Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=64428#f14465
(اتكأ)
(انْظُر وكأ)
(انْظُر وكأ)
وكأ: تَوَكَّأَ على الشيءِ واتَّكَأَ: تَحَمَّلَ واعتمَدَ، فهو مُتَّكِئٌ.
والتُكأَةُ: العَصا يُتَّكَأُ عليها في المشي. وفي الصحاح: ما يُتَكَأُ
عليه. يقال: هو يَتَوَكَّأُ على عصاه، ويَتَّكِئُ.
أَبو زيد: أَتْكَأْتُ الرجُلَ إِتْكاءً إِذا وَسَّدْتَه حتى يَتَّكِئَ.
وفي الحديث: هذا الأَبيضُ الـمُتَّكِئُ الـمُرْتَفِقُ؛ يريد الجالِسَ
الـمُتَمَكِّنَ في جلوسه. وفي الحديث: التُّكَأَةُ مِن النَّعْمةِ.
التُكَأَةُ، بوزن الهُمَزة: ما يُتَّكَأُ عليه. ورجل تُكَأَةٌ: كثير الاتِّكاءِ،
والتاءُ بدل من الواو وبابها هذا الباب، والموضعُ مُتَّكَأٌ. وأَتْكَأَ
الرَّجُلَ: جَعل له مُتَّكَأً، وقُرئَ: وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً.
وقال الزجاج: هو ما يُتَّكَأُ عليه لطَعام أَو شراب أَو حديثٍ. وقال
المفسرون في قوله تعالى: وأَعْتَدَتْ لهنَّ مُتَّكَأً، أَي طعاماً، وقيل
للطَّعامِ مُتَّكَأٌ لأَنَّ القومَ إِذا قَعَدوا على الطعام اتَّكَؤُوا، وقد نُهِيَتْ هذه الأُمَّةُ عن ذلك. قال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: آكُلُ كما يأَكُلُ العَبْدُ. وفي الحديث: لا آكُلُ مُتَّكِئاً.الـمُتَّكِئُ في العَرَبِيَّةِ كُلُّ مَن اسْتَوَى قاعِداً على وِطاءٍ مُتَمَكِّناً، والعامّةُ لا تعرف الـمُتَّكِئَ إِلاّ مَنْ مالَ في قُعُودِه مُعْتَمِداً على أَحَدِ شِقَّيْه؛ والتاءُ فيه بدل من الواو، وأَصله من الوِكاءِ، وهو
ما يُشَدُّ به الكِيسُ وغيره، كأَنه أَوْكَأَ مَقْعَدَتَه وشَدَّها بالقُعود عَلى الوِطاءِ الذي تحْتَه. قال ابن الأَثير: ومعنى الحديث: أَنـِّي إِذا
أَكَلْتُ لم أَقْعُدْ مُتَمَكِّناً فِعْلَ مَن يُرِيدُ الاسْتِكْثارَ منه، ولكِنْ آكُلُ بُلْغةً، فيكون قُعُودي له مُسْتَوْفِزاً. قال: ومَن حَمَل الاتِّكاءَ على المَيْلِ إِلى أَحَد الشّقَّيْنِ تأَوَّلَه على مَذْهَب الطِّبِّ، فإِنه لا يَنْحَدِرُ في مَجاري الطعامِ سَهْلاً، ولا يُسِيغُه هَنِيئاً، ورُبَّما تأَذَّى به. وقال الأَخفش: مُتَّكَأً هو في معنى مَجْلِسٍ. ويقال: تَكِئَ الرجلُ يَتْكَأُ تَكَأً؛ والتُّكَأَةُ، بوزن فُعَلةٍ، أَصله وُكَأَةٌ، وإِنما مُتَّكَأٌ، أَصله مُوتَكَأٌ، مثل مُتَّفَقٍ، أَصله مُوتَفَقٌ. وقال أَبو عبيد: تُكَأَةٌ، بوزن فُعَلةٍ، وأَصلُهُ وُكَأَة، فَقُلِبت الواو تاءً في تُكَأَةٍ، كما قالوا تُراثٌ، وأَصله وُراثٌ.
واتَّكَأْــتُ اتِّكَاءً، أَصله اوتَكَيْتُ، فأُدغمت الواو في التاءِ وشُدّدت، وأَصل الحرف وكَّأَ يُوَكِّئُ تَوْكِئةً. وضربه فأَتْكَأَه، على أَفْعَله، أَي أَلقاه على هيئة الـمُتَّكِئِ. وقيل: أَتْكَأَه أَلقاه على جانبه الأَيسر. والتاءُ في جميع ذلك مبدلة من واو.
أَوْكَأْتُ فلاناً إِيكاءً إِذا نصبت له مُتَّكَأً، وأَتْكَأْته إِذا حَمَلْتَه على الاتِّكاءِ. ورجل تُكَأَةٌ، مثل هُمَزة: كثير الاتِّكاءِ.
الليث: تَوَكَّأَتِ الناقةُ، وهو تَصَلُّقُها عند مَخاضِها.
والتَّوَكُّؤُ: التَّحامُل على العَصا في الـمَشْي. وفي حديث الاسْتِسْقاءِ قال جابِرٌ، رضي اللّه عنه: رأُيتُ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم،
يُواكِئُ أَي يَتَحامَلُ على يَدَيْهِ إِذا رَفَعَهما ومدّهما في الدُّعاءِ. ومنه التَّوَكُّؤُ على العَصا، وهو التَّحامُلُ عليها. قال ابن الأَثير:
هكذا قال الخطابي في مَعالِم السُّنَن، والذي جاءَ في السُّنَن، على
اخْتِلاف رواياتِها ونسخها، بالباء الموحدة. قال: والصحيح ما ذكره الخطابي.
سند: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي،
والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً،
فهو مُسْنَد. وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد
وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه
أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:
سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه
شُدَّ أَجلادُه على التسنيد
وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري:
السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والسَّنَدُ: سنود القوم في
الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن،
ويروى بالشين المعجمة وسنذكره. وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسنَدوا
إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد للكثرة.
وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ
وكاتَفْتَه. وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي
عامر: حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والمُسْنَد
والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:
كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ
وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي
معتَمَدٌ.
وأَسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَسنَد الحديثَ: رفعه. الأَزهري:
والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي، صلى الله
عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل. والإِسنادِ في الحديث:
رَفْعُه إِلى قائله. والمُسْنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه
يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً.
وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو
عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر. وناقة
مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب:
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى،
جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ
ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن
برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وقال الأَصمعي في
المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها
بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها
وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ
جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.
والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. وأَزَجُّ
الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو
الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.
والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ
والهَمْلَجَة.
ويقال: سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها
(* قوله «جبلها
فيها» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك) . وفي
حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا
إِليه. يقال: أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه.
والسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن
الأَعرابي: السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود. وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي
الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: السَّندُ
ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق
مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف
ثوراً وحشيّاً:
كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ
وقال ابن بُزُرخ: السنَدُ الأَسنادُ
(* قوله «السند الأسناد» كذا بالأصل
ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن السند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد
أي من أسناد.)
من الثياب وهي من البرود، وأَنشد:
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها،
لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ
قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إِذا
لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود. وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على
راياتٍ شَتَّى. وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان
مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين
به.والمُسْنَدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما
بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد
الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل:
هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث.
والسِّنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة
إِليهم سِنْديّ.
أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول
عَبِيد بن الأَبرص:
فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ،
كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ
ثم قال:
فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي
وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ
وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال:
وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ
والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول. وروي عن ابن سلام
أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.
ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني
أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير
واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل
إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة:
وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ
أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا
ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات
التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله:
شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ
بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا
وقوله فيها:
أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ،
جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا؟
فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت
قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة
قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن
الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك
الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما
تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا
ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة
راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت
بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم
قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود،
وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش
بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم
يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال:
ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال
الشاعر:
فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ
فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو
الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية
الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت
فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم
يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب
القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير
مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت
في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:
فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد
الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه
عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ
الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول
الحطيئة:
وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛
المسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمسند إِليه الجزء الثاني منها،
والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول، واللام في قوله والمسند
إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند، لأَنه
أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُسْنَدِ
والمُسْنَدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك
(* قوله «فالسند كقولك إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط
فالسند أَو زيادة والمسند). عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح
مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في
النون مع الميم:
تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم،
تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن
قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه
عن الخليل.
الكسائي: رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي
من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً
تحت العمامة من الدُّهْن.
والأَسْنادُ: شجر. والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.
والسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.
وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ
وزِنْجٍ.
والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود
اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.
وسٍَِنْدادٌ: موضع. والسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:
يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ
والعَلياءُ: اسم بلد آخر. وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ
يَعْفُر:
والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد
وكي: الوِكاء: كلُّ سَيْر أَو خيط يُشَدُّ به فَمُ السِّقاء أَو
الوِعاء. وقد أَوكَيتُه بالوِكاء إِيكاء إِذا شددته. ابن سيده: الوِكاء رِباط
القِرْبةِ وغيرها الذي يُشد به رأْسُها. وفي الحديث: احْفَظْ عِفاصَها
ووِكاءها. وفي حديث اللُّقَطةِ: اعْرِفْ وِكاءها وعِفاصَها؛ الوِكاء: الخيط
الذي تُشدّ به الصُّرّة والكيس وغيرهما. وأَوْكَى على ما في سِقائه إِذا
شَدَّه بالوِكاء. وفي الحديث: أَوْكُوا الأَسْقِيةَ أَي شُدُّوا رُووسها
بالوِكاء لئلا يدخُلَها حيوان أَو يَسْقُطَ فيها شيء. يقال: أَوْكَيْتُ
السِّقاء أُوكيه إِيكاء، فهو مُوكًى. وفي الحديث: نَهى عن الدُّبّاء
والمُزَفَّتِ وعليكم بالمُوكَى أَي السِّقاء المَشْدود الرأْس لأَنَّ السِّقاء
المُوكَى قَلَّما يَغْفُلُ عنه صاحبُه لئلا يَشتدَّ فيه الشراب فينشق فهو
يَتَعَهَّدُه كثيراً. ابن سيده: وقد وكَى القِربةَ وأَوْكاها وأَوْكَى
عليها، وإِنَّ فلاناً لَوِكاءٌ ما يَبِضُّ بشيء، وسأَلناه فأَوْكَى علينا
أَي بَخِلَ. وفي الحديث: إِنَّ العَيْنَ وِكاءُ السَّهِ، فإِذا نامَ
أَحدُكم فلْيَتَوَضَّأْ؛ جَعلَ اليقظة للاسْت كالوِكاء للقِربة، كما أَنَّ
الوِكاءَ يمنعُ ما في القربة أَنْ يَخْرج كذلك اليَقَظة تمنع الاسْتَ أَن
تُحْدِث إِلاَّ بالاختيارِ، والسَّهُ: حَلْقةُ الدُّبر، وكنى بالعين عن
اليقظة لأَن النائم لا عين له تُبْصِر. وفي حديث آخر: إِذا نامَتِ العَيْنُ
اسْتَطْلَقَ الوِكاء، وكلُّه على المثل. وكلُّ ما شُدَّ رأْسُه مِن
وِعاء ونحوه وِكاء؛ ومنه قول الحسن: يا ابنَ آدمَ، جمعاً في وِعاء وشَدًّا في
وكاء؛ جعل الوِكاء ههنا كالجِراب. وفي حديث أَسْماء: قال لها أَعْطِي
ولا تُوكي فَيُوكى عليكِ أَي لا تَدَّخِري وتَشُدِّي ما عندك وتمنعي ما في
يدك فتنقطع مادّة الرزق عنك. وأَوْكَى فمه: سدّه. وفلان يُوكِي فلاناً:
يأْمره أَن يَسُدَّ فاه ويسكت. وفي حديث الزبير: أَنه كان يُوكي بين
الصَّفا والمَرْوة سَعْياً أَي يَملأَ ما بينهما سَعْياً كما يُوكى السِّقاء
بعد المَلْء، وقيل: كان يسكت؛ قال أَبو عبيد: هو عندي من الإِمساك عن
الكلام أَي لا يتكلَّم كأَنه يُوكي فاه فلا يتكلَّم، ويروى عن أَعرابي أَنه
سمع رجلاً يَتكلَّم فقال: أَوْكِ حَلْقك أَي سُدَّ فَمَك واسكت؛ قال أَبو
منصور: وفيه وجه آخر، قال: وهو أَصح عندي مما ذهب إِليه أَبو عبيد، وذلك
لأَن الإِيكاء في كلام العرب يكون بمعنى السَّعْي الشديد، ومما يدل عليه
قوله في حديث الزبير: إِنه كان يُوكي ما بينهما سَعْياً، قال: وقرأَت في
نوادر الأَعراب المحفوظة عنهم: الزُّوازِية المُوكي الذي يتَشددُ في
مَشْيِه، فمعنى المُوكي الذي يتشدد في مشيه. وروي عن أَحمد بن صالح أَنه قال
في حديث الزبير: إِنه كان إِذا طاف بالبيت أَوكى الثَّلاثَ سَعْياً،
يقول: جعله كله سعياً، قال أَبو عبيد، بعد أَن ذكر في تفسير حديث الزبير ما
ذكرنا قال: إِن صح أَنه كان يُوكي ما بين الصفا والمروة سعياً فإِن وجهه
أَن يملأَ ما بينهما سعياً لا يمشي على هينته في شيء من ذلك، قال: وهذا
مشبَّه بالسقاء أَو غيره يُملأ ماء ثم يُوكى عليه حيث انتهى الامْتِلاء؛
قال الأَزهري: وإِنما قيل للذي يشتد عَدْوُه مُوكٍ لأَنه كأَنه قد ملأَ ما
بين خَواءِ رجليه عَدْواً وأَوْكى عليه، والعرب تقول: ملأَ الفَرسُ
فُروجَ دَوارِجه عَدْواً إِذا اشتدَّ حُضْره، والسِّقاء إِنما يوكى على
مَلْئِه. ابن شميل: اسْتَوْكى بطن الإِنسان وهو أَن لا يخرج منه نَجْوُه. ويقال
للسقاء ونحوه إِذا امْتلأَ: قد اسْتَوْكى. ووَكَّى الفرسُ المَيْدانَ
شَدًّا: مَلأَه، وهو من هذا. ويقال: اسْتَوْكَتِ الناقة واستوكتِ الإِبل
اسْتِيكاء إِذا امتلأَت سِمَناً. ويقال: فلان مُوكي الغُلْمة ومُزِكُّ
الغُلْمة ومُشِطُّ الغُلْمة إِذا كانت به حاجة شديدة إِلى الخلاط.
رفق: الرِّفْق: ضد العنْف. رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقاً
ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ: لطَفَ. ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى. وكذلك
تَرفَّق به. ويقال: أَرْفقْته أَي نَفَعْته، وأَوْلاه رافِقةً أَي رِفْقاً،
وهو به رَفِيق لَطِيف، وهذا الأَمر بكَ رفيق ورافِقٌ، وفي نسخة: ورافِقٌ
عليك. الليث: الرِّفق لِين الجانب ولَطافةُ الفعل، وصاحبه رَفِيق وقد
رَفَقَ يَرفُقُ، وإِذا أَمرت قلت: رِفْقاً، ومعناه ارفُق رِفقاً. ابن
الأَعرابي: رَفقَ انْتَظر، ورَفُق إِذا كان رفيقاً بالعمل. قال شمر: ويقال
رَفَق به ورَفُقَ به وهو رافِقٌ به ورَفِيق به. أَبو زيد: رَفق الله بك ورفَق
عليك رِفْقاً ومَرْفِقاً وأَرفقَك الله إِرْفاقاً. وفي حديث المُزارعة:
نهانا عن أَمرٍ كان بنا رافقاً أَي ذا رِفْق؛ والرِّفْقُ: لين الجانب
خِلاف العنف. وفي الحديث: ما كان الرِّفْق في شيء إِلاَّ زانَه أَي اللّطفُ،
وفي الحديث: في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدّه خَلَّتهم أَي إِيصال الرِّفْق
إِليهم؛ والحديثِ الآخر: أَنت رَفِيق واللهُ الطَّبِيبِ أَي أَنت تَرفُق
بالمريض وتُلَطِّفُه والله الذي يُبْرئه ويُعافِيه. ويقال للمُتَطَبِّب:
مُترفِّق ورَفِيق، وكره أَن يقال طبيب في خبر ورد عن النبي، صلى الله
عليه وسلم.
