Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أمل

قطف

قطف: {قطوفها}: ثمرها، واحدها: قطف.
ق ط ف
هو زمن القطاف. وجنة دانية القطوف.

ومن المجاز: قطف رأسه. قال أبو النجم:

نشقّ عنه بالعراقي والدّلا ... فطائف الأجن الذي تجلّلا
(ق ط ف) : (قَطْفُ) الْعِنَب قَطْعُهُ عَنْ الْكَرْمِ قَطْفًا وَقِطَافًا أَيْضًا وَقَدْ يُجْعَلُ اسْمًا لِلْوَقْتِ أَيْضًا (وَمِنْهُ) بَاعَهُ إلَى الْقِطَافِ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ (وَالْقَطِيفَةُ) دِثَارٌ مُخَمَّلٌ وَالْجَمْعُ قَطَائِفُ وَقُطُفٌ.
قطف
يقال: قَطَفْتُ الثّمرة قَطْفاً، والْقِطَفُ:
الْمَقْطُوفُ منه، وجمعه قُطُوفٌ. قال تعالى:
قُطُوفُها دانِيَةٌ [الحاقة/ 23] وقَطَفَتِ الدّابّةُ قَطْفاً فهي قَطُوفٌ، واستعمال ذلك فيه استعارة، وتشبيه بِقَاطِفِ شيء كما يوصف بالنّقض على ما تقدّم ذكره، وأَقْطَفَ الكَرْم: دنا قِطَافُهُ، والْقِطَافَةُ:
ما يسقط منه كالنّفاية.
(قطف) - في الحديث: "تُدِيفُون" ويُروَى: "تَدْفِنُون, وتَقْذِفُون فيه من القَطِيف"
القَطِيفُ: المقطوفُ مِن التَّمر
وقيل: سُرَّة القَطِيف من بلاد عَبدِ القَيْس مَوضِع نَخْلِهم، فلَعلَّه أراد به التَّمر الذي يأخذُونه مِن هذَا الموضع.
- في الحديث: "تَعِس عَبْدُ القَطِيفة"
يعني الذي يَعْمل لها، ويَهْتَمُّ بتَحصِيلِ الدُّنيا وزِينَتِها، وهي كِسَاء أبيضُ كَبِيرٌ. 
ق ط ف: (قَطَفَ) الْعِنَبَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (الْقِطْفُ) بِالْكَسْرِ الْعُنْقُودُ وَبِجَمْعِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23] . وَ (الْقِطَافُ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِهَا وَقْتُ الْقَطْفِ. وَ (أَقْطَفَ) الْكَرْمُ دَنَا قِطَافُهُ. وَ (الْقَطِيفَةُ) دِثَارٌ مُخْمَلٌ وَالْجَمْعُ (قَطَائِفُ) وَ (قُطُفٌ) أَيْضًا مِثْلُ صَحِيفَةٍ وَصُحُفٍ كَأَنَّهُمَا جَمْعُ قَطِيفٍ وَصَحِيفٍ. وَمِنْهُ (الْقَطَائِفُ) الَّتِي تُؤْكَلُ. 
ق ط ف : قَطَفْتُ الْعِنَبَ وَنَحْوَهُ قَطْفًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَطَعْتُهُ وَهَذَا زَمَنُ الْقَطَافِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَأَقْطَفَ الْكَرْمُ دَنَا قِطَافُهُ وَقَطَفَ الدَّابَّةُ يَقْطُفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ قَطُوفُ مِثْلُ رَسُولٍ قَالَهُ فِي الْبَارِعِ وَالْمَصْدَرُ الْقِطَافُ مِثْلُ كِتَابٍ وَجَمْعُ الْقَطُوفِ قُطُفٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْقَطُوفُ مِنْ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا الْبَطِيءُ.
وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: قَطَفَ الدَّابَّةُ أَعْجَلَ سَيْرَهُ مَعَ تَقَارُبِ الْخَطْوِ وَالْقَطِيفَةُ دِثَارٌ لَهُ خَمْلٌ وَالْجَمْعُ قَطَائِفُ وَقُطُفٌ بِضَمَّتَيْنِ. 
قطف
القِطْفُ: اسْمٌ للثِّمارِ المَقْطُوفةِ، والجميع القُطُوف، ومنه قولُه عَزَّ وجل: " قُطُوفُها دانِيَةٌ ".
والقَطْف: القَطْعُ. والقِطَافُ: اسْمً وَقْتِ القَطْف. وأقْطَفَ الكَرْمُ: أتى قِطافُه. وما أحْسَنَ قُطُوفَهم: أي أعنابَهم. والقَطِيْفَةُ: دِثَار، وجَمْعُه قُطُوف.
والقَطْفُ: نَبْتٌ رَخْصٌ عِرَاضُ الوَرَقِ يُطْبَخُ، الواحدة قَطْفَةٌ.
والقِطَافُ: مَصْدَرُ القَطُوفِ من الدَّوَابِّ والِإبل وهو البَطِيْءُ المُقارِبُ الخَطْوِ. وأقْطَفَ الرَّجُلُ: صارَ صاحِبَ دابَّةٍ قَطُوفٍ. وقَطَفَتِ الدابَّةُ تَقْطُفُ قِطَافاً وقُطُوفاً.
ويقولون: " أقْطَفُ من ذرَةٍ ". و: " لألْحِقَنَّ قَطُوْفِها بالمِعْنَاقِ ".
والقَطْفُ: الخَدْشُ، من قوله: خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرِّةً لم تُقَطَّفِ

قطف


قَطَفَ(n. ac.
قَطْف)
a. Plucked, gathered, picked ( fruit, grapes).
b. Snatched away, carried off.
c. Scratched, lacerated.
d.(n. ac. قِطَاْف
قُطُوْف), Took short steps (horse).
قَطَّفَa. see I (a) (b), (c).
d. [ coll. ], Sifted, bolted.

أَقْطَفَa. Had ripe grapes.

إِقْتَطَفَa. see I (a) (b).
قَطْفa. Fruit-picking, fruit-harvest; vintage.
b. Apocope, abscission of a final syllable.

قِطْف
(pl.
قُطُوْف)
a. Bunch, cluster of grapes.
b. Plucked fruit.

قِطْفَةa. A kind of thistle.

قَطَف
( pl.
قُطُوْف)
a. Scar; trace, mark.
b. A kind of vegetable.

مَقْطَفa. Basket.

مِقْطَف
(pl.
مَقَاْطِفُ)
a. [ coll. ], Sieve; bolter.

قَطَاْف
قِطَاْف
23a. Vintage; fruit-harvest.
b. Slow pace (horse).
قِطَاْفَةa. Fallen grapes.

قَطِيْفَة
(pl.
قُطُف
قَطَاْئِفُ
46)
a. Plush.

قَطُوْف
(pl.
قُطُف)
a. Short-stepping.

قَطَّاْفa. Vintager; fruit-gatherer.

قَطَاْئِفُa. A kind of pastry.
b. Red dates.

مُقَطَّفَة
a. Short.

قطف



قِطْفٌ A bunch of grapes, &c.: pl. قُطُوفٌ: see an ex. voce ذَلَّلَ. b2: قِطْفٌ i. q.

مَقْطُوفٌ. (TA in art. بسط.) See بَسِيطٌ.

قَطَفٌ

: see بَقْلٌ.

قَطَافٌ and ↓ قِطَافٌ The time of gathering the crop of grapes: (S, Mgh, K:) or the latter has this meaning; and the former is allowable accord. to Ks: (T, TA:) and the latter is also an inf. n., (Mgh,) or may be so, (Ks, T, TA,) meaning the gathering of the crop of grapes: (Mgh:) [or both have this meaning; for] you say, هٰذَا زَمَانُ القَطَافِ and القِطَافِ. (Msb.) See جَدَادٌ.

قَطِيفٌ a coll. gen. n. syn. with قَطَائِفُ, mentioned in the TA voce أُبْلُوجٌ, which see. b2: قَطِيفَةٌ A villous, or nappy, دِثَار [or outer wrapping garment]. (S, Msb, K.) See also راَحُولَاتٌ.

قَطَائِفُ

: see my 1001 Nights, note 23 to chap. viii. See also زَلاَبِيَه. In the TA, art. كنف, it is applied to كُنَافَة.

مِقْطَفٌ (vulg.

مَقْطَفٌ) [pl. مَقَاطِف] A handbasket, made of palm-leaves: so called because originally used in gathering fruit. (See also قُفَّة and زَنْبِيل.)
[قطف] قَطَفْتُ العنبَ قَطْفاً. والقِطْفُ بالكسر: العنقود، وبجمعه جاء القرآن: {قُطوفُها دانِيَةٌ} . والقِطافُ والقَطافُ: وقتُ القَطْفِ. والقُطافَةُ بالضم: ما يسقط من العنب إذا قُطِفَ، كالجُرامة من التمر. وأقْطَفَ الكَرمُ، أي دنا قِطافُهُ، وأقْطَفَ القومُ، أي حان قِطافُ كرومهم. والقَطوفُ من الدواب: البطئ. وقال أبو زيد: هو الضيِّقُ المشي. وقد قَطَفَتِ الدابة قطفا، والاسم القطاف. ومنه قول زهير: بآزرة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ولا خلاءوأقطف الرجل إذا كان دابته قطوفا. قال ذو الرمّة يصف جُنْدُباً : كأنَّ رِجليهِ رِجلاَ مُقَطَفٍ عَجِلٍ إذا تَجاوبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنيمُ والقَطيفَةُ: دثارٌ مُخْمَلٌ، والجمع قَطائفُ وقطف أيضا، مثل صحيفة وصحف، كأنهما جمع قطيف وصحيف. ومنه القطائف التى تؤكل. والقطوف: الخدوش، حكاه أبو يوسف عن أبى عمرو الواحد قطف. وقد قَطَفَهُ يَقْطِفُهُ، أي خَدَشه. وأنشد لحاتم: سِلاحُكَ مَرقِيٌّ فلا أنت ضائرٌ عَدَواً ولكن وَجْهَ مَولاكَ تَقْطِفُ والقَطْفُ: نباتٌ رَخْصٌ عريض الورق، الواحدةُ قَطْفَةٌ، يقال له بالفارسية " سرنك ". والقطيف: اسم موضع.
[قطف] نه: فيه: كان جملي فيه «قطاف»، هو تقارب الخطو في سرعة، من القطف وهو القطع. ك: القطاف - بالكسر: البطوء، قوله: كان يقطف - بكسر طاء وضمها، أي بطيء السير مع تقارب الخطو، والقطوف بطيء المشي. صحاح القطوف من الدواب: البطيء الضيق المشي. نه: ومنه: ركب على فرس لأبي طلحة «يقطف». ومنه ح: «أقطف» القوم دابة أميرهم، أي إنهم يسيرون بسير داباه فيتبعونه كما يتبع الأمير. وفيه: يجتمع النفر على «القطف» فيشبعهم، هو بالكسر: العنقود، وهو اسم لكل ما يقطف كالذبح، ويجمع على قطاف وقطوف، وأكثرهم يروونه بالفتح وإنما هو بالكسر. ومنه ح الحجاج: أرى رؤوسًا قد أينعت وحان «قطافها»؛ الأزهري: هو اسم وقت القطف. وفيه: يقذفون فيه من «القطيف»، وروى: يديفون، أي المقطوف من الثمر. ك: «بقطاف» من «قطافها» - بكسر قافهما، أي بعنقود من عناقيدها. ومنه: إن أخذ «قطفًا» - بكسر قاف، ما يجتنى بقطف أي يجتنى، والمراد العنقود. نه: تعس عبد «القطيفة»، هي كساء له خمل، أي الذي يعمل لها ويهتم بتحصيلها. ج: والقطائف جمعه. ط: ومنه: جعل في قبره صلى الله عليه وسلم «قطيفة» حمراء ألقاها مولى من مواليه في قبره وقال: كرهت أن يلبسه أحد بعده. ن: وكان صلى الله عليه وسلم يفترشها، واسم ذلك المولى شقران. ومنه: تحته «قطيفة» فدكية، أي منسوبة إلى فدك.
باب القاف والطاء والفاء معهما ق ط ف، ط ف ق، ق ف ط مستعملات

قطف: القِطفُ: اسم الثمار المَقْطُوفةِ، والجميع القُطوفُ. وقول الله- عز وجل-: قُطُوفُها دانِيَةٌ

، أي ثمارها قريبة يتناولها القاعد والقائم. والقَطْفُ: قطفك العنب وغيره. (وكل شيء تقطِفُه عن شيء فقد قَطفتَه) حتى الجراد تقطف رءوسها. وأقْطَفَ الكرم: أنى قِطافُه، والقِطافُ اسم وقت القَطْفِ. وقال الحجاج: إني أرى رءوساً قد أينعت وحان قِطافها. والقَطيفةُ دثار. والقَطَفُ: نبات رخص عراض الورق، يطبخ، الواحدة قَطَفَةٌ. والِقِطافُ مصدر القَطُوف من الدواب والإبل، وهي البطيء المتقارب لخطو، وقطفت تقطف قطافا وقُطُوفاً. وأقْطَفَ الرجلُ: صار صاحب دابة قَطوفٍ، قال ذو الرمة:

كأن رجليه رجلاً مُقطِفٍ عجل

طفق: طَفِقَ، وطَفَقَ لغة رديئة، أي جعل يفعل، وهو مثل ظل وبات وما جمعهما

قفط: واقفاطَّتِ العنز للتيس اقفيطاطاً إذا حرصت على الفحل فمدت مؤخرها إليه حرصاً على السفاد، والتيس يقتفِطُ إليها ويقتفِطُها إذا ضم مؤخره إليها، تقافطا: تعاوناً على ذلك. ورقية للعقرب إذا لسعت: شجة قرنية، ملحة بحري قفطي. تقرأ سبع مرات. وقل هو الله أحد سبع مرات.

وسئل النبي- عليه السلام- عن هذه الرقية بعينها فلم ينه عنها، وقال: الرقى عزائم أخذت على الهوام.
الْقَاف والطاء وَالْفَاء

قطف الشَّيْء يقطفه قطفاً، وقطفانا، وقطافا، وقطافا عَن اللحياني: قطعه.

والقطف: من الثَّمر، وَهُوَ أَيْضا: العنقود سَاعَة يقطف. وَالْجمع: قطوف. وَفِي التَّنْزِيل: (قطوفها دانية) .

والقطاف، والقطاف: أَوَان قطف الثَّمر.

وأقطف الْعِنَب: حَان أَن يقطف.

وأقطف الْقَوْم: آن قطاف كرومهم.

والمقطف: المنجل الَّذِي يقطف بِهِ.

والمقطف: أصل العنقود.

وقطافة الشّجر: مَا قطف مِنْهُ.

والقطف فِي الوافر: حذف حرفين من آخر الْجُزْء، وتسكين مَا قبلهمَا، كحذفك " تن " من " مفاعلتن " فَيبقى " مفاعل "، ثمَّ تسكن اللَّام فَيبقى " مفاعل " فينقل فِي التقطيع إِلَى " فعولن "، وَلَا يكون إِلَّا فِي عرُوض أَو ضرب، وَلَيْسَ هَذَا بحادث للزحاف، إِنَّمَا هُوَ الْمُسْتَعْمل فِي عرُوض الوافر وضربه.وَإِنَّمَا سمي مقطوفا، لِأَنَّك قطفت الحرفين ومعهما حَرَكَة قبلهمَا، فَصَارَ نَحْو الثَّمَرَة الَّتِي تقطفها فيعلق بهَا شَيْء من الشَّجَرَة.

والقطيفة: كسَاء لَهُ خمل.

وقطفت الدَّابَّة تقطف، وتقطف قطافا، وقطوفا، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، وَهِي قطوف: أساءت السّير وأبطأت. وَالْجمع: قطف.

وَفرس قطوف: يقطف فِي عدوه.

وَقد يسْتَعْمل فِي الْإِنْسَان، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

امسى غلامي كسلاً قطوفا ... موصبا تحسبه مجوفا

واقطف الْقَوْم: إِذا كَانَت دوابهم قطفا.

والقطف: ضرب من مش الْخَيل.

وَفرس قطوف.

والقطف: الخدش، وَجمعه: قطوف.

قطفه يقطفه قطفاً، وقطفه: خدشه، قَالَ حَاتِم:

سِلَاحك مرقى فَمَا أَنْت ضائر ... عدواًّ وَلَكِن وَجه مَوْلَاك تقطف

وقطف المَاء فِي الْخمر: قطره، قَالَ جران الْعود:

ونلنا سُقاطاً من حَدِيث كَأَنَّهُ ... جني النَّحْل فِي أبكار عود تقطف

والقطفة، بِكَسْر الْقَاف وَإِسْكَان الطَّاء: من السطاح: وَهِي بقلة ربعية تسلنطح وتطول، وَلها شوك كالحسك، وجوفه احمر، وورقه اغبر.

والقطف: بقلة، واحدتها: قطفة.

والقطف: ضرب من العضاه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القطف: من شجر الْجَبَل، وَهُوَ مثل شجر الإجاص فِي الْقدر، ورقته خضاء معرضة، حَمْرَاء الاطراف خشناء، وخشبه صلب متين. وقطيف، والقطيف جَمِيعًا: قَرْيَة بِالْبَحْرَيْنِ.
قطف
قطَفَ يقطُف ويَقطِف، قَطْفًا وقِطافًا وقُطوفًا، فهو قاطِف، والمفعول مَقْطوف
• قطَف الزَّهْرَةَ: قطعها "قطَف وردة".
• قطَف الثَّمَرَ: جناه وجمعه "قطَف عنقودًا من العِنَب". 

اقتطفَ يقتطِف، اقْتِطافًا، فهو مُقْتَطِف، والمفعول

مُقْتَطَف
• اقتطفَ الفاكِهَةَ: قطَفها، جناها وجمعها "اقْتَطف العِنَبَ".
• اقتطفَ بيتين من القصيدة: اختارهما، اقتبسهما "اقْتَطف فِقْرة من مؤلّف" ° اقْتَطف القَوْلَ: أخذ خلاصتَه وفهِمه. 

قطَّفَ يقطِّف، تقطيفًا، فهو مُقَطِّف، والمفعول مُقطَّف
• قطَّفَ الثَّمَرَ: قطَفه، جناه وجمعه. 

قطائفُ [جمع]: مف قطيفة: رقائق من العجين، مُقوَّسة كالأهلَّة الصغيرة تُحشى بالزبيب والمكسّرات وتُقلى في السَّمْن وتُحَلَّى بالسُّكَّر ويكثر صنعُها في شهر رمضان. 

قِطاف [مفرد]:
1 - مصدر قطَفَ.
2 - أوان قطف الثمر "أَمضى القِطافَ في الرِّيف- حان القِطافُ".
3 - أوّل قطف الثَّمر. 

قَطْف [مفرد]: مصدر قطَفَ. 

قَطَف [جمع]: مف قَطَفَة: (نت) جنس من النبات من الفصيلة الرَّمراميّة تُعْلَفُهُ الماشية ينمو في الأرض الملحة، وتُطبَخ أوراقُ بعض أنواعه. 

قِطْف [مفرد]: ج قِطاف وقُطُوف:
1 - ما قُطِفَ من الثَّمر، اسم للثِّمار المقطوفة " {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ".
2 - العنقود ساعة يُقطف "يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى القِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ [حديث] ". 

قَطْفة [مفرد]: ج قَطَفات وقَطْفات:
1 - اسم مرَّة من قطَفَ.
2 - كميّة محصول مقطوف باليد "قَطْفة عَسَل". 

قُطوف [مفرد]: مصدر قطَفَ ° داني القُطوف: سهل المنال، في متناول اليد. 

قَطيفة [مفرد]: ج قطيفات وقطائفُ وقُطُف:
1 - نسيجٌ من الحرير أو القطن ذو أهداب تُتَّخَذ منه ثياب وفُرُش "اشترى قطعةَ قماش قَطيفة".
2 - فطيرة من عجين تُحشى بالزَّبيب والمُكسّرات وتُقلى بالسَّمْن وتُحَلَّى بالسُّكّر.
3 - (نت) نبات يزرع للزينة، كثير من أنواعه يتميَّز بما لسُوقه وأوراقه وأزهاره من لون أرجوانيّ. 

قَطيفيّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، أهم نباتاتها القطيفة، وعُرْف الديك والمُخلَّدة. 

مَقْطَف [مفرد]: ج مَقْاطِفُ: وعاء صغير مَجْدول من خوص النَّخْل ونحوه يستعمل لقطف الثمر، ثم ابتُذِل فصار وعاءً للتراب أو السِّماد أو الحَبّ أو غير ذلك من حاجات الزُّرَّاع والصُّنّاع. 

مِقْطَف [مفرد]: ج مَقَاطِفُ: اسم آلة من قطَفَ: مِنْجَل يُقطف به الثَمَرُ. 
قطف: قطف: بمعنى جنى (الثمر) مصدره قطوف أيضا. (فوك، ألف ليلة 3: 641).
قطف: قطع، بتر. يقال مثلا: قطف الذنب، ففي كليلة ودمنة (ص180): مقطوف الذنب. كما يقال: قطف الرؤوس (أخبار ص103) وفي ابن القوطية (ص46 و): ممن قطف رأسه من الحشد.
قطف الشمعة: قص رأس الشمعة، أزال ما احترق من رأس الشمعة. (بوشر)، وفي ألف ليلة (3: 278): تقدم إلى الشمع الموقودة وقطف زهرته.
قطف (بالتشديد)، قطف الدقيق: لم يبالغ في نخله لئلا تخالط النخالة ما نخل منه (محيط المحيط).
مقطف، دقيق مقطف: منخول. (ميهرن ص36).
قطف اللحم: قطف الجزار اللحم أي نزع العظام منه. (محيط المحيط).
تقطف: تمايل، استدار يمنة ويسرة، مال من جهة إلى أخرى. (رسالة إلى السيد فليشر ص7، 8).
انقطف: قطف، جني. (فوك).
قطف، والجمع قطاف. ففي طرائف دي ساسي (1: 157): والخمر إنما حرم بعد حل قطافه. أي وإنما حرم الخمر ولو أن العنب حلال.
قطف: يسمى اليوم بقل الروم (انظر بقل الروم). (معجم المنصوري)، وهو نبات اسمه العلمي: atriplex hortensis وكذلك: atriplex halimus. كولومب ص27، غدامس ص288، ص329).
قطف سرمة: بقل الروم، سرمق. (بوشر). قطف بحري، (ابن البيطار 2: 308). Atriplex mariina عند دود نيس (1047).
قطف: بجلة 0شجيرة) قشرها أبيض فوق لحاء أخضر فاتح، ورقها قريب الشبه من ورق البقس (الشمشاد) غير إنه أكثر طراوة وأشد مرارة. (مجلة الشرق والجزائر 7: 286).
قطف: يجلة (شجيرة) تستعمل لوقود النار. (دوماس عادات ص305).
قطاف، واحدته قطافة= قطف: سرمق، بقل الروم. (فوك، الكالا).
قطوف: ثمر البطم. (بارت 1: 32). قطوف: حزمة حطب، ربطة عيدان. (بوشر).
قطيف: طنفسة طويلة الوبر تصنع في مدينة قسطنطينة، (مارتن ص77)، (شيرب). وعند موكيه (ص180): القطيفة أو الطنفسة بساط يتخذ خوانا للطعام وفراشا للنوم.
قطافة الشمعة: ما احترق من راس فتيلة الشمعة. (بوشر).
قطيفة: كساء ذو أهداب طويلة كان يستعمل قديما رداء وفراشا. ففي سيرة ابن هشام (ص1020): قطيفة قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويفترشها. ثم أتخذت بعد ذلك غطاء ودثارا انظر (الملابس ص232، هوست ص266، وفيه تزن عادة ثلاثمائة ليبرة (الليبرة= 500 غرام) وعند بارت (5: 711): دثار الرجل (ابقدم). ومن هذا قيل: ولا يرقد في قطيفة، وقد ترجمها دوماس (عادات ص266) إلى الفرنسية بما معناه: لا ينام على الفراش.
قطيفة: غطاء الإبل أيضا. (البلاذري ص267).
قطيفة: طنفسة، بساط تركي (الملابس، هوست ص267).
قطيفة: نسيج من الحرير أو القطن صفيق أوبر تتخذ منه ثياب وفرشن قديفة. (الملابس، بوشر، همبرت ص20).
قطيفة: هو النبات المسمى باليونانية غيافليون (ابن البيطار 2ك 308).
قطيفة: سالف العروس. (بوشر).
قطيفة: شبيه يالمخمل. ففي فانسليب (ص100): القطيفة أو الشبيه بالمخمل. نوعان: بسيط غير مزخرف، وما يسميه العرب بالقطيف القدسي نسبة إلى بيت المقدس.
قطائف. في معجم المنصوري: قطائف هو صنف من الطعام يسمى بالمغرب المشهدة وبأفريقية المطنفسة وقد يخلط بعجينها أهل المشرق سكرا ولوزا وغير ذلك يتفننون فيها.
وفي برجرن (ص268): (عجينة من لباب الدقيق وزهرته عجنت عجنا جيدا وخفقت خفقا جيدا أيضا ثم تصب بالملعقة في أقماع وضعت فوق طابق أو مقلاة مليئة بالدهن الذائب أو دهن السمسم، ثم تصف بمشوط من حديد على صينية معدنية ويصب العسل أو عصير العنب المغلي المكثف. وقد تعمل أحيانا فطيرة ذات طبقات عديدة تحشى بالبندق وتحلى بالعسل). (المسعودي 8: 238 - 240، 406، لين ترجمة ألف ليلة 1: 435 رقم 99، 610 رقم 23) ويقول لين أنهم قلما يستعملون المفرد قطيفة، وانهم يقولون للواحدة من هذه الحلوى فرد قطائف.
وتعتبر كلمة قطائف عند المسعودي (ص406) اسم جمع استعملت للدلالة علة الفرد.
ويقول شارح مقامات الحريري (ص180) أنهم أطلقوا عليها هذا الاسم لأنها تلف لو لما عليها من نحو خمل القطائف الملبوسة.
قطاف: قاطف العنب. (جوليوس) وكذلك عند (بوشر، وهلو).
مقطف (أساء فريتاج تفسيره) والجمع مقاطف). سلة القطاف، قفة لجني الثمار، وهذا هو المعنى الأصلي (بوشر)؟ ثم استعملت للدلالة على السلة وعلى غمد المسن الحجري. (بوشر) وزنبيل وسفط (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 8: 145) وانظر: معجم فليشر (ص38).
وفي محيط المحيط: والمقطف قنة من الخوص مستديرة لها طبق كالعلبة.
وفي حكاية باسم الحداد 0ص 94): فعند ذلك دلا لهم مقطف بحبل فحطوا فيه الخمسة أطيار الدجاج وصحن المامونية.
مقطف، في ألف ليلة (1: 20) خطأ ففي محيط المحيط ومعجم بوشر: مقطف.
مقطف: لابد أنها تدل على معنى آخر في عبارة القلائد (ص154): (وله أدب غض المقاطف، رطب المعاطف).
مقطف، والجمع مقاطف: مقص. (فوك).
مقطف: منخل صفيق من الحرير يقطف به الدقيق. (محيط المحيط).
مقطفة: نوع من الشعيرية، والاطرية، وهي فتائل من عجين ارفع من المعكرونة تطبخ في الحساء. (دوماس حياة العرب ص252).
قطف
قَطَفْتُ العنب أقطِفُه قَطْفاً: جَنَبْته. والقِطْفُ - بالكسر -: العُنقود. وقال الليث: القِطْفُ اسم للثمار المَقْطُوْفَةِ. وقوله تعالى:) قُطُوْفُها دانِيَةٌ (أي ثمارها دانية من متناولها لا يمنعه بُعد ولا شوك. وفي الحديث: يجتمع النفر على القطف فيُشبعهم، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ف ث ر.
وقال الدينوري: القِطْفَةُ: من السُّطّاح؛ وهي بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ تسلنطح وتطول، ولها شوك كالحسك وجوفه أحمر، وورقها أغبر، وهذا عن الأعراب القدم. وقال غيرهم من الرواة: القِطْفُ يُشبه الحسك. والقولان متَّفقان.
قال: والقَطَفُ - بالتحريك -: من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القدر؛ وورقته خضراء معرضة حمراء الأطراف خشناء، وخشبه صُلب متين تُتخذ منه الأصناق أي الحَلَقُ التي تُجعل في أطراف الأروية. أخبرني بذلك كله أعرابي، وأنشد:
أمِرَّة اللّيف وأصْنَاق القَطَفْ
وقَطَفٌ آخر: من احارا البقول، وهو الذي يسمى بالفارسية: السَّرْمَقَ. والقَطَافُ والقِطَافُ: وقت القَطْفِ. وفي حديث الحجّاج: أنه خطب حين دخل العراق فقال في خطبته: إني أرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قِطافها.
والقِطَافُ: اسم من قَطَفَتِ الدابة تَقْطِفُ - بالكسر - قَطْفاً: إذا ضاق مشيُها، قال زهير بن أبي سُلمى يصِفُ ناقةً:
بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها ... قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاَءُ
وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: خرجْت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الغزوات، فبينا أنا على جملي أسير - وكان جملي فيه قِطَافٌ - فلحق بي فضرب عَجُز الجمل بسنوط؛ فانطلق أوسع جمل ركبته قط يواهق ناقته مواهقة. واشتاق القِطَافِ من القَطْفِ وهو القَطْعُ، لأن السير يجيءُ مُقطعاً غير مُطردٍ، والمُوَاهَقَةُ: المباراة في السير.
ودابة قَطُوْفٌ: من القِطَافِ، قال رُؤْبَةُ:
كأنَّهُنَّ في الدَّمِ السَّدِيْفُ ... أرَاكُ أيْكٍ مَشْيُها قَطُوْفُ
والقَطُوْفُ: فرس جبار بن مالك بن حمار الشَّمْخيِّ، قال نَجَبَة بن ربيعة الفزاري:
لم أنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَهُ الذي ... وَقَفَ القَطُوْفُ وكان نِعْمَ المَوْقِفُ
ويقال: لأُلحقَنَّ قَطُوْفَها بالمِعْنَاقِ.
ويقال: أقْطَفُ من ذرة، ومن حَلَمة، ومن أرنب.
والقُطُوْفُ: الخدوش، الواحد: قَطْفٌ، قال يعقوب عن أبى عمرو، يقال: قَطَفَه يَقْطِفُه: أي خدشه، قال حاتم:
سِلاحُكَ مَرْقيٌّ فلا أنتَ ضائرٌ ... عَدٌوّاً ولكنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تقْطِفُ
والقَطَفُ والقُطْفَةُ: الأثر.
والقَطِيْفَةُ: دِثار مُخْمل، والجمع: قطائف وقُطُف، قال ذو الرُّمة يصف ظليما:
هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِف أعْلى ثَوْبِهِ الهُدُبُ
والقَطِيْفَةُ: قرية دون ثنيَّة العقاب لمن طلب دمشق في طرف الربية من ناحية حمص.
وأما القَطائف التي تؤكل فلا تعرفها العرب، وقيل لها ذلك لأن على وجهها مثل خَمْلِ القطائف.
والقَطائفُ من التمر: صُهْبٌ مُنضمرة.
والقَطِيْفُ: قرية بالبحرين.
وقَطَافِ - مثال قَطَامِ -: الأمة.
والقُطَافَةُ: ما يَسقط من العنب إذا قَطِفَ كالجُرَامة من التمر. وأقْطَفَ الكَرم: أي دنا قِطَافُه. وأقْطَفَ القوم: أي حان قِطَافُ كُرومهم.
وأقْطَفَ الرجل: إذا كانت دابَّته قَطُوْفاً، قال ذو الرُّمَّة يصف جنديا:
كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُطْطِفٍ عَجِلٍ ... إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيْمُ
وقَطَّفَ في الشيء: أثر فيه.
والتَّقْطِيْفُ: مبالغة القَطْفِ وهو الخدش، وأنشد الأزهري:
وهُنَّ إذا أبْصَرْنَهُ مُتَبَذَّلاُ ... خَمَشْنَ وُجُوْهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ
أي لم تُخدَّش.
والتَّقْطِيْفُ - أيضاً -: مبالغة القَطْفِ وهو جَني الثمر، قال العجاج:
كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ من أعْنابِهِ ما قَطَّفا
والمُقطَّفَةُ من الرجل: القِصار.
والتركيب يدل على أخذ ثمرة من شجرها ثم يُستعار ذلك.

قطف: قطَف الشيءَ يَقْطِفُه قَطْفاً وقَطفاناً وقَطافاً وقِطافاً؛ عن

اللحياني: قَطعه. والقِطْف: ما قُطِف من الثمر، وهو أَيضاً العُنْقود ساعة

يُقْطَف. والقِطْف: اسم الثمار المقطوفة، والجمع قُطوف، والقِطف، بالكسر:

العُنْقود، وبجمعه جاء في القرآن العزيز قال سبحانه: قُطوفُها دانِية؛

أَي ثمارها قريبة التناول يَقْطِفها القاعد والقائم. وفي الحديث: يجتمع

النفَر على القِطف فيُشبِعهم؛ القِطف، بالكسر: العنقود، وهو اسم لكل ما

يُقْطَف كالذِّبْح والطِّحْن ويجمع على قِطاف وقُطوف، وأَكثر المحدثين

يروونه بفتح القاف، وإنما هو بالكسر.

والقَطاف والقِطاف: أَوانُ قَطْفِ الثمر، التهذيب: القِطافُ اسم وقت

القَطْف. قال الحجاج على المنبر: أَرى رؤوساً قد أَينعت وحان قِطافها؛ قال

الأَزهري: القِطاف اسم وقت القَطف، قال: والقَطاف، بالفتح، جائز عند

الكسائي أَيضاً، وقال: ويجوز أَن يكون القِطاف مصدراً.

وأَقْطَفَ العِنْبُ: حان أَن يُقْطَف. وأَقطفَ القوم: آن قِطافُ

كُرومهم، وأَجْززوا من الجَزاز في النخل إذا أَصْرَمُوا. وأَقْطَفَ الكَرْمُ:

دَنا قِطافه. التهذيب: القَطْف قَطعُك العِنب، وكلُّ شيء تَقطعه عن شيء،

فقد قطَفْته حتى الجراد تقطِف رؤوسها.

والمِقْطَف: المِنْجَل الذي يُقْطف به. والمِقْطفُ: أَصل العُنقود.

وقُطافة الشجر: ما قُطِفَ منه: والقُطافة، بالضم: ما يسقط من العنب إذا

قُطِف كالجُرامة من التمر. ابن الأَثير: وفي الحديث: يَقْذِفون فيه من

القَطيف، وفي رواية: يَديفون القَطيف: المَقطوف من الثمر، فعيل بمعنى

مفعول.والقَطفُ في الوافر: حذف حرفين من آخر الجُزْء وتسكين ما قبلها كحذفك

تُن من مفاعلتن وتسكين اللام فيبقى مفاعل فينقل في التقطيع إلى فعولن، ولا

يكون إلا في عروض أَو ضرب، وليس هذا بحادث للزّحاف، إنما هو المستعمل في

عروض الوافر وضربه، وإنما سمي مقطوفاً لأَنك قطفت الحرفين ومعهما حركة

قبلهما، فصار نحو الثمرة التي تقطعها فيَعْلق بها شيء من الشجرة.

والقَطِيفةُ: القَرْطفةُ، وجمعها القطائفُ، والقراطِف

(* قوله «وجمعها

القطائف والقراطف إلى قوله وفي الحديث» كذا بالأصل.) فُرش مُخْمَلَة.

والقَطيفة: دِثار مُخْمل، وقيل: كساء له خَمْل، والجمع القَطائفُ، وقُطُف مثل

صَحيفة وصُحف كأَنها جمع قَطيف وصَحِيف. وفي الحديث: تَعِس عبد

القَطيفة؛ هي كساء له خَمْل، أَي الذي يَعمل لها ويَهْتَمّ بتحصيلها؛ ومنه

القَطائف التي تؤكل. التهذيب: القَطائف طعام يُسَوَّى من الدقيق المُرَقِّ

بالماء، شبهت بخَمْل القطائف التي تُفْترش.

والقَطوف من الدَّواب: البطيء. وقال أَبو زيد: هو الضّيِّق المشْي.

وقَطَفَت الدابة تَقْطِف قَطْفاً وتقطُف قِطافاً وقُطوفاً وقَطُفَتْ، وهي

قَطوف: أَساءَتِ السَّيرَ وأَبطأَت، والجمع قُطُفٌ، والاسم القِطاف؛ ومنه

قول زهير:

بآرِزَةِ الفَقارةِ لم يَخُنْها

قِطافٌ في الرّكاب، ولا خِلاء

التهذيب: والقِطافُ مصدر القَطوف من الدوابّ، وهو المتقارِب الخَطو

البطِيء. وفَرس قَطوف: يَقْطِف في عَدْوه، وقد يستعمل في الإنسان؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

أَمْسَى غُلامْي كَسِلاً قَطوفا،

مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفا

وأَقْطَفَ الرجل والقوم إذا كانت دابَّته أَو دوابُّهم قُطُفاً؛ قال ذو

الرمة يصف جراداً:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ،

إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَر نِيمُ

برداه: جَناحاه؛ يقول: تضرب رِجْلاه جناحَيه فيسمع لهما صويت كأَنه

تَرْنيم. والقَطْفُ: ضرب من مشي الخيل، وفرس قَطوف. وفي حديث جابر: فبينا

أَنا على جملي أَسِير وكان جملي فيه قِطاف، وفي رواية: على جمل لي قَطُوفٍ؛

القِطافُ: تقارُب الخَطْو في سُرْعة من القَطف وهو القَطع؛ ومنه الحديث:

رَكِب على فرس لأَبي طَلحَة تَقْطُف، وفي رواية: قطوف؛ ومنه الحديث:

أَقْطَفُ القومِ دابةً أَمِيرُهم أَي أَنهم يسيرون بسَيْر دابَّته

فيَتَّبعُونه كما يُتَّبع الأَمير. والقَطْف: الخَدْشُ، وجمعه قُطوفٌ. قطَفَه

يَقْطِفه قَطْفاً وقطَّفه: خدَشه؛ قال حاتم:

سِلاحُك مرقى فما أَنت ضائرٌ

عَدُوًّا، ولكنْ وَجْه مولاك تَقطِفُ

(* قوله «مرقى» كذا في الأصل براء، والذي في شرح القاموس بواو، ووقع في

بعض نسخ الصحاح همزها.)

وأَنشد الأَزهري:

وهنَّ إذا أَبْصَرْنه مُتَبَذِّلاً،

خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ

أَي لم تُخَدَّش. وقطَّفَ الماءَ في الخَمْر: قطَّره؛ قال جرانُ

العَوْد:ونِلنا سُقاطاً مِن حَدِيثٍ كأَنه

جَنَى النحلِ، في أَبْكارِ عُودٍ تُقَطَّفُ

والقِطفةُ، بكسر القاف وإسكان الطاء، من السُّطَّاح: وهي بقلة رِبْعِية

تسْلَنْطِح وتَطولُ ولها شوك كالحَسَك، وجَوْفُه أَحْمر وورقه أَغْبر.

والقَطَفُ: بقْلة، واحدتها قَطَفةٌ. والقَطْفُ: نبات رَخْص عَرِيض

الورَق يطبخ، الواحدة قَطفة، يقال له بالفارسية سَرْنك، كذا ذكر الجوهري

القَطْف، بالتسكين؛ قال ابن بري: وصوابه القَطْف، بفتح الطاء، الواحدة

قَطَفَة، وبه سمي الرجل قَطَفَة. والقَطَفُ: ضَرب من العِضاه. وقال أَبو حنيفة:

القطَف من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القَدْر، ورقته خَضْراء

مُعْرَضَّة حمراء الأَطراف خَشْناء، وخشبه صُلب متين.

وقَطِيفٌ والقَطِيف جميعاً: قرية بالبحرين، وفي الصحاح: القَطِيفُ اسم

موضع.

قطف
قَطَفَ العِنَبَ يَقْطِفُه قَطْفاً: جنَاه قَالَ شيخُنا: ظاهرُه أَو صَرِيحُه أَنّه خاصٌّ بالعِنَبِ، ومثلُه فِي المُغْرِبِ والمِصْباحِ والصِّحاحِ وَغَيرهَا، وَفِي كَلامِ صَدْرِ الشَّرِيعةِ أَنّه جَنْيُ الثَّمَرِ من الأَشْجارِ.
قلتُ: وَفِي التَّهذِيب: الفَطْفُ: قَطْفُكَ العِنَبَ، وكلُّ شيءٍ نَقْطِفُه عَن شيءٍ فقد قَطَفْتَه حَتَّى الجَراد تَقْطِفُ رُؤُوسَها. ثمّ الذِي يَظْهرُ من سِياقِ عِبارَةِ هَؤُلاءِ أَنَّ مصدرَ قَطَفَ العِنَبَ القَطْفُ لَا غيرُ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم أَنَّ قَطَفَ الشَّيْءَ بمعنَى قَطَعَه مصْدَرُه القَطْفُ، والقَطَفانُ، والقَطافُ، والقِطافُ عَن اللِّحْيانِيّ، ثمَّ نَقَل شيخُنا عَن البيْضاوي فِي تفسيرِ قَوْله تَعَالَى: قُطُوفُها دانِيَةٌ مَا نَصُّه: القَطْفُ: هُوَ الاجْتِناءُ بسُرْعةٍ، وقالَ الشِّهابُ: إِنَّه لَا بُدَّ فيهِ من السُّرْعَةِ لأَنّها شَأْنُه، ومثلُه فِي كُتُبِ الأَفْعالِ وغيرِها، قالَ: ثمَّ ظاهِرُ كَلَام المُصَنِّفِ أَيضاً بل صَرِيحُه، أَنًّ الفعلَ مِنْهُ كضَرَب، وَهُوَ الأَكْثرُ، وَفِي المِصْباحِ أَنّه يُقالً من بابَيْ ضرَبَ وقَتَلَ، فتَــأَمَّلْ. قلتُ: وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبا أَنَّ الَّذِي من البابَيْنِ هُوَ قُطُوفُ الدَّابَّةِ، فتــأَمَّلْ ذلِكَ. كَقَطَّفَه تَقْطِيفاً، وَهُوَ مُبالَغَةٌ فِي القَطْفِ، نَقَلَه الصاغانيُّ، وأَنشدَ للعَجَّاجِ: كَأَنَّ ذَا فَدّامَةٍ مُنَطَّفَا قَطَّفَ من أَعْنابِهِ مَا قَطَّفَا وقَطَفَت الدَّابَّةُ: ضاقَ مَشْيُها وقِيلَ: أَساءَت السَّيْرَ وأَبْطَأَت، وفسَّره بعضُهم بتَقارُبِ خَطْوِها.
وأَسْرَعَت تَقْطُفُ بالضَّمِّ وتَقْطِفُ بالكسرِ قِطافاً بالكسرِ وقُطُوفاً بالضَّمِّ. أَو القِطافُ بِالْكَسْرِ: الاسْمُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَجمع القِطاف القُطُفُ وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرِ:
(بارِزَةِ الفَقارَةِ لَمْ يَخُنْها ... قِطافٌ فِي الرِّكابِ وَلَا خِلاءُ)
وَدابَّةٌ قَطُوفٌ: بَطِيءٌ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ الضَّيِّقُ المَشْيِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: القِطافُ: مَصْدَرُ القَطُوفِ من الدّوابِّ، وَهُوَ المُتَقارِبُ الخَطْوِ، البَطِيءُ، وفَرَسٌ قَطُوفٌ: يَقْطِفُ فِي عَذْوِه، وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ: فبيْنا أَنا على جَمَلِي أَسِيرُ، وكَانَ جَمَلِي فِيهِ قِطافٌ وَفِي رِوايَةٍ على جَمَلٍ لِي قَطُوفٍ وَفِي حَديثٍ آخر: رَكِبَ على فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ تَقْطِفُ وَفِي رِواية: قَطُوف. وقَطَفَ فُلاناً: خَدَشَه يَقْطِفُه قَطْفاً. كقَطَّفَة تَقْطِيفاً، قالَ حاتِمٌ:
(سلاحُكَ مَرْقِيٌّ فَمَا أَنْتَ ضائِرٌ ... عَدُوّاً وَلَكِن وَجْهَ مَوْلاكَ تَقْطِفُ)
وأَنشَدَ الأزْهَريُّ:)
(وهُنَّ إِذا أَبْصَرْنَه مُتَبَذِّلاً ... خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ)
أَي: لم تُخْدَشْ وَبِه قُطُوفٌ: خُدُوشٌ حَكَاهُ أَبو يُوسُفَ عَن أَبِي عَمْرٍ و، والواحِدُ قَطْفٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح. والقِطْفُ، بالكسرِ: العُنْقُودُ ساعةَ يُقْطَفُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وبجَمْعِه جاءَ القُرآن: قُطُوفها دانِيَةٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: القِطْفُ اسمٌ للثِّمارِ المَقْطُوفَةِ ومَعْنَى الْآيَة: أَيْ ثِمارُها دانِيَةٌ من مُتناوِلِها، لَا يَمْنَعُها بُعْدٌ وَلَا شَوْكٌ، وَفِي الحديثِ: يَجْتَمِعُ النَّفَرُ على القِطْفِ فيُشْبِعُهم وَفِي النِّهاية: القِطْفُ، بالكسرِ: اسمٌ لكلِّ مَا يُقْطَفُ كالذِّبْحِ والطِّحْنِ، ويُجْمَع على قِطافٍ وقُطُوفٍ، وأَكثرُ المُحدِّثِين يَرْوُونه بفتحِ الْقَاف، وإِنّما هُوَ بالكسرِ. والقِطْفَةُ بهاءٍ: بقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ من السَّطّاحِ تَسْلَنْطِحُ وتَطُولُ، شائِكةٌ كالحَسَكِ، جَوْفُها أَحْمَرُ، وَوَرقُها أَغْبَرُ قالَ أَبو حَنِيفَة: وَهَذَا عَن الأَعرابِ القُدماءِ، وقالَ غيرُهُم من الرُّواةِ: القِطْفُ: يُشْبِه الحَسَكَ، والقَوْلانِ مُتَّفِقان. والقَطَفُ، مُحَرَّكَةً، وَكَذَا القَطَفَةُ بهاءٍ: الأَثَرُ نَقَلَه الصاغانِيُّ. والقَطَفُ: بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهَا بالفَارسيّة: السَّرْمَقُ وعِبارَةُ الصِّحاح: القَطْفُ: نباتٌ رَخْصٌ عَرِيضُ الوَرَقِ يُطْبَخُ، الواحِدَةُ قَطْفةٌ، يُقال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: سَرْنَكْ قالَ ابنُ بَرِّيّ كَذَا ذَكَر الجَوْهَريُّ القَطْفَ بالتسكين، وصوابُه القَطَفُ، بفَتْح الطاءِ، الواحِدَةُ قَطَفَةٌ وَبِه سُمِّيَ الرِّجُلُ قَطفَةَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَطَفُ: شَجرٌ جَبَلِيٌّ بقَدْرِ الإِجاصِ وورَقتُه خَضْراءُ مُعْرَضَّةٌ، حَمْراءُ الأَطراف خَشْناءُ، وخَشَبُه صُلْبٌ مَتِينٌ، يُتَّخَذُ مِنْهُ الأَصْناقُ، أَي الحَلقُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي أَطْرافِ الأرْوِيَةِ قالَ: أَخْبَرنِي بذلِك كُلِّه أعرابيٌّ، وأَنْشَدَ: أَمِرَّة اللِّيفِ وأَصْناق القَطَفْ وقولُه: بِهِ قُطُوفٌ: خُدُوشٌ، الواحِدُ قَطْفٌ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ مُكَرَّرٌ يَنْبَغِي التَّنَبُّهُ لذلِك.
والقِطَافُ، كسَحابِ وكِتابٍ: وَقْتُ القَطْفِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وَفِي التَّهْذِيب: القِطافُ: اسمُ وقتِ القَطْفِ، وقالَ الحَجّاجُ على المِنْبَرِ: أَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها قَالَ: والقَطافُ، بالفتحِ: جائزٌ عندَ الكِسائِيِّ أَيضاً، قَالَ: ويَجوزُ أَيضاً أَن يكونَ القِطافُ مَصْدَراً. والقَطُوفُ كصَبُورٍ: فَرَسُ جابِر هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه جَبّار بن مالِكِ بن حِمارٍ الشَّمْخِيِّ قَالَ نَجَبَةُ بنُ رَبِيعةَ الفَزارِيُّ:
(لم أَنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَه الَّذِي ... وَقَفَ القَطُوفُ، وكانَ نِعْمَ المَوْقِفُ)
وَفِي المثَلِ: أَقْطَفُ مِنْ ذَرَّةٍ وأَقْطَفُ من أَرْنَبٍ فالأَوَّلُ والثّانِي من القَطْفِ، وَهُوَ الأَخْذُ بسُرْعَة،)
والثالِثُ من قِطافِ الدّابَّةِ. والقَطِيفَةُ: دِثارٌ مُخَمَّلُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَهِي القَرْطَفَة، وقالَ بَعْضُهم: هِيَ كِساءٌ مُرَبَّعٌ غَلِيظٌ لَهُ خَمْلٌ ووَبَرٌ، وَفِي الحَدِيث: تَعِسَ عَبْدُ القَطِيفَةِ قالَ ابنُ الأَثير: أَي الَّذِي يَعْمَلُ لَهَا، ويَهْتَمُّ لتَحْصِيلِها ج: قَطائِفُ، وقَطُفٌ بِضَمَّتَيْنِ مثل: صحِيفَةٍ وصُحَفٍ، كأَنَّها جمعُ قَطِيفٍ وصَحِيفٍ، قالَ ذُو الرُّمَةِ يَصِفُ ظَلِيماً:
(هَجَنَّعٌ راحَ فِي سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِفِ أَعْلَى ثَوْبِه الهُدَبُ)
والقَطِيفَةُ: ة، دُونَ ثَنِيَّةِ العُقابِ لمَنْ طَلبَ دِمَشْقَ فِي طَرَفِ البَرِّيَّةِ من ناحِيَةِ حِمْصَ نَقَلَه الصاغانيُّ. وأَبُو قَطِيفَةَ: شاعِرٌ من بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُوَ عَمْرُو بنُ الوَلِيدِ بن عُقْبَةَ ابنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَله قِصَّةٌ غَرٍ يبَةٌ ذَكَرَها ياقُوت فِي مُعْجَمِه فِي برام. وأَما القَطائِفُ المَأْكُولَةُ فإِنَّها لَا تَعْرِفُها العَرَبُ، أَو قِيلَ لَهَا ذلِكَ لِما عَلَيْها من نَحْوِ خَمْلِ القَطائِف المَلْبُوسَةِ وَفِي التَّهذِيب: القَطائِفُ: طَعامٌ يُسَوَّى من الدَّقِيق المُرَقِّ بالماءِ، شُبِّهَت بخَمْلِ القطائِفِ الَّتِي تُفْتَرَشُ. والقَطائِفُ: تَمْرٌ صُهِبُ مُتَضَمِّرةٌ نَقَل الصَّاغَانِي. والقَطِيفُ، كشَرِيفٍ: د، بالبحْرَيْن يُذْكَر مَعَ الحساءِ. وقطافِ، كقَطامِ: الأَمَةُ نَقَلَه الصاغانِيُّ. والقُطافَةُ، ككُنَاسَةٍ: مَا يَسْقُطُ من العِنَب إِذا قُطِفَ كالجُرامَةِ من التَّمْرِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ. وأَقْطَفَ الرَّجُلُ: صارَ لَه دابَّةٌ قَطُوفٌ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جُنْدباً:
(كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ ... ذَا تَجاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ)
وَأَقْطَفَ الكَرْمُ: دَنا قِطافُه. وأَقْطَفَ القومُ: حانَ قِطافُ كُرُومِهم كَمَا فِي الصِّحاح. والمُقَطَّفَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: الرَّجُلُ القَصِيرُ نَقَلَه الصّاغانيُّ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: المِقْطَفُ، كمِنْبَرٍ: المِنْجَلُ الَّذِي يُقْطَفُ بِهِ. وأَيْضاً: أَصْلُ العُنْقُودِ. والقَطِيفُ، كأَمِيرٍ: المَقْطُوفُ من التَّمْرِ، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. والقَطْفُ فِي الوافِرِ: حَذْفُ حَرْفَيْن من آخِر الجُزْءِ، وتسكينُ مَا قَبْلَهُما، كحَذْفِكَ تن من مُفاعَلَتُنْ، وتَسْكِين اللَّام، فَيبقى مُفاعَلْ، فيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيع إِلَى فعَوُلُنْ، وَلَا يكونُ إِلاّ فِي عَرُوضٍ أَو ضَرْبٍ، وَلَيْسَ هَذَا بحادِثٍ للزّحافِ، إِنّما هُوَ المُسْتَعْمَلُ فِي عَرُوضِ الوافرِ وضَرْبهِ، وإِنَّما سُمِّيَ مَقْطُوفاً، لأَنَّك قَطَفْتَ الحَرْفَيْنِ ومعهُما حَركة قبلَهُما، فصارَ نحوَ الثَّمَرَةِ الَّتِي تَقْطِفُها فيَعْلَقُ بهَا شَيءٌ من الشَّجَرةِ. وقَطُفَت الدّابَّةُ ككَرُمَ، فَهِيَ قَطُوفٌ، مثل قَطفَتْ، وَقد يُسْتَعْمَلُ القَطُوف فِي الإِنسانِ، أَنشد ابنُ الْأَعرَابِي: أَمْسَى غُلامِي كَسِلاً قَطُوفَا) مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجْوفَا والقطْفُ: ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْلِ، وَفِي الحَديثِ: أَقْطَفُ القَوْمِ دابَّةً أَميرُهُمْ أَي أَنَّهُم يَسِيرُون بسيرِ دابَّتِه، فيَتِّبِعُونَه كَمَا يُتَّبَعُ الأَميرُ. وقَطَّفَ الماءَ فِي الخَمْرِ: قَطَّرَه، قالَ جِرانُ العَوْدِ:
(ونِلْنا سُقاطاً من حَدِيثٍ كأَنَّه ... جنَى النَّحْلِ فِي أَبْكارِ عُوذٍ تُقَطَّفُ)
قَالَ شَيْخُنا: وكانُوا يُسَمُّونَ الشَّمْسَ قَطِيفَةَ المَساكِين، وَمِنْه قَوْلهم: يَا شَمْسُ يَا قَطِيفَةَ المَساكِينُ قَرَّبَكِ اللهُ مَتَى تَعُودِينْ كَذَا فِي مُنْتَخَبِ رَبيعِ الأَبْرارِ وَقد سمَّوْا قَطَفَة، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه ابنُ برِّيّ. والمَقْطَفُ، كمَقْعَد: مَا يُجْنَى فِيهِ الثَّمَرُ، والجَمْعُ مَقاطِفُ. والقَطْفُ: العَسَلُ ساعةَ يُجْنى عامَّيّةً. وأَبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الحَلاَوِي القَطائِفِيّ، حَدَّثَ عَن الجَوْهَرِيّ، مَاتَ سنة.
القطف: حذف سبب خفيف بعد إسكان ما قبله، كحذف "تن" من "مفاعلتن"، وإسكان لامه، فيبقى: "مفاعل"، فينقل إلى: "فعولن"، ويسمى: مقطوفًا.

فشش

ف ش ش : الْفَشُّ تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدُّونِ وَفَشَّ الرَّجُلُ الْبَابَ فَهُوَ فَشَّاشٌ إذَا فَتَحَ الْغَلَقَ بِآلَةٍ غَيْرِ مِفْتَاحِهِ حِيلَةً وَمَكْرًا. 
ف ش ش: (فَشَّ) الزِّقَّ أَخْرَجَ مَا فِيهِ مِنَ الرِّيحِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (أَنْفَشَّتِ) الرِّيَاحُ خَرَجَتْ مِنَ الزِّقِّ وَنَحْوِهِ. 
[فشش] فَشَّ الوَطْبَ يَفُشُّهُ، أي أخرج ما فيه من الريح: يقال للغضبان: " لأفُشَنَّكَ فَشَّ الوطبِ " أي لأخرجنَّ غضبك من رأسك. وربَّما قالوا: فَشَّ الرجلُ، إذا تَجَشَّأَ. والفَشُّ: سرعة الحَلَبِ. وقد فَشَشْتُ الناقةَ. وناقةٌ فَشوشٌ: منتشرة الشَخْبِ. والفَشُّ: حمل الينْبوتِ. وانْفَشَّتِ الرياحُ: خرجت عن الزِقِّ ونحوه. وانْفَشَّ الرجل عن الأمر، أي فَتَرَ وكسِلَ. وانْفَشَّ الجُرحُ: سكن ورمه، عن ابن السكيت.

فشش


فَشَّ(n. ac. فَشّ)
a. Let or pressed the air out of; untied, undid (
waterskin ).
b. Belched, eructated.
c. Picked the lock of, opened with a false key (
door ).
d. Pilfered.
e. Calmed, soothed, pacified.
f. [Bain], Made mischief amongst.
g. Blew.
h. [ coll. ], Subsided.

أَفْشَشَa. Fled.

إِنْفَشَشَa. Flowed, rushed, streamed out.
b. Subsided; collapsed.
c. ['An], Was remiss, indolent over, shirked.
فَشّa. Subsidence ( of a swelling ); collapse.
b. Garment of coarse texture.
c. Foolish.
d. Locust-tree.

فَشُوْشa. see 1 (b) (d).
c. Deceitful.
d. Boastful.
e. Farter.

فَاْشُوْشa. Weak, feeble; irresolute.
(ف ش ش) : (فِي الْمُنْتَقَى) (الْفَشَّاشُ) إذَا فَشَّ بَابًا فِي السُّوقِ لَا يُقْطَعُ قَالَ وَهُوَ الَّذِي يُهَيِّئُ لِغَلَقِ الْبَابِ مَا يَفْتَحهُ بِهِ وَهُوَ مِنْ فَشَّ السِّقَاءَ إذَا حَلَّ وِكَاءَهُ وَفَتَحَ فَاهُ بَعْد النَّفْخ فِيهِ فَخَرَجَتْ مِنْهُ الرِّيحُ (وَانْفَشَّتْ الرِّيَاحُ) تَفَرَّقَتْ عِنْدَ الْمَسِّ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي شُبْهَةِ الْحَمْل كَانَتْ رِيحًا انْفَشَّتْ وَفِي كِتَابِ اللُّصُوصِ لِلْجَاحِظِ (الْفَشُّ) مُعَالَجَةُ دَوَّارَةِ الْبَابِ وَعَنْ اللَّيْثِ هُوَ تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدُّونِ وَالْأَوَّل الْوَجْه.
(فشش) - في حديث ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "لا تَنْصَرِفْ حتى تَسْمَعَ فَشِيشَها"
: أي طَنِينَها. والفَشِيشُ: الصَّوتُ. وفَشِيش الأَفْعَى، وكَشِيشُها: صَوتُ جِلدِها إذا مَشَت في اليَبَس. والفَخِيخُ : صَوتُها مِنْ فِيهَا.
- ومنه حديثُ أبي المَوالي: "فأَتَت جَارِيةٌ فأَقبلَت وأَدْبَرَت، وإنِّي لأَسمَعُ بين فَخذَيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش"
الحَرَابِش : جِنْس من الحَيَّات. واللَّفَفُ: تَدَاني الفَخِذَين من السِّمَن.
- وفي حديث شَقِيقِ بنِ ثَوْر: "أَنَّه خَرَج إلى المسجد وعليه فِشَاشٌ له"
قال الأصمعي: هو كِساءٌ غَلِيظٌ. وقال غيره: غَليظ لَيِّن.
[فشش] فيه: إن الشيطان "يفش" بين أليتي أحدكم حتى يخيل إليه أنه أحدث، أي ينفخ نفخًا ضعيفًا، من: فش السقاء- إذا خرج منه الريح. ومنه ح: لا ينصرف حتى يسمع "فشيشها"، أي صوت ريحها، والفشيش: الصوت، ومنه فشيش الأفعى، وهو صوت جلدها إذا مشت في اليبس. ومنه ح: فأتت جارية فأقبلت وأدبرت وإني لأسمع بين فخذيها من لففها مثل "فشيش" الحرابش، الحرابش جنس من الحيات، جمع حربش. ومنه ح عمر: جاءه رجل فقال: أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف، فغضب حتى ذكرت الزق وانتفاخه، قال: من؟ قلت: ابن أم عبد، فذكرت الزق و"انفشاشه"، يريد أنه غضب حتى انتفخ غيظًا، ثم لما زال غضبه انفش انتفاخه، والانفشاش انفعال من الفش. ومنه ح ابنه مع ابن صياد: اخسأ! فلن تعدو قدرك، فكأنه سقاء "فش"، أي فتح فانفش ما فيه وخرج، والسقاء ظرف الماء. وفيه: أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين "منفش" المنخرين، أي منتفخهما مع قصور المارن وانبطاحه وهو من صفات الزنج والحبش في أنوفهم وشفاههم، وهو كحديث: أطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي، وضمير أعطهم لأولى الأمر. وح موسى وشعيب عليهما السلام: ليس فيها عزوز ولا "فشوش"، هي التي ينفش لبنها من غير حلب، أي يجري لسعة الإحليل، ومثله الفتوح والثرور. وفيه: وعليه "فشاش"، أي كساء غليظ. غ: "لأفشنك فش" الرطب، أي لأخرجن كبرك من رأسك.
فشش
فَشَّ فَشَشْتُ، يَفُشّ، افْشُشْ/ فُشَّ، فَشًّا، فهو فاشّ، والمفعول مَفشوش (للمتعدِّي)
• فشَّ الورمُ: زال، خفَّ وهبَط.
• فشَّ الإناءَ ونحوَه: أخرج ما فيه من هواء وماء "فشَشْتُ الكُرة/ البالون" ° فشَّ خُلْقَه في فلان: أنزل فيه غائلة غضبه المسبَّب من غيره- فشَّ غليله/ فشَّ غِلَّه: نفَّس من غضبه، أفرغ غضبه- فَشَّ قَلْبَه: أظهر ما يكنه من عتب أو غيظ.
• فشَّ القُفْلَ: فتحه بغير مفتاح. 

انفشَّ ينفشّ، انْفَشِشْ/ انْفَشَّ، انفشاشًا، فهو مُنفشّ
• انفشَّت الكرةُ: فشَّت، خرج ما فيها من الهواء "انفشَّتْ البالونةُ".
• انفشَّ الورمُ: فشَّ؛ زال، هبط. 

فَشّ [مفرد]: مصدر فَشَّ. 

فِشَّة [مفرد]: ج فِشَش: رِئة، وسُمِّيَت كذلك لأنها تَفُشُّ ما فيها من هواء. 

فَشوش [مفرد]: لا فائدة منه، ما لا طائل فيه "كلام/ عمل فَشوش" ° على فَشوش: انتهى إلى لا شيء. 

فَشيش [مفرد]:
1 - صوت الهواء عند خروجه من القِرْبة أو الكرة أو غيرهما.
2 - صوت جلد الأفعى عند مَشْيها في اليَبَس. 
(ف ش ش) و (ف ش ف ش)

الفَشّ: تتبع السرق الدون.

فَشَّه يَفُشّه فشّا.

والفَشّ: الْحَلب.

وَقيل: الْحَلب السَّرِيع.

وفَشَّ النَّاقة فَشاًّ: أسْرع حلبها.

وفَشَّ الضَّرع فَشاًّ: حلب جَمِيع مَا فِيهِ.

وفَش الوطب فَشَا: اخْرُج زبده.

وفَشّ الْقرْبَة يفُشّها فَشّا: حل وكاءها فَخرج رِيحهَا.

ولأفُشَّنَّك فَشَّ الوطب: أَي لأريلن نفخك.

وَقَالَ كرَاع: مَعْنَاهُ: لأحلبنك، وَذَلِكَ أَن ينْفخ ثمَّ يحل وكاؤه وَيتْرك مَفْتُوحًا ثمَّ يمْلَأ لَبَنًا.

وَقَالَ ثَعْلَب: لأفُشَّنَّ وطبك، أَي لأذهبن بكبرك وتيهك.

وَيُقَال للرجل إِذا غضب فَلم يقدر على التَّغْيِير: فشامن فُشِيّه، من استه إِلَى فِيهِ.

والفَشّ الفسو.

والفَشُوش من النسء: الضروط.

وَقيل: هِيَ الرخوة الْمَتَاع.

وَقيل: هِيَ الَّتِي تقعد على الجردان، قَالَ: وازجُرْ بني النَّجَّاخة الفَشُوشِ

وفَشَّ الْمَرْأَة يَفُشُّها فَشاًّ: نَكَحَهَا.

وفَشَّ القفل فَشاًّ: فَتحه بِغَيْر مِفْتَاح.

والانفشاش: الانكسار عَن الشَّيْء.

والفَشّ: الْأكل، قَالَ جرير:

فبتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأنكم ... مطلَّقة يَوْمًا وَيَوْما تُراجَع

وفَشَّ الْقَوْم يَفِشُّون فُشُوشا: حيوا بعد هزال.

وأفَشَّوا: انْطَلقُوا فجفلوا.

والفَشّ من الأَرْض: الهجل الَّذِي لَيْسَ بجد عميق وَلَا متطأ من جدا.

والفَشُّ: حمل الينبوت.

واحدته: فَشَّة، وَجَمعهَا: فِشَاش.

والفِشَاش، والفَشْفَاش: كسَاء رَقِيق غليظ النسج.

وفَشِيشة: نبز لحي من الْعَرَب، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ لقب لبني تَمِيم، وَأنْشد:

ذهبت فَشِيشة بالأباعر حولنا ... سَرَقا فصُبَّ على فَشِيشة أَبْجَرُ

وفَشْفش ببوله: نضحه.

وفَشْفَشَ الرجل: أفرط فِي الْكَذِب.

وَرجل فشفاش: يتنفج بِالْكَذِبِ وينتحل مَا لغيره.

والفَشْفاش: عشبة نَحْو البسباس، واحدته: فَشْفَاشة.

فشش: الفَشُّ: تَتَبُّع السَّرَقِ الدونِ، فَشَّه يَفُشّه فَشّاً؛ قال

الشاعر:

نحْنُ ولِيناهُ فلا نَفُشُّه،

وابنُ مُفاض قائمٌ يَمُشُّه

يأْخذ ما يُهْدَى له يَفُشُّه،

كيف يُؤَاتِيه ولا يَؤُشّه؟

وانْفَشّت الرياحُ: خرجت عن الزِّق ونحوه. والفَشُّ: الحلْبُ، وقيل:

الحلْبُ السريعُ. وفَشّ الناقةَ يَفُشُّها فشّاً: أَسْرع حَلْبَها، وفَشّ

الضرعَ فَشّاً: حلَب جميعَ ما فيه.

وناقة فَشُوشٌ: مُتَقَشِرةُ الشَّخْبِ أَي يتَشَعّبُ إِحْلِيلُها مثل

شعاع قَرْن الشمسِ حين يطْلع أَي يتفَرّقُ شَخْبُها في الإِناء فلا يُرَغّي

بيّنةُ الفَشَاشِ، وفي حديث موسى وشعيب، عليهما السلام: ليس فيها عَزُوزٌ

ولا فَشُوشٌ؛ الفَشُوش: التي يَنْفَشّ لبنُها من غير حَلْب أَي يَجْري

لسَعةِ الإِحْليل، ومثله الفَتوح والثَّرُور.

والفَشْفَشةُ: ضَعْفُ الرأْي. والفَشْفَشةُ: الخَرُّوبة.

ابن الأَعرابي: الفَشّ الطَّحْرَبةُ والفَشُّ النَّميمة والفَشُّ

الأَحْمَق. والخَرُوبُ يقال له: الفَشّ.

وفشَّ الرطْبَ فَشّاً: أَخْرَج زُبْدَة. وفَشَّ القِرْبةَ يَفُشّها

فَسّاً: حلَّ وِكاءَها فخرجَ رِيحُها. والفَشُوش: السقاءُ الذي يَتَحَلّب.

وفي بعض الأَمثال: لأَفُشّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَك؛

وقال كراع: معناه لأَحلُبَنّك وذلك أَن يُنْفَخ ثم يُحَلّ وِكاؤُه ويُتْرك

مفتوحاً ثم يُمْلأ لبَناً، وقال ثعلب: لأَفُشَّنَّ وَطْبَك أَي

لأَذْهَبَنّ بكِبْرِك وتِيهِك؛ وفي التهذيب: معناه لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك من

رأْسك، من فَشَّ السقاءَ إِذا أَخْرج منه الريح، وهو يقال للغَضْبان، وربما

قالوا: فَشّ الرجُلُ إِذا تَجَشّأَ. وفي الحديث: إِن الشيطانَ يفُشُّ بَين

أَلْيَتَي أَحدِكم حتى يُيخَيِّلَ إِليه أَنه قد أَحْدث أَي يَنْفُخ

نَفْخاً ضعيفاً. ويقال: فُشّ السقاءُ إِذا خرج منه الريح.

وفي حديث ابن عباس: لا يَنْصَرِف حتى يَسْمع فَشِيشَها أَي صوتَ ريحها،

قال: والفَشِيشُ الصوت، ومنه فَشِيشُ الأَفعى، وهو صوت جلدها إذا مشَتْ

في اليَبَسِ. وفي حديث أَبي الموالي: فأَتت جاريةٌ فأَقبلت وأَدبرت وإنَي

لأَسْمع بين فخذيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش؛ قال: هي جنس من

الحيّات واحدها حِرْبِش. وفي حديث عمر: جاءه رجلُ فقال: أَتيْتُك من عند

رجلٍ يَكْتُب المصاحفَ من غير مُصْحَف، فغَضِبَ حتى ذَكرتُ الزِّقَّ

وانتفاخَه قال: مَنْ؟ قلتُ: ابنُ أُمِّ عَبْدٍ، فذكرتُ الزِّقَّ وانفشاشَه،

يريد أَنه غَضِب حى انتفخ غَيْظاً ثم لما زال غضبُه انْفَشَّ انتفاخُه،

والانْفِشاش: انْفِعال من الفَشّ. ومنه حديث ابن عمر مع ابن صيّاد: فقلت له

اخْسَ

(* قوله «اخس» كذا بالأصل والنهاية، والذي في مسلم اخسأ بهمزة

آخره.) فلن تَعْدُو قَدْرَك فكأَنه كان سقاءً فُشّ أَي فُتِح فانْفَشّ ما فيه

وخَرَجَ.

ويقال للرجل إِذا غَضِب فلم يَقْدِر على التغيير: فََشاشِ فُشِّيه من

استِه إِلى فِيه. ويقال للسقاء إِذا فُتح رأْسُه وأُخْرِج منه الريحُ:

فُشَّ، وقد فُشّ السقاء يُفَشُّ. وفَشَشْت الزِّقَّ إِذا أَخْرَجْت ريحَه.

والفَشُوش: الناقة الواسعةُ الإِحْليل. والفَشُوش والمُقَصِّعةُ

والمُطَحْرِبةُ: الأَمةُ الفَشّاء. ويقال: انْفَشَّت عِلَّةُ فلانٍ إِذا أَقبل

منها. وفي حديث ابن عباس: أَغطهم صدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَلُ الشفتين

مُنْفَشُّ المَنْخِرين أَي مُنْتفخهما مع قُصُورِ المارِن وانْبِطاحه، وهو من

صفات الزَّنْجِ والخَبَشِ في أُنوفِهم وشِفاهِهم، وهو تأْويل قوله، صلى

اللَّه عليه وسلم: أَطيعوا ولو أُمِّر عليكم عبدٌ حبشِيٌّ مُجَدَّعٌ،

والضمير في أَعطهم لأُولي الأَمر. والفَشُّ: الفَسْوُ. والفَشُوشُ من النساء:

الضَّرُوط، وقيل: هي الرَّخْوةُ المَتاعِ، وقيل: هي التي تقعد على

الجُرْدان؛ قال رؤبة:

وازْجُرْ بَني النجّاخةِ الغَشُوشِ

وفَشَّ المرأَةَ يَفُشُّها فَشّاً: نَكحَها، وفَشَّ القُفْلَ فَشّاً:

فتَحه بغير مفتاح. والانْفِشاش: الانكسار عن الشيء والفَشَلُ. وانْفَشَّ

الرجل عن الأَمر أَي فَتَر وكَسِل. وانْفَشَّ الجُرْح: سكَن ورَمُه؛ عن ابن

السكيت.

والفَشُّ: الأَكْل؛ قال جرير:

فبِتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأَنَّكمْ

مُطَلَّقةٌ يوماً، ويوماً تُراجَعُ

وفَشَّ القومُ يَفِشُّون فُشوشاً: أَحْيَوْا بعد هُزال. وأَفَشُّوا:

انطلقوا فجَفَلوا. والفَشُّ من الأَرض: الهَجْل الذي ليس بجُدٍّ عميق ولا

مُتَطامِنِ جِدّاً. والفَشّ: حَمْل اليَنْبُوت، واحدته فَشَّةٌ وجمعها

فِشَاشٌ. والفَشُوشُ: الخَرُّوب.

والفِشّاش والفِشْفاش: كساء رقيق غليظ النَّسج، وقيل: الفِشَّاشُ الكساء

الغليظ، والفَشُوش: الكساء السَّخِيف. وفي حديث شقيق: أَنه خرَج إِلى

المسجد وعليه فِشّاش له؛ وهو كساء غليظ.

وفَشِيشةُ: بئرٌ لحيّ من العرب، قال ابن الأَعرابي: هو لقب لبني تميم؛

وأَنشد:

ذَهَبَتْ فَشِيشةُ بالأَباعِر حَوْلَنا

سَرَقاً، فصَبَّ على فَشِيشةَ أَبْجَرُ

وفَشْفَشَ ببَوْله: نضَحه. وفَشْفَش الرجلُ: أَفرط في الكذب. ورجل

فَشْفاش: يَتَنَفّجُ بالكذب ويَنْتحِل ما لغيره. وفي حديث الشعبي: سَمَّيْتُك

الفَشْفَاشَ، يعني سَيْفَه وهو الذي لم يُحْكَم عملُه. وفَشْفَشَ في

القول إِذا أَفرط في الكذب. والفَشْفاش: عُشْبة نحو البَسْباسِ، واحدته

فَشْفاشة.

فشش
. {فَشَّ الوَطْبَ} يَفُشُّه {فَشَّاً: أَخْرَجَ مَا فِيهِ من الرِّيحِ،} فانْفَشَّ، وذلِكَ إِذا حَلَّ وِكَاءَه. ورُبَّمَا قالُوا: {فَشَّ الرَّجُلُ، إِذا تَجَشَّأَ، كَمَا فِي الصّحاحِ. و} فَشَّ النّاقَةَ {يَفُشُّها} فَشّاً: حَلَبَها بسُرْعَةٍ. {وفَشَّ الضَّرْعَ} فَشّاً: حَلَبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ. {والفَشُّ: حَمْلُ اليَنْبُوتِ، وَاحِدَتُه} فَشَّةٌ، والجَمْعُ {فِشَاشٌ، ولَمْ يَذْكُرْهُ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ النّبَاتِ. و} الفَشُّ: النَّمِيمَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، هَكَذَا قالَهُ بالفَاء، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. وقالَ اللَّيْثُ: {الفَشُّ: تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدون، وأَنشَدَ:
(نَحْنُ وَلِينَاهُ فَلَا} نَفُشُّهُ ... وابنُ مُفَاضٍ قائِمٌ يَمُشُّهُ)

(يَأْخُذُ مَا يُهدَى لَهُ يَقُشُّه ... كَيْفَ يُؤاتِيهِ وَلَا يَؤُشُّهُ)
و {الفَشُّ: الأَحْمَقُ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ والفَشُّ: الخَرُّوبُ، عَنْهُ أَيضاً،} كالفَشُوشِ كصَبُورٍ {والفَشْفَشَةِ، الأَخِيرَةُ نَقَلَهَا الصّاغَانِيُّ. و} الفَشُّ: مَنَاقِعُ الماءِ وقَرَارَتُه، عَن ابنِ عَبّادٍ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هَجْلٌ! فَشٌّ: لَيْسَ بِعَيِمقٍ جِدّاً وَلَا مُتَطامِنٍ. و {الفَشّ: الكِساءُ الغَلِيظُ النَّسْجِ، الرَّقِيقُ الغَزْلِ،} كالفَشُوشِ، كصَبُورٍ، {والفَشْفَاشِ، بالفَتْح، كَمَا يَقْتَضِيه سِياقُه، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بالكَسْرِ، قالَ: وهُوَ الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ فِشّاشاً، أَي بكَسْرٍ فتَشْدِيدٍ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْلُه} فِشْفَاشٌ. وقِيل: {الفِشّاشُ: الكِسَاءُ الغَلِيظُ،} والفَشُوشُ: الكِسَاءُ السَّخِيفُ. {والفَشُوشُ، كصَبُورٍ: النّاقَةُ الوَاسِعَةُ الإِحْلِيلِ المُنْتَشِرَةُ الشَّخْبِ، وهِيَ الَّتِي يَنْفَشُّ لَبَنُهَا مِنْ غَيْرِ حَلْبٍ، أَيْ يَجْرِي، لِسَعَةِ الإِحْلِيلِ، ومِثْلُه الفَتُوحُ، والثَّرُورُ، وقِيلَ: مَعْنَى مُنْتَشِرَةِ الشَّخْبِ، أَيْ يَتَشَعَّبُ إِحْلِيلُها مِثْلَ شُعَاعِ قَرْنِ الشَّمْسِ حِينَ يَطْلُع، أَيْ يَتَفَرّقُ شَخْبُهَا فِي الإِناءِ فَلا يُرَغِّى، بَيِّنَه} الفَشَاشِ، وكذلِكَ شاةٌ {فَشُوشٌ.
و} الفَشُوشُ: السِّقَاءُ الَّذِي يَتَحَلَّبُ. و {الفَشُوشُ: المَرْأَةُ الحَلاّبَةُ، هَكَذَا بالحاءِ، وَفِي بَعْضِهَا بالجِيمِ، والصَّوابُ بالخاءِ المُعْجَمَةِ، كَما فِي التَّكْمِلَةِ. والفَشُوشُ: الَّتِي يُسْمَعُ خَقِيقُ فَرْجِهَا عِنْدَ الجِمَاعِ،) أَو الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا رِيحٌ عِنْدَهُ، أَيْ عِنْدَ الجِمَاعِ، وهذِه عَن ابْن دُرَيْدٍ، وأَمّا المَعْنَى الأَوّلُ الَّذِي ذَكَرَهُ فإِنّه تَفْسِير للنَّجّاخَةِ لَا} لِلْفَشُوشِ، وإِنّمَا غَيّره، والصّاغَانِيُّ ذَكَرَهُ اسْتِطْراداً فِي مَعْنَى رَجَزِ رُؤْبَةَ، فتَــأَمَّلْ، وهِيَ الضُّرُوطُ، وقيلَ: هِيَ الرَّخْوَةُ المَتَاعِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وازْجُرْ بَنِي النَّجَاخَةِ الفَشُوشِ ... عَن مُسْمَهِرٍّ لَيْسَ بالفَيُوِشِ)
والفَشُوشُ: الرَّجُلُ يَفْتَخِرُ بالبَاطِلِ. قُلْتُ: وَهَذَا غَلَطٌ أَيْضاً من المُصَنّف، رَحِمَهُ الله تَعالَى، فإِنَّ هَذَا تَفْسِيرُ الفَيُوشِ الَّذِي فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ، كَمَا فَسَّرَه الصّاغَانِيّ هَكَذَا، فإِنّه بَعْدَ مَا أَنْشَدَ الرَّجَزَ قالَ: النَّجّاخَةُ: الَّتِي تَنْجَخُ ببَوْلِها، وقِيلَ: الَّتِي يُسْمَع خَفِيقُ فَرْجِهَا عِنْدَ الجِمَاع، والفَيُوشُ: مَنْ يَفْخَرُ بالباطِلِ. ولَيْسَ عِنْدَهُ طائِلٌ، فظَنَّ المُصَنِّفُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، أَنّه مَعْنَىً آخَرُ لِلْفَشُوشِ، فأَوْرَدَهُ، وهُوَ غَرِيبٌ، وسَيَأْتِي فِي ف ي ش ذلِكَ، فَتَــأَمَّلْ. {وفَشَاشِ، كقَطَامِ: المَرْأَةُ} الفَاشَّةُ، أَي الضَّرُوطُ عِنْدَ الجِمَاع ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذا غَضِبَ لم يَقْدِرْ على التّغْيِيرِ: {فَشَاشِ} فُشِّيه، مِن استِهِ إِلى فِيه، أَي افْعَلِي بِهِ مَا شِئْتِ فمَا بِهِ انْتِصَارٌ وَلَا قُدْرَةٌ على تَغْيِيره. {وفَشْفَشَ: ضَعُفَ رَأْيُه، عَن الفَرّاءِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَصْلُه} فَشَّ. وفَشْفَشَ فِي قَوْلِهِ إِذا أَفْرَطَ فِي الكَذِبِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
و {فَشْفَشَ ببَوْلهِ: أَنْضَحَه هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: نَضَحَه كشَفْشَفَهُ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. وأَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بنُ} فُشّ بنِ أَبي مُحْرِزٍ، بالضَّمِّ: مُحَدِّثٌ بُخَارِىٌّ، حَدَّثَ عَن خَلَفٍ الخَيّام. وابنُ الفُشِّ: زاهِدٌ بَغْدَادِيٌّ قَتَلَه هُلاكُو، فِي تِلْكِ الوَقْعَةِ. قلت: وصَرَّح الحافظُ وغيرُه أَنَّ المُحَدِّثَ والزَّاهِدَ كلاهُمَا بالقافِ والشِّينِ. وَلم أَرَ أَحداً من المُحَدِّثِينَ ضَبَطَهُمَا بالفَاءِ، فَهُوَ تَصْحِيفٌ مُنْكَر تَنُبِّه لَهُ، فليُتَــأَمَّل. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {انْفَشَّتِ الرِّياحُ: خَرَجَت عَن الزِّقِّ ونَحْوِه.} وانْفَشَّ الرَّجُلُ عَن الأَمْرِ: فَتَرَ وكَسِلَ. وانْفَشَّ الجُرْحُ: سَكَنَ وَرَمُه، عَن ابنِ السِّكِّيتِ. كُلُّ ذلِكَ فِي الصّحاحِ، وأَغْفَلَه المُصَنِّفُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قُصُوراً. {والفَشُّ: الطَّحْرَبَةُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.} وفَشَّ الوَطْبَ {فَشّاً: أَخْرَجَ زُبْدَهُ. وَفِي بعض الأَمْثالِ:} لأَفُشَّنَّكَ {فَشَّ الوَطْبِ، أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَكَ. وقالَ كُرَاع: أَيْ لأَحْلُبَنَّكَ، وذلِكَ أَنْ يُنْفَخَ ثُمَّ يُحَلَّ وِكَاؤَهُ ويُتَرَكَ مَفْتُوحاً، ثُمَّ يُمْلأَ لَبَناً. وقالَ ثَعْلَب: لأَذْهَبَنَّ بِكِبْركَ وتِيْهِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك مِنْ رَأْسِكَ. وهُو يُقَال للغَضْبَانِ.} والفَشُّ: النَّفْخُ الضَّعِيفُ، وَمِنْه الحديثُ إِنَّ الشَّيْطَانَ {يَفُشُّ بينَ أَلْيَتَيْ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُخَيِّلَ إِليهِ أَنّه قد أَحْدَثَ.
} والفَشُّ: الفَسْوُ، {وفَشِيشُه: صَوْتُه. وفَشِيشُ الأَفْعَى: صَوْتُ جِلْدِهَا إذِا مَشَتْ فِي اليَبَس.
} والفَشُوشُ: الأَمَةُ الأَمَةُ الفَشّاء، كالمُطَحْرِبَةِ والمُقَصِّعَةِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. ورَجُلٌ {مُنْفَشُّ المَنْخِرَيْنِ، أَيْ مُنْتَفِخُهما، معَ قُصورِ المارِنِ وانْطِباقِه، وهُوَ من صِفاتِ الزّنْجِ فِي أُنُوفِهم.
} والفَشُوشُ: المَرْأَةُ تَقْعُدُ عَلَى الجُرْدانِ {وفَشَّهَا} يَفُشُّها {فَشّاً: نَكَحَهَا، نَقَلَه ابنُ القَطّاع.} وفَشَّ القُفْلَ {فَشّاً: فَتَحَه بِغَيْرِ مِفْتَاحٍ، كَما فِي اللِّسَانِ، ونَقَلَهُ ابنُ القَطّاع، أَيْضاً.} والانْفِشَاشُ: الفَشَلُ. {والفَشُّ: الأَكْلُ، قَالَ جَرِيرٌ:
(فبِتُّم} تَفُشُّونَ الخَزِيرَ كَأَنَّكُمْ ... مُطَلَّقَةٌ يَوْماً ويَوْماً تُرَاجَعُ)
{وفَشَّ القَوْمُ} فُشُوشاً: أَحْيَوْا بَعْدَ هُزَالٍ، هُنَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وسَيَأْتِي فِي القافِ. {وأَفَشُّوا: انْطَلَقُوا فجَفَلُوا، والقافُ لُغَةٌ فِيه.} وفَشِيشَةُ، بالفَتْح: بِئْرٌ لِبَعْضِ العَرَبِ، وقَدْ وُجِدَت هَذِه فِي بَعْضِ هَوامِش الصّحاح مِنَ الزّياداتِ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ لَقَبٌ لِبَنِي تَمِيم وأَنشد:
(ذَهَبْتْ {فَشِيشَةُ بالأَبَاعِرِ حَوْلَنا ... سَرَقاً فصُبَّ عَلَى} فَشِيشَةَ أَبْجَرُ)
قٌ لْتٌ: والشِّعْرُ لأَبِي مُهَوِّشٍ الأَسَدِيّ، وأَبْجَرُ هُوَ ابنُ حابِسٍ العِجْلِيّ. ورَجُلٌ {فَشْفاشٌ: يَتَنَفَّجُ بالكَذِبِ ويَنْتَحِلُ مَا لِغَيْرِه. وسَيْفٌ فَشْفَاشٌ: لَمْ يُحْكَمْ عَمَلُه، والسِّينُ لُغَةٌ فِيهِ.} والفَشْفاشُ: عُشْبَة نَحْو البَسْباسِ، وَاحِدَتُه! فَشْفَاشَةٌ، نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وتَقَدَّم فِي السِّينِ المُهْمَلَةِ.
ف ش ش

لأفشّنّك فشّ الوطب.

