Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اتساع

بلا

ب ل ا: (الْبَلِيَّةُ) وَ (الْبَلْوَى) وَ (الْبَلَاءُ) وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ (الْبَلَايَا) . وَ (بَلَاهُ) جَرَّبَهُ وَاخْتَبَرَهُ وَبَابُهُ عَدَا وَبَلَاهُ اللَّهُ اخْتَبَرَهُ يَبْلُوهُ (بَلَاءً) بِالْمَدِّ، وَهُوَ يَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَ (أَبْلَاهُ إِبْلَاءً) حَسَنًا وَ (ابْتَلَاهُ) أَيْضًا. وَقَوْلُهُمْ لَا (أُبَالِيهِ) أَيْ لَا أَكْتَرِثُ، وَإِذَا قَالُوا لَمْ أُبَلْ حَذَفُوا الْأَلِفَ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ كَمَا حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَا أَدْرِ. وَ (بَلِيَ) الثَّوْبُ بِالْكَسْرِ (بِلًى) بِالْقَصْرِ، فَإِنْ فَتَحْتَ بَاءَ الْمَصْدَرِ مَدَدْتَهُ وَ (أَبْلَاهُ) صَاحِبُهُ. يُقَالُ لِلْمُجِدِّ: (أَبْلِ) وَيُخْلِفُ اللَّهُ. وَ (بَلَى) جَوَابُ تَحْقِيقٍ تُوجِبُ مَا يُقَالُ لَكَ لِأَنَّهَا تَرْكٌ لِلنَّفْيِ وَهِيَ حَرْفٌ لِأَنَّهَا ضِدُّ لَا. 
بلا
عن الفارسية بلاز بمعنى جواد يحمل حقائب السفر وغيرها.
بلا
من (ب ل و) البلاء وحذفت الهمزة للتخفيف.
[بلا] يقال: ناقة بلو سفر بكسر الباء، وبِلْيُ سَفَرٍ، للتي قد أبلاها السفر. والجمع أَبْلاءٌ. وأنشد الاصمعي : ومنهل من الانيس نائى * شبيه لون الارض بالسماء داويته برجع أبلاء والبلْوَةُ أيضاً بالكسر والبِلْيَةُ مثله. والبَلِيَّةُ والبَلاءُ واحدٌ، والجمع البَلايا. صرفوا فعائل إلى فعالى، كما قلناه في إداوة. والبَلِيَّةُ أيضاً: الناقةُ التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية عند قبر صاحبها، فلا تُعْلَفُ ولا تُسْقَى حتى تموت، أو يحفر لها حفرة وتترك فيها إلى أن تموت ; لانهم كانوا يزعمون أن الناس يحشرون ركبانا على البلايا ومشاة، إذا لم تعكس مطاياهم على قبورهم. تقول منه: أبليت وبليت. قال الطرماح: منازل لا ترى الانصاب فيها * ولا حفرالمبلى للمنون أي إنها منازل أهل الاسلام دون أهل الجاهلية. وقامت مبليات فلان يَنُحْنَ عليه، وذلك أن يَقُمْنَ حول راحلته إذا مات. وبلى، على فعيل: قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم بلوى. وبلوته بلوا: جربته واختبرته. وبلاه الله بَلاءً، وأَبْلاهُ إبْلاءً حسناً. وابْتَلاهُ: اختبره. والتبالى: الاختبار. وقولهم: ما أُباليهِ، أي ما أَكْتَرِثُ له. وإذا قالوا: لم أبل حذفوا تخفيفا، لكثرة الاستعمال، كما حذفوا الياء من قولهم: لا أدر. وكذلك يفعلون في المصدر فيقولون: ما أباليه بالة، والاصل بالية، مثل عافاه عافية، حذفوا الياء منها بناء على قولهم: لم أبل. وليس من باب الطاعة والجابة والطاقة. وناس من العرب يقولون: لم أبله، لا يزيدون على حذف الالف، كما حذفوا علبطا. وبَلي الثوبُ يَبْلى بِلىً بكسر الباء، فإن فَتَحْتَها مَدَدْتَ. قال العجاج: والمرءُ يُبْليهِ بَلاَء السِرْبالْ * كَرُّ الليالي واختلافُ الأَحوالْ وأَبْلَيْتُ الثوب. ويقال للمُجِدَّ: أَبْلِ ويُخْلِفَ اللهُ. وتقول: أَبْلَيْتُ فلاناً يميناً، إذا طَيَّبْتَ نفسَه بها. والبَلاءُ: الاختبارُ ; ويكون بالخير والشر. يقال: أَبْلاهُ الله بَلاءً حسناً. وأَبْلَيْتُهُ معروفاً. قال زهير: جَزى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بكم * وأبْلاهما خيرَ البَلاَء الذي يَبْلُو أي خيرَ الصنيع الذي يَختبِر به عباده. قال الاحمر: يقال: نزلت بلاء على الكفار، مثل قطام، يحكيه عن العرب. و (بلى) : جواب للتحقيق توجب ما يقال لك، لانها ترك للنفي. وهى حرف لانها نقيضة لا. قال سيبويه: ليس بلى ونعم اسمين.

(288 - صحاح - 6) 
(بلا) - في الحديث : "إنَّ مِن أَصْحابِى مَنْ لا يرَانى بعد أن فَارقَنِى، فقال عُمَر لأُمِّ سَلَمَة: بِالله مِنْهم أَنَا؟ قالت: لا، ولن أُبْلِىَ أَحدًا بعدك"
قال ابنُ الأعرابّى: أَبلَيتُه يَمِيناً، وأصبرتُه يَمِيناً، وأجلَسته يَمِيناً إذا حَمَلتَه عليها.
وقال الأَصمَعىُّ: أبليتُ فُلانًا يَمِيناً، إذا حَلفْتَ له بيَمِين طَيَّبتَ بها نفسَه، وهذا يَدُلُّ على أَنَّها حَلَفَت له. وقال إبراهيم الحَربِىُّ: وفيه وَجهٌ حَسَن: أي لَنْ أُخْبر أَحدًا بَعدَك قال: وسَمِعتُ ابنَ الأَعرابِىِّ يقول: أُبْلى بمعنى: أُخْبِر، وأنشدنا:
* كَفَى بالذى أُبلِى وأَنعَتُ مُنصُلاً *
: أي أخبِر.
- في حَدِيثِ بِرِّ الوَالَديْن: "أَبْلِ الله تَعالَى عُذْرًا في بِرِّهما".
قيل: أبلَى بمعنى أعطى، وأَبلاه: أحسنَ إليه. يعنى أحسِن فيما بَينَك وبَينَ الله تعالى بِبِرِّك إيَّاهما.
- في حديِث الأَحنَف: "نُعِى له حَسَكَةُ الحَنْظَلِى، فما ألقَى له بَالاً".
: أي ما استَمَع إليه، وما اكْترثَ به.
- ومنه الحَدِيثُ: "لا يُبالِى اللهُ تَعالَى بهم بَالَةً" .
: أي لا يرفَع لهم قَدْرًا، ولا يُقِيم لهم وَزْناً.
يقال: ما بَالَيتُ به مُبالاةً وبالِيَةً وبَالَةً، وقيل: هو اسْمٌ من بَالَى يُبالِى، حُذِفَت يَاؤُه بِناءً على قَولهم: لم أُبَلْ به، فأمَّا قَولُهم: لا أَصبتُك بِبَالَّة. فهو بالتَّثْقِيل: أي بخَيْر.
ويقال: ما ألقِى لقَولِك بَالاً: أي ما أُبالِى به. وقيل قَولُهم: ما باليتُه وما بالَيْت به، هو كالمَقْلُوب من المُبَاوَلَة، مَأْخوذٌ من البَالِ
: أي لم أُجرِه بِبالِى، وأصْل البَالِ: الحَالُ.
ومنه الحَدِيث: "كُلُّ أَمرٍ ذِى بَالِ لم يُبَدأ فيه بحمد اللهِ تعالى فَهُوَ أَقْطَع".
- قال الله تعالى: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} : أي: حَالَهم، وما بَالُ فلانٍ: أي حَالُه.
في حديث المُغِيرَةِ: "أنَّه كَرِه ضربَ البَالَة".
البَالَة بالتَّخْفِيف: حَدِيدةٌ يُصادُ بها السَّمَك. يقال: ارْمِ بها فَمَا خَرجَ فهو لِى بِكَذا، وإنما كرهه لأَنَّه غَرَرٌ، وقد يَخرُج وقد لا يَخْرُج. والبَالَة أيضا: فَأْرَةُ المِسْك، أو الجِرابُ الصَّغِير. وقيل: هو تعريب "بَيْلَة"، ومنه يُسَمَّى الصَّيدَلاَنِي بالفارسية: بَيْلَوَرْ، ويحتمل أن يكون الأول أيضا مُعرَّباً.
- في الحديث: "مَنْ أُبلِى فذَكَر فقد شَكَر".
الِإبْلاء: الِإنْعام، يقال: أبلَيْت الرجلَ وأَبليتُ عندَه: أي بَلاءً حَسناً. قال زُهَيْر:
* وأَبلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبلُو *  - وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "ما أُبالِيه بالَةً".
: أي مُبالاةً وأَصلُه بَالِيَةٌ كالعَافية.
- في حَديث أبى سَعِيد: "إدامُهم بَالامٌ ونُونٌ، قالوا: وما هذَا؟ قال: ثَورٌ ونُونٌ".
قال الخَطَّابى: النُّونُ: الحُوتُ، وأما بالَام فإنه شىء مُبْهم. دلَّ الجواب من اليَهُودِىِّ على أنه اسمٌ للثَّور. وهو لفظ مبهم لم يَنْتَظم، ولا يَصِحّ أن يكون على التَّفرِقة اسماً لشىء، فيشبه أن يكون اليَهُودِىُّ أراد أن يُعمِّىَ الاسَم فقطَع الهِجاءَ وقَدَّم أحدَ الحَرْفَين فقال: يَالَام. وإنما هو في التَّرتيب لَامٌ، يَاءٌ، لَأَى على وزن لَعَى: أي ثَوْر، يقال للثَّور الوَحْشِى: اللَّآى على وزن اللَّعَا، والجَمع اللأْلآء على وزن الأَلعاء. فصحَّف فيه الرُّواةُ. فقالوا: بَالاَم، جعلوا اليَاءَ باءً. فأَشكلَ واستَبْهم قال: وهذا أَقربُ ما يَقَع لِى فِيه، إلا أن يكون ذلك بغَيْر لسان العرب، فإن المُخبِرَ به يَهودىٌّ، فلا يَبعُد أن يكون إنما عَبَّر عنه بلِسانه. فيكون ذلك في لِسانهم يَلا ، أكثر العِبْرانِيَّة فيما يَقولُه أَهلُ المَعرِفة بها مقلوب عن لِسانِ العَرَب بتَقْديمِ الحُروفِ وتأخيرِها. وقيل: إن العِبْرانِىَّ هو العُربْانى، فقدَّمُوا الباءَ وأَخَّروا الرّاءَ، والله تعالى وتَقدَّس أَعْلَمَ.
قال سَيِّدنُا حَرسَه الله: ويَقَع لى أنَّه إنما فَعَل ذلك لأَنَّ "النُّونَ" الذي هو الحُوتُ لَمَّا كان يشْتبه في الّلفْظ بالنُّون الذي هو من الحُروفِ، أراد أن يُعبِّر عن الثَّور بالحُروفِ أَيضاً، فَلِهذا فَعَل ما فَعَل، والله تَعالَى أعلم.
[بلا] فيه: فمشى قيصر إلى إيلياء لما "أبلاه" الله. القتيبي: يقال من الخير أبليته إبلاء، ومن الشر بلوته أبلوه بلاء، والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر من غير فرق بين فعليهما. ومنه: "ونبلوكم" بالشر والخير فتنة" وإنما مشى قيصر شكرا لاندفاع فارس عنه. غ: "يبلو" بالخير لامتحان الشكر، وبالمكروه لامتحان الصبر. نه ومنه ح: من "أبلى" فذكر فقد شكر، الإبلاء الإنعام والإحسان، بلوته وأبليت عنده بلاء حسنا، والابتلاء في الأصل الاختبار والامتحان، بلوته وأبليته وابتليته. ومنه ح كعب: ما علمت أحدا "أبلاه" الله أحسن مما أبلاني. وح: اللهم "لا تبلنا" إلا بالتي هي أحسن أي لا تمتحنا. وفيه: إنما النذر ما "ابتلي" به وجه الله أي أريد وجهه. وفي ح: بر الوالدين "أبل" الله تعالى عذرا في برها أي أعطه،"بلى" والذي نفسي بيده رجال آمنوا، أي بلى يبلغها المؤمنون المصدقون، فإن قلت فحينئذ لا يبقى في غير الغرف أحد لأن أهل الجنة كلهم مصدقون، قلت المصدقون بجميع الرسل ليس إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيبقى مؤمنو سائر الأمم في غيرها.

بلا: بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً وابْتَلَيْته: اخْتَبَرْته،

وبَلاهُ يَبْلُوه بَلْواً إذا جَرَّبَه واخْتَبَره. وفي حديث حذيفة: لا أُبْلي

أَحداً بَعْدَك أَبداً. وقد ابْتَلَيْتُه فأَبْلاني أَي اسْتَخْبَرْتُه

فأَخْبَرني. وفي حديث أُم سلمة: إنَّ مِنْ أَصْحابي مَنْ لا يَراني بَعدَ

أَن فارَقَني، فقال لها عمر: بالله أَمِنْهم أَنا؟ قالت: لا ولن

أُبْلِيَ أَحداً بعدَكَ أَي لا أُخبِر بعدَك أَحداً، وأَصله من قولهم أَبْلَيتُ

فُلاناً يميناً إذا حلفتَ له بيمين طَيَّبْتَ بها نفسه. وقال ابن

الأَعرابي: أَبْلى بمعنى أَخْبَر. وابْتَلاه الله: امْتَحَنَه، والاسم

البَلْوَى والبِلْوَةُ والبِلْيَةُ والبَلِيَّةُ والبَلاءُ، وبُلِيَ بالشيء

بَلاءً وابْتُلِيَ؛ والبَلاءُ يكون في الخير والشر. يقال: ابْتَلَيته بلاءً

حسناً وبَلاءً سيِّئاً، والله تعالى يُبْلي العبدَ بَلاءً حسناً ويُبْلِيه

بلاءً سيِّئاً، نسأَل الله تعالى العفو والعافية، والجمع البَلايا،

صَرَفُوا فَعائِلَ إلى فَعالى كما قيل في إداوة. التهذيب: بَلاه يَبْلُوه

بَلْواً، إذا ابتَلاه الله ببَلاء، يقال: ابْتَلاه الله ببَلاء. وفي الحديث:

اللهم لا تُبْلنا إلاّ بالتي هي أَحسن، والاسم البَلاء، أَي لا

تَمْتَحِنَّا. ويقال: أَبْلاه الله يُبْلِيه إبْلاءً حسناً إذا صنع به صُنْعاً

جميلاً. وبَلاه اللهُ بَلاء وابْتَلاه أَي اختَبره. والتَّبالي: الاختبار.

والبَلاء: الاختبار، يكون بالخير والشر. وفي كتاب هرقل: فَمَشى قَيْصر إلى

إيلِياء لمَّا أَبْلاهُ الله. قال القتيبي: يقال من الخير أَبْلَيْته

إبْلاء، ومن الشر بَلَوْته أَبْلُوه بَلاءً، قال: والمعروف أَن الابتلاء

يكون في الخير والشر معاً من غير فرق بين فعليهما؛ ومنه قوله تعالى:

ونَبْلُوكم بالشر والخير فتنة؛ قال: وإنما مشى قيصر شكراً لاندفاع فارس عنه.

قال ابن بري: والبَلاء الإنعام؛ قال الله تعالى: وآتيناهم من الآيات ما فيه

بَلاء مبين؛ أَي إنعام بَيِّن. وفي الحديث: مَنْ أُبْليَ فَذَكَرَ فَقَد

شَكَرَ؛ الإبلاء: الإنعام والإحسان. يقال: بَلَوْت الرجلَ وأَبْلَيْت

عندَه بَلاء حسناً. وفي حديث كعب بن مالك: ما عَلِمْتُ أَحداً أَبْلاه الله

أَحسنَ مِمَّا أَبْلاني، والبَلاءُ الاسم، ممدودٌ. يقال: أَبْلاه اللهُ

بَلاءً حسناً وأَبْلَيْته معروفاً؛ قال زهير:

جَزَى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بِكُمْ،

وأَبْلاهما خيرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو

أَي صَنَع بهما خيرَ الصَّنِيع الذي يَبْلُو به عباده. ويقال: بُلِيَ

فلانٌ وابْتُلِيَ إذا امْتُحِنَ. والبلوَى: اسم من بَلاه الله يَبْلُوه.

وفي حديث حذيفة: أَنه أُقِيمَتِ الصلاةُ فَتَدافَعوها فَتَقدَّمَ حذيفة

فلما سَلَّم من صلاته قال: لتَبْتَلُنَّ لَها إماماً أَو لَتُصَلُّنَّ

وُحْداناً؛ قال شمر: قوله لتَبْتَلُنَّ لها إماماً يقول لتَخْتارُنَّ، وأَصله

من الابتلاء الاختبار من بلاه يبلوه، وابتلاه أَي جَرَّبه؛ قال: وذكره

غيره في الباء والتاء واللام وهو مذكور في موضعه وهو أشبه. ونزلت بلاءِ على

الكفار مثل قَطامِ: يعني البلاءَ. وأَبْلَيْت فلاناً عُذراً أَي بَيَّنت

وجه العذر لأُزيل عني اللوم. وأَبْلاه عُذراً: أَدَّاه إليه فقبله،

وكذلك أَبْلاه جُهْدَه ونائِلَه. وفي الحديث: إنما النذْرُ ما ابْتُلِيَ به

وجه الله أَي أُريد به وجههُ وقُصِدَ به. وقوله في حديث برّ الوالدين:

أَبْلِ الله تعالى عُذْراً في بِرِّها أَي أَعْطِه وأَبْلِغ العُذرَ فيها

إليه؛ المعنى أَحسن فيما بينك وبين الله ببرك إياها. وفي حديث سعد يوم بدر:

عَسَى أَن يُعْطَى هذا مَن لا يُبْلي بَلائي أَي يعملُ مثلَ عملي في

الحرب، كأَنه يريد أَفعل فعلاً أُخْتَبَر به فيه ويظهر به خيري وشري. ابن

الأَعرابي: ويقال أَبْلَى فلان إذا اجتهد في صفة حرب أَو كرم. يقال :

أَبْلَى ذلك اليومَ بَلاءً حسناً، قال: ومثله بالَى يُبالي مُبالاةً؛

وأَنشد:ما لي أَراكَ قائماً تُبالي،

وأَنتَ قد قُمْتَ من الهُزالِ؟

قال: سمعه وهو يقول أَكلْنا وشربْنا وفعَلْنا، يُعَدِّد المكارمَ وهو في

ذلك كاذب؛ وقال في موضع آخر: معناه تبالي تنظر أَيهم أَحسن بالاً وأَنت

هالك. قال: ويقال بالَى فلانٌ فلاناً مُبالاةً إذا فاخَرَه، وبالاهُ

يُباليهِ إذا ناقَصَه، وبالَى بالشيء يُبالي به إذا اهْتَمَّ به، وقيل:

اشتقاقُ بالَيْتُ من البَالِ بالِ النفسِ، وهو الاكْتِراثُ؛ ومنه أَيضاً: لم

يَخْطُرْ بِبالي ذلك الأَمر أَي لم يُكْرِثْني. ورجلٌ بِلْوُ شَرٍّ

وبِلْيُ خَيرٍ أَي قَوِيٌّ عليه مبتَلًى به. وإنه لَبِلْوٌ وبِلْيٌ من أَبْلاء

المالِ أَي قَيِّمٌ عليه. ويقال للراعي الحسنِ الرِّعْيَة: إنه لَبِلْوٌ

من أَبْلائها، وحِبْلٌ من أَحْبالِها، وعِسْلٌ من أَعسالها، وزِرٌّ من

أَزرارِها؛ قال عمر بن لَجَإ:

فصادَفَتْ أَعْصَلَ من أَبْلائها،

يُعْجِبُه النَّزْعُ على ظمائها

قلبت الواو في كل ذلك ياء للكسرة وضعف الحاجز فصارت الكسرة كأَنها باشرت

الواو. وفلان بِلْيُ أَسفارٍ إذا كان قد بَلاهُ السفر والهَمُّ ونحوهما.

قال ابن سيده: وجعل ابن جني الياء في هذا بدلاً من الواو لضعف حجز اللام

كما ذكرناه في قوله فلان من عِلْيَةِ الناس. وبَلِيَ الثوبُ يَبْلَى

بِلًى وبَلاء وأَبْلاه هو؛ قال العجاج:

والمَرْءُ يُبْلِيهِ بَلاءَ السِّربالْ

كرُّ الليالي وانْتِقالُ الأَحوالْ

أَراد: إبلاء السربال، أَو أَراد: فيَبْلى بَلاء السِّربال، إذا فَتَحتَ

الباء مَدَدْتَ وإذا كَسرْتَ قَصَرْتَ، ومثله القِرى والقَراءُ والصِّلى

والصَّلاءُ. وبَلاَّه: كأَبْلاهُ؛ قال العُجَير السلولي:

وقائِلَةٍ: هذا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ

به أَبْطُنٌ بَلَّيْنَهُ وظُهور

رَأَتْني تجاذَبْتُ الغَداةَ، ومَن يَكُنْ

فَتًى عامَ عامَ الماء، فَهْوَ كَبير

وقال ابن أَحمر:

لَبِسْتُ أَبي حتى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه،

وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيا

يريد أَي عشت المدة التي عاشها أَبي، وقيل: عامَرتُه طُول حياتي،

وأَبْلَيْتُ الثَّوبَ. يقال للمُجِدِّ: أَبْلِ ويُخْلِفُ الله، وبَلاَّهُ

السَّفَرُ وبَلَّى عليه وأَبْلاه؛ أَنشد ابن الأَعرابي؛

قَلُوصانِ عَوْجاوانِ، بَلَّى عَليهِما

دُؤوبُ السُّرَى، ثم اقْتِداحُ الهَواجِر

وناقَةٌ بِلْوُ سفرٍ، بكسر الباء: أَبلاها السفر، وفي المحكم: قد

بَلاَّها السفر، وبِلْيُ سَفَر وبِلْوُ شَرّ وبِلْيُ شرّ ورَذِيَّةُ سَفَرٍ

ورَذِيُّ سَفَر ورَذاةُ سَفَرٍ، ويجمع رَذِيَّات، وناقة بَلِيَّة: يموت

صاحبها فيحفر لديها حفرة وتشدّ رأْسها إلى خلْفها وتُبْلَى أَي تترك هناك لا

تعلف ولا تسقى حتى تموت جوعاً وعطشاً. كانوا يزعمون أَن الناس يحشرون يوم

القيامة ركباناً على البلايا، أَو مُشاة إذا لم تُعْكسَ مَطاياهم على

قبورهم، قلت: في هذا دليل على أَنهم كانوا يرون في الجاهلية البعث والحشر

بالأَجساد، تقول منه: بَلَّيتُ وأَبْلَيْت؛ قال الطرماح:

مَنازِل لا تَرَى الأَنْصابَ فيها،

ولا حُفَرَ المُبَلّي لِلمَنون

أَي أَنها منازل أَهل الإسلام دون الجاهلية. وفي حديث عبد الرزاق: كانوا

في الجاهلية يَعْقِرُون عندَ القبر بَقَرة أَو ناقة أَو شاةً ويُسمُّون

العَقِيرَة البَلِيَّة، كان إذا مات لهم من يَعِزّ عليهم أَخذوا ناقة

فعقلوها عند قبره فلا تعلف ولا تسقى إلى أَن تموت، وربما حفروا لها حفيرة

وتركوها فيها إلى أَن تموت. وبَلِيَّة: بمعنى مُبْلاةٍ أَو مُبَلاَّة،

وكذلك الرَّذِيَّة بمعنى مُرَذَّاة، فعِيلة بمعنى مُفْعَلة، وجمعُ

البَلِيَّةِ الناقةِ بَلايا، وكان أَهل الجاهلية يفعلون ذلك. ويقال: قامت

مُبَلِّيات فلان يَنُحْنَ عليه، وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته فيَنُحْنَ إذا

مات أَو قُتل؛ وقال أَبو زُبيد:

كالبَلايا رُؤُوسُها في الوَلايا،

مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود

المحكم: ناقة بِلْوُ سفر قد بلاها السفر، وكذلك الرجل والبعير، والجمع

أَبلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لجَندَل بن المثنى:

ومَنْهَلٍ من الأَنيس ناء،

شَبيهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ،

داوَيْتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ

ابن الأَعرابي: البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا التي قد أَعْيت وصارت

نِضْواً هالكاً. ويقال: فاقتك بِلْوُ سفر إذا أَبلاها السفر. المحكم:

والبَلِيَّة الناقة أَو الدابة التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية، تُشدّ عند

قبر صاحبها لا تعلف ولا تسقى حتى تموت، كانوا يقولون إن صاحبها يحشر

عليها؛ قال غَيْلان بن الرَّبعِي:

باتَتْ وباتُوا، كَبَلايا الأَبْلاءُ،

مُطْلَنْفِئِينَ عِندَها كالأَطْلاءْ

يصف حَلْبة قادها أَصحابها إلى الغاية، وقد بُلِيت. وأَبْلَيْت الرجلَ:

أَحلفته. وابْتَلَى هو: استَحْلف واستَعْرَف؛ قال:

تُبَغّي أَباها في الرِّفاقِ وتَبْتَلي،

وأَوْدَى به في لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ

أَي تسأَلهم أَن يحلفوا لها، وتقول لهم: ناشدتكم الله هل تعرفون لأَبي

خبراً؟ وأَبْلى الرجلَ: حَلَف له؛ قال:

وإني لأُبْلي الناسَ في حُبّ غَيْرها،

فأَمَّا على جُمْلٍ فإنَي لا أُبْلي

أَي أَحلف للناس إذا قالوا هل تحب غيرها أَني لا أُحب غيرها، فأَما

عليها فإني لا أَحلف؛ قال أَبو سعيد: قوله تبتلي في البيت الأَول تختبر،

والابتلاء الاختبار بيمين كان أَو غيرها. وأَبلَيْت فلاناً يميناً إبْلاء إذا

حلفت له فطيَّبت بها نفسه، وقول أَوس بن حَجَر:

كأَنَّ جديدَ الأَرضِ، يُبْليكَ عنهُمُ،

تَقِيُّ اليَمينِ، بعدَ عَهْدكَ، حالِفُ

أَي يحلف لك؛ التهذيب: يقول كأَن جديد أَرض هذه الدار وهو وجهها لما عفا

من رسومها وامَّحَى من آثارها حالفٌ تَقِيّ اليمين، يحلف لك أَنه ما حل

بهذه الدار أَحد لِدُروس معاهدها ومعالمها. وقال ابن السكيت في قوله

يبليك عنهم: أَراد كأَنّ جديد الأَرض في حال إبلائه إياك أَي تطييبه إياك

حالفٌ تقيّ اليمين. ويقال: أَبْلى الله فلانٌ إذا حلف؛ قال الراجز:

فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا،

أَو يُبْلِيَ الله يَميناً صَبْرا

ويقال: ابتَلَيْت أَي استَحْلَفتُ؛ قال الشاعر:

تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي،

ومنْ دُونِ ما يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ

أَبو بكر: البِلاءُ هو أَن يقول لا أُبالي ما صَنَعْتُ مُبالاةً

وبِلاءً، وليس هو من بَليَ الثوبُ. ومن كلام الحسن: لم يُبالِهِمُ اللهُ بالَةً.

وقولهم: لا أُباليه لا أَكْتَرِثُ له. ويقال: ما أُباليهِ بالةً وبالاً؛

قال ابن أَحمر:

أَغَدْواً واعَدَ الحَيّ الزِّيالا،

وشَوْقاً لا يُبالي العَيْنَ بالا

وبِلاءً ومُبالاةً ولم أُبالِ ولم أُبَلْ، على القصر. وفي الحديث:

وتَبْقَى حُثالَةٌ لا يُباليهمُ اللهُ بالةً، وفي رواية: لا يُبالي بهم بالةً

أَي لا يرفع لهم قدراً ولا يقيم لهم وزناً، وأَصل بالةً باليةً مثل عافاه

عافيةً، فحذفوا الياء منها تخفيفاً كما حذفوا من لم أُبَلْ. يقال: ما

بالَيته وما باليت به أَي لم أَكترث به. وفي الحديث: هؤلاء في الجنة ولا

أُبالي وهؤلاء في النار ولا أُبالي؛ وحكى الأَزهري عن جماعة من العلماء:

أَن معناه لا أَكره. وفي حديث ابن عباس: ما أُباليه بالةً. وحديث الرجل مع

عَمَله وأَهلِه ومالِهِ قال: هو أَقَلُّهم به بالةً أَي مبالاة. قال

الجوهري: فإذا قالوا لم أُبَلْ حذفوا الأَلف تخفيفاً لكثرة الاستعمال كما

حذفوا الياء من قولهم لا أَدْر، كذلك يفعلون بالمصدر فيقولون ما أُبالِيه

بالةً، والأَصل فيه بالية. قال ابن بري: لم يحذف الأَلف من قولهم لم أَبل

تخفيفاً، وإنما حذفت لالتقاء الساكنين. ابن سيده: قال سيبويه وسأَلت

الخليل عن قولهم لَمْ أُبَلْ فقال: هي من باليت، ولكنهم لما أَسكنوا اللام

حذفوا الأَلف لئلا يلتقي ساكنان، وإنما فعلوا ذلك بالجزم لأَنه موضع حذف،

فلما حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم بمنزلة نون

يكن حيث أُسكنت، فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن، وإنما فعلوا

هذا بهذين حيث كثر في كلامهم حذف النون والحركات، وذلك نحو مذ ولد وقد علم،

وإنما الأَصل منذ ولدن وقد علم، وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه

ويطرد، وزعم أَن ناساً من العرب يقولون لَمْ أُبَلِهِ، لا يزيدون على حذف

الأَلف كما حذفوا عُلَبِطاً، حيث كثر الحذف في كلامهم كما حذفوا أَلف

احمَرَّ وأَلف عُلَبِطٍ وواو غَدٍ، وكذلك فعلوا بقولهم بَلِيّة كأَنها بالية

بمنزلة العافية، ولم يحذفوا لا أُبالي لأَن الحذف لا يقوى هنا ولا يلزمه

حذف، كما أَنهم إذا قالوا لم يكن الرجل فكانت في موضع تحرك لم تحذف، وجعلوا

الأَلف تثبت مع الحركة، أَلا ترى أَنها لا تحذف في أُبالي في غير موضع

الجزم، وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة؟

وهو بِذِي بِلِّيٍّ وبَلَّى وبُلَّى وبِلَّى وبَلِيٍّ وبِلِيّانٍ

وبَلَيانٍ، بفتح الباء واللام إذا بعد عنك حتى لا تعرف موضعه. وقال ابن جني:

قولهم أَتى على ذي بِلِيّانَ غير مصروف وهو علم البعد. وفي حديث خالد بن

الوليد: أَنه قال إن عمر استعملني على الشام وهو له مُهِمٌّ، فلما أَلْقَى

الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه

(* قوله «وصار ثنيه» كذا بالأصل). عزلني

واستعمل غيري، فقال رجل: هذا والله الفِتْنةُ؛ فقال خالد: أَما وابنُ الخطاب

حيٌّ فلا، ولكن ذاك إذا كان الناس بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بَلَّى؛ قوله:

أَلْقَى الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه أَي قَرَّ قَرارُهُ واطْمَأَنَّ

أَمرُه،. وأَما قوله إذا كان الناس بذي بِلِّيٍّ فإن أَبا عبيد قال: أَراد

تفرّق الناس وأَن يكونوا طوائف وفرقاً من غير إمام يجمعهم، وكذلك كل من بعد

عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلَّيّ، وهو من بَلَّ في الأَرض إذا ذهب،

أَراد ضياع أُمور الناس بعده، وفيه لغة أُخرى: بذي بِلِّيان؛ قال: وكان

الكسائي ينشد هذا البيت في رجل يطيل النوم:

تَنامُ ويَذْهبُ الأَقْوامُ حَتَّى

يُقالَ: أُتَوا على ذي بِلِّيانِ

يعني أَنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى الموضع الذي

لا يعرف مكانهم من طول نومه؛ قال ابن سيده: وصرفه على مذهبه. ابن

الأَعرابي: يقال فلان بذي بليّ وذي بليّان إذا كان ضائعاً بعيداً عن

أَهله.وتَبْلى وبَلِيٌّ: اسما قبيلتين. وبَلِيٌّ: حي من اليمن، والنسبة إليهم

بَلَوِيٌّ. الجوهري: بَلِيٌّ، على فعيل، قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم

بَلَوِيّ. والأَبْلاءُ: موضع. قال ابن سيده: وليس في الكلام اسم على

أَفعال إلاّ الأَبواء والأَنْبار والأَبْلاء.

وبَلَى: جواب استفهام فيه حرف نفي كقولك أَلم تفعل كذا؟ فيقول: بلى.

وبلى: جواب استفهام معقود بالجحد، وقيل: يكون جواباً للكلام الذي فيه الجحد

كقوله تعالى: أَلستُ بربكم قالوا بلى. التهذيب: وإنما صارت بلى تتصل

بالجحد لأَنها رجوع عن الجحد إلى التحقيق، فهو بمنزله بل، وبل سبيلها أَن

تأَتي بعد الجحد كقولك: ما قام أَخوك بل أَبوك، وما أَكرمت أَخاك بل أَباك،

قال: وإذا قال الرجل للرجل أَلا تقوم؟ فقال له: بلى، أَراد بل أَقوم،

فزادوا الأَلف على بل ليحسن السكوت عليها، لأَنه لو قال بل كان يتوقع كلاماً

بعد بل، فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطَب هذا التوهم. قال الله تعالى:

وقالوا لن تمسنا النار إلا أَياماً معدودة، ثم قال: بلى من كسب سيئة؛

والمعنى بل من كسب سيئة؛ وقال المبرد: بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جحد

أَو إيجاب، قال: وبلى يكون إيجاباً للمنفي لا غير. الفراء قال: بل تأْتي

لمعنيين: تكون إضراباً عن الأَول وإيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار

لا بل ديناران، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها وهذا

يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه. قال الفراء: والعرب تقول

بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله، يجعلون اللام فيها نوناً؛ قال: وهي لغة

بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ. ابن

سيده: وقوله عز وجل: بَلَى قد جاءتك آياتي؛ جاء ببلى التي هي معقودة

بالجحد، وإن لم يكن في الكلام لفظ جحد، لأَن قوله تعالى: لو أَن الله هداني؛

في قوّة الجحد كأَنه قال ما هُدِيتُ، فقيل بلى قد جاءتك آياتي؛ قال ابن

سيده: وهذا محمول على الواو لأَن الواو أَظهر هنا من الياء، فحملت ما لم

تظهر فيه عى ما ظهرت فيه؛ قال: وقد قيل إن الإمالة جائزة في بلى، فإذا

كان ذلك فهو من الياء. وقال بعض النحويين: إنما جازت الإمالة في بلى لأَنها

شابهت بتمام الكلام واستقلاله بها وغنائها عما بعدها الأَسماء المستقبلة

بأَنفسها، فمن حيث جازت إمالة الأَسماء جازت أَيضاً إمالة بلى، أَلا ترى

أَنك تقول في جواب من قال أَلم تفعل كذا وكذا: بلى، فلا تحتاج لكونها

جواباً مستقلاً إلى شيء بعدها، فلما قامت بنفسها وقويت لحقت في القوة

بالأَسماء في جواز إمالتها كما أُميل أنَّى ومتى. الجوهري: بلى جواب للتحقيق

يوجب ما يقال لك لأَنها ترك للنفي، وهي حرف لأَنها نقيضة لا، قال سيبويه:

ليس بلى ونعم اسمين، وقال: بلْ مخففٌ حرفٌ، يعطف بها الحرف الثاني على

الأَول فيلزمه مثل إعرابه، وهو الإضراب عن الأَول للثاني، كقولك: ما جاءني

زيد بل عمرو، وما رأَيت زيداً بل عمراً، وجاءني أَخوك بل أَبوك، تعطف بها

بعد النفي والإثبات جميعاً؛ وربما وضعوه موضع رب كقول الراجز:

بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ

يعني رب مهمه، كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعــاً؛ وقال آخر:

بَلْ جَوْز تَيْهاءَ كظَهْرِ الحَجَفَتْ

وقوله عز وجل: ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق؛ قال

الأَخفش عن بعضهم: إن بل ههنا بمعنى إنّ، فلذلك صار القسم عليها؛ قال: وربما

استعملته العرب في قطع كلام واستئناف آخر فينشد الرجل منهم الشعر فيقول:

بل ما هاجَ أَحزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا

ويقول:

بل وبَلْدَةٍ ما الإنسُ منْ آهالِها

دعج

دعج
الدعَجُ: شدة سَوادِ العينِ وشِدة بَياضها، وعين دَعجَاءُ، وامرَأة دَعْجَاءُ. ولَيل أدعجُ ورَجُل أدْعَجُ: لِسَوادهِ. والمَدعُوجُ: المجْنون، وبه دعْجَاءُ. ولَيْلَةُ ثَمانٍ وعشرينَ من الشهرِ: الدعْجَاءُ.
دعج: دَعِج: أسود (ألف 1: 116).

دعج


دَعِجَ(n. ac. دَعَج)
a. Was large & black (eye).
دُعْجَة
دَعَجa. Largeness & blackness of the eyes.

أَدْعَجُ
(pl.
دُعْج)
a. Black.

دَعْجَآءُa. fem. of
أَدْعَجُb. Insanity.

دَعْد
a. Daad ( a proper fem. name ).
د ع ج: الدَّعَجُ بِفَتْحَتَيْنِ شِدَّةُ سَوَادِ الْعَيْنِ مَعَ سِعَتِهَا وَعَيْنٌ (دَعْجَاءُ) بِالْمَدِّ وَبَابُهُ طَرِبَ. 
د ع ج : دَعِجَتْ الْعَيْنُ دَعَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ سَعَةٌ مَعَ سَوَادٍ وَقِيلَ شِدَّةُ سَوَادِهَا فِي شِدَّةِ بَيَاضِهَا فَالرَّجُلُ أَدْعَجُ وَالْمَرْأَةُ دَعْجَاءُ وَالْجَمْعُ دُعْجٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ. 
[دعج] نه: في عينيه صلى الله عليه وسلم "دعج" الدعج والدعجة السواد في العين وغيرهان يريد أن سواد عينيه كان شديدًا، وقيل: هو شدة سواد العين في شدة بياضها. وفي ح اللعان: إن جاءت به "أدعج" وروى: أديعج مصغر أدعج، ومنه ح الخوارج: ايتهم رجل "أدعج" وحمله الخطابي على سواد اللون جميعه لراية: أيتهم رجل أسود.
[دعج] الدَعَجُ: شدَّةُ سَواد العين مع سَعَتِها. يقال: عينٌ دعجاءُ. والادعج من الرجال: الاسود. وأما قول ابنِ أحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاَء ذي عَلَقٍ * يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ فهى هضبة، عن أبى عبيدة. والعرب تسمى أول المَحاق : الدَّعجاء، وهي ليلة ثمانٍ وعشرين، والثانية السرار، والثالثة الفلتة ، وهى ليلة الثلاثين.
د ع ج

عين دعجاء: بينة الدعج وهو شدّة السواد مع شدة البياض.

ومن المجاز: ليل أدعج. قال العجاج:

حتى بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا

أراد سواد الليل وبياض الصبح. وبلغنا دعجاء الشهر ودهماءه وهما الثامنة والعشرون والتي بعدها. ويقال: ثور أدعج القرنين والرأس والقوائم: يراد شدة سوادها. قال ذو الرمة:

جرى أدعج القرنين والعين واضح ال ... قرا أسفع الخدّين بالبين بارح

جعل الثور الوحشي أدعج. وليس في عينيه بياض.
(د ع ج)

الدَّعَجُ والدُّعْجَة: السَّواد. وَقيل: شدَّة السَّواد. وَقيل الدَّعَج: شدَّة سَوادِ سَواد الْعين، وَشدَّة بَيَاض بياضها. دَعِج دَعَجا، فَهُوَ أدْعَجُ.

والدَّعَجُ، والدُّعْجة: السَّواد. شفة دَعْجاء ولثة دَعْجاء.

والدَّعْجاء: لَيْلَة ثَمَان وَعشْرين.

والدَّعْجاء: اسْم امْرَأَة. وَهِي الدَّعْجاء بنت هَيْصَم. قَالَ الشَّاعِر:

ودَعْجاء قد واصلتُ فِي بعض مَرّها ... بأَبيضَ ماضٍ لَيْسَ من نَبْل هَيْصَمِ

وَمَعْنَاهُ: أَنَّهَا مرّت بِهِ، فاهتوى لَهَا بِسَهْم.
(دعج) - في صِفَته - صلى الله عليه وسلم -: "وفي عَيْنَيْه دَعَجَ" .
الدَّعَج والدُّعْجَة عند العَرَب: السَّواد في العَيْن وغيرها، وعند العامة: سَوادُ الحَدَقة فقط. وهو المَعْنِى في صِفَته.
يقال رجلٌ أدعَجُ: أسودُ الجِلدِ، ولَيلٌ أدعجُ، قال الشاعر:
* يَسِير في أَعجازِ لَيلٍ أَدعَجا *
- ومنه في حديث الخوارج: "آيتُهم رجلٌ أَدعَجُ" . - وفي حديث المُلاعَنَة: إن جاءَت به أُدَيْعِج جَعْدًا" .
وهو تَصْغِير الأَدْعج
وفي رواية: "إن جاءَت به أَسْحَم" ، فدل على أَنَّه لم يُرِد سَوادَ الحَدَقَة، وإنما أراد سَوادَ اللّون، وكذلك في حديث الخَوارج جاء ما دَلَّ على سَوادِ لَونِه، والله تَعالَى أعلم.
والدَّعْجاءُ: اللّيلةُ الثامِنَةُ والعِشْرون من الشَّهر.
دعج
دعِجَ يَدعَج، دَعَجًا ودُعْجةً، فهو أَدْعَجُ
• دعِجتِ العينُ: اشْتَدَّ سَوادُها مع اتِّساعــها واشتداد بياضِها، حَوِرت واتّسعت "جمالها في دُعْجة عينيها- طفلٌ أدعجُ العَيْنَين". 

أَدْعَجُ [مفرد]: ج دُعْج، مؤ دَعْجاءُ، ج مؤ دعجاوات ودُعْج:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دعِجَ: ذو عيون واسعة، شديدة البياض والسَّواد.
2 - أسود "ثورٌ/ رَجُلٌ/ ليلٌ أَدْعجُ- شَفَةٌ/ لِثَةٌ دَعْجاءُ". 

دَعَج [مفرد]: مصدر دعِجَ. 

دُعْجَة [مفرد]: مصدر دعِجَ. 

دعج



دَعِجَ, [aor. ـَ inf. n. دَعَجٌ, He (a man &c.) was, or became, characterized by what is termed دَعَجٌ as explained below. (TA.) And دَعِجَتِ العَيْنُ The eye was, or became, [so characterized; or] wide and black; or intensely black and intensely white. (Msb.) دَعَجٌ (S, A, Msb, K) and ↓ دُعْجَةٌ (K) Blackness: or intense blackness: (TA:) or width, with blackness, of the eye: (Msb:) or intense blackness, with width, of the eye: (S, K:) or intense blackness in the eye, with intense whiteness thereof and width thereof: (A:) or intense blackness of the black of the eye, with intense whiteness of the white thereof; (Msb, * TA;) but accord. to Az, this is said only by Lth, and is a mistake. (TA.) b2: Also, the former, Blueness inclining to whiteness. (MF.) دُعْجَةٌ: see the next preceding paragraph.

دَعْجَآءُ Insanity, or diabolical possession: (K:) accord. to MF, it is an inf. n. [of which the verb is not mentioned]. (TA.) A2: Also fem. of the epithet next following. (Msb.) أَدْعَجُ A man characterized by what is termed دَعَجٌ in the eyes: fem. دَعْجَآءُ: and pl. دُعْجٌ. (Msb.) And عَيْنٌ دَعْجَآءُ An eye so characterized. (S.) b2: Also Black; (S, K;) as an epithet applied to a man. (S.) b3: And (tropical:) A bull, (A,) [i. e.] a wild bull, and a he-goat, (TA,) characterized by intense blackness (A) of the horns, (A, TA,) and of the head, and of the legs, (A,) and of the eyes, in the case of the he-goat. (TA.) b4: شَفَةٌ دَعْجَآءُ and لِثَةٌ دَعْجَآءُ (tropical:) [A lip and a gum app. of a blue colour inclining to white]. (TA.) b5: لَيْلٌ أَدْعَجُ (tropical:) [A black, or an intensely black, night;] a dark, black night. (A, * TA.) b6: الدَّعْجَآءُ (tropical:) The first of [the three nights called] the مُحَاق; i. e. (S, K, TA) the twenty-eighth night: (S, A, K:) the second is called السَّرَارُ; and the third, الفَلْتَةُ. (S.) مَدْعُوجٌ Affected with insanity, or diabolical possession. (K.)

دعج: الدَّعَجُ والدُّعْجَةُ: السَّوادُ؛ وقيل شدَّة السواد. وقيل:

الدَّعَجُ شدَّة سواد سواد العين، وشدة بياض بياضها؛ وقيل: شدة سوادها مع

سعتها؛ قال الأَزهري: الذي قيل في الدَّعَجِ إِنه شدّة سواد سواد العين مع

شدة بياض بياضها خطأٌ، ما قاله أَحد غير الليث. عَيْنُ دَعْجاءُ بينة

الدَّعَجِ، وامرأَة دَعْجاءُ، ورجل أَدْعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ؛ قال العجاج

يصف انفلاق الصبح:

تَسُورُ في أَعْجَازِ لَيْلٍ أَدْعَجَا

أَراد بالأَدعَج: المظلم الأَسود، جعل الليل أَدْعَجَ لشدّة سواده مع

شدة بياض الصبح. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: في عينيه دَعَجٌ؛ الدَّعَجُ

والدُّعْجَة السواد في العين وغيرها؛ يريد أَن سواد عينيه كان شديد

السواد؛ وقيل: إِن الدَّعَجَ عنده سواد العين في شدة بياضها. دَعِجَ دَعَجاً،

وهو أَدْعَجُ، وهو عامٌّ في كل شيء؛ رجلٌ أَدْعَجُ اللَّوْنِ، وتَيْسٌ

أَدْعَجُ العينين والقَرْنَين؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً وقرنيه:

جَرَى أَدْعجُ القَرْنَينِ والعَينِ، واضِحُ الْـ

ـقَرَى، أَسْفَعُ الخَدَّينِ، بالْبَيْنِ بارِحُ

فجعل القَرن أَدعَج كما ترى. قال الأَزهري: ولقيت بالبادية غُلَيِّماً

أَسود كأَنه حُمَمَةٌ، وكان يسمى بصيراً، ويلقب دعيجاً لشدة سواده.

والأَدْعَجُ من الرجال: الأَسود: وأَما قول ابن أَحمر:

ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاءِ ذِي عَلَقٍ،

يَنْفِي، القَرامِيدَ عَنْها، الأَعْصَمُ الوَقِلُ؟

فهي هضبة؛ عن أَبي عبيدة. وليل أَدْعَجُ؛ والدُّعْجَةُ في الليل: شدّة

سواده. وفي حديث الملاعنة: أَن جاءَتْ به أَدْعَجَ، وفي رواية أُدَيْعِجَ؛

حمل الخطابي هذا الحديث على سواد اللون جميعه، وقال: إِنما تأَوَّلناه

على سواد الجلد لأَنه قد روي في خبر الخوارج: آيتهم رَجُلٌ أَدْعَجُ؛

والعرب تسمي أَوّلَ المِحَاقِ الدَّعْجَاءَ، وهي ليلة ثمان وعشرين، والثانيةَ

السِّرارَ، والثالثةَ الغَلْتَةَ، وهي ليلة الثلاثين. وشَفَةٌ دَعْجاءُ،

ولِثَةٌ دَعْجاءُ؛ والدَّعْجاءُ: ليلة ثمان وعشرين. وفي رواية أُخرى:

آيَتُهم رجلٌ أَسْوَدُ. والدَّعْجَاءُ: اسم امرأَة، وهي بنت هَيْضَم؛ قال

الشاعر:

ودَعْجَاءَ قد واصَلْتُ في بَعْضِ مَرِّها،

بِأَبْيَضَ ماضٍ، ليْسَ مِن نَبْلِ هَيْضَمِ

ومعناه أَنها مرَّت فأَهوى لها بسهم.

دثر

دثر: {المدثر}: المتدثر بثيابه.
(د ث ر) : (الدِّثَارُ) خِلَافُ الشِّعَارِ وَهُوَ كُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ عَلَيْكَ مِنْ كِسَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ وَالْجَمْعُ دُثُرٌ.
د ث ر: (الدِّثَارُ) بِالْكَسْرِ وَكُلُّ مَا كَانَ مِنَ الثِّيَابِ فَوْقَ الشِّعَارِ وَقَدْ تَدَثَّرَ أَيْ تَلَفَّفَ فِي الدِّثَارِ. وَ (دَثَرَ) الرَّسْمُ دَرَسَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (تَدَاثَرَ) أَيْضًا. 
(دثر) - في حديث أبي الدَّردَاءِ، رضي الله عنه: "إنَّ القَلبَ يَدثُر كما يَدثُر السَّيف" .
: أي يَصْدأ، وأَصلُ الدُّثُور الدُّرُوسُ.
- ومنه حديثُ عائشة، رضي الله عنها: "دَثَر مَكانُ البيتِ فلم يَحُجَّه هودٌ عليه الصلاة والسلام" .
د ث ر : الدِّثَارُ مَا يَتَدَثَّرُ بِهِ الْإِنْسَانُ وَهُوَ مَا يُلْقِيهِ عَلَيْهِ مِنْ كِسَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ فَوْقَ الشِّعَارِ وَتَدَثَّرَ بِالدِّثَارِ تَلَفَّفَ بِهِ فَهُوَ مُتَدَثِّرٌ وَمُدَّثِّرٌ بِالْإِدْغَامِ وَدَثَرَ الرَّسْمُ دُثُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ دَرَسَ فَهُوَ دَاثِرٌ. 

دثر


دَثَرَ(n. ac. دُثُوْر)
a. Was effaced, obliterated; was forgotten.
b. Got rusty.
c. Got dirty, was soiled.

دَثَّرَa. Covered over ( with a garment ).
b. Arranged its nest (bird).
c. Destroyed.

تَدَثَّرَa. Wrapped himself up in his clothes.
b. Rode.

إِنْدَثَرَa. see I (a)b. Was destroyed, ruined.

دَثْرa. Abundant (wealth).
دَاْثِرa. Perishing.
b. Negligent, careless.

دِثَاْر
(pl.
دُثُر)
a. Loose outer garment, cloak.
b. Coverlet, mosquito-curtain.

دِثَاْرَىa. see 26
دَثُوْرa. Lazy, slothful; laggard, sluggard.
دثر
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
أصله المتدثّر فأدغم، وهو المتدرّع دِثَاره، يقال: دَثَرْتُهُ فَتَدَثَّرَ، والدِّثَار: ما يتدثّر به، وقد تَدَثَّرَ الفحل الناقة: تسنّمها، والرّجل الفرس: وثب عليه فركبه، ورجل دَثُور: خامل مستتر، وسيف داثر:
بعيد العهد بالصّقال، ومنه قيل للمنزل الدارس:
داثر، لزوال أعلامه، وفلان دِثْرُ مالٍ، أي: حَسَنُ القيام به.
(دثر)
الشَّيْء دثورا قدم ودرس وَيُقَال دثر الْمنزل بلي وتهدم وَالثَّوْب اتسخ وَالسيف وَنَحْوه صدئ لبعد عَهده بالصقل وَيُقَال دثر الْقلب غفل ودثرت النَّفس كَذَلِك وَفِي الحَدِيث (إِن الْقلب يدثر كَمَا يدثر السَّيْف) وَفُلَان كبر وأسن وَالشَّجر أَوْرَق وتشعبت أغصانه

(دثر) الطَّائِر أصلح عشه وعَلى الْمَيِّت نضد عَلَيْهِ الصخر وَيُقَال دثر عَلَيْهِ (بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول) وَفُلَانًا ألبسهُ الدثار وغطاه
باب الدال والثاء والراء معهما د ث ر، ث ر د يستعملان فقط

دثر: الدُّثورُ: كَثْرةُ المال، ويقال: هم أهلُ دَثرٍ [ومالٌ دَبْرٌ بمعناه] . ودَثَرَ أي دَرَسَ فهو داثِرٌ،

[ورُوي عن الحَسَن أنه قال: حادِثوا هذه القلوبَ بذكر الله فإنها سريعةُ الدُثور]

والدِّثار من فعل المتدثر. ثرد: الثَّريدة معروفة. والتَّثريدُ في الذَّبيحةِ: تفسيخُ الجِلْد وتركُ الإِجهاز عليها، والكلالة أداة للذَّبْح

[دثر] الدَثْرُ بالفتح: المال الكثيرُ. يقال: مال دثر، وما لان دثر، وأَمْوالٌ دَثْرٌ. وعَكَرٌ دَثْرٌ، أي كثيرٌ، وهو من الأوَّل إلاَّ أنَّه جاء بالتحريك. والدِثار: كلُّ ما كان من الثِياب فوق الشعار. وقد تدثر، أي تلفف في الدِثار وتَدثَّرَ الفَحْلُ الناقَة، أي تسنَّمها. وتَدثَّر الرجلُ فرسَه، إذا وثَبَ عليه فركِبه. والدُثور: الدروس. وقد دَثَرَ الرَسْمَ وتداثر. والدثور: الرجل الخامل النوؤم. ودثر الطائر تدثيرا، أصلح عشه.
دثر
الدَثْرُ: كَثْرَةُ المالِ. وقَوْلُ لَبِيْدٍ: وفي المقامِ تَدَاثُرُ من ذلك. وأدْثَرَ الرَّجُلُ: اقْتَنى دَثْراً من المالِ. ودَثَرَ الشيْءُ فهو داثِر: أي دِارِس. والدِّثَارُ: اسْمُ ما تَدَثرَ به مُدَثرٌ. وإذا رَكِبَ الفَرَسَ ووَثبَ عليه فقد تَدَثَّرَه. ورَجُلٌ دَثُوْرُ الضُّحى: أي نَؤُوْمٌ يَتَدَثَّرُ بِدِثَارِه للنَّوْمِ. وقيل: هو الخامِلُ ودُثرَ على القَتِيْلِ: أي نُضِدَ عليه الصّخْرُ.
والشّيْءُ الدّاثِرُ: القَدِيْمُ. ودَثَرَ السَّيْفُ دَثْراً ودُثُوْراً: أي قَدُمَ. وفلان دِثْرُ مالٍ: إذا باشَره بنَفْسِه. والدّاثِرُ من الرجَالِ: الذي لا يَعْبَأ بالزِّيْنَةِ.
د ث ر

لبس الدثار فوق الشعار، وهو متدثر بالكساء ومدّثّر به، ودثره صاحبه، وفلان دثور الضحى: يتدثر فينام. قال الكميت:

ولم ألقه بدثور الضحى ... أمال السبات عليه الدّثارا

ودثر المنزل، وهو دراس داثر. وتقول: فلان جدّه عاثر، ورسمه داثر.

ومن المجاز: تدثر الفحل الناقة: تسنّمها. وتدثّر الرجل فرسه وتجلّله إذا وثب عليه فركبه. وقال ابن مقبل:

أصاخت له فدر اليمامة بعدما ... تدثّرها من وبله ما تدثّرا

أي ركبها المطر وعلاها والفدر الأوعال. ورجل دثور: خامل. وفلان دثاري: كسلان ساكن لا يتصرف. وهو يتدثر بالمال: للمتموّل. وماله دثر. وذهب أهل الدثور بالأجور. وسيف داثر. بعيد عهد بالصقال، وقد دثر دثورا. ومنه حديث الحسن " حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور " ورجل داثر: لا يعبأ بالزينة وصبغة النفس بالأدهان وغيرها.
دثر قدع طلع بن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الْحسن حادِثُوا هَذِه القُلوبَ بِذكر الله فإنَّها سريعةُ الدُّثُور واقْدَعُوا هَذِه الأنفُسَ فَإِنَّهَا طُلَعةٌ. قَوْله: سَريعةُ الدُّثُور يَعْنِي رُوُس ذكر الله [تبَارك وَتَعَالَى -] مِنْهَا يُقَال للمنزل وَغَيره إِذا عَفَا ودَرَسَ: قد دَثَر فَهُوَ دَاثِر [قَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

أشاقَتْكَ أخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثرِ

وَهُوَ كثير فِي الشّعْر] . [والدّثُور فِي غير هَذَا كَثْرَة الْأَمْوَال وَاحِدهَا دَثْر يُقَال: هُم أهل دَثْر ودُثُور وَمِنْه الحَدِيث الآخر حِين قيل: يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثور بالأجُور. وَاحِد الدُّثور دَثْر وَفِيه لُغَة أُخْرَى: دَبْرٌ بِالْبَاء] . وَقَوله: اقْدَعُوها يَعْنِي كفُّوها وامْنَعُوها كَمَا تقْدَع الدَّابَّة باللّجام إِذْ كبَحْتها قَالَه الْكسَائي. وَقَوله: فإنّها طُلَعةٌ هَكَذَا يرْوى الحَدِيث وَقَالَ الْأَصْمَعِي: طلعة وَحكي عَن بعض الماضين أَحْسبهُ الزَّبرقان بن بدر أنّه قَالَ: إنّ أبغضَ كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعة الخُبَأة يَعْنِي الَّتِي تكْثر الِاطِّلَاع والاختباء. وَالَّذِي أَرَادَ الْحسن أَن النُّفُوس تطلع إِلَى هَواهَا وتشتهيه حَتَّى تردّي صَاحبهَا يَقُول: فامنعوها عَن ذَلِك.

أَحَادِيث مُحَمَّد سِيرِين رَحمَه الله
[د ث ر] دَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ: دُثُوراً، وانْدَثَرَ: قَدُمَ ودَرَسَ، واسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ ذلكَ للحَسَبِ اتِّساعــاً، فَقالَ:

(في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفَ مُسامحٍ ... عِنْدَ الفَضالِ قَدِيمُهُم لم يَدْثُرِ)

اي: حَسَبُهمُ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ. وسَيْفٌ داثِرٌ: بَعِيدُ العَهْدِ بالصِّقالِ. ورَجُلٌ خاسِرٌ داثِرٌ، إتباع، وبعضُهم يَقُول: دابِرٌ. وقِيلَ: الدّاثِرُ هنا: الهالِكُ. وتَدَثَّرَ بالثَّوْبِ: اشْتَمَلَ به داخِلاً فيه. والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ به، وقِيلَ: هو ما فَوْقَ الشِّعارِ. ورَجُلٌ دَثُورٌ: مُتَدَثِّرٌ، عن ابنِ الأَعرابِيِّ، وأنشَدَ:

(أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُم ... قِلِيلٌ إذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ) والدَّثُور: الكَسْلانُ، عن كُراع. والدَّثُورُ أيضاً: الخامِلُ. والدَّثْر: المالُ الكَثِيرُ، لا يُثَنَّي ولا يَجْمَعُ، وقيل: هو الكَثُيِر مِن كُلِّ شَيْءِ. ودَثَرَ الشَّجَرُ: أَوْرَقَ وَتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه. ودِاثٌ ر: اسم. قالَ السِّيرافِيُّ: لا أَعْرِفُه إِلا دَثَّاراَ. وتَدَثَّرَ فَرَسَهُ رَكَبِها وجالَ في مَتْنِها، وقِيلَ: رَكِبَها من خَلْفِها. ويُسْتعارُ في غيرِ هَذا، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصفُ غَيْثاً:

(أصاخَتْ لَه فُدرُ اليَمامَةِ بَعْدَ ما ... تَدَثَّرَها من وَبْلِه ما تَدَثَّراَ)
دثر
ادَّثَّرَ/ ادَّثَّرَ بـ يدَّثَّر، فهو مُدَّثِّر، والمفعول مُدَّثَّر به
• ادَّثَّر الشَّخصُ: غطَّى جسمَه، أو ألقى على جسده كِساءً يقيه من البرد " {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ} ".
• ادَّثَّر بالثَّوب: تلفَّف به وتغطَّى. 

اندثرَ يندثر، اندثارًا، فهو مُنْدَثِر
• اندثر الأَثَرُ: قَدُمَ وانمحَى وخفي "اندثَرَ المنزِلُ: خرِبَ وانهَدَم".
• اندثرتِ الدَّولةُ/ اندثرتِ الحضارةُ: زالت وامَّحت "قامت دولٌ واندثرت دُوَلٌ- اندثر كثيرٌ من العادات والتَّقاليد- اندثرت بعضُ القيم الثَّقافيّة". 

تدثَّرَ/ تدثَّرَ بـ يتدثَّر، تدثُّرًا، فهو مُتَدَثِّر، والمفعول مُتدثَّر به
• تدثَّر الشَّخصُ:
1 - لبس الدِّثارَ وهو ثوبٌ يُلْبَس فوق ما يلي الجسدَ من ملابس.
2 - ادّثّر؛ غَطَّى جسمَه، أو ألقَى على جَسَدِه كِساءً يقيه من البرد "تدثَّر من البرد- {يَاأَيُّهَا الْمُتَدَثِّرُ} [ق] ".
• تدثَّر الشَّخصُ بالثَّوبِ: ادَّثَّر به، تلفّف به وتغطّى "تدثَّر بعباءةٍ/ بمِعْطف" ° فلانٌ يتدثَّر بالمال: كناية عن غِناه. 

دثَّرَ يُدثِّر، تَدْثيرًا، فهو مُدَثِّر، والمفعول مُدَثَّر
• دثَّر فلانٌ فلانًا:
1 - غَطَّاه بِغطاءٍ يُسْتَدْفَأُ به من البرد "فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي فَدَثَّرُونِي [حديث]- {يَاأَيُّهَا الْمُدَثَّرُ} [ق]: المغطَّى بالثياب- {يَاأَيُّهَا الْمُدَثِّرُ} [ق]: المغطِّي نفسه بالثياب".
2 - ألبَسَه الدِّثارَ، وهو ثوبٌ يُلْبَس فوق ما يلي الجسدَ من ملابس. 

دِثار [مفرد]: ج دُثُر:
1 - ثوب يلبس فوق ما يلي الجسد من ملابس "ليس له من دِثارٍ في البرد إلاّ ثوب رقيق".
2 - غطاء
 يُسْتدفأ به من البرد "تمدّد على طول دثارك [مثل] ". 

مُدَّثِّر [مفرد]: اسم فاعل من ادَّثَّرَ/ ادَّثَّرَ بـ.
• المدَّثِّر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 74 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ وخمسون آية. 

دثر: الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ. وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ

الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ؛ واستعار بعض الشعراء

ذلك للحَسَبِ اتساعــاً فقال:

في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ،

عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ

أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ. وسيفٌ داثِرٌ: بعيد العهد،

بالصِّقالِ. ورجل خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، وقيل: الدَّاثِرُ هنا الهالك، وروي عن

الحسن أَنه قال: حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة

الدُّثُورِ؛ قال أَبو عبيد: سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ

منها، يقول: اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله.

ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نِسْيانِها، تقول للمنزل وغيره إِذا عَفَا

ودَرَسَ: قد دَثَرَ دُثُوراً؛ قال ذو الرمة:

أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ

وقال شمر: دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها، ودُثُورُ

النفوس: سُرْعَةُ نسيانها. ودَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ.

وقال ابن شميل: الدَّثَرُ الوَسَخُ. وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ.

ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ. وسيف داثِرٌ: وهو البعيد العهد بالصِّقالِ؛

قال الأَزهري: وهذا هو الثواب يدل عليه قوله: حادِثُوا هذه القلوبَ أَي

اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ

السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ؛ ومنه قول لبيد:

كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ

أَي جُلِيَ وصُقِلَ؛ وفي حديث أَبي الدرداء: أَن القلب يَدْثُرُ كما

يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف، وأَصل

الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي

رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب. وفي حديث عائشة: دَثَرَ مكانُ البيت فلم

يَحُجَّهُ هود، عليه السلام.

ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً: أَصلح عُشَّهُ.

وتَدَثَّرَ بالثوب: اشتمل به داخلاَ فيه. والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ

به، وقيل: هو ما فوق الشِّعارِ. وفي الصحاح: الدِّثار كل ما كان فوق الثياب

من الشعار. وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار. وفي حديث

الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ؛ الدِّثارُ: هو الثوب الذي يكون فوق

الشِّعارِ، يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ. ورجل دَثُورٌ:

مُتَدَثِّرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ

قليلٌ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟

والدِّثارُ: الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ. يقال:

تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً، فهو مُدَّثِّرٌ،

والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت. وقال الفرّاء في قوله

تعالى: يا أَيها المُدَّثِّرُ؛ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إِذا نام. وفي

الحديث: كان إِذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني؛ أَي غَطُّوني

بما أَدْفَأُ به.

والدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عن كراع. والدَّثُور أَيضاً: الخامل النَّؤُوم.

والدَّثْرُ، بالفتح: المال الكثير، لا يثنى ولا يجمع، يقال: مال دَثْرٌ

ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ، وقيل: هو الكثير من كل شيء؛ وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ

بِالأُجُورِ؛ قال أَبو عبيد: واحد الدُّثُور دَثْرٌ، وهو المال الكثير؛ يقال: هم

أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ، ومالٌ دَثْرٌ؛ وقال امرؤ القيس:

لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ

مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ

يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء

ليستقيم له الشعر. الجوهري: وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء

بالتحريك. وفي حديث طَهْفَةَ: وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ؛ أَراد

بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير. أَبو عمرو: المُتَدَثِّر من الرجال

المَأْبُونُ، قال: وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ

والمِثْفَارُ. ورجل دَثْرٌ: غافل، وداثِرٌ مثله؛ وقول طفيل:

إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها

رِكابَ عِرَاقِيٍّ، مَواقِيرَ تَدْفَعُ

الدَّثُور: البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ.

ودَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه.

ودَاثِرٌ: اسم؛ قال السيرافي: لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً. وتَدَثَّرَ

فَرَسَه: وَثَبَ عليها فركبها، وفي المحكم: ركبها وجال في مَتْنِها، وقيل:

ركبها من خلفها؛ ويستعار في مثل هذا، قال ابن مقبل يصف غيثاً:

أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ، بعدما

تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا

وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها.

دثر

1 دَثَرَ, (T, S, M, K, &c.,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. دُثُورٌ, (T, S, M, K, &c.,) said of a trace, or mark, of a house; or of what remains, cleaving to the ground, marking the place of a house; (S, Msb, K, TA;) or of a place of abode, (T, A,) &c.; (T;) or of a thing; (M;) It became covered with sand and dust blown over it by the wind: this is the primary signification: (TA:) or it became effaced, or obliterated, (T, S, M, A, K, TA,) by the blowing of the winds over it; (TA;) as also ↓ تداثر, (S,) or ↓ اندثر: (M, K:) and it became old; (M, K;) as also ↓ اندثر, (M,) or ↓ تداثر. (K.) By one of the poets it is metaphorically said of a man's reputation, meaning (tropical:) It became worn out of regard or notice; became effaced, or obliterated. (M, TA.) b2: And, said of a man, (assumed tropical:) He became overcome by old age and emaciation. (T, TA.) b3: Also, said of a garment, (T, K,) inf. n. as above, (T,) It became dirty. (T, K.) b4: And, said of a sword, (T, A, K,) inf. n. as above, (A,) (tropical:) It became sullied from remaining long unfurbished; (A;) it became rusty. (T, K.) Hence the trad. of El-Hasan, حَادِثُوا هٰذِهِ القُلُوبَ بِذِكْرِ اللّٰهُ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ [explained in art. حدث]. (Sh, T, A, TA.) دُثُورٌ attributed to the heart is (assumed tropical:) The having the remembrance of God effaced from it: and attributed to the mind, (assumed tropical:) The being quick to forget. (Sh, T, K.) A2: دَثَرَ الشَّجَرُ, (K,) inf. n. as above; (TA; [in which, by a strange mistake, الرجل is put for الشجر;]) or ↓ دثّر; (so in the M, accord. to the TT;) The trees put forth their leaves (M, K, TA) and their branches. (M, TA.) 2 دثّرهُ, (A, TA,) inf. n. تَدْثِيرٌ, (TA,) He covered him (A, TA) with a دِثَار, (A,) or with something by which he should be rendered warm. (TA.) It is said that Mohammad, when a revelation came down to him, used to say, دَثِّرُونِى

دَثِّرُونِى Cover ye me with something whereby I may become warm. Cover ye me &c. (TA from a trad.) b2: دُثِّرَ عَلَى القَتِيلِ Large masses of stone were compactly put together, one upon another, over the slain person. (K.) b3: And دَثَّرَ, (S,) inf. n. as above, (S, K,) It (a bird) put to rights, or adjusted, its nest; put it into a right, or proper, state. (S, K.) b4: See also 1, last sentence.4 ادثر, (K, TA,) like أَكْرَمَ, (TA,) or ↓ ادّثر, (so in some copies of the K,) He acquired much wealth. (K, TA.) [See دَثْرٌ.]5 تدثّر, (T, S,) and تدثّر بِدِثَارٍ, (Msb, TA,) and اِدَثَّرَّ, inf. n. اِدَثُّرٌّ, (T,) He wrapped himself with a دثار: (T, S, Msb, TA:) and تدثّر بِالثَّوْبِ he enveloped himself entirely with the garment. (M, K.) b2: [Hence,] هُوَ يَتَدَثَّرُ بِالمَالِ (tropical:) He is abundant in wealth. (A, TA.) A2: تدثّر النَّاقَةَ (tropical:) He (a stallion) mounted, or leaped, the she-camel. (S, A, K.) b2: And تدثّر فَرَسَهُ (tropical:) He (a man) leaped upon, and rode, his horse: (T, S, M, A, L, B: in the K, for فَرَسَهُ, in some copies, is erroneously put قَرِينَهُ; and in others, قِرْنَهُ, which is also wrong: TA:) or rode, and wheeled about upon the back of, his horse: (M:) or mounted his horse from behind. (TA.) b3: Ibn-Mukbil uses the verb metaphorically in describing rain; saying, أَصَاخَتْ لَهُ فُدْرُ اليَمَامَةِ بَعْدَمَا تَدَثَّرَ هَا مِنْ وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا (tropical:) [The large mountain-goats of El-Yemámeh listened to it, after there had fallen upon it, of its shower of big drops, what fell]. (M, TA.) 6 تَدَاْثَرَ see 1; each in two places.7 إِنْدَثَرَ see 1; each in two places.8 إِدْتَثَرَ see 4.

دَثْرٌ (tropical:) Much property or wealth; or many camels or the like: (T, S, M, K:) or much, or many, of any thing or things: (M:) [the sing. and dual and pl. are alike; as in the case of its syn. دِبْرٌ or دَبْرٌ:] you say, [using it as an epithet,] مَالٌ دَبْرٌ, (T, S, K,) and مَالَانِ دَثْرٌ, and أَمْوَالِ دَثْرٌ: (S, K:) [but sometimes دُثُورٌ is used as its pl.; for] you say أَهْلُ دَثْرٍ and أَهْلُ دُثُورٍ: (A 'Obeyd, T:) you also say ↓ مَالٌ دِثْرٌ: (T:) and the expression ↓ عَسْكَرٌ دَثَرٌ, meaning a numerous army, occurs thus written: (S:) an instance is found in a verse of Imra-el-Keys, where it is thus for the sake of the metre. (TA.) b2: Also Abundance of herbage, and the like; or abundant herbage, and the like. (TA.) b3: See also دَاثِرٌ.

دِثْرٌ: see دَثْرٌ.

A2: دِثْرٌ مَالٍ A good manager of property, or of camels or the like. (K.) دَثَرٌ Dirt, or filth. (K.) A2: See also دَثْرٌ.

دِثَارٌ Any garment, (S, M, * A, Mgh, Msb, K,) such as a كِسَآء &c., which a man throws upon himself (Mgh, Msb) over the شِعَار [or garment that is next the body]: (S, M, A, Msb, K:) or one with which a person envelopes himself entirely: (M:) or a garment which one wears for warmth above the شعار: (T, TA:) pl. دُثُرٌ. (Mgh.) b2: It is said in a trad. respecting the Assistants (الانصار) [of Mohammad], أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ, meaning (assumed tropical:) Ye are the persons of distinction, and the [other] people are the vulgar. (TA.) [See also شِعَارٌ.] b3: أَبُو دِثَارٍ and بَيْتُ أَبِى دِثَارٍ The thin curtain (كِلَّة) by which one protects himself from gnats, or musquitoes; the musquito-curtain: [see an ex. in the first paragraph of art. بعض:], or ابو دثار is an appellation of the gnat, or musquito; because it is concealed in the daytime; or because a دثار is wanted to protect one from its annoyance. (TA.) دَثُورٌ: see مُتَدَثِّرٌ. b2: Applied to a man, (tropical:) Obscure; of no reputation: (S, A, K:) a great sleeper: (S, K:) slow: (K:) heavy; that scarcely moves from his place: (TA:) lazy: (Kr, M:) and in like manner ↓ دَثَارِىٌّ, lazy; quiet; that does not occupy himself with his affairs. (A.) دِثَارِىٌّ: see what next precedes.

دَاثِرٌ, applied to a trace, or mark, of a house; or to what remains, cleaving to the ground, marking the place of a house; Being covered with sand and dust blown over it by the wind; or being effaced, or obliterated, by the blowing of the winds over it. (A, * Msb, * TA.) You say فُلَانٌ جَدُّهُ عَاثِرٌ وَ رَسْمُهُ دَاثِرٌ (assumed tropical:) Such a one's good fortune is at an end, and his vestige is being effaced. (A.) b2: In a state of perdition. (M, K.) Hence the saying فُلَانٌ خَاسِرٌ دَاسِرٌ [Such a one is erring, in a state of perdition]: or it is here an imitative sequent [merely corroborative; for خاسر has also the same signification]: (M, TA:) and some say دَابِرٌ. (M.) b3: A sword (tropical:) sullied by remaining long unpolished; rusty. (Az, T, M, * A, K.) b4: (tropical:) Negligent; inconsiderate; (L, K;) as also ↓ أَدْثَرُ (K) and ↓ دثر [written without the syll. signs]: (L:) (tropical:) one who does not care for, or esteem, finery. (A.) أَدْثَرُ: see the last sentence above.

متدثّر, (AA, T, K, [evidently, مُتَدَثَّرٌ, though written in the CK مُتَدَثِّر, see 5, third and fourth sentences,]) applied to a man, (AA, T,) (assumed tropical:) I. q.

مَأْبُونُ (AA, T, K) and مِثْفَرٌ &c. (AA, T.) مُتَدَثِّرٌ and مُدَّثِّرٌ Wrapped in a دِثَار; wearing a دثار; (T, M, * A, * Msb, TA;) as also ↓ دَثُورٌ: (IAar, M:) you say فُلَانٌ دَثُورُ الضُّحَى Such a one wraps himself with a دثار and sleeps in the morning after sunrise. (A.)
دثر
: (الدَّثْرُ) ، بالفَتْح (: المَالُ الكَثِيرُ) ، لَا يُثنأ وَلَا يُجْمَع. يُقَال: (مَالٌ) دَثْرٌ، (ومَالانِ) دَثْرٌ، (وأَموالٌ دَثرٌ) . وَقيل: هُوَ الكَثِير من كُلّ شَيْءٍ. وَفِي الحَدِيث (ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ) . قَالَ أَبو عُبَيد. يُقَال: هم أَهلُ دَثْر ودُثُور، وَهُوَ مَجَاز. وأَما عَسْكَرٌ دَثِرٌ، أَي كَثِير، كَمَا نَقله الجوهريّ وَغَيره، فالتَّحْرِيك فِيهِ لِضَرُورَة الشِّعْر، قَالَ امرؤُ القَيْس:
لعَمْرِي لقَوْمٌ قد تَرَى فِي دِيَارِهمْ
مَرابِطَ للأَمْهَارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ
والأَصل الدَّثْر، فحرَّك الثاءَ ليَسْتَقِيم لَهُ الوزْنُ.
(و) عَن ابْن شُمَيْل: الدَّثَرُ، (بالتَّحْرِيك: الوَسَخُ) ، وَقد دَثَرَ دَثُوراً، إِذا اتَّسخَ.
(و) دَثِرٌ: (بلاَ لامٍ: حِصْنٌ باليمنِ) ، من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقيّة.
(والدُّثُورُ: الدُّرُوسُ، كالانْدِثارِ) ، وَقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَدَاثَرَ وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ وعَفَا. قَالَ ذُو الرُّمّة:
أَشاقَتْكَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ
واستعار بعضُ الشُّعَراءِ ذالك للحَسَبِ اتّساعــاً فَقَال:
فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ
عنْد القِتَالِ قَديمُهُمْ لمْ يَدْثُرِ
أَي حَسَبُهم لم يَبْلَ وَلَا دَرَسَ.
(و) الدُّثُور (للنَّفْسِ: سُرعَةُ نِسْيَانِها) ، قَالَه شَمِرٌ. (و) الدُّثُور (للقَلْب: امِّحَاءُ الذِّكْرِ مِنْهُ) ودُرُوسُه، قَالَه شَمِرٌ.
ومِن المَجاز مَا رُوِي عَن الحَسَن أَنَّه قَالَ (حادِثُوا هاذِه القُلُوبَ بذِكْر الله فإِنَّها سَرِيعَةُ الدُّثُور) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعِني دُرُوس ذِكْرِ الله وامّحاءَهُ مِنْهَا. يَقُول: اجْلُوهَا واْسِلُوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الَّذِي عَلاهَا، بذِكْر الله. زَاد الأَزهريّ: كَمَا يُحَادَث السَّيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ. وَمِنْه قَول لَبِيد:
كمِثل السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
أَي جُلِيَ وصُقِلَ.
وَفِي حَديث أَبِي الدَّرْداءِ (إِنَّ القَلْبَ يَدْثَر كَمَا يَدْثُرُ السَّيْفُ فجِلاؤُه ذِكْر الله) أَي يَصْدأُ كَمَا يَصْدأُ السَّيْف. وأَصل الدُّثُور الدُّرُوسُ، وَهُوَ أَن تَهُبّ الرِّياحُ على المَنْزل فتُغَشِّيَ رُسُوَه الرَّمْلَ وتُغَطِّيَه بالتُّرَاب. وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (دَثَرَ مكانُ البَيْتِ فَلم يَحُجَّه هُودٌ، عَلَيْهِ السلامُ.
(و) الدَّثُور، (بالفَتْحِ: البَطِيءُ) الثَّقِيل الَّذِي لَا يكَاد يَبْرحُ مكانَه. قَالَ طُفَيْل:
إِذَا ساقَهَا الرَّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها
رِكَابَ عِرَاقِيَ مَوَاقِيرَ تُدْفَعُ
والدُّثُورُ أَيضاً (: الخامِلُ النَّؤُومُ) ، وَهُوَ مَجَاز.
(والدَّاثِرُ: الهالِكُ) ، وَمِنْه قَوْلهم: فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ، وَقَالَ بَعْضٌ: هُوَ إِتباعٌ. (و) الدّاثِر: (الغافِلُ، كالأَدْثَرِ) . والّذِي فِي اللِّسَان: رَجُلٌ دَثْرٌ: غافِلٌ، وداثِرٌ مثلُه.
وَفِي الأَساس: رجلٌ دَاثِرٌ: لَا يَعْبَأُ بالزِّينَة، وَهُوَ مَجَاز.
(وتَدَثَّرَ بالثَّوبِ: اشْتَمَلَ بِهِ) دَاخِلاً فِيهِ وتَلَفَّفَ.
(و) من المَجَاز: تَدَثَّرَ (الفَحْلْ النّاقَةَ: تَسَنَّمَها) ، هاكذا فِي الأُصول، ومِثْلُه فِي الأُمَّهَات اللُّغَويةُ، وَفِي بعض النُّسخ: تَشَمَّمَها. والأَوَّلَ أَصَحّ. (و) من المَجَاز: تَدَثَّرَ (الرجلُ قَرِينَه) ، هاكذا فِي نُسخَتِنَا، وَفِي أُخرَى: قِرْنَه، وَكِلَاهُمَا غَلَطٌ وتصحيفٌ. وَالصَّوَاب: فَرَسَه، كَمَا فِي الأَساس واللِّسَان والبَصَائِر: (وَثَبَ عَلَيْه فَركِبَه) . وَفِي التَّهْذيب: وَثَبَ عَلَيْهَا فَرَكِبَها. وَفِي المُحْكَم: رَكِبَها وجالَ فِي مَتْنِها. وَقيل: رَكِبَهَا من خَلْفِها، كتَجَلَّلَها، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. ويُسْتَعار فِي مثل هاذا. قَالَ ابنُ مُقبِل يَصِف غَيْثاً.
أَصَاخَتْ لَهُ فَدُرْ اليَمَامَةِ بَعْدَما
تَدثَّرَهَا مِن وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (المُتَدَثِّر) من الرِّجال: (المَأْبُون) ، قَالَ: وَهُوَ المُتَدَأَمُ والمُتَدَهَّم والمِثْفَر والْمِثْفَار.
(والدِّثَارُ، بالكَسْر) : مَا يُتَدَثَّر بِهِ. وقيلَ: هُوَ (مَا فَوْقَ الشِّعَارِ مِن الثِّيَابِ) . وَقيل: هُوَ الثَّوْب الَّذِي يُستَدْفَأُ بِهِ من فَوقِ الشِّعَارِ. يُقَال: تَدثَّرَ فلانٌ بالدِّثَار تَدَثُّراً، وادَّثَرَ ادِّثاراً، فَهُوَ مُدَّثِّر، والأَصل مُتَدَثِّر، أَدغِمت التَّاءُ فِي الدَّال وشُدِّدتْ. وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قولِه تَعالَى {يأَيُّهَا الْمُدَّثّرُ} (المدثر: 1) يَعنِي المتدَثِّر بثِيباه إِذا نَام. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ يَقُول: دَثِّرُوني دَثِّرُون) أَي غَطُّوني بِمَا أَدْفَأُ بِهِ. وَفِي حدث الأَنْصار: (أَنتم الشِّعَارُ والنّاس الدِّثارُ) يَعْنِي أَنتم الخَاصَّةُ والنّاسُ العَامَّة. (وَدَثَر الشَّجَرُ) دُثُوراً. (أَوْرَقَ) وتَشَعَّبَت خِطْرَتُه.
(و) دَثَرَ (الرَّسْمُ) وغيرُه. (دَرَسَ) وعَفَا بهُبُوبِ الرِّياحِ عَلَيْهِ، (كتَداثَرَ) ، يُقَال: فُلانٌ جَدُّه عاثِرٌ، ورَسْمُه داثِرٌ.
(و) عَن ابْن شُمَيْل: دَثَرَ (الثَّوبُ) دُثُوراً: (اتّسَخَ. و) دَثَرَ (السَّيْفُ) ، إِذا (صَدِىءَ، فَهُوَ داثِرٌ) ، وَهُوَ البَعِيد العَهْد بالصِّقَال، وَهُوَ مَجاز.
(و) يُقَال: (هُوَ دِثْرُ مَالٍ، بالكسْر) ، إِذا كَانَ (حَسَن القِيَامِ بِهِ) .
(ودِثَارٌ القَطَّانُ الضَّبِّيّ) ، وَهُوَ دِثَارُ ابنُ أَبِي حَبِيب، روى عَنْه الثَّوْرِيّ، كَذَا فِي تارِيخ البُخَارِيّ. (ويَزِيدُ ابنُ دِثَار) بن عَبِيد بن الأَبرص (التَّابِعِيّ) الكُوفيّ، يَرْوِي عَن علَيَ، وَعنهُ سِمَاكُ بنُ حَرْب، وَهُوَ شاعِرٌ أَسَدِيّ. (ومُحَارِب بنُ دِثَار) ابنِ كُرْدُوس بن قبرقاس بن جَعْوَنَة السَّدُوسيّ القَاضِي أَبو المُطَرِّف، مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشعآَةَ وَمِائَة، روَي لَهُ الجَمَاعَة، (وابنُهُ دِثَارٌ) ، روى مُحَارِب عَن جابرٍ وَابْن عُمَر، وَعنهُ الثَّوْرِيّ، (مُحَدِّثون) .
(وأَدْثَرَ) الرجلُ، كأَكْرَمَ، إِذا (اقْتَنَى دَثْراً مِنَ الْمَال) أَي الكَثِيرَ مِنْهُ.
(وتَدْثِيرُ الطَّائِرِ، إِصلاحُهُ عُشَّه) ، وَقد دَثَّرَ.
(ودُثِرَ عَلَى القَتِيلِ) ، كعُنِيَ، (نُضِّدَ عَلَيْهِ الصَّخْرُ) تَنْضِيداً.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
دَثَرَ الرّجلُ، إِذا عَلَتْه كَبْرَةٌ واسْتِسْنَانٌ.
ورَجُلٌ دَثُورٌ، كصَبُور: مُتَدَثِّر، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. وأَنشد:
أَلَمْ تَعْلمِي أَنَّ الصّعَالِيكَ نَوْمُهُم
قليلٌ إِذَا نَامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ
ودَثَّرَه تَدْثِيراً: غَطّاه.
والدَّثُور: الكَسْلان، عَن كُراع. والدَّثْر: بِفَتْح فَسُكون: الخِصْبُ، والنّبَاتُ الكَثِير.
والدَّثُور: الثَّقِيل، وفلانٌ دَثُورُ الضُّحَى: يتَدَثَّر فَينَامُ.
وَرجلٌ دِثَارِيٌّ: كَسْلاَن لَا يتَصَرَّف.
وَهُوَ يتَدَثَّر بِالْمَالِ، للمُتَموِّل، كَذَا فِي الأَساس.
ودَاثِرٌ: اسْم. والدَّاثِر: المَنْزل الدَّارِسُ، لذَهابِ أَعْلامه.
وأَبو دِثَارٍ اسمٌ للظُّلَّة الَّتِي يُتوَقَّى بهَا من البَعُوض. وَمِنْه:
لَنِعْمَ البَيتُ بَيْتُ أَبِي دِثَارٍ
إِذا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا
قَالَهُ الثَّعَالَبِيّ فِي المُضعًّف والمَنْسُوب. وَقَالَ شيخُنَا: وَقَالَ قومٌ؛ هُوَ كُنْيَة البَعُوضِ، لدُثُوره بالنَّهَار، أَو للاحْتِياج إِلَى دِثَارٍ مِن أَذاه.
ودارَةُ داثِر: مَوضِع.
دثر: دثر: مصدره دثر في معجم فوك.
دثّر (بالتشديد): ألجأ، آوى (الكالا).
أدثر: محا، أطمس، أزال، لاشى (عباد 1: 38).
تدثر: التجأ، أوى، لاذ (الكالا).
ديثُور: تين بدري، ناضج قبل الأوان ويقال: ديفور أيضاً (محيط المحيط).
تَدَثّر: ملجأ، مأوى، ملاذ (الكالا).
[دثر] فيه: ذهب أهل "الدثور" بالأجور، الدثور جمع دثر وهو المال الكثير، يستوي فيه الواحد وغيره. ن: هو بضم دال في الجمع وبفتحها في دثر، وفيه فضل الغنى الشاكر على الفقير الصابر، واختلف فيه الخلف والسلف. ك: هو الكثير من كل شيء ولذا بينه بالأموال، قوله: أدركتم من سبقكم، أي من أهل الأموال في الدرجات ولم يدرككم أحد بعدكم لا من أصحاب الأموال ولا من غيرهم، ولا يمتنع أن يفوق الذكر مع سهولته الأعمال الشاقة نجو الجهاد وإن ورد: أفضل الأعمال أحمزها، لأن في الإخلاص في الذكر من المشقة سيما الحمد حال الفقر ما يصير به أعظم ولأن ثواب كلمة الشهادة أكثر من كل شاق. نه ومنه: وابعث راعيها في "الدثر" وقيل: أراد هنا الخصب والنبات الكثير. ش: هو بفتح دال وسكون مثلثة. نه وفي ح الأنصار: أنتم الشعار والناس "دثار" هو ثوب فوق الشعار، أي أنتم الخاصة والناس العامة. ومنه ح: "دثروني" أي غطوني بما أدفأ به. وفيه: القلب "يدثر" كما "يدثر" السيف فجلاؤه ذكر الله، أي يصدأ، وأصل الدثور الدروس وهو أن يهب الرياح على المنزل فتغشى رسومه الرمل وتغطيه بالتراب. وفيه:"دثر" مكان البيت فلم يحجه هود. ومنه: حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة "الدثور" يعني دروس ذكر الله امحاءه منها، يقول اجلوها واغسلوا الرين والطبع الذي علاها بذكر الله، ودثور النفس سرعة نسيانها.

قضب

[قضب] نه: فيه: رأت ثوبًا مصلبًا فقالت: كان صلى الله عليه وسلم إذا رآه في ثوب «قضبه»، أي قطعه. وفي مقتل الحسين: فجعل ابن زياد يقرع فمه «بقضيب»، أراد به السيف اللطيف الدقيق، وقيل: أراد العود. ن: وإن «قضيب» من أراك - بالرفع، وروي بالنصب خبر كان محذوفة.
ق ض ب: (الْقَضْبُ) الْقَطْعُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (اقْتَضَبَهُ) اقْتَطَعَهُ. وَ (اقْتِضَابُ) الْكَلَامِ ارْتِجَالُهُ. وَ (الْقَضْبُ) وَ (الْقَضْبَةُ) الرَّطْبَةُ وَهِيَ الْإِسْفَسْتُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَمَنْبَتُهَا (مَقْضَبَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. وَ (الْقَضِيبُ) الْغُصْنُ وَجَمْعُهُ (قُضْبَانٌ) بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِهَا أَيْضًا نَقَلَهُمَا الْأَزْهَرِيُّ. وَ (قَضَبْتُ) النَّاقَةَ رَكِبْتُهَا. 
(قضب) - في مَقْتل الحسين - رضي الله عنه -: "فجعَل ابنُ زِيادٍ يَقْرَعُ فَمَه بِقَضِيبٍ."
قال الأصمعي: القَضِيبُ: السَّيفُ اللَّطِيف . والقَضَّابُ: السَّريع القَطْع.
وقال غَيرُه: القَضِيب: الغُصْن. وأظنّه سُمِّى قَضِيبًا بعد القَضبِ وهو القَطعُ، فَعيلٌ بمعنى مفعُولٍ.
وقيل: إنّ القَضيبَ في السُّيوفِ الرَّقِيق تَشبيهاً بالقَضيبِ مِن الخَشَب.
ويحتمل أن يكونَ السَّيفُ بمعنى فَاعل: أي قَاضِبٍ.
ق ض ب : قَضَبْتُ الشَّيْءَ قَضْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْقَضَبَ قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ وَاقْتَضَبْتُهُ مِثْلُ اقْتَطَعْتُهُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَمِنْهُ قِيلَ لِلْغُصْنِ الْمَقْطُوعِ قَضِيبٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْجَمْعُ قُضْبَانٌ بِضَمِّ الْقَافِ وَالْكَسْرُ
لُغَةٌ وَالْقَضْبُ وِزَانُ فَلْسٍ الرُّطَبَةُ وَهِيَ الْفِصْفِصَةُ.
وَقَالَ فِي الْبَارِعِ: الْقَضْبُ كُلُّ نَبْتٍ اُقْتُضِبَ فَأُكِلَ طَرِيًّا وَسَيْفٌ قَاضِبٌ وَقَضِيبٌ قَطَّاعٌ. 
قضب
قال الله تعالى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً
[عبس/ 27- 28] أي: رطبة، والْمَقَاضِبُ: الأرض التي تنبتها، والْقَضِيبُ نحو الْقَضْبِ، لكن الْقَضِيبُ يستعمل في فروع الشّجر، والقَضْبُ يستعمل في البقل، والقضب: قطع القضب والقضيب. وروي «أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم كان إذا رأى في ثوب تصليبا قَضَبَهُ» وسيف قَاضِبٌ وقَضِيبٌ، أي: قاطع، فَالْقَضِيبُ هاهنا بمعنى الفاعل، وفي الأوّل بمعنى المفعول، وكذا قولهم: ناقة قَضِيبٌ: مُقْتَضَبَةٌ من بين الإبل ولمّا ترض، ويقال لكلّ ما لم يهذّب: مُقْتَضَبٌ، ومنه: اقْتَضَبَ حديثا: إذا أورده قبل أن راضه وهذّبه في نفسه.
قضب
القَضْبُ: الفِصْفِصَةُ الرَّطْبُ. وقَطْعُكَ القَضِيْبَ ونحوَه.
وقَضَّبْتُ الكَرْمَ تَقْضِيباً: إذا قَطَعْتَ من أغصانِه أيّامَ الرَّبيع.
وسَيْفٌ قَضّابٌ وقاضِبٌ ومِقْضَبٌ: أي قَطّاعٌ.
والقَضِيْبُ من أسماء السيُوفِ: الدَّقِيْقُ. والغُصْنُ، والجَميعُ القُضْبَانُ والقِضْبَانُ.
والاقْتِضابُ في الكلام: أنْ تَقْتَرِحَ من ذاتِكَ كلاماً أو شِعْراً.
والقَضِيْبُ من الإبل: الذي اقْتُضِبَ؛ أوَّلَ ما يُرْكَبُ ويذَلَّلُ.
والمُقْتَضَبُ: نَوْع من العَرُوض. وقيل في قَوْلَ الراجِز: فَوَرَدَتْ والشَمْسُ لم تَقَضبِ إذا لم يَكُنْ لها قُضْبانٌ من نُورِها أوَلَ ما تَطْلُعُ.
والقِضْبَةُ من الإبل والغَنَم: القِطْعَةُ القَليلةُ.
والناقَةُ القِضْبَةُ: هي اللَّطِيفةُ الخَفِيفة. وكذلك الرجُلُ الدَّنى.
[قضب] قضبه، أي قطعه. قال الاعشى: * قضبت عقالها * واقتضبته: اقتطعته من الشئ. واقتضاب الكلام: ارتجاله، تقول: هذا شعرٌ مقتضَب، وكتاب مقتضب. وانقضب الشئ: انقطع. وتقول: انقضب الكوكبُ من مكانه. قال ذو الرمّة: كأنَّه كوكبٌ في إثر عِفْرِيَةٍ * مُسَوَّمٌ في سوادِ الليلُ مُنْقَضِبُ والقَضْبَةُ والقَضْبُ: الرَطْبَةُ، وهي الإسْفِسْتُ بالفارسية. والموضع الذي تَنبت فيه: مَقْضَبَةٌ. وسيفٌ قاضبٌ وقضيبٌ، أي قَطَّاعٌ، والجمع قواضبُ وقُضُبٌ. ورجل قَضَّابَةٌ: قطّاع للأمور مقتدِرٌ عليها. والقضيب: واحد القُضبان، وهي الأغصان. وقَضَبَه قَضْباً: ضربه بالقضيب. وقَضَّبْتُ الكرْمَ تقضيباً، إذا قطعت أغصانَه أيامَ الربيع. وقُضابَةُ الشجر: ما يتساقط من أطراف عيدانها إذا قَضَّبْتَ. والقَضيبُ: الناقة التي لم تُرَضْ. وقَضَبْتُ الدابّة واقتضبتُها، إذا ركبتَها قبل أن تراض. قال ابن دريد: كل من كلفته عملا قبل أن يحسنه فهو مقتضب فيه. وقضيب الحمار وغيره.

قضب


قَضَبَ(n. ac. قَضْب)
a. Cut, lopped off.
b. Broke in, rode for the first time ( camel).
c. Beat, struck.

قَضَّبَa. see I (a)b. Pruned (vine).
c. Shot forth its rays (sun).
أَقْضَبَa. Yielded green herbs (ground).

تَقَضَّبَa. see II (c)
& VII (a).
إِنْقَضَبَa. Was cut off; was separated.
b. Fell, shot down (star).
إِقْتَضَبَa. see I (a) c. Broke off, interrupted (talk).
d. Improvised, extemporized.

قَضْبa. Tree with long branches; tree from which bows are
made.
b. A species of trefoil.
c. Branches ( cut off ).
قَضْبَة
( pl.

قَضَبَات )
a. Rod.
b. Arrow; bow.
c. (pl.
قَضْب), Green herbs.
قِضْبَةa. Flock; herd.
b. Light, active.

مَقْضَبَة
(pl.
مَقَاْضِبُ مَقَاْضِيْبُ)
a. A place producing green herbs&c.

مِقْضَبa. Reaping-hook; pruninghook.
b. see)
قَاْضِب
قَاْضِب
(pl.
قَوَاْضِبُ)
a. Sharp, keen, cutting.

قُضَاْبَةa. Bits, pieces; chips; splinters.

قَضِيْبa. Cut off.
b. (pl.
قِضْبَاْن
قُضْبَاْن
35), Rod, stick, wand; cane, switch; shoot, twig.
c. Quill ( of a feather ).
d. Nervus, virga, yard ( of an animal ).
e. (pl.
قُضُب), Bow.
f. see 21
قَضَّاْبa. see 21b. Cutter, lopper.

قَضَّاْبَةa. see 21b. Prompt, active, energetic.

قُضَّاْبa. A certain plant.

مِقْضَاْبa. see 20 (a) & 28
(b).
c. Producing green herbs (land).

N. P.
إِقْتَضَبَa. Untrained; novice.
b. Extemporary.
c. A certain metre.
ق ض ب

سيف قاضب، وقضب ساعده بالسيف. " وكان إذا رأى التّصليب في ثوب قضبه ". وقضب الغصن، وقضّب فضول أغصان الشجر واكرم تقضيباً. قال القطاميّ:

فغدا صبيحة صوبها متوجّساً ... شئز القيام يقضّب الأغصانا

وهذه قضابة الكرم والشجر: لما تأخذه المقاضب، وله مقضب ومقضاب حديد وهو المنجل، واقتضب غصناً من الشجرة: اقتطعه. وفي أرضه قضبٌ وافٍ. وهذه مقضبة فلان ومقضابه. قال:

فسيلها سامق جبّارها ... واعتمّ فيها القضب والسنبل

وقال عروة بن الورد:

لست لمرة إن لم أوف مرقبةً ... يبدو لي الحرث منها والمقاضيب

ومن المجاز: اقتضب الكلام: ارتجله. واقتضب الناقة: ركبها قبل أن تراض، وناقة قضيب، واقتضب البعير: اعتبطه. وهو مقتضب في هذا العمل: لم يرتض فيه. وكان يحدٌّثنا فلان فجاء زيد فاقتضب حديثه: انتزعه واقتطعه. وانقضب من أصحابه: انقطع. وانقضب الكوكب من مكانه. قال ذو الرمة:

كأنه كوكب في إثر عفرية ... مسوّم في سواد الليل منقضب

ورجل قضّابة: قطّاع للأمور مقتدر عليها. وسيف قضيب: دقيق ليس بصفيحة، وهندية قضب: شبّهت بقضب الشجر. وملك فلانٌ البردة والقضيب إذا استخلف.
قضب: قضب (بالتشديد): صور قضبانا (جمع قضيب) في الفسيفساء. (ابن جبير ص85).
قضب: سارع، كافح، ناوأ. (فوك).
قضب: اهتز، ارتج. (فوك).
اقتضب: أوجز، لخص، اختصر. (بسام 3: 36و) وفي كتاب الخطيب (ص25 ق): اقتضابه السميل (السمين؟) في ثورة المريدين، وهو كتاب سماه المقري (1: 201) اختصار نبيل من تاريخ ابن صاحب الصلاة.
وفي كرتاس (ص3): هذا المجموع المقتضب.
قضب: تطلق على يبيس النقل والفصفصة والبريسم أيضا. (زيشر 14: 341).
قضيب، غصن، فنن. ويجمع في الشعر على قضيب. (المقري 1: 649، 650، فليشر بريشت ص1214 واقتضبة (الكامل ص238). قضيب الزمرد: يصنع من الزمرد المنظوم غصنا وقضيبا يسمونه قضيب الزمرد. (عباد 1: 225، ألف ليلة 3: 551، 562).
قضيب، والجمع قضبان: صورة تقلد غصنا في الفسيفساء (ابن جبير ص84).
قضيب، والجمع قضبان: سوحر، نوع من الصفصاف تستعمل أغصانه السهلة اللي في صناعة السلال. أو الغرب. (الكالا).
قضيب: صولجان، عصا الملك (الكالا). وقضيب الملك. وفي معجم بوشر: قضيب ملك. وفي طرائف كوسج (ص108) في كلامه عن خليفة: وفي يده الخاتم والقضيب .. قضيب الخلاعة: صولجان المجانين أو المهرجين (بوشر).
قضيب، والجمع قضبان: خط في القماش. مثل Virga أي غصن باللاتينية. (فليشر معجم ص 36، المقري 1: 183).
قضيب: عمود من نحاس (ابن بطوطة 4: 441). وجزر، عمود من حديد. (بوشر، همبرت ص85).
قضيب، والجمع قضبان: آلة لرفع الأثقال يستعملها الفلاحون لمساحة الأرض والخنادق (الكالا).
قضيب. والجمع قضبان: سكين. (فوك).
قضيب: اسم آلة موسيقية. (كازيري 1: 528).
ذرة قضيبا: في محيط المحيط (مادة شر والعامة تقول: شر الرماد ونحوه أي ذره قضيبا).
قضاب مصري نبات الونكة أو العناقية، فل إفرنجي، نبات مفترش أو متسلق دائم الخضرة بأزهار زرقاء. (نبات) الآس، قليماطس (يونانية) ديسقوريدس، ابن البيطار (2: 204).
وفيه ضبط الكلمة بالحركات ..
قضابة: عصا يضرب بها ويقرع على الطبل والنقارة. (صفة مصر 13: 521) وفيها قضابة، وهي من غير شك من خطأ الطباعة.
باب القاف والضاد والياء معهما ق ض ب، ق ب ض يستعملان فقط

قضب: القَضْبُ: الفصفصة الرطبة، قال يصف البستان:

فسيلها سامقُ جبارِها ... واعتمَّ فيها القضب والسُّنْبُلُ

. والقَضْبُ: كل شجرة سبطت أغصانها. والقُضْبُ: قطعك للقضيب ونحوه. والتَّقضيبُ: قطع أغصان الكرم أيام الربيع، قال القطامي:

فغدا صبيحة صوبها متوجساً ... شئز القيام يقضب الأغصانا  وقَضَبْتُ ساعده بالسيف قَضْباً، وسيف قاضبٌ وقَضّابٌ ومِقضبٌ. والقَضْبُ اسم ما قَضَبْتَ لسهام أو قسي، قال:

وفارجٍ من قَضْبِ ما تَقَضَّبا

والفارجُ: القوس البائنة الوتر. والاقتِضابُ: ركوبك دابة صعبة لم ترض. والاقتِضابُ: أن تقترح من ذات نفسك كلاماً أو شعراً فاضلاً. والقضيبُ: السيف الدقيق، وجمع القضيب من الغصن قُضِبان بالضم والكسر.

قبض: القَبْضُ بجمع الكف على الشيء. ومَقْبِضُ القوس أعم وأعرف من مِقْبَضٍ، وهو حيث يُقبَضُ عليه بجمع اليد، ومن السكين [أيضاً] . والقَبيضُ: السريع نقل القوائم من الدواب. وانقَبَضَ القوم أي أسرعوا في السير، قال رؤبة:

وعجِّلي بالقوم وانقباضِي

والقبْضُ: سوق شديد، قال:

في مائة يسير منها القابض  وتقول: إنه ليَقبِضنُي ما قَبَضَكَ ويبسطني ما بَسَطكَ. وتقول: الخير يبسطهُ والشر يَقبِضهُ. وانقَبَضْتَ عنا فما قَبَضَك عنا. والتَّقَبُّضُ: التشنج. والقَبَضُ: ما جمع من الغنائم فألقي في قبضه أي مجتمعه. والقَبّاضةُ: الحمار السريع الذي يَقبِضُ العانة أي يعجلها، قال:

قَبَاضَةٌ بين العنيف واللبق
قضب
قضَبَ يَقضِب، قَضْبًا، فهو قاضِب، والمفعول مَقْضوب وقَضِيب
• قضَب الفلاّحُ أغصانَ الكَرْم: قطعها "قضَب شجرًا".
• قضَب الرَّجُلَ: ضربه بالقَضيب. 

اقتضبَ يقتضِب، اقْتِضابًا، فهو مُقْتضِب، والمفعول مُقْتضَب
• اقتضب الغُصْنَ: قَضَبه، قطعه.
• اقتضب الكلامَ: ارتجله، تكلَّم به دون أن يُعِدَّه من قَبْل.
• اقتضب حديثَه: أوجزه. 

قضَّبَ يقضِّب، تقضيبًا، فهو مُقَضِّب، والمفعول مُقَضَّب
• قضَّب الشَّجرةَ: (رع) قطَع بعض أغصانها إمّا لجعل الشَّجرة على الشكل المرغوب فيه، وإمّا لتنظيم الإثمار أو الحَثّ على زيادته. 

قَضْب1 [مفرد]: مصدر قضَبَ. 

قَضْب2 [جمع]:
1 - كلُّ ثمر يُقْطع مرَّة بعد مرَّة ويؤكل طريًّا " {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضْبًا} ".
2 - كلّ شجرة طالت وامتدّت أغصانُها.
3 - (نت) شجر كشجر الكُمّثرى، وورقه كورقه إلاّ أنّه أرقّ وأنعم، وتَرْعَى الإبلُ ورقَه وأطرافَه، فإذا شبِعَت منه هجرته حينًا لأنّه يضرِّسُها ويُورثها السُّعالَ. 

قَضيب [مفرد]: ج أَقْضِبَة وقُضْب وقُضُب وقِضْبان وقُضْبان:
1 - صفة ثابتة للمفعول من قضَبَ: غُصْنٌ مقطوع "قَضيب الشَّجرة".
2 - شريط طويل ممدَّد من الصُّلب تسير عليه القُطُر، سكّة حديديّة "انحرف القطارُ عن القُضْبان" ° قُضْبان سيّارة: مجموع أجهزة نقل الحركة، تستعمل للتحكم في قيادة السيارة وفي مكابحها.
3 - عارضة صغيرة من مَعْدِن أو خشَب تربط جانبي فَتْحة وتسدّ اتِّساعــها "قُضْبان شباك/ سِجْن" ° خلف القُضْبان: في السِّجن، في المعتقل.
• القضيب: (شر) العضو التَّناسليّ للذَّكر، وقد يُطلق على كُلّ الأعضاء التَّناسليّة الذكريّة. 

مُقْتَضَب [مفرد]: اسم مفعول من اقتضبَ ° شعر مُقْتَضَب: مرتجل.
• المُقْتَضَب: (عر) أحد بحور الشِّعر العربيّ، ووزنه: مَفْعُولاتٌ مُسْتَفْعِلُنْ مفعولاتٌ مُسْتَفْعِلُنْ، في كلِّ شطر. 
الْقَاف وَالضَّاد وَالْبَاء

القضب: الْقطع.

قضبه يقضبه قضباً، واقتضبه، وقضبه، فانقضب، وتقضب.

وقضابة الشَّيْء: مَا اقتضب مِنْهُ. وَخص بَعضهم بِهِ: مَا سقط من أعالي العيدان المقتضبة.

والقضيب: كل نبت من الأغصان يقضب. وَالْجمع: قضب، وقضبان وقضبان، الْأَخِيرَة: اسْم للْجمع.

والمقتضب من الشّعْر: " فاعلات مفتعلن " مرَّتَيْنِ. وبيته:

اقبلت فلاح لَهَا ... عارضان كَالْبردِ

وَإِنَّمَا سمي مقتضبا، لِأَنَّهُ اقتضب مفعولات وَهِي الْجُزْء الثَّالِث من الْبَيْت: أَي قطع.

وقضبت الشَّمْس، وتقضبت: امتدت كالقضبان، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

فصبحت وَالشَّمْس لم تقضب ... عينا بغضيان ثجوج المشرب

ويروى: " لم تقضب ". ويروى: " ثجوج العنبب ". يَقُول: وَردت وَالشَّمْس لم يبدلها شُعَاع، إِنَّمَا طلعت كَأَنَّهَا ترس لَا شُعَاع لَهَا، والعنبب: كَثْرَة المَاء. قَالَ: اظن ذَلِك، وغضيان: مَوضِع. وقضب الْكَرم: قطعه من قضبانه فِي أَيَّام الرّبيع.

وَمَا فِي فَمه قاضبه: أَي سنّ تقضب شَيْئا فَتبين أحد نصفيه من الآخر.

وَرجل قضابة: قطاع للأمور.

وَسيف قاضب، وقضاب، وقضابة، ومقضب، وقضيب: قطاع.

وَقيل: الْقَضِيب من السيوف: اللَّطِيف.

والقضيب من القسي: الَّتِي عملت من غُصْن غير مشقوق.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الْقَضِيب: الْقوس المصنوعة من الْقَضِيب بِتَمَامِهِ. وانشد للاعشى:

سلاجم كالنحل انحى لَهَا ... قضيب سراء قَلِيل الابْن

قَالَ: والقضبة: كالقضيب. وانشد للطرماح:

يلحس الرضف لَهُ قضبة ... سمحج الْمَتْن هتوف الخطام

والقضبة: قدح من نبعة يَجْعَل مِنْهُ سهم وَالْجمع: قضبات.

والقضب: مَا أكل من النَّبَات المقتضب غضاً وَقيل: هُوَ الفصافص، واحدتها، قضبة.

والمقضبة: موضعهَا.

والمقضاب: أَرض تنْبت القضبة، قَالَت أُخْت مفصص الباهلية:

فأفأت أُدْما كالهضاب وجاملاً ... قد عدن مثل علائف المقضاب

وَقد اقضبت الأَرْض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة. القضب: شجر سهلي ينْبت فِي مجامع الشّجر، لَهُ ورق كورق الكمثرى إِلَّا انه ارق وانعم، وشجره كشجره، وترعى الْإِبِل ورقه واطرافه، فَإِذا شبع مِنْهُ الْبَعِير هجره حينا، وَذَلِكَ أَنه يضرسه ويخشن صَدره ويورثه السعال.

والقضيب من الْإِبِل: الَّتِي ركبت وَلم لين قبل ذَلِك.

وَقيل: هِيَ الَّتِي لم تمهر الرياضة. الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء. انشد ثَعْلَب: مخيسة ذلاًّ وتحسب أَنَّهَا ... إِذا مَا بَدَت للناظرين قضيب

يَقُول: هِيَ ريضة ذليلة، ولعزة نَفسهَا يحسبها النَّاظر لم ترض، أَلا ترَاهُ يَقُول بعد هَذَا:

كَمثل أتان الْوَحْش أما فؤادها ... فصعب وَأما ظهرهَا فركوب

واقتضبتها: اخذتها من الْإِبِل قضبا فرضتها.

وكل من كلفته عملا قبل أَن يُحسنهُ: فقد اقتضبته.

واقتضبت الحَدِيث وَالشعر: تَكَلَّمت بِهِ من غير إعداد لَهُ.

وقضيب: رجل، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

لَأَنْتُم يَوْم جَاءَ الْقَوْم سيراً ... على المخزاة اصبر من قضيب

قَالَ: هَذَا رجل لَهُ حَدِيث، ضربه مثلا فِي الْإِقَامَة على الذل: أَي لم تَطْلُبُوا بقتلاكم فانتم فِي الذل كَهَذا الرجل.

وقضيب: وَاد مَعْرُوف بِأَرْض قيس، فِيهِ قتلت مُرَاد عَمْرو بن امامة، وَفِي ذَلِك يَقُول طرفَة:

أَلا إِن خير النَّاس حياًّ وهالكاً ... بِبَطن قضيب عَارِفًا ومناكرا

والقضاب: نبت، عَن كرَاع.

قضب: القَضْبُ: القَطْعُ. قَضَبَه يَقْضِـبه قَضْباً، واقْتَضَبَه،

وقَضَّبه، فانْقَضَبَ وتَقَضَّب: انْقَطَعَ؛ قال الأَعشى:

ولَبُونِ مِعْزابٍ حَوَيْتُ، فأَصْبَحَتْ * نُهْبَـى، وآزِلَةٍ قَضَبْتُ عِقالَـها

قال ابن بري: صواب إِنشاده: قَضَبْتَ عِقالَـها، بفتح التاءِ، لأَنه

يُخاطِبُ الممدوحَ؛ والآزِلة: الناقَةُ الضامزَة التي لا تَجْتَرُّ؛ وكانوا

يَحْبِسُون إِبلَهم مخافةَ الغارة، فلما صارت إِليك أَيها الممْدوحُ،

اتَّسَعَت في الـمَرْعى، فكأَنها كانت مَعْقُولة، فقَضَبْتَ عِقالَـها.

قَضَبْت عقالَـها، واقْتَضَبْته: اقْتَطَعْته من الشيءِ؛ والقَضْبُ: قَضْبُك القَضِـيبَ ونحوه. والقَضْبُ: اسم يقع على ما قَضَبْتَ من أَغصانٍ لتَتَّخِذَ منها سِهاماً أَو قِسِـيّاً؛ قال رؤبة:

وفارِجاً من قَضْبِ ما تَقَضَّبا (1)

(1 قوله «وفارجاً إلخ» أراد بالفارج القوس. وعجز البيت:

ترنّ إرناناً إذا ما أنضبا)

وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا رأَى التَّصْلِـيبَ في ثوبٍ، قَضَبَه؛ قال الأَصمعي: يعني قَطَع موضعَ التَّصْلِـيب منه. ومنه قيل: اقْتَضَبْتُ الحديثَ، إِنما هو انْتَزَعْتُه واقْتَطَعْتُه، وإِياه عنى ذو الرمة بقوله، يصف ثوراً وحشياً:

كأَنه كوكَبٌ في إِثرِ عِفْرِيَةٍ، * مُسَوَّمٌ، في سواد الليل، مُنْقَضِبُ

أَي مُنْقَضٌّ من مكانه. وانْقَضَبَ الكَوكبُ من مكانه؛ وقال القُطاميُّ يصف الثَّور:

فعَدا صَبيحةَ صَوْبها مُتَوَجِّساً، * شَئِزَ القِـيام، يُقَضِّبُ الأَغْصانا

ويقال للـمِنْجَلِ: مِقْضَبٌ ومِقْضابٌ.

وقُضابةُ الشيء: ما اقْتُضِبَ منه؛ وخَصَّ بعضُهم به ما سَقَط من أَعالي العِـيدان الـمُقْتَضَبة. وقُضابةُ الشَّجر: ما يَتَساقَطُ من أَطراف عيدانها إِذا قُضِـبَت.

والقَضِـيبُ: الغُصْنُ. والقَضِـيبُ: كلُّ نَبْتٍ من الأَغصان يُقْضَبُ،

والجمع قُضُبٌ وقُضْبٌ، وقُضْبانٌ وقِضْبانٌ. الأَخيرة اسم للجمع.

وقَضَبَه قَضْباً: ضَرَبه بالقضِـيب.

والـمُقْتَضَبُ من الشِّعْر: فاعلاتُ مُفْتعلن مرتين؛ وبيته:

أَقْبَلَتْ، فَلاحَ لها * عارِضانِ كالْبَرَدِ

وإِنما سُمِّيَ مُقْتَضَباً، لأَنه اقْتُضِبَ مفعولات، وهو الجزء الثالث

من البيت، أَي قُطِـعَ.

وقَضَّبَتِ الشمسُ وتَقَضَّبَتْ: امْتَدَّ شُعاعُها مثلَ القُضْبانِ، عن

ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ، * عيناً بغَضْيانَ ثَجُوجَ الـمَشْرَبِ

ويُروى: لم تَقَضَّبِ؛ ويروى: ثَجُوجَ العُنْبَبِ. يقول: ورَدَتْ

والشمسُ لم يَبْدُ لها شُعاعٌ، إِنما طَلَعَت كأَنها تُرْسٌ، لا شُعاعَ لها.

والعُنْبَبُ: كثرةُ الماء، قال: أَظنُّ ذلك. وغَضْيانُ: موضعٌ. وقَضَّبَ الكَرْمَ تَقْضِـيباً: قَطَعَ أَغصانَه وقُضبانَه في أَيام الربيع.

وما في فمي قاضِـبةٌ أَي سِنٌّ تَقْضِبُ شيئاً، فتُبِـينُ أَحدَ نصفيه

من الآخر.

ورجل قَضّابة: قَطَّاعٌ للأُمور، مُقْتَدِرٌ عليها. وسيفٌ قاضِبٌ،

وقَضَّابٌ، وقَضَّابة، ومِقْضَبٌ، وقَضِـيبٌ: قَطَّاع.

وقيل: القضيبُ من السيوف اللطيفُ. وفي مقتل الحسين، عليه السلام: فَجَعَلَ ابنُ زياد يَقْرَعُ فَمه بقَضيبٍ؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالقَضِـيب السيفَ اللطيفَ الدقيقَ؛ وقيل: أَرادَ العود، والجمع قواضِبُ وقُضُبٌ (1)

قوله «والجمع قواضب وقضب» الأول جمع قاضب والثاني جمع قضيب وهو راجع لقوله وسيف قاضب إلخ لا أنه من كلام النهاية حتى يتوهم انهما قضيب فقط اذ لم يسمع.)، وهو ضِدُّ الصفيحةِ.

والقَضيبُ من القِسِيِّ: التي عُمِلَتْ من غُصْنٍ غير مشْقوق. وقال أَبو حنيفة: القَضيبُ القَوْسُ المصنوعة من القَضيب بتمامه؛ وأَنشد للأَعشى:

سَلاجِمُ، كالنحلِ، أَنْحَى لها * قضيبَ سَراءٍ قَليلَ الأُبَنْ

قال: والقَضْبةُ كالقَضِـيبِ؛ وأَنشد للطِّرِمَّاح:

يَلْحَسُ الرَّضْفَ، له قَضْبةٌ * سَمحَجُ الـمَتْنِ هَتُوفُ الخِطامْ

والقَضْبةُ: قِدْحٌ من نَبْعَةٍ يُجْعَلُ منه سَهْمٌ، والجمع قَضباتٌ.

والقَضْبةُ والقَضْبُ: الرَّطْبةُ. الفراء في قوله تعالى: فأَنْبَتْنا

فيها حَبّاً وعِنَباً وقَضْباً؛ القَضْبُ: الرَّطْبةُ؛ قال لبيد:

إِذا أَرْوَوْا بها زَرْعاً وقَضْباً، * أَمالوها على خُورٍ طِوالِ

قال: وأَهل مكة يُسَمون القَتَّ القَضْبةَ.

وقال الليث: القَضْبُ من الشجر كلُّ شجر سَبِطَتْ أَغصانُه، وطالت.

والقَضْبُ: ما أُكِلَ من النبات الـمُقْتَضَبِ غَضّاً؛ وقيل هو

الفُصافِصُ، واحدتُها قَضْبة، وهي الإِسْفِسْتُ، بالفارسية؛ والـمَقْضَبةُ: موضعه الذي يَنبُتُ فيه. التَّهذيب: الـمَقْضَبة مَنْبِتُ القَضْبِ، ويُجْمَعُ مَقاضِبَ ومَقاضِـيبَ؛ قال عروة بن الوَرْد:

لَسْتُ لِـمُرَّةَ، إِنْ لم أُوفِ مَرْقَبةً، * يَبْدو لِـيَ الـحَرْثُ منها، والـمَقاضِـيبُ

والـمِقْضابُ: أَرضٌ تُنْبِتُ القَضْبة؛ قالت أُخْتُ مُفَصَّصٍ الباهليَّةُ:

فأَفَـأْتُ أُدْماً، كالـهِضابِ، وجامِلاً * قد عُدْنَ مِثلَ عَلائفِ الـمِقْضابِ

وقد أَقْضَبَتِ الأَرضُ.

