Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=63717#5b71de
(ابتلعــه) بلعه
بلع: بَلِع الشيءَ بَلْعاً وابْتَلَعَــه وتَبَلَّعه وسرَطَه سَرْطاً:
جَرَعَه، عن ابن الأَعرابي. وفي المثل: لا يَصْلُح رفِيقاً مَن لم
يَبْتَلِعْ رِيقاً. والبُلْعةُ من الشراب: كالجُرْعةِ. والبَلُوع: الشَّراب.
وبَلِعَ الطعامَ وابْتَلَعَــه: لم يَمْضَغْه، وأَبْلَعَه غيره.
والمَبْلَعُ والبُلْعُم والبُلْعُومُ، كلُّه: مَجْرى الطعامِ وموضع
الابْتِلاعِ من الحَلْق، وإِن شئت قلت: ان البُلْعُم والبُلْعُومَ
رباعي.ورجل بُلَعٌ ومِبْلَعٌ وبُلَعةٌ إِذا كان كثير الأَكل. وقال ابن
الأَعرابي: البَوْلَعُ الكثير الأَكل.
والبالُوعة والبَلُّوعةُ، لغتان: بئر تحفر في وسط الدار ويُضَيَّقُ
رأْسها يجري فيها المطر، وفي الصحاح:ثقب في وسط الدار، والجمع البَلالِيعُ،
وبالُوعة لغة أَهل البصرة.
ورجل بَلْعٌ: كأَنه يَبْتَلِعُ الكلام.
والبُلَعةُ: سَمُّ البكرة وثَقْبها الذي في قامتها، وجمعها بُلَعٌ.
وبَلَّع فيه الشيبُ تَبلِيعاً: بدا وظهر، وقيل كثُر، ويقال ذلك للإِنسان
أَوّل ما يظهر فيه الشيْب؛ فأَما قول حسان:
لَمَّا رأَتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَت،
قد بَلَّعَت بي ذُرْأَةٌ فأَلْحَفَتْ
فإِنما عدّاه بقوله بي لأَنه في معنى قد أَلمَّتْ، أَو أَراد فيَّ فوضع
بي مكانها للوزن حين لم يستقم له أَن يقول فيّ. وتَبَلَّع فيه الشيْبُ:
كبَلَّع، فهما لغتان؛ عن ابن الأَعرابي.
وسَعْدُ بُلَعَ: من منازل القمر وهما كوكبان مُتقارِبان مُعْترضان
خفيّان، زعموا أَنه طلع لما قال الله تعالى للأَرض: يا أَرضُ ابْلَعِي ماءك.
ويقال: إنه سمي بُلَغ لأَنه كأَنه لقرب صاحبه منه يكادُ يبْلَعُه يعني
الكوكب الذي معه.
وبنو بُلَعَ: بُطَيْنٌ من قُضاعة. وبُلَع: اسم موضع؛ قال الراعي:
بل ما تذكّر من هِنْدٍ، إِذا احْتَجَبَت
بابْنَيْ عُوارٍ، وأَمْسَى دُونَها بُلَعُ
(* قوله «بل ما تذكر» في معجم ياقوت في غبر موضع: ماذا تذكر.)
والمُتَبَلِّع: فرس مَزْيدةَ المُحاربي. وبَلْعاء بن قيس: رجل من كُبراء
العرب. وبَلْعاء: فرس لبني سَدُوس. وبَلْعاء أَيضاً: فرس لأَبي
ثَعْلبةَ، قال ابن بري: وبَلْعاء اسم فرس، وكذلك المُتَبَلِّعُ.
لقم: اللَّقْمُ: سُرعة الأَكل والمُبادرةُ إِليه. لَقِمَه لَقْماً
والْتَقَمه وأَلْقَمه إِياه، ولَقِمْت اللُّقْمةَ أَلْقَمُها لَقْماً إِذا
أَخَذْتَها بِفِيك، وأَلْقَمْتُ غيري لُقْمةً فلَقِمَها. والْتَقَمْت
اللُّقْمةَ أَلْتَقِمُها الْتِقاماً إِذا ابْتَلَعْــتها في مُهْلة، ولَقَّمْتها
غيري تَلْقِيماً. وفي المثل: سَبَّه فكأَنما أَلْقَم فاه حَجَراً. وفي
الحديث: أَن رجلاً أَلْقَمَ عينَه خَصاصةَ الباب أَي جعل الشَّقَّ الذي في
الباب يُحاذي عينَه فكأَنه جعله للعين كاللُّقمة للفم. وفي حديث عمر،
رضي الله عنه: فهو كالأَرْقم إِن يُتْرك يَلْقَم أَي إِن تَتْرُكه يأْكلك.
يقال: لَقِمْت الطعامَ أَلقَمُه وتلَقَّمْتُه والْتَقَمْتُه.
ورجُل تِلْقام وتِلْقامة: كبير اللُّقَم، وفي المحكم: عظيم اللُّقَم،
وتِلْقامة من المُثُل التي لم يذكرها صاحب الكتاب. واللَّقْمة واللُّقْمة:
ما تُهيِّئه لِلّقم؛ الأُولى عن اللحياني. التهذيب: واللُّقْمة اسم لما
يُهيِّئه الإِنسان للالتقام، واللَّقْمةُ أَكلُها بمرّة، تقول: أَكلت
لُقْمة بلَقْمَتينِ، وأَكلت لُقْمَتين بلَقْمة، وأَلْقَمْت فلاناً حجَراً.
