Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أمير

حقل

(حقل)
حقلا زرع (من الحاقل بِمَعْنى الأكار)
ح ق ل : الْحَقْلُ الْأَرْضُ الْقَرَاحُ وَهِيَ الَّتِي لَا شَجَرَ بِهَا وَقِيلَ هُوَ الزَّرْعُ إذَا تَشَعَّبَ وَرَقُهُ وَمِنْهُ أُخِذَتْ الْمُحَاقَلَةُ وَهِيَ بَيْعُ الزَّرْعِ فِي سُنْبُلِهِ بِحِنْطَةٍ وَجَمْعُهُ حُقُولٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 

حقل


حَقِلَ(n. ac. حَقْلَة
حَقَل)
a. Had the gripes ( horse, camel ).

حَاْقَلَa. Sold corn whilst green.
b. Let out land.
أَحْقَلَa. Put forth its head (corn).
حَقْل
(pl.
حُقُوْل)
a. Green corn.
b. Fertile field.
c. Columns ( of a book ).
حَقْلَة
(pl.
حِقَاْل)
a. Fertile field.
b. Gripes, colic.

مَحْقَلَة
(pl.
مَحَاْقِلُ)
a. Seed-plot, sown field.

حَاْقِلa. Husbandman; farmer.
(ح ق ل) : (الْمُحَاقَلَةُ) بَيْعُ الطَّعَامِ فِي سُنْبُلِهِ بِالْبُرِّ وَقِيلَ اشْتِرَاءُ الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ وَقِيلَ بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلَاحِهِ مِنْ الْحَقْلِ وَهُوَ الزَّرْعُ وَقَدْ (أَحْقَلَ) إذَا طَلَعَ رَأْسُهُ وَنَبَتَ وَقِيلَ الْمُزَارَعَةُ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَغَيْرِهِمَا وَقِيلَ كِرَاءُ الْأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ.
ح ق ل: (الْحَقْلُ) الزَّرْعُ إِذَا تَشَعَّبَ وَرَقُهُ قَبْلَ أَنْ تَغْلُظَ سُوقُهُ. تَقُولُ مِنْهُ: (أَحْقَلَ) الزَّرْعُ. وَ (الْحَقْلُ) أَيْضًا الْقَرَاحُ الطَّيِّبُ الْوَاحِدَةُ (حَقْلَةٌ) . وَ (الْمُحَاقَلَةُ) بَيْعُ الزَّرْعِ فِي سُنْبُلِهِ بِالْبُرِّ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. 
ح ق ل

لا تنبت البقلة إلا الحقلة وهي القاح الطيب، وجمعها الحقل، وبه سمي الزرع إذا تشعبت أغصانه حقلاً. وأحقل الزرع. وفي أرضه محاقل أي مزارع. وفي الحديث: " ما تصنعون بمحاقلكم " أي مزارعكم. واحتقل الرجل: اتخذ لنفسه زرعاً، نحو ازدرع. ونهي عن المحاقلة وهي بيع الزرع في سنبله بالحب. وأصابت الدابة حقلة وهي داء يأخذ من أكل التراب، وقد حقلت دابته. وحوقل الشيخ: اعتمد بيديه على خصره. ومر بي شيخ يحوقل ويحولق.
[حقل] نه فيه: نهى عن "المحاقلة" هي اكتراء الأرض بالحنطة، كذا فسر في الحديث، ويسمى المجاربة، وقيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل: بيع الطعام في سنبله بالبر، وقيل: بيع الزرع قبل إدراكه، وإنما نهى عنها لأنها من المكيل ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلاً بمثل ويداً بيد، وهذا مجهول لا يدري أيهماأكثر، وفيه النسيئة، والمحاقلة مفاعلة من الحقل وهو الزرع إذا تشعب قبل أن تغلظ سوقه، وقيل: الأرض التي تزرع ويسمى القراح. ومنه ح: ما تصنعون "بمحاقلكم" أي مزارعكم، جمع محقلة من الحقل كالمبقلة من البقل. ومنه: كانت امرأة "تحقل" على أربعاء لها سلقا، أي تزرع. ك: هو بكسر قاف. وفيه: أكثرهم "حقلاً" بفتح فساكنة القراح المرزوع، قولهك عن ذلك، أي عن إكراء الأرض ببعض منها، ولم ينه عن الإكراء بالدرهم.
حقل: حَقْل: ويحمل على أحقال وحُقُول: قراح يزرع فيه (فوك، بوشر، همبرت ص177، فليشر معجم ص74) وعند ابن ليون (ص38 و): الفدَّان المزرعة - وهو الحقل والحقلة والجمع أحقال. وعند ابن حيان (ص29 و) في كلامه عن بستان: بما حولها من (ص29 و) في كلامه عن بستان: بما حولها من أحقالها المحيطة بها. وفي الادريسي (3 قسم 5 بيت المقدس): الحقل الذي يدفن فيه الغرباء وهو أرض اشتراها السَّيد (المسيح) لذلك (أبو الوليد ص213، 330، 607، ابن العوام 1: 47، 210: 2: 26، ألف ليلة برسل 3: 327).
وحقل: عمود صفحة الكتاب (همبرت ص110، محيط المحيط).
دجاجة الحقل: سماني، سلوى (برجرن). حَقْلَة: حَقْل، قراح يزرع (هلو، ابن ليون في المادة السابقة، ابن العوام 2: 25) وفي كتاب العقود (ص5): حقلة كانت بموضع كذا.
دجاجة حقلة: دجاجة الحقل، سُماني، سَلوى (هوست ص296).
حُقْلَة: ذكرها فوك بمعنى بطء وحبس في القسم الثاني منه. وفي القسم الأول هقلة. غير أنه في باب العين في القسم الأول ذكر عُقْلَة. وأصل اللفظة يبين إنها الصواب أما حقلة فخطأ أو تحريف في اللفظ.
[حقل] الحَقْلُ: الزرعُ إذا تشعَّبَ ورقُه قبل أن تغلُظَ سوقه، تقول منه أَحْقَلَ الزرعُ. والحَقْلُ: القَراحُ الطيِّبُ، الواحدة حَقْلَةٌ. وفي المثل: " لا تُنْبِتُ البقلةَ إلا الحلقلة. قال الاصمعي: الحقلة وجع يكون في البطن. وقال أبو عبيد: من أَكْلِ التراب مع البَقْل. وقد حَقِلَتِ الإبلُ حَقْلَةً، مثل رحم رحمة، والجمع أحقال، ومنه قول العجاج:

ذاك ونشفى حقلة الامراض * والحقيلة: ماء الرطب في الامعاء. وأما قول الشاعر الراعى:

من ذى الابارق إذ رعين حقيلا * فهو اسم موضع. والمحاقلة: بيع الزرع وهو في سنبله بالبُرّ، وقد نهى عنه. وحوقل الشيخ حوقلة وحيقالا، إذا كَبِرَ وفَتَر عن الجماع، قال الراجز: يا قومِ قد حَوْقَلْتُ أو دنوتُ وبعد حيقالِ الرجالِ الموتُ ويروى: " وبعد حَوْقال "، وأراد المصدرَ فلما استوحش من أن تصير الواو ياءً فتحَهُ. والحو قلة: الغرمول اللين. وفى المتأخرين من يقوله بالفاء، ويزعم أنَّهُ الكَمَرَةُ الضخمة، ويجعله مأخوذاً من الحَقْلِ، وما أظنُّه مسموعاً. وقلت لأبي الغَوثِ: ما الحَوْقَلَةُ؟ قال: هن الشيخ المحوقل.
حقل
الحَقْلُ: الزَّرْعُ إذا تَشَعَّبَ وَرَقُه من قَبْلِ أنْ تَغْلُظَ سُوْقُه. أحْقَلَتِ الارْضُ. وأحْقَلَ الزَّرْعُ. والمُحَاقَلَةُ: بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْل بُدُوِّ صَلاَحِه، ونُهِيَ عنها. والمُحَاقِل: المُزَارِعُ. والحَقِيْلَةُ: ماءُ الرُّطْبِ في الأمْعَاءِ. والحَقْلَةُ: حُسَافَةُ التَّمْرِ وما بَقِيَ من نُفَاياتِه. والحَوْقَلُ: الشَّيْخُ إذا فَتَرَ عن النِّكاح. والحَوْقَلَةُ: سُرْعَةُ المَشْي. وهو - أيضاً -: الغُرْمُوْلُ اللَّيِّنُ، والقارُوْرَةُ الطَّويلةُ العُنُقِ تكونُ مَعَ السَّقّائين. وحَقِيْلٌ: جَبَلٌ، ويُقال: مَوْضِعٌ بالبادِيَةِ. ومَتْنٌ من الأرْضِ لا يَبْلُغُ أنْ يكونَ جَبَلاً. والحِقْلَةُ: بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ. وبَقِيَّةُ اللَّبَنِ في الضَّرْعِ، والحُقْلَةُ مِثْلُه. والحَقْلَةُ: من أدْوَاءِ الإبلِ، حَقِلَتْ تَح
ْقَلُ حَقْلَةً. وهو - أيضاً -: وَجَعٌ في البَطْنِ، وجَمْعُه: أحْقَالٌ. وحَوْقَلَ الرَّجُلُ حَوْقَلَةً: أعْيَا، والمُحَوْقِلُ: المُعَيِّي، والحِيْقَالُ مِثْلُه في قَوْله:
وبَعْضُ حِيْقَالِ الرِّجَالِ المَوْتُ
والحَيْقَلُ - كالصَّيْقَل -: الذي لا خَيْرَ فيه. والحَاقُوْلُ: سَمَكَةٌ أخْضَرُ طَوِيْلٌ له مِنْقَارٌ طُوْلُه ذِرَاعٌ، وجَمْعُه: حَوَاقِيْلُ.
حقل زبن عرى قَالَ أَبُو عُبَيْد: سَمِعت غير وَاحِد لَا اثْنَيْنِ من أهل الْعلم ذكر كل وَاحِد مِنْهُم طَائِفَة من هَذَا التَّفْسِير قَالَ: المحاقلة بيع الزَّرْع وَهُوَ فِي سنبله بِالْبرِّ وَهُوَ مَأْخُوذ من الحقل والحقل هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل الْعرَاق القراح وَهُوَ فِي مثل يُقَال: لَا ينْبت البقلة إِلَّا الحقلة. 27 / الف قَالَ: والمزابنة بيع التَّمْر وَهُوَ فِي رُؤُوس النّخل بِالتَّمْرِ وَإِنَّمَا جَاءَ النَّهْي فِي هَذَا لِأَنَّهُ من الْكَيْل وَلَيْسَ يجوز شَيْء من الْكَيْل / وَالْوَزْن إِذا كَانَا من جنس وَاحِد إِلَّا مثلا بِمثل ويدا بيد وَهَذَا مَجْهُول لَا يعلم أَيهمَا أَكثر. قَالَ: وَرخّص فِي الْعَرَايَا. قَالَ: والعرايا واحدتها عرية وَهِي النَّخْلَة يعريها صَاحبهَا رجلا مُحْتَاجا والإعراء أَن يَجْعَل لَهُ ثَمَرَة عامها. يَقُول: فَرخص لرب النّخل أَن يبْتَاع من المعرى ثَمَر تِلْكَ النَّخْلَة بِتَمْر لموْضِع حَاجته. وَقَالَ بَعضهم: بل هُوَ الرجل يكون لَهُ نَخْلَة وسط نخل كثير لرجل آخر فَيدْخل رب النَّخْلَة إِلَى نخلته فَرُبمَا كَانَ مَعَ صَاحب النّخل الْكثير أَهله فِي النّخل فيؤذيه بِدُخُولِهِ فَرخص لصَاحب النّخل الْكثير أَن يَشْتَرِي ثَمَر تِلْكَ النَّخْلَة من صَاحبهَا قبل أَن يجده بِتَمْر لِئَلَّا يتَأَذَّى بِهِ.
حقل
حقَلَ يَحْقِل، حَقْلاً، فهو حاقل، والمفعول مَحْقول
• حقَل الفلاحُ حقلَه: زرَعَه. 

حَقْل [مفرد]: ج حُقول (لغير المصدر):
1 - مصدر حقَلَ.
2 - كلُّ قطعة من الأرض قابلة للحَرْث والزَّرْع ° حَقْل ألغام: منطقة زُرعت فيها ألغام- حَقْل اختبار: حقل للاختبارات الزراعية، ومجازًا: إخضاع مجتمع أو جماعات لتجربة أو تجارب يكون الغرض منها تحقيق شعارات- حَقْل التَّجارب: مكان تُجرى فيه التَّجارب على شيء للتأكُّد من أنَّه صالح للغرض منه، أو هو موضوع التَّجربة- حَقْل الرِّماية: مكان مهيَّأ للتدرّب فيه على إصابة الهدف- حَقْل النَّفط/ حَقْل البترول: مكان يُستخرج منه النّفط للاستغلال- حَقْل بيانات: منطقة محدَّدَة في وسط تخزين بوصفها مجموعة من مواقع الرّقم الثنائيّ المستعملة لتسجيل نوع المعلومات- حَقْل علميّ: ميدان أو مجال علميّ- دراسة حقليّة: ميدانيّة- محصولات حقليّة: غلاَّت الأرض من قطن وقمح وشعير ونحوها.
3 - زرْعُ ما دام أخضر.
4 - مجال عمل أو نفوذ، نطاق معرفة الفرد.
5 - مجال خبرة أو نشاط أو معرفة المرء، أو مدى اهتماماته أو إطار مركزه الاجتماعيّ.
• حقل جليد: مساحة شاسعة من الجليد الطَّافي على سطح الماء، وقد تصل إلى ما يزيد على 8كم طولاً. 

حقل

3 مُحَاقَلَةٌ [inf. n. of حَاقَلَ] The selling of seed-produce in the ear for the grain of wheat: (S, M, Mgh, Sgh, Msb, K:) or the selling of seed-produce while in growth, before it appears to be in a good state: or the making a bargain, or contract, with another, for labour upon land, on the condition of his receiving a third, or a fourth, or less, or more, of the produce: or the hiring of land for the grain of wheat: (M, Mgh, Sgh, K:) or the buying of seed-produce while in growth for the grain of wheat. (Mgh.) 4 احقل It (seed-produce) became such as is termed حَقْل, q. v.: (S, K:) or put forth its head. (Mgh.) b2: احقلت الأَرْضُ The land became in the condition of having what is termed حَقْل. (K, * TA.) Q. Q. 1 حَوْقَلَ, inf. n. حَوْقَلَةٌ and حِيقَالٌ, for which latter some say حَوْقَالٌ, He (an old man) became aged, and languid in respect of the venereal faculty: (S:) or حَوْقَلَةٌ signifies the lacking ability to exercise the venereal faculty, (K,) accord. to Az, on the occasion of one's having his bride brought to him. (TA.) b2: حَوْقَلَةٌ also signifies The being weary, and weak. (K.) b3: The state of sleeping. (K.) b4: The act, or state, of retrograding, or declining; syn. إِدْبَارٌ. (K.) b5: An old man's resting, or staying, his hands upon his waist. (K.) b6: The walking quickly, and with short steps. (K.) A2: and حَوْقَلَهُ, (TA,) inf. n. حَوْقَلَةٌ, (K, TA,) He impelled, or repelled, him, or it; syn. دَفَعَهُ. (K, * TA.) A3: حَوْقَلَةٌ [inf. n. of حَوْقَلَ] also signifies The saying لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّٰهِ; (TA in art. حوقل;) i. q. حَوْلَقَةٌ. (K in that art.) حَقْلٌ Seed-produce when its leaves have branched forth, (S, M, Msb, K,) and become apparent and numerous, (M, K,) before its stalks have become thick: (S:) or when its shoots have come forth near together: or as long as it is green: (M, K:) or of which the head has come forth. (Lth, L in art. فرخ.) b2: And Land such as is termed قَرَاح; i. e. land in which are no trees: (Msb:) or good قَرَاح: n. un. with ة: (S:) or a good قَرَاح in which one sows; as also with ة: (K:) or a place that has never been sown; and so, accord. to some, with ة: (TA:) whence, (K,) it is said in a prov., (S,) لَا تُنْبِتُ البَقْلَةَ إِلَّا الحَقْلَةُ [Nothing but the good seed-plot produces the herb]: (S, K:) said to be applied to a base saying proceding from a base man: [or it means, as the father, os is the son: (Freytag's Arab. Prov. ii. 516:)] but ISd says that الحقلة is not known; and he thinks that the ة is added in order to make it accord with البقلة; or that it means a portion of what is termed حَقْلٌ: (TA:) the pl. is حُقُولٌ. (Msb.) حَاقِلٌ A tiller, or cultivator, of land. (TA.) حَوْقَلٌ An old man, who is languid in respect of the venereal faculty: or an aged man, absolutely: and a man who is weary. (TA.) b2: See also what next follows.

حَوْقَلَةٌ A soft, or flaccid, penis; (S, K;) as also ↓ حَوْقَلٌ: (TA:) or the latter signifies [simply] a penis: (K:) the former, accord. to Abu-l-Ghowth, signifies the penis of an old man who is languid in respect of the venereal faculty: some of those of post-classical times pronounce it with ف. (S.) b2: A flask, or bottle, (قَارُورَةٌ,) with a long neck, used by the water-carrier: (K:) app. formed by substitution [of ق for ج,] from حَوْجَلَةٌ. (TA.) مَحْقَلةٌ sing. of مَحَاقِلُ, (TK,) which signifies Places of seed-produce; syn. مَزَارِعُ. (K: but in some copies, in the place of المَحَاقِلُ and المَزَارِعُ, we find المُحَاقِلُ; and المُزَارِعُ.) [See an ex. voce مَحْقَنَةٌ.]
باب الحاء والقاف واللام معهما ح ق ل، ق ل ح، ق ح ل، ل ق ح، ل ح ق، ح ل ق مستعملات

حقل: الحَقْلُ: الزَّرْعُ إذا تَشَعَّبَ ورَقَهُ قبلَ أنْ يَغلُظَ. وأَحْقَلَتِ الأرضُ إحقالاً. والحَقيلةُ: ماءُ الرُّطْب في الأمعاء، ورُبَّما صَيَّرَه الشاعر حَقْلاً، قال:

إذا الفُرُوضُ اضطمت الحقائلا والحِقْلَةُ حُسافة التَّمْر، وهو ما بَقي من نُفاياته. وحَقيل: اسم جَبَلٍِ بالبادية. والحَوْقَل: الشَّيْخ إذا فَتَرَ عن الجِماع، قال:

أصْبَحْتُ قد حَوْقَلْتُ أو دَنَوتُ ... وفي حَواقيلِ الرجالِ الموت

والحَوْقَلةُ: الغُرْمُولُ اللَّيِّن، وهي الدَّوْقَلَة أيضاً. والمُحاقَلُة: بَيْعُ الزرع قبل بدو صلاحه. قال غيره: هو أن يدفع الأرض بالثُلُث والرُبُع أو أقَّلَّ أو أكثر.

قحل: القاحِلُ: اليابِسُ من الجُلود ونحوه. وشَيْخٌ قاحل. قَحَلَ يَقْحَلُ قُحُولاً، قال (رُجُلٌ من أصحاب الجمل) :

ردوا علينا شيخنا ثم بَجَلْ ... عُثْمانَ رُدّوه بأطراف الأَسَلْ

(فأجابه رجل من أصحاب عليٍّ) :

كيفَ نَرُدُّ نَعْثَلاً وقد قَحَلْ

أي ماتَ وذَهَبَ.

قلح: القلح: صُفرةُ الأسنان. رجُلٌ أقْلَحُ وامرأةٌ قَلْحاءُ قَلِحةٌ. ويُسَمَّى الجُعَلُ أقلَحَ لأنَّه لا يُرَى أبداً إلا مُتَلَطِّخاً بعذرة . لقح: اللِّقاحُ: اسم ماءِ الفَحْل. واللقَّاحُ: مصدر لقِحَتِ الناقةُ تَلْقَحُ لَقاحاً، وذلك إذا استبانَ لَقاحُها يَعني حَمْلَها، فهي لاقح، قال أبو النجم:

وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً مَلْقُوحاً ... ضَمَّنَه الأَرحامَ والكُشُوحا

يَعني لَقِحَتْه من الفَحْل أي أخَذَتْه. وأولادُ المَلاقيحِ والمَضامينِ نُهِيَ عن بَيْعها، كانوا يَتَبايعون ما في بطون الأمهات وأصلاب الآباء، فالمَلاقيحُ هُنَّ الأُمَّهات والمَضامينُ هُمُ الآباء، الواحدُ مَلْقُوحٌ ومَضْمُون. واللِّقْحَةُ: الناقةُ الحَلْوب، فإذا جُعِلَ نَعْتاً قيلّ: ناقةٌ لَقُوح، ولا يقال: ناقةٌ لِقْحةٌ. و [يقال] هذه لِقْحةٌ بني فلان. واللِّقاحُ: جمع اللِّقْحة. واللُّقُحُ: جَماعةُ اللِّقُوح. وإذا نُتِجَتِ الإبِلِ فبعضُها وَضَعَ وبعضها لم يَضَع فهي عِشارٌ، فإذا وَضَعْنَ كُلُّهُنَّ فَهُنَّ لِقاح، فإذا أُرسِلَ فيهِنَّ الفَحْلُ بعد ذلك فهُنَّ الشَّوْلُ. واللَّقاحُ: ما تُلْقَحُ به النَّخلة من النَّخلة الفُحّالة. ألقَحُوا نَخْلَهم الِقاحاً ولقَّحوها تَلقيحاً في المبالغة. واستَلْقَحَتِ النخلةُ أَنَى لها أن تُلْقَح. وحيٌّ لَقاحٌ : لم يُملَكوا قطٌّ. والَّواقِح من الرياح: التي تحمل النَّدَى ثمَّ تمُجُّه في السَّحاب وفي كُلِّ شيء، فإذا اجتَمَعَ في السَّحاب صارَ مَطَراً. والمَلْقَح كاللِّقاح وهما مصدَران، قال:

يشهَدُ مِنّا مَلْقَحاً ومَنْتَحا

وحَرْبٌ لاقِح تشبيهاً لها بالأُنْثَى الحامل، قال:

إذا شمَّرَتْ بالناسِ شَهباءُ لاقِحٌ ... عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها وأظَلَّتِ

أي دَنَتْ، وهَمْزُها: عَضُّها ومَكرُوهُها. لحق: اللَّحَقُ: كُلُّ شيءٍ لَحِقَ شيئاً أو أَلْحقْتُه به، من النَبات ومن حَمْل النَخل، وذلك أن يُرطِب ويتمر ثم يخرُجُ في بَعضِه شيءٌ أخضَرُ قَلَّ ما يَرْطُبُ حتى يُدركَه الشتاء، ويكون نحو ذلك في الكَرْمُ يُسَمَّى لَحَقاً. واللَّحَقُ من الناس: قَومٌ يلحقون بقَومْ بعدَ مُضيِهِّم، قال:

ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها

واللَّحَقُ: الدَّعِيُّ المُوَصَّل بغير أبيه. وناقةٌ مِلْحاقٌ: لا تكاد الإِبِلُ تَفْوتُها في السَّيْر، قال رؤبة:

فهي ضَروحُ الرَّكْضِ مِلحاقُ اللَّحَقْ

ولاحِقٌ: اسمُ فَرَس . وقوله: إن عذابك بالكُفّار مُلْحِقٌ بالكسر. ويقال: إنه من القرآن لم يجدوا عليها إلا شاهداً واحداً فوُضِعَتْ في القُنُوت. وهذه لغة موافقة لقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ

حلق: الحَلْقُ: مَساغُ الطَّعام والشَراب. ومَخرَجُ النَفَس من الحُلْقُوم. ومَوضع المَذْبَح مِن الحَلْق أيضاً، ويُجْمَع على حُلْوق. وحَلَقَ فُلانٌ فُلاناً: ضَرَبَه فأصابَ حلَقْهَ. والحَلْقُ: نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضةٌ يُخلَط بالوَسْمَةِ للخِضاب، الواحدة بالهاء. والحَلْقَةُ من القوم وتُجمَع على حَلَق. ومنهم مَن يثقِّل فيقول حَلَقة لا يبالي. والحلق: الخاتم من فِضَّةِ بلا فَصّ، قال المخبل في رجل أعطاه النعمان خاتَمَه:

وناوَلَ منا الحِلْقَ أبَيضَ ماجداً  ... رَديفَ مُلُوكٍ ما تُغِبُّ نوافله

أي لا يبطىء ولا يجيء غِبّاً. والحالِقُ: الجَبَلُ المُنيفُ المُشرف، قال:»

فخَرَّ من وجأته ميتا ... كأنما دهده من حالِقِ

والحالِقُ من الكَرْم والشَّرْي ونحوهِما ما التَوىَ منه وتَعَلَّقَ بالقُضبان، لم يَعرفوه. والمَحالق: من تعريش الكرم. وحلق الضرع ُيَحلُقُ حُلُوقاً فهو حالق: [يريد: ارتفاعه إلى البَطْنِ وانضمامَه] . وفي قول آخر: كَثْرة لَبَنه. وتَحَلَّقَ القَمَرُ: صارت حوله دوارة . والمحلق: موضع حَلْق الرأس بِمنىً، قال:

كَلاّ وربِّ البيتِ والمُحَلَّق .

وحَلَّقَ الطائر تحليقاً: إذا ارتَفَعَ. والحالق: المشْئُوم يَحلِقُ أهله ويقشُرهم. وفي شَتْم المرأة: حَلْقَى عَقْرَى، يريد مشئومة مؤذية. والمُحَلِّق: اسم رجل ذكره الأعشى:

وباتَ على النارِ النَّدَى والمحلق  
حقل
الحَقْلُ: قَراحٌ طَيِّبٌ يُزْرَع فِيهِ وَقيل: هُوَ المَوضِعُ الجادِسُ: أَي البِكْرُ الَّذِي لم يُزْرَع فِيهِ قَطُّ، زَاد بعضُهم: كالحَقْلَةِ، وَمِنْه المَثَلُ: لَا تُنْبِتُ البَقْلَةَ إِلَّا الحَقْلَةُ قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَت الحَقْلَةُ بمعروفة، وأُراهم أَنَّثُوها فِي هَذَا المَثَلِ، لتأنيث البَقْلَة، أَو عَنَوْا طَائِفَة مِنْهُ. وَالَّذِي فِي الصِّحاح والعُباب: أَن الحَقْلَةَ واحدةُ الحَقْلِ، قيل: يُضْرَبُ هَذَا المَثَلُ للكَلِمة الخَسِيسة تخرُجُ من الرجُلِ الخَسِيسِ. الحَقْلُ: الزَّرعُ قد تَشَعَّب وَرَقُه قبلَ أَن تَغْلُظَ سُوقُه وظَهَر وكَثُر، أَو إِذا اسْتَجْمَع خُروجُ نَباتِه، أَو مَا دَامَ أخْضَرَ أقوالٌ نقلَها ابنُ سِيدَه. وَقد أَحْقَلَ، فِي الكُلِّ يُقَال: أَحْقَلَت الأرضُ: صارَتْ ذاتَ حَقْلٍ، وأحقَلَ الزَّرعُ. والمَحاقِلُ: المَزارِعُ مِنْهُ الحَدِيث: مَا تَصْنَعُون بِمَحاقِلِكُم. فِي الحَدِيث: نَهى رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المُحاقَلَة واختُلِف فِيهِ، فقِيل: هُوَ بَيعُ الزَّرْعِ قبلَ بُدُوِّ صَلاحِه، أَو بَيعه فِي سُنْبُلِه بالحِنْطَة، أَو المُزارَعَةُ بالثُّلُث أَو الرُّبُع، أَو أقَلَّ أَو أكثَرَ، أَو اكتِراءُ الأرضِ بالحِنْطَة أقوالٌ نقلَها ابنُ سِيدَه، والصاغاني. والحِقْلَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا يَبقَى فِي الحَوْضِ مِن الماءِ الصافي وَلَا تُرَى أرضُ الحَوضِ مِن وَرائِه. ويُثَلَّثُ وَاقْتصر ابنُ سِيدَه على الكسرِ وَالْفَتْح. قَالَ أَبُو زيد: الحَقْلَةُ والحِقْلَةُ: بَقِيَّةُ اللَّبَنِ وَلَيْسَت بالقَلِيلة. قَالَ اللَّيثُ: الحِقْلَةُ: حُشافَةُ التَّمْرِ وَمَا بَقِىَ من نُفاياتِه، قَالَ الأزهريُّ: لَا أعرِفُ هَذَا الحَرْفَ. الحُقْلَةُ، بِالْكَسْرِ والضمّ: مَا دُونَ مِلْءِ القَدَحِ وَمِنْه قولُهم: احْقِلْ لي مِن الشَّراب، وَقَالَ أَبُو عبيد: الحِقْلَةُ: الماءُ القَلِيلُ. الحَقْلَةُ بِالْفَتْح: داءٌ فِي الإبِلِ وَهُوَ مَغْسٌ يأخذُها فِي البَطْن، يُقَال: جَمَل مَحْقُولٌ، وَهُوَ بمَنْزِلة الحَقْوَة. وقِيل: مِنْ أَكْلِ التُّرابِ مَعَ البَقْلِ، والجَمْعُ: أَحْقالٌ، قَالَ رُؤْبَةُ: فِي بَطْنِه أَحْقالُهُ وبَشَمُهْ قيل: هُوَ أَن يشربَ الماءَ مَعَ التُّراب فيَبشَمَ. أَيْضا: وَجَعٌ فِي بَطْنِ الفَرَسِ من أكْلِ التُّرابِ عَن الْأَصْمَعِي، زَاد أَبُو عبيد: مَعَ البَقْلِ. وَقد حَقِلَتْ، فيهمَا، كفَرِحَ، حَقْلَةً بِالْفَتْح، كرَحِمَ رَحْمَةً وحَقَلاً محرَّكةً. والحِقْلُ، بِالْكَسْرِ: الهَوْدَجُ قَالَ ابنُ أحْمَرَ:)
(فَمَا الشَّمسُ تَبدُو يومَ غَيمٍ فأشْرَقَتْ ... بِهِ شامةُ العَنْقاءِ فالنِّيرُ فالذَّبْلُ)

(بَدا حاجِبٌ مِنْها وضَنَّتْ بِحاجِب ... بأحْسَنَ مِنها يومَ زالَ بهَا الحِقْلُ)
الحِقْلُ: داءٌ يكونُ فِي البَطْنِ. الحِقْلُ، بِالْكَسْرِ، كَمَا فِي المُحكَم، وبالفتح كَمَا فِي التَّهْذِيب: ماءُ الرطْبِ فِي الأَمْعاء أَرَادَ بالرطْب البُقُولَ الرَّطْبَةَ مِن العُشْبِ الأخْضَرِ قبلَ أَن تَهِيجَ الأَرضُ.
ويَجْزأُ المالُ حينئذٍ بالرطْب عَن الماءِ، وَذَلِكَ الماءُ الَّذِي تَجْزأُ بِهِ النَّعَمُ من البقُولِ هُوَ الحِقْلُ.
كالحُقالِ، بِالضَّمِّ، والحَقيلة كسَفِينةٍ ج: حَقائِلُ قَالَ ابنُ سِيدَه: ورُّبما صَيَّره الشاعِرُ حَقْلاً. والحَقِيلُ كــأَمِيرٍ: الأَرضُ الَّتِي لَا تَبلُغُ أَن تكونَ جَبَلاً أما قولُ الراعِي:
(وأَفَضْنَ بَعْدَ كُظُومِهِنّ لِحَرَّةٍ ... مِن ذِي الأبارِقِ إذْ رَعَيْنَ حَقِيلا)
فَقيل: هُوَ نَبتٌ وَقَالَ ابنُ دُرَيد: ضَربٌ من النَّبتِ لَا أعرِفُ صِحَّتَه، وَقَالَ مَرَّةً: إمّا مِن الخُلَّةِ وإمّا من الحَمْضِ. قيل: هُوَ اسمُ ع وَقيل: هُوَ العُشْبُ: أَي رَعَيْنَ حَقِيلاً مِن ذِي الأبارِقِ. الحَقِيلةُ بِهاءٍ: حُشافَةُ التَّمْرِ وَمَا بَقِىَ مِن نُفاياتِه. والحَوْقَلَةُ: القارُورَةُ الطَّوِيلةُ العُنُقِ تكونُ مَعَ السَّقَّاءِ كَأَنَّهَا إِبْدالٌ مِن الحَوْجَلَة. الحَوْقَلَةُ: الغُرمُول اللَّينِّ قِيل لأبي الغَوْثِ: مَا الحَوْقَلَةُ قَالَ: هَنُ الشَّيخِ المُحَوْقِل. ويُروى بِالْفَاءِ أَيْضا، وَقد تقدَّم. الحَوقَلَةُ: سُرعَةُ الْمَشْي ومُقارَبَةُ الخَطْوِ، قِيل: هُوَ الإعْياءُ والضَّعْفُ. أَيْضا: النَّومُ، والإدْبارُ، والعَجْز عَن الجِماعِ زَاد الأزهريُّ: عندَ العُرْسِ.
أَيْضا: اعتِمادُ الشَّيخ بيَدَيْه على خَصْرِه قَالَ الشَّاعِر: يَا قَوْمِ قَدْ حَوْقَلْتُ أَو دَنَوْتُ وبَعْدَ حِيقالِ الرجالِ المَوتُ ويُروى وَبعد حَوْقالِ وَأَرَادَ المصدرَ، فَلَمَّا استَوْحَش من أَن تصيرَ الواوُ يَاء، فتَح الحاءَ وَيُقَال: حَوْقَلَ حَوْقَلَةً وحِيقالاً: إِذا كَبِرَ وفَتَر عَن الجِماع. الحَوْقَلَةُ: الدَّفْعُ وَقد حَوْقَلَة. والحَيقَلُ، كصَيقَلٍ: مَن لَا خَيرَ فِيهِ كَمَا فِي المُحِيط والمُحكَم. والحَوْقَلُ: الذَّكَرُ اللَّيِّنُ. والحاقُولُ: سَمَكٌ أخْضَرُ طَوِيلٌ لَهُ مِنْقارٌ قَدْرُ ذِراع. وحَقْلُ: ة بأَجَأَ أحدِ جَبلَيْ طَيِّئ، لبَني دَرْماءَ مِنْهُم. أَيْضا: ة قُربَ أَيْلَةَ.
أَيْضا: وادٍ لسُلَيمٍ قَالَ العَبَّاسُ ابْن مِرداسٍ السُّلَمِي، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(وَمَا رَوْضَةٌ مِن رَوْضِ حَقْل تَمَتَّعَتْ ... عَراراً وطُبَّاقاً وبَقْلاً تَوائِما)
حَقْلٌ: اسمُ ساحِلِ تَيماءَ عندَ وادِي القُرَى. ومِخْلافُ الحَقْلِ: باليَمَنِ. وحَقْلُ الرُّخامَى: ع قَالَ الشَّمّاخ:)
(أَمِنْ دِمْنَتَيْنِ عَرَّجَ الرَّكْبُ فِيهِما ... بحَقْلِ الرخامَي قَدْ أَنَى لِبَلاهُما)
والحِقْلَةُ، بِالْكَسْرِ: ناحِيَةٌ باليَمَامَة. والحُقالِيَةُ، بالضّمّ وتَخفيف الْيَاء، كَمَا ضَبطه الصَّاغَانِي: حِصْنٌ باليَمَنِ من أَعمال صَنْعاءَ. قَالَ ابْن دُرَيد: أحْسَبُ أَن حِقالاً ككِتابٍ: ع. قَالَ ابنُ حَبِيب: فِي الأَزْدِ: زِمَّانُ ابْن تَيمِ الله بن حَقالٍ كسَحابٍ وَهُوَ ابنُ أَنْمارٍ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أحقَلَ الرجُلُ فِي الرّكُوب: إِذا لَزِم ظَهْرَ الراحِلَة. والحِيقالُ، بِالْكَسْرِ: الحَوْقَلَةُ. والحاقِلُ: الأَكّارُ.
والحَقْلُ: موضِعٌ. وحَقِيلٌ، كــأمِيرٍ: وادٍ فِي بلادِ بَني أسَد، وَفِي بِلادِ بَني عُكْل، بينَ جِبال، قَالَه نَصْرٌ. والحَوْقَلُ: الشَّيخُ إِذا فَتَر عَن النِّكاح، وقِيل: هُوَ الشَّيخُ المُسِنُّ مُطلَقاً. ورَجُلٌ حَوْقَلٌ: مُعْيٍ. وحَيقلٌ، كصَيقَلٍ: اسمٌ. 

حقل: الحَقْل: قَرَاح طَيّب، وقيل: قَرَاح طيب يُزْرَع فيه، وحكى بعضهم

فيه الحَقْلة. أَبو عمرو: الحَقْل الموضع الجادِس وهو الموضع البِكْرُ

الذي لم يُزْرَع فيه قط. وقال أَبو عبيد: الحَقْل القَرَاح من الأَرض. ومن

أَمثالهم: لا يُنْبِت البَقْلة إِلا الحَقْلة، وليست الحَقْلة بمعروفة.

قال ابن سيده: وأُراهم أَنَّثُوا الحَقْلة في هذا المثل لتأْنيث البَقْلة

أَو عَنَوا بها الطائفة منه، وهو يضرب مثلاً للكلمة الخسيسة تخرج من

الرجل الخسيس. والحَقْل: الزرع إِذا اسْتَجْمَع خروجُ نباته، وقيل: هو إِذا

ظهر ورقه واخْضَرَّ؛ وقيل: هو إِذا كثر ورقه، وقيل: هو الزرع ما دام

أَخضر، وقد أَحْقَل الزرعُ، وقيل: الحَقْل الزَّرع إِذا تَشَعَّب ورقُه من قبل

أَن تَغْلُظ سوقه، ويقال منها كُلِّها: أَحْقَل الزرعُ وأَحْقَلَت

الأَرضُ؛ قال ابن بري: شاهده قول الأَخطل:

يَخْطُر بالمِنْجَل وَسْطَ الحَقْلِ،

يَوْم الحَصَاد، خَطَرَانَ الفَحْلِ

وفي الحديث: ما تصنعون بمحَاقِلِكم أَي مَزَارعكم، واحدتها مَحْقَلة من

الحَقْل الزرعِ، كالمَبْقَلة من البَقْل. قال ابن الأَثير: ومنه الحديث

كانت فينا امرأَة تَحْقِل على أَرْبعاءَ لها سِلْقاً، وقال: هكذا رواه بعض

المتأخرين وصوّبه أَي تَزْرع، قال: والرواية تَزْرَع وتَحْقِل؛ وقال

شمر: قال خالد بن جَنْبَة الحَقْل المَزْرَعة التي يُزْرَع فيها البُرُّ؛

وأَنشد:

لَمُنْداحٌ من الدَّهْنَا خَصِيبٌ،

لِتَنْفَاح الجَنوبِ به نَسيم

أَحَبُّ إِليَّ من قُرْيان حِسْمَى،

ومن حَقْلَيْن بينهما تُخُوم

وقال شمر: الحَقْلُ الروضة، وقالوا: موضع الزرْع. والحاقِلُ: الأَكَّار.

والمَحاقِل: المَزَارع.

والمُحاقَلة: بيع الزرع قبل بدوّ صلاحه، وقيل: بيع الزرع في سُنْبُله

بالحِنْطة، وقيل: المزارعة على نصيب معلوم بالثلث والربع أَو أَقل من ذلك

أَو أَكثر وهو مثل المُخابَرة، وقيل: المُحاقلة اكتراء الأَرض بالحِنْطة

وهو الذي يسميه الزَّرّاعون المُجارَبة؛ ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم،

عن المُحاقَلة وهو بيع الزرع في سنبله بالبُرّ مأْخوذ من الحقل القَراحِ.

وروي عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما المُحاقَلة؟ قال: المُحاقَلة بيع

الزرع بالقَمْح؛ قال الأَزهري: فإِن كان مأْخوذاً من إِحْقال الزرع إِذا

تَشَعَّب فهو بيع الزرع قبل صلاحه، وهو غَرَر، وإِن كان مأْخوذاً من

الحَقْل وهو القَرَاح وباع زرعاً في سنبله نابتاً في قَراح بالبُرّ، فهو بيع

بُرٍّ مجهول بِبُرٍّ معلوم، ويدخله الربا لأَنه لا يؤمن التفاضل، ويدخله

الغَرَر لأَنه مُغَيَّب في أَكمامه. وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي

قال: الحَقْل بالحَقْل أَن يبيع زرعاً في قَرَاح بزرع في قَراح؛ قال ابن

الأَثير: وإِنما نهى عن المُحَاقَلة لأَنهما من المَكِيل ولا يجوز فيه إِذا

كانا من جنس واحد إِلا مِثْلاً بمثل، ويداً بيد، وهذا مجهول لا يدري

أَيهما أَكثر، وفيه النسيئة. والمُحَاقَلة، مُفَاعلة من الحَقْل: وهو الزرع

الذي يزرع إِذا تَشَعَّب قبل أَن تَغْلُظ سُوقُه، وقيل: هو من الحَقْل وهي

الأَرض التي تُزْرَع، وتسميه أَهل العراق القَرَاح.

والحَقْلة والحِقْلة؛ الكسر عن اللحياني: ما يبقى من الماء الصافي في

الحوض ولا ترى أَرضه من ورائه. والحَقْلة: من أَدواء الإِبل؛ قال ابن سيده:

ولا أَدري أَيّ داء هو، وقد حَقِلَت تَحْقَل حَقْلة وحَقَلاً؛ قال رؤبة

يمدح بلالاً ونسبه الجوهري للعجاج:

يَبْرُق بَرْق العارِضِ النَّغَّاص

ذَاكَ، وتَشْفي حَقْلة الأَمْراض

وقال رؤبة:

في بطنه أَحْقاله وبَشَمُه

وهو أَن يشرب الماء مع التراب فيَبْشمَ. وقال أَبو عبيد: مِنْ أَكلِ

التراب مع البَقْل، وقد حَقِلَت الإِبِلُ حَقْلة مثل رَحِمَ رَحْمة، والجمع

أَحْقال. قال ابن بري: يقال الحَقْلة والحُقال، قال: ودواؤه أَن يوضع على

الدابة عدة أَكسية حتى تَعْرَق، وحَقِل الفرسُ حَقَلاً: أَصابه وَجَع في

بطنه من أَكل التراب وهي الحَقْلة. والحِقْل: داء يكون في البطن.

والحِقْل والحُقال والحَقِيلة: ماء الرُّطْب في الأَمعاء، والجمع حقائل؛

قال:إِذا العَرُوض اضْطَمَّت الحَقائلا

وربما صيره الشاعر حقلاً؛ قال الأَزهري: أَراد بالرُّطْب البقول

الرَّطْبة من العُشْب الأَخضر قبل هَيْج الأَرض، ويَجْزَأُ المالُ حينئذ

بالرُّطْب عن الماء، وذلك الماء الذي تَجْزَأُ به النَّعَم من البُقول يقال له

الحَقْل والحَقِيلة، وهذا يدل على أَن الحَقْل من الزرع ما كان رَطْباً

غَضًّا. والحَقِيلة: حُشافة التَّمْر وما بَقِيَ من نُفاياته؛ قال

الأَزهري: لا أَعرف هذا الحرف وهو مُريب.

والحَقِيل: نبْتٌ؛ حكاه ابن دريد وقال: لا أَعرف صحته. وحَقِيل: موضع

بالبادية؛ أَنشد سيبويه:

لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ،

تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومَتالِيا

وحَقْل: واد بالحجاز. والحَقْل، بالأَلف واللام: موضع؛ قال ابن سيده:

ولا أَدري أَين هو.

والحَوْقَلة: سرعة المَشْي ومقارَبةُ الخَطْو، وقال اللحياني: هو

الإِعْياء والضعف؛ وفي الصحاح: حَوْقَلَ حَوْقَلة وحِيقالاً إِذا كَبِر وفَتَر

عن الجماع. وحَوْقَل الرجلُ إِذا مشى فأَعْيا وضَعُف. وقال أَبو زيد:

رَجُل حَوْقَل مُعْيٍ، وحَوْقَل إِذا أَعْيا؛ وأَنشد:

مُحَوْقِلٌ وما به من باس

إِلاَّ بَقايا غَيْطَل النُّعَاس

وفي النوادر: أَحْقَل الرجلُ في الركوب إِذا لزِم ظهر الراحلة. وحَوْقَل

الرجلُ: أَدْبَر، وحَوْقَل: نام، وحَوْقَل الرجلُ: عَجَز عن امرأَته عند

العُرْس. والحَوْقَل: الشيخ إِذا فَتَر عن النكاح، وقيل: هو الشيخ

المُسِنُّ من غير أَن يُخَصَّ به الفاتر عن النكاح. وقال أَبو الهيثم:

الحَوْقَل الذي لا يقدر على مجامعة النساء من الكِبَر والضعف؛ وأَنشد:

أَقولُ: قَطْباً ونِعِمًّا، إِنْ سَلَق

لِحَوْقَلٍ، ذِراعُه قد امَّلَق

(* قوله «اقول قطباً إلخ» أورده الجوهري:

وحوقل ذراعه قد املق * يقول قطباً ونعماً ان سلق)

والحَوْقَل: ذَكَر الرَّجُل. الليث: الحَوْقَلة الغُرْمول اللَّيِّن،

وهو الدَّوْقَلة أَيضاً. قال الأَزهري: هذا غَلَطٌ غَلِطَ فيه الليث في

لفظه وتفسيره: والصواب الحَوْفَلة، بالفاء، وهي الكَمَرة الضَّخْمة مأْخوذة

من الحَقْل، وهو الاجتماع والامتلاء، وقال: قال أَبو عمرو وابن الأَعرابي

قال: والحَوْقَلة: بالقاف، بهذا المعنى خطأٌ. الجوهري: الحَوْقَلة

الغُرْمول اللَّيِّن، وفي المتأَخرين من يقوله بالفاء، ويزعم أَنه الكَمَرة

الضَّخْمة ويجعله مأْخوذاً من الحَفْل وما أَظنه مسموعاً، قال: وقلت لأَبي

الغوث ما الحَوْقَلة؟ قال: هَنُ الشيخ المُحَوْقِل. وحَوْقَل الشيخُ:

اعتمد بيديه على خَصْرَيْه؛ قال:

يا قومِ، قد حَوْقَلْتُ أَو دَنَوْتُ

وبَعْدَ حِيقالِ الرِّجالِ المَوْتُ

ويروى: وبَعْدَ حَوْقال، وأَراد المصدر فلما استوحش من أَن تصير الواو

ياء فَتَحه. وحَوْقَله: دَفَعَه. والحَوْقَلة: القارورة الطويلة العُنُق

تكون مع السَّقَّاء.

والحَيْقَل: الذي لا خير فيه، وقيل: هو اسم؛ وأَما قول الراعي:

وأَفَضْنَ بعد كُظومِهِنَّ بحَرّة،

من ذي الأَبارق، إِذ رَعَيْن حَقِيلا

فهو اسم موضع؛ قال ابن بري: كُظومهن إِمساكهن عن الحَرَّة، وقيل:

حَقِيلاً نَبْتٌ، وقيل: إِنه جَبَل من ذي الأَبارق كما تقول خرج من بغداد

فتزوّد من المُخَرِّم، والمُخَرِّم من بغداد، ومثله ما أَنشده سيبويه في باب

جمع الجمع:

لها بحَقِيل فالنُّمَيرة منزِلٌ،

ترى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومتاليا

وقد تقدم.

ويقال: احْقلْ لي من الشراب، وذلك من الحِقْلة والحُقْلة، وهو ما دون

مِلْءِ القَدَح. وقال أَبو عبيد: الحِقْلة الماء القليل. وقال أَبو زيد:

الحِقْلة البَقِيَّة من اللبن وليست بالقَلِيلة.

سيب

سيب: {سائبة}: هو البعير يسيب عن نذر الشخص إن سلم من مرض أو بلغ كذا، فلا يحبس عن رعي ولا ماء ولا يركب. 
س ي ب

ساب الماء يسيب سيباً، وهذا سيب الماء: لمجراه.

ومن المجاز: الحية تسيب وتنساب. وسابت الدابة وسيبتها أنا، ودوابهم سوائب وسيب: مهملة. وعبده سائبة من السوائب. وساب في منطقه: أفاض فيه من غير روية. وفاض سيبه على الناس: عطاؤه. ووجد فلان سيباً: ركازاً " وفي السيوب الخمس ". وسيب الفرس جردانه إذا أدلى.

سيب


سَاب (ي)(n. ac. سَيْب)
a. Flowed; ran; glided along; ran away.
b. Roved, rambled; was left to rove; was
abandoned.

سَيَّبَa. Left to rove; abandoned.

إِنْسَيَبَa. see I (a)
سَيْب
(pl.
سُيُوْب)
a. Gift, present; favour, bounty.
b. Wealth, treasure.
c. Tail ( of a horse ).
سِيْب
(pl.
سُيُوْب)
a. Water-course; channel.
b. P.
Apple.
سَاْيِب
At large.
b. Running (water).
سَاْيِبَة
(pl.
سُيَّب)
a. Emancipated (slave).
سَيَاْبَةa. Unripe date.
سيب
السَّائِبَةُ: التي تَسَيَّبَ في المرعى، فلا تردّ عن حوض، ولا علف، وذلك إذا ولدت خمسة أبطن، وانْسَابَتِ الحيّةُ انْسِيَاباً، والسَّائِبَةُ: العبد يعتق، ويكون ولاؤه لمعتقه، ويضع ماله حيث شاء، وهو الذي ورد النهي عنه، والسَّيْبُ:
العطاء، والسِّيبُ: مجرى الماء، وأصله من:
سَيَّبْتُهُ فَسَابَ.
س ي ب: (السَّائِبَةُ) النَّاقَةُ الَّتِي كَانَتْ تَسَيَّبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِنُذْرٍ أَوْ نَحْوِهِ. وَقِيلَ: هِيَ أُمُّ الْبَحِيرَةِ: كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ كُلُّهُنَّ إِنَاثٌ (سُيِّبَتْ) فَلَمْ تُرْكَبْ وَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَهَا إِلَّا وَلَدُهَا أَوِ الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ فَإِذَا مَاتَتْ أَكَلَهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ جَمِيعًا وَبُحِرَتْ أُذُنُ بِنْتِهَا الْأَخِيرَةِ فَتُسَمَّى الْبَحِيرَةَ. وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ أُمِّهَا فِي أَنَّهَا (سَائِبَةٌ) وَجَمْعُهَا (سُيَّبٌ) مِثْلُ نَائِحَةٍ وَنُوَّحٍ وَنَائِمَةٍ وَنُوَّمٍ. وَ (السَّائِبَةُ) أَيْضًا الْعَبْدُ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَالَ لِعَبْدِهِ أَنْتَ سَائِبَةٌ عَتَقَ وَلَا يَكُونُ وَلَاؤُهُ لَهُ بَلْ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ. وَ (السَّيَابُ) الْبَلَحُ وَالسَّيَابَةُ الْبَلَحَةُ. 
[سيب] السَيْبُ: العطاء. والسُيوبُ: الرِكازُ. والسَيْبُ: مصدر سابَ الماء يَسيبُ، أي جرى. والسيب، بالكسر: مجرى الماء. وانساب فلانٌ نحوَكم، أي رجع. وانسابت الحَيَّةُ: جَرَتْ. وسَيَّبْت الدابَة: تركتها تسيب حيث شاءت.والسائبة: الناقة التي كانت تُسَيَّبُ في الجاهلية لِنَذْرٍ ونحوِه. وقد قيل: هي أمُّ البَحيرَةِ، كانت الناقةُ إذا وَلَدَتْ عشرةَ أبْطنٍ كلُّهن إناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يشرب لبنَها إلا وَلَدُها أو الضيف حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء جميعا وبحرت أذن بنتها الاخيرة فتسمى البحيرة، بمنزلة أمها في أنها سائبة. والجمع سيب، مثل نائحة ونوح، ونائمة ونوم. والسائبةُ: العبدُ، كان الرجل إذا قال لغلامه أنت سائبةٌ فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُهُ لِمُعْتِقِه، ويضع مالَهُ حيث شاء، وهو الذي وَرَدَ النَهْيُ عنه. والسَيابُ، مثال السَحابِ: البلح. والسَيابَةُ: البلحة، وبها سُمِّيَ الرجلُ، فإذا شَدَّدتَهُ ضممته، قلت: سياب وسيابة. والسوبان: اسم واد.
سيب خلط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَرُبمَا احْتَاجَ صَاحبهَا إِلَى لَحمهَا فيذبحها فَيُقَال عِنْد ذَلِك: قد اتام الرجل واتامت الْمَرْأَة. قَالَ الحطيئة يمدح آل لأي: [الوافر]

فَمَا تَتَام جارَةُ آل لأيْ ... وَلَكِن يَضْمَنون لَهَا قراها يَقُول: لَا تحْتَاج أَن تذبح تيمتها. [و -] قَالَ: والسيوب الرِّكَاز قَالَ: وَلَا أرَاهُ أَخذ إِلَّا من السيب وَهِي الْعَطِيَّة يَقُول: هُوَ من سيب اللَّه وعطائه. وَأما قَوْله: لَا خِلاط وَلَا وراط فَإِنَّهُ يُقَال: إِن الخلاط إِذا كَانَ بَين الخليطين عشرُون وَمِائَة شَاة لأَحَدهمَا ثَمَانُون وَللْآخر أَرْبَعُونَ فَإِذا جَاءَ الْمُصدق فَأخذ مِنْهَا شَاتين رد صَاحب الثَّمَانِينَ على صَاحب الْأَرْبَعين ثلث شَاة. فَيكون عَلَيْهِ شَاة وَثلث وعَلى الآخر ثلثا شَاة وَإِن أَخذ الْمُصدق من الْعشْرين وَالْمِائَة شَاة وَاحِدَة رد صَاحب الثَّمَانِينَ على صَاحب الْأَرْبَعين ثلث شَاة فَيكون عَلَيْهِ ثلثا شَاة وَعلي الآخر ثلث شَاة فَهَذَا قَوْله: لَا خلاط.
سيب السيْبُ: المَعْرُوْفُ والعَطَاءُ. والسائبُ: من الأسْمَاءِ، مَأْخُوْذ من سابَ يَسِيْبُ سَيْباً: إذا جادَ. والحَيةُ تَسِيْبُ وتَنْسَابُ: إذا مَرتْ مُسْتَمِرةً. وسَيبْتُ الدابَّةَ: إذا تَرَكْتها تَسِيْبُ حَيْثُ شاءَتْ. والسائبَةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ لِلّهِ. وكذلك البَعِيرُ إذا نُتِجَ سَنَتَيْنِ وأدْرَكَ نِتَاجُه النتَاجَ سُيبَ يرْعى حَيْثُ شاءَ.
والسيَابُ: البَلَحُ، وُيقال له: سيابَة وسَيابَة - بالتَشْدِيد -.
والسُّيابَةُ: التُفّاحَةُ.
والسُّيُوْبُ: الركَازُ. وفي الحَدِيث: " في السُّيُوْبِ الخُمسُ ". وهو من الزَرْعِ: ما سُيِّبَ فيه؛ لأنها من غَيْرِ سَقْيِ دَلْوٍ ولا سَمَاءٍ.
والسيْبُ: الوَدْعَةُ. ومَخْرَجُ الماءِ من الوادي، وجَمْعُه سُيُوْب. وما انسَابَ من المَطَرِ. والمُرْدِيُ من أدَوَاتِ السفِيْنَةِ، وجَمْعُه سِيْبَان.
وسابَ الرجُلُ في مَنْطِقِه: إذا تَكَلمَ بغَيْرِ رَوِّيةٍ؛ سُيُوْباً. والمَسَائب: النُدُوْبُ في اليَدِ والرجْلِ، يُقال: ما سابَتْ عليه دابة.
وسَيبَ الفَرَسُ ذَكَرَه وأسَابَه إسَابَةً: أي أخْرَجَه من قُنْبِه.
س ي ب : سَابَ الْفَرَسُ وَنَحْوُهُ يَسِيبُ سَيَبَانًا ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ وَسَابَ الْمَاءُ جَرَى فَهُوَ سَائِبٌ وَبِاسْمِ الْفَاعِل سُمِّيَ.

وَالسَّائِبَةُ أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَقِيلَ السَّائِبَةُ كُلُّ نَاقَةٍ تُسَيَّبُ لِنَذْرٍ فَتَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَالسَّائِبَةُ الْعَبْدُ يُعْتَقُ وَلَا يَكُونُ لِمُعْتِقِهِ عَلَيْهِ وَلَاءٌ فَيَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ.

وَسَيَّبْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ مُسَيَّبٌ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ وَمِنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهَذَا هُوَ الْأَشْهَرُ فِيهِ وَقِيلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ اسْمُ فَاعِلٍ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ
أَهْلُ الْعِرَاقِ يَفْتَحُونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَكْسِرُونَ وَيَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَيَّبَ اللَّهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي

وَانْسَابَتْ الْحَيَّةُ انْسِيَابًا وَانْسَابَ الْمَاءُ جَرَى بِنَفْسِهِ.

وَالسَّيْبُ الرِّكَازُ وَجَمْعُهُ سُيُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالسَّيْبُ الْعَطَاءُ. 
(س ي ب) : (سَابَ) جَرَى وَذَهَبَ كُلَّ مَذْهَبٍ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ رَاوِي حَدِيثِ التَّلْبِيَةِ وَقِيلَ خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ وَهُوَ أَصَحُّ وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ شَرِيكُ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَبْلَ الْبِعْثَةِ وَابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَقَيْسٌ شَرِيكَاهُ أَيْضًا وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ سَائِبُ بْنُ شَرِيكٍ أَوْ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ (وَالسَّائِبَةُ) أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَقِيلَ كُلُّ نَاقَةٍ كَانَتْ تُسَيَّبُ لِنَذْرٍ أَيْ تُهْمَلُ تَرْعَى أَنَّى شَاءَتْ (وَمِنْهُ) صَبِيٌّ مُسَيَّبٌ أَيْ مُهْمَلٌ لَيْسَ مَعَهُ رَقِيبٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَفِي الشُّعَرَاءِ مُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ وَقِيلَ هَذَا بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ بِالْفَتْحِ وَعَبْدٌ (سَائِبَةٌ) أَيْ مُعْتَقٌ لَا وَلَاءَ بَيْنَهُمَا (وَعَنْ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - السَّائِبَةُ وَالصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا أَيْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا يُرْجَعُ إلَى الِانْتِفَاعِ بِهِمَا فِي الدُّنْيَا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - السَّائِبَةُ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ يَشَاءُ هُوَ الَّذِي لَا وَارِثَ لَهُ (وَالسَّيْبُ) الْعَطَاءُ وَأُرِيدَ بِهِ الرِّكَازُ فِي قَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «وَفِي السُّيُوبِ الْخُمُسُ» لِأَنَّهُ مِنْ عَطَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (وَسَيَابَةُ) صَحَابِيٌّ يَرْوِي قَوْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ» .
[سيب] نه: فكان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو برء من مرض أو لغيره قال: ناقتي "سائبة" فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب ولا تركب، وكان إذا أعتق عبدا يقول: "سائبة" فلا عقل بينهما ولا ميراث، وأصله من تسييب الدواب: إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت. ج: ومنه ح: "السائبة" حر. نه: ومنه ح: عمرو بن لحى أول من "سيب السوائب" فالسائبة بنت البحيرة - ومر في الباء. ك: سيب أي سمى نوقا تسمى السوائب. نه: ومنه ح: الصدقة "والسائبة" ليومهما، أي يراد بها ثواب القيامة، أي من أعتق سائبة وتصدق بصدقته فلا يرجع إلى الانتفاع بشيء منها بعد ذلك في الدنيا وإن ورثهما عنه أحد فليصرفهما في مثلهما، وهذا على وجه الفضل وطلب الأجر لا على أنه حرام، كانوا يكرهون الرجوع في شيء جعلوه لله. وح السائبة: يضع ماله حيث يشاء أي العبد المعتق "سائبة" ولا يكون ولاؤ لمعتقه ولا وارث له فيضع ماله حيث شاء وهو الذي ورد النهي عنه. وح: عرضت على النار فرأيت صاحب "السائبتين" يدفع بعصا، بدنتان أهداهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت فأخذهما رجل من المشركين، وسماهما سائبتين لأنه سيبهما الله تعالى. وفيه: إن رجلا شرب من سقاه "فانسابت" في بطنه حية فنهى عن الشرب من فم السقاء، أي دخلت وجرت مع جريان الماء من ساب الماء وانساب إذا جرى. وفيه ح: إن الحيلة بالمنطق أبلغ من "السيوب" في الكلم، السيوب ما سبب وخلى فساب أي ذهب، وساب في الكلام خاض فيه بهذر، أي التلطف والتقلل منه أبلغ من الإكثار. وح: وفي "السيوب" الخمس، السيوب الركاز، قيل: لعله من السيب العطاء، وقيل: هي عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن أي تتكون فيه وتظهر؛ الزمخشري: هي جمع سيب، يريد به المال المدفون في الجاهلية أو المعدن لأنه من فضل الله وعطائه. شا: سيوب مهملة ونحتية مضمومتين وموحدة بعد واو جمع سيب العطاء. نه: وفي ح الاستسقاء: واجعله "سيبا" نافعا، أي عطاء أو مطرا سائبا أو جاريا. وفيه: لو سألتنا "سيابة" ما أعطيناكها، السيابة بفتح سين وخفة البلحة وجمعها سياب وبها سمي الرجل سيابة.
(سيب) - في حديث عبد الله، رضي الله عنه: "السَّائِبةُ يَضَع مالَه حيثُ شَاء"
قال الحَرْبى: هو الرَّجل يُعتَق سائِبةً، فلا يكون وَلَاؤُه لأحدٍ.
وقال أبو عبيدة: السَّائِبةُ من العَبِيد: أن يَعتِقَه سائِبةً فلا يَرِثُه.
: أَىْ سَيْبَه، ولا عَقْلَ له. قال الأزهرى: السَّائبة: ما أهملته وتركته.
قال ابنُ فارس: هو العَبْد يُعتَق ولا يكون وَلاؤُه لمُعتقِه وَيضَع مالَه حَيثُ شاء، وهو الذي وَرَد النَّهىُ عنه.
- في الحديث: "عُرِضَت علىَّ النارُ، فرأيت صاحبَ السَّائِبتَين يُدفَعُ بِعَصاً".
السَّائبتان: بَدنَتان أَهْداهما النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، فأَخذَهما رجل من المشرِكين فذهب بهما، سَمَّاهما سائِبَتَين كأنه سَيَّبَهما لِلَّه عزَّ وجلَّ.
- في حديث عمر: "الصَّدقَة والسَّائِبَةُ لِيَوْمِهما".
: أي يُراد بهما ثَوابُ يومِ القِيامة، فإن وَرِثَهما فليَصْرِفْهما في مِثْلِهِما، وذلك على سَبِيل الكراهة.
- في الحديث: "أن رجلا شَرِب من سِقاءٍ فانسابَت في بَطنِه حَيَّةٌ، فنُهِى عن الشُّرب منِ فَمِ السِّقاء".
: أي دخلت وجَرَت مستِمرَّةً مع جَرَيان الماء.
- وفي حديث الاسْتِسْقاء: "واجْعَله سيبا نَافِعاً".
السَّيْب: العَطَاء ويُشبِه أن يُرِيد مَطراً سائِباً: أي جاريا.
وفي رواية بالصَّاد: "صَيِّبا" وهو المطر من قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ}
- وفي حديثَ عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: "إنّ الِحيلةَ بالمَنطِق أَبلغُ من السُّيُوب في الكَلِم" السُّيُوب: ما سُيِّب وخُلِّى، فَسَابَ: أي ذهب. ومنه يُسَمَّى الرجلُ ساَيِبا،
وساب في الكلام: خَاضَ فيه بِهَذَر، أي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أبلغ من الِإكْثَار.
س ي ب

السَّيْبُ العَطَاءُ والعُرْفُ والسُّيُوبُ الرِّكازُ لأنها من سَيْبِ الله وعَطَائِه وقال ثَعْلَب هي المَعَادِنُ وسَيْبُ الفَرَسِ شَعَرُ ذَنَبِه والسَّيْبُ مُرْدِيُّ السَّفِينة وسَابَ الماءُ سَيْباً جَرَى والسِّيبُ مَجْرَى الماء وجَمْعُهُ سُيُوبٌ وسابَ يَسِيبُ مَشَى مُسْرِعاً سابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ مَضَتْ مُسْتَمِرَّة أِنْشَدَ ثَعْلَب

(أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فلا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِيبُ)

وكذلك انْسَابَت وسَيَّبَ الشيءَ تَرَكَه وكلُّ دابَّة تَرَكْتَها وسَوْمَها فهي سَائِبَةٌ والسائِبَةُ العَبْدُ يُعْتَقُ على أن لا ولاةً والسابِيَةُ البَعِيرُ يدرَك نتاجُه فَيُسَيَّبُ ولا يُرْكَبُ ولا يُحْمَل عليه والسائِبَةُ التي في القرآن كان الرجلُ في الجاهلية إذا قَدِم من سَفَرٍ بَعِيدٍ أو نَجَّتْه دابَّتُه من مَشَقَّةٍ أو حَرْب قال هي سائِبَةٌ وقيل بأن كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارَةً أو عَظْماً فتُعْرَف بذلك وكانت لا تُحَلأ عَنْ ماءٍ ولا كَلأٍ ولا تُرْكَبُ وأُغِيرَ على رجلٍ من العَرَبِ فلم يَجِدْ دابَّةً يَرْكَبُها فَركِبَ سَائِبَةً فَقِيلَ أَتَرْكَبُ حراماً فقال يركب الحرام من لا حَلاَل له فَذَهَبَتْ مَثَلاً وكان الرَّجُلُ إذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال هو سائِبة ولا مِيراث والسَّيابُ البَلَح قال أبو حَنِيفة هو البُسْر الأَخْضَرُ واحدته سَيَابَةٌ وبها سُمِّي الرَّجُلُ قال أُحَيْحة

(أَقْسَمْتُ لا أُعْطِيكَ في ... كَعْبٍ ومَقْتَلِه سَيابَهْ)

وهو السُّيَّاب قال أبو زبيد

(أيامَ تَجْلُو لَنَا عن بارِدٍ رَتِلٍ ... تَخَالُ نُكْهتَها باللَّيْلِ سُيَّابَا)

أراد نَكْهَةَ سُيَّاب والسِّيبُ التُّفَّاحُ فارِسِيٌّ قال أبو العَلاَء وبه سُمِّيَ سيبويه سيب تُفَّاحٌ ووَيْهِ رائحتُه فكأنه رائحةُ تُفاحٍ وسائِبٌ اسْمٌ من سابَ يَسِيبُ إذا مَشَى مُسْرعاً أو من سابَ الماءُ إذا جَرَى والمُسَيَّبُ من شُعَرَائِهم
سيب: ساب الماء: جرى، وفي معجم بوشر: طغى وفاض.
ويقال مجازاً (ألف ليلة 1: 680): إن أموال الناس غير سائبة لك لأن دونها ضرب الصفاح، وطعن الرماح الخ.
ساب مزره: أسهل البطن (بوشر).
ساب: اضمحل، تشتت (دي سلان المقدمة 3: 387).
سَيَّب: ترك، خلّى، سرَّح، أهمل، أطلق (بوشر، عباد 2: 13 رقم3) وفي معجم فوك: تركه يذهب، وأطلق، خلى سبيله (همبرت ص147) وترك (ألف ليلة: 1: 206) وأعتق (الف ليلة برسل 2: 158).
سَيَّبه إلى سوء: تركه إلى مصيره السيئ (بوشر).
سَيَّب: ترك ما عضّ عليه، عدل عما شرع فيه. (بوشر) وفي ألف ليلة (برسل 4: 169) في الكلام عن شخص عض أذن شخص آخر: فسيّب أذنه، أي ترك أذنه.
سَيَّب: أهمل عمل الشيء وتوانى في إنجازه (بوشر).
سَيَّب: نزع سداد البرميل وترك يسيح ما فيه (بوشر).
سَيَّب: سرُّح الخادم وطرده (ألكالا، بوشر). وأذن للجيش بالانصراف والتفرق (ألكالا).
سَيَّب: رمى، طرح، ألقى (ألكالا) ورمى ورشق النبل (ألكالا)، سيبت العاصفة: هدمت الجدار وألقت به أرضاً.
وسَيَّب الملاحون السفينة: تركوها تسير إلى أعلى البحر. ففي ألف ليلة (برسل 4: 79): وسُيِب المركب إلى وسط البحر.
سَيَّب: رماه خارجاً (ألكالا).
سَيَّب لِوَرَا: دفعه إلى الخلف أو دفعه مرة ثانية (ألكالا).
سيَّب طفلاً: تركه وأهمله (ألكالا).
سَيّبَ: مَنَع المسكن (ألكالا).
سيَّب السائب في السائب: ترك كل شيء يأساً أو كراهية (بوشر).
انساب: زحف، دبَّ (دي ساسي عبد اللطيف ص550).
انساب على روحه: بال في لباسه (ألف ليلة 4: 167) وهو مثل قولهم: يبول على نفسه ويلوث ثيابه (ألف ليلة 4: 166).
سَيْبَة: صرف الخادم أو غيره وطرده (ألكالا).
سَيْبَة: مَنْع المسكن (ألكالا).
سيبة: ضرب من الأثاث (منضدة أو طبلة؟) ذات ثلاث قوائم. هذا إذا فهمت جيداً تفسير صاحب محيط المحيط لها بقوله: مرقاة من الخشب على ثلاث قوائم يجمعها قرص من أعلاها (وقوله مرقاة أي سلم غريب).
ولا أدري إذا كانت هذه الكلمة تدل على هذا المعنى في ألف ليلة (برسل 9: 291، 341، 350) وفي طبعة ماكن: قصبة أي أنبوب.
سيبان: نبات اسمه العلمي: fumaria capriolata بقلة الملك. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 345).
سياب. سياب البول: سلس البول، رغبة مستمرة غير ارادية للتبول (بوشر).
سائب: مهمل، متروك على هواه، سائباً: مهملاً (بوشر).
المرأة السائبة: التي لا تحفظ نفسها وليس من يحافظ عليها، وكذلك غيرها من الأشياء التي لا حفاظ عليها. ومنه قولهم في المثل المال السائب يعلم الناس السرقة (انظر بوشر في مادة سيّب، محيط المحيط) سائبة: شيء عام للجميع (الكالا).
سائب: راخي، متراخي، منحل (بوشر).
بطن سائب: جُحاف، اسهال البطن (بوشر).
تسيب: تراخى، انحلال (بوشر).
سيبا: سمك جاف (بوشر) وانظر: شيبيا.
سيب
سابَ/ سابَ في يَسيب، سِبْ، سَيْبًا وسَيَبانًا، فهو سائب، والمفعول مَسيب (للمتعدِّي)
• ساب العصفورُ: ذهب حيث يَشاء "سابت الدَّابَّةُ".
• ساب الماءُ: جرى، سالَ، ساح.
• ساب صديقَه: أهملَه.
• ساب في كلامه: أفاض فيه من غير رَوِيّة. 

انسابَ/ انسابَ إلى/ انسابَ على/ انسابَ في/ انسابَ من ينساب، انْسَبْ، انسيابًا، فهو مُنسابٌ، والمفعول مُنساب إليه
• انساب الحيوانُ: ساب، ذهب حيث يشاء "انساب البقرُ في المزارع- انساب الماءُ: جرَى وسال".
• انسابَت حيَّةٌ بين الأحجار: انْسَلّت، اختفت.
• انساب طريقٌ بين الكروم: امتدّ.
• انساب إلى الشَّيء أو المكان: تسرّب إليه "انساب الماءُ إلى السَّفينة".
• انساب على الشَّيءِ: مَرّ عليه بسرعة، كأنّه ينزلق "انساب القاربُ على الماء- انسابت أصابعُه على المعزف: مرَّت مرورًا رقيقًا سهلاً".
• انساب في كلامه: أفاض فيه من غير تفكير ولا رويَّة.
• انساب من اليد: سقط، أفلت منها. 

سيَّبَ يسيِّب، تسييبًا، فهو مُسيِّب، والمفعول مُسَيَّب
• سيَّبه: تركه، أطلقه، خلاّه يذهب حيث شاء "فتح الولدُ القفصَ وسيّب الطَّائرَ" ° سيّب العبدَ: أعتقه.
• سيَّب الشّيءَ: جعله على شكل انسيابيّ "سيَّب هيكلَ طائرة أو سيَّارة". 

إسابة [مفرد]: (كم) إذابة، عمليَّة تُحيل الجسم الصّلب إلى سائل أو غاز. 

انسياب [مفرد]:
1 - مصدر انسابَ/ انسابَ إلى/ انسابَ على/ انسابَ في/ انسابَ من.
2 - حركة في سطح المياه أو الرِّمال بسبب هبوب الرِّياح.
3 - جريان "شعرٌ مُنساب كانسياب الماء من شلالٍ مرتفع".
• خطُّ الانسياب: خطّ موازٍ لاتِّجاه تدفُّق سائل في لحظة مُعيَّنة. 

انسيابيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انسياب.
2 - له شكل رشيق يساعد على الحركة "سيارة انسيابيّة: مختصّة بمقاومة الهواء".
• شكل انسيابيّ: شكل جسم مصمَّم بحيث يقدِّم الحدّ الأدنى من المقاومة لتدفُّق السَّائل. 

انسيابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انسياب.
2 - مصدر صناعيّ من انسياب: حالة ما هو انسيابيّ الشَّكل "انسيابيَّة هيكل طائرة". 

تسيُّب [مفرد]: إهمال وانعدام الضَّوابط، ضعف الالتزام بالقوانين، فوضى واضطراب "التَّسيُّب الإداريّ يؤدِّي إلى
 الفوضى". 

سائب [مفرد]: مؤ سائبة، ج مؤ سوائب وسُيَّب: اسم فاعل من سابَ/ سابَ في. 

سائِبة [مفرد]: ج سوائبُ وسُيَّب:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سابَ/ سابَ في.
2 - ناقة كانت تُسيّب، أو تُهمل في الجاهليَّة، لنذرٍ أو غيره " {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} ".
3 - بعير يُدْرك نتاجُ نتاجه فيُسيَّب، أي يترك ولا يُركب ولا يُحمل عليه.
4 - عبدٌ يُعتق على أن لا ولاء لمعتقه عليه.
5 - كُلّ دابَّة تركتها تذهب حيث تشاء.
• السَّائبتان: البدنتان اللتان أهداهما النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى البيت فأخذهما رجل من المشركين فقال النبيّ: عُرضت عليّ النار فرأيت صاحب السِّائبتين يُدفع بعصا. 

سَيْب [مفرد]: ج سُيوب (لغير المصدر):
1 - مصدر سابَ/ سابَ في.
2 - كلُّ ما سُيِّب وخُلِّي فساب.
3 - عطاء، معروف "طمع في سَيْبه".
4 - شعر ذنب الفرس.
5 - مال أو معدن مدفون في الأرض من زمن الجاهليَّة.
6 - خشبة تُدفع بها السّفينة. 

سَيَبان [مفرد]: مصدر سابَ/ سابَ في. 

سُيوبة [مفرد]: (كم) سُيولة، صفة للجسم السَّائب، وقد تُطلق على الرَّقم الدَّالّ على عكس اللزوجة "سيوبة سائل/ زئبق". 

سيب

1 سَابَ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (S, A,) inf. n. سَيْبٌ, (S, M, A, K,) It ran; (S, M, A, * Mgh, Msb, K;) said of water: (S, M, A, Msb:) and ↓ انساب, likewise said of water, it ran of itself. (Msb.) b2: [Hence,] سابت الحَيَّةُ, (M,) aor. as above; (M, A;) and ↓ انسابت; (S, M, A, Msb;) (tropical:) The serpent ran: (S, A, * Msb:) or went along (M, TA) in a uniform, or continuous, course, (M,) or quickly. (TA.) ساب and ↓ انساب both signify (assumed tropical:) He, or it, walked, or went along, quickly: (K, TA:) [or] so the former verb. (M.) It is said in a trad., respecting a man who drank from the mouth of a skin, فِى بَطْنِهِ حَيَّةٌ ↓ اِنْسَابَتْ (tropical:) A serpent entered and ran into his belly with the running of the water: wherefore it was forbidden to drink from the mouth of a skin. (TA.) El-Hareeree, in [his first Makámeh, entitled] the San'áneeyeh, [p. 20,] uses the phrase, فِيهَا عَلَى غَرَارَةٍ ↓ انساب, meaning He entered into it as the serpent enters into its lurking place. (TA.) And you say of a viper, ساب and ↓ انساب, meaning (tropical:) It came forth from its lurkingplace. (TA.) And نَحْوَكُمْ ↓ انساب (assumed tropical:) He returned towards you. (S.) b3: ساب, (Mgh, Msb,) aor. as above, inf. n. سَيَبَانٌ, said of a horse and the like, (assumed tropical:) He went away at random: (Msb:) or (assumed tropical:) he [app. a horse or the like] went any, or every, way: (Mgh:) or سابت الدَّابَّةُ (tropical:) The beast was left alone, or by itself, to pasture, without a pastor. (S, * A, TA.) b4: And ساب فِى مَنْطِقِهِ (tropical:) He took every way [or roved at large] in his speech: (TA:) or he dilated, or was profuse, without consideration, in his speech. (A, TA.) and ساب فِى الكَلَامِ (tropical:) He entered into talk, or discourse, with loquacity, or irrationality. (TA.) It is said in a trad., إِنَّ الحِيلَةَ بِالمَنْطِقِ أَبْلَغُ مِنَ السُّيُوبِ فِى

الكَلِمِ, meaning (tropical:) [Verily art, or skill, in speech is more eloquent, or effective,] than what is loose, or unrestrained, [or rambling,] in words; i. e. elegance of speech, with paucity, [is more eloquent, or effective,] than profusion. (L, TA. [السُّيُوب is here an inf. n.]) 2 سيّب (assumed tropical:) He left, left alone, or neglected, a thing. (M.) b2: (tropical:) He left a beast, (S, A,) or a she-camel, (Mgh,) alone, or by itself, to pasture where it would, without a pastor. (S, A, Mgh.) b3: (assumed tropical:) He emancipated a slave so that he (the emancipator) had no claim to inherit from him, and no control over his property; he made him to be such as is termed سَائِبَة. (Msb.) b4: See also what next follows.4 اساب, said of a horse, [and جُرْدَانَهُ ↓ سيّب has the same or a similar meaning,] i. q. رَفَّضَ, q. v. (TA in art. رفض.) 7 إِنْسَيَبَ see 1, in seven places.

سَيْبٌ [is an inf. n. of 1, used in the sense of سَائِبٌ (q. v.), as will be shown in what follows in this paragraph. b2: And hence,] (tropical:) A gift: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) and a voluntary gift, by way of alms, or as a good work: (TA:) and a benefaction, an act of beneficence or kindness, a favour, or a benefit: (M, K:) pl. سُيُوبٌ. (L, TA.) It is said in a trad. respecting a prayer for rain, وَاجْعَلْهُ سَيْبًا نَافِعًا (tropical:) And make Thou it to be a beneficial gift: or the meaning in this instance may be, a flowing rain. (TA.) And one says, فَاضَ سَيْبُهُ عَلَى النَّاسِ (tropical:) His gifts flowed abundantly upon the people. (A, TA.) [See also an ex. in a verse cited voce جُبَّأٌ.] b3: Also i. q. رِكَازٌ (tropical:) [i. e. Metal, or mineral; or pieces of gold or silver, that are extracted from the earth; or any metals or other minerals; or buried treasure of the people of the Time of Ignorance]: (A, Msb:) or so سُيُوبٌ; (A 'Obeyd, S, M, Mgh, K;) which is the pl.: (A, Msb:) the latter signifies, accord. to Th, metals, or minerals: (M, TA:) accord. to Aboo-Sa'eed, veins of gold and of silver, that come into existence, and appear, in the mines: so called because of their running (لِانْسِيَابِهَا) in the earth: accord to Z, treasure buried in the Time of Ignorance: or metal, or mineral: (TA:) because of the gift of God, (M, Z, Mgh, TA,) to him who finds it. (Z, TA.) The Prophet said, (Mgh, TA,) فِى السُّيُوبِ الخُمْسُ, i. e. In the case of رِكَاز, the fifth part [is for the government-treasury]. (A, Mgh, TA.) A2: Also The hair of the tail of a horse. (M, K.) A3: And A pole with which a ship or boat is propelled. (M, K.) سِيبٌ A place, or channel, in which water runs: (S, M, K:) or so سِيبُ مَآءٍ: (A:) pl. سُيُوبٌ. (M.) A2: And The apple: in this sense a Pers\. word [arabicized]: and hence the name of [the celebrated grammarian] سِيبَوَيْهِ; as though meaning “ the scent of apples; ” (M, K, * TA;) accord. to Abu-l-'Alà, (M, TA,) and Seer: (TA:) by some, [app. such as mispronounce it,] this name is said to be from the Pers\. سِىْ signifying “ thirty ” and بُويَهْ signifying “ odour; ” as though meaning “ thirty odours: ” (MF, TA:) and some say that وَيْهِ is an ejaculation; and that the relaters of traditions dislike pronouncing this name therewith, as also other similar names, and therefore say سِيبُويَهْ, changing the ه into ة, but pausing upon it [so as to pronounce it ه]. (TA.) سَيَابٌ and ↓ سُيَّابٌ (S, M, K) and ↓ سَيَّابٌ (K) [Unripe dates in the state in which they are called] بَلَح: (S, M, K:) or [in the state in which they are called] بُسْر: (K:) or green بُسْر: (AHn, M:) As says that the flowers of the palm-tree when they have become بَلَح are termed سَيَابٌ, without teshdeed: (TA:) [but see بُسْرٌ:] the n. un. is سَيَابَةٌ (S, M) and سُيَّابَةٌ (S) [and سَيَّابَةٌ]: Sh says that they are called سَدَآء in the dial. of ElMedeeneh, and one is called سيابة in the dial. of Wádi-l-Kurà: and he adds, I have heard the Bahránees say ↓ سُيَّاب and سُيَّابَة. (TA.) سَيَابَةٌ n. un. of سَيَابٌ; (S, M;) like as سُيَّابَةٌ is of سُيَّابٌ. (S.) b2: Also Wine. (K.) سُيَّابٌ and سَيَّابٌ: see سَيَابٌ, in three places.

سَائِبٌ Running water. (Msb.) [See also سَيْبٌ, first sentence.]

سَائِبَةٌ (tropical:) Any beast that is left to pasture where it will, without a pastor: (M, A, K: *) pl. سَوَائِبُ and سُيَّبٌ. (A.) (assumed tropical:) A camel that has lived until his offspring have had offspring, and is therefore set at liberty, and not ridden, (M, K,) nor laden with a burden. (M.) In the Kur v. 102, (TA,) (assumed tropical:) A she-camel that was set at liberty to pasture where it would, (S, Mgh, Msb, K,) in the Time of Ignorance, (S, K,) on account of a vow (S, Mgh, Msb, K) and the like: (S, K:) or the mother of a بَحِيرَة; (S, Mgh; [in the Msb, said to be a بَحِيرَة (itself); and in one place in the TA said to be a she-camel of which the dam is a بَحِيرة; but both of these explanations require consideration, as will be seen from what follows;]) or (K) a she-camel which, having brought forth females at ten successive births, was set at liberty to pasture where she would, (S, K,) and not ridden, nor was here milk drunk except by her young one or a guest, until she died, when the men and the women ate her together; and the ear of her last female young one was slit, and she was [therefore] called بَحِيرَة, and was a سَائِبَة like her mother: (S:) or a she-camel of which a man, (M, IAth, K,) in the Time of Ignorance, (M,) when he came from a far journey, (M. IAth, K,) or re-covered from a disease, (IAth, TA,) or had been saved by his beast from difficulty or trouble, (M, IAth,) or when his beast had been saved therefrom, (K,) or from war, said, هِىَ سَائِبَةٌ; (M, IAth, K;) i. e. she was left to pasture where she would, without a pastor, and no use was made of her back, nor was she debarred from water, nor from herbage, nor ridden: (IAth, TA:) thus it signifies in the Kur: (M:) or a she-camel from whose back a vertebra or [some other] bone was taken forth, (M, K,) so that she became known thereby, (M,) and which was not debarred from water nor from herbage, nor ridden, (M, K,) nor milked: (TA:) the pl. is سُيَّبٌ, like نُوَّحٌ pl. of نَائِحَةٌ, and نُوَّمٌ pl. of نَائِمَةٌ; (S;) and سَوَائِبُ. (TA.) It is said in a trad., “I saw 'Amr Ibn-Loheí dragging his intestines in the fire [of Hell]: ” and he was the first who set at liberty سَوَائِب: the doing of which is forbidden in the Kur v. 102. (TA.) And it is related that a hostile attack was made upon a certain man of the Arabs, and he found not any [other] beast to ride, so he rode a سَائِبَة: whereupon it was said to him, “Dost thou ride what is forbidden? ” and he replied, يَرْكَبُ الحَرَامَ مَنْ لَا حَلَالَ لَهُ [He rides what is forbidden who has not what is allowed]: and this saying became a proverb. (M.) السَّائِبَتَانِ means The بَدَنَتَانِ [i. e. two camels, or cows or bulls, for sacrifice,] which the Prophet brought as offerings to the House [of God at Mekkeh], and which one of the believers in a plurality of gods took away: they are thus called because he gave them up (سَيَّبَهُمَا) to God. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) A slave emancipated so that the emancipator has no claim to inherit from him, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) except, accord. to EshSháfi'ee, in the case of the slave's dying without appointing any heir, in which case his inheritance belongs to his emancipator, (TA,) [for] such an emancipated slave may bestow his property where [or on whom] he pleases, (S, Mgh, Msb, TA,) agreeably with a trad.: (Mgh, TA:) [in the S, and in the Msb as on the authority of IF, it is added, that “ this is what is related to have been forbidden: ” but from what has been stated above, this appears to be a mistake; and I think that these words have been misplaced in the S and Msb, and that they relate only to the she-camel termed سَائِبَة:] a slave is thus emancipated by his owner's saying to him, أَنْتَ سَائِبَةٌ. (S.) 'Omar said, السَّائِبَةُ وَالصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا [The sáïbeh and alms are for their day]: i. e., for the day of resurrection; so that one may not return to the deriving of any advantage from them in the present world. (AO, Mgh, TA.)

سيب: السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.

والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ. وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛

قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من

السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد:

فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ

وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في

الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1)

(1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري:

السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو

الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.

وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.

والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.

والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.

وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً. وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ

مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب:

أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟

وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من

مَكْمَنِه. وفي الحديث:

أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.

وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه. والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي

تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً

يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ

الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً. وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو

بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن

ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً

فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من

تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ. وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ

من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ

اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو

مَذْكور في موضعه. وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ

وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ،

صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما

أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ. وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل

يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا

ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله. وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر. وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه. وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى. وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.

وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ. والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ:

أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ

فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد:

أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا

أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع

حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ:

سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ

قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.

وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.

والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.

وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى. والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.

والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.

سيب
: ( {السَّيْبُ: العَطَاءُ، والعُرْفُ) . والنَّافِلَةُ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ: (واجْعَلْه} سَيْباً نافِعاً) أَي عَطَاءً، ويَجُوزُ أَنْ يرِيدَ مَطَراً {سَائِباً أَي جَارِياً. وَمن الْمجَاز: فَاضَ سَيْبُهُ عَلى النَّاسِ أَي عطاؤه، كَذَا فِي الأَسَاس.
(و) } السَّيْبُ؛ (مُرْدِيُّ السَّفِينَة) . . (و) السَّيْبُ: (شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ) .
(و) السَّيْبُ: (مَصْدَرُ سَابَ) المَاءُ يَسيبُ {سَيْباً: (جَرَى) . (و) } سَاب {يَسِيب: (مَشَى مُسْرِعاً) . وَمن المَجَازِ: سَابَتِ الحيَّة} تَنْسَابُ {وتَسِيبُ إِذَا مَضَت مُسْرِعَةً. أَنشد ثَعْلَب:
أَتَذْهَبُ سَلْمَى فِي اللِّمَامِ فَلَا تُرَى
وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثَ شَاءَ يَسِيبُ
وكَذلِكَ} انْسَابَتْ. {وسَابَ الأَفْعَى} وانْسَابَ إِذَا خَرَج مِنْ مَكْمَنِه. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ {فانْسَابَتْ فِي بَطْنِه حَيَّة، فَنهِيَ عَن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاء) . أَي دَخَلَتْ وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء. يُقَال: سَابَ المَاءُ إِذا جَرَى. (} كانْسَابَ) .
وانْسَابَ فُلَان نَحْوَكُم: رَجَع. وَفِي قَوْلِ الحَرِيريّ فِي الصَّنْعَانِيَّةِ ( {فَانْسَابَ فِيهَا على غِرارة) أَي دخل فِيهَا دُخُول الحَيّة فِي مكمنها.
(و) فِي كِتَابِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: (وَفِي (} السُّيُوب) الخُمُسُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ (الرِّكاز) وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ: وَلَا أُرَاه أُخِذَ إِلَّا مِنَ {السَّيْبِ، وَهُوَ العَطِيَّة. وأَنشد:
فَمَا أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإِ
وَمَا أَنَا من} سَيْبِ الإِلَه بآيِس
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ السُّيُوبُ: الرِّكَازُ لأَنَّها من {سَيْبِ اللهِ وَعَطَائِه. وقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ المَعَادنُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: السُّيُوبُ: عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ فِي المَعْدِن، أَي تَتَكَوَّن فِيهِ وتَظهَر، سُمِّيَتْ سُيُوباً} لانْسيَابِها فِي الأَرْض. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ فِي الجَاهِلِيَّة أَوِ المَعْدِن؛ لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه. ويُوجَد هُنَا فِي بَعْض النُّسَخِ: {السِّيَاب، وَهُوَ خَطَأٌ.
(وذَاتُ} السَّيْب: رَحَبَة لإِضَم) وَفِي التكملة: مِنْ رِحَاب إِضَم.
( {والسِّيبُ بالكَسْرِ: مَجْرَى الماءِ) جَمْعه} سُيُوبٌ.
(ونَهْرٌ بخُوَارَزْم) . (و) نهر (البَصْرَة) عَلَيْهِ قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ. (وآخَرُ فِي ذُنَابَةِ الفُرَاتِ) بقُرْب الحِلَّة (وَعَلِيهِ بَلَدٌ. مِنْهُ صَبَاحُ بنُ هَارُونَ، ويَحْيَى بن أَحْمَدَ المُقْرِي) صاحِب الحماميّ، (وهِبَةُ الله بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ) أَمِير الْمُؤمنِينَ (المُقْتدِر) هكَذَا فِي النّسَخ. وَفِي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي، سمع أَبَا الحُسَيْن بن بَشرَان، وَعنهُ ابْن السَّمْرَقَنْدِيّ. (و) أَبو البركات (أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ) {- السِّيبِيّ عَن الصريفينيّ (وَهُوَ مُؤَدِّبُ) أَمِيرِ الْمُؤمنِينَ (المُقْتَفِي) لأَمرِ اللهِ العَبَّاسِيّ، وَعنهُ أَخذ، (لَا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بن السمعانيّ.
قلت: وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْده الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العَلَّاف، وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِيُّ وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّاب السَّيبِيّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْوَقْت، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَارِسِ بْنِ السيبِيّ عَنْ أَبِي الفَضْلِ الأَرْمَوِيّ، وابْنُ نَاصِر مَاتَ بِدِنِيسر سنة 614 هـ وأَخُوه عُثْمَان سَمِع مَعَهُ وَمَاتَ قَبْلَه سنة 610 هـ والمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُخْتَارٍ الدَّقَاق بْنِ السَّيبِيّ عَن أَبِي القَاسِم بن الحُصَيْنِ، وابْنُه عُبَيْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ عَنْ أَبِي الفَتْح بْنِ البَطِّيِّ. قَالَ ابْن نُقْطَةَ: سَمِعْتُ مِنْه، وفِيه مَقَالٌ. مَاتَ سَنَةَ 619 هـ. وابْنُه المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بَيَان. وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السَّيبِيّ، رَوَى عَنهُ نِظَامُ المُلْكِ. وأَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ القصْرِيّ السِّيبِيّ، حَدَّثَ عَنِ ابْن مَاس وغَيْرِه. ذكره الذَّهَبِيّ، تُوُفِّي سَنَة 439 هـ. وأَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ السِّيبِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ أَبو المَيْمُونِ عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عتِيق بْنِ وَرْدَان مُقْرِىء مصر، ذكره المُنْذِرِيّ فِي التَّكْمِلَةِ.
(و) } السِّيب بالكَسْرِ: (التُّفَّاحُ فَارِسيٌّ) . قَالَ أَبُو العَلَاء: (وَمِنْه! سِيبَوَيْه أَي) سِيبُ: تُفَّاحٌ. وَوَيْه: (رَائِحَتُه) فكأَنه رَائِحَةُ تُفَّاح، قَالَه السِّيرَافِيّ. وأَصْلُ التَّرْكيب تُفَّاح رَائِحَة؛ لأَنَّ الفُرْسَ وغَيرهم عَادَتُهم تقْدِيمُ المُضَافِ عَلَى المُضافِ إِلَيْه غَالِباً. وَقَالَ شَيْخُنا: وَفِي طَبَقَاتِ الزُّبيدِيّ. حَدَّثَنِي أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن طَاهِرٍ العَسْكَرِيّ قَالَ: سِيبَوَيه: اسمٌ فَارِسِيٌّ، والسِّي: ثَلَاثون، وبوَيْه: رَائِحَة، فكأَنَّه فِي المَعْنى ثَلَاثُونَ رَائِحة أَي الَّذِي ضُوعِفَ ذِيب رَائِحَتِه أَي الَّذِي ضُوعِفَ طِيب رَائِحَتِه ثَلَاثِين، وكَانَ فِيمَا يُقَالُ حَسَنَ الوَجْه طَيِّبَ الرَّائِحة، انْتَهَى. وَقَالَ جَمَاعة: سِيبَوَيه بالكَسْرِ، وويه: اسْم صَوْتٍ بُنِي عَلَى الكَسْرِ، وكَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ كأَضْرَابِه فَقَالُوا: سِيبُويَه، فضموا المُوَحَّدَة، وسَكَّنوا الوَاوَ، وفَتَحُوا التَّحْتِيَّةَ، وأَبْدَلُوا الهَاءَ فَوْقِيَّة يُقَفُ عَلَيْها، وهَذَا قَوْلُ الكُوفِيِّينَ. وَهُوَ (لَقَبُ) أَبِي بِشْر (عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ) بْنِ قَنْبرٍ (الشِّيرَازِيِّ) كَانَ مَوْلًى لِبَنِي الحَارِث بْنِ كَعْبٍ، وُلِد بِالبَيْضَاءِ من قُرَى شِيرَاز، ثمَّ قَدِم البَصْرَةَ لِرِوَايَة الحَدِيثِ، ولَازَم الخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ، وقَضَايَاهُ مَعَ الكِسَائِيّ مَشْهُورَةٌ، وَهُوَ (إِمَامُ النُّحَاة) بِلَا نِزَاعٍ، وكِتَابه الإِمَامُ فِي الفَنِّ، تُوفي بالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ عَن اثْنَيْن وثَلَاثِين، قَالَه الخَطِيبُ، وَقيل غَيْر ذلِكَ. (و) سِيبَوَيْهِ أَيْضاً: لَقَبُ أَبِي بَكْر (مُحَمَّد بْن مُوسَى) بْنِ عَبْد العَزِيز الكِنْدِيّ) الفَقِيهِ المِصْرِيّ عُرِف بِابْن الجَبَى، سَمِعَ من النَّسَائِيّ والمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلميّ الجبيّ والطَّحَاوِيِّ. وَغَيرهم، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيّ. مَاتَ فِي صفر سنة 358 هـ.
قُلْتُ: وَقد جَمَعَ لَهُ ابنُ زولاق تَرْجَمَة فِي مُجَلَّد لَطِيف، وهُوَ أَيْضَاً لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنِيّ، ذكره الخَطِيبُ فِي تَارِيخه. وأَيْضاً لَقَبُ أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِيز بْنِ مُحَمَّد بْن مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّيميّ الأَصبهانِيِّ النَّحْوِيّ، كَمَا فِي طَبقاتِ النحاةِ للسُّيُوطِيِّ.
(و) مِنَ المَجَاز: {سَابَتِ الدَّابَّة: أُهْمِلَت،} وسَيَّبْتُها. {وسَيَّبْتُ الشيءَ: تركْتُه} يَسِيبُ حَيْث شَاءَ. ( {والسائِبَةُ: المُهْمَلَةُ) ، ودوابهم} سَوَائِبُ! وسُيَّبٌ وعِنْدَه سَائِبَةٌ منَ السَّوَائِب.
(و) السَّائِبَةُ: (العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لَا وَلَاءَ لَهُ) أَي عَلَيْه.
وَقَالَ الشَّافِعِيّ: إِذا أَعْتقَ عَبْدَهُ {سَائِبَةً، فماتَ العَبْدُ وخَلَّفَ مَالاً وَلم يَدَعْ وِارِثاً غَيْر مَوْلَاهُ الَّذِي أَعْتَقَه، فمِيرَاثُه لمُعْتِقِه؛ لأَنَّ النبيَّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسلم جعَلَ الوَلَاءَ لُحْمَةً كلُحْمَةِ النَّسَبِ (فَكَمَا أَن لُحمةَ النّسبِ) لَا تَنْقَطِع كَذلِكَ الوَلَاءُ. وقَال صَلَى اللهُ عَلَيْه وَسلم؛ (الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَق) . ورُوي عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه أَنَّه قَالَ: (السَّائِبَةُ والصَّدَقَةِ ليَوْمِهما) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَي يَوْم القيَامة، فَلا يُرْجَعُ إِلَى الانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ مِنْهُمَا بعد ذلِكَ فِي الدُّنْيَا؛ وذلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ عَبده سَائِبَةً فَيَمُوتُ العَبْد وَيَتْرُكُ مَالاً وَلَا وَارِثَ لَه، فَلَا يَنْبَغِي لمُعْتِقِ أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِه شَيْئاً إِلا أَنْ يَجْعَلَه فِي مِثْله. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الله: (السَّائِبَة يَضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ) أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سَائِبَةً لَا يَكُونُ وَلَاؤُه لمعْتِقِه وَلَا وَارِثَ لَهُ فيضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ، وهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ.
(و) السُّائِبَة: (البَعِيرُ يُدْرِكُ نِتَاجَ نِتَاجه،} فيُسَيَّبُ، أَي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ) وَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ. (و) السَّائِبَةُ الَّتهي فِي القَرْآنِ العَزِيز فِي قَوْلِه تَعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} . (النَّاقَةُ الَّتِي (كَانَتْ {تُسَيَّبُ فِي الجَاهِلِيَّةِ لنَذْرٍ ونَحْوِه) كَذَا فِي الصَّحَاح. (أَو) أَنَّهَا هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ (كَانَت) النَاقَةُ (إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُن كُلُّهُن إِنَاثٌ} سُيِّبَتْ) فَلم تُرْكَبْ وَلم يَشرب لَبَنَهَا إِلَّا وَلَدُها أَو الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ، فإِذا مَاتَت أَكَلَهَا الرِّجَالُ والنِّسَاءُ جَمِيعاً، وبُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِيرَة فتُسَمَّى البَحِيرَةَ، وَهِي بمَنْزِلَة أُمِّها فِي أَنَّها سَائِبَةٌ، والجَمْعُ سُيَّبٌ مِثْل نَائِمَةٍ ونُوَّمٍ، ونائِحَةٍ ونُوَّحٍ.
(أَو) السَّائِبَةُ على مَا قَالَ بْنُ الأَثِيرِ: (كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ) أَو بَرِىءَ مِنْ عِلَّة، (أَوْ نَجَتْ) وَفِي لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه (دَابَّتُه مِن مَشَّقة أَو حَرْبٍ قَالَ: هِي) أَي نَاقَتي (سائِبَةٌ) أَي تُسَيَّبُ، فَلَا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا، وَلَا تُحَلَّأُ عَنْ مَاءٍ، وَلَا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ، وَلَا تُرْكَبُ. (أَو كَانَ يَنْزِعُ من ظَهْرها فقَارَة أَو عَظْماً) فتُعْرَفُ بِذلِكَ (وَكَانَت لَا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ وَلَا كَلَإِ وَلَا تُرْكَب) وَلَا تُحْلَبُ، فأْغير عَلَى رجُلٍ من العَرَب فَلم يَجِدْ دَابَّةً يَرْكَبُهَا فركِبَ سَائِبَةً، فقَيلَ: أَتَرْكَبُ حَرَاماً؟ فَقَال: (يَرْكَبُ الحرامَ مَنْ لَا حَلَالَ لَهُ) فذَهَبَتْ مَثَلاً. وَفِي الحَدِيث: (رَأَيْتُ عَمْرَ بْنَ لُحَيَ يَجُرّ قُصْبَه فِي النَّارِ) وَكَانَ أَوَّل مَنْ سَيَّب {السَّوَائب. وَهِي الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا بقَوْله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} .} فالسَّائِبَةُ: بِنْتُ البَحِيرَة. {والسَّائِبَتَان: بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيّهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ، فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَبِ بِهِمَا، سَمَّاهُمَا} سَائِبَتَيْن؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلّه تَعَالى. وقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيث (عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ {السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً) .
وَمِمَّا بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ: سَابَ الرَّجُلُ فِي منْطِقِه إِذَا ذَهَبَ فِي بِكُلِّ مَذْهَبٍ. وعِبَارَةُ الأَسَاسِ: أَفَاضَ فيهِ بِغيْرِ رَوِيَّة، وَفِي حَدِيث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف (أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ فِي الكَلِم) . السُّيُوبُ: مَا سُيِّبَ وخُلِّيَ. سَابَ فِي الكَلَام: خَاضَ فِيه بهَذْرٍ. أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ مِنْهُ أَبْلَغُ من الإِكْثَار، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب.
(} والسَّيَابُ) كسَحَاب (ويُشَدَّدُ) مَعَ الْفَتْح. (و) {السُّيَّابُ (كَرُمّاَن) إِذا فُتِح خُفِّفَ، وإِذا شَدَّدْتَه ضمْتَه وهِم شَيْخُنَا فِي الاقْتِصَارِ على الفَتْح: (البَلَحُ أَو البُسْرُ) الأَخْضَرُ، قالَه أَبو حَنِيفة، وَاحِدَتُه} سَيَابَة {وسَيَّابَة، وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ. قَالَ أُحَيْحَةُ:
أَقْسَمتُ لَا أُعْطِيَ فِي
كَعْبٍ ومَقْتَلِه} سَيَابَهْ
وَقَالَ أَبو زُبيد:
أَيَّامَ تَجْلُولَنَا عَن بَارِدٍ رَتِل
تَخَال نَكْهَتَهَا باللَّيْلِ! سُيَّابا أَراد نَكْهَةَ سُيَّابٍ.
وَعَن الأَصْمَعِيّ: إِذَ تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحاً فَهُوَ السَيَابُ مُخَفَّف، وَاحِدَته سَيَابَةٌ. قَالَ شَمِر: هُوَ السَّدَاءُ مَمْدُودٌ بِلغَةِ أهْله المَدِينَة، وَهِيَ السَّيَابَة بلُغةِ وَادِي القُرَى. وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ:
{سَيَابَةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ وَلَا أَثَرُ
قَالَ: وسَمِعْتُ البَحْرَانِيِّين تَقُولُ:} سُيَّابٌ {وسُيَّابَةٌ. وَفِي حَدِيث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ: (لَو سَأَلْتَنَا سَيَابَةً مَا أَعْطَيْنَاكَهَا) هِيَ مُخَفَّفَةٌ.
(و) سَيَابَةٌ (كَسَحَابَةٍ: الخَمْرُ) .
(} وسَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ) بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْد بن سَدد بن زُرْعة، وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَرُ، وَهُوَ (بالفَتْحِ الكَسْرُ قَلِيلٌ: أَبُو قَبِيلَةٍ) مِنْ حِمْيَر. (مِنْهَا أَبُو العَجْمَاءِ) كَذَا فِي النُّسَخ، وصَوَابُه أَبو العَجْفَاءِ (عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الله) الدَّيْلميُّ عَن عَوفِ بْنِ مَالِك. (و) أَبو زْرْعَةَ (يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرو) . قَال أَبُو حَاتم: ثِقَةٌ. (وأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد) الرَّمْلِيُّ قُلْتُ: ويروى أَبو العَجْفَاءِ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ االلهِ بْن عُمَر، نَقَله الفَرَضِيّ عَن الحَازِمِيّ. وكَتَب الفَرَضِيُّ مِيماً عَلَى عَبْد الله، وأَجْرَى عَلَى عَمْرو مَكَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْد الله المُتَقَدّمُ بِذِكْرِه وأَبُو عَمْرو وَالدُ يَحْيَى حَدَّثَ أَيْضاً، وَمَات ابْنُه يَحْيَى سنة 148 هـ قَالَه ابْن الأَثِير. وذَكَرِ الذَّهَبِيّ أَنَّ الفرضيّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ السِّيبَانِيّ المُتَقَدِّم بِذِكْره (بِكَسْر السِّين) والمَشْهُور، بفَتْحها. وضَبطَه الرِّضِيّ الشَّاطِبِيّ أَيْضاً (بالكسْر) كالهَمْدَانِيّ النَّسَّابة. وهم يَنْتَسِبونُ إِلى سَيْبَانَبْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الغَوْث. وأَسْقَطَ ابنُ حَبِيبٍ أَسْلَم وزَيْداً مِنْ نَسَبه فَقَال: هُوَ سَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ كَمَا تَقدَّم فاعْرِفْ ذَلِكَ.
(و) {سَيْبَان (بالفَتْح) وَحْدَه: (جَبَل وَرَاءَ وَادِي القُرَى) .
(ودَيْرُ} السَّابانِ) وَالَّذِي ذَكَره ابْنُ العَدِيم: سَابَان بِلَا لَام: (ع بَين حَلَب وأَنْطاكِيَةَ) قَرِيبَان من دَيْر عَمَان يُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب، وهما خَرِبَان الْآن، وفِيهمَا بِنَاءٌ عَجِيبٌ وقُصُورٌ مُشْرِفَة. وَبَيْنَهُمَا قَرْيَةُ أَحدِ الديرين مِنْ قِبَلِ القَرْيَة، والآخَرُ من شَمَالِيْهَا، وَفِيها يَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِيّ:
دَيْرُ عَمَانٍ ودَيْر سَابَانِ
هِجْن غَرَامي وزدْنَ أَشْجَانِي
إِذَا تذكَّرتُ فِيهما زَمَناً
قَضَّيْتُه فِي عُرام رَيْعَانِي
يَا لَهْفَ نَفْسي مِمَّا أُكَابِدُه
إِن لَاح بَرقٌ من دَيْر حَشْيَانِ
وَمَعْنَى دَيْر {ساَبَان بالسُّريَانِيَّة: دَيْر الجَمَاعَة، ومَعْنَى دير عَمَان دَيْر الشَّيخ، كَذَا فِي تَارِيخ حَلَبَ لابْنِ العَدِيم.
(} والمَسِيبُ كَمَسِيلٍ: وَادٍ) .
(و) {المُسَيَّبُ (كمُعَظَّم: ابنُ عَلَسٍ) مُحَرّكَة (الشَّاعِر) . والمُسَيَّبُ بن رَافِع وَهُوَ كمُحمَّد بِلَا خِلَاف. وطيّ ابْن المُسَيَّب بن فَضَالَة العَبْدِيِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَيْس. (وسَيَابَةُ بنُ عَاصِم) ابْنِ شَيْبَان السُّلميّ (صَحَابِيٌّ) فَرْدٌ لَهُ وِفَادَة، رَوَى حَدِيثَه عَمْرُو بْنُ سَعِيد قَوْله: (أَنَاابْنُ العَوَتك) كَذَا فِي المعجم.
وجَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن بَيَان بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَابَة الغَافِقِيّ المِصْرِيّ مُحَدِّث، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لَا يُسَاوِي شَيْئاً.
(وسَيَابَةُ: تابِعِيَّةٌ) عَنْ عَائِشَة، وعَنْهَا نَافِع، ويُقَال: هِيَ سَائِبَةُ.
} والسَائِبُ: اسْمٌ من سَابَ يَسِيب إِذَا مَشَى مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ المَاءُ إِذَا جَرَى.
والسَائِبُ: ثَلَاثَةٌ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا، انْظُر تَفْصِيلهم فِي الإِصَابة، وَفِي مُعْجَم الحَافِظ تَقِيِّ الدِّين بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمِيِّ.
وأَبو السَّائِب: صَيْفيُّ بْن عَائِذٍ من بَنِي مَخْزُومٍ، قِيلَ: كَانَ شَرِيكاً للنبيّ صلى الله عَلَيه وَسلم قَبْلَ مبْعَثِه. والسَّائِبُ بن عُبَيْد أَبُو شَافع المُطَّلبِيّ جَدّ الإِمَام الشاَّفِعِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قيل: لَهُ صُحْبَةٌ.
والسُّوبان: اسْم وَادٍ، وَقد تَقَدَّمَ فِي السُّوبَة.
(و) ! المُسَيِّبُ بن حَزُن بن أَبِي وَهْب المَخْزُومِيّ (كمحَدِّث: وَالِد) الإِمام التَّابِعِيّ الجَلِيل (سَعِيد) لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عنهُ ابنُه (ويُفْتَح) . قَالَ بَعْضُ المُحدِّثين: أَهْل العِرَاق يَفْتحُون، وأَهْل المَدِينَة يَكْسِرُون، ويَحْكُون عَنْه أَنه كَانَ يَقُول: سَيَّب اللهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي، والكَسْر حَكَاهُ عِيَاض وابْن المَدِيني، قَالَه شَيخنَا.
وَمِمَّا بَقِي عَلَيْهِ المُسَيَّبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ الله المَخْزُومِيّ أَخُو السَّائِبِ، أَسْلَم بَعْدَ خَيْبَر. والمُسَيَّبُ بنُ عَمْرو أُمِّر عَلَى سَرِيَّة، يُرْوَى ذلِكَ عَن مُقَاتِل بْنِ سُلَيْمَان، كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد. وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ، وبِهَا يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِمِ. فصل الشين الْمُعْجَمَة من بَاب الْمُوَحدَة

غبر

غبر: {الغابرين}: الباقين والماضين، مشترك.
(غبر) أثار الْغُبَار وَفِي وَجهه سبقه كَأَنَّهُ أثار الْغُبَار أَمَامه وَالشَّيْء لطخه بالغبار والضيف أطْعمهُ الغبران
(غبر)
غبورا مكث وَبَقِي وَمضى

(غبر) الشَّيْء غبرا وغبرة علاهُ الْغُبَار وَصَارَ لَونه كلون الْغُبَار فَهُوَ أغبر وَهِي غبراء (ج) غبر وَالْجرْح غبرا اندمل على فَسَاد ثمَّ انْتقض بعد الْبُرْء فَهُوَ غبر
(غ ب ر) : (الْغَابِرُ) الْمَاضِي وَالْبَاقِي (وَقَوْلُهُ) جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِر أَيْ الْجُزْءُ الْأَخِيرُ مِنْهُ (وَالْغُبَيْرَاءُ) السُّكْرَكَةُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «إيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» أَيْ هِيَ مِثْل الْخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُهَا جَمِيعُ النَّاسِ لَا فَصْلَ بَيْنَهُمَا (وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ) انْهَهُمْ عَنْ غُبَيْرَاءِ السُّكْرَكَةِ وَإِنَّمَا أُضِيفَ لِئَلَّا يَذْهَب الْوَهْم إلَى غُبَيْرَاء الثَّمَرِ.
غ ب ر : غَبَرَ غُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ بَقِيَ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا مَضَى أَيْضًا فَيَكُونُ مِنْ الْأَضْدَادِ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ غَبَرَ غُبُورًا مَكَثَ.
وَفِي لُغَةٍ بِالْمُهْمَلَةِ لِلْمَاضِي وَبِالْمُعْجَمَةِ لِلْبَاقِي وَغُبَّرُ الشَّيْءِ وِزَانُ سُكَّرِ بَقِيَّتُهُ وَالْغُبَارُ مَعْرُوفٌ وَأَغْبَرَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَثَارَ الْغُبَارَ وَالْغَبْرَاءُ بِالْمَدِّ الْأَرْضُ وَالْغُبَيْرَاءُ بِالتَّصْغِيرِ نَبِيذُ الذُّرَةِ وَيُقَالُ لَهُ السُّكْرَكَةُ. 
غ ب ر: (الْغُبَارُ) وَ (الْغَبَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدٌ. وَ (الْغُبْرَةُ) لَوْنُ (الْأَغْبَرِ) وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْغُبَارِ. وَقَدِ (اغْبَرَّ) الشَّيْءُ (اغْبِرَارًا) . وَ (الْغَبْرَاءُ) الْأَرْضُ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) بِوَزْنِ الْحُمَيْرَاءِ مَعْرُوفٌ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) أَيْضًا شَرَابٌ تَتَّخِذُهُ الْحَبَشُ مِنَ الذُّرَةِ يُسْكِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» ، وَ (غَبَرَ) الشَّيْءُ بَقِيَ. وَغَبَرَ أَيْضًا مَضَى. وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (أَغْبَرَ) وَ (غَبَّرَ تَغْبِيرًا) أَثَارَ الْغُبَارَ. 

