Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=73635#7ee53b
(ازدان) حسن وجمل
زين: الزَّيْنُ: خلافُ الشَّيْن، وجمعه أَزْيانٌ؛ قال حميد بن ثور:
تَصِيدُ الجَلِيسَ
بأَزْيَانِها ودَلٍّ أَجابتْ عليه الرُّقَى
زانه زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه، على الأَصل، وتَزَيَّنَ هو وازْدانَ
بمعنًى، وهو افتعل من الزِّينةِ إلاَّ أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها ولم
توافق الزاي لشدتها، أَبدلوا منها دالاً، فهو مُزْدانٌ، وإن أَدغمت قلت
مُزّان، وتصغير مُزْدان مُزَيَّنٌ، مثل مُخَيَّر تصغير مُختار، ومُزَيِّين
إن عَوَّضْتَ كما تقول في الجمع مَزَاينُ ومَزَايِين، وفي حديث خُزَيمة:
ما منعني أَن لا أَكون مُزْداناً بإعلانك أَي مُتَزَيِّناً بإعلان أَمرك،
وهو مُفْتَعَلٌ من الزينة، فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي. قال
الأَزهري: سمعت صبيّاً من بني عُقَيلٍ يقول لآخر: وجهي زَيْنٌ ووجهك شَيْنٌ؛
أَراد أَنه صبيح الوجه وأَن الآخر قبيحه، قال: والتقدير وجهي ذو زَيْنٍ
ووجهك ذو شَيْنٍ، فنعتهما بالمصدر كما يقال رجل صَوْمٌ وعَدْل أَي ذو عدل.
ويقال: زانه الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً. قال محمد بن حبيب: قالت أَعرابية
لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في غير سمان، قال:
تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ، وزانَه وزَيَّنَه بمعنى؛ وقال المجنون:
فيا رَبِّ، إذ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى،
فزِنِّي لِعَيْنَيْها كما زِنْتَها لِيَا
وفي حديث شُرَيح: أَنه كان يُجِيزُ من الزِّينة ويَرُدُّ من الكذب؛ يريد
تَزْيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أَو في صفتها.
ورجل مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشعر، والحَجَّامُ مُزَيِّن؛ وقول ابن
عَبْدَلٍ الشاعر:
أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ،
كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟
يعني عُرْفه. وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بالنبات وازَّيَّنَتْ وازْدانــتِ
ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ
وبَهُجَتْ، وقد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخيرة. وقالوا: إذا طلعت الجَبْهة
تزينت النخلة. التهذيب: الزِّينة اسم جامع لكل شيء يُتَزَيَّن به.
والزِّينَةُ: ما يتزين به. ويومُ الزِّينةِ: العيدُ. وتقول: أَزْيَنَتِ الأَرضُ
بعُشبها وازَّيَّنَتْ مثله، وأَصله تَزَيَّنَت، فسكنت التاء وأُدغمت في
الزاي واجتلبت الأَلف ليصح الابتداء. وفي حديث الاستسقاء قال: اللهم أَنزل
علينا في أَرضنا زِينتَها أَي نباتَها الذي يُزَيّنها. وفي الحديث:
زَيِّنُوا القرآن بأَصواتكم؛ ابن الأَثير: قيل هو مقلوب أَي زينوا أَصواتكم
بالقرآن، والمعنى الهَجُوا بقراءته وتزَيَّنُوا به، وليس ذلك على تطريب
القول والتحزين كقوله: ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن أَي يَلْهَجْ
بتلاوته كما يَلْهَج سائر الناس بالغِناء والطَّرب، قال هكذا قال الهَرَوِيّ
والخَطَّابي ومن تَقَدَّمهما، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه
الحث على الترتيل الذي أَمر به في قوله تعالى: ورَتِّلِ القرآنَ ترتيلاً؛
فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لا للقرآن، كما يقال: ويل للشعر من رواية
السَّوْءِ، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر، فكأَنه تنبيه للمقصر في
الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأَداء وحث لغيره على التوقي
من ذلك، فكذلك قوله: زينوا القرآن بأَصواتكم، يدل على ما يُزَيّنُ من
الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أَراد بالقرآن القراءة، وهو مصدر
قرأَ يقرأُ قراءة وقُرْآناً أَي زينوا قراءتكم القرآن بأَصواتكم، قال:
ويشهد لصحة هذا وأَن القلب لا وجه له حديث أَبي موسى: أَن النبي، صلى الله
عليه وسلم، اسْتَمع إلى قراءته فقال: لقد أُوتِيت مِزْماراً من مزامير آل
داود، فقال: لو علمتُ أَنك تسمع لحَبَّرْتُه لك تحبيراً أَي حسَّنت
قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك تأْييداً لا شبهة فيه حديث ابن عباس: أَن رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل شيء حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ القرآن حُسْنُ
الصوت. والزِّيْنَةُ والزُّونَة: اسم جامع لما تُزُيِّنَ به، قلبت الكسرة
ضمة فانقلبت الياء واواً. وقوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينَتَهن إلا ما
ظهر منها؛ معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمِخْنقة والخَلْخال
والدُّمْلُج والسِّوار والذي يظهر هو الثياب والوجه. وقوله عز وجل: فخرج على قومه
في زينته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه خرج هو وأَصحابه وعليهم وعلى
الخيل الأُرْجُوَانُ، وقيل: كان عليهم وعلى خيلهم الدِّيباجُ الأَحمر.
وامرأَة زَائنٌ: مُتَزَيِّنَة. والزُّونُ: موضع تجمع فيه الأَصنام
وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ. والزُّونُ: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله عز وجل
لأَنه يُزَيَّنُ، والله أَعلم.
طرز: الطِّرْزُ: البَزُّ والهيئة. والطِّرْز: بيت إِلى الطول، فارسي،
وقيل: هو البيت الصَّيْفِيُّ. قال الأَزهري: أُراه معرباً وأَصله تِرْزٌ.
والطِّراز: ما ينسج من الثياب للسلطان، فارسي أَيضاً. والطِّرْز
والطِّراز: الجيّد من كل شيء. الليث: الطِّراز معروف هو الموضع الذي تنسج فيه
الثياب الجِيادُ، وقيل: هو معرب وأَصله التقدير المستوي بالفارسية، جعلت
التاء طاء، وقد جاء في الشعر العربي؛ قال حسان بن ثابت الأَنصاري يمدح
قوماً:بيضُ الوُجُوه كَرِيمَةٌ أَحْسابُهم،
شُمُّ الأُنُوف من الطِّرازِ الأَوَّلِ
والطِّراز: عَلَمُ الثوب، فارسيّ معرّب. وقد طَرَّزَ الثوبَ، فهو
مُطرَّز. ابن الأَعرابي: الطَّرْز والطِّرز الشَّكْل، يقال: هذا طِرْزُ هذا أَي
شكله، ويقال للرجل إِذا تكلم بشيء جيد استنباطاً وقَرِيحَةً: هذا من
طِرازِه. وروي عن صَفِيَّةَ، رضي الله عنها، أَنها قالت لزوجات النبي، صلى
الله عليه وسلم: مَنْ فيكُنَّ مِثْلي؟ أَبي نبيّ وعمّي نبي وزوجي نبي،
وكان، صلى الله عليه وسلم، علمها لِتَقُولَ ذلك، فقالت لها عائشة، رضي الله
عنها: ليس هذا من طِرازك أَي من نَفْسِك وقَرِيحَتِك.