ولَقَّم البعيرَ إِذا لم يأْكل حتى يُناوِلَه بيده. ابن شميل: أَلقَمَ
البعيرُ عَدْواً بينا هو يمشي إِذْ عَدا فذلك الإِلْقام، وقد أَلْقَمَ
عَدْواً وأَلْقَمْتُ عَدْواً.
واللَّقَمُ، بالتحريك: وسط الطريق؛ وأَنشد ابن بري للكميت:
وعبدُ الرحِيمِ جماعُ الأُمور،
إِليه انتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ
ولَقَمُ الطريق ولُقَمُه؛ الأَخيرة عن كراع: مَتْنُه ووسطه؛ وقال الشاعر
يصف الأَسد:
غابَتْ حَلِيلتُه وأَخْطأَ صَيْده،
فله على لَقَمِ الطريقِ زَئِير
(* هذا البيت لبشار بن بُرد).
واللَّقْمُ، بالتسكين: مصدر قولك لَقَمَ الطريقَ وغير الطريق، بالفتح،
يَلْقُمه، بالضم، لَقْماً: سدَّ فمه. ولَقَمَ الطريقَ وغيرَ الطريق
يَلْقُمه لَقْماً: سدَّ فمه. واللَّقَمُ، محرَّك: مُعْظم الطريق. الليث: لَقَمُ
الطريق مُنْفَرَجُه، تقول: عليك بلَقَمِ الطريق فالْزَمْه.
ولُقْمانُ: صاحب النُّسور تنسبه الشعراءُ إلى عاد؛ وقال:
تَراه يُطوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً
ليأْكل رأْسَ لُقْمانَ بنِ عادِ
قال ابن بري: قيل إن هذا البيت لأَبي المهوش الأَسَديّ، وقيل: ليزيد بن
عمرو بن الصَّعِق، وهو الصحيح؛ وقبله:
إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَميمٍ
فسَرَّك أَن يَعِيش، فجِئْ بِزادِ
بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بتَمْرٍ،
أَو الشيء المُلَفَّفِ في البِجادِ
وقال أَوس بن غَلْفاء يردّ عليه:
فإنَّكَ، في هِجاء بني تَميمٍ،
كمُزْدادِ الغَرامِ إلى الغَرامِ
هُمُ ضَرَبوكَ أُمَّ الرأْسِ، حتى
بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ من العِظام
وهمْ ترَكوكَ أَسْلَح مِن حُبارَى
رأَت صَقْراً، وأَشْرَدَ من نَعامِ
ابن سيده: ولُقْمان اسم؛ فأَما لُقْمان الذي أَنثى عليه الله تعالى في
كتابه فقيل في التفسير: إنه كان نبيّاً، وقيل: كان حكيماً لقول الله
تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة؛ وقيل: كان رجلاً صالحاً، وقيل: كان خَيّاطاً،
وقيل: كان نجّاراً، وقيل: كان راعياً؛ وروي في التفسير إنساناً وقف عليه
وهو في مجلسه قال: أَلَسْتَ الذي كنتَ ترعى معي في مكان كذا وكذا؟ قال:
بلى، فقال: فما بَلَغَ بك ما أرى؟ قال: صِدْقُ الحديث وأَداءُ الأمانةِ
والصَّمْتُ عما لا يَعْنِيني، وقيل: كان حَبَشِيّاً غليظ المَشافر مشقَّق
الرجلين؛ هذا كله قول الزجاج، وليس يضرّه ذلك عند الله عز وجل لأَن الله
شرّفه بالحِكْمة. ولُقَيم: اسم، يجوز أَن يكون تصغير لُقمان على تصغير
الترخيم، ويجوز أَن يكون تصغير اللّقم؛ قال ابن بري: لُقَيم اسم رجل؛ قال
الشاعر:
لُقَيم بن لُقْمانَ من أُخْتِه،
وكان ابنَ أُخْتٍ له وابْنَما
سوغ: ساغَ الشرابُ في الحَلْقِ يَسُوُغُ سَوْغاً وسَواغاً: سَهُلَ
مَدْخَلهُ في الحلقِ. وساغَ الطعامُ سَوْغاً: نزل في الحلقِ، وأَساغَه هو
وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه الله إِيّاه. ويقال:
أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه ما أَصابَ: هَنَّأَه،
وقيل: تَرَكَه له خالصاً. وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى
ولا يَتَعَدَّى، والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً. يقال: أَسِغْ لي غُصَّتي
أَي أَمْهِلْنِي ولا تُعْجِلْني. وقال تعالى: يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ
يَسِيغُه.
والسِّواغُ، يكسر السين: ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ. يقال: الماء سِواغُ
الغُصَص؛ ومنه قول الكميت:
وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ
وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ: عَذْبٌ. وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ: يَسُوغُ في
الحَلْقِ؛ وقوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَليِّ:
قدْ ساغَ فيه لها وَجْهُ النهارِ كما
ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ ، إذا شَرِبا
أَرادَ سَهُلَ فاستعمله في النهار على المثل. وساغ له ما فَعَلَ أَي
جازَ له ذلك، وأَنا سَوَّغْتُه له أَي جَوَّزْتُه. قال ابن بزرج: أَساغَ
فلانٌ بفلان أَي به تَمَّ أَمرُه وبه كان قضاءُ حاجتِه، وذلك أَنه يريد
عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فيبقى واحد به يَتِمُّ الأَمرُ، فإِذا
أَصابَه قيل أَساغَ به، وإن كان أَكثر من ذلك قيل أَساغُوا بهم.