غبر


غَبَرَ(n. ac. غُبُوْر)
a. Was dusty; was dim, dull; was dust-coloured.
b. Remained, lasted, continued; stayed, tarried
waited.
c. Went away, departed, started, set out; passed away
elapsed (time).
غَبِرَ(n. ac. غَبَر)
a. Re-opened, ulcerated (wound).
b. Bore rancour.
غَبَّرَa. Dusted, dirtied; threw dust at.
b. see IV (a)
أَغْبَرَa. Raised the dust.
b. [Fī], Exerted himself over, was zealous, energetic
about.
c. see I (a)
إِغْبَرَّa. Was dusty; was dustcoloured.

غَبْرَةa. see 4t
غِبْرa. Rancour, malevolence, spite, malice.

غُبْر
(pl.
أَغْبَاْر)
a. Remainder, residue, remains, leavings.

غُبْرَةa. Dustcolour.
b. see 4t
غَبَرa. Continuance.
b. Calamity.
c. see 4t
غَبَرَةa. Dust.

غُبَرa. A species of fish.

غُبَّر
(pl.
غُبَّرَات)
a. see 3
أَغْبَرُ
(pl.
غُبْر)
a. Dusty; dustcoloured; dim, dull.

غَاْبِر
( pl.
reg. &
غُبَّر)
a. Remaining, lasting, continuing; remainder
rest.
b. Staying, waiting, tarrying; last.
c. Passing away: trans-itory, fleeting; departing.
d. Future.

غَاْبِرَة
a. [art.], The Hereafter.
غُبَاْرa. see 4t
غَبْرَآءُa. fem. of
أَغْبَرُb. [art.], The earth.
مُغَبِّرَة
a. Pious people, devotees.

غَوْبَر
a. see 9
بَنُو الغَبْرَآء
a. The poor, the needy; strangers.

دَاهِيَة الغَبَر
a. Calamity, disaster; catastrophe.

غُبَيْرَآء
a. Sorb, service-tree.
b. Beverage.

غُبْرُقَة
a. Black-eyed (woman).
غبر
غَبَرَ الرَّجُلُ يَغبُرُ غُبُوراً: إذا مَكَثَ. وغُبَّرُ اللَيْل: آخِرُه وبَقاياه. والغُبْرُ: جماعَةُ الغابِر.
وتَغبرْتُ الناقَةَ: احْتَلَبْتَ غُبْرَها. وكَسَعْتُها بغُبْرِها وقَطَعَ اللَّهُ غابِرَ فلانٍ ودابِرَه: أي آخِرَه وما بَقِيَ منه. والتَّغْبِيْرُ: ارْتِفاعُ اللَّبَنِ.
والغُبرةُ: مَصْدَرُ الأغْبَرِ، غَبِرَ يَغْبَرُ غُبْرَةً. والغُبَارُ: معروف. والغَبَرَةُ: لَطْخُهُ وتَرَدُّدُه. وفي مَثَل: " ما يُشَقُّ غُبَاره ".
والغَبَرَةُ: تَغَيرُ اللَّوْنِ الذي يَغْبَارُّ لِلْهَمِّ.
وبَنُو غَبْرَاءَ: هُمُ اللُّصُوصُ. ويقال: ابنُ غَبْرَاءَ ابنُ السَّبِيل. والمُغَبِّرَةُ: قَوْمٌ يَذْكرونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدُعاءٍ وإخْبَاتٍ. والتَّغْبِيْرُ: التَّهليلُ. وداهِيَةُ الغَبَرِ: لا يُهْتَدى للنَجاءِ منها. وقيل: هي الحَيَّةُ. وعِرْقٌ غَبِرٌ: لا يَزَالُ مُنْتَقِضاً.
والغَبْرَاءُ من الأرْض: الخَمَرُ. ونَبْت في السُّهولة. والغُبَيْرَاءُ: فاكِهَةٌ. وهو في الحَدِيثِ: السُّكُرُّجَةُ. ورَجَعَ على غُبَيْرَاءِ ظَهْرِه: أي رَجَعَ بما يَكْرَهُ.
وأغْبَرْتُ في طَلَب الشَّيْءِ: انْكَمَشْت فيه. ودارَةُ غُبَيْرٍ: لِبَني الأضْبَطِ بها ماءٌ يُقال له الغُبَيْر.
(غبر) - في حَديثِ أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: "بَيْنَا رجل في مَفازةٍ غَبْراء"
الغَبْراء: التي لا يُهتَدَى للخُروجِ منها. ودَاهِيةٌ غَبْراء: لا يُعلَم المَخْرجُ منها. وقال الأَزهَرِيُّ عن اللَّيْث: الغُبَيْراء: الخَمْر.
- في حديثَ عَبدِ الله بنِ الصَّامِت: "يُخَرِّبُ البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر، والمَوتُ الأَحمر" الجُوعُ الأَغْبَر: الذي يُجْتَزأُ فيه بما يُجْزِئ من الطَّعامِ؛ والأَغبَر: الذي يخالِطُ لَونَه غُبْرةٌ.
- وفي حديث ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "سُئِل عن جُنُب اغْتَرفَ بكُوزٍ من حُبٍّ ، فأصابت يَدُهُ المَاءَ. فقال: غَابِرُه نَجِسٌ"
: أي باقِيه، قال الشَّاعِرُ:
أعابِرَان نَحنُ في العُبَّارِ
أم غَابِرَان نَحنُ في الغُبَّارِ
- في حديث مُجاشِع: "فخرجوا مُغْبِرِين هم ودَوَابُّهم"
- وفي حديث الحارث بن أبي مُصْعَب: "قَدِم رجل من أَهلِ المَدِينَة، فَرأيتُه مُغْبِرًا في جَهازِه"
المُغْبِر: الطالب للشَّىءِ المُنكَمِش فيه، كأنه يُثِيرُ الغُبار.
- في حديث أُوَيْس: "من غَبْراء النَّاس"
: أي فُقرائِهم وبَنُو غَبْراء: المَحاوِيجُ، والُّلصوص.
وابنُ غَبْراء: ابنُ السَّبِيل. 
غبر ثغب / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد الله [بْن مَسْعُود -] 4 / الف [رَحمَه الله -] مَا شَبَّهتُ مَا غَبَر من الدُّنْيَا إِلَّا بثَغْب ذَهَبَ صَفوه وَبَقِي كدره. قَوْله: مَا غَبَر يَعْنِي مَا بَقِي فالغابر هُوَ الْبَاقِي وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ {إلاَّ عجوزا فِي الغابرين} يَعْنِي مِمَّن تخلّف فَلم يمض مَعَ لوط [عَلَيْهِ السَّلَام -] . قَالَ عبيد الله بن عمر يَوْم صفّين وَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَة:

[الرجز]

أَنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قُرَيْش مَن مضى وَمن غبر

بعد رَسُول الله وَالشَّيْخ الْأَغَر ... يَقُول: خير من مضى وَمن بَقِي. وَقَوله: إِلَّا بثغب الثَغْب الْموضع المطمئن فِي أَعلَى الْجَبَل يَستنقِع فِيهِ مَاء الْمَطَر قَالَ عُبيد بن الأبرص يذكر امْرَأَة: [الْكَامِل] وَلَقَد تَحُلُّ بهَا كأنّ مُجاجها ... ثغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوه بمُدامِ

وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] حِين ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ: الزم بَيْتك قيل: فَإِن دخل عَليّ بَيْتِي قَالَ: فَكُن مثل الْجمل الأورَق الثَفال الَّذِي لَا ينبعث إِلَّا كَرْها وَلَا يمشي إِلَّا كرها. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأورق الَّذِي فِي لَونه بَيَاض إِلَى سَواد وَمِنْه قيل ورق للرماد: أوْرق وللحمامة: وَرْقَاء قَالَ: وَهُوَ أطيب الْإِبِل لَحْمًا وَلَيْسَ بمحمود عِنْد الْعَرَب فِي عمله وسيره. وَأما الثَفال فَهُوَ الثقيل البطيء
[غبر] الغبارُ والغَبَرَةُ، واحد. والغُبْرَةُ: لون الأغْبَرِ، وهو شبيه بالغُبارِ. وقد اغبر الشئ اغبرارا. والغبراء: الأرض. والغَبْراءُ: ضربٌ من النبات. وبنو غبراء الذى في شعر طرفة المحاويجُ. والوطأة الغَبْراء: الدارسة، وهى مثل الوطأة السوداء. والغبراء: اسم فرس قيس بن زهير العبسى. والغبيراء بالمد معروف . والغُبَيْراءُ أيضاً: شرابٌ تتَّخذه الحبشُ مُسكرٌ من الذُرة. وفي الحديث: " إياكم والغُبَيْراءَ فإنها خمر العالم ". والغُبْرُ: بقية اللبن في الضرع. يقال: بها غُبْرٌ من لبن، أي بالناقة، والجمع أغْبارٌ. وغُبْرُ الحيضِ: بقاياه. قال أبو كبير الهُذَليّ، واسمه عامر بن الحُلَيس: ومُبَرَّاءٍ من كل غُبَّرِ حَيْضَةٍ * وفساد مُرضعةٍ وداءِ مغيل - ومبراء معطوف على قوله: ولقد سريت على الظلام بمغشم * جلد من الفتيان غير مثقل - وغبر المرض أيضا: بقاياه. وكذلك غبر الليل. وغبر الشئ يَغْبُرُ، أي بقي. والغابِرُ: الباقي. والغابز: الماضي، وهو من الاضداد. وغَبِرَ الجرح بالكسر يَغْبَرُ غَبَراً: اندمل على فسادٍ ثم ينتفض بعد ذلك. ومنه سمِّي العِرقُ الغَبرُ، بكسر الباء، لأنه لا يزال ينتفض. وداهية الغَبَرِ بالتحريك، هي العظيمة التي لا يُهتدى لها. قال الحرمازيُّ يمدح المنذر : أنتَ لها مُنْذِرُ من بين البَشَرْ * داهيةُ الدهرِ وصَمَّاءُ الغَبَرْ - يريد: " يا منذر ". وأغْبَرَ الرجلُ في طلب الحاجة، إذا جدَّ في طلبها، عن ابن السكيت. وأغبرت السماء.، إذا جدَّ وقعها واشتدّ. قال: وأغْبَرَتْ، أي أثارت الغُبار. وكذلك غَبَّرَتْ تَغْبيراً. وتَغَبَّرْتُ من المرأة ولداً. وتزوج رجل امرأة كبيرة، فقيل له في ذلك فقال: لعلى أتغبر منها ولدا. فلما ولد له سماه: غبر بن غنم، مثال عمر.
غبر
الْغَابِرُ: الماكث بعد مضيّ ما هو معه. قال:
إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ
[الشعراء/ 171] ، يعني: فيمن طال أعمارهم، وقيل: فيمن بقي ولم يسر مع لوط. وقيل: فيمن بقي بعد في العذاب، وفي آخر: إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ [العنكبوت/ 33] ، وفي آخر:
قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ [الحجر/ 60] ، ومنه: الْغُبْرَةُ: البقيّة في الضّرع من اللّبن، وجمعه: أَغْبَارٌ، وغُبْرُ الحيض، وغُبْرُ الليل.
والْغُبَارُ: ما يبقى من التراب المثار، وجعل على بناء الدّخان والعثار ونحوهما من البقايا، وقد غَبَرَ الغُبَارُ، أي: ارتفع، وقيل: يقال للماضي غَابِرٌ، وللباقي غَابِرٌ ، فإن يك ذلك صحيحا، فإنما قيل للماضي غابر تصوّرا بمضيّ الغُبَارِ عن الأرض، وقيل للباقي غَابِرٌ تصوّرا بتخلّف الغُبَارِ عن الذي يعدو فيخلفه، ومن الغُبَارِ اشتقّ الغَبَرَةُ: وهو ما يعلق بالشيء من الغُبَارِ وما كان على لونه، قال:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ
[عبس/ 40] ، كناية عن تغيّر الوجه للغمّ، كقوله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [النحل/ 58] ، يقال: غَبَرَ غَبْرَةً، واغْبَرَّ واغْبَارَّ، قال طرفة:
رأيت بني غَبْرَاءَ لا ينكرونني
أي: بني المفازة المُغْبَرَّةِ، وذلك كقولهم: بنو السّبيل. وداهية غَبْرَاءُ، إما من قولهم: غَبَرَ الشيء: وقع في الْغُبَارِ كأنها تُغَبِّرُ الإنسانَ، أو من الغُبْرِ، أي: البقيّة، والمعنى: داهية باقية لا تنقضي، أو من غَبَرَةِ اللّون فهو كقولهم: داهية زبّاء ، أو من غُبْرَةِ اللّبن فكلّها الدّاهية التي إذا انقضت بقي لها أثر، أو من قولهم: عرق غَبِرٌ، أي ينتفض مرّة بعد أخرى، وقد غَبِرَ العرق، والغُبَيْرَاءُ: نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.
غ ب ر

هو غابر بني فلان أي بقيتهم قال عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قريش من مضى ومن غبر

بعد رسول الله والشيخ الأغر

وتقول: أنت غابر غداً، وذكرك غابر أبداً، ومنه قيل: غبّر الحيض وغبّر اللبن وغبّراته: لبقاياه. قال:

وأحمدت إذ نجيّت بالأمس صرمةً ... لها غبرات واللواحق تلحق

وقطع الله دابره وغابره. وغبر في الحوض غبر أي بقيّة ماء، ومنه قولك للرجل: إنك لإحدى الكبر، وصمّاء الغبر؛ وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. قال:

أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصمّاء الغبر

وبتصغيره سمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارة غبير. وناقة بها غبر أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجد بأغباره، واستوفى الكرم بأصباره، وتغبّر الناقة: احتلب غبرها. وقيل لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم؟ قالوا: كنا نلتبيء الصغير، ونتغبّر الكبير؛ أي كنا نأخذ أول ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير، يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل، وتزوّج أعرابي مسنة فقيل له، فقال: لعلي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره، وما يخطّ غباره؛ يضرب للسابق. وغبّر في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيرقصون ويرقصون ورهجون: المغبّرة، ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعيّ رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن، وقيل: سمّوا مغبّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة، وعن بعضهم: عبادك المغبّره، رشّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً " وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ " ويقال للمحاويج: بنو الغبراء. قال طرفة ابن العبد:

رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدّد

وإذا سئل عن رجل لا تعرف له عشيرة قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء الناس. وطلب حاجة فرجع على غبيراء الظهر، وقمت من ذلك على غبيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس. قال المخبّل السعديّ:

فأنزلهم دار الضّياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العزّ أغبرا

وفي الحديث " إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " وهي السكركة تتخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء، وشرابه ونقله الغبيراء. وبه جرح غير وهو الذي لايزال ينتقض، وقد غبر الجرح وهو من الغبور، وتقول: عملٌ كالظهر الدبر، وقلب كالجرح الغبر.
[غبر] فيه: ما أقلت "الغبراء" ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، الغبراء الأرض، والخضراء السماء للونهما، أراد أنه متناه في الصدق فجاء به على المجاز. ومنه ح: بينا رجل في مفازة "غبراء"، هي التي لا يهتدي للخروج منها. ط: ومنه: يخرجون من كل "غبراء" - وتقدم في من عادى. نه: وفيه: لو تعلمون ما يكون في هذه الأمة من الجوع "الأغبر" والموت الأحمر، هو استعارة لأن الجوع أبدًا يكون في السنين المجدبة المغبرة أفافها من قلة المطر وأرضيها من عدم النبات، والموت الأحمر الشديد كأنه موت بالقتل. ومنه ح: يخرب البصرة الجوع "الأغبر" والموت الأحمر. وفيه: فخرجوا "مغبرين" هم ودوابهم، المغبر الطالب للشيء المنكمش فيه كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار. ومنه: فرأيته "مغبرًا" في جهازه. وفيه: إنه كان يحدر فيما "غبر" من السورة، أي يسرع في قراءة ما بقي منها؛ الأزهري: هو يحتمل الماضي والباقي فإنه من الأضداد، والمعروف الكثير الباقي. ومنه: إنه اعتكف العشر "الغوابر"، أي البواقي، جمع غابر. ن: أي الأواخر. نه: وفي ح ابن عمر في جنب اغترف بكوز من حب فأصابت يده الماء قال: "غابره" نجس، أي باقيه. ومنه: فلم يبق إلا "غبرات" من أهل الكتاب، وروى: غبر، وهي جمع غبر جمع غابر. ن: وهما بضم غين
(غ ب ر)

غَبر الشَّيْء يغبر غبوراً: مكث وَذهب.

وَرجل غابر، وَقوم غُبَّر: غابرون.

والغابر، من اللَّيْل: مَا بَقِي مِنْهُ.

وغُبْرُ كل شَيْء: بَقِيَّته، وَالْجمع: اغبار، وَهُوَ الغُبَّر أَيْضا، وَقد غلب ذَلِك على بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع، وعَلى بَقِيَّة دم الْحيض، قَالَ أَبُو كَبِير:

ومُبرَّأ من كُل غُبَّر حَيْضة وفَساد مُرْضِعة وداء مُغْيل

وَتزَوج رجل من الْعَرَب امْرَأَة قد اسنت، فَقيل لهفي ذَلِك، فَقَالَ: لعَلي اتغبر مِنْهَا ولدا، فَولدت لَهُ غُبَر، وَهُوَ غُبَر بن غَنم بن يَشكر بن بكر بنوائل.

وناقة مِغْبار: تَغْرُز بَعْدَمَا تغرز اللواتي يُنْتَجْن مَعهَا.

ونعت اعرابي نَاقَة، فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشار مشكار مِغبار، فالمغبار، مَا ذَكرْنَاهُ آنِفا، والمشكار: الغزيرة على قلَّة الْحَظ من المرعى. والمعثار، قد تقدم فِي حرف الْعين.

وداهية الغَبَر: داهية لَا يُهتدى لمثلهَا، قَالَ:

أَنْت لَهَا مُنذِر من بَين البَشَرْ داهيةٌ الدَّهر وصمَّاء الغَبَرْ

وَقيل: داهية الغَبر: الَّذِي يعاندك ثمَّ يرجع إِلَى قَوْلك.

وَحكى أَبُو زيد: مَا غَبَّرْتَ إِلَّا لطلب المراء. والغبر، بغَيْرهَا هَاء: التُّرَاب، عَن كرَاع.

والغَبَرة، والغُبار: الرَّهج.

وَقيل: الغَبَرة: تردُّد الرَّهج، فَإِذا ثار سُمِّي: غُبارا.

والغُبرة: الغُبار، أَيْضا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

بعَينيّ لم تستأنسا يو غُبْرة وَلم ترد أرضَ العَراق فثرمدا

وَقَوله، انشد ثَعْلَب:

فرَّجتَ هاتيك الغُبَرْ عَنَّا وَقد صابَت بِقُرْ

لم يُفسره، وَعِنْدِي انه عَنى: غُبَر الجدْب، لِأَن الأَرْض تَغَبرّ إِذا اجدبت، وَعِنْدِي أَن " غُبَر " هَذَا مَوضِع.

وأغبر الْيَوْم: اشْتَدَّ غباره، عَن أبي عَليّ.

وطُلب فلَانا فَمَا شُق غُباره، أَي: لم يُدْرِكهُ.

وغبَّر الشَّيْء: لَطَّخه بالغبار.

وتَغبّر: تلطخ بِهِ.

واغبر الشَّيْء: علاهُ الْغُبَار.

والغَبْرة: لُطخ الغُبار.

والغُبْرة: لَونه.

وَقد غَبِر، واغْبرّ، وَهُوَ اغبر.

والاغبر: الذِّئْب للونه.

والمغبار، من النّخل: الَّتِي يعلوها الْغُبَار، عَن أبي حنيفَة.

والغَبراء: الارض، لغُبرة لَوْنهَا، أَو لما فِيهَا من الغُبار.

وَجَاء على غبراء الظّهْر، وغُبيراء الظّهْر يَعْنِي: الأَرْض.

وَتَركه على غُبَيْراء الظّهْر، أَي: لَيْسَ لَهُ شَيْء. وَالْوَطْأَةُ الغَبْراء: الجديدة، وَقيل: الدراسة.

وَسنة غبراء: جَدْبة. وَبَنُو غبراء: الْفُقَرَاء.

وَقيل: الغرباء.

وَقيل: هم الْقَوْم يَجْتَمعُونَ للشراب من غير تعارف، قَالَ:

رَأيت بني غَبراء لَا يُنكرونني وَلَا أهْلُ هذاك الطِّراف المُمدَّد

قَالَ آخر:

وَبَنُو غبراء فِيهَا يتعاطَوْن الصِّحافا

يَعْنِي: الشُّرب.

والغبراء: اسْم فرس.

والغبراء: أُنْثَى الحَجل.

والغبراء، والغبيراء: نَبَات سُهليّ.

وَقيل: بقلب ذَلِك، الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء. فَأَما هَذَا الثَّمر الَّذِي يُقَال لَهُ: الغُبيراء، فدخيل. قَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبيراء: شَجَرَة مَعْرُوفَة، سُميت غُبيراء للون وَرقهَا وثمرتها إِذا بَدَت، ثمَّ تحمر حمرَة شَدِيدَة، وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاق بِمَعْرُوف.

قَالَ: وَيُقَال لثمرتها: الغبيراء.

قَالَ: وَلَا تذكر إِلَّا مصغرة.

والغُبيراء: السُّكُرَّكَة، وَهُوَ شراب يُعمل من الذّرة.

والغَبراء، والغَبَرة: أَرض كَثِيرَة الشّجر.

والغِبْرُ: الحقد، كالغِمْر.

وغَبِر العِرْقُ غَبَراً، فَهُوَ غَبِر: انْتقض، قَالَ:

فَهُوَ لَا يبرأ مَا فِي صَدره مثل مَا لَا يَبرأ العِرْقُ الغَبِر

وغَبِر الجُرْحُ غَبَراً، إِذا تنفض بعد الْبُرْء.

وَقيل: الغَبر: فَسَاد الْجرْح أيا كَانَ، انشد ثَعْلَب: أعيا على الآسي بَعيدا غَبَرُهْ قَالَ: مَعْنَاهُ: بَعيدا فَسَاده، يَعْنِي أَن فَسَاده إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْره وَمَا غمض من جوانبه، فَهُوَ لذَلِك بعيد لَا قريب.

وأغْبر فِي طلب الشَّيْء: انْكمش.

واغبرت علينا السَّمَاء: جَدَّ وَقْع مطرها.

والغُبْران: بُسرتان أَو ثَلَاث فِي قِمع، وَلَا جمع للغُبران من لَفظه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبرانة، بِالْهَاءِ: بلحات يَخرجن فِي قمع وَاحِد.

والغَبِير: ضَرب من التَّمْر.

والغُبرور: عُصيفير اغبر.

والمُغبوْر، بِضَم الْمِيم، عَن كرَاع، لُغَة فِي " المُغْثور "، والثاء أَعلَى.
غبر
غبَرَ يَغبُر، غُبُورًا، فهو غابِر
• غبَرفلانٌ:
1 - مكَث وبقِيَ "غبَر في داره ينتظر انتهاء المرض- {إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} " ° غبَر شهرَيْن ثم جاء بكلبَيْن: وصفُ من أبطأ ثم أتى بشيء فاسد.
2 - مضَى، ذهب، عبَر "كان ذلك في الزمن الغابِر" ° العام الغابر: الأخير المنصرم- القديم الغابر: الزمان البعيد- قطَع اللهُ دابرهم وغابرهم: أفناهم عن آخرهم. 

غبِرَ من يَغبَر، غُبْرةً وغَبَرًا، فهو أغبرُ، والمفعول مغبور منه
• غبِر وجهُه من أثر السَّفر: علاه الغُبارُ , أو صار لونُه كلون الغبار "غَبَر التَّمرُ- شعرٌ أغبرُ- لا يغرّنّك عزُّ الدنيا فإنّه أغبرُ" ° غبِر الجُرْحُ: أخذ في البُرْء على فساد ثم انتقض بعد ذلك. 

أغبرَ/ أغبرَ من يُغبر، إغبارًا، فهو مُغبِر، والمفعول مُغبَر
 • أغبر الهواءُ المكانَ: أثار الغبارَ فيه ° أغبَر في حاجته: جدَّ في طلبها؛ كأنّه لحرصه وسرعته يثير الغبار.
• أغبر وجهُه من السَّفر: صار لونُه كلون الغُبار. 

اغبرَّ يغبرّ، اغْبَرِرْ/اغْبَرَّ، اغبرارًا، فهو مُغبَرّ
• اغبرَّ المكانُ بسبب العاصفة: علاه الغبارُ، أو صار لونُه كلون الغبار ° اغبرّ الجوُّ بين فلانٍ وفلان: تباغضا.
• اغبرَّ الجوُّ أو النَّهارُ: اشتدَّ غبارُه.
• اغبرَّتِ الأرضُ: أجدبت. 

تغبَّرَ من يتغبَّر، تغبُّرًا، فهو متغبِّر، والمفعول مُتغبّر منه
• تغبَّر حذاؤُه من المشي: تلطَّخ بالغُبار. 

غبَّرَ يغبِّر، تغبيرًا، فهو مُغَبِّر، والمفعول مُغبَّر (للمتعدِّي)
• غبَّرتِ الرِّيحُ: أثارت الغُبارَ "غبّرت السيارةُ في الشارع- هواء مغبَّر- غبَّرتِ الأغنامُ".
• غبَّر ثوبَه: لطّخه بالغُبار "نوافذ مغبَّرة". 

أغبَرُ [مفرد]: ج غُبْر، مؤ غَبْراءُ، ج مؤ غَبْراوات وغُبْر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غبِرَ من: ما كان لونه بلون الغُبرة.
2 - ذاهِب زائل.
3 - شديد "جوع أغبرُ- أحداث غُبْرٌ".
• الأغبرُ: الذِّئب.
• الغبراءُ: الأرض "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ [حديث] " ° بنو غبراء: الفقراء المحاويج، أو اللصوص والصَّعاليك المهتدون في مجاهل الأرض، العالمون بطرقها.
• سنة غبراءُ: مُجدِبة "مرَّت عليهم سنة غبراءُ". 

تغبُّر [مفرد]: مصدر تغبَّرَ من.
• تغبُّر الرِّئَة: (طب) اضطراب رئويّ ينشأ من استنشاق الغُبار. 

غابِر [مفرد]: ج غابرون وغُبْر وغُبُر، مؤ غابِرة، ج مؤ غابِرات وغُبَّر وغوابرُ:
1 - اسم فاعل من غبَرَ.
2 - بعيد في الزمن "في الزمن الغابر- أمجاد غابرة".
3 - هالِك، باق في العذاب " {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغُبُرِ} [ق]- {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ". 

غُبار [مفرد]: ج أغبِرة: ما دقَّ من التُّراب أو غيره بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "أثارت الرِّيحُ الغبارَ" ° شفَّاطة الغُبار: المنظفة بالتفريغ الهوائي، المكنسة الكهربائيّة- غباريّ: يشوبه اللّونُ الرماديّ- فلانٌ لا يُشَقُّ له غُبار: لا يُدْرَك لسبقه، لا يستطيع أحدٌ أن يتفوّق عليه- لا غبار عليه: خالٍ من العيوب، مقبول، لا بأس به- لا يُلْحق غُبارُه: سابق، متقدِّم على غيره- نفَض غبارَ الكسل: بدأ في النشاط.
• الغُبار الذَّرِّيّ: (كم) موادّ مُشِعّة تنتج عن الانفجار الذَّريّ، تحملها الرِّياحُ إلى مسافات بعيدة عن موضع الانفجار، حيث تترسَّب على الأرض، وتُسبِّب أضرارًا بالغة للإنسان والحيوان والنَّبات "خلت الجزيرة من السكان نتيجة ترسُّب الغبار الذرّي بها". 

غُباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى غُبار: "عواصف غباريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من غُبار.
3 - (طب) اضطراب رئويّ مزمن ينشأ من استنشاق الغُبار "يتداوى من مرض الغباريَّة". 

غَبَر [مفرد]: مصدر غبِرَ من. 

غَبَرة [مفرد]: ج غَبَرات: غُبار؛ ما دقَّ من التُّراب أو غيره، بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "نظَّف الغبرةَ التي علَت المائدة- {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}: كناية عن تغيُّر الوجه للغمّ". 

غُبْرة [مفرد]: ج غُبُرات (لغير المصدر) وغُبْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر غبِرَ من.
2 - لون الغُبار. 

غُبور [مفرد]: مصدر غبَرَ. 

غُبَيْراء [جمع]: (نت) جنس نبات شجيريّ من الفصيلة الورديّة، فيه أنواع حرجيّة، وأخرى تزرع للزِّينة أو لثمارها، ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط. 

غبر

1 غَبَرَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غُبُورٌ, (Msb, K,) He, or it, (a thing, S) remained, lasted, or continued: (S, Msb, TA:) and (Msb) he (a man, JK) tarried, stayed, or waited. (JK, Zbd, Msb, K.) b2: And He, or it, passed, passed away, or went away. (Msb, K.) It is sometimes used in this latter sense; (Msb;) and thus it has two contr. significations. (Msb, K.) b3: And It was future. (KL.) A2: See also 9.

A3: غَبِرَ: see 5, last two sentences. b2: Also, this last, aor. ـَ (S, K,) inf. n. غَبَرٌ, (S,) said of a wound, (S, K,) It was, or became, in a corrupt state: (K:) or it became in a healing state, and then became recrudescent: (S:) or it was always recrudescent: and it became in a healing state upon, or over, corruptness: (IKtt, TA:) or it healed externally while in a withering state internally. (L.) b3: And [hence, perhaps,] غَبِرَ said of a man, (assumed tropical:) He bore rancour, malevolence, malice, or spite; or hid enmity, or violent hatred, in his heart. (IKtt, TA.) 2 غبّر النَّاقَةَ: see 5. b2: [Hence, app., as inf. n. of the pass. verb,] التَّغْبِيرُ signifies The milk's becoming drawn up or withdrawn [from the udder]. (TA.) A2: غبّرهُ, inf. n. تَغْبِيرٌ, He sullied, or sprinkled, him, or it, with dust. (K.) b2: See also 4, in two places. b3: [Hence,] تَغْبِيرٌ signifies also A reciting of poetry, or verses, in the praising, or glorifying, of God, in which the performers trill, or quaver, and prolong, the voice; whence the epithet مُغَبِّرَة; as though the persons thus called, being affected with a lively emotion, danced, and raised the dust: thus accord. to Lth: (TA:) or the saying لَا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, (IDrd, IKtt, K, TA,) in the praising, or glorifying, of God: (K, TA:) or it signifies, (IDrd, TA,) or signifies also, (IKtt, K, TA,) the reiterating the voice in reciting [the Kur-án] &c. (IDrd, IKtt, K, TA) Esh-Shá- fi'ee is related to have said that, in his opinion, this تَغْبِير was instituted by the زَنَادِقَة [pl. of زِنْدِيقٌ, q. v.], in order that they might turn away [others thereby] from the [simple] praising, or glorifying, of God, and from the reciting of the Kurn. (Az, TA.) A3: غبّر ضَيْفَهُ, inf. n. as above, He gave his guest, to eat, غُبْرَان [meaning dates thus termed]: (TA:) the verb thus used is like لَهَّجَ [and لَمَّجَ &c.]. (L, TA.) A4: مَا غَبَّرَتْ إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ is a saying mentioned by Az [app. meaning She did not oppose and then acquiesce save for the purpose of obstinate disputation]: see غَبَرٌ. (TA.) 4 اغبر He (a man) raised the dust; (S, Msb, K;) as also ↓ غبّر, (S, K,) inf. n. تَغْبِيرٌ. (S.) [Hence,] فِى وَجْهِهِ ↓ غَبَّرَ [so, evidently, but written in the TA without any syll. signs, lit. He raised the dust in his face; meaning,] (assumed tropical:) he outwent him; outstripped him; went, or got, before him. (TA.) b2: And اغبر فِى طَلَبِ الحَاجَةِ (assumed tropical:) He strove, laboured, exerted himself, or employed himself vigorously or diligently, in seeking after the thing that he wanted; (ISk, S, K;) he hasted, made haste, or was quick, in doing so; as though, by reason of his eagerness and quickness, he raised the dust. (TA.) b3: أَغْبَرْتُ فِى الشَّئِْ (assumed tropical:) I set about, or commenced, doing the thing. (IKtt.) b4: أَغْبَرَتْ عَلَيْنَا السَّمَآءُ (assumed tropical:) The sky rained upon us vehemently. (S, * K, * TA.) A2: See also 9.5 تغبّر النَّاقَةَ He milked the camel, drawing what remained in her udder; (Z, Sgh, K, TA;) as also ↓ غَبَّرَهَا. (Ham p. 527.) b2: Hence the following saying, of a people who had increased and multiplied, on their being asked how it was that they had increased: كُنَّا لَا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ وَلَا نَتَغَبَّرُ الكَبِيرَ (assumed tropical:) We used not to take the first seed of the young, nor the remainder of the seed of the old; meaning the marrying them, from eagerness to procreate. (TA. [But لَا is there omitted in both clauses, and نَلْتَبِسُ is put by mistake for نَلْتَبِئُ.]) [See also art. لبأ.] b3: And hence, (TA,) تغبّر مِنَ المَرْأَةِ وَلَدً (S, K) (assumed tropical:) He got offspring from the woman [she being old]. (K.) It is related that a certain man, (S, K, TA,) an Arab of the desert, (Z,) 'Othmán, accord. to the K, but correctly, as in the Genealogies of Ibn-El-Kelbee, Ghanm (غَنْمٌ) with gheyn moved by fet-h, and a quiescent noon, (TA,) the son of Habeeb (K, TA) the son of Kaab the son of Bekr the son of Yeshkur the son of Wáïl, (TA,) married a woman advanced in age, (S, Z,) Rakáshi the daughter of 'Ámir, (K,) and it was said to him, “She is old: ” (S, * K, * TA:) whereupon he said, لَعَلِّى أَتَغَبَّرُ مِنْهَا وَلَدًا (S, K) May-be I shall get from her offspring: (TA:) and when a son was born to him, he named him غُبَرُ, (S, K,) like غُمَرُ; (S;) and he became the father of a tribe. (TA.) A2: تغبّر also signifies He, or it, became sullied, or sprinkled, with dust; (TA;) as also ↓ غَبِرَ. (L.) You say also التَّمْرُ ↓ غَبِرَ The dates, or dried dates, became dusty. (TA.) 9 اغبرّ, (S, K,) inf. n. اِغْبِرَارٌ, (S,) It was, or became, dust-coloured; of a colour like dust; (S, K;) as also ↓ غَبَرَ, (K,) inf. n. غُيُورٌ and غُبْرَةٌ; (TA;) and ↓ أَغْبَرَ, (K,) inf. n. إِغْبَارٌ. (TA.) b2: It (a day) became very dusty. (Aboo-'Alee, K.) غُبْرٌ A remain, remainder, remnant, relic, or residue, (S, K,) of a thing; (K;) generally, of the blood of the menses, (K,) and of milk in the udder: (S, K:) as also ↓ غُبَّرٌ: (Msb, K:) or ↓ غُبَّرٌ is a pl. of غُبْرٌ: [but if so it is extr.:] (TA:) or the pl. of غُبْرٌ is أَغْبَارٌ: (S, K:) and ↓ غُبَّرٌ is pl. of ↓ غَابِرٌ [used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]; (A'Obeyd, TA;) and signifies remains, &c.: (A'Obeyd, S, TA:) and ↓ غُبَّرَاتٌ is a pl. pl.; i. e., pl. of ↓ غُبَّرٌ. (A'Obeyd, TA.) You say بِهَا غُبْرٌ مِنْ لَبَنٍ In her (the camel) is a remain of milk. (S.) And ↓ غُبَّرُ الحَيْضِ signifies The remains [of the blood] of the menses; (S;) as also غُبْرُهُ. (Ham p. 37.) and المَرَضِ ↓ غُبَّرُ The remains of the disease. (S.) and in like manner, اللَّيْلِ ↓ غُبَّرُ (S) The last part, and the remains, of the night. (TA.) It is said in a trad. of 'Amr Ibn-El-Ás, مَا تَأَبَّطَتْنِى الإِمَآءُ وَلَا المَآلِى ↓ حَمَلَتْنِى البَغَايَا فِى غُبَّرَاتِ [Female slaves did not carry me under their armpits,] i. e., female slaves did not have the office of rearing me, nor did prostitutes carry me in the remains of the rags used for the menses. (TA.) And in another trad., مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ↓ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا غُبَّرَاتٌ, or أَهْلِ ↓ غُبَّرُ الكِتَابِ, accord. to different relations, i. e. and there remained not save remains of the people of the Scripture, or the remains &c. (TA.) And in a trad. of Mo'áwiyeh, بِفَنَائِهِ أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُيْرٌ [In the court of his house were some she-goats whose flow of milk was a mere remain of what it had been,] meaning, little. (L.) [See also غَابِرٌ.]

غِبْرٌ (assumed tropical:) Rancour, malevolence, malice, or spite; or concealed enmity and violent hatred: (K, TA:) like غِمْرٌ. (TA.) غَبَرٌ A remaining, lasting, or continuance; (TA;) and so ↓ مَغْبَرٌ. (Ham p. 225.) b2: [and by some of the grammarians it is used as signifying The future: see also غَابِرٌ.]

A2: Also A certain disease in the interior of the foot of a camel. (K.) b2: And A morbid affection in a vein, that will hardly, or in nowise, be cured. (TA.) [See also غَبِرٌ.] b3: دَاهِيَةُ الغَبَرِ (said by A'Obeyd to be from the phrase جُرْحٌ غَبِرٌ [q. v.], TA) means A calamity, or misfortune, (JK, S, K,) of great magnitude, (S,) which, (JK, S,) or the like whereof, (K,) is such that no way of escape therefrom will be found: (JK, S, * K: *) or a trial, or an affliction, that will hardly, or in nowise, depart: (TA:) or a person who opposes thee, disagreeing with thee, and then returns, or has regard, to thy saying; (K, TA;) whence the saying, mentioned by Az, إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ ↓ مَا غَبَّرَتْ. (TA. [See 2, last sentence.]) b4: صَمَّآءُ الغَبَرِ, occurring in a verse of El-Hirmázee in praise of El-Mundhir Ibn-Járood, to whom it is applied, is expl. by Z as meaning The serpent that dwells near to a small water in a place where it collects and stagnates, and that will not be approached. (TA.) And [it is said that] الغَبَرُ signifies Water little in quantity. (O.) A3: Also Dust, or earth; syn. تُرَابٌ. (K.) [See also غُبَارٌ.]

جُرْحٌ غَبِرٌ A wound in a corrupt state: (K:) or that becomes in a healing state upon, or over, corruptness, and then becomes recrudescent after having healed. (TA.) b2: Hence, عِرْقٌ غَبِرٌ A vein constantly becoming recrudescent; (S, TA;) called in Pers\. [and hence in Arabic] نَاسُور [q. v.]. (TA.) A2: نَاقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ A she-camel that remains, or lags, behind the other camels in being driven. (L in art. غدر.) غُبَرٌ A kind [or species] of fish; as also ↓ غَوْبَرٌ. (O, K.) غَبْرَةٌ A sullying, or sprinkle, of, or with, dust. (TA.) غُبْرَةٌ Dust-colour; a colour like dust: (S, L, K:) and a dusty hue of complexion arising from grief or anxiety and the like. (L.) b2: See also غُبَارٌ.

غَبَرَةٌ: see غُبَارٌ: A2: and see also أَغْبَرُ, latter half.

غَبْرَآءُ: see غُبَيْرَآءُ. [For other meanings, see the masc., أَغْبَرُ.]

غُبْرَانٌ Two ripe dates upon one base; pl. غَبَارِينُ: (K, TA:) so says A'Obeyd: or two, or three, full-grown unripe dates upon one base; and it has no pl. of its own radical letters: or, accord. to AHn, several small green dates that come forth upon one base. (TA.) غُبْرُورٌ A certain small bird of the passerine kind, (O, L, K, TA,) dust-coloured: (O, L, TA:) so says AHát in the “ Book of Birds: ” pl. غَبَارِيرٌ: (O:) it is the same as is mentioned in an earlier part of this art. in the K by the name of ↓ غُبْرُون, which is a mistranscription. (TA.) غُبْرُونٌ: see what next precedes.

غُبَارٌ and ↓ غَبَرَةٌ signify the same, (S, L, K,) as also ↓ غُبْرَةٌ; (IAar, K:) i. e. Dust; syn. رَهَجٌ: (L:) or the first, dust raised and spreading: (L:) or what remains of dust raised and spreading: (B, TA:) and the second, the moving to and fro of dust. (L.) b2: You say طَلَبَ فُلَانًا فَمَا شَقَّ غُبَارَهُ (assumed tropical:) [He pursued after such a one but did not cleave his dust;] i. e., he did not overtake him. (TA.) And مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ, and مَا يُحَطُّ غُبَارُهُ, (assumed tropical:) He is not to be outgone, outstripped, or got before. (TA.) [See also بَاعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْعِ فُلَانٍ, in art. بيع.] b3: لَا غُبَارَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) [There is no dust upon it; meaning, it (a phrase or the like) is clear, or perspicuous, or free from obscurity; like the saying لَا عَفَرَ فِيهِ, or لَا عَفْرَ لَهُ]. (TA, in many places.) غَبِيرٌ A sort of dates. (K, TA.) غُبَيْرَآءُ [dim. of غَبْرَآءُ]: see أَغْبَرُ, in two places. b2: Also A certain plant [or tree], (K,) well known, (S,) growing in the plains; (TA;) [the service-tree, or sorb: or its fruit: so called in the present day: as is also the “ inula undulata: ”] and so ↓ غَبْرَآءُ: (K:) so called because of the colour of its leaves; the fruit of which, when it appears, becomes intensely red: (TA:) or the former is the tree, and the latter is the fruit: or the converse is the case: (K:) the sing. and pl. are alike: all this says AHn, in his “ Book of Plants. ” (TA.) A2: Also A kind of beverage, (شَرَاب, S, K, or نَبِيذ, Msb,) which intoxicates, made by the Abyssinians, (S,) from ذُرَة [or millet]; (S, Msb, K;) also called سُكُرْكَة: (Mgh, Msb, K:) or wine [or cider] made from the wellknown fruit of the same name [the service-apple]. (Th, TA.) [See also مِزْرٌ.] It is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَالغُبَيْرَآءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ العَالَمِ (S, Mgh, TA) Avoid ye the beverage called غبيراء; for it is like the wine that is commonly known of all men: there is no distinction to be made between the two drinks (Mgh, TA) with respect to prohibition. (TA.) In another trad., it is called غُبَيْرَآءُ السَّكَرِ; to distinguish it from a kind of غبيراء made of dates, or dried dates. (Mgh.) غُبَّرٌ and غُبَّرَاتٌ: see غُبْرٌ, passim.

غَابِرٌ Remaining; lasting; continuing: (Az, S, IAmb, Mgh:) this is the sense in which it is used by the Arabs: (Az:) or it is the meaning most commonly obtaining among them: (IAmb:) tarrying; staying; waiting: pl. غُبَّرٌ: (K:) and the pl. of غَابِرَةٌ is غَوَابِرُ. (TA.) You say قَوْمٌ غُبَّرٌ [A people remaining, &c.]. (TA.) And غُيَّرُ النَّاسِ The later of mankind. (TA.) And هُوَ غَابِرُ بَنِى

فُلَانٍ He is the relic of the sons of such a one. (TA.) And الغَابِرُ مِنَ اللَّيْلِ What remains of the night. (TA.) And جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرُ The last division of the night. (Mgh.) And العَشْرُ الغَوَابِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ The remaining, or last, ten nights of the month of Ramadán. (TA.) And قَطَعَ اللّٰهُ غَابِرَهُ وَدَابِرَهُ [May God cut off the last, and what remains, of him, or it: or may God extirpate him]. (TA.) See also غُبْرٌ

A2: Passing; passing away; going away: past: syn. مَاضٍ; (Az, S, IAmb, Mgh;) or ذَاهِبٌ: (K:) so accord. to some of the lexicologists: (Az:) or so used sometimes, as, for instance, by the poet El-Aashà: (IAmb:) thus it bears two contr. significations. (S.) You say, أَنْتَ غَابِرٌ غَدًاوَذِكْرُكَ غَابِرٌ أَبَدًا [Thou passest away to-morrow, but thy fame remaineth for ever]. (TA.) A3: [Future time. See an ex. in the first of the verses cited voce حَيْثُ. The meaning of “ remaining ” seems equally appropriate in that verse: but غابر is often used by grammarians in the last of the senses expl. above.]

غَوْبَرٌ: see غُبَرٌ.

الغَابِرَةُ means البَاقِيَةُ [The lasting, or everlasting, state of existence]; (K, TA;) i. e. الآخِرَةُ [the latter, or last, state]. (TA.) أَغْبَرُ Dust-coloured; of a colour like dust: (S:) [fem. غَبْرَآءُ: and pl. غُبْرٌ.] b2: الأَغْبَرُ (assumed tropical:) The wolf; (K, TA;) because of his [dusty] colour: like الأَغْثَرُ. (TA.) b3: And الغَبْرَآءُ (assumed tropical:) The female of the حَجَل [or partridge]. (K.) b4: Also (الغَبْرَآءُ) (tropical:) The earth; (S, IAth, Msb, K;) because of its dusty colour; or because of the dust that is upon it: (TA:) opposed to الخَضْرَآءُ, which means “ the sky,” or “ heaven. ” (IAth.) b5: And you say, جَآءَ عَلَى غَبْرَآءِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) He came on foot: (Z, TA:) [i. e.] he came upon the earth, or ground; and so الظَّهْرِ ↓ جَآءُ عَلَى غُبَيْرَآءِ: (M, TA:) or the latter means, he returned without his having obtained, or attained, anything: (T, TA:) or he returned without his having been able to accomplish the object of his want. (El-Ahmar, TA.) And تَرَكَهُ الظَّهْرِ ↓ عَلَى غُبَيْرَآءِ (assumed tropical:) He left him in the possession of nothing: (M, TA:) accord. to Zeyd Ibn-Kethweh, it is said by one who has contended in an altercation with another and overcome him so as to become master of all that was in his hands: in all the copies of the K, [probably in consequence of an omission by an early transcriber,] it is expl. as meaning he returned disappointed, or unsuccessful; and so تركه على غَبْرَآءِ الظهر. (TA.) b6: بَنُو الغَبْرَآءِ (assumed tropical:) The poor, needy, or indigent; (S, IB, K, TA;) [to which is strangely added in one of my copies of the S and the guests;] so called because of their cleaving to the dust: (IB, TA:) and غَبْرَآءُ النَّاسِ likewise means the poor of mankind: or, as some say, the former means strangers from their homes: (TA:) or strangers, (K,) or persons, (TA,) who assemble together for [the drinking of] beverage, or wine, without mutual acquaintance: (K, TA:) or persons who contribute equally to the expenses which they have to incur in journeys: all of these meanings have been assigned to it in explaining a verse of Tarafeh: [see EM p. 85:] and it is also expl. in the A as meaning persons of whom one knows not to what family, or tribe, they belong: (TA:) and [it is said that] اِبْنُ غَبْرَآءَ signifies the thief, or robber. (T in art. بنى.) b7: غَبْرَآءُ also signifies (assumed tropical:) Land abounding with coverts of the kind termed خَمَر [q. v.]: (TA:) and land abounding with trees; (K;) or so أَرْضٌ غَبْرَآءُ; (TA;) as also ↓ غَبَرَةٌ. (K.) b8: Also (assumed tropical:) Herbage in plain, or soft, land. (Sgh, K.) [This is said in the TA to be more probably with ث; but I do not find any meaning like this assigned to غَثْرَآءُ.] b9: And (assumed tropical:) A species of plant. (S. [App. that called غُبَيْرَآءُ, q. v.]) b10: وَطْأَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A footstep, or footprint, that is becoming obliterated, or effaced: (S, A, K:) or such as is recent. (K. [See also دَهْمَآءُ, voce أَدْهَمُ.]) b11: And عِزٌّ أَغَبَرُ (assumed tropical:) Might departing; (K, TA;) becoming effaced. (TA.) b12: سَنَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A year of drought; (IAth, K;) a year in which is no rain: (TA in art. شهب:) pl. غُبْرٌ: so called because of the dustiness of the tracts of the horizon therein from paucity [or want] of rain, and of the ground from there being no herbage. (IAth.) b13: And جُوعٌ أَغْبَرُ (assumed tropical:) Severe hanger or famine. (TA.) مَغْبَرٌ: see غَبَرٌ, first sentence.

مُغْبَرٌّ A camel the interior of whose foot is in a withering state. (As, TA.) مُغَبِّرَةٌ A party of men praising, or glorifying, God, by saying لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, and reiterating the the voice in reciting [the Kur-án] &c.: (Lth, K, TA:) accord. to Zj, (TA,) so called because of their exciting men to be desirous of the غَابِرَة, which means the بَاقِيَة [or lasting, or everlasting, state of existence], (K, TA,) and to be undesirous of the evanescent, which is the present, state (TA.) [See 2.]

مِغْبَارٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) that becomes overspread with dust. (AHn, K.) A2: And A she-camel that abounds with milk after the abounding therewith of those that have brought forth with her. (K.) مُغْبُورٌ i. q. مُغْثُورٌ [q. v.]: (Kr, K:) the latter is the more approved term. (TA.)
غ ب ر
. غَبَرَ الشَّيْءُ يَغْبُرُ غُبُوراً كقُعُودٍ: مَكَث وبَقِيَ. وغَبَر غُبُوراً: ذَهَبَ ومَضَى. والغَابِرُ: البَاقِي.
والغَابِرُ: الماضِي، ضِدّ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقد يَجِئُ الغَابِرُ فِي النَّعْتِ كالمَاضِي. وَهُوَ غابرٌ من قَوْمٍ غُبَّرٍ كرُكَّعٍ. والغابِرُ من اللَّيْلِ: مَا بَقِيَ مِنْهُ. ويُقَال: هُوَ غابِرُ بَنِي فُلان، أَي بَقِيَّتُهم. قَالَ عُبَيْدُ الله بن عُمَرَ:
(أَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَنْمِينِي عُمَرْ ... خَيْرُ قُرَيْشٍ مَنْ مَضضى ومَنْ غَبَرْ)
بَعْدَ رَسُولِ اللهِ والشَّيْخِ الأَغَرّ ويُقَال: أَنتَ غابِرٌ غَداً، وذِكْرُكَ غابِرٌ أَبَداً. وغُبْرُ الشَّيْءِ، بالضّمّ: بَقِيَّتُه، كغُبَّرِه، بتَشْدِيد المُوَحَّدَة المَفْتَوحة، ج الغُبْرِ أَغْبَارٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، وجَمْعُ الغُبَّرِ غُبَّرَات، وقَدْ غَلَبَ ذَلِك على بَقِيَّةِ دَمِ الحَيْض، وعلَى بَقِيَّةِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ قَالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
(لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا ... إِنَّكَ لَا تَدْرِى مَنِ النّاتِجُ)
ويُقَال: بهَا غُبَّرٌ من لَبَنٍ، أَي بالنَّاقَةِ. وغُبَّرُ الحَيْضِ: بَقَايَاهُ. قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيّ، واسْمُه عامِر ابنُ الحُلَيْس:
(ومُبْرَّأ مِنْ كُل غُبَّرِ حَيْضَةٍ ... وفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وداءٍ مُغْيِلِ)
وغُبِّرُ المَرَضِ: بَقاياهُ. وَكَذَلِكَ غُبْرُ اللَّيْلِ. وغُبْرُ اللَّيْلِ: آخِرُه وبَقَاياه، واحِدُهَا غُبْرٌ. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: بفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ أَي قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: أَنّه سُئِل عَنْ جُنُبٍ اغْتَرَفَ بكُوزٍ من حُبٍّ، فأَصَابَتْ يدُه الماءَ. فَقَالَ: غابِرُه نَجِسٌ، أَي باقِيهِ. وَفِي حَدِيثٍ: أَنَّه اعْتَكَفَ العَشْرَ الغَوابِرَ من شَهْرِ رَمَضَانَ أَي البَوَاقِي، جَمْعُ غابِرٍ. وَفِي حديثٍ آخر: فَلَم يَبْقَ إِلا غُبَّراتٌ من أَهْلِ الكِتَاب. وَفِي رِوَايَة: غُبَّرُ أَهل الكِتَاب. والغُبَّرُ: جَمْع غابِرٍ. والغُبَّراتُ جَمْعُ غُبَّر، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغُبَّرَّاتُ: البَقَايَا، واحِدُها غابِرٌ، ثمَّ يُجْمَع غُبَّراً، ثمَّ غُبَّرَاتٌ جَمْعُ الجَمْع. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: مَا تَأَبَّطَتْنِي الإِماءُ وَلَا حَمَلَتْنِي البَغَايَا فِي غُبَّرَاتِ المَآلِي، أَرادَ أَنّه لم تَتَوَلَّ الإِمَاءُ تَرْبِيَتَه. وغُبَّرَاتُ المآلِي: بقايَا خَرِقَ الحَيْضِ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: الغَابِرُ: الباقِي، فِي الأَشْهَرِ عِنْدَهم. قَالَ: وَقد يُقالُ للماضِي غابِرٌ. قَالَ الأَعْشَى فِي الغابِرِ بمعنَى الماضِي:
(عَضَّ بمَا أَبْقَى المَوَاسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّهِ فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ)
)
أَرَادَ المَاضِي. قلتُ: وَقد سَبَق لي تأْلِيفُ رِسَالَة فِي عِلْم التَّصْرِيف، وسَمَّيْتها عُجَالَة العابِرِ فِي بَحْثَيِ المُضَارِع والغابِرِ وأَردتُ بِهِ الماضِيَ نَظَراً إِلى هَذَا القَوْل. قَالَ الأزهريّ: الْمَعْرُوف فِي كَلامِ العَرَب أَنَّ الغَابِرَ الباقِي. وَقَالَ غَيْرُ واحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة: إِنّ الغَابِرَ يكون بِمَعْنى الماضِي.
وتَغَبَّرَ الناقَةَ: احْتَلَبَ غُبْرَها، بالضَّمّ، نَقله الصّاغَانِيّ والزمخشريّ، أَي بَقِيّةَ لَبَنِها وَمَا غَبَرَ مِنْه.
قَالَ الزمخشريّ: وتقولُ: اسْتَصْفَى المَجْدَ بأَغْبَارِه، واسْتَوْفَى الكَرَم بأَصْبَارِه. . وَقيل لِقَوْمٍ نَمَوْا وكَثُرُوا: كَيْفَ نَمَيْتُم قَالُوا: كُنَّا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ، ونَتَغَبَّر الكَبِيرَ، أَي كُنَّا نأْخذ أَوَّلَ ماءِ الصّغِيرِ وبَقِيَّة ماءِ الكَبِير، يُرِيد نُزَوِّجُهما حِرْصاً على التَّنَاسُل. وتَغَبَّرَ من المَرْأَةِ وَلَداً: اسْتَفَادَهُ، وَهُوَ من ذَلِك. ويُحْكَى أَنّه تَزَوَّج عُثْمَانُ هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَاب كَمَا فِي أَنساب ابْن الكَلْبِيّ: غَنْم، بالغَيْن المَفْتُوحَة وَالنُّون الساكِنَة، ابنُ حَبِيب بنِ كَعْبِ بن يَشْكُرَ ابنِ بَكْر بن وائِلٍ امرأَةً مُسِنَّة اسْمُها رَقاشِ، كقَطَامِ، بِنْت عامِرٍ، وَقد أَطْلَقَهُمَا الزمخشريّ حَيْثُ قَالَ: تَزَوَّج أَعرابيُّ مُسِنَّةً، فقِيل لَهُ: إِنّها كَبِيرَة السَّنَ: فَقَالَ: لعَلِّي أَتَغَبَّر مِنْهَا وَلَداً، أَي أَسْتَفِيدُه، فَلَمَّا وُلِدَ لَهُ سَمّاه غُبَرَ، كزُفَرَ، فَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ، مِنْهُم قَطَنُ ابنُ نُسَير أَبو عَبّادٍ، رَوَى عَن جَعْفَرِ بن سُلَيْمَان. قَالَ ابنُ عَدِيّ: كانَ يَسْرِقُ الحَدِيثَ، وَكَانَ أَبو زُرْعَةَ يَحْمِلُ عَنهُ، وذَكَرض لَهُ مَنَاكِيرَ عَن جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَان قَالَه الذهبيّ فِي الدِّيوَان. ومُحَمَّدُ بن عُبَيْد بن حَسّاب من شُيُوخ مُسّلِم، المُحَدِّثان الغُبَرِيّان. وَذكر أَعرابيّ ناقَةً فَقَالَ: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ. المِغْبار: ناقَةٌ تَغْزُرُ بعد مَا تَغْزُرُ اللَّوَاتِي يُنْتَجْنَ مَعَهَا والمِعْشَارُ والمِشْكار تَقَدَّم ذِكْرُهما. والمِغْبَارُ أَيضاً نَخْلَةٌ يَعْلُوهَا الغُبَارُ، عَن أَبي حَنِيفَة. وداهِيَةُ الغَبَرِ، محرَّكةً، داهِيَةٌ عَظِيمَة لَا يُهْتَدَى لِمِثْلِهَا، قَالَ الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ المُنْذِرَ بنَ جارُود:
(أَنْتَ لَهَا مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ ... داهِيَةُ الدَّهْر وصَمّاءُ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: من أَمثالهم فِي الدَّهَاءِ والإِرْب إِنّه لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ. قَالَ: هُوَ من قَوْلهم: جُرْحٌ غَبْرٌ.
وداهِيَةُ الغَبَرِ: بَلِيَّةٌ لَا تَكاد تَذْهَبُ. وقولُ الشاعِر:
(وعاصِماً سَلَّمَهُ من الغَدَرْ ... من بَعْدِ إِرْهَانٍ بِصَمَّاءِ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو الهَيْثَم: يَقُول: أَنجاهُ من الهَلاك بعد إِشْرَاف عَلَيْه. وَقَالَ الزمخشريُّ: صَمّاءُ الغَبَرِ: الحَيَّةُ تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَعٍ فَلَا تُقْرَب. وأَنشد بَيْتَ الحِرْمازِيّ المُتَقدّم. أَو داهِيَةُ الغَبَر: الذِي يُعانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلك. وَمِنْه مَا حَكَى أَبو زَيْدٍ: مَا غَبَّرْتَ إِلاَّ لِطَلَبِ المِرَاءِ. والغَبَرُ،) مُحَرَّكَةً: التُّرَابُ عَن كُرَاع. والغَبَرَةُ، بهاءٍ: الغُبَارُ، كغُرَابِ، وَهُوَ اسمٌ لِمَا يَبْقَى من التُّرابِ المُثَارِ، جُعِلَ على بِناءِ الدُّخانِ والعُثَانِ ونَحْوِهِما من البَقَايَا، قَالَه المصنّفُ فِي البَصائر. وَفِي اللّسَان: الغَبَرَةُ: تَرَدُّدُ الرَّهَجِ، فإِذا ثارَ سُمِّىَ غُبَاراً، كالغُبْرَة، بالضَّمّ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
(بِعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةِ ... وَلم تَرِدَا أَرْضَ العِرَاقِ فَثَرْمَدَا)
واغْبَرَّ اليَوْمُ اغْبِرَاراً: اشْتَدّ غُبَارُه، عَن أَبِي عَلِيّ. وغَبَّرَهُ تَغْبِيراً: لَطَخَهُ بِهِ. وتَغَبَّرَ: تَلَطَّخ بِهِ.
والغُبْرَةُ، بالضّم: لَوْنُه، أَي الغُبَار يَغْبَرُّ لِلْهَمِّ ونَحْوِه. وقَدْ غَبَرَ غُبُوراً وغُبْرَةً واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وأَغْبَرَ إِغْبَاراً. والأَغْبَرُ: الذِّئْبُ، لِلَوْنه، كالأَغْثَرِ، بالمُثَلَّثَة كَمَا سيأْتي. والغَبْراءُ: الأَرْضُ، لغُبْرَةِ لَوْنِها، أَو لما فِيهَا من الغُبَارِ. وَفِي الحَدِيث: مَا أَظَلَّتِ الخَضْراءُ وَلَا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبِي ذَرٍّ. قَالَ ابنُ الأَثير: الخَضْراءُ: السَّمَاءُ. والغَبْرَاءُ: الأَرْضُ. أَراد أَنّه مُتناهٍ فِي الصِّدْق إِلى الغايَةِ. فجاءَ بِهِ على اتِّساع الكَلامِ والمَجاز. والغَبْرَاءُ: أُنْثَى الحَجَلِ. والغَبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمَرُ. وأَرْضٌ غَبْرَاءُ: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ، كالغَبَرَةِ، محرّكةً. والغَبْرَاءُ: ة باليَمَامَة.
والغَبْرَاءُ: النَّبْتُ فِي السُّهُولَةِ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلَّثَة. والغَبْراءُ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْر بن عَمْروٍ الفَزَارِيّ، أَخِي حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ. والغَبْراءُ أَيضاً فَرَسُ قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبِيّ. ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ. وَفَاتَهُ ذِكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيّ. قلتُ: وَهِي خالَةُ داحِس وأُخْتُه لأَبِيه قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ. والغَبْرَاءُ: نَباتٌ سُهْلِىٌّ كالغَبَيْرَاءِ، لِلَوْنِ وَرَقِهَا وَثَمَرَتِها إِذا بَدَتْ ثمّ تَحْمَرُّ حُمْرَةً شَدِيدَة، أَو الغَبْرَاءُ ثَمَرَتُه، والغُبَيْرَاءُ شَجَرَتُه وَلَا تُذْكَر إِلاّ مُصَغَّرَةً، أَو بالعَكْسِ، الواحِدُ والجَمْعُ فِيهِ سواءٌ كلّ ذَلِك قَالَه أَبو حَنِيفَةَ فِي كتاب النَّبَات. والوَطْأَةُ الغَبْرَاءُ: الجَدِيدَةُ أَو الدّارِسَةُ، وَهُوَ مِثْلُ الوَطْأَةِ السَّوْداءِ. وَفِي الأَساس: هُمَا وَطْأَتَانِ: دَهْمَاءُ وغَبْرَاءُ، وأَثَرَانِ: أَدْهَمُ وأَغْبَرُ، أَي حَدِيثٌ ودارِسٌ. والغَبْرَاءُ من السّنِين: الجَدْبَةُ وجَمْعُهَا الغُبْرُ. قَالَ ابنُ الأَثِير: سُمِّيَتْ سِنُو الجَدْبِ غُبْراً لاِغْبِرارِ آفاقِها من قِلَّةِ الأَمْطَار، وأَرْضِها من عَدَمِ النَّبَات.
وبَنُو غَبْرَاءَ: الفُقَرَاءُ المَحَاوِيجُ، وهُم الصَّعَالِيك. وَبِه فَسَّر الجوهريّ بَيْتَ طَرَفَةَ بنِ العَبْد، وَلم يَذْكُرِ البيتَ، وإِنَّما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ وَغَيره، وهُوَ:
(رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لَا يُنْكِرُونَنِي ... وَلَا أَهْلَ هذاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: وإِنّما سُمِيَ الفُقَراءُ بَنِي غَبْراءَ لِلُصُوقِهم بالتُّرَاب كَمَا قِيلَ لَهُم المُدْقْعُون لِلُصُوقهم بالدّقْعاءِ وهِيَ الأَرْضُ كأَنَّهم لَا حائلَ بَيْنَهم وَبَينهَا. والطَّرَافُ: خِباءٌ من أَدَم تَتَّخِذُه الأَغنياءُ.)
يَقُول: إِنّ الفُقَراءَ يَعْرِفُونَنِي بإِعْطَائي وبِرِّي، والأَغنياءُ يَعْرِفُونَنِي بفَضْلِي وجَلاَلَةِ قَدْرِي وقِيلَ: بَنُو غَبْرَاءَ: الغُرَبَاءُ عَنْ أَوْطَانِهم. وَقيل: هُم القومُ المُجْتَمِعُون للشَّرابِ بِلَا تَعَارُف وَبِه فَسّر بعضُهم قولَ طَرَفَةَ السابِق ذِكْرُه. وَبِه فُسِّر أَيضاً قولُ الشاعِر:
(وبَنُو غَبْرَاءَ فِيها ... يَتَعَاطَوْنَ الصَّحَافَا)
أَي الشَّرْب. وَقيل هُمُ الَّذِين يَتَنَاهَدُون فِي الأَسْفَارِ. وَبِه فّسر آخَرُون قَوْلَ طَرَفَةَ. وَهُوَ مستدرَكٌ على المصنِّف. وَقد ذكرهُ الصاغانيّ وصاحبُ اللِّسَان. وَفِي الحَديث: إِيّاكُم والغُبَيْرَاء فإِنَّهَا خَمْرُ العالَمِ وَهِي السُّكُرْكَة، وَهِي شَرَابٌ يُعمَل من الذُّرَة يَتَّخِذُه الحَبَشُ، وَهُوَ يُسْكِرُ. وَقَالَ ثَعْلَب: هِيَ خَمْرٌ تُعْمَلُ من الغُبَيْرَاءِ، هَذَا الثَّمر المَعْروف، أَي هِيَ مِثْلُ الخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُها جميعُ الناسِ، لَا فَصْلَ بَينهمَا فِي التَّحْرِيم. ويُقَال: تَرَكَهُ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ وغَبْرَائِه، إِذا رَجَعَ خائباً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالَّذِي الْمُحكم: جاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْر، وغُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعْنِي الأَرْضَ وتَرَكَه على غُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعني ليْسَ لَهُ شَئٌ. وَفِي التَّهْذيب: يُقال: جاءَ فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، ورَجَع عَوْدَهُ على بَدْئِه، ورَجَعَ على أَدْرَاجِه، ورَجَع دَرَجَه الأَوَّلَ، ونَكَصَ على عَقِبَيْه: كُلّ ذَلِك إِذا رَجَعَ وَلم يُصَبْ شَيْئا. وَقَالَ الأَحْمَر: إِذا رَجَعَ وَلم يَقْدِر على حاجضتِه، قيل: جاءَ على غُبَيْرَاءِ الظَّهر، كأَنَّه رجعَ وعَلى ظَهْرِه غُبَارُ الأَرْض. وَقَالَ زَيْدُ بن كَثْوَةَ: يُقَال: تركتُه على غُبَيْراءِالظَّهْرِ، إِذا خاصَمْتَ رجلا فخَصَمْتَه فِي كُلّ شئٍ وغَلَبْتَه على مَا فِي يَدَيْه. وَهَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي عبارَة المصنّف مُخَالَفَةٌ مَعَ هَذِه النُّقُول وخَلْطٌ فِي الأَقْوَالِ كَمَا لَا يَخْفَى.
والغِبْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِقْد، كالغِمْر. وَقد غَبِرَ الرَّجَلُ، كفَرِحَ، إِذا حَقَدَ قالهُ ابنُ القَطّاع. والغَبَرُ، بالتَّحْرِيك: فَسَادُ الجُرْحِ أَنَّي كانَ. أَنشد ثَعْلَب: أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ. قَالَ: معناهُ بَعِيداً فَسَادُه، يَعْنِي أَنَّ فَسادَه إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْرِه وَمَا غَمَضَ من جَوانِبه، فَهُوَ لذَلِك بَعِيدٌ لَا قَرِيب. وَقد غَبِرَ، كفَرِحَ، غَبَراً فَهُوَ غَبِرٌ، إِذا انْدَمَلَ على فَسادٍ ثمَّ انْتَفَضَ بَعْد البُرْءِ، وَمِنْه سُمِّىَ العِرْقُ الغَبِرُ، لأَنَّهُ لَا يَزالُ يَنْتَقِضُ، وَهُوَ بالفَارِسِيّة النّاسُور. ويُقَال: أَصابَهُ غَبَرٌ فِي عِرْقهِ، أَي لَا يَكَادُ يَبْرَأُ. وَقَالَ الشاعرُ:
(فَهْوَ لَا يَبْرَأُ مَا فِي صَدْرِه ... مِثْلَ مَالا يَبْرَأُ العِرْقُ الغَبِرْ)
وَقَالَ الزمخشريّ: هُو من الغُبُور. وَتقول: عَمَلٌ كالظَّهْرِ الدَّبِر، وقَلْبٌ كالجُرْحِ الغَبِر. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: غَبِرَ الجُرْحُ غَبَراً: انْتَقَضَ أَبداً، والجُرْحُ: انْدَمَلَ على نَغَلٍ. وَقَالَ غيْرُه: الغَبَرُ: أَنْ يَبْرَأَ)
ظاهِرُ الجُرْحِ وباطِنُه دَوٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الغَبَرُ: داءٌ فِي باطشنِ خُفِّ البَعِيرِ، وَقَالَ المُفَضَّل: هُوَ من الغُبْرَة. والغضبَرُ: ع بسَلْمَى، أَحَد مَحالِّهَا، وسضلْمَى لِطَييٍ أَحَدُ الجَبَلَيْن، فِيهِ مياهٌ قليلةٌ.
ويُقَال للماءِ القَلِيل غَبَرٌ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المَوْضع، والغُبَرُ والغَوْبَرُ، كصُرَدٍ وجَوْهَرٍ: جِنْسٌ من السَّمَكِ، نَقله الصاغانيّ. والغُبَارَةُ، بالضَّمّ: ماءَةٌ لِبَنِي عَبْس بنِ ذُبْيانَ بِبَطْنِ الرُّمَةِ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي المعجم أَنّها إِلى جَنْب جَبَلِ قَرْنِ التَّوْبَاذ فِي بِلاد مُحارِب. والغُبَارَاتُ، بالضّمّ: ع، وَعَلِيهِ اقْتصر الصاغَانيّ. وَقَول المصنّف باليَمَامَة لم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَه. ولعلّه أَخذه من قَول الصاغانيّ بعدُ، فإِنّه قَالَ: والغُبَاراتُ: مَوْضِعٌ، والغَبْرَاءُ: من قُرَى اليَمَامَةِ، فتأَمّل. والغُبْرَانُ، بالضَّمّ والنونُ مرفوعةٌ قالَهُ الصّاغَانيّ: رُطَبَتَانِ فِي قَمْعٍ واحِدٍ مِثْل الصِّنوان: نَخْلَتَانِ فِي أَصْلٍ واحِد، ج غَبَارِينُ. بالفَتْح هَذَا قولُ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ غَيْرُه: الغُبْرانُ: بُسْرَتانِ أَو ثَلاثٌ فِي قِمْعٍ واحِدٍ، وَلَا جَمْع لِلغُبْران من لَفْظِه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغُبْرانَةُ، بالهَاء: بَلَحاتٌ يَخْرُجْن فِي قِمْع واحِدٍ. وَيُقَال: لَهِّجُوا ضَيْفَكم، وغَبِّرُوه، بِمَعْنى واحِد. وأَغْبَرَ الرَّجَّلُ فِي طَلَبِه: انْكَمَشَ وجَدَّ، عَن ابْن السكّيت. وَفِي حَدِيث مُجاشِعٍ: فخَرَجَوا مُغْبِرِينَ هم ودَوَابُّهُم، المُغْبِر: الطالِبُ للشَّيْءِ المَنْكَمِشُ فِيهِ كأَنّه لشحِرْصِه وسُرْعَتِه يُثِيرَ الغُبَارَ. وَمِنْه حَدِيثُ الحارثِ بن أَبي مُصْعَبٍ: قَدِمَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ المدينَةِ فرَأَيْتُه مُغْبِراً فِي جَهَازِه. وأَغْبَرَتْ علينا السَّمَاءُ: جَدَّ وَقْعُ مَطَرِها واشْتَدَّ.
وأَغْبَرَ الرَّجُلُ: أَثارَ الغُبَارَ، كغَبَّر تَغْبِيراً. والغُبْرُونُ، كسُحْنُونٍ هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي التكملة: الغُبْرُورُ طائرٌ وَفِي اللّسَان: الغُبْرُور: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُغَبِّرَةُ: قَوْم ٌ يُغَبِّرُون بذِكْرِ اللهِ، أَيْ يُهَلِّلُون ويُردِّدُون الصَّوْتَ بالقِرَاءَة وغيرِهَا، هُوَ مَأْخوذٌ من قَول اللَّيْث وَقَول ابنِ دَرَيْد.
فقولُ اللَّيْث: المُغَبِّرَة: قومٌ يُغَبِّرُون: يَذْكُرون اللهَ عَزَّ وجلّ بدعاءٍ وتَضَرُّعٍ، كَمَا قَالَ:
(عِبادُكَ المُغَبِّرَهْ ... رُشَّ عَلَيْنَا المَغْفِرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: التَّغْبِير: تَهْلِيلٌ أَو تَرْدِيدُ صَوْتٍ يُرَدَّدُ بقِرَاءَةٍ وغَيْرِهَا. ومثلُه قولُ ابْن القَطّاع، ونَصُّه: وغَبَّرَ تَغْبِيراً: وَهُوَ تَهْلِيلٌ وتَرْدِيدُ صَوْتٍ بقراءَةٍ أَو غَيْرِهَا. فقولُه: أَو غَيرها وَكَذَا قولُ ابنُ دُرَيْد: وغَيْرها، المُرَادُ بِهِ مَا قَالَ اللَّيْثُ مَا نَصُّه: وَقد سَمَّوْا مَا يُطرِّبُون فِيهِ من الشِّعْر فِي ذِكْرِ الله تغبِيراً، كأَنَّهُم إِذا تَناشَدَوه بالأَلْحَانِ طَرِبُوا فرَقَصُوا وأَرْهَجَوا، فسُمُّوا المُغبِّرَةَ لهَذَا المعنىَ. قَالَ الأَزْهريّ: ورَوَيْنَا عَن الشافعيّ أَنّه قَالَ: أَرَى الزَّنادِقَةَ وَضَعُوا هَذَا التَغْبِيرَ لِيَصُدُّوا عَن ذِكْرِ الله وقِرَاءَةِ القُرْآن. وَقَالَ الزَّجَّاج: سُمّوا بهَا لأَنَّهُمُ يُرَغِّبون الناسَ فِي الغَابِرَة، أَي)
الباقِيَة، أَي الآخِرَة، ويُزَهِّدُونَهَمْ فِي الفانِيَة، وَهِي الدُّنْيَا. ومثلُه فِي الأَساس. وعَبَّادُ بنُ شُرَحْبِيلَ اليَشْكُرِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو بِشْرٍ جَعْفَر ابنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ حَدِيثا واحِداً، رَواه شُعْبَةُ عَن أَبِي بِشْرٍ قَالَه ابنُ فَهْدٍ فِي المُعْجَم. وعُمَرُ بنُ نَبْهَانَ قَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِير: ضَعِيفٌ. قلتُ: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ: رَجُلان، ذَكرهما الذَّهبيّ فِي الدّيوانِ: أَحدُهما عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ العَبْدِيّ، عَن الحَسَنِ، قَالَ فِيهِ: ضَعَّفَه أَبو حاتِمٍ وغَيْرُه. وَقَالَ فِي ذَيْلِ الدّيوان: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ، عَن أَبي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيّ، قَالَ أَبو حاتِم: لَا أَعْرِفُهما. ثمّ قَالَ فِي الدّيوان: أَمّا عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ شَيْخُ أَبي الزُبَيْر المَكّيِّ فقَدِيمٌ، لم يُجرَّح، وَلَا يُعْرَف. فليُنْظَرْ أَيّهم عَناهُ الحافِظُ، وأَيّهم أَرادَه المُصَنِّف. وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ قد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي أَوّل المادّة وَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه. وعَبّادُ بن الوَلِيد بن شُجَاعٍ، قَالَ الحافظُ: مشهورٌ. وسَوارُ ابنُ مُجَشِّر، وَفِي التَّبْصِير: سَرّار، رَوَى عَن أَيُّوبَ، وَقد تَقَدَّم ذكره وذِكْرُ أَبيه فِي مَحَلِّهما. وعَبّادُ بنُ قَبِيصَةَ، عَن أَنَس بن مالِكٍ، قَالَ الأَزَدِيُّ: ضَعِيفٌ، الغُبْرِيُّون، بالضّمّ، مُحَدِّثُون. وَفِي كلامِ المصَنّف نَظَرٌ من جِهَاتٍ: الأُولَى ضَبْطُه فِي نَسَبِهم بالضّمّ، وَهُوَ خَطَأُ، والصّواب: الغُبَرِيّون، بضَمٍّ فَفَتْح، إِلى غُبَرَ كزَفَرَ، قَبيلَة من يَشْكُر الَّتِي تَقَدّم ذِكْرُهَا فِي أَوّل المَادّة. والثّانِيَة: كَرّر ذِكر قَطَن بن نُسَيْر وفَرَّقَه فِي مَحَلَّيْن، وهما واحدٌ. فأَصَابَ فِي الأَوّل وأَخْطَأَ فِي الثّانِي. وَذكر مَعَه هُنَاكَ مُحَمّد بن عُبَيْد، وَكَانَ حَقُّه أَن يُسْرَدَ هُنَا مَعَ بَنِي عَمِّه.
والثالِثة: أَوْرَدَ عَبّادَ بنَ شُرَحْبِيلَ مَعَهم، وجَعَلَه من المُحَدِّثِين، وَهُوَ صحابيّ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشِيرَ إِليه. ثمَّ ذكر هؤلاءِ تَبَعاً لابْنِ السَّمْعَانِيّ. وَقد قَصَّرَ فِي ذِكْرِ جماعَة من بني غُبَرَ مِمّن ذَكَرَهُم غيرُ ابنِ السَّمْعَانِيّ. فمِنْهُمْ باعِثُ بن صُرَيْمٍ، وَكَانَ شَرِيفاً، وأَخُوهُ وائلٌ، ذَكَرَهُما ابنُ الكَلْبِيّ. وأَبو كَثِيرِ بن يَزِيدَ ابنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ غُفَيْلَةَ الغُبَرِىّ السُّحَيْمِىّ، عَن أَبِي هُرَيْرَة.
والوَلِيدُ ابْن خالِدٍ الأَعْرَابيّ الغُبَرِيّ. وأَحْمَدُ ابْن العَبّاس بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ، وأَخُوه أَبو جَعْفَرٍ محمّدٌ الفَقِيه. وأَبُو عُمَارَةَ خَيْرُ بنُ عَلِيّ بن العَبّاسِ الغُبَرِيّ، مِصْريّ. والحُسَيْن بنُ عَبْدِ الله ابْن الفَضْلِ بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ. والكَرَوَّسُ بن سُلَيْمٍ الغُبَرِيُّ، شاعرٌ. وخَلِيفَةُ بنُ عبدِ اللهِ الغُبَرِيُّ، مِصْرِيٌّ، وَقد حَدَّثوا. أَوْرَدَهم الحافِظُ وغَيْرُه. والغَبِيرُ، كــأَمِيرٍ: تَمْرٌ، أَيْ نَوْعٌ مِنْهُ. والغُبْرُورُ، بالضَّمّ: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. قلتُ: هُوَ الَّذِي تقدّم ذِكْرُه أَوّلاً ونَبَّهْنَا على الغَلَط فِيهِ. وَقد ضَبَطَه الصاغانيّ بالراءِ فِي آخِرِه. والّذِي أَوْرَدَه المصنِّفُ آنِفاً بالنُّون غَلَطٌ، ولعلّه تَصحَّفَ عَلَيْهِ من نُسْخَه التكملة الَّتِي عِنْده. والمُغْبُورُ، بضَمّ المِيم عَن كُراع، لُغَة فِي المُغْثُور، والثاءُ أضعْلَى كَمَا) سَيَأْتي. وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهِبٌ دارِسٌ. قَالَ المُخَبَّل السَّعْديّ:
(وأَنْزَلَهُمْ دارَ الضِّيَاعِ فأَصْبَحُوا ... على مضقْعَدٍ من مَوْطنِ العِزِّ أَغْبَرَا)
وسَمَّوْا غُبَاراً، كغُرَابٍ، وأَحْدُهُمَا مقلُوبٌ عَن الثانِي، وَفِيه لَطَافَةٌ لَا تَخْفَى. وغابِراً وغَبَرَةً، مُحَرَّكَة. وغُبَرُ كزُفَرَ: بَطِيحَةٌ كَبِيرَةٌ متَّصِلة بالبَطائح، نَقَلَه الصاغانيّ. قلتُ: وَهِي الَّتِي بَيءنَ واسِطَ والبَصْرَةِ. وغَبِيرٌ، كــأَمِير: ماءٌ لمُحَارِب ابْن خَصَفَة، وَمِنْهُم مَن ضَبَطَه كزُبَيْرٍ. ودَارَةُ غُبَيْرٍ، كزُبَيْر: لِبَنِي الأَضْبَطِ، وَقَالَ الزمخشريّ فِي الأَساس عِنْد ذكر صَمّاءِ الغَبَر أَنّها الحَيّة تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَع فَلَا تُقرَب: وبتصغيرِه سُمِّيَ ماءٌ لِبَنِي الأَضْبَطِ، وأُضِيفَت إِليه دارَتُهم فقِيل دارَةُ غُبَيْر. وَفِي مُعْجم مَا استعجم: الغُبَيْرُ كزُبَيْرٍ: ماءٌ لِبَنِي كِلابٍ، ثُمّ لِبَنِي الأَضْبَطِ، فِي دِيَارهمْ بنَجْد. وممّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: الغَبَرُ، محرّكةً: البَقَاءُ. وغُبْرَةُ، بالضَّمّ: موضعٌ، وَله يَوْمٌ. ويُوصَفُ الجُوعُ بالأَغْبَرِ، كَمَا يُوصَف المَوْت بالأَحْمضرِ، كِنَايَة عَن السِّنِينَ المُجْدِبَةِ والقَتْلِ بالسَّيْف. وطَلَبَ فُلاناً فَمَا شَقَّ غُبَارَه، أَي لم يُدْرِكْه. والغَبْرَةُ، بِالْفَتْح: لَطْخُ الغُبَارِ. وَقد غَبِرَ، كفَرِح. وجاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْرِ، أَي راجِلاً قَالَه الزمخشريّ وغُبَيْرَاءُ الظَّهْرِ: الأَرْضُ قَالَه الصاغانيّ. وغَبِرَ التَّمْرُ، كفَرِح: أَصابَه الغُبَار، وأَغْبَرْتُ فِي الشّيْءِ: أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ. ذَكَرهُما ابْن القَطَّاع. وَفِي حَدِيث أُوَيْس القَرْنِيّ أَكونُ فِي غُبَّرِ الناسِ أَحَبُّ إِليَّ.
وَفِي رِوَايَة: فِي غَبْرَاءِ الناسِ، بالمَدّ. فالأَوّل، أَي أَكون مَعَ المُتَأَخِّرين لَا مَعَ المُتَقَدِّمين المَشْهُورِين: وَالثَّانِي، أَي فُقَرائهم. والعِرْق الغَبِرُ، ككَتِفٍ: الناسُورُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: المُغْبَرّ، كمُحْمَرٍّ: الذِي دَوِىَ باطنُ خُفِّه. وَبِه فُسِّر قولُ القُطاميّ:
(يَا ناقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّاً ... وقَلَّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا)
وغَبَّرَ ضَيْفَه تَغْبِيراً: أَطْعَمَهُ الغُبْرَانَ. والتَغْبِيرُ: ارْتِفَاعُ اللَّبَنِ. ووَادِي غُبَرَ، كزُفَرَ: عِنْد حِجْر ثَمُودَ. ذكرهمَا الصاغانيّ. وقَطَعَ الله غابِرَه ودابِرَه. وغَبَّرَ فِي وَجْهِه: سَبَقَهُ. قيل: وَمِنْه مَا يُشَقُّ غُبَارُه وَمَا يُخَطّ غُبَارُه. وإِذا سُئلَ عَن رَجُلٍ لَا تُعْرَفُ لَهُ عَشِيرَةٌ، قيل: هُوَ من أَهْلِ الأَرْضِ، وَمن بَنِي الغَبْرَاءِ، أَي مِنْ أَفْنَاءِ الناسِ كَذَا فِي الأَسَاس. وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ غَبَرَةَ الحارِثيّ الكُوفِيّ، مُحَرَّكة، وَكَذَا أَبو الطَّيِّب أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ غَبَرَة الكُوفيّ، ومحمّد بن عُمَرَ بنِ أَبي نَصْر الحَرْبِيّ، ولَقَبُه غَبَرَةُ: محدِّثون. وغِبْرينُ، بالكَسْرِ: مدينةٌ بالمَغْرِب. وعَبْدُ الباقِي بنِ محمّد بنِ أَبي الغُبَار الأَدِيبُ، كغُرَابٍ، حَدَّث عَن ابْن النَّقُور. وعليّ بنُ رَوْحِ بنِ أَحْمَدَ)
المعروفُ بابْنِ الغُبَيْرِيّ، حَدَّث ذكره ابنُ نُقْطة

غبر: غَبَرَ الشيءُ يَغْبُر غُبوراً: مكث وذهب. وغَبَرَ الشيءُ يَغْبُر

أَي بقي.والغابِرُ: الباقي. والغابِرُ: الماضي، وهو من الأَضداد؛ قال

الليث: وقد يَجِيء الغابِرُ في النعت كالماضي. ورجل غابِرٌ وقوم غُبَّرٌ:

غابِرون. والغابِرُ من الليل: ما بقي منه. وغُبْرُ كل شيء: بقيَّته، والجمع

أَغبارٌ، وهو الغُبَّرُ أَيضاً، وقد غلب ذلك على بقيّة اللبن في الضرع

وعلى بقيَّة دَمِ الحيض؛ قال ابن حِلِّزة:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها،

إِنَّك لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ

ويقال: بها غُبَّرٌ من لَبَنٍ أَي بالناقة. وغُبَّرُ الحَيْض: بقاياه؛

قال أَبو كبير الهذلي واسمه عامر ابن الحُلَيس:

ومُبَرَّإِ من كل غُبَّرِ حَيْضةٍ،

وفَسادِ مُرْضِعَة، وداءٍ مُغْيِلِ

قوله: ومُبَرَّإِ معطوف على قوله:

ولقد سَرَيْتُ على الظلامِ بمِغْشَم

وغُبَّرُ المرَض: بقاياه، وكذلك غُبْرُ الليل. وغُبْرُ الليل: آخره.

وغُبْرُ الليل: بقاياه، واحدها غُبْرٌ

(* قوله« وغبر الليل بقاياه واحدها

غبر» كذا بضبط الأصل) . وفي حديث معاوية: بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ

غُبْرٌ أَي قليل. وغُبْرُ اللبَن: بقيَّته وما غَبَرَ منه. وقوله في الحديث:

إِنه كان يَحْدُر فيما غَبَرَ من السُّورة؛ أَي يُسرِع في قِراءتها؛ قال

الأَزهري: يحتمل الغابِرُ هنا الوجهين يعني الماضي والباقي، فإِنه من

الأَضداد، قال: والمعروف الكثير أَن الغابِرَ الباقي. قال: وقال غير واحد

من الأَئمة إِنه يكون بمعنى الماضي؛ ومنه الحديث: أَنه اعتكَفَ العَشْر

الغوابِرَ من شهر رمضان، أَي البواقى، جمعُ غابِرٍ. وفي حديث ابن عمر:

سُئِل عن جُنُب اغترف بكُوز من حُبّ فأَصابت يدُه الماء، فقال: غابرُه نَجِسٌ

أَي باقيهِ. وفي الحديث: فلم يَبْقَ إِلا غُبَّرات من أَهل الكتاب، وفي

رواية: غُبَّرُ أَهل الكتاب؛ الغُبَّر جمع غابِر، والغُبَّرات جمع

غُبَّرٍ. وفي حديث عَمرو بن العاص: ما تأَبَّطَتْني الإِماءُ ولا حَمَلَتْني

البغايا في غُبَّرات المآلي؛ أَراد أَنه لم تتولَّ الإِماء تربيتَه،

والمآلي: خِرَقُ الحيض، أَي في بَقاياها؛ وتَغَبَّرْتُ من المرأَة ولداً.

وتَزَوَّج رجل من العرب امرأَة قد أَسنَّت فقيل له في ذلك فقال: لعلِّي

أَتَغبَّر منها ولداً، فولدتْ له غُبَرَ. مِثالُ عُمَر، وعو غُبَرُ بنَ غَنْم

بن يَشْكُر ابن بَكْر بن وائل.

وناقة مِغْبار: تَغْزُرُ بعدما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْن معها.

ونَعت أَعرابي ناقةً فقال: إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ، فالمِغْبار

ما ذكرناه آنفاً، والمِشْكار الغَزيرة على قِلَّة الحَظِّ من المَرْعى،

والمِعشَار تقدم ذكره.

ابن الأَنباري: الغابِرُ الباقي في الأَشْهَر عندهم، قال: وقد يقال

للماضي غابِرٌ؛ قال الأَعشى في الغابِرِ بمعنى الماضي:

عَضَّ بِما أَبْقى المَواسي له،

من أُمِّه، في الزَّمَن الغابِرِ

أَراد الماضي. قال الأَزهري: والعروف في كلام العرب أَن الغابِرَ

الباقي. قال أَبو عبيد: الغُبَّرات البَقايا، واحدها غابِرٌ، ثم يجمع غُبَّراً،

ثم غُبَّرات جمع الجمع. وقال غير واحد من أَئمة اللغة: إِن الغابرَ يكون

بمعنى الماضي.

وداهية الغَبَرِ، بالتحريك: داهية عظيمة لا يُهتدى لِمِثْلها؛ قال

الحرْمازي يمدح المنذِرَ بنَ الجارُودِ:

أَنت لها مُنْذِرُ، من بين البَشَرْ،

داهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاء الغَبَرْ

يريد يا منذر. وقيل: داهية الغَبَرِ الذي يعانِدُك ثم يرجع إِلى قولك.

وحكى أَبو زيد: ما غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء. قال أَبو عبيد: من

أَمثالهم في الدَّهاءِ والإِرْب: إِنه لداهية الغَبَر؛ ومعنى شعر المنذر

يقول: إِن ذُكِرتْ يقولون لا تسمعوها فإِنها عظيمة؛ وأَنشد:

قد أَزِمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ

قال: هو من قولهم جُرْح غَبِرٌ. وداهية الغَبَر: بليّة لا تكاد تذهب؛

وقول الشاعر:

وعاصِماً سلّمه من الغدَرْ

من بعد إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ

قال أَبو الهيثم: يقول أَنجاه من الهلاك بعد إِشراف عليه. وإِرْهانُ

الشيء: إِثباتُه وإِدامتُه.

والغَبَرُ: البقاء والغَبَرُ، بغير هاء: التُّراب؛ عن كراع. والغَبَرةُ

والغُبار: الرَّهَجُ، وقيل: الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا نار سُمّي

غُباراً. والغُبْرة: الغُبار أَيضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِعَيْنَيَّ لم تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ،

ولم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا

وقوله أَنشده ثعلب:

فَرَّجْت هاتيك الغُبَرْ

عنا، وقد صابت بقُرْ

قال ابن سيده: لم يفسره، قال: وعندي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن

الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ؛ قال: وعندي أَن غُبَر ههنا موضع. وفي

الحديث: لو تعلمون ما يكون في هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ والمَوْت

الأَحْمر؛ قال ابن الأَثير: هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً

يكون في السنين المُجدبة، وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفاقها

من قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها من عَدَم النبات والاخْضِرار، والموتُ

الأَحمرُ الشديد كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدماء؛ ومنه حديث عبدِ الله بن

الصامت: يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر والموت الأَحْمَرُ؛ هو من

ذلك. واغْبَرَّ اليوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبي عليّ. وأَغْبَرْتُ: أَثَرْت

الغُبار، وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً. وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه

أَي لم يُدْرِكه. وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. وتَغَبَّر: تلطَّخ

به. واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار. والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار.

والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وهو أَغْبَرُ.

والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه. وقوله عز وجل: ووجوهٌ

يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ،

والغُبْرة لون الأَغْبر، وهو شبيه بالغُبار. والأَغْبر: الذئب للونه؛

التهذيب: والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع، كما

قال:عبادك المُغَبِّره،

رُشَّ علينا المَغفِرَه

قال الأَزهري: وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله

تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا

فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى. قال الأَزهري: وروينا عن الشافعي، رضي الله عنه،

أَنه قال: أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر

الله وقراءة القرآن. وقال الزجاج: سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في

الفانية، وهي الدنيا، وترغيبهم في الآخرة الباقية، والمِغْبار من النخل: التي

يعلوها الغُبار؛ عن أَبي حنيفة.

والغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار.

وفي حديث أَبي هريرة: بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء؛ هي التي لا يهتدى

للخروج منها. وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر، يعني الأَرض. وتركه

على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء. التهذيب: يقال جاء فلان على

غُبَيراء الظهر، ورجع عَوْده على بَدْئه، ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه

الأَوَّل، ونكَص على عَقِبَيْه، كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً. وقال ابن

أَحمر: إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل: جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع

وعلى ظهره غُبار الأَرض. وقال زيد بن كُثْوة: يقال تركته على غُبَيراء

الظهر إِذا خاصَمْت رجلاً فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه.

والوَطْأَة الغَبْراء: الجديدة، وقيل: الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء.

والغَبراء: الأَرض في قوله، صلى الله عليه وسلم: ما أَظلَّت الخَضراء ولا

أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير:

الخَضراء السماء، والغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناهٍ في الصِّدق إِلى

الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز. وعِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛

قال المخبَّل السعدي:

فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع، فأَصْبَحوا

على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا

وسَنة غبراء: جَدْبة، وبَنُو غَبْراء: الفقراء، وقيل: الغُرَباء، وقيل:

الصَّعالِيك، وقيل: هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف؛ قال طرفَة:

رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني،

ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد

وقيل: هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار. الجوهري: وبَنُو غَبْراء الذين

في شِعْر طرفة المَحَاويج، ولم يذكر الجوهري البيت، وذكره ابن بري وغيره

وهو: رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني

قال ابن بري: وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كما

قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء، وهي الأَرض كأَنهم لا حائل

بينهم وبينها. وقوله: ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في

يُنكرونني، ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا النافية؛ ومثله قوله سبحانَه

وتعالى: ما أَشْرَكنا ولا آباؤُنا. والطراف: خِباءٌ من أَدَم تتخذه

الأَغنياء؛ يقول: إِن الفقراء يعرفونني بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يعرفونني

بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي. وفي حديث أُوَيْس: أَكون في غُبَّر الناس أَحبُّ

إِليَّ، وفي رواية: في غَبْراء الناس، بالمدّ، فالأَوّل في غُبَّر الناس

أَي أَكون مع المتأَخرين لا المتقدِّمين المشهورين، وهو من الغابِرِ

الباقي، والثاني في غَبْراء الناس بالمدّ أَي في فقرائهم؛ ومنه قيل

للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض والتراب؛ وقال

الشاعر:وبَنُو غَبْراء فيها

يَتعاطَون الصِّحافا

يعني الشُّرْب. والغَبْراء: اسم فرس قيس بن زهير العَبسي. والغَبْراء:

أُنثى الحَجَل.

والغَبْراء والغُبَيْراء: نَباتٌ سُهْلِيٌّ، وقيل: الغَبْراء شجرته

والغُبَيْراء ثمرته، وهي فاكهة، وقيل: الغُبَيْراء شجرته والغَبْراء ثمرته

بقلب ذلك، الواحد والجمع فيه سواء، وأَما هذا الثمر الذي يقال له

الغُبَيْراء فدخيل في كلام العرب؛ قال أَبو حنيفة: الغُبَيْراء شجرة معروفة، سميت

غُبَيْراء للون وَرَقِها وثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شديدة، قال:

وليس هذا الاشتقاق بمعروف، قال: ويقال لثمرتها الغُبَيراء، قال: ولا تذكر

إِلا مصغّرة. والغُبَيراء: السُّكُرْكَةُ، وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه

الحَبَشُ وهو يُسْكِر. وفي الحديث: إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خمر

العالم. وقال ثعلب: هي خمر تُعْمَل من الغُبَيراء، هذا الثمر المعروف، أَي هي

مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم.

والغَبْراء من الأَرض: الخَمِرُ. والغَبْراء والغَبَرة: أَرض كثيرة

الشجر. والغِبْرُ: الحِقْد كالغِمْر. وغَبِرَ العِرْق غَبَراً، فهو غَبِرٌ:

انتقض. ويقال: أَصابه غَبَرٌ في عِرْقِه أَي لا يكاد يبرأُ؛ قال الشاعر:

فهو لا يَبْرأُ ما في صَدْرِه،

مثل ما لا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ

بكسر الباء. وغَبِرَ الجُرْح، بالكسر، يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل

على فساد ثم انتقض بعد البُرْء؛ ومنه سمي العرْق الغَبِر لأَنه لا يزال

ينتقض، والناسور بالعربية هو العِرْق الغَبِر. قال: والغَبَرُ أَن يَبْرأَ

ظاهرُ الجرح وباطنه دَوٍ؛ وقال الأَصمعي في قوله:

وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا

قال: الغَبَرُ داء في باطن خف البعير. وقال المفضل: هو من الغُبْرة،

وقيل: الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّى كان؛ أَنشد ثعلب:

أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ

قال: معناه بعيداً فسادُه يعني أَن فساده إِنما هو في قعره وما غَمَضَ

من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب. وأَغْبَر في طلب الشيء: انكمش وجَدّ في

طلبه. وأَغْبَرَ الرجل في طلب الحاجة إِذا جدّ في طلبها؛ عن ابن السكيت.

وفي حديث مجاشع: فخرجوا مُغْبِرين هم ودَوابُّهم؛ المُغْبِرُ: الطالب

للشيء المنكمش فيه كأَنه لحرصه وسرعته يُثِير الغُبار؛ ومنه حديث الحرث بن

أَبي مصعب: قدم رجل من أَهل المدينة فرأَيته مُغْبِراً في جَِهازه.

وأَغْبَرت علينا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مطرها واشتد.

والغُبْرانُ: بُسْرتان أَو ثلاث في قِمْع واحد، ولا جمع للغُبْران من

لفظه. أَبو عبيد: الغُبْرانُ رُطَبتان في قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان

في أَصل واحد، قال: والجمع غَبارِين. وقال أَبو حنيفة: الغُبْرانة،

بالهاء، بَلَحات يخرجن في قمع واحد. ويقال: لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه

بمعنى واحد. والغَبِير: ضرب من التمر.

والغُبْرورُ: عُصَيْفِير أَغْبَر. والمُغْبور، بضم الميم؛ عن كراع: لغة

في المُغْثور، والثاء أَعلى.

