من (أ ن ق) الحسن المعجب والفرح والمسرور.
من (أ ن ق) الحسن المعجب والفرح والمسرور.
أنق: الأَنَقُ: الإعْجابُ بالشيء. تقول: أَنِقْت به وأَنا آنَق به
أنَقاً وأَنا به أَنِق: مُعْجَب. وإنه لــأَنِيقٌ مؤنق: لكل شيء أَعجبَك حُسْنه.
وقد أَنِق بالشيء وأَنِق له أَنَقاً، فهو به أَنِقٌ: أُعْجِبَ. وأَنا به
أَنِق أي مُعْجَب؛ قال:
إن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ،
جاءتْ به عَنْسٌ من الشامِ تَلِق،
لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ
أَي لا يأْمَنُه ولا يأْنَق به، من قولهم أَنِقْت بالشيء أَي أُعْجِبت
به. وفي حديث قزَعةَ مولى زياد: سمعت أَبا سعيد يحدِّث عن رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، بأَربع فآنقَتْني أَي أَعجبتْني؛ قال ابن الأَثير:
والمحدّثون يروونه أَيْنَقْنَني. وليس بشيء؛ قال: وقد جاء في صحيح مسلم: لا
أَيْنَقُ بحديثه أَي لا أُعْجَب، وهي هكذا تروى. وآنقَني الشيء يُؤْنِقُني
إيناقاً: أَعجبني. وحكى أبو زيد: أَنِقْت الشيء أَحببْته؛ وعلى هذا يكون
قولهم: رَوضة أَنيق، في معنى مأْنُوقة أَي محبوبة، وأمّا أَنِيقــة فبمعنى
مُؤْنِقة. يقال: آنقَني الشيء فهو مُؤْنِق وأَنِيق، ومثله مؤْلم وأَلِيم
ومُسمِع وسميع؛ وقال:
أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ
ومثله مُبدِع وبديع؛ قال الله تعالى: بديع السمواتِ والأرض؛ ومُكِلٌّ
وكَلِيل؛ قال الهذلي:
حتى شآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ،
باتَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ
والأَنَقُ: حُسْن المَنْظر وإعْجابه إياك. والأَنَقُ: الفرَحُ
والسُّرور، وقد أَنِقَ، بالكسر، يأْنَقُ أَنَقاً. والأَنَقُ: النباتُ الحسَن
المعجب، سمِّي بالمصدر؛ قالت أَعرابية: يا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس
خَلَقي وقال الراجز:
جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ
وقيل: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة في عينيك لأَنها تُعجِب رائيها. وشيء
أَنيقٌ: حسن مُعجِب.
وتأنَّق في الأَمر إذا عمله بِنِيقةٍ مثل تَنَوَّقَ، وله إناقةٌ
وأَناقةٌ ولَباقةٌ. وتأَنَّقَ في أُموره: تجوَّد وجاء فيها بالعجب.وتأْنَّقَ
المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لا يفارقه. وتأَنَّق فلان في الرَّوضة إذا وقع
فيها معجباً بها. وفي حديث ابن مسعود: إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في
رَوْضاتٍ أتأنَّقُهنّ، وفي التهذيب: وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن؛
أَبو عبيد: قوله أَتأَنق فيهن أَتَتبَّع محاسنهن وأُعْجَبُ بهن
وأَستلذُّ قراءتهن وأَتمتَّعُ بمحاسنهن؛ ومنه قيل: منظر أَنيق إذا كان حسناً
معجباً، وكذلك حديث عبيد بن عمير: ما من عاشِية أَشدُّ أَنَقاً ولا أَبعدُ
شِبَعاً من طالب علم أَي أَشد إعجاباً واستحساناً ومحَبَّة ورَغْبة.
والعاشِيةُ من العَشاء: وهو الأَكل بالليل. ومن أَمثالهم: ليس المُتعلِّق
كالمُتأَنِّق؛ معناه ليس القانع بالعُلْقة وهي البُلْغة من العيش كالذي لا
يَقْنَع إلا بآنَق الأَشياء وأَعجبها. ويقال: هو يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق
الأَشياء. أَبو زيد: أَنِقْت الشيء أَنَقاً إذا أَحببْته؛ وتقول: روْضة
أَنِيق ونبات أَنيق.