الإله

الإله
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الإله) : الهمزة واللام والهاء، وقد جاء في معاجم اللغة من هذه المادة ما يأتي بيانه فيما يلي: (1)
[ألهتُ إلى فلان] : سكنت إليه
[ألهَ الرجل يأله] إذا فرغ من أمرٍ نزل به فألهه أي أجاره
[ألِه الرجلُ إلى الرجل] : اتجه إليه لشدة شوقه إليه.
[اله الفصيل] إذا ولع بأمّه
[أله الإهة والُوهَة] عبد.
وقيل (الإله) مشتق من (لاه يليه ليهاً] : أي احتجب ويتبين من التــأمل في هذه المعاني المناسبة التي جعلت "اله ياله إلهة" تستعمل بمعنى العبادة – (أي التأله) – (الاله) بمعنى المعبود:
1- أن أول ما ينشأ في ذهن الإنسان من الحافز على العبادة والتأله يكون ما أتاه احتياج المرء وافتقاره. وما كان الإنسان ليخطر بباله أن يعبد أحداً ما لم يظن فيه أنه قادر على أن يسد خلته، وأن ينصره على النوائب ويؤويه عند الآفات، وعلى أن يسكن من روعه في حال القلق والاضطراب.
2- وكذلك أن اعتقاد المرء أن أحداً ما قاض للحاجات ومجيب للدعوات، لستلزم أن يعده أعلى منه منزلة وأسمى مكانة، وألا يعترف بعلوه في المنزلة فحسب، بل أن يعترف كذلك بعلوه وغلبته في القوة والأيد.
3- ومن الحق كذلك أن ما تقضى به حاجات المرء غالباً حسب قانون الأسباب والمسببات في هذه الدنيا، ويقع جل عمله في قضاء الحاجات تحت سمع المرء وبصره، وفي حدود لا تخرج من دائرة علمه، لا ينشئ في نفس المرء شيئاً من النزوع إلى عبادته أبداً، خذ لذلك مثلاً أن رجلاً يحتاج إلى مال ينفقه في بعض حاجته، فيأتي رجلاً آخر يطلب منه عملاً أو وظيفة فيجيبه الرجل إلى طلبه ويقلده عملاً، ثم يأجره على عمله، فإن الرجل لا يخطر له ببال أصلاً – فضلاً عن أن يعتقد – أن الرجل يستحق العبادة من قبله، لما علم بل رأى بأمّ عينه كل المنهاج الذي بلغ به غايته وعرف الطريقة التي اتخذها الرجل لقضاء حاجته. فإن تصور العبادة لا يمكن أن يخطر ببال المرء إلا إذا كان شخص المعبود وقوّته من وراء حجاب الغيب، وكانت مقدرته على قضاء الحوائج تحت أستار الخفاء. من ها هنا قد اختيرت للمعبود كلمة تتضمن معاني الاحتجاب والحيرة والوله مع اشتمالها على معنى الرفعة والعلوّ.
4- ورابع الأربعة أنه من الأمور الطبيعية التي لا مندوحة عنها أن يتجه الإنسان في شوق وولع إلى من يظن فيه أنه قادر على أن يقضي حاجته إذا احتاج، وعلى أن يؤويه إذا نابته النوائب، ويهدئ أعصابه عند القلق. فتبين من ذلك كله أن التصورات التي قد أطلقت من أجلها كلمة (الإله) على المعبود هي: قضاء الحاجة والإجارة والتهدئة والتعالي والهيمنة وتملك القوى التي يرجى بها أن يكون المعبود قاضياً للحاجات مجيراً في النوازل وأن يكون متوارياً عن الأنظار يكاد يكون سراً من الأسرار لا يدركه الناس، وأن يفزع إليه الإنسان ويولع به.


تصور الإله عند أهل الجاهلية:
ويجمل بنا بعد هذا البحث اللغوي أن ننظر ماذا كانت تصورّات العرب والأمم القديمة في باب الألوهية التي جاء القرآن بإبطالها.
يقول سبحانه وتعالى
1- (واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً) (مريم:81)
(واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم يُنصرون) (يس: 74)
يتبين من هاتين الآيتين الكريمتين أن الذين كان يحسبهم أهل الجاهلية آلهة لأنفسهم كانوا يظنون بهم أنهم أولياؤهم وحماتهم في النوائب والشدائد وأنهم يكونون بمأمن من الخوف والنقض إذا احتموا بجوارهم.
2- (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لمّا جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب) (هود: 101)
(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون. أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيّان يبعثون. إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 20-22)
(ولا تدع مع الله إلهاً آخر، لا إله إلا هو (1)) (القصص: 88)
(وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) (يونس: 66) وتتجلى من هذه الآيات بضعة أمور، أحدها أن الذين كان أهل الجاهلية يتخذونهم آلهة لهم كانوا يدعونهم عند الشدائد ويستغيثون بهم؛ والثاني: أن آلهتهم أولئك لم يكونوا من الجن أو الملائكة أو الأصنام فحسب بل كانوا كذلك أفراداً من البشر قد ماتوا من قبل، كما يدل عليه قوله تعالى: "أمواتٌ غير أحياء وما يشعرون أيان يُبعثون" دلالة واضحة والثالث: أنهم كانوا يزعمون أن آلهتهم هذه يسمعون دعاءهم ويقدرون على نصرهم.
ولابد للقارئ في هذا المقام من أن يكون على ذكر من مفهوم الدعاء، ومن وضعية النصرة التي يرجوها الإنسان من الإله فالمرء إذا كان أصابه العطش مثلاً فدعا خادمه وأمره بإحضار الماء أو إذا أصيب بمرض فدعا الطبيب لمداواته، ولا يصحّ أن يطلق على طلب الرجل للخادم أو للطبيب حكم "الدعاء" وكذلك ليس من معناه أن الرجل قد اتخذ الخادم أو الطبيب إلهاً له. وذلك أن كل ما فعله الرجل جار على قانون العلل والأسباب ولا يخرج عن دائرة حكمه. ولكنه إذا استغاث بولي أو وثن – وقد أجهده العطش أو المرض- بدلاً من أن يدعو الخادم أو الطبيب، فلا شك أنه دعاه لتفريج الكربة واتخذه إلهاً. فإنه دعا ولياً قد ثوى في قبر يبعد عنه بمئات من الأميال، فكأني له يراه سميعاً بصيراً ويزعم أن له نوعاً من السلطة على عالم الأسباب مما يجعله قادراً على ان يقوم بإبلاغه الماء أو شفائه من المرض، وكذلك إذا دعا وثناً في مثل هذه الحال يلتمس منه الماء أو الشفاء، فكأنه يعتقد أن الوثن حكمه نافذ على الماء أو الصحة أو المرض، مما يقدر به أن يتصرف في الأسباب لقضاء حاجته تصرفاً غيبياً خارجاً عن قوانين الطبيعة. وصفوة القول أن التصور الذي لأجله يدعو الإنسان الإله ويستغيثه ويتضرع إليه هو لا جرم تصور كونه مالكاً للسلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة وللقوى الخارجة عن دائرة نفوذ قوانين الطبيعة. 3- (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرَّفنا الآيات لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكُهم وما كانوا يفترون) (الأحقاف: 27-28)
(ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضرٍّ لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون) (يس: 22-23)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون) (الزمر: 3)
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) فيتجلى من هذه الآيات الكريمة أمور عديدة منها أن أهل الجاهلية ما كانوا يعتقدون في آلهتهم أن الألوهية قد توزعت فيما بينهم، فليس فوقهم إله قاهر، بل كان لديهم تصور واضح لإله قاهر كانوا يعبرون عنه بكلمة (الله) في لغتهم. وكانت عقيدتهم الحقيقة في شأن سائر الآلهة أن لهم شيئاً من التدخل والنفوذ في ألوهية ذلك الإله الأعلى، وأن كلمتهم تُتَلقى عنده بالقبول وأنه يمكن أن تتحقق أمانينا بواسطتهم ونستدر النفع ونتجنب المضار باستشفاعهم. ولمثل هذه الظنون كانوا يتخذونهم أيضاً آلهة مع الله تعالى. ومن هنا يتبين أن الإنسان عن اتخذ أحداً شافعاً له عند الله ثم أصبح يدعوه ويستعين به ويقوم بآداب التبجيل والتعظيم ويقدم له القربات والنذور، فكل ذلك على ما اصطلح عليه أهل الجاهلية اتخاذه إياه إلهاً. (1)
4- (وقال الله: لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحدٌ فإياي فارهبون) (النحل: 51)
(ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً) (الأنعام: 80)
(إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) (هود: 54) ويتضح من هذه الآيات الحكيمة، أن أهل الجاهلية كانوا يخافون من قبل آلهتهم أنهم إن أسخطوا آلهتهم على أنفسهم لسبب من الأسباب أو حرموا عنايتهم بهم وعطفهم عليهم نابتهم نوائب المرض والقحط والنقص في الأنفس والأموال ونزلت بهم نوازل أخرى.
5- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو) (التوبة: 31)
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا) (الفرقان: 43)
(وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) (الأنعام: 137)
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وفي الآيات يقف المتــأمل على معنى آخر لكلمة (الإله) يختلف كل الاختلاف عن كل ما تقدم ذكره من معانيها، فليس ههنا شيء من تصور السلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة، فالذي اتّخذ إلهاً هو إما واحد من البشر أو نفس الإنسان نفسه، ولم يتخذ ذلك إلهاً من حيث أن الناس يدعونه أو يعتقدون فيه أنه يضرهم وينفعهم، أو أنه يستجار به، بل قد اتخذوه إلهاً من حيث تلقوا أمره شرعاً لهم، وائتمروا بأمره وانتهوا عما نهى عنه، واتبعوه فيما حلله وحرمه، وزعموا ان له الحق في أن يأمر وينهى بنفسه، وليس فوقه سلطة قاهرة يحتاج إلى الرجوع والاستناد إليها. فالآية الأولى تبين لنا كيف اتخذت اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً وآلهة من دون الله، كما بين ذلك الحديث النبوي الشريف فيما رواه الإمام الترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقه صليب من ذهب وهو يقرأ هذه الآية، قال، فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال: بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
وأما الآية الثانية فمعناها واضح كل الوضوح، وذلك أن من يتبع هوى النفس ويرى أمره فوق كل أمر فقد اتخذ نفسه إلهاً له في واقع الأمر. أما الآيتان التاليتان بعدهما فإنه وإن وردت فيهما كلمة (الشركاء) مكان (الإله) ، فالمراد بالشرك هو الإشراك بالله تعالى في الألوهية. ففي هاتين الآيتين دلالة واضحة على أن الذين يرون أن ما وضعه رجل أو طائفة من الناس من قانون أو شرعة أو رسم هو قانون شرعي من غير أن يستند إلى أمر من الله تعالى، فهم يشركون ذلك الشارع بالله تعالى في الألوهية.
ملاك الأمر في باب الألوهية
إن جميع ما تقدم ذكره من المعاني المختلفة لكلمة (الإله) يوجد فيما بينها ارتباط منطقي لا يخفى على المتــأمل المستبصر. فالذي يتخذ كائناً ما ولياً له ونصيراً وكاشفاً عنه السوء، وقاضياً لحاجته ومستجيباً لدعائه وقادراً على أن ينفعه ويضره، كل ذلك بالمعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية، يكون السبب لاعتقاده ذلك ظنه فيه أن له نوعاً من أنواع السلطة على نظام هذا العالم. وكذلك من يخاف أحداً ويتقيه ويرى أن سخطه يجر عليه الضرر ومرضاته تجلب له المنفعة، لا يكون مصدر اعتقاده ذلك وعمله إلا ما يكون في ذهنه من تصور أن له نوعاً من السلطة على هذا الكون. ثم أن الذي يدعو غير الله ويفزع إليه في حاجاته بعد إيمانه بالله العلي الأعلى، فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه أن له شركاً في ناحية من نواحي السلطة الألوهية. وعلى غرار ذلك من يتخذ حكم أحد من دون الله قانوناً ويتلقى أوامره ونواهيه شريعة متبعة فإنه أيضاً يعترف بسلطته القاهرة. فخلاصة القول أن أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة سواء أكان يعتقدها الناس من حيث أن حكمها على هذا العالم حكم مهيمن على قوانين الطبيعة، أو من حيث أن الإنسان في حياته الدنيا مطيع لأمرها وتابع لإرشادها، وأن أمرها في حد ذاته واجب الطاعة والإذعان.
استدلال القرآن وهذا هو تصور السلطة الذي يجعله القرآن الكريم أساساً يأتي به من البراهين والحجج على إنكار ألوهية غير الله، وإثبات الألوهية لله تعالى وحده. فالذي يستدل به القرآن في هذا الشأن هو انه لا يملك جميع السلطات والصلاحيات في السماوات والأرض إلا الله. فالخلق مختص به، والنعمة كلها بيده، والمر له وحده، والقوة والحول في قبضته، وكل ما في السماوات والأرض قانت له ومطيع لأمره طوعاً وكرهاً، ولا سلطة لأحد سواه ولا ينفذ فيها الحكم لأحد غيره، وما من أحد دونه يعرف أسرار الخلق والنظم والتدبير، أو يشاركه في صلاحيات حكمه. ومن ثم لا إله في حقيقة الأمر إلا هو، وإذ لم يكن في الحقيقة إله آخر من دون الله، فكل ما تأتونه من الأفعال معتقدين غيره إلهاً باطل من أساسه، سواء أكان ذلك دعاءكم إياه واستجارتكم له أم كان خوفكم إياه ورجاءكم منه، أم كان اتخاذكم إياه شافعاً لدى الله، أم كان إطاعتكم له وامتثالكم لأمره؛ فإن هذه الأواصر والعلاقات التي قد عقدتموها مع غير الله، يجب أن تكون مختصة بالله سبحانه لأنه هو الذي يملك السلطة دون غيره.
وأما الأسلوب الذي يستدل به القرآن الكريم في هذا الباب، فدونك بيانه في كلامه البليغ المعجز:
(وهو الذي في السماء إلهٌ وفي الأرض إلهٌ وهو الحكيم العليم) (الزخرف: 84)
(أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يُخْلَقون) (إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 17، 20، 22)
(يا أيُّها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو، فأنى تؤفكون) (فاطر: 3)
(قل أرأيتم عن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به) (الأنعام: 46) (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحُكم وإليه ترجعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون) (القصص: 7-72)
(قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) (سبأ: 22:23)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجلٍ مسمى) (الزمر: 5)
(خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاثٍ ذلكم الله ربُّكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تُصرفون) (الزمر: 6)
(أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإلهٌ مع الله بل هم قومٌ يعدلون. أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً. أإلهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمون، أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإلهٌ مع الله قليلاً ما تذكرون. أمّن يهديكم في ظلمات البرِّ والبحر ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يُشركون. أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإلهٌ مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (النمل: 60-64)
(الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً. واتخذوا من دونه آلهةً لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون، ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً) (الفرقان: 2: 3) (بديع السماوات والأرض أنّى يكون له ولدق ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيءٍ وهو بكل شيءٍ عليم. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 101 – 102)
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله، ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب إنّ القوة لله جميعاً) (البقرة: 165)
(قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ما خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات) (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) (الأحقاف: 4، 5)
(لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. لا يُسئل عما يفعلُ وهُم يُسئلون) (الأنبياء: 22-23)
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) (المؤمنون: 91)
(قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً. سبحانه وتعالى عمّا يقولن علوّاً كبيراً) (الإسراء: 42 – 43)

ففي جميع هذه الآيات من أولها إلى آخرها لا تجد إلا فكرة رئيسية واحدة ألا وهي أن كلاً من الألوهية والسلطة تستلزم الأخرى وأنه لا فرق بينهما من حيث المعنى والروح. فالذي لا سلطة له، لا يمكن أن يكون إلهاً ولا ينبغي أن يتخذ إلهاً. وأما من يملك السلطة فهو الذي يجوز أن يكون غلهاً وهو وحده ينبغي أن يتخذ إلهاً. ذلك بأن جميع حاجات المرء التي تتعلق بالإله أو التي يضطر المرء لأجلها أن يتخذ أحداً إلهاً له لا يمكن قضاء شيء منها من دون وجود السلطة. ولذلك لا معنى لألوهية من لا سلطة له، فإن ذلك أيضاً مخالف للحقيقة، ومن النفخ في الرماد أن يرجع إليه المرء ويرجو منه شيئاً.
والأسلوب الذي يستدل به القرآن واضعاً بين يديه هذه الفكرة الرئيسية، يمكن القارئ أني فهم مقدماته ونتائجه حق الفهم بالترتيب الآتي: 1- إن أعمال قضاء الحاجة وكشف الضرر والإجارة والتوفيق والنصر والرقابة والحماية وإجابة الدعوات التي قد تهاونتم بها وصغرتم من شأنها، ما هي بأعمال هينة في حقيقة الأمر، بل الحق أن صلتها وثيقة بالقوى والسلطات التي تتولى أمر الخلق والتدبير في هذا الكون فإنكم إن تــأملــتم في المنهاج الذي تقضى به حوائجكم التافهة الحقيرة، عرفتم أن قضاءها مستحيل من غير أن تتحرك لأجله عوامل لا تحصى في ملكوت الأرض والسماء خذوا لذلك مثلاً كأساً من الماء تشربونها أو حبة من القمح تأكلونها فما أدركوا إذ تعمل كل من الشمس والأرض والرياح والبحار قبل أن تتهيأ لكم هذه وتصل إلى أيديكم. فالحق أنه لا تتطلب إجابة دعائكم وقضاء حاجتكم وما إليها من الشؤون سلطة هينة، بل يتطلب ذلك سلطة يقتضيها ويستلزمها خلق السماوات والأرض وتحريك السيارات وتصريف الرياح وإنزال الأمطار وبكلمة موجزة يقتضيها ويتطلبها تدبير نظام هذا الكون بأسره.
2- وهذه السلطة غير قابلة للتجزئة، فلا يمكن أبداً أن تكون السلطة في أمر الخلق بيد وفي أمر الرزق بيد أخرى، وأن تكون الشمس مسخرة لهذا وتكون الأرض مذللة لذاك. كما لا يمكن أن يكون الإنشاء في يد والمرض والشفاء في يد أخرى، والموت والحياة بيد ثالثة. فإنه لو كان الأمر كذلك ما أمكن لنظام هذا الكون أن تقوم له قائمة. فما لابدّ منه أن تكون جميع السلطات والصلاحيات بيد حاكم واحد يرجع إليه كل ما في السماوات والأرض. فإنّ نظام هذا العالم يقتضي أن يكون الأمر كذلك وهو في الواقع كذلك: 3- وإذ كانت السلطة كلها بيد الحاكم الواحد ولم يكن لأحد غيره نقير منها ولا قطمير، فالألوهية أيضاً مخصوصة به لا محالة، وخالصة له دون غيره ولا شريك له فيها. فلا يملك أحد من دونه أن يغيثك أو يستجيب دعاءك أو يجيرك أو يكون حامياً لك ونصيراً أو لياً ووكيلاً، أو يملك لك شيئاً من النفع أو الضر. إذاً لا إله لكم غير الله بمعنى من تلك المعاني التي قد تخطر ببالكم، حتى إنه لا يمكن أن يكون أحداً إلهاً لكم بأن له دالة عند حاكم هذا الكون وتتقبل شفاعته لديه، لمكانه من التقرب عنده. كلا بل ليس في وسع أحد أن يتصدى لأمر من أمور حكمه وتدبيره، ولا يستطيع أحد أن يتدخل في شيء من شؤونه، وكذلك قبول الشفاعة أو رفضها متوقف على مشيئته وإرادته، وليس لأحد من القوة والنفوذ ما يجعل شفاعته مقبول لديه. 4- وما يقتضيه توحد السلطة العليا أن يكون جميع ضروب الحكم والأمر راجعة إلى مسيطر قاهر واحد، وإلاّ ينتقل منه جزء من الحكم إلى غيره. فإنه إذا لم يكن الخلق إلا له ولم يكن له شريك فيه، وإذا كان هو الذي يرزق الناس ولم تكن لأحد من دونه يد في الأمر، إذا كان هو القائم بتدبير نظام هذا الكون وتسيير شؤونه ولم يكن له في ذلك شريك، فما يتطلبه العقل ألاَّ يكون الحكم والأمر والتشريح إلا بيده كلك ولا مبرّر لأن يكون أحد شريكاً له في هذه الناحية أيضاً. وكما أنّه من الخطأ أن يكون أحد غيره مجيباً لدعوة الداعي وقاضياً لحاجة المحتاج، ومجيراً للمضطر في دائرة ملكوته في السموات والأرض، فمن الخطأ والباطل كذلك أن يكون أحد غيره حاكماً مستقلاً بنفسه، وآمراً مستبداً بحكمه، وشارعاً مطلق اليد في تشريعه، إن الخلق والرزق والاحياء والإنامة، وتسخير الشمس والقمر، وتكوير الليل والنهار والقضاء والقدر، والحكم والملك، والأمر والتشريع.. كل أولئك وجوه مختلفة للسلطة الواحدة، ومظاهر شتى للحكم الواحد، والحكم والسلطة لا يقبل شيء منهما التجزئة والتقسيم البتة. فالذي يعتقد أمر كائن ما من دون الله مما يجب إطاعته والإذعان له بغير سلطان من عند الله، فإنه يأتي من الشرك بمثل ما يأتي به الذي يدعو غير الله ويسأله. وكذلك الذي يدعي أنه مالك الملك، والمسيطر القاهر، والحاكم المطلق بالمعاني السياسية (1) ، فإن دعواه هذه كدعوى الألوهية ممن ينادي بالناس: "إني وليكم وكفيلكم وحاميكم وناصركم"، ويريد بكل ذلك المعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية. ألم تر أنه بينما جاء في القرآن أن الله تعالى لا شريك له في الخلق وتقدير الأشياء وتدبير نظام العالم، جاء معه أن الله له الحكم وله الملك ليس له شريك في الملك، مما يدل دلالة واضحة على أن الألوهية تشتمل على معاني الحكم والملك أيضاً، وأنه مما يستلزمه توحيد الإله ألا يشرك بالله تعالى في هذه المعاني كذلك. وقد فصل القول في ذلك أكثر مما تقدم فيما يلي من الآيات:
(قلْ اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء) (آل عمران: 26)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
وقد صرح القرآن بالأمر بأكثر من كل ما سبق في (سورة غافر) حيث جاء:
(يوم هم بارزون، لا يخفى على الله منهم شيء، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) (غافر: 16)
أي يوم يكون الناس قد انقشعت الحجب عنهم، ولا يخفى على الله خافية من أمرهم، ينادي المنادي: لمن الملك اليوم؟ ولا يكون الجواب إلا أن الملك لله الذي غلبت سلطته جميع الخلق، وأحسن ما يفسر هذه الآية ما رواه الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر (وما قد روا الله حق قدره، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هكذا بيده ويحركها، يقبل بها ويدبر، يمجد الرب نفسه، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرُ حتى قلنا: ليخرَّنَّ به.

وَفِي

وَفِي
: (ي (} وَفَى بالعَهْدِ، كوَعَى) ، يَفِي ( {وَفاءً) ، بالمدِّ، فَهُوَ} وافٍ: (ضِدُّ غَدَرَ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ غيرُهُ: {الوَفاءُ مَلازَمَةُ طرِيقِ المُواساةِ ومُحافَظَة عُهُودِ الخُلَطاء؛ (} كأوْفَى) ؛ قالَ ابنُ برِّي: وَقد جَمَعَهما طُفَيْل الغَنَوِيُّ فِي بيتٍ واحدٍ فِي قولهِ:
أَمَا ابْن طَوْقٍ فقد {أَوْفَى بذِمَّتهِ
كَمَا} وَفَى بقِلاصِ النَّجْمِ حادِيهاقال شَمِرٌ: يقالُ {وَفَى} وأَوْفَى، فَمنْ قالَ {وَفَى فإنَّه يقولُ تَمَّ كقَوْلكَ وَفَى لنا فلانٌ أَي تَمَّ لنا قَوْلُه وَلم يَغْدِر،} ووَفَى هَذَا الطَّعامُ قَفِيزاً، أَي تَمَّ قَفِيزاً؛ ومَنْ قالَ {أَوْفَى فمعْناهُ} أَوفانِي حَقِّي أَي أَتَمَّه وَلم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا، وكَذلكَ {أَوْفَى الكَيْلَ أَي أَتَمَّه وَلم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا.
قالَ أَبو الهَيْثم فيمَا رَدَّ بِهِ على شَمِرٍ: الَّذِي قالَ شمرٌ فِي} وَفَى {وأَوْفَى باطِلٌ لَا مَعْنى لَهُ إنَّما يقالُ} أَوْفَيْتُ بالعَهْدِ ووَفَيْتُ بالعَهْدِ. وكلُّ شيءٍ فِي كتابِ اللهاِ يقالُ مِن هَذَا فَهُوَ بالألفِ، قالَ اللهاِ تَعَالَى: { {أَوْفُوا بالعُقُود} ، {} أَوْفُوا بَعَهْدِي} ويقالُ: وَفَى الشيءُ ووَفَى الكَيْلُ، أَي تَمَّ، {وأَوْفَيْتُه أَنا أَي أَتْمَمْتُه، قالَ اللهاُ: {أَوْفُوا الكَيْلَ} ، انتَهَى.
(و) } وَفَى (الشَّيءُ {وُفِيّاً، كصُلِيَ) : أَي (تَمَّ وكَثُرَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (فَهُوَ} وَفِيٌّ {ووافٍ) بمعْنًى واحِدٍ، وَفِي الصِّحاح} الوَفِيُّ: {الوَافِي، انتَهَى.
وكلُّ شيءٍ بَلَغَ تمامَ الكَمالِ فقد} وَفَى وتَمَّ (و) مِنْهُ وَفَى (الدِّرْهَمُ المِثْقالَ) إِذا (عَدَلَهُ) فَهُوَ {وافٍ.
قَالَ شيْخُنا: وَفِي لَحْنِ العَوام لأبي بكْرٍ الزَّبيدِي أنَّهم يقولونَ دِرْهَمٌ وافٍ للزَّائِدِ وَزْنه، وإنَّما هُوَ الَّذِي لَا يزيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وَهُوَ الَّذِي وَفَى بزِنَتِه، أَي فَلَا يقالُ: وَفَى أَي كَثُرَ وزادَ؛ وَقد يقالُ إنَّه يَصْدقُ على الزائِدِ أنَّه} وَفَى بزِنَتِهِ؛ فتــأَمَّل.
( {وأَوْفَى عَلَيْهِ: أَشْرَفَ) واطَّلَعَ؛ وَمِنْه حديثُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (} أَوْفَى على سَلْع) .
(و) (أَوْفَى (فلَانا حَقَّهُ) : إِذا (أَعْطاهُ {وافِياً،} كوفَّاهُ) {تَوْفِيَةً؛ نقلَهُ الجَوْهري.
وَقَالَ غيرُهُ: أَي أَكْمَلَهُ؛ (} ووَافاهُ) {مُوافاةً كَذلكَ؛ وَقد جاءَ فاعَلْتُ بمَعْنَى أَفْعَلْتُ وفَعَلْتُ فِي حُرُوفٍ بمعْنًى واحِدٍ؛ تَعاهَدْتُ الشيءَ وتعَهَّدْته وباعَدْته وأَبْعَدْتُه، وقارَبْتُ الصبيَّ وقَرَبْتُه، وَهُوَ يُعاطِيني الشيءَ ويُعْطِيني؛ وَمِنْه المُوافاةُ الَّتِي يَكْتُبها كتَّابُ دَواوِيْن الخَراجِ فِي حساباتِهم؛ (} فاسْتَوْفاهُ {وتَوَفَّاهُ) ، أَي لم يَدَعْ مِنْهُ شَيْئا، فهُما مُطاوِعانِ} لأوْفاهُ {ووَفاهُ} ووَافاهُ.
(و) من المجازِ: أَدْرَكَتْه ( {الوَفاةُ) : أَي (المَوْتُ) والمَنِيَّةُ.
} وتُوفِّيَ فلانٌ: إِذا ماتَ.
( {وتَوفَّاهُ اللهاُ) ، عزَّ وجلَّ: إِذا (قَبَضَ) نَفْسَه؛ وَفِي الصِّحاحِ، (رُوْحَهُ) .
وَقَالَ غيرُهُ: تَوَفِّي الميتِ} اسْتِيفَاء مُدَّتهِ الَّتِي وُفِيتْ لَهُ وعَدَد أَيَّامِه وشُهُورِه وأَعْوامِه فِي الدُّنْيا؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {الله {يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حِين مَوْتِها} ، أَي} يَسْتَوفي مُدَد آجالِهم فِي الدُّنْيا، وقيلَ: يَسْتَوفي تَمامَ عَددِهم إِلَى يَوْم القِيامَةِ.
وأَمَّا تَوَفِّي النَّائم فَهُوَ اسْتِيفَاء وَقْت عَقْلِه وتَميزه إِلَى أَنْ نامَ.
وَقَالَ الزجَّاجُ فِي قولهِ تَعَالَى: {قُلْ {يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ المَوْتِ} ، قالَ: هُوَ مِن تَوْفِيةِ العَدَدِ، تَأْوِيلُه أَي يَقْبِضُ أَرْواحَكم أَجْمَعِين فَلَا ينقُصُ واحِد مِنْكم، كَمَا تقولُ: قد} اسْتَوْفَيْتُ مِن فلانٍ {وتَوَفَّيْت مِنْهُ مَالِي عَلَيْهِ، تأْوِيلُه أَي لم يَبْقَ عَلَيْهِ شيءٌ.
وقولُه تَعَالَى: {حَتَّى إِذا جاءَتْهم رُسُلُنا} يَتَوَفَّوْنَهم} ؛ قالَ الزجَّاجُ: فِيهِ، واللهاُ أَعْلَم، وَجْهان: يكونُ حَتَّى إِذا جاءَتْهم ملائِكَةُ المَوْتِ يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عنْدَ المُعايَنةِ فيَعْتَرِفونَ عنْدَ مَوّتِهم أنَّهم كَانُوا كافِرِينَ، لأنَّهم قَالُوا لهُم: {أَيْنَما كُنْتُم تدْعُونَ مِن دون ااِ؟ قَالُوا: ضَلُّوا عنَّا} أَي بطلوا وذَهَبُوا، ويجوزُ أَنْ يكونَ، واللهاُ أَعْلم، حَتَّى إِذا جاءَتْهم ملائِكَةُ العَذابِ يَتَوَفَّوْنَهم، فيكونُ يَتَوَفَّوْنَهم فِي هَذَا المَوْضِع على ضَربَيْن: أَحَدُهما يَتَوَفَّوْنَهم عَذَاباً وَهَذَا كَمَا تقولُ: قد قَتَلْتُ فلَانا بالعَذابِ وَإِن لم يَمتْ، ودَليلُ هَذا القَوْل قولهُ تَعَالَى: {ويأْتِيه الموتُ مِن كلِّ مَكانٍ وَمَا هُوَ بمَيِّتٍ} ، قالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ {يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم، وَهُوَ أَضْعَفُ الوَجْهَيْن؛ وَالله أَعْلَم.
(و) مِن المجازِ: (} وافَيْتُ العامَ) : أَي (حَجَجْتُ) ؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
صارَتِ {المُوافَاةُ عنْدَهم اسْماً للحَجِّ كَمَا قَالُوا نَزَلْت أَي أَتَيْت مِنَي؛ قالَهُ الصَّاغاني.
(و) } وافَيْتُ (القَوْمَ: أَتَيْتُهُم) ، كأَنَّه أَتاهُم فِي المِيعادِ، ( {كأَوْفَيْتُهُم.
(} والمُوِفِيَةُ) ، كمُحْسِنَةٍ؛ وَفِي التكْملَةِ بفتْح الميمِ؛ (ة) قُرْبَ بِلادِ؛ كَذَا فِي التكْملَةِ؛ فِيهَا نخيلاتٌ، نقلَهُ الحفْصِي عَن الأصْمعي؛ قالَهُ ياقوتُ.
(و) {المُوَفِّيَةُ (كمُحَدِّثةٍ: اسْمُ طَيْبَةَ، صلى الله على ساكِنِها وَسلم) ، كأنَّها سُمِّيَتْ بذلكَ لأنَّها} اسْتَوْفَتْ حَظَّها مِن الشَّرَفِ.
( {والوَفاءُ) ، مَمْدودٌ: (ع) ، فِي شِعْرِ الحارِثِ بنِ حِلِّزة عَن ياقوت.
قُلْتُ: هُوَ قولهُ:
فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا
قُ قَنانٍ فعاذِبٌ} فالوَفاءُ ( {والمِيفاءُ) ، كمِحْرابٍ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّحيحُ أنَّه مَقْصورٌ كَمَا هُوَ نَصُّ التَّهذيبِ والتّكْملةِ؛ (طَبَقُ التَّنُّورِ) . قالَ رجلٌ مِن العَرَبِ لطَبَّاخِه: خَلِّبْ} مِيفاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قالَ: خَلِّبْ أَي طَبِّقْ، والرَّوْدَقُ الشِّواءُ.
(و) أيْضاً: (إرَةٌ تُوَسَّعُ للخُبْزِ) ، أَي لخبْز الملةِ.
(و) أَيْضاً: (بَيْتٌ يُطْبَخُ فِيهِ الآجُرُّ) ؛ رَواهُ أَبُو الخطَّابِ عَن ابنِ شُمَيْل.
(و) أَيْضاً: (الشَّرَفُ مِن الأَرْض) يُوفَى عَلَيْهِ؛ ( {كالمِيفاةِ) ؛ وهُما مَقْصورانِ (} والوَفْىُ) ، وَهُوَ بفَتْح فسكونٍ وضُبِطَ فِي سائِرِ النسخِ كغَنِيَ وَهُوَ غَلَطٌ، والدليلُ على ذلكَ قولُ كثيرٍ:
وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى
لنُكْبِ الرِّياح {وَفْيُها وصغِيرُها (} وأَوْفَى بنُ مَطَرٍ وعبدُ اللهاِ بنُ أَبي {أَوْفَى) عَلْقَمَة بنِ خالِدِ بنِ الحارِثِ الأَسْلَمي، أَبو مُعاوِيَةَ أَو أَبو إبْراهيمَ أَو أَبو محمدٍ، (صَحابِيَّانِ) ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا؛ هَكَذَا فِي سائِرِ النّسخ والصَّوابُ أنَّ أَوْفَى بنَ مَطَرٍ شاعِرٌ وليسَتْ صُحْبَةٌ كَمَا هُوَ نصُّ التكْملةِ فتــأَمَّل.
(} وتَوافَى القَوْمُ: تَتامُّوا) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {والوَفاءُ: الطُّولُ) وتَمامُ العَمُرِ. (يقالُ: ماتَ فلانٌ وأنْتَ} بوَفاءٍ، أَي بطُولِ عُمُرِ) وتَمامِه، (تَدْعُو لَهُ بذلَكَ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَفِي التكملةِ: أَي تَسْتَوفِي عُمرَكَ.
( {والوَافِي: دِرْهَمٌ: أَرْبَعَةُ دَوانِيقَ) .
وقالَ شمِرٌ: بَلَغَني عَن ابنِ عُيَيْنة أنَّه قالَ:} الوَافِي دِرْهَمٌ دانِقانِ؛ وقالَ غيرُهُ: هُوَ الَّذِي وَفَى مِثْقالاً؛ وَقد تقدَّمَ عَن أبي بكْرٍ الزَّبيدي قرِيباً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الوَفْيُ بِفَتْح فسكونٍ: مَصْدَرُ وَفَى يَفِي، سَمَاعا، وَبِه فُسِّر قولُ الهُذَلي:
إذْ قَدَّمُوا مائَة واسْتَأْخَرَتْ مِائةً
} وَفْياً وزادُوا على كِلْتَيْهِما عَدَدا قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ قِياساً غَيْرَ مسموعٍ، فإنَّ أَبا عليَ قد حكَى أنَّ للشاعِرَ أَنْ يأْتي لكلِّ فَعَلَ بفَعْلٍ وَإِن لم يُسْمَع.
{والوَفيُّ، كغَنِيَ: الَّذِي يُعْطِي الحقَّ ويأْخُذُ الحقَّ، والجَمْعُ} أَوْفياءُ.
{وأَوْفَى اللهاُ بأُذُنِه: أَظْهَرَ صِدْقَه فِي إخْباره عمَّا سَمِعَتْ أُذُنه.
ورجُلٌ} وَفِيٌّ {ومِيفاءٌ: ذُو} وَفاءٍ، وَقد {وَفَى بنَذْرِهِ،} وأَوْفاهُ {وأَوْفى بِهِ؛ قالَ اللهاُ تَعَالَى: {} يُوفُونَ بالنَّذْرِ} .
وحكَى أَبو زيْدٍ: {وفَّى نَذرَه} وأَوْفَاهُ، أَي أَبْلَغَه.
وقولهُ تَعَالَى: {وإبراهيمَ الَّذِي وَفَّى} ؛ فِيهِ وَجْهانِ: أَحَدُهما: أَي بَلَّغَ أَن ليسْت تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى؛ وَالثَّانِي: {وَفَّى بِمَا أُمِرَ بِهِ وَمَا امْتُحِنَ بِهِ مِن ذَبْحِ ولدِه، وَهُوَ أَبْلَغُ مَنْ} وَفَى، لأنَّ الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ مِن أَعْظَمِ المِحَنِ.
{وتَوافَيْنا فِي المِيعادِ،} ووَافَيْته فِيهِ، {وتَوَفَّى المُدَّة: بَلَغَها واسْتَكْمَلَها.
} وأَوْفى المَكانَ: أَتاهُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
أُنادِي إِذا {أُوفِي مِن الأرضِ مَرْبَأً
لأنِّي سَمِيعٌ لَوْ أُجابُ بَصِيرُو} وأَوفِي فِيهِ: أُشْرِفُ.
{ووَفَى رِيشُ الجَناح فَهُوَ} وافٍ.
{والوَافِي مِن الشِّعْر مَا} اسْتَوْفَى فِي الاسْتِعمالِ عِدَّةَ أَجْزائِه فِي دَائِرتِه، وَقيل: هُوَ كلُّ جزءٍ يمكنُ أَن يدْخلَه الزِّحافُ فسَلِمَ مِنْهُ.
وإنَّه {لَمِيفاءٌ على الأَشْرافِ: أَي لَا يزَالُ} يُوفِي عَلَيْهَا.
وعَيرٌ {مِيفاءٌ على الإكام: إِذا كانَ مِن عادَتهِ أَن يُوفيَ عَلَيْهَا؛ قالَ حميدٌ الأرْقَط يَصِفُ حِماراً:
أَحْقَبَ، مِيفاءٍ على الرُّزونِ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} والمِيفاةُ: المَوْضِعُ الَّذِي {يُوفي فَوْقه البازِي لإِيناس الطَّيْر أَو غيرِه.
} وأَوْفَى على الخَمْسين: أَي زادَ؛ وكانَ الأصْمعي يُنْكرُه ثمَّ عَرَفَه.
وقالَ الزَّمَخْشري: {أَوْفَى على المِائَةِ: زادَ عَلَيْهَا؛ وَهُوَ مجازٌ.
} وتَوَفَّيْتُ عَدَدَ القَوْمِ: إِذا عَدَدْتهم كلَّهمْ، وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ لمَنْظورٍ العَنْبري:
إنَّ بَني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ
وَلَا {تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ فِي العَدَدْأَي لَا تَجْعَلهم قُرَيشٌ تَمامَ عَدَدِهم لَا} تَسْتَوفي بهم عدَدَهم.
{ووَافاه حِمامُه: أَدْرَكَه؛ وَكَذَا كِتابُه.
ووَزَنَ لَهُ بالوَافِيَةِ: أَي بالصَّنْجةِ التَّامة} والمُوافِيُّ المُفاجِيءُ؛ وَمِنْه قولُ بِشْر:
كأنَّ الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فِيهَا
لحُسْنِ دَلالِها رَشأٌ! مُوافِي قالَهُ أَبو نَصْرٍ الباهِلِي واسْتَدَلَّ بقولِ الشاعرِ:
وكأَنَّما {وَافاكَ يومَ لقِيتَها
من وَحْش وَجْرَة عاقِدٌ مُتَرَبِّبُأَي فَاجَأَك؛ ــوقيلَ:} مُوافِي أَي قد وَافَى جِسْمه جِسْمَ أُمِّه، أَي صارَ مِثْلَها.
{والمُوفِيَات: بنَجْدٍ بالحمى مِن جِبالِ بَني جَعْفرٍ، قالَ الشاعرُ:
أَلا هَلْ إِلَى شُرْبٍ بناصِفَةِ الْحمى
وقَيْلولَة} بالموفيات سَبِيل {والمُسْتَوْفي مِن الكِتابِ والحِسابِ مَعْروفٌ، وَقد عُرِفَ بِهِ جماعَةٌ، مِنْهُم: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَبي بكْرِ بنِ أَبي زيْدٍ النَّيْسابُورِي رَوَى عَن إسْمعيل بنِ عبْدِ الرحمانِ العصايدي وَعنهُ نجْمُ الدِّيْن الرَّازِي المُلَقَّبُ بالدّايَة.
} وأَوْفَى بنُ دلهمٍ العَدَوِيُّ محدِّثٌ ثِقةٌ مِن رِجالِ التَّرْمذي.
وأَبو {الوَفا: كُنْيَةُ جماعَةٍ مِن المحدِّثِين وغيرِهم.
} ووَفاءُ بنُ شريحٍ المَصْرِي تابِعيٌّ عَن رُوَيْفعِ بنِ ثابِتٍ وَعنهُ زِيادُ بنُ نُعَيْم.

نمص

ن م ص

في وجهها نمصٌ: شبه الزّغب. ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته. " ولعنت النامصة والمتنمصة ". وهو أنمص الحاجبين إذا رق مؤخّرهما.

ومن المجاز: تنمّص البهم إذا رعى أوّل العشب.

نمص



أَنْمَصُ Having no eyebrows. (TA in art. ثط.)
(نمص) الشّعْر أَو النبت نتفه
(نمص)
الشّعْر أَو النبت نمصا رق ودق حَتَّى كَأَنَّهُ زغب وَالشعر نتفه

(نمص) الشّعْر نمصا دق ورق حَتَّى كَأَنَّهُ زغب
[نمص] نه: فيه: إنه لعن "النامصة"، أي التي تنتف الشعر من وجهها، والمتنمصة: الآمرة من يفعله بها، ويروي بنون فتاء، ومنه للمنقاش: منماص. ن: وهو حرام إلا لمن نبتت لها لحية أو شوارب. ج: النمص: ترقيق الحواجب للتحسين.

نمص


نَمَصَ(n. ac. نَمْص)
a. Pulled out.

نَمَّصَa. see I
أَنْمَصَa. Germinated, sprouted.

نِمْصa. A plant.

نَمَصa. Hair; down.
b. see 2
مِنْمَصa. Tweezers.

نِمَاْصa. Thread ( of a needle ).
نُمَاْص
(pl.
نُمُص أَنْمِصَة)
a. Month.

نَمِيْصa. Pulled out; uprooted.

مِنْمَاْصa. see 20
[نمص] النَمْصُ: نتفُ الشَعْرِ. وقد تَنَمَّصَتِ المرأةُ ونَمَّصَتْ أيضاً، شدِّد للتكثير. قال الراجز: يا ليتها قد لبست وصواصا * ونمصت حاجبها تنماصا * والنامصة: المرأة التى تزين النساء بالنمص. والمنمص والمنماص: المنقاش. والنمص بالكسر: ضرب من النبت. والنَميصُ: النبتُ الذي قد أُكِلَ ثم نبتَ. قال الشاعر امرؤ القيس: ويَأْكُلْنَ من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل وهو نميص
نمص
النَّمَصُ: رِقَةُ الشَّعرِ حَتّى ترَاه كالزغَب، ورَجُل أنْمَصُ وامرَأة نَمْصَاءُ. والنّامِصَةُ: التي تَنْمِصُ شَعرَ وَجْهِها تَنْتِفُه، وفي الحديث: " لَعَنَ اللهُ النّامِصَةَ والمُتَنَمَصَةَ ". والمِنْمَاصُ: المِنْقَاشُ. والنمُوْصُ: ما أمْكَنَكَ جَزُّه من الثَباتِ. والنمْصُ: نَبْت أحْمَرُ من النَّصِيِّ أول ما يَخْرُجُ منه شَعرة أو شَعْرَتَانِ. والنِّمَاصُ: خَيْطُ الإبْرَة.
(ن م ص) : «لَعَنَ اللَّهُ النَّامِصَةَ وَالْمُتَنَمِّصَةَ وَالْوَاشِرَةَ وَالْمُؤْتَشِرَةَ وَالْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ» (النَّمْصُ) نَتْفُ الشَّعْرِ (وَمِنْهُ الْمِنْمَاصُ) الْمِنْقَاشُ وَأَشَرَ الْأَسْنَانَ وَوَشَرَهَا حَدَّدَهَا (وَائْتَشَرَتْ) هِيَ فَعَلَتْ ذَلِكَ بِنَفْسِهَا وَالْوَصْلُ هَهُنَا أَنْ تَصِلَ شَعْرَهَا بِشَعْرِ غَيْرِهَا مِنْ الْآدَمِيِّينَ (وَالْوَشْمُ) تَقْرِيحُ الْجِلْدِ وَغَرْزُهُ بِالْإِبْرَةِ وَحَشْوُهُ بِالنِّيلِ أَوْ الْكُحْلِ أَوْ دُخَانِ الشَّحْمِ وَغَيْرِهِ مِنْ السَّوَادِ لَعَنَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْفَاعِلَةَ أَوَّلًا ثُمَّ الْمَفْعُولَ بِهَا ثَانِيًا.
ن م ص

النَّمْصُ قِصَرُ الرِّيشِ والنَّمَصُ رِقَّةُ الشَّعَرِ حتى تَراهُ كالزَّغَبِ رَجُلٌ أنْمَصُ ونَمَصَ شَعَرَه يَنْمِصُه نَمْصاً نَتَفَهُ والمُشْطُ يَنْمِصُ الشَّعَرَ وكذلك المِحَصَّة أنشد ثعلبٌ

(كانَ رُبَيْبٌ حَلَبٌ وقارِصُ ... )

(والقَتُّ والشَّعِيرُ والفَصَافِصُ ... )

(ومُشْطٌ من الحديد نَامِصُ ... )

يَعْنِي المِحَصَّةَ سمَّاها مُشْطاً لأنَّ لها أسناناً كأَسْنانِ المشْطِ وتَنَمَّصَتِ المرأةُ أخذتْ شَعَرَ جَبِينِها بِخَيْطٍ وفي الحديث

لُعِنَتِ النَّامِصَةُ والمُتَنَمِّصَةُ والمِنْمَاصُ المِنْقاشُ والنَّمَصُ والنَّمِيصُ أوّلُ ما يبدأ من النَّباتِ فَتَنْتِفُه وقيل هو ما أمْكَنكَ جَزُّه وقيل هو نَمَصٌ أَوّل ما يَنْبِتُ فَيْملأُ فمَ الآكلِ وتَنمَّصتِ البُهْمُ رَعَتْه والنَّمَصُ ضَرْبٌ من الأَسَلِ لَيِّنٌ تُعْمَلُ منه الأطْباقُ والغُلُفُ تَسْلَحُ عنه الإِبِلُ هذه عن أبي حنيفةَ
نمص
نمَصَ يَنمُص، نَمْصًا، فهو نامِص، والمفعول مَنْموص
• نمَص الشَّعْرَ: نَتَفه "نمْصُ شعرِ الحاجب- امرأةٌ نامصة: تزيِّن النِّساءَ بالنّمص- لُعِنَتِ النَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ [حديث] ". 

تنمَّصَ يتنمَّص، تنمُّصًا، فهو مُتنمِّص
• تنمَّصتِ المرأةُ: نتَفَت شعرَ جبينها وحاجبَيْها بخَيْط "لُعِنَتِ النَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ [حديث] ". 

نمَّصَ ينمِّص، تنميصًا، فهو مُنمِّص، والمفعول مُنمَّص
• نمَّص الشَّعرَ: نمَصه؛ نتَفه وبالغ في نتفه "نمَّصت شعرَ حاجِبَيْها". 

مِنْماص [مفرد]: ج مَناميصُ: اسم آلة من نمَصَ: أداة يُستخرج بها الشّوك. 

نامِصَة [مفرد]: ج نامصات ونوامِصُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نمَصَ.
2 - امرأةٌ تزيِّنُ النِّساءَ بالنَّمص "تعمل نامصة". 

نَمْص [مفرد]: مصدر نمَصَ. 

نمص: النَّمَصُ: قِصَرُ الرِّيشِ. والنَّمَص: رقَّة الشعر ودِقَّتُه حتى

تراه كالزَّغَبِ، رجل أَنْمَصُ ورجل أَنْمَصُ الحاجب وربما كان أَنْمَصَ

الجَبِين.

والنَّمْصُ: نَتْفُ الشعر. ونَمَصَ شعرَه يَنْمِصُه نَمْصاً: نَتَفَه،

والمُشْطُ يَنْمِصُ الشعرَ وكذلك المحَسَّة؛ أَنشد ثعلب:

كانَ رُيَيْبٌ حَلَبٌ وقارِصُ

والقَتُّ والشعيرُ والفَصافِصُ،

ومُشُطٌ من الحديد نامِصُ

يعني المِحَسَّة سماها مشطاً لأَن لها أَسناناً كأَسنان المشط.

وتَنَمَّصت المرأَة: أَخذت شعر جَبِينِها بخيط لتنتفه. ونَمَّصَت أَيضاً: شدد

للتكثير؛ قال الراجز:

يا لَيْتَها قد لَبِسَتْ وَصْواصا،

ونمَّصَتْ حاجِبَها تَنماصا،

حتى يَجِيئوا عُصَباً حِراصا

والنامِصةُ: المرأَة التي تُزَيِّنُ النساء بالنَّمْص. وفي الحديث:

لُعِنَت النامصةُ والمُتَنَمّصة؛ قال الفراء: النامِصةُ التي تنتف الشعر من

الوجه، ومنه قيل للمِنْقاشِ مِنْماص لأَنه ينتفه به، والمُتَنَمِّصةُ: هي

التي تفعل ذلك بنفسها؛ قال ابن الأَثير: وبعضهم يرويه المُنْتَمِصة،

بتقديم النون على التاء. وامرأَة نَمْصاء تَنْتَمِصُ أَي تأْمرُ نامِصةً

فتَنْمِص شعرَ وجهها نَمْصاً أَي تأْخذه عنه بخيط. والمِنْمَص والمِنْماصُ:

المِنْقاشُ. ابن الأَعرابي: المِنْماص المِظْفار والمِنْتاش والمِنْقاش

والمِنْتاخ. قال ابن بري: والنَّمَص المنقاش أَيضاً؛ قال الشاعر:

ولم يُعَجِّلْ بقولٍ لا كِفاءَ له،

كما يُعَجِّلُ نبتُ الخُضْرةِ النَّمَصُ

والنَّمَصُ والنَّمِيصُ: أَول ما يبدو من النبات فينتفه، وقيل: هو ما

أَمْكَنك جَزُّه، وقيل: هو نَمَصٌ أَول ما ينبت فيملأ فم الآكل. وتنَمَّصَت

البُهْمُ: رَعَتْه؛ وقول امرئ القيس:

ويأْكلن من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً

تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ، فهو نَمِيصُ

يصف نباتاً قد رعته الماشية فجردته ثم نبت بقدر ما يمكن أَخْذُه أَي

بقدر ما ينتف ويُجَز. والنَّمِيصُ: النبت الذي قد أُكل ثم نبت. والنَّمْصُ،

بالكسر: نبت. والنَّمَصُ: ضرب من الأَسَل لَيّنٌ تعمل منه الأَطْباق

والغُلُف تَسْلَح عنه الإِبل؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ الأَزهري: أَقرأَني

الإِيادي لامرئ القيس:

تَرَعَّتْ بِحَبْل ابنَيْ زُهَير كليهما

نُماصَيْنِ، حتَّى ضاقَ منها جُلُودُها

قال: نُماصَينِ شهرين: ونُماصٌ: شهر. تقول: لم يأْتني نُماصاً أَي

شهراً، وجمعه نُمُصٌ وأَنْمِصَة.

نمص
النَّمْصُ: نَتْفُ الشَّعْرِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَقد نَمَصَهُ يَنْمصُه نَمْصاً: نَتَفَهُ. والمُشْطُ يَنْمِصُ الشَّعرَ، وكذلِكَ المِحَسَّةُ: أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: كَانَ رُيَيْبٌ حَلَبٌ وَقَارِصُ والقَتُّ والشَّعِيرُ والفَصَافِصُ ومُشُطٌ من الحَدِيدِ نَامِصُ يَعْنِي المِحَسَّة سَمَّاهَا مُشْطاً، لأَنّ لَهَا أَسْنَاناً كأَسْنَان المُشْطِ. فِي الحَدِيث: لُعِنَتِ النّامِصَةُ والمُتَنَمِّصَةُ وهيَ أَي النَّامِصَةُ مُزيِّنَةُ النِّسَاءِ بالنَّمْصِ. قَالَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: هِيَ الَّتِي تَنْتِفُ الشَّعرَ من الوَجْهِ. والمُتَنَمِّصَةُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وبَعْضُهُم يَرْوِيه المُنْتَمِصَة، بِتَقْدِيمِ النُّونِ على التَّاءِ، وَهِي المُزيَّنَةُ بِهِ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَفْعَلُ ذلِك بنَفْسِهَا والنَّمَصُ، مُحَرَّكَةً: رِقَّةُ الشَّعرِ ودِقَّتُهُ حَتَّى تَرَاهُ كالزَّغَبِ، قَالَه الفَرَّاءُ. ورُجُلٌ أَنْمَصُ الرَّأْسِ، وأَنْمَصُ الحَاجِبِ، ورُبَّمَا كانَ أَنْمَصَ الحَاجِبِ، ورُبَّمَا كانَ أَنْمَصَ الجَبِينِ إِذا رَقَّ مُؤَخَّرُهُمَا، كَمَا فِي الأَسَاس. وامْرأَةٌ نَمْصَاءُ.
النَّمَصُ: القِصَارُ مِن الرِّيشِ. وَفِي اللِّسَان: النَّمَصُ: قِصَرُ الرِّيشِ. النَّمَصُ: نَبَاتٌ. الصَّحِيحُ أَنه ضَرْبٌ من الأَسَل لَيِّنٌ تُعْمَلُ مِنْهُ الأَطبَاقُ والغُلُفُ، تَسْلَحُ عَنهُ الإِبِلُ، هذِه عَن أَبِي حَنِيفَةَ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ فكَسَرَهُ، ونَصُّهُ: والنِّمْصُ بالكَسْرِ، ضَرْبٌ من النَّباتِ وَقد يُقَالُ: إِنَّ الجَوْهَرِيّ إِنّمَا ذَكَرَ مَا صَحَّ عِنْدَهُ. وأَمَّا التَّحْرِيكُ فعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَحْدَه، وَقد سَبَقَهُ فِي التَّوْهِيمِ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب، وكأَنَّهُ لَم يَصِحَّ عِنْدَهُ من طَرِيقٍ يَثِقُ بِهِ فاقْتَصَرَ على مَا صَحَّ، كَمَا هُوَ شَرْطُهُ فِي كِتَابهِ، فَلَا وَهَمَ فِي مِثْل هَذَا، فتــأَمَّلْ. والنَّمِيصُ: المَنْتُوفُ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، والنَّامِصُ: الناتِفُ. النَّمِيصُ مِنَ النَّبْتِ: مَا نَمَصَتْه المَاشِيَةُ بأَفْواهِهَا، وذلِكَ أَوَّلَ مَا يَبْدُو مِنْهُ، فتَنْتِفُه، وقِيلَ: هُوَ مَا أَمْكَنَكَ جَزُّهُ. لَا مَا أُكِلَ ثُمَّ نَبَتَ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: لَا وَهَمَ فِي هذَا فإِنَّ النَّمِيصَ يُطْلَقُ عَليْهِما جَمِيعاً، فذِكْرُهُ أَحَدَ وَصْفَيْه، أَي المَأْكول دُون المَنْتُوف، أَو بالعَكْس، لَا يُوجِبُ الحَصْرَ، وإِنَّمَا ذَكَرَ مَا صَحَّ عِنْدَهُ، ويَدُلُّ لِمَا ذَهَبَ إِليْه قَوْلُ امْرِئ القَيْسِ الَّذِي أَنْشَدَهُ:
(ويَأْكُلْنَ من قَوٍّ لَعَاعاً ورِبَّةً ... تَجَبَّرَ بَعْدَ الأَكْلِ فَهُوَ نَمِيصُ) فإِنّهُمْ قَالُوا فِي تَفْسيره: إِنّه يَصِفُ نَبَاتاً قَدْ رَعَتْهُ المَاشِيَةُ فجَرَدَتْه، ثمّ نَبَتَ بقَدْرِ مَا يُمْكِن أَخْذَه، أَي بِقَدْرِ مَا يُنْتَفُ ويُجَزُّ، وَهُوَ ظَاهِرٌ، فتَــأَمَّلْ. النَّمَاصُ ككِتَابٍ: خَيْطُ الإِبْرَةِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ)
عَن ابْنِ عَبَّادٍ، وكَأَنَّه شُبِّهَ فِي رِقَّتهِ بأَوّلِ مَا يَبْدُو مِنَ النَّبْتِ. نمَاصٌ، كغُرَاب: الشَّهْرُ، تَقُول: لم يَأْتني نُمَاصاً، أَي شَهْراً، ج نُمُصٌ، بضَمَّتَيْنِ، وأَنْمصَةٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ عَن الإِيَاديّ، وَقَالَ: هَكَذَا أَقْرأَنيه لامْرِئِ القَيْس:
(أَرَى إِبِلِ والحَمْدُ لِله أَصْبَحَتْ ... ثِقالاً إِذا مَا اسْتَقبَلَتْهَا صَعُودُهَا)

(تَرَعَّتْ بِحَبْلِ ابْنَيْ زُهَيْر كِلَيْهِمَا ... نُمَاصَيْنِ حَتَّى ضَاقَ عَنْهَا جُلُودُهَا)
وَقَالَ: نُماصَيْنِ: شَهْرَيْن، ونُمَاصٌ: شَهْرٌ. قَالَ: رَواه شَمِرٌ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: هُوَ يَمْدَحُ قيْساً وشَمِراً. وَيُقَال: شَمِراً وزُرَيْقاً بْنَيْ زُهَيْرٍ، من بَنِي سَلاَمَانَ بنِ ثُعَل من طَيِّئٍ.
ويُرْوَى: رَعَتْ بحِبَالِ ابْنَيْ زُهَيْرٍ، أَي بعُهُودِهِما. والصَّعُودُ من الإِبِل: الَّتي تُلقِي وَلَدَها لِثَمانِيَةِ أَشْهُرٍ أَو لِتِسْعَة، فتُعْطَفُ على وَلَدِهَا الأَوّل أَو عَلَى وَلَد غيْرِهَا. قَالَ: قيل: إِن نُمَاصِينَ، أَي بكَسْرِ الصَّادِ، كَمَا ضَبَطَه: ع، فِي الشِّعر المُتَقَدّم، وَقد أَغْفَلَه يَاقُوتٌ فِي مُعْجَمه. وأَنْمَصَ النَّبْتُ: طَلَعَ بَعْدَ أَنْ أَكَلَتْهُ المَاشيَةُ، وقيلَ: أَنْمَصَ، إِذا أَجَزَّ. ونَمَّصَ الشَّعرَ تَنْميصاً وتَنْمَاصاً، بالفَتْحِ: نَمَصَهُ، شُدِّدَ للكَثْرَة، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيّ، وأَنشد قولَ الراجِز: يَا ليْتَها قَدْ لَبِسَتْ وَصْوَاصَا ونَمَّصَتْ حَاجِبَهَا تَنْمَاصَا حَتَّى يَجيئُوا عُصَباً حِرَاصَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: تَنَمَّصَتِ المَرْأَةُ: أَخَذَتْ شَعرَ جَبِينِهَا بخَيْطٍ لِتَنْتِفَهُ، ذكرَه الجَوْهَرِيّ، وعَجِيبٌ من المصنِّف إِغْفَالُه. والمِنْمَصُ، والمِنْماصُ: المِنْقَاشُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَغْفَلَه المُصَنِّف قُصُوراً. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: المِنْماصُ: المِظْفَارُ، والمِنْتَاشُ، والمِنْقَاشُ، والمِنْتَاخُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والنَّمَصُ: المِنْقاشُ أَيضاً. قَالَ الشَّاعرُ:
(ولَمْ يُعَجِّلْ بقَوْلٍ لَا كِفَاءَ لَه ... كَمَا يُعَجِّلُ نَبْتُ الخُضْرَةِ النَّمَصُ)
والنَّمَصُ، مُحَرَّكَةً: أَوّلُ مَا يَبْدُو من النَّبَات، وقِيلَ: هُوَ مَا أَمْكَنَكَ جَزُّه، وَقيل: هُوَ نَمَصٌ أَوَّلَ مَا يَنبُت فيَمْلأُ فَمَ الآكِلِ. وتَنَمَّصَتِ البَهْمُ: رَعَتْهُ، وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَسَاسِ. وقِيل: امرأَةٌ نَمْصَاءُ: تَأْمُرُ نامِصَة فتَنْمِصُ شَعرَ وَجْهِهَا نَمْصاً، أَي تَأْخُذُهُ عَنهُ بَخَيْطٍ.

بدل

البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه، قوله: مقصود بما نسب إلى المتبوع، يخرج عنه: النعت، والتأكيد، وعطف البيان؛ لأنها ليست بمقصودة بما نسب إلى المتبوع، وبقوله: دونه، يخرج عنه العطف بالحروف؛ لأنه وإن كان تابعًا مقصودًا بما نسب إلى المتبوع، كذلك مقصود بالنسبة.

بدل: الفراء: بَدَلٌ وبِدْلٌ لغتان، ومَثَل ومِثْل، وشَبَه وشِبْه،

ونَكَل ونِكْل. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمَع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأَربعة

الأَحرف. والبَدِيل: البَدَل. وبَدَلُ الشيء: غَيْرُه. ابن سيده: بِدْل

الشيء وبَدَله وبَدِيله الخَلَف منه، والجمع أَبدال. قال سيبوبه: إِنَّ

بَدَلك زَيد أَي إِنَّ بَديلك زَيْد، قال: ويقول الرجل للرجل اذهب معك

بفلان، فيقول: معي رجل بَدَلُه أَي رجل يُغْني غَناءه ويكون في مكانه.

وتَبَدَّل الشيءَ وتَبدل به واستبدله واستبدل به، كُلُّه: اتخذ منه

بَدَلاً. وأَبْدَل الشيءَ من الشيء وبَدّله: تَخِذَه منه بدلاً. وأَبدلت

الشيء بغيره وبدّله الله من الخوف أَمْناً. وتبديل الشيء: تغييره وإِن لم

تأْت ببدل. واستبدل الشيء بغيره وتبدَّله به إِذا أَخذه مكانه. والمبادلة:

التبادُل. والأَصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله، والأَصل في الإِبدال

جعل شيء مكان شيء آخر كإِبدالك من الواو تاء في تالله، والعرب تقول للذي

يبيع كل شيء من المأْكولات بَدَّال؛ قاله أَبو الهيثم، والعامة تقول

بَقَّال. وقوله عز وجل: يوم تُبَدَّل الأَرْضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ قال

الزجاج: تبديلها، والله أَعلم، تسييرُ جبالها وتفجير بِحارها وكونُها مستوية

لا تَرى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً، وتبديل السموات انتثار كواكِبها

وانفطارُها وانشقاقُها وتكوير شمسها وخسوف قمرها، وأَراد غيرَ السموات

فاكتَفى بما تقدم. أَبو العباس: ثعلب يقال أَبْدلت الخاتم بالحَلْقة إِذا

نَحَّيت هذا وجعلت هذا مكانه. وبدَّلت الخاتم بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه

وسوَّيته حَلْقة. وبدلت الحَلْقة بالخاتم إِذا أَذبتها وجعلتها خاتماً؛ قال

أَبو العباس: وحقيقته أَن التبديل تغيير الصورة إِلى صورة أُخرى والجَوْهرةُ

بعينها. والإِبدال: تَنْحيةُ الجوهرة واستئناف جوهرة أُخرى؛ ومنه قول

أَبي النجم:

عَزْل الأَمير للأَمير المُبْدَل

أَلا ترى أَنه نَحَّى جسماً وجعل مكانه جسماً غيره؟ قال أَبو عمرو:

فعرضت هذا على المبرد فاستحسنه وزاد فيه فقال: وقد جعلت العرب بدَّلت بمعنى

أَبدلت، وهو قول الله عز وجل: أُولئك يبدّل الله سَيِّئاتهم حسنات؛ أَلا

ترى أَنه قد أَزال السيئات وجعل مكانها حسنات؟ قال: وأَمَّا ما شَرَط

أَحمد بن يحيى فهو معنى قوله تعالى: كلما نَضِجَت جُلودُهم بدَّلناهم جُلوداً

غيرها. قال: فهذه هي الجوهرة، وتبديلها تغيير صورتها إِلى غيرها لأَنها

كانت ناعمة فاسودّت من العذاب فردّت صورةُ جُلودهم الأُولى لما نَضِجَت

تلك الصورة، فالجوهرة واحدة والصورة مختلفة. وقال الليث: استبدل ثوباً

مكان ثوب وأَخاً مكان أَخ ونحو ذلك المبادلة. قال أَبو عبيد: هذا باب

المبدول من الحروف والمحوّل، ثم ذكر مَدَهْته ومَدَحْته، قال الشيخ: وهذا يدل

على أَن بَدَلت متعدّ؛ قال ابن السكيت: جمع بَدِيل بَدْلى، قال: وهذا يدل

على أَن بَديلاً بمعنى مُبْدَل. وقال أَبو حاتم: سمي البدّال بدّالاً

لأَنه يبدّل بيعاً ببيع فيبيع اليوم شيئاً وغداً شيئاً آخر، قال: وهذا كله

يدل على أَن بَدَلت، بالتخفيف، جائز وأَنه متعدّ. والمبادلة مفاعلة من

بَدَلت؛ وقوله:

فلم أَكُنْ، والمالِكِ الأَجَلِّ،

أَرْضى بِخَلٍّ، بعدَها، مُبْدَلِّ

إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللام للضرورة، قال ابن سيده: وعندي أَنه

شدَّدها للوقف ثم اضطُرَّ فأَجرى الوصل مُجْرى الوقف كما قال:

ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ

واختار المالك على المَلك ليسلم الجزء من الخَبْل، وحروف البدل: الهمزة

والأَلف والياء والواو والميم والنون والتاء والهاء والطاء والدال

والجيم، وإِذا أَضفت إِليها السين واللام وأَخرجت منها الطاء والدال والجيم

كانت حروفَ الزيادةِ؛ قال ابن سيده: ولسنا نريد البدل الذي يحدث مع الإِدغام

إِنما نريد البدل في غير إِدغام. وبادَلَ الرجلَ مُبادَلة وبِدالاً:

أَعطاه مثل ما أَخَذَ منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قال: أَبي خَوْنٌ، فقيل: لالا

اَيْسَ أَباك، فاتْبَعِ البِدَالا

والأَبدال: قوم من الصالحين بهم يُقيم اللهُ الأَرض، أَربعون في الشام

وثلاثون في سائر البلاد، لا يموت منهم أَحد إِلا قام مكانه آخر، فلذلك

سُمُّوا أَبدالاً، وواحد الأَبدال العُبَّاد بِدْل وبَدَل؛ وقال ابن دريد:

الواحد بَدِيل. وروى ابن شميل بسنده حديثاً عن علي، كرم الله وجهه، أَنه

قال: الأَبدال بالشام، والنُّجَباء بمصر، والعصائب بالعراق؛ قال ابن شميل:

الأَبدال خِيارٌ بَدَلٌ من خِيار، والعصائب عُصْبة وعصائب يجتمعون فيكون

بينهم حرب؛ قال ابن السكيت: سمي المُبَرِّزون في الصلاح أَبدالاً لأَنهم

أُبْدِلوا من السلف الصالح، قال: والأَبدال جمع بَدَل وبِدْل، وجَمْع

بَدِيل بَدْلى، والأَبدال: الأَولياء والعُبَّاد، سُموا بذلك لأَنهم كلما

مات منهم واحد أُبدل بآخر.

وبَدَّل الشيءَ: حَرَّفه. وقوله عز وجل: وما بَدَّلوا تبديلاً؛ قال

الزجاج: معناه أَنهم ماتوا على دينهم غَيْرَ مُبَدِّلين. ورجل بِدْل: كريم؛

عن كراع، والجمع أَبدال. ورجل بِدْل وبَدَل: شريف، والجمع كالجمع، وهاتان

الأَخيرتان غير خاليتين من معنى الخَلَف. وتَبَدَّل الشيءُ: تَغَيَّر؛

فأَما قول الراجز:

فبُدِّلَتْ، والدَّهْرُ ذو تبدُّلِ،

هَيْفا دَبُوراً بالصَّبا والشَّمْأَلِ

فإِنه أَراد ذو تبديل.

والبَدَل: وَجَع في اليدين والرجلين، وقيل: وجع المفاصل واليدين

والرجلين؛ بَدِل، بالكسر، يَبْدَل بَدلاً فهو بَدِلٌ إِذا وَجِع يَديه ورجليه؛

قال الشَّوْأَل بن

نُعيم أَنشده يعقوب في الأَلفاظ:

فَتَمَذَّرَتْ نفسي لذاك، ولم أَزل

بَدِلاً نَهارِيَ كُلَّه حتى الأُصُل

والبَأْدَلة: ما بين العُنُق والتَّرْقُوَة، والجمع بآدل؛ قال الشاعر:

فَتىً قُدَّ السَّيْفِ، لا مُتآزفٌ،

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُه

وقيل: هي لحم الصدر وهي البَأْدَلة والبَهْدَلة وهي الفَهْدَة. ومَشى

البَأْدَلة إِذا مَشى مُحَرِّكاً بآدله، وهي مِن مِشْية القِصار من النساء؛

قال:

قد كان فيما بيننا مُشاهَلَه،

ثم تَوَلَّتْ، وهي تَمْشي البَادَله

أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حتى كأَن وضعها أَلف، وذلك لمكان التأْسيس.

وبَدِل: شكا بَأْدَلته على حكم الفعل المَصُوغ من أَلفاظ الأَعضاء لا على

العامّة؛ قال ابن سيده: وبذلك قَضينا على همزتها بالزيادة وهو مذهب

سيبويه في الهمزة إِذا كانت الكلمة تزيد على الثلاثة؛ وفي الصفات لأَبي عبيد:

البَأْدَلة اللَّحمية في باطن الفخذ. وقال نُصير: البَأْدَلتان بطون

الفخذين، والرَّبْلتان لحم باطن الفَخذ، والحاذان لحم ظاهِرهما حيث يقع شعر

الذَّنَب، والجاعِرتان رأْساً الفخذين حيث يُوسَم الحمار بحَلْقة،

والرَّعْثاوان والثَّنْدُوَتان يُسَمَّينَ البآدل، والثَّنْدُوَتان لَحْمتان فوق

الثديين.

وبادَوْلى وبادُولى، بالفتح والضم: موضع؛ قال الأَعشى:

حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغَمِيس فَبادَوْ

لى، وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَال

يروى بالفتح والضم جميعاً. ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السخيف: هذا

رأْي الجَدَّالين والبَدَّالين. والبَدَّال: الذي ليس له مال إِلا بقدر

مايشتري به شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بدلاً منه يسمى بَدَّالاً، والله

أَعلم.

(ب د ل) : (الْبَدِيلُ) الْبَدَلُ وَمِنْهُ بَعَثَ بَدِيلًا لِغَزْوٍ عَنْهُ.
(بدل)
بَدَلا وجعته مفاصله أَو عِظَامه أَو يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَيُقَال بدلت مفاصله وشكا بأدلته فَهُوَ بدل
(بدل) الشَّيْء غير صورته وَيُقَال بدل الْكَلَام حرفه وَبدل بِالثَّوْبِ الْقَدِيم الثَّوْب الْجَدِيد (بِإِدْخَال الْبَاء على الْمَتْرُوك) وَالشَّيْء شَيْئا آخر بدله مَكَان غَيره وَمِنْه جعله بدله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا بدلنا آيَة مَكَان آيَة}
ب د ل

أبدله بخوفه أمناً وبدله مثله. وبدل الشيء: غيّره. وتبدلت الدار بإنسها وحشاً. واستبدلته وبادلته بالسلعة إذا أعطيته شروى ما أخذته منه. وتبادلا ثوبيهما. وهذا بدل منه وبديل منه، وهم أبدال منهم وبدلاء. وهذا بديل ما له عديل، ورب بدل شر من بدل وهو وجع العظام. أنشد أبو عمرو لابن نعيم:

وتمدرت نفسي لذاك ولم أزل ... بدلاً نهاري كله حتى الأصل

وهو من الأبدال أي الزهاد.

بدل


بَدَلَ(n. ac. بَدَاْل)
a. Changed, altered.
b. [Min
or
Bi], Exchanged.
بَدَّلَa. Changed, altered.
b. [Bi
or
Min], Exchanged.
c. Substituted.
d. Clad with.

بَاْدَلَa. Exchanged with.

أَبْدَلَa. see II (a) (b), (c).
تَبَدَّلَa. Received in exchange for.
b. Was altered, changed, exchanged.
c. Changed (clothes).
d. Decked (himself).
تَبَاْدَلَa. see III
إِسْتَبْدَلَa. Took as a substitute.

بَدْلَةa. Suit of clothes, change of dress.
b. Chasuble.

بِدْلa. see 4
بَدَل
(pl.
أَبْدَاْل)
a. Substitute, exchange.

بَدَاْل
a. [ coll. ]
see 4
بَدِيْلa. see 4
بَدَّاْلa. Seller of eatables.

N. Ac.
بَدَّلَ
&
a. IV, Permutation.

N. Ac.
تَبَاْدَلَ
a. Reciprocally.

بَدَل أَن
a. In place of, instead of.

