Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أنيق

أنق

(أنق) صَار ذَا نقيق وَشرع فِي النقيق
(أنق) الشَّيْء صيره أنيقــا وَالشَّيْء فلَانا أعجبه
(أنق)
أنقا وأناقة رَاع حسنه وأعجب فَهُوَ أنيق وَفُلَان فَرح وسر وَبِه وَله أعجب بِهِ فَهُوَ أنق وَالشَّيْء أحبه يُقَال رَوْضَة أنيق
أنق: اناق: ضرب من النسيج (المقري 2: 711).
مأنوق: يظهر أن معناها هرم، ففي ألف ليلة (برسلاو 10: 263): شيخ كبير مأنوق. وفي طبعة ماكن: شيخ كبير هرم، وقد تكرر في ص264 من طبعة ماكن ذكر هرم بدل مأنوق.
أ ن ق: شَيْءٌ (أَنِيقٌ) أَيْ حَسَنٌ مُعْجِبٌ وَ (تَأَنَّقَ) فِي الْأَمْرِ أَيْ عَمِلَهُ بِنِيقَةٍ مِثْلُ تَنَوَّقَ. 
أ ن ق

هو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسناً وأنقاً، وبهاءً ورونقاً. وقد آنقني بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق. وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعاً لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهنّ. وعن محمد بن عمير: ما من عاشية أشد أنقاً ولا أبعد شبعاً من طالب العلم. أراد بالأنق التأنق.

ومن المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق والأحسن.
أنق
الأنَقُ: الإعجابُ بالشَّيْءِ، أنِقْتُ به آنَقُ أنَقاً، وهو أنِقٌ وأنِيْقٌ: أي مُعْجِبُ. وآنَقَني يُؤنِقُني. ورَوْضَةٌ أنِيْقٌ. ونَحْنُ في أنَاقَةٍ من عَيْشِنا ودَهْرِنا.
وما آنَقَ فلان في كذا: أي ما أشَدَّ طَلَبَه له.
ومالَهُ في الشَّيْءِ آنِقَة: أي ليس له عُجْبٌ.
والمُتَأنقُ: الذي هو في أنَق من عَيْشِه وخِصْبٍ. وفي المَثَل: " ليس المُتَعَلَقُ كالمُتَأنق ". وتَأنَّقَ في الأمر: تَنَوَّقَ فيه.
والأنُوْقُ: ذَكَرُ الرَّخَم. وفي المَثَل: هو أعَزُّ من بَيْض الأنُوْقِ وجَمْعُها أُنُقٌ.
واليَنَقُ: لغَةٌ في الأنَق من الــأنِيْق المُعْجِبِ.
[أنق] الأَنَقُ: الفرح والسرور. وقد أنق بالكسر يأنق أنقا. وشئ أَنِيقٌ، أي حَسَنٌ معجِبٌ. وآنَقَني الشئ، أي أعجبني. وتأنق في الأمر، إذا عمِله بِنيقَةٍ، مثل تنوق. وله أناقة ولباقة. وتأنق فلانٌ، في الروضة، إذا وقع فيها مُعْجَباً بها. والأَنوقُ على فَعولٍ: طائرٌ، وهو الرَخَمَةُ. وفي المثل: " أعزُّ من بَيضِ الأَنوقِ " لأنها تُحرِزه فلا يكاد يُظْفَرُ به، لان أو كارها في رءوس الجبال والاماكن الصعبة البعيدة. وهى تحمق مع ذلك. قال الكميت: وذات اسمين والالوان شتى تحمق وهى كيسة الحويل وإنما قال ذات اسمين، لانها تسمى الرخمة، والانوق.
(أن ق)

أنق بالشَّيْء، وأنق لَهُ أنقا، فَهُوَ بِهِ أنق: اعْجَبْ، قَالَ:

إِن الزبير زلق وزملق ... لَا أَمن جليسه وَلَا أنق

وآنقني: اعجبي.

والأنق: حسن المنظر، وإعجابه إياك.

والأنق: النَّبَات الْحسن المعجب، سمي بِالْمَصْدَرِ، قَالَت اعرابية: " يَا حبذا الْخَلَاء، آكل أنقى، والبس خلقى ".

وَقَالَ الراجز:

جَاءَ بَنو عمك رواد الأنق وَقيل: الأنق: اطراد الخضرة فِي عَيْنَيْك، لِأَنَّهَا تعجب رائيها.

وَشَيْء أنيق: حسن معجب.

وتانق فِي أُمُوره: تجود وَجَاء فِيهَا بالعجب.

وتانق الْمَكَان: اعجبه.

وتانق: رأى شَيْئا اعجبه فعلقه لَا يُفَارِقهُ، قَالَ ابْن مَسْعُود: " إِذا وَقعت فِي آل حم وَقعت فِي روضات أتأنقهن ".

والأنوق: الرخمة.

وَقيل: ذكر الرخم، وَفِي الْمثل:

طلب الابلق العقوق فَلَمَّا ... لم يجده أَرَادَ بيض الانوق

يجوز أَن يَعْنِي بِهِ الرخمة، الانثى، وَأَن يَعْنِي بِهِ الذّكر، لِأَن بيض الذّكر مَعْدُوم. وَقد يجوز أَن يُضَاف الْبيض اليه، لِأَنَّهُ كثيرا مَا يحضنها، وَإِن كَانَ ذكرا كَمَا يحضن الظليم بيضه، كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس، أَو أَبُو حَيَّة النميري:

فَمَا بَيْضَة بَات الظليم يحفها ... لَدَى جؤجؤ عبلٍ مميثاء حوملا
أنق
أنِقَ/ أنِقَ بـ يأنَق، أناقةً وأنَقًا، فهو أنيق، والمفعول مأنوق (للمتعدِّي)
• أنِق شابٌّ: أحسن اختيارَ ألفاظه وطرق تعبيره، وجمال مظهره فأعجب الناس بلباقته وشياكته "شابٌّ أنيق".
• أنِق الشَّيءَ: أحبَّه.
• أنِق به: أُعجب به، وفضَّله على سواه. 

آنقَ يؤنق، إيناقًا، فهو مؤنِق وأنيق، والمفعول مؤنَق
• آنقه منظرُ الحديقة: أعجبه، خلبَه "روضةٌ أنيقــة".
• آنَق البستانَ: جعله أنيقًــا متَّسقًا يعجب الناظرين. 

أنَّقَ يؤنِّق، تــأنيقًــا، فهو مؤنِّق، والمفعول مُؤنَّق (للمتعدِّي)
• أنَّق الدَّجاجُ: صوَّت، أصدر نقيقًا.
• أنَّق الأثاثَ ونحوَه: آنقه؛ صيَّره أنيقًــا، حسَّن مظهره "أنَّق المنزلَ القديم/ مظهَره- أنّقَت صديقتها حتى صارت تأخذ بالألباب". 

تأنَّقَ/ تأنَّقَ في يتأنَّق، تأنُّقًا، فهو مُتأنِّق، والمفعول مُتأنَّق فيه
• تأنَّق الشَّخصُ: اعتنى بمظهره وأسلوبه وبدا أنيقًــا، تزوّق وتهندم وبالغ في زينته.
• تأنَّق في العمل ونحوه: أتقنه وجوّده "كان كاتبًا يتأنَّق في اختيار كلماته وعباراته- تأنّق في عمله وفي كلامه- كان شديدَ التأنُّق في كتاباته". 

أناقة [مفرد]:
1 - مصدر أنِقَ/ أنِقَ بـ.
2 - حُسْن معجب في الترتيب والتنسيق، أو في المظهر والتعبير "أناقة بستان/ مظهر/ أسلوب". 

أَنَق [مفرد]: مصدر أنِقَ/ أنِقَ بـ. 

أنيق [مفرد]: مؤ أنيقــة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من آنقَ وأنِقَ/ أنِقَ بـ: حَسَن المظهر والتنسيق. 

إيناق [مفرد]: مصدر آنقَ. 

تأنُّق [مفرد]: مصدر تأنَّقَ/ تأنَّقَ في.
• التَّأنُّق اللَّفظيّ/ التَّأنُّق البديعيّ: (بغ) أسلوب مصطنع في الكتابة والكلام يتميّز بالإسراف في استخدام أنواع السَّجع والطِّباق والتَّلميحات ونحوها. 

أنق: الأَنَقُ: الإعْجابُ بالشيء. تقول: أَنِقْت به وأَنا آنَق به

أنَقاً وأَنا به أَنِق: مُعْجَب. وإنه لــأَنِيقٌ مؤنق: لكل شيء أَعجبَك حُسْنه.

وقد أَنِق بالشيء وأَنِق له أَنَقاً، فهو به أَنِقٌ: أُعْجِبَ. وأَنا به

أَنِق أي مُعْجَب؛ قال:

إن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ،

جاءتْ به عَنْسٌ من الشامِ تَلِق،

لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ

أَي لا يأْمَنُه ولا يأْنَق به، من قولهم أَنِقْت بالشيء أَي أُعْجِبت

به. وفي حديث قزَعةَ مولى زياد: سمعت أَبا سعيد يحدِّث عن رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بأَربع فآنقَتْني أَي أَعجبتْني؛ قال ابن الأَثير:

والمحدّثون يروونه أَيْنَقْنَني. وليس بشيء؛ قال: وقد جاء في صحيح مسلم: لا

أَيْنَقُ بحديثه أَي لا أُعْجَب، وهي هكذا تروى. وآنقَني الشيء يُؤْنِقُني

إيناقاً: أَعجبني. وحكى أبو زيد: أَنِقْت الشيء أَحببْته؛ وعلى هذا يكون

قولهم: رَوضة أَنيق، في معنى مأْنُوقة أَي محبوبة، وأمّا أَنِيقــة فبمعنى

مُؤْنِقة. يقال: آنقَني الشيء فهو مُؤْنِق وأَنِيق، ومثله مؤْلم وأَلِيم

ومُسمِع وسميع؛ وقال:

أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ

ومثله مُبدِع وبديع؛ قال الله تعالى: بديع السمواتِ والأرض؛ ومُكِلٌّ

وكَلِيل؛ قال الهذلي:

حتى شآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ،

باتَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ

والأَنَقُ: حُسْن المَنْظر وإعْجابه إياك. والأَنَقُ: الفرَحُ

والسُّرور، وقد أَنِقَ، بالكسر، يأْنَقُ أَنَقاً. والأَنَقُ: النباتُ الحسَن

المعجب، سمِّي بالمصدر؛ قالت أَعرابية: يا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس

خَلَقي وقال الراجز:

جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ

وقيل: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة في عينيك لأَنها تُعجِب رائيها. وشيء

أَنيقٌ: حسن مُعجِب.

وتأنَّق في الأَمر إذا عمله بِنِيقةٍ مثل تَنَوَّقَ، وله إناقةٌ

وأَناقةٌ ولَباقةٌ. وتأَنَّقَ في أُموره: تجوَّد وجاء فيها بالعجب.وتأْنَّقَ

المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لا يفارقه. وتأَنَّق فلان في الرَّوضة إذا وقع

فيها معجباً بها. وفي حديث ابن مسعود: إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في

رَوْضاتٍ أتأنَّقُهنّ، وفي التهذيب: وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن؛

أَبو عبيد: قوله أَتأَنق فيهن أَتَتبَّع محاسنهن وأُعْجَبُ بهن

وأَستلذُّ قراءتهن وأَتمتَّعُ بمحاسنهن؛ ومنه قيل: منظر أَنيق إذا كان حسناً

معجباً، وكذلك حديث عبيد بن عمير: ما من عاشِية أَشدُّ أَنَقاً ولا أَبعدُ

شِبَعاً من طالب علم أَي أَشد إعجاباً واستحساناً ومحَبَّة ورَغْبة.

والعاشِيةُ من العَشاء: وهو الأَكل بالليل. ومن أَمثالهم: ليس المُتعلِّق

كالمُتأَنِّق؛ معناه ليس القانع بالعُلْقة وهي البُلْغة من العيش كالذي لا

يَقْنَع إلا بآنَق الأَشياء وأَعجبها. ويقال: هو يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق

الأَشياء. أَبو زيد: أَنِقْت الشيء أَنَقاً إذا أَحببْته؛ وتقول: روْضة

أَنِيق ونبات أَنيق.

والأَنُوقُ على فَعُول: الرَّخَمة، وقيل: ذكر الرخم. ابن الأَعرابي:

أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق وهي الرخمة. وفي المثل: أَعزُّ من بيض

الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا يكاد يُظْفَر به لأَن أَوْكارها في رؤوس

الجبال والأَماكن الصعْبة البعيدة، وهي تُحمَّق مع ذلك. وفي حديث عليّ، رحمة

الله عليه: ترقَّيتُ إلى مَرْقاةٍ يقْصُر دونها الأَنُوق؛ هي الرخمة

لأَنها تبيض في رؤُوس الجبال والأَماكن الصعبة؛ وفي المثل:

طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فلمّا

لم يَجِدْهُ، أَرادَ بيضَ الأَنُوقِ

قال ابن سيده: يجوز أَن يُعْنى به الرخمة الأُنثى وأَن يعنى به الذكر

لأَن بيض الذكر معدوم، وقد يجوز أَن يضاف البيض إليه لأَنه كثيراً ما

يحضُنها، وإن كان ذكراً، كما يحضُن الظليم بيضه كما قال امرؤ القيس أَو أَبو

حَيَّة النُّمَيْري:

فما بَيْضةٌ باتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّها،

لدى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ، بمَيْثاءٍ حَوْمَلا

وفي حديث معاوية قال له رجل: افْرِضْ لي، قال نعم، قال ولولدي، قال لا،

قال ولعشيرتي، قال لا؛ ثم تمثل:

طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ، فلمّا

لم يجده، أَراد بَيضَ الأَنوق

العَقُوقُ: الحامل من النُّوق، والأَبلق: من صفات الذكور، والذكر لا

يحمل فكأَنه قال طَلَب الذكر الحامل. وبَيضُ الأَنوق مثَل للذي يطلبُ

المُحال الممتنِع، ومنه المثل: أَعَزُّ من بيض الأَنُوق والأَبلقِ العقوق، وفي

المثل السائر في الرجل يُسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدَرُ عليه:

كلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقُوق؛ ومثله: كلَّفتني بيض الأنوق. وفي التهذيب: قال

معاوية لرجل أراده على حاجة لا يُسأَل مثلها وهو يَفْتِل له في الذِّرْوة

والغاربِ: أَنا أَجَلُّ من الحَرْشِ ثم الخَديعةِ، ثم سأله أُخْرَى

أَصْعبَ منها فأَنشد البيت المَثَلَ. قال أَبو العباس: وبيضُ الأنوق عزيز لا

يوجد، وهذا مثل يُضرب للرجل يَسأَل الهَيِّنَ فلا يُعْطَى، فيَسأَل ما هو

أَعز منه. وقال عُمارةُ: الأَنوقُ عندي العُقاب والناس يقولون الرخَمة،

والرخمةُ توجد في الخَرابات وفي السهْل. وقال أَبو عمرو: الأَنوق طائر

أَسود له كالعُرْف يُبعِد لبيضه. ويقال: فلان فيه مُوقُ الأَنُوق لأَنها

تُحمَّق؛ وقد ذكرها الكميت فقال:

وذاتِ اسْمَينِ، والأَلوانُ شَتَّى،

تُحَمَّقُ، وهي كَيِّسةُ الحَوِيلِ

يعني الرخمة. وإنما قيل لها ذات اسمين لأَنها تسمِّى الرخمة والأَنُوقَ،

وإنما كَيِسَ حَوِيلُها لأَنها أَوَّل الطير قِطاعاً، وإنما تبيض حيث لا

يَلْحَق شيء بيضها، وقيل: الأَنوق طائر يشبه الرخمة في القَدِّ

والصَّلَعِ وصُفْرة المِنقار، ويخالفها أَنها سوداء طويلة المِنْقار؛ قال

العُدَيْلُ بن الفَرْخ:

بَيْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ، ومَن يُرِدْ

بَيْضَ الأَنوقِ، فإنه بمَعاقِل

نوق

نوق


نَاقَ (و)(n. ac. نَوْق)
a. Removed the fat.

نَوَّقَa. Broke in (camel).
تَنَوَّقَ
(a. و
or
ي ) [Fī], Did carefully.
b. [Fī], Was fastidious in.
إِنْتَوَقَa. Chose, selected.

إِسْتَنْوَقَa. Was like a camel.

نَاقَة [] (pl.
نَاق [ ]نُوْق [ 3 ]
أَنْوُق []
a. أَنْؤُق أَيْنُقنِيَاق [] أَنْوَاق [أَنْوَاْق], نَاقَات

أَيَانِق نِيَاقَات )
a. She-camel.

نِيْق (pl.
نِيَاق [ 23I ]
نُيُوْق []
أَنْيَاق [] )
a. Mountaintop, summit.

نِيْقَة []
a. Carefulness; zeal; ability.
b. Fastidiousness; tidiness; elegance.

نُوْقَة []
a. Dexterity, expertness.

نَوَقa. Reddish white.

نَوَقَة []
a. Slaughterers (fewish).
نَيِّق []
a. Fastidious, tidy; elegant.

نَوَّاق []
a. Skilful, expert.

مُنَوَّق [ N. P.
a. II], Broken in.
b. Fertilized.
c. Arranged.

أُيَيْنِقَات
a. Young she-camels.

نَاوَق
P.
a. Boat, skiff.
ن و ق : النَّاقَةُ الْأُنْثَى مِنْ الْإِبِلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَلَا تُسَمَّى نَاقَةً حَتَّى تُجْذِعَ وَالْجَمْعُ أَيْنُقٌ وَنُوقٌ وَنِيَاقٌ وَاسْتَنْوَقَ الْجَمَلُ تَشَبَّهَ بِالنَّاقَةِ. 
(ن و ق) : (النَّاوُوقُ) مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ النَّاوُوقَاتُ وَهُوَ الْخَشَبَةُ الْمَنْقُورَةُ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ فِي الدَّوَالِيبِ أَوْ تَعْرِضُ عَلَى النَّهْرِ أَوْ عَلَى الْجَدْوَلِ لِيَجْرِيَ الْمَاءُ فِيهَا مِنْ جَانِبٍ إلَى جَانِبٍ.
[نوق] نه: فيه: إن رجلًا سار معه على جمل قد نوقه وخيسه، المنوق: المذلل، أخذ من لفظ الناقة كأنه قد أذهب شدة ذكورته وجعله كالناقة المنقادة. ن: منوقة- بضم ميم وواو مشددة. نه: ومنه: هي ناقة "منوقة". وفيه: فوجد "أينقه"، هو جمع قلة لناقة وأصله أنوق فقلب وأبدل واوه ياء فوزنه أعفل.
نوق:
ناقة: يقول (هاملتون) في (ص141): إن ما يدفع من (الميري) عن كل ناقة naga يختلف من قبيلة لأخرى من خمسمائة إلى ستمائة قرش. أن الناقة لها سعرها، مثل الليرة الإسترلينية، وهو سعر حسابي أو تصوري فهو، تارة، عشرة جمال أو عشرون بقرة أو مائة رأس من الغنم أو العنز.
ناقة الله: حشرة تشبه العنكبوت. (ليون 347).
نوق
النّاقَةُ: مَعْروفةٌ، والنُوْن والنَيَاقُ، والعَدَد أيْنُق وأيَانِق على القَلْب. وفي المثَل: " اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ " أي صارَ كالنّاقَة، وتُجْمعَ الناقَةُ على النّاقات.
وبَعِيْرٌ مُنوَّن: أي مُذَلَّل.
والنّاقُ: شِبْهُ مَشَقّ بَيْنَ ضَرَّةِ الإِبْهام وأصْل الخِنْصِرِ في مُسْتَقْبَل باطِن الساعِدِ بِلِزْق الرّاحَة.
وتَنوَقَ فلانٌ في مَطْعَمِه ومَلْبَسِه: إذا تَجَوَّدَ وبَالَغَ.
وانْتَاقَ الشَّيْءَ: بمعنى انْتَقَاه.
والنَّوَقُ: بَيَاضٌ فيه حُمْرَةٌ يَسِيرة كالنَعَجِ.
نوق
استنوقَ يستنوق، استنواقًا، فهو مُستنوِق
• استنوق الجملُ: صار كالنّاقة في ذُلِّها ° استنوق الجملُ [مثل]: يُضرَب لِمَن ذلَّ بعد عِزٍّ. 

ناقَة [مفرد]: ج أيْنُق وناق ونُوق ونِيَاق:
1 - أنثى الإبل "ركب النّاقَةَ- ناقة صالح- {هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ} " ° لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه- ما له شاة ولا ناقة: فقير، ما له شيء.
2 - (فك) كواكب مُصطفّة بهيئة ناقة. 

نوق

2 نَوَّقَ [He broke, or trained, a camel]. (TA, voce مُصْعَبٌ.) 5 تَنَّيَقَ فِى مَطْعَمِهِ وَمَلْبَسِهِ , and نَنَوَّقَ, He was nice and luxurious (تَجَوَّدَ وَبَالَغَ) in his diet and his apparel. (JK, K.) Better explained voce تَأَنَّقَ. b2: تَنَوَّقَ: see تَأَنَّقَ and تَجَوَّدَ, and نِيقَةٌ.

نِيقٌ quasi-inf. n. of أَنَاقَ.

نَاقَةٌ : see قَلُوصٌ, and بَعِيرٌ, and بَكْرٌ. b2: نَاقَةُ الحَذَّآءِ: see رِحَالَةٌ. b3: أَيْنُقَاتٌ pl. of أَيْنُقٌ pl. of نَاقَةٌ: see a verse cited voce مُسْهَمٌ.

نِيقَةٌ a subst. from ?? (IJ, S, K) as syn. with تَأَنَّقَ (S) [and therefore signifying Daintiness, nicety, exquisiteness, refinement, or scrupulous nicety and exactness; and the exceeding of what is usual in a thing: or the choosing what is excellent, or best, to be done, and doing admirably: or the doing firmly, solidly, soundly, or thoroughly, and skilfully: or] the exceeding what is usual in a thing, and making it good, or beautiful, and firm, solid, sound, or free from defect or imperfection. (Ham, p. 625) See تَأَنَّقَ.
ن و ق: (النَّاقَةُ) جَمْعُهَا (نُوقٌ) وَ (أَنْوُقٌ) ثُمَّ اسْتَثْقَلُوا الضَّمَّةَ عَلَى الْوَاوِ فَقَدَّمُوهَا فَقَالُوا: أَوْنُقٌ ثُمَّ عَوَّضُوا مِنَ الْوَاوِ يَاءً فَقَالُوا: (أَيْنُقٌ) ثُمَّ جَمَعُوهَا عَلَى (أَيَانِقَ) . وَقَدْ تُجْمَعُ (النَّاقَةُ) عَلَى (نِيَاقٍ) بِالْكَسْرِ. وَفِي الْمَثَلِ: (اسْتَنْوَقَ) الْجَمَلُ أَيْ صَارَ نَاقَةً يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَكُونُ فِي حَدِيثٍ أَوْ صِفَةِ شَيْءٍ ثُمَّ يَخْلِطُهُ بِغَيْرِهِ وَيَنْتَقِلُ إِلَيْهِ. وَأَصْلُهُ أَنَّ طَرَفَةَ بْنَ الْعَبْدِ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ الْمُلُوكِ وَالْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ يُنْشِدُهُ شِعْرًا فِي وَصْفِ جَمَلٍ ثُمَّ حَوَّلَهُ إِلَى وَصْفِ نَاقَةٍ فَقَالَ طَرَفَةُ:
قَدِ اسْتَنْوَقَ الْجَمَلُ
. وَ (تَنَوَّقَ) فِي الْأَمْرِ تَأَنَّقَ فِيهِ وَالِاسْمُ مِنْهُ (النِّيقَةُ) . وَبَعْضُهُمْ لَا يَقُولُ: تَنَوَّقَ. 
[نوق] الناقَةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك، لانها جمعت على نوق، مثل بدنة وبدن، وخشبة وخشب، وفعلة بالتسكين لا تجمع على ذلك. وقد جمعت في القلة على أنوق، ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها فقالوا أونق، حكاها يعقوب عن بعض الطائيين، ثم عوضوا من الواو ياء فقالوا أنيق، ثم جمعوها على أيانق. وقد تجمع الناقة على نياق، مثل ثمرة وثمار، إلا أن الواو صارت ياء لكسرة ما قبلها. وأنشد أبو زيد للقلاخ بن حزن: أبعدكن الله من نياق إن لم تنجين من الوثاق وبعيرٌ مُنَوَّقٌ، أي مذلَّلٌ مروَّضٌ. وناقة مُنَوَّقةٌ. والنَوَّاقُ من الرجال: الذى يروض الامور ويصلحها. وفى المثل: " استونق الجمل "، أي صار ناقة. يضرب للرجل يكون في حديث أوصفة شئ، ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه. وأصله أن طرفة ابن العبد كان عند بعض الملوك والمسيب بن علس ينشده شعرا في وصف جمل ثم حوله إلى نعت ناقة فقال طرفة استنوق الجمل . والنيق: أرفع موضع في الجبل، والجمع نياق، ومنه قول الشاعر:

شغواء توظن بين الشيق والنيق * وتنوق في الأمر، أي تأنَّقَ فيه. وبعضهم لا يقول تَنَوَّقَ. والاسم منه النيقَةُ. وفي المثل: " خَرْقاءُ ذاتُ نيقَةٍ "، يضرب للجاهل بالأمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة ويتأنق في الارادة، ذكره أبو عبيد. والانتياق مثل الانتقاء. وينشد:

مثل القياس انتاقها المنقى * يعنى القسى. وكان الكسائي يقول هو من النيقة.
(ن وق)

النَّاقة: الْأُنْثَى من الْإِبِل، وَقيل: إِنَّمَا تسمى بذلك إِذا اجذعت.

وَالْجمع: أنوقٌ، وأنؤق، هَذِه عَن اللحياني، همزوا الْوَاو للضمة، وأنوق وأينق، الْيَاء فِي: أينق عوض من الْوَاو فِي أونق، فِيمَن جعلهَا: " أيفلا " وَمن جعلهَا: " أعفلا " فَقدم الْعين مُغيرَة إِلَى الْيَاء جعلهَا بَدَلا من الْوَاو، فالبدل أَعم تَصرفا من الْعِوَض إِذْ كل عوض بدل، وَلَيْسَ كل بدل عوضا.

وَقَالَ ابْن جني مرّة: ذهب سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْلهم: " أينق " مذهبين:

أَحدهمَا: أَن تكون عين " أينق " قلبت إِلَى مَا قبل الْفَاء، فَصَارَت فِي التَّقْدِير: أونق، ثمَّ أبدلت الْوَاو يَاء، لِأَنَّهَا كَمَا اعلت بِالْقَلْبِ، كَذَلِك اعلت أَيْضا بالإبدال.

وَالْآخر: أَن تكون الْعين حذفت، ثمَّ عوضت الْيَاء مِنْهَا قبل الْفَاء. فمثالها على هَذَا القَوْل: " أيفل " وعَلى القَوْل الأول: " أعفل " وَكَذَلِكَ: أيانق، ونوق، وأنواق، عَن يَعْقُوب، ونياق ونياقات، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِنَّا وجدنَا نَاقَة الْعَجُوز خير النياقات على الترميز

حِين تكال النيب فِي القفيز

وَقد ابنت تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة فِي الْكتاب الْمُخَصّص وتصغير اينق: أيينقات، عَن يقوب، وَالْقِيَاس: أيينق، كَقَوْلِك: فِي أكلب أكيلب.

واستونق الْجمل: صَار كالناقة فِي ذلها لَا يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا.

قَالَ ثَعْلَب: وَلَا يُقَال: استناق الْجمل، إِنَّمَا ذَلِك لِأَن هَذِه الْأَفْعَال المزيدة، أَعنِي: " افتعل " و" استفعل " إِنَّمَا تعتل اعتلال افعالها الثلاثية البسيطة الَّتِي لَا زِيَادَة فِيهَا، كاستقام: إِنَّمَا اعتل لاعتلال قَامَ، واستقال: إِنَّمَا اعتل لاعتلال قَالَ، وَإِلَّا فقد كَانَ حكمه أَن يَصح، لِأَن فَاء الْفِعْل سَاكِنة، فَلَمَّا كَانَت استنوق واستيئس، وَنَحْوهمَا دون فعل ثلاثي بسيط لَا زِيَادَة فِيهِ صحت الْيَاء وَالْوَاو لسكون مَا قبلهمَا.

وجمل منوق: ذَلُول، قد احسنت رياضته.

وَقيل: هُوَ الَّذِي ذلل حَتَّى صير كالناقة.

وناقة منوقة: علمت الْمَشْي.

وتنوق فِي أُمُوره: تجود وَبَالغ، قَالَ ذُو الرمة:

كَأَن عَلَيْهَا سحق لفق تنوقت ... بِهِ حضرميات الأكف الحوائك

عداهُ بِالْبَاء، لِأَنَّهُ فِي معنى: ترفقت بِهِ.

وانتاقت: كتنوق.

وَقيل: انتاق الشَّيْء: مقلوب عَن انتقاه، قَالَ:

مثل الْقَيْس انتاقها المنقى

وَالِاسْم من كل ذَلِك: النيقة.

والنوق: بَيَاض فِيهِ حمرَة يسيرَة.