كفت

كفت
: (كَفَتَه يَكْفِتُهُ) كَفْتاً (: صَرَفَهُ عَن وَجْهِه، فنْكَفَتَ) أَي رَجَعَ رَاجِعاً، وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (صَلاةُ الأَوّابِينَ مَا بَيْنَ أَنْ يَنْكَفِتَ أَهْلُ المَغْرِبِ إِلى أَنْ يَثُوبَ أَهْلُ العُشَراءِ) أَي يَنْصَرِفُون إِلى مَنَازِلِهِم.
(و) كَفَتَ (الشيءَ إِلَيْهِ) يَكْفِتُه كَفْتاً (: ضَمَّه وقَبَضَه، كَكَفَّتَه) مُشَدَّداً، يُسْتَعْمل فيهمَا، قَالَ أَبو دُؤَيب:
أَتَوْهَا بِرِيحٍ حَاوَلَتْهُ فأَصْبَحَتْ
تُكَفَّتُ قدْ حَلَّتْ وساغَ شَرابُهَا
وَيُقَال: كَفَتَه الله، أَي قَبَضَه، وَفِي حديثِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه قَالَ: (اكْفِتُوا صِبْيَانُكُمْ، فإِنّ للشَّيْطَانِ خَطْفَةً) قَالَ أَبو عُبيد: يَعْنِي ضُمُّوهم إِلَيْكُم، واحبِسُوهم فِي الْبيُوت يريدُ عِنْد انتشارِ الظَّلامِ، وَفِي الحَدِيث (نُهِينَا أَنْ نَكْفِتَ الثِّيَابَ فِي الصَّلاة) أَي نضُمَّهَا ونَجْمَعَهَا من الانتشارِ، يريدُ جمعَ الثَّوْبِ باليَدينه عنْد الرُّكوعِ والسُّجود.
وكَفَت الدّرْعَ بالسَّيْفِ يَكْفِتُها، وكَفَّتَهَا: عَلَّقها بِه فضَمَّهَا إِليه، قَالَ زُهَيْر:
خَدْبَاء يَكْفِتُهَا نِجادُ مُهَنَّدِ
وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَه إِليك فقد كَفَتَّه، قَالَ زُهَيْر:
ومُفَاضَةٍ كالنِّهْيِ تَنْسِجه الصَّبَا
بيضاءَ كُفِّتَ فَضْلُهَا بِمُهَنَّدٍ
يَصِفُ دِرْعاً عَلّق لابِسُهَا بالسَّيْفِ فُضولَ أَسافِلِها، فضَمّها إِليه، وشَدَّده للمبالغةِ.
(و) كَفَتَ (الطائرُ وغيرُه) يَكْفِتُ (كَفْتاً وكِفَاتاً) ككِتَابٍ (وكَفِيتاً) كــأَمِيرٍ (وَكَفَتَاناً) محركة: (أَسْرَعَ فِي الطَّيَرانِ) .
(و) الكَفَتَانُ من (العَدْوِ) والطَّيَرَانِ، كالحَيَدَانِ فِي شِدَّةٍ. ويقالُ: كَفَتَ الطائرُ، إِذَا طَارَ (وَتَقَبَّضَ فِيهِ) .
(و) الكَفْتُ فِي عَدْوِ ذِي الحافِرِ: سُرْعَةُ قَبْضِ اليدِ، قَالَه الأَزهريّ، وَفِي الصّحاحِ: الكَفْتُ: السَّوْقُ الشَّديدُ.
و (رَجُلٌ كَفْتٌ وكَفِيتٌ: سَرِيعٌ خَفِيفٌ دَقِيقٌ) مثل كَمْشٍ وكَمِيشٍ، وفَرَسٌ كَفِيتٌ وقَبِيضٌ.
وعَدْوٌ كَفيتٌ، أَي سريع، قَالَ رُؤْبة: تَكَادُ أَيْدِيهَا تَهاوَى فِي الزَّهَقْ
من كَفْتِهَا شَدًّا كإِضرَامِ الحَرَقْ
وَفِي التكملَة رجلٌ كَفِتٌ، لغةٌ فِي كَفْتِ، كَكَمِشٍ وكَمْشِ، عَن الكسائيّ.
وَفِي اللِّسَان: عَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفَاتٌ: سريعُ، ومَرٌّ كَفِيتٌ وكِفَاتٌ: سريع، قَالَ زُهير:
مَرًّا كِفَاتاً إِذا مَا المَاءُ أَسْهَلَها
حَتَّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ
(وكَافَتَهُ: سَابَقَه) ، والكَفِيتُ: الصّاحِبُ الَّذِي يُكَافِتُكَ، أَي يُسَابِقُكَ.
(والكِفاتُ بالكَسْرِ: المَوْضِعُ) الَّذِي (يُكْفَتُ فيهِ الشَّيْءُ، أَي يُضَمُّ) ويُقْبَض (ويُجْمَع، والأَرْضُ كِفَاتٌ لَنَا) الأَحْيَاءِ والأَمْواتِ، وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ {أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ كِفَاتاً أَحْيَآء وَأَمْواتاً} (سُورَة المرسلات، الْآيَتَانِ: 25 و 26) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قَولُ أَهْلِ اللُّغَة، قَالَ: وعِنْدي أَنّ الكِفَاتَ هُنَا مَصْدَرٌ مِن كَفَتَ إِذا ضَمَّ وَقَبَضَ وأَنَّ أَحْيَاءً وأَمْوَاتاً مُنْتَصِبٌ بهِ، أَي ذتَ كِفاتٍ للأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ، وكِفَاتُ الأَرْضِ: ظَهْرُها للأَحْيَاءِ وبَطْنُهَا للأَمْوَاتِ، وَمِنْه قَوْلهم للمَنَازِل: كِفَاتُ الأَحْيَاءِ، وللمَقَابِرِ: كِفَاتُ الأَمْوَاتِ. وَفِي التَّهْذِيب: يُرِيد تَكْفِتُهُم أَحْيَاءً على ظَهْرِها فِي دُورِهم ومَنَازِلِهِم وتَكْفِتُهُم أَمْوَاتاً فِي بَطْنِهَا، أَي تَحْفَظُهُم وتُحْرِزُهُم، ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بِوُقُوعِ الكِفَاتِ عَلَيْهِ كأَنَّكَ قلت: أَلَمْ نَجْعَل الأَرْضَ كِفَاتَ أَحْيَاءٍ وأَمواتٍ، فإِذَا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ، وَفِي حَدِيث الشَّعبيّ (أَنه كَانَ بِظَهْرِ الكُوفَةِ، فالْتَفَتَ إِلى بُيُوتِهَا، فَقَالَ: هَذِه كِفاتُ الأَحْيَاءِ، ثمَّ التَفَتَ إِلى المَقْبُرةِ، فقالَ: وهذِه كِفَاتُ الأَمْوَاتِ، يُرِيد تأْوِيل قَوْله عز وجلّ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ كِفَاتاً أَحْيَآء وَأَمْواتاً} .
(واكْتَفَتَ المالَ: اسْتَوْعَبَه) وضَمَّه إِليْه (أَجْمَعَ) . و (الكَفَّاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، وَذَا من التكملة.
(والكَفْتُ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر) ، الفتحُ روايةُ الفراءِ، وعَلى الكَسْر اقتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والمَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق، وَزَاد الأَخِير أَنه يُقَال لَهُ: الكَفِيتُ أَيْضاً، على فَعِيل، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الفَتْح والكسرُ لغتانِ.
وَعَن أَبي الهَيْثَم: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الأَمْثَال: مِن أَمثالِهم فِيمَن يَظْلِم إِنساناً، ويُحَمِّلُه مَكْرُوهاً ثمَّ يَزِيدُه: (كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة) أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِهَا أُخْرَى، قَالَ: والكِفْتُ فِي الأَصْلِ هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدُور.
(و) الكَفْتُ (تَقَلُّبُ) وَفِي بعض نسخ اللِّسَان تَقْليبُ (الشَّيْءِ ظَهْراً لِبَطْنِ) (وبطناً لظهر) .
و (الكَفَّاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، وَذَا من التكملة.
(والكَفْتُ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر) ، الفتحُ روايةُ الفراءِ، وعَلى الكَسْر اقتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والمَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق، وَزَاد الأَخِير أَنه يُقَال لَهُ: الكَفِيتُ أَيْضاً، على فَعِيل، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الفَتْح والكسرُ لغتانِ.
وَعَن أَبي الهَيْثَم: قَالَ أَبُو عُبَيْد فِي الأَمْثَال: مِن أَمثالِهم فِيمَن يَظْلِم إِنساناً، ويُحَمِّلُه مَكْرُوهاً ثمَّ يَزِيدُه: (كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة) أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِهَا أُخْرَى، قَالَ: والكِفْتُ فِي الأَصْلِ هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدُور.
(و) الكَفْتُ (تَقَلُّبُ) وَفِي بعض نسخ اللِّسَان تَقْليبُ (الشَّيْءِ ظَهْراً لِبَطْن) (وبطناً لظَهر) .
(و) من المَجَاز: الكَفْتُ: (الموْتُ) ، وكَفَتَ الله فُلاناً، إِذا مَات، وَيُقَال: وَقَعَ فِي النَّاس كَفْتٌ شَدِيد، أَي مَوْتٌ، وَكَذَا فِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اكْفِتْه إِلَيْك، وَفِي الحَدِيث (يَقُولُ الله للْكِرَامِ الكَاتِبِينَ: إِذَا مَرِضَ عَبْدِي فاكْتُبُوا لَهُ مثلَ مَا كَانَ يَعملُ فِي صِحَّتِه حَتَّى أُعافِيَهُ أَو أَكْفِتَهُ) أَي أَضُمَّه إِلى القَبر، وَمِنْه الحديثُ الآخرُ: (حَتَّى أُطْلِقَهُ من وَثَاقِي أَوْ أَكْفِتَهُ إِلَيَّ) .
(و) يُقَال: (خُبْزٌ كَفْتٌ) ، بِالْفَتْح، إِذا كَانَ (بِلا أُدْمٍ) ، وَذَا من زِيَادَاتِه.
(و) يُقَال: (مَاتَ كِفَاتاً ومُكَافَتَةً) أَي (فَجْأَةً) .
(والانْكِفاتُ) الانْقِلابُ و (الانْصِرَافُ) ، يُقَال: انْكَفَتُوا إِلى مَنازِلِهِم، إِذا انْقَلَبُوا.
(و) الانْكِفاتُ أَيضاً (: الانْقِباضُ) يُقَال: انْكَفَتَ الثَّوبُ، وَتَكَفَّتَ إِذَا تَشَمَّرَ وقَلَصَ.
(و) الانْكِفَاتُ (: ضُمُورُ الفَرَس) يُقَال: فَرَسٌ مُنْكَفتٌ، أَي ضَامِر. (و) الانْكِفاتُ: (اجْتِماعُ الخَلْقِ) ، وَهُوَ المُنْكَفِتُ، أَي المُلَزَّزُ الخَلْقِ المُجْتَمِعُ.
(والكَفِيتُ) كــأَمِيرٍ، كَذَا هُوَ مضبوط فِي نسختنا، وَزعم شيخُنَا أَنه وجد بخَطّ المُؤَلف بضمّ الكافِ (: فَرَسُ حَيَّانَ) وَفِي بعض النُّسخ حَسّان (بنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيّ) ، وَالَّذِي فِي التكملة: حَبَّان، بالمُوَحَّدة.
(و) الكَفِيتُ، (جِرابٌ لَا يُضَيِّعُ شَيْئا) مِمَّا يُجْعَل فِيهِ، يُقَال: جِرابٌ كَفِيتٌ (كالكِفْتِ بالكَسْر) ، أَي مثله.
(و) فِي الحَدِيث أَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (حُبِّبَ إِليَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الكَفِيتَ:) الكَفِيتُ القُوتُ من العَيْشِ، وَقيل: مَا يُقِيمُ العَيْشَ وقِيل: (مَا يُكْفَتُ بِهِ المَعِيشَةُ أَي يُضَمُّ) ويُصْلَحُ بِهِ، وَقيل فِي تَفْسِيره: القُوَّةُ على الجِمَاع، وَقَالَ بعضُهُم: إِنّهَا قِدْرٌ أُنْزِلَتْ لَهُ مِن السّمَاءِ، فأَكَلَ مِنْهَا، وقَوِيَ على الجِمَاع، كَمَا يُروَى فِي الحَدِيث الآخر الَّذِي يرْوى أَنّه قَالَ: (أَتانِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ يُقَال لَهَا: الكَفِيتُ، فوَجَدْتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً فِي الجِمَاعِ) . وَقَالَ الصاغانيّ فِي التكملة: وَلَا يَصِحُّ نْزولُ القِدْرِ من السّماءِ، عِنْد أَصحابِ الحَدِيث، انْتهى. وَمِنْه حديثُ جابرٍ (أُعْطِيَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمالكَفِيتَ) ، قيل لِلْحسنِ: وَمَا الكَفِيتُ؟ قَالَ: البِضَاعُ.
وَعَن الأَصْمعيّ: إِنَّهُ لَيَكْفِتُنِي عَن حَاجَتي، ويَعْفِتُنِي عَنْهَا، أَي يَحْبِسُنِي عَنْهَا.
(وكافِتٌ) كصَاحِبٍ، كَمَا فِي نُسْخَة: (غَارٌ) فِي جَبَلٍ (كانَ يَأْوِي إِليه اللُّصُوصُ، ويَكْفِتُون فِيهِ المَتَاعَ) أَي يَضُمُّونه، عَن ثعلبٍ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وقالَ: جاءَ رِجَالٌ إِلى إِبراهيمَ ابنِ المُهَاجِرِ العَرَبِيِّ، فَقَالُوا: إِنّا نَشكو إِلَيْكَ كافِتاً، يَعنونَ هَذَا الغَارَ.
(وفَرَسٌ كُفَتٌ وكُفْتَةٌ، كصُرَد، وهُمَزَةِ) إِذَا كَانَ (يَثِبُ جَميعاً فَلا يُسْتَمْكَنُ مِنْهُ لاجْتِماعِ وَثْبِه) ، كَذَا فِي التكملة، وَفِيه إيماءٌ إِلى أَنَّه مأْخُوذٌ من كَفَتَ الشَّيءَ، إِذا جَمَعَه، وأَمّا فرَسٌ كَفْتٌ بِالْفَتْح بِمَعْنى سَرِيع، فقد تَقَدّم فِي أَول المادّة.
(والمُكْفِتُ، كمُحْسِنٍ: مَنْ يَلْبَسُ دِرْعَيْنِ بينَهما ثَوْبٌ) ، وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ الَّذِي يَلْبَس دِرْعاً طَوِيلَة، فيَضُمُّ ذَيْلَهَا بمَعالِيقَ إِلى عُرًى فِي وسَطِها؛ لتَشَمَّرَ عَن لابِسها.
(وكَفْتَةُ) بالفَتْح (: اسمُ بَقِيعِ الغَرْقَدِ) ، قَالَ أَبو سعيد: خُصَّ بذلك (لأَنَّها) أَي المَقْبُرةُ (تَكْفِتُ) . وَفِي نسخَة أُخرى: تَقْبِضُ (النَّاسَ) ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: فإِن كَانَ كَمَا قَالَ فَكُلّ مَقَابِرَ فِي الدُّنْيَا كَفْتَة، وأَي مَقَابِرَ لَا تَقْبِضُ النَّاس؟ وَلَيْسَ ذَلِك كَمَا ذكر، وَقد سأَلت من رأَيْتُ من المَدَنيِّين: لِمَ سُمِّيَتْ كَفْتَة فَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي أَتَى بِهِ المُصَنّف (أَو لأَنّهَا تأْكُلُ المَدْفُونَ سَرِيعاً) لَا تُبْقِي منِ الإِنسان شَيْئاً من شَعَرٍ وَلَا بَشَرٍ وَلَا ضِرْسٍ وَلَا عَظْمٍ إِلاّ ذَهَبَ، ذَلِك (لأَنَّهَا سَبِخَةٌ) فَلَا تَلْبَثُ أَنْ تَأْكُلَ مَا يُدْفَنُ فِيهَا. كَذَا فِي التكملة، وعبارَة اللسَانِ: لأَنَّهُ يُدْفَنُ فِيهِ، فيَقْبِضُ ويَضُمُّ. وَقد عرفت مَا فِيهَا.
(كفت) : أَكَلَ خُبْزاً كَفْتاً، أَي بغَيْرِ إِدام. 
(كفت)
الشَّيْء كفتا تقلب ظهرا لبطن وبطنا لظهر والطائر وَغَيره أسْرع فِي الطير وتقبض فِيهِ وَفُلَانًا صرفه عَن وَجهه وَالشَّيْء وَإِلَيْهِ ضمه إِلَى نَفسه وَالْمَتَاع جمعه وَضم بعضه إِلَى بعض وذيله شمره وَالله فلَانا قَبضه

(كفت) الشَّيْء وَإِلَيْهِ ضمه والدرع بِالسَّيْفِ علقها بِهِ فَضمهَا إِلَيْهِ
ك ف ت: (كَفَتَهُ) ضَمَّهُ إِلَيْهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ خَطْفَةً» . وَ (الْكِفَاتُ) الْمَوْضِعُ الَّذِي يُكْفَتُ فِيهِ شَيْءٌ أَيْ يُضَمُّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25] . 
ك ف ت

كفت المتاع: جمعه وضم بعضه إلى بعض. وكفت الفراش. وفي الحديث " اكفتوا صبيانكم بالليل " وكفت الرعاة مواشيهم. والأرض تكفت أهلها أحياءً وأمواتاً، وهي كفاتهم. وكفت ذيله: شمّره. وفرس كفيت: سريع، وتكفّت في سيره. قال الشنفرى:

وتأتي العديّ بارزاً نصف ساقها ... كعدو فريد العانة المتكفّت ومن المجاز: كفت الله فلاناً إذا مات، واللهم اكفته إليك. وفي الحديث: " إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته حتى أعافيه أو أكفته ".
كفت: كفت: كفت الشيء صبّه بسرعة (محيط المحيط).
كفّت: فسّرت ب جمع في ديوان الهذليين (س 5 البيت الخامس عشر) وكَفَتُّ ثوبي فسّرت ب شمّرت (ص165 البيت الثاني).
كفّت ب: غلّف، موّه، طلى معدناً (مملوك 2، 1، 114).
كُفّت: وجمعها كفات وأكفات. مُموَّه (معدن ملبس بمعدن آخر). ثمين من فضة أو ذهب.
تلبيس الجواهر. خشب ملبّس (بصفحة من خشب ثمين) (مملوك 2، 1، 114) كَفتة: (تركية) خليط من اللحم المثروم والرز يلف بورق العنب أو اللهانة (مارتن 79، شيرب، محيط المحيط).
اللحم الكفتة أو لحم كفنة للكلاب (ألف ليلة، برسل 9، 214، 269؛ رولف 65 (دكاكين باعة الكفتة التي نسميها مطاعم).
كفتيّ: صانع أو بائع المموهات (مملوك 2، 1، 114).
[كفت] كفت الشئ أكفته كفتا، إذا ضممته إلى نفسك. وفى الحديث: " اكفتوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفة ". قال زهير يصف دِرعاً وأنَّ صاحبها ضمَّها إليه: ومُفاضَةٍ كالنِهيِ تَنْسُجُهُ الصَبا * بيضاَء كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ وإنما شدَّده للمبالغة. وكَفَتَهُ عن وجهه، أي صرفه. وكَفَتَ، أي أسرع. والكَفْتُ: السَوق الشديد. ورجل كَفْتٌ وكَفيتٌ، أي سريع، مثال كمش وكميش. والكفت بالكسر: القدر الصغيرة. وفي المثل: " كفْتُ إلى وَئيَّةٍ "، أي بليّة إلى جنبها أخرى. والكِفاتُ: الموضع الذي يُكْفَتُ فيه شئ، أي يضم. ومنه قوله تعالى: (ألم نَجْعَلِ الأرضَ كفاتا. أحياء وأمواتا) .
كفت
الكَفْتُ: القبض والجمع. قال تعالى:
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً
[المرسلات/ 25- 26] أي: تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم، وقيل: معناه تضمّ الأحياء التي هي الإنسان والحيوانات والنّبات، والأموات التي هي الجمادات من الأرض والماء وغير ذلك. والكِفَاتُ، قيل: هو الطّيران السّريع، وحقيقته: قبض الجناح للطّيران، كما قال:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ [الملك/ 19] فالقبض هاهنا كالكفات هناك.
والكَفْتُ: السّوق الشّديد، واستعمال الكفت في سوق الإبل كاستعمال القبض فيه، كقولهم:
قبض الرّاعي الإبل، وراعي قبضة، وكَفَتَ الله فلانا إلى نفسه، كقولهم: قبضه، وفي الحديث:
«اكْفِتُوا صبيانكم بالليل» .

كفت


كَفَتَ(n. ac. كَفْت)
a. Picked up; gathered together; tucked up (
clothes ).
b. [acc. & 'An], Hindered from.
c.(n. ac. كَفْت
كِفَاْت
كَفِيْت
كَفَتَاْن), Flew or ran fast.
d.(n. ac. كَفْت), Drove on.
e. [ coll. ], Poured out quickly.

كَفَّتَa. see I (a)
كَاْفَتَa. Raced.
b. Died suddenly. —

تَكَفَّتَa. see I (c)
إِنْكَفَتَ
a. ['An], Was diverted from.
b. Was contracted; was tucked up.
c. Was lean (horse).
d. Changed (colour).
إِكْتَفَتَa. Took the whole of.

إِسْتَكْفَتَa. Became contracted.

كَفْتa. Light, active.
b. Death.
c. Unseasoned (bread).
d. see 2 (a)
كِفْتa. Small cookingpot.
b. see 25 (c)
كَفِتa. see 1 (a) & 2
(a).
كُفَت
كُفَتَةa. Fiery, mettlesome (horse).
كِفَاْتa. Place of gathering.

كَفِيْتa. see 1 (a)b. Racer, runner.
c. Provisionbag.
d. Food; subsistence.

كَفَّاْت
a. [art.], Lion.
مَاتَ كِفَاتًا
مَاتَ مُكَافَتَةً
a. He died suddenly.
كفت
كفَتَ يكفِت، كَفْتًا، فهو كافِت، والمفعول مَكْفوت
• كفَت الثوبَ: جمَعه وضمّ بعضَه إلى بعض. 

كِفات [جمع]
• أرضٌ كِفات: جامعة للأحياء فوق ظهرها وللأموات في باطنها " {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا} ". 

كَفْت [مفرد]: مصدر كفَتَ. 

كُفْتة [مفرد]: طعام من لَحْم أو نحوه، يُقطَّع ويدقُّ ويضاف إليه التوابل والبصل، ويُعمل على هيئة أصابع أو أقراص تُقلَى أو تُشْوى على النار "كُفْتَة سمك/ لحم/ بطاطس". 
كفت
الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه فَيَنْكَفِتُ أي يَرْجِعُ راجِعاً. وهو - أيضاً -: تَقَلُبُ الشَّيْءِ ظَهْراً لبَطْن. وقد انْكَفتُوا إلى مَنازِلهم: انْقَلَبُوا. والكِفَاتُ من العَدْوِ والطِّيَرَانِ: كالحَيَدانِ في شِدَّةٍ، والفِعْل كَفَتَ يَكْفِتُ كِفاتاً وكَفَتَاناً.
والكَفْتُ والكَفِيْتُ: السَّرِيْعُ.
والمُكْفِتُ: الذي يَلْبَسُ دِرعَيْن بينهما ثوْبٌ.
وكِفَاتُ الأرْض: ظَهْرُها وبَطْنُها.
وماتَ فلانٌ كِفاتاً: أي مُفاجَأةً.
والكِفْتُ: القِدْرُ الصَّغِيرةُ. وفى المَثَل لِمَنْ حَمَّلَ رَجُلاً مَكْرُوْهاً ثم زادَه آخَرُ: " كِفْتٌ إلى وَئّيَةٍ " أي قِدْرٌ صَغِيرة إلى قِدْرٍ كبيرةٍ، وكذلك الكَفِيْتُ.
وهذه قِدْرٌ تَكْفِتُ شاةً: أي تَأخُذُها.
وفي حَدِيثٍ: حُبَّبَ إِلَيَّ الطِّيْبُ والنِّسَاءُ ورُزِقْتُ الكَفِيْتَ " وفُسِّرَ على أنَه القُوَةُ على الجمَاع، وقيل: أي ما أكْفِتُ به مَعِيْشَتي أي أضُمُّ وأَصْلِحُ.
وضَرَبَ عليه كَفْتاً: أي نبْذاً.
وكَفَتَ عليه: أي خَدَعَه. والكَفْتُ: الرَّجُلُ السَّريِع في طَلَب الوَلَد.
وسِقَاءٌ كَفْتٌ: لا يُضيعُ شَيْئاً ممّا فيه.
ويُسَمَّى بَقِيْعُ الغَرْقَدِ: كَفْتَةً لأنَّها مَقْبَرَة تَكْفِتُ المَوْتى. واللهُم اكْفِتْهُ اليك: أي اقْبِضْهُ. ووَقَعَ في الناس كَفْتٌ: أي مَوْتٌ.
والكُفُوْتُ: جَمْعُ الكَفْتَةِ وهو كُل مَوْضِعٍ مُطْمَئنٍّ يَشْتَمِلُ على ما فيه. وفَرَسٌ كُفَتٌ وكُفَتَةٌ وكُلَتٌ: إِذا كانَ سرِيعاً.
وانْكَفَتَ في حاجَتِه: انْقَبَضَ فيها.
والمُنْكَفِتُ: المُلَزَّزُ الخَلْق المُجْتَمِعُ، وقيل: الضامِرُ.
[كفت] نه: فيه: "اكفتوا" صبيانكم، أي ضموهم إليكم، يريد عند انتشار الظلام. ط: امنعوهم من الخروج أول الليل. ك: ولا تنافي بين رواية انتشار
(ك ف ت)

الكفت: صرفك الشَّيْء عَن وَجهه.

وكفته يكفته كفتا، وكفاتا، وكفتانا، وتكفت: أسْرع فِي الْعَدو والطيران وتقبض.

وَفرس كفت: سريع. وَرجل كفت، وكفيت: سريع خَفِيف دَقِيق.

وَمر كفيت، وكفات: سريع، قَالَ زُهَيْر:

مراًّ كفاتاًاذا مَا المَاء أسهلها ... حَتَّى إِذا ضربت بِالسَّوْطِ تبترك

وكافته: سابقه.

والكفيت: الصاحب الَّذِي يكافتك: أَي يسابقك.

والكفيت: الْقُوت من الْعَيْش.

وَقيل: مَا يُقيم الْعَيْش.

والكفيت: الْقُوَّة على الْجِمَاع، وَفِي الحَدِيث: " وَرزقت الكفيت ".

وكفت الشَّيْء يكفته كفتا، وكفته: ضمه وَقَبضه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أتوها برِيح حاولته فَأَصْبَحت ... تكفت قد حلت وساغ شرابها

والكفات: الْموضع الَّذِي يضم فِيهِ الشَّيْء وَيقبض، وَفِي التَّنْزِيل: (ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا) هَذَا قَول أهل اللُّغَة.

وَعِنْدِي: أَن الكفات، هُنَا: مصدر من " كفت ": إِذا ضم وَقبض، وَأَن " أَحيَاء وأمواتاً " منتصب بِهِ، أَي ذَات كفات للاحياء والاموات.

وكفات الأَرْض: ظهرهَا للاحياء وبطنها للاموات وَمِنْه قَوْلهم للمنازل: كفات الْأَحْيَاء، وللمقابر: كفات الاموات.

وبقيع الغردق يُسمى كفتة، لِأَنَّهُ يدْفن فِيهِ فَيقبض وَيضم.

وكافت: غَار كَانَ فِي جبل يأوى إِلَيْهِ اللُّصُوص يكفتون فِيهِ الْمَتَاع: أَي يضمونه، عَن ثَعْلَب، صفة غالبة، وَقَالَ: جَاءَ رجال إِلَى إِبْرَاهِيم بن المُهَاجر الْعَرَبِيّ فَقَالُوا: إِنَّا نشكو إِلَيْك كافتا، يعنون: هَذَا الْغَار.

وكفت الدرْع بِالسَّيْفِ يكفتها: علقها بِهِ فَضمهَا إِلَيْهِ، قَالَ زُهَيْر:

خدباء يكفتها نجاد مهند ويروى:

بَيْضَاء كفت فَضلهَا بمهند

والمكفت: الَّذِي يلبس درعين بَينهمَا ثوب.

والكفت: تقلب الشَّيْء ظهرا لبطن، وبطناً لظهر.

وانكفتوا إِلَى مَنَازِلهمْ: انقلبوا.

والكفت: الْمَوْت، يُقَال: وَقع فِي النَّاس كفت شَدِيد: أَي موت.

والكفت: الْقدر الصَّغِيرَة.

والكفيت: فرس جَبَّار بن قَتَادَة.

كفت

1 كَفَتَ, [aor. ـِ inf. n. كَفْتٌ, It (a thing) turned over, lit, back for belly: (K:) or, as in a copy of the L, he turned a thing over, back for belly. (TA.) b2: كَفَتَهُ, (K,) or كَفَتَهُ عَنْ وَجْهِهِ, (S,) aor. ـِ (K,) inf. n. كَفْتٌ; and ↓ كفّته; (TA;) He turned him away, averted him, or diverted him, from his course, or design. (S, K.) (You say) كَفَتَهُ عَنْ حَاجَتِهِ He withheld him, restrained him, or debarred him, from the thing that he wanted. (As.) b3: اللّٰهُ ↓ كفّتهُ God took him; syn. قَبَضَهُ: meaning he died: and so كفتة اللّٰه اليه. (TA.) A2: كَفَتٌ, [aor. ـِ (S, K) inf. n. كَفْتٌ and كِفَاتٌ and كَفِيتٌ and كَفَتَانٌ, (K,) He, or it, hastened, or was quick, or swift: (S:) it (a bird &c.) hastened, or was quick, or swift, in flying, and running, and contracted itself therein: (K:) it (a solid-hoofed animal) contracted its fore-legs quickly in running: (Az:) the kind of running and flying termed كَفَتَانٌ is like a turning aside, or starting aside, (حَيَدَانٌ) with violence, or vehemence. (TA.) A3: كَفَتَهُ, [aor. ـِ inf. n. كَفْتٌ, He drove him, or urged him on, vehemently. (S.) b2: كَفَتَ الشَّىْءَ إِلَيْهِ, (aor.

كَفِتَ, inf. n. كَفْتٌ, S,); and ↓ كفّته; (but the latter has an intensive signification; S;) He drew the thing together to himself, (S, K,) and contracted it, grasped it, or took it. (K.) [See an ex. of the latter verb in a verse cited voce رَاجِلَةٌ.] b3: إِكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ بِاللَّيْلِ (S) Draw together your boys, and confine them in the houses, or tents, at night. (A 'Obeyd.) Said by Mohammad. b4: نُهِينَا أَنْ نَكْفِتَ الثِّيَابَ فِى الصَّلَاةِ We have been forbidden to draw together the clothes [that are upon us] in prayer: meaning, in the inclination of the body, and in prostration. (TA, from a trad.) b5: كَفَتَ الدِّرْعَ بِالسَّيْفِ, aor. ـِ and ↓ كفّتها; which latter has an intensive signification; He hung the coat of mail [i.e. the lower part of it] by means of, or upon, the sword [which he was wearing], and then drew it together to him. Zuheyr says, describing a coat of mail, of which the wearer had hung upon the sword the redundant lower portions, and drawn it together to him, وَ مُفَاضَةٍ كَالنَّهْىِ تَنْسِجُهُ الصَّبَا بَيْضَاءَ كَفَّتَ فَضْلَهَا بِمُهَنَّدِ [And an ample coat of mail, like the pool which the east wind ripples in transverse directions; white; the redundant lower parts of which he had hung upon the sword of Indian steel, and which he had then drawn together to him.] (TA.) 2 كَفَّتَ see 1, in two places.3 كافتهُ He contended with him in running, or in a race. (K.) A2: مَاتَ كِفَاتًا, and مُكَافَتَةً, He died suddenly. (K.) 7 انكفت He turned away, or became averted, or diverted, [عَنْ وَجْهِهِ from his course, or design]. (K.) b2: He returned [عن وجهه from his course, or design; and] إِلَى مَنْزِلِهِ to his abode. (TA.) A2: He, or it, became contracted; (K;) and so ↓ استكفت. (TA in art. سكف.) b2: It (a garment) was drawn up, or tucked up, and contracted. (TA.) b3: He was compact in make. (K, TA.) b4: He (a horse) was lean, lank, slender, light of flesh, or lank in the belly. (K.) A3: انكفت لَوْنُهُ His, or its, colour changed. (TA, art. كفأ.) 8 اكتفت المَالَ He took the whole of the property, (K,) and drew it together to himself. (TA.) 10 إِسْتَكْفَتَ see 7.

كَفْتٌ and ↓ كَفِيتٌ (and ↓ كَفِتٌ, Ks) A man quick or swift, (S, K,) and light, active, or agile, and slender: (K:) so too a horse. (TA.) b2: ↓ عَدْوٌ كَفِيتٌ, and ↓ كِفَاتٌ, [the latter originally an inf. n.] A quick, or swift, running: and so a passing by, or through. (L.) b3: [Hence]

كَفْتٌ (tropical:) Death. (K.) A2: خُبْزٌ كَفْتٌ Bread without seasoning; without savoury food. (K.) A3: See also كِفْتٌ.

كِفْتٌ (S, Z, K, &c.) and ↓ كَفْتٌ (Fr. K) and ↓ كَفِتٌ (Z) A small cooking-pot. (S, K, &c.) It is said, in a proverb, كِفْتٌ إِلَى وَئِيَّةٍ [A small cooking-pot (put) next to a large one]: i.e. a calamity next to which is another calamity. (S, TA.) Applied to him who oppresses a man, and compels him to do that which is disagreeable to him, and then adds to his oppression of him. (A 'Obeyd.) [See also Freytag, Arab. Prov. ii.

349.]

A2: See كَفِيتٌ.

كَفِتٌ: see كَفْتٌ and كِفْتٌ.

فَرَسٌ كُفَتٌ, and كُفَتَةٌ, A horse that leaps, springs, or bounds, with his whole body and limbs, and so that one cannot get possession of him, or obtain the mastery over him. (K.) See also art. كلت.

كفت [written without the syll. points] A certain herb. (See كَفُّ الكَلْبِ, in art. كلب.) كِفَاتٌ A place in which a thing is drawn together, or comprehended, (S, K,) and collected, or congregated. (K.) So in the words of the Kur [lxxvii. 25 and 26,] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا

أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا [Have we not made the earth a place which comprehends the living and the dead? meaning كِفَاتَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتٍ:] (S:) EshShaabee, pointing to the houses of El-Koofeh, said, هٰذِهِ كِفَاتُ الأَحْيَاءش; and then, turning to its tombs, he said, هٰدهِ كِفَاتُ الأَمْوَاتِ; meaning to explain the above text of the Kur: but ISd thinks, that كفاتا in this text is an inf. n., and that احياء and امواتا are governed by it in the acc. case. (TA.) كَفِيتٌ: see كَفْتٌ. b2: One who contends with another in running, or in a race. (TA.) كَفِيتٌ, as used in the following trad., in which Mohammad says, حُبِّبِ إِلَىَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَرُزِقْتُ الكَفِيتَ [Women and perfumes have been made objects of love, or pleasant, to me; and I have been supplied with, or have received, &c.], signifies Food by which the body is sustained; or, sufficient to sustain life: or what sustains life: (TA:) or that by which food necessary for the support of life is drawn, or collected, together, (K,) and properly prepared for use: (TA:) [or the means of acquiring subsistence, &c.:] or coition; [meaning power for coition;] so accord. to El-Hasan: or strength for coition: or certain food that was sent down to Mohammad from heaven, of which he ate, and whereby he received strength for coition: he is related to have said, that Gabriel came to him with a cooking-pot called الكَفِيتُ, from which he derived the strength of forty men in coition: but Sgh says, in the TS, that the descent of the cookingpot from heaven is not accepted as true by the authors on the traditions. (TA.) b3: See كِفْتٌ.

A2: كَفِيتٌ A traveller's provision-bag that does not lose [or suffer to escape] anything (K) of what is put into it: you say جِرَابٌ كفيتٌ: (TA:) as also ↓ كِفْتٌ. (K.) الكَفَّاتُ The lion. (TS, K.) مُكْفِتٌ One who wears two coats of mail with a garment between them: (K:) or who wears a long coat of mail, and draws together its skirt by means of hooks, or the like, to loops in its middle part, to disencumber himself of the lower part. (T.)

كفت: الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشيءَ عن وَجْهه.

كَفَته يَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَي رَجَعَ راجعاً. وكَفَتَه عن

وَجْهه أَي صَرَفه. وفي حديث عبد الله بن عمر: صلاةُ الأَوَّابين ما بين

أَن يَنْكَفِتَ أَهلُ المَغْرب إِلى أَن يَثُوبَ أَهلُ العُشَراء أَي

يَنْصرِفوا إِلى مَنازلهم. وكَفَتَ يَكْفِتُ كَفْتاً وكَفَتاناً وكِفاتاً:

أَسْرَع في العَدْوِ والطَّيَرانِ وتَقَبَّضَ فيه. والكَفَتانُ من العَدْوِ

والطيران: كالحَيَدانِ في شِدَّة. وفرسٌ كَفْتٌ: سريع؛ وفَرَسٌ كَفِيتٌ

وقَبيضٌ؛ وعَدْوٌ كَفيتٌ أَي سَريع؛ قال رؤْبة:

تَكادُ أَيْديها تَهاوى في الزَّهَقْ،

من كَفْتِها شَدًّا، كإِضْرامِ الحَرَقْ

قال الأَزهري: والكَفْتُ في عَدْوِ ذي الحافر سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ.

الجوهري: الكَفْتُ السَّوْقُ الشَّديد. ورجل كَفْتٌ وكَفِيتٌ: سريع خفيفٌ

دَقيقٌ، مثلُ كَمْشٍ وكَمِيشٍ. وعَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفاتٌ: سريعٌ. ومَرُّ

كَفِيتٌ وكِفاتٌ: سريعٌ؛ قال زهير:

مَرًّا كِفاتاً، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها،

حتى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ

وكافَتَهُ: سابَقَهُ.

والكَفِيتُ: الصاحب الذي يُكافِتُكَ أَي يُسابِقُك. والكَفِيتُ: القُوتُ

من العَيْش؛ وقيل: ما يُقِيمُ العَيْشَ. والكَفِيتُ: القُوَّةُ على

النكاح. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: حُبِّبَ إِليّ

النساءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي ما أَكْفِتُ به مَعِيشَتي أَي

أَضُمُّها وأُصْلِحُها؛ وقيل في تفسير رُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي القُوَّة على

الجماع؛ وقال بعضهم في قوله رُزِقْتُ الكَفِيتَ: إِنها قِدْرٌ أُنزلت له

من السماء، فأَكل منها وقَوِيَ على الجماع، كما يروى في الحديث الآخر

الذي يروي أَنه قال: أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لها الكَفِيتُ، فوَجَدْتُ

قوَّة أَرْبَعِينَ رجلاً في الجماع.

والكِفْتُ، بالكسر: القِدْرُ الصغيرة، على ما سنذكره في هذا الفصل؛ ومنه

حديث جابر: أُعْطِيَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، الكَفِيتَ؛ قيل

للحَسَنِ: وما الكَفِيتُ؟ قال: البِضَاعُ. الأَصمعي: إِنه ليَكْفِتُني عن

حاجَتي ويَعْفِتُني عنها أَي يَحْبِسُني عنها. وكَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه

كَفْتاً، وكَفَّتَه: ضَمَّه وقَبَضَه؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَتَوْها بِريحٍ حاوَلَتْهُ، فأَصْبَحَتْ

تُكَفَّتُ قد حَلَّتْ، وساغَ شَرابُها

ويقال: كَفَتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ.

والكِفاتُ: الموضعُ الذي يُضَمُّ فيه الشيءُ ويُقْبَضُ. وفي التنزيل

العزيز: أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحْياءَ وأَمواتاً. قال ابن سيده:

هذا قول أَهل اللغة، قال: وعندي أَن الكِفاتَ هنا مصدر من كَفَتَ إِذا

ضَمَّ وقَبَضَ، وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَّصَبٌ به أَي ذاتَ كِفاتٍ

للأَحياء والأَموات. وكِفاتُ الأَرضِ: ظَهْرُها للأَحْياءِ، وبَطْنُها

للأَمْواتِ، ومنه قولهم للمنازل: كِفاتُ الأَحياء، وللمقابر: كِفاتُ

الأَمْواتِ. التهذيب: يُريد تَكْفِتُهم أَحياءً على ظَهْرها في دُورهم

ومَنازلهم، وتَكْفِتُهم أَمواتاً في بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم، ونَصَبَ

أَحياءً وأَمواتاً بوُقُوع الكِفاتِ عليه، كأَنك قلت: أَلم نجعل الأَرضَ

كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ؟ فإِذا نَوَّنْتَ، نَصَبْتَ. وفي الحديث: يقول

الله، عز وجل، للكرام الكاتبين: إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا له مِثْل

ما كان يَعْمَلُ في صِحَّتهِ، حتى أُعافِيَه أَو أَكْفِتَه أَي أَضُمَّه

إِلى القبر؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أُطْلِقَه من وَثاقي، أَو أَكْفِتَه

إِليّ. وفي حديث الشعبي: أَنه كان بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى

بُيوتها، فقال: هذه كِفاتُ الأَحْياء، ثم الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة، فقال:

وهذه كِفاتُ الأَموات؛ يريد تأْويلَ قوله، عز وجل: أَلم نَجْعل الأَرضَ

كِفاتاً أَحياءً وأَمواتاً.

وبَقِيعُ الغَرْقَد يسمى: كَفْتة، لأَنه يُدْفَنُ فيه، فيَقْبِضُ

ويَضُمُّ.

وكافِتٌ: غارٌ كان في جبل يَأْوِي إِليه اللُّصوصُ، يَكْفِتُون فيه

المتاعَ أَي يَضُمُّونه، عن ثعلب، صفةٌ غالبة. وقال: جاءَ رجالٌ إِلى

إِبراهيم بن المُهاجِرِ العَرَبيّ، فقالوا: إِننا نَشْكو إِليك كافِتاً؛

يَعْنُونَ هذا الغارَ.

وكَفَتُّ الشيءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نفسك. وفي

الحديث: نُهِينا أَن نَكْفِتَ الثِّيابَ في الصلاة أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها

من الانتشار، يريد جمعَ الثَّوْب باليدين، عند الركوع والسجود.

وهذا جِرابٌ كَفِيتٌ إِذا كان لا يُضَيِّعُ شيئاً مما يُجْعَل فيه؛

وجِرابٌ كِفْتٌ، مثله.

وتَكَفَّتَ ثوبي إِذا تَشَمَّر وقَلَصَ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: اكْفِتُوا صبيانَكم، فإِن للشيطان خَطْفةً؛ قال أَبو

عبيد: يعني ضُمُّوهم إِليكم،واحْبِسُوهم في البيوت؛ يريد عند انْتِشار

الظلام.

وكَفَتَ الدِّرْعَ بالسيف يَكْفِتُها، وكَفَّتها: عَلَّقَها به،

فضَّمَها إِليه؛ قال زهير:

خَدْباءُ يَكْفِتُها نِجادُ مُهَنَّدِ

وكلُّ شيء ضَمَمْتَه إِليكَ، فقد كَفَتَّه؛ قال زهير:

ومُقاضةٍ، كالنِّهْيِ تَنْسُجُه الصَّبا،

بَيْضاءَ، كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ

يَّصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها، بالسيف، فُضُولَ أَسافِلها، فضَمَّها

إِليه؛ وشَدَّده للمبالغة.

قال الأَزهري: المُكْفِتُ الذي يَلْبَسُ دِرْعاً طويلة، فيَضُمُّ

ذَيْلَها بمعاليقَ إِلى عُرًى في وَسَطها، لتَشَمَّرَ عن لابسها. والمُكْفِتُ:

الذي يَلْبَسُ دِرْعَين، بينهما ثوبٌ.

والكَفْتُ: تَقَلُّبُ الشيء ظَهْراً لبَطْنٍ، وبَطْناً لظَهْر.

وانْكَفَتُوا إِلى منازلهم: انْقَلَبُوا.

والكَفْتُ: المَوْتُ؛ يقال: وقَعَ في الناس كَفْتٌ شديد أَي موت.

والكِفْتُ، بالكسر: القِدْر الصغيرة. أَبو الهيثم في الأَمثال لأَبي

عبيد، قال أَبو عبيدة: من أَمثالهم فيمن يظلم إِنساناً ويُحَمِّلُه مكروهاً

ثم يَزيدُه: كِفْتٌ إِلى وَئِيَّةٍ أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِها أُخْرَى؛

قال: والكِفْتُ في الأَصل هي القِدْر الصغيرة، والوَئِيَّةُ هي الكبيرة

من القُدور؛ قال الأَزهري: هكذا رواه كِفْتٌ، بكسر الكاف، وقاله الفراء

كَفْتٌ، بفتح الكاف، للقِدْر؛ قال أَبو منصور: وهما لغتان، كَفْتٌ

وكِفْتٌ.والكَفِيتُ: فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة.

كفت: {كفاتا}: أوعية، واحدها: كَفْت. ويقال: كفاتا منضما: تكفت أهلها أي تضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها.

سنف

(سنف) : طَعامٌ سِنْفانِ أي: جَيِّدٌ ورَدِيءٌ، وهو ضَرْبان.

سنف


سَنَفَ(n. ac.
سَنْف)
a. Got in front (animal).
b. Girded, put a girth on (camel).

أَسْنَفَa. see I (a)b. Blew violently (wind).
c. Was threatening, imminent ( lightning & c. ).
سِنْف
(pl.
سُنُوْف)
a. Leaf.

سِنْفَةa. see 1
سِنَاْفa. Breast-girth.

سَنِيْفa. Selvage.
(سنف)
الْبَعِير سنفا تقدم الْإِبِل وَالْبَعِير جعل لَهُ سنافا
(سنف) : السَّنَفتان: العُودانِ المُنْتَصِبان بينَهُما العَجَلة، وهي المَحالُة. 
سنف: سنَّف وتسنف: ذكرتا في معجم فوك بمعنى قطّع وتقطّع: سِنّيف وجمعها سنانيف: قطعة، فلذة (فوك).
سَنَّوفة: امرأة جميلة (بوشر جزائرية).
س ن ف

أسنف البعير: شده بالسناف وهو نحو اللبب للفرس.

ومن المجاز: عيّ فلان بالإسناف إذا دهش من الفرزع كمن لا يدري أين يشد السناف. قال:

إذا ما عيّ بالإسناف قوم ... من الهول المشبه أن يكونا

وأسنف القوم أمرهم: أحكموه. وبعير مسناف: يقدم رحله. قال:

ومسناف يقدم كل سرج ... يصير دفتيه على القذال
سنف
السنَافُ للبَعِيرِ: بمنزِلَةِ اللبَبِ للدابَّةِ. وبَعِيْرٌ مِسْنَاف: يُؤَخَر الرَّحْلَ. وأسْنَفْتُ البَعِيْرَ: شَدَدْته بالسِّنَافِ، وكذلك سَنَفْتُه، أسْنِفُه وأسُفُه.
وأسْنَفَ القَوْمُ أمْرَهم: أحْكَمُوه. و " عَيِّ فُلانٌ بالإسْنَافِ ". وناقَةٌ مِسْنَافٌ: تَتَقَدمُ في السيْرِ. وسَنُوْفٌ: مِعْنَاقٌ. ومُسْنِفَةٌ: مُتَقَدمَةٌ.
ومُسْنَفَةٌ: مَشْدُوْدَةَ بالسنَافِ. والسنفُ: ثِيَابٌ تُوْضَعُ على أكْتَافِ الإبلِ كالشَّلِيْلِ على مَآخِيْرِها، الواحِدُ سَنِيْفٌ.
والسنِيْفُ: حاشِيَةُ البِسَاطِ وهو خَمْلُه.
وفَرَسٌ سَنُوْفٌ: بمعنى مِسْنَافٍ يُؤَخِّرُ السرْجَ. وجاءَني سِنْفٌ من النّاسِ: أي جَماعَةٌ.
وسِنْفُ الشيْءِ: وِعَاؤه وظَرْفُه.
والسنْفُ: مِثْلُ سِنْفِ المَرْخِ والباقِلّى، والواحِدَةُ سِنْفَةٌ. وبَكْرَةٌ مُسْنِفَةٌ: إذا عَشرَتْ وتَوَرَّمَ ضَرْعُها، وقد أسْنَف.
وأسْنَفَتِ الريْحُ إسْنَافاً: اشْتَد هُبُوْبُها وأثَارَتِ الغُبَارَ.
[سنف] قال أبو عمرو: السِنْفُ بالكسر: ورقة المرخ. وقال غيره: وعاء ثمر المرخ. قال الشاعر : تَقَلْقَلَ من فأسِ اللجامِ لِسانُهُ تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبَةٍ صفر وتشبه به آذان الخليل. قال الخليل: السِنافُ للبعير بمنزلة اللبب للدابة، ومنه قول الراجز :

أبقى السناف أثرا بأنهضه وقال الاصمعي: السناف حبلٌ تشدُّه من التصدير ثم تقدمه حتى تجعله وراء الكر كرة فيثْبُتُ التصديرُ في موضعه. قال: وإنّما يُفْعَلُ ذلك إذا خَمُصَ بطن البعير واضطرب تصديره. وقد سَنَفْتُ البعيرَ أَسْنُفُهُ وأَسْنِفُهُ، إذا شددتَ عليه السِنافَ، وأبى الأصمعيُّ إلاَّ أَسْنَفْتُ. والمِسْنافُ: البعيرُ الذي يؤخّر الرحْل فيُجْعَلُ له سِنافٌ. ويقال للذي يقدّم الرحل. وأَسْنَفَ الفرس، أي تقدم الخيل . فإذا سمعت في الشعر مسنقة بكسر النون فهى من هذا، وهي الفرس تَتقدَّم الخليل في سيرها. وإذا سمعت مسنفة بفتح النون فهى الناقة، من السناف، أي شُدَّ عليها ذلك. وربَّما قالوا أَسْنَفُوا أمرهم، أي أحكموه، وهو استعارة من هذا. يقال في المثل لمن تحيَّر في أمره: " عى بالاسناف ".
السين والنون والفاء س ن ف

السِّنَافُ خيطٌ يُشَدُّ من حَقَبِ البَعِير إلى تَصْدِيره ثم يُشَدُّ في عنُقِه إذا ضَمَرَ والجمعُ سُنُفٌ وسَنَفَ البَعِيرَ يَسْنِفُه ويَسْنُفُهُ سَنْفاً وأسْنَفَ شَدَّه بالسِّنَافِ والسِّنافُ سَيْرٌ يُجْعَلُ من وراء اللَّبَبِ أو غيرُ سَيْرٍ لئلا يَزِلَّ وخَيْلٌ مُسْنَفاتٌ مُشْرِفَاتُ المَنَاسِجِ وذلك محمودٌ فيها لأنه لا يَعْتَرِي إلا خِيارَها وكِرَامَها وإذا كان ذلك كذلك فإنّ السُّرُوجَ تتأَخّر على ظهورها فيُجْعَلُ لها ذلك السَّنَافُ لتَثْبُتَ به السُّروجُ والسَّنِيفُ ثوبٌ يُشَدُّ على كَتِفِ البعير والجمعُ سُنُفٌ وبعيرٌ مسْنافٌ يُؤَخَّرُ الرَّحْلَ وناقةٌ مِسْنَافٌ ومُسْنِفةٌ مُتقَدِّمةٌ في السَّيْر وكذلك الفَرَسُ وناقةٌ مُسْنِفٌ ومِسْنَافٌ ضَامِرٌ عن أبي عَمْرو وأَسْنَفَ الأمْرَ أحكمَهُ والسِّنْفُ الورقَةُ وقيل وِعاءُ ثَمَرِ المَرْخ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(تُقَلْقِلُ من ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَهَا ... تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبَةٍ صِفْرِ)

والجمع سِنَفَةٌ قال أبو حنيفةَ السَّنْفَةُ وعاءُ كلِّ تَمْرٍ مستطيلاً كانَ أو مستديراً وجمعُها سِنْفٌ وجمع السِّنْفِ سِنَفَةٌ والمَسَانِفُ السِّنُونَ أعني بالسِّنين السِّنينَ المُجْدِبة كأنهم شنَّعُوهَا فَجَمَعُوها قال القُطامِيُّ

(ونَحْنُ نَرْودُ الخَيْلَ وَسْطَ بُيوتِنا ... ويُغْبَقْنَ محْضاً وهْيَ مُحْلٌ مَسَانِفُ)

الواحدةُ مُسْنِفَةٌ عن أبي حنيفة وأسْنَفَتِ الرِّيحُ سافَتِ التُّرابَ 
باب السين والنون والفاء معهما س ن ف، س ف ن، ن س ف، ن ف س مستعملات

سنف: السِّنافُ للبعير بمنزلة اللَّبَب للدّابّة. بعيرٌ مِسنافٌ، إذا كان يُؤَخِّر الرَّحْل، والجميعُ: مَسانيف. وأَسنَفْته: شَدَدْته بسِنافٍ. وأَسنَفوا أمرهم، أي: أحكموه. وصار الإسنافُ مَثَلاً في رَجُلٍ قد دُهِشَ فلم يدر أين يُشَدُّ السِّناف: قد عَيَّ فُلانٌ بالإسناف، قال عمرو:

إذا ما عَيَّ بالإسْنافِ حيٌّ ... من الأمر المُشَبَّه أنْ يكونا

والسُّنفُ: ثِيابٌ تُوضَعُ على أكتاف الإبل كالأَشِلّة على مآخيرها. والواحدُ: سَنيفٌ.

سفن: السَّفَنُ: جلد [الأطوم، وهي] سَمَكة في البحر يُجْعَل على قوائم السّيوف، وقد يُسَفَّنُ به الخشبُ أي: يُحَكّ حتّى يلين، فإذا كان مثله من غير سَفْنٍ فهو مُسفَنٌ.. والسَّفَنُ: الحديدةُ التي يُنحَتُ بها، قال الأعشى:

وفي كلِّ عامٍ له غزوةٌ ... تَحُتُّ الدَّوابِرَ حتَّ السَّفَنْ

والرّيحُ تَسْفِنُ التُّراب: تَجْعَلُه دُقاقاً، قال :

إذا مَساحيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ

والسُّفُنُ: جماعةُ السَّفينة.

نسف: النَّسْفُ: انتساف الرِّيحِ الشَّيءَ كأنّه يَسلُبُهُ. ورُبَّما انتسف الطّائر الشّيء عن وجه الأرض بمِخْلَبِهِ.. وطير شبه الخَطاطيف يَنْتَسِفُ الشَّيءَ من الهواء سُمِّيت: النّساسيف، الواحد: نُسّاف، وقيل: إنّه الخُطافّ بعينه، ويُسَمَّى خُطّافَ المَطَر، لأنّه يَجيءُ مع المَطَر وهو أكبر من الخُطّاف.. والنِّسْفة والنشفة: من حجارة الحَرَّة تكون نخرةً فيها نَخاريب يُنْسَفُ بها الوَسَخ عن الأَقدامِ في الحمّام. وكلامٌ نَسيفٌ، أي: خفيّ، هُذَليّة. والمِنْسف: المُنْخُل، ونُسِفَ الطّعام به نَسفاً. ويُقال: اعْزِلِ النُّسافةَ [وكُلْ من الخالص] . واتّخذ فلانٌ في جَنب بعيره نسيفاً إذا تَحاصّ عنه الوَبَر من أثر قَدَمه. وانتسف ما في أيديهم، أي: اختطفه. وفرس نُسُوفُ السُّنْبُك إذا دنا من الأرض في عَدْوِهِ. ويُقالُ للحمار الذَي يَشُدُّ على الحمار فيكدمه: ترك به نسيفا.

نفس: النَّفْس، وجمعها النُّفُوس: لها معان. النَّفسُ: الرّوح الذّي به حياة الجسد، وكلّ إنسانٍ نَفْسٌ حتّى آدم عليه السّلام، الذَّكَرُ والأنثى سواء. وكلُّ شيءٍ بعينه نَفْسٌ. ورجلٌ له نَفسٌ، أي: خُلُق وجَلادة وسَخاء. والنَّفَسُ: التَّنَفُّسُ، أي: خروج النَّسيم من الجَوْف. وشَرِبْتُ الماءَ بنَفَس، وثلاثة أَنَفاسٍ. وكلُّ مُستَراح منه نَفَسٌ. وشيءٌ نَفيسٌ: مُتَنافَسٌ فيه. ونَفِسْتَ به عليّ نَفَساً ونَفاسةً: [ضَنِنْت] . ونَفُسَ الشَّيْءُ نَفاسةً، أي: صار نَفيساً. وهذا المكانُ أَنْفَسُ من ذاك، أي: أَبْعَدُ شيئاً. والنِّفاسُ: وِلادةُ المرأة، فإذا وَضَعَتْ كانتْ نُفَساءَ حتّى تَطْهُر. ونُفِسَتْ فهي منفوسة، وغايةُ نِفاسها: أربعون يوماً. والنّافِسُ: الخامسُ من القِداح.
سنف
أبو عمرو: السِّنْفُ - بالكسر -: ورقة المَرْخِ. وقال غيره: وعاء ثمر المَرْخِ. وقال الدينوري: كل شجرة تكون لها ثمرة حَبٍّ في خباء طويل إذا جفت انتثرت من خبائها ذاك وهو وعاؤها؛ وبقيت قشرته فذاك الخِبَاءُ؛ وتلك الخرائط والأوعية سِنْفٌ، الواحدة: سِنْفَةٌ، وقد يجمع سِنَفَةً. وذكر أبو زياد أنها مثل الباقلى إلا أنها أعرض عَرْضاً محدَّدةُ الطرف. قال: ومن ذلك قول تميم بن أبي مُقبل في تشبيه أُذُن الفرس بِسِنْفِ المَرْخَةِ:
نرخي العِذَارَ وإن طالت قبائلُهُ ... عن حَشْرَةٍ مثل سِنْفِ المَرْخَةِ الصَّفِرِ
ورواية أبي عمرو: " أُرْخي ".
وقال أبو عمرو: السِّنْفُ مثل الكِمَام على فم البعير يكون في المَرْخَةِ كأنه ثمرة، وقال ابن مُقبل أيضاً:
يُقَلْقِلُ عن فأس اللجام لسانه ... تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جعبة صِفْرِ ويروى: " عُوْدِ المَرْخِ ". وإذا يبس سِنْفُ المرخة سقط حَبُّه وبقي في المَرْخَةِ قشره ذاك وهو سِنْفُه صِفْراً مما كان فيه.
والسِّنْفُ - أيضاً -: الدوسر الذي يكون في الحنطة والشعير، وهو يعيبهما ويضع من أثمانهما.
وقال ابن عباد: جاءني سِنْفٌ من الناس: أي جماعة.
وقال أبو عمرو: هذا طعام سِنْفَانِ: أي جيد وردئ، وهو ضربان.
والسِّنَافُ للبعير: بمنزلة اللَّبَبِ للدابة، قال هِمْيان بن قُحافة السعدي:
عض السِّنَافُ أثرا بأنْهُضه
وقال الأصمعي: السِّنَافُ حبل تشده من التصدير ثم تقدمه حتى تجعله وراء الكِرْكِرَةِ فيثبت التصدير في موضعه، قال: وإنما يفعل ذلك إذا خَمُصَ بطن البعير واضطرب تصديره. وقد سَنَفْتُ البعير أسْنُفُه وأسْنِفُه: إذا شددت عليه السِّنَافَ. والمِسْنَافُ: البعير الذي يؤخر الرَّحْلَ فيُجْعَلُ له سِنَافٌ، ويقال: هو الذي يقدم الرَّحْلَ.
وقال ابن الأعرابي: السَّنْفُ - بالفتح -: العود المجرد من الورق.
وقال أبو عمرو: السُّنُفُ - بضمتين -: ثياب توضع على أكتاف الإبل مثل الأشلة على مآخيرها، الواحد: سَنِيْفٌ.
وقال ابن عبّاد: السَّنِيْفُ: حاشية البساط وهو خَمْلُه.
وفرس سَنُوْفٌ: يؤخر السَّرْجَ.
وأسْنَفْتُ البعير: إذا شددت عليه السِّنَافَ؛ مثل سَنَفْتُه، وأبى الأصمعي إلا أسْنَفْتُه. وقال الليث: قد صار الإسناف مثلا في رجلٍ دهش من الخوف فلم يدر أين يشد السِّنَافَ، يقال: قد عَيَّ فلانٌ بالإسناف، قال عمرو بن كلثوم:
إذا ما عَيَّ بالإسناف حَيٌّ ... من الهول المشَبَّهِ أن يكونا
نَصَبْا مثل رَهْوَةَ ذاة حدٍ ... محافظة وكنا المُسْنِفِسْنا
ويروى: " السابقينا ".
وقال ابن دريدٍ: يقال فرس مُسْنِفَةٌ: إذا كانت تتقدم الخيل في سيرها، فإذا سمعت في شِعر مُسْنِفَةٌ - بكسر النون - فإنما يعني فرساً، وإذا سمعت مُسْنَفَةً - بفتح النون - فإنما يعني الناقة. وقال لبشر بن أبي خازم يصف فرساً:
بكل قِيَاد مُسْنِفَةٍ عَنُوْدٍ ... أضر بها المسالح والغِوَارُ
وربما قالوا: أسْنَفُوا أمرهم أي أحكموه، وهو استعارة من هذا.
وقال ابن عباد: بَكْرَةٌ مُسْنُفَةٌ: إذا عشرت وتورم ضرعها.
وأسْنَفَتِ الريح: أشتد هبوبها وأثارت الغبار.
وقال العُزيزي: أسْنَفَ البرق والسحاب: إذا رأيتهما قريبين.
وأرض مُسْنِفَةٌ: مُجْدِبَةٌ.
وناقة مُسْنِفَةٌ: عَجْفاءُ.
وقال غيره: أسْنَفَ البعير: قدم عنقه للسير أو تقدم. ويروى قول كُثَير يمدح عبد العزيز بن مروان:
ومُسْنِفَةٌ فضل الزِّمام إذا انتحى ... بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازلُ
ويروى: " ومُسْنَفَةٌ " أي مشدودة بالسِّنَافِ، والسَّوْمُ: الذهاب، ويروى: " ومُشْنَفَةٌ " أي مُسْتَوْفِيَةٌ لمدها عنقها، أي حنت نحوك مُسْنَفَةٌ.
والتركيب يدل على شد شيء أو تعليق شيء بشيء.

سنف: السِّنافُ: خَيْطٌ يُشَدُّ من حَقَبِ البَعير إلى تَصْدِيره ثم

يُشَدُّ في عُنُقِه إِذا ضَمَرَ، والجمع سُنُفٌ. الجوهري: قال الخليل

السِّنافُ للبعير بمنزلة اللّبَبِ للدابة؛ ومنه قول هِميانَ بن قحافَةَ:

أَبْقى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ،

قَريبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ

وسَنَفَ البعيرَ يَسْنُفُه ويَسْنِفُه سَنْفاً وأَسْنَفَه: شدَّه

بالسِّنافِ؛ قال الجوهري: وأَبى الأَصمعي إلا أَسْنَفْتُ. الأَصمعي: السِّنافُ

حبل يُشَدُّ من التَّصْديرِ إلى خَلْفِ الكِرْكِرةِ حتى يَثْبُتَ

التصْديرُ في موضِعِه. وأَسْنَفْتُ البعير: جعلت له سِنافاً وإنما يفعل ذلك إذا

خَمُصَ بطنهُ واضْطَرَبَ تصدِيرُه، وهو الحِزامُ. وهي إبل مُسْنَفاتٌ إذا

جعل لها أَسْنِفةٌ تجعل وراء كراكِرها. ابن سيده: السِّناف سير يجعل من

ورا اللَّبَبِ أَو غيرُ سير لئلا يَزِلَّ. وخيل مُسْنَفاتٌ: مَشْرِفاتُ

المَناسِج، وذلك محمود فيها لأَنه لا يَعْتَري إلا خِيارَها وكِرامَها،

وإذا كان ذلك كذلك فإن السُّروجَ تتأَخَّر عن ظُهورها فيُجْعل لها ذلك

السِّنافُ لتَثْبُتَ به السُّروج.

والسَّنِيف: ثوب يُشدُّ على كَتف البعير، والجمع سُنُفٌ. أَبو عمرو:

السُّنُفُ ثياب توضع على أَكْتاف الإبل مثلُ الأَشِلَّةِ على مآخِيرها.

وبعير مِسْنافٌ: يؤخِّر الرحل فيُجْعل له سِنافٌ، والجمع مَسانِيفُ. وناقة

مِسْنافٌ ومُسْنِفةٌ: مُتقدِّمة في السير، وكذلك الفرس. التهذيب:

المُسْنِفاتُ، بكسر النون، المُتقدِّمات في سيرها؛ وقد أَسْنَفَ البعيرُ إذا تقدم

أَو قدَّم عُنُقه للسير؛ وقال كثيِّر في تقديم البعير زمامه:

ومُسْنِفة فَضْلَ الزِّمام، إذا انْتَحى

بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازِل

وفرس مُسْنِفةٌ إذا كانت تتقدّم الخيلَ؛ ومنه قول ابن كُلْثُوم:

إذا ما عَيَّ بالإِسْناف حَيٌّ

على الأَمْر المُشَبّه أَن يَكونا

أَي عَيُّوا بالتقدُّم؛ قال الأَزهري: ليس قول من قال إن معنى قوله إذا

ما عَيَّ بالإسْناف أَن يَدْهَش فلا يَدْري أَينَ يُشَدُّ السِّنافُ بشيء

هو باطل، إنما قاله الليث. الجوهري: أَسْنَفَ الفرَسُ أَي تقدَّمَ

الخيلَ، فإذا سمعت في الشعر مُسْنِفةً، بكسر النون، فهي من هذا، وهي الفرس

تتقدَّم الخيل في سيرها، وإذا سمعت مُسْنَفَةً، بفتح النون، فهي الناقة من

السِّناف أَي شُدَّ عليها ذلك، وربما قالوا أَسْنَفُوا أَمْرَهم أَي

أَحْكَمُوه، وهو استعارة من هذا. قال: ويقال في المثل لمن تَحَيَّر في أَمره:

عَيَّ بالإسناف. قال ابن بري في قول الجوهري: فإذا سمعت في الشعر

مُسْنِفة، بكسر النون، فهو من هذا، قال: قال ثعلب المَسانيفُ المتقدِّمة؛

وأَنشد:قد قُلْتُ يوماً للغُرابِ، إذ حَجَلْ:

عليكَ بالإبْلِ المَسانيفِ الأُوَلْ

قال: والمُسنِفُ المتقدِّمُ، والمُسْنَفُ: المشدود بالسِّنافِ؛ وأَنشد

الأَعشى في المتقدّم أَيضاً:

وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّةٍ

عِراض المَذاكي المُسْنفات القَلائصا

ابن شميل: المِسْنافُ من الإبل التي تُقَدِّم الحِمْلَ، قال: والمجناة

التي تؤخِّر الحمل، وعُرِضَ عليه قولُ الليث فأَنكره. وناقة مُسْنِفٌ

ومِسْنافٌ: ضامِرٌ؛ عن أَبي عمرو. وأَسْنَفَ الأَمْرَ: أَحْكَمَه.

والسِّنْفُ، بالكسر: ورَقةُ المَرْخِ، وفي المحكم: السَّنْفُ الورقةُ،

وقيل: وعاء ثمر المَرْخِ؛ قال ابن مقبل:

تُقَلْقِلْ منْ ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَها،

تَقَلْقُلُ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ

والجمع سِنَفةٌ وتشبّه به آذانُ الخيل. قال ابن بري في السَّنْفِ وِعاء

ثمر المرخ، قال: هذا هو الصحيح، قال: وهو قول أَهل المعرفة بالمَرْخ،

قال: وقال علي ابن حمزة ليس للمَرْخِ ورق ولا شَوْك وإنما له قُضْبان دقاق

تنبت في شُعَب، وأَما السِّنفُ فهو وعاء ثمر المرخ لا غير، قال: وكذلك

ذكره أَهل اللغة، والذي حكي عن أَبي عمرو من أَن السنف ورقة المرخ مردود

غير مقبول؛ وقال في البيت الذي أَنشده ابن سيده بكماله وأَورد الجوهري عجزه

ونسباه لابن مقبل وهو:

تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ

هكذا هو في شعر الجَعْدِيِّ، قال: وكذا هي الرواية فيه عود المرخ؛ قال:

وأَما السِّنْفُ ففي بيت ابن مقبل وهو:

يُرْخي العِذارَ، ولو طالَتْ قبائلُه

عن حَشْرةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصِّفْرِ

الحَشْرةُ: الأُذُنُ اللطيفة المُحَدَّدةُ: قال أَبو حنيفة: السِّنْفةُ

وِعاء كل ثمر، مستطيلاً كان أَو مستديراً، وجمعها سِنْفٌ وجمع السِّنْفِ

سِنَفَةٌ ويقال لأَكِمَّةِ الباقِلاء واللُّوبياء والعَدَس وما أَشبهها:

سُنُوفٌ، واحدها سِنْفٌ. والسِّنْفُ: العُود المُجَرَّدُ من الورق.

والمَسانِفُ: السِّنُونَ؛ قال ابن سيده: أَعني بالسنينَ السنين المجدبة كأَنهم

شنَّعُوها فجمعوها؛ قال القُطامي:

ونَحْنُ نَرُودُ الخَيْلَ، وَسْطَ بُيوتِنا،

ويُغْبَقْنَ مَحْضاً، وهي مَحْلٌ مَسانِفُ

الواحدة مُسْنِفةٌ؛ عن أَبي حنيفة. وأَسْنَفَتِ الرِّيحُ: سافَتِ

الترابَ.

سنف

1 سَنَفَ البَعِيرَ, aor. ـِ and سَنُفَ, (S, M, K,) inf. n. سَنْفٌ; (M, K;) and ↓ اسنقهُ; (S, * M, K;) or, accord. to As, the latter only; (S;) He bound the سِنَاف [q. v.] upon the camel: (S, M, K:) and the latter, he put to him (i. e. the camel), or made for him, a سِنَاف; (K, TA;) thus expl. by El-'Ozeyzee. (TA.) [Hence, accord. to some,] one says, in a prov., of a person confounded or perplexed, and unable to see his right course, in his affair, ↓ عَىَّ بِالإِسْنَافِ, (S, Meyd,) meaning He was confounded, or perplexed, and unable to see his right course, by reason of fright, like him who knows not where to bind the سِنَاف: (Z, TA:) it originated from the fact of a man's being thus confounded, or perplexed: (Meyd:) a poet says, (namely, Ibn-Kulthoom, TA,) إِذَا مَا عَىَّ بِالإِسْنَافِ قَوْمٌ مِنَ الأَمْرِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا [as though meaning When a people are unable to find the right way to bind the سناف, in consequence of the affair that is uncertain to be: (thus related by Meyd; but in the TA with حَىٌّ in the place of قوم, and عَلَى in the place of من:)] Az, however, says that this is not the meaning: that الاسناف here signifies the advancing, or preceding; and that the meaning is, are unable to find the right way of advancing, or preceding; (Meyd, TA;) from أَسْنَفَ said of a horse, expl. below. (TA.) A2: See also the next paragraph.4 اسنف, inf. n. إِسْنَافٌ: see above, in two places. b2: Hence, i. e. from this verb in the sense expl. in the first sentence, (S, TA,) اسنف أَمْرَهُ (tropical:) He performed his affair skilfully, soundly, or thoroughly. (S, M, K, TA.) A2: Also He (a horse) preceded the other horses: (S, TA:) and اسنفت she (a camel) preceded the other camels (K, TA) in going, or journeying, or pace; (TA;) as also ↓ سَنَفَتْ. (K, TA.) [See the verse cited in the preceding paragraph, and the explanation of it by Az.] Said of a camel, it means also He put forward his neck, to go on: (K, TA:) or he advanced, or preceded. (TA.) b2: Said of lightning, It appeared, or was seen, near; and so said of the clouds (السَّحَاب). (K.) b3: And اسنفت الر ِّيحُ The wind blew violently, and raised the dust. (Ibn-'Abbád, K.) سَنْفٌ: see the next paragraph.

سِنْفٌ A leaf; (M, and so in copies of the K, and in the TA;) or leaves: (so in other copies of the K:) pl. سِنْفٌ; thus in the copies of the K, [like the sing.,] but this requires consideration; and it seems that it is سُنُوفٌ, a pl. assigned to سِنْفٌ in a sense that will be mentioned in what follows: (TA:) [or the pl. is سِنَفَةٌ, likewise mentioned, as a pl. of سِنْفٌ, in what follows, in three places:] also (K) the leaf of the [tree called]

مَرْخ: (AA, S, O, K:) or the pericarp of the مَرْخ: (S, M, O, K:) this, says IB, is the correct meaning, as those acquainted with the مرخ affirm; for, as 'Alee Ibn-Hamzeh says, the مرخ has not leaves, nor thorns, but consists of slender twigs; it grows in [water-courses such as are termed] شُعَب: (TA:) a poet likens thereto the ears of horses: (S:) the pl. is سِنَفَةٌ: (M:) or the pericarps of any tree having a produce consisting of grains in a long pod, (AHn, O, K,) that become scattered, when they dry, from that pod, the shale thereof remaining; (AHn, O;) one such pod is termed ↓ سِنْفَةٌ; (AHn, O, K;) and the pl. [or coll. gen. n.] is سِنْفٌ; (K;) and this last has for its pl. سِنَفَةٌ: (AHn, O, K:) Aboo-Ziyád says that it is like [the pod of] the بَاقِلَّى [or bean], except that it is wider, and pointed at the extremity; wherefore a poet likens thereto the ear of a horse: (O:) or, accord. to AHn, ↓ سِنْفَةٌ signifies any pericarp, whether oblong or not oblong; and the pl. [or coll. gen. n.] is سِنْفٌ; and the pl. of سِنْفٌ is سِنَفَةٌ: (M:) [see also حُبْلَةٌ:] and the shale of the [bean called]

بَاقِلَّآء, and of the [species of kidney-bean called]

لُوبِيَآء, and of the lentil, and the like; (IAar, TA;) or the shale of the first of these three when what was in it has been eaten; (K;) and the pl. is سُنُوفٌ. (IAar, TA.) b2: Also, (K,) or ↓ سَنْفٌ, with fet-h, (IAar, O, L,) A branch, or twig, (عُودٌ,) stripped of its leaves. (IAar, O, L, K.) b3: And the former, The [grain called] دَوْسَر [i. e.

زُؤَان, q. v.,] which is sometimes in wheat and barley, (O, K,) and which vitiates them, and lowers their prices. (O.) A2: Also i. q. صِنْفٌ [A sort, or species]. (K.) One says, هٰذَا طَعَامٌ سِنْفَانِ [This is food, or wheat,] of two sorts, good and bad. (AA, O.) b2: And A company of men. (Ibn-'Abbád, O, K.) One says, جَآءَنِى سِنْفٌ مِنَ النَّاسِ A company of men came to me. (Ibn-'Abbád, O.) سِنْفَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

سُنْفَتَانِ and سَنْفَتَانِ Two pieces of wood set upright, between which is put the [pulley called]

مَحَالَة [by means whereof water is drawn.] (K.) سِنَافٌ The [breast-girth called] لَبَب: (K:) or the appertenance of the camel that is as the لَبَب to the horse or similar beast: (Kh, S:) or a cord which you tie to the تَصْدِير [or breast-girth of the camel], then you bring it forward so as to put it behind the callous protuberance upon the breast, [and there, app., make it fast in some manner,] and it keeps the تصدير in its place: (As, S, O, K:) this is done only when the belly of the camel has become lank, and his تصدير has [consequently] become unsteady: (S, O, K: *) or a cord that is tied from the hind girth of the camel to his breast-girth and is then tied to his neck, when he has become lank: (M:) pl. [of mult.]

سُنُفٌ (M, K) and سُنْفٌ (K) and [of pauc.] أَسْنِفَةٌ: (TA:) and a leathern strap or thong, or some other thing, that is put behind the [breast-girth called] لَبَب, in order that it may not slip [from its place]. (M.) سَنُوفٌ A horse that shifts the saddle forwards. (Ibn-'Abbád, O, K.) [See also مِسْنَافٌ.]

سَنِيفٌ A cloth that is put, (AA, O, K,) or tied, (M,) upon the shoulders of the camel: pl. سُنُفٌ (AA, M, O, K) and سُنْفٌ: (K:) the cloths that are similarly placed upon the hinder parts of camels are called أَشِلَّةٌ [pl. of شَلِيلٌ]. (AA, O.) b2: Also The حَاشِيَة [properly meaning selvage, or selvedge,] of a carpet; (Ibn-'Abbád, O, K;) i. e., its خَمْل [which generally means nap; but this addition I think doubtful]. (Ibn-'Abbád, O.) مُسْنَفَةٌ A she-camel having the سِنَاف [q. v.] tied upon her. (S, TA.) b2: And خَيْلٌ مُسْنَفَاتٌ Horses having the [withers, or parts called] مَنَاسِج high, or elevated: denoting a quality approved in them; for it is only in the best, and the generous, thereof: and when they are thus, the saddles recede upon their backs; wherefore the سِنَاف is put to them, to keep the saddles in their places. (M.) مُسْنِفَةٌ A mare, (S, M, K,) and a she-camel, (M,) preceding others in going, or journeying, or pace; (S, M, K;) as also ↓ مِسْنَافٌ: (M:) and مَسَانِيفٌ [being pl. of the latter] signifies the same; and is applied to camels: (Th, TA:) or [so in the K, but more properly “ and ”] مُسْنَفَةٌ, with fet-h to the ن is specially applied to the she-camel, (K, TA,) in the sense first assigned to it above: (TA:) or مُسْنِفَةٌ, (K, TA,) with kesr to the ن, (TA,) signifies a [youthful she-camel such as is termed] بَكْرَة that has completed the tenth month of her pregnancy, and whose udder has become swollen. (Ibn-'Abbád, K, TA,) b2: Also, (El-'Ozeyzee, O, K,) or مُسْنِفٌ and ↓ مِسْنَافٌ, (AA, M,) applied to a she-camel, Lean, or light of flesh, (AA, El-'Ozeyzee, M, O, K,) or lank in the belly. (AA, M.) b3: And مُسْنِفَةٌ signifies also Land affected with drought, barrenness, or dearth: (El-'Ozeyzee, O, K:) or a year of drought, barrenness, or dearth: [thus expl. as a subst., or an epithet in which the quality of a subst. is predominant:] pl. مَسَانِفُ. (AHn, M.) مِسْنَافٌ (tropical:) A camel that makes the saddle to shift backwards; (S, M, K, TA;) wherefore a سِنَاف is put to him: (S, TA:) and, (K,) or as some say, (S,) that makes it to shift forwards: (S, K, TA:) so says Lth: but ISh disallows his explanation, saying that it means a she-camel that makes the load to shift forwards; and that مِجْنَأَةٌ [a word which I have not found anywhere except in this instance] signifies the contrary: (TA:) or that makes her fore girth to slip forward; contr. of مُدْرِجٌ and مِدْرَاجٌ. (TA in art. درج.) b2: See also مُسْنِفَةٌ, in two places.
سنف
السَّنْفُ: مَصْدَرُ سَنَفَ الْبَعِيرَ، يَسْنُفُهُ، ويَسْنِفُهُ، مِن حَدِّ ضرب، وَنصر شَدَّ عَلَيْهِ السِّنَافَ بالكَسْرِ، وسيأْتي قَرِيبا، كَأَسْنَفَهُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَبَي الأَصْمَعِيَّ إلاَّ أَسْنَفْتُ البَعِيرَ. سَنَفَت النَّاقَةُ: تَقَدَّمَتِ الإِبلَ فِي السَّيْرِ، كَأَسْنَفَتْ، فَهِيَ مُسْنِفَةٌ. السِّنْفُ، بِالْكَسْرِ: الدَّوْسَرِ الْكائِنُ فِي الْبُرِّ والشَّعِيرِ، وَهُوَ يَعِيبُها، ويَضَعُ مِن أثْمَانِهما.
السِّنْفُ الْجَمَاعَةُ، يُقَال: جَاءَنِي سِنْفٌ مِن النَّاسِ، أَي جَمَاعَةٌ. عَن ابنِ عَبَّادٍ.
السِّنْفُ: الصِّنْفُ، يُقَال: هَذَا طَعَام سِنْفَانِ، أَي جَيِّدٌ وَرَدِئٌ. وَهُوَ ضَرْبَانِ، قَالَ أَبو عمروٍ.
السِّنْفُ: وَرَقَةُ الْمَرْخِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي عمروٍ، أَو وِعَاءُ ثَمَرِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن غَيْرِهِ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ قَوْلُ أَهلِ المَعْرفةِ بالمَرْخِ، قَالَ: وَقَالَ عليُّ ابنُ حَمْزةَ: لَيْسَ للمَرْخِ وَرَقٌ، وَلَا شَوْكٌ، وإِنَّمَا لَهُ قُضْبَانٌ دِقَاقٌ، تَنْبُت فِي شُعَبٍ، وأَمَّا السِّنْفُ فَهُوَ وِعَاءُ المَرْخِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذكَره أهلُ اللُّغَةِ، وَالَّذِي حُكِىَ عَن أبي عَمْرو مٍ ن أَنَّ السِّنْفَ وَرَقَةُ المَرْخِ مَرْدُودٌ، غيرُ مَقْبُولٍ، والبيتُ الَّذِي أَنْشَدَه ابنُ سِيدَه بكَمَالِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
(تُقَلْقِلُ مِنْ ضَغْمِ اللِّجَامِ لَهَاتَهَا ... تَقَلْقُلَ سِنْفِ الْمَرْخِ فِي جَعْبَةٍ صِفْرِ)
وأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ عَجُزَه، ونَسَبَهُ لابْنِ مُقْبِلٍ، وَقَالَ: هَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِ الجَعْدِيّ، قَالَ: وَكَذَا هِيَ الرِّوايةُ فِيهِ) عود المرخ (قَالَ: وأَمَّا السِّنْفُ فَفِي بَيْتِ ابنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ:
(يُرْخِى الْعِذَارَ ولَوْ طَالَتْ قَبَائِلُهُ ... عَن حَشْرَةٍ مِثْلِ سِنْفِ الْمَرْخَةِ الصَّفِرِ)
أَو كُلُّ شَجَرَةٍ يَكُونُ لَهَا ثَمَرَةُ حَبٍّ فِي خِبَاءٍ طَوِيل، إِذا جَفَّتْ انْتَشَرتْ مِن خِبائِها ذَاك، وَهُوَ وِعَاؤُهَا، وبَقِيَتْ قِشْرَتُه، فَذَاك الخِبَاءُ وَتلك الخرائطُ والأَوْعِيَةُ سِنْفٌ، قَالَه أَبو حَنِفيَةَ، على مَا فِي العُبَابِ، فَالْوَاحِدَةُ مِن تِلْكَ الْخَرَائِطِ سِنْفَةٌ: ج سِنْفٌ، بِالْكَسْرِ أَيضاً، وجج أَي جَمْعُ الجَمْعِ: سِنَفَةٌ، كَقِرَدَةٍ.
وَفِي اللِّسَان: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السِّنْفَةُ: وِعَاءُ كُلُّ ثَمَرٍ مُسْتَطِيلاً كانَ أَو مُسْتَدِيراً.
قَوْله: والْعُودُ، مُقْتَضَي سِياقِهِ أَن يكونَ مِن مَعَانِي السِّنْفِ، بالكَسْرِ، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ، ويُعَارِضُه فِيمَا بَعْدُ قَوْلُه: جَمْعُه سِنْفٌٌ، أَو يُقَال: إِنَّه مِن مَعَانِي السِّنْفَةِ، بزيادةِ الهاءِ، فيكونُ قَوْلُه فِيمَا بَعْدُ، مِن أَنَّ جَمْعَهُ سُنُوفٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرَابِيِّ فِي النَّوَادِرِ، وَفِي العُبَابِ، والتَّكْمِلَةِ، واللِّسَانِ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: السَّنْفُ بالفَتْحِ: العُودُ الْمُجَرَّدُ مِن الْوَرَقِ.)
والسَّنْفُ أَيضاً: قِشْرُ الْبَاقِلاَءِ إِذا أَكُلُّ مَا فِيهِ، ونَصُّ ابنِ الأعْرَابِيِّ: يُقَالُ لأَكِمَّةِ البَاقِلاءِ، واللُّوبِيَاءِ، والعَدَسِ، وَمَا أَشْبَهَها: سُنُوفٌ، وَاحِدُهَا سَنْفٌ.
السِّنْفُ، بالكَسْرِ: الْوَرَقُ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي المُحْكَم: السِّنْفُ: الوَرَقَةُ، ج: سِنْفٌ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ، وَفِيه نَظَرٌ والظاهرُ: سُنُوفٌ، كَمَا هُوَ فِي نَصِّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
السُّنُفُ: بِضَمَّةٍ، وبِضَمَّتَيْنِ: ثِيَابٌ تُوضَعُ علَى كَتِفَيِ الْبَعِيرِ ونَصُّ أَبي عمروٍ: علَى أَكْتَافِ الإِبِلِ، مِثْلُ الأَشِلَّةِ عَلَى مَآخِيرِها، الْوَاحِدُ: سَنِيفٌ كــأَمِيرٍ، واقْتَصَر أَبُو عمروٍ على الضَّبْطِ الأخِيرِ.
والسُّنْفُ أَيْضا بلُغَتَيْهِ: جَمْعُ سِنَافٍ، كَكِتَابٍ: اسْمٌ لِلَّبَبِ، وَالَّذِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن الخَيِلِ، أَنَّه لِلْبَعِيرِ بَمْنِزَلِة اللَّبَبِ للدَّابَّةِ، فَفِي كُلُّامِ المُصَنِّفِ مَحَلُّ نَظَرٍ.
أَو السِّنَافُ: أسْمٌ لِحَبْلٍ تَشُدُّهُ مِن التَّصْدِيرِ، ثُمَّ تُقَدِّمُهُ حَتَّى تَجْعَلَهُ وَرَاءَ الْكِرْكِرَةِ، فَيَثْبُتُ التَّصْدِيرُ فِي مَوْضِعِه، قَالَه الأَصْمَعِيَّ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ: وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِك إِذا اضْطَرَبَ تَصْدِيرُهُ لِخَمَاصَةٍ، ونَصُّ الصِّحاحِ، والعُبَابِ: إِذا خَمِصَ بَطْنُ البعِير واضْطَرَبَ تَصْدِيرُه، وَفِي المُحْكَمِ: السّنَافُ: سَيْرٌ يُجْعَلُ مِن وَرَاءِ اللَّبَبِ، أَو غيرُ سَيْرٍ لَئَلاَّ يَزِلَّ.
والسُّنفَتَانِ، بِالضَّمِّ، والْفَتْحِ: عُودَانِ مُنْتَصِبَانِ، بَيْنَهُمَا الْمَحَالَةُ.
وَفِي الصِّحاحِ: الْمِسْنَافُ: الْبَعِيرُ الَّذِي يُؤَخِّرُ الرَّحْلَ فيُجْعَلُ لَهُ سِنافٌ، ويُقَال: هُوَ الَّذِي يُقَدِّمُهُ، وَهُوَ مَجازٌ فَهُوَ ضِدٌّ، هَكَذَا قَالَهُ اللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: المِسْنَافُ مِن الإِبِلِ الَّتِي تُقَدِّمُ الحِمْلَ، والمِجْنَاةُ: الَّتِي تُؤَخِّرُ الحِمْلَ، وعُرِضَ عَلَيْهِ قَوْلُ اللَّيْثُ فأَنْكَرَهُ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: السَّنِيفُ. كَــأَمِيرٍ: حَاشِيَةُ الْبِسَاطِ، وَهُوَ خَمْلُه. قَالَ: وفَرَسٌ سُنُوفٌ، كَصَبُورٍ: يُؤَخِّرُ السَّرْجَ.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَرَسٌ مُسْنِفَةٌ كَمُحْسِنَةٍ: تَتَقَدَّمُ الْخَيْلَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وإِذا سَمِعْتَ فِي الشِّعْرِ مُسْنِفَةً، بكَسْرِ النُّونِ، فَهِيَ مِن هَذَا، أَي: مِن أَسْنَفَ الفَرَسُ: إِذا تَقَدَّم الخَيْلَ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ ثَعْلَبٌ: المَسَانِيفُ: المُتَقَدِّمَةُ، وأَنْشَدَ: قد قُلْتُ يَوْماً لِلْغُرَابِ إِذْ حَجَلْ.
عليْك بِالإِبْلِ المَسانِيفِ الأُوَلْ.
أَو بِفَتْحِ النُّونِ، خَاصٌّ بالنَّاقَةِ، مِن السِّنَافِ، أَي: شُدَّ عَلَيْهَا ذَلِك، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.)
أَو بَكْرَةٌ مُسْنِفَةٌ، بكَسْرِ النُّونِ، إِذا عَشَّرَتْ، وتَوَرَّمَ ضَرْعُهَا، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
وأَسْنَفَ الْبَعِيرُ: قَدَّمَ عُنُقَهُ للِسَّيْرِ، أَو تَقَدَّم، ويُرْوَي قَوْلُ كَثَيِّرٍ، يَمْدَح عبدَ العزيزِ بنَ مَرْوَان:
(ومُسْنِفَةٌ فَضْلَ الزِّمَام إِذَا انْتَحَى ... بِهِزَّةِ هَادِيهَا علَى السَّوْمِ بَازِلُ)
ويُرْوَي: ومُسْنَفَةٌ، أَي: مَشْدُودَةٌ بالسِّنَافِ، والسَّوْمِ: الذَّهَابُ. أَسْنَفَتِ الرِّيحُ: اشْتَدَّ هُبُوبُهَا، وأَثَارَتِ الْغُبَارَ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وَفِي اللِّسَانِ: أَي سَافَتِ التُّرَابَ. رُبَّمَا قالُوا: أَسْنَفَ أَمْرَهُ: أَي أَحْكَمَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجَازٌ، مِن أَسْنَفَ النَّاقَةَ: إِذا شَدَّهَا بالسِّنَافِ.
قَالَ العُزَيْزِيُّ: أسْنَفَ الْبَرْقُ، والسَّحَابُ: إِذا رُئِيَا قَرِيبَيْنِ.
قَالَ الأَصْمَعِيَّ: أسْنَفَ الْبَعِيرَ: جَعَلَ لَهُ سِنَافاً، وَهِي إبِلٌ مُسْنَفَاتٌ.
والْمُسْنِفَةُ، كَمُحْسِنَةٍ، مِن الأَرْضِ: الْمُجْدِبَةُ، ومِن النُّوقِ: الْعَجْفَاءُ نَقَلَهُ العُزَيْزِيُّ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: خَيْلٌ مُسْنَفاتٌ: مُشْرِفَاتُ المَنَاسِج، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ فِيهَا، لأَنه لَا يُعْتَرِى إلاَّ خِيَارَها وكِرامَهَا، وإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك، فإِنَّ السُّرُوجَ تتَأخَّرُ عَن ظُهُورِهَا، فيُجْعَلُ لَهَا ذَلِك السِّنَافُ لِتَثْبُتَ بِهِ السُّرُوجُ.
وجَمْعُ السِّنَافِ: أسْنِفَةٌ.
ويُقَال فِي المَثَلِ لِمَن تخيَّرُ فِي أَمْرِهِ:) عَىَّ بالإسْنَافِ (نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي دَهِشَ من الفَزَعِ، كمَن لَا يَدْرِي أَين يَشُدُّ السِّنَافَ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ قَوْلَ ابنِ كُلْثُومٍ:
(إذَا مَاعَىَّ بِالإسْنَافِ حَيُّ ... عَلَى الأَمْرِ الْمُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا)
أَي: عَيُّوا بالتَّقَدُّمِ، قَالَ الأًزْهَرِيُّ: وَلَيْسَ هَذَا بشَيْءٍ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَسْنَفَ الفَرَسُ: إِذا تقدَّمَ الخَيْلَ.
ونَاقَةٌ مُسْنِفٌ، ومِسْنَافٌ ضَامِرٌ، عَن أَبي عمروٍ.
والمَسَانِفُ: السِّنُونَ المُجْدِبَةُ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، كأَنَّهُم شَنَّعُوها فجَمَعُوها، قَالَ القُطَامِيُّ:
(ونَحْنُ نَرُودُ الْخَيْلَ وَسْطَ بُيُوتِنَا ... ويُغْبَقْنَ مَحْضاً وهْيَ مَحْلٌ مَسَانِفُ)
الوَاحِدَةُ: مُسْنِفَةٌ، عَن أَبي حَنِيفَةَ. وسَنَفَا، مُحَرَّكَةً: قَرْيَة شَرْقِيَّ ومِضرَ.

ميد

ميد: {أن تميد}: تحرك وتميل.
ميد
المَيْدُ: اضطرابُ الشيء العظيم كاضطراب الأرض. قال تعالى: أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ
[النحل/ 15] ، أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ [الأنبياء/ 31] . ومَادَتِ الأغصان تميد، وقيل المَيَدانُ في قول الشاعر:
نعيما ومَيَدَاناً من العيش أخضرا
وقيل: هو الممتدُّ من العيش، وميَدان الدَّابة منه، والمائدَةُ: الطَّبَق الذي عليه الطّعام، ويقال لكلّ واحدة منها [مائدة] ، ويقال: مَادَنِي يَمِيدُنِي، أي: أَطْعَمِني، وقيل: يُعَشِّينى، وقوله تعالى: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ [المائدة/ 114] قيل: استدعوا طعاما، وقيل:
استدعوا علما، وسمّاه مائدة من حيث إنّ العلم غذاء القلوب كما أنّ الطّعام غذاء الأبدان.
(ميد) يُقَال فعلته ميد ذَلِك من أَجله وميد لُغَة فِي بيد وَفِي الحَدِيث (أَنا أفْصح الْعَرَب ميد أَنِّي من قُرَيْش)
(م ي د) : (مَادَ مَيْدًا) مَالَ وَمِنْهُ حَدِيثُ تُبَيْعٍ الْمَائِدُ فِيهِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ أَيْ مَنْ غَزَا فِي الْبَحْرِ وَمَادَتْ بِهِ السَّفِينَةُ مِنْ جَانِبٍ إلَى جَانِبٍ كَالشَّهِيدِ الَّذِي تَلَطَّخَ بِالدَّمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.
(ميد) - في حديث أُمِّ حَرَامٍ: "المَائِدُ في البَحْرِ الذي يُصِيبُه القَئُ له أَجْرُ شَهِيدٍ"
المائِدُ: الذي يُدَار بِرأْسِهِ مِن رِيح البَحْرِ، أَو مِن تَحرُّكِ السَّفينَةِ.
وقد مادَ يَميدُ: مَالَ. وغُصْنٌ مَيَّادٌ: يَتَثنَّى وَيتَأوَّدُ، مِن قَوله تَعالَى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}
م ي د

غصن مائد: ماثل، وماد يميد ميداناً.

ومن المجاز: مادت المرأة وماست وتميدت وتميّست. ومادت به الأرض: دارت. ورجل مائد: يدار به. والمطعون يميد في الرمح. وماد أهله: نعشهم، وامتادوه فمادهم. قال:

يا خيرنا نفساً وخيراً والداً ... وكنت للسوّدين سائداً

وكنت للمنتجعين مائداً

أي ناعشاً من ميدهم، ومنه: المائدة.
م ي د : مَيْدًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَمَيَدَانًا بِفَتْحِ الْيَاءِ تَحَرَّكَ وَالْمَيْدَانُ مِنْ ذَلِكَ لِتَحَرُّكِ جَوَانِبِهِ عِنْدَ السِّبَاقِ وَالْجَمْعُ مَيَادِينُ مِثْلُ شَيْطَانٍ وَشَيَاطِينَ وَمَادَهُ مَيْدًا أَعْطَاهُ وَالْمَائِدَةُ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذَلِكَ وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّ الْمَالِكَ مَادَهَا لِلنَّاسِ أَيْ أَعْطَاهُمْ إيَّاهَا وَقِيلَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ مَادَ يَمِيدُ إذَا تَحَرَّكَ فَهِيَ اسْمُ فَاعِلٍ عَلَى الْبَابِ. 
م ي د: (مَادَ) الشَّيْءُ تَحَرَّكَ وَبَابُهُ بَاعَ. وَ (مَادَتِ) الْأَغْصَانُ تَمَايَلَتْ. وَ (مَادَ) الرَّجُلُ تَبَخْتَرَ. وَ (الْمَيْدَانُ) وَاحِدُ (الْمَيَادِينِ) وَ (مَادَهُ) لُغَةٌ فِي مَارَهُ مِنَ الْمِيرَةِ، وَمِنْهُ (الْمَائِدَةُ) وَهِيَ خِوَانٌ عَلَيْهِ الطَّعَامُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ طَعَامٌ فَهُوَ خِوَانٌ لَا مَائِدَةٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ بِمَعْنَى مَرْضِيَّةٍ. وَ (مَيْدَ) لُغَةٌ فِي بَيْدَ بِمَعْنَى غَيْرَ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ وَنَشَأْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ» وَقِيلَ مَعْنَاهُ: مِنْ أَجْلِ أَنِّي. 
ميد
المائدَةُ: الخِوَانُ، اشْتُقَّتْ من المَيْدِ وهو الذَّهَابُ والمَجِيْءُ والاضْطِرَابُ، من قَوْلِه عَزَوجَل: " أنْ تَمِيْدَ بكم ". وقيل: تَمِيْدُ الأكِلِيْنَ أي تُمِيْرُهم.
وفَعَلَ ذلك في مَيْدِ شَبَابِه: أي عُنْفُوَانِه، ومَيْدَةِ شَبَابِه. والمَيْدَانُ: العَيْشُ النّاعِمُ. والمائدُ: منه. ومادَ المَطَرُ النبْتَ يَمِيْدُهُ: أي أنْمَاه. ومادَتِ السَّمَاءُ الرمْلَ حَتّى تَلَبَّدَ؛ فهو مَمِيْدٌ. ومادَتِ المَرأةُ: ماست وتَبَخْتَرَتْ. ومنه ابنُ مَيّادَةَ الشّاعِرُ.
والتَّمْيِيْدُ: التَّمْيِيْلُ. والمِيَادَةُ: المِيَاحَة، مِدْتُه: أعْطَيْتُه خَيْراً. وامْتَدْتُه: طَلَبْتُ خَيْرَه. ومادَهم: أي مارَهُم. والمُمْتَادُ: المُعْطِي والمُعْطَى.
[ميد] ماد الشئ يميد ميدا: تحرَّك. ومادت الأغصان، تمايلت. ومادَ الرجل. تبختر. وميادة: اسم امرأة. والميدان: واحد الميادين. وقول ابن أحمر:.... وصادفت نعيما وميدانا من العيش أخضرا يعنى به ناعما. ومادَهُمْ يَميدُهُمْ: لغة في مارَهُمْ من المِيرة. والمُمتادُ مُفْتَعَلٌ منه. وأنشد الأخفش لرؤبة: تُهدي رءوس المُتْرَفينَ الأندادْ * إلى أمير المؤمنين المُمْتادْ - وهو المُسْتعطى المسؤول. ومنه المائدة، وهى خوان غليه طعام. فإذا لم يكن عليه طعام فليس بمائدة، وإنَّما هو خِوان. قال أبو عبيدة: مائدة فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية. ومائد في شعر أبى ذؤيب: يمانية أحيا لها مظ مائد * وآل قراس صوب أرمية كحل - اسم جبل: ومَيْدَ: لغة في بَيْدَ بمعنى غير. وفي الحديث " أنا أفصحُ العرب مَيْدَ أنِّي من قريشٍ، ونشأتُ في بني سعد بن بكر ". وفسَّره بعضهم من أجل أنى.
ميد قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِيه لُغَة أُخْرَى مَيْد - بِالْمِيم وَالْعرب تفعل هَذَا تدخل الْمِيم على الْبَاء والباءَ على الْمِيم كَقَوْلِك: أغْمَطَتْ عَلَيْهِ الحَّمى وأغْبَطَت. وَقَوله: سَمَّدَ رَأسه وسبد رَأسه وَهَذَا كثير فِي الْكَلَام. 16 - / ب قَالَ أَبُو عبيد: وَأَخْبرنِي بعض الشاميين أَن رَسُول الله صلى الله 16 / ب عَلَيْهِ وَسلم / [قَالَ -] : أَنَا أفْصح الْعَرَب مِيْدَ أَنِّي من قُرَيْشٍ ونشأت فِي بني سعد بْن بَكْر وَفَسرهُ: من أجل. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذِه الْأَقْوَال [كلهَا -] بَعْضهَا [قريب -] من بعض فِي المعني مثل غير وعَلى وَبَعض الْمُحدثين يحدثه: بأيد أَنَا أعطينا الْكتاب من بعدهمْ يذهب بِهِ إِلَى الْقُوَّة وَلَيْسَ لَهَا هَهُنَا معنى نعرفه.