ابن الأَعرابي: الطَّرز الدفع باللَّكْز، يقال: طَرَزَه طَرْزاً إِذا
دفعه.
خيل: خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً
وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ
يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر،
فإِن ابتدأْت بها أَعْمَلْت، وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بالخيار بين
الإِعمال والإِلغاء؛ قال جرير في الإِلغاء:
أَبِالأَراجيز يا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني،
وفي الأَراجيز، خِلْتُ، اللؤْمُ والخَوَرُ
قال ابن بري: ومثله في الإِلغاء للأَعشى:
وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّة،
عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا
وفي الحديث: ما إِخالُك سَرَقْت أَي ما أَظنك؛ وتقول في مستقبله:
إِخالُ، بكسر الأَلف، وهو الأَفصح، وبنو أَسد يقولون أَخال، بالفتح، وهو
القياس، والكسر أَكثر استعمالاً. التهذيب: تقول خِلْتُه زيداً إِخَاله وأَخَاله
خيْلاناً، وقيل في المثل: من يَشْبَعْ يَخَلْ، وكلام العرب: من يَسْمَعْ
يَخَلْ؛ قال أَبو عبيد: ومعناه من يسمع أَخبار الناس ومعايبهم يقع في
نفسه عليهم المكروه، ومعناه أَن المجانبة للناس أَسلم، وقال ابن هانئ في
قولهم من يسمع يَخَلْ: يقال ذلك عند تحقيق الظن، ويَخَلْ مشتق من تَخَيَّل
إِلى. وفي حديث طهفة: نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام؛ واستحال
الجَهَام أَي نظر إِليه هل يَحُول أَي يتحرك. واستخلت الرِّهَام إِذا
نظرت إِليها فخِلْتَها ماطرة. وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه
وتفرَّسه. وخَيَّل عليه: شَبَّه. وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا
يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل. وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل. وفلان يَمْضي
على المُخَيَّل أَي على ما خَيَّلت أَي ما شبهت يعني على غَرَر من غير
يقين، وقد يأْتي خِلْتُ بمعنى عَلِمت؛ قال ابن أَحمر:
ولَرُبَّ مِثْلِك قد رَشَدْتُ بغَيِّه،
وإِخالُ صاحبَ غَيِّه لم يَرْشُد
قال ابن حبيب: إِخالُ هنا أَعلم. وخَيَّل عليه تخييلاً: وَجَّه
التُّهمَة إِليه.
والخالُ: الغَيْم؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
باتت تَشِيم بذي هرون من حَضَنٍ
خالاً يُضِيء، إِذا ما مُزْنه ركَدَا
والسحابة المُخَيِّل والمُخَيِّلة والمُخِيلة: التي إِذا رأَيتها
حَسِبْتها ماطرة، وفي التهذيب: المَخِيلة، بفتح الميم، السحابة، وجمعها
مَخايِل، وقد يقال للسحاب الخالُ، فإِذا أَرادوا أَن السماء قد تَغَيَّمت قالوا
قد أَخالَتْ، فهي مُخِيلة، بضم الميم، وإِذا أَرادوا السحابة نفسها قالوا
هذه مَخِيلة، بالفتح. وقد أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ
وتَخَيَّلَتْ: تهيَّأَت للمطر فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، فإِذا وقع المطر ذهب
اسم التَّخَيُّل. وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِيلة.
وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت. التهذيب: يقال خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا
أَغامتْ ولم تُمْطِر. وكلُّ شيء كان خَلِيقاً فهو مَخِيلٌ؛ يقال: إِن فلاناً
لمَخِيل للخير. ابن السكيت: خَيَّلَت السماءُ للمطر وما أَحسن مَخِيلتها
وخالها أَي خَلاقَتها للمطر. وقد أَخالتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخايَلَتْ
إِذا كانت تُرْجى للمطر. وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها إِذا
رأَيتها مُخِيلة للمطر. والسحابة المُخْتالة: كالمُخِيلة؛ قال كُثَيِّر بن
مُزَرِّد:
كاللامعات في الكِفاف المُخْتال
والخالُ: سحاب لا يُخُلِف مَطَرُه؛ قال:
مثل سحاب الخال سَحّاً مَطَرُه
وقال صَخْر الغَيّ:
يُرَفِّع للخال رَيْطاً كَثِيفا
وقيل: الخالُ السحاب الذي إِذا رأَيته حسبته ماطراً ولا مَطَر فيه. وقول
طَهْفة: تَسْتخيل الجَهام؛ هو نستفعل من خِلْت أَي ظننت أَي نظُنُّه
خَلِيقاً بالمَطَر، وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها. التهذيب: والخالُ
خالُ السحابة إِذا رأَيتها ماطرة. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان إِذا
رأَى في السماء اخْتِيالاً تغيَّر لونُه؛ الاخْتِيال: أَن يُخال فيها
المَطَر، وفي رواية: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا رأَى مَخِيلة
أَقْبَل وأَدْبَر وتغير؛ قالت عائشة: فذكرت ذلك له فقال: وما يدرينا؟
لعله كما ذكر الله: فلما رَأَوْه عارضاً مُسْتقبل أَودِيَتهم قالوا هذا
عارض مُمْطِرنا، بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم. قال ابن
الأَثير: المَخِيلة موضع الخَيْل وهو الظَّنُّ كالمَظِنَّة وهي السحابة الخليقة
بالمطر، قال: ويجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمَخِيلة التي هي مصدر
كالمَحْسِبة من الحَسْب. والخالُ: البَرْقُ، حكاه أَبو زياد ورَدَّه عليه أَبو
حنيفة. وأَخالتِ الناقة إِذا كان في ضَرْعها لَبَن؛ قال ابن سيده: وأُراه
على التشبيه بالسحابة. والخالُ: الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حين
يَبْرُق، وفي التهذيب: تشبيهاً بالخال وهو السحاب الماطر. والخالُ
والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلة والمَخِيلة، كُلُّه:
الكِبْر. وقد اخْتالَ وهو ذو خُيَلاءَ وذو خالٍ وذو مَخِيلة أَي ذو كِبْر. وفي
حديث ابن عباس: كُلْ ما شِئْت والْبَسْ ما شِئْت ما أَخطأَتك خَلَّتانِ:
سَرَفٌ ومَخِيلة. وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: البِرُّ أَبْقى لا
الخال. يقال: هو ذو خالٍ أَي ذو كِبر؛ قال العجاج:
والخالُ ثوبٌ من ثياب الجُهَّال،
والدَّهْر فيه غَفْلة للغُفَّال
قال أَبو منصور: وكأَن الليث جعل الخالَ هنا ثوباً وإِنما هو الكِبْر.
