Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اتساع

غَشَّ في الامتحان

غَشَّ في الامتحان
الجذر: غ ش ش

مثال: غَشَّ الطالب في الامتحان
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: نقل عن غيره ونسب المنقول إلى نفسه بدون وجه حق

الصواب والرتبة: -غَشَّ الطالب في الامتحان [صحيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري هذا الاستعمال لثبوت العلاقة بين المعنى المستحدث والمعنى الأصلي للفظ، وما حدث هو توسُّع في المعنى، فمدلول الغش في اللغة إظهار غير الصحيح ومجانبة الأمانة في الأداء، ومنه الغش بمعنى الخلط، ولابأس بالــاتساع في هذا المدلول، وقد أثبتت المعاجم الحديثة هذا الاستعمال، ومنها الوسيط والأساسي.

فُسْحَة

فُسْحَة
الجذر: ف س ح

مثال: خرجوا للفسْحة
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم بهذا المعنى.
المعنى: للنزهة

الصواب والرتبة: -خرجوا للنزهة [فصيحة]-خرجوا للفسْحة [صحيحة]
التعليق: لما كانت البساتين تتسم بالــاتساع وتقع خارج البلد، وكان من يريد الترويح عن نفسه يذهب إلى الأماكن الفسيحة، قيل لمن أراد التنزه: إنه خرج للفسحة. وقد أوردت هذا المعنى بعض المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي.

في بَحْر أسبوع

في بَحْر أسبوع
الجذر: ب ح ر

مثال: تبدأ الدراسة في بحر أسبوع
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنه لم يرد في المعاجم استعمال كلمة «بحر» ظرفًا للزمان.
المعنى: خلاله

الصواب والرتبة: -تَبْدَأ الدراسة خلال أسبوع [فصيحة]-تَبْدَأ الدراسة في بحر أسبوع [مقبولة]
التعليق: تدور مادة (بحر) - كما ذكر ابن فارس- حول معنى الانبساط والــاتساع والامتداد. وفي اللسان أن البحر سمي بذلك لسعته وانبساطه، ومن هنا جاء الاستعمال الحديث «في بحر أسبوع» أي على امتداد أسبوع، أو على مدى أسبوع كما يذكر المنجد. ومن هنا أيضًا أدخلت المعاجم الحديثة هذا التعبير ضمن مادتها وفسرته بقولها: في خلال، أو خلال، كما فعل المعجم العربي الأساسي، والمحيط (معجم اللغة العربية).

مُخَضْرَم

مُخَضْرَم
الجذر: خ ض ر م

مثال: رجل مخضرم
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: أدرك عهدين، أو كان واسع الخبْرة والثقافة

الصواب والرتبة: -رجل مخضرم [فصيحة]
التعليق: ورد في المعاجم أن «المخضرم» بفتح الراء أو بكسرها: من أدرك الجاهلية والإسلام، ثم حدث اتساع في المعنى، فأصبح اللفظ يُطلق على كل من أدرك عهدين، ويكنى به كذلك عن طول العمر والخبرة. وذكر الوسيط أنها بهذا المعنى مولدة.

وَفَّر

وَفَّر
الجذر: و ف ر

مثال: وَفَّرَ خمسين جنيهًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّه لم يرد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: ادَّخَرَها

الصواب والرتبة: -ادَّخَرَ خمسين جنيهًا [فصيحة]-وَفَّرَ خمسين جنيهًا [صحيحة]
التعليق: لم تذكر المعاجم القديمة «وفَّر المال» بمعنى ادَّخره، وفيها «وفَّر الشيءَ: كَثَّره لفلان، ووفَّر طعامه: كمّله ولم ينقصه». فالمعاني الأصلية للفعل هي التكثير وعدم النقص، ويمكن أن يتخذ معنى الادّخار من معنى التكثير على الــاتساع بمدلوله والتوليد منه. فيكون الفعل وَفَّره بمعنى ادّخره سائغًا وصحيحًا. وهو ما أجازه مجمع اللغة المصري، وأوردته المعاجم الحديثة.

تكنوقراط

تكنوقراط
تكنوقراط [مفرد]
• تكنوقراط: (سة) مفهوم حديث نشأ مع اتساع أثر الثورة الصناعية والتكنولوجية في أوائل القرن العشرين ويعني تولي العلماء مقاليد الحكم. 

تكنوقراطيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تكنوقراط: حُكْم قائم على العلم وحده "حُكْم/ فِكْر/ اتجاه تكنوقراطيّ". 

تكنوقراطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تكنوقراط: "ظهرت المدرسة التكنوقراطيّة في الحكم على يد هنري سميث عام 1919 م".
2 - مصدر صناعيّ من تكنوقراط.
3 - (سة) مذهب سياسي يمنح أهل العلم والاختصاص (التكنوقراطيين) نفوذًا سائدًا على حساب الحياة السياسية نفسها، ولا يولي العوامل الاجتماعية والإنسانية أهمية كبرى "لا يستقيم حكم يقوم على التكنوقراطية وحدها". 

سليمان

سليمان
عن العبرية بمعنى سلام. يستخدم للذكور.
سليمان
سُلَيْمان [مفرد]: نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، ورد ذكرُه في القرآن الكريم، وهو ابن داوود عليه السَّلام، مَلَك بعد أبيه، وآتاه الله النّبوّة، وسخّر له الشَّياطين والرِّيح، وعلَّمه منطق الطَّير " {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ} - {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} " ° خاتم سليمان: يضرب به المثل في الشَّرف والعلوّ ونفاذ الأمر- مُلْك سليمان: يضرب به المثل في الــاتِّساع والانبساط.
• سَمك سُلَيْمان: (حن) سَلْمُون؛ جنس سمك مفترس من فصيلة السّلمونيّات، وهو كبير الحجم يعيش ويتكاثر في المياه العذبة والمالحة. 
ابن داود، اتصف برجاحة عقله حتى أصبح اسمه مرادفًا للحكمة.

ضَلَعَ 

(ضَلَعَ) الضَّادُ وَاللَّامُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ مُطَّرِدٌ، يَدُلُّ عَلَى مَيْلٍ وَاعْوِجَاجٍ. فَالضِّلَعُ: ضِلَعُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلِاعْوِجَاجِ الَّذِي فِيهَا. وَيَقُولُ الْقَائِلُ فِي وَصْفِ امْرَأَةٍ:

هِيَ الضِّلْعُ الْعَوْجَاءُ لَسْتَ تُقِيمُهَا ... أَلَا إِنَّ تَقْوِيمَ الضُّلُوعِ انْكِسَارُهَا

وَقَوْلُهُمْ: دَابَّةٌ ضَلِيعٌ مَجْفَرُ الْجَنْبَيْنِ، إِنَّمَا هُوَ عِنْدِي مِنْ قُوَّةِ الْأَضْلَاعِ، وَاسْتُعِيرَ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى قِيلَ لِكُلِّ قَوِيٍّ: ضَلِيعٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ لَمَّا صَارَعَ الْجِنِّيَّ فَقَالَ لَهُ: " إِنِّي مِنْ بَيْنِهِمْ لَضَلِيعٌ ". وَالرُّمْحُ الضَّلِعُ: الْمَائِلُ. قَالَ:

فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كَالرُّمْحِ الضَّلِعْ وَمِنَ الْبَابِ: ضَلَعَ فُلَانٌ عَنِ الْحَقِّ: مَالَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَلَّمْتُ فُلَانًا فَكَانَ ضَلْعُكَ عَلَيَّ، أَيْ مَيْلُكَ.

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ضَلَعْتَ تَضْلُعُ، إِذَا مِلْتَ، وَيَقُولُونَ فِي الْمَثَلِ: " لَا تَنْقُشِ الشَّوْكَةَ بِالشَّوْكَةِ ; فَإِنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا ".

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: تَضَلَّعَ الرَّجُلُ: امْتَلَأَ أَكْلًا، فَهُوَ مِنْ هَذَا، أَيْ إِنَّ الشَّيْءَ مِنْ كَثْرَتِهِ مَلَأَ أَضْلَاعَهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: حِمْلٌ مُضْلِعٌ، أَيْ ثَقِيلٌ، فَهُوَ مِنْ هَذَا، أَيْ إِنَّ ثِقَلَهُ يَصِلُ إِلَى أَضْلَاعِهِ. وَفُلَانٌ مُضْطَلِعٌ بِهَذَا الْأَمْرِ، أَيْ إِنَّهُ تَقْوَى أَضْلَاعُهُ عَلَى حَمْلِهِ. فَأَمَّا قَوْلُ سُوَيْدٍ:

سَعَةَ الْأَخْلَاقِ فِينَا وَالضَّلَعْ

فَأَصْلُهُ مِنْ هَذَا، يُرِيدُ الْقُوَّةَ عَلَى الْأُمُورِ. قَالَ الْمُفَضَّلُ: الضَّلَعُ الِــاتِّسَاعُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ احْتِمَالُ الثِّقَلِ وَالْقُوَّةِ. وَمِنَ الْبَابِ، وَهُوَ يُقَوِّي هَذَا الْقِيَاسَ، قَوْلُهُمْ: [هُمْ عَلَيْهِ] ضَلْعٌ وَاحِدٌ، يَعْنِي مَيْلَهُمْ عَلَيْهِ بِالْعَدَاوَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

بَحَرَ 

(بَحَرَ) الْبَاءُ وَالْحَاءُ وَالرَّاءُ. قَالَ الْخَلِيلُ سُمِّيَ الْبَحْرُ بَحْرًا لِاسْتِبْحَارِهِ وَهُوَ انْبِسَاطُهُ وَسَعَتُهُ. وَاسْتَبْحَرَ فُلَانٌ فِي الْعِلْمِ، وَتَبَحَّرَ الرَّاعِي فِي رِعْيٍ كَثِيرٍ. قَالَ أُمَيَّةُ:

انعِقْ بِضَانِكَ فِي بَقْلٍ تَبَحَّرُهُ ... بَيْنَ الْأَبَاطِحِ وَاحْبِسْهَا بِجِلْدَانِ

وَتَبَحَّرَ فُلَانٌ فِي الْمَالِ. وَرَجُلٌ بَحْرٌ: إِذَا كَانَ سَخِيًّا، سَمَّوْهُ لِفَيْضِ كَفِّهِ بِالْعَطَاءِ كَمَا يَفِيضُ الْبَحْرُ. قَالَ الْعَامِرِيُّ: أَبْحَرَ الْقَوْمُ: إِذَا رَكِبُوا الْبَحْرَ، وَأَبَرُّوا أَخَذُوا فِي الْبَرِّ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَحِرَتِ الْإِبِلُ أَكَلَتْ شَجَرَ الْبَحْرِ. وَبَحِرَ الرَّجُلُ سَبَحَ فِي الْبَحْرِ فَانْقَطَعَتْ سِبَاحَتُهُ. وَيُقَالُ لِلْمَاءِ إِذَا غَلُظَ بَعْدَ عُذُوبَةٍ اسْتَبْحَرَ وَمَاءٌ بَحْرٌ، أَيْ: مِلْحٌ. قَالَ:

وَقَدْ عَادَ مَاءُ الْأَرْضِ بَحْرًا فَزَادَنِي ... عَلَى مَرَضِي أَنْ أَبْحَرَ الْمَشْرَبُ الْعَذْبُ

قَالَ: وَالْأَنْهَارُ كُلُّهَا بِحَارٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْبَحْرَةُ الرَّوْضَةُ. وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: الْبَحْرَةُ الْبَلْدَةُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ بَحْرَتُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ: الْبَحْرَةُ الْفَجْوَةُ مِنَ الْأَرْضِ تَتَّسِعُ. قَالَ النِّمْرُ بْنُ تَوْلَبٍ: وَكَأَنَّهَا دَقَرَى تَخَيَّلُ، نَبْتُهَا ... أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا

وَالْأَصْلُ الثَّانِي دَاءٌ، يُقَالُ: بَحِرَتِ الْغَنَمُ وَأَبْحَرُوهَا: إِذَا أَكَلَتْ عُشْبًا عَلَيْهِ نَدًى فَبَحِرَتْ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَخْمُصَ بُطُونُهَا وَتُهْلَسَ أَجْسَامُهَا. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: بَحِرَتِ الْإِبِلُ: إِذَا أَكَلَتِ النَّشْرَ، فَتَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا دَوَابٌّ كَأَنَّهَا حَيَّاتٌ. قَالَ الضَّبِّيُّ: الْبَحَرُ فِي الْغَنَمِ بِمَنْزِلَةِ السُّهَامِ فِي الْإِبِلِ، وَلَا يَكُونُ فِي الْإِبِلِ بَحَرٌ وَلَا فِي الْغَنَمِ سُهَامٌ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ بَحِرٌ: إِذَا أَصَابَهُ سُلَالٌ. قَالَ:

وَغِلْمَتِي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وَبَحِرْ

قَالَ الزِّيَادِيُّ: الْبَحْرُ اصْفِرَارُ اللَّوْنِ. وَالسَّحِيرُ الَّذِي يَشْتَكِي سَحْرَهُ.

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ هَذَا مِنَ الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْتُمُوهُ فِي الِــاتِّسَاعِ وَالِانْبِسَاطِ؟ قِيلَ لَهُ: كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْبَحْرِ; لِأَنَّ مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُشْرَبُ، فَإِنْ شُرِبَ أَوْرَثَ دَاءً. كَذَلِكَ كُلُّ مَاءٍ مِلْحٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاءَ بَحْرٍ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الرَّجُلُ الْبَاحِرُ، وَهُوَ الْأَحْمَقُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَتَّسِعُ بِجَهْلِهِ فِيمَا لَا يَتَّسِعُ فِيهِ الْعَاقِلُ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ بَحَرْتُ النَّاقَةَ بَحْرًا، وَهُوَ شَقُّ أُذُنِهَا، وَهِيَ الْبَحِيرَةُ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا إِذَا نُتِجَتْ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ، فَلَا تُرْكَبُ وَلَا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} [المائدة: 103] . وَأَمَّا الدَّمُ الْبَاحِرُ وَالْبَحْرَانِيُّ فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ. وَالْأَصَحُّ فِي ذَلِكَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ: أَنَّ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ مَنْسُوبٌ إِلَى الْبَحْرِ. قَالَ: وَالْبَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، فَقَدْ عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: رَجُلٌ بَحْرَانِيٌّ مَنْسُوبٌ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَقَالُوا بَحْرَانِيٌّ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَنْسُوبِ إِلَى الْبَحْرِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: " لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ " أَيْ: مُشَافَهَةً. وَأَمَّا قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

بِأَرْضٍ هِجَانِ التُّرْبِ وَسْمِيَّةِ ... الثَّرَى عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا الْمُلُوحَةُ وَالْبَحْرُ

فَإِنَّهُ يَعْنِي كُلَّ مَاءٍ مِلْحٍ. وَالْبَحْرُ هُوَ الرِّيفُ.

سَرُبَ 

(سَرُبَ) السِّينُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الِــاتِّسَاعِ وَالذَّهَابِ فِي الْأَرْضِ. مِنْ ذَلِكَ السِّرْبُ وَالسُّرْبَةُ، وَهِيَ الْقَطِيعُ مِنَ الظِّبَاءِ وَالشَّاءِ. لِأَنَّهُ يَنْسَرِبُ فِي الْأَرْضِ رَاعِيًا. ثُمَّ حُمِلَ عَلَيْهِ السِّرْبُ مِنَ النِّسَاءِ. قَالُوا: وَالسَّرْبُ بِفَتْحِ السِّينِ، أَصْلُهُ فِي الْإِبِلِ. وَمِنْهُ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْمُطَلَّقَةِ: " اذْهَبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ "، أَيْ لَا أَرُدُّ إِبِلَكِ، لِتَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَتْ. فَالسِّرْبُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْمَالُ الرَّاعِي. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ خَلِّ سِرْبَهُ، أَيْ طَرِيقَهُ يَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَ. وَقَالُوا: يُقَالُ أَيْضًا سِرْبٌ بِكَسْرِ السِّينِ. وَيُنْشَدُ بَيْتُ ذِي الرُّمَّةِ:

خَلَّى لَهَا سِرْبَ أُولَاهَا

وَقَالَ: يَعْنِي الطَّرِيقَ. وَيُقَالُ انْسَرَبَ الْوَحْشِيُّ فِي سِرْبِهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: السَّرَبُ وَالسَّرِبُ، وَهُوَ الْمَاءُ السَّائِلُ مِنَ الْمَزَادَةِ، وَقَدْ سَرِبَ سَرَبًا. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ ... كَأَنَّهُ مِنْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا. وَيُقَالُ: سَرَّبْتُ الْقِرْبَةَ، إِذَا جَعَلْتَ فِيهَا مَاءً حَتَّى يَنْسَدَّ الْخَرْزُ. وَالسَّرْبُ: الْخَرْزُ ; لِأَنَّ الْمَاءَ يَنْسَرِبُ مِنْهُ، أَيْ يَخْرُجُ. وَالسَّارِبُ: الذَّاهِبُ فِي الْأَرْضِ. وَقَدْ سَرَبَ سُرُوبًا. قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10] . قَالَ الشَّاعِرُ:

أَنَّى سَرَبْتِ وَكُنْتِ غَيْرَ سُرُوبِ ... وَتُقَرِّبُ الْأَحْلَامُ غَيْرَ قَرِيبِ

وَالْمَسْرَبَةُ: الشَّعْرُ النَّابِتُ وَسَطَ الصَّدْرِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ سَائِلٌ عَلَى الصَّدْرِ جَارٍ فِيهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: آمِنٌ فِي سِرْبِهِ، فَهُوَ بِالْكَسْرِ، قَالُوا: مَعْنَاهُ آمِنٌ فِي نَفْسِهِ. وَهَذَا صَحِيحٌ وَلَكِنْ فِي الْكَلَامِ إِضْمَارًا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: آمِنَةٌ نَفْسُهُ حَيْثُ سَرِبَ، أَيْ سَعَى. وَكَذَلِكَ هُوَ وَاسِعُ السِّرْبِ ; أَيِ الصَّدْرِ. وَهَذَا أَيْضًا بِالْكَسْرِ. قَالُوا: وَيُرَادُ بِهِ أَنَّهُ بَطِيءُ الْغَضَبِ. وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. يَقُولُونَ: إِنَّ الْغَضِبَ لَا يَأْخُذُ فَيَقْلَقَ ; وَيَنْسَدَّ عَلَيْهِ الْمَذَاهِبُ.

جخر

جخر


جَخَرَ(n. ac. جَخْر)
a. Enlarged a well.

جَخَّرَأَجْخَرَa. see I
جَاْخِرa. Wide valley.
[جخر] الجَخَرُ، بالتحريك الــاتِّساع في البئر. يقال: جَخِرَ جوفُ البئر، بالكسر. وتجخير البئر: توسيعها.
[جخر] في ح عين الدجال: ليست بناتئة ولا "جخراء" هي الضيقة ذات غمص ورمص، وامرأة جخراء إذا لم تكن نظيفة المكان.
الخاء والجيم والراء
جخر رجل جخر وامرأة جخرة للشديد الأكل. والجبان الصداد عن الحرب، والجميع الجخرون. والجخر من أدواء الإبل؛ وهو أن تشرب الماء وليس في بطونها شيء فيتخضخض الماء في بطونها فتراها جخرة خاسفة. وهي المهزولة أيضاً. ورجل أجخر قليل لحم الفخذين. والجخر الشيخ الكبير. والأجخر الأبخر. والمنتفخ المتفاجي، والجخر في الأليتين انتفاخ ما بينهما. والجخر الجبان من الرجال. والجخراء البخراء. وجخرنا البئر فجفخرت أي اتسعت. والجخر الفاسد العقل، وقوم جخارى. والعاجز أيضاً. والسمج. والسريع الجوع.

جخر: جَخِرَ الفرسُ جَخَراً: امتلأَ بطنه فذهب نشاطه وانكسر. وجَخِرَ

الفرسُ

(* قوله: «جخر الفرس» هذا والذي بعده من باب فرح، وقوله وجخر البئر

إلخ من باب منع كما في القاموس). جَخَراً: جَزِعَ من الجوع وانكسر عليه.

ورجل جَخِرٌ: جبان أَكولٌ، والأُنثى جَخِرَةٌ. وجَخِرَ جوف البئر،

بالكسر: اتسع، وتَجْخِيرها: توسيعها، وأَجْخَر فلان إِذا وَسَّعَ رأْسَ بئره.

وأَجْخَرَ إِذا أَنْبَعَ ماءً كثيراً في غير موضع بئر. وأَجْخَرَ إِذا

تَزَوَّج جَخْراء، وهي الواسعة. وأَجْخَرَ إِذا غسل دبره ولم يُنْقِها فبقي

نَتْنُه. الجوهري: الجَخَرُ، بالتحريك، الــاتساع في البئر. وجَخَرَ البئرَ

يَجْخَرُها جَخْراً وجَخَّرها: وسعها. والجَخَرُ: قبح رائحة الرَّحِمِ.

وامرأَة جَخْراءُ: واسعة البطن. وقال اللحياني: الجَخْراء من النساء

المُنْتِنَةُ التَّفِلَةُ. وفي الحديث في صفة عين الدجال: أَعْورُ مطموسُ

العين ليست بِناتِئَةٍ ولا جَخْراءَ؛ قال: يعني الضَّيِّقَةَ التي فيها

غَمْصٌ ورَمَصٌ؛ ومنه قيل للمرأَة جَخْراءُ إِذا لم تكن نظيفةَ المكانِ، وروي

بالحاء المهمَلة، وهو مذكور في موضعه؛ وقال الأَزهري: هي بالخاء وأَنكر

الحاء. ابن شميل: الجَخَرُ في الغنم أَن تشرب الماء وليس في بطنها شيء

فيَتَخَضْخَضَ الماءُ في بطونها فتراها جَخِرَةً خاسِفَة

(* قوله: «خاسفة»

كذا بالأصل بالسين المهملة والفاء أَي مهزولة، وفي القاموس خاشعة

بالمعجمة والعين)؛ وقال الأَصمعي في قوله:

بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرْ

قال: الذكر من الخيل لا يعدو إِلا إِذا كان بين الممتلئ والطاوي، فهو

أَقل احتمالاً للجَخَرِ من الأُنثى. والجَخَرُ: الخلاء، والذكر إِذا خلا

بطنه انكسر وذهب نشاطه. والجاخِرُ: الوادي الواسع. وتَجَخَّرَ الحوض إِذا

تَفَلَّقَ طينه وانفجر ماؤه. الأَزهري: والجُخَيرة تصغير الجَخَرة، وهي

نَفْحَة تبقى في القندودة إِذا لم تنق.

جخر
: (الجَخَرُ، محرَّكةً: تَغَيُّرُ رائحةِ اللَّحْم) ، هاكذا فِي التَّكْمِلَة، وَفِي بعض النُّسخ: رائحةِ الفَمِ.
(و) الجَخَرُ: (رائحةٌ مكْرُوهَةٌ) نَتِنَةٌ (فِي قُبُل المرأَةِ) . وَعَن ابْن دُرَيْد: سَبَبُها مِن أفَسادِ الرَّحِم، (وَهِي جَخْرَاءُ) ، من ذالك. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: الجَخْرَاءُ من النِّسَاءِ: المُنْتِنَةُ.
(و) الجَخَرُ: (الإِتِّسَاعُ فِي البئْر) ، وَقد جَخَرَها يجْخَرُهَا جَخْراً، وجَخَّرَهَا: وَسَّعهَا.
(و) الجَخَرُ: (خَلاءُ البَطْن) ، قَالَ الأَصمعيُّ فِي قَوْلهم:
ببَطْنِه يَعْدُو الذَّكَرْ
قَالَ: الذَّكَرُ من الخَيْل لَا يَعْدُو إِلَّا إِذا كَانَ بَين المُمْتَليء والطَّاوي؛ فَهُوَ أَقَلّ احْتِمَالا للجَخَر من الأُنثى، والجَخَرُ: الخَلَاءُ، والذَّكَرُ إِذا خَلَا بَطْنُه انكسرَ وذَهَبَ نشاطُه.
(و) الجَخِرُ: (ككَتِف: الكثيرُ الأَكْل) ، عَن الصغانيّ، (والجَبَانُ) رجلٌ جَخِرٌ: جَبَانٌ أَكُولٌ، والأُنثى جَخِرَةٌ.
(و) الجَخِرُ: (القليلُ لَحْمِ الفَخِذَيْنِ) من الرِّجال.
(و) الجَخِرُ: (الفاسِدُ العَقْلِ) . كلُّ ذالك عَن الصغانيّ.
(و) الجَخِرُ: (العاجِزُ) .
(و) الجَخِرُ: (السَّمِجُ) .
(و) الجَخِرُ: (السَّرِيعُ الجُوعِ) .
وَقد جَخِرَ جَخَراً، إِذا زِعَ من الجُوع.
(والجَخْراءُ: د، لبَنِي شِجْنَةَ) بن عُطَارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْب.
(و) الجَخْرَاءُ: (المرأَةُ الواسعةُ) البَطْنِ.
(و) الجَخْرَاءُ: المرأَةُ الواسعةُ (التَّفِلَةُ) ، عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) الجَخْرَاءُ (من العُيُون: الضَّيِّقَةُ) الَّتِي (فِيهَا غَمَصٌ ورَمَصٌ) ، وَمِنْه قِيل للمرأَة: جَخْراءُ، إِذا لم تكن نَظِيفَةَ المَكَانِ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ فِي صِفَة عَيْن الدَّجّال: (أَعْوَرُ مَطْمُوسُ العَيْنِ، ليستُ بناتِئَة وَلَا حَخْرَاءَ) ويُرْوَى بالحاءِ الْمُهْملَة، وَقد تقدَّم. وَقَالَ الأَزهريُّ بالخاءِ، وأَنْكَرَ الحاءَ.
(والجاخِرُ: الوادِي الواسِعُ) .
(وجَخَرَ، كمَنَعَ: وَسَّعَ رَأْسَ بِئْرِه، كأَجْخرَ) وهاذه عَن ابْن الأَعرابيِّ، (وجَخَّرَ) ، جَخْراً وإِجخَاراً وتَجْخِيراً.
(وأَجْخَرَ: أَنْبَعَ مَاءٌ كَثِيرا مِن) وَفِي بعض الأُصول فِي (غيسرِ مَوضع بِئْر) .
(و) أَجْخَرَ الرجلُ، إِذا (غَسَلَ دُبُرَهَ وَلم يُنْقِ) بعْدُ، (فَبَقِيَ) لذالك (نَتْنُه) .
(و) أَجْخَر، إِذا (تَزَوَّجَ امرأَةً جَخْرَاءَ) ، وَهِي الواسِعَةُ، كلُّ ذالك عَن ابْن الأَعرابيِّ.
(وتَجَخَّرَ الحَوْضُ) ، إِذا (تَفَلَّقَ) ، وَفِي بعض الأُصول المعتَمَدَة: تَلَفَّفَ (طِينُه، وذَهَبَ ماؤُه، و) فِي اللّسان بعد قَوْله (طِينُه) : و (انْفَجَرَ ماؤُه) .
(وجَخْرٌ) بِفَتْح فَسُكُون: (لَا بسَمَرْقَنْدَ) ، على ثَلَاثَة فَراسخ مِنْهَا، وضبطَه أَئمَّةُ النَّسَبِ بالزاي وَالنُّون فِي آخِره، فليُنْظَر.
(وجَخِرَ جَوْفُ البِئْرِ، كفَرِحَ: اتَّسَعَ) .
وجَخرها: وَسَّعها.
(و) عَن ابْن شُمَيْل: جَخِرَ (الغَنَمُ) جَخراً، إِذا (شَر 2 تْ على خَلاءِ بَطْنٍ، فَتَخَضْخَضَ الماءُ فِي بُطونها، فتَرَاهَاجَخِرَةً خاشِعَةً) . كَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي بَعْضهَا: خاسِفَةً، وَمثله فِي اللِّسَان والتَّكْمِلَة.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
فِي التَّهْذِيب: والجُخَيْرَة تصْغِيرُ الجَخَرَةِ وَهِي نَفْحَةٌ تبقى فِي القندودَةِ إِذا لم تنق.
وجَخِرَ الفَرَسُ جَخَراً: امتلأَ بَطْنُه، فذهَبَ نَشَاطُه وانْكَسَرَ.

غرب

غرب: الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، وهو الـمَغْرِبُ. وقوله تعالى: رَبُّ الـمَشْرِقَيْن ورَبُّ الـمَغْرِبَيْنِ؛ أَحدُ الـمَغْرِبين: أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف، والآخَرُ: أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ؛ وأَحدُ

الـمَشْرقين: أَقْصى ما تُشرِقُ منه الشمسُ في الصيف، وأَقْصَى ما تُشْرِقُ منه في الشتاءِ؛ وبين المغرب الأَقْصَى والـمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وثمانون مَغْرباً، وكذلك بين الـمَشْرقين. التهذيب: للشمس مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ: فأَحدُ مشرقيها أَقْصَى الـمَطالع في الشتاءِ، والآخَرُ أَقصى مَطالعها في القَيْظ، وكذلك أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى الـمَغارب في الشِّتاءِ، وكذلك في الجانب الآخر. وقوله جَلَّ ثناؤُه: فلا أُقْسِمُ برَبِّ الـمَشارق والـمَغارِب؛ جَمعَ، لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع، وتَغْرُبُ في موضع، إِلى انتهاءِ السنة. وفي التهذيب: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه، فهي مائة وثمانون مَشْرقاً، ومائة وثمانون مغْرِباً.

والغُرُوبُ: غُيوبُ الشمس.

غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً: غابَتْ في الـمَغْرِبِ؛ وكذلك غَرَبَ النجمُ، وغَرَّبَ. ومَغْرِبانُ الشمسِ: حيث تَغرُبُ.

ولقيته مَغرِبَ الشمسِ ومُغَيْرِبانَها ومُغَيرِباناتِها أَي عند غُروبها.

وقولُهم: لقيته مُغَيْرِبانَ الشمسِ، صَغَّروه على غير مُكَبَّره، كأَنهم

صغروا مَغرِباناً؛ والجمع: مُغَيْرِباناتُ، كما قالوا: مَفارِقُ الرأْس،

كأَنهم جعلوا ذلك الـحَيِّز أَجزاءً، كُـلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ

منها جُزْءٌ، فَجَمَعُوه على ذلك. وفي الحديث: أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم في آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم، كما بين صلاةِ العَصْر إِلى مُغَيْربانِ

الشمس أَي إِلى وَقتِ مَغِـيبها. والـمَغرِبُ في الأَصل: مَوْضِعُ

الغُروبِ ثم استُعْمِل في المصدر والزمان، وقياسُه الفتح، ولكن استُعْمِل بالكسر كالـمَشْرِق والمسجِد. وفي حديث أَبي سعيدٍ: خَطَبَنا رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى مُغَيربانِ الشمسِ.

والـمُغَرِّبُ: الذي يأْخُذُ في ناحية الـمَغْرِبِ؛ قال قَيْسُ بنُ الـمُلَوّح:

وأَصْبَحْتُ من لَيلى، الغَداة، كناظِرٍ * مع الصُّبْح في أَعْقابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ

وقد نَسَبَ الـمُبَرِّدُ هذا البيتَ إِلى أَبي حَيَّةَ النُّمَيْري.

وغَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا في الـمَغْرِبِ؛ وأَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ؛

وتَغَرَّبَ: أَتَى من قِـبَلِ الغَرْب. والغَرْبيُّ من الشجر: ما أَصابته

الشمسُ بحَرِّها عند أُفُولها. وفي التنزيل العزيز: زَيْتُونةٍ لا

شَرْقِـيَّةٍ ولا غَرْبِـيَّةٍ.

والغَرْبُ: الذهابُ والتَّنَحِّي عن الناسِ. وقد غَرَبَ عنا يَغْرُبُ

غَرْباً، وغَرَّبَ، وأَغْرَبَ، وغَرَّبه، وأَغْرَبه: نَحَّاه. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَمَر بتَغْريبِ الزاني سنةً إِذا لم

يُحْصَنْ؛ وهو نَفْيُه عن بَلَده.

والغَرْبة والغَرْبُ: النَّوَى والبُعْد، وقد تَغَرَّب؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة يصف سحاباً:

ثم انْتَهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً، * مِنْه لنَجْدٍ، طَائفٌ مُتَغَرِّبُ

وقيل: مُتَغَرِّبٌ هنا أَي من قِـبَل الـمَغْرب.

ويقال: غَرَّبَ في الأَرض وأَغْرَبَ إِذا أَمْعَنَ فيها؛ قال ذو الرمة:

أَدْنَى تَقاذُفِه التَّغْريبُ والخَبَبُ

ويُروى التَّقْريبُ.

ونَـوًى غَرْبةٌ: بعيدة. وغَرْبةُ النَّوى: بُعْدُها؛ قال الشاعر:

وشَطَّ وليُ النَّوَى، إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ، * تَيَّاحةٌ غَرْبةٌ بالدَّارِ أَحْيانا

النَّوَى: المكانُ الذي تَنْوي أَنْ تَـأْتِـيَه في سَفَرك.

ودارُهم غَرْبةٌ: نائِـيَةٌ.

وأَغْرَبَ القومُ: انْتَوَوْا.

وشَـأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّبٌ، بفتح الراءِ: بعيد؛ قال الكميت:

عَهْدَك من أُولَى الشَّبِـيبةِ تَطْلُبُ * على دُبُرٍ، هيهاتَ شَـأْوٌ مُغَرِّبُ

وقالوا: هل أَطْرَفْتَنا من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ أَي هل من خَبَر جاءَ من

بُعْدٍ؟ وقيل إِنما هو: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ وقال يعقوب إِنما هو:

هل جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ؟ يعني الخَبَر الذي يَطْرَأُ عليك من بلَدٍ

سوَى بلدِك. وقال ثعلب: ما

عِنْدَه من مُغَرِّبةِ خَبرٍ، تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِـي ذلك عنه أَي طَريفةٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه قال لرجل قَدِمَ عليه من بعض الأَطْرافِ: هل من مُغَرِّبةِ خَبَر؟ أَي هل من خبَرٍ جديدٍ جاءَ من بلدٍ بعيدٍ؟ قال أَبو عبيد: يقال بكسر الراءِ وفتحها، مع الإِضافة فيهما. وقالها الأُمَوِيُّ، بالفتح، وأَصله فيما نُرَى من الغَرْبِ، وهو البُعْد؛ ومنه قيل: دارُ فلانٍ غَرْبةٌ. والخبرُ

الـمُغْرِبُ: الذي جاءَ غريباً حادثاً طريفاً.

والتغريبُ: النفيُ عن البلد.

وغَرَبَ أَي بَعُدَ؛ ويقال: اغْرُبْ عني أَي تباعَدْ؛ ومنه الحديث: أَنه أَمَرَ بتَغْريبِ الزاني؛ التغريبُ: النفيُ عن البلد الذي وَقَعَتِ

الجِنايةُ فيه. يقال: أَغرَبْتُه وغَرَّبْتُه إِذا نَحَّيْتَه وأَبْعَدْتَه.والتَّغَرُّبُ: البُعْدُ. وفي الحديث: أَن رجلاً قال له: إِنَّ امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس، فقال: غرِّبْها أَي أَبْعِدْها؛ يريدُ الطلاق.

وغَرَّبَت الكلابُ: أَمْعَنَتْ في طلب الصيد.

وغَرَّبه وغَرَّبَ عليه: تَرَكه بُعْداً.

والغُرْبةُ والغُرْب: النُّزوحُ عن الوَطَن والاغْتِرابُ؛ قال

الـمُتَلَمِّسُ:

أَلا أَبْلِغا أَفناءَ سَعدِ بن مالكٍ * رِسالةَ مَن قد صار، في الغُرْبِ، جانِـبُهْ

والاغْتِرابُ والتغرُّب كذلك؛ تقول منه: تَغَرَّبَ، واغْتَرَبَ، وقد

غَرَّبه الدهرُ. ورجل غُرُب، بضم الغين والراء، وغريبٌ: بعيد عن وَطَنِه؛ الجمع غُرَباء، والأُنثى غَريبة؛ قال:

إِذا كَوْكَبُ الخَرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ * سُهَيْلٌ، أَذاعَتْ غَزْلَها في الغَرائبِ

أَي فَرَّقَتْه بينهنّ؛ وذلك أَن أَكثر من يَغْزِل بالأُجرة، إِنما هي غريبةٌ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سُئِلَ عن الغُرباء، فقال: الذين يُحْيُونَ ما أَماتَ الناسُ من سُنَّتِـي. وفي حديث آخر: إِنّ الإِسلامَ بَدأَ غريباً، وسيعود غريباً كما بَدأَ، فطوبَـى للغُرباءِ؛ أَي إِنه كان في أَوّلِ أَمْرِه كالغريبِ الوحيدِ الذي لا أَهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ؛ وسيعودُ غريباً كما كان أَي يَقِلُّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغُرباء، فطُوبى للغُرَباء؛ أَي الجنةُ لأُولئك المسلمين الذين كانوا في

أَوّل الإِسلام، ويكونون في آخره؛ وإِنما خَصَّهم بها لصبْرهم على أَذى الكفار أَوَّلاً وآخراً، ولُزومهم دينَ الإِسلام. وفي حديث آخر: أُمَّتِـي كالمطر، لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها. قال: وليس شيءٌ من هذه الأُحاديث مخالفاً للآخر، وإِنما أَراد أَن أَهلَ الإِسلام حين بَدأَ كانوا قليلاً، وهم في آخر الزمان يَقِلُّون إِلاَّ أَنهم خيارٌ. ومما يَدُلُّ على هذا المعنى الحديثُ الآخر: خِـيارُ أُمَّتِـي أَوَّلُها وآخِرُها، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس منكَ ولَسْتَ منه. ورَحَى اليدِ يُقال لها: غَريبة، لأَنّ الجيران يَتعاورُونها بينهم؛ وأَنشد بعضُهم:

كأَنَّ نَفِـيَّ ما تَنْفِي يَداها، * نَفِـيُّ غريبةٍ بِـيَدَيْ مُعِـينِ

والـمُعينُ: أَن يَسْتعينَ الـمُدير بيد رجل أَو امرأَة، يَضَعُ يده على

يده إِذا أَدارها.

واغْتَرَبَ الرجلُ: نَكَح في الغَرائبِ، وتَزَوَّجَ إِلى غير أَقاربه.

وفي الحديث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي لا يتزوّج الرجلُ القرابة

القريبةَ، فيجيءَ ولدُه ضاوِيّاً. والاغْتِرابُ: افتِعال من الغُرْبة؛ أَراد: تَزَوَّجُوا إِلى الغرائب من النساءِ غير الأَقارب، فإِنه

أَنْجَبُ للأَولاد. ومنه حديث الـمُغِـيرة: ولا غريبةٌ نَجِـيبةٌ أَي إِنها مع كونها غريبةً، فإِنها غيرُ نَجيبةِ الأَولاد. وفي الحديث: إِنّ فيكم مُغَرِّبين؛ قيل: وما مُغَرِّبون؟ قال: الذين يَشترِكُ فيهم الجنُّ؛ سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنه دخل فيهم عِرْقٌ غريبٌ، أَو جاؤُوا من نَسَبٍ بعيدٍ؛ وقيل: أَراد بمشاركة الجنّ فيهم أَمْرَهم إِياهم بالزنا، وتحسينَه لهم، فجاء أَولادُهم عن غير رِشْدة، ومنه قولُه تعالى: وشارِكْهُم في الأَموال والأَولاد. ابن الأَعرابي: التغريبُ أَن يأْتي ببنينَ بِـيضٍ، والتغريبُ أَن يأْتِـيَ ببَنينَ سُودٍ، والتغريبُ أَن يَجْمَعَ الغُرابَ، وهو الجَلِـيدُ والثَّلْج، فيأْكلَه.

وأَغْرَبَ الرجلُ: صار غريباً؛ حكاه أَبو نصر.

وقِدْحٌ غريبٌ: ليس من الشجر التي سائرُ القِداحِ منها. ورجل غريبٌ: ليس من القوم؛ ورجلٌ غريبٌ وغُرُبٌ أَيضاً، بضم الغين والراءِ، وتثنيته غُرُبانِ؛ قال طَهْمانُ بن عَمْرو الكِلابيّ:

وإِنيَ والعَبْسِـيَّ، في أَرضِ مَذْحِجٍ، * غَريبانِ، شَتَّى الدارِ، مُخْتلِفانِ

وما كان غَضُّ الطَّرْفِ منا سَجِـيَّةً، * ولكننا في مَذْحِجٍ غُرُبانِ

والغُرباءُ: الأَباعِدُ. أَبو عمرو: رجل غَريبٌ وغَريبيٌّ وشَصِـيبٌ

وطارِيٌّ وإِتاوِيٌّ، بمعنى.

والغَريبُ: الغامِضُ من الكلام؛ وكَلمة غَريبةٌ، وقد غَرُبَتْ، وهو من ذلك.

وفرس غَرْبٌ: مُتَرامٍ بنفسه، مُتَتابعٌ في حُضْره، لا يُنْزِعُ حتى

يَبْعَدَ بفارسه. وغَرْبُ الفَرَسِ: حِدَّتُه، وأَوَّلُ جَرْيِه؛ تقول: كَفَفْتُ من غَرْبه؛ قال النابغة الذبياني:

والخَيْلُ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِها، * كالطَّيْرِ يَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ

قال ابن بري: صوابُ انشادِهِ: والخيلَ، بالنصب، لأَنه معطوف على المائة من قوله:

الواهِبِ المائةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها، * سَعْدانُ تُوضِـحَ، في أَوبارِها اللِّبَدِ

والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ من الـمَطر الذي يكون فيه البَرَدُ.

والـمَزْعُ: سُرْعةُ السَّيْر. والسَّعْدانُ: تَسْمَنُ عنه الإِبل، وتَغْزُر

أَلبانُها، ويَطِـيبُ لحمها. وتُوضِـحُ: موضع. واللِّبَدُ: ما تَلَبَّدَ من

الوَبر، الواحدةُ لِبْدَة، التهذيب: يقال كُفَّ من غَرْبك أَي من

حِدَّتك.والغَرْبُ: حَدُّ كلِّ شيء، وغَرْبُ كلِّ شيءٍ حَدُّه؛ وكذلك غُرابه.

وفرسٌ غَرْبٌ: كثيرُ العَدْوِ؛ قال لبِـيد:

غَرْبُ الـمَصَبَّةِ، مَحْمودٌ مَصارِعُه، * لاهي النَّهارِ لسَيْرِ الليلِ مُحْتَقِرُ

أَراد بقوله غرْبُ الـمَصَبَّة: أَنه جَوَادٌ، واسِعُ الخَيْر والعَطاء

عند الـمَصَبَّة أَي عند إِعْطاءِ المال، يُكْثِرُه كما يُصَبُّ الماءُ.

وعينٌ غَرْبةٌ: بعيدةُ الـمَطْرَح. وإِنه لغَرْبُ العَين أَي بعيدُ مَطْرَح العين؛ والأُنثى غَربةُ العين؛ وإِياها عَنَى الطِّرمَّاحُ بقوله:

ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانَةٌ، * غَرْبةُ العَيْنِ جَهادُ الـمَسَامْ

وأَغْرَبَ الرجلُ: جاءَ بشيءٍ غَريب. وأَغْرَب عليه، وأَغْرَب به: صَنَع به صُنْعاً قبيحاً. الأَصمعي: أَغْرَب الرجلُ في مَنْطِقِه إِذا لم يُبْقِ شَيْئاً إِلاَّ تكلم

به. وأَغْرَبَ الفرسُ في جَرْيه: وهو غاية الاكثار. وأَغْرَبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وجَعُه من مرضٍ أَو غيره. قال الأَصمعي وغيره: وكُلُّ ما وَاراك وسَتَرك، فهو مُغْرِبٌ؛ وقال ساعدة الـهُذَليُّ:

مُوَكَّلٌ بسُدُوف الصَّوْم، يُبْصِرُها * من الـمَغارِبِ، مَخْطُوفُ الـحَشَا، زَرِمُ

وكُنُسُ الوَحْش: مَغارِبُها، لاسْتتارها بها.

وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاءُ مُغْرِبٍ، على الإِضافة، عن

أَبي عليّ: طائرٌ عظيم يَبْعُدُ في طَيرانه؛ وقيل: هو من الأَلْفاظِ

الدالةِ على غير معنى. التهذيب: والعَنْقاءُ الـمُغْرِبُ؛ قال: هكذا جاءَ عن العَرَب بغير هاء، وهي التي أَغْرَبَتْ في البلادِ، فَنَـأَتْ ولم تُحَسَّ ولم تُرَ. وقال أَبو مالك: العَنْقاءُ الـمُغْرِبُ رأْسُ الأَكمَة في أَعْلى الجَبَل الطويل؛ وأَنْكر أَن يكون طائراً؛ وأَنشد:

وقالوا: الفتى ابنُ الأَشْعَرِيَّةِ، حَلَّقَتْ، * به، الـمُغْرِبُ العَنْقاءُ، إِنْ لم يُسَدَّدِ

ومنه قالوا: طارَتْ به العَنْقاءُ الـمُغْرِبُ؛ قال الأَزهري: حُذفت هاء التأْنيث منها، كما قالوا: لِحْيةٌ ناصِلٌ، وناقة ضامر، وامرأَة عاشق.

وقال الأَصمعي: أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إِذا جاءَ بأَمر غريب. وأَغْرَبَ الدابَّةُ إِذا اشْتَدَّ بياضُه، حتى تَبْيَضَّ مَحاجِرُه وأَرْفاغُه،

وهو مُغْرِبٌ. وفي الحديث: طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٌ أَي ذَهَبَتْ به

الداهيةُ.

والـمُغْرِبُ: الـمُبْعِدُ في البلاد.

وأَصابه سَهْمُ غَرْبٍ وغَرَبٍ إِذا كان لا يَدْري مَن رَماه. وقيل:

إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي؛ وقيل: إِذا تَعَمَّد به غيرَه فأَصابه؛ وقد

يُوصَف به، وهو يسكَّن ويحرك، ويضاف ولا يضاف، وقال الكسائي والأَصمعي: بفتح الراءِ؛ وكذلك سَهْمُ غَرَضٍ. وفي الحديث: أَن رجلاً كان واقِفاً معه في غَزاةٍ، فأَصَابَه سَهْمُ غَرْبٍ أَي لا يُعْرَفُ راميه؛ يقال: سَهْمُ غرب وسهمٌ غَربٌ، بفتح الراءِ وسكونها، بالإِضافة وغير الإِضافة؛ وقيل: هو بالسكون إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي، وبالفتح إِذا رماه فأَصاب غيره. قال ابن الأَثير والهروي: لم يثبت عن الأَزهري إِلا الفتح.

والغَرْبُ والغَرْبة: الـحِدَّةُ. ويقال لِحَدِّ السيف: غَرْبٌ. ويقال: في لسانه غَرْبٌ أَي حِدَّة. وغَرْبُ اللسانِ: حِدَّتُه. وسيفٌ غَرْبٌ: قاطع حديد؛ قال الشاعر يصف سيفاً:

غَرْباً سريعاً في العِظامِ الخُرْسِ

ولسان غَرْبٌ: حَديدٌ. وغَرْبُ الفرس: حِدَّتُه. وفي حديث ابن عباس ذَكَر الصِّدِّيقَ، فقال: كانَ واللّهِ بَرّاً تَقِـيّاً يُصَادَى غَرْبُه؛

(يتبع...)

(تابع... 1): غرب: الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ... ...

وفي رواية: يُصَادَى منه غَرْبٌ؛ الغَرْبُ: الحِدَّةُ؛ ومنه غَرْبُ السيف؛ أَي كانَتْ تُدَارَى حِدَّتُه وتُتَّقَى؛ ومنه حديث عمر: فَسَكَّنَ من غَرْبه؛ وفي حديث عائشة، قالت عن زينب، رضي اللّه عنها: كُلُّ خِلالِها مَحْمودٌ، ما خَلا سَوْرَةً من غَرْبٍ، كانت فيها؛ وفي حديث الـحَسَن: سُئل عن القُبلة للصائم، فقال: إِني أَخافُ عليك غَرْبَ الشَّباب أَي حِدَّته. والغَرْبُ: النَّشاط والتَّمادِي.

واسْتَغْرَب في الضَّحِك، واسْتُغْرِبَ: أَكْثَرَ منه. وأَغْرَبَ:

اشْتَدَّ ضَحِكُه ولَجَّ فيه. واسْتَغْرَبَ عليه الضحكُ، كذلك. وفي الحديث: أَنه ضَحِكَ حتى استَغْرَبَ أَي بالَغَ فيه. يُقال: أَغْرَبَ في ضَحِكه، واسْتَغْرَبَ، وكأَنه من الغَرْبِ البُعْدِ؛

وقيل: هو القَهْقهة. وفي حديث الحسن: إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحِكاً في الصلاة، أَعادَ الصلاةَ؛ قال: وهو مذهب أَبي حنيفة، ويزيد عليه إِعادةَ الوضوء. وفي دُعاءِ ابنِ هُبَيْرَة: أَعُوذُ بك من كل شيطانٍ مُسْتَغْرِبٍ، وكُلِّ نَبَطِـيٍّ مُسْتَعْرِبٍ؛ قال الـحَرْبيُّ: أَظُنُّه الذي جاوَزَ القَدْرَ في الخُبْثِ، كأَنه من الاسْتِغْراب في الضَّحِك، ويجوز أَن يكون بمعنى الـمُتَناهِي في الـحِدَّةِ، من الغَرْبِ: وهي الـحِدَّةُ؛ قال الشاعر:

فما يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً، * ولا يَنْسُبُونَ القولَ إِلاَّ تَخَافِـيَا

شمر: أَغْرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتى تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه.

والغَرْبُ: الرَّاوِيَةُ التي يُحْمَلُ عليها الماء. والغَرْبُ: دَلْو عظيمة من مَسكِ ثَوْرٍ، مُذَكَّرٌ، وجمعهُ غُروبٌ. الأَزهري، الليث: الغَرْبُ يومُ السَّقْيِ؛ وأَنشد:

في يوم غَرْبٍ، وماءُ البئر مُشْتَرَكُ

قال: أُراه أَراد بقوله في يوم غَربٍ أَي في يوم يُسْقَى فيه بالغَرْبِ، وهو الدلو الكبير، الذي يُسْتَقَى به على السانية؛ ومنه قول لبيد:

فصَرَفْتُ قَصْراً، والشُّؤُونُ كأَنها * غَرْبٌ، تَخُبُّ به القَلُوصُ، هَزِيمُ

وقال الليث: الغَرْبُ، في بيت لبيدٍ: الرَّاوية، وإِنما هو الدَّلْو

الكَبيرةُ. وفي حديث الرؤيا: فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ، فاسْتَحالَتْ في

يَدِه غَرْباً؛ الغَرْبُ، بسكون الراءِ: الدلو العظيمة التي تُتَّخَذُ من

جلدِ ثَوْرٍ، فإِذا فتحت الراء، فهو الماء السائل بين البئر والحوض، وهذا تمثيل؛ قال ابن الأَثير: ومعناه أَن عمر لما أَخذ الدلو ليستقي عَظُمَتْ في يده، لأَن الفُتُوح كان في زمنه أَكْثَرَ منه في زمن أَبي بكر، رضي اللّه عنهما. ومعنى اسْتَحالَتْ: انقلبتْ عن الصِّغَر إِلى الكِـبَر. وفي حديث الزكاة: وما سُقِـيَ بالغَرْبِ، ففيه نِصْفُ العُشْر. وفي الحديث: لو أَنَّ غَرْباً من جهنم جُعِلَ في الأَرض، لآذى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّة حَرِّه ما بين الـمَشْرق والمغرب. والغَرْبُ: عِرْقٌ في مَجْرَى الدَّمْع يَسْقِـي ولا يَنْقَطِـع، وهو كالناسُور؛ وقيل: هو عرقٌ في العين لا ينقطع سَقْيُه. قال الأَصمعي: يقال: بعينه غَرْبٌ إِذا كانت تسيل، ولا تَنْقَطع

دُمُوعُها. والغَرْبُ: مَسِـيلُ الدَّمْع، والغَرْبُ: انْهِمالُه من العين.

والغُرُوبُ: الدُّموع حين تخرج من العين؛ قال:

ما لكَ لا تَذْكُر أُمَّ عَمْرو، * إِلاَّ لعَيْنَيْكَ غُروبٌ تَجْرِي

واحِدُها غَرْبٌ.

والغُروبُ أَيضاً: مَجارِي الدَّمْعِ؛ وفي التهذيب: مَجارِي العَيْنِ.

وفي حديث الحسن: ذَكَر ابنَ عباس فقال: كان مِثَجّاً يَسِـيلُ غَرْباً.

الغَرْبُ: أَحدُ الغُرُوبِ، وهي الدُّمُوع حين تجري. يُقال: بعينِه غَرْبٌ إِذا سالَ دَمْعُها، ولم ينقطعْ، فشَبَّه به غَزَارَة علمه، وأَنه لا

ينقطع مَدَدُه وجَرْيُه. وكلُّ فَيْضَة من الدَّمْع: غَرْبٌ؛ وكذلك هي من الخمر.

واسْتَغْرَبَ الدمعُ: سال.

وغَرْبَا العين: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها. وللعين غَرْبانِ: مُقْدِمُها

ومُؤْخِرُها.

والغَرْبُ: بَثْرة تكون في العين، تُغِذُّ ولا تَرْقأُ.

وغَرِبَت العينُ غَرَباً: وَرِمَ مَـأْقُها.

وبعينه غَرَبٌ إِذا كانت تسيل، فلا تنقطع دُموعُها. والغَرَبُ،

مُحَرَّك: الخَدَرُ في العين، وهو السُّلاقُ.

وغَرْبُ الفم: كثرةُ ريقِه وبَلَلِه؛ وجمعه: غُرُوبٌ. وغُروبُ

الأَسنانِ: مَناقِـعُ ريقِها؛ وقيل: أَطرافُها وحِدَّتُها وماؤُها؛ قال

عَنترة:

إِذْ تَستَبِـيكَ بِذي غُروبٍ واضِـحٍ، * عَذْبٍ مُقَبَّلُه، لَذِيذ الـمَطْعَمِ وغُروبُ الأَسنانِ: الماءُ الذي يَجرِي عليها؛ الواحد: غَرْبٌ. وغُروبُ الثَّنايا: حدُّها وأُشَرُها. وفي حديث النابغة: تَرِفُّ غُروبُه؛ هي جمع غَرْب، وهو ماء الفم، وحِدَّةُ الأَسنان. والغَرَبُ: الماءُ الذي يسيل من الدَّلْو؛ وقيل: هو كلُّ ما انصَبَّ من الدلو، من لَدُنْ رأْسِ البئر إِلى الحوضِ. وقيل: الغَرَبُ الماءُ الذي يَقْطُر من الدِّلاءِ بين البئر والحوض، وتتغير ريحُه سريعاً؛ وقيل: هو ما بين البئر والحوض، أَو حَوْلَهُما من الماءِ والطين؛ قال ذو الرمة:

وأُدْرِكَ الـمُتَبَقَّى من ثَميلَتِه، * ومن ثَمائِلها، واسْتُنشِئَ الغَرَبُ

وقيل: هو ريح الماء والطين لأَنه يتغير ريحُهُ سريعاً. ويقال للدَّالج بين البئر والحوْض: لا تُغْرِبْ أَي لا تَدْفُقِ الماءَ بينهما

فتَوْحَل.وأَغْرَبَ الـحَوضَ والإِناءَ: ملأَهما؛ وكذلك السِّقاءَ؛ قال بِشْر بن أَبي خازِم:

وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ، غَداةَ تَحَمَّلُوا، * سُفُنٌ تَكَفَّـأُ في خَليجٍ مُغْرَبِ

وأَغربَ الساقي إِذا أَكثر الغَرْبَ. والإِغرابُ: كثرةُ المال، وحُسْنُ

الحال من ذلك، كأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكِه، وحُسنَ الحال يَمْلأُ نفسَ ذي الحال؛ قال عَدِيُّ بن زيد العِـبادِيّ:

أَنتَ مما لَقِـيتَ، يُبْطِرُكَ الإِغـ * ـرابُ بالطَّيشِ، مُعْجَبٌ مَحبُورُ

والغَرَبُ: الخَمْرُ؛ قال:

دَعِـيني أَصْطَبِـحْ غَرَباً فأُغْرِبْ * مع الفِتيانِ، إِذ صَبَحوا، ثُمُودا

والغَرَبُ: الذَّهَبُ، وقيل: الفضَّة؛ قال الأَعشى:

إِذا انْكَبَّ أَزْهَرُ بين السُّقاة، * تَرامَوْا به غَرَباً أَو نُضارا

نَصَبَ غَرَباً على الحال، وإِن كان جَوْهراً، وقد يكون تمييزاً. ويقال الغَرَب: جامُ فِضَّةٍ؛ قال الأَعشى:

فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كما * دَعْدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا

قال ابن بري: هذا البيت للبيد، وليس للأَعشى، كما زعم الجوهري، والرَّكاء، بفتح الراءِ: موضع؛ قال: ومِن الناسِ مَن يكسر الراء، والفتح أَصح. ومعنى دَعدَعَ: مَلأَ. وصَفَ ماءَينِ التَقَيا من السَّيل، فملآ سُرَّة الرَّكاءِ كما ملأَ ساقي الأَعاجِمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً؛ قال: وأَما بيت الأَعشى الذي وقع فيه الغَرَبُ بمعنى الفضة فهو قوله:

تَرامَوا به غَرَباً أَو نُضارا

والأَزهر: إِبريقٌ أَبيضُ يُعْمَلُ فيه الخمرُ، وانكبابُه إِذا صُبَّ

منه في القَدَح. وتَراميهم بالشَّراب: هو مُناوَلةُ بعضهم بعضاً أَقداحَ الخَمْر. والغَرَبُ:

الفضة. والنُّضارُ: الذَّهَبُ. وقيل: الغَرَبُ والنُّضار: ضربان من الشجر تُعمل منهما الأَقْداحُ. التهذيب: الغَرْبُ شَجَرٌ تُسَوَّى منه الأَقْداحُ البِـيضُ؛ والنُّضار: شَجَرٌ تُسَوَّى منه أَقداح صُفْر، الواحدةُ: غَرْبَةٌ، وهي شَجَرة ضَخْمةٌ شاكة خَضراءُ، وهي التي يُتَّخَذُ منها الكُحَيلُ، وهو القَطِرانُ، حِجازية.

قال الأَزهري: والأَبهَلُ هو الغَرْبُ لأَنَّ القَطِرانَ يُسْتَخْرَجُ منه. ابن سيده: والغَرْبُ، بسكون الراءِ: شجرة ضَخْمة شاكة خَضْراءُ

حِجازِيَّة، وهي التي يُعْمَلُ منها الكُحيلُ الذي تُهْنأُ به الإِبلُ،

واحِدَتُه غَرْبة. والغَرْبُ: القَدَح، والجمع أَغْراب؛ قال الأَعشى:

باكَرَتْهُ الأَغْرابُ في سِنَةِ النَّوْ * مِ، فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيالِ

ويُروى باكَرَتْها. والغَرَبُ: ضَرْبٌ من الشجر، واحدته غَرَبَةٌ؛ قاله الجوهري (1)

(1 قوله «قاله الجوهري» أي وضبطه بالتحريك بشكل القلم وهو مقتضى سياقه فلعله غير الغرب الذي ضبطه ابن سيده بسكون الراء.) ؛ وأَنشد:

عُودُكَ عُودُ النُّضارِ لا الغَرَبُ

قال: وهو اسْبِـيدْدارْ، بالفارسية.

والغَرَبُ: داء يُصِـيبُ الشاةَ، فيتَمَعَّط خُرْطُومُها، ويَسْقُطُ منه

شَعَرُ العَين؛ والغَرَبُ في الشاة: كالسَّعَفِ في الناقة؛ وقد غَرِبَت

الشاةُ، بالكسر.

والغارِبُ: الكاهِلُ من الخُفِّ، وهو ما بين السَّنام والعُنُق، ومنه

قولهم: حَبْلُكِ على غارِبكِ. وكانت العربُ إِذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته، في الجاهلية، قال لها: حَبْلُك على غارِبك أَي خَلَّيتُ سبيلك، فاذْهَبي حيثُ شِئْتِ. قال الأَصمعي: وذلك أَنَّ الناقة إِذا رَعَتْ وعليها خِطامُها، أُلْقِـيَ على غارِبها وتُرِكَتْ ليس عليها خِطام، لأَنها إِذا رأَت الخِطامَ لم يُهْنِها الـمَرْعى. قال: معناه أَمْرُكِ إِلَيكِ، اعمَلي ما شِئْتِ. والغارِب: أَعْلى مُقَدَّم السَّنام، وإِذا أُهْمِلَ البعيرُ طُرِحَ حَبلُه على سَنامه، وتُرِكَ يَذْهَبُ حيث شاءَ. وتقول: أَنتَ مُخَلًّى كهذا البعير، لا يُمْنَعُ من شيءٍ، فكان أَهل الجاهلية يُطَلِّقونَ بهذا. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت ليَزِيدَ بن الأَصَمِّ: رُمِيَ بِرَسَنِك على غارِبك أَي خُلِّـيَ سَبِـيلُك، فليس لك أَحدٌ يمنعك عما تريد؛ تَشْبيهاً بالبعير يُوضَعُ زِمامُه على ظهرِه، ويُطْلَقُ يَسرَح أَين أَراد في المرْعى. وورد في الحديث في كنايات الطلاق: حَبْلُكِ على غارِبِك أَي أَنتِ مُرْسَلةٌ مُطْلَقة، غير مشدودة ولا مُمْسَكة بعَقْدِ النكاح.

والغارِبانِ: مُقَدَّمُ الظهْر ومُؤَخَّرُه.

وغَوارِبُ الماءِ: أَعاليه؛ وقيل: أَعالي مَوْجِه؛ شُبِّهَ بغَوارِبِ

الإِبل.

وقيل: غاربُ كلِّ شيءٍ أَعْلاه. الليث: الغارِبُ أَعْلى الـمَوْج،

وأَعلى الظَّهر. والغارِبُ: أَعلى مُقَدَّمِ السَّنام. وبعيرٌ ذُو غارِبَين

إِذا كان ما بَينَ غارِبَيْ سَنامِه مُتَفَتِّقاً، وأَكثرُ ما يكون هذا في

البَخاتِـيِّ التي أَبوها الفالِـجُ وأُمها عربية. وفي حديث الزبير: فما

زال يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِب حتى أَجابَتْه عائشةُ إِلى الخُروج. الغاربُ: مُقَدَّمُ السَّنام؛ والذِّرْوَةُ أَعلاه. أَراد: أَنه ما زال يُخادِعُها ويَتَلطَّفُها حتى أَجابَتهُ؛ والأَصل فيه: أَن الرجل إِذا أَراد أَن يُؤَنِّسَ البعيرَ الصَّعْبَ، لِـيَزُمَّه ويَنْقاد له، جَعَل يُمِرُّ يَدَه عليه، ويَمسَحُ غاربَه، ويَفتِلُ وبَرَه حتى يَسْـتَأْنِسَ، ويَضَعَ فيه الزِّمام.

والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِكَينِ الأَسْفَلانِ اللَّذان يَلِـيانِ أَعالي الفَخِذَين؛ وقيل: هما رُؤُوس الوَرِكَين، وأَعالي فُرُوعهما؛ وقيل: بل هما عَظْمانِ رَقيقانِ أَسفل من الفَراشة. وقيل: هما عَظْمانِ شاخصانِ، يَبْتَدّانِ الصُّلْبَ. والغُرابانِ، من الفَرس والبعير: حَرفا الوَرِكَينِ الأَيْسَرِ والأَيمنِ، اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب، حيث التَقَى رأْسا الوَرِكِ اليُمْنى واليُسْرى، والجمع غِربانٌ؛ قال الراجز:

يا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ،

خَمْسَةُ غِرْبانٍ على غُرابِ

وقال ذو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الـحَمائلَ، بَعْدما * تَقَوَّبَ، عن غِرْبان أَوْراكها، الخَطْرُ

أَراد: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عن الخَطْرِ، فقلبه لأَن المعنى معروف؛ كقولك: لا يَدْخُلُ الخاتَمُ في إِصْبَعِي أَي لا يَدْخُلُ إِصْبَعي في خاتَمي. وقيل: الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

سأَرْفَعُ قَوْلاً للـحُصَينِ ومُنْذِرٍ، * تَطِـيرُ به الغِرْبانُ شَطْرَ الـمَواسم

قال: الغِرْبانُ هنا أَوْراكُ الإِبِلِ أَي تَحْمِلُه الرواةُ إِلى المواسم. والغِرْبانُ: غِرْبانُ الإِبِلِ، والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِك، اللَّذانِ يَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ؛ والمعنى: أَن هذا الشِّعْرَ يُذْهَبُ به على الإِبِل إِلى الـمَواسم، وليس يُرِيدُ الغِربانَ دونَ غيرِها؛ وهذا كما قال الآخر:

وإِنَّ عِتاقَ العِـيسِ، سَوْفَ يَزُورُكُمْ * ثَنائي، على أَعْجازِهِنَّ مُعَلَّقُ

فليس يريد الأَعجاز دون الصُّدور. وقيل: إِنما خصَّ الأَعْجازَ

والأَوْراكَ، لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها في قَعْبَةٍ احْتَقَبها، وشدَّها على

عَجُز بعيره.

والغُرابُ: حَدُّ الوَرك الذي يلي الظهْرَ.

والغُرابُ: الطائرُ الأَسْوَدُ، والجمع أَغْرِبة، وأَغْرُبٌ، وغِرْبانٌ،

وغُرُبٌ؛ قال:

وأَنْتُم خِفافٌ مِثْلُ أَجْنحةِ الغُرُبْ

وغَرابِـينُ: جمعُ الجمع. والعرب تقول: فلانٌ أَبْصَرُ من غُرابٍ، وأَحْذَرُ من غُرابٍ، وأَزْهَى من غُرابٍ، وأَصْفَى عَيْشاً من غُرابٍ، وأَشدُّ سواداً من غُرابٍ. وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ، قالوا: وَقَعَ في أَرْضٍ لا يَطِـير غُرابُها. ويقولون: وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ؛ وذلك أَنه يتَّبِـعُ أَجودَ التَّمْر فيَنْتَقِـيه. ويقولون: أَشْـأَمُ من غُرابٍ، وأَفْسَقُ من غُراب. ويقولون: طارَ غُرابُ فلانٍ إِذا شاب رأْسُه؛ ومنه قوله:

ولـمَّا رَأَيْتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَايةٍ

أَراد بابْنِ دايةٍ الغُرابَ. وفي الحديث: أَنه غَيَّرَ اسمَ غُرابٍ، لـمَا فيه من البُعْدِ، ولأَنه من أَخْبَث الطُّيور. وفي حديث عائشة، لـمّا

نَزَلَ قولُه تعالى: ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ: فأَصْبَحْنَ على رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ. شَبَّهَتِ الخُمُرَ في سوادها بالغِرْبان، جمع غُراب؛ كما قال الكميت:

كغِرْبانِ الكُروم الدوالِجِ

وقوله:

زَمانَ عَليَّ غُرابٌ غُدافٌ، * فطَيَّرَهُ الشَّيْبُ عنِّي فطارا

إِنما عَنى به شِدَّةَ سوادِ شعره زمانَ شَبابِه. وقوله:

(يتبع...)

(تابع... 2): غرب: الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ... ...

فَطَيَّرَه الشَّيْبُ، لم يُرِدْ أَن جَوْهَرَ الشَّعر زال، لكنه أَراد أَنّ السَّوادَ أَزالَه الدهرُ فبَقِـي الشعرُ مُبْيَضّاً.

وغُرابٌ غاربٌ، على المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شاعِرٌ، ومَوتٌ مائِتٌ؛ قال رؤبة:

فازْجُرْ من الطَّيرِ الغُرابَ الغارِبا

والغُرابُ: قَذالُ الرأْس؛ يقال: شابَ غُرابُه أَي شَعَرُ قَذالِه.

وغُرابُ الفأْسِ: حَدُّها؛ وقال الشَّمّاخ يصف رجلاً قَطَعَ نَبْعةً:

فأَنْحَى، عليها ذاتَ حَدٍّ، غُرابُها * عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضاهِ، مُشارِزُ

وفأْسٌ حديدةُ الغُرابِ أَي حديدةُ الطَّرَف.

والغرابُ: اسم فرسٍ لغَنِـيٍّ ، على التشبيه بالغُرابِ من الطَّيرِ.

ورِجْلُ الغُراب: ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبلِ شديدٌ، لا يَقْدِرُ الفَصِـيلُ على أَن يَرْضَعَ معه، ولا يَنْحَلُّ. وأَصَرَّ عليه رِجْلَ الغرابِ:

ضاقَ عليه الأَمْرُ؛ وكذلك صَرَّ عليه رِجلَ الغُرابِ؛ قال الكُمَيْتُ:

صَرَّ، رِجْلَ الغُرابِ، مُلْكُكَ في النا * سِ على من أَرادَ فيه الفُجُورا

ويروى: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ. ورجلَ الغرابِ: مُنْتَصِبٌ على الـمَصْدَر، تقديره صَرّاً، مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الغراب.

وإِذا ضاقَ على الإِنسان معاشُه قيل: صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرابِ؛ ومنه قول الشاعر:

إِذا رِجْلُ الغُرابِ عليَّ صُرَّتْ، * ذَكَرْتُكَ، فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِـيرُ

وأَغرِبةُ العَرَبِ: سُودانُهم، شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ في لَوْنِهِم.

والأَغْرِبَةُ في الجاهلية: عَنْترةُ، وخُفافُ ابن نُدْبَةَ السُّلَمِـيُّ، وأَبو عُمَيرِ بنُ الـحُبابِ السُّلَمِـيُّ أَيضاً، وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وهشامُ ابنُ عُقْبة بنِ أَبي مُعَيْطٍ، إِلا أَنَّ هشاماً هذا مُخَضْرَمٌ، قد وَلِـيَ في الإِسلام. قال ابن الأَعرابي: وأَظُنُّهُ قد وَلِـيَ الصائفَةَ وبعضَ الكُوَر؛ ومن الإِسلاميين: عبدُاللّه بنُ خازم، وعُمَيْرُ بنُ أَبي عُمَير بنِ الـحُبابِ السُّلَمِـيُّ، وهمّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِـيّ،

ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ، ومَطَرُ ابن أَوْفى المازِنيّ، وتأَبـَّطَ شَرّاً، والشّنْفَرَى، (1)

(1 ليس تأبّط شراً والشنفرى من الإسلاميين وإنما هما جاهليّان.)

وحاجِزٌ؛ قال ابن سيده: كل ذلك عن ابن الأَعرابي. قال: ولم يَنْسُبْ حاجزاً هذا إِلى أَب ولا أُم، ولا حيٍّ ولا مكانٍ، ولا عَرَّفَه بأَكثر من هذا. وطار غرابُها بجَرادتِكَ: وذلك إِذا فات الأَمْرُ،

ولم يُطْمَعْ فيه؛ حكاهُ ابنُ الأَعرابي.

وأَسودُ غُرابيٌّ وغِرْبيبٌ: شديدُ السوادِ؛ وقولُ بِشْر بن أَبي خازم:

رأَى دُرَّة بَيْضاءَ، يَحْفِلُ لَوْنَها * سُخامٌ، كغِرْبانِ البَريرِ، مُقَصَّبُ

يعني به النضيج من ثَمَر الأَراك. الأَزهري: وغُرابُ البَرِيرِ

عُنْقُودُه الأَسْوَدُ، وجمعه غِرْبانٌ، وأَنشد بيت بشر بن أَبي خازم؛ ومعنى يَحْفِلُ لَوْنَها: يَجْلُوه؛ والسُّخَامُ: كُلُّ شيءٍ لَيِّن من صوف، أَو قطن، أَو غيرهما، وأَراد به شعرها؛ والـمُقَصَّبُ: الـمُجَعَّدُ.

وإِذا قلت: غَرابيبُ سُودٌ، تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلاً من غَرابيبِ لأَن

توكيد الأَلوان لا يتقدَّم. وفي الحديث: إِن اللّه يُبْغِضُ الشيخَ

الغِرْبِـيبَ؛هو

الشديدُ السواد، وجمعُه غَرابيبُ؛ أَراد الذي لا يَشيبُ؛وقيل: أَراد الذي يُسَوِّدُ شَيْبَه. والـمَغارِبُ: السُّودانُ. والـمَغارِبُ: الـحُمْرانُ. والغِرْبِـيبُ: ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف، شديدُ السَّوادِ، وهو أَرَقُّ العِنَب وأَجْوَدُه، وأَشَدُّه سَواداً.

والغَرَبُ: الزَّرَقُ في عَيْنِ الفَرس مع ابْيضاضِها.

وعينٌ مُغْرَبةٌ: زَرْقاءُ، بيضاءُ الأَشْفارِ والـمَحاجِر، فإِذا ابْيَضَّتْ الـحَدَقةُ، فهو أَشدُّ الإِغرابِ. والـمُغْرَبُ: الأَبيضُ؛ قال مُعَوية الضَّبِّـيُّ:

فهذا مَكاني، أَو أَرَى القارَ مُغْرَباً، * وحتى أَرَى صُمَّ الجبالِ تَكَلَّمُ

ومعناه: أَنه وَقَعَ في مكان لا يَرْضاه، وليس له مَنْجًى إِلاّ أَن

يصير القارُ أَبيضَ، وهو شِـبه الزفت، أَو تُكَلِّمَه الجبالُ، وهذا ما لا يكون ولا يصح وجوده عادة.

ابن الأَعرابي: الغُرْبةُ بياض صِرْفٌ، والـمُغْرَبُ من الإِبل: الذي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيْه، وحَدَقَتاه، وهُلْبُه، وكلُّ شيء منه.

وفي الصحاح: الـمُغْرَبُ الأَبيضُ الأَشْفارِ من كل شيءٍ؛ قال الشاعر:

شَرِيجَانِ من لَوْنَيْنِ خِلْطانِ، منهما * سَوادٌ، ومنه واضِـحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ

والـمُغْرَبُ من الخَيل: الذي تَتَّسِـعُ غُرَّتُه في وجهِه حتى تُجاوِزَ عَيْنَيْه.

وقد أُغْرِبَ الفرسُ، على ما لم يُسمَّ فاعله، إِذا أَخَذَتْ غُرَّتُه

عينيه، وابْيَضَّت الأَشفارُ؛ وكذلك إِذا ابيضتْ من الزَّرَق أَيضاً.

وقيل: الإِغرابُ بياضُ الأَرْفاغ، مما يَلي الخاصرةَ.

وقيل: الـمُغْرَب الذي كلُّ شيء منه أَبيضُ، وهو أَقْبَحُ البياض.

والـمُغْرَبُ: الصُّبْح لبياضه، والغُرابُ: البَرَدُ، لذلك. وأُغْرِبَ الرجلُ: وُلِدَ له وَلدٌ أَبيضُ. وأُغْرِبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وَجَعُه؛ عن

الأَصمعي. والغَرْبِـيُّ: صِـبْغٌ أَحْمَرُ. والغَرْبيُّ: فَضِـيخُ النبيذِ. وقال أَبو حنيفة: الغَرْبِـيُّ يُتَّخَذُ من الرُّطَب وَحْده، ولا يَزال

شارِبُه مُتَماسِكاً، ما لم تُصِـبْه الريحُ، فإِذا بَرَزَ إِلى الهواءِ،

وأَصابتْه الريحُ، ذَهَبَ عقلُه؛ ولذلك قال بعضُ شُرَّابه:

إِنْ لم يكنْ غَرْبِـيُّكُم جَيِّداً، * فنحنُ باللّهِ وبالرِّيحِ

وفي حديث ابن عباس: اخْتُصِمَ إِليه في مَسِـيلِ الـمَطَر، فقال:

الـمَطَرُ غَرْبٌ، والسَّيْلُ شَرْقٌ؛ أَراد أَن أَكثر السَّحاب يَنْشَـأُ من

غَرْبِ القِـبْلَة، والعَيْنُ هناك، تقول العربُ: مُطِرْنا بالعَيْن إِذا

كان السحابُ ناشئاً من قِـبْلة العِراق. وقوله: والسَّيْلُ شَرْقٌ، يريد

أَنه يَنْحَطُّ من ناحيةِ الـمَشْرِقِ، لأَن ناحيةَ المشرق عاليةٌ، وناحية

المغرب مُنْحَطَّة، قال ذلك القُتَيْبي؛ قال ابن الأَثير: ولعله شيء يختص بتلك الأَرض، التي كان الخِصَام فيها. وفي الحديث: لا يزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظاهرين على الحق؛ قيل: أَراد بهم أَهلَ الشام، لأَنهم غَرْبُ الحجاز؛ وقيل: أَراد بالغرب الـحِدَّةَ والشَّوْكَةَ، يريد أَهلَ الجهاد؛ وقال ابن المدائني: الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ، وأَراد بهم العَرَبَ لأَنهم أَصحابها، وهم يَسْتَقُون بها. وفي حديث الحجاج:

لأَضْرِبَنَّكم ضَرْبةَ غَرائبِ الإِبلِ؛ قال ابن الأَثير: هذا مَثَلٌ

ضَرَبه لنَفْسه مع رعيته يُهَدِّدُهم، وذلك أَن الإِبل إِذا وردت الماء، فدَخَلَ

عليها غَريبةٌ من غيرها، ضُرِبَتْ وطُرِدَتْ حتى تَخْرُجَ عنها. وغُرَّبٌ: اسم موضع؛ ومنه قوله:

في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ

ابن سيده: وغُرَّبٌ ، بالتشديد، جبل دون الشام، في بلاد بني كلب، وعنده عين ماء يقال لها: الغُرْبة، والغُرُبَّةُ، وهو الصحيح.

والغُراب: جَبَلٌ؛ قال أَوْسٌ:

فَمُنْدَفَعُ الغُلاَّنِ غُلاَّنِ مُنْشِدٍ، * فنَعْفُ الغُرابِ، خُطْبُه فأَساوِدُهْ

والغُرابُ والغَرابةُ: مَوْضعان (1)

(1 قوله «والغراب والغرابة موضعان» كذا ضبط ياقوت الأول بضمه والثاني بفتحه وأنشد بيت ساعدة.) ؛ قال ساعدةُ ابنُ جُؤَيَّةَ:

تذَكَّرْتُ مَيْتاً، بالغَرابةِ، ثاوِياً، * فما كانَ لَيْلِـي بَعْدهُ كادَ يَنْفَدُ

وفي ترجمة غرن في النهاية ذِكْرُ غُران: هو بضم الغين، وتخفيف الراء: وادٍ قريبٌ من الـحُدَيْبية، نَزَلَ به سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في مسيره، فأَما غُرابٌ بالباءِ، فجبل بالمدينة على طريق الشام. والغُرابُ: فرسُ البَراءِ بنِ قَيْسٍ.

والغُرابِـيُّ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة.

(غرب) الشَّيْء غربا اسود وَالْعين ورمت مآقيها وَالشَّاة وَالْفرس أصابهما دَاء الغرب

(غرب) عَن وَطنه غرابة وغربة ابتعد عَنهُ وَالْكَلَام غرابة غمض وخفي فَهُوَ غَرِيب (ج) غرباء وَهِي غَرِيبَة (ج) غرائب
(غرب) فِي الأَرْض أمعن فِيهَا فسافر سفرا بَعيدا وَالْقَوْم ذَهَبُوا نَاحيَة الْمغرب قَالَ الشَّاعِر
(سَارَتْ مغربة وسرت مشرقا ... شتان بَين مشرق ومغرب) وَالْمَرْأَة السمراء أَتَت ببنين بيض والوحش فِي مغاربها غَابَتْ فِي مكانسها وَفُلَانًا أبعده ونحاه والدهر فلَانا وَعَلِيهِ تَركه بَعيدا
غرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحكا فِي الصَّلاة أعَاد الصلاةَ. كَانَ أَبُو عَمْرو والأصمعي يَقُول أَحدهمَا: الاستغراب هُوَ القهقهة وَقَالَ الآخر: هُوَ الْإِكْثَار من الضَحِك وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: أغرب الرجلُ ضَحِكا وَأنْشد بَيت ذِي الرُّمة: (الطَّوِيل)

فَمَا يُغْرِبون الضَّحْكَ إِلَّا تَبَسُّما ... وَلَا يَنْسِبون القولَ إِلَّا تخافِيا]
غرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث كَعْب أَنه ذكر منَازِل الشُّهَدَاء فِي التَّوْرَاة ثَلَاثَة فَقَالَ: رجل كَذَا وَرجل كَذَا وَرجل خرج وَهُوَ يُرِيد أَن يرجع فَأَصَابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ ثمَّ ذكر الثَّالِث حَدَّثَنِيهِ الْأَشْجَعِيّ عَن عَمْرو بن قيس عَمَّن حدّثه عَن كَعْب. قَالَ الْكسَائي والأصمعي: إِنَّمَا هُوَ سَهمُ غَرَب بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ السهْم الَّذِي لَا يُعْرَف راميه فَإِذا عرف راميه فَلَيْسَ بَغَرب قَالَ: والمحدثون يحدّثونه بتسكين الرَّاء وَالْفَتْح أَجود وَأكْثر فِي كَلَام الْعَرَب قَالَ: والغَرَبُ أَيْضا بِالْفَتْح ريح الطِّين والحَمْأة والغَرَبُ أَيْضا شجر قَالَ الْأَعْشَى: (المتقارب)

إِذا انْكَبَّ أزَهُر بَين السُّقاة ... تَرامَوا بِهِ غَرَبًا أَو نُضَارَا]
غ ر ب: (الْغُرْبَةُ الِاغْتِرَابُ) تَقُولُ: (تَغَرَّبَ) وَ (اغْتَرَبَ) بِمَعْنًى فَهُوَ (غَرِيبٌ) وَ (غُرُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَالْجَمْعُ (الْغُرَبَاءُ) . وَالْغُرَبَاءُ أَيْضًا الْأَبَاعِدُ. وَ (اغْتَرَبَ) فُلَانٌ إِذَا تَزَوَّجَ إِلَى غَيْرِ أَقَارِبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا» وَتَفْسِيرُهُ مَذْكُورٌ فِي [ض وى] وَ (التَّغْرِيبُ) النَّفْيُ عَنِ الْبَلَدِ. وَ (أَغْرَبَ) جَاءَ بِشَيْءٍ غَرِيبٍ. وَأَغْرَبَ أَيْضًا صَارَ غَرِيبًا. وَأَسْوَدُ (غِرْبِيبٌ) بِوَزْنِ قِنْدِيلٍ أَيْ شَدِيدُ السَّوَادِ. فَإِذَا قُلْتَ: (غَرَابِيبُ) سُودٍ كَانَ السُّودُ بَدَلًا مِنْ غَرَابِيبَ لِأَنَّ تَوْكِيدَ الْأَلْوَانِ لَا يَتَقَدَّمُ. وَ (الْغَرْبُ) وَ (الْمَغْرِبُ) وَاحِدٌ. وَ (غَرَبَ) بَعُدَ. يُقَالُ: (اغْرُبْ) عَنِّي أَيْ تَبَاعَدْ. وَ (غَرَبَتِ) الشَّمْسُ وَبَابُهُمَا دَخَلَ. وَ (الْغَرْبُ) بِوَزْنِ الضَّرْبِ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ. وَ (غَرْبُ) كُلِّ شَيْءٍ أَيْضًا حَدُّهُ. وَ (الْغَارِبُ) مَا بَيْنَ السَّنَامِ إِلَى الْعُنُقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ: أَيِ اذْهَبِي حَيْثُ شِئْتِ. وَأَصْلُهُ أَنَّ النَّاقَةَ إِذَا رَعَتْ وَعَلَيْهَا الْخِطَامُ أُلْقِي عَلَى غَارِبِهَا لِأَنَّهَا إِذَا رَأَتْهُ لَمْ يَهْنِئْهَا شَيْءٌ. 
غرب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين قدم عَلَيْهِ أحد ابْني ثَوْر فَقَالَ عمر: هَل من مُغَرِّبة خبر قَالَ: نعم أَخذنَا رجلا من الْعَرَب كفر بعد إِسْلَامه فقدّمناه فضربنا عُنُقه فَقَالَ: فهلاّ أدخلتموه جَوف بَيت فألقيتم إِلَيْهِ كل يَوْم رغيفا ثَلَاثَة أَيَّام لَعَلَّه يَتُوب أَو يُرَاجع اللَّهُمَّ لم أشهد وَلم آمُر وَلم أَرض إِذْ بَلغنِي. قَوْله: مُغَرِّبة (مُغرِّبة) خبر يُقَال: بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا قَالَهَا الْأمَوِي [مغربة خبر -] بِالْفَتْح وَغَيره بِالْكَسْرِ وَأَصله فِيمَا نُرَى عَن الغَرْب هُوَ البُعد وَمِنْه قيل: دَار فلَان غَرْبة قَالَ الشَّاعِر: [الْبَسِيط]

وشَطَّ وَلأْيُ النَّوَى [إنّ النَّوى -] قُذُفٌ ... تَيَّاحة غَرْبة بِالدَّار أَحْيَانًا

وَمِنْه قيل: شَأوٌ مُغرَّب (مُغَّرِب) قَالَ الْكُمَيْت فِي المغَّرِب (المغرِّب) : [الطَّوِيل]

أعهدَك من أولَى الشَبِيبِة تطُلُبُ ... على دُبُرٍ هَيْهَات شَأوٌ مُغرَّبُ (مغرب) وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه رأى أَن لَا يقتل [الرجل -] مُرْتَدا حَتَّى يستتيبه ثمَّ وقّت فِي ذَلِك ثَلَاثًا وَلم أسمع التَّوْقِيت فِي غير هَذَا الحَدِيث وَفِيه أَنه لم يسْأَله أولد على الْفطْرَة أوعلى غَيرهَا وَقد رأى أَن يُسْتَتَاب فَهَذَا غير قَول من يَقُول: إِن وُلِد على الْفطْرَة لم يستتب.
غ ر ب : غَرَبَتْ الشَّمْسُ تَغْرُبُ غُرُوبًا بَعُدَتْ وَتَوَارَتْ فِي مَغِيبِهَا وَغَرُبَ الشَّخْصُ بِالضَّمِّ غَرَابَةً بَعُدَ عَنْ وَطَنِهِ فَهُوَ غَرِيبٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَجَمْعُهُ غُرَبَاءُ وَغَرَّبْتُهُ أَنَا تَغْرِيبًا فَتَغَرَّبَ وَاغْتَرَبَ وَغَرَّبَ بِنَفْسِهِ تَغْرِيبًا أَيْضًا وَأَغْرَبَ بِالْأَلِفِ دَخَلَ فِي الْغُرْبَةِ مِثْلُ أَنْجَدَ إذَا دَخَلَ نَجْدًا وَأَغْرَبَ جَاءَ بِشَيْءٍ غَرِيبٍ وَكَلَامٌ غَرِيبٌ بَعِيدٌ مِنْ الْفَهْمِ.

وَالْغَرْبُ مِثْلُ فَلْسِ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ يُسْتَقَى بِهَا عَلَى السَّانِيَةِ وَالْغَرْبُ الْمَغْرِبُ وَالْمَغْرِبُ بِكَسْرِ الرَّاءِ عَلَى الْأَكْثَرِ وَبِفَتْحِهَا وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ مَغْرِبِيٌّ بِالْوَجْهَيْنِ وَالْغَرْبُ الْحِدَّةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ نَحْوُ الْفَأْسِ وَالسِّكِّينِ حَتَّى قِيلَ اقْطَعْ غَرْبَ لِسَانِهِ أَيْ حِدَّتَهُ وَقَوْلُهُمْ سَهْمٌ غَرْبٌ فِيهِ لُغَاتٌ السُّكُونُ وَالْفَتْحُ وَجَعْلُهُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ صِفَةً لِسَهْمٍ وَمُضَافًا إلَيْهِ أَيْ لَا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ وَهَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ بِالْإِضَافَةِ وَبِفَتْحِ الرَّاءِ وَتُكْسَرُ مَعَ التَّثْقِيلِ فِيهِمَا أَيْ هَلْ مِنْ حَالَةٍ حَامِلَةٍ لِخَبَرٍ مِنْ مَوْضِعٍ بَعِيدٍ.

وَالْغَارِبُ مَا بَيْنَ الْعُنُقِ وَالسَّنَامِ وَهُوَ الَّذِي يُلْقَى عَلَيْهِ خِطَامُ الْبَعِيرِ إذَا أُرْسِلَ لِيَرْعَى حَيْثُ شَاءَ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلْمَرْأَةِ وَجُعِلَ كِنَايَةً عَنْ طَلَاقِهَا فَقِيلَ لَهَا حَبْلُكَ عَلَى غَارِبِكِ أَيْ اذْهَبِي حَيْثُ شِئْتِ كَمَا يَذْهَبُ الْبَعِيرُ وَفِي النَّوَادِرِ الْغَارِبُ أَعْلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْجَمْعُ الْغَوَارِبُ وَالْغُرَابُ جَمْعُهُ غِرْبَانٌ وَأَغْرِبَةٌ وَأَغْرُبٌ. 

غرب


غَربَ(n. ac. غَرْب)
a. Went away, departed; retired, withdrew;
disappeared.
b.(n. ac. غُرُوْب), Set (star).
c. (n.ac.
غُرْب
غُرْبَة), Left his home; emigrated; expatriated himself, went
abroad; loved abroad.
d.(n. ac. غَرْب), Was brisk, sprightly.
غَرِبَ(n. ac. غَرَب)
a. Was black.

غَرُبَ(n. ac. غَرَاْبَة)
a. Was obscure, unintelligible; was strange, odd, unusual
outlandish.
b.(n. ac. غُرْب
غُرْبَة
غَرَاْبَة) Left his home &c.
غَرَّبَa. see I (c)b. Sent away; made to go away; removed; banished, exiled
outlawed.
c. Went west, westward.

أَغْرَبَa. see II (c)b. Did, produced, uttered something
strange, extraordinary, odd.
c. [Fī ], Went far, went to great
lengths in; was excessive in.
d. Galloped.
e. Made to gallop.

تَغَرَّبَa. see I (c)b. Came from the west.

إِغْتَرَبَa. see I (c)b. Married a foreign woman.

إِسْتَغْرَبَa. Deemed, considered strange, extraordinary, odd.
b. see IV (c)
غَرْب
(pl.
غُرُوْب)
a. West; sunset; occident.
b. Point, edge.
c. Tears.
d. Saliva, spittle.
e. Bucket.
f. see 1t
غَرْبَةa. Distance, remoteness; removal, departure.

غَرْبِيّa. Western, west; westerly; occidental.

غُرْبa. see 3t
غُرْبَةa. Absence; travels; emigration; expatriation;
exile.

غَرَبa. Silver; silver cup, goblet, tankard.
b. Gold.
c. Wine.

مَغْرِب
(pl.
مَغَاْرِبُ)
a. see 1 (a)b. [art.], Africa; north-wast Africa, Barbary, Mauritania.

مَغْرِبِيّ
(pl.
مَغَاْرِبَة)
a. Western, occidental.
b. African.
c. Moor.

غَاْرِب
(pl.
غَوَاْرِبُ)
a. Setting (sun).
b. Withers ( of a camel ).
غَرَاْبَةa. Strangeness, oddness, oddity.

غُرَاْب
(pl.
غُرُب
أَغْرِبَة
أَغْرُب
غِرْبَاْن
34)
a. Crow; raven; corvus (constellation).
b. Edge ( of a sword ).
c. Hail; snow; hoar-frost.

غَرِيْب
( pl.
a. 3غُرَبَآءُ
43), Stranger; foreigner; alien.
b. Traveller.
c. Strange, odd, unusual, bizarre, extraordinary;
outlandish; foreign.

غَرِيْبَة
(pl.
غَرَاْئِبُ)
a. fem. of
غَرِيْبb. Wonder, marvel.
c. Hand-mill.