وسَوْغُ الرجلِ: الذي يولد على أَثره ،إن لم يك أَخاه. وسَوْغُه: أَخوه
لأَبيه وأُمه، وذلك إذا ولد بعده على أَثره ليس بينهما ولد. قال الفراء:
سمعت رجلين من بني تميم قال أَحدهما سَوْغُه، وقال الآخر سَوْغَتُه،
معناه يتلوه. وقال المفضل: هو سَوْغُه وسَيْغُه، بالواو والياء. ويقال: هو
أَخوه سَوْغُه وهي أُخته سَوْغُه إذا لم يكن بينهما ولد؛ الجوهري: ويقال
هذا سَوْغُ هذا وَسَيْغُ هذا للذي ولد بعده ولم يولد بينهما. وسوغه
وسَوْغَتُه: أُخته التي ولدت على أَثره. وأَسْواغُه: الذين وُلِدُوا في بطن
واحد بعده ليس بينه وبينهم بطن سواهم، والصاد فيه لغة.
وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إسْواغاً إذا ولد معه.
وقد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء. وفي حديث أَبي أَيوب:
إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ في الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً أَي ادخل فيها ما
وجدْت مدخلاً.
زلط: الزَّلْطُ: المَشيُ السَّرِيعُ في بعض اللغات، قال ابن دريد: وليس
بثبت.
زرد: الزَّرْد والزَّرَد: حِلَقُ المِغْفَر والدرع. والزَّرَدةُ:
حَلْقَة الدرع والسَّرْدُ ثعقْبها، والجمع زرود. والزَّرَّادُ: صانعها، وقيل:
الزاي في ذلك كله بدل من السين في السَّرْد والسَّرَّاد. والزَّرْد مثل
السَّرْد، وهو تداخل حلق الدرع بعضها في بعض. والزرَد، بالتحريك: الدرع
المزرودة.
وزرده: أَخذ عنقه. وَزَرده، بالفتح، يَزْرِدُه ويَزْرُده زَرْداً: خنقه
فهو مَزْرُود، والحَلْق مَزْرُود.
والزِّرادُ: خيط يُخْنَق به البعير لئلا يَدْسَع بِجِرَّته فيملأَ
راكبه. وزَرِدَ الشيءَ واللقمة، بالكسر، زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْداً:
ابتلعــه. أَبو عبيد: سَرَطْتُ الطعام وزَرَدْتُه وازدَرَدْتُه ازْدِراداً.
نوادر الأَعراب: طعام زَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لين سريع الانحدار. والازدرادُ:
الابتلاع. والمَزْرَدُ، بالفتح: الحلق. والمَزْرَدُ: البُلْْعُوم. ويقال
لِفَلْهَم المرأَة: إِنه لَزَرَدَان، لازْدِرادِه الأَيْرَ إِذا ولج
فيه؛ وقالت جلفه من نساءِ العرب: إِنّ هنَي لَزَرَدَانٌ مُعتدل؛ وقال بعضهم؛
سمي الفَلهم زَرَداناً لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيور أَي يحنقها لضيقه.
ومُزَرِّدُ بن ضرار: أَخو الشماخ الشاعر.
وزَرُودُ: موضع، وقيل: زرود اسم رمل مؤنث؛ قال الكَلْحَبَة اليربوعي:
فقُلْتُ لِكَأْسٍ: أَلْهِميها فإِنما
حَلَلتُ الكَثِيبَ من زَرُودَ لأُفْزعا
زقم: الأَزهري: الزَّقْمُ الفعل من الزَّقُّوم، والازْدِقامُ كالابتلاع.
ابن سيده: ازْدَقَمَ الشيءَ وتَزَقَّمَهُ ابتلعــه. والتَّزَقُّمُ:
التَّلَقُّمُ. قال أَبو عمرو: الزَّقْمُ واللَّقْمُ واحد، والفعل زَقَمَ
يَزْقُمُ ولَقِمَ يَلْقَمُ. والتَّزَقُّمُ: كثرة شرب اللبن، والاسم الزَّقَمُ،
ابن دريد: يقال تَزَقَّمَ فلان اللبن إذا أَفرط في شربه. وهو يَزْقُمُ
اللُّقَمَ زَقْماً أَي يَلْقَمُها. وزَقَمَ اللحم زَقْماً بلعه.
وأَزْقَمْتُه الشيء أَي أَبلعته إياه.
الجوهري: الزَّقُّوم إسم طعام لهم فيه تمر وزُبْدٌ، والزَّقْمُ: أَكله.