والأَنُوقُ على فَعُول: الرَّخَمة، وقيل: ذكر الرخم. ابن الأَعرابي:
أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق وهي الرخمة. وفي المثل: أَعزُّ من بيض
الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا يكاد يُظْفَر به لأَن أَوْكارها في رؤوس
الجبال والأَماكن الصعْبة البعيدة، وهي تُحمَّق مع ذلك. وفي حديث عليّ، رحمة
الله عليه: ترقَّيتُ إلى مَرْقاةٍ يقْصُر دونها الأَنُوق؛ هي الرخمة
لأَنها تبيض في رؤُوس الجبال والأَماكن الصعبة؛ وفي المثل:
طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فلمّا
لم يَجِدْهُ، أَرادَ بيضَ الأَنُوقِ
قال ابن سيده: يجوز أَن يُعْنى به الرخمة الأُنثى وأَن يعنى به الذكر
لأَن بيض الذكر معدوم، وقد يجوز أَن يضاف البيض إليه لأَنه كثيراً ما
يحضُنها، وإن كان ذكراً، كما يحضُن الظليم بيضه كما قال امرؤ القيس أَو أَبو
حَيَّة النُّمَيْري:
فما بَيْضةٌ باتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّها،
لدى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ، بمَيْثاءٍ حَوْمَلا
وفي حديث معاوية قال له رجل: افْرِضْ لي، قال نعم، قال ولولدي، قال لا،
قال ولعشيرتي، قال لا؛ ثم تمثل:
طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ، فلمّا
لم يجده، أَراد بَيضَ الأَنوق
العَقُوقُ: الحامل من النُّوق، والأَبلق: من صفات الذكور، والذكر لا
يحمل فكأَنه قال طَلَب الذكر الحامل. وبَيضُ الأَنوق مثَل للذي يطلبُ
المُحال الممتنِع، ومنه المثل: أَعَزُّ من بيض الأَنُوق والأَبلقِ العقوق، وفي
المثل السائر في الرجل يُسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدَرُ عليه:
كلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقُوق؛ ومثله: كلَّفتني بيض الأنوق. وفي التهذيب: قال
معاوية لرجل أراده على حاجة لا يُسأَل مثلها وهو يَفْتِل له في الذِّرْوة
والغاربِ: أَنا أَجَلُّ من الحَرْشِ ثم الخَديعةِ، ثم سأله أُخْرَى
أَصْعبَ منها فأَنشد البيت المَثَلَ. قال أَبو العباس: وبيضُ الأنوق عزيز لا
يوجد، وهذا مثل يُضرب للرجل يَسأَل الهَيِّنَ فلا يُعْطَى، فيَسأَل ما هو
أَعز منه. وقال عُمارةُ: الأَنوقُ عندي العُقاب والناس يقولون الرخَمة،
والرخمةُ توجد في الخَرابات وفي السهْل. وقال أَبو عمرو: الأَنوق طائر
أَسود له كالعُرْف يُبعِد لبيضه. ويقال: فلان فيه مُوقُ الأَنُوق لأَنها
تُحمَّق؛ وقد ذكرها الكميت فقال:
وذاتِ اسْمَينِ، والأَلوانُ شَتَّى،
تُحَمَّقُ، وهي كَيِّسةُ الحَوِيلِ
يعني الرخمة. وإنما قيل لها ذات اسمين لأَنها تسمِّى الرخمة والأَنُوقَ،
وإنما كَيِسَ حَوِيلُها لأَنها أَوَّل الطير قِطاعاً، وإنما تبيض حيث لا
يَلْحَق شيء بيضها، وقيل: الأَنوق طائر يشبه الرخمة في القَدِّ
والصَّلَعِ وصُفْرة المِنقار، ويخالفها أَنها سوداء طويلة المِنْقار؛ قال
العُدَيْلُ بن الفَرْخ:
بَيْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ، ومَن يُرِدْ
بَيْضَ الأَنوقِ، فإنه بمَعاقِل
نوق: النّاقةُ: الأُنثى من الإبل، وقيل: إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت،
والجمع أَنْوُقٌ وأَنْؤُق؛ هذه عن اللحياني؛ قال ابن سيده: همزوا الواو
للضمة؛ وأَوْنُق وأَيْنُق، الياء في أَيْنُقٍ عوض من الواو في أَوْنُقٍ فيمن
جعلها أَيْفُلاً، ومن جعلها أَعْفُلاً فقدم العين مُغَيَّرَةً إلى الياء
جعلها بدلاً من الواو، فالبدل أَعم تصرفاً من العوض،إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ
،وليس كل بدل عوضاً وقال ابن جني مرة: ذهب سيبوية في قولهم أَيْنُق
مذهبين: أَحدهما أَن تكون عين أَيْنُق قلبت إلى ما قبل الفاء فصارت في
التقدير أَوْنُق ثم أُبدلت الواو ياء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت
أَيضاً بالإبدال، والآخر أَن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل
الفاء، فمثالها على هذا القول أَيْفُل، وعلى القول الأَول أَعْفُل، وكذلك
أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ؛ عن يعقوب، ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ
خَيْرَ النِّياقات على التَّرْمِيزِ،
حين تُكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ
وفي حديث أَبي هريرة: فوجد أَيْنُقهُ؛ الأَيْنُق: جمع قِلَّةٍ لناقة،
ويصغر أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات؛ عن يعقوب، والقياسُ أُيَيْنِق كقولك في
أَكْلُبٍ أُكَيْلِب؛ الأَزهري: جمعها نُوق ونِياق، والعدد أَيْنُق وأَيانق على
قلب أَنْوُقٍ. الجوهري: النّاقةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك لأَنها جمعت
على نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب، وفَعْلة بالتسكين لا
تجمع على ذلك، وقد جمعت في القِلَّةِ على أَنْوُقٍ، ثم استثقلوا الضمة على
الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق؛ حكاها يعقوب عن بعض الطائيين، ثم عوضوا من
الواو ياء فقالوا أَيْنُق، ثم جمعوها على أَيانق، وقد تجمع الناقةُ على
نِيَاقٍ مثل ثَمَرة وثِمار، إلا أَن الواو صارت ياء للكسرة قبلها؛ وأَنشد
أَبو زيد للقلاخ بن حَزْنٍ:
أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِيَاقِ
إن لم تُنجِّين من الوِثاقِ
وفي المثل: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ قال ابن سيده: استَنْوق الجَملُ صار
كالناقة في ذُلِّها، لا يستعمل إلا مَزيداً. قال ثعلب: ولا يقال اسْتَنَاق
الجَمَلُ إنما ذلك لأن هذه الأَفعال المزيدة، أَعني افْتَعَل
واسْتَفْعَل، إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها
كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام، واسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال قال،
وإلا فقد كان حكمه أَن يَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة، فلما كانت
اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه، صحت الياء والواو
لسكون ما قبلهما، وهذا المَثَل يضرب للرجل يكون في حديث أَو صفة شيء ثم
يخلطه بغيره وينتقل إليه، وأصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض
الملوك والمسيَّبُ بن عَلَسٍ ينشده شعراً في وصف جَمَل، ثم حَوَّله إلى نعت
ناقة فقال طرفة: قد اسْتَنْوق الجمل؛ قال ابن بري وأَنشد الفراء:
هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً،
وذكَّرْت ذا التأْنيث فاستنوق الجَمَلْ
قال ابن بري: والبيت الذي أَنشده المُسيَّب بن عَلَس هو قوله
(* وفي
رواية أُخرى: إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة) :
وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضاره
بناجٍ، عليه الصَّيْعَريَّةُ، مِكْدَمِ
والصيْعَرِيّةُ: من سِماتِ النُّوق دون الجِمال. وجَمَل مُنَوَّق:
ذَلُول قد أُحْسِنَت رياضته، وقيل: هو الذي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كالناقة. وناقة
منوَّقة: عُلِّمت المشي.