بَدَلًا مِن
a. In exchange for.
ب د ل: (الْبَدِيلُ) الْبَدَلُ وَ (بَدَلُ) الشَّيْءِ غَيْرُهُ يُقَالُ: بَدَلٌ وَ (بِدْلٌ) كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ وَمَثَلٍ وَمِثْلٍ. وَ (أَبْدَلَ) الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وَ (بَدَّلَهُ) اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْخَوْفِ أَمْنًا وَ (تَبْدِيلُ) الشَّيْءِ أَيْضًا تَغْيِيرُهُ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ (بِبَدَلِهِ) وَ (اسْتَبْدَلَ) الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وَ (تَبَدَّلَهُ) بِهِ إِذَا أَخَذَهُ مَكَانَهُ وَ (الْمُبَادَلَةُ التَّبَادُلُ) وَ (الْأَبْدَالُ) قَوْمٌ مِنَ الصَّالِحِينَ
لَا تَخْلُو الدُّنْيَا مِنْهُمْ إِذَا مَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ أَبْدَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَكَانَهُ بِآخَرَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْوَاحِدُ (بَدِيلٌ) . 
ب د ل : الْبَدَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْبِدْلُ بِالْكَسْرِ وَالْبَدِيلُ كُلُّهَا بِمَعْنًى وَالْجَمْعُ أَبْدَالٌ وَأَبْدَلْته بِكَذَا إبْدَالًا نَحَّيْت الْأَوَّلَ وَجَعَلْت الثَّانِيَ مَكَانَهُ وَبَدَّلْته تَبْدِيلًا بِمَعْنَى غَيَّرْت صُورَتَهُ تَغْيِيرًا وَبَدَّلَ اللَّهُ السَّيِّئَاتِ حَسَنَاتٍ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ بِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى جَعَلَ وَصَيَّرَ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ أَبْدَلَ بِالْأَلِفِ مَكَانَ بَدَلٍ بِالتَّشْدِيدِ فَعُدِّيَ بِنَفْسِهِ إلَى مَفْعُولَيْنِ لِتَقَارُبِ مَعْنَاهُمَا وَفِي السَّبْعَةِ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] مِنْ أَفْعَلَ وَفَعَّلَ وَبَدَّلْت الثَّوْبَ بِغَيْرِهِ أَبْدَلَهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَاسْتَبْدَلْته بِغَيْرِهِ بِمَعْنَاهُ وَهِيَ الْمُبَادَلَةُ أَيْضًا. 
[بدل] ط فيه: "الأبدال" بالشام، والنجباء بمصر، والعصائب بالعراق هم الأولياء والعباد. نه: جمع بدل كجمل وبدل كحمل كلما مات منهم واحد أبدل بآخر، ويم في "رجل". ط: أمر أصحابه أن "يبدلوا" الهدي يحتج به من منع ذبح دم الإحصار في الحل لأنهم أمروا بإبدال هدي ذبحوه عام الحديبية خارج الحرم. ولا يدعها أحد رغبة عنها إلا "أبدل" الله، قيل: هو مختص بمدة حياته صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل عام أبداً. ويوم "تبدل" الأرض، التبديل التغيير أما في الذات كتبديل الدراهم بالدنانير، أو في الأوصاف كتبديل الفضة خاتماً، وتبديل الأرض على الثاني بأن تسير جبالها وتفجر بحارها وتسوى فلا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، وتبديل السماء بانتشار كواكبها وكسوف شمسها، وخسوف قمرها، وانشقاقها، وقيل: تخلق بدلهما أرض وسماوات أخر. والظاهر أنها فهمت تغيير الذات، ولذا سألت فأين يكون الناس؟ وكذا جوابه بكونهم على الصراط أي الصراط المعهود عند المسلمين، أو جنس الصراط. قا: "يبدل الله" سيئاتهم حسنات بأن يمحق سوابق معاصيهم بالتوبة، ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم أو يبدل ملكة المعصية بملكة الطاعة.
بدل: بَدَل، بَدَل القصاص: غيّره (بوشر).
وبَدَل الكاهن: لبس البدلة، نصرانية عامية (محيط المحيط).
بَدَّل (بالتضعيف) غيرَّ وحرّف (الكالا) يقال مثلا: بدّل الصورة: غيرها وحولها إلى أخرى. - ومسخ (الكالا) فهو مُبَدّل: مشوه، مسخ.
وتبديل: تشويه، مسخ، تحريف - وصفق الشراب نقله من إناء إلى آخر (الكالا) - وبدّل دينه: غيره وبالتالي أفسده (أبو الوليد 141) والفاعل لذلك: مُبَدِّل (أبو الوليد 137) - ومرق من الدين، وارتد (كرتاس 223).
وبدَّل مسكنه: تحول عنه (الكالا)، وفيه: تبدل المسكن: التحول عنه - والمعنى الذي ذكره فريتاج رواية عن رابسكه وهو: تبدل الشيء بشيء آخر غيره، موجود أيضاً عند ألكالا. - وبدّل ثيابه: لبس لباس الكهنوت (محيط المحيط) - وبدَّل اللون: غيَّره (شحب أو احمر) (ألكالا). - ومُبدَّل الوجه: مقنعه (الكالا) - وبدل الموضع: غيره (بوشر).
تبدل: يقال تبدل الشيء بالشيء: أخذه بدله ففي ألف ليلة 1: 44 مثلاً: والنوم من عيني تبدل بالسهر (النوم من عيني معناه نوم عيني) - كما يقال تبدل من الشيء بالشيء (معجم مسلم).
وفي عباد 1: 59 مثلاً:
تبدلت من عز ظل البنود ... بذل الحديد وثقل القيود
وتبدل الاتراح بالأفراح أو الأفراح بالاتراح على غفلة: تقلب الأحوال (بوشر).
وتبدل ثيابه: غيرها - وتبدل: تنكر، تخفى (بوشر) - وتبدل: لبس بدلة الكهنوت (محيط المحيط) - وتبدل تشوه وجهه وسمج (الكالا) - وتبدل فلان وفلان: لاط كل واحد منهما بالآخر (الكالا).
تبادل: تناوب وتعاقب، عمل بالنوبة (بوشر).
انبدل: تغير واستحالت هيئته (فوك، أبو الوليد 477) والانبدال وهو مصدر انبدل معناه استحالة الهيئة ومسخها (بوشر). ابتدل: أبدل الحروف، ففي أبو الوليد 132: ابتدال بعض الحروف ببعض، وفيه ص338 و 352: هذا الحرف يبتدل من صاحبه. وقد جاء هذا في مواضع أخرى منه، باين سميث 1286.
استبدل: بدل وأبدل، ويأتي بعدها المُبدَل مفعولاً وتلحق الباء بالبديل، ففي الثعالبي طبعة فالتون ص19: إنا خلعنا أباك وملكناك لتستبدل إساءته بإحسانك (انظر 34 رقم 4).
بَدَل: مساو، معادل، كفء (بوشر) - وانظر عن الأولياء المسمون بالابدال: زيشر 20: 38 رقم 50 ودى سلان ترجمة ابن خلطان 3: 98.
بَدْلَة: كسوة، حلة، وبهذه اللفظ يجب تبديل ما ذكرته في الملابس ص396 رقم 2 (انظر: لين 174. معجم متفرقات مادة بدن).
وبدلة الكاهن: حلته الكهنوتية (بوشر، محيط المحيط - وثوب، كساء (بوشر، همبرت 19).
وقد أخطأ دي غويه في معجم متفرقات حين فسر بهذا المعنى العبارتين اللتين نقلهما من ألف ليلة فالكلمة المذكورة فيهما تعني: حلة، كسوة كما يرد دائما في ألف ليلة ومعناها الصحيح هو الذي أشار إليه صاحب محيط المحيط.
ثم إن دي غويه قد أخطأ حين رأى أن ((بدنة)) هي صورة أخرى من ((بدلة)) وكان عليه أن يبدل ((بدنة)) ببدلة في النص الذي نشره. - والبديل من الدواب وهي كلاب أو خيل تبدل بها الكلاب أو الخيل المتعبة (بوشر).
بُدْلَة: حلة الكاهن، وهي ثوب بلا كمين يرتديه الكاهن عند إقامة القداس (برجرن).
بَدال: هي في كلام عامة مصر والشام بمعنى بَدَل وهو العوض والخلف والقائم مقام الشيء (بركهارت أمثال رقم 143، وبوشر، محيط المحيط).
بديلة = بديل (أبو الوليد 803، باين سميث 1289 - والزوجة تخلف أخرى (محيط المحيط).
بادلان: هي تماما الكلمة الإيطالية Potella وهو ضرب من المحار يؤكل وتشبه صدفته الصحن. وقد كتبها باجني 93 بَدَلا badalà وبالإيطالية patella وفي معجم بوشر: بادلان: محار ( huître) .
إبدال: وضع شيء بدل شيء واتخاذه عوضاً منه (بوشر).
تَبْدِيل: تنكر، تغيير الزي والهيئة (بوشر).
مُتَبدل: قابل التحول والتغير (الكالا).
[ب د ل] بِدْلُ الشَّيْ، وبَدَلُه وبَدِيلُه: الخَلَفُ مِنْه، والجَمْعُ أَبْدالٌ، قال سيبويه: إِنَّ بَدَلُكَ زَيْداً: أَي مَكانَكَ، قال: وإنْ جَعَلْتَ البَدَلَ بمَنْزِلَةِ البَدِيلِ قُلْتَ: إِنَّ بَدَلَكَ زَيْدٌ، أي إنًَّ بَدِيلَكَ زَيْدٌ، قالَِ: ويَقُولُ الرَّجُلُ للرَّجُل: أذْهَبْ مَعَك بفُلانٍ، فَيقُول: مَعِي رُجُلٌ بَدَلَهُ، أي رَجُلٌ يَغْنِي غَناءَه ويَكُونُ في مكانِه. وتَبَدَّلَ الشَّيْءَ، وتَبَدَّلَ بِه، واسْتَبْدَلَه، واسْتَبْدَلَ بهِ، كُلُّه: اتَّخَذَ مِنْهُ بَدَلاً. وأَبْدَلَ الشّيْءَ من الشَّيْءَ، وبَدََّلَهُ: تَخِذَهُ مِنْهُ بَدَلاً. وقولُه تَعالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضَ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّمَاوَتُ} [إبراهيم: 48] . قالَ الزَّجّاجُ: تَبْدِيلُها والله أَعلم؛ تَسْيِيرُ جِبالِها، وتَفْجِيرُ بِحارِها، وكَوْنُها مُسْتَوِيَةً لا تَرَى فِيها عَوَجاً ولا أَمْتاً. وتَبْدِيلُ السَّماواتِ: انْتِثارُ كَواكِبِها، أو انْفِطارُها وانْشَقاقُها، وتَكْوِيرُ شَمْسِها، وخُسُوفُ قَمَرِها، وأرادَ غَيْرَ السَّماواتِ، فاكْتَفَى بما تَقَدَّمَ. وقولُه

(فلَمْ أَكُنْ والمالِكِ الأَجَلِّ ... )

(أَرْضَى بخِلٍّ بَعْدَها مُبْدَلِّ ... )

إِنَّما أرادَ مُبْدَل، فشَدِّد للضَّرُورِة، وعِنْدِي أَنَّه شَدَّدَهُ للوقَفِْ، ثم اضْطُرَّ فأجْرَى الوَصْلَ مُجُرَى الوَقْفِ، كما قالَ:

(ببازِلٍ وجْناءَ أو عَيْهَلِّ ... )

واخْتارَ المِالكَ على المِلِكِ ليَسْلَمَ الجُزْءُ من الخَبْلِ. وحُرُوفُ البَدَلِ: الهَمْزَةُ والأَلِفُ والياءُ والواوُ، والميمُ، والنُّونُ، والتّاءُ، والهاءُ، والطّاءُ، والدّالُ، والجِيمُ، وإِذا أَضَفْتَ إِليها السِّينَ، واللاَّمَ، وأَخْرَجْتَ منها الطّاءَ، والدّالَ، والجِيمَ كانَتْ حُرُوفَ الزِّيادِةَ، ولَسْنَا نُرِيدُ البَدَلَ الَّذَي يَحْدُثُ معَ الإدْغامِ، إِنَّما نُرِيدُ البَدَلَ في غَيْرِ الإدْغام. وبادَلَ الرَّجُلَ مُبادَلَةً، وبِدالاً: أَعْطِاهُ مِثْلَ ما أَخَذَ مِنْهُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيٍّ: (قالَ أَبِي خَوْنٌ فِقِيلَ: لاَ لاَ ... )

(لَيْسَ أَباكَ فابْتَغِ البِدَالاَ ... )

والأَبْدال: قَوْمٌ بهم يُقِيمُ اللهُ الأَرْضَ، وهم سَبْعُونَ: أَرْبَعُونَ في الشّامِ، وثَلاثُونَ في سائِرِ البِلاِد، لا يَمُوتُ منهم أَحَدٌ إِلا قامَ مكانَةُ آخَرُ، فلذِلكَ سُمُّوا أَبْدالاً. وبَدَّلَ الشَيْءَ: حَرَّفَةُ. وقولُه تَعالَى: {وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب: 23] قال الزَّجّاجُ: معناهُ أَنَّهُم ماتُوا على دِينِهِمْ غيرَ مَبدِّبلينَ. ورَجُلٌ بَدْلٌ: كَرِيمُ، عن كُراع، والجَمْعُ: أَبْدالٌ. ورَجُلٌ بِدْلٌ وبَدَلٌ: شَرِيفٌ، والجَمْعُ كالجَمْعِ، وهاتانِ الأَخِيرتَانِ عِنْدِي غيرُ خالِيَةٍ من مَعْنَى الخَلَفِ. وتَبَدَّلَ الشَّْيْءُ: تَغَيَّرَ. فأَمّا قولُ الراجِزِ:

(فبُدِّلَتْ والدَّهْرُ ذًو تَبَدُّل)

(هًَيْفَا دَبُوراً بالصَّبَا والشَّمْأَلِ ... )

فإِنَّه أرادَ: ذُو تَبدِيلٍ. والبَدَلُ: وَجَعُ المَفاصِلِ واليَدْينِ والرِّجْلَِيْنِ، بَدِلَ بَدَلاً، فهو بَدِلٌ، قال شَوّالُ بنُ نَعَيْمٍ، أَنْشَدَه يِعْقُوبُ في الأَلْفاظِ:

(فَتَمّذرَتْ نَفْسِي لذِاكَ ولَمْ أَزَلْ ... بِدِلاً نَهارِي كُلَّه حَتّى الأُصُل ... )

والبأدلة: ما بَيْنَ العُنُقِ والتَّرْقُوِة، وقِيلَ: هي لَحْمُ الصَّدْرِ. ومَشَى البَأْدَلَةَ: إذا مَشَى مُحْرِّكاً بَآدِلَهُ، وهي مِنْ مِشْيَةِ القِصارِ من النِّساءِ، قالَ:

(قَدْ كانَ فِيماَ بَيْنَنا مُشاهَلَه ... )

(ثُمَّ تَوَلَّتْ وهي تمشْى البَادَلَهْ ... )

أرادَ: البَأْدَلَةَ فخَفَّفَ، حَتّى كأَنَّ وَضْعَها أَلِفٌ، وذلكَ لمَكانِ التَّأْسِيسِ. وبَدِلَ: شَكَا بَأْدَلَتَه، على حَكْمِ الفِعْلِ المَصُوغِ من أَلْفاظِ الأَعْضاءِ، لا عَلَى العامَّةِ، وبذِلكَ قَضَيْنا على هَمْزِتِها بالزِّيادَةِ، وهو مَذْهَبُ سِيبَويْهِ في الهَمْزَةِ إذا كانَت الكَلِمَةُ تَزِيدُ على الثّلاثَةِ. وبادَوْلَى، وبادُولَى - بالفتح والضم _: مَوْضعٌ، قالَ الأَعْشَى:

(حَلَّ أَهْلِي بَطْنَ الغَمِيسِ فَبادَوْ ... لَي وحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ بالسِّخالِ)

يُرْوَى بالفتحِ والضَّمِّ جميعاً.

بدل

1 بَدَلَ, inf. n. بَدَالٌ: see 2, in three places.2 تَبْدِيلٌ properly signifies [The changing, or altering, a thing; or] the changing, or altering, the form, or fashion, or semblance, or the quality, or condition, [of a thing,] to another form, &c., while the substance remains the same; (Th, T, TA;) or the changing a thing from its state, or condition; (Ibn-'Arafeh, TA;) or the changing a thing without substitution: (S:) but the Arabs have used it also in the sense of ↓ إِبْدَالٌ, (Mbr, T, TA,) which signifies [the changing a thing by substitution; exchanging it; replacing it with another thing; or] the removing, or displacing, the substance [of a thing], and introducing anew another substance. (Th, T, TA.) You say, بَدَّلْتُهُ, inf. n. تَبْدِيلٌ, (M, * Msb, K,) meaning I changed it, or altered it; (M, K) or I changed, or altered, the form, or fashion, or semblance, or the quality, or condition, of it; (Msb;) as in the phrase, بَدَّلْتُ الخَاتَمَ بِالحَلْقَةِ [I changed, or altered, the signet-ring into the simple ring], said when one has melted the former and made of it a simple ring; (Fr, T, TA;) and بَدَّلَ اللّٰهُ السَّيِئَّاتِ حَسَنَاتٍ [God changed the evil deeds into good deeds]; the verb being doubly trans. by itself because it has the meaning of جَعَلَ and صَيَّرَ. (Msb. [But see what follows.]) ↓ أَبْدَلْتُهُ بِكَذَا, [in the S, أَبْدَلْتُ الشَّىْءَ بِغَيْرِهِ, without explanation,] inf. n. إِبْدَالٌ, [I changed it by substituting for it such a thing, or exchanged it for such a thing, or replaced it with such a thing,] is said when one has removed the first, and put the second in its place; (Msb;) as in the phrase, أَبْدَلْتُ الخَاتَمَ بِالحَلْقَةِ [I changed the signet-ring by substituting for it the simple ring; exchanged the signet-ring for the simple ring; or replaced the signet-ring with the simple ring]; said when one removes the one, and puts the other in its place: (Fr, T, TA:) and this verb is also made doubly trans. by itself, like بَدَّلْتُ, (Msb,) which is used in the sense of أَبْدَلْتُ [as shown above]; (Mbr, T, TA;) for instance, where it is said, [in the Kur lxvi. 5,] عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ

أَزْوَجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ [May-be, his Lord, if he divorce you, will give him in exchange wives better than you]; accord to one reading, يُبَدِّلَهُ (Msb.) An ex. of the latter of these two verbs in the sense of the former is the saying in the Kur [xxv. 70], يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ [God will change their evil deeds by substituting for them good deeds]; i. e. will cancel the evil deeds and put in their place good deeds: but in the saying in the Kur [iv. 59], كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا [Whenever their skins are thoroughly burned, we will change the condition thereof to them into the condition of other skins], the meaning is, that the first condition of their skins shall be restored; so that the substance is one, but the condition is different. (Mbr, T, TA.) You say also, بَدَّلَهُ اللّٰهُ مَنَ الخَوْفِ أَمْنًا [God gave him in exchange for fear, or in lieu of fear, security]. (S.) [and بَدَّلَهُ بِهِ كَذَا He gave him in exchange for it, or in lieu of it, such a thing: see Kur xxxiv. 15.

And بدّل مَكَانَهُ كَذَا He gave in exchange for it, or in lieu of it, such a thing: see Kur vii. 93 and xvi. 103.] بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوْءٍ, in the Kur [xxvii. 11], means He hath done good [by way of exchange after evil]; i. e., repented; (Jel;) or بَدَّلَ ذَنْبُهُ بِالتَوْبَةِ [hath exchanged his sin for repentance]. (Bd.) تَبْدِيلٌ and ↓ إِبْدَالٌ both signify The act of exchanging [a thing for another thing]; or making [a thing] to be a substitute [for another thing]; (KL, PS;) and so does ↓ بَدَالٌ. (KL.) You say, بدّل الشَّىْءَ مِنَ الشَىْءِ, (M, K, *) and مِنْهُ ↓ ابدلهُ, i. e. اِتَّخَذَهُ مِنْهُ بَدلًا [here meaning He exchanged the thing for the thing; or, more literally, he made the thing a substitute for the thing]. (M, K. [In the text of the former of these, as given in the TT, instead of اِتَّخَذَهُ, I find تَخِذَ (a dial. var. of اِتَّخَذَ) without the affixed pronoun, which is meant to be understood or is omitted inadvertently by the transcriber: and here it should be observed, that the explanation which I have rendered as above admits of another meaning, namely, أَخَذَهُ مِنْهُ بَدَلًا

“he took it as a substitute for it:” in the M, immediately before, أَخَذَهُ مِنْهُ بَدَلًا is given as the explanation of the phrases تبدّل الشَّىْءَ and بِالشَّىْءِ, and استبدلهُ and بِهِ: see 10.]) You say also, الثَّوْبَ بِغَيْرِهِ ↓ بَدَلْتُ, aor. ـُ [inf. n. بَدَالٌ, mentioned and explained above, I exchanged the garment, or piece of cloth, for another; or made it to be a substitute for another;] and ↓ اِسْتَبْدَلْتُهُ بِغَيْرِهِ signifies the same. (Msb. [But the latter phrase has more frequently another meaning, explained below: see 10.]) [↓ ابدلهُ in the phrases ابدلهُ كَذَا as meaning He changed it into, or substituted for it, such a thing, and ابدلهُ مِنْ كَذَا as meaning he changed it from, or substituted it for, such a thing, is more common than بدّله, which is used in the same sense; as ↓ بَدَلَهُ is also; for] AO applies the term ↓ مَبْدُولٌ [in lieu of the more common term ↓ مُبْدَلٌ] to a letter that is changed from another letter, as in مَدَهْتُهُ for مَدَحْتُهُ; and this shows that بَدَلْتُ is trans. [and signifies I changed, &c.]. (Az, TA.) 3 مُبَادَلَةٌ and ↓ تَبَادَلٌ signify the same, (S,) namely, The act of exchanging with another or others. (PS.) You say, بادلهُ, inf. n. مُبَادَلَةٌ and بِدَالٌ [in the CK erroneously written with fet-h to the ب], He exchanged, or made an exchange, with him; or] he gave him the like of that which he took, or received, from him; (IDrd, * M, K;) for instance, a garment, or piece of cloth, in the place of another; (Lth, T, Msb, * in explanation of the former inf. n.;) and a brother in the place of a brother. (Lth, T.) And ↓ تَبَادَلَا They exchanged, or made an exchange, each with the other; or each gave to the other the like of that which he took, or received, from him. (TA.) نُبَادِلُهْ, ending a verse of El-Kulákh, means for whom we would take a substitute: El-Marzookee says, it is for نُبَادِلُ بِهِ النَّاسَ [for whom we would make an exchange with the people]; the preposition being suppressed. (Ham p. 465.) 4 ابدلهُ, inf. n. إِبْدَالٌ: see 2, in five places.5 تبدّل It (a thing, M) became changed, or altered. (M, K.) b2: In the saying of the rájiz, فَبُدِّلَتْ وَالدَّهْرُ ذُو تَبَدُّلِ the meaning is, ذو تَبْدِيل [i. e. the meaning of the whole is, And, or but, she was changed, or altered; for time has the property of changing, or altering]. (M.) A2: See also 10, in three places.6 تَبَاْدَلَ see 3, in two places.10 استبدل الشَّىْءَ and بِالشَّىْءِ, and ↓ تبدّلهُ and بِهِ, (M, K, *) He took a substitute, or a thing in exchange, for the thing. (M.) You say, استبدل الشَّىْءَ بِغَيْرِهِ, and بِهِ ↓ تبدّلهُ, He took the thing [as a substitute, or in exchange, for another; or] in the place of another. (S.) And استبدل ثَوْبًا مَكَانَ ثَوْبٍ [He took a garment, or piece of cloth, in the place, or in lieu, of a garment, &c.]; and أَخًا مَكَانَ أَخٍ [a brother in the place, or in lieu, of a brother]. (Lth, T.) It is said in the Kur [ii. 58], أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ Will ye take in exchange that which is worse for that which is better? (Jel. [See also other exs. in the Kur ix. 39 and xlvii. last verse.]) and الكُفْرَ بِالْإِيمَانِ ↓ مَنْ يَتَبَدَّلِ [Whoso adopteth infidelity in lieu of faith]. (Kur ii. 102. [See also other exs. in the Kur iv. 2 and xxxiii. 52.]) b2: See also 2, last sentence but one.

بِدْلٌ: see the next paragraph, in four places.

بَدَلٌ and ↓ بِدْلٌ, (Fr, T, S, M, Msb, K,) like مَثَلٌ and مِثْلٌ, and شَبَهٌ and شِبْهٌ, (Fr, T, S,) and نَكَلٌ and نِكَلٌ, the only other instances of the kind, i. e. of words of both these measures, that have been heard, accord. to AO, (S, TA, [but in one copy of the S, I find A'Obeyd,]) and ↓ بَدِيلٌ (S, M, Mgh, Msb, K,) all signify the same; (S, M, Msb, K;) namely, A substitute; a thing given, or received, or put, or done, instead of, in place of, in lieu of, or in exchange for, another thing; a compensation; syn. خَلَفٌ, (M, K,) and عِوَضٌ: (Kull:) بَدَلُ الشَّىْءِ [and البَدَلُ مِنَ الشَّىْءِ] and ↓ بِدْلُهُ ↓ بَدِيلُهُ meaning الخَلَفُ مِنْهُ [the substitute for the thing; &c.]; (M, K;) i. e., another thing: (S:) pl. أَبْدَالٌ, (IDrd, Msb, K,) which, as pl. of ↓ بَدِيلٌ, has few parallels. (IDrd, TA.) Sb says, [making a distinction between بَدَلٌ and ↓ بَدِيلٌ,] you say, إِنَّ بَدَلَكَ زَيْدٌ, i. e. Verily Zeyd is in thy place: but if you put بَدَل in the place of بَدِيلِ, you say, إِنَّ بَدَلَكَ زَيْدٌ, i. e. ↓ إِنَّ بِدَيلَكَ زَيْدٌ [Verily thy substitute is Zeyd]: and a man says to another, Go thou with such a one; and he replies, مَعِىَ رَجُلٌ بَدَلُهُ, i. e. With me is a man who stands in his stead, and is in his place, or who will stand &c. (M.) You say also, بَلَ كَذَا [and بَدَلًا مِنْ كَذَا], meaning Instead of, in the place of, in lieu of, or in exchange for, such a thing. (Kull.) [And بَدَلَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا Instead of thy doing thus.] b2: الأَبْدَالُ (IDrd, S, M, K, &c.) and البُدَلَآءُ (TA) [The Substitutes, or Lieutenants;] certain righteous persons, of whom the world is never destitute; when one dies, God substituting another in his place: (S:) certain persons by means of whom God rules the earth; (M, K;) consisting of seventy men, (IDrd, M, K,) according to their assertion, of whom the earth is never destitute; (IDrd, TA;) forty of whom are in Syria, and thirty in the other countries; (IDrd, M, K;) none of them dying without another's supplying his place, (M, K,) from the rest of mankind; (K;) and therefore they are named ابدال: (M:) accord. to Abu-lBakà, as stated by El-Munáwee, it seems that they meant [by this appellation] the substitutes and successors of the prophets; and accord. to some, they were seven, neither more nor fewer, by means of whom God takes care of the seven climates; one being successor of Abraham (ElKhaleel), and to him pertains the first climate; the second, of Moses (El-Keleem); the third, of Aaron; the fourth, of Idrees; the fifth, of Joseph; the sixth, of Jesus; and the seventh, of Adam: (TA: [in which is also mentioned a treatise denying their existence, and disapproving of the assertion that by means of them God takes care of the earth:]) the sing. is بَدَلٌ and ↓ بِدْلٌ, (T,) or ↓ بَدِيلٌ. (IDrd, S.) b3: حُرُوفُ البَدَلِ (M, K) The letters of substitution; those which are substituted for other letters; not those which are substituted in consequence of idghám. (M.) [The letters included under this appellation differ accord. to different authors: see De Sacy's Gram. Ar.

2nd ed. i. 33.] b4: ↓ بِدْلٌ (Kr, M, K) and بَدَلٌ (M, K,) applied to a man, also signify Generous, and noble: (Kr, * M, K:) and used in these senses, [says ISd,] they are, in my opinion, not devoid of implication of the meaning of a substitute: (M:) the pl. is أَبْدَالٌ (M, K.) بَدِيلٌ: see بَدَلٌ, in six places بَدَّالٌ A seller of eatables (A Heyth, T, K) of every kind: thus he is called by the Arabs; (A Heyth, T;) because he changes one sale for another; selling one thing to-day and another to-morrow: (AHát, TA:) the vulgar say, بَقَّالٌ. (A Heyth, T, K.) b2: Also One who has no more property than is sufficient for his purchasing one thing, and who, when he sells this, buys another thing in exchange for it. (TA in art. جدل.) [Hence,] هٰذَا رَأْىُ الجَدَّالِينَ وَالبَدَّالِينَ is a phrase used as meaning This is flimsy opinion. (TA in the present art. and in art. جدل, [but in the latter without the و,] on the authority of AHeyth.) مُبْدَلٌ: see 2.

مَبْدَلٌ: see 2.
بدل
أبدلَ يُبدل، إبْدالاً، فهو مُبدِل، والمفعول مُبدَل
• أبدلَ الثَّوبَ وغيرَه:
1 - غيّره.
2 - جعله عوضًا عن شيء " {وَلاَ مُبْدِلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ} [ق]- {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ".
• أبدلَ الكتابَ بالقصَّة: أخذه عوضًا عنها وخلفا لها (بإدخال الباء على المتروك) "كيف تبدلون الخبيث بالطيّب؟ ". 

استبدلَ يستبدل، استبدالاً، فهو مُستبدِل، والمفعول مُستبدَل
• استبدلَ الثَّوبَ: أبدله، غيَّره "استبدل شقَّتَه/ ملابسَه-
 {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ}: جعله عوضًا عنه" ° البضاعة المَبيعة لا تُرَدّ ولا تُستبدل: عبارة تُكتب غالبًا على محلات البيع والشراء.
• استبدلَ الشَّيءَ بالشَّيء: بدّله به وأخذه عوضًا عنه (بإدخال الباء على المتروك) "استبدل العفوَ بالعقاب- {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} ". 

انبدلَ ينبدل، انبدالاً، فهو مُنبدِل
• انبدلَ الشَّخصُ: تغيّر واستحالت هيئته "انبدل حاله إلى الأحسن". 

بادلَ يبادل، مُبادلةً وبِدالاً، فهو مُبادِل، والمفعول مُبادَل
• بادلَ الشَّخصَ الشَّيءَ: أعطاه مثل ما أخذ منه "بادله شعورَه/ الحبَّ".
• بادلَ ذهبًا بفضَّة: أخذه بَدَلَها. 

بدَّلَ يبدِّل، تَبْديلاً، فهو مُبدِّل، والمفعول مُبدَّل
• بدَّلَه اللهُ صديقًا خيرًا من شقيقه: جعل له صديقًا عوضًا عن أخيه " {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [ق] ".
• بدَّلَ الأثاثَ: غيّر صُورَتَهُ " {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} ".
• بدَّلَ الكلامَ: حَرّفه، غيّره "يبدّل وجهَ الحقيقة- {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ} ".
• بدَّلَ الكتابَ بالنُّقود: أبدله بها، أخذه عوضًا لها (بإدخال الباء على المتروك) "بدّل سيارةً جديدةً بالسيارة القديمة".
• بدَّلَ العملَ من الرَّاحة: جعله بدلاً منها وعِوضًا عنها. 

تبادلَ يتبادل، تبادُلاً، فهو مُتبادِل، والمفعول مُتبادَل
• تبادلَ الشَّخصان الهدايا ونحوَها: بادلوها بينهما، أخذ كلّ منهما هدايا الآخر "كنَّا نتبادل الرسائل ثم انقطعت الصِّلة بيننا- بينهما صَداقة وثِقة مُتبادَلة- تبادلا التَّحيَّة" ° تبادلته الأيدي: انتقل من شخص إلى آخر.
• تبادلَ الرَّأيَ مع زملائه: تشاور معهم "تبادل الزَّعيمان وجهات النظر حول الأوضاع الرّاهنة". 

تبدَّلَ يتبدّل، تبدُّلاً، فهو مُتبدِّل، والمفعول مُتبدَّل (للمتعدِّي)
• تبدَّلَ الوضعُ: تغيّر وتحوّل "تبدَّلتْ الأوضاعُ الاقتصاديّة بعد ثورة يوليو".
• تبدَّلَ الكتابَ بالقصَّة: أبدله بها، أَخَذَهُ بَدَلاً منها وعوضًا عنها (بإدخال الباء على المتروك) "تبدَّلتُ الكتابَ الجديد بالكتاب الممزّق- {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيل} - {وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} ". 

أبْدال [جمع]: مف بَدَل وبَديل:
1 - قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، فإذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر.
2 - (سف) لقب يُطلق عند الصوفية على مَن يُفوَّض إليه أمرُ أتباعه بعد موته، أو لقب يطلقه الصوفيون على رجال الطبقة من مراتب السُّلوك عندهم. 

إبْدال [مفرد]: مصدر أبدلَ.
• الإبْدال: (نح {إقامة حرف مكان حرف آخر لعلَّة ما، كقولنا} اصطَبَر) بَدَلاً من (اصتَبَر). 

استبدال [مفرد]: ج استبدالات (لغير المصدر):
1 - مصدر استبدلَ.
2 - (رض) خروج لاعب من الملعب ونزول آخر ليحل محلَّه "أجرى الفريقان عددًا من الاستبدالات". 

استبداليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبدال.
2 - مصدر صناعيّ من استبدال: نزعة ترمي إلى تغيير الحقائق أو تزييفها "وقف المؤرخون موقفًا حاسمًا من الاستبداليّة التي تجرد التاريخ من الحقائق الواقعيّة". 

بِدال [مفرد]: رافعة تعمل بالقدم لتشغيل آلة كالمِخْرطة أو الدرّاجة، أو لتغيير النَّغم في آلة موسيقيّة. 

بَدّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من بدَّلَ ° بَدَّالُ سُرْعة: قطعة من آلة أو مجموعة مُسنَّنات تُستعمل لتغيير السرعة.
2 - بائع الأطعمة المحفوظة والسكر والصابون ونحوها والشّائع (بقَّال). 

بَدَل [مفرد]: ج أبْدال وبَدَلات:
1 - عِوض، خَلَف، مُقابِل "بدَل نقديّ- {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} " ° بدلاً من/ بدلاً عن: عِوَضًا عن.
2 - مبلغ من المال أو أجر يُدْفع عِوضًا عن شيء أو خدمة "دفعتُ بدل اشتراك في جريدة قومية- أخذ من عَمَلِه بدل سكن وبدل سفر وبدل انتقال".
3 - (نح) تابعٌ مقصود دون متبوعه، وهو تابع ما قبله في الإعراب. 

بَدْلَة [مفرد]: ج بَدَلات وبَدْلات وبِدَل: بَذْلة، ثوب يُلبس خارج المنزل ويتكوّن عادةً من قطعتين أو ثلاث قطع "اشترى بَدْلَة جاهزة من المَتْجَر" ° بَدْلَة السَّهرة: ثوب خاصّ يُلبس في السهرات- بَدْلَة الشُّغل: ثوب يَلْبسه العامل في أثناء العمل- بَدْلَة تدريب: ثوب خاصّ بالتدريب- بَدْلَة عسكريّة: ثوب خاصّ بالجيش. 

بَدَلِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدَل.
2 - مصدر صناعيّ من بَدَل: تعويض للجرحى من العمَّال أو الجنود "تعويضات بَدَليَّة".
3 - معاش تعويضيّ عن إصابة بجروح.
4 - نظام كان متّبعًا في الجيش المصريّ للإعفاء من التجنيد مقابل دفع مبلغ معيّن من المال. 

بَديل [مفرد]: ج أبْدال وبَدَائِلُ وبُدَلاءُ، مؤ بَديلة، ج مؤ بَديلات وبَدَائِلُ وبُدَلاءُ:
1 - بَدَل، عِوَض أو خَلَف أو خيار "هذا اللاعب بَدِيل عن اللاعب المُصاب- لا بديلَ عن السلام سوى الحرب" ° أُستاذ بديل: مساعد عِوَض- دائن بديل: شخص ثالث وَفّى دائنًا دينه وحل محلّه في حقوقه على المديون- دواء بديل: دواء مأخوذ عِوضًا عن غيره- عضو بديل: الذي يحل محل آخر- قطعة بديل: غيار.
2 - (فن) مَن يؤدِّي كلامَ مُمَثِّل آخر أو يقوم ببعض أدواره في عمل سينمائيّ.
3 - (كم) ذرة أو مجموعة ذرّات تحلّ محلّ ذرّة أخرى أو مجموعة من الذرّات في جزيء مركّب ما. 

بَديلة [مفرد]: ج بديلات وبَدَائِلُ:
1 - قطعةٌ مِن نَمَط القطعة التالِفة في السِّلع والآلات يُستعاض بها عنها "رُكِّبتْ بَدائل للسَّيَّارة عند تجديدها".
2 - زوجة تخلف أخرى.
• الموادُّ البَديلة: موادّ تُصنع عِوضًا عن الموادّ الطّبيعيّة، كالألياف الصِّناعيّة والمطَّاط الصِّناعيّ وغيرهما. 

تبادُل [مفرد]:
1 - مصدر تبادلَ ° تبادُل خواطر: شعور باشتراك في الفكر، وتناقل الأفكار من عقل إلى آخر على بُعد بغير الوسائل الحسّيّة المعروفة.
2 - تعاطِي شيء بشيء "تبادل الخدمات/ إطلاق النار/ الاتهام/ الشتائم/ دبلوماسيّ" ° تبادُل الأسرى: اتفاق بين جَيْشَيْن لتسليم أسرى كل منهما إلى الآخر- تبادُل ثقافيّ/ تبادُل تجاريّ/ تبادُل اقتصاديّ: تبادل بين دولتين أو أكثر في مجالات الثقافة والتجارة والاقتصاد.
• سعر التَّبادُل: (قص) قيمة تبديل عملة بأخرى? تبادُل العملات الأجنبيَّة: تبديل عملة بأخرى- تبادُل حُرّ: تجارة حُرَّة بين دول لا تخضع لأي حظر أو رسوم جمركيّة.
• التَّبادلُ الأيّونيّ: (كم) تفاعل كيميائيّ معكوس بين مادَّة صلبة ومزيج سائل، يتمُّ خلاله تبادُل الأيّونات، يستخدم في فصل النَّظائر المُشعَّة. 

تبادُليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تبادُل: "خدمات/ نشاطات/ صفقات تبادليّة".
2 - مصدر صناعيّ من تبادل: قابليّة الأخذ والعطاء بين طرفين أو أكثر بحيث تتحقَّق المنفعة لكليهما.
3 - (نف) مبدأ يشير إلى أن الأفعال الطَّيّبة يجب أن يقابلها أفعال مناظرة لها في الطّيبة. 

تَبَدُّل [مفرد]: ج تَبدُّلات (لغير المصدر):
1 - مصدر تبدَّلَ.
2 - (كم، حي، طب) استحالة مادة إلى مادة أخرى بفعل كيماويٍّ أو طبيعيٍّ، كاستحالة سُكَّر القصب إلى سُكَّر عنب، وكاستحالة النسيج الضامّ إلى النسيج العضليّ في نشأة الجنين. 

تَبَدُّليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تَبَدُّل: لا استِقْراريَّة، اسم يُطلَقَ على ما هو معرّض أو قابل للتغيُّر والتحوّل "تبدُّليَّة ظروف الحياة المعاصرة". 

تبديل [مفرد]: مصدر بدَّلَ ° تبديل العملات: تغييرها- تبديل دم: عملية يُستعاض بها عن دم شخص بدم أفراد آخرين من فئة الدم ذاتها- حجرة التَّبديل: حجرة مزوَّدة بخزائن، كحجرات الألعاب الرِّياضيَّة حيث تُبدّل الثِّيابُ وتُحفظ أدواتُ الرِّياضة. 

مبادلة [مفرد]:
1 - مصدر بادلَ.
2 - تبادل، مقايضة "مبادلات تجاريّة: تبادل في مجال التِّجارة- مبادلة حرّة: تبادُل حُرّ،
 حريَّة تجارة". 

مُبدِّل [مفرد]: اسم فاعل من بدَّلَ.
• مُبدِّل أسطوانات: أداة في الفونوغراف تُنزل الأسطوانات آليًّا الأسطوانة تلو الأخرى إلى القرص الدائر. 

مُبدِل [مفرد]: اسم فاعل من أبدلَ.
• مُبدِل أسطوانات: أداة في الفونوغراف تُنزل الأسطوانات آليًّا الأسطوانة تلو الأخرى إلى القرص الدائر. 
بدل
بَدَلُ الشّيءِ، مُحَرَّكةً، وبالكسرِ لُغتان، مِثْل شَبَهٍ وشِبهٍ، ومَثَلٍ ومِثْلٍ، وَنَكَلٍ ونِكْلٍ، قَالَ أَبُو عُبيدة: وَلم نسْمع فِي فَعَلٍ وفِعْلٍ غيرَ هَذِه الأحْرُف. بَدِيلٌ كأمِيرٍ: الخَلَفُ مِنه وَهُوَ غيرُه. ج: أَبْدالٌ أمّا المُحَرَّكُ والمكسورُ فَظَاهِرٌ كجَبَلٍ وأَجبالٍ، ومَثَلٍ وأَمْثالٍ، وأمَّا جَمعُ بَدِيلٍ، فَهُوَ قلَيلٌ، إِذْ لَيْسَ فِي كَلَامهم فَعِيلٌ وأَفعْالٌ مِن السالِم، إلاَّ أَحْرُفٌ، وَهِي شَرِيفٌ وأَشْرافٌ، ويَتِيمٌ وأَيْتامٌ، وفَنِيقٌ وأَفْناقٌ، وبَدِيلٌ وأَبْدالٌ، قَالَه ابنُ دُرَيْد. قلت: وَكَذَلِكَ شَهِيدٌ وأَشْهادٌ. وتَبَدَّلَهُ، وبهِ، واسْتَبدَلَه، وبهِ، وأَبْدَلَهُ مِنه بغَيرِه وَبَدّلَهُ مِنه: اتَّخَذَه مِنه بَدَلاً. قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقال: أَبْدَلْتُ الخاتَمَ بالحَلْقَةِ: إِذا نَحَّيْتَ هَذَا وجَعَلْتَ هَذَا مكانَه، وبَدَّلْتُ الخاتَمَ بالحَلْقَةِ: إِذا أَذَبْتَه وسَوَّيْتَه حَلْقَةً، وبَدَّلْتُ الحَلْقَةَ بالخاتَمِ: إِذا أَذَبْتَها وجَعلتَها خاتَماً. قَالَ: وحَقيقتُه أنّ التَّبديلَ تَغييرُ الصُّورَةِ إِلَى صُورةٍ أخرَى، والجَوهَرَةُ بعَينِها، والإِبدالُ: تَنْحِيَةُ الجَوهَرةِ، واستئناف جَوْهَرةٍ أُخْرَى. قَالَ أَبُو عَمْرو: فعَرضْتُ هَذَا على المُبَرِّد، فاستحسنَه، وَزَاد فِيهِ، فَقَالَ: وَقد جَعلت العربُ بَدَّلْتُ مكانَ أَبْدَلْتُ وَهُوَ قولُ الله عزّ وجلّ: فأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ أَلا تَرَى أَنه قد أَزَال السَيِّئاتِ وجعلَ مكانَها حَسَناتٍ، وأمّا مَا شَرَطَهُ ثَعْلَبٌ فَهُوَ معنى قولِه تَعَالَى: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُم جُلُوداً غَيرَهَا قَالَ: فَهَذِهِ هِيَ الجَوْهَرةُ، وتَبديلُها: تَغْيِير صُورتِها إِلَى غيرِها لِأَنَّهَا كَانَت ناعمةً فاسْودَّتْ مِن الْعَذَاب، فرُدَّتْ صُورةُ جُلودِهم الأولى لَمّا نَضِجَتْ تِلْكَ الصُّورَةُ، فالجوهرةُ وَاحِدَة، والصّورةُ مختلفةٌ. وحُرُوفُ البَدَلِ أربعةَ عَشَرَ حرفا: حُروفُ الزِّيادة مَا خلا السِّينَ، والجيمُ والدالُ والطاء وَالصَّاد وَالزَّاي، يجمعُها قولُك: أنْجَدْتُه يومَ صالَ زُطٌّ. وحُروفُ البدَلِ الشائِعِ فِي غير إدغام أحَدٌ وَعِشْرُونَ حرفا، يجمعُها قولُك: بِجِدٍّ صَرفُ شَكِثٍ أَمِنَ طَىَّ ثَوْبِ عِزَّتِهِ. والمرادُ بالبَدَل: أَن يُوضَعَ لفظٌ مَوضعَ لفظٍ، كوضعِك الواوَ موضِعَ الْيَاء، فِي: مُوقِنٍ، والياءَ موضِعَ الهمزةِ، فِي: ذِيب، لَا مَا يُبدَلُ لأجلِ الْإِدْغَام، أَو التَّعويضِ من إعلالٍ.
وأكثرُ هَذِه الحروفِ تَصرفا فِي البَدَلِ حُروفُ اللِّين، وَهِي يُبْدَلُ بعضُها، ويُيدَلُ مِن غيرِها، كَمَا فِي العُباب. قلت: وأمّا البَدَلُ عندَ النَّحويِّين، فَهُوَ: تابعٌ مَقْصودٌ بِمَا نُسِبَ إِلَى المَتبُوعِ دُونَه.
فخَرَج بالقَصْدِ: النَّعْتُ والتوكيدُ وعطفُ البَيان، لِأَنَّهَا غيرُ مقصودَةٍ بِمَا نُسِب إِلَى المَتْبُوع.
وبادَلَهُ مُبادَلَةً وبدالاً بالكَسْرِ: أعطَاهُ مِثْلَ مَا أَخَذَ مِنه وَأنْشد ابنُ الأعرابِي: قَالَ أبي خَوْن فقِيلَ لَا لَا)
لَيْسَ أباكَ فاتْبَعِ البِدالا وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: بادَلْتُ الرَّجُلَ: إِذا أعطيتَه شَروَى مَا تَأخُذُ مِنه. والأَبْدالُ: قَوْمٌ من الصالِحين، لَا تَخْلُو الدّنيا مِنهم بِهم يُقِيمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الأرضَ. قَالَ ابْن درَيْدٍ: هُم سَبْعُونَ رَجُلاً، فِيمَا زَعَمُوا، لَا تَخْلُو مِنْهُم الأرضُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً مِنْهُم بالشّامِ، وثَلاثونَ بغَيرِها. قَالَ غيرُه: لَا يَمُوتُ أَحدُهُم إِلَّا قامَ مَكانَه آخَرُ مِن سائرِ النَّاسِ. قَالَ شيخُنا: الأَوْلَى: إلاَّ قَامَ بَدَلَهُ لأَنهم لذَلِك سُمُّوا أَبْدالاً. قلتُ: وعِبارَةُ العُبابِ: إِذا مَاتَ مِنْهُم واحِدٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكانَه آخَرَ. وَهِي أخْصَرُ مِن عبارةِ المُصنِّفِ. واختُلِفَ فِي واحِدِه، فقِيل: بَدَلٌ، مُحرَّكةً، صَرَّح بِهِ غيرُ واحدٍ، وَفِيوَقَالَ الأزهريُّ: تَبدِيلُها: تَسيِيرُ جِبالِها وتَفْجِيرُ بِحارِها، وكونُها مُستَويةً، لَا تَرَى فِيها عِوَجاً وَلَا أَمْتاً.
وتَبدِيلُ السمواتِ: انْتِثارُ كواكِبها وانفِطارُها، وتَكْوِيرُ شَمسِها، وخُسُوفُ قَمرِها. وقولُه تَعَالَى: مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ قَالَ مُجاهِدٌ: يقولُ: قَضَيتُ مَا أَنا قاضٍ. ورَجُلٌ بِدْلٌ، بِالْكَسْرِ، ويُحَرَك:) شَرِيفٌ كَرِيمٌ الأَوَّلُ عَن كُراعٍ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب. ج: أَبْدالٌ كطِمْرٍ وأَطْمارٍ، وجَبَلٍ وأَجْبالٍ. والبَدَلُ، مُحَرَّكَةً: وَجَعُ المَفاصِلِ واليَديْنِ. وَفِي العُبابِ: وَجَعٌ فِي اليَدينِ والرِّجْلَين، وَقد بدِلَ، كفَرِحَ، فَهُوَ بَدِلٌ ككَتِفٍ، وَأنْشد يعقوبُ فِي الْأَلْفَاظ:
(فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذَاكَ ولَم أَزَلْ ... بَدِلاً نَهارِي كُلَّهُ حَتَّى الأُصُلْ)
والبَأْدَلَة: لَحْمَةٌ بَيْنَ الإِبْطِ والثَّنْدُوَةِ وقِيل: مَا بينَ العُنُقِ والتَّرْقُوَةِ، والجَمْعُ: بآدِلُ. وَقد ذُكِر فِي أَوّلِ الفَصْل، على أَنه رُبَاعِيٌّ، وَأَعَادَهُ ثَانِيًا على أَنه ثُلاثيٌّ. بَدِلَ كفرِحَ بَدَلاً: شكاهَا على حُكْمِ الفِعل المَصُوغِ مِن أَلْفَاظ الْأَعْضَاء، لَا عَلَى العامَّة. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَبِذَلِك قَضَينا على همزتِها بالزِّيادة، وَهُوَ مَذهبُ سِيبَوَيه، فِي الْهمزَة إِذا كَانَت الكلمةُ تَزِيد على الثَّلاثة. والبَدَّالُ كشَدَّادٍ: بَيَّاعُ المَأْكُولاتِ مِن كُلِّ شيءٍ مِنْهَا، هَكَذَا تَقوله العَربُ، قَالَ أَبُو حاتِمٍ: سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُبَدِّلُ بَيعاً ببَيعٍ، فيبيعُ اليومَ شَيْئا وَغدا شَيْئا آخَر. قَالَ أَبُو الهَيثَم: والعامَّةُ تقولُ: بَقَّالٌ وَسَيَأْتِي ذَلِك أَيْضا فِي ب ق ل. وبادَوْلَى بفتحِ الدَّال، مَقْصوراً، وعلَى هَذَا اقتصرَ الصاغانيُّ فِي التَّكْمِلة وتُضَمُّ دالُه أَيْضا: ع فِي سَوادِ بَغدادَ، قَالَ الأعْشى:
(حَلَّ أَهْلِي مَا بَيْنَ دُرْتَى فبادَوْ ... لَى وَحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ بالسِّخالِ)
وقِيل: بادَوْلىَ: موضِعٌ ببَطْنِ فَلْج، مِن أرضِ اليَمامة، فمَن قَالَ هَذَا رَوى بيتَ الْأَعْشَى: دُرْنَى بالنُّون، لِأَنَّهُ موضِعٌ باليَمامة. كَذَا فِي المُعْجَم. وكزُبَيرٍ: بُدَيْلُ بنُ وَرقاءَ بنِ عبد العُزَّى بنِ رَبِيعِة، هِن كِبار مُسلِمة الفَتْح. وبُدَيْلُ بنُ مَيسَرَةَ بنِ أُمِّ أَصْرَمَ الخُزاعِيَّانِ هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخ.
قَالَ شيخُنا: وَالَّذِي فِي الرَوْضِ الأُنُفِ: أنّ بدَيْلَ بنَ أُمِّ أَصْرَمَ هُوَ بُدَيْلُ بن سَلَمَةَ، وكلامُ المُصنِّف صريحٌ فِي أَنه غيرُه، وَأَنه وابنُ مَيسَرَةَ سَواءٌ فتــأمَّلْ. قلتُّ: والَّذي فِي العُباب: وبُدَيْلُ بنُ ورقاءَ، وبُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ الخُزاعِيّانِ، رَضِي الله تعالَى عَنْهُمَا، لَهُما صُحْبَةٌ. فِي مُعْجَمِ ابنِ فَهْدٍ: بُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ بني خَلَفٍ السَّلُولِيُ وقِيل: بُدَيْلُ بنُ عبدِ مَناف بنِ سَلَمَةَ، قِيل: لَه صُحْبَةٌ، وَفِي مُخْتَصر تَهْذِيب الكَمال للذَّهَبي: بُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ العُقَيلِي، عَن صفِيَّةَ بنتِ شَيبَةَ وأنَسٍ، وَعنهُ شُعْبَةُ وحمّادُ بن زيدٍ وخَلْقٌ، ثِقَةٌ مَاتَ سنةَ، وَهُوَ من رِجال مُسلِمٍ والأَربعةِ. فسِياقُ المُصنِّفِ فِيهِ خطأٌ مِن وُجُوهٍ: الأول: جَعْله ابنَ مَيسَرَةً وَابْن أمِّ أَصْرَمَ سَواءٌ، وهما مُختلِفان، والصَّوابُ فِي ابْن أُمِّ أَصْرَمَ: هُوَ ابنُ سَلَمَة. وَثَانِيا: جَعْلُه خُزاعِيّاً، وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك، بل هُوَ عُقَيلِي، وَإِنَّمَا الخُزاعِيٌّ الثَّانِي، هُوَ ابْن عَمْرو بن كُلْثُوم الآتِي. وثالثاً: عَدُّه مِن الصَّحابة، وَابْن) مَيسَرَةَ تابِعِيٌ، كَمَا عَرفْتَ، فتــأمَّلْ. بُدَيْلُ بنُ عَمْرو بنِ كُلْثُوم وقِيل: بُدَيْلُ بنُ كُلْثُوم الخُزاعِيُ، لَهُ وِفادَةٌ. بُدَيْلُ بنُ مارِيَةَ مَوْلَى عمرِو بن الْعَاصِ، رَوى عَنهُ ابنُ عبّاسٍ، والمُطَّلِبُ بن أبي وَداعَةَ قِصَّةَ الجامِ، لَمّا سَافر هُوَ وتَمِيمٌ الدّارِيّ، وَكَذَا قَالَ ابنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيم، وَإِنَّمَا هُوَ: بُزَيْلٌ. بُدَيْلٌ آخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ قَالَ مُوسَى بنُ عَليّ بنِ رَباح، عَن أَبِيه، عَنهُ رَضِي الله عَنهُ: أَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَمْسَحُ على الخُفَّين. مِصْرِيٌّ: صَحابِيُّونَ رَضِي الله عَنْهُم. وفاتَه: بُدَيْلُ بنُ عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخَطْمِيُّ، رَضِي الله تعالَى عَنهُ، عَرَض على رسولِ اللَّهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رُقْيَةَ الحَيَّةِ. جَاءَ مِن وَجْهٍ غَريب. وأحمدُ بنُ بُدَيْلٍ الإِيامِيُّ، وجَماعَةٌ آخَرُون، ضُبطُوا هكهذا. وكأَمِيرٍ: بَدِيل بنُ عَلِيٍّ عَن يوسُفَ بنِ عبد الله الأَرْدُبِيلِيِّ هكهذا نَصَّ الذَّهبيُّ وغيرُه، وسِياقُ المُصنِّف يَقتضِي أَن يكون بَدِيلٌ هُوَ الأَرْدُبِيلِيَّ، وَهُوَ خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ شيخُه، مَعَ أَنه لم يتعرَّضْ لأَرْدُبِيلَ فِي موضعِه، وَهُوَ غَرِيبٌ. بَدِيلُ بنُ أحمدَ الهَرَوِيُّ الحافِظُ، عَن أبي العبّاسِ الأَصَمِّ. بَدِيلُ بن أبي القاسِمِ الخُوَيِّيُّ هَكَذَا فِي النُّسَخ، بضَمّ الْخَاء المعجَمة، وفتحِ الْوَاو وياءان إِحْدَاهمَا مُشدّدة للنِّسبة، وَفِي بعض النُّسَخ: الخرمى، وَهُوَ غَلَطٌ، وَهُوَ أَبُو الْوَفَاء بَدِيلُ بن أبي الْقَاسِم بن بَدِيلٍ الإِمْلِيُّ، بِكَسْر الْهمزَة، تَقدَّمِ ذِكرُه فِي أم ل. وصالِحُ بنُ بَدِيلٍ عَن أبي الغَنائِم بن المَأْمُون مُحَدِّثُون رَحِمهم اللَّهُ تَعَالَى.
ومِمّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هَذَا بابُ المَبدُولِ مِن الحُرُوف والمُحَوَّل، ثمَّ ذكَر: مَدَهْتُه، أَي مَدَحْتُه. قَالَ الأزهريُّ: وَهَذَا يَدُلَّ على أَن: بَدَلْتُ مُتَعَدٍّ. وبَدَلانُ، مُحَرَّكَةً، أَو كقَطِران: جَبَلٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(دِيارٌ لهِو والرَّبابِ وفَرْتَنَى ... لَيالِينَا بالنَّعْف مِن بَدَلانِ)
ضُبِط بالوَجْهين. وَتَبدِيلُ الشَّيْء: تَغْييرُه، وَإِن لم تأتِ ببَدَلٍ. وَأَبُو المُنِير، بَدَلُ بنُ المُحَبَّر البَصْريُّ، محدِّثٌ. قلت: هُوَ من بني يَرْبُوع، روى عَن شُعْبَةَ وطائفةٍ، وَعنهُ البُخارِيُّ والكَجِّيُّ والدَّقِيقِيُّ، ثِقَةٌ تُوفي سنةَ. والبَدَّالَةُ: قَريةٌ بمِصْرَ، مِن أَعمال الدَّقَهْلِيَّة، وَقد رأيتُها. وتَبادَلا: بادَلَ كُل واحدٍ صاحِبَه. والبُدَلاءُ: الأَبْدالُ. وَأَبُو البُدَلاءِ: سَيِّدي مُحَمَّد أَمغار الحَسَنِيُّ الصِّنْهاجِيُّ، والبُدَلاءُ أولادُه، سبعةٌ: أَبُو سعيد عبد الْخَالِق، وَأَبُو يَعْقُوب يُوسُف، وَأَبُو مُحَمَّد عبد السَّلَام العابِدُ، وَأَبُو الْحسن عبد الحَيِّ، وَأَبُو مُحَمَّد عبد النُّور، وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله، وَأَبُو عَمْرو) مَيمُون. قَالَ فِي أُنْسِ الفَقِير: وَهَذَا البيتُ أكبرُ بيتٍ فِي المَغْرِب، فِي الصَّلاح، فَإِنَّهُم يَتوارثُونه، كَمَا يُتوارَثُ المالُ. وبُدالَةُ، كثُمامَةٍ: مَوضِعٌ فِي شِعر عبدِ مَناف الهُذَلِيِّ:
(أَنَّى أُصادِفُ مِثلَ يومِ بُدالَةٍ ... ولِقاءُ مِثْلِ غَداةِ أمسِ بَعِيدُ)
والبادِلِيَّةُ: نَخْلٌ لِبَني العَنْبَرِ، باليَمامة، عَن الحَفْصِيّ. وَفِي كتاب الصِّفات لأبي عُبيد: البَأْدَلَةُ: اللَّحْمَةُ فِي باطِنِ الفَخِذِ. وَقَالَ نُصَير: البَأْدَلَتانِ: بُطُونُ الفَخِذَيْنِ. ويُقال للرَّجُل الَّذِي يَأْتِي بِالرَّأْيِ السَّخِيف: هَذَا رأيُ الجَدَّالِين والبَدَّالِين.
بدل
البَدَلُ: الخَلَفُ. والتَبْدِيْلُ: التَّغْيِيْرُ والعَيْنُ قائمَةٌ. وُيقال: بِدْلٌ وبَدَلٌ وبَدِيْل. والإبْدَالُ: أن تَأتِيَ بالبَدَلَ. والأبْدَالُ: قَوْمٌ صالِحُوْنَ، واحِدُهم بَدَلٌ. والبَأدَلَةُ: اللَحْمَةُ بَيْنَ الإبْطِ والثُنْدُؤَةِ. والبَأدَل: لَحْمُ الصَّدْرِ. والبَدَلُ: العَضُدُ، بَدِلَ بَدَلاً: اشْتَكَى عَضُدَه، وقيل: يَدَيْه ورِجْلَيْه. وهو - أيضاً -: ما يُصِيْبُ العُنُقَ من تَعَادي الوِسَادِ. وبَنُو فلانٍ بُدَلاءُ: أي مُصَابُوْنَ ناقِصَةٌ عُقُوْلُهم. وبَدِلانُ: اسْمُ مَوْضِعٍ - على وَزْنِ قَطِرَانٍ -.
[بدل] البديل: البدل. وبدل الشئ: غيره. يقال بَدَلٌ وبِدْلٌ لغتان، مثل شبه وشبه، ومثل ومثل، ونكل ونكل. قال أبو عبيد: ولم يسمع في فعل وفعل غير هذه الاربعة الاحرف. والبَدَلُ: وجعٌ في اليدين والرجلين. وقد بدلَ بالكسر يَبْدَلُ بَدَلاً. وأبدلت الشئ بغيره. وبدله الله من الخوف أمنا. وتبديل الشئ أيضا: تغييره وإن لم يأت ببدل. واستبدل الشئ بغيره وتبدله به، إذا أخذه مكانَه. والمُبادَلَةُ: التَبادُلُ. والأَبْدالُ: قومٌ من الصالحين لا تخلُو الدنيا منهم، إذا مات واحدٌ أَبْدَلَ الله مكانَهُ بآخر. قال ابن دريد: الواحدُ بديل.
بدل
الإبدال والتَّبديل والتَّبَدُّل والاستبدال: جعل شيء مكان آخر، وهو أعمّ من العوض، فإنّ العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول، والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله، قال تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ [البقرة/ 59] ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً [النور/ 55] وقال تعالى:
فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [الفرقان/ 70] قيل: أن يعملوا أعمالا صالحة تبطل ما قدّموه من الإساءة، وقيل: هو أن يعفو تعالى عن سيئاتهم ويحتسب بحسناتهم .
وقال تعالى: فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ [البقرة/ 181] ، وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ [النحل/ 101] ، وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ [سبأ/ 16] ، ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ [الأعراف/ 95] ، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ
[إبراهيم/ 48] أي: تغيّر عن حالها، أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ [غافر/ 26] ، وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ [البقرة/ 108] ، وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ [محمد/ 38] ، وقوله:
ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ
[ق/ 29] أي: لا يغيّر ما سبق في اللوح المحفوظ، تنبيها على أنّ ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه لا يتغيّر عن حاله. وقيل: لا يقع في قوله خلف.
وعلى الوجهين قوله تعالى: تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ
[يونس/ 64] ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم/ 30] قيل: معناه أمر وهو نهي عن الخصاء. والأَبْدَال: قوم صالحون يجعلهم الله مكان آخرين مثلهم ماضين .
وحقيقته: هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة، وهم المشار إليهم بقوله تعالى: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [الفرقان/ 70] .

والبَأْدَلَة: ما بين العنق إلى الترقوة، والجمع:
البَئَادِل ، قال الشاعر:
ولا رهل لبّاته وبآدله

رفع ما حقّه النصب

رفع ما حقّه النصب
الأمثلة: 1 - إِنَّ ثمةَ أمورٌ 2 - التَّكَافؤ النووي لَيْس غايتُنا 3 - الحَادث راح ضحيتُه اثني عشر جنديًّا أمريكيًّا 4 - تَبْلُغ قيمتها نحوُ ألف دولار 5 - رَغْم أَنَّ الحل السلمي لا يعدو كونُهُ بصيص أمل 6 - لَنْ يحقق ولو جزءٌ من أهدافه 7 - مِن المتوقع أن يسود البلادُ طقس شتوي 8 - وَلَكِن التَّاجِر قد أُعْطِيَ فيها الثمنُ الَّذي يريده
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لرفع ما حقه النصب.

الصواب والرتبة:
1 - إنَّ ثمّةَ أمورًا [فصيحة]
2 - التَّكافؤ النووي ليس غايتَنا [فصيحة]
3 - الحادث راح ضحيتَهُ اثنا عشر جنديًّا أمريكيًّا [فصيحة]
4 - تَبْلُغ قيمتها نحوَ ألف دولار [فصيحة]
5 - رغم أن الحل السلمي لا يعدو كونَه بصيصَ أمل [فصيحة]
6 - لن يحقق ولو جزءًا من أهدافه [فصيحة]
7 - من المتوقّع أن يسود البلادَ طقسٌ شتويّ [فصيحة]
8 - ولكن التاجر قد أُعْطِيَ فيها الثمنَ الذي يريده [فصيحة]
التعليق: كلمة «غاية» في المثال الثاني خبر «ليس» ولهذا فهي منصوبة ولا يجوز رفعها. أما الكلمات «ضحية، والبلاد، وكون، ونحو، والثمن، وجزءًا، وأمورًا» فمنصوبة لأن: ضحية خبر «راح» من أخوات «صار» العاملة عمل «كان»، والبلاد مفعول به للفعل «يسود» وكذلك «كون» مفعول به لـ «يعدو» وكذلك «نحو» مفعول به لـ «تبلغ»، والثمن مفعول به ثانٍ لـ «أعطي» المبني للمجهول ونائب الفاعل «المفعول الأول» «ضمير مستتر يعود على التاجر، وجزءًا خبر» كان «المحذوفة مع اسمها بعد» لو «الشرطية، وأمورًا اسم» إنَّ" مؤخر.

رأى

رأى: رأى: المصدر منه رُؤْيا (دي ساسي طرائف 1: 81).
ورأى في القرآن الكريم إذا أسندت إلى الباري تعالى فمعناها علم فيما يقول المفسرون. ومثله ما جاء في كليلة ودمنة (ص285): الحمد لله الذي علَّمكما مِمَّا رأى.
ورأى تأتي بمعنى visum est ei باللاتينية مثل: فرأى إعمال الحيلة. وكذلك بمعنى: رضي، ارتضى (معجم الإدريسي).
رأيت الوحوش التي كنت تأكلين أما كان لها آباء وأمهات. أي ماذا تظنين أو ما رأيك في الوحوش التي كنت الخ (كليلة ودمنة ص262)، وفي الفخري (ص74): تَرَى هذا النجَّاب إلى أين يمشي في هذا الوقت. أي ما ظنك أو ما رأيك بهذا النجاب، الخ؟ (ولا أدري لماذا طبع الناشر نُرِي).
كما يقال: ما ترى (ويجرز ص31)، ففي النويري (الأندلس ص477): ما ترى فيما نحن فيه. كما يقال: كيف رأيت. ففي كليلة ودمنة (ص11): كيف رأيت عظم حيلتي مع صفر جثَّتي.
ورأى: تــأمل، تروَّى. ففي رحلة ابن بطوطة (3: 46): أرأيت إن اجتمعوا عليه ما يكون من العمل، أي هل ترويت ما سيحصل إن اجتمعوا عليه؟ ورأى: تشاور، ائتمر، تآمر (معجم الإدريسي).
رأيتُ رَأْياً: وجدت وسيلة (كوسج طرائف ص 100).
رأى عجباً: تعجب، استغرب (بوشر).
ألا ترى إلى فعله: أرأيت شيئاً مثل هذا؟ وكذلك: ما ترى طيب هذه الليلة أي هل رأيت ليلة طيبة مثل هذه الليلة؟ وما ترى ما جاءت به أو أما ترى ما جاءت به (معجم الطرائف).
تَرَى، أَتَرَى، يا تَرَى، ريت (تصحيف رَأَيْتُ) يا ريت، يا هل ترى. هذه الألفاظ تستعمل في لغة العامة فنجدها مثلاً كثيرة الورد في ألف ليلة وفي قصة عنتر مستعملة للتعجب، كما أنها تدل على الاستفهام عما يرغب فيه، فيقال مثلاً: ترى متى يرجع. ويا ابن أخي ترى متى يجمع الله شملنا وشملك (كوسان قواعد العربية والعامية ص330، فليشر معجم ص76).
وفي المعجم اللاتيني - العربي نجد an numquid أم وأَتُرا، و ergon Ahjbvh, estne أَتُرا ولَعَلَّ. و ( numquid) num هل وتُرَى، و Putasm لَعَلَّما وأتُرَامَا، وفي معجم فوك: تُرى في مادة nunquid. والتاء في جميعها مضمومة. كما جاء في الفخري وربما وفقاً للمخطوطة، ففيها (ص371): يقال أنه ملأ بركة من الذهب فرآها يوماً وقد بقي يَعُوزها حتى تمتلئ وتفيض شيء يسير فقال تُرَى أعيش حتى املأها فمات قبل ذلك، ويُقال أن المستنصر شاهَدَ هذه البركة فقال تُرَى أَعِيشُ حتى أُفْنِيهَا وكذلك فعل.
وفي طرائف فريتاج (ص74) عليك أن تقرأ: كيف حاله يا تَرى بدل نرَى التي غيرها الناشر ب ((بني)) وهو مخطئ. ومعناها: كيف صحته! ويا ترى في معجم بوشر معناها: مما يرتاب فيه، من المشكوك فيه.
يا ريت: إن شاء الله (بوشر).
يا ريتني كنت أعرف أن: يا ليتني كنت أعرف أن (بوشر).
أَرَى: جعله يرى، أطلع على. ويقال بدل أراه أي جعله يراه وأطلعه عليه، أراه له، ففي كليلة ودمنة (ص140): أريد أن أريها لصديق لي.
ترأّى. تَرَيَّا مع: تشاور مع (فوك).
ارتأى: تــأمل، أمعن في الفحص (المقدمة 3: 228).
رَأْي. رَأْيَ العَينِ: مشاهدة (فوك).
ورَأْي: فكرة، خطة، ففي كرتاس (ص 6)، فقال الرأي ما رأيت. أي أن فكرتك تعجبني فأنا أفضل العمل بها. ويطلق بخاصة على الفكرة الحسنة والخطة الحكيمة، ففي تاريخ البربر (2: 274): وشاور في ذلك كبار التابعين وأشراف العرب فرأوه رأياً.
ورأي في علم الفقه: قياس (انظر لين) وفقهاء العراق الذين ليس لديهم إلا أحاديث قليلة يقولون بالرأي ولذلك أطلق عليهم أهل الرأي وأصحاب الرأي. وكان أبو حنيفة رئيس هذا المذهب.
أما في الحجاز فالأمر على خلاف هذا فمالك بن أنس والشافعي وتلاميذهما فكانوا من أصحاب الحديث. وأما الظاهرية الذين ينكرون الرأي فقد كانوا أكثر تمسكاً بالحديث (المقدمة 3: 2 وما يليه).
وآراء فقهاء العراق التي تعتمد على القياس والتي جمعت بعد ذلك تؤلف علماً مستقلاً يسمى الرأي. ففي المقري (1: 622): كان فقيهاً في الرأي حافظاً، وفي (1: 623): كان عالماً بالرأي. وفي حيان (ص27 ر): روى الحديث كثيراً وطالع الرأيَ.
ولابد أن نلاحظ أن كلمة الرأي تعني عند المالكية والشافعية والحنابلة شيئاً أكثر مما تعنيه كلمة القياس. فهم يتهمون فقهاء الحنفية بالإسراف في استعمال القياس فيتركون ما جاء في القرآن والسنّة وأقوال الأئمة من قبلهم اعتماداً منهم على الرأي (انظر ابن خلكان 1: 272 مع تعليقة دي سلان في الترجمة 1: 534 رقم 1).
الرأي والمشورة: نقرأ في كرتاس (ص114) أن المهدي جعل المرتبة الأولى من مراتب حاشيته إلى العشرة والمرتبة الثانية إلى الخمسين وجعل الخمسين للرأي والمشورة، أي جعل منهم مستشاريه.
ولهذا التعبير معنى أخر لأن الفقيه عبد الله ابن ياسين كان يتولى السلطة العليا على البربر الذين يدور عليهم الكلام وأنهم حين لم يرتضوه ((عزلوه عن الرأي والمشورة))، ويمكن أن نفترض أنه كان يصدر أوامره بصورة مشورة لكيلا يجرح مشاعرهم.
رأي وأمان: عفو عام، يقال مثلاً: أعطى الرأي والأمان للجميع أي عفا عنهم جميعاً (بوشر).
رأي وراء وري أيضاً (من القبطية راي)، انظر زيشر (لغة مصر 1868 ص55، ص83): نوع من حوت سليمان (صومون)، منه كبير يزن ثلاث لبرات (كيلو ونصف)، ومنه صغير أبيض براق أحمر مؤخر الذنب، وهذا النوع الأخير يلمحه أهل مصر ويطلقون عليه اسم صير (انظر المصنفين اللذين ذكروا في معجم الإدريسي).
وراي: سردين وهو سمك صغير يعلب مكبوساً بالزيت (بوشر).
وراي: كتابة الكلمة الإسبانية ray أي ملك (ابن بطوطة 3: 318) وانظر ويندوس (ص75).
وراي: كتابة الكلمة الهندية رايا أو راجا أي ملك (ابن بطوطة 3: 318)، وفي (4: 85) من رحلة ابن بطوطة: ري، وفي إحدى مخطوطاتها: راي. وفي مسالك الأبصار (تعليقات 13: 219): الرا.
راية: كانوا في ميدان سباق الخيل يركزون في آخر المضمار علماً، ومن هذا أصبحت كلمة راية ترادف كلمة غاية وهي نهاية الميدان. فيقال مثلاً: كانت قرطبة منتهى الغاية ومَرْكَز الراية (بسام 3: 1 ق). وفي قلائد العقيان (ص58): ووله نَظْم وَنَثْر ما قصرا عن الغاية ولا اقصرا عن تلقي الراية.
أهل الراية: كان يطلق هذا الاسم على جماع من العرب من مختلف القبائل اجتمعوا تحت راية واحدة، وقد نزلوا ما وراء القاهرة. انتظر ابن خلكان (1: 386) وما يليها.
ذوات الرايات: هنّ البغايا في الجاهلية لأنهن كن يرفعن راية على مساكنهن ليعرفن (الفخري ص144).
راية: سمك الراي (رولاند).
رُؤْيَا: يقال لتمنى السعادة لمن يريد النوم: ليلتكم سعيدة، فيجاب: برؤياكم (بوشر).
رُؤْيَة: فجر، طلوع النهار، في القسم الأول من معجم فوك، وفي القسم الثاني منه: يرقان، صَفَر، أبو صفار.
رُؤْيَة: رأي، فكرة (بوشر).
رُؤْيَة: سيماء، مظهر، هيئة (بوشر).
رِئَاءً، نجد عند العبدري (58 ق) العبارة: فعل ذلك رثاءً وسُمْعَةً وهي تعني معنى آخر غير الذي ذكره كل من فريتاج ولين. وذلك لأنه يقول: وأصروا على الوقوف بعرفة يوم الجمعة (ولم يكن اليوم الصحيح للوقوف) فيبطلون حجَّهم - رئاءً وسمعة. ومعنى هذا عند العبدري: جهرة وعلانية.
تَرْأَى. مرأى العقل: رأي، فكرة (بوشر).
مُرْيءٍ (فهرس) ومُورِي أيضاً: وهو في الإسطرلاب خيط صغير يربط بالكبير ويتحرك ابتداء من المركز.
ومُرْيء: إبرة تشبه عقرب الساعة.
ومُرْئٍ: مشير، دال، وربوة صغيرة في فلك البروج بين برج الجدي أو برج الحمل وبين برج القوس. ويسمى أيضاً مري راس الحمل أي الدال على راس الحمل (دورن) وهو المري عند ألف استر (2: 235).
مراء تصحيف مُراآة: رياء (أماري ص21).
مراء تصحيف مُراآة: رياء، فريسية (بوشر).
مِرْآة: مراية، سجنجل، وهي اسم جنس عند الإدريسي (معجم الإدريسي).
ومرات تصحيف مِراة (المقري 2: 284)، وانظر فليشر (بريشت ص207).
ومرا وتجمع على أَمْرِيَة (فوك، ألكالا)، وهذا الجمع أمرية موجود في كتاب أبي الوليد، ففيه (ص796): الأمرية التي تنظر بها النساء وجوههن.
ومرآة: نظّارة، عوينات، ففي ابن البيطار (2: 4): وإذا اتخذ منه (السبج) مراة نفع من ضعف البصر الحادث عن الكبر وعن علة حادثة وأزال الخيالات وبدء نزول الماء.
ويذكر ألكالا الجمع العامي أَمْرِيَة بمعنى ( antojos, espejulos antojos) .
مراة هِنْديَّة: مراة الهند (أنظرها في مادة هند). مُرْئِيّ: منظور، معاين، ظاهر (بوشر).
مَرِيَّة: برج يطوف عليه العسس (معجم الإدريسي).
مِرَايَة: وتجمع على مِرايات ومري: مرآة، بلورة يرى الناظر فيها نفسه (بوشر).
مِرَاية: مرآة سحرية، فانوس سحري (آلة تعكس الصور مكبرة) (برتون 1: 370).
مُراياه، تصحيف مراآة: نفاق، دَجَل، تضليل بالمظاهر (بوشر).
مِرَاياتيّ: صانع المرايا وبائعها (بوشر).
رأى
رَأَى: عينه همزة، ولامه ياء، لقولهم:
رُؤْيَةٌ، وقد قلبه الشاعر فقال: وكلّ خليل رَاءَنِي فهو قائل من أجلك: هذا هامة اليوم أو غد
وتحذف الهمزة من مستقبله ، فيقال: تَرَى ويَرَى ونَرَى، قال: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
[مريم/ 26] ، وقال: أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
[فصلت/ 29] ، وقرئ:
أرنا . والرُّؤْيَةُ: إدراك الْمَرْئِيُّ، وذلك أضرب بحسب قوى النّفس:
والأوّل: بالحاسّة وما يجري مجراها، نحو:
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ
[التكاثر/ 6- 7] ، وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ
[الزمر/ 60] ، وقوله: فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ [التوبة/ 105] فإنه ممّا أجري مجرى الرّؤية الحاسّة، فإنّ الحاسّة لا تصحّ على الله، تعالى عن ذلك، وقوله: إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف/ 27] .
والثاني: بالوهم والتّخيّل، نحو: أَرَى أنّ زيدا منطلق، ونحو قوله: وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنفال/ 50] .
والثالث: بالتّفكّر، نحو: إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ
[الأنفال/ 48] .
والرابع: بالعقل، وعلى ذلك قوله: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى
[النجم/ 11] ، وعلى ذلك حمل قوله: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى
[النجم/ 13] .
ورَأَى إذا عدّي إلى مفعولين اقتضى معنى العلم، نحو: وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
[سبأ/ 6] ، وقال: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ [الكهف/ 39] ، ويجري (أَرَأَيْتَ) مجرى أخبرني، فيدخل عليه الكاف، ويترك التاء على حالته في التّثنية، والجمع، والتأنيث، ويسلّط التّغيير على الكاف دون التّاء، قال: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي
[الإسراء/ 62] ، قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ
[الأنعام/ 40] ، وقوله: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى
[العلق/ 9] ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ [الأحقاف/ 4] ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ [القصص/ 71] ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ [الأحقاف/ 10] ، أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا [الكهف/ 63] ، كلّ ذلك فيه معنى التّنبيه.
والرَّأْيُ: اعتقاد النّفس أحد النّقيضين عن غلبة الظّنّ، وعلى هذا قوله: يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ
[آل عمران/ 13] ، أي: يظنّونهم بحسب مقتضى مشاهدة العين مثليهم، تقول: فعل ذلك رأي عيني، وقيل: رَاءَةَ عيني. والرَّوِيَّةُ والتَّرْوِيَةُ: التّفكّر في الشيء، والإمالة بين خواطر النّفس في تحصيل الرّأي، والْمُرْتَئِي والْمُرَوِّي: المتفكّر، وإذا عدّي رأيت بإلى اقتضى معنى النّظر المؤدّي إلى الاعتبار، نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ [الفرقان/ 45] ، وقوله: بِما أَراكَ اللَّهُ [النساء/ 105] ، أي: بما علّمك. والرَّايَةُ: العلامة المنصوبة للرّؤية. ومع فلان رَئِيٌّ من الجنّ، وأَرْأَتِ الناقة فهي مُرْءٍ: إذا أظهرت الحمل حتى يرى صدق حملها.
والرُّؤْيَا: ما يرى في المنام، وهو فعلى، وقد يخفّف فيه الهمزة فيقال بالواو، وروي: «لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا» . قال: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِ
[الفتح/ 27] ، وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ [الإسراء/ 60] ، وقوله: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ
[الشعراء/ 61] ، أي: تقاربا وتقابلا حتى صار كلّ واحد منهما بحيث يتمكّن من رؤية الآخر، ويتمكّن الآخر من رؤيته. ومنه قوله: «لا تَتَرَاءَى نارهما» . ومنازلهم رِئَاءٌ، أي: متقابلة. وفعل ذلك رِئَاءُ الناس، أي: مُرَاءَاةً وتشيّعا. والْمِرْآةُ ما يرى فيه صورة الأشياء، وهي مفعلة من: رأيت، نحو: المصحف من صحفت، وجمعها مَرَائِي، والرِّئَةُ: العضو المنتشر عن القلب، وجمعه من لفظه رِؤُونَ، وأنشد (أبو زيد) :
فغظناهمو حتى أتى الغيظ منهمو قلوبا وأكبادا لهم ورئينا
ورِئْتُهُ: إذا ضربت رِئَتَهُ.
رأى وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: أَنا بَرِيء من كل مُسلم مَعَ مُشْرك قيل: لم يَا رَسُول الله قَالَ: لَا ترَاءى ناراهما.
(رأى) - في حَدِيثُ عُمَر ، رضي الله عنه: "ارتأَى امرؤٌ بعد ذلك ما شاء أن يرتَئِى".
ارتَأَى هو افْتَعَل، من رُؤْية القَلْب وبَدْوِ الرَّأْى: أَي إن وَقَع له رَأْى بعد ذلك.
- في حَديثِ الرُّؤْيَا في صِفَة مَالِك خَازنِ النَّار: "كَرِيه المَرْآة" .
بفَتْح المِيم: أي المَنْظَر كالمَسْمَع.
- في حَديثِ عُثْمان: "أُراهم أَراهُمُنى الباطِلُ شيطَاناً".
فيه شُذُوذانِ:
أحَدُهما: أن ضميرَ الغائب إذا وَقَع متقدِّماً على ضَمِير المُتَكَلِّم والمُخَاطب، فالوَجْه أن يُجَاء بالثَّانِي مُنفَصِلا نحو أَعطاهُ إيّاى.
الثاني: أنّ الوَاوَ حَقُّها أن تَثْبُت مع الضَّمائِر، كقَولِه تَعالَى: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} إلا ما ذَكَر أَبُو الحَسَنُ من قَولِ بَعْضِهم: "أَعطَيتُكه".
- وفي حَدِيثِ حَنْظَلَة "تُذكِّرنا بالنَّار والجَنَّة كَأنَّا رَأْى عَيْن"
تقول: جَعلتُ الشىءَ رأْى عينِك وبمَرْأَى منك: أي حِذاءَك ومقابِلَك بحيث تراه، وهو مَنْصُوب على المَصْدر: أي كأنَّا نراهُما رَأْى العَيْن.
[رأى] الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين. يقال: رأى زيداً عالِماً. ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً وراءَةً، مثل راعَةٍ. والرَأْيُ معروف، وجمعه أرْآءٌ وآراءٌ أيضاً مقلوب، ورَئيٌّ على فعيل، مثل ضأن وضئين. ويقال أيضا: به رَئِيٌّ من الجن، أي مَسٌّ. ويقال: رأى في الفقه رَأْياً. وقد تركت العلهمزَ في مستقبله لكثرته في كلامهم، وربّما احتاجت إليه فهمزَتْه، كما قال الشاعر :

ومن يَتَمَلَّ العَيْشَ يَرْءَ ويسمع * وقال سراقة البارقى أرى عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ * كلانا عالِمٌ بالتُرَّهاتِ وربَّما جاء ماضيه بلا همز. قال اسماعيل ابن بشّار: صاحِ هل رَيْتَ أو سمعتِ بَراعٍ * رَدَّ في الضَرْعِ ما قَرى في الحِلابِ ويروى: " في العِلابِ ". وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرْأَيْتَكَ: أَرَيْتَ وأَرَيْتَكَ بلا همز. قال أبو الأسود: أَرَيْتَ امْرَأً كنتُ لم أَبْلُهُ * أتاني فقال اتَّخِذْني خليلا وقال آخر : أَرَيْتَكَ إنْ منعتَ كلامَ لَيْلى * أتمنعُني على لَيْلى البُكاَء وإذا أمرت منه على الأصل قلت: ارء، وعلى الحذف: رأ. (*) وقولهم: على وجهه رَأْوَةُ الحمق، إذا عرفت الحمق فيه قبل أن تخبره. وأريته الشئ فرآه، وأصله أَرْأَيْتُهُ. وارْتَآهُ: افْتَعَلَ من الرأي والتدبير. وأَرْأَتِ الشاةُ، إذا عظُم ضرعُها قبل وِلادها، فهي مُرْئٍ. وفلانٌ مُراءٍ وقومٌ مُراءُونَ، والاسم الرِياءُ. يقال: فعلَ ذلك رِياءً وسُمعةً. ويقال أيضاً: قومٌ رِئاءٌ، أي يقابل بعضُهم بعضاً. وكذلك بيوتهم رِئاءٌ. وتَراءى الجمعان: رأى بعضُهم بعضاً. وتقول: فلان يتراءى، أي ينظُر إلى وجهه في المرآة أو في السيف. وتَراءَى له شئ من الجن، وللاثنين: تَراءَيا، وللجمع: تَراءَوْا. وقال أبو زيد: بعَيْنِ ما أَرَيَنَّكَ، أي اعْجَلْ وكنْ كأنِّي أنظرُ إليك. وتقول من الرئاء: يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يستحمق ويستعقل. عن أبى عمرو. والرئة: السحر، مهموزة، وتجمع على رئين، والهاء عوض من الياء. تقول منه: رَأَيْتُهُ، أي أصبت رئته. والترية: الشئ الخفى اليسير من الصُفْرة والكُدرة تراها المرأةُ بعد الاغتسال من الحيض ; فأما ما كان في أيام الحيض فهو حيض وليس بترية. وقوله تعالى: (هم أحسن أثاثاً ورِئْياً) مَنْ همزه جعله من المنظر من رأَيْتُ، وهو ما رأته العين من حالٍ حسنةٍ وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ. وأنشد أبو عبيدةَ لمحمد بنُ نُمير الثَقَفيّ: أشَاقَتْكَ الظعائنُ يوم بانوا * بِذي الرِئْي الجميلِ من الأثاثِ ومن لم يهمزه فإما أن يكون على تخفيف الهمز، أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريا، أي امتلات وحسنت. وتقول للمرأة: أنتِ تَرَيْنَ، وللجماعة: انتن ترين، لان الفعل للواحد والجماعة سواء في المواجة في خبر المرأة من بنات الياء، إلا أن النون التى في الواحدة علامة الرفع والتى في الجمع إنما هو نون الجماعة. وتقول: أنت تريننى، وإن شئت أدغمت وقلت تَرِينِّي بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبنِّي. وسامرا: المدينة التى بناها المعتصم، وفيها لغات: سر من رأى، وسر من رأى، وساء من رأى، وسامرا، عن أحمد بن يحيى ثعلب وابن الانباري. والمِرْآةُ بكسر الميم: التي يُنظَر فيها. وثلاث مَراءٍ، والكثير مَرايا. قال أبو زيد: رَأْيْتُ الرجل تَرْئِيَةً، إذا أمسكت له المرآةَ لينظر فيها. والمَرْآةُ على مَفْعَلةٍ: المنظر الحسن. يقال: امرأة حسنة المَرْآةِ والمَرْأى، كما يقال حسنة المَنْظَرةِ والمَنْظَرِ. وفلانٌ حسنٌ في مَرْآةِ العين، أي في المنظر. وفي المثل. " تخبر عن مجهوله مَرْآتُهُ "، أي ظاهِرُهُ يدلّ على باطِنه. والرُواءُ بالضم: حُسن المنظر. ويقال: راءَى فلانٌ الناسَ يُرائِيهِمْ مُراءاةً، ورايأَهُمْ مُرايأَةً على القلب بمعنىً. ورأى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى، بلا تنوين. وجمع الرؤيا رؤى بالتنوين، مثل رعى. وفلان منى بمَرأىً ومسمعٍ، أي حيث أراه وأسمع قوله.
ر أ ى: (الرُّؤْيَةُ) بِالْعَيْنِ تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَبِمَعْنَى الْعِلْمِ تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ وَ (رَأَى) يَرَى (رَأْيًا) وَ (رُؤْيَةً) وَ (رَاءَةً) مِثْلُ رَاعَةٍ. وَ (الرَّأْيُ) مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (آرَاءٌ) وَ (أَرْآءٌ) أَيْضًا مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَ (رَئِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ مِثْلِ ضَأْنٍ وَضَئِينٍ. وَيُقَالُ بِهِ (رَئِيٌّ) مِنَ الْجِنِّ أَيْ مَسٌّ. وَيُقَالُ: رَأَى فِي الْفِقْهِ رَأْيًا. وَقَدْ تَرَكَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَ فِي مُسْتَقْبَلِهِ لِكَثْرَتِهِ فِي كَلَامِهِمْ. وَرُبَّمَا احْتَاجَتْ إِلَى هَمْزِهِ فَهَمَزَتْهُ قَالَ الشَّاعِرُ:

وَمَنْ يَتَمَلَّ الْعَيْشَ يَرْءَ وَيَسْمَعُ
وَقَالَ آخَرُ:

أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تَرْأَيَاهُ ... كِلَانَا عَالِمٌ بِالتُّرَّهَاتِ
. وَرُبَّمَا جَاءَ مَاضِيهِ بِغَيْرِ هَمْزٍ. قَالَ الشَّاعِرُ:

صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي الْحِلَابِ
وَيُرْوَى فِي الْعِلَابِ. وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ عَلَى الْأَصْلِ قُلْتَ: ارْءَ وَعَلَى الْحَذْفِ رِهْ. وَ (أَرَيْتُهُ) الشَّيْءَ (فَرَآهُ) وَأَصْلُهُ (أَرْأَيْتُهُ) . وَ (ارْتَآهُ) وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الرَّأْيِ وَالتَّدْبِيرِ. وَفُلَانٌ (مُرَاءٍ) وَقَوْمٌ (مُرَاءُونَ) وَالِاسْمُ (الرِّيَاءُ) يُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ رِيَاءً وَسُمْعَةً. وَ (تَرَاءَى) الْجَمْعَانِ رَأَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفُلَانٌ (يَتَرَاءَى) أَيْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ وَفِي السَّيْفِ. وَ (الرِّئَةُ) السَّحْرُ مَهْمُوزَةٌ وَيُجْمَعُ عَلَى (رِئِينَ) وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ تَقُولُ مِنْهُ: (رَأَيْتُهُ) أَيْ أَصَبْتُ رِئَتَهُ. وَ (التَّرِيَّةُ) الشَّيْءُ الْخَفِيُّ الْيَسِيرُ مِنَ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} [مريم: 74] مَنْ هَمَزَهُ جَعَلَهُ مِنَ الْمَنْظَرِ مِنْ رَأَيْتُ وَهُوَ مَا رَأَتْهُ الْعَيْنُ مِنْ حَالَةٍ حَسَنَةٍ وَكُسْوَةٍ ظَاهِرَةٍ. وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهُ: فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ أَوْ يَكُونَ مِنْ رَوِيَتْ أَلْوَانُهُمْ وَجُلُودُهُمْ رِيًّا أَيِ امْتَلَأَتْ وَحَسُنَتْ. وَتَقُولُ لِلْمَرْأَةِ أَنْتِ تَرَيْنَ وَلِلْجَمَاعَةِ أَنْتُنَّ تَرَيْنَ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنَّ النُّونَ الَّتِي فِي الْوَاحِدَةِ عَلَامَةُ الرَّفْعِ وَالَّتِي فِي الْجَمْعِ إِنَّمَا هِيَ نُونُ الْجَمَاعَةِ. وَتَقُولُ: أَنْتِ تَرَيْنَنِي وَإِنْ شِئْتَ أَدْغَمْتَ فَقُلْتَ: أَنْتِ تَرَيِنِّي بِتَشْدِيدِ النُّونِ مِثْلُ تَضْرِبِنِّي. وَسَامَرَّى الْمَدِينَةُ الَّتِي بَنَاهَا الْمُعْتَصِمُ وَفِيهَا لُغَاتٌ: سُرَّ مَنْ رَأَى. وَسَّرَ مَنْ رَأَى. وَسَاءَ مَنْ رَأَى. وَسَامَرَّى. وَ (الْمِرْآةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الَّتِي يُنْظَرُ فِيهَا، وَثَلَاثُ (مَرَاءٍ) وَالْكَثِيرُ (مَرَايَا) . وَ (الْمَرْآةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الْمَنْظَرُ الْحَسَنُ يُقَالُ: امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَرْآةِ وَ (الْمَرْأَى) كَمَا يُقَالُ: حَسَنَةُ الْمَنْظَرَةِ وَالْمَنْظَرِ
وَفُلَانٌ حَسَنٌ فِي (مَرْآةِ) الْعَيْنِ أَيْ فِي الْمَنْظَرِ. وَفِي الْمَثَلِ: تُخْبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتُهُ. أَيْ ظَاهِرُهُ يَدُلُّ عَلَى بَاطِنِهِ. وَ (الرُّوَاءُ) بِالضَّمِّ حُسْنُ الْمَنْظَرِ، وَيُقَالُ: (رَاءَى) فُلَانٌ النَّاسَ يُرَائِيهِمْ (مُرَاءَاةً) وَ (رَايَأَهُمْ مُرَايَأَةً) عَلَى الْقَلْبِ بِمَعْنًى. وَ (رَأَى) فِي مَنَامِهِ (رُؤْيَا) عَلَى فُعْلَى بِلَا تَنْوِينٍ. وَجَمْعُ الرُّؤْيَا (رُؤًى) بِالتَّنْوِينِ بِوَزْنِ رُعًى. وَفُلَانٌ مِنِّي (بِمَرْأًى) وَمَسْمَعٍ أَيْ حَيْثُ أَرَاهُ وَأَسْمَعُ قَوْلَهُ. 
[رأى] فيه: أنا بريء من كل مسلم مع شرك لا "ترا أي" ناراهما، أي يجب على المسلم أن يتباعد عن منزل مشرك ولا ينزل بموضع إذا أوقدت فيه ناره تلوح لنار مشرك بل ينزل مع المسلمين في دارهم لأنه لا عهد للمشركين ولا أمان، وحثهم على الهجرة، وأصله تتراأي تتفاعل من الرؤية، من ترا أوا إذا رأى بعضهم بعضا، وترا أي لي الشيء ظهر حتى رأيته، واسناده إلى النارين مجاز، أي ناراهماالناس أي منزلته من الشجاعة، والأول سمعة وهذا رياء، أو ليرى منزلته من الجنة أي ليحصل له الجنة لا إعلاء كلمة الله. أقول: لا فرق بين السمعة والرياء ففي المغرب فعله سمعة أي ليريه الناس. وفيه من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين - بسكون الهمزة، أي كان يوم القيامة مرأى عين. وفيه:"فليرني" امرؤ خاله، أي أنا أميز خالي كمال تمييز باسم إشارة وأكرمه به لأباهي به الناس فليرني كل امرء خاله فليكرمن، أي ليكرم كل أحد خاله كما أكرمت خالي. وفيه: "سأراه" على فراشي، أي سأراه بلا مشقة ولا حاجة إلى رؤيته الآن. ز ومنه: "سأراه" وأنا مستلق، أي أرى القمر بعد يوم أو يومين حين يعلو.
رأى
: ى ( {الرُّؤيَةُ) ، بالضَّمِّ: إدْراكُ المَرْئي، وذلكَ أَضْرُب بحَسَبِ قُوَى النَّفْس:
الأوَّل: (النَّظَرُ بالعَيْنِ) الَّتِي هِيَ الحاسَّة وَمَا يَجْرِي مجْراها، ومِن الأخيرِ قوْلُه تَعَالَى: {وقُلِ اعْمَلُوا} فَسَيَرى اللَّهُ عَمَلَكُم ورَسُولُه} ، فإنَّه ممَّا أُجْرِي مجْرَى الرُّؤْيَة بالحاسَّةِ، فإنَّ الحاسَّةَ لَا تصحُّ على اللَّهِ تَعَالَى، وعَلى ذلكَ قَوْله: { {يَراكُم هُوَ وقَبيلُه مِن حيثُ لَا} تَرونَهم} .
والثَّاني: بالوَهْمِ والتَّخَيّل نَحْو:! أَرَى أَنَّ زيْداً مُنْطَلقٌ.
والثَّالث: بالتّفَكّر نَحْو: {إِنِّي أَرى مَا لَا تَرَوْن} .
(و) الَّرابع: (بالقَلْبِ) ، أَي بالعَقْل، وعَلى ذَلِك قوْلُه تَعَالَى: {مَا كذبَ الفُؤادُ مَا {رَأَى} ، وعَلى ذلكَ قوْلُه: {ولقَدْ} رآهُ نزلة أُخْرى} .
قالَ الجوهريُّ: الرُّؤيَةُ بالعَيْنِ يتعدَّى إِلَى مَفْعولٍ واحدٍ، وبمعْنَى العِلْم يتعدَّى إِلَى مَفْعولَيْن، يقالُ: رأَى زيْداً عالِماً.
وقالَ الَّراغبُ: رأَى إِذا عدِّي إِلَى مَفْعولَيْن اقْتَضَى معْنَى العِلْم، وَإِذا عدِّي بإلى اقْتَضَى معْنَى النَّظَرِ المُؤدِّي إِلَى الاعْتِبار.
(و) قَدْ ( {رأَيْتُه) } أَراهُ ( {رُؤيَةً) ، بالضَّمِّ، (} ورَأْياً {وراءَةً) مِثَالُ رَاعَةٍ؛ وعَلى هَذِه الثَّلاثةِ اقْتَصَرَ الجَوهريُّ.
(} ورَأْيَةً) ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَتِ الهاءُ فِيهَا للمرَّة الواحِدَةِ إنّما هُوَ مَصْدَرٌ {كرُؤيَةٍ إلاَّ أَنْ تُريدَ المرَّةَ الواحِدَةَ فيكونُ} رأَيْتُه {رَأْيةً كضَرَبْتُه ضَرْبةً، وأمَّا إِن لم تُرِدْ} فرَأْيَة {كرُؤية وليسَتِ الهاءُ للواحِدِ.
(} ورُؤياناً) ، بالضَّمِّ، هَكَذَا هُوَ فِي النّسخ.
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: {ورَأَيْتُه} رِئْياناً: كرُؤيَة، هَذِه عَن اللحْيانيّ وضَبَطَه بالكسْرةِ فانْظُرْه.
( {وارْتَأَيْتُه} واسْتَرْأَيْتُه) : {كرَأَيْته أَعْنِي مِن} رُؤيَةِ العَيْنِ.
وقالَ الكِسائيُّ: اجْتَمَعَتِ العَرَبُ على هَمْز مَا كانَ مِن {رَأَيْت} واسْتَرْأَيْت {وارْتَأَيْت فِي رُوءْيَةِ العَيْنِ، وبعضُهم يَتْرك الهَمْز وَهُوَ قلِيلٌ، والكلاَمُ العالي الهَمْزُ، فَإِذا جئْتَ إِلَى الأَفْعال المُسْتَقْبَلةِ أَجْمَع مَنْ يَهْمُز ومَنْ لَا على تَرْك الهَمْز، قالَ: وَبِه نَزَلَ القُرْآن نَحْو قَوْلِهِ تَعَالَى: {} فتَرَى الَّذين فِي قُلُوبِهم مَرَضٌ} ، {فَتَرى القَوْمَ فِيهَا صَرْعى} ؛ {إِنِّي! أَرَى فِي المَنَامِ} ؛ { {ويَرَى الَّذين أُوتُوا العِلْم} ؛ إلاَّ تَيمَ الرّبابِ فإنَّهم يَهْمزُون مَعَ حُرُوفِ المُضارعَةِ وَهُوَ الأصْل.
(و) حكَى ابنُ الأعرابيِّ: (الحمدُ للَّهِ على} رِيَّتكَ، كَنِيَّتِكَ، أَي {رُؤيَتِكَ) .
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَفِيه صَنْعَةٌ وحَقِيقَتُها أنَّه أَرادَ رُؤيَتَك فأَبْدَلَ الهَمْزةَ واواً إبدالاً صَحِيحاً فقالَ: رُوَيتِك، ثمَّ أَدْغَمَ لأنَّ هَذِه الواوَ قد صارَتْ حرفَ علَّةٍ بِمَا سُلِّط عَلَيْهَا مِن البَدَل فقالَ: رُيَّتِك ثمَّ كَسَرَ الرَّاءَ لمجاوَرَةِ الياءِ فَقَالَ رِيَّتِكَ.
(} والرَّءَّاءُ، كشَدَّادٍ: الكثيرُ الرُّؤيَةِ) ؛ قالَ غَيْلانُ الربَعِيّ:
كأَنَّها وَقد {رَآها} الرَّءَّاءُ ( {والرُّؤيُّ، كصُلِيَ،} والرُّؤاءُ، بالضَّمِّ، {والمَرْآةُ، بالفَتْحِ: المَنْظر) .
ووَقَع فِي المُحْكَم أَوَّل الثَّلاثَة} الرِّئيُ بالكَسْر مضبوطاً بخطّ يُوثَقُ بِهِ.
وَفِي الصِّحاحِ: {المَرْآةُ على مَفْعَلة بفتْحِ العَيْن: المَنْظرُ الحَسَنُ، يقالُ: امْرآةٌ حَسَنةُ المَرْآةِ} والمَرأَى كَمَا تقولُ حَسَنَة المَنْظَرةِ والمَنْظَرِ؛ وفلانٌ حَسنٌ فِي {مَرْآةِ العَيْن أَي فِي المَنْظرِ.
وَفِي المَثَلِ: تُخْبِرُ عَن مَجْهولةٍ} مَرْآتُه، أَي ظاهِرُه يدلُّ على باطِنِه. {والرّوَاءُ، بالضمِّ: حُسْنُ المَنْظرِ؛ اه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: (أَو الأَوَّلانِ: حُسْنُ المَنْظَرِ، والثَّالِثُ مُطْلقاً) حَسَنَ المَنْظرِ كانَ أَو قبيحاً.
وَفِي الصِّحاحِ: وقوْلُه تَعَالَى: {هم أَحْسَنُ أَثاثاً} ورِئْياً} ؛ من هَمَزَه جَعَلَه من المَنْظرِ من {رَأَيْت، وَهُوَ مَا} رأَتْهُ العَيْن مِن حالٍ حَسَنَةٍ وكُِسْوَةٍ ظاهِرَةٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ لمحمدِ بنِ نُمَيرٍ الثَّقفي:
أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا
بِذِي {الرَّأْي الجميلِ من الأَثاثِومن لم يَهْمزْه إمَّا أنْ يكونَ على تَخْفيفِ الهَمْز أَو يكونَ مِن رَوِيَتْ أَلْوانهم وجُلُودهم رِيّاً: امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ، اه.
وَمَاله} رُوَاءٌ وَلَا شاهِدٌ؛ عَن اللحْيانيّ لم يَزِدْ شَيْئا.
( {والتَّرْئِيَةُ: البَهاءُ وحُسْنُ المَنْظرِ) ، اسمٌ لَا مَصْدر؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
أَمَّا} الرُّؤَاءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ
مِثل الجِبالِ الَّتِي بالجِزْع منْ إضَمِ ( {واسْتَرآهُ: اسْتَدْعَى} رُؤْيَتَهُ) ؛) كَذَا فِي المُحْكَم.
( {وأَرَيْتُه إيَّاهُ} إراءَةً {وإراءً) ، المَصْدرَانِ عَن سِيْبَوَيْه، قالَ: الهاءُ للتَّعْويض، وتَرْكُها على أَن لَا يعوَّض وَهْمٌ ممَّا يُعوِّضُونَ بَعْد الحذْفِ وَلَا يُعَوِّضون.
(} وَرَاءَيْتُهُ {مُرَاءَاةً} ورِئَاءً) ، بالكسْرِ: ( {أَرَيْتُه) أَنِّي) (على خِلافِ مَا أَنا عَلَيْهِ) .
وَفِي الصِّحاح: يقالُ: رَاءَى فلانٌ الناسَ يُرائِيهم} مُرَاءَاةً، {ورَايأهُم} مُرايأةً، على القَلْب، بمعْنًى، انتَهَى؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {بَطَراً {ورِئاءَ الناسِ} ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {الَّذين هُمْ} يُراؤونَ} يَعْني المُنافِقِيَّن إِذا صلَّى المُؤمِنون صَلُّوا مَعَهم {يرونهم أنَّهم على مَا هم عَلَيْهِ.
وَفِي المِصْباح:} الرّياءُ هُوَ إظْهارُ العَمَلِ للناسِ {ليَرَوه ويَظنُّوا بِهِ خَيْراً، فالعَمَل لغيرِ اللَّهِ، نَعُوذُ باللَّهِ.
وَقَالَ الحرالي: الرّياءُ الفِعْلُ المَقْصودُ بِهِ} رُؤية الخَلْق غَفْلَة عَن الخالِقِ وعِمَايَة عَنهُ؛ نَقَلَه المَناوي. وَفِي الصِّحاحِ: وفلانٌ {مُراءٍ وقوْمٌ} مُراءُونَ، والاسمُ {الرِّياءُ. يقالُ: فَعَلَ ذاكَ} رِيَاء وسُمْعَةً.
( {كَرَأَّيْتُه} تَرْئِيَةً) ؛ نَقَلَهُ الفرَّاء عَن العَرَبِ، قالَ: وقَرَأ ابنُ عبَّاس: {يرأون النَّاس.
(و) } وَرَاءَيْتُهُ {مُرَاءَةً} ورِئاءً؛ (قابَلْتُه {فَرَأَيْتُه) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
(} والمِرْآةُ، كمِسْحاةٍ: مَا {تَرَاءَيْتَ فِيهِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: الَّتِي يَنْظُرُ فِيهَا؛ وثلاثُ} مراء والكَثيرُ مَرايا.
(وقالَ الَّراغبُ: {المِرْآةُ مَا} يُرى فِيهِ صُورَ الأَشياءِ، وَهِي مِفْعَلة من رأَيْتُ نَحْوِ المِصْحَف من صحفت، وجَمْعُها {مراء.
(وقالَ الأزْهريُّ: جَمْعُها مَراءٍ، وَمن حَوَّلَ الهَمْزةَ قالَ} مَرايا.
( {ورَأَّيْتُه) ، أَي الرَّجُل، (} تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها) ، أَي {المِرْآةَ، (عَلَيْهِ، أَو حَبَسْتُها لَهُ يَنْظُرُ فِيهَا) نَفْسَه.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو زيْدٍ:} رَأَّيْتُ الرَّجُل {تَرْئِيَةً إِذا أَمْسَكْتَ لَهُ} المِرْآةَ ليَنْظُر فِيهَا.
( {وتَراءَيْتُ فِيهَا) ، أَي المِرْآة بالمدِّ، (} وتَرَّأَّيْتُ) ، بالتَّشْديدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: فلانٌ {يَتَرَاءَى أَي يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِه فِي} المِرْآةِ أَو فِي السَّيْفِ.
( {والرُّؤيا) ، بالضمِّ مَهْموزاً، وَقد يُخفَّفُ، (مَا} رَأَيْتَه فِي مَنامِكَ) ، وفيهَا لُغاتٌ يأْتي بيانُها فِي المُسْتدركاتِ.
وقالَ اللَّيْثُ: {رأَيْتُ} رُؤيا حَسَنةً، وَلَا تُجْمَع.
وقالَ الجَوهريُّ: رأَى فِي مَنامِه {رُؤيا، على فُعْلى بِلا تَنْوِين، و (ج} رُؤًى) بالتَّنْوين، (هُدًى) ورُعًى.
( {والرَّئِيُّ، كغَنِيَ ويُكْسَرُ: جنّيٌّ) يَتَعرَّضُ للرَّجُلِ} يُرِيه كهانَةً أَو طِبّاً يقالُ: مَعَ فلانٍ {رِئِيٌّ وَضَبطه بالكسْرِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ الجِنُّ} يَراهُ الإِنْسانُ. وقالَ اللحْيانيُّ: لَهُ {رَئِيُّ، أَي جنِّيٌّ (يُرَى فَيُحَبُّ) ويُؤلَفُ؛ وَفِي حدِيثٍ: (قالَ لسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الَّذِي أَتاكَ} رَئِيُّكَ بظُهورِ رَسُولِ اللَّهِ؟ قالَ: نعم) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: يقالُ للتَّابِعِ مِن الجنِّ {رَئِيٌّ ككَمِيَ، وَهُوَ فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي بِهِ لأنّه} يَتَراءَى لمتْبوعِه، أَو هُوَ مِن الرَّأْي، مِن قوْلِهم: فلانٌ {رَئِيُّ قوْمِهِ إِذا كانَ صاحِبَ} رأْيِهِم، وَقد تُكْسَرُ راؤه لاتِّباعِها مَا بَعْدها.
(أَو المَكْسُورُ: للمَحْبُوبِ مِنْهُم) ، وبالفتْحِ لغيرِهِ.
(و) {الرَّئِيُّ أَيْضاً: (الحيَّةُ العَظيمَةُ) } تَتَراءَى للإِنْسَانِ (تَشْبِيهاً بالجِنِّيِّ) ، وَمِنْه حدِيثُ أبي سعيدٍ الخَدْريّ: (فَإِذا {رَئِيٌّ مثل نِحْيٍ) ، يَعْني حَيَّةً عَظِيمةً كالزِّقِّ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: سمَّاها} بالرَّئِيِّ الجنِّيّ لأنَّهم يَزْعمونَ أنَّ الحيَّاتِ مِن مَسْخ الجِنِّ، وَلِهَذَا سَمّوه شَيْطاناً وجانّاً.
(و) {الرِّئِيُّ بالوَجْهَيْن: (الثَّوْبُ يُنْشَرُ ليُباعَ) ؛ عَن أبي عليَ.
(} وتَرَاءَوْا: رَأَى بعضُهم بَعْضًا) ، وللاثْنَيْن {تَرَاءَيا.
وقالَ الراغبُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {فَلَمَّا} تَراءَى الجَمْعان} ، أَي تَقارَبا وتَقابَلا بحيثُ صارَ كلُّ واحِدٍ بحيثُ يتَمَكَّن بِرُؤْيَةِ الآخرِ ويتمَكَّنُ الآخَرُ من {رُؤْيَتِه.
(و) تَراءَى (النَّخْلُ: ظَهَرَتْ أَلْوانُ بُسْرِهِ) ؛ عَن أَبي حنيفَةَ؛ وكُلُّه مِن} رُؤْيَةِ العَيْن.
( {وتَراءَى لي} وتَرَأَّى) ، على تَفاعَلَ وتَفَعَّل: (تَصَدَّى لأَراهُ.
(و) فِي الحديثِ: ((لَا! تَرَاءَى نارُهُما)) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ ونَصّ الحدِيثِ: نارَاهُما؛ (أَي لَا يَتَجاوَرُ المُسْلِمُ والمُشْرِكُ بل يَتَباعَدُ عَنهُ مَنْزلَةً بحيثُ لَوْ أَوْقَدَ نَارا مَا رَآها) .
وَفِي التَّهذيبِ: أَي لَا يحلُّ لمُسْلِمٍ أنْ يَسْكُنَ بِلادَ المُشْرِكين فيكونُ مَعَهم بقَدْرِ مَا يَرَى كلٌّ مِنْهُمَا نارَ الآخَرِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: أَي لَا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ المُشْرِك وَلَا يَتَشَبَّه بِهِ فِي هَدْيه وشَكْلِه، وَلَا يَتَخَلَّقُ بأَخْلاقِه، من قوْلِك: مَا نَارُ بَعِيرِكَ أَي مَا سِمَتُه.
وفَسَّرَه ابنُ الأثيرِ بنَحْو ممَّا فَسَّره أَبو عبيدٍ، وزادَ فِيهِ: ولكنَّه يَنْزلُ مَعَ المُسْلمين فِي دارِهم وإنَّما كَرِه مُجاوَرَة المُشْرِكين لأنَّه لَا عَهْدَ لَهُم وَلَا أَمانَ.
قالَ: وإسْنادُ {التَّرائِي إِلَى النارَيْن مَجازٌ مِن قَوْلهم دارِي تَنْظُر إِلَى دارِ فلانٍ، أَي تُقابِلُها.
(و) يقالُ: (هُوَ منِّي} مَرْأًىً ومَسْمَعٌ) ، بالرَّفْع (ويُنْصَبُ) ، وَهُوَ مِن الظُّروفِ المَخْصوصَةِ الَّتِي أُجْرِيَت مُجْرَى غَيْر المَخْصوصَة عنْدَ سِيْبَوَيْه، قالَ: هُوَ مثل مَناطَ الثُّرَيَّا ودرج السُّيُول، (أَي) هُوَ منِّي (بحيثُ {أَراهُ وأَسْمَعُهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: فلانٌ منِّي} بمَرْأَى ومَسْمَع، أَي حيثُ {أَراهُ وأَسْمَعُ قَوْلَه.
(و) هُم (} رِئاءُ أَلْفٍ، بالكسْرِ) : أَي (زهاؤهُ فِي {رَأْي العَيْنِ) ، أَي فيمَا} تَرى العَيْن.
(و) يقالُ: (جاءَ حِينَ جَنَّ {رُؤيٌ} ورُؤياً، مَضْمُومَتَيْنِ، و) {رَأْىٌ} ورَأْياً، (مَفْتُوحَتَيْنِ: أَي حِينَ اخْتَلَطَ الظَّلامُ فَلَمْ {يَتَرَاءَوْا) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
(} وارْتَأَيْنا فِي الأمْرِ {وتَراءَيْنا) هُ: أَي: (نَظَرْناهُ) .
وَقَالَ الجوهريُّ:} ارْتآهُ {ارْتِئاءً، افْتَعَل من} الرَّأْيِ والتَّدْبيرِ. وقالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ افْتَعَل مِن {رُؤْيَةِ القَلْبِ أَو مِن} الرَّأْيِ، ومَعْنى {ارْتَأَى فَكَّرَ وتأَنَّى، اه.
وأَنْشَدَ الأزْهريُّ:
أَلا أَيُّها} المُرْتَئِي فِي الأمُورِ
سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانها ( {والَّرأْيُ: الاعْتِقادُ) ، اسمٌ لَا مَصْدَرٌ كَمَا فِي المُحْكَم.
وقالَ الَّراغبُ: هُوَ اعْتِقادُ النَّفْسِ أَحَد النَّقِيضَيْن عَن غلبةِ الظنِّ، وعَلى هَذَا قوْلُه عزَّ وجلَّ: {} يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ {رأْيَ العَيْن} ، أَي يظنُّونَهم بحَسَبِ مُقْتَضى مشاهَدَةِ العَيْنِ مَثِلَيهم.
(ج} آراءٌ) لم يكَسَّر على غَيْرِ ذَلِك.
(و) حكَى الجوهريُّ فِي جَمْعه: ( {أَرآءٌ) مَقْلُوبٌ.
(و) حكَى اللّحْيانيُّ فِي جَمْعه: (} أَرْيٌ) كأَرْعٍ، ( {ورُيٌّ) بالضَّمِّ (} ورِيٌّ) بالكسْرِ.
وَالَّذِي فِي نَصّ المُحْكم عَن اللّحْياني {رُئي بِالضَّمِّ وَالْكَسْر وصحيح عَلَيْهِ.
(} ورَئِيٌّ، كغَنِيِّ) ، قالَ الجوهريُّ: هُوَ على فَعِيلٍ مثْل ضَأنٍ وضَئِينٍ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: (و) قد تَكرَّر (فِي الحديثِ: {أَرَأَيْتَكَ} وأَرَأَيْتَكُما {وأَرَأَيْتَكُم، وَهِي كلمةٌ تَقُولُها العَرَبُ) عنْدَ الاسْتِخْبارِ (بمَعْنَى أَخْبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِروني، والتَّاءُ مَفْتُوحَةٌ) أَبَداٌ، هَذَا نَصّ النهايةِ.
وقالَ الَّراغبُ: يَجْرِي} أَرَأَيْتَ بمجْرَى أَخْبِرْني فتَدْخُلُ عَلَيْهِ الكَافُ وتُتْرَكُ التاءُ على حالتِه فِي التَّثْنِية والجَمْع والتَّأْنِيثِ ويُسَلَّط التَّغْيير على الكافِ دُونَ التاءِ، قالَ تَعَالَى: {! أَرَأَيْتك هَذَا الَّذِي كرّمت عليَّ} ؛ {قل {أَرَأَيْتكم إِن أَتَاكم عَذابُ اللَّهِ} ؛ {قُل} أَرَأَيْتُم مَا تَدعون مِن دُون اللَّهِ} ؛ {قل أَرأَيْتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُم اللّيْلَ سَرْمداً} ؛ كلُّ ذلكَ فِيهِ مَعْنى التَّنْبيه.
قُلْتُ: وللفرَّاء والزجَّاج وَأبي إسْحق هُنَا كَلامٌ فِيهِ تَحْقيقٌ انْظُرْه فِي التَّهْذيبِ تَرَكْتُه لطُولِه.
ثمَّ قالَ ابنُ الأثيرِ: (وكَذلِكَ) تكَرر (أَلَمْ {تَر إلَى كَذَا) ، أَلَمْ تَر إلَى فلانٍ، وَهِي (كَلمةٌ تُقالُ عِنْد التَّعَجُّبِ) مِن الشَّيءِ، وعنْدَ تَنْبِيه المُخاطبِ كقوْلِه تَعَالَى: {أَلَمْ تَر إِلَى رَبِّك كيفَ مَدَّ الظِّلّ} ، {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذين خَرَجُوا من دِيارهم} ، {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذين أُوتُوا نَصِيباً مِن الكِتابِ} ، أَي أَلَمْ تَعْجَب بفِعْلِهم وَلَا يَنْتَه شَأْنُهُم إِلَيْك.
وقالَ الراغبُ: إِذا عُدِّي} رَأَيْت بإلى اقْتَضَى مَعْنى النَّظَر المُؤَدِّي للاعْتِبارِ، وَقد تقدَّمَ قرِيباً.
(و) حكَى اللّحْيانيُّ: (هُوَ {مَرْآةٌ بِكَذَا) وأنْ يَفْعَل كَذَا كَمسْعاةٍ: (أَي مَخْلَقَةٌ) ، وَكَذَا الاثْنانِ والجَمْع والمُوءَنَّثْ.
(وأَنا} أَرْأَى) أَنْ أَفْعَل ذلكَ: أَي (أَخْلَقُ) وأَجْدَرُ بِه.
( {والرِّئَةُ) ، كعِدَةٍ: (مَوْضِعُ النَّفَسِ والرِّيحِ من الحَيوانِ) .
قالَ اللَّيْثُ: تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ.
وقالَ الَّراغبُ: هُوَ العُضْو المُنْتَشِر عَن القَلْب.
وَفِي الصِّحاحِ:} الرِّئَةُ السَّحْرُ، مَهْموزٌ، والهاءُ عِوَضٌ مِن الياءِ، (ج {رِئاتٌ} وَرئُونَ) ، بكَسْرِهما على مَا يَطَّرِد فِي هَذَا النَّحْو؛ قالَ الشَّاعِرُ:
فغِظْنَاهُمُ حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُم
قُلوباً وأَكْباداً لهُم! ورِئِينَا قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما جازَ جَمْع هَذَا ونحْوه بالواوِ والنونِ لأنَّها أَسْماءٌ مَجْهودَةٌ مُنْتَقَصَة وَلَا يُكَسَّر هَذَا الضَّرْب فِي أَوَّلِيّته وَلَا فِي حَدِّ النِّسْبة.
( {ورَآهُ: أَصابَ} رِئَتَه) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ وابنُ سِيدَه.
وقالَ الَّراغبُ: ضَرَبَ رِئَتَه.
(و) رَأَى (الرَّايَةَ: رَكَزَها) فِي الأرْضِ؛ ( {كأَرْآها) ، وَهَذِه عَن اللّحْياني، قَالَ ابْن سِيدَه: وهمزه عِنْدِي على غير قِيَاس، وإنمَّا حكمه أرييتها (و) رَأَى (الزَّنْدَ أَوْقَدُهُ فَرَأَى هُوَ) بِنَفسِهِ أَي وَقد، وَهَذَا المطاوعُ عَن كُراعٍ.
(و) يقالُ: (أَرَى اللَّهُ بفُلانٍ) كَذَا وَكَذَا: (أَي أَرَى النَّاسَ بِهِ العَذابَ والهَلاكَ) ، وَلَا يقالُ ذلكَ إلاَّ فِي الشَّرِّ؛ قالَهُ شَمِرٌ.
(و) قالَ الأَصْمعيُّ: يقالُ: (رَأْسٌ} مُرْأًى، كَمُضْنًى: طَويلُ الخَطْمِ فِيهِ تَصْويبٌ) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم وَفِي التَّهْذِيبِ: كهَيْئةِ الإِبْرِيقِ وأَنْشَدا لذِي الرُّمَّة:
وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ
أَوَاخِيُّها {بالمُرْأَياتِ الرَّواجِف ِقال الأزْهريُّ: يَعْني أَوَاخِيَّ الأَمْراسِ، وَهَذَا مَثَل.
وقالَ نَصِيرُ: رُؤُوس} مُرْأَياتٌ كأَنَّها قَوارِيرُقالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا لَا أَعْرِف لَهُ فعْلاً وَلَا مادَّةً.
(و) فِي التَّهذيبِ: ( {اسْتَرْأَيْتُه) فِي} الرَّأْي: أَي (اسْتَشَرْتُه؛ {ورَاءَيْتُه) ، على فاعَلْته، وَهُوَ} يُرائِيهِ، أَي (شاوَرْتُه) ؛ قالَ عِمْرانُ ابنُ حطَّان: فَإِن نَكُنْ نَحن شاوَرْناكَ قُلْتَ لنا
بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيمَا {نُرائِيكا (} وأَرْأَى) الرَّجُل ( {إرْآءً: صارَ ذَا عقلٍ) } ورَأْىٍ وتَدْبيرٍ.
(و) قالَ الأَزْهريُّ: {أَرْأَى} إرْآءً (تَبَيَّنَتْ) {آرَاؤُه، وَهِي (الحَماقَةُ فِي وجْهِهِ) ، وَهُوَ (ضِدٌّ) وَفِيه نَظَرٌ.
(و) } أَرْأَى (نَظَرَ فِي {المِرْآةِ) .
وَفِي التّهْذيبِ} تَراءَى مِن {المُرَاءَاةِ وَهِي لُغَةٌ فِي رَأْرَأ.
قَالَ: (و) أَرْأَى (صارَ لَهُ} رَئيٌّ مِن الجِنِّ) ، وَهُوَ التَّابِعُ.
(و) {أَرْأَى (عَمِلَ) صَالحا (} رئاءً وسُمْعَةً) .
قالَ: (و) أَرْأَى: (اشْتَكَى {رِئَتَهُ.
(و) أَرْأَى: (حَرَّكَ جَفْنَيْهِ) ، وَفِي التَّهْذيبِ: بعَيْنَيْه، (عِنْد النَّظَرِ) تَحْرِيكاً كَثيراً، وَهُوَ} يُرْئِي بعَيْنهِ، وَهِي لُغَةٌ فِي رأرأ.
(و) {أَرْأَى (تَبِعَ} رَأْيَ بعضِ الفُقَهاءِ) فِي الفقْهِ.
(و) أَرْأَى: (كَثُرَتْ {رُآهُ) زِنَة رُعاهُ، وَهِي أَحْلاَمُه، جمعُ} الرُّؤْيا.
(و) {أَرْأَى (البَعيرُ: انْتَكَبَ خَطْمُه على حَلْقِه) (قالَهُ النَّصْرُ، فَهُوَ} مُرْأًى كمُضْنى، وهنَّ {مُرْأَياتٌ، وَقد تقدَّمَ شاهِدُه قَرِيبا.
(و) } أَرْأَتِ (الحامِلُ مِن) ، النَّاقَةِ والشَّاةِ، (غَيْرِ الحافِرِ والسَّبُع: {رُئيَ فِي ضَرْعِها الحَمْلُ واسْتُبِينَ) ؛ وَكَذَا} المَرْأَةُ وجَمِيعُ الحَوامِلِ، (فَهِيَ {مُرْءٍ} ومُرْئِيَةٌ) ؛ نقلهُ ابنُ سِيدَه.
(و) قالَ اللّحيانيُّ: يقالُ إنَّه لخبيثٌ و (لَا {تَر َما) فلانٌ وَلَا} تَرى مَا فلانٌ، رفْعاً وجَزْماً، (و) إِذا قَالُوا: إِنَّه لخبيثٌ و (لَمْ تَرَ مَا) فُلانٌ قَالُوهُ بالجَزْم، وفلانٌ كُلّه بالرَّفْع؛ وَكَذَا (وأوَتَرَما) عَن ابْن الأعرابيِّ؛ وَكَذَا ولَوْ تَرَ مَا ولَوْ تَرَى مَا؛ كُلُّ ذلكَ (بمعْنَى لَا سِيَّما) ؛ حَكَاه كُلّه عَن الكِسائي، كَذَا فِي التهْذِيبِ.
(وذُو {الرَّأْيِ) : لَقَبُ (العبَّاسِ بنِ عبْدِ المُطَّلبِ) الهاشِمِيّ، رضِيَ اللهُ عَنهُ.
(و) أَيْضاً لَقَبُ (الحُبابِ بنِ المُنْذرِ) الأنْصارِيّ لُقِّبَ بِهِ يَوْم السَّقِيفَة إِذْ قالَ: أنَا جُذيلُها المُحكَّك وعُذيقُها المُرَجَّب.
(و) أَبو عُثْمان (رَبيعَةُ) بنُ أَبي عبْدِ الرحمانِ فروخ التِّيمِيّ مَوْلى آلِ المُنْكَدر صاحِبُ (الرَّأْيِ) والقائِلُ بِهِ، سَمِعَ أَنَساً والسائِبَ بن يَزِيد، وَهُوَ (شَيْخُ مالِكٍ) والثَّوْرِي وشعْبَةَ، ماتَ سَنَة 136.
(وهِلالُ الرَّأْيِ) بنُ يَحْيَى بنِ مُسْلم البَصْريُّ (مِن أعْيانِ الحَنَفِيَّة) كَثيرُ الخَطَأ لَا يُحْتج بِهِ.
(وسُرَّ مَنْ} رَأَى) ، بالضمِّ، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رَأَى، وسَامَرَّا، عَن ثَعْلَب وابنِ الأنْباري؛ وَهِي لُغاتٌ فِي المَدينَةِ الَّتِي بَناها المُعْتصمُ العبَّاسي، وَقد ذُكِرَتْ (فِي (س ر ر) .
(وأَصْحابُ الرَّأْيِ) عنْدَ أَهْلِ الحدِيث هُم: (أَصْحابُ القِياسِ لأَنَّهُمْ يقولُون {برَأْيِهِم فِيمَا لم يَجِدُوا فِيهِ حَديثاً أَو أَثَراً) ، أَو فيمَا أَشْكلَ عَلَيْهِم مِن الحدِيثِ، قالَهُ ابنُ الْأَثِير.
وأَمَّا عنْدَ غيرِهم فإنَّه يقالُ: فلانٌ من أَهْلِ الرَّأْي إِذا كانَ} يَرَى رَأْيَ الخوارِجِ ويقولُ بمَذْهَبِهم؛ وَمِنْه حدِيثُ الأَزْرَق بنِ قَيْس: (وفِينا رجُلٌ لَهُ {رَأْيٌ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} رَيْتَه على الحَذْفِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
وَجْناء مُقَوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها
مَنْ لم يَكُنْ قَبْلُ {رَاهَا} رَأْيَةً جَمَلاوأنا! أَرَأُهُ والأَصْلُ أَرْآهُ، حَذَفُوا الهَمْزةَ وأَلْقَوْا حَرَكَتَها على مَا قَبْلَها.
قالَ سِيْبَوَيْه: كلُّ شيءٍ كَانَت أَوَّلَه زائِدَةٌ سِوَى أَلِف الوَصْل مِن {رَأَيْت فقد اجْتَمَعَتِ العَرَبُ على تَخْفيفِ هَمْزه لكَثْرهِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه، جَعَلُوا الهَمْزة تُعاقِب.
قالَ: وحَكَى أَبو الخطَّاب قَدْ} أَرْآهم، يجِيءَ بِهِ على الأصْل قالَ:
أَحِنُّ إِذا {رَأَيْتُ جِبالَ نَجْدٍ
وَلَا} أَرْأَى إِلَى نَجْدٍ سَبِيلاقالَ بعضُهم: وَلَا {أَرَى على احْتِمالِ الزِّحافِ؛ وقالَ سُراقَةُ البارِقيّ:
} أُرَي عَيْنَيَّ مَا لم {تَرْأياهُ
كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ ورَواهُ الأَخْفَش: مَا لم} تَرَياهُ، على التَّخْفيفِ الشائِع عَن العَرَب فِي هَذَا الحَرْف.
ويقولُ أَهْلُ الحجازِ فِي الأَمْرِ مِن {رَأَى: وَذلك، وللاثْنَيْن:} رَيا، وللجَمْع: {رَوْا ذلكَ، ولجماعَةِ النِّسْوةِ:} رَيْنَ ذَا كُنَّ.
وبَنُو تمِيمٍ يَهْمزُونَ فِي جميعِ ذلكَ على الأصْلِ.
{وتَراءَيْنا الهِلالَ: تَكَلَّفْنا النَّظَرَ هَل نَراهُ أَمْ لَا.
وقيلَ:} تَراءَيْنا نَظَرْنا؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْب:
أَبَى اللهُ إلاَّ أَن يُقِيدَكَ بَعْدَما
{تَراءَيْتُموني من قَرِيبٍ ومَوْدِقِوفي الحدِيثِ: لَا} يَتَمَرْأَى أَحَدُكم فِي المَاء، أَي لَا يَنْظُرُ وَجْهَه فِيهِ، وَزْنُه يَتَمفْعَل، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
وحَكَى الفارِسِيُّ عَن أَبي الحَسَن: رُيَّا لُغَةٌ فِي الرُّؤْيا، قالَ: وَهَذَا على الإدْغام بَعْدَ التَّخْفيفِ البَدَليُّ؛ وحَكَى أَيْضاً {رِيَّا أَتْبَع الياءَ الكَسْرَ.
وقالَ الأزْهريُّ: زَعَمَ الكِسائيُّ أنَّه سَمِعَ أعْرابيّاً يقْرَأُ {إنْ كُنْتُم} للرُّيَّا تَعْبُرُونَ} .
ورَأَيْتُ عَنْك! رُؤىً حَسَنَةً: أَي حملتها.
وَقَالُوا: {رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذاكَ، وَهُوَ مِن نادِرِالمصادِرِ عنْدَ سِيْبَوَيَه، ونَظِيرُهُ سَمْعَ أُذُنِي، وَلَا نَظِير لهُما فِي المُتَعَدِّيات.
} والتَّرِيَّةُ: الشَّيءُ الخفِيُّ اليَسِيرُ مِن الصُّفْرةِ والكُدْرةِ تَراها المَرْأَةُ بعْدَ الاغْتِسالِ من الحيْضِ، فأَما مَا كانَ فِي أَيَّامِ الحيْضِ فَهُوَ حَيْضٌ وليسَ {بتَرِيَّة؛ ذَكَرَهُ الجوهريُّ.
وزادَ فِي المُحْكَم فقالَ:} والتَّرْئِيَةُ {والتريةُ، بالكسْرِ؛ قالَ: والفَتْح مِن} التَّرِيَّة نادِرٌ، ثمَّ قالَ: وقيلَ: {التَّرِيَّةُ الخِرْقَةُ الَّتِي تَعْرِفُ بهَا حَيْضَتَها مِن طُهْرها، وَهُوَ مِن} الرُّؤيَةِ.
ومِن المجازِ: {رَأَى المَكانُ المَكانَ: إِذا قابله حَتَّى كأنَّه} يَراهُ؛ قالَ ساعِدَةُ:
لمَّا {رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بكِرْفِىءٍ
عَكِرٍ كَمَا لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُوقرأ أَبُو عَمْرو: {} أَرْنَا مَنَاسِكَنا} ، وَهُوَ نادِرٌ لمَا يَلْحَقُ الفِعْلَ مِنَ الإِجْحافِ.
ودُورُ القَوْمِ مِنّا {رِئاءٌ: أَي مُنْتَهَى البَصَرِ حيثُ نَراهُم.
وقوْلُهم: على وَجْهِه} رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْتَ الحُمْقَ فِيهِ قبل أَنْ تَخْبُرَهُ؛ نقلَهُ الجَوْهريُّ والأزْهرِيُّ.
وإنَّ فِي وَجْهِه {لَرُؤَاوَةً، كثُمامَةٍ: أَي نَظْرَةً ودَمامَةً؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
} وأَرْأَتِ الشاةُ: إِذا عَظُمَ ضَرْعُها، فَهِيَ {مُرْءٍ؛ نقلَهُ الجَوهريُّ.
وقوْمٌ} رِئاءٌ: يقابِلُ بعضُهم بَعْضًا.
( {وأَرَني) الشَّيءَ: عاطنِيه.
} ورُؤَيَّةُ، كسُمَيَّة مَهْموزة: تَصْغِير {رِئَة.
وأَيْضاً: اسمُ أَرْضٍ، ويُرْوَى بَيْت الفَرَزْدق.
هَل تَعْلَمون غَدَاةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُم
بالسَّفْحِ بينَ} رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ؟ {ورَأَيْتُه} رَأْي العَيْن: أَي حيثُ يَقَعُ عَلَيْهِ البَصَرُ.
{والرِّيَّةُ، بالكسْرِ:} الرُّؤْيَة؛ أَنْشَدَ أَبو الجرَّاح:
أَحَبُّ إِلَى قَلْبِي من الدِّيك {رُيَّةً أَرادَ رُؤْيَةً.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ:} أَرَيُتَه الشَّيءَ {إِرايَةً.
وَقد تقدَّمَ للمُصَنِّفِ} أَرَيْتُه {إِراءَةً} وإراءً، كلاهُما عَن سِيْبَوَيْه.
وباتَ {يُرآها: يظنُّ أنَّها كَذَا، وَبِه فُسِّر قَوْل الفَرَزْدق.
} وتَراءَيْنا: تلاقَيْنا {فرَأَيْتُه} ورَآني، عَن أَبي عبيدٍ.
وَهُوَ {يَتَراءَى} برَأْي فلانٍ: إِذا كانَ يَرَى {رَأْيَه ويَمِيلُ إِلَيْهِ ويَقْتَدِي بِهِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ لكلِّ ساكِنٍ لَا يَتَحَرَّكُ ساجٍ وراهٍ} ورَاءٍ.
{وأَرْأَى الرَّجُلُ: اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: بعَيْنٍ مَا} أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ وكُنْ كأنِّي أَنْظُرُ إلَيْكَ، نَقَلَهُ الجوهريُّ.
وتقولُ مِن {الرِّئاءِ:} يَسْتَرْئي فلانٌ، كَمَا تقولُ يَسْتَحْمِقُ ويَسْتَعْقِلُ، عَن أَبي عَمْروٍ.
وتقولُ للمَرْأَةَ: أَنْتِ {تَرِينَ، وللجماعَةِ أَنْتُنَّ تَرين، وتقولُ: أَنْت} تَرَيْنَنِي وَإِن شِئْتَ أَدْغَمْت وقُلْتَ {تَرَيَنِّي بتَشْديدِ النّون.
} ورَاءاهُ {مُراءاةً، على فاعَلَهُ} أَراهُ أنَّه كَذَا.
{ورَأَى إِذا بُني للمَفْعولِ تعدَّى إِلَى واحِدٍ تقولُ} رُئِيَ زيْدٌ عَاقِلا، أَي ظُنَّ.
! ورَئِيُّ القْومِ، كغَنِيِّ: صاحِبُ {رَأْيهم الَّذِي يَرْجعُونَ إِلَيْهِ.
وسَودَةُ بنُ الحَكَم وأَبو مطيعٍ الحَكَمُ بنُ عبدِ اللَّهِ البَلخيُّ} الرائيان مُحدِّثانِ.

ر

أى

رَأَى, (S, M, &c.,) for which some say رَا [suppressing the ء and the ى,] (M,) and some say رَآءَ, (T in art. بوأ, and M and K in art. ريأ,) like خَافَ, (TA in the latter art.,) formed by transposition, (T in art. بوأ,) first Pers\. رَأَيْتُ, (M, Msb, K, &c.,) for which some say رَيْتُ, without ء, (T, S, M,) but the former is that which is general and preferred, (T, M,) aor. ـَ (T, S, M,) for which يَرْأَى, agreeably with the root, is said by none except [the tribe of] Teym-erRibáb, (T, M,) or by such as require this form in poetry, (S,) sec. Pers\. fem. sing. and pl., alike, تَرَيْنَ, so that you say تَرَيْنَنِى [with an affixed pronoun], and if you will you may say تَرَيْنِّى, incorporating one ن into the other by teshdeed, (S,) imperative رَ and إِرْءَ (Az, T, S, M,) the people of El-Hijáz saying رَ dual رَيَا, pl. masc.

رَوْا and fem. رَيْنَ, and Teym saying اِرْءَ &c., (T, M,) inf. n. رُؤْيَةٌ (T, S, M, Msb, K) and رِيَّةٌ, (T, M, K,) the former being altered to رُوْيَةٌ and then to رُيَّةٌ and then to رِيَّةٌ, (T, M,) and رَأْىٌ (T, S, K) and رَآءَةٌ, (S, M, K, [in the CK رَأَة,]) like رَاعَةٌ [in measure], (S,) in which the ة is not necessarily a restrictive to unity, (M,) and رَايَةٌ (K [but this I do not find elsewhere]) and رِئْيَانٌ, (Lh, M, TA,) for which last we find in the copies of the K رُؤْيَان, (TA,) He saw [a person or thing] with the eye: (S:) in this sense the verb has [only] one objective complement: (S, Msb:) you say, رَأَيْتُهُ (T, M, Msb, K) and ↓ اِستَرْأَيْتُهُ, (T, M, K,) for which some say اِسْتَرَيْتُهُ, (T, M,) and ↓ اِرْتَأَيْتُهُ, (T, M, K,) for which some say اِرْتَيْتُهُ, (T, M,) all signifying the same, (T, M, K,) I saw him, or it, (a person and a thing, Msb) with the eye; (T, M, Msb, K, TA;) [or so,] and also, with the mind. (M and K in relation to the first, and K in relation to all.) رُؤْيَةٌ is of several sorts: (TA:) first, it signifies The seeing with the eye: (M, K, TA:) and with what serves for the same purpose as the organ of sight; as in the saying in the Kur [ix. 106], وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَىاللّٰهُ عَمَلَكُمْ [And Say thou, Work ye, for God will see your work]; because the sense of sight cannot be attributed to God: (TA:) [and similar to this is the phrase, رَأَى فِيهِ كَذَا He saw in him such a thing: and رَأَى مِنْهُ كَذَا He experienced from him such a thing.] Secondly, The seeing by supposition, or fancy; as in the saying, أَرَى أَنَّ زَيْدًا مُنْطَلِقٌ [I suppose, or fancy, that Zeyd is going away]. (TA.) Thirdly, The seeing by reflection, or consideration; as in the saying [in the Kur viii. 50], إِنِّى أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ [Verily I see by reflection, or consideration, what ye see not]. (TA.) Fourthly, The seeing with the mind, or mentally; [the opining, or judging, a thing; a sense in which the inf. n. رَأْىٌ is more commonly used;] (M, * K, * TA;) as in the saying in the Kur [liii. 11], مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى [The heart did not belie what he mentally saw]. (TA.) [Of these meanings, other exs. here follow; with exs. of similar meanings.] b2: An ex. of رَا for رَأَى occurs in the saying of a poet, مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدَانَ بْنِ َحْيَى

[Who has seen the like of Maadán the son of Yahyà? the measure being وَافِر, with the first foot reduced to مُفْعَلْتُنْ]. (M.) الحَمْدُلِلّٰهِ عَلَى

رِيَّتِكِ, for رُؤْيَتِكَ, altered in the manner explained above, [meaning Praise be to God for the seeing of thee,] (M, K, *) is a saying mentioned by IAar. (M.) صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ means [Fast ye] at the time of seeing it; [referring to the new moon of Ramadán;] i. e., when ye see it. (Mgh.) In the phrase رَأَيْتُهُ قَائِمًا [I saw him standing], قائما is in the accus. case as a denotative of state. (Msb.) رَأْىُ عَيْنِى زَيْدًا فَعَلَ ذَاكَ [My eye saw (lit. my eye's seeing) Zeyd do that] is held by Sb to be an instance of an anomalous use of an inf. n., and is [said to be] the only instance of the kind, among inf. ns. of trans. verbs except سَمْعُ أُذُنِى. (M, TA: but in a copy of the former written رَأْىَ عينى and سَمْعَاذنى.) رَأَيْتُهُ رَأْىَ العَيْنِ means[I saw him, or it,] where the eye, or sight, fell upon him, or it. (TA.) بِعَيْنٍ مَّا أَرَيَنَّكَ [lit. With some eye I will assuredly see thee] is a saying mentioned by Az as meaning hasten thou, (اِعْجَلْ thus in copies of the S and in the TA, or عَجِّلْ as in one copy of the S,) or work thou, (اِعْمَلْ, thus in two copies of the S,) and be as though I were looking at thee: (S, TA:) it is said to one whom you send, and require to be quick; and means pause not for anything, for it is as though I were looking at thee. (TA in art. عين.) رَأَى المَكَانُ المَكَانَ (tropical:) The place faced [or (as we say) looked upon] the place, as though seeing it, (M, TA,) is tropical: (TA:) [and in like manner you say,] دَارِى تَرَى دَارَهُ (tropical:) My house faces [or looks upon] his house. (T, IAth, TA.) b3: رَأَىفِى مَنَامِهِ رُؤْيَا [He saw, i. e. fancied that he saw, in his sleep, a vision, or dream]. (S, Msb, K. *) b4: أَلَمْ تَرَ إِلَى كَذَا [Has thou not considered such a thing, so as to be admonished thereby?] is a phrase used on an occasion of wonder (IAth, K, TA) at a thing, and in rousing the attention of the person to whom it is addressed; as in the saying in the Kur [ii. 244], أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ [Hast thou not considered those who went forth from their houses, so as to be admonished by their case?]; meaning, hast thou not wondered at their act, and has not their case come to thy knowledge? and so in other instances in the same: (IAth, TA:) Er-Rághib says that, when رَأَيْت is made trans. by means of إِلَى, it denotes consideration that leads to the becoming admonished. (TA.) In like manner also, (IAth, K,) أَرَأَيْتَكَ and أَرَأَيْتَكُمَا and أَرَأَيْتَكُمْ, (T, IAth, K,) and to a woman أَرَأَيْتَكِ, and to a pl. number of women أَرَأَيْتَكُنَّ, (T,) [which may be lit. rendered Hast thou, and have ye two, &c., considered?] are expressions used to arouse attention, (IAth, TA,) meaning tell thou me and tell ye two me &c.; (T, IAth, K;) as in the saying in the Kur [xvii. 64], قَالَ أَرَأَيْتَكَ هٰذَا الَّذِى كَرَّمْتُ عَلَىَّ [He said, Hast thou considered? meaning tell me, respecting this whom Thou hast honoured above me]; and in the same [vi. 40 and 47], قَلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّٰهِ [Say thou, Have ye considered? meaning tell me, if the punishment of God come upon you]; and occurring without the ك in other places thereof: (IAth, TA:) you say also, أَرَأَيْتَ زَيْدًا and أَرَأَيْتَكَ زَيْدًا, meaning Tell thou me [respecting Zeyd]: (Mgh:) and for أَرَأَيْتَ and أَرَأَيْتَكَ [&c.] some say أَرَيْتَ and أَرَيْتَكَ: (S:) the pronunciation without ء is the more common: the ت in أَرَأَيْتَكَ &c. is always with fet-h; and accord. to the grammarians of accredited science, the ك in these cases is redundant; (T;) [i. e.] it is a particle of allocution, to corroborate the pronoun [ت, which it therefore immediately follows in every case, distinguishing the genders and numbers by its own variations, which are the same as those of the pronominal affix of the second person]: (Bd in vi. 40:) [IHsh says,] the correct opinion is that of Sb; that the ت is an agent, and the ك is a particle of allocution: (Mughnee in art. ك:) but sometimes أَرَأَيْتَكَ &c. mean هَلْ رَأَيْتَ نَفْسَكَ &c.; the ك being in this case an objective complement [and the verb being differently rendered according as it has not, or has, a second objective complement, as is shown here by what precedes and what follows]. (T.) In أَتُرَاكَ, also, [from ↓ أُرِىَ, not from رُئِىَ,] meaning اتظنّ [i. e. أَتَظُنُّ, Thinkest thou?], the pronoun [as some term it, but properly the final particle,] is [a particle of allocution] like that in أَرَأَيْتَكَ in the Kur vi. 40 and 47 [cited above; and in the same sense as this latter phrase, أَتُرَاكَ is used, as meaning tell thou me]. (Har p. 570.) b5: When رَأَى means He knew, (S, Msb,) or he thought, (Msb,) it has two objective complements: (S, Msb:) or when it has two objective complements, it necessarily means knowing [or the like]. (Er-Rághib, TA.) [In this case, رَآهُ may be rendered He saw, or knew, him, or it, to be: and he thought, or judged, or held, him, or it, to be; or he regarded, or held, him, or it, as.] Yousay, رَأَيْتُ زَيْدًا عَالِمًا, (S, Msb, *) or حَلِيمًا, (M,) I knew [or saw Zeyd to be learned, or forbearing]; (S, M, Msb;) as though seeing him to be so with the eye: (M:) and I thought him [&c.] to be so. (Msb.) In like manner, also, ↓ تَرَآءَيْتُهُ signifies I thought him to be. (Har p. 211.) يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْىَ العَيْنِ, in the Kur [iii. 11], means They [who were the unbelievers] thinking them [who were fighting in the cause of God] twice as many as they, according to the evidence of the sight of the eye. (TA.) The pass. form of رَأَى has [only] one objective complement: you say, رُئِىَ زَيْدٌ عَاقِلًا, meaning Zeyd was thought [to be intelligent]: (TA:) and اَلَّذِى أُرَاهُ, with the verb in the pass. form, means الذىاظنّ [i. e.

أُظَنُّ, He whom I am thought to be; if from رُئِىَ: or الذىأَظُنُّ, what I think, if from ↓ أُرِىَ: it is often used in the latter sense]. (Msb.) b6: You say also, رَأَى فِى الأَمْرِ رَأْيًا [He formed, or held, an opinion, or a persuasion, or a belief, respecting the affair, or case]: (Msb:) and so فِىالفِقْهِ [in the science of the law]. (S.) and الَّذِى أَرَاهُ That to which I take, or which I hold, as my opinion, or persuasion, or belief. (Msb.) and فُلَانٌ يَرَى رَأْىَ الشُّرَاةِ Such a one holds, or believes, the tenets, or belief, of the شراة [a certain sect of schismatics; pl. of شَارٍ]. (M.) When رَأَى is [thus] used as meaning He held, or believed, it has [only] one objective complement. (Msb.) b7: لَا تَرَ مَا (T, K, TA, [mentioned also in the K in art. ترم, in which art. in the CK CK it is written لا تَرْما,]) and لَا تَرَى مَا, and لَوْ تَرَ مَا, and لَوْ تَرَىمَا, (T, TA, [in copies of the K أَوْتَرَ مَا, which I think a mistranscription, and for which is put in the TA, as on the authority of IAar, اذ تر ما, app. a mistranscription of a mistranscription, i. e. of اوترما,]) and لَمْ تَرَ مَا, (T, K, TA,) in this last case with تَرَ [only, agreeably with a general rule], are forms of expression meaning لَا سِيَّمَا [i. e., virtually, Above all, or especially]: (T, K, TA:) you say, إِنَّهُ لَخَبِيثٌ وَلَا تَرَ مَا فُلَانٌ and وَ لَا تَرَى مَا فُلَانٌ and وَ لَوْ تَرَ مَا فُلَانٌ and وَلَوْ تَرَى

مَا فُلَانٌ and .َلَمْ تَرَ مَا فُلَانٌ [i. e. Verily he is bad, or base, or wicked; and above all, or especially, such a one: وَلَا تَرَ مَا فُلَانٌ, or وَلَا تَرَىمَا فُلَانٌ, properly meaning وَلَا تَرَىمِثْلَ الَّذِى هُوَ فُلَانٌ and thou will not see the like of him who is such a one; مِثْلَ and هُوَ being understood: and in like manner are to be explained the other forms of expression here mentioned]: in all of these forms, فلان is in the nom. case: all are mentioned by Lh, on the authority of Ks. (T, TA.) b8: رَأَتْ is also said of a woman, as meaning She saw what is termed التَّرْئِيَة and التَّرِيَّة, i. e., a little yellowness or whiteness or blood on the occasion of menstruation. (M.) A2: رَأَيْتُهُ [form الرِّئَةُ] I hit, or hurt, (S, M, Msb, K, *) or struck, or smote, (Er-Rághib, TA,) his رِئَة [or lungs]: (S, M, Msb, K, Er-Rághib:) and so وَرَيْتُهُ. (Msb.) b2: And رُئِىَ He had a complaint of his رِئَة [or lungs]; (M;) as also ↓ أَرْأَى. (T, K.) A3: رَأَيْتُ رَايَةً I stuck, or fixed, a banner, or standard, (T in art. رى, and K in the present art.,) into the ground; (TA;) as also ↓ أَرَأَيْتُهَا, (T, K,) as some say: (T:) the latter is mentioned by Lh; but [ISd says,] I hold that it is anomalous, and is properly only أَرَيَيْتُهَا. (M in art. رى, and TA.) A4: رَأَىالزَّنْدُ [like وَرَى and وَرِىَ] The زند [or piece of wood for producing fire] became kindled. (Kr, M, K.) b2: And رَأَيْتُ الزَّنْدَ I kindled the زند. (M, K.) 2 رَأَّيْتُهُ, inf. n. تَرْئِيَةٌ, I held for him, or to him, (Az, T, S,) or I showed, or presented, to him, (M, K,) or I withheld, or retained, or restricted, for him, [i. e. for his use,] (Az, * T, * S, * M, K,) the mirror, in order that he might look in it, (Az, T, S, K,) or in order that he might see himself in it; (M;) as also المِرْآةَ ↓ أَرَيْتُهُ. (M.) b2: See also 3.3 رَآءَيْتُهُ, (M, K,) inf. n. مُرَاآةٌ and رِئَآءٌ, (M,) I faced, so that I saw, him, or it; (M, K;) as also ↓ تَرَآءَيْتُهُ. (M.) b2: Also, inf. ns. as above, [I acted hypocritically, or with simulation, towards him;] I pretended to him that I was otherwise than I really was; (M, K; *) as also ↓ رَأَّيْتُهُ, inf. n. تَرْئِيَةٌ: (K:) both are mentioned by Fr: (T:) [accord. to J,] رَآءَى فُلَانٌ النَّاسَ, aor. ـَ inf. n. مُرَاآةٌ, and رَايَاهُمْ, inf. n. مُرَايَاةٌ, the latter formed by transposition, [which indicates, though written as above in my copies of the S, that we should read رَايَأَهُمْ, inf. n. مُرَايَأَةٌ,] signify the same: (S:) [but it is said in the Mgh that رَايَا (perhaps thus written for رَايَأَ) in the sense of رَآءَى is a mistake: and] رَآءَى signifies [he acted ostentatiously; i. e.] he did a deed in order that men might see it: (Mgh:) or رِئَآءٌ signifies the making a show of what one does to men, in order that they may see it and think well of it: and the acting otherwise than for the sake of God: (Msb, TA:) and it is said in the S to be a subst. [as distinguished from an inf. n.; but why so, I do not see]. (TA.) Hence, in the Kur [cvii. 6], اَلَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ Who act hypocritically; when the believers pray, praying with them, pretending to them that they follow the same way [of religion] as they: (M, TA:) or who make a show of their works to men, in order to be praised by them. (Bd.) And مَنْ رَآءَى رَآءَى اللّٰهُ بِهِ He who does a deed in order that men may see it, God will expose his doing so on the day of resurrection. (Mgh) And فَعَلَ ذٰلِكَ رِئَآءً وَسُمْعَةً [He did that in order to make others to see it and hear of it]. (S.) [See also 4.] b3: In the saying of El-Farezdak, satirizing a people, and charging one of their women with that which is not comely, وَ بَاتَ يُرَاآهَا حَصَانًا وَ قَدْ جَرَتْ لَنَا بُرَتَاهَا بِالَّذِى أَنَ شَاكِرُهْ [And he passed the night thinking her chaste, when her two anklets had run to us with that for which I was thankful], by يُرَاآهَا [with حَصَانًا following it] he means يَظُنُّ أَنَّهَا حَصَانٌ, i. e. عَفِيفَةٌ; and by جَرَتْ لَنَا بُرَتَاهَا he means أَنَّهَا أَمْكَنَتْهُ مِنْ رِجْلَيْهَا حَتَّى غَشِيَهَا. (T.) b4: رَآءَيْتُهُ also signifies I consulted with him; or asked his counsel, or advice: (T, K: *) and فِى الرَّأْىِ ↓ اِسْتَرْأَيْتُهُ I consulted him, or asked his counsel, or advice, respecting the opinion. (T, K.) 'Imrán Ibn-Hittán says, فَإِنْ نَكُنْ نَحْنُ شَاوَرْنَاكَ قُلْتَ لَنَا بِالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيمَا نُرَائِيكَا i. e. [And if we ask thy counsel, or advice, thou pronouncest to us, with honesty on thy part towards us, concerning that] respecting which we ask thy counsel, or advice. (T.) 4 أَرَيْتُهُ الشَّىْءَ, (IAar, T, S, M, K,) originally

أَرَأَيْتُهُ, (S,) inf. n. إِرَآءَةٌ (Sb, IAar, T, M, K) and إِرَايَةٌ (IAar, T) and إِرَآءٌ, (Sb, IAar, T, M, K,) [the last originally إِرْأَاءٌ,] the ة in the first inf. n. being a substitute [for the suppressed أ, and in like manner in the second], and the last inf. n. being without any substitution, (Sb, M,) [I made him to see the thing; i. e. I showed him the thing:] you say, أَرَيْتُهُ الشَّىْءَ فَرَآهُ [I showed him the thing, and he saw it[. (S.) See also 8. Aboo-'Amr read أَرْنَا مَنَاسِكَنَا, [in the Kur ii. 122, for أَرِنَا i. e. Show Thou to us our religious rites and caremonies of the pilgrimage, or our places where those rites and ceremonies are to be performed,] which is anomalous. (M.) b2: One says also, أَرَى اللّٰهُ بِفُلَانٍ, meaning God showed men by [the example of] such a one punishment and destruction: (K:) or God showed by [the example of] such a one that which would cause his enemy to rejoice at his misfortune: a saying of the Arabs: (T in art. رى:) said only in relation to evil. (Sh, TA.) b3: And أَرِنِى الشَّىْءَ Give thou, or hand thou, to me the thing. (M, TA.) b4: أَرَى

in the sense of أَعْلَمَ [as meaning He made such a one to know a thing, or person, to be, as in the saying, أَرَيْتُ زَيْدًا عَمْرًامُنْطَلِقًا I made Zeyd to know “ Amr to be going away, which may be rendered I showed Zeyd that 'Amr was going away,] requires [as this ex. shows] three objective complements. (M, and Bd in iv. 106. [See I “ AK, p. 117.]) b5: This is not the case in the saying in the Kur [iv. 106], لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسَ بِمَا أَرَاكَ اللّٰهُ; (M, Bd;) for here it has but two objective complements, namely, the ك in اراك, and the suppressed pronoun هُ in أَرَاكَهُ: it is in this instance from الرَّأْىُ in the sense of الإِعْتِقَادُ: (M:) the meaning is, [That thou mayest judge between men] by means of that which God hath taught thee, syn. عَرَّفَكَ, (Ksh, Bd,) or عَلَّمَكَ, (Jel,) and revealed to thee. (Ksh, Bd.) b6: See also 1, in the latter half of the paragraph, in two places, in which the pass., أُرِىَ, is mentioned.

A2: أَرْأَى [as an intrans. v., preserving the original form, inf. n. إِرْآءٌ, as below,] He looked in the mirror; (T, K;) and so فِى المِرْآةِ ↓ تَرَأَّى and فِيهَا ↓ تَرَآءَى: (T, M, K:) or ↓ تَرَآءَى signifies he (a man) looked at his face in the mirror or in the sword: (S:) and فِى المَآءِ ↓ تَمَرْأَى he looked at his face in the water; the doing of which is forbidden in a trad; of the measure تَمَفْعَلَ [from المِرْآةُ]; mentioned by Sb; like تَمَسْكَنَ from المِسْكِينُ, and تَمَدْرَعَ from المِدْرَعَةُ, and تَمَنْدَلَ from المِنْدِيلُ. (M.) b2: He (a man) had many dreams. (T, K. *) b3: He moved his eyelids, (K,) or made much motion with his eyes, (T,) in looking: (T, K:) you say, هُوَ يُرْئِىبِعَيْنَيْهِ, (TA,) and يُرَأْرِئٌ بِعَيْنَيْهِ. (T, TA. *) b4: He acted (T, K) well, or righteously, (T,) in order to make others see what he did, and hear of it. (T, K.) [See also 3.] b5: He possessed, or became possessed of, intelligence (K, TA) and judgment and forecast: (TA:) inf. n. إِرْآءٌ. (K, TA. [The inf. n. is mentioned with this signification, in the K, app. because it is the first there explained, and therefore as applying to the verb in all its senses.]) b6: And He had the appearance, or evidence, of foolishness, or stupidity, in his face: (T, K, TA: [the words by which Az explains this meaning are تَبَيَّنَتْ

آراؤهُ فى وَجْهِهِ وهى الحماقةُ, accord. to one copy of the T; in another copy of the same, الرؤاه: the TA follows the former reading: but the right reading is الرَّأْوَةٌ; mentioned in the T, thus correctly written, in art. رأرأ; in the S, in the present art; and in the M, in art. رأو, which is its proper art., and therefore the proper art. of the verb in the sense thus explained:]) thus it bears two contr. meanings. (K. [But it is added in the TA that this requires consideration.]) b7: Also He had what is termed a رَئِىّ, of the jinn, or genii; (T, K, TA;) i. e., a follower, of the jinn. (TA.) b8: And He followed the opinion, or belief, of some one, or more, of the lawyers (K, TA) in the science of the law. (TA.) b9: أَرْأَتْ said of a she-camel and of a ewe or she-goat, (M,) and of any female in a state of pregnancy, except a solidhoofed animal and a beast of prey, Her udder showed her to be pregnant: (M, K:) and in like manner it is said of a woman: (M:) or, said of a ewe or she-goat, she was, or became, big in her udder: (S:) and accord. to IAar, said of a she-goat, she was, or became, swollen in her vulva, and her being so became apparent, or evident. (M.) And أَرْأَى said of a man, His ewe, or she-goat, was, or became, black in her udder. (T.) A3: See also 1, in two places, near the end of the paragraph.

A4: [It is also said in the K and TA that أَرأَى, said of a camel, means اِنْتَكَثَ خَطْمُهُ عَلَى حَلْقِهِ; in the CK انْتَكَبَ; and in the TA this is said to be on the authority of En-Nadr: but in a copy of the T, I find it stated, on the authority of ISh, (i. e. En-Nadr,) that الارآ (i. e. الإِرْآءُ) signifies انتكاثُ خطم البَعيرِ على حَلْقِه: in another copy of the T, on the authority of En-Nadr, that الرآ (a mistranscription for الإِرْآءُ) signifies انتكاث خطم البعير خِلقة: and it is added that the epithet applied to a camel is مُرأى (as in one copy, i. e. ↓ مُرْأَى, and thus it is written in the TA, but in the other copy of the T مراْى, an obvious mistranscription); and to camels, مُرآاتٌ (as in one copy, for مُرْأَاتٌ, i. e. مُرْآتٌ, in the other copy of the T erroneously written مُرَأاة, and in the TA مرايات): therefore the verb is evidently أُرْئِىَ, in the pass. form, inf. n. إِرْآءٌ; and I think that the correct explanation is اِنْتَكَثَ خَطْمُهُ خِلْقَةً, app. meaning His muzzle was thin, or lean, by nature: see art. نكث: and see also مُرْأًى below.]5 ترأّى فِى المِرْآةِ: see 4, in the former half of the paragraph. b2: ترأّى لِى: see the paragraph here following.6 تَرَآءَوْا They saw one another: (M, K:) dual تَرَآءَيَا. (TA.) And تَرَآءَى الجَمْعَانِ, (S, TA,) in the Kur [xxvi. 61], (TA,) The two bodies of people saw each other: (S:) or approached and faced each other so that each was able to see the other. (TA.) And تَرَآءَيْنَا We met and saw each other. (A'Obeyd, T.) See also 3, first sentence. It is said in a trad, (T,) لَاتَرَاآنَاراهُمَا, [for تَتَرَاآ, as it is written in some copies of the K,] (T, K,) [i. e. (tropical:) Their two fires shall not be within sight of each-other;] meaning that the Muslim may not dwell in the country of the believers in a plurality of gods, and be with them so that each of them shall see the fire of the other: (T, K *) so says A'Obeyd: or, accord. to AHeyth, it means that the Muslim may not mark himself with the mark of the believer in a plurality of gods, nor assimilate himself to him in conduct and guise, nor assume his manners, or dispositions; from the phrase مَا نَارُ بَعِيرِكَ, meaning “ What is the brand of thy camel? ” (T:) IAth explains it similarly to A'Obeyd; and says that the verb is thus used tropically. (TA.) b2: ترآءى لِى He addressed, or presented, himself [to my sight, or] in order that I might see him; as also لى ↓ ترأّى. (M, K.) And ترآءى لَهُ شَىْءٌ مِنَ الجِنِّ [Somewhat of the jinn, or genii, presented itself to his sight]. (S.) b3: ترآءى النَّخْلُ The palm-trees showed the colours of their unripe dates. (AHn, M, K.) b4: تَرَآءَيْنَا الهِلَالَ We tasked the sight by trying whether or not we could see the new moon: or, as some say, we looked [together, at, or for, the new moon]: (Sh, * T, TA:) or we lowered our eyes towards the new moon in order that we might see it. (Msb.) [See also 6 in art. نقض.] b5: See also 4, in the former half of the paragraph, in two places. b6: تَرَآءَيْنَا فِىالأَمْرِ or ترآءينا الأَمْرَ: see 8. b7: هُوَ يَتَرَآءَى بِرَأْىِ فُلَانٍ He takes to, or holds, the opinion, or persuasion, or belief, of such a one; and inclines to it; and conforms to it. (T, TA.) b8: See also 1, in the latter half of the paragraph.8 اِرْتَآهُ [is syn. with رَآهُ as signifying He saw him, or it, with the eye; and also, with the mind]: see 1, first sentence: or it is [syn. with رَآهُ in the latter sense only, being] from الرَّأْىُ and التَّدْبِيرُ: (S, TA:) or اِرْتَأَى is from رَأْىُ القَلْبِ, (Lth, T,) or from رُؤْيَةُالقَلْبِ, or from الرَّأْىُ, and means he thought, reflected, or considered, and acted deliberately, or leisurely. (IAth, TA.) You say, اِرْتَأَيْنَا فِى الأَمْرِ, and ↓ تَرَآءَيْنَا [i. e. ترآءينا فِيهِ] or تَرَآءَيْنَاهُ, (accord. to different copies of the K,) meaning نَظَرْنَاهُ [or نَظَرْنَاهُنَظَرْنَا فيه, i. e. We looked into, examined, or considered, the affair, or case]. (K.) And اِرْتَآهُ وَاعْتَقَدَهُ [He saw it with his mind, looked into it, examined it, or considered it, and believed it]. (Mgh.) 10 استرآهُ He, or it, called for, demanded, or required, the seeing of it; (M, K;) i. e., a thing. (M.) b2: See also 1, first sentence. b3: And see 3, last sentence but one. b4: You say also, يُسْتَرْأَى

فُلَانٌ [Such a one is counted, accounted, or esteemed, hypocritical, or ostentatious], from الرِّئَآءُ [inf. n. of 3]; like as you say, يُسْتَحْمِقُ, and يُسْتَعْقَلُ. (AA, S.) Q. Q. 2 تَمَرْأَى: see 4, in the former half of the paragraph.

رَأْىٌ is an inf. n. of رَأَى [q. v.]: (T, S, K:) [and is also a subst.: used as a subst.,] it means The رَأْى of the eye; (Lth, T, Msb;) i. e. the sight thereof; like رُؤْيَةٌ, q. v.: (Msb:) and also, of the mind; (Lth, T;) [i. e.,] it signifies also mental perception: (Msb:) [conception: idea: nation:] belief; (M, K;) as a subst., not as inf. n.: (M:) [or judgment: or persuasion: or opinion; i. e.] a preponderating belief of one of two things that are inconsistent, each with the other: (Er-Rághib, TA:) a thing that a man has seen with his mind, looked into, examined, or considered, (مَا ارْتَآهُ,) and believed: (Mgh:) [a tenet:] also intelligence: and forecast: and skill in affairs: (Msb:) [and hence it often means counsel, or advice:] pl. أَرْآءٌ (T, S, K &c.) and آرَآءٌ, (S, M, K,) the latter formed by transposition, [being for أَأْرَآءٌ,] (S,) and أَرْىءٍ [originally أَرْؤُىٌ, like as أَظْبٍ is originally أَظْبُىٌ,] (Lh, M, K, TA, in some copies of the K أَرْىٌ) and رُئِىٌّ and رِئِىٌّ [both originally رُؤُوىٌ], (Lh, M, TA,) in the K رُىٌّ, with damm, [in the CK رَىٌّ,] and رِىٌّ, with kesr, (TA,) and [quasipl. n.] ↓ رَئِىٌّ, (S, K,) of the measure فَعِيلٌ, like ضَئِينٌ. (S.) One says, مَاأَضَلَّ رَأْيَهُ [How erroneous is his mental perception, &c.!], and مَاأَضَلَّ

أَرُآهُ [How erroneous are his mental perceptions, &c.!]. (Lth, T.) أَصْحَابُ الرَّأْىِ, [often meaning The speculatists, or theorists,] as used by those who treat of the traditions, means the followers of analogy; because they pronounce according to their رَأْى [or belief, &c.,] in relation to that concerning which they have not found any [tradition such as is termed] حَدِيث or أَثَر, (IAth, K, TA,) or in relation to that which is dubious to them in a tradition. (IAth, TA.) But accord. to the usage of others, one says, فُلَانٌ مِنْ أَهُلِ الرَّأْى

meaning Such a one holds the belief, or opinion, &c., of the [heretics, or schismatics, called] خَوَارِج, and says according to their persuasion. (TA.) [Sometimes, also, this phrase means Such a one is of the people of intelligence; or of counsel, or advice.] See also رَئِىٌّ. And رَجُلٌ ذُو رَأْىٍ meansA man having mental perception, and skill in affairs. (Msb.) b2: See also the next paragraph.

أَتَاهُمْ حِينَ جَنَّ رُؤْىٌ and رُؤْيًا and ↓ رَأْىٌ and رَأْيًا (M, K *) [He came to them] when the darkness had become confused so that they did not see one another. (M, K.) رِئْىٌ, (M, TA,) in the K said to be ↓ رُئِىٌّ, like صُلِىٌّ, (TA, [but the former is the right, as will be shown by a citation from the Kur in what follows,]) and ↓ رُؤَآءٌ and ↓ مَرْآةٌ Aspect, look, or outward appearance: (M, K:) [and so ↓ رُؤْيَةٌ; used in this sense in the S and K in explanation of طَلْعَةٌ:] or the first and second (i. e. رِئْىٌ and ↓ رُؤَآءٌ, M) signify beauty of aspect or outward appearance; (M, K;) or so does this last; (T, S;) [and so رُوَآءٌ, with و, mentioned in the S in art. روى, and there explained as syn. with مَنْظَرٌ;] and ↓ مَرْآةٌ signifies aspect, or outward appearance, absolutely, (M, K, *) whether beautiful or ugly: (M:) or this (مرآة) signifies a beautiful aspect or outward appearance: and رِئْىٌ signifies what the eye sees, of goodly condition and clean apparel; as in the phrase in the Kur [xix. 75], هُمٌ أَحسَنُ

أَثَاثًا وَوِئْيًا [they being better in respect of goods, or property, and of appearance of goodly condition and outward apparel], accord. to him who reads it [thus] with ء; and read without ء it may be from the same, or from رَوِيَتْ أَلْوَانُهُمْ وَجُلُودُهُمْ meaning “ their colours and skins became full and beautiful ” [or rather “ beautiful and full ”] : (S:) for Náfi' and Ibn-'Ámir read رِيًّا, by conversion of the ء [into ى] and incorporating it [into the radical ى], or from الرِّىٌّ meaning النَّعْمَةُ; and Aboo-Bekr read رِئًا, by transposition; and another reading is رِيًا, with the ء suppressed; and another زِيًّا, from الزَّىُّ. (Bd.) One says ↓ اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَرْآةِ and ↓ المَرْأَى [A woman beautiful of aspect]; like as you say حَسَنَةُ المَنْظَرَةِ and المَنْظَرِ: (T, S:) and فُلَانٌ حَسَنٌ العَيْنِ ↓ فِى مَرْآةِ Such a one is beautiful in aspect: and it is said in a prov., ↓ تُخْبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتُهُ His outward appearance indicates [what would otherwise be his unknown character, meaning,] his inward state. (S.) [See also تَرِئيَةٌ]

رِئَةٌ (T, S, M, Msb, K,) with ء, (T, S, Msb,) and رِيَةٌ without ء, (T, Msb,) The سَحْر [or lungs, or lights]; (S;) the place of the breath and wind (M, K) of a man &c., (M,) [i. e.] of an animal: (K:) the ة is a substitute for the ى (S, Msb,) which is suppressed: (Msb:) pl. رِئُونَ, (S, M, Msb, K,) agreeably with a general rule relating to words of this class, (M,) and رِئَاتٌ: (M, Msb, K:) dim. ↓ رُؤَيَّةٌ and رُوَيَّةٌ (T.) Some say that the suppressed letter [in رِيَةٌ] is و; and that it is originally وِرْيَةٌ like as عِدَةٌ is originally وِعْدَةٌ: and وَرَيْتُهُ signifies “ I hit, or hurt, his رِيَة ” (Msb.) [hence ذَاتُ الرِّئَةِ Inflammation of the lungs.]