ابن سيده: والزَّقُّومُ طعم أَهل النار، قال وبلغنا أَنه لما أُنزلت آية
الزَّقُّومِ: إن شجرة الزَّقُّومِ طعامُ الأَثِيم؛ لم يعرفه قريش، فقال
أَبو جهل: إن هذا لشجر ما ينبت في بلادنا فَمَنْ منكم مَنْ يعرف
الزَّقُّومَ؟ فقال رجل قدم عليهم من إِفْريقيَةَ: الزّقُّومُ بلغة إفْريقيَة
الزُّبْدُ بالتمر، فقال أَبو جهل: يا جارية هاتي لنا تمراً وزبداً
نَزْدَقِمُه، فجعلوا يأْكلون منه ويقولون: أَفبهذا يخوفنا محمد في الآخرة؟ فبيَّنَ
الله تبارك وتعالى ذلك في آية أُخرى فقال في صفتها: إنها شجرة تخرج في
أَصل الجحيم طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين؛ وقال تعالى: والشَّجَرَةَ
المَلْعونةَ في القرآن؛ الأَزهري: فافتتن بذكر هذه الشجرة جماعات من مُشْركي
مكة فقال أَبو جهل: ما نعرف الزَّقُّومَ إلاَّ أَكل التمر بالزبد؛ فقال
لجاريته: زَقِّمِينا. وقال رجل آخر من المشركين: كيف يكون في النار شجر
والنار تأكل الشجر؟ فأَنزل الله تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أَرَيْناك
إلاَّ فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن؛ أَي وما جعلنا هذه الشجرة
إِلاَّ فينة للكفار؛ وكان أَبو جهل ينكر أَن يكون الزَّقُّومُ من كلام
العرب، ولما نزلت: إِن شجرة الزَّقُّوم طعامُ الأَثِيمِ، قال: يا معشر قريش
هل تَدْرُونَ ما شجرةُ الزَّقُّومِ التي يخوفكم بها محمد؟ قالوا: هي
العَجْوةُ، فأَنزل الله تعالى: إنَّها شجرة تَخْرُجُ في أَصل الجَحِيم
طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين؛ قال: وللشياطين فيها ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن
يُشْبِه طَلْعُها في قبحه رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ وإن كانت
غير مشاهَدة فيقال كأَنه رأْس شيطان إذا كان قبيحاً، الثاني أَن الشيطان
ضرب من الحيات قبيح الوجه وهو ذو العُرْفِ، الثالث أَنه نبت قبيح يسمى
رؤوس الشياطين؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي من أزْدِ السَّراة قال:
الزَّقُّومُ شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها لا شوك لها، ذَفِرَةٌ
مُرَّة، لها كَعابر في سُوقها كثيرة، ولها ورُيْدٌ ضعيف جدّاً يجْرُسُه
النحل، ونَوْرَتُها بيضاء، ورأس ورقها قبيح جدّاً. والزَّقُّومُ: كل طعام
يَقْتل؛ عن ثعلب. والزَّقْمَةُ: الطاعون؛ عنه أَيضاً. وفي صفة النار: لو
أَن قَطْرة من الزَّقُّوم قطرت في الدنيا؛ الزَّقُّومُ:ما وصف الله في
كتابه فقال: إنها شجرة تَخْرج في أَصل الجَحيم؛ قال: هو فَعُّول من الزَّقْمِ
الشديد والشرب المفرط.
والزُّلْقُوم، باللام: الحْلْقُوم.
سلغف: سلغَفَ الشيءَ: ابتلعــه. والسِّلَّغْفُ: التارّ الحادِرُ؛ وأَنشد:
بِسَلْغَفٍ دَغْفَلٍ يَنْطَحُ الصخْـ
ـرَ برأْس مُزْلَعِبّ
وبقرة سَلْغَفةُ: تارَّةٌ، وفي التهذيب: وبقرة سَلْغَفٌ.
سلعف: الأَزهري: سَلْعَفْتُ الشيءَ إذا ابْتَلَعْــتَه. والسِّلَعْفُ
والسِّلَّعْفُ: الرجل المضطرب الخلق.
قلزم: القَلْزَمَةُ: ابْتِلاع الشيء، وفي المحكم. الابتلاع؛ أَنشد ابن
الأعرابي:
ولا ذِي قَلازِمَ عِندَ الحِياض،
إذاما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا
فأَما اشتقاقه من القَلْز الذي هو الشرب الشديد فبعيد. يقال: تَقَلْزمَه
إذا ابتلعــه والْتَهَمَه، وبحر القُلْزُم مشتق منه، وبه سمي القلزم
لالتهامه من ركبه، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآلُه؛ قال ابن خالويه:
القُلْزُم مقلوب من الزُّلقُم وهو البحر. والزَّلْقمةُ: الاتساع؛ وقوله:
قد صَبَّحَتْ قُلَيْزِماً قذوما
إنما أَخذه من بحر القلزم شبه البئر في غُزرها به وصغرها على جهة المدح
كقول أَوس:
فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامِخِ الرأسِ لم يكن
لِيُدْرِكَه، حتَّى يَكِلَّ ويَعْملا
(* قوله «فويق جبيل إلى آخر البيت» ما بعده موجود في النسخة التي كانت
في قف السلطان الأشرف وهي العمدة، وتقدم في مادة ق ص م:
باتت تعشى الليل بالقصيم * لبابة من همق عيشوم
وفي المحكم والتهذيب: لباية، بلام مضمومة ومثناة تحتية، وفسرها في
التهذيب فقال: اللباية شجر الأمطى، وفيه: عيشوم، بالعين، وفي المحكم: هيشوم،
بالهاء بدل العين).
نغب: نَغَبَ الإِنسانُ الرِّيقَ يَنْغَبُه ويَنْغُبه نَغْباً: ابْتلعــه.
ونَغَبَ الطائرُ يَنْغَبُ نَغْباً: حَسا من الماءِ؛ ولا يقال شَرِبَ.
الليث: نَغَبَ الإِنسانُ يَنْغَبُ ويَنْغُب نَغْباً: وهو الابْتِلاعُ للريق
والماءِ نَغْبةً بعد نَغْبةٍ. قال ابن السكيت: نَغِـبْتُ من الإِناءِ،
بالكسر، نَغْباً أَي جَرَعْتُ منه جَرْعاً. ونَغَبَ الإِنسانُ في الشُّرْب،
يَنْغُبُ نَغْباً: جَرَعَ؛ وكذلك الحمار.