والرِّفْقُ والمِرْفَقُ والمَرْفِقُ والمَرفَقُ: ما اسْتُعِينَ به، وقد
تَرَفَّقَ به وارْتفَق. وفي التنزيل: ويُهَيِّئُ لكم من أَمركم
مِرْفَقاً؛ مَن قرأَه مِرْفَقاً جعله مثل مقْطَع، ومن قرأَه مَرْفِقاً جعله اسماً
مثل مسجد، ويجوز مَرْفَقاً أَي رِفْقاً مثل مَطْلَع ولم يُقرأْ به؛
التهذيب: كسر الحسنُ والأَعمش الميم من مِرْفَق، ونصبَها أَهل المدينة وعاصم،
فكأَن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أَرادوا أَن يَفْرقُوا بين
المَرفِق من الأَمر وبين المِرْفَق من الإِنسان، قال: وأَكثر العرب على كسر
الميم من الأَمر ومن مِرفَق الإِنسان؛ قال: والعرب أَيضاً تفتح الميم من
مَرفِق الإِنسان، لغتان في هذا وفي هذا. وقال الأَخفش في قوله تعالى
ويهيِّئ لكم من أَمركم مِرْفَقاً: وهو ما ارتفَقْت به، ويقال مَرفِق؛ وقال
يونس: الذي اختاره المَرْفِقُ في الأَمر، والمِرْفَقُ في اليد، والمِرْفَقُ
المُغْتَسَلُ. ومَرافِقُ الدار: مَصابُّ الماء ونحوُها. التهذيب:
والمِرْفَقُ من مَرافِق الدار من المغتسل والكنيف ونحوه. وفي حديث أَبي أَيُّوب:
وجدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِل بها القِبْلةُ، يريد الكُنُفَ
والحُشُوشَ، واحدها مِرْفَق، بالكسر. الجوهري: والمِرْفَق والمَرْفِقُ مَوْصِلُ
الذراع في العَضُد، وكذلك المِرفَق والمَرفِقُ من الأَمر وهو ما ارتفقْت
وانْتفعْت به. ابن سيده: المِرفَق والمَرفِق من الإِنسان والدابة أَعلى
الذِّراع وأَسفلُ العَضُد. والمِرفَقةُ، بالكسر، والمِرْفَقُ: المُتَّكأُ
والمِخَدَّةُ. وقد تَرفَّق عليه وارْتَفَقَ: تَوَكَّأَ، وقد تَمَرْفَقَ
إِذا أَخذَ مِرْفَقةً. وبات فلان مُرتَفِقاً أَي مُتَّكِئاً على مِرفَق يده؛
وأَنشد ابن بري لأَعشى باهِلةَ:
فبِتُّ مُرْتَفِقاً، والعينُ ساهِرةٌ،
كأَنَّ نَوْمي عليَّ، اللَّيلَ، مَحْجُورُ
وقال عز وجل: نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَت مُرْتَفَقاً؛ قال الفراء: أُنِّثَ
الفعل على معنى الجنة، ولو ذُكِّرَ كان صواباً؛ ابن السكيت: مرتفَقاً
أَي مُتَّكأً. يقال: قد ارْتفَق إِذا اتَّكأَ على مِرْفَقةٍ. وقال الليث:
المِرفق مكسور من كل شيء من المُتَّكَأِ ومن اليد ومن الأَمر. وفي الحديث:
أَيُّكم ابنُ عبد المطلب؟ قالوا: هو الأَبيضُ المُرتفِق أَي المتكِئُ
على المِرفَقة، وهي كالوِسادة، وأَصله من المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ
مِرفقه واتَّكأَ عليه؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَنَ:
اشْرَبْ هَنيئاً عليكَ التاج مُرْتَفِقا
وقيل: المِرْفَقُ من الإِنسان والدابة، والمَرْفِقُ الأَمر الرَّفيقُ،
ففُرِقَ بينهما بذلك.
والرَّفَقُ: انْفِتالُ المِرْفَقِ عن الجنب، وقد رَفِقَ وهو أَرْفَقُ،
وناقة رَفْقاء؛ قال أَبو منصور: الذي حفظته بهذا المعنى ناقة دَفْقاء وجمل
أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عن جنبه، وقد تقدم ذكره. وبعير
مَرْفوقٌ: يشتكي مِرفَقه. وناقة رَفقاء: اشْتَدَّ إِحليل خِلْفها فحلَبت دماً،
ورَفِقةٌ: وَرِمَ ضَرْعُها، وهو نحو الرَّفْقاء؛ وقيل: الرَّفِقةُ التي
تُوضع التَّوْدِيةُ على إِحليلها فيَقْرَح؛ قال زيد بن كُثْوَةَ: إِذا
انْسَدَّت أَحالِيل الناقة قيل: بها رَفَقٌ، وناقة رَفِقة؛ قال: وهو حرف
غريب. الليث: المِرْفاقُ من الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار، فإِذا
حُلِبت خرج منها دم، وهي الرَّفِقةُ: وناقة رَفِقة أَيضاً: مُذْعِنة.
والرِّفاق: حبل يشد من الوَظِيف إِلى العضد، وقيل: هو حبل يشد في عنق
البعير إِلى رُسْغه؛ قال بشر بن أَبي خازم:
فإِنَّكَ والشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ،
كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي في الرِّفاقِ
والجمعُ رُفُقٌ. وذاتُ الضغن: ناقة تَنْزِعُ إِلى وَطَنِها، يعني أَنَّ
ذات الضغن ليست بمُستقيمة المشي لما في قلبها من النِّزاع إلى هَواها،
وكذلك أَنا لست بمستقيم لآل لأْم لأَن في قلبي عليهم أَشياء؛ ومثله قول
الآخر:
وأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِير،
كأَنَّ، على عَضُدَيْهِ، رِفاقا
ورَفَقها يرفُقها رَفْقاً: شدَّ عليها الرِّفاق، وذلك إِذا خِيف أَن
تنزِع إِلى وطَنِها فَشَدَّها. الأَصمعي: الرِّفاقُ أَن يُخْشَى على الناقة
أَن تَنزع إِلى وطنها فيُشدَّ عضُدُها شدّاً شديداً لتُخْبَل عن أَن
تُسْرِعَ، وذلك الحبل هو الرِّفاق؛ وقد يكون الرِّفاق أَيضاً أَن تَظلَع من
إِحدى يديها فيَخْشون أَن تُبْطِرَ
اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيَصيرَ الظَّلَعُ كَسْراً، فيُحزَّ
عضُد اليد الصحيحةِ لكي تَضْعُفَ فيكون سَدْوُهما واحداً. وجمل مِرْفاق
إِذا كان مِرْفَقُه يُصيب جنبه.
ورافَق الرجلَ: صاحَبَه. ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك، وقيل: هو الصاحب في
السفر خاصّة، الواحد والجمع في ذلك سواء مثل الصَّدِيق. قال الله تعالى:
وحَسُن أُولئكَ رَفِيقاً؛ وقد يجمع على رُفَقاء، وقيل: إِذا عَدا
الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِيقانِ، فإِن عَمِلا على بَعِيرَيْهما فهما
زَمِيلانِ. وتَرافَق القوم وارْتفَقُوا: صاروا رُفَقاء. والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ
والرِّفْقة واحد: الجماعة المُترافِقون في السفر؛ قال ابن سيده: وعندي
أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِيق، والرُّفْقة اسم للجمع، والجمع رِفَقٌ ورُفَقٌ
ورِفاقٌ. ابن بري: الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ؛ قال ذو
الرمة:قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ،
رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا
قالوا في تفسير الرِّفاق: جمع رُفْقة، ويجمع رُفَق أَيضاً، ومَن قال
رِفْقة قال رِفَقٌ ورِفاقٌ، وقيس تقول: رِفْقة، وتميم: رُفْقة. ورِفاقٌ
أَيضاً: جمع رَفِيق ككريم وكِرام. والرِّفاقُ أَيضاً: مصدر رافَقْتُه. الليث:
الرّفقة يُسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومَسير واحد، فإِذا
تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة؛ والرّفْقة: القوم يَنْهَضُونَ في سَفَر
يسيرون معاً وينزلون معاً ولا يَفْترِقون، وأَكثرُ ما يُسمَّوْن رفقة إِذا
نهضوا مُيّاراً، وهما رَفِيقانِ وهم رُفقاء. ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك
في السفر تَجْمَعُك وإِيّاه رفقة واحدة، والواحد رَفِيق والجمع أَيضاً
رَفِيق، تقول: رافَقْته وتَرافَقْنا في السفر. والرَّفِيق: المُرافِقُ،
والجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق. وقال
أَبو إِسحاق في معنى قوله: وحسُن أُولئك رفيقاً، قال: يعني النبيين،
صلوات الله عليهم أَجمعين، لأنه قال: ومَن يُطِع الله والرسول فأُولئك، يعني
المُطِيعين مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشُّهداء
والصالحين، وحسُن أُولئك رفيقاً، يعني الأَنبياء ومَن معهم، قال:
ورفيقاً منصوب على التمييز ينوب عن رُفقاء؛ وقال الفراء: لا يجوز أَن ينوب
الواحد عن الجمع إِلا أَن يكون من أَسماء الفاعلين، لا يجوز حسُن أُولئك
رجلاً، وأَجازه الزجاج وقال: هو مذهب سيبويه. وروي عن النبي، صلى الله عليه
وسلم، أَنه خُيِّرَ عند موته بين البَقاء في الدنيا والتوسِعة عليه فيها
وبين ما عند الله فقال: بل مع الرفيقِ الأَعلى، وذلك أَنه خُيِّر بين
البقاء في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، وكأَنه أَراد قوله عز
وجل: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً، ولما كان الرفيق مشتقّاً من فعل وجاز أَن
ينوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجميع. وقال شمر في حديث عائشة: فوجدت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، يَثْقُل في حِجْري، قالت: فذهبت أَنظر في وجهه
فإِذا بصرهُ قد شَخَص وهو يقول: بل الرفِيقَ الأَعْلى من الجنة، وقُبِضَ؛
قال أَبو عَدْنانَ: قوله في الدعاء اللهم أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى،
سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يقول: إِنه تبارك وتعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ،
فكأَن معناه أَلحقني بالرَّفيق أَي بالله، يقال: اللهُ رَفيق بعباده، من
الرِّفْق والرأْفة، فهو فَعِيل بمعنى فاعل؛ قال أَبو منصور: والعلماء
على أَن معناه أَلحقني بجماعة الأَنبياء الذين يسكنون أَعلى عِلِّيِّين،
وهو اسم جاء على فَعِيل، ومعناه الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يقع على
الواحد والجمع، والله عز وجل أَعلم بما أَراد؛ قال: ولا أَعرف الرفيق في صفات
الله تعالى. وروى الأَزهري من طريق آخر عن عائشة قالت: كان رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، إِذا ثَقُل إِنسان من أَهله مسَحَه بيده اليمنى ثم
يقول: أَذْهِبِ الباسَ
ربَّ الناسِ، واشْفِ أَنتَ الشافي، لا شِفاء إِلا شِفاؤُك، شِفاءٌ لا
يُغادِرُ سَقَماً؛ قالت عائشة: فلما ثقل أَخذت بيده اليمنى، فجعلت
أَمْسَحُه وأَقولهن، فانتزع يده مني وقال: اللهم اغفر لي واجعلني من الرَّفيق؛
وقوله من الرَّفيق يدل على أَن المراد بالرفيق جماعة الأَنبياء. والرفيقُ:
ضدُّ الأَخْرَق. ورَفِيقةُ الرجل: امرأَته؛ هذه عن اللحياني؛ قال: وقال
أَبو زياد في حديثه سأَلني رَفيقي؛ أَراد زوجتي، قال: ورَفيقُ المرأَة
زوجها؛ قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يُنشد بيت عبيد:
من بَين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ
وفسر المُنْصاحَ الفائضَ الجاري على وجه الأرض.
والمُرْتَفِقُ: المُمْتلِئ الواقف الثابت الدائم، كَرَبَ أَن يَمتلئ
أَو امْتلأَ، ورواه أَبو عبيدة وقال: المنصاح المُنْشَقُّ.
والرَّفَقُ: الماءُ القصير الرِّشاء. وماءٌ رَفَقٌ: قصير الرشاء.
ومَرْتَعٌ رَفِيق: لبس بكثير. ومَرْتَعٌ رَفَقٌ: سهل المَطْلَبِ. ويقال: طلبْتُ
حاجة فوجدتها رَفَق البُغْيةِ إِذا كانت سَهْلة. وفي ماله رَفَقٌ أَي
قِلَّةٌ، والمعروف عند أَبي عبيد رَقَقٌ، بقافين.
والرَّافِقةُ: موضع أَو بلد. وفي حديث طَهْفةَ في رواية: ما لم
تُضْمِرُوا الرِّفاق، وفُسِّرَ بالنِّفاق. ومَرْفَقٌ اسم رجل من بني بكر بن وائل
قتلته بنو فَقْعَسٍ؛ قال المَرّارُ الفَقعسِيُّ:
وغادَرَ مَرْفَقاً، والخَيْلُ تَرْدي
بسَيْلِ العِرْضِ، مُسْتَلَباً صَرِيعا
وسد: الوِساد والوِسادَةُ: المِخَدَّةُ، والجمع وسائِدُ وَوُسُدٌ. ابن
سيده وغيره: الوِسادُ المِتَّكَأُ وقد تَوَسَّد ووَسَّدَه إِياه فَتَوسَّد
إِذا جعَله تحت رأْسه، قال أَبو ذؤيب:
فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْ،
وسُرْبِلْت أَكْفاني، ووُسِّدْتُ ساعدي
وفي الحديث: قال لعدِيّ بن حاتم: إِنَّ وِسادَكَ إِذَنْ لَعَرِيضٌ؛ كَنى
بالوِسادِ عن النوم لأَنه مَظِنَّته، أَراد أَن نومك إِذَنْ كثير، وكَنى
بذلك عن عِرَضِ قفاه وعِظَمِ رأْسه، وذلك دليل الغَباوَةِ؛ ويشهد له
الرواية الأُخرى: إِنك لَعَريضُ القَفا، وقيل: أَراد أَنَّ من تَوَسَّدَ
الخيطين المكنى بهما عن الليل والنهار لَعَرِيضُ الوساد. وفي حديث أَبي
الدرْداء: قال له رجل: إِني أُريد أَن أَطلب العلم وأَخشَى أَن أُضَيَّعَه،
فقال: لأَنْ تَتَوَسَّدَ العلم خير لك من أَن تَتَوسَّدَ الجهل. وفي
الحديث: أَن شُرَيحاً الحضرمي ذُكر عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال:
ذاك رجل لا يَتَوَسَّدُ القرآن؛ قال ابن الأَعرابي: لقوله لا يتوسد
القرآن وجهان: أَحدهما مدح والآخر ذم، فالذي هو مدح أَنه لاينام عن القرآن
ولكن يَتَهَجَّد به، ولا يكون القرآنُ مُتَوَسَّداً معه بل هو يُداوِمُ
قِراءتَه ويُحافِظُ عليها؛ وفي الحديث: لا تَوَسَّدوا القرآن واتْلُوه حق
تُلاوته، والذي هو ذمّ أَنه لا يقرأُ القرآن ولا يحفظه ولا يُديمُ قراءته
وإِذا نام لم يكن معه من القرآن شيء، فإِن كان حَمِدَه فالمعنى هو الأَوّل،
وإِن كان ذمَّه فالمعنى هو الآخر. قال أَبو منصور: وأَشبههما أَنه
أَثْنَى عليه وحَمِدَه. وقد روي في حديث آخر: من قرأَ ثلاث آيات في ليلة لم
يكن مُتَوسَّداً للقرآن. يقال: تَوَسَّدَ فلان ذِراعه إِذا نام عليه وجعله
كالوِسادة له. قال الليث: يقال وسَّدَ فلانٌ فلاناً وِسادة، وتَوَسَّد
وِسادة إِذا وضَع رأْسه عليها، وجمع الوِسادِة وسَائِدُ. والوِسادُ: كل ما
يوضع تحت الرأْس وإِن كان مِن تراب أَو حجارة؛ وقال عبد بني الحسحاس:
فَبِتْنا وِسادانا إِلى عَلَجانةٍ
وحِقْفٍ، تهاداه الرِّياحُ تَهادِيا
ويقال للوسادة: إِسادة كما قالوا للوِشاحِ: إِشاح. وفي الحديث: إِذا
وُسِّدَ الأَمرُ إِلى غير أَهله فانتظر الساعة أَي أَُسْنِدَ وجُعِلَ في غير
أَهله؛ يعني إِذا سُوِّدَ وشُرِّفَ غيرُ المستحق للسيادة والشرف؛ وقيل:
هو من السيادة أَي إِذا وُضعت وِسادةُ المُلْك والأَمر والنهي لغير
مستحقهما، وتكون إِلى بمعنى اللام.
والتوسِيد: أَن تمدّ الثلام
(* قوله «الثلام» كذا بالأصل.) طولاً حيث
تبلغه البقر. وأَوْسَدَ في السير: أَغَذَّ. وأَوْسَدَ الكلبَ: أَغْراه
بالصَّيْدِ مثل آسَدَه.