وفي التنزيل العزيز: إِن الله لا يُحِبُّ كل مُخْتالٍ فَخُور؛ فالمُخْتال:
المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الذي
يَأْنَف من ذوي قَرابته إِذا كانوا فقراء، ومن جِيرانه إِذا كانو كذلك،
ولا يُحْسن عِشْرَتَهم ويقال: هو ذو خَيْلة أَيضاً؛ قال الراجز:
يَمْشي من الخَيْلة يَوْم الوِرْد
بَغْياً، كما يَمْشي وَليُّ العَهْد
وفي الحديث: من جَرّ ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إِليه؛ الخُيَلاء
والخِيَلاء، بالضم والكسر: الكِبْر والعُجْب، وقد اخْتال فهو مُخْتال. وفي
الحديث: من الخُيَلاء ما يُحِبُّه الله في الصَّدقة وفي الحَرْب، أَما
الصدقة فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السخاء فيُعْطِيها طَيِّبةً بها نفسُه ولا
يَسْتَكثر كثيراً ولا يُعْطي منها شيئاً إِلا وهو له مُسْتَقِلّ، وأَما
الحرب فإِنه يتقدم فيها بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان؛ ومنه الحديث: بئس
العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واخْتال هو تَفَعَّل وافْتَعَل منه. ورَجُلٌ
خالٌ أَي مُخْتال؛ ومنه قوله:
إِذا تَحَرَّدَ لا خالٌ ولا بَخِل
قال ابن سيده: ورجلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ، على القَلْب، ومُخْتالٌ
وأُخائِلٌ ذو خُيَلاء مُعْجب بنفسه، ولا نظير له من الصفات إِلا رجل أُدابِرٌ
لا يَقْبل قول أَحد ولا يَلْوي على شيء، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه
يَقْطَعُها، وقد تَخَيَّل وتَخايَل، وقد خالَ الرجلُ، فهو خائل؛ قال
الشاعر:فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا،
وإِن كُنْتَ للخالِ فاذْهَب فَخَلْ
وجمع الخائل خالةٌ مثل بائع وباعةٍ؛ قال ابن بري: ومثله سائق وساقة
وحائك وحاكة، قال: وروي البيت فاذهب فخُلْ، بضم الخاء، لأَن فعله خال يخول،
قال: وكان حقه أَن يُذكر في خول، وقد ذكرناه نحن هناك؛ قال ابن بري:
وإِنما ذكره الجوهري هنا لقولهم الخُيَلاء، قال: وقياسه الخُوَلاء وإِنما قلبت
الواو فيه ياء حملاً على الاخْتِيال كما قالوا مَشِيبٌ حيث قالوا شِيبَ
فأَتبعوه مَشِيباً، قال: والشاعر رجل من عبد
القيس؛ قال: وقال الجُمَيْح بن الطَّمَّاح الأَسدي في الخال بمعنى
الاختيال:
ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها،
وفَقَدْتُ راحِيَ في الشباب وخالي
التهذيب: ويقال للرجل المختال خائل، وجمعه خالة؛ ومنه قول الشاعر:
أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبه،
وقد بَرِئْتُ فما بالنَّفْسِ من قَلَبه
(* قوله «الخلبة» قال شارح القاموس: يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده
الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة).
أَراد بالخالة جمع الخائل وهو المُخْتال الشابُّ. والأَخْيَل:
الخُيَلاء؛ قال:
له بعد إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل
واخْتالَت الأَرضُ بالنبات: ازْدانَــتْ. ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة
ومُتَخايِلة إِذا بلغ نَبْتُها المَدى وخرج زَهرُها؛ قال الشاعر:
تأَزَّر فيه النَّبْت حتى تَخَيَّلَتْ
رُباه، وحتى ما تُرى الشاء نُوَّما
وقال ابن هَرْمَة:
سَرا ثَوْبَه عنك الصِّبا المُتخايِلُ
ويقال: ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة، وقد تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها
أَن يُرْعى. والخالُ: الثوب الذي تضعه على الميت تستره به، وقد خَيَّلَ
عليه. والخالُ: ضَرْبٌ من بُرود اليَمن المَوْشِيَّة. والخالُ: الثوب
الناعم؛ زاد الأَزهري: من ثياب اليمن؛ قال الشماخ:
وبُرْدانِ من خالٍ وسبعون درهماً،
على ذاك مقروظٌ من الجلد ماعز
والخالُ: الذي يكون في الجسد. ابن سيده: والخالُ سامَة سوداء في البدن،
وقيل: هي نُكْتة سوداء فيه، والجمع خِيلانٌ. وامرأَة خَيْلاء ورجل
أَخُيَل ومَخِيلٌ ومَخْيول ومَخُول مثل مَقُول من الخال أَي كثير الخِيلان، ولا
فِعْلَ له. ويقال لما لا شخص له شامَةٌ، وما له شخص فهو الخالُ، وتصغير
الخالِ خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل ومَخْيول، وخُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول.
وفي صفة خاتم النبوَّة: عليه خِيلانٌ؛ هو جمع خال وهي الشامَة في الجسد.
وفي حديث المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: كثير خِيلانِ الوجه.
والأَخْيَل: طائر أَخضر وعلى جناحيه لُمْعَة تخالف لونه، سُمِّي بذلك
للخِيلان، قال: ولذلك وجَّهه سيبويه على أَن أَصله الصفة ثم استعمل استعمال
الأَسماء كالأَبرق ونحوه، وقيل: الأَخْيَل الشِّقِرَّاق وهو مشؤوم، تقول
العرب: أَسأَم من أَخْيَل؛ قال ثعلب: وهو يقع على دَبَر البعير، يقال
إِنه لا ينقُر دَبَرة بعير إِلا خزل ظَهْره، قال: وإِنما يتشاءَمون به
لذلك؛ قال الفرزدق في الأَخيل:
إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه، ابْنَ مُدْرِكٍ،
فلُقِّيتِ من طير اليَعاقيبِ أَخْيَلا
قال ابن بري: الذي في شعره من طير العراقيب أَي ما يُعَرْقِبُك
(* قوله
«أَي ما يعرقبك» عبارة الصاغاني في التكملة: والعراقيب ارض معروفة) يخاطب
ناقته، ويروى: إِذا قَطَنٌ أَيضاً، بالرفع والنصب، والممدوح قَطَن بن
مُدْرِك الكلابي، ومن رفع ابن جَعَله نعتاً لقَطَن، ومن نصبه جَعَله بدلاً
من الهاء في بلغتنيه أَو بدلاً من قَطَن إِذا نصبته؛ قال ومثله:
إِذا ابن موسى بلالاً بلغته
برفع ابن وبلال ونصبهما، وهو ينصرف في النكرة إِذا سَمِّيْت به، ومنهم
من لا يصرفه في المعرفة ولا في النكرة، ويجعله في الأَصل صفة من
التَّخَيُّل، ويحتج بقول حسَّان بن ثابت:
ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي،
فما طائري فيها عليكِ بِأَخْيَلا
وقال العجاج:
إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل
قال شمر: الأَخْيَل يَفِيل نصف النهار، قال الفراء: ويسمى الشاهين
الأَخْيَل، وجمعه الأَخايل؛ وأَما قوله:
ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ،
ومَعِي شَبابٌ كلهم أَخْيَل
فقد يجوز أَن يعني به هذا الطائر أَي كلهم مثل الأَخيل في خِفَّتِه
وطُموره. قال ابن سيده: وقد يكون المُخْتال، قال: ولا أَعرفه في اللغة، قال:
وقد يجوز أَن يكون التقدير كُلُّهم أَخْيَل أَي ذو اختيال.
