِّيقِ علَى الأَسْنَان.
( {وحُبَّى كَرُبَّى) اسمُ (امرأَةٍ) قَالَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ:
فَمَا وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ وَاحِدٍ
وَلاَ وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمِّ كِلاَبِ
قلتُ: وَهِي حُبَّى ابْنَةُ الأَسْوَدِ من بَنِي بُحْتُرِ بن عُتُودٍ، كَانَ حُرَيْثُ بنُ عَتَّابٍ الطَّائِيُّ الشاعرُ يَهُوَاهَا فَخَطَبهَا، ولَمْ تَرْضَهْ وتَزَوَّجَتْ غِيْرَه من بَنِي ثُعَلَ، فطَفِقَ يَهْجُو بَنِي ثُعَل. أَوْهِيَ غَيْرُهَا.
(و) حُبَّى (: ع) تِهَامِيٌّ، كَانَ دَاراً لأَسَدٍ وكِنَانَةَ.
(وأُمُّ مَحْبُوبٍ) مِنْ كُنَى (الحَيَّةِ) نقلَه الصاغانيّ.
(} والحُبَيِّبَةُ، مُصَغَّرَةً: ة باليَمَامَةِ) نقلة الصاغانيُّ، (وإِبْرَاهِيمُ بنُ {حُبَيِّبَةَ) الأَنْطَاكِيُّ (و) إِبْرَاهِيمُ (بنُ مُحَمَّدِ بنُ يُوسُفَ بنِ حُبَيِّبَةَ مُحَدِّثَانِ) هَكَذَا هُوَ فِي سَائِر النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصوابُ أَنهما واحدٌ كَمَا حَقَّقَه الحافظُ، وَقد روى عَن عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ، وَعنهُ ابْن جَمِيع، فَتَارَة نَسَبَه هَكَذَا، وَتارَة أَسْقَطَ اسمَ أَبيه وجَدِّه، وَقد سَمِعَ عبدَ الغنيّ عَن واحدٍ عَنهُ، فتأَمل، قَالَ الْحَافِظ: ومِثْلُه: حُبَيِّبةُ بِنْتُ عَتِيق، وَكَانَ أَبوها شاعِراً فِي زمن عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(و) } حُبَيْبَةُ (كجُهَيْنَةَ: ع) بالعِرَاقِ (من نَوَاحِي البَطِيحَةِ متَّصلٌ بالبَادِيَةِ قَريبٌ من البَصرة.
(و) يقالُ (امْرَأَةٌ مُحِبٌّ) بصِيغَةِ التَّذْكِيرِ أَي (منُحِبَّةٌ) وعِبَارَةُ الفرّاء: وامرأَة مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا ومُحِبٌّ أَيضاً، قَالَ ثَعْلَب: (و) يُقَالُ (بَعِيرٌ مُحِبٌّ) أَي (حَسِيرٌ) وأَنشدَ يَصِفُ امرأَةً قاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا.
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ {والتَّحَبُّبُ: التَّوَدُّدُ،} وحَبَّ إِذَا تَوَدَّدَ، وَهُوَ {يَتَحَبَّبُ إِلى النَّاسِ، وَهُوَ} مُتَحَبِّبٌ إِليهم، وأُوتِيَ فُلاَنٌ {مَحَابَّ القُلُوب، (} والتَّحَابُّ: التَّوَادُّ وَمِنْه الحديثُ (تَهَادَوْا تَحَابُّوا) .
( {واسْتَحَبَّهُ عَلَيْهِ: آثْرَهُ) } والاستِحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ و {2. 017 {اسْتَحَبُّوا الْكفْر على الايمان} (التَّوْبَة: 23) آثَرُوهُ، وَهُوَ فِي الإِساس.
(} وأَحْبَابُ) جَمْعُ حَبِيبٍ (: ع) وَفِي (المعجم) أَنَّه بَلَدٌ فِي جَنْب السُّوَارِقِيَّة من نَوَاحِي المَدِينَةِ (بدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ) لَهُ ذُكْرٌ فِي الشِّعْرِ.
( {والحُبَّابِيَّةُ بالضَّمِّ: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ) .
(وبُطْنَانُ حَبِيبٍ: د بالشَّأْمِ) .
(والحُبَّةُ بالضَّمّ: الحَبِيبَةُ) أَيضاً (ج) حُبَبٌ (كَصُرَدٍ) .
(ومَحْبُوبٌ) جَدُّ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التاجِر، رَاوِيَةُ سُننِ التِّرْمِذِيّ.
(} وحَبُّوبَةُ: لَقَبُ إِسماعيلَ بنِ إِسحاق الرَّازِيّ) كَذَا فِي النّسخ، وَفِي كتاب (الذَّهَبِيّ) : لَقَبُ إِسحاق بنِ إِسماعيلَ الرَّازيِّ، (و) {حَبُّوبَةُ (جَدُّ) أَبا بِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيّ، وجَدٌّ (لِلْحَافِظِ) الشَّهِيرِ المُكْثِرِ أَبِي نَصْرٍ (الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ) بنِ إِبراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيَ (اليُونَارِتِيِّ) الأَصْبَهَانِيِّ نَسَبَهُ مِنْ خَطِّهِ، وَقد ضَبَطَه.
(و) حَبَابٌ (كَسَحَابٍ ابنُ صَالِحٍ الوَاسِطِيّ) شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَبَابٍ) الخُوَارَزْمِيُّ (} - الحَبَابِيُّ) نِسْبَةٌ لِجَدِّهِ (مُحَدِّثُونَ) الأَخِيرُ شَيْخٌ للبِرْقَانِيّ.
ومِمَّا يِسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
حَبَّانُ بنُ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ، شِيعِيّ، وحَبَّانُ بنُ أَبِي مُعَاوهيَةَ شِيعِيٌّ أَيْضاً، وحَبَّانُ الأَسَدِيُّ عَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ، وَعنهُ: حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وإِبرَاهِيمُ بنُ حَبَّانَ الأَزْدِيّ عَن أَنَسٍ، وَعنهُ: عِيسَى بن حَبَّانَ الأَزْدِيّ عَن أَنَسٍ، وَعنهُ: عِيسَى بنُ عُبَيْدٍ، ومحمّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَبَّانَ، سمع بَقِيَّة، مَشْهُور، وحَبَّانُ بنُ عبد الله شامِيٌّ، عَن عبدِ الله بن عمرٍ و، رَوَى عَنهُ العَلاَءُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ رَافِعٍ، هؤلاءِ كُلُّهُمْ بالفَتْحِ، وذُكر فِي الْفَتْح حَبَّانُ بن وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ.
قلتُ: وابنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن حَبَّانَ من شيوخِ مالِكٍ. وأَبُوه عَن ابنُ عُمَرَ وابنِ عباسٍ، وَعنهُ ابنُه محمدٌ وابنُ أَخِيهِ وَاسِعٌ، وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ شيخٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، ويُوسُفَ القَاضِي، وَهُوَ غيرُ الَّذِي ذَكَره المصنّفُ، فَرَّقَ بَينهمَا عبدُ الغَنِيّ، وجَوَّزَ الأَمِيرُ أَنْ يَكُونَا واحِداً، وحَبَّانُ بنُ الْمَحْشَر رَوى عَنهُ حَفِيدُه قَبِيصَة بنُ عَبّاد بنِ حَبَّانَ، وحَبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ صاحبُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ، وحُمَيْدُ بنُ حَبَّانَ بنِ أَرْبَدَ الجَعْفَرِيّ كوفيّ، رَوَى عَنهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ الأَمير: وصحف فِيهِ غيرُ واحدٍ.
وَمِمَّا فاتَه فِي الكَسْرِ حِبَّانُ الصائِغُ، عَن أَبي بكرٍ الصدِّيقِ، وَعنهُ الرَّبيع بن صُبَيْح، وحِبَّانُ بنُ يوسفَ الصَّدَفيّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، ذكرهُ ابْن يُونُسَ، وابنُه عبدُ اللَّهِ، جَالَس عبدَ اللَّهِ بن عَمْرو، وحِبَّانُ بنُ الْحَارِث أَبو عقيل كُوفِيٌّ، عَن عليَ، وَعنهُ شَبِيب بن غَرْقَدة، وحِبَّانُ صَاحب الدُّثَيْنة، رَوَى عَن ابْن عمر، وَعنهُ رَزِين بن حَكيم، وحِبَّانُ بنُ عاصِمٍ العَنْبَرِيُّ، بَصْرِيٌّ عَن جَدِّه حَرْمَلَةَ بنِ إِيَاسٍ، وَله صُحْبَةٌ، وَعنهُ ابنُ عَمِّه عبدُ اللَّهِ بنُ حَسَّانَ بنت حَرْمَلَةَ، وحِبَّانُ بن جَزْءٍ أَبو خُزَيْمة عَن أَبيه وأَخيه، ولَهُمَا صُحْبَةٌ، وَهُوَ الَّذِي روى عَن أَبي هريرَةَ رَضِي الله عَنْهُمَا وَعنهُ زَيْنَبُ بنت أَبي طليق، قَالَه الأَميرُ، وتَرَدَّدَ الدارقطنيّ فِي كَونهمَا اثنَيْنِ، وحِبَّانُ بنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبيّ تَابِعِيٌّ. وحِبَّانُ بنُ أَبِي جَبَلَة تابعيٌّ أَيضاً عَن عَمْرِو بنِ العاصِ وَغَيره، وحِبَّان بن مهير العبديّ، سَمعَ عطاءٌ قَوْله، وحِبَّانُ بنُ النَّجَّارِ عَن أَبيه النجّار، عَن جدِ أَنَسِ بنِ مالكٍ، وَعنهُ ابْنه إِبراهيم بن حِبَّانَ، وحِبَّانُ أَبُو مَعْمَرٍ، بَصْرِيٌّ شَيْخٌ لاِءَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسِيّ، وحِبَّانُ صَاحِبُ العَاجِ، رَوَى عَنهُ الأَصمعيُّ، وحِبَّانُ بن حِبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَنهُ حَفِيدُهوَعنهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وبُنْدَارُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حِبَّانَ الجُرْجَانِيُّ الفَقِيهُ، عنِ البَغَوِيِّ، وابنِ صَاعِدٍ.
فَهؤُلاءِ كُلُّهُمْ بالكَسْرِ.
وَقَالَ الكسائيّ: لَكَ عِنْدِي مَا أَحَبْتَ، أَيْ أَحْبَبْتَ.
ويقالُ: سِرْنَا قَرَباً {حَبْحَاباً، أَي جَادًّا، مثلَ حَثْحَاثٍ.
} وحَبْحَبٌ كجَعْفَرٍ: مَوْضِعٌ.
ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ بالفَتْحِ: أَبو مِسْعَرٍ، رَاجِزٌ.
! والحَبَّانِيَّةُ، بالفَتْحِ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ.
والحِبَّةُ، بالكَسْرِ: الحَبِيبَةُ.
وحَبَّبْتُ القِرْبَةَ إِذا مَلأْتَهَا.
والحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ على الشَّجَرِ.
وأُلاتُ الحُبِّ، بالضَّمِّ: عَيْنٌ بِإِضَمٍ من ناحيَةِ المَدِينَةِ.
والحَبْحَابُ، بالفَتْحِ: السَّيِّىء الغِذَاءِ.
وحَبِيبٌ، كَأَمِيرٍ: جَبَلٌ حِجَازِيُّ، وحَبِيبٌ أَيضاً: قَبِيلَةٌ، قَالَ أَبُو خِرَاشٍ:
عَدَوْنَا عَدْوَةً لاَ شَكَّ فِيها
فَخُلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَا
وذُؤيْبَةُ: قَبِيلَةٌ أَيضاً.
وحُبيبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ اسْمُ الأَعْلَمِ الشَّاعِرِ.
وأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّد بن حَبِيبٍ الرَّافِقِيُّ مُحَدِّثٌ، وابنْ حَبِيب، نَسَّابَةٌ وحبِيب هَذِه أُمُّهُ أَوْ جَدَّتُه.
وبَنُو المُحِبِّب: حُفَّاظُ الشَّأْمِ، وأَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بن المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيُّ مُحَدِّثٌ وأَبُو الفُتُوح محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُمْرُوسٍ البَكْرِيُّ عُرِفَ بابنِ المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيِّ، مَشْهُورٌ، تُوُفِّي سنة 615 ذَكَره الصَّابونيُّ فِي (الذَّيْلِ) .
والمُحَبُّ بفَتْحِ الْحَاء: ابنُ حَذْلَمٍ المِصْرِيُّ الزَّهِدُ، عَن سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ، وَقَالَ عبدُ الغَنِيّ: عَن مُوسَى بنِ وَرْدَانَ، وأَوْبَرُ بنُ عَلِيِّ بن مُحَبِّ بنِ حازمِ بن كُلْثُومٍ التُّجِيبِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ يُونُسَ. {ومُحَبَّةُ بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الحَاءِ أَيضاً: تَابِعِيَّةٌ، عَنْ عائِشَةَ، وعنها، أَبُو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، وأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ الدَّلاَل كَمُحَمَّدٍ: مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، ومثلُه مُحَبَّبُ بنُ إِبراهيمَ العَبْدِيُّ، عَن ابنِ راهَوَيْهِ، وابنْهُ إِبراهيمُ بنُ مُحَبَّبٍ النَّيْسَابُورِيّ عَن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ البُوشَنْجِيّ.
} والحَبَّابُ كَكَتَّانٍ: مَنْ يَبِيعُ الحِنْطَةَ، وَقَدْ نُسِبَ كذلكَ جَمَاعَةٌ.
وَيُقَال فِي الحُبَّى المَذْكُورِ فِي المَتْنِ أَيضاً: {الحُبَيَّا بِالتَّصْغِيرِ لِمَوُضِعٍ بالحِجَازِ، وأَبو الحُبَاب: سَعِيدُ بنُ سَيَّارٍ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ سعيد المَقْبُرِيّ، وأَبو حَبِيب بن يَعْلَى بن مُنْيَة التميميّ، عَن ابْن عَبَّاس، ومحمّد بن} حُبَيْبات شَاعِر فِي الدولة العبّاسية، {وحُبَيْبَات بن نُهَيْل بن عبد مَناف بن هِلال بن عَامر بن صَعْصَة جاهليّ، من وَلَده مِسْعَر بن كِدَامٍ وَغَيره.
وحَبٌّ بالفَتْحِ: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ أَسَدٍ المُتَوَكِّلِيّ البَلْخِيّ، كَانَ فِي حُدُودِ الثلاثمائة، هَكَذَا قَيَّدَه الحافظُ.
وَعَن اللِّحْيَانيّ:} حَبْحَبْتُ بالجَمَلِ! حِبْحَاباً وحَوَّبْتُ بِهِ تَحْوِيباً إِذا قُلْتَ لَهُ حَوْبِ حَوْبِ، وَهُوَ زَجْرٌ.
(حبب) الزَّرْع بدا حبه وَالشَّيْء إِلَيْهِ جعله يُحِبهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَكِن الله حبب إِلَيْكُم الْإِيمَان} والسقاء وَنَحْوه ملأَهُ حَتَّى صَار كالحب والدواء وَنَحْوه جعله كالحب 

حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،

وكذلك الحِبُّ بالكسر. وحُكِي عن خالد ابن نَضْلَة: ما هذا الحِبُّ

الطارِقُ؟وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ، وهو مَحْبُوبٌ، على غير قياس هذا الأَكثر، وقد قيل مُحَبٌّ، على القِياس. قال الأَزهري: وقد جاء الـمُحَبُّ شاذاً في الشعر؛ قال عنترة:

ولقد نَزَلْتِ، فلا تَظُنِّي غيرَه، * مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ الـمُكْرَمِ

وحكى الأَزهري عن الفرَّاءِ قال: وحَبَبْتُه، لغة. قال غيره: وكَرِهَ

بعضُهم حَبَبْتُه، وأَنكر أَن يكون هذا البيتُ لِفَصِيحٍ، وهو قول عَيْلانَ بن شُجاع النَّهْشَلِي:

أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه، * وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ

فَأُقْسِمُ، لَوْلا تَمْرُه ما حَبَبْتُه، * ولا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ

وكان أَبو العباس المبرد يروي هذا الشعر:

وكان عِياضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ وعلى هذه الروايةِ لا كون فيه إِقواء.

وحَبَّه يَحِبُّه، بالكسر، فهو مَحْبُوبٌ. قال الجوهري: وهذا شاذ لأَنه لا يأْتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر، إِلاّ ويَشرَكُه يَفْعُل بالضم، إِذا كان مُتَعَدِّياً، ما خَلا هذا الحرفَ. وحكى سيبويه: حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بمعنى. أَبو زيد: أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ. قال: ومثله مَحْزُونٌ، ومَجْنُونٌ، ومَزْكُومٌ، ومَكْزُوزٌ، ومَقْرُورٌ، وذلك أَنهم يقولون: قد فُعِلَ بغير أَلف في هذا كله، ثم يُبْنَى مَفْعُول على فُعِلَ، وإِلاّ فلا وَجْهَ له، فإِذا قالوا: أَفْعَلَه اللّه، فهو كلُّه بالأَلف؛ وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم: ما أَحَبْتُ ذلك، أَي ما أَحْبَبْتُ، كما قالوا: ظَنْتُ ذلك، أَي ظَنَنْتُ، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ظَلْتُ. وقال:

في ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ

أَي يُحَبُّ فيها. واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه.

والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ.

وإِنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ. وحُبَّتُك: ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ، أَو يكون لك. واخْتَرْ

حُبَّتَك ومَحَبَّتَك من الناس وغَيْرِهِم أَي الذي تُحِبُّه.

والـمَحَبَّةُ أَيضاً: اسم للحُبِّ.

والحِبابُ، بالكسر: الـمُحابَّةُ والـمُوادَّةُ والحُبُّ . قال أَبو ذؤيب:

فَقُلْتُ لقَلْبي: يا لَكَ الخَيْرُ، إِنَّما * يُدَلِّيكَ، للخَيْرِ الجَدِيدِ، حِبابُها

وقال صخر الغي:

إِنّي بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ * عاوَدَنِي، مِنْ حِبابِها، الزُّؤُدُ

وتَحَبَّبَ إِليه: تَودَّدَ. وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً، عن الفرَّاءِ.

الأَزهري: يقال: حُبَّ الشيءُ فهو مَحْبُوبٌ، ثم لا يقولون: حَبَبْتُه،

كما قالوا: جُنَّ فهو مَجْنُون، ثم يقولون: أَجَنَّه اللّهُ.

والحِبُّ: الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، قال ابن بري، رحمه اللّه:

الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى الـمُحِبِّ، كقول الـمُخَبَّلِ:

أَتَهْجُرُ لَيْلَى، بالفِراقِ، حَبِيبَها، * وما كان نَفْساً، بالفِراقِ، تَطِيبُ

أَي مُحِبَّها، ويجيءُ تارة بمعنى الـمحْبُوب كقول ابن الدُّمَيْنةِ:

وانّ الكَثِيبَ الفَرْدَ، مِن جانِبِ الحِمَى، * إِلَيَّ، وإِنْ لم آتهِ، لحَبِيبُ

أَي لـمَحْبُوبٌ.

والحِبُّ: الـمَحْبُوبُ، وكان زَيْدُ بن حارِثةَ، رضي اللّه عنه،

يُدْعَى: حِبَّ رَسولِ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم؛ والأَنثى بالهاءِ. وفي الحديث: ومن يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي مَحْبُوبُه، وكان رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُحِبُّه كثيراً. وفي حديث فاطِمَة، رضوان اللّه عليها، قال لها رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، عن عائشة: إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ. الحِبُّ بالكسر: الـمَحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزيز، وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ.

والحَبِيبُ والحُبابُ بالضم: الحِبُّ، والأُنثى بالهاءِ. الأَزهري: يقال للحَبِيب: حُبابٌ، مُخَفَّفٌ.

وقال الليث: الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبةِ والحَبِيب. وحكى ابن

الأَعرابي: أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم؛ وأَنشد:

ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ

والحُبابُ، بالضم: الحُبُّ. قال أَبو عَطاء السِّنْدِي، مَوْلى بني

أَسَد:

فوَاللّهِ ما أَدْرِي، وإِنِّي لصَادِقٌ، * أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ

قال ابن بري: المشهور عند الرُّواة: مِن حِبابِكِ، بكسر الحاءِ، وفيه وَجْهان: أَحدهما أَن يكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً، والثاني أَن يكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ وعِشاشٍ، ورواه بعضهم: من جَنابِكِ، بالجيم والنون، أَي ناحِيَتكِ.

وفي حديث أُحُد: هو جَبَلُّ يُحِبُّنا ونُحِبُّه. قال ابن الأَثير: هذا

محمول على المجاز، أَراد أَنه جبل يُحِبُّنا

أَهْلُه، ونُحِبُّ أَهْلَه، وهم الأَنصار؛ ويجوز أَن يكون من باب الـمَجاز الصَّريح، أَي إِنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه في أَرْضِ مَن نُحِبُّ.

وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ، يُروى بضم الحاءِ، وهو الاسم من الـمَحَبَّةِ، وقد جاءَ في بعض الرِّوايات، باسقاط انظُروا، وقال: حُبّ الانصار التمرُ، فيجوز أَن يكون بالضم كالأَوّل، وحذف الفعل وهو مراد للعلم به، أَو على جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة في حُبِّهم إِياه، ويجوز أَن تكون الحاءُ مكسورة، بمعنى المحبوب، أَي مَحْبُوبُهم التمرُ، وحينئذ يكون التمر على الأَوّل، وهو المشهور في الرواية

منصوباً بالحُب، وعلى الثاني والثالث مَرْفُوعاً على خبر المبتدإِ.

وقالوا: حَبَّ بِفُلان، أَي ما أَحَبَّه إِلَيَّ؛ قال أَبو عبيد: معناه(1)

(1 قوله «قال أبو عبيد معناه إلخ» الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ.)

حَبُبَ بِفُلان، بضم الباءِ، ثم سُكِّن وأُدغم في الثانية.

وحَبُبْتُ إِليه: صِرْتُ حَبِيباً، ولا نَظِير له إِلا شَرُرْتُ، مِن الشَّرِّ، وما حكاه سيبويه عن يونس قولهم: لَبُبْتُ من اللُّبِّ. وتقول: ما

كنتَ حَبيباً، ولقد حَبِبْتَ، بالكسر، أَي صِرْتَ حَبِيباً. وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هو حَبِيبٌ. قال سيبويه: جعلوا حَبّ مع ذا، بمنزلة الشيءِ

الواحد، وهو عنده اسم، وما بعده مرفوع به، ولَزِمَ ذا حَبَّ، وجَرَى كالمثل؛ والدَّلِيلُ على ذلك أَنهم يقولون في المؤَنث: حَبَّذا، ولا يقولون: حَبَّذِه. ومنهُ قولهم: حَبَّذا زَيْدٌ، فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لا يَتصرَّف، وأَصله حَبُبَ، على ما قاله الفرّاءُ، وذا فاعله، وهو اسم مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإشارة، جُعِلا شيئاً واحداً، فصارا بمنزلة اسم يُرْفَع ما بعده، وموضعه رفع بالابْتداءِ، وزيد خبره، ولا يجوز أَن يكون بدلاً مِن ذا، لأَنّك تقول حَبَّذا امرأَةٌ، ولو كان بدلاً لقلت: حَبَّذِهِ المرأَةُ. قال جرير:

يا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ، * وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ كانا

وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ، * تَأْتِيكَ، مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ، أَحيانا

الأَزهري: وأَما قولهم: حبّذا كذا وكذا، بتشديد الباء، فهو حَرْفُ

مَعْنىً، أُلِّفَ من حَبَّ وذا. يقال: حَبَّذا الإِمارةُ، والأَصل حَبُبَ ذا،

فأَدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَين في الأُخْرى وشُدّدتْ، وذا إِشارةٌ إِلى ما

يَقْرُب منك. وأَنشد بعضهم:

حَبَّذا رَجْعُها إِلَيها يَدَيْها، * في يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا(2)

(2 قوله «إليها يديها» هذا ما وقع في التهذيب أيضاً ووقع في الجزء العشرين إليك.)

كأَنه قال: حَبُبَ ذا، ثم ترجم عن ذا، فقالَ هو رَجْعُها يديها إِلى

حَلِّ تِكَّتِها أَي ما أَحَبَّه، ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها. وقال أَبو الحسن

بن كيسان: حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شيئاً واحداً، ولم تُغَيَّرا في تثنية، ولا جمع، ولا تَأْنِيث، ورُفِع بها الاسم، تقول: حَبَّذا زَيْدٌ، وحَبَّذا الزَّيْدانِ، وحَبَّذا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذا هِنْد، وحَبَّذا أَنـْتَ. وأَنـْتُما، وأَنتُم. وحَبَّذا يُبتدأُ بها، وإِن قلت: زَيْد حَبَّذا، فهي جائزة، وهي قَبِيحة، لأَن حَبَّذا كلمة مَدْح يُبْتَدأُ بها لأَنها جَوابٌ، وإِنما لم تُثَنَّ، ولم تُجمع، ولم

تُؤَنَّثْ، لأَنك إِنما أَجْرَيْتَها على ذِكر شيءٍ سَمِعْته، فكأَنك قلت: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَيْدٍ، فصار زيدٌ موضعَ ذكره، وصارَ ذا مشاراً إِلى الذِّكْرِيّةِ، والذِّكرُ مُذَكَّرٌ. وحَبَّذا في الحَقِيقةِ:

فِعْلٌ واسْم، حَبَّ بمنزلة نِعْم، وذا فاعل، بمنزلة الرَّجل. الأَزهري قال: وأَمـَّا حَبَّذا، فإِنه حَبَّ ذا، فإِذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ به فقلت: حَبَّذا زَيْدٌ.

وحَبَّبَ إِليه الأَمـْرَ: جعله يُحِبُّه.

وهم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إِلَيَّ هذا الشيءُ

يَحَبُّ حُبّاً. قال ساعدة:

هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، * وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ

وأَنشد الأَزهري:

دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّماً، * وحَبَّ إِلَيْنا أَن نَكُونَ الـمُقدَّما

وقولُ ساعدة: وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بها إِليّ مُتَجَنِّبةً.

وفي الصحاح في هذا البيت: وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، وقال: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، ونَقَل الضَّمَّةَ إِلى الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، ونَسَبَ هذا

القَوْلَ إِلى ابن السكيت.

وحَبابُكَ أَن يكون ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَي غايةُ مَحَبَّتِك؛ وقال اللحياني: معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ، ولم يذكر الحُبَّ؛ ومثله: حماداكَ. أَي جُهْدُك وغايَتُكَ.

الأَصمعي: حَبَّ بِفُلانٍ، أَي ما أَحَبَّه إِليَّ ! وقال الفرَّاءُ: معناه

حَبُبَ بفلان، بضم الباء، ثم أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ في الثانية. وأَنشد

الفرَّاءُ:

وزَادَه كَلَفاً في الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ، * وحَبَّ شيْئاً إِلى الإِنْسانِ ما مُنِعَا

قال: وموضِعُ ما، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ. وأَنشد شمر:

ولَحَبَّ بالطَّيْفِ الـمُلِمِّ خَيالا

أَي ما أَحَبَّه إِليَّ، أَي أَحْبِبْ بِه! والتَّحَبُّبُ: إِظْهارُ الحُبِّ.

وحِبَّانُ وحَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ.

والـمُحَبَّةُ والـمَحْبُوبةُ جميعاً: من أَسْماءِ مَدِينةِ النبيّ، صلى

اللّه عليه وسلم، حكاهما كُراع، لِحُبّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، وأَصحابِه إِيَّاها.

ومَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ على الأَصل، لمكان العلمية، كما جاءَ

مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ؛ وإِنما حملهم على أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ، دون فَعْلَلٍ، لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب، ولم يجدوا م ح ب، ولولا هذا، لكان حَمْلُهم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَولى، لأَنّ ظهور التضعيف في فَعْلَل، هو القِياسُ والعُرْفُ، كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ. وقوله أَنشده ثعلب:

يَشُجُّ به الـمَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى، * لَهُ، مِنْ أَخِلاَّءِ الصَّفاءِ، حَبِيبُ

فسره فقال: حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ.

والإِحْبابُ: البُروكُ. وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ. وقيل: الإِحْبابُ في

الإِبلِ، كالحِرانِ في الخيل، وهو أَن يَبْرُك فلا يَثُور. قال أَبو محمد الفقعسي:

حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا، * ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا

القَفِيلُ: السَّوْطُ. وبعير مُحِبٌّ. وقال أَبو عبيدة في

<ص:293> قوله تعالى: إِنّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي؛ أَي لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَيْلِ، حتى فاتَتني الصلاةُ. وهذا غير معروف في الإِنسان، وإِنما هو معروف في الإِبل.

وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إِحْباباً: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فلم يَبْرَحْ مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ. قال ثعلب: ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبٌّ. وأَنشد يصف امرأَةً، قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ، وأَرْسَلَتْ

به إِلى أَقْرانِها:

جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ، * فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبّْ

أَبو الهيثم: الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة

الـمَرض فَيَبْرُكَ، ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ. قال الراجز:

ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ بارِك، أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ، وهو هالِك

والإِحْبابُ: البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابي: حُبَّ: إِذا أُتْعِبَ، وحَبَّ: إِذا وقَفَ، وحَبَّ: إِذا تَوَدَّدَ، واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إِذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها؛ وإِنما يكون ذلك، إِذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ، وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ.

والحَبُّ: الزرعُ، صغيراً كان أَو كبيراً، واحدته حَبَّةٌ؛ والحَبُّ

معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُرّ، وحَبَّة مِن شَعير، حتى يقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ؛ والحَبَّةُ، من الشَّعِير والبُرِّ ونحوهما،

والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ، الأَخيرة نادرة، لأَنَّ

فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ، إِلاّ بعد طَرْحِ الزائد.

وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ: إِذا دخَل فيه الأُكْلُ، وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ. والحَبَّةُ السَّوْداءُ، والحَبَّة الخَضْراء، والحَبَّةُ من الشيءِ: القِطْعةُ منه. ويقال للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ الـمُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ. وفي صفتِه، صلى اللّه عليه وسلم: ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ، يعني البَرَدَ، شَبَّه به ثَغْرَه في بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه.

(يتبع...)

(تابع... 1): حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،... ...

قال ابن السكيت: وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ، وهو معرفة.

وحَبَّةُ: اسم امرأَةٍ؛ قال:

أَعَيْنَيَّ! ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه * بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما

ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما * لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئَا لي قَذاكُما

قال ابن جني: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ، يقال له

مَنْظُور، فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور.

والحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ، واحدها حَبٌّ(1)

(1 قوله «واحدها حب» كذا في المحكم أيضاً.). الأَزهري عن الكسائي: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّياحِينِ، وواحده حَبَّةٌ؛ وقيل: إِذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ شيءٌ، فهي حِبَّةٌ؛ وقيل: الحِبَّةُ، بالكسر: بُزورُ الصَّحْراءِ، مـما ليس بقوت؛ وقيل: الحِبَّةُ: نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ. وفي حديثِ أَهلِ النارِ: فَيَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ؛ قالوا: الحِبَّةُ إِذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شيءٍ، والحَمِيلُ: مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ،والجمع حِبَبٌ؛ وقيل: ما كان له

حَبٌّ من النَّباتِ، فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة. وقال أَبو حنيفة: الحِبَّة،

بالكسر: جميعُ بُزورِ النَّباتِ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، عن الكسائي.

قال: فأَما الحَبُّ فليس إِلا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، وإِنما افْتَرَقا في الجَمْع. الجوهري: الحَبَّةُ: واحدة حَبِّ الحِنْطةِ، ونحوها من الحُبُوبِ؛ والحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه من غير أَن يُبْذَرَ، وكلُّ ما بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة، بالفتح.

وقال ابن دريد: الحِبَّةُ، بالكسر، ما كان مِن بَزْرِ العُشْبِ. قال أَبو

زياد: إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ، فذلك الحِبَّة، رواه عنه أَبو

حنيفة. قال: وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ، وَوَصَفَ إِبِلَه:

تَبَقَّلَتْ، مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ، * في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

قال الأَزهري: ويقال لِحَبّ الرَّياحِين: حِبَّةٌ، وللواحدة منها

حَبّةٌ؛ والحِبَّةُ: حَبُّ البَقْل الذي ينْتَثِر، والحَبَّة: حَبَّةُ الطَّعام،

حَبَّةٌ من بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ، وكل ما يأْكُله الناسُ.

قال الأَزهري: وسمعت العربَ تقول: رَعَيْنا الحِبَّةَ، وذلك في آخر الصَّيْف، إِذا هاجتِ الأَرضُ، ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ، وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها، فإِذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عليها. قال: ورأَيتهم يسمون الحِبَّةَ، بعد الانْتثارِ، القَمِيمَ والقَفَّ؛ وتَمامُ سِمَنِ

النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ، ورَعْيِ العُشْبِ، يكون بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم. قال: ولا يقع اسم الحِبَّةِ، إِلاّ على بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ، وما تَناثر من ورَقِها، فاخْتَلَطَ بها، مثل القُلْقُلانِ، والبَسْباسِ، والذُّرَق، والنَّفَل، والـمُلاَّحِ، وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها.

وحَبَّةُ القَلْبِ: ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه، وهي هَنةٌ سَوْداءُ فيه؛ وقيل: هي زَنَمةٌ في جَوْفِه. قال الأَعشى:

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

الأَزهري: حَبَّةُ القَلْب: هي العَلَقةُ السَّوْداء، التي تكون داخِلَ

القَلْبِ، وهي حَماطةُ القلب أَيضاً. يقال: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ

قَلْبِ فُلان إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها. وقال أَبو عمرو: الحَبَّةُ وَسَطُ

القَلْبِ.

وحَبَبُ الأَسْنانِ: تَنَضُّدُها. قال طرفة:

وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً * كَرُضابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ

قال ابن بري، وقال غير الجوهري: الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها، لأَنّ قَلَّةَ الرِّيقِ تكون عند تغير الفم. ورُضابُ المِسْكِ: قِطَعُه.

والحِبَبُ: ما جَرَى على الأَسْنانِ من الماءِ، كقِطَعِ القَوارِير،

وكذلك هو من الخَمْرِ، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون منها، * كما أَدْمَيْتَ، في القَرْوِ، الغَزالا

أَراد: يَرى الرَّاؤُون منها في القَرْوِ كما أَدْمَيْتَ الغَزالا.

الأَزهري: حَبَبُ الفَمِ: ما يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ على الأَسْنانِ.

وحِبَبُ الماء وحَبَبُه، وحَبابه، بالفتح: طَرائقُه؛ وقيل: حَبابُه

نُفّاخاته وفَقاقِيعُه، التي تَطْفُو، كأَنـَّها القَوارِيرُ، وهي اليَعالِيلُ؛ وقيل: حَبابُ الماءِ مُعْظَمُه. قال

طَرفةُ:

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بِها، * كما قَسَمَ التُّرْبَ الـمُفايِلُ باليَدِ

فَدَلَّ على انه الـمُعْظَمُ. وقال ابن دريد: الحَبَبُ: حَبَبُ الماءِ،

وهو تَكَسُّره ، وهو الحَبابُ. وأَنشد الليث:

كأَنَّ صلاَ جَهِيزةَ، حِينَ قامَتْ، * حَبابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبابا

ويُروى: حين تَمْشِي. لم يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع،

وإِنما شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ، الذي عليه،(1)

(1 عليه أي على الماء.)

كأَنـَّه دَرَجٌ في حَدَبةٍ؛ والصَّلا: العَجِيزةُ، وقيل: حَبابُ الماءِ

مَوْجُه، الذي يَتْبَعُ بعضُه بعضاً. قال ابن الأَعرابي، وأَنشد شمر:

سُمُوّ حَبابِ الماءِ حالاً على حالِ

قال، وقال الأَصمعي: حَبابُ الماءِ الطَّرائقُ التي في الماءِ، كأَنـَّها الوَشْيُ؛ وقال جرير:

كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا

وحَبَبُ الأَسْنان: تَنَضُّدها. وأَنشد:

وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً، * كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً، ذا أُشُرْ

أَبو عمرو: الحَبابُ: الطَّلُّ على الشجَر يُصْبِحُ عليه. وفي حديث

صِفةِ أَهل الجَنّةِ: يَصِيرُ طَعامُهم إِلى رَشْحٍ، مثْلِ حَباب المِسْكِ.

قال ابن الأَثير: الحَبابُ، بالفتح: الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ على النَّباتِ،

شَبّه به رَشْحَهم مَجازاً، وأَضافَه إلى المِسْكِ ليُثْبِتَ له طِيبَ

الرَّائحةِ. قال: ويجوز أَن يكون شبَّهه بحَباب الماءِ، وهي نُفَّاخاتهُ

التي تَطْفُو عليه؛ ويقال لِمُعْظَم الماءِ حَبابٌ أَيضاً، ومنه حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال لأَبي بكر، رضي اللّه عنه: طِرْتَ بعُبابِها، وفُزْتَ بحَبابِها، أَي مُعْظَمِها.

وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ: طَرائقُه، وكذلك هما في النَّبِيذ.

والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَّخْمةُ. والحُبُّ: الخابِيةُ؛ وقال ابن دريد: هو

الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ، فلم يُنَوِّعْه؛ قال: وهو فارِسيّ مُعَرّب.

قال، وقال أَبو حاتم: أَصلُه حُنْبٌ، فَعُرِّبَ، والجَمْعُ أَحْبابٌ

وحِبَبةٌ(2)

(2 قوله «وحببة» ضبط في المحكم بالكسر وقال في المصباح وزان عنبة.)

وحِبابٌ. والحُبَّةُ، بالضم: الحُبُّ؛ يقال: نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً؛ وقيل في تفسير الحُبِّ والكَرامةِ: إِنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ التي

تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، وإِنّ الكَرامةَ الغِطاءُ الذي

يَوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة، مِن خَشَبٍ كان أَو من خَزَفٍ.

والحُبابُ: الحَيَّةُ؛ وقيل: هي حَيَّةٌ ليست من العَوارِمِ. قال أَبو

عبيد: وإِنما قيل الحُبابُ اسم شَيْطانٍ، لأَنَّ الحَيَّةَ يُقال لها

شَيْطانٌ. قال:

تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنـَّه * تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ، قَفْرِ

وبه سُمِّي الرَّجل. وفي حديثٍ: الحُبابُ شيطانٌ؛ قال ابن الأَثير: هو بالضم اسم له، ويَقَع على الحَيَّة أَيضاً، كما يقال لها شَيْطان، فهما مشتركان فيهما. وقيل: الحُبابُ حيَّة بعينها، ولذلك غُيِّرَ اسم

حُبابٍ، كراهية للشيطان.

والحِبُّ: القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ واحدة؛ قال ابن دُرَيْد: أَخبرنا أَبو

حاتم عن الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معنى قول أَبيه الرَّاعِي(1)

(1 قوله «الراعي» أي يصف صائداً في بيت من حجارة منضودة تبيت الحيات قريبة منه قرب قرطه لو كان له قرط تبيت الحية إلخ وقبله:

وفي بيت الصفيح أبو عيال * قليل الوفر يغتبق السمارا

يقلب بالانامـــل مرهفات * كساهنّ المناكب والظهارا

أفاده في التكملة.) :

تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ * مَكانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا

ما الحِبُّ؟ فقال: القُرْطُ؛ فقال: خُذُوا عن الشيخ، فإِنه عالِمٌ. قال

الأَزهريّ: وفسر غيره الحِبَّ في هذا البيت، الحَبِيبَ؛ قال: وأُراه

قَوْلَ ابن الأَعرابي.

والحُبابُ، كالحِبِّ. والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ.

وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه: امْتَلأَ من الماءِ. قال ابن سيده: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً في هذا الـمَعنى، ولا أَحُقُّها. وشَرِبَتِ الإِبلُ حتى حَبَّبَتْ: أَي تَمَلأَتْ رِيّاً. أَبو عمرو: حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه.

وحَبِيبٌ: قبيلةٌ. قال أَبو خِراش:

عَدَوْنا عَدْوةً لا شَكَّ فِيها، * وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ، أَو حَبِيبا

وذُؤَيْبة أَيضاً: قَبِيلة. وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ من شُعَرائهم.

وذَرَّى حَبّاً: اسم رجل. قال:

إِنَّ لها مُرَكَّناً إِرْزَبَّا، * كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا

وحَبَّانُ، بافتح: اسم رَجل، مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ.

وحُبَّى، على وزن فُعْلى: اسم امرأَة. قال هُدْبةُ بن خَشْرمٍ:

فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بها أُمُّ واحِدٍ، * ولا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ كِلابِ

حرج

(حرج)
أنيابه حرجا حك بَعْضهَا بِبَعْض من الحنق والغيظ

(حرج) الصَّدْر حرجا ضَاقَ وَالْعين حارت وَإِلَيْهِ لَجأ عَن ضيق وَالشَّيْء هابه فَهُوَ حرج

حرج


حَرِجَ(n. ac. حَرَج)
a. Was narrow, strait; was straitened; was oppressed; was
contracted; was dazzled (eye).
b. Was guilty.

حَرَّجَa. Narrowed, straitened, restricted.
b. [Fī
or
'Ala], Importuned, urged, harassed.
c. Sold by auction.

أَحْرَجَa. Drove into crime.
b. Reduced to poverty.
b. [acc. & 'Ala], Forbade to (thing).
تَحَرَّجَ
a. [Min], Shunned.
b. Restrained himself; abstained, refrained.

حَرَجa. Narrow place; narrowness, difficulty.
b. Sin, crime.
c. Bier; stretcher.

حَرَجَة
(pl.
حِرَاْج
أَحْرَاْج)
a. Copse, thicket.

حَرِجa. Narrow, confined (place).
حَرَاْجa. Auction, public sale.

حَرِيْجa. see 5
لَا حَرَج عَلَيْك
a. You are not responsible; you are not to blame!
ح ر ج: مَكَانٌ (حَرِجٌ) وَ (حَرَجٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا أَيْ ضَيِّقٌ كَثِيرُ الشَّجَرِ وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125] وَ (حَرِجَ) صَدْرُهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ ضَاقَ. وَ (الْحَرَجُ) أَيْضًا الْإِثْمُ، وَ (الْحِرْجُ) بِوَزْنِ الْعِلْجِ لُغَةٌ فِيهِ، وَ (أَحْرَجَهُ) آثَمَهُ، وَ (التَّحْرِيجُ) التَّضْيِيقُ. وَ (تَحَرَّجَ) أَيْ تَأَثَّمَ، وَ (حَرِجَ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ حَرُمَ مِنْ بَابِ طَرِبَ. 
(ح ر ج) : (حَرِجَ) صَدْرُهُ ضَاقَ حَرَجًا مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) الْحَرَجُ ضِيقُ الْمَأْثَمِ لَمْ أَجِدْهُ بِهَذِهِ اللَّفْظِ (وَتَحَرَّجَ) مِنْ كَذَا تَأَثَّمَ وَحَقِيقَتُهُ جَانَبَ الْحَرَجَ (وَفِي) أَضَاحِي مَعَاظِمِ الْخُوَارِزْمِيِّ فَتَحَرَّجَتْ أَوْ حَرَّكَتْ ذَنَبَهَا أَيْ أَنَّ ذَلِكَ ذَكَاتُهَا كَأَنَّهُ اسْتَعَارَ التَّحَرُّجَ لِلتَّحَرُّكِ عَلَى بُعْدٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ تَحْرِيفٌ فَتَحَرَّكَتْ أَوْ فَتَحَوَّزَتْ مِنْ تَحَوَّزَتْ الْحَيَّةُ إذَا تَلَوَّتْ وَتَرَحَّتْ الْحَرُّ بِالتَّخْفِيفِ وَقَدْ حَكَى الْأَزْهَرِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَالْأَصْلُ حَرَحٌ بِدَلِيلِ أَحْرَاحٍ فِي جَمْعِهِ.
ح ر ج : حَرِجَ صَدْرُهُ حَرَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَاقَ وَحَرِجَ الرَّجُلُ أَثِمَ وَصَدْرٌ حَرِجٌ ضَيِّقٌ وَرَجُلٌ حَرِجٌ آثِمٌ وَتَحَرَّجَ الْإِنْسَانُ تَحَرُّجًا هَذَا مِمَّا وَرَدَ لَفْظُهُ مُخَالِفًا لِمَعْنَاهُ وَالْمُرَادُ فَعَلَ فِعْلًا جَانَبَ بِهِ الْحَرَجَ كَمَا يُقَالُ تَحَنَّثَ إذَا فَعَلَ مَا
يَخْرُجُ بِهِ عَنْ الْحِنْثِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِلْعَرَبِ أَفْعَالٌ تُخَالِفُ مَعَانِيهَا أَلْفَاظَهَا قَالُوا تَحَرَّجَ وَتَحَنَّثَ وَتَأَثَّمَ وَتَهَجَّدَ إذَا تَرَكَ الْهُجُودَ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ مَا وَرَدَ بِلَفْظِ الدُّعَاءِ وَلَا يُرَادُ بِهِ الدُّعَاءُ بَلْ الْحَثُّ وَالتَّحْرِيضُ كَقَوْلِهِ تَرِبَتْ يَدَاك وَعَقْرَى حَلْقَى وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. 
حرج
أصل الحَرَج والحراج مجتمع الشيئين، وتصوّر منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيّق: حَرَج، وللإثم حَرَج، قال تعالى: ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً [النساء/ 65] ، وقال عزّ وجلّ:
وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج/ 78] ، وقد حرج صدره، قال تعالى:
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً [الأنعام/ 125] ، وقرئ حرجا ، أي: ضيّقا بكفره، لأنّ الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل: ضيّق بالإسلام كما قال تعالى:
خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7] ، وقوله تعالى: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ [الأعراف/ 2] ، قيل: هو نهي، وقيل: هو دعاء، وقيل: هو حكم منه، نحو: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح/ 1] ، والمُتَحَرِّج والمتحوّب: المتجنّب من الحرج والحوب.
حرج الحَرَجُ: الَضِّيْقُ. والمَأْثَمُ. رَجُلٌ حارِجٌ: أي آثِمٌ، وحَرِجٌ وحَرَجٌ مِثْلُه. وحِرْجٌ. والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عن الإِثْمِ. وأكْسَعَها بالمُحْرِجَاتِ: أي بالطَّلاقِ. وكُلُّ شَيْءٍ انْضَمَّ إلى شَيْءٍ: فقد حَرِجَ إليه. وأحْرَجَني إلى كذا: أي ألْجَأَني إليه، فَحَرِجْتُ. ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شَدِيدةُ القُرِّ تُحْرِجُ إلى ذُرَىً وكِنٍّ. والحَرْجَةُ: الغَيْضَةُ، والجَميعُ: الحِرَاجُ. والحِرْجُ: قِلادَةٌ من وَدْعٍ، وجَمْعُه: أحْرَاجٌ وأحْرِجَةٌ. وكِلاَبٌ مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ. وقيل: الحِرْجُ: نَصِيْبُ الكَلْبِ من الصَّيْدِ. والحُرْجُوْجُ: النّاقَةُ الوَقّادَةُ القَلْبِ. وهي من الرِّيْحِ: الشَّدِيدةُ البارِدَةُ، وناقَةٌ حُرْجُجٌ: بمَعْناه. والحَرِجُ: الغَضْبَانُ. ورَجُلٌ حَرِجٌ: لا يَبْرَحُ القِتَالَ. وحَرِجَ الشَّيْءُ: بارَ. والحُرْجَةُ: دَلْوٌ من أدَمٍ صغَيرةٌ. وحَرَجُوا الرِّكِيَّةَ وزَبَرُوْها: بمعنىً. وحَرِجَ عليه السَّحُوْرُ: حَرُمَ، وحَرِجَتِ الصَّلاةُ، وأحْرَجْتُها: حَرَّمْتَها. والحَرَجُ: ما يُوْضَعُ فوق النَّعْشِ للنِّسَاءِ. وهي خِرْقَةٌ مَشْدُوْدَةٌ على رَأْسِ المُرّانَةِ تُتَّخَذُ لِصَيْدِ رِئالِ النَّعَامِ، قال عَنْتَرَةُ:
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رِأْسِهِ وكأَنَّهُ ... حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
ح ر ج

حرج صدره حرجاً، وصدر حرج وحرج. وأحرجني إلى كذا: ألجأني فحرجت إليه، وأحرج السبع إلى مضيق حتى أخذه. وأحرج كلبك فإنه أدعى له إلى الصيد أي أسهم له من الصيد، وأطعمه حرجه منه أي نصيبه. قال الطرماح:

يبتدرن الأحراج كالثول والحر ... ج لرب الضراء يصطفده

يدخره: من الصفد، أي يطعمها أحراجها ويأخذ حرج نفسه. والثول النحل. وكلاب محرجة في أناقها الأحراج، وهي الودع، الواحد حرج. وريح حرجف: باردة.

ومن المجاز: وقع في الحرج وهو ضيق المأثم. وحدث عن بني إسرائيل ولا حرج. وأحرجني فلان: أوقعني في الحرج. وحرجت الصلاة على الحائض، والسحور على الصائم لما أصبح أي حرماً وضاق أمرهما. وظلمك عليّ حرج أي حرام مضيقز وتحرج من كذا: تأثم. وحلف فلان بالمحرجات وهي الأيمان التي تضيق مجال الحلاف، وكسعها بالمحرجات، أي بالطلقات الثلاث وحرجت العين: غارت فضاقت عليها منافذ البصر. قال ذو الرمة:

وتحرج العين فيها حين تنتقب

وناقة حرج وحرجوج: ضامرة. ودخلوا في الحرج وهو مجتمع الشجر ومتضايقه، وهم في حرجة ملتفة وحرجات وحراج. قال:

أبا حرجات الحيّ حين تحملوا ... بذي سلم لا جادكن ربيع

ودونه حراج من الظلام. قال ابن ميادة:

ألا طرقتنا أم أوس ودونها ... حراج من الظلماء يعشى غرابها

واحرنجمت الإبل: اجتمعت وتضامت. قال بعضهم:

عاين حياً كالحراج نعمه ... يكون أقصى شله محر نجمه
[حرج] مَكانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ، أي ضيِّقٌ كثير الشجَر لا تصل إليه الراعية. وقرئ: (يجعل صدره ضيقا حرجا) و (حرجا) وهو بمنزلة الوحد والوحد، والفرد والفرد، والدنف والدنف، في معنى واحد. وقد حرج صدره يَحْرَجُ حَرَجاً. والحَرَجُ: الإثمُ: والحَرَجُ أيضا: الناقة الضامرة، ويقال الطويلة على وجه الارض، عن أبى زيد. والحرج: خشب يُشَدُّ بعضُهُ إلى بعض يُحمل فيه الموتى، عن الأصمعي. قال: وهو قول امرئ القيس: فإما تَرَيْني في رِحالةِ سابحٍ * على حرج كالقر تخفق أكفاني وربما وضع فوق نعش النساء. قال عنترة يصف ظليما وقلصه: يتبعن قلة رأسه وكأنه * حرج على نعش لهن مخيم والحرجة: الجماعة من الإبل. والحَرَجَةُ: مُجْتَمَعُ شجر، والجمع حرج وحرجات. قال الشاعر: أيا حرجات الحى حين تحملوا * بذى سلم لا جاد كن ربيع ويجمع أيضا على حراج. قال رؤبة: عاين حيا كالحراج نعمه * يكون أقصى شده محر نجمه وأحرجه أي آثَمَهُ. والتحريج: التضييق. وتَحرَّجَ، أي تأثَّم. وأَحْرَجَهُ إليه، أي ألجأه. والحِرْجُ، بالكسر الوَدَْعَةُ، والجمع أَحراجٌ. ومنه كلب مُحَرَّجٌ، أي مُقَلَّدٌ. والحِرْجُ أيضاً: لغة في الحَرَجِ، وهو الإثم حكاه يونس. والحِرْجُ: نصيب الكلب من الصيد. وقال :

حتى أكابره على الاحراج  وحرجت العينُ بالكسر، أي حارت قال ذو الرمة: تَزداد للعين إبهاجاً إذا سَفَرَت * وتَحْرَجُ العينُ فيها حين تَنْتَقِبُ وحَرِجَ عليَّ ظُلمُكَ حَرَجاً، أي حَرُمَ. والحُرْجُ والحُرْجُجُ والحُرْجوجُ: الناقة الطويلة على وجه الارض. وأصل الحرجوج حرجج، وأصل الحرجج حرج بالضم. والجمع الحراجيج. قال أبو زيد: الحرجوج: الضامر.
[حرج] نه فيه: حدثوا عن بني إسرائيل و"لا حرج" وهو لغة الضيق، ويقع على الإثم والحرام، وقيل: الحرج أضيق الضيق، أي لا بأس ولا إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة، مثل ما روى أن ثيابهم كانت تطول، وأن النار كانت تنزل فتأكل القربان وغير ذلك، لا أن يحدث عنهم بالكذب، ويشهد للتأويل رواية زيادة فيه: فإن فيهم العجائب، وقيل: معناه أن الحديث عنهم إذا أديته على ما سمعته حقاً كان أو باطلاً لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفترة بخلاف حديثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إنما يكون بعد العلم بصحة عدالة راويه، وقيل: معناه أن الحديث عنهم ليس على الوجوب، لأن أوله قوله: بلغوا عني، دل على الوجوب، ثم اتبعه بقوله: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، أي لا حرج عليكم إن لم تبلغوا عنهم. ومنه في الحية: "فليحرج" عليها، بأن يقول: أنت في حرج- أي ضيق- إن عدت إلينا فلا تلومينا إن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل. ط: وروى أنه يقول: أنشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذونا ولا تظهروا لنا، فإن لم يذهب أو عاد بعده فاقتلوه فإنه إما جنى كافر أو حية، ومر في "أذنوه". ن: يقول: أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذونا. وفيه:
حرج: حرج: غضب اغتاظ، (فوك، الكالا) (وفيه معناه حَرَّج ولاشك في أن هذا خطأ) وفي ألف ليلة (برسل 12: 113): اغتم غما شديدا وحرج حروجا قويا، ويرى فليشر (المقدمة ص17) إن الصواب حَرَجا ولما العامة يقولون حَرَج (فوك، ألكالا) وليس حَرِج فقد صاغ المصدر على حُروج حسب القاعدة ونجد بعد هذا مثالاً آخر منه.
حَرَّج القاضي على فلان: يظهر أن معناها: منعه من إقامة الدعوى. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص312) في كلامه عن قاضٍ حكم على مشتكٍ: فحرَّج على القرشي ودفعه عنه (في المخطوطة فخرج).
وفي (ص320) منه، أردت أن أشتكي فلان غير أنهم اغتابوني عند القاضي فكنت إذا أتيت مجلسه حرّج عليَّ أمام الناس.
حرج عليه: منعه (همبرت ص209، بوشر).
وحرّج على الرجل ناشده الله، أمره باسم الله أن يفعل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص261): حَرَّجْتُ عليك بالله العظيم ألاَّ إذا مِتُّ فاذهب إلى قرطبة ثم الخ (ضبط الكلمات في هذا المخطوط).
وأرى إن هذا الفعل يدل على نفس المعنى في العبارة التي ذكرها بوشر: وصَّه في دعوة وحرَّج عليه. والتي ترجمها بما معناه شدَّد عليه في عمل الشيء وترجمتها الحرفية بما معناه: ناشده الله أن يعني بها، وصاحب محيط المحيط يقول: حرَّج على الرجل شدَّد.
وحرَّج في الأمر: بالغ في الإصرار عليه (محيط المحيط).
وحرَّجت البضاعة في يد الدلاَّل بلغت منتهى الزيادة في ثمنها (محيط المحيط).
أحرج. أحرجه: أحزنه وأشجاه وغمَّة (ابن جبير ص221) وأغضبه (المقري 1: 203، 320، 367، 587، 2: 511) حيث عليك إن تقرأ فأحرجت أنظر: (أضافت وفليشر بريشت ص79)، ألف ليلة 1: 214 (حيث يجب إبدال الخاء بالحاء).
تحرَّج: امتنع عن فعل شيء كالجريمة مثلا ولا يقال تحرج عن أيضاً (المقري 1: 556)، تاريخ البربر 2: 191، 334، (حيث يجب إبدال الخاء بالحاء كما في مخطوطتنا رقم 1350).
وتحرَّج: حنق، غضب، اغتاظ (ألكالا). حَرْج: أثاث ومتاع (شيرب) ومواد (شيرب ديال) وجميع حَرْج الطريق: كل ما يحتاج إليه المسافر في الطريق (مارتن ص129).
حِرْج: عامية حِجر (محيط المحيط).
حِرْج: إثم، تحريم. ويقال المجنون ما عليه حَرَج أي لا أثم على المجنون (بوشر).
وحَرَج: فاحش، وقح، سفيه، وشيء غير لائق وغير محتشم (البكري ص18).
وحَرَج: حنق، غضب، غيظ، وكذلك سريع الغضب (فوك، ألكالا) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص279) وكان الأعرج ضيِّق الخلق شديد الحرج.
وحَرَجَ: ويجمع على حُرجان مثل بلد وبلدان (المقدمة 1: 240) ويستنتج من عبارة المقدمة أنها أشياء تصنع من قطع من الخشب. قارن هذا بما قاله لين في آخر المادة وقد ترجمها دي سلان بما معناه: ((قتب الجمل)).
حضرِج، ويجمع على حَرجون وحَرْجَى: حَنشق، ساخط، غضبان (فوك، ألكالا ابن عباد 2: 119) وفي ألف ليلة (برسل 11: 49) حيث عليك أن تقرا: وخرج الملك وهو حَرِج غضِبَ بدل برج. وفي طبعة ماكن (4: 486): وهو ممتزج بالغضب، وهو نفس معنى ما جاء في طبعة برسل.
وحَرِج: متعب، مزعج، مكدر مضجر، (ألكالا).
حَرْجَة: مقت، كراهية، حنق، غضب، غيظ، ضعن (معجم البيان) وأضف إليه الكالا في مادة ( Enconamiento) .
حَرَاج: قارن مع دي ساسي ما ذكره فريتاج بما يذكره المقريزي (2: 355): وينادي فيه على الثياب بحراج حَراج. وفي ألف ليلة (برسل 4: 347): ونادوا عليه حراج مَنْ يشتري صندوق بمائة دينار وفي رسائل أرندا (ص16): ((دوكان ينادي أرَّاش وهذا يعني من يزيد؟)) (لين عادات 2: 16، زيشر11: 492).
وحراج: نداء الدلال وإعلانه لبيع شيء دلالة، مزاد - باع حراج: باع بالدلالة باع بالمزاد (بوشر).
وفي محيط المحيط: الحَراج وقوف البضاعة مع الدلال عند ثمن لا مزيد عليه وسوق الحراج سوق الدلالة.
حَرُوج العين: حين تكون العين مائلة إلى الداخل (ألكالا وانظر فكتور) قارن بهذا: حَرِجَت عينه التي ذكرها لين في مادة حَرشج. وانظر ما يتعلق بالمصدر حروج وما قلته في ذلك في مادة حَرِج.
حَرَّاج: شديد الحنق والغضب (الكالا) وقاسي جاف غضوب (ألكالا).
حارج، ويجمع على حَرَّاج: غضبان، حنق، ساخط، مغتاظ (ألكالا).
تَحْرِيجيّ: تحريمي (ألكالا).
مُحْرَج: بضاعة مُحْرَجة: بضاعة مهربَّة (بوشر).
(حرج) - في الحديث: "الَّلهُمَّ إنّي أُحرِّج حقَّ الضَّعِيفَين: اليَتِيمِ والمَرْأة". : أي أُضَيِّقه وأُحرِّمه على من ظَلَمَهما والحَرَج: الحَرامُ.
قال الأصمَعِيّ: يقال: حَرِج عليَّ ظُلمُك: أي حَرُمَ. ويقال: أَحرِجْها بِتَطْلِيقَة: أي حَرِّمها. وقيل: الحَرَج: أَضيَقُ الضِّيق.
- ومنه الحَدِيث: "حدِّثوا عن بَنِي إِسرائيل ولا حَرَج".
قال بعضهم: أي لا حَرَج إِن لم تُحدِّثوا عنهم؛ لأنَّ قولَه عليه الصَّلاة والسَّلام في أَولِ الحَدِيث: "بَلِّغوا عَنِّي" على الوُجُوب، فلما أَتبعَ ذلك قَولَه: "وحَدِّثُوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج" أَعلمَهم أَنَّه ليس على الوُجُوب، ولكنه على التَّوسِعَة. وهذا تَأوِيلٌ بَعِيدٌ.
كتب إليّ قراتكِين بن الأَسْعَد بن المَذْكور - رحمه الله - أَنَّ أَبا مُحمَّد الجوهَرِيّ أَخبرَهم، أنا علي بن عبد العزيز بن مَرْدَك، أنا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم [الرَّازِي] نا أَبِي، نا مُحَمَّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال: قال الشَّافعيّ: مَعنَى حَديثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثُوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج".
: أي لا بَأْس أن تُحَدِّثوا عنهم ما سَمِعْتم، وإن استَحال أن يَكُونَ في هذه الأمة مِثلُ ما رُوِي أَنَّ ثِيابَهم تَطُول، والنار تَنْزِل من السَّماءِ فتَأكُلُ القُربَان ليس أن يُحدَّث عنهم بالكَذِب، ويَدلُّ على صِحَّة قَولِ الشافِعِيّ، رضي الله عنه، ما رُوِي في بعضِ الرِّوايات عَقِيبَ الحَدِيث، فإنّ فيهم العَجَائِبَ.
وأخبرنا الِإمامُ أبو نَصْر: أَحْمد بن عمر، رضي الله عنه، أنا مَسْعُود بن نَاصر، نا علِيّ بن بُشْرَى، أنا مُحمَّد بنُ الحُسَين بن عَاصِم.
قال: أخبرني محمَّدُ بنُ عبد الرَّحْمَن الهَمْدَاني بَبَغْداد، نا مُحَمَّد ابن مَخْلد، نا أبو بَكْر: أَحْمد بن عثمان بن سَعِيد الأَحْوَل. قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول: "ما كَانَ أَصحابُ الحَديثِ يَعرِفون مَعانِي حَدِيثِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى جَاءَ الشَّافِعِيُّ فَبيَّنَها لهم.
وبإسناده أنا محمّدُ بن الحُسَين: أخبرَني عبدُ الرَّحمن بنُ العَبَّاس، قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ زكريا النَّيسَابُورِي، يقول: وجدت في كِتابِ أبي سَعِيد الفِريَابِي، عن المُزَنِيّ أَنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج، وحَدِثُّوا عَنِّي ولا تَكذِبوا عَليَّ". قال: ومَعْناه: أَنَّ الحَدِيث عنهم إذا حُدِّثتَ به فأَدَّيتَه كما سَمِعْتَه، حَقًّا كان أو غَيرَ حقٍّ، لم يَكُن عليك حَرَج لطُول العَهْد ووقُوعِ الفَتْرة.
والحَدِيث عن رَسُولِ اللهِ، - صلى الله عليه وسلم -، لا يَنْبَغِي أن تُحَدِّث به وتَقْبلَه إلَّا عن ثِقَة. وقد قال: "مَنْ حَدَّث عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنّه كَذِب، فهو أَحَدُ الكاذِبَيْن" قال: فإذا حُدِّثْتَ بالحَدِيث يَكُون عِندَك كَذِباً، ثم تُحدِّثُ به فأَنتَ أَحدُ الكَاذبين في المَأْثمَ.
- في الحديث: "قَدِم وفْدُ مَذْحِج على حَراجِيجَ" . الحَراجِيجُ: سمع حُرجُوج. قال الأصْمَعىّ: هي النَّاقة الطَّوِيلَة.
وقال أبو عَمْرو : هي الضامِرَة. وقيل: هي الوَقَّادَة القَلْب، ويقال: هو الذاهب اللحم حتَّى يتقَوَّس. وكذلك الحُرجُج، والحُرجُوج أَيضا: الرِّيح البَارِدَة.
- في حَديثِ يَوم حُنَيْن: "تَركُوه في حَرجَة" .
: أي شَجْراء مُلتَفَّة.
- وفي حَديثٍ آخَر: "ذَهبتُ إلى أَبِي جَهْل في مثل الحَرَجَة ".
أي: الغَيْضَة التي تَضايَقَت لالْتِفافِها، والحَرَجُ: الضِّيق.
حرج
حرِجَ/ حرِجَ إلى/ حرِجَ على يَحرَج، حَرَجًا، فهو حَرِج، والمفعول محروج إليه
• حرِج الصَّدرُ: ضاق فلم ينشرح لخير " {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرِجًا} [ق]: شديد الضِّيق".
• حرِج إليه: لجأ إليه عن ضيق مُضطرًّا "أُغلقت في وجهه الأبوابُ فحرِج إلى جاره".
• حرِج عليه الأمرُ: حرُم. 

أحرَجَ يُحرج، إحْراجًا، فهو مُحرِج، والمفعول مُحرَج
• أحرج الشَّخصَ: أوقعه في الحَرَج أي جعله في وضع لا يُحسد عليه "أحرجني بإفشائه ما اتّفقنا على كتمانه- أحرجه بهذا السُّؤال".
• أحرج الشَّيءَ عليه: حرَّمه ومنعه "أحرج الطَّبيبُ عليه بعض الأكلات". 

تحرَّجَ/ تحرَّجَ من يتحرَّج، تحرُّجًا، فهو مُتحرِّج، والمفعول مُتحرَّج منه
• تحرَّج الشَّخصُ:
1 - تجنَّب الحَرَج أي الضِّيق، أو فعل ما يخرجه من الحَرَج "تحرَّج أن يقول غير الحقيقة".
2 - تجنَّب الإثمَ وابتعد عن الشبهات.
• تحرَّج منه: تجنَّبه مع احتمال مشقَّة وضيق "لم يتحرَّج من إعلان رأيه أمام الجميع". 

حرَّجَ/ حرَّجَ على يُحرِّج، تحريجًا، فهو مُحرِّج، والمفعول مُحرَّج
• حرَّج الشَّيءَ: منعه وحرَّمه "حرَّج حقَّ اليتيم- اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ [حديث]: أحرِّمه على من ظلمهما".
• حرَّج عليه: ضيَّق وشدَّد "حرَّج الأبُ على أبنائه الاتِّصال بأصدقاء السُّوء". 

إحْراج [مفرد]:
1 - مصدر أحرَجَ.
2 - (سف) استدلال يجد فيه الإنسانُ نفسَه أمام طرفَيْن متقابلَيْن لا مناصَ له من اختيار أحدهما. 

حَراجَة [مفرد]: حَرَج، ضِيق ° حراجة الموقف/ حراجة الوضع: خطورته. 

حَرَج1 [مفرد]:
1 - مصدر حرِجَ/ حرِجَ إلى/ حرِجَ على ° بلا حَرَج: بلا خوف أو تردُّد- حدِّث عنه ولا حَرَج: تكلَّم بحرية تامَّة- لا حَرَج عليك: لا اعتراض أو إثم عليك.
2 - شديدٌ ضيِّق " {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} ".
3 - إثمٌ، ذنب، مانع "لا حرجَ- {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ} ".
4 - شكّ أو ضيق " {فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} ". 

حَرَج2 [مفرد]: ج أحْراج: حَرْجَة، غابة ملتفَّة الشجر كثيفة "تنتشر الأحراج في وسط إفريقيا". 

حَرِج [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِجَ/ حرِجَ إلى/ حرِجَ على: مَنْ يهاب الإقدامَ على أمر.
2 - خطير
 متأزِّم "موقف/ مأزِق حَرِج- كان المريضُ في حالة حَرِجة- عاش اللاجئون في المخيَّمات لحظاتٍ حَرِجَة". 

حَرِجَة [مفرد]: ج حَرِجات: مؤنَّث حَرِج.
• النُّقطة الحَرِجَة:
1 - النُّقطة أو المرحلة الصَّعبة لحالة أو لوضع مُعيَّن.
2 - (فز) درجة الحرارة والضَّغط التي تتطابق فيها الحالة السَّائلة والغازيّة لمادّةٍ مستقرّة صافية. 

مُحْرِجة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل أحرَجَ.
• المُحْرِجة من الأيمان: (فق) التي لا مخرجَ منها أو التي تُلقي صاحبَها في الحرج والتي يأثم الحانثُ بها. 
(ح ر ج)

الحِرْجُ والحَرَجُ: الْإِثْم. والحارجُ، الآثم، أرَاهُ على النّسَب لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ.

والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرّجُ: الْكَاف عَن الْإِثْم.

والحَرَجُ الضّيق، قَالَ الزّجاج: الحَرَجُ فِي اللُّغَة، الضّيق، وَمَعْنَاهُ فِي الدَّين الْإِثْم. وحَرِجَ صَدره حَرَجا فَهُوَ حَرِجٌ وحَرَجٌ فَمن قَالَ: حرِج، ثنى وَجمع، وَمن قَالَ: حَرَج أفرد لِأَنَّهُ مصدر، وقريء: (يَجْعَلْ صَدرَه ضَيِّقا حَرِجا - وحَرَجا) .

والحَرِجُ، الَّذِي لَا يكَاد يبرح الْقِتَال. قَالَ:

مِنَّا الزُّوَيْرُ الحَرِجُ المغاوِرُ

والحَرِجُ، الْمضيق عَلَيْهِ، وَكَأن الْحَرج الَّذِي لَا يبرح الْقِتَال مضيق عَلَيْهِ.

والحَرِجُ، الَّذِي لَا نهزم، كَأَنَّهُ يضيق عَلَيْهِ الْعذر فِي الانهزام.

والحَرِجُ الَّذِي يهاب أَن يتَقَدَّم على الْأَمر وَهَذَا ضيق أَيْضا. وحَرِجَ إِلَيْهِ. لَجأ عَن ضيق. وأحْرَجَه إِلَيْهِ، أَلْجَأَهُ وضيق عَلَيْهِ. وأحْرَجَ الْكَلْب والسبع أَلْجَأَهُ إِلَى مضيق فَحمل عَلَيْهِ.

وحَرِجَ الْغُبَار فَهُوَ حَرِجٌ، ثار فِي مَوضِع ضيق فانضم إِلَى حَائِط أَو سَنَد. قَالَ:

وغارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَهَا ... يَهْلِكُ فِيهَا المُناجِدُ البَطَلُ

وَقَالَ لبيد:

حَرِجا إِلَى أعْلامِهِنَّ قَتامُها

وَمَكَان حَرِجٌ وحَريجٌ، ضيق، قَالَ:

وَمَا أبهَمْتَ فَهُوَ حَجٍ حَريجُ

وحَرِجَتْ عيْنُهُ حَرَجا، حارت، قَالَ ذُو الرمة:

تَزدادُ للعَينِ إبهاجا إِذا سَفَرَتْ ... وتَحْرَجُ العَينُ فِيهَا حِين تَنْتَقِبُ

وَقيل: مَعْنَاهُ إِنَّهَا لَا تصرف وَلَا تطرف من شدَّة النّظر.

وحَرِجَ عَلَيْهِ السّحُور حَرَجا، إِذا أصبح قبل أَن يتسحر فَحرم لضيق وقته.

وحَرِجَتْ الصَّلَاة على الْمَرْأَة حَرَجا، حرمت وَهُوَ من الضّيق، لِأَن الشَّيْء إِذا حرم فقد ضَاقَ. والحَرَجَةُ: الغيضة لضيقها، وَقيل: الشّجر الملتف، وَهِي أَيْضا الشَّجَرَة تكون بَين الْأَشْجَار لَا تصل إِلَيْهَا الآكلة، وَهِي مَا رعى من المَال. وَالْجمع من ذَلِك كُله: حَرَجٌ وأحْرَاجٌ وحِراجٌ. قَالَ رؤبة:

عاذَ بِكُمْ مِن سَنَةٍ مِسْحاجِ

شَهْباءَ تُلْقِى وَرَقَ الحِرَاجِ

وَهِي المحاريجُ أَيْضا. وَقيل: الحَرَجَةُ تكون من السمر والطلح والعوسج وَالسّلم والسدر، وَقيل: هُوَ مَا اجْتمع من السدر وَالزَّيْتُون وَسَائِر الشّجر، وَقيل: هِيَ مَوضِع من الغيضة تلتف فِيهِ شجرات قدر رمية حَجَرٍ.

قَالَ أَبُو زيد: سميت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فِيهَا.

والحَرَجَةُ، مائَة من الْإِبِل.

وَركب الحَرَجَةَ، أَي الطَّرِيق، وَقيل معظمه، وَقد حكيت بجيمين.

والحَرَجُ: سَرِير يحمل عَلَيْهِ الْمَرِيض أَو الْمَيِّت، وَقيل: هُوَ خشب يشد بعضه إِلَى بعض، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فإمَّا تَرَيْني فِي رِحالةِ جابِرٍ ... عَلى حَرجٍ كالقَرّ تخْفِقُ أكفاني

والحَرَجُ: مركب للنِّسَاء وَالرِّجَال لَيْسَ لَهُ رَأس.