رَأْوَةٌ An indication of a thing. (M in art. رأو [to which it belongs: but in the S and TA mentioned in the present art.; and in the T, in art. رأ: in one copy of the S written رَآوَةٌ; and in one place in the TA, written رؤاوة, and said to be like ثُمَامَةٌ, app. from the author's having found it written رُآوَةٌ for رَأْوَةٌ].) You say, عَلَى فُلَانٍ رَأْوَةُ الحُمْقِ [Upon such a one is the indication of foolishness, or stupidity]. (M.) And عَلَى وَجْهِهِ رَأْوَةُ الحُمْقِ [Upon his face is the indication of foolishness, or stupidity], when you know foolishness, or stupidity, to be in him before you test him. (Lh, T, S.) And إِنَّ فِى وَجْهِهِ لَرَأْوَةً Verily in his face is an ugliness. (T.) [See also an explanation of أَرْأَى, above. J seems to have regarded the و as substituted for ى.]

رَأْيَةٌ, originally thus, with ء; (T, Msb;) but the Arabs prefer omitting it, [saying رَايَةٌ,] and some of them say that it has not been heard with ء; (Msb;) [Az says,] the Arabs did not pronounce it with ء: accord. to Lth, its radical letters are رىى: (T:) A banner, or standard, (T, Msb,) of an army: (Msb:) pl. رَايَاتٌ (T, Msb.) [See also art. رى.]

رُؤْيَةٌ an inf. n. of رَأَى [q. v.] : (T, S, M, Msb, K:) [and also a subst.: used a as subst.,) it means The sight of the eye; as also ↓ رَأْىٌ: [and accord. to the M and K, it is with the mind also; like رَأْىٌ:] pl. رُوًى. (Msb.) b2: See also رِئْىٌ b3: [Also The phasis of the moon.]

رُؤْيَا, (T, S, M, Msb, K,) with ء, (T, M,) of the measure فُعْلَى, (S, Msb,) without tenween, (S,) [i. e.] imperfectly decl., because the ا is that which is the sign of the fem. gender, (Msb,) also pronounced رُويَا, without ء, (Fr, T, M,) and رُيَّا, [which is anomalous, like رُىٌّ, for رِىٌّ,] mentioned by El-Fárisee on the authority of Abu-l- Hasan, (M,) and رِيَّا, (T, M,) heard by Ks from an Arab of the desert, (T,) A dream, or vision in sleep; (T, * S, * M, K;) accord. to most of the lexicologists, syn. with حُلْمٌ; or the former is such as is good, and the latter is the contr.: (MF voce حُلْمٌ, q. v.:) accord. to Lth, it has no pl.; but accord, to others, (T,) its pl. is رُؤًى, (T, S, M, K,) with tenween. (S.) One says, رَأَيْتُ عَنْكَ رُؤًى حَسَنَةً I dreamt, of thee, good dreams. (M.) رُءَآءٌ: see رِئْىٌ, in two places.

رِئَآءٌ an inf. n. of 3 [q. v.]. (M. [Said in the S to be a subst.]) b2: [Hence,] قَوْمٌ رِئَآءٌ A party, or company of men, facing one another. (S.) and in like manner, بُيُوتُهُمْ رِئَآءٌ [Their tents, or houses, are facing one another]. (S.) And مَنَازِلُهُمْ رِئَآءٌ Their places of alighting, or abode, are facing, or opposite, one to another. (T.) b3: And دُورُ القَوْمِ مِنَّا رِئَآؤٌ The houses of the people, or party, are as far as the eye reaches, where we see them, namely, the people. (M.) b4: And هُمْ رِئَآءُ أَلْفٍ They are as many as a thousand in the sight of the eye. (K, * TA.) رَئِىٌّ and ↓ رِئِىٌّ (Lth, T, M, K, TA) A jinnee, or genie, that presents himself to a man, and shows him, or teaches him, divination or enchantment or the like: (Lth, T, TA:) or a jinnee whom a man sees: or, accord. to Lh, one whom a person loves, and with whom he becomes familiar: (M:) or a jinnee that is seen and loved: or the latter word means such as is loved: (K:) and the former word, some other than this: (TA:) or the former means a follower, who is of the jinn; of the measure فَعِيلٌ or فَعُولٌ; [if the latter, originally رَؤُوى;] so called because he presents himself to the sight of him of whom he is the follower; or from the saying, فُلَانٌ رَئِىُّ قَوْمِهِ, meaning, صَاحِبُ

↓ رَأْيِهِمْ [i. e. Such a one is the counsellor, or adviser, of his people, or party]: and sometimes it is pronounced رِئِىٌّ (IAth, TA.) You say, لَهُ رَئِىٌّ He has a jinnee &c. (Lh, M, TA.) and مَعَهُ رِئِىٌّ With him is a jinnee &c. (Lth, T, TA.) And بِهِ رَئِىٌّ مِنَ الجِنِّ, meaning مَسٌّ [i. e. In him is a touch, or stroke, from the jinn, or genii]. (S.) b2: Also, both words, A great serpent, (K, TA,) that presents itself to the sight of a man; (TA;) so called as being likened to a jinnee; (K, TA;) or because they assert that the serpent is a transformed jinnee, wherefore they call it شَيْطَانٌ and جَانٌّ. (IAth, TA.) b3: And A garment, or piece of cloth, that is spread out for sale. (Aboo-'Alee, M, K.) A2: For the former word, see also رَأْىٌ [of which it is a quasi-pl. n.].

رُئِىٌّ: see رِئْىٌ [for which it is app. a mistranscription].

رِئِىٌّ: see رَئِىٌّ.

رُؤَيَّةٌ dim. of رِئَةٌ, q. v.; also prounced رُوَيَّةٌ. (T.) رَأّءٌ, or رَأَّءٌ, A man (M) who sees much. (M, K.) رَآءٍ [act. part. n. of رَأَى; Seeing: &c.

A2: ] Still, or motionless: as also رَاهٍ. (TA.) أَرْأَى More, and most, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy. (M, K, TA.) You say, أَنَا أَرْأَى أَنْ أَفْعَلَ ذٰلِكَ I am more, or most, apt, &c., to do that. (K, * TA.) And هُوَ أَرْآهُمْ لِأَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ He is the most apt, &c., of them to do that. (M.) تَرْئِيَةٌ inf. n. of 2. (Az, T, S.) b2: [Also,] as a subst., not an inf. n., (M,) Beauty, or goodliness; beauty of aspect. (M, K.) [See also رِئْىٌ.] b3: Also, (M, Mgh,) and تَرِيَّةٌ (S, M, Mgh) and تِرِيَّةٌ, the former of these two words extr., (M,) A slight yellowness and dinginess (S, Mgh) which a woman sees after washing herself in consequence of menstruation: what is in the days of menstruation is termed حَيْضٌ [app. for دَمُ حَيْضٍ]; not تريّة: (S:) or a little yellowness or whiteness or blood which a woman sees on the occasion of menstruation: or, as some say, تَرَيَّةٌ signifies the piece of rag by means of which she knows her state of menstruation from her state of purity: it is from الرُّؤْيَةُ. (M.) b4: See also what next follows.

تِرْئِيَةٌ A man who practises evasions or elusions, shifts, wiles, or artifices; as also ↓ تَرْئِيَةٌ. (Ibn-Buzurj, T.) مَرْأًى: see رِئْىٌ b2: You say also, هُوَ مِنِّى مَرْأًى

وَمَسْمَعٌ, and مَرْأًى وَمَسْمَعًا, (M, K,) accord. to Sb, as adv. ns. having a special, or particularized, meaning, used as though they had not such a meaning, (M,) and sometimes they said مَرًى, (TA in art. سمع,) He is where I see him and hear him. (M, K.) And فُلَانٌ مِنِّى بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ

Such a one is where I see him and hear what he says. (S.) مُرْأًى, applied to a [camel's] head, Long in the خَطْمٍ [or muzzle], (As, T, M, K,) in which is تَصْوِيب [i. e. a bending down], (M, K, [in the CK, erroneously, تَصْوِيتٌ,]) or in which is the like of التَّصْوِيب, like the form of the [vessel called]

إِبْرِيق: (As, T:) Nuseyr likens رُؤُوس مُرْأَيَات to قَوَارِير [i. e. flasks, or bottles]: I know not [says ISd] any verb belonging to this word, [though أُرْئِى seems to be its verb,] nor any art. to which it belongs. (M.) See 4, last sentence.

مُرْىءٍ, applied to a she-camel, and a ewe or she-goat, (M,) and any female in a state of pregnancy, except a solid-hoofed animal and a beast of prey, Whose udder shows her to be pregnant; as also مُرْئِيَةٌ: (M, K:) and in like manner applied to a woman: (M:) or, applied to a ewe or she-goat, big in her udder. (S.) مَرْآةٌ: see رِئْىٌ, in five places. b2: You say also, هُوَ مَرْآةٌ بِكَذَاHe is apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, or competent, for such a thing; or worthy of such a thing. (K, TA. [In the CK, erroneously, مَرْاَةٌ.]) And هُوَ مَرْآةٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He is apt, meet, suited, &c., to do such a thing: and in like manner you say of two, and of a pl. number, and of a female. (Lh, M.) مِرْآةٌ A mirror: (T, S, M, K:) originally مِرْأَيَةٌ: (Msb:) pl. مَرَآءٍ and مَرَايَا; (T, S, Msb;) the latter formed by transmutation [of the ء into ى]. (T. [It is said in the S, that the former pl. is used in speaking of three; and the latter, in speaking of many; but for this distinction I see no reason: and in the Msb it is said that, accord. to Az, the latter pl. is a mistake; but this I do not find in the T.]) مُرَآءٍ [act. part n. of 3, q. v.:] A hypocrite: [&c.:] (T, S: *) pl. مُرَاؤُونَ. (S.)

غرِق

غرِق: غَرِق: غار ورسب في الماء: ويقال: غرق المركب. (بوشر).
غَرِق، مجازاً: استغرق، شغف، شغل. يقال مثلا: غارق في تــأمُل الأمور الإلهية، وغرق في النوم. (بوشر).
غَرِق صَدْوُره: تستعمل مجازاً بمعنى أن صدره غمرته الدموع عند البكاء. ففي ألف ليلة (1: 45) بكى بكاءً شديداً حتى غَرِق صدره.
عرِق: توحَّل، ساح في الوحل. (معجم الادريسي، معجم مسلم، أخبار ص9) = (المقري 1: 163، أخبار ص31).
غَرَّق (بالتشديد) غرق الماءُ الأراضي: غمرها (بوشر).
غُرَّق الموكبَ: أغرقه وغطّسه. (بوشر).
غرَّق: هدّم، خرّب. (بوشر).
غَرَّق في: رمى في هاوية، ألقي في هاوية، وورَّط في. (بوشر).
غَرَّق في الدم: ضرَّج، خضَّب. (بوشر).
غَرَّق فلاناً: جعله يغطس في الرمل والوحِل ويطمس فيها. (ياقوت 3: 162).
تغرَّق: انغمر، تغطس. (فوك، المعجم اللاتيني - العربي) تغرَّق، يقال مجازا: متغرق في بحر الأفكار، أي غارق في أفكاره، متعمق في تــأملــاته. (بوشر).
استغرق: استوعب. ومجازاً بمعنى شغل وشغف واستولى عليه الحال، ففي رياض النفوس (ص96 و) في كلامه عن صوفي: ثم استغرقه الحالُ. وفي كتاب الخطيب (ص34 ق) مع استغراق أوقاته.
استغرق: شغف، انصرف إلى. يقال مثلا: مستغرق في تــأمل الأمور الإلهية.
استغرق: استثقل، انغمر. يقال مثلا: استغرق في النوم. (دي ساسي طرائف 1: 36).
شغل فكره بالتــأمل. ففي مملوك (2، 2: 100) الغالب على الشيخ الاستغراق والغيبة.
استغرق: أغمى عليه، فقد الوعي (انظره في مادة غارق) وفي ألف ليلة (1: 803) فهو تارة يفيق وتارة يستغرق.
استغرق في: أوغل في البلاد. (ألف ليلة 1: 384).
استغرق: اشبع حاجات الناس واستجاب لرغباتهم. فالشاعر يقول:
مستغرق لُمنَى العافِينَ نائلُه
(معجم مسلم). وفي ملَر (ص34): وخزائنها تستغرق بطَوال الأعمار. أي أن خزائنها تحوي ما يكفي كفاية واسعة طول العمر، وفي مخطوطة أخرى في الاسكوريال قابل نصوصها السيد لافونيت بطلب مني: بطُول.
استغرق، لا يقال: استغرق في الضَّحِك فقط، بل استغرق ضَحِكاً ايضا (الخطيب ص22 ق) استغرق. مستغرق الذمة. (المقري 1: 467) ولم يتضح لي معناها.
غَرَق: انهيار التربة. (ألكالا).
غرق الأراضي: فيضان، طوفان. (بوشر).
غَرْقَة: غرق، طوفان عظيم. (بوشر) غَرْفَة عند البربر: وحل، طين، وَحِل، حمأة. (معجم الادريسي، شيرب، دلابورت ص40، مارتن ص170، هلو).
غَرْقان: غريق. (بوشر).
غَرْقان: غَرِق، موشك على الغَرَق (بوشر).
غرقان دم: مضَرّج بالدم. مُدَمَّى. متشحط بالدم. (بوشر).
غَرِيق: عميق بعيد الغور. يقال: محيط غرقان (هلو) (المقدمة 3: 382) ومقعر، مجوّف (هلو).
غَرِيق: غارق، غائر في الماء وراسب فيه، وجمعه غُرَقاء. (بوشر).
اتفَق عليه سُكْر غريق: سكر حتى فقد وعيه (شكوري ص194 ق).
غَرِيق: عامية غَرَق (محيط المحيط).
غروقة: حِكْر. إجارة طويلة الأمد. وصاحب غروقة: صاحب الحكر. المستأجر إجارة طويلة الأمد (بوشر) وانظر مادة غورق.
غارِق. غارق في عرقه: سابح في عرقه، مبلّل في عرقه، ينضح عرقاً. (بوشر).
غارِق. غارق في البُحران: فاقد الوعي، مغمى عليه. (بوشر).
إغْراق: إسهاب في الكلام، مبالغة، مغالاة. إفراط. (بوشر).
إغْراق: غُلّو. (ميهرن بلاغة ص12).
مَغْرَق: مَوْحِل، مستنقع. (ألكالا).
مَغْرُوق: مليء بالوحل. (ألكالا).
استغراق: موهبة غير محدودة، ملكة مطلقة. (رولاند) وقد كتبها استعراق بالعين وهو خطأ.

ورع

(ورع)
الورع: هو اجتناب الشبهات خوفًا من الوقوع في المحرمات، وقيل: هي ملازمة الأعمال الجميلة.

ورع

1 وَرَعٌ Piety: or pious fear: syn. تَقْوَى: (K:) and abstinence from unlawful things. (TA.) b2: هُوَ وَرَعٌ ضَرَعٌ: see ضَرَعٌ.
ورع:
ورّع: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة Timere.
تورّع: وتصاغ أيضاً مع حرف الجر عن أيضاً (دي ساسي كرست 119:2، انظر فوك) timere.
خبال وورع: فوضى وارتباك tarbatio باللاتينية.
وريعة: امرأة طاهرة (الكالا).
ورع
الأوْرَعُ والوَرَعُ: الجَبَانُ الضَّعيفُ، وقد وَرُعَ يَوْرُعُ وَوَرَعَ يَرِعُ. ومن الوَرَع: المُتَوَرِّعُ، وَرعَ يَرَعُ ويَرِعُ ويَوْرَعُ وَرَاعَةً. وَوَرَّعْتُه: كَفَفْتَه، والوَرِيْعُ: الكافُّ. ومُوَرِّعٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
و ر ع : وَرِعَ عَنْ الْمَحَارِمِ يَرِعُ بِكَسْرَتَيْنِ وَرَعًا بِفَتْحَتَيْنِ وَرِعَةً مِثْلُ عِدَةٍ فَهُوَ وَرِعٌ أَيْ كَثِيرُ الْوَرَعِ وَوَرَّعْتُهُ عَنْ الْأَمْرِ تَوْرِيعًا كَفَفْتُهُ فَتَوَرَّعَ. 
(ورع) بَينهمَا حجز وَفُلَانًا عَن الشَّيْء كَفه وَفِي حَدِيث عمر (ورع عني فِي الدِّرْهَم وَالدِّرْهَمَيْنِ) أَي كف عني الْخُصُوم بِأَن تقضي بَينهم وتنوب عني فِي ذَلِك وَالْإِبِل عَن المَاء ردهَا والفارس الْفرس حَبسه بلجامه وَيُقَال مَا ورع أَن فعل كَذَا أَي مَا كذب
و ر ع: الْوَرِعُ بِكَسْرِ الرَّاءِ التَّقِيُّ، وَقَدْ (وَرِعَ) يَرِعُ (رِعَةً) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ. (وَتَوَرَّعَ) مِنْ كَذَا أَيْ تَحَرَّجَ. وَ (وَرَّعَهُ تَوْرِيعًا) أَيْ كَفَّهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: «وَرِّعِ اللِّصَّ وَلَا تُرَاعِهِ» أَيْ إِذَا رَأَيْتَهُ فِي مَنْزِلِكَ فَاكْفُفْهُ وَادْفَعْهُ وَلَا تَنْتَظِرْ مَا يَكُونُ مِنْهُ. 

ورع


وَرِعَ
[&
a. يَرَعُ] (n. ac.
وَرَع)
see supra
(a)b. ['An], Abstained from.
وَرُعَ(n. ac. وَرَاْعَة)
a. see (وَرَعَ) (a) & (وَرِعَ) (b).
وَرَّعَ
a. [acc. & 'An], Kept from.
وَاْرَعَa. Conferred with.

أَوْرَعَa. Intervened.

تَوَرَّعَ
a. [Min
or
'An], Abstained from.
وَرَعa. Abstinence, self-restraint, conscientiousness
scrupulousness; piety, godliness.
b. Cowardice.
c. (pl.
أَوْرَاْع), Small, sickly.
d. see 5 (b)
وَرِع
(pl.
أَوْرَاْع)
a. Abstemious; scrupulous, conscientious; pious
godly.
b. Weak, timid.

وَرَاْعَةa. see 4 (a)
وَرِيْعa. see 5 (a)
رِعَة
a. see 4 (a)b. Behaviour.
c. Condition.

رِيْعَة
a. see 4 (a)
و ر ع

رجل ورعٌ ومتورّع، وقد ورع يرع ويرع ويورع ورعاً ورعةً. وفلان ورع ضرع: جبان ضعيف، وقد ورع وراعة. وورّعت الرجل عن الأمر: كففته فتورّع عنه. وفي الحديث: " ورّع اللصّ ولا تراعه " وعن بعض العرب: كانت عجوز على شمس وأنا في خباء فقالت: تورّع عن اللظى إلى الظلّ، تقول: أحسنت حيث قعدت في الظلّ وتركت ما أنا فيه. وورّعت نفسي عما لا ينبغي. وورّعت الإبل عن الماء. قال:

وقال الذي يرجو العلالة ورّعوا ... عن الماء لا يطرق وهنّ طوارق

أي لا يكدّر، والإبل مكدّرات من الماء الطّرق. وورّعت بين المتخاصمين إذا فرعت بينهما.
[ورع] الوَرَعُ بالتحريك: الجبانُ. قال ابن السكيت: وأصحابنا يذهبون بالوَرَعِ إلى الجبان، وليس كذلك، وإنَّما الوَرَعُ الصغيرُ الضعيفُ الذي لا غَناءَ عنده. ويقال: إنَّما مالُ فلانٍ أوْراعٌ، أي صغارٌ. تقول منه وَرُعَ بالضم يَورَعُ وُروعاً ووراعة وورعا أيضا بالضم ساكنة الراء. والورع بكسر الراء: الرجل التفى. وقد ورع يَرِعُ بالكسر فيهما وَرِعاً ورِعَةً. يقال: فلان سيئ الرعة، أي قليل الورع. وتورع من كذا، أي تحرَّج. ووَرَّعْتُهُ تَوريعاً، أي كفَفته. وفي حديث عمر رضي الله عنه " وَرِّعِ اللص ولا تُراعِهِ "، أي إذا رأيته في منزلك فادفَعْه واكففه ولا تنظر ما يكون منه. ووَرَّعْتُ الإبل عن الماء: رددتها. والمُوارَعَةُ: المناطَقةُ والمكالمةُ. قال حسان ابن ثابت: نَشَدْتُ بَني النجَّارِ أفعالَ والدي * إذا العانِ لم يوجَدْ له من يوارعه * والوريعة: اسم فرس.
[ورع] نه: فيه: ملاك الدين "الورع"، أصله الكف عن المحارم، ورع يرع - بكسر عينهما - ورعا ورعة، ثم استعير للكف عن المباح والحلال. ومنه: "ورع" اللص ولا "تراعه"، أي إذا رأيته في منزلك فادفعه واكففه بما استطعت، ولا تراعه أي لا تنتظر فيه شيئًا ولا تنتظر ما يكون منه، وكل شيء كففته فقد ورعته. غ: ورع أي اكففه بما شئت. نه: ومنه: "ورع" عني في الدرهم والدرهمين، أي كف عني الخصوم بأن تقضي بينهم وتنوب عني في ذلك. وإذا أشفى "ورع"، أي إذا أشرف على معصية كف. وفي ح الحسن: ازدحموا عليه فرأى منهم "رعة" سيئة فقال: اللهم! إليك، يريد بالرعة الاحتشام والكف عن سوء الأدب أي لم يحسنوا ذلك. ومنه: وأعذني من سوء "الرعة"، أي من سوء الكف عما لا ينبغي. ومنه: وبنهيه "يرعون"، أي يكفون. وح: فلا "يورع" رجل عن جمل يختطمه، أي يكف ويمنع. وفيه: كان أبو بكر وعمر "بوارعانه"، أي عليا أي يستشيرانه، والموارعة: المناطقة والمكالمة. ط: ولا "ورع" كالكف، هو الكف عن المحارم ثم استعير للكف عن المباح، فإن قيل: فحينئذ اتحد المسند والمسند إليه! قلت: المراد به كف الأذى أو كف اللسان أي لا ورع كالكف عن أذى المسلمين. وفيه: لا تعدل "بالرعة"، يجوز كونه بالجزم للنهي للمخاطب أي لا تقابل شيئًا بالرعة فإنه أفضل الخصال، وهو بكسر راء وخفة عين: الورع، وكونه خبرًا منفيًا بضم تاء وفتح دال أي لا تقابل خصلة بالورع.
ورع رعى قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: إِذا رأيتَه فِي مَنْزِلك فادْفَعْه واكْفُفْه بِمَا اسْتَطَعْت وَلَا تنْتَظر فِيهِ شَيْئا وكلّ شَيْء كفَفْتَه فقد ورَعْتَه وَقَالَ أَبُو زبيد: [الطَّوِيل] وورَّعتُ مَا يكبي الوجوهَ رِعَايَة ... لَيْحُضر خير أَو ليقُصر مُنْكَرُ ... يَقُول: ورَّعْتُ عَنْكُم مَا يكبي وُجُوهكُم تَمَنَّنَ بذلك عَلَيْهِم. وَقَوله: لَا تُراعِه يَقُول: لَا تنتظره وكل شَيْء تنتظره فَأَنت [تُراعيه و -] ترعاه قَالَ الْأَعْشَى: [الْكَامِل]

فَظَلِلْتُ أرعاها وظلَّ يَحُوطُهَا ... حَتَّى دنوتُ إِذْ الظلامُ دَنا لَهَا ... يذكر امْرَأَة وَمِنْه قيل للصَّائِم: هُوَ يرْعَى الشَّمْس يَعْنِي أَن تغيب وَكَذَلِكَ الساهر يرْعَى النُّجُوم. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقد فسّر بعض الْفُقَهَاء قَوْله: وَرِّع يَقُول: بره من السّرقَة وَلَا تتهمه يذهب [بِهِ -] إِلَى الْوَرع وَلَيْسَ هَذَا من الوَرَع فِي شَيْء إِنَّمَا هَذَا رخصَة من عمر فِي الْإِقْدَام عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ يرْوى عَن ابْن عمر أَنه رأى لِصّا فِي دارِه قَالَ: فطلبَ السَّيْف أَو غَيره من السِّلَاح ليقدَمَ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ يرْوى عَن ابْن سِيرِين [أَنه -] قَالَ: مَا كَانُوا يُمسكون عَن اللصّ إِذا دخل دَار أحدهم تأثما. عقل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: إِن ابْن عَمّي شُجَّ مُوضحَة فَقَالَ: أَمن أهل القُرَى أم من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ: من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ عمر: إِنَّا لَا نتعاقل المضغ بَيْننَا.



مضغ قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا الحَدِيث يحملهُ بعض أهل الْعلم على أَن أهل الْقرى لَا يعْقلُونَ عَن أهل الْبَادِيَة وَلَا أهل الْبَادِيَة عَن أهل الْقرى وَفِيه هَذَا التَّأْوِيل وَزِيَادَة أَيْضا أَن الْعَاقِلَة لَا تحمل السِّنَّ والموضحة والإصبَعَ وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا كَانَ دون الثُّلُث فِي قَول عمر وعليّ هَذَا قَول أهل الْمَدِينَة إِلَى الْيَوْم يَقُولُونَ: مَا كَانَ دون الثُّلُث فَهُوَ فِي مَال الْجَانِي فِي الْخَطَأ وأمّا أهل الْعرَاق فَيرَون [أَن -] المُوضَحة فَمَا فَوْقهَا على الْعَاقِلَة [إِذا كَانَ خطأ -] وَمَا كَانَ دون المُوِضحة فَهُوَ فِي مَال الْجَانِي وَإِنَّمَا سمّاها مُضّغا فِيمَا نرى أَنه صغَّرها وقللَّها / كالمضغة من الْإِنْسَان فِي خَلْقه. وَفِي حَدِيث عمر 4 / الف قَالَ: لَا يعقل أهل الْقرى الْمُوَضّحَة ويعقلها أهل الْبَادِيَة.

(ور ع)

الوَرَعُ: التَّحرُّجُ. وَرِع من ذَلِك يَرِعُ ويَوْرَعُ، الْأَخِيرَة عَن اللحياني رِعَةَ ووَرَعا، ووَرَعَ وَرَعًا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ. ووَرُعَ وُرُوعا ووَرَاعةً وتَوَرَّع، وَالِاسْم الرِّعةُ والرَّيعَةُ الْأَخِيرَة على الْقلب.

والوَرَعُ: الجبان وَقيل: هُوَ الصَّغِير الضَّعِيف من المَال وَغَيره. وَالْجمع أوْرَاعٌ وَالْأُنْثَى من كل ذَلِك وَرَعَةٌ. وَقد وَرُعَ وُرْعا ووُرعا ووُرْعة ووَرَاعَة ووَرَاعا ووُرُوعا ووَرَع يَرِع ورعا حَكَاهُ ثَعْلَب عَن يَعْقُوب.

وَأرى يَرَع بِالْفَتْح لُغَة كَيَدعُ، وتَوَرَّع، كل ذَلِك إِذا جبن أَو صغر.

والَوَرُع: الضَّعِيف فِي رَأْيه وعقله وبدنه، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

رِعَةُ الأحْمَق يَرْضَى مَا صَنَعْ

فسره فَقَالَ: الرِّعةُ: حَالَته الَّتِي يرضى بهَا.

ووَرَّعَه عَن الشَّيْء: كَفه، وَفِي حَدِيث عمر " وَرِّعِ اللص وَلَا تراعه " فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَقُول: إِذا شَعرت بِهِ فكفه عَن أَخذ متاعك. وَقَوله: وَلَا تُرَاعِهِ أَي لَا تشهد عَلَيْهِ. وَقيل: مَعْنَاهُ: رده بتعرض لَهُ أَو تَنْبِيه، وَلَا تنْتَظر مَا يكون من أمره.

وأوْرَعه أَيْضا: لُغَة فِي وَرَّعَه، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالْأولَى أَعلَى.

ووَرَّع الْإِبِل عَن الْحَوْض: ردهَا، قَالَ الرَّاعِي:

وَقَالَ الَّذِي يَرْجُو العُلالَةَ وَرِّعُوا ... عَن المَاء لَا يُطْرَقْ وَهُنَّ طَوَارِقُهْ

ووَرَّع الفس: حَبسه بلجامه.

ووَرَّع بَينهمَا وأوْرَع: حجز.

وَمَا وَرَّع أَن فعل كَذَا وَكَذَا: أَي مَا كذب. ووَارَعَه: ناطقه، قَالَ حسان:

نَشَدْتُ بني النّجَّار أفْعالَ والدِي ... إِذا العانِ لمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يُوَارِعه

ويروى: يُوَازِعه.

ومُوَرِّعٌ ووَرِيعَةُ: اسمان.

والوَرِيعَةُ: اسْم فرس من خل الْعَرَب.

والوَرِيُعة: مَوضِع. قَالَ جرير:

أحَقاًّ رَأيْتَ الظَّاعنين تَحَمَّلُوا ... من الجَزْعِ أوْ وَادِي الوَرِيعة ذِي الأثْلِ
ورع
ورَعَ/ ورَعَ عن يرَع، رَعْ، رِعةً ووَرْعًا ووَرَعًا، فهو وَرِع، والمفعول موروع عنه
• ورَع الشَّخْصُ/ ورَع الشَّخْصُ عن الإثم:
1 - ابتعد عن الإثم وكفّ عن الشُّبُهات والمعاصي على سبيل التَّقوى "وِرَع عن الضَّحك الكثير- عُرف هذا الرَّجل بالتَّقوى والوَرَع".
2 - كفَّ عن الحلال المباح "ورَع عن الزَّواج". 

ورُعَ/ ورُعَ عن يورُع، وُرُوعًا ووَرَاعةً، فهو وَرِع، والمفعول موروع عنه
• ورُعَ الشَّخْصُ/ ورُعَ الشَّخْصُ عن الأمر:
1 - ورَع، تحرّج وتوقَّى عن المحارم "ورُع عن الكذب".
2 - كفَّ عن الحلال المباح "ورُع عن أكل اللُّحوم". 

ورِعَ يَورَع ويرِع، اوْرَعْ/ رِع، وَرَعًا ورِعَةً، فهو وَرِع
• ورِعَ الشَّخْصُ: ورَع، ابتعد عن الإثم وكفَّ عن الشّبهات والمعاصي على سبيل التَّقوى "ورِع الشَّيخ- جارُنا ورِع مستقيم السُّلوك". 

تورَّعَ عن/ تورَّعَ من يتورَّع، تورُّعًا، فهو مُتورِّع، والمفعول مُتورَّع عنه
 • تورَّع الشَّخْصُ عن الأمر/ تورَّع الشَّخْصُ من الأمر: تجنَّب الإثمَ فيه، وتعفّف عنه "تورَّع من أكل الحرام- يتورَّع من قول الزُّور/ عن الكذب والغشّ". 

رِعة [مفرد]: مصدر ورِعَ وورَعَ/ ورَعَ عن. 

وَراعة [مفرد]: مصدر ورُعَ/ ورُعَ عن. 

وَرْع [مفرد]: مصدر ورَعَ/ ورَعَ عن. 

وَرَع [مفرد]: ج أوراع (لغير المصدر):
1 - مصدر ورِعَ وورَعَ/ ورَعَ عن.
2 - جَبَان ضعيف "رَجُل وَرَع" ° ما له أوراعٌ: ليس له صِغار. 

وَرِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ورِعَ وورَعَ/ ورَعَ عن وورُعَ/ ورُعَ عن. 

وُروع [مفرد]: مصدر ورُعَ/ ورُعَ عن. 

ورع: الوَرَعُ: التَّحَرُّجُ. تَوَرَّعَ عن كذا أَي تحرَّج. والوَرِعُ،

بكسر الراء: الرجل التقي المُتَحَرِّجُ، وهو وَرِعٌ بيِّن الورَعِ، وقد

ورِعَ من ذلك يَرِعُ ويَوْرَعُ؛ الأَخيرة عن اللحياني، رِعةً وورَعاً

ورْعاً؛ حكاها سيبويه، وورُعَ ورُوعاً ووراعة وتَوَرَّعَ، والاسم الرِّعةُ

والرِّيعةُ؛ الأَخِيرةُ على القلب. ويقال: فلان سَيءُ الرِّعةِ أَي قليل

الورَعِ. وفي الحديث: مِلاكُ الدِّينِ الورَعُ؛ الورَعُ في الأَصل: الكَفّ

عن المَحارِمِ والتحَرُّجُ منه وتَوَرَّعَ من كذا، ثم استعير للكف عن

المباح والحلال.

الأَصمعي: الرِّعةُ الهَدْيُ وحُسْنُ الهيئةِ أَو سُوء الهيئة. يقال:

قوم حَسَنةٌ رِعَتُهم أَي شأْنُهم وأَمْرُهم وأَدَبُهم، وأَصله من الوَرَعِ

وهو الكَفّ عن القبيح. وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: ازْدَحَمُوا عليه

فرأَى منهم رِعةً سيِّئةً فقال: اللهمّ إِلَيْكَ؛ يريد بالرِّعةِ ههنا

الاحْتِشامَ والكَفَّ عن سُوءِ الأَدَبِ أَي لم يُحْسِنُوا ذلك. يقال:

وَرِعَ يَرِعُ رِعةً مثل وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً. وفي حديث الدّعاء: وأَعِذْني

من سُوءِ الرِّعةِ أَي من سُوءِ الكفِّ عما لا يَنْبَغِي. وفي حديث ابن

عوف: وبِنَهْيه يَرِعُون أَي يَكُفُّونَ. وفي حديث قيس بن عاصم: فلا

يُوَرَّعُ رجل عن جمَل يَختطمه أَي يُكَفُّ ويُمْنعُ، وروي يُوزَعُ، بالزاي،

وسنذكره بعدها.

والوَرَعُ، بالتحريك: الجَبانُ، سمي بذلك لإِحْجامِه ونُكُوصه. قال ابن

السكيت: وأَصحابنا يذهبون بالورع إِلى الجبان، وليس كذلك، وإِنما الورع

الصغير الضعيف الذي لا غَناءَ عنده. يقال: إِنما مال فلان أَوْراع أَي

صغار، وقيل: هو الصغير الضعيف من المال وغيره، والجمع أَوْراعٌ، والأُنثى من

كل ذلكَ وَرَعةٌ، وقد وَرُعَ، بالضم، يَوْرُعُ وُرْعاً، بالضم ساكنة

الراء، وَوُرُوعاً ووُرْعةً ووَراعةً ووَراعاً، ووَرِعَ، بكسر الراء، يَرِعُ

وَرَعاً؛ حكاها ثعلب عن يعقوب، ووَراعةً، وأَرى يَرَعُ، بالفتح، لغة

كَيَدَعُ،وتَوَرَّعَ، كل ذلك إِذا جَبُنَ أَو صغُر، والورَع: الضعيف في رأْيه

وعقله وبدنه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

رِعةُ الأَحْمَقِ يَرْضَى ما صَنَعْ

فسّره فقال: رِعةُ الأَحمقِ حالَتُه التي يَرْضَى بها. وحكى ابن دُريد:

رجل وَرَعٌ بَيِّنُ الوُرُوعة؛ ويشهد بصحة قوله قول الراجز:

لا هَيِّبانٌ قَلْبُه مَنَّانُ،

ولا نَخِيبٌ ورَعٌ جَبانُ

قال: وهذه كلها من صفات الجبانِ. ويقال: الوَرَعُ على العموم الضعيف من

المال وغيره.

وورَّعه عن الشيء تَوْرِيعاً: كفَّه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه:

وَرِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِه؛ فسّره ثعلب فقال: يقول إِذا شَعَرْتَ به

ورأَيْتَه في مَنْزِلِكَ فادْفَعْه واكْفُفْه عن أَخذ متاعِك، وقوله ولا

تُراعِه أَي لا تُشْهِدْ عليه، وقيل: معناه رُدَّه بتعرُّض له أَو تَنْبيه ولا

تَنتَظِر ما يكون من أَمره. وكل شيء تنتظره، فأَنت تراعيه وتَرْعاه؛ ومنه

تقول: هو يَرْعَى الشمسَ أَي يَنتَظِرُ وُجُوبَها، قال: والشاعر يَرْعَى

النجوم. وقال أَبو عبيد: ادْفَعْه واكْفُفْ بما اسْتَطَعْتَ ولا تنتظر

فيه شيئاً. وكل شيء كَفَفْتَه، فقد ورعْتَه؛ وقال أَبو زبيد:

وورَّعْتُ ما يكني الوُجُوهَ رِعايةً

ليَحْضُرَ خَيرٌ، أَو ليَقْصُرَ مُنْكَرُ

يقول: ورَّعْتُ عنكم ما يَكْني وجوهكم، تَمَنَّنَ بذلك عليهم. وفي حديث

عمر أَيضاً أَنه قال للسائب: وَرِّعْ عني في الدِّرْهَمِ والدِّرهمين أَي

كُفَّ عني الخُصومَ بأَن تَقْضِيَ بينهم وتَنُوبَ عني في ذلك، وفي حديثه

الآخر: وإِذا أَشْفَى وَرِعَ أَي إذا أَشْرَفَ على معصية كَفَّ.

وأَوْرَعَه أَيضاً: لغة في وَرَّعَه؛ عن ابن الأَعرابي، والأُولى أَعْلى.

ووَرَّعَ الإِبلَ عن الحَوْضِ: رِدَّها فارْتَدَّتْ؛ قال الراعي:

وقال الذي يَرْجُو العُلالةَ: وَرِّعوا

عن الماء لا يُطْرَقْ، وَهُنَّ طَوارِقُهْ

ووَرَّعَ الفرَسَ: حَبَسَه بلجامه. ووَرَّعَ بينهما وأَوْرَعَ: حَجَزَ.

والتوْرِيعُ: الكَفُّ والمَنْعُ؛ وقال أبو دواد:

فَبَيْنا نُوَرِّعُهُ باللِّجام،

نُرِيدُ به قَنَصاً أَو غِوارا

أَي نَكُفُّه. ومنه الوَرَعُ التحرُّجُ. وما وَرَّعَ أَن فَعَلَ كذا

وكذا أَي ما كَذَّب.

والمُوارَعةُ: المُناطَقةُ والمُكالَمَةُ ووارَعَه: ناطَقَه. وفي

الحديث: كان أَبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، يُوارِعانِه، يعني علّياً، رضي

الله عنه، أَي يَسْتَشِيرانِه؛ هو من المُناطَقةِ والمُكالَمَةِ؛ قال

حسان:نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفْعالَ والِدي،

إِذا العان لم يُوجَدْ له مَنْ يُوارِعُهْ

ويروى: يُوازِعُه.

ومُوَرِّعٌ وورِيعةُ: اسمان. والوَرِيعةُ: اسم فرس مالك بن نُوَيْرَةَ؛

وأَنشد المازني في الوَرِيعةِ:

ورَدَّ خَلِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ،

وأَعْقَبَه الوَرِيعةَ من نِصابِ

وقال: الوَرِيعةُ اسم فرس، قال: ونِصابٌ اسم فرس كان لمالك بن نويرة

وإِنما يريد أَعْقَبَه الوَرِيعةَ من نسل نِصابٍ. والوَرِيعةُ: موضع؛ قال

جرير:

أَحَقًّا رأَيْتَ الظَّاعِنِينَ تَحَمَّلُوا

منَ الجَزْعِ، أَو واري الودِيعةِ ذي الأَثْلِ؟

وقيل: هو وادٍ معروف فيه شجر كثير؛ قال الراعي يذكر الهَوادِجَ:

يُخَيَّلْنَ من أَثْلِ الوَرِيعةِ، وانْتَحَى

لها القَيْنُ يَعْقُوبٌ بفَأْسٍ ومِبْرَدِ

ورع
} الوَرَعُ، مُحَرَّكَةً: التَّقْوَى، والتَّحَرُّجُ، والكَفُّ عَن المَحَارِمِ، وَقد {وَرِعَ الرَّجُلُ، كوَرِثَ هَذِه هِيَ اللغَةُ المَشْهُورَةُ الّتِي اقْتَصَرَ عليْهَا الجَمَاهِيرُ، واعْتَمَدَها الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ وغَيْرُه، وأقَرَّه شُرّاحُه فِي التَّسْهِيلِ، ومَشَى عليْه ابنْهُ فِي شَرْحِ اللامِيَّةِ، ووَجِلَ، وهذهِ عنِ اللِّحْيَانِيِّ ووَضَعَ وهذهِ عنْ سِيَبَوَيْهِ، وحَكَاهَا عَن العَرَبِ على القِياسِ، فَهُوَ ممّا جاءَ بالوَجْهَيْنِ، وهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على ابْنِ مالِكٍ، وكَرُمَ يَرِعُ ويَوْرَعُ ويَرَعُ} ويَوْرُعُ {ورَاعَةً} ووَرْعاً بالفَتْحِ (ويحرك، {ووَرُوعاً) بِالْفَتْح ويُضَمُّ، أَي: تَحَرَّجَ، وتَوَقَّى عنِ المَحَارِمِ، وأصْلُ} الوَرَعِ: الكَفُّ عَن المَحَارِمِ، ثمَّ استُعِيرَ للكَفِّ عَن الحَلالِ والمُباحِ.
والاسْمُ: {الرِّعَةُ،} والرِّيعَةُ، بكَسْرِهِمَا، الأخِيرَةُ على القَلْبِ، كَمَا فِي المُحْكَم، يُقَالُ: فُلانٌ سَيِّيءُ الرِّعَةِ، أَي: قَلِيلُ الوَرَعِ، كَمَا فِي العُبابِ.
وَفِي النِّهَايَةِ: {وَرِعَ} يرِعُ {رِعَةً، مِثْلُ: وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً، وهُوَ،} وَرِعٌ ككَتِفٍ، أَي مُتَّقٍ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً واقْتَصَرَ على {وَرِعَ، كوَرِثَ.
(و) } الوَرَعُ، بالتَّحْرِيكِ أيْضاً: الجَبَانُ، قالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَ بهِ لإحْجَامِه ونُكُوصِهِ، ومِثْلُه قَوْلُ ابنِ دُرَيدٍ، قالَ ذُو الإصْبَعِ العَدْوَانِيُّ:
(إنْ تَزْعُمَا أنَّنِي كَبِرْتُ فلَمْ ... أُلْفَ بَخِيلاً نِكْساً وَلَا وَرَعا)
وقالَ الأعْشَى:
(أنْضَيْتُها بَعْدَما طَالَ الهِبَابُ بهَا ... تَؤُمُّ هَوْذَةَ لَا نِكْساً وَلَا {وَرَعَا)
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وأصْحَابنا يذْهَبُونَ} بالوَرَعِ إِلَى الجَبَانِ، ولَيْسَ كذلكَ وإنَّما {الوَرَعُ: الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ الّذِي لَا غَناءَ عِنْدَه، وقيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ منَ المالِ وغَيْرِه، كالرَّأْيِ والعَقْلِ والبَدَنِ، فعَمَّهُ.
قلتُ: ويَشْهَدُ لما ذهَبَ إليْهِ اللَّيثُ وابْنُ دُريْدٍ قَوْلَ الرّاجِزِ:)
لَا هَيَّبَانٌ قَلْبُهُ مَنّانُ وَلَا نَخِيبٌ وَرَعٌ جَبانُ فهذهِ كُلُّها منْ صِفَات الجَبَانِ، الفِعْلُ منْهَما، أَي: من الجَبَانِ والصَّغِيرِ: وَرَعَ كوَضَعَ وكَرُمَ، وعَلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وَفِي اللِّسانِ: وأُرَى} يَرَعُ بالفَتْحِ لُغَةً فيهِ، إشارَةً إِلَى أنَّهُ كوَضَعَ، الّذِي قَدَّمَه المُصَنِّف.
وفاتَه: {وَرِعَ} يَرِعُ، كوَرِثَ يَرِثُ، حَكاهُ ثَعْلَبٌ عَن يَعْقُوبَ هُنَا، كَمَا فِي اللِّسانِ، {ورَاعَةً،} ووَرَاعاً، {وَوَرْعَةً، بالفَتْحِ فِي الكُلِّ، ويُضَمُّ. الأخِيرُ} ووُرُوعاً، كقُعُودٍ، {ووُرْعاً، بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على} وُرُوعٍ كقُعُودٍ، وعَلى {وُرْع بالضَّمِّ ووَرَاعَةٍ.
وفَاتَهُ:} الوُرُوعَةُ، بالضَّمِّ نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ فِي قَوْلِه: رَجُلٌ {وَرَعٌ بَيِّنُ} الوُرُوعَةِ، أَي: جَبانٌ، وفاتَه أيْضاً: {وَرَعاً مُحَرَّكَةً، نَقَلَه ثَعْلَبٌ،} والوَراعَةُ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرَ {وَرُعَ، ككَرُمَ كَرامَةً، أَو} وَرِعَ كوَرِثَ وِراثَةً، وكِلاهُمَا صحِيحٌ فِي القِيَاسِ والاسْتِعْمَالِ أَي: جَبُنَ وصَغُرَ وضَعُفَ.
{والرِّعَةُ، بالكَسْرِ: الهَدْيُ، وحُسْنُ الهَيْئَةِ، أَو سُوءُهَا قالَهُ الأصْمَعِيُّ، وهُوَ ضِدٌّ، وَفِي حديثِ الحَسَنِ البَصري: ازْدَحَمُوا علَيْهِ، فرَأى مِنْهُمْ} رِعَةً سَيِّئَةً، فقالَ: اللَّهُمَّ إليْكَ يُرِيدُ {بالرِّعَةِ هُنَا: الاحْتِشَامَ والكَفَّ عنْ سُوءِ الأدَبِ، أَي: لَمْ يُحْسِنوا ذلكَ، وَفِي حديثِ الدُّعَاءِ: وأعِذْنِي منْ سُوءِ} الرِّعَةِ أَي: منْ سُوءِ الكَفِّ عَمّا لَا يَنْبَغِي.
والرِّعَةُ: الشَّأْنُ والأمْرُ والأدَبُ، يُقَالُ: هُمْ حَسَنٌ {رِعَتُهُمْ، بِهَذَا المَعْنَى، وأنْشَدَ ثَعْلَبٌ: رِعَةَ الأحْمَقِ يَرْضَى مَا صَنَعْ وفَسَّرَهُ فَقَالَ:} رِعَةُ الأحْمَقِ: حالَتُه الّتِي يَرْضَى بِها.
ويُقَالُ: مالُهُ {أوْرَاعٌ، أَي: صِغارٌ جَمْعُ} وَرَعٍ، بالتَّحْرِيكِ وهوَ منْ بَقِيَّةِ قَوْلِ ابْنِ السِّكِّيتِ الّذِي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والفِعْلُ: {وَرُعَ: ككَرُمَ} وَراعَةً، {ووُرْعاً،} ووُرُوعاً، بضَمِّهِمَا.
قلتُ: وَهَذَا تَكْرارٌ معَ مَا سَبَقَ لهُ، لأنَّ مُرَادَه أنَّ الفِعْلَ منْ قَوْلِهِم: مالَهُ {أوْرَاعٌ، وَهُوَ جَمْعُ وَرَعٍ للضَّعِيفِ الصَّغِيرِ، وقَدْ} وَرُعَ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ فتــأمَّلْ.
{ووَرِعَ كوَرِثَ: كَفَّ ومِنْهُ الحديثُ: وبَنَهْيه} يَرِعُونَ، أَي يَكُفُّونَ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: وَإِذا أشْفَى {وَرِعَ، أَي: إِذا أشْرَفَ على مَعْصِيَةٍ كَفَّ، وَهَذَا أيْضاً قد تَقَدَّمَ فِي أوَّلِ المادَّةِ، إِذْ المُرَادُ بالتَّقْوَى هُوَ الكَفُّ عنِ المَحارِمِ، فتــأمَّلْ ذَلِك.)
} والوَرِيعُ، كأمِيرٍ: الكافُّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
(و) {الوَرِيعَةُ بهاءٍ: فَرَسٌ للأحْوَصِ بنِ عَمْروٍ الكَلْبِيِّ، وهَبَها لمالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ التَّمِيميِّ، رَضِي الله عَنهُ، وكانَتْ فَرَسَه نِصابُ قدْ عُقِرَتْ تَحْتَه، فحَمَلَه الأحْوَصُ على} الوَرِيعَةِ، فقالَ مالِكٌ يَشْكُرُه:
(ورُدَّ نَزِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ ... وأعْقِبْهُ الوَرِيعَةَ منْ نِصابِ)
وأنْشَدَهُ المازِنِيُّ، فَقَالَ: ورُدَّ خَلِيلَنا.
والوَرِيعَةُ: ع قيلَ: حَزْمٌ لبَنِي فُقَيْم، قالَ جَرِيرٌ:
(أيُقيمُ أهْلُكِ بالسِّتَارِ وأصْعَدَتْ ... بَيْنَ الوَرِيعَةِ والمَقَادِ حُمُولُ)
وقالَ المُرَقِّشُ الأصْغَرُ يَصِفُ الظُّعْنَ:
(تَحَمَّلْنَ منْ جَوِّ الوَرِيعَةِ بَعْدَمَا ... تَعَالَى النَّهَارُ واجْتَزَعْنَ الصَّرائِمَا)
{وأوْرَعَ بَيْنَهُمَا إيراعاً: حَجَزَ وكَفَّ، لُغَةٌ فِي} وَرَّعَ {تَوْرِيعاً، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
} ووَرَّعَهُ عَن الشَّيءِ! تَوْرِيعاً: كَفَّهُ عنْهُ، وَمِنْه حديثُ عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ: {وَرِّعِ اللِّصَّ وَلَا} تُراعِهِ أَي: إِذا رَأيْتَه فِي مَنْزِلِكَ فادْفَعْهُ واكْفُفْهُ وَلَا تَنْظُرْ مَا يَكُونُ مِنْهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وفَسَّرَه ثعلبٌ فَقَالَ: يَقُول: إِذا شَعَرْتَ بِهِ فِي مَنْزِلَكِ فادْفَعْهُ واكْفُفْهُ عَن أخْذِ مَتاعِكَ، وَلَا {تُراعِهِ، أَي: لَا تُشْهِدْ عليهِ، وقيلَ: مَعْناهُ: رُدَّهُ بتَعَرُّضٍ لَهُ وتَنْبِيهٍ، وقالَ أَبُو عُبَيدٍ: وَلَا تُرَاعِهِ، أَي: لَا تَنْتَظِرْ فيهِ شَيئاً، وكُلُّ شَيءٍ تَنْتَظِرُه فأنْتَ تُرَاعِيهِ وتَرْعاهُ، وكُلُّ شَيءٍ كَفَفْتَه فقَدْ} وَرَّعْتَهُ، وَفِي حديثِ عُمَرَ، قالَ للسّائِبِ: {وَرِّعْ عَنيِّ فِي الدِّرْهَمِ والدِّرْهَمَيْنِ، أَي: كُفَّ عَنِّي الخُصُومَ أنْ تَقْضِيَ وتَنُوبَ عَنِّي فِي ذلكَ.
(و) } وَرَّعَ الإبِلَ عنِ الماءِ: رَدَّهَا فارْتَدَّتْ، قالَ الرّاعِي:
(يَقُولُ الّذِي يَرْجُو البَقِيَّةَ {وَرِّعُوا ... عنِ الماءِ لَا يُطْرَقْ، وهُنَّ طَوارِقُهْ)
ومُحاضِرُ بنُ} المُوَرِّعِ، كمُحَدِّثٍ: مُحَدِّثٌ قالَ الذَّهَبِيُّ: مُسْتَقِيمُ الحَديثِ، لَا مُنْكَرَ لهُ، ولكنْ قالَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلَ: كانَ مُغَفَّلاً جِدّاً، لمْ يَكُنْ منْ أصْحَابِ الحديثِ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: لَيْسَ بالمَتِينِ، وقالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ، وقدْ ذَكَرْنَا فِي حضر شَيئاً من ذلكَ.
{والمُوارَعَةُ: المُناطَقَةُ والمُكَالَمَةُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لحَسّإن رَضِي الله عَنهُ:
(نَشَدْتُ بَنِي النَّجَارِ أفْعَالَ والِدٍ ... إِذا العانِ لمْ يُوجَدْ لَهُ منْ} يُوَارِعُهْ)
ويُرْوَى يُوَازِعُه بالزايِ.)
(و) {المُوَارَعَةُ أيْضاً: المُشَاوَرَةُ وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: كانَ أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ} يُوَارِعَانِ عَليّاً، رَضِي الله عَنْهُم، أَي: يَسْتَشِيرانِهِ، كَمَا فِي العُبابِ والنِّهايَةِ، وأصْلُه منَ المُنَاطَقَةِ والمُكَالَمَةِ.
! وتَوَرَّعَ الرَّجُلُ منْ كَذَا أَي: تَحَرَّجَ منْهُ، وأصْلُه فِي المَحَارِمِ، ثمَّ اسْتُعِيرَ للكَفِّ عنِ المُبَاحِ والحَلالِ ومنْهُ {المُتَوَرِّعُ للتَّقِيِّ المُتَحَرِّجِ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ:} وَرَّعَ بَيْنَهُمَا {تَوْرِيعاً: حَجَزَ،} وأوْرَعَ أعْلَى.
{ووَرَّعَ الفَرَسَ: حَبَسَهُ بلِجامِه، قالَ أَبُو دُوَادٍ:
(فبَيْننا} نوَرِّعُه باللِّجام ... نُرِيدُ بهِ قَنَصاً أَو غِوارَا)
أَي: نَكُفُّه ونَحْبِسُه بهِ.
وَمَا {وَرَّعَ أنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، أَي: مَا كَذَّبَ.
وسَمَّوا} مُوَرِّعاً، ووَرِيعَةَ، كمُحَدِّثٍ وسَفِينَةٍ.
(ورع) (يرع ويورع) ورعا ورعة صَار ورعا

(ورع) (يورع) وروعا ووراعة ورع
(ورع) - في حديث ابن عَوفٍ: "بِنَهْيِه يَرِعُونَ"
: أي يَكُفُّون.
يُقَال: وَرَّعْتُ فُلاناً فتوَرَّعَ وَوَرِعَ؛ أي كَفَّ عن المحَارِم.
- ومنه الحَديثُ الآخر: "مِلَاكُ الدِّينٍ الوَرَعْ ".
- في حديث عمر: "رأى رِعَةً سَيِّئة"
يُقال: وَرِع يَرِع رِعَةً، مِثْل: وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً؛ إذَا كَفّ عمَّا لا يَنبغِى، وهو ها هنا: الاحْتِشَامُ. 

السّير

(السّير) من الْجلد وَنَحْوه مَا يقد مِنْهُ مستطيلا (ج) سيور وأسيار وسيورة
السّير: بِكَسْر الأول وَفتح الثَّانِي جمع السِّيرَة وَهِي الْحَالة من السّير كالجلسة وَالركبَة للجلوس وَالرُّكُوب ثمَّ نقلت إِلَى معنى الطَّرِيقَة وَالْمذهب ثمَّ غلبت فِي الشَّرْع على أُمُور الْمَغَازِي - وَقَالَ الْفُقَهَاء كتاب السّير وَإِنَّمَا سموا الْكتاب بذلك لِأَنَّهُ يجمع سير النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وطرقه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي مغازيه وسير أَصْحَابه رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَمَا نقل عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك.
السّير:
[في الانكليزية] Biographies ،conducts ،manner of dealing with others ،life of the prophet Mohammed
[ في الفرنسية] Biograplies ،conduites ،maniere de traiter les autres ،vie du prophete Mahomet
بكسر الأول وفتح الثاني جمع سيرة.
والسيرة هي اسم من السير ثم نقلت إلى الطريقة ثم غلبت في الشرع على طريقة المسلمين في المعاملة مع الكافرين والباغين وغيرهما من المستأمنين والمرتدّين وأهل الذّمة كذا في البرجندي وجامع الرموز. وفي فتح القدير السّير غلب في عرف الشرع على الطريق المأمور به في غزو الكفار. وفي الكفاية السّير جمع سيرة وهي الطريقة في الأمور، في الشرع يختصّ بسير النبي عليه السلام في المغازي. وفي المنشور السير جمع سيرة. وقد يراد بها قطع الطريق، وقد يراد بها السّنّة في المعاملات. يقال سار أبو بكر رضي الله عنها بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وسمّيت المغازي سيرا لأنّ أول أمورها السّير إلى الغزو، وأنّ المراد بها في قولنا كتاب السّير سير الإمام ومعاملاته مع الغزاة والأنصار والكفار. وذكر في المغرب أنّها غلبت في الشرع على أمور المغازي وما يتعلّق بها كالمناسك على أمور الحج انتهى.
السّير:
[في الانكليزية] Itinerary ،path ،walk ،progression
[ في الفرنسية] Itineraire ،route ،marche ،cheminement
بالفتح وسكون الياء عند أهل التصوّف وأهل الوحدة يطلق بالاشتراك على معنيين:
وأورد في مجمع السّلوك في بيان معنى السّلوك قال: السّير نوعان: سير إلى الله وسير في الله.
فالسّير إلى الله له نهاية. وأهل التصوف يقولون:
السّير إلى الله هو أن يسير السّالك حتى يعرف الله، وإذ ذاك يتمّ السّير. ثم يبتدئ السّير في الله، وعليه فالسّير إلى الله له غاية ونهاية. وأمّا السّير في الله فلا نهاية له. وأهل الوحدة يقولون: السّير إلى الله هو أن يسير السّالك إلى أن يدرك درجة اليقين بأنّ الوجود واحد ليس أكثر. وليس ثمّة وجود إلّا لله، وهذا لا يحصل إلّا بعد الفناء وفناء الفناء. والسّير في الله عند أهل التصوف هو أنّ السّالك بعد معرفته لربه يسير مدّة حتى يدرك بأنّ جميع صفات الله وأسمائه وعلمه وحكمته كثيرة جدا، بل هي بلا نهاية، وما دام حيا فهو دائم في هذا العمل.
وأمّا لدى أهل الوحدة فهو أنّ السّالك بعد إتمام سيره إلى الله يستمرّ في سيره مدّة حتى يدرك جميع الحكم في جواهر الأشياء كما هي ويراها.

ويقول بعضهم: السّير في الله غير ممكن.
ذلك لأنّ العمر قليل، بينما علم الله وحكمته لا تحصى، وبعضهم يقول: بل هو ممكن، وذلك أنّ البشر متفاوتون من حيث استعدادهم، فبعضهم لمّا كان قويا فيمكنه أن يدرك جميعها، انتهى.
وفي حاشية جدي على حاشية البيضاوي في تفسير سورة الفاتحة: اعلم أنّ المحققين قالوا إنّ السفر سفران: سفر إلى الله وهو متناه لأنّه عبارة عن العبور على ما سوى الله، وإذا كان ما سوى الله متناهيا فالعبور عليه متناه.
وسفر في الله وهو غير متناه لأنّ نعوت جماله وجلاله غير متناهية لا يزال العبد يترقّى من بعضها إلى بعض. وهذا أول مرتبة حقّ اليقين كذا قال الفاضل. وفي توضيح المذاهب يقول:
ينتهي السّير إلى الله حينما يقطع السّالك بادية الوجود بقدم الصّدق مرّة واحدة، وحينئذ يتحقّق السّير في الله حيث إنّ الله سبحانه يتفضّل على عبده به بعد ما فني فناء مطلقا عن ذاته، وتطهّر من زخارف الدنيا، حتى يترقّى بعد ذلك إلى عالم الاتصاف بالأوصاف الإلهية، ويتخلّق بالأخلاق الرّبّانيّة.
وعند الأصوليين وأهل النظر هو من مسالك إثبات العلّة ويسمّى بالسير والتقسيم أيضا وبالتقسيم أيضا وبالترديد أيضا. فالتسمية بالسير فقط أو بالتقسيم فقط أو بالترديد فقط إمّا تسمية الكلّ باسم الجزء وإمّا اكتفاء عن التعبير عن الكلّ بذكر الجزء، كما تقول قرأت ألم وتريد سورة مسماة بذلك، ويفسّر بأنّه حصر الأوصاف الموجودة في الأصل الصالحة للعليّة في عدد ثم إبطال علّية بعضها لتثبت علّية الباقي. وعند التحقيق الحصر راجع إلى التقسيم والسّير إلى الإبطال. وحاصله أن تتفحّص أولا أوصاف الأصل أي المقيس عليه. ويردّد بأنّ علّة الحكم فيه هل هذه الصفة أو تلك أو غير ذلك ثم تبطل ثانيا علّة كلّ صفة من تلك الصفات حتى يبقى وصف واحد، فيستقر ويتعيّن للعلّية.
فيستفاد من تفحّص أوصاف الأصل وترديدها لعلّية الحكم وبطلان الكلّ دون واحد منها أنّ هذا الوصف علّة للحكم دون الأوصاف الباقية، كما يقال علّة حرمة الخمر إمّا الاتخاذ من العنب، أو الميعان، أو اللون المخصوص، أو الطعم المخصوص، أو الريح المخصوص، أو الإسكار. لكنّ الأول ليس بعلّة لوجوده في الدّبس بدون الحرمة، وكذلك البواقي ما سوى الإسكار، فتعيّن الإسكار لعلّية الحرمة في الخمر، هكذا في شرح التهذيب لعبد الله اليزدي.
فإن قيل المفروض أنّ الأوصاف كلّها صالحة لعلّية ذلك الحكم والإبطال نفي لذلك، لأنّ معناه بيان عدم صلوح البعض فتناقض. قلنا المراد بصلوح الكلّ صلوحه في بادئ الرأي وبعدم صلوح البعض عدمه بعد التــأمّل والتفكّر فلا تناقض. وبالجملة فالسير والتقسيم هو حصر الأوصاف الصالحة للعلّية في بادئ الرأي ثم إبطال بعضها بعد النظر والتــأمّل، كما تقول في قياس الذرة على البرّ في الربوية بحثت عن أوصاف البرّ فما وجدت ثمة علّة للربوية في بادئ الرأي إلّا الطّعم أو القوت أو الكيل، لكن الطّعم أو القوت لا يصلح لذلك عند التــأمّل فتعيّن الكيل، لأنّ الأشياء التي يوجد فيها الطعم والتي يحصل منها القوت من أعظم وجوه المنافع لأنها أسباب بقاء الحيوان ووسائل حياة النفوس، فالسبيل في أمثالها الإطلاق بأبلغ الوجوه والإباحة بأوسع طرائق التحصيل لشدة الاحتياج إليها وكثرة المعاملات فيها دون التضييق فيها، لقوله تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وقوله تعالى وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ وقوله عليه السلام لعليّ ومعاذ حين أرسلهما إلى اليمن:
«يسّرا ولا تعسّرا»، والقول المجتهدين والمشقّة تجلب التيسير، هكذا في الهداية وحواشيه. وهناك مقامان أحدهما بيان الحصر ويكفي في ذلك أن يقول بحثت فلم أجد سوى هذه الأوصاف ويصدّق لأنّ عدالته وتدينه مما يغلب ظنّ عدم غيره، إذ لو وجد لما خفي عليه، أو لأصن الأصل عدم الغير، وحينئذ للمعترض أن يبين وصفا آخر، وعلى المستدل أن يبطل علّيته، وإلّا لما ثبت الحصر الذي ادّعاه، وثانيهما إبطال علية بعض الأوصاف ويكفي في ذلك أيضا الظنّ وذلك بوجوه: الأول الإلغاء وهو بيان أنّ الحكم بدون هذا الوصف موجود في الصورة الفلانية فلو استقلّ بالعلّية لانتفى الحكم بانتفائه. والثاني كون الوصف طرديا أي من جنس ما علم إلغاؤه مطلقا في الشرع كالاختلاف الطول والقصر، أو بالنسبة إلى الحكم المبحوث عنه كالاختلاف بالمذكورة والأنوثة في العتق. والثالث عدم ظهور المناسبة فيكفي للمستدلّ أن يقول بحثت فلم أجد له مناسبة ويصدّق في ذلك لعدالته. والحنفية لا يتمسّكون بهذا المسلك ويقولون الترديد إن لم يكن حاصرا لا يقبل وإن كان حاصرا بأن يثبت عدم علّية غير هذه الأشياء التي ورد فيها بالإجماع مثلا بعد ما ثبت تعليل هذا النص يقبل كإجماعهم عل أنّ العلّة للولاية إمّا الصّغر أو البكارة، فهذا إجماع على نفي ما عداهما. هذا كله خلاصة ما في التلويح والعضدي وحواشيهما.

حسن

(حسن) - قوله تعالى: {عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} .
قال الفَرَّاء: الّذِي بمَعْنَى مَا،: أي على ما أَحْسَن مُوسَى تَمامًا، لِنِعْمَتِنا عليه من قِيامِه بأَمرِنا ونَهْيِنا.
وقيل: على الَّذِين أَحسَنُوا، وعلى مَنْ أَحْسَن، وقِيلَ: على إحسانِ اللهِ تعالى إلى أَنْبِيائه.
وقيل: تَمامًا في احْتجَاج مُوسَى عليه الصلاة والسلام على مَا أَحْسَن من طاعَة الله تَعالَى.

حسن

1 حَسُنَ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) which may also be written and pronounced حَسْنَ, with the dammeh suppressed, (S,) and حَسَنَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حُسْنٌ (S, * Msb, K, * TA) and حُسْنَى, (Ham p. 657, and Bd in ii. 77,) He, or it (a thing, S, Msb), had, or possessed, the quality termed حَسْنٌ [which see below; i. e., was, or became, good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, or pleasing, &c.; and ↓ تحسّن often signifies the same, as in the phrase تحسّن عِنْدَهُ it was, or became, good, &c., in his estimation]: (S, K, TA:) and [in like manner] زَيْدٌ ↓ أَحْسَنَ means Zeyd became possessed of حُسْن. (Mughnee in art. بِ.) b2: One may not say حُسْنَ, transferring the dammeh of the س to the ح and making the former letter quiescent, except in one case; because it is [virtually, together with its agent expressed or implied, in this case,] a predicate: [see I'Ak p. 234:] this is allowable only in the case of a verb of praise or dispraise; حُسْنَ, in respect of the transference of the medial vowel, being likened to نِعْمَ and بِئْسَ, which are originally نَعِمَ and بَئِسَ: and thus one does in all verbs like these two in meaning: a poet says, لَمْ يَمْنَعِ النَّاسُ مِنِّى مَا أَرَدْتُ وَ مَا

أُعْطِيهِمُ مَا أَرَادُوا حُسْنَ ذَا أَدَبَا [Men have not withheld from me what I have desired, nor do I give them what they have desired: good, or very good, is this as a mode of conduct!]: meaning حَسُنَ هٰذَا أَدَبًا. (S, TA.) Yousay also, حَسُنَ زَيْدٌ, [meaning Good, or goodly, &c., or very good &c., is Zeyd! or] meaning بِهِ ↓ أَحْسِنْ [i. e. how good, or goodly, &c., is Zeyd! as also ↓ مَا أَحْسَنَهُ]. (B, TA in art. بِ.) 2 حسّنهُ, (S, K,) inf. n. تَحْسِينٌ, (S,) He made it, or rendered it, حَسَن [i. e. good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, or pleasing, &c.]; (K;) he beautified, embellished, or adorned, it; (S, TA;) as also ↓ احسنهُ. (TA.) You say, الحَلَّاقُ رَأْسَهُ ↓ أَحْسَنَ The shaver beautified, or trimmed, his head. (TA.) And الَّذِى

كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ ↓ أَحْسَنَ [Who hath made good, or goodly, everything that He hath created], in the Kur [xxxii. 6], means حَسَّنَ خَلْقَ كُلِّ شَىْءٍ [hath made good, or goodly, the creation of everything]. (TA.) b2: [See also تَحْسِينٌ.] b3: And see 10.3 إنِّى أُحَاسِنُ بِكَ النَّاسَ (S, TA) Verily I contend with men for thy superiority in حُسْن [i. e. goodness, or goodliness, &c.]. (TA.) [حَاسَنَ followed by an accus. is rendered by Golius, as on the authority of J, who gives no explanation of it, “Bene tractavit et egit. ”]4 احسن as an intrans. v.: see 1. b2: Also He did that which was حَسَن [meaning good, comely, or pleasing; he acted well]; (Msb;) he did a good deed: (Er-Rághib, TA:) [for] إِحْسَانٌ is the contr. of إِسَآءَةٌ: (K:) it differs from إِنْعَامٌ in being to oneself and to another; whereas the latter is only to another: (TA:) and it surpasses عَدْلٌ, inasmuch as it means the giving more than one owes, and taking less than is owed to one; whereas the latter means the giving what one owes, and taking what is owed to one. (Er-Rághib, TA.) You say, أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ and بِهِ [I acted, or behaved, with goodness, well, or in a good or comely or pleasing manner, towards him; did good to him; benefited him; conferred a benefit, or benefits, upon him]: both signify the same: (S, TA:) and hence, in the Kur [xii. 101], قَدْ أَحْسَنَ بِى

إِذَ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ meaning إِلَىَّ [i. e. He hath acted well towards me, when he brought me forth from the prison]: (AHeyth, Az:) or, accord. to some, the verb in this case is made to import the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of بِ, i. e. He hath acted graciously with me]. (Mughnee in art. بِ.) b3: الإِحْسَانُ is also explained as meaning الإِخْلَاصُ [i. e. The being sincere, or without hypocrisy; or the asserting oneself to be clear of believing in any beside God]; which is a condition of the soundness, or validity, of الإِيمَان and الإِسْلَام together: and as denoting watchfulness, and good obedience: and as meaning the continuing in the right way, and following the way which those [of the righteous] who have gone before have trodden; this last being said to be the meaning in the Kur ix. 101. (TA.) A2: As a trans. v.: see 2, in three places. b2: احسنهُ also signifies (tropical:) He knew it: (S, K, TA:) [or] he knew it well; (Er-Rághib, Msb;) and so احسن بِهِ, as in the saying, هُوَ يُحْسِنُ بِالعَرَبِيَّةِ (assumed tropical:) He knows well the Arabic language. (MA.) Hence the saying of 'Alee, قِيمَةُ المَرْءِ مَا يُحْسِنُهُ (tropical:) [The value of the man is what he knows, or knows well]. (TA.) النَّاسُ أَبْنَآءُ مَا يُحْسِنُونَ is another saying of 'Alee, meaning (tropical:) Men are named, or reputed, in relation to what they know, and to the good deeds that they do. (TA.) b3: أَحْسِنْ بِهِ and مَا أَحْسَنَهُ: see 1, last sentence. You say also, ↓ مَا أُحَيْسِنَهُ [i. e. How very good, or goodly, &c., is he!]; using the dim. form; like مَا أُمَيْلِحَهُ [q. v.]. (S and K in art. ملح.) A3: Also He (a man, IAar) sat upon a high hill, or heap, of sand, such as is termed حَسَنٌ. (IAar, K.) 5 تحسّن: see 1. b2: Also i. q. تَجَمَّلَ [i. e. He beautified, embellished, or adorned, himself: and he affected what is beautiful, goodly, or comely, in person, or in action or actions or behaviour, or in moral character, &c.]. (TA.) [تَحَسَّنَتْ, said of a woman, occurs, in the former sense, in the S and K in art. رعد, and in the TA in art. نقط, &c.]

b3: دَخَلَ الحَمَّامَ فَتَحَسَّنَ He entered the hot bath and was shaven. (TA.) 6 تحاسن [He affected to be حَسَن (i. e. good, goodly, beautiful, comely, &c.), not being really so]. (A in art. صبح. [See 6 in that art.]) 10 استحسنهُ He counted, accounted, reckoned, or esteemed, him, or it, حَسَن [i. e. good, goodly, beautiful, comely, pleasing, &c.; he approved, thought well of, or liked, him, or it]; (S, K;) as also ↓ حسّنهُ, inf. n. تَحْسِينٌ. (Har p. 594.) Hence the saying, صَرْفُ هٰذَا اسْتِحْسَانٌ وَ المَنْعُ قِيَاسٌ [The making this word perfectly declinable is approvable, but the making it imperfectly declinable is agreeable with analogy]. (TA.) حُسْنٌ (S, K, &c.) and ↓ حُسُنٌ, which is of the dial. of El-Hijáz, and ↓ حَسَنٌ, (MF, TA,) Goodness, or goodliness, [generally the latter,] beauty, comeliness, or pleasingness; contr. of قُبْحٌ: (S:) i. q. جَمَالٌ: (K:) but accord. to As, [when relating to the person,] حُسْنٌ is in the eyes, and جَمَالٌ is in the nose: (TA:) symmetry; or just proportion of the several parts of the person, one to another: (Kull:) or anything, moving the mind, that is desired, or wished for; such as is approved by the intellect; and such as is approved by natural desire; and such as is approved by the faculty of sense: in the common conventional language, mostly applied to what is approved by the sight: in the Kur, mostly to what is approved by mental perception: it is in accidents as well as in substances: (Er-Rághib, TA:) the pl. is ↓ مَحَاسِنُ, (S, K,) like مَلَامِحُ pl. of لَمْحَةٌ, and مَشَابِهُ pl. of شَبَهٌ, &c., (Har p. 9,) contr. to rule, (S, K,) as though pl. of ↓ مَحْسَنٌ or ↓ مُحْسَنٌ: (S accord. to different copies:) or, accord. to Lh and Eth-Tha'álibee, مَحَاسِنُ has no proper sing. (TA.) وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا, in the Kur [ii. 77], means And say ye to men a saying having in it goodness (قَوْلًا ذَا حُسْنٍ): or حُسْنًا may mean حَسَنًا: (Zj, TA:) and some read here حَسَنًا: and some, حُسُنًا, accord. to the dial. of El-Hijáz: and some, ↓ حُسْنَى, as an inf. n., like بُشْرَى: (Bd:) but AHát and Zj disallow this; the former saying that حُسْنَى is like فُعْلَى [as fem. of أَفْعَلُ denoting the comparative and superlative degrees], and therefore should have the article ال. (TA.) وَ وَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا, in the Kur [xxix. 7], means [in like manner] And we have enjoined man to do to his two parents what is good (مَا يَحْسُنُ حُسْنًا): (TA:) and here [also] some read حَسَنًا; and some, إِحْسَانًا. (Bd.) [See another ex. of a similar kind, from the Kur xviii. 85, voce إِمَّا, near the beginning of the paragraph.] b2: سِتُّ الحُسْنِ [The convolvulus caïricus of Linn.; abundant in the gardens of Cairo;] a certain plant that twines about trees and has a beautiful flower. (TA.) b3: See also حَسَنٌ.

حَسَنٌ Having, or possessing, the quality termed حُسْنٌ [which see above; good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, pleasing or pleasant, &c.]; (Msb, K, TA;) either intrinsically, as when applied to belief in God and in his attributes; or extrinsically, as when applied to war against unbelievers, for this is not good in itself: said to be the only epithet of its measure except بَطَلٌ: (TA:) and ↓ حَسِينٌ signifies the same, (IB, K,) because from حَسُنَ, like عَظِيمٌ and كَريِمٌ from عَظُمَ and كَرُمَ, (IB, TA,) and ↓ حُسَانٌ, (K,) but this is an intensive epithet, [signifying very good or goodly &c.,] (IB, TA,) and ↓ حُسَّانٌ, (K,) also an intensive epithet, (S, IB,) and ↓ حَاسِنٌ, (K,) [properly signifying being, or becoming, good or goodly &c.,] cited by Lh as used in a future sense, (TA,) and ↓ مُحَسَّنٌ as applied to a face: (K:) the fem. is حَسَنَةٌ, and ↓ حَسْنَآءُ, applied to a woman, (S, Msb, K,) though the corresponding masc. of this latter, namely, ↓ أَحْسَنُ, is [said to be] not used (S, K) as applied to a man [in the sense of حَسَنٌ], (S,) [but the phrase هُوَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا as meaning حَسَنُهُمْ وَجْهًا is mentioned in the S in art. بيض, (see بَيَاضٌ, and see also the pl. أَحَاسِنُ in what here follows,)] and ↓ حُسَّانَةٌ: (S, K:) the pl. masc. is حِسَانٌ, (Msb, K,) pl. of حَسَنٌ used as an epithet; but when حَسَنٌ is used as a [proper] name, its pl. is حَسَنُونَ; (Msb;) and حِسَانٌ may also be pl. of حَسِينٌ; (TA;) and حُسَّانُونَ, (Sb, K,) pl. of ↓ حُسَّانٌ, which has no broken pl.: (Sb:) and أَحَاسِنُ القَوْمِ means حِسَانُهُمْ [the good, or goodly, &c., of the party, or company of men]: (K:) the pl. fem. is حِسَانٌ, (K,) like the masc., pl. of حَسْنَآءُ, and the only instance of its kind except عِجَافٌ, pl. of عَجْفَآءُ. (TA.) You say رَجُلٌ حَسَنٌ بَسَنٌ [A man very good or goodly &c.], using بسن as an imitative sequent [for the purpose of corroboration]. (S.) b2: [حَدِيثٌ حَسَنٌ A tradition of good authority; generally applied to one transmitted in the first instance by two or more relaters. b3: Also meaning Good, comely, goodhumoured, pleasing, or pleasant, discourse or talk.] b4: الحَسَنُ The bone that is next to the elbow; as also ↓ الحُسْنُ: (K:) or the extremity of the bone of the upper half of the arm next the shoulder-joint, because of the abundance of flesh that is upon it; the extremity of that bone next the elbow being called القَبِيحُ: (TA in art. قبح:) or the upper part of that bone; the lower part thereof being called القبيح. (Fr, TA in that art.) b5: A kind of tree, of beautiful appearance, (K, TA,) also called the أَلآء, that grows in rows upon a hill, or heap, (كَثِيب,) of sand; so called because of its beauty; whence the كثيب is called نَقَا الحَسَنِ: thus described by Az, on the authority of 'Alee Ibn-Hamzeh. (TA.) b6: [And hence, perhaps,] حَسَنٌ signifies also A high كَثِيب [or hill, or heap, of sand]: (IAar, K:) whence it is used as a [proper] name of a boy. (IAar, TA.) A2: See also حُسْنٌ, first sentence.

الحُسَنُ: see أَحْسَنُ.

حُسُنٌ: see حُسْنٌ, first sentence.

حِسْنَةٌ A ledge (رَيْدٌ) projecting from a mountain: pl. حِسَنٌ. (K.) حَسَنَةٌ fem. of حَسَنٌ [q. v.]. (S, Msb, K.) b2: Also, [used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, A good act or action;] an act of obedience [to God; often particularly applied to an alms-deed]: (Ksh and Bd in iv. 80:) and the reward [of a good action]: (Er-Rághib, TA:) a good, benefit, benefaction, boon, or blessing: (Ksh and Bd ibid.:) contr. of سَيِّئَةٌ [in all these senses]: (S, K:) as contr. of this latter word, it signifies any rejoicing, or gladdening, good or benefit &c. that betides a man in his soul and his body and his circumstances: (Er-Rághib, TA:) pl. حَسَنَاتٌ: (K, and Kur vii. 167, &c.:) it has no broken pl. (TA.) Hence, in the Kur iv. 80, it means Abundance of herbage, or of the goods, conveniences, and comforts, of life; ampleness of circumstances; and success: and سَيِّئَة there means the contr. of these. (Er-Rághib, TA.) In the Kur xi. 116, الحَسَنَات is said to mean The five daily prayers, as expiating what has been between them. (TA.) b3: As an epithet, [fem. of حَسَنٌ,] it is applied to an accident as well as to a substance. (Er-Rághib, TA.) حُسْنَى: see حُسْنٌ, and أَحْسَنُ; the latter, in three places.

حَسْنَآءُ: see حَسَنٌ.

حُسَانٌ: see حَسَنٌ.

حَسِينٌ: see حَسَنٌ.

حُسَيْنٌ [dim. of حَسَنٌ. b2: Also] A high mountain: whence it is used as a [proper] name of a boy. (TA.) حُسَيْنَى One's utmost, [or rather one's best,] or the utmost of one's power or ability or deed or case: so in the saying, حُسَيْنَاهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا [His utmost, or best, &c., is, or will be, the doing such a thing]: and ↓ حُسَيْنَاؤُهُ means the same. (K, * TA.) حُسَيْنَآءُ: see what next precedes.

A2: Also A kind of tree, with small leaves. (K.) حُسَّانٌ; and its fem., with ة: see حَسَنٌ, in three places.