غَرِيْبِيّa. see 25 (a)
غُرُوْبa. Sunset.

N.Ag.
غَرَّبَa. One going towards the west.
b. Distant, remote.
c. Fresh, recent (news).
N. P.
أَغْرَبَa. The dawn, the aurora.
b. Anything white.

N. Ac.
تَغَرَّبَإِغْتَرَبَa. see 3t
مِن مُغَرِّبَة
a. From abroad.

عَنْقَآء مُغْرِب
عَنْقَآء مُغْرِبَة
a. The phœnix.

غُرَاب الْبَيْن
a. Bird of ill-omen.

أَغْرِبَة العَرَب
a. The black Arabs.

صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ
الغُرَاب
a. The affair became difficult to him.
غ ر ب

كففت من غربه أي من حدّته. قال ذو الرمة:

فكفّ من غربه والغضف تتبعه ... خلف السّبيب من الإجهاد تنتحب

واقطع عني غرب لسانه. وإني أخاف عليك غرب الشّباب. وكأنّ غربيها في غربي دالج: يريد غربي العين وهما مقدمها ومؤخرها في دلوي ساقٍ. وسالت غروبه وهي الدموع حين تخرج. وكأنّ غروب أسنانها وميض البرق أي ماءها وظلمها. وقذفته نوًى غربةٌ أي بعيدة. وكانت لزرقاء عين غربة أي بعيدة المطرح. وهذا شاوٌ مغرب بالكسر والفتح. يقال: غرّبه: أبعده، وغرّب: بعد. وإذا أمعنت الكلاب في طلب الصيد قالوا: غرّبت. ويقال للرجل: يا هذا غرّب، شرّق أو غرّب. " وهل من مغرّبة خبرٍ "؟ وهو الذي جاء من بعدٍ. وتقول العرب للرجل: هل عندك من جليّة خبر أو مغرّبة؟ فيقول: قصرت عنك لا أي ما عندي خبر. وغرّبت الوحش في مغاربها أي غابت في مكانسها. وأصابه سهم غربٌ على الوصف والإضافة. واغرب عني صاغراً. ورمى فأغرب أي أبعد المرمى. ويقال: " طارت به عنقاء مغرب ". وتكلمفأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وتقول: فلان يعرب كلامه ويغرب فيه، وفي كلامه غرابة، وغرب كلامه، وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت فهي غريبة، ومنه: مصنف الغريب، وقول الأعرابيّ: ليس هذا بغريب ولكنكم في الأدب غرباء. وأغرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه إذا أكثرا منه، ونهي عن الاستغراب في الضّحك وهو أقصاه. ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوّة لأنه لا ناصح لها في وجهها.

ومن المجاز: استعيروا لنا الغريبة وهي رحى اليد لأنها لا تقر عند أربابها لكونها متعاورة. وصرّ على فلان رجل الغراب إذا وقع في ضيق وشدّة وهو لون من الصّرار. قال الكميت:

إذا رجل الغراب عليّ صرّت ... ذكرتك فاطمأن بي الضمير

وهذه أرض لا يطير غرابها أي كثيرة الثمار مخصبة. وقال النابغة:

ولرهط حرّابٍ وقدّ سورةٌ ... في المجد ليس غرابها بمطار

أي هو مجد ثابت لا يزول. وازجر عنك غراب الجهل. قال أبو النجم:

هل أنت إن شطّ مزار جمل ... مراجع سيرة أهل العقل

وزاجر عنك غراب الجهل

وطار غرابه إذا شاب، وهو واقع الغراب أي شابٌّ. وبحر ذو غوارب. وألقى حبله على غاربه.
(غرب) - في حديث أبي سَعِيدٍ - رَضي الله عنه -: "خَطبَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم - إلى مُغَيْربانِ الشَّمسِ"
قال الأَصمَعِيُّ: غَرَبَتَ الشَّمسُ تَغرُب غُروربا ومُغَيْربانا.
وقال غَيرُه: المُغَيْرِبَان والمُغَيْرِبانات، والمَغْرِبانُ : غَيْبُوبة الشَّمْسِ.
- في الحديث: أَنَّه ضَحِك حتى اسْتَغْرب"
يقال: أَغْربَ في ضَحِكه، واستَغْرب: مَضىَ فيه وبَالَغ قال الأَصمَعِيّ: الاسْتِغْراب: القَهْقَهَة. وقال أبو عمرو: هو الإِكثارُ من الضَّحِك، وأَغربَ في مَنْطِقه؛ إذا لَم يُبْقِ شيئًا إلَّا تَكلَّم به.
- وفي دعاء ابن هُبَيْرة: "أَعوذُ بك من كُلِّ شَيْطان مُسْتَغْرِب، وكُلِّ نَبَطِيّ مُسْتَعْرب"
قال الحربي: أَظنُّه الذي جاوز القَدْر في الخُبْث. من قولهم: اسْتَغرَب في الضَّحِك؛ إذا اشتدَّ وكثُر منه.
وأُغْرِب عليه: صُنِع به صَنِيعٌ قبيح. قال ابنُ هَارُون: ويَجوزُ أن يكون المُسْتَغْرِب بمعنى المُتنَاهِي في الحِدَّة؛ مأخوذ من الغَرْب، وهو الحِدَّة والتَّمادِي أيضًا.
- في حديثِ الذِي قال: "إنَّ امْرأَتِي لا تَرُدُّ يَدَ لامسٍ؟ فقال: غَرِّبْها"
: أي أبْعِدها، يريد الطَّلاقَ.
يقال: أَغْرَبْتُه وغَرَّبتُه: نَحَّيتُه، فغَرَب: أي تَنَحَّى وبَعُد، وبلدٌ غُرَّبٌ: بَعِيد، وغَرَّب تَغرِيبًا: بَعُد، كأنه لازمٌ ومُتَعدٍّ؛ ومنه: هَلْ مِن مُغَرِّبةٍ خَبَرٌ، وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّب: بَعيد، وعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ: بَعِيدٌ في البلاد.
- في حَديثِ المُغيرَة: "ولا غَرِيبَة نَجِيبَة"
يَزعُمونَ أن وَلَد الغَرائِب أَنْجَبُ.
- وفي حَدِيثِ النابِغَة: "تَرِفُّ غُروبُه"
: أي مَاءُ فَمِه، وأشَرُ أَسْنانِه.
- في الحديث: "أَنَّه غَيَّر اسْمَ غُراب" لِمَا فِيهِ من البُعْدِ، ولأَنَّه أَخبَثُ طَيْرٍ، لوقُوعِه على الجيَف.
- في حديث عائشة : " {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}، فأَصبَحن على رُؤوسِهِنَّ الغِرْبَانُ"
شَبَّهَتِ الخُمُر في سَوادِها بالغِربَان، فَسَمَّتْها بها مجازًا، كما قال الكُميْت:
* كغِرْبَان الكُرومِ الدَّوالِج *
: أي العَنَاقيدِ
غرب
الغرب: التَّمادي والحدَّةُ: وجلْدٌ تامٌّ يُتَّخَذُ منه دَلْوٌ. وكُلُّ فَيْضَةٍ من الدَمع غَرْبٌ، وجَمْعُه غُرُوبٌ. وداءٌ وخُرّاجٌ في العَيْن. ومَغْرِبُ الشَّمْس. والفَرَسُ الحَدِيدُ. والسَّيْفُ القاطِعُ.
وأغْرَبَ واسْتَغْرَبَ الرَّجُلُ: لَجَّ في الضحكِ خاصَّةً. واسْتَغْرَبَ عليه: اشْتَدَّ غَضَبُه والغَرَبُ: ماءٌ يَقْطُرُ من الدِّلاء فَيَتَغَيَّر رِيْحُه. وأغْرَبَ الساقي: إذا أكْثَرَ الغَرَبَ. وأغْرَبَ الحَوْضُ: فاضتْ جَوانِبُه، وكذلك الكأْسُ فهي مُغْرِبَةٌ. وغُرُوْبُ الأسنانِ: أطرافُها.
والغُرُوْبُ: غَيْبُوبَةُ الشَّمْس، وكذلك المُغَيْرِبَانُ. وأتانا عند غِرِبّانِ الشَّمس ومُغيْرِباناتِها.
والغُرْبَةُ: الاغْتِرابُ من الوَطَنِ. والغُرْبُ: الذَّهَابُ والتَّنَحّي عن الناس، غَرَبَ غُرْباً. وأغْرَبْتُه وغَرَّبْتُه: إذا نَحَّيْتَه، وأغْرِبْهُ وغَرِّبْهُ. وفي المَثَل: " أكْذَبُ من شَيْخٍ غَرِيبِ ".
والغُرْبَةُ: النَّوى والبُعْدُ. وأغْرَبَ القَوْمُ: انْتَوَوْا. وغايَةٌ مُغَرِّبَة: بَعِيدةٌ. والكِلابُ إذا أمْعَنَتْ في طَلَبِ الصيْدِ قيل: غَربَتْ. وَبَلَدٌ مُغَرِّبٌ وغُرَّبٌ: بَعِيْدٌ. وغَرَّبَ الرَّجُلُ تَغْرِيباً: بَعُدَ. وهل من مُغَرِّبَةٍ خَبَرٌ: أي خَبَرٌ طرأَ عليك. وشَأْوٌ مُغَرِّب.
وأغْرَبَ الرَّجُلُ في مَنْطِقِه: إذا لم يُبْقِ شَيْئاً إلا تَكًلّمَ به، والفَرَسُ في جَرْيِه.
والغَرِيْبُ من الكلام: الغامِضُ، غَرُبَتِ الكلمةُ تَغْرُبُ غَرَابَةً، وصاحِبُها مُغْرِبٌ.
والغارِبُ: أعْلى المَوْج والظَّهْرِ. ويقولون للمَرْأةِ عند الطَّلاقِ: حَبْلُكِ على غارِبِكِ.
والمُغْرَبُ: الأبْيَضُ الأشْفارِ من كلِّ صِنْفٍ. والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ والمُغْرِبَةُ، وإغْرَابُها: غَرْبُها في طَيَرانِها. وقيل العَنْقاءُ المُغْرِبُ: هي رَأْسُ الأكَمَةِ في أعْلى الجَبَل الطَّويل.
والبَرَدُ يُسَمّى غَرَباً لبَياضِه. والصُّبْحُ مُغْرَبٌ. ورَجُلٌ مُغَرَّبٌ: يَبْيَضُّ شَعرُ رَأْسِه ولحْيَتِه، وفَرَسٌ كذلك: إذا اتَّسَعَتْ غرَّتُه في وَجْهِه. والغُرَابً: طائرٌ، والجميع غِرْبانٌ وأغْرِبَةٌ، وهذه غِرْبَنَّةٌ وغُرَابَةٌ للأنْثى، والذَّكَرُ غِرْبَنٌّ.
والغُرَابانِ: نُقْرَتانِ عند الصَّلَوَيْنِ في العَجُز، وجَمْعُه غِرْبانٌ.
والغُرَابُ: ما يُعْقَدُ من الدَّلْوِ إلى الصُّلْب.
ورِجْلُ الغُرَابِ: نَوْعٌ من الصِّرَار في خِلْفِ الناقَةِ، وإذا اشْتَدَّ على الرَّجُل الأمْرُ وضاقَ عليه قِيْلَ: صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرَاب. وهو - أيضاً -: ضَرْبٌ من النبت.
والغَرْبيُّ من الشَّجَرِ: الذي تُصيبُه الشَّمْسُ بحَرِّها عند الأفُول. وصِبْغٌ أحْمَرُ. والفَضِيْخُ من النَّبِيْذ.
والغَرَبُ: شَجَرٌ يُتخَذُ منه الأقداحُ. وجامٌ من فِضة. وموضع يَسِيلُ فيه الماءُ بين البِئْرِ والحَوْض. والخَمْرُ.
والغِرْبِيْبُ: الأسْوَدُ، وكذلك الغِرْبابُ. وُيقال لعَناقِيدِ البَرِيْرِ: غِرْبانُ البَرِيْرِ لسَوادِها.
والغُرَابيَّةُ: نَخْلةٌ بالبَصْرَةِ. وسَهْم غَرْبٌ: لا يُعْرَفُ رامِيْه.
والمُغْرَبُ: الثَّغْرُ الذي فيه حدَّةٌ وشَنَبٌ. وذِرَاعٌ غَرب: أي طَويلةٌ.
وغَرِبَتِ العَيْنُ تَغْرَبُ غَرَباً: إذا كانَ بها وَرَمٌ في المَأقِ.
وفَرَس غَرِب: من الغَرَبِ، وهو عِرْق يَسْقي ولا يَبْرأ من دَبَرَتِه أبداً. وهو - أيضاً -: شِبْهُ الجَرَبِ، شاة غَرِبَةٌ، وإهَاب غَرِبٌ، وغَنَمٌ غَرْبى، وإبل غَرَابى، وأغْرِبَتْ فهيَ مُغْرَبَةٌ.
وهو في إغْرَابِ من العَيْش: أي في سَعَةٍ. وأغْرِبَ الرَّجُلُ: اشْتَدَّ وَجَعُه من مَرَضٍ أو غيرِه. والغَرَايِبُ: العَرايِسُ، واحِدُها غَرْبِيَةٌ.
[غرب] الغُربة: الاغتراب، تقول منه: تغرب، واغترب، بمعنى، فهو غريب وغرب أيضا بضم الغين والراء. وقال : وما كان غض الطرف منا سجية * ولكننا في مذحج غربان والجمع الغرباء. والغرباء أيضاً: الأباعد. واغترب فلانٌ، إذا تزوَّج إلى غير أقاربه. وفي الحديث " اغترِبوا لا تُضْووا ". والمُغَرِّب: الذي يأخذ في ناحية المَغْرِب. وقال قيس بن الملوَّح: وأصبحت من لَيْلى الغداةَ كناظرٍ * مع الصُبحِ في أعقاب نجمٍ مُغَرّبِ ويقال أيضاً: " هل جاءكم مُغرِّبة خَبَرٍ "، يعني الخبر الذي طرأ عليهم من بلدٍ سوى بلدهم. وشأو مغرب ومغرب أيضا بفتح الراء، أي بعيد. والتَّغْريب: النفي عن البلد. وغرب، بالتشديد: اسم جبل دون الشام في بلاد بنى كلب، وعنده عين. ماء تسمى غربة. وأغرب الرجل: جاء بشئ غريب. وأغْرَبْتُ السقاءَ: ملأته. قال بشر: وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تكفأ في خليخ مغرب وأغرب الرجل: صار غريبا. حكاه أبو نصر. واستغرب في الضحك: اشتدَّ ضحكه وكثر. والمُغْرَب: الأبيض. قال الشاعر : فهذا مكاني أو أرى القارَ مُغْرَباً * وحتى أرى صُمّ الجبالِ تَكَلَّم والمُغْرَب أيضاً: الأبيض الأشفار من كلِّ شئ، تقول: أغرب الفرس، على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا فشت غُرَّته حتَّى تأخذ العينين فتبيضّ الأشفار، وكذلك إذا ابيضَّت من الزَّرَق. وأُغْرِب الرجل أيضاً، إذا اشتد وجعه. عن الاصمعي والغراب: واحد الغِرْبان، وجمع القلَّة أَغْرِبة. وغرابُ الفأس: حدُّها. قال الشماخ يصف رجلاً قطع نبعة: فأنحى عليها ذاتَ حدٍّ غُرابها * عَدوٌّ لأوساط العِضاهِ مَشارِزُ وغُرابا الفرس والبعير: حدُّ الوِركين، وهما حرفاهما: الأيسر والأيمن، اللذان فوق الذنب حيث يلتقى رأسا الورك. عن الاصمعي. قال الراجز: يا عجبا للعجب العجاب * خمسة غربان على غراب وجمعه أيضا غربان. قال ذو الرمة: وقربن بالزرق الحمائل بعد ما * تقوب عن غربان أوراكها الخطر أراد تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه، لان المعنى معروف، كقولك: لا يدخل الخاتم في إصبعى، أي لا يدخل الاصبع في خاتمي. ورجل الغراب: ضرب من الصِّرار شديد. وقول الشاعر : رأى دُرَّةً بيضاء يَحفِلُ لونَها * سُخامٌ كغِرْبان البرير مُقَصَّبُ يعني به النضيج من ثمر الأراك. وتقول: هذا أسود غِرْبيبٌ، أي شديد السواد. وإذا قلت: غرابيبُ سودٌ، تجعل السود بدلاً من الغرابيب، لأنَّ تواكيد الألوان لا تقدَّم. والغَرْب والمَغْرِب بمعنًى واحد . وقولهم: لقيته مُغَيْرِبان الشمس، صغَّروه على غير مكبَّره، كأنَّهم صغَّروا مَغْرِبانا. والجمع مغيربانات، كما قالوا: مفارق الرأس، كأنهم جعلوا ذلك الحين أجزاء، كلما تصوبت الشمس ذهب منها جزء، فصغروه فجمعوه على ذلك. وغرب أي بعد، يقال: اغرُبْ عنِّي، أي تباعد. وغرَبت الشمس غُروباً. والغُروب أيضاً: مجاري الدمع. وللعين غُرابان: مقدِمها ومؤخرها. قال الأصمعيّ: يقال: لعَينهِ غَرْبٌ، إذا كانت تسيل ولا تنقطع دموعها. والغروب: الدموع. وقال الراجز: ما لك لا تذكر أم عمرو * ألا لعينيك غروب تجرى والغروب أيضا: حدَّة الأسنان وماؤها، واحدها غَرْب. قال عنترة: إذ تَستبيكَ بذي غُروبٍ واضحٍ * عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لذيذِ المَطْعَمِ والغَرْب أيضاً: الدلو العظيمة. ويقال لحدّ السيف غَرْب. وغَرْب كل شئ: حده. يقال: في لسانه غرب، أي حدَّة، وغَرْبُ الفرس: حدَّته وأوَّل جريه. تقول: كففت من غربه. قال النابغة:

والخيل تَنْزع غَرْبا في أعِنَّتها * وفرسٌ غَربٌ، أي كثير الجري. والغَرْب أيضاً: عِرق في مجرى الدمع يسقي فلا ينقطع، مثل الناسور. ونوى غربة، أي بعيدة. وغربة النوى: بعدها. والنوى: المكان الذى تنوى أن تأتيه في سفرك. والغارب: ما بين السنام والعنق. ومنه قولهم: " حَبْلُكِ على غارِبك "، أي اذهبي حيث شئت. وأصله أنَّ الناقة إذا رعت وعليها الخِطامُ أُلقِي على غاربها، لأنَّها إذا رأت الخطام لم يهنئها شئ. وغوارب الماء: أعالي موجه، شبِّهت بغوارب الابل. والغرب، بالتحريك: الفضة. قال الاعشى : فدعدعا سرة الركاء كما * دعدع ساقى الاعاجم الغربا والغرب أيضاً: الخمر. والغَرَب في الشاة كالسَعَف في الناقة، وهو داءٌ يتمعَّط منه خرطومُها، ويسقط منه شَعر عينيها. وقد غَرِبت الشاة، بالكسر. قال ابن برى: الصواب أنه للبيد لا كما زعم الجوهرى. والركاء بالفتح: موضع. ومعنى دعدع: ملا. يصف ماءين التقيا من السيل فملآ اسرة الركاء كما ملا ساقى الاعاجم قدح الغرب خمرا. وأما بيت الاعشى الذى وقع فيه الغرب بمعنى الفضة فهو: إذا انكب أزهر بين السقاة * تراموا به غربا أو نضارا لسان العرب وتاج العروس. والغرَب أيضاً: الماء الذي يقطر من الدلاء بين البئر والحوض، وتتغير ريحه سريعا. قال ذو الرمة: وأدرك المتبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب والغرب أيضا: ضرب من الشجر وهو " إسفيدار " بالفارسية. وأصابه سهم غَرَب يضاف ولا يضاف، يسكَّن ويحرك، إذا كان لا يُدرى من رماه.
غرب: غرب. يقال: غرب السهم في فواده: ثقب السهم قلبه واخترقه. ويقال: غرب السهم فقط بهذا المعنى. (معجم أبي الفداء).
غَرَّب (بالتشديد): ذهب ناحية المغرب، وطاح، ومات وهلك. وغَربَت الشمس (فوك).
وغَرَّب الدُّعاء: فسّرت بباعَدَ الصَّوْت في ديوان الهذليين (ص94 البيت الثاني).
تَغَرَّب. في مصطلح التصوف: المتغربون في هذه الحيوة: الذين اعتزلوا هذه الحياة. (بوشر)، استغرب. استغرب الشيء: وجده أوعدّه غريباً (بوشر).
استغر به: أعجب به، استحسنه. (بوشر).
غَرْب: آلة مائية للسقي (معجم البلاذري).
غَرَب: فسره رايسكه (في معجم فريتاج) بأنه موضع بين البئر والحوض يتساقط عليه الماء من الدلو. ولا شك ان هذا التفسير مأخوذ من الكامل (ص120).
غَرب: دوسر، ففي المستعيني: دوسر هي حشيشة يشبه ورقها ورق سنبل الحنطة إلا أنه ألْيَن منه وهو المعروف بالغَرَب (وضبط الكلمات هذا في مخطوطة ن). وفي ابن البيطار في مادة دوسر (1: 462)، ويعرف بالغرب. وهذا ما لم يفهمه سونثيمر.
مرهم الغَرَب: حَوْري، نوع من المرهم الملين الذي تدخل في تركيبه براعم الحور. نوع من المروخ. (بوشر).
غُرْبَة: اعتزال، عزلة مجازاً وفي اصطلاح الصوفية. يقال مثلاً: الذين في غربة هذه الحيوة أي الذين اعتزلوا هذه الحياة.
غربة هذه الحيوة: مزار هذه الحياة. (بوشر).
غربت الحَسِين (؟): اسم لحن من الحان الموسيقى.
الغَرْبي: الريح الغربية. (بوشر).
غَراب. في معجم فريتاج خطأ والصواب غُراب. (المقري 2، إضافات ص15).
غُراب. غراب البين: زاغ، نوع من الغربان صغير (فوك). غراب الزرع: نوع من الزاغ أبيض الريش (نيور رحلة ص166).
غُراب، وجمعها غُرابات وغِرْبان (فوك، الكالا) وأغْربَة (بوشر): قادِس، سفينة شراعية حربية. (فوك، ألكالا، بوشر). وهي غاليا ( galea) في الترجمة اللاتينية القديمة (ص569) عند أماري (ديب ص8). وفي كتاب ابن القوطية (ص7 و) أنشأ قرابات (غرابات) وأخذ من مراكب النجار. (القلائد ص54) وفيه: قرابات. وفي الادريسي (القسم الثاني الفصل السادس): يكون طول الموكب منها طول الغراب الكامل (ابن بطوطة 4: 50) وفي ألف ليلة (3: 435) ابيعكم للغراب كلّ واحد بمائتي دينار، أي لبيعكم لتكونوا مجدفين في الغراب.
غُراب. والجمع أغْربَة: سفينة شراعية صغيرة بصاريين تشبه القلعية لها شراعان ويجدف بها وتستعمل للقرصنة. (بوشر).
غُراب. والجمع غِرْبان: واجهة القصر حيث الباب الرئيس. (ألكالا).
غُراب: نوع من السمك، وهو بالإيطالية tordo marino ( باجني مخطوطات).
وقد أجاب السيد الأستاذ جيجلبوني من متحف فلورنسة الذي سأله السيد اماري بطلب مني ان أفسر معنى: tordo marino الذي ذكره باجني فقال هو من غير شك نوع من الكيدم Labrus ولعله Lab- rus turdus الذي يسمى turdu في صقلية، ويسمى Labro tordo في القارة الأوربية.
ويسمى الفرنسيون هذا النوع من السمك Viel - les de mer أي Labtre وهو الكيدم.
غُراب: في اصطلاح الحدادين حلقة ذات رأس محدّد.
غَرِيب: الرجل الذي ليس من القوم، ولا من البلد. ويجمع أيضاً على غُرْبَة (فوك) وأغراب (بوشر).
غَرِيب: عجيب، خارق، غير مألوف، فذّ، نادر، عزيز، قليل الوجود، فريد، وحيد، شاذ. (بوشر، دي ساس طرائف 1: 6، المقري 1: 603).
الغريب المُصَنَّف: الكلمات العويصة الغامضة النادرة الموجودة في الأحاديث والقرآن جمعت ورتبت وفسرت حسب المواد. (رسالة إلى السيد فليشر ص114).
غَريب: كلمة غربية: بربرية. (بوشر) غريبة (مؤثث غريب): شيء نادر، فاخر ممتاز. (هو جفلايت ص49).
غريبة: طريقة فريدة، خطَة فريدة، أسلوب ونهج شاذ. سلوك وتصرف غير مألوف. (تاريخ البربر 2: 81، 82).
غريبة: نوع من الأفاعي. (فون هوجلن في زيشر مجلة لغة مصر، مايس 1868 ص55).
الغُرَباء: المنجمون، علماء التنجيم. وقد أطلق عليهم هذا الاسم لا لانهم اجانب وغرباء بل لانهم يعملون أعملا غريبة عجيبة خارقة. (زيشر 20: 496، 503، 508).
دار الغُرَباء: مأوى الفقراء. ملجأ الفقراء، دار للإحسان، مبّرة يعيش فيها الفقراء (ألكالا).
دار للغرباء: فندق، نُزُل، مسكن مؤثث. (بوشر).
غُرَيْب. غريب الصَّحْرَى: بومة الألب الكبرى. (شيرب، تريسترام ص393) ولعل الصواب غُرَيّب تصغير غُراب. غَرَابَة: أصالة، طرافة، خصوصية. (بوشر).
غرابة الكلام ومخالفته: لَحْن، غلط في النحو أو الصرف. (بوشر).
غَرابة: لا بد أنها تدل على معنى آخر عند الخطيب (ص158 و) الذي يقول بعد أن نقل نكتة السلطان ومزاحه: ولا خفاء ببراعة هذا التوقيع وغرابة مَقاصره ومجالسه على الأيام معمورة بهذا ومثله. وربما كان الصواب قراءتها: وغرابته: وعلى هذا فالنص ناقص وقد سقط شيء من هذه العبارة.
قارن هذا بكلمة غارب.
غُرَيّب: انظر غُرَيب.
غُرَيّبَة: هكذا كتبت هذه الكلمة في محيط المحيط وقد فسرها بقوله: نوع من الحلاوات سريع التفتَّت مولَّدة. وعند شيرب: غُريبية وهي حلوى تصنع من الدقيق والسمن المذاب والسكر وتطبخ في الفرن.
وعند دوماس (حياة العرب ص253) غَريبية: حلوى من جريش الحنطة المخلوط بالسكر والزبدة والليمون الحامض. وانظر: (مارتن ص82، وبركهارت بلاد العرب 1: 58، وفيه غَربية، ومالتزن ص130 وفيه أغِربية، وبوشر وفيه غرايبة: نوع من البسكويت.
غَرَّب: شجرة في ارتفاع شجرة الزيتون، ورقها يشبه ورق الحور (وهو من فصيلة الصفصاف) إلا أنه أعرض منه قليلاً. (بركهارت سورية ص393).
غارِب: يجمع على أغارب. (عبد الواحد ص214). غارب: كاهل الفرس، حارك الفرس، وهو ما بين العنق والصهوة. (دوماس حياة العرب ص190).
غارب البيت: أعلى الغرفة. (معجم الأسبانية ص342) وفي المقري (1: 405): غوارب تابوت. وعند بوسييه: جانب الكوخ.
الغارب في جامع دمشق المسافة أسفل القبة والجناح الكبير الذي يؤدي إلى الباب الكبير (معجم ابن جبير).
مَغْرِبيَة: وقت السهرة، زمان من جنوح النهار إلى الرقاد. (بوشر).
مَغْرِبيَة: نوع من الطعام. (محيط المحيط).
مَغْربيَة: عشبة، نوع من العشب. (محيط المحيط).
[غرب] نه: إن الإسلام بدأ "غريبًا" أي كان في أول أمره كوحيد لا أهل عنده لقلة المسلمين، وسيعود- أي يقلون في آخر الزمان، فطوبى- أي الجنة، "للغرباء"- أي للمسلمين في أوله وآخره لصبرهم على أذى الكفار وأزومهم الإسلام. ن: قيل معناه: في المدينة، وظاهره العموم، وروى تفسير الغرباء بنزاع من القبائل، وقيل: هم المهاجرون. نه: ومنه ح: "اغتربوا" لا تضووا، أي تزوحوا إلى الغريب غير الأقارب فإنه أنجب للأولاد. وح: ولا "غريبة" نجيبة، أي إنها مع كونها غريبة فإنها غير منجبة الأولاد. وح: إن فيكم "مغرّبين" وفسرهم بمن يشترك فيهم الجن لأنه دخل فيهم عرق غريب أو جاؤوا من نسب بعيد، وقيل: أراد بمشاركتهم أمرهم بالزنا فجاء أولادهم من غير رشدة، ومنه: "وشاركهم في الأموال والأولاد". ج: فسر بمن يشترك فيه الجن لانقطاعهم عن أصولهم وبعد أنسابهم بمداخلة من ليس من جنسهم.إن الله يبغض الشيخ "الغربيب"، هو الشديد السواد وجمعه غرابيب" سود"، أي سود غرابيب إذ حقه التقديم. وح: ابتغوا "غرائبه"- شرح في أعربوا من ع.
باب الغين والراء والباء معهما غ ب ر، ر غ ب، غ ر ب، بغر مستعملات

غرب: الغَرْبُ: التَّمادي، وهو اللَّجاجَةُ في الشيء، قال:

قد كفَّ من غَرْبي عن الإنشادِ

وكُفَّ من غَرْبِكَ أي: من حِدَّتِكَ. واستَغْرَبَ الرجلُ إذا لجَّ في الضحكِ خَاصةً، واستَغْرَبَ عليه في الضَّحِكِ أي لَجَّ فيه. والغَرْبُ أعظم من الدلو، وهو دلو تام، وعدده أَغرُبٌ، وجمعه غُرُوبٌ. واستحالت الدلو غَرْباً أي عظمت بعدها ما كانت دلية. وفي حديث لعمر: استحالت الدلو في يدي عُمَرَ غَرْباً أي تحولت فعظمت، أراد أن عمر ستُفتَحُ على يديه فُتوحٌ وتظهر معالم الدين وتنشر. وكل فيضة من الدمع غَرْبٌ، يقال: فاضَتْ غُرُوْبُ العين، قال:

ألا لعَيْنَيْكَ غُرُوبٌ تَجْري

قال: والغروب هاهنا الدمع. والغَرْبُ في قول لبيد الراوية التي يحمل عليها الماء وهو قوله:

فصَرَفْتُ قَصْراً والشُؤونُ كأنَّها ... غَرْبٌ تَحُتُّ بها القلوصُ هزيم  (وغُرْوبُ الأسنانِ: الماء الذي يجري عليها، أي على الأسنان) واحدها غَرْبٌ. والغَرْبانِ: مُؤَخرَّ العَيْنِ ومقدمها. والغَرَبُ: ما يقطر من الدلاء عند البئر من الماء فيتغير سريعاً ريحُه. وأَغُرَبَ الساقي أي أكثر الغَرْبَ. وإذا انقَلَبَتِ الدَّلوُ فانصبت يقال: أَغْرَبَ الساقي. وإذا أفاض جوانب الحوض قيل: أغرب الحوضُ. وغُروبُ الأسنانِ: أطرافها. والغَرْبُ: خُرَاجٌ يخُرجُ في العين. والغَرْبُ: المَغْرِبُ. والغُرُوب: غَيْبُوبَةُ الشمس. ويقال: لقيته عند مُغَيْرِبانِ الشمس. وقوله تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ

، الأول أقصى ما تنتهي إليه الشمس في الصيف، والآخر أقصى ما تنتهي إليه في الشتاء، وبين الأقصى ما تنتهي إليه الشمس في الصيف، والآخر أقصى ما تنتهي إليه في الشتاء، وبين الأقصى والأدنى مائة وثمانون مَغِرباً. قال الله: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ. وقال: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ . والغُرْبَةُ: الاغتِرابُ من الوطن. وغَرَبَ فلانٌ عَنَا يَغْرُبُ غَرْباً أي تنحى، أغربته وغَرَّبْتُه أي نحيته. والغُرْبَةُ: النَّوَى البعيد، يقال: شقت بهم غربة النوى. وأَغْرَبَ القوم: أنتووا. وغايةٌ مُغرِبةٌ أي بعيدة الشأو. وغَرَّبَتِ الكلاب أي أمعنت في طلب الصيد. ويقال: نحن غُرُبانِ أي غَريبانِ، قال:

..... وتأن فإننا غُرُبانِ

وقال ابن أحمر:

لاحتْ هجائن بأسي لوحةً غُرُباً

والغَريبُ: الغامض من الكلام، وغربت الكلمة غرابة، وصاحبه مُغْرِبٌ. والغاربُ أعلى الموج، وأعلى الظهر.. وإذا قال: حبلك على غارِبكَ فهي تطليقةٌ. والمُغْرَبُ: الأبيض الأشفار من كل صنفٍ. والشعرة الغريبةُ، وجمعها غُرُبٌ، لأنها حدثٌ في الرأسِ لم يكن قبلُ. والعَنْقاءُ المُغْرِبُ، ويقال: المُغْرِبةُ وإغرابُها في طيرانها. وجمع الغُرابِ غِرْبانٌ، والعدد: أَغْرِبةٌ. والغُرابان: نُقْرتانِ في العجز، قال:

على غُرابَيْهِ نقي الألبادْ

وتقول: عرقَ حتىَّ بلغَ تَحتَ الألبادِ، وهو جمع اللَّبْد، [وهو أن] تربطَ أخلافُ ضرعِ الناقةِ بخيوطٍ وعيدانٍ، فبعضُ الصرارِ يسمى الكمشَ، وبعضهُ الشصارَ، وبعضُه رجل الغُرابِ، وهو أشد صراراً، قال الكميت:

صَرَّ رجلَ الغرابِ مُلككَ في الناس ... على من أراد فيه الفجورا

أي مُلككَ في الناس على من أراد الفُجُورَ بمنزلةِ رجل الغُراب الذي لا يحلُّ من شدة صره وإذا اشتد على الرجل الأمر وضاق عليه قيل: صر عليه رجل الغُرابِ، أي انعقد عليه الأمر كانعقاد رجلِ الغُرابِ، قال:

إذا رجلُ الغُرابِ عليه صُرتْ ... ذكَرْتُكَ فاطمأن بي الضميرُ

يقول: إذا ذكرتُكَ طابَتْ نفسي لعلمي بأنك تُفَرِّجُ عن الضيق الذي أنا فيه. والغَرَبيُّ: شَجَرٌ تُصيبُه الشَّمْسُ بحَرِّها عند الأفول. والغربي: صمغ أحمر، قال:

كأنَّما جبينه غَرْبيُّ ... أو أرجوانٌ صبغهُ كُوفي

والغَرَبً: شجرة، قال:

عودكَ عودُ النُّضارِ لا الغَرَبِ

والنُّضْارُ: الأثلُ، وكل شيء جيدٍ نضارٌ، وقول الأعشى:

.......... غَرَباً أو نُضارا

فالغَرَبُ: أقداحٌ من غَرَبٍ، وربما أسكنُ الراء اضطراراً، والغَرَبُ جامٌ من فضةٍ، قال:

فَزَعزعا سرَّة الرَّكاءِ كما ... زعزع سافي الأعاجم الغربا

والغرِبيبُ: الأسود، قال:

بين الرجالِ تفاضلٌ وتفاوتٌ ... ليس البياض كحالك غِرُبيبِ

وسهمٌ غَرَب، بفتح الراء، لا يُعَرفُ راميه. والغُرابُ: حدُّ الفَاسِ، قال الشماخ:

فأَنْحَى عليها ذَاتَ حَدٍ غُرابُها ... عَدُوٌّ لأوساط العِضاهِ مُشارزُ

والغَرْبيُ: الفضيخ من النبيذ. ويقال: الغُرابُ قذال الرجلُ، قال ساعدة بن جُؤَيّة:

شابَ الغرابُ ولا فؤادُك تاركٌ ... ذكر الغَضوبِ ولا عِتابُكَ يعتبُ

رغب: تقول: إنَّه لوَهُوبٌ لكل رَغيبةٍ أي مَرْغُوبٍ فيها، وجمعها رَغائِبُ. ورَغِبَ رَغْبةً ورَغْبَى على قياس شكوى. وتقول: إليك الرَّغْباءُ ومنك النعماء. وأنا رَغيبٌ عنه إذا تركته عمداً. ورجل رغيبٌ: واسع الجوفِ أكولٌ، وقد رَغُبَ رَغابةً ورُغْباً.

وفي الحديث: الرُّغْبُ شؤمٌ.

ومَرْغابِينُ : اسم موضعٍ، وهو نهرٌ بالبصرة. وحوضٌ رَغيبٌ أي: واسعٌ.

غبر: غَبَرَ الرجل يَغْبُرُ غُبُوراً أي مكث. والغَابِرُ في النعتِ كالماضي. وغُبْرُ الليل: آخره. والغُبَّرُ: جماعة الغابرِ. وتَغَبَّرْتُ الناقة: احتلبت غُبْرَها، أي: بقية لبنها في ضرعها، وكسعتها بغُبْرِها إذا أردت الفيقة، قال:

لا تكسع الشول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج  والأَغْبَرُ: لونٌ شِبْهُ الغُبار، وقد غبر يَغْبَرُ غَبَرَةً وغَبَراً. والغُبارُ: معروفٌ. والغَبَرَةُ: تردد الغُبارِ، فإذا سطع سمي غُباراً. والغَبَرَةُ: لطخ غُبارٍ، والغَبَرة: تغيير اللون بغُبارٍ للهم. والمُغَبِّرةُ: قوم يُغَبِّرونَ ويذكرون الله، قال:

عبادك المُغَبِّرَه ... رش عليها المَغْفِره

وداهيةٌ الغَبَر: التي لا يُهتدَي للمنجي منها، قال:

داهية [الدَّهْرِ] وصَمَاءُ الغَبَر

والغابِرُ: الباقي من قوله تعالى: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ* وعرقٌ غَبِرٌ: لا يزال منتقضاً، قال:

فهو لا يَبْرَأُ ما في صدرهِ ... مثل ما لا يَبْرَأ العِرْقُ الغَبِرُ

والغُبَيراءُ: فاكهةٌ، الواحدة والجميع سواءٌ . والغَبْراءُ من الأرضِ: الخمرُ. والغِبْرُ: هو الحقد.

بغر: بَعِيرٌ بَغِرٌ أي لا يروى. وبَغَرَ النَّوءُ إذا هاج بالمطر، قال: بَغُرَة نجمٍ هاجَ ليلاً فَبَغَرْ

أي: كثر مطره.
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْبَاء

الغَرْب، خلاف الشرق، وَهُوَ الْمغرب، وَقَوله تَعَالَى: (رب المَشرقين وَرب المغربين) ، أحد المغربين: اقصى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ الشَّمْس فِي الصَّيف، وَالْآخر: اقصى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ فِي الشتَاء، وَأحد المشرقين: أقْصَى مَا تشرق مِنْهُ الشَّمْس فِي الصَّيف، وأقصى مَا تشرق مِنْهُ الشتَاء، وَبَين الْمغرب الْأَقْصَى وَالْمغْرب الْأَدْنَى مائَة وَثَمَانُونَ مغربا، وَكَذَلِكَ بَين المشرقين، وَقَوله جلّ ثَنَاؤُهُ: (فَلَا اقْسمْ بربّ الْمَشَارِق والمغارب) ، جمع، لِأَنَّهُ أُرِيد أَنَّهَا تشرق كل يَوْم من مَوضِع، وتغرُب فِي مَوضِع، إِلَى انْتِهَاء السّنة.

وغربت الشَّمْس تغْرُب غروبا: غَابَتْ فِي الْمغرب. وَكَذَلِكَ غَرب النَّجمُ، وغَرَّبَ.

ومَغْربان الشَّمْس: حَيْثُ تغرب.

ولقيته مَغْرب الشَّمْس، ومُغَرْبانها، ومُغَيرباناتها، أَي: عِنْد غُرُوبهَا.

وغَرَّب الْقَوْم: ذَهَبُوا فِي الْمغرب.

واغربوا: أَتَوا الغَرْب.

وتَغرَّب: أَتَى من قِبَل الْمغرب.

والغَربيّ، من الشّجر: مَا أَصَابَته الشَّمْس بحرّها عِنْد افولها، وَفِي التَّنْزِيل: (زَيتونة لَا شرقية وَلَا غربية) .

والغَرْبُ: الذّهاب والتَّنَحِّي عَن النَّاس.

وَقد غرب عَنا يَغْرُب غرباً، وغَرَّب، واغرب.

وغربَّه، واغربه: نحّاه.

والغَرْبة، والغَرْب: النَّوى والبعد، وَقد تَغَرَّبَ، قَالَ ساعدةُ بن جؤية يصف سحابا:

ثمَّ انْتهى بَصري وَأصْبح جَالِسا مِنه لنجدٍ طائفٌ مُتغرِّبُ

وَقيل: متغرب، هُنَا، أَي: من قبل الْمغرب.

ونَوًى غَرْبةٌ: بعيدَة.

ودارهم غَرْبةٌ: نائية. واغرب الْقَوْم: انْتَووْا.

وشَأوٌ مُغرِّب. ومُغَرَّب: بعيد.

وَقَالُوا: هَل أطْرَفَتْنا من مُغَرِّبَة خبرٌ، أَي: من خبر جَاءَ من بُعد، وَقيل: إِنَّمَا هُوَ: هَل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ.

وَقَالَ يَعْقُوب: إِنَّمَا هُوَ: هَل جاءتك مُغَرِّبةُ خّبَرٍ، يَعْنِي الْخَبَر الَّذِي يَطرأ عَلَيْك من بدل سوى بلدك.

وَقَالَ ثَعْلَب: مَا عِنْده من مُغرِّبة خَبَرٍ، تستفهمه أَو تنفى ذَلِك عَنهُ، أَي: طريفة.

وغَرَّبت الكلابُ: امعنت فِي طلب الصَّيْد.

وغَرَّبه، وغَرَّب عَلَيْهِ: تَركه بُعْداً.

والغُرْبة، والغُرْب: النُّزوح عَن الوطن، قَالَ المُتلمّس:

أَلا ابلغا أفناء سَعَد بن مَالك رسالةَ مَن قد صَار فِي الغُرب جَانِبه

والاغتراب، والتغرب، كَذَلِك.

وَقد غَرَّبه الدَّهر.

وَرجل غُرُب، وغَريب: بعيد عَن وَطنه، وَالْجمع: غُرباء، وَالْأُنْثَى: غَرِيبَة، قَالَ:

إِذا كوكبُ الخَرقاء لَاحَ بسُحرة سُهَيْل أذاعت غَزلها فِي الغَرائِب

أَي: فرقته بَينهُنَّ، وَذَلِكَ لِأَن اكثر من يغزل بالاجرة إِنَّمَا هِيَ غَرِيبَة.

واغترب الرجل: نَكح فِي الغَرَائب، وَفِي الحَدِيث: " اغتربوا لَا تُضْوُوا " أَي: لَا يتَزَوَّج الرجل الْقَرَابَة فَيَجِيء وَلَده ضَاويا.

وقِدْح غَريب: لَيْسَ من الشّجر الَّتِي سَائِر القداح مِنْهَا.

وَرجل غَرِيبٌ: لَيْسَ من الْقَوْم.

والغَريب: الغامض من الْكَلَام.

وَكلمَة غَرِيبَة.

وَقد غرُبت، وَهُوَ من ذَلِك.

وفَرَس غَرْبٌ: مترام بِنَفسِهِ مُتتابع فِي حُضره لَا يُنْزِعُ حَتَّى يَبْعَد بفارسه. وَعين غَرْبة: بَعيدةُ المَطْرح.

وَإنَّهُ لغَرْب العَيْن، أَي: بعيد مَطرح الْعين.

وَالْأُنْثَى: غربَة الْعين، وَإِيَّاهَا عَنى الطّرمّاح بقوله:

ذَاك أم حَقْباء بَيْدانة غَرْبةُ العَين جَهاد المَسَامّ

واغرب عَلَيْهِ، وَأغْرب بِهِ: صنع بِهِ صُنعاً قبيحاً.

وعنقاءُ مُغْرِبٌ، ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاء مُغْرب، على الْإِضَافَة، عَن أبي عَليّ: طَائِر عَظِيم يبعد فِي طيرانه. وَقيل: هُوَ من الالفاظ الدَّالَّة على غير معنى.

وأصابه سَهْمُ غَرْبٍ، وغَرَبٍ، إِذا كَانَ لَا يُدري من رَمَاه.

وَقيل: إِذا اتاه من حَيْثُ لَا يدْرِي.

وَقيل: إِذا تعمّد بِهِ غَيره فاصابه، وَقد يُوصف بِهِ.

والغَرِب، والغَرَبة: الحدّة.

والغَرب: النشاط والتَّمادي.

وَأغْرب: اشْتَدَّ ضحكه ولج فِيهِ.

واستَغْرب عَلَيْهِ الضحك، كَذَلِك.

والغَرْب: الراوية الَّتِي يحمل عَلَيْهَا المَاء.

والغَرْب: دلْوٌ عَظِيمَة من مسك ثَوْر، مُذَكّر، وَجمعه: غرُوب.

والغَرْب: عرق يسقى وَلَا يَنْقَطِع، وَهُوَ كالناسور.

وَقيل: هُوَ عرق فِي الْعين لَا يَنْقَطِع سقيه.

والغَرْب: مسيل الدمع حِين يخرج من الْعين.

والغُروب: الدُّمُوع تخرج من الْعين، قَالَ:

مَالك لَا تذكر أمّ عَمْرٍو إِلَّا لعينيك غرُوب تجْرِي وَاحِدهَا: غَرْبٌ.

وكل فيضة من الدمع: غرب، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْخمر.

واسْتغرب الدمعُ: سَالَ.

وغَرْبَا العَين. مُقُدَّمها ومُؤَخرها.

والغَرْبُ: بَثرة تكون فِي العَين تُغذى وَلَا ترقأ.

وغَربت الْعين غَرَبا: ورم مَأقها.

وغَرْب الْفَم: كَثْرَة رِيقه وبلله.

وَجمعه: غرُوب.

وغُروب الْأَسْنَان: مناقع رِيقهَا، وَقيل: اطرافها.

والغَرَب: المَاء يسيل من الدَّلْو.

وَقيل: هُوَ كل مَا انصب من الدَّلْو من لدن رَأس الْبِئْر إِلَى الْحَوْض.

وَقيل: هُوَ مَا بَين الْبِئْر والحوض أَو حولهما من المَاء والطين، قَالَ ذُو الرمة:

وَأدْركَ المتبقَّي من ثَميلته وَمن ثَمائلها واستْنُشيء الغَرَبُ

وَقيل: هُوَ ريح المَاء والطين.

وَأغْرب الحوضَ والإناء: ملأهما، قَالَ بشر ابْن أبي خازم:

وَكَأن ظُعْنهمُ غَدَاة تحمَّلوا سُفُنٌ تكفأ فِي خَليج مُغْرَب

والإغراب: كَثْرَة المَال وحُسن الْحَال، من ذَلِك، كَأَن المَال يمْلَأ يَدي مَالِكه، وَحسن الْحَال يمْلَأ نفس ذِي الْحَال، قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

أَنْت مِمَّا لقيتَ يُبْطرك الإغ راب بالطَّيش مُعْجَبٌ مَحبورُ

والغَرَب: الْخمر، قَالَ:

دَعيني أصطبح غَرَبا فأُغرِبُ مَعَ الفِتْيان إِذْ صَبَحوا ثَموداَ والغَرَب: الذَّهَب.

وَقيل: الْفضة.

وَقيل: جَام من فضَّة، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذا انكبّ أزهرُ بَين السُّقاة ترامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضارَا

نصب " غربا " على الْحَال وَإِن كَانَ جوهرا، وَقد يكون تمييزا.

والغَرْبُ: الْقدح، وَالْجمع: اغراب، قَالَ الْأَعْشَى:

باكرَتْه الأغراب فِي سَنة النَّو م فتَجري خلالَ شَوْك السَّيال

ويُروى: باكَرَتْها.

والغَرَب: ضرب من الشّجر، واحدته: غَرَبة، قَالَ: عُودُكَ عود النُّضار لَا الغَرَبُ والغَرَب: دَاء يُصِيب الشَّاة فيتمعّط خرطومها ويَسقط مِنْهُ شَعر الْعين.

وَالْغَارِب: الْكَاهِل، من الخُف.

وَقيل: الغاربان: مقدم الظّهْر ومؤخره.

وغوارب المَاء: اعاليه، شبه بغوارب الْإِبِل.

وَقيل: غارب كل شَيْء: أَعْلَاهُ.

والغُرابان: طرفا الْوَرِكَيْنِ الأسفلان اللَّذَان يَليان أعالي الفخذين.

وَقيل: هما رُؤُوس الْوَرِكَيْنِ وأعالي فروعهما.

وَقيل: بل هما عظمان رقيقان أَسْفَل من الفراشة.

وَقيل: هما عظمان شاخصان يبتدان الصلب.

والغرابان، من الْفرس وَالْبَعِير: حرفا الْوَرِكَيْنِ اللَّذَان فَوق الذَّنب حَيْثُ التقا رَأْسا الورك الْيُمْنَى واليسرى. وَالْجمع: غِرْبَان.

وَقيل: الغِربان: أوراك الْإِبِل أَنْفسهَا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

سأرْفَع قولا للحصَين ومُنذر تَطير بِهِ الغِرْبان شَطْر المواسم

قَالَ: الغِرْبان، هُنَا: أوُراك الْإِبِل، أَي: تحمله الروَاة إِلَى المواسم.

والغراب: طَائِر، وَالْجمع: اغربة، واغرُب، وغربان، وغُرُب؛ قَالَ: وانتم خِفافٌ مثل اجنحة الغُرُبْ وغرابين: جمع الْجمع.

وَقَوله:

زمَان على غُرَابٌ غُدافٌ فطَيَّره الشيبُ عَنِّي فطَارَا

إِنَّمَا عَنى بِهِ شدَّة سَواد شعره زمَان شبابه، وَقَوله: فطيره الشيب، لم يرد أَن جَوْهَر الشّعْر زَالَ، لكنه أَرَادَ أَن السوَاد أزاله الدَّهْر فبقى الشّعْر مُبْيضا.

وغُراب غارب، على الْمُبَالغَة، كَمَا قَالُوا، شعر شاعرٌ، وَمَوْت مائتٌ، قَالَ رؤبة: فازجُرْ من الطير الْغُرَاب الغاربا والغُراب: اسْم فرس لغَنيّ، على الشبيه بالغُراب من الطير.

ورِجْلُ الغُراب: ضرب من صرّ الْإِبِل شَدِيد، لَا يقدر الفصيل على أَن يرضع مَعَه وَلَا يَنحل.

وأصَرّ عَلَيْهِ رجلَ الْغُرَاب: ضَاقَ عَلَيْهِ الْأَمر.

وَكَذَلِكَ: صرّ عَلَيْهِ رجل الْغُرَاب، قَالَ الْكُمَيْت:

صَرّ رجلَ الْغُرَاب ملكُكَ فِي النا س على من أَرَادَ فِيهِ الفُجورا

ويروى: صُرَّ رِجْلَ الْغُرَاب مُلْكُك.

واغربة العَرب: سُودانهم، شبهوا بالأغربة فِي لونهم. والاغربة فِي الْجَاهِلِيَّة: عنترة، وخفاف بن ندبة السّلمِيّ، وَأَبُو عُميرة الْحباب السّلمِيّ أَيْضا، وسُليك ابْن السُّلكة، وَهِشَام بن عُقبة بن أبي مُعيط، إِلَّا أَن هشاماً، هَذَا، مُخضرم، وَقد وَلِىَ فِي الْإِسْلَام.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَأَظنهُ قد وَلى الصائفة وَبَعض الكُوَر.

وَمن الاسلاميين: عبد الله بن خازم الإسلامي، وعُمير بن أبي عُمير بن الْحباب السُّلمي، وَهَمَّام ابْن مُطرِّف التَّغلبي، ومُنتشر بن وهب الْبَاهِلِيّ، ومَطَر ابْن أوفى الْمَازِني، وتأبَّط شرًّا، والشَّنْفري، وحاجز، كل ذَلِك عَن ابْن الاعرابي، وَلم ينْسب حاجزا، هَذَا، إِلَى أَب وَلَا أم وَلَا حَيّ وَلَا مَكَان، وَلَا عَرَّفه بِأَكْثَرَ من هَذَا.

وطار غرابها بجرادتك، وَذَلِكَ إِذا فَاتَ الْأَمر وَلم يطْمع فِيهِ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

واسودُ غُرابيّ، وغِربيب: شَدِيد السوَاد.

والغِربيب: ضرب من الْعِنَب بِالطَّائِف شَدِيد السوَاد، وَهُوَ أرق الْعِنَب وأجوده وأشده سوادا.

والغَرْب: الزَّرَق فِي عين الفَرس مَعَ ابيضاضها.

وعينٌ مُغْرَبة: زَرقاء بَيْضَاء الأشفار والمحاجر، فَإِذا ابْيَضَّتْ الحدقة، فَهُوَ اشد الإغراب.

والمُغْرَب، من الْإِبِل: الَّذِي تبيض اشفار عَينيه وحَدقتاه وهُلْبه وكل شَيْء مِنْهُ.

والمُغْرب، من الْخَيل: الَّذِي تتسع غُرته فِي جِهَته حَتَّى تجَاوز عَيْنَيْهِ.

وَقيل: الإغراب: بَيَاض الأرفاغ مِمَّا يَلِي الخاصرة.

وَقيل: الْمغرب: الَّذِي كل شَيْء مِنْهُ ابيض، وَهُوَ اقبح الْبيَاض.

والمُغْرَب: الصُّبح، لبياضه.

والغُراب: الْبرد، لذَلِك.

واغرب الرجل: ولدٌ لَهُ ولد ابيض.

والغَربيّ: صبغ احمر.

والغربيّ: فضيخُ النَّبِيذ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغربي: يتَّخذ من الرُّطب وَحده، وَلَا يزَال شَاربه مُتماسكا مَا لم تُصبه الرِّيح، فَإِذا برز إِلَى الْهَوَاء وأصابته الرّيح ذهب عقله، وَلذَلِك قَالَ بعض شُرَّابه: إِن لم يكن غَربيّكم جيدا فَنحْن بِأَنَّهُ وبالرَيح

والغَرْب، بِسُكُون الرَّاء: شَجَرَة ضَخمة شاكة خَضراءُ حجازية، وَهِي الَّتِي يُعمل مِنْهَا الْكحل الَّذِي تُهْنأ بِهِ الْإِبِل.

واحدته: غَرْبة.

وغُرَّبٌ: جَبل فِيهِ مَاء يُقَال لَهُ: الغُرْبة، والغُرُبَّة، وَهُوَ الصَّحِيح.

والغٌرابيّ: ضرب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة.
غرب
غرَبَ1/ غرَبَ عن يَغرُب، غُرُوبًا، فهو غارِب، والمفعول مغروب عنه
• غرَبتِ الشَّمسُ: اختفت في مغربها، أي في مكان غروبها "غرَب النجمُ: غاب- حظر التَّجوّل من غروب الشمس إلى طلوعها- {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} - {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} - {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} " ° غرَبت شمسُه: اندثر، تلاشى، اختفى.
• غرَب فلانٌ/ غرَب الشَّيءُ: غاب واختفى، بعُد وتنحَّى "اغرُب عن وجهي: ابتعد عنِّي".
• غرَب عنه الأمرُ: فاته، لم يلاحظْه "لا يصحّ أن يَغرُب عن باله". 

غرَبَ2 يَغرُب، غُرْبةً وغَرْبًا، فهو غرِيب
• غرَب الشّخصُ: بَعُد عن وطنه "قضى حياته في الغُربة- الفقر في الأوطان غُربَة- الغريب مَن لم يكن له حبيب- *وكلُّ غريبٍ للغريب حبيب*". 

غرُبَ1/ غرُبَ عن يغرُب، غَرَابةً وغُربةً، فهو غريب، والمفعول مغروب عنه
• غرُب الشّخصُ: غرَب2؛ ابتعد عن وطنه "غرُب لحضور ندوة دوليّة".
• غرُب عن باله موعد المقابلة: فاته وغاب عنه ذلك. 

غرُبَ2 يَغرُب، غَرَابةً، فهو غرِيب
• غرُب الكلامُ/ غرُب الأمرُ: غمَض وخفِي، بعُد عن الفَهْم "قدّم للفنّ أزياء فيها طرافة وغرابة- تكلَّم بكلام غرُب عليَّ ولم أفهمه".
• غرُب الشّيءُ: كان غيرَ مألوف ولا مأنوس "وجه غريب- مادّة غريبة". 

أغربَ يُغرب، إغرابًا، فهو مُغرِب
• أغرب الشَّخصُ:
1 - أتى أو ذهب ناحية الغرب "أغرب حيث يقع منزله".
2 - جاء بالشّيء الغريب "أغرب محدِّثي" ° أغرب في الضَّحك: بالغ فيه وجاوز الحدّ. 

استغربَ يستغرب، استغرابًا، فهو مُستغرِب، والمفعول مُستغرَب
• استغرب تصرُّفَ صديقه: وجده أو عدَّّّه غريبًا، أي غامضًا أو غير مألوف "أثار ذلك استغرابَه: سبّب له الدهشةَ، لعدم توقّعه لذلك- الزئير من الأسد لا يُستغرَب- استغرب السَّامعون كلامَه" ° استغرب في الضَّحِك: بالغ فيه. 

اغتربَ يغترب، اغترابًا، فهو مغترِب
• اغترب الشَّخصُ:
1 - بَعُد، نزَح عن وطنه "اغترب بحثًا عن لقمة العيش- تعمل مشرفةً في بيت المغتربات".
2 - تزوَّج من غير أقاربه "من اغترب بزواجه كان أدنى إلى السَّلامة".
• اغترب داخلَ بلادِه: أحسَّ بالغُربة فيها. 

تغرَّبَ يتغرَّب، تغرُّبًا، فهو مُتغرِّب
• تغرَّب الشَّخصُ: مُطاوع غرَّبَ: اغترب، نزَح عن الوطن "تغرَّب سعيًا وراء الرِّزق- فإن تغرّبَ هذا عَزَّ مطلبُه ... وإن تغرّبَ ذاك عَزَّ كالذهبِ". 

غرَّبَ يغرِّب، تغريبًا، فهو مُغرِّب، والمفعول مُغرَّب (للمتعدِّي)
• غرَّب الشّخصُ: ذهب ناحية المغرب "شرّق وغرَّب فما وجد أروع من بلده- سارت مُغرِّبةً وسِرْت مشرِّقًا ... شتّان بين مُشرِّقٍ ومُغرِّبِ" ° شرَّق وغرَّب: سار في كلّ اتِّجاه- غرَّب فلانٌ في الأرض: أمعن فيها وسافر بعيدًا.
• غرَّب شخصًا عن بلاده: أبعده، جعله غريبًا، نحّاه، نفاه "أدّى به طلبُ الثَّأرِ إلى تغريبه عن وطنه"? غرَّب الدَّهرُ فلانًا/ غرَّب الدَّهرُ عليه: تركه بعيدًا- غرَّب العادات والأخلاق: جعلها شاذَّة غريبة. 

إِغْراب [مفرد]: مصدر أغربَ.
 • الإِغْرَاب: (بغ) الإتيان بالغريب غير المأنوس من القول. 

استغراب [مفرد]:
1 - مصدر استغربَ.
2 - (مع) فقدان الاتّصال أو قيام العداء بين الأقارب أو الزُّملاء بسبب عدم الاتّفاق أو عدم الاستلطاف. 

استغرابيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استغراب: "كانت كتابات طه حسين من طليعة الكتابات الاستغرابيّة".
• نزعة استغرابيّة: نزعة تميل لتفضيل الغرب على الشّرق "ظهرت لدى بعض الكتَّاب نزعة استغرابيّة تنظر للغرب على أنه منبع الحضارة". 

اغتراب [مفرد]:
1 - مصدر اغتربَ.
2 - فَقْد الإنسان ذاته وشخصيّته ممّا قد يدفعه إلى الثورة لكي يستعيد كيانَه.
• الاغتراب الذِّهنيّ: (نف) مرض نفسيّ يحول دون سلوك المريض سلوكًا سويًّا وكأنّه غريب عن مجتمعه، ولذا يلجأ إلى العزلة عنه. 

اغترابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى اغتراب.
• ملحق اغترابيّ: (سة) أحد أفراد البعثة الدبلوماسيّة تكون مهمته القيام على شئون ومصالح المغتربين المهاجرين إلى البلد المعيّن بها. 

اغترابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اغتراب: "وفود/ شخصيات اغترابيّة- طالب المجتمعون بإتاحة الفرصة للخبرات الاغترابية لبلورة أفكارهم".
2 - مصدر صناعيّ من اغتراب: حالة من الإحساس بالاضطراب الذهنيّ تجعل الفرد يشعر بالغُربة عن نفسه أو مجتمعه "يعيش حالة من الاغترابيّة بين أهله". 

تغريب [مفرد]:
1 - مصدر غرَّبَ.
2 - (قن) نفيُ الشّخصِ من البلاد من غير تحديد لمحلِّ إقامته. 

تغريبيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تغريب: "دعوات/ نزعات/ اتجاهات/ مخطّطات تغريبيَّة علمانيَّة".
• نزعة تغريبيّة: نزعة تميل إلى تفضيل كل ما هو غربيّ. 

غارِب [مفرد]: ج غاربون وغواربُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من غرَبَ1/ غرَبَ عن.
2 - أعلى كُلِّ شيء ° غواربُ الماء: أعالي أمواجه.
3 - كاهِل، ما بين الظهر والعنُق "تقع المسئوليّة على غاربك- بحرٌ ذو غواربُ".
4 - ما بين سنام البعير وعنقه، وهو الذي يُلقى عليه خِطام البعير إذا أُرسل ليرعى حيث يشاء ° ألقى حبلَه على غاربه: تركه يتصرّف على هواه. 

غَرائِبُ [جمع]: مف غريبة: عجائِبُ "غرائبُ الدَّهر كثيرة- الشرق أرض الغرائب والعجائب" ° غرائبُ الأزياء: ما يتحدّى العادات والأذواق السائدة. 

غُراب [مفرد]: ج أغرُب وأغرِبة وغِربان، جج غرابينُ: (حن) جنس طير من فصيلة الغرابيّات ورتبة الجواثم، له أنواع كثيرة أشهرها الغراب الأسود، له جناحان عريضان ومنقار طويل وقويّ، يتغذّى على الحشرات والديدان والجِيَف والبذور، والعرب يتشاءمون به إذا نعَق قبل الرّحيل، ويضرب به المثل في السّواد والبكور والحذر والبعد "من كان دليله الغراب كان مأواه الخراب- عيش غراب- أشأم من غراب- {فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ} " ° أبطأ من غراب نوح [مثل]: يُضْرَب في التأخُّر والإهمال- أَرْض لا يطير غرابها: خصبة- أغربة العرب: سودانهم، شبِّهوا بالأغربة في لونهم، منهم في الجاهليّة عنترة- بكَّر بكور الغراب- خُبْز الغراب: فِطْر يُخرج أقراصًا كالخبز- دون هذا شيب الغراب: مستحيل الحدوث؛ لأنَّ الغراب يظل أسود- طار غرابُه: شابَ- عين الغراب: يُضرب بها المثل في الصفاء وحِدّة البصر- غراب البَيْن: مَنْ يُتَشاءم به لأنّه نذير الفرقة، مَنْ يُنذر بسوء أو بمصيبة في كلِّ مناسبة- فلان أحذر من الغراب.
• الغُرابُ من كلِّ شيء: أوّله وحدُّه "غراب السَّيف- غُراب الفأس: حدُّه".
• غُراب القَيْظ: (حن) طائر من الفصيلة الغرابيّة، متوسِّط الجثّة، من القواطع، كبير الجناحين.
• غُراب اللَّيل: (حن) واق الشّجر، من فصيلة البلشونيّات، ثوبه متباين الألوان.
• غُراب الزَّرع: (حن) طائر من فصيلة الغرابيّات يعيش أسرابًا ويألف البيوتَ الخَرِبة والمواقعَ الصَّخريّة. 

غَرابة [مفرد]: مصدر غرُبَ1/ غرُبَ عن وغرُبَ2 ° غرابة
 ذهن: ما يحيد عن المفهوم العام أو عمّا هو معتبر معقول- غرابة ذوق: ما يجعل الشّيء غريبًا مختلفًا عن غيره وخارجًا عن المألوف- غرابة سلوك: طريقة تصرُّف خارجة عن العادات المألوفة أو بعيدة عن الطريقة التي يتبعها عامّة الناس- في كلامه غرابة: غموض- يا للغرابة. 

غَرْب [مفرد]:
1 - مصدر غرَبَ2.
2 - جهة غروب الشمس، يقابله: شرق "هبَّت الرِّيحُ من الغرب".
• الغَرْب: البلدان الغربيَّة، ويُقصد بها أوربا الغربيَّة والبلدان الأميركيّة، يقابله الشَّرق "العلاقات متصلة بين الشرْق والغرب من قديم الزمان".
غَرَب [جمع]: (نت) جنس شجر من الفصيلة الصفصافيَّة يُزرع حول الجداول، تسوَّى من خشبه السّهام، يُسمَّى في الشام: الحور، وفي مصر: شعر البنت أو أمّ الشعور "تكثر زراعة الغَرَب حول المياه". 

غُرْبة [مفرد]: مصدر غرُبَ1/ غرُبَ عن وغرَبَ2 ° غُربة روحيَّة- فقد الأحبّة غُرْبة: من فقد أحبّتَه صار كالغريب بين الناس، وإن لم يفارق وطنَه. 

غَربيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى غَرْب: "برنامج غربيّ- رياح غربيّة- {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} ".
• الجنوب الغربيّ: الاتِّجاه الواقع بين الجنوب والغرب، أو رأس بوصلة ملاحيّة في اتِّجاه 135 درجة غربيّ الشَّمال. 

غُروب [مفرد]: مصدر غرَبَ1/ غرَبَ عن. 

غَريب [مفرد]: ج أَغْراب وغُرَباءُ، مؤ غريبة، ج مؤ غريبات وغرائِبُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرُبَ1/ غرُبَ عن وغرَبَ2 وغرُبَ2: بعيد عن وطنه.
2 - غير معروف، عجيب غير مألوف ° بينهما شبه غريب: غير معقول- رَجُل غريب الأطوار: مُتَّسِم بما هو خارج عن المفهوم العامّ، ذو طَبْع يصعُب فهمُه- هذا وجه غريب عليك: غير معروف منك- يأتيك بكلّ عجيب غريب: بكلّ مدهش لا يُصدَّق.
• حديث غريب: (حد) ما تفرَّد بروايته شخص واحد.
• ورم غريب: (طب) ورم مُؤلَّف من مزيج من الأنسجة، ناتج من نموّ خلايا جُرثوميَّة مستقلّة. 

غُريِّبة [مفرد]: كعْك مصنوع من الدَّقيق والسّكّر والكثير من الزبدة أو أي دُهون أخرى. 

مَغرِب [مفرد]: ج مَغارِبُ:
1 - اسم مكان من غرَبَ1/ غرَبَ عن: مقابل مَشْرِق "نظَر إلى المغرِب- {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} - {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} " ° بلاد المغرِب: البلاد الواقعة في شمال إفريقيا في غربيّ مصر وهي ليبيا وتونس والجزائر ومراكش- في مشارق الأرض ومغاربها: في كلّ أنحاء الأرض.
2 - زمان غروب الشَّمس "زارنا قبل المغرِب" ° صلاة المغرِب: الصَّلاة التي تُؤدَّى وقت المغرب- لقيته مغرِب الشَّمس: وقت غروبها.
• المغرِبان: المغرِب والمشرِق (على التَّغليب). 

مُغرِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أغربَ.
2 - كلّ ما واراك وسترك.
• عنقاءُ مُغرِب: (حن) طائر عظيم يبعد في طيرانه، وقيل إنّه طائر وهميّ يُضرَب به المثل في طلب المُحال الذي لا يُنال. 

مَغرِبيّ [مفرد]: ج مغارِبة:
1 - اسم منسوب إلى مَغرِب: خاصّ، متعلِّق بالمغرب "بلد مغربيّ- أكلنا موزًا مغربيًّا".
2 - أحد سُكَّان المغرب، أو من بلاد المغرب "جماعة من المغاربة- يُحسن المغاربة الترجمة عن الفرنسيّة". 

غرب

1 غَرَبَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. غَرْبٌ, (K, TA,) He, or it, went, went away, passed away, or departed. (K, * TA.) b2: And He retired, or removed, (K, * TA,) عَنِ النَّاسِ [from men, or from the people]. (TA.) b3: And غَرَبَ, (S, K, TA,) aor. and inf. n. as above; (TA;) and ↓ غرّب; (A, TA;) and ↓ تغرّب; (K, TA;) He, or it, became distant, or remote; or went to a distance. (S, A, K, TA.) One says, اُغْرُبْ عَنِّى Go thou, or withdraw, to a distance from me. (S.) b4: And غَرَبَ and ↓ غرّب He, or it, became absent, or hidden. (K.) The former is said of a wild animal, meaning He retired from view, or hid himself, in his lurking-place. (A.) b5: And غَرَبَتِ الشَّمْسُ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. غُرُوبٌ (S, Msb, TA) and مَغْرِبٌ [which is anomalous] and مُغَيْرِبَانٌ [which is more extr.], (TA,) The sun set: (S, Msb, TA:) and غَرَبَ النَّجْمُ The star set. (TA.) A2: غَرْبٌ [app. as an inf. n. of which the verb is غَرَبَ] signifies also (assumed tropical:) The being brisk, lively, or sprightly. (K.) b2: And (assumed tropical:) The persevering (K, TA) in an affair. (TA.) b3: غَرَبَتِ العَيْنٌ, inf. n. غَرْبٌ, The eye was affected with a tumour such as is termed غَرْبٌ [q. v.] in the inner angle. (TA.) A3: غَرُبَ, aor. ـُ inf. n. غَرَابَةٌ or غُرْبَةٌ and غُرْبٌ, said of a man: see 5. b2: غَرُبَ, (K, TA,) inf. n. غَرَابَةٌ, said of language, (A, TA,) It was strange, or far from being intelligible; difficult to be understood; obscure. (A, * K, TA.) And in like manner, you say, غَرُبَتِ الكَلِمَةُ [which also signifies The word was strange as meaning unusual]. (A, TA.) A4: غَرِبَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. غَرَبٌ, (TA,) He, or it, was, or became, black. (K, TA.) A5: غَرِبَتْ said of a ewe or she-goat, She was, or became, affected with the disease termed غَرَبٌ meaning as expl. below. (S.) A6: See also غَرَبٌ in another sense.2 غرّب, inf. n. تَغْرِيبٌ: see 1, in two places: and 4, likewise in two places: b2: and see also 5. b3: Also He went into the west: (TA in this art.:) he directed himself towards the west. (TA in art. شرق.) One says, غَرِّبْ شَرِّقْ [Go thou to the west go thou to the east: meaning go far and wide]. (A, TA.) [See also 4.]

A2: He made, or caused. him, or it, to be, or become, distant, remote, far off, or aloof: (Mgh:) he removed, put away, or put aside, him, or it; as also ↓ اغرب. (TA.) b2: And غرّب, (Msb,) inf. n. as above, (S, Mgh, Msb,) He banished a person from the country, or town, (S, * Mgh, * Msb, TA,) in which a dishonest action had been committed [by him]. (TA.) b3: and He divorced a wife. (TA, from a trad.) b4: and غرّبهُ الدَّهْرُ, and غرّب عَلَيْهِ, Fortune left him distant, or remote. (TA.) A3: تَغْرِيبٌ signifies also, accord. to the K, The bringing forth white children: and also, black children: thus having two contr. meanings: but this is a mistake; the meaning being, the bringing forth both white and black children: the bringing forth either of the two kinds only is not thus termed, as Saadee Chelebee has pointed out. (MF, TA.) A4: Also The collecting and eating [hail and] snow and hear-frost; (K;) i. e., غُرَاب. (TA.) A5: See also غَرَبٌ.4 إِغْرَابٌ signifies The going far into a land, or country; as also ↓ تَغْرِيبٌ. (K.) And you say, الكِلَابُ ↓ غرّبت The dogs went far in search, or pursuit, of the object, or objects, of the chase. (A, TA.) b2: See also 5. b3: And اغرب signifies He made the place to which he cast, or shot, to be distant, or remote. (A.) b4: Also, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) He (a horse) ran much: (K:) or اغرب فِى جَرْيِهِ, said of a horse, (A, TA,) he exceeded the usual bounds, or degree, in his running: (A:) or he ran at the utmost rate. (TA.) b5: And اغرب فِى الضَّحِكِ, (A, K,) and ↓ اِسْتَغْرَبَ فِيهِ, (S, A, * K, *) and ↓ اُسْتُغْرِبَ (K, TA) i. e. فى

الضّحك, and ضَحِكًا ↓ اِسْتَغْرَبَ occurring in a trad. and عَلَيْهِ الضَّحِكُ ↓ اِسْتَغْرَبَ, and اغرب الضَّحِكَ, (TA,) He exceeded the usual bounds, or degree, in laughing; (A, K, TA;) or he laughed [immoderately, or] violently, or vehemently, and much: (S, TA:) or i. q. قَهْقَهَ [q. v.]: (TA:) or اغرب signifies he laughed so that the غُرُوب [or sharpness and lustre &c.] of his teeth appeared: (L, TA:) or اغرب فى الضحك means he exceeded the usual bounds, or degree, in laughing, so that his eye shed tears [which are sometimes termed غَرْب]. (Har p. 572.) In the saying, in a certain form of prayer, ↓ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مُسْتَغْرِبٍ [I seek protection by Thee from every devil &c.], the meaning of مستغرب is thought by El-Harbee to be exorbitant in evilness, wickedness, or the like; as though from الاِسْتِغْرَابُ فِى الضَّحِكِ: or it may mean sharp, or vehement, in the utmost degree. (TA.) b6: And اغرب, (S, Msb,) inf. n. as above, (K,) He did, or said, what was strange, or extraordinary. (S, Msb, K.) You say, تَكَلَّمَ فَأَغْرَبَ He spoke, and said what was strange, and used extraordinary words: and يُغْرِبُ فِى كَلَامِهِ [He uses strange, or extraordinary, words in his speech]. (A, TA.) b7: Also, (TA,) inf. n. as above, (K,) He came to the west. (K, TA.) [See also 2.]

A2: اغرب also signifies He had a white child born to him. (TA.) b2: And إِغْرَابٌ signifies Whiteness of the groins, (K, TA,) next the flank. (TA.) You say, of a man, اغرب meaning He was white in his groins. (TK.) A3: See also غَرَبٌ.

A4: اغرب as trans.: see 2. b2: إِغْرَابٌ said of a rider signifies His making his horse to run until he dies: (K:) or, accord. to Fr, one says, اعرب عَلَى

فَرَسِهِ meaning “ he made his horse to run: ” [or اعرب فَرَسَهُ has this meaning: (see 4 in art. عرب:)] but he adds that some say اغرب. (O in art. عرب.) b3: And اغرب, (S, TA,) inf. n. as above, (K, TA,) He filled (S, K, TA) a skin, (S, TA,) and a watering-trough or tank, and a vessel. (TA.) Bishr (Ibn-Abee-Kházim, TA) says, وَكَأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا

↓ سُفُنٌ تَكَفَّأُ فِى خَلِيجٍ مُغْرَبِ [And as though their women's camel-vehicles, on the morning when they bound the burdens on their beasts and departed, were ships inclining forwards (or moving from side to side like the tall palm-tree) in a filled river (or canal)]. (S.) b4: Hence, (TA,) إِغْرَابٌ signifies also Abundance of wealth, and goodliness of condition: (K, TA:) because abundance of wealth fills the hands of the possessor thereof, and goodliness of condition fills [with satisfaction] the soul of the goodly person. (TA.) [Therefore the verb, meaning He was endowed (as though filled) with abundance of wealth and with goodliness of condition, is app. أُغْرِبَ; not (as is implied in the TK) أَغْرَبَ: the explanation of the verb in the TK is, his wealth was, or became, abundant, and his condition was, or became, goodly.] b5: One says also (of a man, S) أُغْرِبَ (with damm, K) meaning His pain became intense, or violent, (As, S, K, TA,) from disease or some other cause. (TA.) b6: And أُغْرِبَ عَلَيْهِ, accord. to the K, signifies A foul, or an evil, deed was done to him; and [it is said that] أُغْرِبَ بِهِ signifies the same: but in other works, [the verb must app. be in the act. form, for] the explanation is, he did [to him] a foul, or an evil, deed. (TA.) b7: And أُغْرِبَ said of a horse, His blaze spread (S, K) so that it took in his eyes, and the edges of his eyelids were white: and it is used in like manner to signify that they were white by reason of what is termed زَرَقٌ [inf. n. of زَرِقَ, q. v.]. (S, TA.) See its part. n., مُغْرَبٌ.5 تغرّب: see 1, third sentence. b2: تغرّب and ↓ اغترب are syn., (S, Msb, K,) signifying He became [a stranger, a foreigner; or] far, or distant, from his home, or native country; (S, * Msb, K;) [he went abroad, to a foreign place or country;] and so ↓ غَرُبَ, aor. ـُ inf. n. غَرَابَةٌ, (Msb,) or غُرْبَةٌ (MA) [and app. غُرْبٌ, this last and غُرْبَةٌ being syn. with تَغَرُّبٌ and اِغْتِرَابٌ, and being like قُرْبَةٌ and قُرْبٌ inf. ns. of قَرُبَ]; and بِنَفْسِهِ ↓ غَرَّبَ, (Mgh, * Msb,) inf. n. تَغْرِيبٌ; (Msb;) and ↓ أَغْرَبَ, (Aboo-Nasr, S,) or this last signifies he entered upon الغُرْبَة [the state, or condition, of a stranger, &c.]. (Msb.) b3: And تغرّب signifies also He came from the direction of the west. (K.) 8 اغترب: see 5. b2: Also He married to one not of his kindred. (S, K.) It is said in a trad., اِغْتَرِبُوا وَلَا تُضْوُوا (TA) [expl. in art. ضوى].10 إِسْتَغْرَبَ see 4, in four places.

A2: استغربهُ He held it to be, or reckoned it, غَرِيب [i. e. strange, far from being intelligible, difficult to be understood, obscure; or extraordinary, unfamiliar, or unusual; and improbable]. (MA.) غَرْبٌ [an inf. n. of غَرَبَ, q. v., in several senses. b2: As a simple subst.,] Distance, or remoteness; and so ↓ غَرْبَةٌ. (A, K.) النَّوَى ↓ غَرْبَةُ [in one of my copies of the S غُرْبَة] means The distance, or remoteness, of the place which one purposes to reach in his journey. (S, TA.) b3: [And hence, used as an epithet, Distant, or remote.] You say نَوًى غَرْبَةٌ [in one of my copies of the S غُرْبَةٌ] A distant, or remote, place which one purposes to reach in his journey. (S, A. *) And دَارُ فُلَانٍ

غَرْبَةٌ The house, or abode, of such a one is distant, or remote. (TA.) And دَرَاهِمُ غَرْبَةٌ Distant money [so that it is not easily attainable]. (TA.) and عَيْنٌ غَرْبَةٌ A far-seeing eye: and إِنَّهُ لَغَرْبُ العَيْنِ Verily he is far-seeing; and of a woman you say غَرْبَةُ العَيْنِ. (TA.) A2: And الغَرْبُ is syn. with

↓ المَغْرِبُ, (S, M, Msb, K,) which latter is also pronounced ↓ المَغْرَبُ, with fet-h to the ر, but more commonly with kesr, (Msb,) or accord. to analogy it should be with fet-h, but usage has given it kesr, as in the case of المَشْرِقُ; (TA;) [both signify The west;] الغَرْبُ is the contr. of الشَّرْقُ; (M, TA;) and ↓ المَغْرِبُ [is the contr. of المَشْرِقُ, and] originally signifies the place [or point] of sunset, (TA,) as also الشَّمْسِ ↓ مَغْرِبَانُ; (K;) and is likewise used to signify the time of sunset; and also as an inf. n.: (TA:) and ↓ المَغْرِبَانِ signifies the two places [or points] where the sun sets; i. e. the furthest [or northernmost] place of sunset in summer [W. 26 degrees N. in Central Arabia] and the furthest [or southernmost] place of sunset in winter [W. 26 degrees S. in Central Arabia]: (T, TA:) between these two points are a hundred and eighty points, every one of which is called مَغْرِبٌ; and so between the two points called المَشْرِقَانِ. (TA.) A3: غَرْبٌ signifies also The first part (S, K) of a thing (K) [and particularly] (assumed tropical:) of the run of a horse. (S.) b2: And The حَدّ [or edge] (S, K) of a thing, as also ↓ غُرَابٌ, (K,) or of a sword and of anything; (S;) and thus [particularly] the ↓ غُرَاب of the فَأْس [or adz, &c.]. (S, K.) b3: And (assumed tropical:) Sharpness (S, A, Msb, TA) of a sword, (TA,) or of anything, such as the فَأْس [or adz, &c.], and of the knife, (Msb,) and (Msb, TA) (assumed tropical:) of the tongue: (S, A, Msb, TA:) and [as meaning (assumed tropical:) sharpness of temper or the like, passionateness, irritability, or vehemence,] of a man, (TA,) and of a horse, (S, TA,) and of youth: (A, TA:) [from the same word signifying the “ edge ” of a sword &c.: whence the saying, أَرْهِفْ غَرْبَ ذِهْنِكَ لَمَا أَقُولُ (mentioned in the A and TA in art. ارهف) meaning (tropical:) Sharpen the edge of thine intellect for what I say:] and ↓ غَرْبَةٌ signifies the same. (TA.) And Vehemence of might or strength, or of valour or prowess, of men; syn. شَوْكَةٌ. (TA.) [And hence, app., (assumed tropical:) Briskness, liveliness, or sprightliness: and (assumed tropical:) perseverance in an affair: see the first paragraph.] b4: Also, [used as an epithet,] (assumed tropical:) Sharp, applied to a sword [and the like], and to a tongue. (TA.) And, applied to a horse, (assumed tropical:) That runs much: (S, K:) or that casts himself forward, with uninterrupted running, not desisting until he has gone far with his ride. (TA.) A4: And A large دَلْو [or leathern bucket], (S, Mgh, Msb, K, TA,) made of a bull's hide, (Mgh, TA,) with which one draws water on the [camel, or she-camel, called] سَانِيَة [q. v.]: (Msb:) of the masc. gender: pl. غُرُوبٌ. (TA.) So expl. in the following words of a trad.: أَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا ['Omar took the دلو, and it became changed into a غرب]; i. e. when he took the دلو to draw water, it became large in his hand: for the conquests in his time were more than those in the time of Aboo-Bekr. (IAth, TA.) b2: And A [camel, or any beast, such as is called] رَاوِيَة, (K, TA,) upon which water is carried. (TA.) b3: And accord. to the K, A day of irrigation: but [this is app. a mistake: for] Az says that Lth has mentioned the phrase فِى يَوْمِ غَرْبٍ, meaning thereby in a day in which water is drawn with the [large bucket called] غَرْب, [ for irrigation,] on the [camel, or she-camel, called]

سَانِيَة. (TA.) A5: And Tears (K, TA) when they come forth from the eye: (TA:) or غُرُوبٌ signifies tears; (S;) and is pl. of غَرْبٌ. (TA.) A poet says, مَا لَكَ لَا تَذْكُرُ أُمَّ عَمْرِو

إِلَّا لِعَيْنَيْكَ غُرُوبٌ تَجْرِى

[What aileth thee, that thou dost not mention Umm-'Amr but thine eyes have tears flowing?]. (S, TA.) And it is said of Ibn-'Abbás, in a trad., كَانَ مِثَجًّا يَسِيلُ غَرْبًا i. e. (tropical:) [He was an eloquent orator, flowing with] a copious and uninterrupted stream of knowledge, likened to غَرْب as meaning “ tears coming forth from the eye. ” (TA.) b2: and A flowing, (مَسِيلٌ, K,) or vehement flowing, (اِنْهِلَالٌ, A, K,) in one copy of the K اِنْهِمَالٌ [which means a flowing], (TA,) of tears from the eye: (A, K:) and a single flow (فَيْضَةٌ) of tears, and of wine. (K.) b3: And A certain vein, or duct, (عِرْقٌ,) in the channel of the tears, (S, Mgh,) or in the eye, (A, K,) that flows [with tears] uninterruptedly; (S, A, Msb, K;) like what is termed نَاسُورٌ. (S, Mgh.) One says of a person whose tears flow without intermission, بَعَيْنِهِ غَرْبٌ. (As, S, Mgh.) And [the pl.] الغُرُوبُ signifies The channels of the tears. (S.) b4: Also The inner angle of the eye, and the outer angle thereof. (S, A, K.) b5: And A tumour in the inner angles of the eyes; (Mgh, K;) as also ↓ غَرَبٌ. (Mgh.) b6: And A pustule (بَثْرَةٌ) in the eye, (K, TA,) which discharges blood, and the bleeding of which will not be stopped. (TA.) b7: And Abundance of saliva (K, TA) in the mouth; (TA;) and the moisture thereof, i. e., of saliva: (K:) pl. غُرُوبٌ. (TA.) And The place where the saliva collects and remains: (K, TA:) or the غَرْب in a tooth is the place where the saliva thereof collects and remains: (TA:) or غَرْبٌ, (TA,) or its pl. غُرُوبٌ, (S, TA,) signifies the sharpness, and مَآء

[meaning lustre], (S, TA,) of the tooth, (TA,) or of the teeth: (S, TA:) accord. to the T and M and Nh and L, غُرُوبُ الأَسْنَانِ signifies the places where the saliva of the teeth collects and remains: or, as some say, their extremities and sharpness and مَآء [which may here mean either water or lustre]: or the مَآء that runs upon the teeth: (TA:) or their مَآء, and shining whiteness: (A, TA:) or their fineness, or thinness, and sharpness: or غُرُوبٌ signifies the sharp, or serrated, edges of the fore teeth: it is also, as pl. of غَرْبٌ, expl. as signifying the مَآء of the فَم [by which may be meant either the water of the mouth or the lustre of the teeth, for الفَمُ properly signifies “ the mouth ” and metonymically “ the teeth ”], and the sharpness of the teeth: and accord. to MF, as on the authority of the Nh, [but SM expresses a doubt as to its correctness,] it is also applied to the teeth [themselves]. (TA.) [See also شَنَبٌ, in two places.]

A6: أَصَابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ and ↓ سَهْمُ غَرَبٍ, and سَهْمٌ غَرْبٌ and ↓ سَهْمٌ غَرَبٌ, (S, Msb, * K,) the second of which, i. e. ↓ سَهْمُ غَرَبٍ, accord. to IKt, is the most approved, (MF,) mean An arrow of which the shooter was not known [struck him]: (S, Msb, K:) or, accord. to some, سهم غَرْب signifies an arrow from an unknown quarter; سهم

↓ غَرَب, an arrow that is shot and that strikes another. (TA.) A7: And غَرْبٌ signifies also A certain tree of El-Hijáz, (K, TA,) green, (TA,) large, or thick, and thorny, (K, TA,) whence is made [or prepared] the كُحَيْل [i. e. tar] with which [mangy] camels are smeared: [or it is a coll. gen. n., for] its n. un. is with ة: so says ISd: كحيل is قَطِرَان, of the dial. of El-Hijáz: and he [app. ISd] says also, the أَبْهَل [q. v.] is the same as the غَرْب, because قطران is extracted from it. (TA.) Hence, as some say, (K, TA,) the trad., (TA,) لَا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى

الحَقِّ [The people of the غرب will not cease to be attainers of the truth, or of the true religion]: (K, TA:) or the meaning is, the people of Syria, because Syria is [a little to the] west of El-Hijáz: or the people of sharpness, and of vehemence of might or strength, or of valour or prowess; i. e. the warriors against unbelievers: or the people of the bucket called غَرْب; i. e. the Arabs: or the people of the west; which meaning is considered by Iyád and others the most probable, because, in the relation of the trad. by Ed-Dárakutnee, the word in question is المَغْرِب. (L, TA.) غُرْبٌ: see غُرْبَةٌ.

غَرَبٌ Silver: or a [vessel such as is termed] جَام of silver; (S, K;) [i. e.] a [drinking-cup or bowl such as is termed] قَدَح of silver. (L, TA.) A poet says, فَدَعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكَآءِ كَمَا دَعْدَعَ سَاقِى الأَعَاجِمِ الغَرَبَا cited in the S as being by El-Aashà but it is said in the L, IB says, this verse is by Lebeed, not by El-Aashà, describing two torrents meeting together; meaning, And they filled the middle of the valley of Er-Rehà, also, but less correctly, called Er-Rikà, like as the cup-bearer of the اعاجم [or foreigners] fills the silver قَدَح with wine: the verse of El-Aashà in which [it is said that] غَرَب occurs as meaning “ silver ” is, إِذَا انْكَبَّ أَزْهَرُ بَيْنَ السُّقَاةِ تَرَامَوْا بِهِ غَرَبًا وَنُضَارَا i. e. When a white wine-jug is turned down so as to pour out its contents [among the cup-bearers], they hand it, i. e. the wine in the cups, one to another [while it resembles silver or gold]: (L, TA:) غَرَبًا is here in the accus. case as a denotative of state, though signifying a substance: [and so نُضَارَا:] but it is said that غَرَبٌ and نُضَارٌ signify species of trees from which are made [drinkingcups or bowls such as are termed] أَقْدَاح [pl. of قَدَحٌ]: and it is said in the T that نُضَارٌ signifies a species of trees from which are made yellow أَقْدَاح. (TA.) b2: [In explanation of the last of the applications of غَرَبٌ mentioned above, it is said that] it signifies also A species of trees (T, S, ISd, TA) from which are made white [drinking-cups or bowls of the kind termed] أَقْدَاح; (T, TA;) called in Pers\. إِسبِيدْ دَار [or إِسْپِيدَار]: (S:) [generally held to mean the willow; like the Hebr.

עֲרָבִים; or particularly the species called salix Babylonica: a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (ISd, TA.) [Avicenna (Ibn-Seenà), in book ii. p. 279, mentions a tree called غرب, but describes only the uses and supposed properties of its bark &c., particularizing its صَمْغ; whence it appears that he means the غَرْب, not the غَرَب.] b3: It also signifies A [vessel of the kind termed] قَدَح [perhaps such as is made from the species of trees above mentioned]: (K, TA:) and its pl. is أَغْرَابٌ. (TA.) b4: And Gold. (K.) b5: And Wine. (S, K.) b6: And The water that drops from the buckets between the well and the watering-trough or tank, (S, K,) and which soon alters in odour: (S:) or any water that pours from the buckets from about the mouth of the well to the wateringtrough or tank, and that soon alters in odour: or the water and mud that are around the well and the watering-trough or tank: (TA:) and (as some say, TA) the odour of water and mud: (K:) so called because it soon alters. (TA.) [Hence] one says, لا تغرب, [thus in the TA, so that it may be ↓ لا تَغْرُبْ or ↓ لا تُغَرِّبْ or ↓ لا تُغْرِبْ,] meaning Spill not thou the water between the well and the watering-trough or tank, so as to make mud. (TA.) A2: Also A certain disease in sheep or goats, (S, K,) like the سَعَف in the she-camel, in consequence of which the hair of the خُرْطُوم [i. e. nose, or fore part of the nose,] and that of the eyes fall off. (S.) b2: And [A colour such as is termed] زَرَق [q. v.] in the eye of a horse, (K, TA,) together with whiteness thereof. (TA.) b3: See also غَرْبٌ, latter half, in five places.

غُرُبٌ: see غَرِيبٌ.

غَرْبَةٌ: see غَرْبٌ, former half, in three places.