والنَّغْبة والنُّغْبة، بالضم: الجَرْعة، وجمعها نُغَبٌ؛ قال ذو الرمة:
حتى إِذا زلَجَتْ عن كلِّ حَنجَرَةٍ * إِلى الغَليلِ، ولم يَقْصَعْنَه، نُغَبُ
وقيل: النَّغْبة الـمَرَّة الواحدةُ. والنُّغْبة: الاسمُ، كما فُرِقَ بين الجَرْعةِ والجُرْعة، وسائِر أَخواتها بمثل هذا؛ وقوله:
فَبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلى مُثابِرةً، * حتى اسْتَقَتْ، دُونَ مَحْنى جِـيدِها، نُغَما
إِنما أَراد نُغَباً، فأَبدل الميم من الباءِ لاقترابهما. والنَّغْبة: الجَوْعةُ، وإِقْفارُ الـحَيِّ. وقولهم: ما جُرِّبَتْ عليه نُغْبةٌ قَطُّ أَي فَعْلة قبيحةٌ.
زلدب: زَلْدَبَ اللّقْمة: ابْتَلَعَــها، حكاه ابن دريد؛ قال: وليس بثَبت.
زبد: الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ، والقطعة منه زُبْدَة
وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللبن: رغْوتَه. ابن سيده:
الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللين، واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة،
والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا،
لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا
يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة، والزبدة لا تُنهس لأَنها
أَلين من ذلك، ولكن هذا تهويل وإِفراط، كقول الآخر:
لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ
وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ.
وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيءٍ إِذا
أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك
قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا.
وقوم زابدون: ذَوُو زُبْد، وقال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن
سيده: وليس بشيء. وتَزَبَّدَ الزّبْدَة: أَخذها. وكل ما أُخِذ خالصه، فقد
تُزُبَّد. وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل: تَزَبَّده. ومن
أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن. والصريح:
اللبن الذي تحته المحْضُ؛ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون. ويقال:
ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ وإِذا خلصت
الزبدة فقد ذهب الارتجان، يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي
لإِصلاحه. وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه.
وزُبَّاد اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه. والزُّبَّادُ:
الزُّبْدُ. وقالوا في موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير
بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح، وذلك إِذا ارتجن؛ يضرب مثلاً
لاختلاط الحق بالباطل.
الليث: أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا
غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان. وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد
بمعنى.والزَّبَد: زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به
مشافره إِذا هاج. وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه. الجوهري: الزَّبَدُ زَبَد
الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها، والزّبْدة أَخص منه، تقول: أَزبَد الشرابُ.
وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ
واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، والجمع أَزْباد. والزَّبْدة: الطائفة منه.
وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دفع بزَبَدِه. وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً:
أَعطاه ورضخ له من مال. والزَّبْدُ، بسكون الباءِ: الرِّفْد والعطاء. وفي
الحديث: أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، هدية
فردَّها وقال: إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم. الأَصمعي:
يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت:
أَزبُدُه زَبْداً، بضم الباءِ، من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قال
ابن الأَثير: يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير
واحد من المشركين: أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة، وأَهدى له أُكَيْدِرُ
دومةَ فقبل منهما، وقيل: إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك
على الإِسلام، وقيل: ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن
يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل؛ قال: وليس ذلك مناقضاً لقبول
هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب. والزَّبْدُ:
العَونُ والرِّفْد. أَبو عمرو: تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف
بها وأَسرع إِليها؛ وأَنشد:
تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، يَعلم أَنه
هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا
الحذَّاءُ: اليمين المنكرة. وتَزَبَّدَها: ابتلعــها ابتلاع الزُّبْدَة،
وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة. والزُّبَّاد: نبت معروف.
قال ابن سيده: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له
ورق عراض وسِنْفَة، وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب؛ وقال أَبو
حنيفة: له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه.
قال وقال أَبو زيد: الزّبَّادُ من الأَحرار.
وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت
بَشَرته وأَثمر.
قال أَعرابي: تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء
وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده، وكل
ذلك مفسر في مواضعه. وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر. وتَزْبيدُ القطن:
تنفيشه.
وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله.
والزَّباد: مثل السِّنَّوْر
(* قوله «والزباد مثل السنور» صريحه أنه
دابة مثل السنور. وقال في القاموس: وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد
دابة يجلب منها الطيب، وانما الدابة السنور، والزباد الطيب إلى آخر ما
قال. قال شارحه: قال القرافي: ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما يحصل
منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز) . الصغير يجلب من نواحي الهند
وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد، يظهر على حلمته بالعصر
مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع، وله رائحة طيبة وهو يقع
في الطيب؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.
وزُبَيْدة: لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم
الأَمين محمد بن هرون، وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً
وزَبْداً.التهذيب: وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن. وزبُيَد، بالضم: بطن من
مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي.
وزَبِيدُ، بفتح الزاي: موضع باليمن. وزَبْيَدان: موضع.