وقال أَبو حنيفة: القَضْبُ شجر سُهْلِـيٌّ ينبت في مَجامِـع الشجر، له ورق كورقِ الكُمَّثْرَى إِلاَّ أَنه أَرَقُّ وأَنْعم، وشجرُه كشجره،

وتَرْعَى الإبلُ ورقَه وأَطرافَه، فإِذا شَبِـعَ منه البعير، هجَره حيناً، وذلك أَنه يُضَرِّسُه، ويُخَشِّنُ صَدرَهُ، ويورِثُه السُّعال. النضر:

القَضْبُ شَجر تُتَّخذ منه القِسِيُّ؛ قال أَبو دُواد:

رَذايا كالبَلايا، أَو * كعيدانٍ من القَضْبِ

ويقال: إِنه من جنس النَّبْع؛ قال ذو الرمة:

مُعِدُّ زُرْقٍ هَدَتْ قَضْباً مُصَدَّرةً

الأَصمعي: القَضَبُ السِّهامُ الدِّقاقُ (2)

(2 قوله «الأصمعي القضب السهام إلخ» هذه عبارة المحكم بهذا الضبط.) ، واحدُها قَضِـيبٌ، وأَراد قَضَباً فسَكَّن الضاد، وجعل سبيله سبيل عَديم وعَدَم، وأَديم وأَدَم. وقال غيره: جمع

قَضِـيباً على قَضْب، لـمَّا وجَد فَعْلاً في الجماعة مستمرّاً.

ابن شميل: القَضْبة شجرة يُسَوَّى منها السَّهمُ. يقال: سَهْمُ قَضْبٍ،

وسهمُ نَبْع، وسهم شَوْحَطٍ. والقَضيبُ من الإِبل: التي رُكِـبَتْ، ولم

تُلَيَّنْ قَبْلَ ذلك. الجوهري: القَضِـيبُ الناقةُ التي لم تُرَضْ؛ وقيل:

هي التي لم تَمْهَرِ الرياضةَ، الذكرُ والأُنثى في ذلك سواء؛ وأَنشد

ثعلب:

مُخَيَّسةٌ ذُلاًّ، وتَحْسِبُ أَنها، * إِذا ما بَدَتْ للناظِرِينَ، قَضِـيبُ

يقول: هي رَيِّضةٌ ذَليلةٌ، ولعِزَّةِ نفْسها يَحْسِـبُها الناظرُ لم تُرَضْ؛ أَلا تراه يقول بعد هذا:

كـمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فؤادُها * فصَعْبٌ، وأَما ظَهْرُها فرَكُوبُ

وقَضَبْتُها واقْتَضَبْتُها: أَخذتُها من الإِبل قَضِـيباً، فَرُضْتُها.

واقْتَضَبَ فلانٌ بَكْراً إِذا ركبه ليُذِلَّه، قبل أَن يُراضَ. وناقةٌ

قَضيبٌ وبَكْرٌ قَضِيبٌ، بغير هاء. وقَضَبْتُ الدابةَ واقْتَضَبْتُها إِذا

ركبتها قبل أَن تُراضَ، وكل من كلَّفته عَمَلاً قبل أَن يُحْسِنَه، فقد

اقْتَضَبْتَه، وهو مُقْتَضَبٌ فيه.

واقْتِضابُ الكلام: ارْتجالُه؛ يقال: هذا شعرٌ مُقْتَضَبٌ، وكتاب

مُقْتَضَبٌ.

واقْتَضَبْتُ الحديثَ والشِّعْرَ: تَكلمْتُ به من غير تهْيئةٍ أَو إِعْدادٍ له.

وقَضِـيبٌ: رجُلٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لأَنْتُم، يومَ جاءَ القومُ سَيْراً * على الـمَخْزاةِ، أَصْبَرُ من قَضِـيبِ

هذا رجل له حديثٌ ضَرَبه مثلاً في الإِقامة على الذُّلِّ أَي لم

تَطْلُبوا بقَتْلاكم، فأَنتم في الذُّلِّ كهذا الرجل. وقَضِـيبٌ: وادٍ معروفٌ بأَرض قَيْسٍ، فيه قَتَلَتْ مُرادُ عَمْرو بنَ أُمامة؛ وفي ذلك يقول طَرَفَةُ:

أَلا إِنَّ خير الناسِ، حَيّاً وهالِكاً، * ببَطْنِ قَضِـيبٍ عارِفاً ومُناكِرا

وقَضِـيبُ الحمارِ وغيره. أَبو حاتم: يقال لذَكَر الثَّوْر: قَضِـيبٌ

وقَيْصومٌ. التهذيب: ويكنى بالقَضـيبِ عن ذَكَرِ الإِنسان وغيره من الحيوانات. والقُضَّابُ نبت، عن كراع.

قضب

1 قَضَبَهُ, (S, M, A, &c.,) aor. ـِ (M, Mgh, Msb, K,) inf. n. قَضْبٌ, (M, Mgh, O, Msb,) He cut it, or cut it off; (S, M, A, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ اقتضبهُ; (M, Msb, K;) and ↓ قضّبهُ; (M, K;) [or this last is used in an intensive sense, or in relation to a number of objects:] you say, قَضَبَ الغُصْنَ [He cut off the branch]; and غُصْنًا مِنْ شَجَرَةٍ ↓ اقتضب [He cut off a branch from a tree]; and فُضُولَ أَغْصَانِ الشَّجَرِ ↓ قضّب [He cut off the redundant portions of the branches of the trees], inf. n. تَقْضِيبٌ. (A.) A2: See also 8, in two places.

A3: And قضَبَهُ, (S, O, K, JM,) aor. in this case قَضُبَ, (JM,) inf. n. قَضْبٌ, (S, TA,) He struck him, or beat him, (i. e. a man, K,) with a قضيب, (S, O, K, JM,) i. e. a rod, or stick, or the like. (TA.) 2 قَضَّبَ see the preceding paragraph, in two places. b2: [Hence,] قضّب الكَرْمَ, (S, M,) inf. n. تَقْضِيبٌ, (S,) He cut (S, M) the branches, (S,) or some of the branches, (M,) of the grape-vine, [i. e. he pruned it,] in the days of the رَبِيع [or spring]. (S, M.) A2: And قضّبت الشَّمْسُ, (M, O, K,) inf. n. as above; (O, K;) The sun extended its rays, or beams, (M, O, K,) like قُضْبَان [or rods]; (M;) as also ↓ تقضّبت: (M, O, K:) used by a rájiz in describing the sun when it had risen appearing like a shield, without rays, or beams. (IAar, M.) 4 اقضبت الأَرْضُ (M, K, * TA) The land produced, (M, TA,) or produced abundantly, (K, [but SM states that he had not found it thus expl. in any lexicon except the K,]) the plant called قَضْب which is eaten when freshly cut. (M, K, TA.) 5 تَقَضَّبَ see 7: b2: and see also 2.7 انقضب It was, or became, cut, or cut off; (S, M, O, Msb, K;) and so ↓ تقضّب [but app. in an intensive sense or said of a number of things]. (M, K.) b2: And [hence] (tropical:) He became cut off, or separated, from his companions. (A.) b3: And, said of a star, (tropical:) It darted down (TA) from its place. (S, A, O.) Dhu-r-Rummeh says, (S, A, O,) describing a wild bull [i. e. a bovine antelope], (O,) كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِى إِثْرِ عِفْرِيَةٍ

↓ مُسَوَّمٌ فِى سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ [As though he were a star launched forth in the darkness of night, darting down after an evil demon]. (S, A, O.) 8 إِقْتَضَبَ see 1, in two places. You say, اِقْتَضَبْتُهُ, meaning I cut it off from the thing. (S, O.) b2: And [hence] one says, كَانَ يُحَدِّثُنَا فُلَانٌ فَجَآءَ زَيْدٌ فَاقْتَضَبَ حَدِيثَهُ, meaning اِقْتَطَعَهُ and اِنْتَزَعَهُ [i. e. Such a one was talking to us, and Zeyd came, and broke off his talk, and turned it to what was wholly different in subject, or to what had but little connection with the subject of the former discourse: an ex. of a common conventional usage of اقتضب, mentioned in rhetorical treatises &c.; as when a poet breaks off his نَسِيب to enter upon the main subject of his ode]. (A.) b3: And اقتضب (tropical:) He extemporized, or uttered without having prepared it, (S, M, A, O,) speech, (S, A, O,) or a narrative, and poetry, or verses. (M.) b4: And (tropical:) He rode (S, A, K) a beast, (S,) or a she-camel, (A,) before it, or she, was trained, or broken-in; (S, A, K;) and (S, K) so ↓ قَضَبَ, (S, O, K,) aor. ـَ (K.) And (TA) (assumed tropical:) He took from the camels, and trained, one in an untrained state; (M, K;) as also ↓ اقتضبهُ. (TA.) and (assumed tropical:) He rode a young camel for a night, before it was trained. (TA.) b5: And قَضْبٌ (assumed tropical:) He tasked him to do a deed, or work, before he was able to do it well. (M.) b6: And (tropical:) He slaughtered him, namely, a camel, in a state of freedom from disease and in a fat and youthful condition. (A.) قَضْبَةٌ Such as are cut, and eaten in their fresh state, of plants, (M, Msb, K,) of any kind; as is said in the Bári'; (Msb;) a pl. [or rather coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is ↓ قَضْبَةٌ: (K:) or it signifies, (S, O, Msb,) or signifies also, (K,) [a species of trefoil, or clover; i. e.] i. q. رَطْبَةٌ, (S, O, Msb,) which is the same as فِصْفِصَة, (Msb,) or قَتٌّ, [which is also the same,] (K,) the name by which the people of Mekkeh call قَتّ, (Fr, TA,) and (K) called in Pers\. (S, O) إِسْفِسْت, (S, Mgh, K,) or إِسْبِسْت; (O;) as also ↓ قَضْبَةٌ; (S;) or this is the sing. [or rather n. un.] of قَضْبٌ, which signifies فَصَافِصُ [pl. of فِصْفِصَةٌ]; (M;) called قَضْبٌ because it is cut. (Mgh.) b2: And Any tree of which the branches grow long and lank: (K, * TA:) بَسَطَتْ in the K is a mistranscription for سَبِطَتْ. (TA.) b3: and Certain trees from which bows are made; (En-Nadr, O, K;) said to be of the kind called نَبْعٌ. (O.) AHn says that قضب [accord. to the L and TA app. قَضْبٌ, but accord. to a copy of the M ↓ قَضَبٌ, which I think a mistranscription,] is the name of Certain trees of the plains, or soft tracts, growing among collections of [other] trees; having leaves like those of the pear-tree, except that they are thinner, and more soft; and as trees [in general] resembling pear-trees: the camels feed upon its leaves and the extremities of its branches; but when the camel has become satiated therewith, he forsakes it for a time, for it sets his teeth on edge, and irritates his chest, and occasions him cough. (M, L, TA.) And ↓ قَضْبَةٌ [as n. un. of قَضْبٌ] signifies A tree from which arrows are made: one says سَهْمُ قَضْبٍ [An arrow made from the species of tree called قضب]; like as one says سَهْمُ نَبْعٍ &c. (ISh, TA. [See also قَضْبَةٌ below.]) b4: It is also a name applied to Portions that one has cut from branches to make thereof arrows or bows. (O, K. *) b5: See also قَضِيبٌ.

قَضَبٌ: see the next preceding paragraph.

قَضْبَةٌ: see قَضْبٌ, in three places. b2: Also i. q. قَضِيبٌ (K, TA) as meaning The bow thus called: (TA:) see the latter word: or an arrow-shaft from a tree of the species called نَبْع, whereof (مِنْهُ [for which the CK has فيهِ]) an arrow [in the complete state] is made: pl. قَضَبَاتُ. (M, K. [In the TA, the pl. is said to be قَضْبَاتٌ, with fet-h and sukoon; but this, as pl. of a subst. of the class of قَبْضَةٌ, is anomalous.]) قِضْبَةٌ A portion of a herd of camels; and of a flock, or herd, of sheep or goats. (O, K.) A2: And Such as is slender, and light, or active; as an epithet applied to a she-camel, and in like manner to a man. (O, K. *) قَضِيبٌ, as an epithet applied to a branch, i. q. مَقْضُوبٌ [i. e. Cut off]. (M voce فَنَنٌ, and Msb. *) b2: And [as a subst., A rod, stick, wand, branch, twig, switch, shoot, or stalk;] a غُصْن [i. e. branch from the stem or from another branch, of a tree], (S, M, O, Msb, K,) [and particularly] that is cut off: (M, Msb:) pl. قُضْبَانٌ (S, M, O, Msb, K) and قِضْبَانٌ (M, O, Msb, K, but this is less approved, TA) and قُضُبٌ, and ↓ قَضْبٌ is a quasi-pl. n. (M, TA.) [Hence] one says, مَلَكَ البُرْدَةَ وَالقَضِيبَ (tropical:) [lit. He became possessor of the burdeh and the rod], meaning اُسْتُخْلِفَ [i. e. he became a successor]. (A.) b3: And A bow made of a rod, or branch, (AHn, M, K) in its complete state: (AHn, M:) or one made of a rod, or branch, not split: (M, K:) also called ↓ قَضْبَةٌ. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The quill of a feather. (TA voce بَطْنٌ.) b5: And (tropical:) The virga, nervus, or yard, (AHát, T, K, TA,) of a bull, (AHát, TA,) or of a man, and of an animal other than man, (T, TA,) or of an ass, &c. (S, * TA.) b6: And (assumed tropical:) A slender arrow: pl. قُضُبٌ. (As, TA.) b7: And (assumed tropical:) A slender sword; contr. of صَفِيحَةٌ: pl. قَوَاضِبُ and قُضُبٌ: (IAth, TA:) or (tropical:) slender as an epithet applied to a sword; (M, A, K; *) likened to the قَضِيب of the tree. (A.) b8: See also قَاضِبٌ.

A2: Also (tropical:) A she-camel that has not been trained, or broken-in: (S, K:) or that has been ridden (A, M) before she has been trained, (A,) or before she has been rendered gentle: (M:) or that has not acquired expertness in being trained: and applied also to the male. (M.) قَضَابَةُ شَجَرٍ, (S, M, * A, O,) and كَرْمٍ, (A,) What falls in consecutive portions, of the extremities of the branches of trees, when they are lopped, or pruned, (S, M, * A, * O,) and of a grape-vine: (A:) or you say قُضَابَةُ شَىْءٍ, meaning what is [or are] cut off, of a thing. (M, K.) قَضَّابٌ: see قَاضِبٌ. b2: Also One whose habitual work or occupation is that of cutting [app. in a general sense]. (Ham p. 490.) قُضَّابٌ A certain plant. (Kr, M.) قَضَّابَةٌ: see قَاضِبٌ. b2: One says also, مَا فِى فَمِى

قَضَّابَةٌ There is not in my mouth a tooth that will cut a thing so as to separate one half of it from the other half. (TA.) b3: And رَجُلٌ قَضَّابَةٌ (tropical:) A man who often exercises the faculty of deciding affairs; (قَطَّاعٌ لِلْأَمُورِ; S, M, A, K;) possessing ability to execute, or perform, them. (S, A.) قَاضِبٌ and ↓ قَضِيبٌ (S, M, Msb, K) and ↓ قَضَّابٌ and ↓ قَضَّابَةٌ and ↓ مِقْضَبٌ, (M, K,) as epithets applied to a sword, Very sharp, or sharply-cutting: (S, M, Msb, K:) or the first signifies [simply] cutting, or sharp: (O:) [and the last but one is doubly intensive, signifying very sharply-cutting:] the pl. (of the first, O) is قَوَاضِبُ (S, O) and [of the second] قُضُبٌ. (S.) مِقْضَبٌ and ↓ مِقْضَابٌ i. q. مِنْجَلٌ [as meaning A reaping-hook and also a pruning-hook]. (O, K.) b2: For the former, see also قَاضِبٌ.

مَقْضَبَةٌ A place in which grows [the species of trefoil, or clover, called] قَضْب, (T, S, M, * O, * K, *) i. e. (S, K) رَطْبَة, which is called in Pers\. (S) إِسْفِسْت: (S, K; and the like is said in the M:) pl. مَقَاضِبُ, and by poetic license مَقَاضِيبُ. (O.) And A place in which grow the trees called قَضْب from which bows are made. (K.) مِقْضَابٌ One whose craft, or occupation, is that of cutting [app. herbage &c.]. (Ham p. 490.) b2: See also مِقْضَبٌ.

A2: And Land that produces (M, K) abundantly (K) the herbage called قَضْب which is eaten when freshly cut, (M, * K, TA,) i. e. [the species of trefoil, or clover, called] فِصْفِصَة. (TA.) مَقْضُوبٌ [pass. part. n. of 1, q. v.; and see قَضِيبٌ].

المُقْتَضَبُ A certain metre of verse, (M, O,) the thirteenth, (O,) consisting of فَاعِلَاتُ مُفْتَعِلُنْ, (M, O,) twice; (M;) originally مَفْعُولَاتُ مُسْتَفْعِلُنْ: so called as though it were the مُنْسَرِح with a foot, namely, مستفعلن, cut off. (O.) b2: مُقْتَضَبٌ applied to verse, or poetry, and a writing, means (tropical:) Extemporized. (S, O.) b3: And مُقْتَضَبٌ فِى

عَمَلٍ means (tropical:) Untrained in a work; (A;) or tasked to do it before he can do it well. (IDrd, S.) مُنْقَضِبٌ: see its verb, 7.
قضب
: (قَضَبه، يَقضِبُه) ، قَضْباً، من بابِ ضَرَب، كَمَا فِي الْمُخْتَار: (قَطَعَه، كاقْتَضَبَهُ، وقَضَّبَهُ) الأَخير مُشَدَّداً، (فانْقَضَبَ، وتَقَضَّبَ) : انْقَطَع، قالَ الأَعْشَى:
ولَبُونِ مِعْزَابٍ حَوَيْتُ فأَصْبَحَتْ
نُهْبَى وآزِلَة قَضَبْتُ عِقَالَها فِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: صوابُ إِنشادِهِ: (قَضَبْتَ عِقالها) بِفَتْح التّاءِ، لأَنّه يُخَاطب الممدوحَ، والآزِلَة: النَّاقَةُ الضّامِزَة: الّتي لَا تَجْتَرُّ، وكانُوا يَحْتَبِسُون إِبِلَهُم مَخَافَةَ الغارةِ، فلمَّا صارَت إِليك، أَيُّها المَمدوحُ، اتَّسَعَتْ فِي المَرْعَى، فكأَنَّها كَانَت معقولةً، فقَضَبْت عِقَالَها.
واقْتضَبْته من الشيْءِ: اقتطعْته. وَفِي حَدِيث النّبِيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه (كَانَ إِذا رَأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْبٍ) ، قَضَبَهُ. قَالَ الأَصمعيُّ: يَعْنِي قَطَعَ مَوْضِعَ التَّصليبِ مِنْهُ.
ومنهُ قيل: اقْتضَبْت الحديثَ، إِنّمَا هُوَ انْتَزَعْتُهُ، واقْتَطَعْتُه، يُقَال: هَذَا شِعْرٌ مُقْتَضَبٌ، وكِتَابٌ مُقْتَضَبٌ.
واقْتَضَبْتُ الحديثَ والشِّعْرَ: تَعَلَّقتُ بِهِ من غير تَهْيِئَةٍ أَو إِعداد لَهُ. وَفِي الأَساس: من الْمجَاز: اقْتضَبَ الكلامَ: ارْتجلَه، واقتَضَبَ حَديثَهُ: انتزَعَه واقتطَعَه.
وانْقَضَبَ: انقَطَع عَن صَحْبِهِ.
وانْقَضَبَ الكَوْكَبُ من مَحلِّه: انْتَهَى، أَي: انْقَضَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، يصِفُ ثَوْراً وَحْشِيّاً:
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عِفْرِيَةٍ
مُسَوَّمٌ فِي سَوادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ
(وقُضَابَتُهُ) أَي الشَّيْءِ، كصُبَابَةٍ: (مَا اقْتُضِبَ مِنْهُ، أَو) هُوَ (مَا سَقَطَ من أَعالِي العِيدَانِ المُقْتَضَبَةِ) ، كَذَا خَصَّه بعضُهم.
وقُضَابةُ الشَّجَرِ: مَا يَتساقطُ من أَطْرافِ عِيدانِها إِذَا قُضِبَتْ.
(و) القَضْبُ: قَضْبُك القَضِيب، ونَحْوَه.
وقَضَبَ (فُلاناً) ، قَضْباً: (ضَرَبَهُ بالقَضِيبِ) ، أَي العُودِ، كَمَا سيأْتي.
(و) قَالَ اللَّيْثُ: (القَضْبُ: كُلُّ شَجَرَةٍ طالتْ وبَسطتْ) ، هاكذا فِي نسختنا، وصوابُه: سَبِطَت (أَغصانُهَا) ، بِتَقْدِيم السِّين على الطّاءِ المُهْمَلَتَينِ.
(و) القَضْب: اسمٌ يَقعُ على (مَا قَطَعْتَ من الأَغصانِ للسِّهامِ أَو القِسِيِّ) ، أَي: لاتِّخاذِها، قَالَ رؤبة:
وفارِجاً من قَضْبِ مَا تَقَضَّبَا
تُرِنُّ إِرْناناً إِذا مَا أَنْضَبَا
أَراد بالفارِجِ، القَوْسَ.
(و) فِي تفسيرِ الفَرَّاءِ عندَ قولِهِ تعالَى: {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً} (عبس: 27، 28) ، قَالَ: وأَهلُ مَكَّةَ يُسَمُّونَ (القَتَّ) القَضْبَ.
(و) قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: القَضْب (شَجَرٌ، تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ) ، قَالَ أَبو دُوَادٍ:
رَذَايا كالبَلايا أَو
كَعِيدانٍ مِن القَضْبِ
ويُقَال: إِنَّهُ من جِنْس النَّبْعِ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: القَضْب: شَجَرٌ سُهْلِيٌّ، يَنْبُتُ فِي مَجامعِ الشَّجَرِ، لَهُ وَرَقٌ كورَق الكُمَّثْرَى، إِلاّ أَنَّهُ أَرَقُّ وأَنْعَمُ، وشَجَرُه كشَجَرِهِ، وتَرْعَى الإِبِلُ وَوَرَقَهُ وَأَطْرَافَهُ، فإِذا شَبِعَ مِنه البَعِيرُ، هَجَرَهُ حِيناً، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُضَرِّسُهُ، ويُخَشِّنُ صَدْرهُ، ويُورِثُهُ السُّعَالَ. كَذَا فِي لِسانِ الْعَرَب.
(و) القَضْبُ: الرَّطْبَةُ، قَالَه الفَرّاءُ فِي التّفسيرِ، وأَنشدَ لِلَبِيدِ:
إِذا أَرْوَوْا بِهَا زَرْعاً وقَضْباً
أَمَالُوها على خُورٍ طِوَالِ
وَقيل: هُوَ الفُصافِصُ، واحدتها قَضْبَةٌ، وَهِي (الإِسْفِسْتُ) بِالْفَارِسِيَّةِ، كَمَا فِي الصِّحاح وغيرِهِ، وَهُوَ بِالْكَسْرِ.
(والمَقْضَبَةُ: مَوضِعُهما) الّذي يَنْبُتَانِ فِيهِ؛ وَفِي التَّهذيب: المَقْضَبَةُ: مَنْبِتُ القَضْبِ، ويُجمَعُ مَقاضِبَ ومَقاضِيبَ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ مُرَّةَ أَخُو أَبي خِراشٍ الهُذَليِّ:
لَسْتُ ابْنَ مُرَّةَ إِنْ لَمْ أُوفِ مَرْقَبَةً
يَبْدُو لِيَ الحَرْثُ مِنْهَا والمَقَاضِيبُ
(و) من المَجاز: (رَجُلٌ قَضّابَةٌ) ، بالتّشديد، أَي: (قَطّاعٌ للأُمور) مُقْتَدِرٌ عَلَيْهَا.
(والقَضِيبُ) من الإِبِلِ: الّتي رُكِبَتْ، وَلم تُلَيَّنْ قبلَ ذالك؛ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: القَضِيبُ: (النّاقَةُ) الّتي (لم تُرَضْ) ، أَي: لم تُذَلَّلْ، من الرِّياضةَ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي ذالك سَواءٌ، أَنشَد ثَعْلَب:
مُخَيَّسَة ذُلاًّ وتَحْسِبُ أَنَّها
إِذا مَا بَدَتْ لِلنَّاظِرِينَ قَضِيبُ
يقولُ: هِيَ رَيِّضَةٌ ذَليلةٌ، ولِعِزَّةِ نَفْسِهَا يَحْسِبُهَا النّاظر لم تُرَضْ، أَلاَ تَرَاه يقولُ، بعدَ هاذا:
كَمِثْلِ أَتَانِ الوَحْشِ أَمّا فُؤادُها
فَصَعْبٌ وأَمّا ظَهْرُها فَرَكُوبُ
(و) القَضِيبُ: (الذَّكَرُ) من الحِمَار، وغيرِهِ. وَقَالَ أَبو حاتمٍ: يقالُ لذَكَرِ الثَّوْرِ: قَضِيبٌ وقَيْصُومٌ. وَفِي التّهذيب: ويُكْنَى بالقَضِيب عَن ذَكَرِ الإِنسانِ، وغيرِه من الْحَيَوَان.
(و) القَضِيبُ: (الغُصْنُ) ، وكلُّ نَبْتٍ من الأَغْصانِ يُقْضَبُ، (ج) قُضُبٌ بضمَّتَيْنِ، و (قُضْبانٌ) بالضَّمّ، (وقِضْبانٌ) بِالْكَسْرِ، وهاذه عَن الصّاغانيّ، وَهِي لُغَة مرجوحة، وقُضْبٌ. الأَخِيرَةٌ اسْمٌ للجَمع.
(و) القَضِيبُ: (اللَّطِيفُ من السُّيُوفِ) .
قَالَ شيخُنَا: والقَضِيبُ، أَيضاً: سَيْفٌ من أَسيافِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا ذكَرَه أَرباب السِّيَرِ قاطبةً، انْتهى. وَفِي مَقْتَلِ الإِمَامِ الحُسَيْنِ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهُ (فجعلَ ابْنُ زِيادٍ يَقرَعُ فَمَهُ بقَضِيبٍ) ، قَالَ ابْن الأَثير: أَراد بالقَضِيبِ السَّيْفَ اللَّطِيفَ الدَّقيقِ؛ وَقيل: أَراد العُودَ، والجَمْعُ: قَوَاضِبُ، وقُضُبٌ، وَهُوَ ضِدُّ الصَّفِيحَةِ. وَفِي الأَساس، من المَجاز: هِنْدِيَّةٌ قُضُبٌ، شُبِّهَتْ بقَضيبِ الشَّجرِ.
(و) القَضِيبُ: (الْقَوْسُ عُمِلَتْ من قَضِيبٍ) بتَمامِه، قَالَه أَبو حنيفَةَ؛ وأَنشدَ للأَعْشَى:
سَلاجِمُ كالنَّحْلِ أَنْحَى لَها
قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ
(أَو) هِيَ المصنوعة (من غُصْنٍ غَيْرِ مَشْقُوقٍ) .
(و) القَضِيبُ: (السَّيْفُ القَطَّاعُ، كالقاضِبِ، والقَضَّابِ) ككِتَاب (والقَضَّابَةِ) بِزِيَادَة الْهَاء، (والمِقْضَبِ) بِالْكَسْرِ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَةَ: (القَضْبَةُ) هُوَ (القَضِيبُ) ، أَي: القَوْسُ المصنوعة من القَضيب كَمَا تقدَّم؛ وأَنشدَ لِلطِّرِمّاحِ:
يَلْحَسُ الرَّصْفَ لَهُ قَضْبَةٌ
سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطامْ
(أَوْ) القَضْبَة: (قِدْحٌ) ، بِالْكَسْرِ، (من نَبْعَةٍ، يُجْعَلُ مِنْهُ سَهْمٌ، ج: قَضْباتٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل: القَضْبَةُ: شَجَرَةٌ، يُسَوَّى مِنْهَا السَّهْمُ، يُقَال: سَهْمُ قَضْبٍ، وسَهْمُ نَبْعٍ، وسَهْمُ شَوْحَطٍ.
والقَضْبَة أَيضاً: الرَّطْبَةُ، كالقَضْب وَقد تقدَّم.
(و) القَضْبَةُ: (مَا أُكِلَ من النَّباتِ المُقْتَضَبِ غَضّاً) طَرِيّاً، وَهِي الفِصْفِصَةُ (ج: قَضْبٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون. (وأَرْضٌ مِقْضابٌ: تُنْبِتُهُ) أَي: القَضْبَة (كَثِيراً. وَقد أَقْضَبَ) المَكَانُ. هاكذا فِي النُّسَخِ، وصوابُهُ: وَقد أَقْضَبَتْ، وَلم أَجِدْ قَيْدَ الكَثرَة فِي كتاب من اللّغة، قالتْ أُخْتُ مُفَصَّصٍ الباهِلِيّةُ:
فَأَفْأْتُ أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً
قَدْ عُدْنَ مِثْلَ عَلاَئِفِ المِقْضابِ
(و) قَالَ الصاغانيّ: (القِضْبَةُ، بِالْكَسْرِ: القِطْعَةُ من الإِبِل وَمن الغَنَم) .
(و) القِضْبَةُ: (الخَفِيفُ اللطِيفُ) الدَّقِيقُ (من الرِّجَالِ، والنُّوقِ) .
(وقَضَبَها يَقْضِبُها) ، من بَاب ضَرَبَ: (رَكِبَهَا قَبْلَ أَنْ تُرَاضَ، كاقْتَضَبَهَا) .
وقَضَبَها واقْتَضَبَهَا: أَخَذَهَا من الإِبِلِ قَضِيباً، فرَاضَها.
واقْتَضبَ فُلانٌ بَكْراً: إِذا رَكِبَه لَيْلَهُ، قَبْلَ أَنْ يُراضَ. وناقةٌ قَضِيبٌ، وبَكْرَةٌ قَضِيبٌ، بِغَيْر هاءٍ.
وكُلُّ من كَلَّفْته عَمَلاً قبل أَنْ يُحْسِنَهُ فقد اقتَضَبْتَه، وَهُوَ مُقْتَضَبٌ فِيهِ.
(والمِقْضَبُ) ، بِالْكَسْرِ: (المِنْجَلُ) الّذي يُقْطَعُ بِهِ، (كالمِقْضابِ) على القِياس فِي بَابه.
(وقَضَّبَتِ الشَّمْسُ تَقْضِيباً: امْتَدَّ شُعَاعُهَا) مثلَ القُضْبَانِ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنشدَ:
فَصَبَّحَتْ والشَّمْسُ لَمْ تُقَضِّبِ
عَيْناً بِغَضْيَانَ ثَجُوجَ المَشْرَبِ
ويُرْوَى: لَمْ تَقَضَّبِ، ويُرْوَى: ثَجُوجَ العُنْبَبِ. يقولُ: ورَدَتْ والشَّمْسُ لم يَبْدُ لَهَا شُعاعٌ، إِنّما طَلَعَتْ كأَنَّها تُرْسٌ لَا شُعَاعَ لَهَا. والعُنْبَبُ: كَثْرةُ الماءِ وغَضْيَانُ: اسمُ موضعٍ. وَقد تقدَّم فِي قصب.
(كتقضَّبَتْ) . نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
(وقَضِيبٌ: وادٍ) معروفٌ (باليَمَنِ، أَو بتِهامةَ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: بأَرْضِ قَيْسٍ، وَفِيه قَتلَتْ مُرَادُ عَمْرَو بْنَ أُمَامَةَ، وَفِي ذالك يقولُ طَرَفَةُ:
أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ حَيّاً وهالِكاً
بِبَطْنِ قَضِيبٍ عارِفاً ومُنَاكِرَا
(و) قَضِيبٌ: (رجلٌ من ضَبَّةَ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابيّ، لَهُ حَدِيث، ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فِي الإِقامة على الذُّلّ، (وَمِنْه قَوْلُهم) :
أَقِيمِي عَبْدَ غُنْمٍ لَا تُرَاعِي
مِن القَتْلَى الّتي بِلِوَى الكَثِيبِ
لأَنْتمْ حِينَ جاءَ القَوْمُ سَيْراً
علَى المخْزَاةِ (أَصْبَرُ مِن قَضِيبِ)
أَي: لم تَطْلُبُوا بِقَتلاكم، فأَنْتُم فِي الذُّلِّ كَهَذا الرَّجُلِ.
(و) قَضِيبٌ أَيضاً: رجلٌ آخَرُ، (تَمَّارٌ بالبَحْرَيْنِ) ، كَانَ يأْتي تاجِراً، فيشترِي مِنْهُ التَّمْرَ، وَلم يكن يُعامِلُ غَيْرَهُ. (وَمِنْه قولُهُمْ: أَلْهَفُ من قَضِيبٍ) . قالَ المَيْدانيُّ: أَفْعَلُ من لَهِفَ يَلْهَفُ لَهَفاً، وَلَيْسَ من التَّلَهُّفِ لاِءَنَّ أَفْعلَ لَا يُبْنَى من المنشعبة إِلاَّ شاذّاً. وَكَانَ من قِصَّتِه أَنَّه (اشْتَرَى قَوْصرَّةَ) ، بتشدِيدِ الرّاءِ، (حَشَفٍ) ، محرَّكةً، (وكانَ فِيهَا) أَي: القَوْصَرَّةِ (بَدْرَةٌ) ، لَهُ فِيهَا دنانيرُ، وَفِي رِوَايَة: كِيسٌ لَهُ فِيهِ دنانِيرُ كثيرَة، كَانَ قد أُنْسِيَ رَفْعَه (فَلَحِقَهُ بائِعُها) ، فَقَالَ لَهُ: إِنّك صديقٌ لي، وَقد أَعطَيْتُك تَمْراً غيرَ جَيِّدٍ، فرُدَّهُ عَلَيَّ، لأُعَوِّضَكَ الجَيِّدَ. (فاسْتَرَدَّهَا) مِنْهُ، فرَدَّها لَهُ، (وكَانَ مَعَهُ سِكِّينٌ) ، حَمَله (ليَقْتُلَ بِهِ نَفْسَه إِنْ لم يَجِدِ البَدْرَةَ) ، فَأَخَذَ القَوْصَرَّةَ وَأَخْرَجَ مِنْهَا البَدْرَة، فنَثَرَها، وأَخْرَجَ مِنْهَا دَنانيرَه، وقالَ للأَعرابيّ: أَتَدْرِي لِمَ حَمَلْتُ هاذا السِّكّينَ معي؟ قالَ: لَا، قالَ: لأَشُقَّ بَطني إِنْ لَمْ أَجِدِ الكِيسَ، (فَأَخَذَ قَضِيبٌ السِّكِّينَ) المذكورَ بعدَ أَنْ تَنَفَّسَ، (فقَتَلَ بِهِ نَفْسَهُ، تَلَهُّفاً على البَدْرَةِ) فضربتِ العربُ بهِ المَثَلَ، وَفِيه يقولُ عُرْوَةُ بْنُ حِزامٍ: أَلاَ لَا تَلُومَا لَيْسَ فِي اللَّوْمِ رَاحَةٌ
وقَدْ لُمْتُ نَفْسِي مِثْلَ لَوْمِ قَضِيبِ
وممَّا يُستدركُ على المُؤَلِّف:
المُقْتَضَبُ من الشِّعْرِ، وَهُوَ: فاعِلاتُ مُفْتَعِلُنْ مَرَّتَانِ، وإِنّما سُمِّيَ مُقْتَضَباً؛ لاِءَنَّهُ اقْتُضِبَ مفعولات وَهُوَ الجُزْءُ الثّالثُ من الْبَيْت، أَي: قُطِعَ، وَهُوَ البَحْرُ الثّالثَ عَشَرَ من العَرُوضِ، وبيتُهُ:
أَقْبَلَتْ فَلاَحَ لَهَا
عَارضَانِ كالبَرَدِ
وقَضَّبَ الكَرْمَ، تَقْضِيباً: قَطَعَ أَغْصَانَهُ وقُضْبَانَه فِي أَيَّام الرَّبِيع.
وَفِي الأَساس: وقُضَابَةُ الكَرْمِ والشَّجَرِ: مَا يَأْخُذُهُ القاضِبُ انْتهى.
وَمَا فِي فمي قاضِبةٌ، أَي سِنٌّ يَقْضِبُ شَيْئا، فَيَبِين أَحَدُ نِصْفَيْهِ من الآخَرِ.
ورُوِيَ عَن الأَصمَعِيّ: القَضَبُ: السِّهَامُ الدِّقاقُ، وَاحِدهَا قَضِيبٌ، واستدركه شيخُنا، وَلم يَعْزُه. والقُضَّابُ، كزُنّارٍ: نَبْتٌ، عَن كُراع.
وَمن المَجَاز: اقْتَضَبَ البَعِيرَ: اعْتَبَطَه.
ومَلَكَ البُرْدَةَ والقَضِيبَ: اسْتُخْلِفَ. كَذَا فِي الأَساس.
قضب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الثَّوْب الم
(ق ض ب) : (الْقَضْبُ) الْقَطْعُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) الْقَضْبُ الإسفست لِأَنَّهُ يُجَزُّ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ مِسَاحَةِ الْكُوفَةِ فَوَضَعَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عَلَى جَرِيبِ الْكَرْمِ كَذَا وَعَلَى جَرِيبِ النَّخْلِ كَذَا وَعَلَى جَرِيبِ (الْقَضْبِ) سِتَّةَ دَرَاهِمَ.

قرظ

ق ر ظ: (الْقَرَظُ) وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ. وَقِيلَ: قِشْرُ الْبَلُّوطِ. وَ (قُرَيْظَةُ) وَالنَّضِيرُ قَبِيلَتَانِ مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ. 
قرظ
القَرَظُ: هو وَرَقُ السَّلَم يُدْبَغُ به الأدَمُ، أدِيْمٌ مَقْرُوْظٌ. والقارِظُ: الذي يَجْمَعُ القَرَظَ. وفي المَثَل: " حتّى يَؤوْبَ القارِظُ العَنَزِيُّ ".
وبَنُو قُرَيْظَةَ: حَيٌّ من اليَهُود. والتَقْرِيظُ: مَدْحُكَ الرَّجُلَ حَيّاً.
قرظ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى بهديّة فِي أَدِيم مقروظ. يَعْنِي بالمقروظ المدبوغ بالقَرظ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لعن اللَّه من غير منار الأَرْض.
(قرظ)
الْقرظ قرظا جناه وَجمعه يُقَال خرج يقرظ وَالْجَلد دبغه بالقرظ وَيُقَال قرظ السقاء وَنَحْوه

(قرظ) فلَان قرظا سَاد بعد هوان

(قرظ) فلَانا مدحه وَأثْنى عَلَيْهِ وَالْكتاب وصف محاسنه ومزاياه
ق ر ظ

دبغ الأديم بالقرظ وهو ورق السّلم، وأديم مقروظ، وقرظته أقرظه، ورجل قارظ: يجمع القرظ، ومنه: " حتى يؤوب القارظ ". وخرج يقرظ. وحدّثت عن محمد بن كعب القرظيّ: منسوب إلى بني قريظة.

ومن المجاز قرّظته تقريظاً: مدحته، وهما يتقارظان: يتمادحان لأن المقرّظ يحسّن ويزيّن صاحبه كما يحسن القارظ الأديم.

قرظ


قَرَظَ(n. ac. قَرْظ)
a. Gathered leaves for tanning.
b. Tanned.
c. Cut.

قَرِظَ(n. ac. قَرَظ)
a. Became exalted, became a great man.

قَرَّظَa. Tanned thoroughly.
b. Praised, eulogized, panegyrized ( one
living ).
c. Dispraised.

تَقَاْرَظَa. Praised each other.

قَرَظa. Leaves of the salam-tree ( mimosa flava ).

قَرَظِيّa. Dye or tan made from the salam-tree.

قَرِيْظa. see N. Ac.
قَرَّظَ
N. P.
قَرڤظَa. Tanned.

N. Ac.
قَرَّظَ
(pl.
تَقَاْرِيْظ
تَقْرِيْظَات )
a. Praise, eulogy, encomium, panegyric ( of one
living ).
(قرظ) - في الحديث : "أَدِيم مَقرُوظ"
: أي مَدْبُوغٌ بالقَرَظِ، وهو وَرَقُ السَّلَمِ؛ ومنه سَعدُ القَرَظ الذي كان يُؤَذّنُ لرَسُول الله صلّى الله عليه وسلّم. فأمّا محمدُ بنُ كَعْب القُرَظيّ فمنسُوبٌ إلى بني قُرَيْظَةَ، سِبْط من اليَهُود كالمُزَنِي في مُزَيْنَة.
- وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه -: "لا تُقَرِّظُوني كما قَرَّظَتِ النَّصَارَى عِيسَى"
والتَّقْرِيظ: مَدحُ الحَيِّ وتَزْيِينُ أمرِه.
[قرظ] فيه: «لا تقرظوني» كما «قرظت» النصارى عيسى، التقريظ: مدح الحي ووصفه، ومنه: ولاو هو أهل لما «قرظ» به، أي مدح به. وح على: يهلك في رجلان: محب مفرط «يقرظني» بما ليس في ومبغض يحمله شنأني على أن يبهتني. وفيه إن عند رجليه «قرظًا» مصبورًا. ومنه ح: أتى بذهيبة في أديم «مقروظ»، أي مدبوغ بقروظ وهو ورق السلم، وبه سمي سعد القرظ المؤذن. ك: لم يحصل - أي لم تخلص من ترابها المعدني، وذهيبة - مصغر، ومصبورًا - أي مجموعًا. ط: يطهر الماء و «القرظ»، هو بقتحتين أي يطهره خلط القرظ بالماء ودباغة الجلد به. 
باب القاف والظاء والراء معهما ق ر ظ يستعمل فقط

قرظ: القَرَظُ: ورق السلم، يدبغ به الأدم، وتقول: قَرَظْتُه أقرِظه قَرْظاً. والقارِظُ جامعه. وفي المثل: حتى يؤوب العنزي القارظُ لأنه ذهب يقرِظ ففقد فصار مثلاً، قال:

فرجي الخير وانتظري إيابي ... إذا ما القارظُ العنزي آبا

وبنو قُرَيْظَةَ هم أحد حيي اليهود من السبطين اللذين كانا بالمدينة. والتّقريظ: مدحك أخاك وشدة تزيينك أمره، وقرظته تقريظا.
(ق ر ظ) : (الْقَرَظُ) وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ وَقِيلَ شَجَرٌ عِظَام لَهَا شَوْكٌ غِلَاظٌ كَشَجَرِ الْجَوْزِ وَإِلَيْهِ أُضِيفَ سَعْدُ الْقَرَظِ الْمُؤَذِّنُ لِأَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فِيهِ (وَبِوَاحِدَتِهِ) سُمِّيَ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ إلَى ابْنِ النَّوَّاحَةِ (بِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَتْ إحْدَى قَبَائِلِ يَهُودِ خَيْبَرَ الْمَنْسُوبِ إلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيّ (وَبِوَزْنِ اسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ خَالِدِ بْنِ قَارِظٍ بْنِ شَبَّةَ بْنِ أَخِي عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ (وَإِلَيْهِ) يُنْسَبُ سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَارِظِيُّ فِي السِّيَرِ.
قرظ
تقارظَ يتقارظ، تقارُظًا، فهو مُتقارِظ
• تقارظ الشَّخصان: مدح كلٌّ منهما الآخر بذكر محاسنه "يتقارظان يومًا ويتقارصان يومًا آخر". 

قرَّظَ يقرّظ، تقْريظًا، فهو مقرِّظ، والمفعول مقرَّظ
• قرَّظ الشّخصَ: مَدَحَهُ وأثنى عليه بوصف محاسنه "قرّظ المادحُ ممدوحَه".
• قرَّظ الكتابَ: وصف محاسنه ومزاياه "قدّم تقريظًا لكتاب تلميذه". 

قَرَظ [جمع]: مف قَرَظة: (نت) شجر عظام لها سوق غِلاظ أمثال شجر الجوز، من الفصيلة القرانيّة، وهي نوع من أنواع شجر السَّنْط العربيّ يستخرج منه صمغ مشهور. 

قَرِيظ [مفرد]: مديح "المتنبِّي من شعراء القَرِيظ". 
[قرظ] القَرَظُ: ورق السَلَمِ يُدبغ به، ومنه أديمٌ مَقْروظٌ. وكبشٌ قُرَظِيٌّ : منسوب إلى بلاد القَرَظِ، وهي اليمن، لأنَّها منابت القَرَظِ. والقارظ: الذى يجتنى ذلك. وفى المثل: " لا آتيك أو يؤوب القارظ العنزي "، وهما قارظان كلاهما من عنزة، خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا. قال أبو ذؤيب: وحتى يؤوب القارظان كلاهما * وينشر في القتلى كليب بن وائل * وزعم ابن الاعرابي أن أحد القارظين يذكر ابن عنزة، والثانى المتنخل. قال بشر لابنته عند موته: فرجى الخير وانتظري إيابى * إذا ما القارظ العنزي آبا * وسعد القرظ : مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان بقباء فلما ولى عمر رضى الله عنه أنزله المدينة، فولده إلى اليوم يؤذنون في مسجد المدينة. وقريظة والنضير: قبيلتان من يهود خيبر، وقد دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخى موسى عليهما السلام، منهم محمد بن كعب القرظى. والتقريظ: مدح الانسان وهو حى، والتأبينُ: مدحه ميِّتاً. وقولهم: فلانٌ يُقَرِّظُ صاحبه تَقْريظاً، بالظاء والضاد جميعا، عن أبى زيد، إذا مدحه بباطل أو حق. وهما يتقارظان المدح، إذا مَدَحَ كلَّ واحدٍ منهما صاحبه.
ق ر ظ : الْقَرَظُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ يَخْرُجُ فِي غُلُفٍ كَالْعَدَسِ مِنْ شَجَرِ الْعِضَاهِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الْقَرَظُ وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ الْأَدِيمُ وَهُوَ تَسَامُحٌ فَإِنَّ الْوَرَقَ لَا يُدْبَغُ بِهِ وَإِنَّمَا يُدْبَغُ بِالْحَبِّ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الْقَرَظُ شَجَرٌ وَهُوَ تَسَامُحٌ أَيْضًا فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ جَنَيْتُ الْقَرَظَ وَالشَّجَرُ لَا يُجْنَى وَإِنَّمَا يُجْنَى ثَمَرُهُ يُقَالُ قَرَظْتُ قَرْظًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا جَنَيْتَهُ أَوْ جَمَعْتَهُ وَالْفَاعِلُ قَارِظٌ وَالْبَائِعُ قَرَّاظٌ لِأَنَّهُ حِرْفَةٌ وَقَرَظْتُ الْأَدِيمَ قَرْظًا أَيْضًا دَبَغْتُهُ بِالْقَرَظِ فَهُوَ أَدِيمٌ مَقْرُوظٌ وَالْقَرَظَةُ الْحَبَّةُ مِنْهُ مِثْلُ الْقَصَبِ وَالْقَصَبَةِ وَتَصْغِيرُ الْوَاحِدَةِ قُرَيْظَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ وَمِنْهُ بَنُو قُرَيْظَةَ وَهُمْ إخْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ وَهُمْ حَيَّانِ مِنْ الْيَهُودِ كَانُوا بِالْمَدِينَةِ فَأَمَّا قُرَيْظَةُ فَقُتِلَتْ مُقَاتِلَتُهُمْ وَسُبِيَتْ ذَرَارِيِّهِمْ لِنَقْضِهِمْ الْعَهْدَ وَأَمَّا بَنُو النَّضِيرِ فَأُجْلُوا إلَى الشَّأْمِ وَيُقَالُ إنَّهُمْ دَخَلُوا فِي الْعَرَبِ مَعَ بَقَائِهِمْ عَلَى أَنْسَابِهِمْ. 

قرظ

1 قَرَظَهُ, aor. ـِ inf. n. قَرْظٌ, He tanned it, (Msb, TA,) namely, a skin, or hide, (Msb,) or a skin for water or milk, (TA,) with قَرَظ, q. v. infra: (Msb, TA:) or he dyed it therewith. (TA.) b2: He plucked it, or gathered it, from the tree; namely, what is called قَرَظ. (Msb.) A2: قَرَظْتُهُ a dial. var. of قَرَضْتُهُ, in the phrase قَرَظْتُهُ ذَاتَ الشِّمَالِ, q. v. (Fr, K.) b2: And [in like manner as a dial. var. of قَرَضْتُهُ,] I cut it, or made it and cut it according to a measure and pattern. (Fr.) A3: قَرِظَ, aor. ـَ He was, or became, a lord, master, chief, or man of rank or quality, after being in a base or abject state. (IAar, O, K; and T in art. قرض.) 2 قرّظهُ, inf. n. تَقْرِيظٌ, He took extraordinary pains, or exceeded the usual degree, in tanning it, namely, a skin, or hide, with قَرَظ. (Z.) b2: [and hence, (see 6,)] (tropical:) He praised, or eulogized, him, he, the latter, being living; (S, K, TA;) تَأْبِينٌ signifying the “ doing so when the man is dead; ” (S;) the former signifies he did so truly or falsely. (K.) And فُلَانٌ يُقَرِّظُ صَاحِبَهُ, and يُقَرِّضُهُ, (tropical:) Such a one praises his companion, falsely or truly. (Az, S, TA.) And يُقَرِّظُنِى بِمَا لَيْسَ فِىَّ (tropical:) [He praises me for that which is not in me]. (TA, from a trad.) b3: And He praised him immoderately: like فرّطهُ. (O in art. فرط.) b4: Also, [like قرّضهُ,] (assumed tropical:) He dispraised him: (Kitáb el-Addád, cited by Freytag:) or it relates only to praise and good; but تَقْرِيضٌ relates to good and to evil. (TA in art. قرض.) 6 هُمَا يَتَقَارَظَانِ المَدْحَ (tropical:) They two praise each other; (S, K, TA;) from 2 in the first of the senses assigned to it above; each embellishing the other like as the قَارِظ embellishes the skin, or hide; (Z, TA;) and يتقارضان is like it: (TA;) and you say also, هُمَا يَتَقَارَظَانِ الخَيْرَ والشَّرَّ [They two interchange good and evil, each with the other]; as also يتقارضان: (IKh, in TA, art. قرض:) or تَقَارُظٌ relates only to praise and good; but تَقَارُضٌ, to good and evil. (TA.) قَرَظٌ, accord. to some, (Msb,) The leaves of the سَلَم [mimosa flava], (Lth, S, Mgh, K,) with which they tan; (Lth, S, Mgh;) but this assertion is [said to be] inaccurate; for the leaves are called خَبَط, and camels are fed with them, and they are not used for tanning: some say, that it is a kind of tree; but this also is inaccurate; for one says, “I plucked, or gathered, قَرَظ; ” and trees are not plucked, or gathered: (Msb:) AHn [contradicts this, however, for he applies this word to a kind of tree, and] says, it is the best of things with which hides are tanned in the land of the Arabs; and these are tanned with its leaves and its fruit: [the pods of the سَنْط, which is also called قَرَظ, are used for tanning;] and in one place he says, it is a large kind of trees, having thick stems (سوق [app. a mistranscription for شَوْك, thorns,]) resembling the walnut-tree, [in the Mgh, evidently from the same source, “or, as some say, a large kind of trees, having thick thorns (شوْك), resembling the walnut-tree,”] the leaves of which are smaller than those of the apple-tree, and it has grains which are put into balances [for weights, like as are those of the carob-tree]: it grows in the low plains: (TA:) or a kind of tree, whereof the سَنْط [mimosa Nilotica, also called acacia Nilotica,] is a species: (M, K, in art. سنط:) [or,] correctly speaking, it is [the fruit, or seed with its pericarp, of that tree;] a well-known grain, which comes forth in envelopes, like lentils, from the trees called عِضَاه; (Msb;) or, [to speak more precisely,] the fruit of the سَنْط, whence is expressed أَقَاقِيَا [acacia, i. e. succus acaciæ]; (K;) which is termed عُصَارَةُ القَرَظِ, [and when inspissated, رُبُّ القَرَظِ,] and has an acrid property; the best thereof is that which is sweet in odour, heavy, hard, and green; and it strengthens relaxed members, when cooked in water, and poured upon them: (Ibn-Jezleh, TA:) [the last application is that which commonly obtains in the present day: see also 'Abd-el-Lateef, pp. 48-52 of the Arabic text, and De Sacy's translation and notes:] the n. un. is قَرَظَةٌ: (AHn, Mgh, Msb:) and the dim. of this is قُرَيْظَةٌ. (AHn, Msb.) Hence بِلَادُ القَرَظِ, applied to El-Yemen, because the قَرَظ grows there [most plentifully]. (S.) See also صَمْعٌ.

قَرَظِىٌّ The dye (صِبْغ [a mistranscription for دِبْع i. e. tan]) of the قَرَظ. (TA.) b2: See also مَقْرُوظٌ. b3: إِبِلٌ قَرَظِيَّةٌ Camels that eat قَرَظ. (TA.) b4: كبش قَرَظِىٌّ and قُرَظِىٌّ A ram of El-Yemen; because the قَرَظ grows there [most plentifully]. (S, K.) قَرَّاظٌ A seller of قَرَظ. (Msb, K.) قَارِظٌ A plucker, or gatherer, of قَرَظ. (S, Msb, K.) It is said in a proverb, (S,) لَا آتِيكَ أَوْ يَؤُوبُ القَارِظُ العَنَزِىُّ [I will not come to thee unless the gatherer of قرظ, of the tribe of 'Anazeh, return]: (S, K, but in the latter العنزى is omitted:) and Aboo-Dhu-eyb says, وَحَتَّى يَؤُوبَ القَارِظَانِ كِلَاهُمَا [And until the two gatherers of قرظ return, each of them]: (S:) the قَارِظَانِ were two men of the tribe of 'Anazeh, who went forth in search of قَرَظ, and did not return. (S, K.) We also find in the M, لَا آتِيكَ القَارِظَ العَنَزِىَّ, i. e. I will not come to thee as long as the gatherer of قرظ, of the tribe of 'Anazeh, is absent: القارظ العنزى being made to occupy the place of الدَّهْرَ, and being put in the accus. case as an adverbial expression, by an extension of the signification, of which there are parallel instances. (TA.) تَقْرِيظ: see 2. [Used as a subst., (tropical:) An encomium, or eulogy, on a living person: pl. تَقَارِيظُ and تَقْرِيظَاتٌ.]

مُقْرَظٌ: see what next follows.

مَقْرُوظٌ A skin, or hide, tanned with قَرَظ; (S, Msb, K;) as also ↓ قَرَظِىٌّ; and AHn mentions, on the authority of Aboo-Mis-hal, ↓ مُقْرَظٌ, as though from أَقْرَظَهُ, which, he says, we have not heard: (TA:) or dyed therewith. (K.) قرع قرف See Supplement

قرظ: القَرَظُ: شجر يُدْبَغُ به، وقيل: هو ورَقُ السِّلَم يُدْبَغُ به

الأَدَمُ، ومنه أَدِيمٌ مَقْروظ، وقد قَرَظْتُه أَقْرِظُه قَرْظاً. قال

أَبو حنيفة: القَرَظُ أَجودُ ما تُدبَغُ به الأُهُبُ في أَرض العرب وهي

تُدْبَغُ بورقه وثمره. وقال مَرَّةً: القَرَظُ شجرٌ عِظام لها سُوق غِلاظ

أَمثال شجر الجَوْز وورقه أَصغر من ورق التفّاح، وله حَبٌّ يوضع في

المَوازين، وهو يَنْبُتُ في القِيعانِ، واحدَتُه قَرَظةٌ، وبها سُمّي الرجل

قَرَظةَ وقُرَيْظةَ. وإِبل قَرَظِيّةٌ: تأْكل القَرَظَ. وأَدِيمٌ قَرَظِيٌّ:

مدبوغ بالقرَظ. وكبش قَرَظِيٌّ وقُرَظِيٌّ: منسوب إِلى بلاد القَرَظِ،

وهي اليمن، لأَنها مَنابِت القرظ. وقَرَظَ السِّقاءَ يَقْرِظُه قَرْظاً:

دَبَغه بالقَرَظِ أَو صبَغه به. وحكى أَبو حنيفة عن ابن مِسْحَلٍ: أَدِيم

مُقْرَظٌ كأَنه على أَقْرَظْته، قال: ولم نسمعه، واسم الصِّبْغ

القَرَظِيُّ على إِضافة الشيء إِلى نفسه. وفي الحديث: أَن عمر دخل عليه وإِنَّ عند

رجليه قرظاً مَصْبُوراً. وفي الحديث أُتِيَ بهَدِيَّة في أَديم مقروظ أَي

مدبوغ بالقرظ.

والقارظُ: الذي يجمع القَرَظَ ويجتَنيه. ومن أَمثالهم: لا يكون ذلك حتى

يَؤوبَ القارِظان، وهما رجلان: أَحدُهما من عَنَزَة، والآخر عامر بن

تَمِيم بن يَقْدُم ابن عَنَزَة، خرجا يَنْتَحِيانِ القَرَظَ ويَجْتَنِيانه

فلم يرجعا فضُرب بهما المثل؛ قال أَبو ذؤيب:

وحتى يَؤوبَ القارِظانِ كِلاهما،

ويُنْشَرَ في القَتْلَى كُلَيْبٌ لوائلِ

(* قوله «لوائل» كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في الصحاح: كليب بن

وائل.)

وقال ابن الكلبي: هما قارظان وكلاهما من عَنَزةَ، فالأَكبر منهما

يَذْكُرُ بن عَنَزةَ كان لصلبه، والأَصغر هو رُهْمُ بنُ عامر من عَنَزةَ؛ وكان

من حديثِ الأَوّل أَن خُزيمةَ بن نَهْدٍ كان عَشِقَ ابنَته فاطمةَ بنتَ

يَذْكُرَ وهو القائل فيها:

إِذا الجَوْزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَيَّا،

ظنَنْتُ بآل فاطمةَ الظُّنُونا

وأَمَّا الأَصغر منهما فإِنه خرج يطلب القَرَظَ أَيضاً فلم يرجع، فصار

مثلاً في انقطاع الغيْبة، وإِياهما أَراد أَبو ذؤيب في البيت بقوله:

وحتى يؤوب القارظان كلاهما

قال ابن بري: ذكر القزاز في كتاب الظاء أَن أَحد القارِظَين يَقْدُمُ بن

عَنَزةَ والآخر عامرُ بن هَيْصَمِ بن يقدم بن عنزة. ابن سيده: ولا آتِيك

القارِظَ العَنَزِيّ أَي لا آتيك ما غابَ القارِظُ العَنَزِيُّ، فأَقام

القارِظُ العنزيّ مقام الدهر ونصبه على الظرف، وهذا اتساع وله نظائر؛ قال

بشر لابنته عند الموت:

فَرَجِّي الخَيْرَ، وانتظري إِيابي،

إِذا ما القارِظُ العَنَزِيُّ آبا

التهذيب: من أَمثال العرب في الغائب: لا يُرْجَى إِيابُه حتى يَؤوبَ

العَنَزِيُّ القارظ، وذلك أَنه خرج يَجْني القَرَظَ ففُقِد، فصار مثلاً

للمفقود الذي يُؤْيَسُ منه.

والقَرَّاظُ: بائع القَرَظِ.

والتقْرِيظُ: مدح الإِنسان وهو حَيٌّ، والتَّأْبِين مدْحُه ميتاً.

وقَرَّظَ الرجلَ تقريظاً: مدحَه وأَثنى عليه، مأْخوذ من تقريظ الأَديم

يُبالَغُ في دِباغِه بالقَرَظِ، وهما يَتقارظَانِ الثناءَ. وقولهم: فلان

يُقَرِّظُ صاحبه تقريظاً، بالظاء والضاد جميعاً؛ عن أَبي زيد، إِذا مدحه بباطل

أَو حق. وفي الحديث: لا تُقَرِّظُوني كما قَرَّظَتِ النصارى عيسى؛

التقريظ: مدحُ الحيّ ووصفُه، ومنه حديث علي، عليه السلام: ولا هو أَهل لما

قُرِّظَ به أَي مُدِح؛ وحديثه الآخر: يَهْلِك فيّ رجلان: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ

يُقَرِّظني بما ليس فيّ، ومُبْغِضٌ يَحْمِلُه شَنَآني على أَن يَبْهَتني.

التهذيب في ترجمة قرض: وقَرِظ الرجلُ، بالظاء، إِذا ساد بعد هَوان. أَبو

زيد: قَرَّظ فلان فَلاناً، وهما يتقارظان المدحَ إِذا مدح كل واحد منهما

صاحبه، ومثله يتقارضان، بالضاد، وقد قَرَّضَه إِذا مدحه أَو ذمّه،

فالتقارُظ في المدحِ والخيرِ خاصّة، والتقارُضُ في الخير والشر.

وسَعْدُ القَرَظِ: مُؤذِّنُ سيدِنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،

كان بقُباءٍ فلما وَلِيَ عمرُ أَنزله المدينةَ فولَدُه إِلى اليوم

يؤذِّنون في مسجد المدينة. والقُرَيْظ: فرس لبعض العرب. وبنو قريْظة: حَيٌّ من

يَهُودَ، وهم والنَّضِير قبيلتان من يهود خيبَرَ، وقد دخلوا في العرب على

نَسَبِهم إِلى هرون أَخي موسى، عليهما السلام، منهم محمد بن كعب

القُرَظيّ. وبنو قُرَيْظةَ: إِخوة النَّضِير، وهما حَيَّانِ من اليهود الذين

كانوا بالمدينة، فأَمّا قريظة فإِنهم أُبِيروا لنَقْضِهم العهدَ

ومُظاهَرتِهم المشركين على رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَمر بقتل مُقاتِلتهم

وسَبْيِ ذراريِّهم واستفاءة أَموالهم، وأَما بنو النضير فإِنهم أُجْلُوا

إِلى الشام، وفيهم نزلت سورة الحشر.

قرظ
القَرَظُ، مُحَرَّكَة: وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْثِ، أَو ثَمَرُ السَّنْطِ، ويُعْتَصَرُ مِنْهُ الأَقَاقِيَا. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: القَرَظُ: أَجْوَدُ مَا تُدْبَغُ بِهِ الأُهُبُ فِي أَرْضِ العرَبِ، وَهِي تُدْبَغُ بِوَرَقِهِ وثَمَرِهِ. وَقَالَ مَرَّةً: القَرَظُ: شَجَرٌ عِظَامٌ، لَهَا سُوقٌ غِلاظٌ أَمْثَالُ شَجَرِ الجَوْزِ، ووَرَقُهُ أَصْغَرُ من وَرَقِ التَّفّاحِ، ولَهُ حَبٌّ يُوضَعُ فِي المَوَازِينِ، وَهُوَ يَنْبُتُ فِي القِيعَانِ، وَاحِدَتُه قَرَظَةٌ، وبِهَا سُمٍّ يَ الرَّجُل قَرَظَةَ، وقُرَيْظَةَ. قُلْتُ: وقالَ ابنُ جَزْلَةَ: أَقَاقيَا: هُوَ عُصَارَةُ القَرَظِ، وفِيه لَذْعٌ، وأَجْوَدُه الطَّيِّبُ الرّائحَةِ الرًّزينُ الصُّلْبُ الأَخْضَرُ، يَشُدُّ الأَعْضَاءَ المُسْتَرْخِيَة إِذا طُبِخَ فِي ماءِ وصُبَّ عَلَيْها.
والقَارِظُ: مُجْتَنِيهِ وجامِعُهُ. والقَرّاظُ، كشَدّادٍ: بائِعُهُ، وأَدِيمٌ مَقْرُوظٌ: دُبِغَ أَو صُبِغَ بِهِ، يُقَالُ: قَرَظَ السِّقاءِ يقْرِظُهُ قَرْظاً، أَيْ دَبَغَهُ بالقَرَظِ، أَوْ صَبَغَهُ بِهِ.
وكَبْشٌ قرَظِيٌّ، كعَرَبِيّ وجُهَنِيٍّ، الأخِيرُ عَلَى تَغْيِيرِ النَّسَبِ يَمَنِيٌّ، لأَنَّهَا مَنَابِتُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والقَارِظانِ: رَجُلانِ أَحَدُهُمَا يَذْكُرُ بنُ عَنَزَةَ وَهُوَ الأَكْبَرُ، كانَ لِصُلْبِهِ، والآخَرُ عامِرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَيْمِ بن يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ كَذَا ذكره ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ غَيره: هُوَ رهم بن عَامر وَهُوَ الْأَصْغَر، وَيُقَال لَهُ القارظ الثَّانِي وَكِلَاهُمَا من عنزة، يُقَالُ: إِنَّهُمَا خَرَجَا فِي طَلَبِ القَرَظِ يَجْتَنِيَانِهِ فَلَمْ يَرْجِعَا، فضُرِبَ بِهِمَا المَثَلُ فَقَالُوا: لَا آتِيكَ أَوْ يَؤُوبَ القارِظُ، يُضْرَبُ فِي انْقِطَاعِ الغَيْبَةِ، وإِيَّاهُما أَرادَ أَبُو ذُؤَيْبٍ بِقَوْلِهِ:
(وحَتَّى يؤُوبَ القَارِظَانِ كِلاهُمَا ... ويُنْشَرَ فِي القَتْلَى كُلَيْبٌ لِوائِل)
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْدُهُمَا من بَنِي هُمَيْم، والآخَرُ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ. وقَلَ ابنُ بَرِّيّ: ذَكَرَ القَزَّازُ فِي كِتَابِ الظّاءِ: أَنَّ أَحَدَ القَارِظَيْنِ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ، والآخَرَ عامِرُ بنُ هَيْصَم بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ.
وَفِي المُحْكَمِ: وَلَا آتِيكَ القارِظَ العَنَزِيّ، أَي لَا آتِيكَ مَا غَابَ القَارِظُ العَنَزِيّ فأَقَامَ القَارِظَ العَنَزِيَّ) مُقامَ الدَّهْرِ، ونَصَبَهُ عَلَى الظّرْفِ، وهذَا اتِّساعٌ، وَله نَظائرُ.
وقالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ لابْنَتِه عُمَيْرَةَ وهُوَ يَجُودُ بنَفْسِه، لَمّا أَصَابَهُ سَهْمٌ من غُلامٍ من أئلَةَ:
(وإِنَّ الوائِليَّ أَصابَ قَلْبِي ... بسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا)

(فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظرِي إِيابِي ... إِذا مَا القَارِظُ العَنَزِيُّ آبَا)
وسَعْدُ بنُ عَائِذٍ المُؤَذنُ، يُقَالُ لَهُ سَعْدُ القَرَظِ الصَّحَابِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ مَوْلى عَمارِ بنِ ياسِر، رَشِيَ اللهُ عَنْهُ، لأَنَّهُ كانَ كُلَّمَا تَجِرَ فِي شَيْءٍ وَضَعَ فِيهِ، وتَجِرَ فِيهِ فَرَبِحَ، فلَزِمَهُ، أَي لَزِمَ تِجَارَتَهُ، فعُرِفَ بِهِ، وكانَ قَدْ جَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ مُؤَذِّناً بِقُبَاءِ، وخَلِيفَةَ بِلاَلٍ إِذا غابَ، ثُمَّ اسْتَقَلَّ بالأَذانِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وبَقِيَ الأَذانُ فِي عَقِبِه. قالَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيّ: عاشَ سَعْدُ القَرَظِ إِلَى أَيَّامِ الحَجَّاجِ، ورَوَى عَنْهُ ابنُه عُمَرُ وعَمّارٌ.
ومَرْوَانُ القَرَظِ، أُضِيفَ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ كانَ يَغْزُو اليَمَنَ وَهِي مَنَابِتُه، ومِنْهُ المَثَلُ: أَعَزُّ من مَرْوَانِ القَرَظِ، وقِيلَ: أُضِيفَ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَحْمِي القَرَظَ لِعِزَّتِهِ. ذَكَرَ الوَجْهَيْنِ المَيْدانِيّ فِي أَمْثَالِهِ.
وقَرَظَهُ بنُ كَعْب بنِ عَمْرٍ و، مُحَرَّكَةً، صَحابِيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَمَا فِي العُبَابِ.
والَّذِي فِي المُعْجَمِ لابْنِ فَهْدٍ: قَرَظَةُ بنُ كَعْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، من فُضَلاءِ الصَّحابَةِ، شَهِدَ أُحُداً، ووَلِيَ الكُوفَةَ لعَلِيٍّ، وقَدْ شَهِدَ فَتْحَ الرَّيِّ زَمَنَ عُمَرَ.
وَذُو قَرَظٍ، مُحَرَّكَةً، أَو ذُو قُرَيْظٍ كزُبَيْرٍ: ع، باليَمَنِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. وقَرَظَانُ، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ بزَبِيدَ، من أَعْمَالِ اليَمَنِ.
وقُرَيْظَةُ، كجُهَيْنَةَ:: قَبِيلَةٌ منْ يَهُودِ خَيْبَرَ، وكَذلِكَ بَنُو النَّضِيرِ، وقَدْ دَخَلُوا فِي العَرَبِ على نَسَبِهِم إِلى هَارُون أَخِي مُوسَى، صَلَوَاتُ الله علَيْهِمَا وعَلَى نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ومِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ وغَيْرُهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. أَمّا قُرَيْظَةُ فإِنَّهُمْ أُبِيرُوا لنَقْضِهِم العَهْدَ، ومُظَاهَرَتهِمِ المُشْرِكِينَ على رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسلمَ، أَمر بِقَتْل مُقَاتِلِيهِمْ وسَبْيِ ذَرَارِيهم، واسْتِفَاءِةِ مالِهِمْ. وأَمّا بَنُو النَّضِير فإِنَّهُم أُجْلُو إِلَى الشَّام، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ سُورَةُ الحَشْرِ.
وقالَ الفَرّاءُ فِي نَوَادِرهُ: قَرَظْتُه ذَاتَ الشِّمالِ، لُغَةٌ فِي الضَّادِ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: قَرِظَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: سَادَ بَعْدَ هَوانٍ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي ق ر ض، والصّاغَانِيُّ فِي العُبَاب. وَمن المَجَازِ: التَّقْرِيظُ: مَدْحُ الإِنْسَانِ وَهُوَ حَيٌّ، والتَّأْبِين: مَدْحُهُ مَيِّتاً. وقولُهم: فُلانٌ يُقَرِّظُ صاحِبَهُ ويُقَرِّضُهُ، بالظَّاءِ والضَّادِ جَمِيعاً، عَن أَبِي زَيْدٍ، إِذَا مَدَحَهُ بِحَقٍّ أَو باطِلٍ. وَفِي الحَدِيثِ:)
لَا تُقَرِّظُونِي كَمَا قَرَّظَتِ النَّصَارَى عِيسَى. وَفِي حَدِيث عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلانِ: مُحِبٌ مُفْرِطٌ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، ومُبْغِضٌ يَحْمِلُه شَنْآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي. وَهُمَا يَتَقَارَظَان المَدْحَ: يَمْدَحُ كُلٌّ صاحِبَهُ، ومِثْلُهُ يَتَقارَضَانِ. وقِيلَ: التَّقارُظُ فِي المَدْحِ والخَيْرِ خاصَّةً، والتَّقارُضُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَأْخُوذٌ من تَقْرِيظِ الأَدِيمِ يُبَالَغُ فِي دِبَاغِهِ بالقَرَظِ، فَهُوَ يُزَيِّنُ صاحِبَهُ، كَمَا يُزَيِّنُ القَارِظُ الأَدِيمَ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: إِبِلٌ قَرَظِيَّةٌ: تَأْكُلُ القَرَظَ. وأَدِيمٌ قَرَظِيٌّ: مَدْبُوغٌ بالقَرَظ. وحَكَى أَبُو حَنِيفَةَ عَن أَبي مِسْحَلٍ: أَدِيمٌ مُقْرَطٌ، كأَنَّهُ عَلَى أَقْرَظْتُهُ، قالَ: ولَمْ نَسْمَعْهُ، واسمُ الصِّبْغِ القَرَظِيُّ عَلَى إِضافَةِ الشَّيِْ إِلَى نَفْسِهِ. والقُرَيْظُ، كزُبَيْرٍ: فَرَسٌ لبَعْضِ العَرَبِ.
وقَرَظْتُه: حَذَوْتُهُ، عَن الفَرّاءِ. وقَرَظَةُ، مُحَرَّكَةً: قَرْيَةُ بمِصْرَ.

سَخِيَ 

(سَخِيَ) السِّينُ وَالْخَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى اتِّسَاعٍ فِي شَيْءٍ وَانْفِرَاجٍ. الْأَصْلُ فِيهِ قَوْلُهُمْ: سَخَيْتُ الْقِدْرَ وَسَخَوْتُهَا، إِذَا جَعَلْتَ لِلنَّارِ تَحْتَهَا مَذْهَبًا. وَمِنَ الْبَابِ: سَخَاوِيُّ الْأَرْضِ، قَالَ قَوْمٌ: السَّخَاوِيُّ: سِعَةُ الْمَفَازَةِ. وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ " سَخَاوَى الْفَلَا "، قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَاحِدَةُ السَّخَاوَى سَخْوَاةٌ. وَقَالَ أَيْضًا: السَّخْوَاءُ الْأَرْضُ السَّهْلَةُ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: وَمِنْ هَذَا الْقِيَاسِ: السَّخَاءُ: الْجُودُ ; يُقَالُ سَخَا يَسْخُو سَخَاوَةً وَسَخَاءً، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. وَالسَّخِيُّ: الْجَوَّادُ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ: السَّخَا، مَقْصُورٌ: ظَلْعٌ يَكُونُ مِنْ أَنْ يَثِبَ الْبَعِيرُ بِالْحِمْلِ فَتَعْتَرِضُ رِيحٌ بَيْنَ جِلْدِهِ وَكَتِفِهِ، فَيُقَالُ بَعِيرٌ سَخٍ.

رعى

(رعى) - في حديث لُقمَان بنِ عَاد: "إذا رَعَى القَومُ غَفَل".
قيل: لم يُرِد رِعْيةَ الغَنَم، وإنما أَرادَ إذا تحافَظَ القَومُ لشيء يَخافُونَه غَفَل ولم يَرْعَهم. ومنه يقال: رَعَاكَ اللهُ.
- وفي حَدِيثِ عُمَر رضي الله عنه: "كَأَنَّه رَاعِى غَنَم".
: أي في الجَفَاء والبَذاذَةِ، والعرب تَضرِب المَثَل بِرَاعِى الغَنَم والِإبل في الجَفَاء.
- في حديث حُنَيْن: "قال دُرَيْد لمالِك بنِ عَوْف: إنما هو راعى ضَأنٍ، ماله وللحَرْب" .
كأنه يَستَجْهِله ويُقَصِّر به عن رُتبةِ مَنْ يَقودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها.
رعى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] يَقُول: لَعَلَّ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق إِذا علم بشهادتك رَجَعَ أَو ارْعَوى عَن رَأْيه. والارعِواء: النَّدَم على الشَّيْء والانصراف عَنهُ وَالتّرْك لَهُ [قَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

إِذا قلتُ عَن طول التنائي قد أرْعَوَى ... أبي حُبُّها إِلَّا بَقَاء على الهَجْرِ
رعى رَعَتِ الإِبِلُ وارْتَعَتْ: واحِدٌ. والمَرْعى: الرَّعْيُ. والكَلأُ. والمَوْضِعُ، جَميعاً. ومن الحُبُوْب: حَبَّةٌ حَمْراءُ طَويلةٌ دَقيْقَة. ورأيْتُ رَعْياً من النّاس: أي عِدَّةً ممَّن يَرْعى. والرَّعْيُ: الحِفْظُ. والرِّعْيُ - بالكَسْر -: الكَلأُ. والرِّعَايَةُ: فِعْلُ الرّاعي، وجَمْعُه: الرِّعَاءُ والرُّعَىةُ والرُّعْيَانُ. وأرْعَتِ الأرْضُ: كَثُرَ رِعْيُها. وأرْعَيْتُ الماشِيَةَ: جَعَلْتَ لها ما تَرْعاه. وراعَيْتُ ما يكونُ منه. وكذلك رَعَيْتُ النُّجُوْمَ: رَقَبْتَها. والإِرْعَاءُ: الإِبْقاء. والاسْتِماعُ أيضاً، يقال: أرْعِني سَمْعَكَ وراعِنِي سَمْعَكَ وأرْعِ إِلَيًَّ. والتُّرْعِيةُ والتِّرْعِيَّةُ - مُشَدَّدَة -: الرَّاعي.
والتَّرْعَايَةُ والتِّرْعَايَةُ والتَّرْعِيَةُ: العَرِيْقُ في الرِّعَايَة. وراعِيَةُ الخَيْلِ: طائرٌ أصْفَرُ يكونُ تَحْتَ بُطُونِ الدَّوابِّ، ويُقال له: رَعَاءةُ الخَيْل والحُمُر أيضاً.
ورَاعِي البُسْتَانِ: جُنْدُبٌ عَظِيمٌ تُسَمِّيْه العامَّةُ جَمَلَ الحمّى وراعِيَةُ الأُتُنِ: ضَرْبٌ آخَرُ لا يَطِيْرُ.
رعى
الرَّعْيُ في الأصل: حفظ الحيوان، إمّا بغذائه الحافظ لحياته، وإمّا بذبّ العدوّ عنه. يقال:
رَعَيْتُهُ، أي: حفظته، وأَرْعَيْتُهُ: جعلت له ما يرْعَى. والرِّعْيُ: ما يرعاه، والْمَرْعَى: موضع الرّعي، قال تعالى: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ
[طه/ 54] ، أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها
[النازعات/ 31] ، وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى [الأعلى/ 4] ، وجعل الرَّعْيُ والرِّعَاءُ للحفظ والسّياسة. قال تعالى: فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها
[الحديد/ 27] ، أي: ما حافظوا عليها حقّ المحافظة. ويسمّى كلّ سائس لنفسه أو لغيره رَاعِياً، وروي: «كلّكم رَاعٍ، وكلّكم مسئول عن رَعِيَّتِهِ» قال الشاعر:
ولا المرعيّ في الأقوام كالرّاعي
وجمع الرّاعي رِعَاءٌ ورُعَاةٌ. ومُرَاعَاةُ الإنسان للأمر: مراقبته إلى ماذا يصير، وماذا منه يكون، ومنه: رَاعَيْتُ النجوم، قال تعالى: لا تَقُولُوا: راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا
[البقرة/ 104] ، وأَرْعَيْتُهُ سمعي: جعلته راعيا لكلامه، وقيل: أَرْعِنِي سمعَك، ويقال: أَرْعِ على كذا، فيعدّى بعلى أي: أبق عليه، وحقيقته: أَرْعِهِ مطّلعا عليه.
[رعى] الرعى بالكسر: الكلا. وبالفتح المصدر (*) والمرعى: الرعى، والموضع، والمصدر. وفي المثل: " مَرْعىً ولا كالسَعْدانِ ". والراعي جمعه رعاة مثل قاض وقضاة، ورعيان مثل شاب وشبان، ورعاء مثل جائع وجياع. وفلان يرعى على أبيه، أي يَرْعى غَنَمه. والراعي: لقب عبيد بن الحصين النميري الشاعر. قال الفراء: رجلٌ تَرْعِيَّةٌ وتُرْعِيَّةٌ، بكسر التاء وضمها والياء مشددة فيهما، للذي يجيد رِعْيَة الإبل. ويقال أيضاً: رجلٌ تِرْعايَةٌ في معنى ترعية. والرعاوى والرعاوى، بفتح الراء وضمها: الإبل التي تَرْعى حوالي القوم وديارِهم ; لأنّها الإبل التي يعتمل عليها. قالت امرأة من العرب تعاتب زوجها: تمششتنى حتى إذا ما تركتني * كنضو الرعاوى قلت إنى ذاهب وراعيت الامر: نظرت إلى أين يصير. وراعيته: لاحظته. وراعَيتُهُ من مراعاة الحقوق. ويقال: الحمار يُراعي الحُمُرَ، أي يَرْعى معها: قال أبو ذؤيب: مِن وَحْشِ حَوْضي يُراعي الصيدَ منتبذاً * كأنه كوكبٌ في الجوِّ مُنْحَرِدُ واسْتَرْعَيْتُهُ الشئ فرعاه. وفى المثل: من اسْتَرْعى الذئبَ ظَلَم ". والراعي: الوالي. والرَعِيَّةُ: العامّة. يقال: ليس المَرْعِيُّ كالراعي. ورعا يرعو، أي كفَّ عن الأمور. يقال: فلانٌ حسن الرَعْوَةِ والرِعْوَةِ والرُعْوى والارْعِواءِ. وقد ارعوى عن القبيح، وتقديره إفعول، ووزنه افعلل. وإنما لم يدغم لسكون الياء. والاسم الرعيا بالضم والرعوى بالفتح، مثل البقيا والبقوى. وتقول: أرعيت عليه، إذا أبقيتَ عليه وترحّمته . وأَرْعَيْتُهُ سمعي، أي أصغيت إليه. ومنه (*) قوله تعالى: (راعنا) . قال الاخفش: هو فاعلنا من المراعاة على معنى أرعنا سمعك، ولكن الياء ذهبت للامر. ويقال: (راعنا) بالتنوين على إعمال القول فيه، كأنه قال: لا تقولوا حمقا ولا تقولوا هجرا، وهو من الرعونة. ورعى الامير رعيته رِعاية. ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً. ورعى البعير الكلا. وارتعى مثله. ورَعَيْتُ النجوم: رَقبْتها. قالت الخنساء: أَرْعى النجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها * وتارة أتغشى فضل أطماري ابن السكيت: يقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَهُ رِعَايَةً. وأَرْعى الله الماشيةَ، أي أنبت لها ما تَرْعاهُ. قال الشاعر: كأنَّها ظبيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ * تأكل من طيب والله يرعيها
رعى: رعى: يستعمل هذا الفعل أيضاً في الكلام عن النحل ففي ابن البيطار (2: 411): الراعي من النحل أي النحل الذي يجرس الأزهار.
رعى الزَرْعَ: ترك الخيل تأكل القمح (كرتاس ص203).
رعى: أتلف، أحرق، أضنى (انظر ألف ليلة 1: 32) وتستعمل مجازاً بمعنى أضعف وأضنى (بوشر).
رعى شيئاً من: قرض، نخر (بوشر).
رعى: حكّ، يقال مثلاً: يدي ترعاني أي يدي تحكني (بوشر، محيط المحيط).
رعى: قضى الخريف، ولعل صواب ترجمة عبارته اللاتينية هو ك سار بالماشية لترعى في بعض الأماكن في فصل الخريف، أنظره في مادة مرعى.
قد رعيتَ ما يَرْعى الصديقُ من أخيه ك أي حافظت على ما يجب على الصديق أن يحافظ عليه تجاه صديقه (رياض النفوس ص63 و).
ويقال في نفس المعنى: رعى عليه حُرْمةٌ (لين)، كما يقال: رعى له حرمة (دي يونج).
رعى فلاناً: احترمه ورحب به وكرّمه (فوك، قلائد ص56).
رعى له ذلك ورعى منه ذلك: حفظ له ذلك وشكره له (مملوك 1: 2: 134).
رَعَّى (بالتشديد): جعلها ترعى (فوك).
راعى، راعى فلاناً: امتثل له، تنازل له، أذعن له (بوشر).
وراعى فلاناً: باعه الشيء بسعر رخيص، هاوده في البيع (بوشر).
راعى الجميل: اعترف بالجميل، شكر له (بوشر).
راعى خاطِرَه: سامحه (بوشر).
راعى = رعى معه (معجم مسلم).
رِعْيٌ، رعي الإبل: نبات اسمه العلمي Pastinaca sativa ( ابن البيطار 1: 3، 1: 77، 497). رعى الحَمَام: فارسطاريون، الحمامي، ساق الحمام (بوشر وهو يكتبها رَعَى الحمام، ابن البيطار 1: 75، 122، 498، 2: 244).
رعي الحمير: هو في بعض بوادي الأندلس كروكودليوم الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة (ابن البيطار 2: 253). رَعِيّ: ماشية لأن بوشر يذكر: دخل الرَعي في الزرابي في مادة Paraquer.
رَعِيّة، ويذكر بوشر الجمع رَعَايَا باعتباره مفرداً: وهم من كان في حكم السلطان من غير المسلمين.
رعية: حكاك (محيط المحيط).
رِعَايَة: شرف في معجم فوك، تكريم، تشريف، اعتبار. يقال مثلاً: رعاية لكم أي تكريماً لكم، واحترام.
ورعاية خاطر: مراعاة، اعتبار (بوشر).
رعاية: حكاك (بوشر، محيط المحيط).
رعاية: آكلة، سرطان (بوشر).
راعٍ، راعي الحمام: ارقيطون، بلسكاء، راس الحمامة، عمى خذني معك (نبات) (بوشر)، وانظر قسطوريون عند المستعيني.
مَرْعىً: موضع يباح فيه الرعي لكل أحد، وكل واحد من سكان المنطقة يستطيع أن يرعى فيه ماشيته (ألكالا).
مَرْعىً: موضع يأخذون الماشية إليه في فصل الشتاء لترعى فيه (ألكالا).
مَرْعِيّ: مُلاحَظ، ملتزم به، يقال: معاهدة مرعية، وعهد مرعي (أماري ديب ص231)، غير أن العلوم الأَدَبيَّة المرعية عند المقري (2: 211) تعبير غريب ولا أدري ما معناه. إن كتابة العبارة لاشك فيها، وقد وجدتها في خمس مخطوطات وهي موجودة أيضاً في طبعة بولاق، وربما كان من الصواب ترجمتها بما معناه: ما يستحق التبجيل والاحترام، وانظر المادة التالية.
مرعى الجانب: محمي (معجم الإدريسي). مُراعٍ: فريد، فائق (ألكالا)، ولا أدري كيف أن اسم الفاعل من راعى يمكن أن يدل على هذا المعنى، غير أن ألكالا كتبه murâay فلا يمكن أن يكون غير ذلك، وربما كان يريد مَرْعِى فإن كان ذلك كذلك فإن استعماله الكلمة عند المقري (انظر أعلاه) يمكن تفسيره.
مُرَاعَا (تصحيف مراعاة) يقال: مراعا لِ: لأجل، بسبب، من جَرَّى.
[رعى] نه فيه: "رعاء" يتطاولون في البنيان، هو بالكسر والمد جمع راعي الغنم، ورعاة بالضم مثله. ط: يعني أن أهل البادية وأشباههم من الفقراء يبسط لهم الدنيا. ك: وإذا تطاول "رعاة" الإبل، أي وقت تفاخر أهل البادية بإطالة البنيان وتكاثرهم به باستيلائهم على الأمر وتملكهم بالقهر، وهو عبارة عن ارتفاع الأسافل كالعبيد والسفلة من الحاكة، وإشارة إلى اتساع دين الإسلام لأن بلوغ الأمر غايته منذر بالتراجع، واكتفى بعلامتين اكتفاء، أو على أن أقل الجمع اثنان. نه وفيه: كأنه "راعى" غنم، أي في الجفاء والبذاذة. وفي ح دريد قال لابن عوف: إنما هو راعي ضأن ما له وللحرب، كأنه يستجهله ويقصر به عن رتبة من يقود الجيش ويسوسها. وفيه: نساء قريش خير نساء أحناه على طفل و"أرعاه" على زوج في ذات يده، هو من المراعاة الحفظ والرفق وتخفيف الكلف والأثقال عنه، وذات يده كناية عماي ملك من مال وغيره، ومر أحناه في حرعا يرعو إذا كف عن الأمور، وقد ارعوى عن القبيح، والاسم الرعيا بالفتح والضم، وقيل: الارعواء الندم على الشيء وتركه. ومنه: إذا سئلت عن الشهادة فأخبر بها ولا تقل حتى أتى الأمير لعله يرجع أو "يرعوى". غ: "راعنا" من المراعاة أي تعهدنا، وظاهره أرعنا سمعك، ولكن اليهود يذهبون بها إلى الرعونة والأرعن الأحمق.

[رغبي نه: أفضل العمل منح "الرغاب"، هي الإبل الواسعة الدر الكبيرة النفع، جمع الرغيب وهو الواسع، جوف رغيب. غ: رغيب الجوف أكول. نه ومنه ح: ظعن بهم أبو بكر ظعنة "رغيبة" ثم ظعن بهم عمر كذلك أي ظعنة واسعة كبيرة، قيل لعله: تسيير أبي بكر الناس إلى الشام وفتحه إياها بهم وتسيير عمر إياهم إلى العراق وفتحها بهم. وح: بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن "رغيب". وسيف رغيب أي واسع الحدين يأخذ في ضربته كثيرًا من المضروب. وفيه: كيف أنتم إذا مزج الدين وظهرت "الرغبة" أي قلت العفة وكثر السؤال، والرغبة السؤال والطلب. ومنه ح أسماء: أتتني أمي "راغبة" وهي مشركة أي طامعة تسألني شيئًا، ويتم بيانه في راغمة. وفيه: "رغبة" ورهبة إليك، أعمل الرغبة فقط ولو أعملهما لقال: رغبة إليك ورهبة منك ولكنه كقوله:
وزججن الحواجب والعيونا
ويتم في ملجأ. ومنه ح عمر: "راغب" وراهب، حين قالوا عند موته: جزاك الله خيرًا فعلت وفعلت، يعني أن قولكم لي هذا ما قول راغب فيما عندي أو راهب خائف مني، وقيل: أراد أني راغب فيما عند الله وراهب من عذابه فلا تعويل عندي على ما قلتم من الإطراء. ك وقيل: الناس في الخلافة صنفان: راغب فيها فلا أحب تقديمه، وكاره لها فأخشى عجزه عنها. نه وح التلبية: "ارُغبا" إليك والعمل، وروى والرغباء بالمد وهما من الرغبة. ط: يروى بفتح راء ومد وبضمها وقصر يريد الطلب إلى من بيده الخير وهو المقصود بالعمل، وهو معطوف على الرغباء أي العمل منتهى غليك وأنت المقصود فيه. نه: لا تدع ركعتي الفجر فإن فيهما "الرغائب" أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم. وبه سميت صلاة الرغائب، جمع رغيبة. ج: وهي ما يرغب فيه. نه: إني "لأرغب" بك عن الأذان، من رغبت بفلان عن أمر إذا كرهته له وزهدت له فيه. وفيه: "الرغب" شؤم أي الشره والحرص في الدنيا، وقيل: سعة الأمل وطلب الكثير. ومنه: وكنت امرأ "بالرغب" والخمر مولعًا، أي بسعة البطن وكثرة الأكل، ويروي بالزاي يعني الجماع، وفيه نظر. ن: ما بي "رغبة" عن دينكما، أي لا أكرهه بل أدخل فيه، وعبد رغب مر في تخيل من خ. غ: الرغائب الذخائر والمرغاب في ميم.

رع

ى1 رَعَتِ المَاشِيَةُ, aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. رَعْىٌ (S, * Msb, K) and رِعَايَةٌ (K) and مَرْعًى; (S, * K, * JM;) and ↓ ارتعت, and ↓ ترعّت; (K;) The cattle [pastured, or] pastured by themselves. (Msb.) And رَعَتِ المَاشِيَةُ الكَلَأَ, inf. n. رَعْىٌ (Mgh, TA) and رِعَايَةٌ [and مَرْعًى]; and ↓ ارتعت, and ↓ ترعّت; [The cattle pastured upon, or depastured, the herbage;] all signifying the same: (TA:) and of a camel you say, رَعَى الكَلَأَ بِنَفْسِهِ, inf. n. رَعْىٌ [&c., He pastured upon, or depastured, the herbage by himself]; and in like manner ↓ ارتعى. (S.) b2: The saying of 'Áïsheh فَإِنْ كَانَتْ تَرْعَى مَا هُنَالِكَ is an allusion to the feeling, or touching, of the فَرْج itself. (Mgh.) A2: رَعْىٌ also signifies The keeping, or tending, animals; pasturing, or feeding, them; and defending them from the enemy. (Er-Rághib, TA.) You say, رَعَيْتُ الإِبِلَ, (S,) or المَاشِيَةَ, (Msb, K,) or الغَنَمَ, (MA,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. رَعْىٌ (S, MA) [and رِعَايَةٌ, as appears from a phrase mentioned below,] and رِعْيَةٌ, (MA,) or this last is a simple subst. from this verb, (K,) I [kept, or tended, or] pastured, (MA, Msb,) or lead to pasture, (MA,) the camels, (S,) or the cattle, (Msb, K,) or the sheep or goats; (MA;) and ↓ ارعاها signifies the same as رَعَاهَا. (K.) and صِنَاعَتُهُ رِعَايَةُ الإِبِلِ [His habitual work, or occupation, is the tending, or pasturing, of camels]. (ISd, K.) And فُلَانٌ يَرْعَى أَبِيهِ [Such a one tends, or pastures, for his father;] i. e. يَرْعَى غَنَمَهُ [tends, or pastures, his father's sheep or goats]. (S.) b2: And hence, as also رِعَايَةٌ, The keeping or guarding [a person or thing]; being mindful or regardful [of him or it]; and managing or ruling or governing [him or it]. (Er-Rághib, TA.) You say, رَعَيْتُهُ I kept, or guarded, him, as a ruler or governor, or a prince or commander, who manages, conducts, orders, or regulates, the affairs of the people: (Msb:) and رَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ [The prince ruled, or governed, his subjects], inf. n. رِعَايَةٌ. (S.) And رَعْيًا لَكَ [I beg God's keeping, or guarding, for thee]; meaning رَعَاكَ اللّٰهُ May God keep thee, or guard thee. (Har p. 617.) And رَعَى أَمْرَهُ, (K,) inf. n. رَعْىٌ (TA) [and رِعَايَةٌ], He was mindful, or regardful, of his affair, or case; as also امره ↓ راعى, (K, TA,) inf. n. مُرَاعَاةٌ. (TA.) And رِعَآءٌ [app. as an inf. n. of ↓ راعى] signifies The guarding of palm-trees. (TA.) فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا, in the Kur [lvii. 27], means But they did not observe it with its right, or due, observance; were not mindful, watchful, observant, or regardful, of it, in the right, or due, manner of being so. (TA.) You say also, رَعَيْتُ عَلَيْهِ حُرْمَتَهُ, inf. n. رِعَايَةٌ, (ISk, S,) i. e. 1 was mindful, regardful, or observant, of his حرمة [meaning of what was entitled to reverence, respect, honour, or defence, in his character and appertenances]: and in like manner, ↓ مُرَاعَاةٌ الحُقُوقِ, mentioned in the S, means The being mindful, regardful, or observant, of rights, or dues. (PS.) This last phrase is from ↓ رَاعَيْتُهُ, inf. n. مُرَاعَاةٌ, (TA,) which means I regarded him; had regard, or an eye, to him; or paid regard, or consideration, to him; (S, Msb, K, TA;) acting, or behaving, well to him; doing good to him; or conferring a benefit, or benefits, upon him. (K, TA.) [Hence also, فِيهِ كَذَا ↓ رُوعِىَ Regard is had, in it, (the meaning of a word or phrase,) to such a thing, as alluded to therein.] And الأَمْرَ ↓ رَاعَيْتُ, (S, K,) inf. n. مُرَاعَاةٌ, (TA,) signifies also I looked to see what would be the issue, or result, of the affair, or case. (S, Msb, K.) Hence, accord. to Er-Rághib, النُّجُومِ ↓ مُرَاعَاةُ: (TA:) you say, رَعَى النُّجُومَ; (S, K;) and ↓ رَاعَاهَا, (K,) inf. n. مُرَاعَاةٌ; (TA;) He watched the stars, (S, K, TA,) waiting for the time when they would disappear. (K, TA.) El-Khansà says, ↓ أَرْعَى النُّجومَ وَمَا كُلِّفْتُ رِعْيَتَهَا وَتَارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِى

[I watch, or I watching, the stars, waiting for the time when they will, or would, disappear, though I am not, or I was not, tasked with the watching of them; and at one time I cover myself, or covering myself, with the redundant parts of my old and worn-out garments]. (S.) b3: رِعَايَةٌ also signifies The being faithful to an engagement, or promise; syn. وَفَآءٌ. (Mgh. [See رَاعٍ, below; last sentence.]) 2 رعّاهُ, inf. n. تَرْعِيَةٌ, He said [of him], رَعَاهُ اللّٰهُ [May God keep him, or guard him: or he said to him, رَعَاكَ اللّٰهُ May God keep thee, or guard thee]. (TA.) 3 راعى الحِمَارُ الحُمُرَ The ass pastured with the [other] asses: (S, K:) and in like manner one says of camels with wild animals. (TA.) b2: راعت الأَرْضُ, a reading required by the context in the K, is wrong; the correct phrase being ارعت الأَرْضُ [q. v.]. (TA.) b3: See also 1, in the latter half of the paragraph, in eight places. b4: المُرَاعَاةُ is also syn. with المُنَاظَرَةُ [app. as meaning The looking towards, or facing, a person or thing: a signification nearly like the last referred to in the sentence here immediately preceding]. (TA.) b5: See also 4, in three places. b6: وَرِّعِ اللِّصَّ وَلَا تُرَاعِهِ, in a trad. of 'Omar, means Restrain thou the thief, or make him to refrain, from taking thy goods, but bear not witness against him: so says Lth: or the meaning is, and do not wait for him. (TA.) 4 ارعى المَاشِيَةَ i. q. رَعَاهَا: see 1, in the former half of the paragraph. Said of God, it means He caused to grow, for the cattle, that upon which they might pasture. (S.) One says also ارعت الأَرْضُ, [as though المَاشِيَةَ or the like were understood] The land abounded [as though it fed abundantly] with herbage: (Zj, K:) راعت الأَرْضُ, in this sense [as stated above, see 3,] is wrong. (TA.) And ارعاهُ المَكَانَ He made the place to be a pasturage for him. (ISd, K.) b2: أَرعَيْتُهُ سَمْعِى means I made my ear, or ears, to be mindful of his speech: (Er-Rághib, TA:) or I gave ear, hearkened, or listened, to him. (S, Msb.) Yousay, أَرْعِنِى سَمْعَكَ, (Msb, K,) and ↓ رَاعِنِى, i. e. Hearken thou, or listen thou, to my speech. (K.) Hence ↓ رَاعِنَا in the Kur [ii. 98 and iv. 48]: Akh says that it is of the form فَاعِلْنَا from المُرَاعَاةُ, and means أَرْعِنَا سَمْعَكَ; the ى having gone away because it is an imperative: he says also that it is read رَاعِنًا, as an objective complement, from الرُّعُونَةُ: (S: [see art. رعن:]) the reading in Ibn-Mes'ood's copy of the Kur-án is رَاعُونَا. (TA.) You say also, هُوَ لَا يُرْعِى إِلَى قَوْلِ أَحَدٍ He will not pay any regard, or attention, to the saying of any one. (TA.) b3: And أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ I showed mercy to him [by sparing him, or letting him live, or by pardoning him, or otherwise]; had mercy on him; pitied, or compassionated, him; syn. أَبْقَيْتُ عَلَيْهِ and تَرَحَّمْتُهُ. (S, K.) Aboo-Dahbal says, إِنْ كَانَ هٰذَا السِّحْرُ مِنْكِ فَلَا تُرْعِى عَلَىَّ وَجَدِّدِى سِحْرَا [app. meaning If this enchantment be from thee, then spare me not, but renew enchantment]. (TA. [It seems to be there cited as an instance of the verb's having a second objective complement; (for which I see no reason;) following the assertion that one says, أَرْعَى عَلَيْهِ كَذَا, signifying ابقى; and that the verb is made trans. by means of على as properly meaning ارعاه متطلعا عليه: but I doubt not that the correct reading is أَرْعَاهُ مُطَّلِعًا عَلَيْهِ, i. e. He showed mercy to him, coming to him, or getting sight and knowledge of him.]) ↓ المُرَاعَآةُ, also, [or المُرَاعَاةُ عَلَى الشَّىْءِ,] signifies الإِبْقَآءُ عَلَى الشَّىْءِ. (TA.) 5 تَرَعَّىَ see 1, first and second sentences.8 إِرْتَعَىَ see 1, in three places, first two sentences.10 استرعى [app. signifies He desired cattle to pasture: and hence, he left them to pasture alone]. You say, اِسْتَرْعَيْتُ مَالِىَ القَمَرَ, meaning I left my cattle to pasture without a pastor to take care of them in the night: and [in like manner,] استرعيتهُ الشَّمْسَ, in the day. (TA in art. قمر.) b2: اِسْتَرْعَيْتُهُ الشَّىْءَ (S, K *) I asked him, or desired him, to keep or guard, or be mindful of or regardful of, the thing. (K, * TA.) Hence the prov., مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَلَمَ [He who asks, or desires, the wolf to keep guard does wrong]; (S, TA;) i. e. he who trusts in one who is treacherous puts trust in a wrong place. (TA.) [And hence also,] اِسْتَرْعَى الأَسْمَاعَ لِخُطْبَتِهِ He asked, or desired, the ears [meaning the hearers] to mind his discourse, or oration. (Har p. 361.) رِعْىٌ and ↓ مَرْعًى Pasture, or herbage; (S, Mgh, K;) the food of beasts: (Msb:) pl. of the former أَرْعَآءٌ [meaning kinds, or sorts, of pasture or herbage]: (K:) and of ↓ the latter مَرَاعٍ. (Msb.) It is said in a prov., وَلَا كَالسَّعْدَانِ ↓ مَرْعًى

[Pasture, but not like the سعدان: see art. سعد]. (S.) b2: رِعْىُ الحَمَامِ وَالإِبِلِ A certain herb, having berries like myrtle-berries, in which is the least degree of sweetness; not injurious to the camels that feed upon it, but poison to [venomous or noxious reptiles or the like, such as are termed]

هَوَامّ: the decoction thereof blackens the hair. (Ibn-Seenà, book ii. p. 252.) رِعْيَةٌ a subst. from 1 in the first of the senses mentioned in this art.; i. e. [The act of cattle's pasturing, or their pasturing alone,] from رَعَتِ المَاشِيَةُ. (K.) b2: [Also The act, or occupation, of keeping or tending, or of pasturing or feeding, animals.] You say [of a man], يُجِيدُ رِعْيَةَ الإِبِلِ [He performs well the act of keeping or tending, or of pasturing or feeding, camels]. (S, K.) b3: [And The act of watching, and waiting for the time of the disappearance, of the stars.] See a verse cited near the end of the first paragraph.

A2: Also Land in which are projecting stones that impede the plough. (K, TA.) رَعْوَى and رُعْوَى: see the next paragraph. b2: [Both seem to be also substs. from أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ; and thus to be syn. with بَقْوَى and بُقْوَى; and in like manner, ↓ رُعْيَا is probably syn. with بُقْيَا: the radical ى being changed into و as it is in بقوى.] You say, مَا لِى عَلَيْهِ رَعْوَى وَلَا بَقْوَى [I have no mercy nor pity to bestow upon him]. (JK in art. بقى. [See بُقْيَا.]) See also 1 in art. رعو [from which رَعْوَى in this phrase may also with reason be regarded as derivable].

رُعْيَا a subst. from رَعَى as used in the phrase رَعَى أَمْرَهُ [expl. in the first paragraph; thus signifying Mindfulness, regardfulness, or observance, of an affair, or a case]; as also ↓ رَعْوَى and ↓ رُعْوَى. (K.) b2: See also the next preceding paragraph. And see art. رعو.

رَعِىٌّ Pastured: ruled, or governed: and kept, or guarded: so accord. to Golius, as on the authority of the KL; but not in my copy of that work. It is agreeable with analogy as syn. with مَرْعِىٌّ: and from it is formed the subst. next following.]

رَعِيَّةٌ [with ة affixed لِلنَّقْلِ, i. e., to transfer the word from the category of epithets to that of substantives,] Cattle pasturing, or pasturing by themselves: and cattle kept, tended, or pastured: (K, TA:) pl. رَعَايَا: (TA:) this latter (the pl.) signifies cattle kept, tended, or pastured, for any one; (K, TA;) for the subjects and for the Sultán; (TA;) as also ↓ رَعَاوِيَّةٌ: (K, TA: in some copies of the K رَعَاوِيَة, without teshdeed:) and ↓ أَرْعَاوِيَّةٌ signifies cattle kept, tended, or pastured, for the Sultán, (K, TA,) especially, and upon which are his brands and marks. (TA.) Hence the trad., كُلُّ رَاعٍ مَسْؤُولٌ عِنْ رَعِيَّتِهِ [Every pastor shall be questioned respecting his pastured cattle: or every ruler shall be questioned respecting his subjects; agreeably with what follows]. (TA.) b2: The people ruled or governed; the subjects of a ruler or governor: (Msb, K:) the community; the people in common or in general; or the common people: (S:) [any persons or person, and things or thing, in the keeping, or under the guardianship or rule or government, of a man or woman:] see رَاعٍ, in the latter half of the paragraph: pl. as above. (TA.) رعاءة الخَيْلِ: see رَاعِيَةٌ.

رَعَاوَى and رُعَاوَى Camels that pasture around the people and their dwellings (S, K) because they are those upon which they work [or perform their business]: (S:) but in the Tekmileh it is written ↓ رُعَاوِيَّةٌ, as meaning cattle that pasture around the dwellings of the people. (TA.) رَعَاوِيَّةٌ: see رَعِيَّةٌ.

رُعَاوِيَّةٌ: see رَعَاوَى.

رَاعٍ [act. part. n. of 1]. You say مَاشِيَةٌ رَاعِيَةٌ Cattle [pasturing, or] pasturing by themselves: (Msb:) pl. رَوَاعِى [a mistranscription for رَوَاعٍ]. (TA.) b2: رَاعِى البُسْتَانِ and الأُتُنِ ↓ رَاعِيَةُ are names of Two species of جَنَادِب [or locusts]; (K;) the latter mentioned by ISd: Sgh says that the former is a large جُنْدَب: and the latter is another species, that does not fly. (TA.) b3: رَاعٍ also signifies A keeper, or guarder, (TA,) or pastor, (Msb,) of cattle: (Msb, TA:) an epithet in which the quality of a subst. is predominant: (TA:) pl. رُعَاةٌ, (S, Msb, TA,) but this is said to be mostly used as pl. of رَاعٍ in another sense as will be shown below, (TA,) and رِعَآءٌ [and app. رُعَآءٌ (mentioned below)] and رُعْيَانٌ; (S, Msb, TA;) and رُعَاةٌ has a pl., namely, رُعًى. (TA.) b4: [Hence,] الرَّاعِى is the name of The star [a] that is upon the head of الحَوَّآء [i. e. Ophiuchus]: that which is upon the head of الحاوى [a mistranscription in my MS. for الجَاثِى, i. e. Hercules, the star a,] being called كَلْبُ الرَّاعِى. (Kzw.) Also The star γ] that is upon the left leg of Cepheus: between whose legs is a star [app. K] that is called كَلْبُ الرَّاعِى: (Kzw:) [from their longitudes it seems that these two stars are the same as are meant by what here follows:] الكَلْبُ [or كَلْبُ الرَّاعِى] is a certain star over against الدَّلْو [or Aquarius, which latter is] below; in the path of which is a red [or perhaps another (آخَر instead of أَحْمَر)] star, called الرَّاعِى. (TA in art. كلب.) [and accord. to Freytag, رَاعِى الجَوْزَآءِ is the name of A star otherwise called the Foot of Orion: and رَاعِى النَّعَائِمِ, the name of The star λ in Sagittarius: see Ideler's “ Untersuch. über den Ursprung etc. der Sternnamen,” to which he refers, pp. 213, 226, for the former; and p. 187 for the latter.] b5: [And hence,] رَاعٍ signifies also A ruler, or governor, (S, K,) or prince, or commander, (Msb,) who manages, conducts, orders, or regulates, the affairs of a people: (Msb, K:) and a ruler, or governor, of himself: (TA:) pl. رُعَاةٌ and رُعْيَانٌ, (K,) but it is said that the former is mostly used as meaning rulers, or governors, and the latter as pl. of رَاعٍ in relation to sheep or goats [or the like], (TA,) and رِعَآءٌ and رُعَآءٌ. (K.) It is said in a trad., كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عِنْ

↓ رَعِيَّتِهِ [Every one of you is a ruler, or governor, and every one of you shall be questioned respecting those, or that, of which he is ruler or governor]: such is the man in respect of his family, and in respect of the property of his father; and the servant in respect of the property of his master; and the wife is a رَاعِيَة in respect of the house, or tent, of her husband: and every one of these shall be questioned respecting his, or her, رَعِيَّة. (ElJámi' es-Sagheer of Es-Suyootee.) And one says, كَالرَّاعِى ↓ لَيْسَ المَرْعِىُّ [The ruled, or governed, is not like the ruler, or governor]. (S.) b6: In the saying of El-Karkhee, بَاعَ طَيْرًا عَلَى أَنَّهُ رَاعٍ, relating to [carrier-] pigeons, it is from الرِّعَايَةُ signifying الوَفَآءُ; [the saying meaning He sold birds on the condition of their being such as would be faithful to their charge;] for pigeons in El-'Irák and Syria are bought for high prices, and sent from distant points with letters of informations, and convey them, and bring back replies to them. (Mgh, JM.) رَاعِيَةٌ [fem. of رَاعٍ. b2: Also a subst. formed from the latter word by the affix ة; like رَعِيَّةٌ from رَعِىٌّ]: see راعٍ, third sentence. b3: الرَّاعِيَةُ is the name of A certain bird: (TA:) [and] so is رَاعِيَةُ الخَيْلِ; (TA, and thus in some copies of the K;) thus correctly written, as in the Tekmileh; in [some of] the copies of the K, راعية الجبل; [perhaps the same as the former bird;] a yellow bird, that is found beneath the bellies of horses or similar beasts; thus in the Tekmileh; said by ISh to be a small bird like the sparrow, that alights beneath the bellies of the horses and other beasts, yellow, as though its neck and wings were tinged with saffron, its back having upon it a dinginess, or duskiness, and blackness, its head being yellow, and its زِمِكَّى [or tail] being neither long nor short; accord. to Sgh, also called الخيل ↓ رعاءة. (TA [thus written without any syll. signs: if applying to the species in the manner of a coll. gen. n., perhaps a mistranscription for رُعَاةُ الخَيْلِ].) b4: رَاعِيَةُ الشَّيْبِ, and رَوَاعِى الشَّيْبِ, (tropical:) The commencement of hoariness, (K, TA,) and the first marks thereof. (TA.) أَرْعَى [app. More, and most, merciful or compassionate; from أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ, though by rule it should be formed from an unaugmented verb accord. to many of the grammarians: b2: and hence, being nearly syn. with أَرْفَقُ in the primary sense, syn. with this latter, or nearly so, in a secondary sense]. You say, أَمْرُ كَذَا أَرْفَقُ بِى

وَأَرْعَى عَلَىَّ [app. meaning (assumed tropical:) This affair is more, or most, easy and convenient to me]. (TA.) أُرْعُوَّةٌ The yoke that is placed upon the necks of the two bulls employed in ploughing; (AA, Sgh, K, TA;) of the dial. of Azd-Shanoo-ah. (TA.) أَرْعَاوِيَّةٌ: see رَعِيَّةٌ.

تِرْعِىٌّ: see what next follows.

تِرْعِيَّةٌ and تُرْعِيَّةٌ (Fr, S, ISd, K) and تَرْعِيَّةٌ, (ISd, K,) and sometimes without teshdeed, (K,) the first without teshdeed mentioned by Sgh on the authority of Fr, (TA,) and ↓ تِرْعَايَةٌ (S, K) and ↓ تُرْعَايَةٌ (Sgh as from Fr) and ↓ تُرَاعِيَةٌ (Sgh, K) and ↓ تِرَاعِيَةٌ and ↓ تِرْعِىٌّ (K) A man who performs well the act of keeping or tending, or of pasturing or feeding, camels: (S, K:) or whose habitual work, or occupation, or the habitual work, or occupation, of whose fathers, is, or has been, the tending, or pasturing, of camels: (ISd, K:) or who is a good seeker after herbage for the cattle. (ISd, TA.) تُرْعَايَةٌ: see what next precedes.

تُرَاعِيَةٌ: see what next precedes.

مَرْعًى an inf. n. of 1 [q. v.]. (S, K.) b2: and A pasturage, or place of pasture; (S, K;) as also ↓ مَرْعَاةٌ: (Sgh, K:) pl. مَرَاعٍ. (TA.) [Hence,] فَإِنَّ لِكُلٍّ بُغَاةٌ ↓ لَا تَدَعَنَّ فَتَاةً وَلَا مَرْعَاةً [Do not thou leave uncared for a young woman nor a pasturage, for there are persons that seek, or endeavour, to find and get each]: a prov. enjoining the availing oneself of an opportunity, and the setting about an affair with prudence, discretion, precaution, or sound judgment. (Meyd.) b3: See also رِعْىٌ, in three places.

مَرْعَاةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

مَرْعِىٌّ [Kept, or tended; pastured, or fed: kept, guarded, or minded: and] ruled, or governed; as in an ex. above, voce رَاعٍ, last sentence but one. (TA.)

صفح

صفح
صفَحَ/ صفَحَ عن يَصفَح، صَفْحًا، فهو صافِح وصَفُوح، والمفعول مَصْفوحٌ
• صفَح فلانٌ الكتابَ: عرضَه ورقةً ورقةً.
• صفَح عن ذنبه:
1 - عفا عنه وسامحَه "صفَح عن الشَّخص- وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموك بجفوةٍ ... فالصَّفح عنهم والتَّجاوز أصوبُ- {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ} ".
2 - أعرض عن المؤاخذة " {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} - {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ". 

استصفحَ يستصفح، استصفاحًا، فهو مُستصفِح، والمفعول مُستصفَح
• استصفح فلانًا: طلب منه الصَّفحَ والعفوَ "استصفح والديه/ معلِّمه".
• استصفحه ذنبَه: طلب منه أن يغفره له "استصفح التِّلميذُ المعلِّمَ خطأه". 

تصافحَ يتصافح، تصافُحًا، فهو مُتصافِح
• تصافح الشَّخصانِ: سلَّم أحدُهُما على الآخر يدًا بيدٍ "تصافحت الصَّديقتان". 

تصفَّحَ/ تصفَّحَ في يتصفَّح، تصفُّحًا، فهو مُتصفِّح، والمفعول مُتصفَّح
• تصفَّح النَّاسَ: نظر فيهم وتأمّلهم ليتعرّف أمورَهم "تصفَّح وجوهَ النَّاس".
• تصفَّح الكتابَ/ تصفَّح في الكتاب:
1 - نظر في صفحاته وتأمّله "تصفَّح مجموعة من الكتب الفلسفيّة- تصفّح القضيّةَ".
2 - نظر في صفحاته ولم يقرأه بتمعُّن، قرأه قراءة سطحيّة. 

صافحَ يصافح، مُصافَحةً، فهو مُصافِح، والمفعول مُصافَح
• صافح فلانًا: سلَّم عليه يدًا بيد "صافح الوزيرُ كبارَ الزُّوَّار" ° صافح سمعَه: بلغ أُذُنَه. 

صفَّحَ يصفِّح، تصفيحًا، فهو مُصفِّح، والمفعول مُصفَّح
• صفَّح البابَ ونحوَه: كساه بالصَّفائح المعدنيَّة أو الفولاذ لتقويته "صفّح البيتَ".
• صفَّح قِطْعةَ الحديد: رقَّقها، عرَّضها وطوَّلها "صفَّح المَعْدِنَ".
• صفَّح الأغذيةَ: غطّاها، لفَّها، زوّدها بغطاء. 

صَفائحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صفائحُ: على غير قياس.
2 - صانع الصَّفائح.
• زنبرك صفائحيّ: (فز) زنبرك يستخدم في النَّوابض الذَّاتيّة الحركة أو الدَّفع، ذو عدّة طبقات من الشَّرائط المعدنيّة المرنة المجمَّعة؛ لتعمل كوحدة واحدة. 

صَفْح [مفرد]: مصدر صفَحَ/ صفَحَ عن ° ضرب عنه صَفْحًا: أعرض عنه وتناساه. 

صَفْحة [مفرد]: ج صَفَحات وصَفْحات
• صَفْحة الشَّيء: وجهه وجانبه "صَفْحة السَّماء/ النَّهار/ الباب" ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- بيَّض اللهُ صفحتَه: جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب- صَفْحة الرَّجلِ: عرْضُ صدرِه.
• صَفْحة الكتاب ونحوِه: أحدُ وجهي الورقة "قرأت الصَّفحةَ الأولى من الكتاب"? الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- تركيب الصَّفحات: عمليّة تقوم على ترتيب نهائيّ لنصّ كتاب ورسومه من أجل الحصول على قطع معيّن قبل الطّبع- ذيل الصَّفْحة: أدناها- طوى صفحةَ الماضي: تخلّى عمَّا سبق، وبدأ من جديد- فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• الصَّفحتان: الخَدَّان. 

صَفَحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى صَفيحة.
• طين صفحيّ: (جو) صخر قابل للانشطار يتكوَّن من طبقات رسوبيّة شبيهة بالطِّين فيها حبيبات ناعمة.
• برق صفحيّ: (فك) برق يظهر كصفيحة ضوئيَّة في أجزاء من الغَيْمة المُرعدة، يتسبّب بظهوره انعكاسات وميض البرق.
• زُجاج صفحيّ: زجاج مسحوب في حالته المنصهرة إلى صفائح رقيقة تستعمل في صُنْع النَّوافذ. 

صَفوح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَحَ/ صفَحَ عن: كريمٌ متسامح "رجلٌ/ امرأةٌ صَفوح".
• الصَّفُوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العفوّ عن ذنوب العباد، المتجاوز عن زلاَّتهم وهفواتهم. 

صَفيح [جمع]: مف صفيحة: رقائق من الحديد تُستعمل في صنع الأوعية أو أغراض مختلفة "صناعة الصَّفيح إحدى الصِّناعات الصَّغيرة". 

صَفيحة [مفرد]: ج صفيحات وصفائحُ وصفيح:
1 - وجه كلّ شيء عريض "صفيحة السَّيَّارة".
2 - وعاء من معدن رقيق تُوضع فيه السَّوائل "صفيحة البنزين".
3 - قطعة مستطيلة رقيقة وكبيرة من مادّة مثل الورق أو المعدن أو الزّجاج أو الخشب المتشكَّل.
• صفيحة الوجه: بشرة جِلْدِه.
• صَفيحة دمويَّة: (طب) جسيم غير منتظم الشكل لا لون له، وهو أصغر الجسيمات الصّلبة في الدّم، له دور مهمّ في عمليّة تجلُّط الدّم، ويُسمّى أيضًا خليّة ثرومبيَّة.
• الْتِهاب الصَّفيحة: التهاب الغشاء الصَّفيحيّ للحافر، خاصَّة عند الخيول.
• صفائحُ الباب: الألواح التي يعتمد عليها مصراعاه. 