جَحْشٍ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سقط من فرس فَجُحِشَ شقَّه. قَالَ الْكسَائي [فِي -] 
[ميد] نه: فيه: لما خلق الله الأرض جعلت "تميد" فأرساها بالجبال، ماد يميد- إذا مال وتحرك. ومنه: فدحا الله الأرض من تحتها "فمادت". وح: فسكنت من "الميدان" برسوب الجبال، وهو بفتح ياء مصدر ماد. وح ذم الدنيا: فهي الحيود "الميود"، فعول منه. وح: "المائد" في البحر له أجر شهيد، هو من يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج. ط: والمائد في البحر: الذي يصيبه القيء، هذا النعت مبينة لا مخصصة، فله أجر شهيد إن ركبه لطاعة كالغزو والحج والعلم أو التجارة للقوت لا للزيادة لمن لم يكن له طريق سواه. غ: قوم "ميدي" عند ركوب البحر. ط: أنزلت "المائدة" خبزًا ولحمًا، هي طبق عليه طعام، وخبزًا- تميز. ك: إذا رفع "مائدته" قال: الحمد لله، هو خوان عليه طعام، فإن قيل: روى أنه صلى الله عليه وسلم لم يأكل على خوان! قلت: لعله له، أو يراد بالمائدة هنا الطعام، أو هو صلى الله عليه وسلم لم يأكل بنفسه. وفيه: ""مائدة" من السماء"، أصله مفعولة أي هو فاعلة بمعنى مفعولة، من ماده- إذا أعطاه، كتطليقة بائنة بمعنى مطلقة مباينة. غ: و"الممتاد": المطلوب منه العطاء. ك: وفيه: فلا ينفق إلا "مادت"- بدال، وروى: مارت- بالراء، من المور: المجيء والذهاب، ويجيء مادت- بخفة دال بمعنى سالت وامتدت. ج: وفيه: ما أحد إلا "يميد" تحت حجفته، أي تحرك ومال من جانب إلى جانب، ومادت الأرض: اضطربت وتحركت. غ: "أن "تميد" بكم" لئلا تضطرب. نه: وفيه: نحن الآخرون السابقون "ميد" أنا أوتينا الكتاب من بعدهم، ميد وبيد لغتان بمعنى غير، وقيل: على أن.
[م ي د] مادَ الشَّيْءُ يَمِيدُ: راعُ وزَكَا. ومِدْتُه، وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه. وامْتادَهُ: طَلَبَ أن يَمِيدَهُ. والمائِدَةُ: الطَّعامُ نَفْسُه وإن لم يكُنْ هُناكَ خوِانٌ، مُشْتَقُّ من ذِلَك، وقِيلَ: هي نَفْسُ الخِوانِ. قال الفارِسيُّ: لا تُسَمَّى مائِدَةًَ حتّى يكونَ عليها طَعامٌ، وإِلاَّ فَهِي خَوانٌ. والماِئدَةُ: الدّائَرَةُ من الأَرْضِ. ومادَ الشيْءُ مَيْداً: تَحَرَّكَ. ومادَ السرابُ: اضْطَرَبَ. ومادَ مَيْداً: تَمايَلَ. وغُصنٌ مائِدٌ، ومَيّادٌ: مائِلٌ. والَمْيدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرَةِ عن السُّكْرِ، أو الغَثَيَانِ، أو رُكُوبِ البَحْرِ. وقد مادَ فهو مائِدٌ من قَوْمِ مَيْدَى، كرائِبٍ ورَوْبَى. ومادَتِ الحَنْظَلَةُ تَمِيدُ: أصابَها نَدًى أو بَلَلٌ فَتغَيَّرَتْ، وكذلك التَّمْرُ. وفَعَلْتُه مَيْدَى ذاكَ: أي مِنْ أَجْلِه، ولم يُسْمَع مِنْ مَيْدى ذِلِكَ. ومَيْدَ: بمعنى غَيْر أيضاً: وقيل: هي بَمْعنَى عَلَى، كما تَقَدَّمَ في (بَيْد) وعَسَى مِيمُه أَنْ تَكُون بَدَلاً من باءِ بَيْدَ، لأَنَّها أَشْهَرُ. ومِيدَاءُ الطَّرِيقِ: سَنَنَُه. وبَنَوْا بُبُوتَهُم على مِيداءٍ واحِدٍ: أي على طَريقَةٍ واحِدةً، قال رُؤْبَةُ:

(إِذا ارتَمَى لم يَدْرِ ما مِيداؤهُ ... )

وإنّما قَضَيْنا بأَنّها ياءٌ على ظاهِرِ اللَّفْظِ، مع عدم ((م ود)) . ودَارى بَميْدَى دارِه، مفتوحَ الميمِ مَقْصُوراً: أي بحِذائِها، عن يَعْقُوبَ. ومَيّادَةُ: اسمُ امرأةٍ. وابُن مَيّادَةَ: شاعِرٌ، وزَعَمُوا أَنّه كانَ يَضْرِبُ خَصْرَيْ أُمِّه ويَقُولُ:

(اعْرَنْزِمِى مَيّادَ للقَوافِي ... )
ميد: ماد: تستعمل، مجازا مثلما تستعمل ماج ففي (ابن جبير 6: 187): فترى الأرض تميد بهم ميدا وتموج بجميعهم موجا. (ابن حبيب، مخطوطة اكسفورد ص149): فمضى حتى انتهى إلى أرض تميد بأهلها (ابن عبد ربه) (2: 355 طبعة بولاق) (انظر ماج):
كادت لهم أنفسهم تجود ... وكادت الأرض بهم تميد
ماد: في (محيط المحيط): (أصابه غثيان ودوار من سكر أو نزف أو ركوب بحر) أصابه دوار بحر (فوك).
ماد: لا أساس لما أثاره (فريتاج) في رقم 7 من شكوك في صحة معنى هذا الفعل إذ أن الفعل الذي ذكره مرادف لمار.
تمايد: تمايل مهتزا (محيط المحيط). ترنج (كالسكران) (محمد بن الحارث 271): لقيا رجلا يتمايد سكرا.
ميد: دوار البحر (انظر ماد) (ابن بطوطة 2: 160): ودخلت أمواج البحر معنا في المركب واشتد الميد بالناس (ترجمة سيئة).
ميدة: وردت الكلمة عند (فوك) في مادة sella. ولو حكمنا على موضعها من معجمه نستدل على أن هذه الكلمة هي جزء من (السرج).
خصيب الميدة وكريم الميدة: جواد، كريم (فوك).
ميدى: عملة صغيرة في مصر (بوشر)؛ والكلمة قد اندغم فيها حرفان من مؤيدي انظر ما تقدم (1: 46).
ميدان: استعمل الشاعر مسلم كلمة ميادي جمعا لكلمة ميدان بدلا من ميادين من باب الاختصار في القافية (معجم مسلم) والجمع ميدانات (فوك).
ميدان: الميدان هو الأرض المستوية، السهلة، السهلة عامة (64 بيرتون، وانظر الجغرافيا)، والساحة العامة تحيط بها الأبنية (بوشر) وهذه الساحة تصلح للأسواق وعرض الألعاب (معجم الجغرافيا).
ميدان: ساحة الرمي للأسلحة النارية أو الأسهم (هلو).
ميدان والجمع موادين: سوح الفروسية (الجريدة الآسيوية 1848: 2، 227 فهرست المخطوطات [ليدن] 3، 298 المصحح في 5: 249). مياد: في وصف الغصن (معيار الاختبار 25: 4 مولر 36 المقري 1: 10 و1: 11 و19: 7) والجمع ميد (المقري 1: 36 البيت 69).
مائد القلب: جبان، لا يملك شيئا من الشجاعة (الكالا).
مائدة: والجمع مائدات وموائد (محيط المحيط) (ألف ليلة رقم 1: 29) وفي (فوك) مواد.
مائدة: في (محيط المحيط): وحدها ( .. ويستعملها بعض النصارى للهيكل الذي يجعل عليه الكاهن ما يقدسه بعد نقله من المذبح). (ياقوت 1: 384، 12 وما تلى ذلك من نصوص، بهذا المعنى، ذكرها دوكانج).
صاحب المائدة: مدير الخدم (في فندق) (دي ساسي كرست 1، 137).
مائدة: في (محيط المحيط) (الخوان ما يوضع عليه الطعام وبعد وضع الطعام عليه يسمى مائدة، وهو فارسي معرب ج اخونة وخوان .. والمولدون يستعملون المائدة أداة مسطحة ذات أربعة قوائم تستعمل للأكل وغيره. وربما استعملوها لبيت الأكل).
مائدة: بلاطة (البكري، 4، 1): مائدة رخام اسود يقال إنها كانت مائدة فرعون (المقري 2: 156).
مائدة: هضبة، أكمة، تل، ربوة (الكالا) انظر (ابن جبير 249:16): وهذا التل مشرف متسع كأنه المائدة المنصوبة وفي (252، 9): مائدة من الأرض مستديرة.
مائدة: (اصطلاح في علم التشريح): ورك، خاصرة، كشح (الكالا جمعها على امداد جمعا شاذا). وأطلق (بوسييه) ميدة الظهر على المنطقة الواقعة خلف البطن من جانبي العمود الفقري وعند (ابن وافد 8) أمراض المائدة هي التي بين أمراض الوالدة من الرحم وأمراض الركبتين والساقين ونقرأ لديه يعرض للمائدة الثقل من قبل البلغم الغليظ اللزج ويعرض منه ثقل في الساقين يمنع النشي (انظر 27) وفي (البوكاسيس 68:2 طبعة شانتك): فاكو العليل ثلاث كيات على خرز الظهر تحت المائدة وعند (ابن البيطار 1: 5): ينفع من وجع الظهر والمائدة وعند (هيرتل: علم التشريح عند العرب والعبريين ص297): هي ذلك الجانب من الظهر الذي فيه اللوح أو عظم الكتف من هنا جاءت الكلمة اللاتينية. تحمل في لغة علماء التشريح الأقدمين اسم: أي مائدة أو خوان الأعصاب أو مائدة العصب.
إن ما لدى العرب، وهذا ما لم يلاحظه (هرتل) هو ترجمة الصيغة اليونانية لأن (بولوكس 2: 177) يفسر المائدة عبر حديثه عما هو معروف في علم التشريح من أنها عضلة مربعة منجرفة في العمود الفقري، في صفحة العنق، تدعى (علباء).
ميد
: ( {مَادَ) الشيءُ (} يَمِيدُ {مَيْداً} ومَيَدَاناً) محرَّكَةً (: تَحَرَّكَ) بِشِدَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَن {تَمِيدَ بِكُمْ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 15) أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شَدِيدَة، كَذَا فِي البصائر.
(و) } ماد الشيْءُ {يَمِيدُ} مَيْداً: مَالَ و (زَاغَ وزَكَا) ، وَفِي الحَدِيث (لَمَّا خَلَقَ الله الأَرْضَ جَعَلَتْ {تَمِيدُ فَأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ) . وَفِي حَدِيثِ ابْن عَبَّاس (فَدَحَا الله الأَرْضَ مِنْ تَحْتِهَا} فَمَادَتْ) . وَفِي حدِيثِ عَلِيَ (فَسَكَنَت منَ {المَيَدَانِ بِرُسُوبِ الجِبَالِ) .
(و) مَادَ (السَّرابُ) } مَيْداً (اضْطَرَبَ) .
(و) {مادَ (الرَّجُلُ) } يَمِيدُ، إِذا انْثَنَى و (تَبَخْتَرَ) .
(و) {مادَهُم} يَمِيدُهم، إِذا (زَارَ) هُمْ، قيل: وَبِه سُمِّيَت {المائدةُ، لأَنه يُزَار عَلَيْهَا.
(و) } مَادَ (قَوْمَه) غَارَهُم، ومَادَهم يَمِيدُهم، لغةٌ فِي (مَارَهم) من المِيرَةِ، {المُمْتَاد، مُفْتَعَلٌ مِنْهُ، وَهُوَ مجَاز، قيل: وَمِنْه سُمِّيت المائدةُ.
(و) من المَجاز:} مَادَ الرجلُ {يَمِيدُ فَهُوَ} مائِدٌ (: أَصَابَه غَثَيَانٌ و) حَيْرَةٌ و (دُوَارٌ مِن سُكحرغ أَو رُكُوبِ بَحْرٍ) ، مِن قَوْمٍ {مَيْدَى، كرَائِبٍ ورَوْبَى، وَفِي البصائر: مَيْدَى كحَيْرَى.
} ومادَ الرَّجُلُ: تَحَيَّرَ.
وروى أَبو الْهَيْثَم: {المائدُ: الَّذِي يَرْكَبُ البَحْرَ فتَغْثِي نَفْسُه من نَتْنِ ماءِ البَحْرِ حَتَّى يُدَارَ بِهِ ويَكَاد يُغْشَى عَلَيْهِ، فَيُقَال: مادَ بِهِ البَحْرُ} يَمِيدُ بِهِ {مَيْداً، وَقَالَ الفَرَّاءُ: سَمِعتُ العَرَبَ تَقُول:} المَيْدَي: الَّذين أَصابَهُم المَيْدُ مِن الدُّوَارِ، وَفِي حديثِ أُم حَرامٍ) (المائدُ فِي البَحْر لَهُ أَجْرُ شَهيدٍ، هُوَ الَّذِي يُدَارُ بِرَأْس مِن رِيحِ البَحْرِ واضْطرابِ السَّفِينِة بالأَمْواجِ.
(و) {مَادَتِ (الحَنْظَلَةُ) } تَمِيدُ (: أَصَابَها نَدًى) أَو بَللٌ (فَتَغَيَّرتْ) ، وكذالك التَّمْرُ.
( {والمائدةُ: الطَّعَامُ) نَفْسُه، من} مَادَ إِذا أَفْضَل، كَمَا فِي اللِّسَان، وهاذا القولُ جَزمَ بِهِ الأَخْفَشُ وأَبو حاتمٍ، أَي وإِن لم يكن مَعه خِوَانٌ، كَمَا فِي التَّقْرِيب واللسانِ، وصرَّح بِهِ ابنُ سِيدَه فِي الْمُحكم، ونقَلَه فِي فَتْح البارِي، قَالَ شيخُنا: والآيةُ صَرِيحَةٌ فِيهِ، قالَه أَربابُ التفسيرِ والغَرِيبِ، (و) قيل: الْمَائِدَة (: الخوَانُ عَلَيْهِ الطّعامُ) ، قَالَ الفارسيّ: لَا تُسَمَّى مائدةً حَتَّى يَكون عَلَيْهَا طَعَامٌ، وإِلاَّ فَهِيَ خِوَانٌ، قلت: وَقد صرَّح بِهِ فُقَهَاء اللُّغَةِ، وجزمَ بِهِ الثَّعالبيُّ وابنُ فَارس، وَاقْتصر عَلَيْهِ الحريريُّ فِي دُرَّة الغَوَّاص، وَزعم أَن غيرَه مِن أَوْهَامِ الخَوَاصّ، وَذكر شيخُنا فِي شَرْحِها أَنه يجوز إطلاقُ المائدةِ على الخِوَانِ مُجَرَّداً عَن الطعامِ، بِاعْتِبَار أَنه وُضِعَ أَو سَيُوضَع. وَقَالَ ابنُ ظَفَرٍ: ثَبَت لهَا اسمُ الْمَائِدَة بعدَ إِزالةِ الطّعام عَنْهَا، كَمَا قيل لِقْحَةٌ بعد الوِلاَدة، قَالَ أَبو عُبَيْد: وَفِي التَّنْزِيل: {رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا {مَائِدَةً مّنَ السَّمَآء} (سُورَة الحاقة، الْآيَة: 21) ، الْمَائِدَة فِي المعنَى مَفْعُولَةٌ ولفظُها فاعلَة، وَهِي مثل {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (سُورَة الحاقة، الْآيَة: 21) وَقيل: من مَادَ إِذا أَعْطَى، يُقَال، مادَ زَيْدٌ عَمحراً، إِذا أَعطاه، وَقَالَ أَبو إِسحاق، الأَصل عِنْدِي فِي مائدة أَنها فَاعِلَة من مَاد يَمِيد إِذَا تَحَرَّك، فكأَنَّهَا تَمِيدُ بِمَا عَلَيْهَا، أَي تَتحَرَّكُ، وَقَالَ أَبو عُبيدة: سُمِّيتْ مائدةً لأَنها مِيدَ بِها صاحِبُها، أَي أُعْطِيَها وتُفُضِّل عَلَيْهِ بهَا، وَفِي العِنَاية: كأَنَّها تُعْطِي مَنْ حَوْلَهَا مِمَّا حَضَرَ عَلَيْهَا، وَفِي الْمِصْبَاح: لأَ المالكَ مَادَهَا للناسِ، أَي أَعطاهم إيَّاها، ومثلُه فِي كتاب الأَبْنية لِابْنِ القطّاع، (} كالمَيْدَةِ، فِيهما) ، أَي فِي الطَّعام والخِوَانِ، قَالَه الجَرْمِيُّ وأَنشد:
{ومَيْدَةٍ كَثِيرَةِ الأَلْوَانِ
تُصْنَعُ لِلإِخْوَانِ والجِيرَانِ
(و) الْمَائِدَة (: الدائِرَةُ من الأَرضِ) ، على التشبيهِ بالخِوان.
(وفَعَلَه} مَيْدَى ذالك) ، أَي (من أَجْلِه) . وَالَّذِي فِي اللِّسَان {مَيْدَ ذالك، قَالَ: وَلم يُسْمعَ: مِنْ مَيْدَي ذَلِك،} ومَيْدٌ بمعنَى غير أَيضاً، وَقيل هِيَ بمعنَى (عَلَى) كمَا تَقَدَّم فِي (بَيْدَ) قَالَ ابنُ سِيدَه: وعسَى أَن يكون مِيمُه بَدَلاً من باءِ بَيْد، لأَنها أَشهر.
( {ومِيدَاءُ الشيْءِ، بِالْكَسْرِ والمَدّ: مَبْلَغُه وقِيَاسُه. وَمن الطَّرِيقِ: جَانِبَاهُ وبُعْدُهُ) وسَنَنُه، يُقَال: لم أَدْرِما مِيدَاءُ ذالك، أَي لم أَدْر مَا مَبْلَغُه وقِيَاسُه، وكذالك مِيتَاؤُه، أَي لم أَدْرِ مَا قَدْرُ جَانَبِيْهِ وبُعْده، وأَنشد:
إِذَا اضْطَمَّ} مِيدَاءُ الطَّرِيق عَلَيْهِمَا
مَضَتْ قُدُماً مَوْجَ الجِبَالِ زَهُوقُ
ويُروَى (مِيتَاءُ الطَّرِيق) . والزَّهْوق: المُتَقَدِّمة من النّوق، قَالَ ابنُ سَيّده: وإِنما حملْنا مِيدَاءَ وقَضَيْنَا بأَنَّهَا يَاءٌ على ظاهرِ اللفْظِ مَعَ عَدَمِ م ود.
وَيُقَال: بَنَوْا بُيوتَهم على {مِيدَاءٍ واحِدٍ، أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ، وَقَالَ الصاغانيُّ: إِن كَانَ سُمِع: مِيدَاءُ الطَّرِيقِ، على طَرِيقِ الاعْتِقَابِ لِمِئْتَائِه فَهُوَ مَهْمُوزٌ مِفْعَالٌ من أَدَّاه كَذَا إِلى كَذَا، وموضعه (أَبواب) المعتلّ كمَوْضِع المِئتَاءِ، وإِن كَانَ بِنَاء مُسْتقِلاًّ فَهُوَ فِعْلاَلٌ، وهاذا مَوْضِعُه.
(و) يُقَال: (هاذا} مِيدَاؤُهُ، {وبِمِيدَائِه،} وبِمِيدَاهُ، أَي بِحِذَائِه) ، ويُرَى {بِمَيْدَى دَارِه. مَفْتُوح الْمِيم مَقْصُور، أَي بِحِذَائِها، عَن يَعْقُوب.
(} ومَيَّادَةُ، مُشدَّدَةً) ، اسْم (أَمَة سَوْدَاء، وَهِي أُمُّ الرَّمَّاح) ، ككَتَّانٍ (بْنِ أَبْرَدَ بنِ ثَوْبَانَ) ، وَفِي بعض النّسخ الثَّرْبَان (الشاعِرِ، نُسِب إِليها) ، فَيُقَال لَهُ: ابنُ مَيَّادَة، وزَعموا أَنه كَانَ يَضْرِب خَصْرَي أُمِّه وَيَقُول:
اعْرَنْزِمِي {مَيَّادَ لِلْقَوَافِي
(} والمَيْدَانُ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَر) ، وهاذه عَن ابْن عَبَّاد، (م) أَي مَعْرُوف، (ج المَيَادِينُ) ، قَالَ ابنُ القَطَّاع فِي كتاب الأَبنية: اخْتُلِف فِي وَزْنِه، فَقيل فَعْلاَن، من {مَاد} يَمِيدُ إِذا تَلَوَّى واضطَرَبَ، وَمَعْنَاهُ أَنّ الخَيْلَ تَجولُ فِيهِ وتَتَثَنَّى مُتعطِّفَةً وتَضْطَرِبُ فِي جَوَلاَنِها، وَقيل وَزنه فَلْعَانُ من المَدَى وَهُوَ الغايةُ، لأَن الخَيْلَ تَنْتَهِي فِيهِ إِلى غَاياتِها من الجَرْيِ والجَوَلاَنِ وأَصْلُه مَدْيَانٌ فقُدِّمَت اللَّام إِلى مَوْضِع العَيْنِ فَصَارَ مَيْدَاناً، كَمَا قيل فِي جَمْعِ بَازغ بِيزَانٌ، والأَصل بِزْيَانٌ، وَوزن بازٍ فَلْعٌ وبِيزَانٌ فِلْعَانٌ، وَقيل وزْنُه فَيْعَالٌ من مَدَنَ يَمْدُنُ إِذا أَقامَ، فَتكون الياءُ والأَلف فِيهِ زائدتينِ، وَمَعْنَاهُ أَن الخَيل لزِمَت الجَوَلاَنَ فِيهِ والتَّعَطُّفَ دُونَ غَيْرِه.
(و) المَيْدَانُ (: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابُورَ) وتُعْرَف بِمَيْدَانِ زِيَادٍ، (مِنْهَا أَبو الفَضْلِ محّمدُ بن أَحمدَ) ! - المَيْدَانِيُّ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي قَالَه ابنُ الأَثير: أَبو الفَضْل أَحمدُ بن محمّد بن أَحمد بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُوري، أَديبٌ فَاضل، صَنَّف فِي اللُّغَة، وَسمع الحديثَ، وَمَات سنة 518، وَالظَّاهِر أَن فِي عِبَارة المُصَنِّف سَقْطاً، والصَّوابُ كَمَا فِي التّبصير لللحافظِ وغيرِه.: مِنْهَا أَبو الفَضْل أَحمد بن محمّد المَيْدَانيُّ شيخ العَرَبِيَّةِ بِنَيْسَابُور ومُؤَلّف كِتَاب (مَجْمَع الأَمْثَال) وَغَيره، مَاتَ سنة 518 وَابْنه أَبو سعيد سعد بن أَحمد الأَديب، لَهُ تَصانِيفُ، كتَبَ عَنهُ ابنُ عَساكِرَ. وأَو عَلِيَ محمّد بن أَحمد بن محمّد بن مَعْقِل النَّيْسابوريّ، سمعَ محمّد بن يحيى الذُّهليّ، وهاكذا ذكرَه ياقوت فِي المعجم، فكأَنَّ أَصلَ العِبَارةِ: مِنْهَا أَبو الْفضل أَحمد بن محمّد، وأَبو عَلِيَ محمّد بن أَحمد، فتأَمَّل، قَالَ يقوت: وَمِنْهَا أَيضاً الإِمام أَبو الْحسن عليُّ بن محمّد بن أَحمد بن حَمْدَان المَيدانيّ، انْتقل منِ نَيْسَابُورَ فأَقام بِهَمْذَانَ واسْتَوْطَنَهَا وتَزَوَّج من أَهْلِهَا، وَكَانَ يُعَدُّ من الحُفَّاظ العارِفينَ بعِلْم الحَدِيثِ والوَرَعه، قَالَ شيرَوَيْه: لم تَرَ عَينَايَ مِثْلَه. وَقَالَ غيرُه: لم يَرَ مِثْلَ نَفْسِه، توفِّيَ بِبَغْدَاد سنة 471. قلت: وَمِنْهَا أَيضاً محمّد بن طَلْحة بن مَنْصُور المَيْدَانيّ، عَن إِبراهيم بن الْحَارِث البغداديّ، وَعنهُ الحاكِمُ. (و) المَيْدَانُ، أَيضاً: (مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ. مِنْهَا أَبو الفَضْلِ) هاكذا فِي النُّسخ: والصَّواب كَمَا فِي مُعْجم ياقوت: أَبو الفَتْح (المُطَهَّرُ بنُ أَحْمَد) المُفِيد، ورَدَّ ذالك عَلَيْهِ أَبو مُوسَى وَقَالَ: لَا أَعلم أَحداً نَسَبُه بهاذا النَّسَب. قَالَ أَبو مُوسى: {ومَيْدَان أَسْفِرِيسَ مَحَلَّةٌ بأَصْفهانَ، مِنْهَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب المدينيّ المَيْدَانِيّ، حَدثنِي عَنهُ وَالِدي وغيرُه، وَجعله أَبو مُوسَى ثَالِثا. قلت: وَنسبه ابنُ الأَثير إِلى مَحَلَّةِ نَيْسَابُور وَقَالَ: وَمِنْهَا أَبو الْفَتْح المُطَهَّر بن أَحمد بن جَعْفَر المُفيد عَن أَبي نُعَيْم الْحَافِظ وغيرِه.
(و) المَيْدَانُ أَيضاً (مَحَلَّةٌ بِبغدَادَ) مِن ناحِيَة بابِ الأَزَجِ، ويُعرَف بشارع المَيْدَان. (مِنْهَا عبدُ الرحْمانِ بن جَامع) بن غُنَيْمَة المَيْدَانيّ، وَكَانَ يكْتب اسْمه غُنَيْمَة، سمع أَبا طالبٍ يُوسف وأَبا الْقَاسِم بن الحُصَين وغيرَهما، وتوفّيَ سنة 582. (وصَدَقَةُ بنُ أَبي الحُسَيْنِ) المَيدانيّ، سمع أَبا الوَقْت عبدَ الأَوَّل، وتوفّيَ سنة 608. (وجَمَاعَةٌ) آخَرون، مثل أَبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسماعيل بن إِبراهيم المَيْدَانيّ عَن القَنْبِيّ وَيحيى بن يحيى، وَعنهُ أَبو عُصَيَّةَ اليَشكريُّ وأَبو الْحسن البزَّار، ذَكرَه الــأَمير.
(و) المَيْدَانُ أَيضاً (: مَحَلَّةٌ عَظِيمة بِخُوَارَزْمَ) ، خَرِبَتْ.
ومَيْدَان: مدينةٌ فِي أَقصَى بلادِ مَا وراءَ النَّهْرِ قُرْب إِسْبِيجَابَ.
(وشَارِعُ المَيْدَانِ: مَحَلَّةٌ كَبِيرَة بِبغْدَادَ، خَرِبَتْ) ، وَقَالَ ياقوت: هِيَ هاذه الَّتِي شَرْقِيّ بغدادَ ناحيةَ بَاب الأَزَج.
(و) المَيْدَانُ (: شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ) ، فِي بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ.
(} والمُمْتَادُ) ، مُفْتَعِل، من مَادَهُم يَمِيدُهم، إِذا أَعطاهم، وَهُوَ (المُسْتَعْطِي) . يُقَال: {امتَادَه} فمَادَه، (و) ! المُمْتَادُ أَيضاً (: المُسْتَعْطَى) ، وَهُوَ المسؤول الْمَطْلُوب مِنْهُ العَطَاءُ المُتَفضِّل على الناسِ، قَالَ رُؤبَة:
تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ
إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ {المُمْتَادْ
هاكذا أَنشده الأَخْفَش، قَالَه الجوهريُّ، قَالَ الصاغانيُّ والرِّوايةُ:
نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَادْ
مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ
إِلَى أَميرِ المُؤْمِنين المُمْتَادْ
(وقولُ الجوهَرِيِّ} مائدٌ) فِي شعر أَبي ذُؤَيْب:
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ
وآلع قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ
(اسمُ جَبَلٍ، غَلَطٌ صَرِيحٌ) ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيَ وَنَقله الصاغانيُّ فِي التكمل. (والصَّوَابُ) مَظّ (مَأْبِد،) بالباءِ المُوَحَّدةِ كمَنْزِلٍ، فِي اللُّغَة وَفِي البَيْتِ المذكورِ، وَلَا يخفَى أَنّ مثلَ هاذا لَا يُعَدُّ غَلَطاً، وإِما هُوَ تَصْحِيف، وهاكذا قالَه الصاغانيُّ فِي التكملة أَيضاً، وَقد تقدَّم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي م ب د.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{مِدْتُه} وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.
{وامْتَادَه: طَلَب أَن يَمِيدَه.
} ومَادَ إِذا تَجِرَ.
ومَادَ: أَفْضَلَ.
{- ومَادَنِي فُلانٌ} - يَمِيدُني، إِذا أَحْسَن إِليَّ.
وَفِي حَدِيث عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ يَذُمُّ الدُّنيا (فَهِيَ الحَيُودُ {المَيُودُ) . فَعُولٌ من} مادَ إِذَا مَال. {ومادَ} مَيْداً: تَمَايَلَ، {ومادَت الأَغصانُ: تَمَايَلَتْ. وغُصنٌ} مائدٌ {ومَيَّادٌ: مائلٌ، وغُصونٌ} مِيدٌ.
قَالَ الأَزهريّ: وَمن المقلوب: {المَوائد والمَآوِد: الدَّوَاهِي، وَقَالَ ابنُ أَحْمَر: وصَادَفَتْ نَعِيماً} ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا قَالُوا: يَعْنِي ناعِماً، هاكذا أَنشَده الجوهريُّ، قَالَ الصاغانيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ وتَحْرِيف، وَالرِّوَايَة (أَغْيَدَا) والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه:
أَأَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ
ومَيْدٌ لُغة فِي بَيْدٍ بِمَعْنى غَيْرٍ، وَقيل: مَعْنَاهُمَا (عَلَى أَنَّ) ، وَفِي الحَدِيث) (أَنَا أَفْصَحُ الَعرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ فِي بني سَعْدِ بن بَكْر) وفَسَّرَه بَعضهم، من أَجلِ أَنِّي، وَفِي الحَدِيث (نَحْنُ الآخرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم) .
وَمن المَجاز: {مادَت المرأَةُ، وماسَتْ} وتَمَيَّدَت، وتَمَيَّسَتْ.
{ومادَتْ بِهِ الأَرْضُ: دَارَتْ. ورجلٌ} مائِدٌ: يُدَارُ بِهِ. والمَطْعُوهن {يَمِيدُ فِي الرُّمْحِ، كَمَا فِي الأَساس.
واستَدْرَكَ شيخُنَا:
} مَيْدَان الخُلَفاءِ، وَهُوَ فِي المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ، وَهُوَ عِنْد أَهل الأَخبار من عشْرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ، كأَنّه كِنَايَة عَن اسْم مُدَّةِ الخِلافة.
قلت:
ومَيْدَان الغَلَّةِ: مَحَلَّةٌ بِمصرَ.
{والمَيْدَانانِ: مَحَلَّتَانِ بِبُخارَا.
والمَيْدَانُ بِدِمَشْقَ اثنانِ.

ميد


مَادَ (ي)(n. ac. مَيْد
مَيَدَاْن)
a. Swung; oscillated.
b. Swaggered.
c. Reeled; was dizzy.
d. Visited.
e. Grew; increased.
f. [Bi], Rendered dizzy.
g. see VIII (a)h. Conferred a benefit.

إِمْتَيَدَa. Victualed.

مَيْدa. Vertigo, dizziness.

مَيْدَةa. Table; food.

مَاْيِدَة
( pl.
reg. &
مَوَاْيِدُ)
a. Table; dining-table.
b. Refectory; dining-room.
c. Food.

مَيَّاْدa. Oscillating.

مَيْدَاْنُ
(pl.
مَيَادِيْن)
a. Circus, hippodrome; arena.
b. Course, race-course.
c. Pleasant, easy (life).
مِيْدَاْنa. see 33 (a) (b).
مُمْتَاد [ N. P.
a. VIII], Asker.

مِيْدَآء
a. Measure; quantity.
b. Length; distance.

بِمَيْدَاهُ بِمَيْدَائِهِ
a. In front of, opposite.

مَاذَا
a. see under
ذَا
ميد
مادَ/ مادَ بـ يَميد، مِدْ، مَيْدًا ومَيَدَانًا، فهو مائِد، والمفعول مميد به
• ماد الشَّيءُ: تحرَّك واضطرب "مادتِ السَّفينةُ في البحر".
• ماد الغُصنُ: تمايَلَ.
• مَادَ الشَّخصُ: تبختر وتثنَّى "مادتِ الحَسْناءُ".
• مادت به الأرضُ: دارت كأنّها اضطربت " {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} ". 

تمايدَ يتمايد، تمايُدًا، فهو مُتمايد
• تمايدتِ الأغصانُ: تمايلت مهتزّةً. 

مائد [مفرد]: اسم فاعل من مادَ/ مادَ بـ. 

مائِدة [مفرد]: ج مَائِدات ومَوَائِدُ:
1 - خوان عليه طعام وشراب "تحلَّق المدعوّون حول المائدة" ° حديث المائدة: حديث عفويّ وقت تناول الطعام- مِنْ أكل على مائدتين اختنق: التحذير من النِّفاق وأهله.
2 - الطَّعام ذاته "مائدة العشاء".
3 - طاولةٌ "مائدة التشريح" ° المائدة المستديرة: طاولة لا يكون لأحد الجالسين إليها أسبقيّة الحديث حيث لا بداية للدائرة- مائدة المفاوضات.
• المائدة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 5 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها عشرون ومائة آية. 

مَيْد [مفرد]: مصدر مادَ/ مادَ بـ.
• مَيْد أرضيّ: (جو) حركة أو انزياح طفيف يحدث في سطح الأرض كما في حالة بعض الزّلازل. 

مَيْدان [مفرد]: ج ميادينُ: ساحة، أرضٌ متّسعة معدّة للسِّباق والرِّياضة ونحوهما أو تكون ملتقى شوارع متعدِّدة "ميادين الحرب- ميدان الشَّرف/ القتال/ العمل/ التدريب/ الكرة/ سباق الخيل" ° ميادين العلم/ ميادين الثَّقافة: مجالاتها- ميدانُ العمل: مَجَالُهُ. 

مَيَدان [مفرد]: مصدر مادَ/ مادَ بـ. 

مَيْدَانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَيْدان: "عملٌ مَيْدانيّ".
2 - من يشتغل في موقع البحث "باحث ميدانيّ". 

مِيدَة [مفرد]: ج مِيدات: طبقة من الخرسانة المسلحة يقوم عليها جدارٌ أو سقفٌ. 

ميد: ماد الشيء يَميد: زاغ وزكا؛ ومِدْتُه وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.

وامْتَادَه: طلب أَن يَمِيدَه. ومادَ أَهْلَه إذا غارَهم ومارَهم. ومادَ

إِذا تَجِرَ، ومادَ: أَفْضَلَ. والمائِدةُ: الطعام نَفْسُه وإِن لم يكن هناك

خِوانٌ؛ مشتق من ذلك؛ وقيل: هي نفس الخِوان؛ قال الفارسي: لا تسمى مائدة

حتى يكون عليها طعام وإِلا فهي خِوان؛ قال أَبو عبيدة: وفي التنزيل

العزيز: أَنْزِلْ علينا مائِدةً من السماء؛ المائِدةُ في المعنى مفعولة

ولفظها فاعلة، وهي مثل عِيشةٍ راضيةٍ بمعنى مَرْضِيّةٍ، وقيل: إِن المائدةَ من

العطاء.

والمُمْتادُ: المطلوب منه العطاء مُفْتَعَلٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد،

إِلى أَمير المؤمنينَ المُمْتاد

أَي المتفضل على الناس، وهو المُسْتَعْطَى المسؤولُ؛ ومنه المائدة، وهي

خوان عليه طعام. ومادَ زيد عَمراً إِذا أَعطاه. وقال أَبو إِسحق: الأَصل

عندي في مائدة أَنها فاعلة من مادَ يَمِيدُ إِذا تحرّك فكأَنها تَمِيدُ

بما عليها أَي تتحرك؛ وقال أَبو عبيدة: سميت المائدة لأَنها مِيدَ بها

صاحِبُها أَي أُعْطِيها وتُفُضِّل عليه بها. والعرب تقول: مادَني فلان

يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ؛ وقال الجرمي: يقال مائدةٌ ومَيْدةٌ؛

وأَنشد:ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ،

تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ

وما دهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم

(* قوله «إذا زادهم» في القاموس

زارهم.) وإِنما سميت المائدةُ مائدة لأَنه يزاد عليها. والمائدةُ: الدائرةُ من

الأَرض. ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تحرّك ومال. وفي الحديث: لما خلق

اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بالجبال. وفي حديث ابن عباس:

فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها فمادَتْ. وفي حديث علي: فَسَكَنَتْ من

المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبال، وهو بفتح الياء، مصدر مادَ يَميدُ. وفي حديثه

أَيضاً يَذُمُّ الدنيا: فهي الحَيُودُ المَيُودُ، قَعُولٌ منه. ومادَ

السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً: تمايل. ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى

وتَبَخْتَرَ. ومادت الأَغْصانُ: تمايلت. وغصن مائدةٌ وميَّاد: مائل.

والمَيْدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو ركوب

البحر، وقد ماد، فهو مائد، من قوم مَيْدى كرائب ورَوْبى. أَبو الهيثم: المائد

الذي يركب البحر فَتَغْثي نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ بِهِ،

ويَكاد يُغْشَى عليه فيقال: مادَ به البحرُ يَمِيدُ به مَيْداً. وقال أَبو

العباس في قوله: أَن تَميدَ بكم، فقال: تَحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ. قال

الفراء: سمعت العرب تقول: المَيْدى الذين أَصابهم المَيْدُ من الدُّوارِ.

وفي حديث أُمّ حَرامٍ: المائدُ في البحر له أَجْرُ شهيد؛ هو الذي يُدارُ

برأْسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأَمواج. الأَزهري: ومن المقلوب

الموائِدُ والمآوِدُ الدَّواهي. ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ: أَصابها نَدًى

أَو بَلَل فتغيرت، وكذلك التمر. وفَعَلْتُه مَيْدَ ذاك أَي من أَجله ولم

يسمع من مَيْدى ذلك. ومَيْدٌ: بمعنى غَيْرٍ أَيضاً، وقيل: هي بمعنى على

كما تقدم في بَيْد. قال ابن سيده: وعسى ميمه أَن تكون بدلاً من باء بَيْد

لأَنها أَشهر. وفي ترجمة مَأَدَ يقال للجارية التارَّة: إِنها لمأْدةُ

الشباب؛ وأَنشد أَبو عبيد:

مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا

غير مهموز. ومِيداءُ الطريق: سَنَنُه. وبَنَوْا بيوتهم على مِيداءٍ واحد

أَي على طريقة واحدة؛ قال رؤبة:

إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه

ويقال: لم أَدر ما مِيداءُ ذلك أَي لم أَدر ما مَبْلَغُه وقِياسُه،

وكذلك مِيتاؤُه، أَي لم أَدر ما قَدْرُ جانبيه وبُعْده؛ وأَنشد:

إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عليهما،

مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ

ويروى مِيتاءُ الطريقِ. والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة من النُّوق. قال ابن

سيده: وإِنما حملنا مِيداء وقضينا بأَنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم «م

و د».

وداري بِمَيْدى دارِه، مفتوح الميم مقصور، أَي بحذائها؛ عن يعقوب.

ومَيّادةُ: اسم امرأَة. وابنُ مَيّادةَ: شاعر؛ وزعموا أَنه كان يضرب

خَصْرَي أُمّه ويقول:

اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي

والمَيْدانُ: واحد المَيادينِ؛ وقول ابن أَحمر:

وصادَفَتْ

نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا

يعني به ناعماً. ومادَهُم يَمِيدُهُم: لغة في مارَهُم من الميرة؛

والمُمْتادُ مُفْتَعَِلٌ، منه؛ ومائِدٌ في شعر أَبي ذؤَيب:

يَمانِية، أَحْيا لَها، مَظَّ مائِدٍ

وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيةٍ كُحْلِ

(* قوله «مائد» هو بهمزة بعد الألف، وقراس، بضم القاف وفتحها، كما في

معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح) اسم جبل. والمَظُّ: رُمَّان البَرّ.

وقُراسٌ: جبل بارِدٌ مأْخوذ من القَرْسِ، وهو الَردُ. وآلُه: ما حوله، وهي

أَجْبُلٌ بارِدَة. وأَرْمِيةٌ: جمع رَمِيٍّ، وهي السحابة العظيمة

القَطْر، ويروى: صَوْبُ أَسْقِيةٍ، جمع سَقِيٍّ، وهي بمعنى أَرْمِية. قال ابن

بري: صواب إِنشاده مَأْبِد، بالباء المعجمة بواحدة، وقد ذكر في مبد.

ومَيْد: لغة في بَيْدَ بمعنى غير، وقيل: معناهما على أَنّ؛ وفي الحديث:

أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشَأْتُ في بني

سعدِ بنِ بَكْر؛ وفسّره بعضهم: من أَجْلِ أَني. وفي الحديث: نحن الآخِرون

السابِقون مَيْدَ أَنَّا أُوتينا الكِتابَ من بَعْدِهِم.

ميد

1 مَادَ, aor. ـِ inf. n. مَيْدٌ (S, L, Msb, K) and مَيَدَانٌ, (L, Msb, K,) It (a thing) was, or became in a state of motion, or commotion; was, or became agitated: (S, L, Msb, K:) or, in a state of violent motion or commotion; or violently agitated. (El-Basáïr, TA.) So in the expression in the Kur, [xvi. 15; and xxxi. 9;] أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ Lest it (the earth) should be convulsed with you, and go round with you, and move you about violently. (El-Basáïr, TA.) b2: مَادَ It turned or twisted about, or became contorted and convulsed. (IKtt.) b3: مَادَ فِى الرُّمْحِ (tropical:) He (a man pierced) writhed upon the spear. (A.) b4: مَادَ It (the mirage, سَرَاب,) was in a state of commotion; it quivered, or trembled. (L, K.) b5: مَادَ (assumed tropical:) He was, or became, confounded, perplexed, or amazed. (TA.) b6: مَادَ, (aor. ـِ TA, inf. n. مَيْدٌ or مَيَدٌ, L,) (tropical:) He (a man, L,) became affected with a heaving of the stomach, or a tendency to vomit, and a giddiness in the head, by reason of intoxication, or of voyaging upon the sea. (L, K.) b7: You say also مَادَ بِهِ البَحْرُ, aor. ـِ inf. n. مَيْدٌ, (tropical:) The sea affected him with a heaving of the stomach, &c. (L.) and مَادَتْ بِهِ الأَرْضُ (tropical:) The ground went round with him. (A.) b8: مَادَتِ الحَنْظَلَةُ, (aor. ـِ L,) The colocynth became affected by day-dew, (L, K,) or by moisture, (L,) and in consequence, changed [in odour, or stinking]: (L, K:) and in like manner a date. (L.) b9: مَادَ, (S, A, L,) inf. n. مَيْدٌ (L) and مَيَدَانٌ; (A;) and ↓ تمايد; (A;) It (a branch) inclined from side to side. (S, A, L.) b10: (tropical:) He inclined from side to side in walking. (L.) b11: مَادَ, inf. n. مَيْدٌ and مَيَدَانٌ, It inclined to one side: as the earth is, in a trad., described to have done before the mountains were formed. (L.) b12: مَادَ (tropical:) He (a man, S,) affected a bending of his person, body, or limbs; (L;) he walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side; (S, L, K;) and مَادَتْ and ↓ تميّدت signify the same, said of a woman. (A.) A2: مَادَ He conferred, or bestowed, a benefit or benefits, or a favour or favours. You say, مَادَنِى فُلَانٌ Such a one conferred a benefit or benefits upon me. (L.) b2: مَادَه, (L, Msb,) and ↓ امادهُ, (L,) He gave him. (L, Msb.) b3: مَادَ He furnished persons with, or gave them, provisions for travelling; syn. زَادَ. (L.) [In the K, زَارَ He visited.] b4: He brought a people wheat, or food; i. q. مَارَ, (S, L, K,) of which it is a dial. form. (S.) b5: He trafficked as a merchant. (L.) b6: مَادَ, inf. n. مَيْدٌ and مَيَدَانٌ, It increased, or grew; syn. رَاعَ and زَكَا. (M, L, K.) [In the copies of the K in my hands, for راع is put زاغ.]

4, أَمْيَدَ 5, and 6: see 1.8 امتادهُ He asked him, or desired him, to give him. (L.) b2: امتادهُ He asked or desired him to bring him wheat, or food. (A.) مَيْدَ a dial. form of بَيْدَ, (S,) in the sense of غَيْر: (S, L;) and in that of عَلَى: (L:) or that of مِنْ أَجْلِ. (S, L.) It is said in a trad., أَنَا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّى مِنْ قُرَيْشٍ وَنَشَأْتُ فِى بَنِى

سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ [rendered in art. بيد]. (S, L.) See what next follows.

فَعَلْتُهُ مَيْدَا ذٰلِكَ, (M, K,) or مَيْدَ ذلك, (L,) I did it on account, or for the sake, of that. (M, L, K.) مِنْ مَيْدَا ذٰلِكَ has not been heard. (M, L.) مَيْدَةٌ: see مَائِدَةٌ.

مِيدَآءٌ The amount, and measure, of a thing: (L, K:) and the two sides, and distance, or extent, of a thing, (L,) or of a road; (K;) and the surface of a road. (L.) One says, لَمْ أَدْرِ مَا مِيدَآءُ ذٰلِكَ I knew not what was the amount of that, and its measure: or, what was the measure of its two sides, and its extent: as also مِيتَاؤُهُ. (L.) b2: The extreme limit of the distance to which horses run; and so ميِئْتآءٌ. (S, TA, art. أتى.) A2: مِيدَآءٌ A mode, manner, fashion, or from. Ex. بَنُوْا بُيُوتَهُمْ عَلَى مِيدَآءٍ وَاحِدٍ They built their houses, or constructed their tents, after one mode, &c. (L.) [See also مِئْتَآءٌ, in art. اتى.]

هٰذَا مِيدَاؤُهُ, [thus in the copies of the K and in the TA, app. a mistake for مِيدَآءَهُ, like تِلْقَآءَهُ,] and بِمِيدَائِهِ, and بِمِيدَاهُ, This is opposite to, or facing, it. (K.) And دَارِى بِمَيْدَا دَارِهِ, with fet-h to the م; (as also بِمِيتَآءِ داره, L in art. ميت; and بِمِئْتَآءِ داره, S in art. اتى;) My house is opposite to his house. (Yaakoob, L.) b2: مِيدَآءُ الطَرِيقِ: see مِئْتَآء in art. أَتَى, and مِيتَآء in art. ميت.

مَيْدَانٌ (S, L, Msb, K, &c.) and ↓ مِيدَانٌ (K) A horse-course; race-ground; hippodrome: (Msb, TA:) pl. مَيَادِينُ: (S, K, &c.:) of the measure فَعْلَانٌ, (IKtt,) from ماد “ it was in a state of motion; ” because the sides of the horsecourse shake on the occasion of a race: (Msb:) or from ماد “ it turned or twisted about, or became contorted and convulsed; ” because the horses wheel about, and bend or convulse themselves, in the place so called: or of the measure فَلْعَانٌ, from مَدًى “ a limit, or goal; ” because horses run to their goals in the place so called; originally مَدْيَانٌ, the second and third radicals being transposed; as in بِيزَانٌ, originally بُزْيَانٌ: or of the measure فَيْعَالٌ, from مَدَنَ “ he abode, or dwelt; ” because horses confine themselves especially to the place so called for wheeling about and the like. (IKtt.) A2: عَيْشٌ مَيْدَانٌ A delicate, a pleasant, or an ample and easy, life. (S, L.) b2: مَيْدَانُ الخُلَفَآءِ (tropical:) a term applied by historians to The period of the reign of Khaleefehs; from twenty to twenty-four years. (MF, TA.) مِيدَانٌ: see مَيْدَانٌ.

مَيُودٌ That moves about, or is agitated, much; that vacillates much: (L:) an intensive epithet; applied in a trad. to worldly prosperity. (L., art. حيد.) مَيَّادٌ: see مَائِدٌ.

مَائِدٌ (tropical:) A man affected with a heaving of the stomach, or a tendency to vomit, and a giddiness in the head, by reason of intoxication, or of voyaging upon the sea: pl. مَيْدَى. (L.) b2: مَائِدٌ A branch inclining [from side to side: see 1]: (A, L:) as also ↓ مَيَّادٌ: (L:) [or rather the latter signifies inclining much, or frequently, from side to side:] pl. [of the former] مُيَّدٌ. (TA.) b3: فُلَانٌ يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ فَيَّادًا مَيَّادًا (tropical:) Such a one walks upon the ground with an elegant and a proud and a self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side. (A, Art. فيد.) مَائِدَةٌ (and ↓ مَيْدَةٌ, El-Jarmee, L, K) A table with food upon it: (S, L, K:) without food upon it, a table is not thus called, but is called خِوَانٌ: (AAF, S, L:) or also applied to a table itself: (L:) MF says, that this latter application is allowable, considering that food has been, or is to be, placed upon the table: but El-Hareeree asserts it to be incorrect, and the former application only to be allowable: (TA:) مائدة is thus used in its proper sense of an act. part. n., and is from ماد “ it was in a state of motion; ” as though the table [which was generally a round piece of leather or the like spread upon the ground] moved about with what was upon it: (Zj, L, Msb: *) or from ماد “ he brought wheat or food; ” because food is brought upon it [or as though it brought food]: (L:) or from ماد “ he gave; ” as though it gave of what was upon it to those around it: (El-'Ináyeh:) or it is of the form of an act. part. n. and used in the sense of a pass. part. n., from ماد “ he gave,” (AO, S, L, Msb,) like رَاضِيَةٌ in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ; (AO, S, L;) because what is thus called is given by its owner to the people [who are to eat]: (Msb:) also, food itself; (Akh, AHát, ISd, L, K;) even if without a table: (L:) [pl. مَوَائِدُ]. See also فَاثُورٌ. b2: مَائِدَةٌ: (tropical:) A round piece of land or ground: (L, K:) likened to a table. (TA.) مَوَائِدُ: see مَائِدَةٌ. b2: Also, Calamities: formed by transposition from مَآوِدُ. (T, L.) مُمْتَادٌ Asking, or desiring, to give; asking or desiring, a gift. (K.) And Asked, or desired, to give; one of whom a gift is asked, or desired. (S, L, K.) b2: مُمْتَادٌ A man [asking, or desiring, and b3: ] asked, or desired, to bring wheat or food. (S, L.)

زبد

(زبد) : المُزْدَبِدُ: صاحِب الزُّبْدِ، قال:
قَرقارُه مثلُ سِقاءِ المُزْدَبِدْ
(زبد) دفع بزبده يُقَال زبد شدقه وَاللَّبن علاهُ الزّبد وَاللَّبن استخرج مِنْهُ الزّبد
زبد
الزَّبَدُ: زَبَدُ الماء، وقد أَزْبَدَ، أي: صار ذا زَبَدٍ، قال: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً [الرعد/ 17] ، والزُّبْدُ اشتقّ منه لمشابهته إيّاه في اللّون، وزَبَدْتُهُ زَبَداً: أعطيته مالا كالزّبد كثرة، وأطعمته الزُّبْدَ، والزَّبَادُ: نور يشبهه بياضا.
زبد وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين أهدي إِلَيْهِ عِيَاض بْن حمَار قبل أَن يسلم فَرده وَقَالَ: إِنَّا لَا نقبل زَبْد الْمُشْركين. زبد الْمُشْركين: رِفْدُهم وَهَكَذَا هُوَ [عندنَا -] فِي الْكَلَام يُقَال [مِنْهُ -] : زَبَدْت الرجل أزْبدُه زَبَدا إِذا رفدته ووهبت لَهُ.
ز ب د: (الزَّبَدُ) زَبَدُ الْمَاءِ وَالْبَعِيرِ وَالْفِضَّةِ وَغَيْرِهَا وَ (أَزْبَدَ) الشَّرَابُ. وَبَحْرٌ (مُزْبِدٌ) أَيْ مَائِجٌ يَقْذِفُ بِالزَّبَدِ. وَ (الزَّبَدُ) مَعْرُوفٌ وَ (زَبَدَهُ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَطْعَمَهُ الزَّبَدَ. وَزَبَدَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ رَضَخَ لَهُ مِنْ مَالٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّا لَا نَقْبَلُ (زَبَدَ) الْمُشْرِكِينَ» أَيْ رِفْدَهُمْ. 

زبد


زَبَدَ(n. ac. زَبْد)
a. Shook, churned (milk).
b. Fed on cream, on fresh butter.
c.(n. ac. زَبْد), Gave a little to.
زَبَّدَa. Frothed, foamed.
b. Picked (cotton).
أَزْبَدَa. Frothed, foamed, raged; threatened, blustered, raved
stormed, ranted.

تَزَبَّدَa. Skimmed off the cream.
b. Took the best of.
b. see II (a)
زَبْدa. Gift, present.

زُبْد
زُبْدَة
3ta. Fresh butter; cream.

زُبْدِيّa. Butyraceous.

زَبَد
زَبَدَة
4t
(pl.
أَزْبَاْد)
a. Froth, foam; scum; dross.

مِزْبَد
(pl.
مَزَاْبِدُ)
a. Butter-skin.

زَبَاْدa. Civet (perfume).
زُبَّاْدa. Skimmings.
b. Thing of no value.
[زبد] نه: فيه: لا تقبل "زيد" المشركين، هو بسكون باء الرفد والعطاء، زبده يزبده بالكسر، فأما يزبده بالضم فهو إطعام الزبد، قيل: لعله منسوخ لأنه قبل هدية غير واحد من المشركين كمارية والبغلة، وقيل: رده ليغيظه فيحمله على الإسلام، أو لأن للهدية موضعًا من القلب ولا يجوز أن يميل بقلبه إلى مشرك، ومن قبله منهم فأهل كتاب لا مشرك. مد: "زيدًا" هو ما علا على الأرض من الرغوة، أي علا السيل زبدًا "رابيا" منتفخًا مرتفعًا. ك: "أو متاع "زبد" مثله" هو مثل خبث الحديد، أي ما نفاه الكير.
ز ب د : الزَّبَدُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْبَحْرِ وَغَيْرِهِ كَالرَّغْوَةِ وَأَزْبَدَ إزْبَادًا قَذَفَ بِزَبَدِهِ وَالزُّبْدُ وِزَانُ قُفْلٍ مَا يُسْتَخْرَجُ بِالْمَخْضِ مِنْ لَبَنِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَأَمَّا لَبَنُ الْإِبِل فَلَا يُسَمَّى مَا يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ زُبْدًا بَلْ يُقَالُ لَهُ جُبَابٌ وَالزُّبْدَةُ أَخَصُّ مِنْ الزُّبْدِ وَزَبَدْتُ الرَّجُلَ زَبْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَطْعَمْتُهُ الزُّبْدَ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ أَعْطَيْتُهُ وَمَنَحْتُهُ وَنُهِيَ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ أَيْ عَنْ قَبُولِ مَا يُعْطُونَ. 
باب الزاي والدال والباء معهما ز ب د مستعمل فقط

زبد: الزُّبْد: زُبْدُ السَّمْن قبل أن يسلأ، والقِطْعةُ منه: زُبْدة. والزَّبَدُ: لعاب ابيض على مِشفر الجَمَل، وأكثر ما يكون في الاغتلام. والبحر واللّبن زَبَدٌ، وهو ما يرتفع فوقه إذا حلبت. أَزْبَد اللَّبَنُ والبحر. وتزبّد الإنسان: خرج على شِدْقَيْهِ زَبَدٌ من الغَضَب. والزَّبْد: الرِّفْد.. زَبَدْته [أزبِدُه] زَبْداً: رَفَدْته ووهبت له، قال زهير:

أصحابُ زَبْدٍ وأيام لهم سلفتْ ... [من حاربوا أعذبوا عنهم بتنكيل] 
زبد
الزُّبْدُ - الواحِدَةُ زُبْدَةٌ -: خلاصُ اللَّبَنِ. وزَبَدْتُ السوِيْقَ فهو مَزْبوْدٌ: جَعَلْتَ فيه الزُبْدَ. والزَبَدُ: لُعَابُ البَعِيرِ. ورُغْوَةُ اللَّبَنِ، زَبَّدَ اللَبَنُ.
وأزْبَدَ البَحْرُ. وتَزَبَّدَ الإنسانُ عِنْدَ الغَضَبِ. والزَّبْدُ: الرفْدُ، زَبَدْتُه زَبْداً: إذا رَفَدْتَه ووَهَبْتَ له. والرجُلُ إذا حَلَفَ يَمِيْناً غَيْرَ حافِلٍ بها يُقال: تَزَبدَهَا تَزَبُّداً. وزَبَّدْتُه ضَرْبَةً أو رَمْيَةً: إذا عَجَّلْتَها. وهو يُزَابِدُه: أي يُقَارِضُه الكلامَ. وأزْبَدَ السدْز إزْبَاداً: وهو أوَّلُ ما يَطْلُعُ إذا خَرَجَتْ ثَمَرَتُه بَيْضَاءَ. وَرَجُل زَبَدَةٌ: أي أحْمقُ.
والزبّادُ والزبّادئ: نَبْتٌ. ومَثَلٌ: " اخْتَلَطَ الخاثِرُ بالزُّبّادِ ".
ز ب د

بحر مزبد، وأزبد البحر والقدر وفم البعير الهادر، ورمى بزبده وأزباده. وأطيب من الزبد بالتمر، وعلى التمرة مثلها زبداً. وزبد اللبن تزبيداً علاه الزبد. وزبدت سقاءها زبداً: مخضته حتى يخرج زبده. وزبدته أزبده بالضم: أطعمته الزبد. وزبدت السويق أزبده بالكسر، وسويق مزبود.

ومن المجاز: كأن لقاءك زبدة العمر. وتزبد اليمين: تسرطها كالزبدة كما يقال: " جذها جذ العير الصليانة " وزبدته ضربة أو رمية: عجلتها له كأني أطعمته بها زبدة. وزبدته وزبدته أزبده بالكسر: أرفدته. ونهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن زبد المشركين. وفلان يزابد فلاناً: يقارضه الكلام ويوازره به. وأزبد السدر: طلعت له ثمرة بيضاء كالزبد على الماء. وأزبد الشيء: اشتد بياضه. وأبيض مزبد نحو يقق. وزبدت القطن: نفشته. وسمعت خضيراً الهذلي يقول: الحداء زبد الفؤاد أي يرمى به القلب كما يرمى الماء بزبده أراد سهولته عليه.
[زبد] الزبَدُ: زَبَدُ الماءِ والبعيرِ والفضة وغيرها. والزَبَدَةُ أَخصُّ منه. تقول: أَزْبَدَ الشَرابُ. وبحرٌ مُزْبِدٌ، أي مائِجٌ يقذف بالزَبد. وأَزْبَدَ السِدْرُ: أي نوَّرَ. والزُبْدُ بالضم: زبد اللبن. الزبدة أخص منه. وزَبَدْتُ الرجل أَزْبِدهُ بالكسر زَبْداً، أي رَضختُ له من مال. وفي الحديث: " إنَّا لا نقبلُ زَبْدَ المشركينَ "، أي رِفْدَهُمْ. وزَبَدتِ المرأةُ سِقَاءَها، أي مَخَضَتْهُ حتى يخرُجَ زُبْدُهُ. وَزَبَدْتُهُ أزْبُدُهُ بالضم، أي أطعمته الزُبدَ. وتَزْبيدُ القطن: تنفيشُهُ. وزَبَّدَ شِدْقُ فلان وتَزَبَّدَ، بمعنىً ويقال: تَزَبَّدَ اليَمينَ، إذا أسرع إليها. وزُبَّادُ اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه، وفي المثل: " اختلط الخاثر بالزُبَّادِ ". والزُبَّادُ أيضاً: نَبْتٌ، وكذلك الزُبَّادى. ومزبد: اسم رجل. وزبيد بالضم: بطن من مذحج، رهط عمرو بن معدى كرب الزبيدى. وزبيد بفتح الزاى: مدينة بالمين.
زبد: زَبَد، زبد في العرق: عرق، رشح (فوك).
زَبَّد: استخرج الزبدة (فوك).
زَبَّدَ: هذر، ثرثر، هذى (باين سميث 1009).
زُبْد: يجمع على زُبُود في معجم فوك.
زَبَد: عرق، رشح (فوك).
زَبَد: زُبْدَة، خلاصة، زبدة ما في الكتاب (بوشر).
زبد البحر: ضرب من الإسفنج أو من ركام البحر. وقد ذكر ديسقوريدوس عدة أنواع منه في مادة السيون (5: 136)، وفي الترجمة العربية أطلق عليه اسم زبد البحر (كليمنت موليه 2: 110 رقم 2).
زبد البحر: عرق (خمر) يعلوه الزبد، خمر ذو رغوة (بوشر).
زبد البحيرة: ادرمي، ادرفيون، ادرافيس، عافورا. وهو زبد مالح يلتصق كأنه الصوف على الحشيش والقصب في موسم الجفاف (ابن البيطار 1: 519).
زبد البورق: النطرون (بوشر). زبد القَمَر: جبس، جص (ابن البيطار 1: 144، 499).
زَبَد، تصحيف زَبَاد: سنور أو قط الزباد، زبادة (شيرب). زُبْدِيّ: خزف صيني زبدي خزف صيني بلون الزُبد (الثعالبي لطائف ص127).
زُبْدِي: إناء من الخزف الصيني بلون الزبد (انظر المادة التالية). غير أني وجدت هذه الكلمة في عبارة وحيدة ذكرها روتجرز (ص169) ويظهر أنها تعني مكيالاً للحبوب.
زُبْدِيّة وتجمع على زَبَادِيّ (وقد جاءت زَبَادي بالتخفيف في بيت ذكره دي ساسي في الطرائف 1: 168 وذلك تخفيف يجوز في الشعر). وزُبْدِية من الخزف الصيني إناء بلون الزُبد (انظر المادة السابقة) غير أنها تستعمل بمعنى إناء من هذا الخزف الصيني، وطاس وصحفة من الخزف الصيني (همبرت ص202)، وصحفة من الفخار، وصحن (بوشر)، ووعاء من الخزف يخثر فيه اللبن (ميهرن ص28)، ونوع من البراني أواني الخزف (صفة مصر 18 قسم 2، ص416، شرح هابيشت للمجلد الثاني من طبعته الألف ليلة وليلة، وتعليق روتجرز ص173، أبو الوليد ص630 رقم 38). وفي شرح قصيدة ابن عبدون لابن الأثير مخطوطة جاينجوس (ص138 ق): مائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلاوة. وفي النويري مصر (2: 155): من الآلات مثل الزبادي. وفي ابن اياس (ص30): والسُّقاة تسقيهم القمز في الزبادي.
[ز ب د] الزُّبْدُ: خُلاصةُ اللبَنِ، واحِدتُه: زُبْدَةٌ، يُذْهَبُ بذلك إلى الطّائِفَةِ، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ:

(فِيها عَجوزٌ لا تُساوِي فَلْسَا ... )

(لا تَأْكُلُ الزُّبْدةَ إلاّ نَهْسَا ... )

يَعنِي أنَّها ليسَ في فَمِها سِنٌّ، فهي تَنْهَسُ الزُّبْدَةَ، والزُّبْدَةُ لا تُنْهَسُ؛ لأنَّها ألْيَنُ من ذلكَ، ولكنِ هذا تَهْوِيلٌ وإفراطٌ كَقَوْلِ الآخَرِ:

(لو تَمْضَغُ البَيْضَ إذنْ لم يَنْفَلِقُ ... )

وقد زَبَّدَ اللَّبنُ. وزَبَدَه يَزْبُدُه زبداً: أطعَمَه الزُّبْدَ. وأزْبَدَ القومُ: كَثُرَ زُبْدَهم، قالَ اللِّحيانيُّ: وكذلك كُلُّ شيءٍ إذا أرَدْتَ أطْعَمْتَهم، أو وَهَبْتَ لهم، قُلْتَ: فَعَلْتُهم، بغيرِ ألفٍ، وإذا أرَدْتَ أنَّ ذلِك قد كَثُرَ عِندَهم قُلْتَ: أَفْعَلُوا. وقَومٌ زابِدُونَ: ذَوُو زُبْدٍ. وقال بعضُهم: قومٌ زابِدُونَ: كَثَُرَ زُبْدُهم، وليسَ بشَيءٍ. وتَزَبَّد الزُّبْدَةَ: أخَذَها. وكُلُّ ما أُخِذَ خالِصهُ فَقَدْ تُزُبِّدَ. وقالُوا في مَوْضِعِ الشَّدَّةِ: ((اختَلَطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ)) أي: اخَتَلَطَ الخيرُ بالشَّرِّ، والجيِّدُ بالرَّدىء، والصاِلحُ بالطَّالِحِ. وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعابِ: طُفَاوَتُه وقَذَاهُ، والجمعُ: أَزْبادٌ. والزَّبَدَةُ: الطائِفةُ منه. وزَبَّدَ وأزْبَدَ، وتَزَبَّدَ: دَفَع بزَبَدِه. وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَعْطاهُ. والزَّبْدُ: العَوْنُ والرِّفْدُ. والزُّبَادُ، والزُّبادَى، والزُّبَّادُ، والزَّبَّادَى؛ كُلُّه: نَباتٌ سُهْلِيُّ له وَرَقٌ عِراضٌ وسِنْفَةٌ، وقد يَنْبُتُ في الجَلَدِ، يأْكُلُه الناسُ، وهو طَيِّبٌ، وقال أبو حنيفةَ: له وَرَقٌ صَغيرٌ مُنْقَبِضٌ غُبْرٌ مِثلُ وَرَقِ المَرْوزَنْجُوشِ، تَنْفَرِشُ أَفْنانُه، قالَ: وقال أبو نَصْرٍ: الزُّبَّادُ: من الأحْرارِ. وزَبَّدَ القَتَادُ، وأزْبَدَ: نَدَرَتْ خُوصَتُه واشْتَدَّ عُودُه، واتصَلَتْ بَشْرَتُه، وأَثْمَرَ. قال أعرابِيٌّ: تركتُ الأرضَ مُخْضَرَّةً كأنَّها حُوَلاءُ، بها قَصِيصَةٌ رَقْطاءُ، وعَرْفَجةٌ خاضِبَةٌ، وقَتَادةٌ مُزْبِدَةٌ، وعَوْسَجٌ كأنَّه النَّعامُ من سَوادِه. وكُلُّ ذلكَ قد تَقَدَّمَ تَفسيرُه. وزَبَّدَتِ المرأةُ القُطْنَ: نَفَشَتْهُ. والزَّبَادُ: مِثْلُ السِّنَّوْرِ الصَّغِيرِ، يُجْلَبُ من نواحِي الهِنْد، وقد تَأْنَسُ فتُقْتَنَى، وتَحْتَلِبُ شيئاً شَبِيهاً بالزُّبْدِ يظهر على حَلمِتها بالعَصْرِ، مِثل ما يَظْهَرُ على أُنُوفِ الغِلْمانِ المُراهِقِينَ، فَيُجْمَعُ، وله رَائحةٌ طَيِّبَةٌ وهو يَقَعُ في الطِّيبِ، كُلُّ ذلكَ عن أَبي حَنِيفةَ. وقد سَمَّتِ العَرَبُ زُبَيْداً وزَابِداً، ومُزَبِّداً وزَبْداً. وزَبِيدُ: مَوْضِعٌ باليَمنِ. وزَبِيدانِ: مَوْضِعٌ.
زبد
زبَدَ يَزبُد ويَزبِد، زَبْدًا، فهو زابِد، والمفعول مَزْبود
• زبَد الشَّخصَ: أطعمه أو أعطاه الزُّبْد.
• زبَد اللَّبنَ: مخضه ليُخرج زُبْده.
• زبَد الطَّعامَ: خلطه بالزُّبْد. 

أزبدَ يُزبد، إزبادًا، فهو مُزبِد
• أزبد البحرُ:
1 - دفَع وقذَف برغوته "أزبد فمُ البعير الهادر- أرغى فلانٌ وأزبد [مثل]: غضب وتهدَّد وتوعَّد".
2 - صار ذا رغوة.
• أزبد الفلاَّحُ: كثُر زُبْدُه.
• أزبدت المرأةُ: اشتدَّ بياضُها "هو أبيضُ مُزبِد". 

تزبَّدَ يتزبَّد، تزبُّدًا، فهو مُتزبِّد، والمفعول مُتزبَّد (للمتعدِّي)
• تزبَّدَ البحرُ: أزبدَ؛ دَفَع وقذف برغوته.
• تزبَّد فلانٌ الشَّيءَ: أخذَ صفوتَه وخلاصته "تزبَّد الدارسُ الكتابَ". 

زبَّدَ يزبِّد، تزبيدًا، فهو مُزبِّد، والمفعول مُزبَّد (للمتعدِّي)
• زبَّد اللَّبنُ: علاه الزُّبْد.
• زبَّد البحرُ: أزبدَ؛ دَفَع وقذف بِرَغْوته.
• زبَّد اللَّبنَ: استخرج منه الزُّبْد. 

زَباد [مفرد]: (حن) حيوان ثَدْييّ كالهرِّ من الفصيلة السِّنَّوْريَّة، له كيس عَطِر قريب من الشَّرج، يُفرز مادَّة دُهنيَّة تُستخدم في الشرق أساسًا للعِطر. 

زبادة [مفرد]: (حن) زباد؛ حيوان ثدييّ كالهرِّ من الفصيلة
 السِّنَّوْرية له كيس عطر قريب من الشَّرج يفرز مادة دهنية تستخدم في الشَّرق أساسًا للعِطر. 

زَباديّ [مفرد]: لبن رائب. 

زَباديَّات [جمع]: (حن) عائلة تشمل الثدييّات آكلة اللحوم صغيرة الحجم كالنمس. 

زَبْد [مفرد]: مصدر زبَدَ. 

زَبَد [مفرد]: ج أَزْباد:
1 - ما يعلو الماءَ وغيرَه من الرَّغوة عند غليانه أو سرعة حركته "هاج البحرُ فكثُر زَبَدُه- {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً}: مَثَلٌ للباطل في اضمحلاله وفنائه- {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} " ° قد صرَّح المحضُ عن الزَّبَد [مثل]: يُضرب للأمر إذا انكشف وتبيّن.
2 - خَبَث، ما يخرج من المعادن من نُفايات عند صهرها " {ووَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ} ".
• زَبَدُ البحيرة: زَبَدٌ مالح، يلتصق كأنه الصوف على الحشيش والقصب في موسم الجفاف. 

زُبْد [جمع]: مف زُبْدَة: مادة دُهنيّة تُستخرَج من اللّبن بالمخض "يكثر الزُّبْد في الرَّبيع". 

زُبْدَة1 [مفرد]: ج زُبْدات وزُبْد: قطعة من الزُّبْد.
• زُبْدَة الكاكاو: (كم) مادة صُلْبة دَسِمة بيضاء مُصْفَرَّة، تُستخرج من بذور الكاكاو بعد عصرها، وتدْخل في صناعة الشيكولاتة والصّابون ومستحضرات التجميل. 

زُبْدَة2 [مفرد]: ج زُبْدات وزُبَد
• زُبْدَة القول: أفضله، خلاصته، خياره "لا أحفظ من الكتاب في ذاكرتي إلا زُبْدَتَه". 

زُبْدِيَّة/ زِبْدِيَّة [مفرد]: ج زُبْدِيّات وزِبْدِيّات وزَبادِيّ: وعاء من خزف محروق مَطليّ بالميناء يُخثَّر فيه اللَّبن، يُوضع فيه الطعام والشَّراب عمومًا "وقعت الزّبديّةُ من يدي فانكسرتْ". 

زبد: الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ، والقطعة منه زُبْدَة

وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللبن: رغْوتَه. ابن سيده:

الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللين، واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة،

والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا،

لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا

يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة، والزبدة لا تُنهس لأَنها

أَلين من ذلك، ولكن هذا تهويل وإِفراط، كقول الآخر:

لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ

وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ.

وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيءٍ إِذا

أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك

قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا.

وقوم زابدون: ذَوُو زُبْد، وقال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن

سيده: وليس بشيء. وتَزَبَّدَ الزّبْدَة: أَخذها. وكل ما أُخِذ خالصه، فقد

تُزُبَّد. وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل: تَزَبَّده. ومن

أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن. والصريح:

اللبن الذي تحته المحْضُ؛ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون. ويقال:

ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ وإِذا خلصت

الزبدة فقد ذهب الارتجان، يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي

لإِصلاحه. وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه.

وزُبَّاد اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه. والزُّبَّادُ:

الزُّبْدُ. وقالوا في موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير

بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح، وذلك إِذا ارتجن؛ يضرب مثلاً

لاختلاط الحق بالباطل.

الليث: أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا

غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان. وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد

بمعنى.والزَّبَد: زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به

مشافره إِذا هاج. وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه. الجوهري: الزَّبَدُ زَبَد

الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها، والزّبْدة أَخص منه، تقول: أَزبَد الشرابُ.

وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ

واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، والجمع أَزْباد. والزَّبْدة: الطائفة منه.

وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دفع بزَبَدِه. وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً:

أَعطاه ورضخ له من مال. والزَّبْدُ، بسكون الباءِ: الرِّفْد والعطاء. وفي

الحديث: أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، هدية

فردَّها وقال: إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم. الأَصمعي:

يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت:

أَزبُدُه زَبْداً، بضم الباءِ، من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قال

ابن الأَثير: يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير

واحد من المشركين: أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة، وأَهدى له أُكَيْدِرُ

دومةَ فقبل منهما، وقيل: إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك

على الإِسلام، وقيل: ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن

يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل؛ قال: وليس ذلك مناقضاً لقبول

هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب. والزَّبْدُ:

العَونُ والرِّفْد. أَبو عمرو: تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف

بها وأَسرع إِليها؛ وأَنشد:

تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، يَعلم أَنه

هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا

الحذَّاءُ: اليمين المنكرة. وتَزَبَّدَها: ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة،

وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة. والزُّبَّاد: نبت معروف.

قال ابن سيده: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له

ورق عراض وسِنْفَة، وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب؛ وقال أَبو

حنيفة: له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه.

قال وقال أَبو زيد: الزّبَّادُ من الأَحرار.

وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت

بَشَرته وأَثمر.

قال أَعرابي: تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء

وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده، وكل

ذلك مفسر في مواضعه. وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر. وتَزْبيدُ القطن:

تنفيشه.

وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله.

والزَّباد: مثل السِّنَّوْر

(* قوله «والزباد مثل السنور» صريحه أنه

دابة مثل السنور. وقال في القاموس: وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد

دابة يجلب منها الطيب، وانما الدابة السنور، والزباد الطيب إلى آخر ما

قال. قال شارحه: قال القرافي: ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما يحصل

منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز) . الصغير يجلب من نواحي الهند

وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد، يظهر على حلمته بالعصر

مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع، وله رائحة طيبة وهو يقع

في الطيب؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.

وزُبَيْدة: لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم

الأَمين محمد بن هرون، وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً

وزَبْداً.التهذيب: وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن. وزبُيَد، بالضم: بطن من

مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي.

وزَبِيدُ، بفتح الزاي: موضع باليمن. وزَبْيَدان: موضع.

زبد

1 زَبَدَهُ, (As, S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (As, S, A, Msb,) inf. n. زَبْدٌ, (As, Msb,) He fed him with, or gave him to eat, زُبْد [i. e. fresh butter]. (As, S, A, Mgh, Msb, K.) b2: And hence, (Mgh,) زَبَدَهُ, (As, S, A, Mgh, Msb,) or زَبَدَ لَهُ, (K, [app. a mistranscription, for its aor. is there mentioned immediately after without the prep.,]) aor. ـِ (As, S, A, Mgh, Msb, K,) the verb in the sense here following being thus distinguished from that in the sense preceding, (As, Msb,) inf. n. as above, (As, S, Mgh,) (tropical:) He gave him a gift: (As, A, Mgh, Msb:) or he gave him somewhat, a little, not much, (S, K,) of property, (S,) or of his property. (K.) b3: [Hence also,] زَبَدْتُهُ ضَرْبَةً, or رَمْيَةً, (tropical:) I struck him a blow, or shot or cast at him a missile, hastily, or quickly; as though feeding him with a piece of fresh butter. (A, TA.) b4: زَبَدَتْ سِقَآءَهَا, (S, A,) or زَبَدَ السِّقَآءَ, (K,) inf. n. as above, (A,) She agitated her milk-skin, (S, A,) or he agitated the milk-skin, (K,) in order that its butter might come forth, (S, K,) or until its butter came forth. (A.) b5: And زَبَدْتُ السَّوِيقَ [app. I put, or added, fresh butter to the meal of parched barley, like as one says سَمَنْتُ الطَّعَامَ and أَدَمْتُ الخُبْزَ &c.], aor. ـْ (A, TA,) with kesr; (A;) and السَّوِيقَ ↓ تَزَبَّدْتُ. (TA. [Both these phrases are mentioned together, as though to indicate that both signify the same: but Ibr D thinks that the latter means I swallowed the سويق like as one swallows fresh butter: in my copy of the A, it is written تَزَبَّدَتِ السَّوِيقُ, which is evidently wrong: perhaps the right reading is تَزَبَّدَ السَّوِيقُ; and the verb in this phrase, quasi-pass. of that in the former phrase.]2 زبّد شِدْقُهُ, (S, K,) inf. n. تَزْبِيدٌ; (K;) and ↓ تزبّد; both signify the same [i. e. The side of his mouth had froth, or foam, appearing upon it; like زَبَّبَ and تَزَبَّبَ]: (S, K:) and ↓ تزبّد said of a man, [like تَزَبَّبَ,] He being angry, froth, or foam, appeared upon each corner of his mouth. (TA.) See also 4, in two places.

A2: زَبَّدَتِ القُطْنَ, (A, L,) inf. n. as above, (S,) She separated, or loosened, the cotton [with her fingers, or by means of the bow and wooden mallet], (S, * L, A,) and prepared it well for spinning. (L.) 3 فُلَانٌ يُزَابِدُ فُلَانًا (tropical:) Such a one speaks in like manner as does such a one. (A, TA.) 4 ازبد, (S, A, Msb, K,) inf. n. إِزْبَادٌ, (Msb,) said of wine, or beverage, (S,) or of the sea, (A, Msb, K,) &c., (Msb,) or of the sea when in a state of commotion, (S, * A,) and of a cookingpot, and of the mouth of a braying camel, (A,) [&c., see زَبَدٌ,] It frothed, or foamed, or cast forth froth or foam: (S, * A, Msb, K:) and [in like manner] ↓ زبّد, inf. n. تَزْبِيدٌ, said of milk, it [frothed, or foamed; or] had froth, or foam, upon it. (A.) b2: [Hence,] said of the سِدْر [or lote-tree], (S, A, K,) (tropical:) It blossomed; (S, K, TA;) i. e. (TA) it put forth a white produce like the froth, or foam, upon water. (A, TA.) And, said of the قَتَادِ [or tragacantha], (assumed tropical:) It put forth its leaf (خُوصَة), and its wood, or branch, became strong, or hard, and its rind, or outer covering, coalesced, and it blossomed; as also ↓ زبّد. (L.) b3: Also (tropical:) It became intensely white. (A, TA.) 5 تَزَبَّدَ see 1: b2: and see also 2, in two places. b3: تزبّدهُ (assumed tropical:) He swallowed it (K) like as one swallows a piece of fresh butter: (TA:) or he took the clear, or pure, or choice, part of it. (K, TA.) Of anything of which the clear, or pure, or choice part has been taken, one says, تُزُبِّدَ. (TA.) b4: [Hence,] تزبّد اليَمِينَ (assumed tropical:) He took the oath hastily; was hasty in taking it. (AA, S, K.) It is said in a prov., تَزَبَّدَهَا حَذَّآءَ (assumed tropical:) He swallowed it [i. e. took it, namely, an oath, hastily,] like as one swallows butter. (TA in art. حذ.) زَبْدٌ [originally an inf. n.,] (tropical:) A gift. (S, A, Mgh, Msb.) So in the saying (S, TA) of Mo-hammad, (TA,) mentioned in a trad., إِنَّا لَا نَقْبَلُ زَبْدَ المُشْرِكِينَ (tropical:) [Verily we will not accept the gift of the believers in a plurality of Gods]. (S, TA.) And so in the saying, نَهَى عَنْ زَبْدِ المُشْرِكِينَ (tropical:) (A, Mgh, Msb) i. e. [He (Mohammad) forbade] the acceptance of the gift [of the believers in a plurality of Gods]. (Msb.) زُبْدٌ [Fresh butter of the cow or buffalo or sheep or goat;] what is produced by churning from milk (Mgh, Msb) of cows [or buffaloes] and of sheep or goats; what is thus produced from camels' milk being termed جُبَابٌ, not زُبْدٌ; (Msb;) the زُبْد of سَمْن before it is clarified over the fire; (L;) [i. e. butter before it is clarified over the fire;] the زُبْد [in the CK, erroneously, زَبَد] of milk; (S, K;) what is extracted from milk; (M;) and ↓ زُبَّادٌ signifies the same as زُبْدٌ: (K:) ↓ زُبْدَةٌ is a more particular term, (S, M, L, Msb,) meaning a piece, bit, portion, or somewhat, of زُبْد: (L:) and زُبْدُ اللَّبَنِ signifies also the froth (رَغْوَة) of milk [if this be not a mistake occasioned by finding الزُّبْدُ expl. as meaning زَبَدُ اللَّبَنِ instead of زُبْدُ اللَّبَنِ]. (L.) قَدْ صَرَّحَ المَحْضُ عَنِ الزُّبْدِ [The clear milk has become distinct from the fresh butter] is a prov., relating to the appearance of the truth after information that has been doubted. (L.) And ↓ اِرْتَجَنَتِ الزُّبْدَةُ is another prov. [expl. in art. رجن]. (L.) b2: ↓ زُبْدَةٌ has for its pl. زُبَدٌ, which is metonymically applied to (tropical:) The choice, or best, portions, [or what we often term the cream (by which word the sing. also may be rendered) of anything; as, for instance,] of discourse, or of a story or the like. (Har p. 222, q. v.) b3: [And it also means (assumed tropical:) An issue, or event: (see an ex. voce مَخَضَ:) generally, such as is relishable, or pleasing. Hence, app.,] one says, العُمُرِ ↓ كَانَ لِقَاؤُكَ زُبْدَةَ (tropical:) [The meeting with thee was emphatically the event of life; meaning, the most relishable, or pleasing, event of life]. (A, TA.) زَبَدٌ Froth, foam, spume, or scum: (L:) it is of water, (S, L, K,) &c.; (K;) of the sea, (A, Msb,) &c., like رَغْوَةٌ [in signification]; (Msb;) and of a cooking-pot; (A;) and of a camel, (S,) [i. e.] of a braying camel's mouth, (A,) or the white foam upon the lips of a camel when he is excited by lust; (TA;) and of the cud; and of spittle; (L;) and [the scum, or dross,] of silver: (S:) ↓ زَبَدَةٌ is a more particular term [meaning a portion, or somewhat, thereof]: (S:) the pl. of زَبَدٌ is أَزْبَادٌ. (A, TA.) b2: تَخَرَّمَ زَبَدُهُ: see 5 in art. خرم, in two places.

زُبْدَةٌ: see زُبْدٌ, in four places.

زَبَدَةٌ: see زَبَدٌ.

زُبْدِىٌّ [Butyraceous: a rel. n. from زُبْدٌ]. See خَشْخَاشٌ.

زَبَادٌ [Civet;] a certain perfume, well known: the lawyers and the lexicologists err in saying that it is a certain beast, [meaning the civet-cat,] from which the perfume is milked: (K:) or this assertion is not to be reckoned as a mistake, the word being tropically thus applied: so says El-Karáfee: and Z and other authors worthy of confidence thus apply it [as a coll. gen. n.]: Z also mentions a saying in which ↓ زَبَادَةٌ is applied [as a n. un.] to an animal of the kind from which the perfume is obtained: (TA:) this animal is the cat, (K,) i. e. the wild cat, which is like the tame, but longer and larger, and its hair inclines more to blackness: it is brought from India and Abyssinia: (TA:) the perfume above mentioned is a fluid, or matter, exuded, (رَشَحٌ, thus in the TA and in my MS. copy of the K, but in the CK وَسَخٌ [i. e. dirt],) resembling black viscous dirt, (TA,) which collects beneath the animal's tail, upon the anus (المَخْرَج), (K,) and in the inner sides of the thighs also, as says Ed-Demámeenee: (TA:) [see also زُهْمٌ:] the beast is taken, and prevented from struggling, and the said exuded fluid or matter, or dirt, (رَشَح, or وَسَخ, accord. to different copies of the K,) collected there, is scraped off with a piece of the exterior part of a cane, (K,) or, more commonly, with a spoon, (TA,) or with a piece of rag, (K,) or a thin [silver coin such as is called] دِرْهَم. (TA. [Other accounts of this perfume, which are less correct, I omit.]) A2: See also زُبَّادٌ.

زُبَادٌ, like غُرَابٌ [in measure], Fresh butter (زُبْد) that has become bad, or spoiled, in the churning: or, as some say, thin milk. (TA voce اِخْتَلَطَ, q. v.) [See also زُبَّادُ اللَّبَن, below.]

زَبَادَةٌ: see زَبَادٌ.

زُبَّادُ اللَّبَنِ [The watery part of milk;] that [part] in which is no good, of milk. (S, K. [See also زُبَادٌ.]) It is said in a prov., اِخْتَلَطَ الخَاثِرُ بِالزُّبَّادِ (S) [The thick milk became mixed with the thin watery part: or] (tropical:) the good became mixed with the bad: relating to a case of difficulty, and applied to the mixture of truth with falsehood. (L. [See Freytag's Arab. Prov., i. 434: and see اِخْتَلَطَ.]) b2: See also زُبْدٌ.

A2: زُبَّادٌ and ↓ زُبَّادَى A certain plant, (S, K,) growing in the plains, or soft land, having broad leaves, and a [pericarp such as is called] سِنْفَة: it sometimes grows in hard ground, is eaten by men, and is good, or pleasant: AHn says that it has small, contracted, dust-coloured leaves, like those of the مَرْزَنْجُوش, and its branches, or twigs, spread out: and he adds, Az says that the زُبَّاد, as also ↓ زَبَاد, the latter like سَحَاب [in measure], is of the [kind of plants called] أَحْرَار [pl. of حُرٌّ, q. v.]: (TA:) [some say that it is the psyllium. (Freytag's Lex.) See, again, اِخْتَلَطَ.]

زُبَّادَى: see the next preceding paragraph.

زَابِدٌ Possessing, or a possessor of, زُبْد [or fresh butter]; (L;) as also ↓ مُزْدَبِدٌ. (K.) بَحْرٌ مُزْبِدٌ [A frothing, or foaming, sea; or] a tumultuous, frothing, or foaming, sea. (S, A.) b2: [Hence,] أَبْيَضُ مُزْبِدٌ (tropical:) Intensely white. (A, TA.) مُزْدَبِدٌ: see زَابِدٌ.
زبد
: (الزَّبَدُ، مُحَرَّكةً، للماءِ وغيرهِ) كالبعيرِ. والفِضَّة، وغيرِهَا. والزَّبَد: زَبَدُ الجَمل الهائِجِ، وَهُوَ لُغَامُه الأَبيضُ الّذي تَتلطَّخ بِهِ مَشافِرُه إِذا هاج، وللبحرِ زَبَدٌ إِذا هاج مَوْجُه.
(و) زَبَدٌ: (جَبَلٌ باليَمَن) ، عَن ابْن حَبيب.
(و) زَبَدُ: (ة، بقنَّسْرِينَ) لِبنِي أَسد، كَمَا فِي التكملة، والتبصير. وَهِي الّتي أَوردها المصنّف فِي ر ى د.
(و) زَبَدٌ (اسْمُ حِمْصَ) القديمُ، وَبِه فُسِّرَ قَول صَخْرِ الغيِّ:
مآبُهُ الرُّومُ أَو تنوخُ أَو الْ
آطامُ من صَوَّرانَ أَو زَبَدُ
(أَو) زَبَدُ: (ة، بهَا) ، أَي بقُرْبها، ويُرْوى بالنُّون أَيضاً.
(و) الزَّبَد: (ع غَرْبِيَّ بَغْدَادَ) .
(وَقد أَزْبَدَ البحرُ) إِزباداً فَهُوَ مُزْبِدٌ، قَالَه اللَّيْث، وبَحْر مُزْبِدٌ، أَي مائج يُقذِف بالزَّبَد، وزبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعَابِ: طُفَاوَتُه وقَذَاه، والجمْع: أَزْبَادٌ.
(و) وَمن الْمجَاز: أَزْبَدَ (السِّدْرُ) إِزباداً، إِذا) ثَوَّرَ) أَي طَلعَتْ لَهُ ثَمرةٌ بيضاءُ كالزَّبَد على الماءِ، وزَبَّدَ القَتَادُ وأزْبدَ: نَدَرَتْ خُوصَتُه واشْتدَّ عُودُه، واتَّصلتْ بَشرَتُه وأَثمرَ، قَالَ أَعرابيّ: تَركْت الأَرضَ مُخضَرَّة كأَنها حُوَلاءُ، بهَا فَصِيصَةٌ رقطاءُ، وعَرْفجَة خاضِبة، وقَتَادة مُزْبِدَةٌ، وعَوْسَجٌ كأَنّه النَّعَامُ من سَواده. وكلّ ذَلِك مُفسَّرٌ فِي موَاضعه. كَذَا فِي اللِّسَان.
(والزُّبْدُ، بالضّمّ، وكرُمَّان) ، الأَخيرة عَن الصاغانيّ: (زُبْدُ) السَّمْنِ قبل أَن يُسْلأَ والقِطْعَة مِنْهُ زُبْدَةٌ، وَهُوَ مَا خَلَصَ من اللَّبَن إِذا مُخِضَ. وزَبَدُ (اللَّبَنِ) : رَغْوَتُه.
وَفِي الْمُحكم: الزُّبْدُ: خُلَاصة اللَّبَنِ، والزُّبْدَةُ أَخصُّ من الزَّبَد. وَقد زَبَّدَ اللَّبَنُ. (وزَبدهُ) يَزْبِدُه زَبْداً: (أَطْعَمَه إِيَّاهُ) ، أَي الزُّبْدَ (و) زَبَدَ (السِّقَاءَ: مَخَضَه ليَخْرُجَ زُبْدُه. والمُزْدَبِدُ: صاحِبُهُ. وزَبَدَ لهُ يَزْبِدُه) زَبْداً: (رَضَخَ لَهُ من مالِهِ) ، والزَّبْد، بفتْح فَسُكُون: الرِّفْد والعَطاءُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكِين أَهْدَى إِلى النبيّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم هَدِيَّةً فرَدَّها، وَقَالَ: إِنّا لَا نَقْبَل زَبْدَ المُشْرِكين) . أَي رِفْدَهم.
وَقَالَ الأَصمعيُّ: يُقَال زَبَدْت فلَانا أَزْبِدُه، بِالْكَسْرِ، زَبْداً، إِذا أَعْطَيْته، فإِن أَعْطَيْته زُبْداً قلت: أَزْبُدُهُ زَبْداً، بضمّ الباءِ من أَزْبُدُه، أَي أَطْعَمْته الزُّبْدَ.
وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: وكلّ شيْءَ إِذا أَردْت أَطعَمْتهم أَو وَهَبْت لَهُم، قلْت: فعَلْتهم (بِغَيْر أَلف) وإِذا أَردت أَن ذالك قد كَثُر عِنْدهم قلت: أَفْعَلوا.
(و) تَزَبَّدَ الإِنسانُ، إِذا غَضِبَ وظَهَرَ على صِمَاغيْهِ زَبَدَتانِ.
و (زَبَّدَ شِدْقُهُ تَزْبِيداً: تَزبَّدَ) ، وتَزَبَّدْت السَّوِيقَ زَبَدْته أَزبِدُه، وسَوِيقٌ مزبودٌ.
(و) الزُّبَّاد والزُّبَّادَى (كرُمَّان وحُوَّارَى: نَبْتٌ) سُهْلِيٌّ، لَهُ وَرَقٌ عِراضٌ وسِنْفَةٌ، وَقد يَنبُت فِي الجَلَدِ، يأْكله النّاسُ، وَهُوَ طَيِّبٌ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: لَهُ وَرَقٌ صغيرٌ منْقبِضٌ غبْرٌ مثْل وَرَقِ المَرْزَنْجُوش، تَنفرِش أَفنانُه قَالَ: وَقَالَ أَبو زيد: الزُّبَّاد من الأَحرار، كالزَّبَادِ، كسَحاب.
(وزُبَّادُ اللَّبَنِ) ، كرُمَّان: (مَا لَا خيْرَ فِيهِ) .
وَقَالُوا فِي مَوضع الشِّدَّة (اخُتلط الخاثِرُ بالزُّبَّادِ) أَي اختلطَ الخَيرُ بالشَّرّ، والجَيِّدُ بالرديءِ، والصّالجُ بالطالِحِ، وذالك إِذا ارتَجَنَ يُضرب مَثلاً لاختلاطِ الحقِّ بالباطلِ.
(و) مُزبِّدٌ، (كمُحَدِّثٍ: اسْم) رَجلٍ صاحِب النّوادرِ، وَضَبطه عبدُ الغنيّ وَابْن مَاكُولَا: كمعظَّم، وَكَذَا وُجِدَ بخطّ الشَّرف الدِّمياطيّ وَقَالَ: إِنه وَجَدَه بخطِّ الْوَزير المغربيّ. قَالَ الْحَافِظ: ووُجِدَ بخطّ الذَّهَبِيّ سَاكن الزّاي مكسور الموحّدة.
(و) زُبَيْد (كزُبَيْرٍ، ابْن الحارِثِ) أَبو عبد الرَّحمان اليامِيّ، نِسْبَة إِلى يَامٍ القبِيلةِ، مَاتَ سنة 126 م (وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيرُهُ) .
وَفِي أَسماءِ رِجالِ الصَّحيحَيْن للبراويّ: وَلَيْسَ فِي الصَّحيح زُبَيْدٌ غَيره.
(و) زُبَيْد (بَطْنٌ من مَذْحِجٍ) . وَهُوَ مُنبِّه الأَكبر بن صَعْب بن سَعْد العَشيرةِ بن مالِك، وَهُوَ جِمَاع مَذْحِج. وزُبَيْد الأَصغرُ هُوَ مُنبّه بن رَبِيعة بن سَلَمَة بن مازِن بن رَبيعة بن زُبَيْد الأَكبرِ. قَالَ ابْن دُريد: زُبَيْد تصغيرُ زَبْد وَهُوَ العَطِيّة. وهم (رَهْط عَمْرِو بن مَعْدِ يكرِبَ) بن عبدِ الله بن عَمْرِو بن عُصْمِ بن عَمْرِو بن زُبَيْد الأَصغر، كُنْيَته أَبو ثَوْر، قَدِم فِي وفْد زُبَيْد وأَسلَمَ سنةَ تِسْع، وشَهِدَ الفُتوحَ، وقُتِل بالقادسيَّةِ، وَقيل بنَهَاوَنْدَ، رَضِي الله عَنهُ.
(مِنْهُم: مُحَمَّدُ بن الوَلِيدِ) بن عَامر الزُّبَيْدِيّ القَاضِي أَبو الهُذيْل الحِمْصِيّ (صاحِبُ) محمّد بن شِهَاب (الزَّهْريِّ) قَالَ أَحمد بن عَوْف: هُوَ من ثِقاتِ الْمُسلمين، مَاتَ سنة 148 هـ عَن سبعين سنة.
(ومَحْمِيَّة بنُ جَزْء) بن عبد يَغوث بن جريج بن عَمرو بن زُبيد الأَصغر. قَالَ الكلبيّ: حَليفُ بنِي جُمَحَ، وَقيل بني سَهْمٍ. قَالَ أَبو عَمْرو: هُوَ عمّ عبد الله بن الْحَارِث بن جَزْءٍ، قَدِيم الإِسلامِ من مهاجرة الحَبشة.
(وَمُحَمّد بن الحُسَيْن) الأَندلسيّ صَاحب القاليّ (وابناهُ اللُّغَوِيُّونَ) وَفِي نُسْخَة الزُّبَيْدِيُّون وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبيد الله بن مَذْحج بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بشر الزُّبيْدي الإِشبيليّ اللغويّ نزيل قرطبة.
(و) زَبِيدٌ، (كــأَمِير: د، بِالْيمن) مَشْهُور، اختَطّه مُحَمَّد بن زِيَاد مولى المهديّ فِي زمن الرّشيد العَبّاسيّ إِذ بعَثَه إِلى الْيمن فَاخْتَارَ هَذِه البُقْعَةَ، واختَطَّ بهَا هاذه المدينَةَ المباركةَ، وَسَّورَها، وجعلَ لَهَا أَبواباً ثمَّ مَاتَ سنة 245 هـ. ثمَّ خلَفَه ابنُه إبراهِيمُ بن زِيادٍ، واستَمرّ إِلى سنة 289 هـ. وخلَفَه ابنُه زِيَادُ بن إِبراهِيمَ، ثمَّ أَخوه إِسحاق وَمَات سنة 391 هـ. ثمَّ ابنُه زِيَاد وَهُوَ طِفْل فوزَّرَ لَهُ حُسين بن سَلامة، وَهُوَ بانِي السُّورِ، ثمَّ أَدار عَلَيْهَا سُوراً ثَانِيًا الوزيرُ أَبو مَنْصُور الفاتكيّ، ثمَّ أَدار عَلَيْهَا سُوراً ثَالِثا سيفُ الإِسلام طغتكين بن أيّوب فِي سنة 589 هـ وَهُوَ الَّذِي ركَّبَ على السُّور أَربعةَ أَبواب. قَالَ ابْن المُجَاوِر: عَددتُ أَبراجَ مَدينة زَبِيدَ فوجدتُهَا مائةَ بُرْجٍ وسَبْعَةَ أَبراجٍ، بَين كلّ بُرْجٍ وبُرْج ثَمَانُون ذِرَاعا. قَالَ ويَدخل فِي كلّ بُرْج عشرُون ذِراعاً، فَيكون دور الْبَلَد عشرَة آلَاف ذراعٍ وتِسْعَمائةُ ذِراعٍ. وَقد تكفّلَ بتفصيل أَخبارها ابنُ سَمُرَة الجنديّ فِي (تَارِيخ الْيمن) وَكَذَا صَاحب الْمُفِيد فِي تَاريخ زَبِيد. (مِنْهُ موسَى بنُ طارِقٍ) أَبو قُرَّةَ قَاضِي زَبِيدَ، روى عَن إِسحاقَ بن راهَوَيه، وابنِ جُرَيج، والثَّوْرِيّ. (ومحمدُ بن يُوسُف) كُنْيَتُه أَبو حَمَّةَ، رَوَى عَن مُوسَى بن طَارق وغيرِه. (و) تلميذُه: (محمَّد بن شُعَيْب) بن الحَجّاج شيخ للطَّبرانيّ: (المُحدِّثون) .
وَقد بَقِيَ عَلَيْهِ من نُسِبَ، إِلى زَبيد: مُوسَى بن عِيسَى شيخٌ للطبرانيّ، وَقد وَهِمَ فِيهِ ابْن مَاكُولَا فسمّاه مُحمَّداً، نَبَّه على ذَلِك ابنُ نقطةَ. ومحمّد بن يحيَى بن مهرانَ شيخُ مُسْلم، ذكرَ ابنُ طَاهِر أَنه من زبِيدِ اليمنِ. ومحمّد بن يحيى بن عليّ بن الْمُسلم الزَّبِيديّ الزَّاهِد، نزيلُ بغدادَ، وأَولاده إِسماعيلُ وعمرُ ومباركٌ، حَدّثوا. وَالْحسن وَالْحُسَيْن ابْنا الْمُبَارك الزَّبِيديّ، سمعَا من أَبي الوَقت صحيحَ البخاريّ، واتصل عَنهُ بالعُلّو بالديار المصرية والشاميّة من طريقِ الْحُسَيْن، وَابْن أَخيهما عبد الْعَزِيز بن يحيَى بن الْمُبَارك الزَّبِيدي، سمعَ مِنْهُ منصورٌ وذكرَه فِي الذّيل وأَبوه يحيى سمعَ أَبا الفُتوح الطائيّ، وأَخواه أَحمد وَمُحَمّد ابنَا يحيى، وإِسماعيل ابْن محمّد، وإِبراهيم بن أَحمد بن مُحَمَّد بن يحيى، حدّثوا كلّهم. وأَحمد وإِسماعيل بِنَا عبد الرحمان بن إِسماعيلَ الزَّبِيديّ، سمعَا إِسماعِيلَ بنَ الحَسن بن الْمُبَارك الزَّبِيديّ، ذَكَرَه أَبو الْعلَا الفَرَضيّ. وأَبو بكر بن المضرب الزَّبِيديّ، انْتَشَر عَنهُ مَذْهَب الشَّافِعِي بِالْيمن على رأْس الأَربعمائة. وَالْحسن بن مُحَمَّد بن أَبي عَقَامة الزَّبِيديّ قَاضِي الْيمن زمن الصُّليحيّ، وَابْن أَخيه أَبو الْفتُوح بن عبد الله بن أَبي عَقَامة أَوْحَدُ عَصرِهِ، نقلَ عَنهُ صاحبُ الْبَيَان. وَآل بَيته وهم أَجلُّ بيتٍ بِزَبيد وَعبد الله بن عِيسَى بن أَيمنَ الهرميّ من جِلَّة فقهاءِ زَبِيدَ، كَانَ يحفظ (الْمُهَذّب) وَعلي بن الْقَاسِم بن العليف الحكميّ الزَّبِيديّ صَاحب (مشكلات الْمُهَذّب) ، يُقَال خَرجَ من تلامذته ستّون مدرساً، توفّي سنة 640 هـ، وتلميذه مُحَمَّد بن أَبي بكر الزَّوقريّ الحطّاب الزَّبيديّ، وأَبو الْخَيْر بن مَنْصُور بن أَبي الْخَيْر الشَّماخ الزَّبِيدِيّ السَّعْدِيّ، سمعَ من ابْن الجُمّيزيّ، وَكَانَ حَسن الضَّبْط توفّي سنة 680 هـ. وَابْنه أَحمد سمع عَلَيْهِ الْملك الْمُؤَيد دَاوُود، سننَ أَبي دَاوُود وتُوفِّيَ سنة 729 هـ كَذَا فِي (التبصير) لِلْحَافِظِ.
(وزَيْبُدانُ كفَيْعُلَان، بضمّ الْعين ع) ، قَالَ القرافيّ: فِي قَوْله بضمّ الْعين غِنًى عَن قَوْله كفَيْعُلان، لأَن الباءَ عَيْن الْكَلِمَة.
(و) زَبَادٌ (كسَحاب: طِيبٌ م) مُفْرد يَتوَلَّد من السِّنَّورِ الْآتِي ذِكْرُه (وغَلِطَ الفقهاءُ واللّغوِيُّون فِي قَوْلهم: الزَّبَاد دَابَّة يُحْلَب مِنْهَا الطِّيب) ، قَالَ القَرافيّ: وَلَك أَن تَقول إِما سَمَّوا الدَّابّة، باسم مَا يَحْصل مِنْهَا ومثْلُ ذالك لَا يُعَدّ غَلَطاً، وإِنمَا هُوَ مَجَاز، علاقَتُه المجاورةُ، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً} (عبس: 27، 28) انْتهى.
قلت: وَقد وَقع التَّعْبِير بهاذا فِي كَلَام الثِّقَات، كالزمخشريّ وأَضرابِه من أَئمّة اللِّسَان، وَقَالَ ابنُ أَبي الحَدِيد فِي (شرح نهج البلاغَة) : قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ الزَّبَادُ: هِرَّةٌ. وَيُقَال للزَّيْلَع، وهم الّذين يَحْلبون الزَّبَاد: يَا زَيْلَع: يَا زَيْلَع، الزَّبَادَةُ ماتتْ. فيغْضَب (وإِنّمَا الدَّابَّةُ: السِّنَّوْرُ) أَي البَرِّيّ، وَهُوَ كالأَهليّ، لاكنه أَطولُ مِنْهُ وأَكبرُ جُثةً، وَوَبَرُه أَمْيَلُ إِلى السَّواد، ويُجْلَبُ من بِلَاد الهِند والحَبشة. وَفِي كتاب (طبائع الْحَيَوَان) : وَمن السَّنانير مَا يُقَال لَهُ الزَّبَادَةُ.
(والزَّبَادُ: الطِّيبُ وَهُوَ رَشْحٌ) شَبِيهٌ بالوَسَخ الأَسودِ اللَّزِجِ (يَجْتَمعُ تَحْتَ ذَنَبِها على المَخْرَجِ) ، وَفِي باطِنِ أَفخاذِهَا أَيضاً. كَمَا فِي (عين الْحَيَاة) للدّمامينيّ (فَتُمْسَكُ الدَّابّةُ وتُمْنَعُ الاضْطِرَابَ ويُسْلَبُ ذالك الوَسَخُ المُجْتَمِعُ هُنَاكَ بِلِيطَةٍ) أَو مِلْعَقَة، وَهُوَ الأَكثر (أَو خِرْقَة) أَو دِرْهَم رَقِيق، وَقد نَظرَ القَرَافيُّ فِي قَوْله (على الْمخْرج) بقوله: إِذ لَو كَانَ كذالك لَكَانَ مُتنجِّساً. وَفِي كتاب طبائع الْحَيَوَان: وإِذا تُفُقِّدَتْ أرفاغُه ومغابِنُه وخَواصِرُه وُجِدَ فِيهَا رُطُوبةٌ تُحَكُّ مِنْهَا فَتكون لَهَا رائحةُ المِسْكِ الذَّكِيّ، وَهُوَ عَزِيزُ الوُجُودِ.
وَفِي اللِّسَان: الزَّبَاد مِثْلُ السِّنَّور الصغيرِ، يُجلَب من نواجِي الهندِ، وَقد يأْنس فيُقْتَنى ويُحتَلب شَيْئا شَبِيها بالزُّبْد يَظْهَر على حَلَمَته بالعصْر، مثْل مَا يَظهر على أُنوفِ الغِلْمَان المراهِقين، فيَجْتَمع وَله رائحةٌ طَيِّبة، وَهُوَ يَقَعُ فِي الطِّيب. كلّ ذالك عَن أَبي حنيفَةَ.
(وزَبَادُ: د، بالمَغْرِب) ، مِنْهُ مَالك بن خَيْر الإِسكندرانيّ، قَالَه أَبو حَاتِم بن حِبَّان.
(و) زَبَادُ (بنُ كَعْبٍ) جاهليٌّ. وَقَالَ عبد الغنيّ بن سعيدٍ: زَبَادٌ: بطْن من وَلدِ كَعْبِ بن حجر بن الأَسود بن الكَلَاعِ، مِنْهُم خالدُ بن عبد الله الزَّبَادِيّ.
(و) زَبَاد (بِنْتُ بِسْطَامِ بْنِ قَيْس) ، وَهِي امرأَةُ الوَليدِ بن عبدِ الْملك الَّتِي قَالَ فِيهَا الشَّاعِر:
لَعَمْرُ بَنِي شَيْبَانَ إِذ يُنْكِحُونَه
زَبَادَ لقد مَا قَصَّروا بِزَبَاد
ذكره المبرّد فِي (الْكَامِل) .
(ومُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ زَبَادٍ) المَذَارِيّ، عَن عَمْرِو بن عَاصِم (أَو زَبْدَاءَ. وَالثَّانِي أَشْهَرُ) ، وهاكذا ذَكره الْحَافِظ فِي (التبصير) ، نقلا عَن أَبي بكرِ بنِ خُزيمةَ. وأَحمد بن يحيَى التُّسْتَرِيّ وآخَرينَ، وَقد وَقع فِي مُسنَد البَزَّار: حدَّثنا محمّد بن زَبَادٍ عَن عَمْرو بن عاصمٍ. (وأَبو الزُّبْدِ، بالضّمّ: مُحَمّد بن المُبَارَكِ) بن أَبي الخَير (العامِرِيُّ) ، هاكذا ضبطَه الْحَافِظ فِي (التبصير) والصاغانيُّ.
(وَتَزَبَّدَه ابْتَلَعَهُ) ابتلاعَ الزُّبْدةِ، كقولِهِم: (حَذَّهَا حَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَةَ) (أَو) تَزَبَّده: (أَخَذ صَفْوَتَهُ) ، وكلّ مَا أُخِذَ خالِصُه فقد تُزُبِّد، وإِذا أَخَذَ الرَّجلُ صَفْوَ الشيْءِ قيل تَزَبَّدَه.
(و) عَن أبي عَمْرو: تَزَبَّدَ فُلانٌ (اليَمِينَ) فَهُوَ مُتَزبِّد، إِذَا حَلَفَ بهَا و (أَسرعَ إِليها) ، وأَنشد:
تَزَبَّدَها حَذَّاءَ يَعْلَم أَنَّه
هُوَ الكاذِبُ الآتِي الأُمُورَ البَجَارِيَا
الحَذَّاءُ: اليمينُ المُنْكَرةُ.
(و) الزَّبِدُ (كَكَتِف) اسْم (فَرَس الحَوْفَزَانِ) بن شَرِيكٍ. وَاسم الحَوْفَزَانِ: الْحَارِث. والزَّعْفَرَان أَيضاً لَهُ. وَهُوَ الزَّعْفَرَان بن الزَّبِدِ.
(وزُبْدَة بنت الحارِثِ، بالضّمّ) أُمّ عليَ أُخت بِشْر الحافِي قُدِّس سِرُّه.
(والحَسَن بنْ مُحَمّد بن زُبْدَة) ، بالضّمّ: (مُحَدِّث) كُنيته أَبو عليّ القَيرَوانيّ، عَن عليّ بن مُنِير الخَلَّال.
(وزَبْدُ بنُ سِنَانٍ، بِالْفَتْح) فالسكون، وَقَالَ الْحَافِظ: وَمِنْهُم من ضَبطَه بالتحتية.
(و) زَبَدٌ (بِالتَّحْرِيكِ) : اسْم (أُمّ وَلَدِ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ) ، رَضِي الله عَنهُ.
(وزُبَيْدَةُ) ، مصغّراً، لَقَبُ (امرأَة الرَّشِيدِ) الخليفةِ العباسِيّ، لنَعْمَةٍ كَانَت فِي بَدَنِهَا، وَهِي (بِنْتُ جَعْفَر بنِ المَنْصُورِ) وأُمُّ الأَمِينِ محمَّدِ بن هارونَ.
وزُبَيْدةُ بنت إِسماعيلَ بنِ الحسنِ البغدادِيّة، أَجازَ لَهَا أَبو الوَقْت، تُوفِّيَتْ سنة 628 هـ.
(والزُّبَيْدِيَّةُ) ، بالضَّمِّ: (بِرْكَةُ) ماءٍ (بطرِيقِ مَكَّةَ) المَشرَّفة، (قُرْبَ) المُغيثَة. (و) الزُّبَيْدِيّة: (ة، بالجِبَال، و) أُخرَى (بوَاسِطَ. و) هِيَ أَيضاً (مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ وأُخْرَى أَسْفَلَ مِنْهَا) ، نِسْبَةُ كلَ مِنْهَا إِلى زُبَيْدَةَ الْمَذْكُورَة 2.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من الأَمثال: (قد صَرَّحَ المَحْضُ عَن الزَّبَدِ) فِي الصِّدْق يحصُل بعد الخَبَرِ المظنون.
وَيُقَال: (ارْتَجَنَت الزُّبْدةُ) إِذا اختلَطَتْ باللَّبن، فَلم تَخلُصْ مِنْهُ. يُضْرَب فِي الأَمرِ المُشْكل لَا يُهتَدَى لإِصلاحه.
وتَزَبَّدَ الإِنسانُ، إِذا غَضِبَ وظَهَر على صِمَاغَيْه زَبَدَتانِ.
وأَزْبَدَ الشَّرابُ.
وَمن الْمجَاز: زَبَّدَت المرأَةُ القُطْنَ: نَفَشَتْه وَجوَّدَتْه حتّى يَصْلُح لأَن تَغْزِلَهُ والتَّزْبِيد: التنفيش. وَكَانَ لقاؤُك زُبْدَةَ العُمُرِ.
وزَبَّدتُه ضَرْبَةً أَو رَمْيَةً؛ عجَّلتُهَا لَهُ، كَأَنّى أَطعَمْتُه بهَا زُبْدةً وفلانٌ يُزَابِدُ فُلاناً: يُقَارِضُه الكلامَ ويوازِرُه بِهِ. وأَزْبدَ (الشيءُ) اشتدَّ بَيَاضُه، وأَبيضُ مُزْبِدٌ، نَحْو يَقَقٍ، وكلُّ ذالك مَجَاز.
وزَبِيدُ، كــأَمير: قَرْيَةٌ من بِلَاد أَفريقيَّة بساحلِ المَهْدِيَّة. وزُبْدَان، كعُثْمَانَ: مَنزِلٌ بينَ بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ، والزَّبْدَانِيّ، بِفَتْح فَسُكُون: نَهْرٌ من أَنهار دِمَشْقَ.
وأَبو طالبٍ يحيَى بن سعيدِ بنِ زَبَادَةَ، كسَحابَةَ: شيخُ الإِنشاءِ، مَاتَ سنة 594 هـ. وهِبَةُ اللهِ بن محمّد بن جَرِير الزَّبَدَانِيّ، محرَّكَةً، روَى عَن ابْن مُلاعبٍ حُضوراً.
وهِبَةُ اللهِ بن محمّد بن جَرِير الزَّبَدَانِيّ، محرَّكَةً، روَى عَن ابْن مُلاعبٍ حُضوراً.
وإِبراهِيمُ بنُ عبد الله بن العَلَاءِ بن زَيْدٍ الزَّبيديّ، بِفَتْح فَسُكُون: محدِّث.
والمنسوب إِلى الزُّبْد المأْكول: الشَّمْسُ عليُّ بنُ سُلَيْمَانَ بن الزُّبْدِيّ البغداديّ، سَمعَ من عبد الصّمد بن أَبي الجَيش. وتُوفِّيَ سنة 666 هـ.
والأَنجب بن أَبي مَنصورٍ الزُّبْديّ، روَى عَن أَبي الحُسَينِ بنِ يوسفَ.
وأَمينُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ عليّ بن يُوسفَ الزُّبْديّ، رَوَى عَنهُ قُطْبُ الدِّينِ الحَلبيّ.
والزِّبْدِيَّة، بِالْكَسْرِ: صَحْفةٌ من خَزَف، وَالْجمع. الزَّبادِيُّ.
(ز ب د) : (الزُّبْدُ) مَا يُسْتَخْرَجُ مِنْ اللَّبَنِ بِالْمَخْضِ (وَزَبَدَهُ زَبْدًا) رَفَدَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَحَقِيقَتُهُ أَعْطَاهُ زُبْدًا (وَمِنْهُ) نَهَى عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ بِالْفَتْحِ أَيْ عَنْ رِفْدِهِمْ وَعَطَائِهِمْ زُبْدَتَانِ فِي (ش ج) .