سرط: سَرِطَ الطعامَ والشيءَ، بالكسر، سَرَطاً وسَرَطاناً: بَلِعَه،
واسْتَرَطَه وازْدَرَدَه: ابْتَلَعَــه، ولا يجوز سرَط؛ وانْسَرَطَ الشيء في
حَلْقِه: سارَ فيه سيْراً سهْلاً. والمِسْرَطُ والمَسْرَطُ: البُلْعُوم،
والصاد لغة. والسِّرْواطُ: الأَكُول؛ عن السيرافي. والسُّراطِيُّ
والسِّرْوَطُ: الذي يَسْتَرِطُ كل شيء يبتلعه. وقال اللحياني: رجل سِرْطِمٌ
وسَرْطَمٌ يبتلع كل شيء، وهو من الاسْتراط. وجعل ابن جني سَرطَماً ثلاثيّاً،
والسِّرْطِمُ أَيضاً: البليغ المتكلم، وهو من ذلك. وقالوا: الأَخذ
سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطَى، والقضاء ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَى أَي يأْخذ الدَّين
فيَسْتَرِطُه، فإِذا اسْتَقْضاه غريمُه أَضْرَطَ به. ومن أَمثال العرب: الأَخذ
سَرَطانٌ، والقَضاء لَيَّانٌ؛ وبعض يقول: الأَخذ سُرَيْطاء، والقَضاء
ضُرَيْطاء. وقال بعض الأَعراب: الأَخذ سِرِّيطَى، والقضاء ضِرِّيطَى، قال:
وهي كلها لغات صحيحة قد تكلمت العرب بها، والمعنى فيها كلها أَنت تُحبُّ
الأَخذ وتكره الإِعْطاء. وفي المثل: لا تكن حُلْواً فتُسْتَرَطَ، ولا
مُرّاً فتُعْقى، من قولهم: أَعْقَيْتُ الشيء إِذا أَزَلْتَه من فِيك
لمَرارتِه كما يقال أَشْكَيْتُ الرجل إِذا أَزلته عما يشكوه.
ورجل سِرْطِيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطانٌ: جيّد اللَّقْمِ. وفرس سُرَطٌ
وسَرَطانٌ: كأَنه يَسْتَرِطُ الجرْي. وسيف سُراطٌ وسُراطِيٌّ: قاطع يَمُرّ في
الضَّريبةِ كأَنه يَسْتَرِطُ كل شيء يَلْتَهِمُه، جاء على لفظ النسب وليس
بنَسَب كأَحْمر وأَحْمريّ؛ قال المتنخل الهذلي:
كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،
يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي
به أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعاني،
ونَفْسِي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ
وخفّف ياء النسبة من سُراطي لمكان القافية. قال ابن بري: وصواب إِنشاده
يُتِرُّ، بضم الياء. والفِلاطُ: الفُجاءةُ.
والسِّراطُ: السبيل الواضح، والصِّراط لغة في السراط، والصاد أَعلى
لمكان المُضارَعة، وإِن كانت السين هي الأَصل، وقرأَها يعقوب بالسين، ومعنى
الآية ثَبِّتْنا على المِنْهاج الواضح؛ وقال جرير:
أَميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ،
إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم
والمَوارِدُ: الطُّرُقُ إِلى الماء، واحدتها مَوْرِدةٌ. قال الفراء:
ونفر من بَلْعَنْبر يصيِّرون السين، إِذا كانت مقدمة ثم جاءت بعدها طاء أَو
قاف أَو غين أَو خاء، صاداً وذلك أَن الطاء حرف تضع فيه لسانك في حنكك
فينطبق به الصوت، فقلبت السين صاداً صورتها صورة الطاء، واستخفّوها ليكون
المخرج واحداً كما استخفوا الإِدْغام، فمن ذلك قولهم الصراط والسراط، قال: وهي بالصاد لغة قريش الأَوّلين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامة العرب
تجعلها سيناً، وقيل: إِنما قيل للطريق الواضح سراط لأَنه كأَنه
يَسْتَرِطُ المادّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه، فأَما ما حكاه الأَصمعي من قراءة بعضهم
الزِّراط، بالزاي المخلصة، فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها
زاياً ولم يكن الأَصمعي نحويّاً فيُؤْمَنَ على هذا. وقوله تعالى: هذا
سِراطٌ عليَّ مُسْتَقِيمٌ، فسَّره ثعلب فقال: يعني الموتَ أَي عليَّ
طريقُهم.والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراط والسَّرَطْراطُ، بفتح السين والراء:
الفالُوذَجُ، وقيل: الخَبِيصُ، وقيل: السَّرَطْراطُ الفالوذج، شامية. قال
الأَزهري: أَما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل جِلِبْلابٍ وسِجِلاَّط،
قال: وأَما سَرَطْراطٌ فلا أَعرف له نظيراً فقيل للفالوذج سِرِطْراطٌ، فكررت
فيه الراء والطاء تبليغاً في وصفه واستِلْذاذِ آكله إِياه إِذا سَرَطَه
وأَساغَه في حَلْقِه.
ويقال للرجل إِذا كان سريعَ الأَكل: مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ وسُرَطةٌ.
والسِّرِطْراطُ: فِعِلْعالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْع. والسُّرَّيْطَى:
حَساً كالخَزِيرةِ.
والسَّرَطانُ: دابّة من خَلق الماء تسميه الفُرْس مُخ.
والسرَطانُ: داء يأْخذ الناس والدوابَّ. وفي التهذيب: هو داء يظهر
بقوائم الدوابّ، وقيل: هو داء يعرض للإنسان في حلقه دموي يشبه الدُّبَيْلةَ،
وقيل: السرَطانُ داء يأْخذ في رُسْغ الدابّة فيُيَبِّسه حتى يَقْلِب
حافرها. والسرَطانُ: من بروج الفَلَكِ.