نوق: النّاقةُ: الأُنثى من الإبل، وقيل: إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت،

والجمع أَنْوُقٌ وأَنْؤُق؛ هذه عن اللحياني؛ قال ابن سيده: همزوا الواو

للضمة؛ وأَوْنُق وأَيْنُق، الياء في أَيْنُقٍ عوض من الواو في أَوْنُقٍ فيمن

جعلها أَيْفُلاً، ومن جعلها أَعْفُلاً فقدم العين مُغَيَّرَةً إلى الياء

جعلها بدلاً من الواو، فالبدل أَعم تصرفاً من العوض،إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ

،وليس كل بدل عوضاً وقال ابن جني مرة: ذهب سيبوية في قولهم أَيْنُق

مذهبين: أَحدهما أَن تكون عين أَيْنُق قلبت إلى ما قبل الفاء فصارت في

التقدير أَوْنُق ثم أُبدلت الواو ياء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت

أَيضاً بالإبدال، والآخر أَن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل

الفاء، فمثالها على هذا القول أَيْفُل، وعلى القول الأَول أَعْفُل، وكذلك

أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ؛ عن يعقوب، ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ

خَيْرَ النِّياقات على التَّرْمِيزِ،

حين تُكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ

وفي حديث أَبي هريرة: فوجد أَيْنُقهُ؛ الأَيْنُق: جمع قِلَّةٍ لناقة،

ويصغر أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات؛ عن يعقوب، والقياسُ أُيَيْنِق كقولك في

أَكْلُبٍ أُكَيْلِب؛ الأَزهري: جمعها نُوق ونِياق، والعدد أَيْنُق وأَيانق على

قلب أَنْوُقٍ. الجوهري: النّاقةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك لأَنها جمعت

على نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب، وفَعْلة بالتسكين لا

تجمع على ذلك، وقد جمعت في القِلَّةِ على أَنْوُقٍ، ثم استثقلوا الضمة على

الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق؛ حكاها يعقوب عن بعض الطائيين، ثم عوضوا من

الواو ياء فقالوا أَيْنُق، ثم جمعوها على أَيانق، وقد تجمع الناقةُ على

نِيَاقٍ مثل ثَمَرة وثِمار، إلا أَن الواو صارت ياء للكسرة قبلها؛ وأَنشد

أَبو زيد للقلاخ بن حَزْنٍ:

أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِيَاقِ

إن لم تُنجِّين من الوِثاقِ

وفي المثل: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ قال ابن سيده: استَنْوق الجَملُ صار

كالناقة في ذُلِّها، لا يستعمل إلا مَزيداً. قال ثعلب: ولا يقال اسْتَنَاق

الجَمَلُ إنما ذلك لأن هذه الأَفعال المزيدة، أَعني افْتَعَل

واسْتَفْعَل، إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها

كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام، واسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال قال،

وإلا فقد كان حكمه أَن يَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة، فلما كانت

اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه، صحت الياء والواو

لسكون ما قبلهما، وهذا المَثَل يضرب للرجل يكون في حديث أَو صفة شيء ثم

يخلطه بغيره وينتقل إليه، وأصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض

الملوك والمسيَّبُ بن عَلَسٍ ينشده شعراً في وصف جَمَل، ثم حَوَّله إلى نعت

ناقة فقال طرفة: قد اسْتَنْوق الجمل؛ قال ابن بري وأَنشد الفراء:

هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً،

وذكَّرْت ذا التأْنيث فاستنوق الجَمَلْ

قال ابن بري: والبيت الذي أَنشده المُسيَّب بن عَلَس هو قوله

(* وفي

رواية أُخرى: إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة) :

وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضاره

بناجٍ، عليه الصَّيْعَريَّةُ، مِكْدَمِ

والصيْعَرِيّةُ: من سِماتِ النُّوق دون الجِمال. وجَمَل مُنَوَّق:

ذَلُول قد أُحْسِنَت رياضته، وقيل: هو الذي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كالناقة. وناقة

منوَّقة: عُلِّمت المشي.

والنَّوَّاق من الرجال: الذي يروض الأُمور ويصلحها. وفي الحديث: أَن

رجلاً سار معه جمل قد نَوَّقَهُ وخَيَّسه: المُنَوَّقُ: المذلَّل وهو من لفظ

الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته وجعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة.

وفي حديث عمران بن حصين: وهي ناقة مُنَوَّقة. وتَنَوَّق في الأمر أَي

تأَنَّق فيه، وبعضهم لا يقول تَنَوَّق، والاسم منه النِّيقةُ. وفي المثل:

خَرْقاءُ ذات نِيقَة؛ يضرب للجاهل بالأَمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة

ويتأَنق في الإرادة، ذكره أَبو عبيد. ابن سيده: تَنَوَّق في أُموره تَجَوَّد

وبالغ مثل تأَنَّق فيها؛ قال ذور الرمة:

كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ

به حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك

عدِّاه بالباء لأنه في معنى ترفقَتْ به، قال: وهي مأْخوذة من النِّيقة؛

قال ابن هرم الكلابي:

لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ

بحَدِّ القَوافي، والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ

وقال جميل في النِّيْقَةِ:

إذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ،

وفيها، إذا ازْدانتْ لِذِي نِيقةٍ، حَسْبُ

وقال الليث: النِّيقةُ من التَّنَوُّق. تَنَوَّق فلان في منطقة وملبسه

وأُموره إذا تجوَّد وبالغ، وتَنَيَّق لغة؛ قال ابن بري: وشاهد النِّيقَةِ

قول الراجز:

كأَنها من نِيقةٍ وشَارَهْ،

والحَلْي بين التبنِ والحِجارَةْ

مَدْفَع مَيْثاءَ إلى قَرارهْ،

لك الكلامُ، واسْمعي يا جارَه

وقال علي بن حمزة: تَأَنَّقَ من الأَنَقِ، والــأَنِيقُ المُعْجِبُ؛ ومنه

الحديث: صِرْتُ إلى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فيهن أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ

بهن، قال: ولا يقال تَأَنَّقْتُ في الشيء إذا أَحكمته، وإنما يقال

تَنَوَّقْتُ. ابن سيده: وانْتَاق كَتَنَوَّقَ، وقيل انْتاق الشيء مقلوب عن انتقاه.

أبو عبيد: والانْتِياقُ مثل الانْتِقَاءِ؛ قال:

مثل القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي

يعني القِسِيَّ، وكان الكسائي يقول: هو من النِّيقةِ والاسم من كل ذلك

النُّيقةُ. والنَّوَقُ: بياض فيه حمرة يسيرة. ابن الأَعرابي: النَّوْقة

الحَذاقة في كل شيء. والمُنَوَّق: المذلَّل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب

قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت. وروى الفراء عن الدبيرية أنها قالت: تقول

للجمل المليّن المُنَوَّق. الأَصمعي: المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح،

والمُنَوَّق من العُذُوق المنقَّى، والمُنَوَّقُ المُصَفَّف، وهو

المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ. ابن الأَعرابي: النَّوَقة الذين ينقّون الشحم من اللحم

لليهود، وهم أُمَناؤُهم، وهو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ؛ وأَنشد:

مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ،

أعْجَلَها الشّاوي عن الإحْراقِ

ويروى بين كَفَّي ناقِئٍ. ويقال: نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمييز اللحم من

الشحم.

نوق
{النّاقةُ: م معروفةٌ، وَهِي الْأُنْثَى من الإبِل، وَقيل: إنّما تُسمّى بذلك إِذا أجْذَعَتْ ج:} ناقٌ بحذفِ الهاءِ. وَقَالَ الجوهريّ: تقديرُها فعَلة بالتّحْريك لأنّها جُمِعَت على {نُوق كبَدنَة، وبُدْن وخشَبة وخُشْب، وفعْلة بالتّسكين لَا تُجْمَع على ذَلِك. قَالَ: وَقد جُمِعَت فِي القِلّة على} أنْوُق، ويُقال: {أنْؤُق، بالهمزِ، وَهَذِه عَن اللِّحيانيّ. قَالَ ابنُ سيدَه: هَمَزوا الْوَاو للضّمّةِ. وَقَالَ الجوهريّ: ثمَّ استَثْقَلوا الضّمّةَ على الواوِ فقدّمُوها، فَقَالُوا أوْنُق، حَكاها يعْقوبُ عَن بعضِ الطّائِيّين ثمَّ عوّضوا من الواوِ يَاء. وَقَالُوا:} أيْنُق. زادَ ابنُ سيدَه: فيمَن جعلهَا أيْفُلاً، وَمن جعلَها أعْفلاً فقدّم الْعين مُغيَّرة عَن الْوَاو الى الياءِ جعلَها بدَلاً من الْوَاو، فالبَدَلُ أعمُّ تصَرُّفاً من العِوَض إِذْ كُلّ عِوَضٍ بدَلٌ، وَلَيْسَ كُلّ بدَل عِوَضاً. وَقَالَ ابنُ جِنّي مرّة: ذهَب سيبَويْه فِي قَوْلهم: أينُقٌ مذْهَبَيْنِ: أحدُهما: أنْ يكون عيْنُ أينُق قُلِبَتْ الى مَا قبْلَ الفاءِ، فَصَارَت فِي التّقدير أوْنُق، ثمَّ أُبدِلَت الْوَاو يَاء لأنّها كَمَا أُعِلّت بالقَلْبِ كَذَلِك أُعِلَّت أَيْضا بالإبْدال. وَالْآخر: أَن تكونَ العيْنُ حُذِفَت، ثمَّ عُوِّضَت الياءُ مِنْهَا قبلَ الفاءِ، فمِثالُها على هَذَا القوْل أيْفُل، وعَلى القوْل الأول أعْفُل. وَقد تُجْمَعُ الناقةُ على {نِياق مثل: ثمَرةٍ وثِمار، إِلَّا أنّ الواوَ صارَت يَاء لكسْرةِ مَا قبْلَها. قَالَ القُلاخُ بنُ حَزْن: أبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِياقِ إنْ لم تُنَجّين من الوَثاقِ هَكَذَا أنشدَه أَبُو زيد. وَيُقَال:} نَاقَة {وناقاتٌ كباقَة وباقات. ويُجمَع أَيْضا على} أنْواق كنَفَقة وأنْفاق، عَن يعْقوب. جج جمْع الجمْع {أيانِق هُوَ جمْع} أيْنُق، قَالَ عُمارة بنُ طارِق: ومسَد أُمِرَّ من أيانِقِ لسْنَ بأنيابٍ وَلَا حقائِقِ {ونِياقات بالكسْر، أنشدَ ابنُ الأعرابيّ: إنّا وجَدْنا ناقةَ العَجوزِ خيْرَ النِّياقات على التّرْميزِ حِين تُكالُ النّيبُ فِي القَفيزِ وتصْغيرُ} أيْنُق أُيَيْنِقاتٌ عَن يعْقوب، والقِياسُ {أُيَيْنِق كقوْلِك فِي أكْلُب: أَكَيْلِب.} ونوق، بالضّم: ة)
ببَلْخ.! ونوقان: إحْدى مدينتَيْ طوس، والأخْرى طابَران، وضبَطه الحافِظُ بفتْح النُّون وَقَالَ: هِيَ قصَبة طوس، مِنْهَا القاسِم أَبُو شُجاع ناصِرُ بنُ محمّدٍ{والنَّوْقَة بالفَتْح: الحَذاقَةُ فِي كُلِّ شيءٍ عَن ابنِ الأعرابيّ. قَالَ: (و) } النَّوَقَة بالتّحْريك: الَّذين يُنَقُّونَ الشّحْمَ من اللّحْمِ لليَهودِ، وهم أُمَناؤُهم. قَالَ الْأَزْهَرِي: جمع {نائِق، مقْلوب ناقِئ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ:
(مُخّةُ ساقٍ بأيادِي ناقِئٍ ... أعْجَلَها الشّاوِي عَن الإحْراقِ)
ويروى: بينَ كفَّيْ ناقئٍ. قَالَ:} ونُقْ نُقْ بالضمِّ أمرٌ بذلِك أَي: بتَمْييز الشّحْم من اللّحْم. ويُقال: هُوَ أضيق من {النّاقِ. قَالَ اللّيثُ: هُوَ شِبْه مشَقٍّ بيْن ضَرّة الإبْهامِ وأصْل ألْيَةِ الخِنْصَر، مُستَقْبِلٌ بطْنَ السّاعِدِ بلِزْقِ الرّاحِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ موضِعٍ مثلُه فِي بطْنِ المِرْفَق وَفِي أصْلِ العُصعُص، وَنَقله الزّمخشريّ أَيْضا هَكَذَا، وَالْجمع نُيوقٌ. وَقَالَ غيرُه:} النّاقُ: بَثْرٌ أَو شِبْهُه يخرُج باليَدِ، الواحدَةُ {ناقَة. وَقَالَ ابنُ دُريْد:} النَّوَق، مُحرّكةً: بَياضٌ فِيهِ حُمْرَةٌ يَسيرَة شَبيهة بالنّعَج. {وتنيَّقَ فِي مطْعَمِه وملْبَسثه وأمورِه، أَي: تجوّدَ وبالَغ وتأنّق فِيهِ} كتنوّق. والاسمُ {النِّيقَة، بالكسْر. قَالَ الصاغانيّ والجوهريّ: وبعضُهم يُنكِرُ تنوَّق. قَالَ ابنُ فَارس: عندَنا أنّ} تَنَوَّقَ من قِياسِ)
التّركيبِ، وهم يُشبِّهون الشّيءَ بِمَا يسْتَحْسِنونه، فكأنّ تَنوّقَ مَقيسٌ على اسمِ النّاقَةِ، وَهِي عندَهم من أحسنِ أموالِهم، قَالَ: وَمن قَالَ: إِن تَنَوَّق خطأٌ، فقد غلِطَ. قَالَ ابنُ برّيّ: وشاهِدُ {النّيقَة قولُ الرّاجِز: كأنّها من} نِيقَةٍ وشارَهْ والحَلْيُ بَين التّبْنِ والحِجارَهْ مدْفَع مَيْثاءَ الى قَرارَهْ لكِ الكلامُ واسْمَعي يَا جارَهْ وَأنْشد ابنُ سيدَه شاهِداً على تنوّقَ قولَ ذِي الرُّمّة: (كأنّ عَلَيْهَا سحْقَ لِفقٍ {تنوّقَتْ ... بِهِ حَضْرَميّاتُ الأكُفِّ الحوائِكِ)
عدّاه بالباءِ، لأنّه فِي معْنى ترفّقَتْ بِهِ، قَالَ: وَهِي مَأْخُوذَة من} النِّيقَة. وَقَالَ غيرُه:
(لأُحسِنُ رمّ الوصْلِ من أمّ جعْفَرٍ ... بحدِّ القَوافي {والمُنوَّقةِ الجُرْدِ)
وَقَالَ جميلٌ فِي} النّيقَة:
(إِذا ابتُذِلَتْ لم يُزْرِها ترْكُ زينَة ... وفيهَا إِذا ازْدانَتْ لِذي {نيقَةٍ حسْبُ)
وَقَالَ عليُّ بن حمْزة: تأنّقَ من الأنَق، وَلَا يُقال: تأنّقْتُ فِي الشيءِ: إِذا أحْكَمْتَه، وَإِنَّمَا يُقَال:} تنوّقْت. وَرجل {نيِّق، ككَيِّس: ذُو أنيقــة، نَقله الصَّاغَانِي عَن الفرّاءِ.} وانْتاقَ مثل انْتَقَى عَن أبي عُبَيْدٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مقْلوبٌ، قَالَ: مثلُ القِياسِ {انْتاقَها المُنَقِّي يَعْنِي القِسيّ، وَكَانَ الكِسائيّ يَقُول: هُوَ من} النّيقَة. {والنِّيقُ، بالكسْر: أرفَعُ موْضعٍ فِي الجبَل، ج:} نِياقٌ بالكسْر، وَعَلِيهِ اقتَصَر الجوهريّ {وأنْياقٌ} ونُيوقٌ. وَقيل: {النِّيق: الطّويل من الجِبال، وَقيل: حرْفٌ من حُروفِ الجبَل، وأنشدَ الجوهريّ: شَغْواءُ توطِنُ بيْنَ الشِّيقِ} والنّيقِ وَأنْشد الصاغانيّ لأبي ذؤيْب:
(فيَمَّمَ وَقْبةً فِي رأسِ {نيقٍ ... دوَيْنَ الشّمْسِ ذاتَ جنى} أنيقِ)
ويُقال: إِنَّه أنْشد المُسَيَّبُ بنُ علَسٍ بيْن يدَيْ عمْرو بنِ هِنْد المَلِك، فِي وصْفِ جمَل: وَقد أتلافَى الهَمَّ عِنْد احْتِضاره)
ورَواه ابنُ برّي: وَإِنِّي لأُمضي الهَمّ عِنْد احْتِضارِه وَفِي العُباب:
(فقد أقْطَعُ اللّيلَ الطّويلَ ادِّراكُه ... بناجٍ عليْه الصّيْعَريّةُ مِكْدَمِ)
وطرفَةُ بنُ العبْدِ حاضِرٌ، وَهُوَ غُلامٌ، فَقَالَ: {استَنْوَقَ الجمَلُ، وذلِك لأنّ الصّيْعَريّةَ من سماتِ النّوقِ دون الفُحولِ فغضِب المُسَيَّبُ وَقَالَ: مَنْ هَذَا الغُلام فَقَالُوا: طرَفَةُ بنُ العبْد، فَقَالَ: ليَقْتُلَنّه لسانُهُ، فَكَانَ كَمَا تفرّسَ فِيهِ. قَالَ ابنُ برّي: وأنشدَ الفرّاءُ:
(هزَزْتُكُمُ لَو أنّ فِيكُم مَهَزّةً ... وذكّرْتُ ذَا التّأنيثِ} فاستَنْوَقَ الجمَلْ)
والمعْنى صارَ الجَملُ نَاقَة فِي ذُلِّها، أُخْرِجَ على الأصْل. وَقَالَ ابنُ سيدَه: لَا يُستَعْمل إلاّ مَزيداً.
قَالَ ثعْلب: وَلَا يُقال: {استَناقَ الجَملُ، إنّما ذلِك لأنّ هَذِه الْأَفْعَال المَزيدة أَعنِي افْتَعَل واستَفْعل إِنَّمَا تعْتَلّ باعْتِلال أفعالِها الثُلاثيّة البَسيطة الَّتِي لَا زِيادَة فِيهَا، كاسْتَقام، إِنَّمَا اعتلّ لاعتِلال قامَ، واستَقال إنّما اعتلّ لاعْتِلالِ قَالَ، وَإِلَّا فقد كانَ حُكْمُه أَن يصِحَّ لأنّ فاءَ الفِعْلِ ساكِنة. يُضرَب هَذَا المثَلُ للرّجلِ يكونُ فِي حديثِ أَو صِفة شيْءٍ، ثمَّ يخلِطُه بغيْره وينْتَقِلُ إلَيْه كَمَا فِي الصِّحاح.} ونِيقِيَةُ، بالكسْر، أَو {أنيقــيَةُ، أَو} أنِيقِــياءُ: بلْدَة من أعْمال اصْطَنْبول دارِ مُلْكِ الرّوم، عمّرها الله تَعَالَى بسُلْطانِها ملِك الزّمان، الملِكُ المعظَّمِ أبي الفتْح مُصْطَفى بنِ أحْمَد خَان، خلّد اللهُ ملكَه، وأيّد سلْطَنَته، وأعانَه على جِهادِ الكفَرَةِ اللّئام، الى يوْمِ الْقيام. {ونَيوق كصَبور: جبَل ضخْم أحمَر منيع لبَني كِلاب. قَالَ الصاغانيّ: وليْس مُصَحَّف يَنوف بالفاءِ الَّذِي تقدّم ذكره، وَفِي بعْض النُسَخ:} ينوق بالقافِ، وَهُوَ غلَط. {وتَنوق: موضِع بعُمان هَكَذَا فِي النُسَخ، وكأنّه نسِيَ قاعدتَه، حيثُ لم يذكُر الإشارةَ الى الموضعِ بالعَيْن، ثمَّ إنّ الَّذِي فِي مَعاجِم الأنْسابِ أَن الموضِع الَّذِي بعُمان تَنوف بالفاءِ وَقد سبَق ذكْرُه فِي موضِعه.} وآنَقَني {إيناقاً،} ونيقاً بالكسْر: أعجَبَني، هَكَذَا فِي سائِر النّسخ، وصوابُه أَن يُذْكَرَ فِي أَن ق وَقد مرّت للمُصنِّفِ هَذِه العِبارة بعيْنها هُناك، فتأمّل ذَلِك. {ونِيقُ العُقابِ، بالكسْر: ع، بينَ الحَرَميْن الشّريفَين.} والنِّيقُ، بالكسْر أَيْضا: ع آخر. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {انْتاقَ الرّجُلُ،} كتنوَّقَ عَن ابنِ سيدَه. {والمُنَوَّق من العُذوقِ: المُنَقّى، عَن الأصمعيّ.} والنّاقُ: الحَزُّ الَّذِي فِي مؤخّر حافر الفَرَسِ، وَالْجمع {نُيوقٌ، نَقله الزّمخْشَريّ.
وَفِي المثَل: خرْقاءُ ذاتُ} نيقَة يُضرَب للجاهِلِ بالأمْرِ، وَهُوَ مَعَ جهْلِه يدّعي المعرِفَة، ويتأنّقُ فِي)
الإرادَةِ، قالَه أَبُو عُبَيد. وَقد سمَّوا ناقَة. وبَنو {النّاقة: بُطَيْنٌ فِي طرابُلُسِ الغرْبِ. وأنْفُ النّاقةِ: لقَبُ جعْفر بنِ قُرَيْعٍ التّميميّ وَقد ذُكِر فِي أَن ف. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
(نوق) - في حديث أَبى هريرة: "فوَجَدَ أَيْنُقَه"
- هو جَمُع ناقَةٍ كَأَكَمَة وأَكَمٍ، وفيه وجهَان؛ أحدُهما: أن يَكُون أصلُه أنْوُق فقَلَب وأَبدَل واوَه يَاءً، والآخَر أَن تُحذفَ العَيْن، وتُزادَ اليَاء عِوَضًا، قاله سِيبَوَيه، ففى أحَدِ قَولَيه وزنه أغْفُل؛ لأنّه قَدّم العَيْن، وفي الآخر أَيْفُل؛ لأنه حذَف العَيْن.
ن و ق

تنوّق في الأمر. وفلان له نيقه، وصناعته أنيقــه. وفي مثل " خرقاء ذات نيقة ": لجاهل يدّعي المعرفة. وله نوقٌ ونياقٌ وأينُق وأيانِقُ. قال:

خيّبكنّ الله من نياق ... إن لم تنجّين من الوثاق

وبعير منوّق: مذلّل كأنه ناقة. وأضيق من النّاق وهو الحزّ بين صرّة الإبهام وألية الخنصر ونحوه في باطن المرفق وأصل العصعص وفي مؤخّر حافر الفرس.

ومن المجاز: " استنوق الجمل ".

انق

[انق] ك وفيه: "انقتني" بهمزة ممدودة وقاف ساكنة بين نونين مفتوحتين جمع مؤنث من الأفعال. نه: سمعته يحدث بأربع "فأنقنني" أي أعجبنني، والأنق بالفتح الفرح والسرور، وشيء أنيق معجب، ويروي المحدثون أينقنني، وليس بشيء وفي مسلم لا أينق بحديثه أي لا أعجب. وإذا وقعت في آل حم وقعت في روضات "أتأنق" فيهن أي أعجب بهن وأستلذ محاسنهن، وفيه: ما من عاشية أطول "أنقا" ولا أبعد شبعاً من طالب العلم أي أشد إعجاباً واستحساناً ورغبة، والعاشية من العشاء وهو الأكل في الليل. وقال علي: ترقيت إلى مرقاة يقصر دونها "الأنوق" أي العقاب لأنها تبيض في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة. ومنه المثل: أعز من بيض الأنوق يضرب لطالب المحال.

انق

1 أَنِقَ, aor. ـَ inf. n. أَنَقٌ, It excited admiration and approval by its beauty or goodliness; it pleased, or rejoiced. (Msb.) b2: Also, aor. and inf. n. as above, He rejoiced; was joyful, happy, or pleased. (S, K.) You say, أَنِقْتُ بِهِ, (Lth, JK, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (Lth, JK,) I was pleased with it, or by it; or was rejoiced by it. (Lth, JK, Msb, K. [In the CK اَعْجَبَ is erroneously put for أُعْجِبَ] It is said in a trad., مَا مِنْ عَاشِيَةٍ أَشَدُّ أَنَقًا وَلَا أَبْعَدُ شِبَعًا مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ There is not any eater by night [i. e. any man] who hath more pleasure and approval and desire and love [in his pursuit, nor any who is further from satiation therein, than the student, or pursuer, of science]; meaning that the man of learning is excessively greedy and insatiable, persevering in vehement desire. (L.) b3: And أَنَقَ الشَّىْءَ, (Az, K,) inf. n. as above, (Az,) He loved the thing. (Az, K.) 2 أنّق, inf. n. تَــأْنِيقٌ, He made, or caused, to wonder. (K, TA.) 4 آنَقَنِى, (S, Msb, K,) inf. n. إِيْنَاقٌ and نِيقٌ, (K,) [but the latter is properly a quasi-inf. n.,] It excited my admiration and approval; pleased me; or rejoiced me. (S, Msb, K.) b2: مَا آنَقَهُ فِى

كَذَا How vehemently does he seek, or pursue, or desire, such a thing! or how vehement is he in seeking, pursuit, or desire, with respect to such a thing! (JK, K.) 5 تأنّق He sought, pursued, or desired, the most pleasing of things; (TA;) [he affected nicety, or refinement; he was dainty, nice, exquisite, refined, or scrupulously nice and exact; or chose what was excellent, or best; and he exceeded the usual bounds; as also تَنَوَّقَ and تَنَيَّقَ, in all these senses;] فِى المَطْعَمِ, in respect of food, never eating anything but what was clean [and choice]; and فِى المَلْبَسِ, in respect of apparel, never dressing otherwise than well; and فِى الكَلَامِ, in respect of speech, never speaking otherwise than chastely; and فِى جَمِيعِ الأُمُورِ, in respect of all affairs. (TA in art. نطس.) تأنّق فِيهِ is like تَنَوَّقَ; (JK, S, K;) i. e. He did it, or performed it (namely, a thing, or an affair,) with نِيقَة [i. e. daintiness, nicety, exquisiteness, refinement, neatness, or scrupulous nicety and exactness; or in a manner exceeding what is usual]: (S:) or he chose what was excellent, or best, to be done in it, and did it admirably: (TA:) or he did it (namely, his work, Msb) firmly, solidly, soundly, or thoroughly, (Msb, K,) and skilfully. (K: [but in this last sense, 'Alee Ibn-Hamzeh allows only the latter of these two verbs. TA in art. نوق.]) Yousay also, تأنّق فُلَانٌ فِى الَّرَّوْضَةِ Such a one found himself in the meadow, or garden, (وَقَعَ فِيهَا,) pleased, or rejoiced, therewith: (S:) or he found it pleasant or delightful, delighted in it, or took pleasure or delight in it, and enjoyed its beauties: and he sought after its beauties, step by step, and was pleased, or rejoiced, therewith, and enjoyed it. (TA.) And تأنّق المَكَانَ He was pleased, or rejoiced, with the place, and attached to it, not quitting it: (L:) he loved the place. (Fr, K.) It is said in a trad. of Ibn-Mes'ood, إِذَا وَقَعْتُ فِى

آلِ حم وَقَعْتُ فِي رَوْضَاتٍ أَتَأَنَّقُهُنَّ, or, as in the T, أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ, meaning [When I find myself in the chapters of the Kur-án commencing with Há Meem,] I find myself in meadows, or gardens, the beauties of which I seek after step by step, and with which I am pleased, or rejoiced, and which I enjoy: i. e., I find pleasure, or delight, in reading them, or reciting them, and enjoy their beauties. (TA.) أَنَقٌ inf. n. of 1 [q. v.] (Lth, JK, &c.) b2: [Hence, A pleasing, or rejoicing, state, or condition.] You say, هُوَ فِى أَنَقٍ مِنْ عَيْشِهِ وَخِصْبٍ

[He is in a pleasing, or rejoicing, state, or condition, in respect of his life, and in a state of plenty]. (JK.) b3: Goodliness, or beauty, and pleasingness, of aspect, or outward appearance: or, as some say, a uniform and uninterrupted state of verdure before the eye; because it pleases, or rejoices, its beholder. (TA.) b4: Herbage, or pasturage, (K, TA,) that is goodly, or beautiful, and pleasing, or rejoicing: an inf. n. used as a subst. (TA.) أَنِقٌ: see أَنِيقٌ.

مَا لَهُ فِى الشَّىْءِ أَنِقَةٌ He has no pleasure, or pride, in the thing. (JK.) أَنُوقٌ A certain bird; (S;) i. e. the رَخَمَة [or female of the vultur percnopterus]; (IAar, S;) called by Kumeyt ذَاتُ اسْمَيْنِ [possessor of two names] because having these two appellations: (S:) or the eagle: and also the former bird: (K:) ISk cites 'Omárah as saying that it is in his opinion the eagle; but that people say it is the رخمة; and he adds, [alluding to a prov., which see below,] that the eggs of the رخمة are found in ruins, and in plain country: (TA:) or the male of the رَخَم: (JK, TA:) or a certain black bird, having what resembles the عُرْف [or comb of the cock], (AA, K,) that deposits its eggs in remote places: (AA:) or a certain black bird, (AA, K,) like a great hen, (AA,) bald in the fore part of the head, (AA, K,) having a yellow bill, (K,) or having a long bill: (AA:) she guards her eggs, and defends her young one, and keeps with her offspring, and submits not herself to any but her mate, and migrates among the first of the migrating birds, and returns among the first of the returning birds, and will not fly while moulting, and will not be deceived by her small feathers but waits until they become quills and then flies, and will not remain constantly in the nests, and will not alight upon the quiver (K) knowing it to contain arrows: (TA:) the word is sing. and pl.: (TA:) or its pl. is أُنُقٌ. (JK.) Hence the prov., (JK, S,) أَعَزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوقِ [More rare than the eggs of the anook]: (JK, S, K:) because this bird guards its eggs, so that they are hardly ever, or never, found; for its nests are on the tops of mountains, and in difficult and distant places; (S, K;) notwithstanding which, it is said to be stupid: (S:) ISd says that the female bird called رخمة may be meant thereby; or the male, because the eggs of the male exist not; or the eggs of the latter may be meant because he often guards them, like as does the male ostrich. (TA.) أَنِيقٌ Goodly, or beautiful; (S, K;) pleasing, or rejoicing; (JK, S, Msb, K;) as also ↓ أَنَقٌ: (JK, TA:) and loved. (TA.) You say, رَوْضَةٌ أَنِيقٌ A meadow, or garden, that is loved: and رَوْضَةٌ

أَنِيقَــةٌ a meadow, or garden, that is pleasing, or rejoicing. (TA.) لَهُ إِنَاقَةٌ and أَنَاقَةٌ (K, and so in some copies of the S,) He has goodliness, or beauty, and pleasingness: but in the L, [and in some copies of the S,] لَهُ إِنَاقَةٌ وَلَبَاقةٌ; and what precedes it indicates that the meaning is he has a faculty of doing well or excellently [and of nice or refined skilfulness]. (TA.) آنَقُ [originally أأْنَقُ] More, or most, pleasing or rejoicing. (TA.) مُتَأَنِّقٌ [part. n. of 5; Seeking, pursuing, or desiring, the most pleasing of things; affecting nicety, or refinement; dainty, nice, exquisite, refined, &c.; in respect of food, apparel, speech, &c.:] one who is in a pleasing condition (فِى أَنَقٍ) in respect of his life, and in a state of plenty. (JK.) It is said in a prov., لَيْسَ المُتَعَلِّقُ كَالمُتَأَنِّقِ, (JK, TA,) i. e. He who is content with what is little, (S, K, in art. علق,) or what is barely sufficient, of sustenance, (TA in the present art.,) is not like him who seeks, pursues, or desires, the most pleasing of things, or who is dainty, &c., (مَنْ يَتَأَنَّقُ,) and eats what he pleases, (S, K, in art. علق,) or him who is not content save with the most pleasing of things. (TA in the present art.)