حَاسِنٌ: see حَسَنٌ. b2: [Hence,] الحَاسِنُ The moon. (AA, S.) أَحْسَنُ, fem. حَسْنَآءُ, pl. أَحَاسِنُ: see حَسَنٌ. b2: الأَحْسَنُ denotes the comparative and superlative degrees [of حُسْنٌ]; as in the phrase هُوَ الأَحْسَنُ [He, or it, is the better, and best; or the more, and most, goodly or beautiful or comely &c.]: (K:) ↓ الحُسْنَى is the fem.; as in the phrase الأَسْمَآءُ الحُسْنَى The best names; those of God; which are ninety and nine: (Jel in vii. 179:) it signifies the contr. of السُّوْءَى: (S, K:) the pl. of الأَحْسَنُ is الأَحَاسِنُ. (K.) In the saying, in the Kur [vi. 153 and xvii. 36], وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ

إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ [And approach ye not the property of the orphan, to make use of it,] except by that act which is best to be done with it, the meaning is, such an act as the taking care of it, and increasing it: (Bd:) or, as some say, the meaning is, the taking, of his property, what will [suffice to] conceal those parts of one's person that should not be exposed, and stay one's hunger. (TA.) [The fem.] ↓ الحُسْنَى is applied to accidents only: not to substances. (Er-Rághib, TA.) It means also, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates, That which is better, and that which is best. And hence,] The good final or ultimate state or condition [appointed for the faithful]: (K:) so, it is said, in the Kur xli. 50. (TA.) And The view, or vision, of God; (K;) accord. to some: but it is said that in the Kur x. 27, it means Paradise; and زِيَادَةٌ, which there follows it, means the view, or vision, of the face of God. (TA.) And Victory: and martyrdom: (Th, K:) whence, [in the Kur ix. 52,] إِحْدَى

الحُسْنَيَيْنِ [one of the two best things]; (K;) victory or martyrdom. (Ksh, Bd, Jel.) and The saying لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ. (Jel in xcii. 6 and 9.) The pl. of ↓ الحُسْنَى is الحُسْنَيَاتُ and ↓ الحُسَنُ, (K, [the latter like رُجَعٌ pl. of رُجْعَى, but misunderstood by Freytag as syn. with المَحَاسِنُ, which next follows it in the K,]) neither of which is used without the article ال. (TA.) مَا أُحَيْسِنَهُ: see 4, last sentence but one.

تَحْسِينٌ a subst. of the measure تَفْعِيلٌ; (K;) or rather an inf. n. used as a subst.; (TA;) pl. تَحَاسِينُ: whence كِتَابُ التَّحَاسِينِ (K) [Caligraphy; or] deliberate, orderly, and regular writing; (TK;) [or close and compact writing, without spaces, or gaps, and without elongation of the letters;] contr. of المَشْقُ. (K. [See كِتَابُ مَشْقٍ.]) مَحْسَنٌ: see حُسْنٌ, and مَحَاسِنُ.

مُحْسَنٌ: see حُسْنٌ.

مُحْسِنٌ Doing, or who does, that which is حَسَن [meaning good, comely, or pleasing]; (K, TA;) as also ↓ مِحْسَانٌ: (K:) or the latter [is an intensive epithet, meaning doing, or who does, much that is good, comely, or pleasing: or] means constantly doing that which is حَسَن. (TA.) b2: إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ, in the Kur xii. 36, means (tropical:) Verily we see thee to be of those who know, or know well, the interpretation of dreams: (Ksh, Bd, TA: *) or (assumed tropical:) of those endowed with knowledge: or of the doers of good to the prisoners: (Ksh, Bd:) or of those who aid the weak and the sufferer of wrong, and visit the sick. (TA.) مَحْسَنَةٌ [A cause of good: pl., app., ↓ مَحَاسِنُ; like as مَسَاوٍ, originally مَسَاوِئُ, is said to be pl. of مَسَآءَةٌ, originally مَسْوَأَةٌ]. You say, هٰذَا الطَّعَامُ مَحْسَنَةٌ لِلْجِسْمِ [This food is a cause of good, i. e. beneficial, to the body]. (S.) مُحَسَّنٌ: see حَسَنٌ.

مِحْسَانٌ: see مُحْسِنٌ.

مَحَاسِنُ The beautiful places [or parts] of the body: (K:) accord. to some, (TA,) the sing. is ↓ مَحْسَنٌ: or it has no sing.: (K:) the former opinion is disapproved by ISd.: the latter is the opinion of the grammarians and of the generality of the lexicologists: and therefore, says Sb, the rel. n. is ↓ مَحَاسِنِىٌّ; for if مَحَاسِنُ had a sing., it would be restored to the sing. in forming the rel. n. (TA.) You say, فُلَانَةُ كَثِيرَةُ المَحَاسِنِ Such a woman has many beautiful places [or parts] of the body. (TA.) And مَحَاسِنُ الوَجْهِ وَ مَسَاوِيهِ [The beauties of the face, and its defects]: (K in art. لمح:) [for] مَحَاسِنُ signifies the contr. of مَسَاوٍ. (S.) b2: [As contr. of مَسَاوٍ, it signifies also Good qualities of any kind: and also good actions; like حَسَنَاتٌ: agreeably with an explanation in the KL, نيكوئيها.] b3: See also حُسْنٌ: b4: and مَحْسَنَةٌ.

مَحَاسِنِىٌّ: see the next preceding paragraph.
(حسن)
حسنا جمل فَهُوَ حسن وَهِي حسناء (ج) حسان (للمذكر والمؤنث)
(ح س ن) : (حَسُنَ) الشَّيْءُ فَهُوَ حَسَنٌ (وَبِهِ سُمِّيَ) الْحَسَنُ بْنُ الْمُعْتَمِرُ وَبِمُؤَنَّثِهِ سُمِّيَتْ أُمُّ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ.
بَاب الْحسن

حسن مليح وسيم جميل وضيئ بهي نضير رائق مونق بهيج قسيم صبيح رائع 
ح س ن

أنظر إلى محاسن وجهه. وما أبدع تحاسين الطاوس وتزايينه. وحسن الله خلقه. وحسن الحلاق رأسه: زينه، وما رأيت محسناً مثله، ودخل الحمام فتحسن أي احتلق، وهو يتحسن ويتجمل بكذا. وإنّي لأحاسن بك الناس أي أباهيهم بحسن. وجمع الله فيك الحسن والحسنى. وفيك حسنات جمة. وأحسن إلى أخيه. وأحسن به! ورجل حسان، وامرأة حسانة. قال الشماخ:

يا ظبية عطلاً حسانة الجيد

واستحسن فعله. وصرف هند استحسان، والمنع قياس.

ومن المجاز: اجلس حسناً. وهذا لحم أبيض: لم ينضج حسناً. وفلان لا يحسن شيئاً، وقيمة المرء ما يحسن.
الحسن: هو كون الشيء ملائمًا للطبع، كالفرح، وكون الشيء صفة كمال، كالعلم، وكون الشيء متعلق المدح، كالعبادات.

الحسن: وهو ما يكون متعلق المدح في العاجل والثواب في الآجل.

الحسن لمعنى في نفسه: عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته، كالإيمان بالله وصفاته.

الحسن لمعنى في غيره: هو الاتصاف بالحسن لمعنى ثبت في غيره، كالجهاد؛ فإنه ليس بحسن لذاته؛ لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإفناؤهم، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: "الآدمي بنيان الرب، ملعون من هدم بنيان الرب". وإنما حسن لما فيه من إعلاء كلمة الله وهلاك أعدائه، وهذا باعتبار كفر الكافر.

الحسن من الحديث: أن يكون راويه مشهورًا بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة الحديث الصحيح؛ لكونه قاصرًا في الحفظ والوثوق، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من دونه.
ح س ن: (الْحُسْنُ) ضِدُّ الْقُبْحِ وَالْجَمْعُ (مَحَاسِنُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ جَمْعُ (مَحْسَنٍ) وَقَدْ (حَسُنَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ (حُسْنًا) وَرَجُلٌ (حَسَنٌ) وَامْرَأَةٌ (حَسَنَةٌ) وَقَالُوا: امْرَأَةٌ (حَسْنَاءُ) وَلَمْ يَقُولُوا: رَجُلٌ أَحْسَنُ. وَهُوَ اسْمٌ أُنِّثَ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ كَمَا قَالُوا: غُلَامٌ أَمَرَدُ وَلَمْ يَقُولُوا: جَارِيَةٌ مَرْدَاءُ فَذَكَّرُوا مِنْ غَيْرِ تَأْنِيثٍ. وَ (حَسَّنَ) الشَّيْءَ (تَحْسِينًا) زَيَّنَهُ. وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ وَبِهِ وَهُوَ يُحْسِنُ الشَّيْءَ أَيْ يَعْلَمُهُ وَيَسْتَحْسِنُهُ أَيْ يَعُدُّهُ (حَسَنًا) . وَ (الْحَسَنَةُ) ضِدُّ السَّيِّئَةِ. وَ (الْمَحَاسِنُ) ضِدُّ الْمَسَاوِئِ. وَ (الْحُسْنَى) ضِدُّ السُّوءَى. وَ (حَسَّانٌ) اسْمُ رَجُلٍ إِنْ جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الْحُسْنِ أَجْرَيْتَهُ وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعْلَانَ مِنَ الْحِسِّ وَهُوَ الْقَتْلُ أَوِ الْحِسِّ بِالشَّيْءِ لَمْ تُجْرِهِ. 

حسن


حَسُنَ(n. ac. حُسْن)
a. Was beautiful, comely, fair; goodly, handsome.

حَسَّنَa. Made beautiful; adorned, embellished.

حَاْسَنَa. Treated handsomely, well, kindly.

أَحْسَنَa. Acted, behaved well.
b. Knew well, was proficient in.
c. [Ila], Did good, gave alms to.
d. [ coll. ], Was able to.

تَحَسَّنَa. Was, became beautiful &c.; was adorned; adorned himself.
إِسْتَحْسَنَa. Deemed beautiful &c., approved, praised.

حُسْن
(pl.
مَحَاْسِنُ)
a. Beauty, grace, comeliness, goodliness; good
quality.

حُسْنَى
(pl.
حُسَن)
a. Good, goodness, virtue.
b. Good action; beneficence.

حَسَن
(pl.
حِسَاْن)
a. Beautiful, handsome, comely, goodly.
b. Good.
c. Hasan (name).
حَسَنَةa. Good deed or action; good works, alms.
b. (pl.
حِسَاْن), Beautiful, fair; good (woman).

أَحْسَنُ
(pl.
أَحَاْسِنُ)
a. Better, best.
b. see 4 (a)
حَسُّوْنa. Goldfinch.

حَسْنَآءُa. Beautiful, fair; good (woman).

مَحَاْسِنُ
a. [art.], Good actions; good qualities.
مِحْسَاْنa. Beneficient, generous; benefactor.

N. Ag.
أَحْسَنَa. see 45
N. Ac.
أَحْسَنَa. Benefit; beneficence; charity.

لا يُحْسِن أَن
a. [ coll. ], He cannot.

اَلأَسْمَآء الحُسْنَى
a. The 99 Attributes of God.

حَسَنًا
a. Well, excellently.
[حسن] الحُسْنُ: نقيض القُبح، والجمع مَحاسِنُ على غير قياس، كأنه جمع محسن. وقد حسن الشئ، وإن شئتَ خفَّفت الضمة فقلت حسن الشئ. ولا يجوز أن تنقل الضمة إلى الحاء، لانه خبر، وإنما يجوز النقل إذا كان بمعنى المدح أو الذم، لانه يشبه في جواز النقل بنعم وبئس، وذلك أن الاصل فيهما نعم وبئس، فسكن ثانيهما ونقلت حركته إلى ما قبله. وكذلك كل ما كان في معناهما. قال الشاعر . لم يمنع الناس منى ما أردت وما أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا أراد حسن هذا أدبا، فخفف ونقل. ويقال رجل حسن بسن، وبسن إتباع له. وامرأة حَسَنَةٌ. وقالوا امرأةٌ حَسْناءُ ولم يقولوا رجل أحسن، وهو اسم أنث من غير تذكير، كما قالوا غلام أمرد ولم يقولوا جارية مرداء، فهو يذكر من غير تأنيث. والحاسن: القمر. وحسنت الشئ تحسينا: زينته. وأحسنت إليه وبه. وهو يحسن الشئ، أي يعمله . ويَسْتَحْسِنُهُ: يعدُّه حَسَناً. والحَسَنَةُ: خلاف السيِّئة. والمَحاسِنُ: خلاف المساوى. والحسنى: خلاف السوأى. والحسان بالضم، أَحْسَنُ من الحَسَنِ. والأنثى حُسَّانَةٌ. قال الشماخ: دارُ الفَتاة التي كنا نقول لها يا ظبية عطلا حسانة الجيد  قال سيبويه: إنما نصب دار بإضمار أعنى، ويروى بالرفع. ويقال: إنِّي أُحاسِنُ بك الناس. وهذا طعام محسنة للجسم، بالفتح. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعالا من الحسن أجريته، وإن جعلته فعلان من الحس وهو القتل أو الحس بالشئ، لم تجره. وتصغير فعال حسيسين، وتصغير فعلان حسيسان. وذكر الكلبى أن في طيئ بطنين يقال لهما: الحسن والحسين. والحسن: اسم رملة لبنى سعد قتل بها أبو الصهباء بسطام بن قيس بن خالد الشيباني، قتله عاصم بن خليفة الضبى. قال: وهما حبلان أو نقوان. قال المبرد: سمعت التوزى يقول: يقال لاحد هذين الحبلين الحسن، وللحبل الآخر الحسين. قال الشاعر في الحسن يرثى بسطام بن قيس: لام الارض ويل ما أجَنَّتْ بِحَيْثُ أضَرَّ بالحسَنِ السبيل وقال الآخر في الحسين تركنا بالنواصف من حسين نساء الحى يلقطن الجمانا فإذا ثنيت قلت الحسنان. قال الشاعر : ويومَ شَقيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنو شيبان آجالا قصارا شككنا بالاسنة وهى زور صماخي كبشهم حتى استدارا قوله " وهى زور " يعنى الخيل.
[حسن] نه فيه: "الإحسان" أن تعبد الله كأنك تراه، أراد بالإحسان الإخلاص، أو أشار إلى المراقبة وحسن الطاعة. وفي ح أبي رجاء: وكان عمر مائة وثماني وعشرين اذكر مقتل بسطام على "الحسن" هو بفتحتين حبل من رمل. ك: قام إلى شن "فأحسن" وضوءه، أي أتمه بآدابه، ولا يعارض ح أنه توضأ وضوءاً خفيفاً لأن إتمام الآداب لا ينافي خفته، أو كانا في وقتين. وح: فإن إقامة الصفوف من "حسن" الصلاة، أي من إتمامها، ولا يريد الحسن الصوري، "وكذب"بالحسنى"" أي بالخلف عن إنفاقه من إعطاء الله. ورجلن" بضم مهملة أولى ككبار. وح: "فحسن" إسلامه، بأن برئ من الشرك، أو بالغ في الإخلاص بالمراقبة. ن: أما من "أحسن" منكم فلا يؤاخذ بها، بأن برئ من النفاق والإساءة في الإسلام وجوده فيه، وأجمعوا أن الإسلام يهدم ما قبله وإن لم يعمل. ط: بأن أدى حقه وأخلص في عمله وهو كـ"قالوا ربنا الله ثم استقاموا". ن: غض البصر و"حسن" الكلام، كهداية الطريق وإرشاد المصلحة وترك الغيبة والنميمة والكذب. بي: لا يموتن إلا و"يحسن" الظن بالله، بأنه يعفو، وهو حث على الرجاء عند الخاتمة لحديث: أنا عند ظن عبدي. ن: وفي حال الصحة يكون بين الخوف والرجاء ليجتنب المعاصي، وهي متعذرة عند الموت فيحسن الظن فإنه متضمن للافتقار إليه والإذعان له، ولحديث: يبعث كل عبد على ما مات عليه، وح: ثم يبعثوا على نياتهم. وح: فتطهر "فتحسن" الطهور، أي الوضوء، القاضي: أي عن النجاسة والدم، والأول أظهر، ز: قلت: لئلا يخلو عن سنن الوضوء، وهما حملا فاء فتحسن للتفسير، ولو جعلت للترتيب لم يبعد يعني فتطهر من النجاسة ثم تحسن الوضوء- كذا في حاشيتي لمسلم. ن: "أحسن" إليها، أمر لولي الغامدية بالإحسان إليها لخوف أن تحملهم الغيرة ولحقو العار على إيذائها ورحمة لها لتوبتها، لما في النفوس من النفرة من مثلها. وتطلع الشمس "حسناً" بفتح سين وتنوين، أي طلوعاً حسناً أي مرتفعة. ولا يدري "حسن" من هي، أي لا يدري حسن بن مسلم الراوي عن طاوس من هي، وروى: حينئذ، مكان: حسن، قيل: هو تصحيف، وصحح بأن معناه لكثرة النساء لا ندري من هي. وح: خياركم "محاسنكم" قضاء، أي ذوو المحاسن، القاضي: جمع محسن بفتح ميم، وأكثر ما يجيء أحاسنكم. ط: اطلبوا الحوائج إلى "حسان" الوجوه، يعني ذوي الوجوه والأقدار في الناس، ولا يعني حسن الوجه. وح: "فليحسن" كفنه، أي ليختر أنظف الثياب وأتمها، ولم يرد به ما يفعله المبذرون أشراً ورثاء لحديث: لا تغالوا في الكفن، وهو بتشديد سين أي ينظفه ويعطره، ومر في يبعث. و"حسن" الظن من حسن العبادة، من للتبعيض أي حسن اعتقاد في حق المسلمين من جملة عبادة الله، أو للابتداء أي ناشئ من حسن عبادته. وح: "حسنات" الأبرار يجيء في المقربين من ق.
باب الحاء والسين والنون معهما ح س ن، س ح ن، ن ح س، س ن ح، ن س ح مستعملات

حسن: حَسُنَ الشَيْءُ فهو حَسَن. والمَحْسَن: الموضع الحسن في البدن، وجمعه مَحاسن. وامرأةٌ حَسناء، ورجُل حُسّان، وقد يجيء فُعّال نعتاً، رجلٌ كُرّام، قال الله- جل وعز-: مَكْراً كُبَّاراً . والحسان: الحسن جدا، ولا يقال: رجل أحسنَ. وجارية حُسّانة. والمَحاسِن من الأعمال ضد المساوىء، قال الله- عز وجل-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ

أي الجنة وهي ضد السوءى. وحَسَن: اسم رَمْلةٍ لبني سعْد . وفي أشعارهم يوم الحَسَن، وكتاب التَّحاسين، وهو الغليظ ونحوه من المصادر، يُجْعَل اسماً ثم يجمع كقولك: تقاضيب الشَّعُر وتكاليف الأشياء.

سحن: السُّحْنة: لينُ البشرة، والناعم له سُحْنة. والمُساحنة: المُلاقاة. والسَّحْن: دَلْكُكَ خشبةً بِمَسْحَنٍ حتى تلين من غير أن يأخذ من الخشبة شيئاً.

نحس: النَّحْس: خلاف السَّعْد، وجمعه النُحوُس، من النجوم وغيرها. يومٌ نَحِسٌ وأيّام نَحِسات، من جعله نعتاً ثَقّله، ومن أضاف اليوم إلى النَحْس خَفَّفَ النَحْس. والنُّحاس: ضربٌ من الصُّفْر شديد الحُمْرة، قال النابغة:

كأنَّ شِواظَهُنَّ بجانِبَيْه ... نُحاسُ الصُّفْر تضربه القُيُون

والنُحاس: الدُّخان الذي لا لهب فيه، قال:

يُضيءُ كضوء سراج السليط ... لم يجعل الله فيه نُحاسا

والنِّحاس: مبلغ طبع وأصله، قال:  يا أيها السائل عن نِحاسي ... عَنّي ولمّا تَبلُغَنْ أشطاسي

سنح: سَنَحَ لي طائر وظبيٌ سُنُوحاً، فهو سانح إذا أتاك عن يَميِنكَ، يُتَيَمَّنُ به، قال الشاعر:

أبالسنح الأَيامِنِ أمْ بنَحْسِ ... تمُرُّ به البَوارحُ حينَ تجري

وسَنَحَ لي رَأْيٌ أو قريضٌ أيْ: عَرَض. وكان في الجاهلية امرأةٌ تَقومُ في سوق عكاظ فتُنْشد الأقوالَ وتضرِب الأمثالَ وتُخْجِل الرجالَ، فانْتَدَبَ لها رجلٌ، فقالتْ ما قالتْ، فأجابها فقال:

أسيكتاك جامِحٌ ورامِحٌ ... كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحٌ

فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ.

نسح: النَّسْحُ والنُّساح: ما تحاتَّ عن التَّمْر من قِشْره، وفُتات أقْماعه ونحوه مما يبقى في أسفل الوعاء. والمِنْساح: شَيْءٌ يُدْفَعُ به التراب ويذرى به. 
حسن
الحُسْنُ: عبارة عن كلّ مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب:
مستحسن من جهة العقل.
ومستحسن من جهة الهوى.
ومستحسن من جهة الحسّ.
والحسنةُ يعبّر عنها عن كلّ ما يسرّ من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادّها. وهما من الألفاظ المشتركة، كالحيوان، الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما، فقوله تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا: هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء/ 78] ، أي:
خصب وسعة وظفر، وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ أي:
جدب وضيق وخيبة ، يَقُولُوا: هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء/ 78] ، وقال تعالى: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا: لَنا هذِهِ [الأعراف/ 131] ، وقوله تعالى: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النساء/ 79] ، أي: من ثواب، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ [النساء/ 79] ، أي: من عقاب. والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أنّ الحَسَنَ يقال في الأعيان والأحداث، وكذلك الحَسَنَة إذا كانت وصفا، وإذا كانت اسما فمتعارف في الأحداث، والحُسْنَى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر، يقال: رجل حَسَنٌ وحُسَّان، وامرأة حَسْنَاء وحُسَّانَة، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
[الزمر/ 18] ، أي: الأبعد عن الشبهة، كما قال صلّى الله عليه وسلم: «إذا شككت في شيء فدع» .
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً
[البقرة/ 83] ، أي: كلمة حسنة، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً [العنكبوت/ 8] ، وقوله عزّ وجل: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ [التوبة/ 52] ، وقوله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة/ 50] ، إن قيل: حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خصّ؟
قيل: القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه، وذلك يظهر لمن تزكّى واطلع على حكمة الله تعالى دون الجهلة.
والإحسان يقال على وجهين:
أحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين: (الناس أبناء ما يحسنون) أي:
منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة.
قوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [السجدة/ 7] ، والإحسان أعمّ من الإنعام. قال تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ [الإسراء/ 7] ، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [النحل/ 90] ، فالإحسان فوق العدل، وذاك أنّ العدل هو أن يعطي ما عليه، ويأخذ أقلّ مما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلّ ممّا له .
فالإحسان زائد على العدل، فتحرّي العدل واجب، وتحرّي الإحسان ندب وتطوّع، وعلى هذا قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
[النساء/ 125] ، وقوله عزّ وجلّ: وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ [البقرة/ 178] ، ولذلك عظّم الله تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت/ 69] ، وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة/ 195] ، وقال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ 91] ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ [النحل/ 30] .
حسن: حَسُنَ: تحسن وتدرج وتقدم إلى العافية والكمال (ألكالا).
ويَحسُن به ذلك: يجمل به ذلك، يليق به.
ويحسن به ان: يجمل به ويليق به (دي يونج).
ويحسن: يستطيع، فيقال: ما أحسن أمشي أي لا أستطيع أن امشي (بوشر).
ويستعمل الفعل أحسن في الفصحى بهذا المعنى.
حسَّن النبيذ: جَوَدَّه مع الأيام (معجم مسلم).
وحسّن: بمعنى قبل واستحسن (لين في مادة استحسن، معجم البلاذري) وفي معجم بوشر المصدر استحسان بمعنى الموافقة والإقرار والرضا والتهليل.
ويقال: حسن له وعليه. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص238) قلت لي: ((إن العزوبة تؤذيني في صحتي ولذلك سأشتري أمة شابة)) فحسَّنت ذلك لك.
ولدى ابن بدرون (182) فإن الله يحسِّن عليك ذِكْرَك، فذكراها أمري (وقد قلت وقد أخطأت في ذلك إنه الفعل يُحسِن مضارع أحسن).
وحَسَّن: حلق، زين (دومب ص120) وهو يذكر مُحَسِّن اسم الفاعل بمعنى محلوق، مزيَّن غير أن الصواب أن يذكر مُحسَّن اسم المفعول.
وحسَّن: أصلح، أصبح أحسن (بوشر).
أحسن: أقتدر استطاع، أتقن (لين) وهي مثل ( Savoir) بالفرنسية تعني القدرة والاستطاعة والمهارة في عمل شيء. ففي كليلة ودمنة (ص276) لا أحْسِن الرقا أي لا أعرف السحر: وفي كوسج (مختار ص56): أتحسِن مثل هذا. فقلت أُحْسن خيراً منه أي أتجيد صنع مثل هذا فقلت أجيد صنع خير منه (معجم مسلم).
أحسن أمل فلان: حقق أمَل فلان (تاريخ البربر 1: 530) تحسَّن: ازداد، توافر، تكثر (مملوك 2، 2: 134).
وتحسّن به: تباهى به: وتمدح به (الكامل ص118).
وتحسَّنت المرأة: تكلفت الحسن تصنعاً (محيط المحيط).
استحسن. استحسنه وجده حسناً. (بوشر) وفيه: استحسن شيئاً وكذلك استحسن عنده شيء.
واستحسن معنى الكلام: استملحه وجده حسنا مليحا (بوشر). حُسن. حُسن ساعة: نبات له زهر أصفر وأحمر. سمي بذلك لأنه يتفتح قبل غروب الشمس بساعة ويذبل بعد طلوعها (محيط المحيط) وربما كان ما يسمى نوار الليل.
حُسْن يوسف: هناء، خضاب (بوشر).
حَسَن. قبل قبولاً حسناً: استحسنه، استحبه، رضي به، تقبله (بوشر).
والحسَن (من الحديث) المحتمل وهو حديث فيه شيء من النقص يمكن إصلاحه بالرجوع إلى روايات أخرى (دي سلان، المقدمة 2: 484).
حسناً: بلطف، بلطافة، بلذة، بسرور، (بوشر).
اقرض حسنا (تاريخ البربر 2: 289): مختصر الآية: اقرض الله قرضاً حسناً. أي أقرض الله قرضا كريما.
حَسَنَة: صدقة. ويقال: حسنه لله (بوشر).
قرض حسنة: قرض من غير ربا (بوشر).
وحسنة: تستعمل بالمعنى المجازي استعمال ( Ornement) بالفرنسية تقريبا، فيقال مثلا في الكلام عن أمير: هو حسنة الأيام أي زينتها (المقري 2: 699) كما يقال: جمال الأيام (المقري 2: 700) وهو من حسنات بني مروان أي من زينة بني مروان (المقري 2: 399).
حَسَنِيِّ: قطعة من النقود الذهبية، وتسمى بالأسبانية ( Dobla hacen) ( ألكالا) ولا ريب أن هذه النقود قد سميت بذلك نسبة إلى الأمير الذي أمر بضربها. حَسَنِيَّة: ضرب من التمر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212).
حُسَيْن: ويجمع على حسينات اسم الوتر الثاني من أوتار العود (المزهر، البربط) السبعة (انظر ألكالا في مادة Cuerda) .
وهو أيضاً الوتر الأول من الأرغول (ألكالا).
الحسين: لحن موسيقي (سلفادور ص33).
ويسمى أيضا: الحُسْين صبا (ص54) وعند هوست (ص258) حَسِين صافي وهذا الأخير يسمى أيضا: حَسِين عَجَم، (هوست ص258).
حُسَيْنِيِّ: الصوت (اللحن) السادس في الموسيقى (صفة مصر 14: 16) وفي محيط المحيط: لحن من ألحان الموسيقى متفرع من الدوكاه على الأصح لا أصل برأسه. وحسيني: ضرب من الطير (ياقوت 1: 885).
أَحْسَنُ (اسم تفضيل): افضل، خير، يقال: يعرفه أحسن منك، أي يعرفه خير منك، يقال: المريض كل يوم يصير أحسن أي أن المريض تتحسن حالته يوما بعد يوم.
وأحسن وأحسن: أفضل كثيراً (بوشر).
إحسان: هدية، هبة، منحة (ألف ليلة 2: 49) تحسين: تبرج، تزين (هلو).
تَحَاسُن: في معجم فوك بمعنى خطر التأني، غير أن هذا خطأ انظر مادة تحسين في معجم لين ومؤلف معجم فوك يريد بها تحاسين جمع تحسين.
مُحْسِنة: مغنية (معجم مسلم) محَاسِن: خطوط جميلة في الكتاب (بوشر) ومَحاسِن: أشياء جميلة ولذيذة (معجم الادريسي).
ومحاسن: بناية جميلة (المقري 2: 714).
حسن
حسُنَ يَحسُن، حُسْنًا، فهو حَسَن
• حسُن فِعلُه: جمُل، وتقدَّم إلى العافية والكمال "حسُن الطَّالبُ أدبًا- حَسَنُ المخبر والمظهر: في ظاهره وباطنه- {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} - {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} " ° يحسُن بك أن تفعل كذا: يناسبُك، يليق بك، خيرٌ لك- يحسن به ذلك: يليق به. 

أحسنَ/ أحسنَ إلى/ أحسنَ بـ يُحسِن، إحسانًا، فهو محسِن، والمفعول مُحسَن (للمتعدِّي)
• أحسنَ الشَّخصُ: فعل ما هو حَسَنٌ، ضدّ أساء " {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ} " ° أحسنتَ: أجدت- اتَّقِ شرَّ من أحسنت إليه- قد أحسنت إليَّ وأنعمت: زدت عليَّ الإحسان.
• أحسنَ القراءةَ: أتقنها، أجادها "أحسن التَّصرُّفَ/ الفهمَ/ معاملته/ الإنجليزيّة- لا يكفي أن تعمل خيرًا بل يجب أن تحسن صنعه- {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} "? أحسن الاختيار- أحسن الظَّنَّ به: وثق به- أحسن اللهُ عَزاءَك: رزقك الصَّبرَ الحسَنَ- أحسن وفادَتَه: رحّب به، استقبله بترحاب- قيمة المرء ما يحسن: ما يتقن ويجيد.
• أحسنَ إلى فلان/ أحسنَ بفلان: تصدَّق، أعطاه حسنة، وقدّم إليه معروفًا "أحسن إلى ذويه/ محتاج- {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ} - {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ". 

استحسنَ يَستحسِن، اسْتحسانًا، فهو مُسْتحسِن، والمفعول مُسْتحسَن
• استحسن الشَّيءَ:
1 - عدّه أو اعتبره حَسَنًا "استحسن الذّهابَ معه- يُستحسن (من المُسْتَحْسَن) أن نحدِّد الموضوعَ قبل مناقشته" ° مِن المُستحسَن: من الأفضل، من الملائم المفيد اللاّئق- يُستحسن أنَّ: يُفضَّل أن.
2 - اختار الأحسن. 

تحسَّنَ يتحسَّن، تَحَسُّنًا، فهو مُتَحَسِّن
• تحسَّنتِ المرأةُ: مُطاوع حسَّنَ: تجمّلت وتزيَّنت.
• تحسَّن الأمرُ: تغيَّر نحو الأفضل "تحسَّن مريضٌ: صارت صحتُه أفضل- تحسَّن التِّلميذُ: أقلع عمّا كان يُؤخذ عليه- تحسَّن الطَّقسُ- تحسَّن الوضعُ الاقتصاديُّ في البلاد". 

حاسنَ يحاسن، مُحاسَنَةً وحِسَانًا، فهو مُحاسِن، والمفعول مُحاسَن
• حاسَنه: لاطفه وعامله بالحسنى "حاسَن جارَه رغم إساءته إليه". 

حسَّنَ يحسِّن، تحسينًا، فهو مُحسِّن، والمفعول مُحسَّن
• حسَّن اللهُ خَلْقَه:
1 - جمَّله وزيَّنه "هذه القبَّعة تُحسِّنُها- حسَّن أسلوبَه- حسَّن الكتابةَ: زيَّنها ونمَّقها".
2 - رقّاه وأحسن حالتَه "تسعى الحكومةُ إلى تحسين مستوى المعيشة- حسَّن من وضعه". 

إحسان [مفرد]: ج إحسانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أحسنَ/ أحسنَ إلى/ أحسنَ بـ.
2 - بِرّ، فعل ما هو خيرٌ للآخرين فضلاً ومحبَّة وخصوصًا التَّصدُّق "عاتب أخاك بالإحسان إليه وارددْ شرَّه بالإنعام عليه- *انسَ الإساءة واذكر الإحسان*- الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ
 تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك [حديث]- {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} ". 

أَحْسَنُ [مفرد]: ج أحاسِنُ، مؤ حُسْنى، ج مؤ حُسْنيات وحُسَن: اسم تفضيل من حسُنَ: أفضل، أليق، أنسب "يستغلّ هذا البلد مواردَه أحسن استغلال- هو من أحسن النّاس- إِنَّ َأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا [حديث]- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} - {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} - {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} " ° أحسن به أنْ: أنسب وأوفق له أن- أحسنُ من العروس- أحسنُ من القمر- أحسن وأحسن: أفضل كثيرًا- الأحسن له أن: الأنسب والأوفق- بالَّتي هي أحسن: بالطَّيِّبة- على أحسن ما يُرام: في أحسن حال. 

استحسان [مفرد]: ج استحسانات (لغير المصدر):
1 - مصدر استحسنَ.
2 - تفضيل ما هو أحسن من غيره "لقى رأيُه استحسانًا عامًّا من الحاضرين".
3 - (فق) ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس. 

تَحْسين [مفرد]: ج تحسينات (لغير المصدر) وتحاسين (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَّنَ ° تحسين النَّسل: القيام بما يحسِّنه بأساليب معيَّنة- مغلَق للتحسينات: متوقّف لفترة.
2 - تغيير إلى الأَحْسَن "أدخلت الحكومة على التنظيم القضائيّ تحسيناتٍ كثيرة- اهتمّت الدّولة بتحسين وضع المرأة". 

حَسُّون [مفرد]: ج حساسِينُ: (حي) عصفور غرِّيد جميل الألوان يُصاد ويربَّى في أقفاص لجمال ريشه وصوته. 

حَسَن [مفرد]: ج حِسان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُنَ: عكسه قبيح ° أبلى بلاءً حَسَنًا: أجاد، بذل جهدًا عظيمًا وجيّدًا- التفات حسن- حَسَنًا: يقال للتعبير عن الاستحسان أي فعلت فعلاً حَسَنًا- حَسَنًا فَعَلْت: أجدت، وُفِّقت- حَسَن الذَّوق للشِّعر: مطبوع عليه- حَسَن السُّمعة: نقيّ السِّيرة- حَسَنُ العِبارة: جميل الأسلوب، فصيح اللِّسان- رِزْق حَسَن: ما يصل لصاحبه بلا كدٍّ أو تعب- قَرْض حسن: ليس فيه ربا- ليس حسنًا كُلَّه: يجمع بين الحُسن والقبح.
• الحديث الحَسَن: (حد) كلّ حديث اتصل سنده برواية عَدْلٍ قلّ ضبطه، من غير علّة ولا شذوذ، ومنه الحسن لذاته والحسن لغيره، وهو كالصحيح في الاحتجاج به غير أنّ رواته أقلّ ضبطًا من رواة الصحيح.
• الحَسَنان: الحسن والحُسَيْن ابنا عليّ بن أبي طالب. 

حُسْن [مفرد]: ج محاسنُ (لغير المصدر) (على غير قياس):
1 - مصدر حسُنَ.
2 - (نف) حالة حِسِّيَّة أو معنويّة جميلة تدعو إلى قبول الشَّيء ورغبة النَّفس فيه، ويكون في الأقوال والأفعال والذَّوات والمعاني "حُسْن الحَظِّ/ التَّصرُّف/ التعبير/ الجوار/ السَّيْر والسُّلوك" ° حُسْن ظنّ: رأي متَّسم بنيّة طيِّبة- مِنْ حُسْن الحظّ: ممّا يدعو للسّرور- مِنْ حُسْن ظنِّه: لم يخيِّبْ أملَــه.
• سِتُّ الحُسْن: (نت) جنس نبات عشبيّ مُعَمَّر من فصيلة الباذنجانيّات، ينبت في البلاد الحارّة والمعتدلة، يمتد إلى ارتفاع كبير، ويلتوي على الأشجار والجُدْران، أوراقه رقيقة ملساء، وله زهر حسن، وثمره أسودُ لامع، يزرع للزينة، وتستخرج منه مادّة الأتروبين المستعملة في الطبّ. 

حَسْناءُ [مفرد]: ج حَسناوات وحِسان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُنَ: جميلة، وسيمة، مليحة القسمات.
• حسناء الرَّبيع: (نت) جنس من نباتات مزهرة في الرَّبيع لها أوراق رفيعة وأزهار بيضاء أو زَهْريَّة. 

حَسَنَة [مفرد]: ج حَسَنات:
1 - مؤنَّث حَسَن.
2 - عملٌ أو قولٌ صالح، عكسها سيّئة "أَتْبِعِ السَّيِّئةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا [حديث]- {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} " ° السُّمعة الحسنة خير من الذَّهب.
3 - نِعْمة " {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً} ".
4 - صَدَقَة "أعطيت السائلَ حَسَنَةً- عاش من حسنات جيرانه- العطاء مع الوجه البشوش حَسَنَة مضاعفة [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: تراه إذا ما جئته متهلّلاً كأنّك ... تعطيه الذي أنت سائله" ° طلب الحسنةَ: استعطى.
5 - علامة في الجسم تُحسِّن منظره، شامة، خال. 

حُسْنى [مفرد]: ج حُسْنيات، مث حُسنيان:
1 - مؤنَّث أَحْسَنُ: خلاف السُّوأى " {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} " ° أخَذه بالحُسْنى: عامله برفق ولين- عامله بالحُسْنى: تلطَّف في معاملته.
2 - عاقِبة أو منزلة حَسَنة " {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} " ° إحدى الحُسْنَيَيْن: النصر أو الشهادة في سبيل الله.
• الأسماء الحُسْنى: أسماء الله تعالى وهي 99 اسمًا مثل: الرَّحمن، الرَّحيم، العزيز، الغفور " {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ". 

مَحاسِنُ [جمع]: مف حُسْن (على غير قياس) ومَحْسَنَة: مواضع حسنة أو مزايا، عكسها مساوئ "للصناعة محاسنُ كثيرة غير أنّها لا تخلو من مساوِئ". 

محسِّنات [جمع]: مف مُحسِّن ومُحسِّنة
• المحسِّنات البديعيَّة: (بغ) وجوه تحسين الكلام من ناحية اللَّفظ كالجناس والسَّجع، أو من ناحية المعنى كالمطابقة والتورية "محسِّنات لفظيَّة/ معنويَّة".
• مُحسِّنات خُبْز: مادّة تُستخدم في صناعة المخبوزات الغربيّة لرفعها. 

حسن: الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح ونقيضه. الأَزهري: الحُسْن نَعْت لما

حَسُن؛ حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فيهما، فهو حاسِنٌ

وحَسَن؛ قال الجوهري: والجمع مَحاسِن، على غير قياس، كأَنه جمع مَحْسَن.

وحكى اللحياني: احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً، فهذا في المستقبل، وإنه

لَحَسَن، يريد فِعْل الحال، وجمع الحَسَن حِسان. الجوهري: تقول قد حَسُن

الشيءُ، وإن شئت خَفَّفْت الضمة فقلت: حَسْنَ الشيءُ، ولا يجوز أَن تنقُل الضمة

إلى الحاء لأَنه خبَرٌ، وإنما يجوز النقْل إذا كان بمعنى المدح أَو

الذَّم لأَنه يُشَّبه في جواز النَّقْل بنِعْم وبِئْس، وذلك أَن الأَصل فيهما

نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانيهما ونقِلتْ حركته إلى ما قبله، فكذلك كلُّ

ما كان في معناهما؛ قال سهم بن حنظلة الغَنَوي:

لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردتُ، وما

أُعْطِيهمُ ما أَرادوا، حُسْنَ ذا أَدَبا.

أَراد: حَسُن هذا أَدَباً، فخفَّف ونقَل. ورجل حَسَنٌ بَسَن: إتباع له،

وامرأَة حَسَنة، وقالوا: امرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن، قال

ثعلب: وكان ينبغي أَن يقال لأَنَّ القياس يوجب ذلك، وهو اسم أُنِّث من غير

تَذْكير، كما قالوا غلام أَمرَد ولم يقولوا جارية مَرْداء، فهو تذكير من

غير تأْنيث. والحُسّان، بالضم: أَحسَن من الحَسَن. قال ابن سيده: ورجل

حُسَان، مخفَّف، كحَسَن، وحُسّان، والجمع حُسّانونَ؛ قال سيبويه: ولا

يُكَسَّر، استغْنَوْا عنه بالواو والنون، والأُنثى حَسَنة، والجمع حِسان

كالمذكر وحُسّانة؛ قال الشماخ:

دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها:

يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ.

والجمع حُسّانات، قال سيبويه: إنما نصب دارَ بإضمار أَعني، ويروى

بالرفع. قال ابن بري: حَسِين وحُسَان وحُسّان مثل كَبير وكُبَار وكُبَّار

وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وظريف وظُراف وظُرَّاف؛ وقال ذو الإصبع:

كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنْــ

ـنَما نَقْتُل إيّانا

قِياماً بينهم كلُّ

فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا.

وأَصل قولهم شيء حَسَن حَسِين لأَنه من حَسُن يَحْسُن كما قالوا عَظُم

فهو عَظِيم، وكَرُم فهو كريم، كذلك حَسُن فهو حَسِين، إلا أَنه جاء

نادراً، ثم قلب الفَعِيل فُعالاً ثم فُعّالاً إذا بُولِغَ في نَعْته فقالوا

حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان، وكذلك كريم وكُرام وكُرّام، وجمع الحَسْناء من

النساء حِسانٌ ولا نظير لها إلا عَجْفاء وعِجاف، ولا يقال للذكر أَحْسَن،

إنما تقول هو الأَحْسن على إرادة التفضيل، والجمع الأَحاسِن. وأَحاسِنُ

القوم: حِسانهم. وفي الحديث: أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً،

وهي الحُسْنَى. والحاسِنُ: القَمَر. وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً:

زَيَّنتُه، وأَحسَنْتُ إليه وبه، وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله

تعالى في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وقد أَحسَنَ بي إذ

أَخرَجَني من السِّجن؛ أَي قد أَحسن إلي. والعرب تقول: أَحسَنْتُ بفلانٍ

وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إليه وأَسأْت إليه. وتقول: أَحْسِنْ بنا أَي

أَحسِنْ إلينا ولا تُسِئْ بنا؛ قال كُثيِّر:

أَسِيئي بنا أَو أَحْسِنِي، لا مَلومةٌ

لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ.

وقوله تعالى: وصَدَّقَ بالحُسْنى؛ قيل أَراد الجنّة، وكذلك قوله تعالى:

للذين أَحْسَنوا الحُسْنى وزيادة؛ فالحُسْنى هي الجنّة، والزِّيادة النظر

إلى وجه الله تعالى. ابن سيده: والحُسْنى هنا الجنّة، وعندي أَنها

المُجازاة الحُسْنى. والحُسْنى: ضدُّ السُّوأَى. وقوله تعالى: وقولوا للناس

حُسْناً. قال أَبو حاتم: قرأَ الأَخفش وقولوا للناس حُسْنى، فقلت: هذا لا

يجوز، لأَن حُسْنى مثل فُعْلى، وهذا لا يجوز إلا بالأَلف واللام؛ قال ابن

سيده: هذا نصُّ لفظه، وقال قال ابن جني: هذا عندي غيرُ لازم لأَبي الحسن،

لأَن حُسْنى هنا غير صفة، وإنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غيره:

وقولوا للناس حُسْناً، ومثله في الفِعْل والفِعْلى: الذِّكْرُ والذِّكْرى،

وكلاهما مصدر، ومن الأَول البُؤسُ والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى، ولا

يُسْتَوْحَش مِنْ تشبيه حُسْنى بذِكرى لاختلاف الحركات، فسيبويه قد عَمل

مثلَ هذا فقال: ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا مُسَكَّن

الأَوْسَط، يعني النَّضْرَ، والجمع الحُسْنَيات

(* قوله «والجمع الحسنيات» عبارة

ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم: وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو

راجع لقوله وصدق بالحسنى). والحُسَنُ، لا يسقط منهما الأَلف واللام لأَنها

مُعاقبة، فأَما قراءة من قرأَ: وقولوا للناس حُسْنى، فزعم الفارسي أَنه

اسم المصدر، ومعنى قوله: وقولوا للناس حُسْناً، أَي قولاً ذا حُسْنٍ

والخِطاب لليهود أَي اصْدُقوا في صفة محمد، صلى الله عليه وسلم. وروى الأَزهري

عن أَحمد بن يحيى أَنه قال: قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه

يريد قولاً حَسَناً، قال: والأُخرى مصدر حَسُنَ يَحسُن حُسْناً، قال: ونحن

نذهب إلى أَن الحَسَن شيءٌ من الحُسْن، والحُسْن شيءٌ من الكل، ويجوز هذا

وهذا، قال: واخْتار أَبو حاتم حُسْناً، وقال الزجاج: من قرأَ حُسْناً

بالتنوين ففيه قولان أَحدهما وقولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ، قال: وزعم

الأَخفش أَنه يجوز أَن يكون حُسْناً في معنى حَسَناً، قال: ومن قرأَ حُسْنى

فهو خطأ لا يجوز أَن يقرأَ به، وقوله تعالى: قل هل ترَبَّصون بنا إلا إحدى

الحُسْنَيَيْن؛ فسره ثعلب فقال: الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة، يعني

الظفَر أَو الشهادة، وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين، وقوله تعالى:

والذين اتَّبَعوهم بإحسان؛ أَي باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج

السابقون عليه، وقوله تعالى: وآتَيْناه في الدنيا حَسَنةً؛ يعني إبراهيم، صلوات

الله على نبينا وعليه، آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ، وقوله تعالى: إنَّ

الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ؛ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بينها. والحَسَنةُ:

ضدُّ السيِّئة. وفي التنزيل العزيز: مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ

أَمثالها؛ والجمع حَسَنات ولا يُكسَّر. والمَحاسنُ في الأَعمال: ضدُّ

المَساوي. وقوله تعالى: إنا نراكَ من المُحسِنين؛ الذين يُحْسِنون التأْويلَ.

ويقال: إنه كان يَنْصر الضعيف ويُعين المظلوم ويَعُود المريض، فذلك

إحْسانه. وقوله تعالى: ويَدْرَؤُون بالحَسَنة السيِّئةَ؛ أَي يدفعون بالكلام

الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: ثم

آتينا موسى الكتابَ تماماً على الذي أَحْسَنَ؛ قال: يكون تماماً على

المُحْسِن، المعنى تماماً من الله على المُحْسِنين، ويكون تماماً على الذي

أَحْسَن على الذي أَحْسَنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره، وقال:

يُجْعل الذي في معنى ما يريد تماماً

على ما أَحْسَنَ موسى. وقوله تعالى: ولا تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلا

بالتي هي أَحْسَن؛ قيل: هو أَن يأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ

جَوعَتَه. وقوله عز وجل: ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن؛ فسره

ثعلب فقال: هو الذي يَتَّبع الرسول. وقوله عز وجل: أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ

خَلْقَه؛ أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ، يقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ، نصب

خلقََه على البدل، ومن قرأَ خَلَقه فهو فِعْلٌ. وقوله تعالى: ولله الأَسماء

الحُسنى، تأْنيث الأَحسن. يقال: الاسم الأَحْسَن والأَسماء الحُسْنى؛ ولو

قيل في غير القرآن الحُسْن لَجاز؛ ومثله قوله تعالى: لِنُريك من آياتنا

الكبرى؛ لأَن الجماعة مؤَنثة. وقوله تعالى: ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه

حُسْناً؛ أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً. وقوله تعالى: اتَّبِعُوا

أَحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم؛ أَي اتَّبعوا القرآن، ودليله قوله: نزَّل

أَحسنَ الحديث، وقوله تعالى: رَبَّنا آتنا في الدنيا حسَنةً؛ أَي نِعْمةً،

ويقال حُظوظاً

حسَنة. وقوله تعالى: وإن تُصِبْهم حسنةٌ، أَي نِعْمة، وقوله: إن

تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ، أَي غَنيمة وخِصب، وإن تُصِبْكم سيِّئة، أَي

مَحْلٌ. وقوله تعالى: وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها؛ أَي يعملوا

بحَسَنِها، ويجوز أَن يكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبرُ

أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ. والمَحاسِنُ: المواضع الحسَنة من

البَدن. يقال: فلانة كثيرة المَحاسِن؛ قال الأَزهري: لا تكاد العرب توحِّد

المَحاسِن، وقال بعضهم: واحدها مَحْسَن؛ قال ابن سيده: وليس هذا بالقويِّ

ولا بذلك المعروف، إنما المَحاسِنُ عند النحويين وجمهور اللغويين جمعٌ

لا واحد له، ولذلك قال سيبويه: إذا نسبْتَ إلى محاسن قلت مَحاسِنيّ، فلو

كان له واحد لرَدَّه إليه في النسب، وإنما يقال إن واحدَه حَسَن على

المسامحة، ومثله المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح والليالي. ووجه مُحَسَّن:

حَسَنٌ، وحسَّنه الله، ليس من باب مُدَرْهَم ومفؤود كما ذهب إليه بعضهم

فيما ذُكِر. وطَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم، بالفتح: يَحْسُن به. والإحْسانُ: ضدُّ

الإساءة. ورجل مُحْسِن ومِحسان؛ الأَخيرة عن سيبويه، قال: ولا يقال ما

أَحسَنَه؛ أَبو الحسن: يعني منْ هذه، لأَن هذه الصيغة قد اقتضت عنده

التكثير فأَغْنَتْ عن صيغة التعجب. ويقال: أَحْسِنْ يا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَي

لا تزال مُحْسِناً. وفسر النبي، صلى الله عليه وسلم، الإحسانَ حين سأَله

جبريلٍ، صلوات الله عليهما وسلامه، فقال: هو أَن تَعْبُدَ الله كأَنك

تراه، فإن لم تكن تراه فإِنه يَراك، وهو تأْويلُ قوله تعالى: إن الله

يأُْمُر بالعدل والإحسان؛ وأَراد بالإحسان الإخْلاص، وهو شرطٌ في صحة الإيمان

والإسلام معاً، وذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير إخْلاص لم

يكن مُحْسِناً، وإن كان إيمانُه صحيحاً، وقيل: أَراد بالإحسان الإشارةَ

إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة، فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، وقد

أَشار إليه في الحديث بقوله: فإن لم تكن تراه فإِنه يراك، وقوله عز وجل:

هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؛ أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن في الدُّنيا إلا

أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة. وأَحسَنَ به الظنَّ: نقيضُ أَساءَه،

والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره، تقول:

أَحْسَنْتُ إلى نفسي، والإنعامُ لا يكون إلا لغيره. وكتابُ التَّحاسين:

خلاف المَشْق، ونحوُ هذا يُجْعَل مصدراً في المصدر كالتَّكاذِيب

والتَّكاليف، وليس الجمعُ في المصدر بفاشٍ، ولكنهم يُجْرُون بعضه مُجْرى الأَسماء

ثم يجمعونه. والتَّحاسينُ: جمعُ التَّحْسِين، اسم بُنِيَ على تَفْعيل،

ومثلُه تَكاليفُ الأُمور، وتَقاصيبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه. وهو

يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه، ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه

حَسَناً. ويقال: إني أُحاسِنُ بك الناسَ. وفي النوادر: حُسَيْناؤُه أن يفعل

كذا، وحُسَيْناه مِثْلُه، وكذلك غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه

وغايتُه. وحَسَّان: اسم رجل، إن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإن

جَعَلْتَه فَعْلاَنَ من الحَسِّ وهو القَتْل أَو الحِسِّ بالشيء لم

تُجْرِه؛ قال ابن سيده: وقد ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ، وقال: ذكر

بعض النحويين أَنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ، قال: وليس بشيء. قال الجوهري:

وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين، وتصغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسان. قال ابن سيده:

وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ باللام في التسمية على إرادة الصفة، وقال قال

سيبويه: أَما الذين قالوا الحَسَن، في اسم الرجل، فإنما أَرادوا أَن يجعلوا

الرجلَ هو الشيءَ بعينه ولم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلك، ولكنهم جعلوه كأَنه

وصفٌ

له غَلَب عليه، ومن قال حَسَن فلم يُدْخِل فيه الأَلفَ واللامَ فهو

يُجْريه مُجْرَى زيدٍ. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: كنا عند النبي،

صلى الله عليه وسلم، في ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ

والحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ الله عليها، وهي

تُنادِيهما: يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال: الْحَقا بأُمّكما؛

غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، رضي الله

عنهما، والقَمَران للشمس والقمر؛ قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون

كقولهم الجَلَمانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلامِ، وهو المِقْراضُ، وقال:

هكذا روى سلمة عن الفراء، بضم النون فيهما جميعاً، كأَنه جعل الاسمين اسماً

واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإعراب. وذكر الكلبي أَن في طيِّء

بَطْنَيْن يقال لهما الحسَن والحُسَيْن. والحَسَنُ: اسمُ رملة لبني

سَعْد؛ وقال الأَزهري: الحَسَنُ نَقاً في ديار بني تميم معروف، وجاء في الشعر

الحَسَنانُ، يريد الحَسَنَ وهو هذا الرملُ بعينه؛ قال الجوهري: قُتِل

بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ الشَّيْبانيِّ،

يَوْمَ النَّقَا، قتَله عاصِمُ بن خَلِيفةَ الضَّبِّي، قال: وهما جَبَلانِ

أَو نَقَوانِ، يقال لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن؛ قال عبد الله بن

عَنَمة الضَّبّيّ في الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس:

لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ،

بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ.

وفي حديث أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيل له ما تَذْكُر؟ فقال: أَذْكُرُ

مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ هو بفتحتين: جَبَل معروف من

رمل، وكان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً وثمانِياً وعشرين سَنَةً، وإذا

ثنّيت قلت الحَسَنانِ؛ وأَنشد ابن سيده في الحَسَنين لشَمْعَلة بن الأَخْضَر

الضَّبِّيّ:

ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ

بَنُو شَيْبان آجالاً قِصارا

شَكَكْنا بالأَسِنَّة، وهْيَ زُورٌ،

صِماخَيْ كَبْشِهم حتى اسْتَدارا

فَخَرَّ على الأَلاءةِ لم يُوَسَّدْ،

وقد كان الدِّماءُ له خِمارا

قوله: وهي زُورٌ يعني الخيلَ، وأَنشد فيه ابنُ بري لجرير:

أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا،

وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادا

وأَنشد الجوهري في حُسَيْن جبل:

تَركْنَا، بالنَّواصِف من حُسَيْنٍ،

نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا.

فحُسَيْنٌ ههنا: جبلٌ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلس على

الحَسَنِ، وهو الكثيبُ النَّقِيّ العالي، قال: وبه سمي الغلام حَسَناً.

والحُسَيْنُ: الجبَلُ العالي، وبه سمي الغلام حُسَيْناً. والحَسَنانِ:

جبلانِ، أَحدُهما بإِزاء الآخر. وحَسْنَى: موضع. قال ابن الأَعرابي: إذا

ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقال ثعلب: إنما هو حِسْيٌ، وإذا لم

يذكر غيْقةَ فحِسْمَى. وحكى الأَزهري عن علي ابن حمزة: الحَسَنُ شجر

الآَلاءُ مُصْطفّاً بكَثيب رمْلٍ، فالحسَنُ هو الشجرُ، سمي بذلك لِحُسْنِه

ونُسِبَ الكثيبُ إليه فقيل نَقا الحَسَنِ، وقيل: الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَــسُ

شاهقٌ ليس به صَدْعٌ، والحَسَنُ جمعُه؛ قال أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ:

فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ

به حَسَنُ الجُودِيّ، والليلُ دامِسُ.

ويروى: به جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجودِيُّ وادٍ، وأَعلاه بأَجَأَ في

شواهِقها، وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ، ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز

المَلقَة.

حسن
: (الحُسْنُ، بالضمِّ: الجَمالُ) ، ظاهِرُه تَرادفُهما.
وقالَ الأَصْمَعيُّ: الحُسْنُ فِي العَيْنَيْنِ، والجَمالُ فِي الأَنْفِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الحُسْنُ نَقِيضُ القُبْح.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُسْنُ نَعْتٌ لمَا حَسُن.
وقالَ الرَّاغبُ: الحُسْنُ عِبارَةٌ عَن كلِّ مُسْتَحْسَنٍ مَرْغُوبٍ، وذلِكَ ثلاثَةُ أَضْرُبٍ: مُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ العَقْل، ومُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ الهَوَى، ومُسْتَحْسَن مِن جهَةِ الحسِّ. والحُسْنُ أَكْثَر مَا يقالُ فِي تَعارفِ العامَّةِ فِي المُسْتَحْسَن بالبَصَرِ، وأَكْثَر مَا جاءَ فِي القُرْآن فِي المُسْتَحْسَن مِن جهَةِ البَصِيرَةِ.
(ج مَحاسِنُ، على غيرِ قِياسٍ) كأَنَّه فِي التَّقْدِيرِ جَمْعُ مَحْسَن؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، أَي كمَقْعَدٍ.
ونَقَلَ الميدانيُّ عَن اللَّحْيانيِّ أَنَّه لَا واحِدَ لَهُ كالمَساوِي والمَشَابِه.
وقالَ الثّعالبِيُّ فِي فقْهِ اللّغَةِ: المَحاسِنُ والمَساوِي والمَقابِحُ وَمَا فِي معْناهُ لَا واحِدَ لَهُ مِن لفْظِه.
(وحَسُنَ، ككَرُمَ) ، قالَ الجَوْهرِيُّ: وإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ الضمَّةَ فقُلْت: حَسْنَ الشيءُ، وَلَا يَجوزُ أَن تَنْقُل الضمَّة إِلى الحاءِ لأَنَّه خبَرٌ، وإِنَّما يَجوزُ النَّقْل إِذا كانَ بمعْنَى المَدْح أَو الذَّم لأَنَّه يُشبَّه فِي جَوازِ النَّقْلِ بنِعْم وبِئْس، وذلِكَ أَنَّ الأَصْل فيهمَا نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانِيهما ونُقِلتْ حَرَكتُه إِلى مَا قَبْلِه، فكَذلِكَ كلُّ مَا كانَ فِي مِثالِهما؛ وقالَ الشاعِرُ:
لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي مَا أَردْتُ وماأُعْطِيهمُ مَا أَرادُوا حُسْنَ ذَا أَدَباأَرادَ: حَسُن هَذَا أَدَباً، فخفَّفَ ونَقَل.
(و) زادَ غيرُهُ: حَسَنَ مِثْل (نَصَرَ) يَحْسُن حُسْناً فيهمَا، (فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَنٌ) .
(وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَحْسُنْ إِنْ كنْتَ حاسِناً، فَهَذَا فِي المُسْتقْبَل، وإِنَّه لَحَسَن، يُريدُ فِعْل الحالِ.
وقالَ شيْخُنا: حاسِنٌ قَليلٌ، بل قالَ أَئِمَّةُ العرفِ: إِنَّه لَا يُبْنى مثْلُه إِلاَّ إِذا قصدَ الحُدُوث، وحَسَن محرَّكةً، لَا نَظِير لَهُ إِلاَّ قَوْلهم بَطَل للشُّجاعِ لَا ثالِثَ لَهما.
(و) قالَ ابنُ بَرِّي: (حَسِينٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ) ، مِثْل كَبيرٍ وكُبَارٍ وكُبَّارٍ وعَجِيبٍ وعُجَابٍ وعُجَّابٍ وظَريفٍ وظُرَافٍ وظُرَّافٍ؛ وقالَ ذُو الإِصْبَع:
كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنَّما نَقْتُل إِيَّاناقِياماً بَينهم كلُّفَتًى أَبْيَضَ حُسَّاناقالَ: وأَصْلُ قَوْلهم شيءٌ حَسَن حَسِين، لأَنَّه مِن حَسُن يَحْسُن، كَمَا قَالُوا: عَظُم فَهُوَ عَظِيمٌ، وكَرُمَ فَهُوَ كَرِيمٌ، كَذلِكَ حَسُن فَهُوَ حَسِين، إِلاَّ أَنَّه جاءَ نادِراً، ثمَّ قُلِبَ الفَعِيل فُعالاً ثمَّ فُعَّالاً إِذا بُولِغَ فِي نَعْتِه فَقَالُوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسَّان، وكَذلِكَ كَرِيمٌ وكُرامٌ وكُرَّامٌ؛ (ج حِسانٌ) ، بالكسْرِ، هُوَ جَمْعُ حسن، ويَجوزُ أَنْ يكونَ جَمْع حَسِين ككَرِيمٍ، وكِرامٍ؛ (وحُسَّانونَ) ، بضمَ فتَشْديدٍ، جَمْعُ حُسَّانٍ كرُمَّانٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَلَا يُكَسَّر، اسْتَغْنَوْا عَنهُ بالواوِ والنونِ، (وَهِي حَسَنَةٌ وحَسْناءُ وحُسَّانَةٌ، كرُمَّانَةٍ) ؛) قالَ الشمَّاخُ:
دارَ الفَتاةِ الَّتِي كُنَّا نقُول لهايا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيدِ (ج حِسانٌ) ، بالكسْرِ، هُوَ جَمْعُ الحَسْناء كالمُذَكَّر، وَلَا نَظِير لَهَا إِلاَّ عَجْفاءُ وعِجافٌ (وحُسَّاناتٌ) جَمْعُ حسَّانَةٍ.
(وَلَا تَقُلْ رَجُلٌ أَحْسَنُ فِي مُقابَلَةِ امْرَأَةٍ حَسْناءَ، وعَكْسُه غُلامٌ أَمْرَدُ وَلَا يُقالُ جارِيَةٌ مَرْداءُ) .
(ونَصُّ الصِّحاحِ: وَقَالُوا امْرَأَةٌ حَسْناءُ وَلم يَقُولُوا رَجُلٌ أَحْسَنُ، وَهُوَ اسْمٌ أُنِّثَ مِن غيْرِ تَذْكيرٍ، كَمَا قَالُوا غُلامٌ أَمْرَدُ وَلم يَقُولُوا جارِيَةٌ مَرْداءُ، فَهُوَ يُذَكَّر مِن غَيْرِ تأْنِيثٍ، اه.
وقالَ ثَعْلَب: وكانَ يَنْبَغي أَنْ يقالَ لأَنَّ القِياسُ يُوجِبُ ذلِكَ.
وَفِي ضياءِ الحلوم يقالُ: امْرأَةٌ حَسْناءُ بمعْنَى حَسَنَةُ الخلقِ وَلَا يقالُ رجُلٌ أَحْسَنُ.
قُلْت: وَقد مَرَّ نَظِيرُه فِي س ح ح مِن الحاءِ.
(وإِنَّما يُقالُ: هُوَ الأَحْسَنُ على إِرادَةِ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ) ، وقوْلُه تعالَى: {فيَتّبِعُون أَحْسَنه} ، أَي الأَبْعَد عَن الشُّبْهةِ، وقوْلُه تعالَى: {اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِليكُم مِن رَبِّكُم} ، أَي القُرْآن، ودَلِيلُه قَوْله تعالَى: {اللَّه نَزَّلَ أَحْسَنَ الحدِيْثِ} ؛ (ج الأَحاسِنُ. وأَحاسِنُ القَوْمِ حِسانُهُم) ؛) وَفِي الحدِيْث: (أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكْنافاً) .
(والحُسْنَى، بالضَّمِّ: ضِدُّ السُّوأَى) .
(قالَ الرَّاغبُ: والفَرْقُ بَيْنها وبينَ الحُسْنِ والحَسَنَةِ أنَّ الحُسْنَ يقالُ فِي الأَحْداثِ والأَعْيانِ، وكَذلِكَ الحَسَنَةُ إِذا كانَتْ وَصْفاً وإِنْ كانتْ اسْماً فمُتَعارفٌ فِي الأَحْداثِ، والحُسْنَى لَا تُقالُ إِلاَّ فِي الأَحداثِ دوْنَ الأَعْيانِ.
(و) الحُسْنَى: (العاقِبَةُ الحَسَنَةُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تعالَى: {وإِنَّ لَهُ عنْدَنا للحُسْنَى} .
(و) قيلَ: الحُسْنَى (النَّظَرُ إِلى اللَّهِ، عزَّ وجَلَّ) .
(قُلْت: الَّذِي جاءَ فِي تفْسِيرِ قوْلِه تعالَى: {للَّذين أَحْسَنوا الحُسْنَى وزِيادَة} ؛ إِنَّ الحُسْنَى الجَنَّةُ، والزِّيادَة النَّظَرُ إِلى وَجْهِ اللَّهِ تعالَى.
(و) قالَ ثَعْلَب: الحُسْنَيان المَوْتُ والغَلَبَةُ، يعْنِي (الظَّفَرُ والشَّهادَة؛ وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {هَل تَرَبَّصون بِنَا (إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيْينِ) } .) قالَ:
وأَنَّثَهُما لأَنَّه أَرادَ الخَصْلَتَيْن؛ (ج الحُسْنَياتُ والحُسَنُ، كصُرَدٍ) لَا يَسْقُطُ مِنْهُمَا الأَلِفُ واللامُ لأَنَّها مُعاقبةٌ.
(والمَحاسِنُ: المَواضِعُ الحَسَنَةُ مِن البَدَنِ) ؛) يُقالُ: فلانَةٌ كَثيرَةُ المَحاسِنِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: لَا تَكادُ العَرَبُ توحِّدُ المَحاسِن.
وقالَ بعضُهم: (الواحِدُ) مَحْسَنٌ، (كمَقْعَدٍ) .
(وقالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هَذَا بالقَويِّ وَلَا بذلِكَ المَعْروف، (أَو لَا واحِدَ لَهُ) ، وَهَذَا هُوَ المَعْروفُ عنْدَ النّحويِّين وجُمْهور اللّغَويِّين، ولذلِكَ قالَ سِيْبَوَيْه: إِذا نسبْتَ إِلى مَحاسِنَ قُلْت مَحاسِنيّ، فَلَو كانَ لَهُ واحِدٌ لرَدَّه إِليه فِي النَّسَبِ، وإِنَّما يُقالُ إِنَّ واحِدَه حَسَنٌ على المُسامَحةِ.
(ووَجْهٌ مُحَسَّنٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (حَسَنٌ، وَقد حَسَّنَهُ اللَّهُ) تَحْسِيناً، ليسَ مِن بابِ مُدَرْهَم ومفؤود كَمَا ذَهَبَ إِليه بعضُهم فيمَا ذُكِرَ.
(والإِحْسانُ: ضِدُّ الإِساءَةِ) .) والفَرْقُ بَيْنه وبينَ الإِنْعامِ أنَّ الإِحْسانَ يكونُ لنفْسِ الإِنْسانِ وغيرِهِ، والإِنْعامَ لَا يكونُ إِلاَّ لغيرِهِ.
وقالَ الرَّاغبُ فِي قَوْلِه تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ يأْمرُ بالعَدْلِ والإِحْسانِ} إِنَّ الإِحْسانَ فوْقَ العَدْلِ، وذلِكَ أنَّ العَدْلَ بأَنْ يُعْطِيَ مَا عَلَيْهِ ويأْخُذَ مَا لَهُ، والإِحْسانَ أَنْ يُعْطيَ أَكْثَرَ ممَّا عَلَيْهِ ويأْخذَ أَقَلّ ممَّا لَهُ، فالإِحْسانُ زائِدٌ على العَدْلِ فتحري العَدْلَ واجِب وتَحري الإِحْسان نَدْبٌ وتَطَوّعٌ، وعَلى ذلِكَ قَوْله تعالَى: {وَمن أَحْسَن دِيناً ممَّنْ أَسْلَم وَجْهَه للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} ، وقَوْله تعالَى: {وأَدَاء إِليه بإِحْسانٍ} ، ولذلِكَ عَظِّم اللَّهُ، سُبْحانه وتعالَى، ثَوابَ المُحْسِنِيْن، اه.
وَفِي حدِيْث سُؤَال جِبْريل، عَلَيْهِ السّلام: (مَا الإِيْمانُ وَمَا الإِحْسانُ) ، أَرادَ بالإِحْسان الإِخْلاصَ، وَهُوَ شَرْطٌ فِي صحَّةِ الإِيْمانِ والإِسْلام مَعًا. وقيلَ: أَرادَ بِهِ الإِشارَةَ إِلى المُراقَبَةِ وحُسْنِ الطَّاعَةِ.
وقوْلُه تعالَى: {وَالَّذين اتَّبَعُوهم بإِحْسانٍ} ، أَي باسْتِقامَةٍ وسُلوكِ الطَّريقِ الَّذِي دَرَجَ السابقُونَ عَلَيْهِ.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا نَراكَ مِن المُحْسِنينَ} ، أَي الَّذين يُحْسِنونَ التَّأْويلَ. ويقالُ: إِنَّه كَانَ يَنْصرُ الضَّعِيفَ ويُعِينُ المَظْلومَ ويَعُودُ المَرِيضَ، فذلِكَ إِحْسانه.
(وَهُوَ مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ) ، الأَخيرَةُ عَن سِيْبَوَيْه. ويقالُ: أَحْسِنْ يَا هَذَا فإِنَّك مِحْسانٌ، أَي لَا تَزالُ مُحْسِناً.
(والحَسَنَةُ: ضِدُّ السَّيِّئَةِ) .
(قالَ الرَّاغبُ: الحَسَنَةُ يعبَّرُ بهَا عَن كلِّ مَا يسرُّ مِن نعْمَةٍ تَنالُ الإِنْسانَ فِي نفْسِه وبَدَنِه وأَحْوالِه، والسَّيِّئَةُ تضادُّها وهُما مِنَ الأَلْفاظِ المُشْتركةِ كالحَيوانِ الوَاقِعِ على أَنْواعٍ مُخْتَلِفَةٍ، الفَرَسِ والإِنْسانِ وغَيْرهما.
فقَوْلُه تعالَى: {وإِن تُصِبْهم حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِه مِن عِنْد اللَّهِ} ، أَي خِصبٌ وسِعَةٌ وظَفَرٌ، {وإِن تُصِبْهم سَيِّئَةٌ} ، أَي جَدْبٌ وضِيقٌ وخَيْبَةٌ.
وقوْلُه تعالَى: {فَمَا أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فمِنَ اللَّهِ} ، أَي ثَوَاب، {وَمَا أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ} ، أَي عَذَاب؛ (ج حَسَناتٌ) ، وَلَا يُكَسَّرُ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {إِنَّ الحَسَناتَ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} ، قيلَ: المُرادُ بهَا الصَّلواتُ الخَمْس يكفّرُ مَا بَينهَا.
(و) فِي النوادِرِ: (حُسَيْناهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا) ، بالقصْرِ (ويُمَدُّ، أَي قُصارَاهُ) وجُهْدُه وغايتُه، وكَذلِكَ غُنَيْماؤُه وحُمَيْداؤُه.
(وَهُوَ يُحْسِنُ الشَّيءَ إِحْساناً: أَي يَعْلَمُه) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ مجازٌ وَبِه فسرَ قَوْله تعالَى: {إِنَّا لنراكَ مِنَ المُحْسِنين} ، أَي العُلَماء بالتَّأْوِيلِ.
وَمِنْه قَوْل عليَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ وكَرَّمَ وَجْهَه: (قيمةُ المَرْءِ مَا يُحْسِنُه) .
وقالَ الرَّاغِبُ: الإِحْسانُ على وَجْهَينِ: أَحَدُهما: الإِنْعامُ إِلى الغَيْرِ، وَالثَّانِي: إِحْسانٌ فِي فعْلِه، وذلِكَ إِذا عَلمَ عِلْماً حَسَناً أَو عَمِلَ عَمَلاً حَسَناً؛ وعَلى هَذَا قَوْلُ عليَ، كَرَّمَ اللَّهُ تعالَى وَجْهَه: (الناسُ أبْناء مَا يُحْسِنُون) ، أَي مَنْسُوبونَ إِلى مَا يَعْلَمونَه وَمَا يَعْمَلُونَه مِن الأَفْعالِ الحَسَنَةِ.
(واسْتَحْسَنَهُ: عَدَّهُ حَسَناً) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَمِنْه قوْلُهم: صَرْفُ هَذَا اسْتِحْسانٌ والمَنْعُ قِياسٌ؛ وقَوْل الشاعِرِ:
فَمُسْتَحْسَنٌ مِن ذَوي الجاه لَيِّنُ (والحَسَنُ والحُسَيْنُ: جَبَلانِ) ؛) هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ بالجِيمِ، وَفِي بَعْضِها حَبَلانِ بالحاءِ، (أَو نَقَوانِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيّ؛ زادَ غيرُهُ: أَحَدُهما بإِزاءِ الآخَر.
وقالَ الكَلْبيُّ أَيْضاً: الحَسَنُ اسْمُ رَمْلَةٍ لبَني سَعْدٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحَسَنُ نَقاً فِي دِيارِ بَني تَمِيمٍ مَعْروفٌ.
وقالَ نَصْر: الْحسن رَملٌ فِي دِيارِ بَني ضبَّةَ وجَبَلٌ فِي دِيارِ بَني عامِرٍ.
قالَ الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيِّ: (وعندَ الحَسَنِ دُفِنَ) ، ونَصُّ الصِّحاحِ: قُتِلَ أَبو الصَّهْباء، (بِسطامُ بنُ قَيْسِ) بنِ خالِدٍ الشَّيْبانيُّ، قَتَلَه عاصِمُ بنُ خَليفَةَ الضَّبِّيُّ، وَفِيه يقولُ عَنَمةُ بنُ عبدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ يَرْثِيه:
لأُمِّ الأَرْضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْبحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لجريرٍ:
أَبَتْ عَيْناكَ بالحَسَنِ الرُّقاداوأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادَاوفي حدِيْثِ أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيلَ لَهُ مَا تَذْكُرُ؟ قالَ: أَذْكُرُ مَقْتَل بِسْطامِ بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ وكانَ أَبو رَجاءٍ قد عُمِّر مِائَةً وثمانِي وعشْرِيْنَ سَنَةً؛ (فإِذا جُمِعَا قيلَ: الحَسَنانِ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لشَمْعَلَة بنِ الأَخْضَرِ:
ويَوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْبَنُو شَيْبان آجالاً قِصاراوأَنْشَدَ فِي الحُسَيْن:
تَركْنَا فِي النَّواصِف من حُسَيْنٍ نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُماناوقالَ نَصْر: الحَسَنُ والحُسَيْنُ جَبَلانِ بالدَّهْناءِ، فإِذا ثُنِّيا قيلَ: الحَسَنانِ، وَفِي كلِّ ذلِكَ جاءَ شِعْر.
(و) الحَسَنُ والحُسَيْنُ: (بَطْنانِ فِي طَيِّىءٍ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيّ؛ وهُما ابْنَا عَمْرٍ وبنِ الغَوْثِ بنِ طيِّىءٍ.
قُلْت: وضَبَطَه غيرُ واحِدٍ فِي هَذَا البَطْن الحَسِين، كأَميرٍ.
(و) حَسَنٌ وحُسَيْنٌ: (اسْمانِ) ، يُقالانِ باللامِ فِي التَّسْميةِ على إِرادَةِ الصِّفَةِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا الَّذين قَالُوا الحَسَن فِي اسْمِ الرَّجُل، فإِنَّما أَرادُوا أَنْ يَجْعلُوا الرَّجلَ هُوَ الشيءَ بعَيْنِه وَلم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلِكَ، ولكنَّهم جَعَلوه كأَنَّه وصفٌ لَهُ غَلَب عَلَيْهِ، ومَن قالَ فِيهِ حَسَن فَلم يُدْخِل فِيهِ الأَلِفَ واللامَ فَهُوَ يُجْرِيه مُجْرَى زَيْدٍ.
وأَوَّلُ مَنْ سُمِّي بهما سَيِّدُنا الحَسَنُ وأَخُوه سَيِّدُنا الحُسَيْن ابْنَا فاطِمَةَ الزَّهْراء، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِيْن.
وذَكَرَ ابنُ دُرَيْدٍ عَن ابنِ الكَلْبيّ: لَا يُعْرَفُ أَحدٌ فِي الجاهِلِيَّةِ حَسَن وَلَا حُسَيْن.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ، فَفِي طيِّىءٍ بَطْنٌ يُقالُ لَهُم بَنُو حُسَيْنٌ.
قُلْت: قد تَقَدَّمَ أنَّ المُعْتمدَ فِيهِ حَسِين كأَمِيرٍ.
وَفِي حَدِيْث أَبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: كنَّا عنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعنْدَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطِمَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم، وَهِي تُنادِيهما: يَا حَسَنانُ، يَا حُسَيْنانُ فقالَ: الْحَقَا بأُمِّكما؛ غلبَ أَحَد الاسْمَيْن على الآخَر، كَمَا قَالُوا العُمْرانِ والقَمَرانِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: هَكَذَا رَوَى سَلَمةُ عَن الفرَّاء، بضمِّ النّونِ فيهمَا جَمِيعاً، كأنَّه جَعَل الاسْمَيْن اسْماً واحِداً فأَعْطاهُما حَظّ الاسْمِ الواحِدِ مِن الإِعْرابِ.
(والحَسَنُ، محرَّكةً: مَا حَسُنَ من كلِّ شيءٍ) وَهُوَ لِمَعْنى فِي نفْسِه كالاتِّصافِ بالحُسْنِ لِمَعْنى ثَبَتَ فِي ذاتِه كالإِيْمانِ باللَّهِ تعالَى وصفاتِه، ولمعنًى فِي غيرِهِ كالاتِّصافِ بالحسنِ لِمَعْنى ثَبَتَ فِي غيرِهِ كالجِهادِ، فإِنَّه لَا يَحْسنُ لذاتِه لأَنَّه تَخْريبُ بِلادَ اللَّهِ تعالَى وتَعْذيبُ عِبادِه، وإِنَّما حَسَن لمَا فِيهِ مِن إِعْلاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تعالَى وإِهْلاكِ أَعْدائِه.
(و) الحَسَنُ: (حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ة باليَمامَةِ.
(و) حَكَى الأَزْهرِيُّ عَن عليِّ بنِ حَمْزَةَ: الحَسَنُ (شَجَرُ) الأَلاءِ (حَسَنُ المَنْظَرِ) مُصْطفًّا بكَثيبِ رمْلٍ، فالحَسَنُ هُوَ الشَّجَرُ، سمِّي بذلِكَ لِحُسْنِه، ونُسِبَ الكَثِيبُ إِليه فقيلَ: نَقا الحَسَنِ.
(و) الحَسَنُ: (العَظْمُ الَّذِي يَلِي المِرْفَقَ، ويُضَمُّ.
(و) الحَسَنُ: (الكَثِيبُ العالي) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وسُمِّي 4) الغُلامُ حَسَناً.
(وأَحْسَنَ) الرَّجُلُ: (جَلَسَ عَلَيْهِ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ.
(وحَسَنَةُ، محرَّكةً: امْرَأَةٌ) ، وَهِي أُمُّ شُرَحْبيلَ القُرَشِيِّ، وقيلَ: حاضِنَتُه، وَلها صحْبَةٌ، وحَفِيده جَعْفَرُ بنُ رَبيعَةَ بنِ شُرَحْبيلٍ الحَسَنيُّ عَن الأَعْرَج، وَعنهُ اللَّيْثُ وابنُ لهيعَةَ. (و) حَسَنَةُ: (ة باصطَخْرَ) بالقُرْبِ مِنَ البَيْضاءِ، مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ مكرمٍ الحَسَنيُّ مَاتَ سَنَة 274.
(و) الحَسَنَةُ: (جِبالٌ بينَ صَعْدَةَ وعَثَّرَ) فِي الطَّريقِ مِن بِلادِ اليَمنِ؛ قالَهُ نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(و) الحَسَنَةُ: (رُكْنٌ مِن) أَرْكَانِ (أَجَأ) ، وَالَّذِي ضَبَطَه نَصْر بكسْرِ الحاءِ وسكونِ السِّيْن.
(والحِسْنَةُ، بالكسْرِ: رَيْدٌ يَنْتَأُ من الجَبَلِ، ج) الحِسَنُ، (كعِنَبٍ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْل أَبي صَعْتَرةَ البَوْلانِيّ:
فَمَا نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْبه حَسَنُ الجُودِيّ والليلُ دامِسُويُرْوَى: بِهِ جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجُودِيُّ وادٍ، وأَعْلاهُ بأجَأَ فِي شَواهِقِها، وأَسْفَلُه أَباطِحُ سَهْلةٌ.
وقالَ نَصْر: الجووي بواوَيْن، وأَمَّا الجُودِيُّ بالكُوفَةِ.
(وسَمَّوْا حَسِينَةَ، كخَدِيجَةَ وجُهَيْنَة، ومُزاحِمٍ ومُعَظَّمٍ ومُحْسِنٍ وأَميرٍ) .
(أَمَّا الثَّاني فيَأْتي ذِكْرُه فِي آخِرِ الترْجَمَةِ.
وأَمَّا الثَّالِثُ فَمِنْهُ: محمدُ بنُ مُحاسِنٍ، حَكَى عَنهُ ابنُ أَخِي الأَصْمَعي، ومُحاسِنُ بنُ عَمْرِو بنِ عبْدِ ودَ أَخُو النُّعْمانِ بنِ المُنْذرِ لأُمِّه، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبي؛ ومُحاسِنٌ لَقَبُ زيْدِ مَنَاة بنِ عبْدِ ودَ، قالَ الحافِظُ: وَالَّذِي يَنْبَغي أَنْ يكونَ بفتحِ الميمِ.
وأَمَّا الرَّابعُ فَمِنْهُ جماعَةٌ.
وأَمَّا الخامِسُ: فَفِي المُتَقدِّمين قَلِيلٌ جدًّا لم يَذْكرِ الأَميرُ سِوَى اثْنَيْن: محمدُ بنُ مُحْسِنٍ رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُيَيْنَةَ، ومنعمُ بنُ مُحْسِنِ بنِ مفضل أَبو طاهِرٍ اليخشيّ رَوَى عَن السديِّ حَمَدوَيْهَ، كَانَ يَتَشيَّعُ وذَكَرَ ابنُ نقْطَةَ: المَلِكُ بنُ مُحْسِنِ بنِ صَلاح الدِّيْن.
قُلْت: اسْمُه أَحْمدُ ولَقَبُه ظَهِيرُ الدِّيْن، وُلِدَ بمِصْرَ سَنَة 577 -، وتُوفي بحَلَبَ سَنَة 633، سَمِعَ بدِمشْقَ ومِصْرَ ومكَّةَ، وحدَّثَ، أَجازَ الحافِظَ المُنْذرِيَّ وأَوْلادَه الأَميرُ ناصِرُ الدِّيْن أَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ أَحْمدَ حَضَرَ فِي الرَّابعةِ على ابْن طبرزد مَعَ أَبيهِ والمَلِك المَشْهور أَبو محمدٍ عليّ حَضَرَ مَعَ أَخيهِ فِي الثالثةِ على ابْن طبرزد، وَمَعَ أُخْتهِ فِي الثانيةِ، وأُمُّ الحَسَنِ فاطِمَةُ خاتون حدَّثَتْ عَن ابْن طبرزد وَلَدُها عُمَرُ بنُ أَرْسلان بنِ المَلِكِ الزَّاهِدِ دَاود سَمِعَ الحَدِيْثَ على أُمِّه فِي مَجالِس.
وأَمَّا السادِسُ: فَهُوَ فَرْدٌ يأْتي ذِكْرُه.
(وإِحْسانٌ) ، بالكسْرِ: (مَرْسَى) للمَراكِبِ (قُرْبَ عَدَنَ.
(والحَسَنِيُّ، محرَّكةً) مَعَ تَشْديدِ الياءِ: (بِئْرُ قُرْبَ مَعْدِنِ النُّقْرةِ.
(و) أَيْضاً: (قَصْرٌ للحَسَنِ بنِ سَهْلٍ) وَزِير المَأْمُون نُسِبَ إِليه.
(و) الحسينيةُ، (بهاءٍ: ة بالمَوْصِلِ) شَرْقيّها على يَوْمَيْن؛ عَن نَصْر.
(والحُسَيْناءُ: شجرٌ بوَرَقٍ صغارٍ.
(والأَحاسِنُ) ، كأَنّه جَمْعُ أَحْسَنُ: (جِبالٌ باليَمامَةِ) ، وقيلَ: قُرْبَ الأَحْسَن بينَ ضَرِيَّة واليَمامَةِ.
وقالَ الإِيادِيُّ: الأَحاسِنُ: مِن جِبالِ بَني عَمْرِو بنِ كِلابٍ؛ قالَ السريُّ بنُ حَاتِم:
تَبَصَّرْتهم حَتَّى إِذا حَالَ دُوْنَهميَحامِيم مِن سُود الأَحاسِنِ جُنَّحُقالَ ياقوت: فإِن قيلَ: إِنَّما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفاعِلٍ إِذا كانَ مُؤَنَّثُه فَعلى، مِثْل صَغِير وأَصْغَر وأَصاغِر، وأَمَّا هَذَا فمؤَنَّثه الحَسْناء فيَجبُ أَن يُجْمَع على فعل أَو فعْلان، فالجَوابُ: أنَّ أَفْعَل يُجْمَع على أفاعِلٍ إِذا كانَ اسْماً على كلِّ حالٍ، وَهَهُنَا كأَنَّهم سَمّوا مَواضِع كلُّ واحِدٍ مِنْهَا أَحْسَن فزَالَتِ الصِّفَة بنَقْلِهم إِيّاه إِلى العِلْميَّة فنَزَلَ مَنْزِلةَ الاسْمِ المَحْض، فجَمَعُوه على أَحاسِن كَمَا فَعَلوه بأَحامِر وأَحاسِب وأَحاوِص.
(والتَّحاسِينُ: جَمْعُ التَّحْسينِ، اسْمٌ بُنِيَ على تَفْعِيلٍ) ، ومِثْلُه تَكالِيف الأُمُورِ وتَقاضِيب الشّعر.
(وكتابُ التَّحاسِينِ: خِلافُ المَشْقِ) ، ونَحْو هَذَا يُجْعَل مَصْدراً ثمَّ يُجْمَع كالتَّكاذِيبِ، وليسَ الجَمْعُ فِي مَصْدر بفاشٍ ولكنّهم يجرّون بَعْضَها مجرَى الأَسْماءِ ثمَّ يَجْمَعُونَه.
(وحَسنونَ) بنُ الهَيْثمِ، بالفتْحِ (وَقد يُضَمُّ) :) هُوَ (المُقْرِىءُ التَّمَّارُ) صاحِبُ هُبَيْرَةَ كَانَ ينزلُ الدَّائرَةَ.
(و) حَسنونَ (البنَّاءُ؛ و) حَسنونَ (بنُ الصَّيْقَلِ المِصْرِيِّ؛ وأَبو نَصْرٍ) أَحْمدُ بنُ محمدِ (بنِ حَسنونَ) الترسيُّ مِن شيوخِ الحافِظ ابْن أَبي بَكْرٍ الخَطِيب.
وفاتَهُ:
حَسنونَ بن محمدِ بنِ أَبي الفَرَجِ أَبو القاسِمِ العَطَّار، حَدَّثَ بَعيْن زربَةَ عَن أَبي فَرْوَةَ الرّمادِيِّ وغيرِهِ؛ قالَهُ ابنُ العَدِيمِ فِي التاريخِ.
(وأَبو الحُسْنِ، بالضَّمِّ، طاوُسُ بنِ أَحمدَ) عَن حذيفَةَ بن الهاطي، مَاتَ سَنَة 610: (مُحَدِّثُونَ.
(وأُمُّ الحُسْنِ كمالُ بِنْتُ الحافِظِ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحمدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ) عَن طِرَاد (و) أُمُّ الحُسْنِ (كَريمَةُ بِنْتُ أَحمدَ الأَصْفَهانِيَّةُ) عَن محمدِ بنِ إِبْراهيمَ الجُرْجانيّ.
وفاتَهُ:
أُمُّ الحُسْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ هِلالٍ الكرجيَّة عَن ابنِ السمَّاكِ؛ وأُمُّ الحُسْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ عليَ الوَقَاياتيِّ عَن ابنِ سويسٍ التَّمَّار، وعنها الشيخُ المُوَّفقُ، مُحدِّثانِ.
(وحُسْنُ، بالضَّمِّ: أُمُّ وَلَدٍ للإِمامِ أَحمدَ) بنِ حَنْبل حَكَت عَنهُ.
وفاتَهُ:
(حُسْنُ) مُغَنِّيَةٌ مِن أَهْلِ البَصْرَةِ لَهَا ذِكْرٌ، وفيهَا قيلَ:
وسوْفَ يَرونه فِي بَيْتِ حُسْنٍ عَقِيماً للشَّرابِ وللسَّماعِ (و) حُسْنُ (بنُ عَمْرِو) بنِ الغَوْثِ، (فِي طَيِّىءٍ، وأَخُوهُ) حَسن، (بالفتْحِ، وهُما فَرْدانِ) .
(وَالَّذِي ذَكَرَه الحافِظُ فِي التَّبْصير: حَسن بن عَمْرٍ و، بالفتْحِ، فِي طيِّىءٍ فَرْدٌ؛ وحَسِينُ بنُ عَمْرٍ و، كأميرٍ، فِي طيِّىءٍ أَخُو المَذْكُور، قيلَ: هُما فَرْدانِ.
وتقدَّمَ عَن الكَلْبي أنَّهما الحَسَنُ، محرَّكةً، والحُسَيْنُ، كزُبَيْرٍ، بَطْنانِ فِي طيِّىءٍ؛ فتــأَمَّلْ ذلِكَ.
وسِياقُ المصنِّفِ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى لَا يَخْلو عَن نَظَرٍ ظاهِرٍ.
(و) حُسَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: مُرَجِّلَةٌ لعَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ.
(و) حُسَيْنَةُ (بِنْتُ المَعْرُورِ) بنِ سويدٍ؛ (حَدَّثَتْ) عَن أَبيها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحاسِنُ: القَمَرُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وحَسَّنْتُ الشيءَ تَحْسِيناً: زَيَّنْتُه، وأَحْسَنْتُ إِليه وَبِه بمعْنًى وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَقد أَحْسَنَ بِي إِذا أَخْرَجَنِي مِن السِّجْنِ} ، أَي إِليَّ؛ رَوَاهُ الأَزْهرِيُّ عَن أَبي الهَيْثمِ.
والحُسْنَى: الجَنَّةُ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {للَّذين أَحْسَنوا الحُسْنَى وزِيادَة} ، وقوْلُه تعالَى: {وَقُولُوا للناسِ حُسْناً} ؛ قالَ أَبو حاتِمٍ: قَرَأَ الأَخْفَشُ حُسْنَى كبُشْرَى، قالَ: وَهَذَا لَا يَجوزُ لأَنَّ حُسْنَى مِثْلُ فُعْلَى، وَهَذَا لَا يَجوزُ إِلاَّ بالأَلفِ واللامِ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَرَأَ حُسْناً بالتَّنْوينِ فَفِيهِ قَوْلان: أَحَدُهما: قولا ذَا حُسْنٍ، قالَ: وزَعَمَ الأَخْفَش أنَّه يَجوزُ أَنْ يكونَ حُسْناً فِي معْنَى حَسَناً؛ قالَ: وَمن قَرَأَ حُسْنَى فَهُوَ خَطَأ لَا يَجوزُ أَن يقْرأَ بِهِ ومِن الأَوَّل البُؤْسُ والبُؤْسَى والنُّعْم والنُّعْمَى.
وقوْلُه تعالَى: {وَلَا تَقْرَبوا مالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بالَّتي هِيَ أَحْسَن} ؛ قيلَ: هُوَ أَنْ يأْخذَ مِن مالِهِ مَا يَسْترُ عَوْرتَه ويسدُّ جَوْعتَه.
وقوْلُه تعالَى: {أَحْسَنَ كلَّ شيءٍ خَلْقَه} ؛ يعْنِي حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ.
وقوْلُه تعالَى: {ووَصَّيْنا الإِنْسانَ بوالِدَيْه حُسْناً} ، أَي يَفْعلُ بهما مَا يَحْسُنُ حُسْناً.
وحَسَّنَ الحَلاَّقُ رأْسَه: زَيَّنَه.
ودخَلَ الحمَّامَ فتَحسَّنَ: أَي احْتَلَقَ.
والتَّحسُّنُ: التَّجَمُّلُ.
وإِنِّي لأُحَاسِنُ بكَ الناسَ: أَي أُباهِيهم بحسْنِك.
وحَسَّان: اسْمُ رجُلٍ إِنْ جَعَلْتَه فَعَّالاً مِن الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإِن جَعَلْتَه فَعْلاناً مِن الحَسِّ لم تُجْرِه. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فِي ح س س. وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ هُنَا.
وصَوَّبَ ابنُ سِيْدَه أنَّه فَعْلان مِن الحسِّ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وتَصْغيرُ فَعَّالٍ حُسَيْسِين، وتَصْغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسَان.
والحُسَيْنُ، كزُبَيْرٍ: الجَبَلُ العالِي، وَبِه سُمِّي الغُلامُ حُسَيْناً.
وحَسْنَى: مَوْضِعٌ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إِذا ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقالَ ثَعْلَب: إِنَّما هُوَ حِسْيٌ، وإِذا لم يَذْكر غَيْقةَ فحِسْمَى. والحِسْنَةُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ شاهِقٌ أَمْلَــسُ ليسَ بِهِ صرح.
وقالَ نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: هِيَ مَجارِي المَاءِ.
ونَقَلَ شيْخُنا: الحُسُن، بضَمَّتَيْن، والحَسَن، محرَّكةً، لُغَتَان فِي الحُسْن، بالضمِّ، الأَوَّلُ لُغَةُ الحِجازِ، والثانِيَةُ كالرَّشَدِ والرُّشْدِ والبَخَلِ والبُخْلِ.
وحسناباذ: قَرْيَةٌ بأَصْفَهان.
وحَسْنَوَيْه: جَدُّ أَبي سَهْلٍ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدٍ النَّيْسابوريُّ الحَسْنَويُّ، سَمِعَ أَبا حامِدٍ البَزَّار، وأَبوه سَمِعَ محمدَ بنَ إِسْحاق بنِ خزيمَةَ.
وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ عليِّ بنِ حَسْنَوَيْه الحَسْنَويُّ الزَّاهِدُ، بَكَى مِن خشْيَةِ اللَّهِ تعالَى حَتَّى عَمِي، سَمِعَ مِنْهُ الحاكِمُ.
والحُسَيْنِيَّةُ: محلَّةٌ كَبيرَةٌ بظاهِرِ القاهِرَةِ لنزولِ طائِفَة مِن بَني الحُسَيْنِ بنِ عليَ بهَا، وَقد نُسِبَ إِليها بعضُ المُحدِّثِيْن.
ومَحاسِنُ الحربيُّ، كمَساجِدَ: حَدَّثَ عَن ابنِ الزاخونيِّ.
وأَبو المَحاسِنِ: كَثيرُونَ فِي المُتَأَخِّرين.
والإِمامُ المُحدِّثُ موسَى المحاسِنِيُّ الدِّمَشْقيُّ خَطِيبُ جامِعِ بَني أُميَّة، أَجازَ شُيُوخنَا.
وكمُحَدِّثٍ: مُحَسِّنُ بنُ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ومُحَسِّنُ بنُ خالِدٍ الصُّوفيُّ شيخٌ لحمْزَةَ الكِنانيِّ، ومحمدُ بنُ مُحَسِّنٍ الرّهاوِيُّ عَن أَبي فَرْوَة؛ ومحمدُ بنُ المُحَسِّنِ الأَزْدِيُّ الأَذَنيُّ؛ وعليُّ بنُ المُحْسِنِ التَّنوخيُّ وآخَرُونَ.
وأَبو أَحْمدَ محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُحَسِّنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمودٍ، ذَكَرَه المَالينيُّ.
وأَحْسَنُ، كأَحْمَدَ: قَرْيةٌ بينَ اليَمامَة وَحمى ضَرِيَّة يقالُ لَهَا مَعْدِنُ الإِحْساءِ لبَني أَبي بَكْرِ بنِ كلابٍ، بهَا حِصْنٌ ومَعْدِن ذَهَبٍ، وَهِي طَريقٌ أَيمنَ اليَمامَة.
وقالَ النّوفليُّ: يكْتَنِفُ ضَرِيَّة جَبَلان يقالُ لأَحَدِهما: وَسِيطٌ، والآخَرُ الأَحْسَنُ وَبِه مَعْدِن فضَّة.