هقم: الهَقِمُ: الشديدُ الجوعِ والأَكل، وقد هَقِمَ، بالكسر، هَقَماً،
وقيل: الهَقَمُ أن يُكْثِرَ من الطعام فلا يَتَّخِم. والهِقَمُّ، مثل
الهِجَفّ: الرجلُ الكثير الأَكل. وتَهقَّم الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً
عِظاماً مُتتابعة. والهِقَمُّ: البحر. وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ
القعرِ. والهَيْقَمُ: حكاية صوتِ اضطرابِ البحر؛ قال:
ولم يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما،
كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما
والهَيْقَمُ والهَيْقَمانيُّ: الظَّليمُ الطويلُ؛ قال ابن سيده: وأَظن
الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لغةً، الأزهري: قال بعضهم الهَيْقمانيُّ
الطويلُ من كلّ شيء؛ وأَنشد للفقعسي:
منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ، كأَنه
من السِّنْدِ ذو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ
وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً، شبَّه هذا الشاعرُ الظِّليمَ برجل
سِنْديّ أفلت من وَثاقٍ. ويقال: الهَيْقَمُ الرَّغيبُ من كل شيء. ويقال في
الهَيْقَمِ الظليمِ: إنه الهَيْقُ، والميم زائدة. والهَيْقَمُ: صوتُ
ابْتِلاع اللُّقمة. ابن الأَعرابي: الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإبل الماء؛ قال
الأَزهري: جعله جمع هَيْقَم وهو حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كما قال
رؤبة:
للناس يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما،
كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما
وقيل في قوله:
للناس يدعو هيقماً وهيقما
إنه شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلاً. وهَيْقَم: حكاية هَديره، ومَنْ رواه:
كالبحر يدعو هيقماً وهيقما
أَراد حكاية أَمْواجِه؛ وقال أَبو عمرو في قول رؤبة:
يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُهْ
(* قوله «يكفيه إلخ» صدره كما في التكملة:
«أحمس ورّاد شجاع مقدمة»
والورّاد: الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها، ومقدمة: إقدامه،
والمحراب: البصير بالحرب).
قال: وهو قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه، قال: وأَصله من الجائع الهَقِم؛
وقوله:
من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه
قال: تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه.
جرض: الجَرَضُ: الجَهْدُ؛ جَرِضَ جَرَضاً: غَصَّ. والجَرَضُ والجَرِيضُ:
غَصَصُ الموت. والجَرَضُ، بالتحريك: الرِّيقُ يَغَصُّ به. وجَرِضَ
بِرِيقِه: غَصَّ كأَنه يبتلعه؛ قال العجاج:
كأَنَّهمْ مِنْ هالكٍ مُطَاحِ،
ورامِقٍ يَجْرَضُ بالضَّيَاحِ
قال: يَجْرَضُ يَغَصُّ. والضَّيَاحُ: اللبَنُ المَذِيق الذي فيه الماء.
الجوهري: يقال جَرَضَ بِريقِه يَجْرِضُ مثال كَسَرَ يَكْسِرُ، وهو أَن
يَبْتَلِعَ رِيقَه على همٍّ وحُزْنٍ بالجَهْد. قال ابن بري: قال ابن القطاع
صوابه جَرِضَ يَجْرَضُ مثال كَبِرَ يَكْبَرُ، وأَجْرَضَه بِريقِه أَي
أَغَصّه. وأَفْلَتَني جَرِيضاً أَي مجهوداً يكاد يَقْضِي، وقيل: بعد أَن لم
يَكَدْ، وهو يَجْرَضُ بنفسِه أَي يكاد يَقْضِي.
والجَرِيضُ: اختلاف الفَكَّينِ عند الموت. وقولهم حالَ الجَرِيضُ دُونَ
القَرِيضِ، قيل: الجَرِيضُ الغُصّة والقَرِيضُ الجِرَّةُ، وضَرِجَت
الناقة بجِرَّتها وجَرِضَتْ، وقيل: الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْر؛
وقال الرياشي: القَرِيضُ والجَرِيضُ يَحْدُثانِ بالإِنسان عند الموت،
فالجَرِيضُ تبلُّعُ الرِّيق، والقَرِيضُ صَوْتُ الإِنسان؛ وقال زيد بن
كُثْوَة: إِنه يقال عند كل أَمر كان مقدوراً عليه فحِيلَ دونَه، أَولُ من قاله
عَبيد بن الأَبرص. والجَريضُ والجِرْياضُ: الشديد الهمّ؛ وأَنشد:
وخانِقٍ ذي غُصّةٍ جِرْياضِ
قال: خانقٍ مَخْنُوق ذي خَنْقٍ، والجمع جَرْضَى. وإِنه ليَجْرَضُ
الرِّيقَ على هَمٍّ وحزن، ويَجْرَضُ على الرِّيق غَيْظاً أَي يَبْتَلِعه،
ويقال: مات فلانٌ جَريضاً أَي مريضاً مغموماً، وقد جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً
شديداً؛ وقال رؤبة:
ماتُوا جَوىً والمُفْلِتُونَ جَرْضَى
أَي حَزِنِينَ. ويقال: أَفْلَتَ فلانٌ جَريضاً أَي يكاد يَقْضي؛ ومنه
قول امرئ القيس:
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضا،
ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
والجَرِيضُ: أَن يَجْرَضَ على نفسه إِذا قَضَى. وفي حديث عليّ: هل
يَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلا عَلَزَ القَلَقِ وغَصَصَ الجَرَض؟
الجَرَض، بالتحريك، هو أَن تَبْلُغَ الروحُ الحَلْقَ، والإِنسان جَرِيضٌ.