والحَرَجُ والحِرْجُ، الشحص. والحَرَجُ من الْإِبِل، الَّتِي لَا تركب وَلَا يضْربهَا الْفَحْل ليَكُون أسمن لَهَا، إِنَّمَا هِيَ معدة، قَالَ لبيد:

حَرَج فِي مَرفَقِها كالفَتَل

والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: النَّاقة الجسيمة الطَّوِيلَة على وَجه الأَرْض، وَقيل: الشَّدِيدَة، وَقيل: هِيَ الضامر.

والحُرجُوجُ: النَّاقة الوقادة الْقلب، قَالَ:

أذاكَ وَلم تَرحَلْ إِلَى أهْلِ مَسْجِدٍ ... بِرَحْلي حُرْجُوجٌ عَلَيها النمارِقُ

والحرجُوجُ: الرّيح الْبَارِدَة الشَّدِيدَة، قَالَ ذُو الرمة:

أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها ... من آخرِ اللَّيْلِ ريحٌ غيرُ حرْجُوج

وحَرَجَ الرجل أنيابه يَحْرُجُها حَرَجا، حك بَعْضهَا إِلَى بعض من الحرد، قَالَ الشَّاعِر:

ويومٍ تُحْرَجُ الأضْرَاسُ فيهِ ... لأبطالِ الكُماةِ بِهِ أُوامُ والحِرْجُ، الْقطعَة من اللَّحْم، وَقيل: هِيَ نصيب الْكَلْب من الصَّيْد، وَالْجمع أحْرَاجٌ، قَالَ جحدر يصف الْأسد:

وتَقَدُّمي للَّيْثِ أمْشِي نَحوه ... حَتَّى أكابِرَه على الأحْرَاج

والحِرْجُ: الودعة، وَالْجمع أحْرَاجٌ وحِرَاجٌ، وَقَول الْهُذلِيّ:

ألم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ إِذْ أعرَضا لكُمْ ... يُمِرَّانِ بِالْأَيْدِي اللِّحاءَ المضَفَّرَا

إِنَّمَا عَنى بالحِرْجَين رجلَيْنِ أبيضين كالودعة، فإمَّا أَن يكون الْبيَاض هُنَا لونهما، وَإِمَّا أَن يكون كنى بذلك عَن شرفهما، وَكَانَ هَذَانِ الرّجلَانِ قد قشرا لحاء شجر الْكَعْبَة ليتخفرا بذلك، والمضفر المفتول كالضفيرة.

والحِرْجُ، قلادة الْكَلْب، وَالْجمع أحْراجٌ وحِرَجَةٌ، قَالَ:

بِنَوَاشطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها ال ... أحْرَاجَ فَوْقَ مُتوِنها لُمَعُ

والحِرْجُ: جمَاعَة الْغنم، عَن كرَاع، وجممعه أحْرَاجٌ.

والحُرْجُ، مَوضِع مَعْرُوف.

حرج

1 حَرِجَ, aor. ـَ inf. n. حَرَجٌ, It (a number of things) became collected together: and, necessarily, became close, strait, or narrow: (so accord. to an explanation of the inf. n. by Er-Rághib, in the TA:) said of anything, it was, or became, close, strait, or narrow. (KL.) One says of dust, حَرِجَ إِلَى حَائِطٍ, or سَنَدٍ, It rose, (Lth, Az, TA,) in a narrow place, (TA,) and became collected [against a wall, or an acclivity or the like]. (Lth, Az, TA.) b2: حَرِجَ صَدْرُهُ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) His bosom became strait, or contracted; (S, A, Mgh, Msb, TA;) not expanded, or dilated, by reason of what was good. (TA.) And حَرِجَ alone, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) He became disquieted, and contracted in bosom: and (assumed tropical:) he became in doubt; he doubted; because doubt disquiets the mind. (So accord. to explanations of the inf. n. by Er-Rághib, in the TA.) b3: Also حَرِجَ, aor. and inf. n. as above, [(assumed tropical:) He became straitened, or in difficulty: and particularly, by the commission of a sin, or crime: (see حَرَجٌ, below:) and hence, simply,] (assumed tropical:) he committed a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment. (Msb.) b4: Also He looked, and was unable to move from his place by reason of fear and rage. (T, TA.) And حَرِجَتِ العَيْنُ, (S, A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. as above, (TA,) (tropical:) The eye became dazzled, (حَارَت, S, K, TA,) or sank in its socket, (غَارَت,) and its vision became straitened: (A, TA:) or it did not turn about, nor wink, by reason of intent gazing. (TA.) b5: Also, (S, A, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (S, K,) (tropical:) It was, or became, forbidden, or prohibited, (S, A, K,) and attended with straitness, or difficulty. (A.) So in the saying, حَرِجَ عَلَىَّ ظُلْمُكَ (tropical:) The wronging of thee is forbidden, or prohibited, to me. (S, TA.) And حَرِجَ عَلَيْهِ السَّحُورُ (tropical:) The meal termed سحور became forbidden, or prohibited, to him, (A, TA,) namely, a man fasting, and attended with difficulty, (A,) by reason of the straitness of the time thereof. (TA.) and حَرِجَتِ الصَّلَاةُ (tropical:) Prayer became forbidden, or prohibited, (A, and TA as from the K, [but not found by me in the copies of the K,]) عَلَيْهَا to her [by reason of legal impurity, as is shown in the A]. (A, TA.) b6: حَرِجَ إِلَيْهِ (tropical:) He betook himself, or had recourse, to him, or it, for protection from a strait, or difficulty. (TA.) And حَرِجَ

إِلَى كَذَا وَ كَذَا (assumed tropical:) He betook himself to such and such things. (TA.) 2 حرّجهُ, (TA,) inf. n. تَحْرِيجٌ, (S, K,) (assumed tropical:) He made it strait, or difficult; (S, K, TA;) and forbade it to be violated; namely, a right. (TA.) b2: حرّج عَلَى حَيَّةٍ (assumed tropical:) He said to a serpent, [by way of warning, lest it should be a Jinnee,] Thou wilt be in a strait if thou return to us; therefore blame us not if we reduce thee to a strait by pursuing and driving away and killing. (TA from a trad.) 4 احرجهُ He made him to betake himself to a narrow, or confined, place; and so أَحْجَرَهُ and أَحْرَدَهُ. (TA.) And He made him (a dog or a beast of prey) to betake himself to a narrow, or confined, place, and then attacked him. (TA.) [Hence,] احرجهُ إِلَيْهِ (assumed tropical:) He constrained him to betake himself, or have recourse, to him, or it. (S, A, K.) And احرجهُ إِلَى كَذَا وَ كَذَا (assumed tropical:) He made him to betake himself to such and such things: (TA:) or he, or it, caused him to want such and such things. (AA, TA in art. دمغ.) b2: (tropical:) He caused him to fall into a strait, or difficulty: (A, TA:) he straitened him; reduced him to a strait, or difficulty. (TA.) b3: (assumed tropical:) He made him, or caused him, to fall into a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment. (S, K, TA.) b4: أَحْرَجْتُ الصَّلَاةَ (assumed tropical:) I made, or pronounced, prayer to be forbidden, or prohibited. (K.) A2: احرج كَلْبَهُ, (A,) or احرجهُ مِنْ صَيْدِهِ, (As, TA,) He gave to his dog a portion of his prey. (A.) 5 تحرّجهُ (assumed tropical:) He made it strait, or difficult, to himself. (TA.) A2: And تجرّج (tropical:) He put away, or cast away, from himself, sin, or crime; (TA;) he shunned, avoided, or kept aloof from, sin, or crime; (Mgh;) he did a deed whereby he shunned, avoided, or kept aloof from, sin, or crime; (Msb TA;) syn. تَأَثَّمَ. (S, A, Mgh.) And تحرج مِنْهُ (tropical:) He shunned, avoided, or kept aloof from, it, as a sin, or crime. (A, * Mgh.) [See تَحَنَّثَ.]

حُرْجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حِرْجٌ: see حَرَجٌ.

A2: Also The dog's portion of the prey, or game; (S, A, K;) such as the head and the shanks and the belly: (TA:) what is thrown to the dog, of the prey, or game, that he has taken: (Az, TA:) or a piece of flesh: pl. أَحْرَاجٌ. (TA.) A3: And A cowry; syn. وَدَعَةٌ: (S, A, K:) pl. أَحْرَاجٌ (S, A) and أَحْرِجَةٌ (T, TA) and حِرَاجٌ; (TA;) the second, [as also the first,] a pl. of pauc.: (T, TA:) or cowries (وَدَعٌ) which are hung upon the necks of dogs. (As, TA.) b2: And A dog's collar [of cowries]: (TA:) or a collar [of cowries] for any animal. (T, TA.) حَرَجٌ [inf. n. of 1, q. v.:] (tropical:) Straitness; a strait, or difficulty. (A, * TA.) b2: (tropical:) A sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment; syn. إِثْمٌ; (S, Msb, * K;) as also ↓ حِرْجٌ: (Yoo, S, K:) or the straitness [which is the consequence] of sin or crime. (A, Mgh.) b3: [Hence,] لَا حَرَجَ i. q. لَا بَأسَ [There is, or will be, no harm in thy doing this or that]; and لَا إِثْمَ [there is, or will be, no sin, or crime]. (IAth, TA.) A2: See also حَرِجٌ, in six places. b2: Also, applied to a she-camel, (tropical:) Lean, lank, light of flesh, slender, or lank in the belly; (S, K;) as also ↓ حُرْجُوجٌ, (S, A,) accord. to Az, (S,) and ↓ حَرُوجٌ: (A:) or ↓ حُرْجُوجٌ signifies, so applied, lean, &c., as above, and sharp-spirited: (K:) or this last, (K,) and حَرَجٌ and ↓ حَرُوجٌ, (TA,) fat, (K, TA,) largebodied, (TA,) and long [lit. long upon the face of the ground, as distinguished from tall]: or strong: (K, TA:) and حَرَجٌ signifies also, (K,) or, as some say, and so do ↓ حُرْجُوجٌ and ↓ حُرْجُجٌ and ↓ جُرْحٌ, (S,) so applied, long [lit. long upon the face of the ground]: (S:) and some allow ↓ حِرْجِيجٌ in the sense of ↓ حُرْجُوجٌ; (TA;) which last is originally ↓ حُرْجُجٌ, which is originally ↓ جُرْحٌ: (S:) the pl. of ↓ حُرْجُوجٌ (S) and of ↓ حِرْجِيجٌ (L) is حَرَاجِيحٌ. (S, L.) A3: See also حَرَجَةٌ, in three places.

A4: Also A thing composed of pieces of wood, (As, S, K,) bound together, (As, S,) in which dead bodies are carried; (As, S, K;) sometimes put over the bier of a woman: (S:) accord. to the T, the حرج of a bier is a شِجَار, [i. e. the frame-work of a هَوْدَج,] which is constructed of wood, and put over the bier of a corpse: accord. to ISd, the حرج is a vehicle for women and men, which has no head. (TA.) See also نَعْشٌ, in two places.

حَرِجٌ and ↓ حَرَجٌ A strait, narrow, confined, or close, place: (TA:) or strait, narrow, confined, or close, in the utmost degree: (Zj, T:) or a strait, narrow, confined, or close, place, abounding with trees, (S, K,) and impenetrable to the pasturing animals: (S:) and ↓ حَرِيجٌ, also, applied to a place, signifies the same as حَرِجٌ. (TA.) b2: صَدْرٌ حَرِجٌ (S, Msb, TA) and ↓ حَرَجٌ, (S, A, TA,) like وَحِدٌ and وَحَدٌ, and فَرِدٌ and فَرَدٌ, and دَنِفٌ and دَنَفٌ, (S,) A bosom strait, or contracted; (A, Msb, TA;) not expanded, or dilated, by reason of what is good. (TA.) يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرِجًا or ↓ حَرَجًا, accord. to different readings, [in the Kur vi. 125,] (S,) is explained by I 'Ab as meaning He will make his bosom strait. (assumed tropical:) impenetrable to wisdom. (TA.) b3: Also حَرِجٌ and ↓ حَرَجٌ A man having a strait, or contracted, bosom, which does not expand, or dilate, by reason of what is good: the former has a dual and a pl.; but the latter has only the sing. form, because it is [properly, or originally,] an inf. n.: Zj says that the former is a part. n., and that by the latter is meant ذُو حَرَجٍ. (TA.) b4: And the former, (assumed tropical:) One who fears, or dreads, to venture upon an affair. (TA.) b5: And (assumed tropical:) That seldom, or never, withdraws from fight: (K:) that will not be put to flight; as though it were difficult for him to find an excuse for being put to flight. (TA.) b6: and Committing a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserves punishment; (Msb;) and so ↓ حَارِجٌ, which is thought by ISd to be after the manner of a rel. n., because it has no corresponding verb [of which it may be regarded as the part. n.; the regular part. n. being حَرِجٌ, as حَرِجَ is intrans.]. (TA.) b7: Also (assumed tropical:) Abstaining from sin, or crime; and so ↓ حَرَجٌ and ↓ مُتَحَرِّجٌ. (TA.) [Thus bearing two contr. significations. See 5.] b8: Also, and ↓ حَرَجٌ, (tropical:) Forbidden, or prohibited: so in the phrase, ظُلْمُكَ عَلَىَّ حَرِجٌ and حَرَجٌ (tropical:) [The wronging of thee is forbidden, or prohibited, to me]. (A.) حَرَجَةٌ (tropical:) A wood, or collection of trees; (S, K, TA;) so called because of their closeness: or dense and tangled trees: (TA:) or a thicket, or collection of dense and tangled trees, of the kind called سَلَم, into which no one can penetrate; (AHeyth, Az, TA;) or of the سَمُر and طَلْح and عَوْسَج and سَلَم and سِدْر; or of the سِدْر and olive and other trees: or a place in a wood where trees are dense and tangled, extending as far as a stone's throw: and also a tree which the pasturing animals cannot reach: (TA:) pl. ↓ حَرَجٌ (S, K) [or rather this is a coll. gen. n., of which حَرَجَةٌ is the n. un.,] and حَرَجَاتٌ (S, A) and حِرَاجٌ (S) and [of pauc.] أَحْرَاجٌ: (A, TA:) or ↓ حَرَجٌ signifies a place in which is a collection of trees, and where they are close together. (A.) b2: Also (tropical:) A collection of camels: (S, K, TA:) a hundred camels: (ISd, TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَرَجٌ. (K.) حُرْجُجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حُرْجُوجٌ: see حَرَجٌ, in five places.

حِرْجِيجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حِرَاجٌ الظَّلْمَآءِ, (K,) or مِنَ الظَّلَامِ, (A, TA,) and مِنَ الظَّلْمَآءِ, (TA,) (tropical:) Dense darkness. (A, * K, TA.) حَرُوجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حَرِيجٌ: see حَرِجٌ.

حَارِجٌ: see حَرِجٌ.

مُحَرَّجٌ A dog having a collar of cowries; (S, K;) from حِرْجٌ: (S:) having cowries upon his neck. (As, TA.) حَلَفَ فُلَانٌ بِالمُحَرَّجَاتِ (tropical:) Such a one swore by the three divorces [which render the wife absolutely forbidden to the husband]: (A:) or by the oaths that rendered his scope strait, or narrow. (Har p. 178.) مُتَحَرِّجٌ: see حَرِجٌ.

حرج: الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ. والحارجُ: الآثم؛ قال ابن سيده:

أُراه على النسب، لأَنه لا فعل له. والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ:

الكافُّ عن الإِثم. وقولهم: رجل مُتَحَرِّجٌ، كقولهم: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ

ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عن

نفسه. ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة عن نفسه؛

قال الأَزهري: وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها؛ وقال: قال ذلك

أَحمد بن يحيى.

وأَحْرَجَه أَي آثمه. وتَحَرَّجَ: تأَثَّم. والتحريج: التضييق؛ وفي

الحديث: حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ. قال ابن الأَثير: الحَرَجُ في

الأَصل الضيق، ويمقع على الإِثم والحرام؛ وقيل: الحَرَجُ أَضْيَقُ

الضِّيقِ؛ فمعناه أَي لا بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم، وإِن

استحال أَن يكون في هذه الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول، وأَن

النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ وغير ذلك، لا أَن تَتَحَدَّثَ

عنهم بالكذب. ويشهد لهذا التأْويل ما جاء في بعض رواياته فإِن فيهم

العجائب؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما سمعته، حقّاً كان

أَو باطلاً، لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ، بخلاف الحديث

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته

وعدالة رواته؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله،

عليه السلام، في أَوّل الحديث: بَلِّغُوا عَنِّي؛ على الوجوب، ثم أَتبعه

بقوله: وحدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم. قال:

ومن أَحاديث الحرج قوله، عليه السلام، في قتل الحيات: فَلْيُحَرِّجْ

عليها؛ هو أَن يقول لها: أَنت في حَرَجٍ أَي في ضيق، إِن عُدْتِ إِلينا فلا

تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل. قال: ومنها حديث

اليتامى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم؛ أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم.

وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به، مِن الحَرَج، الإِثم والضيق؛

ومنه الحديث: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: اليتيم والمرأَة

أَي أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما؛ وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة:

كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يوقعهم في الحَرَج. قال ابن الأَثير: وورد

الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها راجعة إِلى هذا المعنى. ورجلٌ حَرَجٌ

وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد:

لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ

والحَرَجُ: الضِّيق.

وحَرِجَ صدره يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاق فلم ينشرح لخير، فهو حَرِجٌ

وحَرَجٌ، فمن قال حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قال حَرَجٌ أَفرد، لأَنه

مصدر.وقوله تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛ قال الفراء:

قرأَها ابن عباس

(* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل.) وعمر، رضي

الله عنهما، حَرَجاً، وقرأَها الناس حَرِجاً؛ قال: والحَرَجُ فيما فسر ابن

عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إِليه الراعيةُ؛ قال: وكذلك صدر

الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ؛ قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ

والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ. وقال الزجاج:

الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ، ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا. قال: ومَن

قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره، ومن قال حَرِجٌ جعلَهُ

فاعِلاً؛ وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الجوهري: ومكان

حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مكان ضيق كثير الشجر. والحَرِجُ: الذي لا يكاد يَبْرَح

القتالَ؛ قال:

مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ

والحَرِجُ: الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه العُذْرُ في الانهزام.

والحَرِجُ: الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر، وهذا ضيق أَيضاً.

وحَرِجَ إِليه: لَجَأَ عن ضِيقٍ. وأَحْرَجَه إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق

عليه. وحَرَّجَ فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه، وأَحْرَجْتُ فلاناً:

صيرته إِلى الحَرَجِ، وهو الضيق، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى

مَضِيقٍ، وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بمعنىً واحدٍ؛ ويقال: أَحْرَجَني

إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ. وأَحْرَجَ الكلبَ

والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه. وحَرِجَ الغُبارُ، فهو حَرِجٌ:

ثار في موضع ضَيِّقٍ، فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ؛ قال:

وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها،

يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ

قال الأَزهري: قال الليث: يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو

سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه؛ وقال لبيد:

حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها

ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قال:

ومَا أَبْهَمَتْ، فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ

وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قال ذو الرمة:

تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ،

وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنْتَقِبُ

وقيل: معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر.

الأَزهري: الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه

فَرَقاً وغيظاً. وحَرِجَ عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر، فحرم عليه

لضيق وقته. وحَرِجَتِ الصلاةُ على المرأَة حَرَجاً: حرمت، وهو من الضيق

لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق. وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم.

ويقال: أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها؛ ويقال: أَكَسَعَهَا

بالمُحْرِجَات؟ يريد بثلاث تطليقات.

الأَزهري: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام؛

وقرأَ الناس: وحَرْثٌ حِجْرٌ. الجوهري: والحِرْجُ لغةٌ في الحَرَجِ، وهو

الإِثم؛ قال: حكاه يونس.

والحَرَجَةُ: الغَيْضَةُ لضيقها؛ وقيل: الشجر الملتف، وهي أَيضاً الشجرة

تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ، وهي ما رَعَى من المال.

والجمع من كل ذلك: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قال الشاعر:

أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا،

بذِي سَلَمٍ، لا جَادَكُنَّ ربِيعُ

وحِرَاجٌ؛ قال رؤبة:

عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ،

شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ

وهي المَحاريجُ. وقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ

والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسَّدْرِ؛ وقيل: هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر

الشجر؛ وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر؛ قال أَبو

زيد: سمِّيت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها. وقال الجوهري: الحَرَجَةُ

مُجْتَمَعُ شجر. قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الحِراجُ غِياضٌ من شجر

السلَم ملتفةٌ، لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها؛ قال العجاج:

عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ،

يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ

وفي حديث حنين: حتى تركوه في حَرَجَةٍ؛ الحَرَجَة، بالفتح والتحريك:

مجتمع شجر ملتف كالغيضة. وفي حديث معاذ بن عمرو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في

مثل الحَرَجَةِ. والحديث الآخر: إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ

وعِضَاه.

وحِراجُ الظلماء: ما كَثُفَ والتفَّ؛ قال ابن ميادة:

أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها

حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟

خص الغرابَ لحدّة البصر، يقول: فإِذا لم يبصر فيها الغرابُ مع حدّة بصره

فما ظنك بغيره؟ والحَرَجَةُ: الجماعة من الإِبل، قال ابن سيده:

والحَرَجَةُ مائة من الإِبل. وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق؛ وقيل: معظمه، وقد حكيت

بجيمين.

والحَرَجُ: سرير يحمل عليه المريض أَو الميت؛ وقيل: هو خشب يُشدُّ بعضه

إِلى بعض؛ قال امرؤُ القيس:

فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ

على حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني

ابن بري: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه، وأَراد

بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها.

وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها. وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وكان

معه في بلاد الروم، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ

يحمل فيه؛ والقَرُّ: مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج. قال: كذا

ذكره أَبو عبيد، وقال غيره: هو الهودج. الجوهري: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ

بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى، وربما وضع فوق نعش النساء. قال الأَزهري:

وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت، وهو سريره. قال

الأَزهري: وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة:

يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ

حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ

هذا يصف نعامة يتبعها رِئالُها، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته. قال ابن

سيده: والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء والرجال ليس له رأْس. والحَرَجُ

والحِرْجُ: الشَّحَصُ. والحَرَجُ من الإِبل: التي لا تُركب ولا يضربها الفحل

ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ؛ قال لبيد:

حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ

قال الأَزهري: هذا قول الليث، وهو مدخول. والحَرَجُ والحُرْجُوجُ:

الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض؛ وقيل: الشديدة، وقيل: هي الضامرة،

وجمعها حَراجِيجُ. وأَجاز بعضهم: ناقة حُرْجُجٌ، بمعنى الحُرْجُوجِ، وأَصل

الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضم. وفي الحديث:

قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ، جميع حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وهي

الناقة الطويلة؛ وقيل الضامرة، وقيل: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة

القلب؛ قال:

أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ،

بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ

والحُرْجُوجُ: الريح الباردة الشديدة؛ قال ذو الرمة:

أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها،

مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ

وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى

بعض من الحَرَدِ؛ قال الشاعر:

ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ

لأَبْطالِ الكُمَاةِ، به أُوَامُ

والحِرْجُ، بكسر الحاء: القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد

وهو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تطمع

فيها. قال الأَزهري: الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده، والجمع أَحْرَاجٌ؛

قال جَحْدرٌ يصف الأَسد:

وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ،

حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ

وقال الطرماح:

يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْ

جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ

يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره؛ شبَّه

الكلاب في سرعتها بالزنابير، وهي الثَّوْلُ. وقال الأَصمعي: أَحْرِجْ

لِكلبكَ من صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ. وقال المفضل: الحِرْجُ

حِبَالٌ تُنصب للسبع؛ قال الشاعر:

وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ

مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ

والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وقول الهذلي:

أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ

يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟

إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يكون

البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما، وكان هذان

الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك. والمضفر: المقتول

كالضفيرة. والحِرْجُ: قلادة الكلب، والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قال:

بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ

حْرَاجَ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ

الأَزهري: ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب

مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد في ترجمة عضرس:

مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها،

إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ

(* قوله «إِذا أَيه» كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس

والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح

القاموس بعيونه.)

مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ. وحُصٌّ:

قد انْحَصَّ شَعَرُها، وقال الأَصمعي في قوله:

طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ

قال: مُحَرَّجَةٌ: في أَعناقها حِرْجٌ، وهو الوَدَعُ. والوَدَعُ: خرز

يعلق في أَعناقها.

الأَزهري: والحِرْجُ القلادة لكل حيوان. قال: والحِرْجُ: الثياب التي

تُبسط على حبل لِتَجَفَّ، وجمعها حِراجٌ في جميعها. والحِرْجُ: جماعة

الغنم، عن كراع، وجمعه أَحْرَاجٌ.

والحُرْجُ: موضعٌ معروف.

حرج
: (الحَرَجُ، مُحَرَّكَةً: المَكانُ الضَّيِّقُ) وَقَالَ الزَّجّاج: الحَرَجُ: أَضْيَقُ الضَّيقِ وَمثله فِي التّهذيب.
(والحَرَج: المَوْضِعُ) الكثيرُ (الشَّجَرِ) الَّذِي لَا تَصِلُ إِليه الرّاعيةُ، وَبِه فَسَّر ابنُ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا قَوْله عزّ وجلّ: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 125) قَالَ: وكذالك الكافرُ لَا تَصلُ إِليه الحِكْمَةُ. (كالحَرِجِ، ككَتِف) .
وحَرِجَ صَدْرُه يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاقَ فَلم يَنْشَرِحْ لخَيرٍ، فَهُوَ حَرِجٌ، وحَرَجٌ، فَمن قَالَ: حَرِجٌ ثَنَّى وجَمَعٍ، وَمن قَالَ: حَرَجٌ أَفْرَدَ؛ لأَنّه مصدرٌ، وأَما الايةُ الْمَذْكُورَة، فَقَالَ الفَرّاءُ، قَرأَهَا ابنُ عبّاس وعُمَرُ رَضِي الله عَنْهُم (حَرَجاً) ، وقرأَهَا النّاسُ (حَرِجاً) قَالَ: وَهُوَ فِي كَسْرِه ونَصْبِه بمنْزلة الوَحَدِ والوَحِدِ والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ.
ورَجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّقُ الصَّدْرِ وأَنشد:
لَا حَرِجُ الصَّدْرِ وَلَا عَنِيفُ
وَقَالَ الزَّجّاجُ: من قالَ: رَجلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ، فَمَعْنَاه ذُو حَرَجٍ فِي صَدْره، وَمن قَالَ: حَرِجٌ جعله فَاعِلا، وكذالك رجل دَنَفٌ: ذُو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعتٌ.
وَفِي مفرداتِ الرّاغِب الحَرَجُ: اجتماعُ أَشْياءَ، ويلزَمُه الضِّيقُ، فاستُعْمِل فِيهِ، ثمَّ قيل: حَرِجَ، إِذا قَلِقَ وضاقَ صدرُه، ثمَّ استُعملَ فِي الشَّكّ لأَنّ النّفْس تَقلقُ مِنْهُ، وَلَا تَطْمَئنُّ.
(و) من الْمجَاز: الحَرَجُ: (الإِثْمُ) والحَرامُ (كالحِرْجِ، بالكسرِ) ، وذالك لأَنَّ الأَصلَ فِي الحَرَجِ الضّيقُ، قَالَه ابنُ الأَثير.
والحَارِجُ الآثِمُ، قَالَ ابْن سَيّده: أُراه على النَّسَبِ؛ لأَنّه لَا فِعْلَ لَهُ.
وَفِي الصّحاح: الحِرْجُ: لغةٌ فِي الحَرَج، وَهُوَ الإِثم، قَالَ: حَكَاهُ يُونُس.
(و) الحَرَجُ محرّكةً: (النّاقةُ الضَّامرةُ، والطَّوِثلَةُ على وجهِ الأَرْضِ) وَقبل: هِيَ الشّديدةُ، كالحُرْجُوج، وسيأْتي الحُرْجوج فِي كَلَام المُصَنّف، وَلَو ذَكرهما فِي مَحَلّ واحدٍ لَكَانَ أَوْجَهَ وأَوفقَ لحُسْنِ اختصاره.
(و) الحَرَجُ: سَرِيرٌ يُحمَلُ عَلَيْهِ المَرِيضُ، أَو المَيتُ، وَقيل: هُوَ (خَشَبٌ) يُشَدُّ بعْضُهُ إِلى بعض (يُحْمَلُ فِيهِ المَوْتَى) ورُبّما وُضِع فوقَ نَعْشِ النّساءِ، كَذَا فِي الصّحاح، قَالَ امرُؤُ الْقَيْس:
فإِمّا تَرَيْنِي فِي رِحَالَةِ جابِرٍ
عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكفانِي قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَراد بالرِّحالَةِ الخَشبَ الَّذِي يُحمَلُ عَلَيْهِ فِي مَرضِه، وأَرادَ بأَكفَانِه ثِيابَهُ الّتي عَلَيْهِ، لأَنّه قَدّرَ أَنها ثيابُه الَّتِي يُدْفَن فِيهَا، وخَفْقُهَا: ضَرْبُ الرِّيحِ لَهَا، وأَراد بجابرٍ جَابِرَ بنَ حُنَيَ التَّغْلَبِيّ، وَكَانَ مَعَ فِي بلادِ الرُّومِ، فَلَمَّا اشتَدَّت عِلّتُه صَنَعَ لَهُ من الخَشَبِ شَيْئا كالقَرِّ يُحْمَل فِيهِ، والقَرُّ: مَرْكَبٌ من مَراكبِ الرِّجَال بعينَ الرَّحْلِ والسَّرْجِ، قَالَ: كَذَا ذكرَه أَبو عُبَيْد، وَقَالَ غيرُه: هُوَ الهَوْدَجُ.
وَفِي التّهْذيب: وحَرَجُ النَّعْشِ: شَجَارٌ من خَشَبٍ جُعِلَ فوقَ نَعْشِ المَيتِ، وَهُوَ سَرِيرُه.
قَالَ: وأَمّا قولُ عَنترةَ يَصفخ ظَلِيماً وقُلُصَه:
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ وكأَنَّهُ
حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
هاذا يَصفُ نَعامةً يَتبعُهَا رِئالُها، وَهُوَ يَبسُط جنَاحَيْهِ، ويَجْعَلُها تحتَه.
قَالَ ابنُ سِيدَه: والحَرَجُ: مَرْكَبٌ للنِّساءِ والرِّجَال، لَيْسَ لَهُ رَأْسٌ.

(و) من الْمجَاز: ودَخَلُوا فِي الحَرَج وَهُوَ (جَمْعُ الحَرَجَةِ) ، وَهُوَ اسمٌ (لمُجْتَمِعِ الشَّجَرِ) ، وَهِي الغَيْضَةُ، لضيقِها، وَقيل: الشَّجَرُ المُلْتَفّ، وَهِي أَيضاً الشّجَرَةُ تكون بَين الأَشجار لاَ تَصِلُ إِليها الآكِلةُ، وَهِي مَا رَعَى من المالِ، ويُجْمع أَيضاً على أَحْرَاجٍ وحَرَجَاتٍ، قَالَ الشَّاعِر:
أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
بذِي سَلَمٍ، لاجَادَكُنَّ رَبِيعُ
وحِرَاجٌ، قَالَ رُؤبةُ:
عاذَا بِكُمْ من سَنَةٍ مِسْحَاجِ
شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ
وَهِي المَحَارِيجُ.
وَقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوْسَجِ والسَّلَمِ والسِّدْرِ.
وَقيل: هُوَ مَا اجتمعَ من السِّدْرِ والزَّيْتُونِ وسائِرِ الشَّجَرِ. وَقيل: هِيَ مَوضعٌ من الغَيْضةِ تَلتَفُّ فِيهِ شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ، قَالَ أَبو زيد: سُمِّيَت بذالك؛ لالتِفافها، وضِيقِ المَسْلَكِ فِيهَا.
وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: قَالَ أَبو الهَيْثَم: الحِرَاجُ: غِياضٌ من شَجَرِ السَّلَمِ مُلْتَفَّةٌ، لَا يَقدِرُ أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فِيهَا، وَفِي حَدِيث حُنَيْن: (حَتَّى تَرَكُوهُ فِي حَرَجَةٍ) وَفِي حَدِيث مُعَاذه بنِ عَمرٍ و (نَظَرْتُ إِلى أَبي جَهْلٍ فِي مثْلِ الحَرَجَةِ) وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَنّ مَوْضِعَ البَيتِ كانَ فِي حَرَجَة، وعِضَاهٍ) .
(و) من الْمجَاز الحَرَجُ جمعُ حَرَجَة، (للجَمَاعَةِ من الإِبِلِ) .
وقالَ ابنُ سِيدَه: الحَرَجَةُ: مِائَةٌ من الإِبِلِ.
(و) الحَرَجُ: الإِثْمُ و (الحُرْمَةُ، وفِعْلُه حَرِجَ) كفَرِحَ، يُقَال: حَرِجَ عَلَيْهِ السَّحُورُ، إِذا أَصبحَ قبلَ أَن يَتَسَحَّرَ، فحَرُمَ عَلَيْهِ؛ لضِيقِ وَقتِه، وحَرِجَ عَلَيَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً، أَي حَرُم، وَهُوَ مَجَاز.
(و) الحَرَجُ (من الإِبِلِ: الَّتِي لَا تُرْكَبُ، وَلَا يَضْرِبُهَا الفَحْلِ؛ ليكُونَ أَسْمَنَ لَهَا) ، إِنما هِيَ مُعَدَّةٌ، قَالَ لَبِيد:
حَرَجٌ فِي مِرْفَقَيْهَا كالفَتَلْ
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هاذا قولُ اللّيْثِ، وَهُوَ مَدْخُولٌ.
(و) الحُرْجُ (بالضَّم: ع) ، مَوضِع مَعْرُوفٌ.
(و) الحِرْجُ (بالكَسر: الحِبَالُ تُنْصَبُ للسَّبُعِ) ، قَالَه المُفَضَّل، قَالَ الشَّاعِر:
وشَرَّ النَّدَامَى مَن تَبِيتُ ثِيابُه
مُجَفَّفَةً كَأَنَّهَا حِرْجُ حَابِلِ
(و) الحِرْجُ (: الثِّيابُ تُبَسَطُ على حَبْلٍ لِتَجِفَّ، ج) حِراجٌ، (كجِبَال) فِي جمعيها، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الحِرْجُ (: الوَدَعَةُ) ، والجمعُ أَحْرَاجٌ وحِراجٌ. والمِحرجُ: قِلادَةُ الكَلْبِ وَالْجمع أَحْرَاجٌ، وحِرَجَةٌ، كعِنَبَةٍ، قَالَ:
بِنَوَاشِطٍ غُضْبفِ يُقَلِّدُهَا الْ
أَحْرَاجَ فوقَ مُتُونِهَا لُمَعُ
(و) فِي التَّهْذِيبِ: وَيُقَال: ثَلاثَةُ أَحْرِجَةٍ.
و (كَلْبٌ مُحَرَّجٌ) كمُعَظَّم، أَي (مُقَلَّدٌ بِهِ) ، وأَنشد فِي تَرْجَمَة (عضرس) .
مُحَرَّجَةٌ حُصُّ كأَنَّ عُيُونَهَا
إِذا أَذَّنَ القَنّاصُ بالصَّيْدِ عَضْرَسُ
مُحَرَّجَة، أَي مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاجِ، جمع حِرْجٍ للوَدَعَةِ، وحُصُّ: قد انْحَصَّ شَعرُها.
وَقَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله:
طَاوِي الحَشَا قَصُرَتْ عَنهُ مُحَرَّجَةٌ
قَالَ: مُحَرَّجَةٌ فِي أَعناقِهَا حِرْجٌ، وَهُوَ الوَدَعُ، والوَدَعُ: خَرَزٌ يُعَلَّقُ فِي أَعناقِهَا.
وَفِي التَّهْذِيب: الحِرْجُ: القِلادةُ لكلّ حَيَوَانٍ.
(و) الحِرْجُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، وَقيل: هِيَ (نَصِيبُ الكَلْبِ من الصَّيدِ) وَهُوَ مَا أَشبهَ الأَطرافَ من الرّأْسِ والكُرَاعِ والبَطْنِ، والكِلابُ تَطْمَعُ فيهَا.
قَالَ الأَزهَرِيّ: الحِرْجُ: مَا يُلْقَى للكَلْبِ مِن صَيْدِه، وَالْجمع أَحْراجٌ، قَالَ جَحْدَرٌ يَصف الأَسَدَ:
وتَقَدُّمِي للَّيْثِ أَمْشِي نَحْوَه
حَتَّى أُكابِرَهُ على الأَحْرَاجِ
وَقَالَ الطِّرِمّاح:
يَبْتَدِرْنَ الأَحْرَاجَ كالثَّوْلِ والحِرْ
جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ
يَصْطَفِدُه، أَي يَدَّخِرُه ويَجْعَله صَفَداً لنفسْهِ ويَختارُه، شَبَّهَ الكِلابَ فِي سُرْعَتِهَا بالزَّنابِيرِ، وَهِي الثَّوْلُ.
وَقَالَ الأَصمَعيّ: أَحْرِجْ لَكَلْبِكَ من صَيْدِه، فإِنّه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ.
(و) قَالَ الهُذَلِيّ:
أَلَمْ تَقْتُلُوا الحِرْجَيْنِ إِذ أَعْرَضَا لَكُم
يُمِرَّانِ بالأَيدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا
(الحِرْجَانِ: رجُلانِ اسمُ أَحِدِهِما حِرْجٌ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ الحارِثِ، وَلم يُذْكَرِ اسمُ الآخَرِ) .
وَفِي اللّسَان: إِنّما عَنَى بالحِرْجَيْنِ رَجُلَيْنِ أَبْيَضَيْن كالوَدَعَةِ، فإِمّا أَنْ يكونَ لبياضِ لونِهما، وإِمّا أَن يكونَ كَنَى بذالك عَن شَرَفِهما، وَكَانَ هاذانِ الرّجُلانِ قد قَشَرَا لِحَاءَ شَجَرِ الكَعبة؛ ليَتَخَفَّرا بذالك. والمُضَفَّرُ: المَفْتُولُ كالضَّفيرةِ.
(و) الحَرِجُ (كَكَتِفٍ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَحُ من القِتالِ) قَالَ:
مِنّا الزُّوَيْنُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ
والحَرِجُ: الّذِي لَا يَنْهَزِم، كأَنَّه يَضيقُ عَلَيْهِ العُذْرُ فِي الانْهزام.
(وأَحْرَجْتُ الصَّلاةَ. حرَّمْتُهَا) ، وسيأْتي حَرِجَت الصَّلاةُ.
(و) أَحْرَجْتُ (فُلاناً: آثَمْتُه) ، أَي أَوقَعْتُه فِي الإِثْمِ.
(و) من الْمجَاز: حَرِجَ إِليه: لَجَأَ عَن ضِيقٍ.
وأَحْرَجْتُه (إِليه: أَلْجَأَتُه) وضَيَّقْت عَلَيْهِ.
وأَحْرَجْتُ فُلاناً: صَيَّرْتُه إِلى الحَرَجِ، وَهُوَ الضِّيقُ.
وأَحْرَجْتُه: أَلْجَأْتُه إِلى مَضِيقٍ وَكَذَلِكَ أَحْجَرْتُه، وأَحْرَدْتُه بِمَعْنى واحدٍ.
وَيُقَال: أَحْرَجَنِي إِلى كَذَا وَكَذَا فَحَرِجْتُ إِليه، أَي انضَمَمْتُ.
وأَحْرَجَ الكَلبَ والسَّبُعَ: أَلْجَأَهُ إِلى مَضيقٍ، فَحَمَل عَلَيْهِ.
(و) من الْمجَاز: (حَرِجَت العَيْنُ، كفَرِحَ) تَحْرَجُ حَرَجاً: (حارَتْ) ، وَفِي الأَساس: غَارَتْ، فضاقَ عَلَيْهَا مَنافِذُ البَصَرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: تَزْدَادُ للعَيْن إِبْهَاجاً إِذا سَفَرَتْ
وتَحْرَجُ العَيْنُ فِيهَا حِينَ تَنْتَقِبُ
وَقيل: مَعْنَاهُ أَنها لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَطْرِفُ من شِدّةِ النّظر.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَرَجُ: أَن يَنظُرَ الرّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيع أَن يَتَحَرَّكَ من مَكانِه فَرَقاً وغَيْظاً.
(و) من الْمجَاز: حَرِجَت (الصَّلاةُ) على المرْأَةِ حَرَجاً، أَي (حَرُمَت) ، وَهُوَ من الضِّيقِ؛ لأَنَّ الشيْءَ إِذا حَرُمع فقد ضاقَ.
(ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شديدَةُ القُرِّ) .
(وحارِجٌ: ع) .
(و) من المَجَاز: ودُونَه حِرَاجٌ من الظَّلاَمِ، (حِرَاجُ الظَّلْمَاءِ، بِالْكَسْرِ: مَا كَثُفَ مِنها) والْتَفَّ، قَالَ ابنُ مَيّادَةَ:
أَلاّ طَرَقَتْنَا أُمُّ أَوْسٍ ودُونَها
حِرَاجٌ من الظَّلْمَاءِ يَعْشَى غُرَابُهَا
خَصَّ الغُرَابَ لحِدَّةِ البَصَرِ، يَقُول: فإِذا لم يُبْصِرْ فِيهَا الغُرابُ مَعَ حِدَّةِ بَصرِه فَمَا ظَنُّك بغَيْرِه؟
(و) من الْمجَاز: (الحُرجُوجُ) بالضّمّ، والحَرَجُ، محركةً، والحَرُوجُ، كصَبُور، كلّ ذالك (: النَّاقَةُ السَّمِينَةُ) الجَسِيمةُ (الطَّوِيلَةُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ) ، (أَو) هِيَ (الشَّدِيدَةُ، أَو الضّامِرةُ) .
وَقيل: الحُرْجُوج: (الوَقّادَةُ) الحَادَّةُ (القَلْبُ) ، قَالَ:
أَذاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ
بَرَحْلِيَ حُرْجُوجٌ عَلَيْهَا النَّمَارِقُ
وَجَمعهَا حَراجِيجُ.
وأَجاز بعضُهم: ناقَةٌ حُرْجُجٌ بِمَعْنى الحُرْجُوج، وأَصلُ الحُرْجُوج حُرْجُجٌ، وأَصلُ الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضّمّ، وَفِي الحَدِيث: (قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجٍ على حَرَاجِيجَ) ، جمع حُرْجُوجٍ، وحُرْجِيجٍ، كَذَا فِي النِّهاية.
(و) الحُرْجُوجُ: (الرِّيحُ الباردَةُ الشّدِيدَةُ) وَفِي الأَساس ريح حرجى: بارِدَةٌ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزالِيَهَا
مِن آخِرِ اللّيْلِ رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ
(والتَّحْرِيجُ: التِّضْيِيقُ) وَمِنْه الحَدِيث: (الّهُمّ إِنّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: اليَتِيمِ والمَرْأَةِ) أَي أُضَيِّقُه وأُحرِّمهُ على من ظَلَمَهُمَا.
وكذالك التَّحَرُّجُ، وَمِنْه حَدِيث اليَتَامَى: (تَحَرَّجُوا أَنْ يَأْكُلُوا مَعَهُم) أَي ضَيَّقوا على أَنفُسِهم.
(و) حَرِيجٌ (كسَمِينٍ: جَدٌّ) أَعْلَى (لسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبِ بنِ هِلالِ) ابنِ حَرِيجِ بنِ مُرَّةَ بن حَزْن بنِ عَمْرِو بنِ جابِرٍ ذِي الرَّأْسَيْنِ، وصحَّفَه فِي الإِكمال، فَقَالَ: حُدَيْج، بِالدَّال، والتّصغير.
(والحُرْجَةُ بالضّمّ: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عَن الإِثْمِ، وَقَوْلهمْ: رجل مُتَحَرِّجٌ، كَقَوْلِهِم رجلٌ متَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ: يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثمَ عَن نَفْسه، وَرجل مُتَلَوِّمٌ، إِذا تربَّص بالأَمر يُرِيدُ إِلقاءَ المَلامَةِ عَن نَفسه، قَالَ الأَزهريّ: وهاذه حروفٌ جاءَت معانِيها مُخَالفَة لأَلفاظِهَا، وَقَالَ ذالك أَحمدُ ابْن يَحْيَى.
وتَحَرَّجَ: تَأَثَّمَ وفعَلَ فِعْلاً يَتَخَرَّج بِهِ من الحَرَجِ والإِثْمِ والضِّيق، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي الحَدِيث: (حَدِّثُوا عَن بَين إِسرائِيلَ وَلَا حَرَجَ، قَالَ ابنُ الأَثير معناهُ لَا بَأْسَ وَلَا إِثْمَ عَلَيْكُم أَن تُحَدِّثُوا عَنْهُم مَا سَمِعْتُم، وَقيل غيرُ ذالك.
وَمن أَحاديث الحَرَجِ قَوْله عَلَيْهِ السّلام فِي قَتْلِ الحَيّاتِ: (فَلْيُحَرِّجْ علَيْهَا) ، هُوَ أَنْ يقولَ لَهَا: أَنتِ فِي حَرَجٍ، أَي ضِيقٍ إِنْ عُدْتِ إِلينا فَلَا تَلومِينَا أَن نُضَيِّق عَلَيْك بالتَّتَبُّعِ والطّرْدِ والقَتْل.
وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، فِي صة الْجُمُعَة: (كَرِهَ أَن يُحْرِجَهُم) ، أَي يُوقِعَهُمْ فِي الحَرَجِ، قَالَ ابنُ الأَثير: وَورد الحَرَجُ فِي أَحاديثَ كَثِيرَة، وكلّها رَاجِعَة إِلى هاذا المعنَى.
والحَرِجُ كَكَتِفِ: الَّذِي يَهابُ أَنْ يَتَقَدَّم على الأَمْرِ، وهاذا ضِيقٌ أَيضاً.
وحَرِجَ الغُبَارُ، كفَرِحَ، فَهُوَ حَرِجٌ: ثارَ فِي مَوضعٍ ضَيِّقٍ فانْضَمّ إِلى حائِطٍ أَو سَنَدٍ، قَالَ:
وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتَامُ لَهَا
يَهْلِكُ فِيهَا المُنَاجِدُ البَطَلُ
قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال للغُبارِ السّاطِعِ المُنْضَمِّ إِلى حائطٍ أَو سَنَدٍ: قد حَرِجَ إِليهِ. وقَالَ لَبِيدٌ:
حَرِجاً إِلى أَعلامِهِنّ قَتَامُها
ومَكَانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ.
وَيُقَال: أَحْرَجَ امرأَتَه بِطَلْقَة، أَي حَرَّمها.
وَيُقَال: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَاتِ؟ يُرِيد بثلاثِ تَطْلِيقاتٍ، وَهُوَ مجَاز.
وقرأَ ابنُ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا (وحَرْثٌ حِرْجٌ) أَي حَرَامٌ، وقرَأَ النّاس {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 138) .
وَرَكِبَ الحَرَجَةَ، أَي الطَّريقَ، وَقيل: مُعْظَمُه، وَقد حُكِيَتْ بجِمينِ، كَمَا تقدّم.
والحَرَجُ، محركةً، والحِرْجُ بِالْكَسْرِ: الشَّحَصُ.
وحَرَجَ الرجُلُ أَنْيابَه، كنَصَر: يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بَعْضَها إِلى بعضٍ من الحَرَدِ، قَالَ الشَّاعِر:
ويومٌ تُحْرَجُ الأَضراسُ فيهِ
لإِبْطَالِ الكُماةِ بِهِ أَوامُ
والحِرْجُ بِالْكَسْرِ: جَماعةُ الغَنَمِ، عَن كُراع، وجمعهُ أَحْرَاجٌ.
وَفِي الأَساس: احْرَنْجَجَتِ الإِبل اجتمَعَتْ وتَضَامَّت.
(حرج) الشَّيْء حرمه وَفِي الحَدِيث (اللَّهُمَّ إِنِّي أحرج حق الضعيفين الْيَتِيم وَالْمَرْأَة) وَعَلِيهِ ضيق وَفِي الْأَمر اسْتمرّ فِي الْإِصْرَار عَلَيْهِ وَالْحَيَوَان وضع فِي عُنُقه الْحَرج

حجز

ح ج ز: (حَجَزَهُ) مَنَعَهُ (فَانْحَجَزَ) وَبَابُهُ نَصَرَ، وَ (الْحَجَزَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الظَّلَمَةُ، وَهُوَ فِي حَدِيثِ قَيْلَةَ. وَ (الْحِجَازُ) بِلَادٌ. وَ (احْتَجَزَ) الْقَوْمُ وَ (انْحَجَزُوا) أَيْضًا أَتَوُا الْحِجَازَ. وَ (حُجْزَةُ) الْإِزَارِ مَعْقِدُهُ بِوَزْنِ حُجْرَةٍ وَحُجْزَةُ السَّرَاوِيلِ أَيْضًا الَّتِي فِيهَا التِّكَّةُ. 
ح ج ز : حَجَزْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ حَجْزًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَصَلْتُ وَيُقَالُ سُمِّيَ الْحِجَازُ حِجَازًا لِأَنَّهُ فَصَلَ بَيْنَ نَجْدٍ وَالسَّرَاةِ وَقِيلَ بَيْنَ الْغَوْرِ وَالشَّأْمِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ اُحْتُجِزَ بِالْجِبَالِ.

وَاحْتَجَزَ الرَّجُلُ بِإِزَارِهِ شَدَّهُ فِي وَسَطِهِ وَحُجْزَةُ الْإِزَارِ مَعْقِدُهُ وَحُجْزَةُ السَّرَاوِيلِ مَجْمَعُ شَدِّهِ وَالْجَمْعُ حُجَزٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. 

حجز


حَجَزَ(n. ac.
حَجْز
حِجَاْزَة
حِجِّيْزَى)
a. Prevented, restrained.
b. [Bain], Intervened, stepped between.
c. [acc. & 'Ala], Sequestrated; distrained upon (
property ).
حَاْجَزَa. Repulsed, repelled.

إِنْحَجَزَa. Was restrained, held in check; restrained himself
forbore.

إِحْتَجَزَ
a. [Bi], Wrapped round himself.
b. [Bi], Was surrounded, encompassed by.
حَجْزa. Obstruction, hindrance.

حُجْزَة
(pl.
حُجَز)
a. Girdle, waist-band.
b. Waist.

حَاْجِز
(pl.
حَوَاْجِزُ)
a. Barrier; partition.
b. Dyke, dam.

حِجَاْزa. Rope.
b. [art.], Hijāz: Arabia
Petrea.
شَدِيْد الحُجْزَة
a. Enduring, patient.
حجز
الحَجْزُ: المنع بين الشيئين بفاصل بينهما، يقال: حَجَزَ بينهما. قال عزّ وجل: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً
[النمل/ 61] ، والحِجَاز سمّي بذلك لكونه حاجزا بين الشام والبادية، قال تعالى: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ [الحاقة/ 47] ، فقوله: حاجِزِينَ صفة لأحد في موضع الجمع، والحِجَاز حبل يشدّ من حقو البعير إلى رسغه، وتصوّر منه معنى الجمع، فقيل: احتجز فلان عن كذا واحتجز بإزاره، ومنه: حُجْزَة السراويل، وقيل: إن أردتم المحاجزة فقبل المناجزة ، أي: الممانعة قبل المحاربة، وقيل: حَجَازيك، أي: احجز بينهم.
حجز
الحَجْزُ: أنْ تَحْجُزَ بين مُقَاتِليْن. والحِجَازُ والحاجِزُ: الاسْمُ. وسُمِّيَ الحِجَازُ: لأنَّه فَصْلٌ بين الغَوْرِ والشَّأْمِ. ويقولونَ: حَجَازَيْكُما: أي لِيَحْجُزْ أحدُكُما صاحِبَه. والحِجَازُ: حَبْلٌ يُلْقى للبَعيرِ من قِبَلِ رِجْلَيْهِ ثمَّ يُنَاخُ عليه يُشَدُّ به رُسْغا رِجْلَيْه إِلى حَقْوَيْه، حَجَزْتُه فهو مَحْجُوْزٌ، كاحْتِجَازِ الرَّجُلِ بإِزارِه. والحُجْزَةُ: حَيْثُ يُثْنى طَرَفُ الإِزارِ في لَوْثِ الازارِ. وفلانٌ طَيِّبُ الحُجْزَةِ: وهو فَصْلُ ما بَيْنَ فَخِذِه والفَخِذِ الأخرى من عَشيرتِه. وحُجْزُ الرَّجُلِ: أصْلُه ومَنْبَتُه. والمُحْتَجِزُ: الذي يَحْمِلُ شَيْئاً في حُجْزَتِه. واحْتَجَزَ لَحْمُ بَعْضِه إِلى بعضٍ: أي اجْتَمَعَ. ومن أمْثالهم في الرَّجُلِ النَّابِهِ: " ما يُحْجَزُ فلانٌ في العِلْمِ " أي ليس مِمَّنْ يَخْفَى مكانُه. والمُحْتَجِزَةُ: النَّخْلَةُ تَكونُ عُذُوْقُها في قَلْبِها. وانْحَجَزَ القَوْمُ واحْتَجَزوا: أتَوا الحِجَازَ.
(حجز) - في الحديث: "لَمَّا نَزلَت سُورةُ النُّورِ عَمَدْن إلى حُجَز مَناطِقِهِنّ فشَققْنَهُنّ فاتَّخذْنَها خُمُراً" .
تَعْنِي قَولَه تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} .
الحُجَز: جمع الحُجْزَة، وأَصلُه موضع مَلاثِ الِإزار، ثم قيل: للإِزار حُجْزَة والحُجُوز: جَمْع جَمْع الحُجْزة كبُرْج وبُرُوج. واحتَجزَ بالِإزَارِ: شَدَّه على وَسَطِه.
- وفي الحَدِيثِ: "إنَّ الرَّحِمَ أَخَذَتْ بحُجْزة الرَّحْمن".
قال بَعضُهم: أي اعَتَصَمَت به، والتجَأت إليه مُسْتجِيرة.
ويَدُلُّ عليه قَولُه في الحديث: "هذا مَكانُ العَائِذِ بك من القَطِيعَة".
وقال غيره: مَعْناه: أَنَّ اسْمَه مشتَقٌّ من اسْمِ الرَّحْمن، فكأنه مُتَعَلِّق باسم الرَّحمن آخذ بِوَسَطِه.
كما في الحَدِيثِ الآخرِ: "إنها شُجْنَة من الرَّحمن" .
وإجراؤُه على ظَاهِرِه أَولَى.
ح ج ز

حجز بين المتقاتلين، وبينهما حاجز وحجاز، وجعل الله بيني وبينك حجاباً وحجازاً. وحجازئك بوزن حنانيك أي احجز بين القوم. والمحاجزة قبل المناجزة. يقال حاجزوا عدوهم: كافوه، وتراموا ثم تحاجزوا، وكانت بينهم رمياً ثم صارت إلى حجيزي وهي التحاجز. واحترز من كذا واحتجز. واحتجز بإزاره على وسطه: لاقى بين طرفيه وشده، ورأيته محتجزاً بإزاره. وفي الحديث " رأى رجلاً محتجزاص بحبل أبرق " واحتجز الشيء واحتضنه: احتمله في حجزته وحضنه.

ومن المجاز: رجل طيب الحجزة. قال الذبياني:

رقاق النعال طيب حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب

أي أعفاء. وأخذ بحجزة فلان: استظهر به. وروى عليٌّ رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: " إذا كان يوم القيامة، أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم، فترى أين يؤمر بنا " وهذا كلام آخذ بعضه بحجزة بعض أي متناظم متسق. وفي مثل " ما يحجز فلان في العكم " أي لا يقدر على إخفاء أمره.
حجز حجز وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لأهل الْقَتِيل أَن ينحجزوا الْأَدْنَى فالأدنى وَإِن كَانَت امْرَأَة. وَذَلِكَ أَن يقتل الْقَتِيل وَله وَرَثَة رجال وَنسَاء يَقُول: فَأَيهمْ عفى عَن دَمه من الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب من رجل أَو امْرَأَة فعفوه جَائِز لِأَن قَوْله [أَن -] ينحجزوا يَعْنِي يكفوا عَن الْقود وَكَذَلِكَ كل من ترك شَيْئا وكف عَنهُ فقد انحجز عَنهُ وَفِي هَذَا الحَدِيث تَقْوِيَة لقَوْل أهل الْعرَاق إِنَّهُم يَقُولُونَ: لكل وَارِث أَن يعْفُو عَن الدَّم من رجل أَو امْرَأَة فَإِذا عُفيَ بَعضهم سقط الْقود عَن الْقَاتِل وَأخذ سَائِر الْوَرَثَة حصصهم من الدِّيَة. وَأما أهل الْحجاز فَيَقُولُونَ: إِنَّمَا الْعَفو والقود إِلَى الْأَوْلِيَاء خَاصَّة وَلَيْسَ للْوَرَثَة الَّذين لَيْسُوا بأولياء من ذَلِك شَيْء يتأولون قَول اللَّه تَعَالَى {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوْماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَليِّه سُلْطانا} وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقَول أهل الْعرَاق فِي هَذَا أعجب إِلَيّ فِي الْقَتِيل.
باب الحاء والجيم والزاي معهما ح ج ز، ج ز ح يستعملان فقط

حجز: الحَجْزُ: أن تَحجِزَ بين مُقاتِلَيْن. والحِجاز والحاجز اسم، وقوله تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً

أيْ حِجازاً فذلك الحِجاز أمْر الله بين ماءٍ مِلْحٍ وعَذْبٍ لا يختلطان. وسُمِّيَ الحِجاز لأنّه يفصِلُ بينَ الغَوْر والشام وبيْنَ البادِية. والحِجازُ: حَبْلٌ يُلقَى للبعير من قِبَل رِجلَيْه، ثُمَّ يُناخُ عليه، يُشَدُّ به رُسْغا رِجلَيْه إلى حِقْوَيْه وعَجُزه. حَجَزْته فهو مَحجُوز، قال ذو الرمة:حتى إذا كانَ محجُوزاً بنافِذةٍ ... وقائظا وكِلا رَوْقَيْهِ مُخْتَضَبُ

وتقول: كان بينهم رِمِّيّاً ثم حَجَزْتَ بينهم حِجِّيَزى. أيْ رَمْيٌ، ثم صاروا إلى المُحاجزة. والحُجْزَةُ: حَيثُ يُثْنَى طَرَف الأزِار في لَوْث الازِار، قال النابغة:

رِقاقُ النِعالِ طِّيبٌ حجزاتهم ... يُحَيُّونَ بالرَيْحانِ يومَ السباسِبِ

والرجلُ يحتَجزُ بإزارِه على وسَطه. وحُجْزُ الرجل: أصلُه ومَنْبِتُه. وحُجْزُ الرجل أيضاً: فَصْل ما بين فَخذِه والفَخِذِ الأخرى من عشيرته، قال:

فامدَحْ كريمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ

جزح: جَزَحَ لَنا من ماله [جَزْحا أو جَزْحةً: أيْ قَطَعَ قِطعةً. وجَزَحَ الشَجَرَ: حَتَّ ورقه.
[حجز] حجزه يحجز حجزا، أي منعه فانْحَجَزَ. والمُحاجَزَةُ: الممانعةُ. وفي المثل: " إن أردتَ المُحاجَزَةَ فقبل المناجزة ". وقد تحاجز الفريقان. ويقال: كانت بين القوم رميا ثم صارت إلى حجيزى، أي تراموا ثم تحاجزوا. وهما على مثال خصيصى. وقولهم حَجازَيْكَ، مثال حَنانَيْكَ، أي احْجِز بين القوم. والحَجَزَةُ بالتحريك: الظَلَمَةُ. وفي حديث قَيْلَةَ: " أيَعْجِزُ ابنُ هذه أن ينتصِف من وراء الحَجَزَةِ، وهم الذين يَحْجِزونه عن حقه ". والحجاز: سميت بذلك لانها حجزت بين نجد والغور. وقال الاصمعي: لانها احتجزت بالحرار الخمس: منها حرة بنى سليم، وحرة واقم . ويقال: احْتَجَزَ الرجل بإزارٍ، أي شدَّهُ على وسطه. واحْتَجَزَ القومُ، أي أتَوا الحِجازَ. وانْحَجَزوا أيضاً، عن ابن السكيت. وحَجَزْتُ البعيرَ أحْجُزُهُ حَجْزاً. قال الأصمعي: هو أن تُنيخَهُ ثم تشدَّ حبلاً في أصل خُفَّيْهِ جميعاً من رجليه، ثم ترفع الحبل من تحته حتَّى تشدَّه على حَِقْويه، وذلك إذا أردت أن يرتفع خفُّه. وذلك الحبل هو الحجاز. والبعير محجوز. وقال أبو الغوث: الحجاز: حبل يشد بوسط يدى البعير ثم يخالف فيعقد به رجلاه، ثم يشد طرفاه إلى حقويه، ثم يلقى على جنبه شبه المقموط، ثم تداوى دبرته فلا يستطيع أن يمتنع إلا أن يجر جنبه على الارض. وأنشد:

كوس الهبل النطف المحجوز * وحجزة الإزار: مَعْقِدُهُ. وحُجْزَةُ السراويل: التي فيها التكة. وأما قول النابغة رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ * يُحَيَّوْنَ بالريحان يوم السباسب * فإنما كنى بها عن الفروج. يريد أنهم أعفاء.
حجز: حَجَز، في المعجم اللاتيني العربي ( Compello Cogo) أحجز وأنحي وأعالج.
انحجز عن: أعرض عن، خلى عن، أقصر عن، أقلع عن، كف عن، ترك (لين عن تاج العروس) وتوجد أمثلة منه في معجم مسلم.
كتاب حجز: إيصال، قسيمة، مكتوب عليه الإقرار بالدفع أو بوصول المبلغ (معجم مسلم).
حجزة، قولهم: أخذ بِحُجْزته (معناه الحقيقي في سيرة ابن هشام ص227) لا يعني مجازا المعنى الذي نجده عند لين، بل يعني أيضا: حجزه وكفه وعاقه، وأوقفه وهو المعنى الذي نجد غالبا في تاريخ البربر. غير أن دي سلان صحف هذه الكلمة في القسم الأول من هذا الكتاب فجعلها حجرا بالراء بدل الزاي خطأ منه. في 2: 117، 126، 127، 150، 158، 159، 160، 251، 259، 260، مثلاً ثم نجد بعد ذلك هذه الكلمة بالزاي.
ويقال أيضا: اخذ بحجزاتهم (المقدمة 1: 165) وبحجزهم (المقري1: 4) وهذا القول في دلالته على هذا المعنى تليه أحيانا.
قارن هذا القول بقولهم: أخذ بأذياله عن (تاريخ البربر2: 292).
حِجَازِيّ: نوع من العنب مدوَّر أملس غير انه تفه الطعم (برتون 1: 387).
وحجازي: صوت (مقام) موسيقي، نغم موسيقي (صفة مصر 14: 23). وحجازي: صانع حجاز الإبل (المقدمة1: 241 مع تعليق دي سلان).
بُنّ حجازي: بنّ مُخا في الجزيرة العربية (بوشر). حاجز ويجمع على حَوَاجِز: فاصل، وعازل من الألواح أو الآجر.
وحاجز: درابزين (انظر معجم البلاذري ص347 حيث يتبين لي أن كتابة الكلمة في مخطوطة أهي الصحيحة وحيث أن الكلمة تعني: ممرا بين درابزينين، ودرابزين، شوار للجسر، للسطح، ولرصيف البحر.
وحاجز: كفاف السفينة، درابزين سطح السفينة.
حاجز: سكر وهو لوح من الخشب يتَّخذ لسد الماء في القنوات.
وحاجز: سد وهو باب من خشب تتخذ لسد الماء في القناة.
وحاجز: سد، رصيف.
وحاجز: جلدة في السفينة تخفِّف الاصطدام.
وحاجز: حد بين الارضين.
وحاجز: رادع، مانع ويستعمل مجازا وحاجز للنار: مانع أمام الموقد.
وحاجز للهواء: واق من الهواء.
حجاب حاجز: عضلة مسطحة تفصل بين التجويف الصدري والبطن (بوشر).
حاجز: جبال البرينية (المقري 1: 82 و83).
مَحْجِز: مانع، حائل، عائق، سد، باب مدينة (همبرت ص181، بوشر).
ومحجز: شبكة، شرك، مصيدة، (سعدية نشيد 18، 66، 71، 91).
الْحَاء وَالْجِيم وَالزَّاي

الحجْزُ: الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ، حجز بَينهمَا يحجزُ حَجْزاً وحِجازة فاحتجز. وَاسم مَا فَصَل بَينهمَا: الحاجزُ.

والحجازُ، الْبَلَد الْمَعْرُوف، مِنْهُ، لِأَنَّهُ فصل بَين الْغَوْر وَالشَّام، وَقيل لِأَنَّهُ حجَز بَين نجد والسراة، وَقيل لِأَنَّهُ حجز بَين تهَامَة ونجد.

وأحجَز الْقَوْم واحتجزوا وانحجزوا: أَتَوا الحجازَ.

وتحاجزوا وانحجزوا واحتجزوا: تزايلو.

وحجزَه عَن الْأَمر يحجزه حجازة وحجِّيزي، صرفه. وحَجازَيْك كحنانيك، أَي احجز بَينهم حجزاً بعد حجز، كَأَنَّهُ يَقُول: لَا يَنْقَطِع ذَلِك، وليك بعضه مَوْصُولا بِبَعْض.

وحُجْزةُ الْإِزَار، خبنته. وحُجزَةُ السَّرَاوِيل مَوضِع التِكَّةِ، وَقيل حُجزة الْإِنْسَان معقد السَّرَاوِيل والإزار. والحجزةُ مركب مُؤخر الصفاق فِي الحقويين. واحتجز بِإِزَارِهِ، شده على وَسطه، من ذَلِك.

وتحاجز الْقَوْم، أَخذ بَعضهم بحُجز بعض. وَقَول النَّابِغَة يمدح غَسَّان:

رِقاقُ النعالِ طيبٌ حُجُزاتهم ... يُحَيَّونَ بالريحانِ يومَ السباسِبِ

قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ بالحجزاتِ الْفروج وَأَرَادَ أَنَّهَا عفيفة. والحُجْزُ: الْعَفِيف الطَّاهِر.

وَرجل شَدِيد الحُجْزَةِ، صبور على الشدَّة والجهد.

وحِجْزُ الرجل، أَصله ومنبته. وحُجْزُه أَيْضا، فصل مَا بَين فَخذيهِ من عشيرته. قَالَ:

فامْدَحْ كرِيم المُنْتَميَ والحِجْزِ والحِجْزُ، النَّاحِيَة.

والحِجازُ، حَبل يلقى للبعير من قبل رجلَيْهِ ثمَّ يناخ عَلَيْهِ ثمَّ يشد بِهِ رسغا رجلَيْهِ إِلَى حقْوَيْهِ وعَجُزِه. حجَزَهَ يحْجِزُه حجزا. قَالَ ذُو الرمة:

حَتَّى إِذا كَرَّ مَحْجُوزاً بِنافِذةٍ ... وفائِضا، وكِلا رَوْقَيْهِ مُختضِبُ

قَالَ أَبُو حنيفَة: الحِجازُ حَبل يشد بِهِ العكم.

وحاجِزٌ: اسْم.
[حجز] نه فيه: إن الرحم أخذت "بحجزة" الرحمن، أي اعتصمت والتجأت إليه مستجيرة، يدل عليه ح: هذا مقام العائذ من القطيعة، وقيل: إن اسمه مشتق من الرحمن فكأنه متعلق بالاسم كما في آخر: الرحم شجنة من الرحمن. وأصل "الحجزة" موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار: حجزة، للمجاورة، واحتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه، فاستعير للاعتصام. ومنه ح: والنبي أخذ "بحجزة" الله، أي بسبب منه. وح: منهم من تأخذه النار إلى "حجزته" أي مشد إزاره، وتجمع على حجز. وح: فأنا أخذ "بحجزكم". ط: أخذ بالتنوين فاعل، وبوزن انصر، وهلم إلي، أي قائلاً هلم إلي واغترب عن النار. نه وح: كان يباشر المرأة الحائض إذا كانت "محتجزة" أي شادة مئزرها على العودة وما لا يحل مباشرته، والحاجز الحائل بين الشيئين. وح عائشة: لما نزلت سورة النور عمدن إلى "حجز"امتنعوا عن قتل والد حذيفة ظانين أنه مشرك، وقد كان أسلم وهاجر وشهد أحداً فتصدق ديته على المسلمين وقال: غفر الله لكم، فما زال في حذيفة بقية خير، أي بقية دعاء واستغفار لقاتل أبيه، وقيل: بقية حزن على أبيه من قتل المسلمين، ومر شرحه في "أخراكم". ط مف: يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن أي يعلمناه ويأكل معنا اللحم "لا يحجزه" أي لا يمنعه ليس الجنابة، بالنصب أي إلا الجنابة، ولعل ضم أكل اللحم مع القراءة للإشعار بجواز الجمع بينهما من غير وضوء أو مضمضة كما في الصلاة. وفجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم "يحجزه" أي يمنع ابا بكر من ضربها. قوله: مغضب، بفتح ضاد بسبب رفع صوت عائشة، لا أراك نهى، والألف للإشباع، أو نفي بمعنى النهي، أنقذتك من الرجل أي من أبيك الذي هو الرجل الكامل حين غضب لله. وفيه: وإن "حجزته" تساوي الكعبة، أي كان طويلاً يساوي معقد إزاره طول الكعبة، قوله: إن شئت نبياً، أي أن تكون نبياً عبداً فكن إياه. وفيه: ليأرز إلى "الحجاز" هي مكة والمدينة وما ينضم إليهما من البلاد.
حجز
حجَزَ/ حجَزَ على يحجُز ويَحجِز، حَجْزًا، فهو حاجِز، والمفعول مَحْجوز
• حجَز الشَّيءَ: حازه ومنعه عن غيره، أبقاه لنفسه "حجَز مقعدًا في طائرة- حجز الحائطُ الضَّوءَ".
• حجَز الشَّخصَ أو الشَّيءَ: حبَسَه "حجَز أموالاً".
• حجَزه عن الأمر: منعه عنه "حجزت نفسي عن الكلام طول اليومَيْن السَّابقَيْن".
• حجَز القاضي على ماله: منع صاحَبَه عن التّصرّف فيه حتّى يفضّ مشكلتَه مع العدالة "أصدرت الحكومةُ أمرًا بالحجز على ممتلكاته".
• حجَز بينهما: فصَل " {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}: مانعين حائلين". 

احتجزَ/ احتجزَ بـ يحتجز، احْتِجازًا، فهو مُحْتَجِز، والمفعول مُحْتَجَز
• احتجز الشَّيءَ: احتفظ به لديه "احتجز صاحبُ فندق حجرتين لأصدقائه".
• احتجز الشَّخصَ: اعتقله "استمرّ احتجازُ الرَّهائن أكثرَ من سنة".
• احتجز بالحصن وغيره: امتنع فيه واحتمى. 

انحجزَ/ انحجزَ عن ينحجز، انحجازًا، فهو مُنْحجِز، والمفعول مُنحجَز عنه
• انحجز فلانٌ: مُطاوع حجَزَ/ حجَزَ على: امتنع.
• انحجز فلانٌ عن فلانٍ: تركَهُ "شكَّ في إخلاصه فانحجز عنه". 

تحاجزَ يتحاجَز، تحاجُزًا، فهو مُتحاجِز
• تحاجزَ أهلُ الحيِّ: انفصلَ بعضُهم عن بعض. 

حاجزَ يحاجز، مُحاجَزَةً وحجازًا، فهو مُحاجِز، والمفعول مُحاجَز
• حاجز الشَّخصَ: طالبه بالامتناع عن المخاصمة "إن أردت المُحاجزة فقَبْلَ المناجزة [مثل]: يُضرب في الانكفاف عن الشَّرِّ قبل الوقوع فيه". 

احتجاز [مفرد]: مصدر احتجزَ/ احتجزَ بـ.
• رُهاب الاحتجاز: (نف) خوف مرضيّ نفسيّ من الوجود في الأماكن المغلقة أو الضَّيِّقة. 