مُصفَّحة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول صفَّحَ.
• سيَّارة مُصَفَّحة: (سك) سيارة حربيَّة مكسُوّة بصفائح من الفولاذ تكون دِرْعًا لها، وتحفظها من قذائف العدوّ، ومسلّحة بمدافع، دبَّابَة "فرقة مُصَفّحة". 
صفح
: (الصَّفْح) من كلِّ شَيْءٍ: (الجانبُ) وصَفْحَاه: جانِباه، كالصَّفْحَةِ. وَفِي حَدِيث الاسْتِنْجاءِ: (حَجَرَيْن للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ) ، أَي جَانِبَي المَخْرَجِ. (و) الصَّفْح (من الجَبَلِ: مُضْجَعُه) والجمْعُ صِفَاحٌ. (و) الصَّفْح (مِنْك: جَنْبُكِ. و) الصَّفْحُ (من الوَجْهِ، والسَّيْفِ: عُرْضُه) ، بِضَم الْعين وَسُكُون الرّاء، (ويُضَمّ) فيهمَا. ونَسَبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة. يُقَال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه، وصَفْحِه، أَي بعُرْضِه. وضَرَبه بصُفْح السَّيْف، وصَفْحِهِ. (و) ج، صِفَاحٌ بِالْكَسْرِ، وأَصْفاحٌ. وصَفْحَتَا السَّيْفِ: وَجْهَاه. (و) أَمّا قولُ بشْرٍ:
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ
لَهَا بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
فَهُوَ اسْم (رَجُل من بني كَلْب) ابنِ وَبْرَة، وَله حديثٌ عِنْد الْعَرَب. فَفِي (الصّحاح) أَنه جاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً. يَقُول: غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.
(و) صَفَحَ (كَمَنَعَ: أَعْرَضَ وتَرَكَ) ، يَصْفَحُ صَفْحاً. يُقَال: ضَرَبْتُ عَن فُلان صَفْحاً، إِذا أَعْرَضْتَ عَنهُ وتَرَكْته. وَمن المَجَاز: {6. 030 اءَفنضرب عَنْكُم. . صفحا} (الزخرف: 5) مَنْصُوب على المَصْدر، لأَنّ معنى قَوْله أَنُعْرِضُ عَنْكُم الصَّفْحَ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه، وَقد أَضْرَبَ عَن كَذَا، أَي كَفَّ عَنهُ وتَرَكَه.
(و) صَفَحَ (عَنهُ) يَصْفَح صَفْحاً: أَعْرَضَ عَن ذَنْبه. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفّاحٌ: (عَفَا) . وصَفَحْتُ عَن ذَنْبِ فُلانٍ، وأَعْرَضْت عَنهُ، فَلم أُؤَاخِذْه بِهِ.
(و) صَفَحَ (الإِبِلَ على الحَوْضِ) إِذا (أَمَّرَها عَلَيْهِ) إِمراراً.
(و) صَفَحَ (السَّائلَ) عَن حاجتِه يَصْفَحه صَفْحاً: (رَدَّه) ومنعَه. قَالَ:
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرَّ لَا يَزَلْ
يُمَقَّتُ فِي عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
(كأَصْفَحَه) . يُقَال: أَتاني فُلانٌ فِي حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصفاحاً، إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمة: (لَعَلَّه وَقَفَ على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه) ، أَي خيَّبتُمُوه. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال: صَفَحْتُه، إِذَا أَعْطَيْته، وأَصْفَحْتُه، إِذا حَرَمْته. (و) صَفَحَه (بالسّيفِ) وأَصْفَحه: (ضَرَبَه) بِهِ (مُصْفَحاً) كمُكْرَم، (أَي بعُرْضِه) . وَقَالَ الطِّرِمّاح:
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها
علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ
وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً. عَن ابْن الأَعْرَابيّ، أَي مَعرَّضاً. وَفِي حَدِيث سعدِ بن عُبَادةَ: (وَلَو وَجَدْتُ مَعهَا رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ مُصْفح) . يُقَال: أَصْفَحَه بالسّيفِ، إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ بالسَّيفِ، (والسّيْفُ) مُصْفَحٌ، يُرْوَيانِ مَعًا. وسيْقً مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ: عَرِيضٌ. وَتقول: وَجْهُ هاذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ، أَي عَريض، من أَصْفَحْتُه. وَقَالَ رَجلٌ من الخَوَارج: (لَنَضْرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ مُصْفَحَاتٍ) . يَقُول: نَضْرِبكم بحَدِّها لَا بعُرْضها.
(و) صَفَحَ (فُلاناً) يَصْفَحُه صَفْحاً: (سَقَا أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى كَانَ.
(و) صَفح (الشَّيْءَ: جَعَلَه عَريضاً) . قَالَ:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه، فقَلَب. وَقيل: هُوَ أَن يبسُطَهما ويُصَيِّرَ العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُله. وهاذا البيتُ أَوردِ الأَزهريّ، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَم، وذَكَرَه، ثمَّ قَالَ: وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حِين فَتَله فصارَ لَه وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفوحٌ، أَي عريضٌ. قَالَ: وقولُه: صَفْحَ ذِراعيْه، أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه يَتَعرَّقُه. ونَصَبَ كلْباً على التَّفْسِيرِ. (كصَّفحَه) تَصْفيحاً. وَمِنْه قَوْلهم: رَجُلٌ مُصفَّحُ الرَّأْسِ، أَي عَريضُها. (و) صَفَحَ (القَوم) صَفْحاً، (و) كَذَا (وَرَقَ المُصْحفِ) ، إِذا (عَرَضَهَا) ، وَفِي نسخَة: عَرَضهما، وَهِي الصَّواب، (واحِداً واحِداً. و) صَفَحَ (فِي الأَمرِ) إِذا (نَظر) فِيهِ، (كَتَصَفَّحَ) ، يُقَال: تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ. وَقَالَ اللّيث: وصَفح القَوْمَ وتَصَفَّحُهم: نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها: نَظَرَها مُتعرِّفاً لَهَا. وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ، إِذا تأَمَّلْتَ وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم. وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ:
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة
فلمّ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ
أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ، إِذا نَظَرْت فِي صَفَحَاته. وَفِي (الأَساس) : تَصفَّحَه: تَأَمَّله ونَظَرَ فِي صَفَحَاتِه: والقَوْمَ: نَظَرَ فِي أَحْوَالِهم وَفِي خِلالِهم، هَل يَرَى فُلاناً. وتَصَفَّحَ الأَمْرَ. قَالَ الخَفَاجيّ فِي العِناية فِي أَثْنَاءِ القِتَال: التَّصفُّحُ: التَّأَمُّلُ لَا مُطْلَقُ النَّظَرِ، كَمَا فِي (الْقَامُوس) قَالَ شيخُنا: قلت: إِن النّظر هُوَ التأَمُّل، كَمَا صَرَّح بِهِ فِي قَوْلهم: فِيهِ نَظَرٌ، ونَحْو، فَلَا مُنافاةَ.
قلت: وَبِمَا أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَرَ الصَّوَابُ. (و) صَفَحَت (النّاقَةُ) تَصْفَح (صُفُوحاً) بالضّمّ: (ذَهَبَ لَبنُها) وَوَلَّى، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، (فَهِيَ صافِحٌ) . قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: الصَّافحُ: النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا.
(والمُصافحَةُ: الأَخْذُ باليَدِ، كالتَّصَافُح) . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْحِ كَفِّه، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا: وَجْهَاهُما. وَمِنْه حَدِيث: (المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ:) وَهِي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) و (التَّهْذِيب) ، فَلَا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ.
(و) ملائكةُ (الصَّفيح) الأَعْلَى: هُوَ من أَسماءِ (السّماءِ) . وَفِي حَدِيث عَلِيَ وعمّار: (الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه) . (ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ) : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ.
(والمُصْفَحُ كمُكْرَم: العَرِيضُ) من كلّ شَيْءٍ، (ويُشدَّد) ، وَهُوَ الأَكثر. (و) المُصْفَح إِصفاحاً: (الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبِينُه) فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه. (و) المُصْفَحُ من السُّيوف: (المُمَالُ) والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُربَ بِهِ، ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يُغْمِدُوه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: المُصْفَح: (المَقْلوبُ) . يُقَال: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصْفَح (من الأُنوف: المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ) المُسْتَوِيها بالجَبْهَة. (و) المُصْفَح (من الرُّؤُوسِ: المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْهِ حتّى طالَ) ، وَفِي نُسْخَة: فطالَ (مَا بينَ جَبْهَتِه وقَفاه) . وَقَالَ أَبو زيدٍ: من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً. وَهُوَ الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَجَبينُه، فخرَجَ، وظَهَرَتْ قَمَحْدُوتُه، والأَرْأَس: مِثْلُ المُصْفَح، وَلَا يُقَال: رُؤاسِيّ.
(و) المُصْفَحُ (من القُلوب) المُمَالُ عَن الحَقِّ. وَفِي الحَدِيث: (قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ) أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه، أَي جانِبَه عَلَيْهِ. وَقَوله: (مَا اجْتَمَعَ) مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قَالَ: (القُلُوبُ أَربعةٌ: فقَلْبٌ أَغْلَفُ، فذالِكَ قَلْبُ الكافرِ؛ وقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فذالك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر، فذالك قَلْبُ المُؤْمِن؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع (فِيهِ الإِيمانُ والنِّفَاقُ)) (فَمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمهدُّهَا الماءُ العَذْبُ، ومَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القَيْحُ والدَّمُ، وَهُوَ لأَيِّهما غَلَبَ) . قَالَ ابْن الأَثير: المُصْفَح: الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوجهٍ، وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه. وَهُوَ مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ: (شَرُّ الرِّجَالِ ذُو الوَجْهَيْنِ: الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهاؤُلاءِ بوَجْهٍ) . وَهُوَ المنافِق. وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكخفَّارَ بوَجْهِ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ، ذَا وَجْهَيْنِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالَ شَمرٌ فِيمَا قرَأْتُ بخَطّه: القَلْبُ المُصْفَح، زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فِيهِ غِلٌّ، الّذي لَيْسَ بخالِصِ الدِّينِ.
قلْت: فإِذا تأَمّلْت مَا تَلَوْنا عَلَيْك عَرَفتَ أَن قَول شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى: كَيفَ يَجتمعانِ؟ وَكَيف يَكُون مِثْلُ هاذا من كَلَام الْعَرَب، والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر، انْتهى نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نُصُوص العُلمَاءِ فِي بابِه.
(و) المُصْفَحٌ: (السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ) ، وَيُقَال لَهُ: المُسْبِلُ، أَيضاً. وَقَالَ أَبو عُبيد: من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى.
(و) المُصْفَح (من الوُجوه: السَّهْلُ الحَسَنُ) ، اللِّحْيَانيّ.
(والصَّفُوحُ: الكَرِيمُ) ، لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عَلَيْهِ. (و) أَمّا الصَّفُوح مِن صِفَات الله تَعَالَى فَمَعْنَاه (العفُوُّ) عَن ذُنوبِ العِبَاد، مُعْرِضاً عَن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً. (و) الصَّفوحُ فِي نَعْتِ (المَرْأَة: المُعْرِضَةُ الصَّادَّةُ الهاجِرَةُ) ، فأَحْدُهما ضِدُّ الآخَرِ. قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عَنهُ:
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً
فمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذالك الوَصْلَ مَلَّت
(كأَنّهَا لَا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها) .
(والصّفَائِحُ: قَبَائلُ الرَّأْسِ) ، واحِدتُها صَفِيحَةٌ. (و) الصَّفَائِحُ: (ع. و) الصَّفَائحُ (من البابِ: أَلْوَاحُه. و) قَوْلهم: اسْتَلُّوا الصَّفائحَ، أَي (السُّيوف العَرِيضَة) ، واحدتُها صَفيحةٌ. وقولُهُم: كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَة. (و) الصَّفائْح: (حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ) . والوَاحِدُ كالوَاحِدِ. يُقَال: وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ، (كالصُّفّاح، كرُمّانِ) ، وَهُوَ العَريض. والصُّفَّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ، الواحدةُ صُفّالحَةٌ، وَفِي (اللِّسَان) : وكلُّ عريضِ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ وَالْجمع صُفّاح؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ. وَمِنْه قَول النّابِغة:
ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للحجَارةِ العَرِيضَةِ: صَفائِحُ، واحِدتُها صَفيحةٌ وصَفيحٌ. قَالَ لَبيد:
وصَفَائِحاً صُمًّا، رَوَا
سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا
(وَهُوَ) قَالَ شيخُنا: هَكَذَا بالتّذكير فِي سائِر النُّسخ، والأَوْلَى: وَهِي (الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا) ، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها، وَهُوَ مجازٌ، أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة، لصَلاَبتها. وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجودٌ مُحْتَاجٌ. (ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ) .
(و) الصُّفّاح (: ع قُرْبَ ذَرْوَةَ) ، فِي ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ.
(والمُصفَّحَة، كمعظَّمَة المُصَرّاة) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصَفَّحَةُ: (السَّيْف، ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ) . وَقيل المُصَفَّحاتُ: السُّيوفُ العَريضةُ. وَقَالَ لَبيد يَصف سَحاباً:
كأَنّ مُصفَّحاتٍ فِي ذُرَاه
وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي
قَالَ الأَزهريّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي ظُلْمة السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض. وَقَالَ ابْن سَيّده: المُصفَّحَاتُ: السُّيوفُ، لأَنها صُفِّحَتْ حِين طُبِعَتْ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها. ويُروَى بِكَسْر الفاءِ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمعَ مِنْهُ البَرْقُ فانْفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْدِيهِنّ. قلت: هاكذا عبارَة (الصّحاحِ) ، وصَوَابه: الغَيْم، بدل: الغَيْث. ويُعلَم من هاذا أَن المصفِّحات على رِوَايَة الْكسر من الْمجَاز، فتأَمّلْ.
(والتَّصْفيحُ) مثلُ (التَّصْفيق) . وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ للنِّساءِ) . ويُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ. يُقَال: صَفَّحَ بيدَيْهِ وصَفَّقَ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى، يَعْنِي إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهِه المأْمومُ، إِن كَانَ رَجلاً قَالَ: سُبْحَانَ الله، وإِن كَانَت امرأَةً ضَرَبَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى، عِوَضَ الكلامِ. وروى بَيْت لبيد:
كأَنّ مُصفِّحاتٍ فِي ذُراهُ
جَعلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ فِي مأْتَمٍ، شبَّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ. ومَنْ رَوَاهُ: مصفَّحاتٍ، أَراد بهَا السُّيوفَ العَرِيضةَ، شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابيّ (فِي جَبْهتِه صَفَحٌ، محرّكَةً، أَي عُرْضٌ) ، بِسُكُون الراءِ، (فاحِشٌ) . وَفِي حَدِيث ابنِ الحَنَفيّة، أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ، أَي عَرِيضه.
(وَمِنْه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسَّلام. قَالَ شَيخنَا: الأَصفح مُؤَذِّن الْمَدِينَة، يَرْوِي عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ؛ قَالَه ابْن حِبَّانَ. فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ.
(والصِّفَاحُ، كِكتَا، ويُكْرَه فِي الخَيْلِ: شَبِيهٌ بالمَسْحَة فِي عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِط بهَا اتّساعُــه. و) الصِّفَاحُ: (جِبَالٌ تُتاخِمُ) ، أَي تُقابِل (نُعْمَانَ) ، بِفَتْح النُّون: جَبَل بَين مَكَّةَ والطَّائِفِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْرُه، وَهُوَ موضعٌ بَين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ.
(وأَصْفَحَه: قَلَبَه) فَهُوَ مُصْفَحٌ، وَقد تقدّم.
(والمُصَافِحُ: مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَقِيَه صِفَاحاً، أَي استقبَلَه بصَفْحِ وَجْهِ، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه وَلَا صافِحٍ بخَدِّه) ، أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحدِ الشِّقَّيْن.
وصَفيحَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه.
والصَّفْحَانِ من الكَتِف: مَا انْحَدَرَ عَن العَيْن من جانِبَيْهِمَا، والجمْع صِفاحٌ، وصَفْحَةُ الرَّجُل: عُرْضُ صَدْرِه. والصفاح.
واسْتَصْفَحه ذَنْبَه: اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنهُ.
وَمن المجازِ: أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَه: كاشَفَه.
(صفح) : المُصافِحُ: الَّذي لا يَتْرُكُ أَمَةً ولا غَيْرَها إلاَّ زَنَى بها.
(صفح) الشَّيْء جعله عريضا وبيديه صفق وَالشَّيْء كَسَاه بالصفيح أَو الفولاذ (محدثة)
(صفح)
عَنهُ صفحا أعرض وَعَن ذَنبه عَفا عَنهُ وَفُلَانًا عَن حَاجته رده وَالْقَوْم عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وورق الْكتاب عرضه ورقة ورقة وَالشَّيْء جعله عريضا وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ ضربه بعرضه لَا بحده
ص ف ح

نظر إليه بصفح وجهه وبصفح وجهه. وضربته على صفحه وعلى صفحته: على جنبه. وجلا صفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفح الشيء: تأمله ونظر في صفحاته. وتصفح القوم: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفح الأمر. وصفحت عنه: أعرضت عن ذنبه. وأتيت فلاناً في حاجة فصفحني عنها: ردني. وضربه بالسيف مصفحاً ومصفحاً: بعرضه لا بحده. ورأس مصفح: عريض. وصافحه بيده. وصفح بيديه وصفق. " والتسبيح للرجال والتصفيح للنساء ". واستلوا الصفائح: السيوف العراض. وكأنه صفيحة يمانية. ووضعت على القبر الصفائح والصفاح: الحجارة العراض.

ومن المجاز: " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " وأبدي له صفحته: كاشفه.
(صفح) - قَولُه تَبارك وتعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ}
: أي أَعرِض عنهم. وأَصلُ الصَّفح أن تَنْصَرف عنه وتُولِّيَه صَفحةَ وجهك،
: أي ناحِيتَه وكذلك الإعراض أن تُوَلِّيَه عُرْضَك: أي جانِبَك ولا تُقبِل عليه.
- ومنه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -، في صِفة أَبِيها: "صَفوحٌ عن الجاهِلين"
: أي كَثير الصَّفْح.
- في الحديث: "غَيرَ مُقَنِّعٍ رأسَه ولا صافحٍ بخَدِّه"
: أي غَيرَ مُبْرزٍ صفحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّين.
- في حديث ابنِ الحنَفِيّة: "أنه ذكر رجلاً مُصْفَّحَ الرأسِ".
: أي عَريضَه. وسيف مُصْفَّح وصَدْر مُصَفَّح كذلك.
- في الحديث: "قُبلَة المُؤْمِن المُصافَحَة"
هي مُفاعلَة من إلْصاقِ الصَّفْح بالصَّفْح من الوَجْه واليَدِ . 
(ص ف ح) : (صَفْحُ) الشَّيْءِ وَصَفْحَتُهُ وَجْهُهُ وَجَانِبُهُ (وَمِنْهُ) صَلَّى إلَى صَفْحَةِ بَعِيرِهِ (وَقَوْلُهُمْ) صَفَحَ عَنْهُ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ وَلَّاهُ صَفْحَةَ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي طَلَاقِ الْأَصْلِ صَفَحْتُ عَنْ طَلَاقِكِ (وَتَصَفَّحَ الشَّيْءَ) تَأَمَّلَهُ وَنَظَرَ إلَى صَفَحَاتِهِ وَمِنْهَا «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَصَفَّحَ الرَّقِيقَ فَرَأَى فِيهِمْ امْرَأَةً وَالِهَةً» (وَصَفَّحَ) بِيَدَيْهِ ضَرَبَ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (وَمِنْهُ) التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ وَيُرْوَى التَّصْفِيقُ وَهُمَا بِمَعْنًى (وَالْمُصْفَحُ) الَّذِي كَانَ مُسِحَ صَفْحَا رَأْسِهِ أَيْ نَاحِيَتَاهُ فَخَرَجَ مُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ (وَالصَّفِيحَةُ) اللَّوْحُ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ وَمِنْهَا اشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَقَوْلُهُ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ أَيْ جُعِلَتْ لَهُ قِطَعٌ مِنْهَا مِثْلُ الصَّفَائِحِ.
ص ف ح : صَفَحْتُ عَنْ الذَّنْبِ صَفْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ عَفَوْتُ عَنْهُ وَصَفَحْتُ الْكِتَابَ صَفْحًا قَلَبْتُ صَفَحَاتِهِ وَهِيَ وُجُوهُ الْأَوْرَاقِ وَتَصَفَّحْتُهُ كَذَلِكَ وَصَفَحْتُ الْقَوْمَ صَفْحًا رَأَيْتُ صَفَحَاتِ وُجُوهِهِمْ وَصَفَحْتُ عَنْ الْأَمْرِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَصُفْحُ السَّيْفِ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِهَا عَرْضُهُ وَهُوَ خِلَافُ الطُّولِ وَالصَّفْحُ بِالْفَتْحِ مِنْ كُلّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَالصَّفْحَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ صَفَحَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ صَفِيحَةٌ وَصَافَحْتُهُ مُصَافَحَةً أَفْضَيْتُ بِيَدِي إلَى يَدِهِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ مِثْلُ التَّصْفِيقِ صفر يُقَالُ بَيْتٌ صِفْرٌ وِزَانُ حِمْلٍ أَيْ خَالٍ مِنْ الْمَتَاعِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ مَأْخُوذٌ مِنْ الصَّفِيرِ وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَالِي عَنْ الْحُرُوفِ وَصَفِرَ الشَّيْءُ يَصْفَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا خَلَا فَهُوَ صِفْرٌ وَأَصْفَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالصُّفْرُ مِثْلُ قُفْلٍ وَكَسْرُ الصَّادِ لُغَةٌ النُّحَاسُ وَصَفَرٌ اسْمُ الشَّهْرِ وَأَوْرَدَهُ جَمَاعَةٌ مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ مِنْ السَّنَةِ سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ وَجَمْعُهُ أَصْفَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرُبَّمَا قِيلَ صَفَرَاتٌ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ فِي شَرْحِ أَدَبِ الْكَاتِبِ وَلَا شَيْءَ مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ يَمْتَنِعُ جَمْعُهُ مِنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَالصُّفْرَةُ لَوْنٌ دُونَ الْحُمْرَةِ وَالْأَصْفَرُ الْأَسْوَدُ أَيْضًا فَالذَّكَرُ أَصْفَرُ وَالْأُنْثَى صَفْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتْ بُقْعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقِيلَ وَادِي الصَّفْرَاءِ
وَيُقَالُ الصَّفْرَاءُ أَيْضًا. 
[صفح] صفح الشئ: ناحيته. وصفح الإنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ الجبل: مُضْطَجَعُه. وأما قول بشر: رضيعة صفح بالجباة ملمة * لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من كلب جاور قوما من بنى عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الاسدي، أخت غدرتكم بصفح الكلبى. وصفحة كل شئ: جانبه. ونظر إليَّ بِصَفْحِ وجهه وبصُفْح وجهه، أي بِعُرْضِه. قال أبو عبيدة: يقال ضربه بصفح السيف - والعامة تقول: بصفح السيف مفتوحة - أي بعرضه. وصفيحة الوجه: بَشَرَةُ جِلْدِه. وصَفائح الباب: أَلْواحه. والصَفيحة: السَيْفُ العَريض، وكذلك الحجر العريض. ووجه كل شئ عريضٍ صَفيحةٌ. وصَفَحْتُ عن فلانٍ، إذا أعْرضْتَ عن ذَنْبِه. وقد ضَرَبْتُ عنه صَفْحاً، إذا أعْرَضْتَ عنه وتركتَه. وصَفَحْتُ الإبلَ على الحوْض، إذا أَمْرَرْتَها. وصفَحْتُ فُلاناً وأصفحتُه، إذا سألك فردَدْتَه. وصَفَحْتُهُ وأَصْفَحْتُهُ جميعاً، إذا ضَرَبْتَهُ بالسيف مصفحا، أي بعرضه. وتصفحت الشئ، إذا نَظَرتَ في صَفَحاتِه. والمصافحة: الأخْذُ باليد. والتَصافُحُ مثله. وتقول: وَجْه هذا السيف مُصْفَحٌ ، أي عريض، من أَصْفَحْتُهُ. والمصفح أيضاً: الممال. وفى الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق ". والمُصْفَحُ أيضاً: السادس من سهام الميسر. ويقال له المسبل أيضا. والتصفيح: مثل التصفيق. وفي الحديث: " التَسْبيحُ للرجال والتَصفيح للنساء "، ويُروى أيضاً بالقاف. وتصفيح الشئ: جعله عريضا. ومنه قولهم رجُلٌ مُصَفَّحُ الرأس، إذا كان عريض الرأسِ. وقول لبيدٍ يصف سَحاباً: كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي قال ابن الأعرابيُّ: المُصَفَّحاتُ: السُيوفُ، لأنَّها صُفّحت حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحها: تعريضها ومَطْلُها. ويروى بكسر الفاء، كأنّه شبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْمِ إذا لمع منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّهِ بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. والصفاح بالضم والتشديد: الحجر العريض.
صفح: صفح: قلّب صفحات الكتاب دون أن يقرأه.
وتصفح: قلّب صفحات الكتاب وقرأه (معجم المنصوري).
صفح: بيطر الفرس ونعّله (هلو).
صفح وصلَّح: ذبذب، سار ملتوياً ضد الريح. (بوشر).
صفح المركب لتصليحه: أمال المركب لإصلاحه وجعله على جانبه لإصلاحه (بوشر).
صَفَّح (بالتشديد): رقّم الصفحات (فوك).
صَفَّح: بلّط، رصف. ففي فريتاج (طرائف ص113): وهدم الحوش القبلي الشرقي الذي كان للقلعة - ورأى أن يسفّحه فسفحه السلطان الملك الظاهر بعده وكتب عليه اسمه بالسواد. والصواب بالصاد بدل السين. انظر بعد ذلك: مُصفَّحة.
صافح. يقول برتون (2: 52) بالإنجليزية ما معناه: ((المصافحة هي طريقة العرب بهز اليد للتحية وهم يطبقون راحة اليد اليمنى من كل واحد منهما على راحة اليد اليمنى للآخر دون أن يضغطوا على الأصابع، ثم يرفع كل واحد منهما يده إلى جبهته.
وانظر: بركهارت (بلاد العرب 1: 369). ويستعمل مجازاً، ففي القلائد (ص58): ومعه قومُه، وقد راقهم يومُه، وصِلاتُه تُصافح مُعْتفيهم: ومبرّاته تُشافِهُ موافيهم.
صافِحْ مُحَيَّاهُ: بمعنى أمثل أمامه (المقري 2: 263).
صافح: عادل، ساوى، كان نداً له (ابن جبير ص92، عبد الواحد ص127).
صافح. والعامة تقول صافح المريض أي أمن من الخطر (محيط المحيط).
تصَفَّح: صفح عن، سامح، غفر له (معحم الطرائف).
استصفح: لم يذكر لين هذا الفعل إلا متعدياً بنفسه، غير إنه يستعمل أيضاً متعدياً بعن، ففي حيان (ص67 و) مثلاً: ويستصفحهم عن إجرام سُفَهائهم.
صَفْح. ضربه بالسيف صفحاً: ضربه بُعرض السيف (بوشر). ويقال أيضاً: ضربه صفحاً (كوسج طرائف ص73).
ويكلق الجمع صفاح مجازاً على السيوف، ففي كوسج (طرائف ص77): وشهروا الصفاح.
أضرب صفحاً عن: أعرض عن (عبد الواحد ص120) وفي محيط المحيط: ضَرب عنه صفحاً أي اعرض عنه.
صفح الجَبَل: جانبه المنحدر (بوشر) ومنحدر الجبل (همبرت ص170).
صفحاً: فجأة، بغتةً، ارتجالاً، على غير استعداد. ففي الأغاني (ص54): وما سمعها قط إلا تلك المرَّة صفحاً.
والجمع صفاح تحريف صفائح: بلاط، ألواح حجر، وردت في شعر شاعر عامي (المقدمة 3: 405).
صَفّحة. الصفحتان: الخدّان (محيط المحيط، فوك).
صفحتا المِرْآة: إطارها (ابن بطوطة 2: 101).
صفحة: صفحة الوجه، وجه، محيا، طلعة (فوك، عباد 1/ 46، 2/ 59).
صَفْحة: وجمعها صَفْح: ورقة دفتر أو كتاب. (بوشر، همبرت ص110، فوك).
صَفَحْة: مصافحة (بوشر).
صَفْحة: عفو، مغفرة (عباد 2: 109).
صفيح: تنك (بوشر، هلو).
صفيح الحديد: مْطيلة. صفيحة حديد (بوشر).
صَفِيَحة وجمعها صُفُح (الكامل ص (77).
صَفِيَحة: شذرة، قطعة ذهب أو فضة أو حديد رقيقة مثقوبة لتلصق على القماش (بوشر).
صَفِيَحة (في المغرب): نعل الفرس (فوك، ألكالا وفيه: زوّل الصفيحة أي نعّل الدابة). (دومب ص66، بوشر (بربرية)، همبرت ص59 (بربرية)، ابن بطوطة 3: 429).
صفيحة: رزة الجارور (الكالا).
صفيحة: قشرة الصدفة (بوشر).
صَفِيَحة: عند المولّدين رقاقات صغيرة من العجين يوضع عليها توابل من اللحم وتخبز (محيط المحيط).
صفيحة بيضاء: تنكة (بوشر).
صفيحة القفل: علبة القفل (بوشر).
صفائح: رسوم، صُوَر، نقوش محفورة تزين بها الأبواب (ألكالا وفيه صفائح الرتاج) وفي ابن البيطار (1: 85) نقلاً عن البكري: الصفائح المخرمّة التي تكون تحت حلق الأبواب.
صفائح: في المعجم اللاتيني. العربي: Fistula صفائح ولا أدري أي معاني Fistula يصلح لهذه الكلمة العربية.
صُفّاح: حجر تسخن به الأصباغ (ألكالا). صخر، صخر عال، حجارة رقيقة عريضة (الكالا).
صَفَائِحيّ: رقائقيّ. ففي ابن البيطار (1: 527) في كلامه عن أنواع الزرنيخ: وأجْوَدها الصفائحي الذي يستعمله النقاشون. وينقل بعد ذلك (ص528) كلام ديسقوريدوس هذا: وأجْوَده ما كان ذا صفائح.
حديد مُصَفَّح: مطيلة، صفيحة من حديد (بوشر).
مُصَفَّحَة: لترصيف حجر التبليط (ألكالا) وانظرها في مادة صَفَح.
مُصَفَّحَة: صفيحة معدنية، كرتاس (ص213): ودروعهم وخيولهم بالزرد النضيد ومصفحات الحديد (انظر الكالا: صَفِيحة).
مُتَصَفَّح: نسيج تزينه خيوط من صفيح المعادن. (باين سميث 1491).
صفد صفد: مصدره صِفاد أيضاً (دي ساسي طرائف 2: 463).
صفد: قفص (فوك).
صَفَد: بعض أصول سود. انظر ابن البيطار (2: 131).
صَفَد: عامية صدف وهو غشاء الدر (محيط المحيط).
أُمُّ صُفَيْدَة: أم سَكَعْكَع، ذُعَرة (محيط المحيط) - في مادة ذُعَرَة).
(ص ف ح)

صَفْحُ كل شَيْء: جَانِبه. وَنظر إِلَيْهِ بصَفْحِ وَجهه وصُفْحهِ. ولقيه صِفاحا، أَي استقبله بصَفْحِ وَجهه، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وصَفْحُ السَّيْف وصُفْحُه، عرضه وَالْجمع أصفاحٌ.

وضربه بِالسَّيْفِ مُصْفَحا ومَصْفوحا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَي معرضًا.

وَسيف مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ، عريض.

وَرجل مُصْفَحُ الْوَجْه: سهله حسنه، عَن الَّلحيانيّ.

والصَّفْحانِ والصفحَتان، الخدان وهما مَوضِع اللحيين.

وقلب مُصَفَّحٌ: اجْتمع فِيهِ الْأَيْمَان والنفاق. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ " الْقُلُوب أَرْبَعَة: قلب كَذَا، وقلب كَذَا، وقلب كَذَا وقلب مُصَفَّحٌ. وَهُوَ مِمَّا تقدم، كَأَن صَاحبه يلقى أهل الْأَيْمَان بصَفْحةٍ، وَأهل النِّفَاق بصَفحةٍ، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والصَّفْحانِ من الْكَتف، مَا انحدر عَن الْعين من جانبيهما. وَالْجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا الْعُنُق، جانباه. والصَّفيحةُ من السيوف، العريض.

وصَفائحُ الرَّأْس، قبائله. واحدتها صَفيحةٌ.

والصفائح، حِجَارَة عراض رقاق، وَالْوَاحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ من الْحِجَارَة كالصفائح، الْوَاحِدَة صُفَّاحَةٌ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصُفَّاَحَةٍ مثلِ الفنيقِ مَنَحتُها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أقارِبُه

شبه النَّاقة بالصُّفاحةِ لصلابتها، وَابْن حوب رجل مجهود مُحْتَاج، لِأَن الْحُوب والشدة.

وكل عريض من حِجَارَة أَو لوح وَنَحْوهمَا صُفَّاحَةٌ، وَالْجمع صُفَّاحٌ، وصفيحة وَالْجمع صَفَائِح.

والصُّفَّاحُ من الْإِبِل، الَّتِي عظمت أسنانها فَكَادَتْ تَأْخُذ أقراءها، وَالْجمع صُفَّاحَاتُ وصفافيحُ.

وصفْحةُ الرجل: عرض صَدره.

والمُصْفَحُ من الرُّءُوس: الَّذِي ضغط من قبل صدغيه فطال مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ. وَكَذَلِكَ المُصَفَّحُ. وَقيل: المصَفَّحُ، الَّذِي اطْمَأَن جنبا رَأسه ونتأ جَبينه فَخرج وَظَهَرت قمحدوته.

وأنف مُصَفَّحٌ: معتدل القصبة مستويها بالجبهة.

وصَفَح الْكَلْب ذِرَاعَيْهِ للعظم يصْفَحُهما صَفْحا، نصبهما. قَالَ:

يصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جأبا

صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظمِ كَلْبا

أَرَادَ: صَفْح كلب ذِرَاعَيْهِ، فَقلب. وَقيل: هُوَ أَن يبسطهما وَيصير الْعظم بَينهمَا ليأكله. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

صَفوحٌ بخَدَّيها إِذا طالَ جَرْيُها ... كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الألَدُّ المجادِلُ

عَنى أَنَّهَا تنصبهما وتقلبهما. وصَفَحَ الرجل بيدَيْهِ، صفَّق. والتَّصفيحُ للنِّسَاء كالتصفيق للرِّجَال. قَالَ لبيد:

كأنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراه ... وأنواحا عليهنَّ المآلِي

وصَفَحَ الْقَوْم صَفْحا: عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صفَح ورق المُصْحَفِ.

وصفَح الْأَمر وتصَفَّحه، نظر فِيهِ.

وصَفَح الْقَوْم وتَصَفَّحهم، نظر إِلَيْهِم طَالبا لإِنْسَان.

وصَفَح وُجُوههم وتصَفَّحها، نظرها متعرفا لَهَا. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ ... فَلم يكُ إلاّ وَمْؤُها بالحواجِبِ

أَي تصَفَّحْنا وُجُوه الركَّابِ.

وصَفَحت الشَّاة والناقة تصْفَحُ صُفُوحا: ولَّى لَبنهَا.

وصَفَحَ الرجل يصفَحُه صَفْحا وأصْفَحه، سَأَلَهُ فَمَنعه. قَالَ:

وَمن يُكْثِرِ التَّسآلَ يَا حُرَّ لم يزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ

وصفَحه عَن حَاجته يصْفَحُه صَفْحا وأصفَحه، كِلَاهُمَا: رده.

وصَفَح عَنهُ يصْفَحُ صَفْحا، وَهُوَ صَفوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفا. والصَّفُوحُ، الْكَرِيم لِأَنَّهُ يصْفَح عَمَّن جنى عَلَيْهِ.

واستصفحه ذَنبه، استغفره إِيَّاه وَطلب أَن يصْفَحَ لَهُ عَنهُ.

وصَفَح الرجل يَصفَحُه صَفْحا، سقَاهُ أَي شراب كَانَ، وَمَتى كَانَ.

والمُصْفَحُ، الممال عَن الْحق. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وناديتُ شِبْلا فاستَجابَ وَرُبمَا ... ضَمِنَّا القِرىَ عشرا لمن لَا نُصافِحُ

ويروى: ضمنا قرى عشر لمن لَا نُصَافحُ، فسره فَقَالَ: لمن لَا نُصَافحُ، أَي لمن لَا نَعْرِف. وَقيل: مَعْنَاهُ الْأَعْدَاء الَّذين لَا يحْتَمل أَن نُصافحَهم.

والمُصْفَحُ: السَّادِس من سِهَام الميسر وصَفحٌ: اسْم رجل.

والصفائحُ: مَوضِع. قَالَ الافوه:

تُبَكِّيهِ الأرامِلُ بالمآلي ... بِدارَاتِ الصَّفائحِ والنَّصِيلِ

صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كل شيءٍ:

جانبه. وصَفْحاه: جانباه. وفي حديث الاستنجاء: حَجَرَين للصَّفْحَتين

وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج. وصَفْحُه: ناحيته. وصَفْحُ

الجبلِ: مُضْطَجَعُه، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي

بعُرْضِه.

وفي الحديث: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ

صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن؛ وفي شعر عاصم بن ثابت:

تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ

أَي أَحد جانِبَي وجهه.

ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحياني.

وصَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَفْحَتا السيف:

وجهاه.

وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً؛

وضربه بصُفْح السيف، والعامة تقول بصَفْحِ السيف، مفتوحة، أَي بعُرْضه؛

وقال الطِّرِمّاح:

فلما تنَاهتْ، وهي عَجْلى كأَنها

على حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ

وفي حديث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ

مُصْفَِحٍ؛ يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ،

والسيف مُصْفَحٌ، يُرْوَيان معاً. وقال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم

بالسيوف غيرَ مُصْفَحات؛ يقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ وقال الشاعر:

بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ،

أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ

(* قوله «بحيث مناك القرط إلخ» هكذا هو في الأصل بهذا الضبط.)

وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً، إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي

بعُرْضه. وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح: عريض؛ وتقول: وَجْهُ هذا السيف

مُصْفَح أَي عريض، مِن أَصْفَحْتُه؛ قال الأَعشى:

أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،

وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟

يعني العِراض؛ وأَنشد:

وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،

إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ

وقال بعضهم: المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد

كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. ورجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛

عن اللحياني:

وصَفِيحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده.

والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وهما اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ

من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العين

(* قوله «ما انحدر عن العين» هكذا في

الأصل وشرح القاموس، ولعله العنق.) من جانبيهما، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا العُنُق: جانباه. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان يُكتبان.

والصَّفِيحة: السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ.

وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. والصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض،

والواحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ، بالضم والتشديد: العَرِيضُ؛ قال: والصُّفَّاح من الحجارة

كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها

عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه

شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. وابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن

الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة.

ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما:

صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة:

ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ

قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛

قال لبيد:

وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا

سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا

وصَفائح الباب: أَلواحه. والصُّفَّاحُ من الإِبل: التي عظمت

أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة

الرجل: عُرْضُ صدرِه.

والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه، فطال ما بين

جبهته وقفاه؛ وقيل: المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه

فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زيد: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً،

وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه،

والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، ولا يقال: رُؤَاسِيّ؛ وقال ابن الأَعرابي: في

جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش؛ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه ذكر

رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه. وتَصْفِيحُ الشيء: جَعْلُه عريضاً؛ ومنه

قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها. والمُصَفَّحاتُ: السيوف العريضة،

وهي الصَّفائح، واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قول لبيد يصف سحاباً:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ،

وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي

قال الأَزهري: شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ؛ وقال ابن

سيده: المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها

تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ

منه البَرْق فانفرج، ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا

صَفَّقْنَ بأَيديهن.

والتَّصفيح مثل التصفيق. وصَفَّحَ الرجلُ بيديه: صَفَّق. والتَّصْفيح

للنساء: كالتصفيق للرجال؛ وفي حديث الصلاة: التسبيح للرجال والتصفيح

للنساء، ويروى أَيضاً بالقاف؛ التصفيح والتصفيق واحد؛ يقال: صَفَّحَ وصَفَّقَ

بيديه؛ قال ابن الأَثير: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف

الأُخرى، يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال: سبحان الله

وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام؛ وروى بيت

لبيد:

كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ

جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ

الرعد بتصفيقهن، ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السيوف العريضة؛ شبه

بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها. والمُصافَحةُ: الأَخذ باليد، والتصافُحُ مثله.

والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه؛ وصُفْحا كفيهما:

وَجْهاهُما؛ ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء، وهي مُفاعَلة من

إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه.

وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ

الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما: نصبهما؛ قال:

يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،

صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا

أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه، فَقَلَبَ؛ وقيل: هو أَن يبسطهما

ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري، قال: وأَنشد أَبو

الهيثم وذكره، ثم قال: وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان،

فهو مَصْفُوح أَي عريض، قال: وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط

الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه، ونصب

كلباً على التفسير؛ وقوله أَنشده ثعلب:

صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،

كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ

عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم

واحداً واحداً، وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه:

نظر فيه؛ قال الليث: صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ

وتَصَفَّحَهم: نظر إِليهم طالباً لإِنسان. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها:

نظرها مُتَعَرِّفاً لها. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم

تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،

فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ

أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في

صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه؛ وفي التهذيب: ناقة

مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بمعنى واحد. وصَفَحَتِ

الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابن الأَعرابي:

الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها؛ وقد صَفَحَتْ

صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛

قال:ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ، لا يَزَلْ

يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ

ويقال: أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها

فمَنَعْتَه. وفي حديث أُم سلمة: أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم، فقلت

للخادم: ارفعيها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ

حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله

وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال

صَفَحْتُه إَذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عن حاجته

يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. وصَفَحَ عنه يَصْفَح

صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه.

وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الكريم، لأَنه يَصْفَح

عمن جَنى عليه.

واستْصَْفَحَه ذنبه: استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه.

وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل، فمعناه العَفُوُّ؛ يقال:

صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا

أَعرضت عنه وتركته؛ فالصَّفُوحُ في صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد

مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. والصَّفُوحُ في نعت المرأَة:

المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. ونصب قوله صَفْحاً

في قوله:أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ على المصدر لأَن معنى قوله

أَنُعْرِضُ

(* قوله «لأن معنى قوله أنعرض إلخ» كذا بالأصل.) عنكم

الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه؛ وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه

وتركه؛ وفي حديث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح

والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم؛ وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض

بوجهه عن ذنبه. والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة. وقال الأَزهري في قوله

تعالى: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن

نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم؟ يقال صَفَح

عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً؛ ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت

عنه:صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،

فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ

وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان.

والمُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ وفي الحديث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على

الحق أَي مُمالٌ عليه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه؛ وفي حديث

حذيفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس

فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان، وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج

يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان،

فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النفاق كمثل

قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وهو لأَيهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذي

له وجهان: يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه. وصَفْحُ كل شيء:

وجهه وناحيته، وهو معنى الحديث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهين، الذي

يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق. وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي

يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين؛ قال الأَزهري:

وقال شمر فيما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي

فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين؛ وقال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ

المقلوب؛ يقال: قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى

الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه.

ويقال: صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ، وربما

ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ

ويروى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح

أَي لمن لا نعرف،وقيل: للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم.

والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر: السادسُ، ويقال له: المُسْبِلُ أَيضاً؛

أَبو عبيد: من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى.

وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وله حديث عند العرب معروف؛ وأَما

قول بشر:

رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،

لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ

(* قوله «بالجباه» كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم

ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو

ماء بالشام بين حلب وتدمر.)

فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً ؛ يقول:

غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.

وصِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه؛ ونَعْمانُ: جبل بين

مكة والطائف؛ وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع

بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة. وملائكةُ

الصَّفيح الأَعْلى: هو من أَسماء السماء، وفي حديث عليّ وعمار: الصَّفِيحُ

الأَعْلى من مَلَكُوته.

صفح

1 صَفَحَ عَنْهُ, (Mgh, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. صَفْحٌ, (TA,) properly signifying He turned towards [or from] him, or it, the صَفْحَة [i. e. side] of his face, (Mgh,) means he turned away from, (Mgh, Msb, K, *) and left, (Msb, K,) him, or it, (Mgh, Msb,) i. e. [a man, or] an affair. (Msb.) And ضَرَبْتُ عَنْهُ صَفْحًا I turned away from him and left him; (S, TA;) i. e. a man: (TA:) صَفْحًا being here an inf. n., and therefore in the accus. case, as in the phrase قَعَدْتُ جُلُوسًا; or it is in the accus. case as an adv. n., and the meaning is I turned away from him aside. (Har p. 434.

[See also, in art. ضرب, a similar phrase in the Kur xliii. 4, cited here in the TA, and in Har ubi suprà.]) b2: And صَفَحَ عَنْهُ, (S, A, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) means [also] He turned away from his crime, sin, fault, or offence: (S, A, TA:) or he forgave him. (K, TA.) and صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ I turned away from the crime, sin, &c., of such a one, and did not punish him for it: (TA:) or صَفَحْتُ عَنِ الذَّنْبِ, aor. and inf. n. as above, I forgave the crime, sin, &c. (Msb.) b3: And صَفَحَتْ, (K, TA,) aor. as above, (TA,) inf. n. صُفُوحٌ, said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) [She ceased to yield her milk;] her milk went away. (K, TA.) A2: صَفَحَ as a trans. verb: see 5, in five places. b2: And see 2. b3: Also, aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ, He (a dog) spread forth, or stretched out, his fore legs: a rájiz says, صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كَلْبَا [As the spreading forth of his fore legs, to, or for, a bone; I mean a dog]; كلبا being put in the accus. case as an explicative: or he here uses an inversion; meaning صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ. (L.) b4: And صَفَحَهُ, (S,) or صَفَحَهُ بِالسَّيْفِ; (K;) and ↓ اصفحهُ, (S,) or اصفحهُ بالسيف; (TA;) He struck him with the side, or flat, of the sword, (بِعُرْضِهِ, TA, or بِعَرْضِهِ, S, K,) [i. e. with its صَفْح, or صُفْح, or صَفْحَة,] not with its edge. (TA.) b5: And صَفَحَهُ, (S, IAth, K, TA,) aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ; (TA;) and ↓ اصفحهُ, (S, K, TA,) inf. n. إِصْفَاحٌ; (TA;) He turned him back, or sent him away; namely, a person asking, or begging; (S, K, TA;) he refused his request: (IAth, TA:) and صَفَحَهُ عَنْ حَاجَتِهِ and عَنْهَا ↓ اصفحهُ He refused him the thing that he wanted. (TA.) b6: And صَفَحَهُ also signifies He gave to him. (IAth, TA.) [Thus it has two contr. meanings.] b7: Also He gave him to drink any kind of beverage (K, TA) and at any time. (TA.) b8: And صَفَحَ الإِبِلَ عَلَى الحَوْضِ He made the camels to pass by the wateringtrough; [app. watering them;] syn. أَمَرَّهَا عَلَيْهِ. (S, K.) 2 صفّح, (K,) inf. n. تَصْفِيحٌ, (S,) He made a thing wide, or broad; (S, K;) as also ↓ صَفَحَ; (K;) [and ↓ اصفح;] see مُصْفَحٌ. One says of a sword, صُفِّحَ, inf. n. as above, It was made broad, or wide, and lengthened out, in the forging. (IAar, S, TA.) A2: تَصْفِيحٌ is also syn. with تَصْفِيقٌ, (S, Msb, K,) meaning The clapping with the hands. (S, IAth, TA.) One says, صَفَّح بِيَدَيْهِ and صَفَّقَ [He clapped with his hands]; (A, TA;) he struck one of his hands upon the other: (Mgh:) or he struck with the outer side of the right hand upon the inner side of the left hand. (O in art. صفق.) [Golius gives صَفَحَ in this sense, erroneously, as from the S; and Freytag, this form as well as صفّح.] And it is said in a trad., التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَآءِ, or, as some relate it, التَّصْفِيقُ instead of التصفيح, [The saying سُبْحَانَ اللّٰهِ is for men, and the clapping with the hands is for women;] (S, Mgh, * TA;) i. e., when the Imám is inadvertent, the person whom he leads should, if a man, rouse him by saying سبحان اللّٰه; and if a woman, should clap with her hands, instead of speaking. (IAth, TA.) 3 مُصَافَحَةٌ signifies The taking by the hand; (S, A, K;) as also ↓ تَصَافُحٌ; (A;) or the latter has a like meaning: (S, K: *) or the former signifies [the joining hands; i. e.] the putting the hand [of one] in the hand [of another] in meeting and saluting: (Ham p. 802:) or the making the palm of the hand to cleave to [that of] the hand [of another], and turning face to face. (L.) Yousay, صَافَحَهُ بِيَدِهِ He took him by his hand. (A.) And صَافَحْتُهُ, inf. n. as above [and صِفَاحٌ], I applied my hand to his hand; (Msb;) or I put the palm of my hand upon the palm of his hand. (TA.) b2: And لَقِيَهُ صِفَاحًا He met him turning towards him the صَفْح [or side] of his face: (TA:) or he met him face to face; i. q. صِقَابًا: (TA in art. صقب:) [and] he met him suddenly, or unexpectedly. (Ham p. 802.) 4 اصفحهُ: see 1, latter part, in three places: b2: and see also 2. b3: Also He inverted it, or reversed it, (Ibn-Buzurj, K,) namely, a sword; like صَابَاهُ [q. v.]. (Ibn-Buzurj.) 5 تصفّحهُ He examined its صَفَحَات [or sides]; i. e. a thing's: (S:) or he considered it carefully, or attentively, and examined its صَفَحَات. (A, Mgh.) And تَصَفَّحْتُ الكِتَابَ I turned over, or examined, the صَفَحَات, meaning pages, of the book; as also ↓ صَفَحْتُهُ, inf. n. صَفْحٌ: (Msb:) and وَرَقَ المُصْحَفِ ↓ صَفَحْتُ I examined the leaves of the مُصْحَف [i. e. volume, or book, or copy of the Kur-án,] one by one. (O, K.) And تصفّح القَوْمَ, (Lth, A,) and ↓ صَفَحَهُمْ, (Lth, O, Msb, K,) He looked at the people, seeking for a particular man: (Lth:) or he examined the states, or conditions, of the people, and looked among them, to ascertain whether such a one was to be seen: (A; in explanation of the former:) or he made the people to pass before him, and examined them, one by one: (O, K; in explanation of the latter:) or he beheld [or looked at] the صَفَحَات [or sides] of the faces of the people. (Msb.) And تصفّح وُجُوهَ القَوْمِ He examined carefully, or attentively, the faces of the people, looking at their (the people's) external appearances and forms, and seeking to make himself acquainted with their cases: and he looked at the faces of the people, seeking to know them; as also ↓ صَفَحَهَا. (Lth, TA.) And تصفّح الأَمْرَ, (A, TA,) and تصفّح فِى الأَمْرِ, (K, TA,) and الأَمْرَ ↓ صَفَحَ, (TA,) and صَفَحَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) He looked into the affair, or case. (K, TA.) 6 تَصَافَحَا They took each the other's hand. (TK.) See also 3. b2: Hence, تَصَافُحُ الأَجْفَانِ (assumed tropical:) The closing together of the eyelids. (Har p.

364.) 10 استصفحهُ دَنْبَهُ He asked him, or begged him, to forgive his crime, sin, fault, or offence. (L, TA.) صَفْحٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) of a thing, (S, A, Mgh,) or of anything; (Msb;) and ↓ صَفْحَةٌ, (S, A, Mgh, Msb,) of a thing, (Mgh,) or of anything; (S, A, Msb;) The side; or lateral, or outward, part or portion; syn. of the former نَاحِيَةٌ; (S, A;) or of the same, (K,) or of the latter, (S, A,) or of each, (Mgh, Msb,) جَانِبٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) and both signify also the face, or surface, or front, of a thing: (Mgh:) pl. [of the former صِفَاحٌ, as below, and] of the latter صَفَحَاتٌ. (Msb.) صَفْحَا الشَّىْءِ signifies The two sides of the thing; syn. جَانِبَاهُ. (TA.) And صَفْحُ الإِنْسَانِ The side of the human being; (S, O, K; *) as also ↓ صَفْحَتُهُ. (O.) And hence, بَعِيرِهِ ↓ صَلَّى إِلَى صَفْحَةِ [He prayed towards the side of his camel]. (Mgh.) And صَفْحٌ and ↓ صُفْحٌ signify The عُرْض [i. e. side] (S, O, and K accord. to the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K عَرْض, [which in this instance I think a mistake,]) of the face: (S, O, K:) and so of a sword; (K, TA; [in the former of which, in art. عرض, the عُرْض of a sword is said to be its صَفْح;]) or the عَرْض [i. e. breadth, or width,] (S, O, Msb, and so accord. to the CK and my MS. copy of the K,) of a sword; (S, O, Msb, K;) i. e. contr. of طُول; (Msb;) [but it may be well rendered its side, or its flat, and so ↓ صَفْحَةٌ, for SM says that] صَفْحَتَا السَّيْفِ signifies the two faces, or surfaces, of the sword: (TA:) one says, نَظَرَ إِلَيْهِ بِصَفْحِ وَجْهِهِ (S, A) and ↓ بِصُفْحِ وجهه (S) [He looked towards him with the side of his face turned towards him] and ↓ بِصَفْحَتِهِ [which means the same]: (A:) but accord. to AO, one says, السَّيْفِ ↓ ضَرَبَهُ بِصُفْحِ [He struck him with the side, or flat, of the sword], and the vulgar say بِصَفْحِ السيف, with fet-h: (S:) the pl. [of صَفْحٌ] is صِفَاحٌ (K, TA) and [that of ↓ صُفْحٌ is] أَصْفَاحٌ. (TA.) الرَّجُلِ ↓ صَفْحَةٌ signifies The side (عُرْض) of the breast of the man. (L.) And one says, جَنْبِهِ ↓ ضَرَبَهُ عَلَى صَفْحَةِ [He struck him on the surface, or flat part, of his side; and so على صَفْحِ جنبه; but the former is the more common]. (A.) And السَّيْفِ ↓ جَلَا صَفْحَتَى [He polished the two sides, or surfaces, of the sword]. (A.) And الوَرَقَةِ ↓ كَتَبَ فِى صَفْحَتَىِ [He wrote upon the two sides, or faces, of the piece of paper]. (A.) الكِتَابِ ↓ صَفَحَاتُ signifies The pages, or faces of the leaves, of the book. (Msb.) and صَفْحُ الكَفِّ The face [i. e. palm] of the hand. (L.) And صَفْحَا الكَتِفِ The two parts of the scapula that slope down from the عَيْر [or spine thereof]: pl. صِفَاحٌ. (L.) And صَفْحُ الجَبَلِ The part of the mountain where the side thereof rests upon the ground; (S, K;) its سَفْح [q. v.]: (JM:) pl. صِفَاحٌ. (S.) صُفْحٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

صَفَحٌ Excessive width in the forehead. (IAar, K.) صَفْحَةٌ: see صَفْحٌ, in ten places. b2: [Hence,] أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَهُ (tropical:) i. q. كَاشَفَهُ [which is used alone as meaning كَاشَفَهُ بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, with him]: (A, TA:) or he showed, or revealed, to him his deed [or crime] which he was concealing. (TA in art. بدو, from a trad. [which shows it to be used in an evil sense].) صِفَاحٌ, which is disapproved in horses, is [A quality] like what is termed مَسْحَة [app. meaning a flatness, or an evenness,] in the side (عُرْض) of the cheek, by reason of which its width is excessive. (O, K.) A2: [It is also an inf. n. of 3, q. v.]

صَفُوحٌ One who has the quality of turning away from the crimes, sins, faults, or offences, of others, and of forgiving; [or rather wont to turn away &c.;] as also ↓ صَفَّاحٌ: (TA:) الصَّفُوحُ, (K, TA,) as an epithet applied to God, (TA,) means the Very Forgiving; or He who forgives much. (K, TA.) b2: And Generous; (K;) because the generous man forgives those who act injuriously towards him. (TA.) b3: And A woman who turns away from one; who forsakes one's society: as though not giving aught but her side. (K.) صَفِيحٌ: see صَفِيحَةٌ, in four places. [It is properly a coll. gen. n.: as such signifying Any kind of thing made flat and broad or wide: as, for instance, plate, or expanded metal: n. un. with ة, meaning a piece thereof.] b2: [Hence, as it is supposed to be an expanded solid substance,] الصَّفِيحُ, (K,) or الصَّفِيحُ الأَعْلَى, (TA,) is one of the names of Heaven. (K, TA.) صَفِيحَةٌ A wide, or broad, stone; (T, S;) as also ↓ صَفِيحٌ (T) and ↓ صُفَّاحٌ: (S:) or [↓ صَفِيحٌ and]

↓ صُفَّاحٌ and صَفَائِحُ [which last is pl. of صَفِيحَةٌ] signify wide, or broad, stones, which are put over graves: (A:) or صَفَائِحُ and ↓ صُفَّاحٌ signify wide, or broad, and thin, stones; (K, TA;) one of which is called صَفِيحَةٌ and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) and anything wide, or broad, (Mgh, Msb, TA,) such as a stone, (TA,) and a plank, or board, (Mgh, TA,) and the like, (TA,) is termed صَفِيحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) whence one says, اِشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبَ وَفِضَّةٍ [He purchased a house in which were plates of gold and of silver]. (Mgh.) The pl. صَفَائِحُ signifies also [particularly] The planks, boards, or leaves, (أَلْوَاح,) of a door. (S, K.) And Wide, or broad, swords; (A, K;) one such sword being termed صَفِيحَةٌ: (S:) or this latter signifies [simply] a sword; and ↓ صَفِيحٌ, swords. (Ham p. 323.) And The قَبَائِل [or principal bones, namely, the frontal, occipital, and two parietal, bones,] of the head; (K;) a single one of these being termed صَفِيحَةٌ. (TA.) And صَفِيحَةٌ, (S,) or ↓ صَفِيحٌ, (K,) or each of these, (TA,) signifies The face, or surface, of anything wide, or broad. (S, K, TA.) And صَفِيحَةُ الوَجْهِ The exterior skin, cuticle, or scarf-skin, of the face. (S.) صَفَّاحٌ: see صَفُوحٌ.

صُفَّاحٌ; and its n. un., with ة: see صَفِيحَةٌ, in five places. b2: Also (tropical:) Camels whose humps have become large, (K, TA,) so that the hump of the she-camel occupies the whole of her back: n. un. with ة: (TA:) pl. صُفَّاحَاتٌ and صَفَافِيحُ: (K:) likened to wide, or broad, stones or similar things, because of their hardness. (TA.) صَافِحٌ A she-camel, (K,) and a ewe, or she-goat, (TA,) [ceasing to yield her milk;] whose milk is going away: (K, TA:) or a she-camel that has lost her young one, and whose milk has gone. (IAar, TA.) b2: غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ, occurring in a trad., means [Not lifting up, or elevating, his head,] nor putting forth his cheek, nor inclining on one side. (L.) أَصْفَحُ A man excessively wide in the forehead: from صَفَحٌ. (K.) مُصْفَحٌ Wide, or broad; (S, K;) as also ↓ مُصَفَّحٌ, (K,) which latter is the more common; both applied in this sense to a sword, and to anything; and ↓ مَصْفُوحٌ signifies the same. (TA.) One says, وَجْهُ هٰذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ The face of this sword is wide, or broad; from ↓ أَصْفَحْتُهُ. (S.) And ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفَحًا, (S, A, K,) and ↓ مَصْفُوحًا, (IAar, TA,) and ↓ مُصْفِحًا, (A, [this last relating to the agent,]) He struck him with the breadth, or width, [or flat,] of the sword; (S, A, K;) not with its edge: (A:) and ضربه بالسيف غَيْرَ مُصْفَحٍ He struck him with the sword not with its breadth, but with its edge. (TA.) And رَجُلٌ الرَّأْسِ ↓ مُصَفَّحُ A man wide, or broad, in respect of the head; (S, TA;) and so مُصْفَحُ الرَّأْسِ. (TA.) b2: Also Having the two sides of his head depressed, and the side of the forehead prominent, (K, TA,) and the occiput also prominent and conspicuous: (TA:) or having the fore and hind parts of the head projecting. (Az, Mgh.) b3: And A head compressed in the parts next the temples, so as to be long between the forehead and the back of the neck. (K.) b4: A nose straight in the bone; (K, TA;) having the bone even with the forehead. (TA.) b5: And A smooth, or soft, or smooth and soft, and beautiful, face. (Lh, K.) b6: Applied to a sword, (TA,) Inclined, or bent: (S, K, TA:) and inverted, or reversed: (Ibn-Buzurj, K, TA:) that is turned upon its edge when one strikes with it: and that is inclined, or bent, when one desires to sheath it. (TA.) b7: It is said in a trad., قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الحَقِّ, meaning (assumed tropical:) The heart of the believer is inclined to the truth; (S, L;) as though its side (صَفْحُهُ i. e. جَانِبُهُ) were placed upon it. (L.) And مُصْفَحٌ applied to a heart signifies also (assumed tropical:) Turned away from the truth: (TA:) [or] so applied, in which are combined faith and hypocrisy: (K, TA:) or, accord. to Khálid, that falls short of its duty; in which is latent rancour, malevolence, malice, or spite; and which is not sincere in its religion: (Sh, TA:) or it means double-faced; one who meets the unbelievers with one face, and the believers with another face; صَفْحٌ signifying the “ face,” of anything. (IAth, TA.) A2: And المُصْفَحُ is a name of The sixth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, K;) as also المُسْبِلُ. (S.) مُصْفِحٌ بِالسَّيْفِ Striking with the side of the sword, not with the edge; (TA;) striking with the face of the sword. (O.) See also مُصْفَحٌ.

مُصَفَّحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places. b2: [Hence,] مُصَفَّحَةٌ signifies A sword; as also ↓ مُصَفِّحَةٌ: (K: [but see what follows:]) accord. to IAar, مُصَفَّحَاتٌ [its pl. (K)] signifies swords; because they are made broad, or wide, and lengthened out, in the forging: (S:) or, as some say, it signifies broad, or wide, swords. (TA. [See also صَفِيحَةٌ.]) Lebeed says, describing clouds, كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فِى ذُرَاهَا وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ المَآلِى

[As though there were swords, or broad swords, upon their summits, and wailing women having upon them the pieces of rag which such women hold in wailing and with which they make signs]: (S, TA:) Az says that he likens the lightning, in the darkness of the clouds, to broad swords: (TA:) and IAar says that مصفّحات here means swords: but as some relate the verse, the word is ↓ مُصَفِّحَات [meaning women clapping their hands]; as though he likened the clouds' discovering themselves when the lightning shone from them, and they opened, and then met together after the lightning's becoming extinct, to the clapping of women's hands: (S: in some copies of which, الغَيْث is put for الغَيْم:) or, accord. to this reading, he likens the sound of the thunder to women's clapping of their hands. (TA.) b3: Also A she-camel (T, L) that is kept from being milked, in order that she may become fat. (T, L, K.) مُصَفِّحَةٌ, and its pl.: see مُصَفَّحٌ.

مَصْفُوحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places.

مُصَافِحٌ One who commits adultery, or fornication, with any woman, whether she be free or a slave. (K.)
ص ف ح: (صَفْحُ) الشَّيْءِ نَاحِيَتُهُ وَصَفْحُ الْجَبَلِ مِثْلُ سَفْحِهِ. وَ (صَفْحَةُ) كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ. وَ (صَفَائِحُ) الْبَابِ أَلْوَاحُهُ. وَ (صَفَحَ) عَنْهُ أَعْرَضَ عَنْ ذَنَبِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَضَرَبَ عَنْهُ (صَفْحًا) أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَ (تَصَفَّحَ) الشَّيْءَ نَظَرَ فِي (صَفَحَاتِهِ) . وَ (الْمُصَافَحَةُ) وَ (التَّصَافُحُ) الْأَخْذُ بِالْيَدِ. وَ (الْمُصْفَحُ) بِوَزْنِ الْمُصْحَفِ الْمُمَالُ وَفِي الْحَدِيثِ: «قَلْبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ» وَالتَّصْفِيحُ مِثْلُ التَّصْفِيقِ وَفِي الْحَدِيثِ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ» وَيُرْوَى بِالْقَافِ أَيْضًا. 

صفح


صَفَحَ(n. ac. صَفْح)
a. Spread or stretched out, extended; flattened.
b. [acc. & Bi], Struck with the flat ( of the sword ).
c. Reviewed, inspected; scrutinized; perused, glanced
through (book).
d. [Fī], Considered.
e. ['An], Turned away from; passed by, overlooked, condoned
forgave (offence).
f. [acc. & 'An], Refused, denied.
صَفَّحَa. Flattened; rolled out.
b. Plated, sheeted.

صَاْفَحَa. Took by the hand, shook hands with; embraced.
b. [ coll. ], Was out of danger (
one sick ).
أَصْفَحَa. see II (a)
تَصَفَّحَa. Considered attentively, scrutinized.
b. [Fī], Examined, looked into.
تَصَاْفَحَa. Took each other by the hand, shook hands.

صَفْح
(pl.
صِفَاْح)
a. Side; surface, face; flat ( of the sword ).

صَفْحَةa. see 1b. Page ( of a book ).
صُفْحa. see 1
صَفَحa. Excessive width of forehead.

صِفَاْحa. Opposite.

صَفِيْحa. see 25t (a)b. The sky, Heaven.

صَفِيْحَة
(pl.
صَفَاْئِحُ)
a. Face, the flat side of anything.
b. Board, plank; slab of stone; slate; sheet or plate of
metal.
c. Broadsword, sabre.

صَفُوْحa. Generous, forgiving.

صُفَّاْحa. see 25t (b)
N. P.
صَفَّحَa. Wide, broad.

N. Ac.
صَاْفَحَ
(صِفْح)
a. Hand-shaking.

N. P.
أَصْفَحَa. Wide, broad.
b. Smooth; soft.

مُصَفَِّحَة
a. Sword.
صفح
صَفْحُ الشيءِ: عرضه وجانبه، كَصَفْحَةِ الوجهِ، وصَفْحَةِ السّيفِ، وصَفْحَةِ الحَجَرِ.
والصَّفْحُ: تركُ التّثريب، وهو أبلغ من العفو، ولذلك قال: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
[البقرة/ 109] ، وقد يعفو الإنسان ولا يَصْفَحُ. قال: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ
[الزخرف/ 89] ، فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
[الزخرف/ 5] ، وصَفَحْتُ عنه:
أوليته مني صَفْحَةٍ جميلةٍ معرضا عن ذنبه، أو لقيت صَفْحَتَهُ متجافيا عنه، أو تجاوزت الصَّفْحَةَ التي أثبتّ فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها، من قولك: تَصَفَّحْتُ الكتابَ، وقوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، فأمر له عليه السلام أن يخفّف كفر من كفر كما قال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل/ 127] ، والمُصَافَحَةُ: الإفضاء بِصَفْحَةِ اليدِ.
صفح الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحا كلِّ شَيْءٍ: جانِباه. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهاه. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عَرْضُ صَدْرِه. وسَيْفٌ مُصْفَحٌ: عَرِيْضٌ. والصَّدْرُ المُصْفَحُ كذلك، وكُلُّ سَيْفٍ عَرِيْضٍ أو خَشَبَةٍ عَرِيْضَةٍ. وحَدِيْدَةٌ صَفِيحَةٌ. وأصْفَحَ فلانٌ بِسَيْفِه: ضَرَبَ بصَفْحِه. ونَظَرَ إليه بصَفْحِ وَجْهِه وصُفْحِه. ورَجُلٌ مُصَفَّحُ الوَجْهِ. والمُصَفَّحَاتُ: السُّيُوْفُ لأنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ. والصُّفّاحُ من الحِجَارَةِ خاصَّةً: ما عَرُضَ وطالَ، والواحِدَةُ: صُفَّاحَةٌ. والمُصَافَحَةُ مَعْروفةٌ. والصَّفْحُ: العَفْوُ. والإعْرَاضُ. وصَفَحْتُ النّاسَ: نَظَرْتُ في حالِهم، أو عَرَضْتُهم واحِداً واحِداً. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَفِ صَفْحاً. والصُّفّاحُ من الإِبِلِ: التي عَظُمَتْ أسْنِمَتُها، وتُجْمَعُ: صُفّاحاتٍ وصَفَافِيْحَ. والمُصَفَّحُ: الأعْوَجُ من السِّهَام. وهو مُصَفَّحُ الجِسْمِ. وجَمَلٌ فيه صَفْحٌ وصِفَاحٌ: أي دِقَّةٌ وهَضَمٌ. وصَفَحْتُ الرَّجُلَ أصْفَحُه صَفْحاً: إذا سَقَيْتَه أيَّ شَرابٍ كانَ. وإِذا سَألَكَ فلم تُعْطِه قُلْتَ: صَفَحْتُه وأصْفَحْتُه - بالألف -. والمُصْفَحُ: المَرْدُوْدُ عن حاجَتِه. وصَفَّحَ وصَفَّقَ: وَاحِدٌ، وهو التَّصْفِيْحُ والتَّصْفِيْقُ. ولَقِيْتٌه صِفَاحاً: أي فُجَاءةً.

ذرب

[ذرب] الذَرِبُ: الحادُّ من كل شئ. وقال الراجز:

دبت عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ * أي حديداتُ اللسْعِ. ولِسانٌ ذَرِبٌ وفيه ذَرابَةٌ، أي حِدَّةٌ. وسيفٌ ذَرِبٌ. وامرأةٌ ذَرِبَةٌ: صخابة، وذربة أيضا، مثال قربة. قال الراجز :

إليكَ أشكو ذِرْبَةً من الذرب  وذربت معدته تذرب ذربا: فَسَدَتْ. قال أبو زيد: في لسانه ذَرَبٌ، وهو الفُحْشُ. قال: وليس من ذَرَبِ اللسانِ وحِدَّتِهِ. وأنشد: أَرِحْني وَاسْتَرِحْ مِنّي فإنِّي * ثقيلٌ مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني والجمع أذرابٌ. وقال الشاعر : ولقد طَوَيْتُكُمُ على بللاتكم * وعرفت ما فيكم من الأَذْرابِ وذَرِبَ الجُرْحُ، إذا لم يقبل الدواءَ. ومنه الذَرَبَيَّا على فعليا، وهي الداهية. قال الكميت: رَمانيَ بالآفاتِ من كُلِّ جانِبٍ * وبالذَرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها والتذريب: التحديد. يقال سِنانٌ مُذَرَّبٌ. قال كعب بن مالك: بمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَواهِلٍ * وبكلِّ أَبْيَضَ كالغَديرِ مُهَنَّدِ وكذلك المذروب. قال الشاعر: لقد كان ابْنُ جَعْدَةَ أَرْيَحيَّا * عَلى الأَعداءِ مذروب السنان
(ذرب) : الذَّرَبَيُّ: الدَّاهِيَةُ، كالذَّرَبَيّا.
(ذرب) السَّيْف وَنَحْوه ذربه وأنقعه فِي السم ثمَّ شحذه وَيُقَال ذربت فلَانا اهتجته وَالْمَرْأَة طفلها حَملته حَتَّى يقْضِي حَاجته
ذ ر ب : ذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ ذَرَبًا فَهِيَ ذَرِبَةٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَسَدَتْ وَالدَّالُ الْمُهْمَلَةُ فِي هَذَا الْبَابِ تَصْحِيفٌ وَذَرِبَ الشَّيْءُ ذَرَبًا صَارَ حَدِيدًا مَاضِيًا وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ ذَرَبْتُهُ ذَرْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَامْرَأَةٌ ذِرْبَةٌ أَيْ بَذِيَّةٌ وَلِسَانٌ ذَرِبٌ أَيْ فَصِيحٌ وَذَرِبٌ أَيْ فَاحِشٌ أَيْضًا وَفِيهِ ذَرَابَةٌ. 

ذرب


ذَرِبَ(n. ac. ذَرَب
ذَرَاْبَة)
a. Was sharp, cutting.
b. Was incurable (wound)
c.(n. ac. ذَرَب
ذَرَاْبَة
ذُرُوْبَة), Was disordered; was sound, healthy (
stomach ).
d.(n. ac. ذَرَاْبَة), Dripped (nose).
ذَرَّبَأَذْرَبَa. Sharpened.

ذِرْبa. Ganglion.

ذَرَب
(pl.
أَذْرَاْب)
a. Incurable disease.
b. Obscene, foul language.

ذَرَبَىa. Defect.

ذَرَبِيّa. Calamity.

ذَرِب
(pl.
ذُرْب)
a. Sharp, keen.
b. Sharptongued, clamorous.
c. Bad, corrupt.

ذُرَاْبa. Poison.

ذَرَبِيَّا
a. see 4ya & 4yi
ذُرَة
a. see under
ذرو
(ذرب) - في حَديثِ أبي بَكْر، رَضى الله عنه: "لتَألَمُنَّ النَّومَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِى".
هو مَنْسُوب إلى أَذرَبِيجَان، أورده صاحبُ التَّتِمَّة ها هنا.
وقد ذَكَره الهَرَوِى في باب الهَمْزَة. وقيل: إنَّ الفَصِيح فيه الأذَرِىّ - بغير باء - كما يُقالُ في النِّسْبة إلى رَامَ هُرمُز: رَامِىّ.
- في حَدِيثِ أبي بَكْر: "ما الطَّاعُون؟ قال: ذَرَبٌ كالدُّمَّل".
الذَّرَب: جُرحٌ لا يقبلَ الدَّواء.
[ذرب] فيه: في ألبان الإبل وأبوالها شفاء "للذرب" هو بالحركة داء للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها فلا تمسكه. ومنه ح أعشى: أنشد النبي صلى الله عليه وسلم في زوجته:
إليك أشكو "ذربة" من "الذرب"
كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة، وأصله من ذرب المعدة فسادها، وذربة منقولة من ذربة كمعدة من معدة، وقيل: أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها من ذرب لسانه إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال. ومنه ح حذيفة: يا رسول الله! أني "ذرب" اللسان. وح: "ذرب" النساء على أزواجهن، أي فسدت ألسنتهن وانبسطن إليهم، والرواية ذئر ومر. وفي ح الطاعون: هو "ذرب" كالدمل، ذرب الجرح إذا لم يقبل الدواء. 
ذ ر ب

سيف وسنان ذرب ومذرب ومذروب، وذربه وذرّبه، وفيه ذرب وذرابة: حدة. وقيل هو أن يسقى السم. قال جهم بن خلف المازنيّ:

يفتر عن عوج ديدات رهف ... مذرّبات تقلس السم نطف

والذراب: السم.

ومن المجاز: لسان ذرب، وفي لسانه ذرب وذرابة: حدة وبذاء. قال:

أرحني واسترح مني فإني ... ثقيل محملي ذرب لساني

وامرأة ذربة: سليطة صخّابة. وسمّ ذرب. وذرب الجرح: لم يقبل الدواء. وذربت معدته وعربت: فسدت. وفي الحديث " إن في ألبان الإبل وأبوالها شفاء من الذرب " وفلان ذرب الخلق: فاسده، وفيهم أذراب: مفاسد. وذربت فلاناً إذا اهتجته، وفلان يضرب بيننا ويذرب.
ذرب: الذَّرِبُ: الحادُّ من كُلِّ شَيْءٍ، سَيْفٌ ذَرِبٌ ومَذْرُوبٌ ومُذَرَّبٌ، وذَرِبَ ذَرَابَةً وذَرَباً، وقَوْمٌ ذُرُبٌ، بَيِّنُ الذُّرْبَةِ، وفلانٌ ذِرْبَةٌ من الذِّرَبِ.
وسَمٌّ ذَرِبٌ.
وفيهم أذْرَابٌ: أي فَسَادُ طَبْعٍ وخُلُقٍ.
وذَرَّبْتُه: هَيَّجْته.
والمَذْرُوْبُ من الرِّجَالِ: المَشْؤُوْمُ. وذَرَبَه يَذْرِبُه. وشَيْءٌ مُذَرَّبٌ: مَكْرُوْهٌ.
وذَرِبَ الجُرحُ: إذا ازْدَادَ اتِّسِاعــاً ولا يَقْبَلُ البُرْءَ.
وذَرَبُ المَعِدَةِ: فَسَادُها.
والذِّرْبَةُ: الغُدَّةُ، والجَمْعُ ذِرَبٌ.
والذِّرَبُ: السِّلَعُ في الرَّقَبَة.
ولَقِيْتُ فيه الذَّرَبَيّا والذَّرَبى والذَّرَبِيْنَ: إذا عابَه ووَقَعَ فيه. وقيل: التُّهَمَةُ والفَسَادُ.
والدّاهِيَةُ.
والسَّمُّ أيضاً: ذَرَبِيٌّ. والمَذْرُوْبُ: المَسْمُوْمُ. والذُّرَابُ: السَّمُّ أيضاً.
ونَصْلٌ مَذْرُوْبٌ ومُذَرَّبٌ.
والذَّرِبُ: إزْمِيْلُ الإِسْكافِ.
وذَرِبَتْ ثَنِيَّتا البَعِيرِ: إذا طالَتا، والذَّرَبُ: الطُّوْلُ.
ذرب
ذرِبَ يَذرَب، ذَرَبًا وذَرابةً، فهو ذَرِب
• ذرِب الرَّجلُ: فَصُحَ لسانُه.
• ذرِب لسانُه: كان شتَّامًا بذيئًا لا يُبالي ما قال.
 • ذرِب السَّيفُ: كان حادًّا ماضيًا.
• ذرِبتِ المعدةُ: فسدت. 

ذَرابة [مفرد]: مصدر ذرِبَ. 

ذَرَب [مفرد]:
1 - مصدر ذرِبَ.
2 - (طب) داءٌ يعرض للمعدة فلا تهضم الطعامَ، ويفسد فيها، ولا تُمْسِكه. 

ذَرِب [مفرد]: ج ذَرِبون وذُرْب، مؤ ذَرِبة، ج مؤ ذَرِبات وذَرِب:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذرِبَ: فصيح اللسان.
2 - بذيء، سليط اللِّسان. 
[ذ ر ب] الذَّرِبُ الحادُّ من كُلِّ شَيْءٍ ذَرِبَ ذَرَبًا وذَرايَةً فهُوَ ذَرِبٌ ولسانٌ ذَرِبٌ حَدِيدُ الطَّرَفِ وذَرَبُه حَدَّتُه وذَرَبُ المَعِدَةِ حِدَّتُها عن الجُوعِ وذَرَبَ الحَدِيدَةَ يَذْرُبُها ذَرْبًا وذَرَّبَها أَحَدَّها وقَوْمٌ ذَرْبٌ أَحِدّاءُ وامْرَأَةٌ ذِرْبةٌ حَدِيدَةٌ سَليطَةُ اللِّسانِ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيَّ

(إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً من الذِّرَبْ ... )

وسُمٌّ ذَرِبٌ حَدِيدٌ والذُّرابُ السُّمُّ عن كُراع اسمٌ لا صِفَةٌ وسَيْفٌ ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ أُنْقِعَ في السُّمِّ ثُم شُحِذَ والذَّرَبُ فَسادُ اللِّسانِ وبَذاؤُه وجَمعُه أَذْرابٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(وَلَقَدْ طَوَيْتُكُم عَلَى بُلُلاَئِكُم ... وعَرَفْتُ ما فِيكُمْ من الأَذْرابِ)

(كَيْما أُعِدَّكُم لأَبْعَدَ مِنْكُم ... ولقد يُجَاء إلى ذَوِي الألبابِ)

ورَواهُ ثَعْلَبٌ الأَعْيابِ جَمْع عَيْبٍ وذَرِبَ الجُرْحُ ذَرَبًا فهو ذَرِبٌ فسد واتَّسَعَ ولم يَقْبَل البُرْءَ وقِيلَ سالَ صَدِيدًا والمَعْنَيانِ مُتَقارِبانِ وذَرِبَتْ مَعِدَتُه ذَرَبًا وذَرابَةً وذُرُوبَةً فهي ذَرِبَةٌ فسَدَتْ وصَلَحَتْ فهو من الأَضْدادِ والذَّرَبُ المَرَضُ الَّذِي لا يَبْرَأُ وذَرِبَ أَنْفُه ذَرابَةً قَطَر والذِّرْيَبُ الأَصْفَرُ من الزَّهَرِ وغيرِه قال الأَسْوَدُ بنُ يَعْفر ووَصَفَ نَباتًا

(قَفْرٌ حَمَتْه الخَيْلُ حَتّى كَأَنّ ... زاهِرَه أُغْشِيَ بالذِّرْيَبِ)

ولَقِيتُ منه الذِّرْبَةَ والذَّرَبَيَّا والذَّرَبِينَ أي الدّاهِيَةَ

ذرب

1 ذَرِبَ, aor. ـَ inf. n. ذَرَبٌ (M, A, Msb, K) and ذَرَابَةٌ, (S, * M, A, K,) said of a sword, and a spear-head, (A,) or of a thing (M, Msb) of any kind, (M,) It was, or became, sharp, (S, * M, A, Msb, K,) and cutting, or penetrating: (Msb:) or, said of a sword, and of a spear-head, it signifies [or signifies also] it was steeped in, or imbued with, poison. (A.) b2: ذَرِبَ لِسَانُهُ, aor. as above, [and so the inf. n.], His tongue was, or became, sharp [properly speaking, i. e. sharp in the extremity: (see ذَرِبٌ:) and also tropically, i. e., in a good sense, as meaning (assumed tropical:) chaste, or eloquent; without barbarousness, or vitiousness, or impediment: and in a bad sense, as meaning (assumed tropical:) profuse of speech; or clamorous: bad, or corrupt: foul, unseemly, or obscene]: he cared not what he said. (TA.) [For] ذَرَبٌ (S, M, A, TA) and ذَرَابَةٌ (S, A, TA) signify Sharpness of the tongue [properly speaking, or, as is said in the A, tropically]: (S, M, A, TA:) and the former, (TA,) or the latter, (Msb,) [or each.] metaphorically, (TA,) (tropical:) chasteness, or eloquence, thereof; (Msb, TA;) without barbarousness, or vitiousness, or impediment; a quality approved: and (tropical:) profuseness, or clamorousness, thereof; a quality disapproved: (TA:) and the former, [or each,] (assumed tropical:) badness, or corruptness, thereof: (M, K:) and the former, (Az, S, M, K,) or the latter, (Msb,) or each, (A,) (tropical:) foulness, or obscenity, thereof: (Az, S, M, A, Msb, K:) and the pl. of the former [used as a simple subst.] is أَذْرَابٌ. (Az, IAar, S, M, K.) A poet says, (S,) namely, Hadramee Ibn-'Ámir El-Asadee, (TA,) وَلَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بُلَلَاتِكُمْ وَ عَرَفْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرَابِ (tropical:) [And I have borne with you not withstanding your vices and evil actions, and have known what is in you of foul, or obscene, qualities of the tongue]; (Az, S:) [or] على بُلَلَاتِكُمْ (IAar, M, TA) means notwithstanding what is in you of annoyance and enmity: (TA:) but accord. to Th, he said, الأَعْيَابِ, pl. of عَيْبٌ. (M, TA.) [Accord. to Z,] فِيهِمْ أَذْرَابٌ means (tropical:) In them are [qualities that are] causes of evil, corruption, wrong, injury, or the like. (A.) b3: ذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ, (T, S, M, A, Msb,) aor. ـَ (S, Msb,) inf. n. ذَرَبٌ (T, S, M, Msb, K) and ذَرَابَةٌ and ذُرُوبَةٌ, (M, K,) (assumed tropical:) His stomach was, or became, sharp, or keen, by reason of hunger: (M; but only the first of the inf. ns. of the verb in this sense, and not the verb itself, is there mentioned:) [or] (assumed tropical:) his stomach was, or became, in a good, or right, state: (K; but only the inf. ns. of the verb in this sense, and in the next, and not the verb itself, is there mentioned:) and also, (M, K,) (tropical:) his stomach was, or became, in a bad, or corrupt, state: (T, S, M, A, Msb, K:) thus having two contr. significations. (M, K.) b4: ذَرِبَ الجُرْحُ, (S, M, A,) inf. n. ذَرَبٌ, (S, M, K,) (tropical:) The wound admitted not of cure: (S, A:) or was, or became, in a bad, or corrupt, state, and wide, (M, K,) and admitted not of cure: (M:) or flowed with صَدِيد [i. e. ichor tinged with blood]. (M, K.) b5: ذَرِبَ أَنْفُهُ, inf. n. ذَرَابَةٌ, (assumed tropical:) His nose dripped; let fall drops. (M.) A2: ذَرَبَ: see 2, in two places. b2: [Hence,] ذَرَبْتُ فُلَانًا (tropical:) I excited, or provoked, [or exasperated,] such a one. (A.) And فُلَانٌ يَضْرِبُ بَيْنَنَا وَيَذْرِبُ (tropical:) [app. Such a one makes a separation between us, (see ضَرَبَ,) and excites discord: يَذْرِبُ is perhaps here used for يَذْرُبُ, to assimilate it to يَضْرِبُ]. (A.) 2 ذرّب, (M, K,) inf. n. تَذْرِيبٌ, (S,) He sharpened (M, S, K) an iron instrument [such as a sword and a spear-head &c.]; (M;) as also ↓ ذَرَبَ, (M, Msb, K,) aor. ـُ (M, L, Msb, TA,) accord. to the K ذَرَبَ, but this is without any other authority, and contr. to analogy, as neither its third nor its second letter is a faucial, (TA,) inf. n. ذَرْبٌ; (M, Msb, TA;) and ↓ اذرب. (KL.) Also, inf. n. as above, He poisoned a sword, i. e. steeped it in poison, and, when it was well steeped, took it forth and sharpened it; and ↓ ذَرَبَ, likewise, is allowable. (T, TA.) A2: The inf. n. also signifies A woman's holding her infant in order that it may satisfy its want [by evacuation, as the words in the explanation (حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ) commonly mean, not, as Freytag supposes, by sucking]. (T, K.) 4 اذرب: see 2.

A2: Also (assumed tropical:) He became chaste in speech, after having been barbarous therein. (IAar, T in art. ربذ, and TA.) b2: And (assumed tropical:) His life became bad, or corrupt. (IAar, T in art. ربد, and TA.) ذَرْبٌ, (so in the CK and in a MS copy of the K,) or ↓ ذَرِبٌ, (so accord. to the TA, [which is followed by the TK, and so in my MS copy of the K, but altered from ذَرْبٌ, which I incline to think the right reading,]) A shoemaker's إِزْمِيل [a word well known as signifying his knife, with which he cuts the leather, but here explained in the TA as signifying his إِشْفَى with which he sews]. (K.) ذُرْبٌ an irreg. pl. of ذَرِبٌ, q. v.

ذِرْبٌ i. q. غُدَّةٌ [i. e. A ganglion; &c.]: (Az, T:) or so ↓ ذِرْبَةٌ: and both signify a certain thing that is sometimes in the neck of a human being or of a beast, like a pebble: or the former word signifies a certain disease in the liver, (K, TA,) slow of cure: (TA:) the pl. of the former is ذِرَبٌ, (K,) or ذِرَبَةٌ, (Az, T,) or this latter is pl. of ذِرْبَةٌ. (TA.) ذَرَبٌ an inf. n. of ذَرِبَ [q. v. passim]. (T, S, M, &c.) b2: See also ذَرَبَيَّا: and see there a pl. or a dual form, in three places. b3: Also (assumed tropical:) An incurable disease: (M, K:) [in the present day applied to diarrhœa; and this is app. meant by what follows:] a disease that attacks the stomach, in consequence of which it does not digest the food; becoming in a bad, or corrupt, state, and not retaining the food. (L.) b4: And (assumed tropical:) Rust. (S, K.) ذَرِبٌ Sharp; (T, S, M, K;) applied to anything, (S, M,) as, for instance, a sword, (S,) or a spearhead; and so ↓ مَذْرُوبٌ: (T:) or this latter, applied to a spear-head [&c.], signifies sharpened; (S;) as also ↓ مُذَرَّبٌ: (T, S:) or ذَرِبٌ (A, TA) and ↓ مُذَرَّبٌ (M, K) and ↓ مَذْرُوبٌ, (T, TA,) applied to a sword (T, M, A, K) and a spearhead, (A, TA,) signify [or signify also] poisoned; (A, K;) i. e. steeped in, or imbued with, poison, (T, M, A, TA,) and then sharpened. (T, M, TA.) And سُمٌّ ذَرِبٌ means Sharp poison. (M, A.) A rájiz says, (referring to cattle, TA,) دَبَّتْ عَلَيْهَا ذَرِبَاتُ الأَنْبَارْ meaning [Upon which have crept insects resembling ticks, that produce swellings where they creep,] sharp in stinging. (S.) b2: لِسَانٌ ذَرِبٌ [properly signifies] A tongue sharp in the extremity. (M, TA.) Tropically, (A,) (tropical:) A sharp tongue; (S, A, TA;) as also ↓ مَذْرُوبٌ: (TA:) (assumed tropical:) a chaste, or an eloquent, tongue: (Msb:) [and (assumed tropical:) a profuse, or clamorous, tongue: (see ذَرِبَ:)] and (assumed tropical:) a foul, or an obscene, tongue. (Msb.) and ذَرِبُ اللِّسَانِ (assumed tropical:) Sharp in tongue: (TA:) [(assumed tropical:) profuse, or clamorous, therein; long-tongued: (see ذَرِبَ:)] (assumed tropical:) bad, or corrupt, in tongue: (Abu-l-'Abbás [Th], TA:) (assumed tropical:) wont to revile; (T;) foul, or obscene, in tongue; (ISh, T, TA;) who cares not what he says. (ISh, TA.) And ذَرِبٌ, alone, (assumed tropical:) Sharptongued: and (tropical:) long-tongued, or clamorous; or foul, or obscene, in tongue: (K, * TA:) and so ذَرِبَةٌ, applied to a woman; (Az, T, S, A, Msb; *) and ↓ ذِرْبَةٌ: (Az, T, S, M, K:) this last [is app. a contraction of ذَرِبَةٌ, and used by poetic license: it] is applied by a rájiz to his wife, (T, S, *) as meaning (tropical:) bad, or corrupt, and unfaithful to her husband in respect of her فَرْج; or, accord. to Sh, it means long-tongued; and foul, or obscene, in speech: (T:) and ↓ مَذْرُوبٌ likewise, accord. to Sh, means foul, or obscene, in speech: (TA:) the pl. of ذَرِبٌ is ↓ ذُرْبٌ, (K,) which is irreg.; (TA;) meaning (assumed tropical:) sharp; (M, K;) and (assumed tropical:) sharp in tongue [&c.]: (K:) and the pl. of ↓ ذِرْبَةٌ is ذِرَبٌ. (T, S, M.) b3: مَعِدَةٌ ذَرِبَةٌ [(assumed tropical:) A stomach sharp, or keen, by reason of hunger: or (assumed tropical:) in a good, or right, state: (see ذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ:) and also, the contr., i. e.] (tropical:) a stomach in a bad, or corrupt, state. (M, TA.) b4: جُرحٌ ذَرِبٌ (tropical:) A wound in a bad, or corrupt, state, and wide, and not admitting of cure: or flowing with صَدِيد [i. e. ichor tinged with blood]. (M, TA.) b5: ذَرِبُ الخُلُقِ (tropical:) A man of a bad, or corrupt, natural disposition. (A, TA.) A2: See also ذَرْبٌ.

ذِرْبَةٌ: see ذِرْبٌ: b2: and see also ذَرِبٌ, in two places.

الذَّرِبَة: see what next follows.

ذَرَبَى: see what next follows.

ذَرَبِىٌّ: see what next follows.

ذَرَبَيَّةٌ: see what next follows.

ذَرَبَيَّا (assumed tropical:) A vice, fault, defect, or the like; as also ↓ ذَرَبَى. (K.) b2: And A calamity, or misfortune; (S, M, K;) from ذَرِبَ الجُرْحُ meaning “ the wound admitted not of cure; ” (S;) as also ↓ ذَرَبَّى, (K, TA,) or ↓ ذَرَبِىٌّ, (so accord. to the CK,) and ↓ ذَرَبَيَّةٌ [or ذَرَبِيَّةٌ?]. (TA.) El-Kumeyt says, مَانِى بِالذَّرَبَيَّا meaning (assumed tropical:) [He smote me, or afflicted me,,] with calamity, or misfortune: or with evil, or mischief; and discord, or dissension; (T;) as also ↓ بِالذَّرَبَينَ [in the form of a pl. applied to rational beings, as though denoting personifications], (K, accord. to the TA,) or ↓ بِالذَّّرَبَيْنِ [in the dual form]; (so in the CK and in my MS copy of the K;) which likewise means with calamity, or misfortune. (TA.) And لَقِيتُ مِنْهُ الذَّرَبَيَّا and ↓ الذَّرِبَةَ and ↓ الذربَين, [thus this last is written in the TT as from the M,] meaning (assumed tropical:) [I experienced from him, or it,] calamity, or misfortune. (M.) And ↓ أُلْقِىَ بَيْنَهُمْ الذَّرَبَ (assumed tropical:) Evil, or mischief, and discord, or dissension, were cast among them, or between them. (T.) ذَرَبَّى: see the next preceding paragraph.

ذُرَابٌ Poison. (Kr, M, A, K.) ذِرْيَبٌ A yellow flower: (K:) or yellow, applied to a flower and to other things. (M.) صُوفٌ أَذْرَبِىٌّ Wool of Ádharbeeján or Adharbeeján or Adhrabeeján; for there are different opinions respecting the orthography of this name: (TA:) أَذْرَبِىٌّ is a rel. n. from اذربيجان: (K, TA:) contr. to rule; for by rule it should be أَذَرِىٌّ or أَذْرِىٌّ. (IAth, TA.) مِذْرَبٌ The tongue: (K:) so called because of its sharpness. (TA.) مُذَرَّبٌ: see ذَرِبٌ, in two places.

مَذْرُوبٌ: see ذَرِبٌ, in four places.

ذرب: الذَّرِبُ: الحادُّ من كلِّ شيءٍ . ذَرِبَ يَذْرَبُ ذَرَباً وذَرابةً فهو ذَرِبٌ ؛ قال شَبيب بن البَرْصاءِ:

كأَنها من بُدُنٍ وإِيقارْ، * دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ

قال ابن بري : أَي كأَنّ هذه الإِبِلَ من بُدْنِها وسِمَنِها وإِيقارِها

(يتبع...)

(تابع... 1): ذبب: الذَّبُّ: الدَّفْعُ والـمَنْعُ. والذَّبُّ: الطَّرْدُ.... ...

باللحم ، قد دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارِ ؛والأَنْبارُ : جمعُ نَبْرٍ ، وهو ذُبابٌ يَلْسَعُ فيَنْتَفِخُ مكانُ لسْعِه،فقوله ذَرِبات الأَنْبار أَي حَديداتُ اللَّسْع ، ويُروى وإِيفار، بالفاءِ أَيضاً .وقَوْمٌ ذُرُبٌ. ابن الأَعرابي : ذَرِبَ الرَّجلُ إِذا فَصُحَ لسانُه بعدَ حَصرِه . ولسانٌ ذَرِبٌ: حديدُ الطَّرَف؛ وفيه ذَرابةٌ أَي حِدَّةٌ . وذَرَبُه :حِدَّتُه . وذَرَبُ المَعِدَة: حِدَّتُها عن الجُوعِ .ذَرِبَتْ مَعِدَته تَذْرَبُ ذَرباً فهي ذَرِبة إِذا فَسَدَتْ .

وفي الحديث : في أَلبانِ الإِبِل وأَبْوالِها شِفاءُ الذَّرَبِ ؛هو بالتحريكِ ، الدَّاءُ الذي يَعْرِضُ للمَعدة فلا تَهْضِمُ الطَّعامَ ، ويَفْسُدُ فيها ولا تُمْسِكُه . قال أَبو زيد : يقال للغُدَّة ذِرْبةٌ ، وجَمْعُها ذِرَبٌ. والتَّذْريبُ :التَّحْديدُ . يقال لسانٌ ذَرِبٌ ، وسِنانٌ ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ؛ قال كعب بنُ مالك:

بمُذَرَّباتٍ ،بالأَكُفِّ ، نواهِلٍ، * وبكلِّ أَبْيضَ ، كالغَدير ، مُهَنَّدِ

وكذلك المَذْروبُ ؛قال الشاعر :

لقد كان ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيَّا * على الأَعْداءِ ، مَذْروبَ السِّنانِ

وذَرَبَ الحَديدَة يَذْرُبُها ذَرْباً وذرَّبَها :أَحدَّها فهي مَذرُوبَة.

وقَوم ذَرْبٌ: أَحِدَّاءُ. وامرأَةٌ ذِرْبَةٌ، مثلُ قِرْبَة ،وذَرِبَةٌ أَي

صَخَّابةٌ ، حديدةٌ سَلِيطَة اللّسانِ ،فاحِشَة ،طَويلَة اللّسانِ.

وذَرَبُ اللّسانِ:حِدَّتُه. وفي الحديث عن حذيفة قال : كنتُ

ذَرِبَ اللّسانِ على أَهلِي، فَقُلْت:يا رسول اللّه ،إِنِّي لأَخْشَىأَنْ يُدْخِلَنِي النارَ ؛فقال رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم :

فأَيْنَ أَنتَ من الاسْتِغفارِ؟إِنِّي لأَسْـتَغْفِرُ اللّهَ في اليومِ مائَةً؛فذكرْتُه لأَبي بُرْدَة فقال : وأَتُوبُ إِليه .

قال أَبو بكر في قولِهم فلانٌ ذَرِبُ اللسانِ، قال : سمعتُ أَبا العباسِ يقول : معناهُ فاسِدُ اللِّسانِ ، قال : وهو عَيْبٌ وذَمٌّ .

يقال : قد ذَرِبَ لسانُ الرَّجلِ يَذْرَبُ إِذا فَسَد.

ومِنْ هذا ذَرِبَتْ مَعِدَتُه:فَسَدَتْ ؛ وأَنشد :

أَلم أَكُ باذِلاً وِدِّي ونَصْري ، * وأَصْرِف عنكم ذَرَبِي ولَغْبِـي

قال: واللَّغْبُ الرَّدِيءُ من الكلامِ. وقيل: الذَّرِبُ اللسانِ هو الحادُّ اللسان، وهو يَرْجِعُ إِلى الفَسادِ؛ وقيل: الذَّرِبُ اللِّسانِ الشَّـتَّامُ الفاحِشُ. وقال ابن شميل: الذَّرِبُ اللسان الفاحِشُ البَذِيُّ الذي لا يبالي ما قال. وفي الحديث: ذَرِبَ النِّساءُ على أَزْواجِهِنَّ أَي فَسَدَتْ أَلسِنَتُهنَّ وانْبَسَطْن عليهم في القول؛ والرواية ذَئِرَ بالهمز، وسنذكره. وفي الحديث: أَنّ أَعشى بني مازن قدم على النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، فأَنشد أَبياتاً فيها:

يا سَـيِّدَ الناسِ، ودَيَّانَ العَرَبْ، * إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً، من الذِّرَبْ

خَرَجْتُ أَبْغِـيها الطَّعامَ في رَجَبْ، * فخَلَفَتْنِـي بنِزاعٍ وحَرَبْ

أَخْلَفَتِ العَهْدَ، ولَطَّتْ بالذَّنَبْ، * وتَرَكَتْنِـي، وَسْطَ عِـيصٍ، ذي أَشَبْ

تَكُدُّ رِجْلَيَّ مَسامِيرُ الخَشَبْ، * وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِـمَنْ غَلَبْ

قال أَبو منصور: أَراد بالذِّرْبَةِ امرأَتَه، كَنَى بها عن فسادِها

وخِـيانَتِها إِيَّاه في فَرْجِها، وجَمْعُها ذِرَبٌ، وأَصلُه من ذَرَبِ

الـمَعِدة، وهو فسادُها؛ وذِرْبةٌ منقول من ذَرِبَةٍ، كمِعْدةٍ من

مَعِدَة؛ وقيل: أَراد سَلاطة لسانِها، وفسادَ مَنْطِقِها، من قولهم ذَرِبَ لسانُه إِذا كان حادَّ اللِّسانِ لا يُبالِـي ما قال. وذكر ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَن هذا الرَّجَزَ للأَعْوَرِ بنِ قراد بنِ سفيان، من بني الـحِرْمازِ، وهو أَبو شَيْبانَ الـحِرْمازِيّ، أَعْشى بني حِرْمازٍ؛ وقوله: فخَلَفَتْنـي أَي خالَفَت ظَنِّي فيها؛ وقوله: لَطَّتْ بالذَّنَب، يقال: لَطَّت النَّاقَةُ بذَنَبِها أَي أَدْخَلَتْهُ بين فَخِذَيْها، لتَمْـنَع

الحالِبَ.

ويقال: أَلْقَى بينَهم الذَّرَبَ أَي الاخْتِلافَ والشَّرَّ. وسُمٌّ ذَرِبٌ: حديدٌ. والذُّرَابُ: السُّمُّ، عن كراع، اسمٌ لا صِفَةٌ. وسيف

ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ: أُنْقِعَ في السُّمِّ، ثم شُحِذَ. التهذيب: تَذْريبُ

السَّيف أَن يُنْقَعَ في السُّمِّ، فإِذا أُنْعِمَ سَقْيُهُ، أُخْرِجَ فشُحِذَ. قال: ويجوز ذَرَبْتُه، فهو مَذْرُوبٌ؛ قال عبيد:

وخِرْقٍ، من الفِتْيانِ، أَكرَمَ مَصْدَقاً * من السَّيْفِ، قد آخَيْتُ، ليسَ بِـمَذْرُوبِ

قال شمر: ليسَ بفاحِشٍ.

والذَّرَبُ: فسادُ اللِّسانِ وبَذَاؤُه. وفي لسانِهِ ذَرَبٌ: وهو الفُحْشُ. قال: وليسَ من ذَرَبِ اللِّسانِ وحِدَّتِه؛ وأَنشد:

أَرِحْني واسْتَرِحْ منِّي، فإِني * ثَقِـيلٌ مَحْمِلي، ذَرِبٌ لِساني

وجمعه أَذْرابٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِـحَضْرَمِـيَّ ابن عامرٍ

الأَسَدي:

ولَقَدْ طَوَيْـتُكُمُ على بَلُلاتِكُمْ، * وعَرَفْتُ ما فِـيكُمْ من الأَذْرابِ

كَيْـمَا أُعِدَّكُمُ لأَبْعَدَ مِنْكُمُ، * ولقد يُجاءُ إِلى ذَوِي الأَلبابِ

معنى ما فِـيكُم مِن الأَذرابِ: مِن الفسادِ، ورواه ثعلب: الأَعيابِ،

جَمعُ عَيْبٍ. قال ابن بري: وروى ابن الأَعرابي هذين البيتين، على غير هذا

الـحَوْكِ، ولم يُسَمِّ قائِلَهما؛ وهما:

ولقد بَلَوْتُ الناسَ في حالاتِهِم، * وعَلِمْتُ ما فِـيهم من الأَسبابِ

فإِذا القَرَابَةُ لا تُقَرِّبُ قاطِعاً، * وإِذا الـمَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَنْسابِ

وقوله: ولقد طَوَيْـتُكُمُ على بَلُلاتِكُم أَي طَوَيْـتُكُم على مَا فِـيكُم مِن أَذًى وعَداوَةٍ؛ وبَلُلاتٌ، بضم اللام، جمعُ بَلُلَةٍ، بضم اللام أَيضاً، قال: ومنهم مَنْ يَرْويه على بَلَلاتِكُم، بفتح اللام، الواحِدَةُ بَلَلة، أَيضاً بفتح اللام؛ وقيل في قوله على بَلَلاتِكُم: إِنه يُضْرَبُ مثلاً لإِبْقاءِ الـمَوَدَّة، وإِخْفاءِ ما أَظْهَرُوه من جَفائِهِمْ، فيكون مثلَ قولهم: اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه، لينْضَمَّ بعضُه إِلى بعضٍ ولا يَتبايَنَ؛ ومنه قولهم أَيضاً: اطْوِ السِّقاءَ على بَلَلِه، لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جافٌّ تَكَسَّر، وإِذا طُوِيَ على بَلَلِه، لم يَتَكَسَّر، ولم يَتَبايَنْ.

والتَّذْريبُ: حَمْلُ الـمَرْأَة وَلَدَها الصَّغيرَ، حتى يَقْضِـيَ حَاجَتَه.

ابن الأَعرابي: أَذْرَبَ الرَّجُلُ إِذا فسد عَيْشُه.

وذَرِبَ الجُرْحُ ذَرَباً، فهو ذَرِبٌ: فَسَد واتسع، ولم يَقْبَل البُرْءَ والدَّوَاءَ؛ وقيل: سالَ صَديداً، والـمَعْنَيان مُتَقارِبانِ. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: ما الطَّاعُون؟ قال: ذَرَبٌ كالدُّمَّل.

يقال: ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم يَقْبَلِ الدَّواءَ؛ ومنه الذَّرَبَيَّا، على

فَعَلَيَّا، وهي الدَّاهِـيَةُ؛ قال: الكُمَيْت:

رَمَانِـيَ بالآفَاتِ، مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، * وبالذَّرَبَيَّا، مُرْدُ فِهْرٍ وَشِـيبُهَا

وقيل: الذَّرَبَيَّا هو الشَّرُّ والاخْتِلافُ؛ ورَمَاهُم بالذَّرَبِـينَ مثلُه. ولَقِـيتُ منه الذَّرَبَى والذَّرَبَيَّا والذَّرَبِـينَ(1)

(1 قوله «والذربين» ضبط في المحكم والتكملة وشرح القاموس بفتح الذال والراء وكسر الباء الموحدة وفتح النون، وضبط في بعض نسخ القاموس المطبوعة وعاصم أَفندي بسكون الراء وفتح الباء وكسر النون.) أَي الداهِـيَةَ.

وذَرِبَتْ مَعِدَتُه ذَرَباً وذَرَابَةً وذُرُوبَةً، فهي ذَرِبَة، فَسَدَتْ، فهو من الأَضْدادِ.

والذَّرَبُ: الـمَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ.

وذَرَب أَنْفُه ذَرابةً: قَطَرَ.

والذِّرْيَبُ: الأَصْفَرُ من الزَّهْرِ وغيره. قال الأَسود ابن يَعْفُرَ، ووصَف نباتاً:

قَفْرٌ حَمَتْهُ الخَيْلُ، حتَّى كأَنْ * زاهِرَه أُغْشِـيَ بالذِّرْيَبِ

وأَما ما ورد في حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: لَتَـأْلَـمُنَّ

النَّومَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِـيِّ، كما يَـأْلَمُ أَحَدُكُمْ النَّومَ على حَسَكِ السَّعْدانِ؛ فإِنه ورَد في تفسيره: الأَذْرَبيّ مَنْسوبٌ إِلى أَذْرَبِـيجان، على غيرِ قياس. قال ابن الأَثير: هكذا تقول العرب، والقياس

أن تقول أَذَرِيٌّ، بغير باءٍ، كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَ هُرْمُزَ، رَامِـيٌّ وهو مطرد في النَّسب إِلى الأَسماءِ المركبة.

ذرب
: (} ذَرِبَ كفَرِحَ) {يَذْرَبُ (} ذَرَباً وذَرَابَةً فَهُوَ {ذَرِبٌ) ككتِفٍ (: حَدَّ) قَالَ شَبِيب يَصِفُ إِبِلاً:
كَأَنَّهَا مِنْ بُدُنٍ وإِيفارْ
دَبَّتْ عَلَيْهَا} ذَرِبَاتُ الأَنْبَارْ
{ذَرِبَاتُ الانْبَارِ أَيْ حَدِيدَاتُ اللَّسْعِ} والذَّرِبُ: الحَادُّ من كُلِّ شيْءٍ (و) ذَرَبَ الحَدِيدَةَ (كَمَنَعَ: أَحَدَّ) ، هَذَا صريحٌ فِي أَن مضارعَه أَيضاً مفتوحُ الْعين، وَلَا قائلَ بِهِ، وَالْقِيَاس يُنَافِيه، لأَنه غيرُ حَلْقِيّ اللاَّمِ وَلَا العينِ، كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ فِي كُتبِ التَّصْرِيفِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وَكتب (الأَفْعَالِ والبُغْيَة) لأَبي جَعْفَر، و (الْمِصْبَاح) للفيوميّ: أَنَّ ذَرَبَ الحَدِيدَةَ كَكَتَبَ {يَذْرُبُهَا ذَرْباً: أَحَدَّهَا، (كَذَرَّبَ) ، بِالتَّشْدِيدِ، فَهِيَ} مَذْرُوبَةٌ وقَوْم {ذُرْبٌ، بِالضَّمِّ) أَي (أَحِدَّاءُ) فَهُوَ جمعٌ على غيرِ قياسٍ.
(} والذِّرْبَةُ بالكَسْرِ) كالقِرْبَةِ، والذَّرِبَةُ: الصَّخَّابَةُ الحَدِيدَةُ (السَّلِيطةُ) الفَاحِشَةُ الطَّوِيلَةُ (اللِّسَانِ) زَادَ ابنُ الأَثير: والفَاسِدَةُ الخَائِنَةُ، والكُلُّ رَاجعٌ إِلى مَعْنَى الحِدَّةِ، (وهُوَ {ذِرْبٌ) بالكَسْرِ، بِهَذَا المَعْنعى، وَهُوَ مجَاز، وَفِيه تأْخيرُ المُذَكَّرِ عَن الْمُؤَنَّث وَهُوَ مخالِفٌ لقاعِدتِه، قَالَ شيخُنَا، وَهَذَا لَا يُجَابُ عَنهُ، ويمكنُ أَن يُوَجَّه أَنه لمّا كَانَت هَذِه الصفَة أَعْنِي الخِيَانَةَ فِي الفَرْجِ، والصَّخَب والسَّلاَطَة لازمةٌ للمؤنث غالبةٌ عَلَيْهِ بِخِلَاف المُذَكَّرِ قُدِّمَ عَلَيْهِ فِي الذِّكْرِ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : فِي الحَدِيث أَنَّ أَعْشَى بَنِي مازِنٍ قَدِم على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفأَنْشَدَه أَبياتاً فِيهَا:
يَا سَيِّدَ النَّاسِ ودَيَّانَ العَرَبْ
إِلَيْكَ أَشْكُو} ذِرْبَةً مِنَ! الذِّرَبْ وَمِنْهَا:
تَكُدُّ رِجْلَيَّ مَسَامِيرُ الخَشَبْ
وهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
وَذكر ثَعْلَب عَن ابْن الأَعْرَابيّ أَنَّ هَذَا الرجزَ للأْعْوَرِ بنِ قُرَادِ بنِ سُفْيَانَ من بَنِي الحِرْمَازِ، وَهُوَ أَبُو شَيْبَانَ الحِرْمَازِيُّ أَعْشَى بَنِي حِرْمَازٍ، قَالَ أَبو مَنْصُور: أَرادَ {بالذِّرْبَةِ امْرَأَتَهُ كَنَى بهَا عَن فَسَادِهَا وخِيَانَتِهَا إِيَّاهُ فِي فرْجِهَا، وأَصْلُه من ذَرَبِ المَعِدَةِ وَهُوَ فَسَادُهَا، وذِرْبَة منقولٌ من ذَرِبَة كمِعْدَةٍ مِنح مَعِدَةٍ، وقيلَ: أَرَادَ سَلاَطَة لسَانِهَا وفَسَادَ مَنْطِقِهَا، مِنْ قَوْلِهم: ذَرِبَ لِسَانُه، إِذا كَانَ حَادَّ اللِّسَانِ لاَ يُبَالِي مَا قَالَ. (و) الذِّرْبَةُ (: الغُدَّةُ ج) } ذِرَبٌ (كقِرَبٍ) عَلَى وزْنِ عِنَبٍ قَالَه أَبو زيد.
(و) {الذُّرَابُ (كتُرَابٍ: السُّمُّ) عَن كرَاع، اسْمٌ لَا صِفَةٌ، وسُمٌّ ذَرِبٌ: حَدِيدٌ.
(و) } التَّذْرِيبُ: التَّحْدِيدُ، وسِنَانٌ {مُذَرَّبٌ و (سَيْفٌ مُذَرَّبٌ كَمُعَظَّمٍ) } وذَرِبٌ كَكَتِفٍ {ومَذْرُوبٌ (: مَسْمُومٌ) أَي نُقِعَ فِي السُّمِّ ثمَّ شُحِذَ، وَفِي (التَّهْذِيب) :} تَذْرِيبُ السَّيْفِ: أَنْ يْنَقَعَ فِي السُّمِّ، فإِذا أُنعِمَ سَقْيه أُخْرِجَ فَشُحِذَ، قَالَ: ويَجُوزُ: {ذَرَبْتُهُ فَهُوَ مَذْرُوبٌ، قَالَ:
لَقَدْ كانَ ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيّاً
عَلَى الأَعْدَاءُ مَذْرُوبَ السَّنَانِ
(} والذَّرِبُ ككَتِفٍ: إِزْمَيلُ الإِسكاف) وَهِي بالكَسْرِ إِشْفَى لَهُ يَخِيطُ بِهَا (و) {الذِّرْبُ (بالكَسْرِ) كحِمْل (: شيْءٌ) يكونُ فِي عُنُقِ الإِنْسَانِ أَو) عُنُقِ (الدَّابَّةِ مِثْلُ الحَصَاة،} كالذِّرْبَةِ) وَهِي الغُدَّةُ، قالَهُ أَبو زيد، وجَمْعُهُ ذِرَبَةٌ بالهَاءِ، (أَو) {الذِّرْبُ (: دَاءٌ يكونُ فِي الكَبِدِ) بَطِيءُ البُرْءِ.
(و) } الذُّرْبُ (بالضَّمِّ جَمْعُ {ذَرِبٍ كَكَتِفٍ لِلْحَدِيدِ اللِّسَانِ) ، يُقَال: قَوْمٌ} ذُرْبٌ أَي أَحِدَّاءُ، وَقد تَقَدَّم، وذَرَبُ اللِّسَانِ: حِدَّتُه، ولسانٌ ذَرِبٌ! ومَذْرُوبٌ، وَقَالَ الرَّاغِب: أَصلُ مَعْنَى! الذَّرَابَةِ: حِدَّةُ نَحْوِ السَّيْفِ والسِّنَانِ، وقِيلَ: هِيَ أَنْ تُسْقَى السُّمَّ، وتُسْتَعِارُ لِطَلاَقَةِ اللِّسَانِ مَعَ عَدَمِ الُّكْنَةِ، وَهَذَا مَحْمُودٌ، وأَمَّا بمَعْنَى السَّلاَطَةِ والصَّخَابَةِ فمَذْمُومٌ، كالحِدَّةِ، قَالَ تَعَالَى: {2. 030 سلقوكم باءَلسنة حداد} (الأَحزاب: 19) نَقله شيخُنَا، وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: أَذرَبَ الرَّجُلُ، إِذا فَصُحَ لِسَانُهُ بَعْدَ حَضْرَمَةٍ، ولسَانٌ ذَرِبٌ: حَدِيدُ الطَّرَفِ وَفِيه ذَرَابَةٌ أَي حِدَّةٌ، وذَرَبُهُ: حِدَّتُه.
(و) الذَّرَبُ (مُحَرَّكَةٌ: فَسَادُ اللِّسَانِ وبَذَاؤُه) ، فِي حَدِيث حُذَيْفَةَ (كُنْتُ ذَرِبَ الِّسَانِ عَلَى أَهْلِي) قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي قَوْلهم: فُلاَنٌ ذَرِبُ اللِّسَانِ سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ يقولُ: أَي فاسِدُ اللِّسَانِ، قَالَ: وهُوَ عَيْبٌ وذَمٌّ يُقَال: قَد ذَرِبَ لِسَانُ الرَّجُلِ يَذْرَبُ، إِذا فَسَدَ، وأَنشد:
أَلَمْ أَكُ بَاذِلاً وُدِّي ونَصْرِي
وأَصْرِفَ عَنْكُمُ ذَرَبِي ولَغْبِي
اللَّغْبُ: الرَّدِيءُ مِنَ الكَلاَمِ، وقيلَ: الذَّرَبُ اللِّسَانِ: الحَادُّهُ، وهُوَ يَرْجِعُ إِلَى الفَسَادِ، وقِيلَ: الذَّرِبُ اللِّسَانِ: الشَّتَّامُ الفَاحِشُ، وَقَالَ ابْن شُمَيل: الذَّرِبُ اللِّسَانِ: الفَاحِشُ البَدِيءُ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ (ج أَذْرَابٌ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد لِحَضْرَمِيِّ بنِ عَامِرٍ الأَسَدِيِّ:
ولَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بَلُلاَتِكُمْ
وعَرَفْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرَابِ
على بَلُلاَتِكم أَي على مَا فِيكُم من أَذًى وعَدَاوَةٍ، وَرَوَاهُ ثَعْلَب: الأَعْيَابِ، جَمْع عَيْبٍ، وَفِي الأَساس: الْمجَاز: فُلاَنٌ ذَرِبُ الخُلُقِ، أَي فاسِدُه، وَفِيهِمْ أَذْرَابٌ، أَي مَفَاسِدُ، وذَرَّبْتُ فُلاَناً: هَيَّجْتُه، وفُلان يُضَرِّبُ بَيْننَا ويُذَرِّب.
(و) من الْمجَاز: الذَّرَبُ: (فَسَادُ الجُرْحِ واتّسَاعُــهُ) يُقَال: ذَرِبَ الجُرحُ ذَرَباً فَهُوَ ذَرِبٌ: فَسَدَ واتَّسَعَ، وَلم يَقْبَلِ البُرْءَ والدَّوَاءَ، (و) الذَّرَبُ هُوَ (سَيَلاَنُ صَدِيدِه) أَي الجُرْحِ، أَو المعنيانِ متقارِبانِ، وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: أَذْرَب الرَّجُلُ، إِذا فَسَدَ عَيْشُه، (و) الذَّرَبُ (: فَسَادُ المَعِدَةِ) وذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ تَذْرَبُ ذَرَباً، (كالذَّرَابَةِ والذُّرُوبَةِ) بِالضَّمِّ، فَهِيَ ذَرِبَةٌ (وصَلاَحُهَا) وَهُوَ (ضِدٌّ) وذَرَبُ المَعِدَةِ: حِدَّتُهَا عَن الجُوعِ (و) الذَّرَبُ (: المَرَضُ الَّذِي لَا يَبْرَأُ) ، وَفِي حَدِيث أَبي بكر رَضِي الله عنهُ (مَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: ذَرَبٌ كالدُّمَّلِ) يُقَال: ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم يَقْبَلِ الدَّوَاءَ، وَفِي الحَدِيث (فِي أَلْبَانِ الإِبِلِ وأَبْوَالِهَا شِفَاءُ الذَّرَبِ) هُوَ بالتَّحْرِيكِ: الداءُ الَّذِي يَعْرِضُ لِلْمَعِدَةِ فَلاَ تَهْضِمُ الطَّعَامَ وتَفْسُدُ وَلاَ تُمْسِكُه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وَالَّذِي فِي الأَساس: شِفَاءٌ لِلذَّرِبَةِ بُطُونُهُمْ.
(و) الذَّرَبُ (: الصَّدَأُ) نَقله الصاغانيّ وذَرِبَ أَنْفُه ذَرَابَةً: قَطَرَ.
(و) الذَّرَبُ: (الفُحْشُ) قَالَه أَبُو زيد، وَفِي الصِّحَاح قَالَ: وَلَيْسَ من ذَرَبِ اللسانِ وحِدَّتِه، وأَنشد:
أَرِحْنِي واسْتَرِحْ مِنِّي فإِنِّي
ثَقِيلٌ مَحْمِلِي ذَرِبٌ لِسَانِي
وَقَالَ عَبِيدٌ.
وخِرْقٍ مِنَ الفِتْيَانِ أَكْرَمَ مَصْدَقاً
مِنَ السَّيْفِ قَدْ آخَيْتُ لَيْسَ بِمَذْرُوبِ
قَالَ شَمرٌ: أَي لَيْسَ بفَاحِشٍ.
(وَرَمَاهُ بالذَّرَبِينَ) بتَحْرِيكِ الأَوَّلَيْنِ وكَسْرِ المُوَحَّدَهِ أَي (بالشَّرِّ والخِلاَفِ) والدَّاهِيَةِ، كالذَّرَبَيَّا.
(والتَّذُرِيبُ: حَمْلُ المَرْأَةِ طِفْلَهَا حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ.
(وتَذْرَبُ كتَمْنَعُ: ع) قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ فَعْلَلٌ، وَالصَّوَاب أَنَّه تَفْعَلُ، كَمَا قَالَه الصاغانيّ.
(والمِذْرَبُ كمِنْبَرٍ: اللِّسَانُ) لِحِدَّتِهِ. (والذَّرَبَى كجَمَزَى والذَرَبَيَّا) على فَعَليَّا بفَتْحِ الأَوَّلَيْنِ وتشدِيدِ التَّحْتِيَّةِ كَمَا فِي (الصِّحَاح) (: العَيْبُ) ، والذَّرَبَيَّا: الشَّرُّ والاخْتِلاَفُ (والذَّرَبَّى مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً) والذَّربية والذَّرَبِينُ (الدَّاهِيَةُ، كالذَّرَبِيَا) قَالَ الْكُمَيْت:
رَمَانِيَ بالآفَاتِ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وَشِيبُهَا
(والذِّرْيَبُ كطِرْيَمٍ) أَي بِكَسْر أَوّله وَسُكُون ثَانِيه وَفتح التحتيّة، كَذَا فِي أَصلنا، وَفِي بعض النّسخ: كحِذْيَمٍ، وَبِه ضبط المصنْف طِرْيَمَ، كَمَا يأْتي لَهُ، وَفِي بَعْضهَا كدِرْهم، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ الصَّوَاب، لأَنه لَا شُبْهَةَ فِيهِ، وَلَكِن فِي وَزنه بِطِرْيَمَ أَو حِذْيَم إِشارة لموافقتهما فِي زِيَادَة التَّحْتِيَّة، كَمَا لَا يخفى، ويُوجد فِي بعض النّسخ، ككَرِيمٍ، أَي على صِيغَة اسْم الْفَاعِل، وَهُوَ خَطَأٌ (: الزَّهْرُ الأَصْفَرُ) أَو هُوَ الأَصْفَرُ من الزَّهْرِ وغيرِه، قَالَ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ وَوَصَفَ نَبَاتاً.
قَفْراً حَمَتْه الخَيْلُ حَتَّى كَأَنْ
زَاهِرَهُ أُغْشِيَ بالذِّرْيَبِ
(و) أَمَّا، مَا ورد فِي حَدِيث أبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ (الأَذْرَبِيِّ) كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ) فإِنه وَرَدَ فينَفْسيره أَنه الْمَنْسُوب (إِلى أَذْرَبِيجَانَ) على غير قياسٍ، قَالَ ابْن الأَثير: هَكَذَا يَقُوله العَرَبُ، والقِيَاسُ أَن يَقُولَ: أَذَرِيٌّ بغَيْرِ باءٍ، أَي بالتَّحْرِيكِ، كَمَا يُقَال فِي النَّسَبِ إِلى رَامَ هُرْمُزَ: رَامِيٌّ، وَقيل: أَذْرِيٌّ بِسُكُون الذَّال، لأَنَّ النسبةَ إِلى الشَّطْرِ الأَوَّلِ، وكُلٌّ قَدْ جَاءَ.
قلتُ: وَقد تَقَدَّم فِي (أذْرَبَ) ذكْرُ هَذَا الكلامِ بعَيْنِه مُسْتَدْرَكاً على المؤلِّفِ فراجِعْه، ثمَّ إِن قَوْله: والأَذْرَبِيُّ إِلى أَذْرَبِيجَانَ ساقطٌ من بعض النّسخ الْقَدِيمَة، وثابتٌ فِي الأُصول المصحَّحة المتأَخرة، قَالَ شَيخنَا: وموضعه النُّونُ والأَلِفُ لأَنه أعجميّ، حروفُه بالتنبيه عَلَيْهِ هُنَا، وَقد اخْتلفُوا فِي ضَبْطِهِ، فَالَّذِي ذكره الجَلاَلُ فِي لب اللّبَاب أَنه بِفَتْح الْهمزَة والراءِ بَينهمَا مُعْجَمَة.
قلت: هَكَذَا جاءَ فِي شعر الشماخ:
تَذَكَّرْتُهَا وَهْناً وقَد حالَ دُونَهَا
قُرَى أَذْرَبِيجَانَ المَسَالِحُ والحَالِ
وَزَاد فِي (التوشيح) أَنه بِفَتْح الْهمزَة والذال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الراءِ وَكسر المُوَحَّدَةِ، وَزَاد فِي المراصد وجْهاً ثَالِثا وَهُوَ مَدُّ الْهمزَة مَعَ فتح الذَّال وَسُكُون الراءِ، روى ذَلِك عَن المُهلّب هَذَا، وَهُوَ إِقْلِيمٌ واسعٌ مُشتملٌ على مُدُنٍ وقِلاعٍ وخَيْرَاتٍ بنواخي جِبالِ العراقِ غربيّ أَرْمِينِيَةً، مِنْ مَشْهُورِ مُدنِه تِبْرِيزُ، وَهِي قَصَبَتُهَا، وَكَانَت قَدِيما المرَاغَة، وَمن مُدُنِهَا: خُوَيٌّ، وسَلَمَاسُ، وأُرْمِيَةُ، وأَرْدَبِيلُ، ومَرَنْدُ، وَقد خَرِبَ عالِبُهَا، قَالَ ياقوت: وَهُوَ اسْمٌ اجْتمعت فِيهِ خَمْسُ مَوَانِعَ من الصَّرْفِ: العُجْمَةُ، والتَّعْرِيفُ والتَّأْنِيثُ والتَّذْكِيرُ والتَّرْكِيبُ، وإِلْحَاقُ الأَلِفِ والنُّونِ، وَمَعَ ذَلِك فإِنه إِذا زَالَت عَنهُ إِحدى هَذِه الْمَوَانِع وَهُوَ التَّعْرِيف صُرِفَ، لأَن هَذِه الأَسبابَ لَا تكون موانعَ من الصَّرْفِ إِلاّ مَعَ العَلَمِيَّةِ، فإِذا زَالَت العَلمِيّة بَذَلَ حُكْمُ البَوَاقِي، ومَعْنَاهُ: حَافِظُ بَيْتِ النَّارِ لأَنَّ آذَرْ بِالفَهْلوِيَّةِ: النَّارُ، وبايكان: الحَارِسُ.
(ذرب)
السَّيْف وَنَحْوه ذربا أحده

(ذرب) السَّيْف ذربا وذرابة صَار حديدا مَاضِيا وَيُقَال ذرب لِسَانه إِذا كَانَ شتاما فَاحِشا لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة قَالَ (كنت ذرب اللِّسَان على أَهلِي فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي لأخشى أَن يدخلني النَّار فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَيْنَ أَنْت من الاسْتِغْفَار) وَفُلَان فصح لِسَانه بعد حصر وَأَنْفه قطر مخاطه وَالْجرْح فسد واتسع ومعدته فَسدتْ فَهُوَ ذرب (ج) ذرب وَهِي ذربة (ج) ذربات

ذبر

(ذبر)
ذبارة نظر فأحس وَالْخَبَر فهمه وَالْكتاب ذبرا كتبه وقرأه قِرَاءَة خَفِيفَة أَو سريعة وَالْقِرَاءَة خففها

(ذبر) عَلَيْهِ ذبرا غضب فَهُوَ ذبر وَهِي ذبرة

(ذبر) الْكتاب ذبره وَالثَّوْب نمنمه
(ذبر) - في حَدِيثِ ابنِ جُدْعَان: "أنا مُذُابِر"
: أي ذَاهِب، والتَّفْسِير في الحَدِيث.
[ذبر] الذَبْرُ: الكتابة، مثل الزَبْرِ. وقد ذَبَرْتُ الكِتابَ أَذْبُرُهُ وأَذْبِرُهُ ذَبْراً. وأنشد الأصمعي: لأبي ذؤيب: عرفت الديار كرقم الدوا * ة يذبرها الكاتب الحميرى -
ذ ب ر

ذبر الكتاب وزبره: كتبه أو قرأه بخفّة، وما أحسن ما يذبر الكتاب أي يقرأه لا يتمكث فيه، وكتاب ذبر: سهل القراءة. قال ذو الرمة:

أقول لنفسي واقفاً عند مشرف ... على عرصات كالذبار النواطق

ذبر


ذَبَرَ(n. ac.
ذَبْر)
a. Wrote, copied; pointed, dotted (book).
b. Read, recited; perused, studied.
c.(n. ac. ذِبَاْرَة), Looked searchingly at.
d.(n. ac. ذِبَاْرَة), Mastered, learned thoroughly.
ذَبِرَ(n. ac. ذَبَر)
a. Became angry.