الجبل

الجبل: معروف، قال بعضهم: ولا يقال جبل إلا إذا كان مستطيلا، واعتبر معانيه فاستعير واشتق منه بحسبه فقيل: فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه.
الجبَلُ:
كورة بحمص.
الجبَلُ:
هو اسم جامع لهذه الأعمال التي يقال لها الجبال، وقد تقدم ذكرها، والعامة في أيّامنا يسمونها العراق وقد نسب إليها خلق كثير، منهم: علي بن عبد الله ابن جهضم الهمذاني الجبلي، روى عن محمد بن علي الوجيهي، روى عنه أبو حازم العبدوي ونسب كذلك لأن همذان من بلاد الجبل وأبو عبدان عبد العزيز ابن صالح الجبلي البروجردي، روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن المبارك الحافظ وغيره، وروى عنه أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن البوشنجي الصوفي وأبو عبد الله بختيار بن عبد الله الحاجي وغيرهما وأحمد بن الحسن بن الفرج بن محمد بن الحسين الجبلي الهمذاني، سمع أبا الفضل عبد الواهب ابن أحمد بن بوغة الكرابيسي وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس العبدري وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وغيرهم، روى عنه أبو سعد المروزي ونسبه كذلك وجبل هراة نسبوا إليه أبا سعد محمد ابن الدّيسق الجبلي الهروي، روى عن أبي عمر المليحي صحيح البخاري وجامع أبي عيسى الترمذي، ومات في حدود سنة 520. والجبل:
موضع بالأندلس نسبوا إليه محمد بن أحمد الجبلي الأندلسي، روى عن بقي بن مخلد، ومات سنة 313 ومحمد بن الحسن الجبلي الأندلسي نحويّ شاعر، سمعه أبو عبد الله الحميدي.
جَبُّلُ:
بفتح الجيم، وتشديد الباء وضمها، ولام: بليدة بين النّعمانية وواسط في الجانب الشرقي، كانت مدينة، وأما الآن فإني رأيتها مرارا، وهي قرية كبيرة وإياها عنى البحتري بقوله:
حنانيك من هول البطائح شائرا ... على خطر، والريح هول دبورها
لئن أوحشتني جبّل وخصاصها، ... لما آنستني واسط وقصورها
وبقاضيها يضرب المثل، وكان من حديثه أن المأمون كان راكبا يوما في سفينة يريد واسطا ومعه القاضي يحيى بن أكثم فرأى رجلا على شاطئ دجلة يعدو مقابل السفينة وينادي بأعلى صوته: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضينا، نعم القاضي قاضي جبّل! فضحكك
القاضي يحيى بن أكثم، فقال له المأمون: ما يضحكك يا يحيى؟ قال: يا أمير المؤمنين هذا المنادي هو قاضي جبّل يثني على نفسه، فضحك منه وأمر له بشيء وعزله وقال: لا يجوز أن يلي المسلمين من هذا عقله وينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو عمران موسى بن إسماعيل الجبّلي رفيق يحيى بن معين، حدث عن عمر ابن أبي جعفر خثعم اليماني وحفص بن سالم وغيرهما والحكم بن سليمان الجبّلي، روى عن يحيى بن عقبة ابن أبي العيزار، روى عنه عيسى بن المسكين البلدي وأبو الخطاب محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الجبّلي الشاعر، كان من المجيدين، وكان بينه وبين أبي العلاء المعرّي مشاعرة وفيه قال أبو العلاء قصيدته:
غير مجد، في ملّتي واعتقادي، ... نوح باك ولا ترنّم شادي
ومات أبو الخطاب في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

حسر

(حسر) الطير سقط ريشه وَالطير أسقط ريشه وَالْحَيَوَان أتعبه يُقَال حسره السّير وَفُلَانًا أوقعه فِي الْحَسْرَة أَو حقره وآذاه
حسر: {حسير}: كليل. {حسرة}: ندامة. {يستحسرون}: يعيون. {محسورا}: منقطعا عن النفقة، ومنه البعير الحسير الذي حُسر عن السفر أي ذُهِب بقوته.
(ح س ر) : (حَسَرَهُ) فَانْحَسَرَ أَيْ كَشَفَهُ فَانْكَشَفَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) الْحَاسِرُ خِلَافُ الدَّارِعِ وَخِلَافُ الْمُقَنَّعِ أَيْضًا (وَحَسَرَ) الْمَاءُ نَضَبَ وَغَارَ وَحَقِيقَتُهُ انْكَشَفَ عَنْ السَّاحِلِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ الْبَحْرُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ» (وَحَسَّرَهُ) أَوْقَعَهُ فِي الْحَسْرَةِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ) سُمِّيَ وَالِدُ قَيْسِ بْنِ (الْمُحَسِّرِ) وَوَادِي (مُحَسِّرٍ) وَهُوَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعَرَفَاتٍ.
(حسر)
الشَّيْء حسورا انْكَشَفَ والغصن حسرا قشره وَيُقَال حسر الْقَوْم فلَانا سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى لم يبْق عِنْده شَيْء وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا أتعبها حَتَّى هزلت وَالشَّيْء عَن الشَّيْء أزاله عَنهُ فانكشف يُقَال حسر كمه عَن ذراعه وحسرت الْجَارِيَة خمارها عَن وَجههَا

(حسر) فلَان حسرا أَسف وعَلى الشَّيْء تلهف فَهُوَ حسران وَهِي حسرى

(حسر) الْبَعِير وَالْبَصَر حسارة كل فَهُوَ حسير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسير}
حسر
الحَسْرُ: كَشْطُكَ الشَّيْءَ عن الشَّيْءِ. وحَسَرَ عن ذِرَاعَيْه. وإِنَّها لَحَسَنَةُ المَحَاسِرِ: أي الخَلْقِ. ورَجُلٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ: أي الطَّبِيْعَةِ. وأرْضٌ عارِيَةُ المَحَاسِرِ: لا تُنْبِتُ شَيْئاً. والحَسَرُ والحُسُوْرُ: الإِعْيَاءُ، حَسَرَتِ الدّابَّةُ، وهي حَسِيْرٌ مَحْسُوْرٌ، والجَمِيْعُ: الحَسْرى. ورَجُلٌ مُحَسَّرٌ: مُؤْذىً. والحَسْرَةُ: النَّدَمُ، حَسِرَ يَح
ْسَرُ حَسْرَةً وحَسَراً، وحُسِرَ فهو مَحْسُوْرٌ. وحَسَرَ البَحْرُ: نَضَبَ الماءُ عن السّاحِلِ. والطَّيْرُ يَنْحَسِرُ من الرِّيْشِ العَتيقِ. ورَجُلٌ حاسِرٌ: خِلافُ الدّارِعِ، وجَمْعُه: حُسَّرٌ وحُسَّرُوْنَ. والحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ يُسَلِّحُ الإِبِلَ.؟

حسر


حَسَرَ(n. ac.
حَسْر
حُسُوْر)
a. Uncovered, bared, stripped.
b. Was fatigued, weary, jaded, exhausted.

حَسِرَ(n. ac. حَسَر)
a. see supra
(b)
&
see V (a)
حَسَّرَa. Vexed, ill-treated, grieved.
b. Moulted (bird).
أَحْسَرَa. Exhausted, overdrove (cattle).

تَحَسَّرَ
a. ['Ala], Sighed, grieved for, over.
b. see VII
إِنْحَسَرَa. Was uncovered, bared, stripped.

إِسْتَحْسَرَa. see I (b)
حَسْرَةa. Sigh, moan; grief, pain, anguish.

حَسِرa. see 25
مَحْسِر
(pl.
مَحَاْسِرُ)
a. Face: any exposed part of the body.

مِحْسَرَةa. Broom.

حَاْسِر
(pl.
حُسَّر
حَوَاْسِرُ)
a. Uncovered, exposed; unarmed.

حَسِيْر
(pl.
حَسْرَى)
a. Fatigued, weary, jaded.
b. Grieving, sighing; sad, sorrowful.

حَسْرَاْنُa. see 25 (b)
N. Ac.
حَسَّرَ
(pl.
تَحَاْسِيْر)
a. Misfortune.

يَا حَسْرَتِي
a. Alas! Woe is me!
ح س ر : حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ حَسْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ كَشَفَ وَفِي الْمُطَاوَعَةِ فَانْحَسَرَ وَحَسَرَتْ الْمَرْأَةُ ذِرَاعَهَا وَخِمَارَهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَشَفَتْهُ فَهِيَ حَاسِرٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَانْحَسَرَ الظَّلَامُ وَحَسَرَ الْبَصَرُ حُسُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ كَلَّ لِطُولِ مَدًى وَنَحْوِهِ فَهُوَ حَسِيرٌ وَحَسَرَ الْمَاءُ نَضَبَ عَنْ مَوْضِعِهِ وَحَسِرْتُ عَلَى الشَّيْءِ حَسَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ.

وَالْحَسْرَةُ: اسْمٌ مِنْهُ وَهِيَ التَّلَهُّفُ وَالتَّأَسُّفُ وَحَسَّرْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ أَوْقَعْتُهُ فِي الْحَسْرَةِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّيَ وَادِي مُحَسِّرٍ وَهُوَ بَيْنَ مِنَى وَمُزْدَلِفَةَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيلَ أَبْرَهَةَ كَلَّ فِيهِ وَأَعْيَا فَحَسَّرَ أَصْحَابَهُ بِفِعْلِهِ وَأَوْقَعَهُمْ فِي الْحَسَرَاتِ. 
ح س ر: (حَسَرَ) كُمَّهُ عَنْ ذِرَاعِهِ كَشَفَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (الِانْحِسَارُ) الِانْكِشَافُ. وَ (حَسَرَ) الْبَعِيرُ أَعْيَا وَ (حَسَرَهُ) غَيْرُهُ وَ (اسْتَحْسَرَ) أَيْضًا أَعْيَا. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] وَقَوْلُهُ: {وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: 19] وَ (حَسَرَ) بَصَرُهُ كَلَّ وَانْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدًى وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَهُوَ (حَسِيرٌ) وَ (مَحْسُورٌ) أَيْضًا وَبَابُهُ جَلَسَ. وَ (الْحَسْرَةُ) أَشَدُّ التَّلَهُّفِ عَلَى الشَّيْءِ الْفَائِتِ، تَقُولُ حَسِرَ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (حَسْرَةً) أَيْضًا فَهُوَ (حَسِيرٌ) وَ (حَسَّرَهُ) غَيْرُهُ تَحْسِيرًا. وَ (التَّحَسُّرُ) أَيْضًا التَّلَهُّفُ وَرَجُلٌ (مُحَسَّرٌ) بِوَزْنِ مُكَسَّرٍ أَيْ مُؤْذًى. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَصْحَابُهُ مُحَسَّرُونَ» أَيْ مُحَقَّرُونَ. وَبَطْنُ (مُحَسِّرٍ) بِكَسْرِ السِّينِ وَتَشْدِيدِهَا مَوْضِعٌ بِمِنًى. 
[حسر] حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أًحْسِرُهُ حَسْراً: كشفت. والحاسِرُ: الذي لا مِغْفَرَ له ولا دِرع. والانْحِسارُ: الانكشاف. والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ. وحسَرَ البعيرُ يَحْسِرُ حُسوراً: أعيا واسْتَحْسَرَ وتَحَسَّرَ مثلُه. وحَسَرْتُهُ أنا حَسْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وأَحْسَرْتُهُ أيضاً، فهو حسير، والجمع حسرى، مثل قتيل وقتلى. وحسر بصرُه يَحْسِرُ حُسوراً، أي كَلَّ وانقطع نظَره من طولٍ مَدىً وما أشبهَ ذلك، فهو حَسيرٌ ومحسور أيضا. قال قيس بن خويلد الهذلى يصف ناقة: إن الحسير بها داء مخامرها * فشطرها نظر العينين محسور - نصب شطرها على الظرف، أي نحوها. وفلان كريم المحسر، أي كريم المخبر. والحَسْرَةُ: أشدُّ التلهف على الشئ الفائت. تقول منه: حسر على الشئ بالكسر يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً، فهو حَسيرٌ. وحَسَّرْتُ غيري تَحْسيراً. وحَسَّرَتِ الطيرُ تَحْسيراً: سقَط ريشُها. والتَحَسُّرُ: التلهُّف. وتَحَسَّرَ وبرُ البعير، أي سقَط. ورجل مُحَسَّرٌ، أي مؤْذىً. وفي الحديث: " أصحابُه مُحَسَّرونَ "، أي محقّرون. وبطن محسر، بكسر السين: موضع بمنى.
ح س ر

حسر عن ذراعيه كشف، وحسر عمامته عن رأسه، وحسر كمّه عن ذراعه، وحسرت المرأة درعها عن جسدها، وكذلك كل شيء كشف فقد حسر. وامرأة حسنة المحاسر. وانحسر عنه الظلام وتحسر. وتحسر الوبر عن الإبل، والريش عن الطير، وحسرت الطير: أسقطت ريشها. ورجل حاسر: مكشوف الرأس. وحسرت على كذا، وتحسرت عليه، ويا حسرتا عليه، وحسرني فلان. وحسرت الدابة فهي حسير، ودواب حسرى، وحسرت الدابة بنفسها حسوراً، وحسرت بالكسر.

ومن المجاز: فلان كريم المحسر أي المخبر. وحسر البصر من طول النظر فهو محسور وحسير، وحسر النظر بصري، وحسر البصر بالكسر فهو حسير، نحو علم فهو عليم، وهو من باب فعلته ففعل. وأرض عارية المحاسر: لا نبات فيها.

قال الراعي:

وعارية المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها غريناً

وأنشد الكسائي:

خوت النجوم فأرضنا مجرودة ... غبراء ليس لنا بها متعلق

صرماء عارية المحاسر لم تدع ... في النيب نقياً باقياً يتعرق

وحسرت الريح السحاب. وحسر الماء: نضب. وحسر قناع الهم عنّى.
حسر
الحسر: كشف الملبس عمّا عليه، يقال:
حسرت عن الذراع، والحاسر: من لا درع عليه ولا مغفر، والمِحْسَرَة: المكنسة، وفلان كريم المَحْسَر، كناية عن المختبر، وناقة حَسِير:
انحسر عنها اللحم والقوّة، ونوق حَسْرَى، والحاسر: المُعْيَا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أمّا الحاسر فتصوّرا أنّه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصوّرا أنّ التعب قد حسره، وقوله عزّ وجل: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ
[الملك/ 4] ، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء/ 29] . والحَسْرةُ: الغمّ على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى:
لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران/ 156] ، وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ [الحاقة/ 50] ، وقال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر/ 56] ، وقال تعالى: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ [البقرة/ 167] ، وقوله تعالى: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ [يس/ 30] ، وقوله تعالى: في وصف الملائكة: لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ [الأنبياء/ 19] ، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون) .
(حسر) - في الحَديثِ: "لا تَقُوم السّاعةُ حتَّى يَحسُر الفُراتُ عن جَبَل من ذَهَب".
: أي يُكْشَف، وحَسَر الماءُ: نَضَب عن السَّاحِل، وحَسَر عن ذِراعَيه إذا أخرجَهما من كُمَّيْه.
- ومنه حَدِيثُ يَحْيَى بنِ عَبَّاد: "ما مِنْ لَيلَةٍ إلَّا مَلَكٌ يَحسُر عن دَوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ" .
: أي يَكْشِفُ.
- ومنه: "سُئِلَت عائِشةُ، رضي الله عنها، عن امرأَةٍ طَلَّقَها زَوجُها، فتزَوَّجها رَجلٌ فَتحَسَّرت بين يَدَيْه، ثم فَارقَها".
: أي قَعَدت بَيْن يَدَيه حَاسِرةً لا قِناعَ عليها. يقال: فلان حَسَن الحَسْرَة والحَسَر والمَحْسِرَ والمُحَسَّر، والمحَاسِر: أي المَوضِع الذي يكشف عنها الثَّوبُ من البَدنَ. وتَحسَّرت الجَارِيةُ: استَوتْ واعْتدَل جِسمُها.
- في حَديثِ عَليٍّ، رضي الله عنه: "ابنُوا المسَاجِدَ حُسَّرًا ومُعَصَّبِين فإن ذَلِك سِيمَاءُ المُسلِمِين".
وفي رِوايةِ أَنسِ: "ابنُوا المَساجِدَ جُمًّا" .
وفَسَّره : بأَنْ لَيسَ لها شُرَفٌ. ولعل الحُسَّرَ بمَعْناه، لأن الحاسِرَ الذي لا دِرعَ ولا مِغْفَر معه في القِتال.
في الحَدِيث: "أَنَّه وَضَع في وادى مُحَسِّر"
وهو وَادٍ بين عَرَفات ومِنًى، لَعَلَّه سُمِّي به، لأنه يُحَسِّر سَالِكِيه ويُؤْذِيهم ويُتْعِبُهم.
وحَسرتُ النَّاقةَ: أَتعَبْتُها فحَسَرتْ
وقيل: سُمِّي الِإتعابُ به، لأنه يَتحسَّر بالَّلحْم: أي يَذهَب به.
يقال: تَحَسَّر لحَمُه من الحَرَى،: أي ذَهَب. 
حسر: حسَّر (بالتشديد) يقال: حسره وحسَّر عليه ذكرها فوك في مادة ( Contritio) وربما كان معناها: جعله يحس بالحسرة والندم على ما قدم من ذنوب.
وفي ألف ليلة (1: 590): حسَّرك الله على شبابك. ويظهر أن معناها: جعلك الله تندم على أنك ولدت.
تحسَّر: تأوة، تنهد (ألف ليلة 1: 96).
وتحسَّر: تلَّهف، وحزن، انتحب، ووَلْوَلَ. (همبرت ص33) ويقال: تحسَّر على نفسه، (ألف ليلة 4: 326).
وحسِّر: ندم (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 245).
وتحسَّر على (بوشر) يقال مثلاً: تحسَّر فلان على خطاياه، وكذلك تحسَّر لخطاياه (فوك).
وتحسّر على: ندم وحزن وتلَّهف لفقد شيء، أو لما فاته (بوشر). وفي فتوح الشام المنسوب إلى الواقدي (ص36): يقرض أسنانه كالمتحَّسر على ما فاته منهم.
وتحسَّر على: تلهّف على شيء لم يحصل عليه (بوشر، كوسج مختارات ص64).
انحسر: ارتد، وانكشف. ويقال: انحسر الماء: ارتد عن الساحل حتى بدت الأرض وعاد النهر إلى مجراه بعد الفيضان (بوشر، ابن العوام 1: 54، دي ساسي طرائف 1: 228، 231).
واستعمال انحسر بهذا المعنى يأباه اللغويون ويرضاه بعضهم (انظر معجم البلاذري).
وانحسر الشتاء: مضى التاء (معجم البلاذري).
وانحسر من فلان: اغتاظ منه وسخط عليه (بوشر).
حَسَر: كَسْر. ويستعمل مجازا بمعنى الحسرة والندم وانسحاق القلب (بوشر).
حَسْرَة: ندم، انسحاق القلب (بوشر) والتوبة من الذنب (فوك).
وبحسرو: رغماً، قسراً، كرهاً (بوشر).
وفلان بحسرة شيء: أي فلان يتلهَّف للحصول على شيء (ألف ليلة 3: 315، 4: 326).
حَسِير. قولهم: أرَجٌ حسِير الذي ذكره الثعالبي في اللطائف (ص109) يظهر أن معناه رائحة عذبة طيبة.
وحسير: كليل (المعجم اللاتيني العربي). وحَسْراء حَسْناء: كثير الأرجل (المستعيني انظر بسبايج) ويظهر أن حسراء تصحيف حسرى.
حاسر. يقال: حاسر من مفاضته أي من غير درع (عباد 1: 57).
تحاسير: (انظر فريتاج): المصائب والبلايا. وقد وجد شلتنز هذه الكلمة في حماسة البحتري (المخطوطة ص39) حيث فسَّرها الشارح في الهامش ب (الدَواهي).
مَحْسُور من فلان: مغتاظ منه وحانق عليه ويقال: أنا محسور أي إن ذلك أحزنني وغمَّني (بوشر).
[حسر]: فلا تقوم الساعة حتى "تحسر" الفرات عن جبل من ذهب، أي تكشف، من حسرت العمامة عن رأسي. والثوب عن بدني، أي كشفتهما. ك: "يحسر" بكسر سين وفتحها. زر: بكسرها أي ينكشف عن الكنز لذهاب مائه، فلا تأخذ منه شيئاً لأنه مستعقب للبليات، وهو آية من آيات الله. مف: لما في مسلم يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة إلا واحد. ن: "يحسرط كيضرب أي ينكشف، وكذا يحسر ذراعيه أي يكشف. ط: وهو متعد إلى مفعولين أي يكشف نفسه عن كنز، ولعله مال مغضوب عليه كمال قارون فيحرم الانتفاع به. ومنه ح: "فحسر" ثوبه من المطر، وقد مر في حديث عهد. ن: أي كشف بعض بدنه لإصابة المطر. وفيه: فلما "حسر" عنها قرأ سورتين وصلى، يشعر أنه صلى بعد الانجلاء، ولكنه من تغيير الراوي. ط: حتى "حسر" عنها، أي دخل في الصلاة ووقف في القيام وطول التسبيح حتى ذهب الخسوف، ثم قرأ القرآن وركع، وأمر بالعتاقة أي فك الرقاب، وكذا سائر الخيرات مأمور في الخوف لأن الخيرات تدفع العذاب. نه ومنه ح: "فحسر" عن ذراعيه، أي أخرجهما من كميه. وح: "فتحسرت" بين يديه أي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه. وح: ما من ليلة إلا ملك "يحسر" عن دواب الغزاة الكلال، أي يكشف، ويروى: يحس، ويجيء. وح على: ابنوا المساجد "حسرا" فإن ذلك سيماء المسلمين، أي مكشوفة الجدر لا شرف لها مثل: ابنوا المساجد جماً، وقد مر، والحسر جمع حاسر وهو من لا درع عليه ولا مغفر. در: قلت إنما الحديث: ائتوا المساجد حسراً ومقنعين، أي مغطاة رؤسكم بالقناع ومكشوفة منه. نه ومنه: كان أبو عبيدة يوم الفتح على "الحسر". وكسرت الغصن و"حسرته" أي قشرته. در: وروى بشين معجمة أي دققته وألطفته. نه وفيه: ادعوا الله تعالى ولا "تستحسروا" أي لا تملوا، استفعال من حسر إذا أعيي وتعب، يحسر حسوراً فهو حسير. ومنه ح: ولا "يحسر" صابحها، أي لا يتعب ساقيها. وح: "الحسير" لا يعقر، أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يسيبها، ويكون لازماً ومتعدياً. ومنه: "حسر" أخي فرساً له بعين التمر، ويقال فيه: أحسر، وفيه يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب أصحابه "محسرون" أي محقرون أي مؤذون محمولون على الحسرة أو مطرودون متعبون، من حسر الدابة إذا أتعبها. ك: وبطن "محسر" بكسر سين مشددة وصم ميم، لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيي. ن: فلم أر يستجيب لي "فيستحسر" أي يمل. ج: الاستحسار الاستناكف عن السؤال، من حسر الطرف إذا كل وضعف نظره أي إذا تأخر إجابة الداعي تضجر ومل وترك الدعاء واستنكف. ن وفيه: "حسرته" بخفة سين أي حددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطع الأعضاء به. ومنه: حتى "يحسر" الغضب عن وجهه، أي زال. و"حسر" ليس عليهم سلاح، الجملة كاشفة لحسر، وهو بضم مهملة وتشديد سين. ك: "حسر" الإزار عن فخذه، بمهملات مفتوحة، وضبطه الزركشي بضم أوله لرواية مسلم فانحسر، ولأن اللائق بحاله أن لا ينسب إليه كشفه قصداً، ولعل أنساً لما رأى فخذه مكشوفة نسبه إليه مجازاً. "ويا حسرة على العباد" هي حسرتهم في الآخرة أو استهزاؤهم بالرسل في الدنيا. ش: "انحسرت" الأفهام أي أعيت. غ: "ملوماً محسوراً" منقطعاً عن النفقة والتصرف كالبعير الحسير أي ذهبت قوته. "وهو حسير" كليل. و"لا يستحسرون" لا ينقطعون عن العبادة.
الْحَاء وَالسِّين وَالرَّاء

حَسَرَ الشَّيْء عَن الشَّيْء يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُسُوراً، فانحَسَرَ: كشطه وَقد يَجِيء حَسَرَ فِي الشّعْر على المطاوعة.

والحاسِرُ خلاف الدارع، قَالَ الْأَعْشَى:

فِي فَيْلَقٍ جأواءَ مَلْمُومَةٍ ... تقذِفُ بالدارِعِ والحاسِرِ

ويروى: تعصف. وَالْجمع حُسّرٌ. وَجمع بعض الشُّعَرَاء حُسَّراً على حُسّرِين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

بشَهْباءَ تَنْفِى الحُسّرينَ كَأَنَّهَا ... إِذا مَا بدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْس طالعُ

وَامْرَأَة حاسِرٌ: حَسَرَتْ عَنْهَا درعها. وكل مكشوفة الرَّأْس والذراعين حاسِرٌ. وَالْجمع حُسّرَ وحَوَاسِر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وقامَ بَناتي بالنِّعالِ حَوَاسِراً ... فألصَقْنَ وقْعَ السِّبْتِ تحتَ القلائدِ

والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسورُ، الإعياء والتعب. حَسَرَت الدَّابَّة والناقة حَسْراً واستحْسَرَتْ، أعيت وكَلَّتْ. وحَسَرَها السّير يَحْسِرُها ويحسُرُها حَسْراً وحُسوراً، وأحسَرَها وحسّرها. قَالَ:

إِلَّا كمُعرِضِ المحسِّرِ بِكْرُه ... عَمْدا يسيِّبُني على الظُّلْمِ أَرَادَ: إِلَّا معرضًا، فَزَاد الْكَاف. ودابة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ وحسِيرٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى سَوَاء، وَالْجمع حَسْرَى. وأحْسَرَ الْقَوْم، نزل بهم الحسَرُ. وحَسَرَت الْعَن، كلت. وحَسَرَها بعد مَا حدقت إِلَيْهِ أَو خفاؤها يحسُرُها، أكلهَا. قَالَ رؤبة:

يحْسُرُ طَرْفَ عَيِنِه فَضَاوُهُ

وبصر حَسيرٌ، كليل، وَفِي التَّنْزِيل: (ينْقَلِبْ إليكَ البصرُ خاسِئا وَهُوَ حَسيرٌ) .

والحَسْرَةُ: أَن يركب الْإِنْسَان من شدَّة النَّدَم مَا لَا نِهَايَة بعده.

وحَسِرَ على أَمر فَاتَهُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَرَانا، فَهُوَ حَسِرٌ وحَسْرانُ.

وحَسَرَ الْبَحْر عَن الْقَرار والساحل يَحْسُرُ: نضب، قَالَ:

حَتَّى يُقالَ: حاسِرٌ، وَمَا حَسَرَ

وانحسرت الطير، خرج من الريش الْعَتِيق إِلَى الحَدِيث. وحَسَرُها، إبان ذَلِك.

وتحَسّرَت النَّاقة، صَار لَحمهَا فِي موَاضعه قَالَ لبيد:

فَإِذا تغالى لحْمُها وتَحسّرتْ ... وتقطّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها

وَرجل مُحَسَّرٌ: مؤذي محتقر. وَفِي الحَدِيث: يخرج فِي آخر الزَّمَان رجل يُسمى أَمِير العصب، وَقَالَ بَعضهم: يُسمى أَمِير الْغَضَب، أَصْحَابه مُحَسّرُونَ محقرون مقصون عَن أَبْوَاب السُّلْطَان ومجالس الْمُلُوك، يأتونه من كل أَوب كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الخريف، يورثهم الله مشاق الأَرْض مغاربها.

والمِحْسَرَةُ: المكنسة.

وحَسرُوه يحْسِرُونه حَسْراً وحُسْراً، سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى لم يبْق عِنْده شَيْء.

والحَسارُ: نَبَات ينْبت فِي القيعان وَالْجَلد، وَله سنيبل وَهُوَ من دق المرتع، وَقفه خير من رطبه، وَهُوَ يسْتَقلّ عَن الأَرْض شَيْئا قَلِيلا يشبه الزباد إِلَّا انه أضخم مِنْهُ وَرقا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَسارُ، عشبة خضراء تسطح على الأَرْض وتأكلها الْمَاشِيَة أكلا شَدِيدا، قَالَ الشَّاعِر ينعَت حمارا وأتنه: يأكُلْنَ من بُهْمَي وَمن حَسَارِ ... ونَفَلٍ لَيْسَ بِذِي آثارِ

يَقُول: هَذَا الْمَكَان قفر لَيْسَ بِهِ آثَار من النَّاس وَلَا الْمَوَاشِي. قَالَ: وَأَخْبرنِي بعض أَعْرَاب كلب أَن الحَسارَ شَبيه بالحرف فِي نَبَاته وطعمه، ينْبت حِبَالًا على الأَرْض، قَالَ: وَزعم بعض الروَاة انه شَبيه بنبات الجزر.
حسر
حسَرَ يَحسُر، حُسورًا، فهو حاسر، والمفعول مَحْسور (للمتعدِّي)
• حسَر الشَّيءُ: انكشفَ وظهر "حسر رأسُه".
• حسَر الماءُ: نضب عن موضعه وغار.
• حسَر القومُ فلانًا: سألوه فأعطاهم حتى لم يبق عنده شيء " {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} ".
• حسَر الشَّيءَ عن الشَّيءِ: أزاله عنه فانكشف "حسَر كُمَّه عن ذراعه: رفعه- حسَرت الجاريةُ خِمَارها عن وجهها" ° حسرتُ حقيقةَ الأمر- حسَر قِناعَ الهمِّ عنِّي. 

حسُرَ يَحسُر، حَسارةً، فهو حَسير
 • حسُر البصرُ: كلَّ وضعف وأعيا " {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} ". 

حسِرَ/ حسِرَ على يَحسَر، حَسَرًا وحَسْرَةً، فهو حَسْرانُ/ حَسْرانٌ، والمفعول مَحْسور عليه
• حسِر الشَّخصُ: حزِن وأسف.
• حسِر على الشَّيءِ: تلهَّف، أسِف وحزِن عليه "حسِر على شبابه وعلى العمر الضَّائع- *أورثتنا حُزْنًا عليك وحَسْرَة*- {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} ". 

استحسرَ يستحسر، استحسارًا، فهو مُستحسِر
• استحسر الرَّجلُ: كَلَّ وتعِب " {وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} ". 

انحسرَ/ انحسرَ عن ينحسر، انْحِسارًا، فهو مُنْحَسِر، والمفعول مُنْحَسَر عنه
• انحسر الشَّيءُ:
1 - مُطاوع حسَرَ: انكشف، زال وتقلَّص "انحسر الثلجُ- انحسرت موجةُ الحَرِّ- انحسر ظِلُّه: زال- انحسر عنه الظَّلامُ- جبين منحسِر: مكشوف".
2 - ارتدّ وتراجَع "أدّى انحسارُ المفهوم الإسلاميّ للحكم إلى ظهور نزعات إقليميّة ضيّقة".
• انحسر الماءُ عن السَّاحل: ارتدّ حتَّى بدتِ الأرضُ "انحسروا عن القاعة كما ينحسر البحرُ عن جَزْر شديد". 

تحسَّرَ على يتحسَّر، تَحَسُّرًا، فهو مُتَحَسِّر، والمفعول مُتَحَسَّر عليه
• تحسَّر على خطاياه: مُطاوع حسَّرَ: حزِن عليها وندم "تحسَّر أسفًا/ ندمًا- تحسَّر على شبابه بعد ما أتاه المشيب- ما وقع قد وقع، ولا يفيد اجترار الماضي والتّحسُّر عليه". 

حسَّرَ يحسِّر، تَحْسِيرًا، فهو مُحَسِّر، والمفعول مُحَسَّر
• حسَّر فلانًا: أوقعه في الحَسْرة أو حمله عليها "ذكَّره بما أضاع من فرص فحسَّره عليها". 

انْحِسار [مفرد]: ج انحسارات (لغير المصدر):
1 - مصدر انحسرَ/ انحسرَ عن.
2 - (جغ) تراجعٌ تدريجيّ للبحر الضَّحل ينتج إمّا عن بروز اليابسة، أو عن هبوط قعر البحر. 

حاسِر [مفرد]: ج حاسرون (للمذكّر) وحُسَّر وحواسِرُ، مؤ حاسِر، ج مؤ حاسرات وحُسَّر وحواسِرُ: اسم فاعل من حسَرَ.
• الحاسر من الرِّجال: من لا غِطاءَ على رأسه، مكشوف الرَّأس "محارب حاسر: لا درع ولا خوذة على رأسه".
• الحاسر من النِّساء:
1 - مكشوفة الرَّأس والذِّراعين.
2 - من ألقت عنها ثيابَها ° ثَوْبٌ حاسِر: ثوب نسائيّ يرتفع إلى ما فوق الرُّكبة- حاسِرُ البصر: قصير النَّظَر، قليل البصر. 

حَسار [مفرد]: (نت) عُشْبة خضراء مُعَمَّرة تنسطّح على الأرض، وهي من الفصيلة الصَّليبيّة، تَنْبت في المناطق الرَّمليّة، أوراقها مفصَّصة تفصيصًا ريشيًّا، تُولع بأكلها الماشيةُ "رَعَتِ الماشيةُ الحَسارَ". 

حَسارة [مفرد]: مصدر حسُرَ. 

حَسَر [مفرد]:
1 - مصدر حسِرَ/ حسِرَ على.
2 - (طب) ضعف أو إرهاق يصيب البصرَ، لا يسمح برؤية الأشياء إلاّ إذا اقتربَتْ من العين، يصاحبه صداع "أصابه حَسَر من كثرة القراءة". 

حَسْرانُ/ حَسْرانٌ [مفرد]: ج حَسارى/ حسرانون، مؤ حَسْرَى/ حَسْرانة، ج مؤ حَسارى/ حَسْرانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسِرَ/ حسِرَ على. 

حَسْرَة [مفرد]: ج حَسَرات (لغير المصدر) وحَسْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر حسِرَ/ حسِرَ على.
2 - شدَّة التَّلهُّف والحزن على شيء فات " {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} " ° ذاب أسًى وحَسْرَة- واحسرتا/ يا حسرتا/ واحسرتاه/ يا للحسرة: عبارة تقال تعبيرًا عن الحزن لمُصابٍ وقع- يا حسرتي: أسلوب تحسّر وندم- يذوب قلبُه حسرات.
• يوم الحَسْرة: يوم القيامة " {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} ". 

حُسُور [مفرد]: مصدر حسَرَ.
• حُسُور البصر: قِصَرُه. 

حَسير [مفرد]: ج حَسْرَى، مؤ حَسِير، ج مؤ حَسْرَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُرَ: كليل مُجهَد وضعيف من طول نظر أو نحوِه ° عيون حسرى.
2 - شديد النّدامة على أمر فاته. 
باب الحاء والسين والراء معهما ح س ر، س ح ر، س ر ح، ر س ح مستعملات

حسر: الحَسْر: كَشْطُكَ الشَيْءَ عن الشيءِ. (يقال) : حَسَرَ عن ذراعَيْه، وحَسَرَ البيضةَ عن رأسه، (وحَسَرَت الريحُ السَحابَ حَسْراً) . وانحسَرَ الشيءُ إذا طاوَعَ. ويجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انحَسَرَ. والحَسْر والحُسُور: الإِعياء، (تقول) : حَسَرَتِ الدابّة وحَسَرَها بُعْدُ السير فهي حسير ومحسورة وهُنَّ حَسْرَى، قال الأعشى:

فالخَيْلُ شُعْثٌ ما تزال جيِادُها ... حَسْرَى تُغادرُ بالطريق سِخالَها

وحَسِرَتِ العَيْن أيْ: كَلَّتْ، وحَسَرَها بُعْدُ الشيء الذي حَدَّقَتْ نحوه ، قال:

يَحْسُرُ طرف عينه فضاؤه وحَسِرَ حَسْرةً وحسراً أي نَدِمَ على أمْرِ فاته، قال مرار بن منقذ:

ما أنا اليومَ على شَيْءٍ خَلا ... يا ابنَهَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحسِرْ

أي بنادم. ويقال: حَسِرَ البحرُ عن القرار وعن السَّاحل اذا نضب عنه الماء ولا يُقال: انحسَرَ. وانحَسَرَ الطيْرُ: خَرَجَ من الريش العتيق إلى الحديث، وحَسَّرَها إبّان التحسير: ثَقَّله لأنّه فُعِلَ في مُهلةٍ وشَيء بعد شيء. والجارية تَنْحسِر إذا صار لحمُها في مَواضعه. ورجل حاسر: خلاف الدارع، قال الأعشى:

وفَيْلَقٍ شهباءَ مَلمومةٍ ... تقذِفُ بالدارع والحاسر

وامرأةٌ حاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها درعَها. والحَسار: ضرب من النبات يُسلِحّ الإبلِ. ورجل مُحَسَّر أيْ مُحَقَّر مؤذىً. ويقال: يخرج في آخر الزمان رجلٌ أصحابُه مُحَسَّرون أي مُقْصَونَ عن أبواب السُلطان ومجالس الملوك يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهمالله مشارق الأرض ومغاربها.

سحر: السِّحْر: كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة . والسِّحْر: الُأْخَذُة التي تأخُذُ العين. والسِّحْر: البَيان في الفطنة. والسَحْرُ: فعل السِحْرِ. والسَّحّارة: شيءٌ يلعَبُ به الصبيان إذا مُدَّ خَرَجَ على لونٍ، وإذا مُدَّ من جانبٍ آخَرَ خرج على لون آخر مخالف (للأوّل) ، وما أَشْبَهَها فهو سَحّارة. والسَّحْر: الغَذْوُ، كقول امرىء القيس:

ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشَرابِ

وقال لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ:

فإن تسألينا: فيم نحن فإنّنا ... عصافير من هذا الأنام المُسَحَّرِ

وقول الله- عزَّ وجلَّ-: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*

، أيْ من المخلوقين. وفي تمييز العربية: هو المخلوق الذي يُطعَم ويُسقَى. والسَّحَرُ: آخِرُ الليل وتقول: لقيته سَحَراً وسَحَرَ، بلا تنوين، تجعله اسماً مقصوداً إليه، ولقِيتُه بالسَّحَر الأعلى، ولقيتُه سُحْرةَ وسُحْرةً بالتنوين، ولقيتُه بأعلى سَحَريْن، ويقال: بأعلى السَّحَرَيْن، وقول العجاج: غدا بأعلى سحر و [أجرسا]

هو خَطَأ، كان ينبغي أن يقول: بأعلَى سَحَرَيْنِ لأنَّه أوّلُ تنفُّس الصبح ثمّ الصبح، كما قال الراجز:

مَرَّتْ بأعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ

أي تُسرع، وتقول: سَحَريَّ هذه الليلة، ويقال: سَحَريَّةَ هذه الليلة، قال:

في ليلةٍ لا نَحْسَ في ... سَحَريِّها وعِشائِها

وتقول: أسْحَرْنا كما تقول: أصْبَحْنا. وتَسَحَّرْنا: أكَلْنا سَحوراً على فَعولُ وُضِعَ اسماً لِما يُؤكَل في ذلك الوقت. والإسحارَّة: بَقْلة يَسْمَنُ عليها المالُ. والسَّحْر والسُّحْر: الرئة في البطن بما اشتَمَلتْ، وما تَعَلَّق بالحُلقوم، وإذا نَزَتْ بالرجل البِطْنة يقال: انتفخ سَحْرُه إذا عَدا طَوْرَه وجاوَزَ قَدْرَه، وأكثرُ ما يقال للجبان إذا جَبُنَ عن أمرٍ . والسَّحْرُ: أعلى الصَدر،

ومنه حديث عائشة: تُوّفيَ رسول الله صلى الله عليه و [على] آله وسلم- بينَ سَحْري ونحري [ . حرس: الحَرْس: وقت من الدهر دون الحُقْبِ، قال:

َأْتَقَنه الكاتبُ واختارَهُ ... من سائر الأمثال في حَرْسِهِ

والحَرَسُ هم الحُرّاس والأحراس، (والفعل) حَرَسَ يَحرُسُ، ويحترس أي: يحتَرِزُ: فعل لازم. والأحرَسُ هو الأصَمُّ من البُنيان.

وفي الحديث: أنّ الحريسةَ السرقة .

وحريسةُ الجَبَل: ما يُسرَق من الراعي في الجبال وأدرَكَها الليل قبل أن يُؤويها المَأْوَى.

سرح: سَرَّحنا الإبِل، وسَرَحَتِ الإبِلُ سَرْحاً. والمَسْرَح: مَرْعَى السَّرْح، والسَّرْح من المال: ما يغُدَى به ويُراح، والجميع: سروح، والسارح اسم للراعي، ويكون اسماً للقوم الذين هم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهم الجميع، قال:

سَواءٌ فلا جَدْبٌ فيُعرَفُ جَدْبُها ... ولا سارحٌ فيها على الرَعْي يَشبَعُ

والسَّرْحُ: شَجَرٌ له حَمْلٌ وهي [الآءُ] ، والواحدة سرحة. والسرح: انفجار البول بعد احتباسه. ورجل مُنْسَرِح الثياب أيْ: قليلها خفيف فيها، قال رؤبة:

مُنسَرِحاً إلاّ ذغاليبَ الخِرَقْ

والسَّريحةُ: كل قطعة من خِرْقة مُتَمزِّقة، أو دم سائل مستطيل يابس وما يُشبِهُها، والجميع السَّرائح، قال:

بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ

يريد به ضَرْباً من القطران. والسَّريحُ: سَيْرٌ تُشَدُّ به الخَدَمة فوق الرُّسْغ، قال حميد:

.............. ودَعْدَعَتْ ... بأَقْتادِها إلا سَريحاً مُخدَّما

وقولهم: لا يكون هذا في سريح، أيْ في عجلة. وإذا ضاق شَيْء فَفرَّجْتَ عنه، قلتَ: سَرَّحْتُ عنه تَسريحاً فانسرَحَ وهو كتسريحِكَ الشَّعرَ إذا خلَّصت بعضَه عن بعضٍ، قال العجاج:

وسَرَّحَتْ عنه إذا تَحَوَّبا ... رواجِبَ الجَوْفِ الصَّحيلَ الصُّلَّبا

والتَسريح: إرسالُك رسولاً في حاجةٍ سَراحاً. وناقةٌ سُرُحٌ: مُنسَرِحة في سيرها، أي سريعة. والسِّرْحان: الذئب ويجمع على السَّراح، النون زائدة . والمُنسَرح: ضَرب من الشِعر على [مستفعلن مفعولات مستفعلن] [مرّتين] .

رسح: يقال منه امرأةٌ رَسْحاء [أيْ] لا عَجيزَة لها. قد رَسَحَتْ رَسْحاً. وقد يوصف به الذئب

حسر

1 حَسَرَهُ, aor. ـُ (S, Msb, K) and حَسِرَ, (Mgh, Msb, K,) inf. n. حَسْرٌ (S, Msb, K) and حُسُورٌ, (TA,) He removed it, put it off, took it off, or stripped if off, (Mgh, K, TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing which it covered or concealed. (TA.) حُسِرَ is said of anything as meaning It was removed, put off, taken off, or stripped off, from a thing which it covered or concealed. (A.) You say, حَسَرَ كُمَّهُ عَنْ ذِرَاعِهِ He removed his sleeve from his fore arm. (S, A.) And simply حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ He uncovered his fore arm. (Msb.) And حَسَرَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ He removed, or took off, his turban from his head. (A.) And حَسَرَتْ دِرْعَهَا, (A, Msb,) aor. ـِ (Msb,) She (a woman) took off her shift (A, Msb) عَنْ جَسَدِهَا from her body: (A:) and خِمَارَهَا her head-covering. (Msb.) b2: [Hence,] حَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (tropical:) [The wind removed the clouds from the sky]. (A.) And حَسَرَ قِنَاعَ الهَمِّ عَنِّى (tropical:) [He, or it, removed the covering of anxiety from me]. (A.) b3: Also, (K,) inf. n. حَسْرٌ, (TA,) He peeled a branch of a tree. (K, TA.) b4: And He swept a house or chamber. (K, TA.) b5: And حَسَرُوهُ, aor. ـُ inf. n. حَسْرٌ and حُسْرٌ, (tropical:) They begged of him and he gave them until nothing remained in his possession. (TA.) A2: حَسَرَ, (S, A, K,) aor. ـِ and حَسُرَ, (TA,) inf. n. حَسْرٌ (S, TA) and حُسُورٌ; (TA;) and ↓ احسر, (S, K,) inf. n. إِحْسَارٌ; and ↓ حسّر, inf. n. تَحْسِيرٌ; (TA;) He, (a man, S, A,) and it, (a journey, TA,) tired, fatigued, or jaded, (S, A, K,) a beast, (A, TA,) or a camel: (S:) and he drove a camel until he tired, fatigued, or jaded, him. (K.) And حُسِرَتِ الدَّابَّةُ The beast was fatigued so that it was left to remain where it was. (AHeyth.) b2: And حَسَرَ, aor. ـُ (assumed tropical:) It (the distance to which it looked, and the indistinctness of the object,) fatigued the eye. (TA.) and حُسِرَ البَصَرُ مِنْ طُولِ النَّظَرِ (tropical:) [The eye was fatigued by the length of looking: see a similar meaning of حَسَرَ and حَسِرَ, below]. (A.) A3: See 7, with which حَسَرَ is syn. b2: [Hence,] حَسَرَ, (ISk, A, Mgh, Msb,) aor. ـُ (TA,) (tropical:) It (water) sank and disappeared; or became low; or retired: (ISk, A, Mgh:) it sank and disappeared, or retired, from its place: (Msb:) properly, it became removed from the shore: (Mgh:) and it (the sea, or great river,) sank, or retired, from (عَنْ) El-'Irák, and from the shore, so that the ground which was beneath the water appeared: (TA:) you do not say, in this sense, ↓ انحسر. (Az. [But this latter is sometimes used, as, for instance, in the Msb art. جزر.]) Hence, in a trad., كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ البَحْرُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ [Eat thou that from which the sea retires, and leave what floats upon it]. (Mgh.) A4: حَسَرَ, aor. ـِ (S, A, K,) inf. n. حُسُورٌ (S, A) and حَسَرَ; (TA;) and حَسرَ, aor. ـَ (A, K,) inf. n. حَسَرٌ; (TA;) and ↓ استحسر, (S, K,) and ↓ تحسّر; (S;) He (a camel, S, or a beast, A) became tired, fatigued, or jaded, (S, K, TA,) by travel: (TA:) [or] the last signifies he (a camel) fell down from fatigue. (Ham p. 491.) [Hence,] it is said in a trad., ↓ اُدْعُوا اللّٰهَ وَ لَا تَسْتَحْسِرُوا (assumed tropical:) Supplicate ye God, and be not weary: and a similar instance occurs in the Kur xxi. 19. (TA.) b2: [Hence also,] حَسَرَ, aor. ـِ (S, K,) or ـُ (Msb,) inf. n. حُسُورٌ; (S, Msb, K;) and حَسِرَ, aor. ـَ (A;) (tropical:) It (the sight) was, or became, dim, dull, or hebetated; (S, Msb, K;) and it failed; (S, K;) [or became fatigued;] by reason of length of space [overlooked], (S, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) or by long looking. (A.) A5: حَسِرَ عَلَيْهِ, aor. ـَ inf. n. حَسَرٌ (S Msb, K) and حَسْرَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and حَسَرَانٌ, (TA,) He grieved for it, or at it; or regretted it; he felt, or expressed, grief, sorrow, or regret, on account of it; syn. تَلَهَّفَ; (Msb, K;) as also ↓ تحسّر: (S, K:) or the former, he grieved for it, or regretted it, (تَلَهَّفَ عَلَيْهِ, S, A, or نَدِمَ عَلَيْهِ, TA,) namely, a thing that had escaped him, most intensely. (S, A, * TA.) [See حَسْرَةٌ.]2 حسّر, inf. n. تَحْسِيرٌ: see 1. b2: Also He despised another: he annoyed, or vexed, him: (K:) he drove him away. (TA.) b3: He caused him to experience, or fall into, grief, or regret: (Mgh, Msb, K:) or to grieve for, or to regret, most intensely, a thing that had escaped him. (S.) A2: حسّرتِ الطَّيْرُ, (S,) inf. n. as above; (S, K) and ↓ تحسّرت, (A, TA,) and ↓ انحسرت; (TA;) The birds moulted; shed their feathers. (S, A, K, * TA.) 4 أَحْسَرَ see 1.

A2: Also احسر القَوْمُ The people, or party, experienced fatigue. (TA.) 5 تحسّر It (the plumage of a bird, A, and the fur, or soft hair, of a camel, S, K) fell off; (S, A, K;) when relating to the fur, or soft hair, of a camel, [said to be] by reason of fatigue; (K;) but this restriction is not necessary; for its falling off is sometimes occasioned by diseases; though it may be said that the former cause is the more common. (TA.) You say also, تحسّر الوَبَرُ عَنِ البَعِيرِ The fur, or soft hair, fell off from the camel: and in like manner one says of the plumage from the birds: (A:) and of the hair from the ass. (TA.) See also 2. b2: تحسّرت بَيْنَ يَدَيْهِ [She uncovered herself, or her head and forehead, or her head, or her face, before him: (see حَاسِرٌ:) or] she sat before him with her face uncovered. (TA from a trad.) A2: See also 1, in two places.7 انحسر It became removed, put off, taken off, or stripped off, from a thing which it covered or concealed; (S, A, Mgh, Msb;) as also ↓ حَسَرَ, (K,) which occurs in poetry, (TA,) inf. n. حُسُورٌ. (K.) [See also 5.] b2: It (the darkness) became removed, or cleared away; (A, Msb;) عَنْهُ [from him, or it]. (A.) b3: See also 1: b4: and 2.10 إِسْتَحْسَرَ see 1, in two places.

حَسِرٌ: see حَسِيرٌ.

حَسْرَةٌ Grief, or regret; syn. تَلَهُّفٌ, (Msb, K,) and تَأَسُّفٌ, (Msb,) or نَدَامَةٌ, (Jel in ii. 162 and viii. 36 and xxxix. 57,) or نَدَمٌ and غَمٌّ: (Bd in viii. 36:) or intense lamentation or expression of pain or of grief or of sorrow; syn. شِدَّةُ التَّأَلُّمِ: (Jel in vi. 31 and xxxvi. 29:) or most intense grief or regret (أَشَدُّ التَّلَهُّفِ, S, or أَشَدُّ النَّدَمِ, Zj) for a thing that has escaped one, (S,) so that he who feels it is like a beast that is tired, or fatigued, or jaded, (حَسِير,) and of no use: (Zj in xxxvi. 29 of the Kur:) pl. حَسَرَاتٌ. (Msb.) You say, يَا حَسْرَتَا عَلَيْهِ [O my grief, or regret, &c., for it!] (A.) حَسْرَان: see what next follows.

حَسِيرٌ Tired, fatigued, or jaded, (S, K,) by much travel; (TA;) applied to a camel, (S, K,) alike to the male and the female; and so ↓ حَاسِرٌ and حَاسِرَةٌ, applied to a horse or the like: (TA:) and ↓ مُحَسَّرٌ a camel fatigued, or jaded; emaciated by fatigue, or made to exert himself beyond his strength in a journey: (Ham p. 208:) pl. of the first حَسْرَى. (S, K.) b2: (tropical:) Sight that is dim, dull, or hebetated, and failing, by reason of length of space [overlooked] (S, Msb, K, TA) and the like; (S, Msb;) as also ↓ مَحْسُورٌ; (S, K;) or [fatigued] by long looking. (A) b3: Also, (S, K,) and ↓ حَسِرٌ and ↓ حَسْرَان, (TA, [but whether the latter be with or without tenween is not shown,]) Grieving, or regretting: (K:) or grieving, or regretting, most intensely, on account of a thing that has escaped one. (S, TA.) حَاسِرٌ A man having no مِغْفَر [or covering for the head, made of mail, &c.,] (S, K,) upon him; (S;) nor a coat of mail; (S, K;) contr. of دَارِعٌ; (Mgh;) nor a helmet upon his head; (TA;) contr. of مُقَنَّعٌ: (Mgh:) or having no جُنَّة [or defensive covering, &c.]: (K:) a man having no turban on his head: (TA:) a man having his head uncovered: (A:) pl. حُسَّرٌ, and pl. pl. حُسَّرُونَ; the latter a form used by one of the poets; the former pl. applied to foot-soldiers in war, because they uncover their arms and legs, or because they have not upon them coats of mail nor helmets; occurring in this sense in a trad. (TA.) Also, without ة, A woman who has taken off her shift from her person: (ISd, Msb, TA:) who has taken off her clothes from her person: who has uncovered her head and her fore arms: who has taken off her head-covering: and, with ة, a woman having her face uncovered: pl. حُسَّرٌ and حَوَاسِرُ. (TA.) b2: اِبْنُوا المَسَاجِدَ حُسَّرًا in a trad. of 'Alee, means Build ye mosques, or oratories, with bare walls, with no شُرَف [or acroterial ornaments or crestings]. (TA.) A2: See also حَسِيرٌ.

مَحْسَرٌ (tropical:) The internal, or intrinsic, state or quality, (S, A, K,) of a person; (S, A;) as also ↓ مَحْسِرٌ: (K:) and the latter, [or both,] the nature, or natural disposition. (K, TA.) Yousay, فُلَانٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ (tropical:) Such a one is generous, or noble, in respect of his internal, or intrinsic, state or quality: (S, A:) or ↓ المَحْسِرِ, meaning as above: or in respect of his nature, or natural disposition: or face, or countenance. (TA.) مَحْسِرٌ The face, or countenance: (K:) [or a part, of the person, that is uncovered:] the pl., مَحَاسِرُ, signifies the parts, of the person of a woman, that are exposed to view; namely, the face, arms, and legs. (Az.) You say اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَحَاسِرِ [A woman beautiful in respect of the parts, of the person, that are exposed to view]. (A.) b2: [Hence, (tropical:) An elevated, plain tract, bare of herbage or trees]. You say أَرْضٌ عَارِيَةُ المَحَاسِرِ (tropical:) Land bare of herbage: (A:) and in like manner, فَلَاةٌ عارية المحاسر a desert without any covering of trees; its محاسر meaning its elevated and plain tracts of ground that are uncovered by plants [or trees]. (T, TA.) b3: See also مَحْسَرٌ, in two places.

مِحْسَرَةٌ An instrument for sweeping; a broom, or besom. (S, K.) مُحَسَّرٌ: see حَسِيرٌ. b2: Also Annoyed; vexed: and despised: (S, K:) applied to a man. (S.) It is said in a trad. that the companions of a man who is to come forth in the end of time, to be called أَمِيرُ العُصَبِ, or, as some say, أَمِيرُ الغَضَبِ shall be مُحَسَّرُونَ, (TA,) meaning despised; (S, TA;) i. e. annoyed, or vexed, and caused to grieve or regret, or to grieve or regret most intensely: or driven away, or outcasts, and fatigued; from حَسَرَ signifying “ he fatigued ” a beast. (TA.) مَحْسُورٌ [pass. part. n. of حَسَرَهُ; Removed; put, taken, or stripped, off: &c. b2: And hence,] (tropical:) A man who has given all that he had, so that nothing remains in his possession: thus it is said to mean in the Kur xvii. 31. (TA.) b3: See also حَسِيرٌ.
حسر
: (حَسَرَه يَحْسُرهُ) ، بالضّمّ، (ويَحْسِرُه) ، بِالْكَسْرِ، (حَسْراً) ، بفتْح فَسُكُون: (كَشَفَه) . والحَسْرُ أَيْضا: كَشْطُكَ الشْيءَ، حَسَرَ الشَيْءَ عَن الشَّيْءِ يَحْسُرُه، ويَحْسِرُه، حَسْراً وحُسُوراً: كَشَطَه، فانْحَسر، (و) قد يَجِيءُ فِي الشِّعْر حَسَرَ لَازِما مثل انْحَسَر، على المُضَارعَة. يُقَال: حَسَرَ (الشَّيْءُ حُسُوراً) ، بالضَّمِّ، أَي (انْكَشَفَ) . وَفِي الصّحاح: الانْحِسَارُ: الإنْكِسَاف. حَسَرْتُ كُمِّى عَن ذِراعِي أَحْسُرِه حَسْراً: كشَفْتُ.
وَفِي الأَساس: حَسَرَ كُمَّه عَن ذِراعه: كَشَفَ، وعِمامَتَه عَن رَأْسِه، والمراةُ دِرْعَهَا عَن جَسَدِهَا. وكُلُّ شَيْءٍ كُشِفَ فقد حُسِر.
(و) من المَجَازِ: حَسَرَ (البَصَرُ يَحْسِر) ، من حَدِّ ضَرَب، (حُسُوراً) ، بالضّمّ: (كَلَّ وانْقَطَعَ) نَظَرُهُ (مِنْ طُول مَدًى) وَمَا أَشْبَه ذالك، (وَهُوَ حَسِيرٌ ومَحْسُورٌ) . قَالَ قَيْسُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ يَصهف ناقَةً.
إِنَّ العَسِيرَ بهَا دَاءٌ مُخَامِرُهَا
فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
قَالَ السُّكَّرِيّ: العَسِيرُ: النَّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ. ونصبَ شَطْرَهَا على الظَّرْفِ أَي نَحْوَها.
وبَصَرٌ حَسِيرٌ: كَلِيلٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {) 1 (. 001 يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسيرا} (الْملك: 4) قَالَ الفَرَّاءُ: يُرِيد: يَحقَلِب صاغراً وَهُوَ كَلِيلٌ كَمَا تَحْسِر الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عَن هُزالٍ أَو كَلاَلٍ. ثمَّ قَالَ:
وَأَمَّا البَصَرُ فإِنه يَحْسِرُ عِنْد أَقْصى بُلُوغِ النَّظَرِ.
(و) حَسَرَ (الغُصْنَ) حَسْراً: (قَشَرَه) . وَقد جاءَ فِي حَدِيث جَابِرِ: (فَأَخذْتُ حَجَرَاً فَكَسَرْتُه وحَسَرتْه) يُريد غُصْناً من أَغصانِ الشَّجَرَةِ، أَي قَشَرْتُه بالحَجر.
(و) حَسَرَ (البَعِيرَ) يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُسُوراً: (سَاقَه حَتَّى أَعْيَاه) ، وكذالك حَسَرَه السَّير، (كأَحْسَرَه) إِحْسَاراً (وحَسَّرَه تَحْسِيراً) .
(و) حَسَرَ (البَيْتَ) حَسْراً: (كَنَسَه) .
(و) حسِرَ الرَّجلُ، (كفَرِحَ، عَليه) يَحْسَرُ (حَسْرَةً) ، بفَتْح فَسُكُون (وحَسَراً) ، محرّكةً: نَدِمَ على أَمرٍ فَاتَه أَشَدَّ النَّدم، وتَحسَّرَ الرَّلُ إِذا (تَلَهَّفَ، فهوَ) حَسِرٌ. قَالَ المَرَّار:
مَا أَنَا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلاَ
يَا ابْنَةَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحَسِرْ
و (حَسِيرٌ) وحسْرانُ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ قَوْله عَزَّ وجَلَّ: {ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} (يس: 20) الحَسْرَةُ: أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ من الدّوَابِّ الّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ.
(و) حَسَِرَ البَعِيرُ (كضَرَبَ وفَرِحَ) ، حَسْراً وحُسُوراً وحَسَراً: (أَعْيَا) من السَّيْرِ وكَلَّ وتَعِبَ، (كاسْتَحْسَرَ) استِفْعَال من الحَسْرِ وَهُوَ العَيَاءُ والتَّعَب. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} . وَفِي الحَدِيثِ: (ادْعُوا اللَّهَ وَلَا تَسْتَحْسِرُوا أَي لَا تَمَلُّوا. (فَهُو حَسِيرٌ) . الذَّكَرُ والأُنْثَى سواءٌ. (ج حَسْرَى) مثلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى. وَفِي الحدِيث (الحَسِيرُ لَا يُعْقَرُ) ، أَي لَا يجوز للغازي إِذا حَسِرَتْ دَابَّتُه وأَعْيَت أَن يَعْقِرَها مَخَافَةَ أَن يَأْخُذَهَا العَدُوُّ، وَلَكِن يُسَيِّبها.
(والحَسِيرُ: فَرَسُ عبدِ اللَّهِ بنِ حَيَّانَ) بن مُرَّةَ، وَهُوَ ابْن المُتَمطِّر، نقلَه الصغانيّ.
(و) الحَسِيرُ: (البَعِيرُ المُعْيِى) الّذي كَلَّ من كَثْرَةِ السَّيْرِ.
(و) من المَجَاز، يقالُ: فلانٌ كَرِيمُ (المَحْسِر) ، كمَجْلِس، أَي كَرِيم (المَخْبر، وتُفْتَح سِينُه) ، وهاذه عَن الصَّغانِيّ. وَبِه فُسِّر قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ:
أَرِقَتْ فمَا أَدْرِي أَسُقْمٌ مَا بهَا
أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ كَرِيمِ المَحْسَِرِ
ضُبِطَ بالوَجْهَيْن، (و) قيل: المحسْر هُنَا: (الوَجْهُ، و) قيل: (الطَّبِيعَةُ) .
وَقَالَ الأَزهريّ: والمَحاسِرُ من المَرأَةِ مِثْلُ المَعَارِي، ذَكَرَه فِي تَرْجَمَة (عرى) . (و) المُحْسَّرُ، (كمُعَظَّم: المُؤْذَى المُحَقَّر) . وَفِي الحَدِيثِ: (يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمانِ رجُلٌ يُسمَّى أَمِيرِ العُصَب. وَقَالَ بعْضُهم: يُسَمَّى أَمِيرَ الغَضَب أَصحابُه مُحَسَّرُون محقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عَنَّا أَبْوَابِ السُّلطان ومَجَالِسِ المُلُوك، يَأْتُونَه مِنْ كُلِّ أَوْبٍ كأَنَّهم قَزَعُ الخَرِيفِ يُوَرِّثُهم اللَّهُ مشارِقَ الأَرِضِ ومغَارِبَها) قَوْلُه: مُحَسَّرُونَ محَقَّرون، أَي مُؤذَوْن مَحْمُولُون على الحَسْرَة أَو مطْرُدُون مُتْعَبُون، من حَسرَ الدَّابَةَ، إِذَا أَتْعبَها.
(و) الحسَارُ، (كسَحَابٍ: عُشْبَةٌ تَشْبِهُ الجَزرَ) ، نَقَلَه الأَزهَريّ عَن بَعْضِ الرُّواة. (أَو) تُشْبِه (الحُرْفَ) ، أَي الخَرْدَلَ فِي نَبَاتِه، وطَعْمِه. يَنْبُتُ حِبَالاً على الأَرْضِ. نقلَه الأَزهريّ عَن بَعْض أَعرابِ كَلْبٍ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ عَن أَبي زِياد: الحَسَار: عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَسَطَّحُ على الأَرْض وَتَأْكُلُها الماشِيَة أَكْلاً شَدِيدا. قَالَ الشَّاعِر يصِف حِمَاراً وأُتُنَه:
يَأْكُلْن من بُهْمَى ومِن حَسَارِ
ونَفَلاً لَيْسَ بِذِي آثَارِ
يَقُول: هاذا المكَانُ قَفْرٌ لَيْس بِهِ آثارٌ من النَّاسِ وَلَا المواشِي.
وَقَالَ غَيره: الحَسَارُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي القِيعانِ والجَلَدِ، وَله سُنْبلٌ (وَهُوَ من دِقِّ المُرَّيْقِ) وقُفُّه خَيْرٌ من رَطْبِهِ، وَهُوَ يَسْتَقِلُّ عَن الأَرض شَيْئاً قَلِيلا، يُشْبِه الزَّبَّاد إلاَّ أَنَّه أَضخَمُ مِنْهُ وَرقاً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبات يُسْلِحُ الإبِلِ.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَسَارُ منَ العُشْب يَنْبُتُ فِي الرِّيَاض، الْوَاحِدَة حَسَارَةٌ.
(والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ) وَزْناً ومَعْنًى.
(والحَاسِرُ) ، خِلافُ الدَّارِع؛ وَهُوَ (مَنْ لَا مِغْفَرَ لَهُ وَلَا دِرْعَ) وَلَا بَيْضَةَ على رَأْسِه. قَالَ الأَعْشَى:
فِي فَيْلَقٍ جَأْوَاءَ مَلْمُومَةٍ
تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحَاسِرِ
(أَوْ) الحاسِرُ: مَنْ (لَا جُنَّةَ لَه) ، والجَمْعُ حُسَّرٌ. وَقد جمع بعضُ الشُّعَراءِ حُسَّراً عَلَى حُسَّرِينَ. أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ.
بشَهْبَاءَ تَنْفِى الحُسَّرِينَ كَأَنَّهَا
إِذَا مَا بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْسِ طالعُ
(وفَحْلٌ) حَاسِرٌ وفَادِرٌ وجَافِر: أَلْقَحَ شَوْلَه و (عَدَلَ عنِ الضِّرَابِ) ، قَالَه أَبُو زَيْد، ونَقَلَهُ الأَزْهَرِي. قَالَ: ورَوَى هاذَا الحَرْفَ فحْلٌ جَاسِرٌ، بِالْجِيم، أَي فادِر، قَالَ: وأَظُنُّه الصَّوابَ.
(والتَّحْسِيرُ: الإِيقاعُ فِي الحَسْرَةِ والحَمْلُ عَليْها. وَبِه فُسِّرَ بعضُ حَدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ المُتَقَدِّم) .
(و) التَّحْسِيرُ: (سُقُوطُ رِيشِ الطَّائِرِ) . وَقد انْحسَرَتِ الطَّيْرُ، إِذَا خَرَجَتْ من الرِّيشِ العَتِيق إِلى الحَدِيثِ. وحَسَّرَهَا إِبَّانُ ذالك ثَقَلَّهَا لأَنِ فُعِلَ فِي مُهْلَةٍ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والبَازِيُّ يُكَرَّزُ للتَّحْسِيرِ وكذالك سَائِرُ الجوارِح تتحسَّرُ.
(و) التَّحْسِيرُ: (التَّحْقِيرُ والإِيذَاءُ) والطَّرْدُ. وَبِه فُسِّرَ بعضُ حدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ، وَقد تَقَدَّم.
(وَبَطْنُ مُحَسِّرٍ) ، بكسْرِ السِّين المُشَدَّدَة: وادٍ (قُرْبَ المُزْدَلِفَةِ) ، بَين عَرَفَات ومِنًى. وَفِي كُتُبِ المَنَاسِكِ: هُوَ وادِي النَّار. قيل: إِنَّ رجُلاً اصْطادَ فِيهِ فنَزَلَتْ نارٌ فَارَقَتْه، نقَلَه الأَقْشَهْرِيُّ فِي تَذْكِرِتِه. وقيلَ: لأَنَّه مَوْقِفُ النَّصَارَى. وأَنْشَدَ عُمَرُ رَضِي اللهاُ عنْهُ حِين أَفَاضَ مِنْ عرفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ وكَانَ فِي بَطْنِ مُحْسِّرٍ:
إليكَ يَعْدُو قَلِقاً وَضِينَا
مُخَالِفاً دِينَ النَّصَارَى دِينَا
(وَكَذَا قَيْسُ بْنُ المُحَسِّرِ) الكِنَانِيُّ الشَّاعِرُ (الصَّحابِيُّ) ، فَإِنَّه بكَسْرِ السِّين المُشَدَّدة. وَقيل: المُسَحِّر، وَقيل المُسَخِّر، أَقْوال.
(وَتَحَسَّرَ) الرّجلُ: (تَلَهَّفَ) . وَلَا يَخْفَى أَنَّه لَو قالَ عِنْد ذِكْرِ الحَسْرة وتَحَسَّر: تَلَهَّفَ، كَانَ أجمَعَ للأَقْوَالِ وأَحْسَنَ فِي التَّرْصِيفِ والجَمْع، مَعَ أَنه خَالَف الأَئمَّةَ فِي تَعْبِيرِه، فَإِنَّهُم فسَّرُوا الحَسْرَةَ والحَسَرَ والحَسَرَانَ بالنَّدَامَةِ على أَمْرٍ فَاتَه، والتَّحْسِير بالتَّلَهُّفِ. فَفِي كَلَامه تَأَمُّل منْ وُجُوهٍ.
(و) تَحَسَّرَ (وَبَرُ البَعِيرِ) ، وَالَّذِي فِي أُصولِ اللُّغَة: وتَحَسَّر الوَبَرُ عَن البَعِيرِ، والشَّعَرُ عَن الحِمار، إِذا (سَقَطَ) . واقْتَصَرُوا على ذالك. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
تَحَسَّرتْ عِقَّةٌ عنْه فَأَنْسَلَهَا
واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ
وَفِي الأَساسِ: وتَحَسَّرَ الطَّيْرُ: أَسقَطَ رِيشَه. وَزَاد المُصَنِّف قولَه (مِنَ الإِعْيَاءِ) . ولَيْس بقَيْدٍ لاَزِمٍ، فَإِنَّ السُّقُوطَ قد يَكُونُ فِي البَعِيرِ من الأَمراضِ، إِلاَّ أَن يُقَالَ: إِن الإِعياءَ أَعَمُّ.
(و) تَحَسَّرتِ (الجَارِيَةُ) وَكَذَا النَّاقَةُ، إِذا (صَارَ لَحْمُهَا فِي مَوَاضِعه) . قَالَ لَبِيدٌ:
فإِذا تَغَالَى لَحْمُها وَتَحَسَّرَتْ
وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلاَلِ خِدَامُها
(و) قَالَ الأَزهريّ: تَحَسَّر (البَعِيرُ) إِذا (سَمَّنَه الرَّبِيعُ حَتَّى كَثُرَ شَحْ هُ وَتَمَكَ سَنَامُهُ) ، أَي طَالَ وارْتَفَعَ وَتَرَوَّى واكْتَنَزَ (ثُمَّ رُكِبَ أَيَّاماً) . ونَصُّ التَّهْذِيب: فَإِذَا رُكِبَ أَيَّاماً (فَهَذَبَ رَهَلُ لَحْمِه واشْتَدَّ) بعْدَ (مَا تَزَيَّمَ مِنْه) ، أَي اشتَدَّ اكْتِنَازُه (فِي مَوَاضِعِهِ) فقد تحَسَّر.
وَمِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
(الحُسَّرُ) ، كسُكَّر هم الرَّجَّالةُ فِي الحَرْب، لأَنَّهُم يَحْسِرُون عَن أَيْدِيهِم وأَرْجُلِهم، أَو لأَنّه لَا دُرُوعَ عَلَيْهِم وَلَا بَيْضَ. وَمِنْه حَدِيثُ فَتْحِ مَكَّةَ (أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَان يَوْمَ الفَتْح على الحُسَّرِ) .
وَرجل حَاسِرٌ: لَا عِمَامَةَ على رَأْسِه.
وامرأَةٌ حَاسِرٌ، بِغَيْر هاءٍ، إِذا حَسَرَ عَنْهَا ثِيابَها.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (وسُئلتْ عَن امرأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَتَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَيْن يَدَيْه) أَي قَعدَتْ حَاسِرَةً مكشوفَةَ الوَجْهِ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: امرأَةٌ حَاسِرٌ: حَسَرَتْ عَنْهَا دِرْعَها. وكُلُّ مَكْشُوفةِ الرَّأْسِ والذِّرَاعَين حَاسِرٌ. وَالْجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
وَقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً
فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تَحْتَ القَلائِدِ
وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً، وَهُوَ مَجازٌ.
وحسَرَتِ الدَّابَّةُ، وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً، وحُسُوراً، وأَحْسَرَهَا، وحَسَّرَهَا: أَتْعبَهَا. قَالَ:
إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ
عَمْاً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ
أَرادَ إِلاّ مُعْرِضاً، فَزَاد الكَافَ.
ودَابَّة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ، كحَسِير.
وأَحْسَرَ القَومُ: نَزَلَ بهم الحَسَرُ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً، إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى. وَفِي حَدِيثِ جَرِير (لَا يَحْسِرُ صاحبُها أَي لَا يَتْعَبَ سَائِقُهَا. وَفِي الحَدِيث (حَسَرَ أَخِي فَرَساً لَهُ بعَيْنِ التَّمْر وَهُوَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الوَلِيد. وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُ مَا حَدَّقَتْ إِلَيْهِ أَو خَفَاؤُه، يَحْسُرُهَا: أَكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ:
يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه
والمَحْسُورُ: الّذِي يُطِي كُلَّ مَا عِنْدَه حَتّى يَبْقَى لَا شَيْءَ عِنْدَه، وَهُوَ مَجَازٌ. وَبِه فُسِّر قَولُه عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً} (الْإِسْرَاء: 29) وحَسَرُه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عِنْده شَيْءٌ.
وحَسَرَ البَحْرُ عَن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسِرُ: نَضَب عَنْه حَتَّى بَدَا مَا تَحْت المَاءِ من الأَرْض، وَهُوَ مَجاز.
قَالَ الأَزْهَريّ: وَلَا يُقَال انْحَسَرَ البَحْرُ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: حَسَرَ المَاءُ ونَضَبَ وَجَزَرَ بمَعْنًى واحدٍ. وَفِي حَدِيث عَليَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فَإِنَّ ذالِكَ سِيمَا المُسْلِمِين) أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لَا شُرَفَ لَهَا.
وَفِي التَّهْذِيب: فَلاَةٌ عَارِيَةٌ المَحَاسِرِ، إِذَا لَمْ يكُنْ فِيهَا كِنٌّ من شَجرٍ. ومحَاسِرُه: مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عَن النَّبَات، وَهُوَ مَجَاز. وكَذَا قَوْلُهُمْ: حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّى، كَمَا فِي الأَساس.

حسر: الحَسْرُ: كَشْطُكََ الشيء عن الشيء.

حَسَرَ الشيءَ عن الشيء يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُسُوراً

فانْحَسَرَ: كَشَطَهُ، وقد يجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر على

المضارعة. والحاسِرُ: خلاف الدَّارِع. والحاسِرُ: الذي لا بيضة على رأْسه؛ قال

الأَعشى:

في فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ،

تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ

ويروى: تَعْصِفُ؛ والجمع حُسَّرٌ، وجمع بعض الشعراء حُسَّراً على

حُسَّرِينَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِشَهْباءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّها

إِذا ما بَدَتْ، قَرْنٌ من الشمسِ طالِعُ

ويقال للرَّجَّالَةِ في الحرب: الحُسَّرُ، وذلك أَنهم يَحْسُِرُون عن

أَيديهم وأَرجلهم، وقيل: سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لا دُرُوعَ عليهم ولا

بَيْضَ. وفي حديث فتح مكة: أَن أَبا عبيدة كان يوم الفتح على الحُسَّرِ؛ هم

الرَّجَّالَةُ، وقيلب هم الذين لا دروع لهم. ورجل حاسِرٌ: لا عمامة على

رأْسه. وامرأَة حاسِرٌ، بغير هاء، إِذا حَسَرَتْ عنها ثيابها. ورجل حاسر:

لا درع عليه ولا بيضة على رأْسه. وفي الحديث: فَحَسَر عن ذراعيه أَي

أَخرجهما من كُمَّيْهِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وسئلتْ عن امرأَة

طلقها زوجها وتزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بين يديه أَي قعدت حاسرة مكشوفة

الوجه. ابن سيده: امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها. وكلُّ مكشوفة الرأْس

والذراعين: حاسِرٌ، والجمع حُسَّرٌ وحَواسِر؛ قال أَبو ذؤيب:

وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً،

فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ

ويقال: حَسَرَ عن ذراعيه، وحَسَرَ البَيْضَةَ عن رأْسه، وحَسَرَتِ

الريحُ السحابَ حَسْراً. الجوهري: الانحسار الانكشاف. حَسَرْتُ كُمِّي عن

ذراعي أَحْسِرُه حَسْراً: كشفت.

والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسُورُ: الإِعْياءُ والتَّعَبُ.

حَسَرَتِ الدابةُ والناقة حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ: أَعْيَثْ وكَلَّتْ،

يتعدّى ولا يتعدى؛ وحَسَرَها السير يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً

وحُسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها؛ قال:

إِلاَّ كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ،

عَمْداً يُسَيِّبُنِي على الظُّلْمِ

أَراد إِلاَّ مُعرضاً فزاد الكاف؛ ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ،

الذكر والأُنثى سواء، والجمع حَسْرَى مثل قتيل وقَتْلَى. وأَحْسَرَ القومُ:

نزل بهم الحَسَرُ. أَبو الهيثم: حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتى

تُنْقَى، واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ. قال الله تعالى: ولا

يَسْتَحْسِروُن . وفي الحديث: ادْعُوا الله عز وجل ولا تَسْتَخْسِرُوا؛ أَي لا تملوا؛

قال: وهو استفعال من حَسَرَ إِذا أَعيا وتعب. وفي حديث جرير: ولا

يَحْسَِرُ صائحها أَي لا يتعب سائقها. وفي الحديث: الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ؛ أَي

لا يجوز للغازي إِذا حَسَِرَتْ دابته وأَعيت أَن يَعْقِرَها، مخافة أَن

يأْخذها العدوّ ولكن يسيبها، قال: ويكون لازماً ومتعدياً. وفي الحديث:

حَسَرَ أَخي فرساً له؛ يعني النَّمِرَ وهو مع خالد بن الوليد. ويقال فيه:

أَحْسَرَ أَيضاً. وحَسِرَتِ العين: كَلَّتْ. وحَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ

إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها: أَكَلَّها؛ قال رؤبة:

يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه

وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُسُوراً أَي كَلَّ وانقطع نظره من طول مَدًى

وما أَشبه ذلك، فهو حَسِير ومَحْسُورٌ؛ قال قيس بن خويلد الهذلي يصف

ناقة:إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها،

فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْسُورُ

العسير: الناقة التي لم تُرَضْ، ونصب شطرها على الظرف أَي نَحْوَها.

وبَصَرٌ حَسير: كليل. وفي التنزيل: ينقلب إِليك البصر خاسئاً وهو حَسِيرٌ؛

قال الفراء: يريد ينقلب صاغراً وهو حسير أَي كليل كما تَحْسِرُ الإِبلُ

إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلالٍ؛ وكذلك قوله عز وجل: ولا تَبْسُطْها كُلَّ

البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً؛ قال: نهاه أَن يعطي كل ما

عنده حتى يبقى محسوراً لا شيء عنده؛ قال: والعرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا

سَيَّرتها حتى ينقطع سَيْرُها؛ وأَما البصر فإِنه يَحْسَِرُ عند أَقصى

بلوغ النظر؛ وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً، فهو حَسِيرٌ

وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته؛ وقال المرّار:

ما أَنا اليومَ على شيء خَلا،

يا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ

والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل: يا

حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول؛ قال: هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا

قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟ قال:

والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه،

إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام،

وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَلا ترى أَنك

إِذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن

تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغير نداء؛ وكذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب

مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه

أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة، والمعنى يا عجبا

أَقبل فإِنه من أَوقاتك، وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب.

والحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا

منفعة فيه. وقال عز وجل: فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ؛ أَي حسرة

وتحسراً.

وحَسَرَ البحرُ عن العِراقِ والساحلِ يَحْسُِرُ: نَضَبَ عنه حتى بدا ما

تحت الماء من الأَرض. قال الأَزهري: ولا يقال انْحَسَرَ البحرُ. وفي

الحديث: لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب؛ أَي يكشف. يقال:

حَسَرْتُ العمامة عن رأْسي والثوب عن بدني أَي كشفتهما؛ وأَنشد:

حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ

وقال ابن السكيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنى واحد؛ وأَنشد

أَبو عبيد في الحُسُورِ بمعنى الانكشاف:

إِذا ما القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ،

فَفِيهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ

قال الأَزهري: وقول العجاج:

كَجَمَلِ البحر، إِذا خاضَ جَسَرْ

غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ،

حتى يقالَ: حاسِرٌ وما حَسَرْ

(* قوله: «كجمل البحر إلخ» الجمل؛ بالتحريك: سمكة طولها ثلاثون ذراعاً).

يعني اليم. يقال: حاسِرٌ إِذا جَزَرَ، وقوله إِذا خاض جسر، بالجيم، أَي

اجترأَ وخاض معظم البحر ولم تَهُلْهُ اللُّجَجُ. وفي حديث يحيى بن

عَبَّادٍ: ما من ليلة إِلاَّ مَلَكٌ يَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي

يكشف، ويروى: يَحُسُّ، وسيأْتي ذكره. وفي حديث علي، رضوان الله عليه:

ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سيما المسلمين؛ أَي مكشوفة الجُدُرِ لا

شُرَفَ لها؛ ومثله حديث أَنس. رضي الله عنه: ابنوا المساجد جُمّاً. وفي

حديث جابر: فأَخذتُ حَجَراً فكسرته وحَسَرْتُه؛ يريد غصناً من أَغصان الشجرة

أَي قشرته بالحجر. وقال الأَزهري في ترجمة عرا، عند قوله جارية حَسَنَةُ

المُعَرَّى والجمع المَعارِي، قال: والمَحاسِرُ من المرأَة مثل

المَعارِي. قال: وفلاة عارية المحاسر إِذا لم يكن فيها كِنٌَّ من شجر،

ومَحاسِرُها: مُتُونُها التي تَنْحَسِرُ عن النبات.

وانْحَسَرتِ الطير: خرجت من الريش العتيق إِلى الحديث. وحَسَّرَها

إِبَّانُ ذلك: ثَقَّلَها، لأَنه فُعِلَ في مُهْلَةٍ. قال الأَزهري: والبازي

يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ، وكذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ.

وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار إِذا سقط؛ ومنه قوله:

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها،

واجْتابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَما ابْتَقَلا

وتَحَسَّرَتِ الناقة والجارية إِذا صار لحمها في مواضعه؛ قال لبيد:

فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ،

وتَقَطَّعَتْ، بعد الكَلالِ، خِدامُها

قال الأَزهري: وتَحَسُّرُ لحمِ البعير أَن يكون للبعير سِمْنَةٌ حتى كثر

شحمه وتَمَكَ سَنامُه، فإِذا رُكب أَياماً فذهب رَهَلُ لحمه واشتدّ

بعدما تَزَيَّمَ منه في مواضعه، فقد تَحَسَّرَ.

ورجل مُحَسَّر: مُؤْذًى محتقر. وفي الحديث: يخرج في آخر الزمان رجلٌ

يسمى أَمِيرَ العُصَبِ، وقال بعضهم: يسمى أَمير الغَضَبِ. أَصحابه

مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك، يأْتونه

من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخريف يُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض

ومغاربَها؛ محسرون محقرون أَي مؤْذون محمولون على الحسرة أَو مطرودون متعبون

من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها.

أَبو زيد: فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل

عنها وتركها؛ قال أَبو منصور: روي هذا الحرف فحل جاسر، بالجيم، أَي فادر،

قال: وأَظنه الصواب.

والمِحْسَرَة: المِكْنَسَةُ.

وحْسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلوه فأَعطاهم حتى لم يبق

عنده شيء.

والحَسارُ: نبات ينبت في القيعان والجَلَد وله سُنْبُل وهو من دِقّ

المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خير من رَطْبِه، وهو يستقل عن الأَرض شيئاً قليلاً يشبه

الزُّبَّادَ إِلاَّ أَنه أَضخم منه ورقاً؛ وقال أَبو حنيفة: الحَسارُ

عشبة خضراء تسطح على الأَرض وتأْكلها الماشية أَكلاً شديداً؛ قال الشاعر

يصف حماراً وأُتنه:

يأْكلنَ من بُهْمَى ومن حَسارِ،

ونَفَلاً ليس بذي آثارِ

يقول: هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي. قال: وأَخبرني

بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبيه بالحُرْفِ في نباته وطعمه ينبت حبالاً

على الأَرض؛ قال: وزعم بعض الرواة أَنه شبيه بنبات الجَزَرِ. الليث:

الحَسار ضرب من النبات يُسْلِحُ الإِبلَ. الأَزهري: الحَسَارُ من العشب ينبت

في الرياض، الواحدة حَسَارَةٌ. قال: ورجْلُ الغراب نبت آخر،

والتَّأْوِيلُ عشب آخر.

وفلان كريم المَحْسَرِ أَي كريم المَخْبَرِ.

وبطن مُحَسِّر، بكسر السين: موضع بمنى وقد تكرر في الحديث ذكره، وهو بضم

الميم وفتح الحاء وكسر السين، وقيل: هو واد بين عرفات ومنى.

خَلف

خَلف
) خَلْفُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والصِّحاحِ، والعُبَابِ، أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ: نَقِيضُ قُدّامَ، مُؤَنَّثَةً، تكونُ اسْماً وظَرْفاً. الخَلْفُ: الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ، وَمِنْه قولُهُمْ: هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ. لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ)
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِينَا فِي خَلْفِ سَوْءٍ: أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ، وَبِذَلِك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، أَي: بَقِيَّةٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الخَلْفُ: الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ، ويُقَالُ فِي مَثَلٍ: سَكَتَ أَلْفاً، ونَطَقَ خَلْفاً أَي: سَكَتَ عَن أَلْفِ كَلِمَةٍ، ثمَّ تكلَّم بخَطَإٍ، قَالَ: وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً، فتَشَوَّرَ، فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ، وَقَالَ: إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. الخَلْفُ: الاٍ سْتِقَاءُ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَا ... علَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها، فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ. الخَلْفُ: حَدُّ الْفَأْسِ، أَو رَأْسَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: أَو رَأْسُهَا، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَمِ، لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ. مِن المَجَازِ: الخَلْفُ مِن الناسِ: مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، يُقَال: جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ، ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ، وجاءَ خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ، ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فِيهِ. الخَلْفُ: الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ، وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ، ضِدٌّ، وهُمْ خُلُوفٌ، أَي: حُضُورٌ وغُيَّبٌ، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ اليَهُودَ قالتْ: لقد عَلِمْنَا أَنّ َ مُحَمَّدًا لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً أَي: لم يَتْرُكْهم سُدَىً، لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ، وَلَا حَامِيَ، يُقَال: حَيٌّ خُلُوفٌ: إِذا غابَ الرِّجَالُ، وأَقَامَ النِّسَاءُ، ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الأَثِيرِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ، لأَبِي زُبَيْدٍ:
(أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ)
أَي: لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصَّاغَانِيُّ: صَوَابُه آلِ إِيَاسٍ وَهُوَ الرِّوايَةُ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ. الخَلْفُ: الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ، أَو هِيَ الَّتِي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَفِي الصِّحاح: فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ، أَي: لَهَا رَأْسَانِ. الخَلْفُ أَيضاً: رَأْسُ الْمُوسَي، والمِنْقَارُ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الخَشَبُ. الخَلْفُ: النَّسْلُ. الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال لَهُ: ضِلَعُ الخَلْفِ، وَهُوَ) أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا، وتَكْسَرُ الخاءُ. أَي: جَمْعُ الكُلِّ: خُلُوفٌ بالضَّمِّ. الخَلْفُ: الْمِرْبَدُ، أَو الَّذِي وَرَاءَ الْبَيْتِ، وَهُوَ مَحْبِسُ الإِبِلِ، يُقال: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، قَالَ الشاعِرُ:
(وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراً د ... وَلَا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ)
الخَلْفُ: الظَّهْرُ بِعَيْنِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمِنْه الحديثُ: لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، والجِهَةُ الَّتِي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه، وإِذا كانَ لَهَا بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ: الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي: بَعْدَهُ، وَبِه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى: وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً، أَي: بَعْدَكَ، وَهِي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وابنِ كَثِيرٍ، وأَبي عمرٍ و، وأَبي بكرٍ، والبَاقُونَ: خِلاَفَكَ، وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ. الخِلْفُ بِالْكَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ، كالْخِلْفَةِ، قَالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا: هما خِلْفَانِ، وخِلْفَتَانِ، قَالَ: دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ، والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ، أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ، والأُخْرَى خَلَقٌ. الخِلْفُ أَيضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ: الاسْمُ مِن الإِخْلافِ، وَهُوَ الاسْتِقَاء، كالْخِلْفَةِ. والخَالِفُ: المُسْتَقِي. الخِلْفُ: مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ، كالخِلْفَةِ، كَمَا سيأْتِي. الخِلْفُ: مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ، وَهِي قُصَيْراهَا وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخِلْفُ: أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ، والجَمْعُ: خُلُوفٌ وَمِنْه قوْلُ طَرَفَةَ:
(وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ)
الخِلْفُ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران، كَمَا فِي الصِّحاحِ الخِلْفُ: طَرَفُهُ، أَي الضَّرْع، هُوَ الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَقيل: هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ، كَمَا نَقَلَهُ اللَّيْثُ، أَو هُوَ لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ فِي الخُفِّ، والظِّلْفِ، والطُّبْيُّ فِي الحافِرِ، والظُّفُرِ، وجَمْعُ الخِلْفِ: أَخْلافٌ، وخُلُوفٌ، قَالَ:
(وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ)
وَوَلَدَتِ الشَّاةُ، وَفِي اللِّسَانِ: النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ، أَي: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً، وسَنَةً أُنْثَى، وَمِنْه قَوْلُهُم: نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ، بِهَذَا المَعْنَى. وذَاتُ خِلْفَيْنِ، بكَسْرِ الخاءِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لَهَا رَأْسَانِ، وَقد تقدَّمَ، ج: ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ. الخَلِفُ، كَكَتِفٍ: الْمَخَاضُ، وَهِي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ، الْوَاحِدَةُ) بِهَاءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: جَمْعُها مَخَاضٌ، على غَيْرِ قِياسٍ، كَمَا قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ: امْرَأَةٌ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ: مَالَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الخَلِفْ وَقيل: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ، ثمَّ حُمِلَ عَلَيْهَا، فلَقِحَتْ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَةٌ، حَتَّى تُعْشِرَ، ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ، وخَلاَئِف، وَقد خَلِفَتْ: إِذَا حَمَلَتْ وَفِي الحديثِ: ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ.
الخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ، فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ: إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي خَ ض ف قَرِيبا، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَنْشَدَهُوأَمَّا الخَلْفُ، سَاكِنُ الوَسَطِ، فَهُوَ الَّذِي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ، والخَلْفُ: المُتَخَلِّفُ عَن الأَوَّلِ، هَالِكاً كَانَ أَو) حَيَّا، والخَلْفُ: الْبَاقِي بعدَ الهالكِ، والتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ، يَخْلُفُ، خَلْفاً، سُمِّيَ بِهِ المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ، لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ، وجَمْعُهُ خُلُوفٌ، كقَرْنٍ وقُرُونٍ. قَالَ: وَيكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً، فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ)
فالخَلْفُ هُنَا: هُوَ التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى، وَلَيْسَ مِن مَعْنَى الخَلْفُ هُنَا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ، أَي: البَاقُونَ، وَعَلِيهِ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ، فِي خَلْفَفِ صِدْقٍ، وخَلْفَفِ سَوْءٍ، التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ، فقالَ: والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ، والخِلاَفَةِ، والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم. قَالَ: وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ قَالَ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فِيهِ، وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ، فقد صارَ علَى هَذَا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ، خَلَفْتُهُ، خَلَفاً: كنتُ بَعْدَه خَلَفاً مِنْهُ وبَدَلاً، وخَلَفْتُه، خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه، واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ، وخَلِيفٌ، ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ، وخَالِفٌ، قَالَ: وَقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى مَا بَيَّنَّاه. الخَلَفُ، بالتَّحْرِيكِ: مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ، تَقول: أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لَك، وَلَا يُقَالُ: خَلْفاً، يُقَال: هُوَ مِن أَبِيهِ خَلَفٌ، أَي: بَدَلٌ، والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ مِنْهُ. وَفِي حديثٍ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ القَعْنَبِيُّ: سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بِهَذَا الحديثِ. قلتُ: وَقد رُوِيَ هَذَا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِنَ الصَّحابةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَقد خَرَّجْتُه فِي جُزْءٍ لَطِيفٍ، وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ، فرَاجِعْهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخَلَفُ، بالتَحْرِيكِ، والسُّكُون: كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى، إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ فِي الخَيرِ، وبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ، يُقَال: خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْفُ سَوْءٍ، ومَعْنَاهما جَمِيعاً: القَرْنُ مِن النَّاسِ، قَالَ: والمُرَادُ فِي هَذَا الحديثِ المَفْتُوحُ، وَمن بالسَّكُونِ الحديثُ: سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ هِيَ جَمْعُ خَلْفٍ. الخَلَفُ: مَصْدَرُ الأَخْلَفِ، لِلأَعْسَرِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِ)

الزَّقَبُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، والاسْتِنَانُ: الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ. قيل: الأَخْلَفُ: اسْمُ الأَحْوَلِ، وَقيل: اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ، الَّذِي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ، وَفِي الصِّحاحِ، بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُخَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ، عَن مالكٍ، وشَرِيكٍ، وَعنهُ مُسْلِمٌ، وأَبو دَاوُدَ، مَاتَ سنة. خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس، عَن يَزِيدَ، ورَوْحٍ، وَعنهُ ابنُ مَاجَة. وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ، فإِنَّهُ مَشْهُورٌ، كَانَ فِي المائِةِ الرَّابِعَةِ، قَالَ أَبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ: خَلَطَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّا، رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ. خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ، عَن عامرٍ الأَحْوَلِ، وَعنهُ حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ: مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ. وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ. وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقاتِ. وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ، وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وخَلَفُ بنُ عَمْرو مَجَاهِيلُ. وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ، وخَلَفُ بن المُبَارَكِ، وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ، قَاضِي الرَّيِّ، قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ، وخَلَفُ بنُ ياسِين هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ. ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ. وأَبُو خَلَفٍ: تَابِعِيَّانِ، أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ، نَزِيلُ المَوْصِلِ، رَوَى عَن أنَسٍ، وَعنهُ مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ، قَالَهُ المِزِّيُّ، ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عَن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ. وأَبُو خَلَفٍ: رجلٌ آخَرُ، رَوَى عَن)
الشَّعْبِيِّ، وآخَرُ رَوَى عَنهُ عِيسَى ابنُ يُونُسَ. وأَبو خَلَفٍ: مُوسَى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ، رَوَى عَن قَتَادَةَ، وَعنهُ ابنُه خَلَفٌ. وخُلُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ: ة، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَخْلَفُ: الأَحْمَقُ. قيل: السَّيْلُ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي شرح الدِّيوَان: والأَخْلَفُ: بعضُهُم يَقُول: إِنَّه نَهْرٌ، أَي: فِي قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي سبَق ذِكْرُه. الأخْلَفُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ: الأخْلَفُ: الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ، بِالضَّمِّ، كَمَا سيأْتي، وَهُوَ خُلْفُفٌ، وخُلْفُفَةٌ. والْخُلْفُ، بِالضَّمِّ: الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ، وَهُوَ فِي المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والجَوْهَرِيُّ، يُقَال: أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ أَغْلَبِيٌّ، وإِلاّ فَفِي التَّنْزِيل: ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، وَقيل أعَمّ، لأَنَّه فِيمَا عُبِّرَ عَنهُ بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ، وَقيل: الخُلْفُ، بالضَّمِّ: القَوْلُ الباطلُ، ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ، ولعلَّه ممَّا فِيهِ لُغَتَانِ. انْتهى.
والخَلْفُ الَّذِي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ لم يَنْقُلُوا فِيهِ إِلاَّ الفتحَ فَقَط، وأَمّا الَّذِي بالضَّمِّ فَلَيْسَ إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ، أَو المُخَالَفَةِ، واللَّغَةُ لَا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ. أَو هُوَ أَي: الإخْلافُ أَن لَا تَفِيَ بالعَهْدِ، وأَنْ تَعِدَ عِدَةً وَلَا تُنْجِزَهَا، قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْلِفٌ، أَي: كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ، فَلَا يَجِدُ مَا طَلَبَ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والخُلْفُ: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ، قَالَ غيرُه: أَصْلُ الخُلْفِ: الخُلُفُ، بضَمَّتَيْنِ، ثمَّ خُفِّفَ، وَفِي الحديثِ: إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، أَي: لم يَفِ بعَهْدِهِ، وَلم يَصْدُقْ. الخُلْفُ أَيضاً: جَمْعُ الْخَلِيفِ، كــأَمِيرٍ، فِي مَعَانِيهِ الَّتِي تُذْكَرُ بَعْدُ. وكَزُبَيْرٍ، خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ، مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ، يَرْوِي عَن ابنِ سِيرِين، وَعنهُ سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ، وحَمَّادُ بن زَيْدٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ.
والْخِلْفَةُ، بِالْكَسْرِ: الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ، أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ، أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي: التَّرَدُّدِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: هَذَا خَلَفٌ مِن هَذَا، أَي عِوَضٌ مِنْهُ وبَدَلٌ، أَو هَذَا يَأْتِي خَلْفَ هَذَا أَي فِي أَثَرِهِ، أَو مَعْنَاهُ، أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى: خِلْفَةً: مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ، وَفِي اللِّسَانِ: عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، وبِالْعِكْسِ، فَجَعَلَ هَذَا خَلَفاً مِن هَذَا، قَالَهُ الفَرَّاءُ. والْخِلْفَةُ أَيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ. الخِلْفَةُ: مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي، وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلفَةُ: مَا نَبَتَ فِي الصَّيْفِ، قَالَ ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً:
(تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ ... تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ)

وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً، وَذَلِكَ بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ، لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ، والخِلْفَةُ: اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى، أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ: (بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ فِي كُلِّ مَجْثَمِ)
أَي: تَذْهَبُ هَذِه، وتَجِيءُ هَذِه. الخِلْفَةُ: مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ، قَالَ: كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ: الرَّيِّحَةُ، وَهُوَ مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّلِ الْبَرْدِ، وَهُوَ من الصُّفْرِيَّةِ. أَو الخِلْفَةُ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ، وَقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ: إِذا خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ. أَو الخِلْفَةُ: نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ، وَقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً، وَفِي النِّهَايَةِ: هوالوَرَقُ الأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ. وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ، ثُمَّ يُدْرِكُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ. الخِلْفَةُ: أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها: يُنَاصِرُ، من النَّصْرِ، وَهَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ، والصَّوَابُ: أَن يُبَاصِرُ، مِن البَصَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، والجَمْهَرَةِ، فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ، يُقَال: يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ، أَي: يَأْتِيها إِذا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ، والاسْمُ الخِلْفَةُ، بالكَسْرِ، وَذَلِكَ أَنْ يُبَاصِرَه، حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عَلَيْهِ، فَتلك الخِلْفَةُ. الخِلْفَةُ: الدَّوَابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ فِي أَلْوَانِهَا، وهَيْئَتِهَا، وَبِه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ،مِخْلافٌ: كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ. المِخْلاَفُ: الْكُورَةُ يُقْدِمُ عَلَيْهَا الإنْسَانُ، كَذَا فِي المُحْكَم، ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي: كُوَرُهَا، وَفِي حديثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ، إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ. وقالأَبو عمرٍ و: ويُقالُ: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ، وَهِي الأَطْرَافُ، والنَّوَاحِي، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةً: فِي كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ، بمَكَّةَ، والمَدِينةِ، والبَصْرَةِ، والكُوفَةِ، وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ وَنحن فِي مِخْلافِ المَدِينَةِ، وهم فِي مِخْلافِ اليَمَامَةِ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: المِخْلاَفُ: البَنْكَرْدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: فُلانٌ مِن مِخْلافِ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ، والجَمْعُ: مَخَالِيفُ، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ، والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ، والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ، والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ. هَذَا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، قَالَ ياقُوتُ: تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ، قلتُ: وَهَذَا كَمَا ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ، إِذا)
انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هَذِه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بِمَا أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ، وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هِيَ لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً، وَقَالَ أَيضاً بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ: ومَا عَدَاهُ كَمَا تقدَّم ذِكْرُه، قلتُ: هَذَا الَّذِي بَلَغْنِي فِيهِ، وَلم أَسْمَعْ فِي اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً، وَعِنْدِي فِيهِ مَا أَذْكُرُهُ، وَهُوَ أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً، وكَثُرُوا فِيهِ، وَلم يَسَعْهُمْ المُقَامُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا فِي نَوَاحِي الْيَمَنِ، فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاً يَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه، فكانُواومِخْلاَفِ يَام، فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ، ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كَمَا تَرَى. وفَاتَهُ: ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ، كمِخْلافِ أَصابَ، ومخلاف رَيْمَةَ، ومِخْلاَفِ عَبْسٍ، ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ، ومِخْلاَفِ السلفية، ومِخْلاَفِ كبورة، ومِخْلافِ يَعْفَرُ، وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ، واللهُ المُوَفِّقُ لَا رَبَّ غَيْرُه، وَلَا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه. ورَجُلٌ خَالِفَةٌ: أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ، والشِّقَاقِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ، هَل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ مَا تَصْنَعُ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍ وأَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ. يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هُوَ، وأَيُّ خَالِفَةَ هُوَ، مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً، أَي: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ. انْتَهَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ: النَّاسُ، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَلِفَ والَّلامَ.)
وَقَالَ غيرُه: يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هُوَ. يُقَال أَيضاً: مَا أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هُوَ، وأَيّ خَافِيَةٍ هُوَ، فَلم يُجْرِهما أَيْ: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ المَعْرِفَةُ، لأَنَّه وإِنْ كَانَ وَاحِداً فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جَماعةٍ، يُرِيد: أَيُّ الناسِ هُوَ، كَمَا يُقَال: أَي تَمِيمٍ هُوَ وأَيُّ أَسَدٍ هُوَ، وَبِهَذَا سَقَطَ مَا أَوْرَدَهوالْخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ، القَلِيلُ العَقْلِ، والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَالْخَالِفِ وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُقَال أَيضاً: امْرَأَة خَالِفَةٌ، وَهِي الحَمْقَاءُ. الخَالِفَةُ: الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخَالِفَةُ: عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ، كَذَا فِي الصِّحاح، قيل: فِي مُؤَخِّرِهِ، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَالِفَةُ: آخِرُ البَيْتِ، يُقَال: بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ، والخَوَالِفُ: زَوَايَا البَيْتِ، وَهُوَ مِن ذَلِك، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَالِفَهُ البيتِ: تحتَ الأطْنَابِ فِي الكِسْرِ، وَهِي الخَصَاصَةُ أَيضاً، وَهِي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ: مَا خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ: السِّقَاءُ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: المُسْتَقِي، كَمَا هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ،)
ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والعُبَابُ أَيضاً هَكَذَا، كَالْمُسْتَخْلِفِ، وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا:
(ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ)

(صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍ ... صَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِ)
والنَّبِيذُ الفَاسِدُ. الخَالِفُ: الَّذِي يَقْعُدُ بَعْدَكَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَعَ الْخَالِفِينَ هَكَذَا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ.
والْخِلِّيفَي، بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الأَوْزَانِ الَّتِي يَزِنُ بهَا مَا يَأْتِي علَى لَفْظِهَا، وَلذَا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً: الْخِلاَفَةُ، قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ: إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ فِي الخِلاَفَةِ، لَا نَفْسُها، كَمَا يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ. انْتهى. قلتُ: وَقد وَرَدَ ذَلِك فِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ فِي ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ، وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها، فإِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ. الخَلِيفُ، كَــأَمِيرٍ: الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعرِ وَهُوَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ:
(فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
جَزَمْتُ: مَلأْتُ، وأَطْرِقَةً: جَمْعُ طَرِيقٍ. الخَلِيفُ: الْوَادِي بَيْنَهُمَا، وَهُوَ فَرْجٌ بَين قُنَّتَيْنِ، مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ، قَالَ: خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم: ذِيخُ الْخَلِيفِ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعِرِ، وَهُوَ كُثَيِّرٌ، يَصِف نَاقَتَهُ:
(وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصّاغَانِيُّ: بذِفْرَى وأَوَّلُهُ:
(تُوَالِي الزِّمَامَ إِذا مَا دَنَتْ ... رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا)
ويُرْوَى: ذِيخِ الرَّفِيضِ وَهُوَ قِطْعَةٌ مِن الجَبَلِ. الخَلِيفُ: مَدْفَعُ الْمَاءِ بَين الجَبَلَيْنِ، وَقيل: مَدْفَعُه بينَ الوَادِيَيْنِ، وإِنَّمَا ينْتَهِي المَدْفَعُ إِلى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. قيل: الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ، قَالَه السُّكَّرِيُّ، أَو وَرَاءَ الجَبَلِ، أَو وَرَاءَ الوَادِي، وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فَقَط، جَمْعُ ذَلِك كُلِّه: خُلُفٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: فِي خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا)
الخَلِيفُ: السَّهْمُ الْحَدِيدُ، مِثْلُ الطَّرِيرِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِيِّ:
(ولَحَفْتُه مِنْهَا خَلِيفاً نَصْلُهُ ... حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بمِنْزَعِ)
ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ لِسَاِعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ، وَهُوَ غَلَطٌ، ثمَّ الَّذِي قَالَُ السُّكَّرِيُّ فِي شَرْحِ هَذَا البيتِ، وضَبَطَهُ حَلِيفاً هَكَذَا بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وفَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ، ولَحَفْتُه: جَعَلْتُه لَهُ لِحَافَاً. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الأَشْبَهُ، وَقد تقدَّم الحَلِيفُ بمَعْنَى النَّصْلِ فِي مَوْضِعِهِ. الخَلِيفُ: الثَّوْبُ يُشَقُّ وَسَطُهُ، فيُخْرَجُ البَالِي مِنْهُ، فيُوصَلُ طَرَفَاهُ ويُلْفَقُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَقد خَلَفَ ثَوْبَهُ، يَخْلُفُه، خَلْفاً، المَصْدَرُ عَن كُرَاعٍ. خِلِيفُ الْعَائِذِ: هِيَ النَّاقَةُ فِي اليَّوْمِ الثَّانِي مِن نِتَاجِهَا، وَمِنْه يُقَالُ: رَكِبَهَا يَوْمَ خَلِيفِها.
قَالَ أَبو عمرٍ و: الخَلِيفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإِ، يُقَال: ائْتِنَابلَبَنِ نَاقَتِكَ يومَ خَلِيفِها، أَي: بعدَ انْقِطاعِ لَبَنِهَا، أَي: الحَلْبَةُ الَّتِي بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. جَمْعُ الْكُلِّ خُلُفٌ، كَكُتُبٍ ومَرَّ لَهُ قَرِيبا أَن الخُلُفَ، بالضَّمِّ، جَمْعُ الخَلِيفِ فِي مَعَانِيهِ، وكلاهُما صَحِيحٌ، كرُسُلٍ ورُسْلٌ، يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ، غيرَ أَنَّ تَفْرِيْقَهُ إِيَّاهُما فِي مَوْضِعَيْنِ مِمَّا يُشَتِّتُ الذِّهْنَ، ويُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِيفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ. الخَلِيفُ: جَبَلٌ، وَفِي العُبَابِ: شِعْبٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي قَوْلِ عبدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ العَامِرِيِّ:
(فَكَأَنَّمَا قَتَلُوا بجارِ أَخِيهِمُ ... وَسَطَ المُلُوكِعلَى الخَلِيفِ غَزَالاَ)
وَكَذَا فِي قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوْسِ بنِ حِمَارٍ البَارِقِيِّ:
(ونحنُ الأَيْمَنُونَ بَنُو نُمَيْرٍ ... يَسِيلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِيفُ)
قيل: هِيَ بَيْنَ مَكَّةَ والْيَمَنِ. الخَلِيفُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي أَسْبَلَتْ، وَفِي العُبَابِ: سَدَلَتْ شَعْرَهَا خَلْفَهَا.
وخَلِيفَا النَّاقَةِ: مَا تَحْتَ إِبِطَيْهَا، لَا إِبْطَاهَا، ووَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَة:
(كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدِ صَيْدَنِ)
المَكَا: جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنَبِ ونَحْوِهِما، والرَّحَى: الكِرْكِرَةُ، والبُنَى: جَمْعُ بُنْيَةٍ، والصَّيْدَنُ هُنَا: الثَّعْلَبُ. ونَصُّ العُبَابِ مِثْلُ نَصِّ الجَوْهَرِيِّ، وَالَّذِي قَالَهُ المُصَنِّفُ أَخَذَهُ مِن قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ مَا نَصَّه: الخَلِيفُ مِن الجَسَدِ: مَا تَحْتَ الإِبْطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: والإِبطُ غَيْرُ مَا تَحْتَهُ، ثمَّ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والخَلِيفان مِنَ الإِبِلِ: كالإِبِطَيْنِ مِن الإِنْسَانِ، فَانْظُر هَذِه العِبَارَةَ، ومَأْخَذُ الجَوْهَرِيِّ مِنْهَا صَحِيحٌ، لَا غَلَطَ فِيهِ. وَقَالَ شيخُنَا: ومِثْلُ هَذَا لَا يُعَدُّ وُهماً لأَنَّهُ نَوْعٌ مِن المَجَازِ، وَكَثِيرًا مَا تُفَسَّرُ الأَشْيَاءُ بِمَا يُجَاوِرُها بمَوْضِعِها، ونَحْوِ ذَلِك. والْخَلِيفَةُ، هَكَذَا بالَّلامِ فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: خَلِيفَة، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، والتَّكْمِلَةِ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ هَكَذَا)
بِلَا لاَمٍ، وَهُوَ جَبَلٌ بمكَّةَ مُشْرِفٌ علَى أَجْيَادٍ، هَكَذَا فِي اللِّسَانِ، زَادَ فِي العُبَابِ: الْكَبِيرِ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الأَجْيَادَ أَجْيَادَانِ الكَبِيرُ والصَّغِيرُ، وَقد صَرَّح بِهِ ياقُوتُ أَيضاً، ومَرَّ ذَلِك فِي الدَّالِ، وَلذَا يُقَال لَهما: الأَجْيَادَانِ. وبِلاَ لاَمٍ: خَلِيفَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمْرٍ والبَيَاضِيُّ الأَنْصَارِيُّ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، هَكَذَا رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاق، وَقد اخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ، شَهِدَ مَعَ عليٍّ حَرْبَهُ، أَو هُوَ عَلِيفَةُ، بالعَيْنِ الْمُهْمَلِةِ، وَهَكَذَا سَمَّاهُ ابنُ هِشَامٍ. وفَاتَهُ: أَبو خَلِيفَةَ بِشْرٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى ابنُه خَلِيفَةُ بنُ بِشْرٍ. وابْنُ كَعْبٍ، خَلِيفَةُ بنُ حُصَيْنِ بنِ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِيّ، عِدَادُه أَهلِ الكوفَةِ، رَوَى عَن جَمَاعَةٍ من الصَّحابةِ، ورَوَى عَنهُ الأَغَرُّ. وأَبو خَلِيفَةَ، عِدَادُه فِي أَهلِ اليَمَنِ، رَوَى عَن عليٍّ، وَعنهُ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وهؤلاءِ الثَّلاثةُ تَابِعيُّون. أَبو هُبَيْرَةَ خَلِيفَةُ بنُ خَيَّاطٍ الْبَصْرِيُّ العُصْفُرِيُّ اللُّيْثِيُّ، سَمِعَ حُمَيْداً الطَّوِيلَ، وَعنهُ أَبو الوليدِ الطَّيَالِسِيُّ، مَاتَ سنة، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَة بنِ خَلِيفَةَ، أَبوه مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، وتكلَّم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، ووَثَّقَهُ غيرُه، والثلاثةُ الأُوَلُ كمام أَشَرٍْنَا إِليه تَابِعِيُّون، مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلِيفَةُ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمٍْ الْوَاسِطِيُّ. وخَلِيفَةُ بنُ قَيْسٍ، مَوْلَى خالدِ بنِ عُرْفُطَةَ، حَلِيفُ بني زُهْرَةَ. وخَلِيفَةُ بنُ غالِبِ، أَبو غَالبٍ اللَّيْثِيُّ، هؤلاءِ مِن أَتْبَاعِ التَّابِعين. وخَلِيفَةُ بنُ حُمَيْدٍ، عَن إِياسِ بنِ مُعَاوِيَةَ، تُكُلِّمَ فِيهِ. والْخَلِيفَةُ: السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ، يَخْلُفُ مَن قَبْلَه، ويَسُدُّ مَسَدُّهُ، وتَاؤُه للنَّقْلِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ، وَفِي المِصْبَاحِ أَنها للمُبَالَغَةِ، ومِثْلُه فِي النِّهَايَةِ، قَالَ شيخُنا: وجَوَّزَ الشيخُ ابنُ حَجَرٍ المَكِّيُّ فِي فَتَاوَاهُ أَن يكونَ صِفَةً لمَوْصوفٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُه: نَفْسٌ خَلِيفَةٌ، وَفِيه نَظَرٌ، فَتَأَمَّلْ. قَالَ الجِوْهَرِيُّ: قد يُؤَنَّثُ، قَالَ شَيْخُنَا: يُرِيدُ فِي الإِسْنادِ ونَحْوِه. مُرَاعَاةً لِلَفْظِهِ، كَمَا حَكَاهُ الفَرَّاءُ، وأَنْشَدَ:
(أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدَتْهُ أُخْرَى ... وأَنْتَ خَلِيفَةٌ ذَاكَ الْكَمَالُ)
قلتُ: وَلَدَتْهُ أُخْرَى قَالَهُ لِتَأْنِيثِ اسْمِ الخليفةِ، والوَجْهُ أَن يكونَ: وَلَدَه آخَرُ. كالْخَلِيفِ بغَيْرِ هاءٍ، أَنْكَرَهُ غيرُ واحدٍ، وَقد حَكَاهُ أَبو حاتمٍ، وأَوْرَدَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ، وابنُ بَرِّيِ فِي الأَمَاِي، وأَنْشَدَ أَبو حاتمٍ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:
(إِنَّ مِنَ الْحَيِّ مَوْجُوداً خَلِيفَتُهُ ... ومَا خَلِيفُ أَبِي وَهْبٍ بِمَوْجُودِ)
ج: خَلاَئِفُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: جاؤُوا بِهِ علَى الأَصْلِ، مِثْل: كَرِيمَةٍ وكَرَائِمَ، قَالُوا أَيضا: خُلَفَاءُ، مِن أَجْلِ أَنَّه لَا يَقَعُ إِلاَّ علَى مُذَكَّرٍ، وَفِيه الهاءُ، جَمَعُوه علَى إِسْقاطِ الهاءِ، فصارَ مِثْلَ: ظَرِيفٍ وظُرَفَاءَ لأَنَّ فَعِيلَة بالهاءِ لَا تُجْمَعُ علَى فُعْلاَءَ، هَذَا كلامُ الجَوْهَرِيُّ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَهُوَ) نَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ، وعَلَى قَوْلِ أَبي حاتمٍ، وابنِ عَبَّادٍ لَا يُحْتَاجُ إِلّى هَذَا التَّكَلُّفِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: جَازَ أَن يُقَالَ لِلأَئِمَّةِ: خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ،خَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفاً، وخُلُوفَةً، بضَمِّهِمَا على الصَّوابِ، وَلَو أَنَّ إِطْلاقَ المُصَّنِفِ يقْتَضِي فَتْحَهُمَا، وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَا خِلْفَةً، بالكَسْرِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، وَمِنْه الحدِيثُ: لَخُلُوفُ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، قَالَ شيخُنَا: الخُلُوفُ، بالضَّمِّ، بمعنَى تَغَيُّرِ الفَمِ هُوَ المَشْهُورُ، الَّذِي صّرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، وحكَى بعضُ الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين فَتْحَهَا، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ الدَّمِيرِيُّ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ، وأَظُّنُّه غَلَطاً، كَمَا صرَّح بِهِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: الفَتْحُ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، واللهُ أَعلمُ، وَفِي رِوايَةِ: خِلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، وسُئِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عَنهُ عَن القُبْلَةِ للصَّائمِ، فَقَالَ: ومَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا كَأَخْلَفَ، لُغَةٌ فِي خَلَفَ، أَي: تَغَيَّرَ طَعْمُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِنْهُ نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ لِلْفَم، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: نَوْمُ الضُّحَى، ومُخْلِفَةٌ، ضَبَطُوه بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِهَا، مَعَ كَسْرِ اللامِ وفَتْحِهَا، أَي تُغَيِّرَ الفَمَ. خَلَفَ اللَّبَنُ، والطَّعَامُ: إِذا تَغَيَّر طَعْمُهُ، أَو رَائِحَتُهُ كأَخْلَفَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَرَ،)
ورُوِيَ: خَلُفَ ككَرُمَ، خُلُوفاً، فيهمَا، وَقيل: خَلَفَ اللَّبَنُ خُلُوفاً: إِذا أُطِيلَ إِنْقَاعُه حَتَّى يَفْسُدَ، وَفِي الأَسَاسِ: أَي خَلَفَ طَيِّبَه تَغَيُّرُه، أَي: خلط، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَفَ الطَّعَامُ والفَمُ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَا، وَكَذَا مَا أَشْبَهَ الطَّعَامَ والْفَمَ. خَلَفَ فُلاَنٌ: فَسَدَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ: عَبْدٌ خَالِفٌ، أَي فَاسِدٌ، وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَر، ومَصْدَرُه الخَلْفُ، بالسُّكُونِ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب كَرُم، فَهُوَ خَالِفٌ، كحَمُضَ، فَهُوَ حَامِضٌ.يَصِفُ صَائِداً:
(يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ ... كَالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْدَاماً بِأَطْمَارِ)
أَي: أَخْلَفَ مَوْضِعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً. خَلَفَ لأَهْلِهِ خَلْفاً: اسْتَقَى مَاءً، والاسْمُ الخِلْفُ، والخِلْفَةُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: كَاسْتَخْلَفَ، وأَخْلَفَ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَخْلَفْتَ القَوْمَ: حَمَلْتُ إِليهِم الماءَ العَذْبَ، وهم فِي رَبِيعٍ لَيْسَ مَعَهم مَاءٌ عَذْبٌ، أَو يكونُونَ علَى مَاءٍ مِلْحٍ، وَلَا يكون الإِخْلافُ إِلاَّ فِي الرَّبِيع، وَهُوَ فِي غيرِه مُسْتَعَارٌ مِنْهُ. خَلَفَ النِّبِيذُ: فَسَدَ، فَهُوَ خَالِفٌ، وَقد تقدَّم. ويُقَالُ لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَالاَ، وَفِي الْمُحكم: مَنْ لَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، كَالأَبِ، والأُمِّ، والعَمِّ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ، أَيْ: كَانَ الله عَلَيْكَ خَلِيفَةً، وخَلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ خَيْراً أَو بِخَيْرٍ، وَفِي اللِّسَان: وبخَيْرٍ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا) دَخَلَتِ الباءُ فِي بخَيْرٍ أُسْقِطَتِ الأَلِفُ، وأَخْلَفَ اللهُ عَلَيْكَ خَيْراً، أَخْلَفَ لَكَ خَيْراً، ويُقَال، لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، أَو ذَهَبَ مِن وَلَدٍ ومَالٍ: أَخْلَفَ الله لَكَ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ، وخَلَفَ اللهُ لَكَ، أَو يَجُوزُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ فِي الْمَالِ ونَحْوِهِ مِمَّا يُعْتَاضُ مِنْهُ، وعبارةُ الجَوْهَرِيِّ: ويُقَال لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ، أَو وَلَدٌ، أَو شَيْءٌ يُسْتَعَاضُ: أَخْلَفَ اللهُ عليكَ، أَي: رَدَّ اللهُ عليكَ مِثْلَ مَا ذَهَبَ، فإنْ كَانَ هَلَكَ لَهُ أَخٌ أَو عَمٌّ، أَو وَالِدٌ، قُلْتَ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، بغَيْرِ أَلِفٍ، أَي كَانَ اللهُ خَلِيفَةَ والدِك، أَو مَن فَقَدْتَه عَلَيْك. انْتهى، وَقَالَ غيرُه: يُقَال: خَلَفَ اللهُ لَك خَلَفاً بخَيْرٍ، وأَخْلَف عَلَيْك خَيْراً، أَي أَبْدَلَكَ بِمَا ذَهَبَ منكَ، وعَوَّضَك عَنهُ، وَقيل: يُقَالُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، إِذا مَاتَ لَك مَيِّتٌ، أَي: كَانَ اللهُ خَلِيفةً، وَقد ذَكره المُصَنِّفُ، ويَجُوزُ فِي مُضَارِعهِ يَخْلَفُ، كَيَمْنَعُ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَنَّه لَا مُوجِبَ لفَتْحِهِ فِي المُضَارِع مِن غَيْرِ أَنْ يكونَ حَرْفًا حَلْقِيًّا. وخَلَفَ عَن أَصْحَابِهِ، يَخْلُفُ، بالضَّمِّ: إِذا تَخَلَّفَ: قَالَ الشَّمَّاخُ:
(تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُنَا الْمَنَايَا ... وأَخْلَفَ فِي رُبُوعِ عَنْ رُبُوعِ)
خَلَفَ فُلاَنٌ خَلاَفَةً، وخُلُوفاً، كَصَدَارَةٍ، وصُدُورٍ: حَمُقَ، وقَلَّ عَقْلُهُ، فَهُوَ خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وأَخْلَفُ، وخَلِيفٌ، وَهِي خَلْفَاءُ، والتاءُ فِي خَالِفَةٍ للمُبَالَغَةِ، وَقد تقدّم. خَلَفَ عَن خُلُقِ أَبِيهِ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَ عَنْهُ. خَلَفَ فُلاَناً، يَخْلُفُه، خَلَفاً: صَارَ خَلِيفَتَهُ فِي أَهْلِهِ، ووَلَدِهِ، وأَحْسَنَ خِلاَفَتَهُ عَنهُ فيهم. وخَلِفَ الْبَعِيرُ، كَفَرِح: مَالَ علَى شِقٍّ واحدٍ، فَهُوَ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ. خَلِفَتِ النَّاقَةُ تَخْلَفُ، خَلَفاً: أَي حَمَلَتْ قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ. والخِلاَفُ، كَكِتَابٍ، وشَدُّهُ، أَي مَعَ فَتْحِهِ لَحْنٌ من العَوَامِّ، كَمَا فِي العُبَابِ: صِنْفٌ مِن الصَّفْصَافِ ولَيْس بِهِ، وَهُوَ بأَرْضِ العربِ كَثِيرٌ، ويُسَمَّى السَّوْجَرَ، وأَصْنَافُهُ كثيرةٌ، وكُلُّهَا خَوَّارٌ ضَعِيفٌ، وَلذَا قَالَ الأَسْوَدُ:
(كَأَنَّكَ صَقْبٌ مِن خِلاَفٍ يُرَى لَهُ ... رُوَاءٌ وتَأْتِيهِ الْخُؤُورَةُ مِنْ عَلْ)
الصَّقْبُ: عَمُودٌ مِن عُمُدِ البَيْتِ، والواحِدَة: خِلاَفَةٌ. وزَعَمُوا أَنه سُمِّيَ خِلاَفاً، لأَنَّ السَّيْلَ يَجِيءُ بِهِ سَبْياً، فَيَنْبُتُ مِن خِلاَفِ أَصْلِهِ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهَذَا لَيْسَ بقَوِيٍّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومَوْضِعُهُ مُخْلَفَةٌ. قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَحْمِلُ فِي سَحْقِ مِنَ الْخِفَافِ تَوَادِياً سُوِّينَ مِنْ خِلاَفِ)
فإِنَّمَا يُرِيدُ مِن شَجَرِ مُخْتَلِفٍ، وَلَيْسَ يَعْنِي الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَال لَهَا: الخِلافُ لأَنَّ ذَلِك لَا يكَاد أَن يكونَ فِي الْبَادِيَةِ. وَرَجُلٌ خِلِّيفَةٌ، كَبِطِّيخَةٍ: مُخَالِفٌ ذُو خِلْفَةٍ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ. رجل خِلَفْنَةٌ، كَرِبَحْلَةٍ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وخِلْفَناةٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، عَن اللِّحْيَانِيِّ، ونُونُهُمَا زَائِدَةٌ، وهُمَا لِلْمُذَكَّرِ والْمُؤَنَّثِ والْجَمْعِ، يُقَال: هَذَا رجلٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، وامرأَةٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، والقومُ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ قألَهُ اللِّحْيَانِيُّ، ونُقِلَ عَن بعضِهم فِي الْجمع: خِلَفْنَاتٌ فِي الذُّكُورِ والإِنَاثِ: أَيْ مُخَالِفٌ، كَثِيرُ الْخِلاَفِ، وَفِي خُلُقِهِ خِلَفْنَةٌ، كدِرَفْسَةٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، وخِلْفْنَاةٌ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ، ونُونُهُما زائدةٌ أَيضاً، كَذَا خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وخِلْفَةٌ، وخُلْفَةٌ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ: أَي خِلاَفٌ، وَقد تقدَّم عَن ابْن بُزُرْجَ أَنَّ الخُلْفَةَ فِي العَبْدِ، بِالضَّمِّ، هُوَ الحُمْقُ والعَتَهُ، وَعَن غيرِهِ: الفَسَادُ، وبَيْن خِلْفَةٍ وخِلْقَةٍ جِنَاسُ تَصْحِيفٍ. المَخْلَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: الطَّرِيقُ، فِي سَهْلٍ كانَ أَو جَبَلٍ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ)
مُخْلَفَةُ بني فُلانٍ: المَنْزِلُ. ومَخْلَفةُ مِنًى: حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ، وَمِنْه قَوْلُ الهُذَلِيِّ:
(وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزًّا ... إِذَا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ الْبُيُوتُ)
قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ همَيْلٍ الهُذَلِيِّ، وَلم يُذْكَرْ شِعْرُه فِي الدِّيوانِ. المَخْلَفُ، كَمَقْعَدٍ: طُرُقُ النَّاسِ بِمِنًى حَيْثُ يَمُرُّونَ، وَهِي ثلاثُ طُرُقٍ، وَيُقَال: اطْلُبْهُ بالمَخْلَفَةِ الوُسْطَى مِن مِنًى. ورَجُلٌ خُلْفُفٌ، كَقُنْفُذٍ، وضُبِطَ فِي اللِّسَانِ مِثْل جُنْدُبٍ. أَحْمَقُ، وَهِي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ، بهاءٍ، وبِغَيرِ هاءٍ: أَي حَمْقَاءُ. وأُمُّ الخُلْفُفِ، كَقُنْفُذٍ، وَجُنْدَبٍ وعلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ: الدَّاهِيَةُ، أَو الْعُظْمَى مِنْهَا. وأَخْلَفَهُ الْوَعْدَ: قَالَ ولَمْ يَفْعَلْهُ، قَالَ اللهُ تعالَى: إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، ونَصُّ الصِّحاح: أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلُه علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ: أَخْلَفَ فُلاناً أَيْضاً: إِذا وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً، وأَنْشَدَ لِلأَعْشَى:
(أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا ... فَمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا)
ويُرْوَى: فَمَضَى. قَالَ: كَانَ أَهلُ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: أَخْلَفَتِ النَّجُومُ، أَي: أَمْحَلَتْ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَطَرٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، وأَخْلَفَتْ عَن أَنْوَائِهَا كَذَلِك، أَي: لأَنَّهُمْ كانُوا يَعْتَقِدُونَ ويَقُولُونَ: مُطِرْنَا بنَوْءِ كَذَا وَكَذَا. ونَقَلَ شيخُنَا عَن الفَارَابِيِّ فِي ديوانِ الأَدَبِ، أَنَّ أَخْلَفَهُ من الأَضْدادِ، يَرِدُ بمعنَى: وَافَقَ مَوْعِدَهُ، قَالَ: وَهُوَ غَرِيبٌ. أَخْلَفَ فُلاَنٌ لِنَفْسِهِ، أَو لغيرِه: إِذَا كَان قد ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ، فَجَعَلَ) مَكَانَهُ آخَرَ، وَمِنْه الحديثُ: أَبْلِي وأَخْلِفِي، ثمَّ أَبْلِي وأَخْلِفِي، قَالَهُ لأُمِّ خالِدٍ حِين أَلْبَسَهَا الخَمِيصَةَ، وَتقول العَرَبُ لمَن لَبِسَ ثوبا جَدِيدا: أَبْلِ، وأَخْلِفْ، واحْمَدِ الكَاسِي. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلم تَرَ أَنَّ المالَ يخْلُفُ نَسْلُه ... ويأْتِي عَلَيْهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ)

(فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهْ)
يَقُول: اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ. أَخْلَفَ النَّبَاتُ: أَخْرَجَ الْخِلْفَةَ، وَهُوَ الَّذِي يخْرُجُ بَعْدَ الوَرَقِ الأَوَّلْ فِي الصَّيْفِ، وَفِي حديثِ جَرِيرٍ: خَيْرُ المَرْعَى الأَرَاكُ والسَّلَمُ، إِذا أَخْلَفَ كانَ لَجِيناً وَفِي حدِيثِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيِّ: حتَّى آلَ السُّلاَمَى، وأَخْلَفَ الْخُزَامَى، أَي: طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِن أُصُولِه بالمَطَرِ. أُخْلَفَ الرَّجُلُ: أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى السَّيْفِ، إِذا كَانَ مُعَلَّقًا خَلْفَهُ، لِيَسُلَّهُ وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَخْلَفَ يَدَهُ: إِذا أَرَادَ سَيْفَهُ، فأًخْلَفَ يَدَهُ إِلى الكَنَانَة، وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ رَجُلاً أَخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَخْلَفَ عَن الْبَعِيرِ: إِذا حَوَّلَ حَقَبَهُ، فَجَعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ، وذلِك إِذا أَصَابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ، فاحْتَبَسَ بَوْلُهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا يُقَال: أَخْلِفِ الحَقَبَ، أَي: نَحِّه عَن الثِّيلِ، وحَاذِ بِهِ الحَقَبَ، لأَنَّهُ يُقُالُ: حَقِبَ بَوْلُ الجَمَلَ، أَي: احْتَبَسَ، يَعْنِي أَنَّ الحَقَبَ وَقَعَ علَى مَبَالِهِ، ولايُقَال ذَلِك فِي النَّاقَةِ، لأَنَّ بَوْلَها مِن حَيائِها، وَلَا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحَياءِ. أَخْلَفَ فُلاناً: رَدَّهُ إِلَى خَلْفِهِ، قَالَ النَّابِغَةُ: (حتَّى إِذَا عَزَلَ التَّوَائِمَ مُقْصِرًا ... ذَاتَ الْعِشَاءِ وأَخْلَفَ الأَرْكَاحَا)
وَمِنْه حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ: جِئْتُ فِي الهَاجِرَةِ، فوجدتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُصَلِّي، فقُمْتُ عَن يَسَارِهِ، فأًخْلَفَنِي عُمَرُ، فجَعَلَنِي عَن يَمِينِهِ، فجَاءَ يَرْفَأُ، فتَأَخَّرْتُ، فصَلَّيْتُ خَلْفَهُ بحِذَاءِ يَمِينِه، يُقَال: أَخْلَفَ الرَّجُلُ يَدَهُ، أَي: رَدَّهَا إِلى خَلْفِهِ، قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ: أَي رَدَّ عَلَيْكَ مَا ذَهَبَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: تَكَفَّلَ اللهُ لِلْغَازِي أَنْ يُخْلِفَ نَفَقَتَهُ. أَخْلَفَ الطَّائِرُ: خَرَجَ لَهُ رِيشٌ بَعْدَ رِيشِهِ الأَوَّلِ، وَهُوَ مَجَازٌ، مِن أَخْلَفَ النَّبَاتُ أَخلف الْغُلاَمُ: إِذا راهَقَ الْحُلُمَ، فَهُوَ مُخْلِفٌ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ الدَّوَاءَ فُلاَناً: أَضْعَفَهُ بكَثْرَةِ التَّرَدُّدِ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ. والإِخْلاَفُ: أَنْ تُعِيدَ الْفَحْلَ علَى النَّاقَةِ إِذَا لَمْ تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ، وقَالُوا: أَخْلَفَتْ: إِذا حَالَتْ. والْمُخْلِفُ: الْبَعِير: الَّذِي جَازَ الْبِازِلَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: بعدَ البَازِلِ، وَلَيْسَ بَعْدَهُ سِنٌّ، ولكنْ يُقَال: مُخْلِفُ عَامٍ أَو عَامَيْنِ، وَكَذَا مَا زَادَ، والأُنْثَى بالهاءِ، وَقيل: الذَّكَرُ والأُنْثَى سَوَاءٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للجَعْدِيِّ:
(أَيِّدِ الْكَاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ ... أَخْلَفَ الْبَازِلَ عَاماً أَو بَزَلْ)

قَالَ: وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُول: النَّاقَةُ لَا تكونُ بَازِلاً، وَلَكِن إِذا أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ بَعْدَ البُزُولِ فَهِيَ بَزُولٌ،الخِلاَفُ: كُمُّ الْقَمِيصِ، يُقال: اجْعَلْهُ فِي مَتْنِ خِلاَفِكَ، أَي فِي وَسَطِ كُمِّكَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. قَوْلُهُم: هَوَ يُخَالِفُ فُلاَنَةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: إِلَى فُلانةَ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ، والعُبَابِ: أَيْ يَأْتِيهَا إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، ويَرْوَى قَوْلُ أَبِ ذُؤَيْبٍ:
(إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لَمْ يرْجُ لَسْعَهَا ... وخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوبٍ عَوَاسِلِ)
بالخَاءِ المَعْجَمَةِ، أَي جاءَ إِلى عَسَلِهَا وَهِي تَرْعَى غَائِبَةً تَسْرَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَالَفَهَا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، وحَالَفَهَا، بالحَاءِ المُهْمَلَةِ: أَي: لاَزَمَهَا وَكَانَ أَبو عَمرٍ وَيَقُول: خَالَفَهَا: أَي جاءَ مِن وَرَائِها إِلى العَسَلِ، والنَّحْلُ غَائِبَةٌ، كَذَا فِي شرح الدِّيوان، وَقيل: مَعْنَاهُ: دَخَلَ عَلَيْهَا، وأَخَذَ عَسَلَهَا وَهِي تَرْعَى، فكأَنَّه خَالَفَ هَوَاهَا بذلك، والحَاءُ خَطَأُ. وتَخَلَّفَ الرَّجُلُ عَنِ القَوْمِ: إِذا تَأَخَّرَ، وَقد خَلَّفَه وَرَاءَهُ تَخْلِيفَا. واخْتَلَفَ: ضِدُّ اتَّفَقَ، وَمِنْه الحديثُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، أَي: إِذا تقدَّم بعضُهم علَى بَعْضٍ فِي الصُّفُوفِ تَأَثَّرَتْ قُلُوبُهُم، ونَشَأَ بَيْنَهُمْ اخْتِلاَفٌ فِي الأُلْفَةِ والْمَوَدَّةِ، وقِيل: أَرادَ بهَا تَحْوِيلَهَا إِلى الأَدْبَارِ، وَقيل: تَغَيُّرَ صُورَتَهَا إِلَى) صُورَةٍ أُخْرَى، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، كَمَا تقدَّم. اخْتَلَفَ فُلاَناً: كَانَ خَلِيفَتَهُ مِن بَعْدِهِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَخْتَلِفُنِي، أَي يَخْلُفُنِي. اخْتَلَفَ الرَّجُلُ فِي المَشْيِ إِلى الْخَلاَءِ: إِذا صَارَ بِهِ إِسْهَالٌ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. اخْتَلَفَ صَاحِبَهُ: إِذا بَاصَرَهُ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وسَبَقَ لَهُ قَرِيبا بالنُّونِ والظَّاءِ المًشَالَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ، فَإِذَا غَابَ دَخَلَ علَى زَوْجَتِهِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي زَيْدٍ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. وممَا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: خَلَفَ العَنْبَرَ بِهِ: خَلَطَهُ. والزَّعْفَرَانَ، والدَّوَاءَ: خَلَطَهُ بماءٍ. واخْتَلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، الأَخِيرُ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أَلْحَحْتُ علَى فُلانٍ فِي الاتِّباعِ حَتَّى اختَلَفتُهُ، أَي، جَعَلتُه خَلفِي. وخَلَّفَهم تَخلِيفاً: تَقَدَّمَهم وتَرَكَهُم وَرَاءَهُ. وخَالَفَ إِلى قَوْمٍ: أَتَاهُم مِن خَلْفهِم، أَو أظْهَرَ لَهُم خلاَفَ مَا أَضْمَرَ، فأَخَذَهُمْ على غَفْلَةٍ. وخَالَفَهُ إِلى الشَّيْءِ: عَصَاهُ إِليه، أَو قَصَدَهُ بعدَ مَا نَهَاهُ عَنهُ، وَهُوَ منْ ذلكَ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ، وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة: خَالَفَ عَنَّا عَليُّ والزُّبَيْرُ أَي: تَخَلَّفَا. وجاءَ خَلاَفَهُ، بالكَسْرِ: أَي بَعْدَه، وقُرِئَ: وإِذًا لاَ يَلْبَثُونَ خِلاَفَكَ، وَكَذَا قولُه تعالَى: بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ نَبَّهَ عليهِ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلاَفُ فِي الآيَةِ الأَخِيرَةِ بمَعْنَى المُخَالَفَةِ، وخَالَفَهُ ابنُ بَرِّيّ، فَقَالَ: خِلاَفَ فِي الآيَةِ بمَعْنَى بَعْدَ، وأَنْشَدَ للحَارِثِ بن خالدٍ المَخْزُومِيِّ:
(عَقَبَ الرَّبِيعُ خِلاَفَهُمْ فَكَأَنَّمَا ... نَشَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَا)
قَالَ: ومِثْلَهُ لِمُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ:
(وَقد يُفْرِطُ الْجَهْلَ الْفَتَى ثُمَّ يَرْعَوِي ... خِلاَفَ الصِّبَا لِلْجَاهِلِينَ حُلُومُ) قَالَ: ومِثْلُه للْبُرَيقِ الهُذَلِيِّ: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ خِلاَفَهُمْ بِسِتَّةِ أَبْيَاتِ كَمَا نَبَتَ الْعِتْرُ وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيَارَ كَأَنَّهَا ... خِلاَفَ دِيَارِ الْكَاهِلِيَّةِ عُورُ)
وأَنْشَدَ للآخَرِ:
(فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلاَفَ الذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لأُخرَى مِثْلِهَا فَكَأّنْ قَدِ)
وأَنْشَدَ لأَوْسٍ: لَقِحْتْ بِهِ لَحْياً خِلاَفَ حِيَالِ أَي بَعْدَ حِيَالِ، وأَنشد لِمُتَمِّم:)
(وفَقْدَ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلم أَكُنْ ... خِلاَفَهُمُ أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا)
ومخلفات البَلَدِ: سُلْطَانُهُ، ومِخْلاَفُ الْبَلَدِ: سُلْطَانُهُ. ورَجُلٌ مَخْلاَفٌ مِتْلاَفٌ، ومَخْلِفٌ مُتْلِفٌ، وَقد اسْتطْرَدَهُ المُصَنَّفُ فِي ت ل ف، وأَهْمَلَه هُنَا. وأَخْلَفَتِ الأَرْضُ: إِذا أَصابَها بَرَدٌ آخِرَ الصَّيْفِ، فاخْضَرَّ بَعْضُ شَجَرِهَا. واسْتَخْلَفَتْ: أَنْبَتَتِ العُشْبَ الصَّيْفِيَّ. وأَخْلَفَتِ الشَّجَرةُ: لم تُثْمِرْ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يكونَ فِي الشَّجَرِ ثَمَرٌ، فيَذْهَبُ، وَقيل: الإِخْلافُ فِي النَّخْلةِ، إِذا لم تَحْمِلْ سَنَةً، كَمَا فِي اللِّسَانِ. وبَقِيَ فِي الحَوْضِ خِلْفَةٌ مِن ماءٍ: أَي بَقِيَّةٌ. وقَعَدَ خِلاَفَ أَصْحَابِهِ: لم يخْرُجْ مَعَهم، وخَلَفَ عَنْ أَصْحابِه كذلِكَ والخَلِيفُ، كــأَمِيرٍ: المُتَخَلِّفُ عَن المِيعادِ، والمُخَالِفُ لِلْعَهْدِ، وبكُلِّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَاعَدْنَا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْهُ ... وَلم تَشْعُرْ إِذَنْ أَنِّي خَلِيفُ)
كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوان. واسْتَخْلَفَ الرَّجُلُ: اسْتَعْذَبَ الماءَ، واخْتَلَفَ، وأَخْلَفَ: سَقاهُ، وأَخْلَفَهُ: حَمَلَ إِليه الماءَ العَذْبَ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ فِي الرَّبِيعِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وَقد تَقَدَّم، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ المُسْتَخْلِفُونَ يَسْتَقُونَ: أَي المُتَقَدِّمونَ. والخَالِفُ: المُتَخَلِّفُ عَن القَوْمِ فِي الغَزْوِ وغيرِه، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، نَادِرٌ، وَقد تقدَّم. والخَالِفَةُ: الوَارِدُ علَى الماءِ بعدَ الصَّادِرِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَعْرَابِيُّ أَبا بِكِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنا الخَالِفَةُ بَعْدَهُ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِك تَوَاضُعاً، وهَضْماَ لِنَفْسِهِ. وخَلَفَ فُلانٍ: إِذا خَالَفَهُ إِلَى أَهْلِهِ. ويُقَال: إِنَّ امْرَأَةَ فُلانٍ تَخْلُفُ زَوْجَها بالنِّزاعِ إِلَى غَيْرِهِ، إِذا غابَ عَنْهَا، وَمِنْه قَوْلُ أَعْشَىَ مَازِن يَشْكُو زَوْجَتَهُ: فَخَلَفَتْنِي بِنَزَاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ ولَطَّتْ بِالذَّنَبْ قَالَ ابنُ الأُثِيرِ: وَلَو رُوِيَ بالتَّشْدِيدِ لكانَ المَعْنَى فأَخَّرَتْنِي إِلَى وَرَاء. وخَلَفَ لَهُ بالسَّيْفِ: إِذا جَاءَهُ مِن خَلْفِهِ، فضَرَبَ عُنَقَهُ. وتَخَالَفَ الأمْرانِ: لم يَتَّفِقَا، وكَلُّ مَا لم يَتَسَاوَ فقد تَخَالَفَ، واخْتَلَفَ. ونِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي عَاماً ذَكَراً وعَاماً أُنْثَى، وَبَنُو فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي شِطْرَةٌ، نِصْفٌ ذُكُورٌ، ونِصْفٌ إِناثٌ. والتَّخَاليِفُ: الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَةُ. ورجُلٌ مَخْلُوفٌ: أَصَابَتْهُ خِلْفَةٌ، أَي: شِطْرَةٌ، ورِقَّةُ بَطْنٍ. وأَصْبَحَِ خَالِفًا: أَي ضَعِيفاً لَا يشْتَهِي الطَّعَامَ. وثَوْبٌ مَخْلوفٌ: مَلْفُوقٌ، وَقد خَلَفَهُ خَلْفاً، قَالَ الشاعرُ:)
(يُرْوِي النَّدِيمَ إِذَا انْتَشَى أَصْحَابُهُ ... أُمَّ الصَّبِيَّ وثَوْبُهُ مَخْلُوفُ)
وَقيل: المُخْلُوفُ هُنَا: المُرْهُونُ، والأَوَّلُ أَصُحُّ. واخْتَلَفَ إِليهِ اخْتِلافَةً واحِدَةً، وَهُوَ يَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ: يَتَرَدَّدُ. وَقيل: الخِلْفُ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُ الحالِبِ مِن الضَّرْعِ. ويُقَال: دَرَّتْ لَهُ أَخْلاَفُ الدَّنْيا، وَهُوَ مُجُازٌ. وأَخْلَفَ اللَّبَنُ: حَمُضَ. والْخَالِفُ: اللَّحْمُ الَّذِي تَجَدُ مِنْهُ رُوَيْحَةً، وَلَا بَأْسَ بِمَضْغِهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خَلَفٌ: إِذا اعْتَزَلَ أَهْلَهُ. وعَبْدٌ خَالِفٌ: قد اعْتَزَلَ أَهْلَ بَيْتِهِ. وخَلَفَ فُلانٌ عَن كلِّ خَيْرٍ: أَي لم يُفْلِحْ، وَفِي الأَسَاسِ: تَغَيِّرَ وفَسَدَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وبَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عَن ثِيلِهِ مِنْ خَلْفِهِ، إِذا حَقِبَ، قَالَهُ الفَزَارِيُّ. والأخْلَفُ مِن الإِبِلِ: المَشْقُوقُ الثِّيلِ، الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وَجَعاً. وأَخْلَفَ البَعِيرَ، كأَخْلَفَ عَنهُ. والخُلُفُ، بضَمَّتَيْن: نَقِيضُ الوَفَاءِ بالوَعْدِ، كالخُلُوفِ، بالضَّمِّ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ:
(أَقِيمُوا صُدُورَ الْخَيْلِ إِنَّ نُفُوسَكُمْ ... لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَالَهُنَّ خُلُوفُ)
والمُخْلِفُ: الكثيرُ الإِخْلافِ لوَعْدِهِ. والخَالِفُ: الَّذِي لَا يكادُ يُوفِي. وخَالِفَةُ الْغَازِي: مَن بَعْدَه مِن أَهْلِهِ، وتَخَلَّفَ عَنهُ. والخَالِفَةُ: اللَّجُوجُ مِن الرَّجَالِ. وخَلَفَت العامَ النَّاقَةُ: إِذا رَدَّهَا إِلى خَلِفَةٍ.
وصُخُورٌ مِثْلُ خَلائِفِ الإِبِلِ: أَي بقَدْرِ النُّوقِ الحَوَامِلِ. وامْرَأَةٌ خَلِيفٌ: إِذا كَانَ عَهْدُهَا بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وخَلَفَ فُلانٌ على فُلانةَ خِلاَفَةً: تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ، نَقَلَهُ الزَّمْخْشَرِيُّ. وإِبِلٌ مَخَالِيفُ: رَعَتِ البَقْلَ، وَلم تَرْعَ اليَبِيسَ، فَلم يُغْنِ عَنْهَا رَعْيُهَا البَقْلَ شَيْئاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(فَإِنْ تَسْأَلِي عَنَّا إِذَا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ ... مَخَالِيفَ حُدْباً لاَ يَدِرُّ لَبُونُهَا)
وفَرَسٌ ذُو شِكَالٍ مِن خِلافٍ: أَي إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى ورِجْلِهِ اليُسْرَى بَياضٌ، وبعضُهم يَقُول: لَهُ خَدَمَتَانِ مِنْ خِلافٍ: إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى بَيَاضٌ، وبيَدِهِ اليُسْرَى غيرُه. والمَخَالِفُ: صَدَقَاتُ العَرَبِ، كَذَا فِي التَّكْمِلِةِ. وخَلَفَهُ بخَيْرٍ أَو شَرٍّ: ذَكَرَه بِهِ بغَيْرِ حَضْرَتِهِ. والأَخْلِفَةُ، كأَنَّه جَمْعُ خَلْف: أَحَدُ مَحَالٌ بَوْلان بنِ عمرِو بنِ الغَوْثِ، مِن ضَيِّءِ، بأَجَإٍ، نَقَلَهُ ياقُوتُ. وَيحيى بن بنُ خُلُفٍ الحِمْيَرِيُّ، بضَمَّتَيْن، المعروفُ بأَبِي الخُلُوفِ، وَقد يُقَال فِي اسْمِ أَبيه: خُلُوف، بالضَّمِّ أَيضاً، وَلَدُه عبدُ المُنْعِمِ بنُ يحيى، حَدَّث عَنهُ أَبو الْقَاسِم الصَّفْراوِيُّ. وفُتُوحُ بنُ خَلُوفٍ، كصَبُورٍ، وابنُه عبدُ المُعْطِي، حَدَّثا عَن السِّلَفِيِّ، وابنُه محمدُ بنُ فُتُوحٍ، حدَّث عَن ابنِ مُوَقَّى.
وعبدُ اللهِ بنِ مُوسَى بنِ خُلُوفِ بنِ أَبي العَظَامِ، بالضَّمَِّ، ذكَره ابنُ بَشْكُوال. وحَمَلُ بنُ عَوْفٍ)
المَعَافِرِيُّ ثمَّ الخُلَيْفِيُّ، بالتَّصْغِيرِ، شَهِدَ فَتْحِ مصرَ، وَهُوَ والدُ عُبَادةَ بنِ حَمَلٍ، ذكَرَه ابنُ يُونُس فِي تاريح مصر. قلتُ: وشيخُ مَشَايِخِنا أَبو العَبَّاس شهابُ الدِّين أَحمد بنُ محمدَ بنِ عَطِّيَةَ بنِ أَبي الخيرِ الخُلَيْفِيُّ الأَزْهَرِيُّ الشَّافِعِيُّ، تُوُفِّيَ سنة، حَدَّثَ عَن مَنْصُور الطُّوخِيِّ، والشَّمْسِ محمدٍ العِنَانِيِّ. والشِّهابِ البِشْبِيشِيِّ، وَعنهُ شُيُوخُنا، وَقد تَقَدَّم ذِكرُه فِي م وس.

ديرُ هِندٍ الصُّغْرَى

ديرُ هِندٍ الصُّغْرَى:
بالحيرة يقارب خطة بني عبد الله ابن دارم بالكوفة مما يلي الخندق في موضع نزه، وهو دير هند الصغرى بنت النعمان بن المنذر المعروفة بالحرقة، قال هشام الكلبي: كان كسرى قد غضب على النعمان بن المنذر فحبسه فأعطت بنته هند عهدا لله إن ردّه الله إلى ملكه أن تبني ديرا تسكنه حتى تموت، فخلّى كسرى عن أبيها النعمان فبنت الدير وأقامت به إلى أن ماتت ودفنت فيه، وهي التي دخل عليها خالد بن الوليد، رضي الله عنه، لما فتح الحيرة فسلمت عليه فقال لها لما عرفها:
أسلمي حتى أزوجك رجلا شريفا مسلما، فقالت له: أما الدين فلا رغبة لي فيه غير دين آبائي، واما التزويج فلو كانت في بقية لما رغبت فيه فكيف وأنا عجوز هرمة أترقّب المنيّة بين اليوم وغد! فقال: سليني حاجة، فقالت: هؤلاء النصارى الذين في ذمتكم تحفظونهم، قال: هذا فرض علينا أوصانا به نبينا محمد، صلى الله عليه وسلّم، قالت: ما لي حاجة غير هذا فإني ساكنة في هذا الدير الذي بنيته ملاصقا لهذه الأعظم البالية من أهلي حتى ألحق بهم، قال: فأمر لها بمعونة ومال وكسوة، قالت: أنا في غنى عنه، لي عبدان يزرعان مزرعة لي أتقوّت بما
يخرج منها ويمسك الرمق وقد اعتددت بقولك فعلا وبعرضك نقدا، فقال لها: أخبريني بشيء أدركت، قالت: ما طلعت الشمس بين الخورنق والسدير إلا على ما هو تحت حكمنا فما أمسى المساء حتى صرنا حولا لغيرنا، ثم أنشأت نقول:
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا، ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف
فتبا لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلّب تارات بنا وتصرّف
ثم قالت: اسمع منّي دعاء كنا ندعو به لأملاكنا:
شكرتك يد افتقرت بعد غنى ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر، وأصاب الله بمعروفك مواضعه ولا أزال عن كريم نعمة إلا جعلك سببا لردّها إليه ولا جعل لك إلى لئيم حاجة، قال: فتركها وخرج، فجاءها النصارى وقالوا: ما صنع بك الــأمير؟
فقالت:
صان لي ذمتي وأكرم وجهي، ... إنما يكرم الكريم الكريم
وقد أكثر الشعراء من ذكر هذا الدير، فقال فيه معن بن زائدة الشيباني الــأمير وكان منزله قريبا منه:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... لدى دير هند والحبيب قريب
فتقضي لبانات ونلقى أحبّة، ... ويورق غصن للسرور رطيب
وهند هذه صاحبة القصة مع المغيرة بن شعبة.

مُكْرَانُ

مُكْرَانُ:
بالضم ثم السكون، وراء، وآخره نون أعجمية، وأكثر ما تجيء في شعر العرب مشددة الكاف، واشتقاقها في العربية أن تكون جمع ما كر مثل فارس وفرسان، ويجوز أن تكون مكران جمع مكر مثل وغد ووغدان وبطن وبطنان، قال حمزة: قد أضيفت نواح إلى القمر لأن القمر هو المؤثر في الخصب فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه، وذكر عدّة مواضع ثم قال: وماه كرمان هو الذي اختصروه فقالوا مكران، ومكران:
اسم لسيف البحر، وقد شدّد كافه الحكم بن عمرو التغلبي وكان قد افتتحها في أيام عمر فقال:
لقد شبع الأرامل، غير فخر، ... بفيء جاءهم من مكّران
أتاهم بعد مسغبة وجهد ... وقد صفر الشتاء من الدخان
فإني لا يذمّ الجيش فعلي، ... ولا سيفي يذمّ ولا سناني
غداة أرفّع الأوباش رفعا ... إلى السند العريضة والمدان
ومهران لنا فيما أردنا ... مطيع غير مسترخي الهوان
وفي كتاب أحمد بن يحيى بن جابر: ولّى زياد بن أبي سفيان في أيام معاوية سنان بن سلمة المحبّق الهذلي وكان فاضلا متألّها وهو أول من أحلف الجند بطلاق نسائهم أن لا يهربوا فأتى الثغر وفتح مكران عنوة ومصّرها وأقام بها وضبط البلاد، وفيه قيل:
رأيت هذيلا أمعنت في يمينها ... طلاق نساء ما تسوق لها مهرا
لهان عليّ حلفة ابن محبّق ... إذا رفعت أعناقها حلّقا صفرا
وقال ابن الكلبي: كان الذي فتح مكران حكيم بن جبلة العبدي ثم استعمل زياد على الثغر راشد بن عمرو الجديدي الأزدي فأتى مكران ثم غزا القيقان فظفر ثم غزا السند فقتل وقام بأمر الناس سنان بن سلمة فولّاه زياد ابن أبيه الثغر وقام به سنتين، وقال أعشى همدان في مكران:
وأنت تسير إلى مكّران ... فقد شحط الورد والمصدر
ولم تك من حاجتي مكّران ... ولا الغزو فيها ولا المتجر
وحدّثت عنها ولم آتها، ... فما زلت من ذكرها أخبر
بأنّ الكثير بها جائع، ... وأنّ القليل بها معور
وهذا نظم قول حكيم بن جبلة العبدي وكان عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، أمر عبد الله بن عامر أن يوجه رجلا إلى ثغر السند يعلم له علمه فوجّه حكيم بن جبلة فلما رجع أوفده إلى عثمان فسأله عن حال البلاد فقال: يا أمير المؤمنين قد عرفتها وخبرتها، فقال:
صفها لي، فقال: ماؤها وشل وتمرها دقل ولصّها بطل، إن قلّ الجيش فيها ضاعوا وإن كثروا جاعوا، فقال عثمان: أخابر أم ساجع؟ فقال: بل خابر، فلم يغزها أحد في أيامه وأول ما غزيت في أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كما ذكرنا، قال أهل السير: سميت مكران بمكران بن فارك بن سام ابن نوح، عليه السّلام، أخي كرمان لأنه نزلها واستوطنها لما تبلبلت الألسن في بابل، وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى وهي معدن الفانيذ ومنها ينقل إلى جميع البلدان وأجوده الماسكاني أحد مدنها، وهذه الولاية بين كرمان من غربيّها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في شرقيها، قال الإصطخري: مكران ناحية واسعة عريضة والغالب عليها المفاوز والضرّ والقحط، والمتغلب عليها في حدود سنة 340 رجل يعرف بعيسى بن معدان ويسمّى بلسانهم مهرا ومقامه بمدينة كيز وهي مدينة نحو من النصف من ملتان وبها نخل كثير وهي فرضة مكران، فأكبر مدينة بمكران القيربون وبها بيد وقصر فيد ودرك وفهلفهرة كلها صغار وهي جروم ولها رساتيق تسمى الخروج ومدينتها رأسك ورستاق يسمى جربان، وبها فانيذ وقصب سكر ونخيل، وعامّة الفانيذ الذي يحمل إلى الآفاق منها إلا شيء يسير يحمل من ناحية ماسكان، وطول عمل مكران من التيز إلى قصدار نحو اثنتي عشرة مرحلة، وإياها عنى عمرو بن معدي كرب بقوله:
قوم هم ضربوا الجبابر إذ بغوا ... بالمشرفيّة من بني ساسان
حتى استبيح قرى السواد وفارس ... والسهل والأجبال من مكران

شنخف

[شنخف] رجل شنخف، مثال جردحل، أي طويل. وفى الحديث: " إنك من قوم شنخفين ".
[شنخف] فيه: إنك "لشنخف" هو الطويل العظيم، وروى بسين وحاء مهملتين - وتقدم.
ش ن خ ف: رَجُلٌ (شِنَّخْفٌ) بِوَزْنِ جِرْدَحْلٍ أَيْ طَوِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّكَ مِنْ قَوْمٍ شِنَّخْفِينَ» . 
(شنخف) - في حديث عبد الملك: "إِنَّك لَشِنَّخْف"
: أي طَويِلٌ عَظِيمٌ.
(شنر) في حديث النَّخَعِىّ: "كان ذلك شَنَارًا فيه نَارٌ"
الشَّنَارُ: العَيبُ والعَارُ، وقيل: هو العَيْبُ الذي فيه عارٌ، وقد تَكرَّر في الحديث

شنخف: بعير شِنْخافٌ: صُلْبٌ شديد. ورجل شِنَّخْفٌ مثل جِرْدَحْلٍ أَي

طويل. والشَّنْخافُ والشِّنَّخْفُ: الطويل، والجمع شِنَّخْفون ولا

يُكَسّر. وفي الحديث: إنك من قَوْمٍ شِنَّخْفِينَ؛ قال الشاعر:

وأَعْجَبها، فيمنْ يَسُوجُ، عِصابةٌ

من القَومِ، شِنَّخْفونَ جِدَّ طوالِ

(* قوله «جد إلخ» كذا ضبط في الأصل. وتقدم بدله في مادة سوج: غير قضاف،

ولعله حذ جمع الاحذ الخفيف اليد.)

شنخف
ابن دريد: رجل شِنَّخْفٌ ولم يقولوا شِنَّخْفٌ: وهو الطويل. ودخل إبراهيم بن متمم بن نويرة اليربوعي على عبد الملك ين مروان فسلم بجهورية فقال: إنك لَشِنَّخْفٌ، فقال: يا أمير المؤمنين إني من قوم شِنَّخْفِيْنَ، فقال: وأراك أحمر قَرْفاً، قال: الحُسْنُ أحمر يا أمير المؤمنين. القَرْفُ: الشديد الحمرة.
وقال ابن عبّاد: الشِّنَّخْفُ: الضخم.
والشِّنْخِيْفُ: الطُّوَال.
وفي فلان شِنَّخْفَةٌ: أي كِبْرٌ.

حمد

حمد
الحَمْدُ لله تعالى: الثناء عليه بالفضيلة، وهو أخصّ من المدح وأعمّ من الشكر، فإنّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يقال منه وفيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، والحمد يكون في الثاني دون الأول، والشّكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة، فكلّ شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا، ويقال: فلان محمود:
إذا حُمِدَ، ومُحَمَّد: إذا كثرت خصاله المحمودة، ومحمد: إذا وجد محمودا ، وقوله عزّ وجلّ:
إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
[هود/ 73] ، يصحّ أن يكون في معنى المحمود، وأن يكون في معنى الحامد، وحُمَادَاكَ أن تفعل كذا ، أي: غايتك المحمودة، وقوله عزّ وجل: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
[الصف/ 6] ، فأحمد إشارة إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلم باسمه وفعله، تنبيها أنه كما وجد اسمه أحمد يوجد وهو محمود في أخلاقه وأحواله، وخصّ لفظة أحمد فيما بشّر به عيسى صلّى الله عليه وسلم تنبيها أنه أحمد منه ومن الذين قبله، وقوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
[الفتح/ 29] ، فمحمد هاهنا وإن كان من وجه اسما له علما- ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه كما مضى ذلك في قوله تعالى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى [مريم/ 7] ، أنه على معنى الحياة كما بيّن في بابه إن شاء الله.
(حمد) فلَانا أثنى عَلَيْهِ مرّة بعد مرّة
(ح م د) : (الْحَمْدُ) مَصْدَرُ حَمْدَ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ وَكُنِّيَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ الْحُمَيْدِيُّ وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ الْأَشْرِبَةِ لِأَنَّهُ مَحْمُودٌ عِنْدَهُمْ (وَالْمَحْمَدَةُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا مَا يُحْمَدُ بِهِ.
الحمد: هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم من نعمة وغيرها.

الحمد القولي: هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه.

الحمد الفعلي: هو الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله تعالى.

الحمد الحالي: هو الذي يكون بحسب الروح والقلب، كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية، والتخلق بالأخلاق الإلهية.

الحمد اللغوي: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل باللسان وحده.

الحمد العرفي: فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا، أعم من أن يكون فعل اللسان أو الأركان.
حمد الحَمْدُ نَقِيضُ الذَّمِّ. بَلَوْتُه فأحْمَدْتُه وَجَدْتَه حَمِيْداً مَحْمُوْداً. ومنه المَحْمِدَةُ. وحُمَاداكَ أنْ تَفْعَلَ كذا أي نَحْمَدُكَ. والتَّحْمِيْدُ كَثْرَةُ حَمْدِ الله. وأحْمَدَ الرَّجُلُ فَعَلَ ما يُحْمَدُ عليه. ومُحَمَّدٌ وأحْمَدُ اسْمَانِ. وقَوْلُهم أحْمَدُ إِليكَ اللَّه أي أحْمَدُ مَعَكَ اللَّه. ورَجُلٌ حُمَدَةٌ يَحْمَدُ النّاسَ. وأتَيْنا مَنْزِلاً حَمْداً وذَمّاً، ورَجُلٌ حَمْدٌ وذَمٌّ. وأحْمَدْتُ الرَّجُلَ وحَمِدْتُه بمعنىً. قال الفَرّاءُ يُقال للنّارِ حَمَدَةٌ - بِمَنْزِلَةِ حَدَمَةٍ - لِصَوْتِ الْتِهابِها. ويَوْمٌ مُحْتَمِدٌ.

حمد


حَمِدَ(n. ac. حَمْد
مَحْمَدَة)
a. [acc. & Ala], Praised, thanked for.
حَمَّدَa. Praised, magnified, glorified, lauded ( God).
أَحْمَدَa. Merited, deserved praise, was praiseworthy.
b. Praised, commended; approved of, liked.

تَحَمَّدَ
a. [Bi & 'Ala], Was kindly disposed to; bestowed upon.

تَحَاْمَدَa. Praised one another.

حَمْدa. Praise, glory honour.
b. Worthy, deserving of praise; praiseworthy
laudable.

حُمَدَةa. see 28
مَحْمَدَة
مَحْمِدَة
(pl.
مَحَاْمِدُ)
a. Praiseworthy action &c.

حَمِيْد
حَمُوْدa. Praised, commended, approved; praiseworthy, laudable
commendable.

حَمَّاْدa. Sycophant, adulator.
N. P.
حَمَّدَa. One much praised; praiseworthy.
b. Muhammad (Mahomet).

الحَمْدُ لِلّٰه
a. Praise be to God!
ح م د

أحمد الله تعالى بجميع محامده. قال النابغة:

وألقيت في العبسيّ فضلاً ونعمةً ... ومحمدةً من باقيات المحامد

وأحمد إليك الله. وأحمدت فلاناً: وجدته محموداً. وأحمد الرجل: جاء بما يحمد عليه، ضد أذم. والله محمود وحميد. ورجل حمدة: كثير الحمد. وحمدت الله ومجدته. وهو أهل التحميد والتحاميد. وتحمد فلان: تكلف الحمد. تقول: وجدته متحمداً متشكراً. " ومن أنفق ماله على نفسه، فلا يتحمد به على الناس ". واستحمد الله إلى خلقه بإحسانه إليهم وإنعامه عليهم.

ومن المجاز: أحمدت صنيعه. وأحمدت الأرض: رضيت سكناها. والرعاة يتحامدون الكلأ. قال قراد بن حنش:

لهفي عليك إذا الرعاة تحامدوا ... بحزيز أرضهم الدرين الأسودا

وجاورته فأحمدت جواره. وأفعاله حميدة. وهذا طعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله.
ح م د: (الْحَمْدُ) ضِدُّ الذَّمِّ وَبَابُهُ فَهِمَ وَ (مَحْمَدَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ فَهُوَ (حَمِيدٌ) وَ (مَحْمُودٌ) وَ (التَّحْمِيدُ) أَبْلَغُ مِنَ الْحَمْدِ. وَالْحَمْدُ أَعَمُّ مِنَ الشُّكْرِ. وَ (الْمُحَمَّدُ) بِالتَّشْدِيدِ الَّذِي كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْمَحْمُودَةُ. وَ (الْمَحْمَدَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمَيْنِ ضِدُّ الْمَذَمَّةِ. قُلْتُ: الْمَحْمَدَةُ ذَكَرَهَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي مَصَادِرِ الْمُفَصَّلِ بِكَسْرِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ. وَذَكَرَ صَاحِبُ الدِّيوَانِ أَنَّ الْمَحْمَدَةَ وَالْمَحْمِدَةَ وَالْمَذَمَّةُ وَالْمَذِمَّةَ لُغَتَانِ فِيهِمَا. وَ (أَحْمَدَهُ) وَجَدَهُ مَحْمُودًا. وَقَوْلُهُمْ: (الْعَوْدُ أَحْمَدُ) أَيْ أَكْثَرُ حَمْدًا. وَرَجُلٌ (حُمَدَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ أَيْ يُكْثِرُ حَمْدَ الْأَشْيَاءِ وَيَقُولُ فِيهَا أَكْثَرَ مِمَّا فِيهَا، وَ (مَحْمُودٌ) اسْمُ الْفِيلِ الْمَذْكُورِ فِي الْقُرْآنِ. 
[حمد] الحمد: نقيض الذم. تقول: حمدت الرجل أحمده حمدا ومحمدة، فهو حميد ومحمود. والتمأبلغ من الحمد. والحمد أعم من الشكر. والمحمد: الذى كثرت خصاله المحمودة. قال الشاعر الاعشى: * إلى الماجد القرم الجواد المحمد * * والمحمدة : خلاف المذمة. وأحمد: صار أمره إلى الحمد. وأحمدته: وجدته محمودا. تقول: أتيت موضع كذا فأحمدته، أي صادفته محمودا موافقا، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه. وقولهم في المثل: " العود أحمد " أي أكثر حمدا. قال الشاعر: فلم تجر إلا جئت في الخير سابقا * ولا عدت إلا أنت في العود أحمد - وقولهم: حماد لفلان، أي حمدا له وشكرا. وإنما بنى على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر. وفلان يتحمد على، أي يمن. يقال: من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمد به على الناس. ورجل حمدة، مثال همزة: يكثر حمد الاشياء، ويقول فيها أكثر مما فيها. وحمدة النار، بالتحريك، صوت التهابها. واحتمد الحر: قلب احتدم. وقولهم، حماداك أن تفعل كذا، أي قصاراك وغايتك. ويحمد: بطن من الازد. ومحمود: اسم الفيل المذكور في القرآن.
[حمد] نه: فيه "الحميد" تعالى، المحمود على كل حال، والحمد أعم من الشكر لأنك تحمد الرجل على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته. ومنه ح: "الحمد" رأس الشكر، لأن فيه إظهار النعمة، ولأنه أعم فهو شكر وزيادة. وفيه: سبحانك اللهم و"بحمدك" أي بحمدك أبتدئ، أو بحمدك سبحت، وقد يحذف الواو فالباء للتسبيب أو للملابسة، أي التسبيح مسبب بالحمد أو ملابس له، سيجيء في س. ومنه ح: لواء "الحمد" بيدي، يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته على رؤس الخلق، فاللواء يوضع موضع الشهرة، ويتم في ل. وح: وابعثه المقام "المحمود" الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإراحة من طول الوقوف، وقيل: هو الشفاعة. وفي كتابه صلى الله عليه وسلم: أما بعد فإني "أحمد" إليك الله، أي أحمده معك، إلى بمعنى مع، وقيل: أحمد إليك نعمة الله بتحديثك إياها. غ: أي أشكر إليك نعمه وأحدثك بها. ن: سمع الله لمن "حمده" أي أجاب دعاء من حمده. وربنا ولك "الحمد" أي يا ربنا فاستجب دعاءنا وحمدنا فلك الحمد على هدايتنا له. نه ومنه ح ابن عباس: "أحمد" إليكم غسل الإحليل، أي أرضاه لكم وأتقدم فيه إليكم. وفيه: "حماديات" النساء غض الأطراف، أي غاياتهن ومنتهى ما يحمد منهن، يقال: حماداك أن تفعل، وقصاراك أن تفعل، أي جهدك وغايتك. ك: "فحمد" الله وأثنى عليه، حمده أثنى عليه بالجميل، وأثنى أي ذكره بالخير، أو الأول وصف بالتحلي بالكمال، والثاني وصف بالتخلي عن النقائص. و"حمدناه" حين طلع ذلك حمد أولاً وآخراً حيث صار سؤاله سبباً لاستفادتهم. ويقال: "حميد" مجيد، كأنه فعيل من ماجد، محمود من حميد، غرضه أن مجيد فعيل بمعنى فاعل، وحميد من محمود، وفي بعضها محمود من حميد فهو من باب كذا، وفي بعضها محمود من حمد بلفظ الماضي المجهول أو المعروف، وإنما قال: كأنه، لاحتمال كون حميد بمعنى حامد، والمجيد بمعنى الممجد، وفي الجملة في عبارته تعقيد. وأنا "محمد" أي كثير الخصال المحمودة الحميدة، ألهم الله تعالى أهله أن يسموه به، وفي المثل: الألقاب تنزل من السماء. ط: وذكر ابن العربي أن لله ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، ومن أحسنها "محمد ومحمود وأحمد" حمدته إذا أثنيت عليه بجلائل خصاله، وأحمده إذا وجدته محموداً، فإذا بلغ النهاية وتكاملت فيه المحاسن فهو محمد، وهو منقول من الصفة للتأول أنه سيكثر حمده، ومن أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم أنه لم يسم قبله أحد باسمه صيانة من الله لهذا الاسم، كما فعل بيحيى إذ لم يجعل له سميا إذا سمي به في الكتب المقدمة وبشر به، فلو جعل مشتركاً وقعت الشبهة، إلا أنه لما قرب زمنه وبشر به أهل الكتاب سموا أولادهم به. و"الحمد" لله على سارق، أي على تصدق عليه لما جزم على تصدقه على مستحق جوزي بوضعها في يد سارق فحمد على أن لم يتصدق على أسوء منه حالاً، وقيل: هو تعجب به كما يذكر التسبيح في مقام التعجب ولذا أتى أي أرى في المنام، وقيل له تسلية: أما صدقتك- إلخ، ويتم في صدقة. ن: لا يبدأ فيه "بحمد" الله، أي بذكره ولذا بدأ كتاب هرقل ببسم الله.
ح م د : حَمِدْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ وَإِحْسَانِهِ حَمْدًا أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ وَمِنْ هُنَا كَانَ الْحَمْدُ غَيْرَ الشُّكْرِ لِأَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ لِصِفَةٍ فِي الشَّخْصِ وَفِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ وَيَكُونُ فِيهِ مَعْنَى التَّعْظِيمِ لِلْمَمْدُوحِ وَخُضُوعِ الْمَادِحِ كَقَوْلِ الْمُبْتَلَى الْحَمْدُ لِلَّهِ إذْ لَيْسَ هُنَا شَيْءٌ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا وَيَكُونُ فِي مُقَابَلَةِ إحْسَانٍ يَصِلُ إلَى الْحَامِدِ وَأَمَّا الشُّكْرُ فَلَا يَكُونُ إلَّا فِي مُقَابَلَةِ الصَّنِيعِ فَلَا يُقَالُ شَكَرْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَأَحْمَدْتُهُ بِالْأَلِفِ وَجَدْتُهُ مَحْمُودًا.
وَفِي الْحَدِيثِ «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» التَّقْدِيرُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَالْحَمْدُ لَكَ وَيَقْرُبُ مِنْهُ مَا قِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة: 30] أَيْ نُسَبِّحُ حَامِدِينَ لَكَ أَوْ وَالْحَمْدُ لَكَ وَقِيلَ التَّقْدِيرُ وَبِحَمْدِكَ نَزَّهْتُكَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْكَ فَلَكَ الْمِنَّةُ وَالنِّعْمَةُ عَلَى ذَلِكَ وَهَذَا مَعْنَى
مَا حُكِيَ عَنْ الزَّجَّاجِ قَالَ سَأَلْت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَازِنِيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ الْمَعْنَى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ بِجَمِيعِ صِفَاتِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ وَقَالَ الْأَخْفَشُ الْمَعْنَى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِذِكْرِكَ وَعَلَى هَذَا فَالْوَاوُ زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَعْنَى بِذِكْرِكَ الْوَاجِبِ لَكَ مِنْ التَّمْجِيدِ وَالتَّعْظِيمِ لِأَنَّ الْحَمْدَ ذِكْرٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَأَبْتَدِئُ بِحَمْدِكَ وَإِنَّمَا قَدَّرَ فِعْلًا لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْعَمَلِ لَهُ وَتَقُولُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ أَيْ لَكَ الْمِنَّةُ وَالنِّعْمَةُ عَلَى مَا أَلْهَمْتَنَا أَوْ لَكَ الذِّكْرُ وَالثَّنَاءُ لِأَنَّكَ الْمُسْتَحِقُّ لِذَلِكَ.
وَفِي رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ دُعَاءُ خُضُوعٍ وَاعْتِرَافٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَفِيهِ مَعْنَى الثَّنَاءِ وَالتَّعْظِيمِ وَالتَّوْحِيدِ وَتُزَادُ الْوَاوُ فَيُقَالُ وَلَكَ الْحَمْدُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ سَأَلْت أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كَانُوا إذَا قَالَ الْوَاحِدُ بِعْنِي يَقُولُونَ وَهُوَ لَكَ وَالْمُرَادُ هُوَ لَكَ وَلَكِنَّ الزِّيَادَةَ تَوْكِيدٌ وَتَقُولُ فِي الدُّعَاءِ وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ إنْ جُعِلَ الَّذِي وَعَدْتَهُ صِفَةً لَهُ لِأَنَّهُمَا مَعْرِفَتَانِ وَالْمَعْرِفَةُ تُوصَفُ بِالْمَعْرِفَةِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ مَقَامًا مَحْمُودًا لِأَنَّ النَّكِرَةَ لَا تُوصَفُ بِالْمَعْرِفَةِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْقَطْعِ لِأَنَّ الْقَطْعَ لَا يَكُونُ إلَّا فِي نَعْتٍ وَلَا نَعْتَ هُنَا نَعَمْ يَجُوزُ ذَلِكَ إنْ قِيلَ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَالتَّقْدِيرُ هُوَ الَّذِي وَتَكُونُ الْجُمْلَةُ صِفَةً لِلنَّكِرَةِ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] {الَّذِي جَمَعَ مَالا} [الهمزة: 2] وَالْمُعَرَّفُ أَوْلَى قِيَاسًا لِسَلَامَتِهِ مِنْ الْمَجَازِ وَهُوَ الْمَحْذُوفُ الْمُقَدَّرُ فِي قَوْلِكَ هُوَ الَّذِي وَلِأَنَّ جَرْيَ اللِّسَانِ عَلَى عَمَلٍ وَاحِدٍ مِنْ تَعْرِيفٍ أَوْ تَنْكِيرٍ أَخَفُّ مِنْ الِاخْتِلَافِ فَإِنْ لَمْ يُوصَفْ بِاَلَّذِي جَازَ التَّعْرِيفُ وَمِنْهُ فِي الْحَدِيثِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَتَكُونُ اللَّامُ لِلْعَهْدِ وَجَازَ التَّنْكِيرُ لِمُشَاكَلَةِ الْفَوَاصِلِ أَوْ غَيْرِهِ وَالْمَحْمَدَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ نَقِيضُ الْمَذَمَّةِ وَنَصَّ ابْنُ السَّرَّاجِ وَجَمَاعَةٌ عَلَى الْكَسْرِ. 
(ح م د)

الحمدُ نقيض الذَّم. وَفِي التَّنْزِيل: (الْحَمد لله رب الْعَالمين) تَأْوِيله: اسْتَقر لله الحمْدُ، وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى أَحْمد الله الْحَمد. قيل فِي التَّفْسِير: ابْتَدَأَ الله خلق الْأَشْيَاء بِالْحَمْد فَقَالَ: (الْحَمد لله الَّذِي خَلَق السَّموَاتِ وَالْأَرْض وجعَل الظُّلماتِ والنُّور) فَلَمَّا أفنى الْخلق بَعثهمْ وَحكم فيهم وَاسْتقر أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة وَأهل النَّار فِي النَّار، ختم ذَلِك بقوله: ( الْحَمد لله رب الْعَالمين) . فَأَما قَول الْعَرَب: بدأت بِالْحَمْد لله، فَنَامَ هُوَ على الْحِكَايَة، أَي بدأت بِقَوْلِي: الْحَمد لله، وَقد قريء: الْحَمد لله، على الْمصدر، وَالْحَمْد لله، على الإتباع قَالَ ثَعْلَب: الْحَمد يكون عَن يَد وَعَن غير يَد، وَالشُّكْر لَا يكون إِلَّا عَن يَد، وَسَيَأْتِي ذكره. وَقَالَ الَّلحيانيّ: الْحَمد: الشُّكْر، فَلم يفرق بَينهمَا. وَقد حَمِدَه حَمْداً ومحْمَداً ومحْمَدَةً ومَحْمِداً ومَحْمِدَةٌ، نَادِر، فَهُوَ محمودٌ وحَمِيدٌ، وَالْأُنْثَى حميدة، أدخلُوا فِيهَا الْهَاء وَإِن كَانَ فِي معنى مفعول، تَشْبِيها لَهَا برشيدة، شبهوا مَا هُوَ فِي معنى مفعول بِمَا هُوَ فِي معنى فَاعل لتقارب الْمَعْنيين.

وحمَدَه وحَمِدَه وأحمَدَه، كُله: وجده مَحْمُودًا. وَقَوله تَعَالَى: (عَسى أَن يبعَثَك رَبك مقَاما مَحْمُودًا) قَالَ الزّجاج: الَّذِي صحت بِهِ الْأَخْبَار فِي الْمقَام الْمَحْمُود، أَنه الشَّفَاعَة.

وَأحمد الأَرْض: صادفها حميدة، فَهَذِهِ اللُّغَة الفصيحة، وَقد يُقَال: حَمِدَها. وَقَالَ بَعضهم: أَحْمد الرجل، إِذا رَضِي فعله ومذهبه وَلم ينشره للنَّاس. سِيبَوَيْهٍ: حَمِدَه، جزاه وقضاه حَقه، وأحمَدَه استبان أَنه مُسْتَحقّ للحمد.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجل حَمْدٌ وَامْرَأَة حَمْدٌ وحمْدَةٌ: محمودان، وَصفا بِالْمَصْدَرِ كَمَا قيل: رجل عدل وَامْرَأَة عدل، ومنزل حَمْدٌ وَأنْشد:

وكانتْ من الزَّوجاتِ يُؤمَنُ غَيْبُها ... وتَرْتادُ فِيهَا العَينُ مُنْتَجعا حَمْداً

ومنزلة حَمْدٌ، عَن الَّلحيانيّ. وَأحمد الرجل: فعل مَا يُحْمَدُ عَلَيْهِ. وَأحمد أمره: صَار عِنْده مَحْمُودًا. وَطَعَام لَيست لَهُ مَحْمَدَةٌ، أَي لَا يُحْمَدُ.

والتَّحميدُ: حمدُكَ الله مرّة بعد مرّة. وَإنَّهُ لَحَمَّادٌ لله ومحَمَّدٌ، هَذَا الِاسْم مِنْهُ كَأَنَّهُ حُمِدَ مرّة بعد أُخْرَى. وَأحمد إِلَيْك الله: أشكره عنْدك.

وَقَوله فِي صفة عشب:

طافتْ بِهِ فتحامَدَتْ ركْبانُه

أَي حَمِده بَعضهم عِنْد بعض. وَمن كَلَامهم: أحمَدُ إِلَيْك عسل الإكليل، أَي أرضاه.

وحُمادَاك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا، أَي غايتك. وَقَالَ الَّلحيانيّ: حُماداكَ أَن تفعل كَذَا، وحمْدُك، أَي مبلغ جهدك. وَقيل مَعْنَاهُ: قصارك. وحُمادَاكَ أَن تنجو مِنْهُ رَأْسا بِرَأْس، أَي قصرك وغايتك. وحَمادِى أَن أفعل كَذَا، أَي غايتي وقصارى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقد سمت مُحَمَّداً وأحمَدَ وحامِداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً.

ويَحْمَدُ: أَبُو بطن من الأزد.

واليَحامِدُ: جمع قَبيلَة يُقَال لَهَا يَحمَدُ وقبيلة يُقَال لَهَا اليُحْمَدُ، هَذِه عبارَة السيرافي، وَالَّذِي عِنْدِي أَن اليَحامِدَ فِي معنى اليَحمَدِيِّين واليُحْمِديين، فَكَانَ يجب أَن تلْحقهُ الْهَاء عوضا من يَاء النّسَب كالمهالبه، وَلكنه شذَّ أَو جعل كل وَاحِد مِنْهُم يحْمَد أَو يُحْمِد. وركبوا هَذَا الِاسْم فَقَالُوا: حَمْدَوَيْهِ. وَقد تقدم تَعْلِيله فِي عمرويه.

وحَمَدَةُ النَّار: صَوت التهابها، كحدمتها. وَيَوْم محتمد: شَدِيد الْحر، كمحتدم.
حمد
حمِدَ يَحمَد، حَمْدًا، فهو حامد، والمفعول مَحْمود وحَميد
• حمِد الشَّيءَ: رضي عنه وارتاح إليه "حمِد فعلَ المجاهدين- هذا أمرٌ لا تُحمَد عقباه".
• حمِد اللهَ: أثنى عليه وشكرَ نعمتَه " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} - {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} - {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ}: الرَّاضون بقضاء الله، الشَّاكرون لأنعمه".
• حمِد فلانًا/ حمِد فلانًا على أمر: أثنى عليه، عكسه ذمَّه "عاش حميدًا ومات شهيدًا- الحمد مغنم والذّمّ مغرم- حَمِده على سُمُوّ خلقه- {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ". 

استحمدَ إلى يستحمد، استحمادًا، فهو مستحمِد، والمفعول مستحمَد إليه
• استحمد فلانٌ إلى النَّاس: طلب ثناءَهم عليه وحمدَهم له "استحمد إلى النّاس بإحسانه إليهم". 

تحامدَ يتحامد، تحامُدًا، فهو مُتحامِد، والمفعول مُتحامَد (للمتعدِّي)
• تحامد القومُ: أثْنَى بعضُهم على بعض "تحامد العلماءُ".
• تحامد القومُ الشَّيءَ: تحدَّث بعضُهم إلى بعض باسْتِحسانه "تحامدوا حفظَ القرآن". 

تحمَّدَ/ تحمَّدَ إلى/ تحمَّدَ على يتحمَّد، تحمُّدًا، فهو مُتحمِّد، والمفعول مُتحمَّد (للمتعدِّي)
• تحمَّد فلانٌ: تكلّف الحمدَ والثّناءَ.
• تحمَّد فلانٌ النَّاسَ بصنيعه/ تحمَّد فلانٌ إلى النَّاس بصنيعه: أراهم أنّه يستحق الحمدَ عليه "فلان يتحمَّد الناسَ بجوده- من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمَّد به إلى الناس [مثل]: أنّه لا يُحْمَد على إحسانه إلى نفسه إنّما يُحْمَد على إحسانه إلى الناس".
• تحمَّد على فلان بكذا: امتنّ به عليه "لا يفتأ يتحمَّد على شريكه بما قدَّمه إليه". 

حمَّدَ يحمِّد، تحميدًا، فهو مُحمِّد، والمفعول مُحمَّد (للمتعدِّي)
• حمَّد الشَّخصُ: ذكر اللهَ بالمحامد الحَسَنة مرّة بعد مرّة "اختم صلاتك بالتّسبيح والتّحميد".
• حمَّد فلانًا: أثنى عليه مرّة بعد مرّة "كان يحمِّد من يُحسن إليه". 

أحمدُ [مفرد]: من أسماء النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم " {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} ". 

حَمْد [مفرد]: مصدر حمِدَ ° حمدًا لله وشكرًا: من عبارات الحَمْد التي تقال للَّه وحده- ربَّنا ولك الحمد: تقال عند الرَّفع من الرُّكوع في الصَّلاة.
• الحَمْدان: سورتا سبأ وفاطر. 

حَميد [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من حمِدَ ° المساعي الحميدة: وساطة وديَّة تقوم بها حكومة أو أفرد محايدة بين دولتين متنازعتين أو متحاربتين بغية التوفيق بينهما، أو توسط لإزالة الخلاف بطريقة سلميّة.
• الحَميد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المستحقّ للثَّناء والشُّكر والحَمْد " {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} ".
• ورم حميد: (طب) انتفاخ في أحد أعضاء الجسم لا خطورة فيه، عكسه ورم خبيث أو ورم سرطانيّ. 

مَحْمَد [مفرد]: ما يُشْكَر المرءُ به أو يُثْنَى عليه، خلاف المَذَمَّة. 

مَحمَدة [مفرد]: ج محامِدُ: مَحْمَد؛ ما يُشكر المرءُ به أو يُثنَى عليه، خلاف المَذََمَّة "رجلٌ مأثور المحامد". 

مُحمَّد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حمَّدَ.
2 - خاتم الأنبياء والمرسلين مُحمَّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم " {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} " ° الدَّعوة المُحمَّديَّة: دعوة النّبيّ
 مُحمّد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام- الشَّريعة المُحمَّديَّة/ الديانة المُحمَّديَّة: دين الإسلام (وكثيرًا ما ترد في حديث المستشرقين عن الإسلام) - مُحمَّديٌّ: إسلاميّ، نسبة إلى النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم.
3 - من كثرت خصاله الحميدة.
4 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 47 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وثلاثون آية. 

حمد: الحمد: نقيض الذم؛ ويقال: حَمدْتُه على فعله، ومنه المَحْمَدة خلاف

المذمّة. وفي التنزيل العزيز: الحمد لله رب العالمين. وأَما قول العرب:

بدأْت بالحمدُ لله، فإِنما هو على الحكاية أَي بدأْت بقول: الحمدُ لله رب

العالمين؛ وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر، والحمدِ لله على الإِتباع،

والحمدُ لله على الإِتباع؛ قال الفراء: اجتمع القراء على رفع الحمدُ لله،

فأَما أَهل البدو فمنهم من يقول الحمدَ لله، بنصب الدال، ومنهم من يقول

الحمدِ لله، بخفض الدال، ومنهم من يقول الحمدُ لُلَّه، فيرفع الدال

واللام؛ وروي عن ابن العباس أَنه قال: الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور، وهو

الاختيار في العربية؛ وقال النحويون: من نصب من الأَعراب الحمد لله فعلى

المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله، وأَما من قرأَ الحمدِ لله فإِن الفراء قال:

هذه كلمة كثرت على الأَلسن حتى صارت كالاسم الواحد، فثقل عليهم ضمة بعدها

كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة؛ قال وقال الزجاج: لا يلتفت إِلى هذه اللغة

ولا يعبأُ بها، وكذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه في غير القرآن، فهي لغة

رديئة؛ قال ثعلب: الحمد يكون عن يد وعن غير يد، والشكر لا يكون إِلا عن يد

وسيأْتي ذكره؛ وقال اللحياني: الحمد الشكر فلم يفرق بينهما. الأَخفش:

الحمد لله الشكر لله، قال: والحمد لله الثناء. قال الأَزهري: الشكر لا يكون

إِلا ثناء ليد أَوليتها، والحمد قد يكون شكراً للصنيعة ويكون ابتداء

للثناء على الرجل، فحمدُ الله الثناءُ عليه ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكل،

والحمد أَعم من الشكر.

وقد حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً،

نادرٌ، فهو محمود وحميد والأُنثى حميدة، أَدخلوا فيها الهاء وإِن كان في

المعنى مفعولاً تشبيهاً لها برشيدة، شبهوا ما هو في معنى مفعول بما هو بمعنى

فاعل لتقارب المعنيين.

والحميد: من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال، وهو من

الأَسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود؛ قال محمد بن المكرم: هذه اللفظة في

الأُصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإِيمان،

فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود، وإِن كان المعنى واحداً، لكن التفاصح

في التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل؛ والحمد

والشكر متقاربان والحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى

عطائه ولا تشكره على صفاته؛ ومنه الحديث: الحمد رأْس الشكر؛ ما شكر الله

عبد لا يحمده، كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِيمان، وإِنما كان رأْس

الشكر لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة بها، ولأَنه أَعم منه، فهو شكر

وزيادة. وفي حديث الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أَي وبحمدك أَبتدئ، وقيل:

وبحمدك سبحت، وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَي التسبيح

مسبب بالحمد أَو ملابس له.

ورجل حُمَدَةٌ كثير الحمد، ورجل حَمَّادٌ مثله. ويقال: فلان يتحمد الناس

بجوده أَي يريهم أَنه محمود. ومن أَمثالهم: من أَنفق ماله على نفسه فلا

يَتَحَمَّد به إِلى الناس؛ المعنى أَنه لا يُحْمَدُ على إِحسانه إِلى

نفسه، إِنما يحمد على إِحسانه إِلى الناس؛ وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده: وجده

محموداً؛ يقال: أَتينا فلاناً فأَحمدناه وأَذممناه أَي وجدناه محموداً

أَو مذموماً. ويقال: أَتيت موضع كذا فأَحمدته أَي صادفته محموداً موافقاً،

وذلك إِذا رضيت سكناه أَو مرعاه. وأَحْمَدَ الأَرضَ: صادفها حميدة، فهذه

اللغة الفصيحة، وقد يقال حمدها. وقال بعضهم: أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضي

فعله ومذهبه ولم ينشره. سيبويه: حَمِدَه جزاه وقضى حقه، وأَحْمَدَه استبان

أَنه مستحق للحمد. ابن الأَعرابي: رجل حَمْد وامرأَة حَمْدْ وحَمْدة

محمودان ومنزل حَمْد؛ وأَنشد:

وكانت من الزوجات يُؤْمَنُ غَيْبُها،

وتَرْتادُ فيها العين مُنْتَجَعاً حَمْدا

ومنزلة حَمْد؛ عن اللحياني. وأَحْمَد الرجلُ: صار أَمره إِلى الحمد.

وأَحمدته: وجدته محموداً؛ قال الأَعشى:

وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمس صِرْمَة،

لها غُدَاداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق

وأَحْمَد أَمرَه: صار عنده محموداً. وطعام لَيْسَت مَحْمِدة

(* قوله

«وطعام ليست محمدة إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده

محمدة أي لا يحمده آكله، وهو بكسر الميم الثانية). أَي لا يحمد.

والتحميد: حمدك الله عز وجل، مرة بعد مرة. الأَزهري: التحميد كثرة حمد

الله سبحانه بالمحامد الحسنة، والتحميد أَبلغ من الحمد.

وإِنه لَحَمَّاد لله، ومحمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة بعد أُخرى.

وأَحْمَد إِليك الله: أَشكره عندك؛ وقوله:

طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه

أَي حُمد بعضهم عند بعض. الأَزهري: وقول العرب أَحْمَد إِليك اللَّهَ

أَي أَحمد معك اللَّهَ؛ وقال غيره: أَشكر إِليك أَياديَه ونعمه؛ وقال

بعضهم: أَشكر إِليك نعمه وأُحدثك بها. هل تَحْمد لهذا الأَمر أَي ترضاه؟ قال

الخليل: معنى قولهم في الكتب احمد إِليك الله أَي احمد معك الله؛ كقول

الشاعر:

ولَوْحَيْ ذراعين في بِرْكَة،

إِلى جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب

يريد مع بركة إِلى جؤجؤ أَي مع جؤجؤ. وفي كتابه، عليه السلام: أَما بعد

فإِني أَحمد إِليك الله أَي أَحمده معك فأَقام إِلى مُقام مع؛ وقيل:

معناه أَحمد إِليك نعمة الله عز وجل، بتحديثك إِياها. وفي الحديث: لواء

الحمد بيدي يوم القيامة؛ يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس

الخلق، والعرب تضع اللواء في موضع الشهرة؛ ومنه الحديث: وابعثه المقام

المحمود: الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإِراحة من طول

الوقوف؛ وقيل: هو الشفاعة. وفلان يَتَحَمَّد عليّ أَي يمتن، ورجل حُمَدة مثل

هُمَزة: يكثر حمد الأَشياء ويقول فيها أَكثر مما فيها. ابن شميل في حديث

ابن عباس: أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لكم وأتقدم فيه

إِليكم، أَقام إِلى مقام اللام الزائدة كقوله تعالى: بأَن ربك أَوحى لها؛ أَي

إِليها. وفي النوادر: حَمِدت على فلان حَمْداً وضَمِدت له ضَمَداً إِذا

غضبت؛ وكذلك أَرِمْت أَرَماً. وقول المصلي: سبحانك اللهم وبحمدك؛ المعنى

وبحمدك أَبتدئ، وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء كأَنك قلت:

بدأْت بسم الله، ولم تحتج إِلى ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك

مبتدئ.وقولهم: حَمادِ لفلان أَي حمداً له وشكراً وإِنما بني على الكسر لأَنه

معدول عن المصدر.

وحُماداك أَن تفعل كذا وكذا أَي غايتك وقصاراك؛ وقال اللحياني: حُماداكَ

أَن تفعل ذلك وحَمْدُك أَي مبلغ جهدك؛ وقيل: معناه قُصاراك وحُماداك أَن

تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وغايتك.

وحُمادي أَن أَفعل ذاك أَي غايتي وقُصارايَ؛ عن ابن الأَعرابي.

الأَصمعي: حنانك أَن تفعل ذلك، ومثله حُماداك. وقالت أُم سلمة: حُمادَياتُ النساء

غَضُّ الطرف وقَصْر الوهادة؛ معناه غاية ما يحمد منهن هذا؛ وقيل:

غُناماك بمعنى حُماداك، وعُناناك مثله.

ومحمد وأَحمد: من أَسماء سيدنا المصطفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

وقد سمت محمداً وأَحمد وحامداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً

وحُمَيْداً. والمحمَّد: الذي كثرت خصاله المحمودة؛ قال الأَعشى:

إِليك، أَبَيتَ اللعنَ، كان كَلالُها،

إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد

قال ابن بري: ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة: الأَول محمد بن سفيان بن

مجاشع التميمي، وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع

بن حابس وبنو عقال، والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني، والثالث محمد

بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى، والرابع محمد بن

حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر؛ لقب بذلك لقول امرئ القيس

فيه وقد كان طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال:

بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني،

عَمْدَ عَيْن، بَكَّيْتُهنّ حَريما

وحريم هذا: اسم رجل؛ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس:

أَتتني أُمور فكذبْتها،

وقد نُمِيَتْ ليَ عاماً فعاما

بأَنّ امرأَ القيسِ أَمسى كئيبا

على أَلَهٍ، ما يذوقُ الطَّعاما

لعمرُ أَبيكَ الذي لا يُهانُ،

لقد كان عِرْضُك مني حراما

وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُه،

وهِلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مراما؟

وليس هذا هو الشويعر الحنفي وأَما الشويعر الحنفي فاسمه هانئ بن توبة

الشيباني وسمي الشويعر لقوله هذا البيت:

وإِنّ الذي يُمْسِي، ودنياهُ هَمُّه،

لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور

وأَنشد له أَبو العباس ثعلب:

يُحيّي الناسُ كلَّ غنيّ قوم،

ويُبْخَلُ بالسلام على الفقير

ويوسَع للغنّي إِذا رأَوه،

ويُحْبَى بالتحية كالــأَمير

والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة، والسادس محمد بن خزاعي

بن علقمة، والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري.

وقولهم في المثل: العَود أَحمد أَي أَكثر حمداً؛ قال الشاعر:

فلم تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً،

ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمد

وحَمَدَة النار، بالتحريك: صوت التهابها كَحَدمتها؛ الفراء: للنار

حَمَدة.

ويوم مُحْتَمِد ومُحْتَدِم: شديد الحرّ. واحْتَمَد الحرُّ: قَلْب

احتَدَم.

ومحمود: اسم الفيل المذكور في القرآن.

ويَحْمَد: أَبو بطن من الأَزد. واليَحامِدُ جَمْعٌ: قبيلة يقال لها

يَحْمد، وقبيلة يقال لها اليُحْمِد؛ هذه عبارة عن السيرافي؛ قال ابن سيده:

والذي عندي أَن اليحامد في معنى اليَحْمَديين واليُحْمِديين، فكان يجب أَن

تلحقه الهاء عوضاً من ياءَي النسب كالمهالبة، ولكنه شذ أَو جعل كل واحد

منهم يَحمد أَو يُحمد، وركبوا هذا الاسم فقالوا حَمْدَوَيْه، وتعليل ذلك

مذكور في عمرويه.

حمد

1 حَمِدَهُ, aor. ـَ inf. n. حَمْدٌ (S, L, Msb, K) and مَحْمَدٌ and مَحْمِدٌ (L, K) and مَحْمَدَةٌ (S, L, K) and مَحْمِدَةٌ; (L, K, and so in a copy of the S;) the last of these inf. ns. [and the third also] extr.; (L;) or the last is an inf. n. and the last but one signifies “ a praiseworthy quality,” or “ a quality for which one is praised; ” (ElFenáree, MF;) or the last may be a simple subst.; (Har p. 392;) He praised, eulogized, or commended, him; spoke well of him; mentioned him with approbation; (Akh, S, L, Msb;) عَلَى كَذَا for such a thing; (L, Msb;) contr. of ذَمَّهُ: (S, L:) accord. to IAmb, formed by transposition from مَدَحَ: (marginal note in a copy of the MS:) but it is of less common application than the latter verb; (Msb in art. مدح;) signifying he praised him, &c., for something depending on his (the latter's) own will: thus, the describing a pearl as clear is not حَمْدٌ, but it is مَدْحٌ: (Kull p. 150:) or i. q. شَكَرَهُ: (Lh, K:) but it differs [sometimes] from this; (Msb;) for شُكْرٌ is only on account of favour received; whereas حَمْدٌ is sometimes because of favour received, (Th, Az, Msb,) and sometimes from other causes; (Th;) [and thus] the latter is of more common application than the former; (S;) therefore you do not say, شَكَرْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ; but you say, حَمِدْتُهُ على شجاعته I praised him, &c., for his courage. (Msb.) حمد also implies admiration: and it implies the magnifying, or honouring, of the object thereof; and lowliness, humility, or submissiveness, in the person who offers it; as in the saying of the afflicted, الحَمْدُ لِلّٰهِ Praise be to God; since in this case there is no worldly blessing, favour, or benefit. (Msb.) This last phrase is generally pronounced as it is written above: but some of the Arabs are related to have pronounced it الحَمْدَ لِلّٰهِ, putting the former word in the accus. case as the absolute complement of the verb أَحْمَدُ understood: and others, الحَمْدِلِلّٰهِ; assimilating the final vowel of the former word to the vowel immediately following it: and others, الحَمْدُ لُلّٰهِ; assimilating the first vowel in للّٰه to the vowel immediately preceding it: Zj, however, disapproves of the latter two modes of pronouncing it: some of them also said, بَدَأْتُ بِالحَمْدُ لِلّٰهِ, meaning I began with the saying Praise be to God. (L.) [See also حَمْدٌ below.] You say, أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللّٰهَ I praise God (Az, A, * L, K) to thee, or in thy presence: (L:) or with thee: (Kh, Az:) or I praise to thee God's benefits, and his blessings, or favours; or I praise to thee God's blessings, or favours, and discourse to thee of them. (L.) And حَمِدَ لَهُ أَمْرًا (tropical:) He approved of a thing for him. (L, K. *) And حَمِدَ إِلَيْهِ أَمْرًا (tropical:) He approved of a thing for him, and commanded, or enjoined, him to do it. (L.) and جاوَرْتُهُ فَمَا حَمِدْتُ جِوَارَهُ (tropical:) [I became his neighbour, and did not approve of being so]. (A.) See also 4. b2: Also, (aor. and inf. n. as above in the beginning of this art., K,) He recompensed, or requited, him: he gave him, or paid him, his due. (L, K.) A2: حَمِدَ عَلَيْهِ, aor. ـَ (L, K, *) inf. n. حَمَدٌ, (TA,) He was angry with him. (L, K.) 2 حمّد, inf. n. تَحْمِيدٌ, has a more intensive signification than حَمدَ; (S;) [He declared the praises of God: or] he praised God much, with good forms of praise (بِالمَحَامِدِ الحَسَنَةِ): (T, L:) or repeatedly; or time after time. (L, K.) تحميد [used as a simple subst.] has a pl., namely, تَحَامِيدُ. (A.) [See an ex. voce خَاتَمٌ, in the latter part of the paragraph.]4 احمد He (a man, S) came to a state, or result, such as was praised, or commended, or approved; properly, his affair, or case, came to such a state or result: (S, L, K:) or (so in the K, but in the L “ and ”) he did, or said, that for which he should be praised, or commended; or that which was praiseworthy, or commendable; (A, L, K; *) contr. of أَذَمَّ. (A.) And احمد أَمْرُهُ (assumed tropical:) His affair, or case, was, or became, praiseworthy, or approvable, in his estimation: (K:) or احمد أَمْرَهُ (as in the L) he esteemed his affair, or case, praiseworthy, or approvable. (L [agreeably with what next follows].) A2: احمدهُ He found him (a man, A, L) [or it] to be such as is praised, commended, or approved; or praiseworthy, commendable, or approvable; (S, A, L, Msb;) contr. of أَذَمَّهُ: (TA in art. ذم:) he made it manifest that he was worthy of praise, eulogy, commendation, or approbation: (L:) he approved of his action, and his course of conduct, or his tenet or tenets, and did not expose it, or them, to others. (K.) And أَحْمَدْتُ صَنِيعَهُ (tropical:) [I found his action to be praiseworthy, or commendable, or approvable]. (A.) And احمد الأَرْضَ (tropical:) He approved the land as a dwelling-place: (A:) or he found the land to be such as is praised, commended, or approved; as also ↓ حَمِدَهَا; (L, K;) but the former verb is the more chaste in this sense. (L.) And احمد مَوْضِعًا (tropical:) He found a place to be such as is praised, commended, or approved, and convenient, or suitable, so that he approved it as a dwelling-place, or for its pasture. (S, L.) 5 تحمّد He affected, or made a show of, (تَكَلَّفَ,) praise. (A.) You say, ↓ وَجَدْتُهُ مُتَحَمِّدًا مُتَشَكِّرًا [I found him affecting, or making a show of, praise and thanks]. (A.) b2: He praised himself. (KL.) [Golius assigns this meaning to ↓ احتمد, as on the authority of the KL; but it is not assigned to this verb in my copy of the KL.] b3: فُلَانٌ يَتَحَمَّدُ النّاس [app. a slight mistranscription, for لِلنَّاسِ, i. q. إِلَى النَّاسِ, as in an ex. in the next sentence but one,] Such a one pretends to men, or shows them, that he is praiseworthy, بِجُودِهِ for his liberality. (L.) b4: تحمّد عَلَيْهِ He reproached him for a favour, or benefit, which he (the former) had bestowed, or conferred; or recounted his gifts, or actions, to him; syn. اِمْتَنَّ. (S, L, K.) One says, مَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَى

نَفْسِهِ فَلَا يَتَحَمَّدْ بِهِ عَلَى النَّاسِ [Whoso expends his property upon himself, he shall not reproach men therewith as for favours, or benefits, bestowed]: (S, A:) or فلا يتحمّد بِه إِلَى النَّاسِ [he shall not pretend to men that he is praiseworthy on account of it]: a prov., meaning that a man is not praised for his beneficence to himself, but for his beneficence to others. (L.) 6 تحامدوا (tropical:) [They praised, or commended, a thing, one to another]. You say, الرُّعَآءُ يَتَحَامَدُونَ الكَلَأَ (tropical:) [The pastors praise, or commend, one to another, the herbage]. (A.) 8 احتمد: see 5.

A2: Said of heat, [It burned, or burned fiercely; or was, or became, vehement:] formed by transposition from احتدم. (S.) 10 اِسْتَحْمِدِ اللّٰهَ إِلَى خَلْقِهِ بِإِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ [so I find it written, as though meaning Demand thou, of his creatures, the praising of God, by reason of his beneficence to them, and his bounty to them: but I think that we should read اِسْتَحْمَدَ اللّٰهُ, and that the meaning is, God hath demanded praise of his creatures by his beneficence, &c.]. (A.) حَمْدٌ Praise, eulogy, or commendation; &c. (S, &c. [For further explanations of this word, and respecting the phrase الحَمْدُ لِلّٰهِ and its variations, see 1: and see also شَكَرَ.]) سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ, said by a person praying, means [I extol, or celebrate, or declare, thy remoteness, or freedom, from every impurity, or imperfection, &c., O God, (see art. سبح,)] and I begin with praising Thee; أَبْتَدِئُ being understood: (Az, L, Msb:) or by بحمدك is meant الحَمْدُ لَكَ praise be to Thee: and nearly the same is said in explanation of the phrase in the Kur [ii. 28], نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ, that by بحمدك is meant حَامِدِينَ لَكَ: [see, again, art. سبح:] or by the expression وبحمدك is meant, accord. to Aboo-'Othmán ElMázinee, and by praising Thee I extol thy remoteness, or freedom, from every impurity, &c.; سَبَّحْتُكَ being understood: or the و is redundant, as it is in the phrase, رَبَّنَاوَلَكَ الحَمْدُ [O our Lord, praise be to Thee], in which the و is sometimes omitted: or, accord. to Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, the و is corroborative, as in the phrase, وَهُوَ لَكَ, for هُوَ لَكَ. (Msb.) لِوَآءُ الحَمْدِ بِيَدِى يَوْمَ القِيَامَةِ [The standard of praise shall be in my hand on the day of resurrection (said by Mohammad)] means that he shall be singularly distinguished by praise, or praising, on that day. (L.) b2: See حَمَادِ: b3: and حُمَادَاكَ.

A2: See also حَمِيدٌ.

A3: It is also said to signify The young one of the kind of bird called قَطًا: so in the prov., حمْدُ قَطَاةٍ يَسْتَمِى الأَرَانِبَ A young one of a katà desires to make the hares its prey: applied to a weak man who desires to insnare a strong one. (Meyd, TA.) A4: See also what next follows.

حَمَدَةٌ The sound of the flaming, or blazing, of fire; (S, K;) as also حَدَمَةٌ [from which it is formed by transposition: see 8: and ↓ حَمْدٌ app. signifies the same: see حَدْمٌ]. (TA.) حُمَدَةٌ: see حَمَّادٌ.

حَمَادِ لَهُ Praise, and thanks, be to him: (S, L, K:) i. e., to such a one: (S, L:) contr. of جَمَادِ لَهُ [q. v.]. (S and A in art. جمد.) حَمَادِ is indecl., with kesr for its termination, because it deviates from its original, which is the inf. n. [↓ الحَمْدُ]: (S, L:) [i. e.,] it is [a quasi-inf. n., (see اِسْمُ مَصْدَرٍ in art. صدر,) being] a proper name for المَحْمَدَةُ [as syn. with الحَمْدُ]. (Sharh Shudhoor edh-Dhahab.) حَمُودٌ: see what next follows.

حَمِيدٌ and ↓ مَحْمُودٌ (S, A, L, K) and ↓ حَمُودٌ (as in copies of the K, but this seems to be an intensive epithet,) Praised, eulogized, or commended; spoken well of; mentioned with approbation; approved; such as is praised, &c.; praiseworthy, laudable; commendable, or approvable: (S, L, K: [in which, as well as in numberless exs., all these significations are clearly indicated, though not so clearly explained; the Arabic words to which they apply exactly agreeing with the Latin “ laudatus,” which means both “ praised ” and “ praiseworthy: ”]) the fem. of the first is with ة, (L, K,) because the signification, though properly that of a pass. part. n., nearly agrees with that of an act. part. n.: (L:) you say, [هِىَ حَمِيدَةٌ She is praised, &c.; and] أَفْعَالُهُ حَمِيدَةٌ (tropical:) [His actions are praised, &c.]. (A.) ↓ حَمْدٌ, also, [originally an inf. n., like its contr.

ذَمٌّ,] used as an epithet applied to a man, is syn. with مَحْمُودٌ; (K;) and as an epithet applied to a woman, syn. with مَحْمُودَةٌ, (TA,) as is also حَمْدَةٌ: (K, TA:) and you likewise say مَنْزِلٌ حَمْدٌ (K) and مَنْزِلَهٌ حَمْدَةٌ (Lh) (assumed tropical:) A place where one alights, sojourns, or abides, such as is praised, or approved, (K, TA,) and convenient, or suitable. (TA.) الحَمِيدُ, meaning He who is praised, or praiseworthy, in every case, is an epithet applied to God; one of the names termed الأَسْمَآءُ الحُسْنَى. (L.) ↓ المَقَامُ المَحْمُودُ [mentioned in the Kur xvii. 81] means (assumed tropical:) The station in which its occupant shall be praised by all creatures [on the day of resurrection] because of his being quickly reckoned with, and relieved from long standing: or it is the station of the intercessor. (L.) حُمَادَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا (S, L, K *) and ↓ حَمْدُكَ (L) The utmost of thy power, or of thine ability, [or the utmost of thy praiseworthy actions, (see an ex. of the pl. in what follows,) will be] thy doing such a thing; syn. مَبْلَغُ جَهْدِكَ, (L,) or قُصَارَاكَ, (S, L,) and غَايَتُكَ: (S, L, K:) and in like manner, حُمَادِى The utmost of my power, &c. (K.) حُمَادَيَاتُ النِّسَآءِ غَضُّ الطَّرْفِ, said by Umm-Selemeh, means The utmost of the praiseworthy qualities of women is the lowering of the eye. (L.) حَمَّادٌ (TA) and ↓ حُمَدَةٌ (A, K) A man (TA) who praises things much; a great, or frequent, praiser: (A, K, TA:) or the latter, a man who praises things much and extravagantly. (S.) You say, إِنَّهُ لَحَمَّادٌ لِلّٰهِ Verily he is one who praises God much, or repeatedly, or time after time. (L, K.) العَوْدُ أَحْمَدُ is a prov., (S,) meaning (tropical:) Repetition is more attributive of praise (أَكْثَرُ حَمْدًا): (S, A, K:) for generally you do not desire to return to a thing save after experience, or knowledge, [and approbation,] thereof: [the act of returning, therefore, implies praise:] or the meaning is, when one begins a kind act, he attracts praise to himself; and when one repeats, he gains more praise for himself: or احمد is from the pass. part. n., and the meaning is, the beginning is praised, or praiseworthy; and repetition is more deserving of being praised. (K.) [See Freytag's Arab. Prov. ii. 130]

مَحْمَدَةٌ (S, Mgh) and مَحْمِدَةٌ (Mgh) (assumed tropical:) [A cause of praise, commendation, or approval; a praiseworthy, commendable, or approvable, quality or action;] a thing for which one is, or is to be, praised, commended, or approved: (Mgh:) [see 1, first sentence:] contr. of مَذَمَّةٌ: (S:) [pl. مَحَامِدُ.] You say, هٰذَا طَعَامٌ لَيْسَتْ عِنْدَهُ مَحْمِدَةٌ, with kesr to the second م, (tropical:) [This is food in which is no approvable quality;] the eating of which is not approved. (A.) b2: [The pl.] مَحَامِدُ signifies [also] (assumed tropical:) Forms of praise. (Msb in art. جمع; &c.) [See 2.]

مُحَمَّدٌ A man praised much, or repeatedly, or time after time: (L, K:) endowed with many praiseworthy qualities. (S, L.) مَحْمُودٌ: see حَمِيدٌ, in two places.