حاجِز [مفرد]: ج حاجزون وحَجَزة وحَوَاجِزُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من حجَزَ/ حجَزَ على.
2 - فاصل بين شيئين، مانع وحائل "حاجز هواء: واقِ من الهواء- حاجز كهربائيّ/ للصّوت- {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا} " ° سِباق الحواجز: سباق يقوم فيه المتسابقون بالقفز من فوق حواجز خشبيّة.
3 - (جغ) شريط رمليّ ساحليّ يعلو أقصى منسوب المدّ.
4 - (قن) مَنْ يوقع الحَجْزَ.
5 - (نف) كلّ ما يحول بين الفرد وغايته (مادِّيًّا كان مثل: الجدار، أو اجتماعيًّا مثل: خشية اللّوم، أو نفسيًّا مثل: الخوف من الإخفاق) ° كسَر حاجزَ الخوف: جرؤ وتشجَّع.
• الحاجز الحراريّ: الحرارة المتولّدة من احتكاك الطَّائرة بالطبقات الهوائيَّة.
• حاجز الاصطدام: ما يكون في مقدّمة القاطرة أو الترام لدفع العوائق جانبًا.
• الحجاب الحاجِز: (شر) غشاء عضليّ مسطَّح يفصل بين التَّجويف الصَّدريّ والتَّجويف البطنيّ، وله وظيفة مهمَّة في عملية التَّنفُّس.
• حاجز الصَّوت: (فز) مقاومة الهواء المتزايدة التي تلاقيها طائرة تقترب سرعتها من سرعة الصّوت.
• حاجز أمواج: جدار لوقاية المرفأ أو الشَّاطئ من عزم الأمواج.
• حواجز جُمْرُكيَّة: (جر) إجراءات تعرقِل نقل البضائع بين بلد وآخر. 

حِجاز [مفرد]:
1 - حاجِز، فاصل بين شَيْئَيْن "أقام حِجازًا بين الحديقَتيْن".
2 - (سق) لحنٌ من ألحان الموسيقى "لحَّنَ قطعةً موسيقيّة بنغمة الحجاز". 

حَجْز [مفرد]:
1 - مصدر حجَزَ/ حجَزَ على.
2 - (قن) إجراءات رسمها القانون بموجبها يُوضع مالُ المدين خارج يده حتى يؤدّي ما عليه "حجز تنفيذيّ: لا يقبل التَّأجيل- حجز تحفظيّ/ احتياطيّ".
3 - مكان لحبس المشتبه به.
• أمر حجز: (قن) أمر يقضي بالقبض على مَن لا يمتثل لما أمرت به المحكمة وجلبه أمامها بتهمة انتهاك حُرمتها نظرًا لعدم الامتثال المذكور. 

حُجْزة [مفرد]: ج حُجُزات وحُجْزَات وحُجَز: مكان شدّ الإزار من الوسط، أو مكان التكَّة من السراويل ° أخَذ بحُجزته: التجأ إليه واستعان به- كلامٌ آخذ بعضُه بحُجَز بعض: متماسك. 

مَحْجوز [مفرد]: اسم مفعول من حجَزَ/ حجَزَ على.
• مَحْجوز عليه: (قن) مدينٌ يُوقَّع الحجز على ماله. 

حجز

1 حَجَزَةُ, aor. ـُ (S, K) and حَجِزَ, (K,) inf. n. حَجْزٌ (S, K) and حِجَازَةٌ and ↓ حِجِّيزَى, (K,) [or the last is rather a quasi-inf. n. of تَحَاجَزُوا, and, accord. to some, it is of an intensive form,] He, or it, prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, or debarred, him, or it; syn. مَنَعَهُ, (S, K,) and كَفَّهُ. (K.) It is said in a trad., وَلِأَهْلِ القَتِيلِ أَنْ يَحْجُزُوا الأَدْنَى فَالأَدْنَى And it is for the family of the slain person to prevent the nearest [in relationship] and then the nearest [after him] from retaliating the slaughter. (TA.) And one says, كَانَتْ بَيْنَ القَوْمِ رِمِّيَّا ثُمَّ صَارَتْ إِلَى

↓ حِجِّيزَى There was a shooting of arrows or the like [or a great shooting &c.] between the people; then they withheld themselves [or withheld themselves much] from each other: (S, L:) which is a prov. (TA.) It is also said in another prov., مَا يُحْجَزُ فُلَانٌ فِى العِلْمِ (tropical:) Such a one's case [with respect to knowledge or science] cannot be concealed. (A, TA.) b2: حَجَزَ بَيْنَهُمَا, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K) and حَجِزَ, (K,) inf. n. حَجْزٌ, (Msb,) He, or it, intervened as, or made, or formed, a separation, a partition, a fence, a barrier, or an obstacle, or obstruction, between them two; he separated, or parted, them; (Msb, K;) i. e., two things; (Msb;) or two persons or things facing, or opposite to, each other. (Az, A, TA.) 2 سَطْحٌ لَمْ يُحَجَّزْ بِجِدَارٍ [A flat roof that has not been fenced round with a wall to prevent persons falling from it]. (K in art. جلح.) 3 حَاجَزُوا عَدُوَّهُمْ, (A,) inf. n. مُحَاجَزَةٌ, (S, K,) They reciprocally prevented their enemy from fighting with them, or reciprocally abstained from fighting with them, and made peace with them; syn. كَافُّوهُمْ, (A,) and syn. of the inf. n. مُمَانَعَةٌ, (S, K, TA,) and مُسَالَمَةٌ. (TA.) It is said in a prov., إِنْ أَرَدْتَ المُحَاجَزَهْ فَقَبْلَ المُنَاجَزَهْ [If thou desire the reciprocal prevention of fighting, and the making of peace, let it be before fighting]: (S, TA:) or المُحَاجَزَهْ قَبْلَ المُنَاجَزَهْ [The reciprocal prevention of fighting, and the making of peace, should be before fighting]. (A.) [See also art. نجز.]4 أَحْجَزَ see 8.6 تَحَاجَزَا They prevented one another, or mutually abstained, from fighting, [and made peace, one with another; (see also 3;)] syn. تَمَانَعَا: (S * K, TA:) said of two troops. (S.) b2: تحاجز القَوْمُ The people separated themselves, one from another; they left, forsook, or relinquished, one another; as also ↓ انحجزوا and ↓ احتجزوا. (TA.) A2: Also تحاجز القَوْمُ The people took, or took hold of, one another by the حُجَز [pl. of حُجْزَةٌ]; took hold of one another's حُجَز: (TA:) [or sought aid, or refuge and protection, one of another: see حَجْزَةٌ.]7 انحجز quasi-pass. of حَجَزَهُ in the first of the senses explained above; (TA;) He, or it, was, or became, prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, or debarred; he withheld, or restrained, himself; he refrained, forbore, or abstained. (S, K, TA.) b2: انحجز عَنْهُ He left, forsook, or relinquished, it. (TA.) b3: See also 6.

A2: See also 8.8 احتجز بِهِ He, or it, was, or became, defended, or he defended himself, by it; syn. امْتَنَعَ. (TA.) [See also another explanation in what follows.] b2: احتجزا They two were, or became, separated, or parted, each from the other. (TA.) See also 6.

A2: احتجزهُ He carried it in his حُجْزَة: (A, K: *) like as اِحْتَضَنَهُ signifies “he carried it in his حِضْن” (A.) b2: احتجز بِإِزَارِهِ He tied his ازار upon [or around] his waist; (S, Mgh, Msb, K;) he made the two ends thereof to meet, and tied it upon his waist; (A, TA;) he wrapped it round his waist. (TA.) b3: Hence, احتجز بِالحِرَارِ وَالجِبَالِ It was encompassed by the stony tracts called حرار [pl. of حَرَّةٌ], and by the mountains. (Mgh.) A3: احتجز He, (a man, TA,) or it, (a party of people, S,) came to the province called El-Hijáz; (S, K;) as also ↓ انحجز; (ISk, S, K;) and ↓ احجز, (K,) inf. n. إِحْجَازٌ. (TA.) حَجْزٌ One who abstains from what is unlawful and indecorous. (TA.) [See also حُجْزَةٌ.]

حِجْزٌ: see حُجْزَةٌ, in two places.

حَجْزَةٌ A severe year, that confines men to their tents or houses, so that they slaughter their generous camels to eat them. (L in art. نبت, on a verse of Zuheyr.) حُجْزَةُ الإِزَارِ The place [or part] of the ازار where it is tied [round the waist]; (S, Msb, K, TA;) the place where the end of the ازار is folded, or doubled, in wrapping it round: (Lth, TA:) and [in like manner] حُجْزَةُ السَّرَاوِيلِ [the tuck, or doubled upper border, of the trousers, through which passes the waist-band, i. e., the band or string that binds them round the waist;] the part of the trousers in which is the تِكَّة [or waist-band]; (S;) the place of the تِكَّة: (K:) pl. حُجَزٌ (Msb, TA) and حُجُزَاتٌ and حُجَزَاتٌ: (TA:) and hence حُجْزَةٌ is applied to the garment called إِزَار itself; as also ↓ حِجْزٌ; of which latter the pl. is حُجُزٌ, with two dammehs, [app. contracted into حُجْزٌ,] and pl. pl. حُجُوزٌ: Z says that ↓ حِجْزٌ and حُجْزٌ signify the same. (TA.) b2: Hence, شِدَّةٌ الحُجْزَةِ (tropical:) Patience, (K, TA,) and hardiness. (TA.) One says, هَوَ شَديدُ الحُجْزَةِ (tropical:) He is patient in difficulty. (TA.) And it is said in a trad. of 'Alee, when he was asked respecting the BenooUmeiyeh, هُمْ أَشَدُّنَا حُجَزًا, or حَجْزَةً, accord. to different relations, (tropical:) They are the most patient of us in difficulty. (TA.) b3: You say also رَجُلٌ طّيِّبُ الحُجْزَةِ, (A, TA,) and كَرِيمُ الحُجْزَةِ, and كَرِيمُ الحُجْزِ, [app. a contraction of الحُجُزِ,] (TA,) (tropical:) He is one who abstains from what is unlawful and indecorous [especially with respect to women]; like طَيِّبُ الإِزَارِ. (TA.) b4: And هُوَ نَاتِىءُ الحُجْزَةِ (tropical:) He is full in the flanks: the being so is a fault. (K, TA.) b5: You also say, أَخَذَ بِحُجْزَتِهِ,, meaning (tropical:) He sought aid of him: (A, TA:) or he had recourse to him for refuge and protection. (TA.) And أَخَذَ بِحُجْزَةِ اللّٰهِ, i. e., بِسَبَبٍ مِنْهُ [meaning, (assumed tropical:) He laid hold of a means of obtaining access, or nearness, to God]: said of Mohammad, in a trad. (TA.) And هٰذَا كَلَامٌ آخِذٌ بَعْضُهُ بِحُجَزِ بَعْضٍ (tropical:) This is language disposed in regular order, consecutively. (A, TA.) It is said in a trad., إِنَّ الرَّحِمَ أَخَذَتْ بِحُجْزَةِ الرَّحمٰنِ [Verily الرَّحِمُ is connected with الرَّحْمٰن]: said to mean, that the name of الرحم is derived from الرحمن; so that it is as though it attached itself thereto, and laid hold of the middle thereof. (IAth, TA.) حِجْزَةٌ A mode, manner, or form, of tying the إِزَار. (TA.) حِجَازٌ: see حَاجِزٌ.

حَجَازَيْكَ Separate thou, or part thou, the people; (S, A, K; and T in art. دول, on the authority of IAar;) time after time: (K:) app. meaning, without intermission: (TA:) or it may mean withhold thyself. (IAar, T in art. دول.) حِجِّيزَى: see 1, in two places.

حَاجِزٌ A thing intervening, as a separation, a partition, a fence, a barrier, or an obstacle, or obstruction, between two other things, (TA,) or between two things facing, or opposite to, each other; (Az, A, TA;) as also ↓ حِجَازٌ. (Az, A, TA.) Hence the province called El-Hijáz is thus named, because it forms a separation between Nejd and the Ghowr, or Ghór; (S, Mgh, TA;) or between Nejd and the Saráh; (Msb, K;) or between the Ghowr, or Ghór, and Syria (Mgh, Msb, TA) and the Bádiyeh; (Mgh, TA;) or between Nejd and Tihámeh; (K;) or because the Hirár [or certain stony tracts] separate it from the high part of Nejd; (Az, TA;) or because it is encompassed by the Hirár and the mountains, (Mgh, Msb, *) or by the five Hirár, namely, the Harrah of Benoo-Suleym and that of Wákim and that of Leylà and that of Showrán and that of En-Nár. (As, K.) b2: Also sing. of حَجَزَةٌ, (K,) which latter signifies Wrongers, or wrongdoers, who prevent one from obtaining his right: (S:) or persons who defend men, one from another, and decide between them justly. (Az, TA.) In the K, the signification of “wrongers, or wrongdoers,” is combined with the contrary explanation given by Az. (TA.) It is said in a trad. of Keyleh, أَيْعُجِزُ ابْنُ هٰذِهِ أَنْ يَنْتَصِفَ مِنْ وَرَآءِ الحَجَزَةِ [Is the son of this woman unable to obtain his right in the absence of the wrongdoers who prevent his doing so?]: (S:) or [according to one relation] أَيُلَامُ ابْنُ ذِهْ أَنْ يَفصِلَ الخُطَّةَ مِنْ وَرَآءِ الحَجَزَة [Is the son of this woman to be blamed for deciding the affair in the absence of those who defend men, one from another, and decide between them justly?]: by “the son of this woman” she means her own son: she says, if he suffer a wrong, and allege for himself that which repels from him the wrong, [without having recourse to the judge,] he is not to be blamed. (TA.) [See also خُطَّةٌ.]

مَحْجُوزٌ Hit, or hurt, in the place [or part of the body] where the إِزَار is tied. (K.) مُحْتَجَزٌ The place [or part of the body] where the إِزِار is tied. (K.) مُحْتَجِزٌ Having his waist bound [with the إِزَار]: and with ة, a woman having her مِئْزَر bound upon [that part of her person which is termed] the عَوْرَة. (TA.)

حجز: الحَجْز: الفصل بين الشيئين، حَجَز بينهما يَحْجُِزُ حَجْزاً

وحِجازَةً فاحْتَجَز؛ واسم ما فصل بينهما: الحاجِزُ. الأَزهري: الحَجْز أَن

يَحْجِز بين مقاتلين، والحِجَاز الاسم، وكذلك الحاجِزُ. قال الله تعالى:

وجَعَل بين البحرين حاجِزاً؛ أَي حِجازاً بين ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لا

يختلطان، وذلك الحجاز قدرة الله. وحَجَزَه يَحْجُِزُه حَجْزاً: منعه. وفي

الحديث: ولأَهْل القتيل أَن يَنْحَجِزوا الأَدْنى فالأَدنى أَي يَكُفوا

عن القَوَد؛ وكل من ترك شيئاً، فقد انْحَجزَ عنه. والانْحِجاز: مُطاوِع

حَجَزَه إِذا منعه، والمعنى أَن لورثة القتيل أَن يعفوا عن دمه رجالهم

ونساؤهم أَيهم عفا، وإِن كانت امرأَة، سقط القود واستحقوا الدية؛ وقوله

الأَدنى فالأَدنى أَي الأَقرب فالأَقرب؛ وبعض الفقهاء يقول: إِنما العفو

والقَوَد إِلى الأَولياء من الورثة لا إِلى جميع الورثة ممن ليسوا

بأَولياء.والمُحاجَزَة: المُمانعة. وفي المثل: إِن أَرَدْتَ المُحاجَزَة فَقَبْل

المُناجَزَة؛ المُحاجَزَة: المسالمة، والمُناجَزَة: القتال. وتحاجَزَ

الفريقان. وفي المثل: كانت بين القوم رِمِّيَّا ثم صارت إِلى حِجِّيزَى أَي

تراموا ثم تَحاجَزُوا، وهما على مثال خِصِّيصَى. والحِجِّيزَى: من

الحَجْز بين اثنين.

والحَجَزَة، بالتحريك: الظَّلَمَةُ. وفي حديث قَيْلة: أَيُلام ابْنُ

ذِهِ أَن يَفْصِل الخُطَّة ويَنْتَصر من وراء الحَجَزَة؟ الحَجَزَة: هم

الذين تَحْجزونه عن حقه، وقال الأَزهري: هم الذين يمنعون بعض الناس من بعض

ويفصلون بينهم بالحق، الواحد حاجِزٌ؛ وأَراد بابنِ ذِهِ ولدها؛ يقول: إِذا

أَصابه خُطّة ضَيم فاحْتَجّ عن نفسه وعَبَّر بلسانه ما يدفع به الظلم عنه

لم يكن مَلُوماً.

والحِجاز: البلد المعروف، سميت بذلك من الحَجْز الفصل بين الشيئين لأنه

فصل بين الغَوْر والشام والبادية، وقيل: لأَنه حَجَز بين نَجْدٍ

والسَّراة، وقيل: لأَنه حَجَز بين تِهامة ونجد، وقيل: سميت بذلك لأَنها حَجَزَتْ

بين نَجْد والغَوْر، وقال الأَصمعي: لأَنها احْتُجِزَتْ بالحِرَار الخمس

منها حَرَّة بني سُلَيْم وحَرَّة واقِمٍ، قال الأَزهري: سمي حِجازاً لأَن

الحرَارَ حَجَزَتْ بينه وبين عالية نجد، قال: وقال ابن السكيت ما ارتفع

عن بطن الرُّمَّة فهو نَجْدٌ، قال: والرُّمَّة وادٍ معلوم، قال: وهو

نَجْد إِلى ثنايا ذات عِرْقٍ، قال: وما احْتَزَمَتْ به الحِرار

(* قوله «وما

احتزمت به الحرار إلخ» نقل ياقوت هذه العبارة عن الأصمعي ونصه قال

الأصمعي: ما احتزمت به الحرار حرة شوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة

منازل بني سليم إلى آخر ما هنا) حَرَّةَ شَوْران وعمة منازل بني سليم

إِلى المدينة فما احْتَاز في ذلك الشق كله حِجاز، قال: وطَرَف تِهامة من

قِبَل الحجاز مَدارِج العَرْج، وأَوّلها من قِبَل نجد مَدَارج ذات العِرْق.

الأَصمعي: إِذا عرضت لك الحِرارُ بنجد فذلك الحِجاز؛ وأَنشد:

وفَرُّا بالحِجاز ليُعْجِزوني

أَراد بالحِجاز الحِرارَ. وفي حديث حُرَيْثِ بن حسان: يا رسول الله، إِن

رأَيْتَ أَن تجعل الدِّهْناء حِجازاً بيننا وبين بني تميم أَي حدًّا

فاصلاً يَحْجِزُ بيننا وبينهم، قال: وبه سمي الحِجازُ الصُّقْعُ المعروف من

الأَرض، ويقال للجبال أَيضاً: حِجاز؛ ومنه قوله:

ونحن أُناس لا حِجازَ بأَرْضِنا

وأَحْجَزَ القومُ واحْتَجَزُوا وانْحَجَزُوا: أَتَوا الحِجازَ،

وتَحاجَزُوا وانْحَجَزُوا واحْتَجَزُوا: تَزايَلُوا، وحَجَزَه عن الأَمر يَحْجُزه

حِجازَةً وحِجِّيزَى: صرفه.

وحَجازَيْكُ كحَنانَيْك أَي احْجُزْ بينهم حَجْزاً بعد حَجْزٍ، كأَنه

يقول: لا تقطع ذلك وَلْيَكُ بعضُه موصولاً ببعض.

وحُجْزة الإِزار: جَنَبته. وحُجْزة السراويل: موضع التِّكَّة، وقيل:

حُجْزة الإِنسان مَعْقِد السراويل والإِزار. الليث: الحُجْزة حيث يُثْنى طرف

الإِزار في لَوْث الإِزار، وجمعه حُجُزات؛ وأَما قول النابغة:

رِقاق النِّعالِ طَيِّب حُجُزاتهم،

يُحَيَّوْن بالرَّيْحان يومَ السَّباسِب

فإِنما كنى به عن الفروج؛ يريد أَنهم أَعِفَّاء عن الفجور. وفي الحديث:

إِن الرَّحِم أُخذت بحُجْزة الرحمن؛ قال ابن الأَثير: أَي اعتصمت به

والتجأَت إِليه مستجيرة، ويدل عليه قوله في الحديث: هذا مقام العائِذِ بك من

القَطِيعة، قال: وقيل معناه أَن اسم الرَّحِم مشتق من اسم الرحمن فكأَنه

متعلق بالاسم آخِذٌ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: الرَّحِمُ شِجْنَةٌ

من الرحمن. قال: وأَصل الحُجْزة موضع شدّ الإِزار، قال: ثم قيل للإِزار

حُجْزة للمجاورة. واحْتَجز بالإِزار إِذا شدّه على وسطه فاستعاره للالتجاء

والاعتصام والتمسُّك بالشيء والتعلق به؛ ومنه الحديث الآخر: والنبي، صلى

الله عليه وسلم، آخذ بحُجْزة الله تعالى أَي بسبب منه، ومنه الحديث

الآخر: منهم من تأْخذه النار إِلى حُجْزَته أَي إِلى مَشَدّ إِزاره، ويجمع

على حُجَز؛ ومنه الحديث: فأَنا آخِذٌ بحُجَزكم، والحُجْزَة: مَرْكَبُ

مُؤَخَّر الصِّفاق في الحِقْو، والمُتَحَجِّز: الذي قد شَدَّ وسطه، واحْتَجَز

بإِزاره: شدّه على وسطه، من ذلك، وفي حديث ميمونة، رضي الله عنها: كان

يباشر المرأَة من نسائه وهي حائض إِذا كانت مُحْتَجِزَةً أَي شادَّةً

مِئْزرها على العورة وما لا تحل مباشرته. والحاجِزُ: الحائل بين الشيئين. وفي

حديث عائشة، رضي الله عنها: لما نزلت سورة النور عَمَدْن إِلى حُجَز

مناطِقِهِنَّ فشَقَقْنَها فاتَّخَذنها خُمُراً؛ أَرادت بالحُجَز المآزر. قال

ابن الأَثير: وجاء في سنن أَبي داود حُجُوز أَو حُجُور بالشك، وقال

الخطابي: الحُجُور، بالراء، لا معنى لها ههنا وإِنما هو بالزاي جمع حُجَز

فكأَنه جمع الجمع، وأَما الحُجُور، بالراء، فهو جمع حَجْر الإِنسان، وقال

الزمخشري: واحد الحُجوز حِجْز، بكسر الحاء، وهي الحُجْزة، ويجوز أَن يكون

واحدها حُجْزَةً. وفي الحديث: رأَى رجلاً مُحْتَجِزاً بحبل وهو مُحْرم أَي

مشدود الوسط. أَبو مالك: يقال لكل شيء يَشُدُّ به الرجل وسطه ليشمر به

ثيابه حجاز، وقال: الاحْتِجاز بالثوب أَن يُدْرجه الإِنسان فيشد به وسطه،

ومنه أُخِذَت الحُجْزَة. وقالت أُم الرَّحَّال: إِن الكلام لا يُحْجَز في

العِكْم كما يُحْجَز العَبَاء. العِكْم: العِدْل. والحَجْز: أَن يُدْرج

الحبل عليه ثم يشد. أَبو حنيفة: الحِجاز حبل يشد به العِكْم. وتحاجز

القوم: أَخذ بعضهم بحُجَز بعض. رجل شديد الحجْزة: صَبُور على الشدّة والجَهْد؛

ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه، وسئل عن بني أُمية فقال: هم أَشدُّنا

حُجَزاً، وفي رواية: حُجْزَة، وأَطْلَبُنا للأَمر لا يُنال فيَنالونَه.

وحُجْز الرجل: أَصله ومَنْبِته. وحُجْزُه أَيضاً: فصل ما بين فخذه والفخذ

الأُخرى من عشيرته؛ قال:

فامْدَحْ كَرِيمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ

وفي الحديث: تزوجوا في الحُجْزِ الصالح فإِن العِرْق دَسَّاس؛ الحجز،

بالضم والكسر: الأَصل والمَنْبت، وبالكسر هو بمعنى الحِجْزة. وهي هيئة

المُحْتَجِز، كناية عن العِفَّة وطِيبِ الإِزار. والحُِجْز: الناحية. وقال:

الحُِجْز العَشِيرة تَحْتَجِز بهم أَي تمتنع. وروى ابن الأَعرابي قوله:

كريم المنتمى والحجز، إِنه عفيف طاهر كقول النابغة: طَيِّب حُجُزاتُهم، وقد

تقدّم. والحِجْز: العفيف الطاهر. والحِجاز: حبل يلقى للبعير من قِبَل

رجليه ثم يناخ عليه ثم يشدّ به رُسْغا رجليه إِلى حِقْوَيْه وعَجُزُه؛ تقول

منه: حَجَزْت البعير أَحْجِزه حَجْزاً، فهو مَحْجوز؛ قال ذو الرمة:

فَهُنَّ من بين مَحْجُوزٍ بِنافِذَةٍ،

وقائِظٍ وكلا رَوْقَيْه مُخْتَضِب

وقال الجوهري: هو أَن تُنِيخ البعير ثم تشدّ حبلاً في أَصل خُفَّيْه

جميعاً من رجليه ثم ترفع الحبل من تحته حتى تشدّه على حِقْوَيْه، وذلك إِذا

أَراد أَن يرتفع خفه؛ وقيل: الحِجاز حبل يشد بوسط يَدَي البعير ثم يخالَف

فتُعْقد به رجلاه ثم يُشَدّ طرفاه إِلى حِقْويه ثم يلقى على جنبه شبه

المَقْمُوط ثم تُداوَى دَبَرته فلا يستطيع أَن يمتنع إِلا أَن يجر جنبه على

الأَرض؛ وأَنشد:

كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوز

وحاجِزٌ: اسم. ابن بُزُرج: الحَجَزُ والزَّنَجُ واحد. حَجِزَ وزَنِجَ:

وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل ومَصَارينه من الظمإِ فلا يستطيع أَن يكثر

الشرب ولا الطُّعْم، والله تعالى أَعلم.

حجز
حَجَزَه يَحْجُزُه، بالضمّ، ويَحْجِزه، بِالْكَسْرِ، حَجْزَاً وحِجِّيزى، مِثَال خِصِّيصى وحِجَازَةً، بِالْكَسْرِ: مَنَعَه. وَفِي المثَل: كَانَت بَين القومِ رِمِّيَّأ، ثمَّ صَارَتالمُصَنِّف نَظَرٌ ظاهرٌ، فإنّه جَمَعَ بَين الْكَلَامَيْنِ المُتضادَّيْن، فإنّ)
الفاصلَ فِي الحقّ كَيفَ يكون ظَالِما، فالصوابُ فِي الْعبارَة: أَو الَّذين، إِلَى آخِره. والمَحْجوز: المُصابُ فِي مُحْتَجَزِه ومُؤْتَزَرِه. والمَحْجوز: المَشدودُ بالحِجاز، وَهُوَ الحبلُ الَّذِي تقدّم ذِكرُه، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(فهُنَّ من بَيْنِ مَحْجُوزٍ بنافِذَةٍ ... وقائِظٍ وكِلا رَوْقَيْهِ مُخْتَضِبُ)
والحُجْزَة، بالضمّ: مَعْقِدُ الإزارِ من الْإِنْسَان. وَقَالَ اللَّيْث: الحُجْزَةُ حَيْثُ يُثنى طرَفُ الْإِزَار فِي لَوْثِ الْإِزَار، وجمعُه حُجُزاتٌ. الحُجْزَة من السَّروايل: مَوْضِعُ التِّكَّة، ويُجمَعُ أَيْضا على حُجَزٍ، كغُرَفٍ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنا آخِذٌ بحُجَزِكم. الحُجْزَة مَرْكَبُ مُؤَخَّرِ الصِّفاقِ بالحَقْو، وَفِي بعضِ الْأُصُول: فِي الحَقْو. والحُجْز، بِالْكَسْرِ ويُضَمّ: الأَصْل والمَنبِت، وَمِنْه الحَدِيث: تزَوَّجوا فِي الحِجْزِ الصالحِ فإنّ العِرقَ دَسّاس الحُجْز: العَشيرَةُ يَحْتَجِزُ بهم، أَي يَمْتَنِع. وَقيل حِجْز الرجلِ: فَصْلُ مَا بَين فَخِذِه والفَخِذِ الأُخرى من عَشيرَتِه. الحُجْز: النَّاحِيَة. الحَجَز، بالتّحريك: مثل الزَّنَج، بالنُّون وَالْجِيم محرّكة، قَالَ ابنُ بُزُرْج: اسمٌ لمرَضٍ فِي المِعا والمَصارين، وَهُوَ قَبْضٌ فِيهَا من الظَّمَإِ فَلَا يَسْتَطِيع أَن يُكثِرَ الطُّعْمَ أَو الشُّرْب، والفِعلُ كفَرِحَ، حَجِزَ الرجلُ وزَنِجَ.
وحِجْزى، كذِكْرى: ة بِدِمَشْق، وَهُوَ حِجْزاويٌّ، على غيرِ قياسٍ، نَقله الصَّاغانِيّ. والحِجاز، ككِتابٍ وإنّما أطلقهُ لشُهرتِه وَكَثْرَة اسْتِعْمَاله: مكّةُ والمَدينةُ والطائفُ ومَخاليفُها، أَي قُراها، وَكَذَلِكَ اليَمامةُ فإنّها من الحِجاز، وَقد صرَّحَ بِهِ غَيْرُه، سُمِّيت بذلك من الحَجْزِ وَهُوَ الفَصلُ بَين الشَّيئَيْن لأنّها حَجَزَتْ بَين نَجْدٍ وتِهامة، أَو بَين الغَوْرِ وَالشَّام والبادية، أَو بَين نَجْدٍ والغَوْر، أَو بَين نَجْدٍ والسَّراة، أَو لأنّها احْتُجِزَت بالحِرارِ الخَمس المعظَّمة، وهنَّ: حَرّة بني سُلَيْمٍ، وحرَّةُ واقِمٍ، وحَرَّة لَيْلَى، وحَرَّة شَوْرَان، وحَرّة النَّار، وَهَذَا قولُ الأَصْمَعِيّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: سُمّي حِجازاً لأنّ الحِرار حَجَزَتْ بَيْنَه وبينَ عالِيَةِ نَجْدٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: مَا ارتفعَ عَن بَطْنِ الرُّمّةِ فَهُوَ نَجْدٌ إِلَى ثَنايا ذاتِ عِرْقٍ، وَمَا احْتَزَمَت بِهِ الحِرارُ حَرَّة شَوْرَان وعامّة مَنازلِ بني سُلَيْم إِلَى الْمَدِينَة فَمَا احْتازَ فِي ذَلِك الشِّقّ كلّه حِجازٌ. وطرَفُ تِهامةَ من قِبَلِ الحِجازِ مَدارجُ العَرْج، وأوّلها من قِبَلِ نجدٍ مدارجُ ذاتِ عِرْقٍ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا عَرَضَت لَك الحِرارُ بنَجدٍ فَذَلِك الحِجاز، وَأنْشد: وفَرُّوا بالحِجازِ ليُعْجِزوني أَرَادَ بالحِجاز الحِرار. وَوَقَع فِي بعضِ فَتاوى الإِمَام النَّوَويّ رَحمَه اللهُ تَعَالَى أنّ المدينةَ) حِجازِيَّةٌ اتِّفاقاً، لَا يَمانية وَلَا شاميّة. واستغربَ الزَّرْكَشيّ فِي إِعْلَام الساجِد. حاكيةَ الاتِّفاق، بل الشافعيُّ نصَّ على أنّها يَمانِيَة. واحْتَجَزَ الرجلُ: أَتَاهُ، أَي الحِجاز، كانْحَجَزَ وأَحْجَزَ إحْجازاً.
احْتَجَزَ لَحْمُ بَعْضِه إِلَى بَعْض: اجْتَمع. احْتَجزَ الرجلُ: حَمَلَ الشيءَ فِي حُجْزَتِه وحِضْنِه. احْتَجزَ بإزارِه: أَدْرَجه. وَفِي الأساس: لَاقَى بَيْنَ طَرَفْيه وشَدَّه على وسَطِه، عَن أبي مَالك، وَمِنْه حديثُ مَيْمُونة: كَانَ يُباشِرُ المرأةَ من نِسائه وَهِي حائضٌ إِذا كَانَت مُحْتَجِزَةً، أَي شادَّةً مِئْزَرَها على العَوْرَة. والمُحْتَجِزَة: النّخلةُ الَّتِي تكونُ عُذوقُها فِي قَلْبِها، نَقله الصَّاغانِيّ. والمُحاجَزَة: المُمانَعة والمُسالَمة. وَفِي المثَل: إنْ أرَدْتَ المُناجَزةَ فقَبْلَ المُحاجَزة. أَي قبلَ القِتال. وتَحاجَزا: تَمانَعا، وَمِنْه المثَل: كَانَت بَين القومِ رِمِّيَّا ثمّ حِجِّيزى. أَي ترامَوا ثمَّ تَحاجَزوا. والحَجائِز، كأنّه جَمْع حَجِيزَة: ع، وَهُوَ من قِلاتِ العارِض باليَمامة. وحَجازَيْك، بالفَتْح، كحنانَيْك، أَي احْجُزْ بَين القومِ حَجْزَاً بعدَ حَجْزٍ، كأنّه يَقُول: لَا تَقْطَع ذَلِك ولْيَكُ بَعْضُه مَوْصُولاً ببعضٍ. وشِدَّةُ الحُجْزَةِ كِنايةٌ عَن الصَّبْر والجَلَد وَهُوَ شديدُ الحُجْزَة، أَي صَبور على الشِّدَّةِ والجَهْد، وَمِنْه حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ، وسُئِلَ عَن بني أُميَّة فَقَالَ: هم أَشَدُّنا حُجَزاً. وَفِي رِوَايَة: حُجْزَة، وأَطلَبُنا للأمرِ لَا يُنالُ فينالونَه. يُقَال: هُوَ داني الحُجْزَة، أَي مُمتَلِئُ الكَشْحَيْن، وَهُوَ عَيْبٌ، وَهُوَ مَجاز أَيْضا.
وَيُقَال: وَرَدَت الإبلُ وَلها حُجَزٌ، بضمٍّ فَفتح: أَي وَرَدَتْ شِباعاً عِظامَ البُطون، وَهُوَ مَجاز أَيْضا.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الحاجِزُ: الفاصِلُ بَين الشيئَيْن، كالحِجاز. والحِجاز: الجِبالُ وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر: ونَحنُ أُناسٌ لَا حِجازَ بأَرْضِنا وتَحاجَزَ القومُ وانْحَجَزوا واحْتَجزوا: تَزايَلوا. وَهُوَ طَيِّبُ الحُجْزَة: أَي عفيفٌ وَمِنْه قَوْلُ النَّابِغَة:
(رِقاقُ النِّعالِ طِيِّبٌ حُجُزاتُهمْ ... يُحَيَّوْنَ بالرَّيْحانِ يَوْمَ السَّباسِبِ)
فإنّه كَنَى بِهِ عَن الْفروج. يُرِيد أَعِفَّاءَ من الفُجور، وَهُوَ مَجاز، وَبِه فَسّر ابْن الأَعْرابِيّ قولَ الشَّاعِر: فامْدَحْ كَريمَ المُنْتَمى والحِجْزِ قَالَ: أَي إنّه عَفيفٌ طاهرٌ. والحِجْزُ: العَفيف. والحِجْزَة، بِالْكَسْرِ: هَيْئَةُ المُحتَجِز. وَيُقَال: فلانٌ كريمُ الحِجْزَة، وطَيِّبُ الحِجْزَة، يَكْنُون بِهِ عَن العِفَّةِ وطِيبِ الْإِزَار. وَيُقَال: أَخَذْت بحُجْزَتِه، أَي اعتصَمْت بِهِ والْتَجَأْت إِلَيْهِ مُستَجيراً. وَفِي الأساس: اسْتَظْهَرْت بِهِ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه الحَدِيث:) إنّ الرَّحِمَ أَخَذَت بحُجْزَةِ الرَّحمن قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقيل: مَعْنَاهُ أنّ اسمَ الرَّحِمِ مُشتَقٌّ من اسمِ الرَّحْمَن فكأنّه متعلِّقٌ بالاسمِ آخِذٌ بوسَطِه. وأصلُ الحُجْزَةِ مَشَدُّ الْإِزَار، ثمّ قيل للإزار حُجْزَة، للمُجاوَرَة، وَمِنْه حديثٌ آخر: وَالنَّبِيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم آخِذٌ بحُجْزَةِ اللهُ تَعَالَى، أَي بسَببٍ مِنْهُ. والحُجُز بضمَّتَيْن: المآزِرُ كالحُجوز. وَقَالَ الخَطَّابيّ الأخيرُ جَمْعُ الجَمعِ، كأنّه جَمْعُ حِجَزٍ، بِالْكَسْرِ، وجَمْعُه حُجوزٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحِجْزُ، بِالْكَسْرِ: الحُجْزَة.
(حجز)
بَينهمَا حجزا فصل وَالشَّيْء حازه وَمنعه من غَيره وَفُلَانًا عَن الْأَمر كَفه وَمنعه وَالْقَاضِي على المَال منع صَاحبه من التَّصَرُّف فِيهِ حَتَّى يُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ (مج)

(حجز) أُصِيب فِي محتجزه ومؤتزره فَهُوَ محجوز

(حجز) حجزا تقبضت أمعاؤه فمنعته من أَن يكثر الطَّعَام وَالشرَاب
(ح ج ز) : (الْحَجْزُ) الْمَنْعُ وَالْحِجَازُ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ لِأَنَّهُ حَجَزَ أَيْ فَصَلَ بَيْنَ الْغَوْرِ وَنَجْدٍ وَقِيلَ بَيْنَ الْغَوْرِ وَالشَّامِ وَبَيْنَ الْبَادِيَةِ وَقِيلَ اُحْتُجِزَ بِالْحِرَارِ وَالْجِبَالِ أَيْ أَحَاطَتْ بِهِ مِنْ احْتَجَزَ الرَّجُلُ بِإِزَارِهِ إذَا شَدَّهُ فِي وَسَطِهِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ إذَا عَرَضَتْ لَك الْحِرَارُ بِنَجْدٍ فَذَلِكَ الْحِجَازُ.

حزز

حزز
{الحَزُّ: القَطعُ من الشيءِ فِي غير إبانة، وَيُقَال: الحَزُّ: قَطْعٌ فِي عِلاجٍ، وَقيل: هُوَ فِي اللحمِ مَا كَانَ غَيْرَ بائنٍ،} حَزَّه {يحُزُّه} حَزَّاً، كالاحْتِزاز. وَفِي الحَدِيث: أنّه {احْتَزَّ من كَتِفِ شاةٍ ثمّ صلى وَلم يَتَوَضَّأ. الحَزُّ: الفَرْضُ فِي الشيءِ، كالعُودِ والمِسْواك والعَظْم، الواحدةُ} حَزَّة، وَقد {حَزَزْتُ العُودَ أَحُزُّه حَزَّاً.} الحَزُّ: الحِينُ والوَقت، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(حَتَّى إِذا جَزَرَتْ مياهُ رُزونِه ... وبأيّ! حَزِّ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ)
أَي بأيّ حِينٍ من الدَّهْر. عَن ابْن الأَعْرابِيّ: الحَزُّ: الزِّيادةُ على الشرفِ والكرَم. وَلَيْسَ فِي نصِّه والكرَم {كالإحْزاز، لُغَة فِي الحَزِّ، نَقله الصَّاغانِيّ، يُقَال: لَيْسَ فِي القبيلةِ مَن} يَحُزُّ على كرَمِ فلانٍ، أَي يَزيدُ عَلَيْهِ. الحَزُّ: الغامِضُ من الأَرْض يَنْقَادُ بَين غليظَيْن. الحَزُّ: ع، بالسَّراة، وَقيل أرضٌ تلِي السَّراة بَين تِهامةَ واليمن. الحَزُّ: الرجلُ الغَليظُ الْكَلَام، {كالمِحَزِّ، كمِكَرٍّ، بِالْكَسْرِ. يُقَال: إِذا أصابَ المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَةِ البعيرِ فَقَطَعه وأَدْمَاه قيل: بِهِ} حازٌّ. وَقَالَ العَدَبَّس الكِنانيُّ: العرَكُ والحازُّ واحدٌ، وَهُوَ أَن {يَحُزَّ فِي الذِّراعِ حَتَّى يُخلَصَ إِلَى اللَّحْم ويُقطَعَ الجِلدُ بحَدِّ الكِرْكِرَة. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: إِذا أَثَّرَ فِيهِ قيل: ناكتٌ، فَإِذا} حَزَّ بِهِ قيل: بِهِ {حازٌّ، فإنْ لم يُدمِه فماسِحٌ. وَقَالَ غيرُه: الحازُّ قَطْعٌ فِي كِرْكِرَةِ الْبَعِير، وَهُوَ اسمٌ كالناكِتِ والضّاغِط.
} والحُزَّةُ من السَّروايل بالضمّ: الحُجْزَة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: لغةٌ فِيهَا، وَأنْكرهُ الأصمعيّ فَقَالَ: تَقول) حُجْزَةُ السّروايل وَلَا تَقُل {حُزَّة. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال: حُجْزتُه وحُذْلَتُه وحُزَّته وحُبْكَتُه.
} الحُزَّة: العُنُق، وَفِي الحَدِيث: أَخَذَ {بحُزَّتِه وَقَالَ بعضُهم إنّ تَسْمِيَتَه للعنُقِ إنّما هُوَ على التَّشْبِيه.
الحُزَّة: قِطعةٌ من اللحمِ قُطِعَتْ طُولاً، قَالَ أعشى باهِلَة:
(تَكْفِيه} حُزَّةٌ فِلْذِ إِن ألَمَّ بهَا ... من الشِّواءِ ويُروى شُرْبَه الغُمَرُ)
أَو خاصٌّ بالكَبِدِ وَلَا يُقَال فِي سَنامٍ وَلَا لَحْمٍ وَلَا غَيْرِه. وحَزَّةُ بالفَتْح: ع بَين نَصِيبِينَ ورأسِ عَيْنٍ، على الخابور، ثمّ كَانَت عِنْده وَقْعَةٌ بَين قَيْسٍ وتَغْلِب. حَزَّةُ: د، قربَ المَوْصِل، شَرْقِيّ دِجلَةَ، بناه أَرْدَشيرُ بنُ بابَك. حَزَّةُ أَيْضا: ع بالحِجاز. وَتقول: بَيْننَا حِزَازٌ. الحِزاز ككِتابٍ: الاسْتِقصاءُ، {كالمُحَازَّة، قَالَه مُبتَكِرٌ الأَعْرابيّ. وَنَقله الأَزْهَرِيّ. يُقَال: الخطْمِيُّ يَذْهَبُ} بحَزازِ الرأسِ، {الحَزاز، بالفَتْح: الهِبْرِيَةُ فِي الرأسِ، وكأنّه نُخالَةٌ،} والحَزازةُ واحدَتُه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: الحَزازةُ: وَجَعٌ فِي القلبِ من غَيْظٍ ونحوِه، والجمعُ {حَزازاتٌ، قَالَ زُفَرُ بن الحارثِ الكِلابيّ:
(وَقد يَنْبُتُ المَرعى على دِمَنِ الثَّرى ... وتَبقى حَزازاتُ النُّفوسِ كَمَا هيا)
قَالَ أَبُو عُبَيْد: ضَرَبَه مَثَلاً لرجلٍ يُظهِرُ موَدَّةً وقَلْبُه يغلي بالعَداوة. حَزازةُ، بِلَا لامٍ، ابنُ إِبْرَاهِيم هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ وصوابُه إبراهيمُ بن سُلَيْمان بن حَزازَةَ الكُوفيّ النهْميّ المُحدِّث،} فَحَزَازةُ اسمُ جدِّه، كَمَا حقّقه الحافظُ وغيرُه، حدَّث عَن خَلاّد بن عِيسَى، وَعنهُ الأصَمّ.
{الحَزّاز، ككَتّان: كلُّ مَا} حَزَّ فِي القلبِ وحَكَّ فِي الصَّدْرِ، قَالَ الشّمّاخُ يصفُ رجُلاً باعَ قَوْسَاً من رجلٍ وغُبِنَ فِيهِ:
(فلمّا شَراها فاضَتِ العَينُ عَبْرَةً ... وَفِي الصَّدرِ! حَزَّازٌ من الهَمِّ حامِزُ)
ويُضَمّ، وَهَكَذَا رُوِيَ فِي قَوْلِ الشّمّاخ أَيْضا. الحَزّاز: الرجلُ الشديدُ على السَّوْقِ والقتالِ والعمَلِ، {كالحَزِيز، كأمير،} والحَزَاز {- والحَزَازِيّ، بفَتحِهِما، قَالَ الشَّاعِر: فَهْيَ تَعادى من} حَزازٍ ذِي حَزَقْ أَي حَزازٍ حَزِقٍ، وَهُوَ الشديدُ جَذْبِ الرِّبَاط، وَهَذَا كَقَوْلِك: هَذَا ذُو زَيْدٍ، أَي هَذَا زَيْدٌ، حقّقه الأَزْهَرِيّ. الحَزّازُ: الطعامُ يَحْمُضُ فِي المَعِدَةِ لفَسادِه {فيَحُزّ فِي القلبِ، وَمِنْه قولُهم لآخَر: أَنْتَ أَثْقَلُ من} الحَزّاز، هَكَذَا نَقله أَبُو الهَيْثَم عَن أبي الْحسن الأَعْرابيّ.! حَزّازُ بن كاهِلِ بن عُذْرَةَ بنِ سَعْدِ هُذَيْم بن زَيْدِ بنِ لَيْثِ بن سُود بن أَسْلَمِ بن الْحافِ بنِ قُضاعة، اسمُ جدٍّ لخالدِ بن عُرْفُطَة بن أَبْرَهة حَلِيفِ بني زُهرَة، كَذَا فِي أَنْسَابِ البَكْريّ. وَقَالَ ابنُ فَهْد فِي مُعجَمِه: هُوَ الليثيّ وَيُقَال)
البَكريّ، وَيُقَال: القُضاعيّ، وَيُقَال: العُذْريّ، مَعَ أنّ عُذْرَة من قُضاعة. قلتُ الصوابُ الأخيرُ، روى عَنهُ مَولاه مُسلِمٌ وعَبْد الله بن يَسار، وَأَبُو عثمانَ النَّهْديّ، واستعملَه مُعاوِيَةُ على بَعْضِ حُروبِه، وتوفِّي سنة سِتِّين. اسْم جدٍّ لجَمْرَةَ بن النُّعمانِ العُذْريّ واسْمه عَدِيّ بن حَزّاز بن كاهِل، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ البَكْريّ: هُوَ أوّل عُذْريٍّ قَدِمَ على النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بالصَّدَقة، وَزَاد ابنُ فَهْد: أَقْطَعَه النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَادي القُرى. جدٌّ لعَبدِ الله بن ثَعْلَبةَ بن صُعَيْرٍ، وَيُقَال: ابنُ أبي صُعَيْر بن زَيْد بنِ عَمْرِو العُذْرِيّ حَليفِ بني زُهرَةَ، لَهُ رُؤيَةُ ورِوايَة، ولأبيه صُحبَةٌ. وروى عَن ثَعْلَبةَ ابنُه عَبْد الله هَذَا، وعبدُ الرَّحْمَن بن كَعْبٍ، وَكَانَ عَبْد الله يُكنى أَبَا مُحَمَّد. قلتُ: وَأَبوهُ ثَعْلَبةُ بن صُعَيْرٍ كَانَ شَاعِرًا، وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ الزُّهْريّ، الصَّحابِيّين، وهم الْأَرْبَعَة المذكورون، وحيثُ عرفْتَ أَن كلَّهم من بني عُذرَةَ على الصَّحِيح، وجَدُّهم واحدٌ، كَانَ على المُصَنِّف أَن يَقُول: وابنُ كاهلٍ من عُذرَة، مِنْهُم فلانٌ وفلانٌ، ليَكُون أتَمَّ فِي السِّياق والفائدة، كَمَا لَا يخفى، فَتَأَمَّلْ. {والحَزيز، كأَميرٍ: المكانُ الغَليظُ المُنْقاد، وَقيل هُوَ المَوضِع الَّذِي كَثُرَت حِجارَتُه وغَلُظَت كأنّها السّكاكينُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد:} الحَزيز: غَلْظٌ من الأَرْض. فَلم يَزِدْ على ذَلِك. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الحَزيز: مَا غَلُظَ وصَلُبَ من جَلَدِ الأَرْض مَعَ إشرافٍ قليلٍ. وَفِي حديثِ مُطَرِّفٍ: لَقِيتُ عَلِيَّاً بِهَذَا الحَزيز. هُوَ المُنْهبط من الأَرْض. ج: {حُزَّان بالضمّ والكَسر.
وَمِنْه قَصيدُ كَعْبِ بن زُهَيْر:
(تَرْمِي الغُيوبَ بعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهِقٍ ... إِذا توَقَّدَتِ} الحُزَّانُ والمِيلُ)
فِي المُحكَم: وَالْجمع أَحِزَّةٌ {وحُزّان} وحِزَّان عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ لَبيد:
( {بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها ... قَفْرَ المَراقِبِ خَوْفَها آرامُها)
وَقَالَ ابنُ الرِّقاع يَصِفُ نَاقَة:
(نِعْمَ قُرْقورُ المروراتِ إِذا ... غَرِقَ الحُزَّانُ فِي آلِ السَّرابِ)
وَقَالَ زُهَيْر:
(تَهْوِي مَدافِعُها فِي الحَزْن ناشزَةَ ال ... أَكْتافِ نَكَّبَها} الحُزَّانُ والأَكَمُ)
قد قَالُوا: {حُزُزٌ، بضمَّتَيْن، فاحْتَملوا التّضعيف، قَالَ كُثيّر عَزَّةَ:
(وَكَمْ قد جاوَزَتْ نِقْصي إليْكُم ... مِن} الحُزُزِ الأماعِزِ والبِراقِ) قَالُوا: وَلَيْسَ فِي القِفاف وَلَا فِي الجبالِ حِزَّانٌ، إِنَّمَا هِيَ جَلَدُ الأرضِ، وَلَا يكون الحَزيزُ إلاّ فِي)
أرضٍ كثيرةِ الحَصْباء. الحَزيز: ماءٌ عَن يَسارِ سَمِيراءَ للقاصِدِ مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعَالَى. الحَزيز: ع بدِيارِ كَلْبٍ، يُقَال لَهُ حَزيز الكَلب، الحَزيز، ع بديار ضَبَّةَ. الحَزيز: ع بالبَصْرة، قَالَ ابنُ شُمَيْل: إِذا جَلَسْتَ فِي بَطْنِ المِرْبَد فَمَا أَشْرَفَ من أَعْلاه حَزيزٌ. الحَزيز: ع بديار كَلْبِ ابنِ وَبَرَة بالبَصرة يُقَال لَهُ حَزيز الجَوْأَب وَهُوَ غيرُ حَزيز الْكَلْب. الحَزيز: ع بطرِيق البَصرة.
الحَزيز: ع لمُحارِبٍ. والحَزيز: ع لغَنِيّ بن أَعْصُر. الحَزيز: ع لعُكْلٍ. والحَزيزُ: ماءٌ لبني أسدٍ، يُقَال لَهُ حَزيزُ صُفَيَّةَ. وحَزيزُ تَلْعَةَ، وحَزيزُ رامَة، {وحَزيزُ غَوْلٍ: مَواضِعُ فِي بِلَاد الْعَرَب فَهِيَ ثلاثةَ عَشَرَ مَوْضِعاً، ذَكَرَ مِنْهَا الصَّاغانِيّ ثلاثةٌ. وفاتَه حَزيز: قريةٌ بِالْيمن، وإليها نُسِبَ يَزيدُ بن مُسلِم الجُرْتِيّ، لكَونه انتقلَ من جُرْتَ إِلَيْهَا، وَهِي أَيْضا قريةٌ بهَا، هَكَذَا ضَبَطَه الرُّشاطيُّ، وَضَبَطه السَّمْعانيّ بكسرِ الحاءِ، والأوّل الصَّوَاب.} والحَزْحَزَة: أَلَمٌ فِي القلبِ من خَوْفٍ أَو وَجَعٍ، وَالْجمع {حَزَاحِز، قَالَ الشَّمَّاخ:
(وصَدَّتْ صُدوداً عَن ذَريعةِ عَثْلَبٍ ... وَلَا بَني عِياذٍ فِي الصُّدورِ حَزاحِزُ)
} الحَزْحَزَة أَيْضا: من فِعْل الرَّئيس فِي الحربِ عِنْد تَعْبِيَةِ الصُّفوفِ وَهُوَ تَقْدِيم بَعْضٍ وَتَأْخِير بعضٍ، يُقَال: هم فِي حَزاحِزَ من أَمْرِهم، قَالَ أَبُو كَبيرٍ الهُذَليّ:
(وَتَبَوَّأَ الأبْطالُ بَعْدَ {حَزاحِزٍ ... هَكْعَ النَّواحِزِ فِي مُناخِ المَوْحِفِ)
والمَوْحِف: المَنزِلُ بعَيْنِه، وَذَلِكَ أنّ الْبَعِير الَّذِي بِهِ النُّحاز يُترَك فِي مُناخه لَا يُثْأَرُ حَتَّى يَبْرَأ أَو يَمُوت.} التَّحْزيز: كَثْرَةُ الحَزِّ كأَسْنانِ المِنْجَل، وَرُبمَا كَانَ ذَلِك فِي أَطْرَافِ الأَسْنان، يُقَال: فِي أسنانِه {تَحْزِيزٌ، أَي أُشَرٌ، وَقد} حَزَّزَها {تَحْزِيزاً.} والتَّحَزُّز: التَّقَطُّع، وَيُقَال بَينهمَا شَرِكَةُ {حِزازٍ، ككِتاب، إِذا كَانَ لَا يَثِقُ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا بصاحبِه، نَقله الأَزْهَرِيّ عَن مُبْتَكِر الأَعْرابيّ. قَالَ أَبُو زَيْد: فِي المثَل:} حَزَّت {حازَّةٌ مِن كُوعِها. يُضرَبُ فِي، ونصّ النَّوَادِر: عندَ اشْتِغال القومِ، يَقُول: فالقومُ مَشْغُولون بأمرِهم عَن غَيْرِه، أَي} فالحازَّةُ قد شَغَلَها مَا هِيَ فِيهِ عَن غَيْرِها. {وحَوازُّ الْقُلُوب، بتَشْديد الزايّ، ذكره شَمِرٌ فِي حوز، وَكَانَ الأَوْلى ذِكرُه هُنَا، وَسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ فِي محلِّه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} المَحَزُّ: مَوْضِعُ الحَزّ، أَي القَطع، وَمِنْه قولُهم: قَطَعَ فأصابَ المَحَزَّ. وَيُقَال رَدّ الوَتَرَ إِلَى {حَزِّها، وَهُوَ فَرْضٌ فِي رَأْسِ القَوس.} والحُزَّة، بالضمّ: القِطعةُ من كلِّ شيءٍ، كالبِطِّيخ وغيرِه، هَكَذَا يستعملُه أَهْلُ الشَّام. {والتَّحْزيز: أَثَرُ الحَزِّ، قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:)
(إنّ الهَوانَ فَلَا يَكْذِبْكُما أحَدٌ ... كأنَّه فِي بَياضِ الجِلْدِ} تَحْزِيزُ) {والحَزاحِز: الحَرَكات.} والحَزَّة، بالفَتْح، الساعةُ، يُقَال: أيّ {حَزَّةٍ أَتَيْتَني قَضَيْتُ حَقَّكَ، وَأنْشد أَبُو عمروٍ لساعِدَةَ بن العَجْلان:
(وَرَمَيتُ فَوْقَ مُلاءَةٍ مَحْبُوكةٍ ... وَأَبَنْتُ للأَشْهادِ حَزَّةَ أَدَّعي)
أَي ساعةَ أدَّعي.} والحَزَّة: الحالةُ، يُقَال: جئتُ على حَزَّةٍ مُنكَرَة، أَي حالةٍ أَو ساعةٍ. وَقَالَ الليثُ بَعيرٌ مَحْزُوزٌ: مَوْسُومٌ بسِمَةِ {الحَزَّة، وَهُوَ أَن} يُحَزَّ فِي العَضُدِ والفَخِذِ بشَفْرَةٍ ثمّ يُفتَلَ فَتَبْقى الحَزَّةُ كالثُّؤْلول. {والحَزَّاز ككَتَّان: وَجَعٌ فِي الْقلب.} وَتَحَزْحَزَ عَن الْمَكَان: تنَحَّى، مقلوب تَزَحْزحَ. وَأَبُو {الحَزَّاز كشَدَّاد: كُنيَة أَرْبَدَ الشاعرِ أخي لَبيدِ بن رَبيعةَ الشاعرِ لأمِّه الَّذِي يَقُول فِيهِ:
(فأخي إنْ شربوا من خَيْرِهمْ ... وَأَبُو الحَزّازِ من أَهْلِ مَلِكْ)
وَكَسَحابٍ بَدْرُ بنُ حَزَازٍ المازِنيِّ، شاعرٌ مُعاصِرٌ للنابغةِ الذُّبْيانيّ. وأسَدُ بن حَزازٍ فِي بَكْرٍ بن هَوازِن، كَمَا نَقله الحافظُ. وَيُقَال: تكلَّمَ أَو أشارَ فأَصابَ} المَحَزَّ. وَهُوَ مَجاز، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ.

حزز


حَزَّ(n. ac. حَزّ)
a. Cut, notched.

حَزَّزَa. Cut, notched; jagged, serrated.

حَاْزَزَa. Supervised, examined.

تَحَزَّزَa. Was notched, jagged, serrated, indented.

إِحْتَزَزَa. see I
حَزّa. Cut, incision, notch, nick.

مَحْزَزa. Instrument for cutting.

حَاْزِزَة
(pl.
حَوَاْزِزُ)
a. see 28 (a)
حَزَاْز
حَزَاْزَةa. Scurf, dandruff.
b. Tetter.
c. Violent anger, grief, heartache.

حَزِيْز
(pl.
حُزُز
أَحْزِزَة
حِزَّاْن
حُزَّاْن)
a. Rugged ground.
b. Active, bustling man.

حَزَّاْزa. Painful, pain-giving.
b. Heart-burn.
c. see 25 (b)
(ح ز ز) : (الْحَزُّ) الْقَطْعُ (وَمِنْهُ) الْإِثْمُ حَوَّازُّ الْقُلُوبِ عَلَى فَوَاعِلَ جَمْعُ حَازَّةٍ كَدَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَهِيَ الْأُمُورُ الَّتِي تَحُزُّ فِي الْقُلُوبِ أَيْ تَحُكُّ وَتُوهِمُ أَنْ تَكُونَ مَعَاصِيَ لِفَقْدِ الطُّمَأْنِينَةِ إلَيْهَا (وَأَمَّا حَزَّازٌ) عَلَى فَعَّالٍ مِنْهُ فَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ وَعَنْ شِمْرٍ حَوَّازٌ عَلَى فَعَّالٍ مِنْ الْحَوْزِ الْجَمْعِ أَيْ يَحُوزُ الْقُلُوبَ وَيَغْلِبُ عَلَيْهَا وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ.
(حزز) - في الحديث: "أَنَّه كان يحتَزُّ من كَتِف شَاةٍ" .
هو من الحَزِّ، وهو قَطْع يُتَقَدَّر بمَوضِع الحَاجَةِ. ومنه: الحُزَّة، وهي القِطْعَة من اللَّحم وغَيرِه.
وقيل: الحُزَّة: ما قُطِع طُولاً، وقيل: الحَزُّ: قَطْع يُبَيِّن بَعضَ المَقْطوع دون بَعْض.
- في حديث مُطَّرف: لَقِيتُ عَليًّا، رضي الله عنه، بهذا الحَزِيز".
الحَزِيز: المُنْهَبَط من الأَرض كَأَنَّه من الحَزِّ أَيضا، ويَكُونُ ما فيه خُشُونَة أَيضاً.
ح ز ز

حز رأسه واحتزه. وحز في رأس القوس: فرض فيه، ورد الوتر إلى حزها وفرضها. وقطع فأصاب المحز. وفي صدره حزازة وحزازات. قال:

وتبقى حزازات النفوس كما هيا

والخطميّ يذهب بحزاز الرأس. وكيف جئت في هذه الحزة، ولقيته على حزة منكرة، وهذه حزة مجيء فلان وهي الساعة والحال. وفي أسنانه تحزيز، وهو نحو تحزيز أسنان المنجل.

ومن المجاز: تكلم أو أشار فأصاب المحز.

والإثم ما حز في قلبك، والإثم حزاز القلوب. وبه حزاز من الوجع. قال الشماخ يصف قوساً:

فلمّا شراها فاضت العين عبرة ... وفي الصدر حزاز من اللوم حامز
ح ز ز: (حَزَّهُ) قَطَعَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَ (احْتَزَّهُ) أَيْضًا. وَ (الْحَزُّ) الْفَرْضُ فِي الشَّيْءِ وَالْوَاحِدَةُ (حَزَّةٌ) وَقَدْ (حَزَّ) الْعُودَ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْإِثْمُ (حَوَازُّ) الْقُلُوبِ» يَعْنِي مَا حَزَّ فِيهَا وَحَكَّ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ
عَلَيْهِ الْقَلْبُ. وَ (حُزَّةُ) السَّرَاوِيلِ بِالضَّمِّ حُجْزَتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «آخِذٌ بِحُزَّتِهِ» أَيْ بِعُنُقِهِ وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. وَ (الْحَزَازُ) الْهِبْرِيَةُ فِي الرَّأْسِ الْوَاحِدَةُ (حَزَازَةٌ) . وَالْحَزَازَةُ أَيْضًا وَجَعٌ فِي الْقَلْبِ مِنْ غَيْظٍ وَنَحْوِهِ. 
[حزز] فيه: إلا "حز له" حزة، بضم حاء القطعة من اللحم وغيره. نه: وقيل: الحز القطع في الشيء من غير إبانة، من حززت العود. وفيه: "احتز" من كتف شاة ثم صلى، افتعل منه. ك: "يحتز" من كتف، أي يقطع من لحمها بسكين. ط: وروى بجيم أي يقطع بشفرة، قوله: يؤذن، من الإيذان: الإعلام، ما له أي ما لبلال يؤذن في هذا الوقت. نه ومنه: الإثم "حواز" القلوب، هي أمور تحز فيها أي تؤثر كما يؤثر الحز في الشيء، وهو ما يخطر فيها من أن يكون معاصي لفقد الطمأنينة إليها، وهي بتشديد زاي جمع حاز، وروى بتشديد واو أي يحوزها ويملكها ويغلب عليها، وروى بزايين الأولى مشددة، فعال من الحز. وفيه: أخذ "بحزته" أي بعنقه، قيل: شبه بالحزة وهي القطعة من اللحم قطعت طولاً، وقيل: هو لغة في حجزته. وفيه: لقيت علياً بهذا "الحزيز" وهو المنهبط من الأرض ويجمع على حزان. ومنه ش:
إذا توقدت الحزان والميل
[حزز] حَزَّهُ واحْتَزَّهُ، أي قطعه. والتَحَزُّزُ: التَقَطُّعُ. وفي أسنانه تَحْزيزٌ، أي أُشُرٌ. وقد حَزَّزَ أسنانه. والحز: الفرض في الشئ، الواحدة حَزَّةٌ. وقد حَزَزْتُ العودَ أحُزُّهُ حزا. وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فقطعه وأدماه قيل: به حاز. فأما إذا لم يدمه فهو الماسح. وفى الحديث: " الاثم حزاز القلوب ". والحز: الحين والوقت. قال أبو ذؤيب: حتى إذا جزرت مياه رزونه * وبأى حز ملاوة تتقطع * وحزة السراويل: حُجْزَتُه. وأما الذي في الحديث: " آخِذٌ بِحُزَّتِهِ " فإنَّما يريد بعنُقه. وهو على التشبيه. والحُزَّةُ: قطعة من اللحم قُطِعت طولاً. قال أعشى باهلة: تَكْفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن أَلَمَّ بها * مِن الشِواءِ ويُرْوِي شُرْبَهُ الغُمَرُ * والحَزازُ: الهِبْرِيَةُ في الرأس، الواحدة حَزازَةٌ. والحَزازَةُ أيضاً: وجَعٌ في القلب من غَيظٍ ونحوه. قال زفر بن الحارث الكلابيّ: وقد يَنْبُتُ المَرْعى على دِمَنِ الثرى * وَتَبْقى حَزازاتُ النُفوسِ كما هِيا * قال أبو عبيدة: ضربه مثلاً لرجلٍ يظهر مودة وقلبه نغل بالعداوة. قال: وكذلك الحَزَّازُ والحُزَّازُ، بفتح الحاء وضمها. وأنشد للشماخ يصف رجلا باع قوسا من رجل وغبن فيها: فلما شراها فاضَتِ العينُ عَبْرَةً * وفي القَلْبِ حزاز من اللوم حامز * قال: والحزاز: ما حز في القلب. وكل شئ حَكَّ في صدركَ فقد حَزَّ. والحَزيزُ: المكان الغليظ المنقاد، والجمع حزان، مثل ظليم وظلمان، وأحزة. قال لبيد: بأحزة الثلبوت يربأ فوقها * قفر المراقب خوفها آرامها
(حزز)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ احْتَزَّ مِنْ كَتِف شَاةٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضَّأ» هُوَ افْتَعَلَ مِنَ الحَزِّ:
القَطْع. وَمِنْهُ الحُزَّةُ وَهِيَ: القِطْعة مِنَ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ. وَقِيلَ الحَزُّ: القطْع فِي الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ إبانَة. يُقَالُ:
حَزَزْتُ العُود أَحُزُّهُ حَزّاً.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «الإثْم حَوَازُّ الْقُلُوبِ» هِيَ الْأُمُورُ الَّتِي تَحُزُّ فِيهَا:
أَيْ تؤثِّر كَمَا يُؤَثِّرُ الحَزُّ فِي الشَّيْءِ، وَهُوَ مَا يَخْطر فِيهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَعاصي لفَقْد الطُّمَأْنِينَة إِلَيْهَا، وَهِيَ بِتَشْدِيدِ الزَّاي: جَمْعُ حَازّ. يُقَالُ إِذَا أَصَابَ مِرْفقُ الْبَعِيرَ طرَف كِرْكِرَتِهِ فَقَطَعَهُ وأدْماه: قِيلَ بِهِ حَازٌّ. ورواه شَمِر «الإثْم حَوَّاز الْقُلُوبِ» بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ: أَيْ يَحُوزُها ويَتَملَّكُها ويَغْلب عَلَيْهَا، وَيُرْوَى «الْإِثْمُ حَزَّازُ الْقُلُوبِ» بِزَايَيْنِ الْأُولَى مُشَدَّدَةٌ، وَهِيَ فَعَّال مِنَ الحَزِّ.
(هـ) وَفِيهِ «وَفُلَانٌ آخذٌ بِحُزَّتِهِ» أَيْ بعُنقه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ عَلَى التَّشْبيه بالحُزَّةِ وَهُوَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ قُطِعت طُولًا. وَقِيلَ أَرَادَ بحُجْزَته وَهِيَ لُغَةٌ فِيهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ «لقيتُ عَلِيًّا بِهَذَا الحَزِيز» هُوَ المنهبط مِنَ الْأَرْضِ. وَقِيلَ هُوَ الغَلِيظ مِنْهَا. ويُجْمَع عَلَى حُزّان.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَي مُفْرَدٍ لهِقٍ ... إذَا تَوَقَّدَت الحُزَّانُ والْمِيلُ
حزز
حزَّ/ حزَّ في حَزَزْتُ، يَحُزّ، احْزُز/ حُزَّ، حَزًّا، فهو حازّ، والمفعول مَحْزوز
• حزَّ الشَّيءَ/ حزَّ في الشَّيء: قطعه ولم يَفْصِله "حَزَزْتُ اللَّحمَ- إنّك لتكثر الحزّ وتخطئ المفصل: وصف لمن يسعى ثمّ لا يظفر بالمراد- حزَّ الخشبَ".
• حزَّ الأمرُ في صدره أو في قلبه أو في نفسه: أثّر فيه، آلمه وأحزنه "يحزّ في النَّفس استمرارُ الخلافات العربيّة: يترك أثرًا مؤلمًا محزنًا". 

احتزَّ يَحتزّ، احْتَزِزْ/ احْتَزَّ، احتزازًا، فهو مُحْتَزّ، والمفعول مُحْتَزّ
• احتزَّ الشَّيءَ: حزَّه، قطعه ولم يَفْصِلْه "احتزَّ النجّارُ الخشبَ". 

تحزَّزَ يتحزَّز، تحزُّزًا، فهو مُتحزِّز
• تحزَّز الشَّيءُ: مُطاوع حزَّزَ: ظهرت فيه حُزُوز، وهي آثار القطع من غير فصل "تحزَّزت قشرةُ البرتقالة بالسِّكّين". 

حزَّزَ يحزِّز، تَحْزيزًا، فهو مُحَزِّز، والمفعول مُحَزَّز
• حزَّزه: كرَّر قطعه من مكانٍ واحدٍ، دون فصل "حزَّز لَوْحَ خَشَبٍ" ° حزَّز الأسنانَ: حدَّدها كأسنان المنشار. 

حُزَاز [مفرد]: (طب) صعود سائل حامض من المعدة في البلعوم والفم في بعض أمراض المعدة. 

حَزَازة [مفرد]:
1 - ألم يحزّ في القلب، أو شعور بالنَّدم المتواصل.
2 - عداوة أو ضغينة "اهتمَّ النَّاس بحزازاتهم الشَّخصيَّة أكثر من اهتمامهم بالخطر المحدق بوطنهم". 

حَزازيّات [جمع]: مف حَزازيَّة: عداوات وضغائن تؤثِّر في النّفس دائمًا عند تذكُّرها أو التّعرّض لأحد أطرافها "من المؤكَّد أن هناك حَزازيّات بيننا وبين الغرب- لابد من تخفيف الفوارق الاقتصاديّة والحَزازيّات العِرْقيَّة بين الشُّعوب". 

حَزّ [مفرد]: مصدر حزَّ/ حزَّ في. 

حَزَّاز [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حزَّ/ حزَّ في.
2 - (طب) ألمٌ يحزُّ في القلب من وجع أو غيظ أو خوف. 

مَحَزّ [مفرد]: ج مَحازُّ: اسم مكان من حزَّ/ حزَّ في: "قطع فأصاب المَحَزّ" ° تكلَّم فأصاب المحزّ: تكلَّم فأقنع. 

مِحَزّ [مفرد]: ج مَحازُّ: اسم آلة من حزَّ/ حزَّ في: أداة تُستخدم في تقطيع الأشجار ونحوها "استخدمنا المِحَزّ لقطع أشجار الحديقة".

حزز: الحَزُّ: قطْع في عِلاج، وقيل: هو في اللَّحْم ما كان غيرَ بائن،

حَزَّه يَحُزُّه حَزّاً واحْتَزَّه احْتِزازاً. وفي الحديث: أَنه احْتَزَّ

من كَتِف شاة ثم صَلَّى ولم يتوضأْ؛ هو افْتَعَل من الحَزّ القَطْع،

وقيل: الحَزُّ القطع من الشيء في غير إِبانَة؛ وأَنشد:

وعَبْد يَغُوث تَحْجِل الطَّيْرُ حَوْله،

قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ

فجعل الحَزّ ههنا قَطْع العُنق، والمَحَزّ موضعه، وأَعطيته حِذْيَةً من

لحم وحُزَّةً من لحم. والتَّحَزُّز: التَّقَطُّع. والحُزَّة: ما قطع من

اللحم طولاً؛ قال أَعشى باهلة:

تَكْفِيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن أَلَمَّ بها

من الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ

ويقال: ما به وَذْيَةٌ، وهو مثل حُزَّة، وقيل: الحُزَّة القطعة من

الكَبِد خاصة، ولا يقال في سَنام ولا لحم ولا غيره حُزّة.

والحازّ: قطع في كِرْكِرَة البعير، وهو اسم كالنّاكت والضَّاغط.

والحَزّ: الفَرْض في الشيء، الواحدة حَزَّة، وقد حَزَزْت العود أَحُزّه

حَزّاً. والحَزّ: فرض في العود والمِسْواك والعظم غير طائل.

والتَّحْزِيز: كثرة الحَزِّ كأَسْنان المِنْجَل، وربما كان ذلك في أَطراف الأَسنان،

وهو الذي يسمى الأَشَر، وقد حزز أَسنانه، والتَّحْزِيزُ: أَثر الحَزّ

أيضاً؛ قال المتنخل الهذلي:

إِن الهَوان، فلا يَكْذِبكُما أَحدٌ،

كأَنه في بَياضِ الجِلْدِ تَحْزِيز

والتَّحَزُّز: التقطُّع. وحَزَّ الشيءُ في صدره حَزّاً: حَكَّ.

والحَزازَة والحَزَازُ والحَزَّاز والحُزَّاز، كله: وجع في القلب من

خوف؛ قال الشماخ يصف رجلاً باع قوساً من رجل وغبن فيه:

فلما شراها فاضَت العَيْنُ عَبْرَةً،

وفي الصَّدْر حَزَّاز من الهَمِّ حامِزُ

والحزَّاز: ما حَزَّ في القلب. وكلّ شيء حَكّ في صدرك، فقد حَزّ، ويروى

حُزَّاز. والحَزْحَزَة: كالحُزّاز. الأَزهري: الحَزَازَة وجع في القلب من

غيظ ونحوه، ويجمع حَزَازَات. والحَزَاز أَيضاً: وجع كذلك، قال زفر بن

الحرث الكلابي:

وقد يَنْبُت المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى،

وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كما هيا

قال أَبو عبيد: ضربه مثلاً لرجل يُظهر مودّة وقلبه نَغِلٌ بالعداوة.