غُرْبَةٌ (S, K) and ↓ غُرْبٌ (K) [as simple substs. The state, or condition, of a stranger or foreigner: but originally both are, app., inf. ns. of غَرُبَ, like قُرْبَةٌ and قُرْبٌ of قَرُبَ, signifying] the being far, or distant, from one's home, or native country; (K;) i. q. اِغْتِرَابٌ (S, K) and تَغَرُّبٌ. (K.) A2: Also, the former, Pure, or unmixed, whiteness. (IAar, TA.) [See مُغْرَبٌ.]

غَرْبِىٌّ [Of, or relating to, the west, or place of sunset; western]: see غَارِبٌ. b2: [Also,] applied to trees (شَجَرٌ), Smitten, or affected, by the sun at the time of its setting. (K.) [Respecting the meaning of its fem. in the Kur xxiv. 35, see شَرْقِىٌّ.]

A2: And A sort of dates: (K:) but accord. to AHn, the word is غُرَابِىٌّ [q. v.]. (TA.) b2: And The [sort of] نَبِيذ that is termed فَضِيخ [i. e. a beverage made from crushed unripe dates without being put upon the fire]: (K, TA:) or [a beverage] prepared only from fresh ripe dates; the drinker of which ceases not to possess selfrestraint as long as the wind does not blow upon him; but if he goes forth into the air, and the wind blows upon him, his reason departs: wherefore one of its drinkers says, إِنْ لَمْ يَكُنْ غَرْبِيُّكُمْ جَيِّدًا فَنَحْنُ بِاللّٰهِ وَبِالرِّيحِ

[If your gharbee be not excellent, we (put our trust) in God and in the wind]. (AHn, TA.) b3: And A certain red صِبْغ [i. e. dye, or perhaps sauce, or fluid seasoning]. (K.) غَرْبِيبٌ One of the most excellent kinds of grapes; (K;) a sort of grapes growing at Et-Táïf, in-tensely black, of the most exceuent, and most delicate, and blackest, of grapes. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce عَجِيبَةٌ.] b2: Applied to an old man, Intensely black [app. in the hair]: or whose hair does not become white, or hoary: (TA:) or, so applied, who blackens his white, or hoary, hair with dye: (K, TA:) occurring in a trad., in which it is said that God hates such an old man: pl. غَرَابِيبُ. (TA.) b3: أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ means Intensely black: but if you say غَرَابِيبُ سُودٌ, you make the latter word a substitute for the former; because a word corroborative of one signifying a colour cannot precede; (S, K;) nor can the corroborative of any word: (Suh, MF:) or, accord. to Hr, غَرَابِيبُ سُودٌ [in the Kur xxxv.

25], relating to mountains, means Streaks having black rocks. (TA.) غُرَابٌ A certain black bird, (TA,) well known; (K, TA;) [the corvus, or crow;] of which there are several species; [namely, the raven, carrioncrow, rook, jackdaw, jay, magpie, &c.:] and it was used as a proper name, which, as is said in a trad., he [i. e. Mohammad] changed, because the word implies the meaning of distance, and because it is the name of a foul bird: (TA:) the pl. [of mult.] is غِرْبَانٌ (S, Msb, K) and غُرْبٌ (K) and (of pauc., S) أَغْرِبَةٌ (S, Msb, K) and أَغْرُبٌ; (Msb, K;) and pl. pl. غَرَابِينُ. (K.) When the Arabs characterize a land as fertile, they say, وَقَعَ فِى أَرْضٍ لَا يُطَيَّرُ غُرَابُهَا (tropical:) [He lighted upon a land of which the crow will not be made to fly away; because of its abundant herbage: see also طَيَّرَ]: and وَجَدَ ثَمَرَةَ الغُرَابِ (assumed tropical:) [He found the fruit of the crow]; because that bird seeks after and chooses the most excellent of fruits. (TA.) They also say, طَارَ غُرَابُ فُلَانٍ (tropical:) [The crow of such a one flew away], meaning the head of such a one became white, or hoary. (A, TA. [See also a similar phrase below.]) Also, فُلَانٌ أَبْصَرُ مِنْ غُرَابٍ [Such a one is more sharp-sighted than a crow]: and أَحْذَرُ [more cautious]: and أَزْهَى

[more proud]: and أَشْأَمُ [more inauspicious]: &c.: they say that this bird is more inauspicious than any other inauspicious thing upon the earth. (TA.) In the phrase ↓ غُرَابٌ غَارِبٌ, the epithet is added to give intensiveness to the signification. (TA.) غُرَابُ البَيْنِ has been expl. in art. بين. b2: الغُرَابُ is the name of (assumed tropical:) One of the southern constellations, [i. e. Corvus,] consisting of seven stars [in the enumeration of Ptolemy], behind البَاطِيَة [which is Crater], to the south of السِّمَاكُ الأَعْزَلُ [i. e. Spica Virginis]. (Kzw.) b3: أَغْرِبَةُ العَرَبِ is an appellation of (assumed tropical:) The blacks [lit. crows] of the Arabs; the black Arabs: (K, TA:) likened to the birds called اغربة, in respect of their complexion: (TA:) in all of them the blackness was derived from their mothers. (MF, TA.) The أَغْرِبَة in the Time of Ignorance were 'Antarah and Khufáf Ibn-Nudbeh (asserted to have been a Mukhadram, TA) and Aboo-'Omeyr Ibn-El- Hobáb and Suleyk Ibn-Es-Sulakeh (a famous runner, TA) and Hishám Ibn-'Okbeh-Ibn-AbeeMo'eyt; but this last was a Mukhadram: and those among the Islámees, 'Abd-Allah Ibn-Khá- zim and 'Omeyr Ibn-Abee-'Omeyr and Hemmám [in the CK Humám] Ibn-Mutarrif and Munteshir Ibn-Wahb and Matar Ibn-Abee-Owfà and Taäbbata-Sharrà and Esh-Shenfarà and Hájiz; to the last of whom is given no appellation of the kind called “ nisbeh,” (K, TA,) in relation to father, mother, tribe, or place. (TA.) b4: رِجْلُ الغُرَابِ signifies (assumed tropical:) A certain herb, called in the language of the Barbar إِطْرِيلَال, (K, TA,) and in the present day زِرُّ الأَخِلَّةِ, (MF,) resembling the شِبِثّ [q. v., variously written in different copies of the K,] in its stem and in its جُمَّة [or node whence the flower grows] and in its lower part, or root, except that its flower is white, and it forms grains like those of the مَقْدُونِس [app. scandix cerefolium or apium petroselinum], (K, TA,) nearly: (TA:) a drachm of its seeds, bruised, and mixed with honey (K, TA) deprived of its froth, (TA,) is a tried medicine for eradicating [the species of leprosy which are called] the بَرَص and the بَهَق, being drunk; and sometimes is added to it a quarter of a drachm of عَاقِرْ قَرْحَا, (K, TA,) which is [commonly] known by the name of عود القرح [i. e. عُودُ القَرْحِ, both of these being names now applied to pyrethrum, i. e. pellitory of Spain, but the latter, accord. to Forskål (Flora Ægypt. Arab. p. cxix.), applied in El-Yemen to the cacalia sonchifolia, or to a species of senecio]; (TA;) the patient sitting in a hot sun, with the diseased parts uncovered: (K, TA:) [see also رِجْلٌ: now applied to the chelidonium hybridum of Linn., chelidonium dodecandrum of Forsk.: (Delile's Floræ Ægypt. Illustr. no. 502:) in Bocthor's Dict. Français-Arabe, both the names of رجل الغراب and اطريلال are given to the plants called cerfeuil (or chervil) and corne de cerf (or buck'shorn plantain, also called coronopus).] b5: Also (i. e. رِجْلُ الغُرَابِ) A certain mode of binding the udder of a camel, (S, K,) tightly, (S,) so that the young one cannot suck; (K;) nor will it undo. (TA.) [Hence] one says, صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ الغُرَابِ, meaning (tropical:) The affair was, or became, difficult, or strait, to him: (A, * K:) or his life, or subsistence, was, or became, so. (TA.) [And in like manner one says also أَصَرَّ, accord. to the TA: but this I think doubtful; believing that أَصَرَّ is a mistranscription for صَرَّ, meaning that one says also صَرَّ عَلَيْهِ رِجْلَ الغُرَابِ i. e. He bound him with a bond not to be undone, or that would not undo; or he straitened him. See, again, رِجْلٌ; and a verse there cited as an ex.]

A2: الغُرَابَانِ signifies The two lower extremities of the two hips, or haunches, that are next to the upper parts of the thighs: (K, TA:) or the heads, and highest parts, of the hips, or haunches: (TA:) or two thin bones, lower than what is called the فَرَاشَة [or, app., فَرَاش, q. v.]: (K, TA:) or, in a horse and in a camel, the two extremities of the haunches, namely, their two edges, on the left and right, that are above the tail, at the junction of the head of the haunch, (As, S, TA,) where the upper parts of the haunch, on the right and left, meet: (TA:) or the two extremities of the haunch that are behind the قَطَاة [or fore part of the croup]: (IAar, TA:) pl. غِرْبَانٌ: Dhu-r-Rummeh says, referring to camels, تَقَوَّبَ عَنْ غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ meaning تَقَوَّبَتْ غِرْبَانُهَا عَنِ الخَطْرِ [The prominences of their haunches were excoriated from the lashing with the tails], the phrase being inverted, for the meaning is known; (S in this art.;) or تَقَوَّبَ may be for قَوَّبَ [i. e. the saying means the lashing with the tails excoriated the prominences of the haunches]: (S in art. خطر:) or غِرْبَانٌ signifies the haunches themselves, of camels: and is employed [by a synecdoche] to signify camels [themselves]: (IAar, TA:) and [the sing.] غُرَابٌ is also expl. as meaning the extremity of the haunch that is next the back. (L, TA.) b2: غُرَابٌ signifies also The whole of the back of the head. (K, TA.) You say, شَابَ غُرَابُهُ The hair of the whole of the back of his head became white, or hoary. (TA. [See a similar phrase above in this paragraph.]) b3: See also غُرْبٌ, former half, in two places.

A3: And A bunch of بَرِير [or fruit of the أَرَاك, q. v.]: (K:) or a black bunch thereof: pl. غِرْبَانٌ: (TA:) or غِرْبَانُ البَرِيرِ signifies the ripe fruit of the أَرَاك. (S.) A4: And Hail, and snow, (K, TA,) and hoar-frost: from مُغْرَبٌ signifying the “ dawn; ” because of their whiteness. (TA.) غُرُوبٌ pl. of غَرْبٌ [q. v.]. b2: [Golius assigns to it the meaning of وِهَادٌ, which he renders “ Depressiores terræ; ” as on the authority of J: but I do not find this in the S.]

غَرِيبٌ (S, Msb, K) and ↓ غُرُبٌ (S, K) and ↓ غَرِيبِىٌّ (AA, TA) signify the same, (S, K, TA,) [A stranger, or foreigner;] one far, or distant, from his home, or native country; (Msb;) a man not of one's own people: (TA:) a man not of one's own kindred; an alien with respect to kindred; (S in explanation of the first;) pl. of the first غُرَبَآءُ; (S, TA;) and غُرْبٌ [also] is a pl. of غَرِيبٌ, like as قُرْبٌ is of قَرِيبٌ: (TA in art. زلف:) fem. of the first غَرِيبَةٌ; pl. غَرَائِبُ. (L, TA.) أَذَاعَتْ غَزْلَهَا فِى الغَرَائِبِ, a phrase used by a poet, means She distributed her thread among the strange women: for most of the women who spin for hire are strangers. (L, TA.) And one says وَجْهٌ كَمِرْآةِ الغَرِيبَةِ [A face like the mirror of her who is a stranger]: because, the غَرِيبَة being among such as are not her own people, her mirror is always polished; for she has none to give her a sincere opinion respecting her face. (A.) and لَأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرِيبَةِ الإِبِلِ (tropical:) [I will assuredly beat you with the beating of the strange one of the camels] is a saying of El-Hajjáj threatening the subjects of his government; meaning, as a strange camel, intruding among others when they come to water, is beaten and driven away. (IAth, TA.) And [hence] قِدْحٌ غَرِيبٌ means (assumed tropical:) [An arrow, without feathers or head,] such as is not of the same trees whereof are the rest of the arrows. (TA.) b2: غَرِيبٌ signifies also Language that is strange; [unusual, extraordinary, or unfamiliar;] far from being intelligible; difficult to be understood; or obscure. (Msb, TA.) Hence, مُصَنَّفُ الغَرِيبِ [The composition on the subject of the strange kind of words &c.]. (A, TA.) [Hence also الغَرِيبَانِ The two classes of strange words &c., namely, those occurring in the Kur-án, and those of the Traditions.] And كَلِمَةٌ غَرِيبَةٌ A word, or an expression, that is [strange, &c., or] obscure: (A, TA:) غَرِيبَةٌ applied to a word [and often used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant] is opposed to فَصِيحَةٌ: and its pl. is غَرَائِبُ. (Mz 13th نوع.) b3: [And hence it often signifies Improbable.] b4: Applied to a trad., it means Traced up uninterruptedly to the Apostle of God, but related by only one person. of the تَابِعُونَ or of those termed أَتْبَاعُ التَّابِعِينَ or of those termed أَتْبَاعُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ. (KT.) A2: [The fem.] غَرِيبَةٌ, in a verse of Aboo-Kebeer El-Hudhalee, as some relate it, is expl. by Skr as meaning Black; syn. سَوْدَآءُ. (TA voce عَزِيزَةُ [q. v. It is perhaps used by poetic license for غِرْبِيبَةٌ, fem. of غِرْبِيبٌ.]) غَرِيبَةٌ fem. of غَرِيبٌ [q. v.] b2: [Hence, as a subst.,] الغَرِيبَةُ signifies (tropical:) The hand-mill: so called because the neighbours borrow it, (A, K, TA.) and thus it does not remain with its owners. (A, TA.) غُرَابِىٌّ A sort of dates. (AHn, K, TA. [See also غَرْبِىٌّ.]) In some copies of the K, for تمر is put ثمر: the former is the right. (TA.) غَرِيبِىٌّ: see غَرِيبٌ.

غَارِبٌ [The western side of a mountain &c.]. You say, هٰذَا غَارِبُ الجَبَلِ and ↓ غَرْبِيُّهُ [This is the western side of the mountain], and [in the opposite sense] هذا شَارِقُ الجَبَلِ and شَرْقِيُّهُ. (TA in art. شرق.) A2: Also The كَاهِل [or withers], (A, K, TA,) of the camel; (TA;) or the part between the hump and the neck; (S, A, Msb, K, TA;) upon which the leading-rope is thrown when the camel is sent to pasture where he will: (Msb:) pl. غَوَارِبُ. (Msb, K.) b2: Hence the saying, (S, &c.,) حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ [Thy rope is upon thy withers]; (S, A, Mgh, Msb, K, TA;) used (Msb, TA) by the Arabs in the Time of Ignorance (TA) in divorcing; (Msb, TA;) meaning (tropical:) I have left thy way free, or open, to thee; (TA;) go whithersoever thou wilt: (S, A, Mgh, Msb, K, TA:) originating from the fact of throwing a she-camel's leading-rope upon her withers, if it is upon her, when she pastures; for when she sees the leading-rope, nothing is productive of enjoyment to her. (As, S, TA.) b3: الغَارِبَانِ signifies The fore and kind parts of the back [and of the hump]: and بَعِيرٌ ذُو غَارِبَيْنِ, A camel whereof the part between the غاربان [or fore and kind parts] of the hump is cleft; which is mostly the case in the بَخَاتِىّ, whose sire is the فَالِج [or large twohumped camel of Es-Sind] and his dam Arabian. (TA.) b4: And غَارِبٌ signifies also The fore part of the hump: thus in the following saying, in a trad. of Ez-Zubeyr: فَمَا زَالَ يَفْتِلُ فِى الذِّرْوَةِ وَالغَارِبِ حَتَّى أَجَابَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى الخُرُوجِ i. e. (assumed tropical:) [And he ceased not to twist the fur of] the upper part and the fore part of the hump [until 'Áïsheh gave him her consent to go forth]; meaning, he ceased not to practise guile with her, and to wheedle her, until she gave hun her consent: originating from the fact that, when a man desires to render a refractory camel tractable, and to attach to him the nose-rein, he passes his hand over him, and strokes his غارب, and twists its fur, until he has become familiar: (L, TA:) or غَارِبٌ signifies the upper portion of the fore part of the hump. (Lth, TA.) b5: Also (tropical:) The upper part of a wave: (Lth, TA:) غَوَارِبُ المَآءِ means (tropical:) the higher parts of the waves of water; (S, K, TA;) likened to the غوارب of camels: (S, TA:) or the higher parts of water. (TA.) b6: And (assumed tropical:) The highest part of anything. (Msb, TA.) A3: See also غُرَابٌ, first quarter.

مَغْرِبٌ and مَغْرَبٌ: see غَرْبٌ, first quarter, in four. places. You say, لَقِيتُهُ مَغْرِبَ الشَّمْسِ (K, TA) and ↓ مَغْرِبَانَهَا (K, * TA) and مَغْرِبَانَاتِهَا (TA) and ↓ مُغَيْرِبَانَهَا (S, K) and مُغَيْرِبَانَاتِهَا (S, * K) I met, or found, him, or it, at sunset. (K, TA.) [It is said that] ↓ مُغَيْرِبَانٌ is a dim. formed from a word other than that which is its proper source of derivation; being as though formed from ↓ مَغْرِبَانٌ. (S, L. [Hence it seems that this last word as given above was unknown to, or not admitted by, the authors of these two works.]) b2: مَغْرِبٌ signifies also Anything [meaning any place] that conceals, veils, or covers, one: pl. مَغَارِبُ, which is applied to the lucking-places of wild animals. (Az, TA.) مُغْرَبٌ: see 4, latter half. b2: Also White; (S, K;) as an epithet applied to anything: or that of which every partis white; and this is the ugliest kind of whiteness. (K.) And White in the edges of the eyelids; (S, K;) as an epithet applied to anything: (S:) a camel of which the edges of the eyelids, and the iris of each eye, and the hair of the tail, and every part, are white: (IAar, TA:) and a horse of which the blaze upon his face extends beyond his eyes. (TA.) And عَيْنٌ مُغْرَبَةٌ An eye which is blue [or gray], and of which the edges of the lids, and the surrounding parts, are white: when the iris also is white, the ↓ إِغْرَاب is of the utmost degree. (TA.) b3: Also The dawn of day: (K, TA:) so called because of its whiteness. (TA.) عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ (A, K) and مُغْرِبَةٌ and مُغْرِبٍ, and العَنقَآءُ المُغْرِبُ, (K,) A certain bird, of which the name is known, but the body is unknown: (A, K:) or a certain great bird, that goes far in its flight or they are words having no meaning [except the meanings here following]. (A, L, K.) [See also art. عنق.] b2: Calamity, or misfortune. (K.) طَارَتْ بِهِ عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ means Calamity, or misfortune, carried him off, or away. (TA.) [See, again, art. عنق.] b3: And The summit of an [eminence of the kind called] أَكَمَة: (K:) or العَنْقَآءُ المُغْرِبُ signifies the summit of an أَكَمَة on the highest part of a tall, or long, mountain so says Aboo-Málik, who denies that it means a bird. (TA.) b4: And [The people, or the woman,] that has gone far into a land, or country, so as not to be perceived nor seen: (K:) thus is expl. in the T العَنْقَآءُ المُغْرِبُ, as transmitted from the Arabs, with the ة suppressed in like manner as it is in لِحْيَةٌ نَاصِلٌ meaning “ an intensely white beard. ” (TA.) مَغْرِبَانٌ; pl. مَغْرِبَانَاتٌ: see غَرْبٌ, first quarter: and see also مَغْرِبٌ, in two places.

مَغْرِبِىٌّ and مَغْرَبِىٌّ, or, accord. to some, the former only, but the latter is now common, Of the west; western: now generally meaning of the part of Northern Africa west of Egypt or of North-Western Africa: as applied to a man, its pl. is مَغَارِبَةٌ.]

شَأْوٌ مُغَرِّبٌ and مُغَرَّبٌ [A term, or limit, &c.,] distant, or remote. (S.) b2: And خَيَرٌ مُغَرِّبٌ Fresh, or recent, information, or news, from a foreign, or strange, land or country. (TA.) One says, هَلْ جَآءَكُمْ مُغَرِّبَةُ خَبَرٍ Has any information, or news, come to you from a foreign, or strange, land or country? (Yaakoob, S, TA:) and هَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ (A'Obeyd, A, Msb, TA) and مُغَرَّبَةِ خَبَرٍ (A'Obeyd, Msb, TA) Is there any information from a distant place? (A;) or any occasion of such information? (Msb;) or any new information from a distant land or country? or, accord. to Th, مغرّبة خبر means new, or recent, information. (TA.) [See an ex. voce جُنُبٌ: and see also مُقَرِّبٌ.] b3: المُغَرِّبُونَ, mentioned in a trad., (Hr, Nh, K, TA,) in which it is said, إِنَّ فِيكُمْ مُغَرِّبِينَ, (Hr, Nh, TA,) is expl. [app. by Mohammad] as meaning Those in whom the jinn [or demons] have a partnership, or share: so called because a foreign strain has entered into them, or because of their coming from a remote stock: (Hr, Nh, K, TA:) and by the jinn's having a partnership, or share, in them, is said to be meant their bidding them to commit adultery, or fornication, and making this to seem good to them; so that their children are unlawfully begotten: this expression being similar to one in the Kur xvii. 66. (Nh, TA.) b4: And مُغَرِّبٌ signifies also One going, or who goes, to, or towards, the west. (S.) [See an ex. voce مُشَرِّقٌ.]

مُغَيْرِبَانٌ; pl. مُغَيْرِبَانَاتٌ: see مَغْرِبٌ, in two places.

مُسْتَغْرِبٌ: see 4, former half.
غرب
: (الغَرْبُ) قَالَ ابنُ سيدَه: خِلَافُ الشَّرْقِ وَهُوَ (المَغْرِب) وقَوْلُه تَعَالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (الرَّحْمَن: 17) أَحدُ المَغْرِبَيْنِ: أَقْصَى مَا تَنْتَهي إِلَيْه الشَّمْسُ فِي الصَّيْف، وَالْآخر أَقْصَى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ فِي الشِّتَاءِ، وأَحَدُ المَشْرِقَيْن: أَقْصَى مَا تُشْرِق منْه فِي الصَّيْفِ، والآخَرُ أَقْصَى مَا تُشْرِق مِنْه فِي الشِّتَاءِ. وَبَين المَغْرِب الأَقْصَى والمَغْرِبِ الأَدْنَى مائَةٌ وثَمَانُون مَغْرباً، وَكَذَلِكَ بَيْنَ المشْرِقَيْنِ. وَفِي التَّهْذِيب: للشَّمْسِ مَشْرِقَانِ ومَغْرِبَانِ، فأَحَدُ مَشْرِقَيْهَا أَقْصَى المَطالِع فِي الشِّتَاء والآخَرُ أَقْصَى مَطَالِعِها فِي القَيْظِ، وكَذَلِكَ أَحَدُ مَغْرِبَيْهَا أَقْصَى المَغَارِب فِي الشِّتَاءِ وَكذَلكَ الآخَرُ. وقولُه جَلَّ ثَنَاؤُهُ {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} (المعارح: 40) جَمع؛ لأَنَّه أُرِيد أَنَّهَا تُشْرِقُ كُلَّ يَوْم من موضِع وتَغْرُب فِي مَوضِع إِلَى انْتهَاء السَّنَة.
والغُرُوبُ غُروب الشَّمْسِ. وغَرَبَتِ الشَّمْسُ تَغْرُب، سَيَأْتِي قَرِيباً.
(و) الغَرْبُ: (الذَّهابُ) بالفَتح مَصْدر ذَهب. (و) الغَرْبُ: (التَّنَحِّي) عَن النَّاسِ، وَقد غَرَبَ عَنَّا يَغْرُب غَرْباً (و) الغَرْبُ: (أَوَّلُ الشَّيء وحَدُّه، كَغُرَابهِ) بالضَّمِّ. (و) الغَرْبُ والغَرْبَةُ: (الحِدَّةُ) . فِي التَّهْذِيبِ: يُقَال: كُف عَنْ غَرْبك أَي حِدَّتك. وغَرْبُ الفَرس: حِدَّتُه وَأَوَّلُ جَرْيِه. تَقول: كَفَفْتُ مِن غَرْبِه، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:
والخَيْلُ تَمْزَعُ غَرْباً فِي أَعِنَّتِهَا
كالطَّيْرِ يَنْجُو مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَد
هَكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَريّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: صَوَابُ إِنْشَادِه (والخَيْلَ) بالنَّصْبِ لأَنَّه مَعْطُوفٌ على المِائة مِنْ قَوْلِه:
الواهِبِ المِائَةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها
سَعْدانُ تُوضِحَ فِي أَوْبارِها اللِّبَد
والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ منَ المطَرِ الَّذِي يَكُون فِيهِ البَرَدُ وَقد تَقَدَّمَ، والمَزْعُ: سُرْعَةُ السَّيْر. والسَّعْدانُ: نَبْتٌ تَسمن عِنْه الإِبلُ تَغزُر أَلبانُها ويَطِيبُ لَحْمُها. وتُوضِحُ: مَوْضع. واللِّبَد: مَا تَلَبَّدَ من الوبَر، الواحِدَةُ لِبْدَة، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَيُقَال: فِي لِسانه غَرْبٌ، أَي حِدَّةٌ، وغَرْبُ اللِّسانِ: حَدَّتُه.
وسيْفٌ غَرْبٌ، أَي قَاطعٌ حَديد. قَالَ الشَّاعِر يَصِف سَيْفاً:
غَرْباً سَرِيعاً فِي العِظَامِ الخُرْس
ولِسَانٌ غَرْبٌ: حَدِيدٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عبَّاس ذَكَر الصِّدِّيقَ فَقَالَ: (كَانَ واللهِ بَرًّا تَقِيًّا يُصادَى غَرْبُه) وَفِي رِوَايَة (يُصادَى مِنْ غَرْبٌ) . الغَرْبُ: الحدَّةُ، وَمِنْه غَرْبُ السَّيْف، أَي كَانَت تُدَارَى حَدَّتُه وتُتَّقَى. وَمِنْه حَدِيثُ عمر (فسَكَّن مِنْ غَرْبه) . وَفِي حَدِيث عَائشَةَ قَالَت عَن زَيْنبَ رَضيَ اللْهُ عَنْهُمَا: (كُلُّ خِلالِها محْمُودٌ مَا خلا سَوْرَةً من غرْبٍ كانتْ فِيها) وَفِي حَدِيث الحسَن: سُئل عَن قُبْلةِ الصَّائِم، فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ عَلَيْك غَرْبَ الشَّبابِ) أَي حِدَّتَه. هَذَا كُلُّه خُلاصَةُ مَا فِي التَّهْذيب والمُحْكَمِ والنِّهَايَة.
(و) الغَرْبُ: (النَّشَاطُ والتَّمادِي) فِي الأَمْرِ.
(و) الغَرْبُ: (الرِّغوِيَةُ) الَّتِي يُحْمَل علَيها المَاءُ، قَالَ لَبِيد:
غَرْبُ المَصَبَّة محْمود مَصَارِعُه
لَاهِي النَّهارِ لِسيْرِ اللَّيْلِ مُحْتَقِرُ
وفَسَّره الأَزْهَرِيُّ بالدَّلْو.
(و) الغَرْبُ: (الدَّلْوُ العظيمَةُ) تُتَّخَذُ من مَسْكِ ثَوْرِ مُذَكَّر، وَمَعَهُ غُرُوبٌ. وَبِه فُسِّر حَديثُ الرُّؤْيَا (فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمرُ فاسْتَحالَتُ (فِي يَدِه) غَرْباً) قَالَ ابنُ الأَثير: ومَعْنَاهُ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أَخَذَ الدَّلْوَ لِيَسْتَقِيَ عَظُمَت فِي يَدِه؛ لأَنَّ الفُتُوحَ كانَت فِي زَمَنِه أَكثَرَ مِنْهَا فِي زَمَن أَبِي بَكْر، رَضِي اللهُ عَنْهما. وَمعنى اسْتَحالَتْ انقَلَبت عَن الصِّغَرِ إِلى الكِبَر. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاة (وَمَا سُقِيَ بالغَرْب فَفِيهِ نِصْفُ العُشْرِ) وَفِي الحَدِيث (لوّ أَنَّ غَرْباً من جَهَنّم جُعِلَ فِي الأَرْض لآذَى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّةُ حَرِّه مَا بَيْن المَشْرِق والمَغْرِب) .
(و) الغَرْب: (عِرْقٌ فِي) مَجْرَى الدَّمْع، وَهُوَ كالنَّاسُورِ، وَقيل: هُوَ عِرْق فِي (العَيْن يَسْقِي وَلَا يَنْقَطِع) سَقْيُه. قَالَ الأَصمَعِيّ: يُقَال: بِعَيْنه غَرْبٌ، إِذا كَانَت تسيل وَلَا تَنْقَطع دُمُوعُها.
(و) الغَرْبُ: (الدَّمعُ) حِين يَخْرُج من العَيْن، جمعه غُروبٌ قَالَ:
مالكَ لَا تذكُرُ أُمَّ عَمْرِو
إِلَّا لعَيْنَيْك غُروبٌ تَجْرِي
وَفِي حَدِيث الحَسَن ذكرَ ابنَ عبَّاس فَقَالَ: (كَانَ مِثَجًّا يَسِيل غَرْباً) . شَبَّه بِهِ غزَارَةَ عِلْمه وأَنَّه لَا يَنْقَطع مَدَدُه وجَرْيُه. (و) الغَرْبُ: (مَسِيلُه) أَي الدَّمْع (أَو) هُوَ (انْهِلَالُه) وَفِي نُسْخَة انْهمالُه (من العيْنِ. و) الغَرْبُ: (الفَيْضَةُ من الخَمْر، و) كَذَلِك هِيَ (من الدَّمْع، و) الغَرْبَ: (بَثْرَةٌ) تَكُونُ (فِي العَيْن) تُغِذُّ وَلَا تَرْقَأُ. (و) غَرِبت العَيْنِ غٍ رَباً وَهُوَ (وَرم فِي المَآقي) .
(و) الغَرْب: (كَثرةُ الرِّيقِ) فِي الفَمِ (وبَلَلُه) وَجمعه غُروب: (و) الغَرْبُ فِي السِّنّ (مَنْقَعُه) أَي مَنْقَعُ رِيقِه، وَقيل: طَرَفُه وحِدَّتُه ومَاؤُه. قَالَ عَنْتَرَة:
إِذ تَسْتَبِيكَ بذِي غُرُوبٍ وَاضِحٍ
عَذْبٍ مُقَبَّلُه لَذِيذِ المَطْعَمِ
(و) الغَرْبُ: (شجَرَةٌ حِجَازِيَّةٌ) خَضراءُ (ضخمةٌ شاكَةٌ) بالتَّخْفيفِ، وَهِي الَّتِي يُعمَل مِنْهَا كالمُحَيْل الَّذِي تُهنأُ بِهِ الإِبِل، واحِدَتُه غَرْبة، قَالَه ابْن سِيده. والُحَيْل هُوَ القَطِرَانُ، حِجَازِيَّه، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وَقَالَ أَيضاً: الأَبْهَلُ هُوَ الغَرْبُ، لأَن القَطِرانَ يُسْتَخْرجُ مِنْهُ (وقِيل: ومنْه) الحَدِيث (لَا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظاهِرين على الحَقّ) . لم يَذْكُره أَهلُ الغَرِيب، فلِغرَابَته ذَكرَ هُنَا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَقيل: أَراد بهم أَهلَ الشَّام؛ لأَنهم غَرْبُ الحجَازِ. وَقيل: أَراد بِه الحِدَّة والشَّوْكَةَ، يُرِيد أَهلَ الحجازِ. وَقَالَ ابْن المَدَائِنِيّ: الغَرْبُ هُنَا الدَّلْوُ، وأَراد بهم العَرَبَ لأَنَّهم أَصحابُها وهم يَسْتَقُونَ بهَا.
قَالَ شَيْخُنَا: ورجَّح عِياضٌ فِي الشِّفاء وَغَيْرُه من أَهْلِ الغَرِيب على الحَقِيقَةِ، وأَيَّده بأَنَّ الدارَقُطْنِي رَوَاهُ (الْمغرب) بِزِيادة. المِيمِ، وَهُوَ لَا يَحْتَمِل غيرَه، وَفِيه كَلَامٌ فِي شُرُوحِ الشِّفاءِ.
(و) الغَرْبُ: (يَوْمُ السَّقْي) . نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْث قَالَ:
فِي يَومِ غَرْب ومَاءُ البِئْر مُشْتَرَكٌ
وأَراد بقَوْله فِي يَوْم غَرْبٍ أَي فِي يوْم يُسْتَقَى بِهِ على السَّانِيَة، قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ لَبِيد:
فصَرَفْتُ قَصْراً والشُّؤُونُ كأَنَّهَا) ، غَرْبٌ تَخُبُّ بِهِ القَلُوصُ هَزِيمُ
وفَسَّره اللَّيْثُ بالدَّلْوِ الكبِيرة، وَقد تَقَدَّم. (و) الغَرْبُ: (الفَرَسُ الكَثِيرُ الجَرْي) قَالَ لَبِيد:
غَرْبُ المَصَبَّةِ مَحْمُودٌ مَصَارِعُه
لاهِي النَّهَارِ لسَيْرِ اللَّيْل مُحْتَقِرُ
أَرادَ بقَوْله: غَرْبُ المَصْبَّة أَنَّه جَوادٌ وَاسِعُ الخَيْرِ والعَطاءِ. عِنْد المَصَبَّة، أَي عِنْد إِعْطاءِ المَال يُكْثِرُهُ كَمَا يُصَبُّ المَاءُ:
وَيُقَال: فَرَسٌ غَرْبٌ، أَي مُتَرامٍ بنَفْسِه مُتَتابِعٌ فِي حُضْرِه، لَا يُنْزِعُ حَتى يَبْعَدَ بِفارِسِه.
(و) الغَرْبَانِ: (مُقْدِمُ العَيْنِ ومُؤْخِرُهَا) ، وللعيْن غَرْبَانِ.
(و) الغَرْبُ: (النَّوَى والبُعْدُ، كالغَرْبَة) ، بالفَتْح. ونَوًى غَرْبَة: بَعِيدَة. وغَرْبَةُ النَّوى: بُعْدُهَا. قَالَ الشَّاعِر:
وَشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ
تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بِالدَّارِ أَحْيانَا
تَأْتِيَه فِي سَفَرك. ودَارُهُم غَرْبَة: نَائية.
(وَقد تَغَرَّبَ) . قَالَ سَاعِدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَحَاباً:
ثمَّ انْتَهَى بَصَرِي وأَصْبَحَ جَالساً
مِنْه لنَجْد طائقٌ مُتَغَرِّبُ
وَقيل: مُتَغَرِّبٌ هُنَا: أَتَى منْ قِبَل المَغْرِب.
فَظهر بِمَا ذَكَرْنَا أَنَّ المُؤَلِّف ذَكَرَ لِلْغَرْب أَرْبعَةً وَعِشْرِين مَعْنًى؛ وَهُوَ: المَغْرِب، والذَّهَابُ، والتّنَحِّي، وأَوَّلُ لشَّيْء، وحَدُّه، الحِدَّةُ والنَّشَاطُ، والتَّمَادِي، والرَّاوِيَةُ، والدَّلْوُ، والعِرْقُ، والدَّمْعُ، ومسِيلُه وانْهِمَالُه، والفَيْضَة، والبَثْرَةُ، والوَرَمُ، وكَثْرَةُ الرِّيق، والبَلَلُ، والمَنْقَع، والشَّجَرَةُ، ويومُ السَّقْيِ، والفَرَسُ، ومُقْدِمُ العَيْن والنَّوَى. اقْتَصَرَ مِنْهَا فِي الأَسَاسِ على التِّسْعَة، والبَقِيَّةُ فِي المُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ والنِّهايَةِ.
وَمِمَّا يُسْتدرَك على المُؤَلِّف من مَعَانِيه.
الغَرْبُ: السَّيْفُ القَاطِعُ الحَدِيدُ. قَالَ:
غَرْباً سَرِيعاً فِي العِظَامِ الخُرْسِ
والغَرْبُ: اللِّسَانُ الذَّلِيقُ الحَدِيدُ، والغَرْبُ: الشَّوْكَةُ. يُقَال: فَلَّ غَرْبَهُمْ وكَسَر غَرْبَهم، أَي شَوْكَتَهم، كَمَا تَقَدَّم، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ شَيْخُنا فِي آخِرِ المَادَّة: وبَقِي غُرُوبُ الأَسْنَانِ وَهِي حِدَّتُهَا ومَاؤُها، وَاحِدُها غَرْب، وَقد أُطْلِقَت بمَعْنَى الأَسْنَان، كَمَا فِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ. قَالَ الرَّاوِي:
(وَلَا تَولَّت بَرْق غُروبه) أَي تبرق أَسنانه من بَرَق البَرْقُ إِذا تلأْلأَ. والغُرُوبُ: الأَسْنَان، وكنتُ تركْتُ نقلَه لشُهْرَته فِي دَوَاوِين الغَرِيب فوقَف بَعْضُ الأَصْحَاب على كِتَابِنا (العُيونُ السَّلسَلَة فِي الأَسَانِيدِ المُسْلُسَلَة) فأَنْكَر الغُرُوبَ بمَعْنَى الأَسْنَان، واستدَلّ بأَنَّها لَيْسَتْ فِي القَامُوس، فقُلْت فِي العُيُون: الغُرُوبُ: الأَسْنَانُ، كَمَا فِي النِّهِاية، ورِقَّتُهَا وحِدَّتُهَا، كَمَا فِي الصِّحَاح وغَيْرِه، وأَغْفَلَه المَجْدُ فِي قَامُوسِه تَقْصِيراً على عَادَتِه، إِلى آخر مَا قَالَ.
قلت: والَّذي فِي الأَسَاسِ: وكأَنّ غُرُوبٍ أَسنَانِها وَميضُ البَرْقِ، أَي مَاؤُها وظَلْمُها.
وَفِي التَّهْذِيبِ والنِّهَاية والمُحْكَمِ ولِسَانِ العَرَب: وغُرُوبُ الأَسْنَان: مَنَاقِعُ رِيقها، وَقيل: أَطْرَافُهَا وحِدَّتُها وَمَاؤُهَا. قَالَ عنترة:
إِذ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُرُوبٍ واضِحٍ
عَذْبٍ مُقْبَّلُه لَذِيذ المَطْعَمِ
وغُرُوبُ الأَسْنَان: المَاءُ الَّذي يَجْرِي عَلَيْهَا، الوَاحِد غَرْبٌ، وغُرُوبُ الثَّنَايَا حَدُّهَا وأُشَرُها. وَفِي حدِيثِ النَّابِغَة: (تَرِفُّ غُرُوبُه) هِيَ جمع غَرْب وَهُوَ مَاء الفَمِ وحِدَّةُ الأَسْنَان، فيُسْتَدْرَك عَلَيْهِم الغَرْبُ بمَعْنى السِّنِّ. والمَعَانِي الثَّلَاثَة الَّتِي استَدْرَكْنَاها، فَصَارَ المَجْموعُ ثَمَانِيَةً وعِشْرِينَ مَعْنًى، وإِذا قُلْنا: مُؤْخِر العَيْنِ المَفْهُوم من قَوْله والغَرْبَان فَهِي تِسْعَةٌ وعِشْرُون. ويُزَاد عَلَيْه أَيْضاً الغُرُوبُ: جمع غَرْبٍ، وَهِي الوَهْدَةُ المُنْخَفِضَة. وللهِ دَرُّ الخَلِيل بْنِ أَحْمَد حيثُ يَقُولُ:
يَا وَيْحَ قَلْبِي من دَوَاعِي الهَوى
إِذْ رحَل الجِيرَانُ عِنْد الغُرُوبْ أَتْبَعْتُهم طَرْفي وَقد أَزْمعُوا
ودَمْعُ عينيّ كفَيْضِ الغُرُوبْ
بَانُوا فِيهِم طفْلَةٌ حُرَّةٌ
تفتَرُّ عَن مِثْل أَقَاحِي الغُرُوبْ
الأَوّلُ غروبُ الشَّمْسِ. والثَّانِي: الدِّلاءُ العَظِيمَةُ. والثَّالِثُ: الوَهْدَةُ المُنْخَفِضَةُ.
فكمل بذلك ثَلَاثُونَ. ثمَّ إِنّي وَجَدْتُ فِي شرح البَدِيعِيَّة لبَدِيع زَمَانِه عَلِيِّ بْنِ تَاج الدِّين القلعيّ المَكّيّ رَحِمه اللهُ تَعالى قَالَ مَا نَصُّه فِي سَانِحَات دُمَى القَصْر للعَلَّامَة دَرْوِيش أَفندي الطَّالُوِي رَحِمَه اللهُ: كَتَب إِليّ الأَخ الفَاضِل دَاوود بْن عُبَيْد خَلِيفَة نَزِيل دِمَشْق عَن بعض الْمدَارِس فِي لفظ مُشْتَرك الغرب طَالِباً مِنْي أَنْ أَنْسُج على مِنْوَالِهَا وأَحذُوَ على أَمثالها وَهِي:
لقد ضَاءَ وجهُ الكَوْنِ وانْسلَّ غَرْبُهُ
فَلَمْ يَدْرِ أَيْمَا شرقُه ثمَّ غَرْبُهُ
وسائِل وَصْلٍ مِنْهُ لَمَّا رأَى الجَفَا
بِمَا قَدْ جَرَى من بعده سَالَ غَرْبُهُ
يَمُرُّ عَلَيْهِ الحَتْفُ فِي كُلِّ ساعَةٍ
ولكنْ بِحُجْبِ السُّقْم يُمنَعُ غَرْبُهُ
تَدَلَّى إِليه عِنْدَمَا لَاح فَقْدُه
بثَغْرٍ شَنِيبٍ قد رَوَى الغلَّ غربُهُ
فكتبتُ إِليه هَذِه الأَبيات (الْعَرَبيَّة) التِي هِيَ لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة، وَهِي:
أَمِنْ رَسْم دَارٍ كَاد يُشْجِيك غَربُهُ
نَزَحْتَ ركيّ الدَّمْع إِذْ سَالَ غَرْبُهُ
عرق الجبين:
عَفا آيَةُ نَشْرُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا
وكُلُّ هَزِيم الوَدْقِ قد سَال غَربُه
الدَّلْو:
بِهِ النَّوْء عَفَّى سطْرَه فكأَنَّه
هِلالٌ خِلالَ الدَارِ يَجْلوه غَرْبُهُ
مَحل الْغُرُوب: وقَفْتُ بِهِ صَحْبِي أُسائِلُ رَسْمه
على مِثْلِها والجَفْنُ يَذْرِف غَرْبُهُ
الدمع:
على طَلَلٍ يَحْكِي وُقُوفاً برَسْمِه
بحاجة صَبَ طالَ بالدَّارِ غَرْبُهُ
التمادى:
أَقُولُ وَقد أَرْسَى العَنَا بعِرَاصِه
وأَتْرفَ أَهليه البِعادُ وغرْبُهُ
النّوم:
سَقَى ربعَك المعهودَ رَيْعَانُ عارضٍ
يَسُحُّ على سُحْم الأَثَافِيّ غَربُهُ
الراوية:
وليل كيوْمِ البَيْن مُلْقٍ رِوَاقَه
عليَّ وَقد حَلَّى الكواكبَ غربُهُ
أَول الشَّيْء:
أُراعِي بِهِ زُهْرَ النُّجُوم سَوابحاً
ببَحْرٍ من الظَّلماءِ قد جَاشَ غَرْبُهُ
أَعلى المَاء:
يُرَاقِب طَرْفي السَّابِحَاتِ كأَنَّما
لِطُولِ دَوَامٍ نِيطَ بالشُّهْب غَرْبُهُ
مُقْدِم الْعين:
كأَنَّ جَنَاحَيّ نَسْرِه حُصَّ مِنهما
قَوَادِمُ حَتَّى مَا يُزايِل غَرْبُهُ
التنحّي:
ذكرْتُ بِهِ لُقْيَا الحبِيبِ وبَيْنَنَا
أَهاضِيبُ أَعلامِ الحِجَازِ وغَرْبُهُ
شجر:
فهَاجَ لِيَ التَّذْكَارُ نَارَ صَبَابَةً
لَهَا الجَفْنُ أَضْحَى سائِلَ الدَّمْع غَرْبُه
المبل:
إِلى أَنْ نَضَا كَفُّ الصَّباح سِلاحَه
وأُغمِد من سَيْفِ المَجَرَّةِ غربُهُ
الْحَد: وولّت نجومُ اللَّيْل صَرْعَى كأَنَّما
أُرِيقَ عليهَا من فَم الكأْسِ غَربُهُ
فيض:
وأَقبَل جيشُ الصُّبْح يُغْمِد سيفَه
بنَحْرِ الدُّجَى والليلُ يركُضُ غربُهُ
فرس يجْرِي:
وزَمْزم فَوق الأَيْكِ قُمْرِيُّ بانَةٍ
بروضٍ كَفَاه عَن نَدَى السُّحْب غَربُهُ
يَوْم السَّقْي:
فهَبَّ يُدِيرُ الرَاحَ بدرٌ يَزِينُه
إِذَا قامَ يجلُوه على الشّرب غَربُهُ
النشاط:
من الرِّيم خُوطِيّ القَوَامِ بثَغْرِه
وسَلْسَال راحٍ يُبْرِيءُ السُّقْمَ غَربُهُ
سيلان الرِّيق:
بِخَدَ أَسِيلٍ يَجْرَحُ اللُّبَّ خَدُّه
وطَرْفٍ كَحِيل ينفُثُ السِّحْرَ غَرْبُهُ
مُؤْخِر الْعين:
يُرِيكَ شَبِيهَ الدُّرِّ مِنْهُ مُنَضَّداً
كمَنْطِق داوُودٍ إِذا صَالَ غَرْبُهُ
اللِّسَان:
فَتى قد كَسَاه الفضلُ ثَوْبَ مَهَابَةٍ
لَهَا خَصْمُه قد نَسَّ بالفَم غَرْبُهُ
الرِّيق:
إِلَيْكَ أَتَتْ تَفْلِي الفَلَا بَدَوِيَّةٌ
وَلم يُنضِهَا طُولُ المسِير وغَرْبُهُ
الْبعد:
أَرقّ من الصَّهْبَاءِ فاعْجبْ نَسِيمُها
وأَعْذَبُ من ثَغْرٍ حَوَى الشَّهْدَ غربُهُ
مُنْقَطع الرِّيق:
إِذا مَا جَرَت فِي حَلْبَةِ الشِّعْرِ لم يَكُ ال
كُميْت يُدَانِيها وإِن زَادَ غَرْبُهُ
الجري:
وَلَو عَرَضَتْ يَوْمًا لغَيْلانَ لم يَكُنْ
بأَطْلالِ مَيَ يُغْرِق الجفْنَ غربُهُ
انهلال الدمع: فَدُونَكَها لَا زِلْتَ تَسْمُو إِلَى العُلَا
مَدَى الدَّهْر مَا صَبٌّ سَقَى الدَّارَ غَربُهُ
فيضة من دمع.
فَزَادَ على المُصَنِّف فِيمَا أَورده: عَرَق الجَبِين، والنَّوم، وأَعْلَى المَاء، والجَرْي، فَصَارَ المجمُوعُ أَربعةً وثَلَاثِين مَعْنًى للفْظ الغَرْب، فافْهَم ذَلِك وَالله أَعْلم.
(و) الغُرْبُ. (بالضَّمِّ: النُّزُوحُ عَن الوَطَنٍ كالغُرْبَة) بالضَّمِّ أَيْضاً (والاغْتِرَاب والتَّغَرُّب) ، والتَّغَرُّب أَيضاً البُعْدُ، تَقُولُ مِنْهُ: تَغرَّب واغْتَرَبَ.
(و) الغَرَبُ: (بالتَّحْرِيك: شَجَرٌ) يُسوَّى مِنْهُ الأَقْدَاحُ البِيضُ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ ضَرْب من الشَّجَر، واحِدَته غَرَبَةٌ، وأَنْشَدَ:
عُودُك عُودُ النُّضَارِ لَا الغَرَبُ
(و) الغَرَبُ: (الخَمْرُ) قَالَ:
دَعِينِي أَصْطَبِح غَرَباً فأُغْرِبْ
مَعَ الفِتْيَانِ إِذ صَبَحُوا ثُمُودَا
(و) الغَرَبُ: الذَّهَبُ، وقيلَ: (الفِضَّةُ) . قَالَ الأَعْشَى:
إِذَا انْكَبَّ أَزْهَرُ بَين السُّقَاةِ
تَرَامَوْوا بِهِ غَرَباً أَو نُضَارَا
نَصَب غَرَباً على الحَال وإِن كَانَ جَوْهراً، وَقد يكُون تَمْيِيزاً.
(أَو) الغَرَبُ (جَامٌ مِنْهَا) أَي الفِضَّة قَالَ الأَعْشَى:
فدَعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكاءِ كَمَا
دَع 2 عَ سَاقِي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا
فِي لِسَانِ العَرَبِ، قَالَ ابنُ بَرِّي هَذَا البَيْتُ لِلَبِيدٍ ولَيْسَ للأَعْشَى كَمَا زَعَم الجَوْهَرِي، والرَّكاءُ بفَتْح الرَّاء: مَوْضِع قَالَ: ومِنَ النَّاس من يكْسر الرَّاءَ والفَتْحُ أَصحُّ، ومَعْنَى دَعْدَعَ: ملأَ، وصفَ مَاءَيْن التَقَيَا من السَّيْل فملآ سخَّةَ الرَّكاء، كَمَا ملأَ ساقي الأَعاجم قَدَحَ الغَرَب خَمْراً.
قَالَ: وأَمَّا بيتُ الأَعْشَى الَّذِي وقَعَ فِيهِ الغًرَب بِمَعْنى الفِضَّة، فَهُوَ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه. والأَزْهَرُ: إِبْرِيق أبيضُ يُعْمَلُ فِيهِ الخَمْر، وانْكبَابُه، إِذَا صُبَّ نه فِي القَدح، وتَرَامِيهِمِ بِالشَّرَابِ هُوَ مُنَاولَة بَعْضِهِم بَعْضاً أَقْدَاحَ الخَمْر.
وَقيل: الغَرَب والنُّضَار ضَرْبَان من الشَّجَر تُعْمَل منهُمَا الأَقْدَاحُ. وَفِي التَّهْذِيب: النُّضارُ: شَجَرٌ تُسَوَّى مِنْهُ أَقدَاحٌ صُفْر، وسَيأْتي فِي محلَّه، (و) الغَرَب: (القَدَحُ) ، وجَمْعُه أَغْرابٌ. قَالَ الأَعْشى:
بَاكَرَتْهُ الأَغْرَابُ فِي سِنَةِ النَّوْ
مِ فَتجْرِي خِلَال شَوْكِ السَّيَالِ
(و) الغَرَبُ: (دَاءٌ يُصِيبُ الشَّاةَ) فيَتَمَعَّط خُرْطُومُهَا ويَسْقُط مِنْهُ شَعَرُ العَيْن. والغَرَبُ فِي الشَّاة كالسَّعَف فِي النَّاقَة، وَقد غَرِبَت الشَّاةُ بالكَسْر.
(و) الغَرَبُ: (الذَّهَبُ) ، وَكَانَ يَنْبَغِي ذِكرُه عِنْد الفِضَّة، وَقد أَشرْنَا إِليه آنِفا. (و) الغَرَبْ: (المَاءُ) الَّذِي (يقْطُر مِنَ الدَّلْو بَيْنَ البِئرِ والحَوْضِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي أُخْرَى تَقْدِيم الحَوْض على البِئر وَقيل: هُو كُلُّ مَا يَنْصَبُّ من الدِّلَاء من لَدُن رَأْسِ البِئر إِلى الحَوْض ويَتَغَيَّر ريحُه سَرِيعاً وَقيل: هُوَ مَا حَوْلَهُمَا من الماءِ والطِّين. قَالَ ذُو الرُّمَّة
وأُدْرِكَ المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه
وَمن ثَمَائلها واسْتُنْشِيءَ الغَرَبُ
(و) قيل: هُوَ (رِيحُ المَاءِ والطِّينِ) لأَنَّه يتغَيَّر سَرِيعاً. وَيُقَال للدَّالِج بَيْن البِئر والحَوْض لَا تُغْرِب، أَي لَا تَدْفُقِ المَاءَ بَيْنَهُمَا فتَوْحَلَ (و) الغَرَب: (الزَّرَقُ فِي عَيْنِ الفَرَس) مَعَ ابْيِضَاضِها.
(والغُرَابُ: م) أَي معرُوف فَلَا يُحْتَاج إِلى ضَبْطِه، وَهُوَ الطَّائِرُ الأَسْوَد. وقَسَّمُوه إِلَى أَنواعٍ. وَفِي الحَدِيث أَنَّه غَيَّر اسمَ غُرَاب لِمَا فِيهِ من البُعْد ولأَنَّه من أَخْبَثِ الطُّيُور. والعَرَبُ تَقُولُ: (فلانٌ أَبصَرُ من غُرَابً، وأَحْذَرُ مِنْ غُرَابٍ، وأَزْهَى من غُرَاب، وأَصْفَى عَيْشاً من غُرَاب، وأَشَدُّ سَواداً مِنْ غُرَاب، وَهَذَا بِأَبِيه أَشبَهُ مِنَ الغُرَابِ بالغُرَابِ، وإِذا نَعَتُوا أَرضاً بالخِصْب قَالُوا: وقَع فِي أَرْض لَا يَطِيرُ غُرَابُهَا. ويَقُولُون: وَجَدَ ثَمرَة الغُرَابِ، وَذَلِكَ أَنَّه يَتَّبع أَجْودَ الثَّمر فيَنتقِيه، ويَقُولُون: أَشأَمُ مِنْ غُرَاب، وأَفْسَقُ مِنْ غُرَاب، وَيَقُولُون: طَارَ غُرَابُ فلانٍ إِذَا شَابَ رأْسُه، وغُرَابٌ غَاربٌ على المُبَالَغَة. كَمَا قَالُوا: شِعْرٌ شَاعِرٌ، ومَوْتٌ مَائتٌ. قَالَ رؤبَة:
فازجُرْ مِنَ الطَّيْرِ الغُرَابَ الغَارِبَا
قَالَ شيخُنَا: قَالُوا: وَلَيْسَ شَيْءٌ فِي الأَرْض يُتَشَاءَم بِه إِلّا والغُرَابُ أَشأَمُ مِنْهُ. وللبَدِيع الهَمَذَانِيّ فَصْلٌ بَدِيع فِي وَصْفِه ذَكَره فِي المُضَافِ والمَنْسُوب. وأَورَد مَا يُضَافُ إِلَيْه الغُرابُ ويُضَافُ إِلَى الغُرَاب، والأَبْيَاتُ فِي غُرَاب البَيْنِ كَثيرَةٌ مُلئت بهَا الدَّفَاتِر، وإِنَّمَا الكلامُ فِيمَا حَقَّقه العَلَّامَة الكَبِير قَاضِي غَرْنَاطَةَ أَبو عَبْدِ اللهِ الشَّرِيفُ الغَرْنَاطِيّ فِي شَرْحه الحَافِل على مَقْصُورَة الإِمام حَازِن، وصرَّح بأَنَّ غُرَاب البَيْنِ فِي الحقيقَة إِنَّما هُوَ الإِبِلُ الَّتِي تَنْقُلُهم مِنْ بِلاد إِلى بِلَاد. وأَنْشَدَ فِي ذَلِك مَقَاطِيعَ مِنْهَا:
غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُم بجَهَالَة
يَلْحَون كُلّهمُ غُراباً يَنْعَقُ
مَا الذَّنبْ إِلّا للأَباعر إِنَّها
مِمَّا يُشَتِّتُ جمْعَهمْ ويُفَرِّقُ
إِنَّ الغُرَابَ بيُمْنِهِ تَدْنُو النَّوَى
وتُشَتِّتُ الشملَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ
وأَنشَدَ شَيْخُنا ابْنُ المسَنَّاويّ لابْنِ عَبْدِ رَبّه وَهُوَ عَجِيبٌ:
زَعَق الغُرَابُ فقلتُ أَكذَبُ طَائِرٍ
إِن لم يُصَدِّقْهُ رُغَاءُ بَعِيرِ
انْتَهى.
(ج أَغْرُبٌ وأَغْرِبَةٌ وغِرْبَانٌ) بالسر (وغُرْبٌ) بضَمَ فسُكُون قَالَ:
وأَنْتُم خِفَافٌ مِثْلُ أَجُنِحةِ الغُرْبِ
(جج) أَي جَمْعُ الجَمْع (غَرَابِينُ) وَهُوَ جَمع غ 2 رْبَان كسِرْحَان وسَرَاحِين.
(و) بِلَا لَام (فَرَسٌ) كَانَت (لِغَنِيِّ) بْنِ أَعْصُر، على التَّشْبِيه بالغُرَاب من الطَّيْر. وَفرس آخر للبَرَاء بْنِ قَيْس.
(و) الغُرَابُ من الفَأْسِ: حَدّهَا) . قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِف رَجُلاً قَطَع نَبْعَةً:
فأَنحَى عَلَيْهَا ذَاتَ حَدَ غُرَابُها
عَدُوٌّ لأَوْسَاطِ الغِضاهِ مُشَارِزُ
(و) الغُرَابُ: (البَرَدُ والثَّلْجُ) ، مأْخوذٌ من المُغرَب وَهُوَ الصُّبْح لبياضهما.
(و) الغُرَابُ: (لَقَبُ) أَبِي عَبْدِ اللهِ (أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانيّ) المُحَدِّث عَن غنم البرجيّ وَعنهُ على ابْن بوزندان.
(و) الغُراب: (جَبَلٌ) ، قَالَ أَوْسٌ:
فمُنْدَفَعُ الغُلَّان غُلَّانِ مُنْشِدٍ
فنَعْفُ الغُرَاب خُطْبُه فَأَسَاوِدُهْ
(و) الغُرَابُ: (ع بِدِمَشْقَ، وجَبَلٌ) آخر (شَاهِقٌ) وَفِي نُسْخَة: شَامي (بالمَدِينَةِ) أَي على طَرِيقِ الشَّام كَذَا فِي النِّهاية فِي تَرْجَمَة (غرن) .
(و) الغُرَابُ: (قِذَالُ الرَّأْسِ) . يُقَال: شَاب غُرَابُه، أَي شَعَرُ قَذَالِه. وطار غُرَابُ فُلَان، إِذا شَابَ. نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) الغُرَابُ (من البَرِبرِ) بالمُوَحَّدَة كأَمِير: (عُنْقُودُه) الأَسْوَدُ، جِمْعُهَا غِرْبَان. قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِم:
رَأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفل لَوْنَها
سُخَامٌ كغِرْبَان البَرِيرِ مُقَصَّبُ
يَعْنِي بِهِ النَّضِجَ من ثَمَر الأَرَاك، ومَعْنَى، يَحْفِل لَوْنَها: يَجْلُوه، والسُّخَام: كُلُّ شَيء لَيِّنٍ من صُوفٍ أَو قُطْن أَو غَيْرِهما، وأَرَادَ بِهِ شَعَرها، والمُقَصَّبُ: المُجَعَّدُ.
(والغُرَابَانِ) هما: (طَرَفَا الوَرِكَيْنِ الأَسْفَلَانِ) اللَّذَان (يلِيَان أَعَالِيَ الفَخِذ) يْن وَقيل: هما رُءوسُ الورِكَيْن وأَعَالي فُرُوعهما، (أَو) هما (عَظْمَانِ رَقِيقَان أَسْف مِنَ الفَرَاشَةِ) . والغُرَابَانِ من الفَرسِ والبَعير: حَرْفَا الوَرِكَيْن الأَيْسرِ والأَيمنِ اللَّذَانِ فَوق الذَّنَب حَيْثُ الْتَقَى رَأْسا الوَرِك اليُمْنَى واليُسْرى والجَمْعُ غِرْبَانٌ. قَالَ الرَّاجزُ:
يَا عَجَبا للعجَبِ العُجابِ
خَمْسَةُ غرْبانٍ عَلَى غُرَابِ
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمائِلَ بَعْدَمَا
تَقَوَّبَ عَن غرْبَانٍ أَوْراكِها الخَطْرُ
أَراد تَقَوَّبَت غِربانُهَا عَن الخَطْرِ فقَلَبه، لأَنَّ المَعْنَى معروفٌ، كقَوْلك: لَا يدخُلُ الخاتَمُ فِي إِصْبعِي، أَي لَا يدْخُل إِصْبَعي فِي خَاتَمي.
وَقيل: الغِرْبَانُ: أَوراكُ الإِبِل أَنْفُسِها، أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرابِيّ:
سأَرْفَعُ قولا للحُصَيْن ومُنْذِرٍ
تَطِيرُ بِهِ الغرْبَانُ شَطْرَ المَوَاسِمِ
قَالَ: الغرْبانُ هُنَا أَوراكُ الإِبِل. أَي تَحْمِلُه الرُّوَاةُ إِلى المَوَاسِم، والغِرْبَانُ: غِربَانُ الإِبِلِ. والغُرَابَانِ: طَرَفَا الوَرِك اللَّذَانِ يكُونَان خَلْف القَطَاةِ، وَالْمعْنَى أَنَّ هَذَا الشِّعرَ يُذهَبُ بِهِ على الإِبل إِلَى المَوَاسِم، وَلَيْسَ يُريدُ بالغِرْبانِ غيرَ مَا ذكرْنا. وهَذَا كَما قَالَ الآخر:
وإِنَّ عِتَاقَ العِيسِ سَوْفَ يزُورُكُم
ثَنَاءٌ على أَعْجَازِهِنّ مُعَلَّقُ
فلَيْسَ يُرِيدُ الأَعْجازَ دُونَ الصُّدُورِ.
والغُرَابُ: حَدُّ الوَرك الَّذِي يَلِي الظْهرَ، كَذا فِي لِسَان الْعَرَب.
(ورِجْلُ الغُرَاب: ضَرْبٌ مِنْ صَرِّ الإِبِلِ) شَدِيد (لَا يَقْدِرُ مَعَهُ الفَصِيلُ أَن يَرْضَع أُمَّه) وَلَا ينْحَلّ. (وحَشِيشَةٌ) مَذْكُورَة فِي التّذْكرة لَا وَغَيرهَا من كتب الطّبّ، وَهِي الَّتِي تُسَمَّى بالبَرْبَرِيّةِ) أَي لِسَانِ البَرْبَر: الجِيلِ المَعْرُوف (آطْرِيلَال) بالكَسْر وَهُوَ (كالشَّبَتِ) محركة وبِكَسْرِ الاوَّل وسُكُون الثَّاني (فِي سَاقِه وجُمَّتِه) ، بالضَّم فتشديد (وأَصْله) أَي شَبِيه بالشبَت فِي هَذِه الثّلاثة (غَيْرَ أَن زَهْرَهُ) أيْ رِجْلِ الغُرَاب (أَبيَضُ) بخِلَاف الشَّبَت، (و) هُوَ (يَعْقِدُ حَبًّا كحَبِّ المَقدُونِسِ) تَقْرِيبًا، ثمَّ ذكر خَوَاصَّها فَقَالَ: (ودِرْهَمٌ من بِزْرِه) حَالَة كَونه (مَسْحُوقاً مَخْلوطاً بالعَسَل) المَنْزُوع الرَّغُوَةِ (مُجَرَّبٌ) مَشْهُور (فِي استئْصَالِ) مَادَّة (البَرَص، و) كَذَا (البَهَقِ) وهما مُحَرَّكتان (شُرباً، وَقد يُضَافُ إِليه) أَيضاً (رُبْعُ دِرْهَم) من (عَاقِرِ قَرْحَا) المَعْرُوف بعُودِ القَرْح (وَ) شَرط أَن (يَقْعُد فِي شَمْس) صَيْف (حَارَّة) حَالَةَ كَونه (مَكْشُوفَ المَوَاضِع البَرِصَة) والبَهقة. وَزَاد الصاغَانيّ: وأَصلها إِذَا طُبِخ نَفَع من الإِسْهَال، وهذَا الذِي ذَكَرَه المُؤَلِّف هُنَا مَذْكُورٌ فِي التَّذكرة وغَيْرِها من كُتُبِ الطّبّ، مشْهُورٌ عِندَهُم، وإِنما ذَكَرها لغَرابَتِها، ولِمَا فِيها من هذِه الخَاصِّيَّة العَجِيبَة، فأَحبّ أَن لَا يُخْلِيَ كتَابه من فَائِدة؛ لأَنه القَامُوس المُحِيط وَالله أَعْلَم.
(و) من الْمجَاز، يُقَال: (صُرَّ عَلَيْه رِجْلُ الغُرَابِ) إِذَا (ضَاقَ الأَمْرُ علَيْهِ) وَكَذَلِكَ أُصِرَّ، وَقيل: إِذا ضَاقَ على الإِنْسَان مَعَاشُه قَالَا إِذا رِجْلُ الغُرَاب عليَّ صُرَّتْ
ذكرتُكَ فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِيرُ
وَقَالَ الكُمَيْتُ:
صَرَّ رِجْلَ الغُرابِ مُلْكُكَ فِي النَّا
سِ على مَنْ أَرادَ فِيه الفُجُورَا
(والغُرابِيُّ) أَي بالضَّم: (ثَمَرٌ) هَكَذَا، وصَوَابه: تَمْر بِالْمُثَنَّاةِ الفَوْقيَّة. وَقَالَ أَبُو حنِيفَة: هُوَ ضرب من التَّمْر.
(و) الغُرَابِيُّ: (حِصْنٌ باليَمَن) فِي جَبلٍ عَالٍ فِي وسَط البحْرِ، وَكَانَت فِيهَا شَجَرَة تُسَمَّى ذَات الأَنْوَار، عُبِدَت فِي الجَاهِلِيّة، وَهُو من فُتُوح سَيِّدِنَا عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ. (و: ع، بِطَرِيقِ مصْر) هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي بَعْض: وحِصْن، و: ع، بطرِيق اليمنِ، وَفِي أُخرى: فِي رُمَيْلَةِ مصر. وَقَالَ الحَافظ: فِي رَمْلِ مِصْر، والصَواب هِيَ الأُولَى. (و) أَبو بكر (مُحَمَّد بنُ مُوسَى الغَرَّاب كشَدَّاد) البطَلْيوسِيّ (شيخٌ لأَبِي عَليَ الغَسّاني) .
(وأَغْرِبَةُ العَرَبِ: سُودَانُهم) ؛ شُبِّهُوا بالأَغْربة فِي لَونهم. زَاد شيخُنا وكلُّهم سَرى إِليهم السوَاد من أُمَّهاتهم، (والأَغْرِبَةُ فِي الجَاهِليَّة) أَي قَبْلَ الإِسلام: أَبُو الفَوَارِس (عَنْتَرَةُ) ابنُ شَدَّاد بْنِ مُعَاوِيَة بْنِ قُرَادٍ المَخْزُوميُّ ثمَّ العَبْسِيّ وَيُقَال لَهُ عَنْتَرَة بنُ زَبِيبَةَ؛ وَهِي أَمَةٌ سوداءُ (وخُفَافٌ) كغُرَاب ابنُ عُمَيْر بْنِ الحَارِثِ بْنِ الثَّرِيد السُّلمى (ابْن نُدْبَةَ) بِالضَّمِّ وَهِي جاريَةٌ سوداءُ سباها الحَارِثُ ووَهَبَها لابنِه عُميْر، فولَدَت لَهُ خُفَافاً، قَالَ شيخُنا؛ وصَرَّحُوا أَنه مُضَرمٌ. وَقَالَ ابْن الكَلْبِيُّ: شَهِد الفَتْح. وَقَالَ غيرُه: شَهِد حُنَيناً وعاش إِلى زَمَن سيّدِنا عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنهُ. وترجمته فِي الإِصَابة والمُعْجَم. (وأَبو عُمَيْرِ بْنُ الحُبَابِ) السّلَمِيُّ أَيضاً (وسُلَيْكُ) المَقانب (بن السُّلَكَة) كهُمَزَة وَهِيَ أُمّه. عَدَّاء بَالِغ: يُقَال: أَعْدَى من السُّلَيْك، وسيأْتي: (وهشَامُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْط، إِلَّا أَنَّه) أَي هِشَاماً هَذَا (مُخَضْرَمٌ قد وَلِي فِي الإِسْلَامِ) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: وأَظُنّه قَد وَلِيَ الصائِفَة وَبَعْضَ الكُوَر. قَالَ شيخُنا: ظاهِرُه أَنه وحدَه مُخَضْرَمٌ وَسبق أَنَّهُم عَدُّوا خُفَافاً مُخَضْرَماً. ثمَّ إِنَّ هذِه الأَرْبَعَةَ اقْتَصَرَ عَلَيْهِم أَبُو مَنْصُور الثَّعَالِبِيُّ فِي ثمار الْقُلُوب، وزَادَ فِي التَّهْذِيبِ والمُحْكَم ولسان الْعَرَب.
(و) أَغْرِبَةُ العَرَب (مِنَ الإِسْلَامِيِّين: عبدُ اللهِ بْنُ خَازِم) بالمُعْجَمَة وَالزَّاي (وعُمَيْرُ بْنُ أَبِي عُمَيْر) بْنِ الحُبَاب السُّلَمِيّ المُتَقَدِّم ذكرُه. (وهَمَّام) كشَدَّادٍ (ابْنُ مُطَرِّف) التَّغْلَبِيّ. (ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْب) البَاهِلِيّ. (وَمَطَرُ بْن أَوْفَى) المَازِنيّ. (وتَأَبَّطَ شَرًّا) لقب ثَابِت بْنِ جابِر بْنِ مُضَر بنِ نزَار، وسَيَأْتِي. (والشَّنْفَرَى) : اسمُ شَاعِر من الأَزْد من العَدَّائين. (وحَاجزٌ) قَالَ ابْن سَيّده: كُلُّ ذَلِك عَن ابْن الأَعْرَابيّ غَيْرَ أَن حَاجِزاً (غَيْر مَنْسُوب (إِلى أَبٍ وَلَا أُمَ وَلَا حَيَ ولَا مَكَانٍ وَلَا عَرَّفَه ابنُ الأَعْرَابيّ بأَكْثَرَ مِنْ هذَا.
(والإِغْرَابُ: إَتْيَانُ الغَرْبِ) . يُقَال: غَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا فِي المَغْرِبِ. وأَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ.
(و) الإِغْرَابُ: (الإِتْيَانُ بالغَرِيبِ) . يُقَال: أَغربَ الرجلُ إِذَا جَاءَ بشْيءٍ غَرِيبٍ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي كَلَام المُصَنِّف من حُسْنِ السبك. وَفِي الأَسَاس: يُقَال: تَكَلَّمَ فأَغْرَبَ: جاءَ بغَرِيبِ الْكَلَام ونَوَادِرِه، وَفُلَان يُغرِبُ كلامَه ويُغْرِبُ فِيه. أَغْرَبَ القَوْمُ: انْتَوَوْا. وأَغْربَ فِي الأَرْضِ إِذَا أَمْعنَ فِيها، (كالتَّغْرِيبِ) قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فَراحَ مُنْصَلِتاً يحْدُو حَلَائِلَه
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّغْرِيبُ والخَبَبُ
وغَرَّبت الكلابُ: أَمعَنَت فِي طَلَب الصَّيْد. ويُقَالُ للرَّجُل: يَا هَذَا غَرِّب شَرِّق، ومثِل فِي الأَساس (و) الإِغْرَاب (بيَاضُ الأَرْفَاغ) ممّا يَلي الخَاصِرة.
(ومَغْرِبانُ الشَّمْس) على لفظ تَثْنِيَة المَغْرِب: (حَيْثُ تَغْرُبُ. و) قَوْلُهُم: (لَقِيتُه مَغْرِبَها) ومغْرِبانَها ومغْرِبَانَاتِهَا (ومُغَيْرِبانَها ومُغَيْرِبَانَاتِهَا) أَي (عِنْدَ غُرُوبِهَا) .
وَفِي لِسَانِ العَرَب، وقولُهُم: لَقِيتُه مُغَيْرِبَانَ الشَّمْسِ صَغَّروهُ على غَيْر مُكَبَّرِه كأَنَّهم صَغَّرُوا مَغْرِبَاناً والجَمْع مُغَيْرِبانَاتٌ، كَمَا قَالُوا: مَفارِقُ الرَّأْس كأَنَّهم جعَلُوا ذَلِك الحَيِّز أَجزاءً كُلَّما تَصَوَّبَت الشمسُ ذَهب مِنْهَا جُزْءٌ فجَمَعُوه على ذَلِك. وَفِي الحَديثِ (أَلَا إِنَّ مَثَلَ آجَالِكُم فِي آجَال الأُمَم قبلَكُم كَمَا بَيْن صلَاة العَصْر إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْس) أَي إِلَى وَقْت مَغِيبهَا. وَفِي حَدِيث أَبي سعيد (خَطَبَنَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ) .
(وتَغَرَّب: أَتَى مِنَ) قِبَل (المَغْرِبِ) وَبِه فَسَّر بعضُهُم قولَ سَاعِدة بْن جُؤَيَّة فِي وَصْف السَّحَاب، المُتَقدِّم ذكره.
(والغَرْبِيُّ مِنَ الشَّجَرِ: مَا أَصَابَتْه الشَّمْسُ بحَرِّهَا عِنْد أُفُولِهَا) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} (النُّور: 35) . (و) الغَرْبِيّ: (نَوْعٌ من التَّمْرِ) ، وَقد تَقَدَّم عَن أَبِي حَنِيفَة أَنَّه الغُرَابِيّ. (و) الغُرَابِيُّ (و) الغَرْبيُّ: (صِبْغٌ أَحْمَرُ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ. (و) الغَرْبِيُّ: (فَضِيخُ) ، بمُعْجَمَات كأَمِير (النَّبِيذ) ، قَالَ أَبو حَنِيفة: الغَرْبيّ يُتَّخَذُ من الرُّطَبِ وَحْدَه، وَلَا يَزَالُ شَارِبُه مُتماسِكاً مَا لم يُصِبْه الرِّيحُ، فإِذا بَرَزَ إِلَى الْهَوَاء وأَصَابَه الرِّيحُ ذَهَب عَقْلُهُ، ولذلِكَ قَالَ بَعْضُ شُرَّابه:
إِن لم يَكُن غربِيُّكُم جَيِّداً
فنَحْنُ بِاللهِ وبِالرِّيحِ
(و) الغُرُبُ: غُيُوبُ الشَّمْس. وغٍ رَبَت الشَّمْسُ تغرُب غُروباً ومِغَيْرِبَاناً: غَابَتْ فِي المَغْرِب، وَكَذَلِكَ (غَرَبَ) النجمُ، أَي (غَابَ، كَغَرَّب) مُشَدَّداً، وغَرَب الوحشُ: عابَ فِي كِناسِه، من الأَسَاس، (و) غَرَبَ غَرْباً: (بَعُدَ، كغَرَّب وتَغَرَّب، وَيُقَال: اغْرُبْ عَنِّي، أَي تَبَاعَدْ.
(واغْتَرَبَ) الرجلُ: نكَحَ فِي الغَرَائبِ. و (تَزَوَّجَ فِي غَيْرِ الأَقَارِبِ) . وَفِي الحَدِيث (اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا) أَي لَا يَتَزَوَّج الرَّجُلُ فِي القَرَابَةِ فيجِيءَ ولَدُه ضَاوِيًّا. والاغِترَابُ: افْتعَالٌ من الغُرْبَة، أَراد تَزَوَّجُوا إِلَى الغَرَائِب من النِّساءِ غَيْرِ الأَقَارِب فإِنّه أَنجبُ للأَوْلَاد. وَمِنْه حَدِيث المُغِيرَة (وَلَا غَرِيبَةٌ نَجِيبَةٌ) أَي أَنَّها مَعَ كَوْنها غَرِيبةٌ فإِنَّها غيرُ نَجِيبَةِ الأَوْلَاد.
(و) غُرَّبٌ (كسُكَّرٍ: جَبَلٌ بالشَّام) دونهَا فِي بِلاد بَنِي كَلْب، (وبهاءٍ) عَيْن (مَاء عِنْدَه) وَهِي الغُرَّبة بالتَّشْدِيد (وَقد يُخَفَّفُ) ، والتشْدِيد هُوَ الصَّحيح، هذَا قَول ابْن سِيده. وَقَالَ غَيره: غُرَّب: اسْمُ مَوْضع، وَمِنْه قَوْلُه:
فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْن لغُرَّبِ
(واسْتَغْرَبَ) فِي الضحِك معنِيًّا للمَعْلُوم، (واسْتُغْرِبَ) مَبْنِيًّا للمَجْهُول أَي أَكثرَ مِنْه، وَهَذِه عَن الصَّاغَانيّ. (و) يُقَال؛ (أَغْرَبَ: بَالَغَ فِي الضَّحِكِ) أَو إِذَا اشتَدَّ ضَحِكه ولَجَّ فِيهِ، واستَغْرَب عَلَيْهِ الضَّحِكُ كَذَلِك. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه ضَحِك حتَّى استَغْرَبَ) . أَي بَالَغ فِيهِ. يُقَال: أَغْرَبَ فِي ضَحِكه واستَغْرَب، وكَأَنَّه من الغَرْب وَهُوَ البُعْد. وَقيل: هُوَ القَهْقَهَة. وَفِي حَدِيثِ الحَسَن (إِذا استَغْرَبَ الرجلُ ضَحِكاً فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاة) وَقَالَ وَهُوَ مَذْهَب أَبِي حَنيفَة وَيزِيد عَلَيْهِ إِعَادَة الوُضُوء. وَفِي دعاءِ أَبي هُبَيْرَة: (أَعوذُ بِكَ من كُل شَيْطان مُسْتَغْرِب وكُلِّ نَبَطِيَ مُسْتَعْرِبٍ) . قَالَ الحَرْبِيُّ: أَظُنّه الَّذِي جَاوَزَ القَدْرَ فِي الخُبْثِ، كأَنَّه من الاستِغْرَابِ فِي الضِّحِك، وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى المُتَنَاهِي فِي الحِدَّة، من الغَرْب وَهِي الحِدَّة. قَالَ الشَّاعِر:
فَمَا يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلّا تَبَسُّماً
لَا يَنْسُبُون القَوْلَ إِلّا تَخَافِيَا
وَعَن شَمر: يُقَال: أَغرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتّى تَبْدُوَ غُرُوبُ أَسْنَانه، كذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وبَعْضُه من المُحْكَم والتَّهْذِيب والأَسَاسِ.
(والعَنْقَاءُ المُغرِبُ بالضَّمِّ) أَي بِضَمِّ المِيمِ (وَعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ) بِغَيْر الهَاء فِيهِما (و) عَنْقَاءُ (مُغْرِبَ) بِالْهَاءِ (و) عَنْقَاءُ (مُغْرِبٍ، مُضَافَةً) عَن أَبِي عَلِيّ: (طَائِر مَعْرُوفُ الاسْم لَا الجِسْم) وَفِي الصَّحَاح مَجْهُول الِاسْم. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي كِتَاب الطَّيْرِ: وأَما العنْقَاءُ المُغْرِبةُ فالدَّاهِيَةُ ولَيْست من الطَّيْر فيهمَا عَلمْنا، وَقَالَ الشَّاعرُ:
وَلَوْلَا سُلَيْمَانُ الخَلِيفَةُ حلَّقَت
بِه مِنْ يَدِ الحَجَّاح عَنْقَاءُ مُغْرِبُ
(أَو) هُوَ (طَائِرٌ عَظِيمٌ يُبْعِدُ فِي طَيرَانه) . يُقَال: هُوَ العُقَاب، وَقيل: لَيْسَ بِهِ، لَا تُرى إِلَّا فِي الدُّهُور، وَقَالَ: الزَّجَّاج: لَمْ يَرَه أَحدٌ، وَقيل فِي قَوْلهِ تَعَالى: {طَيْراً أَبَابِيلَ} (الْفِيل: 3) هِيَ عَنْقَاءُ مُغْربةٌ. وَقَالَ ابْنُ الكَلْبِيّ: كَانَ لأَهْلِ الرَّسِّ نَبيٌّ يُقَال لَهُ حَنْظَلَةُ بنُ صَفْوَان، وَكَانَ بأَرْضِه جَبل يُقَال لَهُ دَمُخ مَصعدُه فِي السَّماءِ مِيلٌ، فَكَانَ يَنْتَابُه طَائِرٌ كأَعظَمِ مَا يكُونُ، لَهُ عُنُقٌ طَويلٌ كأَحْسَن مَا يَكُنن، فِيهِ من كُلِّ لَوْن، وكانَت تَقَع مُنْقَضَّة على الطَّيْر فتأْكُلُهَا فجاعت وانقَضَّت على صبِيَ فذهَبَت بِهِ، فسُمِّيت عَنْقَاءَ مُغْرِباً؛ لأَنها تَغْرُب بكُلِّما أَخذَتْ، ثمَّ انقَضَّت على جَارِية تَرعَرَعت فضَمَّتْهَا إِلَى جَنَاحَيْن لَهَا صغيرين، ثمَّ طارَتْ بهَا فشَكَوْا ذَلِك إِلى نَبِيِّهم فدَعَا عَلَيْهَا، فسلَّطَ اللهُ عَلَيْها آفَةً فهَلَكت، فضَرَبت بهَا العربُ مَثَلاً فِي أَشْعَارِها، (أَو) هُوَ (مِنَ الأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ على غَيْرِ مَعْنًى) ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: كلمة لَا أَصْلَ لَها. وَقَالَ غيْرُه: لم يبْقَ فِي أَيْدي النَّاسِ من ص 2 فَتِهَا غيرُ اسْمِهَا. (و) فِي الحَدِيث: (طَارَتْ بِهِ عنْقَاءُ مُغْرب) أَي ذَهَبَت بِهِ (الدَّاهِيَةُ) ، وسيَأْتِي ذلكَ للمُصَنّف بعَيْنه فِي (ع ن ق) . (و) قَالَ أَبو مَالِك: العَنْقاءُ المُغْرِبُ (رأْسُ الأَكَمَةِ) فِي أَعْلَى الجَبَلِ الطَّوِيل، وأَنكَرَ أَن تَكُونَ طَائِراً وأَنشد:
وقَالُوا الفَتَى ابْنُ الأَشْعَرِيَّة حلَّقَت
بِهِ المُغْرِبٌ العنْقَاءُ إِنْ لم يُسَدَّدِ
وَمِنْه قَالُوا: طارَت بِهِ العَنْقَاءُ المُغْرِبُ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ. حذِفَت هَاء التأْنِيث مِنْهَا، كَمَا قَالُوا: لِحْيَةٌ نَاصِلٌ (وأَغرَبَ الدابَّةُ) إِذَا اشْتَدَّ بَيَاضُه. (و) فِي التَّهْذِيبِ: والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ قَالَ: هكَذَا جَاءَ عَن العرَب بغَيْر هَاءٍ وَهِي (الّتِي أَغْربَت فِي البِلَاد فَنَأَتْ) أَي بَعُدت (فَلم تُحَسَّ ولَمْ تُرَ) ، مَبْنيًّا للْمَجْهُول فيهمَا.
(والتَّعْرِيبُ: أَن يَأْتِيَ بِبَنِينَ بِيضٍ وبَنِين سُودٍ) فَهُو (ضِدٌّ) . قَالَ شَيْخُنَا: هَذَا تَعَقَّبُوه، وقَالُوا: لَا ضِدّيّةَ فِيهِ فإِنَّ التَّغرِيبَ هُوَ الإِتْيَانُ بالنَّوْعَيْن جَمِيعاً، الإِتيانُ بكخلِّ وَاحد من النَّوّعَيْنِ على انفرادِه لَا يُسَمَّى تَغْريباً حَتَّى يَكُونَ من الأَضْدَادِ، كَمَا أَشَار إِلَيْه سعدى لبي، انْتهى.
(و) التَّغْرِيبُ: (أَنْ تَجْمَعَ) الغُرَابَ؛ وَهُوَ (الثَّلْج والصَّقِيع فَتَأْكُلَه) .
والتَّغْرِيبُ فِي الأَرْضِ: الإِمْعَانُ، وقَدْ تَقَدَّم، وغَرَّبَه إِذَا نَحَّاه، كأَغْرَبَه. والتَّغْرِيبُ: النَّفْيُ عَن الْبَلَد الّذِي وَقَعَت الخِيَانَةُ فِيهِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَه: إِنَّ امْرَأَتي لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ فَقَالَ: غَرَّمْهَا) . أَي أَبْعدْهَا يُرِيد الطَّلبَاقَ. وغَرَّبهُ الدَّهْرُ وغَرَّبَ عَلَيْه: تَرَكَه بُعْداً.
(والمُغرَب بفَتْحِ الرَّاءِ) أَي مَعَ ضَمِّ المِيم: (الصُّبْحُ) ، لَهُ بَياضِه. والغُرَابُ: البَرَدُ، لِذَلِك، وَقد تقدَّمَت الإِشَارَةُ إِلَيْه (و) المُغْرَبُ: (كُلُّ شَيْءٍ أَبْيَضَ) . قَالَ مُعَاوِيَةُ الضَّبِّيّ:
فهَذَا مَكَانِي أَوْ أَرَى القَارَ مُغْرَباً
وحَتَّى أَرَى صُمَّ الجِبَال تَكَلَّمُ
ومَعْنَاه أَنَّه وَقَعَ فِي مَكَان لَا يَرْضَاه ولَيْسَ لَه مَنْجًى إِلّا أَنْ يَصيرَ القَارُ أَبيضَ، وَهُوَ شِبْهُ الزِّفْت أَو تُكَلِّمَهُ الجِبَال، وَهَذَا مَا لَا يكُونُ وَلَا يَصِحُّ وُجُودُه عادَةً. (أَو) المُغْرَبُ: (مَا كُلّ شَيْء مِنْهُ أَبْيَضُ، وَهُوَ أَقْبَحُ البَيَاضِ. و) فِي الصّحاح: المُغْرَبُ: (مَا ابْيَضَّ أَشْفَارُه) من كُلّ شَيْء. قَالَ الشَّاعِرُ:
شَريجَان مِنْ لَوْنَيْنِ خِلْطَانِ مِنْهُمَا
سَوَادٌ ومِنْهُ وَاضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الغُرْبَةُ: بياضٌ صِرْفٌ. والمُغْرَبُ مِنَ الإِبِل: الَّذِي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيه وحَدَقَتَاه وهُلْبُه وكُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ. وَقَالَ غيرُه المُغْرَب من الخَيْلِ: الَّذِي تَتَّسع غُرَّتُه فِي وَجْهه حتَّى تُجَاوِزَ عَيْنَيْهِ. وَيُقَال: عَيْنٌ مُغْرَبَةٌ أَي زَرْقَاءُ بيْضَاءُ الأَشْفَارِ والمَحَاجِر فإِذَا ابيضَّت الحَدَقَة فَهُوَ أَشَدُّ الإِغْرَاب.
(والغِرْبِيبُ بالكَسْرِ) : ضَرْبٌ من العِنَب بالطَّائِف شَدِيدُ السَّوَادِ وَهُوَ (مِنْ أَجْوَدِ العِنَبِ) وأَرَقِّه وأَشَدِّه سَوَاداً (و) فِي الحَدِيث: (إِنَّ الله يُبْغِضُ (الشَّيْخ (الغِرْبِيبِ) هُوَ الشَّدِيد السَّواد، وجَمْعُه غَرَابِيبُ. أَراد الَّذِي لَا يَشِيبُ وَقيل: أَرادَ الَّذِي (يُسَوِّدُ شَيْبَه بالخِضَابِ و) يُقَال: (أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ) أَي (حَالِكٌ) شَدِيدُ السَّواد. (وأَمَّا) إِذَا قُلْتَ: (غَرَابِيب سُودٌ فإ) نَّ (السُّود بَدَلٌ) من غَرَابِيب (لأَنَّ تَوْكِيدَ الأَلْوَانِ لَا يَتَقَدَّم) وَهُوَ عِبَارَةُ ابْن مَنْظُور. قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن السُّهَيْلِيّ: وظاهرُه أَنَّ تَوْكِيدَ غَيْرِ الأَلْوان يتَقَدَّم، وَلَا قَائِلَ بِه من أَهْلِ العَرَبِيَّة: وَقَالَ الهَرَوِيّ: أَي وَمن الجِبَال غَرَابِيبُ سُودُ وَهِي الْجدر ذَوَات الصُّخُورِ السُّود.
(وأُغرِبَ) الرَّجُلُ (بالضَّم) أَي (اشْتَدَّ وَجَعُه) من مَرَضٍ أَو غَيْرِه، عَن الأَصْمَعِيّ: (و) أُغْرِب (عَلَيْه) وأُغْرِب بِهِ: (صُنِع بِهِ صَنِيعٌ قَبيحٌ) ، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. (و) أُغْرِب (الفَرسُ: فَشَتْ غُرَّتُه) وأَخذَت عَيْنَيْه وابيَضَّت الأَشْفَارُ، وَكَذَلِكَ إِذَا ابيَضَّت من الزَّرَق أَيْضاً، وَقد تقدَّم بَيَان الإِغْرَاب فِي الخَيْل.
(والغُرُوب، بضَمَّتَيْن: الغَرِيبُ) . ورجلٌ غَرِيبٌ وغُرُبٌ بِمَعْنًى، أَي لَيْسَ مِنَ القَوْم، وهُمَا غُرُبَانِ: قَالَ طَهْمَانُ بْنُ عَمْرٍ والكِلَابِيُّ:
وإِنِّيَ والعَبْسِيَّ فِي أَرْضِ مَذْحِجٍ
غَرِيبانِ شَتَّى الدَّارِ مُخْتلِفَانِ
وَمَا كَانَ غَضُّ الطَّرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً
ولكِنَّنَا فسي مَذْحِجٍ غرُبَانِ
والغُرَباءُ: الأَبَاعِدُ. وَعَن أَبي عَمْرو: رَجُلٌ غَرِيب وغَرِيبِيِ وشَصِيبٌ وطَارِيٌّ وإِتاوِيّ بِمَعْنًى. وَفِي لِسَانِ العَرَب: والأُنْثَى غَرِيبَةٌ والجَمْعُ غرَائِب، قَالَ:
إِذَا كوكبُ الخَرْقَاءِ لَاحَ بسُحْرَةٍ
سُهَيْلٌ أَذَاعَتْ غَزْلَهَا فِي الغَرَائِبِ
أَي فَرّقَتْه بينَهُن. وَذَلِكَ لأَنَّ أَكثَر مَنْ تَغْزِل بالأُجْرة إِنَّمَا هِيَ غَرِيبَة.
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم سُئلَ عَن الغُرَبَاءِ فَقَالَ: (الَّذِين يُحْيُون مَا أَمَاتَ النَّاسُ من سُنَّتِي) وَفِي آخرَ: (إِنَّ الإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً، وسَيعُودُ غَرِيباً، فطُوبَى للغُربَاءِ) أَي أَنّه فِي أَوَّل أَمْره كالغَرِيب الوَحيدِ الَّذي لَا أَهْلَ لَه عِنْده.
(والغُرَابَاتُ والغُرَابِيُّ والغُرُبَاتُ) والغُرَابِيُّ والغُرُبَاتُ) كقُرُبَات (وغُرْيُبٌ) كقُنْفُذٍ (ونِهْيُ) بِالْكَسْرِ، (غُرَاب، و) نِهْيُ (غُرُبٍ بضَمِّهِن) رَاجع لِلْكُلِّ وَفِي نُسْخَة بضَمَّتَيْن؛ (مَوَاضِعُ) . الثَّانِي من حُصُونِ اليَمَن، قد تقدم ذكرُه فِي أَوَّل المَادَّة، والأَوَّلُ والثَّالثُ والرَّابعُ ومَا بَعْدَهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وضَبَطَ الرَّابع كزُبَيْر، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي شِعْرٍ مُضَافاً إِلى ضَاحٍ، وَهُوَ وَادٍ فِي دِيَار بَنِي كِلَاب، فَتَأَمَّل.
(و) فِي الأَسَاس: وجْهٌ كمرْآةِ الغَرِيبَة؛ لأَنَّهَا فِي غَيْر قَوْمِها فمِرآتُهَا أَبداً مَجْلُوَّة.
وَمن الْمجَاز: استِعرْ لنا (الغَريبَة) وَهي (رَحَى الْيَد) ؛ سُمِّيت (لأَنَّ الجِيرَانَ يَتَعَاوَرُونَها) بينَهم وَلَا تَقَرُّ عِنْد أَصْحَابِهَا، وأَنْشَدَ بَعْضُهم: كأَنَّ نَفِيَّ مَا تَنْفِي يَدَاهَا
نَفِيُّ غَرِيبَة بِيَدَيْ مُعِينِ
والمُعِينُ: أَن يَسْتَعِينَ المُدِيرُ بِيَدِ رَجُل أَو امْرَأَة يضَعُ يَدَه على يَدِه إِذَا أَدَارَهَا.
(والغَارِبُ: الكَاهِلُ) من الخُفِّ، (أَو) هُوَ (مَا بَيْنَ السَّنَام والعُنُقِ، ج غَوَاربُ و) مِنْهُ قولُهم: (حَبْلُكِ عَلى غَارِبكِ) ، وَهُوَ من الكنَايَات، وكَانَت العَرَبُ إِذَا طَلَّقَ أَحَدُهُم امْرَأَته فِي الجَاهِلّية قَالَ لَهَا ذَلِك (أَي) خَلَّيْتُ سبيلَكِ (اذْهَبي حَيْثُ شِئْت) . قَالَ الأَصْمَعيّ: وذلكَ أَنَّ النّاقَةَ إِذَا رَعَتَ وَعلَيْهَا خطَامُها أُلْقِي عَلَى غَارِبها، وتُرِكَت لَيْسَ عَلَيْهَا خِطَام؛ لأَنَّها إِذَا رَأَتِ الخِطَام لم يُهْنِها المَرْعَى. قَالَ: مَعْنَاه أَمرُكِ إِلَيْكِ اعْمَلِي مَا شِئْتِ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت لِيَزِيدَ بْنِ الأَصَمّ: (رُمِيَ بِرَسَنِكَ على غَارِبكَ) أَي خُلِّيَ سَبِيلُكَ فَلَيْسَ لَك أَحَدٌ يَمْنَعُكَ عَمَّا تُرِيد، تَشْبِيهاً بالبَعِير يُوضَعُ زِمَامُ (على ظَهْرِه) ويُطْلَق يَسْرَح أَيْنَ أَرَادَ فِي المَرْعَى. وَوَرَدَ فِي الحَدِيث فِي كِنَايَات الطَّلَاقِ (حَبْلُك على غَارِبك) أَي أَنْت مرسَلةٌ مُطلَقَة غَيْرُ مَشْدُودَة وَلَا مُمْسَكة بعَقْدِ النِّكاح.
والغَارِبَان: مُقَدَّمُ الظَّهْر ومُؤَخَّرُه. وَقيل: غَارِب كُلِّ شَيْء: أَعلَاهُ. وبَعِيرٌ ذُو غَارِبَيْن إِذَا كَانَ مَا بَيْنَ غَارِبَيّ سَنَامِه مُتَفَتِّقاً، وأَكثَرُ مَا يَكُونُ هَذَا فِي البَخَاتِيّ الَّتِي أَبوها الفَالِج وأُمّهَا عَرَبِيَّة. وَفِي حَدِيث الزُّبَيْرِ: (فَمَا زَالَ يَفْتِلُ فِي الذِّرْوَة والغارِب حَتَّى أَجابَتْه عَائشةُ إِلَى الخُرُوج) الغارِبُ: مُقدَّمُ السَّنام والذَّرْوَةُ: أَعْلاه. أَراد أَنَّه مَا زَالَ يُخادِعُهَا وَيَتلطَّفُهَا حَتَّى أَجابَتْه، والأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الرجلَ إِذا أَرَادَ أَنْ يُؤَنِّسَ البعِيرَ الصَّعْبَ ليَزُمَّه وَيَنْقَادَ لَهُ جعلَ يُمِر: يدَه عَلَيْهِ، ويَمْسَحُ غاربَه ويَفْتِلُ وَبَرَه حَتَّى يَسْتَأْنِس ويَضَع فِيهِ الزِّمَامَ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (و) فِي الأَسَاسِ: وَمن المَجَاز: بحرٌ ذُو غَوَارِبَ، (غَوَارِبُ المَاءِ) : أَعَالِيه. وَقيل: (عَوالِي) وَفِي نُسْخَة أَعالِي (موْجِهِ) شُبِّه بغوَارِب الإِبِل، وَقيل: غارِبُ كُلِّ شَيْء؛ أَعلاهُ. وَعَن اللَّيْث الغَارِبُ) : أَعْلَى المَوْج وأَعْلَى الظَّهْرِ. والغَارِبُ: أَعلَى مُقَدَّمِ السَّنامِ، وَقد تَقَدَّم. (و) فِي الحَدِيث أَنَّ رَجُلاً كَانَ واقِفاً مَعَه فِي غَزَاةٍ ف أَصابَه سَهْمُ غَرْبٍ) بالسُكون (ويُحَرَّكُ) وَهَذَا عَن الأَصْمَعِيّ والكسَائِيّ، وَكَذَلِكَ سَهْمُ غرَبٍ بالإِضافَةِ فِي الكُلِّ (و) كَذَلِك (سَهْمٌ غَرْبٌ نَعْتاً) لسَهْم (أَي لَا يُدْرَى رَامِيهِ وَقيل: هُوَ بالسُّكُون. إِذَا أَتاهُ مِن حَيْث لَا يَدْرِي، وبالفَتْح إِذا رَمَاه فأَصَاب غيرَه. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ والهَرَوِيّ: لم يَثْبُت عَن الأَزْهَرِيّ إِلّا الفَتْحُ، وَنقل شَيخُنا عَن ابْنِ قُتَيْبَة فِي غَرِيبه: العَامّة تَقُولُ بالتَّنْوِين وإِسْكَانِ الرَّاء منْ غَرْب، والأَجْوَدُ الإِضافَةُ والفَتْح، ثمَّ قَالَ: وَحكى جَمَاعَةٌ من اللُّغَويِّين الوَجْهَيْن مُطْلَقاً، وَهُوَ الَّذِي جَزَم بِهِ فِي التَّوْشيح تَبَعاً للجَوْهَرِيّ وابْنِ الأَثِير وغَيْرِهما. (وغَرِب كفَرِح) غَرَباً: (اسْوَدَّ) وَجهه من السَّمُوم، نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) غَرُبٍ (كَكَرُم: غَمُضَ وَخِفي) . وَمِنْه الغَرِيب وَهُوَ الغَامِضُ من الكَلَام. وكَلِمَة غرِيبَةٌ وَقد غَرُبت وَهُوَ من ذلِك.
وَفِي الأَسَاس: وَيُقَال: فِي كَلَامِه غَرَابَة، وَقد غَرُبَتِ الكَلِمَة: غَمُضَت فِي غَرِيبَة.
(و) فِي النِّهَايَة وَرَدَ: إِنَّ فِيكُم مُغَرِّبين، قيل: وَمَا (المُغَرِّبُون) ؟ أَي (بكَسْرِ الرَّاءِ المُشَدَّدَةِ فِي الحدِيث) الوَارِد، قَالَ: (الَّذِين تَشْرَكُ) وَفِي نُسْخَة تَشْتَرِكُ (فِيهِم الجِنُّ؛ سُمُّوا بِه لأَنَّهُ دَخَل فِيهِمِ عِرْقٌ غَر 2 يبٌ، أَو لِمَجِيئهِم) . 6 وَعبارَة النِّهَايَة: أَوْ جاءُوا (مِنْ نَسَبٍ بَعِيدِ) . وعَلَى هَذَا اقْتَصَر الهَرَوِيُّ فِي غَرِيبَيْه. وزادَ فِي النِّهَاية ونَقَلَه أَيضاً ابنُ مَنْظُور الإِفْرِيقيّ: وَقيل: أَرادَ بمُشَاركة الجِنِّ فيهم أَمْرَهُم بالزِّنَا وتَحْسِينَه لَهُم، فجَاءَ أَولادُهُم عَن غير رِشْدَة. وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَشَارِكْهُمْ فِى الاْمْوالِ وَالاْوْلَادِ} (الْإِسْرَاء: 64) . وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ.
شَأْوٌ مُغَرِّب بكَسْرِ الرَّاءِ وفَتْحِهَا أَي بَعِيدٌ، قَالَ الكُمَيْتِ:
أَعَهْدَك مِن أْولَى الشِّبِيبَة تَطْلُبُ
على دُبُرٍ هَيْهَاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ
وَقَالُوا: (هَلْ أَطْرَفْتَنَا من مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ) أَي هَل من خَبَر جَاءَ من بُعْدٍ. وَقيل: إِنَّمَا هُو من مُغَرَّبَة خَبَر. وَقَالَ يَعْقُوب: إِنمَا هُوَ هَلْ جَاءَتْكَ مُغَرِّبَة خبر، يَعْنِي الخَبَرَ الذِي يَطْرَأُ عَلَيْكَ من بَلَد سِوَى بَلَدك. وَقَالَ ثَعْلَب: مَا عنْدَه من مُغَرِّبَة خَبَر، تَسْتَفْهِمه أَو تَنْفى ذَلك عَنهُ، أَي طَرِيفَةٌ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضي الله عَنْه أَنَّه قَالَ لِرَجُلٍ قَدِم عَلَيْهِ من بَعْض الأَطْرَاف: (هَل مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَر؟) أَي هَل من خَبَرٍ جَديدٍ جَاءَ من بَلَد بَعيد. قَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال بكَسْر الرَّاءِ وفَتْحِهَا مَعَ الإِضَافَة فِيهِمَا. قَالَهَا الأُمَويُّ بالفَتْح، وأَصلُه من الغَرْب وَهُوَ البُعْد، وَمِنْه قِيل: دَارُ فُلَان غَرْبَة، والخَبَر المُغْرِبُ: الَّذِي جَاءَ غَرِيباً حَادِثاً طَريفاً. وأَغربَ الرجُلُ. صَار غَرِيباً، حَكَاهُ أَبو نَصْر.
وقِدْحٌ غَرِيب: لَيْسَ من الشَّجَر الَّتِي سائِرُ القِدَاح مِنْهَا، وعَيْنٌ غَرْبَةٌ: بَعِيدَةُ المَطْرَحِ، وإِنَّه لغَرْبُ العَيْنِ: بَعِيدُ مَطْرَح العَيْن، والأُنْثَى غَرْبَةُ العَيْن، وإِيَّاهَا عَنَى الطِّرِمَّاحُ بقَوْلِه:
ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدَانَةٌ
غَرْبَةُ العَيْنِ جَهَادُ المَسَامْ
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وكُلُّ مَا وَارَاكَ وستَرك فَهُوَ مُغْرِبٌ، وَقَالَ سَاعدَة الهُذَلِيّ:
مُوَكَّلٌ بِشُدُوف الصَّوْم يُبْصرُها
) ، من المغَارِب مخْطوفُ الحَشَازَرِمُ
وكُنُسُ الوحْشِ: مغَارِبُها، لاسْتِتَارِهَا بهَا.
وأُغْرِبَ الرجلُ: وُلِد لَهُ وَلَدٌ أَبيضُ. وَفِي حَدِيث ابْن عبَّاس، اخْتُصِم إِلَيْه فِي مَسِيل المطَر فَقَالَ: (المطَر غَرْب، والسَّيْلُ شَرْق) أَرَادَ أَنَّ أَكثَرَ السحابِ يَنْشَأُ من غَرْبِ القِبْلة والعيْن هُنَاكَ. تَقولُ العربُ مُطِرْنَا بالعَيْن، إِذَا كَان السحابُ ناشِئاً من قِبْلَة العِرَاقِ، وقولُه: والسيلُ شَرْقٌ يُرِيد أنَّه يَنْحَطُّ مِن نَاحِية المَشْرِق لأَن نَاحِية المَشْرِق عَالِيَة ونَاحِيَةَ المغْرِب مُنْحَطَّة، قَالَ ذَلِك القُتَيْبِيّ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَلَعَلَّه شيءٌ يختَصُّ بِتِلْكَ الأَرْض الَّتِي كَانَ الخِصَام فِيهَا.
وَفِي المُسْتَقْصَى والأَسَاس ولِسَانِ العرَبِ (لأَضْرِبنَّكُم ضَرْبَ غَرِيبةِ الإِبِلِ) . قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ قَول الحجَّاج، ضربَه مَثَلاً لنَفْسِه مَعَ رَعِيَّته يُهدِّدُهم، وذلِكَ أَن الإِبِلَ إِذَا ورَدَتِ الْمَاءَ فَدخل فِيهَا غَرِيبَةٌ من غَيْرِهَا ضُرِبتْ وطُرِدت حَتَّى تَخْرُج عَنْها، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي الأَسَاسِ: وَمن المَجَاز: أَرض لَا يَطِيرُ غُرابُها أَي كَثِيرَةُ المَاءِ والخِصْبِ. وازْجُرْ عَنْكَ غَرَائِبَ الجَهْل، وطَار غُرَابُه، إِذَا شَابَ.
وَمِمَّا استدْرَكَه شيخُنَا رَحِمَ اللهُ:
من الأَمْثَال (مَنْ يُطِع غَرِيباً يُمْسِ غَرِيباً) قَالُوا: هُوَ غَرِيب بن عِمْليق بْنِ لَاوذ بْن سَام بن نُوح عَلَيْهِ السَّلَام، وَكَانَ مُبَذِّراً للمَال، قَالَه الميدَانيّ فِي مَجْمَع الأَمْثَالِ. وَقيل فِي هذَا المَثَل غيرُ ذَلِكَ، راجِعُه فِي كُتُب الأَمْثَالِ.
3 - والغُرْبَة بالضَّمِّ: بيَاضٌ صِرْفٌ، كَمَا أَنَّ الحُلْبَةَ سَوَادٌ صِرْفٌ.
والغَرَيبُ من الْكَلَام: العَمِيقُ الغَامِضُ.
والغَرِيبُ فرسُ زَيْدِ الفَوَارِس.
وأَغرَبَ السَّاقِي، إِذَا أَكْثَر الغَرْب، أَي مَا حَوْلَ الحَوْضِ من المَاءِ والطِّين.
والغَرْبِيُّ: الغَرِيبُ. والمَغَاربُ: السُّودَانُ، والمغَارِبُ: الحُمْرَانُ. ضِدٌّ. وأَسوَدُ غُرَابِيٌّ، مِثْلُ غِرْبِيب.
وإِذَا نَعَتُوا أَرضاً بالخِصْب قَالُوا: وقَعَ فِي أَرْضٍ لَا يَطِيرُ غُرَابُهَا. ويقُولُون: وَجَد تَمْرَةَ الغُرَاب، وَذَلِكَ أَنَّه يتْبَعُ أَجْوَدَ التَّمْرِ فيَنْتَقِيه. وغُرَابَة، كثُمَامة: جِبَالٌ سُودٌ.
وأَبو الغَرْبِ بالفَتْح: عَوْفُ بْنُ كُسَيْب، أُمُّه الرَّبْذَاءُ بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ الخَطَفَي، نَقله الصّاغَانِيّ. قلت: كَانَ فِي أَوَاخِر دَوْلَةِ بَنِيِ أُمَيَّة، نقلَه الأَمِير. وستُّ الغَرْب: بنتُ محمّد بْنِ مُوسَى بّن النُّعْمَان، رَوَتْ خَبَرَ البطاقة عَن ابْنِ ععلَّاقٍ. وسِتّ الغَرْبِ بِنْتُ عَلِيِّ بْن الحَسَن، سَمِعَت من المِزِّيّ هَكَذَا قَيَّدَهما الحَافِظ. وكَأَمِير مُحَمَّدُ بْنُ غَريب القَزَّاز، رَاوِي كتاب الطّهور عَن مُحَمَّد بْنِ يَحْيَى الخَرْوَزِيّ. وعليّ بن أَحمدَ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ غَرِيب، خَال المقتدر وغريب القِرْمِيسِينِيّ من شُيُوخ ابْن مَاكُولَا. وأَبو الغَرِيب مُحَمَّد بنُ عَمَّار البُخَارِيّ عَن المُخْتَار بْنِ سَابِق. وبالتَّثْقِيل غرّيب لقَب مُعاوِيةَ بْنِ حُذَيْفَة بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِيّ.
وعبدُ الخَالِقِ بْنُ أَبِي الفَضْل بْنِ غَريبَة، كَسفِينَة، عَن أَبِي الوقْت، مَاتَ سنة 622 هـ.
وغَرِيبَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ أَحْمَد التَّاجِر، عَن أَبِي عَلِيِّ بْن المَهْدِيِّ. وغُرَابُ بنُ جُذَيْمَةَ بِالضَّمِّ، وَكَذَا غُرَابُ بْنُ ظَالِمٍ فِي فزارَة. وغُرَابُ بن مُحَارِب بُطُون.
غرب: {وغرابيب}: شديدة السواد.
(غ ر ب) : (الْغَرْبُ) الدَّلْوُ الْعَظِيمُ مِنْ مَسْكِ ثَوْرٍ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِيمَا يُسْقَى بِالْغُرُوبِ (وَالْغَرْب) أَيْضًا عِرْقٌ فِي مَجْرَى الدَّمْعِ يَسْقِي فَلَا يَنْقَطِع مِثْلَ النَّاصُورِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ بِعَيْنِهِ غَرْبٌ إذَا كَانَتْ تَسِيلُ فَلَا تَنْقَطِع دُمُوعُهَا (الْغَرَبُ) بِالتَّحْرِيكِ وَرَمٌ فِي الْمَآقِي وَعَلَى ذَا صَحَّ التَّحْرِيكُ وَالتَّسْكِينُ فِي الْعُيُونِ (وَسَهْمٌ غَرْبٌ) بِالْإِضَافَةِ وَغَيْرِ الْإِضَافَةِ وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرَى مَنْ الَّذِي رَمَاهُ (وَيُقَالُ) غَرَّبَهُ إذَا أَبْعَدَهُ (وَمِنْهُ) «جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ» (وَغَرُبَ بِنَفْسِهِ) بَعُدَ (وَمِنْهُ) هَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ عَلَى الْإِضَافَةِ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ مِنْ بَعِيدٍ (وَالْغَارِبُ) مَا بَيْنَ الْعُنُقِ وَالسَّنَامِ (وَفِي أَمْثَالِهِمْ) حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ أَيْ اذْهَبِي حَيْثُ شِئْتِ وَأَصْلُهُ فِي السَّاقَةِ.
غرب
الْغَرْبُ: غيبوبة الشّمس، يقال: غَرَبَتْ تَغْرُبُ غَرْباً وغُرُوباً، ومَغْرِبُ الشّمس ومُغَيْرِبَانُهَا. قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
[الشعراء/ 28] ، رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ
[الرحمن/ 17] ، بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ
[المعارج/ 40] ، وقد تقدّم الكلام في ذكرهما مثنّيين ومجموعين ، وقال: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
[النور/ 35] ، وقال: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ
[الكهف/ 86] ، وقيل لكلّ متباعد:
غَرِيبٌ، ولكلّ شيء فيما بين جنسه عديم النّظير: غَرِيبٌ، وعلى هذا قوله عليه الصلاة والسلام: «بدأ الإسلام غَرِيباً وسيعود كما بدأ» وقيل: العلماء غُرَبَاءُ، لقلّتهم فيما بين الجهّال، والغُرَابُ سمّي لكونه مبعدا في الذّهاب. قال تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ
[المائدة/ 31] ، وغَارِبُ السّنام لبعده عن المنال، وغَرْبُ السّيف لِغُرُوبِهِ في الضّريبة ، وهو مصدر في معنى الفاعل، وشبّه به حدّ اللّسان كتشبيه اللّسان بالسّيف، فقيل: فلان غَرْبُ اللّسان، وسمّي الدّلو غَرْباً لتصوّر بعدها في البئر، وأَغْرَبَ الساقي: تناول الْغَرْبَ، والْغَرْبُ: الذّهب لكونه غَرِيباً فيما بين الجواهر الأرضيّة، ومنه: سهم غَرْبٌ: لا يدرى من رماه. ومنه: نظر غَرْبٌ:
ليس بقاصد، و، الْغَرَبُ: شجر لا يثمر لتباعده من الثّمرات، وعنقاء مُغْرِبٌ، وصف بذلك لأنه يقال: كان طيرا تناول جارية فَأَغْرَبَ بها. يقال عنقاء مُغْرِبٌ، وعنقاء مُغْرِبٍ بالإضافة.
والْغُرَابَانِ: نقرتان عند صلوي العجز تشبيها بِالْغُرَابِ في الهيئة، والْمُغْرِبُ: الأبيض الأشفار، كأنّما أَغْرَبَتْ عينُهُ في ذلك البياض. وَغَرابِيبُ سُودٌ
[فاطر/ 27] ، قيل: جَمْعُ غِرْبِيبٍ، وهو المُشْبِهُ لِلْغُرَابِ في السّواد كقولك: أسود كحلك الْغُرَابِ.