ذَبَّرَa. Wrote & c.

ذَبْر
(pl.
ذِبَاْر)
a. Writing; book.

مِذْبَرa. Reed-pen.

ذَاْبِرa. Learned.
ذبر: الذَّبْرُ: كُلُّ قِرَاءَةٍ خَفِيْفَةٍ، ذَبَرَها يَذْبِرُها ويَذْبُرُها ذَبْراً. وقيل: هي الكِتَابَةُ.
والذُّبُوْرُ: الفِقْهُ بالشَّيْءِ والعِلْمُ به.
وكِتَابٌ ذَبْرٌ: سَهْلُ القِرَاءَةِ.
والذِّبَارُ: الكُتُبُ.
وذَبَرَ يَذْبِرُ: إذا نَظَرَ فأحْسَنَ النَّظَرَ.
[ذبر] فيه: أهل الجنة خمسة أصناف منهم الذي لا "ذبر" له، أي لا نطق له ولا لسان يتكلم به من ضعفه، والذبر في الأصل القراءة، وكتاب ذبر: سهل القراءة، وقيل أي لا فهم له من ذبرت الكتاب إذا فهمته وأتقنته، ويروى بالزاي ويجيء. ومنه: أما سمعته كان "يذبره" عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي يتقنه، والذابر المتقن، ويروي بالدال ومر. وفيه: ما أحب أن لي "ذبرا" من ذهب، أي جبلًا بلغة الحبش، ويروى بالدال ومر. وفيه: أنا "مذابر" أي ذاهب.
[ذ ب ر] ذَبَرَ الكِتابَ يَذْبُره ويَذْبِرُه ذَبْرًا وذَبَّرَه كِلاهُما كتَبَه وقِيلَ نَقَطَه وقِيلً قَرَأَه قِراءةً خَفِيَّةً وقِيلَ خَفِيفَةً كُلُّ ذلِكَ بلُغَةٍ هُذَيْلٍ وقول صَخْرِ الغَيِّ

(فِيها كِتابٌ ذَبْرٌ لمُقْتَرِئٍ ... يَعْرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا)

أَرادَ كِتابًا مَذْبُورًا فوَضَعَ المَصْدرَ موضِعَ المَفْعُولِ وثَوْبٌ مُذَبَّرٌ مُنَمْنَمٌ يمانية والذُّبُورُ الفِقْه بعِلْمِ الشَّيْءِ وذَبَرَ الخَبرَ فَهِمَه
ذ ب ر: (الذَّبْرُ) الْكِتَابَةُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ لِأَبِي ذُؤَيْبٍ:

عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا ... ةِ يَذْبُرُهَا الْكَاتِبُ الْحِمْيَرِيُّ
قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: زَبَرْتُ الْكِتَابَ وَ (ذَبَرْتُهُ) كَتَبْتُهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: زَبَرْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ وَذَبَرْتُهُ قَرَأْتُهُ. قُلْتُ: وَ (الذَّبْرُ) بِمَعْنَى الْقِرَاءَةِ أَشَدُّ مُنَاسَبَةً فِي الْبَيْتِ. 

ذبر: الذَّبْرُ: الكتابة مثل الزَّبْرِ. ذَبَرَ الكتابَ يَذْبُرُه

ويَذْبِرُه ذَبْراً وذَبَّرَه، كلاهما: كتبه؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي

ذؤيب:عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا

ةِ، يَذْبُرُها الكاتِبُ الحِمْيَري

وقيل: نَقَطَهُ، وقيل: قرأَه قِراءةً خَفِيَّةً، وقيل: الذَّبْرُ كل

قراءة خفية؛ كل ذلك بلغة هذيل؛ قال صخر الغيّ:

فيها كتابٌ ذَبْرٌ لِمُقْتَرِئٍ،

يَعْرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا

ذَبْرٌ: بَيِّنٌ، أَراد. كتاباً مذبوراً فوضع المصدر موضع المفعول.

وأَلْبُهُمْ: من كان هواه معهم؛ تقول: بنو فلان أَلْبٌ واحد. وحَشَدُوا أَي

جمعوا. بن الأَعرابي في قول النبي، صلى الله عليه وسلم، أَهل الجنة خمسة

أَصناف: منهم الذي لا ذَبْرَ له أَي لا نطق له ولا لسان له يتكلم به من

ضعفه، من قولك: ذَبَرْتُ الكتابَ أَي قرأْته. قال: وزَبَرْتُه أَي كتبته،

ففرق بين ذَبَرَ وزَبَرَ. والذَّبْرُ في الأَصل: القراءة. وكتاب ذَبِرٌ:

سهلُ القراءة؛ وقيل: المعنى لا فهم له من ذَبَرْتُ الكتابَ إِذا فَهِمْتَه

وأَتقنته، ويروى بالزاي وسيجيء. الأَصمعي: الذِّبارُ الكُتُبُ، واحدها

ذَبْرٌ؛ قال ذو الرمة:

أَقولُ لِنَفْسِي، واقِفاً عند مُشْرِفٍ،

على عَرَصاتٍ كالذِّبارِ النَّوَاطِقِ

وبعض يقول: ذَبَرَ كَتَبَ. ويقال: ذَبَرَ يَذْبُرُ إِذا نظر فأَحسن

النظر. وفي حديث ابن جُدْعانَ: أَنا مُذابِرٌ أَي ذاهب، والتفسير في الحديث.

وثوبٌ مُذَبَّرٌ: مُنَمْنَمٌ؛ يمانية.

والذُّبُور: العِلمُ والفِقْهُ بالشيء. وذَبَرَ الخَبَرَ: فهِمه. ثعلب:

الذَّابِرُ المُتْقِنُ للعلم. يقال: ذَبَرَه يَذْبُرُه؛ ومنه الخبر: كان

معاذ يَذْبُرُه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي يتقنه ذَبْراً

وذَبارَةً. ويقال: ما أَرْصَنَ ذَبارَتَهُ. ابن الأَعرابي: ذَبَرَ أَتقن

وذَبَرَ غَضِبَ والذَّابِرُ المتقن، ويروى بالدال وقد تقدم. وفي حديث

النجاشي: ما أُحِبُّ أَن لي ذَبْراً من ذهب أَي جبلاً بلغتهم، ويروى بالدال وقد

تقدم.

ذبر

1 ذَبَرَ, (T, S, M, A, K,) aor. ـُ (T, S, M, K) and ذَبِرَ, (S, M, K,) inf. n. ذَبْرٌ; (M, A, K;) and ↓ ذبّر, (M, A,) inf. n. تَذْبِيرٌ; (K;) He wrote (A 'Obeyd, T, S, M, A, K) a writing, or a book; (A 'Obeyd, T, S, M, A;) like زَبَرَ: (A 'Obeyd, T, S:) or both signify, (M,) or the former signifies also, (K,) he pointed, or dotted, (M, K,) it: (M:) or (M, but in the K “ and,”) he read it, or recited it, (IAar, T, M, K, *) with a low, or faint, voice; (M, K;) or easily; (M, A, each in relation to both verbs;) or quickly: (K:) all of the dial. of Hudheyl. (M.) You say, مَا أَحْسَنَ مَا يَذْبُرُ الشِّعْرَ How well he recites poetry, or the poetry, (K, TA,) without halting, or hesitating, therein! (TA.) And الكِتَابَ ↓ مَا أَحْسَنَ مَا يُذَبِّرُ How well he reads, or recites, the book, or the writing, without pausing therein! (A.) b2: and ذَبَرَ, (IAar, Th, T, M, K,) aor. ـُ inf. n. ذَبْرٌ and ذِبَارَةٌ, He knew, or learned, a tradition, well, soundly, or thoroughly; عَنْهُ from him: (IAar, Th, T:) or he understood it: (M, K:) and he understood, and knew, or learned, well, soundly, or thoroughly, a writing, or a book. (TA.) [See 2 in art. دبر, last sentence.] Accord. to some, ذَبْرٌ signifies Understanding, and knowledge; (T;) knowledge of a thing, and understanding thereof; (K, * TA;) as also ذُبُورٌ [another inf. n.] : (TA:) or ذُبُورٌ signifies understanding with knowledge of a thing. (M.) It is said in a trad., of the people of Paradise, مِنْهُمْ الَّذِى لَا ذَبْرَ لَهُ, (T, TA,) i. e. Of them is he who has no understanding: (TA:) or, accord. to IAar, it means he who has no tongue with which to speak, by reason of his weakness. (T.) b3: And ذَبَرَ, aor. ـِ (K,) inf. n. ذِبَارَةٌ, (so in some copies of the K,) or ذَبَارَةٌ, (so in other copies of the K, and accord. to the TA,) He looked, and did so well. (K, * TA.) A2: ذَبِرَ He was angry: (T, K:) so accord. to IAar: (T, TA:) [but SM says,] were it not set down on his authority, I should say that it is a mistranscription for ذَئِرَ. (TA.) 2 ذَبَّرَ see 1, in two places.

ذَبْرٌ A writing, (As, T, K,) in the dial. of Himyer, written upon عُسُب [or leafless palmsticks, or the lower portions of palm-sticks, upon which no leaves have grown]: (K:) and i. q. صَحِيفَةٌ [a piece of paper, or skin, upon which something is written; or a writing, or book]: (K:) pl. ذِبَارٌ (As, T, K.) b2: كِتَابٌ ذَبْرٌ, (M, A,) or ↓ ذَبِرٌ, like كَتِفٌ, (K,) A writing, or book, easy to be read: (A, K:) or ذَبْرٌ in this phrase is an inf. n. used in the place of the pass. part. n. ↓ مَذْبُورٌ [which signifies written; or pointed; or read, or recited, with a low, or faint, voice, or easily, &c.]. (M.) A2: Also A mountain; in the Abyssinian language: so accord. to one reading, but accord. to another reading دَبْرٌ, in a trad. cited in art. دبر. (TA.) ذَبِرٌ: see the next preceding paragraph.

ذَابِرٌ Knowing, or learning, well, soundly, or thoroughly, a matter of science or knowledge. (IAar, T, K.) مِذْبَرٌ A reed-pen; like مِزْبَرٌ. (TA.) مُذَبَّرٌ A garment, or piece of cloth, figured with marks resembling writing, or otherwise; syn. مُنَمْنَمٌ: (M, K:) of the dial. of El-Yemen. (M.) مَذْبُورٌ: see ذَبْرٌ.

مُذَابِرٌ, occurring in a trad., is explained by IAth as meaning Going away; if it be not a mistranscription [for مُدَابِرٌ, which seems to be probably the case]. (TA.)
باب الذّال والرّاء والباء معهما ذ ب ر، ب ذ ر، ر ب ذ، ذ ر ب مستعملات

ذبر: الذَّبْرُ، بلغة هُذَيْل خَفيّةٌ يذبُرُها ذَبْراً. وبعضهم يقول: ذَبَرَ الكتاب أي كَتَبَ، وبعض يقول: الذَّبُور الفِقْهُ بالشيءِ والعِلْمُ به، وقيل: ذَبَره أي فَهِمَه وقَتَلَه عِلْماً.

بذر: بَذَرْتُ الشيءَ والحَبَّ بَذْراً، بمعنى نَثَرْتُ، ويقال للنَّسْل: البَذْر، يقال: هؤلاءِ بَذْرُ سُوءٍ. والبَذْرُ اسمٌ جامعُ لِما بَذَرْتَ من الحَبِّ. والبَذير: من لا يستطيع أن يُمسِكَ سر [نفسه] . ورجل بذير وبَذُور: مِذْياعٌ، وقومٌ بُذُرٌ: مَذاييعُ، والفعل والمصدر في القياس بَذُرَ بَذارةً.

[وفي الحديث: لَيسوا بالمسَاييحِ البُذُر] ،

ويقال: بَذّر بَذْراً. والتبذير: إفسادُ المال وإنفاقه في السَّرَف، [قال الله- جَلَّ وعَزَّ: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً] . [وقيل: التبذير إنفاق المال في المعاصي، وقيل: هو أن يَبسُطَ يدَه في إنفاقه حتى لا يبقي منه ما يقتاتُه، واعتبارُه بقوله- عزَّ وجلَّ-: وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً] . [ويقال: طعام كثيرُ البُذارة أي كثير النَّزَل، وهو طعام بَذِرٌ أي نَزَلٌ، وقال:

ومن العَطيّة ما تَرَى ... جُذماءَ ليسَ لها بُذارَهْ]

ربذ: الرَّبَذةُ: موضع. والرَّبَذُ: خِفَّةُ القَوائم في المَشْيِ، وخِفّة الأصابِع في العمَل، وأنه لَرَبِذٌ، قال جرير:

خُزْرٌ لهم رَبَذٌ إذا ما استَأْمَنوا ... وإذا تتابَعَ في الزمانِ الأَمرُعُ

والرَّبَذَةُ: صُوفةٌ يُؤخَذُ بها القَطِرانُ فيُهْنَأُ بها البعير، وشُبِّهَتِ الخِرقة التي تُلقيها الحائض بها فسُمِّيَت الرَّبَذة.. والربذة تميمة، والثَّمَلَةُ حِجازيّةٌ وهُما صُوفة الهِناءِ. وشيءٌ رَبيذٌ أي بعضه على بعضٍ.

ذرب: الذَّرِبُ: الحادُّ من كل شيءٍ، لِسانٌ ذَرِبٌ، وسَيْفٌ ذرب أي حاد. وسُمٌّ ذَرب ومَذروبٌ، وقد ذَرِبَ ذرُباً وذَرابَةً. والذَّرِبةُ و [الذربة] : السليطة من النُّساء، قال:

إنّي لقيتُ ذِرْبَةً من الذِّرَبْ

وفُلانٌ ذرِبٌ: مُنكَرٌ. وتَذريب السَّيف: أنْ يُنْقَعَ في السُّمِّ فإذا أُنعِمَ سَقْيُه أُخرِجَ فشُحِذَ. وذَرِبَ الجُرْحُ إذا ازدادَ اتِّساعــاً ولا يقبَلُ البُرْءَ، قال الكمَيْت:

أنتَ الطبيب بأَدواءِ القُلوب إذا ... خِيفَ المُطاوِلُ من أسقامِها الذَّرِبُ

والذَّرَبُ من الأمراضِ مأخوذٌ من الجُرْح، وهو الذي لا يَبْرَأُ، واستعير من الجُرْحِ للمَرَض، قال الغَنَويُّ:

إذا أَساها طبيبٌ زادَها مَرَضاً
ذبر
: (الذَّبْرُ: الكِتَابَةُ) ، كالزَّبْر، وَهُوَ مِمَّا خَلَفت فِيهِ الذَّالُ المُعْجَمَة الزَّايَ، ذَبَرَ الكِتَابَ (يَذْبُر) هُ، بالضَّمِّ، (ويَذْبِرُ) هُ، بالكَسْر، ذَبْراً، (كالتَّذْبِيرِ) . وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لأَبِي ذُؤَيْب:
عَرفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا
ةِ يَذْبِرُهَا الكَاتِبُ الحِمْيَرِيُّ (و) قيل: الذَّبْرُ: (النَّفْطُ. و) قيل: هُوَ (القِرَاءَة الخَفِيَّةُ) بسُهولة، (أَو) القِراءَة (السَّرِيعةُ) ، يُقَال: مَا أَحسنَ مَا يَذْبِرُ الكِتَابَ، أَي يَقْرؤه وَلَا يَمْكُث فِيهِ، كلّ ذالك بلُغة هُذَيْل.
(و) الذَّبْر: (الكِتَابُ بالحِمْيَرِيَّة يُكتَب فِي العُسُب) ، جمع عَسِيب، وَهُوَ خُوصُ النَّخْل.
(و) الذَّبْر: (العِلْمُ بالشَّيْءِ والفِقْهُ) بِهِ، كالذُّبُور، بالضَّمّ.
(و) الذَّبْر: (الصَّحِيفَة، ج ذِبَارٌ) بالكَسْر، قَالَه الأَصْمَعِيّ، وأَنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة:
أَقولُ لِنَفْسي وَاقِفاً عِنْد مُشْرِفٍ
على عَرَصَاتٍ كالذِّبار النَّوَاطِقِ
(و) يُقَال: (ذَبَر يَذْبِر) ، بالكَسْر، ذَبْراً و (ذَبَارَةً) ، بالفَتْح: (نَظَرَ فأَحْسَنَ) النَّظَر. قَالَ الصَّغَانِيُّ: هُوَ راجعٌ إِلَى مَعْنَى الإِتْقَان.
(و) ذَبَرَ (الخَبَر: فَهِمَه) . وَمِنْه الحَدِيثُ: (أَهلُ الجَنّة خَمْسَةُ أَصْنَافٍ: مِنْهُم الَّذِي لَا ذَبْرَ لَهُ) ، أَي لَا فَهْم لَهُ، من ذَبَرْتُ الكِتَابَ إِذا فَهِمْته وأَتْقَنْتَه.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: ذَبِر (كفَرِحَ: غَضِبَ) ، نَقَله الصَّغانِيّ.
(وثَوبٌ مُذَبَّرٌ) ، كمُعَظَّم. (مُنَمْنَمٌ) ، يَمانِيَةٌ.
(و) يُقَال: (كِتَابٌ ذَبِرٌ، ككَتِف: سَهْلُ القِرَاءَة) . هاكذا ضَبَطَه الصَّغَانيّ وصَحَّحَه، وهاكذا هُوَ فِي سَائِر الأُصول، وَالَّذِي فِي المُحْكَم: كِئَابٌ ذَبْر، بفَتْح فسُكُون. وأَنْشَد قَولَ صَخْرِ الغَيّ:
فِيهَا كِتَابٌ ذَبْرٌ لمُقْتَرِىء
يَعرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا
قَالَ: ذَبْرٌ، أَبي بَيِّن. أَرادَ كِتَاباً مَذْبُوراً، فوضعَ المَصدَر مَوضع المَفْعُول: وأَلْبُ القَوْم: مَنْ كَانَ هَوَاهُ مَعَهم.
(و) يُقال: فُلاَنٌ (مَا أَحْسَنَ مَا يَذْبِرُ الشِّعْرَ، أَي يُمِرُّه ويُنْشِدُهُ) وَلَا يَتَلَعْثَم فِيهِ:
(و) قَالَ ثَعْلَب: (الذَّابِرُ: المُتْقِنُ للعِلْمِ) ، يُقَال: ذَبَرَه يَذْبُره. وَمِنْه الخَبَرُ: (كَانَ مُعَاذٌ يَذْبُرُه عَن رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي يُتْقِنُه، ذَبْراً وذَبَارَةً. وَيُقَال: مَا أَرْصَنَ ذَبَارَته.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: ذَبَرَ إِذا أَتْقَن. والذَّابِرَ: المُتْقِنُ، ويُرْوَى بالدَّال، وَقد تَقَدَّم. وَفِي حَدِيث النَّجَاشِيّ (مَا أُحِبّ أَنَّ لي ذَبْراً من ذَهَبٍ) أَي جَبَلاً، بلُغَتِهِم، ويُروَى بالدَّال، وَقد تَقدَّم.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُدْعَانَ: (أَنَا مُذابِرٌ) ، أَبي ذاهِبٌ.
قُلتُ: هاكذا ذَكَره ابنُ الأَثير إِن لم يَكُن تَصْحِيفاً. وفلانٌ لَا ذَبْرَ لَهُ أَي لَا نُط 2 لَهُ من ضَعْفِه، وَقيل: لَا لِسانَ لَهُ يَتَكَلَّم بِهِ من ضَعْفِه. فتَقْدِيرُه على هاذا، فُلانٌ لَا ذَا ذَحرٍ لَهُ أَي، لَا لِسان لَهُ ذَا نُطْق فحَذَف المُضاف. وَبِه فَسَّر ابنُ الأَعرابيّ الحدِيثَ المُتَقدِّم فِي أَهْلِ الجَنَّة. والْمِذْبَر: القَلَم، كالمِزْبَرَ، وسَيَأْتِي.

يدي

يدي


يَدِيَ
a. [Min], Lost, had a withered (hand).

يَاْدَيَa. Passed, handed.
b. Requited.

أَيْدَيَ
a. [Ila]
see I (b)b. Strengthened.

يَدْ (a. for
يَدْي ), (pl.
أَيْدٍ [ 15 ]
أَيَادٍ []
a. يَُدِيّ ), Hand; arm; fore-foot (
animal ); wing; handle; winch, crank; sleeve (
dress ).
b. Strength, power, might; force; violence.
c. Help, assistance; protection.
d. Influence; dignity.
e. Benefit; favour.
f. Band, company.
g. Wealth.
h. Way.

يَدًىa. Hand.

يَدَوِيّ []
a. Manual.

أَيْدَى []
a. Handy, deft, dexterous, adroit.

يَدَآء []
a. Gout in the hand, chiragra.

يَدِيّa. see 4yi & 14c. Wide, large; comfortable.
d. Narrow, close; strait.

يَدْيَآء []
a. fem. of
أَيْدَيُ
مَيْدِيّ [ N. P.
a. I], Injured &c. in the hand.
b. Caught by the feet.

مُيَادَاة [ N.
Ac.
يَاْدَيَ
(يِدْي)]
a. Handing, passing, transfer.

مُوْدٍ [ N. Ag.
a. IV], Helping; aider, helper.

مُوْدًى إِلَيْهِ
a. Helped, aided.
يَدَة
a. Hand.

يُدَيَّة
a. Little hand.

يَدُ الجَوْزَآء
a. A star in Orion.

بَيْن يَدَيْهِ
a. Before him, in his presence.

بَيْن يَدَى الَّاعَة
a. Before the time.

بَاعَ الغَنَم بِيَدَيْنِ
a. He sold his sheep at different prices.

يَدًى
a. or
لِفُلَانِ عِنْدِي يَد So & so
has rendered me a service.
لَا أَفْلُهُ يَدَ الدَّهْر
a. I shall never do it.

لَهُ يَد بَيْضَآء فِى هَذَا
الأَمْر
a. He is very skilful in this.

أُسْقِطَ فِى يَدَيْهِ
a. or
سُقِطَ He has repented.

لَهُ اليَد الطُّوْلَى فِى
العِلْم
a. He is very learned.

أَيَادِي سَبَأ
a. or
ذَهَبُوا أَيْدِي They have
dispersed.
هٰذَا مَا قَدَّمَتْ يَدَاك
a. It is what thou hast deserved.
(ي د ي) : (الْيَدُ) مِنْ الْمَنْكِبِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ وَالْجَمْعُ الْأَيْدِي وَالْأَيَادِي جَمْعُ الْجَمْعِ إلَّا أَنَّهَا غَلَبَتْ عَلَى جَمْعِ يَدِ النِّعْمَةِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُمْ الْأَيَادِي تَرُوضُ (وَذُو الْيَدَيْنِ) لَقَبُ الْخِرْبَاقِ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِطُولِهِمَا (وَقَوْلُهُمْ) ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَأٍ وَأَيَادِيَ سَبَأٍ أَيْ مُتَشَتِّتِينَ وَتَحْقِيقُهُ فِي شَرْحِ الْمَقَامَاتِ وَيُقَالُ مَا لَكَ عَلَيْهِ يَدٌ أَيْ وِلَايَةٌ وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَيْ حِفْظُهُ وَهُوَ مَثَلٌ وَالْقَوْمُ عَلَيَّ يَدٌ وَاحِدَةٌ إذَا اجْتَمَعُوا عَلَى عَدَاوَتِهِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ» وَأَعْطَى بِيَدِهِ إذَا انْقَادَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} [التوبة: 29] أَيْ صَادِرَةٌ عَنْ انْقِيَادٍ وَاسْتِسْلَامٍ أَوْ نَقْدٍ غَيْرِ نَسِيئَةٍ (وَبَايَعْتُهُ) يَدًا بِيَدٍ أَيْ بِالتَّعْجِيلِ وَالنَّقْدِ وَالِاسْمَانِ هَكَذَا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ وَلَا يَجُوزُ فِيهِمَا إلَّا النَّصْبُ عَنْ السِّيرَافِيِّ (ث د ي) : (ذُو الثُّدَيَّةِ) فِي ث د.
ي د ي : الْيَدُ مُؤَنَّثَةٌ وَهِيَ مِنْ الْمَنْكِبِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ وَهِيَ يَاءٌ وَالْأَصْلُ يَدْيٌ قِيلَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَقِيلَ بِسُكُونِهَا وَالْيَدُ النِّعْمَةُ وَالْإِحْسَانُ تَسْمِيَةٌ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَتَنَاوَلُ الْأَمْرَ غَالِبًا وَجَمْعُ الْقِلَّةِ أَيْدٍ وَجَمْعُ الْكَثْرَةِ الْأَيَادِي وَالْيُدِيُّ مِثَالُ فُعُولٍ وَتُطْلَقُ الْيَدُ عَلَى الْقُدْرَةِ وَيَدُهُ عَلَيْهِ أَيْ سُلْطَانُهُ وَالْأَمْرُ بِيَدِ فُلَانٍ أَيْ فِي تَصَرُّفِهِ وقَوْله تَعَالَى {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} [التوبة: 29] أَيْ عَنْ قُدْرَةٍ عَلَيْهِمْ وَغَلَبٍ وَأَعْطَى بِيَدِهِ إذَا انْقَادَ وَاسْتَسْلَمَ وَقِيلَ مَعْنَى الْآيَةِ مِنْ هَذَا وَالدَّارُ فِي يَدِ فُلَانٍ أَيْ فِي مِلْكِهِ وَأَوْلَيْتُهُ يَدًا أَيْ نِعْمَةً وَالْقَوْمُ يَدٌ عَلَى غَيْرِهِمْ أَيْ مُجْتَمِعُونَ مُتَّفِقُونَ وَبِعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ أَيْ حَاضِرًا بِحَاضِرٍ وَالتَّقْدِيرُ فِي حَالِ كَوْنِهِ مَادًّا يَدَهُ بِالْعِوَضِ وَفِي حَالِ كَوْنِي مَادًّا يَدِي بِالْمُعَوَّضِ فَكَأَنَّهُ قَالَ بِعْتُهُ فِي حَالِ كَوْنِ الْيَدَيْنِ مَمْدُودَتَيْنِ بِالْعِوَضَيْنِ وَذُو الْيَدَيْنِ لَقَبُ رَجُلٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَاسْمُهُ الْخِرْبَاقُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ ثُمَّ بَاءٍ مُوَحَّدَةٍ وَأَلِفٍ وَقَافٍ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِطُولِهِمَا. 
ي د ي: (الْيَدُ) أَصْلُهَا يَدْيٌ عَلَى فِعْلٍ سَاكِنَةُ الْعَيْنِ لِأَنَّ جَمْعَهَا (أَيْدٍ) وَ (يُدِيٌّ) وَهُمَا جَمْعُ فَعْلٍ كَفَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ. وَلَا يُجْمَعُ فَعَلٌ عَلَى أَفْعُلٍ إِلَّا فِي حُرُوفٍ يَسِيرَةٍ مَعْدُودَةٍ كَزَمَنٍ وَأَزْمُنٍ وَجَبَلٍ وَأَجْبُلٍ. وَقَدْ جُمِعَتِ الْأَيْدِي فِي الشِّعْرِ عَلَى (أَيَادٍ) وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلُ أَكْرُعٍ وَأَكَارِعُ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي الْجَمْعِ: (الْأَيْدِ) بِحَذْفِ الْيَاءِ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لِلْيَدِ: (يَدًى) مِثْلُ رَحًى. وَتَثْنِيَتُهَا عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ يَدَيَانِ
كَرَحَيَانِ. وَ (الْيَدُ) الْقُوَّةُ. وَ (أَيَّدَهُ) قَوَّاهُ. وَمَا لِي بِفُلَانٍ (يَدَانِ) أَيْ طَاقَةٌ. وَقَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47] . قُلْتُ: قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47] أَيْ بِقُوَّةٍ وَهُوَ مَصْدَرُ آدَ يَئِيدُ إِذَا قَوِيَ، وَلَيْسَ جَمْعًا لِيَدٍ لِيُذْكَرَ هُنَا بَلْ مَوْضِعُهُ بَابُ الدَّالِ. وَقَدْ نَصَّ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ فِي الْأَيْدِ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ. وَلَا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ أَوِ التَّفْسِيرِ ذَهَبَ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ أَنَّهَا جَمْعُ يَدٍ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} [التوبة: 29] . أَيْ عَنْ ذِلَّةٍ وَاسْتِسْلَامٍ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نَقْدًا لَا نَسِيئَةً. وَ (الْيَدُ) النِّعْمَةُ وَالْإِحْسَانُ تَصْطَنِعُهُ وَجَمْعُهَا (يُدِيٌّ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِهَا كَعُصِيٍّ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا (وَأَيْدٍ) أَيْضًا. وَيُقَالُ: إِنَّ بَيْنَ (يَدَيِ) السَّاعَةِ أَهْوَالًا أَيْ قُدَّامَهَا. وَهَذَا مَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَهُوَ تَأْكِيدٌ أَيْ مَا قَدَّمْتَهُ أَنْتَ، كَمَا يُقَالُ: مَا جَنَتْ يَدَاكَ أَيْ مَا جَنَيْتَهُ أَنْتَ. وَيُقَالُ: سُقِطَ فِي يَدَيْهِ وَأُسْقِطَ فِي يَدَيْهِ وَأُسْقِطَ أَيْ نَدِمَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [الأعراف: 149] أَيْ نَدِمُوا. وَهَذَا الشَّيْءُ فِي (يَدِي) أَيْ فِي مِلْكِي. 
ي د ي

بسط يده ويديّته. ويديته: ضربت يده. وإذا وقع الظبي في الحبالة قيل: أميديّ أم مرجول؟ ويديت يده: شلّت. قال الكميت:

فأيّاً ما يكن يك وهو منّا ... بأيد ما وبطن ولا يدينا

ويقال: ماله يدي من يديه: دعاء عليه. وبايعته يدا بيد، وياديته: بايعته.

ومن المجاز: لفلان عندي يد. وأيديت عنده ويديت: أنعمت. قال:

يديت على ابن حسحاس بن وهب ... بأسفل ذي الحذاة يد الكريم

وإن فلاناً لذو مال ييدي به ويبوع: يبسط به يده وباعه. و" أخذ بهم يد البحر ": طريقه. و" تفرّقوا أيدي سبا " وأيادي سبا. قال وبرة بن مرّة الشباني:

وأصبح القوم أيادي سبا ... هنا وهنّا ما لهم من نظام

ويقال: ذهبوا أيادي. قال الأعشى:

فصاروا أيادي ما يقدرو ... ن منه على ري طفل فطم

منه: من ماء مأرب. ومالك عليه يدٌ: ولاية. وهذا ملك يده ويمينه. وهذه الدار ف يده. ولا أفعله يد الدهر: أبداً. وقال ذو الرمّة:

وأيدي الثريّا جنّحٌ في المغارب

وقال ليد:

وغداة ريح قد وزعت وقرّة ... إذ أصبحت بيد الشّمال زمامها

وله:

أضل صواره وتضيّفته ... نطوف أمرها بيد الشمال

ولا يدي لك به، و" مالك به يدان " إذا لم تستطعه. والأمر بيد الله. ويا رب هذه ناصيتي بيدك. وقال الطرمّاح:

بلا قوة مني ولا كيس حيلة ... سوى فضل أيدي المستغاث المسبّح

وابتعت هذه السلع اليدين أي بثمنين مختلفين غال ورخيص. و" لقيته أول ذات يدين "، وأما أول ذات يدين فإني أحمد الله أي أوّل كلّ شيء. وأدرت الرحى بيدها. ودققت بيد المنحاز. وجلست بين يديه. وهم يده وعضده: أنصاره. قال:

أعطى فأعطاني يداً وداراً ... وباحةً حولها عقارا

و" سقط في يده ": ندم. والقوم عليّ يدٌ واحدة وساق واحدة إذا اجتمعوا على عداوته. وله يد عند الناس: جاه وقدر. " واجعل الفسّاق يداً يدا ورجلاً رجلاً فإنهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم بالشرّ ". وهو أطول يداً منه: أسخى. وأعطى بيده: انقاد. وأعطوا الجزية عن يدٍ: عن انقياد واستسلام أو نقداً بغير نسيئة. ويدي لمن شاء رهن، ويدي رهينة بكذا أي أنا ضامن له: ونزع يده عن الطاعة. وأعطاه عن ظهر يد: من يغر مكافأة. وخرج كتّاب العراق من تحت يد صالح بن عبد الرحمن وهو كاتب الحجّاج أي خرّجهم في الكتابة وعلّمهم طرقها. وشمّر يد القميص: كمّه. وثوب قصير اليد: لا يبلغ أن يلتحف به. وثوب يديّ: واسع. وعيش يديّ.
يدي
يادى يُيادِي، يادِ، مُياداةً، فهو مُيادٍ، والمفعول مُيادًى
• يادى فلانٌ فلانًا:
1 - أعطاه يدًا بيد.
2 - تبايَعا الشّيءَ يدًا بيد. 

أَيْد [مفرد]: قوّة وقدرة وشِدّة "الكَيْدُ أبلغُ من الأيْدِ- {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} ". 

يَدٌ [مفرد]: ج أيادٍ وأيدٍ:
1 - (شر) عضو من أعضاء الجسد، من المنكب إلى أطراف الأصابع، وقد تطلق مجازًا على الكفّ (مؤنّثة) "وقع في أيدي العدوّ- صفّق بيديه: ضرب باطن هذه على باطن تلك فسُمع لذلك صوت- غسل يديه من المسئوليّة: تبرَّأ منها- حقيبة يد: حقيبة صغيرة تحمل في اليد- يدك منك وإن كانت شلاّء [مثل]: يُضرب في استعطاف الرّجُل على قريبه- كثرة الأيدي تخفِّف العمل [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: يد الله مع الجماعة- {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}: دعاء عليهم بالبخل والعجز" ° أخَذ بهم يد البحر: طريقه- أخَذ بيده/ أعطى يده لفلان: أعانه، ساعده- أخَذ على يديه/ ضرب على يديه: منعه من التصرُّف- أَعْطاه شيئًا عن يد قلب/ أَعْطاه شيئًا على يد قلب: تفضّلاً منه- اليَد السُّفلى: الآخذة- اليَد الطُّولى: الفضل الكبير والعظيم- اليَد العاملة: العمَّال المشتغلون بأجسامهم لا بعقولهم- اليَد العُليا: المعطية- بسَط له يدَ المساعدة: أعانه، ساعده- بَسيط اليَدين/ رحب اليَدين/ سبط اليَدين/ طلق اليَد/ طلق اليَدين: كريم،
 سمح، سخيّ- بعثه يدًا بيد: حاضرًا بحاضر، دون واسطة- بين يديه: تحت تصرُّفه، أمامه، لديه- تبادلته الأيدي: انتقل من شخص إلى آخر- تداولته الأيدي: أقبل عليه الناسُ، ذاع وانتشر- جاء بما أدَّت يد إلى يد: جاء فاشلاً مخفقًا- خرَج من تحت يده: تعلَّم منه وتربَّى عليه- خِفَّة اليَد: مهارة يدويّة في تنفيذ الخدَع والحِيَل بسرعة لا يمكن ملاحظتها، مهارتها في العمل- خفيف اليَد: سريع في العمل، ماهر في السرقة، لصّ، نشّال- خلَع يده من الطَّاعة/ نزع يده من الطَّاعة: عصى، تمرَّد- ذات اليَد: ما تملك- ذهَبوا أيادي سبأ/ تفرَّقوا أيادي سبأ: تفرَّقوا كما تفرَّقت اليمن في البلاد عندما غرقت أرضهم وذهبت جنَّاتهم- ردَّ يديه إلى فيه: اغتاظ- رفَع اللِّصّ يديه: استسلم- رفَع يدَه عليه: هَمَّ بضربه، ضَرَبه- رفَع يده عنه: تركه وشأنه، تخلّى عنه- سعَى بيديه ورجليه: اجتهد وبذل أقصى جهده- سُقِط في يده/ عضّ على يده: ندم وتحسَّر- سياسَةُ اليَد المَمدودة: سياسة التعاون مع الآخرين- شَدَّ على يده: صافحه بحرارة- صفر اليَدين/ ينفض يديه: لا شيء معه- ضرَب يدًا بيد: تعجَّب، تحيَّر- طلَب يدَها: تقدَّم للزواج منها، خطبها- طوع اليَد: مطيع- طويل اليَد/ طويل اليَدين: كريم، وقد تكون بمعنى لصّ- عربة اليَد: عربة صغيرة ذات عجلتين تدفع باليد- عضَّ اليَدَ التي أطعمته: أساء إلى مَنْ أحسن إليه- غُلَّت يداه: عجز عن التصرّف- في متناول اليَد: قريب- في يدي: ملكي- قبَض يده عن كذا: امتنع عن فعل الخير، بخِل- كفّ يده عن فلان: ردَّ أذاه عنه- لا أفعله يد الدهر: أبدًا- لعبة في يده/ ألعوبة في يده: يتصرّف فيه كيف يشاء- له يدٌ في الأمر: مُشارك فيه، متورِّط فيه- ما باليَد حيلة: لا يمكن عمل شيء- مغلول اليَد: بخيل- مكتوف اليَدّ/ مكتوف اليَدين: عاجز، لا حيلة له- مِنْ يد ليد: مباشرة- نَفض يديه من الأمر/ سحب يديه من الأمر: امتنع عن الاستمرار فيه، تخلّى عنه- هم عليه يد واحدة: مجتمعون على عداوته وظلمه- هم يده وعضده: أنصاره- وضَع يده في يده: تعاون معه- يد الثَّوب: كمُّه- يدهم على غيرهم: مجتمعون، متَّفقون.
2 - قائمة أو طرف أماميّ لحيوان "يد كلب/ هرّ".
3 - قدرة وسلطان "له اليَد الطُّولى في السلطة- أصبحت الأرض في يده- يد العدالة/ القانون- {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}: عن قدرة عليهم- {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} " ° الأمر في يد الله: تحت سيطرته- بسَط يَده على الشَّيء: وسَّع في مداه- تحت يده: رهن إشارته- لا يد لك به: لا قدرة لك به ولا طاقة- ما لي بفلانٍ يدان: ما لي به طاقة- يد الله مع الجماعة: حفظه ووقايته للجماعة- يد مطلقة: حُرَّة التصرف- يد من حديد: مسيطرة ومتحكِّمة.
4 - تسلُّط "وضع يده على أملاك الغير- أطلقوا أيديهم في البلاد" ° بيد من حديد: بحزم وشِدَّة، بالقهر والبطش- خرَج الأمر من يده: فقد السيطرة عليه.
5 - نعمة وإحسان "له عليه يد بيضاء- {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ} " ° له علينا أيادٍ كثيرة: له أفضال كثيرة ونعم وفيرة.
6 - نصير ومُعين "هم يَدُه".
7 - جناح الطائر.
• يد كلِّ شيء: مقبضه "يد مكنسة/ سيف/ فأس".
• كُرَة اليَد:
1 - (رض) لعبة تضمّ لاعبَيْن أو أكثر يقومون بضرب الكرة على الحائط ويرتدون قفّازات.
2 - (رض) الكرة المطّاطيّة الصغيرة المستخدمة في هذه اللعْبة. 

يَدّ [مفرد]: ج أيدٍ وأيادٍ: يَدٌ (انظر: ي د ي - يَدٌ). 

يَدَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى يَدٌ/ يَدّ: "عمل/ طراز يدويّ- قنبلة/ قذيفة/ صناعة يدويّة- مصباح كهربائيّ يدويّ".
• التَّوقيت اليَدويّ: قياس الزَّمن في سباق للسُّرعة بأجهزة غير آليَّة.
• الأبجديَّة اليدويَّة: أبجديَّة تستخدم من قبل ضعيفي السَّمع يتمّ تمثيل الأحرف فيها بمواقع الأصابع.
• الشَّقلبة اليدويَّة: (رض) حركة رياضيّة يتمّ فيها قلب الجسم كُلِّيَّته إلى الأمام أو الخلف بعد أن كان منتصبًا ويكون الهبوط أوَّلاً على اليدين ومن ثمّ على القدمين. 
يدي:
يد عامية يدّ. وفي (القاهرة أيد) (بركهارت أمثال 25، بقطر جمع الكلمة عند أدين وإيدين (فوك).
جع يده في الأرض: تقال لمّنْ جلس أرضاً وقام معتمداً على يده (قرطاس 51:1:9).
يدك عني: لا تلمسني (بقطر).
له يد في هذه المادة: ساهم في هذه القضية في جانب منها. (بقطر).
يداً بيد: في (محيط المحيط): (ياداه مياداة جازاه يداً بيد، أو أعطاه مياداة، أي يداً بيد.). وهذا الاصطلاح غالباً ما يورده فقهاء القانون (وهو بالفرنسية donmant donnant، أي هو يعد لي وأنا أعطي له). ومثال ذلك ما ورد عند (كباب 104)، حيث أضاف: ولا يجوز إلى أجل.
جمع الأيدي: استخدم كثيراً من الناس في العمل (البربرية 530:1 و600:8 و9:107:2). يداً سواء: كل، كانة ensemble ( فوك).
يد من غنم: قطيع (فوك) عريف على يد: محكمة (في القانون الروماني tribum) ( وفي المعجم اللاتيني
tribunus) .
يد: في (ابن العوام مخطوطة ليدن (بعد ما ورد في 4:531:1 من الطبعة): اليد هو القطيع الذي قطع من الكرم للرجالة فإذا انتهوا إلى آخره ابتدءوا بدءاً آخر ومقدار الطول إن كان الكرم طويلاً فيكون طول اليد مثل ما تقدم. (وقد قمنا بتصحيح ما ورد أدناه وفقاً لمخطوطتنا) (في صفة العمل في خدمة الكروم) اليد في الأرض اللينة الرخوة الراوية المتأتية للعمل أن يقطع اليد للخدامين فيها من ستين باعاً في الطول لا أقل من ذلك والأرض التي هي بضد ذلك - فيقطع لهم اليد من ثلاثين باعاً في طوله والمتوسطة يقطع لهم اليد من أربعين باعاً في الطول (في 6:1:531): الأجود أن يكون عدد الرجال أربعة ويجعل في أول اليد الأعرف بالعمل والأقوى من الرجال والذي يليه مثله وكذلك الثالث وإن كان منهم رجل ضعيف أو غير عارف بالعمل فيكون في آخر اليد.
يد أو طولة يد: القوة والقدرة والسلطان (بقطر، عبّاد 1:242:1): حتى طالت يده واتسع بلده.
يد: مهارة، إمكان (المقري 4:541:1): وله يد في النظم: وفي (7:604): وكانت له يد في الفرائض والعروض. وفي (ألف ليلة 375:1): وكان لها يد في ضرب القانون. وكذلك يد طولي (فريتاج في منتصف الصفحة 517) (معجم أبي الفداء): وكان له في هذه العلوم يد طولى ويد بيضاء. وفي (محيط المحيط): (ولفلان يد بيضاء في هذا الأمر، أي حاذق فيه). وفي (ابن خلكان 4:119:1): له في الشطرنج يد بيضاء. وفي (المقدمة 4:8:1): أهل اليد البيضاء، أي (المهرة، الحاذقين habilies) . وكذلك تعني: حسنة، معروف) ( bienfiait) . ( تحفة إخوان الصفاء، 158 (طبعة كلكتا 1812) نقرأ: وللحوت أيضاً يد بيضاء عند بني آدم حين أجار نبياً منهم وآواه في بطنه وردّه إلى مأمنه؛ إنني لم أتوقف ولم أتساءل عن معنى الجملة التي أعقبت هذا الكلام، أي جملة وأعطاه آية اليد البيضاء والعصا (ص204 من هذا الكتاب) عبر الحديث الذي جرى بين الله وموسى، لأن اليائين قد سقطتا فأصبح المعنى مختلفاً، فلو كررنا الياء فان المعنى يستقيم ويصح (لقد أعطاه الله القدرة لصنع معجزة اليد البيضاء ومعجزة العصا)، أي إننا أمام معجزتين صنعهما موسى أمام فرعون، الأولى صنعها حين وضع يده في حضنه وأخرجها (بيضاء مثلما هو مذكور في القرآن الكريم في سورة الأعراف 108:7):} (ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) {.
يد الدفّة: مقبضها، سكّان المركب أو الطائرة (بقطر).
يد كرسي: مقبض الكرسي (بقطر).
يد الكاغد: رزمة الورق (دومب 78).
يد المهواس: يد الهاون (فوك، الكالا).
وقد عدّه (الرازي في المنصور المنصوري) من تسميات العامة وقال (دستبح والعامة تسميه يد المهراس)؛ وهناك أيضاً يد الشقرقل (الكالا) يد الهاون (بقطر، برجرن، ماك) يد الجون (بقطر برجون واليد وحدها (زيتشر 100:22: عدد 35).
بين يدي: أمام لا تستعمل مع الأشخاص فقد، بل مع الأشياء أيضاً. وعلى سبيل المثال: بين يدي السرير (معجم أبي الفداء).
يدي الدهر: وتستعمل في صيغة النفي وتعني: أبداً، ومثال ذلك: في (الكامل 4:666): وهناك أيضاً تعبير يد المُسنِد = يد الدهر: أي مد زمانِه (ديوان امرئ القيس، البيت الثالث، وص126 من الملاحظات).
وعلى أيادي الدهر: قديماً، في ما مضى، سابقاً (معجم البلاذري). عن يد: جاء في (القرآن الكريم - سورة التوبة، آية 29، الحضّ على قتال المشركين} (حتى يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون) {. إن هذا التعبير، أي عن دي، حين يرد بمعزل عن الآية، وهو قد ورد، أول وروده، عند (البيضاوي) فسّره الشراح، وفقاً لهواهم، تفسيرات متعددة، بل مُتناقضة إلى الحد الذي حمل على الاعتقاد بأنهم لم يفهموه. لقد كان حرياً بهم أن يقرّوا بجهلهم. شاع هذا التعبير في النصف الثاني من العصر الوسيط. إن أول ما يتبادر إلى الذهن يشير إلى بُعده من لغة الخطاب وتأثره بالمعنى القرآني. إلا أن الذي حصل هو أن الشرّاح لم يستطيعوا التخلص من جوهر المعنى القرآني في الوقت الذي عجزوا عن محاكاته. إنهم لم يفهموه ولم يحاولوا، مع ذلك، عدم استعماله. لقد اقترن هذا المعنى عند (ابن جبير 13:325، بمعاني التذلل: وارتفع الصراخ من أطفال الروم ونسائهم وألقى الجميع عن يد الإذعان، بينما ارتبط عند آخرين بالأموال والنقود، كما حدث عند (البيضاوي): نقداً مسلمة من يد إلى يد. وعند (ابن بطوطة 400، 401، 402): يمكن القول أن عن يد = نقداً، ولعلها ذهبت إلى هذا المعنى في الشعر أيضاً. (انظر عبد الواحد 13:136) كل هذه التفسيرات الأخرى لم تجدها عند البيضاوي. يبقى بعد هذا (كازيميرسكي) الذي أبدى رأياً خطيراً حول هذه الكلمة، حين ترجم شيئاً من القرآن الكريم ولم يذكر رقم الآية ولا مضمونها ولا وجه الاختلاف في الترجمة. واقتصر على القول في (تاريخ تونيس، ص 117): وتقدم العسكر لهم بها (بالمدفع) ورموهم عن يدٍ فانكوا فيهم. في (119 منه): فلما تمكنوا من رمايته رموه عن يد فخرّ قتيلاً. وفي ختام هذه الملاحظة أقرّ بأني ما زلت اجهل ما الذي أراد (المقري) قوله في 0 7:229): وأقرّوا إن نفساً لم تسمح بإخراج مثلها (مثل هذه الهدية) ضربةً عن يدها.
بيده صنعة: يحسن حرفة (محمد بن الحارث 238): فقلت لي إني وجدت جارية تساوي على وجهها كذا وكذا وبيدها صنعة ويسأل بها صاحبها من أجل صنعتها كذا وكذا أكثر مما تساويه بغير صنعة فقلت لك لا حاجة لك إلى صناعتها وإنا نبتاعها للمتعة فدعها وابتع غيرها.
أخذه باليد: أي تمكن منه دونما جهد (والمعنى الحرفي، في الحديث عن طير، أمسك به وهو محبط قد أصابه الكلال) (معجم البلاذري والطرائف).
أخرج يداً من طاعة أو نزع يده من الطاعة: ثأر (معجم البلاذري).
أعطى بيده: استسلم، خضع se render؛ وكذلك أعطى باليد (انظر أعطى في عطو).
وكذلك وضع يده في يد فلان (معجم البلاذري).
أعطى اليد ل: رضي ب (المقدمة 13:257:1).
لم يكن لنا بكم يدان: لم نستطع أن نفعل بكم شيئاً يؤثر بكم (معجم البلاذري).
صاحب اليد: مالك الأمر؛ لا يد لأحد عليها: لا يوجد مَنْ يملك أمرها (معجم التنبيه).
يدّي: يدوي، يصنع باليد (بقطر).
يدّي: آلي (ميكانيكي) ما يقتضي شغل اليد أو الآلة، تقال عن الفنون بصورة رئيسية، التي تحتاج إلى شغل اليد (بقطر).
يديدة: مصغر يد (المقدمة 3:407:3).
[ي د ي] اليَدُ: الكَفُّ. وقالَ أبو إِسْحاقَ: اليَدُ: من أَطْرافِ الأَصابِعِ إلى الكَتِفِ، وهي أُنْثَى، مَحْذُوفَةُ اللاّمَِ، وَزْنَها فَعْلٌ يَدْيُ، فحُذِفَتِ الياءُ تَخْفِيفاً، فاعْتَقَبتْ حَرَكاتُ اللاّمِ على الدّال، والنَّسِبُ إليه عَلَى مَذْهَبِ سَيبَويْه: يَدَوِيٌّ، والأَخْفَشُ يُخالِفُه فِيقُولُ: يَدْييٌّ، كَثَدْيِيٍّ، وقد بَيَّنَا الفَرْقَ بينَ قَوْلِ سيبَويْهِ والأَخْفَشَ في شَرْحِ كتابِ سِيَبَويْهِ، والجَمْعُ: أَيْدٍ، عَلَى ما يَغْلِبُ على جَمْعِ فَعْلٍ في أَدْنَى العَدَدَ، فأَمّا قَوْلُه - أَنْشَدَهُ سِيبَويْهِ _:

(وطِرْتُ بمُنْصَلِي في يَعْمَلاتٍ ... دَاومِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحَا)

فإنّه احْتَاجَ إِلى حَذْفِ الياءِ فحَذَفَها، وكأَنَّهُ تَوَهَّمَ التَّنْكَيرَ في هذا، فشَبَّه لامَ المَعْرِفَةِ بالتَّنْوِينِ من حَيْثُ كانَت هذه الأَشْياءُ من خَواصٍّ الأَسْماءِ، فحَذَفَ الياءَ لأَجْلِ اللاّمِ، كما يَحْذِفُها لأَجْلِ التَّنْوينِ، ومِثْلُه قولُ الآخَرِ:

(لا صُلْحَ بَيْنِى فاعْلَمُوهُ ولا ... بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِي)

(سَيْفِيِ، وما كُنَّا بنَجْدٍ وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشّاهِقِ)

وأَيَادٍ جَمْعُ الجِمْعِ، أنْشَدَ أًبُو الخطّابِ:

(ساءَها ما تَأًَمَّلَتْ فِي أَيادِينَا ... وإِشْناقُهَا إِلى الأَعْناقِ)

قالَ ابنُ جِنِّي: أَكْثَرُ ما تُسْتَعْمَلَ الأَيادِي فيِ النِّعَمِ لا فِي الأَعْضاءِ. ويَدَيَيْهُ: ضَرَبْتُ يَدَه. ويُدِيَ: شَكَا يَدَهُ، على ما يَطَّرِدُ في هذا النَّحْوِ. وأًَمّا ما رُوي من أَنَّ ((الصَّدَفَةَ تَقعُ في يَدِ اللهِ)) فَتأْوِيلُه: أَنَّه يَتَقبَّلُ الصَّدَقَةَ، ويُضاعَفُ عَلَيْها، أي يَزِيِدُ. وقالُوا: ((قَطَعَ اللهُ أَدَيْهِ)) : يُرِيدُونَ يَدَيْهِ، أًَبْدَلُوا الهَمْزَةَ من الياءِ، ولا نَعْلَمُها أُبْدلَتْ منها على هذا الصُّورَةَ إِلاَ في هذه الكَلِمَة، وقد يَجُوزُ أَنْ يكون ذِلِكَ لُغَةً؛ لِقلَّةَ إِبْدالِ مِثْلِ هذا، وقد تَقَدَّمَ. وحَكَى ابنُ جنِّي عن أَبِي عَلِيِّ: قَطَعَ اللهُ أَدَهُ: يُرَِيدُ يَدَهُ، وليسَ بشَيْءٍ. واليَدَا: لُغَةٌ في اليَدِ، جاءَ مُتَمَّمًا على فَعَلٍ، عن أَبي زَيْدٍ، وأنشد:

(إِلاَّ ذِراعَ العَنْزِ أو كَفَّ اليَداَ ... )

وقالَ آخَرُ:

(قد أقْسَمُوا لا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَه ... حَتّى تَمُدَّ إِليهِمُ كَفَّ اليَدَا)

ويَدُ القَوْسِِ: أَعْلاهَا، على التَّشْبِيه، كما سَمَّوا أَسْفَلَها رِجْلاً، وقيل: يَدُها: أَعْلاها وأَسْفَلُها، وقِيلَ: يَدُها: ما عَلاَ عن كَبِدِها. وقالَ أبو حَنِيفَةَ: يَدُ القَوْسِ: السِّيَةُ اليَمْنَى، يَرْوِيه عن أَبِي زِيادٍ الكلابِيِّ. ويَدُ السَّيْفِ: مَقْبِضُه على التَّمْثِيلِ. ويَدُ الرَّحَا: العُودُ الّذِي يَقْبَضُ عليه الطّاحِنُ. واليَدُ: النِّعْمَةُ والمِنَّةُ والصنَّيِعَةُ، وإِنَّما سُمِّيَتْ يَداُ لأَنَّها إِنّما تَكُونُ بالإعْطاءِ، والإعْطاءُ: إِنالَةٌ باليَدِ، والجَمْعُ أَيْدٍ، واَيادٍ جَمْعُ الجَمْعِ، كما تَقَدَّمَ في العُضْوِ. ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ في النِّعْمَة خاصَّةً، قالَ الأَعْشَي:

(فلَنْ أَذْكُرَ النَّعْمانَ إِلاّ بصالحِ ... فإِنَّ له عِنْدِي يُدِياّ وأَنْعَماَ)

ويُرْوَي: يَدِيّا، وهي رِوايَةُ أبي عُبَيْدٍ، فهو على هذه الرِّوايِة اسمٌ للجَمْعِ، ويُرْوَي: ((إِلاَّ بِنْعَمةٍ)) . ويدَيْتُ إِليه يَداً، وأَيْدَيْتَها: صَنَعْتُِها. ويَدُ الطّائِر: جَناحُه. وخَلَعَ يَدَهُ عن الطّاعَةِ: مَثَلٌ. وحَكَِى الفَرّاءُ عن بَعْضِهم: ذُو اليُدَيَّةِ، في ((ذِي الثُّدَيَّةِ)) . قالَ سِيبَويْهِ: وقالُوا: بايَعْتُه يَداً بيَدٍ، وهيَ من الأَسمْاء المَوْضُوعِةِ مَوْضِعَ المَصادِرِ، كأَنكَ قُلْتَ: نَقْداً، ولا يَنْفَرِدُ ذلك؛ لأَنَّكَ إِنّما تُرِيدُ: أَخَذَ مِنِّي وأَعْطانِي بالتَّعْجِيلِ. قال: ولا يَجُوزُ الرَّفُعُ؛ لأنَّكَ لا تُخْبِرُ أَنَّكَ بايَعْتَه ويَدُه في يَدِكَ. واليَدُ: القُوَّةُ. وقَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((المُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهُم، ويَسْعي بذِمَّتِهِمْ أَدْناهُم، وهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِواهُم)) أي كَلِمْتُهم واحِدَةُ، فبَعْضُهُم يُقَوِّي بَعْضاً: والجمعُ: أَيْدٍ وفي التَّنْزِيل:

(أُوْلِي الأَيْدِي والأَبْصاَرِ} . واليَدُ: الغَنَى والقُدْرَةُ، تَقُولُ: له عَلَى يَدٌ، أي: قُدْرَةٌ. وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة:

(أَلاَ طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُومًا بذِكْرِها ... وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّجٌ في المَغارِبِ)

اسْتِعارَةٌ واتِّساعٌ، وذلك أنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نَجْوَ الشّيء، وَدَنْتْ إِليهِ دَلَّكَ على قُرْبِها منه، ودُنُوِّها نَحْوَه، وإنَّما أرادَ: قُرْبَ الثُّرَيّا من المَغْرِب لأُفُولها، فجَعَلَ لها أَيْدِياً جُنَّحاً نَحْوَها، قال لَبِيدٌ.

(حَتَّى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ ... )

فجَعَلَ للشَّمْسِ يَداً إلى المَغِيبِ لَمّا أرادَ أَنْ يَصِفَها بالغُرُوبِ، وأَصْلُ هذه الاسْتِعارَةِ لثَغْلَبَةَ ابنَ صَعَيْرٍ المازِنِيِّ [في قَوله] :

(فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بعدَ ما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِرِ)

وكذلِكَ أَردَ لَبِيدٌ أن يُصَرِّحَ بلَفْظِ اليَمِينَ، فلم يُمْكِنْهُ. وقولهُ تَعالى: {لَن نُّؤْمِنَ بَهَذاَ الْقُرءانِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْه} [سبأ: 31] . قالَ الزَّجاجُ: أرادَ بالَّذِي بينَ يَدَيهْ: الكُتُبَ المُتَقَدِّمَةَ، يَِعْنُونَ: لا نُؤْمِنُ بما أَتَى به مَحْمَّدٌ، ولا بما أَتَى به غيرُه من الأَنْبِياءِ صلى الله عليه وسلم. وقولُه تَعالَى: {إنْ هَوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابِ شَدِيدٍ} [سبأ: 46] . قالَ: الزَّجّاجُ: مَعْناه يُنْذِرُكُم أَنَّكُم إنْ عَصَيْتُمْ لَقِيتُمْ عَذاباً شَدِيداً. وقولُهم: ((لا يَدَيْنِ بها لَكَ)) مَعْناهُ: لا قُوَّةَ لَها بِكَ. لَمْ يَحْكِه سِيبَويْه إلاّ مُثَنَّى، ومَعْنَى التَّثْنِيَةِ هنا الجَمْعُ والتَّكْثِيرُ، قالَ الفَرَزْدَقُ: (وكَلُّ رَفِيقَيْ كُلِّ رَحْلٍ وإِنْ هُمَا ... تَعَاطَي القَنَا قَوْمَاهُمَا أَخَوانِ)

ولا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الجارَحَةَ هُنا؛ لأَنَّ الباءَ لا تَتَعَلَّقُ إلاَّ بفعلٍ أو مَصْدَر. ويُقالُ: اليَدُ لِفُلانٍ على فُلانِ: أي الأَمْرُ النّافِذُ، والقَهْرَةُ والغَلَبَةُ، كما تَقُولُ: الرِّيحُ لفُلانٍ. وقولُه تعالَى:

(حَتَّى يُعْطَوا الْجَزْيَةَ عَن يَدٍ} [التوبه: 29] قِيلَ: مَعْناهُ عن اعْتِرافٍ للمُسْلمِينَ بأَنَّ أَيْدَيِهُم فوقَ أَيْدِيهِمْ، وقِيلَ: عَنْ يَدٍ: عن إِنْعام عليهِم؛ لأَنَّ قُبولَ الجِزْيَةِ، وتَرْكَ أَنْفُسِهِم، نَعْمَة وَيدٌ من المَعْروفِ جَزِيلَةُ، وقِيلَ: عَنْ يِدٍ، عن قَهْرِ وذُلٍّ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْديِهمْ} [الفتح: 10] قالَ الزَّجّاجُ: يَحْتَمِلُ ثَلاثَةَ أَوْجُه: جاءَ الوَجْهانِ في التَّفْسيِرِ، فأَحَدُهما: يَدُ اللهِ في الوَفاءِ فَوْقَ أَيْديِهمْ، والآخَرُ: يَدُ الله في الثَّوابَ فَوْقَ أَيْديِهمْ، والثّالِثُ - واللهُ أَعْلَمُ -: يَدُ اللهِ في المِنَّةِ عَلَيْهِمْ في الهِدَايَةِ فَوْقَ أَيْدِيِهمْ في الطِّاعَةِ. وثَوْبٌ قَصِيرُ اليَدِ: يَقْصُرُ عن أَنْ يُلْتَحَفَ به. وثَوْبٌ يَدِيٌّ: واسِعٌ. وقالُوا: ((لا آتيِهِ يَدَ الدَّهْرِ)) . أي الدَّهْرَ، هذا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ، وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: مَعْناه: لا آتِيه الدَّهْرَ كُلَّه، قالَ الأَعْشَى:

(رَوَاحَ العَشِيِّ وسَيْرَ الغَدُوِّ ... يَدَ الدَّهْرِ حَتَّى تُلاِقي الخِيارَا)

وكذلِكَ: لا آتيِهِ يَدَ المُسْنَد: أي الدَّهْرَ كُلَّه، وقد تَقَدَّم أنَّ المُسْنَدَ الدَّهْرُ. ويَدُ الرَّجُلِ: جَماعَةُ قَوْمِه وأَنْصارُه، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ.

(أعْطَي فأَعْطَانيِ يَداً ودَاراً ... )

(وباحَةً حَوَّلَها عَقاراً ... )

الباحَةُ هنا: النَّخْلُ الكُثِيرُ. ويُقال: هُمْ يَدٌ عَلَى مْنٍ سِواهْم: إِذا كانَ أَمْرُهُم واحِداً. وأَعْطَيْتُه مالاً عن ظَهْرِ يَدٍ: يَعْنِي تَفَضُّلاً، ليس من بَيْعٍ ولا قَرْضٍ ولا مُكافَأَةٍ. ورَجُلٌ يَدِيٌّ، وأدِيٌّ: رَفِيقٌ. ويَدِيَ الرَّجُلُ فهو يَدٍ: ضَعُفَ. قالَ الكُمَيْتُ:

(بآيةٍ ما وَبْطْنَ وما يَديِنا ... )

ولَقِيتُه أَوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ: أَيْ أَوَّلَ شَيءٍ، وحَكَى اللَّحْيانِيُّ: أَمّا أَوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ فإِنِّي أَحْمَدُ الله.

يدي: اليَدُ: الكَفُّ، وقال أَبو إِسحق: اليَدُ من أَطْراف الأَصابع

إِلى الكف، وهي أُنثى محذوفة اللام، وزنها فَعْلٌ يَدْيٌ، فحذفت الياء

تخفيفاً فاعْتَقَبت حركة اللام على الدال، والنسَبُ إِليه على مذهب سيبويه

يَدَوِيٌّ، والأَخفش يخالفه فيقول: يَدِيٌّ كَنَدِيٍّ، والجمع أَيْدٍ، على

ما يغلب في جمع فَعْلٍ في أَدْنى العَدَد. الجوهريّ: اليَدُ أَصلها يَدْيٌ

على فَعْل، ساكنة العين، لأَن جمعها أَيْدٍ ويُدِيٌّ، وهذا جمع فَعْلٍ

مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُل إِلا في حروف

يسيرة معدودة مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعصاً وأَعْصٍ،

وقد جمعت الأَيْدي في الشعر على أَيادٍ؛ قال جندل بن المثنى

الطُّهَوِيّ:كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ،

قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكارِعَ؛قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

فأَمَّا واحداً فكفاكَ مِثْلي،

فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها الأَيادِي؟

(* قوله «واحداً» هو بالنصب في الأصل هنا وفي مادة طوح من المحكم، والذي

وقع في اللسان في طوح: واحد، بالرفع.)

وقال ابن سيده: أَيادٍ جمع الجمع؛ وأَنشد أَبو الخطاب:

ساءها ما تَأَمَّلَتْ في أَيادِيـ

ـنا وإِشناقَها إِلى الأَعْناقِ

(* قوله« واشناقها» ضبط في الأصل بالنصب على أن الواو للمعية، وقع في

شنق مضبوطاً بالرفع.) وقال ابن جني: أَكثر ما تستعمل الأَيادي في النِّعم

لا في الأَعْضاء. أَبو الهيثم: اليَدُ اسم على حرفين، وما كان من الأَسامي

على حرفين وقد حذف منه حرف فلا يُردّ إِلا في التصغير أَو فى التثنية

أَو الجمع، وربما لم يُردَّ في التثنية، ويثنى على لفظ الواحد. وقال بعضهم:

واحد الأَيادي يَداً كما ترى مثل عَصاً ورَحاً ومَناً، ثم ثَنَّوْا

فقالوا يَدَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ؛ وأَنشد:

يَدَيان بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ

قدْ يَمْنَعانِك بَيْنُهمْ أَن تُهْضَما

ويروى: عند مُحَرِّق؛ قال ابن بري: صوابه كما أَنشده السيرافي وغيره:

قد يَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا

قال أَبو الهيثم: وتجمع اليَدُ يَدِيّاً مثل عَبْدٍ وعَبيدٍ، وتجمع

أَيْدِياً ثم تجمع الأَيْدي على أَيْدِينَ، ثم تجمع الأَيْدي أَيادِيَ؛

وأَنشد:

يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأَيْدِينا

بَحْثَ المُضِلاَّت لما يَبْغِينا

وتصغر اليَدُ يُدَيَّةً؛ وأَما قوله أَنشده سيبويه لمضَرِّس ابن رِبْعِي

الأَسدي:

فطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ،

دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا

فإِنه احتاج إِلى حذف الياء فحذفها وكأَنه توهّم التنكير في هذا فشبه

لام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأَشياء من خواص الأَسماء، فحذفت

الياء لأَجل اللام كما تحذفها لأَجل التنوين؛ ومثله قول الآخر:

لا صُلْحَ يَيْني، فاعْلَمُوه، ولا

بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِي

سَيْفِي، وما كُنَّا بنَجْدٍ، وما

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ

قال الجوهري: وهذه لغة لبعض العرب يحذفون الياء من الأَصل مع الأَلف

واللام فيقولون في المُهْتَدِي المُهْتَدِ، كما يحذفونها مع الإِضافة في مثل

قول خفاف بن ندبة:

كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ،

ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ

أَراد كنواحي، فحذف الياء لَمَّا أَضاف كما كان يحذفها مع التنوين،

والذاهب منها الياء لأَن تصغيرها يُدَيَّةٌ، بالتشديد، لاجتماع الياءين؛ قال

ابن بري: وأَنشد سيبويه بيت خفاف: ومَسَحْتِ، بكسر التاء، قال: والصحيح

أَن حذف الياء في البيت لضرورة الشعر لا غير، قال: وكذلك ذكره سيبويه، قال

ابن بري: والدليل على أَنَّ لام يَدٍ ياء قولهم يَدَيْتُ إِليه يَداً،

فأَما يُدَيَّةٌ فلا حجة فيها لأَنها لو كانت في الأَصل واواً لجاء

تصغيرها يُدَيَّةً كما تقول في غَرِيَّة غُرَيَّةً، وبعضهم يقول لذي

الثُّدَيَّةِ ذو اليُدَيَّةِ، وهو المقتول بنَهْرَوانَ.

وذو اليَدَيْن: رجل من الصحابة يقال سمي بذلك لأَنه كان يَعمل بيديه

جميعاً، وهو الذي قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم

نَسِيتَ؟ ورجل مَيْدِيٌّ أَي مقطوع اليد من أَصلها. واليُداء: وجع اليد.

اليزيدي: يَدِيَ فلان من يَدِه أَي ذَهَبَتْ يدُه ويَبِسَتْ. يقال: ما له

يَدِيَ من يَده، وهو دعاء عليه، كما يقال تَرِبَتْ يَداه؛ قال ابن بري:

ومنه قول الكميت:

فأَيٌّ ما يَكُنْ يَكُ، وَهْوَ مِنَّا

بأَيْدٍ ما وبَطْنَ ولا يَدِينا

(*قوله« فأي» الذي في الاساس: فأياً، بالنصب.)

وبَطْنَ: ضَعُفْنَ ويَدِينَ: شَلِلْنَ. ابن سيده: يَدَيْتُه ضربت يدَه

فهو مَيْدِيٌّ. ويُدِيَ: شَكا يَدَه، على ما يَطَّرِد في هذا النحو.

الجوهريّ: يَدَيْتُ الرجل أَصَبْتُ يَده فهو مَيْدِيٌّ، فإِن أَردت أَنك اتخذت

عنده يَداً قلت أَيْدَيْت عنده يداً، فأَنا مُودٍ، وهو مُودًى إِليه،

ويَدَيْتُ لغة؛ قال بعض بني أَسد:

يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهّبٍ،

بأَسْفَلِ ذِي الجِذاةِ، يَدَ الكَريمِ

قال شمر: يَدَيْتُ اتخذت عنده يَداً؛ وأَنشد لابن أَحمر:

يَدٌ ما قد يَدَيْتُ على سُكَينٍ

وعَبْدِ اللهِ، إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ

قال: يَدَيْت اتخذت عنده يَداً. وتقول إِذا وقَع الظَّبْيُ في

الحِبالةِ: أَمَيْدِيٌّ أَم مَرْجُولٌ أَي أَوْقَعَتْ يدهُ في الحِبالةِ أَم

رِجْلُه؟ ابن سيده: وأَما ما روي من أَنَّ الصدقة تقع في يَد الله فتأَويله

أَنه يَتَقبَّلُ الصَّدَقة ويُضاعِفُ عليها أَي يزيد: وقالوا: قَطَعَ اللهُ

أَدَيْه، يريدون يَدَيه، أَبدلوا الهمزة من الياء، قال: ولا نعلمها

أُبدلت منها على هذه الصورة إِلا في هذه الكلمة، وقد يجوز أَن يكون ذلك لغة

لقلة إِبدال مثل هذا. وحكى ابن جني عن أَبي عليّ: قَطَعَ الله أَدَه،

يريدُون يَدَه، قال: وليس بشيء.قال ابن سيده: واليَدا لغة في اليَدِ، جاء

متمماً على فَعَلٍ؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد:

يا رُبَّ سارٍ سارَ ما تَوَسَّدا

إِلاَّ ذِراعَ العَنْسِ، أَو كفَّ اليَدا

وقال آخر:

قد أَقْسَمُوا لا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً

حتى تَمُدَّ إِليهمُ كَفَّ اليَدا

قال ابن بري: ويروى لا يمنحونك بَيْعةً، قال: ووجه ذلك أَنه ردّ لام

الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردّ الآخرلام دم إِليه عند الضرورة، وذلك في

قوله:

فإِذا هِي بِعِظامٍ ودَمَا

وامرأَةٌ يَدِيَّةٌ أَي صنَاعٌ، وما أَيْدَى فلانةَ، ورجل يَدِيٌّ.

ويَدُ القَوْسِ: أَعلاها على التشبيه كما سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلاً، وقيل:

يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلُها، وقيل: يَدُها ما عَلا عن كَبِدِها، وقال

أَبو حنيفة: يَدُ القَوْسِ السِّيةُ اليُمْنى؛ يرويه عن أَبي زياد الكلابي.

ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه على التمثيل: ويَدُ الرَّحَى: العُود الذي

يَقْبِض عليه الطَّاحِنُ. واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه

والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء

والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد، والجمع أَيدٍ، وأَيادٍ جمع الجمع، كما تقدم في

العُضْوِ، ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ في النعمة خاصّة؛ قال الأَعشى:

فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالِحٍ،

فإِنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما

ويروى: يَدِيّاً، وهي رواية أَبي عبيد فهو على هذه الرواية اسم للجمع،

ويروى: إِلا بنِعْمةٍ. وقال الجوهري في قوله يَدِيّاً وأَنْعُما: إِنما

فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات، قال: ولك أَن تضمها، وتجمع أَيضاً على

أَيْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

تَكُنْ لك في قَوْمِي يَدٌ يَشْكُونها،

وأَيْدِي النَّدَى في الصالحين قُرُوضُ

قال ابن بري في قوله:

فلَنْ أَذْكُرَ النعمان إِلا بصالح

البيت لضَمْرةَ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلي؛ وبعده:

تَرَكْتَ بَني ماء السماء وفِعْلَهُم،

وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

قال ابن بري: ويَدِيٌّ جمع يَدٍ، وهو فَعِيلٌ مثل كلْب وكَلِيب وعَبْد

وعَبيد، قال: ولو كان يَدِيٌّ في قول الشاعر يَدِيّاً فُعُولاً في الأصل

لجاز فيه الضم والكسر، قال: وذلك غير مسموع فيه. ويَدَيْتُ إِليه يَداً

وأَيْدَيْتُها: صَنَعْتها. وأَيْدَيْتُ عنده يداً في الإِحسان أَي

أَنْعَمْت عليه. ويقال: إِنَّ فلاناً لذو مال يَيْدِي به ويَبُوع به أَي يَبْسُط

يَدَه وباعه. ويادَيْتُ فلاناً: جازَيْتُه يداً بيد، وأَعطيته مُياداةً

أَي من يدِي إِلى يده.الأَصمعي: أَعطيته مالاً عن ظهر يد، يعني تفضلاً ليس

من بيع ولا قَرْض ولا مُكافأَة. الليث: اليَدُ النِّعْمةُ السابغةُ.

ويَدُ الفأْسِ ونحوِها: مَقْبِضُها. ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها. ويدُ

الدَّهْر: مَدُّ زمانه. ويدُ الرِّيحِ: سُلْطانُها؛ قال لبيد:

نِطافٌ أَمرُها بِيَدِ الشَّمال

لَمَّا مَلَكَتِ الريحُ تصريف السَّحاب جُعل لها سُلطان عليه. ويقال:

هذه الصنعة في يَدِ فلان أَي في مِلْكِه، ولا يقال في يَدَيْ فلان.

الجوهري: هذا الشيء في يَدِي أَي في مِلْكي. ويَدُ الطائر: جَناحُه. وخَلَعَ

يدَه عن الطاعة: مثل نزَعَ يدَه، وأَنشد:

ولا نازِعٌ مِن كلِّ ما رابَني يَدا

قال سيبويه: وقالوا بايَعْتُه يَداً بيَدٍ، وهي من الأَسماء الموضوعة

مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قلت نَقْداً، ولا ينفرد لأَنك إِنما تريد أَخذَ

مني وأَعْطاني بالتعجيل، قال: ولا يجوز الرفع لأَنك لا تخبر أَنك

بايَعْتَه ويدُك في يَدِه. واليَدُ: القُوَّةُ. وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه. وما

لي بفلان يَدانِ أَي طاقةٌ. وفي التنزيل العزيز: والسَّماءَ بَنَيْناها

بأَيْدٍ؛ قال ابن بري:

ومنه قول كعب بن سعد الغَنَويِّ:

فاعمِدْ لِما يَعْلُو، فما لكَ بالذي

لا تستَطِيعُ من الأُمورِ يَدانِ

وفي التنزيل العزيز: مما عملت أَيدينا، وفيه: بما كسَبَتْ أَيدِيكم.

وقول سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم: المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم

ويَسْعَى بذِمَّتهم أَدْناهم وهم يَدٌ على مَن سِواهم أَي كَلِمَتُهم

واحدة، فبعضُهم يُقوِّي بَعْضاً، والجمع أَيْدٍ، قال أَبو عبيد: معنى قوله

يَدٌ على مَن سواهم أَي هم مجتمعون على أَعدائِهم وأَمرُهم واحد، لا

يَسَعُهم التَّخاذُل بل يُعاوِنُ بعضُهم بعضاً، وكَلِمَتُهم ونُصْرَتُهم

واحدةٌ على جميع المِلَلِ والأَدْيانِ المُحاربةِ لهم، يتَعاوَنون على جميعهم

ولا يَخْذُل بعضُهم بعضاً، كأَنه جعل أَيْدِيَهم يَداً واحدةً وفِعْلَهم

فِعْلاً واحداً. وفي الحديث: عليكم بالجماعةِ فإِنَّ يدَ اللهِ على

الفُسْطاطِ؛ الفُسْطاطُ: المِصْرُ الجامِعُ، ويَدُ اللهِ كناية عن الحِفظ

والدِّفاع عن أَهل المصر، كأَنهم خُصُّوا بواقِيةِ اللهِ تعالى وحُسْنِ

دِفاعِه؛ ومنه الحديث الآخر: يَدُ اللهِ على الجَماعةِ أَي أَنَّ الجماعة

المُتَّفِقةَ من أَهل الإِسلام في كَنَفِ اللهِ، ووِقايَتُه فَوْقَهم، وهم

بَعِيد من الأَذَى والخوْف فأَقِيموا بين ظَهْر انَيهِمْ. وقوله في

الحديث: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلى؛ العُلْيا المُعْطِيةُ،

وقيل: المُتَعَفِّفَةُ، والسُّفْلى السائلةُ، وقيل: المانِعةُ. وقوله، صلى

الله عليه وسلم، لنسائه: أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يَداً؛

كَنَى بطُولِ اليد عن العَطاء والصَّدَقةِ. يقال: فلان طَوِيلُ اليَدِ

وطويلُ الباعِ إِذا كان سَمْحاً جَواداً. وكانت زينب تُحِبُّ الصَّدقة وهي

ماتت قَبْلَهنَّ. وحديث قَبِيصةَ: ما رأَيتُ أَعْطَى للجَزِيل عن ظَهْرِ

يَدٍ من طَلْحَة أَي عن إِنْعامٍ ابتداء من غيرِ مكافأََةٍ. وفي التنزيل

العزيز: أُولي الأَيدي والأَبْصار؛ قيل: معناه أُولي القُوَّة والعقول.

والعرب تقول: ما لي به يَدٌ أَي ما لي به قُوَّة، وما لي به يَدانِ، وما

لهم بذلك أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ، ولهم أَيْدٍ وأَبْصار وهم أُولُو الأَيْدي

والأَبْصار. واليَدُ: الغِنَى والقُدْرةُ، تقول: لي عليه يَدٌ أَي قُدْرة.

ابن الأَعرابي: اليَدُ النِّعْمةُ، واليَدُ القُوَّةُ، واليَدُ

القُدْرة، واليَدُ المِلْكُ، واليَدُ السُلْطانُ، واليَدُ الطاعةُ، واليَدُ

الجَماعةُ، واليَدُ الأَكْلُ؛ يقال: ضَعْ يدَكَ أَي كُلْ، واليَدُ النَّدَمُ،

ومنه يقال: سُقِط في يده إِذا نَدِمَ، وأُسْقِطَ أَي نَدِمَ. وفي التنزيل

العزيز: ولما سُقِطَ في أَيديهم؛ أَي نَدِمُوا، واليَدُ الغِياثُ،

واليَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ، واليَدُ الاسْتِسلامُ، واليدُ الكَفالةُ في

الرَّهْن؛ ويقال للمعاتِب: هذه يدي لكَ. ومن أَمثالهم: لِيَدٍ ما أَخَذتْ؛

المعنى من أَخذ شيئاً فهو له. وقولهم: يدي لكَ رَهْنٌ بكذا أَي ضَمِنْتُ ذلك

وكَفَلْتُ به. وقال ابن شميل: له عليَّ يَدٌ، ولا يقولون له عندي يدٌ؛

وأَنشد:

له عليَ أَيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها،

وإِنما الكُفْرُ أَنْ لا تُشْكَرَ النِّعَمُ

قال ابن بزرج: العرب تشدد القوافي وإِن كانت من غير المضاعف ما كان من

الياء وغيره؛ وأَنشد:

فجازُوهمْ بما فَعَلُوا إِلَيْكُمْ،

مُجازاةَ القُرُومِ يَداً بيَدِّ

تَعالَوْا يا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ،

إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَحَدِّي

وقال ابن هانئ: من أَمثالهم:

أَطاعَ يَداً بالقَوْدِ فهو ذَلُولُ

إِذا انْقادَ واستسلمَ. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال في

مناجاته ربه وهذه يدي لك أَي اسْتَسْلَمَتُ إِليك وانْقَدْت لك، كما يقال

في خلافِه: نزَعَ يدَه من الطاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله تعالى عنه:

هذه يَدي لعَمَّار أَي أَنا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ

بما شاء. وفي حديث علي، رضي الله عنه: مرَّ قومٌ من الشُّراة بقوم من

أَصحابه وهم يَدْعُون عليهم فقالوا بِكُم اليَدانِ أَي حاقَ بكم ما

تَدْعُون به وتَبْسطُون أَيْدِيَكم. تقول العرب: كانت به اليَدانِ أَي فَعَلَ

اللهُ به ما يقولُه لي، وكذلك قولهم: رَماني من طُولِ الطَّوِيِّ وأَحاقَ

اللهُ به مَكْرَه ورجَع عليه رَمْيُه، وفي حديثه الآخر: لما بلغه موت

الأَشتر قال لليَدَيْنِ وللفَمِ؛ هذه كلمة تقال للرجل إِذا دُعِيَ عليه

بالسُّوء، معناه كَبَّه الله لوجهه أَي خَرَّ إِلى الأَرض على يدَيه وفِيهِ؛

وقول ذي الرمة:

أَلا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بذِكْرِها،

وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّحٌ في المَغارِب

استعارةٌ واتساع، وذلك أَنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نحو الشيء ودَنَتْ

إِليه دَلَّتْ على قُرْبها منه ودُنوِّها نحوَه، وإِنما أَراد قرب الثريا من

المَغْربِ لأُفُولها فجعل لها أَيْدِياً جُنَّحاً نحوها؛ قال لبيد:

حتى إِذا أَلْقَتْ يَداً في كافِرٍ،

وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

يعني بدأَت الشمس في المَغِيب، فجعل للشمس يَداً إِلى المَغِيب لما

أَراد أَن يَصِفَها بالغُروب؛ وأَصل هذه الاستعارة لثعلبة بن صُعَيْر المازني

في قوله:

فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينها في كافِرِ

وكذلك أَراد لبيد أَن يُصرِّح بذكر اليمين فلم يمكنه. وقوله تعالى: وقال

الذين كفروا لَنْ نُؤْمِنَ بهذا القرآن ولا بالذي بين يَدَيْهِ؛ قال

الزجاج: أَراد بالذي بين يديه الكُتُبَ المُتَقَدِّمة، يعنون لا نُؤمن بما

أَتى به محمد،صلى الله عليه وسلم، ولا بما أَتَى به غيرُه من الأَنبياء،

عليهم الصلاة والسلام. وقوله تعالى: إِنْ هُو إِلاّ نَذِيرٌ لكم بَيْنَ

يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ؛ قال الزجاج: يُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَيْتُم

لَقِيتُم عذاباً شديداً. وفي التنزيل العزيز: فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في

أَفْواهِهم: قال أَبو عبيدة: تركوا ما أُمِرُوا به ولم يُسْلِمُوا؛ وقال

الفراء: كانوا يُكَذِّبونهم ويردّون القول بأَيديهم إِلى أَفْواهِ الرسل،

وهذا يروى عن مجاهد، وروي عن ابن مسعود أَنه قال في قوله عز وجل: فَرَدُّوا

أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم؛ عَضُّوا على أَطْرافِ أَصابعهم؛ قال

أَبومنصور: وهذا من أَحسن ما قيل فيه، أَراد أَنهم عَضُّوا أَيْدِيَهم حَنَقاً

وغَيْظاً؛ وهذا كما قال الشاعر:

يَرُدُّونَ في فِيهِ عَشْرَ الحَسُود

يعني أَنهم يَغِيظُون الحَسُودَ حتى يَعَضَّ على أَصابِعه؛ونحو ذلك قال

الهذلي:

قَدَ افْنَى أَنامِلَه أَزْمُه،

فأَمْسَى يَعَضُّ عَليَّ الوَظِيفا

يقول: أَكل أَصابِعَه حتى أَفْناها بالعَضِّ فصارَ يَعَضُ وَظِيفَ

الذراع. قال أَبو منصور: واعتبار هذا بقوله عز وجل: وإِذا خَلَوْا عَضُّوا

عليكم الأَنامِلَ من الغَيْظِ. وقله في حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: قد

أَخْرَجْتُ عِباداً لِي لا يَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ أَي لا قُدْرَةَ ولا

طاقَة. يقال: ما لي بهذا الأَمر يَدٌ ولا يَدانِ لأَن المُباشَرةَ والدِّفاعَ

إِنما يكونان باليَدِ، فكأَنَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لعجزه عن

دَفْعِه. ابن سيده: وقولهم لا يَدَيْنِ لك بها، معناه لا قُوّة لك بها، لم يحكه

سيبويه إِلا مُثنى؛ ومعنى التثنية هنا الجمع والتكثير كقول الفرزدق:

فكُلُّ رَفِيقَي كُلّ رَحْلٍ

قال: ولا يجوز أَن تكون الجارحة هنا لأَن الباء لا تتعلق إِلا بفعل أَو

مصدر. ويقال: اليَدُ لفلان على فلان أَي الأَمْرُ النافِذُ والقَهْرُ

والغَلَبةُ، كما تقول: الرِّيحُ لفلان. وقوله عز وجل: حتى يُعْطُوا

الجِزْيةَ عن يَدٍ؛ قيل: معناه عن ذُلٍّ وعن اعْتِرافٍ للمسلمين بأَن أَيْدِيَهم

فوق أَيْدِيهم، وقيل: عن يَدٍ أَي عن إِنْعام عليهم بذلك لأَنَّ قَبول

الجِزْية وتَرْكَ أَنْفُسهم عليهم نِعمةٌ عليهم ويَدٌ من المعروف جَزِيلة،

وقيل: عن يَدٍ أَي عن قَهْرٍ وذُلٍّ واسْتِسْلام، كما تقول: اليَدُ في

هذا لفلان أَي الأَمرُ النافِذُ لفُلان. وروي عن عثمان البزي عن يَدٍ قال:

نَقْداً عن ظهر يد ليس بنسِيئه. وقال أَبو عبيدة: كلُّ مَن أَطاعَ لمن

قهره فأَعطاها عن غير طيبةِ نَفْسٍ فقد أَعطاها عن يَدٍ، وقال الكلبي عن

يَدٍ قال: يمشون بها، وقال أَبو عبيد: لا يَجِيئون بها رُكباناً ولا

يُرْسِلُون بها. وفي حديث سَلْمانَ: وأَعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ، إِنْ أُرِيد

باليدِ يَدُ المُعْطِي فالمعنى عن يَدٍ مُواتِيةٍ مُطِيعة غير

مُمْتَنِعة، لأَن من أَبى وامتنع لم يُعطِ يَدَه، وإِن أُريد بها يَدُ الآخذ

فالمعنى عن يَد قاهرة مستولية أَو عن إِنعام عليهم، لأَنَّ قبول الجِزْيةِ

منهم وترك أَرْواحِهم لهم نِعْمةٌ عليهم. وقوله تعالى: فجعلناها نَكالاً لما

بين يَدَيْها وما خَلْفَها؛ ها هذه تَعُود على هذه الأُمَّة التي

مُسِخَت، ويجوز أَن تكون الفَعْلة، ومعنى لما بين يديها يحتمل شيئين: يحتمل أَن

يكون لما بين يَدَيْها للأُمم التي بَرَأَها وما خَلْفها للأُمم التي

تكون بعدها، ويحتمل أَن يكون لِما بين يديها لما سَلَفَ من ذنوبها، وهذا

قول الزجاج. وقول الشيطان: ثم لآتِيَنَّهم من بينِ أَيْديهِم ومن خلفهم؛

أَي لأُغُوِيَنَّهم حتى يُكَذِّبوا بما تَقَدَّمَ ويكذِّبوا بأَمر البعث،

وقيل: معنى الآية لآتِيَنَّهم من جميع الجِهات في الضَّلال، وقيل: مِن

بينِ أَيْدِيهِم أَي لأُضِلَّنَّهم في جميع ما تقدَّم ولأُضِلَّنَّهم في

جميع ما يُتَوقَّع؛ وقال الفراء: جعلناها يعني المسخة جُعِلت نَكالاً لِما

مَضَى من الذُّنوب ولما تَعْمَل بَعْدَها. ويقال: بين يديك كذا لكل شيء

أَمامَك؛ قال الله عز وجل: مِن بينِ أَيْدِيهِم ومِن خَلْفِهم. ويقال:

إِنَّ بين يَدَيِ الساعة أَهْوالاً أَي قُدَّامَها. وهذا ما قَدَّمَتْ يَداكَ

وهو تأْكيد، كما يقال هذا ما جَنَتْ يَداك أَي جَنَيْته أَنت إلا أَنك

تُؤَكِّد بها. ويقال: يَثُور الرَّهَجُ بين يَدي المطر، ويَهِيجُ

السِّباب بين يدي القِتال. ويقال: يَدِيَ فلان مِن يَدِه إِذا شَلَّتْ. وقوله عز

وجل: يَدُ اللهِ فوق أَيْديهم؛ قال الزجاج: يحتمل ثلاثة أَوجه: جاء

الوجهان في التفسير فأَحدهما يَدُ اللهِ في الوَفاء فوقَ أَيْديهم، والآخر

يَدُ اللهِ في الثواب فوق أَيْديهم، والثالث، والله أَعلم، يَدُ اللهِ في

المِنّةِ عليهم في الهِدايةِ فَوق أَيْديهم في الطاعة. وقال ابن عرفة في

قوله عز وجل: ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتِرِينَه بين أَيديهن

وأَرْجُلِهِنَّ؛ أَي من جميع الجهات. قال: والأَفعال تُنْسَب إِلى الجَوارِح،

قال: وسميت جَوارح لأَنها تَكْتسب. والعرب تقول لمن عمل شيئاً يُوبَّخ به:

يَداك أَوْ كَتا وفُوكَ نَفَخَ؛ قال الزجاج: يقال للرجل إِذا وُبِّخَ ذلك

بما كَسَبَتْ يَداكَ، وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَنه يقال

لكل من عَمِلَ عملاً كسَبَتْ يَداه لأَن اليَدَيْنِ الأَصل في التصرف؛ قال

الله تعالى: ذلك بما كَسَبَتْ أَيْديكم؛ وكذلك قال الله تعالى: تَبَّتْ

يدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. قال أَبو منصور: قوله ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ

يَفْتَرِينَه بين أَيديهن وأَرجلهن، أَراد بالبُهْتان ولداً تحمله من غير

زوجها فتقول هو من زوجها، وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأَن

فرجها بين الرجلين وبطنها الذي تحمل فيه بين اليدين. الأَصمعي: يَدُ الثوب

ما فَضَل منه إِذا تَعَطَّفْت والْتَحَفْتَ. يقال: ثوب قَصيرُ اليَدِ

يَقْصُر عن أَن يُلْتَحَفَ به. وثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: واسع؛ وأَنشد

العجاج:بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ،

وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ

وقَمِيصٌ قصير اليدين أَي قصير الكمين. وتقول: لا أَفعله يَدَ الدَّهْر

أَي أَبداً. قال ابن بري: قال التَّوَّزِيُّ ثوب يَدِيٌّ واسع الكُمّ

وضَيِّقُه، من الأَضداد؛ وأَنشد:

عَيْشٌ يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِي

ويقال: لا آتِيه يَدَ الدَّهْر أَي الدَّهْرَ؛ هذا قول أَبي عبيد؛ وقال

ابن الأَعرابي: معناه لا آتيه الدهْرَ كله؛ قال الأَعشى:

رَواحُ العَشِيِّ وَسَيْرُ الغُدُوّ،

يَدا الدَّهْرِ، حتى تُلاقي الخِيارا

(* قوله «رواح العشي إلخ» ضبطت الحاء من رواح في الأصل بما ترى.)

الخِيار: المختارُ، يقع للواحد والجمع. يقال: رجل خِيارٌ وقومٌ خِيارٌ،

وكذلك: لا آتيهِ يَدَ المُسْنَدِ أَي الدهرَ كله، وقد تقدَّم أَن

المُسْنَدَ الدَّهْرُ. ويدُ الرجل: جماعةُ قومه وأَنصارُه؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

أَعْطى فأَعْطاني يَداً ودارا،

وباحَةً خَوَّلَها عَقارا

الباحةُ هما: النخل الكثير. وأَعطَيْتُه مالاً عن ظهر يَدٍ: يعني

تفضُّلاً ليس من بيع ولا قَرْضٍ ولا مُكافأَةٍ. ورجل يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: رفيقٌ.

ويَدِيَ الرجُلُ، فهو يَدٍ: ضعُفَ؛ قال الكميت:

بأَيْدٍ ما وبَطْنَ وما يَدِينا

ابن السكيت: ابتعت الغنم اليْدَيْنِ، وفي الصحاح: باليَدَيْنِ أَي

بثمنين مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثمن وبعضُها بثمن آخر. وقال الفراء: باعَ فلان

غنَمه اليدانِ

(* قوله« باع فلان غنمه اليدان» رسم في الأصل اليدان

بالألف تبعاً للتهذيب.) ، وهو أَن يُسلِمها بيد ويأْخُذَ ثمنها بيد. ولَقِيتُه

أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شيء. وحكى اللحياني: أَمّا أَوَّلَ

ذات يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ. وذهب القومُ أَيدي سَبا أَي متفرّقين في

كل وجه، وذهبوا أَيادِيَ سَبا، وهما اسمان جُعلا واحداً، وقيل: اليَدُ

الطَّريقُ ههنا. يقال: أَخذ فلان يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طريق البحر. وفي

حديث الهجرة: فأَخَذَ بهم يَدَ البحر أَي طريق الساحل، وأَهلُ سبا لما

مُزِّقوا في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى، فصاروا أَمثالاً

لمن يتفرقون آخذين طُرُقاً مختلفة. رأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين

الشاطبي، رحمه الله، قال: قال أَبو العلاء المَعري قالت العرب افْتَرَقوا

أَيادِيَ سبا فلم يهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشيء الواحد،

وأَكثرهم لا ينوّن سبا في هذا الموضع وبعضهم ينوِّن؛ قال ذو الرمة:

فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها

أَيادِي سَباً عنها، وطالَ انْتِقالُها

والمعنى أَن نِعَمَ سبا افترقت في كل أَوْبٍ، فقيل: تفرَّقوا أَيادِيَ

سبا أي في كل وجه. قال ابن بري: قولهم أَيادِي سبا يُراد به نِعَمُهم.

واليَدُ: النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم، وقيل:

اليَدُ هنا كناية عن الفِرْقة. يقال: أَتاني يَدٌ من الناس وعينٌ من

الناس، فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا، وقيل: إِن أَهل سبا كانت يدُهم

واحدة، فلما فَرَّقهم الله صارت يدُهم أَياديَ، قال: وقيل اليدُ هنا

الطريق؛ يقال: أَخذ فلان يدَ بحر أَي طريق بَحرٍ، لأَن أَهل سبا لمَّا

مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّى. وفي الحديث: اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً

يَداً ورِجْلاً رجْلاً فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشيطانُ بينهم في

الشر؛ قال ابن الأَثير: أَي فَرِّقْ بينهم، ومنه قولهم: تَفَرَّقوا

أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا في البلاد. ويقال: جاءَ فلان بما أَدت يَدٌ إِلى

يَدٍ، عنذ تأْكيد الإِخْفاق، وهو الخَيْبةُ. ويقال للرجل يُدْعى عليه

بالسوء: لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه.

يدي: اليَدُ: الكَفُّ، وقال أَبو إِسحق: اليَدُ من أَطْراف الأَصابع

إِلى الكف، وهي أُنثى محذوفة اللام، وزنها فَعْلٌ يَدْيٌ، فحذفت الياء

تخفيفاً فاعْتَقَبت حركة اللام على الدال، والنسَبُ إِليه على مذهب سيبويه

يَدَوِيٌّ، والأَخفش يخالفه فيقول: يَدِيٌّ كَنَدِيٍّ، والجمع أَيْدٍ، على

ما يغلب في جمع فَعْلٍ في أَدْنى العَدَد. الجوهريّ: اليَدُ أَصلها يَدْيٌ

على فَعْل، ساكنة العين، لأَن جمعها أَيْدٍ ويُدِيٌّ، وهذا جمع فَعْلٍ

مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُل إِلا في حروف

يسيرة معدودة مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعصاً وأَعْصٍ،

وقد جمعت الأَيْدي في الشعر على أَيادٍ؛ قال جندل بن المثنى

الطُّهَوِيّ:كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ،

قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكارِعَ؛قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

فأَمَّا واحداً فكفاكَ مِثْلي،

فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها الأَيادِي؟

(* قوله «واحداً» هو بالنصب في الأصل هنا وفي مادة طوح من المحكم، والذي

وقع في اللسان في طوح: واحد، بالرفع.)

وقال ابن سيده: أَيادٍ جمع الجمع؛ وأَنشد أَبو الخطاب:

ساءها ما تَأَمَّلَتْ في أَيادِيـ

ـنا وإِشناقَها إِلى الأَعْناقِ

(* قوله« واشناقها» ضبط في الأصل بالنصب على أن الواو للمعية، وقع في

شنق مضبوطاً بالرفع.) وقال ابن جني: أَكثر ما تستعمل الأَيادي في النِّعم

لا في الأَعْضاء. أَبو الهيثم: اليَدُ اسم على حرفين، وما كان من الأَسامي

على حرفين وقد حذف منه حرف فلا يُردّ إِلا في التصغير أَو فى التثنية

أَو الجمع، وربما لم يُردَّ في التثنية، ويثنى على لفظ الواحد. وقال بعضهم:

واحد الأَيادي يَداً كما ترى مثل عَصاً ورَحاً ومَناً، ثم ثَنَّوْا

فقالوا يَدَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ؛ وأَنشد:

يَدَيان بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ

قدْ يَمْنَعانِك بَيْنُهمْ أَن تُهْضَما

ويروى: عند مُحَرِّق؛ قال ابن بري: صوابه كما أَنشده السيرافي وغيره:

قد يَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا

قال أَبو الهيثم: وتجمع اليَدُ يَدِيّاً مثل عَبْدٍ وعَبيدٍ، وتجمع

أَيْدِياً ثم تجمع الأَيْدي على أَيْدِينَ، ثم تجمع الأَيْدي أَيادِيَ؛

وأَنشد:

يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأَيْدِينا

بَحْثَ المُضِلاَّت لما يَبْغِينا

وتصغر اليَدُ يُدَيَّةً؛ وأَما قوله أَنشده سيبويه لمضَرِّس ابن رِبْعِي

الأَسدي:

فطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ،

دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا

فإِنه احتاج إِلى حذف الياء فحذفها وكأَنه توهّم التنكير في هذا فشبه

لام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأَشياء من خواص الأَسماء، فحذفت

الياء لأَجل اللام كما تحذفها لأَجل التنوين؛ ومثله قول الآخر:

لا صُلْحَ يَيْني، فاعْلَمُوه، ولا

بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِي

سَيْفِي، وما كُنَّا بنَجْدٍ، وما

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ

قال الجوهري: وهذه لغة لبعض العرب يحذفون الياء من الأَصل مع الأَلف

واللام فيقولون في المُهْتَدِي المُهْتَدِ، كما يحذفونها مع الإِضافة في مثل

قول خفاف بن ندبة:

كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ،

ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ

أَراد كنواحي، فحذف الياء لَمَّا أَضاف كما كان يحذفها مع التنوين،

والذاهب منها الياء لأَن تصغيرها يُدَيَّةٌ، بالتشديد، لاجتماع الياءين؛ قال

ابن بري: وأَنشد سيبويه بيت خفاف: ومَسَحْتِ، بكسر التاء، قال: والصحيح

أَن حذف الياء في البيت لضرورة الشعر لا غير، قال: وكذلك ذكره سيبويه، قال

ابن بري: والدليل على أَنَّ لام يَدٍ ياء قولهم يَدَيْتُ إِليه يَداً،

فأَما يُدَيَّةٌ فلا حجة فيها لأَنها لو كانت في الأَصل واواً لجاء

تصغيرها يُدَيَّةً كما تقول في غَرِيَّة غُرَيَّةً، وبعضهم يقول لذي

الثُّدَيَّةِ ذو اليُدَيَّةِ، وهو المقتول بنَهْرَوانَ.

وذو اليَدَيْن: رجل من الصحابة يقال سمي بذلك لأَنه كان يَعمل بيديه

جميعاً، وهو الذي قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم

نَسِيتَ؟ ورجل مَيْدِيٌّ أَي مقطوع اليد من أَصلها. واليُداء: وجع اليد.

اليزيدي: يَدِيَ فلان من يَدِه أَي ذَهَبَتْ يدُه ويَبِسَتْ. يقال: ما له

يَدِيَ من يَده، وهو دعاء عليه، كما يقال تَرِبَتْ يَداه؛ قال ابن بري:

ومنه قول الكميت:

فأَيٌّ ما يَكُنْ يَكُ، وَهْوَ مِنَّا

بأَيْدٍ ما وبَطْنَ ولا يَدِينا

(*قوله« فأي» الذي في الاساس: فأياً، بالنصب.)

وبَطْنَ: ضَعُفْنَ ويَدِينَ: شَلِلْنَ. ابن سيده: يَدَيْتُه ضربت يدَه

فهو مَيْدِيٌّ. ويُدِيَ: شَكا يَدَه، على ما يَطَّرِد في هذا النحو.

الجوهريّ: يَدَيْتُ الرجل أَصَبْتُ يَده فهو مَيْدِيٌّ، فإِن أَردت أَنك اتخذت

عنده يَداً قلت أَيْدَيْت عنده يداً، فأَنا مُودٍ، وهو مُودًى إِليه،

ويَدَيْتُ لغة؛ قال بعض بني أَسد:

يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهّبٍ،

بأَسْفَلِ ذِي الجِذاةِ، يَدَ الكَريمِ

قال شمر: يَدَيْتُ اتخذت عنده يَداً؛ وأَنشد لابن أَحمر:

يَدٌ ما قد يَدَيْتُ على سُكَينٍ

وعَبْدِ اللهِ، إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ

قال: يَدَيْت اتخذت عنده يَداً. وتقول إِذا وقَع الظَّبْيُ في

الحِبالةِ: أَمَيْدِيٌّ أَم مَرْجُولٌ أَي أَوْقَعَتْ يدهُ في الحِبالةِ أَم

رِجْلُه؟ ابن سيده: وأَما ما روي من أَنَّ الصدقة تقع في يَد الله فتأَويله

أَنه يَتَقبَّلُ الصَّدَقة ويُضاعِفُ عليها أَي يزيد: وقالوا: قَطَعَ اللهُ

أَدَيْه، يريدون يَدَيه، أَبدلوا الهمزة من الياء، قال: ولا نعلمها

أُبدلت منها على هذه الصورة إِلا في هذه الكلمة، وقد يجوز أَن يكون ذلك لغة

لقلة إِبدال مثل هذا. وحكى ابن جني عن أَبي عليّ: قَطَعَ الله أَدَه،

يريدُون يَدَه، قال: وليس بشيء.قال ابن سيده: واليَدا لغة في اليَدِ، جاء

متمماً على فَعَلٍ؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد:

يا رُبَّ سارٍ سارَ ما تَوَسَّدا

إِلاَّ ذِراعَ العَنْسِ، أَو كفَّ اليَدا

وقال آخر:

قد أَقْسَمُوا لا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً

حتى تَمُدَّ إِليهمُ كَفَّ اليَدا

قال ابن بري: ويروى لا يمنحونك بَيْعةً، قال: ووجه ذلك أَنه ردّ لام

الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردّ الآخرلام دم إِليه عند الضرورة، وذلك في

قوله:

فإِذا هِي بِعِظامٍ ودَمَا

وامرأَةٌ يَدِيَّةٌ أَي صنَاعٌ، وما أَيْدَى فلانةَ، ورجل يَدِيٌّ.

ويَدُ القَوْسِ: أَعلاها على التشبيه كما سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلاً، وقيل:

يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلُها، وقيل: يَدُها ما عَلا عن كَبِدِها، وقال

أَبو حنيفة: يَدُ القَوْسِ السِّيةُ اليُمْنى؛ يرويه عن أَبي زياد الكلابي.

ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه على التمثيل: ويَدُ الرَّحَى: العُود الذي

يَقْبِض عليه الطَّاحِنُ. واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه

والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء

والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد، والجمع أَيدٍ، وأَيادٍ جمع الجمع، كما تقدم في

العُضْوِ، ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ في النعمة خاصّة؛ قال الأَعشى:

فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالِحٍ،

فإِنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما

ويروى: يَدِيّاً، وهي رواية أَبي عبيد فهو على هذه الرواية اسم للجمع،

ويروى: إِلا بنِعْمةٍ. وقال الجوهري في قوله يَدِيّاً وأَنْعُما: إِنما

فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات، قال: ولك أَن تضمها، وتجمع أَيضاً على

أَيْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

تَكُنْ لك في قَوْمِي يَدٌ يَشْكُونها،

وأَيْدِي النَّدَى في الصالحين قُرُوضُ

قال ابن بري في قوله:

فلَنْ أَذْكُرَ النعمان إِلا بصالح

البيت لضَمْرةَ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلي؛ وبعده:

تَرَكْتَ بَني ماء السماء وفِعْلَهُم،

وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

قال ابن بري: ويَدِيٌّ جمع يَدٍ، وهو فَعِيلٌ مثل كلْب وكَلِيب وعَبْد

وعَبيد، قال: ولو كان يَدِيٌّ في قول الشاعر يَدِيّاً فُعُولاً في الأصل

لجاز فيه الضم والكسر، قال: وذلك غير مسموع فيه. ويَدَيْتُ إِليه يَداً

وأَيْدَيْتُها: صَنَعْتها. وأَيْدَيْتُ عنده يداً في الإِحسان أَي

أَنْعَمْت عليه. ويقال: إِنَّ فلاناً لذو مال يَيْدِي به ويَبُوع به أَي يَبْسُط

يَدَه وباعه. ويادَيْتُ فلاناً: جازَيْتُه يداً بيد، وأَعطيته مُياداةً

أَي من يدِي إِلى يده.الأَصمعي: أَعطيته مالاً عن ظهر يد، يعني تفضلاً ليس

من بيع ولا قَرْض ولا مُكافأَة. الليث: اليَدُ النِّعْمةُ السابغةُ.

ويَدُ الفأْسِ ونحوِها: مَقْبِضُها. ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها. ويدُ

الدَّهْر: مَدُّ زمانه. ويدُ الرِّيحِ: سُلْطانُها؛ قال لبيد:

نِطافٌ أَمرُها بِيَدِ الشَّمال

لَمَّا مَلَكَتِ الريحُ تصريف السَّحاب جُعل لها سُلطان عليه. ويقال:

هذه الصنعة في يَدِ فلان أَي في مِلْكِه، ولا يقال في يَدَيْ فلان.

الجوهري: هذا الشيء في يَدِي أَي في مِلْكي. ويَدُ الطائر: جَناحُه. وخَلَعَ

يدَه عن الطاعة: مثل نزَعَ يدَه، وأَنشد:

ولا نازِعٌ مِن كلِّ ما رابَني يَدا

قال سيبويه: وقالوا بايَعْتُه يَداً بيَدٍ، وهي من الأَسماء الموضوعة

مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قلت نَقْداً، ولا ينفرد لأَنك إِنما تريد أَخذَ

مني وأَعْطاني بالتعجيل، قال: ولا يجوز الرفع لأَنك لا تخبر أَنك

بايَعْتَه ويدُك في يَدِه. واليَدُ: القُوَّةُ. وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه. وما

لي بفلان يَدانِ أَي طاقةٌ. وفي التنزيل العزيز: والسَّماءَ بَنَيْناها

بأَيْدٍ؛ قال ابن بري:

ومنه قول كعب بن سعد الغَنَويِّ:

فاعمِدْ لِما يَعْلُو، فما لكَ بالذي

لا تستَطِيعُ من الأُمورِ يَدانِ

وفي التنزيل العزيز: مما عملت أَيدينا، وفيه: بما كسَبَتْ أَيدِيكم.

وقول سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم: المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم

ويَسْعَى بذِمَّتهم أَدْناهم وهم يَدٌ على مَن سِواهم أَي كَلِمَتُهم

واحدة، فبعضُهم يُقوِّي بَعْضاً، والجمع أَيْدٍ، قال أَبو عبيد: معنى قوله

يَدٌ على مَن سواهم أَي هم مجتمعون على أَعدائِهم وأَمرُهم واحد، لا

يَسَعُهم التَّخاذُل بل يُعاوِنُ بعضُهم بعضاً، وكَلِمَتُهم ونُصْرَتُهم

واحدةٌ على جميع المِلَلِ والأَدْيانِ المُحاربةِ لهم، يتَعاوَنون على جميعهم

ولا يَخْذُل بعضُهم بعضاً، كأَنه جعل أَيْدِيَهم يَداً واحدةً وفِعْلَهم

فِعْلاً واحداً. وفي الحديث: عليكم بالجماعةِ فإِنَّ يدَ اللهِ على

الفُسْطاطِ؛ الفُسْطاطُ: المِصْرُ الجامِعُ، ويَدُ اللهِ كناية عن الحِفظ

والدِّفاع عن أَهل المصر، كأَنهم خُصُّوا بواقِيةِ اللهِ تعالى وحُسْنِ

دِفاعِه؛ ومنه الحديث الآخر: يَدُ اللهِ على الجَماعةِ أَي أَنَّ الجماعة

المُتَّفِقةَ من أَهل الإِسلام في كَنَفِ اللهِ، ووِقايَتُه فَوْقَهم، وهم

بَعِيد من الأَذَى والخوْف فأَقِيموا بين ظَهْر انَيهِمْ. وقوله في

الحديث: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلى؛ العُلْيا المُعْطِيةُ،

وقيل: المُتَعَفِّفَةُ، والسُّفْلى السائلةُ، وقيل: المانِعةُ. وقوله، صلى

الله عليه وسلم، لنسائه: أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يَداً؛

كَنَى بطُولِ اليد عن العَطاء والصَّدَقةِ. يقال: فلان طَوِيلُ اليَدِ

وطويلُ الباعِ إِذا كان سَمْحاً جَواداً. وكانت زينب تُحِبُّ الصَّدقة وهي

ماتت قَبْلَهنَّ. وحديث قَبِيصةَ: ما رأَيتُ أَعْطَى للجَزِيل عن ظَهْرِ

يَدٍ من طَلْحَة أَي عن إِنْعامٍ ابتداء من غيرِ مكافأََةٍ. وفي التنزيل

العزيز: أُولي الأَيدي والأَبْصار؛ قيل: معناه أُولي القُوَّة والعقول.

والعرب تقول: ما لي به يَدٌ أَي ما لي به قُوَّة، وما لي به يَدانِ، وما

لهم بذلك أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ، ولهم أَيْدٍ وأَبْصار وهم أُولُو الأَيْدي

والأَبْصار. واليَدُ: الغِنَى والقُدْرةُ، تقول: لي عليه يَدٌ أَي قُدْرة.