والخَيال: خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إِلى ظِلِّ نفسه فيرى أَنه
صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عليه ولا يجد شيئاً، وهو خاطف ظِلِّه.
والأَخْيَل أَيضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قال الراجز:
أَشكو إِلى الله انْثِناءَ مِحْمَلي،
وخَفَقان صُرَدِيَ وأَخْيَلي
والصُّرَدان: عِرْقان تحت اللسان.
والخالُ: كالظَّلْع والغَمْز يكون بالدابة، وقد خالَ يَخال خالاً، وهو
خائل؛ قال:
نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً،
تَشْكو الكَلال، وتشكو من أَذى الخال
وفي رواية: من حَفا الخال. والخالُ: اللِّواءُ يُعْقد للأَمير. أَبو
منصور: والخالُ اللِّواء الذي يُعْقَد لولاية والٍ، قال: ولا أُراه سُمِّي
خالاً إِلاَّ لأَنه كان يُعْقَد من برود الخال؛ قال الأَعشى:
بأَسيافنا حتى نُوَجِّه خالها
والخالُ: أَخو الأُم، ذكر في خول. والخالُ: الجَبَل الضَّخْم والبعير
الضخم، والجمع خِيلانٌ؛ قال:
ولكِنَّ خِيلاناً عليها العمائم
شَبَّههم بالإِبل في أَبدانهم وأَنه لا عقول لهم. وإِنه لمَخِيلٌ للخير
أَي خَلِيق له. وأَخالَ فيه خالاً من الخير وتَخَيَّل عليه تَخَيُّلاً،
كلاهما: اختاره وتفرَّس فيه الخير. وتَخَوَّلت فيه خالاً من الخير
وأَخَلْتُ فيه خالاً من الخير أَي رأَيت مَخِيلتَه.
وتَخَيَّل الشيءُ له: تَشَبَّه. وتَخَيَّل له أَنه كذا أَي تَشَبَّه
وتخايَل؛ يقال: تُخَيَّلته فَتَخَيَّل لي، كما تقول تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر،
وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن، وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق. والخَيَال
والخَيَالة: ما تَشَبَّه لك في اليَقَظة والحُلُم من صورة؛ قال الشاعر:
فلَسْتُ بنازِلٍ إِلاَّ أَلَمَّتْ،
برَحْلي، أَو خَيالَتُها، الكَذُوب
وقيل: إِنما أَنَّث على إِرادة المرأَة. والخَيال والخَيالة: الشخص
والطَّيْف. ورأَيت خَياله وخَيالته أَي شخصه وطَلعْته من ذلك. التهذيب:
الخَيال لكل شيء تراه كالظِّل، وكذلك خَيال الإِنسان في المِرآة، وخَياله في
المنام صورة تِمْثاله، وربما مَرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خَيال، يقال:
تَخَيَّل لي خَيالُه. الأَصمعي: الخَيال خَشَبة توضع فيلقى عليها الثوب
للغنم إِذا رآها الذئب ظن أَنه إِنسان؛ وأَنشد:
أَخٌ لا أَخا لي غيره، غير أَنني
كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بلا فكر
وراعِي الخَيال: هو الرَّأْل، وفي رواية: أَخي لا أَخا لي بَعْده؛ قال
ابن بري: أَنشده ابن قتيبة بلا فَكْر، بفتح الفاء، وحكي عن أَبي حاتم أَنه
قال: حدثني ابن سلام الجُمَحي عن يونس النحوي أَنه قال: يقال لي في هذا
الأَمر فَكْرٌ بمعنى تَفَكُّر. الصحاح: الخَيال خَشَبة عليها ثياب سود
تُنْصب للطير والبهائم فتظنه إِنساناً. وفي حديث عثمان: كان الحِمَى سِتَّة
أَميال فصار خَيال بكذا وخَيال بكذا، وفي رواية: خَيال بإِمَّرَةَ
وخيَال بأَسْوَدَ العَيْن؛ قال ابن الأَثير: وهما جَبَلان؛ قال الأَصمعي:
كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما
داخلها حِمىً من الأَرض، وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على
المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه؛ وقول الراجز:
تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ،
كأَنَّها خِيلانُ راع مُحْتَظِر
أَراد بالخِيلان ما يَنْصِبه الراعي عند حَظِيرة غنمه. وخَيَّل للناقة
وأَخُيَل: وَضَع لولدها خَيالاً ليَفْزَع منه الذئب فلا يَقْرَبه.
والخَيال: ما نُصِب في الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فلا تُقْرَب. وقال الليث: كل
شيء اشتبه عليك، فهو مُخيل، وقد أَخالَ؛ وأَنشد:
والصِّدْقُ أَبْلَجُ لا يُخِيل سَبِيلُه،
والصِّدْق يَعْرِفه ذوو الأَلْباب
وقد أَخالتِ الناقةُ، فهي مُخِيلة إِذا كانت حَسَنة العَطَل في ضَرْعها
لَبن. وقوله تعالى: يُخَيَّل إِليه من سحرهم أَنها تَسْعَى؛ أَي
يُشْبَّه. وخُيِّل إِليه أَنه كذا، على ما لم يُسَمَّ فاعله: من التخييل
والوَهْم. والخَيال: كِساء أَسود يُنْصَب على عود يُخَيَّل به؛ قال ابن
أَحمر:فلما تَجَلَّى ما تَجَلَّى من الدُّجى،
وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخَيَّل
والخَيْل: الفُرْسان، وفي المحكم: جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه؛
قال أَبو عبيدة: واحدها خائل لأَنه يَخْتال في مِشْيَتِه، قال ابن سيده:
وليس هذا بمعروف. وفي التنزيل العزيز: وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِك ورَجْلِك،
أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك. والخَيْل: الخُيول. وفي التنزيل العزيز:
والخَيْلَ والبِغال والحمير لتركبوها. وفي الحديث: يا خَيْلَ الله ارْكَبي:
قال ابن الأَثير: هذا على حذف المضاف، أَراد بافُرْسانَ خَيْلِ الله
اركبي، وهذا من أَحسن المجازات وأَلطفها؛ وقول أَبي ذؤيب:
فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما،
وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ
ثَنَّاه على قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وقوله بطل
اللِّقاء أَي عند اللقاء، والجمع أَخْيالٌ وخُيول؛ الأَول عن ابن الأَعرابي،
والأَخير أَشهر وأَعرف. وفلان لا تُسايَر خَيْلاه ولا تُواقَفُ خَيْلاه،
ولا تُسايَر ولا تُواقَف أَي لا يطاق نَمِيمةً وكذباً. وقالوا: الخَيْل
أَعلم من فُرْسانِها؛ يُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء
عنده فتجده على ما ظننت. والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول. والخَيال: نبت.