قنو

ق ن و : الْقَنَاةُ الرُّمْحُ وَقَنَاةُ الظَّهْرِ وَالْقَنَاةُ الْمَحْفُورَةُ وَيُجْمَعُ الْكُلُّ عَلَى قَنًى مِثْلُ حَصَاةٍ وَحَصًى وَعَلَى قِنَاءٍ مِثْلُ جِبَالٍ وَقَنَوَاتٍ وَقُنُوٍّ عَلَى فُعُولٍ وَقَنَّيْتُ الْقَنَاةَ بِالتَّشْدِيدِ احْتَفَرْتُهَا وَقَنَوْتُ
الشَّيْءَ أَقْنُوهُ قَنْوًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَقِنْوَةً بِالْكَسْرِ جَمَعْتُهُ.

وَاقْتَنَيْتُهُ اتَّخَذْتُهُ لِنَفْسِي قِنْيَةً لَا لِلتِّجَارَةِ هَكَذَا قَيَّدُوهُ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَنَوْتُ الْغَنَمَ أَقْنُوهَا وَقَنَيْتُهَا أَقْنِيهَا اتَّخَذْتُهَا لِلْقِنْيَةِ وَهُوَ مَالُ قِنْيَةٍ وَقِنْوَةٍ وَقِنْيَانٍ بِالْكَسْرِ وَالْيَاءِ وَقُنْوَانٍ بِالضَّمِّ وَالْوَاوِ وَأَقْنَاهُ أَعْطَاهُ وَأَرْضَاهُ.

وَالْقِنْوُ وِزَانُ حِمْلٍ الْكِبَاسَةُ هَذِهِ لُغَةُ الْحِجَازِ وَبِالضَّمِّ فِي لُغَةِ قَيْسٍ وَالْجَمْعُ قِنْوَانٌ بِالْكَسْرِ فِيمَنْ كَسَرَ الْوَاحِدَ وَبِالضَّمِّ فِيمَنْ ضَمَّ الْوَاحِدَ وَمِثْلُهُ فِي الْجَمْعِ صِنْوَانٌ جَمْعُ صِنْوٍ وَهُوَ فَرْخُ الشَّجَرَةِ وَرِئْدٌ وَرِئْدَانٌ وَهُوَ التِّرْبُ وَحُشٌّ وَحُشَّانٌ وَلَفْظُ الْمُثَنَّى فِي الرَّفْعِ وَالْوَقْفِ كَلَفْظِ الْمَجْمُوعِ فِي الْوَقْفِ. 
(قنو) : القَلِيسُ: غَثيانُ النَّفْسِ.
قنو: {قنوان}: عروق النخل. 
(قنو) : قَناءُ الرَّمْلِ، وقَناءُ الجَبَلِ، والحائِطِ، هو الجانِبُ الَّذِي يَفِيءُ عليه الفَيْءُ وكذلِك الإقْناءَةُ.

قنو


قَنَا(n. ac. قَنْو
قُنْوَة
قُنُوّ
قُنْوَاْن)
a. Acquired, obtained, procured; possessed.
b.(n. ac. قَنْو), Created.
c.(n. ac. قَنْو), Kept, preserved ( purity, modesty ).
d. [pass.

قُنِيَ ]
a. Was kept at home, was secluded (girl).
قنو
القِنْوُ: العذق، وتثنيته: قِنْوَانِ، وجمعه قِنْوَانٌ . قال تعالى: قِنْوانٌ دانِيَةٌ
[الأنعام/ 99] والقَنَاةُ تشبه الْقِنْوَ في كونهما غصنين، وأمّا الْقَنَاةُ التي يجري فيها الماء فإنما قيل ذلك تشبيها بِالْقَنَاةِ في الخطّ والامتداد، وقيل: أصله من قنيت الشيء: ادّخرته، لأنّ القَنَاةَ مدّخرة للماء، وقيل: هو من قولهم قَانَاهُ، أي: خالطه، قال الشاعر: كبكر المُقَانَاةِ البياض بصفرة
وأما القَنَا الذي هو الاحديداب في الأنف فتشبيه في الهيئة بالقنا. يقال: رجل أَقْنَى، وامرأة قَنْوَاءُ.
(ق ن و) : (قَنَوْتُ الْمَالَ) جَمَعْتُهُ قَنْوًا وَقِنْوَةً وَاقْتَنَيْتُهُ اتَّخَذْتُهُ لِنَفْسِي قِنْيَةً أَيْ أَصْلُ مَالٍ لِلنَّسْلِ لَا لِلتِّجَارَةِ وَأَقْنَاهُ أَغْنَاهُ وَأَرْضَاهُ (وَمِنْهُ) الْإِثْم مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ وَإِنْ أَقْنَاكَ النَّاسُ عَنْهُ (وَأَقْنَوْكَ) أَيْ وَأَرْضَوْكَ (وَالْقَنَاةُ) مَجْرَى الْمَاءِ تَحْتَ الْأَرْضِ وَأَصْلُهَا مِنْ قَنَاةِ الرُّمْحِ وَهِيَ خَشَبُهَا قَالَ الْحَمَاسِيُّ (وَرُمْحًا طَوِيلَ الْقَنَاةِ عَسُولًا) (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ لَا قَطْعَ فِي الْخَشَب إلَّا فِي السَّاجِ وَالصَّنْدَلِ وَالْأَبَنُوسِ وَالْقَنَا وَالدَّارَصِينِيِّ.
ق ن و
قنا المال يقنوه قنياناً وقنواناً، واقتناه: اتخذه لنفسه لا للبيع، وهذا مال قنيةٍ وقنوةٍ وقنيانٍ وقنوانٍ. أنشد النضر:


إن تدن مني للوصال دنوه ... أدنُ إليك للوفاء رتوه

وأجلع الودّ كمال قنوه

وقالت الخنساء:

لو كان للدهر مالٌ كان متلده ... لكان للدهر صخر مال قنيان

وهذه قنيته وقناه. وأغناه الله وأقناه: أولاه الغنى والقنى، وتقول: فلان يجتني الغنى والقنى، من أطراف السيوف والنقا. وقنيت حيائي: لزمته، واقنى حياءك. وقوني بياضها بصفرة: خلط. وفي أنفه قناً: احديداب بين القصبة والمارن ويستحسن ذلك. ورجل أقنى، وامرأة قنواء. وفرس أقنى. وبازٍ أقنى. قال ذو الرمة:

نظرت كما جلّى على رأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطلّ أزرق ومعه قنوٌ من الرطب وقنوان.

ومن المجاز: حفر النقاء قناة وقنياً، وقنّيت قناةً: عملتها. وهو تام القناة أي القامة. وفلان يبتني المعالي، ويقتني المساعي.
قنو: قنا: في المعنى الرابع من معجم فريتاج: لاقنونك قناوتك بمعنى لأجزينك جزاءك. (ديوان الهذليين ص34).
قني: ثقب وخرق قناة الرمح. (عباد 1: 396).
قني: أبقى، احتفظ به. ففي ألف ليلة (4: 626): ولو علمت أن فيك عيبا من هذه العيوب ما كنت قنيتك عندي ساعة واحدة.
قنا: مفرد مذكر بمعنى رمح. (عباد 3: 22، معجم الطرائف، المقري 1: 322، 2، 797، ملر ص127).
قناة: قرن عند الشعراء (ديوان الهذليين ص184، البيت 24) وانظر (ص185).
قناة: ساق عذق النخلة. (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 914).
قناة، وتجمع على اقنية أيضا: كظيمة تحفر تحت الأرض، قناة الماء. (فوك، بوشر) ومثعب، مجرى الماء (هلو، بوشر). وبالوعة، بلوعة. (دي ساسي طرائف 1: 203).
قناة: ميزاب (مزراب) بين منحدري السقف (الكالا).
قناة: أنبوب مجرى الماء. (معجم بدرون).
قناة: من مصطلح البنائين، ولا أعرف المعنى المراد به. (ابن جبير ص82).
قناية: قناة كظيمة، مجرى الماء (بوشر).
قنوة، قنية، ما اكتسب. وقد ذكر السيد رايت أن جمعها قني من ديوان الهذليين، ولكن نقله هذا غير صحيح.
قنوي: حافر القنوات. (فوك).
قلة قناوية: إناء من الفخار رقيق الوسط واسع الطرفين يستعمل لتبريد الماء. (بوشر).
قناوية: بامية، نوع من الخضراوات. (بوشر).
مال قُنيان ومال قِنيان. وليس مال قنيان كما جاء في معجم فريتاج (انظر ديوان الهذليين ص34 البيت الأول مع شرحه).
قَنا أو قنة (انظر سيمونيه (ص31) حلتيت، محروث (نبات) وعند ديسقوريدوس (3: 84): سليقون وسليقيون، وعند ابن البيطار (1: 85): شبيهة في شكلها بالقنا وهو الكلخ. وفيه (2: 11): القنا وهو الكلخ. وهو الاندان.
مقنى: اقنى، يقال أنف مقنى أي أنف اقنى. هو ما ارتفع وسط قصبته وضاق منخراه. (بوشر).
قنو and قنى 1 قَنِىَ الحَيَآءَ He kept to the sense of shame, or modesty; (S, K;) he preserved it: and i. q. اِسْتَحْيَى: and ↓ اِسْتَقْنَى

he kept to [or preserved]

his sense of shame, or modesty. (TA.)

b2: قَنَا غَنَمًا, and ↓ اِقْتَنَى, He took for himself, got, or acquired, sheep, or goats [for a permanent possession], not for sale. (JK.)

b3: قَنَا, aor. ـْ inf. n. قُنُوٌّ; a dial. var. of قَنَأَ, q. v. (TA.)

3 قَانَى

: see قَانَأَ.

8 اقْتَنَى He gained, acquired, or got, for himself, (S, K,) or took for himself, (Mgh,) property, or camels, &c., (S, Mgh,) as a permanent stock, for propagation, (Mgh,) not for merchandise: (S, Mgh:) he made it to be in his possession, not to depart from his hand: (TA:) he acquired it for himself permanently, or for a permanence.

See 1.

10 إِسْتَ1ْ2َ3َ

see 1.

قَنًا of the nose: see شَمَمٌ.

b2: قنا وُشَّق a name given in Egypt to وُشَّق; also called أُشَّق and أُشَّج. (TA in art. اشق.)

قَنَاةٌ

A spear-shaft; (Mgh;) a spear (T, S. K)

that is hollow, like a cane; (Az, in TA;) a spear with a head affixed to it. (Msb.)

b2: Hence, A subterranean channel, or conduit, for water. (Mgh.)

b3: [And A pipe.]

b4: قَنَاةُ الكُوزِ

The

بُلْبُل

[or spout] of the كوز [or mug], that pours forth the water. (M, K, in art. بل.)

b5: قَنَاةٌ, said to signify بَقَرَةٌ وَحْشِيَّةٌ: see فَنَاةٌ.

فِنْوَةٌ

: see قِنِيَّةٌ.

قِنْيَةٌ and ↓ قِنْوَةٌ Sheep, or goats, taken for oneself, gotten, or acquired, [for a permanent possession,] not for sale. (JK.)

أَقْنَى

in the prov., خَلَاؤُكَ أَقْنَى لِحَيائِكَ

i. q.

أَلْزَمُ [as meaning Most preservative: see that prov. in art. خلو, and see قَنِىَ الحَيَآءَ, above]. (S in art. خلو, and Meyd.)

مُقَانَاةٌ

The weaving with one thread white and one thread black. (T, voce نِيرٌ.)
قنو
قنَا يَقْنُو، اقْنُ، قَنْوًا وقُنُوًّا، فهو قانٍ، والمفعول مَقْنُوّ (للمتعدِّي)
• قنا لَوْنُ الشّيء: اشتدَّت حُمْرَتُه، كان أحمرَ قانيًا.
• قنا المالَ: جمعه وامتلكه واتّخذه لنفسه لا للتِّجارة. 

أقنى يُقْنِي، أَقْنِ، إقناءً، فهو مُقْنٍ، والمفعول مُقْنًى
• أقناه اللهُ: رزقه وأعطاه ما يدَّخرُه بعد الكفاية وأرضاه " {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} ". 

اقتنى يقتني، اقْتَنِ، اقْتِناءً، فهو مُقْتَنٍ، والمفعول مُقْتَنًى
• اقتنى دارًا: امتلكها، اتَّخذها لنفسه "اقتنى سيَّارة/ مالاً/ لوحةً/ أشياء ثمينة" ° اقتنى الحياءَ: لزمه. 

إقْناء [مفرد]: مصدر أقنى. 

اقْتِناء [مفرد]: مصدر اقتنى. 

قانٍ [مفرد]: ج قانونَ وقُناة: اسم فاعل من قنَا. 

قَنا [جمع]: (نت) جنس زهر من فصيلة القنويّات ومن وحيدات الفَلْقة ساقه قويَّة، أوراقه كبيرة بيضويَّة الشكل، وأزهاره مُختلفة اللون، يُستخرج منه صِبْغ أحمر، يُزرع في الحدائق للتزْيين. 

قناة [مفرد]: ج قَنَوات:
1 - رُمْحٌ أجْوَفُ ° اعوجَّت قناتُه: كبر في السِّنّ وشاخ- صُلب القناة: قويّ لا يتزعزع- غمَز قناةَ فُلان: جرَّبه واختبره- كسَر قناةَ فلان: أضعفه وأذلّه- لانت قناتُه: خضع واسْتَسْلَم.
2 - مَجْرى للماء يكون تحت الأرض أو فوقها تنقل المياه فيه من مكانٍ إلى آخر "قناة السويس: قناة عربيّة موصلة بين البحرين المتوسط
 والأحمر" ° قنوات الاتِّصال بين الدولتين.
3 - نطاق من الأطوال الموجيَّة يُبثّ الإرسالُ التلفزيونيّ من خلاله ° عصر القنوات المفتوحة: عصر تنعدم فيه القيودُ على الاتصالات فيمكن لأيّ فرد أن يتّصل مع الآخرين- قنوات محلّيّة/ قنوات إقليميّة: قنوات إذاعيّة تخصّص عادة للمحطّات التي تخدم منطقة محيطة بالعاصمة.
4 - (شر) أنبوب أو مجرًى يُخرج الإفرازات وخاصّة من الغُدد "قناة صفراويّة" ° قناة الأذن: صِماخ الأُذن.
• قناة مبيض: (شر) مجرى أنبوبيّ ينقل البُيوض من المبيض إلى خارج الجسم الحيوانيّ.
• قناة إستاكيوس: (شر) قناة رفيعة تصل بين الأذن الوسطى والحنجرة لتوحيد ضغط الهواء على جانبي طبلة الأذن.
• القناة الهضميَّة: (شر) قناة في جوف الجسم تتَّصل بها أعضاء الجهاز الهضميّ تبدأ بالفم وتنتهي بنهاية القولون النَّازل، وتضمّ البلعوم والمرِّيء والمعدة والأمعاء.
• قناة دمعيَّة: (شر) ما يصل وعاء الدموع بالمنخرين. 

قَنْو [مفرد]: مصدر قَنا. 

قُنْو/ قِنْو [مفرد]: ج أقْنَاء وقَنْوان وقُنْوان وقِنْوان: سُباطة، عِذْق بما فيه من الرُّطب، وهو من النَّخل كالعنقود من العنب " {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قَنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [ق]- {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قُنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [ق]- {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} ". 

قُنُوّ [مفرد]: مصدر قَنا. 
الْقَاف وَالنُّون وَالْوَاو

القنوة، والقنوة، والقنية، والقنية: الكسبة، قلبوا فِيهِ الْوَاو يَاء للكسرة الْقَرِيبَة مِنْهَا.

وَأما قنية فأقرت الْيَاء بِحَالِهَا الَّتِي كَانَت عَلَيْهَا فِي لُغَة من كسر، هَذَا قَول الْبَصرِيين.

وَأما الْكُوفِيّين فَجعلُوا: قنيت، وقنوت لغتين، فَمن قَالَ: قنيت، على قلتهَا فَلَا نظر فِي قنية، وقنية فِي قَوْله. وَمن قَالَ: قنوت، فَالْكَلَام فِي قَوْله هُوَ الْكَلَام فِي قَول من قَالَ: صبيان.

قنوت الشَّيْء قنواًّ، وقنوانا، واقتنيته: كسبته.

وقنوت العنز: اتخذتها للحلب.

وَله غنم قنوة، وقنوة: أَي خَالِصَة لَهُ ثَابِتَة عَلَيْهِ، وَقد تقدم جَمِيع ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.

وقنى الْغنم: مَا يتَّخذ مِنْهَا للْوَلَد أَو اللَّبن، وَفِي الحَدِيث: " أَنه نهى عَن ذبح قنى الْغنم " وَقد تقدم فِي الْيَاء.

وقنيت الْحيَاء قنواًّ: لَزِمته، قَالَ حَاتِم:

إِذا قل مَالِي أَو اصبت بنكبة ... قنيت حيائي عفة وتكرما

وَقد تقدم ذَلِك أَيْضا.

والقنا: ارْتِفَاع فِي أَعلَى الْأنف، واحديداب فِي وَسطه، وسبوغ فِي طرفه.

وَقيل: هُوَ نتوء وسط القصبة وإشرافه وضيق المنخرين.

وَرجل اقنى، وَامْرَأَة قنواء.

وَقد يُوصف بذلك الْبَازِي وَالْفرس، وَهُوَ فِي الْفرس عيب، وَفِي الصَّقْر والبازي مدح، قَالَ ذُو الرمة:

نظرت كَمَا جلى على رَأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطل أَزْرَق وَقيل: هُوَ فِي الصَّقْر والبازي اعوجاج فِي منقاره.

والقناة: الرمْح، وَالْجمع قنوات، وقناً، وقنى، وأقناء مثل جبل وأجبال وَحكى كرَاع فِي جمعه: قنيات، وَأرَاهُ: على المعاقبة طلب الخفة.

وَرجل قناء ومقن: صَاحب قِنَا.

وَقيل: كل عصي مستوية: فَهِيَ قناة.

وَقيل: كل عَصا مستوية أَو معوجة: فَهِيَ قناة، وَالْجمع: كالجمع، انشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة بَحر:

اظل من خوف النجوخ الْأَخْضَر ... كأنني فِي هوة احدر

وَتارَة يسندني فِي اوعر ... من السراة ذِي قِنَا وعرعر

كَذَا انشده.

" فِي اوعر " جمع: وعر، وَأَرَادَ: ذَوَات قِنَا، فَأَقَامَ الْمُفْرد مقَام الْجمع، وَعِنْدِي: أَنه " فِي اوعر " لوصفه إِيَّاه بقوله: ذِي قِنَا، فَيكون الْمُفْرد صفة للمفرد.

والقناة: كظيمة تحفر تَحت الأَرْض، وَالْجمع: قنى.

والهدهد قناء الأَرْض: أَي عَالم بمواضع المَاء.

والقنو، والقنا: الكباسة.

والقنا، بِالْفَتْح: لُغَة فِيهِ، عَن أبي حنيفَة. وَالْجمع من كل ذَلِك: أقناء، وقنوان، وقنيان، قلبت الْوَاو يَاء لقرب الكسرة، وَلم يعْتد السَّاكِن حاجزا، كسروا: " فعلا " على " فعلان " كَمَا كسروا عَلَيْهِ " فعلا " لاعتقابهما على الْمَعْنى الْوَاحِد، نَحْو: بدل وَبدل، وَشبه وَشبه فَكَمَا كسروا: " فعلا " على " فعلان " نَحْو: خرب وخربان وشبث وشبثان، كَذَلِك كسروا أَيْضا: " فعلا " فَقَالُوا: قنوان، فالكسرة فِي: " قنو " غير الكسرة فِي: " قنوان "، تِلْكَ وضعية للْبِنَاء، وَهَذِه حَادِثَة للْجمع، وَأما السّكُون فِي هَذِه الطَّرِيقَة، اعني سُكُون " فعلان "، فَهُوَ كسكون عين " فعل " الَّذِي هُوَ وَاحِد " فعلان " لفظا، فَيَنْبَغِي أَن يكون غَيره تَقْديرا، لِأَن سُكُون عين " فعلان " شَيْء احدثته الجمعية، وَإِن كَانَ بِلَفْظ مَا كَانَ فِي الْوَاحِد، أَلا ترى أَن سُكُون عين " شبثان " و" برْقَان " غير فَتْحة عين " شبث " و" برق " فَكَمَا أَن هذَيْن مُخْتَلِفَانِ لفظا كَذَلِك السكونان هُنَا مُخْتَلِفَانِ تَقْديرا.

وشجرة قنواء: طَوِيلَة.

ولأقنون قناوتك: أَي لأجزينك جزاءك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقناة: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ لبيد:

وقناة تبغي بِحَرْبَة عهدا ... من ضبوح قفى عَلَيْهِ الخبال

وقناة: وَاد بِالْمَدِينَةِ، قَالَ البرج بن مسْهر الطَّائِي:

سرت من لوى المروت حَتَّى تجاوزت ... إِلَى ودوني من قناة شجونها

وقانية: مَوضِع، قَالَ بشر بن أبي خازم:

فلأياً مَا قصرت الطّرف عَنْهُم ... بقانية وَقد تلع النَّهَار

وقنوني: مَوضِع.
باب القاف والنون و (وا يء) معهما ق ن و، ق ون، ق ي ن، ن وق، ن ي ق، ي ق ن، ق ن أ، أن ق، أق ن مستعملات

قنو: قنا فلان غنما يقنو ويَقْنَى قُنُوّاً وقُنواناً وقُنْياناً. واقْتَنَى يَقْتَنِي اقتناءً، أي: اتخذه لنفسه، لا للبيع. وهذه قِنْيةٌ، واتخذها قِنْيةً: اتخذها للنسل لا للتجارة. وغنم قِنْية، ومال قِنْية وقِنْيان ويقال: غنم قِنْيَةٌ ومال قِنْيَةٌ بغير إضافة، أي: اتخذه لنفسه. ومنه: قَنِيتُ حيائي، أي: لزمته، أَقْنَى قَنىً، أي: استحياء. ويقال: ألا تَقْنَى، وأنت كهل؟؟. قال عنترة :

فاقْنَيْ حياءك لا أبا لك [واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل]

والقِنْوُ: العذق بما عليه [من الرطب] . والجميع: القنِوْان ُوالأَقْناُء، قال يصف السيف :

يدق كل طبق عن مفصله ... دق العجوز قِنْوَهُ بمنجله

والمَقْنُوَةُ، خفيفة، من الظل، حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء. والقناةُ: ألفها واو. وثلاث قَنَواتٍ والقُنِيُّ جمعها. ورجل قَنّاءٌ ومُقَنٍّ، أي: صاحب قناً، قال:

عض الثقاف خرص المُقَنِّي

والقنا، مقصور،: مصدر الأَقْنَى من الأنوف، وهو ارتفاع في أعلى الأنف بين القصبة والمارن، من غير قبح. وفرس أقنى إذا كان نحو ذلك، والبازي، والصقر ونحوه، أَقْنَى لحجنة في منقاره، قال :

[نظرت كما جلى على رأس رهوة] ... من الطير أقنى ينفض الطل أزرق

والفعل: قَنِيَ يَقْنَى قَنىً. والمُقاناةِ: إشراب لون بلون، يقال: قُونِيَ هذا بذاك، أي: أشرب أحدهما بالآخر، قال :

كبكر المُقاناةِ، البياض بصفرةٍ ... [غذاها نمير الماء غير محلل]

والقَناةُ: كظيمة تحفر تحت الأرض لمجرى ماء الأنباط، [والجمع: قُنِيٌّ] . [والقِنَى: الرضا] قال جل وعز: وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى

، أي: أرضى وأقنع، أي: قنع به وسكن.

قون، قين: قون وقوين: موضعان. والقَيْنُ: الحداد، وجمعه قُيُونٌ. والقَيْنُ والقَيْنَةُ: العبد والأمة. وجرى في العامة أن القَيْنَةَ: المغنية، وربما قالت العرب للرجل المتزين باللباس: قَيْنَةٌ، كان الغناء صناعة له أو لم يكن، وهي: هذلية. والتَّقَيُّنُ: التزين بألوان الزينة. واقتانَتِ الروضة إذا ازدانت بألوان زهرتها. والقَيْنانِ: وظيفا كل ذي أربع.

نقى: النَّقْوُ: كل عظم من قصب اليدين والرجلين والفخذين: نِقْوٌ، والجميع: أنقاءٌ. ورجل أَنْقَى: دقيق عظم اليدين والرجلين. وامرأة نَقْواءُ: دقيقة القصب، ظاهرة العصب، نحيفة الجسم، قليلة اللحم في طول. والنِّقْيُ: شحم العظام، وشحم العين من السمن، والجميع: أنقاءٌ. وناقة مُنْقِيَةٌ، ونوق مَناقٍ في سمن، قال :

لا يشتكين عملاً ما أنْقَيْنْ ... ما دام مخ في سلامى أو عين

ونَقِيَ يَنْقَى نَقاوةً، وأَنْقَيْتُهُ إِنقاءً، والنُّقاوةُ: أفضل ما انْتَقَيْتَ من الشيء، والانتقاء: تجوده وانتقيتُ العظم، إذا أخرجت نِقْيَةُ، أي: مخه، وانتقيت الشيء، إذا أخذت خياره. والنَّقاءُ، ممدود: مصدر النَّقِيّ. والنَّقا، مقصور: من كثبان الرمل، والاثنان: نَقَوان والجميع: أنقاءٌ، ويقال لجماعة الشيء النقي: نقاء. نوق، نيق: النَاقةُ جمعها: نوق ونياق، والعدد، أَيْنُقٌ وأيانِقُ، على قلب أَنْوُق، قال :

خيبكن الله من نِياقِ ... [إن لم تنجين من الوثاق]

والنّاقُ: شبه مشق بين ضرة الإبهام، وأصل ألية الخنصر، في مستقبل بطن الساعد بلزق الراحة، وكذلك كل موضع مثل ذلك في باطن المرفق، وفي أصل العصعص. وبعير مُنَوَّق، أي: مذلل ذلول. والنَّيقةُ: من التَّنَوُّق. تنوق فلان في مطعمه وملبسه وأموره إذا تجود وبالغ، وتَنَيَّق لغة. والنِّيقُ: حرف من حروف الجبل.

يقن: اليَقَنُ: اليَقِينُ، وهو إزاحة الشك، وتحقيق الأمر. [وقد أيقن يُوقِن إيقاناً فهو مُوقِنٌ، ويَقِنَ يَيْقَنُ يَقَناً فهو يَقِنٌ، وتَيَقَّنْتُ بالأمر، واسْتَيْقَنْتُ به، كله واحد] . قال الأعشى:

وما بالذي أبصرته العيون ... من قطع يأس ولا من يَقَنْ

قنأ: قَنَأَ الشيء يقنأ قنوء: اشتدت حمرته، أحمر قانىء، وقنأه هو. ولحية قانِئةٌ: شديدة الحمرة.