دعم: دَعَمَ الشيءَ يَدَعَمُه دَعْماً: مال فأَقامه. والدِّعْمَةُ: ما
دَعَمَهُ به. والدِّعامُ والدِّعامَةُ: كالدِّعْمَةِ؛ قال:
لما رأَيْتُ أَنَّهُ لا قامَهْ،
وأَنَّني ساقٍ على السَّآمَهْ،
نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ
الليث: الدَّعْمُ أن يميلَ الشيء فَتَدْعَمَهُ بدِعامٍ كما تَدْعَمُ
عُروشَ الكَرْمِ ونحوه، والدِّعامَةُ: اسم الخشبة التي يُدْعَمُ بها،
والمَدْعُومُ: الذي يميل فتَدْعَمُهُ ليستقيم. وفي حديث أبي قتادة: فمال حتى
كاد ينْجَفِلُ فأَتيته فَدَعَمْتُهُ أي أسندته؛ قال أبو حنيفة: الدِّعَمُ
والدَّعائِمُ الخُشُبُ المنصوبة للتعريش، والواحد كالواحد. ابن شميل
دَعَمَ الرجلُ المرأَة بأَيْره يَدْعَمُها ودَحَمَها، والدَّعْمُ والدَّحْمُ:
الطعن وإيلاجُهُ أَجْمَعَ، ويُسَمَّى السيدُ الدِّعامَةَ. ودِعامَةُ
العَشيرة: سيدها، على المَثَلِ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
فَتىً ما أَضَلَّتْ به أُمُّهُ،
من القَوْمِ، لَيْلةَ لا مُدَّعَمْ
لا مُدَّعَم: لا مَلْجَأَ ولا دِعامَة. والدِّعْمَتانِ والدِّعامَتان:
خشبتا البَكَرَةِ، فإن كانتا من طين فيهما زُرْنُوقانِ؛ وأَنشد:
لما رأَيتُ أَنَّهُ لا قامَهْ،
وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ،
نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ
القامة: البَكَرَةُ، وقيل جمع قائِمٍ كحائكٍ وحاكَةٍ، أي لا قائمين على
الحوض فَيَسْتَقُونَ منه. أبو زيد: إذا كانت زَرانِيقُ البئر من خشب فهي
دِعَمٌ.
والدَّعْمُ: القوة والمال. يقال: لفلان دَعْمٌ أي مال كثير.
والدُّعْمِيُّ: الفرس الذي في لَبَّتِه بياض. أبو عمرو: إذا كان في صدر
الفرس بياض فهو أَدْعَمُ، فإذا كان في خَواصره فهو مُشَكَّلٌ.
والدُّعْمِيُّ: النَّجّارُ. والدُّعْمِيُّ: الشديد. يقال للشي الشديد الدِّعامِ:
إنه لدُعْمِيٌّ؛ وأَنشد:
أكْتَدَ دُعْمِيَّ الحَوامي جَسْرَبا
والدِّعامَةُ: عماد البيت الذي يقوم عليه. وقد أَدعَمْتُ إذا اتكأْــت
عليها، وهو افْتَعَلْتُ منه. وفي الحديث: لك شيءِ دِعامَةٌ. وفي حديث
عَنْبَسَةَ: يَدَّعِمُ على عَصاً له؛ أَصله يَدْتَعِمُ، فأَدغم التاء في الدال،
ومنه حديث الزهري: أنه كان يَدّعِمُ على عَسْرائه أي يتكئ علي يده؛
العَسْراء تأْنيث الأَعْسَرِ؛ ومنه حديث عمر بن عبد العزيز: وصف عمر بن
الخطاب فقال: دِعامَةُ الضعيف. وجارية ذات دَعْمٍ إذا كانت ذات شحم ولحم. ولا
دَعْمَ بفلان إذا لم تكن به قوة ولا سِمَنٌ؛ وقال:
لا دَعْمَ بي، لكِنْ بلَيْلى دَعْمُ،
جارية في وَرِكَيْها شَحْمُ
قال: لا دَعْمَ بي أي لا سمن بي يَدْعَمُني أي يُقَوّيني. ودُعْمِيُّ
الطريق: معظمه؛ قال الراجز يصف إبلاً:
وصَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِيّا،
تَرْكَبُ من دُعْمِيِّها دُعْمِيّاً
دُعْمِيّها: وسطها، دُعْمِيّاً أي طريقاً موطوءاً. ودُعْمِيٌّ: اسم أبي
حَيٍّ من ربيعة. ودُعميٌّ: من إيادٍ. ودُعْمِيٌّ: من ثَقيفٍ. ودِعامَة
ودِعام: اسمان. قال الجوهري: دُعْمِيٌّ قبيلة، وهو دُعْمِيُّ ابن جَديلةَ
بن أَسد بن ربيعة بن نِزارِ بن مَعدٍّ.
دعرم: الدَّعْرَمَةُ: قصر الخَطُوِ، وهو في ذلك عَجِلٌ. والدِّعْرِمُ:
الرديء البَذيّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إذا الدِّعْرِم الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَهُ،
فإنَّ لنا ذَوْداً ضِخامَ المَحالِبِ
لهُنَّ فِصالٌ لو تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَتْ
كُلَيْباً، وقالت: ليْتَنا لابن غالِبِ
والدِّعْرِمُ: القصير الدَّميم؛ أَنشد أَبو عَدْنان:
قَرَّبَ راعيها القَعُودَ الدِّعْرِمَا
وقال: الدِّعْرِمُ القصير. والدِّعْرَمَةُ: لُؤْمٌ وخِبٌّ. وقَعُود
دِعْرِمٌ أي تَرَبُوتٌ؛ قال الراجز:
مُتَّكِئاً على القَعود الدِّعْرِمِ
قال ابن سيده: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ
تكأ: ذكر الأَزهري هنا ما سنذكره في وكأَ، وقال هو أَيضاً: إِنّ تُكأَةً أَصله وُكأَةٌ.
عمد: العَمْدُ: ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات. وقد تَعَمَّده
وتعمِد له وعَمَده يعْمِده عَمْداً وعَمَدَ إِليه وله يَعْمَّد عمداً
وتعمَّده واعتَمَده: قصده، والعمد المصدر منه. قال الأَزهري: القتل على ثلاثة
أَوجه: قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه
ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته، ففيه الدية على عاقلة الرامي
أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض، وعشرون ابنة لَبُون، وعشرون ابن
لبون، وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة؛ وأَما شبه العمد فهو أَن يضرب
الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه
الدية مغلظة؛ وكذلك العمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما
بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ؛ فأَما شبه العمد فالدية
على عاقلة القائل، وأَما العمد المحض فهو في مال القاتل. وفعلت ذلك
عَمْداً على عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين؛ قال خفاف بن ندبة:
إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها.
فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا
وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً: دعَمَه؛ والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ
عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة. وعَمَد الشيءَ
يَعْمِدُه عمداً: أَقامه. والعِمادُ: ما أُقِيمَ به. وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد
أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه. والعِمادُ: الأَبنية الرفيعة، يذكر
ويؤَنث، الواحدة عِمادة؛ قال الشاعر:
ونَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ
على الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا
وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ العِماد؛ قيل: معناه أَي ذات الطُّولِ، وقيل
أَي ذات البناءِ الرفيع؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ، وجمعه
عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع. وقال الفراء: ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل
عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم؛ وقال
الليث: يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل
عِماد. المبرد: رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلاً. وفلان
طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه. وفي حديث أُم زرع: زوجي
رفيعُ العِمادِ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في
النسب والحسب. والعِمادُ والعَمُود: الخشبة التي يقوم عليها البيت.
وأَعمَدَ الشيءَ: جعل تحته عَمَداً.
والعَمِيدُ: المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه
بالوَسائد أَي يُقامَ. وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم: وأَعْمَدَتاه
رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على
المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها، وقوله:
أَعمدتاه رجلاه، على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء.
وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه: فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه اشتق
القلبُ العَمِيدُ. يَعْمِدُه: يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه. قال: ودخل
أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له: كيف تَجدُك؟ فقال: أَما الذي
يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ. ويقال للمريض مَعمود، ويقال له: ما
يَعْمِدُكَ؟ أَي يُوجِعُك. وعَمَده المرض أَي أَضناه؛ قال الشاعر:
أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ
معناه: موجع. روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ:
كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه
وقال: ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً
(*
قوله «وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً» كذا بالأصل).
قال الأَزهري: وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة.
واعْتَمَد على الشيء: توكّأَ. والعُمْدَةُ: ما يُعتَمَدُ عليه.
واعْتَمَدْتُ على الشيء: اتكأْــتُ عليه. واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه.
والعمود: العصا؛ قال أَبو كبير الهذلي:
يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ
ظَعَنُوا، ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ
واعْتَمَد عليه في الأَمر: تَوَرَّك على المثل. والاعتماد: اسم لكل سبب
زاحفته، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على
الأَوْتاد. والعَمود: الخشبة القائمة في وسط الخِباء، والجمع أَعْمِدَة
وعُمُدٌ، والعَمَدُ اسم للجمع. ويقال: كل خباء مُعَمَّدٌ؛ وقيل: كل خباء
كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه: عليكم
بأَهْل ذلك العمود، ولا يقال: أَهل العَمَد؛ وأَنشد:
وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ،
ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ
وقال في قول النابغة:
يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ
قال: العمد أَساطين الرخام. وأَما قوله تعالى: إِنها عليهم مؤصدة في
عَمَدٍ مُمَدَّدة؛ قرئت في عُمُدٍ، وهو جمع عِمادً وعَمَد، وعُمعد كما قالوا
إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمد من النار؛ نسب الأَزهري
هذا القول إِلى الزجاج، وقال: وقال الفراء: العَمَد والعُمُد جميعاً جمعان
للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ. وقوله تعالى:
خلق السموات بغير عمد ترونها؛ قال الزجاج: قيل في تفسيره إِنها بعمد لا
ترونها أَي لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها؛ قال:
والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد، ويكون تأْويل بغير عمد ترونها
التأْويل الذي فسر بعمد لا ترونها، وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السموات
والأَرض؛ وقال الفراء: فيه قولان: أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد
ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر، والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك
العمد؛ وقيل: العمد التي لا ترى قدرته، وقال الليث: معناه أَنكم لا ترون
العمد ولها عمد، واحتج بأَن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل
القبة، أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال: إِن خضرة السماء من ذلك
الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر.
وعَمُودُ الأُذُنِ: ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت
عليه ومعظمها. وعمود اللسان: وسَطُه طولاً، وعمودُ القلب كذلك، وقيل: هو
عرق يسقيه، وكذلك عمود الكَبِد. ويقال للوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْر، وقيل:
عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً. ويقال: إِن
فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع. والعمودُ: الوَتِينُ. وفي حديث عمر
بن الخطاب، رضي الله عنه، في الجالِبِ قال: يأْتي به أَحدهم على عمود
بَطْنِه؛ قال أَبو عمرو: عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار
كالعمود له؛ وقال أَبو عبيد: عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب
أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة، وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل،
والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد؛ يقولُ: يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له
حتى يبيع سلعته كما شاء، فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى
السفر والنصَب. والعمودُ: عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ.
وقال الليث: عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى
دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة. ودائرة العمود في الفرس: التي
في مواضع القلادة، والعرب تستحبها. وعمود الأَمر: قِوامُه الذي لا يستقيم
لا به. وعمود السِّنانِ: ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في
وسطه. وقال النضر: عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله،
وربما كان للسيف ثلاثة أَعمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ.
وعمودُ الصُّبْحِ: ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه، وسطع عمودُ الصبح
على التشبيه بذلك. وعمودُ النَّوَى: ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من
بيته على المثل. وعمود الإِعْصارِ: ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل
على وجه الأَرض.
وعَمِيدُ الأَمرِ: قِوامُه. والعميدُ: السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في
الأُمور أَو المعمود إِليه؛ قال:
إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ
إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها
والجمع عُمَداءُ، وكذلك العُمْدَةُ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر
والمؤنث فيه سواء. ويقال للقوم: أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم.
وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم: سيدهم. وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه
فيما يَحْزُبُهم، وكذلك هو عُمْدتنا. والعَمِيدُ: سيد القوم؛ ومنه قول
الأَعشى:
حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً،
يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ
ويقال: استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون
عليه.واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها؛ واعتمد فلان فلاناً في حاجته
واعتمد عليه.
والعَمِيدُ: الشديد الحزن. يقال: ما عَمَدَكَ؟ أَي ما أَحْزَنَك.
والعَمِيدُ والمَعْمُودُ: المشعوف عِشْقاً، وقيل: الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً.
وقَلبٌ عَمِيدٌ: هدّه العشق وكسره. وعَمِيدُ الوجعِ: مكانه. وعَمِدَ
البعَيرُ عَمَداً، فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء: وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ
القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية:
فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ،
مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَالِ
قال الأَصمعي: يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به
سحاب من نواحيه بالمطر، وقيل: هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه
ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي، وقيل: هو أَن يَرِمَ ظهر
البعير مع الغُدَّةِ، وقيل: هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً، وذلك أَن
يُرْكَب وعليه شحم كثير.
والعَمِدُ: البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه. قال: ومنه قيل رجل عَمِيدٌ
ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً. وعَمِدَ
البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح، فهو بعير
عَمِدٌ.
وفي حديث عمر: أَنّ نادبته قالت: واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى
العَمَدَ. العمد، بالتحريك: ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن
السياسة؛ ومنه حديث عليّ: لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى
العَمَدَ؛ وفي حديثه الآخر: كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ؟
البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل، والعَمِدَةُ من العَمَدِ:
الورَمِ والدَّبَرِ، وقيل: العَمِدَةُ التي كسرها ثقل حملها. والعِمْدَةُ:
الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه. وقال النضر: عَمهدَتْ
أَلْيَتَاهُ من الركوب، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا. وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه
عَمْداً إِذا
(* قوله «أعمده عمداً إذا إلخ» كذا ضبط بالأَصل ومقتضى
صنيع القاموس أنه من باب كتب.) ضربته بالعمود. وعَمَدْتُه إِذا ضربت عمود
بطنه. وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم
تخرج بيضته، وهو الجرح العَمِدُ. وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً:
بَلَّلَه المطر، فهو عَمِدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على
بعض، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعي يصف
بقرة وحشية:
حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً،
رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ
أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ، فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة.
أَبو زيد: عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى
إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ. ويقال: إَن فلاناً لعَمِدُ
الثَّرَى أَي كثير المعروف.
وعَمَّدْتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في
موضع بتراب أَو حجارة.
والعمودُ: قضِيبُ الحديد.
وأَعْمَدُ: بمعنى أَعْجَبُ، وقيل: أَعْمَدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم
عَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ؛ وقيل: معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمعدَني
الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ.
الغَنَويُّ: العَمَدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ؛ قال الأَزهري: وهو العَمَدُ
والأَمَدُ أَيضاً. وعَمِدَ عليه: غَضب كَعَبِدَ؛ حكاه يعقوب في المبدل.
ومن كلامهم: أَعْمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا. وروي عن أَبي
عبيد مُحِّقَ، بالتشديد. قال الأَزهري: ورأَيت في كتاب قديم مسموع من
كَيْلٍ مُحِقَ، بالتخفيف، من المَحْقِ، وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ
كَيْلُه أَي طُفِّفَ. قال: وحسبت أَن الصواب هذا؛ قال ابن بري: ومنه قول
الراجز:
فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ،
وَيْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ
وقال: معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي؟ وفي حديث ابن مسعود: أَنه
أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع، فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ
عليه، فقال له أَبو جهل: أَعْمَدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ؛ قال
أَبو عبيد: معناه هل زاد على سيد قتله قومه، هل كان إِلا هذا؟ أَي أَن هذا
ليس بعار، ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك، وأَنه ليس
بعار عليه أَن يقتله قومه؛ وقال شمر: هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله
قومه؛ قال الأَزهري: كأَن الأَصل أَأَعْمَدُ من سيد فخففت إِحدى
الهمزتين؛ وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل:
تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ،
ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها
وأَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ
صِدامَ الأَعادِي، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها
يقول: هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا.
والمُعْمَدُ والعُمُدُّ والعُمُدَّات والعُمَدَّانيُّ: الشابُّ الممتلئ
شباباً، وقيل هو الضخم الطويل، والأُنثى من كل ذلك بالهاء، والجمع
العُمَدَّانِيُّونَ. وامرأَة عُمُدَانِيَّة: ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ. ابن
الأَعرابي: العَمودُ والعِمادُ والعُمْدَةُ والعُمْدانُ رئيس العسكر وهو
الزُّوَيْرُ.