والخالُ: موضع؛ قال:
أَتَعْرف أَطلالاً شَجوْنَك بالخال؟
قال: وقد تكون أَلفه منقلبة عن واو. والخالُ: اسم جَبَل تِلْقاء
المدينة؛ قال الشاعر:
أَهاجَكَ بالخالِ الحُمُول الدَّوافع،
وأَنْتَ لمَهْواها من الأَرض نازع؟
والمُخايَلة: المُباراة. يقال: خايَلْت فلاناً بارَيْته وفعلت فعلَه؛
قال الكميت:
أَقول لهم، يَوم أَيْمانُهم
تُخايِلُها، في الندى، الأَشْمُلُ
تُخايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها؛ وقول ابن أَحمر:
وقالوا: أَنَتْ أَرض به وتَخَيَّلَتْ،
فأَمْسى لما في الرأْسِ والصدر شاكيا
قوله تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت. وخَيَّل فلانٌ عن القوم إِذا كَعَّ
عنهم؛ قال سلمة: ومثله غَيَّف وخَيَّف. الأَحمر: افْعَلْ كذا وكذا إِمَّا
هَلَكَتْ هُلُكُ أَي على ما خَيَّلْت أَي على كل حال ونحو ذلك. وقولهم
افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلْت أَي على ما شَبَّهت.
وبنو الأَخْيَل: حَيٌّ من عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَليَّة؛ وقولها:
نحن الأَخايلُ ما يَزال غُلامُنا،
حتى يَدِبَّ على العَصا، مذكورا
فإِنما جَمَعت القَبِيل باسم الأَخْيَل بن
معاوية العُقَيْلي، ويقال البَيْت لأَبيها.
والخَيال: أَرض لبني تَغْلِب؛ قال لبيد:
لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ،
فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟
والخِيلُ: الحِلْتِيت، يَمانِية. وخالَ يَخِيلُ خَيْلاً إِذا دام على
أَكل الخِيل، وهو السَّذَاب.
قال ابن بري: والخالُ الخائِلُ، يقال هو خالُ مالٍ وخائل مال أَي حَسَن
القيام عليه. والخالُ: ظَلْع في الرِّجْل. والخال: نُكْتَة في الجَسَد؛
قال وهذه أَبيات تجمع معاني الخال:
أَتَعْرِف أَطْلالاً شَجَوْنَك بالخالِ،
وعَيْشَ زمانٍ كان في العُصُر الخالي؟
الخالُ الأَوَّل: مكان، والثاني: الماضي.
لَيالِيَ، رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ
عليّ بعِصْيان الإِمارةِ والخال
الخال: اللِّوَاء.
وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا،
وللغَزِل المِرِّيحِ ذي اللَّهْوِ والخال
الخال: الخُيَلاء.
وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ،
وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذي الخال
الخال: الشَّامَة.
إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها،
كما رَئِم المَيْثاءَ ذو الرَّثْيَة الخالي
الخالي: العَزَب.
ويَقْتادُني منها رَخِيم دَلالِها،
كما اقْتاد مُهْراً حين يأْلفه الخالي
الخالي: من الخلاء.
زَمانَ أُفَدَّى من مِراحٍ إِلى الصِّبا
بعَمِّيَ، من فَرْط الصَّبابة، والخَال
الخال: أَخو الأُم.
وقد عَلِمَتْ أَنِّي، وإِنْ مِلْتُ للصِّبا
إِذا القوم كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخال
الخالُ: المَنْخُوب الضعيف.
ولا أَرْتَدي إِلاَّ المُروءَةَ حُلَّةً،
إِذا ضَنَّ بعضُ القوم بالعَصْبِ والخال
الخالُ: نوع من البُرود.
وإِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة،
تَنَكَّبتْها واشْتَمْتُ خالاً على خال
الخال: السحاب.
فحَالِفْ بحِلْفِي كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب،
وإِلاَّ تُحالِفْنِي فخَالِ إِذاً خال
من المُخالاة.
وما زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة والعُلى،
كما احْتَلَفَتْ عَبْسٌ وذُبْيان بالخال
الخالُ: الموضع.
وثالِثُنا في الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ
لما يُرْمَ من صُمِّ العِظامِ به خالي
أَي قاطع.
زبن: الزَّبْنُ: الدَّفْع. وزَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجليها
عند الحلب، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، والركض بالرجْل، والخَبْط باليد. ابن
سيده وغيره: الزَّبْنُ دفع الشيء عن الشيء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن
ضرعها برجلها وتَزْبِنُ الحالب. وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ
به وزَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب: دَفَعَتْ بها. وزَبَنَتْ ولدها:
دفعته عن ضرعها برجلها. وناقة زبُون: دَفُوع، وزُبُنَّتاها رجلاها
لأَنها تَزْبِنُ بهما؛ قال طُرَيْحٌ:
غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ،
نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِيشِ، شَتِيمُ.
وناقة زَفُون وزَبُونٌ: تضرب حالبها وتدفعه، وقيل: هي التي إذا دنا منها
حالبها زَبَنَتْه برجلها. وفي حديث علي، عليه السلام: كالنَّاب
الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها أَي تدفع. وفي حديث معاوية: وربما زَبَنَتْ فكسرت
أَنف حالبها. ويقال للناقة إذا كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها:
زَبُون. والحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم. وحرب زَبُون: تَزْبِنُ الناس
أَي تَصْدِمِهُم وتدفعهم، على التشبيه بالناقة، وقيل: معناه أَن بعض
أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم. وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع، وقيل أَي مانعٌ
لجنبه؛ قال سَوَّار بن المُضَرِّب:
بِذَبِّي الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومي،
وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ
والزَّبُّونَةُ من الرجال: الشديد المانع لما وراء ظهره. ورجل فيه
زَبُّونة، بتشديد الباء، أَي كِبْر. وتَزابَن القومُ: تدافعوا. وزابَنَ
الرجلَ: دافعه؛ قال:
بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً،
إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ
وحَلَّ زَبْناً من قومه وزِبْناً أَي نَبْذَةً، كأَنه اندفع عن مكانهم،
ولا يكاد يستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً. والزَّابِنَة: الأَكمة التي
شَرَعَتْ في الوادي وانعَرَج عنها كأَنها دفعته. والزِّبْنِيَةُ: كل متمرّد من
الجن والإِنس. والزِّبْنِيَة: الشديد؛ عن السيرافي، وكلاهما من الدافع.
والزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ أَي يدفعونهم؛ قال حسان:
زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم،
وخُورٌ لدى الحربِ في المَعْمَعه
وقال قتادة: الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ، وكله من الدَّفْع، وسمي
بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها. وقوله تعالى: فلْيَدْعُ
نادِيَه سَنَدْعُو الزَّبانية؛ قال قتادة: فليدع ناديه حَيَّه وقومه، فسندعو
الزبانية قال: الزَّبانية في قول العرب الشُّرَط؛ قال الفراء: يقول الله
عز وجل سندعو الزبانية وهم يعملون بالأَيْدي والأَرجل فهم أَقوى؛ قال
الكسائي: واحد الزَّبانية زِبْنيٌّ، وقال الزجاج: الزَّبانية الغلاظ الشداد،
واحدهم زِبْنية، وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى: عليها ملائكة
غلاظ شِدادٌ، وهم الزَّبانية. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: سندعو
الزَّبانية، قال: قال أَبو جهل لئن رأَيت محمداً يصلي لأَطَأَنَّ على عنقه،
فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو فعله لأَخذته الملائكة عِياناً؛ وقال
الأَخفش: قال بعضهم واحد الزبانية زَبانيّ، وقال بعضهم: زابنٌ، وقال
بعضهم: زِبْنِيَة مثل عِفْرية، قال: والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من
الجمع الذي لا واحد له مثل أَبابيلَ وعَبادِيد. والزِّبِّين: الدافع
للأَخْبَثَينِ البول والغائط؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.