أنق: الأَنَقُ: الإعجاب بالشيء، تقول: أَنِقْتُ به، وأنا آنقُ به أَنَقاً، وأنا به أَنِقٌ: معجب. وآنَقني الشيء يؤنقني إيناقاً، وإنه لــأنيقٌ مُؤْنِقٌ، إذا أعجبك حسنه. وروضة أنيقٌ، ونبات أنيقٌ، قال :

لا آمن جليسه ولا أَنِقْ

أقن: الأَقْنةُ: شبه حفرة في ظهور القِفاف، وأعالي الجبال، ضيِّقة الرأس، قعرها قدر قامة أو قامتين خلقة، وربما كانت مهواة بين نيقين. قال الطرماح:

في شناظي أقن بينها ... عرة الطير كصوم النعام
قنو
: (و (} القُنْوَةُ، بالكسْر والضَّمِّ: الكِسْبَةُ) .) يقالُ: ( {قَنَوْتُهُ} قَنْواً) ، بالفَتْح، ( {وقُنْواناً) ، بالضَّمِّ؛ وَفِي المُحْكم بالكسْرِ، (} وقُنُوًّا) ، كعُلُوَ: (كَسَبْتُهُ، {كاقْتَنَيْتُهُ.
(و) } قَنا (العَنْزَ) {قَنْواً: (اتَّخَذَها للحَلْبِ) ؛) واوِيٌّ يائِيٌّ.
وَفِي الصِّحاح:} قَنَوْتُ الغَنَم وغيرَها {قِنْوةً} وقُنْوةً، وقَنَيْتها قِنْيَةً وقُنْيةً: إِذا اقْتَنَيْتها لنَفْسِك لَا للتِّجارَةِ.
(و) يقالُ: (غَنَمُهُ، {قُنْوَةٌ، بالكسْرِ والضَّمِّ) :) أَي (خالِصَةٌ لَهُ ثابتَةٌ عَلَيْهِ) ؛) واوِيٌّ يائيٌّ.
(} وقَنِيُّ الغَنَمِ، كغَنِيَ: مَا يتَّخَذُ مِنْهَا لوَلَدٍ أَو لَبَنٍ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: أنَّه نَهى عَن ذَبْح {قَنِيِّ الغَنَم.
قالَ أَبو موسَى: هِيَ الَّتِي} تُقْتَنَى للدرِّ والوَلَدِ، واحِدَتُها {قُنْوَةٌ، بِالضَّمِّ والكسْرِ، وقِنْيَةٌ، بالياءِ أَيْضاً؛ يقالُ: هِيَ غَنَمٌ قُنْوَة وقِنْيَة.
وقالَ الزَّمَخْشري: القَنِيُّ والقَنِيَّةُ: مَا} اقْتَنَى من شاةٍ أَو ناقَةٍ، فَجَعَلَه واحِداً، كأنَّه فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعولٍ، وَهُوَ الصَّحيحُ؛ والشاةُ {قَنِيَّةٌ، فَإِن كانَ جعلَ} القَنِيَّ جِنْسا للقَنِيَّة فيَجوزُ، وأَمَّا فُعْلة وفِعْلة فَلَا يُجْمعانِ على فَعِيل.
( {وقَنِيَ الحَياءَ} قَنْواً) ، بالفَتْح؛ وَفِي المُحْكم: كعُلُوَ. وقالَ الجَوْهرِي: {قُنْياناً، بالضمِّ؛ وقالَ أَبُو عليَ القالِي: لم يَعْرِفِ الأصْمعي لهَذَا مَصْدراً؛ (كرَضِيَ) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وَأَبُو عليَ القالِي.
(و) يُقَال:} قَنَى الحَياءَ: مِثْلُ (رَمَى) ؛) عَن الْكسَائي: (لَزِمَهُ) وحَفِظَهُ. قالَ ابنُ شُمَيْل: {قَنانِي الحَياءُ أَنْ أَفْعَلُ كَذَا: أَي رَدَّني ووَعَظَنِي، وَهُوَ} يَقْنِيني؛ وأَنْشَدَ:
وإِنِّي {لَيَقْنِيني حَياؤُكَ كلَّما
لَقِيتُكَ يَوْماً أَنْ أَبُثَّك مَا بياوقالَ حاتمٌ:
إِذا قَلَّ مالِي أَو نُكِبْت بنَكْبَةٍ
قَنِيتُ حَيائِي عِفَّةً وتكَرُّماوأنْشَدَ الجَوْهرِي والقالِي لعَنْتَرةَ:
} فاقْنَيْ حَياءَكِ لَا أَبالَكِ واعْلَمي
أَنِّي امْرؤٌ سأمُوتُ إنْ لم أُقْتَلوأَنْشَدَ ابنُ برِّي:
فاقْنَيْ حَياءَكِ لَا أَبالَكِ إنَّني
فِي أَرْضِ فارِسَ مُوثَقٌ أَحْوالا ( {كأَقْنَى} واقْتَنَى {وقَنَّى) ؛) الأخيرَةُ بالتَّشْديدِ؛ كلُّ ذلكَ عَن الكِسائي، إِلاَّ أَنَّ نصَّه:} اسْتَقْنَى بَدَلَ {اقْتَنَى.
(} وقَنَا الأَنْفِ) ، مَفْتوحٌ مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالألفِ لأنَّه مِن الواوِ، قالَهُ القالِي؛ (ارْتِفاعُ أَعْلاهُ، واحْدِيدابُ وسَطِهِ، وسُبُوغُ طَرَفِهِ، أَو نُتُوُّ وَسَطِ القَصَبَةِ) وإشْراقُه (وضِيقُ المَنْخِرَينِ) من غيرِ قُبْحٍ، و (هُوَ {أَقْنَى، وَهِي} قَنْواءُ) بَيِّنَةُ {القَنَا. وَفِي صفَتِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كانَ} أَقْنَى العِرْنِين) .
وَفِي الحديثِ: يَمْلِكُ رجُلٌ أَقْنَى الأنْفِ) . وَفِي قصيدِ كَعْبِ:
قَنْواءُ فِي ضرَّتَيْها للبَصِيرِ بهَا
عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُويقالُ: فرسٌ أَقْنَى، وَهُوَ (فِي الفَرَسِ عَيْبٌ) .
(قالَ أَبُو عبيدٍ: القَنَا فِي الخَيْلِ احْدِيدابٌ فِي الأنْفِ يكونُ فِي الهُجُنِ، وأَنْشَدَ لسلامَةَ بنِ جَنْدل:
ليسَ بأَسْفَى وَلَا أَقْنَى وَلَا سَغِلٍ يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ (وَفِي الصَّقْرِ والبازِي) :) اعْوِجاجٌ فِي مِنْقارِهِ لأنَّ فِي مِنقارِهِ حُجْنة، وَهُوَ (مَدْحٌ) ، والفِعْلُ قَنِيَ يَقْنَى قَناً؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
نظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رَأْسِ رَهْوَةٍ
من الطَّيْرِ أَقْنَى يَنْقُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ ( {والقَناةُ: الرُّمْحُ) .
(قالَ اللّيْثُ: أَلِفُها وَاو.
وقالَ الأزْهرِي:} القَناةُ مِن الرِّماحِ مَا كانَ أَجْوفَ كالقَصَبَةِ، ولذلكَ قيلَ للكَظائِمِ الَّتِي تَجْرِي تحْتَ الأرضِ {قَنَواتٌ، ويقالُ لمجارِي مائِها القَصَبُ تَشْبِيهاً بالقَصَبِ الأجْوفِ؛ (ج قَنَواتٌ) ، بالتّحْريكِ، (} وقَنًى،) كعَصاةٍ وعَصًى، (! وقُنِيٌّ) على فَعولٍ ويُكْسَرُ، ويقالُ هُوَ جَمْعُ الجَمْع، كَمَا يقالُ دَلاةٌ ودَلاً ثمَّ دِلِيٌّ ودُلِيٌّ لجَمْعِ الجَمْع.
(و) حكَى كُراعٌ: (قَنَياتٌ) ، بالتّحْرِيكِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ على المُعاقَبةِ طَلَباً للخِفَّةِ.
(وصاحِبُها {قَنَّاءٌ) ، كشَدَّادٍ، (} ومُقْنٍ) ، كمُعْطٍ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ بالتَّشْديدِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّي (و) قيلَ: (كُلّ عَصًى مُسْتَوِيَةٍ) :) فَهِيَ قَنَاةٌ؛ (قيلَ: وَلَو مُعْوَجَّةً) فَهِيَ قَناةٌ، والجَمْعُ كالجَمْعِ؛ أنْشَدَ ابنُ الأعْرابي فِي صفَةِ بَحْر:
وتارَةً يُسْنِدُني فِي أَوْعُرِ
من السَّراةِ ذِي قَنًى وعَرْعَروفي التّهذيبِ: قالَ أَبُو بَكْرٍ: وكُلُّ خَشَبَةٍ عندَ العَرَبِ {قَناةٌ وعَصاً.
(و) } القَناةُ: (كظيمَةٌ تُحْفَرُ فِي الأرضِ) تجْرِي بهَا المِياهُ، وَهِي الآبارُ الَّتِي تُحْفَرُ فِي الأرضِ مُتَتابِعَةً ليُسْتَخْرَجُ مَاؤُها وَيَسِيح على وَجْهِ الأرضِ، (ج {قُنِيٌّ) ، على فُعولٍ؛ وَمِنْه الحديثُ: (فِيمَا سَقَتِ السَّماءُ؛} والقُنِيُّ العُشُورِ) ؛ قالَ ابنُ الأثيرِ: وَهَذَا الجَمْعُ إنَّما يصحُّ إِذا جُمِعَتِ القَناةُ على قَنًى، وجُمِعَ القَنَى على قُنِيَ فيكونُ جَمْع الجَمْع، فإنَّ فَعَلة لم يُجْمَع على فُعول.
(و) يقالُ: (الهُدْهُدُ {قَنَّاءُ الأرضِ} ومُقنِّيها) ، كِلاهُما بالتَّشْديدِ، (أَي عالِمٌ بمواضِعِ الماءِ مِنْهَا.
( {والقِنْوُ بالكسْر) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي، (والضَّم) ، عَن الفرَّاء، (} والقَنَاءُ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ مَمْدودٌ والصَّواب مَقْصورٌ، (بالكسْرِ) ، عَن الزجَّاج، (والفَتْح) ، لُغَةٌ فِيهِ عَن أَبِي حنيفَة أَي مَعَ القَصْر، (الكِباسَةُ) وَهُوَ العِذْقُ بِمَا فِيهِ مِن الرطبِ، (ج! أَقْناءٌ) ؛) قالَ: قد أبْصَرَتْ سُعْدَى بهَا كَتائِلي
طَويلَةَ {الأَقْناءِ والأَثاكِل وَفِي الحديثِ: خَرَجَ فرأَى} أَقْناءً مُعلَّقَةً {قِنْوٌ مِنْهَا حَشَفٌ.
(وقُنْيانٌ} وقُنْوانٌ، مُثَلَّثَتَيْنِ) ، قُلِبَتِ الواوُ يَاء لقُرْبِ الكَسْرةِ وَلم يعتدَّ بالساكِنِ حاجزاً، كسَّروا فِعْلاً على فِعْلانِ، كَمَا كسَّروا عَلَيْهِ فعالاً لاعْتِقابِهما على المَعْنَى الواحِدِ. وقولُه تَعَالَى: { {قِنْوانٌ دانِيَةٌ} . قالَ الزجَّاج: أَي قرِيبَةُ المُتَنَاوَلِ، قالَ: ومَنْ قالَ} قِنْوٌ فإنَّه يقولُ للاثْنَيْن {قِنْوانِ، بالكسْرِ، والجَمْع قُنْوانٌ، بالضمِّ، ومِثْلُه صِنْوٌ وصِنْوانٌ.
وَقَالَ الفرَّاء: أَهْلُ الحِجازِ يقولونَ: قِنْوانٌ، بالكسْرِ، وقَيْسٌ: قُنْوان، بالضمِّ، وتمِيمٌ وضبة: قُنْيان، بالضمِّ؛ وأَنْشَد:
وَمَا لي بقُنْيانٍ من البُسْرِ أَحْمَرا ويَجْتَمِعُون فيقولونَ:} قِنْو {وقُنْو، وَلَا يقولونَ: قِنْيٌ؛ قالَ: وكَلْب تقولُ: قِنْيان، بالكسْر.
(} والمَقْناةُ: المَضْحاةُ) ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي بعض نسخِهِ: نَقِيضُ المَضْحاة، وتقدَّمَ أنَّ المَضْحاةَ الموضِعُ تَطْلعُ عَلَيْهِ الشمْسُ دَائِما، فَإِذا كانَ نَقِيضه فَهُوَ الَّذِي لَا تَطْلعُ عَلَيْهِ الشمْسُ فِي الشِّتاءِ، وَقد تقدَّمَ هَذَا فِي الهَمْزةِ؛ ( {كالمَقْنُوَةِ) ، مُخَفَّفاً، والجَمْعُ} المَقانِي؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ وللطِّرِمّاح: فِي {مقانيٍ أُقَنٍ بَيْنها
عُرَّةُ الطيرِ كصَوْمِ النَّعامِ (و) يقالُ: (} تَقَنَّى) فلانٌ: (اكْتَفَى بنَفَقَتِهِ فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فادَّخَرَهَا) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
( {وقُنُوَّةٌ، كفُتُوَّةٍ: د بالرُّومِ) ؛) وضَبَطَه الصَّاغانيّ بضمٍ فسكونٍ.
(} وقُناءٌ؛ كغُرابٍ: ماءٌ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ {قُناةٌ بالتاءِ فِي آخِرِه، كَذَا ضَبَطَه نَصْر فِي مُعْجمه، وَقَالَ: هُوَ ماءٌ عنْدَ فنى لجبَلٍ قُرْبَ سميراء.
(و) } قِنَا، (كإلَى: د بالصَّعِيدِ) الأعْلَى، يُكْتَبْ بالألِفِ، ووجِدَ بخطِّ الحافِظِ قطب الدِّين الخَيْضَري كتابَتُه بالياءِ، وكأنَّه اغْتَرَّ بقولِ المصنِّف كإِلى فظنَّ أنَّهُ يُرْسَمُ بالياءِ وليسَ كذلكَ، نبَّه على ذلكَ الحافِظُ السَّخاوِي فِي ترْجَمَةِ المَذْكُورِ مِن تارِيخِه. ثمَّ رأَيْته فِي التكْمِلةِ مَرْسوماً بالياءِ كَمَا فِي خطِّ الخَيْضري، وإليها نُسِبَ القطبُ عبدُ الرحيمِ بنُ أحمدَ بنِ حَجون! القُنائِيُّ نَزِيلُها، أَحدُ الصَّالِحِين المَشْهورِين، تَرْجَمَتُه واسِعَةٌ: وولدُه أَبو محمدٍ الحَسَنُ سَمِعَ من الفَقِيهِ شِيث، وتُوفي بقُنا سَنَة 610، وَله ذُرِّيَّةٌ فيهم سَخاءٌ وكَرَمٌ؛ وأَبو الفَضْل جَعْفرُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرحيمِ عَن المجدِ القُشَيْري، وَعنهُ أَبُو حيَّان. وولدُه أَبو البَقاءِ محمدٌ مُسْنِدٌ صالِحٌ شيخُ خانقاه رسْلَان بمنْشِيَّة المهراني على شاطىءِ النِّيل بينَ مِصْرَ والقاهِرَة، سَمِعَ مِن أصْحابِ السَّلفي، وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ والِدَ الحافِظِ زَيْن الدِّيْن العِراقي بولَدِه عَبْدِ الرَّحيمِ وسَمَّاه بِهِ.
(و) {قَنَا، (كَعَلَى: ع باليَمَنِ) ؛) عَن نَصْر، لكنَّه ضَبَطَه بتَنْوينِ النونِ. وَقَالَ أَبُو عليَ القالِي: اسْمُ جَبَلٍ يُكْتَبُ بالألِفِ لأنَّه يقالُ فِي تَثْنِيتِه} قَنَوانِ.
(وقَنِيَ، بكسْرِ النُّونِ) ، مَعَ فَتْحِ القافِ: (ة) على ساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ ممَّا يَلِي بلادَ العَرَبِ (قُرْبَ مَيْفَع.
(و) يقالُ ( {قَناهُ اللَّهُ) على حبِّه يَوْمَ قَناهُ: أَي (خَلَقَهُ) وجَبَلَهُ؛ وَهُوَ مَقلوبُ قَانَه اللَّهُ على حُبِّه، نبَّه عَلَيْهِ ابنُ السيِّد البَطْليوسي، ونقلَهُ ابنُ عُدَيْس فِي هامِشِ كتابِ أَبي عليَ القالِي.
(} والقُنُوُّ) ، كعُلُوَ: (السَّوادُ) عَن حُمْرةٍ.
(وسِقاءٌ {قَنٍ) ، مَنْقوصٌ: أَي (مُتَغَيِّرُ الرِّيحِ.
(} وقَنَوانِ، محرَّكةً) والنُّون مَكْسُورَة: (جَبَلانِ) بينَ فَزَارَة وطيِّىءٍ؛ قالَهُ يَعْقوب؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي لبعضِ الرجَّازِ:
كأَنَّها وَقد بدَا عُوَارِضُ وَاللَّيْل بَين {قَنوَين رابضُ بجهلة الْوَادي قَطَا نواهض قالَ ابنُ الأَنْبارِي؛ هُوَ مُثَنَّى} قَنْوٍ اسْمُ جَبَلٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {قَنَوين: موضِعٌ. يقالُ: صِدْنا} بقَنَوين وصدْنا وَحْشَ {قَنَوين؛ وَكَذَا فُسِّر فِي هَذِه الأبْياتِ وَهِي للشمَّاخ.
قالَ القالِي: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عنْدَنا.
(} وقَناءُ الحائِطِ، كسَماءٍ: الجانِبُ) الَّذِي (يَفِيءُ عَلَيْهِ الفَيْءُ: {كالإِقْناءَةِ.
(} وأَقْنَتِ السَّماءُ: أَقْلَعَ مَطَرُها) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اقْتِناءُ المالِ وغيرِهِ اتِّخاذُهُ.
وَفِي المَثَلِ: (لَا} تَقْتَنِ مِن كَلْبِ سوءٍ جَرْواً) ؛ قالَ الشاعرُ:
وإنَّ {قَناتي إنْ سَأَلْتَ وَأُسْرَتِيمِن الناسِ قَوْمٌ} يَقْتَنُونَ المُزَنَّما {واسْتَقْنَى: لَزِمَ حَياءَهُ.
} وَقَنِيَ: الحَياء، كرَضِيَ: اسْتَحْيَى.
{والقَنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَا} اقْتُنِي مِن شاةٍ أَو ناقَةٍ. ومنهُ حديثُ عُمر: (لَو شِئْت لأَمَرْت {بقَنِيَّةٍ سَمِينَةٍ فأُلْقِي عَنْهَا شَعرَها) .
} واقْتَنَيْتُ كَذَا وَكَذَا: عَمِلْته على أنَّه يكونُ عِنْدِي لَا أُخْرِجُه من يَدِي.
{وقَنِيَ مالَهُ} قنايَةً: لَزِمَهُ؛ وقولُ المُتَلَمِّس:
أَلْقَيْتُه بالثّنى من جَنْبِ كافِرٍ كذلكَ {أَقْنُو كل قِطَ مُضَلَّلِاخْتُلِفَ فِيهِ: فقيلَ:} أَقْنُو أَي أَحْفَظ وألْزَمُ؛ وقيلَ: أَجْزِي وأُكافِىءُ، وقيلَ: أَرضَى. ويقالُ: {قَنَوْتُه} أَقْنُوه {قِناوةً: أَي جَزَيْته.} ولأَقْنُوَنَّك {قِناوَتَكَ أَي لأَجْزِيَنَّكَ جَزَاءَكَ.
ويُجْمَعُ القَنا للرُّمْح على} قِناءٍ كجَبَلٍ وجِبالٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ وَفِي بعضِ نسخِهِ: على {أَقْناءٍ كجَبَلٍ وأَجْبالٍ، وَهُوَ جَمْعُ الجَمْع.
} وقَناةَ الظَّهْرِ: الَّتِي تَنْتظم الفَقارَ. وفلانٌ صُلْبُ القَناةِ: أَي القامَةِ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ وأَنْشَدَ:
سِباطُ البنانِ والعَرانِينِ {والقَنا لِطافُ الخُصورِ فِي تمامٍ وإكْمالِ أَرادَ} بالقَنا: القَاماتِ.
وشَجَرةٌ {قَنْواءُ: طويلَةٌ.
} والقَناةُ: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ: عَن ابنِ الأعْرابي؛ قالَ لَبِيدٌ:
{وقَناةٍ تَبْغِي بحَرْبَة عَهْداً من ضَبُوحٍ قَفَّى عَلَيْهِ الخَبالُوتقدَّم فِي فني أنَّه بالفاءِ.
} وقَنا لَوْنُ الشَّيءِ: {يَقْنُو} قُنُوًّا: وَهُوَ أَحْمر قانٍ.
{وقَنَا، كعَلَى: قُرْبَ الهاجرِ لبَني مرَّةَ بنِ فزارَةَ.
} وقَناةٌ: ناحِيَةٌ مِن دِيارِ بَني سُلَيْم.
ووادِي {قَناة: أَحَدُ أَوْدِيةِ المدِينَةِ الثَّلاثَةِ، عَلَيْهِ حَرثٌ ومالٌ وزَرْعٌ، وَهُوَ غَيْرُ مَصْروفٍ؛ قالَ البُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ الطَّائِي:
سَرَتْ من لِوَى المَرُّوتِ حَتَّى تَجاوَزَتْإليَّ ودوني مِن قَناةَ شُجُونُها} وقَنَوْنَى، على فَعَوْعَل: مَوْضِعٌ؛ حكاهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
قالَ القالِي: غَيْر مَصْروفٍ وَزْنُه فَعَلْعَل.
وقالَ نَصْر: جَبَلٌ فِي بلادِ غَطَفان؛ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
حَلَفْت على أَن قد أَجَنَّتْكَ حُفْرَةٌ ببَطْنِ قَنْوتي لَو نَعِيشُ فنَلْتَقِيوذَكَرَه المصنِّف فِي قنن، وَهَذَا موضِعُ ذِكْرِه.
{والقُنِي، بِضَم، فكسرٍ: قرْيةٌ قُرْبَ رَشِيد، كثيرَةُ الرمَّانِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا} قُنوانيُّ على غيرِ قِياسٍ. {والمُقْتَنَى: المُدَّخِرُ؛ وأَيْضاً المُخْتَارُ.
} والقَناةُ: حُفْرَةٌ تُوضَعُ فِيهَا النّخْلَةُ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وقَنَّيْتُ قَناةً: عَمِلْتها.
{والقَنَّاءُ، كشَدَّادٍ: حَفَّارُ القَنا.
وأَبُو عليَ: قرَّةُ بنُ حبيبِ بنِ زيدِ القُشيري} القَنَويُّ؛ ويقالُ لَهُ الرمَّاحُ أَيْضاً، مِن رِجالِ البُخارِي، ماتَ سَنَة 224.
وقالَ اللّحْياني: قالَ بعضُهم: لَا وَالَّذِي أَنا مِن {قناهُ: أَي مِن خَلْقِه؛ نقلَهُ القالِي.
} والقَنا: الأوْصالُ، وَهِي العِظامُ التوام بِمَا عَلَيْهَا مِن اللحْم؛ وأَنْشَدَ القالِي لذِي الرُّمّة:
وَفِي العاج مِنْهَا والدَّمالِيج والبُرَى {قَناً مالىء للعَيْنِ ريَّان عَبْهَر} والقَناةُ: مِن كُورِ سِنْجار.
{والأَقْنَى: القَصِيرُ.
} والقَنَوان: محرَّكةً: الضخْمُ التامُّ.
{وقَناهُ اللَّهُ} أَقْناهُ.

الناقَةُ

الناقَةُ: م، ج: ناقٌ ونُوقٌ وأنْوُقُ وأنْؤُقٌ، (بالهَمْزِ) ، وأوْنُقٌ وأيْنُقٌ ونِياقٌ وناقاتٌ وأنْواقٌ،
جج: أيانِقُ ونِياقاتٌ، وتَصغيرُ أيْنُقٍ: أُيَيْنِقاتٌ، والقِياسُ: أُيَيْنِق.
ونُوقُ، بالضم: ة ببَلْخَ.
ونوقانُ: إحْدَى مدينَتَيْ طوسَ.
ونوقاتُ: مَحَلَّةٌ بِسِجِسْتَانَ.
والناقَةُ: كواكِبُ (مُصْطَفَّةٌ) بهَيْئَةِ ناقَةٍ.
والمُنَوَّقُ، كمُعَظَّمٍ: المُذَلَّلُ من الجِمالِ،
وـ من النَّخْلِ: المُلَقَّحُ،
وـ من غيرِها: المُصَفَّفُ، والمُطَرَّقُ والمُسَلَّكُ، وهي: بهاءٍ.
والنَّوَّاقُ: رائِضُ الأُمورِ ومُصْلِحُها.
والنَّوْقَةُ: الحَذاقَةُ في كلِّ شيءٍ، وبالتحريكِ: الذينَ يُنَقُّونَ الشَّحْمَ من اللَّحْمِ لليَهود، وهم أُمَناؤُهُمْ.
ونُقْ نُقْ: أمْرٌ بذاكَ.
والناقُ: شِبْهُ مَشَقٍّ بَيْنَ ضَرَّةِ الإِبهامِ، وأصْلِ ألْيَةِ الخِنْصِرِ، مُسْتَقْبِلٌ بَطْنَ الساعِدِ بِلِزْقِ الراحَةِ، وكُلُّ مَوْضِعٍ مثْلُهُ في بَطْنِ المِرْفَقِ، وفي أصْلِ العُصْعُصِ، وبَثْرٌ يَخْرُجُ باليَدِ، الواحِدَةُ: ناقَةٌ.
والنَّوَقُ، مُحرَّكةً: بَياضٌ فيه حُمْرَةٌ يَسيرَةٌ.
وتَنَيَّقَ في مَطْعَمِهِ ومَلْبَسِهِ: تَجَوَّدَ وبالَغَ،
كتَنَوَّقَ، والاسْمُ: النيقَةُ، بالكسرِ. ورَجُلٌ نَيِّقٌ، ككَيِّسٍ.
وانْتاقَ: انْتَقَى.
والنيقُ، بالكسرِ: أرْفَعُ مَوْضِعٍ في الجبلِ، ج: نِياقٌ وأنْياقٌ ونُيوقٌ. وأنْشَدَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ بين يَدَيْ عَمْرِو بنِ هِنْدٍ:
وقد أتَلافَى الهَمَّ عند احْتِضَارِهِ ... بِناجٍ عليه الصَّيْعَرِيَّةُ مِكْدَمِ
وطَرَفَةُ بنُ العَبْدِ حاضِرٌ، وهو غُلامٌ،
فقال: "اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ"، وذلك لأن الصَّيْعَرِيَّةَ من سِماتِ النوقِ دونَ الفُحولِ، فَغَضِبَ المُسَيَّبُ، وقال: لَيَقْتُلَنَّهُ لِسانُهُ، فكانَ كما تَفَرَّسَ فيه، يُضْرَبُ للرَّجُلِ يكونُ في حَديثٍ، ثُمَّ يَخْلِطُهُ بغَيْرِهِ ويَنْتَقِلُ إليه.
ونِيقِيَةُ، بالكسر، أو أنيقِــيَةُ أو أنيقِــياءُ: من أعْمالِ اصْطَنْبولَ.
ونَيوقُ: جَبَلٌ ضَخْمٌ، وليس مُصَحَّفَ: يَنوقَ.
وتَنوقُ: مَوْضِعٌ بعُمانَ.
وآنَقَنِي إيناقاً ونيقاً، بالكسر: أَعْجَبَنِي.
ونيقُ العُقابِ، بالكسر: ع بَيْنَ الحَرَمَيْنِ.
والنيقُ، بالكسر أيضاً: ع آخَرُ.