غبر

غبر: {الغابرين}: الباقين والماضين، مشترك.
(غبر) أثار الْغُبَار وَفِي وَجهه سبقه كَأَنَّهُ أثار الْغُبَار أَمَامه وَالشَّيْء لطخه بالغبار والضيف أطْعمهُ الغبران
(غبر)
غبورا مكث وَبَقِي وَمضى

(غبر) الشَّيْء غبرا وغبرة علاهُ الْغُبَار وَصَارَ لَونه كلون الْغُبَار فَهُوَ أغبر وَهِي غبراء (ج) غبر وَالْجرْح غبرا اندمل على فَسَاد ثمَّ انْتقض بعد الْبُرْء فَهُوَ غبر
(غ ب ر) : (الْغَابِرُ) الْمَاضِي وَالْبَاقِي (وَقَوْلُهُ) جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِر أَيْ الْجُزْءُ الْأَخِيرُ مِنْهُ (وَالْغُبَيْرَاءُ) السُّكْرَكَةُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «إيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» أَيْ هِيَ مِثْل الْخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُهَا جَمِيعُ النَّاسِ لَا فَصْلَ بَيْنَهُمَا (وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ) انْهَهُمْ عَنْ غُبَيْرَاءِ السُّكْرَكَةِ وَإِنَّمَا أُضِيفَ لِئَلَّا يَذْهَب الْوَهْم إلَى غُبَيْرَاء الثَّمَرِ.
غ ب ر : غَبَرَ غُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ بَقِيَ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا مَضَى أَيْضًا فَيَكُونُ مِنْ الْأَضْدَادِ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ غَبَرَ غُبُورًا مَكَثَ.
وَفِي لُغَةٍ بِالْمُهْمَلَةِ لِلْمَاضِي وَبِالْمُعْجَمَةِ لِلْبَاقِي وَغُبَّرُ الشَّيْءِ وِزَانُ سُكَّرِ بَقِيَّتُهُ وَالْغُبَارُ مَعْرُوفٌ وَأَغْبَرَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَثَارَ الْغُبَارَ وَالْغَبْرَاءُ بِالْمَدِّ الْأَرْضُ وَالْغُبَيْرَاءُ بِالتَّصْغِيرِ نَبِيذُ الذُّرَةِ وَيُقَالُ لَهُ السُّكْرَكَةُ. 
غ ب ر: (الْغُبَارُ) وَ (الْغَبَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدٌ. وَ (الْغُبْرَةُ) لَوْنُ (الْأَغْبَرِ) وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْغُبَارِ. وَقَدِ (اغْبَرَّ) الشَّيْءُ (اغْبِرَارًا) . وَ (الْغَبْرَاءُ) الْأَرْضُ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) بِوَزْنِ الْحُمَيْرَاءِ مَعْرُوفٌ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) أَيْضًا شَرَابٌ تَتَّخِذُهُ الْحَبَشُ مِنَ الذُّرَةِ يُسْكِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» ، وَ (غَبَرَ) الشَّيْءُ بَقِيَ. وَغَبَرَ أَيْضًا مَضَى. وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (أَغْبَرَ) وَ (غَبَّرَ تَغْبِيرًا) أَثَارَ الْغُبَارَ. 

غبر


غَبَرَ(n. ac. غُبُوْر)
a. Was dusty; was dim, dull; was dust-coloured.
b. Remained, lasted, continued; stayed, tarried
waited.
c. Went away, departed, started, set out; passed away
elapsed (time).
غَبِرَ(n. ac. غَبَر)
a. Re-opened, ulcerated (wound).
b. Bore rancour.
غَبَّرَa. Dusted, dirtied; threw dust at.
b. see IV (a)
أَغْبَرَa. Raised the dust.
b. [Fī], Exerted himself over, was zealous, energetic
about.
c. see I (a)
إِغْبَرَّa. Was dusty; was dustcoloured.

غَبْرَةa. see 4t
غِبْرa. Rancour, malevolence, spite, malice.

غُبْر
(pl.
أَغْبَاْر)
a. Remainder, residue, remains, leavings.

غُبْرَةa. Dustcolour.
b. see 4t
غَبَرa. Continuance.
b. Calamity.
c. see 4t
غَبَرَةa. Dust.

غُبَرa. A species of fish.

غُبَّر
(pl.
غُبَّرَات)
a. see 3
أَغْبَرُ
(pl.
غُبْر)
a. Dusty; dustcoloured; dim, dull.

غَاْبِر
( pl.
reg. &
غُبَّر)
a. Remaining, lasting, continuing; remainder
rest.
b. Staying, waiting, tarrying; last.
c. Passing away: trans-itory, fleeting; departing.
d. Future.

غَاْبِرَة
a. [art.], The Hereafter.
غُبَاْرa. see 4t
غَبْرَآءُa. fem. of
أَغْبَرُb. [art.], The earth.
مُغَبِّرَة
a. Pious people, devotees.

غَوْبَر
a. see 9
بَنُو الغَبْرَآء
a. The poor, the needy; strangers.

دَاهِيَة الغَبَر
a. Calamity, disaster; catastrophe.

غُبَيْرَآء
a. Sorb, service-tree.
b. Beverage.

غُبْرُقَة
a. Black-eyed (woman).
غبر
غَبَرَ الرَّجُلُ يَغبُرُ غُبُوراً: إذا مَكَثَ. وغُبَّرُ اللَيْل: آخِرُه وبَقاياه. والغُبْرُ: جماعَةُ الغابِر.
وتَغبرْتُ الناقَةَ: احْتَلَبْتَ غُبْرَها. وكَسَعْتُها بغُبْرِها وقَطَعَ اللَّهُ غابِرَ فلانٍ ودابِرَه: أي آخِرَه وما بَقِيَ منه. والتَّغْبِيْرُ: ارْتِفاعُ اللَّبَنِ.
والغُبرةُ: مَصْدَرُ الأغْبَرِ، غَبِرَ يَغْبَرُ غُبْرَةً. والغُبَارُ: معروف. والغَبَرَةُ: لَطْخُهُ وتَرَدُّدُه. وفي مَثَل: " ما يُشَقُّ غُبَاره ".
والغَبَرَةُ: تَغَيرُ اللَّوْنِ الذي يَغْبَارُّ لِلْهَمِّ.
وبَنُو غَبْرَاءَ: هُمُ اللُّصُوصُ. ويقال: ابنُ غَبْرَاءَ ابنُ السَّبِيل. والمُغَبِّرَةُ: قَوْمٌ يَذْكرونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدُعاءٍ وإخْبَاتٍ. والتَّغْبِيْرُ: التَّهليلُ. وداهِيَةُ الغَبَرِ: لا يُهْتَدى للنَجاءِ منها. وقيل: هي الحَيَّةُ. وعِرْقٌ غَبِرٌ: لا يَزَالُ مُنْتَقِضاً.
والغَبْرَاءُ من الأرْض: الخَمَرُ. ونَبْت في السُّهولة. والغُبَيْرَاءُ: فاكِهَةٌ. وهو في الحَدِيثِ: السُّكُرُّجَةُ. ورَجَعَ على غُبَيْرَاءِ ظَهْرِه: أي رَجَعَ بما يَكْرَهُ.
وأغْبَرْتُ في طَلَب الشَّيْءِ: انْكَمَشْت فيه. ودارَةُ غُبَيْرٍ: لِبَني الأضْبَطِ بها ماءٌ يُقال له الغُبَيْر.
(غبر) - في حَديثِ أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: "بَيْنَا رجل في مَفازةٍ غَبْراء"
الغَبْراء: التي لا يُهتَدَى للخُروجِ منها. ودَاهِيةٌ غَبْراء: لا يُعلَم المَخْرجُ منها. وقال الأَزهَرِيُّ عن اللَّيْث: الغُبَيْراء: الخَمْر.
- في حديثَ عَبدِ الله بنِ الصَّامِت: "يُخَرِّبُ البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر، والمَوتُ الأَحمر" الجُوعُ الأَغْبَر: الذي يُجْتَزأُ فيه بما يُجْزِئ من الطَّعامِ؛ والأَغبَر: الذي يخالِطُ لَونَه غُبْرةٌ.
- وفي حديث ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "سُئِل عن جُنُب اغْتَرفَ بكُوزٍ من حُبٍّ ، فأصابت يَدُهُ المَاءَ. فقال: غَابِرُه نَجِسٌ"
: أي باقِيه، قال الشَّاعِرُ:
أعابِرَان نَحنُ في العُبَّارِ
أم غَابِرَان نَحنُ في الغُبَّارِ
- في حديث مُجاشِع: "فخرجوا مُغْبِرِين هم ودَوَابُّهم"
- وفي حديث الحارث بن أبي مُصْعَب: "قَدِم رجل من أَهلِ المَدِينَة، فَرأيتُه مُغْبِرًا في جَهازِه"
المُغْبِر: الطالب للشَّىءِ المُنكَمِش فيه، كأنه يُثِيرُ الغُبار.
- في حديث أُوَيْس: "من غَبْراء النَّاس"
: أي فُقرائِهم وبَنُو غَبْراء: المَحاوِيجُ، والُّلصوص.
وابنُ غَبْراء: ابنُ السَّبِيل. 
غبر ثغب / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد الله [بْن مَسْعُود -] 4 / الف [رَحمَه الله -] مَا شَبَّهتُ مَا غَبَر من الدُّنْيَا إِلَّا بثَغْب ذَهَبَ صَفوه وَبَقِي كدره. قَوْله: مَا غَبَر يَعْنِي مَا بَقِي فالغابر هُوَ الْبَاقِي وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ {إلاَّ عجوزا فِي الغابرين} يَعْنِي مِمَّن تخلّف فَلم يمض مَعَ لوط [عَلَيْهِ السَّلَام -] . قَالَ عبيد الله بن عمر يَوْم صفّين وَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَة:

[الرجز]

أَنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قُرَيْش مَن مضى وَمن غبر

بعد رَسُول الله وَالشَّيْخ الْأَغَر ... يَقُول: خير من مضى وَمن بَقِي. وَقَوله: إِلَّا بثغب الثَغْب الْموضع المطمئن فِي أَعلَى الْجَبَل يَستنقِع فِيهِ مَاء الْمَطَر قَالَ عُبيد بن الأبرص يذكر امْرَأَة: [الْكَامِل] وَلَقَد تَحُلُّ بهَا كأنّ مُجاجها ... ثغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوه بمُدامِ

وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] حِين ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ: الزم بَيْتك قيل: فَإِن دخل عَليّ بَيْتِي قَالَ: فَكُن مثل الْجمل الأورَق الثَفال الَّذِي لَا ينبعث إِلَّا كَرْها وَلَا يمشي إِلَّا كرها. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأورق الَّذِي فِي لَونه بَيَاض إِلَى سَواد وَمِنْه قيل ورق للرماد: أوْرق وللحمامة: وَرْقَاء قَالَ: وَهُوَ أطيب الْإِبِل لَحْمًا وَلَيْسَ بمحمود عِنْد الْعَرَب فِي عمله وسيره. وَأما الثَفال فَهُوَ الثقيل البطيء
[غبر] الغبارُ والغَبَرَةُ، واحد. والغُبْرَةُ: لون الأغْبَرِ، وهو شبيه بالغُبارِ. وقد اغبر الشئ اغبرارا. والغبراء: الأرض. والغَبْراءُ: ضربٌ من النبات. وبنو غبراء الذى في شعر طرفة المحاويجُ. والوطأة الغَبْراء: الدارسة، وهى مثل الوطأة السوداء. والغبراء: اسم فرس قيس بن زهير العبسى. والغبيراء بالمد معروف . والغُبَيْراءُ أيضاً: شرابٌ تتَّخذه الحبشُ مُسكرٌ من الذُرة. وفي الحديث: " إياكم والغُبَيْراءَ فإنها خمر العالم ". والغُبْرُ: بقية اللبن في الضرع. يقال: بها غُبْرٌ من لبن، أي بالناقة، والجمع أغْبارٌ. وغُبْرُ الحيضِ: بقاياه. قال أبو كبير الهُذَليّ، واسمه عامر بن الحُلَيس: ومُبَرَّاءٍ من كل غُبَّرِ حَيْضَةٍ * وفساد مُرضعةٍ وداءِ مغيل - ومبراء معطوف على قوله: ولقد سريت على الظلام بمغشم * جلد من الفتيان غير مثقل - وغبر المرض أيضا: بقاياه. وكذلك غبر الليل. وغبر الشئ يَغْبُرُ، أي بقي. والغابِرُ: الباقي. والغابز: الماضي، وهو من الاضداد. وغَبِرَ الجرح بالكسر يَغْبَرُ غَبَراً: اندمل على فسادٍ ثم ينتفض بعد ذلك. ومنه سمِّي العِرقُ الغَبرُ، بكسر الباء، لأنه لا يزال ينتفض. وداهية الغَبَرِ بالتحريك، هي العظيمة التي لا يُهتدى لها. قال الحرمازيُّ يمدح المنذر : أنتَ لها مُنْذِرُ من بين البَشَرْ * داهيةُ الدهرِ وصَمَّاءُ الغَبَرْ - يريد: " يا منذر ". وأغْبَرَ الرجلُ في طلب الحاجة، إذا جدَّ في طلبها، عن ابن السكيت. وأغبرت السماء.، إذا جدَّ وقعها واشتدّ. قال: وأغْبَرَتْ، أي أثارت الغُبار. وكذلك غَبَّرَتْ تَغْبيراً. وتَغَبَّرْتُ من المرأة ولداً. وتزوج رجل امرأة كبيرة، فقيل له في ذلك فقال: لعلى أتغبر منها ولدا. فلما ولد له سماه: غبر بن غنم، مثال عمر.
غبر
الْغَابِرُ: الماكث بعد مضيّ ما هو معه. قال:
إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ
[الشعراء/ 171] ، يعني: فيمن طال أعمارهم، وقيل: فيمن بقي ولم يسر مع لوط. وقيل: فيمن بقي بعد في العذاب، وفي آخر: إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ [العنكبوت/ 33] ، وفي آخر:
قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ [الحجر/ 60] ، ومنه: الْغُبْرَةُ: البقيّة في الضّرع من اللّبن، وجمعه: أَغْبَارٌ، وغُبْرُ الحيض، وغُبْرُ الليل.
والْغُبَارُ: ما يبقى من التراب المثار، وجعل على بناء الدّخان والعثار ونحوهما من البقايا، وقد غَبَرَ الغُبَارُ، أي: ارتفع، وقيل: يقال للماضي غَابِرٌ، وللباقي غَابِرٌ ، فإن يك ذلك صحيحا، فإنما قيل للماضي غابر تصوّرا بمضيّ الغُبَارِ عن الأرض، وقيل للباقي غَابِرٌ تصوّرا بتخلّف الغُبَارِ عن الذي يعدو فيخلفه، ومن الغُبَارِ اشتقّ الغَبَرَةُ: وهو ما يعلق بالشيء من الغُبَارِ وما كان على لونه، قال:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ
[عبس/ 40] ، كناية عن تغيّر الوجه للغمّ، كقوله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [النحل/ 58] ، يقال: غَبَرَ غَبْرَةً، واغْبَرَّ واغْبَارَّ، قال طرفة:
رأيت بني غَبْرَاءَ لا ينكرونني
أي: بني المفازة المُغْبَرَّةِ، وذلك كقولهم: بنو السّبيل. وداهية غَبْرَاءُ، إما من قولهم: غَبَرَ الشيء: وقع في الْغُبَارِ كأنها تُغَبِّرُ الإنسانَ، أو من الغُبْرِ، أي: البقيّة، والمعنى: داهية باقية لا تنقضي، أو من غَبَرَةِ اللّون فهو كقولهم: داهية زبّاء ، أو من غُبْرَةِ اللّبن فكلّها الدّاهية التي إذا انقضت بقي لها أثر، أو من قولهم: عرق غَبِرٌ، أي ينتفض مرّة بعد أخرى، وقد غَبِرَ العرق، والغُبَيْرَاءُ: نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.
غ ب ر

هو غابر بني فلان أي بقيتهم قال عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قريش من مضى ومن غبر

بعد رسول الله والشيخ الأغر

وتقول: أنت غابر غداً، وذكرك غابر أبداً، ومنه قيل: غبّر الحيض وغبّر اللبن وغبّراته: لبقاياه. قال:

وأحمدت إذ نجيّت بالأمس صرمةً ... لها غبرات واللواحق تلحق

وقطع الله دابره وغابره. وغبر في الحوض غبر أي بقيّة ماء، ومنه قولك للرجل: إنك لإحدى الكبر، وصمّاء الغبر؛ وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. قال:

أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصمّاء الغبر

وبتصغيره سمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارة غبير. وناقة بها غبر أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجد بأغباره، واستوفى الكرم بأصباره، وتغبّر الناقة: احتلب غبرها. وقيل لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم؟ قالوا: كنا نلتبيء الصغير، ونتغبّر الكبير؛ أي كنا نأخذ أول ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير، يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل، وتزوّج أعرابي مسنة فقيل له، فقال: لعلي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره، وما يخطّ غباره؛ يضرب للسابق. وغبّر في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيرقصون ويرقصون ورهجون: المغبّرة، ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعيّ رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن، وقيل: سمّوا مغبّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة، وعن بعضهم: عبادك المغبّره، رشّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً " وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ " ويقال للمحاويج: بنو الغبراء. قال طرفة ابن العبد:

رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدّد

وإذا سئل عن رجل لا تعرف له عشيرة قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء الناس. وطلب حاجة فرجع على غبيراء الظهر، وقمت من ذلك على غبيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس. قال المخبّل السعديّ:

فأنزلهم دار الضّياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العزّ أغبرا

وفي الحديث " إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " وهي السكركة تتخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء، وشرابه ونقله الغبيراء. وبه جرح غير وهو الذي لايزال ينتقض، وقد غبر الجرح وهو من الغبور، وتقول: عملٌ كالظهر الدبر، وقلب كالجرح الغبر.
[غبر] فيه: ما أقلت "الغبراء" ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، الغبراء الأرض، والخضراء السماء للونهما، أراد أنه متناه في الصدق فجاء به على المجاز. ومنه ح: بينا رجل في مفازة "غبراء"، هي التي لا يهتدي للخروج منها. ط: ومنه: يخرجون من كل "غبراء" - وتقدم في من عادى. نه: وفيه: لو تعلمون ما يكون في هذه الأمة من الجوع "الأغبر" والموت الأحمر، هو استعارة لأن الجوع أبدًا يكون في السنين المجدبة المغبرة أفافها من قلة المطر وأرضيها من عدم النبات، والموت الأحمر الشديد كأنه موت بالقتل. ومنه ح: يخرب البصرة الجوع "الأغبر" والموت الأحمر. وفيه: فخرجوا "مغبرين" هم ودوابهم، المغبر الطالب للشيء المنكمش فيه كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار. ومنه: فرأيته "مغبرًا" في جهازه. وفيه: إنه كان يحدر فيما "غبر" من السورة، أي يسرع في قراءة ما بقي منها؛ الأزهري: هو يحتمل الماضي والباقي فإنه من الأضداد، والمعروف الكثير الباقي. ومنه: إنه اعتكف العشر "الغوابر"، أي البواقي، جمع غابر. ن: أي الأواخر. نه: وفي ح ابن عمر في جنب اغترف بكوز من حب فأصابت يده الماء قال: "غابره" نجس، أي باقيه. ومنه: فلم يبق إلا "غبرات" من أهل الكتاب، وروى: غبر، وهي جمع غبر جمع غابر. ن: وهما بضم غين
(غ ب ر)

غَبر الشَّيْء يغبر غبوراً: مكث وَذهب.

وَرجل غابر، وَقوم غُبَّر: غابرون.

والغابر، من اللَّيْل: مَا بَقِي مِنْهُ.

وغُبْرُ كل شَيْء: بَقِيَّته، وَالْجمع: اغبار، وَهُوَ الغُبَّر أَيْضا، وَقد غلب ذَلِك على بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع، وعَلى بَقِيَّة دم الْحيض، قَالَ أَبُو كَبِير:

ومُبرَّأ من كُل غُبَّر حَيْضة وفَساد مُرْضِعة وداء مُغْيل

وَتزَوج رجل من الْعَرَب امْرَأَة قد اسنت، فَقيل لهفي ذَلِك، فَقَالَ: لعَلي اتغبر مِنْهَا ولدا، فَولدت لَهُ غُبَر، وَهُوَ غُبَر بن غَنم بن يَشكر بن بكر بنوائل.

وناقة مِغْبار: تَغْرُز بَعْدَمَا تغرز اللواتي يُنْتَجْن مَعهَا.

ونعت اعرابي نَاقَة، فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشار مشكار مِغبار، فالمغبار، مَا ذَكرْنَاهُ آنِفا، والمشكار: الغزيرة على قلَّة الْحَظ من المرعى. والمعثار، قد تقدم فِي حرف الْعين.

وداهية الغَبَر: داهية لَا يُهتدى لمثلهَا، قَالَ:

أَنْت لَهَا مُنذِر من بَين البَشَرْ داهيةٌ الدَّهر وصمَّاء الغَبَرْ

وَقيل: داهية الغَبر: الَّذِي يعاندك ثمَّ يرجع إِلَى قَوْلك.

وَحكى أَبُو زيد: مَا غَبَّرْتَ إِلَّا لطلب المراء. والغبر، بغَيْرهَا هَاء: التُّرَاب، عَن كرَاع.

والغَبَرة، والغُبار: الرَّهج.

وَقيل: الغَبَرة: تردُّد الرَّهج، فَإِذا ثار سُمِّي: غُبارا.

والغُبرة: الغُبار، أَيْضا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

بعَينيّ لم تستأنسا يو غُبْرة وَلم ترد أرضَ العَراق فثرمدا

وَقَوله، انشد ثَعْلَب:

فرَّجتَ هاتيك الغُبَرْ عَنَّا وَقد صابَت بِقُرْ

لم يُفسره، وَعِنْدِي انه عَنى: غُبَر الجدْب، لِأَن الأَرْض تَغَبرّ إِذا اجدبت، وَعِنْدِي أَن " غُبَر " هَذَا مَوضِع.

وأغبر الْيَوْم: اشْتَدَّ غباره، عَن أبي عَليّ.

وطُلب فلَانا فَمَا شُق غُباره، أَي: لم يُدْرِكهُ.

وغبَّر الشَّيْء: لَطَّخه بالغبار.

وتَغبّر: تلطخ بِهِ.

واغبر الشَّيْء: علاهُ الْغُبَار.

والغَبْرة: لُطخ الغُبار.

والغُبْرة: لَونه.

وَقد غَبِر، واغْبرّ، وَهُوَ اغبر.

والاغبر: الذِّئْب للونه.

والمغبار، من النّخل: الَّتِي يعلوها الْغُبَار، عَن أبي حنيفَة.

والغَبراء: الارض، لغُبرة لَوْنهَا، أَو لما فِيهَا من الغُبار.

وَجَاء على غبراء الظّهْر، وغُبيراء الظّهْر يَعْنِي: الأَرْض.

وَتَركه على غُبَيْراء الظّهْر، أَي: لَيْسَ لَهُ شَيْء. وَالْوَطْأَةُ الغَبْراء: الجديدة، وَقيل: الدراسة.

وَسنة غبراء: جَدْبة. وَبَنُو غبراء: الْفُقَرَاء.

وَقيل: الغرباء.

وَقيل: هم الْقَوْم يَجْتَمعُونَ للشراب من غير تعارف، قَالَ:

رَأيت بني غَبراء لَا يُنكرونني وَلَا أهْلُ هذاك الطِّراف المُمدَّد

قَالَ آخر:

وَبَنُو غبراء فِيهَا يتعاطَوْن الصِّحافا

يَعْنِي: الشُّرب.

والغبراء: اسْم فرس.

والغبراء: أُنْثَى الحَجل.

والغبراء، والغبيراء: نَبَات سُهليّ.

وَقيل: بقلب ذَلِك، الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء. فَأَما هَذَا الثَّمر الَّذِي يُقَال لَهُ: الغُبيراء، فدخيل. قَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبيراء: شَجَرَة مَعْرُوفَة، سُميت غُبيراء للون وَرقهَا وثمرتها إِذا بَدَت، ثمَّ تحمر حمرَة شَدِيدَة، وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاق بِمَعْرُوف.

قَالَ: وَيُقَال لثمرتها: الغبيراء.

قَالَ: وَلَا تذكر إِلَّا مصغرة.

والغُبيراء: السُّكُرَّكَة، وَهُوَ شراب يُعمل من الذّرة.

والغَبراء، والغَبَرة: أَرض كَثِيرَة الشّجر.

والغِبْرُ: الحقد، كالغِمْر.

وغَبِر العِرْقُ غَبَراً، فَهُوَ غَبِر: انْتقض، قَالَ:

فَهُوَ لَا يبرأ مَا فِي صَدره مثل مَا لَا يَبرأ العِرْقُ الغَبِر

وغَبِر الجُرْحُ غَبَراً، إِذا تنفض بعد الْبُرْء.

وَقيل: الغَبر: فَسَاد الْجرْح أيا كَانَ، انشد ثَعْلَب: أعيا على الآسي بَعيدا غَبَرُهْ قَالَ: مَعْنَاهُ: بَعيدا فَسَاده، يَعْنِي أَن فَسَاده إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْره وَمَا غمض من جوانبه، فَهُوَ لذَلِك بعيد لَا قريب.

وأغْبر فِي طلب الشَّيْء: انْكمش.

واغبرت علينا السَّمَاء: جَدَّ وَقْع مطرها.

والغُبْران: بُسرتان أَو ثَلَاث فِي قِمع، وَلَا جمع للغُبران من لَفظه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبرانة، بِالْهَاءِ: بلحات يَخرجن فِي قمع وَاحِد.

والغَبِير: ضَرب من التَّمْر.

والغُبرور: عُصيفير اغبر.

والمُغبوْر، بِضَم الْمِيم، عَن كرَاع، لُغَة فِي " المُغْثور "، والثاء أَعلَى.
غبر
غبَرَ يَغبُر، غُبُورًا، فهو غابِر
• غبَرفلانٌ:
1 - مكَث وبقِيَ "غبَر في داره ينتظر انتهاء المرض- {إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} " ° غبَر شهرَيْن ثم جاء بكلبَيْن: وصفُ من أبطأ ثم أتى بشيء فاسد.
2 - مضَى، ذهب، عبَر "كان ذلك في الزمن الغابِر" ° العام الغابر: الأخير المنصرم- القديم الغابر: الزمان البعيد- قطَع اللهُ دابرهم وغابرهم: أفناهم عن آخرهم. 

غبِرَ من يَغبَر، غُبْرةً وغَبَرًا، فهو أغبرُ، والمفعول مغبور منه
• غبِر وجهُه من أثر السَّفر: علاه الغُبارُ , أو صار لونُه كلون الغبار "غَبَر التَّمرُ- شعرٌ أغبرُ- لا يغرّنّك عزُّ الدنيا فإنّه أغبرُ" ° غبِر الجُرْحُ: أخذ في البُرْء على فساد ثم انتقض بعد ذلك. 

أغبرَ/ أغبرَ من يُغبر، إغبارًا، فهو مُغبِر، والمفعول مُغبَر
 • أغبر الهواءُ المكانَ: أثار الغبارَ فيه ° أغبَر في حاجته: جدَّ في طلبها؛ كأنّه لحرصه وسرعته يثير الغبار.
• أغبر وجهُه من السَّفر: صار لونُه كلون الغُبار. 

اغبرَّ يغبرّ، اغْبَرِرْ/اغْبَرَّ، اغبرارًا، فهو مُغبَرّ
• اغبرَّ المكانُ بسبب العاصفة: علاه الغبارُ، أو صار لونُه كلون الغبار ° اغبرّ الجوُّ بين فلانٍ وفلان: تباغضا.
• اغبرَّ الجوُّ أو النَّهارُ: اشتدَّ غبارُه.
• اغبرَّتِ الأرضُ: أجدبت. 

تغبَّرَ من يتغبَّر، تغبُّرًا، فهو متغبِّر، والمفعول مُتغبّر منه
• تغبَّر حذاؤُه من المشي: تلطَّخ بالغُبار. 

غبَّرَ يغبِّر، تغبيرًا، فهو مُغَبِّر، والمفعول مُغبَّر (للمتعدِّي)
• غبَّرتِ الرِّيحُ: أثارت الغُبارَ "غبّرت السيارةُ في الشارع- هواء مغبَّر- غبَّرتِ الأغنامُ".
• غبَّر ثوبَه: لطّخه بالغُبار "نوافذ مغبَّرة". 

أغبَرُ [مفرد]: ج غُبْر، مؤ غَبْراءُ، ج مؤ غَبْراوات وغُبْر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غبِرَ من: ما كان لونه بلون الغُبرة.
2 - ذاهِب زائل.
3 - شديد "جوع أغبرُ- أحداث غُبْرٌ".
• الأغبرُ: الذِّئب.
• الغبراءُ: الأرض "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ [حديث] " ° بنو غبراء: الفقراء المحاويج، أو اللصوص والصَّعاليك المهتدون في مجاهل الأرض، العالمون بطرقها.
• سنة غبراءُ: مُجدِبة "مرَّت عليهم سنة غبراءُ". 

تغبُّر [مفرد]: مصدر تغبَّرَ من.
• تغبُّر الرِّئَة: (طب) اضطراب رئويّ ينشأ من استنشاق الغُبار. 

غابِر [مفرد]: ج غابرون وغُبْر وغُبُر، مؤ غابِرة، ج مؤ غابِرات وغُبَّر وغوابرُ:
1 - اسم فاعل من غبَرَ.
2 - بعيد في الزمن "في الزمن الغابر- أمجاد غابرة".
3 - هالِك، باق في العذاب " {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغُبُرِ} [ق]- {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ". 

غُبار [مفرد]: ج أغبِرة: ما دقَّ من التُّراب أو غيره بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "أثارت الرِّيحُ الغبارَ" ° شفَّاطة الغُبار: المنظفة بالتفريغ الهوائي، المكنسة الكهربائيّة- غباريّ: يشوبه اللّونُ الرماديّ- فلانٌ لا يُشَقُّ له غُبار: لا يُدْرَك لسبقه، لا يستطيع أحدٌ أن يتفوّق عليه- لا غبار عليه: خالٍ من العيوب، مقبول، لا بأس به- لا يُلْحق غُبارُه: سابق، متقدِّم على غيره- نفَض غبارَ الكسل: بدأ في النشاط.
• الغُبار الذَّرِّيّ: (كم) موادّ مُشِعّة تنتج عن الانفجار الذَّريّ، تحملها الرِّياحُ إلى مسافات بعيدة عن موضع الانفجار، حيث تترسَّب على الأرض، وتُسبِّب أضرارًا بالغة للإنسان والحيوان والنَّبات "خلت الجزيرة من السكان نتيجة ترسُّب الغبار الذرّي بها". 

غُباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى غُبار: "عواصف غباريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من غُبار.
3 - (طب) اضطراب رئويّ مزمن ينشأ من استنشاق الغُبار "يتداوى من مرض الغباريَّة". 

غَبَر [مفرد]: مصدر غبِرَ من. 

غَبَرة [مفرد]: ج غَبَرات: غُبار؛ ما دقَّ من التُّراب أو غيره، بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "نظَّف الغبرةَ التي علَت المائدة- {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}: كناية عن تغيُّر الوجه للغمّ". 

غُبْرة [مفرد]: ج غُبُرات (لغير المصدر) وغُبْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر غبِرَ من.
2 - لون الغُبار. 

غُبور [مفرد]: مصدر غبَرَ. 

غُبَيْراء [جمع]: (نت) جنس نبات شجيريّ من الفصيلة الورديّة، فيه أنواع حرجيّة، وأخرى تزرع للزِّينة أو لثمارها، ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط. 

غبر

1 غَبَرَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غُبُورٌ, (Msb, K,) He, or it, (a thing, S) remained, lasted, or continued: (S, Msb, TA:) and (Msb) he (a man, JK) tarried, stayed, or waited. (JK, Zbd, Msb, K.) b2: And He, or it, passed, passed away, or went away. (Msb, K.) It is sometimes used in this latter sense; (Msb;) and thus it has two contr. significations. (Msb, K.) b3: And It was future. (KL.) A2: See also 9.

A3: غَبِرَ: see 5, last two sentences. b2: Also, this last, aor. ـَ (S, K,) inf. n. غَبَرٌ, (S,) said of a wound, (S, K,) It was, or became, in a corrupt state: (K:) or it became in a healing state, and then became recrudescent: (S:) or it was always recrudescent: and it became in a healing state upon, or over, corruptness: (IKtt, TA:) or it healed externally while in a withering state internally. (L.) b3: And [hence, perhaps,] غَبِرَ said of a man, (assumed tropical:) He bore rancour, malevolence, malice, or spite; or hid enmity, or violent hatred, in his heart. (IKtt, TA.) 2 غبّر النَّاقَةَ: see 5. b2: [Hence, app., as inf. n. of the pass. verb,] التَّغْبِيرُ signifies The milk's becoming drawn up or withdrawn [from the udder]. (TA.) A2: غبّرهُ, inf. n. تَغْبِيرٌ, He sullied, or sprinkled, him, or it, with dust. (K.) b2: See also 4, in two places. b3: [Hence,] تَغْبِيرٌ signifies also A reciting of poetry, or verses, in the praising, or glorifying, of God, in which the performers trill, or quaver, and prolong, the voice; whence the epithet مُغَبِّرَة; as though the persons thus called, being affected with a lively emotion, danced, and raised the dust: thus accord. to Lth: (TA:) or the saying لَا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, (IDrd, IKtt, K, TA,) in the praising, or glorifying, of God: (K, TA:) or it signifies, (IDrd, TA,) or signifies also, (IKtt, K, TA,) the reiterating the voice in reciting [the Kur-án] &c. (IDrd, IKtt, K, TA) Esh-Shá- fi'ee is related to have said that, in his opinion, this تَغْبِير was instituted by the زَنَادِقَة [pl. of زِنْدِيقٌ, q. v.], in order that they might turn away [others thereby] from the [simple] praising, or glorifying, of God, and from the reciting of the Kurn. (Az, TA.) A3: غبّر ضَيْفَهُ, inf. n. as above, He gave his guest, to eat, غُبْرَان [meaning dates thus termed]: (TA:) the verb thus used is like لَهَّجَ [and لَمَّجَ &c.]. (L, TA.) A4: مَا غَبَّرَتْ إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ is a saying mentioned by Az [app. meaning She did not oppose and then acquiesce save for the purpose of obstinate disputation]: see غَبَرٌ. (TA.) 4 اغبر He (a man) raised the dust; (S, Msb, K;) as also ↓ غبّر, (S, K,) inf. n. تَغْبِيرٌ. (S.) [Hence,] فِى وَجْهِهِ ↓ غَبَّرَ [so, evidently, but written in the TA without any syll. signs, lit. He raised the dust in his face; meaning,] (assumed tropical:) he outwent him; outstripped him; went, or got, before him. (TA.) b2: And اغبر فِى طَلَبِ الحَاجَةِ (assumed tropical:) He strove, laboured, exerted himself, or employed himself vigorously or diligently, in seeking after the thing that he wanted; (ISk, S, K;) he hasted, made haste, or was quick, in doing so; as though, by reason of his eagerness and quickness, he raised the dust. (TA.) b3: أَغْبَرْتُ فِى الشَّئِْ (assumed tropical:) I set about, or commenced, doing the thing. (IKtt.) b4: أَغْبَرَتْ عَلَيْنَا السَّمَآءُ (assumed tropical:) The sky rained upon us vehemently. (S, * K, * TA.) A2: See also 9.5 تغبّر النَّاقَةَ He milked the camel, drawing what remained in her udder; (Z, Sgh, K, TA;) as also ↓ غَبَّرَهَا. (Ham p. 527.) b2: Hence the following saying, of a people who had increased and multiplied, on their being asked how it was that they had increased: كُنَّا لَا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ وَلَا نَتَغَبَّرُ الكَبِيرَ (assumed tropical:) We used not to take the first seed of the young, nor the remainder of the seed of the old; meaning the marrying them, from eagerness to procreate. (TA. [But لَا is there omitted in both clauses, and نَلْتَبِسُ is put by mistake for نَلْتَبِئُ.]) [See also art. لبأ.] b3: And hence, (TA,) تغبّر مِنَ المَرْأَةِ وَلَدً (S, K) (assumed tropical:) He got offspring from the woman [she being old]. (K.) It is related that a certain man, (S, K, TA,) an Arab of the desert, (Z,) 'Othmán, accord. to the K, but correctly, as in the Genealogies of Ibn-El-Kelbee, Ghanm (غَنْمٌ) with gheyn moved by fet-h, and a quiescent noon, (TA,) the son of Habeeb (K, TA) the son of Kaab the son of Bekr the son of Yeshkur the son of Wáïl, (TA,) married a woman advanced in age, (S, Z,) Rakáshi the daughter of 'Ámir, (K,) and it was said to him, “She is old: ” (S, * K, * TA:) whereupon he said, لَعَلِّى أَتَغَبَّرُ مِنْهَا وَلَدًا (S, K) May-be I shall get from her offspring: (TA:) and when a son was born to him, he named him غُبَرُ, (S, K,) like غُمَرُ; (S;) and he became the father of a tribe. (TA.) A2: تغبّر also signifies He, or it, became sullied, or sprinkled, with dust; (TA;) as also ↓ غَبِرَ. (L.) You say also التَّمْرُ ↓ غَبِرَ The dates, or dried dates, became dusty. (TA.) 9 اغبرّ, (S, K,) inf. n. اِغْبِرَارٌ, (S,) It was, or became, dust-coloured; of a colour like dust; (S, K;) as also ↓ غَبَرَ, (K,) inf. n. غُيُورٌ and غُبْرَةٌ; (TA;) and ↓ أَغْبَرَ, (K,) inf. n. إِغْبَارٌ. (TA.) b2: It (a day) became very dusty. (Aboo-'Alee, K.) غُبْرٌ A remain, remainder, remnant, relic, or residue, (S, K,) of a thing; (K;) generally, of the blood of the menses, (K,) and of milk in the udder: (S, K:) as also ↓ غُبَّرٌ: (Msb, K:) or ↓ غُبَّرٌ is a pl. of غُبْرٌ: [but if so it is extr.:] (TA:) or the pl. of غُبْرٌ is أَغْبَارٌ: (S, K:) and ↓ غُبَّرٌ is pl. of ↓ غَابِرٌ [used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]; (A'Obeyd, TA;) and signifies remains, &c.: (A'Obeyd, S, TA:) and ↓ غُبَّرَاتٌ is a pl. pl.; i. e., pl. of ↓ غُبَّرٌ. (A'Obeyd, TA.) You say بِهَا غُبْرٌ مِنْ لَبَنٍ In her (the camel) is a remain of milk. (S.) And ↓ غُبَّرُ الحَيْضِ signifies The remains [of the blood] of the menses; (S;) as also غُبْرُهُ. (Ham p. 37.) and المَرَضِ ↓ غُبَّرُ The remains of the disease. (S.) and in like manner, اللَّيْلِ ↓ غُبَّرُ (S) The last part, and the remains, of the night. (TA.) It is said in a trad. of 'Amr Ibn-El-Ás, مَا تَأَبَّطَتْنِى الإِمَآءُ وَلَا المَآلِى ↓ حَمَلَتْنِى البَغَايَا فِى غُبَّرَاتِ [Female slaves did not carry me under their armpits,] i. e., female slaves did not have the office of rearing me, nor did prostitutes carry me in the remains of the rags used for the menses. (TA.) And in another trad., مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ↓ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا غُبَّرَاتٌ, or أَهْلِ ↓ غُبَّرُ الكِتَابِ, accord. to different relations, i. e. and there remained not save remains of the people of the Scripture, or the remains &c. (TA.) And in a trad. of Mo'áwiyeh, بِفَنَائِهِ أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُيْرٌ [In the court of his house were some she-goats whose flow of milk was a mere remain of what it had been,] meaning, little. (L.) [See also غَابِرٌ.]

غِبْرٌ (assumed tropical:) Rancour, malevolence, malice, or spite; or concealed enmity and violent hatred: (K, TA:) like غِمْرٌ. (TA.) غَبَرٌ A remaining, lasting, or continuance; (TA;) and so ↓ مَغْبَرٌ. (Ham p. 225.) b2: [and by some of the grammarians it is used as signifying The future: see also غَابِرٌ.]

A2: Also A certain disease in the interior of the foot of a camel. (K.) b2: And A morbid affection in a vein, that will hardly, or in nowise, be cured. (TA.) [See also غَبِرٌ.] b3: دَاهِيَةُ الغَبَرِ (said by A'Obeyd to be from the phrase جُرْحٌ غَبِرٌ [q. v.], TA) means A calamity, or misfortune, (JK, S, K,) of great magnitude, (S,) which, (JK, S,) or the like whereof, (K,) is such that no way of escape therefrom will be found: (JK, S, * K: *) or a trial, or an affliction, that will hardly, or in nowise, depart: (TA:) or a person who opposes thee, disagreeing with thee, and then returns, or has regard, to thy saying; (K, TA;) whence the saying, mentioned by Az, إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ ↓ مَا غَبَّرَتْ. (TA. [See 2, last sentence.]) b4: صَمَّآءُ الغَبَرِ, occurring in a verse of El-Hirmázee in praise of El-Mundhir Ibn-Járood, to whom it is applied, is expl. by Z as meaning The serpent that dwells near to a small water in a place where it collects and stagnates, and that will not be approached. (TA.) And [it is said that] الغَبَرُ signifies Water little in quantity. (O.) A3: Also Dust, or earth; syn. تُرَابٌ. (K.) [See also غُبَارٌ.]

جُرْحٌ غَبِرٌ A wound in a corrupt state: (K:) or that becomes in a healing state upon, or over, corruptness, and then becomes recrudescent after having healed. (TA.) b2: Hence, عِرْقٌ غَبِرٌ A vein constantly becoming recrudescent; (S, TA;) called in Pers\. [and hence in Arabic] نَاسُور [q. v.]. (TA.) A2: نَاقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ A she-camel that remains, or lags, behind the other camels in being driven. (L in art. غدر.) غُبَرٌ A kind [or species] of fish; as also ↓ غَوْبَرٌ. (O, K.) غَبْرَةٌ A sullying, or sprinkle, of, or with, dust. (TA.) غُبْرَةٌ Dust-colour; a colour like dust: (S, L, K:) and a dusty hue of complexion arising from grief or anxiety and the like. (L.) b2: See also غُبَارٌ.

غَبَرَةٌ: see غُبَارٌ: A2: and see also أَغْبَرُ, latter half.

غَبْرَآءُ: see غُبَيْرَآءُ. [For other meanings, see the masc., أَغْبَرُ.]

غُبْرَانٌ Two ripe dates upon one base; pl. غَبَارِينُ: (K, TA:) so says A'Obeyd: or two, or three, full-grown unripe dates upon one base; and it has no pl. of its own radical letters: or, accord. to AHn, several small green dates that come forth upon one base. (TA.) غُبْرُورٌ A certain small bird of the passerine kind, (O, L, K, TA,) dust-coloured: (O, L, TA:) so says AHát in the “ Book of Birds: ” pl. غَبَارِيرٌ: (O:) it is the same as is mentioned in an earlier part of this art. in the K by the name of ↓ غُبْرُون, which is a mistranscription. (TA.) غُبْرُونٌ: see what next precedes.

غُبَارٌ and ↓ غَبَرَةٌ signify the same, (S, L, K,) as also ↓ غُبْرَةٌ; (IAar, K:) i. e. Dust; syn. رَهَجٌ: (L:) or the first, dust raised and spreading: (L:) or what remains of dust raised and spreading: (B, TA:) and the second, the moving to and fro of dust. (L.) b2: You say طَلَبَ فُلَانًا فَمَا شَقَّ غُبَارَهُ (assumed tropical:) [He pursued after such a one but did not cleave his dust;] i. e., he did not overtake him. (TA.) And مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ, and مَا يُحَطُّ غُبَارُهُ, (assumed tropical:) He is not to be outgone, outstripped, or got before. (TA.) [See also بَاعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْعِ فُلَانٍ, in art. بيع.] b3: لَا غُبَارَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) [There is no dust upon it; meaning, it (a phrase or the like) is clear, or perspicuous, or free from obscurity; like the saying لَا عَفَرَ فِيهِ, or لَا عَفْرَ لَهُ]. (TA, in many places.) غَبِيرٌ A sort of dates. (K, TA.) غُبَيْرَآءُ [dim. of غَبْرَآءُ]: see أَغْبَرُ, in two places. b2: Also A certain plant [or tree], (K,) well known, (S,) growing in the plains; (TA;) [the service-tree, or sorb: or its fruit: so called in the present day: as is also the “ inula undulata: ”] and so ↓ غَبْرَآءُ: (K:) so called because of the colour of its leaves; the fruit of which, when it appears, becomes intensely red: (TA:) or the former is the tree, and the latter is the fruit: or the converse is the case: (K:) the sing. and pl. are alike: all this says AHn, in his “ Book of Plants. ” (TA.) A2: Also A kind of beverage, (شَرَاب, S, K, or نَبِيذ, Msb,) which intoxicates, made by the Abyssinians, (S,) from ذُرَة [or millet]; (S, Msb, K;) also called سُكُرْكَة: (Mgh, Msb, K:) or wine [or cider] made from the wellknown fruit of the same name [the service-apple]. (Th, TA.) [See also مِزْرٌ.] It is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَالغُبَيْرَآءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ العَالَمِ (S, Mgh, TA) Avoid ye the beverage called غبيراء; for it is like the wine that is commonly known of all men: there is no distinction to be made between the two drinks (Mgh, TA) with respect to prohibition. (TA.) In another trad., it is called غُبَيْرَآءُ السَّكَرِ; to distinguish it from a kind of غبيراء made of dates, or dried dates. (Mgh.) غُبَّرٌ and غُبَّرَاتٌ: see غُبْرٌ, passim.

غَابِرٌ Remaining; lasting; continuing: (Az, S, IAmb, Mgh:) this is the sense in which it is used by the Arabs: (Az:) or it is the meaning most commonly obtaining among them: (IAmb:) tarrying; staying; waiting: pl. غُبَّرٌ: (K:) and the pl. of غَابِرَةٌ is غَوَابِرُ. (TA.) You say قَوْمٌ غُبَّرٌ [A people remaining, &c.]. (TA.) And غُيَّرُ النَّاسِ The later of mankind. (TA.) And هُوَ غَابِرُ بَنِى

فُلَانٍ He is the relic of the sons of such a one. (TA.) And الغَابِرُ مِنَ اللَّيْلِ What remains of the night. (TA.) And جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرُ The last division of the night. (Mgh.) And العَشْرُ الغَوَابِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ The remaining, or last, ten nights of the month of Ramadán. (TA.) And قَطَعَ اللّٰهُ غَابِرَهُ وَدَابِرَهُ [May God cut off the last, and what remains, of him, or it: or may God extirpate him]. (TA.) See also غُبْرٌ

A2: Passing; passing away; going away: past: syn. مَاضٍ; (Az, S, IAmb, Mgh;) or ذَاهِبٌ: (K:) so accord. to some of the lexicologists: (Az:) or so used sometimes, as, for instance, by the poet El-Aashà: (IAmb:) thus it bears two contr. significations. (S.) You say, أَنْتَ غَابِرٌ غَدًاوَذِكْرُكَ غَابِرٌ أَبَدًا [Thou passest away to-morrow, but thy fame remaineth for ever]. (TA.) A3: [Future time. See an ex. in the first of the verses cited voce حَيْثُ. The meaning of “ remaining ” seems equally appropriate in that verse: but غابر is often used by grammarians in the last of the senses expl. above.]

غَوْبَرٌ: see غُبَرٌ.

الغَابِرَةُ means البَاقِيَةُ [The lasting, or everlasting, state of existence]; (K, TA;) i. e. الآخِرَةُ [the latter, or last, state]. (TA.) أَغْبَرُ Dust-coloured; of a colour like dust: (S:) [fem. غَبْرَآءُ: and pl. غُبْرٌ.] b2: الأَغْبَرُ (assumed tropical:) The wolf; (K, TA;) because of his [dusty] colour: like الأَغْثَرُ. (TA.) b3: And الغَبْرَآءُ (assumed tropical:) The female of the حَجَل [or partridge]. (K.) b4: Also (الغَبْرَآءُ) (tropical:) The earth; (S, IAth, Msb, K;) because of its dusty colour; or because of the dust that is upon it: (TA:) opposed to الخَضْرَآءُ, which means “ the sky,” or “ heaven. ” (IAth.) b5: And you say, جَآءَ عَلَى غَبْرَآءِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) He came on foot: (Z, TA:) [i. e.] he came upon the earth, or ground; and so الظَّهْرِ ↓ جَآءُ عَلَى غُبَيْرَآءِ: (M, TA:) or the latter means, he returned without his having obtained, or attained, anything: (T, TA:) or he returned without his having been able to accomplish the object of his want. (El-Ahmar, TA.) And تَرَكَهُ الظَّهْرِ ↓ عَلَى غُبَيْرَآءِ (assumed tropical:) He left him in the possession of nothing: (M, TA:) accord. to Zeyd Ibn-Kethweh, it is said by one who has contended in an altercation with another and overcome him so as to become master of all that was in his hands: in all the copies of the K, [probably in consequence of an omission by an early transcriber,] it is expl. as meaning he returned disappointed, or unsuccessful; and so تركه على غَبْرَآءِ الظهر. (TA.) b6: بَنُو الغَبْرَآءِ (assumed tropical:) The poor, needy, or indigent; (S, IB, K, TA;) [to which is strangely added in one of my copies of the S and the guests;] so called because of their cleaving to the dust: (IB, TA:) and غَبْرَآءُ النَّاسِ likewise means the poor of mankind: or, as some say, the former means strangers from their homes: (TA:) or strangers, (K,) or persons, (TA,) who assemble together for [the drinking of] beverage, or wine, without mutual acquaintance: (K, TA:) or persons who contribute equally to the expenses which they have to incur in journeys: all of these meanings have been assigned to it in explaining a verse of Tarafeh: [see EM p. 85:] and it is also expl. in the A as meaning persons of whom one knows not to what family, or tribe, they belong: (TA:) and [it is said that] اِبْنُ غَبْرَآءَ signifies the thief, or robber. (T in art. بنى.) b7: غَبْرَآءُ also signifies (assumed tropical:) Land abounding with coverts of the kind termed خَمَر [q. v.]: (TA:) and land abounding with trees; (K;) or so أَرْضٌ غَبْرَآءُ; (TA;) as also ↓ غَبَرَةٌ. (K.) b8: Also (assumed tropical:) Herbage in plain, or soft, land. (Sgh, K.) [This is said in the TA to be more probably with ث; but I do not find any meaning like this assigned to غَثْرَآءُ.] b9: And (assumed tropical:) A species of plant. (S. [App. that called غُبَيْرَآءُ, q. v.]) b10: وَطْأَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A footstep, or footprint, that is becoming obliterated, or effaced: (S, A, K:) or such as is recent. (K. [See also دَهْمَآءُ, voce أَدْهَمُ.]) b11: And عِزٌّ أَغَبَرُ (assumed tropical:) Might departing; (K, TA;) becoming effaced. (TA.) b12: سَنَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A year of drought; (IAth, K;) a year in which is no rain: (TA in art. شهب:) pl. غُبْرٌ: so called because of the dustiness of the tracts of the horizon therein from paucity [or want] of rain, and of the ground from there being no herbage. (IAth.) b13: And جُوعٌ أَغْبَرُ (assumed tropical:) Severe hanger or famine. (TA.) مَغْبَرٌ: see غَبَرٌ, first sentence.

مُغْبَرٌّ A camel the interior of whose foot is in a withering state. (As, TA.) مُغَبِّرَةٌ A party of men praising, or glorifying, God, by saying لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, and reiterating the the voice in reciting [the Kur-án] &c.: (Lth, K, TA:) accord. to Zj, (TA,) so called because of their exciting men to be desirous of the غَابِرَة, which means the بَاقِيَة [or lasting, or everlasting, state of existence], (K, TA,) and to be undesirous of the evanescent, which is the present, state (TA.) [See 2.]

مِغْبَارٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) that becomes overspread with dust. (AHn, K.) A2: And A she-camel that abounds with milk after the abounding therewith of those that have brought forth with her. (K.) مُغْبُورٌ i. q. مُغْثُورٌ [q. v.]: (Kr, K:) the latter is the more approved term. (TA.)
غ ب ر
. غَبَرَ الشَّيْءُ يَغْبُرُ غُبُوراً كقُعُودٍ: مَكَث وبَقِيَ. وغَبَر غُبُوراً: ذَهَبَ ومَضَى. والغَابِرُ: البَاقِي.
والغَابِرُ: الماضِي، ضِدّ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقد يَجِئُ الغَابِرُ فِي النَّعْتِ كالمَاضِي. وَهُوَ غابرٌ من قَوْمٍ غُبَّرٍ كرُكَّعٍ. والغابِرُ من اللَّيْلِ: مَا بَقِيَ مِنْهُ. ويُقَال: هُوَ غابِرُ بَنِي فُلان، أَي بَقِيَّتُهم. قَالَ عُبَيْدُ الله بن عُمَرَ:
(أَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَنْمِينِي عُمَرْ ... خَيْرُ قُرَيْشٍ مَنْ مَضضى ومَنْ غَبَرْ)
بَعْدَ رَسُولِ اللهِ والشَّيْخِ الأَغَرّ ويُقَال: أَنتَ غابِرٌ غَداً، وذِكْرُكَ غابِرٌ أَبَداً. وغُبْرُ الشَّيْءِ، بالضّمّ: بَقِيَّتُه، كغُبَّرِه، بتَشْدِيد المُوَحَّدَة المَفْتَوحة، ج الغُبْرِ أَغْبَارٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، وجَمْعُ الغُبَّرِ غُبَّرَات، وقَدْ غَلَبَ ذَلِك على بَقِيَّةِ دَمِ الحَيْض، وعلَى بَقِيَّةِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ قَالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
(لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا ... إِنَّكَ لَا تَدْرِى مَنِ النّاتِجُ)
ويُقَال: بهَا غُبَّرٌ من لَبَنٍ، أَي بالنَّاقَةِ. وغُبَّرُ الحَيْضِ: بَقَايَاهُ. قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيّ، واسْمُه عامِر ابنُ الحُلَيْس:
(ومُبْرَّأ مِنْ كُل غُبَّرِ حَيْضَةٍ ... وفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وداءٍ مُغْيِلِ)
وغُبِّرُ المَرَضِ: بَقاياهُ. وَكَذَلِكَ غُبْرُ اللَّيْلِ. وغُبْرُ اللَّيْلِ: آخِرُه وبَقَاياه، واحِدُهَا غُبْرٌ. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: بفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ أَي قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: أَنّه سُئِل عَنْ جُنُبٍ اغْتَرَفَ بكُوزٍ من حُبٍّ، فأَصَابَتْ يدُه الماءَ. فَقَالَ: غابِرُه نَجِسٌ، أَي باقِيهِ. وَفِي حَدِيثٍ: أَنَّه اعْتَكَفَ العَشْرَ الغَوابِرَ من شَهْرِ رَمَضَانَ أَي البَوَاقِي، جَمْعُ غابِرٍ. وَفِي حديثٍ آخر: فَلَم يَبْقَ إِلا غُبَّراتٌ من أَهْلِ الكِتَاب. وَفِي رِوَايَة: غُبَّرُ أَهل الكِتَاب. والغُبَّرُ: جَمْع غابِرٍ. والغُبَّراتُ جَمْعُ غُبَّر، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغُبَّرَّاتُ: البَقَايَا، واحِدُها غابِرٌ، ثمَّ يُجْمَع غُبَّراً، ثمَّ غُبَّرَاتٌ جَمْعُ الجَمْع. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: مَا تَأَبَّطَتْنِي الإِماءُ وَلَا حَمَلَتْنِي البَغَايَا فِي غُبَّرَاتِ المَآلِي، أَرادَ أَنّه لم تَتَوَلَّ الإِمَاءُ تَرْبِيَتَه. وغُبَّرَاتُ المآلِي: بقايَا خَرِقَ الحَيْضِ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: الغَابِرُ: الباقِي، فِي الأَشْهَرِ عِنْدَهم. قَالَ: وَقد يُقالُ للماضِي غابِرٌ. قَالَ الأَعْشَى فِي الغابِرِ بمعنَى الماضِي:
(عَضَّ بمَا أَبْقَى المَوَاسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّهِ فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ)
)
أَرَادَ المَاضِي. قلتُ: وَقد سَبَق لي تأْلِيفُ رِسَالَة فِي عِلْم التَّصْرِيف، وسَمَّيْتها عُجَالَة العابِرِ فِي بَحْثَيِ المُضَارِع والغابِرِ وأَردتُ بِهِ الماضِيَ نَظَراً إِلى هَذَا القَوْل. قَالَ الأزهريّ: الْمَعْرُوف فِي كَلامِ العَرَب أَنَّ الغَابِرَ الباقِي. وَقَالَ غَيْرُ واحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة: إِنّ الغَابِرَ يكون بِمَعْنى الماضِي.
وتَغَبَّرَ الناقَةَ: احْتَلَبَ غُبْرَها، بالضَّمّ، نَقله الصّاغَانِيّ والزمخشريّ، أَي بَقِيّةَ لَبَنِها وَمَا غَبَرَ مِنْه.
قَالَ الزمخشريّ: وتقولُ: اسْتَصْفَى المَجْدَ بأَغْبَارِه، واسْتَوْفَى الكَرَم بأَصْبَارِه. . وَقيل لِقَوْمٍ نَمَوْا وكَثُرُوا: كَيْفَ نَمَيْتُم قَالُوا: كُنَّا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ، ونَتَغَبَّر الكَبِيرَ، أَي كُنَّا نأْخذ أَوَّلَ ماءِ الصّغِيرِ وبَقِيَّة ماءِ الكَبِير، يُرِيد نُزَوِّجُهما حِرْصاً على التَّنَاسُل. وتَغَبَّرَ من المَرْأَةِ وَلَداً: اسْتَفَادَهُ، وَهُوَ من ذَلِك. ويُحْكَى أَنّه تَزَوَّج عُثْمَانُ هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَاب كَمَا فِي أَنساب ابْن الكَلْبِيّ: غَنْم، بالغَيْن المَفْتُوحَة وَالنُّون الساكِنَة، ابنُ حَبِيب بنِ كَعْبِ بن يَشْكُرَ ابنِ بَكْر بن وائِلٍ امرأَةً مُسِنَّة اسْمُها رَقاشِ، كقَطَامِ، بِنْت عامِرٍ، وَقد أَطْلَقَهُمَا الزمخشريّ حَيْثُ قَالَ: تَزَوَّج أَعرابيُّ مُسِنَّةً، فقِيل لَهُ: إِنّها كَبِيرَة السَّنَ: فَقَالَ: لعَلِّي أَتَغَبَّر مِنْهَا وَلَداً، أَي أَسْتَفِيدُه، فَلَمَّا وُلِدَ لَهُ سَمّاه غُبَرَ، كزُفَرَ، فَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ، مِنْهُم قَطَنُ ابنُ نُسَير أَبو عَبّادٍ، رَوَى عَن جَعْفَرِ بن سُلَيْمَان. قَالَ ابنُ عَدِيّ: كانَ يَسْرِقُ الحَدِيثَ، وَكَانَ أَبو زُرْعَةَ يَحْمِلُ عَنهُ، وذَكَرض لَهُ مَنَاكِيرَ عَن جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَان قَالَه الذهبيّ فِي الدِّيوَان. ومُحَمَّدُ بن عُبَيْد بن حَسّاب من شُيُوخ مُسّلِم، المُحَدِّثان الغُبَرِيّان. وَذكر أَعرابيّ ناقَةً فَقَالَ: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ. المِغْبار: ناقَةٌ تَغْزُرُ بعد مَا تَغْزُرُ اللَّوَاتِي يُنْتَجْنَ مَعَهَا والمِعْشَارُ والمِشْكار تَقَدَّم ذِكْرُهما. والمِغْبَارُ أَيضاً نَخْلَةٌ يَعْلُوهَا الغُبَارُ، عَن أَبي حَنِيفَة. وداهِيَةُ الغَبَرِ، محرَّكةً، داهِيَةٌ عَظِيمَة لَا يُهْتَدَى لِمِثْلِهَا، قَالَ الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ المُنْذِرَ بنَ جارُود:
(أَنْتَ لَهَا مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ ... داهِيَةُ الدَّهْر وصَمّاءُ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: من أَمثالهم فِي الدَّهَاءِ والإِرْب إِنّه لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ. قَالَ: هُوَ من قَوْلهم: جُرْحٌ غَبْرٌ.
وداهِيَةُ الغَبَرِ: بَلِيَّةٌ لَا تَكاد تَذْهَبُ. وقولُ الشاعِر:
(وعاصِماً سَلَّمَهُ من الغَدَرْ ... من بَعْدِ إِرْهَانٍ بِصَمَّاءِ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو الهَيْثَم: يَقُول: أَنجاهُ من الهَلاك بعد إِشْرَاف عَلَيْه. وَقَالَ الزمخشريُّ: صَمّاءُ الغَبَرِ: الحَيَّةُ تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَعٍ فَلَا تُقْرَب. وأَنشد بَيْتَ الحِرْمازِيّ المُتَقدّم. أَو داهِيَةُ الغَبَر: الذِي يُعانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلك. وَمِنْه مَا حَكَى أَبو زَيْدٍ: مَا غَبَّرْتَ إِلاَّ لِطَلَبِ المِرَاءِ. والغَبَرُ،) مُحَرَّكَةً: التُّرَابُ عَن كُرَاع. والغَبَرَةُ، بهاءٍ: الغُبَارُ، كغُرَابِ، وَهُوَ اسمٌ لِمَا يَبْقَى من التُّرابِ المُثَارِ، جُعِلَ على بِناءِ الدُّخانِ والعُثَانِ ونَحْوِهِما من البَقَايَا، قَالَه المصنّفُ فِي البَصائر. وَفِي اللّسَان: الغَبَرَةُ: تَرَدُّدُ الرَّهَجِ، فإِذا ثارَ سُمِّىَ غُبَاراً، كالغُبْرَة، بالضَّمّ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
(بِعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةِ ... وَلم تَرِدَا أَرْضَ العِرَاقِ فَثَرْمَدَا)
واغْبَرَّ اليَوْمُ اغْبِرَاراً: اشْتَدّ غُبَارُه، عَن أَبِي عَلِيّ. وغَبَّرَهُ تَغْبِيراً: لَطَخَهُ بِهِ. وتَغَبَّرَ: تَلَطَّخ بِهِ.
والغُبْرَةُ، بالضّم: لَوْنُه، أَي الغُبَار يَغْبَرُّ لِلْهَمِّ ونَحْوِه. وقَدْ غَبَرَ غُبُوراً وغُبْرَةً واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وأَغْبَرَ إِغْبَاراً. والأَغْبَرُ: الذِّئْبُ، لِلَوْنه، كالأَغْثَرِ، بالمُثَلَّثَة كَمَا سيأْتي. والغَبْراءُ: الأَرْضُ، لغُبْرَةِ لَوْنِها، أَو لما فِيهَا من الغُبَارِ. وَفِي الحَدِيث: مَا أَظَلَّتِ الخَضْراءُ وَلَا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبِي ذَرٍّ. قَالَ ابنُ الأَثير: الخَضْراءُ: السَّمَاءُ. والغَبْرَاءُ: الأَرْضُ. أَراد أَنّه مُتناهٍ فِي الصِّدْق إِلى الغايَةِ. فجاءَ بِهِ على اتِّساع الكَلامِ والمَجاز. والغَبْرَاءُ: أُنْثَى الحَجَلِ. والغَبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمَرُ. وأَرْضٌ غَبْرَاءُ: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ، كالغَبَرَةِ، محرّكةً. والغَبْرَاءُ: ة باليَمَامَة.
والغَبْرَاءُ: النَّبْتُ فِي السُّهُولَةِ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلَّثَة. والغَبْراءُ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْر بن عَمْروٍ الفَزَارِيّ، أَخِي حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ. والغَبْراءُ أَيضاً فَرَسُ قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبِيّ. ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ. وَفَاتَهُ ذِكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيّ. قلتُ: وَهِي خالَةُ داحِس وأُخْتُه لأَبِيه قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ. والغَبْرَاءُ: نَباتٌ سُهْلِىٌّ كالغَبَيْرَاءِ، لِلَوْنِ وَرَقِهَا وَثَمَرَتِها إِذا بَدَتْ ثمّ تَحْمَرُّ حُمْرَةً شَدِيدَة، أَو الغَبْرَاءُ ثَمَرَتُه، والغُبَيْرَاءُ شَجَرَتُه وَلَا تُذْكَر إِلاّ مُصَغَّرَةً، أَو بالعَكْسِ، الواحِدُ والجَمْعُ فِيهِ سواءٌ كلّ ذَلِك قَالَه أَبو حَنِيفَةَ فِي كتاب النَّبَات. والوَطْأَةُ الغَبْرَاءُ: الجَدِيدَةُ أَو الدّارِسَةُ، وَهُوَ مِثْلُ الوَطْأَةِ السَّوْداءِ. وَفِي الأَساس: هُمَا وَطْأَتَانِ: دَهْمَاءُ وغَبْرَاءُ، وأَثَرَانِ: أَدْهَمُ وأَغْبَرُ، أَي حَدِيثٌ ودارِسٌ. والغَبْرَاءُ من السّنِين: الجَدْبَةُ وجَمْعُهَا الغُبْرُ. قَالَ ابنُ الأَثِير: سُمِّيَتْ سِنُو الجَدْبِ غُبْراً لاِغْبِرارِ آفاقِها من قِلَّةِ الأَمْطَار، وأَرْضِها من عَدَمِ النَّبَات.
وبَنُو غَبْرَاءَ: الفُقَرَاءُ المَحَاوِيجُ، وهُم الصَّعَالِيك. وَبِه فَسَّر الجوهريّ بَيْتَ طَرَفَةَ بنِ العَبْد، وَلم يَذْكُرِ البيتَ، وإِنَّما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ وَغَيره، وهُوَ:
(رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لَا يُنْكِرُونَنِي ... وَلَا أَهْلَ هذاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: وإِنّما سُمِيَ الفُقَراءُ بَنِي غَبْراءَ لِلُصُوقِهم بالتُّرَاب كَمَا قِيلَ لَهُم المُدْقْعُون لِلُصُوقهم بالدّقْعاءِ وهِيَ الأَرْضُ كأَنَّهم لَا حائلَ بَيْنَهم وَبَينهَا. والطَّرَافُ: خِباءٌ من أَدَم تَتَّخِذُه الأَغنياءُ.)
يَقُول: إِنّ الفُقَراءَ يَعْرِفُونَنِي بإِعْطَائي وبِرِّي، والأَغنياءُ يَعْرِفُونَنِي بفَضْلِي وجَلاَلَةِ قَدْرِي وقِيلَ: بَنُو غَبْرَاءَ: الغُرَبَاءُ عَنْ أَوْطَانِهم. وَقيل: هُم القومُ المُجْتَمِعُون للشَّرابِ بِلَا تَعَارُف وَبِه فَسّر بعضُهم قولَ طَرَفَةَ السابِق ذِكْرُه. وَبِه فُسِّر أَيضاً قولُ الشاعِر:
(وبَنُو غَبْرَاءَ فِيها ... يَتَعَاطَوْنَ الصَّحَافَا)
أَي الشَّرْب. وَقيل هُمُ الَّذِين يَتَنَاهَدُون فِي الأَسْفَارِ. وَبِه فّسر آخَرُون قَوْلَ طَرَفَةَ. وَهُوَ مستدرَكٌ على المصنِّف. وَقد ذكرهُ الصاغانيّ وصاحبُ اللِّسَان. وَفِي الحَديث: إِيّاكُم والغُبَيْرَاء فإِنَّهَا خَمْرُ العالَمِ وَهِي السُّكُرْكَة، وَهِي شَرَابٌ يُعمَل من الذُّرَة يَتَّخِذُه الحَبَشُ، وَهُوَ يُسْكِرُ. وَقَالَ ثَعْلَب: هِيَ خَمْرٌ تُعْمَلُ من الغُبَيْرَاءِ، هَذَا الثَّمر المَعْروف، أَي هِيَ مِثْلُ الخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُها جميعُ الناسِ، لَا فَصْلَ بَينهمَا فِي التَّحْرِيم. ويُقَال: تَرَكَهُ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ وغَبْرَائِه، إِذا رَجَعَ خائباً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالَّذِي الْمُحكم: جاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْر، وغُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعْنِي الأَرْضَ وتَرَكَه على غُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعني ليْسَ لَهُ شَئٌ. وَفِي التَّهْذيب: يُقال: جاءَ فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، ورَجَع عَوْدَهُ على بَدْئِه، ورَجَعَ على أَدْرَاجِه، ورَجَع دَرَجَه الأَوَّلَ، ونَكَصَ على عَقِبَيْه: كُلّ ذَلِك إِذا رَجَعَ وَلم يُصَبْ شَيْئا. وَقَالَ الأَحْمَر: إِذا رَجَعَ وَلم يَقْدِر على حاجضتِه، قيل: جاءَ على غُبَيْرَاءِ الظَّهر، كأَنَّه رجعَ وعَلى ظَهْرِه غُبَارُ الأَرْض. وَقَالَ زَيْدُ بن كَثْوَةَ: يُقَال: تركتُه على غُبَيْراءِالظَّهْرِ، إِذا خاصَمْتَ رجلا فخَصَمْتَه فِي كُلّ شئٍ وغَلَبْتَه على مَا فِي يَدَيْه. وَهَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي عبارَة المصنّف مُخَالَفَةٌ مَعَ هَذِه النُّقُول وخَلْطٌ فِي الأَقْوَالِ كَمَا لَا يَخْفَى.
والغِبْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِقْد، كالغِمْر. وَقد غَبِرَ الرَّجَلُ، كفَرِحَ، إِذا حَقَدَ قالهُ ابنُ القَطّاع. والغَبَرُ، بالتَّحْرِيك: فَسَادُ الجُرْحِ أَنَّي كانَ. أَنشد ثَعْلَب: أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ. قَالَ: معناهُ بَعِيداً فَسَادُه، يَعْنِي أَنَّ فَسادَه إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْرِه وَمَا غَمَضَ من جَوانِبه، فَهُوَ لذَلِك بَعِيدٌ لَا قَرِيب. وَقد غَبِرَ، كفَرِحَ، غَبَراً فَهُوَ غَبِرٌ، إِذا انْدَمَلَ على فَسادٍ ثمَّ انْتَفَضَ بَعْد البُرْءِ، وَمِنْه سُمِّىَ العِرْقُ الغَبِرُ، لأَنَّهُ لَا يَزالُ يَنْتَقِضُ، وَهُوَ بالفَارِسِيّة النّاسُور. ويُقَال: أَصابَهُ غَبَرٌ فِي عِرْقهِ، أَي لَا يَكَادُ يَبْرَأُ. وَقَالَ الشاعرُ:
(فَهْوَ لَا يَبْرَأُ مَا فِي صَدْرِه ... مِثْلَ مَالا يَبْرَأُ العِرْقُ الغَبِرْ)
وَقَالَ الزمخشريّ: هُو من الغُبُور. وَتقول: عَمَلٌ كالظَّهْرِ الدَّبِر، وقَلْبٌ كالجُرْحِ الغَبِر. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: غَبِرَ الجُرْحُ غَبَراً: انْتَقَضَ أَبداً، والجُرْحُ: انْدَمَلَ على نَغَلٍ. وَقَالَ غيْرُه: الغَبَرُ: أَنْ يَبْرَأَ)
ظاهِرُ الجُرْحِ وباطِنُه دَوٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الغَبَرُ: داءٌ فِي باطشنِ خُفِّ البَعِيرِ، وَقَالَ المُفَضَّل: هُوَ من الغُبْرَة. والغضبَرُ: ع بسَلْمَى، أَحَد مَحالِّهَا، وسضلْمَى لِطَييٍ أَحَدُ الجَبَلَيْن، فِيهِ مياهٌ قليلةٌ.
ويُقَال للماءِ القَلِيل غَبَرٌ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المَوْضع، والغُبَرُ والغَوْبَرُ، كصُرَدٍ وجَوْهَرٍ: جِنْسٌ من السَّمَكِ، نَقله الصاغانيّ. والغُبَارَةُ، بالضَّمّ: ماءَةٌ لِبَنِي عَبْس بنِ ذُبْيانَ بِبَطْنِ الرُّمَةِ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي المعجم أَنّها إِلى جَنْب جَبَلِ قَرْنِ التَّوْبَاذ فِي بِلاد مُحارِب. والغُبَارَاتُ، بالضّمّ: ع، وَعَلِيهِ اقْتصر الصاغَانيّ. وَقَول المصنّف باليَمَامَة لم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَه. ولعلّه أَخذه من قَول الصاغانيّ بعدُ، فإِنّه قَالَ: والغُبَاراتُ: مَوْضِعٌ، والغَبْرَاءُ: من قُرَى اليَمَامَةِ، فتأَمّل. والغُبْرَانُ، بالضَّمّ والنونُ مرفوعةٌ قالَهُ الصّاغَانيّ: رُطَبَتَانِ فِي قَمْعٍ واحِدٍ مِثْل الصِّنوان: نَخْلَتَانِ فِي أَصْلٍ واحِد، ج غَبَارِينُ. بالفَتْح هَذَا قولُ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ غَيْرُه: الغُبْرانُ: بُسْرَتانِ أَو ثَلاثٌ فِي قِمْعٍ واحِدٍ، وَلَا جَمْع لِلغُبْران من لَفْظِه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغُبْرانَةُ، بالهَاء: بَلَحاتٌ يَخْرُجْن فِي قِمْع واحِدٍ. وَيُقَال: لَهِّجُوا ضَيْفَكم، وغَبِّرُوه، بِمَعْنى واحِد. وأَغْبَرَ الرَّجَّلُ فِي طَلَبِه: انْكَمَشَ وجَدَّ، عَن ابْن السكّيت. وَفِي حَدِيث مُجاشِعٍ: فخَرَجَوا مُغْبِرِينَ هم ودَوَابُّهُم، المُغْبِر: الطالِبُ للشَّيْءِ المَنْكَمِشُ فِيهِ كأَنّه لشحِرْصِه وسُرْعَتِه يُثِيرَ الغُبَارَ. وَمِنْه حَدِيثُ الحارثِ بن أَبي مُصْعَبٍ: قَدِمَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ المدينَةِ فرَأَيْتُه مُغْبِراً فِي جَهَازِه. وأَغْبَرَتْ علينا السَّمَاءُ: جَدَّ وَقْعُ مَطَرِها واشْتَدَّ.
وأَغْبَرَ الرَّجُلُ: أَثارَ الغُبَارَ، كغَبَّر تَغْبِيراً. والغُبْرُونُ، كسُحْنُونٍ هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي التكملة: الغُبْرُورُ طائرٌ وَفِي اللّسَان: الغُبْرُور: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُغَبِّرَةُ: قَوْم ٌ يُغَبِّرُون بذِكْرِ اللهِ، أَيْ يُهَلِّلُون ويُردِّدُون الصَّوْتَ بالقِرَاءَة وغيرِهَا، هُوَ مَأْخوذٌ من قَول اللَّيْث وَقَول ابنِ دَرَيْد.
فقولُ اللَّيْث: المُغَبِّرَة: قومٌ يُغَبِّرُون: يَذْكُرون اللهَ عَزَّ وجلّ بدعاءٍ وتَضَرُّعٍ، كَمَا قَالَ:
(عِبادُكَ المُغَبِّرَهْ ... رُشَّ عَلَيْنَا المَغْفِرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: التَّغْبِير: تَهْلِيلٌ أَو تَرْدِيدُ صَوْتٍ يُرَدَّدُ بقِرَاءَةٍ وغَيْرِهَا. ومثلُه قولُ ابْن القَطّاع، ونَصُّه: وغَبَّرَ تَغْبِيراً: وَهُوَ تَهْلِيلٌ وتَرْدِيدُ صَوْتٍ بقراءَةٍ أَو غَيْرِهَا. فقولُه: أَو غَيرها وَكَذَا قولُ ابنُ دُرَيْد: وغَيْرها، المُرَادُ بِهِ مَا قَالَ اللَّيْثُ مَا نَصُّه: وَقد سَمَّوْا مَا يُطرِّبُون فِيهِ من الشِّعْر فِي ذِكْرِ الله تغبِيراً، كأَنَّهُم إِذا تَناشَدَوه بالأَلْحَانِ طَرِبُوا فرَقَصُوا وأَرْهَجَوا، فسُمُّوا المُغبِّرَةَ لهَذَا المعنىَ. قَالَ الأَزْهريّ: ورَوَيْنَا عَن الشافعيّ أَنّه قَالَ: أَرَى الزَّنادِقَةَ وَضَعُوا هَذَا التَغْبِيرَ لِيَصُدُّوا عَن ذِكْرِ الله وقِرَاءَةِ القُرْآن. وَقَالَ الزَّجَّاج: سُمّوا بهَا لأَنَّهُمُ يُرَغِّبون الناسَ فِي الغَابِرَة، أَي)
الباقِيَة، أَي الآخِرَة، ويُزَهِّدُونَهَمْ فِي الفانِيَة، وَهِي الدُّنْيَا. ومثلُه فِي الأَساس. وعَبَّادُ بنُ شُرَحْبِيلَ اليَشْكُرِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو بِشْرٍ جَعْفَر ابنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ حَدِيثا واحِداً، رَواه شُعْبَةُ عَن أَبِي بِشْرٍ قَالَه ابنُ فَهْدٍ فِي المُعْجَم. وعُمَرُ بنُ نَبْهَانَ قَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِير: ضَعِيفٌ. قلتُ: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ: رَجُلان، ذَكرهما الذَّهبيّ فِي الدّيوانِ: أَحدُهما عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ العَبْدِيّ، عَن الحَسَنِ، قَالَ فِيهِ: ضَعَّفَه أَبو حاتِمٍ وغَيْرُه. وَقَالَ فِي ذَيْلِ الدّيوان: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ، عَن أَبي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيّ، قَالَ أَبو حاتِم: لَا أَعْرِفُهما. ثمّ قَالَ فِي الدّيوان: أَمّا عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ شَيْخُ أَبي الزُبَيْر المَكّيِّ فقَدِيمٌ، لم يُجرَّح، وَلَا يُعْرَف. فليُنْظَرْ أَيّهم عَناهُ الحافِظُ، وأَيّهم أَرادَه المُصَنِّف. وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ قد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي أَوّل المادّة وَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه. وعَبّادُ بن الوَلِيد بن شُجَاعٍ، قَالَ الحافظُ: مشهورٌ. وسَوارُ ابنُ مُجَشِّر، وَفِي التَّبْصِير: سَرّار، رَوَى عَن أَيُّوبَ، وَقد تَقَدَّم ذكره وذِكْرُ أَبيه فِي مَحَلِّهما. وعَبّادُ بنُ قَبِيصَةَ، عَن أَنَس بن مالِكٍ، قَالَ الأَزَدِيُّ: ضَعِيفٌ، الغُبْرِيُّون، بالضّمّ، مُحَدِّثُون. وَفِي كلامِ المصَنّف نَظَرٌ من جِهَاتٍ: الأُولَى ضَبْطُه فِي نَسَبِهم بالضّمّ، وَهُوَ خَطَأُ، والصّواب: الغُبَرِيّون، بضَمٍّ فَفَتْح، إِلى غُبَرَ كزَفَرَ، قَبيلَة من يَشْكُر الَّتِي تَقَدّم ذِكْرُهَا فِي أَوّل المَادّة. والثّانِيَة: كَرّر ذِكر قَطَن بن نُسَيْر وفَرَّقَه فِي مَحَلَّيْن، وهما واحدٌ. فأَصَابَ فِي الأَوّل وأَخْطَأَ فِي الثّانِي. وَذكر مَعَه هُنَاكَ مُحَمّد بن عُبَيْد، وَكَانَ حَقُّه أَن يُسْرَدَ هُنَا مَعَ بَنِي عَمِّه.
والثالِثة: أَوْرَدَ عَبّادَ بنَ شُرَحْبِيلَ مَعَهم، وجَعَلَه من المُحَدِّثِين، وَهُوَ صحابيّ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشِيرَ إِليه. ثمَّ ذكر هؤلاءِ تَبَعاً لابْنِ السَّمْعَانِيّ. وَقد قَصَّرَ فِي ذِكْرِ جماعَة من بني غُبَرَ مِمّن ذَكَرَهُم غيرُ ابنِ السَّمْعَانِيّ. فمِنْهُمْ باعِثُ بن صُرَيْمٍ، وَكَانَ شَرِيفاً، وأَخُوهُ وائلٌ، ذَكَرَهُما ابنُ الكَلْبِيّ. وأَبو كَثِيرِ بن يَزِيدَ ابنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ غُفَيْلَةَ الغُبَرِىّ السُّحَيْمِىّ، عَن أَبِي هُرَيْرَة.
والوَلِيدُ ابْن خالِدٍ الأَعْرَابيّ الغُبَرِيّ. وأَحْمَدُ ابْن العَبّاس بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ، وأَخُوه أَبو جَعْفَرٍ محمّدٌ الفَقِيه. وأَبُو عُمَارَةَ خَيْرُ بنُ عَلِيّ بن العَبّاسِ الغُبَرِيّ، مِصْريّ. والحُسَيْن بنُ عَبْدِ الله ابْن الفَضْلِ بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ. والكَرَوَّسُ بن سُلَيْمٍ الغُبَرِيُّ، شاعرٌ. وخَلِيفَةُ بنُ عبدِ اللهِ الغُبَرِيُّ، مِصْرِيٌّ، وَقد حَدَّثوا. أَوْرَدَهم الحافِظُ وغَيْرُه. والغَبِيرُ، كأَمِيرٍ: تَمْرٌ، أَيْ نَوْعٌ مِنْهُ. والغُبْرُورُ، بالضَّمّ: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. قلتُ: هُوَ الَّذِي تقدّم ذِكْرُه أَوّلاً ونَبَّهْنَا على الغَلَط فِيهِ. وَقد ضَبَطَه الصاغانيّ بالراءِ فِي آخِرِه. والّذِي أَوْرَدَه المصنِّفُ آنِفاً بالنُّون غَلَطٌ، ولعلّه تَصحَّفَ عَلَيْهِ من نُسْخَه التكملة الَّتِي عِنْده. والمُغْبُورُ، بضَمّ المِيم عَن كُراع، لُغَة فِي المُغْثُور، والثاءُ أضعْلَى كَمَا) سَيَأْتي. وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهِبٌ دارِسٌ. قَالَ المُخَبَّل السَّعْديّ:
(وأَنْزَلَهُمْ دارَ الضِّيَاعِ فأَصْبَحُوا ... على مضقْعَدٍ من مَوْطنِ العِزِّ أَغْبَرَا)
وسَمَّوْا غُبَاراً، كغُرَابٍ، وأَحْدُهُمَا مقلُوبٌ عَن الثانِي، وَفِيه لَطَافَةٌ لَا تَخْفَى. وغابِراً وغَبَرَةً، مُحَرَّكَة. وغُبَرُ كزُفَرَ: بَطِيحَةٌ كَبِيرَةٌ متَّصِلة بالبَطائح، نَقَلَه الصاغانيّ. قلتُ: وَهِي الَّتِي بَيءنَ واسِطَ والبَصْرَةِ. وغَبِيرٌ، كأَمِير: ماءٌ لمُحَارِب ابْن خَصَفَة، وَمِنْهُم مَن ضَبَطَه كزُبَيْرٍ. ودَارَةُ غُبَيْرٍ، كزُبَيْر: لِبَنِي الأَضْبَطِ، وَقَالَ الزمخشريّ فِي الأَساس عِنْد ذكر صَمّاءِ الغَبَر أَنّها الحَيّة تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَع فَلَا تُقرَب: وبتصغيرِه سُمِّيَ ماءٌ لِبَنِي الأَضْبَطِ، وأُضِيفَت إِليه دارَتُهم فقِيل دارَةُ غُبَيْر. وَفِي مُعْجم مَا استعجم: الغُبَيْرُ كزُبَيْرٍ: ماءٌ لِبَنِي كِلابٍ، ثُمّ لِبَنِي الأَضْبَطِ، فِي دِيَارهمْ بنَجْد. وممّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: الغَبَرُ، محرّكةً: البَقَاءُ. وغُبْرَةُ، بالضَّمّ: موضعٌ، وَله يَوْمٌ. ويُوصَفُ الجُوعُ بالأَغْبَرِ، كَمَا يُوصَف المَوْت بالأَحْمضرِ، كِنَايَة عَن السِّنِينَ المُجْدِبَةِ والقَتْلِ بالسَّيْف. وطَلَبَ فُلاناً فَمَا شَقَّ غُبَارَه، أَي لم يُدْرِكْه. والغَبْرَةُ، بِالْفَتْح: لَطْخُ الغُبَارِ. وَقد غَبِرَ، كفَرِح. وجاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْرِ، أَي راجِلاً قَالَه الزمخشريّ وغُبَيْرَاءُ الظَّهْرِ: الأَرْضُ قَالَه الصاغانيّ. وغَبِرَ التَّمْرُ، كفَرِح: أَصابَه الغُبَار، وأَغْبَرْتُ فِي الشّيْءِ: أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ. ذَكَرهُما ابْن القَطَّاع. وَفِي حَدِيث أُوَيْس القَرْنِيّ أَكونُ فِي غُبَّرِ الناسِ أَحَبُّ إِليَّ.
وَفِي رِوَايَة: فِي غَبْرَاءِ الناسِ، بالمَدّ. فالأَوّل، أَي أَكون مَعَ المُتَأَخِّرين لَا مَعَ المُتَقَدِّمين المَشْهُورِين: وَالثَّانِي، أَي فُقَرائهم. والعِرْق الغَبِرُ، ككَتِفٍ: الناسُورُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: المُغْبَرّ، كمُحْمَرٍّ: الذِي دَوِىَ باطنُ خُفِّه. وَبِه فُسِّر قولُ القُطاميّ:
(يَا ناقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّاً ... وقَلَّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا)
وغَبَّرَ ضَيْفَه تَغْبِيراً: أَطْعَمَهُ الغُبْرَانَ. والتَغْبِيرُ: ارْتِفَاعُ اللَّبَنِ. ووَادِي غُبَرَ، كزُفَرَ: عِنْد حِجْر ثَمُودَ. ذكرهمَا الصاغانيّ. وقَطَعَ الله غابِرَه ودابِرَه. وغَبَّرَ فِي وَجْهِه: سَبَقَهُ. قيل: وَمِنْه مَا يُشَقُّ غُبَارُه وَمَا يُخَطّ غُبَارُه. وإِذا سُئلَ عَن رَجُلٍ لَا تُعْرَفُ لَهُ عَشِيرَةٌ، قيل: هُوَ من أَهْلِ الأَرْضِ، وَمن بَنِي الغَبْرَاءِ، أَي مِنْ أَفْنَاءِ الناسِ كَذَا فِي الأَسَاس. وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ غَبَرَةَ الحارِثيّ الكُوفِيّ، مُحَرَّكة، وَكَذَا أَبو الطَّيِّب أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ غَبَرَة الكُوفيّ، ومحمّد بن عُمَرَ بنِ أَبي نَصْر الحَرْبِيّ، ولَقَبُه غَبَرَةُ: محدِّثون. وغِبْرينُ، بالكَسْرِ: مدينةٌ بالمَغْرِب. وعَبْدُ الباقِي بنِ محمّد بنِ أَبي الغُبَار الأَدِيبُ، كغُرَابٍ، حَدَّث عَن ابْن النَّقُور. وعليّ بنُ رَوْحِ بنِ أَحْمَدَ)
المعروفُ بابْنِ الغُبَيْرِيّ، حَدَّث ذكره ابنُ نُقْطة