وفي الحديث: خمسة لا تقبل لهم صلاة: رجلٌ صلى بقوم وهم له كارهون،
وامرأَةٌ تبيت وزوجها عليها غضبان، والجاريةُ البالغةُ تصلي بغير خِمار،
والعبدُ الآبق حتى يعود إلى مولاه، والزِّبِّينُ؛ قال الزِّبِّين الدافع
للأَخبثين وهو بوزن السِّجِّيل، وقيل: بل هو الزِّبِّين، بنونين، وقد روي
بالوجهين في الحديث، والمشهور بالنون. وزَبَنْتَ عنا هَدِيَّتك تَزْبِنُها
زَبْناً: دفعتها وصرفتها؛ قال اللحياني: حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن
جيرانك ومعارفك إلى غيرهم. وزُباني العقرب: قرناها، وقيل: طرف قرنها، وهما
زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما. والزُّباني: كواكبُ من المنازل على شكل
زُبانى العقرب. غيره: والزُّبانَيانِ كوكبان نَيِّرانِ، وهما قرنا العقرب
ينزلهما القمر. ابن كُناسة: من كواكب العقرب زُبانَيا العقرب، وهما كوكبان
متفرّقان أَمام الإِكليل بينهما قِيدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل،
والإِكْليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة. قال أَبو زيد: يقال زُباني
وزُبانَيانِ وزُبَانيات للنجم، وزُبانى العقرب وزُبانَياها، وهما قرناها،
وزُبانَيات؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
فِداك نِكْسٌ لا يَبِض حَجَرُهْ،
مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ،
في ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ
يقول: هو أَقْلف ليس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ، وشبه قلْفته
بالزُّباني، قال: ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس؛ قال ثعلب: هذا
القول يقال عن ابن الأَعرابي، وسأَلته عنه فأَبى هذا القول وقال: لا، ولكنه
اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء، وإذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى
كان أَشد البرد؛ وأَنشد:
وليلة إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ،
بين الذِّراعَيْنِ وبين المِرْزَمِ،
تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن المُزابنة ورَخَّصَ في
العَرايا؛ والمُزابنة: بيع الرُّطَب على رؤوس النخل بالتمر كيلاً، وكذلك
كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلاً، وأَصله من الزَّبْنِ الذي هو الدفع،
وإنما نهى عنه لأَن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلاً
بمثل، فهذا مجهول لا يعلم أَيهما أَكثر، ولأَنه بيع مُجازفة من غير كيل
ولا وزن، ولأَن البَيِّعَيْن إذا وقفا فيه على الغَبْن أَراد المغبون أَن
يفسخ البيع وأَراد الغابن أَن يُمْضيه فتَزابَنا فتدافعا واختصما، وإن
أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد عليه أَي دفعه؛ قال ابن الأَثير:
كأَنَّ كل واحد من المتبايعين يَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما يزداد منه، وإنما
نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة، وروي عن مالك أَنه قال:
المُزابنة كل شيء من الجِزافِ الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شيء
مسمى من الكيل والوزن والعدد. وأَخذت زِبْني من الطعام أَي حاجتي. ومَقام
زَبْنٌ إذا كان ضيقاً لا يستطيع الإنسان أَن يقوم عليه في ضيقه وزَلِقِه؛
قال:
ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ
غيرِ نَميرٍ، ومَقامٍ زَبْنِ
كَفَيْتُه، ولم أَكُنْ ذا وَهْنِ.
وقال مُرَقّش:
ومنزلِ زَبْنٍ ما أُريد مَبيتَه،
كأَني به، من شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ
ابن شُبْرُمَة: ما بها زَبِينٌ أَي ليس بها أَحد. والزَّبُّونة
والزُّبُّونة، بفتح الزاي وضمها وشدّ الباء فيهما جميعاً: العُنُق؛ عن ابن
الأَعرابي، قال: ويقال خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه. وبنو
زَبِينَةَ: حيّ، النسب إليه زَباني على غير قياس؛ حكاه سيبويه كأَنهم أَبدلوا
الأَلف مكان الياء في زَبِينِيٍّ. والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ: من باهلة
ابن عمرو بن ثعلبة، وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ؛ قال أَبو مَعْدان الباهلي:
جاء الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً،
لا سابقينَ ولا مع القُطَّانِ
فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ،
وتَجِيءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبانِ
قال الجوهري: وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فليس من كلام أَهل
البادية. وزَبَّانُ: اسم رجل.
قين: القَيْنُ: الحَدَّادُ، وقيل: كل صانع قَيْنٌ، والجمع أَقْيانٌ
وقُيُونٌ. وفي حديث العباس: إِلا الإِذْخِرَ فإِنه لقُيُونِنا؛ القُيُونُ:
جمع قَيْنٍ وهو الحَدَّاد والصَّانِعُ. التهذيب: كلُّ عامل الحديد عند
العرب قَيْنٌ. ويقال للحَدَّاد: ما كان قَيْناً ولقد قانَ. وفي حديث
خَبَّابٍ: كنتُ قَيْناً في الجاهلية. وقانَ يَقِينُ قِيانَةً وقَيْناً: صار
قَيْناً. وقانَ الحديدة قَيْناً: عَمِلَها وسَوَّاها. وقانَ الإِناءَ يَقِينُه
قَيْناً: أَصلحه؛ وأَنشد الكلابيُّ أَبو الغَمْرِ لرجل من أَهل الحجاز:
أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَغَيَّرَ بعدَنا
ظِبَاءٌ، بذي الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُيُونُها؟
ولي كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بها
صُدُوعُ الهَوَى، لو أَنَّ قَيْناً يَقِينُها
وكيف يَقِينُ القَيْنُ صَدْعاً فَتَشْتَفِي
به كَبِدٌ أَبْتُ الجُرُوحِ أَنِينُها؟
ويقال: قِنْ إِناءَك هذا عند القَيْنِ. وقِنْتُ الشيءَ أَقِينُه
قَيْناً: لَمَمْتُه؛ وقول زهير:
خَرَجْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَهُ
على كل قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ
يعني رَحْلاً قَيَّنَه النَّجَّارُ وعَمِلَه، ويقال: نسبه إلى بني
القَيْنِ. قال ابن السكيت: قلت لعُمارَةَ إِن بعض الرواة زعم أَن كل عامل
بالحديد قَيْنٌ، فقال: كذب، إِنما القَيْنُ الذي يعمل بالحديد ويعمل بالكِير،
ولا يقال للصائغ قَيْنٌ ولا للنجار قَيْنٌ، وبنو أَسد يقال لهم القُيون
لأَن أَوَّل من عَمِلَ عَمَلَ الحديد بالبادية الهالكُ بنُ أَسد بن
خُزَيمة. ومن أَمثالهم: إِذا سمعت بسُرى القَيْنِ فإِنه مُصْبِحٌ وهو سَعدُ
القَين؛ قال أَبو عبيد: يضرب للرجل يعرف بالكذب حتى يُرَدُّ صِدْقُه؛ قال
الأَصمعي: وأَصله أَن القَيْنَ بالبادية ينتقل في مياههم فيقيم بالموضع
أَياماً فيَكْسُدُ عليه عمَله، فيقول لأَهل الماء إِني راحل عنكم الليلة،
وإِن لم يُرِدْ ذلك، ولكنه يُشِيعُه ليَسْتعمِله من يريد استعماله، فكَثُر
ذلك من قوله حتى صار لا يُصَدَّق؛ وقال أَوْسٌ:
بَكَرَتْ أُميَّةُ غُدْوةً برَهِينِ
خانَتْك، إِن القَينَ غَير أَمِينِ
قال الجوهري: هو مثَل في الكذب. يقال: دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْن.