أَنق

أَنق
{الأنَقُ، مُحَرَّكَةً: الفَرَحُ والسُّرُورُ نقَلَه الجَوْهرِيّ. والأنقُ: الكَلأ الحَسَن المُعْجبُ، سُمِّىَ بالمَصْدَرِ، قالَتْ أَعْرابِيًّةٌ: يَا حَبَّذا الخلاءُ، آكُلُ أَنَقِى، وألْبَس خَلَقِي، وقالَ الرَّاجِزُ: جاءَ بَنو عَمِّكِ رُوّادُ} الأنَقْ، يُقال: {أنِقَ، كفَرِحَ} يَأنق أَنقاً: إِذا فَرِحَ وسُرَّ. وقالَ أَبو زَيْدٍ: {أنِقَ الشَّيْء} أنقاً: أَحَبه قَالَ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ جُهَيْم الأَسَدِيٌّ:
(تَشفِى السَّقِيمَ بمِثْلِ رَيّا رَوْضَةٍ ... زَهْراءَ {تَأنَقُها عُيُونُ الرّوَّدِ)
وَقَالَ الليْث:} أنِق بهِ: أعْجِبَ بِهِ، فَهُوَ {يَأْنق} أَنقاً، وَهُوَ {أَنِقٌ، ككَتِفٍ: معْجِبٌ، قَالَ:
(إِنَّ الزُّبيرَ زَلِقٌ وزمَّلِقْ ... جاءَتْ بهِ عَنْسٌ من الشّام تَلِقْ)
لَا أَمِنٌ جَلِيسُه وَلَا} أنِقْ أَي: لَا يَأمَنُه وَلَا {يَأنقُ بِهِ، وَفِي حَدِيثِ عبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ: مَا مِنْ عاشِيَةٍ أشدُّ أَنقاً، وَلَا أَبْعَدُ شِبَعاً من طالِبِ عِلْمٍ: أَي أَشَد إِعْجاباً واستِحساناً، ورَغبَةً ومَحَبةً، والعاشِيَةُ من العَشاءَ، وَهُوَ الأكْل باللَّيْلِ، يريدُ أَن العالِمَ مَنْهُوم متمادِى الحِرْصِ.} والأَنُوقُ، كصبُور قالَ ابنُ السِّكِّيتِ عَن عُمَارَةَ: إِنه عِندِي العُقابُ، وَالنَّاس يَقولُونَ: الرَّخمَةُ لأنَّ بيضَ الرَّخَمَةِ يُوجَدُ فِي الخَراباتِ وفِي السَّهْلِ، وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: {الأنَوقَ: الرخَمَة، وَقيل: ذَكَرُ الرخم وأّنشد الجوهرِيّ للكمَيت:
(وذاتِ اسمَينِ والأَلوان شَتى ... تُحَمَق وَهْي كَيِّسَةُ الحَوِيلِ)
قَالَ: وَإِنَّمَا قالَ: ذاتِ اسمينِ، لِأَنَّهَا تسمى الرخمة} والأنوق. أَو طَائِر أسود هَل كالعرف يبعد لبيضه قَالَ أَبُو عَمْرو. أَو طَائِر أسود مثل الدَّجَاجَة الْعَظِيمَة أصلع الرَّأْس أصفر المنقار وَهُوَ أَيْضا قَول أبي عَمْرو وَقَالَ طَوِيلَة المنقار. وَفِي الْمثل هُوَ أعز من بيض الأنوق لأَنا تحرزه فَلَا يكَاد يظفر بِهِ لِأَن أوكارها فِي رُؤُوس القلل والمواضع الصعبة الْبَعِيدَة وَهِي تحمق مَعَ ذَلِك، نَقله الْجَوْهَرِي وَقد تقدم شَاهده من قَول الْكُمَيْت، وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: ترقيت إِلَى مرقاة يقصر دونهَا الأنوق وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة قَالَ لَهُ رجل: افْرِضْ لي، قَالَ نَعم، قَالَ)
ولَولدي، قالَ: لَا، قَالَ: ولِعَشِيرتي، قَالَ: لَا، ثُمَ تمَثلَ:
(طلبَ الأَبلقَ العَقوقَ فَلَما ... لم يَنَلْه أَرادَ بَيْض الأَنوقِ)
قالَ أَبو الْعَبَّاس: هَذَا مَثَل يضرَبُ للذِّي يَسْأَل الهَيِّن فَلَا يُعطَى، فيسأَلُ مَا هُوَ أصعب مِنْهُ، وقالَ غيرُه: العَقُوق. الحامِل من النوقِ، والأبلقُ: من صفاتِ الذُكورِ، والذكَرُ لَا يحمل، فَكَأَنَّهُ طَلَب الذّكر الْحَامِل والأَنوقُ واحِد وجَمع، وقالَ ابْن سَيّده: يَجُوز أَنْ يعْنَى بهِ الرخمَة الْأُنْثَى وَأَن يعنَى بِهِ الذَّكَر، لأَن بَيض الذَّكَرِ مَعدومُ، وَقد يَجوزُ أَن يضافَ البَيْضُ إِليهِ، لأَنه كثيرا مَا يحضنها وإِن كَانَ ذكَراً، كَمَا يَحضُنُ الظَّلِيمَ بيضهُ، وَقَالَ الصاغانيُّ: فِي شرح قَول الْكُمَيْت السّابِقِ، وإِنمّا كَيسَ حَوِيلَها لأَنَّها أَول الطيرِ قِطاعاً، وأَنَّها تبيض حيثُ لَا يَلحقَ شَيْء بيضها. قُلْتُ. وَمِنْه قولُ العدَيل بنِ الفَرخ:
(بَيضُ الأَنوقِ كسرهِنَ وَمن يرِدْ ... بيض الأَنوقِ فَإِنَّهُ بمعاقل)
وقِيلَ: فِي أخلاقها من الكَيس عشْرُ خِصال وهنَّ: تحضن بيضها وتحمي فَرْخَها، وتَألَفُ وَلَدَها، وَلَا تمكن من نَفسهَا غير زَوجهَا وتقطع فِي أَوَّلِ القواطع، وَترجع فِي أول الرواجع وَلَا تطير فِي التحسير وَلَا تغتر بالشكير وَلَا ترب بالوكور. وَلَا تسْقط على الجفير يُرِيد أَن الصيادين يطْلبُونَ الطير بعد أَن يوقنوا أَن القواطع قد قطعت والرخمة تقطع أوائلها لتنجو، أَي تتحول من الجروم إِلَى الصرود أَو من الصرود إِلَى الجروم والتحسير سُقُوط الريش وَلَا تغتر بالشكير أَي صغَار ريشها، بل ينْتَظر حَتَّى يصير ريشها قصباً فتطير والجفير الجعبة لعلمها أَن فِيهَا سِهاماً، هَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي الضَّبْط، مثله فِي سائِرِ أصُول اللغَةِ المصححة وَوهم من ضَبطه بِالْحَاء وَالْقَاف فَإِن هَذِه الْأُمُور وأمثالها نقل لَا مَدْخَلَ فِيها للرأْي أَو الِاحْتِمَالَات وادِّعاؤُه أَنه علَى الْجِيم لَا يظْهر لَهُ معنى غَفلَة عَن التَّأَمُّل، وجَهل بنصوص الأَئِمَّة، فليُتنَبَّهْ لذَلِك، وَقد أَشار إِلَى بعضه شيخُنا رَحِمه الله تَعَالَى وَيُقَال: مَا {آنقه فِي كَذَا أَي مَا أَشد طَلَبَه لَهُ.} - وآنَقَني الشَّيْء {إِيناقاً،} ونيقاً بالكسرِ: أَعجَبَنِي وَمِنْه حَدِيث قزّعة مولَى زِيادِ: سَمِعت أَبا سعِيدٍ يحَدَث عَن رَسُولِ الله صَلىّ اللهُ عليهِ وَسلم بأَربع {فآنَقننيَ أَي: أَعْجَبْني، قَالَ ابْن الأَثِير: والمحَدَثونَ يَرْوُونَهُ} أينقنني وَلَيْسَ بشَيء، قالَ: وَقد جَاءَ فِي صحِيح مُسْلِمً. لَا! أَيْنَقُ بحدِيثهِ أَي: أعجَبُ، وَهِي هكَذا تُروَى. وقالَ الأزْهَرِي عَن ابنِ الْأَعرَابِي {أَنْوَقَ الرَّجُلُ: اصْطادَ} الأنُوقَ للرَّخَمَةِ هكَذا ذَكَره فِي التَّهْذِيبِ عَنهُ فِي هَذَا التَّرْكِيب، قَالَ الصّاغانيُّ وإِنَّما يَسْتَقيم هَذَا إِذا كانَ اللَّفْظ) أَجْوَفَ فأَما وَهُوَ مَهْمُوزُ الْفَاء فَلَا. وشَيء {أَنِيقٌ، كأمِير: حَسَنٌ مُعْجِبٌ وَقد} آنقه الشَّيءُ، فَهُو {مُؤْنِق} وأَنِيق، ومِثْلُه مُؤْلِمٌ وألِيمٌ، ومُسْمِعٌ وسَمِيع، ومُبْدِع وبَدِيعٌ، ومُكِل وكَلِيلٌ وَله {أناقةٌ بالفَتحْ ويُكْسرُ أَي: حُسن وإِعْجابٌ، وَفِي اللِّسان: فِيهِ} إِناقَة ولَباقَةٌ، وجاءَ بهِ بعدَ {التَّأنُّقِ، فَيكون المعْنَى: أَي إجادَةٌ وإحْسانٌ.} وأَنَّقَ {تَــأنيقــاً: أَي عجَبَ قالَ رُؤْبَةُ: وشَر ألافِ الصِّبَا مَنْ} أنَّقَا {وتَأنقَ فِيهِ: عَمله بالإِتْقانِ وَالْحكمَة وَقيل: إِذا تَجَوَّدَ وجاءَ فِيهِ بالعَجَبِ كتَنَوَّقَ من النِّيقَةِ. (و) } تَأنَّقَ المَكانَ أَعْجَبَه فعَلِقَه وَلم يُفارِقْه، وقالَ الفَرّاء: أَي أحَبَّهُ.
وَمِمَّا يسْتدْرَكَ عَلَيْهِ: رَوْضَة أَنِيقٌ فِي مَعْنَى {مَأنُوقَة: أَي مَحْبُوبَة،} وأَنِيقَــةٌ بمَعْنَى {مُؤْنِقَة.} والأَنَقُ، محرّكَةً: حُسْنُ المَنْظَرِ وإِعْجابُه إِيّاكَ، وقِيلَ: هُوَ اطِّرادُ الخضْرَةِ فِي عَيْنَيكَ، لأنَّها تعْجِبُ رائِيَها. {وتَأنَّقَ فُلان فِي الرَّوْضَةِ: إِذا وَقَعَ فِيها مُعْجَباً بهَا.} وتَأنقَ فِيها: تَتَبَّعَ مَحاسِنَها، وأعْجِبَ بهَا، وتَمَتَّعَ بهَا، وَبِه فُسرَ حدِيثُ ابنِ مَسْعُود رضِي اللهُ عَنهُ: إذَا وَقَعْتُ فِي آل حم وَقَعْتُ فِي رَوْضاتٍ {أتأنقهن وَفِي التهذِيبِ: فِي رَوْضاتٍ} أَتَأنَّقُ فيهِنَّ أَي: أَسْتَلِذُّ قِراءَتَهُنَّ، وأَتَمَتًّع بمَحاسنهن، ومنَ أمْثالِهم: لَيْس المُتعلق {كالمُتَأَنَقِ ومعْناه ليسَ القانِع بالعُلْقَةِ وَهِي البلْغَة من العَيش كالذِي لَا يَقْنَعُ إِلاّ} بآنق الأَشياءِ وأَعجَبِها. وَيُقَال هُوَ {يتأنق: أَي يطلبَ أعجب الْأَشْيَاء.

أَنَقَ 

(أَنَقَ) الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ وَالْقَافُ يَدُلُّ عَلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْمُعْجِبُ وَالْإِعْجَابُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَنَقُ الْإِعْجَابُ بِالشَّيْءِ، تَقُولُ أَنِقْتُ بِهِ، وَأَنَا آنَقُ بِهِ أَنَقًا، [وَأَنَا بِهِ أَنِقٌ] أَيْ: مُعْجَبٌ. وآنَقَنِي يُونِقُنِي إِينَاقًا. قَالَ:

إِذَا بَرَزَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا ... مُعَوَِّذُهُ وَآنَقَتْهَا الْعَقَائِقُ

وَشَيْءٌ أَنِيقٌ وَنَبَاتٌ أَنِيقٌ. وَقَالَ فِي الْأَنِقِ:

لَا أَمِنٌ جَلِيسُهُ وَلَا أَنِقْ

أَبُو عَمْرٍو: أَنِقْتُ الشَّيْءَ آنَقُهُ، أَيْ: أَحْبَبْتُهُ، وَتَأَنَّقْتُ الْمَكَانَ أَحْبَبْتُهُ. عَنِ الْفَرَّاءِ. وَقَالَ الشَّيْبَانِيُّ: هُوَ يَتَأَنَّقُ فِي الْأَنَقِ، وَالْأَنَقُ مِنَ الْكَلَأِ وَغَيْرِهِ، وَذَلِكَ أَنْ يَنْتَقِيَ أَفْضَلَهُ. قَالَ:

جَاءَ بَنُو عَمِّكَ رُوَّادُ الْأَنَقْ

وَقَدْ شَذَّتْ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ: الْأَنُوقُ، وَهِيَ الرَّخَمَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: " طَلَبَ بَيْضَ الْأَنُوقِ ". وَيُقَالُ: إِنَّهَا لَا تَبِيضُ وَيُقَالُ: بَلْ لَا يُقْدَرُ لَهَا عَلَى بَيْضٍ. وَقَالَ:

طَلَبَ الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ فَلَمَّا ... لَمْ يَنَلْهُ أَرَادَ بَيْضَ الْأَنُوقِ

لفظ

لفظ
اللَّفْظُ بالكلام مستعار من: لَفْظِ الشيء من الفم، ولَفْظِ الرّحى الدّقيق، ومنه سمّي الدّيك اللَّافِظَةَ، لطرحه بعض ما يلتقطه للدّجاج. قال تعالى: ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
[ق/ 18] .

لفظ: اللفظ: أَن ترمي بشيء كان في فِيكَ، والفعل لَفَظ الشيءَ. يقال:

لفَظْتُ الشيء من فمي أَلفِظُه لَفْظاً رميته، وذلك الشيء لُفاظةٌ؛ قال

امرؤ القيس يصف حماراً:

يُوارِدُ مَجْهُولاتِ كلِّ خَمِيلةٍ،

يَمُجُّ لُفاظَ البقْلِ في كلِّ مَشْرَبِ

قال ابن بري: واسم ذلك المَلْفوظ لُفاظة ولُفاظ ولَفِيظٌ ولفْظ. لبن

سيده: لَفَظ الشيءَ وبالشيء يَلْفِظُ لَفْظاً، فهو مَلْفُوظ ولَفِيظ: رمى.

والدنيا لافِظة تَلفِظ بمن فيها إِلى الآخرة أَي ترمي بهم. والأَرض تلفِظ

الميّت إِذا لم تقبله ورمَتْ به. والبحر يلفِظ الشيء: يَرمي به إِلى

الساحل، والبحرُ يلفِظ بما في جَوْفِه إِلى الشُّطوط. وفي الحديث: ويَبْقى في

كل أَرض شِرارُ أَهلِها تَلفِظُهم أَرَضُوهم أَي تَقْذِفُهم وترْمِيهم

من لفَظ الشيءَ إِذا رَماه. وفي الحديث: ومَن أَكل فما تخَلَّل

فَلْيَلْفِظْ أَي فلْيُلْقِ ما يُخْرِجُه الخِلال من بين أَسنانه. وفي حديث ابن

عمر، رضي اللّه عنهما: أَنه سُئل عما لَفَظ البحر فنَهى عنه؛ أَراد ما

يُلقِيه البحر من السمك إِلى جانبه من غير اصْطِياد. وفي حديث عائشة، رضي

اللّه عنها: فقاءتْ أُكُلَها ولَفَظَت خَبيئها أَي أَظهرت ما كان قد اختبأَ

فيها من النبات وغيره. واللاَّفِظةُ: البحر. وفي المثل: أَسْخى من

لافِظةٍ؛ يعنون البحر لأَنه يلفِظ بكلّ ما فيه من العَنبر والجواهر، والهاء فيه

للمبالغة، وقيل: يعنون الديك لأَنه يلفظ بما فيه إِلى الدّجاج، وقيل: هي

الشاةُ إِذا أَشْلَوْها تركت جِرَّتَها وأَقبلت إِلى الحَلْب لكَرَمِها،

وقيل: جُودها أَنها تُدْعى للحَلَب وهي تَعْتَلِف فتُلْقي ما في فيها

وتُقبل إِلى الحالب لتُحْلَب فرَحاً منها بالحلب، ويقال: هي التي تَزُقُّ

فرْخَها من الطير لأَنها تخرج ما في جَوْفها وتُطعمه؛ قال الشاعر:

تَجُودُ فَتُجْزِل قَبْلَ السُّؤال،

وكفُّكَ أَسْمَحُ من لافِظَه

وقيل: هي الرَّحى سميت بذلك لأَنها تلفظ ما تطحَنُه. وكلُّ ما زَقَّ

فرخه لافِظة. واللُّفاظُ: ما لُفِظ به أَي طرح؛ قال:

والأَزْدُ أَمْسى شِلْوُهُم لُفاظا

أَي متروكاً مَطْروحاً لم يُدْفَن. ولفَظ نفسَه يَلْفِظُها لَفْظاً:

كأَنه رمى بها، وكذلك لفَظ عَصْبَه إِذا ماتَ، وعَصْبُه: رِيقُه الذي عصَب

بفيه أَي غَرِي به فَيَبِس. وجاء وقد لفظ لِجامَه أَي جاء وهو مجهود من

العَطش والإِعْياء. ولفَظ الرجلُ: مات. ولفَظ بالشيء يَلْفِظُ لَفظاً:

تكلم. وفي التنزيل العزيز: ما يَلفِظ من قولٍ إِلاَّ لَدَيْه رَقِيب عَتِيد.

ولَفَظْت بالكلام وتلَفَّظْت به أَي تكلمت به. واللَّفْظ: واحد

الأَلْفاظ، وهو في الأَصل مصدر.

(لفظ) : اللِّفاظُ: البَقْلُ.
اللفظ: ما يتلفظ به الإنسان أو من في حكمه، مهملًا كان أو مستعملًا.
ل ف ظ: (لَفَظَ) الشَّيْءَ مِنْ فَمِهِ رَمَاهُ وَذَلِكَ الشَّيْءُ الْمَرْمِيُّ لُفَاظَةٌ وَلَفَظَ بِالْكَلَامِ وَتَلَفَّظَ بِهِ تَكَلَّمَ بِهِ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَاللَّفْظُ وَاحِدُ الْأَلْفَاظِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. 
ل ف ظ : لَفَظَ رِيقَهُ وَغَيَّرَهُ لَفْظًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ رَمَى بِهِ وَلَفَظَ الْبَحْرُ دَابَّةً أَلْقَاهَا إلَى السَّاحِلِ وَلَفَظَتْ الْأَرْضُ الْمَيِّتَ قَذَفَتْهُ وَلَفَظَ بِقَوْلٍ حَسَنٍ تَكَلَّمَ بِهِ وَتَلَفَّظَ بِهِ كَذَلِكَ وَاسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ اسْمًا وَجُمِعَ عَلَى أَلْفَاظٍ مِثْلُ فَرْخٍ وَأَفْرَاخٍ 
(لفظ)
بالْكلَام لفظا نطق بِهِ وَيُقَال لفظ بالشَّيْء وَالرجل مَاتَ وَيُقَال لفظ نَفسه وَالشَّيْء من فِيهِ وَبِه رَمَاه وَطَرحه فَهُوَ لافظ وَهِي لافظة (ج) الْأَخِيرَة لوافظ وَالْمَفْعُول لفيظ وملفوظ وَيُقَال لفظت الْبِلَاد أَهلهَا أخرجتهم ولفظت الْحَيَّة سمها رمت بِهِ وَلَفظ الْبَحْر الشَّيْء أَلْقَاهُ إِلَى السَّاحِل
لفظ: تقال عن الجندي الذي يبذر لموت يلفظ الأقدار (معجم مسلم) لفظ نفسَه: توفّي. أسلم النفَس الأخير.
لفظ: نطق بأناقة، نطق أنيقــاً (فوك).
لفّظ: انظرها عند (فوك في مادة pronunciare ... الخ).
ألفظ ب: نطق على نحو صحيح وأنيق (عبد الواحد 9: 170): كان أحسن الناس ألفاظاً بالقرآن.
التفظ: انظر (فوك في مادة abiicere) .
لفظي: حرفي (بوشر).
لفظان: متشدق، نفّاخ. وهي التي كتبها (هلو) كتابة غريبة جداً: لافزان.
لفّاظ: انظرها عند (فوك) في مادة pronuciare.
لفظ: اللَّفْظُ: الكَلاَمُ. والرَّمْيُ بشَيْءٍ في فِيْكَ، لَفَظَه يَلْفِظُه.
والأرْضُ تَلْفِظُ بالمَيِّتِ: إذا لم تَقْبَلْهُ.
والدُّنْيَا لافِظَةٌ.
وفي المَثَل: " أسْخَى من لافِظَةَ " وهي الدِّيْكُ. وقيل: الرَّحى. وقيل: العَنْزُ، وجُوْدُها أنَّها تُدْعى للحَلَبِ فتُلْقي العَلَفَ من فِيْها وتُجِيْبُ الحالِبَ.
ويقولونَ: لَفَظَ يَلْفِظُ، ولَفِظَ يَلْفَظُ.
ولَفَظَ فلانٌ: إذا ماتَ.
و" جاءَ وقد لَفَظَ لِجَامَه ": أي جاءَ وهو مَجْهُوْدٌ من العَطَشِ والإِعْيَاءِ.
وبَقِيَ عليهم لُفَاظَةٌ: أي بَقِيَّةٌ.

لفظ


لَفَظَ(n. ac. لَفْظ)
a. [acc.
or
Bi], Cast out, forth; ejected; disgorged.
b. [Bi], Spoke, uttered, pronounced, articulated.

لَفِظَ(n. ac. لَفْظ)
a. see supra
(a)
تَلَفَّظَa. see I (b)
لَفْظ
(pl.
أَلْفَاْظ)
a. Utterance; articulation; word; expression; phrase
sentence.
b. see 24t
لَفْظَة
(pl.
لَفَظَات)
a. Word.

لَفْظِيّa. Literal; verbal.
b. Articulate, vocal.

مَلْفَظ
(pl.
مَلَاْفِظُ)
a. see 1 (a)
لَاْفِظa. Dying.

لَاْفِظَةa. Bird feeding its young.

لِفَاْظa. Plants.

لُفَاْظَة( pl.
reg. &
لُفَاْظ)
a. Expectoration; refuse; residue.

لَفِيْظa. Ejected &c.
b. Uttered, spoken.

لَفَظَاْنa. Loquacious.

N. P.
لَفڤظَa. see 25
N. Ac.
لَفَّظَa. Pronunciation.

لَفْظِيًّا
a. Literally; verbally.
[لفظ] لفظت الشئ من فمى ألفظه لفظا: رميته، وذلك الشئ لُفاظَةٌ. قال امرؤ القيس يصف حماراً: يُوارِدُ مجهولاتِ كلِّ خَميلَةٍ * يَمُجُّ لُفاظَ البَقْلِ في كل مَشْرَبِ * ولَفَظْتُ بالكلام وتَلَفَّظْتُ به، أي تَكَلَّمْتُ به. واللفْظُ: واحدُ الألفاظِ، وهو في الأصل مصدرٌ. وقولهم: " أسْمَحُ من لافِظَةٍ "، يقال هي العنزُ، لأنها تُشلى للحلب وهي تجترُّ، فتَلْفِظُ بِجِرَّتِها وتُقْبِلُ فرحاً منها بالحلب. ويقال: هي التي تَزُقُّ فرخَها من الطير لأنها تُخرِج ما في حوصلتها وتُطعمه. قال الشاعر: تَجودُ فَتُجْزِلُ قبل السُؤالِ * وكَفُّكَ أسْمَحُ من لافِظَهْ * ويقال: هي الرحى، ويقال: هو الديك، ويقال: هو البحرُ لأنه يَلْفِظُ بالعنبر والجواهر، والهاء فيه للمبالغة.
ل ف ظ

لفظ النوى. وكأنها لفظ العجم ولفيظه: ما لفظ منه. ولفظ اللقمة من فيه. ورمى باللفاظة وهي ما يلفظ.

ومن المجاز: لفظ القول ولفظ به، " ما يلفظ من قول "، ويقال: ما يلفظ بشيء إلا حفظ عليه. ولفظ نفسه: مات، كما يقال: قاء نفسه. وفلان لافظ فائظ. قال:

وقلت له إن تلفظ النفس كارهاً ... أدعك ولا أدفنك حين تنبل

أي تموت. ولفظت الرحم ماء الفحل. ولفظت الرحى بالدقيق. ولفظت الحيّة سمها. ولفظت إلينا البلاد أهلها. ولفظت آسادها الأجم. وقال ذو الرمة:

تروحن فاعصوصبن حتى وردنه ... ولم يلفظ الغرثى الخداريّة الوكر

والبحر يلفظ بالشيء إلى الساحل. والدنيا لافظة بالناس إلى الآخرة، والأرض تلفظ الموتى. وجاء وقد لفظ لجامه وهو مجهود من العطش والإعياء. وما بق إلا فضاضة ولعاعة ولفاظة: بقيّة يسيرة.
[ل ف ظ] لَفَظَ الشَّيْءَ وبالشَّيْءِ يَلْفِظٌ لَفْظًا فهو مَلْفُوظٌ ولَفِيظٌ رَمَى والدُّنْيا لافِظَةٌ تَلْفِظٌ بمَنْ فيها إلى الآخِرَةِ أي تَرْمِي بِهم والأَرْضُ تَلْفِظُ المَيِّتَ إِذا لم تَقْبَلْه والبَحْرُ يَلْفِظُ بما فِي جَوْفِه إلى الشُّطُوطِ واللافِظَةُ البَحْرُ وفي المَثَلِ أَسْخَى من لافِظَةٍ يَعْنُون البَحْرَ لأَنَّه يَلْفِظُ بما فِيه وقِيلَ يَعْنُون الدِّيكَ لأَنَّه يَلْفِظُ بما فيه إِلى الدَّجاجِ وقِيلَ هي الشَّاةُ وذلِكَ أَنّها إِذا أَشْلَوْها تَرَكَت جِرَّتَها وأَقْبَلَتْ التي إِلى الحَلْبِ لكَرَمِها وقِيلَ هي الرَّحَى وكُلُّ ما زَقَّ فَرْخَه لافِظَةٌ واللُّفاظُ ما لُفِظَ بِه أي طُرِحَ قال

(والأَزْدُ أَمْسَى جَمْعُهم لُفاظَا ... )

ولَفَظَ نَفْسَه يَلْفِظُها لَفْظًا كأّنَّه رَمَى بها وكذلك لَفَظَ عَصْبَهُ وجاءَ وقد لفَظَ لجامَهُ أي جاء وهو مَجْهُودٌ من العَطَش والإِعياء ولَفَظَ الرَّجُلُ ماءَه ولَفَظَ بالشَّيْءِ يَلْفِظُ لَفْظًا تَكَلَّمَ
[لفظ] نه: فيه: ويبقى في كل أرض شرار أهلها "تلفظهم" أرضوهم، أي تقذفهم وترميهم. ط: أي ينتقل من أرض استولى عليها الكفرة خيار أهلها ويبقى حشاش تخلفوا عن المهاجرين جبنًا عن القتال وتهالكًا على ما كان لهم فيها من ضياع ومواش، فهم لخستهم وضعف دينهم كالمستقذر عنه، يستنكف الأرض فتقذفهم، والله تعالى يكرههم فيبعدهم من مكان رحمته إبعاد من يستقذر الشيء، فلذلك منعهم من الخروج وثبطهم قعودًا مع الكفار، ويقذرهم نفس الرحمن- استعارة تمثيلية، ونفس الله: ذاته، يحشرهم النار مع القردة، أي نار الفتنة التي هي نتيجة أعمالهم مع الكفرة الذين هم كالقردة والخنازير لكونهم مختلقين بأخلاقهم فيظنون أن الفتنة لا تكون إلا في بلدانهم، فيختارون جلاء أوطانهم ويتركونها، والفتنة تكون لازمة لهم لا تنفك عنهم حيث يكونون وينزلون، قوله: تلفظهم، جواب من قال: فما حال الأشرار الباقية؟ ويتم في هجر. نه: ومنه: ومن أكل فما تخلل "فليلفظ"، أي فليلق ما يخرجه الخلال من أسنانه. وح ابن عمر: نهى عما "لفظه" البحر، أي يلقيه من السمك إلى جانبه من غير اصطياد. وح: فقاءت أكلها و"لفظت" خبيئها، أي أظهرت ما كان قد اختبأ فيها من النبات وغيره. ك: "لفظته" الأرض- بكسر فاء: رمته من القبر إلى الخارج.
لفظ
لفَظ/ لفَظ بـ يَلفِظ، لَفْظًا، فهو لافظ، والمفعول ملفوظ (للمتعدِّي)
• لفَظ الشّخصُ: أخرج ورمى ما في فمه من ريق وغيره.
• لفَظ البحرُ السّمكَ/ لفَظ البحرُ بالسّمك: قذفه، رمى به وأخرجه "لفظ نواةَ التَّمر/ الطعامَ- لفَظ البحرُ جُثَّةَ الغريقِ- لفَظتِ الحيَّةُ سُمَّها- لفَظت الدَّولة المتمرِّدين: طردتهم ونفتهم خارج حدودها" ° لفَظ أنَفَاسَه الأخيرة: مات، أسلم الرُّوحَ.
• لفَظ الشَّخْصُ بالكلام: نطَق به وتكلَّم "لفَظ بكلمة قبيحة- {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ". 

تلفَّظَ بـ يتلفَّظ، تلفُّظًا، فهو مُتلفِّظ، والمفعول مُتلفَّظ به
• تلفَّظ الشَّخْصُ بالكلام: لفَظ به، نطَق به وتكلَّم "لا يتلفَّظ إلاّ بأحسَنِ القول". 

تلفُّظ [مفرد]:
1 - مصدر تلفَّظَ بـ.
2 - (لغ) تموُّجات هوائيّة مصدرها في الغالب الحنجرة تشكّلها أعضاءُ النُّطق. 

لافِظة [مفرد]: ج لافظات ولوافِظُ: صيغة المؤنَّث لفاعل لفَظ/ لفَظ بـ.
• اللاَّفظة:
1 - الدُّنيا؛ لأنّها ترمي بمَنْ فيها إلى الآخرة.
2 - البَحْر؛ لإخراجه السَّمك، وقيل: لأنّه يلفِظ الجواهرَ.
• اللاَّفظةُ من الطَّير: التي تُطْعِم فَرْخَها مخرجة ما في جوفها. 

لُفاظة [مفرد]:
1 - ما يرمى من الفم وغيره.
2 - بقيّة الشَّيء. 

لَفْظ [مفرد]: ج ألفاظ (لغير المصدر):
1 - مصدر لفَظ/ لفَظ بـ ° لَحْظٌ أصدق من لَفْظ: التنبيه إلى أنّ الإشارة قد تغني عن الكلام.
2 - ما يُلْفظ به من الكلمات ° تلاعب بالألفاظ: تفنَّن في استخدامها، استعملها بطريقة خاصّة لتحقيق غرضٍ ما- علم دلالات الألفاظ: دراسة المعاني في أنماط لغويّة- لفظ مشترك: تشترك فيه معانٍ كثيرة كالعين.
3 - (لغ) أصغر وحدة في اللُّغة يمكنها نقل معنى خاصّ بمفردها. 

لَفْظَة [مفرد]: ج لَفَظات ولَفْظات:
1 - اسم مرَّة من لفَظ/ لفَظ بـ: "عبَّر عن الموقف بلفظةٍ واحدة".
2 - واحدة من الألفاظ "لَفْظَة جارحة/ عابرة- لَفَظات صاخبة". 

لفظيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى لَفْظ: "خطاب لفظيّ:
 شفويّ" ° تلاعُب لفظيّ: تلاعب بالكلمات على أساس المعاني المختلفة للكلمة ذاتها.
2 - ما يتعلَّق بالشَّكْل والصِّيغة والمَبْنَى دون المضمون والمعنى "جدل/ خلاف/ نقد لفظيّ- تحاليل/ زخارف لفظيّة".
• المشترَك اللَّفظيّ: (لغ) اللَّفظ الواحد الذي يدلّ على أكثر من معنى كالعين فإنّها تُطلق على عين الماء والعين المبصرة وتطلق مجازًا على الجاسوس ... إلخ.
• مقطع لفظيّ: (لغ) وحدة تركيبيّة تتألّف من صوت منفرد يشكِّل حرف علّةٍ أو إدغام أو حرفًا ساكنًا، أو أيًّا من هذه الأصوات ملحقة أو مسبوقة بحرف ساكن أو أكثر.
• التَّوكيد اللَّفظيّ: (نح) تكرار الكلمة أو العبارة لتقوية معناها.
• النَّسَق اللَّفظيّ: التّركيب النّحويّ للكلمات في جملة أو عبارة. 

مَلافِظُ [جمع]: مف مَلْفَظ: ما يُلْفَظ به من الكلام "رجلٌ حَسن الملافظ- حُلْو المَلْفظ". 