والنَّوَّاق من الرجال: الذي يروض الأُمور ويصلحها. وفي الحديث: أَن
رجلاً سار معه جمل قد نَوَّقَهُ وخَيَّسه: المُنَوَّقُ: المذلَّل وهو من لفظ
الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته وجعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة.
وفي حديث عمران بن حصين: وهي ناقة مُنَوَّقة. وتَنَوَّق في الأمر أَي
تأَنَّق فيه، وبعضهم لا يقول تَنَوَّق، والاسم منه النِّيقةُ. وفي المثل:
خَرْقاءُ ذات نِيقَة؛ يضرب للجاهل بالأَمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة
ويتأَنق في الإرادة، ذكره أَبو عبيد. ابن سيده: تَنَوَّق في أُموره تَجَوَّد
وبالغ مثل تأَنَّق فيها؛ قال ذور الرمة:
كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ
به حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك
عدِّاه بالباء لأنه في معنى ترفقَتْ به، قال: وهي مأْخوذة من النِّيقة؛
قال ابن هرم الكلابي:
لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ
بحَدِّ القَوافي، والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ
وقال جميل في النِّيْقَةِ:
إذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ،
وفيها، إذا ازْدانتْ لِذِي نِيقةٍ، حَسْبُ
وقال الليث: النِّيقةُ من التَّنَوُّق. تَنَوَّق فلان في منطقة وملبسه
وأُموره إذا تجوَّد وبالغ، وتَنَيَّق لغة؛ قال ابن بري: وشاهد النِّيقَةِ
قول الراجز:
كأَنها من نِيقةٍ وشَارَهْ،
والحَلْي بين التبنِ والحِجارَةْ
مَدْفَع مَيْثاءَ إلى قَرارهْ،
لك الكلامُ، واسْمعي يا جارَه
وقال علي بن حمزة: تَأَنَّقَ من الأَنَقِ، والــأَنِيقُ المُعْجِبُ؛ ومنه
الحديث: صِرْتُ إلى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فيهن أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ
بهن، قال: ولا يقال تَأَنَّقْتُ في الشيء إذا أَحكمته، وإنما يقال
تَنَوَّقْتُ. ابن سيده: وانْتَاق كَتَنَوَّقَ، وقيل انْتاق الشيء مقلوب عن انتقاه.
أبو عبيد: والانْتِياقُ مثل الانْتِقَاءِ؛ قال:
مثل القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي
يعني القِسِيَّ، وكان الكسائي يقول: هو من النِّيقةِ والاسم من كل ذلك
النُّيقةُ. والنَّوَقُ: بياض فيه حمرة يسيرة. ابن الأَعرابي: النَّوْقة
الحَذاقة في كل شيء. والمُنَوَّق: المذلَّل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب
قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت. وروى الفراء عن الدبيرية أنها قالت: تقول
للجمل المليّن المُنَوَّق. الأَصمعي: المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح،
والمُنَوَّق من العُذُوق المنقَّى، والمُنَوَّقُ المُصَفَّف، وهو
المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ. ابن الأَعرابي: النَّوَقة الذين ينقّون الشحم من اللحم
لليهود، وهم أُمَناؤُهم، وهو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ؛ وأَنشد:
مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ،
أعْجَلَها الشّاوي عن الإحْراقِ
ويروى بين كَفَّي ناقِئٍ. ويقال: نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمييز اللحم من
الشحم.