والتَّقَيُّنُ: التزَيُّن بأَلوان الزينة. وتقَيَّنَ الرجلُ واقْتانَ:
تَزَيَّن. وقانَتِ المرأَةُ المرأَةَ تَقِينُها قَيْناً وقَيَّنَتْها:
زَيَّنَتْها. وتقَيَّن النبتُ واقتانَ اقتِياناً: حَسُن، ومنه قيل للمرأَة
مُقَيِّنةٌ أَي أَنها تُزَيِّن؛ قال الجوهري: سميت بذلك لأَنها تزيِّن النساء،
شُبِّهتْ بالأَمة لأَنها تصلح البيت وتزينه. وتقَيَّنتْ هي: تزَيَّنتْ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان لها دِرْعٌ ما كانت امرأَةٌ
تُقَيَّنُ بالمدينة إِلاَّ أَرسلت تستعيره؛ تُقَيَّن أَي تُزَيَّن لزفافها.
والتَّقْيينُ: التزْيينُ. وفي الحديث: أَنا قَيَّنْتُ عَائشةَ. واقتانَت
الروضةُ إِذا ازْدانــتْ بأَلوان زهرتها وأَخذَتْ زُخرُفها؛ وأَنشد لكثير:
فهُنَّ مُناخاتٌ عليهنَّ زينةٌ،
كما اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف
والقَيْنةُ: الأَمة المُغنّية، تكون من التزَيُّن لأَنها كانت
تَزَيَّنُ، وربما قالوا للمُتَزَيِّن باللباس من الرجال قَيْنة؛ قال: وهي كلمة
هُذليّة، وقيل: القَيْنة الأَمة، مُغَنّية كانت أَو غير مغنية. قال الليث:
عَوامُّ الناس يقولون القَيْنة المغنّية. قال أَبو منصور: إِنما قيل
للمُغنّية قَيْنةٌ إِذا كان الغناءُ صناعة لها، وذلك من عمل الإِماء دون
الحرائر. والقَيْنةُ: الجارية تخدُمُ حَسْبُ. والقَيْنُ: العبد، والجمع
قِيانٌ؛ وقول زهير:
رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحْتَمَلوا
إِلى الظَّهِيرة أَمرٌ بينهم لَبِكُ
أَراد بالقِيان الإِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلى الحيِّ لشَدِّ
أَقتابها عليها، وقيل: رَدَّ القِيانُ جمالَ الحيِّ العبيدُ والإِماءُ.
وبنات قَيْنٍ: اسم موضع كانت به وقعة في زمان عبد الملك بن مروان؛ قال
عُوَيْف القَوافي:
صَبَحْناهم غَداةَ بناتِ قَيْنٍ
مُلَمْلَمةً، لها لَجَبٌ، طَحونا
ويقال لبني القَيْن من بني أَسد: بَلْقَيْنِ، كما قالوا بَلْحرث
وبَلْهُجَيم، وهو من شواذ التخفيف، وإِذا نسبت إِليهم قلت قَيْنيٌّ ولا تقل
بَلْقَيْنِيٌّ. ابن الأَعرابي: القَيْنةُ الفَقْرة من اللحم، والقَيْنة
الماشطة، والقَيْنة المغَنّية. قال الأَزهري: يقال للماشطة مُقَيِّنة لأَنها
تزَين العرائس والنساء. قال أَبو بكر: قولهم فلانة قَيْنةٌ معناه في كلام
العرب الصانعة. والقَيْنُ: الصانع. قال خَبَّابُ بن الأَرَتِّ: كنتُ
قَيْناً في الجاهلية أَي صانعاً. والقَيْنةُ: هي الأَمة، صانعة كانت أَو غير
صانعة. قال أَبو عمرو: كل عبد عند العرب قَيْنٌ، والأَمة قَيْنة، قال:
وبعض الناس يظن القَيْنة المغنّية خاصة، قال: وليس هو كذلك. وفي الحديث:
دخل أَبو بكر وعند عائشة، رضي الله عنهما، قَيْنَتان تُغَنّيان في أَيام
مِنىً؛ القَينة: الأَمة غَنَّتْ أَو لم تُغَنِّ والماشطةُ، وكثيراً ما يطلق
على المغنّية في الإِماء، وجمعها قَيْناتٌ. وفي الحديث: نهى عن بيع
القَيْنات أَي الإِماء المغَنّيات، وتجمع على قِيانٍ أَيضاً. وفي حديث سلمان:
لو بات رجلٌ يُعْطي البِيضَ القِيانَ، وفي رواية: يُعْطي القِيان
البيضَ، وبات آخر يقرأُ القرآن لرأَيتُ أَن ذكر الله أَفضلُ؛ أَراد بالقِيان
الإِماء أَو العبيد. والقَيْنة: الدُّبر، وقيل: هي أَدنى فَقْرة من فِقَر
الظهر إِليه، وقيل: هي القَطَنُ، وهو ما بين الوركين، وقيل: هي الهَزْمة
التي هُنالك. وفي حديث الزبير: وإِن في جسده أَمثال القُيون؛ جمع قَيْنة
وهي الفَقارة من فَقار الظهر، والهَزْمة التي بين غُراب الفرس وعَجْب
ذنَبه، يريد آثار الطَّعَنات وضربات السيوف، يصفه بالشجاعة. ابن سيده:
والقَيْنة من الفرس نُقْرة بين الغُراب والعَجُز فيها هَزْمة. والقَيْنانِ:
موضع القيد من الفرس ومن كل ذي أَربع يكون في اليدين والرجلين، وخَصَّ بعضهم
به موضع القَيْد من قوائم البعير والناقة. وفي الصحاح: القَيْنان موضع
القيد من وظيفي يَد البعير؛ قال ذو الرمة:
دانى له القَيْدُ في دَيمومةٍ قُذُفٍ
قَيْنَيْه، وانحسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ
يريد جمع الأَنعام وهي الإِبل. الليث: القَيْنان الوَظيفان لكل ذي
أَربع، والقَين من الإِنسان كذلك. وقانَني اللهُ على الشيءِ يَقِينُني:
خَلَقني.
والقانُ: شجر من شجر الجبال، زاد الأَزهري ينبت في جبال تهامة، تُتخذ
منه القِسِيُّ، استدل على أَنها ياء لوجود ق ي ن وعدم ق و ن؛ قال ساعدة بن
جؤية:
يأْوى إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ
شُمٍّ، بهنَّ فُروعُ القانِ والنَّشَمِ
واحدته: قانةٌ؛ عن ابن الأَعرابي وأَبي حنيفة.