ويقال لرِجْلَي الظليم: عَمودانِ. وعَمُودانُ: اسم موضع؛ قال حاتم
الطائي:
بَكَيْتَ، وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ،
بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُودانَ فالغَمْرِ؟
ابن بُزُرج: يقال: جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَمِدَ به ولَزِبَ به إِذا
لَزِمَه. ابن المظفر: عُمْدانُ اسم جبل أَو موضع؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد
غُمْدان، بالغين، فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي
يزن؛ قال الأَزهري: وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام
العرب أَخرجه في الغين وصحفه.
حمل: حَمَل الشيءَ يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل،
واحْتَمَله؛ وقول النابغة:
فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل، وعن الفَجْرة بالاحتمال، لأَن حَمْل
البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير ومُسْتَصْغَر؛ ومثله قول
الله عز اسمه: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وهو مذكور في موضعه؛ وقول
أَبي ذؤيب:
ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره،
عليه الوسوقُ: بُرُّها وشَعِيرُها
قال ابن سيده: إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل، ولذلك عَدَّاه بالباء؛ أَلا
تراه قال بعد هذا:
بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا
وفي الحديث: من حَمَل علينا السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح
على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم، فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم
مسلمين فقد اخْتُلِف فيه، فقيل: معناه ليس منا أَي ليس مثلنا، وقيل: ليس
مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا، وقوله عز وجل: وكأَيِّن
من دابة لا تَحْمِل رزقَها؛ قال: معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها
إِنما تُصْبح فيرزقها الله. والحِمْل: ما حُمِل، والجمع أَحمال، وحَمَله
على الدابة يَحْمِله حَمْلاً. والحُمْلان: ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في
الهِبَة خاصة. الأَزهري: ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل. وحَمَلْت
الشيء على ظهري أَحْمِله حَمْلاً. وفي التنزيل العزيز: فإِنه يَحْمِل يوم
القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حِمْلاً؛ أَي وِزْراً.
وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل: أَغْراه به؛ وحَمَّله على
الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً؛ قال
سيبويه: أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال فكسروا
أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه، ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً
مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل. وفي حديث عبد الملك في هَدْم
الكعبة وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها: وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما
تَحَمَّل من الإِثم في هَدْم الكعبة وبنائها. وقوله عز وجل: إِنا عَرَضْنا
الأَمانة على السموات والأَرض والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن
منها وحَمَلها الإِنسان، قال الزجاج: معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها،
والأَمانة هنا: الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية، وكذا جاء في
التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق، وقال أَبو إِسحق في الآية: إِن
حقيقتها، والله أَعلم، أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما افترضه
عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله: ائْتِيا طَوْعاً
أَو كَرْهاً قالتا أَتَيْنا طائعين؛ فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات
والأَرض لمَ تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها؛ وكل من خان الأَمانة فقد
حَمَلها، وكذلك كل من أَثم فقد حَمَل الإِثْم؛ ومنه قوله تعالى:
ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم، الآية، فأَعْلم اللهُ تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى
حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها، يعني الأَمانة.
وأَدَّيْنَها، وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ به وتركُ
المعصية، وحَمَلها الإِنسان، قال الحسن: أَراد الكافر والمنافق حَمَلا
الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا، قال: فهذا المعنى، والله أَعلم، صحيح ومن
أَطاع الله من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً
جَهُولاً، قال: وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله: ليعذب الله المنافقين
والمنافقات، إِلى آخرها؛ قال أَبو منصور: وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه
الآية ماشرحه أَبو إِسحق؛ قال: ومما يؤيد قوله في حَمْل الأَمانة إِنه
خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر:
إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة،
وتَحْمِل أُخْرَى، أَفْرَحَتْك الودائعُ
أَراد بقوله وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها، يدل على ذلك
قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا
تُؤَدِّيها. وقوله تعالى: فإِنَّما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم؛ فسره
ثعلب فقال: على النبي، صلى الله عليه وسلم، ما أُحيَ إِليه وكُلِّف أَن
يُنَبِّه عليه، وعليكم أَنتم الاتِّباع. وفي حديث عليّ: لا تُنَاظِروهم
بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل
فيحْتَمِله، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة. الأَزهري: وسمى الله عز وجل
الإِثْم حِمْلاً فقال: وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه
شيء ولو كان ذا قُرْبَى؛ يقول: وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا
قَرابة لها إِلى أَن يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها
شيئاً. وفي حديث الطهارة: إِذا كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث
أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه، من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه
(*
قوله «فلان يحمل غضبه إلخ» هكذا في الأصل ومثله في النهاية، ولعل المناسب
لا يحمل أو يظهر، باسقاط لا) أَي لا يُظْهِره؛ قال ابن الأَثير: والمعنى
أَن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين، وقيل: معنى لم
يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن نفسه، كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا
كان يأْباه ويدفعه عن نفسه، وقيل: معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم
يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع الخبث فيه، فيكون على الأَول
قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما بلغ
القُلَّتين فصاعداً، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع
النجاسة فيها، وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين، قال: والأَول هو
القول، وبه قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن، فأَما الثاني فلا.
واحْتَمل الصنيعة: تَقَلَّدها وَشَكَرها، وكُلُّه من الحَمْل. وحَمَلَ
فلاناً وتَحَمَّل به وعليه
(* قوله «وتحمل به وعليه» عبارة الأساس: وتحملت
بفلان على فلان أي استشفعت به إِليه) في الشفاعة والحاجة: اعْتَمد.
والمَحْمِل، بفتح الميم: المُعْتَمَد، يقال: ما عليه مَحْمِل، مثل
مَجْلِس، أَي مُعْتَمَد.
وفي حديث قيس: تَحَمَّلْت بعَليّ على عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به
إِليه.
وتَحامل في الأَمر وبه: تَكَلَّفه على مشقة وإِعْياءٍ. وتَحامل عليه:
كَلَّفَه ما لا يُطِيق. واسْتَحْمَله نَفْسَه: حَمَّله حوائجه وأُموره؛ قال
زهير:
ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه،
ولا يُغْنِها يَوْماً من الدَّهْرِ، يُسْأَم
وفي الحديث: كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلى السوق
فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق به. وتَحامَلْت
الشيءَ: تَكَلَّفته على مَشَقَّة. وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت
الشيءَ على مشقة. وفي الحديث الآخر: كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل
لمن يَحْمِل لنا، من المُفاعَلَة، أَو هو من التَّحامُل. وفي حديث
الفَرَع والعَتِيرة: إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على
الحَمْل وأَطاقه، وهو اسْتَفْعل من الحَمْل؛ وقول يزيد بن الأَعور
الشَّنِّي:
مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى
يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً. وشهر مُسْتَحْمِل:
يَحْمِل أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون؛ عن ابن الأَ عرابي؛ قال:
والعرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالاً
(* قوله «نحر هلال شمالاً» عبارة
الأساس: نحر هلالاً شمال) كان شهراً مُسْتَحْمِلاً. وما عليه مَحْمِل أَي
موضع لتحميل الحوائج. وما على البعير مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل.
وحَمَل عنه: حَلُم. ورَجُل حَمُول: صاحِب حِلْم. والحَمْل، بالفتح: ما
يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان، والجمع حِمال وأَحمال. وفي
التنزيل العزيز: وأُولات الأَحمال أَجَلُهن. وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ
تَحْمِل حَمْلاً: عَلِقَت. وفي التنزيل: حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً؛ قال
ابن جني: حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ
المرأَة بولدها؛ وأَنشد لأَبي كبير الهذلي:
حَمَلَتْ به، في ليلة، مَزْؤُودةً
كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل
وفي التنزيل العزيز: حَمَلَته أُمُّه كَرْهاً، وكأَنه إِنما جاز
حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به، ونظيره قوله تعالى: أُحِلَّ لكم ليلَة
الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم، لما كان في معنى الإِفضاء عُدِّي بإِلى.
وامرأَة حامِل وحاملة، على النسب وعلى الفعل. الأَزهري: امرأَة حامِل
وحامِلة إِذا كانت حُبْلى. وفي التهذيب: إِذا كان في بطنها ولد؛ وأَنشد لعمرو
بن حسان ويروى لخالد بن حقّ:
تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم
أَنى، ولِكُلِّ حاملة تَمام
فمن قال حامل، بغير هاء، قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث، ومن قال
حاملة بناه على حَمَلَت فهي حاملة، فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها
أَو على رأْسها فهي حاملة لا غير، لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما
لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني فيه عن علامة التأْنيث، فإِن أُتي بها فإِنما
هو على الأَصل، قال: هذا قول أَهل الكوفة، وأَما أَهل البصرة فإِنهم
يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم، ورجل
عانس وامرأَة عانس، على الاشتراك، وقالوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة
مُجْرِية، مع غير الاشتراك، قالوا: والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض
وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث، فإِنما هي أَوْصاف
مُذَكَّرة وصف بها الإِناث، كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة
أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران؛ وقالوا: حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في
أَول حَمْلِها، عن ابن الأَعرابي وحده. والحَمْل: ثمر الشجرة، والكسر فيه
لغة، وشَجَر حامِلٌ، وقال بعضهم: ما ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل، وما
بَطَن فهو حَمْل، وفي التهذيب: ما ظهر، ولم يُقَيِّده بقوله من حَمْل
الشجرة ولا غيره. ابن سيده: وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ أَو على رأْس
شجرة، وجمعه أَحمال. والحِمْل بالكسر: ما حُمِل على ظهر أَو رأْس، قال:
وهذا هو المعروف في اللغة، وكذلك قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو
حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل؛ قال: وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول؛ عن
سيبويه، وجمع الحَمْلِ حِمال. وفي حديث بناء مسجد المدينة: هذا الحِمال
لا حِمال خَيْبَر، يعني ثمر الجنة أَنه لا يَنْفَد. ابن الأَثير: الحِمال،
بالكسر، من الحَمْل، والذي يُحْمَل من خيبر هو التمر أَي أَن هذا في
الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل، ويجوز أَن
يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ؛ ومنه حديث عمر: فأَيْنَ الحِمال؟ يريد منفعة
الحَمْل وكِفايته، وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان. وشجرة حامِلَة:
ذات حَمْل. التهذيب: حَمْل الشجر وحِمْله. وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر
فيه لغتان: الفتح والكسر؛ قال ابن بري: أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه
أَنه بفتح الحاء، وأَما حَمْل الشجر ففيه خلاف، منهم من يفتحه تشبيهاً
بحَمْل البطن، ومنهم من يكسره يشبهه بما يُحْمل على الرأْس، فكلُّ متصل
حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل، فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله،
فلهذا فُتِح، وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه وليس مستبِطناً
كَحَمْل المرأَة، قال: وجمع الحَمْل أَحْمال؛ وذكر ابن الأَعرابي أَنه يجمع
أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب. والحَمَّال: حامِل الأَحْمال، وحِرْفته
الحِمالة. وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل، والحَمَلة جمع الحامِل،
يقال: هم حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن. وحَمِيل السَّيْل: ما يَحْمِل من
الغُثاء والطين. وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار:
فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل
السَّيْل؛ قال ابن الأَثير: هو ما يجيء به السيل، فَعيل بمعنى مفعول، فإِذا
اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى السيل فإِنها تنبت في يوم
وليلة، فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بعد إِحراق النار
لها؛ وفي حديث آخر: كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل، وهو جمع حَمِيل.
والحَوْمل: السَّيْل الصافي؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد:
مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست بَشَيْنَة،
كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها
وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط: الدَّوِيل
الأَسود منه؛ قال أَبو حنيفة: الحَمِيل بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت، وكل
مَحْمول فهو حَمِيل. والحَمِيل: الذي يُحْمَل من بلده صَغِيراً ولم
يُولَد في الإِسلام؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، في كتابه إِلى شُرَيْح:
الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة؛ سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً
من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام، ويقال: بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه
محمول النسب، وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان: هذا أَخي أَو ابني، لِيَزْوِي
ميراثَه عن مَوالِيه فلا يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة. قال ابن سيده:
والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا
يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة. والحَمِيل: المنبوذ يحْمِله قوم فيُرَبُّونه.
والحَمِيل: الدَّعِيُّ؛ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في تَحوُّلهم إِلى اليمين
بنسبهم:
عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر،
ولا ضَرَّاءَ، مَنْزِلَة الحَمِيل؟
والحَمِيل: الغَريب.
والحِمالة، بكسر الحاء، والحَمِيلة: عِلاقة السَّيف وهو المِحْمَل مثل
المِرْجَل، قال:
على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي
وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد؛ وقد سماه
(* قوله: سمَّاه؛
هكذا في الأصل، ولعله اراد سمى به عرقَ الشجر) ذو الرمة عِرْق الشَّجَر
فقال:
تَوَخَّاه بالأَظلاف، حتى كأَنَّما
يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن متن مِحْمَل
والجمع الحَمائِل. وقال الأَصمعي: حَمائل السيف لا واحد لها من لفظها
وإِنما واحدها مِحْمَل؛ التهذيب: جمع الحِمالة حَمائل، وجمع المِحْمَل
مَحامل؛ قال الشاعر:
دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل
وقال أَبو حنيفة: الحِمالة للقوس بمنزلتها للسيف يُلْقيها المُتَنَكِّب
في مَنْكبِه الأَيمن ويخرج يده اليسرى منها فيكون القوس في ظهره.
والمَحْمِل: واحد مَحامل الحَجَّاج
(* قوله «والمحمل واحد محامل الحجاج»
ضبطه في القاموس كمجلس، وقال شارحه: ضبط في نسخ المحكم كمنبر وعليه
علامة الصحة، وعبارة المصباح: والمحمل وزان مجلس الهودج ويجوز محمل وزان
مقود. وقوله «الحجاج» قال شارح القاموس: ابن يوسف الثقفي اول من اتخذها،
وتمام البيت:
أخزاه ربي عاجلاً وآجلا).
قال الراجز:
أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا
والمِحْمَل: الذي يركب عليه، بكسر الميم. قال ابن سيده: المِحْمَل
شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ. والمِحْمَل والحاملة:
الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين.
واحْتَمَل القومُ وتَحَمَّلوا: ذهبوا وارتحلوا. والحَمُولة، بالفتح:
الإِبل التي تَحْمِل. ابن سيده: الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من
بعير أَو حمار أَو غير ذلك، سواء كانت عليها أَثقال أَو لم تكن، وفَعُول
تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به. وفي حديث تحريم الحمر الأَهلية،
قيل: لأَنها حَمولة الناس؛ الحَمُولة، بالفتح، ما يَحْتَمِل عليه الناسُ من
الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة. وفي حديث
قَطَن: والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة. وفي
التنزيل العزيز: ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً؛ يكون ذلك للواحد فما
فوقه. والحُمُول والحُمُولة، بالضم: الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة.
والحُمُولة: الأَحمال
(* قوله «والحمولة الاحمال» قال شارح القاموس: ضبطه
الصاغاني والجوهري بالضم ومثله في المحكم، ومقتضى صنيع القاموس انه بالفتح)
بأَعيانها. الأَزهري: الحُمُولة الأَثقال. والحَمُولة: ما أَطاق العَمل
والحَمْل. والفَرْشُ: الصِّغار. أَبو الهيثم: الحَمُولة من الإِبل التي
تَحْمِل الأَحمال على ظهورها، بفتح الحاء، والحُمُولة، بضم الحاء:
الأَحمال التي تُحْمَل عليها، واحدها حِمْل وأَحمال وحُمول وحُمُولة، قال: فأَما
الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة. والحُمُول: الإِبل وما عليها.
وفي الحديث: من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رمضان حيث
أَدركه؛ الحُمولة، بالضم: الأَحمال، يعني أَنه يكون صاحب أَحمال يسافر بها.
والحُمُول، بالضم بلا هاء: الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن، واحدها
حِمْل، ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج، والحُمُولة
والحُمُول واحد؛ وأَنشد:
أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها
والحُمول أَيضاً: ما يكون على البعير. الليث: الحَمُولة الإِبل التي
تُحْمَل عليها الأَثقال. والحُمول: الإِبل بأَثقالها؛ وأَنشد للنابغة:
أَصاح تَرَى، وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ،
حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ
وقال أَيضاً:
تَخالُ به راعي الحَمُولة طائرا
قال ابن بري في الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن:
الأَصل فيها الأَحمال ثم يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها
الهوادج؛ وعليه قول أَبي ذؤيب:
يا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً،
كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ
شَبَّه الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى؛ وقال ذو الرمة
في الأَحمال وجعلها كالحُمُول:
ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال،
مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال
وقال المتنخل:
ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ
أَحمالُها، كالبُكُر المُبْتِل
عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ،
جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل
فأَبدل عِيراً من أَحمالها؛ وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً:
وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم،
كنَخْل من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق
قال: وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر:
أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ،
مع الصبح، قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ؟
وقال آخر:
أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم،
ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء
وقول أَوس:
وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة
فسره ابن الأَعرابي فقال: كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك. وأَحْمَله
الحِمْل: أَعانه عليه، وحَمَّله: فَعَل ذلك به. ويجيء الرجلُ إِلى الرجل
إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له: احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني
ظَهْراً أَركبه، وإِذا قال الرجل أَحْمِلْني، بقطع الأَلف، فمعناه أَعنَّي
على حَمْل ما أَحْمِله. وناقة مُحَمَّلة: مُثْقَلة.