ابن الأَعرابي: اليَدُ النِّعْمةُ، واليَدُ القُوَّةُ، واليَدُ

القُدْرة، واليَدُ المِلْكُ، واليَدُ السُلْطانُ، واليَدُ الطاعةُ، واليَدُ

الجَماعةُ، واليَدُ الأَكْلُ؛ يقال: ضَعْ يدَكَ أَي كُلْ، واليَدُ النَّدَمُ،

ومنه يقال: سُقِط في يده إِذا نَدِمَ، وأُسْقِطَ أَي نَدِمَ. وفي التنزيل

العزيز: ولما سُقِطَ في أَيديهم؛ أَي نَدِمُوا، واليَدُ الغِياثُ،

واليَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ، واليَدُ الاسْتِسلامُ، واليدُ الكَفالةُ في

الرَّهْن؛ ويقال للمعاتِب: هذه يدي لكَ. ومن أَمثالهم: لِيَدٍ ما أَخَذتْ؛

المعنى من أَخذ شيئاً فهو له. وقولهم: يدي لكَ رَهْنٌ بكذا أَي ضَمِنْتُ ذلك

وكَفَلْتُ به. وقال ابن شميل: له عليَّ يَدٌ، ولا يقولون له عندي يدٌ؛

وأَنشد:

له عليَ أَيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها،

وإِنما الكُفْرُ أَنْ لا تُشْكَرَ النِّعَمُ

قال ابن بزرج: العرب تشدد القوافي وإِن كانت من غير المضاعف ما كان من

الياء وغيره؛ وأَنشد:

فجازُوهمْ بما فَعَلُوا إِلَيْكُمْ،

مُجازاةَ القُرُومِ يَداً بيَدِّ

تَعالَوْا يا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ،

إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَحَدِّي

وقال ابن هانئ: من أَمثالهم:

أَطاعَ يَداً بالقَوْدِ فهو ذَلُولُ

إِذا انْقادَ واستسلمَ. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال في

مناجاته ربه وهذه يدي لك أَي اسْتَسْلَمَتُ إِليك وانْقَدْت لك، كما يقال

في خلافِه: نزَعَ يدَه من الطاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله تعالى عنه:

هذه يَدي لعَمَّار أَي أَنا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ

بما شاء. وفي حديث علي، رضي الله عنه: مرَّ قومٌ من الشُّراة بقوم من

أَصحابه وهم يَدْعُون عليهم فقالوا بِكُم اليَدانِ أَي حاقَ بكم ما

تَدْعُون به وتَبْسطُون أَيْدِيَكم. تقول العرب: كانت به اليَدانِ أَي فَعَلَ

اللهُ به ما يقولُه لي، وكذلك قولهم: رَماني من طُولِ الطَّوِيِّ وأَحاقَ

اللهُ به مَكْرَه ورجَع عليه رَمْيُه، وفي حديثه الآخر: لما بلغه موت

الأَشتر قال لليَدَيْنِ وللفَمِ؛ هذه كلمة تقال للرجل إِذا دُعِيَ عليه

بالسُّوء، معناه كَبَّه الله لوجهه أَي خَرَّ إِلى الأَرض على يدَيه وفِيهِ؛

وقول ذي الرمة:

أَلا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بذِكْرِها،

وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّحٌ في المَغارِب

استعارةٌ واتساع، وذلك أَنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نحو الشيء ودَنَتْ

إِليه دَلَّتْ على قُرْبها منه ودُنوِّها نحوَه، وإِنما أَراد قرب الثريا من

المَغْربِ لأُفُولها فجعل لها أَيْدِياً جُنَّحاً نحوها؛ قال لبيد:

حتى إِذا أَلْقَتْ يَداً في كافِرٍ،

وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

يعني بدأَت الشمس في المَغِيب، فجعل للشمس يَداً إِلى المَغِيب لما

أَراد أَن يَصِفَها بالغُروب؛ وأَصل هذه الاستعارة لثعلبة بن صُعَيْر المازني

في قوله:

فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينها في كافِرِ

وكذلك أَراد لبيد أَن يُصرِّح بذكر اليمين فلم يمكنه. وقوله تعالى: وقال

الذين كفروا لَنْ نُؤْمِنَ بهذا القرآن ولا بالذي بين يَدَيْهِ؛ قال

الزجاج: أَراد بالذي بين يديه الكُتُبَ المُتَقَدِّمة، يعنون لا نُؤمن بما

أَتى به محمد،صلى الله عليه وسلم، ولا بما أَتَى به غيرُه من الأَنبياء،

عليهم الصلاة والسلام. وقوله تعالى: إِنْ هُو إِلاّ نَذِيرٌ لكم بَيْنَ

يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ؛ قال الزجاج: يُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَيْتُم

لَقِيتُم عذاباً شديداً. وفي التنزيل العزيز: فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في

أَفْواهِهم: قال أَبو عبيدة: تركوا ما أُمِرُوا به ولم يُسْلِمُوا؛ وقال

الفراء: كانوا يُكَذِّبونهم ويردّون القول بأَيديهم إِلى أَفْواهِ الرسل،

وهذا يروى عن مجاهد، وروي عن ابن مسعود أَنه قال في قوله عز وجل: فَرَدُّوا

أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم؛ عَضُّوا على أَطْرافِ أَصابعهم؛ قال

أَبومنصور: وهذا من أَحسن ما قيل فيه، أَراد أَنهم عَضُّوا أَيْدِيَهم حَنَقاً

وغَيْظاً؛ وهذا كما قال الشاعر:

يَرُدُّونَ في فِيهِ عَشْرَ الحَسُود

يعني أَنهم يَغِيظُون الحَسُودَ حتى يَعَضَّ على أَصابِعه؛ونحو ذلك قال

الهذلي:

قَدَ افْنَى أَنامِلَه أَزْمُه،

فأَمْسَى يَعَضُّ عَليَّ الوَظِيفا

يقول: أَكل أَصابِعَه حتى أَفْناها بالعَضِّ فصارَ يَعَضُ وَظِيفَ

الذراع. قال أَبو منصور: واعتبار هذا بقوله عز وجل: وإِذا خَلَوْا عَضُّوا

عليكم الأَنامِلَ من الغَيْظِ. وقله في حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: قد

أَخْرَجْتُ عِباداً لِي لا يَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ أَي لا قُدْرَةَ ولا

طاقَة. يقال: ما لي بهذا الأَمر يَدٌ ولا يَدانِ لأَن المُباشَرةَ والدِّفاعَ

إِنما يكونان باليَدِ، فكأَنَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لعجزه عن

دَفْعِه. ابن سيده: وقولهم لا يَدَيْنِ لك بها، معناه لا قُوّة لك بها، لم يحكه

سيبويه إِلا مُثنى؛ ومعنى التثنية هنا الجمع والتكثير كقول الفرزدق:

فكُلُّ رَفِيقَي كُلّ رَحْلٍ

قال: ولا يجوز أَن تكون الجارحة هنا لأَن الباء لا تتعلق إِلا بفعل أَو

مصدر. ويقال: اليَدُ لفلان على فلان أَي الأَمْرُ النافِذُ والقَهْرُ

والغَلَبةُ، كما تقول: الرِّيحُ لفلان. وقوله عز وجل: حتى يُعْطُوا

الجِزْيةَ عن يَدٍ؛ قيل: معناه عن ذُلٍّ وعن اعْتِرافٍ للمسلمين بأَن أَيْدِيَهم

فوق أَيْدِيهم، وقيل: عن يَدٍ أَي عن إِنْعام عليهم بذلك لأَنَّ قَبول

الجِزْية وتَرْكَ أَنْفُسهم عليهم نِعمةٌ عليهم ويَدٌ من المعروف جَزِيلة،

وقيل: عن يَدٍ أَي عن قَهْرٍ وذُلٍّ واسْتِسْلام، كما تقول: اليَدُ في

هذا لفلان أَي الأَمرُ النافِذُ لفُلان. وروي عن عثمان البزي عن يَدٍ قال:

نَقْداً عن ظهر يد ليس بنسِيئه. وقال أَبو عبيدة: كلُّ مَن أَطاعَ لمن

قهره فأَعطاها عن غير طيبةِ نَفْسٍ فقد أَعطاها عن يَدٍ، وقال الكلبي عن

يَدٍ قال: يمشون بها، وقال أَبو عبيد: لا يَجِيئون بها رُكباناً ولا

يُرْسِلُون بها. وفي حديث سَلْمانَ: وأَعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ، إِنْ أُرِيد

باليدِ يَدُ المُعْطِي فالمعنى عن يَدٍ مُواتِيةٍ مُطِيعة غير

مُمْتَنِعة، لأَن من أَبى وامتنع لم يُعطِ يَدَه، وإِن أُريد بها يَدُ الآخذ

فالمعنى عن يَد قاهرة مستولية أَو عن إِنعام عليهم، لأَنَّ قبول الجِزْيةِ

منهم وترك أَرْواحِهم لهم نِعْمةٌ عليهم. وقوله تعالى: فجعلناها نَكالاً لما

بين يَدَيْها وما خَلْفَها؛ ها هذه تَعُود على هذه الأُمَّة التي

مُسِخَت، ويجوز أَن تكون الفَعْلة، ومعنى لما بين يديها يحتمل شيئين: يحتمل أَن

يكون لما بين يَدَيْها للأُمم التي بَرَأَها وما خَلْفها للأُمم التي

تكون بعدها، ويحتمل أَن يكون لِما بين يديها لما سَلَفَ من ذنوبها، وهذا

قول الزجاج. وقول الشيطان: ثم لآتِيَنَّهم من بينِ أَيْديهِم ومن خلفهم؛

أَي لأُغُوِيَنَّهم حتى يُكَذِّبوا بما تَقَدَّمَ ويكذِّبوا بأَمر البعث،

وقيل: معنى الآية لآتِيَنَّهم من جميع الجِهات في الضَّلال، وقيل: مِن

بينِ أَيْدِيهِم أَي لأُضِلَّنَّهم في جميع ما تقدَّم ولأُضِلَّنَّهم في

جميع ما يُتَوقَّع؛ وقال الفراء: جعلناها يعني المسخة جُعِلت نَكالاً لِما

مَضَى من الذُّنوب ولما تَعْمَل بَعْدَها. ويقال: بين يديك كذا لكل شيء

أَمامَك؛ قال الله عز وجل: مِن بينِ أَيْدِيهِم ومِن خَلْفِهم. ويقال:

إِنَّ بين يَدَيِ الساعة أَهْوالاً أَي قُدَّامَها. وهذا ما قَدَّمَتْ يَداكَ

وهو تأْكيد، كما يقال هذا ما جَنَتْ يَداك أَي جَنَيْته أَنت إلا أَنك

تُؤَكِّد بها. ويقال: يَثُور الرَّهَجُ بين يَدي المطر، ويَهِيجُ

السِّباب بين يدي القِتال. ويقال: يَدِيَ فلان مِن يَدِه إِذا شَلَّتْ. وقوله عز

وجل: يَدُ اللهِ فوق أَيْديهم؛ قال الزجاج: يحتمل ثلاثة أَوجه: جاء

الوجهان في التفسير فأَحدهما يَدُ اللهِ في الوَفاء فوقَ أَيْديهم، والآخر

يَدُ اللهِ في الثواب فوق أَيْديهم، والثالث، والله أَعلم، يَدُ اللهِ في

المِنّةِ عليهم في الهِدايةِ فَوق أَيْديهم في الطاعة. وقال ابن عرفة في

قوله عز وجل: ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتِرِينَه بين أَيديهن

وأَرْجُلِهِنَّ؛ أَي من جميع الجهات. قال: والأَفعال تُنْسَب إِلى الجَوارِح،

قال: وسميت جَوارح لأَنها تَكْتسب. والعرب تقول لمن عمل شيئاً يُوبَّخ به:

يَداك أَوْ كَتا وفُوكَ نَفَخَ؛ قال الزجاج: يقال للرجل إِذا وُبِّخَ ذلك

بما كَسَبَتْ يَداكَ، وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَنه يقال

لكل من عَمِلَ عملاً كسَبَتْ يَداه لأَن اليَدَيْنِ الأَصل في التصرف؛ قال

الله تعالى: ذلك بما كَسَبَتْ أَيْديكم؛ وكذلك قال الله تعالى: تَبَّتْ

يدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. قال أَبو منصور: قوله ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ

يَفْتَرِينَه بين أَيديهن وأَرجلهن، أَراد بالبُهْتان ولداً تحمله من غير

زوجها فتقول هو من زوجها، وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأَن

فرجها بين الرجلين وبطنها الذي تحمل فيه بين اليدين. الأَصمعي: يَدُ الثوب

ما فَضَل منه إِذا تَعَطَّفْت والْتَحَفْتَ. يقال: ثوب قَصيرُ اليَدِ

يَقْصُر عن أَن يُلْتَحَفَ به. وثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: واسع؛ وأَنشد

العجاج:بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ،

وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ

وقَمِيصٌ قصير اليدين أَي قصير الكمين. وتقول: لا أَفعله يَدَ الدَّهْر

أَي أَبداً. قال ابن بري: قال التَّوَّزِيُّ ثوب يَدِيٌّ واسع الكُمّ

وضَيِّقُه، من الأَضداد؛ وأَنشد:

عَيْشٌ يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِي

ويقال: لا آتِيه يَدَ الدَّهْر أَي الدَّهْرَ؛ هذا قول أَبي عبيد؛ وقال

ابن الأَعرابي: معناه لا آتيه الدهْرَ كله؛ قال الأَعشى:

رَواحُ العَشِيِّ وَسَيْرُ الغُدُوّ،

يَدا الدَّهْرِ، حتى تُلاقي الخِيارا

(* قوله «رواح العشي إلخ» ضبطت الحاء من رواح في الأصل بما ترى.)

الخِيار: المختارُ، يقع للواحد والجمع. يقال: رجل خِيارٌ وقومٌ خِيارٌ،

وكذلك: لا آتيهِ يَدَ المُسْنَدِ أَي الدهرَ كله، وقد تقدَّم أَن

المُسْنَدَ الدَّهْرُ. ويدُ الرجل: جماعةُ قومه وأَنصارُه؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

أَعْطى فأَعْطاني يَداً ودارا،

وباحَةً خَوَّلَها عَقارا

الباحةُ هما: النخل الكثير. وأَعطَيْتُه مالاً عن ظهر يَدٍ: يعني

تفضُّلاً ليس من بيع ولا قَرْضٍ ولا مُكافأَةٍ. ورجل يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: رفيقٌ.

ويَدِيَ الرجُلُ، فهو يَدٍ: ضعُفَ؛ قال الكميت:

بأَيْدٍ ما وبَطْنَ وما يَدِينا

ابن السكيت: ابتعت الغنم اليْدَيْنِ، وفي الصحاح: باليَدَيْنِ أَي

بثمنين مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثمن وبعضُها بثمن آخر. وقال الفراء: باعَ فلان

غنَمه اليدانِ

(* قوله« باع فلان غنمه اليدان» رسم في الأصل اليدان

بالألف تبعاً للتهذيب.) ، وهو أَن يُسلِمها بيد ويأْخُذَ ثمنها بيد. ولَقِيتُه

أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شيء. وحكى اللحياني: أَمّا أَوَّلَ

ذات يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ. وذهب القومُ أَيدي سَبا أَي متفرّقين في

كل وجه، وذهبوا أَيادِيَ سَبا، وهما اسمان جُعلا واحداً، وقيل: اليَدُ

الطَّريقُ ههنا. يقال: أَخذ فلان يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طريق البحر. وفي

حديث الهجرة: فأَخَذَ بهم يَدَ البحر أَي طريق الساحل، وأَهلُ سبا لما

مُزِّقوا في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى، فصاروا أَمثالاً

لمن يتفرقون آخذين طُرُقاً مختلفة. رأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين

الشاطبي، رحمه الله، قال: قال أَبو العلاء المَعري قالت العرب افْتَرَقوا

أَيادِيَ سبا فلم يهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشيء الواحد،

وأَكثرهم لا ينوّن سبا في هذا الموضع وبعضهم ينوِّن؛ قال ذو الرمة:

فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها

أَيادِي سَباً عنها، وطالَ انْتِقالُها

والمعنى أَن نِعَمَ سبا افترقت في كل أَوْبٍ، فقيل: تفرَّقوا أَيادِيَ

سبا أي في كل وجه. قال ابن بري: قولهم أَيادِي سبا يُراد به نِعَمُهم.

واليَدُ: النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم، وقيل:

اليَدُ هنا كناية عن الفِرْقة. يقال: أَتاني يَدٌ من الناس وعينٌ من

الناس، فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا، وقيل: إِن أَهل سبا كانت يدُهم

واحدة، فلما فَرَّقهم الله صارت يدُهم أَياديَ، قال: وقيل اليدُ هنا

الطريق؛ يقال: أَخذ فلان يدَ بحر أَي طريق بَحرٍ، لأَن أَهل سبا لمَّا

مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّى. وفي الحديث: اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً

يَداً ورِجْلاً رجْلاً فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشيطانُ بينهم في

الشر؛ قال ابن الأَثير: أَي فَرِّقْ بينهم، ومنه قولهم: تَفَرَّقوا

أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا في البلاد. ويقال: جاءَ فلان بما أَدت يَدٌ إِلى

يَدٍ، عنذ تأْكيد الإِخْفاق، وهو الخَيْبةُ. ويقال للرجل يُدْعى عليه

بالسوء: لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه.

يدي: اليَدُ معروفة، ويَدُ النِّعمةِ هي السابِغة. ويَدُ الفَأسِ ونحوُها: مَقبِضُها، ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها. ويَد الدَّهْر: مَدَى زَمانِه، ويَدُ الريح: مَلِكُها ، قال لبيد:

إذ أصبحَتْ بيَدِ الشمال زمامها 

قال: لما مُلِّكَتِ الريحُ تصريفَ السَّحاب وصفت بمِلْك اليَد. وهذه الضَّيْعةُ في يَدِ فلانٍ، أي في مِلكِه، ولا يقولون: في أيدي فلانٍ، ولكن يقولون: بين يَدَي لكل شيءٍ أمامَك، [قال الله: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ*

] . وكقولهم: يَثُور الرَهَجُ بين يَدَي المَطَر، ويَهيجُ السِّبابُ بين يَدَي القتال، وقال الله تعالى: بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ ويقال: يَدِيَ فلانٌ من يَدِه إذا شَلَّتْ، ورجلٌ مَيدِيٌ أي مقطوع اليَدِ من أصلها. [ويَدَيْتُ يَدَه أي ضَرَبتُ يَدَه، واليُداء: وَجَع اليَدِ. وأيْدَيْت عنده يَداً، أي أنعَمْتُ عليه] وأيْداهُ اللهُ، والمصدر اليد أو الأَيد. وتقول: ايدَيْتُ عن فلانٍ يَداً بيضاءَ: من النِّعمة. وإنّ فلاناً لذو مالٍ يَيدي به ويَبُوعُ أي يَبْسُط به يَدَيْه وباعَه. وذهَبَ القومُ أيدي سَبَا، وأيادي سَبَا، أي مُتفرقِّين في كل وجه، وكذلك الريحُ وغيرُه. وجمع يَد الإنسان والأشباح أيدي، وجِماعُ يَدِ النِّعمة أيادٍ ويَدِيٌّ، قال:

فإِنّ له عندي يديا وأنعما  والنسبة إلى اليَدِ يَدِيٌّ على النقصان، وإلى الأَبِّ أَبَويٌّ، لأنّهم يقولون: يَدانِ فلا تظهر الياء، ويقولون: أبَوانِ باِظهارِ الواو، قال العجّاج:

بالدّارِ إذ ثَوبُ الصِّبا يَدِيٌّ 

ويقال: ثوبٌ يَدِيٌّ أي واسع، ويقال: عند جِدَّة الثوب، كأنّما رُفِعَتّ عنه الأيدي ساعَتَئِذٍ، ويقال: بل أراد أنّ الأيدي تتعاوَرُه. وتقول: هم يد واحدة على مَن سِواهم إذا كانَ أمرُهم واحداً ، واعطيتُه مالاً عن ظهر يَدٍ يعني تَفَضُّلاً غيرَ قَرْضٍ ولا مُكافَأَةٍ. وخلع فلانٌ يدَه من الطاعةِ. ويقال: ثوب قصير اليَدِ إذا كان يقصر عن أن يُلتَحَفَ به

هضم

(هضم) - في الحديث: "العَدُوّ بأَهْضَام الغِيطَان"
: أي بأسَافِل الأوْديَة، والهضُوم أيضاً الواحدُ: هِضْمٌ، مِن الهَضْمِ، وهو الكَسْرُ؛ لأنّها مَكَاسِرُ، فِعْل بمعنى مَفْعُول، والمُهتَضِم كالهَضْمِ.
هـ ض م : هَضَمَهُ هَضْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَفَعَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ فَانْهَضَمَ وَقِيلَ هَضَمَهُ كَسَرَهُ وَهَضَمَهُ حَقَّهُ نَقَصَهُ.

وَهَضَمْتُ لَكَ مِنْ حَقِّي كَذَا تَرَكْتُ وَأَسْقَطْتُ وَطَلْعٌ هَضِيمٌ دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. 
(هـ ض م) : (الْهَضْمُ) مِثْلُ الْهَشْمِ وَمِنْهُ (هَضَمَ حَقَّهُ) نَقَصَهُ وَتَقُولُ لِلْغَرِيمِ (هَضَمْتُ) لَكَ مِنْ حَقِّي طَائِفَةً أَيْ تَرَكْتُهَا لَكَ وَكَسَرْتُهَا مِنْ حَقِّي وَفِي حَدِيثِ صَالِحٍ السَّمَّانِ أَنَّهُ سَأَلَ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - عَنْ الدَّرَاهِمِ تَكُونُ مَعِي أَأُنْفِقُ فِي حَاجَتِي أَمْ أَشْتَرِي بِهَا دَرَاهِمَ تُنْفَقُ فِي حَاجَتِي وَاهْتَضَمَ مِنْهَا أَيْ أَنْقَصُ مِنْهَا شَيْئًا.
هـ ض م: (هَضَمَهُ) حَقَّهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ، وَ (اهْتَضَمَهُ) ظَلَمَهُ فَهُوَ (هَضِيمٌ) وَ (مُهْتَضَمٌ) أَيْ مَظْلُومٌ، وَ (تَهَضَّمَهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْهَاضُومُ) الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْجُوَارِشْنُ لِأَنَّهُ يَهْضِمُ الطَّعَامَ أَيْ يَكْسِرُهُ. وَطَعَامٌ سَرِيعُ (الِانْهِضَامِ) وَبَطِيءُ الِانْهِضَامِ. وَيُقَالُ لِلطَّلْعِ: (هَضِيمٌ) مَا لَمْ يَخْرُجْ مَنْ كُفُرَّاهُ لِدُخُولِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وَالْهَضِيمُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّطِيفَةُ الْكَشْحَيْنِ. 
(هضم)
عَلَيْهِ هضما هجم وَهَبَطَ وَيُقَال مَا هضم عَلَيْهِ مَا دنا مِنْهُ وَله من حَقه ترك لَهُ مِنْهُ شَيْئا عَن طيبَة نفس وَالشَّيْء كَسره وَفُلَانًا ظلمه وغصبه وَحقه نَقصه وَنَفسه وضع من قدره تواضعا وَالطَّعَام نهكه وَيُقَال هضمت الْمعدة الطَّعَام وهضم الدَّوَاء الطَّعَام والهواضيم الطَّعَام حولته إِلَى مَادَّة كيلوسية صَالِحَة لِأَن يتمثلها ويمتصها الْجِسْم

(هضم) هضما خمص بَطْنه ولطف كشحه وَقل اتساع جَنْبَيْهِ وَالْفرس استقامت ضلوعه وَدخلت أعاليها فَهُوَ أهضم وَهِي هضماء وهضيم
هضم:
هضّم فلاناً: آذاهُ، انتزع شيئاً من ملكه (معجم مسلم).
هضّم: أنظر الكلمة في (فوك) في digerere: مهضّم: مساعد على الهضم (بقطر).
تهضّم: أنظر الكلمة في (فوك) في digerere أيضاً.
ما ينهضم: لا يحتمل (بقطر).
اهتضم: وهن، اضعف (فوك): في المبنى للمجهول اهتضموا: ضعفت قوتهم، انكسرت شوكتهم (البربرية 4:34:1). وفي (المعجم اللاتيني concutio و contemno) .
استهضم: استوهن؛ مستوهن = ذليل: حقير (أبو الوليد 5:642).
هضم المؤنث هضمة: (أبو الفداء ما قبل الإسلام 7:146): فأدخلت أموالهم في شعب جبلة هضمة حمراء.
هضمة: معاملة سيئة (البربرية 54:1).
هضيمة: إذلال (البربرية 4:184:1): وبقى على حال من الهضيمة والمذلة.
هضم
الْهَضْمُ: شدخ ما فيه رخاوة، يقال: هَضَمْتُهُ فَانْهَضَمَ، وذلك كالقصبة الْمَهْضُومَةِ التي يزمّر بها، ومزمار مُهْضَمٌ. قال تعالى: وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ
[الشعراء/ 148] أي: داخل بعضه في بعض كأنما شدخ، والْهَاضُومُ: ما يَهْضِمُ الطّعام وبطن هَضُومٌ، وكشح مِهْضَمٌ وامرأة هَضِيمَةٌ الكشحين، واستعير الْهَضْمُ للظّلم. قال تعالى: فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً
[طه/ 112] . هطع
هَطَعَ الرجل ببصره: إذا صوّبه، وبعير مُهْطِعٌ:
إذا صوّب عنقه. قال تعالى: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ
[إبراهيم/ 43] ، مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ
[القمر/ 8] .
[هضم] نه: في صفة سعد: إن أميركم هذا "لأهضم" الكشحينن أي منضمهما، الهضم - بالحركة: انضمام الجنبين، والمرأة هضماء، وأصله الكسر، وهضم الطعام: خفته. غ: هو يهضم الطعام، أي ينقص ثقله. وبشر بن المفضل لابنه: لم ترب النبيذ؟ قال: إنما أشرب القدح والقدحين "يضهم" طعامي، قال: هو لدينك "أهضم". و"طلعها "هضيم"" أي منضم في وعائه. نه: والهضم: التواضع، منه الله إنه - أي الصديق- لخبرهم ولكن المؤمن "يهضم" نفسه، أي يضع من قدره تواضعا. وفيه: العدو "بأضهام" الغيطان، هي جمع هضم - بالكسر - وهو المطمئن من الأرض، وقيل: هي أسافل من الأودية، من الهضم: الكسر، لأنها مكاسر. ومنه ح: صرعى بأثناء هذا النهر و"أهضام" هذا الغائط. شم: أو عند "هضيمة" نالته، بفتح هاء وكسر معجمة وهي أن يهضمك القوم شيئًا، أي يظلموك إياه.
باب هط

هضم


هَضَمَ(n. ac. هَضْم)
a. Broke.
b. Digested.
c. Helped to digest.
d. Supported.
e. Wronged; defrauded.
f. [La & Min], Ceded a part of ... to.
g. ['Ala], Assailed.
هَضِمَ(n. ac. هَضَم)
a. Was slender, slim.

أَهْضَمَa. Shed the front-teeth.

تَهَضَّمَa. see I (e)b. [La], Yielded to; bore with.
إِنْهَضَمَa. Was digested.

إِهْتَضَمَa. see I (e)
هَضْمa. Digestion.
b. Endurance, long-suffering.
c. (pl.
هُضُوْم
أَهْضَاْم & هَضَمَات ), Glen;
ravine.
d. Aromatic.

هِضْمa. see 1 (c)
أَهْضَمُa. Slender.

هَاْضِمa. Digestive, peptic, dietetic.
b. Soft.

هَضِيْمa. Wronged.
b. see 14. — 25t (pl.
هَضَاْئِمُ), Wrong; outrage.
b. Funeral feast.
هَضِيْمِيّa. Funereal.

هَضُوْمa. see 21 (a)b. (pl.
هُضُم), Lavish.
هَضَّاْم
هَاْضُوْمa. see 21 (a) & 26
(b).
c. Lion.

N. P.
هَضڤمَهَضَّمَa. see 14
N. Ac.
إِنْهَضَمَa. see 1 (a)
مَهْضُوْمَة
a. see 1 (d)
سَرِيْع الإِنْهِضَم
a. Digestible.

بَطِيْء الإِنْهِضَام
a. Indigestible.

قُوَّة هَاضِمَة
a. Pepsine.
هضم
الهاضِمُ: الشّادِخُ ممّا فيه رَخَاوَةٌ، هَضَمْتُه فانْهَضَمَ، وقَصَبَةٌ مَهْضُومَةٌ. ومِزْمارٌ مُهَضَّمٌ.والهاضُوْمُ: الجُوَارِشْنُ. وبَطْنٌ هَضِيْمٌ. وكَشْحٌ مَهْضُوْم أهْضَمُ. والهَضَمُ: انْضِمام أعالي الضُّلُوع. وهَضَمْتُ من حَقّي طائفةً: تَرَكْتَه، وهو الهَضّامُ. واهْتَضَمْتُ له، وتَهَضَّمْتُ نفسي.
والمَهْضُومَةُ: ضَرْبٌ من الطِّيْب يُخْلَطُ بألبانِ والمِسْكِ، وكذلك الأهضامُ، واحِدُه هِضْمٌ وهَضِيْمَةٌ، ورِيْحُ البَخُوْرِ: أهْضَامٌ. وأهْضَمَ المُهْرُ للإجْذاع إهْضاماً: دَنا له. وهَضَمَ على فلانٍ: هَجَمَ عليه. والإنْهِضَامُ: ذَوَبانُ الشَّيْءِ بَعْدَ جُمُودِه. والهَضِيْمَةُ: الطَّعامُ يُعْمَل في وَفاةِ الرَّجُلِ، والجَميعُ الهَضَائمُ.
والهَضُوْمُ: السَّخِيُّ المِفْضَالُ. وإنَّه مُتَيَسِّرٌ للصُّلْحِ وأهْضَمَ: أي زادَ على ذلك. والهُضُوْمُ: أفْوَاهُ الأوْدِيَة. وهِضَمُ الوادي وأهضامُه: أسافِلُه، وهو المُطْمَئنُّ من الأرض، وجَمْعُه هُضُوْمٌ، وكذلك المُتْهَضَمُ. وفي المَثَل في التَّحذِير: " اللَّيْلَ وأهْضَامَ الوادي ". والرَّجُلُ المُهْتَضِمُ: الذي تَرى الحُزْنَ في وَجْهِه.
هـ ض م

هضم الشيء الرّخو: شدخه وكسره. وسقطت الثمرة من الشجرة فانهضمت وتهضّمت، وهضمتها بيدي. وقصب مهضوم ومهضّم: غمز حتى كاد ينشدخ. وقيل: المزمار المهضّم: أكسار يضمّ بعضها إلى بعض. وقال ابن السكيت: هو النّرم ناي. قال لبيد:

يرجّع في الصّوى بمهضّماتٍ ... يجبن الصدر من قصب العوالي

ونزلنا في أهضام الوادي: في بطونه المطمئنة. وفي مثل " الليل وأهضام الوادي " أي لا تسر فيها لا ينلك مكروه. وتبخّر بالأهضام وهو ضرب من البخور.

ومن المجاز: كشح مهضوم ومهضّم وهضيم وأهضم، وفي كشحه هضمٌ. قال:

لفّاء عجزاء وفي الكشح هضم

وطلع هضيم. ورأيته متهضّماً: متكسّر الوجه من الحزن. وهضم الهاضوم الطعام فانهضم، وطعام بطئ الهضم، ومعدةٌ هضوم. ورجل هضوم الشتاء: يكسر فيه ماله وينفقه. قال الأعشى:

هضوم الشتاء إذا المرضعا ... ت جالت جبائر أعضادها

وقال آخر:

سمحاً هضوماً في الشتاء الأروق

وهضمه حقّه: نقصه، وهضمت لك من حقّي طائفةً: تركتها لك وكسرتها من حقّي. وهضمت المرأة من مهرها لزوجها إذا وهبت له منه شيئاً. وهضمه واهتضمه وتهضّمه: ظلمه. وتهضّمت نفسي له إذا رضيت منه بدون النّصفة. ولحقته في هذا هضيمةٌ: ظلم.
[هضم] هضمت الشئ : كسرته. يقال: هَضَمَهُ حقَّه واهْتَضَمَهُ، إذا ظلمه وكسرَ عليه حقَّه. وهَضَمْتُ لك من حقِّي طائفةً، أي تركته. وتَهَضَّمَهُ: ظلمه. ورجلٌ هَضيمٌ ومُهْتَضَمٌ، أي مظلوم. والهَضيمَةُ: أن يَتَهَضَّمَكَ القومُ شيئاً، أي يظلموك. وتَهَضَّمْتُ للقومِ تهضُّماً، إذا انقدتَ لهم وتقاصرت. أبو زيد: أهْضَمْتُ الإبل للاجذاع والاسداس جميعا، إذا ذهبتْ رواضعُها وطلع غيرها. قال: وكذلك الغنم. والهاضومُ: الذي يقال له الجوارِشُ، لأنَّه يهضِمُ الطعام. وهذا طعام سريع الانهضام، وبطئ الانهضام. ويقال للطلع هَضيمٌ ما لم يخرج من كُفُرَّاهُ لدخول بعضِه في بعض. والهَضيمُ من النساء: اللطيفة الكَشْحَين. وكَشْحٌ مُهَضَّمٌ ومزمارٌ مُهَضَّمٌ، لأنَّه فيما يقال أكسارٌ يضم بعضها إلى بعض. وقال عنترة: بركت على جنب الرداع كأنما بركت على قصب أجش مهضم والهضم بالكسر : المطمئنّ من الأرض، وجمعه أهْضامٌ وهُضومٌ. ومنه قولهم في التحذير من الأمر المخوف: الليلَ وأهْضامَ الوادي. يقول: فاحذرْ فإنَّك لا تدري لعلَّ هناك من لا يُؤمن اغتيالُهُ. قال لبيد: فالضيفُ والجارُ الجَنيبُ كأنَّما هَبَطا تبالة مخصبا أهضامها ابن السكيت: الهَضَمُ بالتحريك: انضمام الجنبين، وهو في الفرس عيبٌ. يقال: لا يسبق أهْضَمُ من غايةٍ بعيدةٍ أبداً. وقال الأصمعيّ: لم يسبِق في الحلبة فرسٌ أهْضَمُ قط، وإنَّما الفرس بعنُقه وبطنه. والأنثى هَضْماءُ. ورجلٌ أهْضَمُ بيِّن الهَضَمِ. قال طرفة: ولا خير فيه غير أنَّ له غِنًى وأنَّ له كشحاً إذا قامَ أهضَما والأهْضامُ من الطيبِ، الواحد هَضْمٌ.
باب الهاء والضاد والميم معهما هـ ض م مستعمل فقط

هضم: الهاضِمُ: الشّاِدُخ لما فيه [من] رخاوة ولين، تقول: هَضَمته فانْهضَمَ، كالقَصَبة المَهْضومة الّتي يُزْمَر بها. يقال: مِزْمارٌ مُهَضَّم، قال لبيد:

يُرَجِّع في الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ ... يَجُبْنَ الصَّدرَ من قَصَبِ العَوالي

شبّه مخارجَ صوتِ حَلْقِهِ بمُهَضَّماتِ المَزاميِر. والهاضُومُ: [كلُّ دواءٍ هَضَمَ طعاماً كا] لجَوارِش. وبطنٌ هضيمٌ مهضومٌ وأَهْضم. قال:

لفّاء عجزاء وفي الكشح هَضَمْ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ

: مهضومٌ في جَوْف الجُفِّ مُنهضِم فيه. وهَضَمْتُ من حقّي طائفة، أي: تركته. والمهضومةُ: ضَرْبٌ من الطّيب يُخْلَطُ بالمِسْك والبان. والأهضام: ضربٌ من البخور، واحدها: هضَمة، قال النّمِر:

كأنّ ريحَ خُزاماها وحَنْوتِها ... باللّيلِ ريحُ يَلَنْجوجٍ وأهْضامِ

وقال العجاج:

كأنّ ريحَ جَوْفِهِ المَزْبورِ ... في الخُشْبِ تحتَ الهَدَبِ اليَخْضورِ

مَثْواهُ عَطّارينَ بالعطور ... أهضامها والمسك والقفور

والأَهْضامُ: الأرض المطمئنّة. والأَهْضامُ: ملاجىء الغبوب، قال ذو الرمة:

حتّى إذا الوحشُ في أهضام مَوْرِدِها ... تَغَيَّبَتْ رابها من خيفةٍ ريبُ

وقُرَى تَبالة تُدعَى أهضاماً لكثرة خَيْرِها

قال:

هَبَطا تبالة مخصبا أهضامها 
الْهَاء وَالضَّاد وَالْمِيم

هَضَمَ الدَّواءُ الطَّعامَ يَهْضِمه هَضْما: نهكه.

والهَضَامُ والهَضُومُ والهاضُوم: كل دَوَاء هَضَمَ طَعَامه كالجوارش.

وهَضَمَه يَهْضِمه هَضْما، واهْتَضَمه، وتَهَضَّمه: ظلمه وغصبه وقهره، وَالِاسْم الهَضيمَة.

وَرجل هَضيمٌ: مظلوم.

وهَضَمَه هَضْما: نَقصه، وهَضَمَ لَهُ من حَقه يَهْضِمُ هَضْما: ترك لَهُ مِنْهُ شَيْئا عَن طيب نفس.

وهَضَمَ الشَّيْء يَهْضِمه فَهُوَ مَهضُومٌ وهَضِيمٌ: كَسره.

وهَضَم لَهُ من مَاله يَهْضِم هَضْما: كسر وَأعْطى.

والهَضَّامُ: الْمُنفق لمَاله، وَهُوَ الهَضُوم أَيْضا، وَالْجمع هُضُمٌ، قَالَ:

يَا حَبَّذا حِينَ تُمْسِي الرّيحُ بارِدَةً ... وَادي أُشَىٍّ وفِتْيانٌ بِهِ هُضُمُ

وَيَد هَضُومٌ: تجود بِمَا لَدَيْهَا تلقيه فَمَا تبقيه، وَالْجمع كالجمع، قَالَ الْأَعْشَى:

فأمَّا إِذا قَعَدُوا فِي النَّدِىّ ... فأحْلامُ عادٍ وأيْدٍ هُضُمْ والهَضَمُ: خمص الْبَطن ولطف الكشح.

والهَضَمُ فِي الْإِنْسَان: قلَّة انجعار الجنبين ولطافتهما، وَرجل أهْضَمُ وَامْرَأَة هَضْماءُ وهَضِيمٌ، وَكَذَلِكَ بطن هَضِيمٌ ومَهْضُومٌ، وأهْضَمُ.

والهَضَمُ: استقامة الضلوع وانضمام أعالي الْبَطن، وَقيل الهَضَمُ: استقامة الضلوع وَدخُول أعاليها، وَهُوَ من عُيُوب الْخَيل الَّتِي تكون خلقَة قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

خيطَ عل زَفرَةٍ فَتمَّ ولمْ ... يَرجِعْ إِلَى دِقَّةٍ وَلَا هَضِم

يَقُول: إِن هَذَا الْفرس لسعة جَوْفه، وإجفار محزمة كَأَنَّهُ زفر فَلَمَّا اغترق نَفسه بنى على ذَلِك، فَلَزِمته تِلْكَ الزفرة، فصيغ عَلَيْهَا لَا يفارقها، وَمثله قَول الآخر:

بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوِائهَا

أَي كَأَنَّهَا تمطت فَلَمَّا تناءت أطرافها، ورحبت شحوتها صغت على ذَلِك.

وَفرس أهضَمُ، قَالَ الْأَصْمَعِي، لم يسْبق الحلبة فرس أهضم قطّ، وَإِنَّمَا الْفرس بعنقه وبطنه.

وَقَوله تَعَالَى: (ونَخلٍ طَلعُها هَضِيمٌ) أَي مُنهَضِم منضم فِي جَوف الجف.

والهاضِم: مَا فِيهِ رخاوة أَو لين، صفة غالبة، وَقد هَضَمَه فانهضَم.

وقصبة مَهضومة ومُهَضَّمَةٌ وهَضيمٌ، للَّتِي يزمر بهَا، قَالَ لبيد يصف نهيق الْحمار:

يُرَجِّعُ فِي الصُّوَى بِمُهَضَّماتٍ ... يَجُبْنَ الصَّدرَ مِن قَصَبِ العَوالِي

شبه صَوت حلقه بمهضمات المزامير، قَالَ عنترة:

بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كَأَنَّمَا ... بَرَكَتْ على قَصَبٍ أجَشَّ مُهَضَّمِ

وَأنْشد ثَعْلَب لمَالِك بن نُوَيْرَة:

كأنَّ هَضِيما مِنْ سَرارٍ مُعَيَّنا ... تَعاوَرَهُ أجْوافُها مَطلَعَ الفجرِ والهَضْم والهِضْمُ: المطمئن من الأَرْض، وَقيل: بطن الْوَادي، وَقيل: غمْضٌ رُبمَا أنبت، وَالْجمع أهضامٌ وهُضومٌ.

وَرجل أهضَمُ: غليظ الثنايا.

وأهضَم الْمهْر للإرباع: دنا مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الفصيل والبهمة، إِلَّا أَنه فيهمَا للأرباع والأسداس جَمِيعًا.

والمَهضومةُ: ضرب من الطّيب يخلط بالمسك والبان.

والأهضامُ: البخور، وَقيل: هُوَ كل شَيْء يتبخر بِهِ غير الْعود واللبنى، وَاحِدهَا هِضْمٌ وهَضْمٌ وهَضْمَةٌ، على توهم حذف الزَّائِد.

وأهضامُ تبَالَة: قراها.

وَبَنُو مُهَضَّمَةَ: حَيّ.
هـضم
هضَمَ/ هضَمَ لـ يهضِم، هَضْمًا، فهو هاضم، والمفعول مَهْضوم وهَضِيم
• هضَمتِ المعدةُ الطَّعامَ: أحالته إلى مواد قابلة لأن يمتصها الجسم.
• هضَم فلانًا: ظلمه، قهره.
• هضَمه حقَّه: نقصه " {فَلاَ يَخَافُ ظُلْمًا وَلاَ هَضْمًا} ".
• هضَم نفسَهُ: تواضع "العالِم الحقّ هو الذي يهضِم نفسَه ولا يتعالى".
• هضَمَ فلانٌ لفلانٍ من حقِّه: ترَكَ له منه شيئًا عن طيب نفس. 

هضِمَ يهضَم، هَضَمًا، فهو أهضمُ وهضيم
• هضِم الرَّجلُ: ضمُر بطنُه ولطُف كشحُه وقلَّ اتِّساعُ جنبيه "رجل أهضمُ- امرأة هضماءُ".
• هضِم الفرسُ: استقامت ضلوعُه ودخلت أعاليها "فرس أهضم". 

انهضمَ ينهضِم، انهضامًا، فهو مُنهضِم
• انهضمَ الطَّعامُ: تمت إحالته إلى مواد قابلة لأن يمتصها الجسم "انهضم الطعامُ في معدته بسهولة".
• انهضمَ حقُّه: مُطاوع هضَمَ/ هضَمَ لـ: انْتُقِصَ، أُخِذ "دائما ما تنهضم حقوقُ الضَّعيف". 

اهتضمَ يهتضم، اهتضامًا، فهو مُهتضِم، والمفعول مُهْتَضَم
• اهتضم حقَّه: ظلمه وأخذه منه. 

هضَّمَ يُهضِّم، تهضيمًا، فهو مُهضِّم، والمفعول مُهضَّم
• هضَّم الدَّواءُ الطَّعامَ: ساعد على هَضْمه (إحالته إلى موادّ قابلة لأن يمتصَّها الجسم) "دواء فاتح للشَّهية ومُهضِّم وطارد للغازات". 

أهْضَمُ [مفرد]: مؤ هضماء وهضيم: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هضِمَ. 

مُهضِّم [مفرد]: شيء مساعد على الهَضم، خاصّ بعمل العصارات الهضميَّة. 

هاضِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هضَمَ/ هضَمَ لـ.
2 - (طب)
 دواء أو مادّة تحوّل الطعامَ في جهاز الهضم إلى مادة صالحة لأن يتمثَّلها الجسم. 

هاضمة [مفرد]
• الهاضمة:
1 - مؤنَّث هاضِم.
2 - القوَّة التي تُعِدّ الغذاء لأن يصير جزءًا بالفعل من العضو ويصوّر بصورته. 

هاضوم [مفرد]: ج هواضِمُ وهواضِيُم
• الهاضوم:
1 - الغذاء الذي له خاصّة التّأثّر طبيعيًّا بالعصارات الهاضمة.
2 - المُنْفق لماله.
3 - (طب) كل دواء يهضم الطَّعام "تناول الهاضوم بعد العَشاء".
4 - (طب) كلُّ مادّة تهضم الطّعام كاللُّعاب والصَّفراء وغيرهما، من المواد السائلة التي تفرزها غُدَد معيّنة في جهاز الهضم وتنصبّ في القناة الهضميّة فتهضم عناصر الطّعام المختلفة.
• هاضوم الشُّحوم: (حي) أنزيم من الأنزيمات التي تحفِّز تحليل الدُّهون في الماء وتحويلها إلى جليسرين وحوامض دُهنيّة. 

هَضّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هضَمَ/ هضَمَ لـ: كثير الهضم أو شديده.
2 - هاضوم، كلّ مادّة تساعد على هضم الطّعام. 

هَضْم [مفرد]:
1 - مصدر هضَمَ/ هضَمَ لـ ° عُسْر الهَضْم: صعوبة الهَضْم، تخمة.
2 - (حي) تحويل عناصر الطَّعام المختلفة إلى موادّ غذائيّة بسيطة في تركيبها بحيث يمكن لأنسجة الجسم امتصاصها وتمثيلها.
3 - (كم) معالجة الموادّ الكيميائيّة المعقَّدة في تركيبها لتحويلها إلى موادّ بسيطة، بإضافة موادّ كيميائيّة قويّة كحمض الكبريتيك أو بالتسخين أو بالضغط. 

هَضَم [مفرد]: مصدر هضِمَ. 

هَضْميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هَضْم: "عصارة هَضْميّة".
• الجهاز الهضميّ: (شر) مجموعة من الأعضاء مسئولة عن تناول الطَّعام وهضمه وامتصاص الموادّ المهضومة، ويضمّ الأسنان والبلعوم والمرِّيء والغدد الهضميّة والمعدة والأمعاء ° تجويف هضميّ وعائيّ: تجويف يقوم بوظيفتي المعدة والوعاء الدّمويّ معًا.
• القناة الهضميَّة: (شر) قناة في جوف الجسم تتَّصل بها أعضاء الجهاز الهضميّ، تبدأ بالفم وتنتهي بنهاية القولون النَّازل، وتضمُّ البلعوم والمرِّيء والمعدة والأمعاء.
• الغُدَد الهضميَّة: (شر) غدد في الجهاز الهضميّ تفرز موادّ تساعد على هضم الأغذية المختلفة، كالبنكرياس والغدد اللُّعابيّة. 

هَضوم [مفرد]: ج هُضُم:
1 - هاضوم؛ كُلُّ دواء يهضم الطَّعام.
2 - كل مادة تهضم الطعام كاللعاب والصفراء وغيرهما ° اليد الهَضوم: هي التي تجود بما لديها تلقيه فما تبقيه.
3 - غذاء له خاصة التّأثّر طبيعيًّا بالعصارات الهاضمة. 

هَضيم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هضِمَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من هضَمَ/ هضَمَ لـ: مهضوم.
3 - لطيف ليِّن " {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} ".
4 - يانع نضيج جيِّد النُّضج " {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} ".
5 - متداخل بعضه في بعض " {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} ".
• الهضيم من النِّساء: اللَّطيفة الكشحين الضّامرة البطن. 

هضيمة [مفرد]: ج هَضائِمُ: ظُلم وغَصْب.
• الهضيمة: طعامُ المأتم "وزَّعنا الهضيمة على المساكين". 

هضم: هضَم الدواءُ الطعامَ يَهْضِمُه هَضْماً: نَهَكَه.

والهَضّامُ والهَضُوم والهاضُومُ: كلُّ دَواءٍ هَضَمَ طعاماً

كالجُوارِشْنِ

(* قوله «كالجوارش» ضبط في بعض نسخ النهاية بضم الجيم، وفي بعض آخر

منها بالفتح وكذا المحكم.، وهذا طعامٌ سريعُ

الانْهِضامِ وبَطيءُ الانْهِضامِ. وهَضَمَه يَهْضِمُه هَضْماً

واهْتَضَمه وتهَضَّمَه: ظَلمه وغصَبه وقهرَه، والاسم الهَضِيمةُ. ورجل

هَضِيمٌومُهْتَضَمٌ: مَظْلومٌ. وهضَمَه حقَّه هَضْماً: نقصَه. وهَضَم له من

حقِّه يَهْضِمُ هَضْماً: تركَ له منه شيئاً عن طِيبةِ نَفْسٍ. يقال: هَضَمْت

له من حَظِّي طائفةً أَي تركتُه. ويقال: هَضَم له من حظِّه إذا كسَر له

منه. أَبو عبيد: المُتَهَضَّمُ والهَضِيمُ جميعاً المظلومُ. والهَضِيمةُ:

أَن يَتَهَضَّمَك القومُ شيئاً أَي يظلموك. وهضَم الشيءَ يَهْضِمُه

هَضْماً، فهو مَهْضومٌ وهَضِيمٌ: كسَره. وهضَم له من مالِه يَهْضِم هَضْماً:

كسَر وأَعطى. والهَضَّامُ: المُنْفِقُ لِمالِه، وهو الهَضُوم أَيضاً،

والجمع هُضُمٌ؛ قال زياد بن مُنْقِذ:

يا حَبَّذا، حينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدةً،

وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ

ويدٌ هَضومٌ: تَجُود بما لدَيْها تُلْقِيه فيما تُبْقِيه، والجمع

كالجمع؛ قال الأعشى:

فأَمّا إذا قَعَدُوا في النَّدِيّ،

فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدٍ هُضُمْ

ورجلٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ أي مُنْضَمُّهُما. والهَضَمُ: خَمَصُ

البطونِ ولُطْفُ الكَشْحِ. والهَضَمُ في الإنسان: قلة انْجِفارِ الجَنْبَين

ولَطافَتُهما، ورجل أَهْضَمُ بيِّن الهَضَم وامرأَة هَضْماءُ وهَضِيمٌ،

وكذلك بطنٌ هَضِيمٌ ومَهْضومٌ وأَهْضَمُ؛ قال طرفة:

ولا خَيرَ فيه غيرَ أَنَّ له غِنىً،

وأن له كَشْحاً، إذا قامَ، أَهْضَما

والهَضِيمُ: اللَّطيف. والهَضِيمُ: النَّضِيجُ. والهَضَمُ، بالتحريك:

انضِمامُ الجَنْبينِ، وهو في الفرس عيبٌ. يقال: لا يَسْبِقُ أَهْضَمُ من

غاية بعيدةٍ أبداً. والهَضَمُ: استقامةُ الضلوع ودخولُ أَعالِيها، وهو من

عيوب الخيل التي تكون خِلْقةً، قال النابغة الجعدي:

خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ، ولمْ

يَرْجِع إلى دِقَّةٍ ولا هَضَمِ

يقول: إن هذا الفرسَ لِسَعةِ جوفهِ وإجْفارِ مَحْزِمهِ كأَنه زفَرَ،

فلما اغْترَقَ نفَسُه بُنِيَ على ذلك فلزِمته تلك الزَّفْرة، فصِيغَ عليها

لا يُفارِقُها؛ ومثله قول الآخر:

بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوائها

أي كأَنها تَمَطَّت، فلما تناءَت أَطرافُها ورحُبَت شَحْوَتها صِيغَت

على ذلك، وفرسٌ أَهْضَمُ، قال الأَصمعي: لم يَسْبِقْ في الحَلْبة قَطّ

أَهْضَمُ، وإنما الفرسُ بعُنُقهِ وبَطْنهِ، والأُنثى هَضْماءُ. والهَضِيمُ من

النساء: اللطيفةُ الكَشْحَينِ، وكَشْحٌ مَهْضومٌ؛ وأَنشد ابن بري لابن

أحمر:

هُضُمٌ إذا حُبَّ الفُتارُ، وهُمْ

نُصُرٌ، وإذا ما استُبْطِئَ النَّصْرُ

ورأَيت هنا جُزازة مُلْصقَة في الكتاب فيها: هذا وهَمٌ من الشيخ لأَن

هُضُماً هنا جمعُ هَضومٍ الجَوادُ المِتْلافُ لمالهِ، بدليل قوله نُصُر جمع

نَصِير، قال: وكلاهما من أَوصاف المذكر؛ قال: ومثله قول زياد ابن

مُنقِذ:وحَبَّذا، حين تُمْسي الريحُ بارِدةً،

وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ

وقد تقدم، وقوله: حين تمسي الريح باردة مثلُ قوله إذا حُبَّ الفُتارُ،

يعني أَنهم يَجُودون في وقت الجَدْب وضيقِ العيشِ، وأَضْيَقُ ما كان

عيشُهم في زمن الشتاء، وهذا بيِّنٌ لا خفاء به؛ قال: وأما شاهدُ الهَضِيم

اللطيفةِ الكَشحين من النساء فقول امرئ القيس:

إذا قلتُ: هاتي نَوِّلِيني، تَمايَلَتْ

عليَّ هَضيم الكَشحِ، رَيَّا المُخَلخَلِ

وفي الحديث: أن امرأَة رأَت سَعْداً مُتَجَرِّداً وهو أميرُ الكوفةِ،

فقالت: إن أَميرَكم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحينِ أي مُنْضَمُّهما؛ الهَضَمُ،

بالتحريك: انضمامُ الجنبينِ، وأصلُ الهَضْمِ الكسر. وهَضْمُ الطعامِ:

خِفَّتُه. والهَضْمُ: التواضُعُ. وفي حديث الحسن: وذكَر أَبا بكرٍ فقال:

والله إنه لَخَيْرُهم ولكن المؤْمِن يَهْضِم نفْسَه أي يَضعُ من قَدْرهِ

تَواضُعاً. وقوله عز وجل: ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ؛ أَي مُنْهَضِمٌ

مُنْضَمٌّ في جوف الجُفِّ، وقال الفراء: هَضِيمٌ ما دام في كَوافيرهِ.

والهَضِيمُ: اللَّيِّنُ. وقال ابن الأَعرابي: طَلْعُها هَضيم، قال: مَرِيءٌ،

وقيل: ناعِمٌ، وقيل: هَضيمٌ مُنْهَضِم مُدْرِك، وقال الزجاج: الهَضِيم

الداخلُ بعضُه في بعض، وقيل: هو مما قيل إن رُطَبَه بغير نَوىً، وقيل:

الهَضيمُ الذي يتَهَشَّم تَهَشُّماً، ويقال للطلع هَضِيم ما لم يخرج من

كُفُرّاهُ لدخول بعضه في بعض.

وقال الأَثْرَمُ: يقال للطعام الذي يُعْمَل في وَفاةِ الرجل

الهَضِيمة، والجمع الهَضائم.

والهاضِمُ: الشادخُ لما فيه رخاوةٌ أو لينٌ. قال ابن سيده: الهاضِمُ ما

فيه رخاوةٌ أو لينٌ، صفة غالبة، وقد هَضَمه فانْهَضَم كالقَصَبة

المَهْضومة، وقصبَةٌ مَهْضومةٌ ومُهَضَّمةٌ وهَضِيم: للتي يُزْمَرُ بها.

ومِزْمارٌ مُهَضَّمٌ لأَنه، فيما يقال، أَكْسارٌ يُضمّ بعضها إلى بعض؛ قال لبيد

يصف نهيق الحمار:

يُرَجِّعُ في الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ،

يَجُبْنَ الصَّدْرَ من قَصَبِ العَوالي

شبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقهِ بمُهَضَّماتِ المَزامير؛ قال عنترة:

بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ، كأَنما

بركتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّم

وأَنشد ثعلب لمالك بن نُوَيرَةَ:

كأَن هَضيماً من سَرارٍ مُعَيَّناً،

تَعاوَرَه أَجْوافُها مَطْلَع الفَجْرِ

والهَضْمُ والهِضْمُ، بالكسر: المطمئنُّ من الأَرض، وقيل: بَطْنُ

الوادي، وقيل: غَمْضٌ، وربما أَنْبَتَ، والجمع أَهْضامٌ وهُضومٌ؛ قال:

حتى إذا الوَحْش في أَهْضامِ مَوْرِدِها

تغَيَّبَتْ، رابَها من خِيفةٍ رِيَبُ

ونحوَ ذلك قال الليث في أَهْضامٍ من الأَرض. أَبو عمرو: الهِضْمُ ما

تَطامَن من الأَرض، وجمعه أَهْضامٌ؛ ومنه قولهم في التحذير من الأمر

المَخُوف: الليلَ وأَهْضامَ الوادي؛ يقول: فاحْذَرْ فإنك لا تدري لعلَّ هناك

مَن لا يُؤْمَن اغْتِيالُه. وفي الحديث: العَدُوُّ بأَهْضامِ الغِيطانِ؛ هي

جمعِ هِضْمٍ، بالكسر، وهو المطمئن من الأرض، وقيل: هي أَسافلُ

الأَوْدِيةِ من الهَضْمِ الكسرِ، لأَنها مَكاسِرُ. وفي حديث عليّ، كرّم الله

وجهه: صَرْعَى بأَثناء هذا النَّهرِ وأَهْضامِ هذا الغائِطِ. المؤرّج:

الأَهْضامُ الغُيوبُ، واحدها هِضْمٌ، وهو ما غيَّبها عن الناظر. ابن شميل:

مَسْقِطُ الجَبل وهو ما هَضَم عليه أي دَنا من السهلِ من أَصلهِ، وما هَضَمَ

عليه أي ما دنا منه. ويقال: هَضَمَ فلانٌ على فلانٍ أي هَبطَ عليه، وما

شَعَرُوا بنا حتى هَضَمْنا عليهم. وقال ابن السكيت: هو الهِضْمُ، بكسر

الهاء، في غُيوبِ الأَرض.

وتَهَضَّمْت للقوم تَهَضُّماً إذا انْقَدتَ لهم وتَقاصَرْت. ورجل

أَهْضَمُ: غليظُ الثنايا.

وأَهْضَمَ المُهْرُ للإرْباع: دَنا منه، وكذلك الفَصيل، وكذلك الناقةُ

والبَهْمةُ، إلاّ أَنه في الفَصِيل والبَهْمة الإرْباعُ والإسداسُ

جميعاً.الجوهري: وأَهْضَمَت الإبلُ للإجْذاعِ وللإسْداسِ جميعاً إذا ذهبت

رَواضِعُها وطلعَ غيرُها، قال: وكذلك الغنم. يقال: أَهْضَمت وأَدْرَمَت

وأَفَرَّتْ.

والمَهْضومةُ: ضَرْبٌ من الطيِّبِ يخلط بالمِسْكِ والبانِ. والأَهْضامُ:

الطيبُ، وقيل: البَخورُ، وقيل: هو كلُّ شيء يُتبخر به غير العود

واللُّبْنى، واحدها هِضْم وهَضْمٌ وهَضْمةٌ، على توهُّم حذف الزائد؛ قال

الشاعر:كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها،

بالليل، ريحُ يَلَنْجوجٍ وأَهْضامِ

وقال الأعشى:

وإذا ما الدُّخانُ شُبّه بالآ

نُفِ، يوماً، بشَتْوةٍ أَهْضاما

يعني من شدَّة الزمان؛ وأَنشد في الأَهْضامِ البَخورِ للعجاج:

كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ

مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ

أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ

القَفُّورُ: الكافورُ، وقيل: نَبْتٌ. قال أَبو منصور: أُراه يصف حُفْرة

حفرها الثور الوحشي فكَنَسَ فيها، شَبّه رائحة بَعرِها برائحة هذه

العُطور.

وأَهْضامُ تَبالةَ: ما اطمأَنَّ من الأَرض بين جِبالها؛ قال لبيد:

فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ، كأَنما

هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها

وتَبالةُ: بلدٌ مُخْضِبٌ معروف. وأَهضامُ تَبالة: قُراها. وبنو

مُهَضَّمَة: حيٌّ.

هـضم
(هَضَمَ الدَّوَاءَ، والطَّعَامَ، يَهْضِمُهُ) هَضْمًا: (نَهَكَهُ) ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَأَصْلُ الهَضْمِ: شَدْخُ مَا فِيهِ رَخَاوَةٌ، وقِيلَ: الانْحِطَاطُ، وَقِيلَ: الكَسْرُ، وَقِيلَ: النَّقْصُ، كَمَا بَيَّنَهُ الرَّاغِبُ، وَغَيْرُهُ. (و) مِنَ المَجَازِ: هَضَمَ (عَلَيْهِمْ) : إذَا (هَجَمَ) ، يُقالُ: مَا شَعَرُوا حَتَّى هَضَمْنَا عَلَيْهِمْ. (أَوْ) هَضَمَ فُلانٌ عَلَى فُلاَنٍ: إذَا (هَبَطَ) عَلَيْهِ. (و) مِنَ المَجَازِ: هَضَمَ (فُلاناً) : إذَا ظَلَمَهُ، وغَضَبَهُ حَقَّهُ، وقَهَرَهُ (كَاهْتَضَمَهُ، وتَهَضَّمَهُ، فَهُوَ هَضِيمٌ) ومُتَهَضَّمٌ: مَظْلُومٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، (والاسْمُ: الهَضِيمَةُ) ، وَهُوَ أنْ يَتَهَضَّمَكَ القَوْمُ شَيْئاً، أَيْ: يَظْلِمُوكَ. (والهَضَّامُ، والهَاضُومُ، والهَضُومُ: كُلُّ دَوَاءٍ هَضَمَ طَعَاماً) ، كَالجَوارِشِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الثَّانيَةِ، وهوَ مَجَازٌ. (و) مِنَ المَجازِ: الهَضَّامُ، والهَضُوم: (المُنْفِقُ لِمَالِهِ) ، يُقَالُ: هُوَ هَضُومُ الشِّتَاءِ، أيْ: يَكْسِرُ مَالَهُ ويُنْفِقُهُ، والجَمْعُ: هُضُمٌ، كَكُتُبٍ، قالَ زِيَادُ بنُ مُنْقِذٍ:
(وَحَبَّذَا حِينَ تُمْسِي الرِّيحُ بَارِدةً ... وَادِي أُشَيٍّ وفِتْيَانٌ بهِ هُضُمُ)
يعنِي أَنَّهُمْ يَجُودُونَ فِي وَقْتِ الجَدْبِ وَضِيقِ العَيْشِ، وأَضْيَقُ مَا كَانَ عَيْشُهُمْ فِي زَمَنِ الشِّتَاءِ. (و) الهَضَّامُ: (الأسَدُ) ، لأنَّهُ يَكْسِرُ فَرِيسَتَهُ، وَكَذِلِكَ: الهَضُومُ. (و) مِنَ المَجَازِ: (يَدٌ هَضُومٌ) ، أَيْ: (تَجُودُ بِمَا لَدَيْها) تَنْفِيهِ، فَمَا تُبْقِيِهِ، (ج) : هُضُمٌ، (كَكُتُبٍ) ، قَالَ الأَعْشَى: فَأَمَّا إِذَا قَعَدُوا فِي النّدِيّ. فَأَحْلاَمُ عادٍ وَأَيْدٍ هُضُمْ (و) مِنَ المَجَازِ (الهَضَمُ) ، مُحَرَّكَةً) فِي الإِنْسَانِ: (خَمَصُ البَطْنِ، ولُطْفُ الكَشْحِ، وقِلَّةُ انْجِفِارِ الجَنْبَيْنِ) ولَطَافَتْهُمَا، (وَهُوَ أَهْضَمُ) بَيِّنُ الهَضَمِ. وفِي الحَدِيثِ: ((أَنَّ امْرَأَةً رَأَتْ سَعْداً مُتَجَرِّداً، وَهُوَ أَمْيرُ الكُوفَةِ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَمْيرَكُمْ هَذَا لأَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ)) ، أَيْ: مُنْضَمُّهُمَا، (وَهِيَ هَضْمَاءُ، وَهَضِيمٌ) ، يُقَالُ: امْرَأَةٌ هَضِيمٌ؛ إِذَا كَانَتْ لَطِيفَةَ الكَشْحَيْنِ، قَالَ امْرُءُ القَيْسِ: إِذا قُلْتُ هَاتِي نَوِّلِينِي تَمَايَلَتْ. إِلَيَّ هَضِيمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ (وَكَذاَ: بَطْنٌ هَضِيمٌ، وَمَهْضُومٌ، وأَهْضَمُ) ، قَالَ طَرَفَةُ:
(وَلاَ خَيْرَ فِيهِ غَيْرَ أَنَّ لَهُ غِنًى ... وَأَنَّ لَهُ كَشْحاً إِذَا قَامَ أَهْضَمَا)
(و) الهَضَمُ (فِي الخَيْلِ: اسْتِقَامَةُ الضُّلُوعِ، وَانْضِمَامُ أَعَالِي البِطْنِ، أَوْ اسْتِقَامَتْهَا ودُخُولُ أَعَالِيهَا) ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ انَضِمَامُ الجَنْبَيْنِ، (وَهُوَ عَيْبٌ) يَكُونُ فِيهَا خِلْقَةً، قَالَ النَّابِغَةً الجَعْدِيُّ:
(خِيطَ عَلَى زَفْرَةٍ فَتَمَّ وَلَمْ ... يَرْجِعْ إِلَى دِقَّةٍ وَلا هَضَمِ)
وفَرَسٌ أَهْضَمُ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ يَسْبِقْ فِي الحَلْبَةً فَرَسٌ أَهْضَمُ قَطُّ، وإِنَّمَا الفَرَسُ بِغُنُقِهِ وبَطْنِهِ، كَمَا فِي الصِّحَاح. (و) قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ونخل طلعها هضيم} أَيْ: (مُنْهَضِمٌ، مُنْضَمٌّ فِي جَوْفِ الجُفِّ) . وقالَ الفَرَّاءُ: هَضِيمٌ مَا دَامَ فِي كَوَافِيرِهِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أيْ: مَرِيءٌ، وقِيلَ: نَاعِمٌ، وَقِيلَ: مُنْهَضِمٌ مُدْرِكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الهَضِيمُ: الدَّاخِلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ، وَقيل: هُوَ مِمَّا قيلَ: إنَّ رُطَبَهُ بِغَيْرِ نَوىً، وَقِيلَ الهَضِيمُ: الذِي يَتَهَشَّمُ تَهَشُّمًا. (والهَاضِم) : الشَّادِخُ، وَفِي المُحْكَمِ: (مَا فِيهِ رَخَاوَةٌ) أَوْ لِينٌ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. (وقَصَبَةٌ مَهْضُومَةٌ، ومُهَضَّمَةٌ) كَمُعَظَّمَةٍ (وهَضِيمٌ، لِلتِّي يُزْمَرُ بِهَا) ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِمَالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُ:
(كَأَنَّ هَضِيمًا مِنْ سَرَارٍ مُعَيَّنًا ... تَعَاوَرَهُ أَجْوَافُها مَطْلَعُ الفَجْرِ)
وَفِي الصِّحَاحِ: مِزْمَارٌ مُهَضَّمٌ؛ لأنَّهُ - فِيمَا يُقَالُ - أَكْسَارٌ، يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، قالَ عَنتَرَةُ:
(بَرَكَتْ عَلَى مَاءِ الرِّدَاعِ كَأنَّمَا ... بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ)
وقالَ لُبِيدٌ يَصِفُ نَهِيقَ الحِمَار
(يُرَجِّعُ فِي الصُّوَى بِمُهَضَّمَاتٍ ... يَجُبْنَ الصَّدْرَ مِنْ قَصَبِ العَوَالِي)
شَبَّهَ مَخَارِجَ صَوْتِ حَلْقِهِ بِمُهَضَّمَاتِ المَزَامِيرِز (والهَضْمُ، ويُكْسَرُ) ، وَعلَى الكَسْرِ اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ: (المُطْمَئِنُّ مِن الأَرْضِ) ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، (و) قِيلَ: (بَطْنُ الَوادِي) ، وَقِيلَ: غَمْضٌ، ورُبَّمَا أنْبَتَ، وقِيلَ: أسْفَلُ الوَادِي، وقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الهِضْمُ، بِالكَسْرِ، فِي غُيُوبِ الأرْضِ. (و) الهَضْمُ، بالفَتْحِ: (البَخُورُ) ، وقيلَ: الطِّيبُ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا يُتَبَخَّرُ بِهِ، غَيْرَ العُودِ واللُّبْنَى. (ج: أَهْضَامٌ، وهُضُومٌ) ، قَالَ:
(حَتَّى إذَا الوَحْشُ فِي أهْضَامِ مَوْرِدِهَا ... تَغَيَّبتْ رَابَهَا مِنْ خِيفَةٍ رِيَبُ) ومِنْهُ الحِدِيثُ: ((العَدُوُّ بِأَهْضَامِ الغِيطَانِ)) وَقَالَ المُؤَرِّخُ: الأَهْضَامُ: الغُيُوبُ، وَاحِدُهَا: هِضْمٌ، وَهُوَ مَا غَيَّبَهَا عَن النَّاظِرِ، وَقَالَ العَجَّاجُ فِي الأَهْضَامِ: البَخُورِ: كَأَنَّ رِيحَ جَوْفِهَا المَزْبُورِ مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ أَهْضَامِهَا والمِسْكِ والقَفُّورِ وَقَالَ آخر:
(كَأَنَّ رِيحَ خُزَامَاهَا وحَنْوثِهَا ... بِاللَّيْلِ رِيحُ يَلَنْجُوجٍ وأَهْضَام (والأَهْضَمُ: الغَلِيطٌ الثَّنَايَا) مِنَ الرِّجَالِ. (وأَهْضَامُ تَبَالَةَ) مَا اطْمَأَنَّ مِن الأَرْض بَيْنَ جِبَالِهَا، وَقِيلَ: هُنَّ (قُرَاهَا) ، وَتَبَالَهُ: بَلَدٌ مُخْصِبٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلَبِيدٍ: فَالضّيْفُ والجازُ الجِنيبُ كَأَنَّمَا
(هَبَطا تَبَالَةًَ مُخْصِباً أهَضَامُهَا (وبَنُو مُهَضَّمَةَ، كَمُعَظَّمَةٍ: حَيٌّ) مِن العَرَبِ. (والمَهْضُومَةُ: طِيبٌ يُخْلَطُ باِلِمسْكِ والبَانِ، و) قَالَ الأَثْرَمُ: (الهَضِيمَةُ: طَعامٌ يَعْمَلُ لِلمَيَّتِ، ج: هَضَائِمُ) . (والهُضَيْمِيَّةُ، مَنْسُوبَةً) أَيْ: بَيَاء النِّسْبَةِ إِلَى هُضَيْمٍ: تَصْغِيرِ هِضْمٍ: (ع) نَقَلَهُ يَاقُوتٌ. (وأَهْضَمَتِ الإِبِلُ لِلإِجْذَاعِ، والإِسْدَاسِ) جَمِيعاً: إِذَا (ذَهَبَتْ رَوَاضِعُهَا، وَطَلَعَ غَيْرُها) ، وَكَذِلكَ: الغَنَمُ، يُقَالُ: أَهْضَمَتْ، وأَدْرَمَتْ وأَفَرَّتَ، كَذا فِي الصِّحَاحِ، يُقَالُ: أَهْضَمَ المُهْرُ لِلإرْبَاعِ: دَنَا مِنْهُ، وكذلِكَ الفَصِيلُ، وكَذِلكَ النَّاقَةُ، والبَهِيمَةً إِلاَّ أَنَّهُ فِي الفَصِيلِ والبَهِيمَة لِلإِرْبَاعِ والإِسْدَاسِ جَمِيعاً.[] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

هضم

1 هضَمَهُ and اِهْتَضَمَهُ

: see تَخَوَّفَهُ. b2: هَضَمَ لَهُ مِنْ مَالِهِ: see خَضَمَ.5 تَهَضَّمَ see 7.7 اِنْهَضَمَ It (a thing) melted, or dissolved, after being congealed. (JK.) b2: اِنْهَضَمَتِ الثَّمَرَةُ, and ↓ تَهَضَّمَت, The fruit broke; or became broken, or crushed; syn. تَشَدَّخَتْ; (TA;) and became mellow, so as to be easy of digestion. See also بَوْعٌ b3: اِنْهَضَمَ, said of food, (MA), It was, or became, digestible, or easy of digestion. (MA, KL.) b4: اِنْهضَامٌ of the زَوْر [app. Depression]. (K in art. جنف. [There coupled with دُخُولٌ.]) See also صَقَلٌ.8 إِهْتَضَمَ see 1. b2: اِهْتَضَمَ الشَّجَزَ مِنْ أَعَلاَهُ (K voce شَعَبَ) He cropped the tops of the shrubs: see شَعَبَ.

هَضَمٌ Contraction of the sides, (S, K,) and lankness of the belly, and smallness of the flank: (K:) in a horse it is a fault. (S.) هَضُومٌ

: see هَاضُومٌ.

هَاضُومٌ Any medicine [or other thing (see حَاطُومٌ)] that is a digestive of food; as also ↓ هَضُومٌ; (K;) i. q. جَوَارِشٌ. (S.)

كلم

[كلم] الكَلامُ: اسم جنسٍ يقع على القليل والكثير. والكَلِمُ لا يكون أقلّ من ثلاث كلمات، لأنَّه جمع كَلِمَةٍ، مثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ. ولهذا قال سيبويه: " هذا بابُ علم ما الكَلِمُ من العربية " ولم يقل: ما الكلام، لأنَّه أراد نفس ثلاثة أشياء: الاسم والفعل والحرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً، وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة. وتميمٌ تقول: هي كَلِمَةٌ بكسر الكاف. وحكى الفراء فيها ثلاث لغات: كَلِمَةٌ، وكِلْمَةٌ، وكلمة، مثل كبد وكبد وكبد، وورق وورق وورق. والكلمة أيضا: القصيدة بطولها. والكَليمُ: الذي يُكَلِّمُكَ. يقال: كَلَّمْتُهُ تكليما وكلاما، مثل كذبته تكذيبا وكذابا. وتكلمت كلمة وبكلمة. وكالَمْتُهُ، إذا جاوبته. وتَكالَمْنا بعد التهاجر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْنِ فأصبحا يَتَكالَمانِ، ولا تقل يَتَكَلَّمانِ. وما أجد متكلما بفتح اللام، أي موضع كلام. والكَلمانِيُّ : المِنْطيق. والكَلْمُ: الجراحة، والجمع كُلومٌ وكِلامٌ. تقول: كَلَمْتُهُ كَلْماً. وقرأ بعضهم: (دابَّةً من الأرض تكلمهم) ، أي تجرحهم وتسمهم. والتكليم: التجريح. قال عنترة: إذ لا أزالُ على رِحالَةِ سابحٍ نَهْدٍ تعاوره الكماة مكلم وعيسى عليه السلام كلمة الله سبحانه، لانه لما انتفع به في الدينا انتفع بكلامه سمى به. كما يقال: فلان سيف الله، وأسد الله.
(ك ل م) : (فِي الْحَدِيثِ) «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ» هِيَ قَوْله تَعَالَى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ إذْنُهُ فِي النِّكَاحِ وَالتَّسَرِّي.
ك ل م

سمعته يتكلّم بكذا، وكلّمته وكالمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان. وموسى كليم الله. ونطق بكلمة فصيحة، وبكلمات فصاح وبلكمٍ، وجاء بمراهم الكلام، من أطايب الكلام. ورجل كليم: منطيق. وكلم فلان وكلّم فهو كليم ومكلم، وهم كلمى، وبه كلم وكلام وكلوم.

ومن المجاز: حفظت كلمة الحويدرة لقصيدته، وهذه كلمة شاعرة، وهذا مما يكلم العرض والدين.

كلم


كَلَمَ(n. ac.
كَلْم)
a. Wounded, hurt.

كَلَّمَa. Spoke to, addressed, accosted; talked to, conversed
with.
b. see I
كَاْلَمَa. Talked, conversed with.

تَكَلَّمَ
a. [acc.
or
Bi], Spoke; uttered (words).
تَكَاْلَمَa. Talked, conversed.

كَلْم
(pl.
كِلَاْم
كُلُوْم
27)
a. Wound.

كَلْمَة
(pl.
كَلَمَات)
a. see 5t
كِلْمَة
(pl.
كِلَم)
a. see 5t
كَلِمa. Meaningless word.
b. Incomplete sentence.

كَلِمَة
(pl.
كَلِم
& reg. )
a. Word.
b. Speech, discourse.
c. Saying; sentence.
d. Poem.

كَلَاْمa. Language.
b. Speech; discourse; talk; utterance.
c. Phrase, sentence, proposition.

كُلَاْمa. Rough ground.

كَلِيْم
(pl.
كُلَمَآءُ)
a. Interlocutor.
b. (pl.
كَلْمَى), Wounded.
كَلْمَاْنِيّ
كَلَمَاْنِيّa. Eloquent.

N. P.
كَلڤمَa. see 25 (b)
N. Ac.
كَاْلَمَ
a. Colloquy; dialogue.

N. Ag.
تَكَلَّمَa. Speaker.
b. The first person ( in grammar ).
c. Theologian; metaphysician, dialectician;
rhetorician.

N. Ac.
تَكَلَّمَa. Language; speech.
b. Word; saying.

كِلِمَّانِيّ كِلِّمَانِيّ
a. see 33yi
تِكْلَام تِكِلَّام
a. see 33yi
العَشَر الكَلِمَات
a. The Ten Commandments.

الكَلِمَة الإِلَهِيَّة
a. The Word of God.
عِلْم الكَلَام
a. Theology; dialectics, metaphysics; rhetoric.

كُلَّمَا
a. As often as, each time that, whenever.

كُلَّمَا
a. Whatsoever, whatever.

كُلُّمَنْ
a. Whoever, whosoever.

كلم

3 كَالَمَهُ i. q.

نَاطَقَهُ. (TA in art. نطق.) 5 تَكَلَّمَ غَنْهُ He spoke for him; syn. عَبَّرَ. (S, Msb, art. عبر.) 6 تَكَالَمَا They spoke, talked, or discoursed, each with the other. (S, * M.) كَلِمَةٌ A word: (Kull, 301:) an expression: (K:) a proposition: a sentence: [a saying:] an argument. (Kull.) An assertion: an expression of opinion.

كَلَامٌ is a gen. n., applying to little and to much, or to few or many; (S, TA;) to what is a sing. and to what is a pl. (TA.) It may therefore be rendered A saying, &c.; and sayings, or words: see an ex. voce أَفْكَلُ, in art. فكل. b2: كَلَامٌ Speech; something spoken; [diction; language;] parlance; talk; discourse: (Msb, &c.:) a saying: a say: something said: in grammar, a sentence.

الكَلِمُ الطَّيِّبُ: see طَيِّتٌ. b3: كَلَامٌ: also, a quasi-inf. n. for تكليم, sometimes governing as a verb, [like the inf. n.,] accord. to some of the grammarians; as in the following ex.: قالوا كلامك هنداً وهى مصغية يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا (Sharh Shudhoor edh-Dhahab.) See إِسْمُ مَصْدَرٍ. b4: عِلْمُ الكَلَامِ [The theology of the Muslims;] a science in which one investigates the being and attributes of God, and the conditions of possible things with respect to creation and restitution, according to the rule of El-Islám; which last restriction is for the exclusion of the theology of the philosophers. (KT.) رَجُلٌ كِلِّيمٌ

, like سِكِّيتّ [and حِدِّيثٌ] i. q. مِنْطِيقٌ. (Ibn-'Abbád, Z, TA.) كُلْيَةٌ of a bow: see أَبْهَرُ b2: of a مَزَادَة: see خُرْبَةٌ.

مُتَكَلِّمٌ A Muslim theologian. See عِلْمُ الكَلَامِ.
ك ل م : كَلَّمْتُهُ تَكْلِيمًا وَالِاسْمُ الْكَلَامُ وَالْكَلِمَةُ بِالتَّثْقِيلِ لُغَةُ الْحِجَازِ وَجَمْعُهَا كَلِمٌ وَكَلِمَاتٌ وَتُخَفَّفُ الْكَلِمَةُ عَلَى لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ فَتَبْقَى وِزَانَ سِدْرَةٍ وَالْكَلَامُ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنْ أَصْوَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ لِمَعْنًى مَفْهُومٍ.
وَفِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ هُوَ اسْمٌ لِمَا تَرَكَّبَ مِنْ مُسْنَدٍ وَمُسْنَدٍ إلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ عِبَارَةً عَنْ فِعْلِ الْمُتَكَلِّمِ وَرُبَّمَا جُعِلَ كَذَلِكَ نَحْوَ عَجِبْتُ مِنْ كَلَامِكَ زَيْدًا فَقَوْلُ الرَّافِعِيِّ الْكَلَامُ يَنْقَسِمُ إلَى مُفِيدٍ وَغَيْرِ مُفِيدٍ لَمْ يُرِدْ الْكَلَامُ فِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا مُفِيدًا عِنْدَهُمْ وَإِنَّمَا أَرَادَ اللَّفْظَ وَقَدْ حَكَى بَعْضُ الْمُصَنِّفِينَ أَنَّ الْكَلَامَ يُطْلَقُ عَلَى الْمُفِيدِ وَغَيْرِ الْمُفِيدِ قَالَ وَلِهَذَا يُقَالُ هَذَا كَلَامٌ لَا يُفِيدُ وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ وَتَأْوِيلُهُ ظَاهِرٌ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ» الْأَمَانَةُ هُنَا قَوْله تَعَالَى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وَالْكَلِمَةُ إذْنُهُ فِي النِّكَاحِ وَتَكَلَّمَ كَلَامًا حَسَنًا وَبِكَلَامٍ حَسَنٍ وَالْكَلَامُ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمَعْنَى الْقَائِمُ بِالنَّفْسِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فِي نَفْسِي كَلَامٌ.
وَقَالَ تَعَالَى {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} [المجادلة: 8] قَالَ الْآمِدِيّ وَجَمَاعَة وَلَيْسَ الْمُرَاد مِنْ إطْلَاق لَفْظ الْكَلَام إلَّا الْمَعْنَى الْقَائِمَ بِالنَّفْسِ وَهُوَ مَا يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ إذَا أَمَرَ غَيْرَهُ أَوْ نَهَاهُ أَوْ أَخْبَرَهُ أَوْ اسْتَخْبَرَ مِنْهُ وَهَذِهِ الْمَعَانِي هِيَ الَّتِي يُدَلُّ عَلَيْهَا بِالْعِبَارَاتِ وَيُنَبَّهُ عَلَيْهَا بِالْإِشَارَاتِ كَقَوْلِهِ
إنَّ الْكَلَامَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّمَا ... جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْفُؤَادِ دَلِيلَا
وَمَنْ جَعَلَهُ حَقِيقَةً فِي اللِّسَانِ فَإِطْلَاقٌ اصْطِلَاحِيٌّ وَلَا مُشَاحَّةَ فِي الِاصْطِلَاحِ وَتَكَالَمَ الرَّجُلَانِ كَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ الْآخَرَ وَكَالَمْتُهُ جَاوَبْتُهُ وَكَلَمْتُهُ كَلْمًا
مِنْ بَابِ قَتَلَ جَرَحْتُهُ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ ثُمَّ أُطْلِقَ الْمَصْدَرُ عَلَى الْجُرْحِ وَجُمِعَ عَلَى كُلُومٍ وَكِلَامٍ مِثْلُ بَحْرٍ وَبُحُورٍ وَبِحَارٍ وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَرَجُلٌ كَلِيمٌ وَالْجَمْعُ كَلْمَى مِثْلُ جَرِيحٍ وَجَرْحَى. 
باب الكاف واللام والميم معهما ك ل م، ك م ل، ل ك م، ل م ك، م ك ل، م ل ك كلهن مستعملات

كلم: الكَلْم: الجرح، والجميع: الكلُوم. كلمته أكلِمه كَلماً، وأنا كالمٌ، [وهو مَكلومٌ] . أي: جرحته. وكَليمُك: الذي يُكَلِّمك وتُكَلِّمه. والكَلِمةُ: لغة حجازية، والكِلْمةُ: تميمية، والجميع: الكَلِمُ والكِلَمُ، هكذا حكي عن رؤبة :

لا يسمع الرَّكبُ به رجع الكِلَمْ

كمل: كَمَلَ الشيء يكمُل كَمالاً، [ولغة أخرى: كَمُلَ يكمُلُ فهو كامل في اللغتين] . والكَمالُ: التمام الذي يجزأ منه أجزاؤه، تقول: لك نصفه وبعضه وكَمالُه. وأكملتُ الشيء: أجملته وأتممته. وكامل: اسم فرس سابق كان لبني امرىء القيس. و [تقول] : أعطيته المال كَمَلاً، هكذا يُتَكَلَّم به، في الواحد والجمع سواء، ليس بمصدر ولا نعت، إنما هو كقولك: أعطيته كله، ويجوز للشاعر أن يجعل الكامل كميلا، قال ابن مرداس :

على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولاً كميلا

لكم: اللَّكْمُ: اللكز في الصدر.. لَكَمْتُه أَلْكُمُهُ لَكْماً. والمُلَكَّمةُ: القرصة المضروبة باليد. والتَّلْكيمُ: شيء يفعله خولان بن عمرو بن قضاعة، ومنازلهم من مكة على ثلاث. بلغ من برهم بالضيف أن يخلوا معه البكر فتضاجعه، ويبيحون له ما دون الفضة. يسمون ذلك التَّلْكِيمَ، فإذا وافقها قالت لأهلها: أنا أشاؤه فيزوجونها، وقد لَكَّمها قبل.

لمك: نوح بن لَمَك، ويقال: ابن لامَك بن اخنوخ، وهو إدريس النبي ع. واللُّماكُ: الكُحل.

مكل: مَكَلَتِ البئر: كثر ماؤها، واجتمع في وسطها. وبئر مكُولٌ، أي: قد جم الماء فيها، قال : سمح المؤتى أصبحت مَواكلا

المُكلة: المجتمع من الماء. ويقال: مَكَلتُ البئر، أي: نزحتها .

ملك: المٌلكُ لله المالِك المًلِيك. والمَلكُوتُ: ملكُ الله، [ومَلَكُوت الله: سلطانه] . والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخول. والمَمْلكةُ: سلطان المَلِكِ في رعيته، يقال: طالت مَملكتُهُ، وعظم مُلكُهُ وكَبُر. والمَمْلوكُ: العبدُ أقر بالمُلُوكة، والعبد أقر بالعبودة. وأصوبه [أن يقال] : أقر بالمَلَكة وبالمِلْكِ. ومِلاك الأمر: ما يعتمد عليه. والقَلْبُ مِلاكُ الجسد. والإِملاك: التزويج.. قد أملكوه وملكوه، أي: زوجوه، شبه العروس بالمِلْك، قال :

كاد العَرُوسُ أن يكون مَلِكا

والمَلَكُ [واحد] الملائكة، إنما هو تخفيف الملأك ، والأصل مألك، فقدموا اللام وأخروا الهمزة، فقالوا: ملأك، وهو مَفعَل من الألوك وهو الرسالة، واجتمعوا على حذف همزته كهمزة يرى وقد يتمونه في الشعر عند الحاجة، قال :

فلست لإنسي ولكن لِمَلأَكٍ ... تبارك من فوق السماوات مرسله

[وتمام تفسيره في معتلات حرف الكاف] .
ك ل م: (الْكَلَامُ) اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ. وَ (الْكَلِمُ) لَا يَكُونُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ لِأَنَّهُ جَمْعُ (كَلِمَةٍ) مِثْلُ نَبِقَةٍ وَنَبِقٍ. وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كَلِمَةٌ وَكِلْمَةٌ وَكَلْمَةٌ. وَ (الْكَلِمَةُ) أَيْضًا الْقَصِيدَةُ بِطُولِهَا. وَ (الْكَلِيمُ) الَّذِي يُكَلِّمُكَ. وَ (كَلَّمَهُ) (تَكْلِيمًا) وَ (كِلَّامًا) مِثْلُ كَذَّبَهُ تَكْذِيبًا وَكِذَّابًا. وَ (تَكَلَّمَ) كَلِمَةً وَبِكَلِمَةٍ. وَ (كَالَمَهُ) جَاوَبَهُ، وَ (تَكَالَمَا) بَعْدَ التَّهَاجُرِ. وَكَانَا مُتَهَاجِرَيْنِ فَأَصْبَحَا يَتَكَالَمَانِ وَلَا تَقُلْ: يَتَكَلَّمَانِ. وَمَا أَجِدُ (مُتَكَلَّمًا) بِفَتْحِ اللَّامِ أَيْ مَوْضِعَ كَلَامٍ. وَ (الْكِلِّمَانِيُّ) الْمِنْطِيقُ. وَ (الْكَلْمُ) الْجِرَاحَةُ وَالْجَمْعُ (كُلُومٌ) وَ (كِلَامٌ) وَقَدْ (كَلَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: « {دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] » أَيْ تَجْرَحُهُمْ وَتَسِمُهُمْ. وَ (التَّكْلِيمُ) التَّجْرِيحُ. وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ (كَلِمَةُ) اللَّهِ لِأَنَّهُ لَمَّا انْتُفِعَ بِهِ فِي الدِّينِ كَمَا انْتُفِعَ بِكَلَامِهِ سُمِّيَ بِهِ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ سَيْفُ اللَّهِ وَأَسَدُ اللَّهِ.

ك ل ا: (الْكُلْيَةُ) وَ (الْكُلْوَةُ) مَعْرُوفَةٌ وَلَا تَقُلْ: كِلْوَةٌ بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ (كُلْيَاتٌ) وَ (كُلًى) . وَبَنَاتُ الْيَاءِ إِذَا جُمِعَتْ بِالتَّاءِ لَا يُحَرَّكُ مَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنْهَا بِالضَّمِّ. وَ (كِلَا) فِي تَأْكِيدِ اثْنَيْنِ نَظِيرُ كُلٍّ فِي الْجُمُوعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ غَيْرُ مُثَنًّى كَمِعًى وُضِعَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاثْنَيْنِ كَمَا وُضِعَ نَحْنُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاثْنَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا وَهُوَ مُفْرَدٌ. وَ (كِلْتَا) لِلْمُؤَنَّثِ وَلَا يَكُونَانِ إِلَّا
مُضَافَيْنِ: فَإِذَا أُضِيفَ إِلَى ظَاهِرٍ كَانَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ تَقُولُ: جَاءَنِي كَلَا الرَّجُلَيْنِ، وَكَذَا رَأَيْتُ وَمَرَرْتُ. وَإِذَا أُضِيفَ إِلَى مُضْمَرٍ قَلَبْتَ أَلِفَهُ يَاءً فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ تَقُولُ: رَأَيْتُ كِلَيْهِمَا وَمَرَرْتُ بِكِلَيْهِمَا وَبَقِيَتْ فِي الرَّفْعِ عَلَى حَالِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مُثَنًّى وَلَا يُتَكَلَّمُ مِنْهُ بِوَاحِدٍ، وَلَوْ تُكَلِّمَ بِهِ لَقِيلَ: كِلٌ وَكِلْتٌ وَكِلَانِ وَكِلْتَانِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

فِي كِلْتِ رِجْلَيْهَا سُلَامَى وَاحِدَهْ
أَيْ فِي إِحْدَى رِجْلَيْهَا. وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَالْأَلِفُ فِي الشِّعْرِ مَحْذُوفَةٌ لِلضَّرُورَةِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى كَوْنِهِ مُفْرَدًا قَوْلُ جَرِيرٍ:

كِلَا يَوْمَيْ أُمَامَةَ يَوْمُ صَدٍّ
أَنْشَدَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ. 
كلم: كلّم: امتثل أمر فلان (ألف ليلة 97:1، 7) كلّمي الملك التي ترجمها لين: أجيبي عن إنذار الملك.
كلّم: قولّ: (على سبيل المثال: الشيطان الذي أنطق الصنم) (معجم الجغرافيا).
تكلّم: أنظر معنى تكلم ب عند (الحلل 2) وتكلم على عند (بدرون ملاحظات ص43) و (بسام 179:3).
تكلّم: غنّى (للطير المسمى سمنة أو زرزور) (الكالا: cantar eltordo) تكلّم إلى: إيصال الكلام بطريق غير مباشر (ابن صاحب الصلاة 21): أرى من الرأي والنصيحة لله وللخليفة أن نتكلم إليه بجميعنا معشر الموحّدين والطلبة وأن يجعل (نجعل) بيننا وبينه مَنْ يوصل إليه كلامنا من بنيه واحداً فقبلوا رأيه واجتمعوا وتكلموا إلى أمير المؤمنين رضّه في أن يكون ابنه السيد أبو حفص الذي يوصل كلامهم إليه.
تكلّم بالحدثان: تنبأ (المقدمة 2، 50).
تكلم على: نطق بألفاظ السحر ضد شخص ما أو لمصلحته (معجم الادريسي، المقدمة 129:3، 5).
تكلم عن: تكلم بالإنابة عن شخص آخر (عبد الواحد 176).
تكلم عنه: تحدَّث عن شخص، أو شيء، بأسلوب غير مشرف كثيراً، اغتاب، لام (محمد بن الحارث 282): كان مولى وهو أول مَنْ ولي قضاء الجماعة للخلفاء من الموالي فشق ذلك على العرب ... وتكلموا فيه (المقري 576:1، 3، 586، 7، 617، 20، 2، 376، 12) تُكُلَمَ (كوسج. كرست 43، 4 رينان افيروس 444، 3، رياض النفوس 75): ذكر أن قاضياً كانت له أحكام (وفي ص87) وذلك أن ابن عبدون تكلم في أبي حنيفة فأراد التوصل إلى إهانته. أنظر معاني هذا الفعل حين يرد وحده كلاً من (ابن خلكان 28:10، 9 وست ألف ليلة، برسل، 106:11، 10): عند الكلام في الحديث أو السنة ينبغي التحقق من صحتهما (أنظر في ذلك مقدمة ابن خلكان 142:2، 15) وعند الكلام على رواة الحديث أو السُنّة التحقق من صحة الرواية والإسناد ومن مقدار الثقة بهم وحسن نيتهم.
كلِمٌ ليست جمعاً ل كلمة فحسب إلا إنها تستعمل في موضع المفرد المذكر أيضاً (عباد 164:2، 10، 63:2).
كلمة مرادف دين: (عبد الواحد 12:64): فكان هذا أحد الفتوح المشهورة بالأندلس أعزَّ الله فيه دينه وأعلى كلمته. (حيان 95) فيما أظهر اللعين عمر ابن حفصون النصرانية وباطن العجم نصارى الذمة واستخلصهم بالكلمة.
كلمة: شهرة (كارتاس 2، 8 في حديثه عن الأسرة الحاكمة: أعلى الله كلمتها ورفع قدرها، 3، 1، 7 وفي حديثه عن أحد الأمراء: نصره الله وأيده وأعلى كلمته وأبّده.
كلمة: هيمنة، سيادة سيطرة (61:1، 9 البربرية): وبعث كلمته في أقطار المغرب الأقصى والأدنى إلى تخوم الموحدين؛ ولي العهد الوريث يسمى حامل كلمة أبيه (عباد 2، 61، 12).
كلمة واحدة: اتحاد (رولاند، ابن بطوطة الجزء الثالث 66): طمحوا أن يجعلوا خراسان كلمة واحدة رافضية.
كلمة: الثمن الحقيقي (رولاند).
ائتلاف الكلمة: اتفاق الكلمة، اجتماع الكلمة: ألفه، ود، وفاق، واختلاف الكلمة، تفّرق الكلمة: تنافر، نزاع (عباد 1، 278).
كلمات: ألفاظ السَّحْر (ألف ليلة 350:3، 4).
كلمة (بربرية؟) حديقة صغيرة (رياض النفوس 78): ثم قال أعرف عندكم في الكلمة (كذا) وهي الجنينة شي (شيئاً) من العليق نبت مع الزرب فقال له نعم عندنا منه شيء كثير.
كلمات: نوع سجّاد (انظر أعلاه) 1، 31 مادة اكليم.
كَلام: عبارة (همبرت 110).
كلام: نثر (الكامل 3: 708): لو لم يَجُز في الكلام لجاز في الشعر.
كلام: قول تافه أو باطل أو طائش أو عابث.
هذر، هراء، ترَّهة (معجم الجغرافيا).
كلام: غيبة، اغتياب، نميمة، ثلب (كوسج، كرست 43، 4، المقري 1؛ 586، 5).
كلام: نزاع، جدال، مشاجرة، مشاحنة، مشادة (معجم الطرائف، الأغاني 60، 3 المقري 2، 440 ابن البيطار 248:1): ذلك الذي يلبس خاتماً من العقيق كثر وقوع الكلام بينه وبين الناس؛ وفيه كلام أي منازع فيه (المقري 300:3).
كلام: قضية (أنظر مادة خصامة).
كلام: اتفاق، معاهدة، عقد، ميثاق (كارتاس 245، 9): قال السفير لسانثو: وإن كان بينك وبين ابن الأحمر كلام أو ربط فاتركه واخرج من أموره بالكلية.
كلام: مزاولة العمل بطريقة غير مألوفة (ألف ليلة، برسل 154:4): أقام في الخلافة يأخذ ويعطي ويمر وينهي وينفذ كلامه إلى آخر النهار.
كليم. كليم اتلله أو الكليم وحدها لقب موسى لأنه كلَّم الله (البكري 135 رحلة ابن جبير 54، 2 ابن البيطار 132:1 كرتاس 110، 1، 134) وفي القرآن الكريم 162:4:} (كلَّم الله موسى تكليماً) {.
مكالمة: محادثة (رولاند).
متكلَّم: وهو الذي يتكلم بفصاحة أو بلاغة أو لباقة (الكالا).
المتكلمون: هم أولئك الذين عينوا وألحقوا بخدمة حكومة الإسكندرية (أماري دبلوماسية 214، 233، 226).
متكلماني: فصيح اللسان، أديب، حسن التعبير، أو الذي يتكلم على النحو متكلف (بوشر).
كلم
الكلْمُ: التأثير المدرك بإحدى الحاسّتين، فَالْكَلَامُ: مدرك بحاسّة السّمع، والْكَلْمُ: بحاسّة البصر، وكَلَّمْتُهُ: جرحته جراحة بَانَ تأثيرُها، ولاجتماعهما في ذلك قال الشاعر:
والْكَلِمُ الأصيل كأرغب الْكَلْمِ
الْكَلمُ الأوّل جمع كَلِمَةٍ، والثاني جراحات، والأرغب: الأوسع، وقال آخر:
وجرح اللّسان كجرح اليد
فَالْكَلَامُ يقع على الألفاظ المنظومة، وعلى المعاني التي تحتها مجموعة، وعند النحويين يقع على الجزء منه، اسما كان، أو فعلا، أو أداة. وعند كثير من المتكلّمين لا يقع إلّا على الجملة المركّبة المفيدة، وهو أخصّ من القول، فإن القول يقع عندهم على المفردات، والكَلمةُ تقع عندهم على كلّ واحد من الأنواع الثّلاثة، وقد قيل بخلاف ذلك . قال تعالى: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ
[الكهف/ 5] ، وقوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ
[البقرة/ 37] قيل: هي قوله: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا [الأعراف/ 23] . وقال الحسن: هي قوله: «ألم تخلقني بيدك؟ ألم تسكنّي جنّتك؟ ألم تسجد لي ملائكتك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ أرأيت إن تبت أكنت معيدي إلى الجنّة؟ قال: نعم» .
وقيل: هي الأمانة المعروضة على السموات والأرض والجبال في قوله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ الآية [الأحزاب/ 72] ، وقوله: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة/ 124] قيل: هي الأشياء التي امتحن الله إبراهيم بها من ذبح ولده، والختان وغيرهما . وقوله لزكريّا: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران/ 39] قيل: هي كَلِمَةُ التّوحيد. وقيل: كتاب الله. وقيل: يعني به عيسى، وتسمية عيسى بكلمة في هذه الآية، وفي قوله: وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ
[النساء/ 171] لكونه موجدا بكن المذكور في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى [آل عمران/ 59] وقيل: لاهتداء الناس به كاهتدائهم بكلام الله تعالى، وقيل: سمّي به لما خصّه الله تعالى به في صغره حيث قال وهو في مهده:
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ الآية [مريم/ 30] ، وقيل: سمّي كَلِمَةَ الله تعالى من حيث إنه صار نبيّا كما سمّي النبيّ صلّى الله عليه وسلم ذِكْراً رَسُولًا [الطلاق/ 10- 11] . وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الآية [الأنعام/ 115] . فَالْكَلِمَةُ هاهنا القضيّة، فكلّ قضيّة تسمّى كلمة سواء كان ذلك مقالا أو فعالا، ووصفها بالصّدق، لأنه يقال: قول صدق، وفعل صدق، وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
[الأنعام/ 115] إشارة إلى نحو قوله:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية [المائدة/ 3] ، ونبّه بذلك أنه لا تنسخ الشريعة بعد هذا، وقيل:
إشارة إلى ما قال عليه الصلاة والسلام: «أوّل ما خلق الله تعالى القلم فقال له: اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة» . وقيل: الكَلِمَةُ هي القرآن، وتسميته بكلمة كتسميتهم القصيدة كَلِمَةً، فذكر أنّها تتمّ وتبقى بحفظ الله تعالى إيّاها، فعبّر عن ذلك بلفظ الماضي تنبيها أن ذلك في حكم الكائن، وإلى هذا المعنى من حفظ القرآن أشار بقوله: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ الآية [الأنعام/ 89] ، وقيل: عنى به ما وعد من الثّواب والعقاب، وعلى ذلك قوله تعالى: بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ [الزمر/ 71] ، وقوله:
كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا الآية [يونس/ 33] ، وقيل: عنى بالكلمات الآيات المعجزات التي اقترحوها، فنبّه أنّ ما أرسل من الآيات تامّ وفيه بلاغ، وقوله: لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ [الأنعام/ 115] ردّ لقولهم: ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا الآية [يونس/ 15] ، وقيل: أراد بِكَلِمَةِ ربّك: أحكامه التي حكم بها وبيّن أنه شرع لعباده ما فيه بلاغ، وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا [الأعراف/ 137] وهذه الْكَلِمَةُ فيما قيل هي قوله تعالى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ الآية [القصص/ 5] ، وقوله: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً [طه/ 129] ، وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ [الشورى/ 14] فإشارة إلى ما سبق من حكمه الذي اقتضاه حكمته، وأنه لا تبديل لكلماته، وقوله تعالى: وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ
[يونس/ 82] أي: بحججه التي جعلها الله تعالى لكم عليهم سلطانا مبينا، أي: حجّة قوية.
وقوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح/ 15] هو إشارة إلى ما قال: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ الآية [التوبة/ 83] ، وذلك أنّ الله تعالى جعل قول هؤلاء المنافقين: ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ [الفتح/ 15] تبديلا لكلام الله تعالى، فنبه أنّ هؤلاء لا يفعلون وكيف يفعلون- وقد علم الله تعالى منهم أن لا يتأتى ذلك منهم-؟ وقد سبق بذلك حكمه. ومُكالَمَةُ الله تعالى العبد على ضربين:
أحدهما: في الدّنيا.
والثاني: في الآخرة.
فما في الدّنيا فعلى ما نبّه عليه بقوله: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
الآية [الشورى/ 51] ، وما في الآخرة ثواب للمؤمنين وكرامة لهم تخفى علينا كيفيّته، ونبّه أنه يحرم ذلك على الكافرين بقوله: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ [آل عمران/ 77] . وقوله: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ
[النساء/ 46] جمع الكلمة، وقيل: إنهم كانوا يبدّلون الألفاظ ويغيّرونها، وقيل: إنه كان من جهة المعنى، وهو حمله على غير ما قصد به واقتضاه، وهذا أمثل القولين، فإنّ اللفظ إذا تداولته الألسنة واشتهر يصعب تبديله، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ
[البقرة/ 118] أي: لولا يكلّمنا الله مواجهة، وذلك نحو قوله:
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ إلى قوله: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء/ 153] .

كلم: القرآنُ: كلامُ الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته، وكلامُ

الله لا يُحدّ ولا يُعدّ، وهو غير مخلوق، تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون

علُوّاً كبيراً. وفي الحديث: أَعوذ بِكلماتِ الله التامّاتِ؛ قيل: هي

القرآن؛ قال ابن الأَثير: إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن

يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى

التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه. وفي

الحديث: سبحان الله عَدَد كلِماتِه؛ كِلماتُ الله أي كلامُه، وهو صِفتُه

وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد، فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في

الكثرة، وقيل: يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك،

ونَصْبُ عدد على المصدر؛ وفي حديث النساء: اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة

الله؛ قيل: هي قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان، وقيل: هي

إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه. ابن سيده: الكلام القَوْل، معروف، وقيل:

الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة، والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه،

وهو الجُزْء من الجملة؛ قال سيبويه: اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في

الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً، ومِن أَدلّ الدليل على

الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا

يقولوا القرآن قول الله، وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه

ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه، فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون

إلا أَصواتاً تامة مفيدة؛ قال أَبو الحسن: ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل

واحد منهما موضع الآخر؛ ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في

الحقيقة قول كثيِّر:

لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها،

خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا

فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب

السامع، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة

مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه، وقد قال سيبويه: هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم،

فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو

على حرف واحد، وسمى كل واحدة من ذلك كلمة. الجوهري: الكلام اسم جنس يقع

على القليل والكثير، والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة

مثل نَبِقة ونَبِق، ولهذا قال سيبويه: هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية،

ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء: الاسم والفِعْل

والحَرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة،

وتميم تقول: هي كِلْمة، بكسر الكاف، وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات: كَلِمة

وكِلْمة وكَلْمة، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ،

وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان؛ قال:

فَصَبَّحَتْ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ،

جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ

(* قوله «مفعم» ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً

ضبط في مادة فعم من الصحاح).

وكأَنّ الكلام في هذا الــاتساع إنما هو محمول على القول، أَلا ترى إلى

قلة الكلام هنا وكثرة القول؟ والكِلْمَة: لغةٌ تَميمِيَّةٌ، والكَلِمة:

اللفظة، حجازيةٌ، وجمعها كَلِمٌ، تذكر وتؤنث. يقال: هو الكَلِمُ وهي

الكَلِمُ. التهذيب: والجمع في لغة تميم الكِلَمُ؛ قال رؤبة:

لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ

وقالل سيبويه: هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل، يجوز

أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة، ويجوز أن تكون

من نعت الأَواخر، فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث

الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ:

لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه

تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف

فوصفه بالجمع، فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من

قولهم: ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ؛ وكما قال:

تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا

فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد، لما كانت الضبع هنا

جنساً، وهي الكِلْمة، تميمية وجمعها كِلْم، ولم يقولوا كِلَماً على

اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة. وأما ابن جني فقال: بنو تميم يقولون كِلْمَة

وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر. وقوله تعالى: وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه

بكَلِمات؛ قال ثعلب: هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس. وقوله تعالى:

فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ؛ قال أَبو إسحق: الكَلِمات، والله أَعلم،

اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنْفُسَنا. قال

أَبو منصور: والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء، وتقع على لفظة

مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً، وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة

بأَسْرها. يقال: قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته. قال الجوهري: الكلمة

القصيدة بطُولها.

وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً، جاؤوا به

على مُوازَنَة الأَفْعال، وكالمَه: ناطَقَه. وكَلِيمُك: الذي يُكالِمُك.

وفي التهذيب: الذي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يقال: كلَّمْتُه تَكلِيماً

وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً. وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة.

وما أَجد مُتكَلَّماً، بفتح اللام، أي موضع كلام. وكالَمْته إذا حادثته،

وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا

يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ. ابن سيده: تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ

كل واحد منهما صاحِبَه، ولا يقال تَكَلَّما. وقال أَحمد بن يحيى في قوله

تعالى: وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً؛ لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة

لاحتمل ما قلنا وما قالوا، يعني المعتزلة، فلما جاء تكليماً خرج الشك

الذي كان يدخل في الكلام، وخرج الاحتمال للشَّيْئين، والعرب تقول إذا وُكِّد

الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً، والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج

الشك. وقوله تعالى: وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه؛ قال الزجاج: عنى

بالكلمة هنا كلمة التوحيد، وهي لا إله إلا الله، جَعلَها باقِيةً في عَقِب

إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل. ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة

وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ: جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ

مِنْطِيقٌٌ. وقال ثعلب: رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام، فعبر عنه بالكثرة، قال:

والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ، قال: ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ. قال

أَبو الحسن: وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام.

والكَلْمُ: الجُرْح، والجمع كُلُوم وكِلامٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يَشْكُو، إذا شُدَّ له حِزامُه،

شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه

سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً، وإنما حقيقته الجُرْحُ، وقد

يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ، فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار.

وكَلَمَه يَكْلِمُه

(* قوله «وكلمه يكلمه» قال في المصباح: وكلمه يكلمه

من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا هـ. وعلى الأخيرة اقتصر المجد. وقوله «وكلمة

كلماً جرحه» كذا في الأصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً) كَلْماً

وكَلَّمه كَلْماً: جرحه، وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم؛ قال:

عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ

والكَلِيمُ، فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح

فَحَمِي أَنْفاً، والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد، والجمع

كَلْمى. وقوله تعالى: أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم؛ قرئت:

تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم، فتَكْلِمُهم: تجرحهم وتَسِمهُم، وتُكَلِّمُهم: من

الكلام، وقيل: تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم،

قال الفراء: اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام، وقال أَبو

حاتم: قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم، والكِلام: الجراح، وكذلك

إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم، وفسر فقيل: تَسِمهُم في وجوههم،

تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه، وتَسِم الكافر بنقطة سوداء

فيسودّ وجهه. والتَّكْلِيمُ: التَّجْرِيح؛ قال عنترة:

إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ

نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَلَّمِ

وفي الحديث: ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي

لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم، وأَصل الكَلْم الجُرْح. وفي

الحديث: إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى؛ جمع كَلِيم وهو الجَريح،

فعيل بمعنى مفعول، وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً. وفي

التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل: بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح؛ قال أَبو

منصور: سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم

كَوَّن الكلمة بشَراً، ومعنى الكَلِمة معنى الولد، والمعنى يُبَشِّرُك

بولد اسمه المسيح؛ وقال الجوهري: وعيسى، عليه السلام، كلمة الله لأَنه لما

انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله

وأَسَدُ الله.

والكُلام: أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس، قال ابن دريد: ولا أَدري ما

صحته، والله أَعلم.

كلم
كلَمَ يكلُم ويَكلِم، كَلْمًا، فهو كالم، والمفعول مَكْلوم وكليم
• كلَم فلانًا: جرَحه "كَلْمُ اللِّسان أشدُّ من كَلْم السّنان- هذا ممَّا يكلِم العِرضَ والدِينَ- كلَمه غيرَ متعمِّد- {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تَكْلِمُهُمْ} [ق] ". 

تكالمَ يتكالم، تكالُمًا، فهو مُتكالِم
• تكالم الرَّجلان:
1 - تحدّثا بعد طول هجر.
2 - تحادثا "تكالما في الهاتف". 

تكلَّمَ/ تكلَّمَ بـ/ تكلَّمَ على/ تكلَّمَ عن/ تكلَّمَ في يتكلَّم، تَكَلُّمًا، فهو متكلِّم، والمفعول مُتَكَلَّم به
• تكلَّم الشَّخصُ: تحدَّث "تكلّم مع صديقه أثناء المحاضرة- من تكلَّم بما لا يعنيه سمِع ما لا يرضيه [مثل] ".
• تكلَّم المتخاصمان بعد جفوة: كلّم كلّ واحد منهما الآخرَ.
• تكلَّم كلامًا حسنًا/ تكلَّم بكلام حسن: نطَق به وتحدَّث "تكلَّم الفرنسيّة: عبر عن فكره بها- تكلَّم بصراحة قاسية- تكلَّم باسم حزب: كان الممثِّل الرسميّ له- {قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} ".
• تكلَّم بالقضيَّة/ تكلَّم على القضيَّة/ تكلَّم عن القضيَّة/ تكلَّم في القضيَّة: ذكرها، تحدث فيها وعنها "تكلّم على/ عن مغامراته: تحدّث عنها وحكاها" ° تكلَّم على المكشوف: تحدَّث بصراحة وبلا مواربة- تكلَّم عنه في غيابه بكلّ إطراء: ذكره بخير.
• تكلَّم في السياسة: تناولها بالكلام وتحدَّث فيها. 

كالمَ يكالم، مُكالمةً، فهو مُكالِم، والمفعول مُكالَم
• كالم الشّخصَ: خاطَبه وجاوبه "كالمه هاتفيًّا- {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَالَمَ اللهُ} [ق] ". 

كلَّمَ يكلِّم، تكليمًا، فهو مُكَلِّم، والمفعول مُكَلَّم
• كلَّم فلانًا: حدَّثه، خاطبه "كلّمه بالهاتف- {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ". 

كلام [مفرد]:
1 - (سف) معنى قائم بالنَّفس يُعبَّر عنه بألفاظ.
2 - (لغ) قول، وهو أصوات متتابعة مفيدة، مجموعة ألفاظ يعبِّر بها الإنسانُ عمّا بداخله "كلام ممتاز- كلام فارغ: لا يُؤبَه له- كلام معسول: فيه مداهنة وتملُّق- جاذبه الكلامَ: خاضَ معه فيه- حامل كلام الله: حافظ للقرآن- لا يُحسن الكلامَ من لم يتعلّم السُّكوتَ- خير الكلام ما قلّ ودلّ [مثل]- كم من كلام أشدّ جرحًا من حُسام [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى قول الشاعر: جراحات السِّنان لها التئامٌ ... ولا يلتامُ ما جَرح اللِّسانُ. والمثل العربيّ: كَلْم اللسان أنكى من كَلْم السنان- مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ [حديث] " ° ألقى الكلامَ على عواهنه: قاله من غير فكر ولا رويَّة ولا تأنّق- كلامٌ في الهواء- مضَغ الكلامَ: لم يُبَيِّنه.
3 - (نح) جملة مركّبة مفيدة.
• الكلامُ الجامعُ: ما قلّت ألفاظُه وكثُرت معانيه.
• الكلام الأجوف: الكلام الذي يتَّسم بالإكثار من العبارات الطَّنَّانة المتكلَّفة مع خلوِّه من المعاني، وقد يُقصد به إثارة الضَّحك.
• كلام الله: ما أنزله وأوحي به " {يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} ".
• علم الكلام: (سف) علم أصول الدِّين الذي يرمي إلى إثبات العقائد الدينيّة بإيراد الحُجَج ودفع الشُّبَه.
• لغة الكلام: (لغ) اللغة الدّارجة. 

كَلامِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من كلام.
• علم الأصوات الكلاميَّة: (لغ) دراسة الأصوات الكلاميّة في اللّغة بالرّجوع إلى توزيع الأصوات، ومدى التَكلُّم بها وبيان قواعد اللفظ. 

كَلْم [مفرد]: ج كُلوم (لغير المصدر):
1 - مصدر كلَمَ.
2 - جُرح "لم يبرأ كَلْمُه على الرغم من طول معالجته". 

كَلِم [جمع]: مف كلمة: كلام الله " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ".
• جوامع الكلم: ما يكون لفظه قليلاً ومعناه جزيلاً، كقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم: حُفَّت الجنَّةُ بالمكاره وحُفَّت النَّارُ بالشَّهوات [حديث] "َأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ [حديث] ". 

كَلِمَة/ كِلْمَة [مفرد]: ج كَلِمات وكَلِم:
1 - لفظة واحدة أو مجموعة ألفاظ دالة على معنى "الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ [حديث]- {تَعَالَوْا إِلَى كِلْمَةٍ سَوَاءٍ} [ق]: المراد: شهادة أن لا إله إلاّ الله" ° أعطى له الكلمةَ: سمَح له أن يتحدَّث- اجتمعت كلمتُهم على كذا: اتّفقوا- الكلمات الأخيرة: تقال قبل الوفاة- الكلمة الأخيرة: القرار النهائيّ-
 الكلمة العليا: السلطة، الرأي، القرار- الكلمة المفتاح: كلمة تعمل كمفتاح لحلّ رمزٍ أو شفرةٍ ما- بكُلِّ معنى الكلمة: بكلّ ما في الكلمة من تعبير- كلمة مراوِغة: كلمة مواربة تستخدم لتجريد عبارة من قوَّتها، أو لتحاشي الالتزام المباشر- لا كلمة له: يعد ولا يفي بوعده- مسموع الكلمة: مُطاع.
2 - علم وحقيقة الشَّيء " {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ}: ما نفِد علمُ الله بما هو مُقدَّر في الأزل قبل أن يكون موجودًا".
3 - كلام مُؤَلَّف كالخُطبة أو الرسالة القصيرة "ألقى كلمة في الجمهور- بعث إليه بكلمة- كلمة ختاميَّة".
4 - (دن) الأُقنوم الثاني من الثالوث الأقدَس عند النصارى.
5 - (نح) لفظة دالّة على معنى مفرد بالوضع، أقسامها ثلاثة: اسم وفعل وحرف.
• كلمة الله: شريعته، حُكْمُه وإرادته " {وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا} - {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا} - {يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ}: شرائعه".
• كلمة التعارُف/ كلمة السِّرِّ: كلمة مُتَّفَق عليها للتعارف بين أفراد جماعة.
• كلمة التقوى: التي يُتَّقى بها من الشّرك " {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} ".
• كلمة الافتتاح: الكلام الذي يُبدأ به أيّ عمل من الأعمال.
• كلمة الختام:
1 - كلمة نثريّة أو شعريَّة يخاطب بها الممثِّلُ الجمهورَ بعد نهاية المسرحيّة.
2 - كلمة لاختتام كتاب تُطبع في نهاية متن الكتاب.
• الكلمات المُتقاطِعة: لُعبة أو رياضة ذهنيّة تعتمد على جمع حروف، لتكوين كلمات. 

كَليم1 [مفرد]: ج كُلَماءُ: من يُكالِمك.
• كليم الله: لقب النبيّ موسى عليه السلام؛ لأنّ الله كلَّمه. 

كَليم2 [مفرد]: ج كَلْمى: صفة ثابتة للمفعول من كلَمَ: "أخذوا الكَلْمى إلى المستشفى- تمرُّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هزيمةً ... ووَجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسمُ". 

كِلِيم [مفرد]: ج أَكْلِمة: نوعٌ من البُسُط غليظ النَّسج، يُصنع من الصُّوف، ذو ألوان زاهية. 

مُتكلِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تكلَّمَ/ تكلَّمَ بـ/ تكلَّمَ على/ تكلَّمَ عن/ تكلَّمَ في.
2 - قادر على التعبير عن نفسه بسهولة وبشكل واضح ومؤثِّر.
3 - (سف) مشتغل بعلم الكلام "المعتزليّ مُتكلِّم".
4 - (نح) ما يدلّ على متكلِّم نحو أنا ونحن "ضمير المُتَكلِّم". 