نوق: النّاقةُ: الأُنثى من الإبل، وقيل: إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت،
والجمع أَنْوُقٌ وأَنْؤُق؛ هذه عن اللحياني؛ قال ابن سيده: همزوا الواو
للضمة؛ وأَوْنُق وأَيْنُق، الياء في أَيْنُقٍ عوض من الواو في أَوْنُقٍ فيمن
جعلها أَيْفُلاً، ومن جعلها أَعْفُلاً فقدم العين مُغَيَّرَةً إلى الياء
جعلها بدلاً من الواو، فالبدل أَعم تصرفاً من العوض،إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ
،وليس كل بدل عوضاً وقال ابن جني مرة: ذهب سيبوية في قولهم أَيْنُق
مذهبين: أَحدهما أَن تكون عين أَيْنُق قلبت إلى ما قبل الفاء فصارت في
التقدير أَوْنُق ثم أُبدلت الواو ياء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت
أَيضاً بالإبدال، والآخر أَن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل
الفاء، فمثالها على هذا القول أَيْفُل، وعلى القول الأَول أَعْفُل، وكذلك
أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ؛ عن يعقوب، ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ
خَيْرَ النِّياقات على التَّرْمِيزِ،
حين تُكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ
وفي حديث أَبي هريرة: فوجد أَيْنُقهُ؛ الأَيْنُق: جمع قِلَّةٍ لناقة،
ويصغر أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات؛ عن يعقوب، والقياسُ أُيَيْنِق كقولك في
أَكْلُبٍ أُكَيْلِب؛ الأَزهري: جمعها نُوق ونِياق، والعدد أَيْنُق وأَيانق على
قلب أَنْوُقٍ. الجوهري: النّاقةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك لأَنها جمعت
على نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب، وفَعْلة بالتسكين لا
تجمع على ذلك، وقد جمعت في القِلَّةِ على أَنْوُقٍ، ثم استثقلوا الضمة على
الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق؛ حكاها يعقوب عن بعض الطائيين، ثم عوضوا من
الواو ياء فقالوا أَيْنُق، ثم جمعوها على أَيانق، وقد تجمع الناقةُ على
نِيَاقٍ مثل ثَمَرة وثِمار، إلا أَن الواو صارت ياء للكسرة قبلها؛ وأَنشد
أَبو زيد للقلاخ بن حَزْنٍ:
أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِيَاقِ
إن لم تُنجِّين من الوِثاقِ
وفي المثل: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ قال ابن سيده: استَنْوق الجَملُ صار
كالناقة في ذُلِّها، لا يستعمل إلا مَزيداً. قال ثعلب: ولا يقال اسْتَنَاق
الجَمَلُ إنما ذلك لأن هذه الأَفعال المزيدة، أَعني افْتَعَل
واسْتَفْعَل، إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها
كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام، واسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال قال،
وإلا فقد كان حكمه أَن يَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة، فلما كانت
اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه، صحت الياء والواو
لسكون ما قبلهما، وهذا المَثَل يضرب للرجل يكون في حديث أَو صفة شيء ثم
يخلطه بغيره وينتقل إليه، وأصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض
الملوك والمسيَّبُ بن عَلَسٍ ينشده شعراً في وصف جَمَل، ثم حَوَّله إلى نعت
ناقة فقال طرفة: قد اسْتَنْوق الجمل؛ قال ابن بري وأَنشد الفراء:
هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً،
وذكَّرْت ذا التأْنيث فاستنوق الجَمَلْ
قال ابن بري: والبيت الذي أَنشده المُسيَّب بن عَلَس هو قوله
(* وفي
رواية أُخرى: إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة) :
وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضاره
بناجٍ، عليه الصَّيْعَريَّةُ، مِكْدَمِ
والصيْعَرِيّةُ: من سِماتِ النُّوق دون الجِمال. وجَمَل مُنَوَّق:
ذَلُول قد أُحْسِنَت رياضته، وقيل: هو الذي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كالناقة. وناقة
منوَّقة: عُلِّمت المشي.
والنَّوَّاق من الرجال: الذي يروض الأُمور ويصلحها. وفي الحديث: أَن
رجلاً سار معه جمل قد نَوَّقَهُ وخَيَّسه: المُنَوَّقُ: المذلَّل وهو من لفظ
الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته وجعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة.
وفي حديث عمران بن حصين: وهي ناقة مُنَوَّقة. وتَنَوَّق في الأمر أَي
تأَنَّق فيه، وبعضهم لا يقول تَنَوَّق، والاسم منه النِّيقةُ. وفي المثل:
خَرْقاءُ ذات نِيقَة؛ يضرب للجاهل بالأَمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة
ويتأَنق في الإرادة، ذكره أَبو عبيد. ابن سيده: تَنَوَّق في أُموره تَجَوَّد
وبالغ مثل تأَنَّق فيها؛ قال ذور الرمة:
كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ
به حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك
عدِّاه بالباء لأنه في معنى ترفقَتْ به، قال: وهي مأْخوذة من النِّيقة؛
قال ابن هرم الكلابي:
لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ
بحَدِّ القَوافي، والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ
وقال جميل في النِّيْقَةِ:
إذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ،
وفيها، إذا ازْدانــتْ لِذِي نِيقةٍ، حَسْبُ
وقال الليث: النِّيقةُ من التَّنَوُّق. تَنَوَّق فلان في منطقة وملبسه
وأُموره إذا تجوَّد وبالغ، وتَنَيَّق لغة؛ قال ابن بري: وشاهد النِّيقَةِ
قول الراجز:
كأَنها من نِيقةٍ وشَارَهْ،
والحَلْي بين التبنِ والحِجارَةْ
مَدْفَع مَيْثاءَ إلى قَرارهْ،
لك الكلامُ، واسْمعي يا جارَه
وقال علي بن حمزة: تَأَنَّقَ من الأَنَقِ، والأَنِيقُ المُعْجِبُ؛ ومنه
الحديث: صِرْتُ إلى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فيهن أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ
بهن، قال: ولا يقال تَأَنَّقْتُ في الشيء إذا أَحكمته، وإنما يقال
تَنَوَّقْتُ. ابن سيده: وانْتَاق كَتَنَوَّقَ، وقيل انْتاق الشيء مقلوب عن انتقاه.
أبو عبيد: والانْتِياقُ مثل الانْتِقَاءِ؛ قال:
مثل القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي
يعني القِسِيَّ، وكان الكسائي يقول: هو من النِّيقةِ والاسم من كل ذلك
النُّيقةُ. والنَّوَقُ: بياض فيه حمرة يسيرة. ابن الأَعرابي: النَّوْقة
الحَذاقة في كل شيء. والمُنَوَّق: المذلَّل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب
قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت. وروى الفراء عن الدبيرية أنها قالت: تقول
للجمل المليّن المُنَوَّق. الأَصمعي: المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح،
والمُنَوَّق من العُذُوق المنقَّى، والمُنَوَّقُ المُصَفَّف، وهو
المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ. ابن الأَعرابي: النَّوَقة الذين ينقّون الشحم من اللحم
لليهود، وهم أُمَناؤُهم، وهو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ؛ وأَنشد:
مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ،
أعْجَلَها الشّاوي عن الإحْراقِ
ويروى بين كَفَّي ناقِئٍ. ويقال: نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمييز اللحم من
الشحم.