لفظ

1 لَفَظَهُ, (S, M, Msb, K,) and لَفَظَ بِهِ, (M, K,) aor. ـِ (S, M, Msb, K,) inf. n. لَفْظٌ; (T, S, M, Msb;) and لَفِظَهُ, and لَفِظَ بِهِ, aor. ـِ (Ibn-Abbád, K.) but the former is that which is commonly known; (TA;) He ejected it; cast it forth; [disgorged it;] (T, S, M, Msb, K;) namely a thing that was in his mouth; (T;) his spittle, &c.; (Msb;) from (مِنْ) his mouth. (S, TA.) And لَفَظَ alone, [elliptically,] He ejected what had entered between his teeth, of food. (TA.) You say also, لَفَظَتِ الحَيَّةُ سَمَّهَا (tropical:) [The serpent ejected its poison.] (TA.) And لَفَظَ عَصْبَهُ, lit. He ejected his spittle that stuck and dried in his mouth; meaning (tropical:) he died; (T, TA;) as also لَفَظَ نَفْسَهُ, aor. ـِ inf. n. as above; (M, TA;) and لَفَظَ alone. (M, K.) And جَآءَ وَقَدْ لَفَظَ لِجَامَهُ, [as to the letter and the meaning like جَآءَ وَقَدْ دَلَقَ لِجَامَهُ,] (tropical:) He came harassed, or distressed, by thirst and fatigue. (Ibn-'Abbád, M, Z, K.) And لَفَظَتِ الرَّحِمُ مَآءَ الفَحْلِ (tropical:) The womb ejected the seminal fluid of the stallion. (TA.) And لَفَظَهُ البَحْرُ (assumed tropical:) The sea cast it forth upon the shore; (Msb, TA;) namely a fish; (TA;) or a beast. (Msb.) And لَفَظَ البَحْرُ بِمَا فِيهِ إِلَى الشُّطُوطِ (assumed tropical:) The sea cast forth what was within it to the shores. (M.) And قَآءَتِ الأَرْضُ

أُكْلَهَا وَلَفَظَتْ خَبِيْئَهَا (tropical:) The earth disclosed her vegetables, and revealed her hidden things. (TA in this art. and in art. قيأ.) And لَفَظَتِ الأَرْضُ المَيِّتَ (assumed tropical:) The earth cast forth the dead; (T, Msb;) did not receive, or admit, the dead. (M.) And لَفَظَتِ البِلَادُ أَهْلَهَا (tropical:) [The countries cast forth their inhabitants]. (TA.) b2: [Hence,] لَفَظَ بِالكَلَامِ, (S, K,) and بِقَوْلٍ, (Msb,) and بِالشَّىْءِ, (M,) and لَفَظَ القَوْلَ, (TA,) aor. ـِ inf. n. لَفْظٌ, (M,) He uttered, spoke forth, or pronounced, (S, M, Msb, K,) the saying, (S, K,) and a saying, (Msb,) and the thing; (M;) as also بِهِ ↓ تلفّظ. (S, Msb, K.) It is said in the Kur, [l. 17,] مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ (tropical:) [He doth not utter a saying]: where Kh. reads ما يَلْفَظُ: both forms of the verb being used in this sense [as is implied in the K.]. (TA.) 5 تَلَفَّظَ see 1, last signification.

لَفْظٌ, originally an inf. n., (S, Msb,) is used as a subst., (Msb,) signifying (tropical:) An expression; i. e. a word; [more precisely termed ↓ لَفْظَةٌ;] and also a collection of words, a phrase, or sentence; (I'Ak &c.;) [each considered as such, without regard to its meaning; a word itself; and a phrase itself;] the latter also called لَفْظٌ مُرَكَّبٌ, a compound expression, an expression composed of two or more words: (Expos. of the Ajroomeeyeh, by the sheykh Khálid; &c.:) and ↓ مَلْفَظٌ signifies the same (TA:) pl. of the former أَلْفَاظٌ; (S, Msb;) dim. أُلَيْفَاظٌ: (Har., p. 593) and of the latter مَلَافِظ. (TA.) [Hence, لَفْظًا وَمَعْنًى (tropical:) With respect to the word, or words, or wording, and the meaning: and with respect to the actual order of the words; and the order of the sense. And لَفْظًا وَرُتْبَةً (tropical:) With respect to the actual order of the words, and the order of the proper relative places. And لَفْظًا وَتَقْدِيرًا (tropical:) Literally and virtually. And لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ (tropical:) It has no singular formed of the same radical letter: i. e., it has no proper singular: said of a word such as قَوْمٌ and رَهْطٌ &c.] b2: See also لُفَاظٌ.

لَفْظَةٌ: see لَفْظٌ.

لَفْظِىٌّ [Of, or relating to, a word, or collection of words, verbal:] opposed to مَعْنَوِىٌّ.

لَفَظَانٌ Loquacious; a great talker: but this is a vulgar word. (TA.) لُفْاظٌ [app. a coll. gen. n., of which ↓ لُفَاظَةٌ, q. v., is the n. un., as seems to be indicated in the S, TA,] What is cast, or thrown, away; (M, TA;) as also ↓ لَفْظٌ: the latter on the authority of IB. (TA.) لِفَاظٌ (assumed tropical:) Leguminous plants [put forth by the earth]. (Sgh, K.) لَفِيظٌ and ↓ مَلْفُوظٌ Ejected; cast forth. (M, K.) b2: (tropical:) [Uttered, spoken forth, or pronounced.]

لُفَاظَةٌ What is ejected, or cast forth, from the mouth: (S, K:) such as particles of the toothstick, or stick with which the teeth are cleaned: (TA:) and what is cast, or thrown, away, of food: pl. لُفَاظَاتٌ: (Har, p. ??.:) see also لُفَاظٌ. b2: Also, (tropical:) A remain, remainder, or residue, of a thing, (K, TA,) little in quality. (TA.) لَافِظٌ [act. part. n. of 1: fem. with ة]. Yousay, فُلاَنٌ لَافِظٌ (tropical:) Such a one is dying. (TA.) b2: اللَّافِظَةٌ The she-goat, (T, S, M, K,) or ewe; (M, K;) because she is called to be milked, while ruminating, and thereupon ejects her cud, and comes joyfully to be milked: (T, * S, M, * K: *) or the bird that feeds her young one from her beak; because she puts forth what is in her inside and gives it for food: (S, K *:) or the domestic cock; (S, K;) because he takes the grain with his beak, and does not eat it, but throws it to the hen: (K:) or (tropical:) the mill; (T, S, M, K;) because it casts forth what it grinds, (T, TA,) of the flour: (TA:) or (tropical:) the sea; (S, M, K;) as also لَافِظَةُ, determinate [as a proper name]; (K;) because it casts forth (S, M) what is in it, (M,) [namely] ambergris and jewels: (S:) in this last sense, and as applied to the cock, (Sgh,) the ة is to give intensiveness to the signification. (S, Sgh.) It has one or another of these significations in the saying, اسْمَحُ مِنْ لَافِظَةٍ [More liberal, or bountiful, than a she-goat, &c.,] (T, S, K,) and أَسْخَى مِنْ لَافِظَةٍ (M, TA) and أَجْوَدُ مِنْ لَافِظَةٍ [which mean the same]. (TA.) لَافِظَةٌ also signifies Any bird that feeds his female, (T,) or that feeds his young bird, (M, K,) from his beak. (T, M, K.) and اللَّافِظَةُ (tropical:) The earth; because it casts forth the dead. (TA.) And (tropical:) The present world; because it casts forth those who are in it to the world to come. (T, K, TA.) مَلْفَظٌ: see لَفْظٌ.

مَلْفُوظٌ: see لَفِيظٌ.
لفظ
لَفَظَه من فِيهِ يَلْفِظُهُ لَفْظاً، ولَفَظَ بِهِ لَفْظاً، كضَرَبَ، وَهُوَ اللُّغَةُ المَشْهُورَةُ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: وَفِيه لُغَةٌ ثَانِيَةٌ: لَفِظَ يَلْفَظُ، مِثَالٌ سَمِعَ يَسْمَعُ. وقَرَأَ الخَلِيلُ: مَا يَلْفَظُ من قَوْلٍ بفَتْحِ الفاءِ، أَيْ رَمَاهُ، فَهُوَ مَلْفُوظٌ ولَفِيظٌ. وَفِي الحَدِيثِ: ويَبْقَى فِي الأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِها تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ أَيْ تَقْذِفُهُم وتَرْمِيهِمْ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ومَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّل فَلْيَلْفِظْ أَيْ فَلْيُلْقِ مَا يُخْرِجُهُ الخِلالُ مِنْ بَيْنِ أَسْنانِه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا لَفَظَهُ البَحْرُ فَنَهَى عَنْهُ، أَرادَ مَا يُلْقِيهِ البَحْرُ من السَّمَكِ إِلى جانِبِهِ من غَيْرِ اصْطِيَادٍ. وَفِي حَدِيثِ عائِشةَ: فَقَاءَتْ اُكُلَهَا ولَفَظَتْ خَبِيئَها أَي أَظْهَرَتْ مَا كَانَ قد اخْتَبَأَ فِيهَا من النَّبَاتِ وغَيْرِه. وَمن المَجازِ: لَفَظَ بالكَلامِ: نَطَقَ بِهِ، كَتَلَفَّظَ بِهِ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا يَلْفِظُ منْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، وكَذلِكَ لَفَظَ القَوْلَ: إِذا تَكَلَّمَ بِهِ.
ولَفَظَ فُلانٌ: ماتَ.
وَمن المَجَازِ: اللاَّفِظَةُ: البَحْرُ، لأَنَّهُ يَلْفِظُ بِمَا فِي جَوْفِهِ إِلَى الشُّطُوطِ، كلاَفِظَةَ، مَعْرِفَةً.
وقِيلَ: اللاّفِظةَ: الدِّيكُ لأَنَّهُ يأَخُذُ الحَبَّةَ بمِنْقَارِهِ فَلَا يَأْكُلَها، وإِنَّما يُلْقِيهَا إِلَى الدَّجَاجَةِ. وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَزُقُّ فَرْخَها من الطَّيْرِ، لأَنَّهَا تُخْرِجُ من جَوْفِهَا لفَرْخِها وتُطْعِمُهُ ويُقالُ: هِيَ الشَّاةُ الَّتِي تُشْلَى لِلْحَلْبِ، وَهِي تُعْلَفُ، فتَلْفِظُ بجِرَّتِهَا،أَي تُلْقِي مَا فِي فِيها وتُقْبِلُ إِلى الحالِبِ لِتُحْلَبَ، فَرَحاً مِنْهَا بالحَلْبِ لِكَرَمِها.
وَمن المَجَازِ: اللاّفِظَةُ: الرَّحَى لأَنَّهَا تَلْفِظُ مَا تَطْحَنُهُ مِنَ الدَّقِيقِ، أَيْ تُلْقِيهِ. ومِنْ إِحْدَاها قَوْلُهُم: أَسْمَحُ مِنْ لافِظَةٍ، وأَجْوَدُ من لافِظَةٍ، وأَسْخَى مِنْ لافِظَةٍ قَالَ الشَّاعِر:
(تَجُودُ فَتُجْزِلُ قَبْلَ السُّؤالِ ... وكَفُّكَ أًسْمَحُ مِنْ لافِظَهْ)
وأَنْشَدَ اللَّيْثُ، ويُقَالُ إِنَّه لِلْخَلِيلِ:
(فَأَمَّا الَّتِي سَيْبُها يُرتَجَي ... قَدِيماً فَأَجْوَدُ من لافِظَهْ)
فِي أَبياتٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُها فِي ف ي ظ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: فمَنْ فَسَّرَها بالدِّيكِ أَو البَحْرِ جَعَلَ الهاءَ لِلْمبالَغَةِ. واللاّفِظَةُ فِي غَيْرِ المَثَلِ: الدُّنْيَا، سُمِّيت لأَنَّها تَلْفِظُ، أَيْ تَرْمِي بِمَنْ فِيها إِلى الآخِرَةِ وَهُوَ مَجَازٌ.)
وكُلُّ مَا زَقَّ فرْخَهُ: لاَفِظَةٌ. واللُّفَاظَةُ، كَثُمَامَةٍ: مَا يُرْمَى من الفَمِ، وَمِنْه لُفَاظَةُ السِّوَاكِ.
وَمن المَجَازِ: اللُّفاظَةُ: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ. يُقَالُ: مَا بَقِيَ إِلاّ نُضَاضَةٌ، ولُعَاعَةٌ ولُفَاظَةٌ، أَي بَقِيَّةُ قَلِيلَةٌ.
واللِّفَاظُ، كَكِتَابٍ: البَقْلُ بِعَيْنِهِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. ولِفَاظٌ: ماءٌ لِبَنِي إِيادٍ، ويُضَمُّ.
وَمن المَجَازِ: جاءَ وَقد لَفَظَ لِجَامَهُ، أَي جاءَ مَجْهُوداً عَطَشاً وإِعْيَاءً، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ والزَّمَخْشَرِي. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اللَّفْظُ: واحِدُ الأَلْفَاظِ، وَهُوَ فِي الأصْلِ مَصْدَرٌ.
واللُّفَاظُ، كغُرَابٍ: مَا طُرِحَ بِهِ، واللَّفظُ مِثْلُه، عَن ابنِ بَرِّيّ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ يَصِفُ حِمَاراً:
(يُوَارِدُ مَجْهُولاتِ كُلِّ خَمِيلَةٍ ... يَمُجُّ لُفَاظَ البَقْلِ فِي كُلِّ مَشْرَبٍ)
وَقَالَ غَيْرُه: والأَزْدُ أَمْسَى شِلْوُهُم لُفَاظا أَي: مَتْرُوكاً مَطْرُوحاً لَمْ يُدْفَنْ والمَلْفَظُ: اللَّفْظُ، والجَمْع المَلافِظُ.
واللافِظَةُ: الأَرْضُ لأَنَّها تَلْفْظُ المَيِّتَ، أَي تَرْمِي بِهِ، وَهُوَ مَجاَزٌ. ولَفَظَ نَفْسَهُ يَلْفِظُها لَفْظاً، كَأَنَّهُ رَمَى بِهَا، وَهُوَ كِنايَةٌ عَن المَوْتِ، وكَذلِكَ قَاءَ نَفْسَه. وكَذلِكَ لَفَظَ عَصْبَهُ: إِذا ماتَ، وعَصْبُه: رِيقُه الَّذِي تعَصَبَ بفِيهِ، أَي غَرِيَ بِهِ فَيَبِسَ. ويُقَالُ: فُلانٌ لاَفِظٌ فائِظُ.
ولَفَظَتِ الرَّحْمُ ماءَ الفَحْلِ: أَلْقَتْهُ، وكَذَا الحَيَّةُ سُمُّهَا، والبِلاَدُ أَهْلَهَا. وكُلُّ ذلَكَ مَجَازٌ.
ورَجُلٌ لَفَظَانُ، مُحَرَّكَة، أَيْ كَثِيرُ الكَلامِ، عامِّيّة.

حَرَثَ

(حَرَثَ) الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ (وَمِنْهُ) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63] وَالْحَرْثُ مَا يُسْتَنْبَتُ بِالْبَذْرِ وَالنَّوَى وَالْغَرْسِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ مَجَازٌ (وقَوْله تَعَالَى) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالْمَحَارِثِ وَمَا يُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ مِنْ النُّطَفِ بِالْبُذُورِ (وقَوْله تَعَالَى) {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْثِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ فِي الصَّيْدِ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ فِي النِّكَاحِ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ أَوْ قَيْسُ بْنُ ثَابِتٍ كِلَاهُمَا سَهْوٌ فِيهِ.
(حَرَثَ)
(هـ) فِيهِ «احْرُثْ لدُنْيَاك كأنَّك تَعِيش أَبَدًا، واعملْ لآخِرَتِك كَأَنَّكَ تَمُوت غَداً» أَيِ اعْمَل لدُنْياكَ، فخالَفَ بَيْنَ اللفْظَيْن. يُقَالُ حَرَثْتُ واحْتَرَثْتُ. وَالظَّاهِرُ مِنْ مَفْهُوم لفظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أمَّا فِي الدُّنْيَا فَلِلْحثِّ عَلَى عِمارتها وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُن فِيهَا ويَنْتَفع بِهَا مَنْ يَجيء بَعْدَكَ، كَمَا انْتَفَعْت أَنْتَ بعَمَل مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَه، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلم أَنَّهُ يَطُول عُمْرُه أحْكَم مَا يَعمَلُه وحَرصَ عَلَى مَا يَكْسِبُه، وَأَمَّا فِي جانِب الْآخِرَةِ فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب فِي العباداتِ وَالطَّاعَاتِ، والإكْثار مِنْهَا، فإِنّ مَنْ يَعْلم أَنَّهُ يَمُوتُ غَداً يُكْثر مِنْ عبَادَته ويُخْلِص فِي طاعتِه. كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ» .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابق إِلَى الفَهْم مِنْ ظَاهِرِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَدب إِلَى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، والتَّقْلِيل مِنْهَا، وَمِنَ الانْهمَاك فِيهَا والاسْتِمتاع بلَذَّاتها، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أوَامره ونَواهيه فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها والاسْتِكْثار مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِم أَنَّهُ يعِيش أَبَدًا قَلَّ حِرْصُه، وعَلِم أَنَّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عَلَيْهِ والمُبَادَرة إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنْ فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً، فإِنّي أَعِيشُ أَبَدًا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اعْمَل عَمَل مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّد فَلَا يحْرِص فِي الْعَمَلِ، فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أَنِيقَــةٍ مِنَ الإشَارة والتَّنْبيه، وَيَكُونُ أمْرُه لعَمَل الآخِرة عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة وَاحِدَةً وَهُوَ الزُّهْد والتَّقْلِيل، لَكِنْ بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن.
وَقَدِ اختَصَر الْأَزْهَرِيُّ هَذَا المعْنى فَقَالَ: معْناه تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتَأخير أمْر الدُّنْيَا كَراهيَة الاشْتِغال بِهَا عَنْ عَمل الْآخِرَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «احْرُثُوا هَذَا القُرآن» أَيْ فَتِّشُوه وثَوّرُوه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
(هـ) وَفِيهِ «أصْدَق الأسْماء الحَارِث» لِأَنَّ الحَارِث هُو الكَاسِبُ، والإنْسان لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعاً واخْتِيَارا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْر «اخْرُجُوا إِلَى مَعايِشكم وحَرَائِثِكُمْ» أَيْ مَكَاسبكم، وَاحِدُها حَرِيثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرَائِثُ: أنْضَاء الإبِل، وأصْلُه فِي الخَيْل إِذَا هُزِلَتْ فاسْتُعِيرَ للإبِل، وإنَّما يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أحْرَفْنَاها بِالْفَاء. يُقَالُ نَاقَة حَرْف: أَيْ هَزِيلَةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ، مِنَ الاحْتِرَاث: الاكْتسَابِ. وَيُرْوَى «حَرائِبكم» بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الموَّحدة. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ؟ قَالُوا: حَرَثْنَاهَا يوْم بَدْر» أَيْ أهْزَلْنَاها. يُقَالُ حَرَثْتُ الدَّابَّة وأَحْرَثْتُهَا بِمَعْنَى أَهْزَلْتُهَا. وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الخطّابى. وَأَرَادَ مُعاوية بذكْر نَواضِحِهم تَقْرِيعاً لَهم وتَعْرِيضاً لأنَّهُم كَانُوا أهلَ زَرْعٍ وسَقْي، فأجَابُوه بمَا أَسْكَنَهُ تَعْرِيضاً بقَتْل أشْيَاخِه يَوْم بَدْر.
(هـ) وَفِيهِ «وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُق البُخاري وَمُسْلِمٍ. قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبة إِلَى حُرَيْث: رَجُل مِنْ قُضَاعة. وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْجِيمِ.

الصّاعقة

ص ع ق [الصّاعقة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ .
قال: الصاعقة: العذاب، وأصله الموت.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
قد كنت أخشى عليك الحتوف ... وقد كنت آمنك الصاعقة 
الصّاعقة:
[في الانكليزية] Thunderbolt
[ في الفرنسية] foudre
المحراق الذي بيد الملك السائق للسّحاب، ولا يأتي على شيء إلّا أحرقه، أو نار تسقط من السماء كذا في القاموس. اعلم أنّ الدّخان الذي هو أجزاء نارية تخالطها أجزاء صغار أرضية، إذا ارتفع مع البخار وانعقد السّحاب من البخار واحتبس الدخان فيما بين السحاب، فما صعد من الدخان إلى العلوّ لاشتعال حرارته أو نزل إلى السّفل لانتقاص حرارته يمزّق السّحاب في صعوده ونزوله تمزيقا أنيقــا، فيحصل صوت هائل فيسمّى هذا الصوت رعدا. وإن اشتعل الدّخان لها فيه من الدهنية بالحركة العنيفة المقتضية للحرارة فيحصل لمعان وضوء فيسمّى هذا برقا، وإن كان الدخان كثيفا غليظا جدا حتى يصير ثقيلا فيمزّق السّحاب لشدة حرارته وينزل إلى الأرض لثقالته فيحرق كلّ شيء لحرارته ويمزّقه لغلظه وثقله فيسمّى صاعقة هكذا في الميبدي وغيره. وقد مرّ في لفظ البرق. وذكر في التفسير العزيزي أنّ أهل الحكمة قالوا: بما أنّ القوى الفلكية تؤثّر في العناصر بواسطة التّسخين والتّبخير فتتحرّك وتختلط ببعضها، وينشأ من اختلاط العناصر ببعضها عدة مخلوقات من مخلوقات أخرى.

فمثلا: بما أنّ حرارة الصيف تؤثّر في العناصر فيتصاعد بخار الماء من البحار والدّخان من الأرض نحو السماء، ومن ثمّ يعلو الدّخان حينا عن الهواء حتى يصل إلى كرة النار فيشتعل، وقد يستمرّ حينا من الزمن لعدة أيام في اشتعال بسبب غلظ قوام مادّة الدخان. ويبدو للناظر بشكل مذنّب أو حربة أو سالفة من الشعر أو غير ذلك، وإذا كان بعد الاشتعال زائلا عن قريب فيكون شهابا.
وفي بعض الحالات لا يشتعل بل يكون قابلا للاحتراق ويبدو للناظر للسّماء كقطعة حمراء أو سوداء أو زرقاء بين السّماء والأرض.
وينقسم البخار حال ارتفاعه من الأرض إلى عدد من الأقسام: فمرة يكون لطيفا وخفيفا فيعلو كثيرا فيصل إلى مكان ينقطع فيه انعكاس أشعة الشمس من الأرض فيبرد ويتكثّف ثمّ ينزل إلى الأرض على شكل قطرات. ويقال لهذا البخار المتكيّف الغيم. وتلك القطرات من الماء تسمّى المطر. وحينا آخر لا يكون البخار لطيفا بل ثقيلا، ولذلك فإنّه لا يرتفع عن سطح الأرض كثيرا، ثم إنّه بسبب البرد في أواخر الليل فإنّه يتجمّد (يتكثف) فيقع ويقال له آنذاك قطر النّدى. وإذا اشتدّ البرد بدرجة أكبر فإنّ البخار يتجمّد وينزل على الأرض بصورة حبّات من الثلج تسمّى البرد.

وقالوا أيضا: متى ارتفع الغبار والبخار والدّخان المخلوطة بعضها ببعض ثم انفصل كلّ منها عن الآخر، فحينئذ تهبّ ريح قوية وأعاصير شديدة.
وإذا وصل البخار والدّخان إلى درجة البرودة فإنّ البخار يبرد فيتغلغل فيه الدّخان حتى ينفذ إلى الطبقات العليا، وعن هذا التغلغل يحدث صوت قوي هو الذي يقال له الرّعد، وأحيانا بسبب شدّة التغلغل والحركة يشتعل ذلك الدّخان فيكون منه البرق.
وحينا آخر بسبب شدّة التكثّف والبرودة معا فإنّ البخار يتجمّد فيقع على الأرض وهو ما يسمّى حينئذ بالصاعقة.
هذا وإنّ هؤلاء الحكماء (أصحاب هذه الأقوال) بسبب ضعف وسائلهم لم يستطيعوا أن يتصوّروا شيئا آخر مؤثّرا في العناصر سوى قابلية تلك المواد للتأثير والتأثّر فلذلك اكتفوا بذلك.

وفي الحقيقة: هناك أسباب أخرى بالإضافة إلى الأسباب المذكورة وهي مؤثّرة وعاملة في هذا المصنع العظيم (الكون)، بل جميع الكائنات، وتلك هي الأرواح (الملائكة) المدبّرة والموكلة في إدارة شئون الكائنات المادّية وصورها.
وهذه الأرواح تابعة لأمر الله (كن فيكون)، ولا تقوم بأيّ عمل من تلقاء ذاتها. وعليه فالاقتصار على رؤية الأسباب المادية الظاهرة خطأ وغفلة عن قدرة مسبّب الأسباب، سبحانه ما أعظم شأنه. كما أنّ نفي تأثير الأسباب هو إنكار لحكمة الحكيم على الإطلاق ولفوائد الأسباب في هذا الكون، فسبحانه ما أحكم بنيانه.
وإذن فالأسلم في عدم الإفراط ولا التفريط بل التوسّط وهو الاعتقاد بأنّ الله سبحانه هو الفاعل الحقيقي والمكوّن لكلّ كائن بلا واسطة.
أمّا توسيط الأسباب فبناء على إجراء وتنفيذ عادته، ومن أجل إظهار قدرته وحكمته.
وأمّا في حال الاعتقاد حسب الصورة الأولى فإنّه يؤدّي إلى تعطيل قدرة الله سبحانه، وأمّا على التقدير الثاني فيؤدي للاعتقاد بالعبثية وأنّ الأسباب لا لزوم لها. نعوذ بالله منهما.
انتهى ملخصا.

قني

قني: {وأقنى}: جعل له قنية، أي: أصل مال.

قني


قَنَى(n. ac. قَنْي
قُنْيَاْن)
a. see قَنَوَ
I (a).
قَاْنَيَa. Suited, fitted.
b. Mixed.

أَقْنَيَa. Contented, satisfied.
b. [acc. & acc.
or
La], Brought within the range of ( the hunter:
game ).
قُنْيَة [قِنْيَة]
a. Gain.

قِنًى &
a. قَُِنْيَان
see under
قَنَوَ
(قني) فلَان قِنَا رَضِي وَيُقَال قني بالشَّيْء رَضِي بِهِ وغني وَالْأنف قِنَا ارْتَفع وسط قصبته وضاق منخراه والشجرة طَالَتْ فَهُوَ أقنى وَهِي قنواء (ج) قنو وَالْحيَاء قنوا لزمَه
قني
قنَى يَقْنِي، اقْنِ، قَنْيًا، فهو قانٍ، والمفعول مَقْنِيّ
• قنَى الرَّجُلُ المالَ: كَسَبَهُ وجمعَه واتّخذه لنفسه لا للتِّجارة. 

قَناية [مفرد]: مَجْرًى مائيّ صغير. 

قَنْي [مفرد]: مصدر قنَى. 
الْقَاف وَالنُّون وَالْيَاء

الْقنية: مَا اكْتسب. وَالْجمع: قنى. وَقد قنى المَال قنياً، وقنياناً، الأولى عَن اللحياني، قَالَ أَبُو مثلم الْهُذلِيّ يرثى صَخْر الغي:

لَو كَانَ للدهر مَال كَانَ متلده ... لَكَانَ للدهر صَخْر مَال قنيان

وَقَالَ اللحياني: قيت العنز: اتخذتها للحلب.

وَله غنم قنية، وقنية: إِذا كَانَت خَالِصَة لَهُ ثَابِتَة عَلَيْهِ.

وَأما البصريون: فَجعلُوا الْوَاو فِي كل ذَلِك بَدَلا من الْيَاء، لأَنهم لَا يعْرفُونَ: قنيت.

والقنى: الرضى.

وَقد قناه الله، وأقناه.

وقنى مَاله قناية: لزمَه.

وقنى الْحيَاء: كَذَلِك.