والحَزَاحِزُ: الحركات؛ قال أَبو كبير:

وتَبَوَّأَ الأَبْطال، بعد حَزاحِزٍ،

هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخِ المَوْحِفِ

والحَزَاز: هِبْرِيَةٌ في الرأْس كأَنه نُخالة، واحدته حَزَازَةٌ.

والحَزُّ: غامِضٌ من الأَرض ينقاد بين غليظتين.

والحَزِيزُ من الأَرض: موضع كثرت حجارته وغلظت كأَنها السَّكاكِين؛

وقيل: هو المكان الغليظ ينقاد. وقال ابن دريد: الحَزِيزُ غلظ في الأَرض فلم

يزد على ذلك. ابن شُميل: الحَزِيزُ ما غلظ وصَلُبَ من جَلَد الأَرض مع

إِشْرافٍ قليل، قال: وإِذا جلست في بطن المِرْبَد فما أَشْرَفَ من أَعلاه

فهو حَزِيزٌ. وفي حديث مطرّف: لقيتُ عَلِيّاً بهذا الحَزِيز؛ هو المُنْهبط

من الأَرض، وقيل: هو الغليظ منها، ويجمع على حُِزَّان؛ ومنه قصيد كعب بن

زهير:

تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ،

إِذا تَوَقَّدَت الحُزَّان والمِيلُ

وفي المحكم: والجمع أَحِزَّةٌ وحُزَّان وحِزَّانٌ؛ عن سيبويه؛ قال لبيد:

بأَحِزَّة الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها،

قَفْرَ المَرَاقِبِ، خَوْفُها آرَامُها

وقال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة:

نِعْم قُرْقُور المرُورَاتِ، إِذا

غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرابِ

وقال زهير:

تَهْوي مَدافِعُها في الحَزْنِ ناشِزَة الـ

أَكتاف، نَكَّبَها الحِزَّانُ والأَكَمُ

وقد قالوا: حُزُزٌ، فاحتملوا التضعيف؛ قال كثير عزة:

وكم قد جاوَزَت نِقْضي إِليكمْ

من الحُزُزِ الأَماعِرِ والبِرَاقِ

قال: وليس في القِفاف ولا في الجبال حِزَّانٌ إِنما هي جَلَد الأَرض،

ولا يكون الحَزيز إِلاَّ في أَرض كثيرة الحَصْباء. والحَزِيزُ والحَزَازُ

من الرجال: الشديدُ على السَّوق والقتال والعمل؛ قال:

فَهْيَ تَفادَى من حَزازٍ ذي حَزِقْ

أَي من حَزَازٍ حَزِقٍ،وهو الشيديد جَذْبِ الرِّباط، وهذا كقولك: هذا

ذُو زَيْد وأَتانا ذو تَمْرٍ؛ قال الأَزهري: والمعنى هذا زيد وأَتانا تمر.

قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول مرّ بنا ذو عَوْن بن عَدِيّ، يريد: مرَّ بنا

عون بن عدّي، قال: ومثله كثير في كلامهم، قال: ويقال أَخذ بحُزَّته أَي

بعنقه، قال: وهو من السراويل حُزَّة وحُجْزَة، والعنق عندي مشبه به،

وحُزَّة السراويل: حُجْزته؛ قال الأَزهري: وقيل أَراد بحُجْزَته، وهي لغة

فيها. الأَصمعي: تقول حُجْزة السراويل ولا تقل حُزَّة. ابن الأَعرابي: يقال

حُجْزَتُه وحُذْلته وحُزَّتُه وحُبْكَتُه، والحُزَّةُ العُنق. وفي الحديث:

آخذ بحُزَّته، والحُزَّة من السراويل الحُجْزة. وفي الحديث عن ابن

مسعود، رضي الله عنه: الإِثْم حُزّاز القلوب؛ هي الأُمور التي تَحُزُّ فيها

أَي تُؤَثر كما يؤَثر الحَزُّ في الشيء، وهو ما يخطر فيها من أَن تكون

معاصي لفقد الطمأْنينة إِليها،وهي بتشديد الزاي جمع حازٍّ. يقال إِذا أَصاب

مِرْفَقَ البعير طَرَفُ كِرْكِرَتِه فقطعه وأَدماه، قيل: به حازٌّ. وقال

الليث: يعني ما حَزَّ في القلب وحَكَّ. وقال العَدَبَّس الكناني: العَرَك

والحازّ واحد، وهو أَن يُحَزَّ في الذراع حتى يُخْلَصَ إِلى اللحم

ويُقْطع الجلدُ بحدِّ الكِرْكِرَة. وقال ابن الأَعرابي: إِذا أَثَّر فيه قيل

ناكِتٌ، فإِذا حَزَّ به قيل به حازٌّ، فإِذا لم يُدْمه فهو الماسح؛ ورواه

شمر: الإِثم حَوَّاز القلوب، بتشديد الواو، أَي يَحُوزها ويتملكها ويغلب

عليها، ويروى: الإِثم حَزَّازُ القلوب، بزايين الأُولى مشددة، وهو فعَّال

من الحَزّ. والحَزّ: الحِينُ والوقت؛ قال أَبو ذؤَيب:

حتى إِذا حَزَزَتْ مِياهُ رُزُونِهِ،

وبأَيِّ حَزّ مَلاوَةٍ يتقطع

أَي بأَي حين من الدهر. والحَزَّة: الساعة؛ يقال: أَيَّ حَزَّة أَتيتني

قضيتُ حقك؛ وأَنشد:

وأَبَنْت للأَشْهاد حَزَّة أَدَّعي

أَي أَبَنْت لهم قولي حين ادَّعيت إِلى قومي فقلت: أَنا فلان بن فلان.

قال أَبو الهثيم: سمعت أَبا الحسن الأَعرابي يقول لآخر: أَنت أَثقل من

الخاثر، وفسره فقال: هو حَزَّاز يأْخذ على رأْس الفؤاد يُكْره على غِبِّ

تُخَمة.

وبعير مَحْزوز: موسوم بِسِمَة الحُزّة يُحَزُّ بشَفْرة ثم يفتل. ابن

الأَعرابي: الحَزّ الزيادة على الشرف؛ يقال: ليس في القبيل أَحد يَحُزُّ على

كرم فلان أَي يزيد عليه. الأَزهري: قال مبتكر الأَعرابي: المُحازَّة

الاسْتِقْصاء، تقول: بيننا حِزاز شديد أَي استقصاء، وبينهما شركة حِزَازٍ

إِذا كان كل واحد منهما لا يَثِق بصاحبه.

والحَزْحَزة: من فعل الرئيس في الحرب عند تَعْبِيَة الصفوف، وهو أن

يقدّم هذا ويؤخر هذا؛ يقال: هم في حَزاحِز من أَمرهم؛ قال أَبو كبير

الهذلي:وتَبَوَّأَ الأَبْطالُ، بعد حَزاحِزٍ،

هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخ المَوْحِف

والموحف: المَنْزل بعينه، وذلك أَن البعير الذي به النُّحاز يترك في

مُناخه لا يثار حتى يبرأَ أَو يموت. أَبو زيد: من أَمثالهم: حَزَّت حازَّةٌ

من كُوعِها؛ يضرب عند اشتغال القوم، يقول: فالقوم مشغولون بأُمورهم عن

غيرها أَي فالحازّة قد شغلها ما هي فيه عن غيرها. وتَحَزْحَز عن الشيء:

تَنَحَّى.

والحَزُّ: موضع بالسَّرَاة. وحَزَّازٌ: اسم. وأَبو الحَزَّاز: كنية

أَرْبدَ أَخي لبيد الذي يقول فيه:

فَأَخي إِن شَرِبُوا من خَيْرهم،

وأبو الحَزَّاز من أَهل مَلِك

ح ز ز : حَزَزْت الْخَشَبَةَ حَزًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَرَضْتُهَا وَالْحَزُّ الْفَرْضُ وَحُزَّةُ السَّرَاوِيلِ مِثْلُ: الْحُجْزَةِ وَيُقَالُ الْحُزَّةُ الْعُنُقُ وَالْحُزَّةُ الْقِطْعَةُ مِنْ اللَّحْمِ تُقْطَعُ طُولًا وَالْجَمْعُ حُزَزٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. 

حشك

[حشك] نه وفيه: اللهم اغفر لي قبل "حشك" النفس، أي النزع الشديد.
حشك: حَشَك الرجل: ثار مندفعا (محيط المحيط).
حشك الوعاء: أفعمه إفعاماً عنيفاً (محيط المحيط).

حشك


حَشَكَ(n. ac. حَشْك
حُشُوْك)
حَشِكَ(n. ac. حَشَك)
a. Was full; was heavy, heavilyloaded.
b. Gathered together.
c. Blew from every quarter (winds).
d. see II
حَشَّكَa. Filled, stuffed full (sack).
تَحَشَّكَa. Was full of milk (teat).
حَشْكَةa. Heavy rain, downpour.

حَاْشِكa. Full ( of milk ); heavily loaded.
b. Consecutive, continuous, uninterrupted.

حَاْشِكَة
(pl.
حَوَاْشِكُ)
a. Winds which blow from every quarter.

حِشَاْك
حُشَاْكَةa. Gag.
(حشك)
الْقَوْم حشوكا احتشدوا وتجمعوا وَيُقَال حشكت الْقوس طرحت السهْم بَعيدا وكل ذَات لبن تجمع لَبنهَا فِي ضرْعهَا والنخلة كثر حملهَا والسحاب كثر مَاؤُهُ وَالسَّمَاء جَاءَت بمطر شَدِيد وَالرِّيح اشتدت وَفُلَان النَّاقة تَركهَا لَا يحلبها حَتَّى يجْتَمع اللَّبن فِي ضرْعهَا

(حشك) الْحَيَوَان حشكا قضم الحشيكة فَهُوَ حشك
حشك
الحَشْكُ: تَرْكُكَ لا تَحْلُبُها حتّى يَجْتَمِعَ لَبَنُها، فهي مَحْشُوْكَةٌ. والحَشَكُ: اسْمٌ للدِّرَّةِ المُجْتَمِعَةِ. والحَوْشَكَةُ: الخَثْرَمَةُ وما تَسْمَعُها في ناحِيَةٍ من الدّارِ والمَنْزِلِ. وجاءَ بنو فُلانٍ بِحَشَكَتِهم: أي بِجَماعَتِهم. والحاشِكُ والحاشِدُ: سَوَاء، من الاجْتِهادِ في الأمْرِ. وإذا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ قيل: حَشَكَتْ. والحَشْكَةُ: مَثْلُ البَغْشَةِ من المَطَرِ. والحاشِكُ في قَوْلِ ساعِدَةَ: المُتَتَابعُ. والرِّيَاحُ الحَواشِكُ: الشَّدِيْدَةُ. وقيل: هي الضَّعيفَةُ، وكأنه من الأضْدَاد.
[حشك] حَشَكَتِ الدِرَّةُ تَحْشِكُ حَشْكاً، بالتسكين وحُشوكاً: امتلأت، وأمَّا قول زهير:

خافَ العُيونَ فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ * فإنّما حرّكه للضرورة، أي لم تنتظر به أمّه حُشوكَ الدِرَّةِ. ويقال: ناقةٌ حَشوكٌ وحَشودٌ، للتي يجتمع اللبنُ في ضَرعها سريعاً: وحَشَكَتِ النَخلة أيضاً: كثُر حملها، وهي نخلةٌ حاشِكٌ، عن يعقوب. وحَشَكْتُ الناقة، أي تركتُها ولم أحلُبْها حتَّى اجتمع لبنُها، ومنه قول الشاعر:

غدت وهى محشوكة حافِلُ * والحِشاكُ: الشِبامُ، عن ابن دريد، وهو عودٌ يُعرض في فم الجدى ويشد في قفاه، يمنعه من الرضاع، ولم يعرف أبو سعيد الشحاك بتقديم الشين. وحشك القوم، أي احتَشدوا واجتمعوا. وحَشَكَتِ الريحُ، أي ضعفتْ واختلفتْ مهابُّها. ورياحٌ حواشِكُ: مختلفات المهابّ. قال أبو زيد: الحشكة من المطر مثل الحفشة والغيبة، وهى فوقَ البَغْشَةِ، وقد حَشَكَتِ السماءُ تحشك حشكا، والحشاك، بالتشديد: اسم نهر.
باب الحاء والكاف والشين مهما ح ش ك، ك ش ح، ش ح ك مستعملات

حشك: الحَشَكُ: تَرْكُكَ النّاقَةَ لا تَحلُبُها حتّى يجتَمع لَبَنُها، وهي مَحْشُوكةٌ. والحَشَك: اسم للدِرّةِ المُجتَمعة، قال:

غَدَتْ وهي مَحشُوكةٌ حافِلٌ ... فراحَ الذِئارُ عليها صَحيحا

كشح: الكشح: من لدن السرة إلى المَتْن ما بَيْنَ الخاصِرة إلى الضِلَع الخَلْف، وهو مَوضِع مَوقِع السَّيْف إلى المُتَقَلِّد. وطَوَى فلانٌ كَشْحَه على أمر: إذا استَمَرَّ عليه وكذلك الذاهب القاطع. والكاشِح: العَدوٌ، قال:

فذَرْني ولكنْ ما تَرَى رَأْيَ كاشحٍ ... يَرَى بيننا من جهلِه دقَّ مَنْشِمِ

ويقال: طَوَى كَشْحَه عَنّي: إذا قَطَعَكَ وعاداكَ. وكاشَحَني فلانٌ بالعَداوة.

شحك: الشَّحْكُ: من الشِّحاك، تقول: شَحَكْتُ الجَدْيَ: وهو عُودٌ يُعَرَّض في فَمِهِ يَمْنَعُه من الرِّضاع. 

حشك

1 حَشَكَتِ الدِّرَّةُ, aor. ـِ inf. n. حَشْكٌ and حُشُوكٌ; for the former of which, حَشَكٌ is used by poetic license: (S:) or حَشِكَت, aor. ـَ (TA,) inf. n. حَشَكٌ (K, TA) and حُشُوكٌ: (TA:) The flow of milk became full: (S:) or became vehement in the udder: or collected quickly therein: (K, TA:) but accord. to Lth, حَشْكٌ and ↓ حَشَكٌ are like نَفْضٌ and نَفَضٌ, and نَقْضٌ and نَقَضٌ; the former being an inf. n., and the latter a subst. [in the proper sense of the term, app. signifying milk collected, or collected quickly, in the udder]. (TA.) b2: [Hence,] حَشَكَتِ السَّحَابَةُ, (K,) aor. ـِ inf. n. حَشْكٌ, (TA,) (tropical:) The cloud had much water. (K, TA.) And حَشَكَتِ السَّمَآءُ, aor. ـِ inf. n. حَشْكٌ, (assumed tropical:) The sky let fall a rain such as is termed حَشْكَةٌ. (Az, S.) And حَشَكَ الوَادِى, (assumed tropical:) The valley poured (دَفَعَ) with water. (TA.) b3: And حَشَكَتِ النَّخْلَةُ (tropical:) The palm-tree bore much fruit. (Yaakoob, S, K, TA.) b4: And حَشَكَ القَوْمُ, (S, K,) inf. n. حَشْكٌ, or, accord. to Th, حَشَكٌ, (TA,) (assumed tropical:) The people collected themselves together, or assembled. (Th, S, K.) A2: حَشَكَتْ لَبَنَهَا, inf. n. حَشْكٌ and حُشُوكٌ, She (a camel) collected her milk. (K.) b2: حَشَكَ النَّاقَةَ, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. حَشْكٌ, (TA,) He left milking the she-camel until her milk collected (S, K, TA) in her udder. (TA.) حَشَكٌ: see 1.

حَشَكَةٌ (assumed tropical:) A rain exceeding such as is termed بَغْشَةٌ; like حَفْشَةٌ and غَبْيَةٌ. (S).

جَاؤُوا بِحَشَكَتِهِمْ, (K,) or, as in the Moheet, جَآءَ فُلَانٌ بِحَشَكَتِهِمْ, (TA,) means (assumed tropical:) [They came, or such a one came,] with their company. (K, TA.) حِشَاكٌ, (IDrd, S, Sgh,) thus correctly written, like كِتَابٌ, but in [most of] the copies of the K like سَحَابٌ, (TA, [in the CK like سَحَابَةٌ,]) A piece of wood which is put in the mouth of a kid, (S, K,) across, (S,) and tied (S, K) at the back of his neck, (S,) to prevent him from sucking: (S, K:) also called شِبَامٌ. (IDrd, S.) حَشُوكٌ A she-camel collecting milk in her udder (S, K) quickly. (S.) حَاشِكٌ [act. part. n. of حَشَكَ]. You say شَاةٌ حَاشِكَةٌ A sheep, or goat, abounding with milk. (TA in art. لجب.) [And hence,] نَخْلَةٌ حَاشِكٌ (tropical:) A palm-tree bearing much fruit. (Yaakoob, S, K.) b2: Also (assumed tropical:) Consecutive, or uninterrupted. (Ibn-'Abbád, K.)
(ح ش ك)

الحَشْكُ: شدَّة الدرة فِي الضَّرع. وَقيل: سرعَة تجمع اللَّبن فِيهِ. وحَشَكَت النَّاقة فِي ضرْعهَا لَبَنًا تَحْشِكَه حَشْكا وحُشُوكا، وَهِي حَشُوكٌ: جمعته. وَكَذَلِكَ الشَّاة. قَالَ عَمْرو ذُو الْكَلْب:

يَا لَيْتَ شِعِري عَنْك والأمْرُ عَمَمْ

مَا فَعَلَ اليومَ أويسٌ فِي الغَنمْ

صُبَّ لَهَا فِي الرّيحِ مِرّيخٌ أشَم

فاجتال مِنها لَجْبهً ذاتَ هَزَمْ

حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ

وحَشَكَها يحْشِكُها حَشْكا، إِذا تَركهَا لَا يحلبها حَتَّى يجْتَمع اللَّبن فِي ضرْعهَا. قَالَ:

غَدَتْ وهيَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ ... فَرَاح الذّئارُ عليَها صحِيحا

وَالِاسْم من كل ذَلِك الحَشَكُ، كالنَّفْضِ والنَّفَضِ، والقَبْضِ والقَبَضِ، قَالَ زُهَيْر:

كَمَا استَغاثَ بسيءٍ فَزُّ غَيْطَلةٍ ... خافَ العُيُونَ وَلم يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ

وَقيل: أَرَادَ الحَشْكَ فحرك للضَّرُورَة. وَقيل: الحَشْكُ والحَشَكُ لُغَتَانِ.

وحَشَكَت السحابة تَحشِكُ حَشْكا: كثر مَاؤُهَا. وحشَكت النَّخْلَة وَهِي حاشِك: كثر حملهَا.

وحَشَكَ الْقَوْم حَشْكا، حشدوا وتجمعوا. وحشَكَ الْقَوْم على مِيَاههمْ حَشَكا، بِفَتْح الشين: اجْتَمعُوا، عَن ثَعْلَب وَخص بذلك بني سليم كَأَنَّهُ إِنَّمَا فسر بذلك شعرًا من أشعارهم، وكل ذَلِك رَاجع إِلَى معنى الْكَثْرَة.

والرياح الحَواشِكُ: الْمُخْتَلفَة، وَقيل: الشَّدِيدَة، واحدتها حاشِكَةٌ بِالْهَاءِ، حَكَاهُ أَبُو عبيد. والحشَاك: الْخَشَبَة الَّتِي تشد فِي فَم الجدي لِئَلَّا يرضع.

وحَشَك نَفسه: إِذا علاهُ البهر. وَالْعرب تَقول: اللَّهُمَّ اغْفِر لي قبل حَشَكِ النَّفس وأز الْعُرُوق: الحشك اجتهادها فِي النزع وَشدَّة حفزها النَّفس، وأز الْعُرُوق ضرباتها.

وحَشَكَت الْقوس: صلبت، قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا كَانَت الْقوس طروحا ودامت على ذَلِك فَهِيَ حاشِكٌ. قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية الْهُذلِيّ:

فَورَّكَ ليْنا أخْلَص القَينْ أّثْرَه ... وحاشِكةً يَحْصِى الشمالَ نَذِيرُها

والحَشَّاكُ، مَوضِع. والحَشَّاكُ، نهر.

حشك: الحشَك: شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع، وقيل: سرعة تجمُّع اللبن فيه.

وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً، وهي

حَشُوك: جمعته؛ وكذلك قال عمرو ذو الكلب:

يا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ،

ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟

صُبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ،

فاجْتالَ منها لَجْبةً ذات هَزَمْ،

حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ

(* قوله «مريخ» المريخ: كسكين السهم، لكن المراد به هنا الذئب على

التشبيه لقوله فاجتال أي اختار، فإن الاختيار للذئب، أفاده شارح القاموس في م

ر خ).

والحَشْكُ: تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها، وهي مَحْشُوكة.

وحَشَكَها يَحْشِكها حشكاً إِذا تركها لا يحلبها حتى يجتمع اللبن في ضَرْعها؛

قال:

غَدَتْ، وهي مَحْشُوكة حافِلٌ،

فَرَاح الذِّئارُ عليها صحيحا

والاسم من كل ذلك الحَشَكُ

كالنَّفْضِ والنَّفَضِ والقَبْضِ والقَبَض؛ قال زهير:

كما استغاثَ، بِسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ،

خاف العيونَ، فلم يُنْظَر به الحَشَكُ

وقيل: أَراد الحَشْكَ فحرك للضرورة أَي لم تنتظِرْ به أُمُّه حُشوك

الدِّرَّة. والحَشَكُ: اسم للدِّرَّة المجتمعة. وحَشَكَت الدرة تَحْشِكُ

حَشكاً، بالتسكين، وحُشُوكاً: امتلأت؛ وقيل الحَشْك والحَشَك لغتان. الجوهري:

يقال ناقة حَشُوك وحَشُود للتي يجتمع اللبن في ضرعها سريعاً. وحَشَكْتُ

الناقة: تركتها ولم أَحلبها حتى اجتمع لبنها؛ ومنه قول الشاعر:

غَدَتْ وهي مَحْشوكة حافِلُ

وحشَكت السحابة تَحْشِكَ حَشْكاً: كثر ماؤها. وحَشَكت النخلةُ، وهي

حاشِك: كثر حملها. وحَشَكَ القومُ حَشْكاً: حَشَدُوا وتجمعُوا؛ قال الفراء:

حَشَك القومُ وحَشَدوا بمعنى واحد. وحَشَكَ القوم على مياههم حَشَكاً،

بفتح الشين: اجتمعوا؛ عن ثعلب، وخص بذلك بني سليم كأَنه إِنما فسر بذلك

شعراً من أَشعارهم، وكل ذلك راجع إِلى معنى الكثرة. والرِّياح الحَوَاشِكُ:

المختلفة، وقيل: الشديدة ، واحدتها حاشكة؛ حكاه أَبو عبيد. وحَشَكَت الريح

تَحْشِكُ حَشكاً أَي ضعفت واختلفت مَهَابُّها. ورياح حَواشِك: مختلفات

المَهابِّ.

والحِشَاك: الخشبة التي تشد في فم الجَدْي لئلا يرضع؛ قال الجوهري:

الحِشَاك الشِّبَامُ؛ عن ابن دريد، وهو عود يُعَرَّض في فم الجدي ويشد في

قفاه يمنعه من الرضاع، قال: ولم يعرف أَبو سعيد الشِّحَاكَ، بتقديم الشين.

وحَشَك نَفسَه إِذا علاه البُهْر، والعرب تقول: اللهم اغفر لي قبل حَشْك

النَّفَس وأَزِّ العروق؛ الحَشْك: اجتهادها في النزع الشديد. وأَزُّ

العروق: ضَرَبانُها. وأَحْشَكْتُ الدابة إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي

قَضِمَتْ. والحَشْكةُ من المطر: مثل الحَفْشة والغَبْيَة، وهي فوق

البَغْشَةِ، وقد حَشَكت السماء تَحْشِك حَشْكاً. وحَشَكَت القَوْس: صلبت. قال

أَبو حنيفة: إِذا كانت القوس طَرُوحاً ودامت على ذلك فهي حاشك؛ قال ساعدة بن

جؤية الهذلي:

فوَدَّكَ لَيْناً أَخلص القَيْنُ أَثْرَهُ،

وحاشِكةً يَحْمِي الشِّمال نَذِيرُها

وقوس حاشِكٌ وحاشِكة إِذا كانت مُوَاتِيةً للرامي فيما يريد؛ قال أُسامة

الهذلي:

له أَسْهُمٌ قد طَرَّهُنَّ سَنِينُه،

وحاشِكةٌ تمتد فيها السَّواعِدُ

والحَشَّاك: موضع. والحَشَّاك، بالتشديد: نهر.

حشك
الحَشَكُ، مُحَرّكَةً: شِدَّةُ الدِّرَّةِ فِي الضَّرعِ، أَو هُوَ سُرعَةُ تَجَمُّع اللَّبَنِ فيهِ وَقد حَشَكَتْ هِيَ تَحْشِكُ حَشْكاً وحُشُوكاً. والحَشْكُ أَيضاً: شِدَّةُ النَّزْعِ فِي القَوْسِ. وحَشَكَ النّاقَةَ يَحْشِكُها حَشْكاً: تَرَكَ حَلْبَها حَتّى يَجْتَمِعَ لبَنُها فِي ضَرعِها، وَهِي مَحْشُوكَةٌ، قَالَ:
(غَدَتْ وَهي مَحْشُوكَة حافِلٌ ... فراحَ الذِّئارُ عَلَيْهَا صَحِيحَا)
وحَشَكَت النّاقَةُ لَبَنَها حَشْكاً بِالْفَتْح وحُشُوكاً كقُعودٍ: جَمَعَتْه، وَمِنْه قولُ عَمْرو ذِي الكَلْب: حاشِكَةَ الدِّرَّة وَرْهاءَ الرَخَم قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ زُهَيرٍ:
(كَمَا اسْتَغاثَ بسَي فَزُّ غَيطَلَةٍ ... خافَ العُيُونَ فَلم يَنْظُر بِهِ الحَشَكُ)
فإِنّما حَرّكَه للضَّرُورةِ، أَي: لم تَنْتَظِر بِهِ أُمه حُشُوكَ الدِّرَّةِ. وَقَالَ اللَّيثُ: الحَشْكُ المَصْدَرُ، والحَشَكُ: الاسمُ كالنَّفْضِ والنَّفَضِ، والنَّقْضِ والنَّقَضِ، ونَظَر المَصنِّفُ إِلى قولِه هَذَا فصَدَّرَ الحَشَكَ، بالتَّحْرِيك. فَهِيَ حَشُوكٌ وحَشُودٌ: يَجْتَمِعُ اللّبنُ فِي ضَرعِها سَرِيعاً، قَالَه الجَوْهَرِيُّ. وَمن المَجازِ: حَشَكَت السَّحابَةُ تَحْشِكُ حَشْكاً: كَثُرَ ماؤُها، وَكَذَلِكَ النَّخْلَةُ: إِذا كَثُرَ حَمْلُها فَهِيَ حاشِكٌ نقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن يَعْقوبَ. وحَشَكَ القَوْمُ حَشْكاً: حَشَدُوا وتَجَمَّعُوا نقلَه الفَرّاءُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: حَشَكَ القَومُ على مِياهِهِم حَشَكاً، بِفَتْح الشينِ: اجْتَمَعُوا، وخَصّ بذلك بني سُلَيمٍ، كأَنه إِنما فسَّرَ بذلك شِعْراً من أَشْعارِهم، وكُلُّ ذَلِك راجِعٌ إِلى مَعْنَى الكَثْرةِ. وحَشَكَ نَفَسُه حَشْكاً: إِذا عَلاهُ البُهْرُ. وتَقُولُ العَرَبُ: اللَّهُمّ اغْفِر لِي قَبلَ حَشْكِ النَّفَسِ وأَزِّ العُروقِ، أَي: قَبل اجْتِهادِها فِي النَّزْعِ الشَّدِيدِ. وحَشَكَت القَوْس حَشْكاً، أَي: صَلُبَتْ قَالَ أَبو حَنِيفَة: إِذا كانَت القَوْسُ طَرُوحاً ودائمْاً على ذَلِك فَهِيَ حاشِكٌ وحاشِكَةٌ. والرِّياحُ الحَواشِكُ: المُخْتَلِفَةُ أَو الشدِيدَةُ واحِدَتُّها حاشِكَةٌ، حَكَاهُ أَبو عُبَيد أَو هِيَ الضَّعِيفَةُ وَقد حَشَكَتْ تَحْشِكُ حَشْكاً: إِذا ضَعُفَت واخْتَلَفَتْ مَهابّها، فعَلَى هَذَا هِيَ من الأَضْدادِ، نبّه عَلَيْهِ الصّاغانيُ، وأَغْفَلَه المُصَنِّفُ قَالَ ذُو الرُمَة:
(إِذَا وَقَّعُوا وَهْناً كَسَوْا حَيثُ مَوَّتت ... من الجَهْدِ أَنْفاسُ الرياحِ الحَواشِكِ)
والحَشّاكُ كشَدّادٍ: نَهَرٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ الصّاغاني: بأَرضِ الجَزِيرَةِ يَأْخُذُ من الهِرماس، زادَ نَصْرٌ يُفْرِغُ فِي دِجْلَة، قَالَ الأَخْطَلُ:
(أَمْستْ إِلى جانِبِ الحَشّاكِ جِيفَته ... ورَأْسُه دُونَهُ اليَحْمْومُ والصُّوَرُ)
والحَشَاكُ كسَحابٍ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ ككِتاب، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرَة، ونَقَلَه الجَوهَرِيّ والصّاغانيُ: خَشَبَةٌ تُشَدُّ فِي فَمِ الجَدْيِ لِئَلاّ يَرضَعَ وَهِي الشِّبامُ أَيْضاً. والحاشِكُ: المتَتابعُ عَن ابنِ عَبّاد. قَالَ:)
والحَوْشَكَةُ: مَا تَسمَعُه فِي ناحِيةٍ من الدارِ والمَنْزِلِ. وَكَذَلِكَ الخَشْرَمَةُ. قَالَ: ويُقال: جاءُوا ونَصّ المُحِيطِ: جاءَ فلَان بحَشَكَتِهِم، مُحَرَّكَةً، أَي: بجَماعَتِهِم. والحَشِيكَةُ: مثلُ الحَسِيكَة رُوِي ذَلِك عَن أبي زَيْدٍ الأنْصارِيِّ. وَمِنْه أَحْشَكَ الدَّابَّةَ: أَقْضَمَها فحَشِكَتْ هِيَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: السّينُ المُهْمَلَةُ فِي هَذَا أَصْوَبُ عندِي، وَقَالَ الصّاغانيُ: السينُ المُهْمَلَةُ هِيَ الصّوابُ لَا غَيرُ، وَهِي لُغةُ أَهْلِ اليمَنِ قاطِبةً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: حَشَكَ الوادِي: إِذا دَفَع بالماءِ. وقالَ أَبو زَيْدٍ: الحَشْكَةُ من المَطَرِ: مثل الحفْشَةِ والغَبيَةِ، وَهِي فوقَ البَغْشَةِ، وَقد حَشَكَت السّماءُ تَحْشِكُ حَشْكاً. وقَوْسٌ حاشِكَة: مُواتِيَةٌ للرّامِي فِيمَا يُرِيدُ، قَالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ:
(لَهُ أَسْهُمٌ قَد طَرَّهُنَّ سَنِينَةٌ ... وحاشِكَةٌ تَمْتَدّ فِيهَا السّواعِدُ)
وحَشِكَت الدّابَّةُ، كفَرِح: قَضَمَت الحَشِيكَةَ.

حلل

(حلل) : التَّحْليلِ: الإِحْلِيلُ 
حلل: {حلائل}: أزواج. {محله}: منحره بمعنى الموضع الذي يحل فيه نحره.
حلل قَالَ أَبُو عبيد: أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ: القسي - بِكَسْر الْقَاف
(حلل) الْعقْدَة حلهَا وَالشَّيْء رجعه إِلَى عناصره يُقَال حلل الدَّم وحلل الْبَوْل وَيُقَال حلل نفسية فلَان درسها لكشف خباياها (محدثة) وَالْيَمِين تحليلا وتحلة وتحلا جعلهَا حَلَالا بكفارة أَو بِالِاسْتِثْنَاءِ الْمُتَّصِل كَأَن يَقُول وَالله لَأَفْعَلَنَّ ذَلِك إِلَّا أَن يكون كَذَا وَيُقَال فعل كَذَا تحليلا لما لَا يُبَالغ فِيهِ وَالشَّيْء أَبَاحَهُ
حلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم فِي المُحرِم يعدو عَلَيْهِ السَّبع أَو اللص قَالَ: أحِلَّ بِمن أحَلَّ بك قَالَ حدّثنَاهُ هشيم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم وَقد 3 رُوِيَ عَن الشّعبِيّ مثله. يَقُول: من ترك الْإِحْرَام وأحَلَ بك فقاتلك فأحْلِل أَنْت أَيْضا بِهِ وقَاتِله وَلَا تجْعَل نَفسك مُحْرِماً عَنهُ. وَيدخل فِي هَذَا السَّبع واللصَ وكل من عرض لَك] . 
حلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يَمُوت لمُؤْمِن ثَلَاثَة أَوْلَاد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم. قَوْله: تحل الْقسم يَعْنِي قَول اللَّه تَعَالَى {وَإِنْ مّنْكُمْ إلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مّقْضِيًّا} فَلَا يردهَا إِلَّا بِقدر مَا يبر اللَّه بِهِ قسمه فِيهِ وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْعلم أصل للرجل يحلف: ليفعلن كَذَا وَكَذَا فيفعل مِنْهُ جُزْءا دون جُزْء ليبر فِي يَمِينه كَالرّجلِ يحلف: ليضربن مَمْلُوكه فيضربه ضربا دون ضرب فَيكون قد بر فِي الْقَلِيل كَمَا يبر فِي الْكثير وَمِنْه مَا قصّ اللَّه تعالي من نبأ أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام حِين حلف: ليضربن امْرَأَته مائَة فَأمره اللَّه تعالي بالضغث وَلم يكن أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام نَوَاه حِين حلف.
حلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْعَبَّاس [بن عبد الْمطلب -] رَحمَه الله قَالَ: كَانَ عمر [رَضِي الله عَنهُ -] لي جارا فَكَانَ يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل فَلَمَّا ولي قلت: لأنظرن الْآن إِلَى عمله فَلم يزل على وَتِيرَة وَاحِدَة حَتَّى مَاتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوتيرة المداومة على الشَّيْء [وَهُوَ -] مَأْخُوذ من التَّواتُر والتَّتابُع قَالَ: والوتيرة فِي غير هَذَا الحَدِيث الفترة عَن الشَّيْء وَالْعَمَل قَالَ زُهَيْر يصف بقرة فِي سَيرهَا: [الطَّوِيل]

نَجاءٌ مُجدٌّ لَيْسَ فِيهِ وتيرة ... وتذبيبها عَنْهَا بأسحم مذود

8 - / ب قَالَ: والوتيرة أَيْضا غُرّة الْفرس / إِذا كَانَت مستديرة قَالَ الْكسَائي: فَإِذا طَالَتْ فَهِيَ الشادخة وأنشدنا: [الرجز]

سقيا لكم يَا نُعمَ سَقيين اثنينْ ... شادخة الْغرَّة نجلاء العينْ

وبلل
ح ل ل

حل له كذا، فهو حل وحلال. وحل المحرم وأحل، فهو حل وحلال ومحل. وأحله الله وحلله: ضد حرمه. واستحل الحرام. وحللت الدار، وحللت بالقوم. وهي محلة القوم وحلتهم. وفلان في حلة صدق. ودار فلان في حلل العرب. وحي حلة وحلال: حالون في مكان. قال:

لقد كان في شيبان لو كنت عالما ... قباب وحي حلة ودراهم

وحلل يمينه، وتحلل في يمينه، ومن يمينه: استثنى، يقال: تحلل. وحلا أبا فلان. وأدخل السابقان بين فرسيهما محللاً ودخيلاً. ونزلوا ومعهم المحلات. وهي الأشياء التي لا بدّ للنازل منها: من رحًى وفأسٍ وقدرٍ ودلوٍ، ونحوها. قال:

لا تعدلن أتاويين تضربهم ... نكباء صر بأصحاب المحلات

وذهب حلة الغور أي قصده. وأنشد سيبويه:

سرى بعد ما غاب الثريا وبعد ما ... كأن الثريا حلة الغور منخل

ومكان محلال: يحل كثيراً. وتحلحل عن المكان. ورجل حلاحل: سيد. وشاة ضيقة الإحليل وهو مخرج اللبن. وحل الدين يحل: وجب. وحان محل الدين. وبلغ الهدي محله.

ومن المجاز: رجل محل: لا عهد له، ومحرم: له عهد. وفلان حلال للعقد، كاف للمهمات. والكرم في حلته. وكساه حلل الثناء. ولبس المحارب حلته، وبزته أي سلاحه.
(حلل) - قَولُه تَعالَى: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ} 
هي جَمْع حَلِيلَة الرَّجُل،: أي امْرَأته، والمَرأَة حَلِيلُ الرَّجل، والرَّجلُ حَلِيلُها؛ لأنها تَحِلّ معه ويَحِلُّ مَعَها. وقيل: إنها بِمعنى مُحَلَّة، لأنه يَحِلُّ لها وتَحِلُّ له، وقيل: لأنَّ كُلَّ واحد منهما يَحُلّ إِزارَ الآخَر.
- قَولُه تَبارَك وتَعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} .
: أي المَوْضِع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُها، وكذلك مَحِلّ الدَّيْنِ: وَقتُ حُلُوله.
- في حَدِيثِ عِيسَى، عليه الصلاة والسلام، وَقْتَ نزوله: "أنه يَزِيدُ في الحَلَال".
قيل: إنه لم يَنكِحْ حتى رُفِعَ، فإذا نَزَل تَزوَّج فَزَاد فيما أَحلَّ اللهُ تَباركَ وتَعالى له.: أي ازْدَاد منه، فحِينَئِذ لا يَبقَى من أَهلِ الكِتاب أَحدٌ إلَّا عَلِم أنه عَبدُ الله، وأَيقنَ أنه بَشَر.
- في الحَدِيث: "أَنَّه كَرِه التَّبرُّجَ بالزِّينة لغَيْر مَحِلِّها".
قيل: هو ما جاءه القرآن: {ولا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا لِبُعُولَتِهِنّ} .. الآية.
والتَّبرُّجُ: التَّبَذُّل. - في الحَدِيث: "بَعَث عَلِىٌّ إلى عُمَر بأُمِّ كُلْثُوم، فقال: هَلْ رَضِيتَ الحُلَّة". 
الحُلَّةُ: كِنَايَة عَنْها؛ لأَنَّ النِّساء يُكَنَّى عَنْهن باللِّباس. كَما قَال تَعالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} .
- في حَدِيثِ عَبدِ المُطَّلب:
لا هُمَّ إنَّ المَرءَ يَمْـ ... ـنَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلَالَك 
يقال: قَومٌ حِلَّة وحِلالٌ: أي مُقِيمُون مُتَجاوِرُون، يَعنِى سُكَّان الحَرَم.
حلل وبلل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الْعَبَّاس و [حَدِيث -] ابْنه عبد الله رحمهمَا الله فِي زَمْزَم: لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حل وبل. وَإِنَّمَا نرَاهُ نهى عَن هَذَا أَنه نزّه الْمَسْجِد أَن يغْتَسل فِيهِ من جَنَابَة قَالَ: فَأَما قَوْله: بِلّ فَإِن الْأَصْمَعِي قَالَ: كنت أَقُول فِي بِلّ: إِنَّه إتباع كَقَوْلِهِم: عطشان نطشان وجائع نائع حَتَّى أَخْبرنِي مُعتَمِر بن سُلَيْمَان أَن بلاّ فِي لُغَة حمير مُبَاح قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ عِنْدِي على مَا قَالَ مُعْتَمر لأَنا قلّ مَا وجدنَا الِاتِّبَاع [يكون -] بواو الْعَطف وَإِنَّمَا الِاتِّبَاع بِغَيْر وَاو كَقَوْلِهِم: جَائِع نائع وعطشان نطشان وَحسن بسن وَأَشْبَاه ذَلِك إِنَّمَا يتَكَلَّم بِهِ من غير وَاو [فَإِذا جَاءَت وَاو الْعَطف فَهِيَ كلمة أُخْرَى وَقد كَانَ بعض النَّحْوِيين يَقُول فِي حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه لما قَتل أحد ابنيه أَخَاهُ فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك الله وبيّاك قَالَ: وَمَا بيّاك قَالَ: أضْحكك. قَوْله: بيّاك أضْحكك يبين لَك أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع إِنَّمَا هِيَ كلمة أُخْرَى. قَالَ: وَيُقَال إِن بلاّ شِفَاء كَمَا يُقَال: [قد -] بَلَ الرجل من مَرضه وأبلّ واستبلّ إِذا برأَ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَمِمَّا يُحَقّق هَذَا الْمَعْنى قَوْله فِي زَمْزَم: إِنَّهَا طَعَام طعم وشفاء سقم.

أَحَادِيث خَالِد بن الْوَلِيد رَحمَه الله

حلل


حَلَّ(n. ac. حَلّ)
a. Untied, undid, loosened; solved; analyzed; melted
dissolved, liquefied; absolved, rerritted.
b. Unbent, unstrung (bow).
c. Spun, wound (cocoons).
d.
(n. ac.
حَلّ
مَحْلَل
مَحْلِل
حُلُوْل) [acc.
or
Bi], Alighted, stopped, settled in; inhabited, dwelt
in.
e. ['Ala], Befell (misfortune).
f.(n. ac. حُلُوْل) ['Ala], Was obligatory, binding upon.
g. Fell due (payment).
h.(n. ac. حِلّ
حَلَاْل), Was permitted, allowable, lawful.
i. [Min], Was, became free from, quit of.
j. [pass.], Melted, thawed (ice).
k. [pass.], Was inhabited.
حَلَّلَa. Annulled (oath).
b. Declared lawful, legitimised; regarded as
lawful.
c. [acc. & Bi], Caused to alight in.
حَاْلَلَa. Stayed, lodged, abode with.

أَحْلَلَa. Permitted, rendered lawful; made, declared free
quit.
b. Dissolved, annulled (covenant).
c. [acc. & Bi], Caused to alight, stay in.
d. [acc. & 'Ala], Imposed upon ( condition & c. ).
تَحَلَّلَa. Dissolved, melted; passed away, vanished.
b. [Fī], Made conditional, inserted a saving clause in (
oath ).
إِنْحَلَلَa. Was, became untied, undone, loosened; was solved; was
analyzed; was melted, dissolved, liquefied.
b. Became, was rendered null (oath).

إِحْتَلَلَ
a. [acc.
or
Bi], Alighted, stayed in.
إِسْتَحْلَلَa. Considered, regarded as lawful, allowable.
b. Asked to have loosed, to be freed from.

حَلّa. Act of untying, loosening; solution; liquefaction;
dissolution; absolution.
b. Piece of poetry turned into prose.
c. Oil of sesame.

حَلَّةa. Permission; dispensation; absolution.
b. Copper-kettle, cooking-pot.
c. Large reedbasket.

حِلّa. Lawful, legitimate, permitted, allowable.
b. Profane, not sacred ( territory, month ).
c. Free, under no constraint or obligation.
d. Disconnection.

حِلَّة
(pl.
حِلَل
حِلَاْل)
a. Quarter; place of alighting; abode.
b. Tribe.

حُلَّة
(pl.
حُلَل حِلَاْل)
a. Mantle, robe; dalmatic.

مَحْلَل
(pl.
مَحَاْلِلُ)
a. Halting-place.
b. Place.
c. A gathering at the house of one dead.

مَحْلَلَةa. Halting-place, encampment.
b. Inn, hostelry.
c. Quarter ( of a city ).
حَاْلِل
(pl.
حُلَّل
حُلُوْل
حُلَّاْل)
a. Untying, loosening &c.
b. Alighting, encamping, settling.
c. Due (debt).
حَلَاْلa. see 2 (a)
حَلَاْلَةa. see 28t
حِلَاْلa. see 2 (a)
حَلِيْل
(pl.
حَلَاْئِلُ)
a. Consort, spouse.

حُلُوْلa. Alighting.

حَلَّاْلَةa. Spinningmill.
N. P.
حَلڤلَa. Untied, unboud, loosened; relaxed, enfeebled;
dissolved; absolved.
(ح ل ل) : (حَلَّ الْمَنْزِلَ) حُلُولًا وَحَالَّ صَاحِبَهُ حَلَّ مَعَهُ (وَمِنْهُ) الْحَلِيلَةُ الزَّوْجَةُ لِأَنَّهَا تُحَالُّ زَوْجَهَا فِي فِرَاشٍ وَحَلَّ الْعُقْدَةَ حَلًّا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الشُّفْعَةُ كَحَلِّ الْعِقَالِ مِثَالٌ فِي قِصَرِ الْمُدَّةِ لِأَنَّهُ سَهْلُ الِانْحِلَالِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا تَحْصُلُ فِي أَدْنَى مُدَّةٍ كَمِقْدَارِ حَلِّ الْعِقَالِ وَقَدْ أَبْعَدَ مَنْ قَالَ إنَّهَا تَذْهَبُ سَرِيعًا كَالْبَعِيرِ إذَا حُلَّ عِقَالُهُ وَحَلَّلَ يَمِينَهُ تَحْلِيلًا وَتَحِلَّةً إذَا حَلَّهَا بِالِاسْتِثْنَاءِ أَوْ الْكَفَّارَةِ (وَتَحِلَّةُ) الْقَسَمِ وَالْيَمِينِ مَثَلٌ فِي الْقِلَّةِ وَمِنْهَا فَتَمَسُّهُ النَّارُ إلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ أَيْ مَسَّةً يَسِيرَةً (وَتَحَلَّلَ) مِنْ يَمِينِهِ خَرَجَ مِنْهَا بِكَفَّارَةٍ (وَتَحَلَّلَ) فِيهَا اسْتَثْنَى وَقَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ مَا تَحَلَّلَ يَمِينِي عَلَى خَدْعَةِ الْجَارِ إنْ كَانَ الْحَدِيثُ مَحْفُوظًا فَعَلَى تَضْمِينِ مَا انْحَلَّ (وَحَلَّ) لَهُ الشَّيْءُ حِلًّا فَهُوَ حِلٌّ وَحَلَالٌ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) الزَّوْجُ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا مَا لَمْ تَحِلَّ لَهَا الصَّلَاةُ (وَالْحَلَالُ) مِمَّا يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْحَجِّ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ إنْ صَادُوا وَهُمْ مُحْرِمُونَ فَحُكْمُهُمْ كَذَا وَإِنْ صَادُوا وَهُمْ (أَحِلَّةٌ) فَحُكْمُهُمْ كَذَا فَكَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَمَكَانٍ وَأَمْكِنَةٍ (وَأَحَلَّهُ) غَيْرُهُ وَحَلَّلَهُ وَمِنْهُ «لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ وَرُوِيَ الْمُحِلُّ وَالْمُحَلُّ لَهُ» وَفِي الْكَرْخِيِّ (الْحَالُّ) وَهُوَ مِنْ حَلَّ الْعُقْدَةَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ مُحَلِّلًا لِقَصْدِهِ التَّحْلِيلَ وَإِنْ كَانَ لَا يَحْصُلُ بِهِ وَذَلِكَ إذَا شَرَطَا الْحِلَّ لِلْأَوَّلِ بِالْقَوْلِ عَلَى قَوْلِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى (وَقَوْلُهُمْ) وَلَوْ قَالَ أَحْلَلْتُكَ مِنْهُ فَهُوَ بَرَاءَةٌ مَبْنِيٌّ عَلَى لُغَةِ الْعَجَمِ (وَحَلَّ) عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَجَبَ وَلَزِمَ حُلُولًا (وَمِنْهُ) الدَّيْنُ الْحَالُّ خِلَافُ الْمُؤَجَّلِ وَالْحُلَّةُ إزَارٌ وَرِدَاءٌ هَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ وَهِيَ مِنْ الْحُلُولِ أَوْ الْحَلِّ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ الْفُرْجَةِ فَاحْتَلَّ فِي ج ل.
ح ل ل: (حَلَّ) الْعُقْدَةَ فَتَحَهَا فَانْحَلَّتْ وَبَابُهُ رَدَّ يُقَالُ: يَا عَاقِدُ اذْكُرْ حَلًّا. وَ (حَلَّ) بِالْمَكَانِ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (حُلُولًا) وَ (مَحَلًّا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْحَاءِ. وَ (الْمَحَلُّ) أَيْضًا الْمَكَانُ الَّذِي يُحَلُّ بِهِ. وَ (حَلَلْتُ) الْقَوْمَ وَحَلَلْتُ بِهِمْ بِمَعْنًى. وَ (الْحَلُّ) دُهْنُ السِّمْسِمِ. وَ (الْحِلُّ) بِالْكَسْرِ الْحَلَالُ وَهُوَ ضِدُّ الْحَرَامِ وَرَجُلٌ حِلٌّ مِنَ الْإِحْرَامِ أَيْ حَلَالٌ، يُقَالُ: هُوَ حِلٌّ وَهُوَ حِرْمٌ. قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ فِي [ح ر م] أَنَّ الْحِرْمَ بِمَعْنَى الْمُحْرِمِ وَذَكَرَ الْأَزْهَرِيُّ فِي [ح ل ل] أَنَّهُ يُقَالُ: رَجُلٌ حِلٌّ وَحَلَالٌ وَحِرْمٌ وَحَرَامٌ وَمُحِلٌّ وَمُحْرِمٌ وَالْحِلُّ أَيْضًا مَا جَاوَزَ الْحَرَمَ، وَقَوْمٌ (حِلَّةٌ) أَيْ نُزُولٌ وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ. وَالْحِلَّةُ أَيْضًا مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَلَّ الْهَدْيُ. وَ (الْمَحَلَّةُ) مَنْزِلُ الْقَوْمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196] وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْحَرُ فِيهِ. وَمَحِلُّ الدَّيْنِ أَجَلُهُ. وَ (الْحُلَلُ) بُرُودُ الْيَمَنِ. وَ (الْحُلَّةُ) إِزَارٌ وَرِدَاءٌ وَلَا تُسَمَّى حُلَّةً حَتَّى تَكُونَ ثَوْبَيْنِ. وَ (الْحَلِيلُ) الزَّوْجُ وَ (الْحَلِيلَةُ) الزَّوْجَةُ وَهُمَا أَيْضًا مَنْ يُحَالُّكَ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْإِحْلِيلُ) مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْعِ وَالثَّدْيِ. وَ (حَلَّ) لَهُ الشَّيْءُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حِلًّا) بِكَسْرِ الْحَاءِ وَ (حَلَالًا) وَهُوَ (حِلٌّ) بِلٌّ أَيْ طَلْقٌ. وَ (حَلَّ) الْمُحْرِمُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حَلَالًا) وَ (أَحَلَّ) بِمَعْنًى. وَ (حَلَّ) الْهَدْيُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حِلَّةً) بِكَسْرِ الْحَاءِ وَ (حُلُولًا) أَيْ بَلَغَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُهُ. وَ (حَلَّ) الْعَذَابُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حَلَالًا) أَيْ وَجَبَ وَيَحُلُّ بِالضَّمِّ (حُلُولًا) أَيْ نَزَلَ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه: 81] وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد: 31] فَبِالضَّمِّ أَيْ تَنْزِلُ. وَ (حَلَّ) الدَّيْنُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حُلُولًا) وَ (حَلَّتْ) (الْمَرْأَةُ) تَحِلُّ بِالْكَسْرِ (حَلَالًا) أَيْ خَرَجَتْ مِنْ عِدَّتِهَا. وَ (أَحَلَّهُ) أَنْزَلَهُ وَأَحَلَّ لَهُ الشَّيْءَ جَعَلَهُ حَلَالًا لَهُ. وَأَحَلَّ الْمُحْرِمُ لُغَةٌ فِي حَلَّ. وَأَحَلَّ أَيْضًا خَرَجَ إِلَى الْحَلِّ أَوْ خَرَجَ مِنْ مِيثَاقٍ كَانَ عَلَيْهِ. وَأَحَلَّ دَخَلَ فِي شُهُورِ الْحِلِّ كَأَحْرَمَ دَخَلَ فِي شُهُورِ الْحُرُمِ. وَ (الْمُحَلِّلُ) فِي السَّبْقِ الدَّاخِلُ بَيْنَ الْمُتَرَاهِنَيْنِ إِنْ سَبَقَ أَخَذَ وَإِنْ سُبِقَ لَمْ يَغْرَمْ. وَ (الْمُحَلِّلُ) فِي النِّكَاحِ الَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا حَتَّى تَحِلَّ لِلزَّوْجِ الْأَوَّلِ. وَ (احْتَلَّ) نَزَلَ. وَ (تَحَلَلَّ) فِي يَمِينِهِ اسْتَثْنَى وَ (اسْتَحَلَّ) الشَّيْءَ عَدَّهُ حَلَالًا. وَ (التَّحْلِيلُ) ضِدُّ التَّحْرِيمِ وَقَدْ (حَلَلَّهُ تَحْلِيلًا) وَ (تَحِلَّةً) كَقَوْلِكَ: عَزَّزَهُ تَعْزِيزًا وَتَعِزَّةً. وَقَوْلُهُمْ: فَعَلَهُ (تَحِلَّةَ) الْقَسَمِ أَيْ فَعَلَهُ بِقَدْرِ مَا حَلَّتْ بِهِ يَمِينُهُ وَلَمْ يُبَالِغْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَمُوتُ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» أَيْ قَدْرَ مَا يُبِرُّ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمَهُ فِيهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71] وَ (الْحُلَاحِلُ) بِالضَّمِّ السَّيِّدُ الرَّكِينُ وَالْجَمْعُ (الْحَلَاحِلُ) بِالْفَتْحِ. 
ح ل ل : حَلَّ الشَّيْءُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ حِلًّا خِلَافُ حَرُمَ فَهُوَ حَلَالٌ وَحِلٌّ أَيْضًا وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَحْلَلْتُهُ وَحَلَّلْتُهُ وَمِنْهُ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ أَيْ أَبَاحَهُ وَخَيَّرَ فِي الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مُحِلٌّ وَمُحَلِّلٌ وَمِنْهُ الْمُحَلِّلُ وَهُوَ الَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا لِتَحِلَّ لِمُطَلِّقِهَا وَالْمُحَلِّلُ فِي الْمُسَابَقَةِ أَيْضًا لِأَنَّهُ يُحَلِّلُ الرِّهَانَ وَيُحِلُّهُ وَقَدْ كَانَ حَرَامًا وَحَلَّ الدَّيْنُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ أَيْضًا حُلُولًا انْتَهَى أَجَلُهُ فَهُوَ حَالٌّ وَحَلَّتْ الْمَرْأَةُ لِلْأَزْوَاجِ زَالَ الْمَانِعُ الَّذِي كَانَتْ مُتَّصِفَةً بِهِ كَانْقِضَاءِ الْعِدَّةِ فَهِيَ حَلَالٌ وَحَلَّ الْحَقُّ حِلًّا وَحُلُولًا وَجَبَ وَحَلَّ الْمُحْرِمُ حِلًّا بِالْكَسْرِ خَرَجَ مِنْ إحْرَامِهِ وَأَحَلَّ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ فَهُوَ مُحِلٌّ وَحِلٌّ أَيْضًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَحَلَالٌ أَيْضًا وَأَحَلَّ صَارَ فِي الْحِلِّ وَالْحِلُّ مَا عَدَا الْحَرَمَ وَحَلَّ الْهَدْيُ وَصَلَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُنْحَرُ فِيهِ وَحَلَّتْ الْيَمِينُ بَرَّتْ وَحَلَّ الْعَذَابُ يَحِلُّ وَيَحُلُّ حُلُولًا هَذِهِ وَحْدَهَا بِالضَّمِّ مَعَ الْكَسْرِ وَالْبَاقِي بِالْكَسْرِ فَقَطْ وَحَلَلْتُ بِالْبَلَدِ حُلُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا نَزَلْتَ بِهِ وَيَتَعَدَّى أَيْضًا بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ حَلَلْتُ الْبَلَدَ وَالْمَحَلُّ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْقَطَّاعِ
مَوْضِعُ الْحُلُولِ وَالْمَحِلُّ بِالْكَسْرِ الْأَجَلُ.

وَالْمَحَلَّةُ بِالْفَتْحِ الْمَكَانُ يَنْزِلُهُ الْقَوْمُ وَحَلَلْتُ الْعُقْدَةَ حَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ حَلَّالٌ، وَمِنْهُ قِيلَ حَلَلْتُ الْيَمِينَ إذَا فَعَلْتَ مَا يُخْرِجُ عَنْ الْحِنْثِ فَانْحَلَّتْ هِيَ وَحَلَّلْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ وَالِاسْمُ التَّحِلَّةُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَفَعَلْتُهُ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ أَيْ بِقَدْرِ مَا تُحَلُّ بِهِ الْيَمِينُ وَلَمْ أُبَالِغْ فِيهِ ثُمَّ كَثُرَ هَذَا حَتَّى قِيلَ لِكُلِّ شَيْءٍ لَمْ يُبَالَغْ فِيهِ تَحْلِيلٌ وَقِيلَ تَحِلَّةُ الْقَسَمِ هُوَ جَعْلُهَا حَلَالًا إمَّا بِاسْتِثْنَاءٍ أَوْ كَفَّارَةٍ وَالشُّفْعَةُ كَحَلِّ الْعِقَالِ قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا سَهْلَةٌ لِتَمَكُّنِهِ مِنْ أَخْذِهَا شَرْعًا كَسُهُولَةِ حَلِّ الْعِقَالِ فَإِذَا طَلَبَهَا حَصَلَتْ لَهُ مِنْ غَيْرِ نِزَاعٍ وَلَا خُصُومَةٍ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مُدَّةُ طَلَبِهَا مِثْلُ: مُدَّةِ حَلِّ الْعِقَالِ فَإِذَا لَمْ يُبَادِرْ إلَى الطَّلَبِ فَاتَتْ وَالْأَوَّلُ أَسْبَقُ إلَى الْفَهْمِ وَالْحَلِيلُ الزَّوْجُ وَالْحَلِيلَةُ الزَّوْجَةُ سُمِّيَا بِذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَحُلُّ مِنْ صَاحِبِهِ مَحَلًّا لَا يَحُلُّهُ غَيْرُهُ وَيُقَالُ لِلْمُجَاوِرِ وَالنَّزِيلِ حَلِيلٌ وَالْحُلَّةُ بِالضَّمِّ لَا تَكُونُ إلَّا ثَوْبَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ وَالْجَمْعُ حُلَلٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْحِلَّةُ بِالْكَسْرِ الْقَوْمُ النَّازِلُونَ وَتُطْلَقُ الْحِلَّةُ عَلَى الْبُيُوتِ مَجَازًا تَسْمِيَةٌ لِلْمَحَلِّ بِاسْمِ الْحَالِّ وَهِيَ مِائَةُ بَيْتٍ فَمَا فَوْقَهَا وَالْجَمْعُ حِلَالٌ بِالْكَسْرِ وَحِلَلٌ أَيْضًا مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْحُلَّامُ وَالْحُلَّانُ وِزَانُ تُفَّاحٍ الْجَدْيُ يُشَقُّ بَطْنُ أُمِّهِ وَيُخْرَجُ فَالْمِيمُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ وَالْإِحْلِيلُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِنْ الضَّرْعِ وَالثَّدْيِ وَمَخْرَجُ الْبَوْلِ أَيْضًا. 
[حلل] حَلَلْتُ العُقدة أَحُلُّهَا حَلاًّ: فتحتها، فانحلت. يقال: " يا عاقد إذ كر حلا ". وحل بالمكان حلا وحُلولاً ومَحَلاًّ. والمَحَلُّ أيضاً: المكان الذي تَحُلُّهُ. وحَلَلْتُ القومَ وحَلَلْتُ بهم بمعنىً. والحَلُّ: دُهْنُ السِمسم. والحِلُّ بالكسر: الحلالُ، وهو ضدُّ الحرام. وأما الحلال في قول الراعى: وعيرني تلك الحلال ولم يكن ليجعلها لابن الخبيثة خالقه فهو لقب رجل من بنى نمير. ورجل حل من الاحرام، أي حَلالٌ. يقال: أنت حِلٌّ، وأنت حِرْمٌ . والحِلُّ أيضاً: ما جاوز الحَرَمَ. ويقال أيضاً: حِلاًّ، أي استثن. و " يا حالف اذكر حِلاًّ ". وقومٌ حِلَّةٌ، أي نُزولٌ وفيهم كثرةٌ. قال الشاعر : لقد كان في شَيْبانَ لو كنتَ عالما قباب وحى حلة ودراهم وكذلك حيٌّ حِلالٌ. قال زهير: لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أمرَهم إذا طرَقتْ إحدى الليالي بمعظمِ وأما قول الاعشى: وكأنها لم تلق ستة أشهر ضرا إذا وضعت إليك حلالها فيقال: هو متاع رحل البعير، ويروى بالجيم. والحِلَّةُ أيضاً: مصدر قولك حَلَّ الْهَدْيُ. ويقال أيضاً: هو في حِلَّةِ صدقٍ، أي بمَحَلَّة صدقٍ. والمَحَلَّةُ: منزِلُ القومِ. ومكانٌ مِحْلالٌ، أي يَحُلُّ به الناس كثيراً. وقوله تعالى: {حتى يبلغ الهَدْيُ محله} هو الموضع الذى ينحرفيه. ومحل الدين أيضا: أجله. قال أبو عبيد: الحُلَلُ: بُرودُ اليمن. والحُلَّةُ: إزارٌ ورداءٌ، لا تسمَّى حُلَّةً حتّى تكون ثوبين. والحليل: الزوج. والحليلة: الزوجة. قال عنترة، وحليل غانية تركت مجدلا تمكو فريصته كشدق الاعلم . ويقال أيضاً: هذا حَليلُهُ وهذه حَليلَتُهُ، لمن يُحالُّهُ في دارٍ واحدة. وقال: ولستُ بأطلسِ الثَوبين يُصْبي حَليلَتَهُ إذا هدأ النيامُ يعني جارتَه. والإحْليلُ: مخرجُ البول، ومخرجُ اللبن من الضرع والثَدْي. وحَلَّ لك الشئ يحل حلا وحلالا، وهو حِلٌّ بِلٌّ أي طِلْقُ. وحَلَّ المُحْرِمُ يَحِلُّ حَلالاً، وأَحَلَّ بمعنىً. وحَلَّ الهديُ يَحِلُّ حِلَّةً وحُلولاً، أي بلغَ الموضعَ الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُهُ. وحَلَّ العذابُ يَحِلُّ بالكسر، أي وَجب. ويَحُلّ بالضم، أي نزل. وقرئ بهما قوله تعالى: {فَيَحِلُّ عليكم غَضَبي} . وأمَّا قوله تعالى: {أو تَحُلُّ قريبا ومن دارهم} فبالضم، أي تنزِل. وحَلَّ الدَيْنُ يَحِلُّ حُلولاً. وحَلَّتِ المرأةُ، أي خرجتْ من عدتها. وأما قول الشاعر : فما حل من جهل حبى حلمائنا ولا قائل المعروف فينا يعنف أراد حل على ما لم يسمَّ فاعلُه فطرح كسرة اللام الاولى على الحاء. قال الاخفش: سمعنا من ينشده كذا. قال: وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يشمها الكسر، كما يروم في قيل الضم. وكذلك لغتهم في المضعف، مثل رد وشد. وأحللته، أي أنزلته. قال أبو يوسف: المُحِلَّتانِ: القِدْرُ والرحى. قال: فإذا قيل المُحِلاَّتُ فهي القِدْرُ، والرحى، والدلو، والشَفرة، والفأس، والقدّاحة، والقربةُ. أي مَن كان عنده هذه الأدواتُ حَلَّ حيث شاء، وإلا فلا بدَّ له من أن يجاورَ الناس ليستعير منهم بعض هذه الاشياء. وأنشد: لا يعدلن أتاويون تضربهم نكباء صر بأصحاب المحلات أي لا يعدلن أتاويون أحدا بأصحاب المحلات، فحذف المفعول وهو مراد. ويروى: " لا يعدلن " على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي لا ينبغى أن يعدل. وأحللت له الشئ، أي جعلته له حلالا. يقال أحللت المرأة لزوجها. وأحل المُحْرمُ: لغة في حَلَّ. وأَحَلَّ، أي خرج إلى الحِلِّ، أو من ميثاق كان عليه. ومنه قول زهير: * وكم بالقنان من محل ومحرم * أي من له ذمة ومن لا ذمة له. وأحللنا، أي دخلنا في شهور الحِلِّ. وأَحْرَمْنا، أي دخلنا في شهور الحُرُمِ. وأَحَلَّتِ الشاة، إذا نزل اللبنُ في ضرعها من غير نتاج. قال الثقفى :

تحل بها الطروقة واللجاب * والمحلل في السبق: الداخلُ بين المتراهِنَين إن سَبق أخَذ، وإن سُبِقَ لم يَغرَم. والمُحَلِّلُ في النكاح، هو الذي يتزوَّج المطلّقة ثلاثاً حتَّى تحل للزَوج الأول. وأَحَلَّ بنفسه، أي استوجَبَ العقوبة. ومكانٌ مُحَلَّلٌ، إذا أكثر الناس به الحلول. قال امرؤ القيس يصف جارية: كبكر المقاناة البياض بصفرة غذاها نمير الماء غير محلل لانهم إذا أكثروا به الحلول كدروه. وعنى بالبكر درة غير مثقوبة. واحتل، أي نزل. وتَحَلَّلَ في يمينه، أي استثنى. واستحل الشئ، أي عده حلالا. وحلحلت القوم، أي أزعجتهم عن موضعهم. وحَلْحَلْتُ بالناقة، إذا قلت لها: حَلْ بالتسكين، وهو زجر للناقة. وحوب: زجر للبعير، وحل أيضا بالتنوين في الوصل. قال رؤبة:

وطول زجر بحل وعاج * وتحلحل عن مكانه، أي زال. قال الشاعر :

ثَهْلانُ ذو الهضبات لا يتحلحل * والحلان: الجدى، نذكره في باب النون. والتحليل: ضد التحريم. تقول: حَلَّلْتُهُ تَحْليلاً وتَحِلَّةً، كما تقول غَرَّرَ تغْريراً وتَغِرَّةً. وقولهم: ما فعلتُه إلاَّ تَحِلّةَ القَسَمِ، أي لم أفعَلْ إلا بقَدْرِ ما حَلَّلْتُ به يميني ولم أبالغ. وفي الحديث: " لا يموتُ للمؤمن ثلاثة أولادٍ فتمسَّه النار إلا تَحِلَّةَ القسم " أي قدْر مايبر الله تعالى قسمه فيه بقوله تعالى: {وإنْ منكُمْ إلاَّ وارِدُها كان على رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيَّا} ، ثم قيل لكلِّ شئ لم يبالغ فيه تحليل. يقال: ضربته تحليلا. ومنه قول كعب بن زهير :

بأربع وقعهن الارض تحليل * يريد وقع مناسم الناقة على الارض من غير مبالغة. وقال الآخر: أرى إبلى عافت جدود فلم تذق بها قطرة إلا تحلة مقسم قال الفراء: الحَلَلُ في البعير: ضَعْفٌ في عرقوبه، فهو أَحَلُّ بَيِّنُ الحَلَلِ. فإن كان في الركبة فهو الطَرَقُ. والأَحَلُّ: الذي في رِجْله استرخاءٌ، وهو مذمومٌ في كلِّ شئ إلا في الذئب. قال الشماخ  يحيل به الذئب الا حل وقوته ذوات الهوادى من مناق ورزح يحيل، أي يقيما. والحلاحل: السيِّدُ الركينُ، والجمع الحَلاحِلُ بالفتح.
[حلل] فيه: طيبته "لحله" وحرمه، يقال: حل المحرم حلالاً وأحل إحلالاً، إذا حل له ما حرم عليه من محظورات الحج، ورجل حل أي حلال أي غير محرم، ولا متلبس بأسباب الحج، وأحل إذا خرج إلى الحل عن الحرم، وإذا دخل في شهور الحل. ومنه: "أحل" بمن "أحل" بك، أي من ترك إحرامه وأحل بك فقاتلك فأحلل أنت أيضاً به وقاتله وإن كنت محرماً، وقيل أي إذا أحل رجل ما حرم الله عليه منك فادفعه أنت من نفسك بما قدرت عليه. وفي آخرة من "حل" بك "فاحلل" به، أي من صار بسببك حلالاً فصر أنت به أيضاً حلالاً، والذي فيوالمستثنى متعلق بتمسه لأنه في حكم البدل من لا يموت، أي لا تمس النار من مات له ثلاثة إلا بقدر الورود. ن: وقيل: تقديره ولا تحلة القسم أي لا تمسه أصلاً ولا قدراً يسيراً لتحلة القسم. نه ومنه: شعر كعب:
وقعهن الأرض "تحليل"
أي قليل كما يحلف الرجل على الشيء أن يفعله فيفعل منه اليسير يحلل به يمينه. وفي ح عائشة قالت لامرأة: ما أطول ذيلها! فقال: اغتبتيها، قومي إليها فتحلليها، من تحللته واستحللته إذا سألته أن يجعلك في حل من قبله. وفي ح أبي بكر لامرأة حلفت أن لا تعتق مولاة لها فقال لها: "حلا" أم فلان، واشتراها وأعتقها، أي تحللي من يمينك، وهو منصوب على المصدر. ومنه ح من قال لعمر: "حلا" يا أمير المؤمنين فيما تقول، أي تحلل من قولك. وفي ح أبي قتادة: ثم ترك "فتحلل" أي لما انحلت قواه ترك ضمه إليه، وهو تفعل من الحل نقيض الشد. وقيل لأنس: حدثنا ببعض ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: و"أتحلل" أي أستثني. وفيه: "الحال" المرتحل، في جواب: أي الأعمال أفضل؟ وفسر بالخاتم المفتتح وهو من يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر بلغ المنزل فيحل فيه ثم يفتتح سيره أي يبتدئه، ولذا قراء مكة إذا ختموا القرآن ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة إلى المفلحون، وقيل: أراد الغازي الذي لا يقفل عن غزو إلا عقبه بآخر. وفيه: "أحلوا" الله يغفر لكم، أي أسلموا، كذا فسر في الحديث، الخطابي: معناه الخروج من حظر الشرك إلى حل الإسلام وسعته، من أحل الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحل، وروى بالجيم ومر، وهو عند الأكثر كلام أبي الدرداء، وقيل: هو حديث. وفيه: لعن الله "المحلل" و"المحلل" له، وروى:الحل، وفتحها من الحلول، أراد من ذكر في "إلا لبعولتهن" الآية، والتبرج إظهار الزينة. وفيه: غير الكفن "الحلة" وهي واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد. ومنه ح: لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك، أو أخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليه "حلة" وعليك "حلة". ومنه ح: أنه رأى رجلاً عليه "حلة" قد ائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، أي ثوبين. ك: في "حلة" حمراء، هما بردان يمانيان منسوجتان بخطوط حمر مع سود. ومنه: وعليه "حلة" فسألته عن ذلك، أي عن تساويهما في اللبس، والعادة جارية بأن ثياب العبيد دون ثياب السيد، ويزيد في النووي بيانه. نه ومنه ح على: أنه بعث ابنته أم كلثوم إلى عمر لما خطبها فقال: قولي له: إن أبي يقول لك: هل رضيت "الحلة"؟ كني عنها بالحلة لأنها من اللباس "وهن لباس لكم". وفيه: فجاء أي المصدق بفصيل مخلول أو "محلول" بالشك، والمحلول بالحاء المهملة الهزيل الذي حل اللحم عن أوصاله فعري منه، والمخلول يجيء. وفي ح عبد المطلب:
لا هم أن المرء يمـ ... ـنع رحله فامنع "حلالك"
هو بالكسر القوم المتجاورون يريد سكان الحرم. وفيه: وجدوا ناساً "أحلة" كأنه جمع حلال كعماد وأعمدة، وإنما هو جمع فعال بالفتح كذا قيل، وليس أفعلة في جمع فعال بالكسر أولى منها في جمع فعال. وفي شعر كعب:
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل ... بغارب لم تخونه "الأحاليل"
جمع إحليل وهو مخرج اللبن من الضرع، وتخونه تنقصه، يعني قد نشف لبنها، فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها، والإحليل يقع على ذكر الرجل وفرج المرأة. ومنه ح: أحمد إليكم غسل "الإحليل" أي غسل الذكر. وفيه: أن "حل" لتوطئ الناس وتؤذى وتشغل عن ذكر الله، حل زجر للناقة وحث لها، أي زجركووجه مطابقة قوله: والله، جواباً عن قوله: لعلك أردت، تضمن لعل الاستقصار على سبيل التلطف، ومن ثمة أظهرت العذر وأقسمت، واختلفوا في اشتراط التحلل. وفيه: من كسر أو عرج أو مرض فقد "حل" أي من حدث له بعد الإحرام مانع غير إحصار العدو كالمرض يجوز له أن يتركه وإن لم يشترط التحلل، وقيده بعضهم بالشرط. وح: فتلقاها رجل "فتحللها" أي غشيها وجامعها، من الحلال، وفي مختصر ط أي صار لها كالجل عليها، وهذا يدل أنه بالجيم. ج: أهل "الحل" والعقد، هم الذين يرجع الناس إلى أقوالهم ويعتدون بهم من الأكابر والعلماء والمقتدين. وح: "أحلتهما" آية وهي "أو ما ملكت أيمانكم" وحرمتهما آية أي "أن تجمعوا بين الأختين" وقد مر. ش: و"لم تحل" لأحد قبلي، روى بضم تاء وفتح حاء، وبفتح تاء وكسر حاء أي لم يبح لهم الغنائم بل تنزل النار وتحرقها.
حلل
حلَّ1 حَلَلْتُ، يَحُلّ، احْلُلْ/ حُلَّ، حَلاًّ، فهو حالّ، والمفعول مَحْلول
• حلَّ الشَّيءَ: فَكَّه "حلَّ أوصالَه/ المشكلةَ/ عُقْدَة الخلاف/ المسألةَ الحسابيّةَ- حلَّ الأسيرَ: أطلقه وحرَّره- {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} " ° حلَّ الحزبَ السِّياسيّ: ألغى شرعيّة وجوده ومنعه من ممارسة نشاطه- حلَّ الكلامَ المنظوم: نثره- حلَّ اللُّغْزَ/ حلَّ الأمرَ: أوضحه وكشف عنه- حلَّ عقدةَ لسان

فلان: جعله فصيحًا- حلَّه من السِّحر: خلَّصه منه.
• حلَّ الجامدَ: أذابَه "حلَّ اللُّحومَ المجمَّدة/ الثَّلْجَ".
• حلَّ العهدَ: نقضه. 

حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في حَلَلْتُ، يَحُلّ ويَحِلّ، احْلُلْ/ حُلَّ واحْلِلْ/ حِلَّ، حَلاًّ وحُلولاً، فهو حالّ، والمفعول مَحْلول
• حلَّ المكانَ/ حلَّ بالمكان: نزَل، أقام به، عكسُه ارْتَحَل "لما نبذنا العملَ بالكتاب والسنة حلّ بنا التعسُ والشقاءُ- {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} " ° حلَّ به: أصابه- حَلَلْتَ أهلاً ونزلْتَ سَهْلاً: تقال للتَّرحيب عند قدوم شخصٍ عزيز- حلَّ محلَّه: أخذ مكانَه- حلَّ منه مَحَلَّ الاستحسان: نال استحسانَه وإعجابَه.
• حلَّ البيتَ ونحوَه: سكَنه.
• حلَّ به في المكان: أنزله فيه.
• حلَّ عليهم ضيفًا/ حلَّ فيهم ضيفًا: نزل عندهم. 

حلَّ3 حَلَلْتُ، يَحِلّ، احْلِلْ/ حِلَّ، حَلالاً، فهو حِلّ وحَلال
• حلَّ الشَّيءُ: صار مُباحًا " {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} " ° حلَّت اليمينُ: صدقت وبرَّت.
• حلَّتِ المرأةُ: خرجت من عدّتها.
• حلَّ المُحرِمُ: جاز له ما كان ممنوعًا أثناء إحرامه، خرج من إحرامه " {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} ".
• حلَّ الشَّخْصُ: جاوزَ الحَرَمَ " {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} ". 

حلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2 حَلَلْتُ، يَحِلّ، احْلِلْ/ حِلّ، حُلولاً، فهو حَالّ، والمفعول مَحْلُول به
• حلَّ الدَّيْنُ: وجب أداؤُه "حلّ عليه أمرُ الله: وجب".
• حلَّ الأمرُ بفلان/ حلَّ الأمرُ على فلان: نزَل به "حلَّ البلاءُ بالنَّاس/ على النَّاس- {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} " ° حلَّت البركة بقدومك: جاءت واستقرَّت. 

أحلَّ يُحلّ، أحْلِلْ/ أحِلَّ، إحلالاً، فهو مُحِلّ، والمفعول مُحَلّ (للمتعدِّي)
• أحلَّ الشَّخصُ/ أحلَّ المُحْرِمُ:
1 - خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعًا منه " {وَإِذَا أَحْلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [ق] ".
2 - جاوز الحَرَمَ.
3 - أخرج نفسَه من تَبعَة أوعهد "أحلَّ نفسَه من الاتّفاق".
• أحلَّ الشَّيءَ: رخَّصه وأباحه " {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} " ° أحلَّ دمَه: أباح سفكَه وسمَح بإهداره- أحلَّ عليه الأمرَ: أوجبه.
• أحلَّه المكانَ/ أحلَّه بالمكان: جعله ينزله ويسكنه "مَهَّدَ الرَّئيسُ السَّادات لإحلال السَّلام- {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} "? أحلَّ الشَّيءَ محلّ العناية: أولاه وقتَه واهتمامَه وعنايتَه- أحلّه مَحَلَّه: وضعه، عيّنه مكانه. 

احتلَّ/ احتلَّ بـ يحتلّ، احْتَلِلْ/ احْتَلَّ، احتلالاً، فهو مُحتَلّ، والمفعول مُحتَلّ
• احتلَّ المكانَ/ احتلَّ بالمكان: حلَّه، نزَل به "احتلَّت قضيَّةُ فلسطين مكانَ الصّدارة في الصَّحافة اليوميّة- احتلَّ منصبًا مهمًّا في الجهاز الإداريّ".
• احتلَّ المستعمرُ بلدًا: اسْتولَى عليه قَهْرًا "احتلَّت إسرائيلُ معظمَ الأرض الفلسطينيّة- قام المُحْتَلُّ بتغيير هُويَّة المدينة- تصدَّى الفدائيّون لقوَّات الاحتلال" ° احتلال اقتصاديّ: استيلاء دولة ما على موارد دولة أخرى بطريقة غير مشروعة- الأرض المُحْتَلَّة: فلسطين- جيوش الاحتلال/ قُوّات الاحتلال: التي تحتّل بلادًا أخرى غير بلادهم. 

استحلَّ يستحلّ، اسْتَحْلِلْ/ اسْتَحِلَّ، استِحلالاً، فهو مُستحِلّ، والمفعول مُستحَلّ
• استحلَّ الشَّيءَ: عدَّه حلالاً مُباحًا "استحلَّ مخالفةَ أبيه من أجل الاستقلال بنفسه- استحلَّ شربَ الخمر للهروب من أزمته" ° استحلّ المحارمَ/ استحلّ الفروجَ/ استحلّ النِّساءَ: عدَّها حلالاً.
• استحلَّ فلانًا الشَّيءَ: سأله أن يُحلَّه ويُبيحَه له "استحلَّه
 السَّجائرَ". 

انحلَّ ينحلّ، انْحَلِلْ/ انْحَلَّ، انحِلالاً، فهو مُنحَلّ
• انحلَّ الشَّيءُ: مُطاوع حلَّ1: انفكَّ "انحلَّتِ العُقدةُ/ الخلافُ/ النِّزاعُ/ الماكينةُ/ المسألةُ الصعبة- انحلَّ الحزبُ: أُلغيت شرعيَّة وجوده وانفكَّت روابطه" ° انحلَّت عُقْدةُ لسانه: نطق بعد سكوت، استطاع الكلامَ، باح بسرِّه- انحلَّ من الخطايا: صار مغفورًا له.
• انحلَّ الجسمُ ونحوُه: أصابه ضعف "يشكو مجتمعنا من الانحلال الأخلاقيّ- عانى من انحلال في جسده: خَور، وهن، هزال"? انْحَلَّت عُراه: ضَعُف وتفكَّك- انحلَّ عزمُه: تحيَّر من أمره وتردَّد.
• انحلَّتِ المادَّةُ:
1 - تفتّتت وانقسمت إلى وحدات صغيرة "انحلَّتِ مادّة عضويَّة- انحلَّ الائتلافُ بعد مناقشة دامت ستة أسابيع".
2 - ذابت "ينحلُّ الملح في الماء".
• انحلَّ خُلُقُه/ انحلَّ فلانٌ: ساءَ وانحطَّ، تحلَّل من القيم الخلقيَّة السَّائدة "شابٌّ مُنْحَلٌّ". 

تحلَّلَ/ تحلَّلَ في/ تحلَّلَ من يتحلّل، تحلُّلاً، فهو مُتحلِّل، والمفعول متحلَّل فيه
• تحلَّل الشَّيءُ: مُطاوع حلَّلَ: تفسَّخت أجزاؤُه وانفصلت عناصرُه بعضُها عن بعضٍ "جُثَّة متحلِّلة- فُصلت الثّلاّجةُ فترة فتحلَّلت اللُّحومُ المحفوظةُ بداخلها".
• تحلَّل في يمينه/ تحلَّل من يمينه: جعلها حلالاً ومباحًا بكفَّارة "تحلَّل من قَسَمِه بإطعام عشرة مساكين".
• تحلَّل من الشَّيء: تخلَّص منه "تحلَّل من التَّبِعة/ القيم الأخلاقيّة السائدة/ التقاليد البالية" ° تحلُّل أخلاقيّ/ تحلُّل خُلُقيّ: تخلُّص من القيم الخلقيَّة السَّائدة- تحلُّل دينيّ: مروق واستخفاف بأوامر الدِّين ومقدّساته في غير مبالاة. 

حلَّلَ يحلِّل، تحليلاً وتَحِلَّةً، فهو مُحلِّل، والمفعول مُحلَّل
• حلَّل اليمينَ: برّرها، جعلها حلالاً ومباحًا بكفَّارة وجعل لها مخرجًا يُخرِج من الحِنْث " {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} ".
• حلَّل الشَّيءَ:
1 - أحلَّه، رخَّصه وأباحه "حلَّل النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أكلَ ميتة البحر من السمك- حلَّل اللهُ عزَّ وجلَّ الزَّواجَ وحرَّم الزِّنا".
2 - ردَّه إلى عَناصِره "حلَّل الناقدُ القصيدةَ تحليلاً دقيقًا- حلَّل الطّبيبُ دمَ المريض وبولَه" ° حلَّل المشكلةَ: أمعن في بحثها والتدقيق فيها.
• حلَّل الحيوانَ: ذبحه حسب الشَّريعة الإسلاميّة.
• حلَّل نفسيَّتَه: (نف) درسها لكشف خباياها. 

إحليل [مفرد]: ج أحاليلُ:
1 - (شر) مجرى البول الخارجيّ، وهو قناة بين المثانة وفتحة الإحليل يخرج منها البول "أُصيب بالتهاب في الإحليل".
2 - مخرج اللّبَن من الثَّدي والضَّرع.
• مِنْظَار الإحليل: (طب) أداة خاصّة لفحص الجزء الداخليّ من مجرى البول. 

احتلال [مفرد]:
1 - مصدر احتلَّ/ احتلَّ بـ.
2 - (سة) استيلاء دولة على أراضي دولة أخرى، أو جزء منها قهرًا. 

انحلال [مفرد]:
1 - مصدر انحلَّ.
2 - (سف) تفكّك وانتقال من المؤتلف إلى المختلف ومن الصحيح إلى الفاسد.
3 - (طب) عمليّة تخفق فيها الأنسجة إخفاقًا كُلِّيًّا أو جزئيًّا في تعويض الخلايا المصابة أو المستهلكة بها، وهو كذلك الاضمحلال التدريجيّ في الأنسجة النَّاتج من تغيُّرات كيميائيّة.
4 - (كم) تجزّؤ جسم إلى أجزاء صغيرة عن طريق التفاعل الكيميائيّ.
5 - (نف) حالة تتَّصف بانحراف كبير جدًّا في السُّلوك عن معايير المجتمع الذي نشأ فيه الفرد. 

تَحِلَّة [مفرد]: مصدر حلَّلَ.
• تَحِلَّة اليَمين: ما تُكفَّر به " {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} ". 

تحلُّل [مفرد]:
1 - مصدر تحلَّلَ/ تحلَّلَ في/ تحلَّلَ من.
2 - (فز، كم) ردُّ الشَّيء إلى عناصره.
• تحلُّل ضوئيّ: (كم) تحلُّل كيميائيّ يسبِّبه الضَّوءُ أو طاقةٌ مشعَّة أخرى.
• تحلُّل كهربيّ: (كم) فكّ مكوِّنات مركَّب كيميائيّ إلى عناصره بتأثير تيَّار كهربيّ يمرّ في محلوله أو مصهوره. 

تَحْليل [مفرد]: ج تحليلات (لغير المصدر) وتحاليلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَّلَ.
2 - عمليّة تقسيم الكلّ إلى أجزائه وردّ الشّيء إلى عناصره "تفكير تحليليّ" ° التَّحليل الكهربيّ: هو إرجاع بعض الأجسام المركَّبة إلى عناصرها بواسطة التيّار الكهربائيّ، كردّ الماء إلى أكسجين وهيدروجين- بَحْثٌ تحليليّ: يتّخذ التحليل أساسًا- تحليل الجملة: بيان أجزائها ووظيفةِ كُلٍّ منها- تحليل الذَّات: دراسة المرء لذاته وعواطفه- عقلٌ تحليليّ: يفطن لأجزاء الشّيء خلافًا للعقل التركيبيّ الذي يفطن لمجموع الشّيء دون أجزائه- كشّاف تحليليّ: فهرسة تعتمد على سرد موادّها حسب المؤلّفين والموضوعات ونحوها- معمل تحليل أو تحليلات/ مختبر تحليل أو تحليلات: خاصّ بالتحليل الطبيّ أو الكيميائيّ.
• قدرة التَّحليل: (فز) قدرة الميكروسكوب أو التليسكوب على إنتاج صور منفصلة لأشياء موضوعة بشكل قريب.
• تحليل حجميّ: (كم) تحليل كمِّيّ يستخدم أحجامًا مُعايرة ومُقاسة بدقّة لمحاليل كيميائيَّة قياسيّة.
• تحليل كمِّيّ: (كم) اختبار مادّة أو خليط لتحديد كميّة أو نسبة الموادّ الكيميائيّة فيها.
• تحليل إشعاعيّ: (كم) تحليل مادّة لعناصرها الكيميائيّة بقذفها بجزئيّات نوويّة أو بأشعة جاما.
• تحليل نفسيّ/ تحليل نفسانيّ: (نف) فرع من علم النفس الحديث يبحث في العقل الباطن وما فيه من عقد ورغبات مكبوتة تمهيدًا لعلاجها.
• تحليل النُّظم: دراسة نشاط أو إجراء لتحديد الهدف المطلوب والأسلوب الأنجح لتحقيق هذا الهدف.
• التَّحليل الأساسيّ: (قص) البحث في البيانات الماليّة وكشوف الميزانيّة للشركة بهدف التنبُّؤ بالتحرّكات المستقبليّة لأسهمها. 

تحليليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَحْليل: "دراسة تحليليّة: تتَّخذ التحليلَ أساسًا لها".
• الهندسة التَّحليليَّة: (هس) فرع من فروع الهندسة يعبِّر عن الأشكال الهندسيَّة بالمحاولات الجبريّة. 

حالّ [مفرد]: اسم فاعل من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
• أنزيم حالّ: (كم) أنزيم يتكوّن بطبيعته في الدموع وبياض البيض واللُّعاب وغيره من سوائل الجسم الأخرى، قادر على تدمير جدران خلايا بكتيريا مُعيَّنة، ولذلك يُستخدم كمُطَهِّر مُعتدل. 

حَلال [مفرد]:
1 - مصدر حلَّ3 ° ابن حلال: كريم الخلق حسن المعاملة- الحلو الحلال: الكلام الذي لا ريبة فيه- بنت الحلال: الزّوجة الصَّالحة- مال حلال: مكتسب بطريقة مشروعة.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلَّ3. 

حَلّ [مفرد]: ج حُلول (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في ° حلَّ البرلمان/ حلَّ المجلس النِّيابيّ: فضّ المجلس النيابيّ وإنهاء حقّ أعضائه في النِّيابة عن ناخبيهم- على حلّ شعره: ليس له ضابط أو رابط.
2 - شرح أو إجابة "اقرأ الأسئلة بدقَّة قبل كتابة الحلّ- قدَّم حلاًّ للأزمة الاقتصاديّة".
3 - طريق التغلّب على مشكلة "نطلب إيجادَ حَلٍّ للأزمة الفلسطينيّة- الحلّ السِّلميّ مقدَّم على الحلول العسكريّة كلِّها" ° أهل الحَلّ والرَّبط/ أهل الحَلّ والعَقْد: الولاة وعِلْية القوم الذين بيدهم تصريف الأمور- حَلٌّ وسط: يحاول الجمع بين طلبات الطرفين المتنازعين- قابل للحلّ: ممكن حلُّه. 

حِلّ [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلَّ3 ° أشهر الحِلّ: هي ما سوى الأشهرُ الحرام وهي ثمانية أشهر- أنت في حِلٍّ من هذا الأمر: حُرٌّ لك أن تتصرَّف كما تشاء- هو حِلٌّ: حَلَّ من إحرامه، أو لم يُحرِم.
2 - ساكن مقيم " {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} ".
3 - ما جاوز الحَرَم من أرض مكّة ويقابله الحَرَم "فعله في حِلّه وحِرْمه: في وقت إحلاله وإحرامه". 

حَلَّة [مفرد]: ج حَلاَّت وحِلَل:
1 - اسم مرَّة من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ3 وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
2 - إناءٌ معدنيّ يُطهى فيه الطَّعامُ "نسيت الطَّعام في الحلَّة على النّار حتّى احترق".
3 - زنبيل كبير من قصب يُجعل فيه الطعامُ.
 • حلَّة الضَّغط: حلَّة كاتمة، وعاء للطَّبخ محكم الغطاء لإنضاج الطَّعام في أقصر مدَّة وذلك بكتم البخار داخله. 

حُلَّة [مفرد]: ج حِلال وحُلَل:
1 - ثوب جيّد جديد غليظًا كان أو رقيقًا "ارتدى حُلَّة من أفخر الملابس" ° حُلَّة الشَّاطئ: ثوب يلبس على الشواطئ صيفًا- حُلَّة رسميَّة: لباس خاصّ بفئة معيّنة دون أخرى، يُلبس في المناسبات الرَّسميّة- كساه حلل الثناء: أطرى عليه ومدحه.
2 - سلاح "لبس الجنديُّ حُلَّتَه وذهب إلى القتال".
• الحُلَّتان: حُلَّة الشِّتاء، وحُلَّة الصَّيف.
• الحُلَّة الفضائيَّة: ثياب واقية مُصَمَّمة بحيث تسمح لمرتديها بحريّة الحركة في الفضاء. 

حِلَّة [مفرد]:
1 - منزل القوم وجماعة البيوت "نزل في حِلَّة أبناء عمِّه".
2 - مجتمع النَّاس. 

حُلول [مفرد]:
1 - مصدر حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
2 - اتّحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر.
• مذهب الحُلول: (سف) القول بأنّ الله حالٌّ وموجودٌ في كلِّ شيء (في اعتقاد المتصوِّفة). 

حُلوليَّة [جمع]
• الحُلوليَّة: (سف) فرقة من المتصوِّفة تعتقد مذهب الحلول، وهو القول بأنّ الله حالٌّ وموجودٌ في كلِّ شيء. 

حَليل [مفرد]: ج أَحِلاّءُ، مؤ حليلة، ج مؤ حليلات وحلائِلُ
• الحليلُ: الحَلال، ضد الحرام.
• حَليلُ الرَّجُلِ: زوجتُه.
• حَليلُ المَرْأةِ: زوجُها.
حَليلة [مفرد]: ج حليلات وحلائِلُ
• حَليلَة الرَّجُل: حَليلُه؛ زوجتُه " {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ} ". 

مَحَلّ [مفرد]: ج مَحَلاَّت ومحالُّ:
1 - مصدر ميميّ من حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في.
2 - اسم مكان من حلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في: مكان وموضع "مَحَلُّ العَمل/ اللهو/ الميلاد- مَحَلُّ الإقامة: المنزل الذي يقيم فيه المرء- المسألة مَحَلّ البحث- {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحَلَّهُ} [ق]: مكان نحره" ° حلَّ محلَّه: أخذَ مكانَه- حمله على غير محلّه: أساء فهمَه- صادف محلَّه: وُضِع في مكانه المناسب- في غير محلّه: غير مناسب- كان في محلِّه/ في محلِّه: في مكانه الصحيح، في صُلْب الموضوع مباشرة- لا أرى محلاًّ للعجب: لا داعي له- لا محلّ له: لا علاقة له بالأمر، خارج الموضوع- محلّ نزاع: موضع خلاف- محلّ نظر: موضع نظر واهتمام.
3 - مَتْجَر، مركز عمل "افتتح عدَّة مَحَلاَّت للملابس الجاهزة".
• مَحَلُّ الإعراب: (نح) ما يستحقّه اللَّفظُ الواقع فيه من الإعراب لو كان معربًا.
• المَحَلاَّن: الدُّنيا والآخرة. 

مَحِلّ [مفرد]: ج محالُّ:
1 - اسم مكان من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في: مَحَلّ؛ مكان وموضع "مَحِلُّ الإقامة- {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} ".
2 - مَحَلّ؛ مَتْجَر، مركز عمل "مَحِلُّ البقالة/ الملابس- انتشرت المحالُّ التِّجاريّةُ في المدن الجديدة".
• مَحِلُّ الهَدْي: يوم النّحر، أو مكان النّحر بمنى " {وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} ".
• مَحِلّ الدَّيْن: حلول أجله. 

مَحَلَّة [مفرد]: ج مَحَلاَّت ومحالُّ:
1 - منزل القَوْم.
2 - حارة، قِسمٌ من أقسام المدينة "يقطُن في محلَّة فقيرة من العاصمة". 

مُحَلِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حلَّلَ.
2 - متخصِّص في التحليل وهو ردُّ الشّيء إلى عناصره "محلِّل نفسيّ/ معمليّ".
3 - متزوِّج المطلّقة ثلاثًا لتباح لزوجها الأوّل "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ [حديث] ".
4 - (قص) شخص يعمل بشركة وساطة ماليّة متخصِّص بعمل الأبحاث عن الشركات وقطاعات الأسواق لتقديم التَّوصيات اللاّزمة لشراء وبيع أوراق ماليّة معيَّنة.
• مُحَلِّل الشَّفْرة: من يستعمل أو يدرس أو يطوّر الأنظمةَ والكتابات السرِّية. 

مَحَلِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَحَلّ.
2 - داخليّ، متعلِّق بموضع معيّن أو خاصّ بمنطقة "حاول المجلسُ المحلّيّ للمدينة حلَّ مشكلة الصَّرف الصِّحّيّ" ° إنتاج محليّ: إنتاج يتمّ بأيدي أبناء البلد المقيمين فيه- توقيت محليّ: حالة ضبط الوقت في بلد من البلدان- أخبار مَحَلِّيَّة/ شئون مَحَلِّيَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة- الناتج المحليّ: مجموع القيم النهائية للسلع والخدمات التي ينتجها المجتمع خلال عام. 

مَحَلِّيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَحَلّ: "أخبار/ شئون مَحَليَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَحَلّ: إقليميّة، عكسها عالميّة "لابد لأدبنا أن يتجاوز المحليّة الضيِّقة إلى العالميّة" ° سوق محلِّيَّة: حركة التِّجارة داخل البلد.
• الإدارة المَحَلِّيَّة: خاصَّة بإقليم أو منطقة من المناطق، خلاف الإدارة المركزيَّة التي تتركَّز في العاصمة. 

مَحْلول [مفرد]: ج محاليلُ:
1 - اسم مفعول من حلَّ1 وحلَّ2/ حلَّ بـ1/ حلَّ على1/ حلَّ في وحلَّ4/ حلَّ بـ2/ حلَّ على2.
2 - (كم) مادّة متجانسة تتكوّن من مادّتين أو أكثر، وقد تكون هذه الموادّ صُلبة أو سائلة أو غازيّة أو خليطًا من هذه الموادّ "محلول مطهِّر/ مركَّز/ زيتيّ- قدَّم المستشفى بعضَ المحاليل لمعالجة الجفاف". 

حلل: حَلَّ بالمكان يَحُلُّ حُلولاً ومَحَلاًّ وحَلاًّ وحَلَلاً، بفك

التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمَحَلَّة وهو نقيض الارتحال؛ قال الأَسود

بن يعفر:

كَمْ فاتَني من كَريمٍ كان ذا ثِقَة،

يُذْكي الوَقُود بجُمْدٍ لَيْلة الحَلَل

وحَلَّه واحْتَلَّ به واحْتَلَّه: نزل به. الليث: الحَلُّ الحُلول

والنزول؛ قال الأَزهري: حَلَّ يَحُلُّ حَلاًّ؛ قال المُثَقَّب العَبْدي:

أَكُلَّ الدهر حَلٌّ وارتحال،

أَما تُبْقِي عليّ ولا تَقِيني؟

ويقال للرجل إِذا لم يكن عنده غَنَاء: لا حُلِّي ولا سِيرِي، قال ابن

سيده: كأَن هذا إِنما قيل أَوَّل وَهْلَة لمؤنث فخوطب بعلامة التأْنيث، ثم

قيل ذلك للمذكر والاثنين والاثنتين والجماعة مَحْكِيًّا بلفظ المؤنث،

وكذلك حَلَّ بالقوم وحَلَّهُم واحْتَلَّ بهم، واحْتَلَّهم، فإِما أَن تكونا

لغتين كلتاهما وُضِع، وإِمَّا أَن يكون الأَصل حَلَّ بهم، ثم حذفت الباء

وأُوصل الفعل إِلى ما بعده فقيل حَلَّه؛ ورَجُل حَالٌّ من قوم حُلُول

وحُلاَّلٍ وحُلَّل. وأَحَلَّه المكانَ وأَحَلَّه به وحَلَّله به وحَلَّ به:

جَعَله يَحُلُّ، عاقَبَت الباء الهمزة؛ قال قيس بن الخَطِيم:

دِيَار التي كانت ونحن على مِنًى

تَحُلُّ بنا، لولا نَجَاءُ الرَّكائب

أَي تَجْعلُنا نَحُلُّ. وحَالَّه: حَلَّ معه. والمَحَلُّ: نقيض

المُرْتَحَل؛ وأَنشد:

إِنَّ مَحَلاًّ وإِن مُرْتَحَلا،

وإِنَّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلا

قال الليث: قلت للخليل: أَلست تزعم أَن العرب العاربة لا تقول إِن رجلاً

في الدار لا تبدأْ بالنكرة ولكنها تقول إِن في الدار رجلاً؟ قال: ليس

هذا على قياس ما تقول، هذا حكاية سمعها رجل من رجل: إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ

مُرْتَحَلا؛ ويصف بعد حيث يقول:

هل تَذْكُرُ العَهْد في تقمّص، إِذ

تَضْرِب لي قاعداً بها مَثَلا؛

إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا

المَحَلُّ: الآخرة والمُرْتَحَل؛ . . .

(* هكذا ترك بياض في الأصل)

وأَراد بالسَّفْر الذين ماتوا فصاروا في البَرْزَخ، والمَهَل البقاء

والانتظار؛ قال الأَزهري: وهذا صحيح من قول الخليل، فإِذا قال الليث قلت للخليل

أَو قال سمعت الخليل، فهو الخليل بن أَحمد لأَنه ليس فيه شك، وإِذا قال

قال الخليل ففيه نظر، وقد قَدَّم الأَزهري في خطبة كتابه التهذيب أَنه في

قول الليث قال الخليل إِنما يَعْني نَفْسَه أَو أَنه سَمَّى لِسانَه

الخَليل؛ قال: ويكون المَحَلُّ الموضع الذي يُحَلُّ فيه ويكون مصدراً، وكلاهما

بفتح الحاء لأَنهما من حَلِّ يَحُلُّ أَي نزل، وإِذا قلت المَحِلّ، بكسر

الحاء، فهو من حَلَّ يَحِلُّ أَي وَجَب يَجِب. قال الله عز وجل: حتى

يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه؛ أَي الموضع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُه، والمصدر من

هذا بالفتح أَيضاً، والمكان بالكسر، وجمع المَحَلِّ مَحَالُّ، ويقال

مَحَلٌّ ومَحَلَّة بالهاء كما يقال مَنْزِل ومنزِلة. وفي حديث الهَدْي: لا

يُنْحَر حتى يبلغ مَحِلَّه أَي الموضع أَو الوقت اللذين يَحِلُّ فيهما

نَحْرُه؛ قال ابن الأَثير: وهو بكسر الحاء يقع على الموضع والزمان؛ ومنه حديث

عائشة: قال لها هل عندكم شيء؟ قالت: لا، إِلا شيء بَعَثَتْ به إِلينا

نُسَيْبَة من الشاة التي بَعَثْتَ إِليها من الصدقة، فقال: هاتي فقد

بَلَغَتْ مَحِلَّها أَي وصلت إِلى الموضع الذي تَحِلُّ فيه وقُضِيَ الواجبُ فيها

من التَّصَدّق بها، وصارت مِلْكاً لن تُصُدِّق بها عليه، يصح له التصرف

فيها ويصح قبول ما أُهدي منها وأَكله، وإِنما قال ذلك لأَنه كان يحرم

عليه أَكل الصدقة. وفي الحديث: أَنه كره التَّبَرُّج بالزينة لغير

مَحِلِّها؛ يجوز أَن تكون الحاء مكسورة من الحِلِّ ومفتوحة من الحُلُول، أَراد به

الذين ذكرهم الله في كتابه: ولا يبدين زينتهن إِلا لبُعُولتهن، الآية،

والتَّبَرُّج: إِظهار الزينة. أَبو زيد: حَلَلْت بالرجل وحَلَلْته ونَزَلْت

به ونَزَلْته وحَلَلْت القومَ وحَلَلْت بهم بمعنًى. ويقال: أَحَلَّ فلان

أَهله بمكان كذا وكذا إِذا أَنزلهم. ويقال: هو في حِلَّة صِدْق أَي

بمَحَلَّة صِدْق. والمَحَلَّة: مَنْزِل القوم.

وحَلِيلة الرجل: امرأَته، وهو حَلِيلُها، لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ

صاحبه، وهو أَمثل من قول من قال إِنما هو من الحَلال أَي أَنه يَحِلُّ لها

وتَحِلُّ له، وذلك لأَنه ليس باسم شرعي وإِنما هو من قديم الأَسماء.

والحَلِيل والحَلِيلة: الزَّوْجان؛ قال عنترة:

وحَلِيل غانيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً،

تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم

وقيل: حَلِيلَته جارَتُه، وهو من ذلك لأَنهما يَحُلاَّن بموضع واحد،

والجمع الحَلائل؛ وقال أَبو عبيد: سُمِّيا بذلك لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ

صاحبَه. وفي الحديث: أَن تُزَاني حَلِيلة جارك، قال: وكل من نَازَلَكَ

وجَاوَرَك فهو حَليلك أَيضاً. يقال: هذا حَليله وهذه حَليلته لمن

تُحَالُّه في دار واحدة؛ وأَنشد:

ولَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْن يُصْبي

حَلِيلَته، إِذا هَدَأَ النِّيَامُ

قال: لم يرد بالحَلِيلة هنا امرأَته إِنما أَراد جارته لأَنها تُحَالُّه

في المنزل. ويقال: إِنما سميت الزوجة حَلِيلة لأَن كل واحد منهما

مَحَلُّ إِزار صاحبه. وحكي عن أَبي زيد: أَن الحَلِيل يكون للمؤنث بغير

هاء.والحِلَّة: القوم النزول، اسم للجمع، وفي التهذيب: قوم نزول؛ وقال

الأَعشى:

لقد كان في شَيْبان، لو كُنْتَ عالماً،

قِبَابٌ وحَيٌّ حِلَّة وقَبائل

وحَيٌّ حِلَّة أَي نُزُول وفيهم كثرة؛ هذا البيت استشهد به الجوهري،

وقال فيه:

وحَوْلي حِلَّة ودَراهم

(* قوله «وحولي» هكذا في الأصل، والذي في نسخة الصحاح التي بايدينا:

وحيّ).

قال ابن بري: وصوابه وقبائل لأَن القصيدة لاميَّة؛ وأَولها:

أَقَيْس بنَ مَسْعود بنِ قيس بن خالدٍ،

وأَنتَ امْرُؤ يرجو شَبَابَك وائل

قال: وللأَعشى قصيدة أُخرى ميمية أَولها:

هُرَيْرَةَ ودِّعْها وإِن لام لائم

يقول فيها:

طَعَام العراق المُسْتفيضُ الذي ترى،

وفي كل عام حُلَّة وَدَارهِم

قال: وحُلَّة هنا مضمومة الحاء، وكذلك حَيٌّ حِلال؛ قال زهير:

لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم،

إِذا طَرَقَت إِحْدى اللَّيَالي بمُعْظَم

والحِلَّة: هَيئة الحُلُول. والحِلَّة: جماعة بيوت الناس لأَنها

تُحَلُّ؛ قال كراع: هي مائة بيت، والجمع حِلال؛ قال الأَزهري: الحِلال جمع بيوت

الناس، واحدتها حِلَّة؛ قال: وحَيٌّ حِلال أَي كثير؛ وأَنشد شمر:

حَيٌّ حِلالٌ يَزْرَعون القُنْبُلا

قال ابن بري: وأَنشد الأَصمعي:

أَقَوْمٌ يبعثون العِيرَ نَجْداً

أَحَبُّ إِليك، أَم حَيٌّ حِلال؟

وفي حديث عبد المطلب:

لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْـ

ـنَعُ رَحْلَه، فامْنَعْ حِلالَك

الحِلال، بالكسر: القومُ المقيمون المتجاورون يريد بهم سُكَّان الحَرَم.

وفي الحديث: أَنهم وَجَدوا ناساً أَحِلَّة، كأَنه جمع حِلال كعِماد

وأَعْمِدَة وإِنما هو جمع فَعال، بالفتح؛ قال ابن الأَثير: هكذا قال بعضهم

وليس أَفْعِلة في جمع فِعال، بالكسر، أَولى منها في جمع فَعال، بالفتح،

كفَدَان وأَفْدِنة. والحِلَّة: مجلس القوم لأَنهم يَحُلُّونه. والحِلَّة:

مُجْتَمَع القوم؛ هذه عن اللحياني. والمَحَلَّة: منزل القوم.

ورَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بها. قال ابن سيده: وعندي

أَنها تُحِلُّ الناس كثيراً، لأَن مِفْعالاً إِنما هي في معنى فاعل لا في

معنى مفعول، وكذلك أَرض مِحْلال. ابن شميل: أَرض مِحْلال وهي السَّهْلة

اللَّيِّنة، ورَحَبة مِحْلال أَي جَيِّدة لمحَلّ الناس؛ وقال ابن الأَعرابي

في قول الأَخطل:

وشَرِبْتها بأَرِيضَة مِحْلال

قال: الأَرِيضَة المُخْصِبة، قال: والمِحْلال المُخْتارة للحِلَّة

والنُّزول وهي العَذاة الطَّيِّبة؛ قال الأَزهري: لا يقال لها مِحْلال حتى

تُمْرِع وتُخْصِب ويكون نباتها ناجعاً للمال؛ وقال ذو الرمة:

بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مِرَبٍّ مُحَلَّل

والمُحِلَّتانِ: القِدْر والرَّحى، فإِذا قلت المُحِلاَّت فهي القِدْر

والرَّحى والدَّلْو والقِرْبة والجَفْنَة والسِّكِّين والفَأْس والزَّنْد،

لأَن من كانت هذه معه حَلَّ حيث شاء، وإِلا فلا بُدَّ له من أَن يجاور

الناس يستعير منهم بعض هذه الأَشياء؛ قال:

لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم

نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّت

الأَتاويُّون: الغُرَباء أَي لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون أَحداً بأَصحاب

المُحِلاَّت؛ قال أَبو علي الفارسي: هذا على حذف المفعول كما قال تعالى:

يوم تُبَدَّل الأَرضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ أَي والسمواتُ غيرَ

السمواتِ، ويروى: لا يُعْدَلَنَّ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي لا ينبغي أَن

يُعْدل فعلى هذا لا حذف فيه.

وتَلْعة مُحِلَّة: تَضُمُّ بيتاً أَو بيتين. قال أَعرابي: أَصابنا

مُطَيْر كسَيْل شعاب السَّخْبَرِ رَوَّى التَّلْعة المُحِلَّة، ويروى: سَيَّل

شِعابَ السَّخْبَر، وإِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر، وهي مَنابِته، لأَن

عَرْضَها ضَيِّق وطولها قدر رَمْية حَجَر.

وحَلَّ المُحْرِمُ من إِحرامه يَحِلُّ حِلاًّ وحَلالاً إِذا خَرج من

حِرْمه. وأَحَلَّ: خَرَج، وهو حَلال، ولا يقال حالٌّ على أَنه القياس. قال

ابن الأَثير: وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا حَلَّ له ما حَرُم عليه من

مَحْظورات الحَجِّ؛ قال الأَزهري: وأَحَلَّ لغة وكَرِهها الأَصمَعي وقال:

أَحَلَّ إِذا خَرج من الشُّهُور الحُرُم أَو من عَهْد كان عليه. ويقال

للمرأَة تَخْرُج من عِدَّتها: حَلَّتْ. ورجل حِلٌّ من الإِحرام أَي حَلال.

والحَلال: ضد الحرام. رَجُل حَلال أَي غير مُحْرِم ولا متلبس بأَسباب

الحج، وأَحَلَّ الرجلُ إِذا خرج إِلى الحِلِّ عن الحَرَم، وأَحَلَّ إِذا

دخل في شهور الحِلِّ، وأَحْرَمْنا أَي دخلنا في الشهور الحُرُم. الأَزهري:

ويقال رجل حِلٌّ وحَلال ورجل حِرْم وحَرام أَي مُحْرِم؛ وأَما قول زهير:

جَعَلْن القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَه،

وكم بالقَنان من مُحِلّ ومُحْرِم

فإِن بعضهم فسره وقال: أَراد كَمْ بالقَنان من عَدُوٍّ يرمي دَماً

حَلالاً ومن مُحْرم أَي يراه حَراماً. ويقال: المُحِلُّ الذي يَحِلُّ لنا

قِتالُه، والمُحْرِم الذي يَحْرُم علينا قتاله. ويقال: المُحِلُّ الذي لا

عَهْد له ولا حُرْمة، وقال الجوهري: من له ذمة ومن لا ذمة له. والمُحْرِم:

الذي له حُرْمة. ويقال للذي هو في الأَشهر الحُرُم: مُحْرِم، وللذي خرج

منها: مُحِلٌّ. ويقال للنازل في الحَرَم: مُحْرِم، والخارج منه: مُحِلّ،

وذلك أَنه ما دام في الحَرَم يحرم عليه الصيد والقتال، وإِذا خرج منه حَلَّ

له ذلك. وفي حديث النخعي: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك؛ قال الليث: معناه من

ترك الإِحرام وأَحَلَّ بك فقاتَلَك فأَحْلِل أَنت أَيضاً به فقائِلُه

وإِن كنت مُحْرماً، وفيه قول آخر وهو: أَن المؤمنين حَرُم عليهم أَن يقتل

بعضهم بعضاً ويأْخذ بعضهم مال بعضهم، فكل واحد منهم مُحْرِم عن صاحبه،

يقول: فإِذا أَحَلَّ رجل ما حَرُم عليه منك فادفعه عن نفسك بما تَهَيَّأَ لك

دفعُه به من سلاح وغيره وإِن أَتى الدفع بالسلاح عليه، وإَحْلال البادئ

ظُلْم وإِحْلال الدافع مباح؛ قال الأَزهري: هذا تفسير الفقهاء وهو غير

مخالف لظاهر الخبر. وفي حديث آخر: من حَلَّ بك فاحْلِلْ به أَي من صار

بسببك حَلالاً فَصِرْ أَنت به أَيضاً حَلالاً؛ هكذا ذكره الهروي وغيره، والذي

جاء في كتاب أَبي عبيد عن النخعي في المُحْرِم يَعْدو عليه السَّبُع أَو

اللِّصُّ: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك. وفي حديث دُرَيد بن الصِّمَّة: قال

لمالك بن عوف أَنت مُحِلٌّ بقومك أَي أَنك قد أَبَحْت حَرِيمهم وعَرَّضتهم

للهلاك، شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَحَلَّ كأَنهم كانوا ممنوعين

بالمُقام في بيوتهم فحَلُّوا بالخروج منها. وفعل ذلك في حُلِّه وحُرْمه وحِلِّه

وحِرْمه أَي في وقت إحْلاله وإِحرامه. والحِلُّ: الرجل الحَلال الذي خرج

من إِحرامه أَو لم يُحْرِم أَو كان أَحرم فحَلَّ من إِحرامه. وفي حديث

عائشة: قالت طَيَّبْت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّه وحِرْمه؛ وفي

حديث آخر: لحِرْمِه حين أَحْرَم ولحِلِّه حين حَلَّ من إِحرامه، وفي

النهاية لابن الأَثير: لإِحْلاله حين أَحَلَّ.

والحِلَّة: مصدر قولك حَلَّ الهَدْيُ. وقوله تعالى: حتى يَبْلغ الهَدْيُ

مَحِلَّه؛ قيل مَحِلُّ من كان حاجّاً يوم النَّحر، ومَحِلُّ من كان

معتمراً يوم يدخل مكة؛ الأَزهري: مَحِلُّ الهدي يوم النحر بمِنًى، وقال:

مَحِلُّ هَدْي المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحج بمكة إِذا قَدِمها وطاف

بالبيت وسعى بين الصفا والمروة. ومَحِلُّ هَدْيِ القارن: يوم النحر بمنًى،

ومَحِلُّ الدَّيْن: أَجَلُه، وكانت العرب إِذا نظرت إِلى الهلال قالت: لا

مَرْحَباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّب الأَجَل. وفي حديث مكة: وإِنما

أُحِلَّت لي ساعة من نهار، يعني مَكَّة يوم الفتح حيث دخلها عَنْوَة غير

مُحْرِم. وفي حديث العُمْرة: حَلَّت العُمْرة لمن اعْتَمَرَ أَي صارت لكم

حَلالاً جائزة، وذلك أَنهم كانوا لا يعتمرون في الأَشهر الحُرُم، فذلك معنى

قولهم إِذا دَخَل صَفَر حَلَّت العُمْرَةُ لمن اعْتَمَر.

والحِلُّ والحَلال والحِلال والحَلِيل: نَقِيض الحرام، حَلَّ يَحِلُّ

حِلاًّ وأَحَلَّه الله وحَلَّله. وقوله تعالى: يُحِلُّونه عاماً

ويُحَرِّمونه عاماً؛ فسره ثعلب فقال: هذا هو النسِيء، كانوا في الجاهلية يجمعون

أَياماً حتى تصير شهراً، فلما حَجَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الآنَ

اسْتَدارَ الزمانُ كهيئته. وهذا لك حِلٌّ أَي حَلال. يقال: هو حِلٌّ

وبِلٌّ أَي طَلْق، وكذلك الأُنثى. ومن كلام عبد المطلب: لا أُحِلُّها لمغتسل

وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ أَي حَلال، بِلٌّ إِتباع، وقيل: البِلُّ مباح،

حِمْيَرِيَّة. الأَزهري: روى سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس

يقول: هي حِلٌّ وبِلٌّ يعني زمزم، فسُئِل سفيان: ما حِلٌّ وبِلٌّ؟ فقال:

حِلٌّ مُحَلَّل. ويقال: هذا لك حِلٌّ وحَلال كما يقال لضدّه حِرْم وحَرام

أَي مُحَرَّم. وأَحْلَلت له الشيءَ. جعلته له حَلالاً. واسْتَحَلَّ

الشيءَ: عَدَّه حَلالاً. ويقال: أَحْلَلت المرأَةَ لزوجها. وفي الحديث: لعن

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المُحَلِّل والمُحَلَّل له، وفي رواية:

المُحِلَّ والمُحَلَّ له، وهو أَن يطلق الرجل امرأَته ثلاثاً فيتزوجها رجل

آخر بشرط أَن يطلقها بعد مُوَاقَعته إِياها لتَحِلَّ للزوج الأَول. وكل شيء

أَباحه الله فهو حَلال، وما حَرَّمه فهو حَرَام. وفي حديث بعض الصحابة:

ولا أُوتي بحَالٍّ ولا مُحَلَّل إِلا رَجَمْتُهما؛ جعل الزمخشري هذا

القول حديثاً لا أَثراً؛ قال ابن الأَثير: وفي هذه اللفظة ثلاث لغات حَلَّلْت

وأَحْلَلت وحَلَلْت، فعلى الأَول جاء الحديث الأَول، يقال حَلَّل فهو

مُحَلِّل ومُحَلَّل، وعلى الثانية جاء الثاني تقول أَحَلَّ فهو مُحِلٌّ

ومُحَلٌّ له، وعلى الثالثة جاء الثالث تقول حَلَلْت فأَنا حَالٌّ وهو

مَحْلول له؛ وقيل: أَراد بقوله لا أُوتَى بحالٍّ أَي بذي إِحْلال مثل قولهم

رِيحٌ لاقِح أَي ذات إِلْقاح، وقيل: سُمِّي مُحَلِّلاً بقصده إِلى التحليل

كما يسمى مشترياً إِذا قصد الشراء. وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته

الأَمة فيُطَلِّقها طلقتين ثم يشتريها قال: لا تَحِلُّ له إِلا من حيث

حَرُمت عليه أَي أَنها لا تَحِلُّ له وإِن اشتراها حتى تنكح زوجاً غيره، يعني

أَنها حَرُمت عليه بالتطليقتين، فلا تَحِلُّ له حتى يطلقها الزوج الثاني

تطليقتين، فتَحِلّ له بهما كما حَرُمت عليه بهما. واسْتَحَلَّ الشيءَ:

اتخذه حَلالاً أَو سأَله أَن يُحِلَّه له. والحُلْو الحَلال: الكلام الذي

لا رِيبة فيه؛ أَنشد ثعلب:

تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى

على مَكْرَهٍ يَبْدو بها فيَعِيب

وحَلَّلَ اليمينَ تحليلاً وتَحِلَّة وتَحِلاًّ، الأَخيرة شاذة:

كَفَّرَها، والتَّحِلَّة: ما كُفِّر به. وفي التنزيل: قد فرض الله لكم تَحِلَّة

أَيمانكم؛ والاسم من كل ذلك الحِلُّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ولا أَجْعَلُ المعروف حِلَّ أَلِيَّةٍ،

ولا عِدَةً في الناظر المُتَغَيَّب

قال ابن سيده: هكذا وجدته المُتَغَيَّب، مفتوحة الياء، بخَطِّ الحامِض،

والصحيح المُتَغَيِّب، بالكسر. وحكى اللحياني: أَعْطِ الحالف حُلاَّنَ

يَمينه أَي ما يُحَلِّل يمينه، وحكى سيبويه: لأَفعلن كذا إِلاَّ حِلُّ ذلك

أَن أَفعل كذا أَي ولكن حِلُّ ذلك، فحِلُّ مبتدأ وما بعدها مبنيّ عليها؛

قال أَبو الحسن: معناه تَحِلَّةُ قَسَمِي أَو تحليلُه أَن أَفعل كذا.

وقولهم: فعلته تَحِلَّة القَسَم أَي لم أَفعل إِلا بمقدار ما حَلَّلت به

قَسَمي ولم أُبالِغ. الأَزهري: وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يموت

لمؤمن ثلاثة أَولاد فتَمَسّه النار إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال أَبو

عبيد: معنى قوله تَحِلَّة القَسَم قول الله عز وجل: وإِنْ منكم إِلا

واردُها، قال: فإِذا مَرَّ بها وجازها فقدأَبَرَّ الله قَسَمَه. وقال غير أَبي

عبيد: لا قَسَم في قوله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، فكيف تكون له

تَحِلَّة وإِنما التَّحِلَّة للأَيْمان؟ قال: ومعنى قوله إِلا تَحِلَّة

القَسَم إِلا التعذير الذي لا يَبْدَؤُه منه مكروه؛ ومنه قول العَرَب: ضَرَبْته

تحليلاً ووَعَظْته تَعْذيراً أَي لم أُبالِغ في ضربه ووَعْظِه؛ قال ابن

الأَثير: هذا مَثَل في القَلِيل المُفْرِط القِلَّة وهو أَن يُباشِر من

الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قَسَمَه ويُحَلِّلُه،

مثل أَن يحلف على النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعة خفيفة أَجزأَته فتلك

تَحِلَّة قَسَمِه، والمعنى لا تَمَسُّه النار إِلا مَسَّة يسيرة مثل

تَحِلَّة قَسَم الحالف، ويريد بتَحِلَّتِه الوُرودَ على النار والاجْتيازَ

بها، قال: والتاء في التَّحِلَّة زائدة؛ وفي الحديث الآخر: من حَرَس ليلة من

وراء المسلمين مُتَطَوِّعاً لم يأْخذه الشيطان ولم ير النار تَمَسُّه

إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال الله تعالى: وإِن منكم إِلا واردها، قال

الأَزهري: وأَصل هذا كله من تحليل اليمين وهو أَن يحلف الرجل ثم يستثني استثناء

متصلاً باليمين غير منفصل عنها، يقال: آلى فلان أَلِيَّة لم يَتَحَلَّل

فيها أَي لم يَسْتثْنِ ثم جعل ذلك مثلاً للتقليل؛ ومنه قول كعب بن زهير:

تَخْدِي على يَسَراتٍ، وهي لاحقة،

بأَرْبَعٍ، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل

(* قوله «لاحقة» في نسخة النهاية التي بأيدينا: لاهية).

وفي حواشي ابن بري:

تَخْدِي على يَسَرات، وهي لاحقة،

ذَوَابِل، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل

أَي قليل

(* قوله «أي قليل» هذا تفسير لتحليل في البيت) كما يحلف

الإِنسان على الشيء أَن يفعله فيفعل منه اليسير يُحَلِّل به يَمِينه؛ وقال

الجوهري: يريد وَقْعَ مَناسِم الناقة على الأَرض من غير مبالغة؛ وقال

الآخر:أَرَى إِبلي عافت جَدُودَ، فلم تَذُقْ

بها قَطْرَةً إِلا تَحِلَّة مُقْسِم

قال ابن بري: ومثله لعَبْدَةَ بن الطبيب:

تُحْفِي الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانية

في أَرْبَع، مَسُّهنَّ الأَرضَ تَحْلِيلُ

أَي قليل هَيِّن يسير. ويقال للرجل إِذا أَمْعَن في وَعِيد أَو أَفرط في

فَخْر أَو كلام: حِلاًّ أَبا فلان أَي تَحَلَّلْ في يمينك، جعله في

وعيده إِياه كاليمين فأَمره بالاستثناء أَي اسْتَثْن يا حالف واذْكُر حِلاًّ.

وفي حديث أَبي بكر: أَنه قال لامرأَة حَلَفت أَن لا تُعْتِق مَوْلاة لها

فقال لها: حِلاًّ أُمَّ فلان، واشتراها وأَعتقها، أَي تَحَلَّلِي من

يمينك، وهو منصوب على المصدر؛ ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: قال لعمر حِلاًّ

يا أَمير المؤمنين فيما تقول أَي تَحَلَّلْ من قولك. وفي حديث أَنس: قيل

له حَدِّثْنا ببعض ما سمعتَه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:

وأَتَحلَّل أَي أَستثني. ويقال: تَحَلَّل فلان من يمينه إِذا خرج منها

بكفارة أَو حِنْث يوجب الكفارة؛ قال امرؤ القيس:

وآلَتْ حِلْفةً لم تَحَلَّل

وتَحَلَّل في يمينه أَي استثنى.

والمُحَلِّل من الخيل: الفَرَسُ الثالث من خيل الرِّهان، وذلك أَن يضع

الرَّجُلانِ رَهْنَين بينهما ثم يأْتي رجل سواهما فيرسل معهما فرسه ولا

يضع رَهْناً، فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّليْن أَخَذَ رهنَه ورهنَ صاحبه وكان

حَلالاً له من أَجل الثالث وهو المُحَلِّل، وإِن سبَقَ المُحَلِّلُ ولم

يَسْبق واحد منهما أَخَذَ الرهنين جميعاً، وإِن سُبِقَ هو لم يكن عليه

شيء، وهذا لا يكون إِلاَّ في الذي لا يُؤْمَن أَن يَسْبق، وأَما إِذا كان

بليداً بطيئاً قد أُمِن أَن يَسْبِقهما فذلك القِمَار المنهيّ عنه،

ويُسَمَّى أَيضاً الدَّخِيل.

وضَرَبه ضَرْباً تَحْلِيلاً أَي شبه التعزير، وإِنما اشتق ذلك من

تَحْلِيل اليمين ثم أُجْري في سائر الكلام حتى قيل في وصف الإِبل إِذا

بَرَكَتْ؛ ومنه قول كعب

بن زهير:

نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْليل

أَي هَيِّن. وحَلَّ العُقْدة يَحُلُّها حَلاًّ: فتَحَها ونَقَضَها

فانْحَلَّتْ. والحَلُّ: حَلُّ العُقْدة. وفي المثل السائر: يا عاقِدُ اذْكُرْ

حَلاًّ، هذا المثل ذكره الأَزهري والجوهري؛ قال ابن بري: هذا قول

الأَصمعي وأَما ابن الأَعرابي فخالفه وقال: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ وقال: كذا

سمعته من أَكثر من أَلف أَعرابي فما رواه أَحد منهم يا عاقِدُ، قال:

ومعناه إِذا تحَمَّلْتَ فلا نُؤَرِّب ما عَقَدْت، وذكره ابن سيده على هذه

الصورة في ترجمة حبل: يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ. وكل جامد أُذِيب فقد

حُلَّ.والمُحَلَّل: الشيء اليسير، كقول امرئ القيس يصف جارية:

كبِكْرِ المُقاناةِ البَيَاض بصُفْرة،

غَذَاها نَمِير الماءِ غَيْر المُحَلَّل

وهذا يحتمل معنيين: أَحدهما أَن يُعْنَى به أَنه غَذَاها غِذَاء ليس

بمُحَلَّل أَي ليس بيسير ولكنه مُبالَغ فيه، وفي التهذيب: مَرِيءٌ ناجِعٌ،

والآخر أَن يُعْنى به غير محلول عليه فيَكْدُر ويَفْسُد. وقال أَبو

الهيثم: غير مُحَلَّل يقال إِنه أَراد ماء البحر أَي أَن البحر لا يُنْزَل عليه

لأَن ماءه زُعَاق لا يُذَاق فهو غير مُحَلَّل أَي غير مَنْزولٍ عليه،

قال: ومن قال غير مُحَلَّل أَي غير قليل فليس بشيء لأَن ماء البحر لا يوصف

بالقلة ولا بالكثرة لمجاوزة حدِّه الوصفَ، وأَورد الجوهري هذا البيت

مستشهداً به على قوله: ومكان مُحَلَّل إِذا أَكثر الناسُ به الحُلُولَ، وفسره

بأَنه إِذا أَكثروا به الحُلول كدَّروه. وكلُّ ماء حَلَّتْه الإِبل

فكَدَّرَتْه مُحَلَّل، وعَنى امرُؤ القيس بقوله بِكْر المُقَاناة دُرَّة غير

مثقوبة. وحَلَّ عليه أَمرُ الله يَحِلُّ حُلولاً: وجَبَ. وفي التنزيل:

أَن يَحِلَّ عليكم غَضَبٌ من ربكم، ومن قرأَ: أَن يَحُلَّ، فمعناه أَن

يَنْزِل. وأَحَلَّه اللهُ عليه: أَوجبه؛ وحَلَّ عليه حَقِّي يَحِلُّ

مَحِلاًّ، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال مَفْعِل بالكسر كالمَرْجِعِ

والمَحِيص وليس ذلك بمطَّرد، إِنما يقتصر على ما سمع منه، هذا مذهب سيبويه.

وقوله تعالى: ومن يَحْلُِلْ عليه غَضَبي فقد هَوَى؛ قرئَ ومن يَحْلُل

ويَحْلِل، بضم اللام وكسرها، وكذلك قرئَ: فيَحُِلُّ عليكم غضبي، بكسر الحاء

وضمها؛ قال الفراء: والكسر فيه أَحَبُّ إِليَّ من الضم لأَن الحُلول ما

وقع من يَحُلُّ، ويَحِلُّ يجب، وجاء بالتفسير بالوجوب لا بالوقوع، قال:

وكلٌّ صواب، قال: وأَما قوله تعالى: أَم أَردتم أَن يَحِلَّ عليكم، فهذه

مكسورة، وإِذا قلت حَلَّ بهم العذابُ كانت تَحُلُّ لا غير، وإِذا قلت

عَليَّ أَو قلت يَحِلُّ لك كذا وكذا، فهو بالكسر؛ وقال الزجاج: ومن قال

يَحِلُّ لك كذا وكذا فهو بالكسر، قال: ومن قرأَ فيَحِلُّ عليكم فمعناه فيَجِب

عليكم، ومن قرأَ فيَحُلُّ فمعناه فيَنْزِل؛ قال: والقراءة ومن يَحْلِل

بكسر اللام أَكثر. وحَلَّ المَهْرُ يَحِلُّ أَي وجب. وحَلَّ العذاب يَحِلُّ،

بالكسر، أَي وَجَب، ويَحُلُّ، بالضم، أَي نزل. وأَما قوله أَو تَحُلُّ

قريباً من دارهم، فبالضم، أَي تَنْزل. وفي الحديث: فلا يَحِلُّ لكافر

يَجِد ريح نَفَسه إِلاَّ مات أَي هو حَقٌّ واجب واقع كقوله تعالى: وحَرَام

على قَرْية؛ أَي حَقٌّ واجب عليها؛ ومنه الحديث: حَلَّت له شفاعتي، وقيل:

هي بمعنى غَشِيَتْه ونَزَلَتْ به، فأَما قوله: لا يَحُلُّ المُمْرِض على

المُصِحّ، فبضم الحاء، من الحُلول النزولِ، وكذلك فَلْيَحْلُل، بضم اللام.

وأَما قوله تعالى: حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه، فقد يكون المصدرَ ويكون

الموضعَ. وأَحَلَّت الشاةُ والناقةُ وهي مُحِلٌّ: دَرَّ لبَنُها، وقيل:

يَبِسَ لبنُها ثم أَكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّت، وعبر عنه بعضهم بأَنه نزول

اللبن من غير نَتاج، والمعنيان متقاربان، وكذلك الناقة؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ولكنها كانت ثلاثاً مَيَاسِراً،

وحائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَحَلَّتِ

(* قوله «أَنهزت» أورده في ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام، وقال بعده:

ورواه ابن الاعرابي أنهزت بالزاي ولا وجه له).

يصف إِبلاً وليست بغنم لأَن قبل هذا:

فَلو أَنَّها كانت لِقَاحِي كَثيرةً،

لقد نَهِلَتْ من ماء جُدٍّ وعَلَّت

(* قوله «من ماء جد» روي بالجيم والحاء كما أورده في المحلين).

وأَنشد الجوهري لأُمية بن أَبي الصلت الثقفي:

غُيوث تَلتَقي الأَرحامُ فيها،

تُحِلُّ بها الطَّروقةُ واللِّجاب

وأَحَلَّت الناقةُ على ولدها: دَرَّ لبنُها، عُدِّي بعَلى لأَنه في معنى

دَرَّت. وأَحَلَّ المالُ فهو يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا نزل دَرُّه حين

يأْكل الربيع. الأَزهري عن الليث وغيره: المَحالُّ الغنم التي ينزل اللبن في

ضروعها من غير نَتاج ولا وِلاد.

وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجل: اعْتَلَّ بعد قدومه.

والإِحْلِيل والتِّحْلِيل: مَخْرَج البول من الإِنسان ومَخْرج اللبن من

الثدي والضَّرْع. الأَزهري: الإِحْلِيل مَخْرج اللبن من طُبْي الناقة

وغيرها. وإِحْلِيل الذَّكَرِ: ثَقْبه الذي يخرج منه البول، وجمعه

الأَحالِيل؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

تُمِرُّ مثلَ عَسِيب النخل ذا خُصَلٍ،

بغارب، لم تُخَوِّنْه الأَحالِيل

هو جمع إِحْلِيل، وهو مَخْرَج اللبن من الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنْقُصه،

يعني أَنه قد نَشَفَ لبنُها فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها.

والإِحْلِليل: يقع على ذَكَرِ الرجل وفَرْج المرأَة، ومنه حديث ابن عباس:

أَحْمَد إِليكم غَسْل الإِحْلِيل أَي غَسْل الذكر. وأَحَلَّ الرجلُ بنفسه إِذا

استوجب العقوبة. ابن الأَعرابي: حُلَّ إِذا سُكِن، وحلَّ إِذا عَدا،

وامرأَة حَلاَّء رَسْحاء، وذِئْب أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل كذلك. ابن

الأَعرابي: ذئب أَحَلُّ وبه حَلَل، وليس بالذئب عَرَج، وإِنما يوصف به لخَمَع

يُؤنَس منه إِذا عَدا؛ وقال الطِّرِمَّاح:

يُحِيلُ به الذِّئْبُ الأَحَلُّ، وَقُوتُه

ذَوات المَرادِي، من مَناقٍ ورُزّح

(* قوله «المرادي» هكذا في الأصل، وفي الصحاح: الهوادي، وهي الأعناق.

وفي ترجمة مرد: أن المراد كسحاب العنق).

وقال أَبو عمرو: الأَحَلُّ أَن يكون مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح

الرِّجلين. والحَلَل: استرخاء عَصَب الدابة، فَرَسٌ أَحَلُّ. وقال الفراء:

الحَلَل في البعير ضعف في عُرْقوبه، فهو أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل، فإِن كان في

الرُّكْبة فهو الطَّرَق. والأَحَلُّ: الذي في رجله استرخاء، وهو مذموم في

كل شيء إِلا في الذئب. وأَنشد الجوهري بيت الطرماح: يُحِيلُ به الذِّئبُ

الأَحَلُّ، ونسبه إِلى الشماخ وقال: يُحِيلُ أَي يُقِيم به حَوْلاً. وقال

أَبو عبيدة: فَرَس أَحَلُّ، وحَلَلُه ضعف نَساه ورَخاوة كَعْبه، وخَصّ

أَبو عبيدة به الإِبل. والحَلَل: رخاوة في الكعب، وقد حَلِلْت حَلَلاً.

وفيه حَلَّة وحِلَّة أَي تَكَسُّر وضعف؛ الفتح عن ثعلب والكسر عن ابن

الأَعرابي. وفي حديث أَبي قتادة: ثم تَرَك فتَحَلَّل أَي لما انْحَلَّت قُواه

ترك ضَمَّه إِليه، وهو تَفَعُّل من الحَلِّ نقيض الشَّدّ؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر:

إِذا اصْطَكَّ الأَضاميمُ اعْتَلاها

بصَدْرٍ، لا أَحَلَّ ولا عَموج

وفي الحديث: أَنه بَعَث رجلاً على الصدقة فجاء بفَصِيل مَحْلُول أَو

مَخْلول بالشك؛ المحلول، بالحاء المهملة: الهَزِيل الذي حُلَّ اللحم عن

أَوصاله فعَرِيَ منه، والمَخْلُول يجيء في بابه.

وفي الحديث: الصلاة تحريمها التكبير وتَحْلِيلها التسليم أَي صار

المُصَلِّي بالتسليم يَحِلُّ له ما حرم فيها بالتكبير من الكلام والأَفعال

الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالها، كما يَحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ

منه ما كان حَراماً عليه. وفي الحديث: أَحِلُّوا الله يغفر لكم أَي

أَسلموا؛ هكذا فسر في الحديث، قال الخطابي: معناه الخروج من حَظْر الشِّرك إِلى

حِلِّ الإِسلام وسَعَته، من قولهم حَلَّ الرجلُ إِذا خرج من الحَرَم

إِلى الحِلِّ، ويروى بالجيم، وقد تقدم؛ قال ابن الأَثير: وهذا الحديث هو عند

الأَكثر من كلام أَبي الدرداء، ومنهم من جعله حديثاً. وفي الحديث: من

كانت عنده مَظْلِمة من أَخيه فَلْيسْتَحِلَّه. وفي حديث عائشة أَنها قالت

لامرأَة مَرَّتْ بها: ما أَطول ذَيْلَها فقال: اغْتَبْتِها قُومي إِليها

فَتَحلَّليها؛ يقال: تَحَلَّلته واسْتَحْلَلْته إِذا سأَلته أَن يجعلك في

حِلٍّ من قِبَله. وفي الحديث: أَنه سئل أَيّ الأَعمال أَفضل فقال:

الحالُّ المُرْتَحِل، قيل: وما ذاك؟ قال: الخاتِم المفتَتِح هو الذي يَخْتم

القرآن بتلاوته ثم يَفْتَتح التلاوة من أَوّله؛ شبَّهه بالمُسافر يبلغ

المنزل فيَحُلُّ فيه ثم يفتتح سيره أَي يبتدئه، وكذلك قُرَّاء أَهل مكة إِذا

ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأُوا وقرأُوا الفاتحة وخمس آيات من أَول سورة

البقرة إِلى قوله: أُولئك هم المفلحون، ثم يقطعون القراءة ويُسَمُّون ذلك

الحالَّ المُرْتَحِل أَي أَنه ختم القرآن وابتدأَ بأَوَّله ولم يَفْصِل

بينهما زمان، وقيل: أَراد بالحالِّ المرتحل الغازِيَ الذي لا يَقْفُل عن

غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بآخر.

والحِلال: مَرْكَبٌ من مراكب النساء؛ قال طُفَيْل:

وراكضةٍ، ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّة،

بَعِيرَ حِلالٍ، غادَرَتْه، مُجَعْفَلِ

مُجَعْفَل: مصروع؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

ولا يَعْدِلْنَ من ميل حِلالا

قال: وقد يجوز أَن يكون متاعَ رَحْل البعير. والحِلُّ: الغَرَض الذي

يُرْمى إِليه. والحِلال: مَتاع الرَّحْل؛ قال الأَعشى:

وكأَنَّها لم تَلْقَ سِتَّة أَشهر

ضُرّاً، إِذا وَضَعَتْ إِليك حِلالَها

قال أَبو عبيد: بلغتني هذه الرواية عن القاسم بن مَعْن، قال: وبعضهم

يرويه جِلالَها، بالجيم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ومُلْوِيَةٍ تَرى شَماطِيطَ غارة،

على عَجَلٍ، ذَكَّرْتُها بِحِلالِها

فسره فقال: حِلالُها ثِيابُ بدنها وما على بعيرها، والمعروف أَن الحِلال

المَرْكَب أَو متاع الرَّحْل لا أَن ثياب المرأَة مَعْدودة في الحِلال،

ومعنى البيت عنده: قلت لها ضُمِّي إِليك ثِيابَك وقد كانت رَفَعَتْها من

الفَزَع. وفي حديث عيسى، عليه السلام، عند نزوله: أَنه يزيد في الحِلال؛

قيل: أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فزاد فيما أَحَلَّ اللهُ له أَي

ازداد منه لأَنه لم يَنْكِح إِلى أَن رُفِع.

وفي الحديث: أَنه كسا عليّاً، كرّم الله وجهه، حُلَّة سِيَراء؛ قال خالد

بن جَنْبة: الحُلَّة رِداء وقميص وتمامها العِمامة، قال: ولا يزال الثوب

الجَيِّد يقال له في الثياب حُلَّة، فإِذا وقع على الإِنسان ذهبت

حُلَّته حتى يجتمعن له إِمَّا اثنان وإِما ثلاثة، وأَنكر أَن تكون الحُلَّة

إِزاراً ورِداء وَحْدَه. قال: والحُلَل الوَشْي والحِبرَة والخَزُّ والقَزُّ

والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِير، وقال اليَمامي: الحُلَّة كل ثوب

جَيِّد جديد تَلْبسه غليظٍ أَو دقيق ولا يكون إِلا ذا ثوبَين، وقال ابن

شميل: الحُلَّة القميص والإِزار والرداء لا تكون أَقل من هذه الثلاثة، وقال

شمر: الحُلَّة عند الأَعراب ثلاثة أَثواب، وقال ابن الأَعرابي: يقال

للإِزار والرداء حُلَّة، ولكل واحد منهما على انفراده حُلَّة؛ قال الأَزهري:

وأَما أَبو عبيد فإِنه جعل الحُلَّة ثوبين. وفي الحديث: خَيْرُ الكَفَن

الحُلَّة، وخير الضَّحِيَّة الكبش الأَقْرَن. والحُلَل: بُرود اليمن ولا

تسمى حُلَّة حتى تكون ثوبين، وقيل ثوبين من جنس واحد؛ قال: ومما يبين ذلك

حديث عمر: أَنه رأَى رجلاً عليه حُلَّة قد ائتزرَ بأَحدهما وارْتَدى

بالآخر فهذان ثوبان؛ وبَعَث عمر إِلى مُعاذ بن عَفْراء بحُلَّة فباعها واشترى

بها خمسة أَرؤس من الرقيق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْن

يَلْبَسُهما على عِتْق هؤلاء لَغَبينُ الرأْي: أَراد بالقِشْرَتَين

الثوبين؛ قال: والحُلَّة إِزار ورداء بُرْد أَو غيره ولا يقال لها حُلَّة حتى

تكون من ثوبين والجمع حُلَل وحِلال؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ليس الفَتى بالمُسْمِن المُخْتال،

ولا الذي يَرْفُل في الحِلال

وحَلَّله الحُلَّة: أَلبسه إِياها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لَبِسْتَ عليك عِطاف الحَياء،

وحَلَّلَك المَجْدَ بَنْيُ العُلى

أَي أَلْبَسك حُلَّته، وروى غيره: وجَلَّلَك. وفي حديث أَبي اليَسَر: لو

أَنك أَخَذْت بُرْدة غُلامك وأَعْطَيْتَه مُعافِرِيَّك أَو أَخَذْت

مُعافِريَّه وأَعطيته بُرْدتك فكانت عليك حُلَّة وعليه حُلَّة. وفي حديث

عَليّ: أَنه بعث ابنته أُم كلثوم إِلى عمر، رضي الله عنهم، لمَّا خَطَبَها

فقال لها: قُولي له أَبي يقول هل رَضِيت الحُلَّة؟ كَنى عنها بالحُلَّة

لأَن الحُلَّة من اللباس ويكنى به عن النساء؛ ومنه قوله تعالى: هُنَّ لِباس

لكم وأَنتم لباس لهن. الأَزهري: لَبِس فلان حُلَّته أَي سِلاحه.

الأَزهري: أَبو عَمْرو الحُلَّة القُنْبُلانِيَّة وهي الكَراخَة.

وفي حديث أَبي اليَسَر

(* قوله «وفي حديث أَبي اليسر» الذي في نسخة

النهاية التي بأيدينا أنه حديث عمر) والحُلاَّن الجَدْيُ، وسنذكره في

حلن.والحِلَّة: شجرة شاكَة أَصغر من القَتادة يسميها أَهل البادية

الشِّبْرِق، وقال ابن الأَعرابي: هي شجرة إِذا أَكَلَتْها الإِبل سَهُل خروج

أَلبانها، وقيل: هي شجرة تنبت بالحجاز تظهر من الأَرض غَبْراء ذات شَوْك

تأْكلها الدواب، وهو سريع النبات ينبت بالجَدَد والآكام والحَصباء، ولا ينبت

في سَهْل ولا جَبَل؛ وقال أَبو حنيفة: الحِلَّة شجرة شاكَة تنبت في غَلْظ

الأَرض أَصغر من العَوْسَجة ووَرَقُها صغار ولا ثمر لها وهي مَرْعى

صِدْقٍ؛ قال:

تأْكل من خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم،

وحِلَّة لَمَّا تُوَطَّأْها قَدَم

والحِلَّة: موضع حَزْن وصُخور في بلاد بني ضَبَّة متصل برَمْل.

وإحْلِيل: اسم واد؛ حكاه ابن جني؛ وأَنشد:

فلو سَأَلَتْ عَنَّا لأُنْبِئَتَ آنَّنا

بإِحْلِيل، لا نُزْوى ولا نتَخَشَّع

وإِحْلِيلاء: موضع. وحَلْحَل القومَ: أَزالهم عن مواضعهم.