وستُّ الحُسْن: هُوَ نَباتٌ يَلْتوي على الأَشْجارِ وَله زَهْرٌ حَسَنٌ.
والقَصْرُ الحسنيّ ببَغْدادَ مَنْسوبٌ إِلى الحَسَنِ بنِ سَهْل.
ومَحْسَنٌ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعٌ فِي شعْرٍ، عَن نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(حسن) الشَّيْء جعله حسنا وزينه ورقاه وَأحسن حَالَته
(حسن) : يُقالُ: إِنَها لحَسَنَةٌ حُسْنَةَ طَلى، وحُسْنَةَ شآبِيب الوَجْهِ.
حسن
الحُسْنُ: نَعْتٌ لِما حَسُنَ، تقول: حَسُنَ يَحْس
ُنُ حُسْناً. والمَحْسَنُ: المَوْضِعُ الحَسَنُ في البَدَنِ، والجَميعُ: المَحَاسِنُ. وامْرأةٌ حَسْناءُ، ورَجُلٌ حُسّانٌ، وجارِيَةٌ حُسّانَةٌ. والمَحَاسِنُ: ضِدُّ المَسَاوىءِ. وفلانٌ مِحْسانٌ: لا يَزَالُ يُحْسِنُ. والحُسْنى: ضِدُّ السُّوْأى. وحَسَنٌ: اسْمُ رَمْلٍ لِبَني سَعْدٍ. وكِتَابُ التَّحاسِيْنِ: الغَلِيظُ. والحُسَيْنَاءُ - مَمْدُوْدَةٌ - شَجَرَةٌ خَضْراءُ لها حَبٌّ ووَرَقٌ صَغِيرٌ. والحَسَنُ: عَظْمٌ في المِرْفَقِ.
الْحَاء وَالسِّين وَالنُّون

الحُسْنُ: ضد الْقبْح. حَسْنَ وحَسَنَ يحْسُنُ حُسنا، فيهمَا، فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَنٌ. وَحكى الَّلحيانيّ: احْسُنْ إِن كنت حاسِنا، فَهَذَا فِي الْمُسْتَقْبل، وَإنَّهُ لحَسَنٌ، يُرِيد فعل الْحَال. وَجمع الحَسَنِ حِسانٌ.

وَقَوله تَعَالَى: (ورَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقا حَسَنا) قيل: يَعْنِي حَلَالا، وَقيل: مَا وفْق لَهُ من الطَّاعَة. وَرجل حُسَانٌ، مخفف كحَسَنٍ، وحُسّانٌ. وَالْجمع حُسّانونَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يكسر، استغنوا عَنهُ بِالْوَاو وَالنُّون. وَالْأُنْثَى حَسَنٌة، وَالْجمع حِسانٌ كالمذكر.

وَقَوله تَعَالَى: (فَإِذا جَاءَتْهُم الحسَنَةُ) الحسنَةُ هَاهُنَا الخصب (قَالُوا لنا هَذِه) أَي أعطينا هَذَا بِاسْتِحْقَاق (وإنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أَي جَدب أَو ضرّ.

وحُسّانَةٌ، قَالَ الشماخ:

دارُ الفتاةِ الَّتِي كُنّا نقولُ لَهَا ... يَا ظَبْيَةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ

وَالْجمع حُسّاناتٌ. والحسناءُ من النِّسَاء الحسنةُ، وَفِي الحَدِيث: " سَوْاءُ ولُودٌ خيرُ من حسناءَ عقيمٍ " وَلَا يُقَال: رجل أحسَنُ وَلَا أَسْوَأ، قَالَ ثَعْلَب: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال، لِأَن الْقيَاس يُوجب ذَلِك. وَجمع الحسناءِ حِسانٌ. وَلَا نَظِير لَهَا. إِلَّا عجفاء وعجاف، هَذَا قَول كرَاع وَقد تقدم تضعيفنا لَهُ. قَالَ: وَلَا يُقَال للذّكر أحْسَنُ، إِنَّمَا نقُول: هُوَ الْأَحْسَن على إِرَادَة التَّفْضِيل، وَالْجمع الأحاسِنُ. وأحاسِنُ الْقَوْم حِسانُهم. وَفِي الحَدِيث: " أحاسِنُكم أَخْلَاقًا: الموطئون أكنافا ". وَقَوله تَعَالَى: (وجادِلْهم بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ) قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى، ألن لَهُم جَانِبك وجادلهم غير فظ وَلَا غليظ الْقلب. وَقَوله تَعَالَى: (واتّبِعوا أحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إلَيْكم مِن رَبِّكُم) قيل: أَرَادَ الْعَفو وَالْقصاص، وَالَّذِي أحسنُ: الْعَفو. وَهِي الحُسنى. وَقَوله تَعَالَى: (وصَدَّقَ بالحُسْنَى) قيل: أَرَادَ الْجنَّة، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (للّذينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَة) عَنى الْجنَّة، وَعِنْدِي إِنَّهَا المجازاة الْحسنى، وَالزِّيَادَة النظرة إِلَى وَجه الله. وَقيل: الزِّيَادَة لتضعيف الْحَسَنَات. وَقَالَ أَبُو حَاتِم:

وَقَرَأَ الْأَخْفَش: (وقُولُوا للنَّاس حُسْنَى) فَقلت هَذَا لَا يجوز، لِأَن حُسْنَى مثل فُعْلَى وَهَذَا لَا يجوز إِلَّا بِالْألف وَاللَّام. هَذَا نَص لَفظه. قَالَ ابْن جني: هَذَا عِنْدِي غير لَازم لأبي الْحسن لِأَن حُسْنَى هُنَا غير صفة، وَإِنَّمَا هُوَ مصدر بِمَنْزِلَة الحُسْنِ كَقِرَاءَة غَيره: (وقُولُوا للناسِ حُسْنا) وَمثله فِي الْفِعْل والفعلى، الذّكر والذكرى، وَكِلَاهُمَا مصدر، وَمن الأول. الْبُؤْس والبؤسى، وَالنعَم والنعمى، وَلَا تستوحش من تَشْبِيه حُسنى بذكرى لاخْتِلَاف الحركات، فسيبويه قد عمل مثل هَذَا فَقَالَ: وَمثل النّظر الحسَنُ، إِلَّا أَن هَذَا مسكن الْأَوْسَط، يَعْنِي النَّضر. وَقيل: الْحسنى، الْعَاقِبَة الحسَنة، وَالْجمع الحُسْنَياتُ والحُسَنُ، لَا تسْقط مِنْهَا اللَّام لِأَنَّهَا معاقبة، فَأَما قِرَاءَة من قَرَأَ: (وقُولُوا للناسِ حُسْنَى) فَزعم الْفَارِسِي انه اسْم للمصدر، وَقد أبنت ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَقَوله تَعَالَى: (قُلْ هَل ترَبَصُونَ بِنَا إِلَّا إحدَى الحُسْنَيَيِنِ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: الحُسْنَيانِ: الْمَوْت شُهَدَاء، أَو الْغَلَبَة وَالظفر.

والمحاسِنُ: الْمَوَاضِع الحسَنَةُ من الْبدن، قَالَ بَعضهم: وَاحِدهَا مَحْسَنٌ، وَلَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيّ وَلَا بذلك الْمَعْرُوف، إِنَّمَا المحاسِنُ عِنْد النَّحْوِيين وَجُمْهُور اللغويين، جمع لَا وَاحِد لَهُ، وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبت إِلَى محاسِنَ قلت: مَحاسِنيّ، فَلَو كَانَ لَهُ وَاحِد لرده إِلَيْهِ فِي النّسَب، وَإِنَّمَا يُقَال إِن واحده حسن على الْمُسَامحَة، وَمثله المفاقر والمشابه والملامح والليالي.

وَوجه مُحَّسنٌ، حسَنٌ. وَقد حسّنَه الله، لَيْسَ من بَاب مدرهم ومفؤود كَمَا ذهب إِلَيْهِ بَعضهم فِيمَا حكى.

وَطَعَام مَحسَنَةٌ للجسم، يَحْسُنُ بِهِ.

والإحْسانُ: ضد الْإِسَاءَة. وَرجل مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: وَلَا يُقَال مَا أحْسَنَه أَبُو الحسَن، يَعْنِي من هَذِه، لِأَن هَذِه الصِّيغَة قد اقْتَضَت عِنْده التكثير فأغنت عَن صِيغَة التَّعَجُّب. وَقَول كثير:

أسيئي بِنَا أَو أحْسني لَا مَلومَةٌ ... لديْنا، وَلَا مَقْليّةٌ إِن تقلّتِ

لَفظه لفظ الْأَمر، وَمَعْنَاهُ الشَّرْط لِأَنَّهُ لم يأمرها بالإساءة وَلَكِن أعلمها إِنَّهَا إِن أساءت أَو أَحْسَنت فَهُوَ على عهدها. وَمثله قَوْله تَعَالَى: (قُلْ أنفقُوا طَوْعا أَو كَرْها، لَنْ يُتَقَبّلَ مِنْكُم) أَي إِن أنفقتم طائعين أَو كارهين لن يتَقَبَّل ذَلِك وَمعنى قَوْله: أسيئي بِنَا، قولي: مَا أسوأه، أَي مَا أقبحه، أَو قولي: مَا أحْسنه. وَقَوله تَعَالَى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يتبع الرَّسُول. والحسَنَةُ ضد السَّيئَة. وَفِي التَّنْزِيل: (مَنْ جَاءَ بالحَسَنةِ فلَهُ عَشْرُ أمْثالِها) . وَالْجمع حسناتٌ وَلَا يكسر.

والمحاسنُ فِي الْأَعْمَال، ضد المساوئ، وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِيمَا قبله.

وأحسَنَ بِهِ الظَّن، نقيض أساءه.

وَكتاب التحاسينِ، خلاف الْمشق، وَنَحْو هَذَا يَجْعَل مصدرا ثمَّ يجمع كالتكاذب والتكاليف، وَلَيْسَ الْجمع فِي الْمصدر بفاشٍ وَلَكنهُمْ يجرونَ بعضه مجْرى الْأَسْمَاء ثمَّ يجمعونه.

وحَسّانٌ: اسْم رجل، فعال من الحُسنِ. هَذَا قَول بعض النَّحْوِيين وَلَيْسَ بِشَيْء. وَقد قدمنَا انه من الحَسّ أَو من الحسّ. وَكَذَلِكَ حُسَينٌ وحَسَنٌ، ويقالان بلام فِي التَّسْمِيَة على إِرَادَة الصّفة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما الَّذين قَالُوا الحَسَنُ فِي اسْم الرجل، فَإِنَّمَا أَرَادوا أَن يجْعَلُوا الرجل هُوَ الشَّيْء بِعَيْنِه، وَلم يَجْعَلُوهُ سمي بِهِ، وَلَكنهُمْ جَعَلُوهُ كَأَنَّهُ وصف لَهُ غلب عَلَيْهِ. وَمن قَالَ: حَسَنٌ، فَلم يدْخل فِيهِ الْألف وَاللَّام، فَهُوَ يجريه مجْرى زيد.

والحَسَنُ، اسْم رمل لبني سعد، عَلَيْهِ قتل بسطَام بن قيس قَالَ ابْن غنمة:

لأُمُّ الأرْضِ وَيلٌ مَا أجنَتْ ... بحيثُ أضَرَّ بالحَسَنِ السبيلُ

وَجَاء فِي الشِّعرِ: الحسنانِ، يُرِيد الحسَنَ، وَهُوَ هَذَا الرمل بِعَيْنِه، قَالَ:

ويومَ شقيقةِ الحسنَينِ لاقتْ ... بَنو شَيْبانَ آجالاً قصَاراً

وحَسْنَى: مَوضِع، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا ذكر كثير غيقة فمعها حَسْنَى، وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ حِسْىٌ، وَإِذا لم يذكر غيقة فحسْمى.

رحم

رحم


رَحِمَ(n. ac. رَحْمَة
رُحْم
رُحُم
مَرْحَمَة)
a. Pitied, had pity, compassion, mercy on.

رَحِمَ(n. ac. رَحَم
رَحَمَة)
رَحُمَ(n. ac. رَحَاْمَة)
a. Died after having brought forth (female).

رَحَّمَتَرَحَّمَ
a. ['Ala], Pitied &c.
تَرَاْحَمَa. Showed one another pity, compassion.

إِسْتَرْحَمَa. Implored the pity or mercy of.

رَحْمa. see 5
رَحْمَةa. Mercy, compassion, pity; grace, favour.

رِحْم
(pl.
أَرْحَاْم)
a. see 5
رُحْم
رُحْمَىa. see 1t
رَحِم
(pl.
أَرْحَاْم)
a. Womb, uterus.
b. Ties of blood, blood-relationship, kinship
consanguinity.

مَرْحَمَة
(pl.
مَرَاْحِمُ)
a. see 1t
رَاْحِمa. Merciful, pitiful, compassionate. —
رَحِيْم (pl.
رُحَمَآءُ)
see 21b. see N. P.
رَحڤمَ
رَحْمَاْنُ
a. [art.], The Merciful, The Compassionate One (
God ).
N. P.
رَحڤمَa. Deceased, defunct; the late.
رحم
الرَّحِمُ: رَحِمُ المرأة، وامرأة رَحُومٌ تشتكي رحمها. ومنه استعير الرَّحِمُ للقرابة، لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال: رَحِمٌ ورُحْمٌ.
قال تعالى: وَأَقْرَبَ رُحْماً [الكهف/ 81] ، والرَّحْمَةُ رقّة تقتضي الإحسان إلى الْمَرْحُومِ، وقد تستعمل تارة في الرّقّة المجرّدة، وتارة في الإحسان المجرّد عن الرّقّة، نحو: رَحِمَ الله فلانا. وإذا وصف به الباري فليس يراد به إلّا الإحسان المجرّد دون الرّقّة، وعلى هذا روي أنّ الرَّحْمَةَ من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميّين رقّة وتعطّف. وعلى هذا قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ذاكرا عن ربّه «أنّه لمّا خلق الرَّحِمَ قال له: أنا الرّحمن، وأنت الرّحم، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتتّه» فذلك إشارة إلى ما تقدّم، وهو أنّ الرَّحْمَةَ منطوية على معنيين: الرّقّة والإحسان، فركّز تعالى في طبائع الناس الرّقّة، وتفرّد بالإحسان، فصار كما أنّ لفظ الرَّحِمِ من الرّحمة، فمعناه الموجود في الناس من المعنى الموجود لله تعالى، فتناسب معناهما تناسب لفظيهما. والرَّحْمَنُ والرَّحِيمُ، نحو: ندمان ونديم، ولا يطلق الرَّحْمَنُ إلّا على الله تعالى من حيث إنّ معناه لا يصحّ إلّا له، إذ هو الذي وسع كلّ شيء رَحْمَةً، والرَّحِيمُ يستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة/ 182] ، وقال في صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلم: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [التوبة/ 128] ، وقيل: إنّ الله تعالى: هو رحمن الدّنيا، ورحيم الآخرة، وذلك أنّ إحسانه في الدّنيا يعمّ المؤمنين والكافرين، وفي الآخرة يختصّ بالمؤمنين، وعلى هذا قال: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف/ 156] ، تنبيها أنها في الدّنيا عامّة للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مختصّة بالمؤمنين.

رحم: الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مثله، وقد

رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه. وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً.

والرَّحْمَةُ: المغفرة؛ وقوله تعالى في وصف القرآن: هُدىً ورَحْمةً لقوم

يؤمنون؛ أَي فَصَّلْناه هادياً

وذا رَحْمَةٍ؛ وقوله تعالى: ورَحْمةٌ للذين آمنوا منكم؛ أَي هو رَحْمةٌ

لأَنه كان سبب إِيمانهم، رَحِمَهُ رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً؛

حكى الأَخيرة سيبويه، ومَرحَمَةً. وقال الله عز وجل: وتَواصَوْا

بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ؛ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف

والتَّعَطُّف عليه. وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه. وقوله

تعالى: إِن رَحْمَتَ الله قريب من المحسنين؛ فإِنما ذَكَّرَ

على النَّسَبِ وكأَنه اكتفى بذكر الرَّحْمَةِ عن الهاء، وقيل: إِنما ذلك

لأَنه تأْنيث غير حقيقي، والاسم الرُّحْمى؛ قال الأَزهري: التاء في قوله

إِن رَحْمَتَ أَصلها هاء وإِن كُتِبَتْ تاء. الأَزهري: قال عكرمة في

قوله ابْتِغاء رَحْمةٍ من ربك تَرْجُوها: أَي رِزْقٍ، ولئِنْ أَذَقْناه

رَحْمَةً ثم نزعناها منه: أَي رِزقاً، وما أَرسلناك إِلا رَحْمةً: أَي

عَطْفاً وصُنعاً، وإِذا أَذَقْنا الناسَ رَحْمةً من بعد ضَرَّاءَ: أَي حَياً

وخِصْباً بعد مَجاعَةٍ، وأَراد بالناس الكافرين.

والرَّحَمُوتُ: من الرحمة. وفي المثل: رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ أَي

لأَنْ تُرْهَبَ

خير من أَن تُرْحَمَ، لم يستعمل على هذه الصيغة إِلا مُزَوَّجاً.

وتَرَحَّم عليه: دعا له بالرَّحْمَةِ. واسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، ورجل

مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ

شدّد للمبالغة. وقوله تعالى: وأَدْخلناه في رَحْمتنا؛ قال ابن جني: هذا

مجاز وفيه من الأَوصاف ثلاثة: السَّعَةُ والتشبيه والتوكيد، أَما

السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد في أَسماء الجهات والمحالّ اسم هو الرَّحْمةُ، وأَما

التشبيه فلأنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لم يصح الدخول فيها بما يجوز

الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه، وأَما التوكيد فلأَنه أَخبر عن العَرَضِ

بما يخبر به عن الجَوْهر، وهذا تَغالٍ بالعَرَضِ وتفخيم منه إِذا

صُيِّرَ إِلى حَيّز ما يشاهَدُ ويُلْمَسُ ويعاين، أَلا ترى إِلى قول بعضهم في

الترغيب في الجميل: ولو رأَيتم المعروف رجلاً لرأَيتموه حسناً جميلاً؟ كقول

الشاعر:

ولم أَرَ كالمَعْرُوفِ، أَمّا مَذاقُهُ

فحُلْوٌ، وأَما وَجْهه فجميل

فجعل له مذاقاً وجَوْهَراً، وهذا إِنما يكون في الجواهر، وإِنما

يُرَغِّبُ فيه وينبه عليه ويُعَظِّمُ من قدره بأَن يُصَوِّرَهُ في النفس على

أَشرف أَحواله وأَنْوَه صفاته، وذلك بأَن يتخير شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً

متوهَّماً. وقوله تعالى: والله يَخْتَصُّ برَحْمته من يشاء؛ معناه

يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممن أَخْبَرَ عز وجل أَنه مُصْطفىً

مختارٌ.والله الرَّحْمَنُ الرحيم: بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن معناه

الكثرة، وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين، فأَما

الرَّحِيمُ

فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل،.

والرحيم قد يكون لغيره؛ قال الفارسي: إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم

فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في

قوله تعالى: وكان بالمؤمنين رَحِيماً، كما قال: اقْرَأْ باسم ربك الذي

خَلَقَ، ثم قال: خَلَقَ الإِنسان من عَلَقٍ؛ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في

الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه الحكمةِ، ونحوُه كثير؛ قال الزجاج:

الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأُوَل، ولم يكونوا

يعرفونه من أَسماء الله؛ قال أَبو الحسن: أَراه يعني أَصحاب الكتب الأُوَلِ،

ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ

التي لا غاية بعدها في الرَّحْمةِ، لأَن فَعْلان بناء من أَبنية

المبالغة، ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ

بمعنى قادر، وكذلك رجل رَحُومٌ وامرأَة رَحُومٌ؛ قال الأَزهري ولا يجوز

أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل، وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَعُ في

وصفه، فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء، فلا يجوز أَن يقال رَحْمن لغير

الله؛ وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله الرَّحْمن الرَّحيم: جمع

بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ؛ وأَنشد لجرير:

لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ

بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا

أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ،

ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟

وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر، فالرَّحْمن

الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق؛ وقال الحسن؛ الرّحْمن اسم ممتنع

لا يُسَمّى غيرُ

الله به، وقد يقال رجل رَحيم. الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسمان

مشتقان من الرَّحْمة، ونظيرهما في اللة نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى، ويجوز

تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ

مُجِدٌّ، إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به

غيره ولا يوصف، أَلا ترى أَنه قال: قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ؟

فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ

فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة، ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ، والرَّحيم

يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ، ولا يقال رَحْمن. وكان

مُسَيْلِمَةُ الكذاب يقال له رَحْمان اليَمامة، والرَّحيمُ

قد يكون بمعنى المَرْحوم؛ قال عَمَلَّسُ بن عقيلٍ:

فأَما إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضَّةً،

فإِنك معطوف عليك رَحِيم

والرَّحْمَةُ في بني آدم عند العرب: رِقَّةُ القلب وعطفه. ورَحْمَةُ

الله: عَطْفُه وإِحسانه ورزقه. والرُّحْمُ، بالضم: الرحمة. وما أَقرب رُحْم

فلان إِذا كان ذا مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي ما أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ. وفي

التنزيل: وأَقَربَ رُحْماً، وقرئت: رُحُماً؛ الأَزهري: يقول أَبرَّ

بالوالدين من القتيل الذي قتله الخَضِرُ، وكان الأَبوان مسلمين والابن كافراً

فولو لهما بعدُ بنت فولدت نبيّاً؛ وأَنشد الليث:

أَحْنَى وأَرْحَمُ من أُمٍّ بواحِدِها

رُحْماً، وأَشْجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضارِي

وقال أَبو إِسحق في قوله: وأَقربَ رُحْماً؛ أَي أَقرب عطفاً وأَمَسَّ

بالقرابة. والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة: العطف والرَّحْمةُ؛ وأَنشد:

فَلا، ومُنَزِّلِ الفُرْقا

ن، مالَكَ عِندَها ظُلْمُ

وكيف بظُلْمِ جارِيةٍ،

ومنها اللينُ والرُّحْمُ؟

وقال العجاج:

ولم تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا

وقال رؤبة:

يا مُنْزِلَ الرُّحْمِ على إِدْرِيس

وقرأَ أَبو عمرو بن العلاء: وأَقْرَبَ

رُحُماً، وبالتثقيل، واحتج بقول زهير يمدح هَرِمَ بن سِنانٍ:

ومن ضَرِيبتِه التَّقْوى ويَعْصِمُهُ،

من سَيِّء العَثَراتِ، اللهُ والرُّحُمُ

(* في ديوان زهير: الرِّحِم أي صلة القرابة بدل الرحُم).

وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ.

وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ: مكة. وفي حديث مكة: هي أُمُّ رُحْمٍ أَي

أَصل الرَّحْمَةِ. والمَرْحُومةُ: من أَسماء مدينة سيدنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، يذهبون بذلك إِلى مؤمني أَهلها. وسَمَّى الله الغَيْث

رَحْمةً لأَنه برحمته ينزل من السماء. وقوله تعالى حكاية عن ذي

القَرْنَيْنِ: هذا رَحْمَةٌ من ربي؛ أَراد هذا التمكين الذي قال ما مَكَّنِّي فيه

ربي خير، أَراد وهذا التمكين الذي آتاني الله حتى أَحكمْتُ السَّدَّ

رَحْمَة من ربي.

والرَّحِمُ: رَحِيمُ الأُنثى، وهي مؤنثة؛ قال ابن بري: شاهد تأْنيث

الرَّحِم قولهم رَحِمٌ مَعْقومَةٌ، وقولُ ابن الرِّقاع:

حَرْف تَشَذَّرَ عن رَيَّانَ مُنْغَمِسٍ،

مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها الجَمَلا

ابن سيده: الرَّحِمُ والرِّحْمُ بيت مَنْبِتِ

الولد ووعاؤه في البطن؛ قال عَبيد:

أَعاقِرٌ كذات رِحْمٍ،

أَم غانِمٌ كمَنْ يخيب؟

قال: كان ينبغي أَن يُعادِلَ بقوله ذات رِحْمٍ نقيضتها فيقول أَغَيْرُ

ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، قال: وهكذا أَراد لا مَحالة ولكنه جاء بالبيت على

المسأَلة، وذلك أَنها لما لم تكن العاقر وَلُوداً صارت، وإن كانت ذاتِ

رِحْمٍ، كأَنها لا رِحْم لها فكأَنه قال: أَغيرُِ ذات رِحْمٍ كذات

رِحْمٍ، والجمع أَرْحامٌ، لا يكسّر على غير ذلك. وامرأَة رَحُومٌ إِذا اشتكت

بعد الولادة رَحِمَها، ولم يقيده في المحكم بالولادة. ابن الأَعرابي:

الرَّحَمُ خروج الرَّحِمِ من علة؛ والجمع رُحُمٌ

(* قوله «والجمع رحم» أي جمع

الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره)، وقد رَحِمَتْ رَحَماً ورُحِمتْ

رَحْماً، وكذلك العَنْزُ، وكل ذات رَحِمٍ تُرْحَمُ، وناقة رَحُومٌ كذلك؛

وقال اللحياني: هي التي تشتكي رَحِمَها بعد الولادة فتموت، وقد رَحُمَتْ

رَحامةٌ ورَحِمَتْ رَحَماً، وهي رَحِمَةٌ، وقيل: هو داء يأْخذها في

رَحِمِها فلا تقبل اللِّقاح؛ وقال اللحياني: الرُّحامُ أَن تلد الشاة ثم لا

يسقط سَلاها. وشاة راحِمٌ: وارمةُ الرَّحِمِ، وعنز راحِمٌ. ويقال: أَعْيَا

من يدٍ في رَحِمٍ، يعني الصبيَّ؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ثعلب.

والرَّحِمُ: أَسبابُ القرابة، وأَصلُها الرَّحِمُ التي هي مَنْبِتُ الولد، وهي

الرِّحْمُ. الجوهري: الرَّحِمُ القرابة، والرِّحْمُ، بالكسر، مثلُه؛ قال

الأَعشى:

إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة يَمَّمْتَها،

ووِصالَ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها

قال ابن بري: ومثله لقَيْل بن عمرو بن الهُجَيْم:

وذي نَسَب ناءٍ بعيد وَصَلتُه،

وذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلاها

قال: وبهذا البيت سمي بُلَيْلاً؛ وأَنشد ابن سيده:

خُذُوا حِذرَكُم، يا آلَ عِكرِمَ، واذكروا

أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغَيْب تُذكَرُ

وذهب سيبويه إِلى أَن هذا مطرد في كلِّ ما كان ثانِيه من حروف الحَلْقِ،

بَكْرِيَّةٌ، والجمع منهما أَرْحامٌ. وفي الحديث: من مَلَكَ ذا رَحِمٍ

مَحْرَمٍ فهو حُرٌّ؛ قال ابن الأَثير: ذَوو الرَّحِمِ

هم الأَقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسَب، ويطلق في الفرائض

على الأَقارب من جهة النساء، يقال: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم ، وهو مَن

لا يَحِلّ نكاحه كالأُم والبنت والأُخت والعمة والخالة، والذي ذهب إِليه

أَكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأَبو خنيفة وأَصحابُه وأَحمدُ

أَن مَنْ مَلك ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عليه، ذكراً كان أَو أُنثى،

قال: وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إِلى أَنه يَعْتِقُ

عليه الأَولادُ والآباءُ والأُمهاتُ ولا يَعْتِقُ عليه غيرُهم من ذوي

قرابته، وذهب مالك إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الولد والوالدان والإِخْوة ولا

يَعْتِقُ غيرُهم. وفي الحديث: ثلاث يَنْقُصُ بهنّ العبدُ في الدنيا

ويُدْرِكُ بهنّ في الآخرة ما هو أَعظم من ذلك: الرُّحْمُ والحَياءُ وعِيُّ

اللسان؛ الرُّحْمُ، بالضم: الرَّحْمَةُ، يقال: رَحِمَ رُحْماً، ويريد

بالنقصان ما يَنال المرءُ بقسوة القلب ووَقاحَة الوَجْه وبَسْطة اللسان التي هي

أَضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا. وقالوا: جزاك اللهُ خيراً

والرَّحِمُ والرَّحِمَ، بالرفع والنصب، وجزاك الله شرّاً والقطيعَة، بالنصب لا

غير. وفي الحديث: إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بالعرش تقول: اللهم

صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ من قَطَعني. الأَزهري: الرَّحِمُ

القَرابة تَجمَع بَني أَب. وبينهما رَحِمٌ أَي قرابة قريبة. وقوله عز

وجل: واتقوا الله الذي تَساءَلون به والأَرْحام؛ من نَصب أَراد واتقوا

الأَرحامَ أَن تقطعوها، ومَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون به وبالأَرْحام، وهو

قولك: نَشَدْتُكَ بالله وبالرَّحِمِ. ورَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً، فهو

رَحِمٌ: ضَيَّعه أهلُه بعد عينَتِهِ فلم يَدْهُنُوه حتى فسد فلم يَلزم

الماء.والرَّحُوم: الناقةُ التي تشتكي رَحِمَها بعد النِّتاج، وقد رَحُمَتْ،

بالضم، رَحامَةً ورَحِمَتْ، بالكسر، رَحَماً.

ومَرْحُوم ورُحَيْم: اسمان.

رحم: {مرحمة} رحمة. {والأرحام}: القرابات وفي غير هذا ما يشتمل على ماء الرجل.
(رحم) - في حَدِيثِ مَكَّة: "هي أمُّ رُحْم".
: أي أَصلُ الرَّحْمَة.
ذوو الأرحام: في اللغة بمعنى ذوي القرابة مطلقًا، وفي الشريعة: هو كل قريب ليس بذي سهم ولا عصبة.
(ر ح م) : (الرَّحِمُ) فِي الْأَصْلِ مَنْبِتُ الْوَلَدِ وَوِعَاؤُهُ فِي الْبَطْنِ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْقَرَابَةُ وَالْوُصْلَةُ مِنْ جِهَةِ الْوِلَادِ رَحِمًا وَمِنْهَا ذُو الرَّحِمِ خِلَافُ الْأَجْنَبِيِّ وَفِي التَّنْزِيل {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] .
رحم: ارتحم: ذكرت في معجم فوك في مادة: misereri.
رَحْمَة. الرَحْمة الكَبيرة: النوبة الشديدة للهيضة، للهواء الأصفر، للكوليرا (برتون 1: 368).
ورَحْمَة أبي: قسماً بروح أبي، حقاً (بوشر).
رُحْمَى: رحمة (فوك، عباد 2: 76). رَحُوم: كثير الرحمة (بوشر).
رَحِيم: كثير الرحمة، وتجمع على رُحَمَاء (فوك).
تَرْحِيم، ترحيم على الأموات: الدعاء لهم بالرحمة (بوشر).
تَرْحُوم: بطيخ (شيرب)، نوع خاص من البطيخ يباع في قسطنطينية (مارتن ص104).
رحم الرَّحْمنُ والرَّحِيْمُ اسْمَانِ مُشْتَقّانِ من الرَّحْمَةِ. والمَرْحَمَةُ الرَّحْمَةُ، رَحِمْتُه رَحْمَةً ومَرْحَمَةً، وتَرَحَّمْتُ عليه. والرَّحْمَةُ - بفَتْحَتَيْنِ - مِثْلُه. وما أقْرَبَ رُحْمَ فلانٍ إِذا كَانَ ذا بِرٍّ ورَحْمَةٍ. والرَّحِمُ بَيْتُ مَبِيْتِ الوَلَدِ ووِعاؤه في البَطْنِ. وناقَةٌ رَحُوْمٌ أصَابَها داءٌ في رَحِمِها فلا تَقْبَلُ اللَّقَاحَ، يُقال رَحُمَتْ. والرَّحِمُ القَرابَةُ، والأرْحامُ جَمْعٌ. والرَّحْمَةُ السَّلى في بَطْنِ النَّتُوْج.
ر ح م: رَحِمَنَا اللَّهُ وَأَنَالَنَا رَحْمَتَهُ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَرَحِمْتُ زَيْدًا رُحْمًا بِضَمِّ الرَّاءِ وَرَحْمَةً وَمَرْحَمَةً إذَا رَقَقْتَ لَهُ وَحَنَنْتَ وَالْفَاعِلُ رَاحِمٌ وَفِي الْمُبَالَغَةِ رَحِيمٌ وَجَمْعُهُ رُحَمَاءُ.
وَفِي الْحَدِيثِ «إنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» يُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ يَرْحَمُ وَبِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ إنَّ وَمَا بِمَعْنَى الَّذِينَ.

وَالرَّحِمُ مَوْضِعُ تَكْوِينِ الْوَلَدِ وَيُخَفَّفُ بِسُكُونِ الْحَاءِ مَعَ فَتْحِ الرَّاءِ وَمَعَ كَسْرِهَا أَيْضًا فِي لُغَةِ بَنِي كِلَابٍ وَفِي لُغَةٍ لَهُمْ تُكْسَرُ الْحَاءُ إتْبَاعًا لِكِسْرَةِ الرَّاءِ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْقَرَابَةُ وَالْوُصْلَةُ مِنْ جِهَةِ الْوَلَاءِ رَحِمًا فَالرَّحِمُ خِلَافُ الْأَجْنَبِيِّ وَالرَّحِمُ أُنْثَى فِي الْمَعْنَيَيْنِ وَقِيلَ مُذَكَّرٌ وَهُوَ الْأَكْثَرُ فِي الْقَرَابَةِ. 
ر ح م: (الرَّحْمَةُ) الرِّقَّةُ وَالتَّعَطُّفُ وَ (الْمَرْحَمَةُ) مِثْلُهُ وَقَدْ (رَحِمَهُ) بِالْكَسْرِ (رَحْمَةً) وَ (مَرْحَمَةً) أَيْضًا وَ (تَرَحَّمَ) عَلَيْهِ. وَ (تَرَاحَمَ) الْقَوْمُ (رَحِمَ) بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (الرَّحَمُوتُ) مِنَ الرَّحْمَةِ يُقَالُ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. أَيْ لِأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. وَ (الرَّحِمُ) الْقُرَابَةُ وَالرِّحْمُ أَيْضًا بِوَزْنِ الْجِسْمِ مِثْلُهُ. وَ (الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) اسْمَانِ مُشْتَقَّانِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَنَظِيرُهُمَا نَدِيمٌ وَنَدْمَانٌ وَهُمَا بِمَعْنًى وَيَجُوزُ تَكْرِيرُ الِاسْمَيْنِ إِذَا اخْتَلَفَ اشْتِقَاقُهُمَا عَلَى وَجْهِ التَّأْكِيدِ كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ جَادٌّ مُجِدٌّ إِلَّا أَنَّ الرَّحْمَنَ اسْمٌ مُخْتَصٌّ بِاللَّهِ تَعَالَى لَا يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى بِهِ غَيْرُهُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] فَعَادَلَ بِهِ الِاسْمَ الَّذِي لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ. وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ يُقَالُ لَهُ: (رَحْمَانُ) الْيَمَامَةِ. وَ (الرَّحِيمُ) قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْمَرْحُومِ كَمَا يَكُونُ بِمَعْنَى الرَّاحِمِ. وَ (الرُّحْمُ) بِالضَّمَّةِ الرَّحْمَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 81] وَ (الرُّحُمُ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُهُ. 
[رحم] الرَحْمَةُ: الرِقَّةُ والتعطُّفُ. والمرحمةُ مثلهُ. وقد رَحِمْتُهُ وترَحَّمْتُ عليه. وتراحَمَ القوم: رَحِمَ بعضُهم بعضاً. والرَحَموتُ من الرَحْمَةِ، يقال: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ "، أي لأنْ ترهب خيرمن أن ترحم. ورجلٌ مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ، شدّد للمبالغة. والرَحِمُ: رَحِمُ الأنثى، وهي مؤنَّثة. والرَحِمُ أيضاً: القَرابَةُ. والرِحْمُ بالكسر مثله. قال الأعشى: أَمَّا لِطالِبِ نعمةٍ يَمَّمْتَها ووِصالِ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها والرحمنُ والرحيمُ: اسمان مشتقَّان من الرحمة ونظيرهما في اللغة نديم وندْمان، وهما بمعنىً. ويجوز تكرير الاسمين إذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد، كما يقال: فلان جاد مجد. إلا أن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره. ألا ترى أنه تبارك وتعالى قال: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) ، فعادل به الاسم الذى لا يشركه فيه غيره. وكان مسيلمة الكذاب يقال له " رحمن اليمامة ". والرَحيمُ قد يكون بمعنى المرحوم، كما يكون بمعنى الراحِمِ. قال عَمَلَّسُ بن عقيل: فأمّا إذا عَضَّتْ بك الحربُ عَضَّةً فإنّك معطوفٌ عليك رحيمُ والرُحْمُ بالضمة: الرَحْمَةُ. قال تعالى: (وأَقْرَبَ رُحْماً) . وقد حرّكه زهيرٌ فقال: ومِنْ ضَريبَتِهِ التقوى ويَعْصِمُهُ من سَيِّئِ العثرات الله والرحم وهو مثل عسر وعسر. وأم رحم أيضا: اسم من أسماء مكة. والرحوم: الناقة التي تشتكي رَحِمَها بعد النِتاج. وقد رَحُمَتْ بالضم رَحامَةً، ورَحِمَتْ بالكسر رحما.
[رحم] نه فيه: "الرحمن الرحيم" من أبنية المبالغة، والرحمن أبلغ وخاص به تعالى فيقال: رجل رحيم، ولا يقال: رحمن. وفيه: ثلاث ينقص بهن العبد في الدنيا ويدرك في الآخرة بما هو أعظم "الرحم" والحياء وعى اللسان، الرحم بالضم الرحمة ويريد بالنقصان ما ينال المرأ بقسوة القلب ووقاحة الوجه وبسط اللسان من الزيادة. ومنه: مكة أم "رحم" أي أصل الرحمة. ك: هو بضم راء وسكون حاء من أسماء مكة. نه وفيه: من ملك ذا "رحم" محرم فهو حر، ذوو "الرحم" هو الأقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب، ويطلق في الفرائض على أقارب من جهة النساء، يقال: ذو رحم محرم ومحرم، وهو من لا يحل نكاحه، واختلفوا في عنقه. ك: فإنما يرحم الله من عباده "الرحماء" برفعه، وما موصولة أي الذين يرحمهم الله هم الرحماء، ونصبه على أن ما كافة. وفيه ح: "يرحم" الله عمر ما حدث، هذا من الأدب نحو "عفا الله عنك لم أذنت" استغربت من عمر ذلك القول فجعلت ترحم تمهيدًا لما توحش من نسبته إلى الخطأ. وح: "رحم" الله رجلًا سمحًا، ظاهره أنه خبر عن حاله لكن قرينة الاستقبال من إذا تجعله دعاء. و"اقرب "رحما"" هو من الرحم بكسر حاء يعني القرابة، وهو أشد مبالغة من الرحمة التي هي رقة القلب، لاستلزام القرابة الرقة. وح: قامت "الرحم" قيل هوا لمحارم، وقيل كل ذي رحم من ذوي الأم في الإرث، وهو تمثيل عن تعظيم شأنها وفضل واصلها، إذ لا يتأتى منها الكلام، وهذا إشارة إلى المقام، أي قيامي هذا قيام العائذ من القطيعة، ووصل الله إيصال الرحمة، ومر في الحقو شيء، ويجيء في شحنة. ن: وترسل الأمانة "والرحم" لعظم أمرهما فتصوران شخصين فيطالبان بحقهما كل من يريد جواز الصراط. مد: و"الأرحام" أي اتقوها أن تقطعوها. ك: فجعله الله "رحمة" للمؤمنين، أي صورة الطاعون محنة لكن رحمة معنى لأنه سبب أجر الهادة بما كابد الشدة. ومن "لا يرحمعطفه، ورحمة الله عطفه وإحسانه. "وابتغاء "رحمة"" رزق. "وإذا أذقنا الناس" أي الكفار "رحمة" حيا وخصبا "من بعد ضراء" مجاعة. و"تساءلون به و"الأرحام"" بالنصب أي اتقوها أن تقطعوها، وبالجر أي بالأرحام.
رحم
رحِمَ يَرحَم، رَحمةً ورُحْمًا، فهو راحِم، والمفعول مَرْحوم
• رحِم يتيمًا: رقَّ له وعطَف عليه "ضربه بلا رحمة ولا شفقة- كان يوم فتح مكة يوم الرَّحمة- ارْحَمُوا مَنْ فِي الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [حديث]- {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}: أوجبها على نفسه كرمًا منه وفضلاً- {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ".
• رحِم اللهُ فلانًا: تعطَّف عليه وأحسن إليه ورزقه " {وَإلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} " ° رحِمه الله/ الله يرحمه: دعاء للميِّت- يرحمك الله: تشميت للعاطس. 

استرحمَ يسترحم، استرحامًا، فهو مسترحِم، والمفعول مسترحَم
• استرحم فلانًا: استعطفه وسأله الرحمة والشفقة "استرحم المذنبُ القاضي". 

تراحمَ يتراحم، تراحُمًا، فهو متراحِم
• تراحم النَّاسُ: تعاطفوا، تعاملوا برقَّة وعَطْف ولين "لو تراحم النَّاسُ ما كان بينهم جائع ولا عُرْيانٌ". 

ترحَّمَ على يترحَّم، ترحُّمًا، فهو مترحِّم، والمفعول مترحَّمٌ عليه
• ترحَّم على صديقه:
1 - رحِمه وعطَف عليه "لا تقْسُ في معاملته بل ترحّمْ عليه".
2 - طلب له الرحمة (وكثيرًا ما يستعمل بالنسبة للموتى بقول: رحمه الله) "ترحَّم على والديه/ أستاذه". 

استرحام [مفرد]:
1 - مصدر استرحمَ.
2 - (قن) طلب يتقدم به شخص تقاضيه المحكمة إلى لجنة العفو بعد كل مراحل التقاضي. 

رَحِم [مفرد]: ج أَرحام، مؤ رَحِم، ج مؤ أَرحام:
1 - قرابة أو أسبابها "ونحن في الشرق والفصحى بنو رحمٍ ... ونحن في الجُرح والآلام إخوانُ- إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ [حديث]- {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} " ° أولو الأرحام/ ذوو الأرحام: الأقارب الذين ليسوا من العَصَبة ولا من ذوي الفروض، كبنات الإخوة وبنات الأعمام- صِلَة الرَّحِم: زيارة الأقارب والإحسان إليهم، وعكسها قطيعة الرَّحم.
2 - (حي، شر) عضو عضليّ أجوف غليظ الجدار يوجد في بطن الثدييات، وفيه يتكوّن الجنين وينمو إلى أن يُولد (يذكَّر ويؤنَّث) " {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} ".
• حلقتا الرَّحم: (طب) حلقة على فم الفرج عند طرفه والحلقة الأخرى تنضمّ على الماء وتنفتح للحَيْض. 

رُحْم [مفرد]:
1 - مصدر رحِمَ.
2 - علاقة القرابة وسببها " {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ". 

رَحْمَة [مفرد]: ج رَحَمات (لغير المصدر) ورَحْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر رحِمَ ° الرَّحمة: نداء لالتماس المغفرة والصفح أو لاستثارة الشفقة- تغمَّده الله برحمته/ انتقل إلى رحمة الله: تُوفِّي، مات- ملائكة الرَّحمة: كناية عن الممرِّضات- وضَعه تحت رحمته/ جعله تحت رحمته: تحكَّم فيه.
2 - خير ونعمة " {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ} ". 

رَحْمَن [مفرد]
• الرَّحمن:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: ذو الرَّحمة التي لا غايةَ بعدها في الرّحمة، الذي وسعت رحمتُه كلَّ شيء، الذي يُزيح العلل ويُزيل الكروب، العطوفُ على عباده بالإيجاد أوّلاً، وبالهداية إلى الإيمان وأسباب السّعادة ثانيًا، وبالإسعاد في الآخرة ثالثًا، المنعِمُ بما لا يُتصوَّر صدورُ جنسه من العباد " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 55 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية. 

رَحَموت [مفرد]: شفقة ورحمة عظيمة "رَهبوتٌ خيرٌ لك من رَحَمُوت [مثل]: لأن تُرهَبَ خيرٌ لك من أن تُرْحَمَ لأن الذي يخافه النَّاس يقتضي أن يكون عزيزًا، والذي يشفقون عليه يقتضي أن يكون ذليلاً". 

رُحْمى [مفرد]: رحمة، رقَّة القلب وعطف يقتضي المغفرة والإحسان "رُحْماك ياربّ: ارحمني". 

رَحِميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى رَحِم: "أواصر/ التهابات رحميّة".
• نزعة رحمِيَّة: نزعة تميل إلى إيجاد علاقة قويَّة ومتينة تجمع بين الأشخاص أو الأشياء. 

رَحُوم [مفرد]: صيغة مبالغة من رحِمَ: كثير الرَّحمة (للمذكر والمؤنث). 

رَحيم [مفرد]: ج رحيمون ورُحَماء: صيغة مبالغة من رحِمَ: كثير الرّحمة والشفقة "أبٌ/ شيخٌ رحيم- إنه حاكم عادل بين الناس، رحيم بالضعفاء- {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} ".
• الرَّحيم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الرَّفيق بالمؤمنين، والعاطف على خلقه بالرِّزق، والمثيب على العمل " {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
• القتل الرَّحيم: إنهاء حياة المرضى الميئوس من شفائهم طبِّيًّا. 

مرحوم [مفرد]: اسم مفعول من رحِمَ.
• المرحوم: الميِّت (تفاؤلاً بتمتعه برحمة الله وعفوه) "ذكرى وفاة المرحوم فلان". 

رحم

1 رَحِمَهُ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (K,) inf. n. رَحْمَةٌ and رُحْمٌ [and رَحَمَةٌ and رُحُمٌ] and مَرْحَمَةٌ, (S, * Msb, K, *) [He had mercy, or pity, or compassion, on him; or he treated him, or regarded him, with mercy or pity or compassion; i. e.] he was, or became, tender [or tender-hearted] towards him; and inclined to favour him [and to benefit him]: (S, Msb, K: [see also رَخِمَهُ and رَخَمَهُ:]) and he pardoned him, or forgave him: (K:) said of a man: (S, Msb, K:) and also of God [in the former sense, but tropically, or anthropopathically: or as meaning He favoured him, or benefited him; or pardoned, or forgave, him: see explanations of رَحْمَةٌ below]: (Msb, K:) and عَلَيْهِ ↓ ترحّم signifies the same, (MA, [and the same seems to be indicated in the S,]) said of a man: (S:) [and so does ↓ ترحّمهُ, (occurring in the S and K in art. رعى, &c.,) accord. to Ibn-Maaroof, for he says that] تَرَحُّمٌ signifies the regarding [another] with mercy or pity or compassion; or pardoning [him], or forgiving [him]: and also the being merciful or pitiful or compassionate or favourably inclined [عَلَى غَيْرِهِ to another]. (KL: but respecting this latter verb, see 2.) A2: رَحُمَتْ, and رَحِمَتْ, (S, K,) and رُحِمَتْ, (K,) inf. n. رَحَامَةٌ, (S, K,) which is of the first, (S, TA,) and رَحَمٌ, (S, K,) which is of the second, (S, TA,) and رَحْمٌ, (K,) which is of the third, (TA,) She had a complaint of her womb after bringing forth, (S, K,) and died in consequence thereof: (K:) said of a camel, (S, TA,) and of a ewe or goat, and of a woman, and of any animal having a womb: (TA:) or she had a disease in her womb, in consequence of which she did not receive impregnation: or she brought forth without letting fall her secundine: (K, TA:) or, accord. to Lh, the bringing forth without letting fall her secundine, by a sheep or goat, is termed ↓ رُحَامٌ. (TA.) b2: رَحِمَ, aor. ـَ inf. n. رَحَمٌ, is also said of a water-skin, meaning It was left, or neglected, by its owners, after its being seasoned with rob, [for غيته, in the phrase بعد غيته, an evident mistranscription, I read, conjecturally, تَمْتِينِهِ, as the only word at all resembling غيته, that I can call to mind, having an apposite signification,] and they did not anoint it, or grease it, so that it became spoilt, or in a bad state, and did not retain the water: the epithet applied to it in this case is ↓ رَحِمٌ. (TA.) b3: and رَحَامَةٌ is also an inf. n. [of which the verb, if it have one, is app. رَحُمَ,] signifying The being connected by relationship. (TA.) 2 رحّم عَلَيْهِ, inf. n. تَرْحِيمٌ; and ↓ ترحّم; but the former is the more chaste; He said to him, رَحِمَكَ اللّٰهُ [May God have mercy on thee; &c.]. (K.) 5 ترحّم عَلَيْهِ and ترحّمهُ: for both see 1; and for the former see also 2. [Accord. to different authorities, it appears that both may be rendered He had mercy, or pity, or compassion, on him; or he pitied, or compassionated, him: (see 1:) or he pitied him, or compassionated him, much: (see what follows:) and the former, he said to him, May God have mercy on thee; &c.; (see 2;) or he expressed a wish that God would have mercy on him; or he expressed pity, or compassion, for him: and also he affected, or constrained himself to have or to show, pity, or compassion.] Though تَرَحَّمْتُ عَلَيْهِ is mentioned by J, and not رَحَّمّهُ, some say that the former is incorrect: and it is said that تَرَحُّمٌ implies self-constraint, and therefore is not to be attributed to God: but some repudiate this assertion, because it occurs in correct traditions, and because تَفَعُّلٌ is not restricted to the denoting peculiarly self-constraint, but has other properties, as in the instances of تَوَحُّدٌ and تَكَبُّرٌ, denoting intensiveness and muchness. (TA.) 6 تراحموا signifies رَحِمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [They had mercy, or pity, or compassion, one on another; &c.]. (S, TA.) 10 استرحمهُ He asked, or demanded, of him الرَّحْمَة [i. e. mercy, or pity, or compassion; &c.]. (TA.) رَحْمٌ: see its syn. رَحِمٌ, in two places.

رُحْمٌ: see its syn. رَحْمَةٌ. b2: [Hence,] أُمُّ رُحْمٍ

one of the names of Mekkeh; (S, K; *) as also أُمُّ الرُّحْمِ; (K;) meaning the source of الرَّحْمَة [or mercy, &c.]. (TA.) [See also زُحْمٌ.]

رِحْمٌ: see its syn. رَحِمٌ, in two places.

رَحَمٌ The coming forth of the womb, in consequence of a disease. (IAar, TA.) [See also رَحِمَتْ and رَحِمَ, of each of which it is an inf. n.]

رَحِمٌ The womb, i. e. the place of origin, (Mgh, Msb, K,) and the receptacle, (Mgh, K,) of the young, (Mgh, Msb, K,) in the belly; (Mgh;) as also ↓ رِحْمٌ, (Msb, K,) a contraction of the former, and ↓ رَحْمٌ, which is of the dial. of Benoo-Kiláb: (Msb:) in this sense, (Msb,) which is the primary signification, (Mgh,) [i. e.] as meaning the رَحِم of the female, (S,) it is fem.; (S, Msb;) or, as some say, masc.; (Msb;) but IB cites a verse in which رِحْم is fem.: (TA:) pl. أَرْحَامٌ. (MA.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) as also ↓ رِحْمٌ (S, Msb, K) and ↓ رَحْمٌ, (Msb,) (tropical:) Relationship; i. e. nearness of kin; syn. قَرَابَةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) [by some restricted to relationship by the female side; as will be shown below:] and connexion by birth: (Mgh, Msb:) or relationship connecting with a father or an ancestor: or near relationship: so in the T: (TA:) or a connexion, or tie, of relationship: (A, TA:) or the ties of relationship: (M, K, TA:) accord. to the K, الرَّحِمُ signifies القَرَابَةُ or أَصْلُهَا and أَسْبَابُهَا: but in the M it is said, الرَّحِمُ أَسْبَابُ القَرَابَةِ وَأَصْلُهَا الرَّحِمُ الَّتِى هِىَ مَنْبِتُ الوَلَدِ; in which وَأَصْلُهَا forms no part of the explanation of الرحم, as the author of the K asserts it to do: (TA:) as meaning relationship, رحم is in most instances masc.: (Msb:) pl. as above. (K.) It is said in a holy tradition (حَدِيث قُدْسِىّ [i. e. an inspired or a revealed tradition]) that God said, when He created الرَّحِم [meaning “ relationship,” &c.], أَنَا الَّحْمٰنُ وَأَنْتَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِى فَمَنْ وَصَلَكَ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكَ قَطَعْتُهُ (assumed tropical:) [I am الرحمٰن and thou art الرحم: I have derived thy name from my name: therefore whoso maketh thee close, I will make him close; and who severeth thee, I will sever him]. (TA.) [وَصَلَ رَحِمَهُ means (assumed tropical:) He made close his tie, or ties, of relationship, by kind behaviour to his kindred: and قَطَعَ رَحِمَهُ, He severed his tie, or ties, of relationship, by unkind behaviour to his kindred: see art. وصل: and see also بَلَّ رَحِمَهُ, in the first paragraph of art. بل; and a verse there cited.] b3: ذُو الرَّحِمِ means (assumed tropical:) [The possessor of relationship, &c.; i. e.] the contr. of الأَجْنَبِىُّ: (Mgh, Msb:) the pl. ذَوُو الأَرْحَامِ, [or, as in the Kur viii. last verse, and xxxiii. 6, أُولُو الأَرْحَامِ,] in the classical language, means any relations: and in law, any relations that have no portion [of the inheritances termed فَرَائِض] and are not [such heirs as are designated by the appellation]

عَصَبَة [q. v.]; (KT, TA in art. ذو;) [i. e.,] with respect to the فَرَائِض, it means the relations by the women's side. (IAth, TA in the present art.) ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ and [some say] مُحَرَّمٍ [and ذُو رَحِمٍ

مَحْرَمٌ also (see art. حرم)] mean (assumed tropical:) A relation whom it is unlawful to marry, [whether male or female, the latter being included with the former, but the female, when particularly meant, is termed ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ &c.,] such as the mother and the daughter and the sister and the paternal aunt and the maternal aunt [and the male relations of such degrees]: and most of the learned, of the Companions and of the generation following these, and Aboo-Haneefeh and his companions, and Ahmad [Ibn-Hambal], hold that when one possesses a person that is termed ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ, this person becomes emancipated, whether male or female; but Esh-Sháfi'ee and others of the Imáms and of the Companions and of the generation following these hold that the children and the fathers and the mothers become emancipated, and not any others than these. (IAth, TA.) b4: [حَاسَّةُ رَحِمٍ means (assumed tropical:) A feeling of relationship or consanguinity, or sympathy of blood; and in like manner, elliptically, رَحِمٌ alone. You say, أَطَّتْ لَهُ مِنِّى حَاسَّةُ رَحِمٍ; expl. in art. حس: and أَطَّتْ لَهُ رَحِمِى; and أَطَّتْ بِكَ الرَّحِمُ; expl. in art. اط. b5: رَحِمٌ is also often used for فَرْجٌ or حَيَآءٌ, meaning (assumed tropical:) The vulva: see, for exs., شُفْرٌ, and 1 in art. ظآر, and 8 in art. حوص.]

A2: As an epithet, with ة, applied to a she-camel: see رَحُومٌ. b2: And as an epithet without ة, applied to a water-skin: see 1, last sentence but one.

رُحُمٌ: see the next paragraph.

A2: It is also pl. of رَحُومٌ. (TA.) رَحْمَةٌ (S, Msb, K) and ↓ رَحَمَةٌ (Sb, K) and ↓ رُحْمٌ (S, Msb, K) and ↓ رُحُمٌ, (S, K,) thus in a verse of Zuheyr, (S, TA,) and thus in the Kur xviii. 80 accord. to the reading of Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, (TA,) and ↓ مَرْحَمَةٌ, (S, Msb, K,) of which last مَرَاحِمُ is pl., (TA,) [all inf. ns.; when used as simple substs. signifying Mercy, pity, or compassion; i. e.] tenderness (S, Msb, K, and Bd on the بَسْمَلَة) of heart; (Bd ibid.;) and inclination to favour, (S, Msb, K,) or inclination requiring the exercise of favour and beneficence: (Bd ubi suprà:) and pardon, or forgiveness: (K:) accord. to Er-Rághib, رَحْمَةٌ signifies tenderness requiring the exercise of beneficence towards the object thereof: and it is used sometimes as meaning tenderness divested of any other attribute: and sometimes as meaning beneficence divested of tenderness; as when it is used as an attribute of the Creator: when used as an attribute of men, it means tenderness, and inclination to favour [without necessarily implying beneficence]: accord. to El-Káshánee, it is of two kinds; namely, gratuitous, and obligatory: the former is that which pours forth favours, or benefits, antecedently to works; and this is the رحمة that embraces everything: the obligatory is that which is promised to the pious and the doers of good, in the Kur vii. 155 and vii. 54: but this, he says, is included in the gratuitous, because the promise to bestow it for works is purely gratuitous: accord. to the explanation of the Imám Aboo-Is-hák Ahmad Ibn-Mohammad-Ibn-Ibráheem Eth-Thaalebee, it is God's desire to do good to the deserving thereof; so that it is an essential attribute: or the abstaining from punishing him who deserves punishment, and doing good to him who does not deserve [this]; so that it is an attribute of operation. (TA.) The saying in the Kur [xxi. 75] وَأَدْخَلْنَاهُ فِى رَحْمَتِنَا (tropical:) [And we caused him to enter into our mercy] is tropical: so says IJ. (TA.) b2: وَاللّٰهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَآءُ, in the Kur [ii. 99 and iii. 67], means (assumed tropical:) [And God distinguishes] with his gift of prophecy [whom He will], or his prophetic office or commission. (K, * TA.) b3: رَحْمَةٌ also means (assumed tropical:) Sustenance, or the means of subsistence: this is said to be its meaning as used in the Kur xli. 50. (TA.) b4: And (assumed tropical:) Rain: (TA:) so in the Kur vii. 55. (Bd, Jel.) b5: And (assumed tropical:) Plenty; or abundance of herbage, and of the goods, conveniences, or comforts, of life: so in the Kur x. 22 and xxx. 35. (TA.) رَحَمَةٌ: see the next preceding paragraph.

رُحْمَى [The saying رَحِمَكَ اللّٰهُ May God have mercy on thee; &c.;] a subst. from رَحَّمَ عَلَيْهِ [like بُقْيَا from أَبْقَى عَلَيْهِ]. (K.) رَحْمَآءُ: see رَحُومٌ.

الرَّحْمٰنُ [thus generally written when it has the article ال prefixed to it, but in other cases رَحْمَانُ, imperfectly decl.,] and ↓ الرَّحِيمُ are names [or epithets] applied to God: (TA:) [the former, considered as belonging to a large class of words expressive of passion or sensation, such as غَضْبَانُ and عَطْشَانُ &c., but, being applied to God, as being used tropically, or anthropopathically, may be rendered The Compassionate: ↓ the latter, considered as expressive of a constant attribute with somewhat of intensiveness, agreeably with analogy, may be rendered the Merciful: but they are variously explained: it is said that] they are both names [or epithets] formed to denote intensiveness of signification, from رَحِمَ; like الغَضْبَانُ from غَضِبَ, and العَلِيمُ from عَلِمَ; and الرَّحْمَةُ, in the proper language, is “ tenderness of heart,” and “ inclination requiring the exercise of favour and beneficence; ” but the names of God are only to be taken [or understood] with regard to the ultimate imports, which are actions, exclusively of the primary imports, which may be passions: and the former is more intensive in signification than the latter; the former including in its objects the believer and the unbeliever, and ↓ the latter having for its peculiar object the believer: (Bd on the بَسْمَلَة:) accord. to J, (TA,) they are two names [or epithets] derived from الرَّحْمَةُ, and are like نَدْمَانُ and نَدِيمٌ, and are syn.; the repetition being allowable when the [mode of] derivation is different, for the purpose of corroboration: (S, TA:) or the repetition is because the former is Hebrew, [originally 165,] and ↓ the latter is Arabic: (I'Ab, TA:) but the former is applicable to God only; though Museylimeh the Liar was called رَحْمَانُ اليَمَامَةِ; (S, TA;) and it is said to mean the Possessor of the utmost degree of الرَّحْمَة; and accord. to Zj, is a name of God mentioned in the most ancient books: (TA:) whereas ↓ the latter is syn. with

↓ الرَّاحِمُ: (S, TA:) or [rather] ↓ رَاحِمٌ is the act. part. n. [signifying having mercy, &c.], and ↓ رَحِيمٌ has an intensive signification [i. e. having much mercy, &c.]: (Msb:) the latter is applied also to a man; and so is ↓ رَحُومٌ, in the same sense, and likewise to a woman: (TA:) the pl. of ↓ رَحِيمٌ is رُحَمَآءُ; (Msb, TA;) occurring in the trad., إِنَّمَا يَرْحَمُ اللّٰهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَآءَ, or الرُّحَمَآءُ, as related by different persons; [i. e. God has mercy on the merciful only of his servants, or verily those on whom God has mercy, of his servants, are the merciful;] الرحماء being in the accus. case as the objective complement of يرحم, and in the nom. case as the enunciative of ما in the sense of الَّذِى. (Msb.) رَحَمُوتٌ is from رَحْمَةٌ, [with which it is syn.,] (S, TA,) but it is used only coupled with its like in form: (K, TA:) one says, رَهَبُوتٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ رَحَمُوتٍ [Fear is better for thee than pity, or compassion], meaning thy being feared is better than thy being pitied, or compassionated: (S, K: but in the former, without لك:) or, accord. to Mbr, ↓ رَهَبُوتَى خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتَى. (Meyd. [See art. رهب.]) رَحَمُوتَى: see what next precedes.

رُحَامٌ: see 1, last sentence but two.

رَحُومٌ (Lh, S, K) and ↓ رَحْمَآءُ, (K,) applied to a she-camel, (Lh, S, TA,) and to a ewe or she-goat, and to a woman, (TA,) [and app. to any animal having a womb, (see رَحُمَتْ)] Having a complaint of her womb (Lh, S, M, K) after bringing forth, (Lh, S, K,) and dying in consequence thereof; (K;) and ↓ رَحِمَةٌ, applied to a she-camel, signifies the same: the pl. of رَحُومٌ is رُحُمٌ, with two dammehs. (TA.) b2: For the first, see also الرَّحْمٰنُ, near the end of the paragraph.

رَحِيمُ: see الرَّحْمٰنُ, in seven places. b2: Sometimes it is syn. with ↓ مَرْحُومٌ [i. e. Treated, or regarded, with mercy or pity or compassion; &c.: see 1, first sentence]: 'Amelles Ibn-'Akeel says, (using it in this sense, Ham p. 628,) فَأَمَّا إِذَا عَضَّتْ بِكَ الحَرْبُ عَضَّةً فَإِنَّكَ مَعْطُوفٌ عَلَيْكَ رَحِيمُ (S, and Ham,) i. e. [But at all events,] when war becomes [once] severe to thee, and thine enemy has almost overcome thee, [verily thou art regarded with favour,] treated with mercy, and defended, by us. (Ham.) رَاحِمٌ: see الرَّحْمٰنُ, in two places, in the latter half of the paragraph. b2: Also, applied to a ewe, and to a she-goat, Having the womb swollen. (Lh, K.) أَرْحَمُ [More, and most, merciful, &c.]. God is أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ [The Most Merciful of those that have mercy]. (TA.) مَرْحَمَةٌ: see رَحْمَةٌ.

مُرَحَّمٌ [Treated, or regarded, with much mercy or pity or compassion; &c.]: it is with teshdeed to denote intensiveness of the signification. (S, TA.) b2: [See also 2, of which it is the pass. part. n.]

مَرْحُومٌ: see رَحِيمٌ. b2: المَرْحُومَةُ is a name of El-Medeeneh. (K.) b3: [And المَرْحُومُ, which may be rendered The object of God's mercy, is commonly used in the present day as an epithet applied to the person, whoever he be, that has died in what is believed to be the true faith; as though meaning merely the deceased.]

رحو and رحى1 رَحَتِ الحَيَّةُ, (S, K,) aor. ـْ (S) [and app. تَرْحَى also (see رَحْيَةٌ)]; and ↓ ترحّت; (S, K;) The serpent turned round about, (S, K, TA,) and twisted, or wound, or coiled, itself; ISd adds, كَالرَّحّى [i. e. like the mill, or millstone]; for which reason it is said to be إِحْدّى بَنَاتِ طِبَقٍ. (TA.) A2: رَحَوْتُ الرَّحَا or الرَّحَى, (S, K,) inf. n. رَحْوٌ; (TA;) and رَحَيْتُهَا, (S, K,) inf. n. رَحْىٌ; (TA;) I turned round the رحا or رحى [i. e. the mill, or mill-stone]: (S, K:) or I made it: (K:) in the K, the latter verb is said to be extr.; but not so in the T or S or M: in the M it is said to be the more common. (TA.) A3: And رَحَاهُ He magnified him, or honoured him. (IAar, TA.) 5 تَ1َ2َّ3َ see above, first sentence.

رَحًى (S, Msb, K, &c.) and رَحًا, (Msb, * K,) the former of which is the more approved, (TA,) and some say ↓ رَحَآءٌ, (S,) A mill; syn. طَاحُونٌ: (Msb:) [and] a mill-stone; i. e. the great round stone with which one grinds: (TA:) of the fem. gender: (Zj, S, Msb, K:) dual of the first رَحَيَانِ, (S, Msb, K,) and of the second رَحَوَانِ, (Msb, * K,) and of the third, رَحَاآنِ: (S:) the pl. (of pauc., S) of رَحًى (Msb) [and of رَحًا] is أَرْحٍ and (of mult., S) أَرْحَآءٌ, (S, Msb, K,) which latter is the pl. that is preferred accord. to IAmb, (Msb,) and رُحِىٌّ and رِحِىٌّ, (Msb, K, TA,) with damm and with kesr (Msb, TA) to the ر (Msb,) [for the last of which رَحِىٌّ is substituted in the CK,] and أُرْحِىٌّ, (K, TA,) with damm, and with kesr to the ح and teshdeed to the ى (TA,) [in the CK أَرْحِىٌّ,] and أَرْحِيَةٌ, (Msb, K,) which is extr., (K,) said by AHát to be wrong, and by IAmb to be anomalous, and by Zj to be not allowable, (Msb,) in the T said to be as though it were a pl. pl., (TA,) or it is pl. of رَحَآءٌ [and therefore regular]: (S:) the dim. is ↓ رُحَيَّةٌ. (Zj, Msb.) رَحَا اليَدِ [or رَحَى اليَدِ] signifies The hand-mill. (MA.) b2: [Hence, A molar tooth, or grinder:] i. q. ضِرْسٌ; (S, Msb, K;) pl. أَرْحَآءٌ i. q. أَضْرَاسٌ: (S:) [or rather] the أَرْحَآء, also called the طَوَاحِن, are the twelve teeth, three on each side [above and below], next after the ضَوَاحِك [or bicuspids]. (Zj, in his “ Khalk el-Insán. ”) b3: [And app. A roller with which land is rolled to crush the clods; as being likened to a mill-stone: see 1 in art. ختم, near the end of the paragraph.] b4: Stones: and a great rock, or mass of stone. (TA.) b5: A round piece of ground, rising above what surrounds it, (S, K,) about as large in extent as a mile: (K:) pl. أَرْحَآءٌ: (K, TA:) or this latter, i. e. the pl., signifies pieces of rugged ground, less than mountains, round, and rising above what surrounds them: (M, TA:) or رَحًا مِنَ الأَرْضِ means a round and rugged place [or piece of ground] among sands: (Sh, TA:) or a large and rugged [elevation such as is termed]

قَارَة or أَكَمَة, round, rising above what surrounds it, not spreading upon the surface of the earth, nor producing herbs, or leguminous plants, nor trees. (ISh, TA.) b6: A round cloud; [as being likened to a mill-stone;] (A in art. رجح:) or so رَحَى سَحَابٍ. (S.) b7: The كِرْكِرَة [or callous protuberance upon the breast] of a camel; (T, S, K;) so called because of its roundness: (TA:) pl. أَرْحَآءٌ: (K:) which likewise signifies the callous protuberances upon the knees of the camel. (T, TA.) b8: The foot (فِرْسِن) of the camel and of the elephant: pl. أَرْحَآءٌ. (M, K.) b9: A دَائِرَة [app. meaning a circling border] around the nail. (TA.) b10: The breast, or chest: pl., as in the other senses following, أَرْحَآءٌ. (K.) b11: Spinage, or spinach; (M, K;) because of the roundness of its leaves. (TA.) b12: (tropical:) A collective body of the members of a household. (ISd, K, TA.) b13: (tropical:) An independent tribe: (K, TA:) أَرْحَآءٌ (which is its pl., K, TA) signifies (tropical:) independent tribes, that are in no need of others. (S, TA.) b14: (assumed tropical:) A large number of camels, crowding, or pressing, together; (S, K, TA;) also called طَحَّانَةٌ: (S, TA:) or رَحَا الإِبِلِ means the collective herd of the camels: and in like manner, رَحَا القَوْمِ the collective body of the people, or party. (ISk, TA.) b15: رَحَى القَوْمِ signifies [also] (tropical:) The chief of the people, or party. (T, S, M, K, TA.) [It is added in the TA that 'Omar Ibn-El-Khattáb was called رَحَى الحَرْبِ, as though meaning (assumed tropical:) The chief of war; because of his warlike propensities: but it seems from what here follows, as well as from what precedes, that this may be a mistranscription, for رَحَى القَوْمِ or رَحَى العَرَبِ.] b16: رَحَى الحَرْبِ signifies (tropical:) The most vehement part [or the thickest] of the fight; syn. حَوْمَتُهَا: (S, Msb:) in the K it is said that الرَّحَى signifies حَوْمَةُ الحَرْبِ, and مُعْظَمُهُ; as also ↓ المَرْحَى: but it seems that there is an omission; for الحرب is [generally] fem., and in the M it is said that رَحَى المَوْتِ signifies مُعْظَمُهُ [app. meaning the main stress, or the thickest, of death in battle]. (TA.) In a saying relating to 'Alee's having made an end of الجَمَلِ ↓ مَرْحَي, this expression is expl. by A 'Obeyd as meaning The place around which revolved the thickest of the fight (المَوْضِعُ الَّذِي دَارَتْ عَلَيْهِ رَحَي الحَرْبِ) [in the Battle of the Camel]. (TA.) And دَارَتْ عَلَيْهِ رَحَي المَوْتِ [which may be rendered (assumed tropical:) The main stress of death beset him round about] meansdeath befell him. (Msb, TA.) رَحْيَةٌ [or حَيَّةٌ رَحْيَةٌ meaning A serpent folding, or coiling, itself, so as to resemble a neck-ring]: see رَحَّةٌ, in art. رح.