والحَمَالة، بالفتح: الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم، وقد
تطرح منها الهاء. وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها. الأصمعي:
الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم ونَحْو ذلك قال الليث، ويقال أَيضاً حَمَال؛
قال الأَعشَى:
فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْـ
ـدِ، عظيم النَّدَى، كَثِير الحَمَال
ورجل حَمَّال: يَحْمِل الكَلَّ عن الناس.
الأَزهري: الحَمِيل الكَفِيل. وفي الحديث: الحَمِيل غارِمٌ؛ هو الكفيل
أَي الكَفِيل ضامن. وفي حديث ابن عمر: كان لا يَرى بأْساً في السَّلَم
بالحَمِيل أَي الكفيل. الكسائي: حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به، وفي الحديث:
لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة، ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم؛
هي بالفتح ما يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أَن
تقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل
يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن، والتَّحَمُّل: أَن يَحْمِلها
عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها. وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمالة؛ سُمِّي بذلك
لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها.
والحَوامِل: الأَرجُل. وحَوامِل القَدَم والذراع: عَصَبُها، واحدتها
حاملة.
ومَحامِل الذكر وحَمائله: العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه؛ وبه فعسَّر
الهَرَوي قوله في حديث عذاب القبر: يُضْغَط المؤمن في هذا، يريد القبر،
ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه؛ وقيل: هي عروق أُنْثَييه، قال: ويحتمل أَن
يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه وصدره. وحَمَل به حمالة:
كَفَل. يقال: حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في نفسه
واضْطَغَنَه. ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ: قد احتُمِل وأُقِلَّ؛ قال
الأَصمَعي في الغضب: غَضِب فلان حتى احتُمِل. ويقال للذي يَحْلُم عمن
يَسُبُّه: قد احْتُمِل، فهو مُحْتَمَل؛ وقال الأَزهري في قول الجَعْدي:
كلبابى حس ما مسه،
وأَفانِين فؤاد مُحْتَمَل
(* قوله «كلبابى إلخ» هكذا في الأصل من غير نقط ولا ضبط).
أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط، وقيل غضبان، وأَفانِينُ فؤاد: ضُروبُ نشاطه.
واحْتُمِل الرجل: غَضِب. الأَزهري عن الفراء: احْتُمِل إِذا غضب، ويكون
بمعنى حَلُم. وحَمَلْت به حَمَالة أَي كَفَلْت، وحَمَلْت إِدْلاله
واحْتَمَلْت بمعنىً؛ قال الشاعر:
أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل، وقالت فلم أُجِبْ،
لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم
والمُحامِل: الذي يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك،
والمُجامِل: الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا.
ويقال: فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه.
والمُحْمِل من النساء والإِبل: التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل، وقد
أَحْمَلَت.
والحَمَل: الخَرُوف، وقيل: هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه، والجمع
حُمْلان وأَحمال، وبه سُمِّيت الأَحمال، وهي بطون من بني تميم. والحَمَل:
السحاب الكثير الماء. والحَمَل: بُرْج من بُروج السماء، هو أَوَّل البروج
أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل، ثم البُطَين ثلاثة كواكب، ثم
الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل، هذه النجوم على هذه الصفة تُسَمَّى
حَمَلاً؛ قلت: وهذه المنازل والبروج قد انتقلت، والحَمَل في عصرنا هذا
أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر، وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه.
المحكم: قال ابن سيده قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً،
تَحْذِف منه الأَلف واللام وأَنت تريدها، وتُبْقِي الاسم على تعريفه، وكذلك
جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت
تَنْويها، فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها الذي كانت عليه. والحَمَل:
النَّوْءُ، قال: وهو الطَّلِيُّ. يقال: مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء
الطَّلِيِّ؛ وقول المتنخِّل الهذلي:
كالسُّحُل البِيضِ، جَلا لَوْنَها
سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل
فُسَّر بالسحاب الكثير الماء، وفُسِّر بالبروج، وقيل في تفسير النِّجاء:
السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل، قال: وقيل في الحَمَل إِنه المطر
الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل، وقيل: النِّجاء السحاب الذي هَرَاق ماءه،
واحده نَجْوٌ، شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل، وهي الثياب البيض، واحدها
سَحْل؛ والأَسْوَل: المُسْتَرْخِي أَسفل البطن، شَبَّه السحاب المسترخي
به؛ وقال الأَصمعي: الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه
بالأَسول وهو المسترخي، ولا يوصف النَّجْو بذلك، وإِنما أَضاف النِّجَاء
إِلى الحَمَل، والنِّجاءُ: السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر
لأَن الحَشَف نوع منه. وحَمَل عليه في الحَرْب حَمْلة، وحَمَل عليه حَمْلة
مُنْكَرة، وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة، وحَمَلْت على بني فلان إِذا أَرَّشْتَ
بينهم. وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه. وحَمَّلْته
الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها. واسْتَحْمَلته: سأَلته أَن يَحْمِلني. وفي حديث
تبوك: قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم،
أَسْأَله الحُمْلان؛ هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً، وذلك أَنهم أَنفذوه
يطلبون شيئاً يركبون عليه، ومنه تمام الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم:
ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن الله حَمَلكم، أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ
عليهم، وقيل: أَراد لَمَّا ساق الله إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو
الحامل لهم عليها، وقيل: كان ناسياً ليمينه أَنه لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر
لهم بالإِبل قال: ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم، كما قال للصائم
الذي أَفطر ناسياً: الله أَطْعَمَك وسَقاك.
وتَحَامَل عليه أَي مال، والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً، تقول في
المكان هذا مُتَحَامَلُنا، وتقول في المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي
تَحامُل؛ والأَحمالُ في قول جرير:
أَبَنِي قُفَيْرَة، من يُوَرِّعُ وِرْدَنا،
أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال؟
قومٌ من بني يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث. يقال: وَرَّعْت الإِبلَ عن
الماء رَدَدْتها، وقُفَيْرة: جَدَّة الفَرَزْدَق
(* قوله «وقفيرة جدّة
الفرزدق» تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه) أُمّ صَعْصَعة بن ناجِية بن
عِقَال. وحَمَلٌ: موضع بالشأْم. الأَزهري: حَمَل اسم جَبَل بعينه؛ ومنه قول
الراجز:
أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل
قال: حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال لهما طِمِرَّان؛ وقال:
كأَنَّها، وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان،
ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان،
صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيمان
قال الأَزهري: ورأَيت بالبادية حَمَلاً ذَلُولاً اسمه حَمال.
وحَوْمَل: موضع؛ قال أُمَيَّة بن
أَبي عائذ الهذلي:
من الطَّاويات، خِلال الغَضَا،
بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي
وقول امريء القيس:
بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ
إِنما صَرَفه ضرورة. وحَوْمَل: اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل،
يقال: أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل.
والمَحْمولة: حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن ليس في الحِنْطة
أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً، وهي كثيرة الرَّيْع غير أَنها لا
تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم؛ هذه عن أَبي حنيفة. وقد سَمَّتْ حَمَلاً
وحُمَيلاً. وبنو حُمَيْل: بَطْن؛ وقولهم:
ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل
إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر. والحِمَالة: فَرَس طُلَيْحَة ابن
خُوَيلِد الأَسدي؛ وقال يذكرها:
عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة، إِنَّها
مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ
فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً،
ويَوْماً تراها غيرَ ذاتِ جِلال
قال ابن بري: يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى، وأَما الحِمَالة الكبرى فهي
لبني سُلَيْم؛ وفيها يقول عباس بن
مِرْدَاس:
أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ، فقد
أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل
عجن: عَجَنَ الشيءَ يَعْجِنُه عَجْناً، فهو مَعْجُونٌ وعَجِين،
واعْتَجَنه: اعتمد عليه بجُمْعه يَغْمِزُه؛ أَنشد ثعلب:
يَكْفيك من سَوْداءَ واعْتِجانِها،
وكَرِّكَ الطَّرْفَ إلى بَنانِها،
ناتِئةُ الجَبْهةِ في مكانِها،
صَلْعاءُ لو يُطْرَحُ في مِيزانِها
رِطْلُ حديدٍ، شالَ من رُجْحانها.
والعاجِنُ من الرجال: المُعْتَمِدُ على الأَرض بجُمْعه إذا أَراد
النُّهوضَ من كِبَرٍ أَو بُدْنٍ؛ قال كثير:
رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ، وبَعْلُها
من المَلْءِ أَبْزَى عاجنٌ مُتَباطِنُ
ورواه أَبو عبيد:
من القوم أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ. وعَجَنتِ الناقةُ. وناقةٌ
عاجِنٌ: تضْرِبُ بيديها إلى الأَرض في سيرها. ابن الأَعرابي: العُجُنُ أَهل
الرَّخاوة من الرجال والنساء. يقال للرجل عَجِينة وعَجِينٌ، وللمرأَة
عَجِينة لا غير، وهو الضعيف في بدنه وعقله. والعُجُنُ: جمع عاجِنٍ، وهو الذي
أَسَنَّ، فإِذا قام عَجَنَ بيديه. يقال: خَبَز وعَجَنَ وثَنَّى وثَلَّثَ
ووَرَّصَ كله من نعت الكبير. وعَجَنَ وأَعْجَنَ إذا أَسَنَّ فلم يَقُمْ
إلاَّ عاجِناً؛ قال الشاعر:
فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً، وهَيَّجْتُ عاجِناً،
وشَرُّ خِصَالِ المرءِ كُنْتٌ وعاجِنُ
(* قوله «كنت وعاجن» بتنوين كنت بالأصل والصحاح في موضعين، ونونها
الصاغاني مرة وترك التنوين أخرى، والبيت روي بروايات مختلفة). وفي حديث ابن
عمر: أَنه كان يَعْجِنُ في الصلاة فقيل له: ما هذا؟ فقال: رأَيت رسولَ
الله، صلى الله عليه وسلم، يَعْجِنُ في الصلاة أَي يعتمد على يديه إذا قام
كما يفعل الذي يَعْجِنُ العَجينَ. قال الليث: والعَجّانُ الأَحمق، وكذلك
العَجِينة. ويقال: إن فلاناً ليَعْجِنُ بمِرْفَقَيْه حُمْقاً. قال
الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر يا عَجّان إنك لتَعْجِنُه، فقلت له: ما
يَعْجِنُ وَيْحَكَ فقال: سَلْحه، فأَجابه الآخر: أَنا أَعْجِنُه وأَنت
تَلْقَمُه، فأَفْحَمه. وأَعْجَنَ إذا جاء بولدٍ عَجِينةٍ، وهو الأَحمق.
والعَجِينُ: المَجْبُوسُ من الرجال. وعَاجِنةُ المكانِ: وسَطُه؛ وأَنشد الأَخطل:
بعاجنةِ الرَّحُوبِ فلم يَسيروا
(* صدره كما في التكملة: وسير غيرهم عنها فساروا).
وعَجِنَتِ الناقة تَعْجَنُ عَجَناً وهي عَجْناء: كثر لحم ضَرْعها
وسَمِنَتْ، وقيل: هو إذا صَعِدَ نحو حَيائها، وكذلك الشاة والبقرة. والعَجَنُ
أَيضاً: عيب، وهو ورم حياء الناقة من الضَّبَعَة، وقيل: هو ورم يصيبها في
حَيائها ودبرها، وربما اتصلا، وقيل: هو ورم في حيائها كالثُّؤْلول، وهو
شبيه بالعَفَل يمنعها اللِّقاحَ، عَجِنَتْ عَجَناً، فهي عَجِنة وعَجْناء،
وقيل: العَجْناء الناقة الكثيرة لحم الضَّرْع مع قلة لبنها بَيِّنةُ
العَجَن. والعَجْناء أَيضاً: القليلة اللبن. والعَجْناء والمُعْتَجِنةُ:
المُنْتَهيةُ في السِّمَنِ. والمُتَعَجِّنُ: البعيرُ المُكْتَنِزُ سَمناً
كأَنه لحم بلا عظم. وبعير عَجِنٌ: مُكْتَنِز سِمَناً. وأَعْجَنَ الرجلُ إذا
ركب العَجْناء، وهي السمينة، ومن الضُّرُوع الأَعْجَنُ. والعَجَنُ: لحمة
غليظة مثل جُمْع الرجل حِيالَ فِرْقَتَي الضَّرَّة، وهو أَقلها لبَناً
وأَحسنها مَرْآةً. وقال بعضهم: تكون العَجْناء غَزِيرة وتكون بَكيئة.
والعَجْنُ: مصدر عَجَنْتُ العَجينَ. والعجينُ معروف. وقد عَجَنَتِ المرأَةُ،
بالفتح، تَعْجِنُ عَجِيناً واعْتَجَنتْ بمعنى أَي اتخذت عَجِيناً.
والعِجَانُ: الاسْتُ، وقيل: هو القضيب الممدود من الخُصْيَةِ إلى الدبر، وقيل:
هو آخر الذكر ممدود في الجلد، وقيل: هو ما بين الخُصية والفَقْحَة. وفي
الحديث: إن الشيطانَ يأْتي أَحدكم فيَنْقُرُ عند عِجانه؛ العِجان: الدبر،
وقيل: هو ما بين القبل والدبر. وفي حديث علي، رضي الله عنه: أَن أَعجميّاً
عارضه فقال: اسكتْ يا ابنَ حمراء العِجان هو سَبٌّ كان يجري على أَلسنة
العرب؛ قال جرير:
يَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً عليه،
كأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِيدُ.
والجمع أَعْجِنةٌ وعُجُنٌ. وعَجَنه عَجْناً: ضربَ عِجَانه. وعِجانُ
المرأَة: الوَتَرَةُ التي بين قُبُلِها وثَعْلَبَتِها. وأَعْجَنَ: وَرِمَ
عِجانُه. والعِجان، بلغة أَهل اليمن: العُنق؛ قال شاعرهم يرثي أُمه وأَكلها
الذئبُ:
فلم يبْقَ منها غيرُ نِصْفِ عِجانِها،
وشُنْتُرَةٌ منها، وإحدى الذَّوائبِ.
وقال الشاعر:
يا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ العِجانِ،
عِجانُها أَطْوَلُ من سِنانِ.
وأُمُّ عَجِينَةَ: الرَّخَمةُ.
شذا: شَذا كلِّ شيءٍ: حَدُّه. والشَّذاةُ: الحِدَّةُ، وجمعها شَذَواتٌ
وشَذاً. التهذيب في ترجمة شَدا بالدال المهملة قال: قال أَبو بكر الشَّدا
حَدُّ كلِّ شيء، يكتب بالأَلف. قال: والشَّذا من الأَذى؛ وأَنشد:
فلوْ كان في ليْلى شَذاً من خُصومَةٍ،
للوَّيْتُ أَعْناقَ المطِيِّ المَلاويا
وأَنشده الفراء شَداً، بالدال، وأَنشده غيره شَذاً، بالذال المعجمة،
وأَكثر الناس على الدال، وهو الحدُّ؛ قال ابن بري: ومنه قول أَوس:
أَقولُ فأَمَّا المُنْكَراتِ فأَتَّقي،
وأَمَّا الشَّذا، عَنِّي، المُلِمَّ فأَشْذِبُ
وقال أَسماء بن خارجة:
يا ضَلَّ سَعْيُكَ ما صَنَعْتَ بما
جَمَّعْتَ من شُبٍّ إلى دُبِّ؟
فاعْمِدْ إلى أَهْلِ الوَقِير، فَما
يَخْشى شَذاك مُقَرْقَمُ الإزْبِ
وضَرِمَ شَذاهُ: اشتَدَّ جُوعُه، يقال ذلك للجائِعِ؛ قال الطرِمَّاح:
يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذاهُ،
شَجٍ لخُصومَة الذِّئْبِ الشَّنُونِ
والشَّذا، مقصورٌ: الأَذى والشرُّ.