غبر: غَبَرَ الشيءُ يَغْبُر غُبوراً: مكث وذهب. وغَبَرَ الشيءُ يَغْبُر

أَي بقي.والغابِرُ: الباقي. والغابِرُ: الماضي، وهو من الأَضداد؛ قال

الليث: وقد يَجِيء الغابِرُ في النعت كالماضي. ورجل غابِرٌ وقوم غُبَّرٌ:

غابِرون. والغابِرُ من الليل: ما بقي منه. وغُبْرُ كل شيء: بقيَّته، والجمع

أَغبارٌ، وهو الغُبَّرُ أَيضاً، وقد غلب ذلك على بقيّة اللبن في الضرع

وعلى بقيَّة دَمِ الحيض؛ قال ابن حِلِّزة:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها،

إِنَّك لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ

ويقال: بها غُبَّرٌ من لَبَنٍ أَي بالناقة. وغُبَّرُ الحَيْض: بقاياه؛

قال أَبو كبير الهذلي واسمه عامر ابن الحُلَيس:

ومُبَرَّإِ من كل غُبَّرِ حَيْضةٍ،

وفَسادِ مُرْضِعَة، وداءٍ مُغْيِلِ

قوله: ومُبَرَّإِ معطوف على قوله:

ولقد سَرَيْتُ على الظلامِ بمِغْشَم

وغُبَّرُ المرَض: بقاياه، وكذلك غُبْرُ الليل. وغُبْرُ الليل: آخره.

وغُبْرُ الليل: بقاياه، واحدها غُبْرٌ

(* قوله« وغبر الليل بقاياه واحدها

غبر» كذا بضبط الأصل) . وفي حديث معاوية: بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ

غُبْرٌ أَي قليل. وغُبْرُ اللبَن: بقيَّته وما غَبَرَ منه. وقوله في الحديث:

إِنه كان يَحْدُر فيما غَبَرَ من السُّورة؛ أَي يُسرِع في قِراءتها؛ قال

الأَزهري: يحتمل الغابِرُ هنا الوجهين يعني الماضي والباقي، فإِنه من

الأَضداد، قال: والمعروف الكثير أَن الغابِرَ الباقي. قال: وقال غير واحد

من الأَئمة إِنه يكون بمعنى الماضي؛ ومنه الحديث: أَنه اعتكَفَ العَشْر

الغوابِرَ من شهر رمضان، أَي البواقى، جمعُ غابِرٍ. وفي حديث ابن عمر:

سُئِل عن جُنُب اغترف بكُوز من حُبّ فأَصابت يدُه الماء، فقال: غابرُه نَجِسٌ

أَي باقيهِ. وفي الحديث: فلم يَبْقَ إِلا غُبَّرات من أَهل الكتاب، وفي

رواية: غُبَّرُ أَهل الكتاب؛ الغُبَّر جمع غابِر، والغُبَّرات جمع

غُبَّرٍ. وفي حديث عَمرو بن العاص: ما تأَبَّطَتْني الإِماءُ ولا حَمَلَتْني

البغايا في غُبَّرات المآلي؛ أَراد أَنه لم تتولَّ الإِماء تربيتَه،

والمآلي: خِرَقُ الحيض، أَي في بَقاياها؛ وتَغَبَّرْتُ من المرأَة ولداً.

وتَزَوَّج رجل من العرب امرأَة قد أَسنَّت فقيل له في ذلك فقال: لعلِّي

أَتَغبَّر منها ولداً، فولدتْ له غُبَرَ. مِثالُ عُمَر، وعو غُبَرُ بنَ غَنْم

بن يَشْكُر ابن بَكْر بن وائل.

وناقة مِغْبار: تَغْزُرُ بعدما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْن معها.

ونَعت أَعرابي ناقةً فقال: إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ، فالمِغْبار

ما ذكرناه آنفاً، والمِشْكار الغَزيرة على قِلَّة الحَظِّ من المَرْعى،

والمِعشَار تقدم ذكره.

ابن الأَنباري: الغابِرُ الباقي في الأَشْهَر عندهم، قال: وقد يقال

للماضي غابِرٌ؛ قال الأَعشى في الغابِرِ بمعنى الماضي:

عَضَّ بِما أَبْقى المَواسي له،

من أُمِّه، في الزَّمَن الغابِرِ

أَراد الماضي. قال الأَزهري: والعروف في كلام العرب أَن الغابِرَ

الباقي. قال أَبو عبيد: الغُبَّرات البَقايا، واحدها غابِرٌ، ثم يجمع غُبَّراً،

ثم غُبَّرات جمع الجمع. وقال غير واحد من أَئمة اللغة: إِن الغابرَ يكون

بمعنى الماضي.

وداهية الغَبَرِ، بالتحريك: داهية عظيمة لا يُهتدى لِمِثْلها؛ قال

الحرْمازي يمدح المنذِرَ بنَ الجارُودِ:

أَنت لها مُنْذِرُ، من بين البَشَرْ،

داهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاء الغَبَرْ

يريد يا منذر. وقيل: داهية الغَبَرِ الذي يعانِدُك ثم يرجع إِلى قولك.

وحكى أَبو زيد: ما غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء. قال أَبو عبيد: من

أَمثالهم في الدَّهاءِ والإِرْب: إِنه لداهية الغَبَر؛ ومعنى شعر المنذر

يقول: إِن ذُكِرتْ يقولون لا تسمعوها فإِنها عظيمة؛ وأَنشد:

قد أَزِمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ

قال: هو من قولهم جُرْح غَبِرٌ. وداهية الغَبَر: بليّة لا تكاد تذهب؛

وقول الشاعر:

وعاصِماً سلّمه من الغدَرْ

من بعد إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ

قال أَبو الهيثم: يقول أَنجاه من الهلاك بعد إِشراف عليه. وإِرْهانُ

الشيء: إِثباتُه وإِدامتُه.

والغَبَرُ: البقاء والغَبَرُ، بغير هاء: التُّراب؛ عن كراع. والغَبَرةُ

والغُبار: الرَّهَجُ، وقيل: الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا نار سُمّي

غُباراً. والغُبْرة: الغُبار أَيضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِعَيْنَيَّ لم تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ،

ولم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا

وقوله أَنشده ثعلب:

فَرَّجْت هاتيك الغُبَرْ

عنا، وقد صابت بقُرْ

قال ابن سيده: لم يفسره، قال: وعندي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن

الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ؛ قال: وعندي أَن غُبَر ههنا موضع. وفي

الحديث: لو تعلمون ما يكون في هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ والمَوْت

الأَحْمر؛ قال ابن الأَثير: هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً

يكون في السنين المُجدبة، وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفاقها

من قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها من عَدَم النبات والاخْضِرار، والموتُ

الأَحمرُ الشديد كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدماء؛ ومنه حديث عبدِ الله بن

الصامت: يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر والموت الأَحْمَرُ؛ هو من

ذلك. واغْبَرَّ اليوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبي عليّ. وأَغْبَرْتُ: أَثَرْت

الغُبار، وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً. وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه

أَي لم يُدْرِكه. وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. وتَغَبَّر: تلطَّخ

به. واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار. والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار.

والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وهو أَغْبَرُ.

والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه. وقوله عز وجل: ووجوهٌ

يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ،

والغُبْرة لون الأَغْبر، وهو شبيه بالغُبار. والأَغْبر: الذئب للونه؛

التهذيب: والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع، كما

قال:عبادك المُغَبِّره،

رُشَّ علينا المَغفِرَه

قال الأَزهري: وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله

تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا

فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى. قال الأَزهري: وروينا عن الشافعي، رضي الله عنه،

أَنه قال: أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر

الله وقراءة القرآن. وقال الزجاج: سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في

الفانية، وهي الدنيا، وترغيبهم في الآخرة الباقية، والمِغْبار من النخل: التي

يعلوها الغُبار؛ عن أَبي حنيفة.

والغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار.

وفي حديث أَبي هريرة: بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء؛ هي التي لا يهتدى

للخروج منها. وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر، يعني الأَرض. وتركه

على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء. التهذيب: يقال جاء فلان على

غُبَيراء الظهر، ورجع عَوْده على بَدْئه، ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه

الأَوَّل، ونكَص على عَقِبَيْه، كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً. وقال ابن

أَحمر: إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل: جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع

وعلى ظهره غُبار الأَرض. وقال زيد بن كُثْوة: يقال تركته على غُبَيراء

الظهر إِذا خاصَمْت رجلاً فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه.

والوَطْأَة الغَبْراء: الجديدة، وقيل: الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء.

والغَبراء: الأَرض في قوله، صلى الله عليه وسلم: ما أَظلَّت الخَضراء ولا

أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير:

الخَضراء السماء، والغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناهٍ في الصِّدق إِلى

الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز. وعِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛

قال المخبَّل السعدي:

فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع، فأَصْبَحوا

على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا

وسَنة غبراء: جَدْبة، وبَنُو غَبْراء: الفقراء، وقيل: الغُرَباء، وقيل:

الصَّعالِيك، وقيل: هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف؛ قال طرفَة:

رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني،

ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد

وقيل: هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار. الجوهري: وبَنُو غَبْراء الذين

في شِعْر طرفة المَحَاويج، ولم يذكر الجوهري البيت، وذكره ابن بري وغيره

وهو: رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني

قال ابن بري: وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كما

قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء، وهي الأَرض كأَنهم لا حائل

بينهم وبينها. وقوله: ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في

يُنكرونني، ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا النافية؛ ومثله قوله سبحانَه

وتعالى: ما أَشْرَكنا ولا آباؤُنا. والطراف: خِباءٌ من أَدَم تتخذه

الأَغنياء؛ يقول: إِن الفقراء يعرفونني بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يعرفونني

بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي. وفي حديث أُوَيْس: أَكون في غُبَّر الناس أَحبُّ

إِليَّ، وفي رواية: في غَبْراء الناس، بالمدّ، فالأَوّل في غُبَّر الناس

أَي أَكون مع المتأَخرين لا المتقدِّمين المشهورين، وهو من الغابِرِ

الباقي، والثاني في غَبْراء الناس بالمدّ أَي في فقرائهم؛ ومنه قيل

للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض والتراب؛ وقال

الشاعر:وبَنُو غَبْراء فيها

يَتعاطَون الصِّحافا

يعني الشُّرْب. والغَبْراء: اسم فرس قيس بن زهير العَبسي. والغَبْراء:

أُنثى الحَجَل.

والغَبْراء والغُبَيْراء: نَباتٌ سُهْلِيٌّ، وقيل: الغَبْراء شجرته

والغُبَيْراء ثمرته، وهي فاكهة، وقيل: الغُبَيْراء شجرته والغَبْراء ثمرته

بقلب ذلك، الواحد والجمع فيه سواء، وأَما هذا الثمر الذي يقال له

الغُبَيْراء فدخيل في كلام العرب؛ قال أَبو حنيفة: الغُبَيْراء شجرة معروفة، سميت

غُبَيْراء للون وَرَقِها وثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شديدة، قال:

وليس هذا الاشتقاق بمعروف، قال: ويقال لثمرتها الغُبَيراء، قال: ولا تذكر

إِلا مصغّرة. والغُبَيراء: السُّكُرْكَةُ، وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه

الحَبَشُ وهو يُسْكِر. وفي الحديث: إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خمر

العالم. وقال ثعلب: هي خمر تُعْمَل من الغُبَيراء، هذا الثمر المعروف، أَي هي

مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم.

والغَبْراء من الأَرض: الخَمِرُ. والغَبْراء والغَبَرة: أَرض كثيرة

الشجر. والغِبْرُ: الحِقْد كالغِمْر. وغَبِرَ العِرْق غَبَراً، فهو غَبِرٌ:

انتقض. ويقال: أَصابه غَبَرٌ في عِرْقِه أَي لا يكاد يبرأُ؛ قال الشاعر:

فهو لا يَبْرأُ ما في صَدْرِه،

مثل ما لا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ

بكسر الباء. وغَبِرَ الجُرْح، بالكسر، يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل

على فساد ثم انتقض بعد البُرْء؛ ومنه سمي العرْق الغَبِر لأَنه لا يزال

ينتقض، والناسور بالعربية هو العِرْق الغَبِر. قال: والغَبَرُ أَن يَبْرأَ

ظاهرُ الجرح وباطنه دَوٍ؛ وقال الأَصمعي في قوله:

وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا

قال: الغَبَرُ داء في باطن خف البعير. وقال المفضل: هو من الغُبْرة،

وقيل: الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّى كان؛ أَنشد ثعلب:

أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ

قال: معناه بعيداً فسادُه يعني أَن فساده إِنما هو في قعره وما غَمَضَ

من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب. وأَغْبَر في طلب الشيء: انكمش وجَدّ في

طلبه. وأَغْبَرَ الرجل في طلب الحاجة إِذا جدّ في طلبها؛ عن ابن السكيت.

وفي حديث مجاشع: فخرجوا مُغْبِرين هم ودَوابُّهم؛ المُغْبِرُ: الطالب

للشيء المنكمش فيه كأَنه لحرصه وسرعته يُثِير الغُبار؛ ومنه حديث الحرث بن

أَبي مصعب: قدم رجل من أَهل المدينة فرأَيته مُغْبِراً في جَِهازه.

وأَغْبَرت علينا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مطرها واشتد.

والغُبْرانُ: بُسْرتان أَو ثلاث في قِمْع واحد، ولا جمع للغُبْران من

لفظه. أَبو عبيد: الغُبْرانُ رُطَبتان في قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان

في أَصل واحد، قال: والجمع غَبارِين. وقال أَبو حنيفة: الغُبْرانة،

بالهاء، بَلَحات يخرجن في قمع واحد. ويقال: لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه

بمعنى واحد. والغَبِير: ضرب من التمر.

والغُبْرورُ: عُصَيْفِير أَغْبَر. والمُغْبور، بضم الميم؛ عن كراع: لغة

في المُغْثور، والثاء أَعلى.

غلل

(غ ل ل) : (الْغَلَّةُ) كُلُّ مَا يَحْصُلُ مِنْ رِيعِ أَرْضٍ أَوْ كِرَائِهَا أَوْ أُجْرَةِ غُلَامٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ وَقَدْ أَغَلَّتْ الضَّيْعَةُ فَهِيَ مُغِلَّةٌ أَيْ ذَاتُ غَلَّةٍ (وَأَمَّا الْغَلَّةُ مِنْ الدَّرَاهِمِ) فَهِيَ الْمُقَطَّعَةُ الَّتِي فِي الْقِطْعَةِ مِنْهَا قِيرَاطٌ أَوْ طُسُوجٌ أَوْ حَبَّةٌ عَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي رِسَالَتِهِ وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا قَالَ فِي الْإِيضَاحِ يُكْرَهُ أَنْ يُقْرِضَهُ غَلَّةً لِيَرُدَّ عَلَيْهِ صِحَاحًا وَفِي الْحَدِيثِ «إنَّهُ لَيُحْرَقُ فِي النَّارِ عَلَى شَمْلَةٍ غَلَّهَا يَوْمَ خَيْبَرَ» أَيْ أَخَذَهَا فِي خُفْيَةٍ مِنْ قَوْلِهِمْ غَلَّ فُلَانٌ كَذَا غَلًّا مِنْ بَاب طَلَب إذَا أَخَذَهُ وَدَسَّهُ فِي مَتَاعِهِ وَقَدْ نَسِيَ مَفْعُولَهُ فِي قَوْلِهِمْ غَلَّ مِنْ الْمَغْنَمِ غُلُولًا إذَا خَانَ فِيهِ وَقَالُوا الْغُلُولُ وَالْإِغْلَالُ الْخِيَانَة إلَّا أَنَّ الْغُلُولَ فِي الْمَغْنَمِ خَاصَّةً وَالْإِغْلَالُ عَامٌّ (وَمِنْهُ) لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِير غَيْرِ الْمُغِلِّ ضَمَانٌ أَيْ غَيْرِ الْخَائِنِ.
(غلل) : الإِغْلالُ: أن تَحْلُبَ النَّاقَةَ وبَقِيَ في ضَرْعِها لَبَنٌ.
(غلل) : اغْتَلَّ: تَطَيَّبَ - بالغالِيَةِ، من غير اشْتِقاقِها.
غ ل ل : الْغِلُّ بِالْكَسْرِ الْحِقْدُ وَالْغُلُّ بِالضَّمِّ طَوْقٌ
مِنْ حَدِيدٍ يُجْعَلُ فِي الْعُنُقِ وَالْجَمْعُ أَغْلَالٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْغَلَّةُ كُلُّ شَيْءٍ يَحْصُلُ مِنْ رَيْعِ الْأَرْضِ أَوْ أُجْرَتِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ غَلَّاتٌ وَغِلَالٌ وَأَغَلَّتْ الضَّيْعَةُ بِالْأَلِفِ صَارَتْ ذَاتَ غَلَّةٍ وَغَلَّ غُلُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ.

وَأَغَلَّ بِالْأَلِفِ خَانَ فِي الْمَغْنَمِ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ لَمْ نَسْمَعْ فِي الْمَغْنَمِ إلَّا غَلَّ ثُلَاثِيًّا وَهُوَ مُتَعَدٍّ فِي الْأَصْلِ لَكِنْ أُمِيتَ مَفْعُولُهُ فَلَمْ يُنْطَقْ بِهِ. 
غ ل ل

وفت غلة ضيعته وهو كل ما يحصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام أو نحو ذلك، وضيعة مغلّة، وقد أغلّت، وله أريضة يستغلها ويغتلّها. " لا إغلال ولا إسلال ". وهدايا الولاة غلول. يقال: غلّ من المغنم وأغلّ. وتقول: يد المؤمن لا تغل، وقلب المؤمن لا يغلّ؛ من الغلّ وهو الحقد المنغلّ أي الكامن. وتقول: جعل الله في كبده غلّةً وفي صدره غلاً وفي ماله غلولاً وفي رقبته غلاً. وفلان جسده عليل، وفي كبده غليل. وبرزت فلانة في غلالة، وبرزن في غلائل وهي شعار يلبس تحت الثوب للبدن خاصّة، وتقول: قولوا للحلائل، لا يبرزن في الغلائل. وامرأة السوء غلّ قمل، وجرح لا يندمل. وبي وجدٌ تغلغل في الحشا. وأبلغ فلاناً مغلغلة وهي الرسالة الواردة من بلد بعيد، وغلغلت إليه رسالة. قال الأخطل:

لأغلغلنّ إلى كريم مدحةً ... ولأثنينّ بنائل وفعال
(غلل) - قولُه تَباركَ وتَعالَى: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالاً}
قال الفَرَّاء: الغُلُّ لا يكون إلَّا في اليَمِين والعُنُق، فاكْتَفَى بذكْر العُنُق عن اليَميِن.
وفي قِراءَةِ عَبدِ الله: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَيْمانِهِم أَغلالا} فاكتَفَى بِذْكر الأَيْمان عن الأَعناق.
- وقوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}
الغِلُّ: الحَسَد. وقيل: الشَّحْنَاء، والسَّخِيمَة. وغَلَّ قَلبُ الرجلِ يَغِلُّ، فإذا كان بالضَّمِّ فمن الغُلُول.
- في الحديث: " الغَلَّةُ بالضَّمان."
معناه معنى "الخَراجُ بالضَّمانِ"؛ وقد ذكره الهَرَوِيّ .
- وفي حديث شُرَيْح: "ليس على المُسْتَعِير غَيْر المُغِلِّ ضَمانٌ"
يَعنِي: غَير الخَائِن. وقد أَغَلَّ إغلالاً: خَانَ.
وقيل: المُغِلُّ: هو المُتَنَاوِل للغَلَّة. وقيل: معناه لا ضَمانَ على المُسْتَعِير غَير المُسْتغِلّ: أي غير القابض لأنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلًّا. وأَغلَّت القِربة كَذَا وكَذَا.
- في حديث أبي ذَرٍّ: "غَلَلْتُم والله "
: أي خُنْتُم في القَول والعمل ولم تَصْدُقُوا. 

غلل


غَلَّ(n. ac. غَلّ)
a. [acc. & Fī], Put, inserted, introduced into.
b. [Fī], Was inserted, introduced into; entered
penetrated; was admitted into.
c. Penetrated into, traversed (desert).
d. [Bain], Flowed, ran amongst, amidst (water).
e. Bound, pinioned, handcuffed, manacled, fettered
shackled, chained.
f. Put on an under-garment.
g.(n. ac. غُلُوْل), Cheated, defrauded; was dishonest; embezzled.
h.(n. ac. غَلّ
غَلِيْل), Was full of hatred, of malevolence ( bosom).
i. Yielded (land).
j.(n. ac. غُلّ
غُلَّة) [& pass.], Was thirsty, parched.
k. [acc. & La], Was unapparent to.
غَلَّلَa. see I (e)b. Perfumed.

أَغْلَلَa. see I (g) (i).
c. ['Ala], Provided for, maintained (family).

تَغَلَّلَa. see I (b)
إِنْغَلَلَa. see I (b)
إِسْتَغْلَلَa. Took, received, gathered in ( crops & c. ).
b. Charged, commissioned to get provisions
supplies.

غَلَّة
( pl.
reg. &
غِلَاْل)
a. Proceeds; produce; revenue; income; rent.
b. Wages, earnings.

غِلّa. Hatred, rancour, malevolence, malice, spite.

غُلّ
(pl.
أَغْلَاْل)
a. Iron-collar, yoke; shackle, fetter, manacle;
handcuff.
b. Pillory.
c. Parching thirst; heat in the bowels.

غُلَّةa. see 3 (c)b. (pl.
غُلَل)
see 23t
غَلَلa. see 3 (c)b. Strainer, clarifier.

غَاْلِل
غَاْلِلَة
(pl.
غَاْلِل)
a. see 33
غِلَاْلَة
(pl.
غَلَاْئِلُ)
a. Tunic, vest.
b. Woman's bustle, pad.

غَلِيْلa. Violent thirst.
b. Thirst for vengeance, vindictiveness, malice.
c. Passion; fury, violence.
d. Thirsty, parched.

غَلِيْلَة
(pl.
غَلَاْئِلُ)
a. Cuirass, corselet, coat of mail, breast-plate.
b. see 23t (a) & 25
(d).
غَلُوْلa. Light food.

غَلَّاْنُa. Thirsty, parched.

مِغْلَاْلa. Productive, fertile.

N. P.
غَلڤلَa. Pilloried &c.
b. see 33
N. P.
غَلَّلَa. Chained, fettered, shackled.

N. Ag.
أَغْلَلَa. see 45b. Malevolent, spiteful.
c. Unfaithful.

N. Ac.
أَغْلَلَa. Deceit, fraud, trickery; dishonesty;
embezzlement.

N. P.
إِغْتَلَلَa. see 33
مُغَلَّات مُسْتَغَلَّات
a. Proceeds, produce.
[غلل] الغلة: واحدة الغلات. والغلل الماء بين الأشجار والجمع الأغلالُ. قال الراجز دكين: ينجيه من مثل حمام الاغلال. وقع يد عجلى ورجل شملال يقول: ينجى هذا الفرس من خيل سراع في الغارة كالحمام الواردة. وقال أبو عمرو: الغلل: الماء الذى ليس له جرية، وإنما يظهر على وجه الأرض ظهوراً قليلاً، فيخفى مرّةً ويظهر مرّةً. والغلل: المصفاة. قال لبيد: لها غلل من رازقي وكرسف بأيمان عجم ينصفون المقاولا يعنى الفدام الذى على رأس الاباريق. وبعضهم يرويه: " غلل " جمع غلة. والغلغلة: سرعة السير. والمغلغلة: الرسالةُ المحمولة من بلدٍ إلى بلد. والغال: أرض مطمئنة ذات شجر، ومنابتُ السَلَمِ والطَلْحِ. يقال: غال من سلم، كما يقال عيص من سدر، وقصيمة من غضى. والغالُّ أيضاً: نبتٌ، والجمع غُلاَّنٌ بالضم. وبعيرٌ غَلاَّنُ بالفتح: شديد العطش، وكذلك المُغْتَلُّ. ويقال: نِعْمَ غَلولُ الشيخ هذا، أي الطعام الذي يدخِلُه جوفَه، على فَعولٍ بفتح الفاء. والغِلالَةُ: شِعارٌ يلبس تحت الثوب وتحت الدِرع أيضاً. والغِلُّ بالكسر: الغشُّ والحِقدُ أيضاً. وقد غلّ صدره يَغِلُّ بالكسر غِلاًّ، إذا كان ذا غش أو ضِغْنٍ وحقدٍ. والغُلُّ بالضم: واحد الأغْلال. يقال في رقبته غُلٌّ من حديد. ومنه قيل للمرأة السيئة الخلق: غل قمل. وأصله أن الغُلَّ كان يكون من قِدٍّ، وعليه شعرٌ، فَيَقْمَلُ. وغَلَلْتُ يده إلى عنقه، وقد غُلَّ فهو مَغْلولٌ. يقال: ما له أُلَّ وغُلَّ . والغُلُّ أيضاً والغُلَّةُ: حرارة العطش، وكذلك الغَليلُ. تقول منه: غُلَّ الرجلُ يُغَلُّ غَلَلاً، فهو مَغْلولٌ، على ما لم يسمّ فاعله. والغَليلُ: الضِغْنُ والحقدُ، مثل الغُلِّ. والغَليلُ: النوى يخلط بالقت، تعلفه الناقة. قال علقمة:....... غل لها ذو فيئة من نوى قران معجوم وغله فانْغَلَّ، أي أدخله فدخل. قال بعض العرب: " ومنها ما يُغَلُّ " يعني من الكباش، أي يدخل قضيبه من غير أن يرفع الألْيَةَ. وغَلَّ أيضاً: دخل، يتعدَّى ولا يتعدَّى. يقال: غَلَّ فلانٌ المفاوزَ، أي دخلها وتوسّطها. وغلَّ من المَغْنَمِ غُلولاً، أي خان. وأغل مثله. وغل الماء بين الأشجار، إذا جرى فيها، يَغُلُّ بالضم في جميع ذلك. وتغلغل الماء في الشجر، إذا تخلَّلها. قال ابن السكيت: لم نسمع في المَغْنَمِ إلا غلَّ غُلولاً، وقرئ: (ما كان لِنَبِيٍّ أن يَغُلَّ) و " يُغَلَّ " قال: فمعنى يَغُلُّ يخون. ومعنى يُغَلُّ يحتمل معنيين: أحدهما يُخانُ، يعني أن يؤخذ من غنيمته والآخر يُخَوَّنُ، أي يُنسب إلى الغلول. قال أبو عبيد: الغُلولُ في المغنمِ خاصَّةً، ولا نراه من الخيانة ولا من الحقد. وممَّا يبيِّن ذلك أنَّه يقال من الخيانة أغَلَّ يُغِلُّ، ومن الحقد غَلَّ يَغِلُّ بالكسر، ومن الغُلولِ غَلَّ يَغُلُّ بالضم. وغَلَّ البعير أيضاً، إذا لم يقض رِيَّه. وأغَلَّ الرجلُ: خان. قال النمر: جزى الله عنا حمزَةَ ابنةَ نوفلٍ جزاَء مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ وفي الحديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلالَ "، أي لا خيانة ولا سرقة، ويقال لا رشوة. وقال شريح: " ليس على المستعير غير المغل ضمان ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن " ومن رواه " يغل " فهو من الضغن. وأغلت الضياع، من الغلة. قال الراجز: أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المغله وأغل القوم، إذا بلغتْ غَلَّتُهُمْ. وفلان يُغِلُّ على عياله، أي يأتيهم بالغَلَّةِ. وأغَلَّ الجازرُ في الإهاب، إذا سلخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإهاب. وأغَلَّ الوادي، إذا أنبت الغُلاَّنَ. وأغَلَّ الرجل بصره، إذا شدَّد النظر. واسْتَغَلَّ عبدَه، أي كلَّفه أن يُغِلَّ عليه. واسْتِغلالُ المُسْتَغَلاَّتِ: أخذ غلتها. أبو نصر قال: سألت الاصمعي: هل يجوز تغللت من الغالية؟ فقال: إن أردت أنك أدخلته في لحيتك وشاربك فجائز. وكذلك غللت بها لحيتى، شدد للكثرة.
غلل
غَلَّ1 غَلَلْتُ، يَغُلّ، اغْلُلْ/ غُلَّ، غُلُولاً، فهو غالّ
• غلَّ فلانٌ: خان في المغنم، أو مالِ الدَّولة، وأخذ أشياء في خفاء " {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " ° غلّ بصرُه: حاد عن الصّواب. 

غَلَّ2/ غَلَّ في غَلَلْتُ، يَغُلّ، اغْلُلُ/ غُلَّ، غلاًّ، فهو غالّ، والمفعول مَغْلول
• غلَّ فلانًا: وضع القيدَ في يده أو عنقه "غلّ الأسرى- {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} " ° مغلول اليد: بخيل- يده مغلولة إلى عنقه: مُقتِّر، عكسه: يده مبسوطة كلّ البسط أي مبذِّر.
• غلَّ الرجلُ في المكان: دخل فيه. 

غَلَّ3 غَلَلْتُ، يَغِلّ، اغْلِلْ/ غِلَّ، غِلاًّ وغليلاً، فهو غالّ
• غلَّ صدرُه: كان ذا غِشّ أو ضِغْن أو حقد "غلَّ قلبُه". 

غُلَّ/ غُلَّ عن يُغَلّ، غُلَّةً، والمفعول مَغْلول
• غُلَّ الشّخصُ: عطِش أشدّ العطش.
• غُلَّت يدُه عن الإنفاق: أمسكت " {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} ". 

أغلَّ يُغلّ، أغْلِلْ/ أغِلَّ، إغلالاً، فهو مُغِلّ
• أغلَّت الأرضُ: أعطت الغَلَّةَ، أنتجت رِبْحًا أو دَخْلاً "نزل مطرٌ غِزيرٌ هذا العام فأغلَّتِ الأرضُ كثيرًا" ° أغلّ الخطيبُ: لم يُصبْ في كلامه- أغلّ على عياله: أتاهم بالغَلّة.
• أغلَّ صَدْرُه: غلَّ3، كان ذا غِشّ أو ضِغْن أو حِقْد.
• أغلَّ الرَّجلُ كثيرًا من المال العام: غلَّ1، سرق وخان? أغلّ النَّظَرَ: شدَّه. 

استغلَّ يستغلّ، اسْتَغْلِلْ/ اسْتَغِلَّ، استغلالاً، فهو مُستغِلّ، والمفعول مُستغَلّ
• استغلَّ الوقتَ: انتفع منه، اغتنمه، استثمره "استغلّ الأرضَ/ الفرصةَ: انتفع بها".
• استغلَّ الشَّخصَ: انتفع منه بغير حقّ؛ لجاهه أو نفوذه، جنى من ورائه أغراضًا شخصيَّة "استغلّ جهلَ فلانٍ/ فقرَ الشّعب: عمل على الاستفادة منه بطريقة الخداع والوسائل الملتوية- يستغلّ علاقاته الخاصّة لتحقيق مآربه- تحارب الحكومةُ التجارَ المستغلِّين- استغلّ عواطفَ الآخرين/ نقطةَ ضعْفٍ في شخص- تستغلّ الدُّولُ الصِّناعيّةُ الدُّولَ الفقيرةَ" ° استغلّ مَوْقِفًا: استخلص فائدةً منه.
• استغلَّ السُّوقَ: يشتري ويبيع البضائعَ والأوراقَ الماليّة لغايات الرِّبح السّريع والقليل. 

انغلَّ في ينغَلّ، انْغَلِلْ/ انغلَّ، اِنْغِلاَلاً، فهو مُنْغَلُّ، والمفعول مُنغَلٌّ فيه
• انغلَّ الجاسوسُ في صفوف المتظاهرين: دخل بينهم. 

تغلَّلَ في يتغلَّل، تغلُّلاً، فهو متغلِّل، والمفعول مُتغلَّل فيه
• تغلَّل الدُّودُ في الثَّمرة: دخل فيها. 

استغلال [مفرد]:
1 - مصدر استغلَّ ° استغلال حكوميّ- استغلال مباشر: هو أن يستغلَّ صاحب الأرض أرضه بنفسه أو لحسابه.
2 - (جو) استخراج الخامات المعدنيّة؛ للانتفاع بها. 

استغلاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى استغلال.
2 - انتهازي، من يقوم بكسب أرباح على سلع مفقودة. 

استغلاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استغلال: "تأتي الحرب الأمريكيّة على العراق نتيجة رغبة استغلاليّة في الحصول على بتروله- مصالح/ غاية/ أبعاد استغلاليّة".
2 - مصدر صناعيّ من استغلال: نزعة لدى البعض ترمي إلى الاستفادة من طيبة شخص أو عجزه أو جهله لهضم حقٍّ أو جني ربح غير عادل "ينبغي محاربة الاستغلاليّة التي ظهرت لدى بعض التّجار". 

غِلالَة [مفرد]: ج غلالات وغَلائِلُ:
1 - ثوب رقيق يشفّ ما تحته، وهو لباس داخليّ أو قميص رقيق تغطِّيه ثياب خارجيّة ° غِلالة العين: غطاء وقاية رقيق يحيط بها- غِلالة النَّوم: ثوب يُلبس عند النوَّم.
2 - حجاب صغير شفّاف تضعه النساءُ على قبّعتهنّ وقد يغطِّي كلّ الوجه أو قسمًا منه. 

غَلّ [مفرد]: مصدر غَلَّ2/ غَلَّ في. 

غَلَل [مفرد]: غُلَّة، شدّة العطش. 

غُلّ [مفرد]: ج أَغْلال: قيْد، وثاق، سلسلة من حديد أو جلد يربط بها سجين أو أسير في يده أو عنقه "مكَبَّلٌ بالأغلال- تخلّص من أغلال الماضي- {وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} " ° حطَّمَ الأغلالَ: حرَّر، خلّص من الخضوع. 

غِلّ [مفرد]:
1 - مصدر غَلَّ3.
2 - حقد كامن، عداوة وضغينة "يجيش صدره عليَّ بالغِلّ- الغِلّ والحَسد يأكلان الحسنات- ويُريك الرِّضا والغِلُّ حَشْو ردائه ... وقد تنطق العينان والفمُ ساكِنُ- {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} ". 

غَلَّة [مفرد]: ج غِلال وغلاّت:
1 - (قص) دخْل من ريع أرض أو كِراء دار أو نحو ذلك "حان وقت جمع الغِلال- كانت غَلَّة هذا العام وفيرة".
2 - حاصلٌ زراعيّ من الحبوب خاصّة "بائع غِلال- وفرة الغِلال" ° زيادة الغلّة: فائضها. 

غُلَّة [مفرد]: ج غُلَل:
1 - مصدر غُلَّ/ غُلَّ عن.
2 - غَلَل؛ شدَّة العَطَشِ و حرارتُه "أطفأ غُلَّتَه بالماء البارد- شُربة برّدت غُلّته". 

غُلول [مفرد]: مصدر غَلَّ1. 

غليل [مفرد]: ج غَلائِلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غَلَّ3.
2 - غُلّة؛ شدَّة حرارة العطش "أطفأ غليلَه بالماء البارد".
3 - غيْظ وحقد "شفى غليلُه منه: انتقم وأذهب غيظه وحقده- برّد غليلُه".
4 - خيانة "انكشف غليلُه للسُّلطة". 
غلل
{الغُلُّ} والغُلَّة، بضمِّهما، {والغَلَلُ مُحَرَّكَةً، و} الغَليلُ كأميرٍ كُله: العَطَش، أَو شِدَّتُه وحرارتُه قَلَّ أَو كَثُرَ، أَو حرارةُ الجَوفِ لُوحاً وامْتِعاضاً، وَقد {غُلَّ بالضَّمّ فَهُوَ} غَليلٌ {ومَغْلُولٌ} ومُغْتَلٌّ، بَيِّنُ {الغُلَّة. وبَعيرٌ} غالٌّ {وغَلاّنٌ: شديدُ العطَش. وَقد} غَلَّ البعيرُ {يَغَلُّ، بفتحِهما} غُلَّةً، {واغْتَلَّ: لم يَقْضِ رِيَّه، قَالَ شيخُنا: قَوْله: بفتحِهما هَذَا فِي الظَّاهِر، وأمّا فِي الأصلِ فالماضي مكسورٌ كمَلَّ يَمَلُّ، كَمَا هُوَ السَّماعُ وَالْقِيَاس لأنّ عينَه ولامَه ليسَا أَو أحدُهما حرفَ حَلْقٍ، انْتهى.} والغَليل: الحِقْدُ والحسَدُ {كالغِلِّ، بالكَسْر. أَيْضا: الضِّغْنُ والغِشُّ والعداوة، قَالَ الله تَعالى: وَنَزَعْنا مَا فِي صدورِهم مِن} غِلٍّ قَالَ الزَّجَّاج: أَي لَا يَحْسُدُ بعضُ أهلِ الجنةِ بَعْضًا فِي عُلُوِّ المرتبةِ لأنّ الحسَدَ غِلٌّ، وَهُوَ أَيْضا كَدَرٌ، والجنّةُ مُبَرَّأَةٌ من ذَلِك. وَقد غَلَّ صَدْرُه {يَغِلُّ، من حدِّ ضَرَبَ، غِلاًّ: إِذا كَانَ ذَا غِشٍّ أَو ضِغنٍ وحِقْدٍ. (و) } الغَليل: النَّوى يُخلَطُ بالقَتِّ، وَكَذَلِكَ بالعجينِ للناقةِ، وَفِي الصِّحاح: تُعْلَفُه الناقةُ، تَقول: غَلَلْتُ للناقةِ، وأنشدَ لعَلْقَمةَ:
(سُلاَّءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئَةٍ من نوى قُرّانَ مَعْجُومُ)
قولُه: ذُو فَيْئَةٍ، أَي ذُو رَجْعَةٍ، يريدُ أنّ النّوى عُلِفَتْه الإبلُ ثمّ بَعَرَتْه، فَهُوَ أَصْلَب، شبَّه نُسورَها وامِّلاسَها بالنَّوى الَّذِي بَعَرَتْه الإبلُ، والنَّهْدِيُّ: الشيخُ المُسِنُّ فَعَصَاهُ مَلْسَاء، ومَعْجُوم: مَعْضُوضٌ، أَي عضَّتْه الناقةُ فَرَمَتْه لصلابَتِه. ربّما سُمِّيت حرارةُ الحُبِّ والحُزنِ {غَليلاً.} وأَغَلَّ إغْلالاً: خانَ، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: (جزى اللهُ عنّا جَمْرَةَ ابنةَ نَوْفَلٍ ... جَزاءَ {مُغِلٍّ بالأمانةِ كاذِبِ)
وأنشدَ ابنُ بَرِّي:
(حدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوفاءِ وَلم تكُنْ ... للغَدرِ خائنَةً مُغِلَّ الإصْبَعِ)
وَمِنْه الحَدِيث: لَا} إغْلالَ وَلَا إسْلال أَي لَا خيانةَ وَلَا سَرِقَةَ، وَيُقَال: لَا رِشوَةَ، كَمَا فِي)
الصِّحاح، وَقد ذُكِرَ فِي سلل. قَالَ نَصيرٌ الرازيُّ: {أغَلَّ إبلَه} إغْلالاً: أساءَ سَقْيَها فَلم تَرْوَ، وَصَدَرت {غَوالَّ، الواحدةُ غالَّةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:} أَغْلَلْتُ الإبلَ: إِذا أَصْدَرْتَها وَلم تَرْوِها، بالغَين، وَهِي حرارةُ العطَشِ، وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد بالعَين المُهمَلةِ، وَهُوَ تَصحيفٌ وَقد تقدّم.
وَقد {غَلَّتْ هِيَ، وَهِي غالَّةٌ، من إبلٍ} غَوالَّ. أغَلَّ الجارِزُ فِي الجِلْدِ: إِذا أَخَذَ بعضَ اللَّحمِ والشَّحمِ فِي السَّلْخِ، وتركَ بعضَه مُلتَزِقاً بالجِلدِ. أغَلَّ فلانٌ: {اغْتَلَّتْ غنَمُه، أَي عَطِشَتْ. أغَلَّ الْوَادي: أَنْبَتَ الغُلاَّن، بالضَّمّ، جمعُ غالٍّ، لنَبْتٍ يَأْتِي ذِكرُه. أغَلَّ القومُ: بَلَغَتْ} غَلَّتُهم، وَيَأْتِي فِي معنى الغَلَّةِ قَرِيبا. أغَلَّ الرجلُ البَصرَ: إِذا شدَّدَ النَّظرَ. (و) {أغَلَّت الضِّياعُ: أَعْطَتْ} الغَلَّةَ، فَهِيَ {مُغِلَّةٌ، إِذا أَتَتْ بشيءٍ وأصلُها باقٍ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(} فتُغْلِلْ لكم مَا لَا {تُغِلُّ لأهلِها ... قُرىً بالعِراقِ من قَفيزٍ ودِرْهَمِ)
وَقَالَ الراجز: أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من عندِ اللهْ يَحْرِدُ حَرْدَ الجنَّةِ} المُغِلَّهْ أغَلَّ فلَانا: نَسَبَه إِلَى {الغُلولِ والخيانةِ، وَمِنْه قراءةُ من قَرَأَ: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن} يُغَلَّ أَي يُخَوَّن، أَي يُنسَبَ إِلَى الغُلول، وَهِي قراءةُ أصحابِ عَبْد الله، يُرِيدُونَ يُسَرَّق، قَالَه ابْن السِّكِّيت، وَنَقله الفَرّاءُ أَيْضا، وَقيل: مَعْنَاهُ على هَذِه: لَا يَخُونُه أصحابُه، أَو لَا يُخان، أَي لَا يُؤخَذُ من غَنيمتِه، وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العلاءِ ويونُسُ يختاران: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن {يَغُلَّ وَقَالَ ابنُ بَرِّي: قَلَّ أَن تَجِدَ فِي كلامِ العربِ مَا كَانَ لفلانٍ أَن يُضرَبَ على أَن يكونَ الفِعلُ مَبْنِيّاً للمَفْعول، وإنّما تجدُه مبنيّاً للْفَاعِل، كقولِك: مَا كَانَ لمؤمنٍ أَن يَكْذِبَ، وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن يَخون، وَمَا كَانَ لمُحْرِمٍ أَن يَلْبِسَ، قَالَ: وَبِهَذَا يُعلَمُ صِحَّةُ قراءةِ من قَرَأَ: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن يَغُلَّ على إسنادِ الفِعلِ للفاعلِ دونَ المَفْعول.} وغَلَّ {غُلولاً: خانَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن يَغُلَّ وَهِي قراءةُ ابنِ كَثيرٍ وَأبي عمروٍ وعاصمٍ وَرَوْحٍ وَزَيْدٍ} كَأَغَلَّ، أَو خاصٌّ بالفَيْءِ والمَغْنَم، قَالَ ابْن السِّكِّيت: لم نسمعْ فِي المَغنَمِ إلاّ غَلَّ {غُلولاً، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الغُلول من المَغنَمِ خاصّةً، وَلَا نرَاهُ من الخيانةِ وَلَا من الحِقدِ، وممّا يُبيِّنُ ذَلِك أنّه يُقَال من الْخِيَانَة:} أَغَلَّ {يُغِلُّ، وَمن الحِقد: غَلَّ} يَغِلُّ، بالكَسْر، وَمن الغُلول: غَلَّ يَغُلُّ، بالضَّمّ، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الغُلول: الخيانةُ فِي المَغنَم، والسَّرِقةُ، وكلُّ من خانَ فِي شيءٍ خِفيَةً فقد غَلَّ، وسُمِّيتْ غُلولاً لأنّ الْأَيْدِي فِيهَا {تُغَلُّ، أَي يُجعلُ فِيهَا} الغُلُّ. غَلَّ فِي)
الشيءِ غَلاًّ: أُدخِل، وَقَالَ بعضُ العربِ: وَمِنْهَا مَا يَغِلُّ يَعْنِي من الكِباشِ مَا يُدخِلُ قَضيبَه من غيرِ أَن يرفعَ الإلْيَةَ، {كَغَلْغلَ، يُقَال:} غَلَّه {وغَلْغَلَه: إِذا أَدْخَله. غَلَّ أَيْضا: دَخَلَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدّى، وَيُقَال: غَلَّ فلانٌ المَفاوِزَ: أَي دَخَلَها وَتَوَسَّطَها،} كانْغَلَّ، وَهُوَ مُطاوِعُ غَلَّه! غَلاًّ. {وَتَغَلَّلَ فِي الشيءِ} وتَغَلْغلَ: دَخَلَ فِيهِ، يكون ذَلِك فِي الجَواهِرِ والأعراضِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ الثَّورَ والكِناسَ:
(يُحَفِّرُه عَن كلِّ ساقٍ دَقيقةٍ ... وَعَن كلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرى {مُتَغَلْغِلِ)
وأنشدَ ثعلبٌ لعُبَيْدِ الله بن عَبْد الله بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ فِي العَرَض:
(} تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ فِي فُؤادي ... فباديهِ مَعَ الخافي يَسيرُ)
وَفِي حديثِ المُخَنَّثِ هَيْت لمّا وَصَفَ المرأةَ قَالَ لَهُ: قد {تَغَلْغَلْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ،} الغَلْغَلَةُ إدخالُ الشيءِ فِي الشيءِ حَتَّى يَلْتَبِسَ بِهِ ويصيرَ من جُملَتِه، أَي بَلَغَت بنَظَرِكَ من مَحاسِنِ هَذِه المرأةِ حيثُ لَا يَبْلُغُ ناظِرٌ، وَلَا يَصِلُ واصِلٌ، وَلَا يَصِفُ واصِفٌ. غَلَّ {الغِلالَةَ: لَبِسَها تحتَ الثِّياب، وَهِي: أَي الغِلالَة، بالكَسْر: شِعارٌ يُلبَسُ تحتَ الثَّوبِ لأنّه} يَتَغَلَّلُ فِيهَا، أَي يدخلُ {كالغُلَّةِ، بالضَّمّ تُغَلُّ تَحت الدِّرْع، أَي تُدخَلُ، وجمعُها} الغَلائِلُ {والغُلَل. غَلَّ الدُّهنَ فِي رَأْسِه: أَدْخَله فِي أُصولِ شَعْرِه،} وغَلَّ شَعْرَه بالطِّيبِ: أَدْخَله فِيهِ. غَلَّ بَصَرُه: حادَ عَن الصَّوَاب، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. غَلَّ الماءُ بَين الأشجارِ: إِذا جرى فِيهَا، يَغُلُّ، بالضَّمّ. غَلَّ المرأةَ: حَشاها، وَلَا يكون إلاّ من ضَخْمٍ، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ. غَلَّ فلَانا {يَغُلُّه غَلاًّ: وَضَعَ فِي عنُقِه أَو يدِه} الغُلَّ، بالضَّمّ، وَهُوَ الجامِعَةُ من حديدٍ، م معروفٌ، وَقد غُلَّ فَهُوَ {مَغْلُولٌ، وَيُقَال: جَعَلَ اللهُ فِي كَبِدِه} غُلَّةً، وَفِي صَدْرِه {غِلاًّ، وَفِي مالِه} غُلولاً، وَفِي عنُقِه {غُلاًّ، ج:} أغْلالٌ، وَقد تكرَّرَ ذِكرُه فِي القُرآنِ والسُّنَّة، ويُرادُ بهَا التكاليفُ الشاقَّةُ، والأعمالُ المُتعِبَةُ. {والغَلَّةُ: الدَّخْلُ من كِراءِ دارٍ، وأجْرِ غلامٍ، وفائِدَةِ أرضٍ من رَيْعِها أَو كرائِها، والجمعُ} الغَلاّتُ، وَفِي الحَدِيث: {الغَلَّةُ بالضَّمانِ، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ كحديثِه الآخَر: الخَراجُ بالضَّمانِ، والغَلَّة: الدَّخْلُ الَّذِي يَحْصُلُ من الزَّرعِ والثَّمَرِ واللبَنِ والإجازَةِ والنِّتاجِ ونحوِ ذَلِك.} وأغَلَّت الضَّيْعةُ: أَعْطَتْها أَي الغَلَّةَ، وَهَذَا قد تقدّم بعَينِه، فَهُوَ تَكْرَارٌ.
{والغَلْغَلَة: السُّرعةُ فِي السَّيرِ. (و) } غَلْغَلَةُ، بِلَا لامٍ: شِعابٌ تَسيلُ من جبَلِ الرَّيَّانِ، وَهُوَ جبَلٌ أَسْوَدُ طويلٌ بأَجَأٍ، قَالَه نَصْرٌ. {وَتَغَلْغَلَ: أَسْرَعَ فِي السَّيْر، يُقَال:} تَغَلْغَلوا فَمَضَوْا. ورِسالَةٌ {مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمُولةٌ من بلدٍ إِلَى بلَدٍ، قَالَ عِصامُ بن عُبَيْدٍ الزِّمّانيُّ:)
(أَبْلِغْ أَبَا مِسْمَعٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً ... وَفِي العِتابِ حَياةٌ بينَ أقوامِ)
وَفِي حديثِ ابنِ ذِي يَزَن:
(مُغَلْغَلَةٌ مَغالِقُها تَغالى ... إِلَى صَنْعَاءَ من فَجٍّ عَميقِ)
} والغُلاّنُ بالضَّمّ: منابِتُ الطَّلْحِ، أَو أَوْدِيةٌ غامِضَةٌ فِي الأرضِ ذاتُ شجرٍ، قَالَ مُضَرِّسٌ الأسَديُّ:
(تَعَرُّضَ حَوْرَاءِ المَدامِعِ تَرْتَعي ... تِلاعاً {وغُلاّناً سَوائِلَ من رَمَمْ)
الواحدُ} غالٌّ {وغَليلٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفةَ:} الغالُّ: أرضٌ مُطمَئِنَّةٌ ذاتُ شجَرٍ، ومنابِتُ السَّلَمِ والطَّلْحِ يُقَال لَهَا: غالٌّ من سَلَم، كَمَا يُقَال: عِيصٌ من سِدْرٍ، وقَصيمَةٌ من غَضىً. (و) {الغُلاّن: نباتٌ، م معروفٌ، الواحدُ غالٌّ أَيْضا، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لذِي الرُّمَّةِ:
(وَأَظْهرَ فِي} غُلاّنِ رَقْدٍ وَسَيْلُه ... عَلاجيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ)
{وَتَغَلَّلَ بالغالِيَةِ، شُدِّدَ للكَثرةِ،} وَتَغْلغَلَ {واغْتَلَّ: تغَلَّف، أَي تطَيَّبَ بهَا، قَالَ أَبُو صَخْرٍ:
(سِراجُ الدُّجى} تَغْتَلُّ بالمِسكِ طَفْلَةٌ ... فَلَا هِيَ مِتْفالٌ وَلَا هِيَ أَكْهَبُ)
{وغَلَّلَه بهَا} تَغْلِيلاً طَيَّبَه، وَفِي حديثِ عائِشَةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهَا: كنتُ {أُغَلِّلُ لِحيَةَ رسولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بالغالِيَةِ، أَي أُلَطِّخُها أَو أُلْبِسُها بهَا، وَقَالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُريُّ:
(وقُروناً سابِغاً أَطْرَافُها ... } غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ)
وَحكى اللِّحْيانيُّ: {تغَلَّى بالغالِيَةِ، فإمّا أَن يكونَ من لفظِ الغالِيَةِ، وإمّا أَن يكون أَرَادَ:} تغَلَّلَ، فأبدلَ من اللامِ الأخيرةِ يَاء كَمَا قَالُوا: تظَنَّيْتُ فِي تظَنَّنْتُ، والأوّلُ أَقْيَس، وَقَالَ الفَرّاءُ: يُقَال: {تغَلَّلْتُ بالغالِيَةِ، وَلَا يُقَال} تغَلَّيْتُ، وَفِي الصِّحاح: قَالَ أَبُو نصرٍ: سألتُ الأَصْمَعِيّ: هَل يجوزُ تغَلَّلْتُ، من الغالِيَة فَقَالَ: إِن أردتَ أنّكَ أدخلْتَها فِي لِحْيَتِكَ أَو شاربِكَ فجائزٌ، وَقَالَ الليثُ: يُقَال، من الغالِيَة: {غَلَّلْتُ وغَلَّفْتُ وغَلَّيْتُ، وَسَيَأْتِي فِي المُعتَلِّ إِن شاءِ الله تَعالى.} والغَلائل: الدُّروع، أَو مَساميرُها الجامِعَةُ بَين رؤوسِ الحَلَق، لأنّها {تُغَلُّ فِيهَا أَي تُدخَلُ، أَو بطائنُ تُلبَسُ تحتَها أَي تحتَ الدُّروع، الواحدُ} غَليلَة، قَالَ النابغةُ: (عُلِيْنَ بكِدْيُونٍ وأُبْطِنَّ كَرَّةً ... فهُنَّ وِضاءٌ صافِياتُ {الغَلائلِ)
خَصَّ الغَلائلَ بالصَّفاءِ، لأنّها آخِرُ مَا يَصْدَأُ من الدُّروع، وَمن جَعَلَها البَطائنَ جَعَلَ الدُّروعَ نقِيَّةً لم يُصْدِئْنَ الغَلائلَ. وَقَالَ لَبيدٌ فِي المَسامير: وأحكَمَ أَضْغَانَ القَتيرِ الغَلائلُ) } وَغَلْغَلَةُ: ع، قَالَ:
(هنالِكَ لَا أَخْشَى تنالُ مَقادَتي ... إِذا حَلَّ بَيْتِي بينَ شُوطٍ {وَغَلْغَلَهْ)
ومالَه أُلَّ} وغُلَّ، بضمِّهما، وَهُوَ دُعاءٌ عَلَيْهِ، فأُلَّ: دُفِعَ فِي قَضاءٍ، وغُلَّ: جُنَّ فوُضِعَ فِي عنُقِه الغُلَّ. {واغْتَلَلْتُ الشرابَ: شَرِبْتُه. (و) } اغْتَلَلْتُ الثَّوبَ: لَبِسْتُه تحتَ الثِّيَاب. (و) {اغْتَلَّت الغنَمُ: أخذَتْه} الغَلَلُ، بالتحريكِ {والغُلالَةِ، بالضَّمّ وهما داءٌ للغنَمِ فِي الإحليل، وَذَلِكَ أَن لَا يَنْفُضَ الحالِبُ الضَّرْعَ فيترُكَ فِيهِ شَيْئا من اللبَنِ فيعودَ دَماً أَو خَرَطَاً.} والغِلالَةِ، ككِتابَةٍ: العُظَّامَة، وَهُوَ الثوبُ الَّذِي تشُدُّه المرأةُ على عَجيزَتِها تحتَ إزارِها تُضَخِّمُ بهَا عَجيزتَها، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، وأنشدَ: تَغْتَالُ عَرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ وَلم تُنَطِّقْها على {غِلالَهْ إلاّ لحُسنِ الخَلْقِ والنَّبالَهْ أَيْضا: المِسمارُ الَّذِي يَجْمَعُ بينَ رَأْسَيْ الحَلْقَةِ والجمعُ الغَلائلُ، وَقد تقدّم شاهدُه قَرِيبا. (و) } غُلْغُلٌ، كهُدْهُدٍ: جبَلٌ بنواحي البَحْرَيْن.! وغُلائل، بالضَّمّ: من بلادِ خُزاعة، كَمَا فِي العُباب. وَأَنا {مُغْتَلٌّ إِلَيْهِ أَي مُشتاقٌ، وَهُوَ مَجاز.} واسْتَغلَّ عَبْدَه، أَي كلَّفَه أَن {يُغِلَّ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحاح. (و) } اسْتَغلَّ {المُسْتَغَلاَّتِ: أخذَ} غَلَّتَها، كَمَا فِي الصِّحاح أَيْضا. يُقَال: نِعمَ {غَلُولُ الشيخِ هَذَا، كصَبُورٍ: أَي الطعامُ الَّذِي يُدخِلُه جَوْفَه، كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُه: يَعْنِي التغذِيَةَ الَّتِي تَغَذَّاها، وَيُقَال أَيْضا فِي شَرابٍ شَرِبَه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ} مُغِلٌّ أَي مُضِبٌّ على حِقدٍ. {وغَلَّ} وأَغَلَّ الرجلُ: صارَ صاحبَ خيانةٍ، وَمِنْه حديثُ شُرَيْحٍ: لَيْسَ على المُستَعيرِ غيرِ {المُغِلِّ ضَمانٌ. أَي إِذا لم يَخُنْ فِي العارِيَّةِ والوَديعةِ فَلَا ضَمانَ عَلَيْهِ، وَقيل: المُغِلُّ هُنَا} المُستَغِلُّ، وأرادَ بِهِ القابِض لأنّه بالقبضِ يكون {مُستَغِلاًّ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: والأوّلُ الوَجهُ.} والإغلالُ: الغارةُ الظاهرَة. وَأَيْضًا: إعانةُ الغَيرِ على الْخِيَانَة. وَأَيْضًا: لٌ بْسُ الدُّروع، وبكلِّ ذَلِك فُسِّرَ الحديثُ: لَا {إغْلالَ وَلَا إسْلال، وَقد ذُكِرَ فِي سلل أَيْضا.} وأغَلَّ الخَطيبُ: لم يُصِبْ فِي كلامِه، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(خُطَباءُ لَا خُرْقٌ وَلَا {غُلُلٌ إِذا ... خُطَباءُ غيرِهم} أَغَلَّ شِرارُها)
{والغُلَّة، بالضَّمّ: مَا تَوارَيْتَ فِيهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} والغَلْغَلَةُ، كالغَرْغَرَةِ، فِي معنى الكَسرِ.
{والغَلَلُ، مُحَرَّكَةً: الماءُ الَّذِي} يَتَغَلَّلُ بَين الشجرِ، والجمعُ! الأغْلالُ، قَالَ دُكَيْنٌ: يُنْجيهِ مِن مِثلِ حَمامِ الأغْلالْ) وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجلٍ شِمْلالْ ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيّا من عالْ وَقيل: {الغَلَل: الماءُ الظاهرُ الْجَارِي على وجهِ الأرضِ ظُهوراً قَلِيلا، وليسَ لَهُ جِرْيَةٌ فَيَخْفى مرّةً ويظهَرُ مرّةً، قَالَ الحُوَيْدِرَةُ:
(لَعِبَ السُّيُولُ بِهِ فأصبحَ ماؤُهُ ... } غَلَلاً يُقَطِّعُ فِي أُصولِ الخِرْوَعِ)
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغَلَل: السَّيلُ الضعيفُ يسيلُ من بطنِ الْوَادي أَو التِّلَعِ فِي الشجرِ. {وَتَغْلغَلَ الماءُ فِي الشجرِ: تخَلَّلَها. وَقَالَ أَبُو سعيد: لَا يذهبُ كلامُنا} غَلَلاً: أَي لَا يَنْبَغِي أَن يَنْطَوي عَن الناسِ، بل يجبُ أَن يظهرَ. وَيُقَال لعِرْقِ الشجرِ إِذا أَمْعَنَ فِي الأرضِ: {غُلْغُلٌ، والجمعُ} غَلاغِلُ، قَالَ كَعْبٌ:
(وَتَفْتَرُّ عَن غُرِّ الثَّنايا كأنَّها ... أقاحِيُّ تُرْوى من عُروقِ غَلاغِلُ)
{والغُلَّةُ بالضَّمّ: هِيَ العُظّامَةُ، وَالْجمع الغُلَل، قَالَه ابنُ بَرِّي، وأنشدَ:
(كَفاها الشَّبابُ وَتَقْويمُه ... وحُسْنُ الرُّواءِ ولُبْسُ} الغُلَلْ)
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: غَشَّ لَهُ الخَنجرَ والسِّنانَ، {وغَلَّه لَهُ: أَي دَسَّه لَهُ وَهُوَ لَا يشعرُ بِهِ.} والغالَّة: مَا يَنْقَطعُ من ساحلِ البَحرِ فيجتمِعُ فِي مَوْضِعٍ. {وغُلَّتْ يدُه إِلَى عنُقِه: أَي أُمسِكَتْ عَن الْإِنْفَاق.
والعربُ تَكْنِي عَن المرأةِ} بالغُلِّ، وَفِي الحَدِيث: إنّ من النساءِ! غُلاًّ قَمِلاً يَقْذِفُه اللهُ فِي عنُقِ مَن يَشَاء، والأصلُ فِي ذَلِك أنّ العربَ كَانُوا إِذا أسَروا أَسيراً {غَلُّوه بغَلٍّ من قِدٍّ وَعَلِيهِ شَعَرٌ، فرُبّما قَمِلَ فِي عنُقِه إِذا قَبَّ ويَبِسَ، فيجتَمِعُ عَلَيْهِ مِحْنَتان: القَمْلُ} والغُلُّ. وفلانٌ {يُغِلُّ على عِيالِه: أَي يَأْتِيهم} بالغَلَّة. {وغَلَّ على الشيءِ} غَلاًّ {وأغَلَّ: سَكَتَ. وَأَيْضًا: أقامَ. وغَلَّ الإهابَ: أبقى فِيهِ عندَ السَّلْخِ، لغةٌ فِي} أغَلَّ. وأغَلَّ القومُ: صَارُوا فِي وقتِ {الغَلَّة.} وأغَلَّ الرجلَ: وَجَدَه {غالاًّ. وَله أُرَيْضَةٌ} يَغْتَلُّها: مثلُ {يَسْتَغِلُّها. وجمعُ الغَلَّةِ غِلالٌ بالكَسْر.} والغُلَّة، بالضَّمّ: خِرقَةٌ تُشَدُّ على رأسِ الإبريقِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، والجمعُ {غُلَلٌ.} والغَلَل، مُحَرَّكَةً: المِصْفاة، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ للَبيدٍ:
(لَهَا {غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا)
يَعْنِي الفِدامَ الَّذِي على رأسِ الإبريق، وبعضُهم يرويهِ} غُلَلٌ، بالضَّمّ، جمعُ غُلَّةٍ. {والمُغَلْغِلَة، بكسرِ الغَينِ الثَّانِيَة: المُسْرِعَة.} والغَلَل، مُحَرَّكَةً: اللَّحمُ الَّذِي تُرِكَ على الإهابِ حينَ سُلِخَ.)
! والغُلْغُلَة، بالضَّمّ: لَغَطُ الأصواتِ.

غلل: الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كله: شدّة العطش وحرارته،

قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة.

وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ، بالفتح: عطشان شديد العطش. غُلَّ يُغَلٌّ

غَلَلاً، فهو مَغْلول، على ما لم يسم فاعله؛ ابن سيده: غَلَّ يَغَلّ غُلّة

واغْتَلّ، وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً. وأَغَلّ إِبلَه: أَساءَ

سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ. وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا

لم يَقْضِ رِيَّه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا

أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة، بالعين غير معجمة؛ قال أَبو منصور: هذا

تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها، بالغين، من

الغُلَّة وهي حرارة العطش، وهي إِبل غالَّة؛ وقال نصر الرازي: إِذا صدَرَت

الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ، وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً

إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ، الواحدة

غالَّة؛ وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته.

والغَلِيلُ: حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً. والغِلُّ، بالكسر،

والغَلِيلُ: الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد. وفي التنزيل العزيز:

ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ ؛ قال الزجاج: حقيقته، والله أَعلم، أَنه

لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ

وهو أَيضاً كَدر، والجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بالكسر،

غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد. ورجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حقد

وغِلٍّ. وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ: خانَ؛ قال النمر:

جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ

جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ

وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم. وأَغَلَّه: خَوّنه. وفي

التنزيل العزيز: وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ؛ قال ابن السكيت: لم نسمع في

المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً، وقرئ: وما كان لنبي أَن يُغَلَّ، فمن قرأَ

يَغُلّ فمعناه يَخُون، ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين: أَحدهما يُخان يعني

أَن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول، وهي قراءة

أَصحاب عبد الله، يريدون يسرَّق؛ قال أَبو العباس: جعل يُغَل بمعنى

يُغَلَّل، قال: وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت

أَدخلت ذلك فيه، وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه؛ وقال الفراء: جائز أَن يكون

يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك،

وقال الزجاج: قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ، فمن قال أَن يَغُل

فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته، وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين

فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو أَفاء الله

عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم

مَغْنَمكم؟ قال: ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين: أَحدهما ما كان لنبي أَن

يَغُله أَصحابه أَي يخونوه، وجاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال: لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها، لها

ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط، والوجه الثاني أَن يكون يُغَل

يخوَّن، وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران: وما كان لنبي أَن يَغُل،

قال يونس: كيف لا يُغَل؟ بلى ويقتل؛ وقال أَبو عبيد: الغُلول من المَغْنَم

خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد، ومما يبين ذلك أَنه يقال من

الخيانة أَغَلّ يُغِلّ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ، بالكسر، ومن الغُلول

غَلّ يَغُلّ، بالضم؛ قال ابن بري: قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان

أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول، وإِنما نجده مبنيّاً

للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب، وما كان لنبي أَن يَخُون، وما كان

لمُحرِم أَن يلبَس، قال: وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ: وما كان لنبي أَن

يَغُل، على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال: والشاهد على قوله

يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر:

حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، ولم تكن

للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع

وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية:

أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال؛ قال أَبو عبيد: الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال

السَّرِقة، وقيل: الإِغلال السرقة، أَي لا خيانة ولا سرقة، ويقال: لا

رِشْوة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث، وهو الخيانة في

المَغْنم والسرقة من الغَنيمة؛ وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل، وسميت

غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو

الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه، ويقال لها جامِعَة أَيضاً،

وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة. أَبو عبيدة: رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب

خيانة وسَلَّةٍ؛ ومنه قول شريح: ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على

المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان، إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة

فلا ضمان عليه، من الإِغْلال الخِيانةِ، يعني الخائن، وقيل: المُغِل ههنا

المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ، قال

ابن الأَثير: والأَوَّل الوَجْه؛ وقيل: الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة،

والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل

وهي السَّلَّة، وقيل: هو الغارة الظاهرة، يقال: غَلّ يَغُلّ وسَلّ

يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة، ويكون أَيضاً أَن

يُعِينَ غيره عليهما، وقيل: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ

السيوف؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ

مؤمن: إِخْلاصُ العمل لله، ومُناصَحة ذوي الأَمْر، ولزوم جماعة المسلمين

فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم؛ قيل: معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي

لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق، ولكن يكون معها الإِخلاص في

ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِلّ ولا يُغِلّ، فمن قال يَغِلّ، بالفتح

للياء وكسر الغين، فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن

والشَّحْناء، أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء،

جعله من الخيانة؛ وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم

خاصة، والإِغْلال: الخيانة في المَغانم وغيرها. ويقال من الغِلّ: غَلّ

يَغِلّ، ومن الغُلول: غَلّ يَغُلّ. وقال الزجاج: غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان

لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء، وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ

غُلولاً، وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا، من ذلك الغالّ، وهو

الوادي المطمئن الكثير الشجر، وجمعه غُلاَّن، ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد

الكامِن؛ وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن، قال: ويروى

يَغِلُ، بالتخفيف، من الوُغول الدخول في الشيء، قال: والمعنى أَن هذه

الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل

والخيانة والشرّ، قال: وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً

عليهن. وفي حديث أَبي ذر: غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم

تَصْدُقوه. ابن الأَعرابي في النوادر: غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من

غَلَّ يَغِلُّ، وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد

عن الصواب غاشًّا.

وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه؛ قال أَبو وجزة:

خُطباء لا خُرْق ولا غُلل، إِذا

خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها

وأَغَلَّ في الجِلْد: أَخذ بعض اللحم والإِهابَ. يقال: أَغْلَلْت الجلد

إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم، وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته

فتركت على الجلد اللحم. والغَلَل: اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ.

وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب.

والغَلَل: داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ، وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب

الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً.

وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ: دخل

فيه، يكون ذلك في الجواهر والأَعراض؛ قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس:

يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ،

وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل

(* قوله «يحفره» هكذا في الأصل»).

وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن

شيوخه:

تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي،

فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ

وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ: أَدخله؛ قال ذو الرمة:

غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة،

وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق

وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب: ومنها ما يُغِلّ يعني

من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية. وغَلّ أَيضاً:

دخل، يتعدّى ولا يتعدّى. ويقال: غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها.

وغَلْغَله: كغَلَّه. والغُلَّة: ما تواريت فيه؛ عن ابن الأَعرابي.

والغَلْغَلة: كالغَرْغَرة في معنى الكسر. والغَلَلُ: الماء الذي يَتَغَلَّل بين

الشجر، والجمع الأَغْلال؛ قال دُكين:

يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال

وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال

ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال

يقول: يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع

(* قوله «من سراع» عبارة الصحاح: من خيل سراع) في الغارة كالحَمام

الواردة؛ وفي التهذيب قال: أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد

غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر، وقيل: الغَلَل الماء الظاهر

الجاري، وقيل: هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية

فيخفى مرّة ويظهر مرة، وقيل: الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر؛ قال

الحُوَيْدِرة:

لَعِب السُّيُول به، فأَصبح ماؤه

غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع

وقال أَبو حنيفة: الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو

التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي، وقيل: أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل

ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع

إِلاَّ الوَطاء. وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ،

بالضم في جميع ذلك. وتَغَلْغَل الماء في الشجر: تخلَّلها. وقال أَبو سعيد: لا

يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن

يظهر. ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ، وجمعه غَلاغَلُ؛ قال

كعب:

وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنها

أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل

والغِلالة: شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل.

وفي التهذيب: الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد.

واغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تحت الثياب، ومنه الغَلَل الماء الذي يجري

في أُصول الشجر. وغَلَّلَ الغِلالة: لبسها تحت ثيابه؛ هذه عن ابن

الأَعرابي. والغُلَّة: الغِلالة، وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي

تدخَل. والغَلائل: الدرُوع، وقيل: بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، وقيل: هي

مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل،

واحدتها غَلِيلَة؛ وقول النابغة:

عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً،

فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل

(* في ديوان النابغة: القلائل بدل الغلائل، ولعل الصواب ما هنا).

خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع، ومن جعلها

البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل. وغَلائل الدُّروع:

مساميرها المُدخَلة فيها، الواحد غَلِيل؛ قال لبيد:

وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل

وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل، قال: الغِلالة

المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء

لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع. ابن الأَعرابي: العُظْمَة والغِلالة

والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على

عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها؛ وأَنشد:

تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة،

ولم تَنَطّقْها على غِلاله،

إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله

قال ابن بري: وكذلك الغُلَّة، وجمعها غُلَل؛ قال الشاعر:

كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه،

وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ

وغَلَّ الدهنَ في رأْسه: أَدخله في أُصول الشعر. وغَلَّ شعرَه بالطيب:

أَدخَله فيه. وتَغَلَّل بالغالِية، شدد للكثرة، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل:

تَغَلَّف؛ أَبو صخر:

سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة،

فلا هي مِتْفال، ولا اللَّوْن أَكْهَب

وغَلَّله بها. وحكى اللحياني: تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يكون من

لفظ الغالِية، وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة

ياء، كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قال: والأَول أَقيس. غيره: ويقال

تَغَلَّيْتٍّ من الغالية، وقال الفراء: يقال تَغَلَّلْت بالغالية، قال: وكل

شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال: وتَغَلَّيْت

مولّدة. وقال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية؟

فقال: إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز. الليث: ويقال من

الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:

كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالغالِية أَي

أُلطّخها وأُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثير: قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية

ولا يقال تَغَلَّيْت، قال: وأَجازه الجوهري. وفي حديث المخنَّث هِيتِ

قال: إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له: قد

تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة: إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به

ويصير من جملته، أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر

ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف. وغَلَّ المرأَةَ: حَشاها، ولا يكون

إِلاَّ من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابي. السلمي: غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ

وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به.

والغُلاَّن، بالضم: مَنابت الطَّلْح، وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات

شجر، واحدها غالّ وغلِيلٌ. وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن؛ قال أَبو

حنيفة: هو بطن غامض في الأَرض، وقد انْغَلَّ. والغالُّ: أَرض مطمئنة ذات

شجر. ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم، كما يقال عِيصٌ

من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً. والغالّ: نبت، والجمع غُلاَّن، بالضم؛

وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ

عَلاجِيمُ، لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

(* قوله «وأظهر في غلان رقد إلخ» تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر

على غير هذه الصورة والصواب ما هنا).

أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة، وقيل: إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع؛

وقال مضرِّس الأَسدي:

تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي

تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ

(* قوله «تعرض إلخ» قبله كما في ياقوت:

ولم أنس من ربا غداة تعرضت * لنا دون أبواب الطراف من

الادم)

الغُلاَّن: بطون الأَودية، ورَمَم: موضع.

والغالَّة: ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع. والغُلّ: جامِعة

توضع في العُنق أَو اليد، والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك؛ ويقال: في

رقبته غُلّ من حديد، وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها، فهو مَغْلول.

وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ويَضَعُ عنهم

إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم؛ قال الزجاج: كان عليهم أَنه من

قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة، وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من

البول أَن يقرِضوه، وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت؛ هذه الأَغلال

التي كانت عليهم، وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك

وليس هناك طوق، وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك

كالطَّوْق في عنُقك. وقوله تعالى: إِذ الأَغْلال في أَعناقهم؛ أَراد

بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال، وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون

الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء

يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب، وقد غَلَّه

يَغُلّه. وقوله تعالى وتقدَّس: إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً؛ هي

الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم. وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وقد غُلّ،

فهو مَغْلول. وفي حديث الإِمارة: فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره

(* قوله

«وغله جوره» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: أو غله جوره) أَي جعل في يده

وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما. وقوله تعالى: وقالت اليهود يَدُ

الله مَغْلولة، غُلَّت أَيديهم؛ قيل: ممنوعة عن الإِنفاق، وقيل: أَرادوا

نعمتُه مقبوضة عنَّا، وقيل: معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا، وقيل: يدُ الله

ممسكة عن الــاتساع علينا. وقوله تعالى: ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى

عنُقك؛ تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، وقد غَلَّه يَغُلُّه. وقولهم في

المرأَة السَّيِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن العرب كانوا إِذا

أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر، فربما قَمِلَ في عُنقه

إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضربه مثلاً للمرأَة

السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً، والعرب تكني

عن المرأَة بالغُلّ. وفي الحديث: وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه

الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو. ابن السكيت: به غُلّ من العطش

وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ. وقولها: ما له أُلَّ وغُلَّ؛

أُلَّ دُفِع في قضاء، وغُلّ: جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ.

والغَلّة: الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض. والغَلَّة:

واحدة الغَلاَّت. واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه.

واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت: أَخْذُ غَلّتها. وأَغَلَّت الضَّيْعة: أَعطت

الغَلَّة، فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ؛ قال زهير:

فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها

قُرىً بالعراق، من قَفِيزٍ ودِرْهَم

وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً: من الغَلَّة؛ قال الراجز:

أَقْبَل سَيْلٌ، جاء من عِند الله

يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم. وفي الحديث: الغَلَّة بالضَّمان؛

قال ابن الأَثير: هو كحديثه الآخر: الخَراجُ بالضَّمان. والغَلَّة:

الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك. وفلان

يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة. ويقال: نِعْم الغَلول شَراب

شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني. ويقال: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا

مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه. ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني

التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه، على فَعُول،

بفتح الفاء.

وغَلّ بصَرُه: حاد عن الصواب. وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره.

والغُلَّة: خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع

غُلَل. والغَلَلُ: المِصْفاة؛ وقول لبيد:

لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ،

بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا

يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق، وبعضهم يرويه غُلَل بالضم، جمع

غُلَّة.

والغَلِيل: القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ.

والغَلِيل: النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة:

سُلاَّءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لها

ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم

ويروى:

سُلاَّءة، كعصا النهديِّ، غُلّ لها

مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم

قوله: ذو فَيئة أَي ذو رَجعة، يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته

فهو أَصلب، شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل،

والنَّهْدِيّ: الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء، ومَعْجُوم: مَعْضُوض أَي عضَّته

الناقة فرمته لصلابته.

والغَلْغَلة: سرعة السير، وقد تغَلْغَل. ويقال: تغَلْغَلوا فمضوا.

والمُغَلْغَلة: الرِّسالة. ورِسالة مُغَلْغَلة: محمولة من بلدٍ إِلى بلد؛

وأَنشد ابن بري:

أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ،

وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام

وفي حديث ابن ذي يَزَن:

مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي

إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق

المُغَلْغَلة، بفتح الغينين: الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد،

وبكسر الغين الثانية: المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السير.

وغَلْغَلَة: موضع؛ قال:

هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي،

إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله

غ ل ل: (الْغَلَّةُ) وَاحِدَةُ (الْغَلَّاتِ) . وَ (الْغِلَالَةُ) شِعَارُ يُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوْبِ وَتَحْتَ الدِّرْعِ أَيْضًا. وَ (الْغِلُّ) بِالْكَسْرِ الْغِشُّ وَالْحِقْدُ أَيْضًا. وَقَدْ (غَلَّ) صَدْرُهُ يَغِلُّ بِالْكَسْرِ (غِلًّا) إِذَا كَانَ ذَا غِشٍّ أَوْ ضِغْنٍ أَوْ حِقْدٍ. وَ (الْغُلُّ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (الْأَغْلَالِ) يُقَالُ: فِي رَقَبَتِهِ (غُلٌّ) مِنْ حَدِيدٍ. وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ: غُلٌّ قَمِلٌ. وَأَصْلُهُ أَنَّ الْغُلَّ كَانَ يَكُونُ مِنْ قِدٍّ وَعَلَيْهِ شَعْرٌ فَيَقْمَلُ. وَ (غَلَّ) يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَقَدْ (غُلَّ) فَهُوَ (مَغْلُولٌ) . وَ (الْغُلُّ) أَيْضًا وَ (الْغُلَّةُ) وَ (الْغَلِيلُ) حَرَارَةُ الْعَطَشِ. وَ (غَلَّ) مِنَ الْمَغْنَمِ يَغُلُّ بِالضَّمِّ (غُلُولًا) خَانَ وَ (أَغَلَّ) مِثْلُهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَمْ نَسْمَعْ فِي الْمَغْنَمِ إِلَّا (غَلَّ) . وَقُرِئَ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] ، وَ «يُغَلَّ» . قَالَ: فَمَعْنَى يَغُلُّ يَخُونُ. وَ «يُغَلُّ» يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا يُخَانُ يَعْنِي يُؤْخَذُ مِنْ غَنِيمَتِهِ. وَالْآخَرُ يُخَوَّنُ أَيْ يُنْسَبُ إِلَى الْغُلُولِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (الْغُلُولُ) مِنَ الْمَغْنَمِ خَاصَّةً لَا مِنَ الْخِيَانَةِ وَلَا مِنَ الْحِقْدِ، لِأَنَّهُ يُقَالُ مِنَ الْخِيَانَةِ: (أَغَلَّ) يُغِلُّ، وَمِنِ الْحِقْدِ: (غَلَّ) يَغِلُّ بِالْكَسْرِ، وَمِنَ الْغُلُولِ غَلَّ يَغُلُّ بِالضَّمِّ. وَ (أَغَلَّ) الرَّجُلُ خَانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا (إِغْلَالَ) وَلَا إِسْلَالَ» أَيْ لَا خِيَانَةَ وَلَا سَرِقَةَ. وَقِيلَ: لَا رِشْوَةَ. وَقَالَ شُرَيْحٌ: لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِيرِ غَيْرِ (الْمُغِلِّ) ضَمَانٌ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ» وَمَنْ رَوَاهُ يَغِلُّ فَهُوَ مِنَ الضِّغْنِ. وَ (أَغَلَّتِ) الضِّيَاعُ مِنَ (الْغَلَّةِ) . وَ (أَغَلَّ) الْقَوْمُ بَلَغَتْ غَلَّتُهُمْ. وَفُلَانٌ (يُغِلُّ) عَلَى عَيَّالِهِ بِالضَّمِّ أَيْ يَأْتِيهِمْ بِالْغَلَّةِ. وَ (اسْتَغَلَّ) عَبْدَهُ كَلَّفَهُ أَنْ يُغِلَّ عَلَيْهِ. وَ (اسْتِغْلَالُ الْمُسْتَغَلَّاتُ) أَخْذُ غَلَّتِهَا. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (تَغَلْغَلَ) فِي الشَّيْءِ دَخَلَ فِيهِ. 

غنم

غنم: الغَنَم: الشاء لا واحد له من لفظه، وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ؛

قال الشاعر:

هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما

يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما

قال ابن سيده: وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين؛

تقول العرب: تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة؛

ومنه حديث عمر: أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا

تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها

فتكون قِطْعتين لقلتها، فلا تُعطوا من له قطعتان منها، وأَراد بالسَّنة

الجَدْب؛ قال: وكذلك تروح على فلان إبلان: إبل ههنا وإبل ههنا، والجمع

أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من

قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني:

فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا،

فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما

منها:

إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ،

أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما

قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كثيرة. وفي التهذيب عن الكسائي: غنم

مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة. وقال أَبو زيد: غنم مُغَنَّمة وإبل

مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع، وهو اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور

وعلى الإناث وعليهما جميعاً، فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة،

لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين

فالتأْنيث لها لازم، يقال: له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش

إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا

على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا، وتقول: هذه غنم لفظ

الجماعة، فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة. وتَغَنَّم غَنَماً: اتخذها. وفي الحديث:

السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم؛ قيل: أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم

أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل. والعرب تقول: لا آتيك

غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر، فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه

هو على الظرف، وهذا اتساع. والغُنْم: الفَوْز بالشي من غير مشقة.

والاغتِنام: انتهاز الغُنم. والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الفيء. يقال: غَنِمَ

القَوم غُنْماً، بالضم. وفي الحديث: الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه

غُرْمه؛ غُنَّمه: زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته؛ وقول ساعدة بن جُؤية:

وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها،

نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ

يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم. وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فاز به.

وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عدّه غَنِيمة، وفي المحكم: انتهز غُنْمه.

وأَغْنَمه الشيءَ: جعله له غَنِيمة. وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته. قال

الأَزهري: الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال

المشركين، ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له، ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين

المُوجِفين: للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد، وأَما الفَيء فهو ما أَفاء

الله من أَموال المشركين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه، مثل جِزية

الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله، والباقي

يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء

وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم، وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة

والمَغنم والغنائم، وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه

المسلمون الخيل والركاب. يقال: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، والغنائم جمعها.

والمَغانم: جمع مَغْنم، والغنم، بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر. ويقال

فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة. والغانم: آخذ

الغنيمة، والجمع الغانمون. وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة؛ سماه

غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب.

وغُناماك وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه

كما يقال حُماداك، ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك.

وبنو غَنْم: قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل. ويَغْنَم: أبو

بطن. وغنّام وغانم وغُنَيم: أَسماءٌ. وغَنَّمة: اسم امرأَة. وغَنّام: اسم

بعير؛ وقال:

يا صاح، ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام

خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام

مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

غنم
الغَنَمُ معروف. قال تعالى: وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما [الأنعام/ 146] . والغُنْمُ: إصابته والظّفر به، ثم استعمل في كلّ مظفور به من جهة العدى وغيرهم. قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ
[الأنفال/ 41] ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً [الأنفال/ 69] ، والمَغْنَمُ: ما يُغْنَمُ، وجمعه مَغَانِمُ. قال: فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ [النساء/ 94] .
(غنم)
الشَّيْء غنما فَازَ بِهِ والغازي فِي الْحَرْب ظفر بِمَال عدوه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُم حَلَالا طيبا}
غنم
الغنم: الشّاءُ، هذه غَنَمٌ للجَماعَة. وَتَغَنَمْت غَنَماً: اتَّخَذْتها. ولفلانٍ غَنَمانِ: أي قَطِيعانِ.
والغُنْمُ: الفَوْزُ بالشَّيْءِ من غيْر مَشَقةٍ والاغْتِنام: انْتِهازُه. والغَنيْمَةُ: الفَيْء. وغَنَّمْتُه فاغْتَنَم. والغِنَامَةُ: الغَنِيْمَةُ، وجَمْعُها غِنَام.
وغُنَاماكَ أنْ تَلْحَقَه: أي جُهْدَك. وبَنُو غَنْمٍ: حَيٌ من العَرَب.
غ ن م

لفلان غنمان أي قطيعان من الغنم. قال:

هما سيّدانا يزعمان وإنما ... يسوداننا أن يسّرت غنماهما

وتقول: خرج إلى غنيمته، مع غليمته؛ تصغير غلمة. وغنم مغنمة، كقولك: إبل مؤبلة أي مجتمعة، وتغنّم فلان وتأبّل: اتخذها. وغنّمه الله: نفله، وغنّمته فاغتنم ونفلته فانتفل. وتقول: الغنم المغنمه، غنائم مغنمه. واغتنم السلامة وتغنمها. وغناماك أن تفعل كذا بمعنى قصاراك ووزنه.

غنم


غَنِمَ(n. ac. غَنْم
غُنْم
غَنَم
غَنِيْمَة
غُنْمَاْن)
a. Got, obtained, acquired, won easily; carried off, made
booty of.

غَنَّمَa. Gave a share of the booty to.
b. Enriched.

تَغَنَّمَa. Seized, took, carried off.

إِغْتَنَمَa. see Vb. Seized, profited by, availed himself of ( an
occasion ).
إِسْتَغْنَمَ
a. [ coll. ]
see VIII (b)
غُنْمa. see 25t
غَنَم
(pl.
غُنُوْم
أَغْنَاْم
38)
a. Sheep; small cattle.

مَغْنَم
(pl.
مَغَاْنِمُ)
a. see 25t
غَاْنِمa. Plundering; plunderer, spoiler, pillager.
b. Successful, lucky.

غَنِيْمa. see 25t
غَنِيْمَة
(pl.
غَنَاْئِمُ)
a. Spoil, booty, plunder; prize; winnings; windfall; piece
of luck.

غَنَّاْمa. Shepherd; sheep-farmer, grazier.

غَنَم مُغَنَّمَة
a. Numerous flock.

غُنَامَاك أَن تَفْعَلَ كَذَا
a. That is quite as much as you can do.
باب الغين والنون والميم معهما غ ن م، ن غ م، غ م ن، ن م غ مستعملات

غنم: هذه غَنَمٌ لفظٌ للجَماعةِ، فإذا أفردْت قُلْتَ: شاةٌ. والغُنْمُ: الفَوْزُ بالشيء في غير مشقة. والاغتِنامُ: انتِهابُ الغُنْمِ والغَنيمةُ: الفيء. وبنُو غُنْمٍ: حي من العرب.

نغم: النَّغْمَةُ: جرسُ الكلامِ وحُسْنُ الصوتِ من القراءة ونحوها. وتقول: ما نَغَمَ بكلمةٍ. غمن: غَمَنْتُ الجلد ليلين ويحتمل الدِّباغَ. ويقال: غَمَنْتُه وغَمَلْتُه. وغَمَنْتُ المرأة بالغُمْنَةِ أي غَمَرْتُها بالغُمْرَةِ ليَحْسُنَ لونها ويرق جلدها.

نمغ: التَّنْمِيغُ: مَجْمَجَةٌ بِسواد وحمرة وبياضٍ، ورجل مُنَمَّغُ الخلق. والنَّمْغَةُ: ما تحرك من الرماعة.
[غنم] الغَنَمُ: اسمٌ مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور وعلى الاناث، وعليهما جميعا. وإذا صغرتها ألحقتها الهاء فقلت غنيمة، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازمٌ. يقال: له خمس من الغنم ذكور، فتؤنث العدد، وإن عنيت الكباش إذا كان يليه " من الغنم "، لان العدد في تذكيره وتأنيثه على اللفظ لا على المعنى. والابل كالغنم في جميع ما ذكرناه. والمغنم والغَنيمَةُ بمعنًى، يقال: غَنِمَ القوم غُنْماً بالضم. وغُناماكَ أن تفعل كذا، أي غايتك والذي تَتَغَنَّمَهُ. وغَنَّمْتُهُ تَغْنيماً، إذا نفّلته. واغْتَنَمَهُ وتغنمه: عده غنيمة. وغنام: اسم بعير. وقال:

يا صاح ما أصبر ظهر غنام * وغنم بالتسكين: أبو حى من تغلب، وهو غنم بن تغلب بن وائل.
غنم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الصَّوْم فِي الشتَاء الْغَنِيمَة الْبَارِدَة. برد قَالَ الْكسَائي وَغَيره قَوْله: الْغَنِيمَة الْبَارِدَة إِنَّمَا وصفهَا بالبرد لِأَن الْغَنِيمَة إِنَّمَا أَصْلهَا من أَرض الْعَدو وَلَا تنَال ذَلِك إِلَّا بِمُبَاشَرَة الْحَرْب والاصطلاء بحرها يَقُول: فَهَذِهِ غنيمَة لَيْسَ فِيهَا لِقَاء حَرْب وَلَا قتال وَقد يكون [أَن -] يُسمى بَارِدَة لِأَن صَوْم الشتَاء لَيْسَ كَصَوْم الصَّيف الَّذِي يقاسي فِيهِ الْعَطش والجهد وَقد قيل فِي مَثَل وَلِّ حارها من تولى قارّها - يضْرب للرجل يكون فِي سَعَة وخصب [و -] لَا ينيلك مِنْهُ شَيْئا ثمَّ يصير مِنْهُ إِلَى أَذَى ومكروه فَيُقَال: دَعه حَتَّى يلقى شَره كَمَا لقى خَيره فالقارّ هُوَ الْمَحْمُود وَهُوَ مثل الْغَنِيمَة الْبَارِدَة والحار هُوَ المذموم الْمَكْرُوه.
غنم: غَنَّم (بالتشديد): غنم. حصل على غنيمة (بوشر).
أغنم: بالمعنى الذي ذكره لين نقلا من تاج العروس. وفي الكامل (ص707): لولا أنك خلطت كلامك بالمسألة لأغنمتك جميع أموالهم.
أغنم. لم يُغْنِمّك ذلك حبَّة خردل: أي لا يساوي هذا حبة خردل. (دبوان الهذليين ص208، البيت الحادي عشر).
أغنم فلاناً: انتزع منه الغنيمة. ففي الإكتفا (ص126 ق): وأوقع بهم وأغنمهم.
استغنم= اغتنم. (فوك، ابن جبير ص347، المقري 1: 138).
غَنَم: يجمع أيضاً على أغانيم (ديوان الهذليين ص86). غَنَم: قطيع من الضأن. (فوك).
غَنَم: مقلّد. وديع، من يعمل على مثال الغير (بوشر).
غَنَمَة: رعيَّة. نعجة. (ألكالا، بوشر همبرت ص61، محيط المحيط).
غَنَمِيّ: مقلّد وديع، من طبيعته طبيعة الغنم. (بوشر).
غَنِِيمَة: مغنم، أسر سفينة والاستيلاء على ما فيها من بضائع. (بوشر، هوست ص187).
غَنَّام: صاحب الغنم وراعيها. (معجم الأسبانية ص119، محيط المحيط).
غَنَّام، والأنثى غنَامة: كلب الراعي وكلبته. (فوك).
غانِم، والجمع غُنَّام: جندي له حق الانتفاع بالأرض واستغلالها. (أخبار ص33).
غانِم، سالِم غانم: غير مصاب بأذى (بوشر).
[غنم] فيه تكرر ذكر "الغنيمة"، وهو ما أصيب من أموال أهل الحرب بإيجاف خيل وركاب، غنمت غنمًا وغنيمة، والئم جمعه، والمغانم جمع مغنم، والغنم بالضم الاسم وبالفتح المصدر. هو ينغم الأمر- أي يحرص عليه كما يحرص على الغنيمة. ط: "لنغم" على أقدامنا، أي لنغزو ونغنم ماشين على أقدامنا لا راكبين، فأضعف- بالنصب جواب نهي، فيستأثروا- أي يختاروا لأنفسهم الجيد ويدفعوا الردئ إلى امتي. نه: ومنه ح: الصوم في الشتاء "الغنيمة" الباردة، سماه غنيمة لما فيه من الأجر والثواب. وح: الرهن لمن رهنه له "غنمه" وعليه غرمه، غنمه: زيادته ونماؤه وفاضل قيمته. وفيه ح: السكينة في أهل "الغنم"، قيل: أراد أهل اليمن لأن أكثرهم أهل غنم. وح: أعطوا من الصدقة من أبقت له السنة- أي الجدب - "غنما" ولا تعطوها من أبقت له "غنمين"، أي أعطوا من أبقت له قطعة واحدة لا يفرق مثلها لقلتها فتكون قطعتين، ولا تعطوا من أبقت له غنمًا كثيرة يجعل مثلها قطعتين. غ: فيكون له هنا "غنم" وهنا "غنم". ك: فقام إلى "غنيمة"، هو مصغر غنم. وح: لنا "غنم" مائة، يشرح في ولدات من و. وإذ قسم "غنيمة"- بنصب بلا تنوين لأنه مضاف إلى حنين، وأراه معترضًا بينهما- الشك للراوي. ج: والأمانة "مغنمًا"، أي يرى من قد ائتمن أمانة أن الخيانة فيها غنيمة غنمها.
(غ ن م) : (الْغَنِيمَةُ) عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَا نِيلَ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ عَنْوَةً وَالْحَرْب قَائِمَةٌ وَحُكْمهَا أَنْ تُخَمَّسَ وَسَائِرهَا بَعْدَ الْخُمُسِ لِلْغَانِمِينَ خَاصَّةً (وَالْفَيْءُ) مَا نِيلَ مِنْهُمْ بَعْدَمَا تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَتَصِيرُ الدَّارُ دَارَ الْإِسْلَامِ وَحُكْمُهُ أَنْ يَكُونَ لِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُخْمَسُ (والنَّفَلُ) مَا يُنَفَّلُهُ الْغَازِيّ أَيْ يُعْطَاهُ زَائِدًا عَلَى سَهْمِهِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الْإِمَامُ أَوْ الْأَمِير مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ أَوْ قَالَ لِلسَّرِيَّةِ مَا أَصَبْتُمْ فَهُوَ لَكُمْ أَوْ رُبْعُهُ أَوْ نِصْفُهُ وَلَا يُخْمَسُ وَعَلَى الْإِمَامِ الْوَفَاءُ بِهِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْغَنِيمَةُ أَعَمُّ مِنْ النَّفَلِ وَالْفَيْءُ أَعَمُّ مِنْ الْغَنِيمَةِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِكُلِّ مَا صَارَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الشِّرْكِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيّ فَالْغَنِيمَةُ فَيْءٌ وَالْجِزْيَةُ فَيْءٌ وَمَالُ أَهْلِ الصُّلْحِ فَيْءٌ وَالْخَرَاجُ فَيْءٌ لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَعِنْدَ الْفُقَهَاءِ كُلُّ مَا يَحِلُّ أَخْذُهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَهُوَ فَيْءٌ.
غ ن م : غَنِمْتُ الشَّيْءَ أَغْنَمُهُ غُنْمًا أَصَبْتُهُ غَنِيمَةً وَمَغْنَمًا وَالْجَمْعُ الْغَنَائِمُ وَالْمَغَانِمُ وَالْغُنْمُ بِالْغُرْمِ أَيْ مُقَابَلٌ بِهِ فَكَمَا أَنَّ الْمَالِكَ يَخْتَصُّ بِالْغُنْمِ وَلَا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ فَكَذَلِكَ يَتَحَمَّلُ الْغُرْمَ
وَلَا يَتَحَمَّلُ مَعَهُ أَحَدٌ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِمْ الْغُرْمُ مَجْبُورٌ بِالْغُنْمِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْغَنِيمَةُ مَا نِيلَ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ عَنْوَةً وَالْحَرْبُ قَائِمَةٌ وَالْفَيْءُ مَا نِيلَ مِنْهُمْ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا.

وَالْغَنَمُ اسْمُ جِنْسٍ يُطْلَقُ عَلَى الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَى أَغْنَامٍ عَلَى مَعْنَى قُطْعَانَاتٍ مِنْ الْغَنَمِ وَلَا وَاحِدَ لِلْغَنَمِ مِنْ لَفْظِهَا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا الْغَنَمُ الشَّاءُ الْوَاحِدَةُ شَاةٌ وَتَقُولُ الْعَرَبُ رَاحَ عَلَى فُلَانٍ غَنَمَانِ أَيْ قَطِيعَانِ مِنْ الْغَنَمِ كُلُّ قَطِيعٍ مُنْفَرِدٌ بِمَرْعًى وَرَاعٍ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْغَنَمُ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضُوعٌ لِجِنْسِ الشَّاءِ يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَعَلَيْهِمَا وَيُصَغَّرُ فَتَدْخُلُ الْهَاءُ وَيُقَالُ غُنَيْمَةٌ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ وَصُغِّرَتْ فَالتَّأْنِيثُ لَازِمٌ لَهَا. 
الْغَيْن وَالنُّون وَالْمِيم

الغَنَم: الشَّاء، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَقد ثنوه فَقَالُوا: غَنمان، قَالَ الشَّاعِر:

هما سيِّدانا يَزْعمان وَإِنَّمَا يَسُوداننا أَن بَسَّرت غَنماهما

وَعِنْدِي انهم ثنوه على إِرَادَة القطيعين أَو السِّرْبَين.

وَالْجمع: اغنام، وغنوم، وكسره أَبُو جُندب الْهُذلِيّ على " اغانم "، فَقَالَ: أجمِّع مِنْهُم جاملا وأغانما وَعِنْدِي انه أَرَادَ: واغانيم، فاضطر فَحذف، كَمَا قَالَ: والبَكرات الفُسَّج العِظاماَ وغنم مُغْنَمة، ومُغَنَّمة: كَثِيرَة.

وتغنَّم غنما: اتخذها.

وَالْعرب تَقول، لَا آتِيك غَنَم الفِزرْ، أَي: حَتَّى يجْتَمع غنم الفِزر، فأقاموا " الْغنم " مقَام " الدَّهْر "، ونصبوه على الظّرْف، وَهَذَا اتساع.

والغُنْم، والغَنيمة، والمَغنم: الفَيء.

وَقَول سَاعِدَة بن جُؤيّة:

والزمَها من مَعشرٍ يُبغضونها نوافل تاتيها بِهِ وغُنومُ

يجوز أَن كَون كسر " غُنْماً " على " غُنوم ".

وغَنِم الشَّيْء غُنماً: فَازَ بِهِ.

وتَغَنَّمه، واغتنمه: انتهز غُنْمه.

واغنمه الشَّيْء: جعله لَهُ غنيمَة.

وغُناك أَن تُفعل كَذَا، أَي: قصاراك ومبلغ جهدك، كَمَا يُقَال: حُماداك.

وَبَنُو غَنْم: قَبيلَة.

ويَغنم: أَبُو بطنٍ.

وغنّام، وغانم، وغُنيم: أَسمَاء.

وغِنامة: اسمُ امْرَأَة.
غنم
غنِمَ يَغنَم، غُنْمًا، فهو غانِم، والمفعول مَغْنوم
• غنِم الشّيءَ: فاز به، ربحه، ناله بلا مشقَّة، عكسه غرِم "غنِم جائزةَ المسابقة". 

غنِمَ في يَغنَم، غَنْمًا وغَنيمةً، فهو غانم، والمفعول مغنوم فيه
• غنِم في الحرب: ظفِر بمال عدوِّه، أصاب غنيمة " {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا} " ° عاد سالمًا غانمًا: رجع مُعافى ظافرًا- غنِم الغازي: أصاب شيئًا. 

اغتنمَ يغتنم، اغتنامًا، فهو مغتنِم، والمفعول مغتنَم
• اغتنمَ الفرصةَ: انتهزها، استثمرها وبادر إليها "اغتنم السَّلامةَ- إذا هبّتْ رياحُكَ فاغتنمْها ... فإن الخافقاتِ لها سكونُ". 

تغنَّمَ يتغنَّم، تَغَنُّمًا، فهو مُتَغَنِّم، والمفعول مُتَغَنَّم
• تغنَّم الأمرَ: حرَص عليه كما يحرِص على الغنيمة. 

غَنْم1 [مفرد]: مصدر غنِمَ في. 

غَنْم2 [جمع]: (حن) غنَم، وهو اسم يشمل عموم الجنس يقع على الذكور والإناث ويضم الضأن والمعز " {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنْمِي} [ق] ". 

غَنَم [جمع]: جج أغنام، مف شاة (من غير لفظها): قطيع من الضأْن أو المَعْز، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، ويجب فيه التأنيث "راعي/ حظيرة الغنم- {وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} ". 

غُنْم [مفرد]: ج غُنُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر غنِمَ ° الغُنْم بالغُرْم [مثل]: يُضرب لمن يتحمَّل الضَّرر أو الخسارة مقابل الفائدة أو الرِّبح.
2 - غنيمة، ما يُؤخذ من المحاربين في الحرب قهرًا أو عنوة.
3 - فوزٌ بالشَّيء من غير مشقَّة. 

غَنَمة [مفرد]: ج غَنَمات: (رع) شكل من أشكال التقليم الأفقيّ يستعمله الهواة لبعض أنواع الأشجار المثمرة القويَّة الاندفاع رغبةً منهم في الحصول على ثمار باكوريّة. 

غَنَميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى غَنَم: "حياة غنميَّة: تقوم على رعاية الغنم- مزارع غنميَّة: لتربية الأغنام".
• الغنميَّات: فصيلة حيوانية من مزدوجات الأصابع المجترَّة، تشمل الضأن والماعز وغيرهما. 

غَنّام [مفرد]:
1 - صاحب الغَنَم، كثير الغنم "يقوم الغنَّام على تربية الأغنام وتكثيرها وتسويقها".
2 - راعي الغنم، والقائم عليها "اشترى شاتين وأعطاهما للغنَّام ليرعاهما". 

غنيمة [مفرد]: ج غنائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غنِمَ في.
2 - ما يؤخذ في الحرب قهرًا أو عنوةً، ومثلُها الفيء "تقاسم الجنودُ الغَنَائِمَ" ° رضِي من الغنيمة بالإياب: عاد
 دون تحقيق أهدافه، نجا بحياته- غنيمة باردة: سهلة طيِّبة، مكتسبة دون قتال ولا عناء- غنيمة قانونيّة. 

مَغْنَم [مفرد]: ج مغانِمُ: غنيمة؛ ما يؤخذ في الحرب قهرًا أو عَنْوةً "الحمد مغنم، والمذلّة مغرم- ليس الرقادُ للفتى بمغنم: يُضرب في الحثِّ على النهوض لكسب العيش- {وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً} ". 

غنم

1 غَنِمَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. غُنْمٌ (S, MA, Msb, * K, KL) and غَنْمٌ, (K,) or, as some say, the former is a simple subst. and the latter is an inf. n., (TA,) and غَنَمٌ and غَنِيمَةٌ and غُنْمَانٌ, (K,) He, or they, (i. e. a man, Msb, or a party of men, S,) obtained, got, or took, (Msb, K, * TK,) spoil, (K, * TK,) or a thing [as spoil]. (Msb, TA.) [And He acquired, or gained, a thing without difficulty, or trouble, or inconvenience: or in this sense the inf. n. is غُنْمٌ, which see below, voce غَنِيمَةٌ.] مَا غَنِمْتُمْ in the Kur viii. 42 means What ye take by force [in war] from the unbelievers. (Bd, Jel.) [See also 8.]2 غَنَّمْتُهُ, inf. n. تَغْنِيمٌ, I gave him spoil, or a free and disinterested gift; syn. نَفَّلْتُهُ: (S:) or غَنَّمَهُ كَذَا, inf. n. as above, he gave him such a thing as spoil, or as a free and disinterested gift; syn. نَفَّلَهُ إِيَّاهُ. (K.) 4 أَغْنَمَهُ الشَّىْءَ He made the thing to be to him spoil. (TA.) 5 تَغَنَّمَ see 8. b2: One says also, هُوَ يَتَغَنَّمُ الأَمْرَ, meaning He eagerly desires the affair like as one eagerly desires spoil. (TA.) A2: And تغنّم, (TA in the present art.,) or تغنّم غَنَمًا, (Az, T and TA in art. ابل,) He took for himself, got, gained, or acquired, sheep or goats or both: like as one says تأبّل إِبِلًا. (Az, T and TA in art. ابل; and TA * in the present art.) 8 اغتنمهُ, as also ↓ تغنّمهُ, He reckoned it spoil: (S, K:) or both signify he took, seized, caught, or snatched, it as spoil. (KL.) b2: And [hence] one says, اغتنم الفُرْصَةَ He took, or seized, or [availed himself of,] the opportunity; or he hastened to take it; syn. اِنْتَهَزَهَا. (S and A and K in art. نهز.) غُنْمٌ: see غَنِيمَةٌ, in three places. b2: It signifies also [The regaining (as is shown by an explanation of A 'Obeyd cited in the first paragraph of art. غلق), and] the increase, and growth, and excess in value, of a pledge. (O in art. غلق, and TA in the present art.) Thus in a trad., in which it is said, الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَهُ لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ [The pledge pertains to him who pledged it; to him pertains the regaining of it, and its increase, and growth, and excess in value, if such there be, and upon him lies the obligation to pay the debt for it, without requiring any abatement thereof if the pledge have unavoidably suffered damage or total loss: see the explanation of A 'Obeyd mentioned above]. (TA.) الغُنْمُ بِالغُرْمِ means The غُنْم is compensated (مُقَابَلٌ) by the غُرْم [i. e. the regaining of the pledge, with the increase and the growth and the excess in value thereof if such there be, is compensated by the payment of the debt for it]; for like as the owner [of the pledge] is exclusively entitled to the غُنْم, no one sharing it with him, so he bears the غُرْم, no one bearing it with him: and this is the meaning of their saying, الغُرْمُ مَجْبُورٌ بِالغُنْمِ [which may therefore be rendered The loss suffered by the payment of the debt is repaired by the regaining of the pledge; app. a phrase of the lawyers, implying that such is to be considered as the case whatever be the state of the pledge at the time of its being restored unless it have suffered damage through the fault of the pledgee]. (Msb.) [See more in the first paragraph of art. غلق.] b3: See also غُنَامَاكَ.

A2: غنم [app. غُنْمٌ] is mentioned by Suh as the name of A certain idol. (TA.) غَنَمٌ i. q. شَآءٌ, (T, Msb, K,) meaning Sheep and goats; (Msb;) [and both together;] a gen. n., (S, Msb, K,) of the fem. gender, (S, K,) applied to the males and the females, and to both together: (S, Msb, K:) it has no sing. from which it is derived, the sing. being شاة: the dual غَنَمَانِ is used as meaning two flocks or herds [of sheep or of goats or of both together]; (Msb, K;) each flock or herd having its distinct place of pasture and its pastor: (Msb, TA: *) and hence it is said in a trad. that the poor-rate [meaning a portion thereof] is to be given to him to whom the year of drought has left a غَنَم, but not to him to whom it has left غَنَمَيْنِ: (TA:) the pl. is أَغْنَامٌ, (Msb, K,) [properly a pl. of pauc.,] sometimes used, (Msb,) meaning flocks or herds of غَنَم, (Msb and TA in art. ابل,) and also غُنُومٌ and أَغَانِمُ, (K,) the last used in an ode of Aboo-Jundab El-Hudhalee: (TA:) the dim. is ↓ غُنَيْمَةٌ, with ة, because quasi-pl. ns. of the class having no sing. from which they are derived, when applied to what are not human beings, are constantly fem.; so one says خَمْسٌ مِنَ الغَنَمِ ذُكُورٌ [five of sheep, males], making the n. of number fem., though one means rams, when it is followed by مِنَ الغَنَمِ, for the n. of number is masc. and fem. accord. to the word, not accord. to the meaning. (S.) b2: In the saying لَا آتِيكَ غَنَمَ الفِزْرِ i. e. حَتَّى تَجْتَمِعَ غَنَمُ الفِزْرِ [I will not come to thee until the sheep, or goats, of El-Fizr congregate], غنم [with its complement] is made to stand in the place of الدَّهْر, [the meaning being, I will not come to thee ever,] and is [therefore] put in the accus. case as though it were an adv. n. [of time]. (TA. [This saying with مِعْزَى in the place of غَنَمَ is mentioned by El-Meydánee in his “ Proverbs,” and thus in the S and K in art. فزر.

For an explanation of its origin see Freytag's Arab. Prov. ii. 484.]) b3: الأَغْنَامُ is the name of (assumed tropical:) Certain small stars between the legs of Cepheus and the star الجَدْىُ. (Kzw, in his descr. of Cepheus.) [See شَاةٌ (in art. شوه), last sentence.]

غَنِيمٌ: see what next follows.

غَنِيمَةٌ and ↓ مَغْنَمٌ (S, Msb, K) and ↓ غَنِيمٌ and ↓ غُنْمٌ all signify فَىْءٌ [as meaning Spoil, booty, or plunder]: and the acquisition of a thing without difficulty, or trouble, or inconvenience: or this is termed ↓ غُنْمٌ, and فَىْءٌ is termed غَنِيمَةٌ: (K:) or, accord. to A 'Obeyd, الغَنِيمَةُ signifies what is obtained from the believers in a plurality of gods, by force, during war; (Mgh, Msb:) and of this, a fifth is to be taken, [and applied in the manner prescribed in the Kur viii. 42,] and what remains after the fifth is for those who have obtained it, exclusively; (Mgh;) the horseman having three shares, and the foot-soldier having one share: (Az, TA:) and الفَىْءُ signifies what is obtained from them after the laying-down of arms, (Mgh, Msb,) when the country, or place, becomes a country, or place, of Islám; and this is for all of the Muslims, and is not to be divided into fifths: (Mgh:) or the فَىْء is what God has given, or restored, of the possessions of the believers in a plurality of gods, to the Muslims, without war, such as the poll-tax, and that for which peace has been made with them; and of this also a fifth is to be applied in the manner prescribed by God, and the remainder is to be expended in the purchase of horses and weapons and other apparatus for the defence of the frontiers: (Az, TA:) and النَّفَلُ is what is given to the warrior in addition to his share; and is when the Imám or the commander says, “He who slays one shall have his spoil; ” or says to a detachment, “What ye obtain shall be yours,” or “ the quarter of it,” or “ the half of it; ” and it is not divided into fifths; and it lies on the Imám to fulfil the promise: or, accord. to 'Alee Ibn-'Eesà, الغَنِيمَةُ is more general in signification than النَّفَلُ; and الفَىْءُ is more so than الغَنِيمَةُ, because it is a name for everything of the possessions of the believers in a plurality of gods that becomes the property of the Muslims: accord. to the lawyers, everything that may be lawfully taken, of their possessions, is فَىْء: (Mgh:) the pl. of غَنِيمَةٌ is غَنَائِمُ; and the pl. of ↓ مَغْنَمٌ is مَغَانِمُ, (Msb, TA,) and غُنُومٌ occurs as pl. of ↓ غُنْمٌ. (TA.) غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ see expl. in art. برد.

غُنِيْمَةٌ dim. of غَنَمٌ, q. v. (S.) غُنَامَاكَ أَنْ تَفَعَلَ كَذَا (S, K, * TA) means The utmost of thy power, or ability, and of thy case, (S, * TA,) and that which thou eagerly desirest like as one desires spoil, (S, * JM, TA, *) [is, or will be, thy doing such a thing;] i. q. قُصَارَاكَ: (K, TA: [see also عُنَانَاكَ, in art. عن:]) and so ↓ غُنْمُكَ: (TA:) and [in like manner] one says, أَنْ يَفْعَلَ كَذَا ↓ غُنَيْمَاؤُهُ, like حُسَيْنَاؤُهُ, meaning قُصَارَاهُ [The utmost of his power, &c.]. (TA in art. حسن.) غُنَيْمَاؤُهُ: see what next precedes.

غَانِمٌ Taking, or a taker, of غَنِيمَة [or spoil]. (TA.) b2: See also two exs. voce شَاجِبٌ.

مَغْنَمٌ: see غَنِيمَةٌ, in two places.

غَنَمٌ مُغْنَمَةٌ and مُغَنَّمَةٌ Sheep, or goats, collected together: (TA:) or many or numerous: (K, TA:) or, accord. to Az, one of these two epithets, thus applied, [probably the latter, like مُؤَبَّلَةٌ applied to إِبِلٌ, as he seems to say,] signifies [app. divided into distinct flocks or herds,] each [flock or herd] having its own pastor. (TA.)
غنم

(الغَنَمُ مُحَرَّكَةً: الشَّاءُ، لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا) ، وَفِي المُحْكَمِ: من لَفْظِهِ (الواحِدَةُ: شاةٌ. و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: (هُوَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ) مَوْضُوعٌ (لِلجِنْسِ، يَقَعُ على الذُّكُورِ و) عَلَى (الإناثِ وعَلَيْهِمَا جَميعًا) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: وعَلَيْها جَمِيعها: فَإِذا صَغَّرْتَهَا أَلْحَقْتَهَا الهَاءَ فَقُلْتَ غُنَيْمَةٌ؛ لأنَّ أَسْماءَ الجُموعِ الَّتِي لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها إِذا كَانَتْ لِغَيْرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيثُ لَهَا لازِمٌ، يُقالُ: خَمْسٌ من الغَنَمِ ذُكُورٌ فَتُؤَنِّثُ العَدَدَ، وَإِن عَنَيْتَ الكِباشَ إذَا كَانَ يَلِيه: " من الغَنَم "، لأنَّ العَدَدَ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِه وتَأْنِيثِه على اللَّفْظِ لَا عَلى المَعْنَى، والإِبلُ كالغَنَمِ فِي جَميعِ مَا ذَكَرْنَاه. هَذَا نَصُّ الجَوْهَرِيّ. وقَولُه: إِذا كَان يَلِيه، هَكَذا هُوَ بِخَطِّ الجَوْهَرِيّ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: إذَا كَان يَلِيهِ الغَنَمُ، وَفِي نُسْخَةٍ أُخرَى: إِذا كَانَ بَيْنَه مِنَ الغَنَمِ، وَوَجَدْتُ فِي الهامِشِ مَا نَصُّه: لَم افْهَمْ ذَلِكَ. (ج: أَغْنامٌ وغُنوم، و) كَسَّره أَبُو جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ أخُو صَخْرٍ علَى (أَغَانِمَ) ، فَقَالَ من قَصِيدَةٍ يذكُرُ فِيهَا فِرارَ زُهَيْرِ بنِ الأغَرِّ اللِّحْيانِيّ:
(فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبَةً من عِقابِنَا ... فَلَيْتَكَ لَمْ تَغْدِرِ فَتُصْبِحَ نادِمَا)

(إِلَى صلح الغسفا فَقُنَّهِ عَاذِبٍ ... أُجَمِّعُ مِنْهُمْ جامِلاً وأغانِمَا)

قَالَ ابنُ سَيدَه: وعِنْدي أَنَّه أَرادَ " وأَغانِيمَ " فَاضْطُرّ فَحَذَف.
(وقَالَوا: غَنَمانِ فِي التَّثْنِيَةِ:) قَالَ الشَّاعِر:
(هُمَا سَيِّدانَا يَزْعُمانِ وإِنَّما ... يِسُودانِنَا إِنْ يَسَّرَتْ غَنَمَا هُمَا) قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهم ثَنَّوْهُ (عَلَى إِرادَةِ قَطِيعَيْنِ) أَو سِرْبَيْنِ، تَقولُ العَرَبُ: تَروحُ على فُلانٍ غَنَمانِ أَيْ: قَطيعان، لِكُلِّ قَطيعٍ راعٍ على حِدَةٍ. ومِنْه الحَديثُ: (أَعْطُوا مِن الصَّدَقَةِ مَنْ أبقَتْ لَهُ السنَةُ غَنَمًا، وَلَا تُعْطُوهَا مِنْ أَبْقَتْ لَهُ غَنَمَيْن أَيْ: [مَنْ أَبْقَتْ لَهُ] قِطْعَة وَاحِدَة لَا يُقَطَّعُ مِثْلُها فتكونَ قِطْعَتَيْنِ لِقِلَّتِها، وأَرادَ بِالسَّنَةِ الجَدْبَ قَالَ: وكَذَلِكَ تَروحُ عَلى فُلانٍ إِبِلانِ: إِبِلٌ هَهَنا وإبلٌ هَهُنَا.
(و) فِي التَّهْذِيبِ عَن الكِسائِيّ: (غَنَمٌ مُغْنَمَةٌ، كَمُكْرَمَةٍ، ومُعَظَّمَةٍ) ، أَي: مُجْتَمِعَةٌ. وقَالَ غَيرُه: (كَثِيرَةٌ) ، وقَالَ أَبُو زَيْدٍ: غَنَمٌ مُغَنَّمَةٌ وإبلٌ مُؤَبَّلَة إِذا أُفْرِدَ لِكُلٍّ مِنْهما راعٍ.
(والمَغْنَمُ والغَنِيمُ والغَنِيمَةُ والغُنْمُ بالضَّمِّ: الفَيءُ) .
وَقد (غَنِمَ) الشَّيءَ (بِالكَسْرِ غُنْمًا بِالضَّمِّ) وعَلَيه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ (و) غَنْمًا (بالفَتْحِ و) غَنَمًا (بِالتَّحْرِيكِ) وهما لُغَتان، ويقَالَ: الغُنْمُ بالضَّمِّ الاسْمُ، وبِالفَتْحِ المَصْدَرُ (وغَنِيمَةً) كَسَفِينَةٍ (وغُنْمَانًا بالضَّمِّ) ، وَفِي الحَدِيثِ: " الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَهُ، لَهُ غُنْمُه، وعَليه غُرْمُه " غُنْمُهُ أَيْ: زِيادَتُه ونَماؤُه وفاضِلُ قِيمَتِه.
(و) الغُنْمُ: (الفَوْزُ بِالشَّيءِ بِلا مَشَقَّةٍ، أَو هَذَا الغُنْمُ والفَيءُ: الغَنِيمَةُ) .
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: " الغَنِيمَةُ: مَا أَوْجَفَ عَليه المُسْلِمون بِخَيْلِهِم ورِكابِهِم من أموالِ المُشْرِكين، ويَجِب فِيهَا الخُمْسُ لِمَنْ قَسَمَه الله لَهُ، وتُقَسَّمُ أربعَةُ أَخْماسِها بَيْنَ المُوجِفين، لِلفارِسِ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ، وللرَّاجِلِ سَهْمٌ واحِدٌ، وأَمَّا الفَيءُ فَهُوَ مَا أَفاءَهُ الله من أموالِ المُشْرِكين على المُسْلِمينِ بِلا حَرْبٍ وَلَا إيجَافٍ عَلَيْهِ، مِثْلُ جِزْيَةِ الرّؤوس وَمَا صُولِحُوا عَلَيه، فَيَجِبُ فِيهِ الخُمْسُ أَيْضا لِمَنْ قَسَمه الله تَعالَى لَهُ، والبَاقِي يُصْرَفُ فِيمَا سَدَّ الثُّغورَ من خَيلٍ وسِلاحٍ وعُدَّةَ.
(وغُنَامَاك) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا (بِالضَّمِّ) ؛ أَيْ: (قُصَارَاكَ) ومَبْلَغُ جُهْدِكَ، وَالَّذِي تَتَغَنَّمُه، كَمَا يُقالُ: حُمادَاكَ ونُعامَاكَ، ومَعْنَاه كلُّه: غايَتُكَ وآخِرُ أَمْرِكَ.
(وغَنَّمَه كَذَا تَغْنِيمًا) ، أَيْ: (نَفَّلَهُ إيَّاهُ) .
(واغْتَنَمَهُ وتَغَنَّمَهُ: عَدَّه غَنِيمَةً) ، وَفِي المُحْكَمِ: انْتَهَزَ غُنْمَهُ.
(وكَشَدَّادٍ) غَنَّامٌ (أَبو عِيَاضٍ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ولَم أَجِدْ لَهُ ذِكْرًا فِي المَعاجِمِ، وإنَّما هُوَ والدُ عَبْدِ الرّحْمنِ.
(و) غَنَّامُ (بنُ أَوْسِ) بنِ غَنَّامٍ الخَزْرَجِيُّ (البَيَاضَيُّ) بَدْرِيٌّ، قَالَه ابنُ الكَلْبِيِّ، والواقِدِيُّ: (صَحَابِيَّانِ) رَضِي الله تَعالَى عَنهما.
(و) غَنَّامٌ: اسمُ (بَعِير) قَالَ:
(يَا صَاحِ مَا أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّامْ ... )

(خَشِيتُ أَنْ تَظْهَرَ فِيه أَوْرامْ ... )

(مِن عَوْلَكَيْن غَلَبَا بِالإِبْلامْ ... )
(وغَنْمٌ بِالفَتْحِ ابنُ تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ: أَبو حَيٍّ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، ومِنْهم الأراقِمُ الَّذِينَ تَقَدَّم ذِكرُهُمْ، وَهُمْ إخوةٌ سِتَّةٌ أولادُ بَكْرِ بنِ حَبِيبِ بنِ عَمْرِو بن غَنْمٍ هَذَا.
(وكَزُبَيْرٍ، غُنَيْمُ بنُ قَيْسٍ) المازِنيُّ (تابِعِيُّ) قَدِمَ على عُمَر، وَرَوَى عَن سَعْدٍ، وأَبِي مُوسَى، وعَنْه سُليمان التَّيْمِيُّ والجَرِيرِيُّ وجَمَاعةٌ.
(وغَنَّامَةُ) بِالتَّشْدِيدِ: اسْمُ (امْرَأَة) .
ويَغْنَمُ كيَمْنَعُ ابنُ سَالِمِ بنِ قَنْبَرٍ) قَالَ ابْن حِبَّانَ: يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَسٍ. قلتُ: وجَدُّه قَنْبَرٌ مَوْلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ.
(وعَبدُ اللهِ بنُ مَغْنَمٍ كَمقْعَدٍ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ عَبدُ اللهِ بنُ مُعْتَمٍّ بِضَمِّ الْمِيم وسُكُون العَيْنِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّةِ وتَشْديدِ المِيمِ، وَهَكَذَا ذَكَره الدَّارَ قُطْنِيُّ وقَبلَه التِّرْمِذِيُّ، حَدِيثُه عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ شِهابٍ، وقَالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: إنَّه عبدُ اللهِ بنُ المُعْتَمِرِ، بِزِيَادة الرَّاء فِي آخِره.
وقَالَ ابنُ نُقْطَةَ: الصَّوابُ أَنه بِفَتْحِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المُثَنَّاةِ وكَسْرِها، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(وغُنَيْمَاتٌ بالضَّمِّ: ع) .
(وغَنَمَةُ مُحَرَّكَةً ابنُ ثَعْلَبَةَ بنِ تَيْمِ اللهِ) من أَجْدَادِ عَمْرِو بنِ العَدَّاءِ الشِّاعِر، ذَكَره الذَّهَبِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يَقُولُونَ: لَا آتِيكَ غَنَمَ الفِزْرِ؛ أَي: حَتَّى تَجْتَمِعَ غَنَمُ الفِزْرِ، فأَقَامُوا الغَنَمَ مُقَامَ الدَّهْرِ ونَصَبُوهُ هُوَ عَلَى الظَّرْفِ؛ على الإتِّساع.
ويُجْمَعُ الغُنْمُ، بالضَّمِّ على غُنُومٍ فِي قَوْل ساعِدَةَ الهُذَلِيِّ:
(وأَلْزَمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونَها ... نَوافِلُ تَأْتِيها بِهِ وغُنومُ)

وأَغْنَمَهُ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ لَهُ غَنِيمَةً.
وتَغَنَّم: اتَّخَذَ الغَنَم.
وجَمْعُ الغَنِيمَةِ: الغَنَائِم، وجَمْعُ المَغْنَمِ: المَغَانِمُ.
وَهُوَ يَتَغَنَّمُ الأَمْرَ: أَي يَحْرِصُ عَلَيْهِ كَمَا يَحرِصُ على الغَنِيمَةِ.
والغَانِمُ: آخِذُ الغَنِيمَة.
وغُنْمُك أَن تَفْعَلَ كَذَا، بالضَّمِّ، أَي: قُصَارَاكَ.
ويَغْنَمُ: أَبُو بَطْنٍ.
وغَنْمُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو سَعْدٍ الأشْعَرِيُّ: صَحَابِيَّانِ.
وبَنُو غَنْمٍ: بُطُونٌ كَثِيرَةٌ: فَفِي الأَزْدِ: غَنْمُ بنُ دَوْسٍ، وَفِي طَيِّئ: غَنْمُ بنُ ثَوْرٍ، وَفِي الْأَنْصَار: غَنْم بنُ سُرى، مِنْهُم سَهْلُ بنُ رَافِعٍ الغَنْمِيُّ الخَزْرَجِيُّ، وَفِيهِمْ أَيْضًا: غَنْمُ بنُ مالكٍ النَّجَّارِ، وَفِي عبد الْقَيْس: غَنْمُ بنُ وَدِيعَةَ، وَفِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ: غَنْمُ بنُ دُودَانَ، وَفِي كِنْدَةَ: العَمَرَّطُ بنُ غَنْمِ بنِ عَوْدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ رزِّ بنِ غَنْمٍ، وَفِي كِنانةَ: غَنْمُ بنُ مالكِ ابنِ كِنانةَ، وغَنْمُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ مَالِكِ بنِ كِنَانَةَ، وَفِي بَاهِلَةَ: غَنْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، وغَنْمُ بنُ قُرْدُوسٍ، وَفِي قَحْطَانَ: غَنْمُ ابنُ نَجْمٍ، كَذَا فِي المَعَارِف لابْنِ قُتَيْبَةَ.
وغَنْم: اسمُ صَنَمٍ ذَكَره السُّهَيْلِيُّ.
وكَشَدَّادٍ: عُبَيْدُ بنُ غَنّامٍ الكُوفِيُّ: راويةُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ.
والغُنَّامِيةُ: قَريةٌ بِمِصْرَ.
والغُنَيْمِيَّةُ، بالضَّمِّ: أُخْرَى بِهَا.
والغَانِمِيَّةُ: قريةٌ باليَمَنِ.
وغُنَيْمٌ أبُو العَوَّام، عَن كَعْبِ بنِ سَعِيدِ ابنِ غُنَيْمٍ الكلابيِّ عَن عبدِ الرحمنِ بنِ غَنْمٍ، وابنُه عَنْبَسَةُ بنُ سَعِيدٍ عَن أَبَانَ بنِ أَبي عَيَّاشٍ.
وابنُ غُنَيْمٍ البَعْلَبَكِّيُّ، عَن هِشامِ بنِ الغازِ.
وَأَبُو غُنَيْمٍ سَعْدُ بنُ حُدَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ.
وغَنِيمَةُ أُمُّ سَعْدٍ بنتُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحمدَ ابنِ شَيْبَانَ الأَصْبَهَانيّةُ عَن ابنِ مَرْدَويْهِ الحَافِظِ.
وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جَامِعِ بنِ غَنِيمَةَ، عَن أبي الحُصَيْنِ.
وأَبُو بَكْرٍ بنُ محمدِ بنِ مَعالِي بنِ غَنِيمةَ ابنٍ الحَلاوِيّ شَيْخُ الحَنَابِلَةِ.
وعبدُ العَزِيزِ وعَبْدُ الوَاحِدِ ابْنَا مَعَالِي بنِ غَنِيمَةَ بنِ مَنِينَا: محدِّثَانِ.
وأَبُو الْمَحَاسِنِ مَسْعُودُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمٍ، الغَانِمِيُّ، عَن أَبِي القَاسِمِ الخَلِيليِّ.
وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمدِ ابنٍ غانمٍ الغَانِمِيُّ الأَصبهانيُّ، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطَةَ.
غ ن م: (الْغَنَمُ) اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضُوعٌ لِلْجِنْسِ يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَعَلَيْهِمَا جَمِيعًا. وَإِذَا صَغَّرْتَهَا أَلْحَقَتْهَا الْهَاءَ فَقُلْتَ: (غُنَيْمَةٌ) لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فَالتَّأْنِيثُ لَهَا لَازِمٌ. يُقَالُ لَهُ خَمْسٌ مِنَ الْغَنَمِ ذُكُورٌ، فَتُؤَنِّثَ الْعَدَدَ وَإِنْ عَنَيْتَ الْكِبَاشَ إِذَا كَانَ يَلِيهِ الْغَنَمُ لِأَنَّ الْعَدَدَ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِهِ وَتَأْنِيثِهِ عَلَى اللَّفْظِ لَا عَلَى الْمَعْنَى. وَالْإِبِلُ كَالْغَنَمِ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَ (الْمَغْنَمُ) وَ (الْغَنِيمَةُ) بِمَعْنًى. وَقَدْ (غَنِمَ) بِالْكَسْرِ (غُنْمًا) . وَ (غَنَّمَهُ تَغْنِيمًا) نَفَّلَهُ. وَ (اغْتَنَمَهُ) وَ (تَغَنَّمَهُ) عَدَّهُ غَنِيمَةً. 

هلب

(هلب) مُبَالغَة فِي هلب
هـ ل ب : هَلَبْتُ ذَنَبَ الْفَرَسِ هَلْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَزَزْتُهُ وَهَلَبْتُ الْفَرَسَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ اتِّسَاعًــا فَهُوَ مَهْلُوبٌ. 
هـ ل ب

في مثل " كلاّ إنه لبهلبه " وهو شعر الذنب. وفرس مهلوب: مجزوز الهلب، وقد هلب.

ومن المجاز: هلبه بلسانه: نال منه نيلاً شديداً. وعيش أهلب، كما يقال: أزبّ: واسع.
(هلب)
الْفرس هلبا نتف هلبه فَهُوَ هالب وَالْفرس مهلوب وَفُلَانًا بِلِسَانِهِ نَالَ مِنْهُ نيلا شَدِيدا فَهُوَ هلاب

(هلب) هلبا كثر شعره وَالْعَام كثر مطره فَهُوَ أهلب وَهِي هلباء (ج) هلب
هلب
الهُلْبً: ما غَلُظَ من الشَّعر، ورَجُلٌ أهْلَبُ. وفَرَسٌ مَهْلُوبٌُ وقد هُلِبَ ذَنَبُه، اسْتُؤْصِلَ جَزّاً. وهَلَبَتْهُم السَّماءُ: بَلَّتْهُم بشَيْءٍ من نَدى. والهَلاَبُ: الرِّيْحُ مَعَ المَطَر. ولَيْلَةٌ هالِبَةٌ وهَلاّبَةٌ: أي بارِدَة. وأتَيْتُه في هُلْبَةِ الشِّتَاء: أي شِدَّتِه، ويُضَمُّ اللامُ. والأهْلُوْبُ من العَدْوِ: فَنٌّ منه. والجميع أهَالِيْبُ. وهَلَبْتُه بلِساني: إذا نِلْتَ منه نَيْلاً شَديداً.
[هلب] الهُلْبَةُ: شعر الخنزير الذي يُخْرَزُ به، والجمع الهُلَبُ. وكذلك ما غَلُظَ من شعرِ الذَنَب وغيره. والا هلب: الفرس الكثير الهلب. وهَلَبْتُ الفرسَ، إذا نتفتَ هُلْبَهُ، فهو مهلوب. ومنه سمى المهلب بن أبى صفرة أبو المهالبة. وعام أهلب، أي خصيب، مثل أزب، وهو على التشبيه. وهلبة الزمان: شدته، مثل الكُلْبَةِ والجُلْبَةِ. والهَلاَّبَةُ: الريح الباردة مع قطر. ويوم هلاب، أي ذو ريح ومطر. قال أبو زبيد يصف رجلا:

أحس يوما من المشتاة هلابا
(هلب) - في الحديث: "إنَ صَاحِبَ رَايَة الدَّجَّال في عَجْبِ ذَنَبِه مِثْلُ ألْيَةِ البَرَق ، وفيها هَلَبَاتٌ كهَلَبَاتِ الفَرَسِ" : أي شَعَراتٌ، أوْ خُصَلَاتٌ من الشَّعَر.
والهُلْبُ: الشَّعَرُ.
وقيل: ما غَلُظَ منه، ومن الهُدْبِ.
وعَيْنٌ هَدْبَاء هَلْباَءُ، ورَجُلٌ أَهْلَبُ.
- وقال عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنه -: "الدَّابَّةُ الهلْبَاء التي كَلَّمَتْ تَمِيماً الدَّارِىَّ - رضي الله عنه -"
: يعنى حديث الجَسَّاسَة؛ هي دابَّةُ الأرض التي تُكَلِّم النَّاسَ.
- وفي حديث أبى هُدْبَة، عن أنس - مَرفُوعاً -: "لا تَهْلُبُوا أذْنابَ الفَرس"
: أي لا تَسْتَأصِلُوها، وفَرسٌ مَهْلوبٌ؛ وقد هُلِب ذَنَبُه: اسْتُؤصِلَ جَزًّا، وهَلَبْتُه بِلسَانىِ: نِلت منه نَيْلاً شديدا.
[هلب] نه: فيه "الهلب": ما فوق العانة إلى قريب من السرة. وفيه: رحم الله "الهلوب" ولعن الله الهلوب، هي التي تقرب من زوجها وتحبه وتتباعد من غيره، وهي أيضًا التي لها خدن تحبه وتطيعه وتعصي زوجها، من هلبته بلساني - إذا نلت منه نيار شديدًا، لأنها تنال إما من زوجها وإما من خدنها. وفي ح خالد: ما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس بترسي والسماء "تهلبني"، أي تمطرني. وفيه: فيها "هلبات" كهلبات الفرس، أي شعرات أو خصلات من الشعر، جمع هلبة، والهلب: الشعر، وقيل: ما غلظ من شعر الذنب وغيره. ومنه: كلا إنه "لبهلبه"، وفرس أهلب ودابة هلباء. وح تميم الداري: فلقيهم دابة "أهلب"، وهي تقع على الذكر والأنثى فلذا ذكر. وح: والدابة "الهلباء" التي كلمت تيمًا هي دابة الأرض التي تكلم الناس، أي الجساسة. ومنه: رقبة "هلباء"، أي كثيرة الشعر. وفيه: لا "تهلبوا" أذناب الخيل، أي لا تستأصلوها بالجز والقطع، من هلبت الفرس - إذا نتفت هلبه فهو مهلوب.

هلب


هَلَبَ(n. ac. هَلْب)
a. Plucked; clipped, shore (hair).
b. [acc. & Bi], Reviled; satirized.
c. Drenched.
d. Kept up speed.

هَلِبَ(n. ac. هَلَب)
a. Was hairy.

هَلَّبَa. see I (a) (b).
أَهْلَبَa. see I (c) (d).
تَهَلَّبَa. Was clipped.

إِنْهَلَبَa. see V
إِهْتَلَبَa. Unsheathed.

هُلْب
(pl.
هُلَب)
a. Hair; bristles.
b. Eyelashes.
c. Much rain.

هُلْبَةa. Hair.
b. Severity ( of winter ).
هَلِبa. Hairy, bristly.

هُلُبَّةa. see 3t (b)
أَهْلَبُa. see 5b. Clipped; hairless.
c. Rainy; fertile.

هَاْلِبَةa. Wet (night).
هُلَاْبَةa. Secundine.

هَلِيْبa. see 28 (b)
هَلُوْبa. Affectionate.
b. Coy, cold.

هَلَّاْبa. Cold, wet (wind).
b. Wintry day.
c. Satirist; carper.

هَلَّاْبَةa. see 28 (a)
هَلْبَآءُa. fem. of
أَهْلَبُb. Severed, distressing.

N. P.
هَلڤبَa. Clipped, shorn.

N. Ag.
هَلَّبَa. see 28 (b)
N. P.
هَلَّبَa. see N. P.
هَلڤبَ
مُهَلَّبِيَّة
a. [ coll. ], Rice-pudding.

أُهْلُوْب
a. Ardour.
b. (pl.
أَهَاْلِيْبُ), Way.
هَالِب الشَّعْر
a. Cold, wintry day.

هِلْبَوْث
a. Dolt, dullard.
هلب:
هَلبْ والجمع هُلوب وأهلاب: مرساة، مرساة بأربعة مناقير (بقطر، همبرت 128).
هلب: خطّاف، شوكة ذات ثلاثة أسنان من الشعب أو المناشير (بقطر). هلبت: (كلمة عامية. ظرف زمان أو مكان): تبدو لي تحريفاً من الكلمة الفصيحة لا بُدَّ، التي أصبحت، في البداية، عند العوام لا بُدَّ (التي تقابل في معجم البربرية كلمة مطلقاً أو يجب). وقد ذكرت هناك بضم الباء وفي نسخة تحمل رقم 1 لا بّد وفي جانبها كلمة هلبت. يعتقد (باين سميث) إن هذه الكلمة التي تقابل في نسخة 4، كلمة سريانية مولدة هي، بالتأكيد، مقتبسة من اللغة العربية الفصيحة، أي أن (باين سميث يرى إنها قد جاءت تحمل معنى Prosus, omnino وتطابق، معنىّ ومبنىّ كلمتي هلبت ولا بد). إنها، إذن، الكلمة التي تحمل معنى قطعاً، أبداً، مطلقاً، بتصرفٍ، لا محالة، بكل تأكيد، بكل واسطة أو وسيلة، ضرورة وضرورياً ومن كل بدّ. وأحياناً تتكرر كلمة هلبت مثلما كانت تتكرر مرادفتها في الفصحى (انظر بوسويه): لابد ثم ولابد أي لا بد من أو لا مندوحة عن وعلى سبيل المثال ما جاء عند (الطنطاوي: رسالة في اللغة العامية العربية، ص146): هلبت هلبت من إرسال جواب بحقيقة الحال حيث ترجمها هذا الشيخ بما معناه (ينبغي أن تخبرني، مهما اقتضى الأمر، عن حقيقة ما حدث). وكذلك ما ورد عند (هابيشت، ص31): فأرجو محبكم أن تشرفوني نهار تاريخه المسا من كل بد لأني محتاجكم جداً جدا هلبت هلبت، أي على الإطلاق وهي مثل من كل بد التي سبقت في ص33: وأنا يا أخي نجيك نشوف روياك السعيدة هلبت هلبت، أي لا محالة، في هذه المرة. أن مجيء أن قبل الفعل، مثل قولنا لا بد أن يجعل معناها يلزم أن (ألف ليلة، برسل 52:7): وقالوا له يا خواجة إن الفقير لما يأتيه الولد أو البنت هلبت أن يصنع له دست عصيدة ويعزم معارفه وأقاربه. وأحياناً تأتي ما بعدها فتصبح لا بد ما (أنظر، على سبيل المثال (كوسج كرست 9:8): لابد ما أُفني العدا بالأسمر، أي:
يلزم أن (ايبست طبعة هابيش، ص9): وهلبت ما يكون لهم مني بعض المنفعة في هذه السفر. وفي (7 منه) وأنت تكون صاحبنا وحبيبنا وهلبت ما نفعل مع بعضنا شيء من المتجر وأخيراً (ما ورد في 19 منه) هلبت ما سمعت بهروب نابليون من جزيرة ألبا. مما سبق نستطيع أن نؤكد ان من الخطأ وضع هذا الاصطلاح ضمن مرادفات: تماماً أو كلياً مثلما فعل (ماك) لأن هذا لا يتفق مع أي من العبارات التي وردت في هذه الفقرة.
مهلّبي: من أنواع الأقمشة. وفي الحديث عن أحد الأتقياء وردت جملة .. وعلى رأسه منديل مهلبي (رياض النفوس 64، وانظر 95 منه).
مهلبية: طعام من الدقيق والحليب والسكر بعد أن يدق فيه اللوز أو الفستق (مهرن 36) وفي (محيط المحيط): (المهلبية حلو للمولدين يدق الأرز وينخل ويطبخ بالحليب والسكر) أي بغير الأرز.
صورة مهلوب: مغزلي الشكل (الكالا).
الْهَاء وَاللَّام وَالْبَاء

الهُلْبُ: الشّعْر كُله، وَقيل: هُوَ فِي الذَّنب وَحده، وَقيل: هُوَ مَا غلط من الشّعْر.

وَرجل أهْلبُ: غليظ الشّعْر.

والهُلْبُ أَيْضا: الشّعْر النَّابِت على أجفان الْعَينَيْنِ.

والهُلْبُ: الشّعْر ينتفه من الذَّنب، واحدته هُلْبة.

والهُلَبُ: الأذناب والأعراف المنتوفة.

وهَلَبَه هَلْبا، وهلَّبَه: نتف هُلْبَه.

ومُهَلَّبٌ والمُهَلَّبُ: اسْم وَهُوَ مِنْهُ، فَمُهَلَّبٌ على حَارِث وعباس، والمُهَلَّبُ على الْحَارِث وَالْعَبَّاس.

وانهلَبَ الشّعْر، وتَهلَّبَ: تنتَّف.

وَفرس مَهلوبٌ: مستأصل شعر الذَّنب.

والهَلَبُ: كَثْرَة الشّعْر، رجل أهلَبُ، وَامْرَأَة هَلْباءُ.

والهَلْباءُ: الإست، اسْم غَالب، وَأَصله الصّفة.

وَرجل أهلَبُ العضرط: فِي أسته شعر، يذهب بذلك إِلَى اكتهاله وتجربته، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

مَهْلا بَنيِ رُومانَ بَعْضَ وَعيدِكُمْ ... وإياكُمُ والهُلْبَ مِنَّا عَضَارِيطا

وَرجل هَلِبٌ: ثَابت الهُلْبِ.

والهَلِبُ: رجل كَانَ أَقرع فَمسح النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَده على رَأسه فنبت شعره.

وهُلْبَة الشتَاء: شدته.

وأصابتهم هُلْبَةُ الزَّمَان، مثل الكلبة عَن أبي حنيفَة.

وهَلَبَتهم السَّمَاء: بلتهم.

والهَلاَّب: ريح بَارِدَة مَعَ مطر، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من الْأَسْمَاء على فعال، كالجبان، والقذاف، قَالَ: أحَسَّ يَوْما مِنَ المَشْتاةِ هَلاَّبا

هَلاَّب هَاهُنَا: بدل من يَوْم، أَي أحس هَلاَّبَ يَوْم، وَإِن شِئْت كَانَ صفة، كَأَنَّهُ قَالَ: ذَا هَلاَّبٍ، وَيَوْم هَلاَّبٍ، وعام هَلاَّبٌ: كثير الْمَطَر.

وَله أُهْلُوبٌ، أَي الْتِهابٌ فِي الشد وَغَيره عَن اللحياني، مقلوب عَن أُلْهوب، أَو لُغَة فِيهِ.

وَامْرَأَة هَلُوبٌ: تتقرب من زَوجهَا وتحبه وتقصي غَيره، وَقيل: تتقرب من خلها وتحبه وتقصي زَوجهَا، ضد، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " رحم الله الهَلُوبَ، ولَعَنَ الله الهَلوبَ " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وأُهْلوبٌ: فرس ربيعَة بن عَمْرو.
هـلب
هلَبَ يهلِب، هَلْبًا، فهو هالِب، والمفعول مَهْلوب
• هلَبت السَّماءُ القومَ: بلَّتهم بالنَّدى، مطرتهم مطرًا متتابعًا.
• هلَب فلانًا بلسانه: هجاه، نال منه نيلاً شديدًا. 

هلِبَ يَهلَب، هلَبًا، فهو أهلبُ
• هلِب الشَّخصُ: كثُر شعرُه "عليك بالحلاّق فقد هلِب رأسُك".
• هلِب العامُ: كثُر مطرُه. 

أهلبَ يُهلب، إهلابًا، فهو مُهلِب، والمفعول مُهلَب
 • أهلبَتِ السَّماءُ النَّاسَ: هلَبتهم، بَلَّتهم بشيء من ندى أو نحو ذلك. 

هلَّبَ يهلِّب، تهليبًا، فهو مُهلِّب، والمفعول مُهلَّب
• هلَّبَ القومَ بلسانه: هلَبهم، هجاهم وشتمهم.
• هلَّب شَعْرَه: نتفَه. 

أهْلبُ [مفرد]: ج هُلْب، مؤ هلباء، ج مؤ هلباوات وهُلْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هلِبَ. 

مُهَلَّبيَّة [مفرد]: نوع من الحلوى يُصنع من الحليب والنشا (أو الأرز المدقوق) والسكر. 

هَلْب [مفرد]: مصدر هلَبَ. 

هَلَب [مفرد]: مصدر هلِبَ. 

هُلْب [مفرد]: شَعْر ينبت على جَفن العين. 

هِلْب [مفرد]: حديدة ذات خطاطيف عديدة. 

هُلْبة [مفرد]: ج هُلُبات وهُلْبات وهُلَب:
1 - ما فوق العانة إلى السُّرة.
2 - ما نُتِف من ذَنَب. 

هَلاّب [مفرد]: صيغة مبالغة من هلَبَ.
• الهَلاَّب:
1 - اليوم أو العام الغزير المطر.
2 - الرِّيح الباردة مع مطر.
3 - من ينال النَّاسَ بلسانه نيلاً شديدًا "لابُدّ أن يلقى الهلاَّب يومًا عقابه". 
باب الهاء واللام والباء معهما هـ ل ب، هـ ب ل، ل هـ ب، ب هـ ل، ب ل هـ مستعملات ل ب هـ مهمل

هلب: الهُلْبُ: ما غَلُظَ من الشِّعَر كَشَعر ذَنَبِ النّاقَةِ. ورَجُلٌ أَهْلَبُ: غليظُ شَعر ذِراعيه وجَسَدِه وفَرَسُ مَهْلوبٌ: هُلِبَ ذَنَبُه، أي: اسْتُوصِل جَزّاً. وهَلَبَتْنا السّماءُ، أي: بلَّتنا بشيء من ندىً أو نحوه.

هبل: الهِبِلُّ: الشَّيْخُ الكبيرُ، والمُسَنُّ من الإِبل، قال :

أنا أبو نعامةَ الشَّيْخُ الهِبِلّ ... أنا الذي وُلِدْتُ في أخرى الإِبلْ

وهَبَلتْهُ أُمُّه، أي: ثكلتْهُ، والهَبَلُ كالثُّكْلِ. والمَهْبِلُ: مَوْضِع الولد في الرَّحِم، قال :

وقد طَوَتْ ماءَ الفَنِيقِِ المَهْبِلِِ ... بين الكُلَى منها وبين المَهْبلٍ

في حَلَقٍ ذاتِِ رِتاجٍ مَقْفَلِِ

والمُهَبَّلُ: الذي قيلَ له: هبلتْكَ أُمُّك. والهَبّالُ: المُحتال والصَّياد يَهْتبل الصَّيْد، أي: يَغْتَنِمُهُ. قال ذو الرّمة:

ومُطْعَمُ الصَّيْدِ هِبّالٌ لبُغْيَتِهِ ... [أَلْفَى أباه، بذاك الكسب، يكتسب] وسمعت كلمةً فاهتبلتُها، أي: اغْتَنَمتُّها. وهُبَل: صَنَمُ كان لقريش.

قال أبو سِفيانَ يوم أُحُد: أعْلُ هُبَل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: الله أَعْلَى وأَجَلّ.

والمُهَبَّلُ: الكثيرُ اللّحمِ. قال .

ريّانُ لا عَشٌّ ولا مُهَبَّلُ

وأصبح فلانٌ مُهَبَّلاً، أي: مُوَرَّما مُهَيَّجا.

لهب: اللَّهَبُ: اشتعالُ النّارِ الذي قد خَلَص من الدُّخان. واللَّهَبانُ: تَوَقُّد الجَمْرِ بغَيْرِ ضِرام وكذلك لَهَبانُ الحرِّ في الرَّمضاء. ونحوها. قال :

لَهَبانٌ وَقَدَتْ حِزّانهُ ... يَرْمَضُ الجُنْدَبُ منه فَيَصِرّ

وأَلْهَبْتُ النّار فالتهَبَتْ، وتَلَهَّبَتْ. واللَّهَبْةُ: العَطَشُ، وقَدْ لَهِبَ يَلْهَبُ لَهَباً، فهو لَهْبانُ، أي: عطشانُ جداً، وهي لَهْبَى، أي: عَطْشَى جداً، وهم لِهابٌ، أي: عِطاش جداً. واللَّهْبُ: وجهٌ من الجَبَل كالحائط لا يُسْتَطاعُ ارتقاؤُه، وكذلك لِهْبُ أُفُق السّماء. والجميعُ: اللُّهُوب. واللِّهْبُ: الغُبارُ السّاطِعُ. وفَرَسٌ مَلْهِبٌ: شديد الجَرْيِ مُلهِب الغُبار. قال :

يُقَطِّعُهنَّ بأنفاسِهِ ... ويلوي إلى حُضُرٍ مُلْهبِ

بهل: باهلتُ فلاناً، أي: دعونا على الظّالم منا. وبهلته: لعنته.. وابتهل إلى الله في الدُّعاء، أي: جدّ واجتهد. وامرأة بهيلة، لغة في البهيرة. والأَبْهَلُ: شجرٌ يُقال له: الأيرس، وليس بعربيةٍ محضةٍ، ويُسَمَّى بالعربية عَرْعَرا. والباهلُ: المُتَرَدِّدُ بلا عملٍ، [وهو أيضا] : الرّاعي بلا عَصا. وأَبْهَلَ الرّاعي إبِلَه: تركها. والباهلُ: النّاقة التي ليستْ بمَصْرُورة، لبنُها مُباحٌ لمن حلّ ورحل، وإبلٌ بهلٌ. ورجلٌ بُهلول: حييُّ كريم، وامرأة بُهلول. والبَهْلُ: الشّيءُ اليسيرُ الحقيرُ، يقال: أعطاهُ قليلاً بَهْلاً، قال :

وأعطاك بهلا منهما فَرَضِيَتهُ ... وذو اللُّبِّ للبهل الحقير عيوف

والبَهْلُ: واحدٌ لا يُجْمَع. وامرأة باهلةٌ: لا زوج لها. وباهلةُ: حيٌّ من العرب.

بله: البَلَهُ: الغَفْلَةُ عن الشَّرِّ. رجل أَبْلَهُ، والبُلْهُُ: جماعتُه.

وفي الحديث: أكثرُ أهْلِ الجنَّةِ البُلْهُُ

قال:

أبله صَدّافٌ عن التَّفَحُّشِ

والتَّبَلُّهُ: تَطَلُّبُ الضّالّةِ. بَلْهَ: كلمةٌ بمعنى أجل، قال :

بَلْهَ أَنّي لم أَخُنْ عَهْداً ولم ... أَقْتَرِفْ ذَنْباً فتَجْزيني النِّقَمْ

وبَلْهَ: بمعنى كيف، ويكون في معنى دَعْ، بكُلِّهِ نَطَقَ الشعر. 

هلب

1 هَلِبَ, aor. ـَ inf. n. هَلَبٌ, He had much hair [of the kind termed هُلْب]; was very hairy. (K.) b2: هَلَبَ ذَنَبَ الفَرَسِ, and هَلَبَ الفَرَسَ, aor. ـُ inf. n. هَلْبٌ, He shore the tail of the horse: (Msb:) shore it, or cut it off, utterly. (TA.) هَلَبَهُ; (S, K;) and ↓ هلّبه, (K,) inf. n. تَهْلِيبٌ; (TA;) He plucked from him (i. e. a horse, S,) his هُلْب [or coarse hair, of the tail &c.]. (S, K.) b3: هُلِبَ It (a tail) was entirely cut off. (TA.) A2: هَلَبَهُمْ بِلِسَانِهِ, aor. ـِ and ↓ هلّبهم, (inf. n. تَهْلِيبٌ, TA;) (tropical:) He satirized and reviled them: (K:) he carped at them severely with his tongue. (TA.) A3: هَلَبَ, aor. ـُ and ↓ اهلب, (inf. n. إِهْلَابٌ, TA) ; He (a horse) prosecuted, or continued, his course, or run, uninterruptedly; syn. تَابَعَ الجَرْىَ: (K:) and, the latter verb, he (a horse,) was ardent, or impetuous, in his course, or running; as also أَلْهَبَ. (As, in TA, art. لهب.) [See also ضَهبَ القَوْمُ]

A4: هَلَبَتِ السَّمَاءُ القَوْمَ The sky wetted the people with dew (نَدًى): or, with continual rain. (K.) هَلَبَتْنَا السَّمَاءُ The sky wetted us with dew (ندى) or the like; (TA;) as also ↓ أَهْلَبَتْنَا: (T:) the sky rained upon us a copious, or an excellent, rain. (TA.) 2 هَلَّبَ see 1.4 أَهْلَبَ see 1.5 تهلّب and ↓ انهلب [He, a horse, had his tail shorn: see 1:] he had his هُلْب [or coarse hair, of the tail &c.,] plucked out. (K.) 7 إِنْهَلَبَ see 5.8 اهتلب He drew a sword from its scabbard. (TA.) هُلْبٌ, [a coll. gen. n.,] Hair, absolutely: or coarse hair; (K;) as the hair of the tail of a she-camel: (Az:) or hair of the tail: or pigs' bristles, with which skins and the like are sewed: (K:) J gives this last signification to ↓ هُلْبَةٌ: and also, coarse hair of the tail &c.: (so in the S:) but هُلْبَةٌ is the n. un. (TA.) b2: هُلْبٌ, The eyelashes. (TA.) b3: هُلْبٌ, call. gen. n., Hair that one plucks from the tail: n. un. with ة. (TA.) b4: هُلَبٌ [pl. of هُلْبَةٌ] Tails and manes plucked out. (TA.) A2: هُلْبٌ Continuance, or constant succession, of rain. (TA.) رَجُلٌ هَلِب [A man having much hair; of the kind called هُلْب; very hairy: see هَلِبَ:] a man whose هُلْب is growing forth. (TA.) هُلْبَةٌ The hair that is above the pubes, extending near to the navel. (TA.) See هُلْبٌ.

A2: هُلْبَةٌ Severity, or pressure, of fortune: like كُلْبَةٌ and جُلْبَةٌ. (S.) b2: Also, and ↓ هُلُبَّةٌ, Severity, or intenseness, of winter. (K.) أَتَيْتُهُ فِى هلبةِ الشِّتَاءِ I came to him during the severe, or intense, cold of winter. (El-Umawee.) هُلُبَّةٌ: see هُلْبَةٌ.

هَلُوبٌ A woman who draws near to her husband, or ingratiates herself with him; syn. مُتَقَرِّبَةٌ مِنْ زَوْجِهَا; (K, TA;) and is loving, or affectionate, to him; and distant with respect to others. (TA.) b2: Also, contr., A woman who is distant, or shy, with respect to her husband, or who alienates herself from him, or avoids or shuns him, (K,) and draws near to, or ingratiates herself with, her special friend. (TA.) b3: From هَلَبَهُ بِلِسَانِهِ “ he carped at him severely with his tongue; ” because a wife carps either at her husband or at her friend: or, accord. to IAar, in the former sense, from ↓ يَوْمٌ هَلَّابٌ “ a day of gentle, constant, innocuous rain; ” and in the latter sense from the same phrase as signifying “ a day of rain attended by thunder and lightning and terrors, and destructive to dwellings. ” (TA.) هَلِيبٌ and هُلَيْبٌ: see هَلَّابٌ.

هُلَابَةٌ The filth that is washed away from the membrane which encloses the fœtus: (K:) i. q. حُوَلَاءُ: [a word which has two applications, which see:] also called هُلَابَةُ السقاء: (TA:) [but السقاء is written by mistake for السِّقْىِ]. [See also هُلَاتَةٌ.]

هَلَّابٌ (K) and هَلَّابَةٌ (S, K) A cold wind, with rain. (S, ISd, K.) b2: يَوْمٌ هَلَّابٌ A day in which is wind and rain: (S:) a day of rain attended by thunder and lightning and terrors, and destructive to dwellings. (IAar.) b3: Also, A day of gentle, constant, innocuous rain. (IAar.) b4: Also, A day of dry cold; or dry by reason of cold. (Az, in the T, art. حلب.) b5: عَامٌ هَلَّابٌ, and ↓ أَهْلَبُ, A year of much rain. (K.) b6: ↓ عام أَهْلَبُ (tropical:) A plentiful, or fruitful, year; a year of abundant herbage, or vegetation: like

أَزَبُّ. (S.) b7: هَلَّابٌ and ↓ مُهَلِّبٌ and ↓ هَلِيبٌ, (K,) or as in one copy of the K, that of Et-Tabláwee, the last is ↓ هُلَيْبٌ, (TA,) and this is the more correct reading, (MF,) [Three] very cold days, in Kánoon el-'Owwal [or January O. S.]: or in the severe, or intense, cold of winter: (K:) or in the severe, or intense, cold of the month [above mentioned], in the latter part of it. (L.) A2: هَلَّابٌ (tropical:) One who satirizes [and reviles] much: (ISh:) [who carps much and severely at others with his tongue: see 1].

هَالِبُ الشَّعْرِ and مُدَحْرِجُ البَعْرِ [Two] days of winter. (K.) b2: See art. دحرج b3: لَيْلَةٌ هَالِبَةٌ A rainy night. (K.) أَهْلَبُ Having much hair [of the kind called هُلْب]; very hairy: (K:) fem. هَلْبَاءُ. (CK.) A horse having much hair of the kind called هلب: (S:) a coarse-haired man: (TA:) a man having coarse hair upon the part where are the two veins called الأَخْدَعَانِ, and upon his body: (TA:) having much hair upon the head and body. (TA.) b2: أَهْلَبُ A tail cut off. (K.) b3: Also, [accord. to the CK, or,] Having no hair upon it: and, contr., Having much hair: (K:) [in each sense, as seems to be implied in the K, an epithet applied to a tail: but, app., accord. to the TA, applied to a horse]. b4: هَلْبَاءُ, fem., A beast of carriage (TA) having much hair. (K, TA.) b5: هَلْبَاءُ The podex; syn. إِسْتٌ: (K:) used as a subst.; originally an epithet. (TA.) b6: إِيَّاكَ وَأَهْلَبَ العَضْرَطِ Beware of him who has a hairy podex. Originally said by a woman to her son, who was boasting that he found no one whom he did not overcome, and who was afterwards thrown down by a man answering to this description. A proverb used in cautioning the self-conceited. (Meyd, TA.) b7: أَرْضٌ هَلْبَاءُ (tropical:) Land abounding with plants, or herbage. (TA.) b8: Also, [contr.,] (tropical:) Land of which the herbage has been eaten. (TA.) b9: هُلْبَةٌ هَلْبَاءُ (in the CK, هَلْبَةٌ هُلْبَاءُ) A severe calamity. (K.) b10: See هَلَّابٌ.

لَهُ أُهْلُوبٌ He [a horse] has ardour, or impetuosity, in his running &c.: formed by transposition from, or a dial. form of, أُلْهُوبٌ. (M.) عَدْوُهُ ذُو أَهَالِيبَ [His (a horse's) running is of ardent, or impetuous, modes, or manners]. (TA.) b2: أَهْلُوبٌ A kind, or way [or speech]: syn. فَنٌّ (K) and أَسْلُوبٌ: (AO:) pl. أَهَالِيبُ. (AO, K.) b3: اهلوبٌ من الثَّنَاءِ A kind, or way, of praising, or eulogizing. (TA.) مَهْلُوبٌ (S, A, L, Msb) and ↓ مُهَلَّبٌ (TA) A horse having his tail shorn: (Msb:) having the hair of his tail utterly removed: (L:) having his هُلْب [or coarse hair, of the tail &c.,] shorn: (A:) having his هلب plucked out. (S, TA.) مُهَلَّبٌ: see مَهْلُوبٌ.

مُهَلِّبٌ: see هَلَّابٌ.

هلب: الـهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه؛ وقيل: هو في الذَّنَبِ وحْدَه؛ وقيل:

هو ما غَلُظَ من الشعَر؛ زاد الأَزهري: كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ. الجوهري: الـهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزيرِ الذي يُخْرَزُ به، والجمع الـهُلْبُ.

والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكثيرُ الـهُلْبِ. ورجل أَهْلَبُ: غليظُ الشَّعَر.

وفي التهذيب: رجل أَهْلَبُ إِذا كان شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً.

والأَهْلَبُ: الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ. والـهُلْبُ أَيضاً: الشَّعَر النابتُ على أَجْفانِ العَيْنَيْن.

والـهُلْبُ: الشَّعَر تَنْتِفُه من الذَّنَب، واحدَتُه هُلْبة. والـهُلَبُ: الأَذْنابُ والأَعْرافُ الـمَنْتُوفةُ. وهَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً، وهَلَّبَه: نَتَفَ هُلْبَه، فهو مَهْلُوبٌ ومُهَلَّبٌ. والـمُهَلَّبُ: اسمٌ، وهو منه؛ ومنه سُمِّي الـمُهَلَّبُ بنُ أَبي صُفْرَة أَبو الـمَهالِـبة.

فمُهَلَّبٌ على حارثٍ وعباسٍ، والـمُهَلَّبُ على الـحَارث والعَبَّاس.

وانْهَلَبَ الشَّعرُ، وتَهَلَّبَ: تَنَتَّفَ. وفرسٌ مَهْلُوبٌ: مُسْـتَـأْصَلُ شعر الذَّنَبِ، قد هُلِبَ ذَنَبُه أَي اسْـتُـؤْصِلَ جَزّاً.

وذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِـعٌ؛ وأَنشد:

وإِنَّهُمُ قدْ دَعَوْا دَعْوَةً، * سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهْلَبُ

أَي مُنْقَطِـعٌ عنكم، كقوله: الدُّنْيا وَلَّت حَذَّاءً أَي مُنْقَطِعَةً. والأَهْلَبُ: الذي لا شَعَر عليه. وفي الحديث: انَّ صاحبَ رايةِ الدَّجَّالِ، في عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْيةِ البَرَقِ، وفيها هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس أَي شَعَراتٌ، أَو خُصَلاتٌ من الشَّعر. وفي حديث مُعاوية: أَفْلَت وانْحَصَّ الذَّنَب، فقال: كَلاَّ إِنه لَبِهُلْبه؛ وفرس أَهْلَبُ

ودابة هَلْباءُ. ومنه حديث تَميم الدَّاريِّ: فلَقِـيَهم دابةٌ أَهْلَبُ؛

ذَكَّرَ الصفةَ، لأَنَّ الدابة تَقَعُ على الذكر والأُنثى. وفي حديث ابن

عمرو: الدابةُ الـهَلْباءُ التي كَلَّمت تمِـيماً هي دابةُ الأَرضِ التي

تُكَلِّمُ الناسَ، يعني بها الجَسَّاسةَ. وفي حديث الـمُغِـيرة:

ورَقَبَةٌ هَلْباءُ أَي كثيرةُ الشَّعر. وفي حديث أَنسٍ: لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ

الخَيل أَي لا تَسْـتَـأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع. والـهَلَبُ: كثرةُ

الشَّعَر؛ رجلٌ أَهْلَبُ وامرأَةٌ هَلْباءُ. والـهَلْباءُ: الاسْتُ، اسم

غالبٌ، وأَصلُه الصفةُ. ورجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: في اسْتِه شَعَرٌ،

يُذْهَبُ بذلك إِلى اكتِهالِهِ وتَجْرِبَتِه؛ حكاه ابنُ الأَعرابي، وأَنشد:

مَهْلاً، بَني رُومانَ بعضَ وَعِـيدِكُمْ ! * وإِيَّاكُمُ والـهُلْبَ مِنَّا عَضارِطا!

ورجل هَلِبٌ: نابتُ الـهُلْبِ.

وفي الحديث: لأَنْ يَمْتَلِـئَ ما بَينَ عانَتي وهُلْبَتي؛ الـهُلْبة: ما فوقَ العانةِ إِلى قريب من السُّرَّة.

والـهَلِبُ: رجلٌ كان أَقْرَع، فمَسَح سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، يدَه على رأْسه فنَبَت شَعَرُه. وهُلْبَةُ الشِّتاءِ: شِدَّتُه.

وأَصابَتْهم هُلْبةُ الزمان: مثلُ الكُلْبة، عن أَبي حنيفة. وَوَقَعْنا

في هُلْبةٍ هَلْباءَ أَي في داهيةٍ دَهْياءَ، مثل هُلْبة الشِّتاءِ.

وعامٌ أَهْلَبُ أَي خَصِـيبٌ، مثلُ أَزَبَّ، وهو على التشبيه. والـهَلاَّبةُ: الريح البارِدَةُ مع قَطْرٍ. ابن سيده: والـهَلاَّبُ رِيحٌ باردة مع مَطَرٍ، وهو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ على فَعَّالٍ كالجَبَّانِ والقَذَّافِ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ (1)

(1 قوله «قال أبو زبيد» أي يصف امرأة اسمها خنساء

كما في التكملة) :

هَيْفاءُ مُقْبِلةً، عَجْزاءُ مُدْبرَةً، * مَحْطُوطَةٌ، جُدِلَتْ، شَنْباءُ أَنْيابا

تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزالٍ، تَحْتَ سِدْرَتِه * أَحَسَّ، يوماً، من الـمَشْتَاتِ، هَلاَّبا

هَلاَّبا: ههنا بدلٌ من يوم. قال ابن بري: أَتى سيبويه بهذا البيت

شاهداً على نصب قوله أَنيابا، على التشبيه بالمفعول به، أَو على التمييز.

ومقبلة نصب على الحال، وكذلك مدبرة، أَي هي هيفاء في حال إِقبالها، عجزاء في حال إِدبارها، والـهَيَفُ: ضُمْرُ البَطْن. والـمَحْطوطة: الـمَصْقُولة؛ يريد أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ. والـمِحَطُّ: خشبة يُصْقَلُ بها الجُلُود. والـمَجْدُولةُ: التي ليست برَهْلة مُسْتَرْخيةِ اللحم. والشَّنَبُ: بَرْدٌ في الأَسْنان، وعُذُوبةٌ في الريق.

والهَلاَّبةُ: الريح الباردةُ. وهَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً: بَلَّتْهم. وفي حديث خالد (2)

(2 قوله «وفي حديث خالد إلخ» عبارة التكملة وفي حديث خالد بن الوليد أنه قال لما حضرته الوفاة: لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي إلخ.): ما من عملي شيءٌ أَرْجى عِنْدي بعد لا إِله إِلاَّ اللّه، من ليلةٍ بِتُّها، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِـي، والسماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وقد هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ. التهذيب: يقال هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشيءٍ من نَـدًى، أَو نحو ذلك.