وأقناك الصَّيْد، وأقنى لَك: امكنك، عَن الهجري، وَأنْشد:

يجوع إِذا مَا جَاع فِي بطن غَيره ... ويرمى إِذا مَا الْجُوع أقنت مقاتله

وَإِنَّمَا أثْبته فِي ذَوَات الْيَاء، وَإِن كَانَ " ق ن و" اكثر من " ق ن ي "، لِأَنِّي لم أعرف اشتقاقه، وَوجدت اللَّام يَاء اكثر مِنْهَا واوا.
قني
: (ي ( {القِنْيَةُ بالكسْر، والضَّمِّ: مَا اكتُسِبَ، ج} قِنًى) ، بالكسْرِ والضَّمِّ أَيْضا أُقِرَّتِ الياءُ فِي {القُنْية بحالِها الَّتِي كانتْ عَلَيْهَا فِي لُغةِ مَنْ كَسَر؛ هَذَا قولُ البَصْرِيِّين، وأمَّا الكُوفِيُّون فجعَلُوا} قَنَيْت وقَنَوْت لُغَتَيْن؛ فَمَنْ قالَ قَنَيْت على قِلَّتِها فَلَا نَظَر فِي {قِنْيَة} وقُنْية فِي قولِه، ومَنْ قالَ قَنَوْت فالكَلامُ فِي قوْلِه هُوَ الكَلامُ فِي قولِ مَنْ قالَ صُبْيان.
( {وقَنَى المالَ، كرَمَى} قَنْياً) ، بالفَتْح، عَن اللّحْياني، ( {وقُنِياناً، بالكسْر والضَّمِّ: اكْتَسَبَهُ) .
(ومالٌ} قِنْيانٌ: اكْتَسَبْته لنَفْسِك واتَّخَذْته، قالَ أَبُو المُثَلَّم الهُذَلي يَرْثي صَخْر الغيّ: لَو كانَ للدَّهْرِ مالُ كانَ مُتْلِدَه لَكَانَ للدَّهرِ صَخْرٌ مالَ {قُنْيانِ (} والقِنَى: كإِلَى: الرِّضا) ؛) عَن أبي زيْدٍ.
وَقد ( {قَنَّاهُ اللَّهُ) تَعَالَى، بالتّشديدِ، (} وأَقْناهُ) :) أَي (أَرْضاهُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وأَنَّه هُوَ أَغْنَى {وأَقْنَى} .
وَفِي حديثِ وابِصَةٍ: (والإِثْمِ مَا حَكَّ فِي صَدْرِك وَإِن} أَفْتَاك الناسُ عَنهُ وأقْنَوْكَ) ، أَي أَرْضَوْك؛ نقلَهُ الزَّمخشري فِي الفائِقِ.
( {وأَقْناهُ الصَّيْدُ، و) } أُقْنَى (لَهُ) :) أَي (أَمْكَنَهُ) ، عَن الهَجَرِي؛ وأَنْشَدَ:

يَجُوعُ إِذا مَا جَاعَ فِي بَطْنِ غيرِهِ
ويَرْمِي إِذا مَا الجوعُ {أَقْنَتْ مَقاتِلُه (} وَقاناهُ) {مُقاناةً: (خَلَطَهُ) ؛) عَن الأصْمعي.
وقالَ الليْثُ: هُوَ إشْرابُ لَوْنٍ بلَوْنٍ، يقالُ:} قُونيَ هَذَا بذاكَ، أَي أُشْرِب أَحَدُهما بالآخرِ؛ وأَنْشَدَ أَبُو الهَيْثَم لامْرىءِ القَيْس:
كبِكْرِ {المُقاناةِ البَياضُ بصُفْرةٍ
غَذاها نَمِيرُ الماءِ غيرَ مُحَلَّلِقالَ: أَرادَ كالبِكْرِ} المُقاناةِ البَياض بصُفْرةٍ أَي كالبَيْضةِ الَّتِي هِيَ أَوَّل بَيْضةٍ باضَتْها النّعامَةُ؛ ثمَّ قالَ: المُقاناةُ البَياضُ بِصُفْرةٍ أَي الَّتِي قُونيَ بَياضُها بصُفْرةٍ أَي خُلِطَ، فكانتْ صَفْراءَ بَيْضاءَ، فتَرَكَ الألِفَ واللامَ من البِكْر 2 وأَضافَ البِكْرِ إِلَى نَعْتِها. وقالَ غيرُهُ: أَرادَ كبِكْرِ الصدَقَةِ المُقاناةِ البَياض بصُفْرةٍ لأنَّ فِي الصدَقَةِ لَوَنَيْن من بَياض وصُفْرةٍ أَضافَ الدُّرَّة إِلَيْهَا.
(و) {قانَى (فُلاناً) } مُقاناةٌ: (وافَقَهُ) .) يقالُ: مَا {يُقانِينِي هَذَا الشيءُ أَي مَا يُوافِقُنِي؛ عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَهَذَا} يُقانِي هَذَا: أَي يُوافقُه.
(وأَحْمرُ {قانٍ) :) شَديدُ الحُمْرةِ؛ (صَوابُه بالهَمْزِ؛ ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ) .
(قالَ شَيْخُنا: لَا وهمَ فقد ذكَرَه الجَوْهرِي فِي المَهْموزِ كَمَا فِي أُصُولِه الصَّحيحةِ وأَعَادَهُ هُنَا إشارَة إِلَى الخِلافِ أَو إِشارَة إِلَى جَوازِ تَخْفِيفِه، كَمَا ذَكَرَ المصنِّفُ شَنُوّة مَعَ تَصْرِيحِهم بأنَّه مَهْمُوزٌ.
قُلْت: هُوَ كَمَا ذُكِرَ إلاَّ أنَّ ذِكْرَ المصنِّفِ إيَّاه فِي هَذَا الحرْفِ بَعِيدٌ عَن الصَّوابِ، فإنَّه مِن قَنَا يَقْنُو قَنْواً إِذا اشْتَدَّتْ حُمرتُه، وأَحْمَرَ قانٍ شَديدُ الحُمْرةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} قَنَيْت الغَنَم: اتَّخَذْتُهَا للحَلْبِ؛ عَن اللحْياني.
{وقَنِيَ} قِنًى: مِثْلُ رَضِيَ رِضاً زِنَةً ومَعْنًى، عَن أبي عبيدَةَ؛ قالَ ابنُ برِّي: وَمِنْه قولُ الطمَّاحِي:
كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى يُعْطَى الَّذِي يَنْقُصهُ فيَقْنَى؟ أَي فيَرْضَى بِهِ. وَفِي الحديثِ: (فاقْنُوهُم) ، أَي عَلِّمُوهُم واجْعَلُوا لهُم {قِنْية مِن العِلْم يَسْتَغْنُونَ بِهِ إِذا احْتاجُوا إِلَيْهِ.
وَله غَنَمٌ} قِنْيةٌ {وقُنْيةٌ: إِذا كانتْ خالِصَةً لَهُ ثابِتَةً عَلَيْهِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يَعْرفُ البَصْرِيُّون} قَنَيْتُ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي: {القِنَى، كإلَى، مِن} القِنْيةِ وَهُوَ أنْ {يَقْتَنِيَ مَالا؛ قالَ أَبُو المثلَّم الهُذَلي:
وَجَدْتَهم أَهْلَ} القِنَى {فاقْتَنَيْتهم ونقلَ أَبو زيْدٍ عَن العَرَبِ: مَنْ أَعْطَى مِائة مِن المَعزِ فقد أُعْطِي} القِنَى، ومَنْ أُعْطِي مِائةَ من الضَّأْنِ فقد أُعْطِي الغِنَى، ومَنْ أُعْطِي مِائَةَ مِن الإِبِلِ فقد أُعْطِي المُنَى.
{وأقْناهُ اللَّهُ: أَعْطَاهُ مَا يُسْكُن إِلَيْهِ؛ وقيلَ: أَعْطاهُ مَا} يَقْتَنِي مِن {القِنْيةِ والنَّشَب.
وقالَ ابنُ الأعْرابِي: أَعْطاهُ مَا يدَّخِرُه بعْدَ الكِفايَةِ.
وأَرضٌ} مَقْناةٌ: مُوافِقَةٌ لكلِّ مَنْ نَزَلَها؛ وَبِه فُسِّرَ قولُ قَيْسِ بنِ العَيْزارَةِ الهُذَليّ:
بِمَا هِيَ مَقْناةٌ أَنِيقٌ نَباتُهامِرَبٌّ فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُقالَ الأصْمَعيُّ: ولُغَةُ هُذَيلٍ مُفْناةٌ بالفاءِ، وَقد ذُكِرَ هُنَاكَ.
وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {المُقاناةُ فِي النسجِ: خيطٌ أَبْيضُ وخَيْطٌ أَسْودٌ.
وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: هُوَ خَلْطُ الصُّوفِ بالوَبَرِ وبالشَّعرِ مِن الغَزْلِ يُؤَلَّفُ بَيْنَ ذلكَ ويُبْرَمُ.
} وقانَى لَهُ الشيءُ: دامَ؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِي يصِفُ فَرَساً:
{قانَى لَهُ بالقَيْظِ ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ باعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُوقالَ أبُو تُرابٍ: سمعْتُ الحُصَيبيَّ يقولُ: هُم لَا يُقانونَ مَا لَهُم وَلَا يُعانُونَه، أَي مَا يَقُومُونَ عَلَيْهِ.
} وقُنِيَتِ الجارِيَةُ {تُقْنَى} قِنْيةً، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، إِذا مُنِعَتْ مِن اللّعِبِ مَعَ الصِّبْيان وسُتِرَتْ فِي البَيْتِ؛ رَوَاهُ الجَوْهرِي عَن أَبي سعِيدٍ عَن أَبي بكْرِ بنِ الأزْهرِ عَن بُنْدَارٍ عَن ابنِ السِّكِّيت، قالَ: وسَأَلْته عَن فُتِّيَتِ الجارِيَةُ تَفْتِيَةً فَلم يَعْرِفْه؛ وتقدَّمَ لَهُ فِي فتي ذلكَ مِن غيْرِ إنْكارٍ.
{والقُنْيانُ، بالضَّمِّ: فَرَسُ قرَابَة الضَّبي؛ وَفِيه يقولُ:
إِذا} القُنْيانُ أَلْحَقَنِي بقَوْمٍ وَلم أَطْعَن فَشَلَّ إِذا بَنانِي {وقانِيَةُ: موْضِعٌ؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
فَلأَياً مَا قَصَرْتُ الطَّرْفَ عَنْهُم} بقانِيةٍ وَقد تَلَع النَّهار {ُوالقِنْيَةُ، بالكسْر: حَيوانٌ على هَيْئةِ الأَرْنَبِ بالأَنْدَلُس يُلْبَسُ فِراؤُها؛ قالَ ابنُ سعيدٍ: وَقد جلبَه فِي هَذِه المدَّةِ إِلَى تُونُس حاضِرَة أفْرِيقِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهِي أَفْخَرُ مِن القاقومِ وأَبْيضُ وأَنْفَعُ.
وكرمُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ} قُنَيَّة، كسُمَيَّة، حدَّثَ عَن أَبي المَواهِبِ بنِ مُلوك وطَبَقتِه، ماتَ سَنَة 574.

شلب

شلب


شَلَبَ
شَلْبَةa. A kind of fish.

شَلَبِيّ
a. [ coll. ], Pretty, elegant.
b. Barber.
شلب: شَلْبة في محيط المحيط، وشِلْبة عند آخرين: نوع من السمك (باللاتينية Salpa وبالفرنسية Saupe وترجمة جوفرى - سنت هيلير بالسلور، وعند دي سلان نوع من المرجان وهو سمك من فصيلة الاسبوريات وعند برجون: سلطان إبراهيم، طرستوج. (معجم الادريسي) وعند باجني مخطوطات هو: Salpa, Xilba انظر سيتزن 3: 276، 498، 4: 477).
شَلَبِيّ (بالتركية جَلَبي): وهو عند العامة الطريف والــأنيق والمؤدب (بوشر، محيط المحيط)، ويستعملونه غالباً للحلاّق.
شَلَبيّ: أجود أنواع التمر (برقون 1: 383) شَالْبِيَة (بالأسبانية) Salvia ويسمى بالأندلس الناعمة (ابن البيطار 1: 77، 2: 79).
وعند ابن واقد (ص9 و): ماء قد طبخ فيه الشالبية البيضاء.
شلب
: (شِلْبٌ بالكَسْرِ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة وَهُوَ: (د غَرْبِيَّ الأَنْدَلُس) وهِي مَدينَة مُعْتَبَرَةٌ بِقُرْب أَشْبِيلِية، وتُسَمَّى أَعْمالُ شِلْب كُورَةَ أَشْكُونِيَة. وأَشْكُونِيَة: قاعِدَةٌ جَلِيلَة لَهَا مُدُنٌ، ومَعَاقِل وَدَار ملكهَا قَاعِدَة شِلْب، وَبَينهَا وَبَين قُرْطُبة سَبْعَةُ أَيَّام. وَلما صارَت لِبَنِي عَبْد المُؤْمِن مُلُوك مَرَّاكُش أَضَافُوهَا إِلَى كُورَة أَشْبِيلِيّة، وتَفْتَخِر بكَوْنِ ذِي الوِزَارَتَيْن ابْنِ عَمَّارِ مِنْهَا، وَمِنْهَا ابْن السَّيِّد، وَابْن بَدْرُون، الكَاتِب أَبو عُمَر وَهُوَ القَائِل:
أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ
قُ وصَوْبُ الْغَمَام مَا كُنْتُ أَصْبُو
ذَكَّرَتْنِي شِلْباً وهَيْهَاتَ مِنْي
بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلبُ
هَذَا نَقله شَيخنَا.

الفاصلة

الفاصلة
انظر: رؤوس الآي.
(الفاصلة) خرزة خَاصَّة تفصل بَين الخرزتين فِي العقد وَنَحْوه والعلامة فِي حِسَاب الكسور العشرية تكْتب بَين الْكسر وَالْعدَد والفاصلة (فِي علم الْعرُوض) ثَلَاثَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل كتبت وَهِي الصُّغْرَى وَأَرْبَعَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل سمعهم وَهِي الْكُبْرَى (ج) فواصل
الفاصلة:
[في الانكليزية] End of a verse of Koran ،end of a rhyme ،three or four consonants
[ في الفرنسية] Fin d'un verset du Coran ،fin d'un bout rime ،trois ou quatre consonnes
هي عند أهل العربية تطلق بالاشتراك على معان. منها ما يسمّى فاصلة صغرى، وهي كلمة رباعية أي مشتملة على أربعة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو حبل بالتنوين. ومنها ما يسمّى فاصلة كبرى، وهي كلمة خماسية أي مشتملة على خمسة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو سمكة بالتنوين، وهذان المعنيان من مصطلحات أهل العروض والتنوين عندهم حرف معتبر جزء من الكلمة السابقة. وقد أورد في عروض سيفي: الأكثرون على أنّ الفاصلة من الأصول.
الفاصلة
نعنى بها تلك الكلمة التى تختم بها الآية من القرآن، ولعلها مأخوذة من قوله سبحانه: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (فصلت 3). وربما سميت بذلك؛ لأن بها يتم بيان المعنى، ويزداد وضوحه جلاء وقوة، وهذا لأن التفصيل فيه توضيح وجلاء وبيان، قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ (فصلت 44).
فمكانة الفاصلة من الآية مكانة القافية من البيت، إذ تصبح الآية لبنة متميزة فى بناء هيكل السورة. وتنزل الفاصلة من آيتها، تكمل من معناها، ويتم بها النغم الموسيقى للآية، فنراها أكثر ما تنتهى بالنون والميم وحروف المد، وتلك هى الحروف الطبيعية فى الموسيقى نفسها، قال سيبويه: إن العرب إذا ترنموا يلحقون الألف والياء والنون، لأنهم أرادوا مد الصوت، ويتركون ذلك إذا لم يترنموا.
وتأتى الفاصلة في القرآن مستقرة في قرارها، مطمئنة في موضعها، غير نافرة ولا قلقة، يتعلق معناها بمعنى الآية كلها، تعلقا تاما، بحيث لو طرحت لاختل المعنى واضطرب الفهم، فهى تؤدى في مكانها جزءا من معنى الآية، ينقص ويختل بنقصانها، وهاك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ترى الآية قد كمل معناها بالفاصلة، وأن الفاصلة قامت بأداء نصيبها منه.
وقد يشتد تمكن الفاصلة في مكانها، حتى لتوحى الآيات بها، قبل نطقها، كما روى عن زيد بن ثابت أنه قال: أملى على رسول الله صلّى الله عليه وسلم هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً (المؤمنون 13، 14). وهنا قال معاذ بن جبل: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له معاذ: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: بها ختمت - وحتى ليأبى قبولها، والاطمئنان إليها، من له ذوق سليم، إذا غيرت وأبدل بها سواها، كما حكى أن أعرابيّا سمع قارئا يقرأ: «فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله غفور رحيم»، ولم يكن يقرأ القرآن، فقال: إن كان هذا كلام الله فلا، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه ، والآية إنما ختمت بقوله تعالى: فَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
، وسواء أصح ذلك أم لم يصح، فإنا نشعر هنا بما بين الفاصلة والآية، من ارتباط لا ينفصم.
خذ مثلا تلك الآيات التى تنتهى بوصفه سبحانه بالحكمة، تجد فيها ما يناسب تلك الحكمة ويرتبط بها، واقرأ قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 220). ألا ترى المقام وهو مقام تشريع وتحذير يستدعى عزة المحذر، وحكمة المشرع. وقوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة 31، 32). فالمقام هنا مقام للتعليم، ووضع هذا التعليم في موضع دون سواه، فناسب ذلك وصفه تعالى بالعلم والحكمة. وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). فالتفرد بالألوهية، والتصرف المطلق في اختيار ما يشاء، ثم تصوير الجنين على صورة خاصة، كل ذلك يناسب وصفه تعالى بالعزة والحكمة. وقوله تعالى: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (آل عمران: 125، 126). فإمداد المؤمنين بالملائكة لتطمئن قلوبهم من نعم حكيم، يمهد للمسببات بأسبابها، والنصر لا يكون إلا من عزيز يهبه لمن يشاء. وقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 70، 71). فهو عليم بخيانتهم، حكيم في التمكين منهم.
وربما احتاج الأمر إلى إمعان وتدبر، لمعرفة سر اختتام الآية بهذا الوصف، ويبدو أن ختمها بسواه أولى، ومن ذلك قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة 118). فقد يبدو بادئ ذى بدء أن قوله: وإن تغفر لهم، يحتم أن تكون الفاصلة الغفور الرحيم، ولكن تأملا هادئا يهدى إلى أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد، يرد عليه حكمه، فهو عزيز غالب، وحكيم يضع الشيء في موضعه، وقد يخفى وجه الحكمة على الناس فيما يفعل، فيتوهم أنه خارج عن الحكمة، وليس كذلك، فكان الوصف بالحكيم احتراسا حسنا، أى وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب، فلا اعتراض لأحد عليك فى ذلك، والحكمة فيما فعلته، ونظير ذلك قوله تعالى في سورة التوبة: أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة 71). وفي سورة الممتحنة: وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الممتحنة 5). وفي سورة غافر: رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (غافر 8). وفي سورة النور: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (النور 10). فقد يكون من المناسب في بادئ الرأى أن يوصف سبحانه هنا بتواب رحيم؛ لأن الرحمة مناسبة للتوبة، لكن التعبير بالحكمة هنا، إشارة إلى حكمته سبحانه في مشروعية اللعان، الذى سن أحكامه، فى هذه السورة .
وخذ الآيات التى تنتهى بوصفه تعالى بالعلم، أو بالقدرة، أو بالحلم، أو بالغفران، تجد المناسبة في ذلك الختم واضحة جلية، واقرأ قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115). فهو يعلم بما يجرى في المشرق والمغرب، وقوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة 127). السميع لنجوانا، والعليم بما تضمره أفئدتنا من الإخلاص لك، وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ (البقرة 180، 181). فهو سميع بما تم من وصية وعليم بمن يبدلها. وقوله تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النحل 77). فالمجيء بالساعة في مثل لمح البصر أو أقرب، يستدعى القدرة الفائقة، وقوله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج 6). فإحياء الموتى يحتاج كذلك إلى قدرة خارقة، وقوله تعالى: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ- لا ريب- يقدر على كلّ شىء.
وربما خفى الأمر في الختم بأحد هذين الوصفين، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 29). وفي آل عمران: قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 29). فإن المتبادر إلى الذهن في آية البقرة الختم بالقدرة، وفي آية آل عمران الختم بالعلم، ولكن لما كانت آية البقرة عن خلق الأرض وما فيها، على حسب مصلحة أهلها ومنافعهم، وخلق السموات خلقا مستويا محكما من غير تفاوت، والخالق على هذا النسق يجب أن يكون عالما بما فعله، كليّا وجزئيّا، مجملا ومفصلا، ناسب ذلك ختمها بصفة العلم، ولما كانت آية آل عمران مسوقة للوعيد، وكان التعبير بالعلم فيها، يراد به الجزاء بالعقاب والثواب، ناسب ختمها بصفة القدرة القادرة على هذا الجزاء .
واقرأ قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 225). تجد مناسبة الغفران والحلم لعدم المؤاخذة على اللغو في الإيمان، واضحة قوية. وقوله تعالى: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (البقرة 263). فالله غنى عن هذه الصدقة المتبوعة بالأذى، وحليم لا يعجل العقوبة، فربما ارتدع هذا المتصدق المؤذى. وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 155). فالعفو عن هؤلاء الذين استزلهم الشيطان، يناسبه وصف الله بالغفور الحليم أتم مناسبة، وقد يخفى وجه الوصف بذلك في بعض الآيات، كما في قوله سبحانه: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء 44). فختم الآية بالحلم والمغفرة عقب تسبيح الأشياء غير ظاهر في بادئ الرأى، ولكن لما كان كل شىء في السموات والأرض يسبح بحمد الله، ويشير إليه، ويدل عليه، كان من الغفلة التى تستحق العقوبة ألا نفقه دلالة هذه المخلوقات على الخالق، فناسب ذلك وصفه بالحلم والغفران، حين لم يعاجل هؤلاء الغافلين بالعقاب.
واقرأ قوله سبحانه: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود 87). وصفوه بالحلم أى العقل، الذى لا يتناسب في زعمهم مع دعوته إياهم إلى ترك عبادة ما كان آباؤهم يعبدون، ووصفوه بالرشد الذى يتنافى في زعمهم كذلك، مع دعوته إياهم إلى ترك تصرفهم فى أموالهم، كما كانوا يتصرفون، فقد ناسبت الفاصلة معنى الآية كما رأيت.
وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (السجدة 26، 27). ختمت الآية الأولى ب يَسْمَعُونَ، لأن الموعظة فيها مسموعة، وهى أخبار من قبلهم من القرون، وختمت الثانية ب يُبْصِرُونَ؛ لأن الموعظة فيها مرئية من سوق الماء إلى الأرض الجرز، وإخراج الزرع وأكل النبات .
وقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الأنعام 103).
ختمت الآية باللطيف، وهو يناسب ما لا يدرك بالبصر، وبالخبير، وهو يناسب ما يدرك الأبصار .
وقد تجتمع فواصل متنوعة، بعد ما يكاد يتشابه، لحكمة في هذا التنوع، ومن ذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 10 - 12).
ختمت آية ب يَتَفَكَّرُونَ، لما أن الاستدلال بإنبات الزرع، والثمر، على وجود الله وقدرته، يحتاج إلى فضل تأمل، يرشد إلى أن حدوث هذه الأنواع، يحتاج إلى إله قادر، يحدثه، فناسب ذلك ختم الآية بما ختمت به، وانتهت الثانية ب يَعْقِلُونَ، لما أن تسخير الليل والنهار لخدمة الإنسان، فيرتاح ليلا ويعمل نهارا، وتسخير الشمس، والقمر، والنجوم، فتشرق وتغرب في دقة ونظام تامين، يحتاج إلى عقل يهدى إلى أن ذلك لا بدّ أن يكون بيد خالق مدبر، فختمت الآية ب يَعْقِلُونَ، وختمت الآية الأخيرة ب يَذْكُرُونَ؛ لأن الموقف فيها يستدعى تذكر ألوان مختلفة بثها الله في الأرض، للموازنة بين أنواعها، بل الموازنة بين أصناف نوع منها، فلا يلهيهم صنف عن سواه، ولا يشغلهم نوع عن غيره، وهذه الموازنة تفضى إلى الإيمان بقدرة الله، خالق هذه الأنواع المختلفة المتباينة.
ومن ذلك قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام 151 - 153).
قال صاحب الإتقان : فإن الأولى ختمت بقوله لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، والثانية بقوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، والثالثة بقوله لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، لأن الوصايا التى في الآية الأولى، إنما يحمل على تركها عدم العقل، الغالب على الهوى؛ لأن الإشراك لعدم استكمال العقل، الدال على توحيده، وعظمته، وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه العقل، لسبق إحسانهما، إلى الولد بكل طريق، وكذلك قتل الأولاد بالوأد من الإملاق، مع وجود الرازق الحى الكريم، وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل، وكذا قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل، فحسن بعد ذلك يعقلون. وأما الثانية فتعلقها بالحقوق المالية، والقولية، فإن من علم أن له أيتاما، قد يخلفه عليهم غيره من بعده، لا يليق به أن يعامل أيتام غيره، إلا بما يحب أن يعامل به أيتامه، ومن يكيل، أو يزين، أو يشهد لغيره، لو كان ذلك الأمر له، لم يحب أن يكون فيه خيانة، وكذا من وعد لو وعد، لم يحب أن يخلف، ومن أحب ذلك عامل الناس به ليعاملوه بمثله، فترك ذلك إنما يكون لغفلة عن تدبره وتأمله، فلذلك ناسب الختم بقوله: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وأما الثالثة فلأن ترك اتباع شرائع الله الدينية مؤد إلى غضبه، وإلى عقابه، فحسن: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أى عقاب الله.
ومن ذلك قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 97 - 99). ختمت الآية الأولى بالعلم، لأن الاهتداء بالنجوم في ظلمات البر والبحر مما يختص به العلماء، فكان إدراك هذا الفضل آية يستدلون بها على وجود الله وقدرته، وختمت الآية الثانية بالفقه؛ لأن إدراك إنشاء الخلائق من نفس واحدة، وتنقلهم في الأصلاب والأرحام، مما يحتاج إلى تدبر وتفكر، ناسبه ختم الآية بيفقهون، إذ الفقه فهم الأشياء الدقيقة، وتحدثت الآية الثالثة عن النعم التى أنعم الله بها على عباده: من إخراج النبات والثمار، وألوان الفواكه، فناسب ختمها بالإيمان، الداعى إلى شكره تعالى على نعمه.
ومن ذلك قوله تعالى: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42). فختم الأولى ب (تؤمنون)؛ لأن مخالفة القرآن لنظم الشعر ظاهرة واضحة، فمن قال إنه شعر كان كافرا ومعاندا عنادا محضا، فكان من المناسب ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ؛ أما مخالفة القرآن لنظم الكهان فمما يحتاج إلى تدبر وروية، لأن كلا منها نثر، فليست مخالفته له في وضوحها لكل أحد كمخالفة الشعر، ولكنها تظهر بتدبر ما في القرآن من بلاغة رائعة ومعان أنيقــة، فحسن لذلك ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ .
ومما يجمل إيراده هنا أن تختلف الفاصلتان في موضعين، والمتحدث عنه واحد فيهما، وذلك كقوله تعالى في سورة إبراهيم: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 34). وقوله تعالى في سورة النحل: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (النحل 17، 18).
والمتأمل يجد سر هذا الاختلاف، أن القرآن راعى مرة موقف الإنسان من نعم الله، فهو ظلوم كفار، وأخرى مقابلة الله سبحانه نكران الجميل والظلم والكفر بالنعم، بالغفران والرحمة، وكان ختام الآية الأولى بما ختمت به، لأنها كانت في معرض صلة الإنسان بالله، وكانت الثانية في معرض الحديث عن الله، فناسب ختم الآية بذكر صفاته.
ونظير ذلك قوله سبحانه في سورة الجاثية: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (الجاثية 14، 15). كررت هذه الآية في سورة فصلت، وختمت بفاصلة أخرى، إذ قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 46). ولعل سر ذلك أن الآية الأولى جاء قبلها حديث عن منكرى البعث، فناسب ختم الآية بالحديث عنه، أما الآية الثانية فناسب ختمها معناها: من جزاء كل بما يستحق؛ ونظير هذا أيضا قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48). وقال مرة أخرى في السورة نفسها: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً (النساء 116). ونستطيع أن نلتمس سر هذا الاختلاف في أن الآية الأولى وردت في حديث عن اليهود الذين افتروا على الله الكذب، مما ناسب أن تختم الآية بالافتراء، الذى اعتاده اليهود، وهم أهل الكتاب. أما الآية الثانية فقد وردت في حديث عن المشركين، وهم في إشراكهم لا يفترون، ولكنهم ضالون ضلالا بعيدا.
وقد تكون المخالفة لتعديد الأوصاف وإثباتها، حتى تستقر في النفس، كما فى قوله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (المائدة 44). فقد كررها قائلا: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة 45). وقال مرة ثالثة: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (المائدة 47). يريد أن يبين أن من لم يحكم بما أنزل الله ساتر لما أنزله الله، ظالم لنفسه، فاسق بهذا الستر.
وقد يتشابه المقامان في الهدف والغاية فتتحد الفاصلة فيهما كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (النور 58، 59). فالآيتان فى الاستئذان، وقد ختمتا بفاصلة متحدة. واتحدت الفاصلة في قوله سبحانه:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 81، 82).
للموازنة بين خلودين، أحدهما في الجنة، والآخر في السعير.
وقد تحدث العلماء عما يكون في الآية مما يشير إلى الفاصلة، ويسمون ذلك تصديرا وتوشيحا، أما التصدير فأن تكون اللفظة قد تقدمت مادتها في الآية، ودعوه رد العجز على الصدر، ومثلوا له بقوله تعالى: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وقوله تعالى: هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (آل عمران 8). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10). وقوله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (الإسراء 21). وقوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (طه 61). وقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (نوح 10).
وفي ذلك وشبهه ما يدل على التحام الفاصلة بالآية التحاما تاما، يستقر في النفس وتتقبله أعظم قبول. وحينا يظن أن الآية تهيئ لفاصلة بعينها، ولكن القرآن يأتى بغيرها، إيثارا لما هو ألصق بالمعنى، وأشد وفاء بالمراد.
ومن ذلك قوله سبحانه: وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (البقرة 67). فربما وقع في النفس أن الفاصلة ترتبط بالاستهزاء، وتتصل به، ولكنها جاءت تبرءوا من الجهل. وفي ذلك إشارة إلى أن الاستهزاء بالناس جهل وسفه، لا يليق أن يصدر من عاقل ذى خلق.
أما ما سموه توشيحا، فهو أن يكون معنى الآية مشيرا إلى هذه الفاصلة، ومثلوا له بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (آل عمران 33). فإن الاصطفاء يكون من الجنس، وجنس هؤلاء المصطفين، هو العالمون، وبقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37).
هذه الفواصل لها قيمتها في إتمام المعنى، وهى مرتبطة- كما رأينا- بآياتها تمام الارتباط، ولها أثرها الموسيقى في نظم الكلام، ولهذه الموسيقية أثرها في النفس، وأسلوب القرآن فيه هذه الموسيقى المؤثرة، ومن أجلها حدث في نظم الآىما يجعل هذه المناسبة أمرا مرعيّا، وتجد بعض ذلك في كتاب الإتقان ، ومن ذلك إيثار أغرب اللفظين نحو قِسْمَةٌ ضِيزى وقد أحسن ابن الأثير توجيه هذه اللفظة إذ قال : «إنها في موضعها لا يسد غيرها مسدها؛ ألا ترى أن السورة كلها- التى هى سورة النجم- مجموعة على حرف الياء فقال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (النجم 1، 2). وكذلك إلى آخر السورة. فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد، وما كان يزعمه الكفار، قال: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (النجم 21، 22). فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذى جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدها في مكانها.
وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها، ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها، ولا مناسبة؛ لأنها تكون خارجة عن حروف السورة، وسأبين ذلك فأقول: إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة، قلنا: (قسمة جائرة أو ظالمة) ولا شك أن (جائرة، أو ظالمة) أحسن من ضِيزى، إلا أنا إذا نظمنا الكلام، فقلنا: «ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذا قسمة جائرة، لم يكن النظم كالنظم الأول، وصار الكلام كالشيء المعوز، الذى يحتاج إلى تمام، وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام»، هذا وإن غرابة هذه اللفظة من أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة.
وقد يشتد التقارب الموسيقى في الفواصل، حتى تتحد الفاصلتان في الوزن والقافية، كما في قوله تعالى: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (الغاشية 13، 14). وقوله: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (الغاشية 25، 26).
وقوله: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقد تختلفان فى الوزن، ولكنهما تتقاربان في حروف السجع، كقوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (نوح 13، 14). وقد تتساوى الفاصلتان في الوزن دون التقفية، كقوله تعالى: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (الغاشية 15، 16).
وقوله: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ . (الصافات 117، 118).
وقد تختلفان وزنا وقافية، ولكنهما تتقاربان، كقوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة 3، 4). وقوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ
جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ
(ق 1، 2).
ويسمى العلماء الفواصل المتفقة في الحرف الأخير متماثلة، وما عداها متقاربة، ولا تخرج الفواصل عن هذين النوعين أبدا، وقد تنتهى السورة بفاصلة منفردة تكون كالمقطع الأخير، كقوله تعالى في ختام سورة الضحى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى 9 - 11).
وقد تتفق الفاصلتان لا في الحرف الأخير فحسب، ولكن في حرف قبله، أو أكثر، من غير أن يكون في ذلك كلفة ولا قلق، بل سلاسة ولين وجمال، مثال التزام حرف قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). وقوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى 9، 10). وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ (التكوير 15، 16). وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (الانشقاق 17، 18).
ومثال ما اتفقا في حرفين، قوله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (الطور 1، 2).
وقوله تعالى ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (القلم 2، 3). وقوله تعالى كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ . (القيامة 26 - 28).
ومثال التزام ثلاثة أحرف قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (الأعراف 201، 202).
وأنت ترى في كل ما التزم فيه حرف أو أكثر أنه طبيعى لا تكلف فيه.
هذا وإذا كانت الفاصلة في الآية كالقافية في الشعر، فقد رأينا فيما سبق بعض ما تختلف فيه الفاصلة عن القافية، حينما تتقارب الفواصل ولا تتماثل، كما أنه من المعيب في الشعر أن تتكرر القافية قبل سبعة أبيات، وليس ذلك بعيب في الفاصلة. قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91).