يَوْمٌ مُحْتَمِدٌ A day intensely, or vehemently, hot: (K:) as also مُحْتَدِمٌ [from which it is formed by transposition: see 8]. (TA.) مُتَحَمِّدٌ: see 5.
حمد
: (الحَمْدُ) : نَقِيض الذَّمِّ، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: الحَمْدُ؛ (الشُّكْرُ) ، فَلم يُفرّق بَينهمَا.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ الحَمْدُ يكون عَن يَد، وَعَن غير يَدٍ، والشُّكْرُ لَا يكون إِلّا عَن يَد.
وَقَالَ الأَخفشُ: الحَمْد لله: الثَّنَاءُ.
وَقَالَ الأَزهريُّ: الشُّكْر لَا يكون إِلا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا، والحمدُ قد يكون شُكْراً للصنيعةِ، وَيكون ابْتِدَاء للثّناءُ على الرَّجل. فحَمَدُ الله: الثَّنَاءُ عيه، ويكونُ شُكْراً لِنِعَمه الَّتِي شَمِلَت الكُلّ. والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر.
وَبِمَا تقدَّم عَرَفْت أَن المصنِّف لم يُخَالِف الجُمهورُ، كَمَا قَالَه شيخُنَا، فإِنه تَبِع اللِّحْيَانِيَّ فِي عدَمِ الفَرْقِ بَينهمَا. وَقد أَكثَر العلماءُ فِي شرحهما، وبيانهما، وَمَا لَهُما، وَمَا بينَهما من النَّسب، وَمَا فيهمَا من الفَرْق من جِهة المتعلَّق أَو الْمَدْلُول، وَغير ذالك، لَيْسَ هاذا محلَّه.
(و) الحَمْدُ: (الرِّضَا، والجَزاءُ، وقَضَاءُ الحَقِّ) وَقد (حَمِدَه كسَمِعَه) : شَكَرَه وجَزَاه وقَضَى حَقَّه، (حَمْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون (ومَحْمِداً) بِكَسْر الْمِيم الثانِية، (ومَحْمداً) ، بِفَتْحِهَا، (ومَحْمِدَة ومَحْمدَةً) ، بالوَجْهين، ومَحْمِدَةٌ، بِكَسْرِهَا نادرٌ. ونقلَ شيخُنا عَن الفناريّ فِي أَوائلِ حَاشِيَة التّلويحِ أَن المَحْمِدةَ بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة مصدر، وَبِفَتْحِهَا خَصْلَة يُحْمَد عَلَيْهَا. (فَهُوَ حمُودٌ) ، هاكذا فِي نسختنا. وَالَّذِي فِي الأُمَّهات اللُّغَوية: فَهُوَ مَحمود، (وحَمِيدٌ، وَهِي حَمِيدةٌ) ، أَدخلوا فِيهَا الهاءَ، وإِن كَانَت فِي المعنَى مَفْعُولا، تَشبيهاً لَهَا برَشيدة، شَبَّهوا مَا هُوَ فِي معنَى مفعولٍ بِمَا هُوَ فِي معنَى فاعِلٍ، لتقاربِ المَعْنيَيْنِ.
والحَمِيدُ، من صفاتِ الله تَعَالَى بِمَعْنى المَحْمُودِ على كلّ حَال، وَهُوَ من الأَسماءِ الحُسْنَى.
(وأَحْمَدَ) الرَّجُلُ: (صَار أَمْرُهُ إِلى الحَمْدِ، أَو) أَحْمَدَ: (فَعَلَ مَا يُخْمَدُ عَلَيْهِ.
(و) من الْمجَاز يُقَال: أَتَيْتُ موْضِعَ كَذَا فأَحْمَدْتُ، أَي صادَفْتُه مَحموداً موافِقاً، وذالك إهذا رَضِيت سُكْناه أَو مَرْعَاه.
وأَحْمَدَ (الأَرْض: صادَفَهَا حَمِيدةً) ، فهاذه اللُّغَةُ الفصيحة (كحَمِدَها) ، ثُلاثيًّا. وَيُقَال: أَتيْنا فُلاناً فأَحْمَدْنَاه وأَذْممناه، أَي وجدْناه مَحْمُودًا أَو مذْموماً.
(و) قَالَ بَعضهم: أَحْمَدَ (فُلاناً) إِذا (رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَه وَلم يَنْشُرْهُ للنّاسِ، و) أَحْمَدَ (أَمْرَهُ: صَار عِنْده مَحْمُوداً.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (رجُلٌ) حَمْدٌ (ومَنْزِلٌ حَمْدٌ) ، وأَنشد:
وكانَتْ من الزَّوجات يُؤْمَنُ غَيْبُهَا
وتَرْتَادُ فِيهَا العَيْنُ مُنْتَجَعاً حَمْدَا
(وامرَأَةٌ) حَمْدٌ و (حَمْدَةٌ) ومَنزِلةٌ حَمْدٌ، عَن اللِّحْيَانيّ: (مَحْمُودةٌ) مُوافِقةٌ.
(والتَّحْمِيدُ حمْدُ) كَ (اللهَ) عزّ وجَلّ (مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة) ، وَفِي التَّهْذِيب: التَّحميد: كَثْرَةُ حَمْدِ اللهِ سبحانَه) بالمحامد الحَسَنة، وَهُوَ أَبلغُ من الحَمْدِ، (وإِنَّهُ لحمَّادٌ لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ) .
(وَمِنْه) أَي من التَّحميد (مُحَمَّد) ، هاذا الاسمُ الشريف الواقعُ عَلَماً عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَهُوَ أَعظم أَسمائه وأَشهرُهَا (كأَنْ حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرّة) أُخْرَى.
(و) قَول الْعَرَب: (أَحْمَدُ إِليكَ الله) ، أَي (أَشكُرُه) عندكَ. وَفِي التَّهْذِيب أَي أَحمدُ معكَ اللهَ. قلت: وَهُوَ قولُ الْخَلِيل. وَقَالَ غَيره: أَشكُر إِليكَ أَيادِيَه ونعَمَ. وَقَالَ بعضُهم: أَشكُر إِليك نِعَمَ وأُحدِّثُك بهَا.
(و) قَوْلهم (حَمَادِ لَهُ، كقَطَامِ، أَي حَمْداً) لَهُ (وشكْراً) .
وإِنما بُنِيَ على الكَسر لأَنه مَعْدول عَن الْمصدر، قَالَ المُتَلمِّسُ:
جَمَادِ لَهَا جَمَادِ وَلَا تَقُولي
طَوَالَ الدَّهْرِ مَا ذُكِرَتْ حَمادِ
(و) قَالَ اللِّحيانيّ: (حُمَاداكَ) أَن تفْعَلَ كَذَا، (وحُمَادَيَّ) أَنْ أفعلَ كَذَا (بضمّهما) ، وحَمْدُكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي مَبْلَغ جُهْدِك. وَقيل: (غايَتُكَ وغَايَتِي) .
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: قُصَاراك أَن تَنْجُوَ مِنْهُ رَأْساً برأْس، أَي قَصْرُك وغَايَتُكَ.
وقالَت أُمُّ سَلَمَة (حُمَادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الطَّرْفِ) مَعْنَاهُ غايةُ مَا يُحْمَدُ منهُنَّ هاذا.
وَقيل غُنَامَاك مثل حُمَاداك، وعُنَاناك مِثْلُه.
(و) قد (سَمَّت) العَرَبُ (أَحْمَدَ) ، ومُحَمَّداً، وهما، من أَشرف أَسمائه، صلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَلم يُعرَف مَن تَسَمَّى قبلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم بأَحْمَدَ، إِلّا مَا حُكيَ أَنَّ الخَضِرَ عَلَيْهِ السلامُ اسمُه كذالك. (وحامِداً، وحَمَّاداً) كَكَتَّان، (وحَمِيداً) ، كــأَمِير (وحُمَيْداً) ، مصغَّراً (وحَمْداً) بِفَتْح فَسُكُون، (وحَمْدُونَ، وحَمْدِينَ، وحَمْدَانَ، وحَمْدَى) ، كسَكْرَى (وحَمُّوداً، كتَنُّورٍ، وحَمْدَوَيْهِ) ، بِفَتْح الدَّال وَالْوَاو، وَسُكُون الْيَاء عِنْد النُّحاة والمُحدِّثون يضمُّون الدّالَ ويسكنون الْوَاو ويفتحون الياءَ. والمُحَمَّد، كمُعَظَّم: الّذي كَثُرَتْ خِصالُه المَحمودَةُ، قَالَ الأَعشى:
إِليكَ أَبَيْتَ الَّلْنَ كانَ كَلَالُها
إِلى المَاجِدِ القَرْمِ الجَوَادِ المُحمَّدِ
قَالَ ابنُ بَرِّيَ: وَمن سُمِّيَ بمحمّد فِي الْجَاهِلِيَّة سَبعَةٌ: مُحَمَّد بنُ سُفْيان بن مُجَاشِع التَّمِيميُّ، ومحمّد بنُ عِتْوَارَةَ اللَّيْثيّ الكِنَانِيّ، ومحمّد بن أُحَيْحةَ بن الجُلَاح الأَوْسِيُّ، ومُحمّد بن حُمْرَانَ بنِ مالِكٍ الجُعْفِيّ الْمَعْرُوف بالشوَيْعر، ومحمّد بن مَسْلَمَةَ الأَنصاريّ، ومحمّد بن خُزَاعِيّ بن عَلقمةَ، ومحمّد بن حِرْمَازِ بن مالِكٍ التِميميّ.
(ويَحْمَدُ كيَمْنَع، و) يُقَال فِيهِ يُحْمِدُ (كيُعْلِم آتِي) أَي مُضارِعُ (أَعْلَمَ) ، كَذَا ضَبَطَه السِّيرافيّ: (أَبو قَبِيلَة) من الأَزْد (ج اليَحامِدُ) .
قَالَ ابْن سيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن اليَحَامدَ فِي معنَى اليَحْمَديّين واليُحْمِديّين، فَكَانَ يجب أَن تلْحقهُ الهاءُ عوَضاً عَن ياءِ النّسب كالمَهَالبة، ولاكنه شَذَّ، أَو جُعِلَ كلُّ واحدٍ مِنْهُم يَحْمَدُ أَو يُحْمد.
(وحَمَدةُ النَّار، مُحَرَّكَةً: صَوتُ التِهَابِها) كحَدَمَتهَا (و) قَالَ الفرّاءُ: للنّار حَمَدَةٌ.
و (يَوْمٌ مُحْتَمِدٌ) ومُحْتَدِم: (شَدِيدُ الحَرِّ) ، واحتَمَدَ الحَرُّ، قَلْبُ: احْتَدَمَ.
(و) حَمَادَةُ (كحَمَامَة ناحيَةٌ باليَمَامَة) ، نَقله الصاغانيُّ.
(والمُحَمَّدِيَّة) عِدَّةُ مواضِعَ، نُسِبَتْ إِلى اسْم مُحَمَّدٍ بانِيهَا، مِنْهَا: (ة بنَوِاحِي بَغْدَاد) ، من طَرِيق خُرَاسَانَ، أَكثَر زَرْعِهَا الأُرزُ.
(و) المُحمَّديّةُ: (بلَدٌ ببَرْقَةَ، من نَاحيَة الإِسكَنْدَرِيّةِ) ، نَقله الصاغَانيّ.
(و) المحَّمديةُ: (د بنواحي الزَّابِ) من أَرْضِ المغْرِب، نَقله الصاغانيُّ.
(و) المُحمَّديةُ؛ (بَلَدٌ بكِرْمَانَ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) المُحَمَّدِيَّةُ: (ة قُرْبَ تُونُسَ، و) المِحَمَّديّة: (مَحَلَّة بالرَّيِّ) ، وَهِي الَّتِي كتب ابنُ فارِسٍ صاحبُ (المُجملِ) عِدَّةَ كُتُبٍ بهَا.
(و) المُحَمَّدِيَّةُ: (اسمُ مَدِينَةِ المَسِيلةِ، بالمَغْرِب أَيضاً) اختَطَّها أَبو القاسِمِ محمَّدُ بن المَهْدِيِّ الملقب بالقائم.
(و) المُحَمَّديَّة: (ة باليَمَامَة) .
(و) يُقَال: (هُوَ يَتَحَمَّدُ عليَّ) ، أَي (يَمْتَنُّ) ، وَيُقَال فُلان يتَحَّمدُ النّاسَ بجُودِه، أَي يُرِيهِم أَنَّه محمودٌ.
وم أَمثالهم: (مَنْ أَنفَق مالَه على نَفْسِه فَلَا يَتَحَمَّدُ بِهِ إِلى النّاسِ) وَالْمعْنَى: أَنه لَا يُحْمَدُ على إِحْسَانِه إِلى نفْسه، إِنما يُحْمَد على إِحْسَانِه إِلى النّاس.
(و) رجلٌ حُمَدةٌ، (كهُمَزَةٍ: مُكْثِرُ الحَمْدِ للأَشياءِ) ، ورجلٌ حَمَّادٌ، مثله.
(و) فِي النَّوَادِر: حَمِدَ عليَّ فُلانٌ حَمَداً (كفَرِح) إِذا (غَضِبَ) ، كضَمِدَ لَهُ ضَمَداً، وأَرِمَ أَرَماً.
(و) مِنَ المَجَازِ: قَوْلهم: (العَوْدُ أَحْمَدُ، أَي أَكْثَرُ حَمْداً) ، قَالَ الشَّاعِر:
فَلم تَجْرِ إِلّا جِئتَ فِي الخَيْرِ سَابِقًا
وَلَا عُدْتَ إِلّا أَنتَ فِي العَوْدِ أَحمَدُ
كَذَا فِي الصِّحَاح: وكُتُب الأَمثال (لأَنَّكَ لَا تَعود إِلى الشَّيْءِ غَالِبا إِلّا بَعْدَ خِبْرَتِه، أَو مَعْنَاهُ: أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ، فإِذا عادَ كَانَ أَحْمَدَ، أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ لَهُ، أَو هُوَ أَفْعَلُ، من الْمَفْعُول، أَي الابتداءُ محمودٌ، والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه) وَفِي كُتب الأَمثالِ: بأَنّ يُحْمدَ مَنه. وأَولُ من (قَالَه) ، أَي هاذا المَثَلَ (خِدَاشُ بنُ حَابِسٍ) التَّمِيميُّ (فِي) فَتاةِ من بَنِي ذُهْلٍ ثمَّ من بني سَدُوس، يُقَال لَهَا (الرَّبَاب، لَمَّا) هَام بهَا زَماناً و (خَطبا فَرَدَّهُ أَبواها، فأَضْرَبَ) ، أَي أَعرضَ (عَنْهَا زَماناً، ثمَّ أَقبَلَ) ذاتِ ليلةِ راكِباً (حتْى انْتَهَى إِلى حِلَّتِهِمْ) أَي مَنْزِلِهِمْ (مُتَغَنِّياً بأَبيات، مِنْهُ:
) هاذا البيتُ:
(أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يَا رَبابُ مَتَى أَرَى لَنَا مِنْكِ نُجْحاً أَو شِفَاءً فأَشْتَفِي)
وَبعده:
فقد طَالَمَا غَيْبَتِنِي وَرَدَتْنِي
وأَنتِ صَفيِّي دُونَ مَن كُنْتُ أَصْطَفِي
لَحَى اللهُ مَنْ تَسْمُو إِلى المالِ نَفْسُهُ
إِذا كانَ ذَا فَضْلٍ بِهِ لَيْسَ يَكْتَفِي
فَيُنْكِحُ ذَا مالٍ ذَمِيماً مُلَوَّماً
ويَتْرُكُ حُرًّا مثْلَه لَيْسَ يَصْطَفِي
(فسمِعَت) الرَّبابُ وعَرفته (وحَفِظَت) الشِّعْر (و) أَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِداشٌ و (بعثَتْ إِليه: أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ) على أَبي (خاطِباً) ، وَرَجَعَتْ إِلى أُمها (ثمَّ قَالَت لأُمِّها) : يَا أُمَّهُ: (هَل أَنْكِحُ إِلَّا مَنْ أَهْوَى، وأَلْتَحِفُ إِلّا مَنْ أَرضَى؟ قالَت: بَلَى) ، فَمَا ذالك؟ (قَالَت: فأَنْكِحيني خِداشاً. قَالَت) : وَمَا يَدْعُوك إِلى ذالك (مَعَ قِلْةِ مالِه؟ قَالَت: إِذا جمَع المالَ السيِّيءُ الفِعالِ، فقُبْحاً لِلْمَالِ) ، فأَخْبرَت الأُمُّ أَباهَا بذالك، فَقَالَ: أَلمْ نَكُنْ صَرَفناه عنّا؟ فَمَا بَدَاله؟ (فَأَصْبَحَ خِداشٌ) ، وَفِي (مجمع الأَمثال) : فَلَمَّا أَصبحوا غَدا عَلَيْهِم خِداشٌ (وسَلَّم عَلَيْهِم، وَقَالَ: العَوْدُ أَحْمَدُ، والمَرْأَة تُرْشَد، والوِرْدُ يُحْمَد) ، فأَرسلها مَثَلاً. قَالَه الميدانيُّ، والزّمَخْشَرِيُّ، وَغَيرهمَا.
(ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ فِي القرآنِ العزِيزِ) فِي قصّة أَبْرَهةَ الحَبَشِيّ، لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ، ذَكرَه أَربابُ السِّيَرِ مُسْتَوفًى فِي مَحَلّه.
(و) أَبو بكرٍ (أَحمدُ بنُ محمّدِ) بنِ أَحمدَ (بنِ يعقُوبَ بنِ حُمَّدُويَهْ، بِضَم الحاءِ وشَدَّ الْمِيم وَفتحهَا) ، وَضم الدَّال وفَتْح الياءِ: (محَدِّثٌ) ، آخرُ من حَدَّث عَن ابْن شمعونَ. هاكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الْحَافِظ.
(أَو هُوَ حُمَّدُوهْ، بِلَا ياءِ) ، كَذَا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين البغداديّ المُقْرِيءُ الرَّزَّازُ، من أهل النَّصرِيّة. وُلِدَ فِي صفر سنة 381 هـ روَى عَنهُ ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتُوفِّيَ فِي ذِي الحجّة سنة 469 هـ.
(وحَمْدُونةُ، كزَيْتُونَة: بِنتُ الرَّشيد) العبّاسيّ. وَكَذَا حَمْدونةُ بنت غَضِيضٍ، كــأَمير، أُمُّ ولد الرَّشيد، يُنسب إِليها محمّد بن يوسفَ بنِ الصَّباح الغَضِيضيّ.
(و) حَمدُونُ (بنُ أَبي لَيْلى مُحَدِّث رَوَى عَن أَبِيه، وَعنهُ أَبُو جَعْفَر الحبيبيّ (وحَمَديَّةُ، مُحَرَّكَةً، كعَرَبِيَّة: جَدُّ والدِ إِبراهيمَ بنِ مُحَمَّد) بن أَحمدَ بن حَمَدِيَّةَ (رَاوِي المُسْنَد) للإِمام أَحمَدَ بنِ حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ، وكذَا أَخوه عبد الله، كِلَاهُمَا وروياه (عَن أَبي لحُصيْنِ) هِبَةِ اللهِ بن محمّدِ بن عبد الْوَاحِد أَبي الْقَاسِم الشَّيبانيّ، وماتَا مَعًا فِي صفر سنة 592 هـ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَحمَدَه: استبانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ للحَمْد. وتَحمَّدَ فُلانٌ: تكلَّفَ الحَمْدَ، تَقول وَجَدْتُه مُتَحَمِّداً مُتَشَكِّراً. واسْتَحْمَدَ اللهُ إِلى خَلْقِه بإِحْسَانه إِليهم وإِنعامه عَلَيْهِم.
و (لِواءُ الحَمْد) : انفِرادُه وشُهْرَتُ بالحَمْد فِي يَوْم الْقِيَامَة.
والمَقَامُ المَحْمُودُ. هُوَ: مَقَامُ الشَّفاعةِ. وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: جمْع الحَمْد على أَحْمُد كأَفْلُسٍ، وأَنشد:
وأَبيضَ مَحمود الثَّنَاءِ خَصَصْتُهُ
بأَفْضلِ أَقوالي وأَفضَلِ أَحْمُدِي
نَقَلَه السَّمينُ.
وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاس: (أَحْمَدُ إِليكُم غَسْلَ الإِحْلِيل) أَي أَرْضاهُ لكم وأَتقدَّم فِيهِ إِليكم.
وَمن الْمجَاز: أَحْمَدْتُ صَنِيعَه.
والرِّعاءُ يَتحامَدون الكَلأَ.
وجاورتُه فَمَا حَمدْت جِوارَه.
وأَفْعَالُه حَميدةٌ.
وهاذا طَعامٌ ليستْ عِنْده مَحْمِدَةٌ، أَي لَا يَحْمَدُه آكِلَه، وَهُوَ بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة، كَمَا فِي المفصَّل.
وزيادُ بن الرَّبيع اليُحْمِديّ بِضَم الياءِ وَكسر الْمِيم، مَشْهُور، وَسَعِيد بن حِبّانَ الأَزديّ اليحْمدِيّ عَن ابْن عبّاس، وعُتبة بن عبد الله اليحْمدِيّ، عَن مَالك وَمَالك بن الجَليل اليحْمدِيّ، عَن ابْن أَبي عَدِيَ، مَشْهُور، وحَمَدَى بن بَادى، محرّكَةً: بطْنٌ من غَافق بِمصْر، مِنْهُم مالِك بن عُبَادَة أَبو مُوسَى الغافقيّ الحَمَدِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ.
وَفِي الأَسماءِ: أَبو البركات سعدُ الله بن محمّد بن حَمَدَى البغداديّ، سمع ابْن طَلْحَة النقاليّ، تُوفِّي سنة 557. وَابْنه إِسماعيل، حدث عَن ابْن ناصرٍ، مَاتَ سنة 614 هـ قَالَه الْحَافِظ. وَعبد الله بن الزُّبَير الحمَيْدِيّ، شيخ البُخَاريّ. وأَبو عبد الله الحُمَيْدِيّ صَاحب (الْجمع بَين الصَّحِيحَيْن) ، وبالفَتْح أَبو بكرٍ عتِيقُ بن عليّ الصِّنهاجِيّ الحميديّ، ولي قضاءَ عَدنَ، وَمَات بهَا، وَآل حَمْدانَ، من رَبِيعةِ الفرَسِ، والحُمَيداتُ من بني أَسدِ بن غري ينسبون إِلى حُمَيْد بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن رَاشد، كَمَا فِي (التوشيح) .
وَمن أَمثالهم (حَمْدُ قطَاةٍ يَسْتمِي الأَرانبَ) . قَالَ الميدانيّ: زَعَمُوا أَن الحَمْد فَرْخُ القطَاةِ (وَلم أَرَ لَهُ ذِكْراً فِي الكُتُبِ واللهُ أَعلم بِصحَّته) ، والاسْتِمَاءُ: طَلَبُ الصَّيْدِ. أَي فَرْخُ قطاة يطلُب صَيْدَ الأَرانبِ، يضْرب للضّعيف يَرومُ أَن يَكِيدَ قَوِيًّا.
وحَمَّادُ، جدُّ أَبي عليَ الحسنِ بنِ عليِّ بن مَكِّيّ بن عبد الله بن إِسرافِيلَ بن حَمَّادٍ النّخشبيّ، تَفَقَّه عَلَيْهِ عامَّةُ فُقَهاءِ نَخْشب، ورَوى وحدَّث. وحمَّادُ بن زَيدِ بن دِرْهَمٍ وحَمَّادُ بن زيد بن دِينار، وهما الحَمَّادانِ.
حمد: حَمِد: شيء يُحْمَد: شيء مرضي، نافع، مفيد، موافق، مؤات، مناسب (ألكالا).
أحمد: بمعنى حَمِد أي أثنى (ألكالا) وحمِده وشكر له (الكالا). استحمد إلى فلان: حاول ان يستوجب حمده ورضاه (أخبار ص157) وفي حيان (ص18 ق): وأرسل رأسه إلى ابن حفصون فأنفده ابن حفصون إلى الــأمير عبد الله في قرطبة مستحمدا إليه بكفاية شأنه.
حَمْد: تهنئة بنجاح شخص (ألكالا).
وحَمِد: شهاد، دليل (ألكالا) وحمد وجمعه محامد: تسبيح لله تعالى (ألكالا).
حَمْدان: صوت موسيقى، نغمة موسيقية (هوست ص258).
حمادة: حلتيت: صمغ الأنجدان (المستعيني في مادة حلتيت). حُمَادة: فرصة، نهزة، مناسبة (فوك).
الحُمَيِدِيَّة: اسم لخيل أصيلة سميت بذلك نسبة إلى بني حُمَيْد الذين كانوا يربونها والذين كانوا يقطنون بلاد غمارة التي لا تبعد عن سينا (البكري ص108).
حَمَادة: نجد واسع ذو حصباء جدب (بربروجر ص16، 152، رولفز ص67، بارت 1: 143، 148، 431، ريشاردسن سنترال 1: 31، 192، 2: 60، براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 259، كولومب ص49، تاريخ البربر 1: 121، 437، 2: 85) ويظهر أن هذه الكلمة لا تستعمل في أفريقية فقط لئن بركهارت (سوريا ص94) يتحدَّث عن صحراء رملية اسمها الحَمَّاد (انظر ص667).
حامِد: من يهنئ شخصا بنجاحه (ألكالا) وشهادة دليل (ألكالا).
تَحْمِيد: خطبة، موعِظة (ألكالا).
مُحَمَّد: محمد وعليّ: جلبان عارش (رولاند).
مُحَمَّدِيّ: اليوم المحمدي: هو حسب قول بعض الصوفية اليوم الذي بدأ يوم وفاة النبي ولا ينتهي إلا بعد مضي ألف سنة (المقدمة 167).
مَحْمُودَة: سقمونيا (ألكالا، بوشر، سنج، راولف ص54) وقد تحرفت فيه الكلمة إلى ميدهيدي)، المستعيني انظر سقمونيا (ابن البيطار 2: 27، 491، ابن العوام 1: 610 بيان 1: 313، ابن صاحب الصلاة ص23 و).
وحمودة: نوع من أنواع اليتوع وتفعل فعل السقمونيا (ابن البيطار 2: 599).
محمودة الدور: ما هو بذانة، وهي بالأندلس طارطقة (راجع مقالتي عن طارطقة. وهي نبات اسمه العلمي: ( Enphorbia lathyris) ( معجم المنصوري في مادة طارطقة).
مَحْمُديّ: قطنية بيضاء، نسيدج قطني ابيض (غدامس ص40).

جهر

جهر


جَهَرَ(n. ac. جَهْر
جِهَاْر)
a. Was, became known; was divulged, made public.
b. [acc.
or
Bi], Made known, public, divulged; uttered aloud
publicly.
c. Saw, noticed, noted, remarked.
d. Cleared out (well).
جَهِرَ(n. ac. جَهَر)
a. Was dazzled, blinded.

جَهُرَ(n. ac. جَهَاْرَة
جُهُوْرَة)
a. Was big, great, conspicuous, prominent.
b. Was sonorous, loud.
جَاْهَرَa. Did, uttered publicly, openly.

أَجْهَرَa. Made known, published, divulged.
b. Made conspicuous.

تَجَاْهَرَa. Showed himself openly; was open, frank with.

جَهْر
جَهْرَةa. Publicity, notoriety.
b. [], Publicly, openly.
جَهِرa. Sonorous, loud, high (voice).

أَجْهَرُa. Weak-sighted.
b. Dazzled.

جَهَاْر
جِهَاْر
[ acc.
a. Alif ], Publicly, openly.

جِهَاْرَةa. Sonorous voice.
b. Good looks.

جَهِيْر
(pl.
جُهَرَآءُ)
a. Handsome, striking.
b. Sonorous, loud.

مِجْهَاْرa. Out-spoken.

N. P.
جَهڤرَa. Public, notorious.
b. Vocal (letter); vowel.
N.P.
أَجْهَرَa. Spoken aloud.

جَوْهَر
a. see under
جوه

جهر

1 جَهَرَ, (A, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. جَهْرٌ and جِهَارٌ, (Er-Rághib, TA,) It (a thing, A, Msb) was, or became, plain, apparent, conspicuous, open, or public; syn. ظَهَرَ, (A, Msb,) and بَدَا, (TA,) and عَلَنَ: (K:) or the radical signification is, it (a thing) was, or became, exceedingly plain to be perceived, either by the sense of sight or by that of hearing. (Er-Rághib, TA.) [Accord. to some, when relating to what is visible, it is tropical; and when relating to what is audible, proper: but if so, it seems to be so much used in the former sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper. See also جَهْرَةٌ.]

A2: جَهُرَ, aor. ـُ [inf. n., app., جَهَارَةٌ and جُهُورَةٌ,] He (a man, TA) was, or became, great, or bulky, (K, TA,) [and therefore a conspicuous object,] before the eyes of the beholder. (TA.) [And He was, or became, pleasing, or goodly, in aspect: see جَهَارَةٌ, below.] b2: Also, (A, Msb, K,) inf. n. جَهَارَةٌ, (A, Msb,) It (the voice) rose [so as to be plainly heard]; was, or became, high, or loud. (A, Msb, * K.) b3: Also, (S,) inf. n. جَهَارَةٌ, (TA,) He, (a man) was, or became, high, or loud, of voice. (S, TA.) A3: جِبِر aor. ـَ (Msb,) inf. n. جَهَرٌ, (S, Msb,) He (a man) was unable to see in the sun. (S, Msb, TA.) And in like manner said of the eye. (K.) A4: جَهَرَهُ, (Msb, TA,) inf. n. جَهْرٌ; (TA;) and جَهَرَ بِهِ; (A, Msb;) and ↓ اجهرهُ, (A, Msb, TA,) [and بِهِ ↓ اجهر;] and ↓ جَهْوَرَهُ; (TA;) He made it plain, apparent, conspicuous, open, or public. (A, Msb, TA.) b2: جَهَرَ الكَلَامَ, and جَهَرَبِهِ; (K;) and ↓ اجهرهُ, inf. n. إِجْهَارٌ; (S;) and بِهِ ↓ اجهر; (K;) and ↓ جَهْوَرَ; (TA;) and جَهَرَ بِالقَوْلِ, and بِدُعَائِهِ, and بِصَلَاتِهِ, (TA,) and بِقِرَآءَتِهِ, (Sgh, Msb, TA,) aor. ـَ inf. n. جَهْرٌ and جِهَارٌ; (TA;) and بقرءآته ↓ اجهر; (Sgh, Msb, TA;) He uttered the speech, and the saying, and his supplication, and his prayer, and his recitation, with a plain, or an open, voice; openly; publicly: (S, Msb, K, TA:) or جَهَرَ بِكَلَامِهِ, (A,) and بِالقَوْلِ, and ↓ جَهْوَرَ; (S;) and بِقِرَآءَتِهِ; (A;) he uttered his speech, and the saying, and his recitation, with a raised, or loud, voice; aloud: (S, A:) and جَهَرَ الصَّوْتَ he raised the voice [so as to make it plainly heard]. (K.) b3: جَهَرَ بِالمَعَاصِى, and ↓ اجهر, and ↓ جاهر, he made known the acts of disobedience that he had committed, by talking of them: he who does so is termed بِالمُعَاصِى ↓ مُجَاهِرٌ, and simply مُجَاهِرٌ. (TA.) And مَا فِى صَدْرِهِ ↓ اجهر He revealed what was in his bosom. (A.) and الحَدِيثَ بَعْدَ مَا هَيْنَمَهُ ↓ جَهْوَرَ He revealed the story after he had concealed it. (A.) And ↓ اجهر الأَمْرَ He made the case, or affair, notorious. (TA.) b4: Also جَهَرَهُ He discovered it (K, TA) ocularly. (TA.) b5: He saw him (a man) without any veil (K, TA) intervening; (TA;) as also ↓ اجتهرهُ: (K:) or he looked towards him, or regarded him. (K.) You say, مَا فِى الحَىِّ أَحَدٌ تَجْهَرَهُ عَيْنِى There is not in the tribe any one whom my eye regards as worthy of notice or respect by reason of his greatness therein; syn. تَأْخُذُهُ. (TA.) And القَوْمُ فُلَانًا ↓ اجتهر The people looked towards such a one without any veil intervening between them and him. (TA.) b6: He treated him, or regarded him, with reverence, veneration, respect, or honour: (K:) or (TA) he regarded him as great in his eyes: (K, TA:) he saw him to be great in aspect, or appearance; (S;) as also ↓ اجتهرهُ (S, K) and ↓ استجرهُ: (A:) he was pleased with his beauty, and his form, or appearance, or state of apparel or the like; as also ↓ اجتهرهُ: (Lh, * K:) or he pleased him by his beauty and form or appearance &c.: (A:) or it pleased him by its beauty; as also ↓ اجتهرهُ. (TA.) b7: He saw it (an army, S, A, K, and a people, TA) to be numerous in his eyes; as also ↓ اجتهرهُ. (S A, K.) A5: جَهَرَ البِئْرَ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. جَهْرٌ, (TA,) He cleared out the well, (S, K,) and took forth from it the black fetid mud that it contained; as also ↓ اجترها: (S:) or both signify he entirely, or nearly, exhausted the well of its water: (K:) or the former, he reached the water of the well, (K, TA,) in digging: or so جَهَرَ alone: (TA:) and accord. to Akh, جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ signifies I cleared out the mud that the water covered in the well, so that the water appeared and became clear. (S.) 'Áïsheh said, describing her father, دُفُنَ الرَّوَآءِ ↓ اجتهر, lit., He cleared out the filled-up wells of abundant water so as to make the water well forth; alluding to his rectifying affairs that had become disordered. (TA from a trad.) A6: جَهَرْنَاهُمْ We came to them in the morning, at the time called الصَّبَاح, (S, A, K, TA,) when they were inadvertent. (S, K, TA.) b2: جَهَرَ الأَرْضَ He traversed the land (S, K) without knowledge. (S.) A7: جَهَرَ السِّقَآءَ He shook the milk-skin to make butter, (Fr, S, K,) and took forth its butter. (Fr, TA.) A8: جَهَرَتِ الشَّمْسُ المُسَافِرَ The sun dazzled the eye, and confused the sight, of the traveller; syn. أَسْدَرَتْ عَيْنَهُ. (K.) 3 جاهر: see 1. b2: [Its inf. n.] مُجَاهَرَةٌ signifies The fighting [with any one] face to face: and the showing open enmity, or hostility, with any one: and the reading, or reciting, a thing aloud: and the speaking loudly. (KL.) You say, جاهر بِالعَدَاوَةِ, (Msb,) inf. n. مُجَاهَرَةٌ (S, Msb) and جِهَارٌ, (Msb,) He showed open enmity or hostility, with another. (S, * Msb.) And جَاهَرْتُهُمْ بِالأَمْرِ I acted openly with them in the affair, or case; syn. عَالَنْتُهُمْ بِهِ. (JK.) [And جاهرهُ He treated him openly with enmity &c.] b3: جَاهَرَهُمْ بِالأَمْرِ, (TA,) inf. n. مُجَاهَرَةٌ and جِهَارٌ, (K,) [is explained as signifying] He vied with them, or strove to overcome or surpass them, in the affair, or case. (K, * TA.) [But غالبهم, in the TA, and المُغَالَبَةُ, in the K, are here evidently mistranscriptions for عَالَنَهُمْ and المُعَالَنَةُ.]4 أَجْهَرَ see 1, in eight places. b2: اجهر also signifies He begat sons goodly in stature (IAar, K) and in aspect, (IAar, TA,) or in cheeks: (K:) or, a squint-eyed son. (IAar, K.) 6 تَجَاْهَرَ [تَجَاهُرٌ signifies The showing oneself openly: and acting openly, or being open in one's conduct or converse, with others. You say,] تَجَاهَرُوا بِالعَدَاوَةِ They showed open enmity, or hostility, one with another; syn. تَبَادَوْابِهَا. (S in art. بدو.) A2: [and تجاهر He feigned himself unable to see in the sun: see the part. n., below.]8 إِجْتَهَرَ see 1, in eight places.10 استجهرهُ: see 1. b2: Also He took it forth. (TA from a trad.) Q. Q. 1 جَهْوَرَ: see 1, in four places.

جَهْرًا: see جَهْرَةٌ, in two places.

جُهْرٌ: see جَهَارَةٌ, in six places.

جَهِرٌ: see جَهِيرٌ, in two places.

جَهْرَةٌ A thing that is plain, apparent, conspicuous, open, or public. (K.) You say, رَآهُ جَهْرَةً (S, A, &c.) He saw him, or it, [plainly,] without the intervention of any veil: (TA:) and ↓ رآه جِهَارًا [signifies the same: or] he saw him, or it, with exceeding plainness: (Er-Rághib, TA:) or the former signifies he saw him, or it, with his eyes, ocularly, or before his eyes, (S, A, Bd in ii. 52, Msb,) without anything intervening: (S:) so in the Kur. [ii. 52], حَتَّى نَرَى اللّٰهَ جَهْرَةً: (S, Bd:) and [some say that] جَهْرَةً is here originally an inf. n. of جَهَرْتُ in جَهَرْتُ بِالقِرَآءَةِ, [like ↓ جَهْرًا,] and metaphorically used in the sense of مُعَايَنَةً: it is in the accus. case as an inf. n.: or it is thus used as a denotative of state relating to the agent or the object: and some read ↓ جَهَرَةً, as an inf. n. like غَلَبَة, or as pl. of جَاهِرٌ, and as such it is a denotative of state: (Bd:) or جَهْرَةً is here from جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ: (Akh, S:) accord. to Ibn-' Arafeh, it here signifies unconcealed from us: (TA:) and in the Kur. iv. 152, ocularly; not concealed from us by anything. (K, * TA.) b2: You say also, كَلَّمَهُ جَهْرَةً

[and ↓ جَهْرًا He spoke to him plainly, with an open voice, aloud, or publicly]. (S, TA.) b3: and ↓ لَقِيَهُ نَهَارًا جِهَارًا and ↓ جَهَارًا [He met him in the daytime, openly, or publicly]. (K.) جُهْرَةٌ [A blaze covering the face of a horse: or the quality of having such a blaze:] a subst. from

أَجْهَرُ applied to a horse. (TA.) b2: A cast in the eye. (AA, TA. [See also أَجْهَرُ.]) جَهَرَةً: see جَهْرَةٌ.

جَهَارًا and جِهَارًا: see جَهْرَةٌ, in three places.

جَهْوَرٌ: see جَهِيرٌ. b2: Also, and ↓ مُجْتَهَرٌ, An army seen to be numerous. (A.) b3: And the former, Bold; daring: in the K, erroneously, ↓ جَوْهَرٌ. (TA.) جَهِيرٌ (in the TA, here, ↓ جَهِرٌ, but in another place, جَهِيرٌ,) High, loud, or vehement, speech; (Msb, K, TA;) as also ↓ مُجْهَرٌ and ↓ جَهْوَرِىٌّ: (K:) and so applied to the voice; (Msb, TA;) as also ↓ جَهْوَرِىٌّ. (A, TA.) Also, and ↓ مُجْهَرٌ (TA) and ↓ جَهْوَرِىٌّ (A, TA) and ↓ جَهْوَرٌ (A) and جَهِيرُ الصَّوْتِ (S, A) and الصَّوْتِ ↓ جَهْوَرِىُّ, (S,) A man having a high, loud, or strong voice. (S, A, TA.) b2: A man (S, A) of pleasing, or goodly, aspect; (S, A, K;) as also ↓ جَهِرٌ: (K:) fem. of the former with ة: (S:) beautiful: (K:) of goodly aspect, who pleases the beholder by his beauty: and a face of goodly, or beautiful, fairness: (TA:) and ↓ أَجْهَرُ a man (TA) of goodly aspect, (K, TA,) and of goodly and perfect body. (AA, K, TA.) b3: Also, (K,) or جَهِيرٌ لِلْخَيْرِ and لِلْمَعْرُوفِ, (A,) Adapted to, or constituted for, goodness: (A, K:) because he who beholds him desires his beneficence: (TA:) pl. جُهَرَآءُ. (A, K.) A2: Also Milk not mixed with water: (Fr, S, K:) or from which the butter has been taken forth. (TA.) جُهَارَةٌ [an inf. n. (see جَهُرَ)] Pleasingness, or goodliness, of aspect; (S, A, K;) as also ↓ جُهُورَةٌ (K) and ↓ جُهْرٌ: (TA:) [and a quality pleasing to behold: for] Abu-n-Nejm says, وَأَرَى البَيَاضَ عَلَى النِّسَآءِ جَهَارَةً

[And I regard fairness in women as a quality pleasing to behold]: (S:) and ↓ جُهْرٌ signifies the form, or appearance, or the like, and goodliness of aspect, of a man: (K:) or what pleases by its beauty, of the form or appearance or the like, of a man, and and goodliness of aspect: (S:) [and simply aspect, or outward appearance.] You say, بَنُونَ ذَوُو جَهَارةٍ

Sons goodly in stature and in aspect: (IAar, TA:) or in stature and in cheeks: (K:) but the former is the more agreeable with authority. (TA.) And فُلَانٍ ↓ مَا أَحْسَنَ جُهْرَ How goodly is the form, or appearance, or the like, and the beauty of aspect, of such a one! (S, A: *) [or simply, the aspect; for] you say also, ↓ مَا أَسْوَأَ جُهْرَهُ [How evil is his aspect!]. (A.) And رَجُلٌ حَسَنُ الجَهَارَةِ and ↓ الجُهْرِ A man goodly in aspect. (TA.) and فَعَرَفْتُ سِرَّهُ ↓ رَأَيْتُ جُهْرَهُ [I saw his aspect, and so knew his mind]. (A.) جُهُورَةٌ: see the next preceding paragraph.

فُلَانٌ عَفِيفُ السَّرِيرَةِ وَ الجَهِيرَةِ [Such a one is chaste in secret conduct and in public behaviour]. (A.) جَهْوَرِىٌّ: see جَهِيرٌ, in four places.

جَوْهَرٌ a word of well-known meaning, (Msb,) [a coll. gen. n., Jewels; precious stones; gems; pearls: any kind of jewel, precious stone, or gem: and also applied (as in the T, M, Mgh, Msb, and K, voce تِبْرٌ, q. v.,) to native ore:] any stone from which is extracted, or elicited, anything by which one may profit: (K:) n. un. with ة: (S:) [pl. جَوَاهِرُ:] it is of the measure فَوْعَلُ, (Msb,) and is from الجَهْرُ signifying a thing's “ becoming exceedingly plain to be perceived by the sense of sight: ” (Er-Rághib, TA:) or it is of Persian origin, (TA,) arabicized, (S, TA,) [from گَوْهَرْ,] accord. to most persons. (TA.) b2: جَوْهَرُ سَيْفٍ

The diversified wavy marks, streaks, or grain, of a sword; syn. فِرِنْدٌ. (T and K voce فِرِنْدٌ.] b3: جَوْهَرُ شَىْءٍ [The essence of a thing; or that whereby a thing is what it is; the substance of a thing: the constituent of a thing; the material part thereof;] that upon which the natural con-stitution of a thing is as it were based; or of which its natural constitution is made to be; [or, as IbrD thinks to be meant in the K, the collective parts and materials of a thing, of which its natural constitution is moulded;] expl. by مَاوُضِعَتْ عَلَيْهِ جِبِلَّتُهُ, (K,) or, as in some Lexicons, [as the JK and the Msb,] مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ جِبِلَّتُهُ [which is virtually the same]: (TA:) الجَوْهَرُ and الذَّاتُ and المَاهِيَّةُ and الحَقِيقَةُ are all syn. terms; and the first has other significations; but in the classical language it signifies الأَصْلُ, i. e., أَصْلُ المُرَكَّبَاتِ [the original of compound things]; and not what subsists by itself. (Kull.) b4: [Hence, الجَوْهَرُ الفَرْدُ (assumed tropical:) The indivisible atom.] b5: In the conventional language of scholastic theology, جَوْهَرٌ signifies (tropical:) Substance, as opposed to accident; in which sense, some assert the word to be so much used as to be, in this sense, conventionally regarded as proper. (TA.) A2: See also جَهْوَرٌ.

جَوْهَرِىٌّ A jeweller; a seller of جَوْهَر [or جَوَاهِر]. (TA.) b2: [In scholastic theology, (assumed tropical:) Of, or relating to, substance, as opposed to accident.]

أَجْهَرُ: see جَهِيرٌ. b2: Also A man having the eyeball, or globe of the eye, prominent and apparent, or large and prominent; syn. جَاحِظٌ: or resembling such as is termed جاحظ: fem. جَهْرَآءُ. (TA.) And this latter, An eye having the ball, or globe, prominent and apparent, or large and prominent; syn. جَاحِظَةٌ: (K:) or resembling what is thus termed. (TA.) b3: Having a pretty cast in the eye: (AA, K:) fem. as above. (K.) b4: That cannot see in the sun; (S, A, Msb, K;) applied to a man, (A, Msb,) and to a ram: (S:) fem. as above: (S, A, Msb, K:) or weak-sighted in the sun: (Lh, TA:) or that cannot see in the daytime; أَعْشَى signifying “ that cannot see in the night: ” (TA:) and the fem., a woman who closes her eyes in the sun. (A.) b5: A horse having a blaze that covers his face: fem. as above. (K.) b6: Also the fem., Open, bare, land, not concealed by anything: (A:) or plain land, in which are no trees nor hills (K, TA) nor sands: (TA:) pl. جَهْرَاوَاتٌ. (A, TA.) b7: And A company (S, K) consisting of the distinguished part (TA) of a people: (S:) the more, or most, excellent persons of a tribe. (K.) You say, [with reference to distinguished persons,] كَيْفَ جَهْرَاؤُكُمْ How is your company? (S.) مُجْهَرٌ. see مَجْهُورٌ: and see also جَهِيرٌ, in two places.

مِجْهَرٌ (S, K) and ↓ مِجْهَارٌ (K) A man accustomed to speak with a plain, or an open, voice; openly; or publicly. (S, K.) مِجْهَارٌ: see what next precedes.

مَجْهُورٌ بِهِ Notorious; applied to a thing: (TA:) and so ↓ مُجْتَهَرٌ applied to a man: (A, TA:) and ↓ مُجْهَرٌ plain, apparent, or conspicuous; applied to a thing. (TA.) b2: الحُرُوفُ المَجْهُورَةُ [The letters that are pronounced with the voice, and not with the breath only; the vocal letters;] the letters (nineteen in number, S) that are comprised in the saying ظِلُّ قَوٍّ رَبَضٌ إِذْ غَزَا جُنْدُ مُطِيعٌ: (S, K:) opposed to المَهْمُوسَةُ: (TA:) so called [accord. to some] because there is a full stress in the place where any one of them occurs, and the breath is prevented from passing with it until the stress is ended with the passage of the voice. (Sb, S.) A2: مَآءٌ مَجْهُورٌ Water which, having been buried in the earth, has been drawn until it has become sweet. (TA.) b2: مَجْهُورَةٌ A well (بِئْرٌ) cleared out, and cleansed from the black fetid mud which it had contained. (S.) b3: And Wells frequented [and in use], (K,) whether their water be sweet or salt. (TA.) مُجَاهِرٌ: see, above, جَهَرَ بِالمَعَاصِى.

مُجْتَهَرٌ: see مَجْهُورٌ: and see also جَهْوَرٌ.

مُتَجَاهِرٌ Feigning himself أَجْهَر; as in the saying, cited by Th, كَالنَّاظِرِ المُتَجَاهِرِ [Like the looker that feigns himself unable to see in the sun]. (TA.)
جهر
: (الجَهْرَة: مَا ظَهَرَ) ، وَرَآهُ جَهْرَةً، لم يكن بيهما سِتْرٌ. ورأَيته جَهْرَةً، وكَلَّمْته جَهْرَةٌ. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز ( {أَرِنَا اللَّهِ جَهْرَةً} (النِّسَاء: 153) قَالَ ابْن عَرَفَةَ: أَي غيرَ محتجب عنَّا، وَقيل: أَي عِيَاناً يكْشف مَا بَيْننَا وَبَينه.
(وجَه، كمَنَعَ: عَلَنَ) وَبَدَا. وَفِي المفْردات للرّاغب: أَصْل الجَهْرِ ظُهورُ الشيْءِ بإِفراطٍ، إِمّا بحاسَّةِ البَصَرِ، كرأَيته جِهَاراً، وإِمّا بحاسّةِ السَّمْعِ، نَحْو: {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ} (طه: 7) الْآيَة.
(و) جَهَرَ (الكلامَ، و) جَهَرَ (بِهِ) يتعدَّى بحرفٍ وبغيرِه: (أَعْلَنَ بِهِ) ، اقتصرَ الجوهَرِيُّ على الثَّانِي، وذكَرَ الصغانيُّ المعَدَّى بنفسِه وفسَّره بقوله: أَعْلَنَه (كأَجْهَرَ) وجَهْوَرَ، فَهُوَ جَهِيرٌ ومُجْهِرٌ، وَكَذَا بدُعَائه وصَلاتِه وقِراءَتِه، يَجْهَر جَهْراً وجِهَاراً، وأَجْهَر بقراءَته لغةٌ. وجَهَرْت بالْقَوْل أَجْهَرُ بِهِ، إِذا أَعلنتَه.
(وَهُوَ مِجْهَرٌ ومِجْهَارٌ) كمِنْبَرٍ ومِيزانٍ إِذا كَانَ مِن (عادَتِه ذالك) ، أَي أَن يَجْهَرَ بكلامِه.
(و) قَالَ بَعضهم: جَهَرَ (الصَّوْتَ: أَعلاهُ) وأَجْهَرَ: أَعْلَنَ. وكلُّ إِعلانٍ جَهْرٌ.
(و) جَهَرَ (الجيشَ) والقَوْمَ يَجْهَرهم جَهْراً (اسْتَكْثَرَهم: كاجْتَهَرَهم) . قَالَ يصف عَسْكَراً:
كأَنَّمَا زُهَاؤُه لِمَنْ جِرْ
ليلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ
(و) جَهَرَ (الأَرْضَ: سَلَكَهَا) مِن غير مَعْرِفَةٍ.
(و) جَهَرَ (الرَّجلَ: رَآهُ بِلَا حِجابٍ) بَينه وَبَينه، (أَو) جَهَرَه (نَظَرَ إِليه) . وَمَا فِي الحَيِّ أَحدٌ تَجْهَره عَيْنِي، أَي تَأْخُذه.
(و) فِي حَدِيث عليَ رضيَ الله عَنهُ أَنّه وَصَف النبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم فَقَالَ: (لم يكن قَصِيراً وسلَّم فَقَالَ: (لم يكن قَصِيراً وَلَا طَوِيلاً، وَهُوَ إِلى الطول أَقرَبُ، من رَآهُ جَهَرَه) ؛ أَي (عَظُمَ فِي عَيْنَيْه) .
(و) جَهَرَه الشيْءُ: (راعَه جَمَالُه وهَيْئَتُه، كاجْتَهَرَه) ، فيهمَا. قَالَ اللِّحْيَانيّ: وَكنت إِذا رأَيتُ رَجلاً جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه؛ أَي راعَنِي. وَقَالَ غَيره: واجْتَهَرَنِي الشيْءُ: رَاعَنِي جَمالُه، كجَهَرَنِي.
(و) جَهَرَ (السِّقاءَ: مَخَضَه) واستخرجَ زُبْدَه. حَكَاهُ الفَرّاءُ.
(و) جَهَرَ (القَومُ القُومَ: صَبَّحَتْهم على غِرَّةٍ) ، أَي غَفْلَةٍ.
(و) جَهَرَ) البِئْرَ) يَجْهَرُهَا جَهْراً: (نَقّاها) وأَخرجَ مَا فِيهَا مِن الحَمْأَة. وَكَذَا فِي الصّحاح، ونقلَه عَن الأَخفش. (أَو) جَهَرَها: (نَزَحها) وأَنشد الجوهريُّ للراجز:
إِذ وَرَدْنَا آجِناً جَهَرْنَاهْ
أَو خالِياً مِن أَهْلهِ عَمَرْناهْ
قَالَ الصغانيّ: هُوَ إِنشادٌ مخْتَلٌّ وَقَعَ فِي كتب المتقدِّمين، وَالرِّوَايَة:
إِذا وَرَدْنَ آجِناً جَهَرْنَهُ
أَو خالِياً مِن أَهلِه عَمَرْنَهُ
لَا يَلْبَث الخُفُّ الَّذِي قَلَبْنَهُ
بالبَلَدِ النّازِح أَنْ يَجْتَبْنَهُ
(كاجْتَهَرَهَا، أَو) حَفَرَ البِئْرَ حَتَّى جَهَرَ، أَي (بَلَغَ الماءَ) . وَفِي حَدِيث عائشةَ: ووصَفَتْ أَباهَا رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَقَالَت؛ (اجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواءِ) ؛ تُرِيدُ أَنه كَسَحَها، يُقَال: جَهَرْتُ البِئْرَ واجتَهَرتُها، إِذَا كَسَحْتَها إِذا كانَت مُنْدَفِنَةً، يُقَال: رَكايَا دُفُنٌ، والرَّواءُ: الماءُ الكثيرُ، وهاذا مَثَلٌ ضَرَبَتْ عائشةُ رضيَ الله عَنْهَا لإِحكامِه الأَمْر بعد انتشارِه؛ شَبَّهَتْه برجلٍ أَتَى على آبارٍ مُنْدَفِنَةٍ، وَقد اندفنَ ماؤُهَا فَنَزَحَهَا وكَسَحَهَا، وأَخْرَجَ مَا فِيهَا من الدُّفُنِ حَتَّى نَبَعَ الماءُ.
(و) جَهَرَ (الشيءَ: كَشَفَه) عِيَانً.
(و) جَهَرَتِ (الشَّمْسُ المُسافِرَ: أَسْدَرَتْ عَيْنَه) وَمِنْه: الأَجْهَرُ مِن الرِّجال: الَّذِي لَا يُبْصِرُ فِي الشَّمس.
(و) جَهَرَ (فِلاناً: عَظَّمَه) ، أَو رَآه عَظِيما فِي عَيْنه. وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: (إِذا رَأَيْنَاكم جَهَرْناكم) .
(و) جَهَرَ (الشيْءَ: حَزَرَه) وخَمَّنَه. (وجَهِرَتِ العَيْنُ: كفَرِحَ: لم تُبْصِر فِي الشَّمْس) ، وَكَذَا جَهِرَ الرجلُ جَهَراً.
(و) جَهُرَ الرجلُ، (ككَرُمَ: فَخُمَ) بَين عَيْنَي الرّائِي.
(و) جَهُرَ (الصَّوْتُ: ارتفعَ) وَعلَا وَكَذَا الرجلُ، جَهَارةً.
(وكلامٌ جَهرٌ) ، كَتِف، (ومُجْهَرُ) ، كمُكْرَمٍ، (وجهْوَرِيٌّ) : شديدٌ (عالٍ) ، وكذالك الرجلُ يُوصَفُ بِهِ يُقَال: رجلٌ جَهِيرٌ ومُجْهَرٌ، أَي كمُكْرَمٍ، إِذا عُرِفَ بشدَّة الصوتِ.
وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ: أَعْلَنَ بِهِ.
ورجلٌ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ: رَفِيعُه. الجَهْوَرِيُّ: هُوَ الصوتُ العالي.
وَفِي الحَدِيث: (فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ) أَي عاليةُ الصوتِ.
وَفِي حَدِيث العَبّاس: (أَنّه نادَى بصَوتٍ لَهُ جَهْوَرِيَ) ؛ أَي شديدٍ عالٍ، وَالْوَاو زائدةٌ.
وصوتُ جَهِيرٌ، وكلامٌ جَهِيرٌ: كِلَاهُمَا عالِنٌ عالٍ، قَالَ:
فَيَقْصُرُ دُونَه الصَّوتُ الجَهِيرُ
فاقتصارُ المصنِّف على الْكَلَام دُون الرَّجُلِ قُصُورٌ.
(والمَجْهُورَةُ مِن الْآبَار: المَعْمُورَةُ) عَذْبَةٌ كَانَت أَو مِلْحَةً.
(و) المَجْهُورَةُ (مِن الحُرُوف) عِنْد النَحْوِيِّين، (مَا جُمِعَ فِي) قَوْلهم: (ظِلُّ قَوَ رَبَضٌ إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطِيعٌ) ، وَهِي تسعةَ عشرَ حرفا، وبضدِّها المهموسةُ، ويجمعُها قولُك: (سَكَتَ فحَثَّه شَخْصٌ) ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: معنى الجَهْرِ فِي الحُرُوف أَنها حروفٌ أُشْبِعَ الاعتمادُ فِي موضِعِها، حَتَّى مَنَعَ النَّفَسَ أَن يَجْرِيَ مَعَه، حَتَّى ينقصَ الاعتمادُ ويَجْرِيَ الصوتُ، غير أَن المِيمَ والنُّون مِن جُمْلة المَجْهُورة، وَقد يعْتَمد لَهَا فِي الفَم والخَياشِيم فيصيرُ فِيهَا غُنَّةٌ، فَهَذِهِ صفةُ المَجْهُورة، ونقَلَه الجوهَرِيُّ وشرحُ التَّسْهِيل.
(و) يُقَال: رجلٌ (جَهِرٌ) ، ككَتِفٍ، (وجَهِيرٌ) ، كــأَمِيرٍ، (بَيِّنُ الجُهُورَةِ) ، بِالضَّمِّ، (والجَهَارةِ) ، بِالْفَتْح: (ذُو مَنْظَرٍ) . قَالَ أَبو النَّجْم:
وأَرى البَياضَ على النِّسَاءِ جَهَارةً
والعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْمَاءِ
(والجُهرُ، بالضمّ: هَيئةُ الرجُلِ وحُسْنُ مَنْظَرِه) . قَالَ ابْن الأَعرابيِّ: رجلٌ حَسَنُ الجَهَارةِ والجُهْرِ، إِذا كَانَ ذَا مَنْظَرٍ، وَقَالَ القُطَامِيُّ:
شَنِئْتُكَ إِذ أَبْصَرْتُ جُهْرَكع سَيِّئاً
وَمَا غَيَّبَ الأَقْوَامُ تابِعَةُ الجُهْرِ
قَالَ: (مَا) بِمَعْنى الَّذِي، يَقُول: مَا غابَ عنكَ مِن خُبْرِ الرجلِ فإِنه تابِعٌ لمنظره، وأَنَّثَ (تابِعَة) فِي الْبَيْت، للْمُبَالَغَة.
(والجَهْرُ) بِفَتْح فسكونٍ: (الرّابِيَةُ) السَّهْلَةُ (الغَيظَةُ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلة: (العريضَة) بدل (الغليظة) .
(و) الجَهْرُ: (السَّنَةُ) التامَّةُ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: الجَهْرُ (قِطْعَةٌ مِن الدَّهْر) ، قَالَ: وحَاكَمَ أَعرابيٌّ رجلا إِلى القاضِي، فَقَالَ: بِعْتُ مِنْهُ عُنْجُداً مُذْ جَهْرٌ فغابَ عَنِّي. قَالَ: أَي مُذْ قطعةٌ مِن الدَّهْر.
(والجَهِيرُ: الجَمِيلُ) ، ذُو مَنظر حَسَنٍ يجْهَرُ مَن رَآهُ.
(و) الجَهِيرُ (الخَلِيقُ للمَعْرُوفِ، ج جُهَراءُ) ، يُقَال: هم جُهَراءُ للمعروفِ، أَي خُلَقاءُ لَهُ؛ وَقيل ذالك لأَن مَن اجْتَهَرَه طَمِعَ فِي مَعْرُوفه. قَالَ الأَخطلُ:
جُهَراءَ للمَعْرُوفِ حِين تَراهُمُ
خُلَقاءَ غيرِ تَنَابِلٍ أَشرارِ
(و) الجَهِيرُ (مِن اللَّبَن: مَا لم يُمْذَقْ بماءٍ) ، حَكَاهُ الفَراءُ. وَقَالَ غيرُه: الجَهِيرُ: الَّذِي أُخْرِجَ زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الَّذِي لم يُخْرَج زُبْدُه.
(والأَجْهَرُ) مِن الرِّجال: (الحَسَنُ المَنْظَرِ، و) الحَسَنُ) (الجِسْمِ التَّامُّةُ) ، قَالَه أَبو عَمْرو.
(و) الأَجهَرُ: (الأَحْوَلُ المَلِيحُ) الجُهْرَةِ، أَي (الحَوَلَةِ) ، عَنهُ أَيضاً.
(و) الأَجْهَرُ: (مَن لَا يُبْصِرُ فِي الشمسِ) . قَالَ اللِّحيانيّ: كلُّ ضعيفِ البصرِ فِي الشَّمس أَجْهَرُ. وَقيل: الأَجْهَرُ بالنَّهَارِ، والأَعْشَى باللَّيْل.
(و) الأَجْهَرُ: (فَرَسٌ غَشِيَتْ غُرَّتُه وَجُهَه) .
والاسمُ الجُهْرَةُ.
(والجَهْرَاءُ: أُنْثَى الكُلِّ) ، يُقَال: رَجُلٌ أَجُهَرُ وامرأَةٌ جَهْرَاءُ، فِي الْمعَانِي الَّتِي تَقَدَّمَتْ وكذالك حِصانٌ أَجْهَرُ وَفَرَسٌ جَهْرَاءُ.
(و) الجَهْرَاءُ: (مَا اسْتَوَى مِن) ظَهْرِ (الأَرضِ لَا شَجَرٌ) بهَا (وَلَا آكامٌ) وَلَا رمالٌ، إِنما هِيَ فَضاءٌ وكذالك العَرَاءُ وجَمْعُهَا أَعْرِيَةٌ وَجَهْراواتٌ، يُقَال: وَطِئْنَا أَعْرِيَةً وجَهْرَاواتِ. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا من كَلَام ابْن شُمَيل. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: الجَهْراءُ: الرّابِيَةُ الْمِحْلَالُ، لَيست بشديدةِ الإِشراف وَلَيْسَت بِرَمْلَةٍ وَلَا قُفَ.
(و) جَهْرَاءُ القَومِ: (الجَمَاعَةُ) الخاصّةُ.
(و) الجَهْرَاءُ العَيْنُ الجاحِظَةُ) ، أَو كالجَاحظَةِ، رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَةٌ جَهْرَاءُ.
(و) الجَهْراءُ (مِن الحيِّ أَفاضلُهم) وقِيل لأَعرابيَ: أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بَنُو أَبِي بَكْرِ بنِ كِلَابٍ؟ فَقَالَ: أَمَّا خَوَاصَّ رجالٍ فبنو أَبي بكرٍ، وأَما جَهْرَاءَ الحَيِّ فبنو جعفرٍ. قَالَ الأَزهريُّ: نَصَبَ خواصّ على حذف الوَسِيط، أَي فِي خَواصّ رجالٍ.
(والجَوْهَرُ: كلُّ حَجَرٍ يُسْتَخْرَج مِنْهُ شيْءٌ يُنْتَفَعُ بِهِ) . وَهُوَ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، كَمَا صَرَّح بِهِ الأَكْثَرُون. وَقَالَ الرّاغبُ فِي المُفْرَدات: الجَهْرُ: ظُهُورُ لشيّءِ بإِفراطِ حاسَّةِ البَصَرِ (أَو حَاسَّةِ السّمع. .) قَالَ: وَمِنْه الجَوْهَرُ فَوْعَلٌ لظُهُورِه للحاسَّة.
(و) الجَوْهَرُ (من الشيْءِ: مَا وُضِعَتْ) وَفِي بعض الأُصُول: خُلِقَتْ (عَلَيْهِ جِبِلَّتُهُ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَله تحديدٌ لَا يَليق بهاذا الْكتاب. قلْت: ولعلّه يَعْنِي الجَوْهَرَ المُقَابِلَ للعَرَضِ الَّذِي اصطلحَ عَلَيْهِ المتكلِّمون حَتَّى جَزَمَ جماعةٌ أَنه حقيقةٌ عُرْفِيَّةٌ.
(و) الجَوْهَرُ: (المُقْدِم الجَرِيءُ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ أَنه الجَهْوَرُ، بِتَقْدِيم الهاءِ على الْوَاو. يُقَال: رجلٌ جَهْوَرٌ، إِذا كَانَ جَرِيئاً مُقْدِماً مَاضِيا.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: (أَجْهَرَ) الرجل، إِذا (جاءَ بابْنٍ أَحْوَلَ، أَو) جاءَ (ببَنِينَ ذَوِي جَهَارةٍ) ، بِالْفَتْح، (وهم الحَسَنُو القُدُودِ والخُدُوِ) . ونَصُّ النَّوَادِر بعد القُدُود (الحَسَنُو المَنْظَرِ) ، وَهُوَ الأَوْفَقُ بكلامهم. وَلَا أَدرِي من أَيْن من أَين أَخَذَ المصنِّف الخُدُودَ.
(والجِهَارُ) بِالْكَسْرِ (والمُجَاهَرَةُ: المُغَالَبَةُ) ، وَقد جاهَرَهم بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهَاراً: غالَبَهُم. (وَلقِيَه نَهَاراً جِهَاراً) ، بِكَسْر الْجِيم، (ويُفْتَحُ) وأَبَى ابنُ الأَعرابيِّ فَتْحَهَا.
(وجَهْوَرٌ، كجَعْفَرٍ: ع) ، قَالَ سَلْمَى بنُ المُقْعَدِ الهُذَلِيُّ، والبيتُ مَخْرُومٌ:
لَوْلَا اتِّقَاءُ اللهِ حِين أدَّخَلْتُمُ
لَكُمْ ضَرِطٌ بَين الكُحَيْلِ وجَهْوَره
(و) جَهْوَرٌ: (إسمُ) جماعةٍ، وَمِنْهُم: بَنو جَهْوَرٍ مُلُوكُ الطَّوائفِ فِي قُرْطُبَةَ ووُزَراؤُهَا، يَنْتَسِبُون إِلى كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ بنِ ثَعْلَبِ بنِ حُلْوانَ، وَقد تَرْجَمَهم الفتحُ بنُ خاقانَ فِي القَلائِد والمَطْمَح.
وآلُ جَهْوَرٍ: قبيلةٌ من بني يافِعٍ بِالْيمن.
كتاب م كتاب (والجَيْهَرُ، والجَيْهُورُ: الذُّبابُ الَّذِي يُفْسِدُ اللَّحْمَ) ، نقلَه الصغانيُّ.
(وَفَرَسٌ جَهُورُ الصَّوْتِ، كصَبُورٍ. وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بأَجَشَّ وَلَا أَغَنَّ، ثمَّ يَشتدُّ صوتُه حتَّى يتَباعَدَ) . والجمعُ جُهُرٌ.
(واجْتَهَرْتُه: رأَيتُه عَظِيمَ المَرْآةِ) كجَهَرْته.
(و) اجْتَهَرْتُه: (رأَيتُه بِلَا حِجابٍ بَيْننَا) . وَهُوَ فِي الصّحاح: جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه، إِذا رأَيتَه عَظِيمَ المَرْآةِ. والمصنِّفُ فرقَ فِي الْكَلَام، فذَكَرَ أَولاً جَهَرَ الرجلَ: رَآهُ بِلَا حِجَابٍ، وذَكَرَ هُنَا الرُّباعِيَّ، فَلَو قَالَ عِنْد ذِكْر الثُّلاثيِّ: كاجْتَهَرَه لَكَانَ أَخْصَرَ.
(وجِهَارٌ، ككِتَابٍ: صَنَمٌ كَانَ لهَوازِنَ) ، القبيلةِ المشهورةِ.
ويُوجَد هُنَا فِي بعض النُّسَخ زيادةٌ، وَهِي قولُه: (وجَهْرَاوَاتُ الصَّحراءِ) ، وَفِي بَعْضهَا: جَهْرَاوَاتُ صحراءُ: (بظاهِر شِيرَازَ، وغيرهُ لحنٌ) ، وَقد ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ جَهْرَاوَاتِ الصَّحراءِ وصاحبُ اللِّسَان، وتَقَدَّمَت الإِشارةُ إِليه، فَلَا أَدْرِي مَا سَبَبُ اللَّحْنِ فِيهِ، فلْيُتَأَمَّلْ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
المُجَاهِرُ بالمَاصِي: المُظْهِرُ لَهَا بالتَّحَدُّثِ بهَا، وَمِنْه الحديثُ: (كُلُّ أُمَّتِي مُعافًى إِلا المُجاهِرِين) . يُقَال جَهَرَ، وأَجْهَرَ، وجاهَرَ. وَفِي حَدِيث آخَرَ: (لَا غَيْبَةَ لفاسِقٍ وَلَا مُجَاهِرٍ) .
واجْتَهَرَ القَومُ فلَانا: نَظَرُوا إِليه جِهَاراً.
ووَجْهٌ جَهِيرٌ: حَسَنُ الوَضاءَةِ.
وأَمْرٌ مُجْهَر: واضِحٌ بَيِّنٌ.
وَقد أَجْهَرْتُه أَنا إِجهاراً، أَي شَهَّرتُه، فَهُوَ مَجْهُورٌ بِهِ: مَشْهُورٌ.
وَفِي حَدِيث خَيْبَرَ: (وَجَدَ الناسُ بهَا بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه) ؛ أَي اسْتَخْرَجُوه وأَكَلُوه.
والمَجْهُورُ: الماءُ الَّذِي كَانَ سُدْماً فاسْتُقِيَ مِنْهُ حَتَّى طابَ.
وَحَفَرُوا بِئْراً فأَجْهَرُوا: لم يُصِيبُوا خَيْراً.
وكَبْشٌ أَجْهَرُ، ونَعْجَةٌ جَهْرَاءُ، وَهِي الَّتِي لَا تُبْصِرُ فِي الشَّمس. قَالَ أَبو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يَصفُ مَنِيحَةً مَنَحَه إِيّاهَا بَدْرُ بنُ عَمّارٍ الهُذَلِيُّ:
جَهْرَاءُ لَا تَأْلُوا إِذا هِيَ أَظْهَرَت
بَصَراً وَلَا مِن عَيْلَةٍ تُغْنِينِي
هاذا نَصُّ ابنِ سيدَه، وأَوْرَدَه الأَزهريُّ عَن الأَصمعيِّ، وَمَا عَزَاه لأَحدٍ، وَقَالَ: قَالَ يَصِفُ فَرَساً؛ يَعْنِي الجَهْرَاءَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: أُرَى هاذا الْبَيْت لبعضِ الهُذَلِيِّين يصفُ نَعْجَةً قَالَ ابْن سِيدَه: وعَمّ بِهِ بعضُهم.
والجُهْرَةُ: الحَوَلَةُ، أَنشدَ ثعلبٌ للطِّرمّاح:
على جُهْرَةٍ فِي العَيْنِ وَهُوَ خَدُوج
والمُتجاهِرُ: الَّذِي يُرِيكَ أَنه أَجْهَرُ، وأَنشدَ ثعلبٌ:
كالنّاظِرِ المُتجاهِرِ
والمُجَاهَرَةُ بالعَدَاوةِ: المُبَادَأَةُ بهَا.
وأَجهرَ بقراءَته: جَهَرَ بهَا.
وجَهْوَرَ الحديثَ بعد مَا هَيْنَمَه، أَي أَظْهَرَه بعد مَا أَسَرَّه.
وفلانٌ مُشْتَهِرٌ مُجْتَهِرٌ.
وَهُوَ عَفِيفُ السَّرِيرَةِ والجُهِيرَةِ.
وَقد سَمَّوْا أَجْهَرَ، وجَهْرانَ، وجَهِيراً، وجَهْوَراً. وفَخْرُ الدَّولةِ أَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بن جَهِير كــأَمِير وبَنُوه وزراءُ الدولةِ العباسيَّة.
وأَبو سعيدٍ طغتدى بن خطلج الجَهِيرِيُّ، نُسِبَ إِليهم بالوَلاءِ، حَدَّثَ، رَوَى عَنهُ السَّمْعَانيُّ ببغدادَ.
وأَبو حَفْصٍ جَهِيرُ بنُ يَزِيدَ العَبْدِيُّ، بَصْرِيٌّ، رَوَى عَن ابْن سِيرِينَ. وجَهْوَرُ بنُ سُفْيَانَ بنِ الحارثِ الأَزْدِيُّ أَبو الحارثِ الأَزْدِيُّ أَبو الحارثِ الجُرْمُوزِيُّ، بَصْرِيٌّ، عَن أَبيه، تابِعِيّانِ.
وأُجْهُورُ، بالضمّ: قَرْيَتَانِ بمصرَ، يُنْسَبُ إِليهما الوَرْدُ الأَحْمَرُ، وَمن إِحداهما خاتِمَةُ المُحدِّثين: النُّورُ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ الزَّيْنِ المالِكِيُّ، وَقد رَوَى لنا عَنهُ شُيوخُ مشايِخِ مَشَايِخَنَا. وَفِي قوانِين الدِّيوان لِابْنِ الجيعَان: جُجْهور بالجِيمَيْن، وَالْمَشْهُور الأَولُ.
وممّن نُسبَ إِلى بَيْع الجَوْهَر أَبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ محمّدِ بنِ عليّ بنِ الحَسَنِ الشِّيرازِيُّ البَغْدَادِيُّ، الحافِظُ المكْثِر، رَوَى عَنهُ أَبو بكْرِ الخَطِيب، وأَبو بكْرٍ الأَنصاريُّ، وَمِنْهُم: شيخُنَا المُفِيد المعَمَّر أَبو العَبّاسِ أَحمد بنُ الحَسَنِ (بن) محمّد بن عبد الْكَرِيم الجَوْهَرِيُّ الخالِدِيُّ، حضَرتُ فِي دروسِه وأَجَازَنِي، وُلِدَ سنة 1096 م، وتوَفِّيَ سنة 1182 م.
(جهر) الرجل هَيئته ومنظره يُقَال مَا أحسن جهره وَمَا أَسْوَأ جهره
ج هـ ر : رَآهُ (جَهْرَةً) وَكَلَّمَهُ جَهْرَةً، وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] أَيْ عِيَانًا يَكْشِفُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ. وَ (الْأَجْهَرُ) الَّذِي لَا يُبْصِرُ فِي الشَّمْسِ. وَ (جَهَرَ) بِالْقَوْلِ رَفَعَ بِهِ صَوْتَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (جَهْوَرَ) أَيْضًا وَرَجُلٌ (جَهْوَرِيُّ) الصَّوْتِ وَ (جَهِيرُ) الصَّوْتِ وَ (إِجْهَارُ) الْكَلَامِ إِعْلَانُهُ وَ (الْمُجَاهَرَةُ) بِالْعَدَاوَةِ الْمُبَادَأَةُ بِهَا. وَ (الْجَوْهَرُ) مُعَرَّبٌ، الْوَاحِدَةُ (جَوْهَرَةٌ) . 
ج هـ ر : جَهَرَ الشَّيْءُ يَجْهَرُ بِفَتْحَتَيْنِ ظَهَرَ وَأَجْهَرْتُهُ بِالْأَلِفِ أَظْهَرْتُهُ وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضًا وَبِالْبَاءِ فَيُقَالُ جَهَرْتُهُ وَجَهَرْتُ بِهِ وَقَالَ الصَّغَانِيّ أَجْهَرَ بِقِرَاءَتِهِ وَجَهَرَ بِهَا وَرَجُلٌ أَجْهَرُ لَا يُبْصِرُ فِي الشَّمْسِ وَامْرَأَةٌ جَهْرَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَالْفِعْلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَأَيْتُهُ جَهْرَةً أَيْ عِيَانًا وَجَاهَرَهُ بِالْعَدَاوَةِ مُجَاهَرَةً وَجِهَارًا أَظْهَرَهَا وَجَهُرَ الصَّوْتُ بِالضَّمِّ جَهَارَةً فَهُوَ
جَهِيرٌ.

وَالْجَوْهَرُ مَعْرُوفٌ وَزْنُهُ فَوْعَلٌ وَجَوْهَرُ كُلِّ شَيْءٍ مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ جِبِلَّتُهُ. 
(جهر) - في الحَديثِ: "نَادَى العَبَّاسُ بَصْوتٍ جَهِير" .
- وفي حَدِيثِ صَفْوان بنِ عَسَّال، رَضِى الله عنه: "نَادَاه أَعرابِىٌّ بصَوْتٍ له جَهْوَرِيّ.
يقال: فلان جَهِير الصَوتِ: أي غَلِيظُه وعَالِيه. وكذلك جَهْرٌ، وجهْوَرِيّ بَيِّن الجَهَارَة، وقد جَهُر.
والجَهْوَرِيّ: العَالِي الصَّوت ، وجَهْوَر الحَدِيثَ: أَعلنَه. ورجل جَهْورٌ : جَرِىءٌ مُقدِم مَاضٍ.
- ومنه الحَدِيثُ: "كان عُمَر رَجُلاً مُجْهِرًا" . : أي صاحبَ جَهْر ورَفْع لصَوتِه، يقال: جَهَر صَوتَه إذا رَفَعَه، فهو جَهير. وأَجْهَر: إذا عُرِف بشِدَّة الصَّوت فهو مُجْهِر.
- ومنه الحَدِيث: "فإذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ".
- في الحَدِيثِ: "كُلُّ أُمَّتِي مُعافًى إلّا المُجاهِرِين".
يَعنِي الذين جَاهَروا بَمعَاصِيهم، وكَشفُوا ما سَترَه الله، عز وجل، عليهم من ذَلِك، فيتَحَدَّثون به. يقال منه: جَهَر وأَجْهَر لغتان. وقيل: أَجْهَرتُه وجَهَرْت به.
جهر
جَهَرَ فلانٌ بكلامِه وقِراءتَه جهراً، وأجْهَرَ قِراءتَه. وجاهَرْتُهم بالأمر: عالَمْتَهم به. وجَهُرَ جَهَارَةً: وصَوْتٌ جَهِيْرٌ، ورَجُلٌ جَهِيْرٌ مُجْتَهِرٌ في المَنْظَرِ والجِسْمِ. والجَهُوْرُ: الرَّجُلُ الجَرِيءُ المٌتَقَدِّمُ الماضي، والجَيْشُ العَظِيمُ تَجْهَرُه العَيْنُ.
والجُهْرُ - أيضاً - المَنْظَرُ قد جَهِرَتْه العَيْنُ تَجْهِرُه. وجَهْوَرْتُ الحَدِيثَ: أعْلَنْتَه. وفي المَثَل: مُجَاهَرَةً إذْ لم أجِدْ مُخْتلاً ". وفلانٌ عَفِيفُ السَّرِيرِة والجَهِيَرِة: أي العَلانِيَة. والجَوْهَرُ: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّةُ الشَّيْءِ.
والشاةُ الجَهْرَاءُ: التي لا تُبْصِرُ في الشَّمس، والكَبْشُ أجْهَرُ. والجَهْرَاءُ من الأرضِ: المُرْتَفِعَةُ، وجَمْعُها جَهَارٍ. وجَهَرْتُ البِئْرَ واجْتَهَرْتُها: أخْرَجْتَ ما فيها من الحَمْأةِ والماء. وبِئْرٌ مَجْهُوْرَةٌ.
وحَفَرْتُ فأَجْهَرْتُ: لم أُصِبْ خَيْراً. وجَهَرْتُ السِّقَاءَ: مَخَضْتَه، ولَبَنٌ جَهِيْرٌ: أُخْرِجَ زُبْدُه. والجَهِيْرُ والجَيْهُوْرُ: الذُّبابُ الذي يُفْسِدُ اللَّحْمَ.
جهر
جَهْر يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع.
أمّا البصر فنحو: رأيته جِهَارا، قال الله تعالى:
لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً
[البقرة/ 55] ، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء/ 153] ، ومنه: جَهَرَ البئر واجْتَهَرَهَا: إذا أظهر ماءها.
وقيل: ما في القوم أحد يجهر عيني . والجوهر: فوعل منه، وهو ما إذا بطل بطل محموله، وسمي بذلك لظهوره للحاسة.
وأمّا السمع، فمنه قوله تعالى: سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ
[الرعد/ 10] ، وقال عزّ وجلّ: وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى
[طه/ 7] ، إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ [الأنبياء/ 110] ، وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ [الملك/ 13] ، وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها [الإسراء/ 110] ، وقال: وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ [الحجرات/ 2] ، وقيل: كلام جوهري، وجَهِير، ورجل جهير يقال لرفيع الصوت، ولمن يجهر لحسنه.
(جهر)
الشَّيْء جَهرا علن وَظهر وبالكلام وَنَحْوه جَهرا وجهارا أعلنه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِن تجْهر بالْقَوْل فَإِنَّهُ يعلم السِّرّ وأخفى} وَيُقَال جهر الْكَلَام فَالْكَلَام وَنَحْوه جهير وَهُوَ جهير الصَّوْت وَالشَّيْء رَآهُ بِلَا حجاب وحزره وَقدره وَالشَّمْس فلَانا حيرت بَصَره مِنْهَا فَلم يبصر وَالْأَرْض سلكها من غير معرفَة والجيش وَالْقَوْم كَثُرُوا فِي عينه وَالشَّيْء فلَانا عظم فِي عينه وراعه جماله وهيئته وَفِي حَدِيث عَليّ فِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لم يكن قَصِيرا وَلَا طَويلا وَهُوَ إِلَى الطول أقرب من رَآهُ جهره) وَفُلَان الْبِئْر نقاها من الحمأة ونزحها وحفرها حَتَّى بلغ المَاء والسقاء مخضه واستخرج زبده وَالْقَوْم صبحهمْ على غرَّة

(جهر) الْإِنْسَان وَغَيره جَهرا تحير بَصَره من الشَّمْس فَلم يبصر وَيُقَال جهرت الْعين وَفُلَان جحظت عينه وحول حولا مليحا وَالْفرس غشت غرته وَجهه وَالْإِنْسَان جهورة وجهارة تمّ جِسْمه وَحسن منظره فَهُوَ أَجْهَر وَهِي جهراء (ج) جهر

(جهر) الصَّوْت جهورة وجهارة ارْتَفع وَفُلَان تمّ جِسْمه وَحسن منظره فَهُوَ جهير
[جهر] نه في صفته صلى الله عليه وسلم: من رآه "جهره" أي عظم في عينه من جهرت الرجل واجتهرته إذا رأيته عظيم المنظر، ورجل جهير أي ذو منظر. ومنه: إذا رأيناكم "جهرناكم" أي أعجبتنا أجسامكم. غ: جهرت الجيش واجتهرتهم كثروا في عينك، والجهر حسن المنظر. و"جهرة" ظاهراً. نه وفي ح خيبر: وجد الناس بها بصلاً وثوماً "فجهروه" أي استخرجوه وأكلوه، يقال: جهرت البئر إذا كانت مندفنة فأخرجت ما فيها من الدفن حتى نبع الماء. ومنه ح عائشة تصف أباها: "اجتهر" دفن الرواء. الاجتهار الاستخراج، وهذا مثل ضربته لإحكامه الأمر بعد انتشاره، شبهته برجل أتى على آبار قد اندفن ماؤها فأخرج ما فيها من الدفن حتى نبع. وفيه: كل أمتي معافى إلا "المجاهرين" هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها وكشفوا ما ستر الله عليهم فيتحدثون به، يقال: جهر وأجهر وجاهر. ك: وروى: إلا المجاهرون، أي كل أمتي يعفى عن ذنبه، ولا يؤخذ به إلا الفاسق المعلن، والمجانة يشرح في ميم. نه ومنه: وإن من "الإجهار" كذا، وروى من الجهار، وهما بمعنى المجاهرة. ومنه: لا غيبة لفاسق ولا "مجاهر". ج: وهو من يجهر بالمعاصي ولا يتحاشى أطراحاً لأمر الله. نه وفي ح عمر: إنه كان "مجهراً" أي صاحب جهر ورفع لصوته، جهر بالقول إذا رفع به صوته فهو جهير، وأجهر فهو مجهر إذا عرف بشدة الصوت. الجوهري: رجل مجهر بكسر ميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه. ومنه: فإذا امرأة "جهيرة" أي عالية الصوت، ويجوز كونه من حسن المنظر. وفيه: نادى بصوت له "جهوري" أي شديد عال منسوب إلى جهور بصوته. ك: "لا تجهر" بصلاتك" حتى يسمع المشركون، حتى غاية للمنهي لا للنهي، 
جهر: جَهَر وجَهِر: لم يبصر إلا في الليل (ريشاردسن صحراء: 1: 324) وهو يذكر جُهُر (بضمتين) بمعنى عدم الإبصار إلا في الليل، والصواب جَهَر (بفتحتين).
جَهَّر (بالتشديد)، جَهَّر البصر: جَهَره، حيَّر بصره فلم يبصر في الضوء الشديد (بوشر، همبرت ص162، هلو).
أجهر: جهر، حيّر بصره في الشمس (همبرت ص162).
تجهر: مطاوع أجهر، تحير بصره فلم يبصر في الشمس (بوشر، همبرت 162).
تجاهر. تجاهر به: تظاهر بفعل شيء غير محمود علناً لا يبالي (الملابس 274 رقم 14).
جهر أو شهر أو شهير، وفي قول آخر، بريشهير: مِخرطة، وهي آلة يستخدمها الخرّاط والنحَّاس والخّزاف (باين سميث 1453) وقد ذكرت مرتين، 1513).
جَهَر: عدم الإبصار في النهار (ابن سينا 1: 350).
أنظر: جَهِر.
جَهِر بمعنى جهير (أنظر لين) عال. واضح مرتفع. وبصوت جهر عالٍ أي بصوت واضح عالٍ (بوشر) ولم تضبط فيه الكلمة بالشكل.
جُهْرَة: بمعنى جُهْر وجَهارة وهي الهيئة والمنظر. ففي حيان (ص27 و): جميل الرواء حسن الجهرة.
جُهَرَة: ذبابة صغيرة في أواسط أفريقية، لسعتها ممبتة للماشية (بالم ص74).
جُهُورَة: جَهَر (ابن العوام 2: 577) مع تعليق كليمانت موليه (2: 215). وقد وردت هذه اللفظة في معجم فوك في مادة Cecus جَهْوَرِيّ: يظهر أن معناها عند ابن الخطيب هو معنى جَهُور الذي ورد في تاج العروس فيما ذكر لين وهو الجريء المقدم الماضي.
فهو يقول فيما نقل عنه المقري (1: 850): وكان شديد البسط مهيباً جَهورياً مع الدعابة والغزل.
وفيه وقد نقله المقري (3: 757): بَدَوِيّا قُحّا جهوريا ذاهلا عن عواقب الدنيا.
جَهورِيّة، جهورية الصوت: ارتفاعه ووضوحه. ففي الخطيب (ص 61و): جهورية الصوت وطيب النغمة.
وجهورية: جرأة، إقدام (أنظر المادة السابقة) يقول الخطيب (ص177 و) في كلامه عن محمد الأول ملك غرناطة: هذا الرجل كان آية في السذاجة والسلامة والجهورية جندياً ثَغْريّاً شهما الخ.
ج هـ ر

جهر الشيء إذا ظهر وأجهرته أنا، وأجهر فلان ما في صدره، ورأيته جهرة أي عياناً. وجهر بكذا: أعلنه. وقد جهر بكلامه وقراءته: رفع بهما صوته. وجهر صوته جهارة، وهو جهير الصوت، وصوت جهوري، ورج جهور وجهوري. وجهور الحديث بعدما هينمه أي أظهره بعد ما أسره. وخطيب مجهر بخطبته. وجاهرتهم بالأمر جهاراً أي عالنتهم به علاناً، ورأيته فجهرته، واجتهرته. واستجهرته: رأيته عظيم المرآة. قال:

إن سراجاً لكريم مفخره ... تحلى به العين إذا ما تجهره

وجهرني فلان: راعني بجماله وهيئته. وجهرت الجيش واجتهرتهم: كثروا في عيني، وجيش مجتهر وجهور. ورأيت جهره، فعرفت سره. قال القطامي:

شنئتك إذ أبصرت جهرك سيئاً ... وما غيب الأقوام تابعة الجهر

أي مغيباتهم ومخابرهم تابعة لهيئتهم. وما أحسن جهره، وأسوأ جهره. وفلان جهير بين الجهارة إذا كان ذا جهرة ومنظر تجتهره الأعين. قال أعرابي في الرشيد:

جهير الرواء جهير الكلام ... جهير العطاس جهير النغم

ويخطو على الأين خطو الظليم ... ويعلو الرجال بخلق عمم

وفلان مشتهر مجتهر. وهو جهير للخير: خليق، وهم هراء للمعروف. قال الأخطل:

جهراء للمعروف حين تراهم ... حلماء غير تنابل أشرار

ورجل أجهر وامرأة جهراء: تسدر عينهما في الشمس. وأرض جهراء: عراء لا يسترها شيء. وتقول: جهرت لنا جهراء، ووطئنا أعرية جهراوات. وفلان عفيف السريرة والجهيرة. قال:

لا يتبع الجارات ريبة طرفه ... ويتابع الإحسان للجيران

عف السريرة، والجهيرة مثلها ... فإذا اشتضيم أراك فسق طعان

وجهرنا بني فلان صبحناهم.
[جهر] رأيته جَهْرَةً، وكلمته جهرة. وجَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها، أي نقَّيتها وأخرجتُ ما فيها من الحَمْأة. وهى بئر مجهورة. وقال: إذا وَرَدنا آجناً جَهَرْناه * أو خالياً من أهله عَمَرْناهْ - قال الأخفش: تقول العرب: جَهَرْتُ الركيَّة، إذا كان ماؤها قد غطَّى الطينَ فنقَّى ذلك حتَّى يَظهَر الماء ويصفو. قال: ومنه قوله تعالى:

(حَتَّى نَرى اللهَ جَهْرَةً) *، أي عِياناً يكشف ما بيننا وبينه. والأَجْهَرُ: الذي لا يُبصِر في الشَمس. يقال: كبش أَجْهَرُ بيِّن الجَهَرِ، ونعجة جَهْراءُ. قال أبو العيال الهذلى: جهراء لا تألوا إذا هي أَظْهَرَتْ * بَصَراً ولا من عيلة تغنيني - وجهر نا الارض: سلكْناها من غير معرِفة. وجَهَرْنا بني فلانٍ، أي صبَّحناهم على غرة. وحكى الفرّاء جَهَرْتُ السِقاءَ مَخَضْته. ولبنٌ جَهيرٌ: لم يُمذَقْ بماء. وجَهَرَ بالقول: رفَعَ به صوتَه، وجَهْوَرَ. وهو رجلٌ جَهْوَرِيُّ الصوت، وجهير الصوت تقول منه: جُهُرَ الرجل بالضم. وإجْهارُ الكلام: إعلانه. ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم، إذا كان من عادته أن يَجْهَرَ بكلامه. والمُجاهَرَةُ بالعداوة: المبادأة بها. وجَهَرْتُ الرجل واجْتَهَرْتُهُ، إذا رأيته عظيم المرآة، وكذلك الجيش إذا كثروا في عَينِكَ حينَ رأيتهم. قال الراجر : كأنما زهاؤه لمن جهر * ليل ورز وغره إذا وغر - ورجل جهير بين الجهارة ، أي ذو منظر. وامرأة جَهيرَةٌ. قال أبو النَجْم: وأرى البياضَ على النساء جهارة * والعتق أعرفه على الادماء - وما أحسن جهره فلان بالضم، أي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن منظره. ويقال: كيف جهراؤكم، أي عند جماعتكم. والجوهر معرب، الواحدة جوهرة. والحروف المَجْهورَةُ عند النحويّين تسعةَ عشر، يجمعها قولك: ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إذ غزا جند مطيع. وإنما سمِّي الحرف مَجْهوراً لأنّه أشبع الاعتمادُ في موضعه ومُنع النَفَس أن يجري معه حتَّى ينقضي الاعتماد بجرى الصوت.
جهـر
جهَرَ/ جهَرَ بـ يَجهَر، جَهْرًا وجِهارًا، فهو جاهر، والمفعول مجهور به
• جهَر الأمرُ: علَن وظهَر " {وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا} ".
• جهَر بالكلام ونحوه: أعلنه، رفع صوتَه به "جهَر بالقراءة/ بالحقيقة- {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} ". 

جهُرَ يَجهُر، جهورةً وجَهارةً، فهو جَهِير
• جهُر الصَّوتُ: ارتفع "عُرِف بجَهارة صوته في الحقّ". 

أجهرَ/ أجهرَ بـ يُجهر، إجهارًا، فهو مُجْهِر، والمفعول مُجْهَر
• أجهرَ الأمرَ/ أجهرَ به: أظهره، أعلنه.
• أجهر القراءةَ/ أجهر بالقراءةِ: رفع صوْته بها. 

تجاهرَ بـ يتجاهر، تجاهُرًا، فهو متجاهِر، والمفعول متجاهَرٌ به
• تجاهر بالأمر: تظاهر به "تجاهر بالعداء". 

جاهرَ/ جاهرَ بـ يجاهر، مُجاهَرةً وجِهارًا، فهو مُجاهِر، والمفعول مُجاهَر
• جاهره بالعداوة: بادأه بها وأظهرها له "جاهره برغبته في العمل معه".
• جاهر برأيه: أعلنه "جاهر بالحقيقة- {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا}: علانيةً".
• جاهر بالقراءة: رفع صوتَه بها. 

تجهير [مفرد]: (لغ) نطق الصوت المهموس مجهورًا كنطق التاء دالاً. 

جَهار [مفرد]: علانيةً "أبدى رأيَه جَهارًا". 

جِهار [مفرد]: مصدر جاهرَ/ جاهرَ بـ وجهَرَ/ جهَرَ بـ ° لَقِيَهُ جِهارًا نهارًا: لقيه علانية أمام الناس. 

جَهارة [مفرد]: مصدر جهُرَ. 

جَهْر [مفرد]:
1 - مصدر جهَرَ/ جهَرَ بـ ° جهرًا: علنًا، على المكشوف- سِرًّا وجهْرًا: في الخفاء والعلن- ما أسوأَ جَهْرَه: ما أقبحَ صوتَه ومنطقَه.
2 - (لغ) ذبذبة الوترين الصَّوتيين أثناء النّطق بالصّوت. 

جَهْرة/ جَهَرة [مفرد]:
1 - عيانًا أو علنًا " {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً} ".
2 - ما ظهر. 

جُهورة [مفرد]: مصدر جهُرَ. 

جَهْوَرِيّ [مفرد]: عالي الصَّوت، مرتفعه "صوتٌ/ رجلٌ جَهْوريّ". 

جَهير [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جهُرَ ° وَجْهٌ جهير: ظاهر الوضاءة. 

مِجْهار [مفرد]: ج مجاهيرُ:
1 - صيغة مبالغة من جهَرَ/ جهَرَ بـ.
2 - (فز) جهاز ينقل الصوت مُكَبَّرًا وهو المعروف بالميكروفون. 

مِجْهَر [مفرد]: ج مَجَاهرُ:
1 - اسم آلة من جهَرَ/ جهَرَ بـ: "فحص عيّنة الدم بواسطة المِجْهَر".
2 - (فز) ميكروسكوب، آلة تستخدم لتكبير الأجسام الصغيرة، إحدى عدستيها تكون ناحية المرئيّ وتسمّى شيئيّة، والأخرى ينظر فيها الفاحص وتسمّى عينيّة.
• المِجْهَر الإلكترونيّ: (فز) منظار حديث الصُّنع لدراسة التركيبات المتناهية الصغر التي يعجز المجهر الضوئيّ عن كشفها ويعمل هذا المجهر بواسطة الإلكترونات المنعكسة، وبإمكانه التكبير إلى حوالي مائتي ألف مرّة. 

مِجْهَريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مِجْهَر: "صورة مجهريّة: صورة أخذت بواسطة المجهر".
• كائنات مجهريَّة: صغيرة جدًّا، لا تُرى بالعين المجرَّدة، دقيقة، ميكروسكوبيَّة "إلكترونيّات/ مناظر/ صناعات/ أحياء مِجْهَريَّة".
• جراحة مِجهريّة: عمليّة جراحيّة تجرى على أجسام حيَّة صغيرة للغاية تحت مراقبة المجهر. 

مجهور [مفرد]: اسم مفعول من جهَرَ/ جهَرَ بـ.
• صوت مجهور: (لغ) صوت يتذبذب معه الوتران الصّوتيّان في الحنجرة ذبذبات منتظمة والحروف المجهورة هي: ب- م- ذ- ظ- د- ز- ض- ن- ل- ر- ي- ج- غ- و- ع. 
(ج هـ ر)

الجهْرَة: مَا ظَهر.

وَرَآهُ جَهْرَةً: لم يَك بَينهمَا ستر، وَفِي التَّنْزِيل: (أرِنا الله جَهْرَةً) أَي غير مستتر عَنَّا بِشَيْء.

وجَهَرَ الشَّيْء: علن وبدا.

وجَهَرَ بِكَلَامِهِ ودعائه وصوته وَصلَاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً، وأجْهَرَ وجَهْوَرَ: أعلن بِهِ وأظهره، ويعديان بِغَيْر حرف، فَيُقَال: جهر الْكَلَام وأجهره، وَقَالَ بَعضهم: جَهَرَ: أَعلَى الصَّوْت، وأجْهَرَ: أعلن. وكل إعلان: جَهْرٌ.

وَصَوت جَهِيٌر، وَكَلَام جَهِيرٌ، كِلَاهُمَا: عالن عَال، قَالَ: ويَقْصُرُ دونَه الصَّوْتُ الجهِيرُ

وَقد جَهُرَ جَهارةً وَكَذَلِكَ المُجْهِرُ والجَهْوَرِي.

والحروف المَجْهُورة: ضد المهموسة، وَهِي تِسْعَة عشر حرفا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: معنى الجهْرِ فِي الْحُرُوف إِنَّهَا حُرُوف أشْبع الِاعْتِمَاد فِي موضعهَا حَتَّى منع النَّفس أَن يجْرِي مَعَه حَتَّى يَنْقَضِي الِاعْتِمَاد، وَيجْرِي الصَّوْت، غير أَن الْمِيم وَالنُّون من جملَة المجهورة، وَقد يعْتَمد لَهَا فِي الْفَم والخياشيم، فَتَصِير فيهمَا غنة، فَهَذِهِ صفة المجهورة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قد بالغوا فِي تَجْهِير صَوت الْقوس، فَلَا أَدْرِي أسمعهُ من الْعَرَب أم رَوَاهُ عَن شُيُوخه، أم هُوَ إدلال مِنْهُ وتزيد، فَإِنَّهُ ذُو زَوَائِد فِي كثير من كَلَامه.

وجاهرَهم بِالْأَمر مُجاهرةً وجِهاراً: عالنهم.

ولقيه نَهَارا جهارا، بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا. وأبى ابْن الْأَعرَابِي فتحهَا.

واجتْهَرَ الْقَوْم فلَانا: نظرُوا إِلَيْهِ جهارا.

وجَهَرَ الْجَيْش وَالْقَوْم يَجْهَرُهم جَهْراً، واجتْهَرَهَم: كَثُرُوا فِي عينه. قَالَ العجاج يصف عسكرا:

كَأَنَّمَا زُهاؤُه لِمَنْ جَهَرْ

لَيْلٌ ورِزُّ وَغْرِهِ إِذا وَغَرْ

وَكَذَلِكَ الرجل ترَاهُ عَظِيما فِي عَيْنك.

وَمَا فِي الْحَيّ أحد تَجْهَرُه عَيْني: أَي تَأْخُذهُ.

وَرجل جَهِرٌ وجَهِيرٌ بيِّن الجُهورِةَ والجَهارة: ذُو منظر، قَالَ أَبُو النَّجْم:

فَأرَى البَياضَ على النِّساءِ جَهارَةً ... والعِتْقَ أعْرِفُه على الأدْماءِ

وَالْأُنْثَى جَهِيرة، وَالِاسْم من كل ذَلِك الجُهْرُ، قَالَ الْقطَامِي:

شَنِئتُكَ إذْ أبْصَرتُ جُهْرَكَ سَيِّئا ... وَمَا غَيَّبَ الأقْوامُ تابِعَةُ الجَهْرِ يَقُول: مَا غَابَ عَنْك من خبر الرجل فَأَنَّهُ تَابع لمنظره، وأنث تَابِعَة فِي الْبَيْت للْمُبَالَغَة.

وجُهْرُ الرجل: هَيئته وَحسن منظره.

وجَهَرَنِي الشَّيْء، واجْتَهرَني: راعني جماله، وَقَالَ اللحياني: كنت إِذا رَأَيْت فلَانا جَهَرْتَه، أَي راعك.

وجَهْراءُ الْقَوْم: جَمَاعَتهمْ، وَقيل لأعرابي: أبنو جَعْفَر اشرف أم بَنو بكر بن كلاب؟ فَقَالَ: أما خَواص رجال فبنو أبي بكر، وَأما جَهْراءَ الْحَيّ فبنو جَعْفَر، نصب خَواص على حذف الْوَسِيط، أَي فِي خَواص رجال، وَكَذَلِكَ جَهْراء، وَقيل: نصبهما على التَّفْسِير.

وجَهَرْتُ فلَانا بِمَا لَيْسَ عِنْده، وَهُوَ أَن يخلف مَا ظَنَنْت بِهِ من الْخلق وَالْمَال، أَو فِي منظره.

والجَهْراءُ: الرابية السهلة العريضة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجَهْراءُ: الرابية المحلال لَيست بشديدة الإشراف، وَلَيْسَت برملة وَلَا قُفٍّ.

والمَجْهُورَةُ: الْبِئْر المعمورة عذبة كَانَت أَو ملحة.

وجَهَر الْبِئْر يَجْهَرها جَهْراً، واجْتَهَرَها نزحها.

وحفر الْبِئْر حَتَّى جَهَرَ، أَي بلغ المَاء، وَقيل: جَهَرَها: أخرج مَا فِيهَا من الحمأة وَالْمَاء.

والمَجهُورُ: المَاء الَّذِي كَانَ سدما فَاسْتَسْقَى مِنْهُ حَتَّى طَابَ، قَالَ أَوْس بن حجر:

قَدْ حَّلأتْ ناقَتي بُرْدٌ وصَيِحَ بِها ... عَن ماءِ بَصْوَةَ يَوما وَهُوَ مَجْهور

وحفروا بِئْرا فأجْهَروا: لم يُصِيبُوا خيرا.

وَالْعين الجَهراءُ كالجاحظة. رجل أجهَرُ، وَامْرَأَة جَهراءُ.

والأجْهَر من الرِّجَال: الَّذِي لَا يبصر فِي الشَّمْس: جَهِرَ جَهَراً.

وجَهَرَتْه الشَّمْس: أسدرت بَصَره.

وكبش أجْهَرُ، ونعجة جَهْراءُ: لَا تبصر فِي الشَّمْس، قَالَ أَبُو الْعِيَال يصف منيحة منحها إِيَّاه بدر بن عمار الْهُذلِيّ:

جَهْراءُ لَا تأْلُوا إِذا هيَ أظْهَرَتْ ... بَصَراً وَلَا مِن عَيْلَةٍ تُغْنِيِني وَعم بِهِ بَعضهم، وَقَالَ اللحياني: كل ضَعِيف الْبَصَر فِي الشَّمْس: أجْهَرُ، وَقيل: الأجْهرُ: بِالنَّهَارِ، والأعشى: بِاللَّيْلِ.

والأجْهَر: الْأَحول، وَالِاسْم الجُهْرَةُ، وَأنْشد ثَعْلَب للطرماح:

على جُهْرَةٍ فِي العَينِ وَهُوَ خَدُوعٌ

والمُتجاهِر: الَّذِي يُرِيك أَنه أجْهَرُ، وَأنْشد ثَعْلَب:

كالنَّاظِرِ المُتَجاهِرِ

وَفرس أجهرُ: غشت غرتَّه وَجهه.

والجَهْوَر: الجريء الْمُقدم الْمَاضِي.

والجَوْهَر: كل حجر يسْتَخْرج مِنْهُ شَيْء ينْتَفع بِهِ.

وجَوْهَر كل شَيْء: مَا وضعت عَلَيْهِ جبلته، وَله تَحْدِيد لَا يَلِيق بِهَذَا، وَقيل: الجوْهَر فَارسي مُعرب.

وَقد سمَّت أجْهَرَ، وجَهِيراً، وجَهْرانَ، وجَهْوَراً.

جهر: الجَهْرَةُ: ما ظَهَرَ. ورآه جَهْرَةً: لم يكن بينهما سِترٌ؛

ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً. وفي التنزيل العزيز: أَرِنا الله

جَهْرَةً؛ أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء. وقوله عز وجل: حتى نَرى اللهَ

جَهْرَةً؛ قال ابن عرفة: أَي غير محتَجب عنا، وقيل: أَي عياناً يكشف ما بيننا

وبينه. يقال: جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته. وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي

رأَيته بلا حجاب بيني وبينه. وقوله تعالى: بَغْتَةً أَو جَهْرَةً؛ هو أَن

يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ. والجَهْرُ: العلانية. وفي حديث عمر: أَنه كان

مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته.

يقال: جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته، فهو جَهِيرٌ، وأَجْهَرَ، فهو

مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ: عَلَنَ وبَدا؛ وجَهَرَ بكلامه

ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً، وأَجْهَرَ

بقراءته لغة. وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ: أَعلن به وأَظهره، ويُعَدَّيانِ بغير حرف،

فيقال: جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه. وقال بعضهم: جَهَرَ أَعْلى

الصوْتَ. وأَجْهَرَ: أَعْلَنَ. وكلُّ إِعْلانٍ: جَهْرٌ. وجَهَرتُ بالقول

أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ. ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت،

وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه. والجَهْوَرِيُّ: هو الصوت العالي. وفرسٌ

جَهْوَرٌ: وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ. وإِجْهارُ الكلام:

إِعْلانُه. وفي الحديث: فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ؛ أَي عالية الصوت، ويجوز

أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ. وفي حديث العباس: أَنه نادى بصوتٍ له

جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ، والواو زائدة، وهو منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته.

وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ، كلاهما: عالِنٌ عال؛ قال:

ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ

وقد جَهُر الرجل، بالضم، جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ.

والحروفُ المَجْهُورَةُ: ضد المهموسة: وهي تسعة عشر حرفاً؛ قال سيبويه:

معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى

منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت، غير أَن الميم

والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة

فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك: «ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ

مُطيع». وقال أَبو حنيفة: قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس؛ قال ابن

سيده: فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه

وتَزَيُّدٌ، فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه.

وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً: عالَنَهُمْ. ويقال: جاهَرَني

فلانٌ جِهاراً أَي علانية. وفي الحديث: كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ

المُجاهِرينَ؛ قال: هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله

عليهم منها فيتحدثون به. يقال: جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ؛ ومنه الحديث:

وإِن من الإِجهار كذا وكذا، وفي رواية: من الجِهار؛ وهما بمعنى المجاهرة؛

ومنه الحديث: لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ.

ولقيه نَهاراً جِهاراً، بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها.

واجْتَهَرَ القوم فلاناً: نظروا إِليه جِهاراً.

وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً واجتهرهم: كثروا في عينه؛

قال يصف عسكراً:

كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ

لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ

وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك. وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي

تأْخذه عيني. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم. والجُهْرُ:

حُسْنُ المَنْظَرِ. ووجهٌ جَهيرٌ: ظاهرُ الوَضاءة. وفي حديث علي، عليه

السلام: أََنه وصف النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لم يكن قصيراً ولا

طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ، مَنْ رآه جَهَرَهُ؛ معنى جهره أَي عظم في

عينه. الجوهري: جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة.

وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان، بالضم، أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن

مَنْظَره. ويقال: كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم؛ وقول الراجز:

لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي،

فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ

وقد أَرُدُّ، والجِيادُ تُرْدِي،

نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي

يقول: إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان

الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي. ورجل جَهِيرٌ: بَيِّنُ الجُهُورةِ

والجَهَارَة ذو مَنْظر. ابن الأَعرابي: رجل حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كان

ذا منظر؛ قال أَبو النجم:

وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً،

والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ

والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ؛ قال القَطامِي:

شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً،

وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر

قال: ما بمعنى الذي: يقول: ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع

لمنظره، وأََنت تابعة في البيت للمبالغة. وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته

وحسن منظره. وجُهْرُ الرجل: هيئته وحسن منظره. وجَهَرَني الشيء

واجْتَهَرَني: راعني جماله. وقال اللحياني: كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه

واجْتَهَرْتُه أَي راعك.

ابن الأَعرابي: أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو

القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ. وأَجْهَرَ: جاء بابن أَحْوَلَ. أَبو عمرو:

الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ. والأَجْهَرُ:

الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ. والأَجْهَرُ: الذي لا يبصر بالنهار، وضده

الأَعشى. وجَهْراءُ القوم: جماعتهم. وقيل لأَعرابي: أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ

أَم بنو أَبي بكر بن كلاب؟ فقال: أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر، وأَما

جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر؛ نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال

وكذلك جَهْراء، وقيل: نصبهما على التفسير. وجَهَرْتُ فلاناً بما ليس

عنده: وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في

مَنْظَرِه.والجَهْراء: الرابية السَّهْلَةُ العريضة. وقال أَبو حنيفة: الجَهْراء

الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ.

والجَهْراء: ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي

فضاء، وكذلك العَراءُ. يقال: وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ؛ قال: وهذا من

كلام ابن شميل.

وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له. وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي

خُلَقَاءُ له، وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه؛ قال

الأَخطل:جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ،

خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ

وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ. وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي

شهَّرْته، فهو مَجْهور به مَشْهور. والمَجْهُورة من الآبار: المعمورة،

عَذْبَةً كانت أَو مِلحة. وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها: نزحها؛

وأَنشد:

إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ،

أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ

أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ. وحَفَر البئرَ حتى

جَهَر أَي بَلَغ الماءَ، وقيل: جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ

والماء. الجوهري: جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما

فيها من الحمأَة، قال الأَخفش: تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا

كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو. وفي

حديث عائشة، وَوَصَفَتْ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: اجْتَهَرَ دَفْنَ

الرَّواء؛ الاجْتِهارُ: الاستخراج، تريد أَنه كَسَحَها. يقال: جَهَرْتُ

البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً؛ يقال: ركيةٌ

دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ، والرَّواءُ: الماءُ الكثير، وهذا مثل ضربته

عائشة، رضي الله عنها، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره، شبهته برجل أَتى على آبار

مندفنة وقد اندفن ماؤُها، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى

نبع الماء. وفي حديث خيبر: وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه؛

أَي استخرجوه وأَكلوه. وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما

فيها. والمَجْهُورُ: الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب؛ قال أَوسُ

بنُ حَجَرٍ:

قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها

عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً، وهْوَ مَجْهُورُ

وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً.

والعينُ الجَهْراءُ: كالجاحظَة؛ رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ.