ابن الأَعرابي: الـهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ من اليوم

الـهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه سَهْلاً لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ؛ والصِّفةُ الـمَذْمُومة أُخِذَتْ من اليوم الـهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه ذا رَعْدٍ، وبَرْقٍ، وأَهوالٍ، وهَدْم للمنازل.

ويومٌ هَلاَّبٌ، وعامٌ هَلاَّبٌ: كثير الـمَطَر والريح. الأَزهري في

ترجمة حلب: يوم حَلاَّبٌ، ويوم هَلاَّبٌ، ويوم هَمَّامٌ، وصَفْوانُ،

ومِلْحانُ، وشِـيبانُ؛ فأَمَّا الـهَلاَّبُ: فاليابِسُ بَرْداً، وأَما الـحَلاَّبُ: ففيه نَـدًى، وأَما الـهَمَّام: فالذي قد هَمً بالبَرْد. قال: والـهَلْبُ تَتابُع القَطْر؛ قال رؤبة:

والـمُذْرِياتُ بالدَّوَارِي حَصْبا

بها جُلالاَ، ودُقاقاً هَلْبا

وهو التَّتابُعُ والـمَرُّ.

الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه في هُلْبة الشِّتاءِ أَي في شِدَّة بَرْدِه.

أَبو يَزيدَ الغَنَوِيُّ: في الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والـمَرْقِـيُّ في القَبْر، وفي الكانون الثاني هَلاَّبٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِـيبٌ

يَكُنَّ في هُلْبةِ الشَّهْر أَي في آخره. ومن أَيام الشتاءِ: هالِبُ

الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ. قال غيره: يقال هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه، بمعنى واحد. ابن سيده: له أُهْلُوبٌ أَي الْتِهابٌ في

الشَّدِّ وغيره، مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فيه.

وامرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ من زَوجِها وتُحِـبُّه، وتُقْصِـي غيرَه وتَتَباعَدُ عنه؛ وقيل: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِـبُّه، وتُقْصِـي زَوجَها، ضِدُّ. وفي حديث عمر، رضي اللّه تعالى عنه: رَحِمَ اللّه الـهَلوبَ؛ يَعني الأُولى، ولَعَنَ اللّهُ الـهَلُوبَ؛ يَعْني الأُخرى؛ وذلك من هَلَبْتُه بلساني إِذا نِلْتَ منه نَيْلاً شديداً، لأَن المرأَة تَنالُ

إِما من زوجها وإِما من خِدْنِها، فتَرَحَّمَ على الأُولى ولَعَنَ

الثانيةَ.ابن شميل: يقال إِنه ليَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إِذا كان يَهْجُوهم

ويَشْتُمهم. يقال: هو هَلاَّبٌ أَي هَجَّاءٌ، وهو مُهَلَّبٌ أَي مَهْجُوٌّ.وقال خليفة الـحُصَيْنِـيُّ: يقال رَكِبَ كلٌّ منهم أُهْلُوباً من الثَّناءِ أَي فَنّاً، وهي الأَهالِـيبُ؛ وقال أَبو عبيدة: هي الأَسالِـيبُ، واحدها أُسْلُوبٌ.

أَبو عبيد: الـهُلاَّبةُ غُسالةُ السَّلى، وهي في الـحُوَلاءِ، والـحُوَلاءُ رأْسُ السَّلى، وهي غِرْسٌ، كقَدْرِ القَارورةِ، تَراها خَضْراء

بَعْدَ الوَلدِ، تُسَمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ.

ويقال: أَهْلَبَ في عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً، وعَدْوُه ذو

أَهالِـيبَ. وفي نوادر الأَعراب: اهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وأَعْتَقَه

وامْتَرقَه واخْتَرَطَه إِذا اسْتَلَّه.

وأُهْلُوبٌ: فرسُ ربيعة بن عمرو.

هلب
: (الهُلْبُ، بالضَّمِّ: الشَّعَرُ كُلُّه، أَو مَا غَلُظَ مِنْهُ) ، أَي: من الشَّعَر مُطلقًا، ومثلَهُ قَالَ الجوهَريّ. وجَزَم السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض بأَنّه الخَشِنُ من الشَّعَر، وَزَاد الأَزْهريّ: كشعَرِ ذَنَبِ النّاقة، (أَوْ شَعَرُ الذَّنَبِ) وحْدَهُ، (أَو شَعَرُ الخِنْزِيرِ الّذِي يُخْرَزُ بِهِ) ، واحدتُهُ هُلْبَةٌ.
(وبالتَّحْرِيكِ: كَثْرَةُ الشَّعَرِ، وَهُوَ أَهْلَبُ) .
والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكَثِيرُ الهُلْبِ.
ورجلٌ أَهْلَبُ: غَلِيظُ الشَّعَرِ. وَفِي التَّهذيب: رجلٌ أَهْلَبُ: إِذا كانَ شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً. والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَرِ الرّأْسِ والجَسَدِ.
والهُلْبُ أَيضاً: الشَّعَرُ النّابتُ على أَجْفانِ العَين.
والهُلْبُ: الشَّعَرُ تَنْتِفُهُ من الذَّنَب، واحدتُه هُلْبةٌ.
والهُلَبُ: الأَذنابُ، والأَعْرَافُ المنتوفَة. (وهَلَبَهُ) ، أَي: الفَرَس، هَلْباً: (نَتَف هُلْبَهُ، كهَلَّبهُ) تَهليباً، (فَتَهلَّبَ وانْهَلَبَ) ، فَهُوَ مَهلوبٌ ومُهَلَّبٌ. وفَرَسٌ مَهْلُوبٌ: مَجزوزُ الهُلْبِ، كَمَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسان: أَي مُسْتَأْصَلُ شَعَرِ الذَّنَبِ. وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (لَا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيْلِ) ، أَي: لَا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْعِ.
(و) هَلَبَت (السَّماءُ القَوْمَ) : إِذا (بَلَّتْهُمْ بالنَّدَى) ، أَو نحوِ ذَلِك، (أَو مَطَرَتْهُم مَطَراً مُتَتابِعاً) ، وَبِهِمَا فُسِّرَ مَا جاءَ فِي حديثِ خالدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (مَا مِن عَمَلي شيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي، بعدَ لَا إِله إِلاّ اللَّهُ، من لَيْلَة بِتُّهَا، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي، والسَّماءُ تَهْلُبُني) ، أَي: تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وَقد هَلَبَتْنَا السَّماءُ: إِذا أَمْطَرَت بجَوْدٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: أَهْلَبَتْنا السَّماءُ، إِذا بَلَّتْهم بشَيْءٍ من نَدًى، أَو نحوِ ذَلِك.
والهَلْبُ: تَتابعُ القَطْرِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
والمُذْرِياتُ بالذَّوارِي حَصْبَا
بهَا جُلالاً ودُقاقاً هَلْبَا
وَهُوَ التَّتابُعُ والمَرُّ (و) مِنْهُ يُقالُ هَلَبَ (الفَرَسُ) إِذا (تابَعَ الجَرْيَ، كأَهْلَبَ) فيهمَا.
ويُقَال: أَهْلَبَ فِي عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلْهاباً، وعَدْوُهُ ذُو أَهالِيبَ.
(والهَلُوبُ: المُتَقَرِّبَةُ من زَوْجِهَا) ، والمُحِبَّةُ لَهُ، المُقْصِيَةُ غيرَهُ، المتباعدةُ عَنهُ. (و) الهَلُوبُ، أَيضاً: (المُتَجَنِّبَةُ مِنْهُ) ، أَي: من زَوجهَا، والمُتَقَرِّبة من خِلِّها، والمُقْصِيَةُ زَوْجَها (ضِدٌّ) . وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِي اللَّهُ عَنهُ: (رَحِمَ اللَّهُ الهَلُوبَ) بالمَعْنَى الأَوّل، (ولَعَنَ اللَّهُ الهَلُوبَ) بِالْمَعْنَى الثّاني، وذالك من هَلَبْتُهُ بلِسَاني: إِذا نِلْتَ مِنْهُ نَيْلاً شَدِيدا؛ لاِءَنّ المَرْأَةَ تَنَالُ إِمّا من زَوجهَا، وإِمّا من خدْنهَا. فتَرحَّمَ على الأُولى، ولعنَ الثّانيةَ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الهَلُوبُ، الصِّفَةُ المحمودة، أُخِذَت من الْيَوْم الهَلاّبِ: إِذا كَانَ مَطَرُهُ سَهْلاً لَيِّناً، دَائِما، غيرَ مُؤْذٍ. والصِّفَةُ المذمومةُ، أُخِذَت من الْيَوْم الهَلاّب: إِذا كَانَ مَطَرُهُ ذَا رَعْدٍ وبَرْق وأَهْوال وهَدْمٍ للمنازل.
(وأُهْلُوبٌ، كأُسْلُوب: فَرَسُ دُهْرِ) بالضَّمّ، (بْنِ عَمْرٍ و، أَو فَرَسُ رَبِيعَةَ بنِ عَمْرٍ و) ، وَفِي التّكْملة: فَرَس دَهْرِ ابْن عَمْرِو بنِ رَبيعةَ الكِلاَبيّ.
وَفِي المُحْكَم: لَهُ أُهْلُوبٌ، أَي: الْتهابٌ فِي العَدْوِ وغيرِه، مقلوبٌ عَن أُلْهُوبٍ، أَو لُغَةٌ فِيهِ.
(و) قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: (الهَلاّبُ، كَشَدَّادٍ: الرِّيحُ الباردَةُ مَعَ مَطَرٍ) ، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ من الأَسماءِ على فَعّالٍ، كالحَبّاب والقَذّافِ، قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً
مَحْطُوطَةٌ جُدِلَتْ شَنْبَاءُ أَنْيَايَا
تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزَالٍ تحتَ سِدْرِتِهِ
أَحَسَّ يَوْماً من المَشتَاةِ هَلاّبا
هَلاّباً، هُنا، بَدلٌ من يَوْم، وأَنْيَابا: منصوبٌ على التَّشْبيه بالمفعول بِهِ، أَو على التَّمييز، (كالهلاَّبةِ) ، وَهِي: الرِّيحُ البارِدَة مَعَ القَطْر. ويومٌ هَلاّبٌ: ذُو رِيحٍ ومَطَر، كَذَا فِي الصَّحاح.
(و) الهَلاّبُ (من الأَعْوَامِ: الكَثِيرُ المَطَرِ، كالأَهْلَبِ) يُقَال: تَامٌ أَهْلَبُ، أَي: خَصِيب، مثلُ أَزَبّ، وَهُوَ على التَّشْبِيه، كَمَا فِي الصَّحاح.
وَفِي التَّهْذِيب للأَزْهريّ، فِي تَرْجَمَة حلب: يومٌ حَلاّبٌ ويَوْمٌ هَلاَّبٌ، ويومٌ هَمّامٌ وصَفْوَانُ ومِلْحَانُ وشَيْبَانُ. فأَمَّا الهَلاّب: فاليابسُ بَرْداً.
(وهُلْبَةُ الشِّتاءِ) بالضَّمِّ، (وهُلُبَّتُهُ) بتَشْديد الثّالث، بِمَعْنى واحدٍ، أَي: (شِدَّتُهُ) . قَالَ الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه فِي هُلْبةِ الشِّتَاءِ: أَي فِي شدَّةِ بَرْدِه، وأَصابَهم هُلْبَةُ الزَّمانِ، مثلُ الكُلْبَة، عَن أَبي حَنيفةَ.
(و) من المَجَاز: (هَلَبَهُم بِلسانِه، يَهْلِبُهُم: هَجاهُمْ وشَتَمَهُمْ، كهَلَّبَهُمْ) تَهْلِيباً.
قَالَ ابْنُ شُمَيْل: يُقَال: إِنَّهُ لَيَهْلِبُ النّاسَ بلِسانِه: إِذا كَانَ يَهجُوهم وَيَشْتُمُهم، يُقَال: هُوَ هَلاّبٌ، أَي: هَجّاءٌ، وَهُوَ مُهَلَّبٌ، أَي: مَهْجُوَ.
والمُهَلَّبُ: اسمٌ، وَهُوَ مِنْهُ. (وَمِنْه) سُمِّيَ (المُهَلَّبُ) بنُ أَبي صُفْرَةَ الأَزْدِيّ العَتَكِيُّ الفارسُ (الشّاعِرُ) الأَميرُ (أَبو المَهَالِبَةِ) الأُمَراءِ والمُحَدِّثينَ: ومُهَلَّبٌ على حارِثٍ وعَبّاس، والمُهَلَّبُ على الحارِثِ والعَبّاسِ.
(أَو) هُوَ مأْخوذ (من هَلَّبَهُ) ، أَي الفَرَسَ، تَهليباً: إِذا (نَتَفَ هُلْبَهُ) ، وَبِه قَالَ الجوهريُّ، وَابْن مَنْظُور.
(و) عَن أَبي يَزِيدَ الغَنَوِيّ. فِي الكانُون الأَوّل: الصِّنُّ، والصِنَّبْرُ، والمَرْقِيُّ فِي القَبْرِ؛ و (فِي الكَانُونِ الثّاني: هَلاّبٌ ومُهلِّبٌ وهَلِيبٌ، كشَدَّاد ومُحَدِّثٍ وأَمِيرٍ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الّتي عندنَا، وَهُوَ فِي نُسْخَة الطّبلاويّ، وَفِي أُخرى: هُلَيْبٌ، كزُبير، ومثلُهُ فِي التّكْمِلَة. وَسقط هاذا الضَّبطُ من نُسخة شَيخنَا، فَاعْترضَ على الْمُؤلف؛ وَهُوَ باردٌ مثل (أَيّام بارِدة جِدّاً، أَو هِيَ) ، أَي: تِلْكَ الأَيّام (فِي هُلْبَةِ الشِّتاءِ) ، بالضَّمّ، أَي: شِدّتِهِ. وَعبارَة اللِّسان: يَكُنَّ فِي هُلْبَة الشَّهْر، أَيْ فِي آخِرِه.
(وهالِبُ الشَّعَرِ، ومُدَحْرِجُ البَعَرِ: من) جملَة (أَيّامِ الشِّتاءِ) .
(والأَهْلَبُ: الذَّنَب المُنْقَطِعُ) ، يُقَال: هُلِبَ ذَنَبُه: إِذا استُؤْصِلَ جَذّاً. قَالَ المُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ:
وإِنَّهُمْ قَدْ دَعَوْا دَعْوَةً
سَيَتْبَعُهَا ذَنَبٌ أَهْلَبُ
أَي: مُنْقَطعٌ عَنْكُم، كَقَوْلِه: الدُّنْيا وَلَّتْ حَذّاءَ، أَي: منقطِعةً.
(و) الأَهْلَبُ: (الّذي لَا شَعَرَ عَلَيْهِ) . (و) الأَهْلَبُ: (الكَثِيرُ الشَّعَرِ) أَي: شَعَر الرَّأْسِ والجسد وفَرسٌ أَهْلَبُ، ودابَّةٌ هَلْباءُ، وَمِنْه حديثُ تَمِيمٍ الدّاريّ: (فَلقِيَهُم دابَّةٌ أَهْلَبُ) ذكَّر الصّفة، لأَنَّ الدَّابَّة، يقَعُ على الذَّكَر والأُنْثَى، وَهِي الجَسَّاسَةُ، (ضِدٌّ) .
(والهَلْبَاءُ: الشَّعْراءُ) ، أَي: الدّابَّةُ الكثيرَةُ الشَّعَر.
(و) الهَلْبَاءُ: (الاسْتُ) ، اسْمٌ غالِبٌ وأَصْلُه الصِّفة.
ورَجُلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: فِي اسْتِهِ شَعَرٌ، يُذْهَبُ بذالك إِلى اكْتهالِه وتَجرِبته، حَكَاهُ ابْنُ الأَعْرَابيّ. وَفِي مجمع الأَمْثَال للمَيْدانيّ، ومثلُه فِي المُسْتَقْصَى: أَنَّ امرأَة قَالَ لَهَا ابْنُها: مَا أَجِدُ أَحَداً إِلاّ غَلَبْتُهُ وقَهَرْتُهُ. فَقَالَت: أَيْ بُنَيَّ، إِيّاكَ وأَهْلَبَ العَضْرَطِ، قَالَ: فصَرَعَه رجلٌ مَرَّةً، فرأَى فِي اسْتِه شَعرةً. فَقَالَ: هاذا الّذِي كَانَت أُمِّي تِحَذِّرُنِي. يُضْرَبُ فِي التّحذيرِ لِلمُعْجَب بِنَفسِهِ.
(و) من المَجاز: أَرْضٌ هَلْباءُ، أَي: مجزوزةٌ.
والهَلْبَاءُ: (ع بَيْنَ مَكَّةَ واليَمَامةِ، لَهُ يَوْمٌ) ، قَالَه الحَفْصِيّ. قَالَ: وإِنّما سُمِّيَتِ الهَلْبَاءَ، لكَثْرَة نَبَاتِهَا، وأَنّها تُنْبتُ الحَلِيَّ والصِّلِّيَانَ، وَقَالَ الشَّاعر:
سلِ القاعَ بالهَلْبَاءِ عَنّا وعَنْهُمُ
وعَنْكَ وَمَا نَبَّاكَ مِثْلُ خَبِيرِ
كَذَا فِي المُعْجَم.
(و) يقالُ: وقعنا فِي (هُلْبَةٍ هَلْبَاءَ) بالضّمّ، أَي: (داهِيَةٍ دَهْيَاءَ) .
(و) عَن أَبي عُبَيْدٍ: (الهُلاَبَةُ) ، بالضَّمّ: (غُسَالَةُ السَّلَى) ، وَهِي فِي الحِوَلاءِ. والحُوَلاءُ: رأَسُ السَّلَى، وَهِي غِرسٌ كقَدْرِ القَارُورةِ، ترَاهَا خضْراءَ بعدَ الوَلَدِ، تُسمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ.
(ولَيْلَةٌ هالِبَةٌ: مَطِيرةٌ) ، من: هَلَبَتْهُمُ السَّمَاءُ: إِذا بَلَّتْهُمْ، كَمَا تقدَّم.
(والأَهالِيبُ: الفُنُونُ، واحدُها أُهْلُوبٌ) ، بالضَّمّ قَالَ خَليفةُ الحُصَيْنِيُّ يقالُ: رَكِبَ مِنْهُم أُهْلُوباً من الثَّناءِ، أَي: فَنّاً، وَهِي الأَهاليبُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الأَسالِيبُ، واحِدُها أُسْلُوبٌ.
(و) رَجُلٌ هَلِبٌ: نابتُ الهُلْبِ.
و (الهَلِبُ: لَقَبُ أَبِي قَبِيصَةَ يَزِيدَ بنِ قُنَافَةَ) كثُمامَة، ويقالُ: يَزِيدُ بن عَدِيّ بْنِ قُنَافَةَ (الطّائِيّ) . وسمّاه ابْنُ الكلبيّ: سَلامَة، (يَضُمُّه المُحَدِّثُون) فَيَقُولُونَ: الهُلْبُ، وشكر اللَّهُ سعيَهم، ونَضَّرَ وَجْهَهُم؛ لأَنّه من بَاب تَسْمِيَة العادِل بالعَدْلِ، مُبَالغَة، خُصُوصا وَقد ثَبت النّقْل، وهم العُمْدة، (والصَّوابُ) : الهَلِبُ، (كَكَتِف) . وَهُوَ ضبطُ ابْنِ ناصرٍ الدِّمَشْقِيِّ، والضَّمُّ عَن الجُمْهُور، كَمَا نَقله خاتمةُ الحُفّاظِ ابْنُ حَجرٍ العَسْقَلانيُّ، رحِمه الله تَعَالَى، وَسبب تلقيبه بِهِ لأَنّه (كانَ أَقْرَعَ، فمَسَحَهُ) أَي: على رأْسِه (النَّبِيُّ، صلَّى اللَّه) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسلَّمَ، فنَبَت شَعَرُهُ) ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كانَ أَقرعَ، فَصَارَ أَفْرَعَ، يَعنِي: كَانَ بِالْقَافِ، فَصَارَ بالفاءِ.
وَفِي الحَدِيث: (إِنّ صاحِبَ راية الدَّجّالِ فِي عَجْبِ ذَنَبِهِ مثلُ أَلْيَة البَرَقِ، وفيهَا هَلَبَاتٌ كَهَلَباتِ الفَرَسِ) ، أَي: شعراتٌ، أَو خُصَلاتٌ من الشَّعَرِ.
وَفِي حديثِ مُعاويةَ: (أَفْلَتَ وانْحَصَّ الذَّنَبُ، فَقَالَ: كَلاَّ، إِنّهُ لَبِهُلْبِهِ) .
وَفِي حَدِيث الْمُغيرَة: (ورَقَبَةٌ هَلْبَاءُ) أَي كَثِيرَةُ الشَّعَر.
والهُلْبَةُ: مَا فوقَ العَانَةِ إِلى قريبٍ من السُّرَّةِ، عَن ابْنِ شُمَيْل، وَمِنْه الحديثُ: (لأَنْ يَمتلىءَ مَا بينَ عانَتِي وهُلْبَتِي) .
وَفِي نَوَادِر الأَعْرَاب: اهتلبَ السَّيْفَ من غِمْدِه وأَعتقَه وامْتَرَقَه واخْترطَه إِذا اسْتَلَّه.

هرج

هـ ر ج : هَرَجَ الْفَرَسُ هَرْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْرَعَ فِي عَدْوِهِ.

وَهَرَجَ فِي كَلَامِهِ هَرْجًا أَيْضًا خَلَطَ. 
(هرج) أذاع الْهَرج وَالِاضْطِرَاب بالْقَوْل الْبَاطِل والإشاعات المزيفة وبالأسد وَنَحْوه صَاح بِهِ وزجره وَالْبَعِير أهرجه وَالْخمر فلَانا بلغت مِنْهُ وَصَاح وأضحك وزاط (مو)
هـ ر ج

هذا زمن الهرج أي الفتنة: وهرج في حديثه: خلّط. وإنه ليهرج. وهرج المرأة. وتهارجت البهائم. ورأيتهم يتهارجون: يتسافدون. وهرج البعير، وأصابه هرج من الحرّ والقطران وهو إظلام البصر.
هـ ر ج: (الْهَرْجُ) الْفِتْنَةُ وَالِاخْتِلَاطُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَفَسَّرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ بِالْقَتْلِ. 
(هرج)
فِي الحَدِيث هرجا أَفَاضَ فِيهِ وخلط وَالْقَوْم وَقَعُوا فِي فتْنَة واختلاط وتقاتل وَالْفرس عدا مسرعا فَهُوَ هراج ومهراج ومهرج وَالرجل فِي الْأَمر كَانَ فِي شكّ مِنْهُ وَلم يُوقن بِهِ وَالْبَاب تَركه مَفْتُوحًا وَالنَّوْم أَكثر مِنْهُ

(هرج) الْبَعِير وَنَحْوه هرجا زاغ بَصَره وتحير من شدَّة الْحر وَثقل الْحمل وَيُقَال هرج فلَان أَخذه البهر من حر أَو مَشى
هرج
الهَرْجُ: هَرْجُ القِتَالِ والاخْتِلاطِ. ورَأيْتُهم يَتَهارَجُونَ فيها: أي يَتَسافَدُوْنَ، وباتَ يَهْرُجُها لَيْلَتَه. ورَجُلٌ هِرْجٌ: أحْمَقُ. والهِرْجَةُ من القِسِيِّ: اللَّيِّنَةُ. وهَرَجَ في نَوْمِه. وأهْرَجَ في كلامِه وأكْثَرَ وفَرَسٌ هَرّاجٌ: كثيرُ الجَرْيِ.
وهَرَّجْتُ السَّبُعَ وبالسَّبُعِ: صِحْتَ به. وسَمِعْتُ مَهْرَجَةً: أي صَوْتاً شَديداً. والهَرَجُ: أن يَسْدَرَ البَعِيْرُ من شِدَّةِ الحَرِّ، هَرِجَ هَرَجاً. وانْهَرَجَ النَّبِيْذُ: بَلَغَ منه.
(هرج) - في حديث أبى الدَّرْدَاء - رضي الله عنه -: "يَتَهَارَجُونَ"
: أي يَتَسافَدُون.
يُقال: بَاتَ فُلانٌ يَهْرِجها: أي يَنْكِحُها. وأَصْل الهَرْج: القَتْل وسُرعَة عَدْو الفَرس، وهَرَجَ في حَدِيثِه: خلَطَ وأَكثَر.
- وفي حديث آخر له في صِفَة أَهلِ الجَنَّة: "إنما هُم هَرْجًا مَرْجًا"
: أي ينكَحُونَ نكَاحًا.
قال الأَصْمعى: الهَرْجُ في النّكاح: كَثْرَتُه.
يقال: هَرَجَها لَيْلَتَه جَمْعَاء. 

هرج


هَرَجَ(n. ac. هَرْج)
a. Overdid, went to great lengths in.
b. [Fī], Was verbose, incoherent in (talk).
c. Fell into anarchy.
d. Ran much (horse).
e. Lay with.
f. Killed.
g. [ coll. ], Jested; played the
buffoon; mimicked.
هَرِجَ(n. ac. هَرَج)
a. Was distressed by the heat (camel).

هَرَّجَa. Excited, distressed (camel).
b. [Bi], Frightened, scared.
c. Rendered giddy, intoxicated.
d. [ coll. ]
see I (g)
هَاْرَجَ
a. [ coll. ]
see I (g)
أَهْرَجَa. see II (a)
تَهَاْرَجَa. Was tumultuous, disorderly (crowd).

إِنْهَرَجَa. Was intoxicated.

هَرْجa. Excitement, agitation; disorder, disturbance, tumult;
anarchy; civil war; slaughter.
b. [ coll. ], Jesting, joking
pleasantry.
هِرْجa. Weak, incapable; stupid, foolish.

هِرْجَةa. A light bow.

مِهْرَجa. Good goer, swift (horse).
هَاْرِج
a. [ coll. ], Joking, jesting; joker, wag, buffoon.
هَرَّاْجa. see 20
هَرَّاْجَةa. Noisy assembly, uproarious meeting.

هَرْجَاْنُa. Wild almond-tree.

مِهْرَاْجa. see 20
N. Ag.
هَرَّجَ
a. [ coll. ]
see 21
هرج:
هرج يهرج: هاج مثل حيوان مذبوح (بقطر). وكذلك في الحديث عن حركات المرأة الشهوانية أثناء الجماع (أنظر مادة مرج التي اعتقد إنها ينبغي إن تذكر في هِرج يهرج).
هرج: قتل (رايسك. سعديا مزمور 94 البيت 6 وفقاً لترجمتها من العبرية). أما (أبو الوليد 19:690) فقد فسّر الهرج بالقتال.
هرّج: مزحَ (بقطر، همبرت 114) وفسرها (محيط المحيط) بقوله: (هرّج في الحديث مزح وأتى ما يضحك منه). ولم يشر إلى إنها عامية - الكلمة فصيحة (المترجم).
أهرج: اضطرب (عباد 6: 243:1): اهراج البلاد.
نهارَجَ: هاج مثل حيوان مذبوح (بقطر). ط انهرج: تحول إلى الشرّ (رياض النفوس 83): كان رجلاً محترماً جداً ثم انقلبت به الحال وانهرجت طريقته إلى طريقة الفتك لولوعة بغلام كان يصحبه.
هَرْج: مزاح (معجم الأسبانية 9:908).
هَرَج: أثار الاضطراب (المقدمة 377:3).
هرجة: حديث، خطاب (معجم الأسبانية 9:308).
تهريجة: مزحة (معجم الأسبانية 308).
مهرّج: مضحك، مزّاح (معجم الأسبانية 9:308).
[هرج] نه: فيه: بين يدي الساعة "هرج"، أي قتال واختلاط، هرجوا هرجا: اختلطوا، وأصل الهرج الكثرة في الشيء والــاتساع. ج، ك: هو بفتح فسكون الفتنة والاختلاط، وفسر فيه بالقتل لأنه سببه، فحركها تفسير لفظ: هكذا. ن: ومنه: العبادة في "الهرج"، أي الفتنة واختلاط الأمور، وإنما فضلت فيه لأن الناس يغفلون عنها ولا يتفرغون لها إلا الأفراد. نه: ومنه ح: فذلك حين "استهرج" له الرأي، أي قوى واتسع، وهرج الفرس: كثر جريه. وفيه: لأكونن فيها مثل الجمل الرداح يحمل عليه الحمل الثقيل "فيهرج" فيبرك، من هرج البعير - إذا سدر من شدة الحر وثقل الحمل. وفي صفة أهل الجنة: إنما هم "هرجا" مرجا، الهرج: كثرة النكاح، من بات يهرجها ليلته جمعاء. ومنه: "يتهارجون" نهارج البهائم، أي يتسافدون، وقيل: يتساورون. ن: "تهارج" الحمر، أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس، والهرج - بالسكون: الجماع. ش: "الهرج" القتل بها، أي بالحبشية، قيد الحبشية من بعض الرواة وإلا فهو عربية، والجمع بأنه مما اتفق فيه اللغتان.
هرج رجج طعم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار النَّاس من لَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا يَتَهارجُون كَمَا تهارج الْبَهَائِم كرِجْراجَةِ المَاء الْخَبيث الَّذِي لَا تَطَّعِم. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: يتهارجون يَقُول: يتسافدون يُقَال: بَات هرج فلَان يَهرِجها [إِذا بَات ليلته يُجَامِعهَا -] والهرْج فِي غير هَذَا الِاخْتِلَاط وَالْقَتْل. وَأما قَوْله: كرِجْراجة المَاء فَهَكَذَا يرْوى الحَدِيث وَأما الْكَلَام فَإِن الْعَرَب تُسمّيها الرِجْرِجة وَهِي بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض الكدرة المختلطة بالطين لَا يُمكن شربهَا وَلَا ينْتَفع بهَا وَإِنَّمَا تَقول الْعَرَب: الرَجْراجة للكتيبة الَّتِي تموج من كثرتها وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: رَجراجة لتحرك جَسدهَا وَلَيْسَ هَذَا من الرِجْرِجة فِي شَيْء. وَأما قَوْله: الَّتِي لَا تَطّعِم يَقُول: لَا يكون لَهَا طعم وَلَا يَأْخُذ الطّعْم وَهُوَ تفتعل من هَذَا كَقَوْلِك: يَطّلب من الطّلب ويطّرد من الطَّرْد.
[هرج] الهَرْجُ: الفِتْنَةُ والاختلاط: وقد هَرَجَ الناس يَهْرِجونَ بالكسر هَرْجاً. وفي حديث أشراط الساعة: يكون كذا وكذا، " ويكثُر الهَرْجُ " قيل: وما الهَرْجُ يا رسول الله؟ قال: القتلُ. قال عبيد الله بن قيس الرقَيَّات أيام فتنة ابن الزبير: ليتَ شِعري أأوَّلُ الهَرْجَ هذا * أم زمانٌ من فِتنةٍ غير هَرجَ يعني أأوَّل الهرج المذكور في الحديث هذا، أم زمانٌ من فتنةٍ سوى ذلك الهَرج. وأصل الهَرْج الكثرة في الشئ. ومنه قولهم في الجماع: بات يَهْرُجُها ليلتَهُ جَمعاءَ. ويقال للفرس: مرَّ يَهْرِجُ، وإنَّه لمِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ، إذا كان كثير الجرى. قال العجاج:

من كل هراج نبيل محزمه * وهرج البعير بالكسر يهرج هرجا، إذا سدر من شدة الحر وكثرة الطلاء بالقطران. قال العجاج يصف الحمار والاتان:

ورهبا من حنذه أن يهرجا * وهرجت البعير تَهْريجاً وأهْرَجْتُهُ، إذا حملتَ عليه في السير في الهاجرة حتَّى يَسْدَرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً، إذا بلغ منه فانْهَرَجَ وأُنهكَ. وهَرَّجْتُ بالسَبُعِ، إذا صِحْتَ به وزجرته. قال رؤبة:

هرجت فارتد ارتدادا الاكمه
(هـ ر ج)

الهَرْجُ: الِاخْتِلَاط.

والهَرْجُ: الْفِتْنَة فِي آخر الزَّمَان.

والهَرْج: شدَّة الْقَتْل وكثرته.

والهَرْجُ: كَثْرَة النِّكَاح، وَقد هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجُها هَرْجا.

والتَّهارُجُ: التناكح والتسافد.

والهَرجُ: كَثْرَة الْكَذِب، وَكَثْرَة النّوم.

وهَرَجَ النّوم يَهْرُجُه: أَكْثَره، قَالَ:

وحَوْقَلٍ سِرْنا بهِ وناما

فمَا دَرَى إذْ يَهْرُجُ الأحْلاما أَيَمناً سِرْنا بهِ أمْ شامَا

والهَرْج: شَيْء ترَاهُ فِي النّوم وَلَيْسَ بصادق.

وهَرَجَ يَهْرُج هَرْجا: لم يُوقن بِالْأَمر.

وهُرِجَ الرجل: أَخذه البهر من حر أَو مشي.

وهَرِجَ الْبَعِير هَرَجا: سدر من شدَّة الْحر وَكَثْرَة الطلاء بالقطران، وَقد أهْرَجَ بعيره.

وهَرَّجَ بالسبع: صَاح، قَالَ رؤبة:

هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأكْمَهِ

فِي غائلاتِ الغائبِ المُتَهْتَهِ

وهَرَجَ الْفرس يَهْرُجُ هَرْجاً وَهُوَ مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ، إِذا اشْتَدَّ عدوه، قَالَ العجاج:

غَمْرَ الأجارِيّ مِسَحًّا مِهْرَجا

وَقَالَ الآخر:

من كلّ هَرَّاجٍ نَبيلٍ مَحْزِمُةْ

هرج

1 هَرِجَ aor. ?? inf. n. هَرْجٌ He did, acted, or occupied himself much (??) a thing (S, L:) ex. (??) (L.) This is the original signification. (S,) b2: هَرج فِى

الحِدِيثِ, (aor, ?? inf. n. هَرْجٌ. Msb.) He launched into, and expatiated in. or was diffuse in discourse tail or (??): (K:) this is the signification in most frequent use: (TA:) or he made a confusion, or confounded, therein. (K, Msb.) b3: هَرَج. aor. ـِ and هَرُجَ, inf. n. هَرْجٌ, Multum inivit (S. L.) or [simply] inivit an cillam suam (K.) b4: هَرَجَ, aor. ـِ (inf. n. هَرْجٌ, TA,) He (a horse) ran much (S. L:) or ran quickly or swiftly: (Msb:) or [simply] ran (K,) b5: هَرَجَ النَّاسُ aor. ـِ (inf. n. هَرْجٌ, (S.) The people fell (??) a state of trial, or civil war or conflict and faction or discord, or discussion, (فِتْنَة,) and confusion, or disorder, (S, K,) and slaughter. (K.) b6: هَرِجَ, aor. ـَ (inf. n. هَرَجٌ, S,) He (a camel) became perplexed in his sight, by reason of the vehemence of heat, and his being much smeared with pitch, (S, K,) and being heavily laden. (TA.) 2 هرّج البَعِيرَ, inf. n. تَهْرِيجٌ, and ↓ اهرجهُ, inf. n. إِهْرَاجٌ; He incited, or urged, the camel to journey on (during the hottest time of the day, S) until he [the camel] became perplexed so his sight by reason of the vehemence of the beat. (S, K.) b2: هرّج بِالسَّبْعِ, inf. n. تَهْرِيجٌ, He cried and to the lion or other beast of prey, and child him. (S, K.) A2: هرّج. inf. n. تَهْرِيجٌ. It (beverage of the kind called نَبِيذ) affected, or took effect upon, a person. (S, K.) 4 أَهْرَجَ see 2. b2: أَهْرَجَ The heal reached has (a camel's) inside (L.) 6 تهارجوا Iniverunt, ulii alias. (TA.) 7 انهرچ He was, or became, affected by beverage of the kind called نَبِيذ. (S, CK) هَرْجٌ Trial, or civil war, or conflict and faction, or discord, or dissension. (فِتَنْةٌ,) and confusion. or disorder: (S:) vehement and much slaughter (TA:) in a trad. respecting the signs of the last day, conflict, and confusion, or disorder: (TA:) or slaughter; as explained by Mohammad himself: (S:) and so, accord to Aboo-Moosa. It signifies in the language of Abyssinia (TA.) Ibn-Keys Fr-Rukeiyát said in the days of the faction of Ibn-Ez-Zubayi.

لَيْت شِعْرِى أَأَوَّلُ الهَرْجِ هٰذَا

أَمٌ زَمَانٌ مِنْ فِتْنَةِ غَيْرِ هَرْجِ Would that I knew whether this be the first of the slaughter predicted as a (??) whether it be a (??) of trial, or civil war &c., other than the slaughter so predicted (S) هَرَّاجٌ: see مهْرَجٌ.

هَرَّاجَةٌ An assembly, or a company, of men who launch into, and expatiate in, or are diffuse in, discourse, talk, or naration. (K.) مُهْرِجٌ A man whose camels are affected with the scab, and have therefore been smeared with pitch, and to whose insides the the heat has penetrated (TA.) مِهْرَجٌ and ↓ هَرَّاجٌ A horse that runs much: (S. K:) and ↓ مِهْرَاجٌ a horse that runs vehemently (TA.) مِهْراجٌ: see مِهْرجٌ.
هـرج
هرَجَ/ هرَجَ في يهرِج، هَرْجًا، فهو هارج، والمفعول مهروج فيه
• هرَج القومُ: وقعوا في فتنة وتقاتل واختلاط.
• هرَج الصَّبيُّ في حديثه: أفاض فيه وخَلط فيه فلم يُفْهَمْ. 

هرَّجَ يهرِّج، تهريجًا، فهو مُهرِّج
• هرَّج الشَّخصُ:
1 - لغا، شوَّش وأحدث اضطرابًا "هرَّج التَّلميذ في الفصل".
2 - صاح وأضحك، مزح في حديثه وقال ما يُضحك "هرَّج الممثِّلُ في المسرحيَّة- الحوار في جوّ التّهريج غير مقبول". 

تهريجيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تهريج.
• التَّهريجيَّة: (فن) مسرحيَّة إيحائيَّة أو كوميديَّة يكون فيها المهرِّج المُضْحك هو الشّخصيَّة الرَّئيسيّة. 

مِهْراج [مفرد]: مؤ مِهْراج ومِهْراجَة: صيغة مبالغة من هرَجَ/ هرَجَ في: من يكثر من التهريج "رجل مِهْراج- امرأة مِهْراج/ مِهْراجة". 

مَهْرَجان/ مِهْرَجان [مفرد]: ج مهرجانات:
1 - احتفال عظيم يُقام ابتهاجًا بحادث سعيد، أو إحياءً لذكرى عزيزة كمهرجان الأزهار ومهرجان الجلاء "مِهْرجان الرَّبيع".
2 - موسم فنِّيّ يُقام لمختلف الفنون "المِهرجانات العالميّة للموسيقى".
3 - عيد للفُرْس واقع في شهر (مِهْر). 

مُهرِّج [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هرَّجَ.
2 - بهلوان، مَن يُضحك النَّاسَ بحركاته وهيئته وكلماته، وغالبًا ما يكون في السِّيرك "مُهرِّج السِّيرك محبوب من الأطفال".
3 - أحد أفراد قصر ملكيّ كان يقدم الترفيه كالنّكات والطرائف.
4 - (فن) ممثِّل يقوم بأدوار مضحكة تهريجيّة على المسرح أو في السِّيرك.
5 - (فن) شخص يغنِّي الأدوار الكوميديَّة في الأوبرا. 

هَرْج [مفرد]: مصدر هرَجَ/ هرَجَ في ° أصبحوا في هَرْج ومَرْج: في فتنة واختلاط.
• هَرْج القوم: أصوات تحدثُ من وقوعهم في اختلاط وتقاتل. 

هَرَّاج [مفرد]: مؤ هرَّاجة: صيغة مبالغة من هرَجَ/ هرَجَ في. 

هرَّاجة [مفرد]: مذ هَرّاج
• الهرَّاجة: الجماعة يهرِّجون في الحديث، أي يفيضون ويخلِّطون. 
هرج
: (هَرَجَ النّاسُ يَهْرِجونَ) من حَدِّ ضَرَبَ، هَرْجاً، إِذا (وَقَعوا فِي فِتْنَةٍ واختلاطٍ وقَتْلٍ) . وأَصلُ الهَرْجِ الكَثْرةُ فِي الشَّيْءِ والــاتِّساعُ، والهَرْجُ: الفِتْنَةُ فِي آخرِ الزَّمان. والهَرْجُ: شِدّةُ القَتْلِ وكَثْرَتُه. وَفِي الحَدِيث: (بَين يَدَيِ السَّاعةِ هَرْجٌ) : أَي قِتَالٌ واختلاطٌ. وَقَالَ أَبو مُوسَى: الهَرْجُ، بِلِسَان الحَبشة: القَتْلُ. وَقَالَ ابنُ قَيسِ الرُّقَيّاتِ أَيَّامَ فِتنةِ ابْن الزُّبَيْر:
لَيتَ شِعْرِي أَأَوّلُ الهَرْجِ هاذا
أَمْ زَمانٌ من فِتْنَةٍ غَيْرِ هَرْجِ
(وهَرِجَ البَعيرُ كفَرِحَ) يَهْرَجُ هَرَجاً: (سَدِرَ) ، أَي تَحيَّرَ، (من شِدّةِ الحَرِّ وكَثْرةِ الطِّلاءِ بالقَطِرانِ) وثِقَلِ الحِمْل. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ: (لأَكونَنَّ فِيهَا مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاحِ يُحْمَل عَلَيْهِ الحِمْلُ الثَّقِيل فيَهْرَجُ ويَبْرُكُ وَلَا يَنْبَعِثُ حَتَّى يُنحَرَ) : أَي يتحَيَّر ويَسْدَر. وَقَالَ الأَزهريّ: ورأَيتُ بَعيراً أَجربَ هُنىءَ بالخَضْخاضِ فهَرَجَ فماتَ.
(والهِرْجُ، بِالْكَسْرِ: الأَحمقُ، والضَّعِيف من كلِّ شيْءٍ) قَالَ أَبو وَجْزةَ:
والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُوذُ لَهُ
زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ واعْتَرَفَا
(و) الهِرْجَةُ (بهاءٍ: القَوْسُ اللَّيِّنةُ) ، وَهِي المُسمَّاة بكِبادَه.
(والتَّهرِيجُ فِي البَعيرِ: حَمْلُه على السَّيْر) فِي الهاجِرةِ (حَتَّى يَسْدَرَ) أَي يَتَحَيَّر؛ قَالَه الأَصمعيّ، (كالإِهْرَاجِ) . يُقَال: أَهْرَجَ بَعيره إِذا وَصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفِه. (و) التهريجُ: (زَجْرُ السَّبُعِ والصِّياحُ بِهِ) . يُقَال: هَرَّجَ بالسَّبع: إِذا صاحَ بِهِ وزَجَرَه. قَالَ رُؤبةُ:
هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ
فِي غائِلاتِ الحَائِرِ المُتَهْتِهِ
(و) التَّهْرِيجُ (فِي النَّبيذِ: أَن يَبْلُغَ مِن شَارِبِهِ) يُقَال: هَرَّجَ النَّبيذُ فلَانا: إِذا بلَغَ مِنْهُ فانْهَرَجَ وأُنهِكَ.
وَقَالَ خالدُ بن جَنْبَةَ: بابٌ مَهْروجٌ وَهُوَ الّذي لَا يُسَدُّ، يَدْخُلُه الخَلْقُ.
(و) قد (هَرَجَ البابَ يَهْرِجُه) بِالْكَسْرِ: أَي (تَرَكَه مَفتوحاً، و) هَرَجَ (فِي الحَدِيث) : إِذا (أَفاضَ فأَكْثَرَ) ، هاذا هُوَ الأَكثرُ، (أَو) هَرَجَ فِي الحَدِيث: إِذا (خَلَّطَ فِيهِ. و) الهَرْجُ: كثرةُ النِّكاحِ. وَقد هَرَجَ (جارِيتَه) : إِذا (جامَعَها يَهْرُجُ) ، بالضَّمّ، (ويَهْرِج) ، بِالْكَسْرِ. (و) هَرَجَ (الفَرَسُ) يَهْرِجُ هَرْجاً: (جَرَى) .
(وإِنه لمِهْرَجٌ وهَرّاجٌ، كمِنْبَر وشَدّادٍ) : إِذا كَانَ كثيرَ الجَرْيِ. وفرَسٌ مِهْرَاجٌ، إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه.
(والهَرّاجَةُ: الجَمَاعَةُ يَهْرِجُون فِي الحَدِيث)
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث أَبي الدَّرْدَاءِ: (يَتهارَجُون تَهارُجَ البَهَائمِ) : أَي يَتسافَدُون. والتَّهارُجُ: التَّنَاكُحُ والتَّسافُدُ.
والهَرْجُ: كثرَة الكَذِبِ وكثْرَةُ النَّوْمِ. والهَرْجُ: شيءٌ تَراه فِي النَّوم وَلَيْسَ بصادِق.
وهَرَجَ يَهْرِج هَرْجاً: لم يُوقِن بالأَمْرِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) ، وسيأْتي فِي هلج.
وهَرِجَ الرَّجلُ: أَخذَه البُهْرُ من حَرَ أَو مَشْيٍ.
ورجلٌ مُهْرِج: إِذا أَصاب إِبلَه الجَرَبُ فطُلِيَتْ بالقَطِرانِ، فوصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفها. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر: (فذالك حِين اسْتَهْرَجَ لَهُ الرَّأَيُ: أَي قَوِيَ واتَّسعَ.

هرج: الهَرْجُ: الاختلاط؛ هَرَجَ الناس يَهْرِجُون، بالكسر، هَرْجاً من

الاختلاط أَي اختلطوا. وأَصل الهَرْج: الكثرة في المشي والــاتساعُ.

والهَرْجُ: الفتنة في آخر الزمان. والهَرْجُ: شدَّة القتل وكثرته؛ وفي الحديث:

بين يدي الساعة هَرْج أَي قتال واختلاط؛ وروي عن عبد الله بن قيس

الأَشعري أَنه قال لعبدالله بن مسعود: أَتعلم الايام التي ذَكَرَ رسولُ الله،

صلى الله عليه وسلم، فيها الهَرْجَ؟ قال: نعم، تكون بين يدي الساعة، يرفع

العلم وينزل الجهل ويكون الهَرْجُ، قال أَبو موسى: الهَرْجُ بلسان الحبشة

القتل. وفي حديث أَشراط الساعة: يكون كذا وكذا ويكثُر الهَرْجُ، قيل: وما

الهَرْجُ يا رسول الله؟ قال: القتل؛ وقال ابنُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ

أَيامَ فتنة ابن الزبير:

ليتَ شِعْري أَأَوّلُ الهَرْجِ هذا،

أَم زمانٌ من فتنةٍ غيرِ هَرْجِ؟

يعني أَأَوّل الهرج المذكور في الحديث هذا، أَم زمان من فتنة سوى ذلك

الهرج؟ الليث: الهَرْج القتال والاختلاط، وأَصلُ الهَرْج الكثرةُ في الشيء؛

ومنه قولهم في الجماع: بات يَهْرِجُها ليلتَه جَمْعاء. والهَرْجُ: كثرة

النكاح. وقد هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إِذا نكحها. وفي

حديث صفة أَهل الجنة: إِنما هم هَرْجاً مَرْجاً؛ الهَرْجُ: كثرة النكاح.

ومنه حديث أَبي الدرداء: يَتهارَجُون تهارُجَ البهائم أَي يتسافدون؛ قال

ابن الأَثير: هكذا خَرَّجه أَبو موسى وشَرَحَه وأَخرجه الزمخشري عن ابن

مسعود، وقال: أَي يَتَساوَرُونَ. والتَّهارُج: التناكح والتسافُدُ.

والهَرْجُ: كثرة الكذب وكثرة النوم. وهَرَج القومُ يَهْرِجُون في الحديث إِذا

أَفْضَوا به فأَكثروا. وهَرَج النومَ يَهْرِجُه: أَكثره؛ قال:

وحَوْقَلٍ سِرْنا به وناما،

فما دَرى إِذ يَهْرِجُ الأَحْلاما،

أَيَمَناً سِرْنا به ام شَاما؟

والهَرْج: شيء تراه في النوم وليس بصادق.

وهَرَجَ يَهْرِجُ هَرْجاً: لم يوقن بالأَمر. وهَرِجَ الرجلُ: أَخذه

البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْي. وهَرِجَ البعير، بالكسر، يَهْرَجُ هَرَجاً:

سَدِرَ من شدّة الحر وكثرة الطلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل؛ قال العجاج

يصف الحمار والأَتان:

ورَهِبَا من حَنْذِه أَن يَهْرَجا

وفي حديث ابن عمر: لأَكونَنَّ فيها مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عليه

الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك، ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَر أَي

يتحير ويَسْدَرُ.

وقد أَهْرَجَ بعيرُه إِذا وصل الحرّ إِلى جوفه. ورجل مُهْرِجٌ إِذا

أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فطليت بالقطران فوصل الحرُّ إِلى جوفها؛ وأَنشد:

على نار جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها

طلاها* بالغيبة مُهْرِجُ

(*كذا بياض بالأصل.)

قال الأَزهري: رأَيت بعيراً أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ ومات.

الأَصمعي: يقال هَرَّجَ بعيرَه إِذا حمل عليه في السير في الهاجرة.

وهَرَّجَ بالسبع: صاح به وزجره؛ قال رؤْبة:

هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ،

في غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِهِ

قال شمر: المُتَهْتِهُ الذي تَهْتَهَ في الباطل أَي تَرَدَّد فيه.

ويقال للفَرَس: مَرَّ يَهْرِجُ وإِنه لَمِهْرَجٌ وهَرَّاج إِذا كان كثير

الجري.

وفي حديث عمر: فذلك حين استَهْرَجَ له الرأْيُ أَي قَوِيَ واتسع.

وهَرَجَ الفرسُ يَهْرِجُ هَرْجاً، وهو مِهْراجٌ، وهو مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ

إِذا اشتدّ عَدْوُه؛ قال العجاج:

غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا

وقال الآخر:

من كلِّ هَرَّاجٍ نَبِيلٍ مَحْزِمُه

التهذيب: ابن مُقْبل يصف فرساً:

هَرْج الوَليدِ بخَيْطٍ مُبْرَمٍ خَلَقٍ،

بينَ الرَّواجِبِ، في عُودٍ من العُشَرِ

قال: شبهه بخُذْرُوف الوليد في دُرُورِ عَدْوِه.

وهَرَّجْتُ البعير تَهْريجاً وأَهْرَجْتُه أَيضاً إِذا حملت عليه في

السير في الهاجرة حتى سَدِرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً إِذا بلغ منه

فانْهَرَجَ وانْهَكَّ.

وقال خالد بن جَنْبَةَ: بابٌ مَهْرُوجٌ، وهو الذي لا يُسَدُّ يدخله

الخلق، وقد هَرَجَه الإِنسان يَهْرِجُه أَي تركه مفتوحاً.

والهِرْجُ: الضعيف من كل شيء؛ قال أَبو وَجْزَة:

والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ له،

زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ، واعْتَرَفا

هبر

هـ ب ر

قطع هبرةً من اللحم: بضعةً. وضربٌ هبرٌ: يسقط الهبر. ورجل هبرٌ وبرٌ: سمينٌ أشعر.

ومن المجاز: " لا آتيك هبيرة بن سعدٍ ": أبداً.
[هبر] نه: فيه: انظروا شزرًا واضربوا "هبرا"، هو الضرب والقطع. ومنه: إنه "هبر" المنافق حتى برد، وح: "فهبرناهم" بالسيوف. وفي "كعصف مأكول" هو "الهبور"، قيل: هو دقاق الزرع بالنبطية، يحتمل كونه من الهبر: القطع.
(هبر)
اللَّحْم هبرا قطعه قطعا كبارًا وَيُقَال هبر لَهُ من اللَّحْم هبرة قطع لَهُ قِطْعَة وهبره بِالسَّيْفِ قطعه بِهِ

(هبر) هبرا كثر لَحْمه فَهُوَ هبر وأهبر وَهِي هبرة وهبراء وَيُقَال بعير هبر وبر كثير اللَّحْم والوبر
هبر:
هبّرَ: قطّع قطعاً كباراً (ابن خلدون مخطوط 4: 36): قُتل بين يديه مهبراً بالسيوف.
هابَر: شاجرَ، هاجِ، تحرّك كثيراً، أحدث ضجة كبيرة، أو فوضى (بقطر). هَبْر: كثير اللحم.
وهو كل ما كان صلباً في الأجزاء المكسورة باللحم (بقطر).
هبر: لحم بلا دسم، أجزاء اللحم التي ليس فيها شحم أو دهن. (بقطر).
هبرة: جزء من اللحم لا دسم فيه (همبرت).

هبر

1 هَبَرَ, &c.:

.]

ضَرْبٌ هَبْرٌ: see سَعْرٌ.

هِبْرِيَةٌ (S, K) and ↓ هُبَارِيَةٌ (TA) [Scurf on the head;] what is in the hair of the head, resembling bran; (S;) the dirt of the head, that clings to the lower part of the hair, resembling bran; (K;) as also إِبْرِيَةٌ (TA) and تِبْرِيَةٌ. (AO, S, K, in art. تبر.) b2: Also, [both ↓ words,] What flies about, of, or from, feathers, (K, TA,) and the like: (TA:) and the former, what flies about, of, or from, the down of cotton: (K:) or the fine down that flies about from cotton: (L:) and what becomes scattered about, and compacted, of, or from, canes, or reeds, and the بَرْدِىّ [or papyrus]: (Yaakoob:) pl. of the former, هِبْرِيَاتٌ. (TA.) هُبَارِيَةٌ: see above, in two places.

هَبُّورٌ Barley growing, or growing forth; in the Nabathaean language. (Sa'eed ibn Jubeyr, TA, art. عصف.)

هبر


هَبَرَ(n. ac. هَبْر)
a. Carved (meat).
b. [La & Min], Cut off a piece of... for.
هَبِرَ(n. ac. هَبَر)
a. Was fat, fleshy.

أَهْبَرَa. see (هَبِرَ).

إِهْتَبَرَa. Became thin.
b. [Bi], Cut off with.
هَبْرa. Flesh.
b. (pl.
هُبْر
هُبُوْر
27), Flat sandy ground.
c. see 28 (a)
هَبْرَةa. Piece of flesh; slice.
b. Shell, amulet.

هُبْرa. Grape-stone.
b. Loose flax.

هَبِرa. Fat, fleshy.
b. Hairy.

أَهْبَرُa. see 5 (a)
هَاْبِرa. see 28 (a)
هُبَاْرِيَّةa. Rising the dust (wind).
هَبِيْر
(pl.
هُبُر أَهْبِرَة)
a. see 1 (b)b. see 28 (a)
هَبُوْرa. Spider.

هَبَّاْرa. Sharp, cutting.
b. Hairy monkey.

هَبُّوْرa. Small ant.
b. Sprouting barley.
c. Atom, speck.

هِبِرّ
a. Cut, severed.

هِبْرِيَة هُبَارِيَة
a. Scurf, dandruff.
b. Down, fluff.

مُهَوْبِرَة
a. see 5
هَوْبَر
a. see under
هَوْبَرَ

هُبَيْرَة
a. Hyena.
هبر
هَوْبَرُ: اسْمُ رَجُلٍ. والهَبْرُ: القَطْعُ في اللَّحْم، واله
َبْرَةُ: بَضْعَةُ لحمٍ لا عَظْمَ فيها، وناقَةٌ مُهَوْبَرَةٌ وهَبِرَةٌ: للكَبِيرةِ الهَبْرِ، وإبلٌ هَبِرَاتٌ. والهُبْرُ: ما اطْمَأنَّ من الأرض، واحِدُها هَبِيْرٌ. والهِبْرِيَةُ: ما طارَ من الزَّغَب الرَّقِيق من القُطْن، وهو الحَزَازُ في الرَّأْسِ. ومن البَرْدِيِّ. والهُبَارِيَةُ مِثْلُها. ورِيْحٌ هُبَارِيَةٌ: تُطِيرُ الأشياءَ وتُثِيرُها لِشِدَّتها.
والمُهَوْبِرَةُ من الآذانِ: التي يَحْتَشي جَوْفُها وَبَراًُ ليس فيه شَعرٌ. والهَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْدِ، والأنثى هُبَيْرَةٌ، وهو السُّوْسَنُ الأحْمَرُ. والهَبِيْرُ: الفَرْجُ. والهَبْرَةُ: خَرَزَةٌ كانتِ النِّساءُ تُؤَخِّذُ بها الرِّجالَ. والهَبْرُ في القِراءةِ مَكْرُوهٌ، وهو أنْ يَقِفَ على رأْسِ الآيَة. وفي المَثَل في تَرْكِ اللِّقاء: " لا آتِيْكَ هُبَيْرَةَ بنَ سَعْدٍ. وألْوةََ بنَ هُبَيْرَةَ أي أبداً.
[هبر] الهَبيرُ: ما اطمأنَّ من الأرض، وكذلك الهَبْرُ، والجمع هُبورٌ. يقال: هي الصُحون بين الروابي. والهَبْرَةُ: القطعة من اللحم. وقد هَبَرْتُ له من اللحم هَبْرَةً، أي قطعت له قِطعة. وقد هَبِرَ الجمل بالكسر يَهْبَرُ هَبَراً، فهو هَبِرٌ وأهْبَرُ، إذا كان كثير اللحم. يقال: بعيرٌ هَبِرٌ وَبِرٌ، أي كثير الوبر والهَبَرِ، وهو اللحم، عن يعقوب. والباقة هبرة وهبراء. والهَوْبَرُ: القرد الكثير الشعر، وكذلك الهَبَّارُ. وقال: سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍ فتبرقعَتْ * وذكَرْتُ حين تبرقعت هبارا - والهبار: اسم رجل من قريش. وقولهم: " لا آتيك هبيرة بن سعد " أي أبدا، وهو رجل فقد. ويقال: في رأسه هبرية، وهو الذي يكون في الشعر مثل النخالة، وهو فعلية. والهنبر، مثال الخنصر: ولد الضبع. قال أبو زيد: من أسماء الضباع أمّ الهِنْبِرِ، في لغة بني فزارة. قال الشاعر : يا قاتَلَ الله صبيانا تجئ بهم * أم الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها واري - وقال أبو عبيد: الهِنْبِرُ: الجحش. ومنه قيل للأتان: أمُّ الهِنْبِرِ.
هـبر
هبَرَ يَهبُر، هَبْرًا، فهو هابِر، والمفعول مَهْبور
• هبَر اللَّحمَ: قطَعهُ قِطَعًا كبارًا "هبَر الجزّارُ فَخِذَ الشَّاة". 

هبِرَ يهبَر، هَبَرًا، فهو أهبرُ وهَبِر
• هَبِر البعيرُ: كثُر لحمُه "علف الفلاحُ الثّورَ حتّي هَبِرَ". 

أَهْبرُ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هبِرَ: كثير اللَّحم. 

هَبَّار [مفرد]: نوع من القِردة كثيف الشَّعْر. 

هَبّاريَّات [جمع]: (حن) فصيلة قرود من سفليّات المنخرين، تشمل أربعة أنواع: الهَبّار، والهَوْبَر، والقُطْروب، والنّزيك. 

هَبْر [مفرد]: ج هُبُور (لغير المصدر):
1 - مصدر هبَرَ.
2 - (جد) وقوف قارئ القرآن على رأس الآية. 

هَبَر [مفرد]: مصدر هبِرَ. 

هَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هبِرَ: أهْبَرُ؛ كثير اللَّحم. 

هَبْرَة [مفرد]: ج هَبَرات وهَبْرات وهُبَر:
1 - اسم مرَّة من هبَرَ.
2 - قِطعة من لحم لا عظم فيها، قطعة كبيرة "أخذ من اللَّحم هَبْرَة".
3 - قطعة من لحم إذا كانت مجتمعة. 
(هـ ب ر)

الهَبْرَةُ: بضعَة من اللَّحْم لَا عظم فِيهَا، وَقيل: هِيَ الْقطعَة من اللَّحْم إِذا كَانَت مجتمعة.

وهَبَرَ يَهْبِرُ هَبْراً: قطع قطعا كبارًا.

وَضرب هَبْرٌ: يَهْبِرُ اللَّحْم، وصف بِالْمَصْدَرِ، كَمَا قَالُوا: دِرْهَم ضرب، وَكَذَلِكَ ضرب هَبيرٌ، وضربة هَبِيرٌ، قَالَ المتنخل:

كَلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ ... يُتِرُّ العَظمَ سَقَّاطٌ سُراطِي

وَسيف هَبَّارٌ: ينتسف الْقطعَة من اللَّحْم فيقطعه.

والهِبِرُّ: الْمُنْقَطع، من ذَلِك، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

وجمل هَبِرٌ، وأهْبَرُ: كثير اللَّحْم، وناقة هَبِرَةٌ وهَبْرَاءُ، ومُهَوْبِرَةٌ كَذَلِك.

والهُبْرُ: مشقة الْكَتَّان يَمَانِية، قَالَ:

كالهُبْرِ تَحتَ الظُّلَّةِ المَرْشوشِ

والهِبْرِيَةُ: مَا طَار من الزغب الرَّقِيق من الْقطن، قَالَ:

فِي هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنقوشِ

والهِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ: مَا طَار من الريش وَنَحْوه والهِبْرِيَةُ: مَا تعلق بِأَسْفَل الشّعْر مثل النخالة من وسخ الرَّأْس، وَقَول أَوْس بن حجر: لَيْثٌ عليهِ منَ البَرْدِىّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَرْزُبانِيّ عَيَّارٌ بأوْصالِ

قَالَ يَعْقُوب: عَنى بالهِبْرِيَةِ مَا يَتَنَاثَر من الْقصب والبردي فَيبقى فِي شعره متلبدا.

وهَوْبَرَتْ أُذُنه: احتشى جوفها وَبرا وفيهَا شعر، واكتست أطرافها وطررها، وَرُبمَا اكتسى أصُول الشّعْر من أعالي الْأُذُنَيْنِ.

والهَبْرُ: مَا اطْمَأَن من الأَرْض وارتفع مَا حوله عَنهُ، وَقيل: هُوَ مَا اطْمَأَن من الرمل، قَالَ عدي:

فَترَى مَحانِيَهُ الَّتِي تَسِقُ الثرَى ... والهَبْرَ يورِقُ نَبْتُها رُوَّاَدها

وَالْجمع هُبورٌ، وَهُوَ الهَبِيرُ أَيْضا، قَالَ زميل ابْن أم دِينَار:

أغَرُّ هِجانٌ خَرَّ مِنْ بَطنِ حُرَّةٍ ... عَلى كَفّ أُخرَى حُرَّةٍ بِهَبِيِر

وَالْجمع هُبْرٌ.

والهَبْرَةُ: خرزة يُؤْخَذ بهَا الرِّجَال.

والهَوْبَرُ: الفهد، عَن كرَاع.

وهَوْبَرٌ: اسْم رجل، قَالَ ذُو الرمة:

عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِيّونَ بَعْدَ مَا ... قَضَى نَحبَهُ مِنْ مُلتَقَى القَومِ هَوْبَرُ

أَرَادَ ابْن هَوْبَرٍ.

وهُبَيْرَةُ: اسْم، وابنُ هُبَيْرَة: رجل، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعناهم يَقُولُونَ: مَا أَكثر الهُبَيرَاتِ، واطَّرَحُوا الهُبَيْرِين كَرَاهِيَة أَن تصير بِمَنْزِلَة مَا لَا عَلامَة فِيهِ للتأنيث.

وَالْعرب تَقول: لَا آتِيك هُبَيَرَةَ بن سعد، أَي حَتَّى يئوب هَبُيَرَةَ، فأقاموا هَبُيرَةَ مقَام الدَّهْر ونصبوه على الظّرْف، وَهَذَا مِنْهُم اتساع، قَالَ اللحياني: إِنَّمَا نصبوه لأَنهم ذَهَبُوا بِهِ مَذْهَب الصِّفَات، وَكَذَلِكَ لَا آتِيك ألوة بن هُبَيرَةَ.

وهَبَّارٌ، وهابِرٌ: اسمان. والهَبِيرُ: مَوضِع.

هبر: الهَبْرُ: قطع اللحم. والهَبْرَةُ: بضعة من اللحم أَو نَحْضَة لا

عظم فيها، وقيل: هي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة. وأَعطيته هَبْرَةً

من لحم إذا أَعطاه مجتمعاً منه، وكذلك البِضْعَةُ والفِدْرَةُ. وهَبَرَ

يَهْبُرُ هَبْراً:قطع قِطَعاً كباراً. وقد هَبَرْت له من اللحم هَبْرَةً

أَي قطعت له قِطْعَةً. واهْتَبَرَهُ بالسيف إِذا قطعه. وفي حديث عمر: أَنه

هَبَرَ المنافقَ حتى بَرَدَ. وفي حديث علي، عليه السلام: انظروا شَزْراً

واضْرِبُوا هَبْراً؛ الهَبْرُ: الضرب والقطع. وفي حديث الشُّراةِ:

فَهَبَرْناهم بالسيوف. ابن سيده: وضَرْبٌ هَبْرٌ يَهْبُرُ اللحم، وصف بالمصدر

كما قالوا: دِرْهَمٌ ضربٌ. ابن السكيت: ضرب هَبْرٌ أَي يُلْقِي قِطْعَةً

من اللحم إِذا ضربه، وطعنٌ نَتْرٌ فيه اختلاسُ، وكذلك ضربٌ هَبِيرٌ

وضربَةٌ هَبِيرٌ؛ قال المتنخل:

كَلَوْنِ المِلْحِ، ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،

يُتِرُّ العَظْمَ، سَقَّاطٌ سُراطِي

وسيف هَبَّارٌ يَنْتَسِفُ القطعة من اللحم فيقطعه، والهِبِرُّ: المنقطع

من ذلك، مثل به سيبويه وفسره السيرافي. وجملٌ هَبِرٌ وأَهْبَرُ: كثير

اللحم. وقد هَبِرَ الجمل، بالكسر، يَهْبَرُ هَبَراً، وناقة هَبِرَةٌ

وهَبْراءُ ومُهَوْبِرَةٌ كذلك. ويقال: بعير هَبِرٌ وَبِرٌ أَي كثير الوَبَرِ

والهَبْرِ، وهو اللحم. وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: كَعَصْفٍ مأْكول،

قال: هو الهَبُّورُ؛ قيل: هو دُقاقُ الزرع بالنَّبَطِيَّة ويحتمل أَن يكون

من الهَبْرِ القَطْع.

والهُبْرُ: مُشاقَةُ الكتان؛ يمانية؛ قال:

كالهُبْرِ، تحتَ الظُّلَّةِ، المَرْشُوشِ

والهِبْرِيَةُ: ما طار من الزَّغَبِ الرقيق من القطن؛ قال:

في هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنْفُوشِ

والهِبْرِيَة والهُبارِية: ما طار من الريش ونحوه. والهِبْرِيَة

والإِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ: ما تعلق بأَسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأْس.

ويقال: في رأْسه هِبْرِيَةٌ مثلُ فِعْلِيَةٍ؛ وقول أَوسِ بن حَجَرٍ:

لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ،

كالمَرْزُنانِيِّ عَيَّارٌ بأَوْصالِ

قال يعقوب: عنى بالهبرية ما يتناثر من القصب والبردي فيبقى في شعره

متلبداً.

وهَوْبَرَتْ أُذُنُه: احْتَشَى جَوْفُها وَبَراً وفيها شعر واكْتَسَتْ

أَطرافُها وطُرَرُها، وربما اكتَسَى أُصولُ الشعر من أَعالي الأُذنين.

والهَبْرُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض وارتفع ما حوله عنه، وقيل: هو ما

اطمأَن من الرمل؛ قال عدي:

فَتَرى مَحانِيَهُ التي تَسِقُ الثَّرَى،

والهَبْرَ يُونِقُ نَبْتُها رُوَّادَها

والجمع هُبُور؛ قال الشاعر:

هُبُور أَغْواطٍ إِلى أَغْواطِ

وهو الهَبيرُ أَيضاً؛ قال زُمَيْلُ بن أُم دينار:

أَغَرُّ هِجانٌ خَرَّ من بَطْنِ حُرّةٍ

على كَفِّ أُخْرَى حُرَّةٍ بِهَبِيرِ

وقيل: الهبير من الأَرض أَن يكون مطمئناً وما حوله أَرفع منه، والجمع

هُبْرٌ؛ قال عدي:

جَعَلَ القُفَّ شمالاً وانْتَحى،

وعلى الأَيْمَنِ هُبْرٌ وبُرَقْ

ويقال: هي الصُّخُورُ بين الرَّوابي. والهَبْرَةُ: خرزة يُؤَخَّذُ بها

الرجال.

والهَوْبَرُ: الفهد؛ عن كراع. وهَوْبَرٌ: اسم رجل؛ قال ذو الرمة:

عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِيُّون، بعدما

قَضَى نَحْبَه من مُلْتَقَى القومِ هَوْبَرُ

أَراد ابن هَوْبَر، وهُبَيْرَةُ: اسم. وابنُ هُبَيْرَةَ: رجل. قال

سيبويه: سمعناهم يقولون ما أَكثَرَ الهُبَيْراتِ، واطَّرَحُوا الهُبَيْرِينَ

كراهية أَن يصير بمنزلة ما لا علامة فيه للتأْنيث. والعرب تقول: لا آتيك

هُبَيْرَةَ بنَ سَعْدٍ أَي حتى يَؤُوبَ هُبَيْرَةُ، فأَقاموا هُبَيْرَةَ

مقام الدَّهْرِ ونصبوه على الظرف وهذا منهم اتساع؛ قال اللحياني: إِنما

نصبوه لأَنهم ذهبوا به مذهب الصفات، ومعناه لا آتيك أَبداً، وهو رجل

فُقِدَ؛ وكذلك لا آتيك أَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ، ويقال: إِن أَصله أَن سَعْدَ

بنَ زيد مناةَ عُمِّرَ عُمُراً طويلاً وكَبِرَ، ونظر يوماً إِلى شائه وقد

أُهْمِلَتْ ولم تَرْعَ، فقال لابنه هُبَيْرَةَ: ارْعَ شاءَك، فقال: لا

أَرعاها سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً، فصار مثلاً. وقيل لا آتيك أَلْوَةَ

هُبَيْرَةَ. والهُبَيْرَةُ: الضَّبُعُ الصغيرة. أَبو عبيدة: من آذان الخيل

مُهَوْبَرَةٌ، وهي التي يَحْتَشِي جَوْفُها وَبَراً وفيها شعر،

وتَكْتَسِي أَطرافُها وطُرَرُها أَيضاً الشَّعْرَ، وقلما يكون إِلا في روائد الخيل

وهي الرَّواعِي. والهَوْبَرُ والأَوْبَرُ: الكثير الوَبَرِ من الإِبل

وغيرها.

ويقال للكانُونَيْنِ: هما الهَبَّارانِ والهَرَّارانِ. أَبو عمرو: يقال

للعنكبوت الهَبُورُ والهَبُونُ. وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، في وقوله

تعالى: فجعلهم كَعَصْفٍ مأْكول؛ قال: الهَبُّورُ،قال سفيان: وهو الذَّرُّ

الصغير. وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: هو الهَبُّورُ عُصافَةُ الزرع

الذي يؤكل، وقيل: الهَبُّورُ بالنَّبَطيَِّة دُقاق الزرع، والعُصافَةُ ما

تفتت من ورقه، والمأْكول ما أُخذ حبه وبقي لا حب فيه. والهَوْبَرُ:

القِرْدُ الكثير الشعر، وكذلك الهَبَّارُ؛ وقال:

سَفَرَتْ فقلتُ لها: هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ،

فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ هَبَّارَا

وهَبَّار: اسم رجل من قريش. وهَبَّار وهابِرٌ: اسمان. والهَبِيرُ: موضع،

والله أَعلم.

هبر
الهَبْرَةُ، بِالْفَتْح: خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بهَا الرِّجالُ، هَذَا فِي اللِّسَان، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: خَرَزَةُ التَّأْخِيذِ. الهَبْرَةُ: بَضْعَةٌ من لَحْمٍ لَا عَظْمَ فِيهَا، أَو هِيَ قِطْعَةٌ مُجتَمِعةٌ مِنْهُ، يُقَال: أَعطيتُه هَبْرَةً من لَحْم، إِذا أَعطاه مُجتمِعاً مِنْهُ، وَكَذَلِكَ البضْعَة والفِدْرَة. هَبَرَهُ يَهْبُرُهُ هَبْراً: قطعَه قِطَعاً كِباراً، وَيُقَال: هَبَرَ لَهُ من اللَّحْم هَبْرَةً، أَي قطع لَهُ قِطْعة. وضَرْبٌ هَبْرٌ وهَبيرٌ، كأَمير هابِرٌ، أَي قاطِعٌ من اللَّحم. قَالَ المُتَنَخِّل:
(كلَوْنِ المِلْح ضَرْبَتُهُ هَبِيرٌ ... يُتِرُّ العَظْمَ سَقَّاطٌ سُراطِي)
وسيفٌ هَبَّارٌ، كشدَّاد، بَتَّاكٌ، وَفِي بعض النُّسخ: بَتَّار، أَي يَنْتَسِفُ القِطْعةَ من اللَّحم فيَقْطَعه. والهُبْرُ، بالضَّمّ: مُشَاقَةُ الكَتَّانِ، يمانيَّةٌ، قَالَ: كالهُبْرِ تَحْتَ الظُّلَّةِ المرْشُوشِ الهُبْرُ: حَبُّ العنَبِ، كالهُبْرَة، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَفِيه نَظَرٌ. الهَبْرُ، بِالْفَتْح: مَا اطْمَأَنَّ من الأَرض وارتفع مَا حوله عَنهُ، قيل: هُوَ مَا اطمَأَنَّ من الرَّمْل، قَالَ عَدِيٌّ:
(فتَرى مَحَانِيَهُ الَّتِي تَسِقُ الثَّرِى ... والهَبْرَ يُورِقُ نَبْتُها رُوَّادها)
كالهَبير كأَمير قَالَ زُمَيْلُ بنُ أُم دِينَار:
(أَغَرُّ هِجانٌ خرَّ من بَطْنِ حُرَّةٍ ... على كَفِّ أُخْرى حُرَّةٍ بهَبيرِ) ج الهَبْرِ هُبُورٌ، وجَمْع الهَبِيرِ هُبْرٌ، بضَمٍّ فَسُكُون، وَقد أَعادَه المُصنِّف ثَانِيًا كَمَا سيأْتي. الهِبِرُّ، كفِلِزٍّ: المُنْقَطِعُ، مثّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وفسَّره السِّيرافيّ، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ اسمٌ من هَبَر، أَي قَطَع. وجَمَلٌ هَبِرٌ: كَكَتِفٍ، وأَهْبَرُ: كثيرُ اللَّحم، ويقالُ: هَبِرٌ وَبِرٌ، أَي كثير اللَّحْم والوَبَرِ، وناقةٌ هَبِرَةٌ، بكسْر الباءِ، وهَبْراءُ، ممدوداً ومُهَوْبِرَةٌ: كَثِيرَة اللَّحْم، والفِعْلُ مِنْهُمَا هَبِرَ، كفَرِحَ، يَهْبَرُ هَبَراً. . والهِبْرِيَةُ والإبرِيَةُ، كشِرْذِمَةٍ: مَا طَار من زَغَبِ القُطْنِ الرَّقيق مِنْهُ، جَمعُه هِبْرِياتٌ، قَالَ: فِي هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنْفُوشِ)
الهِبْرِيَةُ أَيضاً: مَا طَار من الرِّيشِ ونَحوِه، كالهُبارِيَةِ، كعُلابِطَة، والهِبْرِيَة والإبرية والهُبارِيَةُ: مَا يتعلَّق بأَسْفَلِ الشَّعْرِ مثل النُّخالة من وَسَخِ الرّأْسِ، وَيُقَال فِي رأْسِهِ هِبْرِيَةٌ. والهَوْبَرُ، كجَوْهَر: الفَهْدُ، عَن كُراع، أَوْجِرْوُه، وَهَذِه عَن الصاغانيّ. والهَوْبَرُ: السَّوْسَنُ، فِيمَا يُقَال، نَقله الصَّاغانِيّ أَو الأَحمرُ مِنْهُ، والهَوْبَرُ: القِرْدُ الْكثير الشَّعر، كالهَبَّارِ، كشَدَّاد، قَالَ الشَّاعِر:
(سَفَرَتْ فقلتُ لَهَا هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ ... فذكَرْتُ حينَ تَبَرْقَعَتْ هَبَّارَا)
هَكَذَا أَنشده الجَوْهَرِيّ. قَالَ الصَّاغانِيّ: والرِّواية ضَبَّارَا بالضَّاد المُعجَمة، وَهُوَ اسْم كَلْب، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه وَالْبَيْت لِلْحَارِثِ بن الْخَزْرَج الخَفَاجيّ. قلْتُ: وذَكَرَ ثَعْلَب فِي ياقوتته مثلَ مَا قالَه الجَوْهَرِيّ إلاّ أَنَّه قَالَ: هبَّار اسْم كلْب. والصَّواب ضَبّار، وَالْبَيْت الْمَذْكُور قيل للخزرج بن عَوْن بن جَميل بن مُعاوِيَةَ بن مَالك بن خَفاجَة، قَالَه المَرْزُبانيّ، وَبعده:
(وتَزَيَّنَتْ لِتَرُوعَني بجَمالِها ... فكأَنَّما كُسِيَ الحِمارُ خِمارا)

(فخرَجْتُ أَعْثُرُ فِي قوادمِ جُبَّتي ... لَوْلَا الحَياءُ أَطَرْتُها إحْضارا)
هَوْبَرٌ: ع كثير القَتادِ، وَمِنْه المَثَلُ إنَّ دونَ الظُّلْمَةِ خَرْطَ قَتَادِ هَوْبَرٍ، هَكَذَا نَقله ياقوت، والظُّلمة هَكَذَا فِي النُّسخ بالظَّاءِ المُشالة، والصَّواب الطُّلْمَة، بالطَّاءِ: الخُبْزَة، كَمَا يأْتي فِي مَوْضِعه. ويَزيد بن هَوْبَرٍ الحارثيُّ، رئيسٌ قُتِلَ، وَفِيه يَقُول ذُو الرُّمَّة:
(عَشِيَّةَ فرَّ الحارِثيُّونَ بعدَ مَا ... قَضَى نحبَهُ من مُلْتَقَى القَوْمِ هَوْبَرُ)
أَرادَ: ابْن هَوْبَرٍ هَذَا. وهُبَيْرَةُ بنُ شِبْل بن العَجْلان الثَّقَفِيّ، صحابيٌّ، وَلِيَ مَكَّةَ قبيل عَتّاب بن أسيد أَيّاماً، وهُبَيْرَة بن المُفاضَةً العامِرِيّ، استدركه ابْن الدَّباغ فِي الصَّحَابَة، وَقيل: القَفَّاصَة فيُحرَّر. من المَجاز: العَرَبُ تقولُ: لَا آتيكَ هُبَيْرَةَ بن سعدٍ، يَعْنِي بِهِ ابْن زيد مَناة، كَذَا لَا آتيكَ أَلْوَةَ ابنَ هُبَيْرَةَ، أَي لَا آتيكَ حَتَّى يَؤُوبَ هُبَيْرَةُ أَوْ أَلْوَةُ، وَذَلِكَ لأَنَّهما فُقِدا فَلم يُعْلَمْ لَهما خَبَرٌ، أَقاموا هُبيرةَ وأَلْوَةَ مُقامَ الدَّهرِ فنصبوهُما، على الظَّرْف، وَهَذَا مِنْهُم اتِّساع. وَقَالَ اللّحيانيَ: إنَّما نصبوا هُبَيْرَةَ لأَنَّهم ذّهبوا بِهِ مَذْهَب الصِّفات، وَمَعْنَاهُ لَا آتيكَ أَبداً، وهُوَ رجُلٌ فُقِدَ. وهَبَّارٌ وهَابِرٌ: اسمان. والهَبيرُ من الأَرضِ، كأَمير: مَا كَانَ مُطْمَئنَّاً وَمَا حولَه أَرْفَعُ مِنْهُ، وَقَالَ ابْن السِّكِيت: الهَبيرُ المُطْمَئِنُّ من لرَّمْلٍ، ج هُبْرٌ، بضَمّ ٍ فسُكونٍ، وأَهْبِرَةٌ قَالَ عديّ:
(جعَلَ القُفَّ شِمالاً وانْتَحَى ... وعَلى الأَيْمَنِ هُبْرٌ وبُرَق)
وأَنشد ابْن السِّكِّيت لعدِيِّ بن الرِّقاع:
(بِمَجَرِّ أَهْبِرَةِ الكِناسِ تَلَفعَتْ ... بَعْدي بمُنْكَرِ تُرْبِها المُتراكِمِ)

الهَبيرُ: الفَرْجُ، وَهُوَ مَجاز على التَّشْبِيه بهَبير الأَرضِ. وهَبيرُ سَيَّارٍ: رَمْلٌ قُرْبَ زَرُودَ فِي طَرِيق مكَّة، كَانَت عِنْده وَقعةُ ابْن أَبي سعيد القَرْمطيّ سنة قَالَ ياقوت وهَبيرُ سَيَّارٍ بنَجْدٍ ولَعلّه الَّذِي قربَ زَرُودَ، قَالَ وَكَانَت للْعَرَب وَقْعَةٌ بالهَبير قديمَة، وفيهَا يَقُول: حبيب بن خَالِد الأَسديّ:
(فنحنُ فَوارِسُ يومِ الهَبيرِ ... ويَوْمِ الشُّعَيْبَةِ نِعْمَ الطَّلَبْ)
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: أَهْبَرَ الرَّجلُ، إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً، نَقله الصَّاغانِيّ. اهْتَبَرَ البَعيرُ: فَنِيَ لحمُه، واهْتَبَرَ بالسَّيْف: قَطَعَ، وَكَذَلِكَ هَبَرَه بِهِ، وأُذُنٌ مُهَوْبَرَةٌ، بكسْر الباءِ وتُفتَح الباءُ: عَلَيْهَا وَبَرٌ أَو شعرٌ، وَقد هَوْبَرَت. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: من آذان الخَيْلِ مُهَوْبَرَةٌ، وَهِي الَّتِي يَحْتَشي جَوْفُها وَبَراً، وفيهَا شَعرٌ، وتكتسي أَطرافُها وطُرَرُها أَيضاً الشَّعر، وقلَّما يكون إلاّ فِي رَوائد الخَيْل وَهِي الرَّواعِي. والهَبَّاران: الكانونانِ، وهما الهَرَّارانِ أَيضاً. وهَبَّارُ بنُ الأَسْود بن المُطَّلِبِ بن عبد العُزّى بن أَسدٍ القُرَشيّ الأَسَديّ، أَسلمَ فِي الْفَتْح وحَسُنَ إسلامُه وَنزل الشَّأمَ. هَبَّارُ بنُ سُفيانَ بنِ عبد الأَسدِ المَخْزُومِيّ، من مُهاجِرَة الحَبَشَةِ، قُتِلَ بأَجْنادِين، وَيُقَال: يَوْم َ مُؤْتَةَ، صحابِيَّان، وأَمًّا هَبَّار بن صَيْفِيّ فقد ذُكِرَ فِي الصَّحابة، وَفِيه نظَر، أَوردَه أَبو عُمَرَ مُخْتَصَراً. والهَبُورُ، كصَبُور: العَنْكَبُوت، كالهَبُون، كِلَاهُمَا عَن أَبي عَمْرو، وكَتَنُّورٍ: الذَّرُّ الصَّغيرُ، نُقِلَ ذَلِك عَم ابْن عبّاس فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى كعَصْفٍ مَأْكُول قَالَ: هُوَ الهَبُّور، وفسَّره سُفيانُ. والهُبَيْرَةُ، كجُهَيْنَةٍ: الضَّبُعُ، أَو الصَّغيرةُ من الضِّباع. وأُمُّ هُبَيْرَةَ: كُنْيَةُ أُنْثى الضَّفادِع، وأَبو هُبَيْرَةَ ذّكَرُها. وهَبْرَةُ، بِالْفَتْح: اسمٌ، وَفِي بعض الأُصول: هُبَيْرَة، بالتَّصْغير. والهَبْرُ فِي القراءةِ أَنْ يقفَ على رأْسِ الآيةِ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، كَمَا نَقله الصَّاغانِيّ. وضَرْبٌ هَبْرٌ، أَي يُلْقِي قِطعةً من اللَّحْم إِذا ضربَه، قَالَه ابْن السِّكِّيت، وَفِي الأَساس: ضَرْبٌ هَبْرٌ يُسْقِطُ الهَبْرَ. وَفِي المُحكَم: ضَرْبٌ هَبْرٌ يَهْبُرُ اللَّحْمَ، وَصْفٌ بالمَصْدَر، كَمَا قَالُوا: دِرْهَمٌ ضَرْبٌ. وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: انْظُروا شَزْراً واضْرِبُوا هَبْراً. وريحٌ هُبارِيَّةٌ، كغُرابيّة: أَي بتَشْديد الْيَاء التحتيّة: ذاتُ غُبار، قَالَ ابنُ أَحْمَر:
(هُبارِيَّةٍ هَوْجَاءَ مَوْعِدُها الضُّحى ... إِذا أَرْزَمَتْ جاءتْ بوِرْدٍ غَشَمْشَمِ)
نَقله الصَّاغانِيّ، ويُروى: أُباريّة. والهِنْبَر، بِالْكَسْرِ رٌ باعيٌّ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ فِي ذِكره هُنَا ظَنَّاً مِنْهُ أنّ النُّون زَائِدَة، وَهِي أَصْلِيَّة، وسيُذكر فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ اللهُ تَعَالَى. قَالَه الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَبُّور، كتَنُّور: دُقاقُ الزَّرْع، بالنَّبَطِيّة، وَبِه فُسِّر قولُ ابْن عَبَّاس السَّابِق. والهِبْرِيَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا تَناثَرَ من القَصَبِ والبَرْدِيّ فيَتَلَبَّد، وَبِه فُسِّر قولُ أَوْس بن حجر:
(ليثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَرْزُبانِيّ عَيّارٌ بأَوْصالِ)
كَذَا فسَّره يَعْقُوب. والهُبْرُ، بالضمّ: الصُّخور بَين الرَّوابي. والهَوْبَر والأَوْبَر: الكثيرُ الوَبَرِ من الإبلِ وغيرِها.)
والهَبيرُ، كأمير: مَوضِع. وهَبّار بن عقيل الحَضرمِيّ، عَن الأَزْهَرِيّ. وهَبّار بنُ عبد الرَّحْمَن المَخزوميّ، عَن سلمَان الأغرّ. وهبَّارُ بنُ عليّ بن هَبّار، عَن أَبِيه، عَن جدِّه، وَعنهُ ابنُه عبدُ الرَّحْمَن، وروى أَيْضا عَن عمّه عبد الْعَزِيز بن عليّ بن هَبَّار. وَيَعْقُوب بن هَبّار الفِرْيابيّ. والمُبارَك بن عمّار بن هَبّار، عَن أبي مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ.
وهَوْبَرُ بن معاذٍ الحِمْصيّ، حدَّث عَن بُقَيَّة. وَأَبُو الْحرم مكّي بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم البصريّ، عُرِف بِابْن الهُبريّ، بالضمّ، من شُيُوخ الْحَافِظ الدّمياطيّ.

هدف

هدف

10 اِسْتَهْدَفَ He became a هَدَف, or butt. (Har, p. 65.) See رَتِيمَةٌ.

هَدَفٌ A high or lofty building: see صَدَفٌ.
(هدف)
إِلَيْهِ هدفا دخل وَفُلَان للخمسين قاربها وَالرجل هدفا كسل وَضعف وَإِلَى الشَّيْء قَصده وأسرع وَإِلَى الْأَمر رمى كَأَنَّهُ جعله هدفا لَهُ (مو)
هـ د ف: (الْهَدَفُ) كُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ مِنْ بِنَاءٍ أَوْ كَثِيبِ رَمْلٍ أَوْ جَبَلٍ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْغَرَضُ هَدَفًا. 
هـ د ف

رموا في الهدف والأهداف.

ومن المجاز: أهدف له الشيء واستهدف: انتصب وأعرض. وقال عبد الرحمن لأبيه أبي بكر رضي الله تعالى عنهما: لقد أهدفت لي يوم بدرٍ فصغت عنك. وهدف للخمسين وأهدف: قارب. وركب مستهدف: عريض. وفلان هدفٌ لهذا الأمر وغرض له.
هـ د ف : الْهَدَفُ بِفَتْحَتَيْنِ كُلُّ شَيْءٍ عَظِيمٍ مُرْتَفِعٍ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ مِثْلُ الْجَبَلِ وَكَثِيبِ الرَّمْلِ وَالْبِنَاءِ وَالْجَمْعُ أَهْدَافٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْهَدَفُ أَيْضًا الْغَرَضُ وَأَهْدَفَ لَكَ الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ انْتَصَبَ وَاسْتَهْدَفَ كَذَلِكَ وَمَنْ صَنَّفَ فَقَدْ اسْتَهْدَفَ أَيْ انْتَصَبَ كَالْغَرَضِ يُرْمَى بِالْأَقَاوِيلِ. 
هدف
الهَدَفُ: الغَرَضُ. وهو من الرِّجال: الجَسِيْمُ الطَّوِيلُ العُنُقِ العَرِيضُ الألواح. ورَكَبٌ مُسْتَهْدِفٌ. وأهْدَفَ لك السَّحابُ والشَّيْءُ: انْتَصَبَ. والهِدْفَةُ: جَمَاعَةٌ من الناس يُقِيْمُوْنَ في مَواضِعهم، وذلك الهادِفَةُ. وهَدَفُوا إلى مَوْضِع كذا: رَحَلُوا إليه. واسْتَهْدَفَ هذا المَوضِعُ مَكَانَ كذا: أي اسْتَقْبَلَه. وأهْدَفَ إلى بَني فلانٍ: أي لَجَأ إليهم. وهَدَفَ للخَمْسِين: أي قَارَبَها.
وهَدَفَ يَهْدِفُ: كَسلَ وضَعُفَ. والأهْدَافُ: حُيُوْدٌ من الرَّمْلِ تُشْرِفُ، واحِدُها هَدَفٌ. وتُدْعى النَّعْجَةُ للحَلَب فيُقال: هَدَفْ هَدَفْ.

هدف


هَدَفَ(n. ac. هَدْف)
a. [ Ila ], Came to.
b. [La], Was near to, close upon.
c.(n. ac. هَدْف), Was weak; was lazy.
أَهْدَفَa. see I (b)b. ['Ala], Towered above, dominated over, looked down upon.
c. [Ila], Fled to, took refuge in.
d. [La], Befell, happened to.
e. Rose; stood up; was high, prominent.
f. Pricked up (ears).
إِسْتَهْدَفَa. see IV (e).
b. Was a butt; became an object of remark.

هِدْفa. Corpulent.

هِدْفَة
(pl.
هِدَف)
a. Troop.
b. Group, block of houses.

هَدَف
(pl.
أَهْدَاْف)
a. Prominent, conspicuous object; land-mark.
b. Butt, target.
c. Tall man.
d. Slothful.

هَاْدِفa. Stranger; new arrival, new-comer; guest.

هَاْدِفَةa. Crowd, band.

هُدَاْفَةa. Stoutness.