والتَّحَلْحُل: التحرُّك والذهاب. وحَلْحَلْتهم: حَرَّكْتهم. وتَحَلْحَلْت عن المكان

كتَزَحْزَحْت؛ عن يعقوب. وفلان ما يَتَحَلْحل عن مكانه أَي ما يتحرك؛

وأَنشد للفرزدق:

ثَهْلانُ ذو الهَضَبات ما يَتَحَلْحَل

قال ابن بري: صوابه ثَهْلانَ ذا الهَضَبات، بالنصب، لأَن صدره:

فارفع بكفك إِن أَردت بناءنا

قال: ومثله لليلى الأَخيلية:

لنا تامِكٌ دون السماء، وأَصْلُه

مقيم طُوال الدهر، لن يَتَحَلْحلا

ويقال: تَحَلْحَل إِذا تَحَرَّك وذهب، وتَلَحْلَح إِذا أَقام ولم

يتحرَّك. والحَلُّ: الشَّيْرَج. قال الجوهري: والحَلُّ دُهْن السمسم؛ وأَما

الحَلال في قول الراعي:

وعَيَّرني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يكن

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثة خالِقُه

فهو لقب رجل من بني نُمَيْر؛ وأَما قول الفرزدق:

فما حِلَّ من جَهْلٍ حُبَا حُلَمائنا،

ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنَّف

أَراد حُلَّ، على ما لم يسم فاعله، فطرح كسرة اللام على الحاء؛ قال

الأَخفش: سمعنا من ينشده كذا، قال: وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يُشِمُّها

الكسر كما يروم في قيل الضم، وكذلك لغَتُهم في المُضعَّف مثل رُدَّ

وشُدَّ.والحُلاحِل: السَّيِّد في عشيرته الشجاع الرَّكين في مجلسه، وقيل: هو

الضَّخْم المروءة، وقيل: هو الرَّزِين مع ثَخانة، ولا يقال ذلك للنساء،

وليس له فعل، وحكى ابن جني: رجل مُحَلْحَل ومُلَحْلَح في ذلك المعنى، والجمع

الحَلاحِل؛ قال امرؤ القيس:

يا لَهْفَ نفسي إِن خَطِئْن كاهِلا،

القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا

قال ابن بري: والحُلاحِل أَيضاً التامّ؛ يقال: حَوْلٌ حُلاحِل أَي تام؛

قال بُجَير بن

لأْي بن حُجْر:

تُبِين رُسوماً بالرُّوَيْتِج قد عَفَتْ

لعَنْزة، قد عُرِّين حَوْلاً حُلاحِلا

وحَلْحَل: اسم موضع. وحَلْحَلة: اسم رجل. وحُلاحِل: موضع، والجيم أَعلى.

وحَلْحَل بالإِبل: قال لها حَلْ حَلْ، بالتخفيف؛ وأَنشد:

قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ

أُخْراً، وإِن صاحوا به وحَلْحَلوا

الأَصمعي: يقال للناقة إِذا زَجَرَتْها: حَلْ جَزْم، وحَلٍ مُنَوَّن،

وحَلى جزم لا حَليت؛ قال رؤبة:

ما زال سُوءُ الرَّعْي والتَّنَاجِي،

وطُولُ زَجْرٍ بحَلٍ وعاجِ

قال ابن سيده: ومن خفيف هذا الاسم حَلْ وحَلٍ، لإِناث الإِبل خاصة.

ويقال: حَلا وحَلِيَ لا حَليت، وقد اشتق منه اسم فقيل الحَلْحال؛ قال

كُثَيِّر عَزَّة:

نَاجٍ إِذا زُجِر الركائبُ خَلْفَه،

فَلَحِقْنه وثُنِينَ بالحَلْحال

قال الجوهري: حَلْحَلْت بالناقة إِذا قلت لها حَلْ، قال: وهو زَجْر

للناقة، وحَوْبٌ زَجْر للبعير؛ قال أَبو النجم:

وقد حَدَوْناها بحَوْبٍ وحَلِ

وفي حديث ابن عباس: إِن حَلْ لَتُوطِيءُ الناس وتُؤْذِي وتَشْغَل عن ذكر

الله عز وجل، قال: حَلْ زَجْر للناقة إِذا حَثَثْتَها على السير أَي إِن

زجرك إِياها عند الإِفاضة من عرفات يُؤَدِّي إِلى ذلك من الإِيذاء

والشَّغْل عن ذكر الله، فَسِرْ على هِينَتِك.

حلل
{حَلَّ المَكانَ، حَلّ بِهِ،} يَحُلّ {ويَحِلّ مِن حَدّى نَصَرَ وضَرَبَ، وَهُوَ ممّا جَاءَ بالوَجْهين، كَمَا ذكره الشَّيْخ ابنُ مالكٍ أَيْضا} حَلّاً {وحُلُولاً} وحَلَلاً، مُحرَّكةً بفَكّ التَّضْعِيف، وَهُوَ نادِرٌ: أَي نَزَل بِهِ. وَقَالَ الرَّاغِب: أصْلُ {الحَلِّ: حَلُّ العُقْدة، وَمِنْه:} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَاني وحَلَلْتُ: نَزلْتُ، مِن حَلِّ الأَحْمالِ عندَ النُّزُول، ثمَّ جُرِّد استعمالُه للنُّزولِ، فقِيل: {حَلَّ} حُلُولاً: نَزَل. وَفِي المِصباح: {حَلَّ العَذابُ يَحُلّ} ويَحِلُّ {حُلُولاً، هَذِه وحدَها بالضمِّ والكسرِ، وَالْبَاقِي بِالْكَسْرِ فَقَط، فتأمَّلْ.} كاحْتَلَّهُ و {احْتَلَّ بِهِ قَالَ الكُمَيت:
(} واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وباتَ شَيخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَكَذَا {حَلَّ بالقَومِ،} وحَلَّهُم، {واحْتَلَّ بهم،} واحْتَلَّهم، فإمَّا أَن تَكُونَا لُغَتين، أَو الأصلُ: {حَلَّ بِهِ، ثمَّ حُذِفَت الباءُ وأُوصِلَ الفِعْلُ، فقِيل:} حَلَّهُ. فَهُوَ {حالٌّ، ج:} حُلُولٌ، {وحُلاَّلٌ، كعُمّالٍ، ورُكَّعٍ قَالَ: وقَدْ أَرى بالحَع حَيّاً} حُلَّلَا {وأحَلَّهُ المَكانَ، و} أَحلَّهُ بِهِ، {وحَلَّلَهُ إيّاه،} وحَلَّ بِهِ: جَعَلَه {يَحُل، عاقَبَتِ الباءُ الهمزةَ كَذَا فِي المُحكَم، قَالَ قَيسُ بن الخَطِيم:
(دِيارَ الَّتِي كادَتْ ونَحنُ على مِنًى ... } تَحُلُّ بِنا لَوْلَا نَجاءُ الرَّكائِبِ)
أَي تَجْعَلُنا {نَحُلُّ. وَقَالَ تَعَالَى: الَّذِي} أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ. {وحالَّهُ:} حَلَّ مَعَهُ فِي دارِه.)
{وحَلِيلَتُكَ: امرأتُكَ، وَأَنت} حَلِيلُها لأنّ كُلاً {يُحالُّ صاحِبَه، وَهُوَ أَمْثَلُ مِن قَوْلِ إنّه مِن} الحَلالِ: أَي يَحِل لَها {وتَحِل لَهُ، لأَنَّه لَيْسَ باسْمٍ شَرعيٍّ، إنّما هُوَ مِن قَديمِ الأسماءِ. والجَمعُ:} الحَلائِلُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُم وَقَالَ أَوسُ بن حَجَر:
(ولَستُ بأطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبِي ... } حَلِيلَتَهُ إِذا هَجَعَ النِّيامُ)
وَقيل: {حَلِيلَتُهُ: جارَتُه، وَهُوَ مِنْهُ، لِأَنَّهُمَا يَحُلَّانِ بموضعٍ وَاحِد. وشاهِدُ الحَلِيلِ بِمَعْنى الزَّوج، قولُ عَنْتَرَةَ العَبسِي:
(} وحَلِيل غانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً ... تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كشِدْقِ الأَعْلَمِ)
ويُقال للمؤنث: {حَلِيلٌ أَيْضا كَمَا فِي المُحكَم.} والحَلَّةُ: ة بِنَاحِيَة دُجَيلٍ من بَغدادَ. أَيْضا: قُفٌّ مِن الشرَيْفِ، بينَ ضَرِيَّةَ واليَمامَةِ فِي دِيارِ عُكْل. أَو: ع، حَزْنٌ وصُخُورٌ ببِلادِ ضَبَّةَ مُتَّصِلٌ برَمْلٍ.
(و) ! الحَلَّةُ فِي اصْطِلاحِ أهلِ بَغدادَ: كهَيئَةِ الزِّنْبِيل الْكَبِير مِن القَصَب يُجْعَلُ فِيهِ الطعامُ، نَقله الصَّاغَانِي. قلت: وَفِي اصطِلاح مِصْرَ يُطْلَق على قِدْرِ النُّحاس، لأنَه يَحُلُّ فِيهَا الطَّعامُ. (و) {الحَلَّةُ:} المَحَلَّةُ أَي مِنْزلُ القومِ. (و) {الحَلَّةُ: ع، بالشامِ.} وحَلَّة الشَّيْء، ويُكسر: جِهَتُه وقَصْدُه قَالَ سِيبَويهِ: زَيدٌ حِلَّةَ الغَوْرِ: أَي قَصْدَه، وأنشَد لبِشْرِ بن عَمْروِ بن مَرثَدٍ:
(سَرَى بعدَ مَا غارَ الثُّرَيّا وبَعْدَ مَا ... كأنَّ الثُّرَيّا {حِلَّةَ الغَوْرِ مُنْخُلُ)
(و) } الحِلَّةُ بِالْكَسْرِ: القَومُ النُّزولُ اسمٌ للجَمع. أَيْضا: هَيئَةُ {الحُلُولِ. أَيْضا: جَماعةُ بُيوتِ النّاس لِأَنَّهَا} تُحَلُّ. أَو هِيَ مائةُ بَيتٍ. جَمعُ {حِلال، بِالْكَسْرِ. وَيُقَال: حَيٌّ} حِلالٌ، أى: كثيرٌ، قَالَ زُهَيرٌ:
(لِحَيٍّ {حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُمْ ... إِذا طَرَقَتْ إحْدَى اللَّيالي بمُعْظَمِ)
(و) } الحِلَّةُ أَيْضا: المَجْلِسُ، أَيْضا: المُجْتَمَعُ، ج: حِلالٌ بِالْكَسْرِ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: {الحِلَّةُ: شَجَرَةٌ إِذا أكلَتْها الإبِلُ سَهُلَ خُروجُ لَبنِها. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ شَجَرةٌ شاكَةٌ أَصْغَرُ مِن العَوْسَجَة، إلّا أنَّها أَنْعَمُ، وَلَا ثَمَرَ لَهَا، وَلها وَرَقٌ صِغارٌ، وَهِي مَرْعَى صِدْقٍ ومَنابِتُها غَلْظُ الأرضِ، وَهِي كثيرةٌ فِي مَنابِتها، قَالَ فِي وَصْفِ بَعِيرٍ: يأكُل مِن خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم} وحِلَّةٍ لَمّا يُوَطِّئْها النَّعَم وَقَالَ غيرُه: هِيَ الَّتِي يُسمِّيها أهلُ الْبَادِيَة: الشِّبرِقَ، وَهِي غَبراءُ سريعةُ النَّبات، تَنْبُتُ بالجَدَدِ والآكامِ والحَصْباء، وَلَا تَنْبُت فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَل. قَالَ أَبُو عَمْرو: {الحِلَّةُ القُنْبُلانِيَّةُ، وَهِي)
الكَراخَةُ، نقلَه الأزهريُّ. وَقَالَ الصاغانيُّ: الكَراخَةُ بلُغة أهلِ السَّواد: الشّقَّةُ مِن البَوارِي وَلَكِن وُجِد فِي نُسَخ التَّهْذِيب، مضبوطاً بِفَتْح الْحَاء، وَكَذَا يدُلُّ لَهُ سِياقُ العُباب. (و) } الحِلَّةُ المَزْيَدِيّةُ: د، بَناهُ أميرُ العَرب سيفُ الدَّوْلَة أَبُو الْحسن صَدَقَةُ بنُ منصورِ بنِ ذبَيس بنِ عَليّ بنِ مَزْيَدِ بنِ مَرثَد بن الدَّيَّان بن خالِد ابْن حَيِّ بن زنجى بن عَمْرو بن خَالِد بن مَالك بن عَوْف بن مَالك بن ناشِرة بن نصر بن سُواءةَ بن سعد بن مَالك بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أَسد الأسَدِيّ، خُطِب لَهُ مِن الفُرات إِلَى البَحر، ولُقِّب بمَلِك العَرَب، قُتِل فِي سنة. وولداه: تاجُ الْمُلُوك أَبُو النَّجم بَدْران، لَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، جَمَعه بعضُ الفُضلاء فِي ديوَان. وسيفُ الدَّولة أَبُو الأغَرّ دُبَيس، مَلَك الجزيرةَ إِلَى مَا بَين الأهْواز وواسِط. ووالده: أَبُو كَامِل بَهاءُ الدّولة مَنْصُور، وَلِىَ بعد أَبِيه أربعَ سِنِين، توفّي سنة. ووالده: أَبُو الأَغَر نور الدولة دُبَيس، وَلِىَ سِتّاً وستّين سنة، وَله أَيادٍ على العَرب، توفّي سنة. ووالده: سَنَدُ الدّولة عليٌّ، ملَك جزيرةَ بَني دُبَيس سنة، وَمَات سنة. أَيْضا: ة قُربَ الحُوَيْزَةِ، بناها مَلكُ العَرب أَبُو الأَغَرّ دُبَيسُ بنُ عَفِيف الأَسدِيّ، يَجْتَمِع مَعَ المَزْيَدِيِّينَ فِي ناشِرَةَ، مَلَك الجزيرةَ والأهوازَ وواسِطَ، وَتُوفِّي سنةَ، وخَلَّف ثلاثةَ عشَرَ ابْناً، آخِرهم همام الدّولة أَبُو الْحسن صَدَقة بن مَنْصُور بن حُسَيْن بن دُبَيس، مَاتَ سنة، وانْقَرض بِهِ ذَلِك البَيتُ. {وحِلَّةُ ابنِ قَيلَةَ: بَلدٌ من أعمالِ المَذارِ. (و) } الحُلَّةُ بالضمّ: إزارٌ ورِداءٌ، بُردٌ أَو غيرُه كَمَا فِي المُحكَم، وَيُقَال أَيْضا لكلّ واحدٍ مِنْهُمَا على انفرادِه: {حُلَّةٌ.
وَقيل: رِداءٌ وقَميصٌ وَتمامُها العِمامَةُ. وَقيل: لَا يَزالُ الثَّوبُ الجَيّدُ يُقَال لَهُ مِن الثِّيَاب حُلَّةٌ، فَإِذا وَقَع على الْإِنْسَان ذَهَبت} حُلَّتُه، حتّى يَجمعَهنّ لَهُ إمّا اثْنَان أَو ثَلَاثَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: {الحُلَلُ بُرُودُ اليَمنِ، مِن مَواضِعَ مختلفةٍ مِنْهَا، وَبِه فَسَّر الحديثَ: خَيرُ الكَفَنِ} الحُلَّةُ. وَقَالَ غيرُه: {الحُلَلُ: الوَشْيُ والحِبَرُ والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَروِيُّ والحَرِير. وَقيل: الحُلَّةُ: كلُّ ثوبٍ جيّدٍ جديدٍ تَلْبَسُه، غَلِيظٍ أَو رَقِيقٍ. قيل: وَلَا تكونُ} حُلَّةً إلّا من ثَوْبَيْن كَمَا فِي المُحكَم: زَاد غيرُه: مِن جِنْسٍ واحدٍ، كَمَا قَيَّد بِهِ فِي المِصباح والنِّهاية. سُمِّيت حُلَّةً، لأنّ كلَّ واحدٍ من الثَّوبَيْن يَحُلُّ على الآخَرِ، كَمَا فِي إرشاد السارِي، أَو لأنّها مِن ثَوبين جَديدَيْن، كَمَا! حُلَّ طَيُّهما، ثمَّ استمرَّ عَلَيْهَا ذَلِك الاسمُ، كَمَا قَالَه الخَطَّابيُّ، وَنَقله السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْض. أَو مِن ثوب لَهُ بِطانَةٌ وعِندَ الْأَعْرَاب: مِن ثلاثةِ أثوابٍ: القَمِيص والإزار والرَداء. (و) {الحُلَّةُ: السِّلاحُ يُقَال: لَبِسَ فُلانٌ} حُلَّتَه: أَي سِلاحَه، نَقله الصاغانيُّ. ج: {حُلَلٌ} وحِلالٌ كقُلَلٍ وقِلالٍ. وَذُو {الحُلَّةِ لَقَبُ عَوْف بنِ الحارِث)
بنِ عَبدِ مَناةَ بن كِنانَةَ بنِ خُزَيمة بن مُدْرِكةَ بن إلياسِ بن مُضَر.} والمَحَلَّةُ: المَنْزِلُ يَنْزِلُه القومُ، قَالَ النابِغَةُ الذّبياني:
( {مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإلهِ ودِينُهُمْ ... قَوِيمٌ فَمَا يَرجُونَ غَيرَ العَواقِبِ)
يُرِيد: مَحَلَّتُهم بَيت المَقْدِس. ويُروَى مَجَلَّتُهم أَي كِتابُهُم الإنجِيلُ، وَقد تقدَّم. ويُروَى: مَخافَتُهم.
(و) } المَحَلَّةُ: د، بمِصْرَ وَهِي {مَحَلَّةُ دَقَلاَ، وتُعرَفُ بالكبيرة، وَهِي قاعِدَة الغَربيَّة الْآن، مدينةٌ كَبِيرَة ذاتُ أسواقٍ وحَمّامات، وَبهَا تُصْنَع ثِيابُ الْحَرِير المُوَشّاة والدِّيباجُ وفاخَرُ الأَنماط، دخلتُها مِراراً. وَقد نُسِب إِلَيْهَا جماعةٌ كثيرةٌ من المُحَدِّثين وغيرِهم. مِنْهُم الْكَمَال أَبُو الْحسن عَليّ بن شُجاع بن سالِم العَبّاسِي} - المَحَلِّيُّ، سِبطُ الإِمَام الشاطِبِيِّ المُقرئ، حدّث عَن أبي الْقَاسِم هِبَةِ الله ابْن عَليّ بن مَسْعُود الأنصاريِّ وغيرِه، وَعنهُ الشَّرَفُ الدِّمياطيُّ، وذَكره فِي مُعْجَم شُيوخِه.
وَمن المتأخِّرين عَلَّامةُ العَصر الجَلالُ مُحَمَّد بن أَحْمد المَحَلِّيُّ الشافعيُّ، شارِحُ جَمْعِ الجَوامِع.
وعبدُ الجَواد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد المَحَلِّيُّ الشَّافِعِي الضَّريرُ، وُلِد بهَا سنةَ وقَدِم مصر، فقرأعلى الشَّبرامُلُّسِيّ، وسُلطانٍ المَزَّاحِيِّ، أَخذ عَنهُ شيخ شيوخِنا مصطفى بن فتح الله الحَمَوِيّ. وعبدُ الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان المَحَلِّي الشَّافِعِي، الشَّيْخ المُحَقِّقُ، وُلِد بهَا، وقَدِم مصر، وأَخَذ عَن الشَّبرامُلّسِي، ونَزل دِمْياطَ، وَله حاشيةٌ على البَيضاويّ، توفّي بهَا سنةَ. المَحَلَّةُ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَوضِعاً آخَر وَقَالَ بعضُهم: خَمسةَ عَشَرَ موضعا، قالَ الحافظُ فِي التَّبصير: بل بمِصْرَ نحوُ مائةِ قريةٍ، يُقالُ لكل مِنْهَا: مَحَلَّةُ كَذَا. قلت: وتفصيلُ ذَلِك: {مَحَلَّةُ دَمَنا، ومَحَلّة إنْشاق، كلاهُما فِي الدَّقَهْلِيّة، وَقد دخلتُهما. ومَحَلَّة مَنُوف. ومَحَلّة كرمين. ومَحَلَّتا أبي الهَيثَم، وعليٍّ.
ومَحَلّة المَحْرُوم، وتُعْرَف الآنَ بالمَرحوم، وَسَتَأْتِي فِي: حرم. ومَحَلّة مسير. ومَحَلّة الداخِل.
ومَحَلّة أبي الْحسن. ومحلة رُوح، وَقد دخلتُها. ومَحَلّة أبي عليٍّ المجاورةُ لشَبشِير. ومَحَلّة أبي عليٍّ. ومَحَلّة نسيب. ومَحَلّة إسْحاق. ومَحَلّة مُوسَى. ومَحَلّة العلوى. ومَحَلَّة القَصَب الشرقيّة.
ومَحَلّة القَصَب الغَربيّة. ومَحَلَّتا مَالك وَإِسْحَاق.} ومَحَلّتا أبكم وأُمّ عِيسَى. ومَحَلّة قلاية، وَهِي الكُنَيِّسة. ومَحَلّة الجندي. ومَحَلّة أبي العَطّاف. ومَحَلَّتا يُحَنَّس ونامون. ومحلة جريج، ومَحَلّتا كميس والخادِم. ومَحَلّة سُليمان. ومَحَلّة حسن. ومَحَلّة بُصْرى.! ومَحَلّة بطيط. ومَحلّة نُوح.
ومَحَلّة سموا. ومَحَلّة عليٍّ، مِن كُفُور دِمْياط. هَؤُلَاءِ كلّها فِي الغَرييّة. ومحلة أبي عليٍّ القنطرة. ومَحَلَّتا زِياد ومقارة. ومَحَلّة البرج. ومَحَلّة خلف. ومَحَلّة عَيّاد. هَؤُلَاءِ فِي السَّمَنُّودِيّة.) ومَحَلّة بطره، فِي الدَّنْجاوِيَّة. ومَحَلّة سُبك، فِي المَنُوفِيّة. ومَحَلَّة اللَّبن فِي جَزِيرَة بَني نَصْر.
ومَحَلَّتا نَصْر ومَسروق. ومَحَلّة عبدِ الرَّحْمَن. ومَحَلّة الْأَمِير. ومَحَلّة صا. ومَحَلّة دَاوُد. ومَحلّة كيل. ومَحَلّة مرقس. ومَحَلّة زيال. ومَحَلّة قيس. ومَحَلّة فرنوا. ومَحَلّة مَارِيَة. ومَحَلَّتا الشَّيْخ.
ومصيل. ومحلة نكلا. ومَحَلّة حَسن. ومَحَلّة الكروم مَرَّتين. ومَحَلّة مَتْبُول. ومَحَلّة بِشْر. ومَحَلّة باهت. ومَحَلّة غبَيد. هَؤُلَاءِ فِي البُحَيرة. ومَحَلّة حَفْص. ومَحَلّة حسن. ومَحَلّة بَني واقِد. ومَحَلّة جَعْفَر. ومَحَلّة بييج. ومَحَلّة أَحْمد، مِن حَوْفِ رَمْسِيس. ومَحَلّة نمير، مِن الكُفُور الشاسِعة. ومِن {مَحَلّة عبد الرَّحْمَن: السّيّدُ الْفَاضِل داودُ بنُ سُلَيْمَان الرَّحماني الشافعيُّ، وُلِد بهَا سنةَ، وقَدِم مصر، وأَخذ من الشَّوْبَرِيّ والبابُلِي والمَزَّاحِي والشَّبرامُلسِى. وَعنهُ شيخُ شيوخِنا مصْطَفى بنُ فتح اللَّه الحَمَوِيُّ. توفّي سنةَ. ومِن مَحَلّة الداخِل: الشِّهابُ أحمدُ ابْن أَحْمد الدَّواخِلِيُّ الشافعيُّ، أَخذ عَنهُ الشهَاب العَجَمِيُّ. وغالِبُ مَن يُنْسَب إِلَى هَذِه المَحَلاّت فَإلَى الجُزء الْأَخير، إلّا المَحَلَّة الكُبرَى، فَإِنَّهُ يُقال فِي النِّسبة إِلَيْهَا: المَحَلِّيُّ، كَمَا تقدّم. ورَوْضَةٌ} مِحْلالٌ: أكثرَ الناسُ {الحُلُولَ بهَا، نَقله الصاغانيُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهَا} تُحِلّ الناسَ كثيرا لأنّ مِفْعالاً إِنَّمَا هُوَ فِي معنى فاعِلٍ، لَا مَفْعولٍ، وَكَذَا أرضٌ مِحْلالٌ وَهِي السَّهْلَةُ اللَّيِّنةُ، قَالَ امْرُؤ القَيس: (وتَحْسَبُ سَلْمَى لَا تَزالُ تَرَى طَلاً ... مِن الوَحْشِ أَو بَيضاً بمَيثاءَ {مِحْلالِ)
وَقَالَ الأَخْطَل: وشَرِبْتُها بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ الأَرِيضَةُ: المُخْصِبَةُ.} والمِحْلالُ: المُختارُ {للحَلَّةِ والنُّزول. وَقيل: لَا يُقال للرَّوضةِ والأرضِ:} مِحْلالٌ حَتَّى تُمْرِعَ وتُخْصِب، ويكونَ نَباتُها ناجِعاً لِلْمَالِ، قَالَ ذُو الرمّة: بأَجْرَعَ {مِحْلالٍ مَرَبٍّ} مُحَلَّلِ قَالَ ابنُ السِّكِّيت: {المُحِلَّتانِ بضمّ الْمِيم وَكسر الْحَاء: القِدْرُ والرَّحَى، إِذا قِيل:} المُحِلّاتُ فَهِيَ هما أَي القِدْرُ والرَّحى والدَّلْوُ والقِربَةُ والجَفْنةُ والسِّكِّينُ والفَأسُ والزَّنْدُ لأنّ مَن كُنَّ مَعَه حَلَّ حيثُ شَاءَ، وإلّا فَلَا بُدَّ لَهُ من أَن يُجاوِرَ الناسَ ليستعيرَ بعضَ الأَشياءِ مِنْهُم، وأنشَد:
(لَا تَعْدِلَنَّ أَتاوِيِّينَ تَضْرِبُهم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأصحابِ المُحِلّاتِ)
الأَتاوِيّون: الغُرَباءُ، هَذِه رِوايةُ ابنِ السِّكِّيت. وَرَوَاهُ غيرُه: لَا يَعْدِلَنّ، كَمَا فِي العُباب. وتَلْعَةٌ {مُحِلَّةٌ: تَضُم بَيتاً أَو بيتَين كَمَا فِي العُباب.} وحَلَّ مِن إحرامِه {يَحِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب} حِلّاً بالكسرِ)
{وحَلالاً} وأَحَل: خَرَج مِنْهُ، مُستعارٌ مِن {حَلِّ العُقْدةِ، قَالَ زُهَير:
(جَعَلْنَ القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُ ... وكَم بالقَنانِ مِن} مُحِل ومُحْرِمِ)
فَهُوَ {حَلالٌ، لَا} حالٌّ، وَهُوَ القِياسُ لكنه غيرُ وارِدٍ فِي كلامِهم بعدَ الاستقراءِ، فَلَا يُنافي أنّ القِياسَ يَقتَضِيه، لِأَنَّهُ لَيْسَ كلّ مَا يَقْتَضِيه القِياسُ يجوزُ النّطقُ بِهِ واستعمالُه، كَمَا عُلِم فِي أُصولِ النَّحو، وَهُنَاكَ طائفةٌ يُجوِّزون القِياسَ مُطلَقاً، وَإِن سُمِع غيرُه، والمعروفُ خِلافُه، قَالَه شيخُنا. استُعِير مِن الحُلُولِ بِمَعْنى النّزُول قولُهم: {حَلَّ الهَدْيُ} يَحِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب {حِلَّةً بِالْكَسْرِ} وحُلُولاً بالضمّ: بَلَغَ المَوْضِعَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُه وأخْصَرُ مِنْهُ: إِذا بَلَغَ مَوضِعَ حَلِّ نَحْرِه.
استُعِير مِن {حُلُولِ العُقْدةِ:} حَلَّت المَرأةُ {حِلّاً} وحُلُولاً: خَرَجتْ مِن عِدَّتِها. يُقال: فَعَلَهُ فِي {حِلِّهِ وحِرمِهِ، بِالْكَسْرِ والضمِّ فيهمَا: أَي فِي وَقْت إحلالِه وإحرامِه. والحِلُّ، بِالْكَسْرِ: مَا جاوَزَ الحَرَمَ وَمِنْه الحَدِيث: خَمْسٌ يُقْتَلْنَ فِي الحِلِّ والحَرَمِ. ورَجُلٌ} مُحِلٌّ: مُنْتَهِكٌ للحرَامِ، أَو الَّذِي لَا يَرَى للشَّهرِ الحَرامِ حُرمةً وَفِي حَدِيث النَّخَعِي: {أَحِلَّ بمَنْ} أَحَلَّ بِكَ أَي مَن ترَكَ الإحرامَ وأحَلَّ بك وقاتلَكَ، {فأَحْلِلْ بِهِ وقاتِلْه، وَإِن كنت مُحرِماً. قَالَ الصاغانيُّ: وَفِيه قولٌ آخَر: وَهُوَ أَن كُلَّ مُسلِمٍ مُحْرِمٌ عَن أخِيه المُسلِمِ، مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ عِرضُه وحُرمَتُه ومالُه، يَقُول: فَإِذا} أَحَلَّ رجُلٌ بِمَا حُرِّم عَلَيْهِ منكَ، فادْفَعْه عَن نفسِك بِمَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ. {والحَلال، ويُكسَر: ضِدُّ الحَرامِ مُستعارٌ مِن} حَلِّ العُقدةِ، وَهُوَ مَا انْتفى عَنهُ حُكمُ التحريمِ، فينتَظِمُ بذلك مَا يُكْرَه وَمَا لَا يُكْرَه، ذَكره الحَرالِّيُّ، وَقَالَ غيرُه: مَا لَا يُعاقَبُ عَلَيْهِ. {كالحِلِّ، بِالْكَسْرِ. و} الحَلِيلِ كأَمِيرٍ. وَقد {حَلَّ} يَحِل {حِلاًّ، بِالْكَسْرِ،} وأَحَلَّه اللَّهُ، {وحَلَّلَهُ} إحلالاً {وتَحْلِيلاً. يُقَال: هُوَ} حِلٌّ لَك: أَي {حَلالٌ، وَقيل: طَلْقٌ. مِن كلامِ عبد المُطَّلب فِي زَمْزَم: لَا} أحِلها لمغْتَسِلٍ، وَهِي لِشارِبٍ {حِلٌّ وبِلٌّ قيل: بِل إتْباعٌ، وَقيل: مُباحٌ، حِمْيريَّة، وَقد ذُكِر فِي الباءِ المُوحَّدة.} واسْتَحَلَّه: اتَّخَذَه {حَلالاً وَفِي العُباب: عَدَّه} حَلالاً، وَمِنْه الحَدِيث: أرأيتَ إِن مَنَع اللهُ الثَّمَرَ بِمَ {تَسْتَحِلُّ مالَ أَخِيك. أَو} اسْتَحلَّه: سأَله أَن {يُحِلَّه لَهُ كَمَا فِي المُحكَم. وكسَحابٍ: الحَلالُ بنُ ثَوْرِ بنِ أبي الحَلالِ العَتَكِيُّ عَن عبدِ المَجيد بنِ وَهْب، روى عَنهُ أَخُوهُ عُبيدُ الله بن ثَوْر. وَأَبُو الحَلال جَدّهما اسمُه رَبيعةُ بنُ زُرارَةَ، تَابِعي بَصْرِى يٌّ، عَن عثمانَ بنِ عَفّان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَعنهُ هُشَيمٌ، وَقد قيل: اسمُه زُرارَةُ بن رَبِيعةَ، قالَهُ ابنُ حِبان.} والحَلالُ بن أبي {الحَلالِ العَتَكِيُّ، يَروِي المَراسِيلَ، روى عَنهُ قَتادَةُ، قالهُ ابنُ حِبان.
وبشْرُ بنُ} حَلالٍ العَدَوِيُّ، مِن أَتباعِ التابِعين، روى عَن الْحسن البَصْرِىّ، جالَسَه عشْرين سنة،)
وَعنهُ عِيسَى بن عُبَيد المَرْوَزِيّ، قَالَه ابنُ حِبّان. وأحمدُ بنُ حَلالٍ حَدِيثُه عِنْد المِصريِّين: مُحَدِّثون. مِن المَجازِ: الحُلْوُ الحَلالُ: الْكَلَام الَّذِي لَا رِيبَةَ فِيهِ أنْشد ثَعْلَب:
(تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ وَلَا تُرَى ... على مَكْرَهٍ يَبدُو بهَا فيَعِيبُ)
(و) {الحِلالُ بالكسرِ: مَرْكَبٌ للنِّساء قَالَه اللَّيث، وَأنْشد لطُفَيل الغَنَوِيّ:
(وراكِضَةٍ مَا تَسْتَجِنُّ بجُنَّةٍ ... بَعِيرَ} حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ)
أَيْضا: مَتاعُ الرَّحْلِ مِن البَعِير، ويُروى بالجِيم أَيْضا، وفُسِّر قولُه:
(ومُلْوِيَةٍ تَرَى شَماطِيطَ غارَةٍ ... على عَجَلٍ ذَكَّرتُها! بِحِلالِها)
بثِيابِ بَدَنِها، وَمَا على بَعيرِها، والمعروفُ أَنه المَركبُ، أَو مَتاعُ الرَّحْل، لَا ثِيابُ المرأةِ.
ومَعْنَى البَيتِ على ذَلِك: قلت لَهَا: ضُمِّي إليكِ ثِيابَكَ، وَقد كَانَت رفَعَتْها مِن الفَزَع. وَقَالَ الأَعْشَى: (فكأنَّها لم تَلقَ سِتَّةَ آشهُرٍ ... ضرّاً إِذا وَضَعَتْ إِلَيْك {حِلالَها)
} وحَلَّلَ اليَمِينَ، {تَحْلِيلاً} وتَحِلَّةً {وتَحِلّاً، وَهَذِه شاذَّةٌ: كَفَّرها، والاسمُ مِن ذَلِك:} الحِلُّ بِالْكَسْرِ قَالَ:
(وَلَا أَجْعَلُ المعروفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ ... وَلَا عِدَةً فِي الناظِرِ المُتَغَيَّبِ)
{والتَّحِلَّةُ: مَا كُفِّرَ بِهِ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُم} تَحِلَّةَ أيمَانِكُم وقولُهم: لأَفْعَلَنَّ كَذَا إلّا {حِلُّ ذَلِك أَن أفعلَ كَذَا، أَي: ولكنْ حِلُّ ذَلِك،} فحِل مُبتدأةٌ، وَمَا بعدَها مَبنيٌّ عَلَيْهَا. وَقيل: مَعْنَاهُ: تَحِلَّةُ قَسَمِى، أَو تَحلِيلُه أَن أفعلَ كَذَا. وَفِي الحَدِيث: لَا يَمُوتُ للمؤمنِ ثَلاثَةُ أولادٍ فتَمَسَّه النارُ إلاّ تَحِلَّةَ القَسَمِ قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: مَعْناه قَول اللهِ تَعَالَى: وإنْ مِنْكُم إلاَّ وَارِدُها فَإِذا مَرّ بهَا وجازَها، فقد أَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَه. قَالَ القُتَبِيُّ: لَا قَسَمَ فِي قَوْله: وإنْ مُنْكُم إلاَّ وَارِدُها فيكونَ لَهُ تَحَلّةٌ، وَمعنى قَوْله: إلاّ تَحَلّةَ القَسَم: إلّا التَّعذِيرَ الَّذِي لَا يَنْداهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ، وأصلُه مِن قولِ العَرب: ضَرَبه {تَحْلِيلاً، وضَرَبه تعْذِيراً: إِذا لم يُبالِغ فِي ضَربه، وَمِنْه قَولُ كَعْب بن زُهَير، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(تَخْدِى على يَسَراتٍ وَهِي لاحِقَةٌ ... ذَوابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأَرضَ} تَحْلِيلُ)
أَصله من قَوْلهم: تَحَلَّل فِي يَمِينِه: إِذا حَلَف ثمَّ استَثْنَى اسْتِثْنَاءً متَّصلاً، قالَ امرُؤُ القَيس:
(ويَوْماً على ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ ... عليَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم {تَحَلَّلِ)
وَقَالَ غيرُه:)
(أَرَى إبلِي عافَتْ جَدُودَ فَلم تَذُقْ ... بهَا قَطْرَةً إلَّا} تَحِلَّةَ مُقْسِمِ)
وَقَالَ ذُو الرمَة:
(قَلِيلاً {لِتَحْلِيلِ الأَلَى ثُمّ قَلَّصَتْ ... بِه شِيمَةٌ رَدْعاءُ تَقْلِيصَ طائرِ)
ثمَّ جُعِل مَثَلاً لكلّ شَيْء يَقِلُّ وقتُه. وَقَالَ بعضُهم: القولُ مَا قَالَه أَبُو عبيد، لِأَن تفسيرَه جَاءَ مَرْفُوعا فِي حديثٍ آخَر: مَن حَرَس لَيْلَة مِن وَراءِ الْمُسلمين مُتَطَوعاً لم يأخُذْه السُّلطان لم يَرَ النارَ إلّا تَحِلَّةَ القَسَم قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْكُم إِلّا وَارِدُهَا قَالَ: مَوضِعُ القَسَم مردودٌ إِلَى قَوْله: فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُم والعَربُ تُقْسِم وتُضْمِر المُقْسَمَ بِهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَإنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ. وأَعْطِهِ} حُلاَّنَ يَمِينهِ، بالضمّ: أَي مَا يُحَلِّلُها نَقله ابنُ سِيدَه، وَهِي الكَفَّارةُ. قَالَ: {والمُحَلِّلُ كمُحَدِّثٍ، مِن الخَيل: الفَرَسُ الثالِثُ فِي وَفِي المُحكَم: مِن خَيلِ الرِّهانِ وَهُوَ أَن يضَعَ رجُلان رَهْنَيْن ثمَّ يأتِيَ آخَر فيُرسِلَ مَعَهُمَا فرسَه بِلَا رَهْنٍ إِن سَبَق أحَدُ الأَوَّلَيْن أَخَذَ رَهْنَيهما، وَكَانَ} حَلالاً لأجلِ الثَّالِث، وَهُوَ المُحَلِّلُ، وَإِن سَبَق {المُحَلِّلُ أخَذَهما وَإِن سُبِقَ فَمَا عَلَيْهِ شَيْء وَلَا يكون إلاّ فيمَن لَا، يُؤْمَنُ أَن يَسبِقَ، وَأما إِن كَانَ بَلِيداً بطيئاً قد أمِن أَن يَسبِقَ، فَهُوَ القِمارُ، ويُسمَّى أَيْضا: الدَّخِيلَ. (و) } المُحَلِّلُ فِي النِّكاح: مُتَزَوِّجُ المُطَلَّقةِ ثَلاثاً {لِتَحِلَّ للزَّوجِ الأَوّل وَفِي الحَدِيث: لَعَن اللَّهُ} المُحَلِّل {والمُحَلَّلَ لَهُ وَجَاء فِي تَفْسِيره: أَنه الَّذِي يَتزوَّجُ المُطًلّقةَ ثَلَاثًا بشَرط أَن يُطَلِّقَها بعدَ وَطْئِها لتَحِلَّ للأَوّل. وَقد} حَلَّ لَهُ امرأتَه، فَهُوَ {حالٌّ، وَذَاكَ} مَحْلُولٌ لَهُ: إِذا نَكَحها {لتَحِلَّ للزَّوج الأول. وضَرَبَهُ ضَرباً} تَحْلِيلاً: أَي كالتَّعْزِيزِ وَقد سَبق أَنه مُشْتَقٌ مِن {تَحْلِيلِ اليَمِين، ثمَّ أجْرِيَ فِي سائرِ الْكَلَام، حتّى قِيلَ فِي وَصْفِ الإبِل إِذا بَرَكَتْ. (و) } حَلَّ العُقْدَةَ {يَحُلُّها} حَلاً: نَقَضَها وَفكَّها وفَتحها، هَذَا هُوَ الأصْلُ فِي معنى {الحَلِّ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الراغِبُ وغيرُه.} فانْحَلَّتْ: انْفَتَحتْ وانفَكَّتْ. وكُلُّ جامِدٍ أُذِيبَ فقد {حُلَّ} حَلاًّ، كَمَا فِي المُحكَم، وَمِنْه قَول الفَرَزْدَق:
(فَمَا! حِلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا ... وَلَا قائِلُ المَعْرُوفِ فِينا يُعَنَّفُ)
أَرَادَ: حُلَّ، بِالضَّمِّ، فطَرَح كسرةَ اللَّام عَليّ الْحَاء، قَالَ الأخْفَش: سَمِعنا مَن يُنشِده هَكَذَا. وحُلَّ المَكانُ مَبنِيّاً للْمَفْعُول: أَي سُكِنَ ونُزِلَ بِهِ. {والمُحَلَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشَّيْء اليَسِيرُ قَالَ امْرُؤ القَيس يصف جارِيةً:
(كبِكْرِ المُقاناةِ البَياضَ بِصُفْرةٍ ... غَذاها نَمِيرُ الماءِ غيرَ} مُحَلَّلِ)
أَي غَذاها غِذاءً لَيْسَ {بمُحَلَّلٍ: أَي لَيْسَ بيَسيرٍ، وَلكنه مُبالَغٌ فِيهِ. وكُلُّ ماءٍ} حَلَّتْه الإبِلُ فكَدَّرَتْهُ) {مُحَلَّلٌ. ويَحْتَمِلُ أَن يكونَ امْرُؤ الْقَيْس أَرَادَ بقوله هَذَا المَعْنَى: أَي غير مَحْلُولٍ عَلَيْهِ: أَي لم} يُحَلَّ عَلَيْهِ فيُكَدَّرَ. وَقيل: أَرادَ ماءَ البَحْر لأَنَّ البَحْرَ لَا يُنْزَلُ عَلَيْهِ لأَنَّ ماءَه زُعاقٌ لَا يُذاق، فَهُوَ غيرُ مُحَلَّلٍ: أَي غيرُ مَنْزُولٍ عَلَيْهِ. ومَن قَالَ: غير قَلِيل، فَلَيْسَ بِشَيْء لأنّ ماءَ الْبَحْر لَا يُوْصَفُ بقِلَّةٍ وَلَا كَثْرة، لمُجاوَزَة حَدِّ الوَصْفَ. وَفِي العُباب: عَنَى بالبِكْر دُرَّةً غيرَ مَثقوبةٍ. {وحَلَّ أمرُ اللَّهِ عَلَيْهِ،} يَحِل {حُلُولاً: وَجَبَ هُوَ مِن حَدِّ ضَرَب. وقِيل: إِذا قلتَ:} حَلَّ بهم العذابُ، كَانَت {يَحُلُّ، لَا غير، وَإِذا قلت: عَلَيَّ، أَو:} يَحِلُّ لَك، فَهُوَ بِالْكَسْرِ. ومَن قَرَأَ: {يَحُلَّ عَلَيكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُم فَمَعْنَاه: يَنْزِلُ. وَفِي العُباب:} حَلَّ العَذابُ {يَحِلُّ بِالْكَسْرِ: أَي وَجَبَ،} ويَحُل بِالضَّمِّ، أَي: نَزَلَ. وَقَرَأَ الكِسائيُّ قولَه تَعَالَى: {فَيَحُلَّ عَلَيكُم غَضَبِي ومَنْ} يَحْلُلْ بِضَم الْحَاء وَاللَّام، وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا. وأمّا قولُه تَعَالَى: أَوْ {تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِم فبالضَّمِّ، أَي: تَنْزِل. وَفِي المِصْباح:.} حَلَّ العَذابُ {يَحُل} ويَحِل {حُلولاً، هَذِه وَحدهَا بالضمّ وَالْكَسْر، وَالْبَاقِي بالكسرِ فَقَط. وَقد مَرّ ذَلِك فِي أوّل المادَّة.} وأَحَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: أَوْجَبه. مِن المَجاز: {حَلَّ حَقِّي عَلَيْهِ} يَحِلُّ بِالْكَسْرِ {مَحِلّاً بِكَسْر الْحَاء: وَجَبَ أحَدُ مَا جاءَ مَصْدَرُه على مَفْعِلٍ كالمَرجِعِ والمَحِيصِ، وَلَا يَطَّرِدُ بل يَقتصِرُعلى مَا سُمِع. حَلَّ الدَّيْنُ: صَار} حالّاً أَي انْتهى أَجلُه، فوجَب أداؤُه، وَكَانَت العربُ إِذا رَأَتْ الهِلالَ قَالَت: لَا مَرحَباً {بمُحِلِّ الدَّيْنِ ومُقَرِّبِ الْآجَال.} وأحَلَّت الشاةُ والناقَةُ: قَلَّ لَبَنُها وَفِي المُحكَم: دَرَّ لَبَنُها أَو يَبِسَ، فأكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّتْ، وَهِي {مُحِل. وَفِي العُباب: إِذا نَزَل اللَّبَنُ فِي ضَرع الشاةِ مِن غيرِ نَتاجٍ فقد} أَحَلَّتْ، قَالَ أميَّةُ ابْن أبي الصَّلْت:
(غُيوثٌ تَلْتَقِى الأرحامُ فِيها ... {تُحِلُّ بهَا الطَّرُوقَةُ واللِّجابُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا عَبَرهُ بعضُهم، وهما مُتقارِبان. قَالَ:} وأحَلَّت الناقَةُ على وَلدِها: دَرَّ لَبنُها، عُدِّيَ بعَلَى، لِأَنَّهُ فِي معنى: دَرَّتْ. {وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجُلِ: إِذا اعْتَلَّ بعدَ قُدُومِه كَمَا نقَله ابنُ سِيدَه. قَالَ:} والإحْلِيلُ {والتِّحْلِيلُ، بكسرهما: مَخْرَجُ البَولِ مِن ذَكرِ الْإِنْسَان وَلَو اقتصَر على الذَّكَر، أَو على: مِن الْإِنْسَان، كَمَا فعله ابنُ سَيّده، كَانَ أَخْصَرَ. قَالَ الرَّاغِب: سُمِّيَ بِهِ لكَونه} مَحْلُولَ العُقْدَةِ. أَيْضا: مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الثَّدْيِ والضَّرع، والجَمْع: {أَحالِيلُ، قَالَ كَعْب ابْن زُهَير، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذَا خُصَلٍ ... فِي غارِزٍ لَم تَخَونْهُ} الأَحالِيلُ)
{والحَلَلُ، مُحرَّكةً: رَخاوَة فِي قَوائمِ الدابَّةِ، أَو استِرخاءٌ فِي العَصَبِ وضَعْف فِي النَّسا مَعَ رَخاوَةٍ)
فِي، الكَعْبِ يُقَال: فَرَسٌ} أَحَلُّ، وذِئبٌ {أَحَل، بَينِّ} الحَلَلِ. أَو يَخُصُّ الإِبِلَ. وَفِي العُباب: هُوَ ضَعْفٌ فِي عُرقُوبِ البَعِيرِ. وَفِي المُحكَم: عُرقُوبَى البَعيرِ، فَهُوَ بَعِيرٌ {أَحَلُّ بَيِّنُ} الحَلَلِ، وإنْ كانَ فِي رِجْلِه: فَهُوَ الطَّرقُ. {والأَحَلُّ: الَّذِي فِي رِجْلِه استِرخاءٌ، وَهُوَ مَذمومٌ فِي كلِّ شَيْء إلّا الذِّئبَ، قَالَ الطِّرِمّاح:
(يُحِيلُ بِهِ الذِّئبُ} الأَحَلُّ وقُوتُهُ ... ذَواتُ المَرادِى مِن مَناقٍ ورُزَّحِ)
يحِيل بِهِ: أَي يُقِيِمُ بِهِ حَوْلاً، وَلَيْسَ بالذِّئب عَرَجٌ، وَإِنَّمَا يُوصَفُ بِهِ لِخَمْعٍ يُؤْنَسُ مِنْهُ إِذا عَدا.
(و) {الحَلَلُ أَيْضا: الرَّسَحُ وامرأةٌ} حَلَّاءُ: رَسْحاءُ. أَيْضا: وَجَعٌ فِي الوَرِكَيْن والرّكْبتَيْن. وَقيل: هُوَ أَن يكونَ مَنْهُوسَ المُؤَخَّرِ أَرْوَحَ الرِّجْلَين. وَقد {حَلِلْتَ يَا رَجُلُ، كفَرِح،} حَلَلاً. والنَّعْتُ فِي كُلِّ ذَلِك للمُذَكَّر: {أَحَلُّ، للمُؤنَّث:} حَلَّاءُ. وَفِيه {حَلَّةٌ بالفَتح ويُكْسَر ضُبِط بالوَجْهين فِي المُحكَم: أَي ضَعْفٌ وفُتُورٌ وتَكَسُّرٌ.} والحِلُّ، بالكَسر: الغَرَضُ الَّذِي يُرمَى إِلَيْهِ. (و) {الحُل بالضمّ: جَمْعُ} الأَحَلِّ مِن الخَيلِ والإبِل والذِّئابِ. (و) {الحَل بالفَتْح: الشَّيْرَجُ وَهُوَ دُهْنُ السِّمْسِم.} والحُلَّانُ، بالضمّ: الجَدْيُ، أَو الحَمَلُ الصَّغِيرُ، وَهُوَ الخَرُوفُ. وَقيل: هُوَ لُغةٌ فِي الحُلَّامِ، وَهُوَ وَلَدُ المِعْزَى، قَالَه الأصمَعِيُّ. ورُوِي أَن عُمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَضَى فِي الأَرْنَبِ إِذا قَتله المُحرِمُ بِحُلَّانَ، وفُسِّر بجَدْيٍ ذَكَرٍ.
وأنّ عُثمانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَضَى فِي أمِّ حُبَيْنٍ! بِحُلّانَ، وفُسِّر بحَمَلٍ. أَو خاصٌّ بِمَا يُشَقُّ عَن بَطْنِ أُمِّه فيُخْرَجُ وَفِي المُحكَم: عَنهُ بَطْنُ أُمّه. زَاد غيرُه: فوَجَدْته قد حَمَّم وشَعَّر. وَقيل: إِنَّ أهلَ الجاهليّة كَانُوا إِذا وَلَّدُوا شَاة شَرَطُوا أُذُنَ السَّخْلَة، وَقَالُوا: حُلَّان {حُلَّان: أَي حَلالٌ بِهَذَا الشَّرط أَن يُؤكَلَ. وذَكَره اللَّيثُ فِي هَذَا التَّركيب، وقالَ: جَمْعُه} حَلالِينُ، وَأنْشد لِابْنِ أحْمَر:
(تُهْدَى إِلَيْهِ ذِراعُ الجَفْرِ تَكْرِمَةً ... إمّا ذَبِيحاً وإمّا كَانَ {حُلاَّنا)
وَسَيَأْتِي ذِكرُه فِي النُّون أَيْضا. يُقال: دَمُه حُلَّانٌ: أَي باطِل.} وِإحْلِيلٌ بِالْكَسْرِ وادٍ فِي بِلادِ كِنانَة، ثمَّ لبَني نُفاثَة مِنْهُم، قَالَ كانفٌ الفَهْمِيُّ:
(فلَو تَسألي عَنّا لأُنْبِئْتِ أَنَّنا ... بإحْلِيلَ لَا نُزْوَى وَلَا نَتَخشَّعُ)
وَقَالَ نصر: هُوَ وادٍ تِهامِئيٌّ قُربَ مكَّة. {وِإحْلِيلاءُ بالمَدّ: جَبَلٌ عَن الزَّمخشري، وَأنْشد غيرُه لرجُلٍ مِن عُكْل:
(إِذا مَا سَقَى اللَّهُ البَلادَ فَلَا سَقَى ... شَناخِيبَ} إِحليلاءَ مِن سَبَلِ القَطْرِ)
(و) {إِحْلِيلَى بالقَصْرِ: شِعْبٌ لبَني أَسَدٍ فِيهِ نَخْلٌ لَهُم، وأنشَدَ عَرّامُ بنُ الأَصبَغ:)
(ظَلِلْنا} بإِحْلِيلَى بيَومَ تَلُفُّنا ... إِلَى نَخَلاتٍ قد ضَوَيْنَ سَمُومِ)
وجَعل نَصْرٌ إحليلَ وإحلِيلاءَ واحِداً، قَالَ: وَفِي بعض الشِّعر: ظَللْنا {بإحْليلاءَ، للضَّرورة، كَذَا رَوَاهُ مَمدُوداً.} والمَحِلُّ، بِكَسْر الْحَاء: ة باليَمَنِ. {وحَلْحَلَهُم: أزالَهم عَن مَواضِعِهم وأزْعَجَهم عَنْهَا وحَرَّكَهُم} فتَحَلْحَلُوا: تحرَّكوا وذَهَبُوا. وَلَو قَالَ:! حَلْحَلَه: أزالَه عَن مَوضِعِه وحَرَّكَهُ، {فتَحَلْحَلَ، كَانَ أخْصَرَ.} وتَحَلْحَلَ عَن مكانِه: زالَ، قَالَ الفَرَزْدَق:
(فادْفَعْ بكَفِّكَ إِن أَرَدْتَ بِناءَنا ... ثَهْلانَ ذَا الهَضَباتِ هَل {يَتَحلْحَلُ)
وَمثله: يَتَلْحلَحُ. (و) } حَلْحَلَ بالإبِلِ: قَالَ لَهَا: {حَلٍ حَلٍ، مُنوَّنتين، أَو:} حَلْ، مُسكَّنةً وَكَذَلِكَ حَلَى. وَقيل: حَلْ فِي الْوَصْل، وكلّ ذَلِك زَجْرٌ لإناث الإبِلِ خاصَّةً. وَيُقَال: حَلَى وحَلِى لَا حَلِيتِ، واشتقّ مِنْهُ اسمٌ، فَقيل: {الحَلْحَالُ، قَالَ كُثَيِّر عزة:
(ناجٍ إِذا زُجِرَ الرَّكائِبُ خَلْفَهُ ... فلَحِقْنَهُ وثُنِينَ} بالحَلْحالِ)
{والحُلاحِل، بالضمّ: ع والجِيمُ أعلَى. أَيْضا: السَّيدُ الشجاعُ الرَّكِينُ، وقِيل: الرَّكِينُ فِي مَجْلِسه، السَّيدُ فِي عَشيرَتِه. أَو الضَّخْمُ الكثيرُ المرُوءَةِ، أَو الرَّزِينُ فِي ثَخانةٍ، يَخُصُّ الرِّجالَ وَلَا يُقال للنِّساء. حُكِىَ} المُحَلْحَلُ بالبِناء للمَفْعُولِ، بمَعْناه وَكَذَلِكَ مُلَحْلَحٌ، والجَمع: {حَلاحِلُ، بِالْفَتْح، وَقَالَ النابغةُ الذُّبياني يَرثِي أَبَا حُجُر النُّعمان بن الْحَارِث الغَسّاني: أَبُو حُجُرٍ ذاكَ الملَيكُ} الحُلاحِلُ وَقَالَ آخَر:
(وعَرْبَةُ أرضٌ مَا يُحِلُّ حَرامَها ... مِن النَّاس إلاَّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ)
يَعْنِي بِهِ رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.! وحَلْحَلَةُ: اسمٌ. قَالَ ابنُ دُرَيد: {حَلْحَلٌ كجَعْفَر: ع. قَالَ غيرُه:} حَلْحُولُ بِالْفَتْح: ة قُربَ جَيرُونَ بالشامِ بهَا قَبرُ يونسَ ابنِ مَتَّى عَلَيْهِ الصّلاةُ السلامُ هَكَذَا يَقُولُونَه بالفَتْحِ والقِياسُ ضَم حائِه لنَدْرَةِ هَذَا البِناءِ، نَبَّه عَلَيْهِ الصاغانيُّ. (و) {الحُلَيلُ كزُبَيرٍ: ع لسُلَيمٍ فِي دِيارِهم، كَانَت فِيهِ وَقائعُ، قَالَه نَصْر. الحُلَيلُ: فَرَسٌ مِن نَسْلِ الحَرُونِ الصّواب: مِن وَلَدِ الوَثِيم جَدِّ الحَرُون الِمِقْسَمِ بن كَثِيرٍ رَجُلٍ مِن حِمْيَر، من آلِ ذِي أَصْبَحَ، وَله يَقُول:
(لَيتَ الفَتاةَ الأَصْبَحِيَّةَ أَبْصَرَتْ ... صَبرَ الحثيلِ على الطَّريقِ اللاحِبِ)
كَذَا فِي كتاب الْخَيل، لِابْنِ الكَلْبي. (و) } حُلَيلٌ: اسمٌ وَهُوَ حُلَيل بنُ حُبشِيَّةَ بن سَلُول، رَأْسٌ فِي خُزاعَة، يُنسب إِلَيْهِ جَماعةٌ، مِنْهُم: بنْتُه حُبَّى زَوْجَة قُصَيّ بن كلاب. وَمِنْهُم كُرزُ بنُ عَلْقَمةَ)
الصّحابيّ، وغيرُ واحدٍ. وعُبيدُ الله بن حُلَيلٍ: مِصريٌّ تابعيٌّ. ويَزِيدُ بن حُلَيل النَّخَعِيُّ، رَوَى سَلَمةُ بنُ كُهَيلٍ، عَن ذَرٍّ، عَنهُ. {والحَلْحالُ بنُ دُرِّيٍّ الضَّبيّ، تابِعِيٌّ نَقله الصاغانيُّ فِي العُباب، روَى عَنهُ ابنُه كُلَيب. ووالده بِالذَّالِ المُعجمة وَفتح الرَّاء الخَفِيفة، كَذَا ضَبَطَه الحافِظُ.} وأحَلَّ الرجلُ: دخَلَ فِي أشْهُرِ {الحِلِّ، أَو خَرَج إِلَى} الحِلِّ. وَقيل: {أَحَلَّ: خَرَجَ مِن شُهورِ الحُرُم، أَو خَرَج مِن مِيثاقٍ وعَهْدٍ كَانَ عَلَيْهِ وَبِه فُسِّر قولُ الشَّاعِر: وكَم بالقَنانِ مِن} مُحِلٍّ ومُحْرِمِ! والمُحِلُّ: الَّذِي لَا عَهْدَ لَهُ وَلَا حُرمَةَ. أَحَلَّ بنَفْسِه: اسْتوجَبَ العُقوبَة. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فِي المَثَل: يَا عاقِدُ اذْكُر {حَلاًّ، ويُروَى: يَا حابِلُ. وَهَذِه عَن ابنِ الْأَعرَابِي، ويُضرَب للنَّظَر فِي العَواقِب، وَذَلِكَ أنّ الرجُلَ يَشُدُّ الحِمْلَ شَدّاً يُشرِفُ فِي استِيثاقِه، فَإِذا أَرَادَ الحَلَّ أضَرَّ بنفسِه وبراحِلَتِه.} والمَحِل، بِكَسْر الْحَاء: مَصدَرُ {حَلَّ} حُلُولاً: إِذا نَزَل، قَالَ الْأَعْشَى:
(إنَّ {مَحِلّاً وإنّ مُرتَحلَا ... وإنَّ فِي السَّفْرِ إذْ مَضَوْا مَهْلَا)
وقولُه تَعَالَى: حَتَّى يَبلُغَ الهَدْى} مَحِلَّهُ قِيل: مَحِلّ مَن كَانَ حاجّاً يومَ النَّحْر، ومَحِلّ مَن كَانَ مُعتَمِراً يومَ يدخلُ مكَّةَ. وقِيل: المَوْضِعُ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُه. {ومَحِل الدَّيْنِ: أَجَلُهُ. والمَحَلُّ، بِفَتْح الْحَاء: المَكانُ الَّذِي} تَحُله وتَنزله، وَيكون مصدرا، جَمْعُه: {المَحالُّ. وجَمْعُ} المَحَلَّة: مَحَلّات.
{والمُحَيِّلَةُ، بِالتَّصْغِيرِ: قريةٌ بمِصْر من المَنُوفِيَّة، وَقد رأيتُها.} وحَلَلْتُ إِلَى القَوم: بِمَعْنى {حَلَلت بِهم.} والحِلَّةُ، بِالْكَسْرِ: جَمْع الحالِّ، بمَعْنى النازِل، قَالَ الشَّاعِر:
(لقد كَانَ فِي شَيبانَ لَو كُنْتَ عالِماً ... قِبابٌ وحَيٌّ حِلَّةٌ ودَراهِمُ)
وَفِي الحَدِيث: أَنه لَمّا رَأى الشَّمْسَ قد وَقَبَتْ، قَالَ: هَذَا حِينُ حِلُّها، أَي: الحِينُ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ أداؤُها، يَعْنِي صَلاَةَ المغرِب. {والحالُّ المُرتَحِلُ: هُوَ الخاتِمُ المُفْتَتِحُ، وَهُوَ المواصِلُ لتلاوةِ الْقُرْآن، يَخْتِمُه ثمَّ يَفْتَتِحُهُ، شُبِّه بالمِسفارِ الَّذِي لَا يَقْدَمُ على أهلِه. أَو هُوَ الغازِي الَّذِي لَا يَغْفُلُ عَن غَزْوِه.} والحَلالُ بنُ عاصِمِ بنِ قيس: شاعِرٌ من بَني بَدْرِ بن رَبِيعةَ بن عبد الله بن الْحَارِث بن نُمَير، ويُعْرَف بابنِ ذُؤَيْبَة، وَهِي أمه، وَإِيَّاهَا عَنَى الراعِي:
(وَعَيَّر فِي تِلْكَ الحَلالُ وَلم يَكُن ... لِيَجْعَلَها لابنِ الخَبِيثَةِ خالِقُهْ)
ورَجُلٌ {حِلٌ من الإحْرام: أَي حَلاَلٌ. أَو لم يُحْرِمْ. وأنتَ فِي} حِل مِنِّي: أَي طَلْقٌ. والحِلُّ: الحَالّ،)
وَهُوَ النّازِلُ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ. ويُقال للمُمْعِنِ فِي وَعِيدٍ أَو مُفْرِط فِي قَوْل: {حِلّاً أَبَا فُلان: أَي} تَحَلَّلْ فِي يَمينِك. جَعَلَه فِي وَعيدِه كالحالِفِ، فَأمره بِالِاسْتِثْنَاءِ. وَكَذَا قولُهم: يَا حالِفُ اذْكُر حِلاً. {وحَلَّله} الحُلَّةَ: أَلْبَسَه إيَّاها. {والحُلَّة، بالضَّمِّ: كِنايَةٌ عَن المَرأَةِ. وأَرْسَلَ علِيٌّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أمَّ كُلْثومٍ إِلَى عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ وَهِي صغيرةٌ، فَقَالَت: إنَّ أبي يقولُ لَكَ: هَلْ رَضِيتَ} الحُلَّة فقالَ: نَعم رَضِيتُها. {والحُلَّانُ، بِالضَّمِّ: أَن لَا يَقْدِرَ على ذَبْح الشَّاةِ وغيرِها، فيَطْعَنَها من حَيْثُ يُدْرِكُها. وَقيل: هُوَ البَقِيرُ الَّذِي} يَحِلُّ لَحْمُه بذَبْحِ أُمِّه. {وأَحالِيلُ: موضعٌ شَرقِيَّ ذاتِ الإِصاد. وَمن ثَمَّ أُجْرِىَ داحِسٌ والغَبراءُ. قَالَ ياقوتُ: يَظْهَرُ أَنَّه جَمْع الجمْع، لأنَّ} الحُلَّةَ هم القَومُ النزُولُ وَفِيهِمْ كَثْرةٌ، والجَمْع: {حِلَالٌ، وجَمْعُ حِلالٍ} أَحالِيلُ على غَيرِ قِياسٍ، لأنّ قِياسَه {أَحلالٌ. وقَدْ يُوصَفُ} بحِلالٍ المُفْرَدُ فيُقال: حَيٌّ {حِلَالٌ. انْتهى، وَفِيه نَظَرٌ.
} والحَلِيلَةُ: الجارَةُ. وَفِي الحَدِيث: {أَحِلُّوا للَّهَ يَغْفِر لكم: أَي أَسْلِمُوا لهُ، أَو اخْرُجُوا من حَظْرِ الشِّركِ وضِيقِه إِلَى حِلِّ الإسلامِ وسَعَتِه، ويُروَى بالجِيمِ، وَقد تَقدَّم. ومَكانٌ} مُحَلَّلٌ، كمُعَظّمٍ: أَكْثَرَ الناسُ بِهِ النزُول. وَبِه فُسِّر أَيْضا قَوْلُ امْرِئ القَيس السابِق: غَذاها نَمِيرُ الماءِ غَير مُحَلَّلِ وتَحَلَّلَه: جَعَلَه فِي حِل من قِبَلهِ، وَمِنْه الحدِيث: أَنّ عائِشةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قالَتْ لامْرَأَةٍ مَرّتْ بهَا: مَا أَطْوَلَ ذَيْلَها، فَقَالَ: اغْتَبتِيها، قُومي إِلَيْهَا {فتَحَلَّلِيها.} والمُحِل: مَنْ {يَحِلُّ قَتْلُه، والمُحْرِمُ: مَنْ يَحْرُمُ قَتْلُه.} وتَحَلَّلَ مِنْ يَمِينِه: إِذا خَرَجَ مِنْهَا بكَفَّارَةٍ أَو حِنْثٍ يُوجب الكَفَّارَةَ أَو استثناءٍ. {وحَلَّ} يَحُلُّ {حَلّاً: إِذا عَدَا. وكشَدَّادٍ: مَنْ} يَحُلُّ الزِّيجَ، مِنْهُم الشيخُ أَمِينُ الدّين {الحَلَّال، قَالَ الحافِظُ: وَقد رَأَيْتُه وكانَ شَيخاً مُنَجِّماً.} والحَلْحالُ: عُشْبَةٌ، هَكَذَا يُسمِّيها أهلُ تُونُسَ، وَهِي اللَّحْلاحُ. {ومُحِلّ بنُ مُحْرِز الضَّبِّي، عَن أبي وائلٍ، صَدُوقٌ.} وحُلَيلٌ، كزُبَيرٍ: موضعٌ قريبٌ مِن أَجياد. وَأَيْضًا: فِي دِيارِ باهِلَةَ بنِ أَعْصُر، قريب مِن سرفة، وَهِي قارَةٌ هُنَاكَ معروفةٌ. وَأَيْضًا: ماءٌ فِي بَطْنِ المَروت، من أرضِ يَربُوع، قَالَه نَصْر.

بيت

(بيت) - في حديث عائِشةَ، رضي الله عنها: "تزوَّجَنى رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، على بَيْت قِيمتُه خَمُسون دِرهَمًا".
قال يَحيَى بنُ مَعِين: أي على مَتاع بَيتٍ فَحَذَف المُضافَ وأَقامَ المُضاف إليه مُقَامة، كقَولِه تَعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ:} .

بيت


بَاتَ (ي) (n. ac.
بَيْتمَبِيْت []
بَيَاْت)
a. [Fī], Passed, spent the night in.
b. [Bi
or
'Ind ], Passed the night at
with.
c. Continued (doing).
بَيَّتَa. Built, constructed.
b. Did by night.

أَبْيَتَa. Made to pass the night.
b. Gave a night's lodging to.

إِسْتَبْيَتَa. Asked for shelter for the night.
b. Provided for the night.

بَيْت (pl.
بُيُوْت أَبْيَاْت)
a. House, abode, dwelling; tent; house of.
b. Nobleman.
c. Strophe, stanza, couplet.

بَاْيِتa. Stale (bread).
بَيَاْتa. Night attack.

بَيْت الخَلَا
a. بَيْت الرَاحَة

بَيْت الفَضَاء
a. بَيْت المَاء Water-closet.

بَيْت العَنْكَبُوْت
a. Spider's web.

بَيْت المَال
a. Public Treasury.

بَيْت المُقَدَّس
a. Jerusalem.
ب ي ت: جَمْعُ (الْبَيْتِ بُيُوتٌ) وَ (أَبْيَاتٌ) وَ (أَبَابِيتُ) عَنْ سِيبَوَيْهِ مِثْلُ أَقْوَالٍ وَأَقَاوِيلَ. وَتَصْغِيرُهُ (بُيَيْتٌ) وَ (بِيَيْتٌ) بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِهِ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بُوَيْتٌ. وَ (الْبَيْتُ) أَيْضًا عِيَالُ الرَّجُلِ. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَبَيْتٍ عَلَى ظَهْرِ الْمَطِيِّ بَنْيَتُهُ ... بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ الْخَيَاشِيمِ يَرْعَفُ
يَعْنِي بَيْتَ شِعْرٍ كَتَبَهُ بِالْقَلَمِ. وَ (الْبَائِتُ) وَ (الْبَيُّوتُ) الْغَابُّ، يُقَالُ: خُبْزٌ بَائِتٌ. وَ (بَاتَ) الرَّجُلُ يَبِيتُ وَيَبَاتُ (بَيْتُوتَةً) وَ (بَاتَ) يَفْعَلُ كَذَا إِذَا فَعَلَهُ لَيْلًا. وَ (بَيَّتَ) الْعَدُوُّ أَوْقَعَ بِهِمْ لَيْلًا وَالِاسْمُ (الْبَيَاتُ) وَ (بَيَّتَ) أَمْرًا دَبَّرَهُ لَيْلًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108] . 
ب يت

ماله بيت ليلة وبيته ليلة. وفلان لا يستبيت أي لا يملك البيتة. وتبيت الطعام: أكلته عند المضجع، وشر الطعام المتبيت. وبيته العدو، ومن عادته البيات. وبيت الأمر: دبره ليلاً " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " وهذا أمر قد بيت بليل. وخفت بيوت أمر. قال جرير

أعد لبيوت الهموم إذا سرت ... جمالية حرفاً وميساً مفرداً

وبت عنده في مبيت صدق، وبيتوتة طيبة. وأباتك الله إباتة حسنة، وبيتك الله في عافية. وفلان من أهل البيوتات، وهو من بيت كريم. وقلت أبياتاً من الشعر وبيوتاً. ولي في هذا المعنى أبيات. وكم من أبا بيت ملاح للعرب.

ومن المجاز: قال بدوي لآخر: هل لك بيت أي امرأة. وقال:

مالي إذا أنزعها صأيت ... أكبر غيرني أم بيت

وقال:

هنيئاً لأرباب البيوت بيوتهم ... سوى بعل جمل لا هنيئاً له جمل

وبات فلان إذا تزوج. وبني فلان عليه بيتاً إذا أعرس. وتزوجت فلانة على بيت أي على فرش يكفي البيت.
(ب ي ت) : (بَيَّتُوا الْعَدُوَّ) أَتَوْهُمْ لَيْلًا وَالِاسْمُ الْبَيَاتُ كَالسَّلَامِ مِنْ سَلَّمَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ أَهْلُ الدَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ لَيْلًا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَقَوْلُهُ وَتَجُوزُ الْإِغَارَةُ عَلَيْهِمْ وَالتَّبْيِيتُ بِهِمْ صَوَابُهُ وَتَبْيِيتُهُمْ (وَالْبَيْتُ) اسْمٌ لِمُسَقَّفٍ وَاحِدٍ وَأَصْلُهُ مِنْ بَيْتِ الشَّعْرِ أَوْ الصُّوفِ سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُبَاتُ فِيهِ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِفَرْشِهِ وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَهُمْ يَقُولُونَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى بَيْتٍ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بَيْتٍ قِيمَتُهُ سِتُّونَ دِرْهَمًا» .