والأَجْهَرُ من الرجال: الذي لا يبصر في الشمس، جَهِرَ جَهَراً، وجَهَرَتْهُ

الشمسُ: أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ. وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ: وهي التي

لا تبصر في الشمس؛ قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها

بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ:

جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ

بَصَراً، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني

ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال: قال

يصف فرساً يعني الجَهْراءَ؛ وقال أَبو منصور: أُرى هذا البيت لبعض

الهُذَلِيين يصف نعجة؛ قال ابن سيده: وعمَّ به بعضهم. وقال اللحياني: كُلُّ

ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ؛ وقيل: الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل.

والجُهْرَةُ: الحَوَلَةُ، والأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ. رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة

جَهْراءُ، والاسم الجُهْرَةُ؛ أَنشد ثعلب للطرماح:

على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ

والمُتَجاهر: الذي يريك أَنه أَجْهَرُ؛ وأَنشد ثعلب:

كالنَّاظِر المُْتَجاهر

وفرس أَجْهَرُ: غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه. والجَهْوَرُ: الجَريءُ

المُقْدِمُ الماضي.

وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة. وجَهَرْنا بني فلان أَي

صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ. وحكي الفرّاء: جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا

مَخَضْته.

ولَبَنٌ جَهِيرٌ: لم يُمْذَقْ بماء. والجَهِيرُ: اللبن الذي أُخرج

زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الذي لم يخرج زبده، وهو التَّثْمِير.

ورجل مِجْهَرٌ، بكسر الميم، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه.

والمُجاهَرَةُ بالعداوة: المُبادَأَةَ بها.

ابن الأَعرابي: الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ، والجَهْرُ السَّنَةُ

التامَّةُ؛ قال: وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال: بِعْتُ منه غُنْجُداً

مُذْ جَهْرٍ فغاب عني؛ قال ابن الأَعرابي: مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر.

والجَوْهَرُ: معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ.

والجَوْهَرُ: كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به.

وجَوْهَرُ كُلِّ شيء: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه؛ قال ابن سيده: وله

تحديد لا يليق بهذا الكتاب، وقيل: الجوهر فارسي معرّب.

وقد سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً.

الحِرْمُ

الحِرْمُ، بالكسرِ: الحَرامُ
ج: حُرُمٌ،
وقد حَرُمَ عليه، ككَرُمَ،
حُرْماً، بالضمِّ،
وحَراماً، كسَحابٍ،
وحَرَّمَهُ اللهُ تَحْريماً،
وحَرُمَتِ الصلاةُ على المَرْأةِ، ككَرُمَ،
حُرْماً، بالضمِّ وبضَمَّتينِ،
وحَرِمَتْ، كفَرِحَ،
حَرَماً وحَراماً، وكذا السّحورُ على الصائم.
والمَحارِمُ: ما حَرَّمَ اللهُ تعالى،
وـ من الليلِ: مَخَاوِفُه.
والحَرَمُ والمُحَرَّمُ: حَرَمُ مكةَ، وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رَسُولِهِ.
والحَرَمَانِ: مكةُ والمَدينَةُ
ج: أحْرامٌ.
وأحْرَمَ: دخَلَ فيه،
أو في حُرْمَةٍ لا تُهْتَكُ، أو في الشَّهْرِ الحَرامِ،
كحَرَّمَ،
وـ الشيءَ: جَعَلَهُ حَراماً،
وـ الحاجُّ أو المُعْتَمِرُ: دَخَلَ في عَمَلٍ حَرُمَ عليه به ما كان حَلالاً،
وـ فُلاناً: قَمَرَهُ،
كحَرَّمَهُ،
وحَرامُ بنُ عُثْمان: مَدَنِيٌّ واهٍ، وهو اسْمٌ شائِعٌ بالمدينَةِ. ومحمدُ بنُ حَفْصٍ، وموسَى بنُ إبراهيمَ الحَرامِيَّانِ: مُحدِّثان. وكــأَميرٍ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ.
والحَريمُ: الشَّريكُ،
وة باليَمامةِ، ومَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، تُنْسَبُ إلى طاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، منها: ابنُ اللَّتِّيِّ الحرِيمِيُّ، وثَوْبُ المُحْرِمِ، وما كان المُحْرِمونَ يُلْقونه من الثياب، فلا يَلْبَسُونَهُ،
وـ من الدارِ: ما أُضِيْفَ إليها من حُقوقِها ومَرافِقِها، ومَلْقَى نَبيثَةِ البِئْرِ،
وـ منكَ: ما تَحْمِيهِ وتُقاتِلُ عنه،
كالحَرَمِ
ج: أحْرامٌ وحُرُمٌ، بضَمَّتَيْنِ.
وحَرَمَهُ الشيءَ، كضَرَبَهُ وعَلِمَه،
حَريماً وحِرْماناً، بالكسرِ،
وحِرْماً وحِرْمَةً، بكسرِهِما،
وحَرِماً وحَرِمَةً وحَرِيمَةً، بكسر رائِهِنَّ: مَنَعَه.
وأحْرَمَهُ: لُغَيَّةٌ.
والمَحْرُومُ: المَمنوعُ عن الخَيْرِ، ومن لا يَنْمي له مالٌ، والمحارَفُ الذي لا يَكادُ يَكْتَسِبُ،
ود.
وحَريمَةُ الربِّ: التي مَنَعَها مَن شاءَ،
وحَرِمَ، كفَرِحَ: قُمِرَ ولَم يَقْمُرْ هو، ولَجَّ، ومَحَكَ،
وـ ذاتُ الظِّلْفِ،
وـ الذِّئْبَةُ،
وـ الكَلْبَةُ حِراماً، بالكسر: أرادَتِ الفَحْلَ،
كاسْتَحْرَمَتْ،
فهي حَرْمَى، كسَكْرَى
ج: كجِبالٍ وسَكارَى.
والاسْمُ: الحِرْمَةُ، بالكسر وبالتحريكِ. وقد اسْتُعْمِلَ في الحَديثِ لذُكور الأَناسِيِّ.
والمُحَرَّمُ، كمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ: الذَّلولُ الوَسَطُ الصَّعْبُ التَصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِه، والذي يَلينُ في اليَدِ من الأَنْفِ، والجَديدُ من السِّياطِ، والجِلْدُ لم يُدْبَغْ، وشَهْرُ اللهِ الأَصَبُّ
ج: مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ.
والأَشْهُرُ الحُرُمُ: ذو القَعْدَةِ، وذو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ.
والحُرْمُ، بالضمِّ: الإِحْرَامِ.
والحُرْمَةُ بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ وكهُمَزَةٍ: ما لا يَحِلُّ انْتِهاكُه، والذِّمَّةُ، والمَهابَةُ، والنَّصيبُ،
{ومَن يُعَظِّمْ حُرُمات اللهِ} ، أي: ما وجَبَ القِيامُ به، وحَرُمَ التَّفريطُ فيه.
وحُرَمُكَ، بضمِّ الحاءِ: نِساؤُكَ وما تَحْمِي،
وهي المَحارِمُ،
الواحدَةُ: مَحْرُمَةٌ، كمَكْرُمَةٍ، ويُفْتَحُ راؤُه.
ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزَوُّجُها.
وتَحَرَّمَ منه بِحُرْمَةٍ: تَمَنَّعَ، وتَحَمَّى بذِمَّةٍ. وكمُحْسِنٍ: المُسالِمُ، ومَن في حَريمِكَ
و {حِرْمٌ على قَرْيَةٍ أهْلَكْناها} ، بالكسر، أي: واجِبٌ.
وكــأَميرٍ: ابنُ جُعْفِيِّ بنِ سَعْدِ العَشيرَةِ، ومالِكُ بنُ حَريمٍ الهَمْدَانيُّ جَدُّ مَسْروقٍ. وكزُبَيْرٍ أو كــأَميرٍ: بَطْنٌ من حَضْرَمَوْتَ.
منهم: عبدُ اللهِ بنُ نُجَيٍّ الحُرَيْمِيُّ التابِعِيُّ، وجَدٌّ لجُعْشُمِ بنِ خُلَيْبَةَ. وكسَحابٍ: ابنُ عَوْفٍ، وابنُ مِلْحانَ، وابنُ مُعاوِيَة، أَو هو بالزاي، وابنُ أبي كَعْبٍ: صَحابِيُّون. وكأَحْمَدَ: أحْرَمُ بنُ هَبْرَةَ الهَمدانِيُّ: جاهِليٌّ. وكزُبيرٍ: في نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ،
ووَلَدَ الصَّدِفُ حُرَيْماً، ويُدْعى بالأُحْرُومِ، وجُذاماً ويُدْعى بالأُجْذومِ.
وكعَرَبِيٍّ: حَرَمِيُّ بنُ حَفْصٍ القَسْمَلِيُّ، وابنُ عُمارَةَ العَتَكِيُّ: ثِقَتانِ، ومَحْمودُ بنُ تُكَشَ الحارِمِيُّ صاحبُ حَماةَ.
وأبو الحُرُمِ، بضمَّتَيْنِ: ابنُ مَذْكورٍ الأَكَّافُ، وبفَتْحَتَيْنِ: جَماعَةٌ. وكمُسْلِمٍ ومُعَظَّمٍ ومَحْرومٌ: أسْماءٌ.
والحَيْرَمُ: البَقَرُ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ.
وحَرْمَى والله: أما والله.
والحَرومُ، كصَبورٍ: الناقَةُ المُعْتاطَةُ الرَّحِمِ.
وهو بحارِمِ عَقْلٍ، أي: له عَقْلٌ.
والحَرامِيَّةُ: ماءٌ لبَنِي زِنْباعٍ، وماءَةٌ لبَنِي عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
والحِرْمانِ: واديان يَصُبَّانِ في بَطْنِ اللَّيْثِ.
وحِرْمَةُ: ع بجَنْبِ حِمَى ضَرِيَّةَ، وبفَتْحَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الميمِ: إكامٌ صِغارٌ لا تُنْبِتُ شيئاً.
وحِرْمانُ، بالكسرِ: حِصْنٌ باليَمَنِ قثرْبَ الدَّمْلُوَةِ. وكمَقْعَدَةٍ: مَحْضَرٌ من مَحاضِرِ سَلْمَى جَبَلِ طَيِّئٍ.
والحَوْرَمُ: المالُ الكثيرُ من الصامِتِ والناطِقِ.
وإنَّهُ لمُحْرِمٌ عنك، كمُحْسِنٍ، أي: يَحْرُمُ أذاهُ عليك.
وحَرامُ اللهِ لا أفْعَلُ: كقَوْلِهم: يَمينُ الله لا أفْعَلُ.

ذمل

[ذمل] فيه: يسير "ذميلا" أي سيرًا سريعًا لينًا.

ذمل


ذَمَلَ(n. ac.
ذَمْل
ذَمِيْل
ذُمُوْل
ذَمَلَاْن)
a. Went along slowly (camel).
(ذمل) - في حَديثِ قُسًّ: "يَسِيرُ ذَميلاً".
: أَيْ سَرِيعًا لَيِّناً، وأصلُه في سَيْر الِإِبل.
(ذمل)
(س) في حديث قُسٍّ «يَسِيرُ ذَمِيلًا» أَيْ سَيراً سَرِيعا لَيّناً. وَأَصْلُهُ فِي سَير الْإِبِلِ.
ذمل: الذَّمِيْلُ: ضَرْبٌ من عَدْوِ الإِبِلِ، ذَمَلَ يَذْمُلُ. وذَمَّلْتُ النّاقَةَ تَذْمِيْلاً: حَمَلْتُها على الذَّمِيْلِ من السَّيْرِ.
ذ م ل

ناقة ذمول، وقد ذملت تذمل  ذميلا وذملانا وهو سير متوسط، وفي ذملان العيس خير كثير، وذملت ناقتي: حملتها على الذميل.
(ذمل)
الْبَعِير ذمولا وذميلا وذملانا سَار سيرا سَرِيعا لينًا فَهُوَ ذامل وَهِي ذاملة (ج) ذوامل وَهُوَ وَهِي ذمول (ج) ذمل وذمل
[ذ م ل] الذَّمِيلُ السًّيْرُ اللَّيِّنُ ما كانَ وقِيلَ هو فَوْقَ العَنَقِ ذَمَلَ يَذْمُلُ ويَذْمِلُ ذَمْلاً وذُمُولاً وذَمِيلاً وذَمَلانًا وهي ناقَةً ذَمُولُ من نُوقٍ ذُمُلٍ وذامِلٌ وذَمِيلٌ اسْمانِ 
[ذمل] الذَميلُ: ضربٌ من سير الإبل. قال أبو عبيد: فإذا ارتفع السيرُ عن العَنَقِ قليلاً فهو التزيُّدُ، فإذا ارتفع عن ذلك فهو الذِميلُ ثم الرَسيمُ. يقال: ذَمَلَ يَذْملُ ويَذْمِلُ ذَميلاً. قال الاصمعي: ولا يذمل بعير يوما وليلة إلا مهرى. 

ذمل: الذَّمِيلُ: ضرب من سير الإِبل، وقيل: هو السير الليِّن ما كان،

وقيل: هو فوق العَنَقِ؛ قال أَبو عبيد: إِذا ارتفع السير عن العَنَق قليلاً

فهو التَّزَيُّد، فإِذا ارتفع عن ذلك فهو الذَّمِيلُ، ثم الرَّسِيم،

ذَمَل يَذْمُل ويَذْمِل ذَمْلاً وذُمُولاً وذَمِيلاً وذَمَلاناً، وهي ناقة

ذَمُول من نُوق ذُمُل. قال الأَصمعي: ولا يَذْمُل بعير يوماً وليلة إِلاَّ

مَهْرِيٌّ. وفي حديث قُسٍّ: يَسِير ذَمِيلاً أَي سَيْراً سريعاً

لَيِّناً، وأَصله في سير الإِبل. ابن الأَعرابي: الذَّمِيلةُ المُعْيِيَةُ.

ويقال للأَبْرَص: الأَذْمَل والأَعْرم والأَبْقَع، قال: وجمع الذَّامِلة من

النوق الذَّوامِل؛ قال الشاعر:

تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاتُ الذَّوامِلُ

وذامِلٌ وذُمَيْلٌ: اسمان.

ذمل

1 ذَمَلَ, (S, M, K,) or ذَمَلَتْ, (T,) aor. ـُ (T, S, M, K) and ذَمِلَ, (S, M, K,) inf. n. ذَمِيلٌ (T, S, M, K) and ذَمْلٌ and ذُمُولٌ and ذَمَلَانٌ, (M, K,) said of a camel, (T, S,) He, or she, went a gentle pace: (T, M, K:) or went a pace above that which is termed العَنَقُ, (S, M, K,) and above that which is termed التَّزَيُّدُ: [for] A'Obeyd says, when the pace rises a little above that which is termed العَنَقُ, it is termed التَّزَيُّدُ; and when it rises above this, it is termed الذَّمِيلُ; and then, الرَّسِيمُ: As says that no camel goes the pace termed الذَّمِيل for a day and a night except the مَهْرِى. (S.) 2 ذَمَّلْتُهُ, inf. n. تَذْمِيلٌ, I urged him, or made him, (namely, a camel, TA,) to go the pace above mentioned. (K.) نَاقَةٌ ذَمُولٌ [A she-camel that is accustomed to go the pace above mentioned]: (M, K:) pl. ذُمُلٌ, (M, and so in my MS. copy of the K,) or ذُمْلٌ. (TA: in the CK ذُمَّل.) ذَمِيلَةٌ Fatigued, or jaded; (IAar, T, K;) applied to a she-camel. (IAar, TA.) نَاقَةٌ ذَامِلَةٌ [A she-camel going the pace above mentioned]: pl. ذَوَامِلُ. (T.)
ذمل
الذَّمِيلُ، كَــأَمِيرٍ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ مَا كانَ، نقلَه الأَزْهَرِيُّ، أَو فَوْقَ الْعَنَقِ، قالَ أَبُو عُبَيد: إِذا ارْتَفَعَ السَّيْرُ عَن العَنَقِ قَليلاً فَهُوَ التَّزَيُّدُ، فَإِذا ارْتَفَعَ عَن ذَلِك فهوَ الذَمِيلُ، ثمَّ الرَّسِيمُ، يُقال: ذَمَلَ، يَذْمِلُ، ويَذْمُلُ، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَر، ذَمْلاً، بالفتحِ، وذُمُولاً، بالضَّمِّ، وذَمِيلاً، كــأمِيرٍ، وذَمَلاَناً، مُحَرَّكَةً، قَالَ الرَّاعِي:
(ذَخِرِ الْحَقِيبَةِ لَا تَزَالُ قَلُوصُهُ ... بَيْنَ الْخَوارِجِ هِزَّةً وذَمِيلاً)
وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: لَا يَذْمُلُ بَعِيرٌ يَوْماً وَلَيْلَة إِلاَّ مَهْرِيٌّ، وَهِي ناقَةٌ ذَمُولٌ، مِنْ نُوقٍ ذُمُلٍ، بالضَّمِّ وذَمّلْتُهُ، أَي الْبَعِيرُ، تَذْمِيلاً: حَمَلْتُهُ عَلى الذَّمِيلِ، أَي السَّيْرِ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الذَّمِيلَةُ، كسَفِينَةٍ: المُعْيِيَةُ من النُّوقِ، وَقد سَمَّوْ ذَامِلاً، وذُمَيْلاً، كزُبَيْرٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمْعُ الذَّامِلَةِ من النُّوقِ الذَوامِلُ، قَالَ: تَخُبُّ إليهِ اليَعْمَلاَتُ الذَّوامِلُ نقَلهُ الأَزْهَرِيُّ.

ذرح

ذرح: ذُرَّاح: يمكن أن نضيف إلى أسماء هذه اللفظة المختلفة: ذُرَيْرِيح التي وردت في معجم المنصوري.
[ذرح] في ح الحوض: ما بين جنبيه كما بين جربي و"أذرح"، هما قريتان بينهما مسيرة ثلاث ليال.

ذرح


ذَرَحَ(n. ac. ذَرْح)
a. Put cantharides into (food).
b. Winnowed.

ذَرَّحَa. see I (a)
ذُرَاْحa. see 29
ذُرَّاْح
(pl.
ذَرَاْرِيْحُ)
a. Cantharis, spanish fly.
ذ ر ح

طعام مذرح، جعل فيه اذراريح وهي سم. وتقول: طولا قلبه على التباريح، وسقاه دم الذراريح؛ وذرح الزعفران في الماء جعل فيه شيأ يسيرا منه، وأحمر ذريحي: قانيء.
ذرح
ذُرَاح [مفرد]: ج ذَراريحُ وذُرَّاح: (حن) حشرة ذات أرجل طويلة ولون أخضر ذهبيّ أو ضارب إلى الزُّرقة منها أنواع تُقتل وتجفَّف وتُسحق وتُستعمل في الطبّ. 
(ذرح)
الطَّعَام ذرحا جعل فِيهِ الذراريح وَالشَّيْء فِي الرّيح ذرأه

(ذرح) لبنه صب عَلَيْهِ مَاء ليكْثر وإداوته طلاها بالطين لتطيب رائحتها وَالشَّيْء فِي الرّيح ذرحه والزعفران وَغَيره فِي المَاء جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا
ذ ر ح: (الذُّرَّاحُ) بِوَزْنِ التُّفَّاحِ وَ (الذُّرُّوحُ) بِوَزْنِ السُّبُّوحِ دُوَيْبَةٌ حَمْرَاءُ مُنَقَّطَةٌ بِسَوَادٍ وَهِيَ مِنَ السُّمُومِ وَالْجَمْعُ (الذَّرَارِيحُ) وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاحِدُ الذَّرَارِيحِ (ذُرَحْرَحٌ) بِوَزْنِ مُدَحْرَجٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي الْكَلَامِ فُعُّولٌ أَصْلًا وَكَانَ يَقُولُ: سَبُّوحٌ وَقَدُّوسٌ بِفَتْحِ أَوَّلِهِمَا. 
ذرح الذُّرَحْرَحَةُ واحِدَةُ الذَّرَائحِ، ويُقال ذَرَّيْحَةٌ واحِدَةٌ، وهي أعْظَمُ من الذُّباب، مُجَزَّعٌ. وطَعَامٌ مُذَرَّحٌ. يُقال ذُرُّوْحٌ وذُرّاحٌ وذَرْنُوْحٌ وذِرِّيْحٌ وذُرْحُوْحٌ. وبَنُو ذَرِيْحٍ قَوْمٌ من العَرَب. وأذْرُحُ مَوْضِعٌ. والذَّرائحُ الهِضابُ والغَوَامِضُ من الأرضِ، واحِدَتُها ذَرِيْحَةٌ. وأحْمَرُ ذَرِيْحِيٌّ. وذَرْحُه شِدَّةُ حُمْرَتِه. ولَوْنٌ ذَرِيْحٌ وألْوَانٌ ذُرُحٌ، ورِجَالٌ ذُرَحَاءُ الألْوانِ. وذَرَّحْتُ الماءَ في الزَّعْفَرَانِ دُفْتُهُ فيه. ولَبَنٌ ذَرَاحٌ وضَيَاحٌ فيه شَيْءٌ يَسِيْرٌ من ماءٍ. والذَّرَحُ شَجَرٌ يُتَّخَذُ منه الرِّحَالَةُ.
[ذرح] الذراح، بالضم: دويبة حمراء منقطة بسواد تطير، وهى من السموم، والجمع الذراريح. وقال سيبويه: واحد الذراريح ذرحرح. وليس عنده في الكلام فعول بواحدة. وكان يقول سبوح وقدوس بفتح أوائلهما. قال الراجز: قالت له وريا إذا تنحنح * ياليته يسقى على الذرحرح وهو فعلعل بضم الفاء وفتح العينين. فإذا صغرت حذفت اللام الاولى وقلت ذريرح، لانه ليس في الكلام فعلع إلا حدرد. وذرحت الزعفران وغيره في الماء تَذْريحاً، إذا جعلت فيه منه شيئاً يسيراً. ويقال أيضاً: ذَرَّحَ طعامَه، إذا جعل فيه الذَراريح. وقولهم: أحْمَرُ ذَريحيٌّ، أي شديد الحمرة. وأما الذريحيات من الابل فمنسوبات إلى فحل يقال له ذريح. قال الراجز:

من الذريحيات ضخما آركا * والذريحة: الهضبة. والذريح: الهضاب.
(ذ ر ح)

ذَرَحَ الشَّيْء فِي الرّيح، كذراه، عَن كرَاع.

وذَرَّحَ الزَّعْفَرَان وَغَيره بِالْمَاءِ: جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.

وأحمر ذَرِيحيُّ: شَدِيد الْحمرَة، قَالَ:

من الذَّرِيحِيَّاتِ جَعدًا آركا

والمُذَرَّحُ من اللَّبن: المذيق الَّذِي أَكثر عَلَيْهِ من المَاء.

والذَّرِيحَةُ: الهضبة.

والذَّرَحُ: شجر يتَّخذ مِنْهُ الرّحال. وَبَنُو ذَريحٍ: قوم.

وأذْرُح: مَوضِع.

والذُّرَاحُ، والذَّرِيحَةُ، والذُّرَحْرِحَةُ، والذُّرَحْرِح، والذُّرُحْرُحُ، والذُّرَّحَرْحُ، والذُّرَّحَرْحُ، والذُّرُّوحَةُ، والذُّرّوُحُ، والذَّروحُ والذّرْنوحُ والذَّرِيحُ، هَذِه عَن الَّلحيانيّ، والذُّرَّاحٌ، والذُّرَّحُ والذَرُّوح، رَوَاهَا كرَاع عَن الَّلحيانيّ، كل ذَلِك دُوَيْبَّة أعظم من الذُّبَاب شَيْئا، مجزع مبرقش بحمرة وَسَوَاد وصفرة، لَهَا جَنَاحَانِ تطير بهما، وَهِي سم قَاتل، فَإِذا أَرَادوا أَن يكسروا حد سمه خلطوه بالعدس فَيصير دَوَاء لمن عضه الْكَلْب، وَالْجمع ذرَارِحُ وذراريحُ، قَالَ:

فلمَّا رَأَتْ أَلا يُجِيبَ دعاءها ... سقَتْه على لَوْحٍ دِماءَ الذَّرَارِحِ

والذُّرَحْرَحُ أَيْضا، السم الْقَاتِل، قَالَ:

يَا ليتهَ يُسْقَى على الذُّرَحْرَحِ

وَطَعَام مُذَرَّحٌ: مَسْمُوم.

ذرح: ذَرَّحَ الشيءَ في الريح: كذَرَّاه؛ عن كراع. وذَرَّحَ الزعفرانَ

وغيره في الماءِ تَذْريحاً: جعل فيه منه شيئاً يسيراً. وأَحْمَرُ

ذَرِيحيٌّ: شديد الحمرة؛ قال:

من الذَّرِيحِيَّاتِ جَعْداً آرِكا

(* قوله «جعداً» أَنشده الجوهري ضخماً.)

وقد استشهد بهذا البيت على معنى آخر.

والذَّرِيحِيَّاتُ من الإِبل: منسوبات إِلى فحل يقال له ذَرِيحٌ؛ وأَنشد

البيت المذكور.

والمُذَرَّحُ من اللبن: المَذِيقُ الذي أُكْثِرَ عليه من الماء.

وذَرَّحَ إِذا صَبَّ في لبنه ماء ليكثر. أَبو زيد: المَذِيقُ والضَّيْحُ

والمُذَرَّحُ والذَّرَاحُ والذُّلاحُ والمُذَرَّقُ، كلُّه: من اللبن الذي مُزِجَ

بالماء.

أَبو عمرو: ذَرَّحَ إِذا طَلَى إِداوته الجديدة بالطين لتَطِيبَ

رائحتُها؛ وقال ابن الأَعرابي: مَرَّخَ إِداوته، بهذا المعنى.

والذَّرِيحة: الهَضْبَة. والذَّرِيحُ. الهِضابُ.

والذَّرَحُ: شجر تتخذ منها الرِّحالة.

وبنو ذَرِيح: قومٌ، وفي التهذيب: بنو ذَرِيح من أَحياء العرب.

وأَذْرُحُ: موضع؛ وفي حديث الحَوْض: بين جَنْبَيْه كما بين جَرْباءَ

وأَذْرُحَ، بفتح الهمزة وضم الراء وحاء مهملة، قرية بالشام وكذلك جَرْياءُ؛

قال ابن الأَثير: هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال.

والذُّراحُ والذَّرِيحة والذُّرَحْرَحَة والذُّرَحْرَحُ والذُّرُوحْرُحُ

والذُّرَّحْرَحُ والذُّرُّوحَة والذُّرُّوحُ، رواها كراع عن اللحياني،

كل ذلك: دُوَيْبَّة أَعظم من الذباب شيئاً، مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرة

وسواد وصفرة، لها جناحان تطير بهما، وهو سَمٌّ قاتل، فإِذا أَرادوا أَن

يَكْسِروا حَدَّ سَمِّه خلطوه بالعَدَسِ فيصير دواء لمن عضَّه الكَلبُ

الكَلِبُ: والجمع ذُرَّاحٌ

(* قوله «والجمع ذرّاح» كذا بالأصل بهذا الضبط،

والذي يظهر أَنه تحريف عن ذرارح، بدليل الشاهد وان ثبت في شرح القاموس حيث

قال: والجمع ذرّاح كما في اللسان، قال أبو حاتم: الذراريح الوجه، وإنما

يقال ذرارح في الشعر اهـ.) وذَرَارِيحُ؛ قال:

فلما رأَتْ أَن لا يُجِيبَ دُعاءَها،

سَقَتْه، على لَوْحٍ، دِماءَ الذَّرارِح

الأَزهري عن اللحياني: الذُّرْنُوح لغة في الذِّرِّيح. والذُّرَحْرَحُ

أَيضاً: السم القاتل؛ قال:

قالت له: وَرْياً، إِذا تَنَحْنَحْ،

يا ليتَه يُسْقَى على الذُّرَحْرَحْ

وطعام مُذَرَّح: مَسْمُوم، وفي التهذيب: طعام مَذْرُوح.

وذَرَحَ طعامَه إِذا جعل فيه الذَّراريح؛ قال سيبويه: واحد الذَّرارِيح

ذُرَحْرَحٌ وليس عنده في الكلام فُعُّول بواحدة، وكان يقول سَبُّوح

قَدُّوس، بفتح أَولهما. وذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ، بضم الفاء وفتح العينين،

فإِذا صغَّرتَ حذفت اللام الأُولى، وقلت ذُرَيْرِحٌ، لأَنه ليس في الكلام

فَعْلَعٌ إِلاَّ حَدْرَدٌ. الأَزهري عن أَبي عمرو: الذَراريح تنبسط على

الأَرض، حُمْرٌ ، واحدتها ذَرِيحةٌ.

ذرح

1 ذَرَحَ الطَّعَامَ: see 2.

A2: ذَرَحَ الشَّىْءَ فِى الرِّيحِ He winnowed the thing; syn. ذَرَّاهُ. (Kr, K.) 2 ذرّح الطَّعَامَ, (S, K,) inf. n. تَذْرِيحٌ; (S;) and ↓ ذَرَحَهُ, aor. ـِ (K;) He put ذَرَارِيح [or cantharides] into the food. (S, K.) b2: ذرّحه فِى المَآءِ, inf. n. as above, He put a small quantity of it, namely, saffron, &c., into the water. (S.) b3: And ذرّح, [or ذرّح لَبَنَهُ, (see ذَرَاحٌ, below,)] He poured water into his milk, in order that it might become much in quantity. (TA.) b4: تَذْرِيحٌ also signifies The smearing with clay a new [water-vessel of skin such as is called] إِدَاوَاة, in order that its odour may become good. (AA, K. *) ذَرَحٌ A certain tree, of which camels' saddles are made. (K, TA.) [Forskål mentions, in his “ Flora Aeg. Ar.,” p. xcvi. a fabrile wood of an uncertain kind, of which spears, or lances, are made, called درح (thus with the unpointed د), brought from the region of San'à.]

ذُرَحٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذَرَاحٌ, applied to milk, i. q. صَيَاحٌ, (AA, K,) i. e. Mixed with water; as also ↓ مُذَرَّحٌ: (TA:) or the latter, milk, and honey, mixed with a larger quantity of water. (K.) ذُرَاحٌ and أِبُو ذُرَاحٍ: see ذُرَّاحٌ.

ذَرُوحٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذَرِيحٌ [a coll. gen. n.] i. q. هِضَابٌ [i. e. Hills; or mountains spreading over the surface of the ground; &c.]: n. un. with ة. (S, K.) ذَرِيحَةٌ: see ذُرَّاحٌ.

أَحْمَرُ ذَرِيحِىٌّ Intensely red; (S, A;) i. e. (TA) i. q. أُرْجُوَانٌ. (K, TA.) A2: إِبِلٌ ذَرِيحِيَّاتٌ A certain race of camels, so called in relation to a stallion named ذَرِيحٌ. (S, K. *) ذُرَّحٌ: see what next follows.

ذَرَّاحٌ: see what next follows.

ذُرَّاحٌ and ↓ ذُرُّوحٌ, (S, A, K,) the latter (respecting which see below) anomalous in form, (TA,) and ↓ ذَرُّوحٌ, (K,) agreeably with analogy, (TA,) and ↓ ذِرَّيحٌ (K) and ↓ ذَرَّاحٌ (Fr) and ↓ ذَرُوحٌ and ↓ ذُرَاحٌ (K) and ↓ ذُرَحٌ (IO) and ↓ ذُرَّحٌ (K) and ↓ ذُرُّوحَةٌ and ↓ ذِرَّيحَةٌ (ISd) and ↓ ذَرِيحَةٌ and ↓ ذُرْنُوحٌ (K) and ↓ ذَرْنُوحٌ, accord. to some, (TA,) and ↓ ذُرْنُوحَةٌ (ISd) and ↓ ذُرَحْرَحٌ and ↓ ذُرُحْرُحٌ, and ↓ the second letter [in the latter of these two forms, or in both,] is sometimes doubled by teshdeed, (K,) and sometimes the second ر is meksoorah, and the termination ة is also added thereto, (ISd,) and ↓ أَبُو ذرحرحٍ and ↓ ابو ذَرْيَاحٍ and ↓ ابو ذُرَاحٍ, and ↓ ابو ذرحرحةَ imperfectly decl., (Kr,) [The cantharis, or Spanish fly;] a kind of insect of a red colour, (S, A, K,) spotted, or speckled, with black, which flies, (S, K,) and is of a poisonous nature; (S, K;) a kind of insect larger than the common fly, variegated with red and black and yellow, having a pair of wings with which it flies, and of a deadly poisonous nature: when they desire to allay the heat of its poison, they mix it with lentils, and so mixed it becomes a remedy for him who has been bitten by a mad dog: (IO:) Ibn-Ed-Dahhán the Lexicologist says that the ذرّوح is a kind of fly variegated with yellow and white; and what is called فَرْخَةُ الدَّيْلَمِ: by certain of the acute physicians it is described as حَيَوَانٌ دُودِىٌّ, app. meaning a worm-like animal, of the size of the finger, and of a conical shape, the head of which is at the thickest part of it: and IDrst says that it is a flying insect, resembling the زُنْبُور [or hornet], and of a deadly poisonous nature. (TA.) It is observed in the S, with reference to ذُرُّوحٌ, that, in the opinion of Sb, لَيْسَ فِى الكَلَامِ فُعَّوْلٌ بِوَاحِدَةٌ; meaning, there is not in the language a subst. (as distinguished from an epithet) of the measure فُعَّوْلٌ; (marg. note in a copy of the S;) or his meaning is, [there is not a word of this measure] with damm alone; (MF;) or with a single dammeh, that is, to the ف; but with dammeh to the ف and to the ع: (IB:) and it is added in the S, that he (Sb) used to say سَبُّوحٌ and قَدُّوسٌ: Sb, however, also mentions the forms سُبُّوحٌ and قُدُّوسٌ. (MF.) The pl. is ذَرَايِحُ: (S, K:) in the L, ذُرَّاحٌ is also said to be a pl.: and Kr mentions ذَرَارِحُ; but AHát says that this last is only used in poetry. (TA.) Sb says that the sing. of ذَرَارِيحُ is ذُرَحْرَحٌ, (or, in other words, that one of the [insects called] ذراريح is [called]

ذرحرح,) which is of the measure فُعَلْعَلٌ, and of which the dim. is ↓ ذُرَيْرِحٌ, formed by throwing out the first ذُريْرِحٌ; [not ح, as it would be by rule, making it of the measure ذُرَيْحِرٌ, and its curtailed original فُعَيْلِعٌ;] for there is not in the language a word of the measure فعلع, except فعلع, (S,) which is the proper name of a man. (MF.) AHát cites a verse in which حَدْرَدٌ occurs as pl. of ذَرَانِحُ; but the correct reading is ذرنوح. (MF.) ذَرَارِحُ and ذَرُّوحٌ and ذُرُّوحٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذِرِّيحٌ and ذِرِّيحَةٌ: see ذُرَّاحٌ.

ذُرْنُوحٌ and ذَرْنُوحٌ and ذُرْنُوحَةٌ: see ذُرَّاحٌ.

أَبُو ذَرْيَاحٍ: see ذُرَّاحٌ.

ذُرَحْرَحٌ and ذُرُحْرُحٌ and ذرّحرح and أَبُو ذرحرحٍ and أَبُو ذرحرحةَ: see ذُرَّاحٌ.

ذُرَيْرِحٌ dim. of ذُرَحْرَحٌ: see ذُرَّاحٌ.

مُذَّرَحٌ: see ذَرَاحٌ.

طَعَامٌ مَذْرُوحٌ Food into which cantharides (ذَرَارِيح) have been put. (TA.)
ذرح
: (الذُّرّاح، كَزُنَّارِ) ، وَبِه صَدّرَ الجَوْهرِيّ والزَّمَخْشَريّ (وقُدُّوسٍ) بالضّمّ على الشّذوذ. وَهُوَ أَحدُ الأَلفاظِ الثلاثةِ الَّتِي لَا نَظيرَ لَهَا، جاءَت بالضّمّ على خلافِ الأَصلِ: سُبُّوحٌ وقُدُّوسٌ وذُرُّوحٌ، لأَنّ الأَصل فِي كلّ فعُّولٍ أَن يكون مَفْتُوحًا. وَفِي (الصّحاح) : وَلَيْسَ عِنْد سيبويهِ فِي الْكَلَام فُعُّول بواحدةٍ. وَكَانَ يَقُول: سَبُّوح وقَدُّوس، بِفَتْح أَوائلهما. قَالَ شَيخنَا: قلت: يُرِيد بالضّمّ، وبواحدةٍ مَعْنَاهُ فَقَط، وَكَثِيرًا مَا يستعملونه بِمَعْنى البَتَّة.
قلت: وَفِي هَامِش (الصّحاح) : قَالَ ابْن برِّيّ: قَوْله بواحِدة: أَي بضمَّة واحدةٍ، يَعْنِي فِي الفاءِ. وإِنما الصّواب أَن يكون بضمَّتين: ضمّ الفاءِ وَالْعين كَذَا وَجدْت. وَمَا ذكره شيخُنا أَقرَبُ.
قَالَ شَيخنَا: وَقَوله: وَكَانَ يَقُول: سَبّوحٌ وقَدّوس، بِفَتْح أَوائلهما، صَريحٌ فِي أَنّ سيبويهِ لم يَحْكِ الضّمّ فيهمَا. وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ سيبويهِ حكَى الضّمّ فيهمَا مَعَ الْفَتْح أَيضاً، كَمَا فِي الْكتاب وشُروحه. والعَجب من المصنّف كَيفَ غَفَلَ عَن التّنبيه عَن هاطا (وسِكِّين) أَي بِالْكَسْرِ، (وسَفُّودٍ) أَي بِالْفَتْح، وَهُوَ الأَصل فِي فَعُّول، كَمَا تقدّم التنبيهُ عَلَيْهِ، (وصَبُورٍ، وغُرَابٍ وسُكَّرٍ) ، وَفِي نُسخة: قُبَّرٍ، (وكَنِينةٍ) هاكذا بالنُّون من الكِنّ. وَفِي نُسْخَة: سَكِينة، (والذُّرْنُوحُ بالنُّون) مَعَ ضَمّ أَوّلِه. وحكَى جماعةٌ فِيهِ الفَتْحَ أَيضاً، لأَنّ وزْنَه فُعْنُول لأَنّ نُونه زائدةٌ، فَلَا يَرِدُ ضابِطُ فُعْلُولٍ، كَمَا لَا يَخْفَى؛ قَالَه شَيخنَا، وجَمَعوه على ذَارانِحَ؛ حَكَاهُ أَبو حاتمٍ وأَنشد:
وَلما رَأَتْ أَن الحُتوفَ اجْتَنَبْنَنِى
سَقَتْني على لُوحٍ دِمَاءَ الذَّرانحِ
قَالَ شَيخنَا: قلت: وصواب الإِنشاد:
فَلَمَّا رَأَتْ أَن لَا يُجيبَ دُعَاءَهَا
سَقَتْه على لُوحٍ دماءَ الذَّرارِحِ
قَالَه ابْن مَنْظُور وَغَيره، (والذُّرُحْرُحُ) بالضّمّ، (وتُفْتَح الرّاآنِ، وَقد يُشدَّد ثَانِيه) يَعْنِي الرّاءَ الإِولَى، وَقد تُكسر الرّاءُ الثانِية أَيضاً، عَن ابْن سيهد. فهاذه اثْنَتَا عشرةَ لُغَة. وَقد يُؤخذ مِنْهُ بالعناية أَرْبعَ عشرةَ. وَمَعَ ذالك فقد فاتَتْه لُغاتٌ كثيرةٌ غير الكُنَى. مِنْهَا ذُرَحٌ كصُردٍ، حَكَاهَا ابْن عُدَيْس عَن ابْن السِّيد. وذَرّاحٌ ككَتّان، حُكِيَ عَن ابْن عُديس عَن ابْن خالَويْه أَنه حَكَاهُ عَن الفرَّاءِ. وذِرِّيحة بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد وهاءِ التأْنيث، حَكَاهَا ابْن التّيّانيّ وَابْن شيده. وذُرَحْرَحة بالضّبط المتقدّم بهاءٍ. وذُرُّوحة بالضمّ وهاءٍ، حَكَاهُمَا ابْن سَيّده. وذُرْنُوحَة بالضّمّ مَعَ هاءٍ. حَكَاهَا ابْن سَيّده فِي الفَرْق وَابْن دُرُسْتَوَيه وأَبو حاتمٍ. فهاؤلاءِ ستُّ لغاتٍ. وأَمّا الأَلفاظ الَّتِي وردَتْ بالكُنْية (فقد) حَكَاهَا كُراع فِي المُجرّد. قَالَ: وطائرٌ صغيرٌ يُقَال لَهُ أَبو ذُرَحْرَح، وأَبو ذِرْيَاحِ وأَبو ذُرّاح، وأَبو ذُرَحْرحَةَ لَا يَنصرفُ مثل ابْن قُنْبُرَةَ. كلّ ذالك (دُوَيْبَّة) . قَالَ ابْن عُديْس: أَعظمُ من الذُّباب (حَمْراءُ مُنقَّطَةٌ بسَواد) ، قَالَ ابْن عُديس: مُجزَّعٌ مُبَرْقَش بحُمرةٍ وسَوادٍ وصُغرةٍ، لَهَا جَناحانِ، (تطيرُ) بهما، (وَهِي من السُّمومِ) القاتِلة. فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِرُوا حَرَّسُمِّه خَلَطوه بالعَدَس، فَيصير دَواءً لمن عَضّه الكَلْبُ الكَلِبُ. وَقَالَ ابْن الدّهّان اللُّغَوِيّ: الذُّرُّوحُ: ذُبَابٌ مُنَمْنَمٌ بِصُفْرةٍ وبياضٍ، وفَرْخُهُ الدَّيْلعمُ. وَقَالَ التُّدْمِريّ فِي شرْح الفَصيح: هُوَ اسمُ طائرٍ، فِيمَا نقلْته من خطّ القَاضِي أَبي الوَليد. قَالَ التُّدميريّ: وذَكَر بعضُ حُذّاق الأَطبّاءِ أَن الذُّرُّوحَ حَيَوانٌ دُودِيّ، كأَنّه نِسّبَةٌ إِلى الدُّود تَشْبِيها بِهِ، فِي قَدْر الإِصبع، وَهُوَ صَنَوْبَرِيُّ الشّكْلِ، ورأْسُه فِي أَغْلَظِ مَوْضعٍ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيْه: هِيَ دَابَّةٌ طيَّارةٌ تُشْبِه الزُّنْبورَ، من السُّمومِ القاتلةِ. (ج ذَرَاريحُ) ، وذُرّاحٌ، كَمَا فِي (اللِّسَان) . وحكَى كُراع فِي المُجَرَّد: ذَرَارِح. وَقَالَ: هِيَ زَنَابِيرُ مَسمومةٌ، وَلم يَصفْها. قَالَ أَبو حَاتِم: الذَّرارِيحُ الوَجْهُ، وإِنّما يُقَال: ذَرارِحُ فِي الشِّعر، وَفِي الصّحاح: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: واحدُ الذَّراريحِ ذُرَحْرَحٌ قَالَ الرّاجز:
قالَتْ لَهُ وَرْياً إِذَا تَنَحْنَحْ
يَا لَيْتَه يُسْقَى عَلَى الذُّرَحْرَحْ
وَهُوَ فُعَلْعَل، بضمّ الفاءِ وَفتح العَيْنَيْنِ. فإِذا صغَّرْتَ حَذفتَ اللاّم الأَولى وَقلت: ذُرَيْرِحٌ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلَعٌ إِلا حَدْرَد.
قَالَ شَيخنَا: ويأْتي فِي حَدْرَد فِي الدّال: أَنه اسْم رجل.
(وذَرَحَ الطَّعَامَ كمَنَعَ: جعلَه) أَي الذُّرّوحَ (فِيهِ) . وطعامٌ مَذْروحٌ، كَمَا فِي (الأَساس) و (التَّهْذِيب) (كذَرَّحه) تَذريحاً. وَفِي (الصِّحَاح) : وذَرَّحْت الزَّعْفَرَانَ وغيرَه فِي الماءِ تَذْريحاً: إِذا جَعَلْتَ فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.
(و) ذَرَّحَ (الشَّيْءَ فِي الرِّيحِ: ذَرّاه) عَن كُراع.
(و) يُقَال: (أَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ، كوَزِيريّ: أُرْجُوانٌ) بالضّمّ، أَي شَدِيدُ الحُمرةِ. وَفِي (الأَساس) : (قانىء) . وَهُوَ من الأَلفاظ المؤكِّدة للأَلوانِ، كأَبْيضَ ناصِعٍ، وأَخْضَرَ يانِعٍ؛ أَورده الزَّمخْشريّ فِي (الْكَشَّاف) .
(والذَّرِيح) كــأَمِيرٍ: (الهِضابُ، واحِدُه) الذَّرِيحةُ (بهاءٍ) .
(و) الذَّريح (: فَحْلٌ تُنْسب إِليه الإِبلُ) وَهِي الذَّرِيحِيَّات. قَالَ الراجز:
من الذَّريحيَّاتِ ضَحْماً آرِكَا
(و) ذَرِيحٌ: (أَبو حيَ) كم أَحياءِ الْعَرَب؛ كَذَا فِي (التّهذيب) .
(وذُرَيح، كزُبير، الحِمْيَريّ) ، أَبو المُثَنَّى الكُوفيّ: (مُحَدِّثٌ) ، يرْوى عَن عليَ، وَعنهُ الحارثُ بن جملية.
(و) ذَرِيحٌ (كــأَمِيرٍ: جَماعةٌ) .
(والذَّرَحُ، محرَّكةً: شجرٌ تُتَّخذ مِنْهُ الرِّحالة) للإِبل.
(و) ذُرَحُ (كزُفَرَ: والدُ يَزيدَ السَّكونيّ) ، بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة.
(وذُو ذَرَارِيح: قَيْلٌ بِالْيمن) من الأَقْيالِ الحِمْيرِيّة، (وسيِّدٌ لتَمِيم) .
(ولَبَنٌ) مُذَرَّحٌ ومَذِيقٌ. (و) كذالك (عَسلٌ مُذرَّحٌ، كمُعظَّم) . إِذا (غَلَبَ عَلَيْهِمَا الماءُ) . وَقد ذَرَّحَ إِذا صبَّ فِي لَبنهِ مَاء لَيكْثُر.
(والتَّذرِيح: طِلاءُ الإِدَاوةِ الجَديدةِ بالطِّينِ لتَطِيب) رائحتُها؛ قَالَه أَبو عمرٍ و. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: مَرَّخَ إِدَاوتَه بهاذا المَعْنَى.
(ولَبنٌ ذَرَاحٌ، كسَحَابٍ) ومُذَرَّحٌ، كذالك، ومُذَرَّق ومُذَلّق: (ضَيَاحٌ) أَي ممْزُوجٌ بالماءِ؛ عَن أَبي زيدٍ.
(وأَذْرُحُ، بضمّ الرّاءِ) مَعَ فتح أَوّلِه: موضعٌ. وَقيل: (د، بِجَنْبِ جَرْبَاءَ) ، قَالَ ابنُ الأَثير: هما قريتانِ (بالشَّأْمِ) ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حَدِيث الحَوْض: وَبَينهمَا مسيرةُ ثلاثَةِ أَميال على الصّحيح، (وغَلِطَ من قَالَ: بَينهمَا ثلاثةُ أَيام. و) قد (ذُكِر فِي جرب) وتقدّم مَا يتَعَلَّق بهِ.

نخل

نخل

1 نَخڤلَ see 8.5 تَنَخَّلَ see 8.8 اِنْنَخَلَهُ He cleared it [or sifted it]; as also ↓ نَخَلَهُ and ↓ تَنَخَّلَهُ: (K [see سَفْسَفَهُ]:) or he took the best of it (S, Msb) to the utmost: (S:) or he chose the best of it for himself. (TA.) نَخْلِىٌّ A cultivator of palm-trees: see عَطَلٌ.

نُخَالٌ Bran.
(نخل)
الشَّيْء نخلا غربله وصفاه يُقَال نخل الدَّقِيق ونخل الْكَلَام وَيُقَال نخل لَهُ النَّصِيحَة أخلصها لَهُ ونخل السَّحَاب الْمَطَر صبه

(نخل) الشَّيْء مُبَالغَة نخله وَيُقَال نخل السَّحَاب الْمَطَر نخله
نخل
النَّخْلُ معروف، وقد يُستعمَل في الواحد والجمع. قال تعالى: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
[القمر/ 20] وقال: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ [الحاقة/ 7] ، وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ
[الشعراء/ 148] ، وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ
[ق/ 10] وجمعه: نَخِيلٌ، قال: وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ
[النحل/ 67] والنَّخْلُ نَخْل الدّقيق بِالْمُنْخُل، وانْتَخَلْتُ الشيءَ: انتقيتُه فأخذْتُ خِيارَهُ.
ن خ ل

نخل الدقيق بالمنخل وبالمناخل.

ومن المجاز: نخل له النصيحة. وبذل له نخيلة قلبه. وفي الحديث: " لا يقبل الله إلا نخائل القلوب ". قال عمارة:

تبحّثتم سخطي فغيّر بحثكم ... نخيلة نفس كان نصحاً ضميرها

ونصيحة ناخلة. وانتخل الشيء وتنخّله: اختاره، وهو نخيلتي من إخواني ونخيلة نفسي أي خيرتي. ونخلت السماء الثلج.
نخل
النَّخْلَة: جَمْعُها نَخْل ونَخِيْلٌ وُنخْلانٌ. وبِنْتُ نُخَيْلَةَ: التَّمْرُ.
والنَخْلُ: تَنْخِيْلُكَ الدَّقِيْقَ بالمُنْخُل، نَخَلْتُ وانْتَخَلْتُ. وتَنْخِيل الثَّلْج والوَدْق.
وَالانْتِخال: الاختيار لنفسِكَ أفْضَلَه، وهو التَنَخل.
ونُخَيْلَةُ: مَوضِعٌ بالبادِيَة. وكذلك نَخْلٌ.
وبَطْنُ نَخْلَةَ: بالحِجاز.
والنخِيْلَةُ: الطبِيعة، وجَمْعُها نَخِيل. والنصِيحة أيضاً، نَخَلْتُ له النصيحةَ.
والناخِلَةُ: الخالِصُ من كل شَيْءٍ.
والنخْلُ: ضَرب من الحُلي.

نخل


نَخَلَ(n. ac. نَخْل)
a. Sifted, bolted (flour).
b. Sent down, scattered ( snow: cloud ).
c. Filtered, strained.
d. Chose the best of; sorted.

نَخَّلَa. see I (b)
تَنَخَّلَإِنْتَخَلَa. see I (d)
نَخْل
(pl.
نَخِيْل)
a. Palm-tree; palm.
b. A certain ornament.
نَخْلَةa. see 1 (a)
نُخَاْلa. Meal.

نُخَاْلَةa. Meal; bran; siftings.

نَخِيْلa. see 1 (a)
N. P.
نَخَّلَa. Name of a certain poet.

N. Ac.
نَخَّلَa. Snow; rain.
b. see 1 (b)
مُنْخَُل (pl.
مَنَاْخِلُ)
a. Sieve; bolter.

نُخَيْلَة
a. Small palm-tree.
b. Nature.
c. Admonition.
d. Name of a place.

ذُوْ نَخْلَة
a. Christ.

نَاخِل الصَّدْر
a. True, faithful.
ن خ ل: (النَّخْلُ) وَ (النَّخِيلُ) بِمَعْنًى، وَالْوَاحِدَةُ (نَخْلَةٌ) . وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

رَأَيْتُ بِهَا قَضِيبًا فَوْقَ دِعْصٍ ... عَلَيْهِ النَّخْلُ أَيْنَعَ وَالْكُرُومُ
فَالنَّخْلُ قَالُوا: ضَرْبٌ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْكُرُومُ الْقَلَائِدُ. وَ (نَخَلَ) الدَّقِيقَ غَرْبَلَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (النُّخَالَةُ) مَا يَخْرُجُ مِنْهُ. وَ (الْمُنْخُلُ) مَا يُنْخَلُ بِهِ وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ مِنَ الْأَدَوَاتِ عَلَى مُفْعُلٍ بِالضَّمِّ. وَ (الْمُنْخَلُ) بِفَتْحِ الْخَاءِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (انْتَخَلَ) الشَّيْءَ اسْتَقْصَى أَفْضَلَهُ. وَ (تَنَخَّلَهُ) تَخَيَّرَهُ. 
(ن خ ل) : (بَطْنُ نَخْلَةَ) مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ وَاحِدَةُ النَّخْلِ وَتَصْغِيرُهَا نُخَيْلَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ مَوْضِعٌ آخَرُ بِالْبَادِيَةِ وَرَأَيْتُ فِي كُتُبِ الْأَخْبَارِ النُّخَيْلَةُ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ وَهِيَ الَّتِي فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُ زَنَى بِالنُّخَيْلَةِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَأَرْبَعَةٌ أَنَّهُ زَنَى فِي بِدَيْرِ هِنْدٍ وَالْبَاءُ وَالْجِيمُ تَصْحِيفٌ لِأَنَّهَا اسْمُ حَيٍّ مِنْ الْيَمَنِ وَدَيْرُ هِنْدٍ مِنْ مَحَالِّ الْكُوفَةِ لَا يُسَاعِدُ عَلَيْهِ وَأَمَّا ضَمُّ الْبَاءِ فَتَحْرِيفٌ أَصْلًا وَفِي حَدِيثِ الْمَفْقُودِ أَتَعْرِفُ النَّخِيلَ وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ وَيُرْوَى النَّخْلَ وَهِيَ تَكْثُرُ حَوَالَيْ الْمَدِينَةِ.
[نخل] النَخْلُ والنَخيلُ بمعنى، والواحدة نخْلةٌ. وقول الشاعر: رأيتُ بها قضيباً فوق دِعْصٍ عليه النَخْلُ أيْنَعَ والكُرومُ فالنَخْل قالوا: ضربٌ من الحُليِّ. والكُرومُ: القَلائد. ونَخلُ الدقيق: غربلته. والنخالة: مايخرج منه. والمُنْخُلُ: ما يُنْخَلُ به، وهو أحد ما جاء من الادوات على مفعل بالضم. والمنخل بفتح الخاء: لغة فيه، مثل المنصل والمنصل. وانتخلت الشئ: استقْصَيْتُ أفضَلَهُ. وتَنَخَّلْتُه: تَخيَّرْتُهُ. ورجل ناخل الصدر، أي ناصح . وبطن نخلة: موضع بين مكة والطائف. والمنخل، بفتح الخاء مشددا: اسم شاعر. يقال: " لا أفعله حتى يؤوب المنخل " كما يقال: " لا أفعله حتى يؤوب القارظ العنزي ". والمتنخل: لقب شاعر من هذيل، وهو مالك بن عويمر، أخو بنى لحيان بن هذيل.
[نخل] نه: فيه: لا يقبل الله من الدعاء إلا "الناخلة"، أي المنخولة الخالصة. ومنه ح: لا يقبل الله إلا "نخائل" القلوب، أي النيات الخالصة، من نخلت له النصيحة- إذا أخلصتها. ك: "المنخل"- بضم ميم وخاء: الغربال. ن: إنما أنت من "نخالتهم"، أي لست من فضائلهم وعلمائهم بل من سقطتهم، استعير من نخالة الدقيق وهي قشوره، قوله: وهل كانت لهم نخالة؟ يعني أن الصحابة كلهم صفوة الأمة وساداتهم وكلهم عدول وإنما جاء التخليط ممن بعدهم. ك: وفيه: وهو "بنخلة" عامدين على سوق عكاظة، هي بفتح نون وسكون معجمة غير منصرف اسم موضع. وفي ح: مثل المؤمن هي "النخلة"، وجه الشبه كثرة النفع من جهات، وقيل: إذا قطع رأسها فسد، ولا يحتمل حتى يلقح، ولطلعها ريح المنى، ويعشق كالإنسان. ن: وهو "بنخل"، صوابه: بنخلة- بهاء، اسم موضع. وح: فانطلق إلى "نخل"، أي اغتسل من مائه، وقيل: صوابه: نجل- بجيم، وهو الماء القليل، قلت: بل الصواب الأول.
نخل: نخل: غربل (فوك، شيكوري 199) حيث وردت في المخطوطة كلمة ينخل (200): كل ذلك بعد إجادة السحق والتنخيل.
نخل: اختار (معجم مسلم). نخلة: أنثى ومجازا الحبيبة (مولر 140 والحماسة 97: 4).
نخلة: برم أو فتل الشعر في حلقات لا سيما في جعله فوق الجبهة أو على قمة الرأس (الكالا).
نخلة: قصة الشعر المنعكسة، خطوط وأشراط تتكون فوق الحيوانات لا سيما الحصان بسبب ارتداء الوبر (بوسييه) مستشهدا بدوماس وما ذكره عن خيول الصحراء في ص118 وما اعقبها، وانظر حياة العرب ص186 (عنده نخلة السلطان) وص191 مرتين.
نخلة فرعون: شجيرة تنتج ثمرة حمراء ذات نواة عذبة الطعم (كاريت جغرافيا 150 جريدة الشرق والجزائر 549).
المرهم النخلي: نوع مرهم، لزقة (فوك) (المستعيني في عبارة ذكرتها في مادة (صابون) وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه حين يصنع ويوضع على النار مع مكوناته يحرك بغصن النخلة الطري (ابن وافد 30): ثلاثة ليترات من المرتك (أول أكسيد الرصاص) بمقدار الزيت وليترين من شحم البقر ولتر من القلقطار (اكسيد حديديك احمر يستعمل في صقل الزجاج أيضا) وبعد ذلك يضيف (المستعيني) (يجمع الجميع ويحرك على النار بجريد النخل الطري ويستعمل).
النخالي: الفلاح الذي يهز اعذاق الأزهار الذكرية للنخيل فوق الأزهار الأنثوية لغرض إخصابها (بيرتون 1: 386).
نخال: النخالة (فوك، دي ساسي كرست 1: 253) (ألف ليلة 2: 124).
نخال: باللاتينية ( acus - مؤنثة) ومعناها إبرة ولكن هناك إبرة بين الجنسين تدعى بالاسم نفسه في المعجم اللاتيني وهو يؤنثها تارة ويجعلها بين الجنسين تارة أخرى ويطلق عليها اسم إبرة ونخال ونشارة.
نخالة: قشارة كشاطة (القزويني 239: 1): وإن سقى إنسان نخالة الحديد.
نخال: لمام الخرق chiffonnier وفي محيط المحيط (الذي ينخل التراب في الأزقة لطلب ما سقط من الناس) (معجم التنبيه).
نواخلة: النواخلة هم الذين يعملون في النخيل (بركهارت عرب 2: 207 و239).
تنخيلة: فرشاة السقوف، مكنسة كبيرة (رولاند). (اسم جمع).
منخل: والجمع مناخل (محيط المحيط، بوشر) ومناخيل (بوشر).
منخلة: غربال (باين سميث 1515).
مناخلي: صانع الغرابيل (ألف ليلة 720).
ن خ ل : النَّخْلُ اسْمُ جَمْعٍ الْوَاحِدَةُ نَخْلَةٌ وَكُلُّ جَمْعٍ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ الْهَاءُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فَأَهْلُ الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَ أَكْثَرَهُ فَيَقُولُونَ هِيَ التَّمْرُ وَهِيَ الْبُرُّ وَهِيَ النَّخْلُ وَهِيَ الْبَقَرُ وَأَهْلُ نَجْدٍ وَتَمِيمٍ يُذَكِّرُونَ فَيَقُولُونَ نَخْلٌ كَرِيمٌ وَكَرِيمَةٌ وَكَرَائِمُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20] {نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: 7] وَأَمَّا النَّخِيلُ بِالْيَاءِ فَمُؤَنَّثَةٌ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ لَا اخْتِلَافَ فِي ذَلِكَ وَبَطْنُ نَخْلٍ وَيُقَالُ نَخْلَةٌ بِالْإِفْرَادِ أَيْضًا وَهُمَا نَخْلَتَانِ.

إحْدَاهُمَا نَخْلَةُ الْيَمَانِيَّةُ بِوَادٍ وَيَأْخُذُ إلَى قَرْنٍ وَالطَّائِفِ قَالَ الشَّاعِرُ
وَمَا أَهَلَّ بِجَنْبَيْ نَخْلَةَ الْحُرُمُ
أَيْ الْمُحْرِمُونَ وَبِهَا كَانَ لَيْلَةَ الْجِنِّ وَبِهَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْخَوْفِ لَمَّا سَارَ إلَى الطَّائِفِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَةٌ.

وَالثَّانِيَةُ نَخْلَةُ الشَّامِيَّةُ بِوَادٍ يَأْخُذُ إلَى ذَاتِ عِرْقٍ وَيُقَالُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ لَيْلَتَانِ.

وَنَخَلْتُ الدَّقِيقَ نَخْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَالنُّخَالَةُ قِشْرُ الْحَبِّ وَلَا يَأْكُلُهُ الْآدَمِيُّ وَالْمُنْخُلُ بِضَمِّ الْمِيمِ مَا يُنْخَلُ بِهِ وَهُوَ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي وَرَدَتْ بِالضَّمِّ وَالْقِيَاسُ الْكَسْرُ لِأَنَّهُ اسْمُ آلَةٍ وَتَنَخَّلْتُ كَلَامَهُ تَخَيَّرْتُ أَجْوَدَهُ وَانْتَخَلْتُ الشَّيْءَ أَخَذْتُ أَفْضَلَهُ وَالنَّخَّالُ الَّذِي يَنْخُلُ التُّرَابَ فِي الْأَزِقَّةِ لِطَلَبِ مَا سَقَطَ مِنْ النَّاسِ وَيُسَمَّى الْمُصَوِّلَ وَالْمُقَلِّشُ وَكُلُّهُ غَيْرُ عَرَبِيِّ فِي هَذَا الْمَعْنَى. 
نخل
نخَلَ يَنخُل، نَخْلاً، فهو ناخِل، والمفعول مَنْخول
• نخَل الشّيءَ: غرْبَله، وصفّاه، واختار لبابَه "نخلت الدقيقَ- نخَل الكلامَ/ النَّاسَ- نخل المعلومات المفيدة- نخل المعلومات الخارجة عن الموضوع" ° غربل مسألة ونخلها: بالغ في تفحُّصها، وتمحيصها- مَنْ غربل النَّاسَ نَخَلوه [مثل]: يُضرب في الكفّ عن التحدث بأمر الناس- نخَل السّحابُ المطرَ/ نخَل السّحابُ الثلجَ: صَبَّه- نخَل الودَّ لفلان: أخلصه له- نخَل قضيّة: أمعن فيها بحثًا، وتدقيقًا،
 محصها، وتفحّصها بتروٍّ وإمعان نظر- نخَل له النصيحةَ: أخلصها له. 

انتخلَ ينتخل، انتخالاً، فهو مُنتخِل، والمفعول مُنتخَل
• انتخل الأشياءَ: اختار أجودها وأفضلها "انتخل رفاقَه/ كُتُبَه" ° انتخَل السَّحابُ المطرَ: صبَّه. 

تنخَّلَ يتنخَّل، تنخُّلاً، فهو مُتنخِّل، والمفعول مُتنخَّل
• تنخَّل الشَّيءَ: نخَله، صفَّاه واختار أجودَه وأفضله "تنخّلت ما في الكتاب- تنخَّل أبياتًا شعريّة". 

مُنْخُل [مفرد]: ج مَنَاخِلُ: اسم آلة من نخَلَ: أداة ذات ثقوب ضيِّقة لنخل الدَّقيق "نخلت الدقيقَ بالمنخل" ° طارة المنخل: الخشب المحيط به. 

نُخَالة [مفرد]: ما بقي من الشّيء بعد نَخْله "نُخالة الدّقِيق- قدّم الفلاحُ إلى بقرته علفًا من الشعير والنُّخالة" ° لا يساوي مِلءَ أذنه نخالة: لا يساوي شيئًا- نُخَالة القوم: أراذلهم. 

نَخْل1 [مفرد]: مصدر نخَلَ. 

نَخْل2 [جمع]: جج نخيل، مف نخْلة: (نت) جنس شجر من فصيلة النخليّات أنواعه عديدة، تعيش جميعها في المناطق الحارّة، ساقُه رفيعة مستقيمة طويلة ذات عُقَد، أوراقه سعفيّة ريشيّة الشّكْل. يزرع للزِّينة أو لثماره مستطيلة الشّكْل لذيذة الطعم التي تعدّ من أفضل الثِّمار المغذيّة وهي التمر والبلح، (مذكّر ويجوز تأنيثه) "غابة نخيل- ترجع زراعة هذه النخل إلى سنوات بعيدة- {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ". 

نخل: نَخَل الشيءَ يَنْخُله نَخْلاً وتَنَخَّله وانتَخَله: صَفَّاه

واختارَه؛ وكل ما صُفِّيَ ليُعْزَل لُبابُه فقد انتُخِل وتُنُخِّل،

والنُّخالة: ما تُنُخِّل منه. والنَّخْل: تَنْخِيلُك الدقيقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل

نخالته عن لُبابه. والنُّخالة أَيضاً: ما نُخِل من الدقيق. ونَخْلُ

الدقيق: غَرْبَلتُه. والنُّخالة أَيضاً: ما بَقي في المُنْخُل مما يُنْخَل؛

حكاه أَبو حنيفة، قال: وكلُّ ما نُخِل فما يبقى فلم يَنْتَحِلْ نُخالةٌ،

وهذا على السلب. والمُنْخُل والمُنْخَل: ما يُنْخَل به، لا نظير له إِلاَّ

قولهم مُنْصُل ومُنْصَل، وهو أَحد ما جاء من الأَدوات على مُفْعل،

بالضم. وأَما قولهم فيه مُنْغُل، فعَلى البدل للمضارعة.

وانتَخَلْتُ الشيء: استقصبت أَفضله، وتَنَخَّلْتُه: تَخَيَّرْته.

ورجل ناخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ. وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي

أَجودَها قلت: نَخَلْت وانْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِية، والانتِخالُ

الاختيار لنفسك أَفضله، وكذلك التَّنَخُّل؛ وأَنشد:

تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، ولم أَكنْ

لِغيرهمُ، فيما مضَى، أَتَنَخَّل

وانتَخَلْت الشيء: استَقْصَيْت أَفضَله، وتنَخَّلْته: تخيَّرته. وفي

الحديث: لا يقبل الله من الدعاء إِلاَّ الناخِلة أَي المنخولة الخالصة،

فاعلة بمعنى مفعولة كماءٍ دافِق؛ وفيه أَيضاً: لا يقبلُ الله إِلا نخائلَ

القلوب أَي النِّيّات الخالصة. يقال: نخَلْتُ له النصيحة إِذا أَخلصتها.

والنَّخْلُ: تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق؛ تقول: انتَخَلتْ ليلتُنا الثلجَ أَو

مطراً غير جَوْد. والسَّحاب يَنْخُل البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه.

والنَّخلة: شجرة التمر، الجمع نَخْل ونَخِيل وثلاث نَخَلات، واستعار

أَبو حنيفة النخْلَ لشجر النارَجيل تحمِل كَبائِس فيها الفَوْفَل

(* قوله

«لشجر النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل» كذا في الأصل. وعبارة المحكم: لشجر

النارجيل وما شاكله، فقال: أخبرت ان شجرة الفوفل نخلة مثل نخلة النارجيل

تحمل كبائس فيها الفوفل إلخ. ففي عبارة الأصل سقط ظاهر) أَمثال التمر؛

وقال مرة يصف شجر الكاذِي: هو نخْلة في كل شيء من حِليتها، وإِنما يريد في

كل ذلك أَنه يشبه النَّخْلة، قال: وأَهل الحجاز يؤنثون النخل؛ وفي

التنزيل العزيز: والنخلُ ذاتُ الأَكمام؛ وأَهل نجد يذكِّرون؛ قال الشاعر في

تذكيره:

كنَخْل من الأَعْراض غير مُنَبَّقِ

قال: وقد يُشْبِه غيرُ النَّخْل في النِّبْتة النَّخْلَ ولا يسمى شيء

منه نَخْلاً كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم.

وفي حديث ابن عمر: مَثَل المؤمن كمثَل النَّحْلة، والمشهور في الرواية:

كمثل النَّخْلة؛ بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء

المهملة، يريد نحْلة العسَل، وقد تقدم. وأَبو نَخْلة: كنية؛ قال أَنشده بن جني

عن أَبي علي:

أُطْلُبْ، أَبا نخْلة، مَنْ يأْبُوكا

فقد سأَلنا عنك مَنْ يَعْزُوكا

إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا

وأَبو نُخَيلة: شاعر معروف كُنِّي بذلك لأَنه وُلِد عند جِذْع نخلة،

وقيل: لأَنه كانت له نُخَيْلة يَعْتَهِدها؛ وسماه بَخْدَجٌ الشاعر

النُّخَيْلات فقال يهجوه:

لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا

مِنِّي، وشَلاًّ لِلِّئام مِشْقَذا

(* قوله «للئام» هو رواية المحكم هنا، وروايته في حنذ: للاعادي).

ونَخْلة: موضع؛ أَنشد الأَخفش:

يا نخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ،

تَطاوَلي ما شئتِ أَن تَطاوَلي،

إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ

جمع بين الكسرة والفتحة. ونُخَيْلةُ: موضع بالبادية. وبَطن نَخْلة

بالحجاز: موضع بين مكة والطائف. ونَخْل: ماءٌ معروف. وعَين نَخْل: موضع؛

قال:من المتعرِّضات بعَيْن نخْل،

كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ

وذو النُّخَيْل: موضع؛ قال:

قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذا النُّخَيْل، وقد أَرى

وأبيَّ مالكِ ذو النُّخَيْل بدار

(* قوله: وأبيّ مالك ذو النخيل؛ هكذا في الأصل).

أَبو منصور: في بلاد العرب واديان يُعرفان بالنَّخْلتَين: أَحدهما

باليمامة ويأْخذ إِلى قُرى الطائف، والآخر يأْخذ إِلى ذات عِرْق.

والمُنَخَّل، بفتح الخاء مشددة: اسم شاعر؛ ومن أَمثال العرب في الغائب

الذي لا يُرْجى إِيابُه: حتى يَؤُوبَ المُنَخَّل، كما يقال: حتى يؤُوبَ

القارِظ العَنزيّ؛ قال الأَصمعي: المُنَخَّل رجل أُرسل في حاجة فلم يرجِع،

فصار مثلاً يضرب في كل من لا يرجى؛ يقال: لا أَفعله حتى يؤُوب المنَخَّل.

والمتنخِّل: لقب شاعر من هذيل، وهو مالك بن عُوَيمِر أَخي بني لِحْيان

من هذيل. وبنو نَخْلان: بطن من ذي الكَلاع؛ وقول الشاعر:

رأَيتُ بها قضيباً فوق دِعْصٍ،

عليه النَّخْل أَيْنَع والكُروم

فالنَّخْل قالوا: ضرْب من الحُليّ، والكُرومُ: القلائد، والله أَعلم.

نخل
نَخَلَه يَنْخُله نَخْلاً، وَتَنَخَّلَه، وانْتَخَلَه: صَفّاه وَاخْتَارَهُ، وكلُّ مَا صُفِّيَ ليُعزَلَ لُبابُه فقد انتُخِلَ وتُنُخِّلَ. وَيُقَال: انْتَخلْتُ الشيءَ: اسْتَقصَيْتُ أَفْضَلَه، وَتَنَخَّلْتُه: تخَيَّرْتُه. وَإِذا نَخَلْتَ الأدوِيَةَ لتَسْتَصْفي أَجْوَدَها قلتَ: نَخَلْتُ وأَنْخَلتُ، فالنَّخْل: التَّصفِيَةُ، والانْتِخال: الاختيارُ لنَفسِكَ أَفْضَله، قَالَ الشَّاعِر:
(تنَخَّلْتُها مَدْحَاً لقَومٍ وَلم أكُنْ ... لغيرِهم فِيمَا مضى أَتَنَخَّلُ)
والنُّخالَة، بالضَّمّ: مَا يُنخَلُ بِهِ مِنْهُ هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: مَا يُنخَلُ مِنْهُ. والنَّخْلُ: تَنْخِيلُكَ الدقيقَ بالمُنْخُلِ لتَعزِلَ نُخالَتَه عَن لُبابِه. النُّخالَةُ أَيْضا: مَا نُخِلَ عَن الدَّقِيق، وَنَخْلُ الدَّقِيق: غَرْبَلَتُه. أَيْضا: مَا بَقِي فِي المُنْخُلِ ممّا يُنخَل، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، قَالَ: وكُلُّ مَا نُخِلَ فَمَا يبْقى فَلم يُنْتَخَلْ نُخالَةٌ، وَهَذَا على السَّلْب. من الخَواصِّ: إِذا طُبِخَتْ النُّخالَةُ بِالْمَاءِ، أَو ماءِ الفُجلِ، وضُمِّدَ بهَا لَسْعَةُ العَقربِ أَبْرَأَتْ وَحِيّاً. والمُنْخُل، بالضَّمّ وتُفتَحُ خاؤُه: مَا يُنخَلُ بِهِ، لَا نَظيرَ لَهُ إلاّ قَوْلُهم مُنْصُلٌ ومُنْصَلٌ، وَهُوَ أحدُ مَا جاءَ من الأدواتِ على مُفْعُلٍ بالضَّمّ، وأمّا قولُهم فِيهِ مُنْعُلٌ فعلى البدَلِ للمضارعةِ. والنَّخْل: م مَعْرُوفٌ، وَهُوَ شجَرُ التَّمرِ، كالنَّخيلِ كــأميرٍ، وَهَكَذَا فِي العُباب، وظاهرُ كَلَامهمَا أنّه استُعمل كالنَّخْل، وَهُوَ اسمُ جِنسٍ جَمْعِيٍّ، واستُعملَ جَمْعَاً لنَخْلَةٍ، كَمَا يَأْتِي لَهُ قَرِيبا، والمعروفُ أنّه جمعٌ لنَخْلٍ، كَعَبْدٍ وعَبيدٍ، كَمَا صرَّحَ بِهِ فِي التَّوْشيح، يُؤَنَّثُ ويُذكَّرُ، قَالَ أَبُو حنيفَة: أهلُ الحجازِ يُؤَنِّثونَه، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: والنَّخْلُ ذاتُ الأَكْمام، وأهلُ نَجدٍ يُذكِّرونَ، قَالَ الشَّاعِر: كَنَخْلٍ منَ الأعْراضِ غَيْرِ مُنَبَّقِ واحدَتُه نَخْلَةٌ، ج: نَخيلٌ وثلاثةُ نَخَلاتٍ. واستعارَ أَبُو حنيفةَ النَّخْلَ لشجرِ النارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبائِسَ فِيهَا الفُوفَل أمثالَ التمرِ، وَقَالَ مرّةً يصفُ شَجَرَ الكاذيّ: هُوَ نَخْلَةٌ فِي كلِّ شيءٍ من حِلْيَتِها، وإنّما يريدُ فِي كلِّ ذَلِك أنّه يُشبهُ النَّخْلَةَ. النَّخْل: تَنْخِيلُ الثلجِ والوَدْقِ، تَقول: انْتَخلَتْ لَيْلَتُنا الثَّلجَ أَو مَطَرَاً غيرَ جَوْدٍ، والسحابُ يَنْخُلُ البَرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه، وَهُوَ مَجاز. النَّخْل: ضَربٌ من الحَلْيِ على صورةِ النَّخْلِ، قَالَه ابنُ فارسٍ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الشَّاعِر:
(رَأَيْتُ بهَا قَضيباً فَوْقَ دِعْصٍ ... عَلَيْهِ النَّخْلُ أَيْنَعَ والكُرومُ)
قَالُوا: والكُروم: القَلائد. النَّخْل: ع غربيَّ مسجدِ الأحزابِ، وَهُوَ نَخْلُ عبدِ الرحمنِ بن سَهْلِ بن) سَعدٍ، وَقيل: هُوَ على ثلاثةِ أميالٍ من الْمَدِينَة، وَقيل: مَنْهَلٌ دونَ الْمَدِينَة. نُخَيْلةُ، كجُهَيْنة: مولاةٌ لعائشةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهَا رَوَتْ عَنْهَا. النُّخَيْلة: الطبيعة. أَيْضا: النَّصيحة، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب كسَفينَةٍ فِي المَعنيَيْن، والجمعُ نَخائِلُ. نُخَيْلةُ ع، بِالْمَدِينَةِ. أَيْضا: ع، بالعراق قُربَ الكُوفةِ على سَمْتِ الشَّام، وَهُوَ مَقْتَلُ عليٍّ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ والخَوارِجُ. وَأَبُو نُخَيْلةَ العُكْليُّ كُنِيَ بذلك لأنّه وُلِدَ عِنْد جِذعِ نَخْلَةٍ، أَو لأنّه كَانَت لَهُ نُخَيْلةٌ يَتَعَهَّدُها، وسَمّاه بَخْدَجٌ الشاعرُ: النُّخَيْلات، فَقَالَ يهجوه: لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّي وشَلاًّ للِّئامِ مِشْقَذا أَو أَبُو نُخَيْلةَ السَّعْديُّ، وَيُقَال: الحِمّانيُّ، وَهُوَ اسمُه، وكُنيتُه أَبُو الجُنَيْد، بن حَزْنِ بن زائدةَ بن لَقيطِ بنِ هِدْمِ بن أَثْرِبيّ بن ظالمِ بنِ مُخاشِنِ بن حِمّانَ بن عَبْدِ العُزَّى بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناةَ بن تَميمٍ: راجزان. أَبُو نُخَيْلةَ البَجَليُّ وَقد تقدّم الاختلافُ فِيهِ فِي التَّرْكِيب الَّذِي قبله. أَبُو نُخَيْلةَ اللِّهْبِيُّ لَهُ حديثٌ رَوَاهُ ابنُ مَنْدَةَ من طريقِ المُسلمِ بنِ حُذَيْفةَ صحابِيّان. المُنَخَّلُ بن خَليلِ اليَشْكُريُّ، كمُعَظَّمٍ: شاعرٌ، وَمِنْه: لَا أفعلُه حَتَّى يَؤوبَ المُنَخَّل، مثَلٌ للتأبيدِ يُضربُ فِي الغائبِ الَّذِي لَا يُرجى إيابُه، كَمَا يُقَال: حَتَّى يَؤوبَ القارِظُ العَنْزِيُّ، واسمُه عامرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَيْم.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: المُنَخَّل: رجلٌ أُرسِلُ فِي حاجةٍ فَلم يرجِعْ فصارَ مثَلاً فِي كلِّ مَا لَا يُرجى.
والمُتَنَخِّل: لقَبُ مالكِ بن عُوَيْمِرِ بنِ عثمانَ سُوَيْد بن خُنَيْس بن خُناعة بن عادِيَةَ بنِ صَعْصَعةَ بن كَعْبِ بن طابِخَةَ بن لِحْيانَ بن هُذَيْلٍ الهُذَليُّ الشاعرُ الْمَشْهُور، كُنيتُه أَبُو أُثَيْلةَ. النُّخَيْل، كزُبَيْرٍ: ع، بِالشَّام. أَيْضا: عَينٌ قُربَ المدينةِ على ساكنِها السَّلَام، فَوْقَ نَخْلٍ على خمسةِ أميالٍ.
أَيْضا: مَوْضِعانِ آخَران. وَذُو النَّخيل، كــأَميرٍ: ع بَين المُغَمَّسِ وأَثْبِرةَ بالقُربِ من مكّةَ شرَّفَها الله تَعالى. وَنَخْلَةُ الشاميّةُ واليَمانِيّةُ: وادِيانِ على لَيْلَةٍ من مكّةَ شرّفَها الله تَعالى من بلادِ هُذَيْلٍ، ويُصبُّ فِي نَخْلَةَ اليَمانِيّةِ يَدَعَانُ، وَهُوَ وادٍ بِهِ مسجِدُ رسولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وَبِه عَسْكَرتْ هَوازِنُ يَوْمَ حُنَيْن، ويُصَبُّ فِيهِ أَيْضا سَبُوحَةُ على بُستانِ ابنِ عامرٍ، ومُجتَمَعُ الوادِيَيْن بَطْنُ مَرٍّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: فِي بلادِ العربِ وادِيانِ يُعرَفانِ بالنَّخْلَتَيْنِ، أَحدهمَا: باليَمامةِ ويأخذُ إِلَى قُرى الطائفِ، وَالْآخر: يَأْخُذ إِلَى ذاتِ عِرْقٍ. وَخَمْسَةُ مَواضِعَ أُخَر، مِنْهَا نَخْلَة: مَوْضِعٌ بَين مكّةَ والطائف، وَيُقَال لَهُ: بَطْنُ نَخْلَةَ، وإيّاه عَنى امرؤُ القَيس:)
(فَريقانِ مِنْهُم سالِكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ ... وآخَرُ مِنْهُم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ)
وَأَيْضًا: وادٍ باليَمامةِ. وَذُو النَّخْلَةِ: هُوَ المسيحُ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السلامُ، لأنّه وُلِدَ عِنْد جِذعِ نَخْلَةٍ. وبَنو نَخْلان: بَطنٌ من ذِي كُلاعٍ من حِميَرَ. وعِمْرانُ بن سعيدٍ النَّخْلِيُّ: تابِعيٌّ من أهلِ الكُوفةِ، ثِقةٌ، روى عَن سَفينَةَ، وَعنهُ شَريكٌ وَأَبُو نُعَيْم وابنُه حَمّادٌ، قَالَه الذهَبِيُّ، قَالَ الْحَافِظ: فرَّقَ ابنُ ماكُولا بَين عِمْرانَ بن سعيدٍ النَّخْليِّ، وَبَين عِمْرانَ النَّخْليِّ الَّذِي روى عَن سَفينَةَ، ونَقَلَ عَن يَحْيَى بن مَعينٍ أنّ الرَّاوِي عَن سَفينةَ هُوَ عِمْرانُ بن عَبْد الله بن كَيْسَانَ، قَالَ: وَهَذَا تحقيقٌ بالِغٌ، وحَمّادٌ هُوَ ولَدُ عِمْرانَ بن عَبْد الله، قَالَ: وَفِي قَوْلِ الذهَبيِّ إنّه روى عَنهُ شَريكٌ وَأَبُو نُعَيْم نظَرٌ، فإنّ أَبَا نُعَيْمٍ إنّما روى عَن حَمّادِ بن عِمْرانَ لَا عَن أَبِيه، انْتهى. قلتُ: وكأنّ الذهَبيَّ تابعٌ لِما فِي الثِّقاتِ لابنِ حِبّانَ، فإنّه قالَ فِيهِ: عِمْرانُ النَّخْلِيُّ: من أهلِ الكُوفةِ يرْوى عَن ابنِ عُمرَ، وَعنهُ شَريكٌ النَّخَعيُّ، وابنُه حَمّادُ بن عِمْرانَ، فتأمَّلْ. قَالَ الذهَبيُّ: وإبراهيمُ بن محمدٍ النَّخْلِيُّ: لَهُ تاريخٌ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ ناخِلُ الصدرِ: أَي ناصِحٌ.
ونَصيحةٌ ناخِلَةٌ: أَي مَنْخُولَةٌ خالِصةٌ، فاعِلَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ، كماءٍ دافِقٍ. وَفِي الحَدِيث: لَا يَقْبَلُ اللهُ إلاّ نَخائِلَ القُلوبِ أَي النِّيّاتِ الخالصةَ، يُقَال: نَخَلْتُ لَهُ النَّصيحةَ: إِذا أَخْلَصْتَها، وَهُوَ مَجاز.
وانْتَخلَ السَّحابُ الرَّذاذ، مثل نَخَلَ. وَأَبُو نَخْلَةَ: كُنيَةٌ، وأنشدَ ابنُ جِنِّي عَن أبي عليٍّ: أُطْلُبْ أَبَا نَخْلَةَ مَن يَأْبُوكا فقد سَأَلْنا عَنْكَ مَن يَعْزُوكا إِلَى أبٍ فكُلُّهم يَنْفِيكا وَبَذَلَ لَهُ نَخيلَةَ قَلْبِه. وَهُوَ نَخيلَتي من إخْوَانِي، ونَخيلَةَ نَفْسِي: أَي خِيرَتي، وَهُوَ مَجاز. ونُخالٌ، كغُرابٍ: شِعبٌ يَصُبُّ فِي الصفراءِ بَين الحرمَيْن. والنَّخَل: موضعٌ بالقُربِ من زَبيدَ، ومَنْهَلٌ معروفٌ بَين مِصرَ والعقَبَةِ. وَعَيْنُ نَخلٍ: مَوْضِعٌ آخَر، قَالَ: (مِنَ المُتَعَرِّضاتِ بعَيْنِ نَخْلٍ ... كأنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ)
والنَّخّال، كشَدّادٍ: مَن يَنْخُلُ الدَّقيق. وَأَبُو سعيدٍ جَعْفَرُ بن عَبْد الله بن محمدٍ السَّرْخَسِيُّ النُّخالِيُّ، بالضَّمّ، حدَّثَ عَن أبي العبّاسِ الدَّغُولي، مَاتَ فِي حُدُود سنة. وشيخُ مَشايِخنا أَبُو العبّاسِ أحمدُ بن مُحَمَّد النَّخْليُّ الشافعيُّ المَكِّيُّ. وكمُعَظَّمٍ، المُنَخَّل بن سُبَيْعِ بن زَيْدِ بنِ جَعْوَنَةَ العَنْبَريُّ، والمُنَخَّلُ بن مَسْعُودِ بن عامرِ بن رَبيعةَ بن عمروٍ اليَشْكُريُّ: شاعِران.)

فسخ

فسخ الفسخ زوال المفصل عن موضعه. وهو في البيع نقضه. والفسيخ والفاسخ الضعيف المنفسخ عند الشدة. والفسخ الرجل الذي لا يظفر بحاجته ولا يصلح لأمره ولا يقوم عليه، فسخت الشيء فرقته، وهو مثل الفسل. وأفسخت القرآن نسيته.
ف س خ: (الْفَسْخُ) النَّقْضُ وَبَابُهُ قَطَعَ يُقَالُ: (فَسَخَ) الْبَيْعَ وَالْعَزْمَ (فَانْفَسَخَ) أَيْ نَقَضَهُ فَانْتَقَضَ. وَ (تَفَسَّخَتِ) الْفَأْرَةُ فِي الْمَاءِ تَقَطَّعَتْ. 
(فسخ)
الرجل فسخا ضعف وَجَهل والرأي أفْسدهُ والأشياء فرقها وَالشَّيْء نقضه يُقَال فسخ البيع أَو العقد والمفصل أزاله عَن مَوْضِعه من غير كسر وَالثَّوْب عَن نَفسه طَرحه

(فسخ) الرَّأْي وَنَحْوه فسخا فسد فَهُوَ فسخ
ف س خ

فسخ المجبّر يده إذا فك مفصلها، وسقط فانفسخت يده. وتفسّخ الشّعر عن الجلد واللحم عن العظم. وتفسّخت الفأرة في البئر. وتفسّخ فلان تحت العبء الثقيل. ودخل يفسخ ثيابه، وافسخ ثيابك.

ومن المجاز: فسخ البيع، وفاسخه البيع، وتفاسخاه.
[فسخ] فسخ الشئ: نقضه. تقول: فَسَخْتُ البيع والعزمَ والنكاحَ، فانفسخ، أي انتقض. وتَفَسَّخَتِ الفأرة في الماء: تَقَطَّعَتْ وتَفَسَّخَ الرُبَعُ تحت الحمل الثقيل، وذلك إذا لم يُطِقه. وفَسَخْتُ يده أفْسَخُها فَسْخاً. وقد فسخت عنى ثوبي: طرحته. والفَسيخ: الرجل الذي لا يظفر بحاجته. قال الفراء: أفْسَخَ الرجل القرآن، أي نسيه .
[فسخ] نه: فيه: كان "فسخ" الحج رخصة لأصحابه صلى الله عليه وسلم، هو أن يكون نوى الحج أولًا ثم يبطله وينقضه ويجعله عمرة ويحل ثم يحرم لحجته، وهو التمتع أو قريب منه. ط: فسخه لمن لم يكن معه هدى جوزه أحمد وطائفة من الظاهرية، وخصه الثلاثة والجمهور بالصحابة لحديث: لكم خاصة. ش: وإن يونس "تفسخ" الربع، يقال: تفسخ الربع تحت الحمل الثقيل، أي لم تطقه- ومر في ر.

فسخ


فَسِخَ(n. ac. فَسَخ)
a. Was bad; was corrupt, vitiated, unsound; was
worthless.

فَسَّخَa. see I (a) (b), (c).
d. [ coll. ], Was spoilt, marred;
was cracked, split.
أَفْسَخَa. Forgot.

تَفَسَّخَa. Was separated, disjointed &c.; was sprained; was
cracked, split.

إِنْفَسَخَa. Pass. of I (a), (b), (
c ).
فَسْخa. Separation; dissolution.
b. Annulment, cancellation; abolition, repeal, revocation;
rescission.
c. Weak, feeble; incapable; unnerved, nervous.

فَسْخَةa. piece, fragment, portion.
b. see 1 (c)
فَسِخa. Corrupt.

فَاْسِخa. Separating &c.
b. Invalid, null, void.
c. Spoilt, marred; faded.
d. [art.], The Passover.
فَسِيْخa. see 1 (c)
ف س خ : فَسَخْتُ الْعُودَ فَسْخًا مِنْ بَابِ نَفَعَ أَزَلْته عَنْ مَوْضِعِهِ بِيَدِكَ فَانْفَسَخَ وَفَسَخْتُ الثَّوْبَ أَلْقَيْتُهُ وَفَسَخْتُ الْعَقْدَ فَسْخًا رَفَعْتُهُ وَتَفَاسَخَ الْقَوْمُ الْعَقْدَ تَوَافَقُوا عَلَى فَسْخِهِ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ فَسَخْتُ الْبَيْعَ وَالْأَمْرَ نَقَضْتُهُمَا وَفَسَخْتُ الشَّيْءَ فَرَقْتُهُ وَفَسَخْتُ الْمَفْصِلَ عَنْ مَوْضِعِهِ أَزَلْتُهُ.

وَفَسَخَ الرَّأْيُ فَسَدَ وَفَسَخْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. 

فسخ: فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ: نَقَضَه فانتَقَض.

وتفاسَخَت الأَقاويل: تَناقَضَت. والفَسْخُ: زوال المَفْصِل عن موضعه. وفسختُ

يدَه أَفسَخُها فسخاً، بغير أَلف، إِذا فككت مَفْصِله من غير كسر. وفسخَ

المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ: أَزاله عن موضعه.

ويقال: وقع فلان فانفسخت قدمه وفسخته أَنا وتفسخ عن العظم وتفسخ الجلد

عن العظم، ولا يقال إِلاَّ لشَعر الميتة وجلدها. وتفسخت الفأْرة في الماء:

تقطعت.

والفَسْخ: الضعيف الذي ينفسخ عند الشدة.

واللحم إِذا أَصَلَّ انفَسَخ، وانفَسَخَ اللحمُ وتفسخ: انخَضَدَ عن

وَهَنٍ أَو صُلُولٍ. وتفسخ الشعر عن الجلد: زال وتطاير، ولا يقال إِلاّ لشعر

الميتة.

وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فهو فَسِخٌ: فسد. وفَسَخَه فَسْخاً: أَفسده:

ويقال: فسخت البَيْعَ بين البيِّعَين والنكاحَ فانفسخ البيعُ والنكاحُ أَي

نقضته فانتقض؛ وفي الحديث: كان فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي، صلى

الله عليه وسلم، وهو أَن يكون نوى الحج أَوَّلاً ثم يبطله وينقضه ويجعله

عمرة ويحل ثم يعود يحرم بحجة، وهو التمتع أَو قريب منه. وفيه فَسْخ

وفَسْخة إِذا كان ضعيف العقل والبدن. والفَسْخ: الذي لا يظفر بحاجته. وفسَخَ

الشيءَ: فرَّقه. وأَفْسَخَ القرآنَ: نسيه.

وتفسَّخَ الرُّبَعُ تحت الحِمل الثقيل، وذلك إِذا لم يطقه. وفَسَخْتُ

عني ثوبي إِذا طرحته.

فسخ: فسخ: ألغى، نقض، لاشى. (بوشر).
فسخ اللون: أزال اللون وأذهبه. (بوشر).
فسخ الدم: حلل الدم. (بوشر).
فسخ: فصل مفاصل دجاجة وفرقها. ففي ألف ليلة) 1: 408): وسلقت له فروجا آخر واتت به له وفسخته. (1: 409، 2: 669، 3: 30 4: 558). وفي شكوري (ص195 و): فأمرت أن يذبح فروج وينظف ويشوى في السفود ويفسخ في وجهه بحرارته.
فسخ: أزال اللون، ونصل اللون، وزال لونه (بوشر).
فسخ (بالتشديد): فصل المفاصل. (أبو الوليد ص735 رقم 88).
افسخ (=فسخ): أبطل، ألغى الحساب، ونقض حكما. (فوك، الكالا) والفاعل: مفسخ.
افسخ: حرف، زور، لفق، قلد. (ألكالا).
افسخ اللون: أزال اللون. (بوشر).
افسخ الانطباع: أزال الأحكام والاعتدال (الكالا).
انفسخ. انفسخ لونه: نصل لونه (بوشر ألف ليلة 1: 223).
انفسخ اللون في: زال اللون عند الغسل (بوشر).
انفسخ: انظر المصدر انفساخ فيما يلي.
فسخ: عند الصباغين والصاغة: من لا يصلح للعمل، عامل رديء مخربش (محيط المحيط).
فسخ: للدلالة على الدرجات الأربعة في مذهب أصحاب التناسخ وضعوا إلى جانب نسخ ومسخ كلمتين جديدتين هما فسخ ورسخ. (الشهرستاني ص133، محيط المحيط).
فسخة: مفصل أنفصل عن موضعه (محيط المحيط).
فسخة: فنن، غصن شجرة (باين سميث 893، 1360).
فسوخ= حشيش عند البربر (برتون 1: 43) وهو يرتاب بصحتها.
فسوخ: خسوف القمر (هلو) وهي فيما يظهر قلب كلمة خسوف.
فسيخ: سمك صغير مملح. (لين عادات 1: 289، 2: 269، برتون 2: 116) وفيه: الفسيخ في مصر هو الذي يؤكل كما يؤكل الصبر والسردين والرنجة من السمك)، (محيط المحيط، ميهرن ص32).
فسيخ: رنجة (همبرت ص69).
فسيخ: رنجة مملحة ومدخنة (بوشر).
فسيخ مملح: رنجة حديثة التمليح لم تكدس في برميل (بوشر).
انفساخ: انفصام، تصدع، تشقق. (بوشر).
انفساخ الدم: تحلل الدم. (بوشر).
بانفساخ: كذبا، مينا، زورا، باطلا. (الكالا).
فسخ
: (الفَسْخ: الضَّعْفُ) فِي العَقْلِ والبَدَن كالفَسْخة. والفَسِيخ، كــأَمِيرٍ: الضعيفُ الّذي يَنفسِخ عِنْد الشِّدّة. (و) الفَسْخ (: الجَهْلُ) ، وَهُوَ يَرجِع إِلى ضَعْف العَقْلِ. (و) الفَسْخُ (: الطَّرْحُ) ، يُقَال فسَخْت عنِّي ثَوبي، إِذا طَرَحْتَه. (و) الفَسْخ: (إِفْسَادُ الرَّأْيِ) ، وَقد فَسِخَ رأْيُه، كفَرِحَ. فَسَخاً فَهُوَ فَسِخٌ: فَسَدَ وفَسَخَه فَسْخاً: أَفسَدَه. (و) الفَسْخ: (النَّقْضُ) فَسَخَ الشيْءَ يَفْسَخُه فَسْخاً فانفَسَخَ: نَقْضَه فانتَقَضَ. (و) الفَسْخُ (: التَّفْرِيقُ) ، وَقد فَسَخَ الشيْءَ، إِذَا فَرَّقَه. (و) الفَسْخ (الضَّعِيفُ العَقْلِ والبَدَنِ) كالفَسْخَةِ. والفَسْخُ: (مَنْ لاَ يَظْفَرُ بحاجَتِهِ وَلَا يَصلُحُ لأَمْرِهِ، كالفَسِيخِ) ، كــأَمير.
(و) من المَجاز: (انْفَسَخَ العَزْمُ والبَيْعُ والنِّكَاحُ: انتَقَضَ) ، وَقد فَسَخَه، إِذا نَقَضَه. وَفِي الحَدِيث (كَانَ فَسْخُ الحَجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ أَن يكون نَوَى الحَجَّ أَوّلاً ثمَّ يُبْطِله ويَنْقُضه ويجْعَله عُمْرَةً ويُحِلّ ثمّ يَعود يُحرِم بحَجَّةٍ، وَهُوَ التَّمتُّع أَو قريبٌ مِنْهُ.
(وفَسَخَ يَدَهُ، كمنَعَ) ، يَفسَخَا فَسْخاً: (أَزَالَ المَفْصِلَ عَن مَوْضِعِهِ) من غَير كسْرٍ. وفَسَخَه فانفَسخَ. وفَسَخَ المجبِّرُ يَدَه: فكّ مَفصِله. وَيُقَال: وَقَعَ فلانٌ فانفَسخَت قَدمُه وفَسخْتُه أَنا.
(و) فَسِخَ رأْسُه، (كفَرِحَ: فَسَدَ) وفَسَخَه: أَفسدَه. (وتَفَسَّخَ الشَّعْرُ عَن الجِلْدِ) واللَّحْمُ عَن العظْم: (زَالَ وتطاير، خَاص بالمَيتُ) أَي لَا يُقال إِلاّ لشَعرِ المَيْتَةِ وجلْدِهَا.
(وتفسَّخت الفَأْرَةُ فِي الماءِ تقطعتْ) .
(و) تَفَسَّخَ (الرّبَعُ) ، كصُرَدٍ، وَهُوَ الفَصِيل (تحْت الحِمْلِ) الثّقيل: (ضَعُفَ وعَجَزَ) ، وَذَلِكَ إِذا لم يُطِقْه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
انفسخَ اللَّحْمُ وتَفَسَّخ: انخضَدَ عَن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ. واللّحْمُ إِذا أَصَلّ انفَسَخ.
وأَفسَخَ القُرآنَ: نَسِيه.
ودخلَ يَفْسخ ثِيابَه.
وَمن الْمجَاز: فاسخَه البَيْعَ وتَفاسخَاه.
وتَفَاسخَت الأَقاويلُ: تَنَاقَضَتْ.

فسخ

1 فَسَخَ, (S, A, L, K,) aor. ـَ (S, L, K,) inf. n. فَسْخٌ; (S, L;) and ↓ فسّخ; (L; [but this has an intensive signification;]) He dislocated, luxated, or disjointed, (A, L, K,) one's arm, or hand, (S, A, L, K,) or a limb, without breaking: (L:) [and] فَسَخْتُ المَفْصِلَ عَنْ مَوْضِعِهِ I removed the joint from its place. (Msb.) b2: And the former v., aor. and inf. n. as above, He removed a stick, or twig, or branch, from its place with his hand. (Msb.) b3: And the same v., (S, Msb,) aor. as above, (A,) and so the inf. n., (K,) He cast, or cast off, (S, Msb, K,) a garment, (S, Msb,) or his garments. (A.) You say, فَسَخْتُ عَنِّى ثَوْبِى

I cast, or cast off, from me my garment. (S.) b4: And the same v., (L, Msb,) [aor. and] inf. n. as above, (K,) He separated, disunited, sundered, dissundered, or dispersed, (L, Msb, K,) a thing. (L, Msb.) b5: Also, the same verb, (S, A, L, Msb,) aor. as above, (L,) and so the inf. n., (L, Msb, K,) (tropical:) He undid, dissolved, or annulled, (S, A, L, Msb, K,) a sale, (S, A, L, Msb,) and a determination, resolution, or decision, (S,) and a marriage, (S, A, L,) and a contract, compact, or covenant, and an affair. (Msb.) b6: And the same v., (L, Msb,) [aor. and] inf. n. as above, (L, K,) (assumed tropical:) He (a man, Msb) corrupted, or disordered, the judgment, or opinion. (L, Msb, K.) A2: فَسِخَ, aor. ـَ (L, K,) inf. n. فَسَخٌ; (L;) or فَسَخَ, this v. being intrans. as well as trans.; (Msb;) (assumed tropical:) It (the judgment, or opinion,) was, or became, corrupt, or disordered. (L, Msb, K.) b2: [And, accord. to the TK, فَسِخَ, (but this I think to be a mistake for فَسَخَ,) inf. n. فَسْخٌ, signifies ضَعُفَ ((assumed tropical:) He was, or became, weak, app. in intellect and in body; see فَسْخٌ below); said of a man: and جَهِلَ (app. intrans., meaning (assumed tropical:) He was, or became, ignorant; but accord. to the TK trans., meaning he knew not a thing).] b3: In the conventional language of the philosophers, الفَسْخُ [as an inf. n.] signifies (assumed tropical:) The transmigration of the rational soul of a human being from his body to [some one of] the inanimate, not increasing, bodies, such as the minerals, or metals, and the simple elements: (Dict. of Technical Terms used in the Sciences of the Musalmans:) or, to a plant: the former meaning being that of الرَّسْخُ. (So in a marginal note in a copy of the TK.) 2 فَسَّخَ see the preceding paragraph, first sentence.3 فاسخهُ البَيْعَ (tropical:) [He agreed with him in undoing, dissolving, or annulling, the sale]. (A. [See 6.]) 4 افسخ القُرْآنَ (assumed tropical:) He forgot the Kurn. (Fr, S.) 5 تَفَسَّخَ see 7, in two places. b2: تفسّخ الشَّعَرُ عَنِ الجِلْدِ The hair fell off and became scattered from the skin, peculiarly of a dead body: (L, K:) and in like manner, اللَّحْمُ عَنِ العَظْمِ the flesh from the bone. (A, L.) And تَفَسَّخَتِ الفَأَرَةُ فِى المَآءِ The rat, or mouse, became dissundered, [or fell in pieces, through putrefaction,] in the water. (S.) b3: تفسّخ تَحْتَ الحِمْلِ الثَّقِيلِ, said of a [young camel such as is termed] رُبَع, (S, K, *) He was, or became, weak beneath the heavy load, (K,) and unable to bear it: (S, K:) and [in like manner] one says of a man, تفسّخ تَحْتَ العِبْءِ الثَّقِيلِ. (A.) 6 تفاسخوا العَقْدَ (assumed tropical:) They agreed together in undoing, dissolving, or annulling, the contract, compact, or covenant. (Msb.) And تفاسخا البَيْعَ (tropical:) [They two agreed in dissolving, or annulling, the sale]. (A.) b2: And تفاسخت الأَقَاوِيلُ (tropical:) The sayings annulled, or contradicted, one another. (TA.) 7 انفسخ It (a limb, L, such as an arm, or a hand, A, L) became dislocated, luxated, or disjointed; (A, L;) as also ↓ تفسّخ. (L.) One says, وَقَعَ فُلَانٌ فَانْفَسَخَتْ قَدَمُهُ Such a one fell, and his foot became dislocated. (L. [And the like is said in the A.]) b2: It (a stick, or twig, or branch,) became removed from its place by the hand. (Msb.) b3: It (flesh) became dissundered by putrefaction; as also ↓ تفسّخ. (L.) b4: And, said of a sale, (S, A, K,) and a determination, resolution, or decision, (S, K,) and a marriage, (S, A, K,) [and a contract, compact, or covenant, (see 1,)] and an affair, (L,) (tropical:) It became undone, dissolved, or annulled. (S, A, L, K.) b5: Also said of a weak man, [app. as meaning (assumed tropical:) He became unnerved,] on an occasion of difficulty. (L: see فَسِيخٌ.) فَسْخٌ [mentioned above as the inf. n. of 1 in most of its senses] (assumed tropical:) Weakness (L, K) in intellect and in body; as also ↓ فَسْخَةٌ. (L.) b2: and (assumed tropical:) Ignorance: (K:) which is referrible to weakness of intellect. (TA.) A2: And (assumed tropical:) Weak in intellect and in body; as also ↓ فَسْخَةٌ. (K.) b2: See also فَسِيخٌ.

فَسِخٌ (assumed tropical:) A corrupt, or disordered, judgment, or opinion. (L.) فَسْخَةٌ: see فَسْخٌ, in two places.

فَسِيخٌ [applied to flesh-meat, Parting in pieces, and easily resolvable, by reason of much cooking. (Golius, from Meyd.) b2: And] (assumed tropical:) A weak man, who becomes unnerved (↓ يَنْفَسِخُ) on an accasion of difficulty: (L:) a man who does not attain that which he wants, (S, L, K,) and is not fit for his affair, or business; as also ↓ فَسْخٌ [q. v.]. (K.) ثَوْبٌ فَاسِخٌ [(assumed tropical:) A faded garment: so in the language of the present day: perhaps post-classical]. (A in art. رمد.) A2: [الفَاسِخُ is a name given by the Jews to their festival of The Passover: see De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., i. 291, and p. 97 of the Ar. text: and see also الفِصْحُ.]
فسخ
فسَخَ يَفسَخ، فَسْخًا، فهو فاسِخ، والمفعول مَفْسوخ
• فسَخ العقدَ وغيره: نقضَه، أبطله، ألغاه "فسَخ البيعَ/ الخِطبَةَ".
• فسَخ الطبيبُ المَفْصِلَ: أزاله عن موضعه من غير كسر. 

انفسخَ ينفسخ، انفساخًا، فهو مُنفسِخ
• انفسخ العَقْدُ: مُطاوع فسَخَ: انتقض وبطل وزال وانحلّ "انفسخ الاتفاقُ/ الزواجُ/ البيعُ- عقد لا ينفسخ". 

تفاسخَ يتفاسخ، تفاسُخًا، فهو مُتفاسِخ، والمفعول مُتفاسَخ (للمتعدِّي)
• تفاسخت الأنباءُ: تناقضت "تفاسخت أخبارُ الطَّرفين المتحاربين".
• تفاسخ الرَّجلان البيعَ وغيرَه: اتَّفقا على إبطاله وإلغائه "تفاسخا العقدَ/ الاتفاق". 

تفسَّخَ يتفسَّخ، تفسُّخًا، فهو مُتفسِّخ
• تفسَّخ العَقْدُ: انفسخ؛ انتقض، بطل "تفسَّخ الاتفاق".
• تفسَّخ الثَّوبُ: انحلَّ، تقطَّع وتشقّق ° تفسَّخ الشَّعرُ عن الجلد: زال وتطاير- تفسَّخت الجثَّة: انحلّت وتغيَّرت معالمها. 

فسَّخَ يفسِّخ، تفسيخًا، فهو مُفسِّخ، والمفعول مُفسَّخ
• فسَّخ العقدَ: بالغ في إنهائه وإبطاله وإلغائه "فسَّخ الزَّواج/ الاتفاق". 

تفسُّخ [مفرد]: مصدر تفسَّخَ.
• تفسُّخ صخريّ: (جو) تصدُّع في وسط طبقة رسوبيّة.
• تفسُّخ الحزب: (سة) انشقاقه، انقسامه داخليًّا.
• تفسُّخ مجتمع: فساده، انحلاله. 

فَسْخ [مفرد]:
1 - مصدر فسَخَ.
2 - إنهاء الرابطة التعاقديّة بقرار إداريّ أو بحكم قضائيّ نتيجة خطأ جسيم يرتكبه أحد الطرفين. 

فَسيخ [مفرد]: نوع من السمك المملَّح يُترك حتَّى يتحلَّل بتأثير الجراثيم "يحرص المصريون على تناول الفسيخ في شم النسيم" ° يحاول أن يعمل من الفسيخ شربات. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.