لفظ: اللفظ: أَن ترمي بشيء كان في فِيكَ، والفعل لَفَظ الشيءَ. يقال:
لفَظْتُ الشيء من فمي أَلفِظُه لَفْظاً رميته، وذلك الشيء لُفاظةٌ؛ قال
امرؤ القيس يصف حماراً:
يُوارِدُ مَجْهُولاتِ كلِّ خَمِيلةٍ،
يَمُجُّ لُفاظَ البقْلِ في كلِّ مَشْرَبِ
قال ابن بري: واسم ذلك المَلْفوظ لُفاظة ولُفاظ ولَفِيظٌ ولفْظ. لبن
سيده: لَفَظ الشيءَ وبالشيء يَلْفِظُ لَفْظاً، فهو مَلْفُوظ ولَفِيظ: رمى.
والدنيا لافِظة تَلفِظ بمن فيها إِلى الآخرة أَي ترمي بهم. والأَرض تلفِظ
الميّت إِذا لم تقبله ورمَتْ به. والبحر يلفِظ الشيء: يَرمي به إِلى
الساحل، والبحرُ يلفِظ بما في جَوْفِه إِلى الشُّطوط. وفي الحديث: ويَبْقى في
كل أَرض شِرارُ أَهلِها تَلفِظُهم أَرَضُوهم أَي تَقْذِفُهم وترْمِيهم
من لفَظ الشيءَ إِذا رَماه. وفي الحديث: ومَن أَكل فما تخَلَّل
فَلْيَلْفِظْ أَي فلْيُلْقِ ما يُخْرِجُه الخِلال من بين أَسنانه. وفي حديث ابن
عمر، رضي اللّه عنهما: أَنه سُئل عما لَفَظ البحر فنَهى عنه؛ أَراد ما
يُلقِيه البحر من السمك إِلى جانبه من غير اصْطِياد. وفي حديث عائشة، رضي
اللّه عنها: فقاءتْ أُكُلَها ولَفَظَت خَبيئها أَي أَظهرت ما كان قد اختبأَ
فيها من النبات وغيره. واللاَّفِظةُ: البحر. وفي المثل: أَسْخى من
لافِظةٍ؛ يعنون البحر لأَنه يلفِظ بكلّ ما فيه من العَنبر والجواهر، والهاء فيه
للمبالغة، وقيل: يعنون الديك لأَنه يلفظ بما فيه إِلى الدّجاج، وقيل: هي
الشاةُ إِذا أَشْلَوْها تركت جِرَّتَها وأَقبلت إِلى الحَلْب لكَرَمِها،
وقيل: جُودها أَنها تُدْعى للحَلَب وهي تَعْتَلِف فتُلْقي ما في فيها
وتُقبل إِلى الحالب لتُحْلَب فرَحاً منها بالحلب، ويقال: هي التي تَزُقُّ
فرْخَها من الطير لأَنها تخرج ما في جَوْفها وتُطعمه؛ قال الشاعر:
تَجُودُ فَتُجْزِل قَبْلَ السُّؤال،
وكفُّكَ أَسْمَحُ من لافِظَه
وقيل: هي الرَّحى سميت بذلك لأَنها تلفظ ما تطحَنُه. وكلُّ ما زَقَّ
فرخه لافِظة. واللُّفاظُ: ما لُفِظ به أَي طرح؛ قال:
والأَزْدُ أَمْسى شِلْوُهُم لُفاظا
أَي متروكاً مَطْروحاً لم يُدْفَن. ولفَظ نفسَه يَلْفِظُها لَفْظاً:
كأَنه رمى بها، وكذلك لفَظ عَصْبَه إِذا ماتَ، وعَصْبُه: رِيقُه الذي عصَب
بفيه أَي غَرِي به فَيَبِس. وجاء وقد لفظ لِجامَه أَي جاء وهو مجهود من
العَطش والإِعْياء. ولفَظ الرجلُ: مات. ولفَظ بالشيء يَلْفِظُ لَفظاً:
تكلم. وفي التنزيل العزيز: ما يَلفِظ من قولٍ إِلاَّ لَدَيْه رَقِيب عَتِيد.
ولَفَظْت بالكلام وتلَفَّظْت به أَي تكلمت به. واللَّفْظ: واحد
الأَلْفاظ، وهو في الأَصل مصدر.