مُكالمة [مفرد]:
1 - مصدر كالمَ.
2 - مُخابرة أو اتِّصال "تلقَّى مُكالمات هاتفيّة كثيرة".
• مكالمة خارجيّة: مكالمة هاتفيّة ذات سعر أعلى من المتعارف عليه بالنسبة للمكالمة المحليّة. 
كلم

(الكَلاَمُ: القَوْلُ) مَعْرُوفٌ، (اَوْ مَا كَانَ مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ) ، وَهُوَ الجُمْلَة والقَوْلُ مَا لَمْ يَكُن مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ، وَهُوَ الجُزْءُ من الجُمْلَة، ((ومِن أَدَلِّ الدَّلِيلِ على الفَرْق بَيْن الكَلاَم والقَوْل إجماعُ النَّاسِ على أَنْ يَقُولُوا: القُرآنُ كَلامُ اللهِ، وَلَا يَقُولُوا: القُرآنُ قَولُ اللهِ، وذَلِك أَنَّ هَذَا مَوضِعٌ [ضَيِّقٌ] مُتَحَجَّرٌ لَا يُمْكِن تَحْرِيفُه، وَلَا يَجُوزُ تَبْدِيلُ شَيءٍ من حُرُوفِه، فعُبِّر لِذَلِك عَنهُ بالكَلاَم الّذِي لَا يَكُون إِلَّا أَصواتًا تَامَّةً مُفِيدَةً)) . قَالَ أَبُو الحَسَن: ثمَّ إنَّهم قَدْ يَتَوَسَّعُونَ فَيَضَعُون كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُما مَوْضِعَ الآخَرِ، ومِمّا يَدُلّ على أَنَّ الكَلامَ هُوَ الجُمَلُ المُتَرَكِّبَةُ فِي الحَقِيقَةِ قَولُ كُثَيِّرٍ:
(لَوْ يَسْمَعُونَ كَمَا سَمِعْتُ كَلاَمَهَا ... خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وسُجُودَا) ((فَمَعْلُومٌ أَنَّ الكَلِمَةَ الواحِدَةَ لَا تُشْجِي وَلَا تُحْزِنُ، وَلَا تَتَمْلَّكُ قَلْبَ السَّامِعِ، إنَّما ذَلِك فِيمَا طَالَ من الكَلامِ، وأَمْتَعَ سَامِعِيه، لِعُذُوبَةِ مُسْتَمَعِه، ورِقَّهِ حَوَاشِيه)) .
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الكَلامُ اسْمُ جِنْسٍ، يَقَعُ عَلَى القَلِيلِ والكَثِيرِ، والكَلِمُ لَا يَكُونُ أَقلَّ مِنْ ثَلاثِ كَلِماتٍ؛ لأنَّه جَمْعُ كَلِمَةٍ، مِثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ، ولِهَذَا قَال سِيبَوَيهِ: ((هَذَا بَابُ عِلْمِ مَا الكَلِمُ من العَرَبِيَّةِ)) ، ولَمْ يَقُلْ مَا الكَلامُ؛ لأنَّه أَرَادَ نَفْسَ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ: الاسْمِ، والفِعْلِ، والحَرْفِ، فجَاءَ بِمَا لَا يَكُونُ إِلَّا جَمْعًا، وتَرَكَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ عَلَى الوَاحِدِ والجَمَاعَةِ.
وَفِي شَرْحِ شَيْخِنَا: الكَلامُ لُغَةً يُطْلَقُ على الدَّوَالِّ الأربَعِ، وعَلى مَا يُفْهَمُ من حَالِ الشَّيء مَجَازًا، وعَلى التَّكَلُّم، وعَلى التَّكْلِيم كَذلِك، وعَلى مَا فِي النَّفْسِ من المَعَانِي الَّتِي يُعَبَّرُ بِهَا، وعَلى اللَّفْظِ المُرَكَّبِ أَفَادَ أَمْ لَا مَجازًا على مَا صَرَّح بِهِ سِيبَوَيْهِ فِي مَوَاضِع من كِتابِه مِن أَنَّه لَا يُطْلَقُ حَقِيقةً إِلَّا على الجُمَلِ المُفِيدَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابنِ جِنِّي، فَهُوَ مَجَازٌ فِي النَّفْسَانِيِّ، وقِيلَ: حَقِيقَةٌ فِيهِ، مَجازٌ فِي تِلْك الجُمَلِ، وَقيل: حَقِيقةٌ فِيهِما، ويُطْلَقُ عَلَى الخِطَابِ، وعَلى جِنْس مَا يُتَكَلَّمُ بِه من كَلِمَةٍ وَلَو كانَتْ على حَرْفٍ كواوِ العَطْفِ أَو أكثرَ مِنْ كَلِمَةٍ مُهْمَلَةٍ أَوْ لَا، وعَرَّفه بَعضُ الأصُولِيّين بِأنَّه المُنْتَظِمُ مِنَ الحُرُوفِ المَسْمُوعَةِ المُتَمَيِّزَةِ.
(و) الكُلامُ، (بِالضَّمِّ: الأرْضُ الغَلِيظَةِ) الصُّلْبَةُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه. (و) الكُلامُ: (ة بِطَبَرِسْتَانَ) .
(والكَلِمَةُ) ، بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ، وإِنَّمَا أَهْمَلَه عَن الضَّبْطِ لاشْتِهَارِه، (اللَّفْظَةُ) الوَاحِدَةُ حِجَازِيَّةٌ، وَفِي اصْطِلاح النَّحْوِيَّين: لَفْظٌ وُضِعَ لِمَعْنًى مُفْرَد.
(و) من المَجَازِ: الكَلِمَةُ: (القَصِيدَةُ) بِطُولِهَا كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَمِنْه حَفِظْتُ كَلِمَةَ الحُوَيْدِرَةِ، أَي: قَصِيدَتَه، وهذِه كَلِمَةٌ شَاعِرَةٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الكَلِمَةُ تَقَعُ على الحَرْفِ الوَاحِدِ من حُرُوفِ الهِجَاءِ، وعَلى لَفْظَةٍ مُرَكَّبَةٍ من جَماعَةِ حُرُوفٍ ذَوَاتِ مَعْنًى، وعَلَى قَصِيدَةٍ بِكَمَالِها، وخُطْبَةٍ بِأَسْرِهَا.
(ج: كَلِمٌ) بِحَذْفِ الهَاءِ، تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، يُقال: هُوَ الكَلِمُ، وهِيَ الكَلِمُ، وقَولُ سِيبَوَيْهِ: ((هَذَا بَابُ الوَقْفِ فِي أَوَاخِرِ الكَلِمِ المُتَحَرِّكَةِ فِي الوَصْلِ)) ، يجوز أَن يَكُونَ المُتَحَرِّكَةُ من نَعْتِ الكَلِم، فَتَكُونُ الكَلِم حِينَئِذٍ مُؤَنَّثَة، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من نَعْتِ الأوَاخِرِ، فإذَا كَانَ كَذلِك فَلَيْسَ فِي كَلامِ سِيبَوَيْهِ هُنَا دَلِيلٌ على تَأْنِيث الكَلِمَ، بَلْ يَحْتَمِلُ الأمْرَيْن جَمِيعًا.
(كالكِلْمَةِ، بِالكَسْرِ) فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وجَمْعُهَا: كِلْمٌ، بِالكَسْرِ ايضًا، ولَمْ يَقُولُوا: كِلَمٌ على اطِّراد فِعَلٍ فِي جَمْعِ فِعْلَة. وأَمَّا ابنُ جِنِّي فَقَال: بَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ فِي (ج:) كَلْمَة: كِلَم، (كَكِسَرٍ) ، وكِسْرَة، وأنشَدَ الأزْهَرِيّ لِرُؤْبَةَ:
(لَا يَسْمَعُ الرَّكْبُ بِهِ رَجْعَ الكِلَمْ ... )
(والكَلْمَةُ، بِالفَتْحِ) مَعَ سُكونِ اللاَّمِ، وهَذِه لُغَةٌ ثَالثَةٌ حَكَاهَا الفَرَّاءُ، وقَالَ: مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، وَوَرِقٍ وَوِرْقٍ وَوَرْقٍ و (ج:) هَذِه كَلِمَاتٌ (بِالتَّاءِ) لَا غَيْر. (وكَلَّمَه تَكْلِيمًا وكِلاًّمًا، كَكِذَّابٍ) : حَدَّثَهُ.
(وتَكَلَّم) كَلِمَةً وبِكَلِمَةٍ (تَكَلُّمًا وتِكِلاَّمًا) ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ كَذَا فِي النُّسَخِ، وَوَقَع فِي بَعضِ الأُصُولِ: كِلاَّمًا، جَاءُوا بِهِ على مُوَازَنَةِ الأفْعَالِ أَيْ: (تَحَدَّثَ) بِهَا.
(وتَكَالَمَا: تَحَدَّثَا بَعْدَ تَهَاجُرٍ) ، وَلَا تَقُل: تَكَلَّمَا، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(والكَلِمَةُ البَاقِيَةُ) فِي قَوْلِه تَعالَى: {وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة} هِي (كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ) ، وهِي لَا إلَهَ إِلَّا الله، جَعَلَهَا بَاقِيَةً فِي عَقِبِ إبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ، لَا يَزالُ مِنْ وَلَدِهِ مَنْ يُوحِّدُ الله، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَه الزّجَّاجِيّ.
(وعِيسَى) عَليهِ السَّلامُ) كَلِمَةُ الله لأنَّه اانْتَفِعَ بِهِ وبِكَلامِه) فِي الدِّينِ كَمَا يُقالُ: [فُلانٌ] سَيْفُ الله، وأَسَدُ الله كَمَا فِي الصِّحاحِ، (أَوْ لأنَّه كَانَ) خَلَقَهُ (بِكَلِمَةِ: كُنْ مِنْ غَيْر اَبٍ) ، أَيْ: أَلْقَى الكَلِمَةَ ثُمَّ كَوَّنَها بَشَرًا، ومَعْنَى الكَلِمَةِ مَعْنَى، الوَلَدِ، قَالَه الأزْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَولِه تَعالَى: {بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمه الْمَسِيح} ، أَيْ: يُبَشِّرُكِ بِوَلِدٍ اسْمُه المَسِيحُ، وقِيلَ: كَلِمَةُ الله بِمَعْنَى قُدْرَتِه ومَشِيئَتِه، وَقيل غَيرُ ذَلِك.
(ورَجُلٌ تِكْلامَةٌ وتِكْلامٌ) ، بِكَسْرِهِما (وتُشَدَّدُ لامُهُمَا) ، الأخِيرَتَان عَن المُحِيطِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَا نَظِيرَ لتِكِلاَّمَةٍ، قَالَ أَبُو الحسَنِ: لَهُ عِنْدي نَظِيرٌ، وَهُوَ قَولُهم: رَجُلٌ تِلِقَّاعَة. (و) رَجُلٌ (كَلْمَانِيٌّ، كَسَلْمَانِيٍّ) عَن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاَء، نَقَله ابنُ عَبَّاد، (وتُحَرَّكُ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيّ، (وكِلِّمَانِيٌّ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ، و) كِلِمَّانِيٌّ، (بِكَسْرَتَيْن مُشَدَّدَةَ المِيمِ وَلَا نَظِير لَهُمَا) ، قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا نَظِيرَ لِكِلِّمَانِيٍّ وَلَا لِتِكلاَّمَةٍ: (جَيِّدُ الكَلاَمِ فَصِيحُهُ) حَسَنُه. (أَو كِلْمَانِيٌّ: كَثَيرُ الكَلامِ) ، هَكذَا نَصُّ ثَعْلَبٍ، فَعَبَّرَ عَنهُ بالكَثْرَةِ قَالَ:
(وهيَ) كِلَّمَانِيَّةٌ (بِهَاءٍ) .
(والكَلْمُ) ، بِالفَتْحِ (الجَرْحُ) قِيلَ: وَمِنْه سُمِّيَت الكَلِمَةُ كَلْمَةً، وأَنْشَدُوا:
(جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتئَامٌ ... وَلَا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ اللِّسًانُ)

(ج: كُلُومٌ وكِلامٌ) ، بِالكَسْرِ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(يَشْكُو إِذَا شُدَّ لَهُ حِزَامُه ... )

(شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُه ... )
السَّلِيمُ هُنَا الجَرِيحُ.
(وكَلَّمَهُ يُكَلِّمُهُ) كَلْمًا، (وكَلَّمَهُ) تَكْلِيمًا (جَرَحَهُ) ، وأَنَا كَالِمٌ، (فَهُوَ مَكْلُومٌ وكَلِيمٌ) قَالَ:
(عَلَيْهَا الشَّيخُ كالأَسَدِ الكَلِيمِ ... )
الكَلِيمُ بِالجَرِّ؛ لأنَّ الأسَدَ إِذا جُرِحَ حَمِيَ أَنْفًا، ويُرْوَى: بِالرَّفْعِ أَيْضا عَلَى قَوْلِك: عَلَيْهَا الشَّيْخُ الكَلِيمُ كالأسَدِ.
وقَوْلُه تَعالَى: {أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم} قَرَأَ بَعْضُهم " تَكْلِمُهُم أَيْ: تَجْرَحُهم وتَسِمُهُمْ فِي وُجُوهِهِم كَمَا فِي الصَّحَاحِ، وقِيلَ: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم سَواء، كَمَا تَقُولُ تَجْرَحُهُمْ وتُجَرِّحُهُمْ، قَالَه أَبُو حَاتِمٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي التَّكْلِيم بمَعْنَى التَّجْرِيحِ قَولَ عَنْتَرَةَ:
(إذْ لَا أَزَالُ عَلَى رِحَالَةِ سَابِحٍ ... نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
كَالَمَه: ناطَقَهُ.
وكَلِيمُكَ: الَّذِي يُكَالِمُكَ. وَأَيْضًا: لَقَبُ سَيِّدِنا مُوسَى عَلَيه السَّلامُ.
ويُجْمَعُ الكَلِيمُ بِمَعْنَى الجَرِيحِ على: كَلْمَى، كَسَكْرَى، وَمِنْه الحَدِيثُ: " إِنَّا نَقُومُ عَلَى المَرْضَى، ونُدَاوِي الكَلْمَى ".
والكُلامُ، بِالضَّمِّ: الطِّينُ اليَابِسُ، عَن ابنِ دُرَيْد.
ورَجُلٌ كِلِّيمٌ، كَسِكِّيتٍ: مِنْطِيقٌ، نَقَلَه ابنُ عَبَّاد والزَّمَخْشَرِيُّ.
ورجلٌ مَكْلَمَانِيٌّ، بِالفَتْحِ: لُغَة عَامِّيَّةٌ.
وَأَبُو الحَسَن مُحمدُ بنُ سُفْيانَ بنِ مُحمَّدِ بنِ مَحْمُودٍ الكلمانيُّ الأدِيبُ الكَاتِبُ المُنَاظِرُ، مِنْ شُيوخِ الحَاكِمِ لُقِّبَ لِمَعْرِفَتِه فِي مُنَاظَرة الكَلامِ والأصُولِ.
وَمَا أَجِدُ مُتَكَلَّمًا - بِفَتْحِ اللامِ - أَيْ: مَوْضِعَ كَلاَمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
كلم
الكَلْمُ: الجُرْحُ، والجميع الكُلُوْمُ والكِلاَمُ، كَلَمْتُه أكْلِمُه.
والكَلام والكَلِمَةُ: معروفُ، وجَمْعُها كَلِمٌ. وكَلِيْمُكَ: الذي يُكَلِّمُكَ وتُكَلِّمُه. وانَّه لَتِكِلاّمَةٌ وكِلِمّانيٌّ: أي صاحِبُ كَلام.
والكُلاَمُ: الأرْضُ الصُّلْبَةُ ذاتُ حِجَارَةٍ وجَصٍّ.
(كلم) - قول تعالى: {تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ}
الكَلِمَةُ: شَرحُ قِصَّةٍ وإن طالَتْ. ويُقالُ للقَصِيدَة: كَلِمَةٌ.
والكَلِمَةُ: تَقَعُ على الحَرفِ والفِعْلِ، والاسم جَميعًا.
والكلامُ: يُؤلَّفُ مِن كَلِمَتَين فَصاعدًا.
والكلامُ: اسمٌ يَقومُ مَقامَ المَصْدَرَين: التَّكلُّم والتَّكْليمُ.
والجِنْسُ: الكَلِمُ، والجَمْعُ: الكَلِمَاتُ.
[كلم] نه: فيه: سبحان الله عدد "كلماته"، أيمه وهو صفته، وصفاته لا تحصر بعدد، فذكر العدد مجاز للمبالغة في الكثرة، أو يريد الأذكار أو عدد الأجور على ذلك، ونصب "عدد" على المصدر. وح: واستحللتم فروجهن "بكلمة" الله، هي "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" أو هي إباحة الزواج وإذنه فيه. وح: ذهب الأولون "لم يكلمهم" الدنيا من حسناتهم شيئًا، أي لم تؤثر فيهم ولم تقدح في أديانهم، وأصل الكلم: الجرح. ومنه: نداوي "الكلمى"، هي جمع كليم: الجريح. ك: هو بفتح كاف وسكون لام وفتح ميم سواء كانت الجرحة محارم أو غيرهن إذا كانت المعالجة بغير مباشرة الجارحة وإذا أمن الفتنة. ومنه: كل "كلم يكلمه" المسلم تكون كهيئتها إذا طعنت، هو بفتح كاف وسكون لام ويكلم- بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه، ويجوز ببناء الفاعل، أي جرح يجرح به، فأوصل بحذف الجار. ن: وفي سبيل الله كالغزو مع الكفار أو البغاة أو القطاع، أو الأمر بالمعروف. وح: لا أرى هذه "الكلمة" إلا من "كلمة" ابن عمر، أي كلامه. وح: "لا يكلمهم" الله، أي تكليم أهل الخير وبإظهار الرضى بل بكلام السخط، وقيل: أراد الإعراض عنهم، ولا ينظر إليهم- نظر رحمة ولطف، ولا يزكيهم أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم أو لا يثنيهم- ومر في ثلاثة. و"كلمة" أي في تحريض النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب على الإسلام، وهو بالرفع خبر محذوف، وبالنصب بدل. وسمي عيسى "كلمة" الله، لوجوده بكلمة "كن" من غير أب، أو لأنه انتفع بكلامه. ط: أو لأنه تكلم في صغره "ألقاها إلى مريم" أوصلها إليها، "وروح منه" لإحياء الموتى. ن: "كلمة" حق أريد بها باطل، لقولهم: إن الحكم إلا لله، وأريد بها الإنكار على علي في التحكيم. غ:محذوف. وح: ألا "تكلم" هذا، أي عثمان فيما وقع فيها من الفتنة بين الناس والسعي في إطفاء نارها، أو في شأن الوليد بن عقبة وما ظهر منه من شرب الخمر، قوله: ما دون، أي شيئًا دون أن أفتح بابًا من الفتن، أي كلمته على سبيل المصلحة والأدب بدون أن يكون فيه تهييج فتنة، أي لا أكون أول من يفتح باب الإنكار على الأئمة علانية فيكون بابًا من القيام عليهم فتفترق الكلمة. وح: إن العبد "ليتكلم" بالكلمة من رضوان، ككلمة يرفع بها مظلمة وإن لم يقصده، وكلمة السخط ما يتكلم عند سلطان فيتسبب لمضرة شخص، قوله: ما يتبين فيه، أي لا يتدبر فيها ولا يتفكر. ن: ومنه: "ليتكلم بالكلمة" يهوي بها في النار، كقذف أحد. ك: "لا يتكلم" حينئذ إلا الرسل، أي حين الإجازة على الصراط. ط: لم يأت على القبر يوم إلا "تكلم" أي بلسان الحال، أما إن كنت- مخففة من الثقيلة، ولام لأحسب- فارقة، ووليتك- مجهولًا من تولية، ومعروفًا من الولاية، أي إذا وصلت إلي وصرت حاكمًا عليك، والفاجر هو الكافر، فقوله: أو الكافر- شك الراوي، وقال بأصابعه- أشار بها، ما بقيت الدنيا- مدة بقائها. وح: أصدق "كلمة"، أي قطعة من الكلام، قالها لبيد، هو الصحابي: ما خلا الله باطل، مضمحل، كقوله: "كل من عليها فان". وح: قال: نعم نبي "مكلم"، أي لم يكن نبيًا فقط بل نبيًا مكلمًا أنزل عليه الصحف، وكم وفاء- أي كم كمال- عددهم، قوله: كان نبيًا- بتقدير همزة تقرير.

صلا

صلا: الصَّلاةُ: الرُّكوعُ والسُّجودُ. فأَما قولُه، صلى الله عليه

وسلم: لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إلا في المسْجِد، فإنه أَراد لا صلاةَ

فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ ، والجمع صلوات. والصلاةُ: الدُّعاءُ والاستغفارُ؛ قال

الأَعشى:

وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها

وأَبْرَزَها، وعليها خَتَمْ

وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها،

وصلى على دَنِّها وارْتَسَمْ

قال: دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ ولا تفسُدَ. والصَّلاةُ من الله تعالى:

الرَّحمة؛ قال عدي بن الرقاع:

صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه،

وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها

وقال الراعي:

صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها

ليلى، وصلى على جاراتِها الأُخَر

وصلاةُ الله على رسوله: رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه. وفي حديث ابن

أَبي أَوْفى أَنه قال: أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ

الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى؛ قال

الأَزهري: هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة؛ ومنه قوله عز وجل: إن اللهَ

وملائكته يصلُّون على النبيِّ يا أَيُّها الذين آمنُوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا

تسليماً؛ فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ، ومن الله رحمةٌ،

وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ. وفي الحديث:

التحيَّاتُ لله والصَّلوات؛ قال أَبو بكر: الصلواتُ معناها التَّرَحُّم.

وقوله تعالى: إن الله وملائكتَه يصلُّون على النبيِّ؛ أَي يتَرَحَّمُون.

وقوله: اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم، وتكونُ

الصلاةُ بمعنى الدعاء. وفي الحديث قوله، صلى الله عليه وسلم: إذ دُعيَ

أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ، فإن كان مُفْطِراً فلَيطْعَمْ، وإن كان

صائماً فليُصَلّ؛ قوله: فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ

بالبركةِ والخيرِ، والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه

الملائكةُ؛ ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت

عليه الملائكةُ عَشْراً. وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ؛ ومنه قول الأَعشى:

عليكِ مثلَ الذي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي

نوْماً، فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا

معناه أَنه يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ

له، ويروى: عليكِ مثلُ الذي صَلَّيت، فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ

دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي.

أَبو العباس في قوله تعالى: هو الذي يُصَلِّي عليكم وملائكتُه؛ فيصلِّي

يَرْحَمُ، وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات. ومن الصلاة بمعنى

الاستغفار حديث سودَةَ: أَنها قالت يا رسولَ الله، إذا مُتْنا صَلَّى لنا

عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا، فقال لها: إن الموتَ أَشدُّ مما

تُقَدِّرينَ؛ قال شمر: قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه، وكان عثمانُ

ماتَ حين قالت سودَةُ ذلك. وأَما قوله تعالى: أُولئك عليهم صَلَوات من

ربهم ورحمةٌ؛ فمعنى الصَّلوات ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى؛ وقال

الشاعر:

صلَّى، على يَحْيَى وأَشْياعِه،

ربُّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ

معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ. ابن الأَعرابي:

الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ، ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ:

القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ؛ والصلاةُ من الطَّيرِ

والهَوَامِّ التسبيح. وقال الزجاج: الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم. يقال: قد

صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ، ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم

النارَ. وقال أَهلُ اللغة في الصلاة: إنها من الصَّلَوَيْنِ، وهما

مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة وغيرها، وأَوَّلُ مَوْصِلِ الفخذين من الإنسانِ

فكأَنهما في الحقيقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ؛ قال الأَزهري: والقولُ عندي

هو الأَوّل، إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى، والصلاةُ من

أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه. والصلاةُ: واحدةُ الصَّلواتِ

المَفْروضةِ، وهو اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدر، تقول: صَلَّيْتُ صلاةً ولا

تَقُلْ تَصْلِيةً، وصلَّيْتُ على النبي، صلى الله عليه وسلم. قال ابن

الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكرُ الصلاةِ، وهي العبادةُ المخصوصةُ،وأَصلُها

الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض أَجزائِها، وقيل: أَصلُها في اللغة

التعظيم، وسُمِّيت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما فيها من تعظيم الرَّبِّ تعالى

وتقدس. وقوله في التشهد: الصلواتُ لله أَي الأَدْعِية التي يُرادُ بها

تعظيمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِيقُ بأَحدٍ سواه. وأَما قولنا: اللهم

صلِّ على محمدٍ، فمعناه عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ

دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه، وفي الآخرة بتَشْفِيعهِ في أُمَّتهِ وتضعيفِ

أَجْرهِ ومَثُوبَتهِ؛وقيل: المعنى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة

عليه ولم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ على اللهِ وقلنا: اللهم

صلِّ أَنتَ على محمدٍ، لأَنك أَعْلَمُ بما يَليق به، وهذا الدعاءُ قد

اختُلِفَ فيه هل يجوزُ إطلاقُه على غير النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَم

لا، والصحيح أَنه خاصٌّ له ولا يقال لغيره. وقال الخطابي: الصلاةُ التي

بمعنى التعظيم والتكريم لا تُقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء

والتبريك تقالُ لغيره؛ ومنه: اللهم صلِّ على آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم

وبَرِّك، وقيل فيه: إنَّ هذا خاصٌّ له، ولكنه هو آثَرَ به غيرهَ؛ وأَما

سِواه فلا يجوز له أَن يَخُصَّ به أَحداً. وفي الحديث: من صَلَّى عليَّ

صلاةً صَلَّتْ عليه الملائكةُ عشراً أَي دَعَتْ له وبَرَّكَتْ. وفي الحديث:

الصائمُ إذا أُكِلَ عندَ الطعامُ صَلَّتْ عليه الملائكةُ. وصَلوات

اليهودِ: كَنائِسُهم. وفي التنزيل: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ

ومساجِدُ؛ قال ابن عباس: هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ،

وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا. وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ، قال: وقيل

إنها مواضِعُ صَلوتِ الصابِئِين، وقيل: معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ

الصلواتِ فأُقِيمت الصلواتُ مقامَها، كما قال: وأُشْرِبُوا في قلوبهمُ العجلَ؛

أي حُبَّ العجلِ؛ وقال بعضهم: تَهْدِيمُ الصلوات تَعْطِيلُها، وقيل:

الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فيه. وقال ابن الأَنباري: عليهم

صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ، قال: ونَسَقَ الرَّحمة على الصلوات لاختلافِ

اللَّفظَين. وقوله: وصَلواتُ الرسول أَي ودَعَواته.

والصَّلا: وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ، وقيل: هو

ما انْحَدَر من الوَرِكَيْنِ، وقيل: هي الفُرْجَةُ بين الجاعِرَةِ

والذَّنَب، وقيل: هو ما عن يمين الذَّنَبِ وشِمالِه، والجمعُ صَلَواتٌ

وأَصْلاءٌ الأُولى مما جُمِعَ من المُذَكَّر بالأَلف والتاء.

والمُصَلِّي من الخَيْل: الذي يجيء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي

صَلا المتقدِّم وهو تالي السابق، وقال اللحياني: إنما سُمِّيَ مُصَلِّياً

لأَنه يجيء ورأْسُه على صَلا السابقِ، وهو مأْخوذ من الصِّلَوَيْن لا

مَحالة، وهما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس، فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك

المكانِ. يقال: صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّياً.

وصَلَوْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْتَ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشيء سَهْمٍ أَو

غيرهِ؛ عن اللحياني قال: وهي هُذَلِيَّة. ويقال: أَصْلَتِ الناقةُ فهي

مُصْلِيةٌ إذا وَقَعَ ولدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها. وفي حديث عليّ

أَنه قال: سبق رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وصَلَّى أَبو بكر وثَلَّث

عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء الله؛ قال أَبو عبيد: وأَصلُ هذا في

الخيلِ فالسابقُ الأَولُ، والمُصَلِّي الثاني، قيل له مُصَلٍّ لأَنه يكونُ

عند صَلا الأَوّلِ، وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن يمينهِ وشمالهِ، ثم

يَتْلُوه الثالثُ؛ قال أَبو عبيد: ولم أَسمَعْ في سوابقِ الخيلِ ممن يوثَقُ

بعِلْمِه اسماً لشيءٍ منها إلا الثانيَ والسُّكَيْتَ، وما سِوى ذلك إنما

يقال الثالثُ والرابع وكذلك إلى التاسع. قال أَبو العباس: المُصَلِّي في

كلام العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ؛ قال: وهو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي من

الخيلِ، وهو السابقُ الثاني، قال: ويقال للسابقِ الأَولِ من الخيلِ

المُجَلِّي، وللثاني المُصَلِّي، وللثالث المُسَلِّي، وللرابع التالي، وللخامس

المُرْتاحُ، وللسادس العاطفُ، وللسابع الحَظِيُّ، وللثامن المُؤَمَّلُ،

وللتاسعِ اللَّطِيمُ، وللعاشِرِ السُّكَيْت، وهو آخرُ السُّبَّق جاء به في

تفسير قولِهِم رَجْلٌ مُصَلٍّ.

وصَلاءَةُ: اسْمٌ. وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَيْرِي: أَحدُ

القَلْعيْنِ؛ قال ابن بري: القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ من بَنِي نُمَيْرٍ،

وهما صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ الله بن

الحَرِث ابن نُمَيْر.

وصَلَى اللَّحْمَ وغيرهُ يَصْليهِ صَلْياً: شَواهُ، وصَلَيْتهُ صَلْياً

مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْليهِ صَلْياً إذا فَعَلْت ذلك وأَنْت

تُريد أَنْ تَشْويَه، فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فيها إلْقاءً

كأَنَّكَ تُريدُ الإحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته، بالأَلف، إصْلاءً، وكذلك

صَلَّيْتُه أُصَلِّيه تَصْلِيةً. التهذيب: صَلَيْتُ اللَّحْمَ، بالتَّخفيفِ، على

وَجْهِ الصَلاحِ معناه شَوَيْته، فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى

وجْهِ الفَسادِ والإحْراق؛ ومنه قوله: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً،

وقوله: ويَصْلَى سَعِيراً. والصِّلاءُ، بالمدِّ والكَسْرِ: الشِّواءُ لأَنَّه

يُصْلَى بالنَّارِ. وفي حديث عمر: لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ؛ هو

بالكَسْرِ والمَدِّ الشَّوَاءُ. وفي الحديث: أَنَّ النبيَّ، صلَّى الله

عليه وسلم، أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ؛ قال الكسائي: المَصْلِيَّةُ

المَشْوِيَّةُ، فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه في النارِ قُلْتَ

صَلِّيْته، بالتشديد، وأَصْلَيْته. وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ:

أَلْقاهُ لِلإحْراقِ؛ قال:

أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ

أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ عَلَيهم. وصَلِيَ

بالنارِ وصَلِيهَا صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصَلىً وصِلاءً

واصْطَلَى بها وتَصَلاَّهَا: قَاسَى حَرَّها، وكذلك الأَمرُ الشَّديدُ؛ قال

أَبو زُبَيْد:

فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم،

كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ للهرُ مِنْ قَرَسِ

وفُلان لا يُصْطَلَى بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاق. وفي حديث

السَّقِيفَة: أَنا الذي لا يُصْطَلَى بنارِهِ؛ الاصْطلاءُ افْتِعالٌ من صَلا

النارِ والتَّسَخُّنِ بها أي أنا الذي لا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي.

وأَصْلاهُ النارَ: أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فيها، وصَلاهُ النارَ وفي

النَّارِ وعلى النَّار صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ الناَّر

تَصْلِيَةً. وفي التنزيل العزيز: ومَنْ يَفْعَلْ ذلك عُدْواناً وظُلْماً

فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً. ويروى عن عليّ، رضي الله عنه، أَنه قَرَأَ:

ويُصَلَّى سَعِيراً، وكان الكسائيُّ يقرَأُ به، وهذا ليسَ من الشَّيِّ إنما

هو من إلْقائِكَ إيَّاهُ فيها؛ وقال ابن مقبل:

يُخَيَّلُ فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا

يُطَلَّى بِجِصٍّ، أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ

ومَنْ خَفَّفَ فهو من قولهم: صَلِيَ فلانٌ بالنار يَصْلَى صُلِيّاً

احْتَرَق. قال الله تعالى: هم أَوْلَى بَها صُلِيّاً؛ وقال العجاج: قال ابن

بري، وصوابه الزفيان:

تَاللهِ لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها،

أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ،

لَمَا سَمِعْنَا لأَمِيرٍ قَاهَا

وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها. اصْلَوْها أَي قاسُوا حَرَّها،

وهي الصَّلا والصِّلاءُ مثل الأَيَا والإيَاءِ للضِّياء، إذا كَسَرْتَ

مَدَدْت، وإذا فَتَحْت قَصَرْت؛ قال امرؤ القيس:

وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ نَارِأَهْلِهِ

لِيَرْبِضَ فيهَا، والصَّلا مُتَكَنَّفُ

ويقال: صَلَيْتُ الرَّجُلَ ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه

يَصْلاهَا، فإن أَلْقَيْتَه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِيدُ الإحْراقَ قُلت

أَصْلَيْته، بالأَلف، وصَلَّيْته تَصْلِيَةً. والصِّلاءُ والصَّلَى: اسمٌ

للوَقُودِ، تقول: صَلَى النارِ، وقيل: هُما النارُ. وصَلَّى يَدَهُ

بالنارِ: سَخَّنَها؛ قال:

أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ

طُروقاً، وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ

واصْطَلَى بها: اسْتَدْفَأَ. وفي التنزيل: لعلكم تَصْطَلُون؛ قال

الزجاج: جاءَ في التفسير أَنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ.

وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها: لَوَّحَها وأَدارَها على

النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها. وفي الحديث: أَطْيَبُ مُضْغَةٍ

صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ قد صُلِيَتْ في الشمسِ وشُمِّسَتْ، ويروى بالباء، وهو

مذكور في موضعه. وفي حديث حُذَيْفَة: فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي

ظَهْرَه بالنار أَي يُدْفِئُهُ. وقِدْحٌ مُصَلّىً: مَضْبوحٌ؛ قال قيس بن

زهير:فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ،

فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ

والمِصْلاةُ: شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد. وفي حديث أَهلِ الشَّام: إنَّ

للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً؛ والمصالي شبيهة بالشَّرَك تُنْصَبُ

للطَّيْرِ وغيرها؛ قال ذلك أَبو عبيد يعني ما يَصِيدُ به الناسَ من الآفات

التي يَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها، واحِدَتُها

مِصْلاة. ويقال: صلِيَ بالأَمْرِ وقد صَلِيتُ به أَصْلَى به إذا قَاسَيْت

حَرَّه وشِدَّتَه وتَعَبَه؛ قال الطُّهَوِي:

ولا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ، وإنْ هُمْ

صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ

وصَلَيْتُ لِفُلانٍ، بالتَّخفِيفِ، مثالُ رَمَيْت: وذلك إذا عَمِلْتَ

لَه في أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ به وتُوقِعَه في هَلَكة، والأَصلُ في

هذا من المَصَالي وهي الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وغيرها. وصَلَيْتُه

وصَلَيْتُ له: مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك.

والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ: مُدُقُّ الطِّيبِ؛ قال سيبويه: إنما هُمِزَت

ولم يَكُ حرف العلة فيها طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ على قولهم في

الجمعِ صَلاءٌ، مهموزة، كما قالوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة حينَ جاءَت على

مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ، وأَما من قال صلايَة فإنّه لم يجئ بالواحد على

صَلاءٍ. أَبو عمرو: الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عليه عِطْرٌ

أَو هَبِيدٌ. الفراء: تجمع الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً،والسَّماءُ

سُمِيّاً وسِمِيّاً؛ وأَنشد:

أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا

يعني الوَتِد. ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر على خُثِيٍّ وخِثِيٍّ.

والصَّلايَةُ: الفِهْرُ؛ قال أُمَيَّة يصف السماء:

سَراة صَلابةٍ خَلْقاء صِيغَتْ

تُزِلُّ الشمسَ، ليس لها رِئابُ

(* قوله «ليس لها رثاب» هكذا في الأصل والصحاح، وقال في التكملة

الرواية:

تزل الشمس، ليس لها اياب).

قال: وإنما قال امرؤُ القيس:

مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ

فأَضافه إليه لأَنه يُفَلَّق به إذا يَبِسَ. ابن شميل: الصَّلايَة

سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ من القُفِّ، والصَّلا ما عن يمين الذَّنَب

وشِماله، وهُما صَلَوان. وأَصْلتِ الفَرسُ إذا اسْتَرْخى صَلَواها، وذلك إذا

قرُبَ نتاجُها. وصَلَيْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته، نادرٌ،

وإنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَيل.

الليث: الصِّلِّيانُ نبْتٌ؛ قال بعضهم: هو على تقدير فِعِّلان، وقال

بعضهم: فِعْلِيان، فمن قال فِعْلِيان قال هذه أَرضٌ مَصْلاةٌ وهو نبْتٌ له

سنَمَة عظيمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت أَذْنابُها تجْذِبُها

الإبل، والعرب تُسمِّيه خُبزَة الإبل، وقال غيره: من أَمثال العرب في اليمينِ

إذا أَقدَمَ عليها الرجُلُ ليقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ: جَذَّها جَذَّ

العَيْر الصِّلِّيانة، وذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً في الأَرض، فإذا كَدَمها

العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها. وفي حديث كعب: إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ

المُجاهدين في صِلِّيان أَرض الرُّوم كما بارك لها في شعير سُوريَة؛

معناه أي يقومُ لخيلِهم مقامَ الشعير، وسُورية هي بالشام.

صلا
أصل الصَّلْيُ الإيقادُ بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ: شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ
[يس/ 64] ، وقال:
يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى
[الأعلى/ 12] ، تَصْلى ناراً حامِيَةً
[الغاشية/ 4] ، وَيَصْلى سَعِيراً [الانشقاق/ 12] ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء/ 10] ، قرئ:
سَيَصْلَوْنَ بضمّ الياء وفتحها، حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها [المجادلة/ 8] ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر/ 26] ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
[الواقعة/ 94] ، وقوله: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
[الليل/ 15- 16] ، فقد قيل:
معناه لا يَصْطَلِي بها إلّا الأشقى الذي. قال الخليل: صَلِيَ الكافرُ النار: قاسى حرّها ، يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [المجادلة/ 8] ، وقيل: صَلَى النارَ: دخل فيها، وأَصْلَاهَا غيرَهُ، قال: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا
[مريم/ 70] ، قيل: جمع صَالٍ، والصَّلَاءُ يقال للوقود وللشّواء. والصَّلاةُ، قال كثير من أهل اللّغة: هي الدّعاء، والتّبريك والتّمجيد ، يقال: صَلَّيْتُ عليه، أي: دعوت له وزكّيت، وقال عليه السلام: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فَلْيُصَلِّ» أي: ليدع لأهله، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
[التوبة/ 103] ، يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 56] ، وَصَلَواتِ الرَّسُولِ
[التوبة/ 99] ، وصَلَاةُ اللهِ للمسلمين هو في التّحقيق: تزكيته إيّاهم. وقال: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
[البقرة/ 157] ، ومن الملائكة هي الدّعاء والاستغفار، كما هي من النّاس . قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ
[الأحزاب/ 56] ، والصَّلَاةُ التي هي العبادة المخصوصة، أصلها: الدّعاء، وسمّيت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمّنه، والصَّلَاةُ من العبادات التي لم تنفكّ شريعة منها، وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع. ولذلك قال: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً [النساء/ 103] ، وقال بعضهم: أصلُ الصَّلَاةِ من الصَّلَى ، قال: ومعنى صَلَّى الرّجلُ، أي: أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة الصَّلَى الذي هو نار الله الموقدة. وبناء صَلَّى كبناء مَرَّضَ لإزالة المرض، ويسمّى موضع العبادة الصَّلَاةَ، ولذلك سمّيت الكنائس صَلَوَاتٌ، كقوله: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ [الحج/ 40] ، وكلّ موضع مدح الله تعالى بفعل الصَّلَاةِ أو حثّ عليه ذكر بلفظ الإقامة، نحو:
وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162] ، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 43] ، وَأَقامُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 277] ، ولم يقل: المُصَلِّينَ إلّا في المنافقين، نحو قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ
[الماعون/ 4- 5] ، وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى [التوبة/ 54] ، وإنما خصّ لفظ الإقامة تنبيها أنّ المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها، لا الإتيان بهيئتها فقط، ولهذا روي (أنّ المُصَلِّينَ كثير والمقيمين لها قليل) ، وقوله تعالى: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر/ 43] ، أي: من أتباع النّبيّين، وقوله: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى
[القيامة/ 31] ، تنبيها أنه لم يكن ممّن يُصَلِّي، أي يأتي بهيئتها فضلا عمّن يقيمها. وقوله: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً
[الأنفال/ 35] ، فتسمية صَلَاتِهِمْ مكاء وتصدية تنبيه على إبطال صلاتهم، وأنّ فعلهم ذلك لا اعتداد به، بل هم في ذلك كطيور تمكو وتصدي، وفائدة تكرار الصلاة في قوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [المؤمنون/ 1- 2] إلى آخر القصّة حيث قال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ [المؤمنون/ 9] ، فإنّا نذكره فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله .
ص ل ا: (الصَّلَاةُ) الدُّعَاءُ. وَالصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الرَّحْمَةُ. وَالصَّلَاةُ وَاحِدَةُ (الصَّلَوَاتِ) الْمَفْرُوضَةِ وَهُوَ اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. يُقَالُ: (صَلَّى صَلَاةً) وَلَا يُقَالُ: تَصْلِيَةً. وَ (صَلَّى) عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَصَلَّى الْعَصَا بِالنَّارِ لَيَّنَّهَا وَقَوَّمَهَا. وَ (الْمُصَلِّي) تَالِي السَّابِقِ يُقَالُ: (صَلَّى) الْفَرَسُ إِذَا جَاءَ مُصَلِّيًا وَهُوَ الَّذِي يَتْلُو السَّابِقَ لِأَنَّ رَأْسَهُ عِنْدَ صَلَاهُ أَيْ مَغْرِزِ ذَنَبِهِ. وَ (الصَّلَايَةُ) بِالتَّخْفِيفِ الْفِهْرُ وَكَذَا (الصَّلَاءَةُ) بِالْهَمْزِ. وَ (صَلَيْتُ) اللَّحْمَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ رَمَى شَوَّيْتُهُ وَفِي الْحَدِيثِ: (أَنَّهُ أُتِيَ بِشَاةٍ (مَصْلِيَّةٍ) أَيْ مَشْوِيَّةٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (صَلَيْتُ) الرَّجُلَ نَارًا إِذَا أَدْخَلْتَهُ النَّارَ وَجَعَلْتَهُ يَصِلَاهَا فَإِنْ أَلْقَيْتَهُ فِيهَا إِلْقَاءً كَأَنَّكَ تُرِيدُ إِحْرَاقَهُ قُلْتَ (أَصْلَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ وَ (صَلَّيْتُهُ) (تَصْلِيَةً) وَقُرِئَ: «وَيُصَلَّى سَعِيرًا» . وَمَنْ خَفَّفَ فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: (صَلِيَ) فُلَانٌ النَّارَ بِالْكَسْرِ يَصْلَى (صِلِيًّا) أَيِ احْتَرَقَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} [مريم: 70] وَاصْطَلَى بِالنَّارِ وَ (تَصَلَّى) بِهَا. وَفُلَانٌ لَا (يُصْطَلَى) بِنَارِهِ إِذَا كَانَ شُجَاعًا لَا يُطَاقُ. وَ (الْمَصَالِي) الْأَشْرَاكُ تُنْصَبُ لِلطَّيْرِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ فُخُوخًا وَمَصَالِيَ» الْوَاحِدَةُ (مِصْلَاةٌ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [الحج: 40] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: هِيَ كَنَائِسُ الْيَهُودِ أَيْ مَوَاضِعُ الصَّلَوَاتِ. 
[صلا] الصلاة: الدعاء. قال الاعشى: وقابلها الريحُ في دَنِّها * وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ والصَلاة من الله تعالى: الرحمة. والصلاةُ: واحدة الصَلَواتِ المفروضة، وهو اسم يوضع موضع (*) المصدر. تقول: صليت صلاة، ولا تقل تَصْلِيَةً. وصَلَّيْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم. وصليت العصا بالنار، إذا لينتها وقومتها. وقال قيس بن زُهير العبسيّ: فلا تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ * فما صَلَّى عَصاكَ كمُسْتَديمِ أي قوم. والمُصَلَّى: تالي السابق. يقال: صَلّى الفرسُ، إذا جاء مُصَلِّياً، وهو الذي يتلو السابق، لأنَّ رأسَه عند صلاه. والصلاية: الفهر. قال أميّة يصف السماء: سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئَابُ وإنَّما قال امرؤ القيس:

مَداكَ عَروسٍ أو صَلايَةً حنظل * فأضافها إليه لانه يفلق بها إذا يبس. والصَلاءَةُ بالهمز مثله. وصلاءة بن عمرو النميري: أحذ القلعين . وصليت اللحم وغيره أصليه صليا، مثال رميته رميا، إذا شويته. وفى الحديث أنّه عليه السلام أُتِيَ بشاةٍ مصلّيةٍ، أي مشويّةٍ. ويقال أيضاً: صَلَيْتُ الرجل ناراً، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها. فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنَّك تريد إحراقه قلت: أَصْلَيْتُهُ بالألف، وصَلَّيْتُهُ تَصْلِيَةً. وقرئ: (ويُصَلَّى سعيراً) ومن خفَّف فهو من قولهم: صَلِيَ فلان النار بالكسر يَصْلَى صُلِيّاً : احترق. قال الله تعالى: (أَوْلى بها صليا) . قال العجاج :

تالله لولا النار أن نصلاها * (*) ويقال أيضا: صلِيَ بالأمر ; إذا قاسى حرّه وشدَّته. قال الطهويّ: ولا تَبْلى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ * صَلوا بالحرب حيناً بعد حينِ واصْطَلَيْتُ بالنار وتصليت بها. قال أبو زبيد الطائى: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى المقرور من قرس
صلا صنب سلق صلق كركر [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] : لَو شئتُ لدعوتُ بصِلاء وصِناب وصَلائِقَ وكرَاكِرَ وَأَسْنِمَة [و -] فِي بعض الحَدِيث: وأفلاذ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّلاء الشِّواء سمّي بذلك لأنّه يُصلَي بالنَّار. قَالَ: والصِّناب الْخَرْدَل بالزبيب قَالَ: وَلِهَذَا قيل للبِرذَون: صِنابِيّ إِنَّمَا شبّه لَونه بذلك. قَالَ: والسَّلائِق بِالسِّين وَهُوَ كلّ مَا سُلِق من الْبُقُول وَغَيرهَا وَقَالَ غير أبي عَمْرو: هِيَ الصِّلائق بالصَّاد وَمَعْنَاهَا الْخبز الرَّقِيق قَالَ جرير بن [عَطِيَّة بن -] الخطفي: [الوافر]

تَكَلِّفُني معيشة آل زيدٍ ... ومَنْ لي بالصلائق وَالصِّنَاب وَأما الْكَرَاكِر فكراكر الْإِبِل واحدتها كِركِرة وَهِي مَعْرُوفَة. وَأما الأفلاذ فَإِن وَاحِدهَا فِلذ وَهِي الْقطعَة [من الكبد -] . وَمِنْه حَدِيث عبد الله حِين ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ: وتلقي الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قَالَ أعشى باهلة: [الْبَسِيط]

تَكْفِيْهِ حُزة فِلذ إِن ألم بهَا ... من الشَواء ويروى شربه الغْمَرُ

وَهُوَ القَعبُ الصَّغِير. وَحَدِيث عمر هَذَا فِي ذكر الطَّعَام شَبيه بحَديثه الآخر: لَو شِئْت أَن يُدَهْمَقَ لي لفعلتُ وَلَكِن الله عَابَ قوما فَقَالَ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} . قَالَ الْأَصْمَعِي قَوْله: يدهمق لي الدهمقة لين الطَّعَام وطيبه ورقته وَكَذَلِكَ كل شَيْء لين قَالَ الْأَصْمَعِي: وأنشدني خلف الْأَحْمَر فِي نعت الأَرْض فَقَالَ: [الرجز]

جَونٌ رَوَابي تُرْبِه دَهَامِقُ

يَعْنِي تربة لينَة. وَقَالَ غَيره: الدهمقة والدهقنة وَاحِد وَالْمعْنَى فِي ذَلِك 96 / ب كالمعنى فِي الأول سَوَاء / لِأَن لين الطَّعَام من الدهقنة.
صلا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب فَإِن كَانَ مُفطرا فَليَأْكُل وَإِن [كَانَ -] صَائِما فليُصَلَّ. قَالَ: قَوْله: فَليصل [يَعْنِي -] يَدْعُو لَهُ بِالْبركَةِ وَالْخَيْر. قَالَ أَبُو عبيد: كل دَاع فَهُوَ مصل وَكَذَلِكَ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَ فِيهَا ذكر صَلَاة الْمَلَائِكَة كَقَوْلِه: الصَّائِم إِذا أكِلَ عِنْده الطَّعَام صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة حَتَّى يُمْسِي وَحَدِيثه: من صلى على النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم [صَلَاة -] صَلَّت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة عشرا. وَهَذَا فِي حَدِيث كثير فَهُوَ عِنْدِي كُله الدُّعَاء وَمثله فِي الشّعْر فِي غير مَوضِع قَالَ الْأَعْشَى:

[المتقارب]

وصهباء طافَ يَهُودِيُّها ... وأبرزها وَعَلَيْهَا ختم وقابَلَها الريحُ فِي دَنَّها ... وَصلى على دَنَّها وارْتَسَمْ

/ وقابلها الرّيح فِي دنها أَي اسْتقْبل بهَا الرّيح يَقُول: دَعَا لَهَا بالسلامة 21 / ب وَالْبركَة يصف الْخمر وَقَالَ أَيْضا: [الْبَسِيط]

تَقول بِنْتِي وَقد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلا ... يَا رَبَّ جَنَّبْ أَبِي الأوصابَ والوجعَا

عليكِ مثلُ الَّذِي صَليتِ فَاغْتَمِضِي ... نومًا فَإِن لِجَنْبِ المرءِ مُضْطَجِعَا

يَقُول: ليكن لَك مثل الَّذِي دَعَوْت لي. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما حَدِيث ابْن أبي أوفى أَنه قَالَ: أَعْطَانِي أبي صَدَقَة مَاله فَأتيت بهَا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: اللَّهُمَّ صلعلى آل أبي أوفى فَإِن هَذِه الصَّلَاة عِنْدِي الرَّحْمَة وَمِنْه قَوْلهم: اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد وَمِنْه قَوْله {إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيَّ يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صًلُّوا عَلَيْهِ} فَهُوَ من اللَّه رَحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة دُعَاء وَالصَّلَاة ثَلَاثَة أَشْيَاء: الدُّعَاء وَالرَّحْمَة وَالصَّلَاة.
(صلا) - قولُه تَبارك وتَعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} .
قال الحَلِيمِىُّ : الصَّلاة في اللّغة: التَّعْظِيم، وسُمِّيت الصَّلاةُ صَلاةً لِمَا فيها من حَنْى الصَّلَا، وهو وَسَط الظَّهْر لأنّ انحناء الصَّغير للكَبِير إذا رآه تَعظَيمٌ منه له في العبادات، ثم سَمَّوْا قرائِنَه صلاةً؛ إذ كان المُرادُ من عامة ما في الصلاة تَعظِيمَ الرَّبِّ سبحانَه وتعالى، فأَتْبعُوا عامَّةَ الأقوالِ والأفعالِ الانْحِنَاء، وسَمَّوها باسْمِه، ثم تَوسَّعوا فسَمَّوْا كل دُعاءٍ صَلاةً؛ إذ كان الدعاء تَعظِيماً للمدعُوِّ بالرَّغبة إليه والتَّباؤس له وتعظيما للمدعُوِّ له لابتغاء ما يَبتَغِي له من فَضْل الله عز وجل النَّظَر له.
- وقولنا في التشهد: "الصَّلَوَات لِلَّهِ"
: أي الأَذْكار التي يُراد بها تَعظِيمُ المذكور والاعترافُ له بجَلالِ العُبُودِيَّة وعُلوِّ الرُّتْبة كلّها لله عز وجل: أي هو مستَحِقُّها لا يَلِيق بأحدٍ سِواه.
- وقولنا فيه: "اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ".
فمعناه: عَظِّم مُحَمَّداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهارِ دَعْوتِه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتَشْفِيعه في أمته وتَضْعِيف أَجْرِه ومَثُوبَتِه وإبداءِ فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتَقْديمِه على كافة النبيين في اليوم المشهود، وهذه الأمور وإن كان الله عز وجل أَوجَبَها للنَّبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا دَعَا له أَحدٌ من أُمَّتِه فاستُجِيب دُعاؤُه فيه أن يُزادَ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - في كلِ شيء مما سَمَّينا رتُبةً ودَرَجةً، فكذلك كانت الصّلاةُ عليه ممَّا يُقضى به حَقُّه ويتُقَرَّبُ بإكثارها إلى الله عز وجل، فَيدُلّ على أن قولَنا: اللهمَّ صلِّ على محمّد صلاة مِنّا عليه، إلا أنَّا لا نملك إيصالَ ما يَعظُم به أَمرُه إليه، وإنما ذلك إلى الله عز وجل، فصح أن صَلاتَه عليه الدُّعاءُ له بذلك. وقيل: لَمَّا أَمرَ الله سُبْحانه وتَعالى بالصَّلاة عليه ولم نَبلغ كُنْهَ فضَيلته وحَقِيقةَ مُرادِ الله تعالى فيه أحَلْنا ذَلِك على الله عز وجل فقلنا: اللَّهمَّ صلِّ أنتَ على محمَّد مِنَّا؛ لأنك أعلمُ بما يَلِيق به وأَعرفُ بما أردتَه له، وإذا قلنا: الصَّلاةُ على رسولِ - صلى الله عليه وسلم -، فمَعْناه الصلاة من الله تعالى عليه؛ لأن التَّمنِّى على الله تبارك وتعالى سُؤالٌ، كما يقال: غَفَر الله لك، فيقوم مَقام اللَّهمّ اغْفِر لَه، فكذلك - صلى الله عليه وسلم - يقوم مَقام الدُّعاء.
- وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ} .
قال عطَاءُ بن أبي رَبَاح: "صَلاتُه على عِبادِه سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، سَبَقَت رَحمَتِى غَضَبِى".
وقد قيل: إن الصَّلاة من الله تعالى الرَّحمةُ، ومن الملائكة الاستغفارُ، ومن الخَلْق الدُّعاء، فلما جَمَعه في قَولِه تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}  كأنَّه يُشِيرُ إلى أنّ هذه المَعانِىَ كلّها واجِبةٌ عليهم من الله عزّ وجلّ.
وقيل: الأَصلُ في الصَّلاة الُّلزومُ، فكأنّ المُصَلِّى لَزِم هذه العِبادةَ لاسْتِنْجاح طَلِبَتهِ من الله عزّ وجلّ
وقيل: سُمِّيَت صَلاةً، لأنَّها في أكْثر المواضع ثَاني الإيمان وتَالِيه في الذكر، كقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} والمُصَلِّى: الذي يتلُو الأَوَّلَ.
قال الخطابي: الصَّلاة التي هي بَمْعنَى الدُّعاء والتَّبْرِيك تجوز على غير النَّبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - بدليل قوله تعالى في مُعْطِى الزكاة -: {وصَلِّ عَلَيْهِم} ؛ فأمّا التي هي لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلّم -: فإنها بمعنى التَّعْظِيم والتّكْريِم، وهي خِصِّيصىَ له لا يَشْرَكه فيها غَيرُه.
- قوله تبارك وتعالى: {لعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}
وهو تَفْتَعِلون من الصَّلَى: أي تسخُنون. يُقال: اصطَليْت النارَ وبِالنَّار، ومُصْطَلَى الرَّجُلِ: وَجْهُه وَيَدَاه ورِجْلاه، وما يَلْقَى به النارَ إذا اصْطَلَى بها، والطاء في هذه الكلمات أَصلُها التَّاء وصارت طاءً لمجاورتها الصاد. - في حديث السَّقِيفَة:
أَنَا الذي لا يُصْطَلَى بناره
ولا يَنَامُ النَّاسُ من سُعاره
: أي لا يُتَعَرَّض لحرْبِي وحَدِّى. والسُّعارُ: حَدُّ النَّار. والسَّعِير: النَّار والسَّاعُور: التَّنُّور.
- في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "لو شِئتُ دَعوتُ بِصِلاءٍ"
: أي بشِواءٍ؛ لأنه يُصْلَى بالنَّار: أي يُشْوَى.
يقال: صَلَيتُه صَلْياً: شَويْتهُ، فإذا ألقيتَه في النار قُلتَ: صَلَيْتُه وأصلَيْتُه.
وقيل: أَصلُ التَّصْلِية من صَلَّى عَصَاه إذا سَخَّنَها بالصَّلَى ليُقوِّمَها فقيل: للرَّحْمَة، والدُّعاء صلاةٌ لأن بِهما يقوم أَمرُ من يَرحَمُه ويُدعَى له ويذهَب باعْوِجَاجِ عَمَلِه.
وقولهم: صلَّى إذا دَعَا، معناه: طَلَب صَلاةَ الله وهي رَحمتُه، كما يقال: حَيَّيتُه إذا دَعَوْتَ له بِتَحيَّة الله.
- في الحديث: "أطيبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة"
: أي صُلِيَت في الشمس، ورواه الثِّقاتُ: مُصَلَّبَة: أي بلغَت الصلابةَ في اليُبْس - في حديث كعب: "إن الله تَباركَ وتَعالى بَارَك لِدَوابِّ المُجاهِدِين في صِلِّيان أرض الروم، كما بارك في شَعِير سُورِيَة"
قال الأصمعي: هو نَبْت، ومن أَمْثَالِهم: "جَذَّه جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَة "
وقال غيره: هو نَبْت له سَنَمة عَظيمة، كأنّه رَأسُ القَصَب؛ وهو خُبزُ الإبل: أي يَقوُم لدَوابِّهم مَقام الشِّعِير، وأرض مُصَلَّاة: كَثُرت فيها الصِّلِّيانَةُ، قال:
* وصِلِّيَانٍ كَسِبَال الروم *
[صلا] فيه: "الصلاة" لغة الدعاء، وقيل: التعظيم. وفي التشهد: "الصلوات" لله، أي الأدعية التي يراد بها تعظيم الله هو مستحقها لا تليق بأحد سواه. واللهم! "صل" على محمد، أي عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: لما أمر الله تعالى "بالصلاة" عليه ولم نبلغ قدر الواجب منه أحلنا عليه وقلنا: صل أنت لأنك أعلم بما يليق به؛ واختلف هل يجوز لغيره، والصحيح خصوصه به؛ الخطابي: بمعنى التعظيم خاص، وبمعنى الدعاء والتبريك لا، نحو اللهم! صل على آل أبي أوفى، أي ترحم وبرك، وقيل: هو أيضًا خاص ولكنه آثر غيره فلا يجوز لغيره. ط: وأجمعوا على جوازها على الأنبياء والملائكة، والجمهور على منعها ابتداء على غيرهم، والصحيح أنه مكروه تنزيها لأنه شعار البدع لاختصاصه بالأنبياء بلسان السلف كعز وجل بالله تعالى وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم عزيزًا جليلًا. نه: وفيه: من "صلى" عليّ "صلاة صلت" عليه الملائكة عشرًا، أي دعت له وبركت. ن: "صلى" الله عليه عشرًا، أي يضعف أجره، وقيل: هو على ظاهره تشريفًا له بين الملائكة. ط: أي تكون كلامًا يسمعه الملائكة أو رحمة ويضاعف أجره، لقوله: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها". غ: هي من الله الرحمة، ومن النبي والملائكة الاستغفار. كنز: "صل" على محمد في الأولين، أي مع الأولين ومع المتوسطين ومع الآخرين؛ و"صل" على محمد فيباب الصاد مع الميم

سحح

(سحح) المَاء وَنَحْوه سح

سحح


سَحَّ(n. ac. سَحّ)
a. Poured forth.
b. Struck.
c.(n. ac. سَحّ
سُحُوْح), Flowed, ran down.
تَسَحَّحَa. see I (c)
سَحّ
سُحّa. Dry, hard dates.

سَحَاْحa. Air, atmosphere.
س ح ح : سَحَّ الْمَاءُ سَحًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَالَ مِنْ فَوْقُ إلَى أَسْفَلَ وَسَحَحْتُهُ إذَا أَسَلْتُهُ كَذَلِكَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَيُقَالُ السَّحُّ هُوَ الصَّبُّ الْكَثِيرُ. 
س ح ح

سحّ الماء، وسحه غيره، يقال: سحابة سحوح، وسحت السماء مطرها، وسح المطر والدمع.

ومن المجاز: استنشدته قصيدة فسحها عليّ سحاً. وفرس مسح: عداء. وشاة ساح: تسح الودك لسمنها، وسحت سحوحاً. وتمر فذ وسح: متفرق. و" يمين الله سحّاء لا يغيضها شيء الليل والنهار ". وغارة سحاء: شعواء.
[سحح] نه: فيه: يمين الله "سحاء" لا يغيضها شيء الليل والنهار، أي دائمة الصب بالعطاء، من سح سحا فهو ساح وهي سحاء وهو فعلاء، وروى: يمين الله ملأي "سحا" بالتنوين مصدرًا، واليمين كناية عن محل عطائه ووضعها بالامتلاء كالعين الثرة لا ينقصها الامتياح، والليل بالنصب ظرف. ك: سحاء بالمد، بيده الميزان مثل عن قسمته بين الخلق بالعدل، ويخفض مر في ح، ولا يغيضها لا ينقصها، وقد أنفق في زمان خلق السماء حين كان عرشه على الماء إلى يومنا ولم ينقص منه شيء. ط: ملأي ولم يغضها وسحاء وأرأيت إخبار ليد الله، أو الثلاثة الأخيرة وصف لملأي وهو فعلي، وروى: ملآن - وغلطوه، فإن نقلا فسمع وطاعة وإن عقلا لعدم مطابقة الخبر فلا، لأن يد الله إحسانه، وكان عرشه وبيده الميزان حالان من ضمير خلق - ويتم في يغيض. نه: ومنه قوله لأسامة حين انفذ جيشه إلى الشام: أغر عليه مغارة "سححاء" أي تسح عليهم البلاء دفعة من غير تلبث. وللدنيا أهون على من منحة "ساحة" أي شاة ممتلئة سمنًا، ويروى: سحساحة - بمعناه، من سحت الشاة تسح بالكسر سحوجًا كأنها تصب الودك. وح: مررت على جزور "ساح" أي سمينة. وح: يلقى شيطان الكافر شيطان المؤمن شاحبًا أغبر مهزولًا وهذا "ساح" أي سمين أي شيطان الكافر.
سحح
سحَّ1 سَحَحْتُ، يَسُحّ ويَسِحّ، اسْحُحْ/ سُحَّ واسْحِحْ/ سِحَّ، سَحًّا وسُحُوحًا، فهو ساحّ
• سحَّ الماءُ ونحوُه: انصبَّ، سال من أعلى إلى أسفل "سَحّ الدّمعُ/ المطرُ".
• سحَّتِ السَّماءُ: أمطرت بغزارة. 

سحَّ2 سَحَحْتُ، يَسُحّ، اسْحُحْ/ سُحَّ، سَحًّا، فهو ساحّ، والمفعول مَسْحوح
• سحَّ الماءَ ونحوَه: صبَّه صَبًّا كثيرًا متتابعًا "سحَّتِ السماءُ مطرَها".
• سحَّ القصيدةَ: أنشدها دون تعثُّر. 

انسحَّ يَنسَحّ، انسَحِحْ/ انسَحَّ، انسحاحًا، فهو مُنسَحّ
• انسحَّ الماءُ ونحوُه: مُطاوع سحَّ2: انصبّ. 

سَحّ [مفرد]: مصدر سحَّ1 وسحَّ2. 

سَحّاحَة [مفرد]: (كم) أنبوبة زجاجيّة ذات درجات، تنتهي من أسفل بصنبور، تستخدم في التحليل الكيماويّ. 

سُحوح [مفرد]: مصدر سحَّ1. 
(س ح ح)

سَحَّت الشاةُ والبقرةُ تَسُحُّ سَحًّا وسُحُوحاً وسُحُوحَةً: سِمِنَتْ غية السِّمَنِ. وَقيل: سمنتْ وَلم تَنْتَه الغَايضة. وشَاة ساحَّةٌ وساحٌّ، الْأَخِيرَة على النَّسبِ. وغنم سِحاحٌ وسُحاحٌ، الْأَخِيرَة من الْجمع العَزيز كظْؤَارٍ ورخال، وَهَكَذَا رُوِي بَيت ابْن هَرْمَةِ.

وبَصَّرْتَني بَعْد خَبْطِ الْغُشُو ... مِ هذِى الْعِجافَ وهَذىِ السُّحاحا

والسِّحاحا، بالكَسْرِ والضَّمّ. وَقد قيل: شَاة سُحاحٌ أَيْضا، حَكَاهَا ثَعْلَب.

وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ يَسُحُّ سَحًّا وسُحُوحا: اشْتَدَّ انصبابه.

وعينٌ سَحَّاحَةٌ: كثيرةٌ الصَّبِّ للدمُوعِ.

ومَطَرٌ سَحْسَحٌ وسَحْساحٌ: شَدِيد: يَقْشِرُ وَجه الأَرْض. وتَسَحْسَحَ الشَّيْء: سَالَ.

وفرسٌ مِسَحٌّ: جَوَادٌ - شُبِّه بالمطر فِي سُرعِة انصبابه.

وسحَّ المَاء وغَيْرَهُ يَسُحُّهُ سَحًّا: صَبَّه صَبا مُتتابعا كثيرا، قَالَ الشَّاعِر:

ورُبَّةَ غارَةٍ أوْضَعْتُ فِيهَا ... كَسَحِّ الهاجِرِيّ جَرِيمَ تَمْرِ

وحَلِفُ سَحُّ: مُنْصَبَ مُتتابعٌ، انشد ابْن الاعرابي:

لَو نُحِرَتْ فِي بَيْتها عَشْرُ جُزُرْ

لأصْبَحَتْ من لحْمهنَّ تَعْتَذِرْ

بحَلِفٍ سَح ودمْعٍ مُنْهَمِرْ

وسَحَّ المَاء سَحًّا: مر على وَجه الأَرْض.

والسُّحُّ والسَّحُّ: التّمْرُ الَّذِي لم يُنْضَجْ بِمَاء وَلم يُجْمَع فِي وعَاء وَلم يُكْنَزْ، وَهُوَ منثور على وَجه الأَرْض. قَالَ ابْن دُرَيْد: السُّحّ: تمر يَابِس لَا يكْنَزُ - لُغَة يَمَانِية.

وَأصَاب الرجل ليلَتَه سَحُّ - مثل سَجٍّ -: إِذا قَعَد مَقاعدَ رِقاقا.

والسَّحْسَحَةُ والسَّحْسَحُ: عَرْصَةُ الدَّارِ.

وأرْضٌ سَحْسَحٌ: واسعَةٌ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: وَلَا ادري مَا صِحَّتُها.

سحح: السَّحُّ والسُّحُوحُ: هما سِمَنُ الشاةِ.

سَحَتِ الشاةُ والبقرة تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً إِذا سمنت

غاية السِّمَن؛ قيل: سَمِنَتْ ولم تَنْتَهِ الغايةَ؛ وقال: اللحياني

سَحَّتْ تَسُحُّ، بضم السين؛ وقال أَبو مَعَدٍّ الكِلابيُّ: مهزولٌ ثم مُنْقٍ

إِذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُونٌ ثم سَمِينٌ ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّمٌ، وهو

الذي انتهى سِمَناً؛ وشاة ساحَّةٌ وساحٌّ، بغير هاء، الأَخيرة على النسب.

قال الأَزهري: قال الخليل هذا مما يُحتج به أَنه قول العرب فلا

نَبْتَدِعُ فيه شيئاً.

وغنمٌ سِحاحٌ وسُحاحٌ: سِمانٌ، الأَخيرة من الجمع العزيز كظُؤَارٍ

ورُخالٍ؛ وكذا روي بيت ابن هَرْمة:

وبَصَّرْتَني، بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ،

هذي العِجافَ، وهذي السِّحاحا

والسِّحَاحُ والسُّحاحُ، بالكسر والضم، وقد قيل: شاةٌ سُحاحٌ أَيضاً،

حكاها ثعلب.

وفي حديث الزبير: والدنيا أَهْوَنُ عَلَيَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ أَي شاة

ممتلئة سِمَناً، ويروى: سَحْساحة، وهو بمعناه؛ ولحمٌ ساحٌّ؛ قال

الأَصمعي: كأَنه من سِمَنِه يَصُبُّ الوَدَكَ. وفي حديث ابن عباس: مررتُ على

جزورٍ ساحٍّ أَي سمينة؛ وحديث ابن مسعود: يَلْقَى شيطانُ المؤمن شيطانَ

الكافر شاحباً أَغْبَر مَهْزُولاً وهذا ساحٌّ أَي سمين؛ يعني شيطان الكافر.

وسحابة سَحُوحٌ، وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً

وسُحُوحاً أَي سال من فوق واشتدَّ انصبابُه. وساحَ يَسِيحُ سَيْحاً إِذا جَرَى

على وجه الأَرض. وعينٌ سَحْساحة: كثيرة الصب للدُّموع. ومطر سَحْسَحٌ

وسَحْساحٌ: شديد يَسُحُّ جدّاً يَقْشِرُ وجهَ الأَرض.

وتَسَحْسَحَ الماءُ والشيءُ: سال. وانْسَحَّ إِبطُ البعير عَرَقاً، فهو

مُنْسَحُّ أَي انْصَبَّ.

وفي الحديث: يمينُ الله سَحَّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ الليلَ والنهارً أَي

دائمة الصَّبِّ والهَطْلِ بالعطاء. يقال: سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً، فهو

ساحٌّ، والمؤنثة سَحَّاءُ، وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها، كهَطْلاء؛ وفي

رواية: يَمِينُ الله ملأَى سَحّاً، بالتنوين على المصدر، واليمين ههنا كناية

عن محل عطائه ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثَّرَّةِ

لا يَغِيضُها الاستقاءُ ولا ينقُصُها الامْتِياحُ، وخَصَّ اليمين لأَنها

في الأَكثر مَظِنَّة للعطاء على طريق المجاز والــاتساعِ، والليلَ والنهار

منصوبان على الظرف. وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَدَ

جَيْشَه إِلى الشام: أَغِرْ عليهم غارَةً سَحَّاءَ أَي تَسُحُّ عليهم

البَلاءَ دَفْعَةً من غير تَلَبُّثٍ. وفرس مِسَحٌّ، بكسر الميم: جَوادٌ سريع

كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً، شُبِّه بالمطر في سرعة انصبابه. وسَحَّ

الماءَ وغيره يَسُحُّه سَحّاً: صَبَّه صَبّاً متتابعاً كثيراً؛ قال دُرَيْدُ

بنُ الصِّمَّةِ:

ورُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها،

كسَحِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ تَمْرِ

معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كَصَبِّ الخَزْرَجِيِّ جريم التمر، وهو

النوى. وحَلِفٌ سَحٌّ: مُنْصَبٌّ متتابع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لو نَحَرَتْ في بيتها عَشْرَ جُزُرْ،

لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ،

بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ

وسَحَّ الماءُ سَحّاً: مَرَّ على وجه الأَرض.

وطعنة مُسَحْسِحةٌ: سائلة؛ وأَنشد:

مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ

الأَزهري: الفراء قال: هو السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ

للهواء.

والسُّحُّ والسَّحُّ: التمر الذي لم يُنْضَح بماء، ولم يُجْمَعْ في

وعاء، ولم يُكْنَزْ، وهو منثور على وجه الأَرض؛ قال ابن دريد: السُّحُّ تمر

يابس لا يُكْنَز، لغة يمانية؛ قال الأَزهري: وسَمعت البَحْرانِيِّينَ

يقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح، وبالنِّباجِ عين يقال لها عُرَيْفِجان

تَسْقي نَخْلاً كثيراً، ويقال لتمرها: سُحُّ عُرَيْفِجانَ، قال: وهو من

أَجود قَسْبٍ رأَيت بتلك البلاد. وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ

إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً.

والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ: عَرْصَة الدار وعَرْصَة المحَلَّة. الأَحمر:

اذهبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي

وعَقاتي. ابن الأَعرابي: يقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بناحيته وساحته.

وأَرض سَحْسَحٌ: واسعة؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتُها.

وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده.

سحح
: (! السَّحّ. الصَّبّ) المُتَتَابِع؛ قَالَه ابْن دُرَيْد. وَفِي (الْمِصْبَاح) : الصّبّ الكثِيرُ. وَمثله فِي جَامع القَزَّاز. وَفِي العَيْن: هُوَ شِدّةُ الانْصِباب. ونقلَه ابنُ التّيّانيّ فِي (شرح الفَصِيح) .
(و) قَالَ بعضُهُم: السَّحُّ: هُوَ (السَّيَلانُ من فَوقُ) ، والفِعْل كنَصَر، سَوَاءٌ كَانَ مَتعدِّياً أَو لازِماً، كَمَا هُوَ ظاهرُ الصّحاح، وصرْح بِهِ الفَيُّوميّ وبعضُهُم قَالَ: يَجْرِي على الْقيَاس، فالمتعدِّي مَضمومٌ، واللاَّزمُ مَكسورٌ. {وسَحَّه غيرُه، (} كالسُّحُوحِ) بالضّمّ لأَنه مَصدرٌ. {وسَحَّت السماءُ مَطَرَها.} وسَحَّ الدَّمْعُ والمَطَرُ والمَاءُ {يَسُحّ} سَحًّا {وسُحُوحاً: أَي سَالَ من فَوْقُ، واشتدَّ انْصِبابه. وساحَ يَسِيح سَيْحاً: إِذا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرْض (} والتَّسَحْسُحَ {والتَّسَحُّحِ) . يُقَال:} تَسَحْسَحَ الماءُ والشّيءُ: سالَ. قَالَ شَيخنَا: ظاهرُ كلامِه كالجوهَرِيّ أَن {السَّحَّ} والسُّحُوحُ مَصْدرانِ للمُتَعَدِّي واللاَّزمِ، والصَّواب أَنه إِذا كَانَ مُتعدِّياً فمصدرُه السَّحُّ كالنَّصْرِ من نَصَر، وإِذا كَانَ من اللاّزِم فمصدَرُه {السُّحُوحُ بالضّمّ كالخُرُوجِ من خَرَجَ، ونَحْوه.
(و) قَالَ الأَزهَرِيّ: سَمِعت البَحْرَانيِّين يَقُولُونَ لجِنْسٍ من (القَسْب) : السُّحُّ. وبالنِّبَاجِ عَيْنٌ يُقَال لَهَا: عُرَيْفِجَانُ تَسْقِي نَخِيلاً كثيرا، وَيُقَال لتَمْرِهَا: سُحُّ عُرَيْفِجانَ. قَالَ: وَهُوَ من أَجْوَدِ قَسْبٍ رأَيتُ بِتِلْكَ البِلادِ. (أَو) السَّحُّ: (تَمْرٌ يابسٌ) لم يُنْضَحْ بماءٍ (مُتفرِّقٌ) مَنثورٌ على وَجهُ الأَرْضِ، لم يُجْمَع فِي وِعَاءٍ، وَلم يُكْنَزْ؛ وَهُوَ مَجَاز، (} كالسُّحِّ، بالضّمّ) ، قَالَ ابْن دُريد: لُغَة يَمَانِيَة.
(و) السَّحُّ: (الضَّرْبُ) والطَّعْن (والجَلْد) . يُقَال: {سَحَّه مِائةَ سَوْط يَسُحّه سَحًّا، أَي جَلَدَه.
(و) من المَجَاز: السَّحُّ والسُّحُوحُ: (أَن يَسْمَن غَايَةَ السِّمَنِ) ، أَو يَسْمَنَ وَلم يَنْتَهِ الغَايَةَ. وَقد} سَحَّتِ الشَّاةُ والبَقَرَةُ {تَسِحّ، بِالْكَسْرِ،} سَحًّا {وسُحُوحاً} وسُحوحَةً: إِذا سَمِنَتْ؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي زَيْدٍ، وَزَاد ابنُ التّيّانيّ: {سُحُوحةً. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ:} سَحَّت {تَسُحّ، بضمّ السِّين، ونَقَله الزَّمخشريّ. وَقَالَ أَبو مَعَدَ الكِلابيُّ: مَهْزول، ثمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَلِيلا، ثمَّ شَنُونٌ، ثمَّ سَمينٌ، ثمَّ} سَاحٌّ، ثمَّ مُتَرَطِّمٌ: وَهُوَ الَّذِي انْتهى سِمَناً.
(وشاةٌ {ساحَّة} وسَاحٌّ) بغيرِ هَاءٍ، الأَخيرةُ على النَّسب. قَالَ الأَزهَريّ: قَالَ الْخَلِيل: هاذا مِمَّا يُحتَجُّ بِهِ أَنه من قَول الْعَرَب، فَلَا نَبْتَدِع فِيهِ شَيْئا. (وغَنَمٌ {سِحَاحٌ) ، بِالْكَسْرِ، (} وسُحَاحٌ) بالضّمّ، أَي سمانٌ، الأَخيرة (نادِرَةٌ) ، من الجَمْعِ العَزِيزِ كظُؤَارٍ ورُخَالٍ، حَكَاهُ أَبو مِسْحَلٍ فِي (نوادره) ، وابنُ التّيّانيّ فِي (شرح الفصيح) وكرَاع فِي المُجَرَّد. وَكَذَا رُوِيَ بيتُ ابنِ هَرْمةَ:
وبَصَّرْتَني بعدَ خَبْطِ الغَشُو
مِ هاذِي العِجَافَ وهاذِي {السُّحَاحَا
وَفِي شرح شيخِنَا: وَزَاد أَبو مِسْحَل فِي (نوادرِه) أَنه يُقَال: شِيَاهٌ} سُحَّاحٌ، بالضّمّ مَعَ تَشْدِيد الحاءِ، على الْقيَاس فِي جمعِ فاعلٍ أُنْثَى على فُعّال، بتَشْديد الْعين، وهاذا غَرِيب لم يَتعرَّض لَهُ أَكثر أَهلِ اللُّغَة. قلْت: وهاذا الّذِي ذكره قد حَكَاهُ ثَعلبٌ، وَنَقله عَنهُ ابنُ منظورٍ، وَفِي (الصّحاح) : غَنَم سُحَّاحٌ، هاكذا بالتَّشديد بخطّ الجوهريّ؛ كَذَا ضَبطه ياقوت. وَفِي (الْهَامِش) لِابْنِ القَطّاع: {سِحَاح، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيث الزبير: (والدُّنْيَا أَهْوَنُ عَليَّ من مِنْحَةٍ} سَاحّة) ، أَي شَاة مُمْتلئةً سِمَناً. ويروَى: ( {سَحْسَاحة) ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. ولَحْم} سَاحٌّ: قَالَ الأَصمعيّ: كأَنّه من سِمَنه يَصُبّ الوَدَكَ. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس: (مررتُ على جَزورٍ ساحَ) ، أَي سَمِينةٍ. وَفِي حَدِيث ابنِ مسعودٍ: (يَلْقَى شَيْطانُ الكافِرِ شيطانَ المؤمنِ شاحِباً أَغْبَر مَهْزُولاً، وهاذا ساحٌّ) ، أَي سَمِينٌ، يَعِني شَيْطَانَ الكافِر.
(و) من الْمجَاز: (فَرَسٌ {مِسَحُّ) ، بِالْكَسْرِ، أَي (جوادٌ) سَرِيعٌ،، كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبًّا، شُبِّه بالمَطَرِ فِي سُرْعَةِ انصبابهِ، كَذَا فِي (جَامع القزّاز) .
(} والسَّحْسَح: عَرْصَةُ الدَّارِ) وعَرْصَة المَحَلّة، ( {كالسَّحْسَحة) . قَالَ الأَحمر: اذهَبْ فَلَا أَرَيَنَّك} بسَحْسَحِي {- وسحاي. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: نزلَ فُلانٌ} بسَحْسَحِه، أَي بناحيَته وساحَته. (و {السَّحْسَحُ (: الشّديدُ من المطَر) يَسُحّ جِدًّا، يَقْشِرُ وَجْهَ الأَرضِ، (} كالسَّحْسَاحِ) ، بِالْفَتْح أَيضاً.
(وعينٌ {سَحّاحَةٌ) ، وَفِي نُسْخَة:} سَحْسَاحة، وَهُوَ الصّواب: (صَبّابَةٌ للدَّمْعِ) أَي كثيرةُ الصَّبِّ لَهُ.
(و) فِي (التّهذيب) : عَن الفرَّاءِ قَالَ: هُوَ السَّحَاحُ (كسَحاب: الهَوَاءُ) وكذالك الإِيَّارُ واللُّوحُ والحَالِق.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{انْسَحّ إِبْطُ البَعِيرِ عَرَقاً فَهُوَ} مُنْسَحٌّ أَي انْصَبَّ.
وَمن المَجاز: فِي الحَدِيث: (يَمينُ اللَّهِ {سَحّاءُ، لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ والنَّهَارَ) أَي دائمةُ الصّبِّ والهَدْل بالعَطَاءِ. يُقَال: سَحَّ يَسُحُّ سَحًّا، وَهِي فَعْلاءُ لَا أَفْعَلَ لَهَا، كهَطْلاءَ. وَفِي رِوَايةٍ: (يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى} سَحًّا) ، بِالتَّنْوِينِ على الْمصدر. واليمينُ هُنَا كِنايَةٌ عَن مَحَلِّ عَطائِه. ووصَفَها بالامْتلاءِ لكَثْرَةِ منَافِعها، فجعَلَها كالعَيْن الثَّرةَّ لَا يَغِيضها الاسْتِقَاءُ، ولاَ يَنْقُصُهَا الامْتِيَاحُ. وخَصَّ اليمينَ لأَنّها فِي الأَكْثَرِ مَظِنَّةٌ للعَطاءِ، على طَرِيق المَجَاز والــاتِّساعِ. واللَّيْل والنَّهار مَنصوبانِ على الظَّرْف. وَفِي حَدِيث أَبي بَكْرٍ أَنه قَالَ لأُسامة حِين أَنْفَذَ جَيْشَه إِلى الشَّام: (أَغِرْ عَلَيْهِم غَارة سَحّاءٍ) ، أَي {تَسُحّ عَلَيْهِم البَلاَءَ دَفْعةً من غَيْر تَلَبُّثٍ. قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ.
ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فِيهَا
كسَحِّ الخَزْرَجيِّ جَرِيمَ تَمْر
مَعْنَاهُ أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كصَبِّ الخَزْرَجِيّ جَرِيمَ التَّمْرِ، وَهُوَ النَّوَى.
وحَلِفٌ} سَحٌّ، أَي مُنْصَبٌّ مُتَتابعٌ وطَعْنَة {مُسْحْسِحَةٌ: سائلةٌ، وأَنشد:
} مُسَحْسِحَةٍ تَعْلُو ظهورَ الأَنالِ
وأَرْضٌ! سَحْسحٌ: واسِعَةٌ. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا أَدرِي مَا صِحَّتُهَا وَمن المَجاز: استنشدتُه قصيدَةً فسَحَّها عليَّ! سَحًّا.
س ح ح: (سَحَّ) الْمَاءَ صَبَّهُ وَسَحَّ الْمَاءُ بِنَفْسِهِ سَالَ مِنْ فَوْقُ وَكَذَا الْمَطَرُ وَالدَّمْعُ وَبَابُهُمَا رَدَّ. 
[سحح] سَحَحْتُ الماءَ وغيره أَسُحُّهُ سحا، إذا صببته. قال دريد بن الصمة: فربت غارة أَسْرَعَتُ فيها * كَسحِّ الخَزْرَجِيِّ جَريمَ تَمرِ وسَحَّ الماءُ يَسُحُّ سَحَّاً، أي سال من فوق، وكذلك المطر والدَمْع. وسَحَّهُ مائة سوط، أي جلده. وسحابة سحوح. وتسحسح الماء، أي سال. ومطرٌ سَحْساحٌ، أي يَسُحُّ شديداً. وطعنة مسحسحة. وسحت الشاةُ تَسِحُّ بالكسر سُحوحاً وسُحوحَةٌ، أي سمنت. وغنم سحاح ، أي سِمان، ولحمٌ ساحٌّ، قال الأصمعي: كأنه من سِمَنِهِ يَصُبُّ الوَدَك. وفرس مسح، بكسر الميم، كأنه يصب الجرى صبا. والسحسح والسحسحة: ساحة الدار.

سمح

(سمح) - في حديث عطاء: "اسْمَح يُسْمَح بك"
يقال: أَسْمَحت قَرُونَتهُ: أي سَهُلَت وانْقَادَت
(سمح)
سَمحا وسماحا وسماحة لَان وَسَهل وَيُقَال سمح الْعود اسْتَوَى وتجرد من العقد وانقاد بعد استصعاب وَفُلَان بذل فِي الْعسر واليسر عَن كرم وسخاء وَيُقَال سمح لَهُ بحاجة يسرها لَهُ

(سمح) سماحة وسموحة صَار من أهل السماحة فَهُوَ سمح وسميح
[سمح] السَماحُ والسَماحَةُ: الجود. وسَمَحَ به: أي جاء به. وسَمَحَ لي: أعطاني. وما كان سَمْحاً ولقد سَمُح بالضم، فهو سَمْحٌ، وقومٌ سُمَحاءُ، كأنه جمع سَميح. ومَساميحُ: كأنَّه جمع مِسْماحٍ. وامرأة سَمْحَةٌ ونِسْوَةٌ سِماحٌ لا غير، عن ثعلب. والمُسامحة: المُساهلة. وتسامحوا: تساهلوا. وقولهم: " أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ "، أي ذَلَّتْ نفسُه وتابَعَتْ. وتَسْميحُ الرُمْح: تَثْقيفُه. والتَسْميحُ: السير السهل. وقال: سمح واجتاب فلاة قيا
(س م ح) : (السَّمْحُ) الْجَوَّادُ وَقَوْلُهُ تَسْلِيمُ الْمُشْتَرِي (سَمْحًا) بِغَيْرِ كَذَا أَيْ مُسَامِحًا مُسَاهِلًا وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَذِّنْ أَذَانًا سَمْحًا أَيْ مِنْ غَيْرِ تَطْرِيبٍ وَلَا لَحْنٍ وَيُقَال أَسْمَحَ وَسَمَّحَ وَسَامَحَ إذَا سَاهَلَ فِي الْأَمْرِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الْوُضُوءِ بِاللَّبَنِ فَقَالَ مَا أُبَالِيهِ بَالَةً اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ أَيْ سَهِّلْ يُسَهَّلْ عَلَيْكَ.
سمح
رَجُلٌ سَمْحٌ، ورِجَالٌ سُمَحَاءُ. ورَجُلٌ مِسْماحٌ، ورجالٌ مَسَامِيْحُ. وقد سَمُحَ سَمَاحَةً وسُمُوْحاً وسَمَاحاً: إِذا جَادَ بما لَدَيْهِ. ونِسْوَةٌ سِمَاحٌ. وسَمَّحَ: بمعنى سامَحَ، تَسْمِيْحاً. ويقولونَ: إِذا لم تَجِدْ عِزّاً فَسَمِّحْ: أي لِنْ وَهُنْ. وسامَحَني فَسَمَحْتُه. والتَّسْمِيحُ: السُّرْعَةُ. والمُسَامَحَةُ: المُسَاهَلَةُ في الطِّعَانِ والعَدْوِ وغيرِهما. ورُم
ْحٌ مُسَمَّحٌ: ثُقِّفَ حتّى لانَ. وعُوْدٌ سَمْحٌ بَيِّنُ السُّمُوْحَةِ والسَّمَاحَةِ: لا أُبَنَ فيه. والسِّمَاحُ: بُيُوْتٌ من أدَمٍ.

سمح


سَمَحَ(n. ac. سَمَاْح
سَمَاْحَة
سُمُوْح)
a. [La], Was liberal, gave liberally to.
b. [Bi], Behaved kindly, generously in, over.
سَمُحَ(n. ac. سَمْح
سَمَاْح
سَمَاْحَة
سِمَاْح
سُمُوْح
سُمُوْحَة)
a. Was kind, gentle, indulgent; wasliberal, generous
bountiful.

سَمَّحَa. Went at an easy pace.

سَاْمَحَ
a. [acc. & Fī
or
Bi], Showed kindness to....in, over.
b. [ coll. ], Forgave, pardoned
excused.
أَسْمَحَa. Was kind, gentle &c.
b. Became docile, tractable (animal).

تَسَاْمَحَa. Were kind, forbearing to each other .
سَمْح سَمِح
(pl.
سِمَاْح
سُمَحَآءُ
43), Kind, easy, gentle; generous, liberal; indulgent;
forgiving.
b. Smooth (wood).
سَمَاْح
سَمَاْحَة
22ta. Kindness; generosity, liberality; benevolence;
indulgence.

سِمَاْحa. Tents of skin.

مَسْمُوْح بِهِ
a. Allowed, permitted, permissible.

سَمْحَاق
a. Pericranium, scalp.
[سمح] فيه: "أسمحوا" لعبدى كإسماحه إلى عبادى، هو لغة في السماح، سمح وأسمح إذا حاد وأعطى من كرم وسخاء، وقيل: سمح كما مر، وأسمح يقال في المتابعة والانقياد، يقال أسمحت نفسه انقادت، والمسامحة المساهلة. وفيه: "اسمح يسمح" لك، أي سهل يسهل عليك. ومنه ح: "السماح" رباح، أي المساهلة في الأشياء يربح صاحبها. ك: أذن أذانا "سمحا" هو بسكون ميم أي بلا نغمات ولا تطريب. ش: كان "سمحا" سهلا، بفتح سين وسكون ميم أي جوادا. ط: الصبر و"السماحة" أي الإيمان الصبر عن المعاصى والسماحة على أداء الطاعات. وفيه: ليكون "أسمح" لخروجه، يعنى كان ينزل بالأبطح فيترك به ثقله ومتاعه ثم يدخل مكة ليكون خروجه منها إلى المدينة أسهل، وليس نزوله بنسك واجب ولذا قال: افعل ما يفعل أمراؤك. وفيه: ولكن بالحنيفية "السمحة" أي ما بعثت بالرهبانية الشاقة ولكن بكذا.
س م ح

هو سمح بين السماح والسماحة من قوم سمحاء، وهي سمحة من نسوة سماح، ورجل مسماح من قوم مساميح. وسامحني بكذا، وتسامح في كذا وتسمح. " وأسمحت قرونته " إذا تبعته نفسه وأطاعته. وسمح البعير: ذل بعد الصعوبة. قال المتلمس:

صبا من بعد سلوته فؤادي ... وسمح للقرينة بانقياد

ويقال: عليك بالحق فإن في الحق مسمحاً أي متسعاً ومندوحة عن الباطل. قال ابن مقبل:

وإني لأستحي وفي الحق مسمح ... إذا جاء باغي الخير أن اتعذرا

وبلغت الشجة السمحاق وهو الجلدة الرقيقة على العظم.

ومن المجاز: عود سمح: بين السماحة مستو لا أبن فيه. وشجه السمحاق، وفي السماء سماحيق وهي القطع الرقاق من الغيم.
س م ح : سَمَحَ بِكَذَا يَسْمَحُ بِفَتْحَتَيْنِ سُمُوحًا وَسَمَاحَةً جَادَ وَأَعْطَى أَوْ وَافَقَ عَلَى مَا أُرِيدَ مِنْهُ وَأَسْمَحَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ سَمَحَ ثُلَاثِيًّا بِمَالِهِ وَأَسْمَحَ بِقِيَادِهِ وَسَمُحَ وِزَانُ خَشُنَ فَهُوَ خَشِنٌ لُغَةٌ وَسُكُونُ الْمِيمِ فِي الْفَاعِلِ تَخْفِيفٌ وَامْرَأَةٌ سَمْحَةٌ وَقَوْمٌ سَمْحَاءُ وَنِسَاءٌ سِمَاحٌ وَسَامَحَهُ بِكَذَا أَعْطَاهُ وَتَسَامَحَ وَتَسَمَّحَ وَأَصْلُهُ الِــاتِّسَاعُ وَمِنْهُ يُقَالُ فِي الْحَقِّ مَسْمَحٌ أَيْ مُتَّسَعٌ وَمَنْدُوحَةٌ عَنْ الْبَاطِلِ وَعُودٌ سَمْحٌ مِثْلُ: سَهْلٍ وَزْنًا وَمَعْنًى.

وَالسِّمْحَاقُ بِكَسْرِ السِّينِ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ فَوْقَ عَظْمِ الرَّأْسِ إذَا بَلَغَتْهَا الشَّجَّةُ سُمِّيَتْ سِمْحَاقًا وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا هِيَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ فَوْقَ قِحْفِ الرَّأْسِ إذَا انْتَهَتْ الشَّجَّةُ إلَيْهَا سُمِّيَتْ سِمْحَاقًا وَكُلُّ جِلْدَةٍ رَقِيقَةٍ تُشْبِهُهَا تُسَمَّى سِمْحَاقًا أَيْضًا. 
(س م ح)

سَمُحَ سَماحَةً وسُمُوحَةً وسَمَاحا وسُمُوحا وسَمْحا وسِماحا: جاد. وَرجل سَمْحٌ وَامْرَأَة سَمْحَةٌ، من رجال وَنسَاء سِماحٍ وسُمَحاءَ فيهمَا، حكى الْأَخِيرَة الْفَارِسِي عَن أَحْمد ابْن يحيى. وَرجل سَمِيحٌ ومِسْمَحٌ ومسْماحٌ: سَمْحٌ. قَالَ الشَّاعِر: فِي فتيةٍ بُسْطِ الأكُفِّ مَسامحٍ ... عندَ الفِصال قديمُهم لم يَدْثُرِ

وَقَالَ جرير:

غَلَبَ المساميحَ الوليدُ سَمَاحَةً ... وَكفى قُرَيْشَ المُعْضلاتِ وسادَها

وسَمَحَ لي بذلك يسْمَحُ سَمَاحةً، وأسْمَحَ، وسامَحَ: وَافقنِي على الْمَطْلُوب.

أنْشد ثَعْلَب:

لَو كنتَ تُعطِي حِين تُسألُ سامحت ... لَك النفسُ واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ

وسَمح وتَسَمّح: فعل شَيْئا فسهل فِيهِ، أنْشد ثَعْلَب:

ولكنْ إِذا مَا حَلَّ خَطْبٌ تسَمّحتْ ... بِهِ النّفسُ يَوْمًا، كَانَ للكُرْهِ أذْهَبا

وأسمَحَت الدَّابة بعد استصعاب: لانَتْ وانقادت. وأسمَحت قرونه وسامَحَتْ، كَذَلِك. والمُسامَحَةُ: المساهلة فِي الطعان والضراب والعدو. قَالَ:

وسامَحْتُ طعْنا بالوشيجِ المُقَوَّمِ

وعودٌ سَمْحٌ، بَين السَّماحَة والسمُوحةِ لَا عقدَة فِيهِ.

وقوس سَمْحَةٌ، ضد كزَّة قَالَ صَخْر الغي:

وسَمْحَةٌ من قسِيّ زارةَ حمر ... اءُ هَتُوفٌ عدادُها غَرِدُ

ورمح مُسَمّحٌ: ثقف حَتَّى لَان.

والتّسميحُ: السرعة. قَالَ:

سَمَّحَ واجتابَ بلاداً قِيّا وَقيل: سَمَّحَ: هرب.
سمح: سَمَح: بمعنى أعطى أيضاً ففي المقري (1: 480) أن ابن العربي رأى أميراً يلعب الشطرنج مع آخر وهذا الأمير فيما قال: سمح لي بياذقته إذ كنت من الصغر في حد يُسمح فيه للأغمار. وهذا لا يعني إلا أن الأمير أعطاني بياذقته أي إنه كلما كسب بيذقاً أو حجراً من أحجار الشطرنج أعطانيه لأحفظه له.
سَمَح لفلان: رضي وافق، منحه راضيا (الكالا)، وفي ألف ليلة (2: 100) وعرض علاء الدين عشرة آلاف ديناراً ثمناً للجارية الفتاة فسمح له سيدها وقبض ثمنها عنه. ويقال أيضاً سمح به ففي تاريخ البربر (2: 27): لم يسمح بمقامه عنه.
سمح: عفا عنه، غفر له (الكالا، هلو) ويقال: سمح له وعنه بمعنى غفر له ذنبه (بوشر).
سمح لفلان ب: أعفاه منه، برأ ذمته من الدين (بوشر).
سمح له وبه ومنه: أنس، هش، استأنس (فوك).
سمح الجراد: أكثر من الفساد والتلف.
ففي كرتاس (ص63): وفي سنة سبع وسبعين عم الجراد الكثير جميع بلاد المغرب وسمح بها. وفي (ص73) منه: وفيها أتى جراد كثيرة فوق النهاية عمَّ جميع بلاد الأندلس فسمح بها وكان جُله وأكثره بقرطبة حتى كثر به الأذى وعظم به البلاء. وفي الموضعين من مخطوطتنا آخر حرف لهذا الفعل هو الخاء وهذا فيما يظهر لا يلائم المعنى. غير أني أجهل كيف أن الفعل سمح يدل على هذا المعنى سَمَّح (بالتشديد): أنس، هشّ، استأنس (فوك) سامح: تساهل والمصدر تسامح: تساهل (بوشر، معجم بدرون، ملَّر نصوص من ابن الخطيب وابن خاتمه 1863، 2: 5) مُسامح: متساهل (بوشر) ومُسامَحه: تساهل)، فعند رينو (ديب ص116) كتاب مهادنة ومسامحة ومعاهدة ومصالحة. ومُسامحة مع كثير من التساهل أي من غير لوم (المقري 1: 516) وسامح تعني بخاصة تسامح معه وتساهل في بيع الشيء بثمن قليل (كوسج طرائف ص117). وسامح فلانا باعه البضاعة بثمن رخيص ففي ألف ليلة وليلة (برسل 10: 422): فبعتها وسامحتها والضميران يعودان إلى المرأة. وكذلك في (1: 3) منه حيث نجد في مطبعة ماكن: وتساهلت في الثمن. سامح: عفا، غفر له، يقال: سامحك الله أي عفا عنك وغفر لك (محيط المحيط). سامح من: أعفاه (بوشر) وسامح فلاناً من الضرائب أعفاه من كل ضريبة (المقري 2: 710).
سامح: أنس، هش، استأنس (فوك).
تسمَّح ب. يقال تسمحَّ بإعطاء الشيء أي أعطى بسخاء وكرم (ابن العوام 1: 201) تسمَّح: هدأ (الكالا).
تسامح في أمر: تساهل فيه وأهمله (عباد 1: 256) وصححه في (3: 108) منه. ولم يلتفت إليه وأهمله (المقري 1: 137).
تسامح: أنس، هش، استأنس (فوك).
سَمْح: بال. يقال مثلا: تُرْس خَلَق سَمحْ (الأغاني ص61) ترس، درع، مجن، درقة، بال، مستهلك.
السمحة: يقال بدك المِلة السمحة السمحة فقط (رينان ابن رشد ص440).
سمح الوجه: له وجه يدل على الطيبة والصلاح (كرتاس ص198) وانظر فيما يلي مُسامِح.
سَمْح: تسريح، فصل، رفت، كفصل الخادم غير المرغوب فيه (الكالا) وفيه (أمْر = licencia en mala part) .
سَمْح: نوع من الطعام وصفه بلجراف (1: 29) سَمَاح: رضا، موافقة (الكالا).
نهار السماح: عيد الغفران عند اليهود كَبُّور (دوماس حياة العرب ص486).
سَماح من: إعفاء من (بوشر).
بيع السماح: ما كان فيه تساهل في بخس الثمن (محيط المحيط) مع بيتي شعر (انظر مادة سامح).
رقص السماح: رقصة للدراويش (محيط المحيط).
سَمَاحة: هيئة منظر، سيمياء (الكالا).
أسْمَحُ: أجزل أوفر، أغرز (معيار ص19).
وفيه: قَدِرَّتها أسمح أي أغزر.
مَسْمُوح له: مأذون له، ومرفوت ومعروف (بوشر) مَسْموْح: هبة، عطاء وحُلْوان (ألف ليلة 3: 479).
مساميح: رسائل استعطاف (مونج ص85) مَسْمُوحة: دخل من النقود أو غلة الأرض أو الأرض المستغلة نفسها، وهذه الأرض معفوة من دفع أي ضريبة (صفة مصر 11: 491).
مُسَامِح: سمح الوجه، له وجه يدل على الطيبة والصلاح (فوك).
مُسَامِح: فَرِح، ضحوك، بشوش، جذلان (الكالا).
مسامحة: هيئة، منظر، سيمياء (الكالا) وهي فيه مسامعة خطأ. (انظر: سماحة) مسامحة (مُسامِحة؟): مكنسة (بوشر، بربرية) ولعلها قلب مُماسحة التي يمكن أن تدل على هذا المعنى.

سمح: السَّماحُ والسَّماحةُ: الجُودُ.

سَمُحَ سَماحَةً

(* قوله «سمح سماحة» نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه:

المعروف في هذا الفعل أنه كمنع، وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية

وجماعة. وسمح ككرم معناه: صار من أهل السماحة، كما في الصحاح وغيره، فاقتصار

المجد على الضم قصور، وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأثير

وأرباب الأفعال وأئمة الصرف وغيرهم.) وسُمُوحة وسَماحاً: جاد؛ ورجلٌ سَمْحٌ

وامرأشة سَمْحة من رجال ونساء سِماح وسُمَحاء فيهما، حكى الأَخيرة

الفارسي عن أَحمد بن يحيى. ورجل سَمِيحٌ ومِسْمَح ومِسْماحٌ: سَمْح؛ ورجال

مَسامِيحُ ونساء مَسامِيحُ؛ قال جرير:

غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً،

وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ، وَسادَها

وقال آخر:

في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ،

عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لم يَدْثُرِ

وفي الحديث: يقول الله عز وجل: أَسْمِحُوا لعبدي كإِسماحه إِلى عبادي؛

الإِسماح: لغة في السَّماحِ؛يقال: سَمَحَ وأَسْمَحَ إِذا جاد وأَعطى عن

كَرَمٍ وسَخاءٍ؛ وقيل: إِنما يقال في السَّخاء سَمَح، وأَما أَسْمَح فإِنما

يقال في المتابعة والانقياد؛ ويقال: أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انقادت،

والصحيح الأَول؛ وسَمَح لي فلان أَي أَعطاني؛ وسَمَح لي بذلك يَسْمَحُ

سَماحة. وأَسْمَح وسامَحَ: وافَقَني على المطلوب؛ أَنشد ثعلب:

لو كنتَ تُعْطِي حين تُسْأَلُ، سامَحَتْ

لك النَّفسُ، واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ

والمُسامَحة: المُساهَلة. وتَسامحوا: تَساهَلوا.

وفي الحديث المشهور: السَّماحُ رَباحٌ أَي المُساهلة في الأَشياء

تُرْبِحُ صاحبَها.

وسَمَحَ وتَسَمَّحَ: فَعَلَ شيئاً فَسَهَّل فيه؛ أَنشد ثعلب:

ولكنْ إِذا ما جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ

به النفسُ يوماً، كان للكُرْه أَذْهَبا

ابن الأَعرابي: سَمَح له بحاجته وأَسْمَح أَي سَهَّل له. وفي الحديث:

أَن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبناً مَحْضاً أَيَتَوَضَّأُ؟ قال: اسْمَحْ

يُسْمَحْ لك؛ قال شمر: قال الأَصمعي معناه سَهِّلْ يُسَهَّلْ لك وعليك؛

وأَنشد:

فلما تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحتْ

قال: أَسْمَحتْ أَسهلت وانقادت؛ أَبو عبيدة: اسْمَحْ يُسْمَحْ لك

بالقَطْع والوصل جميعاً. وفي حديث عطاء: اسْمَحْ يُسْمَحْ بك.

وقولهم: الحَنِيفِيَّة السَّمْحة؛ ليس فيها ضيق ولا شدة. وما كان

سَمْحاً، ولقد سَمُحَ، بالضم، سَماحة وجاد بما لديه. وأَسْمَحَتِ الدابة بعد

استصعاب: لانت وانقادت.

ويقال: سَمَّحَ اللبعير بعد صُعوبته إِذا ذلَّ، وأَسْمَحتْ قَرُونَتُه

لذلك الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت.

ويقال: أَسْمَحَتْ قَرِينتُه إِذا ذلَّ واستقام، وسَمَحَتِ الناقة إِذا

انقادت فأَسرعت، وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وسامحت كذلك أَي ذلت نفسه

وتابعت. ويقال: فلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ وسَمْحٌ لَمْحٌ.

والمُسامحة: المُساهَلة في الطِّعان والضِّراب والعَدْو؛ قال:

وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيجِ المُقَوَّم

وتقول العرب: عليك بالحق فإِن فيه لَمَسْمَحاً أَي مُتَّسَعاً،. كما

قالوا: إِن فيه لَمَندُوحةً؛ وقال ابن مُقْبل:

وإِن لأَسْتَحْيِي، وفي الحَقِّ مَسْمَحٌ،

إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ، أَن أَتَعَذَّرا

قال ابن الفرج حكايةً عن بعض الأَعراب قال: السِّباحُ والسِّماحُ بيوت

من أَدَمٍ؛ وأَنشد:

إِذا كان المَسارِحُ كالسِّماحِ

وعُودٌ سَمْح بَيِّنُ السَّماحةِ والسُّموحةِ: لا عُقْدَة فيه. ويقال:

ساجةٌ سَمْحة إِذا كان غِلَظُها مُسْتَويَ النَّبْتَةِ وطرفاها لا يفوتان

وَسَطَه، ولا جميعَ ما بين طرفيه من نِبْتته، وإِن اختلف طرفاه وتقاربا،

فهو سَمْحٌ أَيضاً؛ قال الشافعي

(* قوله «وقال الشافعي إلخ» لعله قال أبو

حنيفة، كذا بهامش الأصل.): وكلُّ ما استوت نِبتته حتى يكون ما بين طرفيه

منه ليس بأَدَقَّ من طرفيه أَو أَحدهما؛ فهو من السَّمْح.

وتَسْمِيح الرُّمْحِ: تَثْقِيفُه. وقوس سَمْحَةٌ: ضِدُّ كَزَّةٍ؛ قال

صخر الغَيّ:

وسَمْحة من قِسِيِّ زارَةَ حَمْـ

ـراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ

ورُمْحٌ مُسَمَّح: ثُقِّفَ حتى لانَ. والتَّسْميح: السُّرعة؛ قال:

سَمَّحَ واجْتابَ بلاداً قِيَّا

وقيل: التَّسْمِيحُ السير السهل. وقيل: سَمَّحَ هَرَب.

سمح
سمَحَ/ سمَحَ لـ يَسمَح، سَمْحًا وسماحًا وسماحةً، فهو سامِح، والمفعول مسموحٌ له
• سمَح الشَّخصُ:
1 - لان وسهُل "سمح العودُ".
2 - انقاد بعد استصعاب.
3 - جاد وأعطى عن كرم وسَخاء "عنده سماحة نَفْس: كرم وسخاء- رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى [حديث] ".
• سمَح له بحاجة: وافق عليها، ويسّرها له "سمَح له بالدّخول/ بالمرور- ميزانية النَّادي تسمح بإقامة حفل- لن يُسمح بالإهانة" ° لا سمَح الله: دعاء معناه أرجو ألاّ يسمح الله بحدوث ذلك الأمر، معاذ الله، حاشا- مسموح به: مُباح. 

سمُحَ يسمُح، سماحةً وسُمُوحَةً، فهو سَمْح
• سمُح الشَّخصُ: صار متساهلاً كريمًا "سمُح خلقُه بعد حجِّ بيت الله الحرام- إقدامُ عمروٍ في سماحة حاتمٍ ... في حلم أحنف في ذكاء إياسِ". 

استسمحَ يستسمح، استسماحًا، فهو مُستسمِح، والمفعول مُستسمَح
• استسمح الرَّجلَ:
1 - طلب منه العفوَ "استسمح أباه".
2 - استأذنه. 

تسامحَ/ تسامحَ في يتسامح، تسامُحًا، فهو مُتسامِح، والمفعول مُتسامَحٌ فيه
• تسامح الشَّخصُ/ تسامح الشَّخصُ في الأمر: تساهل فيه، تهاون فيه "لا تتسامح الدَّولةُ مع الخونة والمتآمرين- تسامح في شُرْب الخمر- التَّسامُح جزءٌ من العدالة". 

تسمَّحَ يتسمَّح، تَسَمُّحًا، فهو مُتَسَمِّح
 • تسمَّح الرَّجلُ: تكلّف السَّماحة أي التَّساهل والكرم. 

سامحَ يسامح، مُسامَحةً، فهو مُسامِح، والمفعول مُسامَح
• سامَحه أبوه: عفا عنه، ولم يعاقبه "النُّفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح- سامَحَه بما/ فيما/ على ما فعل- سامِحْ جميعَ الناس ما عدا نفسك [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: وخالف النفسَ والشيطانَ واعصهما- وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ... وفارقْ ولكن بالتي هي أحسنُ" ° سامح فلانًا بذنبه: صفح عنه- سامَحك اللهُ: دعاء معناه أرجو من الله أن يعفو عنك وقد يستخدم في العتاب. 

سمَّحَ يسمِّح، تَسْمِيحًا، فهو مُسَمِّح، والمفعول مُسَمَّح (للمتعدِّي)
• سمَّح الشَّخصُ: سمَح، لان وسهُل.
• سمَّح الشَّيءَ: سهَّله، جعله ليِّنا سَهْلاً ° سمَّح البندَ: وافق على الصَّرف. 

تسامُح [مفرد]: مصدر تسامحَ/ تسامحَ في.
• التَّسامُح الدِّينيّ: احترام عقائد الآخرين. 

سَماح [مفرد]: مصدر سمَحَ/ سمَحَ لـ ° بيع السَّماح: بيع بأقلّ من الثَّمن المناسب.
• فترة سماح: (قص) فترة يُسمح فيها بتمديد أجل الدَّفع والسَّداد عند الاقتراض من المصارف ونحوها. 

سَماحة [مفرد]:
1 - مصدر سمُحَ وسمَحَ/ سمَحَ لـ ° سماحة الإسلام: يُسْرُه.
2 - لقب يسبق أسماء رجال الدِّين الإسلاميّ كالمفتي "سماحة المفتي/ شيخ الأزهر". 

سَمْح [مفرد]: ج سِماح (لغير المصدر {وسُمحاءُ} لغير المصدر {، مؤ سَمْحة} لغير المصدر)، ج مؤ سِماح (لغير المصدر):
1 - مصدر سمَحَ/ سمَحَ لـ ° دين سمْح/ شريعة سمْحة: فيه يسر وسهولة.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سمُحَ. 

سُموحَة [مفرد]: مصدر سمُحَ. 

مِسْمَاح [مفرد]: ج مَسامِيحُ، مؤ مِسْماح ومِسْماحَة، ج مؤ مَسامِيحُ: صيغة مبالغة من سمَحَ/ سمَحَ لـ: كثير السَّماح "رجل مِسْماح- امرأة مِسْماح/ مِسْماحَة". 

مِسْمَح [مفرد]: ج مَسامِحُ: مِسماح، كثير السّماح "أب مِسْمح مع أولاده". 
سمح
: (سَمُحَ، ككَرُمَ، سَمَاحاً وسَمَاحَةً وسُمُوحاً وسُمُوحَةً) ، بالضّم فيهمَا (وسَمْحاً) ، بِفَتْح فَسُكُون (وسِمَاحاً، ككِتَابِ) ، إِذا (جادَ) بِمَا لَدَيْه (وكَرُمَ) قَالَ شَيخنَا: الْمَعْرُوف فِي هاذا الفعلِ أَنه سَمَحَ كمنَعَ، وَعَلِيهِ اقْتَصرَ ابنُ القَطّاع وابنُ القوطِيّة وجماعةٌ. وسَمُح، ككَرُم، مَعْنَاهُ صارَ من أَهلِ السَّمَاحَة، كَمَا فِي (الصّحاح) وَغَيره. فاقتصارُ المصنِّفِ على الضّمّ قُصُورٌ. وَقد ذَكَرهما مَعًا الجوهريُّ والفَيُّوميّ وابنُ الأَثير وأَرباب الأَفعالِ وأَئمّة الصَّرْف وغيرُهم. انتهَى (كأَسْمَحَ) ، لُغَة فِي سَمُحَ. وَفِي الحَدِيث: يَقُول الله تَعَالَى: (أَسْمِحوا لعَبْدِي كإِسْماحِه إِلى عِبَادي) . يُقَال: سَمَحَ وأَسْمَح: إِذا جادَ وأَعْطَى عَن كَرَمٍ وسَخَاءٍ، وَقيل: إِنما يُقَال فِي السَّخَاءِ: سَمَحَ، وأَما أَسْمَح فإِنما يُقَال فِي المُتَابَعَة والانْقِياد؛ والصّحيح الأَول. وسَمَحَ لي فُلانٌ: أَعطاني. وسَمَحَ لي بذالك يَسمَح سَماحةً، وأَسْمَحَ وسَامَح: وافَقَني على المَطلوب؛ أَنشد ثَعلَبٌ:
لَو كُنتَ تُعْطِي حينَ تُسأَلُ سامحَتْ
لَك النَّفْسُ واحْلوْلاكَ كُلُّ خَليلِ (فَهُوَ سَمْحٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون. قَالَ شَيخنَا: كلامُه صريحٌ كالجوهريّ فِي أَن السَّمْح يُستعمَلُ مصدرا وصِفَةً من سَمُح بالضّمّ، كضَخُم فَهُوَ ضَخْمٌ. والّذي فِي (الْمِصْبَاح) أَنه كَكَتِفٍ، وَسُكُون الْمِيم فِي الْفَاعِل تَخْفيف. (وتَصْغَيرُه سُمَيْحٌ) ، على الْقيَاس، (وسُمَيِّح) ، بتَشْديد الياءِ، وَقد أَنكره بعضٌ.
(وسُمَحاءُ ككُرَمَاءَ، كأَنّه جَمْع سَميحٍ) كأَمير، (ومَسامِيحُ كأَنّه جَمْع مِسْماحٍ) ، بِالْكَسْرِ، ومِسْمَحٌ ومَسامِحُ، (ونِسْوَةٌ سِمَاحٌ ليسَ غَيرُ) ، عَن ثَعْلَب؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . وَفِي (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) : رجالٍ ونساءٍ سِمَاحٍ وسُمَحَاءَ، فيهمَا؛ حكَى الأَخيرَ الفارسيّ عَن أَحمدَ بنِ يَحيى. وَرجل سَمِيحٌ ومِسْمَحٌ ومِسْمَاحٌ: سَمْحٌ، وَرِجَال مَساميحُ، ونساءٌ مَساميحُ. قَالَ جرير:
غَلَبَ المَساميحَ الوَليدُ سَمَاحَةً
وكَفَى قُريشَ المُعضِلاتِ وسَادَهَا
وَقَالَ آخر:
فِي فِتحيَةٍ بُسْطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ
عندَ الفِضَالِ قَدِيمُهم لم يَدْثُرِ
(والسَّمْحَة للواحدةِ) من النِّسَاءِ (و) السَّمْحَة: (القَوْسُ المُوَاتِيَةُ) وَهِي ضِدّ الكَزَّةِ. قَالَ صَخْرُ الغَيّ:
وسَمْحةٍ من قِسِيِّ زَارَةَ حَمْ
رَاءَ هَتوفٍ عِدادُهَا غَرِدُ
(و) قَوْلهم: الحَنِيفية السَّمْحةُ، هِيَ (المِلَّةُ الَّتِي مَا فِيهَا ضِيقٌ وَلَا شِدَّةٌ) .
(والتَّسْميح: السَّيرُ السَّهْلُ. (و) التَّسْمِيحُ: (تَثْقِيفُ الرُّمْحِ) ورُمْحٌ مُسَمَّحٌ: ثُقِّفَ حتّى لاَن. (و) التَّسْمِيحُ: (السُّرْعَة) . قَالَ نَهْشَلُ بنُ عبدِ الله العَنْبَريّ:
سَمَّحَ واجْتَابَ بلاداً قِيَّا وأَورده الجوهريّ شَاهدا على السَّيْر السَّهْل. (و)
التَّسْمِيحُ: (الهَرَبُ) . وَقد سَمَّحَ: إِذا هَرَبَ.
(والمُساهَلة: كالمُسامَحَة) ، فهُمَا مُتقَارِبان وَزْناً ومَعنًى. وَفِي (اللِّسَان) : والمُسامَحة: المُساهَلَة فِي الطِّعان والضِّراب والعَدْوِ. قَالَ:
وسَامَحْتُ ظَعْناً بالوَشيج المُقوَّمِ
(و) السِّمَاحُ (ككِتَابٍ) كالسِّبَاح: (بُيُوتٌ من أَدَمٍ) حَكَاهُ ابنُ الفَرَج عَن بعض الأَعْرَابِ، وأَنشد:
إِذا كَانَ المَسَارِحُ كالسِّمَاحِ
(و) تَقول العَربُ: عَلَيْك بالحقّ (فإِنّ فِيهِ لمَسْمَحاً كمَسْكَنٍ أَي مُتَّسَعاً) ، كَمَا قَالُوا: إِنّ فِيهِ لَمَنْدُوحَةً. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
وإِني لأَسْتَحْيِي وَفِي الحَقِّ مَسْمَحٌ
إِذا جَاءَ بَاغِي العُرْفِ أَنْ أَتَعَذَّرَا
(وسَمْحَةُ: فَرَسُ جَعْفَرِ بن أَبي طالبٍ) الطّيَارِ ذِي الجَنَاحَين رَضِي الله عَنهُ، وهاذا الْفرس من نَسْلِ خَيلِ بني إِيادٍ، وبيتُه مشهورٌ موجودٌ نَسْلُه إِلى الآنَ.
(وسُمْحَةُ بنُ سَعْدٍ، وابنُ هِلالٍ، كِلَاهُمَا بالضّمّ.
وسُمَيْحَة، كجُحَيْنَة: بِئرٌ بِالْمَدِينَةِ غَزيرة) الماءِ قَديمةٌ.
(وتَسامَحُوا: تَساهَلوا) . وَفِي الحَدِيث الْمَشْهُور (ارسَّمَاح رَبَاحٌ) ، أَي المُساهَلَة فِي الأَشياءِ تُربِحُ صاحِبَها.
(وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه) وَفِي بعض النّسخ: قَرِينتُه أَي (ذَلَّتْ نَفْسُه) وتابَعَتْ، وسامَحَتْ كذالك. وَيُقَال: أَسْمَحتْ قَرِينتُه إِذا ذَلّ واستقامَ. وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه لذالك الأَمر إِذا أَطاعَتْ وانْقادَت. (و) أَسْمَحت (الدَّابّةُ: لانَتْ) وانْقادَتْ (بَعْدَ اسْتِصْعَابٍ) .
(و) من الْمجَاز: (عُودٌ سَمْحٌ بيِّنُ السَّماحَةِ والسُّمُوحةِ: مُسْتَوٍ لَيِّنٌ (لَا عُقْدَةَ فِيهِ) . وَيُقَال: ساجَةٌ سَمْحَةٌ: قَالَ أَبو حنيفَة: وكلّ مَا استَوَتْ نِبْتَتُه حتّى يكون مَا بَين طَرَفَيْه مِنْهُ لَيْسَ بأَدَقَّ مِن طَرَفَيْهِ أَو أَحدِهما: فَهُوَ من السَّمْح.
(وأَبو السَّمْحِ) : كحُنْيَةُ (خَادِم النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومولاه، رَوَى عَنهُ مُحِلُّ بنُ خَليفةَ: يُغْسَلُ مِن بَوْلِ الجَارِيَة) . (و) أَبو السَّمْح: (تَابِعيٌّ، يُدْعَى عبدَ الرَّحْمان، ويلَقّب دَرّاجاً) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سَمَحَ وتَسمَّح: فَعَل شَيْئا فسَهَّل فِيهِ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: سَمَحَ بحاجَتِه، وأَسْمح: سَهَّل لَهُ.
وَيُقَال فُلانٌ سَمِيحٌ لمِيحٌ، وسَمْحٌ لَمْحٌ.