(وَالْبُيُوتَاتُ) جَمْعُ بُيُوتٍ جَمْعُ بَيْتٍ وَتَخْتَصُّ بِالْأَشْرَافِ.
[بيت] البَيْتُ معروف، والجمع بُيوتٌ وأبيات وأباييت عن سيبويه، مثل أقوال وأقاويل. وتصغيره بييت وبييت أيضاً بكسر أوله. والعامة تقول بويت. وكذلك القول في تصغير شيخ وعير وشئ وأشباهها. والبيت أيضا: عيال الرجل. قال الراجز: مالى إذا أنزعها صأيت * أكبر غيرني أم بيت * وفلان جاري بَيْتَ بَيْتَ، أي ملاصقاً، بُنِيا على الفتح لأنّهما اسمان جُعلا واحداً. وقول الشاعر: وبَيْتٍ على ظَهْرِ المَطيّ بَنَيْتُهُ * بأسْمَرَ مشقوق الخياشيم يَرْعَفُ يعني بَيْتَ شِعْرٍ كتَبَهُ بالقلم والبائِتُ: الغابُّ. يقال: خبر بائِتٌ، وكذلك البيوت. والبيوت أيضا: الامر يبيت عليه صاحبه مهتما به. قال الهذلى : وأجعل فقرتها عدة * إذا خفت بيوت أمر عضال وبات يَبيتُ ويَباتُ بَيْتوتَةً. تقول: أَباتَكَ الله بخير. وباتَ يفعل كذا، إذا فعله ليلاً، كما يقال ظلَّ يفعل كذا إذا فعله نهاراً. وبَيَّتَ العدوَّ، أي أوقع بهم ليلاً. والاسم البَياتُ. وبيَّتَ أمراً، أي دبَّره ليلاً. ومنه قوله: تعالى (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى من القول) . وبُيِّتَ الشئ، أي قدر. وتقول: ماله بيت ليلة، بكسر الباء، وبيتَهُ ليلةٍ، أي قوت ليلة.
بيت
بَيْتُ اللهِ: الكَعْبَةُ. والبَيْتُ: من أبْيَاتِ الشعْرِ؛ ومن بُيوْتِ النَّاسِ. وبيُوْتَاتُ العَرَبِ: أحْيَاؤها. وبَيتَ فلانٌ أبْيَاتاً تَبْيِيْتاً: بَنَاها. والبَيْتُوْتَةُ: دُخُوْلُكَ في اللَّيْلِ. وبِتُّ أفْعَلُ كذا: باللَّيْلِ، وُيسْتَعْمَلُ في النَهَارِ أيضاً.
وباتَ يَبَاتُ وَيبِيْتُ. وأبَاتَهم اللَّهُ إبَاتَة حَسَنَةً؛ وبَيْتُوْتَةً.
أبَاتَهم الليْلُ بَيَاتاً.
وما عِنْدَه بِيْت لَيْلَةٍ وبِيْتَةُ لَيْلَةٍ: أي قُوْتُها. وامْرأةُ الرجُلِ وبَيْتُه: واحِدٌ. والبُيُوْتُ: النِّسَاءُ، وقيل: النِّكاحُ، وباتَ يَبِيْتُ بَيْتاً. وبَنى عليه بَيْتاً: إذا تَزَوَّجَ. والبَيْتُ: الفَرْشُ. ولَبَن وماءٌ بَيُوتٌ: إذا مَضى عليه لَيْلٌ فَبَرَدَ وصَفَا. وحَوْضٌ بَيُّوْت: مُلِىءَ بالأمْسِ. وبَيُّوْتُ الهَم: الذي باتَ في الصَّدْرِ. وسِن بَيُّوْتَةٌ: لا تَسْقُطُ. وتَبَيَّتّ الطَعَامَ تَبْيِيْتاً؛ والقَوْمَ. وبَيتُّهم: إذا طَرَقْتَهم لَيْلاً. وتَبَيَّتُّه عن كذا: أي احْتَبَسْتُه فابَتُّه عندي. ويقولونَ: بَيتَكَ اللَّهُ في عافِيَةٍ، ولا يقولونَ أبَاتَكَ. والمُسْتَبِيْتُ: الفَقِيْرُ. وابْتَاتَ يَبْتَاتُ: بمعنى بَيتَ.
وبَيتَ فلانٌ قَوْلَ فلانٍ: أي غَيرَه. وسُميَ بَيْتُ الشِّعْرِ بَيْتاً لأنَه مُقَدَّرٌ بوَزْنٍ مَعْلُوْمٍ. وبُيِّتَ: قُدِّرَ، من قَوْلِه عَز وجَل: " إذْ يُبَيِّتُوْنَ ما لا يَرْضَى من القَوْلِ ". والتَبْيِيْتُ في النخْلِ: أنْ يُشَذَبَها من شَوْكِها وسَعَفِها.
بيت
أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل، لأنه يقال: بَاتَ: أقام بالليل، كما يقال: ظلّ بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه أَبْيَات وبُيُوت، لكن البيوت بالمسكن أخصّ، والأبيات بالشعر. قال عزّ وجلّ: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا [النمل/ 52] ، وقال تعالى: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس/ 78] ، لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ [النور/ 27] ، ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر، وبه شبّه بيت الشعر، وعبّر عن مكان الشيء بأنه بيته، وصار أهلُ البيتِ متعارفا في آل النبيّ عليه الصلاة والسلام، ونبّه النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله: «سلمان منّا أهل البيت» أنّ مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال: «مولى القوم منهم، وابنه من أنفسهم» .
وبيت الله والبيت العتيق: مكة، قال الله عزّ وجل: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج/ 29] ، إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ [آل عمران/ 96] ، وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ [البقرة/ 127] يعني: بيت الله.
وقوله عزّ وجل: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى [البقرة/ 189] ، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم، فنبّه تعالى أنّ ذلك مناف للبرّ ، وقوله عزّ وجلّ: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ [الرعد/ 23] ، معناه: بكل نوع من المسارّ، وقوله تعالى:
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور/ 36] ، قيل: بيوت النبيّ نحو: لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ [الأحزاب/ 53] ، وقيل: أشير بقوله: فِي بُيُوتٍ إلى أهل بيته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة» : إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب .
وقوله تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ [الحج/ 26] يعني: مكة، وقالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ [التحريم/ 11] ، أي: سهّل لي فيها مقرّا، وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس/ 87] يعني: المسجد الأقصى.
وقوله عزّ وجل: فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [الذاريات/ 36] ، فقد قيل:
إشارة إلى جماعة البيت فسمّاهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبَيَاتُ والتَّبْيِيتُ: قصد العدوّ ليلا.
قال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ [الأعراف/ 97] ، بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ [الأعراف/ 4] . والبَيُّوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ [النساء/ 81] . يقال لكلّ فعل دبّر فيه بالليل:
بُيِّتَ، قال تعالى: إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ
[النساء/ 108] ، وعلى ذلك قوله عليه السلام: «لا صيام لمن لم يبيّت الصيام من الليل» .
وبَاتَ فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظلّ لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.
[بيت] فيه: بشر خديجة "ببيت" من قصب، بيت الرجل داره وقصره وشرفه، أي بشر بقصر من زمردة أو لؤلؤة مجوفة. وفي مدحه صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى "بيتك" المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
بيت
باتَ1 يَبيت، بِتْ، بَياتًا، فهو بائت
• بات: فعل ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر بمعنى صار أو أصبح "بات الأمرُ معلومًا- بات يفعل كذا: صار يفعله ليلاً- بات من المقرَّر أن: أصبح من المقرّر أن". 

باتَ2/ باتَ على/ باتَ في يَبات ويَبيت، بِتْ وبَتْ، بَياتًا وبيتوتةً وبَيْتًا، فهو بائت، والمفعول مبيت عليه
• بات فلانٌ: أدركه اللّيل، نام أو لم ينم "بات المجتهد

عاملاً: سهر ليله عاملاً- {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} ".
• باتَ الشَّيءُ: مضتْ عليه ليلةٌ "أكلت خبزًا بائتًا- كلام بائت- يبيت/ يبات ليله ينظم الشِّعْرَ".
• بات على سريره: أظلَّه المبيت، وأَجَنَّه الليل سواءٌ أنام أم لم ينمْ.
• بات في المكان: نَزَلَ فيه، وأقام به ليلاً "بات الرَّجلُ في بيت صديقه- كان بائتًا في الفندق". 

أباتَ يُبيت، أبِتْ، إباتةً، فهو مُبيت، والمفعول مُبات
• أبات الزَّائرَ: جعله يقضي اللّيل عنده "أباته في داره". 

بيَّتَ يبيِّت، تَبْييتًا، فهو مُبَيِّت، والمفعول مُبَيَّت
• بيَّت الضَّيفَ وغيرَه:
1 - أباته؛ جعله يقضي الليل عنده.
2 - أهلكه ليلاً " {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} ".
• بيَّت الأمرَ: دَبَّرَه ليلاً أو في خفاء " {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} ".
• بيَّت الصِّيامَ: نواه ليلاً.
• بيَّت الرَّأيَ: أطال الفكرَ فيه وأحكمه. 

إباتة [مفرد]: مصدر أباتَ. 

بائت [مفرد]: اسم فاعل من باتَ1 وباتَ2/ باتَ على/ باتَ في. 

بَيات [مفرد]:
1 - مصدر باتَ1 وباتَ2/ باتَ على/ باتَ في.
2 - مفاجأة القوم في جوف الليلّ " {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} ".
3 - (سق) لحن من ألحان الموسيقى.
• البيات الشِّتويّ: (حي) حالة تعين النبات أو الحيوان على قضاء الفصل البارد في سكون أو نوم "تلجأ البرمائيّات إلى البيات الشتويّ في فصل الشتاء".
• البياتيّ: (فن) فرعٌ من فروع السُّلَّم الموسيقيّ الغربيّ الكثير الاستعمال. 

بَيْت1 [مفرد]: ج بيوت (لغير المصدر)، جج بيوتات (لغير المصدر):
1 - مصدر باتَ2/ باتَ على/ باتَ في.
2 - مسكن، منزل، دار مبيت، مثوًى "أدوات بيتيّة: ما يستعمل في البيت من أدوات- إذا كان ربُّ البيت بالدُّفِّ ضاربًا ... فشيمة أهل البيت كُلِّهم الرَّقصُ- {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} " ° البيت الأبيض: مقرّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن- بَيْتُ الحكمة: معهد أسَّسه الخليفة المأمون (198 - 202هـ) واشتهر بمكتبته ودوره في حركة النَّشر- بَيْتُ الرَّاحة/ بَيْتُ الأدب/ بَيْتُ الخلاء: المرحاض- بَيْتُ المقدس: القدس- بَيْتُ المالِ: الخزانة العامة- بَيْتُ التحف: المتحف، دار الآثار- أبو البيت/ ربّ البيت: صاحبه المسئول عنه- بَيْتُ الإبْرة: البوصلة- بَيْتُ الأمّة: مأوى الناس، وكان يطلق في مصر على منزل الزعيم سعد زغلول- بَيْتُ العنكبوت: يُضرب به المثل في الوهن والضعف- بَيْتُ الله: المسجد- بَيْتُ بِغاء/ بَيْتُ فساد: منزل يُرتكب فيه الزِّنا والدَّعارة مقابل مال- بَيْتُ تجاريّ: مركز تجاريّ- ربَّة البيت: سيّدة العائلة- صاحب البيت أدرى بما فيه: أعلم بما فيه- فتَح بيته لفلان: رحّب به، أحسن استقباله- واجبات بيتيّة: واجبات تُعطَى للتلاميذ لإعدادها في البيت- وَجْهُ البيت: الحدّ الذي يكون فيه الباب- يأتي البيوت من أبوابها: يتناول الأمور من وجهها الصحيح، أو يتوصّل إليها من طريقها المشروع.
3 - مسجد " {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ} ".
• البيت/ البيت الحرام/ البيت العتيق: الكعبة المشرَّفة " {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} - {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} - {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} ".
• بيت الرَّجل: امرأته وعياله.
• أهل البيت: عائلة النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلم وذرّيته.
• البيْتان: بَيْت الأبوَّة وبيت الزوجيَّة.
• بيوتات: بيوت الشَّرف أو ذوو المكانة البارزة والأحساب المتوارَثَة "فلان من أهل البيوتات".
• بيوت العلم: الأُسر المعروفة برجالها من العلماء.
• بيوت الشَّباب: مساكن تستضيف المسافرين بأجور
 رمزيّة. 

بَيْت2 [مفرد]: ج أبيات
• بيت الشِّعر: كلام موزون مؤلَّف عادة من شطرين، (صدْر وعَجُز)، وقد يكون شطرًا واحِدًا ° بَيْتُ القصيد: الأمر المهم، خلاصة الموضوع، أحسن أبيات القصيدة وأنفسها. 

بِيتَة [مفرد]: اسم هيئة من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في: "بات بيتة الملائكة/ الطّير/ الثّعابين". 

بيتوتة [مفرد]: مصدر باتَ2/ باتَ على/ باتَ في. 

مبات [مفرد]: مصدر ميميّ من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في. 

مَبِيت [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في.
2 - اسم مكان من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في: مكان يُقام فيه ليلاً "الفندق مَبيت المسافرين". 
[ب ي ت] البَيْتُ مِنَ الشَّعَرِ: ما زادَ على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ، وهو مُذَكَّرٌ، يَقَعُ على الصَّغِيرِ والكَبِيرِ وقَدْ يُقال للمَبْنِيِّ من غيرِ الأَبْنِيَةِ التي هي الأَخْبِيَةُ، بَيْتٌ. وقولُه تَعَالَى: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة} [النور: 29] معناه: ليس عليكُمْ جُناحٌ أن تَدْخُلُوها بغيرِ إِذْنٍ. وجاءَ في التَّفْسِيرِ: أَنَّه يعنِي بها الخانات، وحَوانِيتَ التُّجارِ، والمَواضِعَ المُباحَةَ التي يُباعُ فيها الأَشْياءُ، ويُبِيحُ أَهْلُها دُخُولَها. وقِيلَ: إِنّه يُعْنَى بها الخَرِباتُ التي يَدْخُلُها الرَّجُلُ لبَوْلٍ أو غائِطٍ. ويَكُونُ مَعْنَى قولِه: {فيها متاع لكم} أي: إِمْتاعٌ لكم تَتَفَرَّجُونَ بها ممّا بِكُمْ. وقولُه تَعَالَى: {في بيوت أذن الله أن ترفع} [النور: 36] . قال الزَّجّاجُ: أرادَ المَساجِدَ. قالَ: وقالَ الحَسَنُ: يَعْنى به بَيْتَ المَقْدِسِ. قال أبو الحَسَنِ: وجَمَعَه تَعْظِيمًا وتَفْخِيمًا، ولذلِكَ خَصَّ بناءَ أَكْثَرِ العَدَدِ، و (في) مُتَّصِلَةٌ بقولِه: {كمشكاة} ، وقيل: ب {يسبح} . وقد يَكُونُ البَيْتُ للعَنْكَبُوتِ وللضَّبِّ وغيرِه من ذَواتِ الجِحَرِ وفي التَّنْزِيلِ: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوبِ} [العنكبوت: 41] ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ - فيما تَضَعُهُ العَرَبُ على أَلْسِنَةِ البَهائِمِ، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابْنَه -:

(أَهَدَمُوا بَيْتَكَ لا أَبَا لَكَا ... )

(وأَنَا أَمْشِى الدَّأَلَى حَوالَكَا ... )

وقالَ يَعْقُوبُ: السُّرْفَةُ: دابَّةٌ تَبْنِى لنَفْسِها بيتًا من كُسارِ العِيدانِ، وكذلك قال أبو عُبَيْدٍ: السُّرْفَةُ: دابَّةٌ تَبْنِى بيتًا حَسنًا تكونُ فيه فجَعَلا لها بَيْتًا. وقال أبو عُبَيْدٍ أيضًا: الصَّيْدانِيُّ: دابَّةٌ تَعْمَلُ لنَفْسِها بَيْتًا في جَوْفِ الأَرْضِ، وتُغْمِّيه. وكلُّ ذلك أُراهُ على التَّشْبِيهِ ببَيْتِ الإنْسانِ. وجمعُ البَيْتِ: أَبْياتٌ، وأَبايِيتُ، وبُيُوتٌ، وبُيُوتاتٌ. وحكى أبو عليٍّ عن الفَرّاءِ: أَبْياواتٌ، وهذا نادِرٌ. وبَيَّتُّ البَيْتَ: بَنَيْتُه. والبَيْتُ من الشِّعْرِ مُشْتَقٌّ من بَيْتِ الخباءِ، وهو يَقَعُ على الصَّغِيرِ والكَبِير، كالرَّجَزِ والطَّوِيلِ، وذلك لأَنَّه يضمُّ الكَلامَ، كما يَضُمُّ البيتُ أَهْلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّاتِه أَسْباباً وأَوْتادًا على التَّشْبِيهِ لها بأَسباب البُيُوتِ وأَوتادِها، والجمعُ: أَبْياتٌ. وحَكَى سِيبَوَيْهِ في جمعِه بُيُوتٌ، فتَبِعَهُ ابنُ جِنِّي، فقالَ - حينَ أَنْشَدَ بَيْتَيِ العَجّاجِ -:

(يا دارَ سَلْمَى يا اسْلَمِى ثُمَّ اسْلَمِى ... )

(فخِنْدِفٌ هامَةٌ هذا العالَمِ ... )

جاءَ بالتَّأْسِيسِ ولم يَجِئْ بِها في شيْءٍ من البُيُوتِ. قال عَلِيٌّ: وإِذا كانَ البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهًا بالبَيْتِ من الخِباءِ وسائِرِ البِناءِ لم يَمْتَنِعْ أن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه. وبَيْتُ اللهِ: الكَعْبَةُ. قال الفارِسِيُّ: وذلك كما قِيلَ للخَلِيفَةِ: عَبْدُ اللهِ. والجَنَّة: دارُ السَّلامِ. والبَيْتُ: القَبْرُ، أُراه على التَّشْبِيهِ قال لَبِيدٌ:

(وصاحِبُ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بيَوْمِه ... وعنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخَرَ كَوْثَرِ) والبَيْتُ من بُيُوتاتِ العَرَبِ: الّذِي يَضُمُّ شَرَفَ القَبِيلَةِ، كآلِ حِصْنٍ الفَزارِييِّنَ، وآلِ الجَدَّيْنِ الشَّيْبانِيِّينَ، وآلِ عَبْدِ المَدانِ الحارِثِيِّينِ. وكانَ ابنُ الكَلْبِيِّ يَزْعَمُ أنَّ هذِه البُيُوتاتِ أَعْلَى بُيُوتِ العَرَبِ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} [الأحزاب: 33] : إِنَّما يُرِيدُ أَهْلَ بيتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أزْواجَه وبنْته وعَلِيّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ. قالَ سِيبَويْهِ: أكثرُ الأَسماءِ دُخُولاً في الاخْتِصاصِ بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مَضافَةً، وأهلُ البَيْتِ، وآلُ فُلانٍ، يَعْنِى أَنَّكَ تقولُ: نَحْنُ أَهْلَ البَيْتِ نَفْعَلُ كذا، فتَنْصَبُهُ على الاخْتِصاصِ، كما تَنْصِبُ المُنادِى المُضافَ، وكذلِكَ سائِرُ هذه الأَرْبَعَةِ، وقد بَيَّنّا ذلِكَ في مَوْضِعِه. وفُلانٌ بَيْتُ قَوْمِهِ: أي شَرِيفُهُم، عن أَبِى العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيِّ. وبَيتُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُه، قالَ:

(ألا يا بَيْتُ بالعَلْياءِ بَيْت ... ولَوْلاَ حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ)

أرادَ: لِى بالعَلْياءِ بَيْتٌ. والبَيْتُ: التَّزْويجُ، عن كُراع. ومَرْأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابَتْ بَيْتًا وبَعْلاً. وهُوَ جارى بَيْتَ بَيْتَ. قال سِيْبَوَيْهِ: مِن العَرَبِ من يَبْنِيه كخَمْسَةَ عَشَرَ، ومنهم من يُضِيفُه إِلاَّ في حَدِّ الحالِ. وباتَ يَفْعَلُ كذا وكذا يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتًا، وبَيَاتًا، ومَبِيتًا، وبَيْتُوتَةً: أي يَفْعَلُه لَيْلاً، وليسَ من النَّوْمِ. وقالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ من أَدرَكَهُ اللّيْلُ فقد باتَ، نامَ أو لَمْ يَنَمْ، وفي التَّنْزِيلِ: {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} [الفرقان: 64] . والاسمُ من كُلِّ ذِلَكِ: البِيتَةُ. وأَباتَهُ اللهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ، أي: إِباتَةٍ، لكِنَّه أرادَ به الضَّرْبَ من المَبِيتِ، فبَناهُ على فِعْلَةٍ، كما قالُوا: قَتَلَهُ شَرَّ قِتْلَةٍ، وبِئْسَتِ المِيتَةُ، إِنَّما أرادُوا الضَّرْبَ الَّذِي أصابَه من القَتْلِ والمَوْتِ. وبِتُّ القَوْمَ، وبِتُّ بهِمْ: بِتُّ عِنْدَهُم. حكاه أبو عُبَيْدٍ. وبَيَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَهُ لَيْلاً، أو دَبَّرَه لَيْلاً، وفي التَّنْزِيلِ: {بَيَّتَ طَائفَةٌ مَنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} [النساء: 81] ، وفيه: {إِذْ يَبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108] . وبَيَّتَ القَوْمَ: أَوْقَعَ بهم لَيْلاً، والاسمُ البَيَاتُ. وماءٌ بَيُّوتٌ: باتَ فَبَرَدَ، قال غَسّانُ السَّلِيطِيُّ:

(كَفاكَ فأَغْناكَ ابنَ نَضْلَةَ بَعْدَها ... عُلاَلَةُ بَيُّوتٍ من الماءِ قارِسِ)

وقولُه - أَنْشَدَه ابنُ الأعرابِيِّ -:

(فصَبَّحَتْ حَوْضَ قِرًا بَيُّوتًا ... )

أُراه أرادَ: قِرَا حَوْضٍ بَيُّوتًا فقَلَبَ، والقِرَا: ما تَجَمَّعَ في الحَوْضِ من الماءِ، فأَنْ يَكُونَ ((بَيُّوتٌ)) صِفَةً للماءِ خَيْرٌ من أَنْ يَكُونَ للحَوْضِ؛ إذْ لا مَعْنَى لوَصْفِ الحَوْضِ به. وهُمٌّ بَيُّوتٌ: باتَ في الصَّدْرِ، قالَ:

(عَلَى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ ... )

والمَبِيتُ: المَوْضِعُ الذي يُباتُ فيهِ. وما لَه بِيتُ لَيْلَةٍ. وبِيَتُها: أي قِيتَتُها. والبِيْتَةُ: حالُ المَبِيتِ، قالَ طَرَفَةُ:

(ظَلَلْتُ بِذى الأَرْطَى فُوَيْقَ مُثَقَّبٍ ... ببيتَةِ سَوْءٍ هالِكًا أو كَهالِكِ)

بيت: البَيْتُ من الشَّعَر: ما زاد على طريقةٍ واحدة، يَقَع على الصغير

والكبير؛ وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ؛

والخِباءُ: بيت صغير من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو

بيتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت، وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا

كان ضَخْماً مُرَوَّقاً. الجوهري: البيتُ معروف. التهذيب: وبيت الرجل

داره، وبيته قَصْره، ومنه قول جبريل، عليه السلام: بَشِّرْ خديجة ببيتٍ من

قَصَب؛ أَراد: بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من

زُمُرُّذَة. وقوله عز وجل: ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتاً غيْرَ مسكونة،

معناه: ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن؛ وجاء في التفسير: أَنه يعني

بها الخانات، وحوانيتَ التِّجارِ، والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها

الأَشياء، ويُبيح أَهلُها دُخولَها؛ وقيل: إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي

يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم: أَي إِمتاع

لكم، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم. وقوله عز وجل: في بُيوتٍ أَذِنَ

اللَّهُ أَن تُرْفَعَ؛ قال الزجاج: أَراد المساجدَ، قال: وقال الحسن يعني به

بيتَ المَقْدس، قال أَبو الحسن: وجمعَه تفخيماً وتعظيماً، وكذلك خَصَّ

بناءَ أَكثر العدد. وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة. وقد يكون البيتُ للعنكبوت

والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ. وفي التنزيل العزيز: وإِنَّ أَوْهَنَ

البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت؛ وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة

البهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه:

أَهْدَمُوا بَيْتَكَ، لا أَبا لَكا

وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا

ابن سيده: قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ

العِيدانِ، وكذلك قال أَبو عبيد: السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون

فيه، فجعَل لها بيتاً. وقال أَبو عبيد أَيضاً: الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ

لنفسها بيتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه؛ قال: وكلُّ ذلك أُراه على

التشبيه ببيت الإِنسان، وجمعُ البَيْت: أَبياتٌ وأَباييتُ، مثل أَقوالٍ

وأَقاويلَ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ، وحكى أَبو عليّ عن الفراء: أَبْياواتٌ، وهذا

نادر؛ وتصغيره بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ، بكسر أَوله، والعامة تقول: بُوَيْتٌ.

قال: وكذلك القول في تصغير شَيْخ، وعَيْرٍ، وشيءٍ وأَشباهِها. وبَيَّتُ

البَيْتَ: بَنَيْتُه.

والبَيْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْت الخِباء، وهو يقع على الصغير

والكبير، كالرجز والطويل، وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام، كما يَضُمُّ البيتُ

أَهلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، على التشبيه لها

بأَسباب البيوت وأَوتادها، والجمع: أَبْيات. وحكى سيبويه في جمعه

بُيوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جني فقال، حين أَنشد بَيْتَي العَجَّاج:

يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي،

فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ

جاءَ بالتأْسيس، ولم يجئْ بها في شيء من البُيوتِ. قال أَبو الحسن؛

وإِذا كان البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبيت من الخِباءِ وسائر

البناءِ، لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه. التهذيب: والبَيْتُ من

أَبيات الشِّعْر سمي بيتاً، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً، فصار كبَيْتٍ

جُمِعَ من شُقَقٍ، وكِفاءٍ، ورِواقٍ، وعُمُد؛ وقول الشاعر:

وبيتٍ، على ظَهْر المَطِيِّ، بَنَيْتُه

بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم، يَرْعُفُ

قال: يعني بيت شِعْرٍ كتَبه بالقلم. وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ،

شرَّفها اللَّه: البيتَ الحرامَ. ابن سيده: وبَيْتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ.

قال الفارسي: وذلك كما قيل للخليفة: عبدُ اللَّه، وللجنة: دار السلام.

قال: والبيْتُ القَبْر، على التشبيه؛ قال لبيد:

وصاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بيومه،

وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر

(* قوله «وصاحب ملحوب» هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب.

وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب. اهـ. من

ياقوت.)

وفي حديث أَبي ذر: كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس، حتى يكون البيتُ

بالوَصِيف؟ قال ابن الأَثير: أَراد بالبَيْتِ ههنا القَبْر؛ والوَصِيفُ:

الغلامُ؛ أَراد: أَن مواضع القُبور تَضيقُ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ.

وقال نوح، على نبينا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام، حينَ دَعا رَبَّه: رَبِّ

اغْفِرْ لي ولوالديَّ، ولمن دخل بيتي مؤْمناً؛ فسَمَّى سَفِينَته التي

رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً. وبَيْتُ العرب: شَرَفُها، والجمع

البُيوتُ، ثم يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جمع الجمع. ابن سيده: والبَيْتُ من بُيُوتات

العرب: الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين، وآلِ

الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين، وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين؛ وكان ابن الكلبي

يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب. ويقال: بَيْتُ تَميم في

بني حَنْظلة أَي شَرَفُها؛ وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم:

حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ منْ

خِنْدِفَ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ

جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيتاً؛ أَراد ببيته: شَرَفَه العاليَ؛

والمُهَيْمِنُ: الشاهدُ بفَضْلك. وقولُه تعالى: إِنما يُريدُ اللَّهُ

ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ؛ إِنما يريد أَهلَ بيت النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم، أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً، رضي اللَّهُ عنهم. قال سيبويه:

أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مضافةً،

وأَهلُ البيتِ، وآل فلانٍ؛ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كذا،

فتنصبه على الاختصاص، كما تنصب المنادى المضاف، وكذلك سائر هذه الأَربعة.

وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.

وبَيْتُ الرجلُ: امرأَتُه، ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ؛ وقال:

أَلا يا بَيْتُ، بالعَلْياءِ بَيْتُ،

ولولا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَيْتُ

أَراد: لي بالعَلْياءِ بَيْتٌ. ابن الأَعرابي: العرب تَكْني عن المرأَة

بالبَيْت؛ قاله الأَصمعي وأَنشد:

أَكِبَرٌ غَيَّرَني، أَم بَيْتُ؟

الجوهري: البَيْتُ عِيالُ الرجل؛ قال الراجز:

ما لي، إِذا أَنْزِعُها، صَأَيْتُ؟

أَكِبَرٌ غَيَّرني، أَم بَيْتُ؟

والبَيْتُ: التَزْويجُ؛ عن كراع.

يقال: باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ. ويقال: بَنى فلانٌ على

امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً، وقد نَقَل

إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره. وفي حديث عائشة، رضي اللَه

عنها: تَزَوَّجني رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، على بَيْتٍ قِيمَتُه

خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ، فحذف المضاف، وأَقام المضافَ إِليه

مُقامَه.

ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابت بَيْتاً وبَعْلاً.

وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ، قال سيبويه: من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر،

ومنهم من يُضِيفه، إِلا في حَدِّ الحال؛ وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ، وبيتٌ

لِبَيْتٍ أَيضاً. الجوهري: وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا

على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً.

ابن الأَعرابي: العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ

ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال: أَخيلُ الغَيْثَ

بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يقال: زالَ

(* قوله «وأزيل يقال زال»

كذا بالأصل وشرح القاموس.)، يريدون أَزال. قال ومن كلام بني أَسَد: ما

يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ، إِتباع.

الصحاح: باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة. ابن سيده: باتَ يفعل كذا وكذا

يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله

لَيْلاً، وليس من النَّوم، كما يقال: ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار.

وقال الزجاج: كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ، نام أَو لم يَنَم. وفي التنزيل

العزيز: والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً؛ والاسم من كلِّ ذلك

البِيتةُ. التهذيب، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة

اللَّه، أَو معصيته.

وقال الليث: البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل. يقال: بتُّ أَصْنَعُ كذا

وكذا.

قال: ومن قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فلقد أَخطأَ؛ أَلا ترى أَنك تقول:

بِتُّ أُراعي النجومَ؟ معناه: بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فكيف ينام وهو يَنْظُر

إِليها؟

ويقال: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً. قال

ابن سيده وغيره: وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ

بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت، فبناه على

فِعْلِه، كما قالوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما

أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت.

وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم، وبِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبيد.

وبَيَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَه ليلاً، أَوْ دَبَّره ليلاً. وفي التنزيل

العزيز: بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ؛ وفيه: إِذ يُبَيِّتُون ما

لا يَرْضى من القَوْل؛ قال الزجاج: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من

القول: كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل، فقد بُيِّتَ. ويقال: هذا

أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل، بمعنى واحد. وقوله: واللَّهُ

يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً.

وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر. وفي الحديث: أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً، ولا

يُقَيِّلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل، ولا إِلى

القائلة، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته. وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ: أَوقع بهم ليلاً؛

والاسمُ البَياتُ. وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل.

ويقال: بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً، فكَبَسَهم وهم

غارُّونَ. وفي الحديث: أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون

لَيْلاً.

وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ: هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم،

فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وهو البَياتُ؛ ومنه الحديث: إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا:

هم لا يُنْصَرُونَ. وفي الحديث: لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ

أَي يَنْوِه من الليل. يقال: بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه

وخَمَّره؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه، وفَُكِّرَ بلَيْلٍ: فقد بُيِّتَ. ومنه الحديث:

هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ، قال ابن كَيْسانَ: باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ

مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قاله في كان وأَخواتها، ما زال،

وما انْفَكَّ، وما فَتِئَ، وما بَرِحَ.

وماءٌ بَيُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ:

كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها

عُلالَةَ بَيُّوتٍ، من الماءِ، قارِسِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوتا

قال أُراه أَراد: قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فقلب. والقَرَى: ما يُجْمَعُ

في الحَوْض من الماء؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أَن

يكونَ للحَوْضِ، إِذ لا معنى لوصف الحوض به. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً

يقول: اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً

وحُقِنَ في السِّقاء، حتى بَرَدَ فيه ليلاً؛ وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في

المَزادة لَيْلاً: بَيُّوتٌ. والبائِتُ: الغَابُّ؛ يقال: خُبْزٌ بائِتٌ، وكذلك

البَيُّوتُ.

والبَيُّوتُ أَيضاً: الأَمْرُ يُبَيِّتُ عليه صاحبُه، مُهْتمّاً به؛ قال

الهذلي:

وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً،

إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ

وهَمٌّ بَيُّوتٌ: باتَ في الصَّدْر؛ وقال:

عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ

والمَبِيتُ: الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه.

وما لَهُ بِيتُ ليلةٍ، وبِيتَةُ ليلةٍ، بكسر الباء، أَي ما عنده قُوتُ

لَيْلة.

ويقال للفقير: المُسْتَبِيتُ. وفلان لا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له

بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ.

والبِيتةُ: حال المَبِيتِ؛ قال طرفة:

ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ،

بِبِيتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ

وبيتٌ: اسم موضع؛ قال كثير عزة:

بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا

إِلى بَيْتٍ، إِلى بَرْكِ الغُِمادِ

بيت

1 بَاتَ, (T, S M, &c.,) aor. ـِ and يَبَاتُ, (S, Msb, K,) inf. n. بَيْتُوتَةٌ (Lth, T, S A, Msb, K) and مَبِيتٌ (Msb, K) and مَبَاتٌ (Msb) and بَيْتٌ and بَيَاتٌ, (K,) has two meanings: in that which more commonly obtains, the action is restricted to the night: (Msb:) it is by night, or in night; not in sleep: (M:) you say, بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا, meaning He did such a thing by night, or at night: (S, Msb, K:) [or he was in the night, or at night, or during the night, doing such a thing: and he passed, or spent, the night, or a night, or a part thereof, or, as will be seen below, he entered upon the night, doing such a thing:] like as one says, ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا as meaning “ he did such a thing by day,” or “ at day-time: ” (S, Msb;*) IKoot and Es-Sarakustee and IKtt say that it has this meaning, and not “ he slept: ” (Msb:) [F adds,] وَ لَيْسَ مِنَ النَّوْمِ, (K,) which is said to mean, “and the action is not one of sleep; ” so that when one sleeps by night, or at night, it is not correct to say, بَاتَ يَنَامُ: or, accord. to some, “its meaning is not that of sleeping; ” so that one may say, بَاتَ زَيْدٌ نَائِمًا [Zeyd was in the night, &c., or passed, or spent, the night, &c., sleeping]: (MF:) [Fei says,] it is only when one remains awake in the night: and hence the saying in the Kur [xxv. 65], وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَّبِهِمْ سُجَّدًا وَقِيامًا [and those who pass the night prostrating themselves to their Lord and standing up in prayer]: (Msb:) Fr says that بَاتَ الرَّجُلُ means The man remained awake all the night, engaged in acts of obedience or of disobedience: (T, Msb:) [or it means the man entered upon the night; or he was in the night, or at night, or during the night, in any state, or engaged in any action; for] Zj says, (M,) بَاتَ is said of any one whom the night has overtaken, (M, K, *) whether he have slept or not slept: (M:) and Lth says, البَيْتُوتَةُ signifies the entering upon the night: one says, بِتُّ أَصْنَعُ كَذَا وَ كَذَا [I entered upon the night doing such and such things]: and he adds, (T,) he who says بَاتَ as meaning he slept commits an error; for you say, بِتُّ أُرَاعِى

النُّجُومَ [I entered upon, or passed, the night] looking at the stars: and how can he be sleeping who is looking at them? (T, Msb:) but Mullà 'Abd-El-Hakeem, in his Commentaries on the Mutowwal, says that بَاتَ sometimes means he remained, continued, stayed, or dwelt, and he alighted and abode, by night, or at night, whether he slept or not: (MF:) and Ibn-Keysán says that it may be used in the same manner as نَامَ [he slept]; and also, [as will be explained below,] in the same manner as كَانَ. (TA.) You say, بَاتَ بَيْتُوتَةً صَالِحَةً (T) or طَيِّبَةً (A) [He passed, or entered upon, the night, or a night, in a good manner]. And بِتُّ القَوْمَ and بِتُّ بِهِمْ and بِتُّ عِنْدَهُمْ [I passed, or entered upon, the night, or a night, with, or at the abode of, the people, or company of men: the last of these phrases is the most common]. (A 'Obeyd, M, K.) b2: Secondly, it is used in the sense of صَارَ [He became]; (Msb;) or in the same manner as كَانَ [he was]. (Ibn-Keysán, TA.) One says, بَاتَ بِمَوْضِعِ كَذَا He became [or was] in such a place; whether in night-time or in day-time. (Msb.) And hence the saying of the lawyers, بَاتَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ لَيْلَةً He became [or was] with his wife one night; [which is the same as he passed a night &c.; though this, it will be observed, is not in this instance the signification of the verb alone;] whether sleeping or not. (Msb.) b3: [Thus it is used both as a “ complete,” i. e. an attributive, verb, and also as an “ incomplete,” i. e. a non-attributive, verb.] b4: بَاتَ, aor. ـِ (T, A,) inf. n. بَيْتٌ, (T, M, K,) also signifies (tropical:) He married, or took a wife: (T, A:) [see بَيْتٌ below:] or (assumed tropical:) he gave in marriage; syn. of the inf. n. تَزْوِيجٌ. (Kr, M, K.) 2 بيّت البَيْتَ He constructed, or built, the بَيْت [i. e. tent, or house, &c.]. (M.) A2: بيّت الأَمْرِ, [inf. n. as below,] He did, or performed, the thing, or affair, by night, or at night: (M:) and he thought, or meditated, upon it, considering its end, or issue, or result, (Zj, T, S, M, A, Msb, K,) or entered into it, (Zj, T,) by night, or at night. (Zj, T, S, M, &c.) And one says, بُيِّتَ بِلَيْلٍ, (T, A,) meaning the same as دُبِّرَ بِلَيْلِ [It was thought, or meditated, upon, &c., by night, or at night]: (T:) [for] بُيِّتَ الشَّىْءُ also signifies [simply] the thing was thought upon, and considered as to its end, issue, or result; syn. قُدِّرَ. (S.) Accord. to El-Marzookee, they say of a thing that is not done deliberately, and with good consideration of its issue or result, هٰذَا أَمْرٌ قُدِّرَ بِلَيْلٍ; [in the text from which this is taken, without the syll. signs;] and hence the saying in the Kur [iv. 83], بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرِ الَّذِى تَقُولُ [A part of them meditateth by night upon doing otherwise than that which thou sayest; as is indicated in the M, where this is cited; and in like manner, يُبَيِّتُونَ, in the continuation of the same passage of the Kur, is explained in the T as meaning يُدَبِّرُونَ, and يُقَدِّرُونَ, (i. e. مِنَ السُّوْءِ,) لَيْلًا]: but Aboo-Hilál says that a thing is meditated upon in the night in order that one may apply himself to it with strong purpose, and not be diverted by other things, so that it may be done with more firmness; and he cites the same passage of the Kur. (Ham p. 130.) And hence, in the Kur [iv. 108], إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ When they meditate, &c., (S, M, Bd, Jel,) by night, (S, M,) [what He will not approve, of speech,] and prepare it [in their minds] (يُزَوِّرُونَهُ [see art. زور]). (Bd.) It is said in a trad., لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ There is no fasting to him [meaning his fasting is null] who does not purpose it from the night. (TA. [See another reading, voce بَتَّ.]) and you say, بَيَّتَ النِّيَّةَ He decided upon the purpose, or intention, by night, or in night-time. (Msb.) And بَيَّتَ رَأْيَهُ He thought upon his opinion, and concealed it, or conceived it, in his mind. (TA.) b2: بَيَّتَهُمْ, (inf. n. تَبْيِيتٌ, (Msb, TA,) He came upon them, (Mgh, but the verb is there pl.,) or made a sudden attack upon them, and engaged with them in conflict, (Msb,) or made a great slaughter among them, or engaged with them in vehement conflict, (S, M, K,) namely, the enemy, (S, Mgh, K,) or a people, (M,) by night: (S, M, Mgh, Msb, K:) he came upon them (the sons of such a one) in the night, and made a sudden attack upon them, while they were heedless: (T:) he attacked them (the people of a house or place of abode) by night: he went to them (the enemy) in the night, without their knowledge, and took them by surprise. (TA.) b3: كَانَ لَا يُبَيِّتُ مَا لاًا وَلَا يُقَيِّلُهُ He used not to retain property until night, nor to retain it until noon, when it came to him; but used to hasten the dividing of it. (TA, from a trad.) b4: See also 4.

A3: بيّت النَّخْلَ He trimmed, or pruned, the palm-trees, by cutting off the stumps of the branches, or by cutting off the straggling branches, not in the best part thereof. (K.) A4: See also 5.4 اباتهُ, inf. n. إِبَاتَةٌ, He (God) made him, or caused him, to pass, or spend, the night, [or a part thereof,] or to enter upon the night. (T, M, K.) You say, أَبَاتَكَ اللّٰهُ حَسَنَةً [May God make thee to pass, or enter upon, the night with happiness], (S,) and إِبَاتَةً حَسَنَةً [in a good manner of doing so]. (T, A.) And [in like manner,] ↓ بَيَّتَكَ اللّٰهُ فِى عَافِيَةٍ [May God make thee to pass, or enter upon, the night in health and safety]. (A.) And أَبَاتَهُ اللّٰهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ God made him to pass, or enter upon, the night in the best manner of doing so. (M, K. *) 5 تبيّتهُ عَنْ حَاجَتِهِ [so in the TA and in a MS. copy of the K: in the CK ↓ بَيَّتَهُ:] He withheld, or debarred, him from the thing that he wanted. (K.) 10 إِسْتَبْيَتَ [استبات seems to signify He asked for, or required, بِيت, or بِيتَة i. e. food: (see مُسْتَبِيتٌ:) and also to have the contr. signification; i. e. b2: He possessed food: for you say,] لَا يَسْتَبِيتُ لَيْلَةً He possesses not a night's food. (T, K.) and لَا يَسْتَبِيتُ He has not food. (A.) بَيْتٌ [signifies A tent; properly, having more than one pole; but often applied without this restriction: and also a house; a chamber; an apartment; a closet; and the like]: a بَيْت is [a tent] of [goats'] hair (شَعَر), (M, A, Mgh, Msb, K,) or of wool: (Mgh:) a بيت of hair [i. e. hair-cloth] is that kind [of tent] which has more than one pole: the word is masc.: and applies to small and large: (M:) tents of goats' hair are peculiar to people of cold countries and of fertile regions, where the goats have abundant hair; for the goats of the Arabs of the desert have short hair, not long enough to be spun: (T in art. بنى:) a خِبَآء is a small بيت of wool or of hair: a بيت is what is larger than a خبآء: next is the مِظَلَّة, which is larger than the بيت; but the term بيت is also applied to a مظلّة when it is large and مُرَوَّق [i. e. furnished with a رِوَاق, q. v.]: (T:) Ibn-El-Kelbee says that the Arabs have six kinds of بيت; namely, a قُبَّة, which is of skins, or tanned hides; a مِظَلَّة, of hair; a خِبَآء, of wool; a بِجَاد, of soft hair (وَبَر); a خَيْمَة, of trees; an أُقْنَة, of stone; and a سَوْط, of hair; or this is the smallest of them: El-Baghdádee says that the خباء is a بيت made of soft hair (وَبَر), or of wool, or of hair [commonly so called] (شَعَر), upon two poles, or three; and that a بيت is [a tent] upon six poles, or more, to the number of nine: in the Towsheeh it is said that the term خباء is applied to a بيت of any kind: (TA:) a بيت is also [a structure] of clay, or tough or cohesive clay or earth; (A, K;) [and of baked bricks; and of stone;] the name being likewise applied to a structure of a kind other than the structures which are called أَخْبِيَة [or tents]; (M;) signifying a habitation [of any kind; an abode; a dwelling]: (Msb:) a man's house; syn. دَارٌ: (T:) [and particularly a chamber; i. e.] a single roofed structure (Mgh, Kull) having a place of entrance; مَنْزِلٌ being applied to what comprises more than one [such] بيت, and a roofed صَحْن [or vacant part, and a kitchen, inhabited by a man with his family]; and دَارٌ, that which comprises more than one [such] بيت and more than one [such] مَنْزِل and a [court, or] صَحْن without a roof: (Kull:) the pl. is بُيُوتٌ, (S, M, K, &c.,) also pronounced بِيُوتٌ, (TA,) and أَبْيَاتٌ, (S, M, K,) the latter a pl. of pauc.; (TA;) and pl. pl. بُيُوتَاتٌ (M, Mgh, K) and أَبَايِيتُ (Sb, S, M, K) and أَبْيَاوَاتٌ, (Fr, M, K,) which last is extr.: (M:) the dim. is ↓ بُيَيْتٌ, also pronounced ↓ بِيَيْتٌ; (S, K;) and the vulgar say, بُوَيْتٌ, (S,) which is not allowable. (K.) You say, هُوَ جَارِى

بَيْتَ بَيْتَ, (T, S, M,) He is my neighbour [tent to tent, or house to house, i. e.,] by contiguity [of our habitations]: بيت بيت being made indecl. with fet-h for the termination because they are two nouns made one: (S:) Sb says that some of the Arabs make them [thus] indecl., like خَمْسَةَ عَشَرَ, and some make the former a prefixed noun governing the latter in the gen. case, [saying بَيْتَ بَيْتٍ,] except when used as a denotative of state: (M:) one says also, بَيْتًا لِبَيْتٍ, and بَيْتٌ لِبَيْتٍ; (Fr, T;) which last, or بَيْتٌ إِلَى بَيْتٍ, is the original form. (Har p. 353.) بَنَى فُلَانٌ عَلَى

امْرَأَتِهِ [lit. Such a one constructed a tent over his wife,] means such a one had his wife conducted to him on the occasion of his marriage, and brought her, or had her brought, into a pitched tent, having conveyed thither the utensils and furniture and other things that they required. (T.) And أَهْلُ بَيْتُ النَّبِىِّ [The people of the house of the Prophet,] means the Prophet's wives and his daughter and 'Alee: and so أَهْلَ الْبَيْتِ [i. e. يَخُصُّ أَهْلَ البَيْتِ He means particularly, or peculiarly, the people of the house], in the Kur xxxiii. 33: بَنُو and مَعْشَر and أَهْل and آل, as prefixed nouns, being, as Sb says, the nouns most frequently occurring in the accus. case [for the reason indicated above, or, as the Arabian grammarians express it,] عَلَى

الاِخْتِصَاصِ. (M.) b2: It also signifies A [pavilion, palace, or mansion, such as is called] قَصْر: (T, K:) whence the saying of Gabriel, بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ, i. e. [Rejoice thou Khadeejeh by the announcement of] a pavilion (قصر) of hollow pearls, (T, TA,) or of emerald. (TA. [See also art. قصب.]) بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ [Uninhabited houses], in the Kur xxiv. 29, means buildings for the reception of travellers, or for merchants and their goods, and the shops of the merchants and places in which things are sold, the entering of which is allowed by their owners: or ruins which a man enters for the purpose of easing nature. (M.) And the بُيُوت which God has permitted to be raised, mentioned in the same chapter, verse 36, are Mosques, or places of worship: or, accord. to El-Hasan, Jerusalem (بَيْتُ المَقْدِسِ); the pl. being applied to it as a mark of honour. (Zj, M.) البَيْتُ [The House] applies particularly to (tropical:) the Kaabeh [of Mekkeh]; (K;) as also بَيْتُ اللّٰهِ [the House of God]; (AAF, M;) and البَيْتُ الحَرَامُ [the Sacred House]; (T;) and البَيْتُ العَتِيقُ [the Ancient House]; (S and K &c. in art. عتق;) and accord. to some, البَيْتُ المَعْمُورُ, q. v. (Bd in lii. 4.) [بَيْتُ المَالِ signifies The treasury of the state. And بَيْتُ المَآءِ is a euphemism for The privy; because water is put there for the purpose of ablution: also called بَيْتُ الفَرَاغِ, &c.] b3: Also (assumed tropical:) The ark of Noah: so in the Kur lxxi. last verse. (T.) b4: (tropical:) A grave; (M, IAth, K;) app. by way of comparison. (M.) So in a trad. of Aboo-Dharr: كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا مَاتَ النَّاسُ حَتَّى

يَكُونُ البَيْتُ بِالوَصِيفِ, meaning How will thou do when men shall die so that the grave shall be sold for the [servant-] boy? (IAth.) b5: (assumed tropical:) The habitation of the سُرْفَة, which it constructs in a beautiful manner, (A'Obeyd, M,) of fragments of sticks; (Yaakoob, M;) and of the صَيْدَنَانِىّ, which it makes in the interior of the earth, and covers over: (A'Obeyd, M:) and (assumed tropical:) the burrow, or hole, of the ضَبّ &c.: and (assumed tropical:) the web of the spider: all, app., as being likened to the بَيْت of a man. (M.) b6: (tropical:) A man's household. (S, K, TA.) b7: (tropical:) The wife (As, IAar, T, M, A) of a man. (M, A.) So in the saying, أَكِبَرٌ غَيَّرَنِى أمْ بَيْتُ [Hath old age altered me, or a wife?]: (As, T:) or here it means a household. (S.) b8: The nobility of the Arabs; (T, Msb, K; *) as when one says, بَيْتُ تَمِيمٍ فِى بَنِى حَنْظَلَةَ [The nobility of Temeem is in the sons of Handhaleh]: (T, Msb: *) or the family that comprises the nobility of a tribe; as آلُ حِصْنٍ of the فَزَارِيُّون, and آلُ الجُدَّيْنِ of the شَيْبَانِيُّون, and آلُ عَبْدِ المَدَانِ of the حَارِثِيُّون; which three were asserted by Ibn-El-Kelbee to be the highest of the families thus called of the Arabs: (M:) [see a verse of El-Lahabee cited voce أَخْضَرُ:] pl. بُيُوتٌ and بُيُوتَاتٌ, (T, M,) the latter being pl. of the former. (T.) You say, هُوَ مِنْ أَهْلِ البُيُوتَاتِ He is of the people of nobility: and مِنْ بَيْتٍ كَرِيمٍ [of a generous, or noble, house, or family]. (A.) [See also بَنَى.] b9: A noble person: (M, Mgh, K:) pl. بُيُوتٌ and بُيُوتَاتٌ. (Mgh.) You say, فُلَانٌ بَيْتُ قَوْمِهِ Such a one is the noble person of his people. (Abu-l-'Omeythil El-Aarabee, M.) b10: (tropical:) The [furniture termed]

فَرْش, (A, Mgh, K,) or مَتَاع, (TA,) of a tent or house, (Mgh, K,) or that is sufficient for a tent or house. (A.) You say, تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ عَلَى بَيْتٍ (tropical:) I married, or took as a wife, such a woman for [my giving] furniture sufficient for a tent or house, (A,) or furniture of a house or tent. (Mgh.) [See 1, last sentence.] b11: A بَيْت of poetry, (T, S, M, Msb,) or of the poet, (K,) is (tropical:) [A verse; i. e.] what consists of certain known divisions [or feet] called أَجْزَآءُ التَّفْعِيلِ; being termed بيت metaphorically, because of the conjoining of its component parts, one to another, in a particular manner, like as those of a tent are conjoined in its construction; (Msb;) because it consists of words collected together in a regular manner, and so resembles a tent, which is composed of a سَقْف and كِفَآء and رِوَاق and عُمُد: (T:) it is derived from the same word signifying a خِبَآء [or tent], and applies to the small and the great, as the رَجَز and the طَوِيل; and is [said to be] thus called because it comprises words like as the tent comprises its inhabitants; wherefore its component parts are termed أَسْبَاب and أَوْتَاد, as being likened to the اسباب and اوتاد of tents: (M:) pl. أَبْيَاتٌ and بُيُوتٌ, (M, A, Msb,) the latter mentioned by Sb and IJ, (M,) [but rare,] and [pl. pl.] أَبَايِيتُ: (A:) Abu-l-Hasan says that if the بيت of poetry be likened to the بيت which is a tent or other kind of structure, there is no reason why it should not have the same pl. forms as the latter has. (L.) By the following words of a poet, وَبَيْتٍ عَلَى ظَهْرِ المَطِىِّ بَنَيْتُهُ بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ الخَيَاشِيمِ يَرْعُفُ [Many a بيت upon the back of the camel have I constructed with a lawny thing slit in the nose and bleeding], is meant, many a بيت of poetry have I written with the reed-pen. (S.) [البَيْتَ, written after a quotation of a part of a verse of poetry, means اِقْرَأِ البَيْتَ Read thou the verse.]

بَيْتُ القَصِيدَةِ [The chief verse of the poem] is a phrase employed when a person composes a poem in praise of any one from whom he would obtain some object of desire and want, being applied to that verse of the poem in which the author's want is mentioned: and is a proverbial expression relating to that which is extraordinary and strange, and used in denoting the superiority of a part of a thing over the whole of it [regarded as a whole]: [hence,] one says, فُلَانٌ أَوَّلُ الجَرِيدَةِ وَبَيْتُ القَصِيدَةِ (assumed tropical:) [Such a one is the first of the detachment of horsemen, and the chief verse of the poem]. (Har p. 441.) بِيتٌ: see بِيتَةٌ, in two places.

بِيتَةٌ a subst. from بَاتَ: and signifying A manner or mode, and state, or condition, of passing, or entering upon, the night. (M.) [See 4; last sentence.]

A2: Food, or victuals; and so ↓ بِيتٌ: (A, K:) [or particularly, of a night: for] you say, لَيْلَةٍ ↓ مَا لَهُ بِيتُ, (S M, A, K.) and بِيتَةٌ لَيْلَةٍ, (T, S, M, A,) مِنَ القُوتِ, (T,) He has not a night's food, or victuals. (T, S, M, A, K.) بَيَاتٌ A coming upon the enemy by night; (Mgh;) a sudden attack upon, and conflict with, the enemy by night; (Msb;) a great slaughter (S, M) among the enemy, (S,) or a people, (M,) and vehement conflict with them; (S, M;) a coming upon people in the night, and making a sudden attack upon them, while they are heedless; (T;) an attack upon a people by night; a going to the enemy in the night, without their knowledge, and taking them by surprise: (TA:) a subst. from 2; (S, M, Mgh, Msb;) like سَلَامٌ from سَلَّمَ. (Mgh.) b2: أَتَاهُمُ الأَمْرُ بَيَاتًا The thing, or event, happened, or came, to them in the latter part of the night. (T.) بُيَيْتٌ, also pronounced بِيَيْتٌ, dim. of بَيْتٌ, q. v. (S, K.) بَيُّوتٌ That has remained throughout a night [and so become stale; stale from being a night old]; as also ↓ بَائِتٌ: both, in this sense, [but the latter more usually,] applied to bread. (S, K.) b2: Cold, or cool, water, (M, K,) that has become so from its having remained throughout a night: (M:) or water that remains during the night beneath the sky: (Ham p. 553:) or water that has been cooled in the leathern bag by night; and in like manner, milk; for [Az says,] I heard an Arab of the desert say, اِسْقِنِى مِنْ بَيُّوتِ السِّقَآءِ, meaning Give thou me to drink of the milk that has been milked at night and left in the skin so that it has become cold, or cool, by night. (T.) In the saying, فَصَبَّحَتْ حَوضَ قِرًى بَيُّوتَا the meaning seems to be, قِرَى حَوْضٍ بَيُّوتَا, i. e., [And they (app. camels) came in the morning to] the collected water of a trough, which water had remained throughout the night and so become cold, or cool; the phrase being inverted. (M.) b3: أَمْرٌ بَيُّوتٌ (assumed tropical:) An affair, or event, for which, or on account of which, one passes the night in anxiety or grief. (S, K.) b4: هَمٌّ بَيُّوتٌ (assumed tropical:) Anxiety, or grief, that has remained during the night in the bosom. (M.) b5: سِنٌّ بَيُّوتَةٌ A tooth that does not fall out, or become shed. (K.) بَائِتٌ [Passing, or spending, the night, or a night, or a part thereof; or entering upon the night; &c.;] act. part. n. of 1. (Msb.) b2: See also بَيُّوتٌ.

مَبِيتٌ A place in which one passes, or enters upon, the night. (M, A.) مُتَبَيِّتَةٌ A woman who has obtained a بَيْت [i. e. tent or house, or the furniture thereof,] and a husband. (M, K.) مُسْتَبِيتٌ Poor, or needy; [as though meaning asking for, or requiring, بِيت or بِيتَة, i. e. food; or possessing food, and nothing beside;] syn. فَقِيرٌ [q. v.]. (IAar, T, K.) Quasi بيح بَيْحَانٌ and بَيَّحَانٌ: see بَؤُوحٌ, in art. بوح.
ب ي ت : بَاتَ يَبِيتُ بَيْتُوتَةً وَمَبِيتًا وَمَبَاتًا فَهُوَ بَائِتٌ وَتَأْتِي نَادِرًا بِمَعْنَى نَامَ لَيْلًا وَفِي الْأَعَمِّ الْأَغْلَبِ بِمَعْنَى فَعَلَ ذَلِكَ الْفِعْلَ بِاللَّيْلِ كَمَا اخْتَصَّ الْفِعْلُ فِي ظَلَّ بِالنَّهَارِ فَإِذَا قُلْتَ بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا فَمَعْنَاهُ فَعَلَهُ بِاللَّيْلِ وَلَا يَكُونُ إلَّا مَعَ سَهَرِ اللَّيْلِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 64] .
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ بَاتَ الرَّجُلُ إذَا سَهَرَ اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ وَقَالَ اللَّيْثُ مَنْ قَالَ بَاتَ بِمَعْنَى نَامَ فَقَدْ أَخْطَأَ أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُولُ بَاتَ يَرْعَى النُّجُومَ وَمَعْنَاهُ يَنْظُرُ إلَيْهَا وَكَيْفَ يَنَامُ مِنْ يُرَاقِبُ النُّجُومَ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَيْضًا وَتَبِعَهُ السَّرَقُسْطِيّ وَابْنُ الْقَطَّاعِ بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا إذَا فَعَلَهُ لَيْلًا وَلَا يُقَالُ بِمَعْنَى نَامَ وَقَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى صَارَ يُقَالُ بَاتَ بِمَوْضِعِ كَذَا أَيْ صَارَ بِهِ سَوَاءٌ كَانَ فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» وَالْمَعْنَى صَارَتْ وَوَصَلَتْ وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَاتَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ لَيْلَةً أَيْ صَارَ عِنْدَهَا سَوَاءٌ
حَصَلَ مَعَهُ نَوْمٌ أَمْ لَا وَبَاتَ يَبَاتُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَالْبَيْتُ الْمَسْكَنُ.

وَبَيْتُ الشَّعَرِ مَعْرُوفٌ وَبَيْتُ الشِّعْرِ مَا يَشْتَمِلُ عَلَى أَجْزَاءٍ مَعْلُومَةٍ وَتُسَمَّى أَجْزَاءَ التَّفْعِيلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ بِضَمِّ الْأَجْزَاءِ بَعْضِهَا إلَى بَعْضٍ عَلَى نَوْعٍ خَاصٍّ كَمَا تُضَمُّ أَجْزَاءُ الْبَيْتِ فِي عِمَارَتِهِ عَلَى نَوْعٍ خَاصٍّ وَالْجَمْعُ بُيُوتٌ وَأَبْيَاتٌ وَبَيْتُ الْعَرَبِ شَرَفُهَا يُقَالُ بَيْتُ تَمِيمٍ فِي حَنْظَلَةَ أَيْ شَرَفُهَا.

وَالْبَيَاتُ بِالْفَتْحِ الْإِغَارَةُ لَيْلًا وَهُوَ اسْمٌ مِنْ بَيَّتَهُ تَبْيِيتًا وَبَيَّتَ الْأَمْرَ دَبَّرَهُ لَيْلًا وَبَيَّتَ النِّيَّةَ إذَا عَزَمَ عَلَيْهَا لَيْلًا فَهِيَ مُبَيَّتَةٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ. 

بجج

بجج


بَجَّ(n. ac. بَجّ)
a. Pricked, lanced.

بَجَاْجَةa. Loutishness, clownishness.

تَبَجْبَجَ
a. Was fat, corpulent; was inflated.
ب ج ج: (الْبَجَّةُ) الَّتِي فِي الْحَدِيثِ صَنَمٌ. 
[بجج] فيه: قد أراحكم الله من "البجة" والسجة، البج البط والطعن غير النافذ، كانوا يفصدون عرق البعير يتبلغون بدمه في القحط، يريد أراحكم من الضيق بما فتح في الإسلام، وقيل: البجة صنم.
(بجج) - في الحديث: "قد أراحَكم الله من السَّجَّةِ والبَجَّة".
البَجَّة: الفَصِيدُ، من البَجِّ: وهو البَطُّ، وطَعْن غَيرُ نافذ، وكانوا يتَبلَّغُون بها في السَّنَةِ، وقيل: هي اسم صَنَم.
بجج
بَجَّ بَجَجْتُ، يَبُجّ، ابْجُجْ/ بُجَّ، بَجًّا، فهو باجّ، والمفعول مَبْجوج
• بجَّ الطَّبيبُ القرحةَ: شقّها "بجَّه بالرُّمح: طعنه" ° بجَّه بمكروه: رماه به. 

بَجّ [مفرد]: مصدر بَجَّ. 
ب ج ج

ضربه فشجه، وطعنه فبجه، إذا وسع الطعنة. ورجل أبج العين كقولهم: مضروج العين إذا اتسع شقها. قال ذو الرمة:

ومختلق للملك أبيض فدغم ... أشم أبج العين كالقمر البدر

وامرأة زجاء، بجاء. وفلان فجفاج، بجباج، أي نفاج مهدار. وتقول العرب: أقصر من بجابجك قليلاً.

ومن المجاز: قولهم للماشية: قد بجها الكلأ إذا فتق خواصرها سمناً. قال:

فجاءت كأن القسور الجون بجها ... عاليجه والثامر المتناوح

وانبجت ماشيتك عن الكلأ.
[بجج] الأصمعي: بَجَّ القَرحة يَبُجُّها بَجَّاً، أي شقها. وبَجَّهُ بالرمح: طعنه. وقال رؤبة:

قفخا على الهام وبجا وخضا * ويقال: انبجت ما شيتك من الكلأِ، إذا فتقها السِمَنُ من العُشب فأوسعَ خواصرها. وقد بَجَّها الكلا. قال جبيهاء الاشجعى يصف عنزا له: لجاءت كأن القسور الجون بجها * عساليجه والثامر المتناوح ورجل أبج، إذا كان واسِعَ مَشَقِّ العين. قال ذو الرُمَّة: ومُخْتَلَقٍ للمُلك أبيضَ فَدْغَمٍ * أشمَّ أَبَجِّ العينِ كالقمر البَدْرِ وعين بجاء: واسعة. والبجة التى في الحديث: صنم. والبجبجة: شئ يفعله الانسان عند مناغاة الصَبيّ. قال ابن السكيت: إذا كان الرجُل سميناً ثم اضطرب لَحمُهُ قيل: رَجُلٌ بجباج وبجباجة قال الراجز : حتى ترى البجباجة الضياطا * يمسح لما حالف الاغباطا
(ب ج ج) و (ب ج ب ج)

بَجّ الْجرْح والقرحة يبُجّها بَجاًّ شقها، قَالَ جبيهاء الْأَشْجَعِيّ:

فَجَاءَت كأنَّ القَسْور الجَوْن بجَّها ... عسالِيجُه والثَّامِرُ المُتناوِحُ

وكل شقّ: بَجّ، قَالَ الراجز:

بَجّ المزادِ موكَرا موفورا

وبَجَّه بَجّا: طعنه.

وَقيل: طعنه فخالطت الطعنة جَوْفه.

وبَجَّه بجّا: قطعه، عَن ثَعْلَب، وانشد:

بَجَّ الطبيبِ نائطَ المصفور وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِن الله قد اراحكم من السَّجَّة والبَجَّة " قيل فِي تَفْسِيره: البَّجة: الفصيد الَّذِي كَانَت الْعَرَب تَأْكُله فِي الأزمة، وَهُوَ من هَذَا؛ لِأَن الفاصد يشق الْعرق.

وبَجَّه بالعصا وَغَيرهَا بَجّاً: ضربه بهَا عَن عراض حَيْثُمَا أَصَابَت مِنْهُ.

وبَجَّه بمكروه وَشر بلَاء: رَمَاه بِهِ.

والبَجَج: سَعَة الْعين وضخمها.

بَجَّ يَبُجّ بَجَجاً، وَهُوَ بَجِيج.

وَالْأُنْثَى: بَجَّاء.

والبُجّ: فرخ الْحمام: كالمج، قَالَ ابْن دُرَيْد: زَعَمُوا ذَلِك وَلَا ادري مَا صِحَّتهَا.

والبَجَّة: صنم كَانَ عبد من دون الله، وَبِه فسر بَعضهم مَا تقدم من قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِن الله اراحكم من السَّجَّة والبَجَّة ".

وَرجل بَجْباج، وبجباجة: ممتلئ منتفخ.

وَقيل: هُوَ: كثير اللَّحْم غليظه.

والبَجْبجَة: شَيْء يَفْعَله الْإِنْسَان عِنْد مناغاة الصَّبِي.

بجج: بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَة يَبُجُّها بَجًّا: شَقَّها؛ قال

جُبَيْهَا الأَشجعيُّ في عنزٍ له منحها لرجل ولم يردّها:

فجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها

عَسالِيجُه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ

وكلُّ شَقٍّ بَجٌّ؛ قال الراجز:

بَجَّ المَزاد مُوكَراً مَوْفُورا

ويقال: انْبَجَّتْ ماشيتُكَ من الكَلإِ إِذا فتقها السِّمَنُ من

العُشْبِ، فأَوْسَعَ خواصرها؛ وقد بَجَّها الكَلأُ؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعيّ،

وهذا البيت أَورده الجوهري: فجاءَت؛ قال ابن بري: وصوابه لجاءَت، قال:

واللام فيه جوابُ لو في بيت قبله وهو:

فَلَوْ أَنها طافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ،

نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ

قال: والقَسْوَرُ ضَرْبٌ من النبت، وكذلك الثامر. والكالح: ما اسْوَدَّ

منه. والمتناوح: المتقابل. يقول: لو رعت هذه الشاة نبتاً أَيبسه الجدبُ

قد ذهب دِقُّه، وهو الذي تنتفع به الراعية، لجاءَت كأَنها قد رعت

قَسْوَراً شديد الخُضْرَةِ، فسمنت عليه حتى شَقَّ الشحمُ جِلْدَها؛ قال محمد بن

المكرم: ورأَيت بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي، صاحبنا، رحمه الله،

ما صورته: قال أَبو الحسن بن سيده أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ

ورَقُ الشجر؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعي:

فَلَو أَنها قامَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ،

نَفى الجدبُ عنه رِقَّهُ، فهو كالح

قال: هكذا أَنشدَناه رِقَّه، وليس من لفظ الوَرَق، إِنما هو في معناه.

والطُّنْبُ: العود اليابس. قال: وفي الجمهرة لابن دريد: دِقُّ كلِّ شيءٍ

دون جِلِّه، وهو صِغارُه ورَدِيُّه. ودِقُّ الشجر: حشيشُه، وقالوا: دِقُّه

صغارُ وَرَقِه، وأَنشدوا بيت جبيها:

نفى الدِّقُّ عنه جَدْبُه، فهو كالح

والبَجُّ: الطعنُ يخالط الجوف ولا ينفذ؛ يقال: بَجَجْتُه أَبُجُّهُ

بَجّاً أَي طعنته؛ وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة:

قَفْخاً، على الهامِ، وبَجّاً وَخْضا

ابن سيده: بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ؛ وقيل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه.

وبَجَّه بَجّاً: قطعه؛ عن ثعلب، وأَنشد:

بَجَّ الطبيبُ نائطَ المَصْفُور

وقوله، صلى الله عليه وسلم: إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة

والبَجَّة؛ قيل في تفسيره: البَجَّةُ الفَصِيد الذي كانت العرب تأْكُلُهُ في

الأَزْمَةِ، وهو من هذا، لأَن الفاصدَ يشق العِرْقَ؛ وفسره ابن الأَثير فقال:

البَجُّ الطعن غير النافذ، كانوا يفصدون عِرق البعير ويأْخذون الدم،

يتبلَّغون به في السنة المجدبة، ويسمونه الفصيد، سمي بالمرة الواحدة من

البَجِّ؛ أَي أَراحكم الله من الفحط والضيق بما فتح عليكم من الإِسلام.

وبَجَّه بالعصا وغيرها بَجّاً: ضربه بها عن عِراضٍ

(* قوله «عن عراض»

بكسر العين جمع عرض، بضمها، أَي ناحية. قال في القاموس: ويضربون الناس عن

عرض، لا يبالون من ضربوا.)، حيثما أَصابت منه. وبَجَّهُ بمكروه وشر وبلاء:

رماه به.

والبَجَجُ: سَعَةُ العين وضَخْمُها. بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وهو

بَجِيجٌ، والأُنثى بَجَّاءُ.

وفلانٌ أَبَجُّ العين إِذا كان واسعَ مَشَقِّ العين؛ قال ذو الرمة:

ومُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْيَضَ فَدْغَمٍ،

أَشَمَّ أَبَجَّ العَين، كالقَمَرِ البَدْرِ

وعينٌ بَجَّاءُ: واسعةٌ.

والبُجُّ: فَرخُ الحمام كالمُجِّ؛ قال ابن دريد: زعموا ذلك؛ قال: ولا

أَدري ما صحتها.

والبَجَّةُ: صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل، وبه فسر بعضهم ما تقدم

من قوله، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ

والبَجَّة.

ورجل بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ: بادِنٌ مُمْتَلِئٌ منتفخ؛ وقيل: كثير اللحم

غليظه. وجاريةٌ بَجْباجَةٌ: سمينة؛ قال أَبو النجم:

دارٌ لبَيْضاءَ حَصانِ السِّترِ،

بَجْباجَةِ البَدْنِ، هَضِيمِ الخَصْرِ

قال ابن السكيت: إِذا كان الرجل سميناً ثم اضطرب لحمه، قيل: رجلٌ

بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ؛ قال نقادة الأَسدي:

حتى تَرى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا،

يَمْسَحُ، لمَّا حالَفَ الإِغْباطا،

بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه، المُخاطا

الإِغباط: ملازمة الغبيط وهو الرَّحْل. قال ابن بري: قال ابن خالويه:

البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد الراعي:

كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعاقِدُهُ

بِواضِحٍ، من ذُرى الأَنْقاءِ، بَجْباجِ

مِنْطَقُها: إِزارها؛ يقول: كأَن إِزارها دِيرَ على نَقا رَمْلٍ، وهو

الكثيب. ورمل بَجْباجٌ: مجتمعٌ ضَخْمٌ. وقال المفضل: بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ

ضعيفٌ سريعُ العَرَق؛ وأَنشد:

فليس بالكابي ولا البَجْباجِ

ابن الأَعرابي: البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة.

أَبو عمرو: حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ: ضَخْمٌ.

والبَجْبَجَةُ: شيءٌ يفعله الإِنسان عند مناغاة الصبي بالفم. وفي حديث

عثمان، رضي الله عنه: أَن هذا البَجْباجَ النَّفَّاج لا يدري أَيْنَ

اللهُ، عز وجل؛ من البَجْبَجَةِ التي تُفْعَل عند مُناغاة الصبي. وبَجْباجٌ

فَجْفاجٌ: كثير الكلام. والبَجْباجُ: الأَحمقُ. والنَّفَّاج: المتكبر.