N. Ag.
إِسْتَهْدَفَa. Wide, broad (basis).
هَدَفْ
a. Sheep-call.
[هدف] نه: فيه: كان إذا مر "بهدف" مائل أسرع المشي، الهدف: كل بناء مرتفع مشرف. ج: ومنه الشيء المتخذ للرمي. غ: وسمي القرطاس هدفًا على الاستعارة. ن: ومنه: "هدف" أو حائش، هو بفتحتين ما ارتفع من الأرض، وفيه استحباب الاستتار عند قضاء الحاجة بحيث يغيب جميع شخصه من الناظرين. نه: وفي ح الصديق قال له ابنه عبد الرحمن: لقد "أهدفت" لي يوم بدر فضفت عنك! فقال أبو بكر: لكنك لو اهدفت لي لم أضف عنك، يقال: أهدف له الشيء واستهدف - إذا دنا منه وانتصب له مستقبلًا، وضفت عنك - أي عدلت وملت. ومنه ح الزبير قال لعمرو بن العاص: لقد كنت "أهدفت" لي يوم بدر ولكني استبقيتك لمثل هذا اليوم، وكان عبد الرحمن وعمرو يوم بدر مع المشركين.
باب الهاء والدال والفاء معهما هـ د ف، ف هـ د مستعملان

هدف: الهَدَفُ: الغَرَضُ. والهدف من الرِّجال: الجسيمُ الطَّويلُ العُنُقِ، العريض الألواح. والهَدَفُ: كلّ شيء عريض مرتفع. وأَهْدَفَ الشَّيءُ، إذا انْتَصَبَ.

وفي الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا مرّ بهَدَفٍ مائل أو صدفٍ مائل أسرع المشي» .

فهد: الفَهْدُ: معروف، وجَمْعُه: فُهُود وثلاثةُ أَفْهُد. وأُنْثاهُ: فَهْدة. وفَهِدَ الرّجلُ فَهَداً، إذا نامَ وتَغافَلَ عما يَجِبُ عليهِ تَعَهُّدُه.
[هدف] الهدف: كل شئ مرتفع، من بناء أو كثيب رملٍ أو جبلٍ. ومنه سمِّي الغرض هَدَفاً. وبه شبِّه الرجلُ العظيم. قال الشاعر : إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رَأْسَهُ وأعجبه ضفو من الثلة الخطل وأهدف على التل: أشرف. وامرأة مُهْدِفَةٌ، أي لَحيمَةٌ. وأَهْدَفَ إليه، أي لجأ. وأهدف لك الشئ واستهدف، أي انتصب. قال الشاعر: وحتى سمعنا خشف بيضاء جعدة على قدمى مستهدف متقاصر يعنى بالمستهدف الحالب يتقاصر للحلب. يقول: سمعنا صوت الرغوة تتساقط على قدم الحالب. ويقال ركب مُسْتَهْدِفٌ، أي عريضٌ. والهِدْفَةُ: القِطعة من الناس والبيوت، مثل الخبطة.
هدف صدف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا مر بهدف مائل أَو صدف هائل أسْرع الْمَشْي. قَالَ الْأَصْمَعِي: الهدف كل شَيْء عَظِيم مُرْتَفع وَقَالَ غَيره: وَبِه شبه الرجل الْعَظِيم فَقيل لَهُ: هدف وَأنْشد: [الطَّوِيل]

إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رَأسه ... وَأَعْجَبهُ ضفو من الشلة الخطل

الشلة: جمَاعَة الْغنم والضَّفْوُ من الضافي وَهُوَ الْكثير والخطل: المسترخية الآذان وَبهَا سمي الأخطل. وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: الصدف نَحْو من الهدف قَالَ اللَّه تَعَالَى {حَتّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} يَعْنِي الجبلين.
الْهَاء وَالدَّال وَالْفَاء

الهَدَفُ: الْغَرَض المنتضل فِيهِ بِالسِّهَامِ.

والهَدَفُ: كل شَيْء عَظِيم مُرْتَفع.

والهَدَفُ: حيد مُرْتَفع من الرمل، وَقيل: هُوَ كل شَيْء مُرْتَفع كحيود الرمل المشرفة، وَالْجمع أهداف، وَلَا يكسر على غير ذَلِك.

والهَدَفُ من الرِّجَال: الجسيم والطويل الْعُنُق العريض الألواح، على التَّشْبِيه بذلك.

وَقيل: هُوَ الثقيل النّوم، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

إِذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رَأسَهُ ... وأعجبَهُ ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْلِ وَركب مستهدف: مُرْتَفع عريض، قَالَ:

وَإِذا طعَنتَ طعَنتَ فِي مُسْتَهدِفٍ ... رابِي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ

وَامْرَأَة مُهدِفَةٌ: مُرْتَفعَة الجهاز.

وأهدَفَ لَك الشَّيْء: انتصب.

والهِدْفَةُ: الْجَمَاعَة من النَّاس، وَقيل: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة من النَّاس يُقِيمُونَ ويظعنون.

وهدَفَ إِلَى الشَّرّ: أسْرع.

وأهدَفَ إِلَيْهِ: لَجأ.
هدف:
هدف على: سقط على (شيرب ديال 6).
استهدف: اتخذ مكاناً se mettre، تعرّض ل: حسب بل ب إلى أيضاً (رسالة إلى السيد فليشر 154). وفي (محيط المحيط): ( ... ومنه قولهم من صنّف فقد استهدف) (فاليتون 14:38). (وأي انتصب كالغرض يرمى بالأقاويل) وفقاً للتوضيح المذكور في (محيط المحيط) واعتقد مع (ويجرز) في (فاليتون 75 عدد 7) إن الجملة قد تحرفت، بطريقة غريبة، في شرح المتون على (الحريري 1:6 وما أعقبها).
استهدف إلى: صوّب إلى المرمى، كان يهدف إلى نهاية معينة، أو نتيجة معينة (حيان بسّام 10:1): (وكان أيضاً مما حرّك الناس عليه استهدافه إلى أهل بيته من ولد الناصر ومبادرته بحبس سليمان .. الخ). ووفقاً (للمخطوطة ب 141:3) إنه نظم قصيدة استهدف بها إلى سف دماء جماعة، (أما المخطوطة آففيها اهتدى والمسلمين بدلاً من جماعة)، وفي (ابن الخطيب 2): اختلفت في مثل هذا الباب أغراضهم فمنهم اعتنى بثيات حوادث الزمان، ومنهم من اعتنى برجاله بعد اختيار الأعيان وعجز عن الإحاطة بهذا الشأن، عموماً في أكثر الأقطار وخصوصاً في بعض البلدان فاستهدف إلى التعميم فرسانُ الميدان، وتوسعوا بحسب مادة الإطلاع وجهد المكان.
هدف والجمع أهداف. الغرض الذي يرمي (محيط المحيط) (فوك) (معيار 5:7) هدف والجمع أهداف: في (محيط المحيط) (كل مرتفع من بناء أو كثيب أو رمل أو جبل). وكذلك كل أرض مرتفعة بين خطّي المحراث (ابن العوام 306:1 8 و 193:2).
هدف: مخدة بشكل حلقة، نسيج محشو بوبر يوضع على باب أو نافذة، نتوء بشكل حلقة في شيء، من معدن، قطعة من معدن أو خشب بشكل حلقة محيطة بشيء = Bourrelet. حاشية أو حافة الجدول. (ابن العوام 18:15:422:1 و8:65:1:59).
هدف والجمع أهداف: بمعنى (الثقيل الجافي من الرجال) (ديوان الهذليين 98، البيت الخامس).
هدفة: كتلة، جسم. كدس من أشياء عدّة تشكل مجموعة منها (بقطر). مستهدف: (فتح الدال عنه -فريتاج- كان خطأ: قاعدة تمثال (المقري 153:1).

هدف: الأَزهري: روى شمر بإسناد له أَن الزبير وعمرو ابن العاص اجتمعا في

الحِجْر فقال الزبير: أَمّا واللّه لقد كنتَ أَهْدَفْت لي يوم بَدْر

ولكني استَبْقَيْتك لمثل هذا اليوم، فقال عمرو: وأَنت واللّه لقد كنت أَهدفت

لي وما يسُرُّني أَنَّ لي مِثْلَك بفَرَّتي منك؛ قال شمر: قوله

أَهْدَفْت لي، الإهدافُ الدُّنو منك والاستقبال لك والانتصاب. يقال: أَهْدف لي

الشيءُ، فهو مُهْدِفٌ، وأَهدَفَ لك السحابُ والشيء إذا انتصب؛ وأَنشد:

ومِنْ بني ضَبّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ،

إنْ سال يوماً جَمْعُهم وأَهدَفُوا

وقال: الإهْدافُ الدنو. أَهدف القوم أَي قَرُبوا. وقال ابن شميل

والفرّاء: يقال لمّا أَهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلْت، ولما أَهْدَفَتْ لهم

تقَرَّبوا. وكل شيء رأَيته قد استقْبلك استقبالاً، فهو مُهْدِف ومُسْتَهدِف. وقد

استهدف أَي انتصب، ومن ذلك أُخذ الهَدَفُ لانتصابه لمن يَرْمِيه؛ وقال

الزَّفَيان السَّعدي يذكر ناقته:

تَرْجُو اجْتِبارَ عَظْمِها، إذْ أَزْحَفَتْ

فأَمْرَعَتْ، لمّا إليك أَهْدَفَتْ

أَي قَرُبَتْ ودَنَت. وفي حديث أَبي بكر: قال له ابنه عبد الرحمن: لقد

أَهدفْت لي يوم بدر فضِفْت عنك، فقال أَبو بكر: لكنك لو أَهدفْت لي لم

أَضِف عنك أَي لو لجَأْت إليَّ لم أَعْدِل عنك، وكان عبد الرحمن وعمرو يوم

بدر مع المشركين؛ وضِفْتُ عنك أَي عَدَلْت ومِلْت؛ قال ابن بري: ومنه قول

كعب:

عَظِيمُ رَمادِ البيْتِ يَحْتَلُّ بيتَه،

إلى هَدَفٍ لم يَحْتَجِبْه غُيوب

وغُيوب: جمع غَيْب، وهو المطمئنّ من الأَرض. والهَدَفُ: المُشْرِفُ من

الأَرض وإليه يُلْجأُ؛ ويروى:

عطيمُ رماد القِدْرِ رَحْبٌ فِناؤه

يقال لكل شيء دنا منك وانتصب لك واستقبلك: قد أَهدَف لك الشيء واستهدف.

وفي النوادر: يقال جاءت هادِفةٌ من ناس وداهِفة وجاهِشةٌ وهاجِشةٌ بمعنى

واحد. ويقال: هل هدَف إليكم هادِفٌ أَو هبَش هابِشٌ؟ يستخبره هل حدَث

ببلَده أَحد سوى مَن كان به. والهدَفُ: الغَرض المُنْتَضَلُ فيه بالسهام.

والهَدَفُ: كل شيء عظيم مرتفع. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، كان إذا مرَّ بهَدَفٍ مائلٍ أَو صَدَفٍ مائل أَسرع المشْيَ؛ الهدَفُ كل

بِناء مرتفع مُشْرِف، والصدَفُ نحْو من الهَدف؛ قال النضر: الهدَفُ ما

رُفِع وبُنِي من الأَرض للنِّضال، والقِرْطاسُ ما وُضع في الهدَف ليُرمى،

والغرَض ما يُنصب شِبْه غِرْبال أَو حَلْقة؛ وقال في موضع آخر: الغرض

الهدف. ويسمى القرطاس هدَفاً وغرَضاً، على الاستعارة. يقال: أَهدَف لك

الصيدُ فارْمِه، وأَكْثب وأغْرَض مثله. والهدَف: حَيْد مرتفع من الرمل، وقيل

هو كلُّ شيء مرتفع كحُيود الرمل المشرفة. والجمع أَهداف، لا يُكَسَّر على

غير ذلك. الجوهري: الهدَف كل شيء مرتفع من بناء أَو كَثِيب رَمْل أَو

جبل؛ ومنه سمي الغرَضُ هدَفاً وبه شبه الرجل العظيم. ابن سيده: والهَدَفُ من

الرجال الجسيم الطويل العنق العريض الأَلواح، على التشبيه بذلك، وقيل:

هو الثَّقِيلُ النَّؤُومُ؛ قال أَبو ذؤيب:

إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّب رأَْسَه،

وأَعْجَبه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ

قال أَبو سعيد في قوله الهدَف المعْزابُ قال: هذا راعي ضأْن فهو

لضَأْنِه هدَف تأْوي إليه، وهذا ذمّ للرجل إذا كان راعِيَ الضأْن. ويقال: أَحمقُ

من راعي الضأْن، قال: ولم يُرد بالخَطَل اسْتِرْخاء آذانها، أراد

بالخُطْل الكثيرة تَخْطَل عليه وتَتْبعه. قال: وقوله الهدَف الرجل العظيم خطأٌ،

قال ابن بري: الهَدَفُ الثقِيلُ الوَخِمُ، ويروى المِعْزال، والمِعْزال:

الذي يرعى ماشيته بمَعْزِل عن الناس، والمِعْزابُ: الذي عَزَب بإبلِه.

وضَفْو: اتّساع من المال. والخُطْل: الطويلة الآذان.

وأَهدَف على التلّ أَي أَشرَف. وامرأََة مُهدِفة أَي لَحِيمة. ورَكَبٌ

مُستهدِفٌ أَي عَريض مرتفع؛ قال

(* النابغة الذبياني.):

وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتهدِفٍ،

رابي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ

أَي مُرتفع منتصِب. وامرأَة مُهْدِفة: مرتفعة الجَهاز. وأَهدَف لك

الشيءُ واسْتَهْدَف: انتصب؛ وقول الشاعر:

وحتى سَمِعْنا خَشْف بَيْضاء جَعْدةٍ،

على قَدمَيْ مُسْتَهْدِفٍ متقاصِر

يعني بالمستهدف الحالب يَتقاصَر للحَلب؛ يقول: سمعنا صوتَ الرَّغْوة

تتساقط على قدَم الحالب.

والهِدْفةُ: الجماعة من الناس والبُيوت؛ قال عُقْبة: رأَيت هِدْفةً من

الناس أَي فِرْقة. الأَصمعي: غِدْفةٌ وغِدَفٌ وهِدْفة وهِدَفٌ بمعنى

قِطْعة. ابن الأَعرابي: الدَّافِه الغريب، قال الأَزهري: كأَنه بمعنى

الدَّاهِف والهادِف، وقيل: الهِدفة الجماعة الكثيرة من الناس يُقيمون ويَظْعَنون.

وهدَف إلى الشيء: أَسْرَعَ، وأَهدَف إليه لَجَأَ.

هـدف
هدَفَ إلى/ هدَفَ لـ يَهدُف ويهدِف، هَدْفًا، فهو هادف، والمفعول مهدوف إليه
• هدَف إلى الأمر:
1 - جعله هدَفًا وغرضًا يسعى إليه "هدف إلى مساعدة الفقراء/ الفوز بالمباراة- يَهدِف إلى تحسين أوضاعهم" ° أدبٌ هادف- مَسْرَحِيَّة هادفة.
2 - قصد وأسرع، رمى إليه "هدَف إلى العُلا".
• هَدَفَ للخمسين: قارَبها. 

استهدفَ/ استهدفَ لـ يستهدِف، استهدافًا، فهو مُستهدِف، والمفعول مُستهدَف
• استهدف طلبَ العلم: جعله هَدَفًا له، أو غرضًا يرمي إليه "استهدف عملَ الخير: المصلحة العامة- استهدف اللاعبُ المرمى".
• استهدف للموت: عرَّض نفسَه له "استهدف للنَّقد- من ألَّف فقد استهدف [مثل]: جعل نفسه عُرضة للطَّعن والنَّقد". 

هدَّفَ يهدِّف، تهديفًا، فهو مُهدِّف
• هدَّف اللاَّعبُ: (رض) أصاب الهدف، أحرز أو سجَّل الهدف باحتراف. 

استهداف [مفرد]:
1 - مصدر استهدفَ/ استهدفَ لـ.
2 - (طب) حساسية يتأذّى منها الجسم بواسطة الأنف أو الفم أو غيرهما. 

مُستَهدَف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استهدفَ/ استهدفَ لـ ° المستهدف من الخطّة المعروضة كذا- شَخْصٌ مُستهدَفٌ: يتربص به أعداؤه.
2 - (فز) حسّاس غير منيع ضدّ بعض الموادّ "مستهدف لرائحة الغبار- مستهدفة للغازات".
• قطاع المجتمع المستهدف: (مع) قطاع من السُّكَّان معرَّض لمشكلة اجتماعيّة أو أكثر تقتضي الاهتمام به وبذل الجهود لرعايته، فمثلاً سكَّان الرِّيف وعلى الأخصّ النجوع الصّغيرة يجب أن يكونوا الهدف في أيّة عمليّة للتَّنمية الصحّيَّة أو الاجتماعيّة.
• الكُرة المستهدفة: (رض) الكرة في لعبة البلياردو التي يضربها اللاَّعب أو يقصد ضربها أولاً. 

مِهداف [مفرد]: أداة تُستخدم للتَّصويب كما في البندقيّة. 

هادف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هدَفَ إلى/ هدَفَ لـ.
2 - ذو هدَف "فِكْر/ عمَل هادِف". 

هَدَّاف [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هدَفَ إلى/ هدَفَ لـ: كثير إحراز الأهداف.
2 - (رض) من يُحسن تسديد الكرة إلى المرمى. 

هَدْف [مفرد]: مصدر هدَفَ إلى/ هدَفَ لـ. 

هَدَف [مفرد]: ج أهداف:
1 - مطلب، غرض يُوجَّه إليه القصد "هَدَفُه مساعدة المحتاجين- هدفه أن يصبح عالِمًا/ طبيبًا- كان هدفًا لانتقادات خصومه" ° جعل فلانًا هدفًا: عرضة لكذا- مال سيِّئ الأهداف: مال يُجمع لأهداف غير محدّدة وخاصّة المال المجموع بواسطة مجموعة ممارسات فاسدة وغير شرعيَّة.
2 - شيء يُصوَّب عليه "أصابت الطِّائرات أهدافها- أصاب السَّهم الهدف: لم يخطئه".
3 - كلُّ ما ارتفع من بناء أو كثيب أو جبل "انحدر عن الهدف مسرعًا".
4 - (رض) إصابة لفائدة لاعب أو فريق رياضي "سجَّل اللاَّعبُ أهدافًا كثيرة".
• الهَدَف:
1 - (رض) قطعة خشبيّة طولها ستّة أقدام وعرضها قدمان، تُستخدم كهدف في الرِّماية.
2 - (رض) المرمى في لعبة كرة القدم وغيرها.
3 - (رض) علامة يُصوَّب عليها في بعض الألعاب الرِّياضيّة.
• وَضْع الأهداف: (مع) إستراتيجيّة يستخدمها الأخصائيُّون الاجتماعيون وبعض المهنيِّين لمساعدة العملاء على تحديد وتوضيح الأهداف التي يرغبون في تحقيقها أثناء العلاقة المهنيّة بينهم وبين الأخصائي الاجتماعي، ثم بناء الخطوات التي تُتَّخذ، وتحديد الوقت اللازم لتحقيق الأهداف المقصودة. 
هـدف
الهَدَفُ، مُحَرّكَةً: كُلُّ مُرْتَفِعٍ من بناءٍ أَو كَثِيبِ رَمْلٍ أَو جَبَلٍ وَمِنْه الحَدِيثُ: كانَ إِذا مَرَّ بهَدَفٍ مائِلٍ، أَو صَدَفٍ مائلٍ أَسْرَعَ المَشْيَ فيِه والجمعُ أَهْدافٌ، لَا يُكَسَّرُ على غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ الجَوْهريُّ: وَمِنْه سُمِّيَ الغَرَضُ هَدَفاً، وَهُوَ المُنْتَضَلُ فيِه بالسِّهامِ. وَقَالَ النّضْرُ: الهَدَفُ: مَا رُفِعَ وبُنِىَ من الأَرْضِ للنِّضالِ، والقِرْطاسُ: مَا وُضِعَ فِي الهَدَفِ ليُرْميَ، والغَرَضُ: مَا يُنْصَبُ شِبْهَ غِرْبالٍ أَو حَلْقَةٍ، وَقَالَ فِي موضِعٍ آخرَ: الغَرَضُ: الهَدَفُ، ويُسَمّى القِرْطاسُ غَرَضاً، وهَدَفاً، على الاسْتِعارَةِ. قَالَ الجَوْهَريُّ: وَبِه شُبِّه الرَّجُلُ العَظِيمُ وزادَ غيرُه: الجَسِيمُ الطَّويلُ العُنُقِ، العَرِيضُ الأَلْواحِ، على التَّشْبِيِه بذلِكَ، وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(إِذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رَأْسَه ... وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ) وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: الهَدَفُ من الرِّجالِ: الثَّقِيلُ النَّؤُومُ الوَخِمُ الذّيِ لَا خَيْرَ فِيهِ وَبِه فُسِّرَ البيتُ المَذْكُورُ وخَطَّأَ مَنْ قالَ: إنّه الرَّجُلُ العَظِيمُ، وَقَالَ أَيضاً فِي الهَدَفِ المِعْزابِ إنَّه راعِي ضَأْنٍ، فَهُوَ لضَأْنِه هَدَفٌ تَأْوِى إليِه، وَهَذَا ذَمٌّ للرجُلِ إِذا كانَ راعِيَ الضَّأْنِ، ويُقال: أَحْمَقُ من راعِي الضَّأْنِ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هَدَفْ هَدَفْ: دُعاءٌ للنَّعْجَةِ إِلَى الحَلْبِ. وَفِي النّوادِرِ: يُقالُ: هَلْ هَدَفَ)
إليكُمْ هادِفٌ أَو هَبَشَ هابِشٌ: يَسْتَخْيِرُهُ هَلْ حَدَثَ ببَلَدِكُم أَحَدٌ سِوَى مَنْ كانَ بِهِ. والهادِفَةُ: الجَماعَةُ يُقال: جاءَتْ هادِفَةٌ من النّاسِ، وداهِفَةٌ: أَي جماعَةٌ. والهِدْفَةُ، بالَكسْرِ: القِطْعَةُ من النّاسِ والبُيُوتِ مثلُ الخِبْطَةِ يُقِيمُونَ فِي مواضِعِهم ويَظْعَنُون. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هِيَ الجَماعَةُ الكَثِيرَةُ، وَقَالَ عُقْبَةُ: رأَيْتُ هِدْفَةً من النّاسِ، أَي: فِرْقَةً، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: غِدْفَةٌ وغِدَفٌ، وهِدْفَةٌ وهِدَفٌ بِمَعْنى قِطْعَة. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هَدفَ إليْهِ: أَي دَخَلَ إِلَيْهِ، وَفِي اللِّسانِ: أَسْرَعَ.
وَمن المَجازِ: هَدَفَ فُلانٌ للخَمْسِينَ: إِذا قارَبَها، كأَهْدَفَ وَمِنْه الحَدِيثُ: قالَ عبدُ الرَّحْمن بنُ أبِي بكْرٍ لأَبِيِة: لَقَدْ أَهْدَفْتَ لِي يَوْمَ بَدْرٍ، فَضِفْتُ عَنْكَ. وهَدَفَ كَضَرَبَ: كَسِلَ، وضَعُفَ عَن ابنِ عَبّادٍ. والهِدْفُ، بالكَسْرِ: الجَسِيمُ الطَّوِيلُ العُنُقِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَهْدَفَ عليِه: إِذا أَشْرَفَ. وأَهْدَفَ إلَيْهِ: إِذا لَجَأَ وَبِه فُسِّرَ أَيضاً قولُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ أَبي بَكْرٍ. وأَهْدَفَ لَهُ الشَّيْءُ: إِذا عَرَضَ لَهُ.
وأَهْدَفَ مِنْهُ: إِذا دَنَا ويُقال: أَهْدَفَ الصَّيْدُ فَاْرِمِه، وأَكْثَبَ، وأَغْرَضَ مثلُه. أَو أَهْدَفَ: إِذا انْتَصَبَ واسْتَقْبَلَ وَهُوَ قَوْلُ شَمِرٍ، ونَصُّه: الإِهْدافُ: الدُّنُوُّ منكَ، والاسْتِقبالُ لكَ، والانْتِصابُ، يُقال: أَهْدَفَ لي الشَّيْءُ، فَهُوَ مُهْدِفٌ، وأَهْدَفَ لي السَّحابُ: إِذا انْتَصَبَ، وأَنْشَدَ.
ومِنْ بَنِي ضَبَّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ إِن سالَ يَوْماً جَمْعُهمْ وأَهْدَفُوا وَمن المَجازِ: أَهْدَفَ الكَفَلُ: إِذا عَظُمَ وعَرُضَ حَتَّى صارَ كالهَدَفِ نقَلَه الصّاغانِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ: لَهَا جَمِيشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ مِثْلُ سَنامِ الرُّبَعِ الكاعِرِ هَكَذَا أَنْشَدَه الصّاغانيِ، ُّ وجعَلَه شاهِداً على عِظَمِ الكَفَلِ، وَلَيْسَ كَمَا ذَكَر، بل هُوَ شاهِدٌ لِعظَمِ الرَّكَبِ، فإنَّ الجَمِيشَ كَمَا تَقَدَّمَ الرَّكَبُ المَحْلُوقُ، فتأَمّلْ. وقولُهم: من صَنَّفَ فَقَد اسْتَهَدَفَ: أَي انْتَصَبَ وكُلُّ شيءٍ رَأَيْتَه اسْتَقْبَلَكَ اسْتِقبالاً فَهُوَ مُهْدِفٌ ومُسْتَهْدِفٌ، وأَنشَدَ الجَوْهَريُّ لجُبَيْهاءَ الأَسَدِىّ:
(وحَتَّى سَمِعْنَا خَشْفَ بَيْضاءَ جَعْدَةٍ ... على قدَمَيْ مُسْتَهْدِفٍ مُتَقاصِرِ)
قَالَ: يَعْنِي بالمُسْتَهْدِف الحالِبُ يَتَقاصَرُ للحَلْبِ، يَقُولُ: سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّغْوَةِ تَتَساقَطُ على قَدَمِ الحاِلبِ. واسْتَهْدَفْ الشيءُ: ارْتَفَع. ويُقال: رُكْنٌ مُسْتَهْدِفٌ: أَي عَريضٌ هَكَذَا وقَعَ فِي سائرِ)
النُّسَخِ، ومثلُه فِي نُسخَِالصِّحاحِ، والصوابُ: رَكَبٌ مُسْتَهْدِفٌ وَمِنْه قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيَّ:
(وَإِذا طَعَنْتَ طعَنْتَ فِي مُسْتَهْدِفِ ... رابِي المَجَسَّةِ بالعَبِيِر مُقَرْمَدِ) أَي: عَرِيض مُرْتَفِعٍ مُنْتِصِب.
وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: أَهْدَفَ القومُ: قَرُبُوا ودَنَوْا. واسْتَهْدَفَ لكَ الشَّيْءُ: دَنا مِنْكَ. وامْرَأَةٌ مُهْدِفَةٌ: لَحِيمَةٌ، وَقيل: مُرْتَفَعةُ الجَهازِ. والهادِفُ: الغَرِيبُ.

هرق

هرق

1 هَرِقْ عَلَى خَمْرِكَ [Pour water upon thy wine; i. e.,] quiet thine anger. (T.) See also Freytag's Arab. Prov., ii. 875; also the same, ii. 877. b2: هَرِقْ عَنَّا مِنْ رُوبَةِ اللَّيْلِ: see رُوبَةٌ.4 أَهْرِقْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ

, i. q. أَبْرِدْ, q. v. (IAar, in TA, art. فيح.) See 4 in art. روق. b2: هَرَاقَهُ and أَهْراَقَهُ and ↓ هَرَقَهُ, aor. هَرَقَ

, inf. n. هَرْقٌ, He poured it out, or forth: see 4 in art. روق. b3: هَرِيقُوا عَنْكُمْ أَوَّلَ اللَّيْلِ, (in the K, erroneously, عَلَيْكُمْ,) Alight ye in the first of the night: (TA:) or disburden yourselves (أَنْزِلُوا عنكم): or relieve, or rest, yourselves; which seems to be generally meant by هريقوا عنكم.

هِرَاقَةٌ and إِهْرَافَةٌ The seminal fluid of a man: see إِرَاقَةٌ, in art. روق.
(هرق) يُقَال (هرق على جمرك) أَي تثبت
(هرق)
المَاء وَنَحْوه هرقا صبه
هـ ر ق : هَرَقْتُ الْمَاءَ تَقَدَّمَ فِي رِيقٍ. 
(هـ ر ق) : (هَرَاقَ) الْمَاءَ يَعْنِي أَرَاقَهُ أَيْ صَبَّهُ يُهَرِيق بِتَحْرِيكِ الْهَاءِ وَأَهْرَاقَ يُهْرِيقُ بِسُكُونِ الْهَاءِ وَالْهَاءُ فِي الْأَوَّلِ بَدَلٌ مِنْ الْهَمْزَةِ وَفِي الثَّانِي زَائِدَةٌ (وَفِي) حَدِيثِ الْجُهَنِيِّ مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ (وَلْتُهْرِقْ دَمًا) وَأَمَّا انْهِرَاقَ مَا فِيهَا فِي حَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ كَسَرْتُ جِرَارَ الْفَضِيخِ حَتَّى انْهِرَاقَ مَا فِيهَا فَلَيْسَ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ فِي شَيْءٍ الصَّوَابُ حَتَّى هُرِيقَ أَوْ أُهْرِيقَ.
هرق:
هرَق يهرق واسم المصدر هَرْق: في (محيط المحيط): (هرق الماء صبّه) (فوك) (الكالا) (باين سميث 1130) (الاكتفاء 127): (أراد طارق أن يوهم المسيحيين ويجعلهم يعتقدون إن المسلمين يأكلون الجثث فأمر ببعض القتلى أن تقطع لحومهم وتطبخ - فلما جن الليل أمر بهرق تلك اللحوم
ودفنها وذبح بقراً وغنماً وجعل لحومها في تلك القدور.
أهرق: هرق (أي المعنى نفسه) فوك - الكالا).
انهرق: مطاوع هرق (فوك، المسعودي 417:6، المقدمة 417:3، باين سميث 1008، 1192).
اهترق: في (فوك) في مادة efundere. وانظر المصدر عند (الكالا).
هِراقة: بول (الكالا): بكسر الهاء.
هَراقة: (بفتح الهاء) والجمع هراقات وهراريق مبولة (فوك - الكالا).
هـ ر ق: (الْمُهْرَقُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الصَّحِيفَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ (مَهَارِقُ) . وَ (هَرَاقَ) الْمَاءَ يُهَرِيقُهُ بِفَتْحِ الْهَاءِ (هِرَاقَةً) بِالْكَسْرِ صَبَّهُ وَأَصْلُهُ أَرَاقَ يُرِيقُ إِرَاقَةً. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: (أَهْرَقَ) الْمَاءَ يُهْرِقُهُ (إِهْرَاقًا) عَلَى أَفْعَلَ يُفْعِلُ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: (أَهْرَاقَ) يُهْرِيقُ (إِهْرَاقَةً) فَهُوَ (مُهْرِيقٌ) وَالشَّيْءُ (مُهْرَاقٌ) وَ (مُهَرَاقٌ) أَيْضًا بِفَتْحِ الْهَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: « (أُهْرِيقَ) دَمُهُ» . 
هرق
هَرَاقَتِ السَّحابةُ ماءَها، وهي تُهَرِيْقُ. والماءُ مُهْرَاقٌ. ومَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ. وهَرِقْ عَلَيَّ خِمْرَك: أي سَكِّنْ غَضَبَك. وأهْرَاقَ الماءُ: لُغَةٌ في هَرَاقَ. ومن أمثالهم فيمن يَدْخُلُه الأنَفُ من مُصَاحَبَةِ مَنْ يُرْغَبُ عن صُحْبَتِه: " خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهي سِقاؤه، ومَنْ هُرِيقَ بالفلاةِ ماؤه ". والمُهْرَقُ: الصَّحِيْفَةُ البَيْضاءُ يُكْتَبُ فيها. وهي الصَّحراءُ المَلْساء. وهو ثَوْبٌ في زَمَن الفُرْسِ يُصْقَل ويُكْتَب فيه عَهْدٌ أو يَمِينٌ.
والمَهْرُقَانُ: البَحْرُ. وقيل: صَدَفٌ في البَحْر. وهَرِيْقوا عنكم من فَحْمَةِ الليلِ: أي انْزِلوا، ومن الظَّهِيْرَةِ. والمَهْرِقُ: مَتْنُ الأرضِ كالفَجِّ.

هرق


هَرَقَ(n. ac. هَرْق)
a. [ coll. ]
see II
هَرَّقَa. Poured out; shed.

هِرْقa. Worn garment.

N. Ag.
أَهْرَقَa. Shedding, pouring out; pourer out, shedder.

N. P.
أَهْرَقَa. Poured out; shed.
b. (pl.
هَرَاْقِ4ُ), Smooth paper; papyrus; parchment; sheet, page, leaf.
b. Desert, plain.

N. Ac.
أَهْرَقَa. Shedding, effusion.

مُهَرَاق
a. see N. P.
أَهْرَقَ
(a).
مُهَرِيْق
a. see N. Ag.
أَهْرَقَ
مُهْرَوْرِق
a. Poured out (rain).
مَُهْرَُقَان
a. Sea.

هَرَاقَ
a. [for
أَرَاق IV of رَوَقَ ] ( Ao.

يُهَرِيْقَ
n. ac.
هِرَاقَة )
a. Poured out.

هُرِيْقَ أُهْرِقَ
a. Was poured out.

هَرِقَ
a. [ Imp. ], Pour out !
هَرِيْقُوا (
pl. )
a. see supra.

هَِرَقْل
G.
a. Heraclius.

هِرْقِل
a. see supra.
b. Sieve.

هَرْقَلِيَّة
a. Praetorians; Roman soldiers.

هُرْقُوْلِيّ
a. [ coll. ], Herculean.
[هرق] نه: فيه: إن امرأة كانت "تهراق" الدم - كذا جاء مجهولًا، والدم منصوب التمييز وإن كان معرفة، ويجوز رفع الدم على تقدير: تهراق دماؤها، وهاؤها بدل من الهمزة، أراق الماء يريقه وهراقه يهريقه - بفتح هاء - هراقة، ويقال: أهرقته أهرقه إهراقًا، يجمع بين البدل والمبدل منه. ك: ومنه: "هريقوا" على، وروي: أهريقوا، وأمر به لأن الماء البارد في بعض الأمراض ترد به القوة. ومنه: "فأهريق"، وروى: فهريق - بضم هاء، وفيه أن غسالة النجاسة الواقعة على الأرض طاهر فإن الماء المصبوب لابد أن يتدافع ويصل إلى محل لم يصبه البول. ط: ما عمل ابن آدم أحب إلى الله من "هراقة" الدم، يعني أضل العبادات في يوم العيد هراقة الدم وانه يأتي يوم القيامه بتمام أعضائه ويعطي الثواب بكل عضو منه. ن: أهراق الماء - بفتح هاء. ش: بفتح همزة وسكون هاء أي صبه، وروي: هراق وأهراق، وهو كناية عن البول، فيؤخذ منه استحباب الكناية فيه. 
هـرق
هرَقَ يَهرَق، هَرْقًا، فهو هارق، والمفعول مَهْروق
• هرَق الماءَ ونحوَه: صبَّه. 

أهرقَ يُهرق، إهراقًا، فهو مُهرِق، والمفعول مُهرَق
• أهرق الماءَ ونحوَه: هرَقه، صبَّه "أهرق المقاتلُ دماءَ أعدائه- أهرقت الأمُّ دموعَها على ابنها الشَّهيد". 

مُهْرَق [مفرد]: ج مَهارِقُ:
1 - اسم مفعول من أهرقَ.
2 - صحيفة بيضاء يُكتب فيها.
3 - ورق مشمّع يُكتب فيه بقلم كالمسمار ثمُّ يطبع على آلة خاصّة.
4 - نسيج حرير أبيض يُسقى الصَّمغَ ويُصقل ثم يُكتب عليه. 

هَرْق [مفرد]: مصدر هرَقَ. 
[هرق] قال الاصمعي: المهرق: الصحيفة، فارسي معرب، والجمع المهارق. قال الشاعر :

لآل أسماء مثل المهرق البالى * وهراق الماء يهرقه بفتح الهاء، هراقة، أي صبه. وأصله أراق يرق إراقة، وأصل أراق أريق، وأصل يريق يريق، وأصل يريق يؤريق. وإنما قالوا أنا أهريقة وهم لا يقولون أنا أأريقه لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الابدال. وفيه لغةٌ أخرى: أَهْرَقَ الماءَ يهرقه إهراقا، على وزن أفعل يفعل. قال سيبويه: وقد أبدلوا من الهمزة الهاء ثم ألزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أدخلت الالف بعد على الهاء وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين، لان أصل أهرق أريق. وفيه لغة ثالثة: أَهْراقُ يُهْريقُ إهْراقاً، فهو مُهْريقٌ، والشئ مهراق ومهراق أيضا بالتحريك. وهذا شاذ. ونظيره أسطاع يسطيع اسطياعا بفتح الالف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في أطاع يطيع، فجعلوا السين عوضا من ذهاب حركة عين الفعل، على ما ذكرناه عن الاخفش في باب العين. فكذلك حكم الهاء عندي. وفى الحديث، " أهريق دمه ". وتقدير يهريق بفتح الهاء يهفعل، وتقدير مهراق بالتحريك مهفعل. أما تقدير يهريق بالتسكين، فلا يمكن أن ينطق به، لان الهاء والفاء جميعا ساكنان. وكذلك تقدير مهراق. وحكى بعضهم: مطر مهرورق.
(هرق) - في حديث أمّ سَلَمة - رضي الله عنهما -: "كانَت امرأةٌ تُهَراقُ الدَّمَ" .
كذا جاء على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه، ولم يَجِئْ "تُهَرِيقُ" فإمّا أَن يَكُونَ تَقدِيرُه: تُهَراقُ هي الدَّمَ، والدَّمُ، وإن كان معرفَةً، تَمييزٌ في معنَى دَماً، وله نِظائرُ، أو أن يَكُون أُجْرِى "تُهَرَاقُ" مُجرَى نُفِسَت المرأةُ غُلاماً، ونُتِجَ الفَرسُ مُهْرًا.
وَقال غَيرُه: يَجوزُ رَفعُ الدَّم ونَصْبُه؛ فوجه الرفع أن يَكُون التَّقدِير: تُهَرَاقُ دِمَاؤُها، وَتكُون الأَلفُ واللَّامُ بدَلًا من الإضَافةِ، كما قال تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} : أي عُقْدَة نِكاحِه وهوَ الزَّوج، أو عُقْدَة نِكاحِهَا، وهو الوَلىُّ، على حَسَب اختلَافِ المُفَسِّرين.
وَوَجْهُ النَّصْب أن يَكُون التَّقديرُ: تُهَرِيقُ دِماءَها، فأبدِلَت كَسرَةُ الرَّاءِ فَتْحة، فانقَلبَت أَلفاً على لُغَة مَن قال في نَاصِيَةٍ: نَاصَاةٍ، وفي بَادِيَة بَادَاةٍ.
ويُقالُ: هَراق تُقلَب الهَمزة هَاءً، وأَهرَاقَ بزيَادَتِها كما تُزَادُ السِّينُ في اسطاع، ففى مُضَارع الأوَّل مُحرّكة، وفي مُضَارع الثانى مُسَكَّنَة.
وقيل: إنّ الهاءَ عِوَضٌ من نَقْل حركة الواو التي في أروق؛ وذلك أنَّ فَتحةَ الواوِ نُقِلت إلى الرَّاء فانقلبت الوَاوُ ألِفا لمَّا سُكِّنَتْ وانفتَح ما قَبلَها، ثم عُوِّضت من نَقْل حَرَكَة الهاء في أهراق، بمعنى أَراق، وأَصلُه أَروَق، كما قُلناَ في اسطاع.
(هـ ر ق)

اهرَورَق الدمع والمطر: جَريا، وَلَيْسَ من لفظ هَراق، لِأَن هَاء هراق مبدلة، والكلمة معتلة، وَأما اهرَورَق، فَإِنَّهُ وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا مزيدا متوهم من أصل ثلاثي صَحِيح لَا زِيَادَة فِيهِ، وَلَا يكون من لفظ أهْراقَ، لِأَن هَاء أهْراق زَائِدَة عوض عَن حَرَكَة الْعين على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي اسطاع.

وَيَوْم التَّهارُقِ: يَوْم المهرجان، وَقد تهارقوا فِيهِ، أَي أهْرَق المَاء بَعضهم على بعض، يَعْنِي بالمهرجان لذِي نُسَمِّيه نَحن النوروز.

والمُهرَقانُ: الْبَحْر، لِأَنَّهُ يُهَرِيق مَاءَهُ على السَّاحِل إِلَّا انه لَيْسَ من ذَلِك اللَّفْظ.

والمُهرَقُ: الصَّحِيفَة: وَقيل: هُوَ ثوب حَرِير أَبيض يسقى الصمغ ويصقل، ثمَّ يكْتب فِيهِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ مهر كرد، وَقيل: مهره، لِأَن الخرزة الَّتِي يصقل بهَا يُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ كَذَلِك.

والمُهرَق: الصَّحرَاء الملساء.

وَحكى اللحياني: بلد مَهارِقُ، وَأَرْض مَهارِقُ، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهَا مُهرَقا، قَالَ:

وخَرْقٍ مَهارِقَ ذِي لْهْلُهٍ ... أجَدَّ الأوامَ بهِ مَظمَؤهْ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا أَرَادَ مثل المهارِقِ، وَأَجد: جدد، واللهله: الــاتساع.

وَأما مَا رَوَاهُ اللحياني من قَوْلهم: هَرِقْتُ حَتَّى نصف اللَّيْل، فَإِنَّمَا هُوَ أرقت، فابدل الْهَاء من الْهمزَة.
باب الهاء والقاف والراء معهما هـ ر ق، ق هـ ر، ر هـ ق، ق ر هـ

هرق: هراقتِ السَّحابةُ ماءها تُهَريقُ فهي مُهَرِيقةٌ، والماءُ مُهَراقٌ. الهاءُ مفتوحةٌ في كلّه، لأنْها بدلٌ من همزة أراق، وهَرَقْتُ مثل أَرَقْتُ. ومن قال: أهراقَ فقد أخطأ في القياس . ويقال: مطر مهرورق، ودمع مهرورق. ويُقال للغضبان: هَرِقْ على جَمْرِك، أي: آصبُبْ على غَضَبِك ما تُطْفِئُهُ به. قال رؤبة:

هَرِقْ على جَمْرِك أو تَبيّنِ

أي: تَثَبَّتْ. والمُهْرَقُ: الصّحيفة البيضاء يُكْتَب فيها، ويجمع مَهاريقَ. والمُهْرَقُ: الصّحراءُ الملساءُ، وجمعه: مهاريق.

قهر: اللهُ القاهرُ القهّارُ. يُقالُ: أخذهم قَهْراً، أي: من غير رضاهم، والقهر: الغلبة، والأخذ من فوق. والقَهْقَرُ: الحَجَر. قال:

جئنا على كلِّ كُمَيْتٍ هَيْكلِ ... أخْضرَ كالقهْقَرِ أو كالأحْيَلِ

رهق: الرَّهَقُ: جهلٌ في الإنسان، وخفّةٌ في عقله. يقال: به رَهَقٌ، ولم أسمع منه فعلاً. ورجلٌ مُرَهَّقٌ: موصوف بالرَّهَقِ. قال:

إن في شكر صالحينا لما يدحض ... قَوْلَ المُرَهَّقِ المَوْصوم

ورَهِقَ فلان فلانا إذا تبعه فقَرُب أن يلْحَقَهُ. ورَهِقَ أيضاً: غَشِيَ. قال الله عزّ وجلّ: وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ . والرَّهَقُ: غِشْيانُ الشّيء. تقول: رَهِقَهُ ما يَكْرَهُ، أي: غَشِيَهُ ذلك. والرَّهَقُ: الكَذِب. قال: الكُمَيْت:

حَلَفَتْ يميناً غيرَ ما رَهَقٍ ... باللهِ ربِّ محّمدٍ وبِلالِ

والرَّهَقُ: العَظَمَةُ، وهو قوله: فَزادُوهُمْ رَهَقاً والرَّهَقُ: الظلُّم، وهو قوله: فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً  والرَّهَقُ: العيب. قال كعب بن زهير:

ما فيه قولٌ ولا عيبٌ يُقالُ له ... عند الرّهان سليمٌ جنّبَ الرَّهَقا

وتقول: أرهقناهم الخيلَ فهم مُرْهَقُونَ. وأَرْهَقْتُهم أمراً صَعْباً إذا حملتهم عليه. وقول الله عزّ وجلّ: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ، يُقال: جبل في النّار يُكَلِّفُ اللهُ الكُفّارَ صُعودَه. والمُراهِقُ: الغُلامُ الّذي قاربَ الحُلُم. ورجلٌ مُرَهَّقٌ: إذا كان يُظَنُّ به السُّوء. ورجل مُرَهَّقٌ أيضاً، أي: يَنزِلُ به الضّيِفان، يأتونه وقد أَرْهَقَ اللّيلُ. وأَرْهَقْنا الصَّلاةَ، أي: استأخرنا عنها.

قره: القَرَهُ في الجسَدِ كالقَلَح في الأسنان، وهو الوسَخُ. والنَّعْتُ: أَقْرَهُ وقَرْهاُء ومُتَقَرِّهٌ.

هرق: الأَزهري: هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق،

الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق،

قال: وهَرَقْت مثل أَرَقْتُ، قال: ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس،

ومثل العرب يخاطب به الغضبان: هَرِّقْ على جمرك

(* قوله «هرق على جمرك» أي

أصبب ماء على نار غضبك) أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت، ومثل هَرَقْتُ

والأَصل أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار

وأَنَرْتُها، قال: وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة؛ قال أَبو زيد:

الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم، والأصل أَنأْته بوزن أَنَعْتهُ.

ويقال هَرِّقْ عنا من الظهيرة وأَهْرِئْ عنا بمعناه، من قال أَهْرِقْ

عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أَهْرِئْ، قال: وقال بعض

النحويين إنما هو هَراق يُهَرْيقُ لأن الأصل من أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق،

لأن أَفْعَل يُفْعِلُ كان في الأَصل يُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في

يُأَرْيِقُ هاء فقيل يُهَرْيِق، ولذلك تحركت الهاء. الجوهري: هَراق الماء

يُهَرِيقه، بفتح الهاء، هِراقة أَي صبَّه؛ وأَنشد ابن بري:

رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها، ابنَ لُؤَيّ،

حَذَرَ الموت، لم تكُنْ مُهْراقَهْ

وأَنشد لأَوس بن حجر:

نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْتَهُ،

فهُرِيق في ثوبٍ عليك مُحَبَّر

وأَنشد للنابغة:

وما هُرِيقَ على الأَنْصابِ من جَسَدِ

قال: وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً، وأصل أَراقَ أَرْيَقَ، وأَصل

يُرِيِقُ يُرْيِقُ، وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ، وإنما قالوا أَنا

أُهَرِيقُه وهم لا يقولون أُأَرِيقُهُ لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد

الإبدال، وفيه لغة أُخرى: أَهْرَقَ الماء يُهْرِقُه إهْراقاً على أَفْعَلَ

يُفْعِلُ؛ قال سيبويه: أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من

نفس الحرف، ثم أُدخلت الأَلف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم

حركة العين، لأن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ. قال ابن بري: هذه اللغة الثانية

التي حكاها عن سيبوبه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعدُ إلاّ أَنه غلط في

التمثيل فقال أَهْرَق يُهْرِق، وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من

اللغتين المشهورتين؛ يقولون: هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه

إهْراقاً، فيجعلون الهاء فاء والراء عيناً ولا يجعلونه معتلاً، وأما الثانية

التي حكاها سيبويه فهي أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً، فَيَّرها الجوهري وجعلها

ثالثة وجعل مصدرها إهْرِياقاً، أَلا ترى أَنه حكي عن سيبويه في اللغة

الثانية أَن الهاء عوض من حركة العين لأن الأَصل أَرْيَق؟ فهذا يدل أَنه من

أَهْرَاق إهْراقةً بالألف، وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة،

قال الجوهري: وفيه لغة ثالثة أَهْرَاقُ يُهْرِيق إهْرِياقاً، فهو

مُهْريق، والشيء مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بالتحريك، وهذا شاذ، ونظيره أَسْطَاع

يُسْطيع اسْطِياعاً، بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في

أَطاع يُطِيع، فجعلوا السين عوضاً من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم

ذكره عن الأَخفش في باب العين، قال: وكذلك حكم الهاء عندي. قال ابن بري:

قد ذكرنا أَن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلاّ أَنه غَيَّرَ مصدرها

فقال إهْرِياقاً، وصوابه إِهْراقةً، وتاءُ التأْنيث عوض من العين المحذوفة،

وكذلك قال ابن السراج أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً، وأسْطاع يُسْطيع

إسْطاعةً، قال: وأَما الذي ذكره الجوهري من أَن مصدر أَهْراقَ وأَسْطَاع

إهْرياقاً واسطِياعاً فغلط منه، لأنه غير معروف، والقياس إهْراقةً

وإسْطَاعةً على ما تقدم، وإنما غلَّطه في اسْطِيَاع أَنه أَتى به على وزن

الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع، قال: وهذا سهو منه لأن أَسْطاع همزته قطع،

والاسْتِطاع والاسْطِيَاع همزتهما وصل، وقوله: والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً،

بالتحريك، غير صحيح لأن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غير؛ قال: وأَما

مُهَراق، بالفتح، فمفعول هَرَاق وقد تقدم شاهده؛ وشاهد المُهْراق ما أُنشد في

باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقيل:

دعَتْهُ، وفي أَثوابِهِ من دِمَائِهَا

خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غير ذَاهِبِ

وقال جرير العِجْلي، ويروى للأخطل وهي في شعره:

إذا ما قُلْتُ: قد صالَحْتُ قَوْمِي،

أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعيدُ

ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ،

تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيدُ

قال: والفاعل من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ؛ وشاهده قول كثيِّر:

فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ

لضَاحِي سَرَابٍ، بالمَلا يَتَرَقْرَقُ

وقال العُدَيْلُ بن الفَرْخ:

فكنْت كمُهْرِيقِ الذي في سِقائِهِ

لِرَقْرَاقِ آلٍ، فوق رابيةٍ جَلْدِ

وقال آخر:

فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ

في جَوِّ هاجِرَةٍ، لِلَمْعِ سَرابِ

وشاهد الإهْرَاقةِ في المصدر قول ذي الرمة:

فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ

لأَعْزِلَةٍ عنها، وفي النفس أَن أُثْني

قال ابن بري عند قول الجوهري: وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ، قال أَراق أَصله

أَرْوَقَ بالواو لأنه يقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ، وأَراقهُ غيره

إذا صَبَّه، قال: وحكى الكسائي رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ، قال: فعلى

هذا يجوز أن يكون أَصل أَرَاقَ من الياء. وفي الحديث: أُهْرِيقَ دَمُهُ؛

وتقدير يُهَرِيقُ، بفتح الهاء، يُهَفْعِلُ، وتقدير مُهَرَاق، بالتحريك،

مُهَفْعَل؛ وأما تقدير يُهْرِيق، بالتسكين، فلا يمكن النطق به لأن الهاء

والفاء ساكنان، وكذلك تقدير مُهْرَاق، وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ. وفي

حديث أُم سلمة: أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ؛ هكذا جاءَ على ما لم

يسمَّ فاعله، والدم منصوب أي تُهَرَاقُ هي الدمَ، وهو منصوب على التمييز، وإن

كان معرفة، وله نظائر، أو يكون قد أُجري تُهَراقُ مجرى نُفِسَت المرأَةُ

غلاماً، ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً، ويجوز رفع الدم على تقدير تُهَرَاقُ

دماؤها، وتكون الأَلف واللام بدلاً من الإضافة كقوله تعالى: أو يَعْفُوَ

الذي بيده عُقْدَةُ النكاح؛ أي عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها، والهاء في

هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه، بفتح

الهاء، هَراقةً. ويقال فيه: أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فيجمع بين

البدل والمبدل. ابن سيده: اهْرَوْرَقَ الدمعُ والمطر جَرَيا، قال: وليس

من لفظ هَرَاق لأن هاء هَرَاق مبدلة والكلمة معتلة، وأما اهْرَوْرَقَ

فإنه وإن لم يتكلم به إلاَّ مَزيداً متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه،

ولا يكون من لفظ أَهْرَاقَ لأن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العين

على ما ذهب إليه سيبويه في أَسْطَاعَ.

ويوم التهَارُقِ: يوم المَهْرَجان، وقد تَهَارقُوا فيه أي أَهْرَقَ

الماء بعضُهم على بعضٍ، يعني بالمَهْرَجانِ الذي نسميه النَّوْرُوز.

والمُهْرُقَانُ: البحر لأنه يُهَرِيق ماءَه على الساحل إلاَّ أنه ليس من

ذلك اللفظ؛ أَبو عمرو: هو اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ

والمُهْرُقانُ البحر، بضم الميم والراء؛ قال ابن مقبل:

تَمَشَّى به نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها

جَنَى مُهْرُقانٍ، فاضَ بالليل سَاحِلهْ

ومُهْرُقان: معرب أَصله ما هي رُويانْ؛ وقال بعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان

من هَرَقْت لأن البحر ماؤُه يفيض على الساحل إذا مَدَّ، فإذا جزر بقي

الوَدَع. أَبو عمرو: يقال للبحر المُهْرَقان والدَّ أْماءُ، خفيف؛ وقيل

المُهْرُقان ساحل البحر حيث فاض فيه الماءُ ثم نَضَب

عنه فبقي الوَدَع، وأَورد بيت ابن مقبل وقال: وجَناهُ ما يبقى من

الوَدَعِ. والمُهْرَقُ: الصحيفة البيضاء يكتب فيها، فارسي معرب، والجمع

المَهارق؛ قال حسان:

كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ وأَحوالِ،

لآل أَسْماءَ، مِثْل المُهْرَقِ البالِي

قال ابن بري: والذي في شعره:

كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالي

قال: وقال الحرث بن حلِّزة:

آياتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ

والمَهارق في قول ذي الرمة:

بيَعْمَلة بين الدُّجَى والمَهَارِق

الفَلَواتُ، وقيل الطرق، وقيل: المُهْرَق ثوب حرير أَبيض يُسْقَى الصمغَ

ويُصْقَلُ ثم يكتب فيه، وهو بالفارسية مُهر كَرْد، وقيل: مَهْره لأن

الخَرَزة التي يُصقل بها يقال لها بالفارسية كذلك.

والمُهْرَقُ: الصحراء الملساء. والمَهارق: الصَّحاري، واحدها مُهْرَق،

وهو معرب؛ قال الأزهري: وإنما قيل للصحراء مُهْرق تشبيها بالصحيفة؛ قال

الأعشى:

رَبّي كريم لا يكدِّرُ نِعْمَةً،

فإذا تُنُوشِد في المَهارِق أَنْشَدا

أراد بالمَهارق الصحائف. وقال اللحياني: بلد مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق

كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً؛ قال:

وخَرْق مَهَارِق ذي لُهْلُهٍ،

أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَؤُه

قال ابن الأَعرابي: إنما أَراد مثل المَهارق، وأَجَدَّ: جَدَّد،

واللُّهْلُه: الــاتساع. قال ابن سيده: وأما ما رواه اللحياني من قولهم هَرِقْتُ

حتى نصف الليل فإنما هو أَرِقْتُ، فأَبدل الهاء من الهمزة. وقال أَبو زيد:

يقال هَرِيقُوا عنكم أوَّل الليل وفَحْمَةَ الليل أي انزلوا، وهي ساعة

يَشُقُّ فيها السير على الدواب حتى يمضي ذلك الوقت، وهما بين العشاءَين.

هـرق
هَراقَ الماءَ يُهَرِيقُه بفَتْحِ الهاءِ هِراقَةً بِالْكَسْرِ هذهِ هِيَ اللُّغَةُ الأُولَى من الثَّلاثَة، وَمِنْه الحَدِيث: هَرِيقُوا علىَ من سَبعِ قِرَبٍ لَم تُحْلَلْ أَوْ كيتُهُنّ. وقالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرشُبِ الأَنمارِي:
(هَرَقْنَ بساحُوقٍ جِفاناً كَثِيرةً ... وأَدَيْنَ أُخْرَى من حَقِينٍ وحازِرِ)
وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَوس بنِ حَجَر:
(نُبِّئْتُ أَنَّ دَماً حَراماً نِلْتَه ... فهُرِيقَ فِي ثَوْبٍ عَلَيْك مُحَبَّرِ)
وأَنْشَدَ للنّابِغَة: وَمَا هُرِيقَ على الأَنْصابِ مِنْ جَسَدِ قَالَ الفَيُّومِيُ فِي المصباحِ: وأَصلُ هَراقَهُ هَريَقَهُ وِزان دَحْرَجَهُ، وَلِهَذَا تُفتَحُ الهاءُ من المُضارِعِ، فيُقال: يُهَرِيقُه، كَمَا تفتح الدَّال من يدحْرِجُه. وأَهْرَقَهيُهْرِيقُه كَذَا فِي النُّسخِانْتهى. قَالَ ابنُ بَريّ: وَقد ذَكَرنا أَنَّ هَذِه اللَّغةَ هِيَ الثانيةُ فِيمَا تَقدَّمَ، إِلا أَنه غَيَّر مَصدَرَها، فَقَالَ: إِهْرِياقاً، وَصَوَابه إهْرَاقَةً لأَنَّ الأَصلَ أَراقَ يُرِيقُ إِراقَةً، ثمَّ زِيدَت فِيهِ الهاءُ، فَصَارَ إِهْراقَةً، وتاءُ التأْنيثِ عِوَضٌ من العينِ)
المَحْذُوفةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابنُ السَّرّاجِ، أَهْراقَ يُهْرِيقُ إِهْراقَةً وأَسْطاعَ يُسطِيعُ إِسطاعَةً، قَالَ: وأمّا الَّذِي ذَكَرَه الجوهريّ من أَنَّ مصدرَ أَهْرَاقَ وأَسطاعَ اهْرِياقاً واسْطِياعاً فغَلَطٌ مِنْهُ لأَنَّه غيرُ مَعْرُوف، والقِياسُ إِهْراقةً وِإسْطاعَةً على مَا تقدم، وِإنما غَلَّطَه فِي اسْطِياع أَنه أَتَى بِهِ على وزن الاسِطاع مصدر اسْتَطاعَ، قَالَ: وَهَذَا سَهْوٌ مِنْهُ لأَنَّ أَسْطاعَ همزَتُه قَطْع، والاسْتِطاع والاسْطِياعُ هَمْزَتُهما وَصْلٌ، وقولُه: والشيءُ مُهْراقٌ ومُهَراق، أَيضاً.
بالتَّحْريكِ. غيرُ صَحيحٍ لأَنَّ مَفْعُولَ أَهْراقَ مُهْراقٌ لَا غيرُ، قَالَ: وأَمّا مُهَراقٌ بالفتحِ فمَفْعُولُ هَرَاقَ، وَقد تَقَدّم شاهِدُه، أَي من قولِ الشّاعر:
(رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها ابنَ لُؤَي ... حَذَرَ المَوْتِ لم تَكُنْ مُهَراقهْ)
قلتُ: وَكَذَا قَوْلُ امْرِئِ القيسِ: وإنَّ شِفائي عَبرَةٌ مُهَراقةٌ وشاهِدُ المُهْراقِ مَا أُنْشِد فِي بابِ الهِجاءِ من الحَماسَةِ لعُمارَةَ بنِ عَقِيلٍ:
(دَعَتْهُ وَفِي أَثْوابِه من دِمائِها ... خَلِيطَا دَم مُهْراقُهُ غيرُ ذاهِبِ)
وَقَالَ جَرِيرٌ العِجْلِيُ، للأَخْطَلِ وَهِي فِي شِعْرِهِ:
(إِذا مَا قُلْتُ قد صالَحْتُ قَوْمِي ... أبي الأَضْغانُ والنَّسَبُ والبَعِيدُ)

(ومُهْراقُ الدِّماءِ بوارِداتٍ ... تَبِيدُ المُخْزِياتُ وَلَا تَبِيدُ) قالَ: والفاعِلُ من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ، وشاهِدُه قولُ كُثَيِّر:
(فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِه ... لضاحِي سَرابٍ بالمَلا يَتَرَقْرَق)
وَقَالَ العُدَيْلُ بنُ الفَرخ:
(فكنتُ كمُهْرِيقِ الَّذِي فِي سِقائِه ... لرَقْراقِ آل فوقَ رابِيَةٍ جَلْدِ)
وَقَالَ آخر:
(فَظَلِلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِه ... فِي جَوِّ هاجرَةٍ للَمْعِ سَرابِ)
وشاهِدُ الإِهْراقَةِ فِي المَصْدرِ قولُ ذِي الرُمَةِ:
(فَلّما دَنَتْ إِهْراقَةُ الماءِ أَنْصَتَت ... أَعْزِلَه عَنْهَا وَفِي النَّفْسِ أَنْ أثْنِي)
وأَصْلُه أَي أَصل هَراقَ السماءَ، كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحاح أَراقَهُ يُرِيقُه إراقَةً قَالَ: وأَصْلُ أَراقَ أَرْيَقَ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَصْلُ أَراقَ أَرْوَقَ بالواوِ لأَنَّه يُقال: راقَ المَاء رَوَقاناً: انصَبَّ، وأَراقَهُ غيرٌ هـ: صَبِّه، قَالَ: وحَكَى الكِسائيُ: راقَ المَاء يَرِيقُ: انْصَبَّ، قالَ: فعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يكونَ أَصلُ أَراقَ الياءَ. قلتُ: ولكنَّ ابنَ سِيدَه قَوَّى قولَهم إِنَّ أَصلَ) أَراقَ أَروَقَ، قَالَ: وإِّنما قضى على أَنَّ أَصلَه أَرْوَقَ لأَمْرينِ: أَحَدُهما: أَنَّ كونَ عينِ الفعلِ واواً أَكثرُ من كونِها يَاء فِيمَا اعْتَلَّتْ عينُه. وَالْآخر: أَنَ الماءَ إِذا هرِيقَ ظَهرَ جَوْهَرُه وصَفَا، فراقَ رائِيَه يَرُوقُه، فَهَذَا يُقَوي كونَ العينِ مِنْهُ واواً، انْتهى.
وَقد مَرَ فِي رَوَقَ عَن ابنِ بَرِّيّ: أَرَقْتُ الماءَ مَنْقُول من راقَ المَاء يَرِيقُ رَيْقاً: إِذا تَرَدَّدَ على وجهِ الأَرضِ، فعلى هَذَا حَقّ أَراقَ أَنْ يُذْكَرَ فِي رَيَقَ لَا رَوَقَ، فَقَوله هَذَا يُقَوِّي قولَ الكِسائي، ومثلُ ذَلِك نَصُّ المِصباحِ: راقَ الماءُ رَيْقاً من بَاب باعَ: انصَبَّ، ويَتَعَدَّى بالهَمزةِ، فيُقال: أَراقَه صاحِبُه، وَهُوَ مُريق ومُراقٌ، وتُبدَلُ الهمزةُ هَاء، فيُقال: هَراقَه، ثمّ قَالَ: وأَصْلُ يُرِيقُ يُريق على وَزْنِ يُكْرِمُ وأَصْلُ يُريقُ يُؤَرْيِقُ على وزن يُدَحْرِج، ثمَّ قالَ: وإِنَّما قالُوا أُهَرِيقُهُ بضمّ الهمزةِ وَفتح الهاءِ وَلم يَقُولُوا أأرِيقُه لاستِثْقالِ الهَمْزَتَيْنِ، وَقد زالَ ذَلِك بعدَ الإِبْدالِ، انْتهى.
قلت: وقالَ بعضُ النَّحْوِيِّين: إِنَّما هُوَ هَراقَ يُهَريقُ لأَنَّ الأَصْلَ من أَراقَ يُرِيقُ يُؤَرْيِقُ، لأَنَّ أَفْعَلَ يُفْعِلُ فِي الأَصل كَانَ يُؤَفْعِلُ، فَقَلبُوا الهمزةَ الَّتِي فِي يُؤَرْيِقُ هَاء، فقِيلَ: يُهَريقُ، فَلِذَا تَحَرَّكت الهاءُ، نَقله ابنُ سيدَه. وَفِي المِصْباح: وَقد يُجْمَعُ بينَ الهاءِ والهمزةِ، فيُقال: أَهْراقَهُ يُهْرِيقُه، سَاكن الهاءِ تَشْبِيهاً لَهُ بأَسْطاعَ يُسطِيعُ كأَنَّ الهمزةَ زِيدَتْ عِوَضاً عَن حركةِ الياءِ فِي الأَصْل، وَلِهَذَا لَا يَصيرُ الفِعْلُ بِهَذِهِ الزِّيادَةِ خُماسِيًّاً، وَفِي التَّهذيب، من قالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خَطَأٌ فِي الْقيَاس، انْتهى. قلتُ: نَصّ الأَزهريّ فِي التَّهذِيبِ: هَراقَت السَّماءُ ماءها تُهَرِيقُ، والماءُ مُهَراقٌ، الهاءُ فِي ذَلِك كُلِّه متحركَةٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَنَّها لَيسَتْ بأَصْلِيَّة، إِنَّما هِيَ بَدَلٌ من هَمْزَةِ أَراقَ، قَالَ: وهَرَقْتُ مثلُ أَرَقْت، وَمن قالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خَطَأ فِي القِياسِ، قالَ: ومثلُ قولِهم: هَرَقْتُ والأَصْلُ أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحت الدَّابَّةَ وأَرَحْتُها، وهَنَرتُ النّارَ وأَنَرتها، قالَ: وأَما لغَةُ من قالَ: أَهْرَقْتُ الماءَ فَهِيَ بَعِيدَةٌ، قَالَ أَبُو زيدٍ: الهاءُ مِنْهَا زائِدَةٌ، كَمَا قالُوا: أَنْهَأتُ اللَّحْمَ والأَصْلُ أَنأته، بِوَزْنِ أَنَعْتُه. قالَ شَيخُنا: وَإنَّما أَوْجَبُوا فتحَ الهاءِ لَا حَذْفَها لأَمْرَيْن: أَحدهما: أَنَّ مُوجِبَ الحَذْفِ الَّذِي هُوَ اجْتِمَاعُ هَمْزَتينِ قد زالَ وَذَهَبَ بإِبْدالِها هَاء، وَهَذَا هُوَ الَّذِي أشارَ إِليهِ الجَوْهرِيُّ بقولِه، وتَبِعَه المُصَنِّفُ، وِإنَّما قالُوا: أُهَرِيقُه إِلخ. الثَّانِي: أَنَّه لما كَثُرَ استعمالُ هَذَا الفعلِ على هَذَا الوَجْهِ وشاعَ دَوَرانُه كَذَلِك تُنُوسِيَ فِي الهاءِ معنَى الزِّيادَةِ وَصَارَت كَأَنَّهَا أَصْلٌ من أُصولِ الكلمَةِ، وَلذَلِك نَظَّرَها فِي المِصْباحِ بدَحْرَجَ المُتَّفَقِ على أَصْلِيَّةِ حروفهِ، وَلِهَذَا تُزادُ الأَلِفُ على هَراق، فيُقال: أَهَراقَ فِي لُغَة، كَمَا مَرّ.
ثمّ قَالَ: فَإِن قُلْتَ: تَقَدَّم أَنَّ الهاءَ بَدَلٌ من الأَلِفِ وِإذا كانَ كَذَلِك، فَمَا وَجْهُ الجَمْعِ بينَها وبيِنَ الهاءِ، والقاعدةُ أنّه لَا يُجْمَع بَين العِوَضِ والمُعَوَّضِ عنهُ. قلتُ: هَذَا هُوَ الَّذِي أَشارَ إِليه فِي التَّهْذِيب، وقالَ: إِنَّه خَطَأٌ فِي القِياس، حيثُ قالَ: من قالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خَطَأٌ فِي القِياسِ، ووجهُ تَخْطِئَتِه هُوَ مَا يَلْزَمُ من الجَمْعِ بَين العِوَضِ والمُعَوَّضِ مِنْهُ، وجَوابُه هُوَ مَا أَشارَ إِليه الجَوْهريُّ بقولِه: قالَ سِيبَوَيْهِ: وَقد أَبْدَلُوا من الهَمْزَةِ الهاءَ، ثمَّ أُلْزِمَتْ، فصارَتْ كأَنَّها من) نَفْسِ الكلمةِ، ثمَّ أُدْخِلت الأَلفُ بعدَ الهاءِ وتُرِكَت الهاءُ عِوَضاً من حَذْفِهم حرَكَةَ العَينِ، فكَمُلَ الغَرَضُ وانْتَفي مَا قِيلَ من الجَمْعِ بينَ العِوَضِ والمُعَوَّضِ مِنْهُ، ولذلكَ قالَ فِي المِصْباحِ: إِنَّ الكلمةَ لَا تَصِيرُ بزِيادةِ الهاءِ خُماسِيَّةً ونَظَّرُوا هَذَا الفِعْلَ بأَسْطاعَ يُسطيعُ، بقطعِ الهمزةِ فِي الماضِي وضَمِّ الياءِ فِي المُستَقْبلِ، مَعَ أَنّه فِي الظّاهِرِ خُماسِيٌّ مبتَدَأٌ بهَمْزةِ قَطع، كَمَا أَنَّه لَا يُضَمّ حرفُ المُضارَعةِ إِلا من الرباعي، وجوابُه: أَنَّ الفعلَ رُباعِيٌ، وأَنَّ السينَ زائِدةٌ عِوَضاً من ذَهابِ حَركةِ العَيْنِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الأَخْفشِ ومُتابِعِيه، فَلَا يكونُ الفِعْلُ بهَا خُماسِيًّاً، كَمَا فِي المِصْباحِ وغيرِه، ومِثْلُه أَهْراقَ عِنْد الجَوْهرِيِّ، وَلَا ثالِثَ لَهَا. قلت: وتقَدَّم فِي ط وع لسِيبَوَيْه ويُونُسَ مثلُ قولِ الأَخْفَشِ، ثُمَّ قالَ: وَلَا اعْتِدادَ بِمَا ذَهَب إِلَيْهِ السُّهَيلِيُ فِي الرَّوْضِ من أَنَّهم قد يَجْمَعُونَ أَحْياناً بينَ العِوَضِ والمُعَوَّضِ عَنهُ، ومِثْلُه أَهْراقَه لأَنَّه لَا يُدَّعَى إِلا إِذا وَجَبَ لُزومُه، وَقد أَمكنَ عَدَمُه، فتَبقَى القاعِدَةُ على أَصْلها.
وزِنَةُ يُهَرِيقُ، بفَتْحِ الهاءِ: يُهَفْعِلُ كيُدَحْرِج. وزِنةُ مُهَرَاق، بالتَّحْرِيكِ: مُهَفْعَل كمُدَحْرَج، نَقَله الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُ، قَالَا: وأَمّا يُهْرِيقُ ومُهْراقٌ بتَسكِين هائِهِما، فلاُ يمْكِنُ أَنْ يُنْطَقَ بِهما لأَنَّ الهاءَ والفاءَ جَمِيعاً ساكِنانِ. قَالَ شَيخُنا: وَقد عُلِم مِمَّا تَقَدَّم أَنَّ كلامَ الجَوْهَرِيِّ فيهِ تَخْلِيطٌ، وتَقْدِيم وتَأْخِير فإِنَّ ظاهِرَه أَو صَرِيحَه يَقْتَضِي أَنّ كَلام سِيبَوَيْه رَحمَه الله تَعالَى فِي أَهْرَقَ بإِثْبات أَلِفِ التَّعْدِية وحَذْفِ الأَلفِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الكَلِمَةِ الجائي على أَفَعَل يُفْعِلُ لأَنَّه أَتَى بنَصِّ سِيبَوَيْه عَقِبَ قولِه على أَفْعَلَ يُفْعِل، وليسَ كَذَلِك، بل كلامُ سِيبَوَيْهِ فِي أَهْراقَ بإِثباتِ الأَلِفَيْن، أَلِفِ التَّعْدِيةِ وعَيْنِ الكَلِمَةِ، وَمن تَتِمَّةِ الكلامِ عَلَيْهِ تَنْظِيرُه بأَسْطاعَ يسطِيعُ فِي إِنابَةِ حرف عَن حَرَكة وانتفاءِ كونِ الكلمةِ خُماسَيّةً وِإن كَانَت فِي الظّاهِرِ كَذَلِك، وَقد فَصَل هُوَ بَينَهُما حتّى قالَ فِيهِ لُغَة ثَالِثَة، فَكَانَ عَلَيْهِ أَن يُؤَخِّرَ قولَه قَالَ سِيبَوَيْه إِلى قَوْلِهِ: وفِيه لُغَةٌ ثَالِثَة أَهْراقَ، ثمَّ يَقُول: قَالَ سِيبَوَيْه إِلخ، ثمَّ يَقُول: هَذَا شاذٌّ، ونظيرُه إِلخ، وحِينَئذٍ يَحْسن كلامُه، ويَستَقِيمُ نِظامُه.
قلت: وَقد قدَّمنا عَن ابنِ بَريّ تَحْقِيقَ ذَلِك وتَفْصِيلَه، وَقد نَبَّه على ذلِكَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيّ وأَبو زَكَرِيا التَّبرِيزِيّ، وابنُ مَنْظُور، والصَّلاح وغيرُهم. ثمَّ قَالَ شيخُنا: والعَجَبُ من المَجْدِ كيفَ سَهَا عَن هَذَا التخْلِيطِ واحْتاجَ إِلى التَّغْلِيط، وَكَانَ ادِّعاؤه غيرَ تَامّ وقاموسُه غيرَ مُحِيط، مَعَ شِدَّةِ تَبجحِه بإِيرادِ الغَلَطات، وكثرةِ إِظْهارِه الصّوابَ على منَصّاتِ السقَطاتِ، وَالله المُوَفِّقُ.
ثمَّ قَالَ: وَقد عُلِمَ مِمَّا مَرَّ أَنَّ هَذَا الفعلَ فِيهِ لغاتٌ: الأُولى: هَذِه الَّتِي صَدَّرُوا بِها، وَهِي هَراقَ هِراقَةً، كأَراقَ إِراقَةً.
الثانِيَة: أَهْرَقَ إِهْراقاً، كأَكْرمَ إِكْراماً، وكأَنَّ الهاءَ فِي هَذِه أَصْلِيَّة. الثّالِثة: أَهْراقَ بأَلِف قَطْعِيّة وهاءٍ ساكِنَة يُهْرِيقُ، بياءٍ بعدَ الرّاءِ عِوَضاً عَن الأَلفِ الثّانِيةِ فِي الماضِي.)
قلت: وَهَذِه الثّلاثةُ قد ذَكَرَهُنَّ الجوهرِيُّ والصاغاني.
الرّابعةُ: هَرَقَ، كمَنَعَ بِنَاء على أصالَةِ الهاءِ. قُلتُ: وَقد نَقَلَها الفَيُّومِيُ فِي المِصباحِ.
والخامِسَةُ: هِيَ الأَصْلُ الَّتِي هِيَ أَراقَ إِراقَةً.
وَقد قالُوا: إِنَّ أَفصحَ هَذِه اللغاتِ هَراقَ.
قلتُ: نقَلَها اللِّحْياني، وقالَ هِيَ لُغَةٌ يَمانِيَةٌ، ثمَّ فَشَتْ فِي مِصْرَ، ثمَّ أَراقَ الَّتِي هِيَ الأَصْلُ.
قلت: وتقَدَّمَ الاخْتِلافُ فِي كَونِ أَراقَ واوياً، كَمَا ذَهَب إِليه ابنُ سِيدَه، أَو يائِياً، كَمَا نُقِلَ عَن الْكسَائي، واقتَصَرَ عَلَيْهِ صَاحب المِصْباح، ثمَّ أَهْراقَ بإِثْباتِ الأَلِفَيْن، ثمَّ أَهْرَق على أَفْعَل، ثمَّ هَرَقَ كمَنَعَ. قلتُ: ولعَلَّ وجهَ أَفْصَحِيةِ أَهْراقَ بالأَلِفَيْن على أَهْرَق كأَكْرَم أَنَّ فِي الثّاني مُخالَفةَ القِياسِ والشذُوذَ، وَهُوَ الجَمْعُ بَين البَدَل والمُبدَلِ، كَمَا تقَدَّم. ثمَّ قالَ شيخُنا: وَقد أَخْطَأَ المُصَنِّفُ فِي ذكرِه هُنا لأَنَّ موضِعَه روق عِنْد قَوْم أَو ريق عِنْد آخَرين، فالصّوابُ أَنْ يُذكَرَ فِي فصلَ الرّاءِ، وأَمّا الهاءُ فإِنَّما هِيَ بَدَل عَن أَلِفِ التَّعْدِيةِ الَّتِي لَحقَتْ راقَ، فَقَالُوا: أَراقَ، ثمَّ أَبْدَلُوا، فقالُوا هَراقَ، كَمَا فِي المِصْباحِ وغيرِه، وأَمّا غيرُها من اللُّغاتِ الَّتِي الهاءُ فِيهَا بَدَلٌ عَن أَلِفِ التَّعْدِيةِ فَلَا وَجْهَ لذِكْرِه هُنَا بوَجْهٍ من الوُجُوهِ، وَقد وقَعَ الغَلَطُ فِيهِ لأَقْوام من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، مِنْهُم ثَعْلَبٌ فِي الفصِيحِ فإِنَّه ذَكَرَه فِي بَاب فَعَلَ الثّلاثي بِغَيْر أَلِف، وإِن تَكَلَّفَ بعضُ شُرّاحِه الجَوابَ عَنهُ بأَنَّه صَار فِي صُورَةِ الثُّلاثيِ، أَو غير ذَلِك مِمَّا لَا يَنْهَضُ، ووَقَعَ الغَلَطُ فِيهِ للقَزَّازِ فِي الجامِع، واعتَذَرَ هُوَ عَن ذَلِك بكلامٍ تَرْكُه أَوْلَى من ذكْرِه، وعَلَّلَهُ بأَنَّ الهاءَ فِيهِ لازِمَةٌ للبَدَل فكانَتْ كالأَصْلِ، والمصَنِّفُ تَبع الجَوْهرِيَّ فِي ذِكره فِي فَصْلِ الهاءِ، ويمكنُ أَن يجابَ عَنهُ بأَنَّه قَصَدَ إِلى ذكرِ هَرَقَ الثّلاثي، وَأما غَيرُها من اللُّغاتِ فذَكَرها اسْتِطْراداً. قلت: لم يَنْفَرِدْ الجوهريّ بإِيرادِ ذَلِك فِي فَصْلِ الهاءِ بل أَوْرَدَه جماعةٌ أَيْضا فِي فصلِ الهاءِ مِنْهُم: ابنُ القَطّاع فِي أَفْعالِه، والصاغاني فِي العُبابِ والتَّكْمِلَة، وصاحبُ اللِّسانِ، وكَفى للمُصَنِّفِ بهؤلاءِ قُدْوَة، وقولُه فِي الجَوابِ عَن المُصَنِّفِ بأَنَّه قَصَدَ إِلى ذِكْرِ هَرَقَ الثُّلاثيّ إِلَخ، هَذَا إِنَّما يَستَقِيمُ إِذا كانَ ذَكَرَ هَذِه اللُّغَةَ أَوَّلاً، ثمَّ اسْتَطْرَدَ بقِيَّةَ اللُّغاتِ، وَهُوَ لم يَذْكُر هَرَقَ أَصْلاً، بل وَلم يَذْكُر فِي التَّركِيبِ من مادَّةِ الثُلاثيِّ غير الهِرقِ، بِالْكَسْرِ: للثَّوْبِ الخَلَقِ: وَالَّذِي تَطْمئنّ إِليهِ النفْسُ فِي الاعْتِذارِ عَن ذكرِ هؤلاءِ هَذَا الحَرفَ فِي هَذَا التَّركيبِ كثرةُ اسْتِعْمالهِ على هَذَا الوَجْهِ، وشُيُوعُ دَوَرانِه كَذَلِك، حَتّى تُنِوسِيَ فِي الهاءِ معنَى الزِّيادةِ، وَصَارَت كَأَنَّهَا أَصْلٌ من أصولِ الكلمَةِ، وَهَذَا الْجَواب قريبٌ من جَواب القَزّازِ، بل فِيهِ تَفْصِيلٌ لكلامِه، فتأَمَّلْ، وَقد سَبَقَ لنا قَريب من هَذَا الكلامِ فِي هـ ن ر وَغَيره فِي مواضَعَ من هَذَا الكِتابِ.
ثمّ قالَ شيخُنا: تَنْبِيهانِ: الأَوّل: الهاءُ فِي هَراقَ بدَلٌ من الأَلِفِ بإجْماع، كَمَا مَرَّ، وَفِي أَهْرَقَ يَجِبُ أَنْ تكونَ أَصْلِيّةً، لأنَّهم نَظَّرُوه بأَكْرَم،)
وقالُوا: على أَكْرَم، وَفِي هَرَقَ عندَ من أَثْبتَه أَصْلِيَّة هِيَ فاءُ الكَلِمَة، كَمَا لَا يَخْفي، لأَنَّه لَا يُحْتَملُ غيرُه، وَقد حكاهَا أَبو عُبَيدِ فِي الغَرِيبِ المُصَنَّفِ، واللِّحْيانيُ فِي نوادِره، فَقَالَ إنَّها بعضُ اللُّغاتِ، وَهِي لبني تَغْلِبَ. قلت: وَقد ذَكَرها ابنُ القَطّاعِ فِي أَفْعالِه، والفَيومِيُ فِي مِصْباحِه، كَمَا مَر.
الثَّانِي: لَا يَخْتَصُّ هَذَا الإِبْدالُ بأَراقَ كَمَا تَوَهَّمَه جماعةٌ، بل قالَ شُرّاحُ الفَصِيحِ، وأَكثرُ شُرّاحٍ الكِتاب، وغيرُهم: إِنَّه جاءَ فِي الأفْعالِ كُلًّها مُعْتَلِّها وغَيرِ مُعْتَلِّها، وقالُوا: العَرَبُ تُبدِلُ من الهَمْزَةِ هَاء، وَمن الهاءِ همْزَةً للقُربِ الَّذِي بَينَهُما، من حَيثُ إِنَّهما من أَقْصى الحَلْقِ، فجازَ أَنْ يُبدَلَ كُلَّ مِنْهُمَا من صاحِبِه، وذَكَرُوا وُجوهاً من الإِبْدالِ خارِجَةً عَن بَحْثِنا، وَالَّذِي عندِي أَنَّ هَذَا الإِبْدالَ إِنَّما يَصِحُّ فِي المُعَتَلِّ من الأَفْعال خاصَّةً، كأَراقَ لأَنَّهم إِنَّما مَثَّلُوا بأَشْباهِه، قَالُوا: إِنَّه سُمِعَ من العربِ قولُهم فِي أراح ماشِيتَه هَراحَ، وَفِي أَراد: هَرادَ، وَفِي أَقامَ: هَقامَ، وَلم يَذْكُرُوه فِي شَيءٍ من الصَّحِيحِ أَصْلاً، لم يَقُولُوا فِي أَعْلَم مثَلاً هَعْلَم، وَلَا فِي أَكْرَم هَكْرَم، فالظّاهِرُ اخْتِصاصُه بِهِ، وأَنَّ كلامَهم عامٌّ فَلَا يُعتَدُّ بِهِ. قلتُ: وَقد ذَكَر الأَزْهرِيُّ: هَنَرتُ النّارَ، وأَنَرتُها، وَسَبَقَ للمصَنِّفِ أَنَرتُ الثَّوْبَ، وهَنَرتُه، ونَقَلَ أَبو زَيْدٍ قولَهم: أَنْهَأْتُ اللَّحْمَ، قَالَ: والأَصْلُ أَنَأته بوَزْنِ أَنَعْتُه، فيُنْظَر هَذَا مَعَ كلامِ شَيخِنا، هَذَا غايَةُ مَا تَنْتَهِي إِليه عنايَةُ المُتأَمِّل فِي بَحْثِ هَذَا المَقامِ، وتَحْقِيقِه على أَكْمَلِ المَرامِ، وَالله حَكِيمٌ عَلام. والمُهْرَقُ، كمُكْرَم: الصَّحِيفَةُ عَن الأَصْمَعِيِّ، وزادَ اللَّيثُ: البَيضاء يُكْتَبُ فِيهَا، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ فَارسي مُعَرَّبٌ قالَ الصّاغانِيّ: تعرِيبُ مَهْرَهْ، وَقَالَ غَيره: المُهْرَقُ: ثوبٌ حَرِيرٌ أَبْيَضُ يُسقَى الصَّمغَ، ويُصْقَلُ، ثُمّ يكْتَب فِيهِ، وَفِي شَرحِ مُعَلَّقَةِ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ: كانُوا يَكْتُبونَ فِيهَا قبل القَراطِيسِ بالعِراقِ، وَهُوَ بالفارسِيَّة مُهْرَه كَرد، وِإنَّما قِيلَ لَهُ ذلِكَ لأنَّ الَّذِي يُصْقَلُ بهَا يُقال لَهَا بالفارِسِيَّةِ: مهره، وَفِي شرحِ الحَماسَةِ: تكَلمُوا بهَا قَدِيماً، وَقد يُخَصّ بكتابِ العَهْدِ، قالَ حَسّان رَضِي الله عَنهُ:
(كم للمَنازِلِ من شَهْر وأَحْوالِ ... كَمَا تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالِي)
مَهارِقُ قالَ الحارِثُ بنُ حِلَزَةَ: آياتُها كمَهارِقِ الحَبَشِ وقالَ الأَعْشَى:
(رَبِّى كَرِيمٌ لَا يُكَدِّر نَعْمَةً ... فَإِذا تُنُوشِدَ فِي المَهارِقِ أَنْشَدَا)
أرادَ بالمَهَارِقِ الصَّحائِفَ. وَمن المَجاز: المُهْرَقُ: الصَّحْراءُ المَلْساء جمعُه مَهارِقُ، وَهِي الصَّحارَى والفَلَواتُ، تَشْبِيهاً لَهَا بالصَّحائِفِ، قَالَ ذُو الرُمَّةِ: بيَعْملةٍ بَين الدّجَى والمَهارِقِ أرادَ الفَلَواتِ، وشاهِدُ المُفْرَدِ قولُ أَوْسِ بنِ حَجَر:)
(على جازِعٍ جَوْزِ الفَلاةِ كأَنَّه ... إِذا مَا عَلاَ نَشْزاً من الأَرْضِ مُهْرَقُ)
وحَكَى بعضُهم: مَطَر مُهْرَوْق كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي صهَيِّبٌ وَقَالَ ابنُ سيدَه: اهْرَوْرَقَ الدَّمْعُ والمَطَرُ: جَرَيا، قَالَ: ولَيس من لفظ هَراقَ لأَنَّ هاءَ هَراقَ مبدَلةٌ والكلمةُ مُعْتَلَّةٌ، وأَمّا هَرَوْرَقَ فَإِنَّهُ وِإنْ لم يُتَكَلَّم بِهِ إلاَّ مَزِيدا مُتَوَهَّمٌ من أَصل ثُلاثي صَحِيح لَا زيادَةَ فِيهِ، وَلَا يَكونُ من لَفْظ أَهْراقَ لأَنَّ هاءَ أَهْراقَ زائِدَةٌ عوضٌ من حَركَةِ العَين، على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْه فِي أَسْطاعَ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقال: هَرِّقْ عَلَى خَمْرِكَ: أَي تَثَبَّت قالَ رُؤبَة: يَا أَيُّها الكاسِرُ عينَ الأَغْضَنِ والقائِلُ الأَقْوالَ مَا لم يلقَنِي هَرَقْ عَلَى خَمْرِكَ أَو تَبَيَنِ والمُهْرُقانُ، كمُسحُلانٍ أَي بِضَمِّ الأَوَّلِ والثّالِثِ، عَن أبي عَمْرو. وقِيلَ: هُوَ المَهْرَقانُ، مثالُ مَلْكَعان قَالَ الصّاغانيّ: وَهُوَ الأَصَحُّ أَي بِفَتْحِ الأَوَّلِ والثّالِثِ.
ويُقال: هُوَ بضَمِّ الميمِ وفتحِ الرّاءِ من أَسماءِ البَحْرِ قَالَ أَبو عَمْرٍ و: وَهُوَ اليَمّ، والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمهرقان والدَّأْماءُ أَو هُوَ ساحِلُ البَحْرِ وَهُوَ الموضعُ الَّذِي فاضَ فيهِ الماءُ ثمَّ نَضَبَ عَنهُ فبَقِىَ فِيهِ الوَدَعُ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(تَمَشَّى بهِ نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها ... جَنَى مُهْرُقانٍ فاضَ باللَّيلِ ساحِلهْ)
قالَ بَعْضُهم: سُمِّيَ بِهِ البَحْرُ لأَنَّه يُهَرِيقُ مَاءَهُ على السّاحِلِ، إِلاّ أَنّه ليسَ من ذلِكَ اللَّفْظِ.
ومُهْرقان بالضمِّ: بساحِلِ بحْرِ البَصْرَةِ فارسيٌ مُعَرَّب مَا هِيَ رُويَانْ المَعْنَى وُجُوهُهم كوُجُوهِ السَّمَكِ، وإِنْ كانَ مُعَرَّب ماهْ رُويان فَيكون المَعْنَى وُجُوهُهم كالقَمَر. وقالَ أَبُو زَيْد: يُقال: هَرِيقُوا عَلَيكُم كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ عَنْكم، كَمَا هُو نَصّ العُبابِ واللِّسانِ أَوَّلَ اللّيلِ، وفَحْمَةَ اللَّيلِ: أَي انْزِلُوا وَهِي ساعَةٌ يَشُقُّ فِيهَا السَّيرُ على الدَّوابِّ، حَتّى يَمْضِيَ ذَلِك الوَقْتُ، وهما بينَ العِشاءَيْنِ. وهَورَقانُ: بمَروَ قربَ سِنْجَ، مِنْهَا أَبو رَجاءَ مُحمَّدُ بنُ حَمْدَوَيْهِ بن مُوسى الهَوْرَقانِيُ، عَن أَحمدَ بنِ جَمِيل، ألَف تارِيخاً للمَراوِزَةِ. وَقَالَ الجُمَحِيُّ: الهِرقُ، بِالْكَسْرِ: الثَّوبُ الخَلَقُ وَكَذَلِكَ الدِّرْسُ والهِرسُ والهِدْمُ والطِّمْرُ.
وَمِمَّا يستَدْرَكُ عَلَيْهِ: هَرَقَ الماءَ، كمَنَعَ هَرقاً: صَبَّهُ، وَهِي لُغَةُ بني تَغْلِبَ، حَكَاها اللِّحْيانيُّ عَنْهُم فِي نَوادِرِه، وَقد تَقَدَّم.
ويَوْمُ التَّهارُقِ: يومُ المَهْرَجانِ، وَقد تَهارَقُوا فِيهِ: أَي أَهْرَقَ الماءَ بَعضُهُم على بَعضٍ، يَعْنِي يومَ النَّوْرُوز.
والمَهارِقُ: الطُّرُقُ فِي الفَلَواتِ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضا قولُ ذِي الرُّمَّةِ السّابقُ. والمُهْرَقُ، كمُكْرَم: المصقَلَةُ تُصْقَلُ بهَا الثِّيابُ والقَراطِيسُ، قَد تكونُ من الزُّجاجِ وَقد تَكُونُ من الوَدَع.)
وَقَالَ اللِّحْياني: بلدٌ مَهارق، وأَرضٌ مَهارِقُ، كأَنّهم جَعَلُوا كلًّ جزءٍ مِنْهُ مُهْرَقاً، قَالَ:
(وخَرقٍ مَهارِقَ ذِي لُهْلُه ... أَجَدَّ الأوامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ)
قَالَ ابنُ الأَعرابي: إِنّما أَرادَ مثلَ المَهارِقِ. قالَ ابنُ سِيدَه: وأَما مَا رواهُ اللِّحْيانيُّ من قولِهم: هَرِقْتُ حتّى نِصْفَ اللَّيلِ فإِنّما هُوَ أَرِقْتُ، فأُبْدِلَ الهاءُ من الهَمْزَةِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.