والشَّذاةُ: ذُبابٌ، وقيل: ذبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يقع على الدواب
فيُؤْذِيها، والجَمع شَذاً، مقصور، وقيل: هو ذُبابٌ يعضّ الإبلَ، وقيل: الشَّذا
ذُبابُ الكلْب، وقيل: كل ذُبابٍ شَذاً؛ وأَنشد ابن بري ليزيد بن الحكم يصف
قداحاً:
يقيها الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً، وتارةً
يُقَلِّبها فيكفِّه ويَذوقُ
يقول: لا يترك الذباب يسقُطُ عليها؛ وقال آخر:
عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ من الشَّذا
قال: وقد يقع هذا الذُّبابُ على البعير، الواحدة شذاةٌ. وأَشْذى
الرجلُ: آذى، ومنه قيل للرجل: آذيْتَ وأَشْذيْتَ. ابن الأَعرابي: شَذا إذا آذى،
وشَذا إذا تطيَّبَ بالشَّذْوِ وهو المِسْكُ، ويقال: وهو رائحة المسك.
وفي حديث علي، عليه السلام: أَوْصَيْتُهم بما يجب عليهم من كفِّ الأَذى
وصرف الشَّذا؛ هو بالقصر الشَّرُّ والأَذى. وكل شيءٍ يُؤْذي فهو شَذاً؛
وأَنشد:
حَكَّ الجِمال جُنوبَهنَّ من الشَّذا
ويقال: إني لأَخشى شَذاة فلان أَي شَرَّه. وقال الليث: شَذاتهُ شدَّتهُ
وجَرْأَته. والشَّذاةُ: بقية القوَّة والشِّدَّة؛ قال الراجز:
فاطِمَ رُدِّي لي شَذاً من نَفْسي،
وما صَريمُ الأَمر مثلُ اللَّبْسِ
والشَّذا: كِسَر العود الصغار، منه. والشَّذا: كِسَر العود الذي
يُتَطيَّب به. والشَّذا: شِدَّةُ ذكاءِ الريح الطَّيِّبة، وقيل: شِدَّة ذكاءِ
الريح؛ قال ابن الإطْنابة:
إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها
ذكيُّ الشَّذا، والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ
قال ابن بري: ويقال البيتُ للعُجَير السَّلولي، ويروى: إذا اتَّكأَــتْ.
قال: وقال ابن ولاَّد الشَّذا المِسك في بيت العُجَير. والشَّذا: المِسْك؛
عن ابن جني، وهو الشَّذْوُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
إن لك الفَضلَ على صُحْبَتي،
والمِسكُ قد يَسْتَصحِبُ الرَّامِكا
حتى يظلَّ الشَّذْوُ، من لوْنهِ،
أَسْودَ مَضْنوناً به حالِكا
وقال الأَصمعي: الشَّذا من الطيب يكتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد:
ذكيُّ الشَّذا والمندليُّ المطيَّرُ
قال: وقال أَبو عمرو بن العلاء الشَّذْوُ لونُ المِسك؛ وأَنشد:
حتى يظلِّ الشَّذْوُْ من لونهِ
قال ابن بري: والشِّذْيُ، بكسر الشين، لونُ المسك؛ عن أَبي عمرو وعيسى
بن عمر؛ وأَنشد:
حتى يظلَّ الشِّذْيُ من لوْنهِ
قال: وذكره ابن ولاَّدٍ بفتح الشين وغُلِّط فيه، وصحح ابن حمزة كسر
الشين. والشَّذا: الجرب. والشَّذاةُ: القطْعة من الملحِ، والجمع شَذاً.
والشَّذا: شجرٌ ينبُت بالسَّراةِ يُتَّخذ منه المَساوِيك وله صمغٌ.
والشَّذا: ضربٌ من السُّفن؛ عن الزجاجي، الواحدة شَذاةٌ؛ قال أَبو منصور:
هذا معروف ولكنه ليس بعربي. قال ابن بري: الشَّذاةُ ضرْبٌ من السُّفُن،
والجمع شَذَواتٌ.
كوع: الكاعُ والكُوعُ: طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الإِبْهامِ، وقيل: هو
من أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ، وقيل: هما طرفا الزندين في الذراع
الكوع الذي يلي الإِبهام، والكاعُ: طرَفُ الزند الذي يلي الخِنْصِر، وهو
الكُرْسُوعُ، وجمعها أَكْواعٌ. قال الأصمعي: يقال كاعٌ وكُوعٌ في اليد. ورجل
أَكْوَعُ: عظيمُ الكُوعِ، وقيل مُعْوَجُّه؛ قال الشاعر:
دَواحِسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أَكْوَعا
والمصدر الكَوَعُ، وامرأَة كَوْعاءُ بَيّنةُ الكَوعِ. وفي حديث ابن عمر،
رضي الله عنهما: بعث به أبوه إِلى خيبرَ وقاسمهم الثمرةَ فَسَحَرُوه
فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه؛ الكَوَعُ، بالتحريك: أَن تَعْوَجَّ اليدُ من قِبَلِ
الكُوعِ، وهو رأْس اليد مما يلي الإِبهام، والكُرْسُوعُ رأْسه مما يلي
الخنصر. وقد كَوِعَ كَوَعاً وكَوَّعه: ضربه فصيره مُعَوَّجَ الأَكْواعِ.
ويقال: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعِه. وفي حديث سَلَمةَ بن الأَكْوعِ: يا
ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه بُكْرَةَ، يعني أَنت الأَكْوَعُ الذي كان قد
تبعنا بُكْرة اليوم لأَنه كان أوَّل ما لحِقَهم صاحَ بهم: أَنا ابن الأَكوع،
واليومُ يومُ الرُّضَّع، فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا:
أَنت الذي كنت معنا بُكْرةَ فقال: نعم أَنا أَكْوَعُك بكرة؛ قال ابن
الأَثير: ورأَيت الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا: قال له المشركون بِكْرَةَ
أَكْوَعِه، يعنون أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبيه، قال: والمروي في الصحيح ما
ذكرناه أَولاً، وتصغير الكاعِ كُوَيْعٌ. والكَوَعُ في الناس: أَن
تَعْوَجَّ الكفّ من قِبَلِ الكُوعِ، وقد تَكَوَّعَتْ يده.
وكاعَ الكلبُ يَكُوعُ:مشَى في الرمل وتَمايَلَ على كُوعِه من شدّة الحر.
وكاعَ كَوْعاً: عُقِرَ فمشى على كوعه لأَنه لا يقدر على القيام، وقيل:
مشى في شِقّ.
والكَوَعُ: يُبْسٌ في الرسْغَيْنِ وإِقْبالُ إِحْدى اليدين على الأُخرى.
بعير أَكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ: يابِسا الرسْغَيْنِ. أَبو زيد:
الأَكْوَعُ اليابِسُ اليدِ من الرسغ الذي أَقبلت يده نحو بطن الذراع، والأَكْوَعُ
من الإِبل: الذي قد أَقبل خفه نحو الوظيف فهو يمشي على رسغه، ولا يكون
الكَوَعُ إِلا في اليدين؛ وقال غيره: الكَوَعُ التواء الكُوعِ. وقال في
ترجمة وكع: الكَوَعُ أَن يُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ على أَخواتها إِقْبالاً
شديداً حتى يظهر عظم أَصلها، قال: والكَوَعُ في اليد انْقِلابُ الكُوعِ
حتى يزول فترى شخص أَصله خارجاً.
الكسائي: كِعْتُ عن الشيء أَكِيعُ وأَكاعُ لغة في كَعَعْتُ عنه أَكِعُّ
إِذا هِبْتَه وجَبُنْتَ عنه؛ حكاه يعقوب.
والأَكْوَعُ: اسم رجل.
كسر: كَسَرَ الشيء يَكْسِرُه كَسْراً فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد
للكثرة، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قال سيبويه: كَسَرْتُه انكساراً وانْكَسَر
كَسْراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لاتفاقهما في المعنى لا بحسب
التَّعَدِّي وعدم التَّعدِّي. ورجل كاسرٌ من قوم كُسَّرٍ، وامرأَة
كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ وعبر يعقوب عن الكُرَّهِ من قوله رؤبة:
خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ
بأَنهن الكُسَّرُ؛ وشيء مَكْسور. وفي حديث العجين: قد انْكَسَر، أَي
لانَ واخْتَمر. وكل شيء فَتَر، فقد انْكسَر؛ يريد أَنه صَلَح لأَنْ
يُخْبَزَ. ومنه الحديث: بسَوْطٍ مَكْسور أَي لَيِّنٍ ضعيف. وكَسَرَ الشِّعْرَ
يَكْسِرُه كَسْراِ فانْكسر: لم يُقِمْ وَزْنَه، والجمع مَكاسِيرُ؛ عن
سيبويه؛ قال أَبو الحسن: إِنما أَذكر مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع
بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لأَنهم كَسَّروه
تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن. والكَسِيرُ: المَكْسور، وكذلك
الأُنثى بغير هاء، والجمع كَسْرَى وكَسَارَى، وناقة كَسِير كما قالوا
كَفّ خَضِيب. والكَسير من الشاء: المُنْكسرةُ الرجل. وفي الحديث: لا يجوز في
الأَضاحي الكَسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ؛ قال ابن الأَثير:
المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول. وفي حديث عمر:
لا يزال أَحدهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِليها
أَي يَثْني وِسادَه عندها ويتكئ عليها ويأْخذ معها في الحديث؛
والمُغْزِيَةُ التي غَزا زوْجُها. والكواسِرُ: الإِبلُ التي تَكْسِرُ العُودَ.
والكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة من الشيء، والجمع كِسَرٌ مثل قِطْعَةٍ
وقِطَع. والكُسارَةُ والكُسارُ: ما تَكَسَّر من الشيء. قال ابن السكيت
ووَصَفَ السُّرْفَة فقال: تَصْنعُ بيتاً من كُسارِ العِيدان، وكُسارُ
الحَطَب: دُقاقُه. وجَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عظيمة مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها،
وإِناء أَكْسار كذلك؛ عن ابن الأَعرابي. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسارٌ:
كأَنهم جعلوا كل جزء منها كَسْراً ثم جمعوه على هذا.
والمَكْسِرُ: موضع الكَسْر من كل شيء. ومَكْسِرُ الشجرة: أَصلُها حيث
تُكْسَرُ منه أَغصانها؛ قال الشُّوَيْعِر:
فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ
من فَرْعِهِ مالاً، ولا المَكْسِرِ
وعُود صُلْبُ المَكْسِر، بكسر السين، إِذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بكسره.
ويقال: فلان طَيِّبُ المَكْسِرِ إِذا كان محموداً عند الخِبْرَةِ.
ومَكْسِرُ كل شيء: أَصله. والمَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ يقال: هو طيب المَكْسِرِ
ورَدِيءُ المَكْسِر. ورجل صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ على الشِّدَّةِ، وأَصله من
كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. ويقال للرجل إِذا كانت
خُبْرَتُه محمودة: إِنه لطيب المَكْسِرِ.
ويقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ، وهو مدح وذم، فإِذا أَرادوا أَن يقولوا
ليس بمُصْلِدِ القِدْحِ فهو مدح، وإِذا أَرادوا أَن يقولوا هو خَوَّارُ
العُود فهو ذم، وجمع التكسير ما لم يبنَ على حركة أَوَّله كقولك دِرْهم
ودراهم وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف، وأَما ما يجمع على حركة أَوّله فمثل
صالح وصالحون ومسلم ومسلمون.
وكَسَرَ من بَرْدِ الماء وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْراً: فَتَّرَ. وانْكَسَر
الحَرُّ: فتَر. وكل من عَجَز عن شيء، فقد انْكَسَر عنه. وكل شيء فَتَر عن
أَمر يَعْجِزُ عنه يقال فيه: انْكسَر، حتى يقال كَسَرْتُ من برد الماء
فانْكَسَر. وكَسَرَ من طَرْفه يَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ. وقال ثعلب: كسَرَ
فلان على طرفه أَي غَضَّ منه شيئاً. والكَسْرُ: أَخَسُّ القليل. قال ابن
سيده: أُراه من هذا كأَنه كُسِرَ من الكثير، قال ذو الرمة:
إِذا مَرَئيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ،
فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفِيدُها
والكَسْرُ والكِسْرُ، والفتح أَعلى: الجُزْءُ من العضو، وقيل: هو العضو
الوافر، وقيل: هو العضو الذي على حِدَتِه لا يخلط به غيره، وقيل هو نصف
العظم بما عليه من اللحم؛ قال:
وعاذِلةٍ هَبَّتْ عَليَّ تَلُومُني،
وفي كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
أَبو الهيثم: يقال لكل عظم كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأَنشد البيت أَيضاً.
الأُمَويّ: ويقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه إِلى المِرْفَق كَسْرُ قَبيحٍ؛
وأَنشد شمر:
لو كنتَ عَيْراً، كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ،
أَو كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ
وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه:
ولو كنتَ كَِسْراً، كنتَ كَِسْرَ قَبيحِ
قال ابن بري: البيت من الطويل ودخله الخَرْمُ من أَوله، قال: ومنهم من
يرويه أَو كنت كسراً، والبيت على هذا من الكامل؛ يقول: لو كنت عيراً لكنت
شرَّ الأَعيار وهو عير المذلة، والحمير عندهم شرُّ ذوات الحافر، ولهذا
تقول العرب: شر الدواب ما لا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى، يَعْنُون الحمير؛ ثم
قال: ولو كنت من أَعضاء الإِنسان لكنت شَرَّها لأَنه مضاف إِلى قبيح،
والقبيح هو طرفه الذي يَلي طَرَفَ عظم العَضُدِ؛ قال ابن خالويه: وهذا النوع
من الهجاء هو عندهم من أَقبح ما يهجى به؛ قال: ومثله قول الآخر:
لو كُنْتُمُ ماءً لكنتم وَشَلا،
أَو كُنْتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ دَقَلا
وقول الآخر:
لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَرِيرا،
أَو كُنْتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا،
أَو كنتَ مُخّاً كُنْتَ مُخّاً رِيرا
الجوهري: الكَسْرُ عظم ليس عليه كبير لحم؛ وأَنشد أَيضاً:
وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
قال: ولا يكون ذلك إِلا وهو مكسور، والجمع من كل ذلك أَكْسارٌ وكُسورٌ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال سعدُ بنُ الأَخْرَم: أَتيته وهو يُطْعم
الناسَ من كُسورِ إِبلٍ أَي أَعضائها، واحدها كَسْرٌ وكِسْرٌ، بالفتح
والكسر، وقيل: إِنما يقال ذلك له إِذا كان مكسوراً؛ وفي حديثه الآخر: فدعا
بخُبْز يابس وأَكسارِ بعير؛ أَكسار جمعُ قلة للكِسْرِ، وكُسورٌ جمعُ كثرة؛
قال ابن سيده: وقد يكون الكَسْرُ من الإِنسان وغيره؛ وقوله أَنشده ثعلب:
قد أَنْتَحِي للناقَةِ العَسِيرِ،
إِذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسورِ
فسره فقال: إِذ أَعضائي تمكنني. والكَسْرُ من الحساب: ما لا يبلغ سهماً
تامّاً، والجمع كُسورٌ. والكَسْر والكِسْرُ: جانب البيت، وقيل: هو ما
انحدر من جانبي البيت عن الطريقتين، ولكل بيت كِسْرانِ. والكَسْرُ
والكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلى من الخباء، والكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة التي تلي
الأَرض من الخباء، وقيل: هو ما تَكَسَّر أَو تثنى على الأَرض من الشُّقَّة
السُّفْلى. وكِسْرا كل شيء: ناحيتاه حتى يقال لناحيتي الصَّحراءِ
كِسْراها. وقال أَبو عبيد: فيه لغتان: الفتح والكسر. الجوهري: والكِسْرُ،
بالكسر، أَسفلُ شُقَّةِ البيت التي تَلي الأَرضَ من حيثُ يُكْسَرُ جانباه من عن
يمينك ويسارك؛ عن ابن السكيت. وفي حديث أُم مَعْبَدٍ: فنظر إِلى شاة في
كِسْرِ الخَيْمة أَي جانبها. ولكل بيتٍ كِسْرانِ: عن يمين وشمال، وتفتح
الكاف وتكسر، ومنه قيل: فلان مُكاسِرِي أَي جاري. ابن سيده: وهو جاري
مُكاسِرِي ومُؤاصِرِي أَي كِسْرُ بيتي إِلى جَنْبِ كِسْرِ بيته. وأَرضٌ ذاتُ
كُسُورٍ أَي ذات صُعودٍ وهُبُوطٍ.
وكُسُورُ الأَودية والجبال: معاطفُها وجِرَفَتها وشِعابُها، لا يُفْرد
لها واحدٌ، ولا يقال كِسْرُ الوادي. ووادٍ مُكَسَّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ ومنه
قول بعض العرب: مِلْنا إِلى وادي كذا فوجدناه مُكَسِّراً. وقال ثعلب:
واد مُكَسَّرٌ: بالفتح، كأَن الماء كسره أَي أَسال معَاطفَه وجِرَفَتَه،
وروي قول الأَعرابي: فوجدناه مُكَسَّراً، بالفتح. وكُسُور الثوب والجلد:
غٌضُونُه.