سمح

1 سَمُحَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. سَمَاحٌ and سَمَاحَةٌ and سُمُوحٌ and سُمُوحَةٌ and سَمْحٌ and سِمَاحٌ, (K,) He was, or became, liberal, bountiful, munificent, or generous; (S, * Msb, * K;) as also ↓ اسمح: (Msb, K:) but the unaugmented verb commonly known, but faultily omitted in the K, is سَمَحَ, aor. ـَ and this is the only one mentioned by IKtt and IKoot and a number of other authors: سَمُحَ, like كَرُمَ, means he became of the people of السَّمَاحَة [i. e. liberality, &c.]: (MF:) [but] سَمَحَ and ↓ اسمح both signify as above; he was, or became, liberal, &c.; and he gave from a motive of generosity and liberality: this is the correct explanation of both; though some say that the former only is used in this sense; and the latter, in relation to compliance and submissiveness. (L.) You say, سَمَحَ بِهِ, (S, A, Msb,) aor. ـَ inf. n. سَمَاحٌ and سَمَاحَةٌ (S, * A, * Msb) and سُمُوحٌ, (Msb,) He was liberal, bountiful, munificent, or generous, with it; (S, A, Msb;) and gave it; and complied therein with that which was desired of him; as also ↓ اسمح. (Msb.) [And سَمَحَ لَهُ He was liberal, &c., to him; as also ↓ اسمح; whence,] God is represented, in a trad., as saying, لِعَبْدِى ↓ أَسْمِحُوا كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عِبَادِى Be ye liberal, &c., to my servant, [meaning Mohammad,] like as he is liberal, &c., to my servants. (L.) And سَمَحَ لِى, (S,) or لَهُ, (A,) He gave (S, A) to me, (S,) or to him: (A:) and بِكَذَا ↓ سَامَحَهُ he gave him such a thing. (Msb.) And سَمَحَ لِى بِذٰلِكَ, and ↓ اسمح, and ↓ سامح, He complied with my desire in that thing. (L: see also a similar phrase below.) b2: سَمَحَتْ, said of a she-camel, means She became submissive, and went quickly: (L:) and ↓ اسمحت said of a beast (دَابَّة), it became gentle and submissive after being refractory: (L, K: *) and in like manner ↓ اسمح; (A;) and ↓ سمّح, inf. n. تَسْمِيحٌ; (L;) said of a camel: (A, L:) or تَسْمِيحٌ signifies the going an easy pace: (S, L, K:) and the going quickly: (L, K:) or (so in the L, but in the K “ and ”) the act of fleeing. (L, K.) And ↓ اسمح It became easy and submissive. (L.) You say, قَرُونَتُهُ ↓ أَسْمَحَتْ, (S, A, K,) and قَرِينَتُهُ, as also ↓ سَامَحَتْ, (L,) His mind became submissive, (S, A, L, K,) لِذٰلِكَ الأَمْرِ to that thing. (L.) b3: سَمَحَ, inf. n. سَمَاحٌ; (L;) and ↓ سمّح, (Mgh, L,) inf. n. تَسْمِيحٌ; (L, K;) and ↓ سامح, (Mgh, L,) inf. n. مُسَامَحَةٌ; (S, A, L, K;) and ↓ اسمح, (Mgh,) and ↓ تسمّح; (L;) also signify He acted in an easy, or a gentle, manner; (S, A, Mgh, L, K;) and he made easy, or facilitated; (L;) فِى أَمْرٍ in an affair: (Mgh, L:) and ↓ مُسَامَحَةٌ signifies the acting in an easy, or a gentle, manner in a contest in thrusting, or piercing, with spears or the like, and smiting with swords, and running. (L.) It is said in a well-known trad., السَّمَاحُ رَبَاحٌ The acting in an easy, or a gentle, manner, in affairs, is a means of gain, or profit, to the performer thereof. (L.) And you say, فِى الأَمْرِ ↓ سامحهُ He acted in an easy, or a gentle, manner with him. (TK.) And سَمَحَ لَهُ and بِهِ, and ↓ اسمح, He made [a thing] easy to him. (L.) And اِسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ (Meyd, Mgh, L) and بِكَ, (L,) and يُسْمَحْ لَكَ ↓ أَسْمِحْ (Meyd, L) and بِكَ, (L,) a trad., (Mgh, L,) meaning Facilitate thou, and facilitation shall be rendered to thee: (As, Sh, L:) or act thou in an easy, or a gentle, manner, and easy, or gentle, treatment, shall be rendered to thee: (Mgh:) or be thou compliant, and compliance shall be rendered to thee. (Meyd.) And سَمَحَ لَهُ بِحَاجَتِهِ, and ↓ اسمح, He made easy to him the object of his want. (IAar, L: see also a similar phrase above.) b4: سَمَاحَةٌ (A, TA) and سُمُوحَةٌ, (TA,) [app. inf. ns. of which the verb is سَمُحَ,] in a branch, or rod, signify (tropical:) The being even and smooth, without any knots [or inequality of thickness: see سَمْحٌ]. (A, TA.) 2 سَمَّحَ see 1, in two places. b2: تَسْمِيحُ الرُّمْحِ means (assumed tropical:) The straightening, or making even, of the spear, (S, K, TA,) so as to render it smooth. (TA. [See 1, last sentence.]) 3 سَاْمَحَ see 1, in six places.4 أَسْمَحَ see 1, in all but four sentences.5 تَسَمَّحَ see 1, in the latter half of the paragraph: b2: and see also the paragraph here following, in two places.6 تسامحوا They acted in an easy, or a gentle, manner, one with another. (S, A, K.) b2: [Hence]

تَسَامُحٌ [as a conventional term in lexicology, or in relation to language,] is [A careless, or defective, manner of expression,] when the meaning of a sentence is not known, and, in order to its being understood, requires another word or phrase to be supplied: (KT:) [or the using a careless mode of expression, relying upon the understanding of the reader or hearer; as also ↓ تَسَمُّحٌ: or] a deficiency in what a speaker says, relying upon [the knowledge of] the person addressed. (Marginal note in a copy of the KT, subsigned سمع [app. to denote that the authority is Isma'eel Hakkee].) [See also تَسَاهُلٌ, which is often used as though it were syn. with تَسَامُحٌ.] b3: The primary meaning of تَسَامُحٌ and ↓ تَسَمُّحٌ is [said to be] The being wide, or ample: whence the phrase فِى الحَقِّ مَسْمَحٌ [expl. below]. (Msb.) 7 السمح [app. syn. with أَسْمَحَ, or perhaps a mistranscription for the latter word]: see اِنْسَجَحَ.

سَمْحٌ (T, S, A, Mgh, Msb, K) and ↓ سَمِحٌ, of which the former is a contraction, (Msb,) [but which is seldom used,] as also ↓ سَمِيحٌ and [in an intensive sense] ↓ مِسْمَحٌ (T, M, TA) and ↓ مِسْمَاحٌ (T, S, * M, A, * K, * TA) [and ↓ سَمُوحٌ, occurring in the K voce نَعُوسٌ, the last three fem. as well as masc.], Liberal, bountiful, munificent, or generous: (T, S, M, A, Mgh, Msb, K, TA:) fem. سَمْحَةٌ: (T, S, M, A, K:) pl. سِمَاحٌ, (Th, T, S, M, A, Msb, K,) applied to women (Th, S, Msb, K) only, (Th, S, K,) or to men and to women, (T, M, TA,) and سُمَحَآءُ, (T, S, M, A, Msb, K,) applied to a party of people, (S, A,) [i. e.] to men and to women, (T, M, TA,) as though pl. of سَمِيحٌ, (S, K,) and مَسَامِيحُ, (T, S, M, A, K,) applied to men and to women, (T, M, A, *) pl. of مِسْمَاحٌ, (A,) or as though pl. of مِسْمَاحٌ. (S, K.) The dim. of سَمْحٌ is ↓ سُمَيْحٌ and ↓ سُمَيِّحٌ; (K;) but the latter is by some disallowed. (TA.) You say also, فُلَانٌ سَمْحٌ لَمْحٌ and لَمِيحٌ ↓ سَمِيحٌ [app. meaning Such a one is very liberal, &c.; for in each case the latter epithet is probably an imitative sequent, and therefore a corroborative]. (L.) b2: دَابَّةٌ سَمْحَةٌ [A beast that is submissive, or easy, or gentle: and probably also quick: see 1]. (A, voce جَمْحَةٌ, q. v.) b3: [Hence, app.,] سَمْحَةُ is the name of A mare of Jaafar the son of Aboo-Tálib. (K. [See also سَبْحَة.]) b4: And أُمُّ سَمْحَةَ The she-goat. (T in art. ام.) b5: And قَوْسٌ سَمْحَةٌ (assumed tropical:) A pliant bow. (K, * TA.) b6: And عُودٌ سَمْحٌ (tropical:) A branch, or rod, that is even and smooth, (A, * Msb, * TA,) without any knot: (A, K, TA:) or of even growth, so that what is between its two extremities is not more slender than its two extremities or than one of them. (AHn, TA.) One says also سَاجَةٌ سَمْحَةٌ (tropical:) [An oblong squared piece, or a board or tablet, of the wood of the ساج (q. v.), that is even and smooth]. (TA.) b7: And مِلَّةٌ سَمْحَةٌ (assumed tropical:) A religion in which is no straitness (K, TA) nor difficulty. (TA.) b8: The saying of 'Omar Ibn-'AbdEl-'Azeez أَذِّنْ أَذَانًا سَمْحًا means (assumed tropical:) [Recite thou a call to prayer] without a prolonging of the voice, and trilling, and without modulation. (Mgh.) سَمِحٌ: see the next preceding paragraph.

سِمَاحٌ Tents (بُيُوت) made of skins. (Ibn-ElFaraj, K.) سَمُوحٌ: see سَمْحٌ, first sentence.

سَمِيحٌ: see سَمْحٌ, in two places.

سُمَيْحٌ and سُمَيِّحٌ dims of سَمْحٌ, q. v. (K.) أَسْمَحُ [More, and most, liberal, bountiful, munificent, or generous]. See an ex. voce لَافِظْ.

عَلَيْكَ بِالحَقِّ فَإِنَّ فِيهِ لَمَسْمَحًا, (A, Msb, * K, *) Keep thou to the truth, for verily in it is ample scope for avoiding falsity; expl. by مَتَّسَعًا, (A, Msb, K,) and مَنْدُوحَةً عَنِ البَاطِلِ. (A, Msb.) مِسْمَحٌ: see سَمْحٌ, first sentence.

مِسْماح: see سَمْحٌ, first sentence.
(سمح) سمح وَسَار سيرا سهلا وَالشَّيْء جعله لينًا سهلا وَيُقَال سمح الرمْح وَغَيره لينه وثفقه وَفُلَانًا ساهله
س م ح: (السَّمَاحُ) وَ (السَّمَاحَةُ) الْجُودُ (سَمَحَ) بِهِ يَسْمَحُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا (سَمَاحًا) وَ (سَمَاحَةً) أَيْ جَادَ. وَسَمَحَ لَهُ أَيْ أَعْطَاهُ. وَ (سَمُحَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ صَارَ (سَمْحًا) بِسُكُونِ الْمِيمِ. وَقَوْمٌ (سُمَحَاءُ) بِوَزْنِ فُقَهَاءَ. وَامْرَأَةٌ (سَمْحَةٌ) بِسُكُونِ الْمِيمِ وَنِسْوَةٌ سِمَاحٌ بِالْكَسْرِ. وَ (الْمُسَامَحَةُ) الْمُسَاهَلَةُ وَ (تَسَامَحُوا) تَسَاهَلُوا. 

سهر

سهر: {بالساهرة}: وجه الأرض لأن فيها سهرهم ونومهم، وأصلها مسهور فيها.
(سهر)
سهرا لم ينم كل اللَّيْل أَو بعضه وأرق والبرق بَات يلمع فَهُوَ ساهر وسهران وسهار وسهرة
[سهر] فيه: خير المال عين "ساهرة" لعين نائمة أي عين ماء تجري ليلا ونهارا وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سهرا لها. غ: "الساهرة" وجه الأرض.
(سهر) - في الحديث: "خَيرُ المالِ عينٌ ساهِرةٌ لِعَينْ نائِمة".
: أي عَيْن مَاءٍ تَجرِي لَيلاً ونَهاراً، وصاحِبُها نائم .
س هـ ر : السَّهَرُ عَدَمُ النَّوْمِ فِي اللَّيْلِ كُلِّهِ أَوْ فِي بَعْضِهِ يُقَالُ سَهِرَ اللَّيْلَ كُلَّهُ أَوْ بَعْضَهُ إذَا لَمْ يَنَمْ فَهُوَ سَاهِرٌ وَسَهْرَانُ وَأَسْهَرْتُهُ بِالْأَلِفِ. 
سهر
السَّاهِرَةُ قيل: وجه الأرض، وقيل: هي أرض القيامة، وحقيقتها: التي يكثر الوطء بها، فكأنها سَهَرَتْ بذلك إشارة إلى قول الشاعر:
تحرّك يقظان التّراب ونائمة
والْأَسْهَرَانِ: عرقان في الأنف .
س هـ ر : (السَّهَرُ) الْأَرَقُ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (سَاهِرٌ) وَ (سَهْرَانُ) وَ (أَسْهَرَهُ) غَيْرُهُ. وَرَجُلٌ (سُهَرَةٌ) كَهُمَزَةٍ أَيْ كَثِيرُ السَّهَرِ. وَ (السَّاهِرَةُ) وَجْهُ الْأَرْضِ. 

سهر


سَهِرَ(n. ac. سَهَر)
a. Was sleepless, wakeful; watched.

سَاْهَرَa. Watched with.

أَسْهَرَa. Rendered sleepless; made to watch.

سَهْرَةa. Vigil, watch; eve; evening.
b. Evening party.

سَهَرa. Sleeplessness, wakefulness; watchfulness.

سَاْهِرa. Wakeful, watchful; watcher.

سَاْهِرَةa. Ground; earth.
b. Desert.
c. Plain that will be the scene of the last
judgment.
d. Inexhaustible spring.

سُهَاْرa. see 4
سَهْرَاْنُa. see 21
سَاْهُوْرa. Halo round the moon.
b. Multitude.
سهر: سَهر عند فلان: قضى السهرة عنده (بوشر).
سَهَّرَ: أسهر، أرّق (فوك).
سَهْر: حرس الليل (المعجم اللاتيني - العربي).
سَهْرَة: مثابرة واجتهاد في العمل الفكري (بوشر).
سَهْرَة: تسلية ولهو في الأمسيات يجتمع فيها عدة أشخاص (مارتن ص46، زيشر 22: 146).
سهران: سهر، أرق، سهاد (باين سميث 1578).
ساهِر: بوم، صدى، خَبَل (جاكسون ص71).
مُسْهر: اسم طير يغرد طول الليل ولا ينام وله صوت حسن يكرره ويرجعه ويلتذ به كل من يسمعه فيسهر عليه. ولا يشتهي النوم من لذة سماعه ولذلك يقال له المُسْهِر. (محيط المحيط).
سهر
السَّهَرُ: امْتِناعُ النَّوْمِ باللَّيْل، أسْهَرَني كذا فَسَهِرْتُ له سَهَراً. والساهُوْرُ: السَّهَرُ. ويقولون: لَقُوا الشَّرَّ في ساهُوْرِه، أي في كَثْرَتِه. والساهُوْرُ: من أسماء القَمَ! رِ. وهو السَّحَابُ أيضاً. والساهِرَةُ: الأرْضُ العَرِيْضَةُ البَسِيْطةُ. والأسْهَرَانِ: عِرْقانِ في الأنفِ من باطِنٍ، وقيل: هما عِرْقا الأُنْثَيَيْنِ اللَّذَيْنِ يُمْذي منهما الفَرَسُ.
ويُقال للناقة: إنَّها لَسَاهِرَةُ العِرْقِ: وهو طُوْلُ حَفْلِها وكَثْرَةُ لَبَنِها. وخَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ يعني عَيْنَ الماء.
[سهر] السَهَرُ: الأَرَقُ. سَهِرَ بالكسر يَسْهَرُ، فهو ساهِرٌ وسَهْرانٌ. وأَسْهَرَهُ غيره. ورجل سهرة، مثال همزة، أي كثير السهر. عن يعقوب. والساهور: غلاف القمر فيما تزعمه العرب. قال أميَّة بن أبي الصَلت: لا نَقْصَ فيه غير أنَّ جبينَه * قَمَرٌ وساهورٌ يسل ويغمد - ويقال: الساهور: ظل الساهِرَةِ، وهي وجه الأرض. ومنه قوله تعالى:

(فإذا هم بالساهرة) *. قال أبو كَبير الهُذَلي: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأنَّ جَميمَها * وعَميمَها أَسْدافُ ليل مظلم - والاسهران، عرقان في المنخرين إذا اغتلم الحمار سالا ماء. قال الشماخ: توائل من مصك أنصبته * حوالب أسهريه بالذنين -
س هـ ر

فلان يحب السهر والسمر، وقد سهرت البارحة، وأسهرني كذا. ودخل القمر في الساهور إذا كسف، وخرج من الساهور إذا انجلى. قال:

كأنها بهثة ترعى بأقرية ... أو شقة خرجت من جوف ساهور

ومن المجاز: قطعوا ساهرة: أرضاً بسيطة عريضة يسهر سالكها. وأرض ساهرة: سريعة للنبات كأنها سهرت بالنبات. قال:

يرتدن ساهرة كأن غميمها ... وجميمها أسداف ليل مظلم

وبرق ساهر، وقد سهر البرق إذا بات يلمع. وعين ساهرة: تجري لا تفتر. و" خير المال عين ساهرة لعين نائمة " وهي عين صاحبها لنأه فارغ البال لا يهتم بها. وليل فلان ساهر. قال النابغة:

كتمتك ليلاً بالجمومين ساهراً ... وهمين همّاً مستكناً وظاهراً
(س هـ ر)

سَهِرَ سَهَراً: لم ينم لَيْلًا، وَمن دُعَاء الْعَرَب على الْإِنْسَان: مَاله سَهِرَ وعَبِرَ.

وَقد أسهَرَني الْهم والوجع، قَالَ ذُو الرمة وَوصف حميرا وَردت مصايد:

وَقد أسْهَرَتْ ذَا أسهُمٍ باتَ جاذِلا ... لهُ فَوقَ زُجَّىْ مِرْفَقَيهِ وَحاوِحُ

وَرجل سَهَّارُ الْعين: لَا يغلبه النّوم، عَن اللحياني.

وَقَالُوا: ليل ساهِرٌ، أَي ذُو سَهَرٍ، كَمَا قَالُوا: ليل نَائِم، وَقَول النَّابِغَة:

كتَمتُك لَيْلًا بالجَمُومَينِ ساهِرا ... وهَمَّينِ: هَمًّا مُستَكِنًّا وظاهِرا

جوز أَن يكون ساهرا نعتا لِليْل، جعله ساهرا على الــاتساع، وَأَن يكون حَالا من التَّاء فِي كتمتك، وَقَول أبي كَبِير: فسَهِرْتُ عَنْهَا الكالِئَينِ فَلم أَنمْ ... حَتَّى التَفَتُّ إِلَى السِّماكِ الأعزَلِ

أَرَادَ: سَهِرْت مَعَهُمَا حَتَّى نَامَا.

والساهِرَة: الأَرْض، وَقيل: وَجههَا، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا هُم بِالساهِرَةِ) وَقيل: الساهِرَةُ: الفلاة، قَالَ أَبُو كَبِير:

يَرْتَدنَ ساهِرَةً كأنَّ حَميمَها ... وعَميمَها أسدافُ لَيلٍ مُظلِمِ

وَقيل هِيَ الأَرْض الَّتِي لم تُوطأ، وَقيل: هِيَ أَرض يجددها الله يَوْم الْقِيَامَة.

والأسهَرانِ: عرقان يصعدان من الْأُنْثَيَيْنِ حَتَّى يجتمعا عِنْد بَاطِن الفيشلة، وهما عرقا المنى، وَقيل: هما العرقان اللَّذَان يندران من الذّكر عِنْد الإنعاظ، وَقيل: هما عرقان فِي الْمَتْن يجْرِي فيهمَا المَاء ثمَّ يَقع فِي الذّكر، قَالَ الشماخ:

تُوائِلُ مِن مِصَكٍّ أنصَبَتهُ ... حَوالِبُ أَسْهَرَيهِ بالذَّنِينِ

وَأنكر الْأَصْمَعِي الأسهَرَينِ قَالَ: وَإِنَّمَا الرِّوَايَة أسهَرَتهُ، أَي لم تَدعه ينَام. وَذكر أَن أَبَا عُبَيْدَة غلط، قَالَ أَبُو حَاتِم، وَهُوَ فِي كتاب عبد الْغفار الْخُزَاعِيّ، وَإِنَّمَا اخذ كِتَابه فَزَاد فِيهِ، اعني كتاب صفة الْخَيل، وَلم يكن لأبي عُبَيْدَة علم بِصفة الْخَيل، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَو أحضرته فرسا وَقيل: ضع يدك على شَيْء مِنْهُ مَا درى أَيْن يَضَعهَا.

والأَسْهَرانِ: عرقان فِي الْأنف، وَقيل: عرقان فِي الْعين.

والساهِرَة والسَّاهور، كالغلاف للقمر يدْخل فِيهِ إِذا كسف. قَالَ أُميَّة:

قَمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغمَدُ

وَقَالَ آخر يصف امْرَأَة: كأنَّها عِرقُ سامٍ عِنْد ضارِبهِ ... أَو فِلْقَةٌ مِن جَوِف ساهورِ

يَعْنِي شقة الْقَمَر.

والساهور والسَّهَرُ: نفس الْقَمَر.

والسَّاهُورُ: دارة الْقَمَر كِلَاهُمَا سرياني.
سهـر
سهِرَ/ سهِرَ على يَسهَر، سَهَرًا، فهو ساهِر وسَهْرانُ/ سَهْرانٌ، والمفعول مَسْهورٌ عليه
• سهِر حتى الفجر:
1 - ظلّ مُستيقظًا، لم ينم "سهِر ليالي يُراقب النُّجومَ- من طلب العلا سهر الليالي" ° سهِر البرقُ: بات يلمع- فلانٌ أسهرُ من النَّجم: كثير السَّهَر.
2 - أرِق "سهِر من غلبة الدّيْن".
• سهِر على راحتِه: راقبه؛ راعاه؛ حافظ عليه "سهِر على تطبيق القانون- سهِِر على احتياجات المجتمع". 

أسهرَ يُسهر، إسهارًا، فهو مُسهِر، والمفعول مُسهَر
• أسهره الهمُّ: أرّقه ومنعه النَّوم "أسهره المرضُ/ التفكيرُ/ القلقُ- لا يشرب القهوةَ لأنّها تُسهره". 

ساهرَ يساهر، مُساهَرةً، فهو مُساهِر، والمفعول مُساهَر
• ساهَره: سهِر معه، ظلّ مستيقظًا معه "ساهر صديقَه حتى الفجر- ساهر نجم السماء". 

ساهِرة [مفرد]:
1 - مؤنَّث ساهِر ° حَفْلةٌ ساهرة: حفلة موسيقيّة أو غنائيَّة تستمرُّ فترةً من الليل- عين ساهرة: تجري لا تكاد تفتُر.
2 - سَهَّارة، سَهَّاريّ؛ مِصباح صغير، ضئيل النّور يُنير البيت ليلاً عند النَّوم "يُستأنس بالسّاهرة".
3 - مكان يُحشر فيه النَّاس يوم القيامة، الأرض المستوية " {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} ". 

سهَر [مفرد]:
1 - مصدر سهِرَ/ سهِرَ على.
2 - سُهاد، أَرَق ° غلبه السَّهَرُ: أَرِقَ.
3 - مُراقبة متواصلة بلا فتور "ضاعف السَّهَر". 

سَهْرانُ/ سَهْرانٌ [مفرد]: ج سهرانون/ سهارَى، مؤ سَهْرى/ سَهْرانة، ج مؤ سهارَى/ سَهْرَانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سهِرَ/ سهِرَ على: مُتيقِّظ، أرِق. 

سَهْرَة [مفرد]: ج سَهَرات وسَهْرات:
1 - اسم مرَّة من سهِرَ/ سهِرَ على: فترة ممتدّة من غياب الشَّمس إلى طلوع الفجر "قضى سهرتَه مع أصدقائه".
2 - عرض أو اجتماع أو حفلة يُقام إجمالاً بعد العشاء "سهْرة راقصة/ غنائيّة/ موسيقيّة- فيلم السَّهْرة" ° ملابس السَّهْرة: ملابس ذات طراز خاصّ تُرتدى في الحفلات المسائيَّة. 

سَهَّارة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَهّار.
2 - ساهرة؛ مصباح صغير، ضئيل النّور يُنير البيت ليلاً عند النّوم "لا ينام على ضوء السَّهارة". 

سَهّاريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى سَهّار.
2 - ساهرة، سَهَّارة؛ مصباح صغير، ضئيل النور يُنير البيت ليلاً عند
 النّوم. 

سهر

1 سَهِرَ, aor. ـَ inf. n. سَهَرٌ, He waked, was sleepless or wakeful, or did not sleep, by night; (S, K;) he abstained from sleep by night; (Lth;) he remained awake all the night or a part thereof: you say سَهِرَ اللَّيْلَ, or بَعْضَ اللَّيْلِ, He remained awake during the night, or a part of the night: (Msb:) [he passed the night, or a part of the night, sleepless, or without sleeping:] and سَهِرْتُ البَارِحَةَ I remained awake last night. (A.) b2: مَالَهُ سَهِرَ وَعَهِرَ What aileth him? May he be sleepless by night, and may he grieve, or mourn, is an imprecation of the Arabs. (Az, TA in this art. and art. عبر.) b3: سَهِرَ البَرْقُ (tropical:) The lightning gleamed, or glistened, during the night. (A.) 3 مُسَاهَرَةٌ signifies The being sleepless, or awake, with another: (KL, and Har p. 329:) [and the vying with another in remaining sleepless or awake:] and [like إِسْهَارٌ, but I think this doubtful,] the making [one] sleepless or awake. (KL.) ساهر النُّجُومَ means He passed the night sleepless like as do the stars. (Har ubi suprà.) 4 اسهرهُ He, (S, Msb,) or it, (A,) as anxiety, or trouble of mind, and pain, (TA,) caused him to wake, to be sleepless, or wakeful, or to remain awake. (S, A, Msb, TA.) سَهَرٌ: see سَاهُورٌ.

سُهَرَةٌ: see سَاهِرٌ.

سَهْرَانٌ: see سَاهِرٌ.

سُهَارٌ A state of waking; sleeplessness, or wakefulness; (K;) i. q. سُهَادٌ; (T;) as also ↓ سَاهُورٌ. (K.) سَهَّارٌ: see سَاهِرٌ, in two places.

سَاهِرٌ and ↓ سَهْرَانٌ (S, Msb, K) and ↓ سَهَّارٌ (K) and ↓ سُهَرَةٌ, (S, K,) the last of which is an intensive epithet, (S,) [and so is the third, and sometimes the second,] Waking, sitting up, sleepless, wakeful, or not sleeping, by night; (S, K;) [abstaining from sleep by night;] remaining awake all the night or a part thereof: (Msb:) and the last, [and third, and sometimes the second,] wakeful, or waking much, &c. (S.) You say, العَيْنِ ↓ رَجُلٌ سَهَّارُ A man whom sleep does not overcome. (Lh.) b2: بَرْقٌ سَاهِرٌ (tropical:) Lightning gleaming, or glistening, during the night. (A.) b3: لَيْلٌ سَاهرِ (tropical:) A night of waking or sleeplessness or wakefulness: (K:) like as one says لَيْلٌ نَائِمٌ. (TA.) b4: سَاهِرَةُ العِرْقِ (assumed tropical:) A she-camel that yields milk long and abundantly. (TA.) b5: عَيْنٌ سَاهِرَةٌ (tropical:) A running spring or fountain: (K:) a spring or fountain that runs night and day, unremittingly. (A, * TA.) It is said in a trad., خَيْرُ المَالِ عَيْنٌ سَاهِرَةٌ لِعَيْنٍ نَائِمَةٍ (tropical:) The best of property is a spring of water that runs night and day while its owner is sleeping; (TA;) its owner having his mind unoccupied by it. (A.) b6: أَرْضٌ سَاهِرَةٌ (tropical:) Land that produces plants quickly: as though it passed the night doing so. (A.) b7: Also سَاهِرَةٌ [alone], (tropical:) A wide, or an extensive, tract of land, the traverser of which remains awake during the night: (A:) or the earth, or land: (K:) or the surface of the earth: (Fr, Lth, S, K:) because it produces plants or herbage alike by night and day: (Ibn-Es-Seed:) so in the Kur lxxix. 14: (S:) or (TA, but in the K “ and ”) a desert, syn. فَلَاةٌ, (K,) the traverser of which remains awake during the night: (TA:) or (TA, but in the K “ and ”) an untrodden land: (K:) or (TA) a land which God will create anew on the day of resurrection: (K:) or a land on which none has disobeyed God: (Ibn-Es Seed:) or (TA) Hell: (Katádeh, K:) or (TA) [in the Kur ubi suprà] a certain mountain of Jerusalem: (Wahb Ibn-Munebbih, K:) or (TA) the land of Syria. (Mukátil, K.) سَاهِرَةٌ fem. of سَاهِرٌ [q. v.]. b2: See also سَاهُورٌ.

سَاهِرِيَّةٌ A certain perfume: [so called] because one is caused to be sleepless in preparing it, and making it good. (Sgh, K.) سَاهُورٌ: see سَهَارٌ.

A2: Also The sheath of the moon, (S, K,) which it enters when it is eclipsed, (TA,) accord. to the assertion of the Arabs; (S, TA;) as also ↓ سَاهِرَةٌ. (K.) One says, of the moon, when it is eclipsed, دَخَلَ فِى سَاهُورِهِ It has entered into its sheath. (KT.) [Or] The shade, or shadow, of the سَاهِرَة, i. e., of the surface of the earth. (S, K.) b2: The moon (K, TA) itself; as also ↓ سَهَرٌ; of Syriac origin, accord to IDrd. (TA.) b3: The halo (دَارَة) of the moon: (K:) a Syriac word. (TA.) b4: And السَّاهُورُ, The last nine nights of the lunar month: (K:) or so لَيَالِى السَّاهُورِ: because the moon is absent in its first part. (ISk.) b5: Also سَاهُورٌ, The source of a spring of water. (K, * TA.) b6: And Multitude; abundance. (K.) الأَسْهَرَانِ (tropical:) Two ducts (عِرْقَانِ) in the two nostrils, (S, K, *) in the inside, (TA,) which, when an ass is excited by lust, flow with water, (S, TA,) or with blood: (TA:) so in the verse of Esh-Shemmákh, تُوَائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ [She seeks to escape from a strong (he-ass) whom the ducts of his two nostrils flowing with mucus have fatigued]: (S:) or the nose and the penis: (Sh, K:) or (TA, but in the K “ and ”) two ducts in the flesh and sinew next the back-bone, through which runs the seminal fluid into the penis: (K:) or (TA) two ducts rising from the two testicles, and meeting together in the interior of the penis, (K,) or of the فَيْشَلَة [or glans of the penis]; which are the ducts of the seminal fluid: (TA:) or the two veins or ducts of the penis which become prominent when it is in a state of erection: (TA:) and two veins or ducts in the eye: (K:) but As disallows اسهريه, and says that the true reading, in the verse of Esh-Shemmákh, is أَسْهَرَتْهُ, meaning, [that] have not suffered him to sleep. (TA.) [See also حَالِبٌ.]

سهر: السَّهَرُ: الأَرَقُ. وقد سَهِرَ، بالكسر، يَسْهَرُ سَهَراً، فهو

ساهِرٌ: لم ينم ليلاً؛ وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه. ورجل سُهَرَةٌ

مثال هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ؛ عن يعقوب. ومن دعاء العرب على

الإِنسان: ما له سَهِرَ وعَبِرَ. وقد أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قال ذو

الرمة ووصف حميراً وردت مصايد:

وقد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً،

له فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ

الليث: السَّهَرُ امتناع النوم بالليل. ورجل سُهَارُ العين: لا يغلبه

النوم؛ عن اللحياني. وقالوا: ليل ساهر أَي ذو سَهَرٍ، كما قالوا ليل نائم؛

وقول النابغة:

كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهرا،

وهَمَّيْنِ: هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا

يجوز أَن يكون ساهراً نعتاً لليل جعله ساهراً على الــاتساع، وأَن يكون

حالاً من التاء في كتمتك؛ وقول أَبي كبير:

فَسْهِرْتُ عنها الكالِئَيْنِ، فَلَمْ أَنَمْ

حتى التَّفَتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ

أَراد سهرت معهما حتى ناما. وفي التهذيب: السُّهارُ والسُّهادُ، بالراء

والدال.

والسَّاهرَةُ: الأَرضُ، وقيل: وَجْهُها. وفي التنزيل: فإِذا هم

بالسَّاهِرَة؛ وقيل: السَّاهِرَةُ الفلاة؛ قال أَبو كبير الهذلي:

يَرْتَدْن ساهِرَةً، كَأَنَّ جَمِيمَا

وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ

وقيل: هي الأَرض التي لم توطأْ، وقيل: هي أَرض يجددها الله يوم القيامة.

الليث: الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة. وقال الفراء: الساهرة وجه

الأَرض، كأَنها سميت بهذا الاسم لأَن فيها الحيوان نومهم وسهرهم، وقال ابن

عباس: الساهرة الأَرض؛ وأَنشد:

وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ،

وما فاهوا به لَهُمُ مُقِيمُ

وساهُورُ العين: أَصلها ومَنْبَعُ مائها، يعني عين الماء؛ قال أَبو

النجم:

لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ في ساهُورِها،

بين الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرها

ويقال لعين الماء ساهرة إِذا كانت جارية. وفي الحديث: خير المال عَيْنٌ

ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ؛ أَي عين ماء تجري ليلاً ونهاراً وصاحبها نائم،

فجعل دوام جريها سَهَراً لها. ويقال للناقة: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ،

وهو طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها.

والأَسْهَرَانِ: عِرْقان يصعدان من الأُنثيين حتى يجتمعا عند باطن

الفَيْشَلَةِ، وهما عِرْقا المَنِيِّ، وقيل: هما العرقان اللذان يَنْدُرانِ من

الذكر عند الإِنعاظ، وقيل: عرقان في المَتْنِ يجري فيهما الماء ثم يقع

في الذكر؛ قال الشماخ:

تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه

حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ

وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين، قال: وإِنما الرواية أَسهرته أَي لم تدعه

ينام، وذكر أَن أَبا عبيدة غلط. قال أَبو حاتم: وهو في كتاب عبد الغفار

الخزاعي وإِنما أَخذ كتابه فزاد فيه أَعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأَبي

عبيدة علم بصفة الخيل. وقال الأَصمعي: لو أَحضرته فرساً وقيل وضع يدك على

شيء منه ما درى أَين يضعها. وقال أَبو عمرو الشيباني في قول الشماخ: حوالب

أَسهريه، قال: أَسهراه ذكره وأَنفه. قال ورواه شمر له يصف حماراً

وأُتنه: والأَسهران عرقان في الأَنف، وقيل: عرقان في العين، وقيل: هما عرقان في

المنخرين من باطن، إِذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء.

والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إِذا كَسَفَ فيما

تزعمه العرب؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْت:

لا نَقْصَ فيه، غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ

قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ

وقيل: الساهور للقمر كالغلاف للشيء؛ وقال آخر يصف امرأَة:

كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ،

أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ

يعني شُقَّةَ القمر؛ قال القتيبي: وقال الشاعر:

كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِبَةٍ،

أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ

البُهْثَة: البقرة. والشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ ويروى: من جنب ناهُور.

والنَّاهُورُ: السَّحاب. قال القتيبي: يقال للقمر إِذا كَسَفَ: دَخَلَ في

ساهُوره، وهو الغاسقُ إِذا وَقَبَ. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،

لعائشة، رضي الله عنها، وأَشار إِلى القمر فقال: تَعَوَّذِي بالله من هذا

فإِنه الفاسِق إِذا وَقَبَ؛ يريد: يَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ. وكلُّ شيء

اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ.

والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نفس القمر. والسَّاهُور: دَارَةُ القمر،

كلاهما سرياني. ويقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ

الأَرض.

سهر
: (سَهِرَ، كفَرِحَ) ، يَسْهَر سَهَراً: أَرِقَ، و (لَم يَنَمْ لَيْلاً) ، وَفُلَان يُحِبُّ السَّهَرَ والسَّمَرَ.
(ورَجُلٌ ساهِرٌ وسَهَّارٌ) ، ككَتّان، (وسَهْرَانُ وسُهْرَةٌ) ، الأَخِيرَة (كتُؤَدَةٍ) ، أَي كَثِيرُ السَّهَرِ، عَن يَعْقُوب.
وَمن دعاءِ العَرَبِ على الإِنْسَان: مَا لَه سَهِرَ وعَبِرَ.
وَقد أَسْهَرَنِي الهَمُّ أَو الوَجَعُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، ووَصفَ حَمِيراً وَرَدَتْ مَصائِدَ:
وقَدْ أَسْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً
لَهُ فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحَاوِحُ
وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّهَر: امتِنَاعُ النَّوْمِ باللّيل، ورجلٌ سُهَارُ العَيْنِ: لَا يَغْلِبُه النَّوم، عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) من المَجَاز قَالُوا: (لَيْلٌ ساهِرٌ) أَي (ذُو سَهَرٍ) ، كَمَا قَالُوا: ليلٌ نائِم، قَالَ النابِغَة:
كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهِراً
وهَمَّيْنِ: هَمَّاً مُسْتَكِنّاً وظاهِرَا هاكذا أَورَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساس. وفسَّره.
قلْت: ويَحْتَمِل أَن يكون: (ساهِراً) حَالا من التّاءِ فِي (كَتَمْتُك) .
(و) من المَجَاز: (السّاهِرَةُ: الأَرْضُ) ونُقِلَ ذالِكَ عَن ابْن عبّاس.
وَفِي الأَساس: هِيَ الأَرْضُ البَسِيطَةُ العَرِيضَةُ يَسْهَرُ سالِكُها. (أَو وَجْهُهَا) ، قَالَه اللَّيْثُ عَن الفَرّاءِ. وَقَالَ ابْن السَّيِّد فِي الفرْق: لأَنّ عَمَلَها فِي النّباتِ باللّيْلِ والنَّهَار سَوَاءٌ.
وَفِي الأَساس: أَرضٌ ساهِرَةٌ: سَرِيعَة النَّبَاتِ، كأَنَّها سَهِرَتْ بالنَّبَات، قَالَ:
يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنّ عَمِيمَها
وجَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ
قلت: وَهُوَ قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيّ.
(و) من الْمجَاز: السّاهِرَةُ: (العَيْنُ الجَارِيَةُ) ، يُقَال: عينٌ ساهِرَةٌ، إِذا كانَتْ تَجْرِي لَيْلاً ونَهَاراً لَا تَفْتُر، وَفِي الحَدِيث: (خَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائِمَة) ، أَي عينُ ماءٍ تَجرِي لَيْلًا وَنَهَارًا وصاحِبُها نائمٌ، فجعلَ دَوَامَ جَرْيِها سَهَراً لَهَا. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَهِي عينُ صاحِبِها؛ لأَنه فارِغُ البالِ، لَا يَهتمُّ بهَا.
(و) قيل: السَّاهِرَةُ: (الفَلاةُ) يَسْهَرُ سالِكُهَا، وَبِه فَسَّرُوا قولَ النابِغَةِ السَّابِق. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} (النازعات: 14) ، قيل: هِيَ (أَرْضٌ لم تُوطَأْ، أَو) هِيَ (أَرْضٌ يُجَدِّدُها اللَّهُ تَعالَى يومَ القِيامَةِ) ، وَقَالَ ابْن السَّيِّد فِي الفرْق: وَقيل: هِيَ أَرْضٌ لم يُعْصَ اللَّهُ تعالَى عَلَيْهَا. (و) قيل: السّاهِرَةُ: (جَبَلٌ بالقُدْسِ) ، قَالَه وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ. وَفِي عبارَة ابْن السّيد: أَرضُ بيْتِ المَقْدِسِ. (و) قيل: السَّاهِرَةُ: (جَهَنَّمُ) . أَعاذَنَا الله تَعَالَى مِنْهَا، قَالَه قَتَادَة.
(و) قيل: هِيَ (أَرْضُ الشَّامِ) ، قَالَه مُقاتِلٌ.
(و) قَالَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيّ فِي قَول الشَّمّاخِ:
تُوَائِلُ من مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ
حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ
قَالَ: (الأَسْهَرانِ: الأَنْفُ، والذَّكَرُ) ، رَوَاهُ شَمِرٌ، وَهُوَ مَجاز.
(و) قيل: هما (عِرْقانِ فِي المَتْنِ يَجْرِي فِيهِما المَنِيُّ، فيَقَعُ فِي الذَّكَرِ) ، وأَنشدوا قَول الشَّمَّاخِ.
(و) قيل: هما (عِرْقانِ فِي الأَنْفِ) ، وَقَالَ بَعضهم: هُما عِرْقَان فِي المَنْخِرَيْنِ من بَاطِن، إِذا اغْتَلَمَ الحِمَارُ سالاَ دَماً أَو مَاء. (و) قيل: هما (عِرْقَانِ فِي العَيْنِ، و) قيل: هما (عِرْقَانِ يَصْعَدَانِ من الأُنْثَيَيْنِ) ثمَّ (يَجْتَمِعان عِنْد باطِنِ) الفَيْشَلَة، أَعنِي (الذَّكَر) ، وهما عِرْقَا المَنِيِّ. وَقيل: هما العِرْقانِ اللَّذانِ يَنْدُرَانِ من الذَّكَر عِنْد الإِنْعاظِ.
وأَنكر الأَصمعيُّ الأَسْهَرَيْنِ، قَالَ: وإِنّما الرِّوايةُ فِي قَول الشَّمّاخِ: (أَسْهَرَتْه) ، أَي لم تَدعْه يَنام، وَذكر أَن أَبا عُبَيْدَةَ غَلِطَ.
قَالَ أَبو حَاتِم: وَهُوَ فِي كِتَابِ عبد الغَفّارِ الخُزَاعِيّ، وإِنما أَخَذَ كِتَابه فزادَ فِيهِ، أَعنِي كتابَ صِفَةِ الخَيْلِ، وَلم يكن لأَبي عُبَيْدَةَ عِلْمٌ بِصفة الخَيْلِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: لَو أَحْضَرْتَه فَرَساً، وَقيل: ضَعْ يَدَكَ على شَيحءٍ مِنْهُ، مَا دَرَى أَيْنَ يَضَعُهَا.
(والسَّاهُورُ: السَّهَرُ) ، محرَّكةً، (كالسُّهَارِ) ، بالضمِّ، بِمَعْنى واحِد.
وَفِي التَّهْذِيب: السُّهَارُ، والسُّهادُ بالراءِ وَالدَّال.
(و) السَّاهُورُ: (الكَثْرَةُ) .
(و) السّاهُورُ: (القَمَرُ) نَفسُه، كالسَّهَرِ، مُحَركةً، سُرْيَانِيّة، عَن ابْن دُرَيْدٍ.
(و) ساهُورُ القَمَرِ: (غِلاَفُه) الَّذِي يَدخُلُ فِيهِ إِذا كُسِفَ، فِيمَا تَزعُمُه العَرَبُ، (كالسّاهِرَةِ) ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
لَا نَقْصَ فيهِ غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ
قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ
قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلم تُسْمَع إِلاّ فِي شِعْره، وَكَانَ يَسْتَعْملُ السُّرْيانِيّة كثيرا؛ لأَنه كَانَ قد قرأَ الكُتُبَ، قَالَ: وذكرَه عبدُ الرّحمانِ بنُ حسّانَ، كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ، وَقَالَ آخرُ يصف امرأَةً:
كأَنَّهَا عِرْقُ سامٍ عنْد ضَارِبِهِ
أَو فِلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوْفِ ساهُورِ
يَعْنِي شُقَّةَ القَمَرِ، وأَنشد الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس:
كأَنَّهَا بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ
أَو شِقَّةٌ خَرَجَتْ من جَوْفِ ساهُورِ
قلت: البُهْثَة: البَقَرَةُ، والشِّقَّةُ: شِقَّة القَمَرِ، ويُرْوَى: (من جنب ناهور) والنّاهُور: السّحابُ.
قَالَ القُتَيْبِيّ: يُقَال للقمر إِذا كُسِفَ: دَخَلَ فِي ساهُورِه، وَهُوَ الغاسِقُ إِذا وَقَب، وَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملعائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا، وأَشَارَ إِلى الْقَمَر، فَقَالَ: (تَعَوَّذِي باللَّهِ من هاذَا، فإِنّه الغاسِقُ إِذا وَقَبَ) ، يُرِيد: يَسْوَدُّ إِذا كُسِفَ، وكلّ شيْءٍ اسوَدّ فقد غَسَقَ.
(و) ساهُورُ القَمَرِ: (دارَتُه) ، سُرْيَانِيّة.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: (و) قيل: ليالِي السّاهُور: (التِّسْعُ البَوَاقِي مِنْ) آخِرِ (الشَّهْرِ) ، سُمِّيَت لأَنّ القَمَرَ يَغِيبُ فِي أَوائلها.
(و) يُقَال: السّاهُور: (ظِلُّ السَّاهِرَةِ، أَي وَجْه الأَرْضِ) .
(و) السّاهُورُ (مِنَ العَيْنِ: أَصْلُها) ومنبعُ مائِهَا، يعنِي عينَ الماءِ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ فِي ساهُورِهَا
بينَ الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرِهَا
(والسَّاهِرِيَّة: عِطْرٌ؛ لأَنه يُسْهَرُ فِي عَمَلِهَا وتَجْوِيدِهَا) ، والإِعجامُ تَصْحِيف قَالَه الصّغانيّ.
(ومُسْهِرٌ، كمُحْسِنٍ: اسْم) جماعَةٍ مِنْهُم: مُسْهِرُ بنُ يَزِيدَ، ذكرَه أَبو عليَ القالِي فِي الصَّحَابَة.
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال للنَّاقَةِ: إِنّها لسَاهِرَةُ العِرْقِ، وَهُوَ طُولُ حَفْلِها وكَثْرَةُ لبَنِهَا.
وبَرْقٌ ساهِرٌ، وَقد سَهِرَ البَرْقُ، إِذا باتَ يَلْمَعُ، وَهُوَ مَجاز.

فتح

فتح

1 فَتَحَ, (S, A, MA, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (K,) inf. n. فَتْحٌ, (Msb,) He opened, (MA,) i. q. فَرَجَ, (Msb,) and [app. he unlocked,] contr. of أَغْلَقَ, (Msb, K,) a door; (S, A, MA, Msb;) and so ↓ فتّح, and ↓ افتتح; (K;) or you say ↓ فَتَّحْتُ الأَبْوَابَ [I opened the doors], this verb being with teshdeed to denote multiplicity [of the objects]; (S;) and ↓ استفتح signifies the same as ↓ افتتح; (S, * K;) i. e. each of these signifies he opened a door; (TK;) you say الشَّىْءَ ↓ اِسْتَفْتَحْتُ and ↓ اِفْتَتَحْتُهُ [I opened the thing; and the former signifies also I sought, or demanded, the opening of the thing]; (S, TA;) and البَابَ ↓ جَآءَ يَسْتَفْتِحُ [He came opening the door; or seeking, or demanding, the opening of the door; the latter being the more obvious meaning]. (A, TA.) b2: [Hence,] one says, فُلَانٌ لَا يُفْتَحُ العَيْنُ عَلَى مِثْلِهِ [Such a one, the eye will not be opened upon the like of him]. (A.) b3: And فَتَحْتُ القَنَاةَ, inf. n. as above, I opened the conduit, in order that the water might run, and irrigate the seed-produce. (Msb.) b4: And فَتَحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ [He made an opening between his legs; he parted his legs; like فَرَجَ بَيْنَهُمَا]. (S in art. رهو.) b5: And فَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ [app. He parted his toes; if not a mistake for فَتَخَ, as it seems probably to be from the fact of its being expl. as meaning] he inclined the ends of his toes towards the back, i. e. the upper part, of his foot. (Mgh.) b6: فَتَحَتْ, said of a she-camel, [and of a sheep or goat (see فَتُوحٌ),] She had wide orifices to her teats; as also ↓ افتحت; (S, K;) and ↓ افتتحت. (TK: but this I do not find in the K.) b7: [The following meanings are tropical.] b8: فَتَحَ, (A, Msb, TA,) inf. n. فَتْحٌ; (K;) and ↓ افتتح; (K, TA;) (tropical:) [He laid open by invasion, to (عَلَى) such a person, or such a people, (see an ex. voce طَرَفٌ,) i. e.] he conquered, won, or took by force, (Msb,) a country (A, Msb, K, TA) of the unbelievers, (A, TA,) or of a people with whom there was war. (K, TA.) b9: [فَتَحَهُ لَهُ (assumed tropical:) He granted it, permitted it, allowed it, or made it to be unrestricted, to him. See Ksh and Bd in xxxv. 2.] b10: فَتَحَ المُشْكِلَ (assumed tropical:) He explained, or made clear, that which was dubious, or confused. (Bd in vii. 87.) And اِفْتَحْ سِرَّكَ عَلَىَّ لَا عَلَى فُلَانٍ (tropical:) [Open, or reveal, thy secret to me; not to such a one]. (A, TA.) b11: [Hence,] فَتَحَ عَلَيْهِ (tropical:) He taught him, informed him, or acquainted him. (TA.) [You say, فَتَحَ عَلَيْهِ بِكَذَا (assumed tropical:) He taught him such a thing, informed him of it, or acquainted him with it.] b12: And hence, (TA,) (tropical:) [He prompted him; i. e.] he recited to him (namely, an Imám, A, Msb, or a reciter, A, TA) what he was unable to utter [by reason of forgetfulness], in order that he might know it. (Msb, TA. *) And فَتَحَ عَلَى مَنِ اسْتَقْرَأَهُ (tropical:) [He recited something to him who desired him to do so, the latter being unable to do it]. (TA.) b13: And, said of God, (tropical:) He aided him against his enemy; or made him to be victorious, to conquer, or to overcome; syn. نَصَرَهُ. (A, Msb.) b14: فُتِحَ عَلَى فُلَانٍ (tropical:) Such a one became fortunate; possessed of good fortune; favoured by the world, or by worldly circumstances. (A, TA.) b15: فَتَحَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ فُتُوحًا كَثِيرَةً (tropical:) is said of persons who have been rained upon [as meaning God bestowed upon them many, or abundant, first rains]. (A.) b16: فَتَحَ بَيْنَهُمْ, (A,) or بَيْنَ النَّاسِ, (Msb,) or بَيْنَ الخَصْمَيْنِ, (K,) inf. n. فَتْحٌ, (T, Msb, K,) and فُتَاحَةٌ (S, * K) and فِتَاحَةٌ are syn. therewith [app. as inf. ns.], (K,) and فُتُوحَةٌ and فِتَاحٌ, (L,) in the dial. of Himyer, (TA,) He judged (T, Msb, K, TA) between them, (A,) or between the men, (Msb,) or between the two litigants. (K.) You say, اِفْتَحْ بَيْنَنَا Judge thou between us: (S:) thus in the Kur vii. 87. (TA.) And مَا أَحْسَنَ فِتَاحَتَهُ How good is his judging, or judgment ! (A.) b17: [فَتَحَ الحَرْفَ, a conventional phrase in grammar and lexicology, He pronounced the letter with the vowel-sound termed فَتْح: and he marked the letter with the sign of that vowel-sound.]2 فتّح: see 1, first sentence, in two places. b2: [Also, said of a medicine &c., It opened the bowels; acted as an aperient: and it removed obstructions: see the act. part. n.]3 فاتحهُ [He addressed him first]. One says, المُلُوكُ لَا تُفَاتَحُ بِالكَلَامِ (tropical:) [Kings shall not be addressed first with speech]. (A.) b2: And, (A, K, * TA,) inf. n. مُفَاتَحَةٌ and فِتَاحٌ, (assumed tropical:) He commenced a dispute, debate, discussion, or controversy, with him: (TA:) or (tropical:) he summoned him to the judge, and litigated with him. (A, K, * TA.) b3: And فاتحهُ signifies also (tropical:) He bargained with him and gave him nothing: in the case of his giving him, one says فاتكهُ. (IAar, TA; and O and K in art. فتك.) b4: And فاتح (assumed tropical:) He compressed (K, TA) his wife. (TA.) b5: [Also (assumed tropical:) He rendered a thing easy: b6: and (assumed tropical:) He was liberal. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]4 أَفْتَحَ see 1, in the second quarter of the paragraph.5 تَفَتَّحَ see 7, in three places. [Hence,] تفتّح النَّوْرُ The blossom [or blossoms] opened. (MA.) and تفتّح الأَكِمَّةُ عَنِ النَّوْرِ The calyxes burst open [from over the blossoms, so as to disclose them]. (TA.) b2: [تفتّح فِى الكَلَامِ is like our phrase (assumed tropical:) He showed off, or made an ostentatious display, in speech, or talk.] And you say, تفتّح بِمَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ أَوْ أَدَبٍ (L, in the K مِنْ مُلْكٍ وَأَدَبٍ,) (assumed tropical:) He boasted of, or boasted himself in, or made a vain display of, what he had, or possessed, of wealth, or of good education, or polite accomplishments: (L, K: *) and تفتّح بِهِ عَلَيْنَا (assumed tropical:) He boasted of it, or boasted himself in it, against us. (L.) 6 تَفَاتَحَا كَلَامًا بَيْنَهُمَا (assumed tropical:) They two talked together with a suppressed voice, exclusively of others [i. e. so as not to be heard by others]. (K.) 7 انفتح quasi-pass. of فَتَحَ, said of a door, (S, A, Msb, TA,) It opened, or became opened or open; (Msb;) as also ↓ تفتّح: (TA:) or the latter is quasi-pass. of فَتَّحَ, so that you say, الأَبْوَابُ ↓ تَفَتَّحَتِ [The doors opened, or became opened or open]. (S.) b2: And انفتح عَنْهُ It (anything) became removed from over it, or from before it, (i. e. another thing,) so as to disclose it, or expose it to view. (TA.) [And ↓ تفتّح has a similar meaning, but is properly said of a number of things.]8 إِفْتَتَحَ see 1, first sentence, in three places; and again, in the second quarter of the paragraph, in two places. b2: One says also, افتتح الصَّلَاةَ (tropical:) (A, MA) He opened, or commenced, prayer: (MA:) اِفْتِتَاحُ الصَّلَاةِ meaning (tropical:) The saying اَللّٰهُ أَكْبَرْ the first time [in prayer, i. e., before the first recitation of the Opening Chapter of the Kur-án]. (TA.) And اِفْتَتَحْتُهُ بِكَذَا (assumed tropical:) I commenced it with such a thing. (Msb.) And مَا أَحْسَنَ مَا افْتُتِحَ عَامُنَا بِهِ (tropical:) [How good is that with which our year has commenced !]; said when the sign, or token, [or prognostic,] of plenty, or abundance of herbage, has appeared. (A, TA.) 10 إِسْتَفْتَحَ see 1, first sentence, in three places. b2: آتِى بَابَ الجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ is a saying of Mohammad, meaning I shall come to the gate of Paradise and seek, or demand, or ask for, the opening thereof. (El-Jámi' es-Sagheer, the first of the trads. mentioned therein, and thus expl. in the margin of a copy of that work.) b3: استفتحهُ القُرْآنَ (tropical:) He desired, or asked, him to explain the Kurn. (MA.) b4: استفتحهُ الإِمَامُ (tropical:) [The Imám desired, or asked, him to prompt him; i. e., to recite to him what he was unable to utter by reason of forgetfulness: see فَتَحَ عَلَيْهِ]. (A, TA.) b5: And استفتح signifies also (assumed tropical:) He sought, desired, demanded, or asked, aid against an enemy, or victory. (S, Msb, K.) One says, استفتح بِهِمْ (assumed tropical:) He sought, &c., aid, or victory, by means of them. (L, from a trad.) And استفتح اللّٰهَ (tropical:) (A, TA) He desired, or asked, God to grant aid, or victory, (TA,) لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى الكُفَّارِ [to the Muslims against, or over, the unbelievers]. (A.) b6: Also (assumed tropical:) He sought, desired, demanded, or asked, judgment. (L.) فَتْحٌ inf. n. of فَتَحَ [q. v.]. (Msb, &c.) b2: [As a subst.,] (tropical:) Conquest of a country: (K, TA:) pl. فُتُوحٌ (TA) [and pl. pl. فُتُوحَاتٌ]. يَوْمٌ الفَتْحِ means particularly (assumed tropical:) The day of the conquest of Mekkeh: (L:) and also (assumed tropical:) The day of resurrection. (Mujáhid, L.) b3: (assumed tropical:) Aid against an enemy; or victory; syn. نَصْرٌ; as also ↓ فَتَاحَةٌ. (K.) b4: (assumed tropical:) Means of subsistence, with which God gives aid: pl. as above. (TA.) b5: (tropical:) The first of the rain called الوَسْمِىّ; (L, K;) as also ↓ فَتُوحٌ [which see again in what follows]: (K:) or the first of any rain; as also ↓ فُتْحَةٌ: (L:) pl. of the first فُتُوحٌ, (A,) or ↓ فَتُوحٌ, with fet-h to the ف, (L,) [see the mention of this voce فَيْحٌ,] but MF strongly reprobates this latter form, and observes that فَعُولٌ as a pl. measure is absolutely unknown. (TA.) One says, أَصَابَتِ الأَرْضُ فُتُوحٌ (tropical:) [First rains fell upon the land]. (A.) b6: (tropical:) Water running (S, K, TA) from a spring or other source: (S, TA:) or water running upon the surface of the earth: (AHn, TA:) or water for which a channel is opened to a tract of land for its irrigation thereby: (L:) or a river, or rivulet, or canal of running water. (T, TA.) مَا سُقِىَ بِالفَتْحِ فَفِيهِ العُشْرُ, and مَا سُقِىَ فَتْحًا, (L,) فَتْحًا being here in the accus. case as an inf. n., i. e. مَا فُتِحَ إِلَيْهِ مَآءُ الأَنْهَارِ فَتْحًا, (Mgh, L, *) occurring in a trad., means In the case of that (relating to the several sorts of seed-produce, and palm-trees,) which is irrigated by means of the channel opened to conduct to it the water of the river [or rivers], the tithe [of the produce shall be taken]. (L.) b7: The place of insertion of the tang of the iron head that enters into the shaft of an arrow: (K, * TA:) pl. as above. (TA.) b8: The fruit of the tree called نَبْع, resembling the حَبَّة خَضْرَآء [or fruit of the pistachia terebinthus], (K, TA,) except that it is red, sweet, and round; eaten by men. (TA.) b9: [As a conventional term in grammar and lexicology, A certain vowel-sound, well-known: and ↓ فَتْحَةٌ signifies The sign of that vowel-sound.]

فُتُحٌ a word of the measure فُعُلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (S.) You say بَابٌ فُتُحٌ A wide, open, door: (S, K:) or a large, wide, door. (Msb.) And قَارُورَةٌ فُتُحٌ A wide-headed bottle or flash: (S, K:) or a bottle, or flash, having neither a stopper nor a case: (Ks, S, Msb, K:) because, if so, it is open. (TA.) فَتْحَةٌ: see فَتْحٌ, last sentence.

فُتْحَةٌ An opening, or intervening space; syn. فُرْجَةٌ: pl. فُتَحٌ. (Msb.) b2: See also فَتْحٌ. b3: Also (assumed tropical:) A boasting of, or boasting oneself in, or making a vain display of, what one has, or possesses, of wealth, or of good education, or polite accomplishments. (L, K, * TA.) One says, مَا هٰذِهِ الفُتْحَةُ الَّتِى أَظْهَرْتَهَا (assumed tropical:) What is this boasting, &c., which thou hast exhibited? (L.) IDrd thinks it to be not [genuine] Arabic. (L.) فَتْحَى Gain, profit, or increase obtained in traffic; syn. رِبْحٌ; [so accord. to the L; accord. to the copies of the K, erroneously, رِيحٌ i. e. “ wind; ”] mentioned by Az, on the authority of Ibn-Buzurj: a poet says, أَكُلُّهُمُ لَا بَارَكَ اللّٰهُ فِيهِمُ

إِذَا ذُكِرَتْ فَتْحَى مِنَ البَيْعِ عَاجِبُ [Are all of them, (may God not bless them,) when gain arising from selling is mentioned, in a state of wonder?]. (L.) فَتُوحٌ A she-camel having wide orifices to her teats; (S, K;) and so a ewe or a she-goat: pl. فُتْحٌ. (TA.) b2: See also فَتْحٌ, in two places.

فَتَاحَةٌ: see فَتْحٌ, fourth sentence.

فُتَاحَةٌ [see 1, near the end].

A2: الفُتَاحَةُ, thus in the L and other lexicons, without ى after the ح, but in the K ↓ الفُتَاحِيَةُ, there said to be with damm and without teshdeed, (TA,) A certain bird, different from that called الفَتَّاحُ, (K, TA,) tinged with redness. (TA.) فِتَاحَةٌ [see 1, near the end]. b2: [As a subst.,] (tropical:) The office of judge: one says, فُلَانٌ وُلِّىَ الفِتَاحَةَ (tropical:) Such a one was appointed to the office of judge. (A, TA.) b3: And [(tropical:) Litigation, or altercation:] one says, بَيْنَهُمَا فِتَاحَاتٌ (tropical:) Between them two are litigations, or altercations. (A, TA.) الفُتَاحِيَةُ: see الفُتَاحَةُ.

فَتَّاحٌ [An opener: and an unlocker. b2: and hence, (assumed tropical:) A conquerer. b3: And], in the dial. of Himyer, (TA,) (tropical:) A judge; one who decides between litigants: (S, Msb, K, TA:) it is like ↓ فَاتِحٌ, but [this signifies simply judging, and the former] has an intensive signification. (Msb.) الفَتَّاحُ, as an epithet applied to God, in the Kur xxxiv. 25, means (assumed tropical:) The Judge: or, accord. to IAth, (assumed tropical:) the Opener of the gates of sustenance and of mercy to his servants. (TA.) b4: بَيْتٌ فَتَّاحٌ means A wide, or an ample, house or tent. (El-Fáïk, TA.) b5: And الفَتَّاحُ signifies A certain bird, (K,) which is black, and which moves about its tail much, or often; white in the base of the tail, beneath it; and there is a sort thereof red; (TA;) also called أُمُّ عَجْلَانَ: (O in art. عجل:) pl. فَتَاتِيحُ, (K,) to which is added in the K, “without ا and ل; ”

but there is no reason why it should not have ال prefixed to it; and perhaps it should be correctly “ without ا and ت,” i. e. it is not pluralized with ا and ت [as an affix to the sing.], as in the L &c. (MF, TA.) فَاتِحٌ [Opening: &c.]: see فَتَّاحٌ.

فَاتِحَةٌ (tropical:) The commencement, or first part, of a thing: (S, A, * K:) pl. فَوَاتِحُ. (A.) فَاتِحَةُ الكِتَابِ, (Msb,) or فَاتِحَةُ القُرْآنِ, (TA,) [and simply الفَاتِحَةُ, (assumed tropical:) The opening chapter, or exordium, of the Kur-án,] is [said to be] so called because the recitation in prayer is commenced therewith. (Msb.) One says also, قَرَأَ فَاتِحَةَ السُّورَةِ وَخَاتِمَتَهَا (tropical:) He recited the first part, or portion, of the chapter of the Kur-án and its last part, or portion. (A.) And فَوَاتِحُ القُرْآنِ signifies (tropical:) The first parts, or portions, of the chapters of the Kurn. (K, TA.) [See also مُفْتَتَحٌ.]

مَفْتَحٌ A place in which things are reposited, stowed, laid up, kept, preserved, or guarded; a repository; syn. خِزَانَةٌ and مَخْزَنٌ: [and a hoard; syn. خَزِينَةٌ:] and treasure; or buried property; syn. كَنْزٌ: (K, TA:) pl., in both senses, مَفَاتِحُ. (TA.) The pl. as occurring in the Kur xxviii. 76 is said to signify treasures or buried property (كُنُوز) and hoards (خَزَائِن [as pl. of خَزِينَةٌ, not of خِزَانَةٌ]): or hoards (خَزَاوئن) of wealth, which Az says is the most probable meaning: (L, TA:) or it there means keys, as pl. of ↓ مِفْتَحٌ; (Ksh, Bd;) and it is said that they were of skins, of the measure of the finger, and were borne upon sixty mules, (Ksh, L, TA,) or seventy; but this is not a valid explanation. (L, TA.) مِفْتَحٌ see the next preceding paragraph, and the next but one following; the latter in two places. b2: Also A conduit (قَنَاة) of water. (TA.) مُفَتِّحٌ, applied to a medicine &c., Aperient; having the property of opening the bowels: and مُفَتِّحٌ لِلسُّدَدِ deobstruent; having the property of removing obstructions.]

مِفْتَاحٌ (S, Msb, K, &c.) and ↓ مِفْتَحٌ (Msb, K) A key; an instrument with which a lock is opened; (Msb;) [a key] of a door; and of anything that is closed, or locked; (S;) an instrument for opening, (K, TA,) i. e. anything with which a thing is opened: (TA:) pl. of the former مَفَاتِيحُ and مفَاتِحُ, said by Akh to be similar to أَمَانِىُّ and أَمَانٍ; (S;) or مفاتيح is pl. مِفْتَاحٌ, and مفاتح is pl. of ↓ مِفْتَحٌ [as well as of مَفْتَحٌ]. (Msb.) b2: مِفْتَاحُهَا الطُّهُورُ, said by the Prophet, in relation to prayer, means (tropical:) That which is as though it were the key thereof is the thing [or water] with which one purifies himself; being the means of removing the legal impurity that prevents one's addressing himself boldly to the act of prayer. (Msb.) b3: And أُوِتِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلِمِ, or مَفَاتِحَ الكَلِمِ, accord. to different relaters, occurring in a trad., i. e. I have been given the keys of words, means [I have been given] an easy faculty, granted by God, for the acquirement of eloquence and chasteness of speech, and the attaining to the understanding of obscure meanings, and novel and admirable kinds of knowledge, and the beauties of expressions and phrases, which are closed against others, and difficult to be learnt by them. (L.) b4: And المِفْتَاحُ signifies also (assumed tropical:) A certain brand upon the thigh and neck (K, TA) of a camel, in the form of what is [properly] thus called. (TA.) مَفْتُوحٌ An opened, or unclosed, [and an unlocked,] door. (Msb.) b2: [And (assumed tropical:) A light, or bright, colour; a meaning probably post-classical. b3: For other significations, see its verb.]

مَفَاتِيحُ, (unparalleled [in form] among sing. words, MF,) applied to a she-camel, Fat: pl. مَفَاتِيحَاتٌ: (K:) mentioned by Seer.(TA.) مُفْتَتَحٌ is an inf. n. [signifying The act of opening and commencing &c.]: and a n. of place and of time [signifying a place of opening and commencing &c. and a time thereof: and also the opening portion of the Kur-án; as shown voce خَاتَمٌ, q. v.]: and is a commonly-known and chaste word: though it has been said that مُخْتَتَمٌ [which has the contr. significations] is not a chaste word: (TA in the present art.:) this, however, is not correct; for it is a chaste word, and of frequent occurrence. (TA in art. ختم.) يَوْمٌ مُنْفَتِحٌ بَالمَآءِ (tropical:) A day [of clouds] bursting, or opening vehemently, with rain. (A.) b2: الحُرُوفُ المُنْفَتِحَةُ (assumed tropical:) The letters of which the utterance requires the opening of [that part of the mouth which is called] the حَنَك; (TA;) all the letters of the alphabet except ص, ض, ط, and ظ. (K, TA.)
(فتح) الْأَبْوَاب فتحهَا مُبَالغَة فِي فتح
فتح: {يستفتحون}: يستنصرون. {افتح بيننا}: احكم بيننا. {الفتاح}: الحاكم.
(ف ت ح) : (مَا سُقِيَ فَتْحًا) نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ أَيْ مَا فُتِحَ عَلَيْهِ مَاءُ الْأَنْهَار مِنْ الزَّرْعِ وَالْيَاءُ تَصْحِيفٌ (وَفِي الْحَدِيثِ) وَفَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ أَيْ أَمَالَ رُءُوسِهَا إلَى ظَاهِرِ الْقَدَمِ.
ف ت ح: (فَتَحَ) الْبَابَ (فَانْفَتَحَ) وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (فَتَّحَ) الْأَبْوَابَ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ (فَتَفَتَّحَتْ) . وَ (اسْتَفْتَحَ) الشَّيْءَ وَ (افْتَتَحَهُ) بِمَعْنًى. وَ (الِاسْتِفْتَاحُ) الِاسْتِنْصَارُ. وَ (الْمِفْتَاحُ) مِفْتَاحُ الْبَابِ وَكُلِّ مُسْتَغْلِقٍ وَالْجَمْعُ (مَفَاتِيحُ) وَ (مَفَاتِحُ) أَيْضًا. وَ (فَاتِحَةُ) الشَّيْءِ أَوَّلُهُ. وَ (الْفَتَّاحُ) الْحَاكِمُ تَقُولُ: (افْتَحْ) بَيْنَنَا أَيِ احْكُمْ. وَ (الْفَتْحُ) النَّصْرُ وَبَابُهُمَا أَيْضًا قَطَعَ. 
فتح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: يَعْنِي بقوله: يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين أَنه كَانَ يستفتح الْقِتَال بهم. قَالَ أَبُو عبيد: كَأَنَّهُ يتيمن بهم والصعاليك الْفُقَرَاء. والاستفتاح هُوَ الاستنصار ويروى فِي تَفْسِير قَوْله {إِنْ تَسْتَفْتِحُوْا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} يَقُول: إِن تستنصروا فقد جَاءَكُم النَّصْر. ويروى أَن امْرَأَة من الْعَرَب كَانَ بَينهَا وَبَين زَوجهَا خُصُومَة فَقَالَت: بيني وَبَيْنك الفتاح - تَعْنِي الْحَاكِم لِأَنَّهُ ينصر الْمَظْلُوم على الظَّالِم.
[فتح] فَتَحْتُ الباب فانفتح، وفَتَّحْتُ الأبواب شدّد للكثرة، فَتَفَتَّحَتْ هي. وبابٌ فُتُحٌ ، أي واسع مفتوح. وقارورة فُتُحٌ، أي واسعة الرأس. قال الكسائي: ليس لها صِمامٌ ولا غِلافٌ. وهو فُعُلٌ بمعنى مفعول. واستفتحت الشئ وافتتحته. والاستفتاح: الاستنصار. والمِفتاح: مفتاحُ البابِ وكلِّ مستغلق. والجمع مفاتيحُ ومَفاتِحُ أيضاً. قال الاخفش: هو مثل قولهم أمانى وأمانى، يخفف ويشدد. والفَتْحُ: النصر. والفَتْحُ: الماء يجري من عينٍ أو غيرها. وفاتحة الشئ: أوله. والفتاح: الحاكم. وتقول: افْتَحْ بيننا، أي احْكم. والفُتاحة بالضم: الحُكْم. والفَتوحُ من النوق: الواسعة الإحليلِ. تقول منه: فَتَحَتِ الناقة وأفْتَحَتْ، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى.
(فتح) في الحديث: "لا يُفْتَحُ عَلَى الإمام"
قيل: أراد به إذا أُرْتج عليه في القِراءةِ؛ وهو في الصلاة.
ورُوِي عن عليّ - رضي الله عنه -: "إذا استَطْعَمَك فأَطْعِمْه"
يعني: إذا وَقَفَ في القِراءة كأنه يَطْلُب أن يُفتَح عليه ويُلقَّن فافْتَح عليه ولَقِّنه. وكذا فَعَل عُثمانُ وابنُ عُمَر وأَنَسٌ وابنُ عُكَيْم، رضي الله عنهم.
قال أبو عُبَيْدة: إذَا أُرتِجَ على القَاريء ولقَّنْتَه قُلتَ: فَتَحْتُ عليه.
وفي وجه آخر، أي لا تَحكُم على الإمام، يَعني السُّلطانَ، بأَنْ يَحكُمَ هو بشيء وتَحْكمَ أنت بخِلافه. من قَولِه سُبْحانَه وتَعالَى: {افتَحْ بَيْنَنَا} : أي احْكُم.
- وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "لا تُفَاتِحوا أهلَ القَدَر"
: أي لا تُحَاكِمُوهم. وقيل: لا تُجادِلُوهم ولا تَبْدَءُوهم بالمُناظَرَة. - وفي الحديث . "قَدْرَ حَلَب شَاةٍ فَتُوح"
: أي واسَعَةِ الإِحْلِيل
فتح الفَتْحُ مَعْروفٌ، وهو أيضاً افْتِتاحُ دارِ الحَرْبِ. والفَتْحُ أنْ تَحْكُمَ بين قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ إليك، من قوله عزَّ وجلَّ " رَبَّنا افْتَحْ بَيْنَنَا ". وقوله " إنْ تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ " أي تَسْتَنْصِروا فقد جاءكم النَّصْرُ. والفَتّاحُ الحاكِمُ. والفُتَاحَةُ والفِتَاحَةُ المُحَاكَمَة. والفُتْحَةُ تَفَتُّحُ الإنسان بما عنده من مالٍ. وفَوَاتِحُ القُرْآنِ أوائلُ السُّوَرِ. وافْتِتاحُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرةُ الأُولى. وبابٌ فُتُحٌ واسِعٌ، ومَفْتُوحٌ. وقارُوْرَةٌ فُتُحٌ لا صِمَامَ لها. والمُفْتَحُ الخِزَانَةُ؛ ويقال مَفْتَحٌٌ أيضاً، والجَميعُ المَفَاتِحُ. وقيل هي الكُنُوْزُ. وفاتِحَةُ الكِتابِ الحَمْدُ للهِ. وقال الفَرّاءُ يُدْعَى مَجْرى السِّنْخِ من القِدْحِ الفَتْح، وجَمْعُه فُتُوْحٌ. وناقَةٌ فَتُوْحٌ وهي التي تَشْخُبُ أخْلافُها إذا مَشَتْ. ويُسَمّى مَطَرُ الوَسْمِيِّ الفَتْحَ، والجَميعُ الفُتُوْحُ لأنَّه يَفْتَتِحُ الشَّهْرَ بالمَطَرِ. والفِتَاحُ مَخْرُ الأرْضِ ثمَّ حَرْثُها. وفاتَحَ كاشَفَ. وقوله فاتَحَ البَيْعَ تاجِرهُ أي باشَرَه، وقال أبو سعيد أشَطَّ في السَّوْم. والمِفْتَاحُ سِمَةٌ بالفَخِذِ والعُنُقِ.
ف ت ح

جاء بستفتح الباب. وفلان لا تفتح العين على مثله. وتقول: فناء الله فمح، وباب الله فتح.

ومن المجاز: فتح على فلان إذا جدّ وأقبلت عليه الدنيا. وفتح الله عليه: نصره. وأنا أستفتح الله للمسلمين على الكفار. وفتح الله عليهم فتوحاً كثيرة إذا مطرهم أمطاراً. وأصابت الأرض فتوح. ويوم منفتح بالماء: منبعق به. وفتح المسلمون دار الكفر. وفتح على القارئ. وإذا استفتحك الإمام فافتح عليه. وفتح الحاكم بينهم. وما أحسن فتاحته أي حكومته. قال:

ألا أبلغ بني وهبٍ رسولا ... بأني عن فتاحتكم غنيّ

وبينهم فتاحات أي خصومات. وفلان وُلّيَ الفتاحة بالكسر وهي ولاية القضاء. وفاتحه: حاكمه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما كنت أدري ما قوله تعالى: " ربّنا افتح بيننا وبين قومنا " حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك. وقالت أعرابية لزوجها: بيني وبينك الفتّاح. وافتح سرّك عليّ ولا تفتحه على فلانٍ. وقرأ فاتحة السورة وخاتمتها. وفواتح السور وخواتمها. وافتتح الصلاة. وما أحسن ما افتتح عامنا به إذا ظهرت أمارات الخصب. وهذا وقت افتتاح الخراج ومفتتح الخراج. وفاتحته بالكتاب. والملوك لا تفاتح بالكلام. وسقى أرضه فتحاً. وناقةٌ فتوحٌ. واسعة الإحليل، ونوق فتح.
ف ت ح : فَتَحْتُ الْبَابَ فَتْحًا خِلَافُ أَغْلَقْتُهُ وَفَتَحْتُهُ فَانْفَتَحَ فَرَجْتُهُ فَانْفَرَجَ وَبَابٌ مَفْتُوحٌ خِلَافُ الْمَرْدُودِ وَالْمُقْفَلِ وَفَتَحْتُ الْقَنَاةَ فَتْحًا فَجَرْتُهَا لِيَجْرِيَ الْمَاءُ فَيَسْقِي الزَّرْعَ وَفَتَحَ الْحَاكِمُ بَيْنَ النَّاسِ فَتْحًا قَضَى فَهُوَ فَاتِحٌ وَفَتَّاحٌ مُبَالَغَةٌ وَفَتَحَ السُّلْطَانُ الْبِلَادَ غَلَبَ عَلَيْهَا وَتَمَلَّكَهَا قَهْرًا وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ نَصَرَهُ وَاسْتَفْتَحْتُ اسْتَنْصَرْتُ وَفَتَحَ الْمَأْمُومُ عَلَى إمَامِهِ قَرَأَ مَا أُرْتِجَ عَلَى الْإِمَامِ لِيَعْرِفَهُ وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُفْتَتَحُ بِهَا الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَاةِ وَافْتَتَحْتُهُ بِكَذَا ابْتَدَأْتُهُ بِهِ وَالْفُتْحَةُ فِي الشَّيْءِ الْفُرْجَةُ وَالْجَمْعُ فُتَحٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَبَابٌ فُتُحٌ بِضَمَّتَيْنِ مَفْتُوحٌ وَاسِعٌ وَقَارُورَةٌ فُتُحٌ بِضَمَّتَيْنِ أَيْضًا لَيْسَ لَهَا غِلَافٌ وَلَا صِمَامٌ وَالْمِفْتَاحُ الَّذِي يُفْتَحُ بِهِ الْمِغْلَاقُ وَالْمِفْتَحُ مِثْلُهُ وَكَأَنَّهُ مَقْصُورٌ مِنْهُ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ مَفَاتِيحُ وَجَمْعُ الثَّانِي مَفَاتِحُ بِغَيْرِ يَاءٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مِفْتَاحُهَا الطَّهُورُ» اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَدَثَ لَمَّا مَنَعَ مِنْ الصَّلَاةِ شَبَّهَهُ بِالْغَلَقِ الْمَانِعِ مِنْ الدُّخُولِ إلَى الدَّارِ وَنَحْوِهَا وَالطَّهُورُ لَمَّا رَفَعَ الْحَدَثَ الْمَانِعَ وَكَانَ سَبَبَ الْإِقْدَامِ عَلَى الصَّلَاةِ شَبَّهَهُ بِالْمِفْتَاحِ. 

فتح


فَتَحَ(n. ac. فَتْح)
a. Opened, unlocked; began.
b. Explained, expounded; revealed.
c. ['Ala], Taught, instructed.
d. Invaded, conquered; captured (place).
e. [Bain], Judged between.
f. Marked a letter with the vowel-sound fatha.
g. ['Ala], Bestowed abundance upon.
h. Drew ( an omen ).
i. [ coll .], Fixed
offered (price).
فَتَّحَa. Opened, made to open.

فَاْتَحَa. Broached (subject).
b. Litigated with; summoned before the judge.
c. Bargained.
d. Disputed with.

تَفَتَّحَa. Was opened; opened; opened his heart to
b. Blossomed; expanded, developed.
c. [Fī], Boasted; showed off, displayed, paraded.

تَفَاْتَحَa. Communicated, discoursed in secret.

إِنْفَتَحَa. Was opened; was disclosed.

إِفْتَتَحَa. Opened; commenced, began (prayer).
b. see I (d)
إِسْتَفْتَحَa. see I (a)b. Sought an opening.
c. Desired victory.
d. Asked for an explanation of.
e. Implored, supplicated; craved.

فَتْحa. Opening; beginning, commencement.
b. (pl.
فُتُوْح), Victory; conquest (country).
c. Fatha: a certain vowelsound.
فَتْحَةa. Fatha: a syllabic sign, a vowel-point.
فَتْحَىa. Gain, profit.

فُتْحَةa. An opening.
b. Vanity; boasting.

فَتِح
a. [ coll. ], Intelligent, quick;
openhearted (child).
فُتُحa. Large orifice, wide opening.

مَفْتَح
(pl.
مَفَاْتِحُ)
a. Store; repository.

مِفْتَح
(pl.
مَفَاْتِحُ)
a. see 45
فَاْتِحa. Opening &c.
b. see 28 (c)c. [ coll. ], Clear, light (
in colour ).
فَاْتِحَة
(pl.
فَوَاْتِحُ)
a. Commencement; introduction; exordium; preamble.
b. [art.], Opening chapter of the Kurān.

فَتَاْحَةa. Victory ( brought about by aid ).

فِتَاْحَةa. Judgment; sentence, decree.
b. Litigation.

فُتَاْحَةa. see 23t (a)
فَتَّاْحa. Opener, unlocker.
b. Conqueror.
c. Judge.
d. [art.], The Judge: God.
مِفْتَاْح
(pl.
مَفَاْتِيْحُ)
a. Key.

N. P.
فَتڤحَa. Opened, unlocked; open.
b. Conquered.
c. Letter having a fatha on it.
d. Light, bright.

N. Ag.
فَتَّحَa. Aperient.

N. Ac.
فَتَّحَa. see 1 (a)
N. Ag.
تَفَتَّحَ
a. [ coll. ]
see 5
N. Ac.
إِفْتَتَحَa. see 21t (a)b. Inauguration.

N. Ac.
إِسْتَفْتَحَ
a. [ coll. ], First sale.

فُتُوْحَات
a. Conquests.
[فتح] نه: فيه "الفتاح" يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، أو الحاكم بينهم، من فتح الحاكم بين الخصمين- إذا حكم بينهما. غ: أي ينصر المظلوم على الظالم، والفتح: النصر. نه: وفيه: أوتيت "مفاتيح" الكلم، وروي: مفاتح. هما جمعا مفتاح ومفتح، وأصلهما ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها، وهو ما يسر له من البلاغة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات وألفاظ أغلقت على غيره وتعذرت عليه. ومنه: أوتيت "مفاتيح" خزائن الأرض، أراد ما سهل الله له ولأمته من افتتاح بلاد متعذرات واستخراج كنوز ممتنعات. ك: أو هي معادن الأرض. نه: وفيه: كان "يستفتح"يتأمل فيها معرضًا نفسه عليها قائلًا: من أكفيه- أي من يعطيني شيئًا أي جعلًا فانبعث بدله وأكفيه البعث، ألا! وذلك الرجل الكاره للبعث لوجه الله، بل يرغب للأجر هو الأجير من ابتداء بعثه وسعيه إلى أن يموت فينقطع دمًا وليس بغاز. وح: "افتتح" صلاته بركعتين خفيفتين، ليحصل له نشاط للصلاة ويعتاد لها، وهو إرشاد لمن يريد أن يشرع شيئًا يشرع قليلًا قليلًا. و"الفاتح" من أسمائه صلى الله عليه وسلم لفتحه من الإيمان، ولأنه جعله الله حاكمًا في خلقه، ولأنه فتح ما استغلق من العلم. ش: وجعلني "فاتحًا" وخاتمًا، أي الفاتح لبصائر الأمة لمعرفة الحق والإيمان، أو المبتدأ بهدايتهم والخاتم لهم كقوله: كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث. ك: "فتحها" عليّ، أي أقرأنيها. وح: لا نبرح أو "نفتحها"- بالنصب، أي لا نفارق إلى أن نفتح الطائف. مد: "لا "تفتح" لهم أبواب السماء" ليدخلوا الجنة إذ هي فيها، أو لا يصعد أرواحهم إذا ماتوا كما يصعد أرواح المؤمنين، أو لا يصعد عملهم، أو لا ينزل البركة عليهم. نه: وفيه: ما سقى "بالفتح" ففيه العشر، الفتح الماء الذي يجري في الأنهار على وجه الأرض. وح: لا "يفتح" ففيه العشر، الفتح الماء الذي يجري في الأنهار على وجه الأرض. وح: لا "يفتح" على الإمام، أي إذا ارتج عليه في القراءة لا يفتح له المأموم أي لا يلقنه، وقيل: الإمام السلطان والفتح الحكم، أي إذا حكم بشيء فلا يحكم بخلافه. ومنه: تعال "أفاتحك"، أي أحاكمك. وح: "لا تفاتحوا" أهل القدر، أي لا تحاكموهم، وقيل: لا تبدؤهم بالمجادلة والمناظرة. وفيه: ومن يأت بابًا مغلقًا يجد بابًا "فُتُحا"، أي واسعًا، ولم يرد المفتوح وأراد بالباب الفتح: الطلب إلى الله والمسألة. ومنه ح: قدر حلب شاة "فَتوح"، أي واسعة الإحليل. وح: لو "تفتح" عمل الشيطان- يجيء في لو.
(ف ت ح)

الفَتْحُ: نقيض الإغلاق. فتَحه يفْتَحه فَتْحا، وافتَتَحه وفَتَّحه، فانْفَتَح وتفَتَّح. وَقَوله تَعَالَى: (لَا تُفْتَحُ لَهُم أبوابُ السَّماءِ) قُرِئت بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد، وبالياء وَالتَّاء: أَي لَا تصعد أَرْوَاحهم وَلَا أَعْمَالهم، لِأَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ وأعمالهم تصعد إِلَى السَّمَاء، قَالَ الله تَعَالَى: (إِن كتابَ الأبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) وَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: (إِلَيْهِ يَصَعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ) . وَقَالَ بَعضهم: أَبْوَاب السَّمَاء، أَبْوَاب الْجنَّة لِأَن الْجنَّة فِي السَّمَاء، وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى: (ولَا يدْخلُونَ الجنةَ) فَكَأَنَّهُ لَا تفتح لَهُم أَبْوَاب الْجنَّة. قَالَ تَعَالَى: (وفُتِّحَت السماءُ فَكَانَت أبوابا) وَالله أعلم.

وَقَوله تَعَالَى: (مَا يفتَحِ اللهُ للناسِ من رحمةٍ فَلَا مُمْسكَ لَهَا، وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسلَ لَهُ من بعده) وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ، مَا يَأْتِيهم بِهِ الله من مطر أَو رزق فَلَا يقدر أحد أَن يمسِكهُ، وَمَا يمسِكهُ من ذَلِك فَلَا يقدر وَاحِد أَن يُرْسِلهُ.

والمِفْتَحُ والمِفْتاحُ: مَا فُتِحَ بِهِ الشَّيْء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا الضَّرْب مِمَّا يعتمل بِهِ، مكسور الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن. وَقَوله تَعَالَى: (وعِنْده مَفاتحُ الغَيْبِ لَا يعلَمُها إِلَّا هُوَ) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه عَنى قَوْله: (إنَّ اللهَ عندهُ علمُ السَّاعةِ ويُنْزِلُ الغَيْثَ، ويَعْلَمُ مَا فِي الأرْحام، وَمَا تَدْري نفسٌ مَاذَا تكسِبُ غَدا، وَمَا تدرِي نفسٌ بأيّ أرضٍ تموتُ) . قَالَ: فَمن ادّعى أَنه يعلم شَيْئا من هَذِه الْخمس فقد كفر بِالْقُرْآنِ لِأَنَّهُ قد خَالفه.

وَبَاب فُتُحٌ، مُفَتَّحٌ.

وقارورة فُتُحٌ، بِلَا صمام وَلَا غلاف، لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ مَفْتُوحَة.

وَقَوله تَعَالَى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ مُفَتَّحةً لهمُ الأبوابُ) قَالَ الْفَارِسِي: يجوز أَن تكون الْأَبْوَاب مفعولة بمُفَتَّحةٍ، وَيجوز أَن تكون بَدَلا من الضَّمِير الَّذِي فِي مُفَتَّحةٍ، قَالَ: لِأَن الْعَرَب تَقول: فَتحْتُ الْجنان، تُرِيدُ أَبْوَاب الْجنان.

والفَتحُ: المَاء المُفَتَّحُ إِلَى الأَرْض لتستقي بِهِ. والفَتَحُ: المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض، عَن أبي حنيفَة. والمَفْتَحُ: قناة المَاء. وكل مَا انْكَشَفَ عَن شَيْء فقد انفَتَحَ عَنهُ، وتفَتَّحَ.

وتَفَتُّحُ الأكمة عَن النُّور: تشققها.

والفَتْحُ: افتتاحُ دَار الْحَرْب وَجمعه فُتُوحٌ. والفَتْحُ: النَّصْر.

واستَفْتَح الفَتْح: سَأَلَهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (إِن تسْتَفْتِحُوا فقد جاءكمُ الفَتْحُ) وَقَوله تَعَالَى: (إنَّا فتَحْنا لَك فَتْحا مُبينا) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير، قضينا لَك قَضَاء مُبينًا، أَي حكمنَا لَك بِإِظْهَار دين الْإِسْلَام وبالنصرة على عَدوك. قَالَ: وَأكْثر مَا جَاءَ فِي التَّفْسِير انه فَتْحُ " الْحُدَيْبِيَة " وَكَانَت فِيهِ آيَة عَظِيمَة من آيَات النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ هَذَا الْفَتْح عَن غير قتال شَدِيد، قيل إِنَّه كَانَ عَن ترَاض بَين الْقَوْم، وَكَانَت هَذِه الْبِئْر استقي جَمِيع مَا فِيهَا من المَاء حَتَّى نزحت وَلم يبْق فِيهَا مَاء، فَتَمَضْمَض رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ مجه فِيهَا فَدرت الْبِئْر بِالْمَاءِ حَتَّى شب جَمِيع من كَانَ مَعَه.

وَقَوله تَعَالَى: (إِذا جَاءَ نَصرُ الله والفَتْحُ) قيل عَنى فَتْحَ مَكَّة. وَجَاء فِي التَّفْسِير إِنَّه نعيت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفسه فِي هَذِه السُّورَة، فأُعلم أَنه إِذا جَاءَ فَتْحُ مَكَّة وَدخل النَّاس فِي الْإِسْلَام أَفْوَاجًا فقد قرب أَجله. فَكَانَ يَقُول: إِنَّه قد نعيت إِلَى نَفسِي فِي هَذِه السُّورَة، فَأمره الله أَن يكثر التَّسْبِيح وَالِاسْتِغْفَار.

واستَفْتَح اللهَ على فلَان: سَأَلَهُ النَّصْر عَلَيْهِ.

والفَتاحَةُ: النُّصْرَة.

والفَتْحُ. والفِتاحَةُ والفُتاحَةُ، أَن تحكم بَين الْخَصْمَيْنِ، قَالَ:

أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولاً ... فَإِنِّي عَن فِتاحَتِكُمْ غَنِيُّ

والفَتَّاحُ: الْحَاكِم. وَفِي التَّنْزِيل: (وهُوَ الفتَّاحُ العليمُ) . وفاتحَه مفَاتحَةً وفِتاحا: حاكمه. وتَفَتَّحَ بِمَا عِنْده من مَال أَو أدب: تطاول. وَهِي الفُتْحَةُ. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا احسبه عَرَبيا.

وفاتَحَ الرجل: ساومه وَلم يُعْطه شَيْئا، فَإِن أعطَاهُ قيل: فاتكه، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وافْتِتاحُ الصَّلَاة: التَّكْبِيرَة الأولى.

وفواتِحُ الْقُرْآن: أَوَائِل السُّور.

والفَتْحُ: أَن تَفْتَحَ على من يستقرئك.

والَمْفَتحُ: الخزانة. والمَفْتَحُ: الْكَنْز. وَقَوله تَعَالَى: (مَا إنَّ مفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ) قيل: هِيَ الْكُنُوز. وَقَالَ الزّجاج: روى أَن مفاتحه: خزائنه. قَالَ: وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا أَن مفاتحه كَانَت من جُلُود على مِقْدَار الإصبع وَكَانَت تحمل على سبعين بغلا أَو سِتِّينَ. وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي.

والفَتُوحُ من الْإِبِل: الواسعة الأحاليل، وَقد فَتَحَتْ وأفتَحَتْ.

والفَتْحُ: أول مطر الوسمى، وَجمعه فُتُوحٌ، قَالَ:

كأنَّ تحْتِي مُخْلِفا قُرُوحا

رَعَي غُيوثَ العَهْدِ والفُتُوحا

ويروى: " يرْعَى جميم الْعَهْد " وَهُوَ الفُتْحَة أَيْضا.

والفتْحُ: المَاء الْجَارِي فِي الْأَنْهَار.

وناقة مفاتيحُ، وأينق مفاتِيحاتٌ: سمان، حَكَاهَا السيرافي.

والفتْحُ: مركب النصل فِي السهْم، وَجمعه فُتُوحٌ.

والفَتح: جنا النبع وَهُوَ كَأَنَّهُ الْحبَّة الخضراء، إِلَّا انه أَخْضَر حُلْو مدحرج يَأْكُلهُ النَّاس.

والفُتَّاحَةُ: طويرة ممشقة بحمرة.

والفَتَّاحُ: طَائِر أسود يكثر تَحْرِيك ذَنبه، أَبيض أصل الذَّنب من تَحْتَهُ، وَمِنْهَا أَحْمَر، وَالْجمع فَتاتيحُ، وَلَا يجمع بِالْألف وَالتَّاء. 
فتح: فتح: ثقب كرة وجعل فيها منفذاً وباباً (بوشر) وفي تاريخ تونس (ص920) في الكلام عن الداي: وفتح باب البنات وبني خارجه سوقاً. ويقال أيضا: فتح بيوتاً في باطن السور أي شق السور السميك وبنى في داخله بيوتاً (ابن بطوطة 135:2).
فتح: كان أول من اشترى (بوشر).
فتح: أخلى الميناء ويقال: فتح مينا، (بوشر).
فتح: كشف ما تراكم من تراب وأزاله، وأزال الطين والوحل. (ألكالا).
فتح: أصلح، رقم، رأب، رقق، رفأ، (ألكالا).
فتح: فتح الله لفلان فتحاً: ألهمه. ففي المقري (943:1): أفتح لي فتحاً تنور به قلبي. ويقال أيضا: فتح على فلان. (المقدمة 256:3).
فتح الله في: سمح، أذن في، ففي البيان (97:1) فأن فتح في الدعاء فقد أذن في الإجابة.
فتح: استجاب، قبل، أجاب إلى: ففي رياض النفوس (ص94 و): فصلى ما فتحه الله أي صلى صلاة قبلها الله.
فتح الله لي في العلم أو العمل: قبل الله دعائي في أن أصبح عالماً وأن أعمل صالحاً، (المقري 487:1، 488).
فتح ب: في ابن العوام (545:1): في وقت فتح الأشجار بالنور (بالنوار في مخطوطة ل) والورق، أي في وقت بدأ الأشجار تتفتح لتظهر أزهارها وأوراقها.
فتح على فلان ب: تصدق عليه ب، أحسن إليه إحساناً غير متوقع. (ابن بطوطة 19:1، 24:2، ألف ليلة: 290:1، 195:2). وفي رياض النفوس (ص58 ق): وقال هذه خمسون ديناراً مثاقيل بعث بهما (بها) إليكما وفتح بها عليكما، ويقال: فتح الله بمعنى وفقك الله في صيد السمك (ألف ليلة برسل 96:4).
يفتح الله: جواب التاجر المألوف حين يرفض الثمن الذي قدمه له المشتري (= هذا قليل جداً) (ألف ليلة 421:1، 116:2) وهذا قول موجز لم يحسن برتون (74:1) تفسيره. وبمقارنة ما جاء في (برسل 303:10) بما جاء في (ماكن 294:4) يتبين أنه (يفتح الله عليَّ بغير بيعه) أي ليوفقني الله فلا أبيع هذا الشيء بهذا الثمن. وهذا التعبير يعني أيضا: لا لن تأخذ شيئاً.
وكذلك يقال للكمدي حين يراد عدم إعطائه شيئاً: يفتح الله عليك. (ألف ليلة 259:1) وفي رياض النفوس (ص80 و) أن طفلاً أراد أن تشتري له أمه حلوى فقالت له: يفتح الله فأخذ يبكي. ويفتح الله لها أيضا معنى آخر، فحين يسأل شخص (أين تذهب، فيجيبه: (يفتح الله) أي إلى حيث يهديني الله.) (هاي ص2).
فتح باباً أو سيرة: فتح الحديث في المسألة، كان أو من تكلم فيها. (بوشر).
فتح معه سيرة: عقد الحديث. وأصل الكلام (بوشر).
فتح معه باباً أو كلاماً: بادر إلى الأمر وسبقه إليه (بوشر). فتح باباً: تعرض للأمر ومهد له. ومجازاً كان أول من سعى في الأمر وابتدأ فيه (بوشر).
فتح باب: تمهيد، الخطوات الأولى للإصلاح والتوفيق. (بوشر).
فتح له باب أو سيرة: قدم له عرضاً للمفاوضة ودعاه إليه. (بوشر).
فتح باباً ل: ولد، سبب. (بوشر).
فتح عليه بابا في السحر (أنظره في مادة باب). وكذلك: فتح الدارات. (المقرئ 234:3).
فتح افتتاحاً: جرب، مهد. مرن. وتستعمل مجازاً بمعنى بدأ بالأقل شأناً وأهمية. (بوشر).
فتح بنتاً: أفرعها، أزال بكارتها. (بوشر، ألف ليلة 884:4).
فتح الحرب: بدأ الحرب. (بوشر).
فتح دعوى على: أقام عليه الدعوى. (بوشر).
فتح سكة: شق طريقاً ومهده. (بوشر).
فتح سيفه: سل سيفه. (أبو الوليد ص594).
فتح يده في السوط: تناول السوط. (عنتر ص58). فتح صدره: صرخ بكل ما يضمر، تكلم بصراحة (بوشر).
فتح عينه: أدبه، هذبه. ومجازاً: أنشأه ونشأه. (بوشر، فوك).
فتح العين: نبه الذهن. (بوشر).
فتح العقل: استفتح العقل وجعله أقدر على الفهم وأشد تنبها. (بوشر).
فتح الفال: تفاءل، وتكهن، وخمن. (بوشر، همبرت ص89، 157).
فتح فتوحات كثيرة: قام بحروب كثيرة ونجح فيها واستولى على بلاد كثيرة وتملكها. (معجم أبي الفداء).
فتح القلوع: نشر الأشرعة. (همبرت ص120).
فتح كياً: كوى. (بوشر).
فتح (بالتشديد): فتح الزهر: تفتح، فغر، فقح، تفقح. (بوشر، المقري 383:1، فليشر بريشت ص185، 271، ياقوت 904:3).
تفتيح في مصطلح الخياطة: غرز الإبرة، حسب رأي دي سلان (المقدة 327:3، 309:3).
فاتح: فاتحه بالكلام: بدأه بالكلام وحادثه. (بوشر، عبد الواحد ص174، المقري 396:2).
فاتح البيع: ذكرت في ديوان الهذليين (13، البيت الخامس) مع الشرح في (ص14).
تفتح. تفتح البرق: لمع البرق ولمحة. (الكامل ص73) انفتح: أفضى إلى، أدى إلى، وانشق وإن فرز.
يقال: انفتح الدمل. (بوشر) انفتح: أخرق، تصدع. ففي رياض النفوس (ص88 ق) في الكلام عن لوح في المركب فانفتح لنا لوح فرجعنا إلى قمودة وفزعنا بعض الشحنة أو الشحنة كلها ثم أصلحنا المركب. وفيه بلغنا أن قلوبكم ضعفت لما نالكم من انفتاح المركب - ومن هذا استعملوا كلمة انفتاح بمعنى غرق (ألكالا) وعند أماري (ديب ص223) يجب إبدال كلمة أصلح بكلمة انفتح فتكون العبارة: وإذا انفتح لهم مركب من ريح عرضت، وكذلك يجب إبدال إنضاج بكلمة انفتح في (ص228) لأن الترجمة الإيطالية القديمة تنص ص 390 على: بسبب الغرق.
انفتاح القلب: إباحة القلب بأسراره ومكاشفته بها. (بوشر).
انفتح إلي: مال إلي، فيه شبه من. ففي رحلة ابن جبير (ص86) في كلامه عن لوحين (بلاطتين) من المرمر الأخضر: فيهما نكت تنفتح عن لونهما إلى الصفرة قليلاً كأنها تجريع.
افتتح: افتتح خاتمة الأمر: خمن خاتمة الأمر. (فالتون ص35، ص69 رقم 2).
انفتح: استفتح، طلب فتح الباب. ففي رياض النفوس (ص82 ق): ولم يكن يفتح بابه قبل وقت الصلاة فجلسنا على باب البيت فطال علينا الأمر فافتتح رجل أندلسي كان معنا بصوت حزين فسمعنا للشيخ حركة وبكاء وشهيقاً ثم فتح الباب.
استفتح: كتب مقدمة الكتاب وفاتحته (ألكالا).
استفتح: استلم أولى مبلغ في يومه من البيع (بوشر).
استفتح: فتح البلاد واستولى عليها. (فوك) فتح: أبو الفتوحات: فاتح. (بوشر) فتح: خرق، شق، فلق، صدع. (بوشر).
فتح: ثاني حراثة للأرض. (ابن العوام 92). فتح، والجمع فتوح، وجمع الجمع فتوحات: صدقة، حسنة. وفي المعجم اللاتيني العربي ( stapes فتح ورزق). (ابن بطوطة 19:2، 275 المقري 710:2).
فتح، والجمع فتوح وجمع الجمع فتوحات: فضل من الله يمنحه للمتصوفة الذين بلغوا أقصى الدرجات من الحياة الروحية (دي سلان المقدمة 91:3 رقم 4) والنص في المقدمة (64:3) (المقري 573:1) وربما ميرسنج (ص26) أيضا، وقد حرفت فيه كلمة القرني.
فتح الباب: عند المنجمين عبارة عن نظر الكوكبين اللذين بيوتهما متقابلة كنظر المشتري وعطارد. (محيط المحيط).
فتحة: ثقبة، فرجة، فجوة، ثغرة. (بوشر).
فتحة: ثقب صغير لمرور القيطان. (بوشر).
فتحة: فتحة في السد لمرور السفن. (بوشر).
فتحة الحلق: فم الحنجرة. زردوم. (بوشر).
فتوح: بدأ المزاد. افتتاح المزاد أول سعر يقدم في المزاد. (بوشر).
فتوح: أجرة، جعالة، معاش، كراء، راتب. (ألكالا، ألف ليلة برسل 215:11).
فتاح: مبالغة فاتح، الذي يكثر الفتح. (بوشر).
فتاح الفال: المتكهن بالمستقبل، بوهيمي. (بوشر، همبرت ص89).
فاتح: ضد غامق، يقال: لون فاتح. (بوشر).
فاتح: عقبة، حجر عثرة، صخور البحر (ألكالا).
فاتح باب كبير: رجل يعيش عيشة باذخة، وكثر حشمة وكثرت نفقاته وعاش بزهو. (بوشر).
فاتح الفال: كاهن، عراف، زاجر الطير، ضارب الرمل، (بوشر، همبرت ص157).
فاتحة: مقدمة، استهلال، مدخل، تمهيد، ديباجة. (بوشر).
فاتحة: فاتحة القداس، بدأ القداس، بدأة القداس. (بوشر).
فاتحة: تمهيد وتوطئة لعقد المعاهدة، ما يجب الاتفاق عليه قبل عقد المعاهدة. (بوشر).
فاتحة الخلاف: أول من بدأ الثورة. (ابن الأغلب ص38). الفاتحة في صحائف من يذوق روحه: طوبى لمن عرف قدر نفسه، فليحي من عرف قدره (بوشر).
مفتح الماء: سكر، باب متحرك حول محور منظم جريان الماء. (محيط المحيط) في مادة بست.
خط مفتح: خط مستقيم. (فوك).
مفتاح: مقلد القانون، مفتاح القانون الآلة الموسيقية. (صفة مصر 300:13).
مفتاح: رائد (مقبض لإدارة آلة) في أخمص القذافة وهي قوس قديمة لقذف السهام والكرات والحجارة وغيرها، الجريدة الآسيوية (1848: 208:2).
المفتاح الناري: شرارة (المعجم اللاتيني العربي) وآلة حربية ترمى النار. (فوك).
مفتاح: قفل، غلق. (كرتاس ص39).
مفتاح: استعملت استعمالاً غريباً في تاريخ البربر ففيه (282:1) اجتمع إليه قبائل غمارة وصنهاجة مفتاح. ويرى السيد دي سلان أنها تعنى الأمر، وهذا بعيد الاحتمال.
مفتوح، بالمفتوح: بصراحة: بوضوح، جهراً، علانية، بإخلاص. (بوشر).
مفتوح العين: لبيب، أريب، بصير، فطن. (فوك) ومحترس، حذر، يقظ. (ألكالا).
فهمه مفتوح: سهل الفهم، قريب المأخذ (بوشر).
يده مفتوحة: كريم، جواد (بوشر).
المفتوح في علم الحساب: العدد المتناظر، المشترك المقياس (محيط المحيط).
الحساب المفتوح: علم الحساب. (ابن خلكان 23:9) وانظر الترجمة (474:3 رقم 2). والمفتوحات أيضا (محيط المحيط) والمفتوح عند أهل الرمل: شكل إحدى مراتبه فرد والباقي أزواج (محيط المحيط) وانظر مسدود.
مفاتحة: مراسلة، مكاتبة. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص125 ق): وكانت بينه وبين جماعة من أدباء عصره من أهل مالقة وغيرهم مفاتحات ومراجعات نظماً ونثراً.
مفاتحة الصلح: وعد بالصلح. (بوشر).
افتتاح: بدء: استهلال، تمهيد، مقدمة. (بوشر) وانظر مادة فتح.
افتتاحي: تدشيني، تمهيدي: إعدادي (بوشر)، الانفتاح عند الأطباء: انشقاق العرق في رأسه (محيط المحيط).
استفتاح: أول ما يستلمه البائع في يومه. (بوشر، معجم هابيشت في الجزء الرابع من طبعته لكتاب ألف ليلة).
حرف الاستفتاح: عند النحاة: ألا (محيط المحيط).
استفتاحي: إلا الاستفتاحية. (ابن عقيل ص92) وانظر ما تقدم.
فتح
: (فَتَحَ) البَابَ (كَمَنَعَ) يَفْتَحُه فَتْحاً فانفتحَ: (ضِدُّ أَغلقَ، كَفَتَّح) الأَبوابَ فانْفَتَحَتْ، شُدِّد للكثرة.
(وافتَتَحَ) البَابَ، وفَتَّحه فانفتَحَ وتَفتَّحَ.
(و) من الْمجَاز: (الفَتْح: الماءُ) المفتَّح إِلى الأَرْض ليُسقَى بِهِ. وَعَن أَبي حنيفَةَ: هُوَ الماءُ (الجَارِي) على وَجْه الأَرْض. وَفِي (التَّهْذِيب) : (الفَتْح: النَّهْر. وجاءَ فِي الحَدِيث: (مَا سُقِيَ فَتْحاً ومَا سُقِيَ بالفَتْح فَفِيهِ العُشْرُ) المعني مَا فُتِح إِليه ماءِ النَّهْر فَتْحاً من الزُّروع والنَّخِيل فَفِيهِ العُشْر. والفَتْح: الماءُ يَجْرِي من عَيْنٍ أَو غَيرهَا. (و) الفَتْح: (النَّصْرُ) . وَفِي حَدِيث الحُذَيْبِيَة: (أَهو قَتُح؟) أَي نَصْرٌ. وَفِي قَوْله تَعَالَى: {فَقَدْ جَآءكُمُ الْفَتْحُ} (الأَنفال: 19) أَي النَّصْر (كالفَتَاحَةِ) بِالْفَتْح، وَهُوَ النُّصْرة.
وَمن الْمجَاز: الفَتْح، وَهُوَ النُّصْرة.
وَالْمجَاز: الفَتْح: (افْتِتَاحُ دارِ الحَرْب) . وَجمعه فُتوحٌ. وفَتَحَ الْمُسلمُونَ دارَ الكُفْر. والفَتْح: (ثَمَرٌ للنَّبْع يُشبهُ الحَبَّةَ الخَضْراء) إِلاّ أَنّه أَحمرُ خُلوٌ مُدَحْرَح يأْكله النَّاس.
(و) من الْمجَاز: الفَتْح: (أَوّلُ مَطَرِ الوَسْمِيّ) وَقيل: أَوّلُ المطرِ مُطلقاً، وجمْعه فَتُوح، بِفَتْح الفاءٍ. قَالَ:
كأَنَّ تَحْتِي مُخْلِفاً قَرُوحاً
رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحَا
وَهُوَ الفَتْحَةُ أَيضاً. وَمن ذَلِك قَوْلهم فَتَحَ اللَّهُ فِنُوحاً كَثِيرَة، إِذا مُطِرُوا. وأَصابت الاآضَ فُتوحٌ. ويومٌ مُنْفَتِحَ بالماءِ.
(و) الفَتْح: (مَجْرَى السِّنْخ) ، بالكسْر، (من القِدْحِ) ، أَي مُرَكَّب النَّصْل من السَّهْم. وجمعُه فُتوح. (و) من الماجز: الفَتْح فِي لُغَة حِمَير: (الحُكْمُ بينَ الخَصْمَيْنِ) . وَقد فَتحَ الحاكمُ بَينهم، إِذا حَكَمَ. وَفِي (التَّهْذِيب) : (الفَتْحُ: أَن تَحكُم بَين قَوْمٍ يَخْتَصمونَ إِليكَ، كَمَا قَالَ سبحانَه: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (الأَعراف: 89) (كالفُتَاحَةِ بالكسرِ والضمِّ) . يُقَال: مَا أَحْسَنَ فُتاحَتَه، أَي حُكومته. وَبَينهمَا فُتَاحاتٌ أَي خصُومات. وفلانٌ وَلِيَ الفِتَاحَةَ، بِالْكَسْرِ، وَهِي ولايَةُ القضاءِ. وَقَالَ الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ:
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولاً
فَإِنّي عَنْ فُتَاحَتِكمْ غَنِيُّ
(والفُتُحُ بضمَّتَيْنِ: البابُ الواسعُ المَفْتُوحُ) . (و) الفُتُحُ (من القواريرِ: الواسِعةُ الرأْس) .
(و) قَالَ الكسائيّ: (مَا لَيْسَ لَهَا صِمَامٌ وَلَا غِلافٌ) لأَنّها حنيئذٍ مَفْتُوحَة، وَهُوَ فُعُلٌ بمعنَى مفعول.
(والاسْتِفْتَاحُ: الاسْتِنْصار) . وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كَان يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ المهاجِرِين) أَي يَستنصر بِهم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {7. 001 ان تستفتحوا. . الْفَتْح} (الأَنفال: 29) ، قَالَه الزَّجَّاج. وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ إِن تَستَقْضُوا فقد جاءَكُم القَضاءُ. وَقد جاءَ التفسيرُ المعنَيَيْنِ جَمِيعًا.
واسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ: سَأَلَه النَّصرَ عَلَيْهِ.
(و) الاستفتاحُ: (الافتِتَاحُ) ، يُقَال: استَفْتَحْت الشيْءَ وافتَتحْتُه، وجاءَ يَستفتِح البابَ.
(والمِفْتَاحُ) : مِفتاحُ الْبَاب، وَهُوَ (آلَةُ الفَتْح) ، أَي كلُّ مَا فُتِح بِهِ الشيْءُ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وكلّ مُسْتَغْلَقٍ. (كالمِفتحِ) ، قَالَ سِيبَويْهِ: هَذَا الضَّرْب ممّا يُعتمل مكسورَ الأَوّلِ، كَانَت فِيهِ الهاءُ أَو لم تكَن. وَالْجمع مَفَاتِيحُ ومَفاتِحُ أَيضاً. قَالَ الأَخفش: هُوَ مثلُ قَوْلهم: أَمَانِي وأَمانيّ، يخفّف ويشدَّد. وَفِي الحَدِيث: (أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلِم) وَفِي رِوَايَة: (مَفاتِح) هما جمعُ مِفْتَاحٍ ومِفْتَح، وهما فِي الأَصل ممّا يُتوصَّل بِهِ إِلى اسْتِخْرَاج المُغْلقات الَّتِي يتعذَّر الوصولُ إِليها، فأَخْبَرَ أَنه أُوتِيَ مفاتيحَ الكلامِ وَهُوَ مَا يَسَّرَ اللَّهُ لَهُ من البَلاغة والفصاحة والوُصُولِ إِلى غوامِضِ الْمعَانِي وبدائع الحِكَم، ومحاسن العِباراتِ والأَلفاظ الَّتِي أُغلِقَتْ على غَيره وتعذّرتْ عَلَيْهِ. ومَن كَانَ فِي يَده مفاتِيح شيْءٍ مخزونٍ سَهُل عَلَيْهِ الوصولُ إِليه.
(و) المِفْتاح: (سِمَةٌ) ، أَي عَلاَمة، (فِي الفَخِذِ والعُنُقِ) من البَعِير على هَيْئه.
(و) المَفْتَحَ، (كَمَسْكَنٍ: الخِزَانَةُ) ، قَالَ الأَزهَرِيّ: وكلُّ خِزَانَةٍ كانَت لِصِنْفٍ من الأَشياءِ فَهِيَ مَفْتَحٌ.
(و) المَفْتَحُ أَيضاً (الكَنْزُ والمَخْزِنُ) . وَقَوله تَعَالَى: {7. 001 مَا ان مفاتحه. . الْقُوَّة} (الْقَصَص: 76) . قيل: هِيَ الكُنُوزُ والخَزَائنُ. قَالَ الزَّجَّاج: رُوِي أَن خَزائِنه مَفاتِحُه. ورُوي عَن أَبي صالحٍ قَالَ: مَا فِي الخزائن مِن مالٍ تَنُوءُ بِهِ العُصْبةُ. قَالَ الأَزهريّ: والأَشبَه فِي التَّفْسِير أَنّ مفاتحَه خزائنُ مالِه، وَالله أَعلم بِمَا أَراد. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: جمع المِفْتَاحِ الَّذِي يُفْتَح بِهِ المِغْلاَقُ مَفاتيحُ، وَجمع المَفْتَحِ: الخزانةِ المَفَاتِحُ. وجاءَ فِي التَّفْسِير أَيضاً أَنّ مَفَاتِحه كَانَت من جُلودٍ على مقدارِ الإِصْبع، وَكَانَت تُحمَلُ على سَبْعِين بَغْلاً أَو ستّين. قَالَ: وهاذا لَيْسَ بقويّ وروَى الأَزهريُّ عَن أَبي رزِين قَالَ: مَفاتحُه: خَزائنُه، إِنْ كَان لَكافِياً مِفتاحٌ واحدٌ خَزائنَ الكوفةِ، إِنّما مَفاتحُه المالُ.
(وفَاتَحَ) الرَّجلُ امرأَتَه: (جامَعَ. و) من الْمجَاز: فاتحَ (: قَاضَي) وحاكم، مُفاتحةً وفِتَاحاً. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما: (مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا قَوْلُ اللَّهِ عزّ وجلّ: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا} (الأَعراف: 89) حَتَّى سمعْت بنتَ ذِي يَزَن تَقول لزَوجهَا: تعال أَفاتِحْك، أَي أُحاكمْك) . وَمِنْه: لَا تُفَاتِحُوا أَهل القَدَرِ. أَي لَا تُحَاكِموهم، وَقيل: لَا تَبْدؤُوهم بالمجَادلةِ والمناظَرة. (و) يُقَال (تفَاتحَا كَلاماً بَينهمَا) ، إِذا (تَخَافتَا دُونَ النّاسِ) .
(والحُروفُ المُنْفتِحَةُ) هِي الَّتِي يُحْتَاج فِيهَا لِفَتْحِ الحنَكِ (مَا عَدَا ضطصظ) وَهِي أَربعة أَحرف فإِنّها مُطبقة.
(و) من الْمجَاز قَول الأَعرابِيّة لزوجِها: بيني وَبَيْنك (الفتَّاح) ، ككَتّان، وَهُوَ (الحاكمُ) ، بلغَة حِمير.
(وفاتِحَةُ الشَّيْءَ: أَوُّله) .
(و) فِي (التَّهْذِيب) عَن ابْن بُزُرْج: (الفَتْحَى، كسكْرى: الرِّيح) ، وأَنشد:
أَكُلُّهم لَا بَاركُ اللَّهُ فِيهِمُ
إِذَا ذُكِرت فَتْحى مِنَ البَيْعِ عاجِبُ
فَتْحَى على فَعْلَى.
(والفَتُوح كصَبُور: أَوّلُ المَطَر الوَسْميّ) .
وَقد تقدّم النَّقْل عَن اللّسان أَنّ الفَتوحَ بِالْفَتْح، جمْع الفَتْح بمعنَى المطرِ. وَقد أَنكر ذالك شَيخنَا وشَدَّد فِيهِ وَقَالَ: لَا قائِلع بِهِ، وَلَا يُعرَف فِي العربيّة جمع فَعْلٍ، بِالْفَتْح، على فَعُول، بالفتحِ، بل لَا يُعرف فِي أَوزان الجُموع فَعول بِالْفَتْح مُطلقًا.
(و) من المجازِ الفتُوح: (النّاقَة الواسِعَةُ الإِحْلِيل) ، وَفِي بعض النّسخ: الأَحاليل، (وَقد فَتَحَتْ، كمَنَع، وأَفْتَحتْ) بِمَعْنى، والنَّزورُ مثلُ الفَتوح، وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ) . ونُوقٌ فُتُحٌ. (والفُتْحَة بالضَّم: تَفَتُّحُ الإِنسانِ بِمَا عِندَه من مِلْك وأَدَب) . وَفِي نُسخة: من مالٍ، بدل مِلْك، (يَتَطَاوَلُ) أَي يتَفاخر (بِهِ) ، تَقول: مَا هاذِه الفُتْحَة الّتي أَظْهَرتَها وتَفتَّحْت بهَا علينا. قَالَ ابْن دُريد: وَلَا أَحسبه عربيًّا.
(و) فَتّاح (ككَتّان: طائرٌ) أَسودُ يُكثُر تحريكَ ذَنَبهِ، أَبيضُ أَصلِ الذَّنَب من تَحتِه، وَمِنْهَا أَحمر (ج فَتَاتِيحُ، بِغَيْر أَلفٍ وَلَام) هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غير ظَاهر. قَالَ شَيخنَا: هاذا غير جارٍ على قواعدِ العَرب، فإِنّه لَا مانِعَ من دُخُول ال على جمع من الجموع، فتأَمّل. قلت: وَلَعَلَّ الصَّوَاب: بِغَيْر أَلفٍ وتاءٍ، كَمَا فِي (اللِّسَان) وَغَيره، أَي وَلَا يُجمع بالأَلف والتاءِ، وَقد اشْتبهَ على المصنّف.
(والفُتَاحِية، بالضمّ، مُخَفّفَة: طارٌ آخَرُ) مُمشَّق بحمرة، وَفِي نسخ (اللِّسَان) وغيرِه من الأُمّهات: والفُتَاحة، بالضَّمّ، من غير زِيَادَة الياءِ بعد الحاءِ.
(ونَاقَةٌ مفَاتِيحُ) ، قَالَ شَيخنَا: هُوَ مِمَّا لَا نَظِير لَهُ فِي الْمُفْردَات (وأَينُقٌ مفاتِيحَاتٌ: سِمَان) ، حَكَاهَا السِّيرافيّ.
(و) من الْمجَاز (فَواتِحُ الفُرْآنِ) ، هِيَ (أَوائِل السُّوَرِ) . وقرأَ فاتِحةَ السُّورةِ وخاتِمَتها، أَي أَوّلها وَآخِرهَا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المِفْتَحُ، كمنْبر: قناةُ الماءِ. وكُلّ مَا انكشفَ عَن شَيْءٍ فقد انفتَحَ عَنهُ وتَفتّحَ. وتَفتُّحُ الأَكمَّةِ عَن النَّوْر: تشقُّقُها. ويَومُ الفتْح يَومُ القِيامَة، قَالَه مُجاهد.
والمُفْتتَحُ، بصِيغَة اسْم الْمَفْعُول، وَيكون اسمَ زَمان ومكانٍ ومَصدراً ميميًّا، وَهِي لُغَة شائعة فصيحة، كَذَا فِي شرح دِيباجة الكَشَّاف للمصنّف، قَالَ: وأَمّا المُخْتَتَم فَغير فَصيحةٍ، وأَشاء إِليه الخفاجيُّ فِي الْعِنَايَة.
وَبَيت فتاح: وَاسع، كَمَا فِي الْفَائِق.
وَمن الْمجَاز: الفُتُوحة الحُكُومَةُ كالفِتَاح، بِالْكَسْرِ.
وَيُقَال للْقَاضِي: الفَتَّاح، لأَنّه يفتح مواضَعَ الحقّ.
قَالَ الأَزهريّ: والفتّاح فِي صفةِ الله تَعَالَى: الحاكِم. وَفِي التَّنْزِيل: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأَ: 26) . وَقَالَ ابْن الأَثير: هُوَ الَّذِي يفتح أَبوابَ الرِّزق والرّحمة لِعِبَادِهِ.
والفاتِحُ: الحاكِمُ. وفَتَحَ عَلَيْهِ: عَلَّمَه وعرّفَه، وَقد فُسِّرَ بِهِ قولُه تَعَالَى: {7. 001 اءَتحدثونهم بِمَا. . عَلَيْكُم} (الْبَقَرَة: 76) وَمِنْه الفَتْح على القارىء، إِذا أُرْتج عَلَيْهِ. وإِذا اسْتَفْتَحَكَ الإِمَامُ فافْتَحْ عَلَيْهِ. والفَتْح: الرِّزْق الّذِي يَفتَح اللَّهُ بِهِ، وجمْعه فُتُوحٌ.
وفاتَحَ الرَّجلَ: سَاوَمَه وَلم يُعْطِه شيْئاً، فإِن أَعطاهُ قيل فَاتَكَه، حَكَاهُ ابْن الأَعْرَابيّ.
وافتتَاحُ الصَّلاةِ: التكبيرةُ الأُولَى.
وأُمُّ الكِتابِ: فاتِحَةُ القُرآنِ. والفَتْحُ: أَن تَفْتَحَ عَلَى من يَستَقْرِئك.
وفُتِحَ على فُلانٍ: جُدَّ وأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا.
وافْتَحْ سِرَّك عَلَيّ لَا عَلى فلَان.
ومَا أَحْسَنَ مَا افتُتِحَ عامُنَا بِهِ، إِذا ظَهرتْ أَمَارَةُ الخصْب.
وذَ وقَقْتُ افْتتاح الخَراجِ. وكلّ ذالك مَجاز.
فتح
فتَحَ/ فتَحَ على يَفتَح، فَتْحًا، فهو فاتِح، والمفعول مَفْتوح (للمتعدِّي)
• فتَحَ بين الخصمين: قضى بينهما، حكم " {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} - {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا} ".
• فتَحَ البابَ والصندوقَ ونحوهما: أزال إغلاقهما، خلاف أغلقهما "فتَحت الشرطة البابَ عنوةً- فتَح الستار على مشهد- فتَح دُرْجًا- {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} - {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} " ° فتَح أذنَيْه: أصغى باهتمام- فتَح اعتمادًا في مصرف/ فتَح حسابًا في مصرف: أودع مبلغًا من المال صالحًا للسحب منه- فتَح

البخْت/ فتَح المندل: حاول التنبّؤ بالمستقبل- فتَح بيته لفلان: رحّب به، أحسن استقباله- فتَح عينيه جيِّدًا: انتبه، حذر- فتَح فلان عينيه على كذا: نشأ وتربَّى عليه منذ الصغر- فتَح له البابَ على مِصْراعيه: أفسح المجال له، سمح له بفعل ما يريد- فتَح له قلبَه/ فتَح له صدَره: باح بسرِّه له ووثق فيه- لا تُفتح العين على مثله: فريد، لا نظير له.
• فتَحَ الطريقَ: هيّأه للمرور فيه، أذن بالمرور فيه "فتح باب الهجرة- تم فتح قناة السويس للملاحة البحريّة"? فتَح القناةَ: فجّرها ليجري فيها الماء- فتَح الله عليه: هداه وأرشده، هيّأ له سبل الخير، علَّمه ما كان يجهل- فتَح الله قلبَه للأمر: شرحه له- فتَح سِرَّه على فلان: باح له به- فتَح شهيّته: جعله راغبًا في الأكل- فتَح على فلان: أقبلت عليه الدنيا.
• فتَحَ الاجتماعَ: بدأ عمله "فتح القاضي الجلسةَ- فتح المجمَّعَ التِّجاريّ"? فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• فتَحَ المدينةَ أو البلدَة: احتلّها، غلب عليها وتملَّكها " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ".
• فتَحَ الكتابَ ونحوَه: نَشَر طيَّه ليقرأ ما فيه "تمّ فتح المظاريف"? فتَح الجثّة: شرَّحها.
• فتَحَ ساقيه: باعد بينهما "فتح فمه: باعد بين شفتيه وفكّيه".
• فتَحَ ثغرةً في الجدار: ثَقَبه، خَرَقه "فتح ثغرة في صفوف الأعداء".
• فتَحَ الطبيبُ بطنَ المريض: شقَّها.
• فتَحَ النارَ عليه: أطلق عليه الرصاص? فتَح النَّار على المرتشين: هاجمهم بعنف.
• فتَحَ عليه الأمرَ: أعلمه به ووقفه عليه " {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ} ".
• فتَحَ المأمومُ على الإمام: أوضح له ما أرتج عليه وعرّفه إيّاه. 