بجج
: ( {بَجَّ: شَقَّ) يُقَال: بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَةَ} يَبُجُّهَا {بَجًّا: شَقَّها، وكُلّ شَقَ بَجٌّ، قَالَ الرّاجز:
بَجَّ المَزادِ مُوكَراً مَوْفُورَا
(و) بَجَّ: (طَعَنَ بالرُّمْحِ) . ابْن سَيّده:} بَجَّهُ بَجًّا: طَعَنَه، وَقيل: طَعَنَه فخَالَطَتِ الطَّعْنَةُ جَوْفَهُ، وَقَالَ غَيره: {البَجُّ: الطَّعْنُ يُخالِط الجَوْفَ وَلَا يَنْفُذ، يُقَال:} بجَجْته ( {أَبُجُّهُ) بَجًّا، أَي طَعَنْتهُ، وأَنشد الأَصمعيّ لرُؤبَةَ:
قَفْخاً على الهَامِ} وبَجًّا وَخْضَا
(و) من الْمجَاز: بَجَّ (الكَلأُ الماشِيَةَ) بَجًّا: (أَسْمَنَهَا) ، أَي فَتَقَهَا السِّمَنُ من العُشْب (فَوَسِعَتْ) لذالك (خَوَاصِرُهَا، وَهِي {مُبْتَجَّةٌ) ، هاكذا من بَاب الافتعال.
وَفِي اللّسان:} انْبَجَّتِ الماشِيَةُ فَهِيَ {مُنْبَجَّةٌ، من بَاب الانفعال، قَالَ جُبَيْهَاءُ الأَشْجَعِيّ، فِي عَنْزٍ لَهُ مَنَحَهَا لرَجُلٍ وَلم يَرُدَّها:
فَجَاءَتْ كَأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها
عَسالِيجُه والثّامِرُ المُتَناوِحُ
قَالَ ابْن بَرّيّ: أَورده الجوهريّ (فَجَاءَتْ) ، وَصَوَابه (لَجَاءَتْ) قَالَ: واللاّم فِيهِ جوابُ (لَوْ) فِي بيتٍ قبله، وَهُوَ:
فَلَوْ أَنّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ
نَفَى الدِّقَّ عنهُ جَدْبُه وَهُوَ كالِحُ
قَالَ: والقَسْوَرُ: ضربٌ من النّبْتِ، وكذالك الثَّامِرُ، والكالحُ: مَا اسْوَدّ مِنْهُ، والمُتَنَاوِحُ: المُتَقَابِلُ.
يَقُول: لَو رَعَتْ هاذا الشَّاةُ نَبْتاً أَيْبسَه الجَدْبُ، قد ذَهَبَ دِقُّه، وَهُوَ الّذي تَنْتَفِعُ بِه الرّاعيةُ، لجاءَت كأَنّهَا قدْ رَعتْ قَسْوَراً شديدَ الخُضْرَةِ فسَمِنَتْ عَلَيْهِ، حتّى شَقَّ الشَّحْمُ جِلْدَها.
(و) } البَجَجُ: سَعَةُ العَينِ وضَخْمُهَا {بَجَّ} يَبَجُّ {بَجَجاً، وَهُوَ بَجِيجٌ، والأُنْثَى بَجّاءُ.
و (} الأَبَجُّ: الوَاسِعُ مَشَقِّ العَيْنِ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
ومُخْتَلَقٍ للمُلْكِ أَبيضَ فَدْغَمٍ
أَشَمَّ {أَبَجَّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ
وعَيْنٌ} بَجّاءُ: واسِعةٌ.
( {والبَجَّةُ: بَثْرَةٌ فِي العَيْنِ) .
(وصَنَمٌ) كَانَ يُعْبَدُ من دون الله عزّ وجلّ.
(و) } البَجَّةُ: (دَمُ الفَصِيدِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَراحَكُمُ الله من الجَبْهةِ والسجَّةِ) ، هاكذا بالسّين الْمُهْملَة مضبوط عندنَا، ونَصّ الحديثِ على مَا أَخرجه غيرُ وَاحِد من المُحَدِّثِين: (إِنَّ الله قَدْ أَراحَكُم مِنَ الشَّجَّةِ (والبَجَّةِ)) هاكذا بالشّين الْمُعْجَمَة، قيل فِي تَفْسِيره: هاذا (لأَنَّهُمْ كانُوا يَأْكُلُونَها) أَي البَجَّة، وصَوَّبَ شيخُنا تذكيرَ الضّميرِ، وأَنّه عائدٌ إِلى دَمِ الفَصِيدِ (فِي الجَاهِلِيَّةِ) فِي الأَزْمَةِ، وَهُوَ من هاذا، لأَنّ الفاصِدَ يَشُقُّ العِرْقَ.
وفسّرَه ابنُ الأَثيرِ، فَقَالَ: {البَجُّ الطَّعْنُ غيرُ النَّافِذ، كَانُوا يَفْصِدون عِرْقَ البَعِيرِ، ويأْخُذُون الدَّمَ يتَبَلَّغُونَ بِهِ فِي السّنَةِ المُجْدِبَةِ ويُسَمُّونه الفَصِيدَ سُمِّيَ بالمَرَّةِ الواحِدَةِ من البَجِّ، أَي أَراحكم الله من القَحْطِ والضِّيق بِمَا فَتَحَ عَلَيْكُم من الإِسلام.
وفسَّرَها بعضُهم بالصَّنَمِ كَذَا فِي النّهاية، والّلسان.
(} وبُجَّانَةُ، كرُمّانَة: د، بالأَنْدَلُسِ، مِنْهُ مَسْعُودُ بنُ عَلِيّ، صاحِبُ النَّسائِيّ) .
{والبُجُّ، بالضّم: فَرْخُ الطّائِرِ (كالمُجّ) قَالَ ابنُ دُرَيْد: زَعَمُوا ذالك، قَالَ وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُها.
(و) } البُجُّ (: سَيْفُ زُهَيْرِ بنِ جَنابٍ) الكَلْبِيّ، وَقيل: هُوَ المُجّ، عَن ابنِ الكلبِيّ، وسيأْتي.
(و) {البَجُّ (بِالْفَتْح: اسمٌ) .
(} والبَجْبَاجُ و) البَجْبَاجَةُ (بهاءٍ) : البادِنُ المُمْتَلِىءُ المُنْتَفِخُ، وَقيل: كثيرُ اللَّحْمِ غَلِيظُه، وجاريةٌ {بَجْبَاجَةٌ: سَمينَةٌ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
دَارٌ لبَيْضَاءَ حَصَانِ السِّتْرِ
} بَجْبَاجَةِ البُدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: البَجْبَاج {والبَجْبَاجَةُ (: السَّمِينُ المُضْطَرِبُ اللَّحْمِ) ، قَالَ نِقَادَةُ الأَسديّ:
حَتَّى تَرَى} البَجْبَاجَةَ الضَّيَّاطَا
يَمْسَحُ لمّا حالَفَ الإِغْباطَا
بالحَرْفِ من ساعِدِهِ المُخاطَا
الإِغباطُ: مُلازَمَةُ الغَبِيطِ، وَهُوَ الرَّحْلُ.
(والبَجْبَجَةُ: شيءٌ يُفْعَل عِنْد مُنَاغَاةِ الصَّبِيّ) بالفَمِ. ( {والبُجُجُ، بضَمَّتَيْنِ) : قيل: مفردُه} بَجِيجٌ، وَقيل: هُوَ اسمُ جَمْعٍ (: الزِّقاقُ) بِالْكَسْرِ، (المُشَقَّقَةُ) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) من الْمجَاز: ( {باجَجْته} فبَجَجْته) أَي (بارَزْته فغَلَبْته) .
وَمن ذَلِك: النِّساءُ {يَتَبَاجَجْنَ فِيمَا بَيْنَهُنّ: يتَباهَيْنَ ويَتَفَاخَرْنَ وتَعُدُّ كلّ واحدةٍ حُظْوَتَهَا.
(} وتَبَجْبَجَ لَحْمُهُ: كثرَ واسْتَرْخَى) بِسَبَبِهِ مَرضٍ، كَذَا قيَّدَه بعضُهم، وَقيل: تَوَرُّمٌ مَعَ استِرْخاءٍ.
(ورَجُلٌ {بُجَابِجٌ، كعُلابِطٍ: بادِنٌ) مُنْتَفِخٌ.
وَفِي حَوَاشِي ابْن بَرِّيّ، قَالَ ابْن خالَوَيْه:} البَجْباجُ: الضَّخْمُ، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعَاقِدُه
بَوَاضِحٍ منْ ذُرَى الأَنْقاءِ {بَجْبَاجِ
مِنْطَقُهَا: إِزارُهَا، يَقُول: كأَنَّ إِزارَها دِيرَ على نَقَا رَمْلٍ، وَهُوَ الكَثِيبُ.
(وَرمل} بَجْبَاجٌ: مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ) .
( {وبُجْبُجُ بنُ خِداشٍ كقُنْفُذٍ: مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ) .
(} والبَجَاجَةُ من النَّاسِ: الرَّدِىءُ مِنْهُمْ) الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ، وَهُوَ المِهْذارُ، وسيأْتي قَرِيبا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{بَجَّهُ} بَجًّا: قَطَعَهُ، عَن ثَعْلَب. وأَنشد:
بَجَّ الطَّبِيبِ نائِطَ المَصْفُورِ
{وبَجَّه بالعَصَا وغيرِهَا} بَجًّا: ضَرَبَه بهَا عَن عِرَاضٍ حَيْثُما أَصابَتْ مِنْهُ.
{وبَجَّهُ بمَكْرُوهٍ وشَرَ وبَلاَءٍ: رَمَاهُ بِهِ.
وَقَالَ المُفَضَّلُ: بِرْذَوْنٌ} بَجْبَاجٌ: ضَعِيفٌ سَرِيعُ العَرَقِ، وَأنْشد:
فَلَيْسَ بالكَابِي وَلَا البَجْبَاجِ
وَعَن أَبي عَمْرو: جَمَلٌ جُبَاجِبٌ! بُجَابِجٌ: ضَخْمٌ. وَفِي حَدِيث عثمانَ رَضِي الله عَنهُ (إِنّ هَذَا {البَجْبَاجَ النَّفَّاجَ لَا يَدْرِي أَينَ الله عَزَّ وجَلَّ) ، من} البَجْبَجَةِ، وَهِي المُنَاغَاةُ.
{وبَجْبَاجٌ فَجْفاجٌ: كثيرُ الكلامِ.
} والبَجْبَاجُ: الأَحمَقُ، والنَّفّاجُ: المُتَكَبِّر.
وَفِي الأَساس: وَهُوَ المِهْذارُ، وَتقول (العربُ) : أَقْصِرْ من {بَجَابِجِكَ قَلِيلا.
وَفِي التّهذيب والأَساسِ: فلانٌ} يَتَبَجَّجُ بفلانٍ ويَتَمَجَّجُ، بِالْمِيم، إِذا كَانَ يَهْذِي بِهِ إِعْجاباً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَي يَفْتَخِرُ ويُبَاهِي بِهِ.
وَفِي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ، فِي قولِ أَعْرَابِيّ من بني تَمِيم:
لما استمَرّ بهَا شَيْحَانُ {مُبْتَجِجٌ
قَالَ:} المُبْتَجِجُ: المُفْتَخِرُ. نَقله شَيخنَا.

نفل

نفل: {عن الأنفال}: عن الغنائم، واحدها نفل.
(نفل) عَن صَاحبه دفع عَنهُ وَفُلَانًا مُبَالغَة فِي نفله وَأَعْطَاهُ زِيَادَة على نصِيبه الْوَاجِب لَهُ يُقَال نفلوا كبيركم وحلفه
(نفل)
الرجل نفلا حلف وَفُلَانًا أعطَاهُ نَافِلَة من الْمَعْرُوف وَيُقَال نفل الْقَائِد الْجند جعل لَهُم مَا غنموا
ن ف ل: (النَّفْلُ) وَ (النَّافِلَةُ) عَطِيَّةُ التَّطَوُّعِ وَمِنْهُ (نَافِلَةُ) الصَّلَاةِ. وَ (النَّافِلَةُ) أَيْضًا وَلَدُ الْوَلَدِ. وَ (النَّفَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْغَنِيمَةُ وَالْجَمْعُ (الْأَنْفَالُ) . قَالَ لَبِيدٌ:

إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلْ
تَقُولُ مِنْهُ: (نَفَّلَهُ تَنْفِيلًا) أَيْ أَعْطَاهُ نَفَلًا. وَ (التَّنَفُّلُ) التَّطَوُّعُ. 

نفل

2 نَفَّلَهُ

, inf. n. تَنْفِيلٌ, He gave him spoil, (S, Msb, * K,) and a free and disinterested gift. (Msb, K.) And it is doubly trans.: see 2 in art. غنم.

نَفَلٌ Trifolium melilatus indica of Linn.: and medicago intertexta of Linn. (Delile, nos. 706, 730.) b2: نَفَلٌ: see غَنِيَمَةٌ.

نُفَلٌ

: see تُسَعٌ.

نَافِلَةٌ

: the pl. نَوَافِلُ, is explained in the TA, art. حرز, by زَوَائِدُ [Accessions, or additions]. b2: What accedes to, or exceeds, the original. (T.) A voluntary gift, by way of alms, or as a good work: (T:) a gift: (K:) or a gift عَنْ يَدٍ: (M:) a deed beyond what is incumbent, or obligatory. (M, K.) b3: نَافِلَةٌ Supererogatory prayer. (S, Msb.) See تَطَوَّعَ.
ن ف ل

أصاب الغازي نفلاً وأنفالاً. ونفّله الإمام وأنفله، والإمام ينفّل الجند. وأعطى نافلةً سنيّةً ونوافل. ورجل نوفل: معطاء. وتنفّل المصلّي: تطوّع، وهو يصلي النافلة والنّوافل. وتنفّل على أصحابه: أخذ من النّفل أكثر ممّا أخذوا. ويقال: نفّلوا كبركم أي زيدوا أكبركم على حصّته. وقال لي قولاً فانتفلت منه أي انتفيت وأنكرت أن أكون فعلته. وانتفل من بني فلان: انتفى من نصرهم ومعونتهم. قال المتلمس:

أمنتفلاً من نصر بهثة خلتني ... ألا إنّني منهم وإن كنت أينما

نفل


نَفَلَ(n. ac. نَفْل)
a. Swore, took an oath.
b. Made a present to.
c. Divided the booty amongst (soldiers).
d. see II (b)
نَفَّلَa. Made to swear.
b. Gave his share to.
c. ['An], Defended, protected.
أَنْفَلَa. see II (b)
تَنَفَّلَa. Did more than he was required to do, was
overzealous.
b. ['Ala], Defrauded of his share, cheated.
إِنْتَفَلَa. see V (a)b. [Min], Escaped, was delivered from.
c. [acc. & Min], Demanded of.
نَفْلa. Work of supererogation.
b. Cold.
c. see 4 (b) & 21t
(d).
نَفْلَةa. see 4 (a) (b).
نَفَل
(pl.
نِفَاْل أَنْفَاْل)
a. Booty.
b. Gift, present.
c. A kind of fragrant clover.

نَفَلَةa. see 4 (a) (b).
نُفَلa. Second three nights of a month.

نَاْفِلَة
(pl.
نَوَاْفِلُ)
a. see 1 (a) & 4
(a), (b).
d. Grandson.

نَوْفَل &
a. c. see under
نَوَفَ
ن ف ل : النَّفَلُ الْغَنِيمَةُ قَالَ
إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَل 
أَيْ خَيْرُ غَنِيمَةٍ وَالْجَمْعُ أَنْفَالٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَمِنْهُ النَّافِلَةُ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا لِأَنَّهَا زِيَادَةٌ عَلَى الْفَرِيضَةِ وَالْجَمْعُ نَوَافِلُ وَالنَّفَلُ مِثْلُ فَلْسٍ مِثْلُهَا وَيُقَالُ لِوَلَدِ الْوَلَدِ نَافِلَةٌ أَيْضًا وَأَنْفَلْتُ الرَّجُلَ وَنَفَّلْتُهُ بِالْأَلِفِ وَبِالتَّثْقِيلِ وَهَبْتُ لَهُ النَّفَلَ وَغَيْرَهُ وَهُوَ عَطِيَّةٌ لَا تُرِيدُ ثَوَابَهَا مِنْهُ وَتَنَفَّلْتُ فَعَلْتُ النَّافِلَةَ وَتَنَفَّلْتُ عَلَى أَصْحَابِي أَخَذْتُ نَفْلًا عَنْهُمْ أَيْ زِيَادَةً عَلَى مَا أَخَذُوا. 
[نفل] النَفْلُ والنافِلَةُ: عَطِيَّةُ التَطَوُّعِ من حيث لا تجِبُ، ومنه نافِلَةُ الصلاةِ. والنافِلَةُ أيضاً: وَلَدُ الولد. وانتفل من الشئ، أي انْتَفى منه وتَنَصَّلَ، كأنَّه إبدالٌ منه. قال الأعشى: لئنْ مُنيتَ بنا عن جدِّ مَعْرَكَةٍ لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل والنَفَلُ بالتحريك: الغنيمةُ، والجمع الأنفالُ. قال لبيد:

إنَّ تَقْوى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ * تقول منه: نَفَّلْتُكَ تنفيلاً، أي أعطيتك نَفَلاً. والتَنَفُّلُ: التطوع. والنفل أيضا: نبت في قول الشاعر  به الحوذان والنفل * ويقال لثلاثِ ليالٍ من الشهر: نُفَلٌ، وهي بعد الغُرَرِ. والنَوْفَلُ: البحرُ. والنوفل: الرجل الكثير العطاء. وقال :

يأبى الظلامة منه النوفل الزفر * ونوفل: اسم رجل. والنوفلة: المملحة.
نفل: نفل: أخذ غنائم من عدوه، وفي (محيط المحيط): (تنفل الرجل على أصحابه أخذ أكثر مما أخذوا من الغنيمة) ومجازا جمع، إذخر، سعى للحصول على (فوك) اختار ما أراد من الغنائم (ابن صاحب الصلاة 21): واستبد عبد السلام بجمع الغنائم والأموال، وتنفيل ما شاء من الأنفال.
تنفل: فعل متعد عند (ابن الخطيب 86): فتنفل صلاة الضحى، وانظر تنفل في (عند -فوك- في مادة orare) .
تنفل: مطاوع نفل، انظرها في بداية الكلام (فوك).
نفله: قدم إليه هدايا (معجم الطرائف).
نفل: حسك (نبات) وباللاتينية tribulus ( المعجم اللاتيني- العربي).
نفل: =حندقوقا: أنظر خندقوقا في (المستعيني) و (ابن البيطار 2: 588). وهو باللاتينية medicago pentacyla ( براكس جريدة الشرق والجزائر A: 8: 344) و tridentata nitraria ( لوتس الأقدمين؟) (انظر 211: 185 Guon) وهو اسم لعدة أنواع من النفل (جنس أعشاب ورقتها مؤلفة من ثلاث وريقات) برية بيضاء وصفراء وحمراء وزرقاء يمكن تمييزها بصفاتها المميزة لها، أي ألوانها (زيتشر 22: 92: رقم 7).
نفل: ضرب من النيلوفر الهندي (الكالا).
نفلة: زيادة على الفريضة أو الواجب. تطوع (كالصلاة النافلة على سبيل المثال وهي غير المفروضة. تصلى تطوعا، اصطلاح صرفي) (بوشر).
نفلة: حندقوقة، برسيم (دمب 74 باجني ms) .
نفيل: نفل، ابن زنا (همبرت 30).
(ن ف ل) : (الْأَنْفَالُ) جَمْعُ النَّفَلِ وَهُوَ الزِّيَادَةُ يُقَالُ لِهَذَا عَلَى هَذَا نَفَلٌ أَيْ زِيَادَةٌ وَمِنْهُ النَّافِلَةُ فِي الْمَعْنَيَيْنِ وَالنَّفَلُ الْغَنِيمَةُ وَتَمَامُهُ فِي غ ن وَفِي الْحَدِيثِ «تَنَفَّلَ النَّبِيُّ بِبَدْرٍ سَيْفَ ابْنِ الْحَجَّاجِ» أَيْ أَخَذَهُ نَفَلًا (وَيُقَالُ) تَنَفَّلَ فُلَانٌ عَلَى أَصْحَابِهِ أَيْ أَخَذَ مِنْ الْغَنِيمَةِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذُوا (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَا يَنْزِلَنَّ فِي الْجُنْدِ النُّفَلُ وَيُرْوَى النُّفَّلُ بِالتَّشْدِيدِ وَيُرْوَى النَّفَلُ بِفَتْحَتَيْنِ فَقَدْ قَالُوا هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلْإِمَامِ لَا نُقَاتِلُ حَتَّى تُنَفِّلَ لَنَا أَيْ تُعْطِينَا شَيْئًا زَائِدًا عَلَى الْأَمْطَارِ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ يَجِيءُ مِنْهَا وَقِيلَ النَّوْحُ بُكَاءٌ مَعَ صَوْتٍ وَمِنْهُ نَاحَ الْحَمَامُ نَوْحًا وَلَمَّا كَانَتْ النَّوَائِحُ تُقَابِلُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا فِي الْمَنَاحَةِ قَالُوا الْجَبَلَانِ يَتَنَاوَحَانِ وَالرِّيَاحُ تَتَنَاوَحُ أَيْ تَتَقَابَلُ وَهَذِهِ نَيِّحَةُ تِلْكَ أَيْ مُقَابِلَتُهَا وَمَنْ قَالَ الْأَصْلُ التَّقَابُلُ فَقَدْ عَكَسَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ فِي ك ف.
نفل
النَّفَلُ قيل: هو الغَنِيمَةُ بعَيْنِهَا لكن اختلفتِ العبارةُ عنه لاختلافِ الاعْتِبَارِ، فإنه إذا اعتُبِر بكونه مظفوراً به يقال له: غَنِيمَةٌ، وإذا اعْتُبِرَ بكونه مِنْحَةً من الله ابتداءً من غير وجوبٍ يقال له: نَفَلٌ، ومنهم من فَرَقَ بينهما من حيثُ العمومُ والخصوصُ، فقال: الغَنِيمَةُ ما حَصَلَ مسْتَغْنَماً بِتَعَبٍ كان أو غَيْرِ تَعَبٍ، وباستحقاقٍ كان أو غيرِ استحقاقٍ، وقبل الظَّفَرِ كان أو بَعْدَهُ. والنَّفَلُ: ما يَحْصُلُ للإنسانِ قبْلَ القِسْمَةِ من جُمْلَةِ الغَنِيمَةِ، وقيل: هو ما يَحْصُلُ للمسلمين بغير قتالٍ، وهو الفَيْءُ ، وقيل هو ما يُفْصَلُ من المَتَاعِ ونحوه بَعْدَ ما تُقْسَمُ الغنائمُ، وعلى ذلك حُمِلَ قولُه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ
الآية [الأنفال/ 1] ، وأصل ذلك من النَّفْلِ. أي: الزيادةِ على الواجبِ، ويقال له: النَّافِلَةُ. قال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ
[الإسراء/ 79] ، وعلى هذا قوله: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً [الأنبياء/ 72] وهو وَلَدُ الوَلَدِ، ويقال:
نَفَلْتُهُ كذا. أي: أعطيْتُهُ نَفْلًا، ونَفَلَهُ السّلطانُ:
أعطاه سَلَبَ قَتِيلِهِ نَفْلًا. أي: تَفَضُّلًا وتبرُّعاً، والنَّوْفَلُ: الكثيرُ العَطَاءِ، وانْتَفَلْتُ من كذا:
انْتَقَيْتُ منه.
نفل: النَّفَلُ: الغُنْمُ، والجَمِيْعُ الأنْفَالُ. ونَفَّلْتُه: أعْطَيْته نَفَلاً.
والنّافِلَةُ: العَطِيَّةُ تُعْطِيها تَطَوُّعاً من صَدَقَةٍ أو صَلاَةٍ.
والنَّوْفَلُ: السَّيِّدُ من الرِّجَالِ الكَثِيْرُ العَطَاءِ. وذَكَرُ الضِّبَاعِ. وقيل: ابْنُ آوى. والبَحْرُ. والشّابُّ الجَمِيْلُ.
والنَّفْلُ: الزِّيَادَةُ، ونَفَلَ لي عليه شَيْءٌ: أي فَضَلَ.
والمُتَنَفِّلُ: المُتَمَهِّلُ في الرِّهَانِ.
ونافِلَةُ الضَّأْنِ: رَيْعُها وسِمَنُها.
والنّافِلَةُ: وَلَدُ الوَلَدِ.
ويُقال للثَّلاَثِ الذي بَعْدَ الغُرَرِ من الشَّهْرِ: نُفَلٌ.
ونَفَلَ الرَّجُلُ وانْتَفَلَ: حَلَفَ. وانْفُلْ عن نَفْسِكَ: أي كَذِّبْ.
والنَّفَلُ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ من دِقِّ الشَّجَرِ، وهي النَّفَلَةُ أيضاً، وفي كَلاَمِ أبي المُجِيْبِ: وأفَلَتْ نَفَلَتُها: أي صارَتْ ذاتَ جِرَاءٍ. والبَرَدُ أيضاً.
والانْتِفَالُ: شِبْهُ الانْتِفَاءِ والتَّنَصُّلِ من الأمْرِ، وانْتَفَلْتُ منه: أنْكَرْتُه، ونَفَلَ يَنْفُلُ: مِثْلُه.
والنَّوْفَلَةُ: الخِرْقَةُ المَخِيْطَةُ شِبْهُ الهِمْيَانِ تَضَعُها المَرْأَةُ على رَأْسِها، وجَمْعُها نَوَافِلُ.
والنَّوْفَلِيَّةُ من الشَّعْرِ في القَفَاءِ: كالنُّوْنَةِ في وَسَطِ رَأْسِها. وهي أيضاً: ضَرْبٌ من المِشْطَةِ.
والنَّوْفَلُ: الشِّدَّةُ والقَتْلُ.
(نفل) - في حديث حَبيب - رضي الله عنه -: "نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُعَ، وفي القَفْلَةِ الثُّلُثَ". النَّفَلِ: الغَنِيمَةُ، من قَول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} وقد يكون الزِّيادَة أيضًا - بفَتح الفاءِ وَسُكُونها.
- ومِنه الحديث : "بَعثَ بَعْثًا قِبَلَ نَجْدٍ، فبلَغَ سُهْمانُهم اثْنَى عَشَرَ بَعِيرًا، فنفَّلَهم بَعِيرًا بَعيرًا"
فالنَّفَل: زيادَةٌ عَلَى سُهمانِهم، وذلك يكون من سَهْمِ المَصَالح من خُمْس الخُمُس.
ويحتملُ حَدِيث حبِيب أن يُريد: رُبْعَ ما غَنِمُوا، ويكون الباقى للسَّريّة ، وجَيْشَ الإمَام.
وَيحتَمل رُبعَ نصيب كُلّ واحدٍ منهم، وإنّمَا فَضَّلَ في الرجعَة؛ لأنّ الجيشَ مُتعبون، والعَدوّ على حَذَرٍ بخلاف المَبْدأ .
وفي مذهب أحمد قال للإمام أن يُنَفِّل في بَدْأَتهِ الربعَ بعد الخمس، وفي رَجْعَتِه الثُّلثَ بعد الخُمْس.
ومعنى ذلك: أن يُقدِّم الإمامُ بَينَ يَدَى الجَيْش سَرِيَّة تُغِير على العدوّ وتَلْحَقُه، ويَجعَل لهم الرُّبعَ، وكذلك إذا رجع يُنفِذ سَريّةً تُغِير على العدوِّ وتَلحقهُ، ويَجعلُ لهم الثُّلث مما أَتت به السَّرِيَّة وأخرج خُمْسَه، ثم دفع إلى السَّرِيّة ما جعل لهم، وقَسَمَ الباقى في الجيش كلّه، والسَّرِيّة معهم. - ومنه الحديث : "لا يَزِال العَبْدُ يَتَقَرَّب إليَّ بالنَّوافِل"
: أي بالزِّياداتِ علَى قدْر المفرُوضات.
- في حديث القَسامة : "أَتَرْضَوْن بنَفْلِ خَمْسِين مِنَ اليَهُودِ"
: أي بيَمين خَمْسِين منهم بالبَراءَةِ مِنِ دَمِه.
والنَّفْلُ: الَنَّفْى، والانْتِفال: الانتفَاء، ونَفَل وانْتَفَل: حَلَف، ونَفَلْتُ منه وانتَفَلْتُه: أنكرتُه.
- في حديث أبى الدَّرْداء - رضي الله عنه -: "إيَّاكُمْ والخَيْل المُنَفِّلَة التي إن لَقِيَتْ فَرَّت، وإن غَنِمَتْ غَلَّت"
كأنَّه من النَّفَل الذىِ هو الغَنيمة: أي الذيِن قَصْدُهم من الغَزْوِ الغنيمةُ والمالُ، دونَ ما سِواه؛ أَو مِن النَّفْل، وهم المطَّوِّعة المُتَبَرّعون بالغَزو، الذين لا اسمَ لهم في الدِّيوان. 
[ن ف ل] النَّفَلُ الغَنِيمَةُ والهِبَةُ والجَمْعُ أَنْفَالٌ ونِفَالٌ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عَمْرٍ وذي الكَلْب

(وقد عَلِمَتْ فَهْمُ عند اللِّقاءِ ... بَأَنَّهُم لَكَ كانوا نِفَالا)

نَفَّلَهُ نَفْلاً وَأَنْفَلَهُ إِيَّاهُ وَنَفَلَهُ بالتخفيفِ ونَفَّلَ الإِمَامُ الجُنْدَ جَعَلَ لَهُم ما غَنِمُوا وَالنَّافِلَةُ الغِنِيمَةُ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ

(فَإِنْ تَكُ أُنْثَى من مَعَدٍّ كريمَةً ... علينا فقد أُعْطِيْتِ نَافِلةَ الفَضْلِ)

والنَّافِلَةُ العِطِيَّةُ عن يَدٍ والنَّفْلُ والنَّافِلَةُ مَا يَفْعَلُهُ الإنسانُ مِمَّا لا يَجِبُ عليه وفي التنزيل {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} الإسراء 79 وَالنَّافِلَةُ وَلَدُ الوَلَدِ وهو مِن ذَلكَ والنَّوْفَلُ العِطِيَّةُ والنَّوْفَلُ السَّيِّدُ المِعْطَاءُ يُشَبَّهَانِ بالبحرِ فَدَلَّ هذا على أنَّ النَّوْفَلَ البَحْرُ وَلاَ نَصَّ لَهُم على ذَلكَ أَعْنِي أَنَّهُم لَمْ يُصَرِّحُوا بذلكَ كَأَنْ يقولوا النَّوْفَلُ البَحْرُ والنَّوْفَلَةُ المِمْلَحَةُ وانْتَفَلَ مِنَ الشَّيء انْتَفَى وَتَبَرَّأ وَأَتَيْتُ أَنْتَفِلُهُ أَيْ أَطْلُبهُ عن ثَعْلَبٍ وَأَنْفَلَ لَهُ حَلَفَ والنَّفَلُ ضَربٌ مِنْ دِقِّ النَّبَاتِ وهي مِنْ أَحْرَارِ البَقْلِ تُنْبِتُ مُتَسَطِّحَةً ولَهَا حَسَكٌ يَرْعاهُ القَطَا وهي مِثلُ الفَثِّ لَهَا نَوْرَةٌ صَفْرَاءُ طَيِّبَةُ الرِّيْحِ وَاحِدَتُهُ نَفَلَةٌ قال وبالنَّفَلِ سُمِّي الرَّجُلُ نُفَيْلاً واللّيَالي النُّفَلُ اللَّيلةُ الرَّابِعةُ والخَامِسَةُ مِنَ الشَّهْرِ والنَّوْفَلِيَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الاِمْتِشَاطِ حَكَاهُ ابنُ جِنّيٍّ عَنْ الفارسِيِّ وَأَنْشَدَ لجرانِ العَوْدِ

(أَلاَ لاَ يَغُرَّنَّ امْرَءًا نَوْفَلِيَّةٌ ... عَلَى الرَّأْسِ بَعْدِي أَو تَرَائِبُ وُضَّحُ)

وكذلكَ رَوَى يَغُرَّنَّ بلَفْظِ التَّذْكيرِ وهو أَعْذرُ من قَوْلِهم حَضَرَ القَاضِيَ امْرَأَةٌ لأنَّ تَأْنِيثَ المِشْطَةِ غَيرُ حَقِيْقَةٍ ونَوْفَلٌ ونُفَيلٌ اسْمَانِ
[نفل] نه: فيه: "نفل" في البدأة الربع، النفل- بالحركة: الغنيمة، وجمعه أنفال- ومر في ب وغيره، وهو بالسكون وقد يحرك: الزيادة. ج: النفل- بالفتح وقد تسكن: زيادة يخص بها بعض الغزاة، وهو أيضًا الغنيمة. نه: ومنه: و"نفلهم" بعيرًا بعيرًا، أي زادهم على سهامهم، ويكون من خمس الخمس. ومنه: لا "نفل" في غنيمة حتى تقسم جنمة كلها، أي لا ينفل منها الأمير أحدًا من المقاتلة بعد إحرازها حتى تقسم كلها ثم نفل إن شاء من الخمس. ج: ومنه: "فنفلني" سيفه، أي أعطاني زيادة على نصيبي. و"تنفل" سيفه، أي أخذه زيادة عن السهم. ن: "نفلنا" رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أجاز نفل الأمير، فلا ينافي ما في الآخر أن المنفل هو الأمير. ومنه: "نفلوا" بعيرًا بعيرًا، أي الذين استحقوا النفل نفلوا بعيرًا بعيرًا لا كل واحد من السرية. ط: "ينفل" الربع. التنفيل: إعطاء النفل. وفيه: لا "نفل" إلا بعد الخمس، يريد أنه إنما لم ينفل أبا الجويرية من دنانير لمانع، لدلالة هذا الحديث على أن النفل إنما يكون من أربعة اخماس التي للغانمين، ولعل التي وجدها كانت من الفيء فلذا لم ينفل منه، وقيل: إن لفظ "إلا" سهو، والصواب: لا نفل بعد الخمس، أي لا نفل بعد إحراز الغنيمة ووجوب الخمس. نه: وبه سميت "النوافل" في العبادات. ومنه ح: لا يزال العبد يتقرب إلي "بالنوافل". وح قيام رمضان: ولو "نفلتنا" بقية ليلتنا هذه، أي زدتنا من صلاة النافلة. ط: أي زدت من الصلاة هذه الليلة بتمامها كان خيرًا. نه: وح: إن المغانم كانت محرمة على الأمم "فنفلها" الله تعالى هذه الأمة، أي زادها. وفيه: أترضون "بنفل" خمسين من اليهود ما قتلوه؟ من نفلته فنفل أي حلفته فحلف، ونفل وانتفل- إذا حلف، وأصل النفل: النفلته عن نسبه، وانفل عن نفسك إن كنت صادقًا أي أنف ما قيل فيك، وسميت اليمين نفلًا لأن القصاص ينفى بها. ط: النفل- بفتح فاء وسكونها: الحلف، ثم ينفلون: يحلفون، بأيمان خمسين- بالإضافة والنعت، هذا الشيخ أي أبو قلابة، في هذا سنة أي في مسألة هي أنه لم يحلف المدعي للدم أولًا بل حلف المدعى عليه أولًا. نه: ومنه ح علي: لوددت أن بني أمية رضوا و"نفلناهم" خمسين رجلًا من بني هاشم يحلفون: ما قتلنا عثمان ولا نعلم له قاتلًا، يريد نفلنا لهم. ومنه ح ابن عمر: إن فلانًا "انتفل" من ولده، أي تبرأ منه. وفيه: إياكم والخيل "المنفلة" التي إن لقيت فرت وإن غنمت غلت، كأنه من النفل: الغنيمة، أي الذين قصدهم من الغزو المال دون غيره، أو من النفل وهم المطوعة المتبرعون بالغزو الذين لا اسم لهم في الديوان فلا يقاتلون قتال من له سهم. غ: و"يعقوب" نافلة"" لأن إبراهيم عليه السلام سأل ربه ولدًا من سارة، فوهب له إسحاق وزاد يعقوب نافلة أي زيادة من عنده.
نفل
نفَلَ يَنفُل، نَفْلاً، فهو نافِل، والمفعول مَنْفول
• نفَل يتيمًا: أعطى له هبةً، عطيَّةً، نافلةً من المعروف.
• نفَل القائدُ الجُندَ: جعَل لهم ما غَنِموا. 

تنفَّلَ/ تنفَّلَ على يتنفَّل، تنفُّلاً، فهو مُتنفِّل، والمفعول مُتنفَّل عليه
• تنفَّل المُصلِّي: صلَّى النّوافلَ، وهي الصَّلوات غير المفروضة التي شُرعت زيادة على الفريضة والواجب.
• تنفَّل الشَّخصُ على أصحابه: أخذ من الغنيمة أكثر ممّا أخذوا. 

نفَّلَ ينفِّل، تنفيلاً، فهو مُنفِّل، والمفعول مُنفَّل
• نفَّل مسكينًا: أعطاه زيادةً على نصيبه الواجب له "نفَّلوا فقيرَهم- نفِّلوا كَبِيرَكُم". 

نافِلة [مفرد]: ج نافِلات ونَوافِلُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نفَلَ.
2 - ما زاد على النَّصيب أو الحقِّ المفروض "أعطاه نافلةً".
3 - صلاة لم تُفرض على المؤمنين شرعًا " {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} " ° مِنْ نافِلة القول: ممّا لا حاجة لذكره نظرًا لوضوحه التّام لأنّه تحصيل حاصل/ غنيّ عن البيان.
4 - هبة وعطاء "كثير النوافل- عمَّتهم نوافله".
5 - غنيمة.
6 - حفيد " {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} ". 

نَفْل [مفرد]:
1 - مصدر نفَلَ.
2 - ما شُرِع زيادةً على الفرائض والواجبات، مندوب، مستحَبّ. 

نَفَل1 [مفرد]: ج أنْفال:
1 - هِبَة، عطيَّة "قدّم للأطفال اليتامى نَفَلاً سنويًّا".
2 - غنيمة يستولي عليها الجيشُ المنتصر " {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} ".
3 - عطيَّة من الغنيمة زيادةً على النصيب المُستحَقّ بالقسمة.
4 - (نت) جنس أعشاب مُحولة أو مُعَمَّرة من الفصيلة الفراشيَّة القرنيَّة فيه أنواع بريّة وأنواع تُزرع فتكون كلأً كالبرسيم.
• الأَنْفال: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 8 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها خمسٌ وسبعون آية. 

نَفَل2 [جمع]: جج أنفال: (نت) جنس أعشاب مُحولة أو مُعَمَّرة من الفصيلة الفراشيَّة القرنيَّة فيه أنواع بريّة وأنواع تُزرع فتكون كلأً كالبرسيم. 

نوفل [مفرد]: بَحْر "رجل نوفل: مِعْطاءً". 

نفل: النَّفَل، بالتحريك: الغنيمةُ والهبةُ؛ قال لبيد:

إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ،

وبإِذْنِ اللهِ رَيْثي والعَجَلْ

والجمع أَنْفال ونِفال؛ قالت جَنُوب أُخت عَمْرو دي الكَلْب:

وقد عَلِمَتْ فَهْمُ عند اللِّقاء،

بأَنهمُ لك كانوا نِفالا

نَفَّله نَفَلاً وأَنْفَله إِيَّاه ونَفَله، بالتخفيف، ونفَّلْت فلاناً

تنفيلاً: أَعطيته نَفَلاً وغُنْماً. وقال شمر: أَنفَلْت فلاناً ونَفَلْته

أَي أَعطيته نافِلة من المعروف. ونَفَّلْته: سوَّغت له ما غَنِم؛

وأَنشد:لَمَّا رأَيت سنة جَمادَى،

أَخَذْتُ فَأْسي أَقْطَعُ القَتادا،

رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا

قال: أَنشدَتْه العُقَيْليَّة فقيل لها ما الإِنْفال؟ فقالت: الإِنْفال

أَخذُ الفأْس يقطع القَتادَ لإِبِله لأَن يَنْجُوَ من السَّنَة فيكون له

فَضْل على مَنْ لم يقطع القَتاد لإِبله.

ونَفَّل الإِمامُ الجُنْدَ: جعل لهم ما غَنِمُوا. والنافِلةُ: الغنيمة؛

قال أَبو ذؤيب:

فإِنْ تَكُ أُنْثَى من مَعَدٍّ كريمةً

علينا، فقد أَعطيت نافِلة الفَضْل

وفي التنزيل العزيز: يَسأَلونك عن الأَنْفال؛ يقال الغَنائم، واحدُها

نَفَل، وإِنما سأَلوا عنها لأَنها كانت حراماً على مَن كان قبلهم فأَحلَّها

الله لهم، وقيل أَيضاً: إِنه، صلى الله عليه وسلم، نَفَّل في السَّرايا

فكَرِهُوا ذلك؛ في تأْويله: كما أَخْرَجَك رَبُّك من بيتك بالحَقِّ

وإِنَّ فريقاً من المؤمنين لَكارِهُون، كذلك تُنَفِّل مَنْ رأَيتَ وإِن

كَرِهُوا، وكان سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَى

بأَسِير شيئاً فقال بعضُ الصحابة: يبقى آخرُ الناس بغير شيء. قال أَبو

منصور: وجِماعُ معنى النَّفَل والنافِلة ما كان زيادة على الأَصل، سمِّيت

الغنائمُ أَنْفالاً لأَن المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأُمَمِ الذين لم

تحلَّ لهم الغَنائم. وصلاةُ التطوُّع نافِلةٌ لأَنها زيادة أَجْرٍ لهم

على ما كُتِبَ لهم من ثواب ما فرض عليهم. وفي الحديث: ونَفَّلَ النبيُّ،

صلى الله عليه وسلم، السَّرَايا في البَدْأَةِ الرُّبُعَ وفي القَفْلة

الثُّلُثَ، تفضيلاً لهم على غيرهم من أَهل العسكر بما عانَوْا من أَمر

العَدُوِّ، وقاسَوْهُ من الدُّؤُوب والتَّعَبِ، وباشروه من القِتال والخوف.

وكلُّ عطيَّةٍ تَبَرَّع بها مُعطيها من صدقةٍ أَو عملِ خير فهي نافِلةٌ.

ابن الأَعرابي: النَّفَل الغنائمُ، والنَّفَل الهبة، والنَّفَل التطوُّع.

ابن السكيت: تنفَّل فلان على أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مما أَخذوا عند

الغنيمة. وقال أَبو سعيد. نَفَّلْت فلاناً على فلان أَي فضَّلته. والنَّفَل،

بالتحريك: الغنيمة، والنَّفْل، بالسكون وقد يحرّك: الزيادة. وفي الحديث:

أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثني عشر بعيراً

ونَفَّلَهم بعيراً بعيراً أَي زادهم على سِهامهم، ويكون من خُمْس الخُمْسِ.

وفي حديث ابن عباس: لا نَفَل في غَنيمةٍ حتى يُقسَم جَفَّةً كلها أَي لا

ينفِّل منها الأَمير أَحداً من المُقاتِلة بعد إِحْرازها حتى يقسم كلها،

ثم ينفِّله إِن شاء من الخمس، فأَما قبل القِسْمة فلا، وقد تكرر ذكر

النَّفَل والأَنْفال في الحديث، وبه سمِّيت النَّوافِل في العِبادات لأَنها

زائدة على الفَرائض. وفي الحديث: لا يزال العَبْد يتقرَّب إِليّ بالنوافِل.

وفي حديث قِيامِ رمضان: لو نَفَّلْتنا بقيَّة ليلتِنا هذه أَي زِدْتنا

من صلاة النافلة، وفي حديث آخر: إِنّ المَغانِمَ كانت محرَّمة على

الأُمَمِ فنفَّلها الله تعالى هذه الأُمة أَي زادها. والنافِلةُ: العطيَّة عن

يدٍ. والنَّفْل والنافِلةُ: ما يفعله الإِنسان مما لا يجب عليه. وفي

التنزيل العزيز: فتهجَّدْ به نافِلةً لك؛ النَّفْل والنافلةُ: عطية التطوُّع من

حيث لا يجب، ومنه نافِلةُ الصلاة. والتَّنَفُّل: التطوُّع. قال الفراء:

ليست لأَحد نافلة إِلاَّ للنبي، صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم

من ذنبه وما تأَخَّر فعمَلُه نافِلةٌ. وقال الزجاج: هذه نافِلةٌ زيادة

للنبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة ليست لأَحد لأَن الله تعالى أَمره أَن

يزداد في عبادته على ما أَمرَ به الخلْق أَجمعين لأَنه فضَّله عليهم، ثم وعده

أَن يبعَثَه مَقاماً محموداً وصحَّ أَنه الشفاعة. ورجل كثير النَّوافِل

أَي كثيرُ العَطايا والفَواضِل؛ قال لبيد:

لله نافِلةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ

قال شمر: يريد فَضْل ما ينفِّل من شيء. ونَفَّل غيرَه يُنَفِّل أَي

فضَّله على غيره. والنافِلةُ: ولدُ الولدِ، وهو من ذلك لأَن الأَصلَ كان

الولد فصار ولدُ الولدِ زيادةً على الأَصل؛ قال الله عز وجل في قصة إِبراهيم،

على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ووهبنا له إِسحقَ ويعقوبَ نافلةً؛

كأَنه قال وهبنا لإِبراهيم إِسحقَ فكان كالفَرْضِ له، ثم قال: ويعقوب نافلةً،

فالنافِلةُ ليعقوبَ خاصةً لأَنه ولدُ الولد أَي وهبنا له زيادةً على

الفَرْض له، وذلك أَن إِسحقَ وُهِبَ له بدُعائه وزِيدَ يعقوب تفضُّلاً.

والنَّوْفَلُ: العطية. والنَّوْفَل: السيِّدُ المِعْطاءُ يشبَّهان

بالبحر؛ قال ابن سيده: فدل هذا على أَن النَّوْفَل البَحْرُ ولا نصَّ لهم على

ذلك أَعني أَنهم لم يصرِّحوا بذلك بأَن يقولوا النَّوْفَل البحر. أَبو

عمرو: هو اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْمَاءُ

وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم

(* قوله «والعليم» هكذا في الأصل

مضبوطاً، والذي في القاموس: العليم أي كحيدر).

والخَسِيفُ. والنَّوْفَلُ: البحر

(* قوله «والنوفل البحر» كذا في الأصل

وهو مستغنى عنه).

التهذيب: ويقال للرجل الكثير النَّوافِل وهي العَطايا نَوْفَل؛ قال

الكميت يمدح رجلاً:

غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُو

ع، لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

يعني المذكور، ضاعَني أَي أَفْزَعَني. قال شمر: الزُّفَر القَويّ على

الحَمالات، والنَّوْفل الكثير النَّوافِل، وقوم نَوْفَلون. والنَّوْفَلُ:

العطية تشبَّه بالبحر. والنَّوْفَل: الرجل الكثيرُ العطاء؛ وأَنشد لأَعشى

باهلة:

أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها،

يأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

قال ابن الأَعرابي: قوله منه النَّوْفَل الزُّفَر؛ النَّوْفَل: مَنْ

ينفي عنه الظلْمَ من قومه أَي يَدْفعه.

والنَّوْفَلة: المَمْحَلةُ، وفي التهذيب: المَمْلَحةُ؛ قال أَبو منصور:

لا أَعرف النَّوْفلة بهذا المعنى.

وانْتَفَلَ من الشيء: انْتَفى وتبرَّأَ منه. أَبو عبيد: انْتَفلْت من

الشيء وانْتَفَيْت منه بمعنى واحد كأَنه إِبدال منه؛ قال الأَعشى:

لئن مُنِيتَ بنا عن جَدِّ مَعْرَكة،

لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوم نَنْتَفِلُ

وفي حديث ابن عمر: أَنَّ فلاناً انْتَفَل من وَلَده أَي تبرَّأَ منه.

قال الليث: قال لي فلان قولاً فانْتَفَلْت منه أَي أَنكرت أَن أَكون

فَعَلْته؛ وأَنشد للمتَلَمِّس:

أَمُنْتَفِلاً من نصر بُهْثَةَ دائباً؟

وتَنْفُلُني من آلِ زيد فَبِئْسما

قال أَبو عمرو: تَنْفُلُني تَنْفِيني. والنافِلُ: النافي. ويقال:

انْتَفَل فلان إِذا اعتذر. وانْتَفَل: صَلَّى النَّوافِل. ويقال: نفَّلْت عن

فلان ما قيل فيه تَنْفِيلاً إِذا نَضَحْت عنه ودَفَعْتَه. وفي حديث

القَسامة: قال لأَولِياء المَقْتول: أَتَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسين من اليهود ما

قَتَلُوه؟ يقال: نَفَّلْته فنَفَل أَي حلَّفته فحلَف. ونَفَل وانْتَفَل

إِذا حلَف. وأَصل النَّفْل النَّفْي. يقال: نَفَلْت الرجلَ عن نسَبه.

وانْفُلْ عن نفسك إِن كنت صادقاً أَي انْفِ ما قيل فيك، وسميت اليمين في

القسامة نَفْلاً لأَنَّ القِصاص يُنْفَى بها؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه:

لَوَدِدْتُ أَنَّ بني أُمَيَّة رَضُوا ونَفَّلْناهم خمسين رجلاً من بني

هاشم يَحْلِفُون ما قَتَلْنا عثمان ولا نعلم له قاتِلاً؛ يريد نَفَّلْنا

لهم. وأَتَيْتُ أَتَنَفَّله أَي أَطلبه؛ عن ثعلب. وأَنْفَل له: حلَف.

والنَّفَل: ضرْب من دِقِّ النبات، وهو من أَحْرار البُقول تنبُت

مُتَسَطِّحةً ولها حَسَك يَرْعاه القَطا، وهي مثل القَثِّ لها نَوْرةٌ صفراءُ

طيبةُ الريح، واحدته نَفَلةٌ، قال: وبالنَّفَل سمي الرجل نُفَيْلاً؛

الجوهري: النَّفَل نبت في قول الشاعر هو القطامي:

ثم استمرَّ بها الحادِي، وجَنَّبها

بَطْنَ التي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ

والعرب تقول: في ليالي الشهر ثلاث غُرَر، وذلك أَول ما يَهِلُّ الهلال،

سمِّين غُرَراً لأَن بياضَها قليل كغرَّة الفرس، وهي أَقل ما فيه من بياض

وجهه، ويقال لثلاث ليال بعد الغُرَر: نُفَل، لأَن الغُرَر كانت الأَصل

وصارت زيادة النُّفَل زيادة على الأَصل، والليالي النُّفَل هي الليلة

الرابعة والخامسة والسادسة من الشهر.

والنَّوْفَليَّة: ضرْب من الامتِشاط؛ حكاه ابن جني عن الفارسي؛ وأَنشد

لجِران العَوْد:

أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ

على الرأْسِ بَعْدِي، والترائبُ وُضَّحُ

ولا فاحِمٌ يُسْقى الدِّهانَ، كأَنه

أَساوِدُ يَزْهاها مع الليل أَبْطَحُ

وكذلك روي: يَغُرَّنَّ، بلفظ التذكير، وهو أَعذر من قولهم حضر القاضيَ

امرأَةٌ لأَن تأْنيث المِشْطة غير حقيقي. التهذيب: والنَّوْفلِيَّة شيء

يتَّخذه نساءُ الأَعراب من صوف يكون في غلظ أَقل من الساعِد، ثم يُحْشى

ويعطف فتضعه المرأَة على رأْسها ثم تختمر عليه، وأَنشد قول جِران

العَوْد.وفي حديث أَبي الدَّرْداء: إِياكم والخَيْلَ المنَفِّلة التي إِن

لَقِبَتْ فَرَّتْ وإِن غَنِمت غَلَّتْ؛ قال ابن الأَثير: كأَنه من النَّفَل

الغنيمةِ أَي الذين قصدُهم من الغَزْو الغنيمةُ والمالُ دون غيره، أَو من

النَّفْل وهم المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الذين لا اسمَ لهم في

الدِّيوان فلا يقاتِلون قِتالَ مَنْ له سَهْم، قال: هكذا جاء في كتاب أَبي

موسى من حديث أَبي الدرداء، قال: والذي جاء في مسند أَحمد من رواية أَبي

هريرة أَن رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، قال: إِياكم والخيلَ المُنَفِّلة، فإِنها إِن

تَلْقَ تَفِر، وإِن تَغْنَم تَغْلُلْ؛ قال: ولعلهما حديثان.

ونَوْفَل ونُفَيْل: اسمان.

نفل

(النَّفَلُ، مُحَرَّكةً: الغَنِيمَةُ والهِبَةُ) ، قَالَ لَبِيدٌ:
(إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خَيْرُ نَفَلْ ... وَبِإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وَالْعَجَلْ (ج: أَنْفالٌ، وَنِفالٌ) ، بالكسرِ، قالَتْ جَنُوبُ أُخْتُ عَمْرو ذِي الكَلْبِ:
(وَقَدْ عَلِمَتْ فَهْمُ عِنْدَ اللِّقَاءِ ... بِأَنَّهُمُ لَكَ كَانُوا نِفالاَ)

وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز: { (يَسْئَلُوَنَكَ عَنِ الْأَنفَالِ} } ، يُقَال: هِيَ الغَنائِمُ، قَال الأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَتْ بِها؛ لِأَنَّ الْمُسْلِمين فُضِّلُوا بِها على سَائِرِ الأُمَمِ الَّذين لَم تَحِلَّ لَهُمُ الغَنائِم.
(و) النَّفَلُ: (نَبْتٌ مِن أَحْرارِ البُقُولِ) وَمِن سُطَّاحِهِ، يَنْبُتُ مُتَسَطِّحًا، وَلَهُ حَسَكٌ تَرْعاهُ القَطا، وَهُوَ مثلُ القَتِّ، و (نَوْرُهُ أَصْفَرُ طَيِّبُ الرَّائِحَة) ، واحِدَتُهُ نَفَلَةٌ، قالَه أَبو حَنِيفة، وَأَنْشَد الجَوْهَرِيّ لِلْقَطامِيّ:
(ثُمَّ اسْتَمَرَّ بهَا الحادِي وجَنَّبَها ... بَطْنَ الَّتِي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ)
وَقَال ابْنُ الأَعْرابِيّ: النَّفَلَةُ تَكُونُ مِنَ الأَحْرَارِ وَمِنَ الذُّكُورِ، وَفِي طِيبِ رِيْحها يَقُول:
(وَما رِيْحُ رَوْضٍ ذِي أَقاحٍ وَحَنْوَةٍ ... وَذِي نَفَلٍ مِن قُلَّةِ الحَزْنِ عازِبِ)

(بِأَطْيَبَ مِنْ هِنْدٍ إِذا مَا تَمايَلَتْ ... مِنَ اللَّيْلِ وَسْنَى جانِبًا بَعْدَ جانِبِ)
وَقَوله: (تَسْمَنُ عَلَيْه الخَيْلُ) ، الَّذِي قَالَه أَبُو نَصْر: النَّفَلُ: قَتُّ البَرِّ تَأْكُلُهُ الإِبِلُ وَتَسْمَن عَلَيْهِ.
(و) النُّفَلُ، (كَصُرَدٍ: ثَلاَثُ لَيالٍ مِنَ الشَّهْرِ بعد الغُرَرِ) ، وَهي اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ وَالخامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ مِنَ الشَّهْرِ. وَإِنَّما سُمِّيَت بِذلِكَ لِأَنَّ الغُرَرَ كانَتْ الأَصْلَ، وصارَت زِيادَةُ النُّفَلِ زِيادَةً عَلى الأَصْلِ.
(وَنَفَلَةُ النَّفَلَ وَنَفَّلَهُ) تَنْفِيلاً (وَأَنْفَلَهُ) إِنْفالاً: (أَعْطَاهُ إِيَّاهُ) ، أَي: النَّفَلَ.
وَفي الحَديثِ أَنَّهُ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّم - " نَفَّلَ السَّرايا فِي البَدْأَةِ الرُّبْعَ وَفِي الرَّجْعَة الثُّلُثَ "، أَي: كانَ إِذا نَهَضَت سَرِيَّةٌ مِن جُمْلَة العَسْكَرِ المُقْبِل عَلى العَدُوِّ فَأَوْقَعَت، نَفَّلَها الرُّبْعَ مِمَّا غَنِمَت، وَإِذا فَعَلَت ذَلِك عِنْد قُفُول العَسْكَرِ نَفَّلها الثُّلُث؛ لِأَنَّ الكَرَّةَ الثّانِيَةَ أَشَقُّ والخُطَّةَ فِيهَا أَعْظَم.
(ونَفَلَ) نَفْلاً: (حَلَفَ) ، وَمِنْهُ
حَديثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهُ: " لَوَدَِدْتُ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ رَضُوا وَنَفَلْناهم خَمْسِين مِنْ بَنِي هاشِم يَحْلِفُون مَا قَتَلْنا عُثْمانَ ولاَ نَعْلَمُ لَهُ قَاتِلاً "، أَيْ: حَلَفْنا لَهُمْ خَمْسِين عَلى البَرَاءَةِ.
وَيُحْكَى أَنَّ الجُمَيْحَ لَقِيَهُ يَزِيدُ بنُ الصَّعِقِ فَقَال لَهُ يَزِيدُ: هَجَوْتَني؟ فَقالَ: لاَ وَاللهِ، قَالَ: فَانْفُلْ، قَالَ: لاَ أَنْفُلُ، فَضَرَبَه يَزِيدُ.
(و) نَفَلَ نَفْلاً: (أَعْطَى نَافِلَةً مِنَ المَعْرُوف. و) نَفَلَ (الإِمَامُ الجُنْدَ: جَعَلَ لَهُم مَا غَنِمُوا) . (والنّافِلَةُ: الغَنِيمَةُ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(فَإِنْ تَكُ أُنْثَى مِنْ مَعَدٍّ كَرِيْمَةً ... عَلَيْنا فَقَدْ أُعْطِيتِ نافِلَةَ الفَضْلِ)

(و) النافلةُ: (العَطِيَّةُ) عَن يَدٍ، قَال لَبيد: لِلَّهِ نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ قَالَ شَمِرٌ: يُرِيد: فَضْل مَا يُنَفِّلُ مِن شَيْءٍ. وَرَجلٌ كثيرُ النَّوافِلِ، أَي: العَطايا والفَواضِل. وكُلُّ عَطِيَّة تَبَرَّعَ بِها مُعْطِيها مِنْ صَدَقَةٍ أَو عَمَلِ خَيْرٍ فَهي نافِلَةٌ.
(و) النافِلَةُ: (مَا تَفْعَلُهُ مِمَّا لَمْ يَجِبْ) عَلَيك، وَمِنْهُ نَافِلَةُ الصَّلاَة، (كالنَّفْلِ) ، سُمِّيت صَلَاة التَّطَوُّع نافِلَةً وَنَفْلاً؛ لِأَنَّها زِيادَةُ أَجْرٍ لَهُمْ عَلى مَا كُتِبَ لَهُم مِن ثَوابِ مَا فُرِضَ عَلَيْهِم، وَمِنْهُ قَولُهُ تَعَالى: {فتهجد بِهِ نَافِلَة لَك} ، قَالَ الفَرّاءُ: لَيْسَت لِأَحَدٍ نافِلَةٌ إِلاَّ لِلْنَبِيِّ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّم - قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّر فَعَمَلُهُ نَافِلَةٌ.
وَقال الزَّجّاج: هذِهِ نافِلَةٌ زِيادَةٌ لِلْنَبِيّ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّم - خاصَّةً لَيْسَتْ لِأَحَدٍ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى - أَمَرَهُ أَنْ يَزْدادَ فِي عِبادَتِهِ عَلَى مَا أَمَرَ بِهِ الخَلْقَ أَجْمَعِين، لِأَنَّهُ فَضَّلَهُ عَلَيْهِم، ثُمَّ وَعَدَهُ أَنْ يَبْعَثَهُ مَقامًا مَحْمُودًا.
(و) النّافِلَةُ: (وَلَدُ الوَلَدِ) ، وَهوَ مِنْ ذلِكَ، لِأَنَّ الأَصْلَ كانَ الوَلَدُ فَصارَ وَلَدُ الوَلَدِ زِيادَةً عَلى الأَصْلِ، قَالَ الله عَزّ وَجَلَ فِي قِصَّة إِبْراهيمَ عَلَيْهِ وَعَلى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاَة والسَّلاَم: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاق وَيَعْقُوب نَافِلَة} ، كَأَنَّهُ قَال: وَهَبْنا لِإِبْراهيمَ إِسْحاقَ فَكانَ كَالفَرْض لَهُ، ثُمَّ قَال: {وَيَعْقُوب نَافِلَة} فالنافِلَة لِيَعْقُوب خاصَّة، لِأَنَّهُ وَلَدُ الوَلَد، أَي: وَهَبْنا لَهُ زِيادَةً عَلَى الفَرْضِ لَهُ، وَذلِكَ أَنَّ إِسْحاقَ وُهِبَ لَهُ بِدُعائِهِ، وَزِيدَ يَعْقُوبُ تَفَضُّلاً.
(والنَّوْفَلُ: البَحْرُ) ، عَن أَبي عَمْروٍ، قَال فِي نَوادِرِهِ: هُوَ اليَمُّ، والقَلَمَّسُ، والنَّوْفَلُ، والمُهْرُقانُ، والدَّأْماءُ، وخُضارَةُ، والأَخْضَرُ، والعُلَيْم والخَسِيفُ. (و) النَّوْفَلُ: (العَطِيَّةُ) ، تُشَبَّهُ بالبَحْرِ.
(و) قَال اللَّيْث: النَّوْفَلُ: (بَعْضُ أَولادِ السِّباعِ، و) قيل: النَّوْفَلُ: (ذَكَرُ الضِّباعِ وابنُ آوَى) ، قَالَهُ ابنُ عَبَّاد.
(و) النَّوْفَلُ: (الشِّدَّةُ) ، عَن ابنِ عَبّادٍ أَيْضًا.
(و) النَّوْفَلُ: (الرَّجُلُ المِعْطاءُ) ، يُشَبَّه بالبَحْرِ، قَال أَعْشَى باهِلَةَ:
(أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها وَيَسْأَلُها ... يَأْبَى الظُّلاَمَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ) وَقَال الكُمَيْتُ يَمْدَحُ رَجُلاً:
(غِياثُ المَضُوعِ رِئابُ الصُّدوعِ ... لَأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ)

(و) النَّوْفَلُ: (الشابُّ الجَمِيلُ) ، عَن ابْن عَبّادٍ.
(و) نَوْفَلُ (بنُ ثَعْلَبَةَ) بنِ عبدِ اللهِ الأَنْصارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، بَدْرِيٌّ، وَقِيلَ: هُوَ: نَوْفَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَسَيَأْتِي.
(و) نَوْفَلُ (بنُ الحَارِثِ) الهاشِمِيُّ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّم -، كانَ أَسَنَّ بَني هاشِمٍ الصَّحابة، ولِأَخِيه المُغِيرَةِ بن الحَارِثِ صُحْبَةٌ أَيْضًا، وَوَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ كانَ أَمِيرَ البَصْرَة أَيّامَ ابنِ الزُّبَيْرِ، وَروي عَنِ ابْن عَبّاسٍ، ولَقَبُهُ بَبَّةُ وابنُه الصَّلْتُ بنُ عَبْدِ اللهِ، رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، ثِقَةٌ.
(و) نَوْفَلُ (بنُ طَلْحَةَ) الأَنْصارِيّ، وَرَدَ فِي شُهودِ كِتابِ العَلاءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ.
(و) نَوْفَلُ (بنُ عَبْدِ اللهِ) بنِ ثَعْلَبَة الخَزْرَجِيُّ، بَدْرِيٌّ مُخْتَلَفٌ فِي نَسَبِهِ، مَرَّ قَريبًا.
(و) نَوْفَلُ (بنُ فَرْوَةَ) الأَشْجَعِيُّ، أَبو فَرْوَة، سَكَنَ الكُوْفَة.
(و) نَوْفَلُ (بنُ مُساحِقٍ) القُرشيُّ العامِرِيُّ، بَقِي إِلى أَوَّل زَمَن عَبْد المَلِك.
(و) نَوْفَلُ (بنُ مُعاوِيَةَ) الدِّيْلِيُّ، شَهِدَ الفَتْحَ وتُوفِّيَ بالمَدينَة زَمَنَ يَزِيدَ: (صَحابِيُّون) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم. قَالَ ابنُ فَهْد: الصَّواب أَنّ الصُّحْبَةَ لِجَدّه نَوْفَل بن مُساحِقٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بن مَخْرَمَة، وَأَمَّا هُوَ فتابِعِيٌّ، رَوَى عَن عُمَرَ وسَعِيدِ بنِ زَيْد، وَعَنْهُ عُمَرُ بنُ عَبْد العَزِيز وطائفةٌ. قلت: وَرَوى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُهُ عَبْدُ المَلِكِ وصَالِحُ بنُ كَيْسانَ، ثقةٌ، وَلِيَ قَضَاءَ المَدِينَة.
(و) النَّوْفَلَةُ (بِهاءٍ: المَمْلَحَةُ) كَذَا هُوَ نَصّ التَّهْذِيب والصحاح، وَفِي بعض الْأُصُول: المَمْحَلَةُ، وَقَالَ الأَزْهَريّ: لاَ أَعْرِفُ النَّوْفَلَة بِهذا المَعْنَى. (وانْتَفَلَ: طَلَبَ) ، عَن ثَعْلَب.
(و) انْتَفَلَ (مِنْهُ: تَبَرَّأَ) ، وَمِنْهُ حَديث ابنِ عُمَرَ:
" إِنَّ فُلانًا انْتَفَلَ مِنْ وَلَدِهِ "،
(و) انْتَفَلَ مِنَ الشَّيْء مِثْل (انْتَفَى) مِنْهُ، قَالَ أَبو عُبَيْد: كَأَنَّهُ إِبْدالٌ مِنْهُ، قَالَ الأَعْشَى:
(لَئِنْ مُنِيْتَ بِنا عَن جِدِّ مَعْرَكَةٍ ... لاَ تُلْفِنا عَن دِماءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ)
(والتَّنْفِيلُ: التَّحْلِيفُ) يُقالُ: نَفَّلَهُ فَنَفَلَ، أَي: حَلَّفَهُ فَحَلَفَ، وَبِهِ فُسِّرَ أَيْضًا حَدِيثُ عَلِيٍّ السَّابِقُ.
(و) التَّنْفِيلُ: (الدَّفْعُ عَن صاحِبِكَ) ، يُقالُ: نَفَّلْتُ عَن فُلاَنٍ مَا قِيلَ فِيهِ تَنْفِيلاً: إِذا نَضَحْتَ عَنْهُ وَدَفَعْتَهُ، قَالَهُ أَبُو سَعِيد.
(وَتَنَفَّلَ) فُلاَنٌ: (صَلَّى النَّوَافِلَ كانْتَفَلَ) ، وَهَذِه عَن ابْن عَبّاد.
(و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت: تَنَفَّلَ فُلاَنٌ (عَلَى أَصْحابِهِ: أَخَذَ مِمّا أَخَذُوا مِنَ الغَنِيمَةِ) ، وَفِي الأَساس: أَخَذَ مِنَ النَّفَل أَكْثَرَ.
(والنَّفْلُ: البَرْدُ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) نُفَيْلٌ، (كَزُبَيْرٍ: اسمٌ) ، قَالَ أَبو حَنيفة: سُمِّيَ بِالنَّفَلِ الَّذِي هوَ النَّبْت.
(والنَّوْفَلِيَّةُ: شيءٌ من صُوفٍ) يكونُ فِي غِلَظٍ، أَقَلَّ من الساعِدِ، ثُمَّ يُخْشَى، ويُعْطَفُ، ثُمَّ (تَخْتَمِرُ عَلَيْهِ نِساءُ العَرَبِ) ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ وَأَنْشَد لجِرانِ العَوْد: (أَلاَ لاَ تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ ... عَلى الرَّأْسِ بَعْدِي والتَّرائِبُ وُضَّحُ)

(وَلاَ فَاحِمٌ يُسْقَى الدِّهانَ كَأَنَّه ... أَساوِدُ يَزْهاها مَعَ اللَّيْلِ أَبْطَحُ)

(و) أَنْشَدَ شَمِرٌ لِلْعُقَيْلِيَّة:
(لَمَّا رَأَيْتُ سَنَةً جَمادَا ... )

(أَخَذْتُ فَأْسِي أَقْطَعُ القَتادَا ... )

(رَجاءَ أَنْ أُنْفِلَ أَو أَزْدادَا ... )
قالَ: فَقِيلَ لَها: مَا الإِنْفالُ؟ ، قالَتْ: (الإِنْفَالُ: أخْذُ الفَأْسِ لِقَطْعِ القَتَادِ لِإِبِلِهِ) لِأَنْ تَنْجُوَ مِنَ السَّنَةِ، فَيَكُونُ لَهُ فَضْلٌ عَلى مَنْ لَمْ يَقْطَعِ القَتادَ لِإِبِنِهِ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قَالَ شَمِرٌ: أَنْفَلْتُ فُلانًا وَنَفَلْتُه: أَعْطَيْتُه نافِلَةً مِنَ المَعْرُوف. ونَفَّلْتُه: سَوَّغْتُ لَهُ مَا غَنِمَ. والنَّفَلُ، مُحَرَّكَةً: التَّطَوُّعُ، عَن ابْن الأَعْرابيّ. والنَّفْلُ، بِالفَتْحِ، وَيُحَرَّكُ: الزِّيادَةُ. ونَفَّلَهُ تَنْفِيلاً: زادَهُ مِنَ النّافِلَةِ. وَنَفَّلَهُ تَنْفِيلاً: فَضَّلَهُ عَلى غَيْرِه، وَيُقالُ: نَفِّلُوا أَكْبَرَكُمْ، أَي: زِيْدُوهُ عَلَى حِصَّتِهِ.
والنَّوْفَلُ: مَنْ يَنْفِي عَنْهُ الظُّلْمَ مِنْ قَوْمِهِ، أَي: يَدْفَع، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَعْشَى باهِلَةَ السَّابِقُ.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقالُ: قَالَ لِي قَوْلاً فَانْتَفَلْتُ مِنْهُ، أَي: أَنْكَرْتُ أَنْ أَكُونَ فَعَلْتُه.
وَالنَّفْلُ: النَّفْيُ، عَن أَبي عَمْرو.
والنّافِلُ: النّافِي، فَيُقالُ: نَفَلَ الرَّجُلَ عَنْ نَسَبِهِ: إِذا نَفَاهُ، وَيُقالُ: انْفُلْ عَنْ نَفْسِكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، أَي: انْفِ مَا قِيلَ فِيكَ. وَسُمِّيَت اليَمِينُ فِي القَسامَة نَفْلاً؛ لِأَنَّ القِصاصَ يُنْفَى بِها. وانْتَفَلَ: اعْتَذَرَ. وَأَنْفَلَ لَهُ: حَلَفَ، كَانْتَفَل. والنَّوْفَلِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ الامْتِشاطِ، حَكاهُ ابنُ جِنِّي عَنِ الفَارِسِيّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَولُ جِرانِ العَوْد السَّابِقُ، وَكَذلِكَ رُوِيَ " يَغُرَّنَّ " بِلَفْظِ التَّذْكِير، وَهْوَ أَعْذَر مِنْ قَوْلِهِم: حَضَر القاضِيَ امرأةٌ؛ لِأَنَّ تَأْنِيثَ المِشْطَةِ غَيْرُ حَقِيقِيّ. وَفِي الحَدِيثِ:
" إِيَّاكمْ والخَيْلَ المُنَفِّلَةَ "، قَالَ ابْنُ الأَثِير كَأَنَّهُ مِنَ النَّفَلِ الغَنِيمَةِ، أَيْ: الَّذِينَ قَصْدُهُم مِنَ الغَزْوِ المَالُ والغَنِيمةُ دُونَ غَيْرِهما، أَو مِنَ النَّفْلِ، وَهُم المُتَبَرِّعُونَ بالغَزْوِ، الَّذِينَ لاَ يُقاتِلُونَ قِتالَ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الدِّيوان. وَنَوْفَلُ بنُ عَبْدِ العُزَّى وَالِدُ وَرَقَة: مشهورٌ. وَنَوْفَلُ بنُ عَبْدِ المَلِك الهاشِمِيُّ، رَوَى عَنْ أَبِيه، وَعَنْهُ إِبْراهيمُ بنُ أَبي يَحْيَى. وَأَبُو عَمْرٍ وسَعِيدُ بنُ حَفْصِ بن عَمْرِو بن نُفَيْلٍ الحَرّانِيّ النُّفَيْلِيّ، عَنْ مَعْقِلِ بن سَعِيدٍ، وَعَنْهُ الحَسَنُ بن سُفْيانَ، تُوفّي سنة 237. وَابْنُ أُخْتِهِ أَبو جَعْفَر عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بِن عَلِيّ بن نُفَيْلٍ النُّفَيْلِيّ: مِنْ شُيُوخِ (البُخَارِيّ وَمُسْلِم) . وَأَبو مُحَمّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ بنِ حازِمٍ النُّفَيْلِيّ البَصْرِيّ الأَصْبَهانِيّ، عَنْ عَلِيِّ بن الجَعْدِ، وكامِلِ بنِ طَلْحَة، مَاتَ سنة 291.
النفل: لغةً: اسم للزيادة، ولهذا سميت الغنيمة نفلًا لأنه زيادة على ما هو المقصود من شرعية الجهاد وهو إعلاء كلمة الله وقهر أعدائه، وفي الشرع اسم لما شرع زيادة على الفرائض والواجبات وهو المسمى بالمندوب والمستحب والتطوع.
باب الّلام والنّون والفاء معهما ن ف ل، ف ل ن مستعملان فقط

نفل: النَّفَلُ: الغُنْمُ، والجميعُ: الأَنْفال. ونفّلْت فُلاناً: أعطيته نَفَلاً وغُنْما. والإمامُ ينفِّلُ الجُنْد، إذا جعل لهم ما غَنِموا. والنّافِلةُ: العطيّة يُعطيها تَطوُّعاً بعد الفريضة من صَدَقةٍ أو صلاحٍ أو عَمَلِ خيرٍ. والنّافلة: ولدُ الوَلد. والنَّفل: ضربٌ من النّبات من دِقِّ الشَّجَر. والنَّوْفلُ: السّيّد من الرِّجال. ويُقال لبَعْض السِّباع: نَوْفَل. والانتِفالُ: شبه الانتفاء، وهو التَّنَصُّل من الأمر، يقال: قال لي فُلانٌ قولاً فانتفلتُ منه، أي: أنكرتُ أن أكونَ فَعَلْته. وانتفل فُلانٌ من بني فُلانٍ، أي: انتفل. وانتفل من معونتهم ونَصْرهم، قال:

أمُنْتِفلاً من نصر بُهْثَةَ خِلْتني ... ألا إنّني منهم وإن كنت أينما

والنوفلة: المَمْلحة.

فلن: أمّا فلان فيقال في تقديره: فُعال، وتَصغيرُه: فُلَيْنٌ. وبعضٌ يقول: هو في الأصل: فُعْلانٌ حذفت منه واوٌ أو ياءٌ، كما حُذِفَتْ من الإنسان، وتصغيرُه في هذا القول: فُلَيّان، وحُجّتُهم في قولهم: فُل بن فُل، كقولهم: هيّ بن بيّ، وهيّان بن بيّان. وفلانٌ وفُلانة: كناية عن أسماء النّاس، معرفة، لا يَحْسُنُ فيه الألف واللاّم، ويُقال: هذا فلانٌ آخر، لأنّه لا نكرةَ له، ولكنّ العْرب إذا سَمّوا به الإبل قالوا: هذا الفلان، وهذه الفُلانة، فإِذا نسبتَ قلت: فُلانٌ الفُلانيّ لأنّ كلّ اسم يُنْسب إليه فإِنّ الياء تلحقه تُصيِّرُهُ نكرة، وبالألف واللاّم يصير معرفةً في كلِّ شيء.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.