وكَسَرَ الطائرُ يَكْسِرُ كَسْراً وكُسُوراً: ضمَّ جناحيه جتى يَنْقَضَّ
يريد الوقوعَ، فإِذا ذكرت الجناحين قلت: كَسَرَ جناحيه كَسْراً، وهو
إِذا ضم منهما شيئاً وهو يريد الوقوع أَو الانقضاض؛ وأَنشد الجوهري
للعجاج:تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ
والكاسِرُ: العُقابُ، ويقال: بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كاسر؛ وأَنشد:
كأَنها كاسِرٌ في الجَوّ فَتْخاءُ
طرحوا الهاء لأَن الفعل غالبٌ. وفي حديث النعمان: كأَنها جناح عُقابٍ
كاسِرٍ؛ هي التي تَكْسِرُ جناحيها وتضمهما إِذا أَرادت السقوط؛ ابن سيده:
وعُقاب كاسر؛ قال:
كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجرِ
ومَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ
أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ وأَنشده سيبويه:
ومَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ
يريد: ومَسْحِه فأَخفى الهاء. قال ابن جني: قال سيبويه كلاماً يظن به في
ظاهره أَنه أَدغم الحاء في الهاء بعد أَن قلب الهاء حاء فصارت في ظاهر
قوله ومَسْحّ، واستدرك أَبو الحسن ذلك عليه، وقال: إِن هذا لا يجوز
إِدغامه لأَن السين ساكنة ولا يجمع بين ساكنين؛ قال: فهذا لعمري تعلق بظاهر
لفظه فأَما حقيقة معناه فلم يُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قال ابن جني: وليس
ينبغي لمن نظر في هذا العلم أَدنى نظر أَن يظنَّ بسيبويه أَنه يتوجه عليه هذا
الغلط الفاحش حتى يخرج فيه من خطإِ الإِعراب إِلى كسر الوزن، لأَن هذا
الشعر من مشطور الرجز وتقطيع الجزء الذي فيه السين والحاء ومسحه« مفاعلن»
فالحاء بإِزاء عين مفاعلن، فهل يليق بسيبويه أَن يكسر شعراً وهو ينبوع
العروض وبحبوحة وزن التفعيل، وفي كتابه أَماكن كثيرة تشهد بمعرفته بهذا
العلم واشتماله عليه، فكيف يجوز عليه الخطأ فيما يظهر ويبدو لمن يَتَسانَدُ
إِلى طبعه فضلاً عن سيبويه في جلالة قدره؟ قال: ولعل أَبا الحسن الأَخفش
إِنما أَراد التشنيع عليه وإِلا فهو كان أَعرف الناس بجلاله؛ ويُعَدَّى
فيقال: كَسَرَ جَناحَيْه. الفراء: يقال رجل ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، وهو
الذي يُغْبَنُ في كل شيء، ويقال: فلان يَكْسِرُ عليه الفُوقَ إِذا كان
غَضْبانَ عليه؛ وفلان يَكْسِرُ
عليه الأَرْعاظَ غَضَباً. ابن الأَعرابي: كَسَرَ الرجلُ إِذا باع
(*
قوله« كسر الرجل إِذا باع إلخ» عبارة المجد وشرحه: كسر الرجل متاعه إذا باعه
ثوباً ثوباً.) متاعه ثَوْباً ثَوْباً، وكَسِرَ إِذا كَسِلَ.
وبنو كِسْرٍ: بطنٌ من تَغْلِب.
وكِسْرى وكَسْرى، جميعاً بفتح الكاف وكسرها: اسم مَلِكِ الفُرْس، معرّب،
هو بالفارسية خُسْرَوْ أَي واسع الملك فَعَرَّبَتْه العربُ فقالت:
كِسْرى؛ وورد ذلك في الحديث كثيراً، والجمع أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ
علىغير قياس لأَن قياسه كِسْرَوْنَ، بفتح الراء، مثل عِيسَوْنَ ومُوسَوْنَ،
بفتح السين، والنسب إِليه كِسْرِيّ، بكسر الكاف وتشديد الياء، مثل
حِرْميٍّ وكِسْرَوِيّ، بفتح الراء وتشديد الياء، ولا يقال كَسْرَوِيّ بفتح
الكاف. والمُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَيْدَعٍ. والمُكَسَّرُ: بلد؛ قال مَعْنُ بنُ
أَوْسٍ:
فما نُوِّمَتْ حتى ارتُقي بِنقالِها
من الليل قُصْوى لابَةٍ والمُكَسَّرِ
والمُكَسِّرُ: لقب رجلٍ؛ قال أَبو النجم:
أَو كالمُكَسِّرِ لا تَؤُوبُ جِيادُه
إِلا غَوانِمَ، وهي غَيْرُ نِواء
رمح: الرُّمْحُ: من السلاح معروف، واحد الرِّماحِ، وجمعه أَرْماح؛ وقيل
لأَعرابي: ما الناقة القِرْواح؟ قال: التي كأَنها تمشي على أَرماح؛
والكثيرُ: رِماحٌ. ورجل رَمَّاحٌ: صانع للرِّماح متخذ لها وحِرْفته الرِّماحة.
ورجل رامِحٌ ورَمَّاح: ذو رُمْح مثل لابنٍ وتامِرٍ، ولا فعل له.
ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً: طعنه بالرُّمْح، فهو رامِح. وفي الحديث:
السلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُه؛ استوعب بهاتين الكلمتين نَوْعَيْ ما على
الوالي للرعية: أَحدهما الانتصاف من الظالم والإِعانة، لأَن الظل يُلجأُ إليه
من الحرارة والشدّة، ولهذا قال في تمامه يأْوي إِليه كلُّ مظلوم؛ والآخر
إِرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعية وأَذاهم فيأْمنوا بمكانه من الشر،
والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع؛ وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:
بِرَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب، كأَنها
هِراقَةُ عَقٍّ، من شُعَيْبى مُعَجّلِ
(* قوله «من شعيبى إلخ» كذا بالأصل.)
قيل في تفسيره: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، ولا أَعرف لهذا مَخْرَجاً
إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من
الرَّمْحِ.
ويقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سيده: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو
الرمة:
وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ،
بلادُ العِدَى ليستْ له ببلادِ
(* قوله «بلاد العدى» كذا بالأصل، ومثله في الصحاح. والذي في الأساس:
بلاد الورى.)
وثورٌ رامِحٌ: له قرنان. والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السَّماكَيْن، وهو
معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، ليس من منازل القمر، سمِّي بذلك
لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، وقيل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا
كوكب أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله
العرب رُمْحَه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ:
مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع،
من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ
والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل.
الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ.
وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت على
الراعية. وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ في عين صاحبها، فامتنع لذلك من
نحرها؛ يقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت، وكل ذلك على المثل. الأَزهري: إِذا
امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قيل: أَخذت
رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ.
ويقال للناقة إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ
رِماح، وذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها، فامتنع
من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ ومنه قول الفرزدق:
فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها،
غِشاشاً، ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا
يقول: نحرتها وأَطعمتها الأَضياف، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن
نحرها نفاسة بها.
وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ على العصا من كِبَره،
وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، وقيل: هو لقمان الحكيم؛ قال:
إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي
سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا
وقيل: أَبو سعد كنية الكِبَرِ.
وجاء كأَنَّ عينيه في رُمحين: وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر، وقد
يكون ذلك من الغضب أَيضاً. وذو الرُّمَيْح: ضرب من اليرابيع طويل
الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته، في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وقيل: هو كل
يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُ العقارب: شَوْلاتُها. ورِماحُ الجنّ:
الطاعونُ: أَنشد ثعلب:
لَعَمْرُكَ، ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ
رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ،
ولكنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ
رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ
(* قوله «أو اياك حار» كذا بالأصل هنا ومثله في مادة حمر، وأَنشده في
الأساس «أَو أَنزال جار» وقال: الأنزال أصحاب الحمر دون الخيل.)
يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار: العقارب، وإِنما سميت بذلك لأَن
الحَرَّةَ يقال لها: مُقَيِّدة الحمار؛ قال النابغة:
أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ،
تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْرِي بها السَّارِي
والعقارب تَأْلَفُ الحَرَّة.
وذو الرُّمْحَين، قال ابن سيده: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي ربيعة؛
قال القُرَشِيُّون: سمي بذلك لأَنه قاتَلَ برمحين، وقيل: سمي بذلك لطول
رمحه. وابن رُمْح: رجل من هذيل، وإِياه عنى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ
بقوله:وكان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ،
لَدَى القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِيرُ
ويروى ابن رَوْحٍ. وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بني ضَبَّة، وكانت
إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ وفي ذلك يقول شاعرهم:
إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا
أَيامِنُ، بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنائِمُهْ
ورَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ
برجله، وقيل: ضرب برجليه جميعاً، والاسم الرِّماحُ؛ يقال: أَبْرَأُ إِليك
من الجِماحِ والرِّماحِ؛ وهذا من باب العيوب التي يُرَدُّ المبيع بها.
الأَزهري: وربما استعير الرَّمْحُ لذي الخُفّ؛ قال الهذلي:
بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً
جَواذِبُها، تَأْبَى على المُتَغَيِّر
وقد يقال: رَمَحَتِ الناقة؛ وهي رَمُوحٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
تُشْلِي الرَّمُوحَ، وهيَ الرَّمُوحُ،
حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ
ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَى برجله؛ قال ذو الرمة:
ومَجْهُولةٍ من دونِ مَيَّةَ لم تَقِلْ
قَلُوصِي بها، والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ
والرَّمَّاحُ: اسم ابن مَيَّادة الشاعر. وكان يقال لأَبي بَراءٍ عامر بن
مالك بن جعفر بن كلاب: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فجعله لبيدٌ مُلاعِبَ
الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال يرثيه، وهو عمه:
قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ،
وأَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ،
أَبا بَراءٍ مِدَْرَهَ الشِّياحِ،
في السَّلَبِ السُّودِ، وفي الأَمْساحِ
وبالدهناء نِقْيانٌ طوال يقال لها: الأَرماحُ.
وذكَر الرجلِ: رُمَيْحُه، وفرجُ المرأَة: شُرَيْحها.
مضض: المَضُّ: الحُرْقةُ. مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ والقول يَمُضُّني
مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني: أَحْرَقَني وشقّ عليّ. والهمُّ يَمُضُّ
القلبَ أَي يُحْرِقُه؛ وقال رؤبة
(* قوله «وقال رؤبة من إلخ» كذا بالأَصل،
وعبارة القاموس مع شرحه: والمضماض، بالكسر، الحرقة؛ قال رؤبة: من
يتسخط...):مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي
عَنْكَ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ في مِضْماضِ
أَي في حُرْقةٍ. ومَضِضْتُ منه: أَلِمْتُ. ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني
إِمْضاضاً: آلمَني وأَوْجَعَني، ولم يعرف الأَصمعي مَضَّني، وقدّم ثعلب
أَمَضَّني؛ قال ابن سيده: وكان من مضَى يقول مَضَّني، بغير أَلف،
وأَمَضَّني جلدي فدَلَكْتُه: أَحَكَّني؛ قال ابن بري: شاهد مَضَّني قول حَرِّيّ بن
ضَمْرةَ:
يا نَفْسُ، صَبْراً على ما كان مِنْ مَضَضٍ،
إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا
قال: وشاهد أَمَضَّني قول سِنان بن محرش السَّعْدي:
وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي،
يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي
من الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ،
في العينِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ
والتَّرْحاض: الغَسل. والمَضَضُ: وجع المصيبة، وقد مَضِضْتَ يا رجل منه،
بالكسر، تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة. ومَضَّ الكحلُ العينَ
يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها. آلَمَها وأَحْرَقَها. وكُحل مَضٌّ: يُمِضُّ
العين، ومَضِيضُه حُرْقَتُه؛ وأَنشد:
قد ذاقَ أَكْحالاً من المَضاضِ
(* قوله «قد ذاق إلخ» في شرح القاموس: والمضاض كسحاب الاحتراق، قال
رؤبة: قد ذاق إلخ.)
وكَحَله كُحْلاً مَضّاً إِذا كان يُحْرِق، وكحله بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي
حارٍّ. ومرأَةٌ مَضّةٌ: لا تحتمل شيئاً يَسُوءُها كأَنَّ ذلك يَمُضُّها؛
عن ابن الأَعرابي، قال: ومنه قول الأَعْرابية حين سُئلَتْ: أَيّ الناس
أَكرم؟ قالت: البيضاء البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة. التهذيب: المضّة التي
تؤلِمُها الكلمة أَو الشيء اليسير وتؤْذيها. أبو عبيدة: مَضَّني الأَمر
وأَمَضَّني، وقال: أَمَضَّني كلام تميم. ويقال: أَمَضَّني هذا الأَمرُ
ومَضِضْت له أَي بَلَغْتُ منه المشَقّةَ؛ قال رؤبة:
فاقْني وشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا
ومُضاضٌ: اسم رجل.
وإِذا أَقر الرجل بحق قيل: مِضِّ يا هذا أَي قد أَقررْت، وإِن في مِضّ
وبِضّ لَمَطْمَعاً، وأَصل ذلك أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ
شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فيها. الليث: المِضُّ أَن يقول الإِنسان بطرف
لسانه شبه لا، وهو هِيجْ بالفارسية؛ وأَنشد:
سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ: مِضِّ،
وحرَّكَتْ لي رأَْسَها بالنَّغْضِ
(* قوله «سألتها الوصل» كذا بالأَصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس:
سألت هل وصل؟)
النَّغْضُ: التحريكُ. قال الفراء: مِضِّ كقول القائل يقولها بأَضراسه
فيقال: ما علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ، وبعضهم يقول إِلاَّ مِضّاً
بوُقُوعِ الفعل عليها. الفراء: ما علّمك أَهلك من الكلام إِلا مِضّاً
ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً. الجوهري: مِضِّ، بكسر الميم والضادِ، كلمة تستعمل
بمعنى لا وهي مع ذلك كلمةُ مُطْمِعةٌ في الإِجابة.
أَبو زيد: كثرت المَضائضُ بين الناسِ أَي الشرُّ؛ وأَنشد:
وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ المَضائضُ
ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حرّكه؛ وقيل: إِذا غَسلَه، وتَمَضْمضَ
في وضُوئه. والمضمضةُ: تحريك الماء في الفم. ومضمضَ الماءَ في فيه:
حرَّكه، وتَمَضْمَضَ به. الليث: المَضُّ مَضِيضُ الماء كما تَمْتَصُّه.
ويقال: لا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ، ويقال: ارْشُفْ ولا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ.
ومَضَّت العنزُ تَمُضّ في شُربها مَضِيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ
شَفَتَيْها. وفي الحديث: ولَهم كلْب يَتَمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ أي يَمَضُّ.
قال ابن الأَثير: يقال مَضِضْتُ أَمَضُّ مثل مَصِصْتُ أَمَصُّ. ومَضْمَضَ
النعاسُ في عينه: دَبَّ، وتمضمضت به العينُ وتَمضْمَضَ النعاسُ في عينه؛
قال الراجز:
وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا،
إِذا الكَرى في عَيْنِه تَمَضْمَضا
ومَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طويلاً. والمِضْماضُ: النومُ. وما مَضْمَضَتْ
عيني بِنوْم أَي ما نامَتْ. وما مَضْمَضْت عيني بنوم أَي ما نِمْتُ. وفي
حديث عليّ، عليه السلام: ولا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضةً،
لمّا جعل النوم ذَوْقاً أَمرهم أَن لا ينالوا منه إِلا بأَلْسِنَتِهم ولا
يُسِيغُوه، فشبهه بالمَضْمَضةِ بالماء وإِلقائِه من الفم من غير
ابْتلاعٍ. وتَمَضْمَضَ الكلبُ في أَثَره. هَرَّ. وفي حديث الحسَن: خَباثِ كلَّ
عِيدانِك قد مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً؛ خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ
أَي يا خَبِيثةُ يريد الدُّنيا، يعني جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك
مُرّة العاقبة. والمِضْماضُ: الرجل الخَفيفُ السريع؛ قال أَبو النجم:
يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ
فَرْداً، وكُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ
ابن الأَعرابي: مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض، وهو الماء الذي لا يُطاقُ
مُلوحةً، وبه سمي الرجلُ مُضاضاً، وضدّه من المياه القَطِيعُ، وهو الصافي
الزُّلالُ. وقال بعض بني كلاب فيما روى أَبو تراب: تَماضَّ القوم
وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بعضهم بعضاً بأَلسِنَتِهم.
نسأ: نُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً: تأَخَّر حَيْضُها عن وقتِه، وبَدَأَ حَمْلُها، فهي نَسْءٌ ونَسِيءٌ، والجمع أَنْسَاءٌ ونُسُوءٌ، وقد يقال: نِساءٌ نَسْءٌ، على الصفة بالمصدر. يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تَحْمِل:
قد نُسِئَتْ.
ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نَسْأً وأَنْسَأَه: أَخَّره؛ فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنىً، والاسم النَّسِيئةُ والنَّسِيءُ. ونَسَأَ اللّهُ في أَجَلِه، وأَنْسَأَ أَجَلَه: أَخَّره. وحكى ابن دريد: مَدَّ له في الأَجَلِ أَنْسَأَه فيه.
قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، والاسم النَّسَاءُ. وأَنسَأَه اللّهُ
أَجَلَه ونَسَأَه في أَجَلِه، بمعنى. وفي الصحاح: ونَسَأَ في أَجَلِه،
بمعنى. وفي الحديث عن أَنس بن مالك: مَن أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ في أَجَلِه فَلْيَصِلْ رَحِمَه.
النَّسْءُ: التأخيرُ يكون في العُمُرِ والدَّيْنِ.
وقوله يُنْسَأُ أَي يُؤَخَّر. ومنه الحديث: صِلةُ الرَّحِم مَثْراةٌ في
المالِ مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ هي مَفْعَلَةٌ منه أَي مَظِنَّةٌ له وموضع. وفي حديث ابن عوف: وكان قد أُنْسِئَ له في العُمُرِ. وفي الحديث: لا تَسْتَنْسِئُوا الشيطانَ، أَي إِذا أَردتُمْ عَمَلاً صالحاً، فلا
تُؤَخِّرُوه إِلى غَدٍ، ولا تَسْتَمْهِلُوا الشيطانَ. يريد: أَن ذلك مُهْلةٌ
مُسَوَّلةٌ من الشيطان.
والنُّسْأَة، بالضم مثل الكُلأَةِ: التأْخيرُ. وقال فَقِيهُ العرب: مَنْ
سَرَّه النَّساءُ ولا نَساء، فليُخَفِّفِ الرِّداءَ، ولْيُباكِر الغَداءَ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ، وفي نسخة: وليُؤَخِّرْ غشيان النساءِ؛أَي <ص:167>
تَأَخُّرُ العُمُرِ والبَقَاء. وقرأَ أَبو عمرو: ما نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسَأْها، المعنى: ما نَنْسَخْ لك مِن اللَّوْحِ الـمَحْفُوظ، أَو نَنْسَأْها: نُؤَخِّرْها ولا نُنْزِلْها. وقال أَبو العباس: التأْويل أَنه نَسخَها بغيرها وأَقَرَّ خَطَّها، وهذا عندهم الأَكثر والأَجودُ.
ونَسَأَ الشيءَ نَسْأً: باعه بتأْخيرٍ، والاسم النَّسِيئةُ. تقول: نَسَأْتُه البيعَ وأَنْسَأْتُه وبِعْتُه بِنُسْأَةٍ وبعته بِكُلأَةٍ وبعته بِنَسِيئةٍ أَي بأَخَرةٍ.
والنَّسِيءُ: شهر كانت العرب تُؤَخِّره في الجاهلية، فنَهى اللّه عز
وجل، عنه. وقوله، عز وجل: إِنما النَسِيءُ زيادةٌ في الكُفْر. قال الفرّاءُ: النَّسِيءُ المصدر، ويكون الـمَنْسُوءَ، مثل قَتِيلٍ ومَقْتولٍ،
والنَّسِيءُ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول من قولك نَسَأتُ الشيءَ، فهو مَنْسُوءٌ إِذا أَخَّرْته، ثم يُحَوَّل مَنْسُوءٌ إِلى نَسيءٍ، كما يُحَوَّل مَقْتول إِلى قَتيل.
ورجل ناسِئٌ وقوم نَسَأَةٌ، مثل فاسِقٍ وفَسَقةٍ، وذلك أَن العرب كانوا إِذا صدروا عن مِنى يقوم رجل منهم من كنانة فيقول:
أَنا الذي لا أُعابُ ولا أُجابُ ولا يُرَدُّ لي قضاءٌ، فيقولون: صَدَقْتَ !أَنْسِئْنا شهراً أَي أَخِّرْ عنَّا حُرْمة الـمُحرَّم واجعلها في صَفَر وأَحِلَّ الـمُحرَّمَ، لأَنهم كانوا يَكرهون أَن يَتوالى عليهم ثلاثة أَشهر حُرُمٍ، لا يُغِيرُون فيها لأَنَّ مَعاشَهم كان من الغارة، فيُحِلُّ لهم المحرَّم، فذلك الإِنساءُ. قال أَبو منصور: النَّسِيءُ في قوله، عز وجل: إِنما النَّسِيءُ زيادةٌ في الكُفْر؛ بمعنى الإِنْسَاءِ، اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من أَنْسَأْتُ. وقد قال بعضهم: نَسَأْتُ في هذا الموضع بمعنى أَنْسَأْتُ. وقال عُمير بن قَيْسِ بنِ جِذْلِ الطِّعان:
أَلَسْنا النَّاسِئِينَ، على مَعَدٍّ، * شُهُورَ الحِلِّ، نَجْعَلُها حَراما
وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كانت النُّسْأَةُ في كِنْدَةَ.
النُسْأَةُ، بالضم وسكون السين: النَّسِيءُ الذي ذكره اللّه في كتابه من تأْخير الشهور بعضها إِلى بعض.
وانْتَسَأْتُ عنه: تأَخَّرْتُ وتباعَدْتُ. وكذلك الإِبل إِذا تَباعَدَتْ
في المرعى. ويقال: إِنّ لي عنك لمُنْتَسَأً أَي مُنْتَأًى وسَعَةً.
وأَنْسَأَه الدَّينَ والبَيْع: أَخَّرَه به أَي جعله مُؤَخَّراً، كأَنه جعله له بأَخَرةٍ. واسم ذلك الدَّيْن: النَّسيئةُ. وفي الحديث: إِنما الرِّبا في النَّسِيئةِ هي البَيْعُ إِلى أَجل معلوم، يريد: أَنَّ بيع الرِّبَوِيّات بالتأْخِير من غير تَقابُض هو الرِّبا، وإِن كان بغير زيادة.قال ابن الأَثير: وهذا مذهب ابن عباس، كان يرى بَيْعَ الرِّبَوِيَّاتِ مُتفاضِلة مع التَّقابُض جائزاً، وأَن الرِّبا مخصوص بالنَّسِيئة.
واسْتَنْسأَه: سأَله أَن يُنْسِئَه دَيْنَه. وأَنشد ثعلب:
قد اسْتَنْسَأَتْ حَقِّي رَبيعةُ لِلْحَيا، * وعندَ الحَيا عارٌ عَلَيْكَ عَظيمُ
وإنَّ قَضاءَ الـمَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعةً، * من الـمُخِّ، في أَنْقاءِ كلِّ حَلِيم
قال: هذا رجل كان له على رجل بعير طَلَب منه حَقَّه. قال: فأَنظِرني حتى أُخْصِبَ. فقال: إِن أَعطيتني اليوم جملاً مهزولاً كان خيراً لك من أَن تُعْطِيَه إِذا أَخْصَبَتْ إِبلُكَ. وتقول: اسْتَنْسَأْتُه
الدَّينَ، فأَنْسَأَني، ونَسَأْت عنه دَيْنَه: أَخَّرْته نَساءً، بالمد. قال: وكذلك النَّسَاءُ في العُمُر، ممدود. وإِذا أَخَّرْت الرجل بدَيْنه قلت:
أَنْسَأْتُه، فإِذا زِدتَ في الأَجل زِيادةً يَقَعُ عليها تأْخيرٌ قلت: قد نَسَأْت في أَيامك، ونَسَأْت في أَجَلك. وكذلك تقول للرجل: نَسَأَ اللّه في أَجَلك، لأَنّ الأَجَلَ مَزِيدٌ فيه، ولذلك قيل للَّبنِ: النَّسيءُ لزيادة الماء فيه. وكذلك قيل: نُسِئَتِ المرأَةُ إِذا حَبِلَتْ، جُعلت زِيادةُ الولد فيها كزيادة الماء في اللبن. ويقال للناقة: نَسَأْتُها أَي زَجَرْتها ليزداد سَيْرُها. وما لَه نَسَأَه اللّه أَي أَخْزاه. ويقال: أَخَّره اللّه، وإِذا أَخَّره فقد أَخْزاه.
ونُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً، على ما لم يُسمَّ فاعِلُه، إِذا كانت عند أَوَّل حَبَلِها، وذلك حين يتأَخَّرُ حَيْضُها عن وقته، فيُرْجَى أَنها حُبْلَى. وهي امرأَة نَسِيءٌ.
وقال الأَصمعي: يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تحمل قد نُسِئَتْ. وفي الحديث: كانت زينبُ بنتُ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، تحتَ أَبي العاصِ بن الرَّبِيع، فلما خرج رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى المدينة أَرسَلَها إِلى أَبيها، وهي نَسُوءٌ أَي مَظْنونُ بها الحَمْل.
يقال: امرأَةٌ نَسْءٌ ونَسُوءٌ، ونِسْوةٌ نِساءٌ إِذا تأَخَّر حَيْضُها، ورُجِي حَبَلُها، فهو من التأْخير ، وقيل بمعنى الزيادة من نَسَأْتُ اللَّبنَ إِذا جَعَلْت فيه الماءَ تُكَثِّره به، والحَمْلُ زيادةٌ. قال الزمخشري: النَّسُوءُ، على فَعُول، والنَّسْءُ، على فَعْلٍ، وروي نُسُوءٌ، بضم
النون. فالنَّسُوءُ كالحَلُوبِ، والنُّسوءُ تَسْميةٌ بالمصدر. وفي
الحديث: أَنه دخل على أُمِّ عامر بن رَبِيعةَ، وهي نَسُوءٌ، وفي رواية نَسْءٌ، فقال لها ابْشِري بعبدِاللّه خَلَفاً مِن عبدِاللّه، فولَدت غلاماً، فسمَّتْه عبداللّه.
وأَنْسَأَ عنه: تأَخَّر وتباعَدَ، قال مالك بن زُغْبةَ الباهِليّ:
إِذا أَنْسَؤُوا فَوْتَ الرِّماحِ أَتَتْهُمُ * عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ تُطِيرُها
وفي رواية: إِذا انْتَسَؤُوا فَوْت الرِّماح.
وناساهُ إِذا أَبعده، جاؤُوا به غير مهموز، وأَصله الهمز. وعَوائرُ
نَبْلٍ أَي جماعةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقة لا يُدْرَى من أَين أَتَتْ.
وانْتَسَأَ القومُ إِذا تباعَدُوا. وفي حديث عُمَر، رضي اللّه عنه:
ارْمُوا فإِنَّ الرَّمْيَ جَلادةٌ، وإِذا رَمَيْتُم فانْتَسُوا عن البُيُوت، أَي
تأَخَّرُوا. قال ابن الأَثير: هكذا يروى بلا همز، والصواب:
فانْتَسِئُوا، بالهمز؛ ويروى: فَبَنِّسُوا أَي تأَخَّروا. ويقال: بَنَّسْتُ إِذا
تأَخَّرْت. وقولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِي أَي أَبْعَدْتُ مَذْهَبي.
قال الشَّنْفَرى يصف خُرُوجَه وأَصحابه إِلى الغَزْو، وأَنهم أبْعَدُوا
الـمَذْهَب:
غَدوْنَ مِن الوادي الذي بيْنَ مِشْعَلٍ، * وبَيْنَ الحَشا، هيْهاتَ أَنْسَأَتُ سُربَتِي
ويروى: أَنْشَأَتُ، بالشين المعجمة. فالسُّرْبةُ في روايته بالسين
المهملة: المذهب، وفي روايته بالشين المعجمة: الجماعة، وهي رواية الأَصمعي والمفضل. والمعنى عندهما: أَظْهَرْتُ جَماعَتِي من مكان بعبدٍ لِمَغْزًى بَعيِد. قال ابن بري: أَورده الجوهري: غَدَوْنَ من الوادي، والصواب غَدَوْنا. لأَنه يصف
أَنه خرج هو وأَصحابه إِلى الغزو، وأَنهم أَبعدوا المذهب.
قال: وكذلك أَنشده الجوهري أَيضاً: غدونا، في فصل سرب. والسُّرْبة: المذهب، في هذا البيت.
ونَسَأَ الإِبلَ نَسْأً: زاد في وِرْدِها وأَخَّرها عن وقته. ونَسَأَها:
دَفَعها في السَّيْر وساقَها.
ونَسَأْتُ في ظُمْءِ الإِبل أَنْسَؤُها نَسَأً إِذا زِدْتَ في ظِمْئِها يوماً أَو يومين أَو أَكثر من ذلك. ونَسَأْتها أَيضاً عن الحوض إِذا أَخَّرْتها عنه.
والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، يُنْسَأُ بها. وأَبدلوا إِبدالاً
كلياً فقالوا: مِنْساة، وأَصلها الهمز، ولكنها بدل لازم، حكاه سيبويه.
وقد قُرئَ بهما جميعاً. قال الفرَّاءُ في قوله، عز وجل: تأْكل
مِنْسَأَتَهُ، هي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، يقال لها المِنْسأَة، أُخذت من نَسَأْتُ البعير أَي زَجَرْتُه لِيَزْداد سَيْرُه. قال أَبو طالب عمُّ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في الهمز:
أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه * بِمِنْسَأَةٍ، قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا
هكذا أَنشد الجوهري منصوباً. قال: والصواب قد جاءَ حَبْلٌ بأَحْبُل، ويروى وأَحبلُ، بالرفع، ويروى قد جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُلُ، بتقديم المفعول. وبعده بأَبيات:
هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرةَ إِنَّه * سَيَحْكُم فيما بَيْنَنا، ثمَّ يَعْدِلُ
كما كان يَقْضي في أُمُورٍ تَنُوبُنا، * فيَعْمِدُ للأَمْرِ الجَمِيل، ويَفْصِلُ
وقال الشاعر في ترك الهمز:
إِذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ، * فَقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ
ونَسَأَ الدابةَ والنّاقَةَ والإِبلَ يَنْسَؤُها نَسْأً: زَجَرَها وساقَها. قال:
وعَنْسٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَسَأْتُها، * إِذا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ: هُما هُما
الـمَشْبُوبتان: الشِّعْرَيانِ. وكذلك نَسَّأَها تَنْسِئةً: زجَرها وساقَها. وأَنشد الأَعشى:
وما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايَةِ، شادِنٍ، * تُنَسِّئُ، في بَرْدِ الظِّلالِ، غَزالَها
وخبر ما في البيت الذي بعده:
بِأَحْسَنَ منها، يَوْمَ قامَ نَواعِمٌ، * فَأَنْكَرْنَ، لَمـَّا واجَهَتْهُنَّ، حالَها
ونَسَأَتِ الدَّابَّةُ والماشِيةُ تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وقيل هو بَدْءُ سِمَنِها حين يَنْبُتُ وَبَرُها بعد تَساقُطِه. يقال: جَرَى النَّسْءُ في الدَّوابِّ يعني السِّمَنَ. قال أَبو ذُؤَيْب يصف ظَبْيةً:
به أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما، * فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها
أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماء. ومارَ: جَرَى. والنَّسْءُ:
بَدْءُ السِّمَنِ. والاقْتِرَارُ: نِهايةُ سِمَنها عن أَكل اليَبِيسِ. وكلُّ
سَمِينٍ ناسِئٌ. والنَّسْءُ، بالهمز، والنَّسِيءُ: اللبن الرقيق الكثير
الماء. وفي التهذيب: الـمَمْذُوق بالماء.
ونَسَأْتُه نَسْأً ونَسَأْتُه له ونَسَأْتُه إِياه: خَلَطْته
له بماء، واسمه النَّسْءُ. قال عُروةُ بن الوَرْدِ العَبْسِيّ:
سَقَوْنِي النَّسْءَ، ثم تَكَنَّفُوني، * عُداةَ اللّهِ، مِنْ كَذِبٍ وزُورِ
وقيل: النَّسْءُ الشَّرابُ الذي يُزيلُ العقل، وبه فسر ابن الأَعرابي
النَّسْءَ ههنا. قال: إِنما سَقَوْه الخَمْر، ويقوّي ذلك رواية سيبوبه:
سَقَوْني الخمر. وقال ابن الأَعرابي مرة: هو النِّسِيءُ، بالكسر،
وأَنشد:
يَقُولُون لا تَشْرَبْ نِسِيئاً، فإِنَّه * عَلَيْكَ، إِذا ما ذُقْتَه، لَوخِيمُ
وقال غيره: النَّسِيءُ، بالفتح، وهو الصواب. قال: والذي قاله ابن
الأَعرابي خطأٌ، لأَن فِعِيلاً ليس في الكلام إِلا أَن يكون ثاني الكلمة أَحدَ حُروف الحَلْق، وما أَطْرفَ قَوْلَه. ولا يقال نَسِيءٌ، بالفتح، مع علمنا أَنّ كلَّ فِعِيل بالكسر فَفَعِيلٌ بالفتح هي اللغة الفصيحة فيه، فهذا خَطأٌ من وجهين، فصحَّ أَن النَّسِيءَ، بالفتح، هو الصحيح. وكذلك رواية البيت: لا تشرب نَسِيئاً، بالفتح، واللّه أَعلم.