استفتحَ يستفتح، استفتاحًا، فهو مُستفتِح، والمفعول مُستفتَح
• استفتحَ فلانًا: استنصره، طلب منه الفتحَ والنَّصرَ " {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} - {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} ".
• استفتحَ الشَّيءَ بكذا: بدأه، ابتدأَهُ به "استفتح الجلسة بالذكر الحكيم".
• استفتحَه البابَ: طلب منه فتَحه. 

افتتحَ يفتتح، افتتاحًا، فهو مفتتِح، والمفعول مفتتَح
• افتتحَ العملَ/ افتتحَ العملَ بكذا: بدأه، أعطى إشارة البدء فيه "افتتح الاجتماعَ/ الجلسةَ/ الحَفْلَ/ الصَّلاةَ- الافتتاح الرسميّ للبرلمان- افتتح الكلامَ باسم الله- افتتح حقلَ الغاز الطبيعيّ".
• افتتحَ البابَ: فتَحه. 

انفتحَ/ انفتحَ على/ انفتحَ عن ينفتح، انفتاحًا، فهو منفتِح، والمفعول منفتَح عليه
• انفتحَ البابُ: مُطاوع فتَحَ/ فتَحَ على: عكسه انغلق "انفتحت الدَّولةُ على العالم الخارجيّ- انفتح البابُ/ الطريقُ- ينفتح في الكلام- سياسة الانفتاح".
• انفتحَ على الآخرين: اختلط بهم.
• انفتحَ عن كذا: انكشف عنه "انفتحت سريرتُه عن حقد دفين لصديقه". 

تفتَّحَ/ تفتَّحَ في يتفتَّح، تفتُّحًا، فهو مُتفتِّح، والمفعول مُتفتَّح فيه
• تفتَّحَت الزَّهرةُ: تشقَّقت أكمامُها عنها "تفتّحت اللَّوزةُ عن القطن".
• تفتَّحَت الأبوابُ: فُتِّحت "خرج للعمل فتفتَّحت له أبوابُ الرِّزق- تفتَّحت أمامه الآمالُ- {لاَ تَفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [ق]: أصلها تتفتَّح".
• تفتَّحَ في الكلام: توسَّع فيه. 

فاتحَ يفاتح، مُفاتَحةً، فهو مفاتِح، والمفعول مفاتَح
• فاتحَه بالأمر: بادأه وخاطبه به.
 • فاتحَه في أمرٍ: حادثه فيه "فاتحه في مسألة زواجه- سأفاتح المدير في شأن ترقيتك- سأفاتحه في الموضوع". 

فتَّحَ يُفتِّح، تفتيحًا، فهو مُفتِّح، والمفعول مُفتَّح
• فتَّحَ الأبوابَ: فتَحها، وشدّد للكثرة أو للمبالغة "فتَّح عينيه- {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}: المراد لا يقبل دعاؤهم ولا عملهم- {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ} ". 

استفتاح [مفرد]: مصدر استفتحَ.
• حرف الاستفتاح: (نح) حرف يُبْدأ به الكلام، مثل أَلا. 

افتتاحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى افتتاح: عكسه اختتاميّ ° عرض افتتاحيّ: أول عرض لمسرحيّة أو فِلْم- مقال افتتاحيّ: مقال رئيسيّ في صحيفة أو مجلَّة. 

افتتاحيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى افتتاح ° جَلْسَة افتتاحيّة: أول جلسة في مؤتمر ونحوه- مُقدِّمة افتتاحيّة: أداء أو حدث أو فعل أساسيّ يسبق حدثًا أكثر أهمِّيَّة منه.
2 - مصدر صناعيّ من افتتاح: مقال تُفتتح به الجريدة أو المجلة "افتتاحيّة العدد- كتب رئيس التحرير افتتاحية المجلة". 

انفتاح [مفرد]:
1 - مصدر انفتحَ/ انفتحَ على/ انفتحَ عن.
2 - إمكانية تفهُّم شيء أو اتساع الفكر له "يمتاز بانفتاحه على كلِّ جديد- نعيش الآن عصر انفتاحات علميّة واقتصاديّة". 

انفتاحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انفتاح.
2 - مَنْ ينفتح على الآخرين ويتقبَّل مستجدَّات العَصر. 

فاتِح [مفرد]: ج فاتحون وفَتَحَة (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من فتَحَ/ فتَحَ على.
2 - أوّل الشيء وبدايته "ثورة الفاتح من سبتمبر".
• الفاتح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفاتح لأبواب الرِّزق والخير على عباده، والفاتح بين الحقّ والباطل بما أقامه من بيِّنات ودلائل " {وَهُوَ الفَاتِحُ الْعَلِيمُ} [ق] ".
• لون فاتح: خفيف، خلاف غامِق "أزرق فاتح". 

فاتِحة [مفرد]: ج فاتحات وفواتحُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل فتَحَ/ فتَحَ على ° فاتحة الأقفال: أداة لفتح القفل- فواتح الشَّهيَّة: طعام يفتح الشهيَّة يقدَّم قبل الطبق الرئيسيّ.
2 - أول الشيء وبدايته "فاتحة الخُطبة" ° المفاتحة/ فاتحة الكتاب: سورة الحمد- فواتح القرآن: أوائل سوره، خلاف خواتمه- قرأ فاتحتَه على فلانة: ربط مع أهلها نيّة الزّواج منها.
• الفاتحة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي أول سورة في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبع آيات.
• الفواتح الهجائيَّة: الحروف التي افتتحت بها بعض سور القرآن الكريم، كسورة البقرة ومريم. 

فَتّاح [مفرد]: صيغة مبالغة من فتَحَ/ فتَحَ على: كثير الفتح.
• الفتَّاح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُفتِّح الأبوابَ المغلقة على عباده في الرِّزق والخير والرّحمة والحقّ " {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} ". 

فَتّاحة [مفرد]: ج فتّاحات: اسم آلة من فتَحَ/ فتَحَ على: أداة تُفتح بها العلب وأغطية الزجاجات وغيرها "فتّاحة معلَّبات- استعمل الفتّاحة في فتح العلبة".
• فتَّاحة ورق: أداة تشبه السكِّين من المعدن أو العاج ذات حدَّين لفتح المظاريف وصفحات الكتب والمجلاَّت. 

فَتْح [مفرد]: ج فُتُوح (لغير المصدر)، جج فُتُوحات (لغير المصدر):
1 - مصدر فتَحَ/ فتَحَ على.
2 - استيلاء على بلدٍ عن طريق الحرب "وصلت الفتوحات الإسلاميّة إلى دول أوروبّا" ° الفتوحات: ما فُتح من البلدان في الحرب.
• الفَتْح:
1 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 48 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها تسعٌ وعشرون آية.
2 - (نح) إنهاء الكلمة المبنيَّة بفتحة "فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح".
3 - النصر، الإنجاز الباهر الذي يفضي إلى تقدُّم أكبر كما في التّكنولوجيا "ما حدث كان فتحًا مؤزّرًا" ° يَوْمُ الفَتْح: يوم القيامة.
4 - الرِّزق الذي يفتح الله به.
• فتح الاعتماد: (قص) اتّفاق يتعهّد بموجبه البنك بوضع
 مبلغ من المال تحت تصرّف أحد عملائه خلال فترة محدودة. 

فَتْحة [مفرد]: ج فَتَحات وفَتْحات:
1 - اسم مرَّة من فتَحَ/ فتَحَ على.
2 - فُرْجة، ثُغْرة "في الجدار فَتْحَة".
3 - (نح) إحدى الحركات الثلاث في العربيّة، وهي الفتحة والضمة والكسرة، كما أنّها العلامة الأصليّة للنصب.
4 - فجوة بين الجُنَيِّح الرئيسي والفرعي لتوفير مكان لجريان الهواء وتسهيل مرور الهواء فوق جناح الطائرة. 

فُتْحة [مفرد]: ج فُتُحات وفُتْحات وفُتَح:
1 - ثُقب، مَنفذ، فُرْجة "فُتحة أنبوب- في الحائط فُتْحة".
2 - منفذ للتّحرير أو التّفريع.
• فُتحة صوتيّة: (لغ) فَتْح القناة الفميَّة خلال إطلاق صوت لغوي. 

مُتَفتِّح [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تفتَّحَ/ تفتَّحَ في.
2 - مُتيقِّظ، متنبِّه "عقل متفتِّح- مُتفتِّح الذِّهن".
3 - متطوِّر، من يتقبل الأفكار الحديثة أو العصريّة "مفكِّرُ متفتّح". 

مَفاتِحُ [جمع]: مف مَفْتح ومِفْتح:
1 - مفاتيح، آلات الفتح " {أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} ".
2 - مخازن " {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} ". 

مِفتاح [مفرد]: ج مَفاتِحُ ومَفاتيحُ:
1 - آلة الفَتْح والغلق "أغلق البابَ بالمفتاح- الصَّبْر مفتاح الفرج- مفتاح كهربائيّ: أداة للتحكم في التيار الكهربائي بالفتح أو القطع أو التحويل- المفتاح الإنجليزي: أداة بفكين قابلين للتعديل- مفتاح هيكلي: يفتح عدة أقفال مختلفة- لوحة المفاتيح: مجموعة مفاتيح في طرف جهاز الحاسوب أو آلة الطباعة أو البيانو أو معالج الكلمات- {وَءَاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} " ° حَلْقة المفاتيح/ حَلَقة المفاتيح: سلك معدنيّ مستدير تعلق به المفاتيح- مفتاح الشَّرارة: مفتاح الإشعال في السَّيّارة.
2 - (سق) رمز يشير إلى درجة النغم لسطر واحد مدرَّج موسيقيّ، الذي يمكن أن يحدِّد الدرجات الأخرى من المدرج.
3 - ما يساعد على فهم مسألة معقدة، أو إيجاد مخرج لصعوبة "الاجتهاد مفتاح النجاح- السَّلام العادل مفتاح قضيّة الشرق الأوسط" ° مِفتاح الكلام: ما يوضح معناه.
4 - معلومات تستخدم لتعريف بند في نظام تخزين أو استرجاع بيانات.
• مفتاح الخريطة: (جغ) شرح تفصيلي مرفق بخريطة.
• مفتاح ساخن: (حس) مفتاح مفصلي يسمح لحاسب صغير أن يعمل دون ذاكرة قابلة للبرمجة أو كحاسب مستقل عندما يوصل الحاسب الصغير بإطار رئيسي.
• مِفتاح صول: (سق) علامة موسيقيّة.
• المفتاح العاكِس: (فز) جهاز يعكس مرور التَّيّار الكهربائيّ في الدَّائرة الكهربائيّة. 

مفتوح [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فتَحَ/ فتَحَ على ° السُّوق المفتوح: سوق تباع فيها السِّلع من غير جمرك، أو خارج البورصة- اليوم المفتوح: مناسبة تفتح فيها مؤسسة أو مدرسة مثلاً أبوابها للجمهور من أولياء أمور الطلاب بشكل خاص- بذراعين مفتوحتين: بترحاب وسرور- بقلب مفتوح: بصراحة- ترَكَ البابَ مفتوحًا: أتاح فرصة، ترك الأمر معلّقًا دون اتخاذ قرار نهائيّ بشأنه- خطابٌ مفتوح: رسالة توجّه إلى مسئول علانية عن طريق الصحافة، أو هو كلام يسمعه ويقرؤه كلُّ النَّاس- رسالة مفتوحة: رسالة ذات اهتمامات عامة موجَّهة لشخص مُعيَّن ولكنها تنشر حتى يقرأها الجميع- سياسَةُ الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة- مدينة مفتوحة: غير مُحصَّنة- يُبْقي عينيه مَفْتوحتين: يَبْقى حذِرًا أو متيقِّظًا.
2 - لا يحمل تاريخًا محدّدًا "حساب مفتوح- تذكرة سفر مفتوحة". 

مُنْفتِح [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفتحَ/ انفتحَ على/ انفتحَ عن.
2 - متقبِّل للأفكار الجديدة، متفهِّم، سهل التّعامل معه "يتّصف بأنه منفتِح العقل" ° منفتح الذِّهن: ذو أفكار تحرُّريَّة. 
(فتح)
بَين الْخَصْمَيْنِ فتحا قضى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {رَبنَا افْتَحْ بَيْننَا وَبَين قَومنَا بِالْحَقِّ} وَعَلِيهِ هداه وأرشده يُقَال فتح على الْقَارئ لقنه مَا نَسيَه فقرأه وهيأ لَهُ سبل الْخَيْر والمغلق أَزَال إغلاقه يُقَال فتح الْبَاب والصندوق والقفل وَيُقَال فتح الْكتاب نشر طيه وَفتح الطَّرِيق هيأه وَأذن بالمرور فِيهِ وَفتح الجلسة بَدَأَ عَملهَا وَفتح فِي الميزانية اعْتِمَادًا خصص مبلغا من المَال للصرف مِنْهُ على عمل معِين (وَهَذِه الْمعَانِي الثَّلَاثَة مولدة) وَفتح لفُلَان قلبه اطْمَأَن إِلَيْهِ وباح لَهُ بسره والبلد غلب عَلَيْهِ وتملكه وَالله قلبه لِلْأَمْرِ شَرحه لَهُ
فتح
الفَتْحُ: إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك ضربان:
أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع، نحو قوله:
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ
[يوسف/ 65] ، وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ
[الحجر/ 14] .
والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهمّ، وهو إزالة الغمّ، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدّنيويّة كغمّ يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ
[الأنعام/ 44] ، أي:
وسعنا، وقال: لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 96] ، أي: أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلان فَتَحَ من العلم بابا مغلقا، وقوله: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
[الفتح/ 1] ، قيل: عنى فتح مكّة ، وقيل: بل عنى ما فتح على النّبيّ من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثّواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه . وفَاتِحَةُ كلّ شيء:
مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمّي فاتحة الكتاب، وقيل: افْتَتَحَ فلان كذا: إذا ابتدأ به، وفَتَحَ عليه كذا: إذا أعلمه ووقّفه عليه، قال:
أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [البقرة/ 76] ، ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ [فاطر/ 2] ، وفَتَحَ الْقَضِيَّةَ فِتَاحاً: فصل الأمر فيها، وأزال الإغلاق عنها. قال تعالى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ
[الأعراف/ 89] ، ومنه الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ
[سبأ/ 26] ، قال الشاعر: بأني عن فَتَاحَتِكُمْ غنيّ
وقيل: الفتَاحةُ بالضمّ والفتح، وقوله: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر/ 1] ، فإنّه يحتمل النّصرة والظّفر والحكم، وما يفتح الله تعالى من المعارف، وعلى ذلك قوله: نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ [الصف/ 13] ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ [المائدة/ 52] ، وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ [السجدة/ 28] ، قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ [السجدة/ 29] ، أي: يوم الحكم. وقيل: يوم إزالة الشّبهة بإقامة القيامة، وقيل: ما كانوا يَسْتَفْتِحُونَ من العذاب ويطلبونه، والِاسْتِفْتَاحُ:
طلب الفتح أو الفتاح. قال: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ [الأنفال/ 19] ، أي: إن طلبتم الظّفر أو طلبتم الفتاح- أي: الحكم أو طلبتم مبدأ الخيرات- فقد جاءكم ذلك بمجيء النّبيّ صلّى الله عليه وسلم. وقوله: وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا [البقرة/ 89] ، أي:
يستنصرون الله ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام وقيل: يستعلمون خبره من الناس مرّة، ويستنبطونه من الكتب مرّة، وقيل: يطلبون من الله بذكره الظّفر، وقيل: كانوا يقولون إنّا لننصر بمحمّد عليه السلام على عبدة الأوثان. والمِفْتَحُ وَالمِفْتَاحُ: ما يفتح به، وجمعه: مَفَاتِيحُ ومَفَاتِحُ.
وقوله: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ [الأنعام/ 59] ، يعني: ما يتوصّل به إلى غيبه المذكور في قوله:
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ [الجن/ 26- 27] . وقوله: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص/ 76] ، قيل: عنى مفاتح خزائنه. وقيل: بل عني بالمفاتح الخزائن أنفسها. وباب فَتْحٌ: مَفْتُوحٌ في عامّة الأحوال، وغلق خلافه. وروي: (من وجد بابا غلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا) وقيل: فَتْحٌ:
واسع.

حق

الحق: اسم من أسمائه تعالى، والشيء الحق، أي الثابت حقيقة، ويستعمل في الصدق والصواب أيضًا، يقال: قول حق وصواب.
الحق: في اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني: هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل.
وأما الصدق فقد شاع في الأقوال خاصة، ويقابله الكذب، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه.

حق اليقين: عبارة عن فناء العبد في الحق، والبقاء به علمًا وشهودًا، وحالًا لا علمًا فقط، فعلم كل عاقل الموت علم اليقين، فإذا عاين الملائكة فهو عين اليقين، فإذا أذاق الموت فهو حق اليقين، وقيل: علم اليقين: ظاهر الشريعة، وعين اليقين: الإخلاص فيها، وحق اليقين: المشاهدة فيها.
(حق)
الْأَمر حَقًا وحقة وحقوقا صَحَّ وَثَبت وَصدق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لينذر من كَانَ حَيا ويحق القَوْل على الْكَافرين} وَيُقَال يحِق عَلَيْك أَن تفعل كَذَا يجب ويحق لَك أَن تفعل كَذَا يسوغ وَهُوَ حقيق بِكَذَا جدير وحقيق عَليّ ذَلِك وَاجِب وَأَنا حقيق على كَذَا حَرِيص وَالصَّغِير من الْإِبِل حَقًا وحقة دخل فِي السّنة الرَّابِعَة وَالْأَمر حَقًا تيقنه وَصدقه يُقَال حققت حذر فلَان فعلت مَا كَانَ يحزره وَتقول حققت حزر فلَان وحققت ظَنّه فعلت مَا كَانَ يزره أَو يَظُنّهُ وَفُلَانًا غَلبه فِي الْخُصُومَة وضربه فِي حاق رَأسه أَو حق كتفه والعقدة أحكم شدها وَالطَّرِيق توسطه

(حق) لَهُ أَن يفعل كَذَا حق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأذنت لِرَبِّهَا وحقت}
الْحَاء وَالْقَاف

كَبْش شَقَحْطَبٌ: ذُو قرنين منكسرين.

والحَبَرْقَشُ: الضئيل من الْبكارَة والحملان، وَقيل: هُوَ الصَّغِير الْخلق من جَمِيع الْحَيَوَان.

والحَبَرْقَص: صغَار الْإِبِل، عَن ثَعْلَب.

وناقة حَبرْقَصةٌ: كَرِيمَة على أَهلهَا.

والحُبَرْقِيص: الْقصير الرَّدِيء، وَالسِّين فِي كل ذَلِك لُغَة.

والحِنْزَقْر والحِنْزَقْرَة: القصيرة من النَّاس. والقِرْزَحْلَة: من خرز الضرائر تلبسها الْمَرْأَة فيرضى بهَا قيمها، وَلَا يَبْتَغِي غَيرهَا، وَلَا يَلِيق مَعهَا أحد.

والقِرْزَحلَة: خَشَبَة طولهَا ذِرَاع أَو شبر، نَحْو الْعَصَا، وَهِي أَيْضا: الْمَرْأَة القصيرة.

وقِرْدَحمةُ: مَوضِع.

وحُبَقْنِيقٌ: سيئ الْخلق.
حق
الحَقُّ: نَقِيْضُ الباطِلِ، والحَقَّةُ: مِثْلُه، هذه حَقَّتي: أي حَقَّي. وحَقَّ الشَّيْءُ: وَجَبَ، يَحْقُّ ويَحِقُّ، وهو حَقِيْقٌ ومَحْقُوقٌ. وبَلَغَتُ حَقِيْقَةَ الأمْرِ: أي يَقِيْنَ شَأْنِه. والحَقِيْقَةُ: الرّايَةُ. والحُرْمَةُ أيضاً، من قَوْلهم: حامِي الحَقِيقَةِ.
وأَحَقَّ الرَّجُلُ: قال حَقّاً؛ أو ادَّعى حَقّاً فَوَجَبَ له، من قَوْلِه عزَّ وجلَّ: " لِيُحِقَّ الحَقَّ ".
والحاقَّةُ: النَّازِلَةُ التي حَقَّتْ فلا كاذِبَةَ لها. والحِقَاقُ: المُحَاقَّةُ. وحاقَقْتُ الرَّجُلَ: ادَّعَيْتَ أنَّكَ أوْلى بالحقِّ منه. وحَقَقْتُه: غَلَبْتُه على الحَقِّ، وأحْقَقْتُه: مِثْلُه. وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَها ... طَلَبَ المُعَقَّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ.
مَعْنَاه: حَجَّه وغَلَبَه، من قَوْلهم: حاقَّه فحقَّه. وفي حَديثِ عليٍّ - رضي الله عنه -: " إذا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أوْلَى بها " يعني: الإدراكَ، وهو أنْ تقولَ: أنا أَحَقُّ، ويقولُونَ: نَحْنُ أَحَقُّ. وَحَقَقْتُ ظَنَّه: مخَفَّفٌ بمعنى التشديد. ويقولونَ: لَحَقُّ لا آتِيْكَ، رَفْعٌ بلا تَنْوينٍ. وإنَّه لَحَقُّ عالِمٍ وحَاقُّ عالِمٍ، لا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ. والرَّجُلُ إذا خَصَمَ في صغارِ الأشْياءِ قِيْلَ: هو نَزْرُ الحِقَاقِ. وفي الحَديث: متى تَغْلُوا تَحْتَقُّوا يقولُ كُلُّ واحِدٍ منهم: الحَقُّ في يَدي. وما كانَ يُحَقُّكَ أنْ تَفْعَلَ كذا: أي ما يَحٍقُّ لك. وحَقَقْتُ العُقْدَةَ فانْحَقَّتْ: أي شَدَدْتَها فانْشَدَّتْ. وحَقَقتُ الأمْرَ وأحْقَقْتُه: إذا كُنْتَ منه على يَقينٍ. وحَقَّ اللهُ الأمْرَ. وحَقَّ الأمرَ نَفْسُه. وحُقَقْتُ الرَّجُلَ وأحْقَقْتُه: فَعَلْتَ به ما كانَ يَحْذَرُه. وأحْقَقْتُ الرَّمِيَّةَ: قَتَلْتَها على المَكان. وأحَقَّ القَوْمُ من الربيع: سَمِنُوا. وأحَقَّتِ النَّاقَةُ واسْتَحَقَّتْ: مِثْلُه. والمَحَاقُّ من المال: اللاّتي لم يُنْتَجْنَ في العام الماضي ولم يُحْلَبْنَ. والحِقُّ: الجَذَعُ من الإِبِلِ بِسَنَةٍ يَسْتَحِقُّ الرُّكُوْبَ، والأُنثى حِقَّةٌ لأنَّها تَسْتَحِقُّ الفَحْلَ. وأَحَقَّتِ البَكْرَةُ من الإبلِ إحْقاقاً: صارَتْ حِقَّةً. وبَلَغَتِ النَّاقَةُ حِقَّتَها. وما حَقَّتِ السَّحَابَةُ القُلَّةَ حَتَّى الآنَ: أي ما بَلَغَتْ. واستَحَقَّ الرَّجُلُ مكانَ كذا: أعْجَبَه. والحُقَّةُ من خَشَبٍ: مَعْروفَةٌ. والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ الليلِ في أوَّلِهِ. والأحَقُّ من الخَيْلِ: الذي لا يَعْرَقُ. وإذا طَبَّقَ حافِرُ رِجْلَيْه مَوْضِعَ حافِرِ يَدَيْه: فهو أَحَقُّ أيضاً، والاسْمُ الحَقَقُ، وهو عَيْبٌ. ويُقال لِمُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ من الفَرَس: حُقٌّ، إلاَّ الظَّهْر. ويُقال لِضَبْبٍ من التَّمْرِ: بَنَاتُ الحُقَيْقِ. وقَرَبٌ حَقْحَاقٌ: زادَ على مَرْحَلَةٍ. وكانَ هذا عند حَق لقاحِها: أي عند وُجُوبِه.
باب الحاء والقاف وما قبلهما مهمل ح ق، ق ح مستعملان

حق: الحقُّ نقيض الباطل. حقَّ الشيْء يَحِقُّ حَقّاً أي وَجَبَ وُجُوباً. وتقول: يُحِقُّ عليكَ أنّ تفعَلَ كذا، وأنتَ حقيقٌ على أن تفعَلَه. وحَقيقٌ فَعيلٌ في موضع مفعول. وقول اللهِ عزَّ وجَلّ - حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ

معناه مَحقوق كما تقول: واجب. وكلُّ مفعُول رُدَّ إلى فعيل فمذكره ومؤنثه بغير الهاء، وتقول للمرأة: أنتِ حقيقةٌ لذلك، وأنتِ محقوقة أن تفعلي ذلك، قال الأعشى:

لَمحقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لصَوْته ... وأنْ تَعلمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

والحَقَّةُ من الحَقِّ كأنَّها أوجَبُ وأَخَصُّ. تقول: هذه حَقَّتي أي حَقّي. قال:

وحَقَّهٌ ليست بقول التُرَّهة.

والحقيقة: ما يصيرُ إليه حقُّ الأمر ووجوبه. وبلغْتُ حقيقةَ هذا: أي يقين شأنه.

وفي الحديث: لا يبلُغُ أحدُكُم حقيقةَ الإِيمان حتى لا يعيبَ على مُسلِمٍ بعَيْبٍ هو فيه.

وحقيقةُ الرجل: ما لَزِمَهُ الدفاعُ عنه من أهل بيته، والجميع حقائق. وتقول: أَحَقَّ الرجُلُ إذا قال حَقّاً وادَّعَى حَقّاً فوَجَبَ له وحَقَّقَ، كقولك: صدَّق وقالَ هذا هو الحقُّ. وتقول: ما كان يَحُقُّك أن تَفْعَل كذا أي ما حَقَّ لك. والحاقَّةُ: النازلة التي حقَّتْ فلا كاذبةَ لها. وتقولُ للرجل إذا خاصَمَ في صِغار الأشياء: إنّه لنَزِقُ الحِقاقِ.

وفي الحديث: مَتَى ما يَغْلُوا يحتَقُّوا

أي يَدَّعي كلُّ واحدٍ أنَّ الحقَّ في يَدَيْه، ويغلوا أي يُسرفوا في دينهم ويختصموا ويتجادلوا. والحِقُّ: دونَ الجَذَع من الإِبِل بسنةٍ، وذلك حين يَسْتَحِقُّ للرُكُوب، والأُنثَى حِقَّةٌ: إذا استَحَقَّتِ الفَحْلَ، وجمعه حِقاق وحَقائِق، قال عَديّ:

لا حقة هُنَّ ولا يَنوبُ

وقال الأعشى

أيُّ قومٍ قَوْمي إذا عزت الخمر ... وقامتْ زِقاقُهُمْ والحِقاقُ

والرواية:

قامت حِقاقُهُم والزِّقاق

فمن رواه:

قامت زقاقُهم والحقاق

يقول: استوت في الثمن فلم يفضلُ زِقٌ حِقّاً، ولا حِقٌّ زِقّاً. ومثله:

قامت زقاقُهم بالحِقاق

فالباءُ والواوُ بمنزلة واحدة، كقولهم: قد قامَ القَفيزُ ودِرْهَم، وقام القَفيزُ بدرهم. وأنتَ بخَيرٍ يا هذا، وأنت وخَيْرٌ يا هذا، وقال :

ولا ضعافِ مُخِّهِنَّ زاهقِ ... لَسْنَ بأنيابٍ ولا حَقائقِ وقال :

أفانينَ مكتُوبٍ لها دونَ حِقِّها ... إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْلِ

جَعَلَ الحِقَّ وقتاً. وجمع الحُقَّةِ من الخَشَب حُقَق، قال رؤبة:

سوى مساحيهن تقطيط الحقق

والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ أوّلِ اللُيل، وقد نُهِيَ عنه، ويقال: هو إتعابُ ساعة.

وفي الحديث: إيّاكُم والحَقْحَقةَ في الأعمال، فإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما داومَ عليه العبد وإنْ قلَّ.

ونباتُ الحَقيق : ضرب من التَّمْر وهو الشِّيصُ.

قح: والقُحُّ الجافي من الناس والأشياء، يقالُ للبَطِّيخة التي لم تَنْضَج: إنَّها لقُحٌّ . والفعلُ: قَحَّ يقُحُّ قُحوحةً، قال:

لا أبتغي سَيْبَ اللئيم القُحِّ ... يكادُ من نحنحة وأح

يحكي سعال الشَّرِقِ الأَبَحِّ

والقُحُّ: الشَّيخُ الفاني. والقُحُّ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ. والقُحْقُحُ: فوقَ القَبِّ شيئاً. والقَبُّ: العظمُ الناتىء من الظَّهْر بين الأَلْيَتْين. 
حقَ
أصل الحَقّ: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقّه لدورانه على استقامة.
والحقّ يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحقّ ، قال الله تعالى: وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ، وقيل بعيد ذلك: فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس/ 32] .
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال: فعل الله تعالى كلّه حق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس/ 5] ، إلى قوله: ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ [يونس/ 5] ، وقال في القيامة: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس/ 53] ، ولَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ [البقرة/ 146] ، وقوله عزّ وجلّ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة/ 147] ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة/ 149] .
والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنّة والنّار حقّ، قال الله تعالى: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ [البقرة/ 213] .
والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا:
فعلك حقّ وقولك حقّ، قال تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ [يونس/ 33] ، وحَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ [السجدة/ 13] ، وقوله عزّ وجلّ: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ [المؤمنون/ 71] ، يصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصحّ أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أَحققْتُ كذا، أي: أثبتّه حقا، أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ [الأنفال/ 8] فإحقاق الحقّ على ضربين.
أحدهما: بإظهار الأدلّة والآيات، كما قال تعالى: وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً [النساء/ 91] ، أي: حجة قوية.
والثاني: بإكمال الشريعة وبثّها في الكافّة، كقوله تعالى: وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [الصف/ 8] ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [التوبة/ 33] ، وقوله: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ
[الحاقة/ 1] ، إشارة إلى القيامة، كما فسّره بقوله: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ [المطففين/ 6] ، لأنه يحقّ فيه الجزاء، ويقال: حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ، أي خاصمته في الحقّ فغلبته، وقال عمر رضي الله عنه: (إذا النساء بلغن نصّ الحقاق فالعصبة أولى في ذلك) .
وفلان نَزِقُ الحِقَاق: إذا خاصم في صغار الأمور ، ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم/ 47] ، كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس/ 103] ، وقوله تعالى:
حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ
[الأعراف/ 105] ، قيل معناه: جدير، وقرئ:
حَقِيقٌ عَلى قيل: واجب، وقوله تعالى:
وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ [البقرة/ 228] ، والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله صلّى الله عليه وسلم لحارث: «لكلّ حقّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟» ، أي: ما الذي ينبئ عن كون ما تدّعيه حقّا؟
وفلان يحمي حقيقته، أي: ما يحقّ عليه أن يحمى. وتارة تستعمل في الاعتقاد كما تقدّم، وتارة في العمل وفي القول، فيقال: فلان لفعله حقيقة: إذا لم يكن مرائيا فيه، ولقوله حقيقة: إذا لم يكن مترخّصا ومتزيدا، ويستعمل في ضدّه المتجوّز والمتوسّع والمتفسّح، وقيل: الدنيا باطل، والآخرة حقيقة، تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك، وأمّا في تعارف الفقهاء والمتكلمين فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة . والحِقُّ من الإبل: ما استحقّ أن يحمل عليه، والأنثى: حِقَّة، والجمع: حِقَاق، وأتت النّاقة على حقّها ، أي: على الوقت الذي ضربت فيه من العام الماضي.
الْحَاء وَالْقَاف

الحُرْقوص: هنى مثل الْحَصَاة أسيد أرقط بحمرة وصفرة، ولونه الْغَالِب عَلَيْهِ السوَاد يجْتَمع ويتلج تَحت الأناسي وَفِي أرفاغهم ويعضهم، ويشقق الأسقية، وَقيل: هِيَ دُوَيَّبةٌ مجزعة لَهَا حمة كحمة الزنبور تلدغ، تشبه أَطْرَاف السِّيَاط، وَلذَلِك يُقَال لمن ضرب: أَخَذته الحَراقيصُ. وَقيل الحُرْقوص: دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاء مثل البرغوث أَو فَوْقه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَة مثل القراد، وَأنْشد:

زُكْمَةُ عَمَّارٍ بَنو عَمَّارِ ... مِثلُ الحَراقيصِ على حِمارِ

وَقيل هُوَ النبر، وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ دويبة أَصْغَر من الْجعل.

والحُرْقُصاءُ: دويبة لم تحل.

والحَرْقَصَةُ: النَّاقة الْكَرِيمَة.

والصرَنْقَحُ: الْمَاضِي الجريء. وَقَالَ ثَعْلَب: الصَّرَنْقَحُ: الشَّديد الْخُصُومَة وَالصَّوْت وَأنْشد:

إِن مِن النِّسوان مَن هيَ رَوْضَةٌ ... تَهيجُ الرّياض قُبْلَها وتَصَوَّحُ

ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ مَا يَفُكُّهُ ... مِن القَوْمِ إِلَّا الأحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ والصَّرَنْقَحُ أَيْضا: الْمُحْتَال.

وصَلقَح الدَّرَاهِم: قلَّبها.

والصَّلاقِحُ: الدَّرَاهِم عَن كرَاع، وَلم يذكر وَاحِدهَا.

والصَّلَنْقَح: الصياح. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقَالَ بَعضهم: إِنَّهَا لَصَلَنَقَحَةُ الصَّوْت صُمادِ حِيَّة، فَأدْخل الْهَاء.

والقُراحِسُ: الشجاع الجريء، وَقيل: السَّيئ الْخلق.

والحُرْقوسُ: لُغَة فِي جَمِيع مَا تقدم من الحُقوص.

والحَساقِلُ: الصغار، كالحَساكِلِ، حَكَاهُ يَعْقُوب عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقِلْحاس: الْقَبِيح.

والقُسْحُبُّ: الضخم، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

والسِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قشرة رقيقَة، وكل قشرة رقيقَة سِمْحاقٌ. وَقيل: السِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بلغت السِّحاءةَ الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم، وَتلك السحاءة تسمى السمحاق. وَقيل: السمحاق: الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم فَوق الْعظم وَدون اللَّحْم، وَلكُل عظم سمحاق، وَقيل: هِيَ الشَّجَّة الَّتِي تبلغ القشرة حَتَّى لَا يبْقى بَين اللَّحْم والعظم غَيرهَا.

وَفِي السَّمَاء سَماحيقُ من غيم.

وعَلى ثرب الشَّاة سَماحيق من شَحم، أَي شَيْء رَقِيق كالقشرة، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه.

والسِّمحاق: أثر الْخِتَان.

والسُّمحوق: الطَّوِيل الدَّقِيق.

وحَزْرَقَ الرجل: انْضَمَّ وخضع.

والمُحَزْرَق: السَّرِيع الْغَضَب، وَأَصله بالنبطية هَزْروقَي.

وحَزْرَق الرجل، وحَزْرَقَه: حَبسه وضيَّق عَلَيْهِ، قَالَ الْأَعْشَى:

فَذاك وَمَا أنجَى مِن الموتِ رَبَّه ... بِساباطَ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مُحْزرَق ومحزرق: قَالَ ابْن جني: اخبر أَبُو صَالح السَّلِيل بن أَحْمد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، عَن الْخَلِيل بن أَسد النوشجاني، عَن الثَّوْريّ قَالَ: قلت لأبي زيد الْأنْصَارِيّ: أَنْتُم تنشدون قَول الْأَعْشَى:

بِساباطَ حَتَّى ماتَ وهْو محَزْرَق

وَأَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ ينشده " محزرق " بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي. فَقَالَ: إِنَّهَا نبطية، وَأم أبي عَمْرو نبطية، فَهُوَ أعلم بهَا منا.

والقُرْزُحَة من النِّسَاء: الذميمة القصيرة. قَالَ:

عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَراملِ دَلُّها ... وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِحِ

والقُرْزُح: ثوب كَانَت النِّسَاء الْأَعْرَاب يلبسنه.

والقُرْزحُ: شجر، واحدته قُرْزُحَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القُرْزحَة: شجيرة جعدة لَهَا حب أسود.

والقُرْزُحَةُ: بقلة، عَن كرَاع. وَلم يحلهَا، وَالْجمع قُرْزُحٌ.

وقُرْزُحٌ: اسْم فرس.

والحَزاقِلُ: خشارة النَّاس، قَالَ:

بِحَمْدِ أميرِ المؤمنينَ أقَرَّهُمْ ... شبَابًا وأغْزاكمْ حَزاقِلَةَ الجُنْدِ

وحِزْقِلٌ: اسْم رجل.

والزَّحْقَلَة: دهورتك الشَّيْء فِي بِئْر أَو من جبل.

والزُّحْلوقَة: اثر تزلج الصّبيان من فَوق إِلَى اسفل، وَقَالَ يَعْقُوب: هِيَ آثَار تزلج الصّبيان من فَوق طين أَو رمل إِلَى اسفل، وَقَالَ الْكُمَيْت:

ووَصْلُهُنَّ الصِّبا إِن كُنْتِ فاعِلَةً ... وَفِي مقامِ الصّبا زُحْلوقَةٌ زَلَلُ

يَقُول: مقَام الصِّبَا بِمَنْزِلَة الزُّحْلوقَةِ. وتزحلقوا عَن الْمَكَان: تزلقوا عَلَيْهِ بأستاهم.

والمُزَحْلَق: الأملس.

وضربه فَقَحْزَنَه: صرعه.

والقَحْزَنَةُ: ضرب من الْخشب طولهَا ذِرَاع أَو شبر نَحْو الْعَصَا. حكى الَّلحيانيّ: ضربناهم بِقَحازِنِنا فارجعنوا، أَي بعصياننا فاضطجعوا.

وقَحْزَم الرجل: صرفه عَن الشَّيْء.

والحِنْفِظُ: ضرب من الطير، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته، وَقيل هُوَ الدراج.

وحِنْفِظٌ: اسْم.

وقَحْطَبَه بِالسَّيْفِ: ضربه.

وقَحْطَبَه: صرعه.

وقَحْطَبَةُ: اسْم رجل.

والحَرْقَدَةُ: عُقد الحنجور.

والحَراقِدُ: النوق النجيبة.

واقْدَحَرَّ للشر: تهَيَّأ، وَقيل تهَيَّأ للسباب والقتال.

وَهُوَ القِنْدَحْرُ.

والقَيْدَحور: السَّيئ الْخلق.

والقُرْدُح والقَرْدَحُ: ضرب من البرود.

والقُرْدُوح: الْقصير.

والقُدْوُح: الضخم من القردان.

وقَرْدَحَ الرجل: أقرّ بِمَا يطْلب مِنْهُ.

والمُقَرْدِحُ: المتذلل المتصاغر عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ عبد الله بن خَالِد: يَا بني إِذا وَقَعْتُمْ فِي شَيْء لَا تطيقون دَفعه فقردحوا لَهُ، فَإِن اضطرابكم مِنْهُ اشد لدخولكم فِيهِ.

وذهبوا شعاليل بقَدَحْرَةٍ وقِندَحْرَةٍ، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ.

والحَقَلَّدُ: عمل فِيهِ أَثم، وَقيل: هُوَ الْإِثْم بِعَيْنِه، قَالَ زُهَيْر:

تَقِيٌّ نَقِيٌّ لم يُكَثِّرْ غَنيمةً ... بِنهْكَةِ ذِي قُربى وَلَا بحَقَلَّدِ والحَقَلَّدُ: الْبَخِيل السَّيئ الْخلق، وَقيل: السَّيئ الْخلق، من غير أَن يُقيد بالبخل.

والحَدْقَلَةُ: إدارة الْعين فِي النّظر.

والحُدَلِقَةُ: الْعين الْكَبِيرَة. وَقَالَ كرَاع: أكل الذِّئْب من الشَّاة الحدلقة، أَي الْعين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ شَيْء من جَسدهَا لَا أَدْرِي مَا هُوَ.

والحَدَوْلَقُ: الْقصير الْمُجْتَمع.

والدَّحْقَلَة: انتفاخ الْبَطن.

والحَندَقوَقي والحَندَقوقُ والحِندَقوقُ: بقلة أَو حشيشة كالفث الرطب نبطية، وَيُقَال لَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: الذرق.

والحَندَقوق: الطَّوِيل المضطرب، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.

والقَحْدَمةُ والتقَحدمُ: الْهوى على الرَّأْس فِي بِئْر أَو من جبل، وَهِي بِالذَّالِ أَعلَى.

والقَمَحْدُوَة: الهنة النَّاشِزَة فَوق الْقَفَا، وَهِي بَين الذؤابة والقفا، منحدرة عَن الهامة، إِذا اسْتلْقى الرجل أَصَابَت الأَرْض من رَأسه، قَالَ:

فَإِن يُقبِلوا نطعُنْ صُدورَ نُحورِهمْ ... وَإِن يُدبِروا نضرِبْ أعالي القَماحِدِ

والقَمَحدُوَة أَيْضا: أَعلَى القَذالِ خلف الْأُذُنَيْنِ، وَهِي حد الْقَفَا، وَهِي أَيْضا مُؤخر القَذال، سِيبَوَيْهٍ: صحت الْوَاو فِي قَمَحدُوَة، لِأَن الْإِعْرَاب لم يَقع فِيهَا، وَلَيْسَت بِطرف فَيكون من بَاب عرق.

والدْحُموق والدُّمْحُوق: الْعَظِيم الْبَطن.

والقِنْذَحُر، والمُقذَحِرُّ: المتهئ للسباب الْمعد للشر، وَقيل: المُقذَحرُّ: العابس الْوَجْه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وذهبوا شعاليل بقَذَحْرَة وقِنذَحرَة، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ، وَقد تقدم فِي الدَّال عَنهُ أَيْضا.

والحَذلقَة: التَّصَرُّف بالظرف.

والمُتحَذلقُ: المتكيس. وَقيل: المُتحَذلقُ المتكيس الَّذِي يُرِيد أَن يزْدَاد على قدره.

وَرجل حِذلِقٌ: كثير الْكَلَام صلف، وَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك شَيْء. والحِذلاقُ: الشَّيْء المحدد، وَقد حُذلِقَ.

وتَقَحْذَم الرجل: وَقع منصرعا.

وتقَحذَم الْبَيْت: دخله.

والحَرْقَفَتان: رُؤُوس أعالي الْوَرِكَيْنِ بِمَنْزِلَة الحجبة قَالَ هدبة:

رأتْ ساعِديْ غُولٍ وَتَحْت قَميصهِ ... جَناجِنُ يَدمىَ حدُّها والحَراقِفُ

والحَرقَفَتانِ: مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ من ظَاهر.

وحَرقَفَ الرجل: وضع رَأسه على حراقيفه.

ودابة حُرقوفٌ: شَدِيدَة الهزال.

والحُرقوفُ: دويبة.

والفَرقحُ: الأَرْض الملساء.

وحَرْبَق عمله: أفْسدهُ.

وحَرْقمٌ: مَوضِع.

والحُلْقانةُ والحُلْقانُ من الْبُسْر: مَا بلغ الإرطاب ثُلثَيْهِ، وَقيل: الحلقانة للْوَاحِد، والحلقان للْجَمِيع، وَقد حَلْقَنَ، وَقيل نونه زَائِدَة، على مَا تقدم.

والقُنْحُلُ: شَرّ العبيد.

واحلَنْقَفَ الشَّيْء: أفرط اعوجاجه عَن كرَاع قَالَ هميان بن قُحَافَة:

وانعاجَتِ الأحْناءُ حَتَّى احْلنقَفتْ

والحَفَلَّقُ: الضَّعِيف الأحمق.

وقَحْلَف مَا فِي الْإِنَاء وقلحَفه: أكله أجمع.

والحَبَلَّقُ: الصَّغِير الْقصير.

والحَبَلَّقُ: غنم صغَار.

والحَبَلَّقةُ: غنم بجرش.

والحُلْقُوم: مجْرى النَّفس والسعال من الْجوف، وَهُوَ أطباق غراظيف لَيْسَ دونه من ظَاهر بَاطِن الْعُنُق إِلَّا جلد، وطرفه الْأَسْفَل فِي الرئة، وطرفه الْأَعْلَى فِي أصل عَكَدةَ اللِّسَان، وَمِنْه مخرج النَّفس وَالرِّيح والبصاق وَالصَّوْت. وَقَوْلهمْ: نزلنَا فِي مثل حلقوم النعامة. إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الضّيق.

والحَلْقمةُ: قطع الْحُلْقُوم.

وحَلْقَمَه: ذبحه فقطح حلقومه.

وحلقَم التَّمْر، كحلقنَ. وَزعم يَعْقُوب أَنه بدل.

وحَلاقيمُ الْبِلَاد: نَوَاحِيهَا، وَاحِدهَا حلقوم على الْقيَاس.

والحِمْلاقُ، والحُمْلاقُ، والحُمْلوق: مَا غطى الجفون من بَيَاض المقلة، قَالَ:

قالبُ حِملاقيَهِ قد كَاد يُجَنّ

والحِملاقُ: مَا لزق بِالْعينِ من مَوضِع الْكحل من بَاطِن، وَقيل: الحملاق: بَاطِن الجفن الْأَحْمَر الَّذِي إِذا قلب للكحل بَدَت حمرته.

وحَملق الرجل، إِذا فتح عَيْنَيْهِ، وَقيل: الحَماليق من الأجفان: مَا يَلِي المقلة من لَحمهَا، وَقيل: هُوَ مَا فِي المقلة من نَوَاحِيهَا.

والمُحَملِقة من الْأَعْين: الَّتِي حول مقلتيها بَيَاض لم يخالطها سَواد، وَقيل: حَماليقُ الْعين: بياضها أجمع مَا خلا السوَاد.

وحَمْلَقَ إِلَيْهِ: نظر، وَقيل: نظر نظرا شَدِيدا، قَالَ الراجز:

والليثُ إِن أوعدَ يَوْمًا حَملَقا ... بمُقلةٍ تْوقِدُ فصًّا أزرقا

والقِلْحَمُّ: المسن الضخم من كل شَيْء، وَقيل: هُوَ من الرِّجَال الْكَبِير.

والمُقْلَحِمُّ: الَّذِي يتضعضع لَحْمه.

والقِلَحْمُ على مِثَال سبطر: الْيَابِس الْجلد عَن كرَاع.

وقَلْحَمٌ: اسْم. 
الْحَاء وَالْقَاف فِي الثنائي

الحقُّ: نقيض الْبَاطِل وَجمعه حُقُوقٌ وحقاق وَلَيْسَ لَهُ بِنَاء أدنى عدد. وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لحَقُّ أنَّهُ ذاهبٌ بإضافَةِ حَقّ إِلَى أنَّه، كأنَّه: لَيَقينُ ذاكَ أمْرُكَ، وَلَيْسَت فِي كَلَام كل الْعَرَب فأمْرُك هُوَ خَبَرُ يقينُ، لِأَنَّهُ قد اضافه إِلَى ذَاك وَإِذا اضافه إِلَيْهِ لم يَجُزْ أَن يكون خَبرا عَنهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَمعْنا فُصحاءَ الْعَرَب يَقُولُونَهُ، وَقَالَ الاخفش: لم اسْمَع هَذَا من الْعَرَب، إِنَّمَا وجدْتُه فِي الْكتاب، ووَجْهُ جَوازه على قلَّتهِ طُولُ الْكَلَام بِمَا أضيف هَذَا المبتدا اليه، وَإِذا طَال الْكَلَام جَازَ فِيهِ من الْحَذف مَا لَا يجوز فِيهِ إِذا قَصُر، أَلا ترى إِلَى مَا حَكَاهُ الْخَلِيل عَنْهُم: مَا أَنا بِالَّذِي قائلٌ لكَ شَيْئا. وَلَو قلتَ: مَا أَنا بالذَّي قائِمٌ لَقَبُح.

وَقَوله تَعَالَى (ولَا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الحقُّ: أمْرُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا اتى بِهِ الْقرَان، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (بَل نْقَذْفُ بالحَقِّ عَلى الباطلِ) .

وحَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقُوقا: صارَ حَقاً وثبتَ. وَفِي التَّنْزِيل (قالَ الَّذِينَ حقَّ عَلَيْهمُ الْقَوْل) أَي ثَبت. قَالَ الزّجاج: هم الجنُّ والشياطينُ، وَقَوله تَعَالَى (ولكنْ حَقَّتْ كَلمَةُ العَذَابِ على الْكافرِين) أَي وجَبتْ وثبَتَتْ. وَكَذَلِكَ (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أكْثَرِهمْ) .

وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقاً وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ.

وأحَقّه: صَيرَه حَقّا.

وحَقَّهُ وحَقّقَهُ: صَدَّقَه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: صَدَّقَ قائلَه.

وحَقَّ الأمْرَ يَحُقُّهُ حَقّا وأحَقَّه: كانَ مِنْهُ على يَقينٍ.

وحَقَّ حَذَرَ الرَّجُلِ يَحُقُّه حَقّا، وأحَقَّهُ: فَعَل مَا كَانَ يَحْذَرُه.

وحَّقه على الْحق واحقه: غَلَبه عَلَيْهِ.

واسْتَحَقّه: طلَبَ مِنْهُ حَقّه. واحْتَقَّ القومُ: قَالَ كُل وَاحِد مِنْهُم: الحقُّ فِي يَدِي. وَفِي الحَدِيث " مَتى مَا تَغْلُوا تَحْتَقّوا ".

وَالْحق من أَسمَاء الله عَزَّ وجَلَّ. وَقيل: من صِفَاته. وَفِي التَّنْزِيل (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الحَقِّ) . وَقَوله (وَلَو اتبَعَ الحَقُّ أهوَاءهم) قَالَ ثعلبٌ: الْحق هُنَا: اللهُ جَلَّ وعزَّ. وَقَالَ الزَّجاجُ: وَيجوز أَن يكون الحقُّ هُنَا القُرآن، أَي لَو كَانَ التَّنْزِيل كَمَا يُحبُّون لفَسدتُ السَّمَوَات والأرضُ. وَقَوله تَعَالَى (وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقّ) مَعْنَاهُ: جَاءَت السَّكرَةُ الَّتِي تدُلُّ الْإِنْسَان على أَنه ميِّتٌ بالحقِّ، أَي بالموْتِ الَّذِي خُلق لَهُ. ورُوي عَن أبي بكر رَضِي الله عَنهُ: وَجَاءَت سَكْرَةُ الحقّ بالموْتِ. وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقيل الْحق هُنَا: الله تَعَالَى.

وقَوْلٌ حَقٌّ: وُصفَ بِهِ. كَمَا تَقول: قَوْلٌ باطلٌ. وَقَالَ اللحياني: وَقَوله تَعَالَى (ذلكَ عيسَى ابنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ) إِنَّمَا هُوَ على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. وَقِرَاءَة من قَرَأَ (فالحَقُّ والحَقَّ أقولُ) بِرَفْع الحَقِّ الأوِّلِ فَإِنَّمَا يُرِيد: فَأَنا الحقُّ. وَمن قَرَأَ: فالحقَّ والحقَ أقولُ بِنصب الحقّ الأوّلِ فتقديُره فأحُقُّ الحَقّ حَقاً. وَقَالَ ثَعْلَب: تَقْدِيره فاقول الحَق َّحَقاً. وَمن قَرَأَ فالحَقِّ أرَاد فبالحَقّ. وَهِي قَليلَة، لِأَن حُرُوف الجرّ لَا تُضْمَر.

ويَحُقُّ عَلَيْك أَن تفْعَل كَذَا: يجبُ، والكَسْرُ لُغَةٌ.

ويَحُقُّ لَك أَن تفْعَلَ، ويَحُقَّ لَك تَفْعَل قَالَ:

يَحُقُّ لِمَنْ أبُو مُوسَى أبُوه ... يُوَفِّقُه الَّذِي نَصَبَ الجبالا

وَقَوله تَعَالَى (وأذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ) أَي وحُقَّ لَهَا أنْ تفْعَل.

وحُقَّ أَن تفعل وحَقيقٌ أَن تفْعَل. وَفِي التَّنْزِيل (حَقيقٌ عَلي أنْ لَا أقولَ على الله إلاَّ الحَقَّ) .

وحَقِيقٌ فَعيلٌ فِي معنى مفْعُولٍ كقوْلك: أَنْت حقيقٌ أَن تفْعَله، أَي محْقوقٌ أَن تفعَلَه، وَيُقَال للمرأةِ: أَنْت حَقيقةٌ لذَلِك يَجْعلونه كالاسْم ومحقوقَةُ لذَلِك. وَأما قَول الاعشى:

وإنَّ امْرَأً أسْرىَ إليكِ ودونَهُ ... من الأرْضَ مَوْماةٌ وبَهْماءُ سَمْلَقُ

لمَحْقُوقَةٌ أَن تَسْتَجبيِ لصَوْتهِ ... وَأَن تَعْلَمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فَإِنَّهُ أَرَادَ لخُلَّةٌ مْحقُوقَةٌ يَعْني بالخُلَّةِ الخليلَ، وَلَا تكون الهاءُ فِي محقوقةٍ للمبالغةِ، لِأَن المبُالغةَ إِنَّمَا هِيَ فِي أَسمَاء الفاعِلِين دون المفعوُلين، وَلَا يجوز أَن يكون التَّقديرُ: لمحقوقةٌ أنتِ، لِأَن الصِّلةَ إِذا جَرَتْ على غير مَوْصُوفها لم يَكُ عِنْد أبي الحسنِ الاخفشِ بُدٌّ من إبْرَازِ الضميرِ. وَهَذَا كُلُّهُ تَعليلُ الْفَارِسِي.

والحَقَّةُ والحِقَّهُ فِي معنى الحَقِّ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذَا العالِمُ حَقُّ العالمِ. يُرِيدُونَ بذلك التَّناهيِ، وأنَّهُ بلغ الغَايَة فِيمَا يصفهُ بِهِ من الخصالِ. قَالَ: وَقَالُوا: هَذَا عَبْدُ الله الحَقَّ لَا الْبَاطِل. دخلت فِيهِ اللامُ كدخوِلها فِي قوِلهْم: أرسَلَها العرَاكَ. إلاَّ أنَّه قد تُسْقَطُ مِنْهُ فَتَقول: حَقاً لَا بَاطِلا.

وحُقَّ لَك أنْ تفعل، وحُقِقْتَ أَن تَفْعَلَ. وَمَا كَانَ يَحُقُّكَ أَن تَفْعَله، فِي معنى: مَا حُقَّ لَك.

وأُحِقّ عَلَيْكَ القَضَاءُ فَحَقَّ، أَي أُثْبِتَ أُثْبِتَ.

والحَقيقَةُ: مَا يَصير إِلَيْهِ حَقُّ الأمْرِ ووَجُوبُه.

وبلغَ حَقيقَةَ الأمْرِ أَي يَقينَ شأنِه. وَفِي الحَدِيث " لَا يَبْلُغُ أحدُكُم حَقيقَةَ الْأَيْمَان حَتَّى لَا يَعيبَ على مُسْلمٍ بعَيْبٍ هُوَ فِيهِ) .

وَحَقِيقَة الرَّجُلِ: مَا يَلْزَمُهُ الدّفاعُ عَنهُ من أهْل بيتهِ.

والحَقيقَةُ فِي اللُّغَةِ: مَا أُقِرَّ فِي الاسْتعْمالِ على أصْلِ وضْعهِ. والمجازُ: مَا كَانَ بضد ذَلِك. وَإِنَّمَا يَقَعُ المجازُ ويعدل إِلَيْهِ عَن الْحَقِيقَة لمعان ثَلَاثَة، وَهِي الــاتساعُ والتَّوْكيدُ والتَّشْبيهُ، فَإِن عَدِم هَذِه الاوصافَ كَانَت الحقيقةُ البَتَّةَ.

وَقيل: الحقيقةُ: الرَّايَةُ.

وحَقَّ الشيءُ يحِقُّ حَقاً: وَجَبَ، وَفِي التَّنْزِيل (ولَكِن حَقَّ القَوْلُ مِّني) .

وأحَقَّ الرَّجُلُ: ادّعى شَيْئا فوَجَب لَهُ.

واسْتَحَقَّ الشيءَ: اسْتَوجَبَه، وَفِي التَّنْزِيل (فإنْ عُثرَ عَلى أنهمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا) أَي استوجباه بالخيانة.

وَأما قَوْله تَعَالَى (لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شَهادَتِهما) يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: اشد استحقاقا للْقَبُولِ. وَكَون إِذْ ذَاك على طرح الزَّائِد من اسْتحق أَعنِي السِّين وَالتَّاء.

وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: أثْبَتُ من شَهادَتهما. مشتقٌّ من قَوْلهم. حَقَّ الشَّيْء: إِذا ثَبَتَ.

وحاقَّهُ فِي الأمْرِ مُحَاقَّةً وحِقاقا: ادَّعى أنَّه أوْلى بِالْحَقِّ مِنْهُ. وأكَثر مَا استعملوا هَذَا فِي قَوْلهم: حاقَّني، أَي اكثر مَا يستعملونُه فِي فعلِ الغائبِ.

وحاقَّهُ فَحَقَّهُ يَحُقُّه: غَلَبه. وَذَلِكَ فِي الخُصُومَةِ واستيجابِ الحقَّ.

ورَجُلٌ نَزِقُ الحِقائقِ: إِذا خاصَمَ فِي صِغِار الْأَشْيَاء.

والحاقَّةُ: النازِلَةُ. وَهِي: الدَّاهيَةُ أَيْضا.

والحاقَّةُ: الْقيامَةُ وَقد حَقَّتْ تَحُقُّ.

وَمن أيمانِهم: لحَقُّ لأفْعَلَنَّ. مبنيَّةٌ على الضِّم.

والحِقُّ من أَوْلَاد الإبلِ: الَّذِي بلغ أَن يُرْكَبَ ويُحمَلَ عَلَيْهِ ويَضَرِبَ، عني أَن يَضْرِبَ: النَّاقَةَ بَيِّنُ الإحْقاقِ والاسْتحْقاقِ. وَقيل: إِذا بَلَغْتْ أُمُّه أوَانَ الحَمْلِ من العامِ المُقْبلِ فَهُوَ حِقٌّ، بَين الحِقَّه وَقيل: إِذا بَلَغَ هُوَ وأُخْتُه أنْ يُحْمَل عَلَيْهِمَا فَهُوَ حقُّ، وَقيل: الحقُّ: الَّذِي اسْتكْمل ثَلَاث السنين وَدخل فِي الرَّابِعَة قَالَ:

إِذا سُهْيلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ ... فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

والجَمْعُ أحُقٌّ وحِقاقٌ وَالْأُنْثَى من كلِّ ذَلِك حِقَّةٌ بَيَّنَةُ الحِقَّةِ. وَإِنَّمَا حُكْمُهُ: بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقَةِ أَو غير ذَلِك من الأبْنيَةِ المخالفةِ للصفةِ، لِأَن المصْدَر فِي مثل هَذَا يُخالف الصَّفَةَ. وَنَظِيره فِي موافَقَته هَذَا الضَّرْبَ من المصادِرِ للاسْمِ فِي الْبناء قُولهم: أسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ.

والحِقَّةُ أَيْضا: الناقةُ الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقة إِذا جازَتْ عِدَّتُها خَمْسا وأرْبَعين. والجمعُ من ذَلِك حِقَقٌ وحِقاقٌ وحَقائقُ. الأخيرةُ نادرةٌ. قَالَ

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أيَانقِ ... لَسْنَ بأنْيابِ وَلَا حقائقِ والحِقَّةُ: نَبَزُ أُمِّ جَرِيرِ بنِ الخَطَفي. وَذَلِكَ لِأَن سُويْد بن كُراع خَطبها إِلَى ابيها فَقَالَ لَهُ: إِنَّهَا لصغيرةٌ ضَرَعَةٌ. قَالَ سويدٌ لقد رأيْتها وَهِي حقّةٌ أَي كالحِقَّةِ من الْإِبِل فِي عِظَمها.

وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُ حِقَّةً وأحَقَّتْ. كِلَاهُمَا: صَارَتْ حِقَّةً. قَالَ الاعشى:

بِحِقَّتها حُبسَتْ فِي اللَّجين ... حَّتى السَّدِيسُ لَهَا قَدْ أَسَنْ

وَبَعْضهمْ يجعلُ الحِقَّةَ هُنا الوَقْتَ.

وأتَتِ الناقَةُ على حِقِّها: تَمَّ حَمْلُها وزادت على السَّنةِ أَيَّامًا من الْيَوْم الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أوَّلَ. وَقيل: حِقُّ النَّاقة واستحقاقِها: تمامُ حَمْلها. قَالَ ذُو الرمة:

أفانينُ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ حِقِّها ... إِذا حَمْلُها رَاش الحِجاجَينِ بالثُّكْلِ

أَي إِذا نَبَتَ الشَّعَرُ على ولَدِها ألْقَتْهُ مَيْتا.

وصَبَغْتُ الثوبَ صَبغا تَحْقيقا أَي مُشْبَعا.

والحُقُّ والحُقَّةُ: هَذَا المنْحُوتُ من الخشبِ والعاجِ وغيرِ ذلكِ ممَّا يصلُح أنْ يُنْحتَ مِنْهُ، عَرَبيُّ معروفُّ قد جَاءَ فِي الشِّعْرِ الفصيحِ. وجمْعُ الحُقّ أحْقاقٌ وحِقاقٌ. وجَمْعُ الحُقَّةِ حُقَقٌ قَالَ:

سَوَّى مَساحِيهِنَّ تَقْطيطَ الحُقَقْ

وَصَفَ حَوَافرَ حُمُرِ الوَحْشِ، أَي أَن الحجارةَ سَوَّتْ حَوَافرَها. وَقد قَالُوا فِي جمع حُقَّةٍ حُقٌّ يجعلونه من بَاب سِدْرَةٍ وسِدْرٍ، وَهَذَا أكْثَرُهُ إِنَّمَا هُوَ فِي المخلُوق دُونَ المَصنُوعِ وَنَظِيره من المَصنُوع دَوَاةٌ ودَوىً وسَفينَةٌ وسَفينٌ.

والحُقُّ من الوَرِكِ. مَغْرِزُ رَأسِ الفَخذِ فِيهَا عَصَبَةٌ إِلَى رَأس الْفَخْذ إِذا انْقَطَعَتْ حَرِقَ الرجل. وَقيل: الحُقُّ: أصلُ الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ رَأسِ الفخذِ.

والحُقُّ أَيْضا: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي رَأس الْكَتف. والحُقّ: رأسُ العَضُدِ الَّذِي فِيهِ الْوَابِلَةُ حكاهُ ابنُ دُرَيْد.

وحُقُّ الكُهٌول: بَيْتُ العنكبوت، وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ انه قَالَ لمعاوية رَضِي الله عَنهُ " أتَيْتُكَ من الْعرَاق وإنَّ أمْرَكَ كَحُقّ الكُهُولِ " أَي واه. حَكَاهُ الهَرَوِيَّ فِي الغريبينِ.

وحاقُّ وسَطِ الرَّأسِ: حُلاَوَةُ القَفا.

وأحَقَّ القومُ من الرَّبيع: أسَمنُوا، عَن أبي حنيفةَ يُريدُ سمنَت مَوَاشِيهمْ.

وحَقَّت الناقةُ وأحَقَّتْ واسْتَحَقَّتْ: سَمنتْ.

والاحَقُّ من الخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَقُ. وَهُوَ أَيْضا: الَّذِي يَضَعُ حافَر رِجْله موضعَ حافر يَدِهِ، وهما عَيْبٌ، قَالَ الشَّاعِر:

بأجْرَدَ منْ عِتاقِ الخَيْلِ نَهْدٍ ... جَوَادٍ لَا أحَقَّ وَلَا شَئِيتِ

هَذِه روايةُ ابْن دريدِ، وروايةُ أبي عُبَيْدِ:

وأقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ ... كُمْيتٌ لَا أحقُّ وَلَا شَئِيتُ

والشئيتُ: الَّذِي يَقْصْرُ مَوقعُ حافر رِجْله عَن مَوْقع حافر يَده، وَذَلِكَ أَيْضا عَيْبٌ وَالِاسْم الحَقَقُ.

وبَناتُ الحَقيقِ: ضَرْبٌ من رَدِيء التَّمْرِ. وَقيل: هُوَ الشِّيص.

والحَقْحَقَةُ: شدَّةُ السَّيْرِ وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ جادٌ، مِنْهُ، وَقَالَ مُطَرّفُ بنُ الشَّخِّيرِ لابنهِ: يَا عَبْدَ الله عَلَيْك بالقَصدِ، واياكَ والحَقْحَقَةَ، يَعْنِي عَلَيْك بِالْقَصْدِ فِي الْعِبَادَة وَلَا تَحْمِل على نَفْسك فتسْأمَ.

وَقيل: الحَقْحَقَةُ: سَيرُ اللَّيْل فِي أوَّله. وَقيل: هُوَ كَفُّ ساعَةٍ وإتْعابُ ساعَةٍ.

وسَيْرٌ حَقْحاقٌ: شديدٌ. وَقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ، على البَدَل، وقَهْقَهَ، على القَلْبِ بعد البَدَلِ.

وأُمُّ حِقَّةَ، اسمُ امرأةٍ، قَالَ مَعْنُ بنُ أوسٍ:

فقد أنكرْتهُ أُمُّ حَقَّةَ حادِثا ... وأنكَرَها مَا شئتَ والوُدُّ خادِعُ 

حق

1 حَقَّ, aor. ـِ (S, Msb, K, &c.) and حَقُّ, (IDrd, Msb, K,) [the latter irregular,] inf. n. حَقَّةٌ (K, TA) and حَقٌّ (IDrd, TA) and حُقُوقٌ, (TA,) i. q. صَارَ حَقًّا [i. e., accord. to the primary meaning of حَقٌّ, as explained below, on the authority of Er-Rághib, It was, or became, suitable to the requirements of wisdom, justice, right or rightness, truth, or reality or fact; or to the exigencies of the case]: (TA:) it was, or became, just, proper, right, correct, or true; authentic, genuine, sound, valid, substantial, or real; established, or confirmed, as a truth or fact: and necessitated, necessary, requisite, or unavoidable; binding, obligatory, incumbent, or due: syn. وَجَبَ; (T, S, Msb, K, &c.;) and ثَبَتَ: (Msb, TA:) it was, or became, a manifest and an indubitable fact or event; as explained by IDrd in the JM; (TA;) it happened, betided, or befell, surely, without doubt or uncertainty. (K.) It is said in the Kur xxxvi. 6, لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ, i. e. The saying, “ I will assuredly fill Hell with genii and men together,” [Kur xi. 120 and xxxii. 13,] (Bd,) or the sentence of punishment, (Jel,) hath become necessitated [as suitable to the requirements of justice, or as being just or right,] to take effect upon the greater number of them; syn. وَجَبَ, (Jel, TA,) and ثَبَتَ. (TA.) And this, namely, ثَبَتَ, is the meaning of the verb in the phrase, حَقَّ عَلَيْكَ القَضَآءُ [The sentence was, or, emphatically, is, necessitated as suitable to the requirements of justice to take effect upon thee; or it was, or is, necessary, just, or right, that the sentence should take effect upon thee]. (TA.) [In like manner,] one says, يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا It is necessary for thee [as suitable to the requirements of wisdom or justice or the like], or incumbent on thee, or just or proper or right for thee, that thou shouldst do such a thing. (TA.) [Thus one says,] الحَقِيقَةُ مَا يَحِقُّ عَلَيْكَ

أَنْ تَحْمِيَهُ [The حقيقة is that which it is necessary for thee &c., or that which it behooveth thee, that thou shouldst defend it, or protect it]. (S, * K.) Accord. to Sh, the Arabs said, حَقَّ عَلَىَّ أَنْ

أَفْعَلَ ذٰلِكَ and حُقَّ: but accord. to Fr, when you say حَقَّ, you say عَلَيْكَ; and when you say حُقَّ, you say لَكَ. (TA.) [Accordingly] one says, حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَا and حُقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ: both mean the same: (Ks, S, K:) [i. e., each has one, or the other, or both, of the meanings next following:] or the former means It was, or, emphatically, is, rendered حّقّ [or suitable to the requirements of wisdom or justice &c.] for thee, or necessary for thee, or incumbent on thee, or just or proper or right for thee, [or it behooved or behooves thee,] that thou shouldst do, or to do, this, or that: and [the latter, or] حُقِقْتَ بِأَنْ تَفْعَلَ, Thou wast, or, emphatically, art, rendered حَقِيق [or adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy,] that thou shouldst do, or to do, this, or that]: (A, TA:) and in like manner, حُقَّتْ signifies in the Kur lxxxiv. 2 and 5: (Bd, Jel: *) or حُقِقْتَ بِأَنْ تَفْعَلَ may mean thou wast, or art, known by the testimony of thy circumstances to be حَقِيق

&c. (A, TA.) And مَا كَانَ يَحُقُّكَ أَنْ تَفْعَلَهُ [virtually] means the same as مَا حُقَّ لَكَ [best rendered in this case It did not behoove thee to do it]. (TA.) One says also, حَقَّ أَنْ تَفْعَلَ [It was, or, emphatically, is, necessary &c. that thou shouldst do or to do such a thing]: but they did not say, حَقَقْتَ أَنْ تَفْعَلَ. (Fr, TA.) b2: But حَقَّ عَلَىَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا means Thy doing so distressed, or hath distressed, or afflicted, me; or, emphatically, distresses, or afflicts, me; like عَزَّ عَلَىَّ. (S and K and TA in art. عز.) And in like manner, حَقَّ أَنَّكَ ذَاهِبٌ [or حَقَّ مَا أَنَّكَ ذَاهِبٌ] means عَزَّ مَا أَنَّكَ ذَاهِبٌ [It is distressing to me that thou art going away]. (TA in art. عز.) And لَحَقَّ مَا is used in the same manner as لَعَزَّ مَا, q. v. (A and TA in art. عز.) You say also, حَقَّتِ الحَاجَةُ Want befell, or betided, or happened, and was severe, or distressing: (Msb, TA:) [which is said to be] from the phrase, حَقَّتِ القِيَامَةُ, aor. ـُ The resurrection included, or shall include, within its sphere [all] the created beings. (Msb.) A2: حَقَّتْ, aor. ـِ (K,) inf. n. حِقَّةٌ (S, * Msb, K,) and حِقٌّ, (K,) or, accord. to ISd, it should rather be حَقَاقَةٌ and حُقُوقَةٌ, because حِقَّةٌ is used as an epithet, [as will be seen below,] and the inf. n. in a case like this, by rule, should differ from the epithet, (TA,) She (a camel) became a حِقّ, or حِقَّة; i. e., entered the fourth year: (K:) and ↓ أَحَقَّ, inf. n. إِحْقَاقٌ, he (a camel) became a حِقّ: because, so they say, he is then fit to be laden: (Msb:) and ↓ احقّت she (a young camel) completed three years; (Aboo-Málik, K;) became a حِقَّة; (Ibn-'Abbád, K;) like حَقَّتْ. (TA.) You say, هُوَ حَقٌّ بَيِّنُ الحِقَّةِ [He is a حقّ, bearing evidence of being such]: (S:) and هِىَ حِقٌّ (K) and حِقَّةٌ (Msb, K) بَيِّنَةُ الحِقَّةِ [she is a حقّ or حقّة, bearing evidence &c.]: (Msb:) [a phrase] to which a parallel is scarcely known, (Msb,) or to which there is no parallel (K) except أَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَدِ [a lion bearing evidence of being like a lion in boldness]. (TA.) b2: حِقٌّ [as inf. n. of حَقَّتْ] also signifies A she-camel's overpassing the days [corresponding to those] in which she was covered [in the preceding year]: (K:) or her completing [the time of] her pregnancy; as also ↓ اِسْتِحْقَاقٌ. (TA.) b3: And حَقَّتْ and ↓ احقّت and ↓ استحقّت She (a camel) became fat. (TA. [See also 8, last signification.]) A3: حَقَّهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. حَقٌّ, (TA,) He, or it, rendered it [suitable to the requirements of wisdom, justice, rightness, truth, or reality or fact; or to the exigencies of the case; (see the first of the significations in this art.;) or] necessary, requisite, or unavoidable; binding, obligatory, incumbent, or due; or just, proper, or right; syn. أَوْجَبَهُ; (K;) [whence حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَا, explained above;] as also ↓ حقّقهُ (K) and ↓ احقّهُ; (S, K;) which last some explain by صَيَّرَهُ حَقًّا [meaning as above; or he rendered it true;] or صيّره حقًّا لَا شَكَّ فِيهِ [he rendered it true, so that there was no doubt respecting it]; as also حَقَّهُ, inf. n. حَقٌّ: and حَقَّهُ signifies also he established it so that it became true and undoubted in his estimation: (TA:) or حَقَّهُ signifies, (S, Msb,) or signifies also, (K,) he assured, or certified, himself of it; he ascertained it; he was, or became, sure, or certain, of it; (A 'Obeyd, S, Msb, * K; *) and so ↓ تحقّقه (A 'Obeyd, S, K) and ↓ احقّهُ: (S, Msb: *) or he pronounced it, or held or believed it, to be established as a necessary truth or fact; as also ↓ احقّهُ: and ↓ حقّقهُ has a similar, but intensive, signification: (Msb:) or ↓ احقّهُ signifies he established it as true; or he judged, or decided, it to be so: (TA: [contr. of أَبْطَلَهُ: see an ex., from the Kur viii., voce أَبْطَلَ:]) and ↓ حقّقهُ, inf. n. تَحْقِيقٌ, signifies صَدَّقَهُ [as meaning he verified it, or proved it to be true or veritable; or he found it to be true or veritable; both of which significations are of very frequent occurrence]; (S, K;) as also حَقَّهُ, inf. n. حَقٌّ: and accord. to IDrd, ↓ حقّقهُ signifies [also] صَدَّقَ قَائِلَهُ [he proved, or found, or pronounced, the sayer of it to be ture]: and حقّق is also said to signify he said, “This thing is the truth; ” like صَدَّقَ. (TA.) You say, حَقَقْتُ عَلَيْهِ القَضَآءَ, aor. ـُ inf. n. حَقٌّ, I necessitated the sentence [as suitable to the requirements of justice] to take effect upon him; or necessitated [as suitable &c.] the taking effect of the sentence upon him; syn. أَوْجَبْتُهُ; as also ↓ أَحْقَقْتُهُ, inf. n. إِحْقَاقٌ. (TA.) And ↓ أُحِقَّ عَلَيْكَ القَضَآءُ The sentence was, or, emphatically, is, necessitated [as suitable to the requirements of justice] to take effect upon thee; syn. أُثْبِتَ. (TA.) And حَقَقْتُ حَذَرَهُ, (S, K,) or حِذْرَهُ, (so in one copy of the S,) aor. and inf. n. as above, (S,) [I rendered his caution, or fear, necessary; or justified it; meaning] I did that of which he was cautious, or that which he feared; (S, K;) as also حذره ↓ أَحْقَقْتُ: (S:) or, accord. to Az, the latter only is right. (TA.) And حَقَقْتُ ظَنَّهُ; (Ks, TA;) and ↓ حَقَّقْتُهُ, (Ks, S, TA,) inf. n. تَحْقِيقٌ: (S:) both signify the same; (Ks, TA;) i. e. صَدَّقْتُ; (S;) which means I found his opinion to be true; (Ksh and Bd and Jel, in xxxiv. 19;) or proved it to be true: (Ksh, ibid.:) and so قَوْلَهُ his saying: (S:) and تَحْقِيقٌ signifies [also] the strengthening, or confirming, a saying; or making it strong, or firm. (KL.) And أَنَا

أَحَقُّ لَكُمْ هٰذَا الخَبَرَ I will know, or ascertain, the truth, or real nature, of this piece of news or information, for you. (TA.) And أَظُنُّهُ وَ لَا

أَحُقُّهُ [I think it, but I do not know the truth of it, or am not certain of it]. (T in art. إِيَّا; &c.) And حَقَقْتُ العُقْدَةَ, [written in the TA without any syll. signs, so that it may be either thus or ↓ حَقَّقْتُهُ; but it is most probably the former, as the quasi-pass. is not تحقّقت, but انحقّت: it signifies lit. I made the knot right, or sure; meaning] (tropical:) I tied, or made fast, or tightened, the knot; (Ibn-'Abbád, TA;) or I tied, or tightened, firmly the knot. (A, TA.) b2: [He, or it, rendered him حَقِيق, i. e. adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or worthy, to do a thing &c.; whence حُقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ, or بِأَنْ تَفْعَلَ, explained above. b3: It was necessary for him, or incumbent on him, or just or proper or right for him, or it behooved him, to do a thing &c.; whence مَا كَانَ يَحُقُّكَ أَنْ تَفْعَلَهُ, explained above.] b4: Also, (S, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حَقٌّ, (TA,) He overcame him in disputing, or contending, for a right, or due; (S, K, * TA;) and so ↓ احقّهُ, (K,) inf. n. إِحْقَاقٌ, mentioned by Az on the authority of Ks, but, he adds, disallowed by A 'Obeyd. (TA.) See 3. b5: Also He (a man) came to him, namely, another man; (A 'Obeyd, S, K;) and so ↓ احقّهُ. (A 'Obeyd, S.) [Hence, app.,] حَقَّتْنِى الشَّمْسُ The sun reached me. (TA.) And لَا يحقُّ مَا فِى هٰذَا الوِعَآءِ رِطْلًا [app. يَحُقُّ] What is in this receptacle [does not reach, or amount, to a pound; i. e.,] does not weigh a pound. (TA.) A4: حَقَّ الطَّرِيقَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَقٌّ, (TK,) He went upon the حَاقّ of the road; (K;) i. e. the middle of it: the doing of which is forbidden, in a trad., to women. (TA.) And حَقَّ فُلَانًا, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He beat, or struck, such a one in, or upon, the حاقّ of his head; (K;) i. e. the middle of it: (TA:) or in, or upon, the حُقّ of his كَتِف; i. e. the small hollow upon the head of his shoulder-blade: (K:) or, as some say, the head of the upper arm, in which is the وَابِلَة. (TA.) 2 حقّقهُ, inf. n. تَحْقِيقٌ: see حَقَّهُ, above, in six places. [Hence تَحْقِيقُ الهَمْزَةِ The uttering of the hemzeh with its ture, or proper, sound; opposed to تَخْفِيفُهَا. Hence also] صَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبْغًا تَحْقِيقًا I dyed the garment, or piece of cloth, with a saturating dyeing. (TA.) And تَحْقِيقٌ signifies also The weaving a garment, or piece of cloth, strongly, or firmly. (KL.) A2: حقّق فِى أَمْرِهِ He was serious, or in earnest, in his affair; contr. of هَزَلَ. (L in art. جد.) 3 حاقّهُ, (S, K,) inf. n. حِقَاقٌ and مُحَاقَّةٌ, (TA,) He disputed, litigated, or contended, with him, (S, K,) each of them laying claim to a right, or due: (S, TA:) the verb is mostly used in the third person. (TA.) You say, حَاقَّنِى وَ لَمْ يُحَاقَّنِى

فِيهِ أَحَدٌ [He disputed, &c., with me, and no one had disputed, &c., with me respecting it]. (TA.) [But] you say also, ↓ حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ I disputed, litigated, or contended, with him for a right, or due, and I overcame him in doing so. (TA.) And إِنَّهُ لَنَزِقُ الحِقَاقِ (tropical:) Verily he is one who disputes, or litigates, or contends, respecting small things. (S, K, TA.) And مَا لَهُ فِيهِ حَقٌّ وَ لَا حِقَاقٌ, i. e. [He has no right, or due, to exact, in respect of him, or it, nor any cause of] disputing, or litigating, or contending. (S.) And it is said respecting women, (K,) in a trad. of 'Alee, (TA,) إِذَا بَلَغْنَ نَصَّ الحِقَاقِ فَالعَصَبَةُ أَوْلَى, or الحَقَائِقِ: (K:) accord. to some, الحقاق here means the same as المُحَاقَّة: accord. to others, it properly signifies the camels thus called: and so الحقائق; this [likewise] being a pl. of ↓ حِقَّةٌ; or it is pl. of ↓ حَقِيقَةٌ. (TA. [See art. نص; in which this trad. is more fully, but somewhat differently, cited; and fully explained.]) A2: [Also, app., He acted seriously, or in earnest, with him in an affair: see 3 in art. جد: and see also 2 above, last signification.]4 احقّ, [inf. n. إِحْقَاقٌ,] He spoke truth; said what was true: [very common in this sense; contr. of أَبْطَلَ:] or he revealed, or manifested, or showed, a truth, or a right or due: or he laid claim to a right, (or to a thing, TA) and it was, or became, due to him. (Msb.) A2: See also حَقَّ, as an intrans. verb, in three places; relating to camels. b2: احقّ القَوْمُ The people's cattle became fat. (TA.) And احقّ القَوْمُ مِنَ الرَّبِيعِ The people's cattle became fat by means of the [herbage called] ربيع. (AHn, * ISd, TA.) A3: As a trans. verb: see حَقَّهُ, in nine places. You say also, أَحْقَقْتُ الأَمْرَ, inf. n. as above, (tropical:) I did, performed, or executed, the affair in a firm, solid, sound, or good, manner; or put it into a firm, solid, sound, or good, state. (TA.) b2: رَمَى فَأَحَقَّ الرَّمِيَّةَ (tropical:) He cast, or shot, and killed on the spot the animal at which he cast, or shot. (Ibn-'Abbád, Z, K, * TA.) b3: أَحَقَّتْ إِبِلُنَا رَبِيعًا and ↓ استحقّت ربيعا (assumed tropical:) Our camels found [herbage such as is termed] ربيع full-grown, and pastured upon it. (TA.) 5 تحقّق [It was, or became, or proved to be, a truth, a reality, or a fact.] [Hence,] تحقّق عِنْدَهُ الخَبَرُ The information was, or proved, true, right, correct, or valid, in his estimation. (S, K. *) A2: تحقّقهُ: see حَقَّهُ.6 تَحَاقٌّ is syn. with تَخَاصُمٌ; and ↓ اِحْتِقَاقٌ, with اِخْتِصَامٌ; [The disputing, litigating, or contending, together;] (S, K;) [for] تَخَاصَمُوا and اِخْتَصَمُوا signify the same; (K in art. خصم;) [or rather] the meaning of [تحاقّ and] ↓ احتقاق is [the disputing, &c., together for a right, or due;] each one's, or every one's, saying, “The right is mine,” and “ with me; ” or demanding his right, or due. (TA.) One says, تَحَاقٌّوا [They disputed, &c., together for a right, or due]. (TK.) And ↓ اِحْتَقَّا They two disputed, &c., (K, TA,) each of them demanding his right, or due. (TA.) And فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ↓ احتقّ [Such a one and such a one disputed, &c., together for a right, or due]. (S.) One does not say of a single person [تحاقّ nor] ↓ احتقّ; like as one does not say of one only [تخاصم nor] اختصم. (S.) 7 اِنْحَقَّتِ العُقْدَةُ (tropical:) The knot became tied, or made fast, or tightened. (Ibn-' Abbád, K, TA.) 8 إِحْتَقَ3َ see 6, throughout.

A2: اِحْتَقَّتْ بِهِ الطَّعْنَةُ (assumed tropical:) The thrust, or piercing, killed him: (AA, K:) or (tropical:) went right, or directly, into him: (As, TA:) or (assumed tropical:) penetrated into his belly, or inside: (L, TA:) or hit, or struck, the socket, or turning-place, of his hip, which is termed its حُقّ. (K, * TA.) One says, رَمَى فُلَانٌ الصَّيْدَ فَاحْتَقَّ بَعْضًا وَ شَرَّمَ بَعْضًا (assumed tropical:) Such a one shot, or cast, at the objects of the chase, and killed some, and wounded some so that they escaped: (S:) or pierced into the bellies, or insides, of some, and wounded the skin of some without so piercing. (L.) A3: احتقّهُ إِلَى كَذَا He kept him, or held him, back, or retarded him, [until such a time, or such an event,] and straitened him. (TA.) A4: احتقّ الفَرَسُ The horse became lean, or light of flesh; or slender, and lean; or lean, and lank in the belly. (S, K, TA.) b2: and احتقّ المَالُ The cattle became fat: (K: [see also the last meaning of 1 as an intrans. verb:]) but in the A and O and L, احتقّ القَوْمُ the people's cattle became fat, and their fatness ended, or attained the extreme point. (TA.) 10 استحقّهُ He demanded it as his right, or due. (TA.) [And hence,] He had a right, or just title or claim, to it; he was, or became, entitled to it; he deserved it, or merited it; syn. اِسْتَوْجَبَهُ: (S, Msb, K:) or these two verbs are nearly the same; (TA;) [the former meaning he was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it; which is the most proper meaning of the phrase صَارَ حَقِيقًا بِهِ, as well as of the verb استحقّ; but this verb has also the former of these two meanings.] When a man purchases a house, and another lays claim to it, and establishes a just evidence of his claim, and the judge decides for him according to his evidence, one says of him, قَدِ اسْتَحَقَّهَا عَلَى المُشْتَرِى [He has a right to it in preference to the purchaser]; meaning that he is to possess it in preference to the purchaser. (TA.) And of a camel such as is termed حِقّ one says, استحقّ أَنْ يُرْكَبَ [He was, or has become, fit to be ridden], (K,) and أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ [to be laden]: (S, Msb:) and استحقّ الضِّرَابَ [He was, or has become, fit for covering]. (L, K.) b2: [Hence, It (an action, and anything,) deserved it, merited it, or required it.] And استحقّ إِثْمًا He did what necessitated sin; (Ksh and Bd and Jel in v. 106;) [was guilty of a sin;] and deserved its being said of him that he was a sinner; (Ksh ibid.;) i. q. اِسْتَوْجَبَهُ. (TA.) And استحقّوا They committed sins for which he who should punish them would be excusable, because they deserved punishment; like أَوْجَبُوا, and أَعْذَرُوا, and اِسْتَلَاطُوا. (IAar, TA in art. لوط.) b3: استحقّت

إِبِلُنَا رَبِيعًا: see 4, last sentence. b4: استحقّت النَّاقَةُ لَقَاحًا The she-camel conceived, or became pregnant; and استحقّ لَقَاحُهَا [signifies the same]. (TA.) b5: See also 1, as an intrans. verb, last two sentences. R. Q. 1 حَقْحَقَ, inf. n. حَقْحَقَةٌ, He went the pace, or in the manner, termed حَقْحَقَةٌ; (TA;) which means a pace, or manner of going, in which the beast is made to exert himself to the very utmost, and which is the most fatiguing to the ظَهْر [meaning the camel that is ridden, or the beast that carries one]: (S, Mgh, K:) or a journeying in the beginning, or first part, of the night; (Lth, S, K;) which is forbidden: (Lth, S, TA:) or, as some say, the fatiguing a while, and abstaining a while: (Lth, TA:) but Az says that Lth is not correct in either of his explanations of this word: (TA:) or an obstinate persisting in journeying: or an obstinate persisting in journeying until the camel that one is riding perishes or breaks down: (K:) or, accord. to Az, the correct meaning, confirmed by what the Arabs said, is the making the camel to go on, and urging him to that which fatigues him, and that which is beyond his power, until he breaks down with his rider: or, accord. to IAar, the jading of the weak [beast] by hard journeying. (TA.) It is related in a trad., that Mutarrif Ibn-Esh-Shikhkheer said to his son, when he took extraordinary pains in religious exercises, (S, TA,) and was immoderate therein, (TA,) خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا وَ الحَسَنَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَ شَرُّ السَّيْرِ [The best of affairs, or actions, or cases, are such of them as are between two extremes; and the good action is between the two things; and the worst kind of journeying is that in which the beast is made to exert himself to the very utmost, &c.]: (S, TA:) meaning, pursue thou the middle course in religious exercises, and burden not thyself, lest thou become disgusted; for the best of works is that which is continued, though it be small. (TA.) حَقٌّ contr. of بَاطِلٌ [used as a subst. and as an epithet or act. part. n.]: (S, Msb, K:) or, as an inf. n. [and used as a simple subst.], contr. of بُطْلَانٌ; and as an act. part. n., and a simple epithet, contr. of بَاطِلٌ. (Kull.) [As a subst.,] its primary signification is Suitableness to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness, truth, reality, or fact; or to the exigencies of the case; as the suitableness of the foot of a door in respect of its socket, for turning round rightly: (Er-Rághib, TA:) [and particularly] the suitableness of a judgment, and of what involves, or implies, a judgment, [i. e., of a saying, and a religion, and a persuasion, or the like, (as will be shown by one of the explanations of its meanings as an epithet,)] to reality or fact; and the suitableness of reality or fact to a judgment: (Kull:) [the state, or quality, or property, of being just, proper, right, correct, or true; justness, propriety, rightness, correctness, or truth; reality, or fact; the state, &c., of being established, or confirmed, as a truth or fact; of being necessary, requisite, or unavoidable; of being binding, obligatory, incumbent, or due: (as shown above: see 1, first sentence:)] and existence in relation to substances, absolutely: and everlasting existence [in relation to God]: (Kull:) pl. حُقُوقٌ and حِقَاقٌ: it has no pl. of pauc. (TA.) As an act. part. n. and a simple epithet, it is applied to a judgment [as meaning] suitable to reality or fact; and to a saying, and a religion, and a persuasion, considered as involving, or implying, such a judgment: (Kull:) to that which is suitable to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness; as when one says that every act of God is حَقّ: to a belief, in a thing, suitable to the reality of the case; as when one says that belief in the resurrection is حَقّ: and to an action, and a saying, accordant to what is requisite or obligatory, in quality and measure and time; as when one says that the action of another is حَقّ, and that his saying is حَقّ: (Er-Rághib, TA:) [thus it signifies just, proper, right, correct, or true; authentic, genuine, sound, valid, substantial, or real; established, or confirmed, as a truth or fact: and necessary, requisite, or unavoidable: and binding, obligatory, incumbent, or due:] also the necessarily-existing by his own essence [applied to God; as an epithet of Whom it has other meanings assigned to it by some, as will be seen below]: and anything existing, of an objective kind: (Kull:) existing as an established fact, or truth, (K, TA,) so as to be undeniable. (TA.) In the saying, هٰذَا عَبْدُ اللّٰهِ الحَقَّ لَا البَاطِلَ [This is 'Abd-Allah, truly; not falsely], the article ال is prefixed as it is in the phrase, أَرْسَلَهَا العِرَاكَ; but sometimes it is dropped, so that one says حَقًّا لَا بَاطِلًا. (Sb, TA.) And in the phrase, لَحَقُّ لَا آتِيكَ, a form of oath, the nom. case is used without tenween; but when the ل is dropped, one says, حَقًّا لَا آتِيكَ: (S, TA:) [the latter means Truly I will not come to thee: the former seems to be best explained by what here follows:] accord. to the A, لَحَقُّ لَا أَفْعَلُ is originally لَحَقُّ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ [The truth, or existence, of God is that by which I swear, I will not do such a thing]; the affixed noun [اللّٰه] being suppressed, and meant to be understood. (TA.) الحَقُّ بِيَدِى [The right is mine] and الحَقُّ مَعِى

[The right is with me and الحَقُّ عَلَيْكَ The right is against thee, which last is often used as meaning thou art in fault, or in the wrong,] are said by one disputing, or contending, for a thing. (TA.) [And in like manner one says الحَقُّ بِيَدِكَ and مَعَكَ as meaning Thou art in the right, and الحَقُّ عَلَىَّ as meaning I am in the wrong.] One says also, كَانَ ذٰلِكَ عِنْدَ حَقِّ لَقَاحِهَا, and لَقَاحِهَا ↓ حِقِّ (tropical:) That was on the occasion of the establishment of the fact of her conception, or pregnancy. (S, A, K, * TA.) And هٰذَا العَالِمُ حَقَّ العَالِمِ, [like هٰذَا العَالِمُ جِدَّ العَالِمِ,] This is the learned man, the extremely learned man. (Sb, TA.) And حَقُّ عَلِيمٍ meansVery [or extremely] knowing. (Ham p. 139.) [Respecting the expressions الحَقُّ اليَقِينُ and حَقُّ اليَقِينِ, see art. يقن.] b2: [From the primary and general signification, explained in the first sentence of this paragraph, are deduced several particular meanings here following.] b3: Equity, or justice. (K.) b4: [The right mode, or manner, of acting or being.] b5: Veracity (K) in discourse. (TA.) b6: Prudence. (K, TA.) b7: [A right, or due, of any kind: a just claim: a desert, or thing deserved: anything that is owed; as a fee, hire, or pay, and a price: a duty; an obligation:] the sing. of حُقُوقٌ. (S, K.) [You say, هٰذَا حَقِّى

This is my right, or due, &c. And هٰذَا حَقٌّ لِى

This is a right, or due, belonging to me; or a thing due, or owed, to me: or this is a duty to me. And هٰذَا حَقٌّ عَلَىَّ This is a right, or due, the rendering of which is binding, obligatory, or incumbent, on me: or this is my duty. and hence, حَقُّ الطَّرِيقِ The duty that relates to the road: see art. طرق.] ↓ حَقَّةٌ is a more particular, or peculiar, or special, term. (S, K.) You say, ↓ هٰذِهِ حَقَّتِى [This is my particular, or peculiar, or special, right or due &c.: but it is explained as] meaning حَقِّى. (S.) And ↓ هٰذِهِ حِقَّتِى This is my just, or necessary, or incumbent, right or due &c. (K.) b8: A share, or portion; as in the saying, أَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ Give thou to every one to whom belongs a share, or portion, his share, or portion, that is appointed, or assigned, to him. (TA.) b9: Property: a possession. (K.) b10: [An appertenance. Hence the pl.] حُقُوقٌ signifies The مَرَافِق [or appertenances, or conveniences, such as the privy and the kitchen and the like,] of a house. (Msb, TA.) b11: [A necessary, or requisite, thing.]

b12: A thing, or an event, that is decreed, or destined. (K, TA.) It is said to have this meaning in the Kur [xv. 8], in the words, مَا نُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ

إِلَّا بِالحَقِّ [We send not down the angels save with that which is decreed, or destined]: (TA:) or, as some say, it means here revelation: (Ksh, Bd:) or punishment. (Ksh, Bd, Jel.) b13: [And hence,] Death. (K.) So accord. to some in the Kur [1. 18], where it is said, وَ جَآءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ [And the confusion of the intellect by reason of the agony of death shall come with death: but other and obvious meanings are assigned to it in this instance]. (TA.) b14: [As an epithet,] الحَقُّ is one of the names of God: or one of the epithets applied to Him: (K:) meaning the Really-existing; whose existence and divinity are proved to be true: (IAth, TA:) or the Creator according to the requirements of wisdom, justice, right, or rightness. (Er-Rághib, TA.) b15: It is also applied to The Kurn. (K.) b16: And to [The religion of] El-Islám. (K.) A2: See also حَقِيقٌ, in two places.

A3: And see حَاقٌّ, in two places.

حُقٌّ: see حُقَّةٌ. b2: Also The breast, or mamma, of an old woman. (TA.) b3: A tuber of a truffle. (TA.) b4: The small hollow upon the head of the shoulder-blade: (K:) or, as some say, the حُقّ of the shoulder-blade is the head of the upper arm, in which is the وَابِلَة: (TA:) or this latter is another signification of حُقّ. (K.) b5: The head, (K,) or lower part of the head, (TA,) of the hip, in which is the thigh-bone; (K, TA;) the socket, or turning-place, of the hip. (TA.) b6: The socket, or turning-place, of the foot of a door. (TA.) You say, لَقِيتُهُ عِنْدَ حُقِّ بَابِ المَسْجِدِ, meaning I met him, or found him, near to the mosque: and المَسْجِدِ ↓ لَقِيتُهُ مِنْ حَاقِّ [app. means the same]. (TA.) b7: See also حَاقٌّ, in two places. b8: Also The web of a spider. (Az, K.) حِقٌّ A camel three years old, (S, Mgh,) that has entered the fourth year: (S, Mgh, Msb:) or a camel entering the fourth year: (K:) so called because fit to be laden (S, Msb) and made use of; (S;) or because fit to be ridden; or because fit for covering: (K:) the female is termed ↓ حِقَّةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) and حِقٌّ also: (S, K:) the pl. (of حِقٌّ, Msb) is حِقَاقٌ (S, Mgh, Msb, K) and (of حِقَّةٌ, Msb) حِقَقٌ, (Msb, K,) and the pl. pl., (K,) i. e. pl. of حِقَاقٌ, (S,) is حُقُقٌ, (S, K,) and sometimes حَقَائِقُ, (S, TA,) or this is a pl. of حِقَّةٌ. (TA: see 3.) Or [so in the K, but it should rather be “ and,”] حِقٌّ signifies A she-camel whose teeth have fallen out by reason of extreme age. (K.) b2: One says, رَأَيْتَهَا وَ هِىَ حِقَّةٌ as meaning (assumed tropical:) [I saw her when she was] like a she-camel termed حقّة in bigness. (TA.) b3: And [the pl.] حِقَاقٌ is applied to The young ones of trees: (TA:) and particularly of the [species of mimosa termed]

عُرْفُط: (K, TA:) as being likened to the camels termed حقاق. (TA.) A2: Also (tropical:) The time of year in which a she-camel was covered in the preceding year; (S, TA;) and so ↓ حِقَّةٌ: (TA:) or the usual period of her gestation. (L in art. نضج.) You say, أَتَتِ النَّاقَةُ عَلَى حِقِّهَا (tropical:) The she-camel arrived at the time of year in which she had been covered in the preceding year: (S, TA:) and ↓ اتت على حِقَّتِهَا signifies the same; or she completed her period of gestation, and overpassed by some days the time of year in which she had been covered in the preceding year, to complete the formation of the fœtus. (TA.) And جَازَتِ الحِقَّ She (a camel) overpassed the year without bringing forth. (As, S.) [See also the last sentence but one in the explanations of 1 as an intrans. verb.] b2: كَانَ ذٰلِكَ عِنْدَ حِقِّ لَقَاحِهَا: see حَقٌّ حَقَّةٌ: see حَقٌّ, in two places: b2: and حَقِيقَةٌ, also in two places: b3: and حَاقَّةٌ.

حُقَّةٌ A receptacle of wood, (K, TA,) or of ivory, or of some other material proper to be cut, or shaped out; (TA;) a receptacle for perfume; (Har p. 518;) [generally a small round box, used for unguents and perfumes &c.; and applied also to a small cocoa-nut used as a box for snuff &c.;] a thing well known: (S:) [also a receptacle for wine: (see تَأْمُورٌ, in art. امر:)] pl. ↓ حُقٌّ, [or rather this is a coll. gen. n., as is indicated in the TA, and it is now used as a sing., like حُقَّةٌ,] and حُقَقٌ, (S, K,) which latter is pl. of حُقَّةٌ, (ISd, TA,) and حِقَاقٌ (S, K) and حُقُوقٌ and [of pauc.] أَحْقَاقٌ, (K,) which three are pls. of حُقٌّ. (TA.) b2: And (tropical:) A woman; (K, TA;) as being likened thereto. (TA.) A2: See also حَاقَّةٌ.

حِقَّةٌ: see هٰذِهِ حِقَّتِى, voce حَقٌّ.

A2: See also حِقٌّ, in three places.

حَقَقٌ, in a horse, The quality of not sweating: (S, * K:) which is a fault. (TA.) b2: And, in a horse also, The putting down the hind hoof in the place [that has just before been that] of the fore hoof: (S, * K:) which is also a fault. (K.) [See أَحَقُّ.]

حُقُقٌ [app. pl. of the act. part. n. حَاقٌّ, like بُزُلٌ pl. of بَازِلٌ, &c.,] Persons who have recently known, or been acquainted with, events, or affairs, good and evil. (TA.) b2: And Persons establishing a claim or claims. (TA.) حَقِيقٌ Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ, (Sh, S, Mgh, Msb, K,) and جَدِيرٌ; (K;) as also ↓ حَقٌّ, (Ibn- 'Abbád, K,) and [some say] ↓ مَحْقُوقٌ: (Sh, S, Mgh, K:) حَقِيقٌ is said to be of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; but accord. to the A, it is not so, because its fem. is with ة; but is from the supposed verb حَقُقَ, and is like خَلِيقٌ from خَلُقَ, and جَدِيرٌ from جَدُرَ: and ↓ مَحْقُوقٌ signifies [properly] rendered adapted &c.: (TA:) the pl. of حقيق is أَحِقَّآءُ; and that of ↓ محقوق is مَحْقُوقُونَ. (S.) You say, هُوَ حَقِيقٌ بِهِ (Sh, S, Msb, K) and به ↓ مَحْقُوقٌ (Sh, S, K) and به ↓ حَقٌّ (Ibn-'Abbád, K) [He is adapted, &c., for it; or worthy of it]. And to a woman, أَنْتَ حَقِيقَةٌ بِكَذَا (A, TA) and حَقِيقَةٌ لِذٰلِكَ and لِذٰلِكَ ↓ مَحْقُوقَةٌ [Thou art adapted, &c., for such a thing and for that thing; or worthy of it]. (TA.) And أَنْتَ حَقِيقٌ بِأَنْ تَفْعَلَ (A, Mgh) and ↓ مَحْقُوقٌ (A) [Thou art adapted, &c., for thy doing such a thing; or worthy of doing it]. And هُوَ حَقِيقٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا [He is adapted, &c., for his doing such a thing; or worthy to do it]; (S;) in which case, ان is for بِأَنْ. (Mgh.) [And حَقِيقٌ بِكَذَا also signifies Having a right, or just title or claim, to such a thing; entitled to such a thing.] It is said in the Kur [vii. 103], حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقْولَ عَلَى

اللّٰهِ إِلَّا الحَقَّ, meaning I am disposed [not] to say [of God aught save] the truth: or, as some say, I am vehemently desirous [that I should not say &c.]; for, accord. to Aboo-'Alee, أَنَا حَقِيقٌ عَلَى

كَذَا means I am vehemently desirous of such a thing: but one reading, that of Náfi', is حَقِيقٌ عَلَىَّ أَنْ لَا أَقُولَ, It is binding, or obligatory, or incumbent, on me [that I should not say]. (TA.) حَقِيقَةٌ The essence of a thing as meaning that by being which a thing is what it is; [or that in being which a thing consists;] as when we say that a rational animal is the حقيقة of a human being: (KT:) or that by being which a thing is what it is, considered with regard to its reality, is termed حَقِيقَةٌ: considered with regard to its individuality, هُوِيَّةٌ: and without regard thereto, مَاهِيَّةٌ: (KT, TA:) the ultimate and radical constituent of a thing. (Msb, TA.) b2: [Also The essence of a thing as meaning the property or quality, or the aggregate of properties or qualities, whereby a thing is what it is; the essential property or quality, or the aggregate of the essential properties or qualities, of a thing; that which constitutes the particular and distinguishing nature of a thing or of a genus or species; i. q. ذَاتِيَّةٌ: and] the truth, reality, or true or real nature or state [or circumstances or facts, the very nature, and the gist, and the pith, marrow, or most essential part], of a case, or an affair: pl. حَقَائِقُ: see 3. (TA.) One says, بَلَغَ حَقِيقَةَ الأَمْرِ He arrived at [the knowledge of] the truth, reality, or true or real nature or state [&c.], of the case, or affair. (TA.) and ↓ الحَقَّةُ signifies حَقِيقَةُ الأَمْرِ; (S, K;) as also ↓ الحَاقَّةُ. (TA.) Hence the saying, لَمَّا عَرَفَ مِنِّى هَرَبَ ↓ الحَقَّةَ [When he knew the truth, reality, or true or real nature or state &c., of the case, or affair, from me, he fled]. (S, TA.) And مِنِّى هَرَبَ ↓ لَمَّا رَأَى الحَاقَّةَ [When he saw the truth, &c.]. (TA.) [حَقِيقَةً is often used as meaning In truth, or truly; in reality, or really; and in fact.] You say also, عَرَفْتُهُ حَقِيقَةَ المَعْرِفَةِ [I knew it with reality of knowledge]. (Msb in art. كنه.) And حَقِيقَةُ الإِيمَانِ means Genuine belief or faith; reality of belief or faith. (TA.) [And you say, هٰذَا شَىْءٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ This is a thing having no reality.]

A2: [Also A word, or phrase, used in its proper or original, or in a proper or an original, sense;] that which is constantly used according to its original application; or a name for that whereby is meant what it was [originally] applied to denote; (TA;) contr. of مَجَازٌ: (S, K:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure فَاعِلَةٌ, from حَقَّ الشَّىْءُ signifying ثَبَتَ: the ة is affixed for the conversion of the word from an epithet to a subst.: (TA:) [pl. as above]. [It is also called حَقِيقَةٌ لُغَوِيَّةٌ, and حَقِيقَةٌ لُغَةً; to distinguish it from what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفِيَّةٌ, and حَقِيقَةٌ عُرْفًا, which is A word, or phrase, so much used in a particular tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper; as, for instance, عَدْلٌ in the sense of “ just; ” it being properly an inf. n.] A مَجَاز, when much used, becomes what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفًا. (Mz 24th نوع.) [حَقِيقَةٌ means also A proper (opposed to a tropical) signification.]

A3: الحَقِيقَةُ also signifies (tropical:) That which, or those whom, it is necessary for one, or it behooveth one, to defend, or protect, (S, L, K, TA,) of the people of one's house, (L,) or such as the wife, and the female neighbour, and property, &c.: (Ham p. 181:) pl. as above. (L.) You say, فُلَانٌ حَامِى الحَقِيقَةِ (tropical:) [Such a one is the defender, or protector, of that which, or those whom, it is necessary, &c., to defend, or protect]. (S, TA.) [See also ذِمَارٌ. And see an ex. of this signification, or of the next, in a verse cited in p. 288.] b2: Also (assumed tropical:) The banner, or standard: (S, K, and Ham ubi suprà:) this being included in the preceding meaning. (Ham.) b3: And (assumed tropical:) That which is sacred, or inviolable; that which one is under an obligation to respect, or honour. (TA.) حَقِيقَىٌّ rel. n. of حَقِيقَةٌ, Essential, &c.]

حَقَّانِىٌّ [Of, or relating to, الحَقّ as meaning justness, propriety, rightness, correctness, or truth; &c.: and hence just, proper, &c.; like حَقٌّ when used as an epithet: and of, or relating to, الحَقّ as meaning God:] a rel. n. from الحَقُّ, like رَبَّانِىٌّ from الرَّبُّ. (TA.) قَرَبٌ حَقْحَاقٌ [A night-journey to water] made with labour or exertion or haste; (K;) as also هَقْهَاقٌ and قَهْقَاهٌ; and so ↓ مُحَقْحِقٌ. (TA.) [See R. Q. 1.]

حَاقٌّ i. q. صَادِقٌ [as used in the phrase صَادِقُ الحَلَاوَةِ and صَادِقُ الحَمْلَةِ, &c.: see art. صدق]: so in the phrase حَاقٌّ الجُوعِ [Vehement hunger]: (K:) occurring in a trad. of Aboo-Bekr: but accord. to one reading, it is حَاقُ الجُوعِ, without teshdeed to the ق, from حَاقَ بِهِ البَلَآءُ, inf. n. حَيْقٌ and حَاقٌ, “trial, or trouble, beset him; ” and means the besetting of hunger: or it may mean حَائِقُ الجُوعِ [besetting hunger]. (TA.) One says also, رَجُلٌ حَاقُّ الرَّجُلِ and الرَّجُلِ ↓ حَاقَّةُ A man perfect in manliness: and حَاقُّ الشُّجَاعِ and ↓ حَاقَّةُ الشُّجَاعِ perfect in courage. (K, * TA.) And Az relates that he heard an Arab of the desert say, of a mark of mange, or scab, that appeared upon a camel, هٰذَا حَاقُّ صُمَادِحِ الجَرَبِ [This is a most sure, or a truth-telling, evidence of genuine mange, or scab]. (TA.) A2: Also The middle of the head; (S, K;) as also ↓ حَقٌّ: (K:) and of the back of the neck; as also ↓ حُقٌّ: (TA: [thus the latter is there written, in this instance, with damm:]) and of the eye: (TA:) and of a road: (K, * TA:) and of winter. (S.) One says, سَقَطَ عَلَى حَاقِّ رَأْسِهِ (S, K) and رأسه ↓ حَقِّ (K) He fell upon the middle of his head: (S, K:) and على حَاقِّ القَفَا and القفا ↓ حُقِّ upon the middle of the back of the neck. (TA.) And أَصَابَ حَاقَّ عَيْنِهِ He, or it, hit the middle of his eye. (TA.) And رَكِبَ حَاقَّ الطَّرِيقِ He went upon the middle of the road. (K, * TA.) And جِئْتُهُ فِى حَاقِّ الشِّتَآءِ I came to him in the middle of winter. (S.) And لَقِيتُهُ مِنْ حَاقِّ المَسْجِدِ: see حُقٌّ. b2: هُوَ فِى حَاقٍّ مِنْ كَذَا He is in straitness by reason of such a thing. (TA.) حَاقَّةٌ: see حَقِيقَةٌ, in two places. [In the sense in which it is there explained, its pl. is حَوَاقُّ; and so in other senses; agreeably with analogy: see the second of the sentences here following.]

b2: Also A severe calamity or affliction, the happening of which is fixed, or established; and so ↓ حَقَّةٌ; (K;) which signifies also, [according to another explanation,] like ↓ حُقَّةٌ, [simply,] a calamity; or a great, formidable, terrible, or momentous, thing, or event: (Az, K:) and حَاجَةٌ حَاقَّةٌ a want that befalls, or happens, and is severe, or distressing. (Msb.) b3: And الحَاقَّةُ [in the Kur lxix. 1 and 2] means The resurrection: (S, Msb, K:) because in it shall be [manifest] the true natures (حَوَاقّ) of things, or actions; or because in it shall be [or shall happen (Bd)] severe calamities (حَوَاقُّ الأُمُورِ); (Fr, S, Bd, K;) namely, the reckoning and the recompensing: (Bd:) or because in it things shall be surely known (Bd, Jel) which are denied; namely, the raising of the dead, and the reckoning, and the recompensing: (Jel:) or because including within its sphere [all] the created beings. (Msb. [Several other reasons are assigned; but these which I have mentioned appear to be the most generally approved.]) b4: See also حَاقٌّ, in two places.

أَحَقُّ [comparative and superlative of حَقِيقٌ]. You say, هُوَ أَحَقُّ بِكَذَا [He is more, and most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or competent, for such a thing; or more, and most, worthy, or deserving, of it: and he has a better, and the best, right to such a thing; or a more just, and the most just, title or claim to it; or he is more, and most, entitled to it]: this phrase is used in two senses: first, as denoting the possession of an exclusive right or title, i. e., without the participation of another; as when you say, زَيْدٌ أَحَقُّ بِمَالِهِ Zeyd is entitled to his property exclusively of any other person: secondly, as denoting the possession of a right or title in participation with another person, but in a superior degree; as in the saying, الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا, (Msb,) i. e. The woman that has not a husband and is not a virgin [is more entitled to dispose of herself than is her guardian]; (Mgh in art. ايم;) meaning that they participate [in the right], but that her right is the stronger: (Msb:) a saying of Mohammad, in which the ايّم is opposed to the بِكْر, for it is added that the بكر is to be asked her permission: but one reading substitutes الثَّيِّبُ for الايّم. (Mgh ubi suprà.) In the saying, in the Kur [v. 106], لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا, it may be formed from اِسْتَحَقَّ by rejection of the augmentative letters, so that the meaning is, [Verily our testimony is] more deserving of being accepted [than the testimony of them two]: or it may be from حَقَّ الشَّىْءُ signifying ثَبَتَ, and so mean more true, or valid. (TA.) A2: Applied to a horse, That does not sweat. (S, K.) b2: And, likewise thus applied, That puts down his hind hoof in the place [that has just before been that] of his fore hoof. (S, * K.) [See حَقَقٌ.]

مُحِقٌّ Speaking truth; saying what is true; (Msb;) contr. of مُبْطِلٌ: (K:) or revealing, or manifesting, or showing, a truth, or a right or due: or laying claim to a right [or to a thing (see 4)] which is, or becomes, due to him. (Msb.) مُحَقَّقٌ, [in the CK, erroneously, حُقَّق,] applied to speech, or language, (tropical:) Sound, or compact, (S, K, TA,) and orderly. (TA.) b2: And, applied to a garment, or piece of cloth, (tropical:) Firmly, or compactly, woven, (S, K, TA,) and figured with the form of حُقَق [pl. of حُقَّةٌ, q. v.]. (TA.) مُحَقِّقٌ is often used as meaning A critical judge in matters of literature.]

مَحْقُوقٌ: see حَقِيقٌ, in six places.

مِحَاقٌّ, applied to cattle, Such as have not brought forth, nor been milked (لَمْ يُحْلَبْنَ [in the CK, erroneously, لم يُجْلَبْنَ]), in the next preceding year: (Ibn-'Abbád, K:) or whose first and second milkings are of biestings. (AHát, TA.) طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ (in [some of] the copies of the K, erroneously, مُحَقَّقَةٌ, TA) A thrust, or piercing, in which is no swerving from the right direction. (S, A, O, L, K.) مُحَقْحِقٌ: see حَقْحَاقٌ.

لهله

لهله


لَهْلَهَ
لَهْلَهa. Light, flimsy (stuff).
b. Indifferent (verses).
لُهْلُهَة
(pl.
لَهَاْلِهُ)
a. Desert.
ل هـ ل هـ

ثوب لهلهٌ: سخيف.

ومن المجاز: كلام لهله. قال النابغة:

أتاك بقول لهله النسج كاذباً ... ولم يأتك الحقّ الذي هو ناصع
[لهله] اللُهْلُهُ بالضم: الأرض الواسعة يَطَّرِدُ فيها السرابُ ; والجمع لَهالهُ. وقال الراجز :

ومُخفقٍ من لُهْلُهٍ ولهله * واللهله، بالفتح: الثوب الردئ النَسْجِ، وكذلك الكلامُ والشِعْرُ. يقال لَهْلَهَ النَسَّاجُ الثوبَ، أي هَلْهَلَهُ. وهو مقلوب منه.
(ل هـ ل هـ)

اللَّهلَهَلة: الرُّجُوع عَن الشَّيْء.

وتَلَهلَهَ السراب: اضْطِرَاب.

وبلد لَهْلَهٌ، ولُهلُهٌ: وَاسع مستو يضطرب فِيهِ السراب.

واللُّهلُه أَيْضا: اتساع الصَّحرَاء، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وخَرْقٍ مَهارِقَ ذِي لُهلُهٍ ... أجَدَّ الأُوامَ بهِ مَظمَؤُه

أجدَّ: جدَّد.

وثوب لَهلَهٌ، بِالْفَتْح لَا غير: رَقِيق.

واللَّهلَهَةُ: سخافة النسج.

واللُّهْلُه: الْقَبِيح الْوَجْه.

لهله: اللَّهْلَهةُ: الرجوعُ عن الشيء. وتَلَهْلَه السرابُ: اضطرَبَ.

وبلدٌ لهُلَهٌ ولُهْلُهٌ: واسعٌ مُسْتوٍ يضطرب فيه السرابُ. واللُّهْلُهُ

أَيضاً: اتساعُ الصحراء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ

أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ

أَجَدَّ: جدَّدَ. واللُّهْلُه، بالضم: الأَرضُ الواسعة يضطرب فيها

السراب، والجمع لَهالِهُ؛ وأَنشد شمر لرؤبة:

بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ،

ومخْفِقٍ من لُهْلُهٍ ولهْلُهِ،

من مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِِ

قال ابن بري: الراغيات النُّكَّهُ أَي التي ذهبت أَصواتها من الضعف؛

قال: وشاهدُ الجمع قول الشاعر:

وكم دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها

صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَلِيقُ

وقال ابن الأَعرابي: اللُّهْلُهُ الوادي الواسع. وقال غيره: اللَّهالِهُ

ما استوى من الأَرض. الأَصمعي: اللُّهْلُهُ ما استوى من الأَرض.

واللَّهْلَهُ، بالفتح: الثوبُ الرديءُ النسج، وكذلك الكلامُ والشِّعْرُ. يقال:

لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه، وهو مقلوب منه. وثوبٌ لَهْلَهٌ،

بالفتح لا غيرُ: رقيقُ النسج. واللَّهْلَهةُ: سخافةُ النسج.

واللُّهْلُهُ: القبيحُ الوجه.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.