أَنَقَ

(أَنَقَ)
- فِي حَدِيثِ قَزَعة مَوْلَى زِيَادٍ «سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ فَآنَقْنَنِي» أَيْ أعجبْنَني. والأَنَق بِالْفَتْحِ الفَرح وَالسُّرُورُ، وَالشَّيْءُ الــأَنِيق المُعْجِب. والمحدِّثون يَرْوُونَهُ أيْنَقْنني، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: «لَا أيْنَق بِحَدِيثِهِ» أَيْ لَا أُعْجَبُ ، وَهِيَ كَذَا تُرْوَى.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا وقعتُ فِي آلِ حم وقعتُ فِي رَوْضَاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ» أَيْ أُُعْجَب بهنَّ، وأَسْتَلِذ قِرَاءَتَهُنَّ، وأتتبَّع محاسنهنَّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ «مَا مِنْ عاشِيَةٍ أطْولَ أَنَقاً وَلَا أَبْعَدَ شِبَعًا مِنْ طَالِبِ الْعِلْمِ» أَيْ أشد إعجابا واستحسانا ومحبة وَرَغْبَةً. وَالْعَاشِيَةُ مِنَ الْعَشَاءِ وَهُوَ الْأَكْلُ فِي الليل. وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «تَرَقَّيْتُ إِلَى مَرْقَاةٍ يقصرُ دُونَهَا الأَنُوق» هِيَ الرَّخَمَة لأنها تبِيض في رؤس الْجِبَالِ وَالْأَمَاكِنِ الصَّعْبَةِ فَلَا يَكَادُ يُظْفَر بِهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لَهُ رَجُلٌ افْرض لِي، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَلِوَلَدِي، قَالَ: لَا، قَالَ: وَلِعَشِيرَتِي، قَالَ: لَا، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
طلَب الأبْلَقَ الْعَقُوقَ فَلَمَّا ... لَمْ يَجِدْهُ أَرَادَ بَيْض الأَنُوق
العَقُوق: الْحَامِلُ مِنَ النُّوقِ، والأبْلَق مِنْ صِفَاتِ الذُّكور، والذَّكَر لَا يَحْمل، فَكَأَنَّهُ قَالَ:
طَلَبَ الذَّكر الْحَامِلَ وبَيْض الأَنُوق، مَثَل يُضرب لِلَّذِي يَطْلُبُ الْمُحَالَ الْمُمْتَنِعَ. وَمِنْهُ الْمَثَلُ «أعزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوق، والأبْلَقِ العَقُوق»

الْعدة

(الْعدة) مِقْدَار مَا يعد ومبلغه وَالْجَمَاعَة يُقَال عدَّة كتب وعدة رجال وعدة الْمُطلقَة والمتوفى عَنْهَا زَوجهَا مُدَّة حددها الشَّرْع تقضيها الْمَرْأَة دون زواج بعد طَلاقهَا أَو وَفَاة زَوجهَا عَنْهَا (ج) عدد

(الْعدة) الاستعداد وَمَا أعد لأمر يحدث (ج) عدد
الْعدة: فعلة بِالْكَسْرِ من الْعد. فِي الصِّحَاح أَن عدَّة الْمَرْأَة أَيَّام إقرائها. وَفِي الْكَافِي هِيَ تربص يلْزم الْمَرْأَة بِزَوَال النِّكَاح أَو شبهه المتأكدة بِالدُّخُولِ وَإِنَّمَا سمي بهَا لعَدهَا أَيَّام التَّرَبُّص. وَالْعدة تكون بِأحد ثَلَاثَة أُمُور بِالْحيضِ والشهور وَوضع الْحمل. فَعدَّة الْحرَّة للطَّلَاق بَائِنا أَو رَجْعِيًا أَو الْفَسْخ كَمَا فِي الْفرْقَة بِخِيَار الْبلُوغ وَملك أحد الزَّوْجَيْنِ صَاحبه ثَلَاثَة حيض إِن كَانَت حَائِضًا وَإِن لم تَحض كالصغيرة والآيسة فَثَلَاثَة أشهر. هَذَا إِذا كَانَت مَوْطُوءَة وَإِلَّا فَلَا عدَّة لَهَا وعدة الْحرَّة للْمَوْت سَوَاء كَانَت صَغِيرَة أَو كَبِيرَة كَافِرَة أَو مسلمة مَوْطُوءَة أَو غير مَوْطُوءَة أَرْبَعَة أشهر وَعشر لَيَال فَيتَنَاوَل مَا بإزائها من الْأَيَّام. وعدة الْأمة الَّتِي دخل بهَا زَوجهَا وَطَلقهَا حيضان وَإِن كَانَت حَائِضًا وَإِن لم تَحض فعدتها نصف ثَلَاثَة أشهر كَمَا لمَوْت زَوجهَا نصف مَا للْحرَّة عِنْد موت زَوجهَا شَهْرَان وَخمْس لَيَال مَوْطُوءَة أَو لَا. وعدة الْحَامِل حرَّة أَو أمة مُطلقَة أَو توفّي عَنْهَا زَوجهَا وضع حملهَا وعدة زَوْجَة الفار وَهُوَ الَّذِي طلق امْرَأَته فِي مرض مَوته أبعد الْأَجَليْنِ أَي عَلَيْهَا أَرْبَعَة أشهر وَعشر إِذا كَانَت أطول من الْعدة بِالْحيضِ وَعَلَيْهَا ثَلَاث حيض إِن كَانَت أطول من الْعدة بِالْأَشْهرِ وَيظْهر هَذَا فِي الممتدة الطُّهْر. فِي الْهِدَايَة هَذَا عِنْد أبي حنيفَة وَمُحَمّد رحمهمَا الله تَعَالَى وَقَالَ أَبُو يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى ثَلَاث حيض وَمَعْنَاهُ إِذا كَانَ الطَّلَاق بَائِنا أَو ثَلَاثًا أما إِذا كَانَ رَجْعِيًا فعلَيْهَا عدَّة الْوَفَاة بِالْإِجْمَاع.
وَاعْلَم أَن عليا كرم الله وَجهه وَابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ اخْتلفَا فِي عدَّة حَامِل مَاتَ زَوجهَا فَقَالَ عَليّ كرم الله وَجهه أَن تَعْتَد بأبعد الْأَجَليْنِ أَي أجل الْوَفَاة وَهُوَ أَرْبَعَة أشهر وَعشر وَأجل وضع الْحمل. وَقَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن عدَّة الحاملة الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا وضع الْحمل. فَإِن قيل، لم قَالَ عَليّ كرم الله وَجهه بأبعد الْأَجَليْنِ قيل تَوْفِيقًا بَين الْآيَتَيْنِ الأولى قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يتوفون مِنْكُم ويذرون أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ أَرْبَعَة أشهر وَعشرا} وَالثَّانِي قَوْله تَعَالَى {وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} . فَإِن قيل، لم قَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِأَن عدَّة الْحَامِل الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا وضع الْحمل. قُلْنَا، قَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ من شَاءَ باهلته أَن قَوْله تَعَالَى {وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} نزل بعد قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يتوفون مِنْكُم ويذرون أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفسِهِم أَرْبَعَة أشهر وَعشرا} وَهَذِه الْآيَة تدل على أَن الْعدة للحامل بِوَضْع الْحمل سَوَاء توفّي عَنْهَا زَوجهَا أَو طَلقهَا فَجعل ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَوْله تَعَالَى {وَأولَات الْأَحْمَال} نَاسِخا لقَوْله يَتَرَبَّصْنَ فِي مِقْدَار مَا تنَاوله الْآيَتَانِ وَهُوَ مَا إِذا توفّي عَنْهَا زَوجهَا وَتَكون حَامِلا. وَلَا يخفى أَنه يفهم من هَا هُنَا أَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ظن أَن عليا كرم الله وَجهه لم يعلم بِتَقْدِيم نزُول قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يتوفون مِنْكُم} الْآيَة وَتَأْخِير نزُول قَوْله تَعَالَى {وَأولَات الْأَحْمَال} الْآيَة. وَالتَّحْقِيق الْحقيق مَا أَشَارَ إِلَيْهِ أستاذ أبي مَوْلَانَا أَحْمد بن سُلَيْمَان الأحمد آبادي غفر الله ذنوبهما وَستر عيوبهما بقوله وَلنَا فِي هَذَا الْمقَام تَحْقِيق أنيق مَا يكْشف الغطاء عَن وَجه قوليهما وَيظْهر مَا هُوَ الْحق مِنْهُمَا. وَبَيَان ذَلِك أَن الْغَرَض وَالْحكمَة فِي عدَّة الْمُطلقَة ظُهُور بَرَاءَة رَحمهَا عَن شغله بِمَاء الْغَيْر وَالْحكمَة فِي تربص الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا فِي أَرْبَعَة أشهر وَعشر هِيَ رِعَايَة تَعْزِيَة الزَّوْج وَحفظ حرمته إِلَى تِلْكَ الْمدَّة تدل على ذَلِك أَن الْمُطلقَة إِذا كَانَت غير مدخولة لَا تَعْتَد أصلا كَمَا يفهم من قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا نكحتم الْمُؤْمِنَات ثمَّ طلقتموهن من قبل أَن تمَسُّوهُنَّ فَمَا لكم عَلَيْهِنَّ من عدَّة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا} وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ رَحمهَا مَشْغُولًا بِمَاء الْغَيْر. والمتوفى عَنْهَا زَوجهَا إِذا كَانَت غير مدخولة يجب عَلَيْهَا التَّرَبُّص إِلَى أَرْبَعَة أشهر وَعشر وَإِن كَانَ رَحمهَا غير مَشْغُول بِمَاء الْغَيْر كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي كتب الْفِقْه. وَأَيْضًا يدل عَلَيْهِ عُمُوم قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يتوفون} من غير اسْتثِْنَاء لغير المدخولة كَمَا اسْتثْنى الْمُطلقَة الْغَيْر المدخولة من عُمُوم قَوْله تَعَالَى {والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} بِمَا ذكرنَا من الْآيَة فَعلم من ذَلِك أَنه لَيْسَ الْحِكْمَة فِي ذَلِك التَّرَبُّص اسْتِبْرَاء الرَّحِم وَإِلَّا لم يجب عَلَيْهَا إِذا كَانَت غير مدخولة كَمَا لَا يجب على الْمُطلقَة الْغَيْر المدخولة فَلَا تكون الْآيَتَانِ متعارضتين إِذا لوحظت الْحِكْمَة المرعية فيهمَا وَلم يكن قَوْله تَعَالَى {وَأولَات الْأَحْمَال} نَاسِخا لقَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يتوفون} مَعَ تَأَخّر نزُول ذَلِك عَن هَذَا لِأَن كلا من الْآيَتَيْنِ لغَرَض وَحِكْمَة على حِدة وَلَيْسَ أَحدهمَا منافيا للْآخر حَتَّى يكون نَاسِخا فِي مِقْدَاره المتناول وَيُؤَيّد مَا ذكرنَا من أَن الْحِكْمَة فِي الحكم الأول هُوَ ظُهُور بَرَاءَة الرَّحِم وَفِي الثَّانِي هُوَ فَقَط تَعْزِيَة الزَّوْج مَا أوردهُ صَاحب الْهِدَايَة فِي بَاب الْعدة من أَن الْعدة فِي الطَّلَاق وَجَبت للتعرف عَن بَرَاءَة الرَّحِم وَفِي بَاب النَّفَقَة من أَن احتباس الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا لَيْسَ لحق الزَّوْج بل لحق الشَّرْع فَإِن التَّرَبُّص عبَادَة فِيهَا. أَلا ترى أَن معنى التعرف عَن بَرَاءَة الرَّحِم لَيْسَ بمراعى فِيهِ حَتَّى لَا يشْتَرط فِيهَا الْحيض.
إِذا عرفت هَذَا فَنَقُول إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ عليا كرم الله وَجهه إِنَّمَا أوجب فِي أبعد الْأَجَليْنِ لذَلِك لَا للتوفيق بَين الْآيَتَيْنِ وَالْجمع بَينهمَا احْتِيَاطًا لجَهَالَة التَّارِيخ كَمَا ذكره صَاحب التَّوْضِيح وَغَيره من شرَّاح الْهِدَايَة فَإِنَّهُ إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَتَا متعارضتين وَأما إِذا كَانَ كل وَاحِد من الْحكمَيْنِ لغَرَض آخر فَلَا فَلَو انْقَضى أَرْبَعَة أشهر وَعشر وَلم تضع الْحمل فَلَا بُد أَن تصير إِلَى أَن تفرغ رَحمهَا عَن الشّغل بِمَاء الْغَيْر بالِاتِّفَاقِ وَلَو وضعت قبل انْقِضَاء أَرْبَعَة أشهر وَعشر فتربص إِلَى تِلْكَ الْمدَّة لأجل تَعْزِيَة الزَّوْج وَحفظ حرمته عِنْد عَليّ كرم الله وَجهه كَمَا عرفت. ثمَّ ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما خَفِي عَلَيْهِ مَا هُوَ الْحِكْمَة فِي الْحكمَيْنِ وَاقْتصر نظره على ظَاهر الْآيَتَيْنِ وَظن أَن من حكم بأبعد الْأَجَليْنِ فَإِنَّمَا حكم بِوَاسِطَة جَهَالَة التَّارِيخ أنكر ذَلِك الحكم وبادر إِلَى المباهلة وَقَالَ من شَاءَ باهلته لما كَانَ تَأَخّر النُّزُول عِنْده مَعْلُوما يقينيا وَلم يدر أَن شُمُول وَأولَات الْأَحْمَال الْمُطلقَة والمتوفى عَنْهَا زَوجهَا بِحَسب الْمَفْهُوم لَا يَقْتَضِي أَن تَنْقَضِي بِسَبَب وضع الْحمل عدتهَا الَّتِي وَجَبت عَلَيْهَا بِاعْتِبَار وَفَاة زَوجهَا كَيفَ وَالْحكمَة فِيهَا أَمر آخر لَا تعرف بَرَاءَة الرَّحِم فَلَا يكون قَوْله تَعَالَى {وَأولَات الْأَحْمَال} مَعَ تَأَخّر نُزُوله عَن قَوْله {وَالَّذين يتوفون} نَاسِخا فِي مِقْدَار مَا تنَاوله الْآيَتَانِ. هَذَا هُوَ التَّحْقِيق وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق انْتهى. هَذَا مَا حررناه فِي الأنموذج الْمُسَمّى بالتحقيقات.

فالقضية شَرْطِيَّة

فالقضية شَرْطِيَّة: مثل كلما كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود.
وَاعْلَم أَنه وَقع الِاخْتِلَاف فِي أَن الحكم فِي الْقَضِيَّة الشّرطِيَّة فِي الْجَزَاء أم بَين الشَّرْط وَالْجَزَاء قَالَ المنطقيون أَن الحكم بَين طرفيها أَي الْمُقدم والتالي وَمَفْهُوم الْقَضِيَّة الشّرطِيَّة الحكم بِلُزُوم الْجَزَاء للشّرط مثلا وصدقها بِاعْتِبَار مُطَابقَة الحكم باللزوم للْوَاقِع وكذبها بِعَدَمِ تِلْكَ الْمُطَابقَة وكل من طرفيها قد انخلع عَن الخبرية وَاحْتِمَال الصدْق وَالْكذب - فالقضية الشّرطِيَّة تشارك الْقَضِيَّة الحملية فِي أَنَّهَا قَول يحْتَمل الصدْق وَالْكذب وتخالفها بِأَن طرفيها يكونَانِ مفردين وَيكون الحكم فِيهَا بِأَن أحد الطَّرفَيْنِ هُوَ الآخر - فَإِن قَوْلنَا كلما كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود مَفْهُومه عِنْدهم أَن وجود النَّهَار لَازم لطلوع الشَّمْس فالقضية إِذا جعلت جُزْءا من الشّرطِيَّة مقدما أَو تاليا ارْتَفع عَنْهَا اسْم الْقَضِيَّة وَلم يبْق لَهَا احْتِمَال الصدْق وَالْكذب وَتعلق هَذَا الِاحْتِمَال بالربط بَين القضيتين سَوَاء كَانَ بالاتصال أَو الِانْفِصَال فَإِن كَانَ الحكم بالاتصال أَو الِانْفِصَال مطابقا للْوَاقِع فَيكون صَادِقا وَإِلَّا فكاذبا وَلَا مُلَاحظَة إِلَى الشَّرْط وَلَا إِلَى الْجَزَاء.
والمحقق التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله صرح فِي المطول أَن مَذْهَب أهل الْعَرَبيَّة أَن الحكم فِي الْجَزَاء وَالشّرط قيد الْمسند فِيهِ بِمَنْزِلَة الْحَال أَو الظّرْف فَإِن قَوْلك إِن تكرمني أكرمك بِمَنْزِلَة قَوْلك أكرمك وَقت إكرامك إيَّايَ وَلَا يخرج الْكَلَام بتقييده بِهَذَا الْقَيْد عَمَّا كَانَ من الخبرية والإنشائية فالجزاء إِن كَانَ خَبرا فالجملة خبرية نَحْو إِن جئتني أكرمك بِمَعْنى أكرمك وَقت مجيئك. وَإِن كَانَ إنشائية فالجملة إنشائية نَحْو إِن جَاءَك زيد فَأكْرمه أَي أكْرمه وَقت مَجِيئه.
وَإِنَّمَا صرح الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله تَعَالَى بِهَذَا نظرا إِلَى مَا اخْتَارَهُ السكاكي فِي الْمِفْتَاح حَيْثُ قَالَ إِن الْجُمْلَة الشّرطِيَّة جملَة خبرية مُقَيّدَة بِقَيْد مَخْصُوص مُحْتَملَة فِي نَفسهَا للصدق وَالْكذب. وَإِنَّمَا قَالَ جملَة خبرية وَلم يقل جملَة خبرية أَو إنشائية بِنَاء على أَنه فِي بحث تَقْيِيد الْمسند الخبري - وَقَوله فِي نَفسهَا إِشَارَة إِلَى أَن الِاحْتِمَال يجب أَن يقطع فِيهِ النّظر عَن خُصُوصِيَّة الْمُتَكَلّم وَالْخَبَر كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَلَا المُرَاد بِهِ مَا ظَنّه الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي شرح الْمِفْتَاح كَمَا سَيَجِيءُ وَلَيْسَ فِي كَلَام غير السكاكي تَصْرِيح بِهَذَا فالعجب من الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ أَنه اطلع على مَذْهَب السكاكي وَنسب الْمَذْهَب إِلَى أهل الْعَرَبيَّة.
وَقد صرح النحويون بِأَن كلم المجازاة تدل على سَبَبِيَّة الأول ومسببية الثَّانِي وَهَذَا يُنَادي نِدَاء كالرعد القاصف بِأَن الحكم إِنَّمَا هُوَ بَين الشَّرْط وَالْجَزَاء - وَالْمَقْصُود هُوَ الارتباط بَينهمَا فَأهل الْعَرَبيَّة صَارُوا متهمين بِهَذَا الْمَذْهَب من زمَان الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ. وَالْحق مَا ذهب إِلَيْهِ المنطقيون لِأَن انْتِفَاء الْقَيْد يسْتَلْزم انْتِفَاء الْمُقَيد فَلَو كَانَ الحكم فِي الْجَزَاء وَيكون الشَّرْط قَيده وَيكون قَوْلك إِن ضَرَبَنِي زيد ضَربته بِمَعْنى أضربه فِي وَقت ضربه إيَّايَ يلْزم أَن لَا يكون صَادِقا إِلَّا إِذا تحقق الضَّرْب مَعَ ذَلِك الْقَيْد فَإِذا فرض انْتِفَاء الْقَيْد أَعنِي وَقت ضربه إيَّايَ لم يكن الضَّرْب الْمُقَيد بِهِ وَاقعا فَيكون الْخَبَر الدَّال على وُقُوعه كَاذِبًا سَوَاء وجد مِنْك الضَّرْب فِي غير ذَلِك الْوَقْت أَو لم يُوجد. وَذَلِكَ بَاطِل قطعا لِأَنَّهُ إِذا لم يَضْرِبك وَلم تضربه وَكنت بِحَيْثُ إِن ضربك ضَربته عد كلامك هَذَا صَادِقا عرفا ولغة فَلَو جعل الشَّرْط قيد الْجَزَاء يلْزم خلاف الْعرف واللغة.
حَاصله أَن الْجُمْلَة الشّرطِيَّة صَادِقَة إِذا كَانَ قصد الْمُتَكَلّم تَعْلِيق مَضْمُون الْجَزَاء بِالشّرطِ سَوَاء تحقق الْجَزَاء وَالشّرط أَو لَا وَلَو كَانَ الشَّرْط قيدا للجزاء كالظرف كَانَ صدقهَا مَوْقُوفا على تحقق الْجَزَاء فِي وَقت تحقق الشَّرْط كَقَوْلِك أكرمتك فِي وَقت مجيئك وَذَلِكَ لِأَن الْإِخْبَار عَن نِسْبَة وَاقعَة فِي وَقت إِنَّمَا يصدق إِذا وَقعت تِلْكَ النِّسْبَة فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فَإِن قَوْلك إِن ضربتني ضربتك صَادِق إِذا كَانَ الْمَقْصُود التَّعْلِيق وَإِن لم يُوجد مِنْك ضرب للمخاطب أصلا. أَلا ترى أَن قَوْله تَعَالَى: {لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا} . شَرْطِيَّة صَادِقَة مَعَ امْتنَاع تحقق الْجَزَاء فِي وَقت تحقق الشَّرْط لامتناعه فَافْهَم.
وَأَيْضًا مفَاد الشّرطِيَّة نِسْبَة اتصالية أَو انفصالية ومفاد الحملية نِسْبَة حملية. وَمن الْمَعْلُوم أَن هَذِه النّسَب الثَّلَاث متبائنة فَكَذَا القضايا الثَّلَاث فَكيف يتَصَوَّر الِاتِّحَاد بَينهَا وَإِن نظرت حق النّظر فِي كَلَام السكاكي فِي الْمِفْتَاح ظهر لَك أَن كَلَامه يدل ظَاهرا على مَا يدل لَكِن مُرَاده من جعل الشَّرْط قيدا للجزاء ضبط الْكَلَام وتقليل الانتشار للأقسام لِأَن الْكَلَام حِينَئِذٍ يكون مضبوطا بِحَيْثُ يكون بعض أَجْزَائِهِ مُلْصقًا بِالْبَعْضِ. وَأَيْضًا يكون الْجُمْلَة خبرية جملَة مُقَيّدَة بالظرف أَو الْحَال لَا شَرْطِيَّة قسما آخر مُقَابلا للحملية فَيحصل تقليل الْأَقْسَام وَهُوَ أرفع للانتشار فالسكاكي مُوَافق للمنطقيين فالمحقق التَّفْتَازَانِيّ توهم من ظَاهر كَلَامه مَا توهم فَقَالَ مَا قَالَ. وَقَالَ الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ إِن الْعَلامَة الرَّازِيّ ذكر فِي شرح الْمِفْتَاح أَن مُرَاد السكاكي بقوله فِي نَفسهَا أَن الْجَزَاء بِالنّظرِ إِلَى ذَاته مُجَردا عَن التَّقْيِيد بِالشّرطِ جملَة خبرية وبالنظر إِلَى تَقْيِيده بِالشّرطِ وأداة الشَّرْط إنشائية مَعَ أَن مُرَاد السكاكي بقوله فِي نَفسهَا مَا مر فَلَمَّا حمل الْعَلامَة الرَّازِيّ قَوْله فِي نَفسهَا على مَا حمله كَمَا علمت آنِفا. قَالَ إِن مَذْهَب السكاكي أَن الشَّرْط قيد الْجَزَاء وَالْجَزَاء جملَة إنشائية فطعن عَلَيْهِ الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ بِأَنَّهُ خلط المذهبين وأحدث مذهبا آخر من الْبَين لِأَن تَقْيِيد الْجَزَاء بِالشّرطِ مَذْهَب أهل الْعَرَبيَّة على مَا زَعمه وَخُرُوجه عَن الخبرية إِلَى الْإِنْشَاء مَذْهَب المنطقيين فَأَخذهُمَا جَمِيعًا. ثمَّ اعْلَم أَن الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ قَالَ فِي المطول وَالتَّحْقِيق فِي هَذَا الْمقَام أَن مَفْهُوم الشّرطِيَّة بِحَسب اعْتِبَار المنطقيين غَيره بِحَسب اعْتِبَار أهل الْعَرَبيَّة لأَنا إِذا قُلْنَا إِن كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود فَعِنْدَ أهل الْعَرَبيَّة النَّهَار مَحْكُوم عَلَيْهِ وموجود مَحْكُوم بِهِ وَالشّرط قيد لَهُ. وَمَفْهُوم الْقَضِيَّة أَن الْوُجُود ثَبت للنهار على تَقْدِير طُلُوع الشَّمْس وَظَاهر أَي على هَذَا الْمَفْهُوم أَن الْجَزَاء بَاقٍ على مَا كَانَ عَلَيْهِ من احْتِمَال الصدْق وَالْكذب وصدقها بِاعْتِبَار مُطَابقَة الحكم بِثُبُوت الْوُجُود للنهار حِين طُلُوع الشَّمْس للْوَاقِع وكذبها بعدمها أَي بِعَدَمِ تِلْكَ الْمُطَابقَة وَأما عِنْد المنطقيين فالمحكوم عَلَيْهِ هُوَ الشَّرْط والمحكوم بِهِ هُوَ الْجَزَاء وَمَفْهُوم الْقَضِيَّة الحكم بِلُزُوم الْجَزَاء للشّرط وصدقها بِاعْتِبَار مُطَابقَة الحكم باللزوم وكذبها بعدمها انْتهى.
وغرض الْمُحَقق من هَذَا التَّحْقِيق الــأنيق بَيَان أَن منشأ النزاع وَالْخلاف هُوَ الِاخْتِلَاف فِي الْمَفْهُوم يَعْنِي أَن مَفْهُوم الشّرطِيَّة عِنْد أهل الْعَرَبيَّة غير مَا هُوَ مفهومها عِنْد المنطقيين وَلَو كَانَ مفهومها وَاحِدًا عِنْدهمَا لما وَقع النزاع وَالْخلاف. وَلَكِن لَا يخفى على من لَهُ أدنى مسكة أَن النَّحْوِيين الباحثين عَن كلم المجازاة بِأَنَّهَا تدل على سَبَبِيَّة الأول ومسببية الثَّانِي كَيفَ يكون عِنْدهم مَفْهُوم قَوْلنَا إِن كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود إِن الْوُجُود ثَبت للنهار على تَقْدِير طُلُوع الشَّمْس من غير مُلَاحظَة السَّبَبِيَّة والمسببية قيل النزاع بَينهمَا لَفْظِي فَإِن نظر أهل الْعَرَبيَّة على محاورة الْعَرَب وهم إِذا قَالُوا إِن دخلت الدَّار فَأَنت طَالِق مثلا لَا يرومون بِهِ مُجَرّد الْإِخْبَار بالاتصال لُزُوما أَو اتِّفَاقًا بل إِنَّمَا يرومون بِهِ مُجَرّد إِيقَاع الطَّلَاق وَقت الدُّخُول.
فالمقصود عِنْدهم أَن الحكم فِي الْجَزَاء مُقَيّد بذلك الْوَقْت بِخِلَاف المنطقيين فَإِن غرضهم يتَعَلَّق بنظم الْقيَاس وَهُوَ لَا يُمكن إِلَّا بِاعْتِبَار الحكم الاتصالي بَين النسبتين. وَلَا يخفى أَن هَذَا إِنَّمَا يتم فِي الشرطيات الَّتِي تواليها إنشاءات بِحَسب الْعرف كَسَائِر أَلْفَاظ الْعُقُود الَّتِي يقْصد بهَا حُصُول الْمَعْنى الشَّرْعِيّ كَالْبيع وَالشِّرَاء وَالنِّكَاح وَلَيْسَ الْكَلَام فِيهَا بل فِيمَا قصد بِهِ مُجَرّد الْإِخْبَار كَقَوْلِنَا إِن كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود وَلَا يُمكن قِيَاس هَذَا على تِلْكَ الْوُجُود الْفَارِق. وَقد يُقَال إِن قَول أهل الْعَرَبيَّة هَذَا مَقْصُور فِي تِلْكَ الشرطيات خَاصَّة لَا فِي جَمِيعهَا. وَأَصْحَاب الْمنطق لم يخالفوهم فِيهَا. وَلقَائِل أَن يَقُول لَا نسلم أَن الشّرطِيَّة الَّتِي تَالِيهَا إنْشَاء فِيهَا حكم حَتَّى يُقَال إِنَّه فِي الْجَزَاء أَو بَين الْمُقدم والتالي لانْتِفَاء الْحِكَايَة وَإِنَّمَا الْكَلَام فِيمَا فِيهِ حكم فَافْهَم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.