الليث: الجَرِيضُ المُفْلِت بعد شَرٍّ؛ وقال امرؤ القيس:
كأَنَّ الفَتَى لم يَغْنَ في الناسِ لَيْلةً،
إِذا اخْتَلَفَ اللَّحْيانِ عند الجَرِيض
وبَعِيرٌ جِرْواضٌ: ذو عُنُقٍ جِرْواضٍ. وجُراضٌ: عظيمة؛ وأَنشد:
إِن لها سانِيةً نَهّاضا،
ومَسكَ ثَوْرٍ سَحْبَلاً جُراضا
ابن بري: الجُراضُ العظيم. وجمل جِرْواضٌ: عظيم. الأَزهري في حرف الشين:
أُهملت الشين مع الضاد إِلا حرفين: جمل شِرْواضٌ رِخْوٌ ضَخْم، فإِن كان
ضخماً ذا قَصَرةٍ غليظة وهو صُلْبٌ فهو جِرْواضٌ؛ قال رؤبة:
به نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْواضا
الجوهري: الجِرْياضُ والجِرْواضُ الضخْم العظيم البطن. قال الأَصمعي:
قلت لأَعرابي: ما الجِرْياض؟ قال: الذي بطنُه كالحِياض.
وجمل جُرائِضٌ: أَكُولٌ، وقيل: عظيم، همزته زائدة لقولهم في معناه
جِرْواضٌ. التهذيب: جمل جُرائِضُ وهو الأَكول الشديد القَصْل بأَنيابه الشجرَ.
أَبو عمرو: الذِّفِرُّ العظيم من الإِبل، والجُرائِضُ مثله. قال ابن
بري: حكى أَبو حنيفة في كتاب النبات أَن الجُرائِضَ الجَمَلُ الذي يَحْطِم
كل شيءٍ بأَنيابه؛ وأَنشد لأَبي محمد الفقعسي:
يَتْبَعُها ذو كِدْنةٍ جُرائِضُ،
لخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ،
بحَيْثُ يَعْتَشُّ الغرابُ البائِضُ
ورجل جِرْياض: عظيم البطن.
ابن الأَنباري: الجُراضِيةُ الرجل العظيم؛ وأَنشد:
يا رَبَّنا لا تُبْقِ فيهم عاصِيَهْ،
في كلِّ يومٍ هِيَ لي مُناصِيَهْ
تُسامِرُ الحَيَّ وتُضْحي شاصِيَهْ،
مِثْل الهَجِين الأَحْمَرِ الجُراضِيَهْ
ويقال: رجل جُرائِضُ وجُرَئِضٌ مثل عُلابِطٍ وعُلَبِطٍ؛ حكاه الجوهري عن
أَبي بكر بن السراج. ونعجة جُرائِضةٌ وجُرَئِضَة مثال عُلَبِطَة: عريضة
ضخمة. وناقة جُراضٌ: لَطِيفة بولدها، نعت للأُنثى خاصة دون الذكر؛
وأَنشد:والمَراضِيعُ دائِباتٌ تُرَبِّي
لِلْمَنايا سَلِيلَ كلِّ جُراضِ
والجُرَئِضُ: العظيم الخَلْق.
سلج: سَلِج الطعامَ، بالكسر، يَسْلَجُهُ سَلْجاً وسَلَجاناً أَيضاً،
وسَرَطَه سَرْطاً: بَلَعه؛ وكذلك سَلَجَ اللُّقْمَةَ أَي بَلَعَها.
وقيل: السَّلَجانُ الأَكل السريع. ومن أَمثال العرب: الأَكْلُ سَلَجانْ
والقَضاء لِيَّانْ، وقيل: الأَخذ سَلَجَانْ والقضاء لِيَّانْ؛ تأْويله
يحب أَن يأْخذ ويكره أَن يردَّ أَي إِذا أَخذ الرجل الدَّين أَكله، فإِذا
أَراد صاحب الدين حقه لواه به أَي مَطَلَهُ.
وتَسَلَّجَ النَّبيذَ: أَلَحَّ في شربه؛ عن اللحياني. وقال: تركته
يَتَزَلَّجُ النَّبيذ ويَتَسَلَّجُه أَي يُلِحُّ في شربه، ويَسْتَلِجُه: يدخله
في سِلِّجَانِهِ أَي في حُلْقُومه؛ يقال: رماه الله في سِلِّجانِهِ أَي
في حلقومه. والسَّلالِيجُ: الدُّلْبُ الطِّوالُ.
ويقال للسَّاجَةِ التي يشق منها الباب. السَّلِّيجَةُ.
والسُّلَّجُ، بالضم والتشديد: نبتٌ رِخْوٌ من دِقِّ الشجر؛ وقيل:
السُّلَّجَانُ ضرب منه؛ وقال أَبو حنيفة: السُّلَّجُ شجر ضِخامٌ كأَذناب
الضِّبابِ، أَخضرُ له شوك وهو حَمْضٌ. التهذيب: والسُّلَّجُ من الحَمْضِ: الذي
لا يزال أَخضر في القيظ والربيع، وهي خَوَّارَةٌ. قال الأَزهري:
السُّلَّجُ نبت مَنْبِتيه القِيعان، وله ثمر في أَطرافه حِدَّةٌ، ويكون أَخضر في
الربيع ثم يَهيجُ فيَصْفَرُّ، قال: ولا يُعَدُّ من شَجَرٍ الحَمْضِ؛ وفي
الصحاح: هو نبت ترعاه الإِبل. وسَلَجَتِ الإِبل، بالفتح، تَسْلُجُ،
بالضم، سُلُوجاً وسَلِجَتْ: كلاهما أَكلت السُّلَّجَ فاستطلقتْ عنه بطونها.
وقال أَبو حنيفة: سَلِجَتْ، بالكسر لا غير؛ قال شمر: وهو أَجود. أَبو تراب
عن بعض أَعراب قيس: سَلَجَ الفصيلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رَضَعَها.