رَحَآءٌ: see رَحًي, first sentence.

رُحَيَّةٌ dim. of رَحًي, q. v. (Zj, Msb.) قَصْعَةٌ رَحَّآءُ A shallow, or a wide, [bowl such as is termed] قصعة. (TA. [It is there mentioned in art. رحو, but belongs to art. رح q. v.]) مَرْحًي A place of a mill or mill-stone. (MA.) b2: See also رَحًي (near the end of the paragraph), in two places. b3: [Accord. to Freytag, it occurs in the Deewán of the Hudhalees as meaning (assumed tropical:) A place where any one stands firmly.]

مُرَحٍ A maker of mills or mill-stones. (K, TA.) A2: And Moisture in the ground to the extent of a palm. (AHn, TA.)
رحم

(الرَّحْمَة) بالفَتْح، (ويُحَرَّك) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: (الرِّقَة) . قَالَ الرَاغِب: " الرَّحْمة: رِقَّة تَقْتَضِي الْإِحْسَان إِلَى المَرْحُوم، وَقد يُسْتَعْمَل تارَةً فِي الرِّقَّة المُجرَّدة وتَارةً فِي الْإِحْسَان المُجَرَّد وَتارَة فِي الْإِحْسَان المُجَرَّد عَن الرِّقَّة، نَحْو: رَحِم الله فُلانًا. وَإِذا وُصِف بِهِ البَاري فَلَيْسَ يُرَاد بِهِ إِلَّا الْإِحْسَان المُجَرَّد دُون الرِّقَّةَ، وعَلى هَذَا رُوِي أنّ الرَّحْمة من الله إنْعام وإفْضال، وَمن الآدَمِيّين رِقَّة وتَعَطّف، وعَلى هَذَا قَوله [
] ذَاكِراً عَن رَبّه:
" أَنّه [لَمَّا] خَلَق الرَّحِم قَالَ [لَهُ] : أَنَا الرَّحْمنُ، وَأنْتِ الرَّحِم، شَقَقْتُ اسمَكِ من اسْمِي، فَمَنْ وَصَلكِ وَصَلْتُه، وَمن قَطَعَكِ قَطَعْتُه "، فَذلِك إِشَارَة إِلَى مَا تَقَدَّم، وَهُوَ أَنَّ الرَّحْمَة مُنْطَوِية على مَعْنَيَيْن: الرِّقَّة والإِحسان، فَرَكَّز تَعالَى فِي طَبائِع النَّاس الرِّقَّة، وتَفرَّد بالإِحسان، فصارَ كَمَا أنّ لَفْظ الرَّحِم من الرَّحْمَة فمَعْناه المَوْجُود فِي النّاس من المَعْنَى المَوْجُود لِله، فَتَنَاسَب مَعْنَاهُما تَنَاسُبَ لَفْظَيْهما " انْتهى. وَقَالَ الحَرّالي: الرَّحْمَة: نِحْلَة مَا يُوافِي المَرْحُوم فِي ظَاهره وبَاطِنه، أَدْناه كَشْفُ الضُّرِّ وكَفّ الأَذَى، وَأَعْلاه الاخْتِصَاص برَفْع الحِجاب.
وَقَالَ القَاشَانِي: الرَّحْمَةُ على قِسْمَيْن: امْتِنَانِيَّة ووجُوبِيَّة، فالامْتِنَانِية هِيَ الرَّحْمَة المُفِيضة للنّعم السَّابِقَة على العَمَل، وَهِي الَّتِي وَسِعَت كُلَّ شَيْء، وَأما الوُجُوبِيَّة فَهِيَ المَوعودَة للمُتَّقِين والمُحْسنين فِي قَوْلِه تَعالى: {فسأكتبها للَّذين يَتَّقُونَ} ، وَفِي قَولِه تَعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} قَالَ: وَهِي دَاخِلَة فِي الامْتِنانِيَّة؛ لِأَن الوَعدَ بهَا على العَمَل مَحْض المِنَّة، وَفِي تَفْسِير الإِمَام أَبِي إِسْحَاق أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الثَّعْلَبِي: إرادةُ اللهِ الخَيْرَ بأَهْله، وَهِي على هذَا صَفَةُ ذَات، وَقيل: تَرْكُ العُقُوبة لِمَنْ يَسْتَحِقُّ العُقوبة وإِسداءُ الخَيْر إِلَى من لَا يَسْتَحِق، وعَلى هَذَا صِفَة فِعل، (و) قولُ المُصَنّف: الرَّحْمَةُ: (المَغْفِرة، و) الرَّحْمَةُ: (التَّعَطُّف) فِيهِ تَخْصِيص بعد تَعْمِيم كَمَا يَظْهَر من سِياق عِبارة الرَّاغِب.
وَقَوله تَعالَى: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتنَا} ، قَالَ ابنُ جِنِّي: هَذَا مَجاز، وَفِيه الأَوْصاف ثَلاثَة: السَّعَةُ، والتَّشْبِيه، والتَّوْكِيد. أما السَّعَة فلأَنّه كأَنّه زادَ فِي أَسْماءِ الجِهات والمَحالّ اسْمًا هُوَ الرَّحْمَة. وَأما التَّشْبِيهُ فلأَنَّه شَبَّه الرَّحْمَة وَإِن لم يَصِحّ الدُّخُول فِيهَا بِمَا يَجوُز الدُّخول فِيهِ؛ فَبِذلِك وَضَعَها مَوْضِعَة. وأَمّا التَّوْكِيدُ فلأَنَّه أَخْبَرَ عَن العَرَض بِمَا يُخْبَر بِهِ عَن الجَوْهَر، وَهَذَا تَغالٍ بالعَرَض، وتَفْخِيم مِنْهُ، إِذْ صِيَر إِلَى حَيّز مَا يُشاهَد ويُلْمَس ويُعايَن (كالمَرْحَمَة) ، وَمِنْه قَوْله تَعالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ وَتَوَاصَوْا بالمرحمة} أَي: أوصَى بَعضُهم بَعْضًا بِرَحْمة الضَّعِيف والتَّعَطُّف عَلَيْهِ، (والرُّحْم بالضَّم، و) الرُّحُمُ (بِضَمَّتَين) .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْلِه تَعالَى: {وَأقرب رحما} أَي أقرب عَطْفًا وأمسّ بالقَرَابة، وَأنْشد:
(فَلاَ ومُنَزِّل الفُرْقَان ... مالَكَ عِنْدَها ظُلْمُ)

(وكَيْفَ بِظُلْم جَارِيَةٍ ... وَمِنْهَا اللِّينُ والرُّحْمُ)

وَقَالَ رؤبة:
(يَا مُنْزِل الرُّحْمِ على إِدْرِيسِ ... )

وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء (وأَقْرَبَ رُحُمًا) بالتَّثْقِيل، واحتَجَّ بِقَوْلِ زُهَيْر يَمْدح هَرِمَ بنَ سِنان: (وَمن ضَرِيبَتهِ التَّقْوى ويَعْصِمُه ... من سَيِّئِ العَثَراتِ اللهُ والرُّحُم)

وَهُوَ مثل عُسْر، وعُسْر.
(والفِعْل) من كُلّها رَحِم (كَعَلِم، ورَحَّم عَلَيْهِ تَرْحِيماً. وتَرَحُّمًا. (والأُولَى) هِيَ (الفُصْحَى، والاسْمُ الرُّحْمَى) بالضَّم: (قَالَ لَهُ رَحِمَه الله) ، ونَصّ الجَوْهَرِي: وَقد رَحِمْتُه وتَرَحَّمْت عَلَيْهِ، وَلم يذكر رَحَّمَه الله تَرْحِيماً. وَظَاهر إطْلاقه يَدُلّ على أنّ تَرَحَّم عَلَيْهِ فَصِيحَة لأَنّه شَرَط فِي كِتَابه أَن لَا يذكر إلاّ مَا صَحَّ عِنْده. ونَقَل شَيْخُنا عَن العُبَاب للصَّاغَانِي أنّ تَرَحَّمْت عَلَيْهِ لَحْن، والصِّواب: رَحَّمْتُه تَرْحِيماً، وَكَذَا قَالَ الصَّيْدَلاَنِي، أَنه لَا يُقَال: تَرَحَمَّتْ بل رَحَّمْت. قَالَ: وَفِي التَّرَحُّم مَعْنَى التّكَلُّف، فَلَا يُطْلَق على الله تَعالَى، ورَدَّه جَماعَةٌ من المُحَقِّقِين بأَنَّه وارِدٌ فِي الأَحَادِيث الصَّحِيحَة، وبأَنَّ صِيغَة التَّفَعُّل لَيست خَاصَّة يالتَّكَلُّف، بل تَكُون لغَيْره كالتَّوحُّدِ والتَّكَبُّر، وَنَقله الشِّهابً مَبْسُوطًا فِي مَواضِع من شَرْحِ الشّفاء، ولشَيْخ شُيُوخِنا الإِمَام أبي السُّرور سَيِّدي العَربيّ الفَاسِيّ فِي ذلِك رِسالة، نقل خُلاصَتَها شَيْخُنا سَيِّدي المَهْدِي الفَاسِي فِي شُروحه لِدَلائِل الخَيْرات. انْتهى سِياقُ شَيْخِنا.
قلت: وَفِي نَقْلِه عَن العُبَاب نَظَر؛ لأَن مُصَنِّفه وَصَل إِلَى تركيب " بكم " وبقى مَا بَعْده ناقِصًا؛ لِأَنَّهُ اختَرَمَتْه المَنِيّةُ كَمَا سَبَق ذَلِك، ولَعلًّه سَاق هذِه الْعبارَة فِي تَرْكيب آخر مِنْ كِتابه بمُناسبة أَو فِي كِتابٍ آخر من مُصَنَّفَاته اللُّغَوِيَّة، فَتَــأمَّل ذلِك. وقَولُه: بل تكون لغَيْرِه كالتَّوَحُّد والتَّكَبّر. قلت: أَي: لِلْمُبالَغَة والتَّكْثِير، فَالْأولى جعل هذِ اللَّفْظَة فِي حَدِيث الصَّلاة من هذَا القَبِيل كَمَا حَقَّق ذلِك بعض أَصْحَابنَا. وحاصِلُ مَا فِي شَرْح الدَّلائل للفَاسِي مَا نَصّه: تَرحَّم: لَغَة غَيْر فَصِيحة. وَقيل: لَحْن، وقِيل مَعَ كَوْنِها لَا يَصِح إطْلاقِها على اللهِ تَعالى لِمَا فِيهَا من التَّكَلُّف. وَقيل: إنَّ ذَلِك جَارٍ على إرَادَةِ المُشاكَلَة أَو المُجَازاة أَو نَحْوِهما؛ لأنَّ التَّرَحُّم هُنَا سُؤَال الرَّحْمة وَمن الله إعطاؤها، وَفِي الحَدِيث الْمَذْكُور الدُّعاء للنَبِيَّ [
] بالرَّحْمَة والمَغْفِرة، وَهِي مَسْأَلة مُختَلَف فِيهَا، والحَقُّ مَنْعُ ذَلِك على الانْفِراد، وجَوازُه تَبعًا للصَّلاة وَنَحْوِها.
(و) الرَّحَمُوت، فَعَلُوت من الرَّحْمَة، يُقَال: (رَهَبُوتٌ خَيْر لَك من رَحَمُوت، لم يُسْتَعْمَل) هَذِه الصِّيغَة (إِلَّا مُزْدَوِجًا) وَهُوَ مَثَل من أَمثالِهم (أَي: أَنْ تُرْهَبَ خَيْر لَك مِنْ أَنْ تُرْحَم) ، نَقله الجَوْهَري.
(و) قَوْله تَعالَى: {وَالله يخْتَص برحمته من يَشَاء} . (أَي) : يَخْتَص (بنُبُوِّتِه) مِمَّن أخبرَ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّه مُصْطَفًى مُخْتار. (والرِّحْم، بالكَسْر، وَككَتِف: بَيْت مَنْبِت الوَلَد، وَوِعاؤُه) فِي البَطْن، كَمَا فِي المُحْكَم. وَأنْشد لِعَبِيد:
(أعاقِرٌ كَذَاتِ رِحْمٍ ... أم غانِمٌ كَمَنْ يَخِيبُ)

واقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَة الثَّانِيةَ فَقَالَ: الرَّحِم: رَحِمُ الأُنثى، وَهِي مُؤَنَّثَة. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُ تَأْنِيثِ الرَّحم قَولُهم: الرَّحِمُ مَعْقُومَة، وقَوْلُ ابنِ الرِّقاع:
(حَرْفٌ تَشَذَّر عَن رَيَّان مُنْغَمِسٍ ... مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْه رِحْمُها الجَمَلاَ) قُلتُ: وَفِيه أَيْضا شَاهِدٌ على كَسْرِ الرّاء من رَحِم.
(و) من الْمجَاز: الرّحِم: (القَرَابة) تَجْمَع بَنِي أَب، وبَيْنَهُما رَحِمٌ أَي: قَرَابة قَرِيبَة، كَذَا فِي التَّهْذِيب. قَالَ الجَوْهَرِي: والرِّحْم، بالكَسْر، مثله. وَأنْشَدَ الأَعْشَى:
(أمًّا لِطالبِ نِعْمَةٍ يَمَّمْتَها ... ووِصالَ رِحْمٍ قد بَردتَ بِلالَها)

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ومِثلُه لقَيْل بنِ شمرو بنِ الهُجَيْم:
(وَذي نَسَبٍ ناءٍ بَعِيد وَصَلْتُه ... وَذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلالها)

قَالَ: وبِهذا البَيْتِ سُمِّي بُلَيْلاً، وأنشدَ ابنُ سِيدَه:
(خُذُوا حِذرَكم يَا آل عِكْرِم واذْكُرُوا ... أواصِرَنا والرِّحمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ)

وَذهب سِيبَوَيْه إِلَى أنَّ هَذَا مُطَّرِد فِي كل مَا كَانَ ثَانِيه من حُرُوف الحَلْق.
(أَو) الرَّحِمُ: (أَصْلُها وَأَسْبابُها) . ونَصّ المُحْكَم: والرَّحِمُ: أسبابُ القَرابةِ، وأَصلُها الرِّحِم الَّتِي هِيَ مَنْبِت الوَلَد وَهِي الرَّحِم، فَقَوْلُه: وأصلُها، لَيْسَ من تَفْسِير الرِّحِم كَمَا زَعَمه المُصنّف، فَتَــأَمَّل ذَلِك بَدِقَّة تَجِدْه، وَيَدُلّ لذلِكَ أَيْضا نَصُّ الأَساس: " هِيَ عَلاقَة القَرابَة وَسَبَبُها ". انْتَهَى. وَقَالُوا: حَزَاك اللهُ خَيْرًا. والرَّحِمُ والرَّحِمَ بالرَّفْع والنَّصْب، وجَزَاكَ شَرٍّ اوالقَطِيْعَةَ بالنَّصْبِ لَا غَيْر. وَفِي الحَدِيث:
" أنّ الرَّحِم شِجْنَة مُعَلَّقة بالعَرْش تَقولُ: اللَّهُمّ صِلْ من وَصَلَني، واقْطَع مَنْ قَطَعَنِي ". وَفِي الحَدِيث القُدْسِيِّ: قَالَ اللهُ تَعالى لَمِّا خَلَقَ الرَّحِم: " أَنا الرَّحْمنُ، وَأَنت الرَّحمُ، شَقَقْتُ اسمَك من اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَك وَصَلْته، وَمن قَطَعَك قَطَعْتُه " ويُرْوَى: بَتَتّه، وَقد تَقَدَّم. وَفِي الحَدِيث: " مَنْ مَلَك ذَا رَحِم مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: " ذُو الرَّحِم هُوَ الأَقارِب، وَيَقَع على كُلّ مَنْ يَجْمَع بَيْنَك وَبَيْنَه نَسَب، ويُطْلق فِي الفَرائِض على الأَقارب من جِهَة النِّساء، يُقَال: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم، وَهُوَ من لَا يَحِلّ نِكاحُه كالأُمِّ والبِنْتِ والأَخْتِ والعَمَّةِ والخَالَةِ. وَالَّذِي ذَهَب إِلَيْهِ أكثرُ العُلَماء من الصَّحَابَة والتَّابِعيِن وَأَبُو حَنِيفة وَأصْحابُه وأحمدُ أَنَّ مَنْ مَلَك ذَا رَحِم مَحْرَمٍ عَتَق عَلَيْهِ ذَكَرًا كَانَ أَو أُنْثَى، قَالَ: وَذهب الشافِعِيُّ وغَيرُه من الأئِمَّة والصَّحابة والتَّابِعِين إِلَى أَنه يَعْتِق عَلَيْهِ الأولادُ والآباءُ والأمهاتُ، وَلَا يَعْتِق عَلَيْهِ غَيْرُهم.
(ج: أَرحامٌ) ، لَا يُكَسَّر على غير ذَلِك، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام} ، قَالَ: الأزهريّ: مَنْ نَصَبَ أَرَادَ: واتَّقوا الأرحامَ أَن تَقْطَعُوها، ومَنْ خَفَض: أَرَادَ تَسَاءَلُون بِهِ وبالأَرْحامِ، وَهُوَ قَوْلك: نَشَدْتُك باللهِ وبالرّْحِم.
(وأُمّ رُحْم، بالضَّمّ، وأُمُّ الرُّحْم) مَعُرَّفا باللاَّم: (مَكَّة) ، قد جَاءَ هكَذا فِي الحَدِيث أَي: هِيَ أَصْلُ الرَّحْمَة.
(والمَرْحُومَة: المَدِينة شَرَّفَها اللهُ تَعالَى) وَصَلَّى على سَاكِنها، يَذْهَبُون بِذلِك إِلَى مُؤْمِني أهْلِها.
(والرَّحُومُ، والرَّحْماءُ) مِنَّأ، وَمن الإِبِل والشَّاءِ: (الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بَعْد الوِلادَةِ) ، وَلم يُقَيِّده فِي الْمُحكم بِالْولادَةِ، وقيَّده اللِّحياني، ونَصُّه: نَاقَةٌ رَحُومٌ هِيَ الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بعد الوِلادةِ، (فتَمُوت مِنْهُ) ، وَفِي الصّحاح: بَعْد النِّتاج، (وَقد رَحُمَت كَكَرُم، وفَرِح، وَعُنِي) ، واقتَصَر الجوهريّ على الأُولَيَيْن (رَحامَةً وَرَحْمًا) بَفَتْحِهما، (ويُحَرَّك) ، الأول مَصْدَر رَحُم، كَكَرُم، وَالثَّانِي مَصدر رحُِم، كَعَنِي، والثالِثُ مَصْدَر رِحِم كفرح، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْر غَيْرُ مُرَتَّب، وكُلُّ ذَاتِ رَحِم تُرْحَم: (أَو هُوَ) أَي الرَّحِم (دَاءٌ يأخُذُ فِي رَحِمها فَلَا تَقْبَل اللِّقَاحَ، أَو أَنْ تَلِد فَلَا يَسْقُط سَلاَها) ، وَهَذَا قَولُ اللِّحْيانيّ، لكنه فَسّر بِهِ الرُّحام، كَغُراب، ونَصٌّ هـ: الرُّحَامُ فِي الشَّاءِ: أَن تَلِدَ إِلَى آخرِ العِبارة، فَفِي سِياقِ المُصَنّف مُخالَفَةٌ لَا تَخْفَى، ثمَّ قَالَ اللِّحْيانيّ: (وشَاةٌ راحِمٌ: وارِمَةُ الرَّحِمِ) ، وَعَنْز راحِمٌ.
(ومحمدُ بنُ رَحْمَوَيْهِ كَعَمْرَوَيْهِ) البُخارِيّ.
(ورُحَيْمٌ، كَزُبَيْر: ابنُ مَالك الخَزْرَجِيّ) ، سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الغَنِي بنُ سَعِيد، (و) رُحَيْم (بنُ حَسَن الدِّهْقان) الكُوفِيّ، عَن عُبَيْدِ بنِ سِعِيدٍ الأمويّ.
(ومَرْحُومُ) بنُ عبد الْعَزِيز البَصْرِيّ (العَطّار) عَن أَبِي عِمْرانَ الْجونِي وثَابِت، وَعنهُ ابنُ المَدِيني وبِنْدار، وأحمدُ بنُ إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ثِقَة عَبّاد، تُوفِّي سنةَ ثمانٍ وثَمانِينَ ومِائة: (مُحَدِّثون. ورَحْمَةُ: من أسمائِهِن) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَراحَمَ القَومُ: رَحِمَ بَعْضُهم بَعْضًا، نَقله الجوهَرِيُّ.
والرَّحْمَةُ: الرِّزْقُ، وَبِه فُسِّر قَولُه تَعالَى: {وَلَئِن أذقنا الْإِنْسَان منا رَحْمَة ثمَّ نزعناها مِنْهُ} وسُمِّي الغَيْثُ رَحْمَةً لأَنَّه بِرَحْمَتِهِ يَنْزِل من السّماء.
وقَولُه تَعالَى: {وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة} أَي: حَيًا وخِصْبًا بعد المَجاعَةِ.
واستَرْحَمَه: سَأَله الرَّحْمَة، وَرجل مَرْحُوم، ومُرَحَّم، شُدِّدَ للمُبالغة، نَقَله الجوهَرِيُّ.
من أَسمائِه تَعالَى: الرَّحْمنُ والرَّحيم، بُنِيت الصِّفَةُ الأولى على فَعْلان، لأنَّ مَعْناه الكَثْرة، وَذَلِكَ لِأَن رَحْمَتَه وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين.
وَقَالَ الزَّجَاج: الرَّحْمنُ: اسمٌ من أَسماءِ اللهِ عَزَّ وَجل مَذْكُور فِي الكُتُب الأُول، وَلم يَكُونُوا يَعرِفُونه من أَسْماءِ الله تَعَالَى. قَالَ أَبُو الحَسَن: أُراه يَعْنِي أصحابَ الكُتُب الأُوَل، ومَعْناه عِنْد أَهْلِ اللُّغة: ذُو الرَّحْمة الَّتِي لَا غايَة بَعْدَها فِي الرَّحمة. ورَحِيمٌ فَعِيل بِمَعْنى فَاعِل، كَمَا قَالُوا سَمِيعٌ بِمَعْنى سَامِع. وَلَا يجوز أَن يُقال: رَحْمن إِلاّ لله عَزَّ وَجَلّ، وَحَكى الأزْهَرِيُّ عَن أَبِي العَبَّاس فِي قَولِه تَعالَى: {الرَّحْمَن الرَّحِيم} : " جمع بَينهمَا لأَن الرَّحْمَن عِبْرانِيّ، والرحيم عرَبِيٌّ، وأنشَدَ لِجَرِير:
(لن تُدْرِكُوا المَجدَ أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُو ... بالخَزِّ أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانَا) (أَو تَتْرُكون إِلَى القَسَّين هِجْرَتَكم ... ومَسْحَكم صُلْبَهَم رَحمانَ قُرْبانا)

وَقَالَ الجوهريّ: " هما اسمَان مُشْتَقَّان من الرَّحْمة، ونَظِيرُهما فِي اللَّغَة: نَدِيم ونَدْمان، وهما بِمَعْنى، ويَجُوز تَكْرِير الاسْمَيْن إِذا اختَلَفَ اشْتِقَاقُهما على جِهَة التَّوْكِيد، كَمَا يُقَال: [فلَان] جَادُّ مُجِدُّ، إِلاّ أَنّ الرَّحْمن اسْم مُخَصَّص بِالله، لَا يَجوزُ أَن يُسَمَّى بِهِ غَيرُه، أَلا تَرى أَنه قَالَ: {قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن} فعادَل بِهِ الاسمَ الَّذِي لَا يَشرَكُه فِيهِ غَيرُه، وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّاب يُقَال لَهُ: رَحْمَان اليَمامة.
والرَّحِيمُ قد يكون بمَعْنَى المَرْحُوم كَمَا يَكُون بمَعْنى الرَّاحِم، قَالَ عَملَّسُ ابنُ عَقِيل:
(فأَمَّا إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضّةً ... فإنّكَ مَعْطوفٌ عليكَ رَحيم)

انْتهى.
وَقَالَ ابنُ عَبّاس: " هما اسْمَان رَقِيقان أحدُهما أَرقُّ من الآخِر، فالرَّحْمنُ: الرّقِيق، والرَّحِيم: العاطف على خَلْقِه بالرّزق ". وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِي: وَقد فَرَّق بَينهمَا قَوْم فَقَالُوا: الرَّحْمن: العاطِف على جَمِيع خَلْقِه كافرِهم ومُؤمِنِهم وفَاجِرِهم بِأَنْ خَلَقَهم وَرَزقَهم. والرَّحِيمُ بالمُؤْمِنين خاصَّة بالهِداية والتَّوفِيْق فِي الدُّنيا والرُّؤْيَة فِي العُقْبى. فالرَّحْمنُ خاصُّ اللَّفظِ عامّ المَعْنَى. والرَّحِيمُ عَام اللَّفْظ خاصُّ المَعْنى. فالرَّحْمنُ خاصٌّ من حَيْث إِنَّه لَا يُسَمَّى بِهِ أحدٌ إِلَّا الله، عَامٌّ من حَيث إِنَّه يَشْمُل جَمِيعَ المَوْجوداتِ من طَرِيقِ الخَلْق والرّزقِ والنِّفْعِ والدَّفْع. والرَّحِيمُ عامٌّ من حَيْث اشْتِراك المَخْلُوقين فِي التَّسَمّي بِهِ، خَاصّ من طَرِيق المَعْنَى؛ لأنَّه يرجع إِلَى اللُّطْفِ والتوفيق، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ جَعْفر الصادِقِ: " الرَّحْمنُ اسْم خاصّ لصِفة عامَّة، والرَّحِيمُ اسمٌ عامٌّ لِصِفَة خاصّة ".
قُلْت: وَفِيه مَباحِث استوْفَيْناها فِي شَرْح حَدِيثِ الرَّحْمة المُسَلْسَل بالأَوَّلِيَّة.
والرَّحَمُ، مُحَرَّكة: خُرُوج الرَّحم من عِلَّة، عَن ابنِ الأَعرابي.
والرُّحَامُ، بالضّم: أَن تَلِد الشَّاةُ ثمَّ لَا يَسْقُط سَلاهَا، عَن اللّحياني.
وناقة رَحِمة، كفَرِحة أَي: رَحُوم، وجَمْع الرَّحوم: رُحُم بِضَمَّتَيْنِ، ورجلٌ رَحُومٌ وَامْرَأَة رَحُومٌ أَي رَحِيم.
وحاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَرْحُمَ الطَّوسِيّ، كَيَنْصُر: مُحَدِّث مَشْهُور. وجَمْع الرَّحِيم: الرُّحَماء. وجَمْع المَرْحَمَة: المَراحِم.
والرَّحامَة: مَصْدَر الرَّحِم بمَعْنَى وُصْلَة القَرابَةِ.
وَرَحِمَ الشِّقاءُ، كَفَرِح رَحَمًا فَهُوَ رَحِم: ضَيَّعَه أهلُه بعد عِينَتِه، فَلم يَدْهُنُوه، ففَسَد، فَلم يَلْزِم المَاء.
وكَزُبَيْر: رُحَيْم بنُ أَبِي مَعْشَر الكُوفِيّ، رَوَى عَنهُ عُبَيْد بنُ غَنّام، وعبدُ الرَّحْمن بنُ عَبَّاد المعولي البَصْرِي يعرف بُرحَيْم، حَدَّث عَن عَبْدِ القاهر بنِ شُعَيْب بنِ الحَبْحَاب.
وبفتح الرَّاء: المَلِك الرَّحيم فِي بَنِي بُوَيه صاحِب المَوْصل.
ورَحْمَةُ بنُ مُصْعَب الواسِطِيّ، مُحَدِّث ضَعِيف.
ومَحَلَّة عَبْدِ الرَّحْمَن، وتعرف بالرَّحْمانِيّة: قَرْيَة على نِيلِ مَصر، وَقد دَخَلتُها.
(رحم) عَلَيْهِ دَعَا لَهُ بِالرَّحْمَةِ
(ر ح م)

الرحمَةُ: الرقة. والرحمَةُ الْمَغْفِرَة. وَقَوله تَعَالَى فِي وصف لقرآن: (هُدىً ورحْمَةً لقَومٍ يُؤْمنونَ) أَي فصلناه هاديا وَذَا رَحْمَة. وَقَوله تَعَالَى: (ورَحْمَةٌ للذينَ آمَنُوا منكُم) أَي هُوَ رَحْمَةٌ لِأَنَّهُ كَانَ سَبَب إِيمَانهم.

رحِمَهُ رُحْما ورَحْمةً ورَحَمَةً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، ومَرْحَمَةً. وَقَوله تَعَالَى: (إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَريبٌ مِن المُحسنين) فَإِنَّمَا ذكر على النّسَب. وَكَأَنَّهُ اكْتفى بِذكر الرَّحْمَةِ عَن الْهَاء، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لِأَن تَأْنِيث غير حَقِيقِيّ.

وَالِاسْم الرُّحْمَى.

وَفِي الْمثل: رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ، أَي أَن تُرهب خير من أَن تُرْحَمَ، لم يسْتَعْمل على هَذِه الصِّيغَة إِلَّا مزوجا.

وترحَّمَ عَلَيْهِ، دَعَا لَهُ بالرَّحْمةِ. واسترحَمَه، سَأَلَهُ الرحْمةَ. وَقَوله عز وَجل: (وأدخَلناه فِي رَحْمتِنا) قَالَ ابْن جني: هَذَا مجَاز، وَفِيه من الْأَوْصَاف ثَلَاثَة: السعَة والتشبيه والتوكيد، أما السعَة فَلِأَنَّهُ كَأَنَّهُ زَاد فِي أَسمَاء الْجِهَات والمحال اسْما هُوَ الرَّحمَةُ، وَأما التَّشْبِيه فَلِأَنَّهُ شبه الرَّحمَةَ، وَإِن لم يَصح الدُّخُول فِيهِ، فَلذَلِك وَضعهَا مَوْضِعه، وَأما التوكيد فَلِأَنَّهُ اخبر عَن الْعرض بِمَا يخبر بِهِ عَن الْجَوْهَر وَهَذَا تعال بِالْعرضِ وتفخيم مِنْهُ إِذا صَبر إِلَى حيّز مَا يُشَاهد ويلمس ويعاين، أَلا ترى إِلَى قَول بَعضهم فِي التَّرْغِيب فِي الْجَمِيل: وَلَو رَأَيْتُمْ الْمَعْرُوف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا، كَقَوْل الشَّاعِر:

وَلم أرَ كالمعروفِ، أمَّا مَذاقُه ... فَحُلوٌ، وأمَّا وَجهُه فَجميلُ

فَجعل لَهُ مذاقا وجوهرا، وَهَذَا إِنَّمَا يكون فِي الْجَوَاهِر، وَإِنَّمَا يرغب فِيهِ وينبه عَلَيْهِ ويعظم من قدره بِأَن يصوره فِي النَّفس على أشرف أَحْوَاله وأنوه صِفَاته، وَذَلِكَ بِأَن يتَخَيَّر شخصا مجسما لَا عرضا مُتَوَهمًا.

وَقَوله تَعَالَى: (واللهُ يختصُّ برَحمتِه مَنْ يَشاء) مَعْنَاهُ، يخْتَص بنبوته مِمَّن أخبر عز وَجل انه مصطفى مُخْتَار.

وَالله الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ: بنيت الصّفة الأولى على فعلان لِأَن مَعْنَاهُ الْكَثْرَة، وَذَلِكَ لِأَن رَحمته وسعت كل شَيْء. فَأَما الرَّحِيم فَإِنَّمَا ذكر بعد الرَّحْمَن لِأَن الرَّحْمَن مَقْصُور على الله عز وَجل، والرحيم قد يكون لغيره، قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّمَا قيل: (بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ) فجيء بالرَّحيم بعد استغراق الرَّحمن معنى الرَّحمة، لتخصيص الْمُؤمنِينَ بِهِ فِي قَوْله: (وكَانَ بالمؤْمِنيَن رَحيما) كَمَا قَالَ: (اقْرَأ باسمِ ربِّك الَّذِي خَلَق) ثمَّ قَالَ: (خَلَق الإنسانَ من عَلَقٍ) فَخص بعد أَن عَم، لما فِي الْإِنْسَان من وُجُوه الصِّنَاعَة ووجوه الْحِكْمَة. وَنَحْوه كثير، وَقد استقصيت شرح ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " عِنْد ذكر أَسْمَائِهِ الْحسنى، قَالَ الزّجاج: الرَّحْمَن اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى مَذْكُور فِي الْكتب الأول وَلم يَكُونُوا يعرفونه من أَسمَاء الله. قَالَ: أَبُو الْحسن: أرَاهُ يَعْنِي أَصْحَاب الْكتب الأُول، وَمَعْنَاهُ عِنْد أهل اللُّغَة ذُو الرحْمةِ الَّتِي لَا غَايَة بعْدهَا فِي الرحْمَةِ، لِأَن فعلان بِنَاء من أبنية الْمُبَالغَة.

ورحيمٌ، فعيل بِمَعْنى فَاعل كَمَا قَالُوا: سميعٌ بِمَعْنى سامع، وقدير بِمَعْنى قَادر. وَكَذَلِكَ رجل رَحُومٌ وامرأةٌ رَحُومٌ.

وَمَا أقرب رُحْمَ فلَان، أَي مَا أرْحَمهُ وأبرَّه. وَفِي التَّنْزِيل: (وأقْرَبَ رُحْما) وقرئت: رُحُما.

وأمُّ الرِّحْمِ: مَكَّة.

والمرحومةُ: من أَسمَاء مَدِينَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يذهبون بذلك إِلَى مؤمني أَهلهَا.

والرَّحِمُ والرَّحْمُ: منبت الْوَلَد ووعاؤه فِي الْبَطن، قَالَ عبيد: أعاقِرٌ كَذاتِ رِحْمٍ ... أم غانِمٌ كمنْ يَخيبُ؟

كَانَ يَنْبَغِي أَن يعادل بقوله: ذَات رِحْمٍ، نقيضتها فَيَقُول: أغير ذَات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، وَهَكَذَا أَرَادَ لَا محَالة، وَلكنه جَاءَ بِالْبَيْتِ على الْمَسْأَلَة، وَذَلِكَ إِنَّهَا لما لم تكن العاقر ولودا، صَارَت، وَإِن كَانَت ذَات رحِمٍ، كَأَنَّهَا لَا رحِمَ لَهَا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أغير ذَات رِحْمٍ.

وَالْجمع أرْحامٌ، لَا يكسر على غير ذَلِك.

وَامْرَأَة رَحُومٌ: إِذا اشتكت بعد الْولادَة وَالْجمع رُحُمٌ، وَقد رحِمَت رَحَما ورُحِمَتْ رَحْما. وَكَذَلِكَ العنز وكل ذَات رَحِمٍ تُرحم، وناقة رَحومٌ، كَذَلِك. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هِيَ الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بعد الْولادَة فتموت. وَقد رَحُمَتْ رَحامةً ورَحِمَت رَحَما، وَهِي رَحِمَةٌ، ورُحِمَت رَحْما. وَقيل: هُوَ دَاء يَأْخُذ فِي رَحِمِها فَلَا تقبل اللقَاح. وَقَالَ الَّلحيانيّ: الرُّحامُ أَن تَلد الشَّاة ثمَّ لَا يسْقط سلاها.

وشَاة راحِمٌ: وارمة الرَّحِمِ.

وَيُقَال: أعيى من يَد فِي رحِمٍ، يَعْنِي الصَّبِي، هَذَا تَفْسِير ثَعْلَب.

والرَّحِم أَسبَاب الْقَرَابَة، وَأَصلهَا الرَّحِمُ الَّتِي هِيَ منبت الْوَلَد، وَهِي الرِّحْمُ، قَالَ: خُذُوا حذركُمْ يَا آل عكرم واذْكُرُوا أواصرنا، والرِّحْمُ بِالْغَيْبِ تذكر وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن هَذَا مطرد فِي كل مَا كَانَ ثَانِيَة حرف حلق، بكرية، وَالْجمع مِنْهُمَا أرحامٌ.

وَقَالُوا جَزَاك الله خيرا والرَّحِمُ والرَّحِمَ، بِالرَّفْع وَالنّصب، وجزاك الله شرا والقطيعة، بِالنّصب لَا غير.

وَهِي أُنْثَى، وَفِي الحَدِيث: " إِن الرَّحِمَ شجنة معلقَة بالعرش، تَقول اللَّهُمَّ صِلْ من وصلني واقطع من قطعني ".

ورحِمَ السقاء رَحَما فَهُوَ رَحِمٌ: ضيعه أَهله بعد عينته فَلم يدهنوه حَتَّى فسد فَلم يلْزم المَاء.

ومرْحومٌ وَرَحِيم: اسمان.

كدو

كدو
من (ك د د) تمليح للكد، أو نسبة فارسية إليه بمعنى الجهد والتعب.

كدو


كَدَا(n. ac. كَدْو [ ]كُدُوّ [] )
a. Was hard; was poor, unproductive ( ground).
b.(n. ac. كِدَآء
[كِدَاْو]), Prevented, stopped.
(ك د و)

كَدَت الأَرْض كَدْوا، وكُدُوّا: أَبْطَأَ نباتها.

وَكَذَا: الزَّرع وَغَيره من النَّبَات: ساءت نِبْتَته.

وكداه البَرْدُ: ردَّه فِي الأَرْض.

وكَدَوت وجهَ الرجل: خَدَشتُه.
(ك د و) : (فِي حَدِيثِ) الْفَتْحِ « أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَئِذٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كُدًى وَدَخَلَ النَّبِيُّ مِنْ كُدًى» الصَّوَابُ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَالْغُورِيِّ كَدَاءٍ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ جَبَلٌ بِمَكَّةَ عَنْ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ (وَكُدَيٌّ) عَلَى لَفْظِ تَصْغِيرِهِ جَبَلٌ بِهَا آخَرُ قَالَ ابْنُ الرُّقَيَّاتِ يُخَاطِبُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ
أَنْتَ ابْنُ مُعْتَلَجِ الْبِطَاحِ ... كُدَيِّهَا وَكَدَائِهَا
وَأَنْشَدَ الْغُورِيُّ
أَقْفَرَتْ بَعْدَ عَبْدِ شَمْسٍ كَدَاءُ ... فَكُدَيٌّ فَالرُّكْنُ فَالْبَطْحَاءُ
(وَأَمَّا) حَدِيثُ فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمْ الْكُدَى فَهِيَ الْقُبُورُ وَرُوِيَ بِالرَّاءِ وَأَنْكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ.
كدو
: (و (} كَدَاه، كرَماهُ: حَبَسَهُ وشَغَلَهُ) .) يقالُ: مَا {كَدَاكَ عنِّي: أَي مَا حَبَسَكَ وشَغَلَكَ.
(و) } كَدَا (وَجْهَهُ) {كَدْواً: (خَدَشَهُ.
(و) قالَ أَبُو زيْدٍ:} كَدَتِ (الأرضُ) {تَكْدُو (} كَدْواً) ، بالفَتْحِ، ( {وكُدُوًّا) ، كعُلُوَ، فَهِيَ} كادِيَةٌ، والجَمْعُ {الكَوادِي: (أبْطَأ) عَنْهَا (نَباتُها) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) } كَدَا (الزَّرْعُ) وغيرُهُ من النَّباتِ: (ساءَتْ نِبْتَتُهُ.
(وضِبابُ {الكُدى: سُمِّيَتْ بِهِ لوَلَعِها بحَفْرِها) ، أَي بحَفْرِ الكُدَى، وَهِي جَمْعُ} كُدْيةٍ للأرْضِ الصُّلْبَةِ.
ويقالُ: ضَبُّ {كُدْيةٍ،} والكُدى يُكتُبُ بالياءِ فالأَوْلى ذِكْرُه فِي الَّذِي تقدَّمَ.
(و) {الكِداءُ، (ككِساءٍ: المَنْعُ والقَطْعُ) ، اسْمٌ مِن} أَكْدَى؛ عَن ابنِ الأعْرابي حَكاهُ عَنهُ ابنُ وَلاَّد فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ.
وحكَى القالِي عَن ابنِ الأنْبارِي: {الكِداءُ: القَطْعُ، وَبِه فَسَّر الآيةَ، قالَ: وعِنْدِي هُوَ المَنْعُ مِن} أَكْدَى الحافِرُ إِذا بَلَغَ {الكُدْيَةَ، ومحلُّ ذِكْرِه الَّذِي تقدَّمَ.
(و) } كَداءٌ (كسَماءٍ: اسْمٌ لعَرَفات) كُلّها عَن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ ابنُ عُدَيْس.
(أَو جَبَلٌ بِأَعْلَى مكَّة) ، وَهِي التَّثنيةُ الَّتِي عِنْد المَقْبرةِ، وتُسَمَّى تلْكَ الناحِيَةِ المعلاة، وَلَا يَنْصرفُ للعِلْمِيَّة والتَّأْنِيثِ؛ كَذَا فِي المِصْباح.
وقالَ نَصْر: قالَ محمدُ بنُ حزمٍ: {كَداءُ، المَمْدودَةُ بأَعْلَى مكَّة عِنْدَ ذِي طوى قُرْبَ شعْبِ الشافِعِيِّين؛ وَابْن الزُّبَيْر عنْدَ قُعَيْقِعَان، (ودخَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مكَّةَ مِنْهُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابِ مِنْهَا.
(و) } كُدَيٌّ، (كسُمَيَ: جَبَلٌ بِأَسْفَلِها وخَرَجَ مِنْهُ) ، وكَوْنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ مِنْهُ؛ هَكَذَا هُوَ فِي كتابِ الجَواهِرِ لابنِ شاسٍ والذَّخِيرةِ للقَرافي؛ ونازَعَهُ ابنُ دَقيقِ العِيدِ فِي شرْحِ العُمْدةِ وقالَ إنَّ التَّثْنِيةَ السُّفْلى الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا هِيَ {كُدًى، بالضمِّ والقَصْر، وليسَ كُدَيًّا، كسُمَيَ، هُوَ السُّفْلى على مَا هُوَ المَعْروفُ؛ وَقد سلمه ابنُ مَرْزُوق فِي شرْحِهِ على العُمْدَةِ وقالَ: هُوَ كَمَا قالَهُ الإمامُ، فتــأَمَّل ذَلِك.
(وَجَبَلٌ آخَرُ بقُرْبِ عرفَةَ.
(و) } كُدًى، (كقُرًى) جَمْعُ قَرْيةٍ، وليسَ هَذَا مِن أَوْزانِهِ؛ وَلَو قالَ كهُدًى كعادَتِه كانَ أَنَصّ على المُرادِ نبَّه عَلَيْهِ شيْخُنا وَهُوَ يُكْتَبُ بالياءِ ويُضافُ إِلَيْهَا فيقالُ: ثَنيةُ كُدًى للتَّخْصِيصِ، قالَ صاحِبُ المِصْباح: ويَجوزُ أَن يُكْتَب بالألِف؛ (جَبَلٌ مَسْفَلَةَ مكَّةَ على طرِيقِ اليَمَنِ.
(! وكَدًى، مَنْقُوصةً كفَتًى، ثَنِيَّةٌ بالطَّائِفِ؛ وغَلِطَ) المُتأَخِّرونَ من المحدِّثين وغيرِهِم) (فِي هَذَا التَّفْصِيلِ، واخْتَلَفُوا فِيهِ على أَكْثَرَ من ثَلاثِينَ قَوْلاً) .
(قُلْت: أَصْلُ الاخْتِلافِ فِي هَذِه الأقْوال من اخْتِلافِ رِوَاياتِ حديثِ دُخُولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مكَّةَ وخُرُوجِه مِنْهَا وتِكْرارِها، وَقد أَبْعَدَ المصنِّفُ المَرْمى فِي سِياقِه وخالَفَ أَئِمَّة الحديثِ واللغةِ، وَالَّذِي صَرَّحَ بِهِ الحافِظُ ابنُ حَجَر فِي مقدِّمَةِ الفَتْح: أنَّه دَخَلَ مِن {كَداء، بالفَتْح مَمْدوداً، وخَرَجَ من} كُدًى، بِالضَّمِّ مَقْصوراً، وهُما جَبَلانِ. ونقَلَ نَصْر فِي مُعْجمهِ عَن محمدِ بنِ حَزْم: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم باتَ بذِي طوى، ثمَّ نَهَضَ إِلَى أَعْلَى مكَّة فدَخَلَ مِنْهَا، وَفِي خُرُوجِه خَرَجَ إِلَى أَسْفَل مكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى المحصبِ، وأَمَّا {كُدَيّ مُصَغَّراً فإنَّما هُوَ لمَنْ خَرَجَ مِن مكَّة إِلَى اليَمَنِ، وليسَ مِن هذَيْن الطَّريقَيْن فِي شيءٍ؛ قالَ: أَخبَرنِي بذلكَ كُلّه أَبُو العبَّاس أَحْمدُ بنُ عُمَر بنِ أَنس العُذْرِي عَن كلِّ مَنْ لَقِيَ مِنْ أَهْلِ المَعْرفَةِ بمكَّة لمواضِعِها مِن أَهْلِ العِلْمِ بالأحاديثِ الوارِدَةِ، انتَهَى.
ومِثْلُه فِي النهايَةِ والمِصْباح، فَفِي النهايَةِ مَا نَصّه فِي الحديثِ: أنَّه دَخَلَ مكَّةَ عامَ الفَتْحِ مِن} كَدَاء ودَخَلَ فِي العُمْرَةِ من {كُدًى.
قُلْت: وَفِي العَيْن: ودَخَلَ خَالِدُ بنُ الوليدِ من} كُدًى {وكَدَاءُ، بالفَتْح والمدِّ، التَّثْنِيَة العُلْيا بمكَّة ممَّا يلِي المَقابرِ، وكُدًى، بالضمِّ والقَصْر، الثنِيَّةُ السُّفْلَى ممَّا يلِي بابَ العُمْرَةِ، وأَمَّا} كُدَيٌّ بالتَّصْغِيرِ فَهُوَ مَوْضِعٌ بأَسْفَل مكَّة. وقالَ صاحِبُ المِصْباح: {كَداءُ، بالفَتْح، والمدِّ، الثنيَّةُ العُلْيا بأَعْلَى مكَّة،} وكُدًى، جَمْعُ {كُدْيةٍ كمُدْيةٍ، ومُدًى، وبالجَمْع سُمِّي موضِعٌ بمكَّة قرْبَ شعْبَةِ الشافِعِيِّين وبالقُرْبِ من الثنيَّةِ السُّفْلى موضِعٌ يقالُ لَهُ} كُدَيٌّ مُصَغّراً، وَهُوَ على طريقِ الخارِجِ من مكَّةَ إِلَى اليَمَنِ، انتَهَى.
وَفِي نسخةٍ مِن شِعْر حسًّان! كَداءُ الثنيَّةِ الَّتِي فِي أَصْلِها مَقْبرةُ مكَّةَ، وَمِنْهَا دَخَل الزُّبَيْر يَوْمَ الفَتْحِ، ودَخَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن شعْبٍ آخر؛ قالَهُ ابنُ عُدَيْس.
وَقد تكرَّرَ ذِكْرُ المَمْدودِ والمَقْصورِ فِي الأحاديثِ وليسَ للمُصغَّرِ ذِكْرٌ فِيهَا فقولُ المصنِّف؛ وكسُمَيَ جَبَلٌ بأَسْفَلِها وَخَرَجَ مِنْهُ، مَنْظورٌ فِيهِ على أَن الحافِظَ ابنَ حَجَرَ ذَكَرَ فِي المقدِّمَةِ، أَنَّه يقالُ فِي المَقْصورِ بصِيغَةِ التَّصْغِيرِ، والأصَح أنَّ الَّذِي بالتَّصْغِيرِ مَوْضعُ آخرُ فِي جِهَةِ اليَمَنِ؛ فظَهَرَ من ذَلِك أنَّه قولٌ مَرْجوحٌ؛ وَكَذَا قوْله: وكقُرًى إِلَى آخرِهِ غَيْر مَشْهورٍ وَلَا مَعْروف، والأصَحّ أنَّه بالتَّصْغير، فتــأَمَّل ذَلِك.
قالَ ابنُ قَيْس الرُّقيَّات:
أنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطاحِ {كُدَيِّها} وكَدائِها وقالَ أَيْضاً:
أَقْفَرَتْ بعدَ عبدِ شَمْسٍ {كَدَاء} فكُدَيٌّ فالرُّكْنُ فالبَطْحاءوقالَ حسَّانُ بنُ ثابتٍ:
عَدِمْنا خَيْلَنا إِن لم تَرَوْهاتُثيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُها {كَداء وقالَ بَشِيرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الأنْصارِي:
فسَلِ الناسَ لَا أَبالَكَ عَنَّايومَ سالَتْ بالمُعْلِمِينَ} كَدَاءُ (و) {الكَدا، (كالفَتَى أَيْضاً: لَبَنٌ يُنْقَعُ فِيهِ التَّمْرُ تُسَمَّنُ بِهِ البَناتُ) ؛) وَفِي التكمِلَةِ: الجَوارِي.
(} وكَدِيَ بالعَظْمِ، كرَضِيَ) ، {كَداً: إِذا (غَصَّ) بِهِ؛ حَكاه ابنُ شُمَيْل.
وقالَ شمِرٌ: إِذا نَشِبَ فِي حَلْقِه.
(و) } كَدِيَ (الفَيصل) ! كَداً: (شَرِبَ اللَّبَنَ فَفَسَدَ جَوْفُه) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الكادِي: البَطِيءُ الجَرْي من الماءِ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وأَصابَ النَّباتُ بَرَدٌ} فَكدَاهُ: أَي ردَّه فِي الأرضِ.
{والكَدَا، كالفَتَى: المَنْعُ؛ قالَ الطِّرمَّاح:
بَلَى ثمَّ لم تَمْلِك مَقادِيرَ سُدِّيَتْ
لنا مِن كَدا هِنْدٍ على قِلَّةِ الثَّمْدِ} وكَدِيَ الكَلْبُ {كَداً: نَشِبَ العَظْمُ فِي حَلْقِه؛ عَن شمِرٍ.
} وكَدا، بالقَصْر: مَوضِعٌ؛ وقيلَ: جَبَلٌ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: دَكا إِذا سَمِنَ، وكَدا إِذا قَطَعَ.

نَظَر القضيَّةَ

نَظَر القضيَّةَ
الجذر: ن ظ ر

مثال: نَظَر القضاة القضية
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «نظر» لم يرد في المعاجم متعديًا بنفسه في معنى التــأمل والتدبر.
المعنى: درسها وتــأمّلــها

الصواب والرتبة: -نظر القضاةُ القضيةَ [فصيحة]-نظر القضاةُ في القضيةِ [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم تعدية الفعل نظر بمعنى: تــأمل بحرف الجر «في»، فقد جاء في التاج: «ونظرت في كذا: تــأملــته»، ومنه قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} الصافات/88، كما جاء في المصباح أن الفعل نظر يتعدى بنفسه إلى المُبْصَرَات ويتعدى إلى المعاني بـ «في». ولكن جاء في القرآن الكريم: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يونس/101 والمعنى: تــأملــوا، وقد تعدى بنفسه ومن ثَمَّ يجوز استعماله متعديًا بنفسه في معنى التــأمل.

خضَّ

خضَّ: خضّ فلاناً بكذا، وخصَّه به: أعطاه شيئاً كثيراً (البكري ص18). وفي حيان - بسام (1 ص 174و): جماعاً للدفاتر مغالياً فيها نفاعاً من خصّه منها شيء (بشيء). وفي الخطيب (ص51 ق): من خَصَّه بها. خصَّه بالسلام: سلَّم عليه (فوك).
وخصّ بمعنى اختار وملك لا يقال خصَّ لفلان فقط (لين، بوشر) بل خصَّ فلاناً أيضاً. ففي معجم بوشر خصَّه.
ما يخصه الشيء: غير مختص به، ولم يعن به، ولم يختص به.
أيش يخصَّك أنت: ما دخلك أنت.
وأخذ كل واحد منهم ما يخصّه (ألف ليلة 4: 481) أي أخذ كل واحد حصته من القسمة.
خَصَّ: فعل مشتق من خُصّ. ففي معجم البلاذري: خَصَّ على قصره خُصَّا من قصب. أي أحاط قصره بسياج من قصب.
وخصَّ: تستعمل في المغرب بمعنى نقص وأعوز (فوك، الكالا، بوشر (بربرية)، هلو)، وفي معجم مارسيل: خصنا الفلوي أي أعوزتنا الفلوس. وفي تاريخ ابن زيان في كلامه عن الكمثري: فوجدها قد نقصت من كمال عدها فقال للجّنان وأين الذي خصَّ فقال يا مولاي أكله الصبي ابني (عددها في مخطوطة فينه، وفي مخطوطتنا عددها. وفي مخطوطة فينة بعد كلمة خص: منها) ..
خصَّص: خص، ضد عمَّ (بوشر).
وخصص الكلمة: خص بها معنى خاصاً. جعلها مصطلحاً لمعنى (بوشر).
وخصّص له: عيّن، قدّر. أتاح له (بوشر).
وتخصيص كنيسة باسم قديس: تقديس، تكريس كنيسة باسم قديس (بوشر).
خاصَّ فلانا: خصّه معروف واختصه به (دي ساسي ديب 11: 15).
تخصص: أصبح متخصصاً أي وجيهاً شريفاً (ابن جبير ص48)، وفي حيان - بسام (1: 30 ق): وحدَّثه أن رجلا يعرف بابن الفارج الوزان كان متخصصاً من العامة وله بالولد أبي بكر هشام المذكور اتصال.
وتخصص: صار مترفاً ومدققاً سواء في طعامه أو أمانته وصدقه وصلاحه (معجم الادريسي).
وفي كتاب الخطيب (ص33 ق): آوياً إلى تخصيص وسكون ودمائه وحسن معاملة. غير أني أرى أن الصواب تخصُّص.
خَصّ: قلة، ضآلة (الكالا).
خُصّ: سياج أو سور من قصب (انظر في خَصَّ) (ابن العوام 2: 228).
وخُصّ والجمع خِصاص وأَخْصاص: عوسج، عُلَّيق. ففي تاريخ البربر (1: 106): بيوت من الخصاص والشجر. وفي رحلة ابن جبير (ص73): بيوت من الاختصاص. ونجد عند البكري الجمع المكسر خصائص ففيه (ص3): وينزل حولها مزاقة ولواتة خصائص وقد ترجمها دي سلان بما معناه أكواخ من العوسج.
خَصَّة: زاهد، عفيف (بوشر) وجمعه خصص (كرتاس ص229، 269).
وخَصّة: قطيعة، أرص زراعية (ترجمة العقد الصقلي لبلو ص9، 12).
وخَصّة وجمعها خِصاص وخُصاص: مصنع، حوض ماء (معجم الادريسي، دوماس حياة العرب ص498، المقري 3: 131) وقد كتبت فيه هصة بالهاء خطأ وكذلك في مخطوطتنا. وتكتب أيضاً خسَّة (انظر الكلمة).
وخَصّة: نافورة (بوشر بربرية) وفيه خسّة.
خُصّة وجمعها خُصَص: حلقة (فوك).
وخُصّة: جار (؟) (فوك) في القسم الأول منه فقط.
خَصاص، واحدته خَصاصة: عناقيد العنب الصغار التي أهل قطافها (أبو الوليد ص521 وما يليها).
خُصُوص. بخصوص: فيما يختص، بشأن يقال، وبخصوص المادة الفلانية أقول إن أي فيما يختص ويتعلق بالمادة الفلانية أقول.
من خصوص: أما، من جهة (بوشر).
قلّة خصوص: عدم الجدارة، وعدم التعلق (بوشر).
وخصوص: وفاق، وفق (هلو).
خَصيص: خليل، صديق حميم مملوك (1، 1: 44): كان خصيصاً به. وهي خصيصة، ففي ألف ليلة (برسل2: 173): وهي خصيصة عندها.
خَصَاصة: جوع (فوك) القسم الأول.
خَصيصَة، وتجمع خصائص: خاصة خاصّية، صفة.
خُصُوصّي: خاص، مخصوص (بوشر).
حق خصوصي: دين ممتاز (بوشر).
وخصوصي: خاص ببلد، مختص لامة (بوشر).
خُصُوصِيَّة: دقة الإحساس، رقة القلب ففي كتاب الخطيب (ص71 ق): كان من أهل السر والخصوصية والصمت والوقار.
خَصّاص: ساكن الخُص وهو البيت من القصب والشجر أو العوسج (تاريخ البربر 1: 150، 2: 38).
خاصّ - ناظر الخاصُ: مراقب. أملــاك السلطان ويقارنه فان جيستل (ص166) بحامل الخاتم، مهردار وهو يكتبها (نادر كاس).
خاصَّة: شئ يمكن أن يستفيد منه النبات بأن يبعد عنه كل العوارض المضرة، وهو أيضاً خاصية (ابن العوام 2: 328).
وخاصّة: ألفة، صداقة حميمة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص313): فأدخله (الأمير) وقربت منه خاصَّتُه. وفي (ص321) منه: غير أن بعض جيراننا كانت له خاصة من القاضي.
وخاصَّة: الملك الخاص (محيط المحيط).
وخاصَّة: ما لا شريك فيه (محيط المحيط). وخاصَّة: جدارة، طاقة، معرفة (بوشر).
وخاصَّة مضافة إلى اسم: بصفة، بمنزلة، بمقام. يقال: خاصَّة سردار أي صفة فريق.
وخاصَّة: لا غير، فقط، ليس إلا (فوك، المقدمة 2: 232) وعند الادريسي ج6 فصل 6: ومقدار هذا الحوت الذي يكون جرمه من ذراع إلى شبر خاصة ولا زائد عليه.
ذو الخاصة: من مصطلح الطب وهو الدواء الخاص لمرض ما (محيط المحيط).
على خاصة: تستعمل مرادفة لعلى زيادة حين يتصل الأمر بزيادة الراتب، يقال مثلاً: وفرض لخمس مائة مقاتل على خاصة عشر دنانير عشر دنانير (معجم البلاذري).
وخاصَّة وجمعها خواص، من مصطلح اللاهوت: اقنوم (الكالا) وفيه الشخص الأقدس مرادف أقْنُوم.
الخواصّ: هم الذين يتمتعون برعاية خاصّة من الله تعالى (ألف ليلة 1: 520).
ناظر الخواص الشريفة: مراقب أملــاك السلطان (دي ساسي طرائف 1: 150).
خاصّي ويجمع على خاصون وخَوَاصّ: بطانة الملك وحشمه (فوك).
خاصَّيَّة: انظر مادة خاصّة.
خَوَّاص: مالك، صاحب (الكالا).
أَخَصّ. صديق أخص: صديقة اكثر ألفة من غيره (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 36).
وأخصّ: أعظم، أكبر، أهم (بوشر).
بالأخص: لاسيما (بوشر).
اختصاص: تخصيص، تعيين (بوشر).
مُخْتَص: الأراضي المملوكة للمدينة (كرتاس ص170، ملر ص10، تاريخ البربر 2: 472) ولم يفهم دي سلان معنى هذه الكلمة في ترجمته (4: 326).

حيك

حيك


حَاكَ (ي)(n. ac. حَيْك)
a. Walked affectedly.
b. see IV
أَحْيَكَ
a. [Fī], Made an impression upon; wounded (
sword ).
حيك: حيَّك: حاك، نسج (همبرت ص78، بوشر). وألجم، نسيج خيوط اللحمة، نيَّر (بوشر).
حَيْك ويجمع على حِياك (شيرب ديال ص295) وحائك: هو في أفريقية رداء فضفاض من حيل: الصوف ويكون عادة أبيض. وهو يرتدي نهارا ويستعمل ليلاً (الملابس 147 - 153).
حيك
الحَيْكُ: النَّسْجُ. وأخْذُ القَوْلِ في القَلْبِ، ما يَحِيْكُ كلامُك فيه وما يُحِيْكُ. والحَيَكانُ: مِشْيَةٌ يُحَرَّكُ فيها الماشي ألْيَتَيْه، رَجُلٌ حَيّاكٌ وامْرَأَةٌ حَيّاكَةٌ. وضَبٌّ حَيَكانَةٌ وحُيَكانَةٌ وحِيَكانَةٌ. والحَيَكى - على وَكَرى -: اسْمٌ منه. وامْرَأةٌ حُيَيْكَةٌ كُيَيْكَةٌ: قَصِيْرَةٌ مُكَتَّلَةٌ.
[حيك] فيه: الإثم ما "حاك" في نفسك، أي أثر فيها ورسخ. ط: أي ما يؤثر في النفس الشريفة القدسية تأثيراً لا ينفك عن تنفير، أي ما لا ينشرح له صدر من شرح الله صدره، دون عموم المؤمنين. ك: وروى: حاك بتشديد من المحاكة. غ: ما "يحيك" كلامك فيه، أي ما يأخذ قلبه. نه فيه: فماكتهم" هذه، الحياكة مشية بتبختر وتثبط، من تحيك في مشيته، ورجل حياك.
ح ي ك

حاك الثوب يحيكه ويحوكه.

ومن المجاز: حاك في مشيته إذا حرك منكبيه، مشية الأفحج، وهو عيب فيه ومدح في المرأة، لدلالته على اللفف. يقال: امرأة حياكة. قال:

حيّاكة تمشي بعلطتين

وضربه بالسيف فما حاك فيه وما أحاك إذا لم يعمل فيه، وكلمه فما حاك فيه كلامه، وفلان لا يحيك فيه النصح ولا يحيك، وما حاك في صدري منه شيء وما حك.
[حيك] الحَيكانُ: مشيُ القصير. وقد حاكَ يَحيكُ حَيَكاناً، إذا حرّكَ مَنكِبيه وفَحَجَ بين رجلَيه في المشي. وضَبَّةٌ حيكانَةٌ أي ضخمة تَحِيكُ إذا سعَتْ. وحاكَ فيه السيفَ وأَحاكَ بمعنىً. يقال: ضربه فما أحاكَ فيه السيفُ، إذا لم يعمل والحَيْكُ: أَخْذُ القَول في القلب. يقال: ما يَحيكُ فيه المَلامُ، إذا لم يؤثِّر فيه. 
(حيك) - في حَديثِ عطاء: "فما حِياَكَتُكم هَذِه؟ قال: زَهْو" [زهو] .
الحِياكَة: مِشْيَةُ تَبخْتُر وتَثبُّط، يقال: رَجلٌ حَيَّاك، وقد تَحيَّك في مِشْيَتِه.
وقال أبو زَيْد: الحَيَكَان الضَّيَطَان: أن يُحرِّك مِنكَبَيْه وخَدَّه حِين يَمشىِ مع كَثْرة لَحْم وقِصَر.
وقيل: هو تَحرِيك الأَليَتَين في المَشْى.
قال:
* حَيّاكَةٌ وَسْط القَطِيع الأَعْرم *
(ح ي ك)

حاكَ الثَّوْب حَيْكاً وحِياكا وحياكةً: نسجه.

وحاكَ فِي مَشْيه حَيْكاً وحَيكاناً فَهُوَ حائكٌ وحَيَّاكٌ: تبختر واختال. وَقيل: الحيَكانُ أَن يُحَرك مَنْكِبَيْه وَجَسَده حِين يمشي، مَعَ كَثْرَة لحم. وَجَاء يَحيكُ ويَتَحايَكُ ويَتَحيَّكُ: كَأَن بَين رجلَيْهِ شَيْئا يفرج بَينهمَا إِذا مَشى. وَرجل حَيْكانَةٌ وحَيَّاكٌ، وَالْمَرْأَة حيَّاكة وحِيْكَى، سِيبَوَيْهٍ. أَصْلهَا حُيْكَى فَكرِهت الْيَاء بعد الضمة فَكسرت الْحَاء لتسلم الْيَاء، وَالدَّلِيل على إِنَّهَا فعلى، أَن فعلى لَا تكون صفة الْبَتَّةَ، وَهَذِه المشية فِي النِّسَاء مدح وَفِي الرِّجَال ذمّ، لِأَن الْمَرْأَة تمشي هَذِه المشية من عظم فخذيها. وَالرجل يمشي هَذِه المشية إِذا كَانَ أفحج.

وحاكَ القَوْل فِي الْقلب حَيْكاً: أَخذ.

وحاكَ فِيهِ السَّيْف والفأس حَيْكاً وأحاكَ: أثَّرَ.

وأحاكَتِ الشَّفْرَة اللَّحْم وحاكَتْ فِيهِ: قطعته.
حيك
حاكَ يَحيك، حِكْ، حَيْكًا وحِياكةً، فهو حائك، والمفعول مَحيك ومَحْيوك
• حاك الثَّوبَ: نسَجَه "حاك ثوبَه من الصُّوف النَّاعم" ° حاك الشَّيءُ في صدري: رسخ- حاك القولُ في القلب: بلغ مداه- حاك الكلامُ في صدره: أثَّر فيه- ما حاك في صدري منه شيء: ما أثَّر فيه شيء. 

أحاكَ يحيك، أَحِكْ، إحاكةً، فهو مُحيك، والمفعول مُحَاك
 • أحاك الثَّوبَ: نسجه. 

إحاكة [مفرد]: مصدر أحاكَ. 

حائِك [مفرد]: ج حائكون وحاكة وحَوَكة، مؤ حائكة، ج مؤ حائكات وحوائكُ:
1 - اسم فاعل من حاكَ.
2 - من حرفته الحياكة، وهي نَسْج الثِّياب ونحوها. 

حِياكَة [مفرد]:
1 - مصدر حاكَ.
2 - صنعة الحائك؛ من ينسج الثِّيابَ ونحوَها. 

حَيْك [مفرد]:
1 - مصدر حاكَ.
2 - ثوب خارجيّ مصنوع من القطن أو الحرير أو الصّوف يلبس في المغرب. 

حيك: حاكَ الثوبَ يَحِيكُ حَيْكاً وحَيَكاً وحِياكةً: نسجه، والحِياكةُ

حرفته؛ قال الأزهري: هذا غلط، الحائِكُ يحُوك الثوب، وجمع الحائِك

حَوَكةٌ. والحَيْك: النسج. وحاك في مشيه يَحيك حَيْكاً وحَيَكاناً، فهو حائك

وحَيّاك: تبختر واختال. وحاك يحُوك إذا نسج، وقيل: الحَيَكانُ أَن يحرك

مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم. وجاء يَحِيك ويَتَحايَك ويَتَحيَّك:

كأَن بين رجليه شيئاً يفرج بينهما إذا مشى. وفي حديث عطاء: قال ابن جريح

فما حِيَاكتهم أَو حِياكتكم هذه؛ الحياكة: مشية تبختر وتثبُّط. يقال:

تَحيَّك في مشيته. وهو رجل حَيَّاك ورجل حَيْكانةٌ وحَيَّاك، والمرأة

حَيَّاكة: تتحَيَّك في مشيتها، وحِيكى؛ سيبويه: أَصلها حُيْكى فكرهت الياء بعد

الضمة وكسرت الحاء لتسلم الياء، والدليل على أَنها فُعْلى أَن فِعْلى لا

تكون صفة البتَّة، وهذه المشية في النساء مدحٌ وفي الرجال ذم، لأَن

المرأَة تمشي هذه المشية من عِظَم فخذيها، والرجل يمشي هذه المشية إذا كان

أَفحَج. والحَيَكانُ: مشية يحرك فيها الماشي أَليتيه. وحَاكَ في مشيته:

اشتدت وَطأَته على الأَرض. وحاكَ يحِيك حَيْكاً إذا فحَجَ في مشيته وحرك

منكبيه. ومشية حِيكَى إذا كان فيها تبختر. الجوهري: الحيكان مشي القصير.

وضَبَّة حُيَكانةٌ أَي ضخمة تَحيك إذا سعت. وحَاكَ القولُ في القلب حَيْكاً:

أَخذَ. وروى الأَزهري بسنده عن النواس بن سمعان الأَنصاري:أَنه سأَل

النبي، صلى الله عليه وسلم، عن البِرِّ والإِثْم فقال: البِرُّ حُسْنُ

الخلُق، والإثم ما حاكَ في نفسك وكرهتَ أَن يطلع عليه الناس أَي أَثَّرَ فيها

ورسخ. وروى شمر في حديث: الإثم ما حاك في النفس وتردَّدَ في الصدر وإِن

أَفتاك الناسُ. وقال ابن الأَعرابي: ما حَكَّ في قلبي شيءٌ ولا حَزَّ.

ويقال: ما يَحِيك كلامُك في فلان أَي ما يؤثر. والحَيْك: أَخذ القول في

القلب. يقال: ما يَحِيك فيه المَلامُ إذا لم يؤثر فيه، ولا يَحِيك الفَأْسُ

ولا القَدُوم في هذه الشجرة. وقال الأَسدي: ويقال: ضربته فما أَحاكَ فيه

السيفُ إذا لم يعمل. وحاكَ فيه السيفُ والفأسُ حَيْكاً وأَحاكَ: أَثّعر.

وأَحاكت الشفرة اللحم وحاكَتْ فيه: قطعته، وأَورد في هذا الباب حديثاً هو:

دعوا الحَكَّاكات فإنها المَآثم. وقال الأَزهري في ترجمة حبك: روى أَبو

عبيد عن الأَصمعي الإحْتباك الاحْتباء، ثم قال: هذا الذي رواه أَبو عبيد

عن الأَصمعي في هذا غلط، والصواب الإحْتياك، بالياء، يقال: احْتاكَ

يَحْتاكُ احْتِياكاً. وتَحَوَّكَ بثوبه إذا احْتَبَى به، قال: وهكذا رواه ابن

السكيت وغيره عن الأصمعي، بالياء.

حيك

1 حَاكَ, aor. ـِ inf. n. حَيْكٌ and حَيَكٌ and حِيَاكَةٌ, accord. to Lth, signifies He wove a piece of cloth: [and it is said in the K, in art. حوك, that the root of the verb in this sense is with و and with ى:] but Az says that this is a mistake; and that the verb is only حاك having for its aor. ـُ inf. n. حَوْكٌ. (TA. [See, however, what follows.]) A2: حاك, (S, K,) or حاك فِى مِشْيَتِهِ, (TA,) aor. ـِ inf. n. حَيَكَانٌ (S, K) and حَيْكٌ (K) and حَيَكَى (Mbr, TA) [and حِيَاكَةٌ, which see in what follows], He (a man, TA) walked with an elegant and a proud and selfconceited gait, with an affected inclining of the body from side to side, or with a twisting of the back: or he moved about his shoulder-joints and his body in walking, (K, TA,) having much flesh; which manner of walking in women is commended, but in men it is discommended; for the woman walks thus by reason of the largeness of her thighs; but the man, when his thighs, or legs, are wide apart: or, as some say, it signifies he trod the ground vehemently: (TA:) or he moved about his shoulder-joints, and parted his legs widely, in walking, [as short persons do: for] حَيَكَانٌ signifies the manner of walking of him who is short: (S:) or a walking in which a man moves about his posteriors: all which meanings are borrowed from the action of the حَائِك [or weaver, who straddles when at work]: حِيَاكَةٌ, likewise, signifies a walking with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side, or with a twisting of the back, and in a lagging manner. (TA.) And you say also, ↓ جآءَ يَتَحَيَّكُ, and ↓ يَتَحَايَكُ, meaning He came walking with his legs parted as though there were something between them. (TA.) A3: حاك, (K,) aor. ـِ inf. n. حَيْكٌ, (TA,) said of a sword, (K,) and of an axe, (TA,) It made an impression, or had effect; as also ↓ احاك. (K, TA.) حاك فِيهِ (S) and فيه ↓ احاك (S, K) and ↓ اَحاكهُ, (K,) said of a sword, signify the same: (S, K:) one says, فِيهِ السَّيْفَ ↓ ضَرَبَهُ فَمَا أَحَاكَ, i. e. [He struck him, but the sword] made no impression, or had no effect, upon him. (S, TA.) And حَاكَت الشَّفْرَةُ The [knife called] شفرة cut; as also ↓ احاكت. (K.) And ما تَحِيكُ المُدْيَةُ اللَّحْمَ [The butcher's knife does not cut the flesh-meat], and ما تحيك فِيهِ: both signify alike. (El-Ámidee, TA.) b2: [Hence,] حاك القَوْلُ فِى القَلْبِ, inf. n. حَيْكٌ, (assumed tropical:) The saying took effect upon the heart; (Sh, S, K, TA;) and became fixed therein. (Sh, TA.) And مَا يَحِيكُ فِيهِ المَلَامُ (assumed tropical:) Blame does not make any impression upon him. (S.) And مَا يَحِيكُ كَلَامُكَ فِى فلَانٍ (assumed tropical:) Thy speech does not make any impression upon such a one. (TA.) And it is said [in a trad., as some read it], الإِثْمُ مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ

أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ (assumed tropical:) Sin is that which makes an impression upon thy mind, and becomes fixed [therein, and with which thou dislikest that men should become acquainted]. (Az, TA. [See also حَكَّ; and see حَزَّ.]) 4 أَحْيَكَ see 1, in five places.5 تَحَيَّكَ see 1.6 تَحَاْيَكَ see 1.8 احتاك, mentioned in this art. in the K: see 5 in art. حوك.

حِيكَى and حَيَكَى: see حَائِكٌ.

حَيْكَانَةٌ and حِيكَانَةٌ and حُيَكَانَةٌ: see حَائِكٌ. The first also signifies A man who walks with his legs parted as though there were something between them. (TA.) And A bulky [lizard such as is called] ضَبَّة; that moves about its shoulder-joints, and parts its legs widely, in going along; (S;) as also the second and third. (Ibn-'Abbád, TA.) حِيَاكَةٌ: see art. حوك.

حُيَيْكَةٌ Short, and thick and compact in body; applied to a woman. (Ibn-'Abbád, K.) حَيَّاكٌ and حَيَّاكَةٌ: see حَائِكٌ; for the former, in two places. b2: The latter also signifies A female ostrich; as being likened to the حَائِك in her [manner of] walking. (TA.) حَائِكٌ: see art. حوك. [In the present day, ↓ حَيَّاكٌ signifies the same; i. e. A weaver.]

A2: Also, and ↓ حَيَّاكٌ, applied to a man; and ↓ حَيَّاكَةٌ and ↓ حَيْكَانَةٌ and ↓ حِيكَانَةٌ and ↓ حُيَكَانَةٌ, (K, TA,) and, accord. to the K, ↓ حَيَكَى, but this is an inf. n., and is here a mistake for ↓ حِيكَى, originally حُيْكَى, mentioned by Sb, (TA,) applied to a woman; Walking, or who walks, in the manner denoted by the verb حاك, i. e., with an elegant and a proud and self-conceited gait, &c. (K, TA.) A3: And the first, i. e. حائك, Becoming fixed in the heart, and disquieting one. (Az, TA in art. حوك.) [See 1.]
حيك
حاكَ الثَّوْبَ يَحِيكُ حَيكاً بالفتحِ وحَيَكاً وحِياكَةً: نسَجَه، والحِياكَةُ: صَنْعَتُه، قَالَه اللّيثُ، وغَلَّطَه الْأَزْهَرِي، وَقَالَ: إِنّما هُوَ حاكَه يَحوكُه حَوْكاً، لَا غير. وحاكَ الرّجُلُ فِي مِشْيَتِه يَحِيكُ حَيكاً وحَيَكاناً مُحَرَّكَةً، فَهُوَ حائِكٌ وحَيّاكٌ، وَهِي حَيّاكَةٌ وحَيَكَى، كجَمَزَى هَكَذَا فِي سائِرِ النسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ لأَنَّ حَيَكَى مُحَرَّكةً إِنَّما هُوَ فِي المَصادِرِ، كَمَا يَأْتِي عَن المُبَردِ، وأَمّا صِفَةُ المُؤَنَّثِ فَهِيَ حِيكَى بالكسرِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: امرأَةٌ حِيكَى، كضِيزَى، أَصْلُها حُيكَى، فكُرِهَت الياءُ بعد الضَّمّةِ، وكسِرت الحاءُ لتَسلَم الياءُ، والدَّلِيلُ على أَنّها فُعْلَى أَنَّ فِعْلَى لَا تَكُونُ صِفَةً أَلبتَّةَ، ونقلَ الصّاغانيُ عَن المُبَردِ: يقالُ: فِي مِشْيَتِه حَيَكَى مِثالُ جَمَزَى: إِذا كانَ فِيهَا تَبَخْتُر، فتــأمَلْ ذَلِك. وحَيكانَة، بالفتحِ والكَسرِ، وبضَم الحاءِ وَفتح الياءِ: إِذا تَبَخْتَرَ واخْتَالَ، أَو حرّكَ مَنْكِبَيهِ وجَسَدَه فِي مَشْيِه حِين يَمْشِي مَعَ كَثْرةِ لَحْمٍ، وَهَذِه المِشْيَةُ فِي النِّساءِ مَدْحٌ، وَفِي الرِّجالِ ذَمٌّ لأَنَّ المرأَة تَمْشِي هَذِه المِشْيَةَ مِن عِظَم فَخِذَيْها، والرَّجُلُ يمشِي هَذِه المِشْيَةَ إِذا كَانَ أَفْحَجَ. ويُقالُ: حاكَ فِي مِشْيَتِه: إِذا اشْتَدَّتْ وَطْأته على الأَرْضِ. وقِيل: الحَيَكانُ: مِشْيَةٌ يُحَركُ فِيهَا الرجل أَلْيَتَيه.
وقالَ الْجَوْهَرِي:وأَمّا أَبوه فكُنْيَتُه أَبو عبدِ الله، وَهُوَ محَمّدُ بنُ يحْيَى بنِ عبدِ اللهِ بنِ خالِدِ بن فارسِ بن ذُؤَيْبٍ الذُّهْلِيُ الإِمامُ الحافظُ، روى عَنهُ الجماعةُ سِوَى مُسلِمٍ. وَقَالَ ابنُ عباد: امرأَةٌ: حُيَيكَةٌ كُيَيكَةٌ: قَصِيرَةٌ مُكَتَّلَةٌ. وَفِي التّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَة ح ب ك روى أَبو عُبَيدٍ عَن الأصْمَعِيِّ: الاحْتِباكُ الاحْتِباءُ، ثمَّ قالَ: هَذَا الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيد عَنهُ فِيهِ غَلَط، والصوابُ: احْتاكَ بالثَّوبِ احْتِياكاً:) إِذا احْتَبَى بِهِ قَالَ: وَهَكَذَا رواهُ ابنُ السِّكِّيتِ عَن الأَصْمَعي، وَقد مر البحثُ فيهِ. ويُقال: مَا أَحاكَهُ السّيفُ، أَي: مَا أَحاكَ فِيهِ فَهُوَ مثل حاكَه وحاكَ فيهِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: جاءَ يَتَحَيَّكُ، ويَتحايَكُ، كأَنَّ بَين رِجْلَيه شَيئاً، يُفَرِّجُ بَينَهُما إِذا مَشَى. والحِياكَةُ، بِالْكَسْرِ: مِضيَةُ تَبَخْتُرٍ وتَثَبُّطٍ، وَمِنْه حَديثُ عَطاءَ: قالَ ابنُ جُرَيْجٍ: فَمَا حِياكَتُّكُم هَذِه ورَجُلٌ حَيْكانَةٌ: يَتَحَيَّكُ فِي مِشْيَتِه. وَقَالَ المُبَرِّدُ: فِي مِشْيَتِه حَيَكَى، كجَمَزَى، أَي: تَبَخْتُرٌ. وضَبَّةٌ حَيكانَةٌ، أَي: ضخْمَةٌ، تحييك إِذا سَعَتْ، زادَ ابنُ عَبّاد: وحِيكَانَةٌ بِالْكَسْرِ، وحُيَكانَةٌ بضمِّ ففتحٍ. والحَيّاكَةُ: الأُنْثَى من النَّعامِ، شُبِّهَتْ فِي مَشْيِها بالحائِكِ، قَالَ: حَيَّاكَةٌ وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ

الزّهد

الزّهد:
[في الانكليزية] Asceticism ،piety ،abnegation
[ في الفرنسية] Ascetisme ،piete ،renoncement
بالضم وسكون الهاء وقد تفتح الزاء وهو لغة الإعراض عن الشيء احتقارا له من قولهم شيء زهيد أي قليل. وفي خبر إنّك الزهيد وفي خبر آخر أفضل الناس مؤمن مزهد أي قليل المال وزهيد الأكل قليله. وشرعا أخذ قدر الضرورة من الحلال المتيقّن الحلّ فهو أخصّ من الورع، إذ هو ترك المشتبه وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقرّبين وهو الزهد فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنّة وغيرهما إذ ليس لصاحب هذا الزهد مقصد إلّا الوصول إليه تعالى والقرب منه، ويندرج فيه كلّ مقصود لغيرهم كلّ الصيد في جوف الفرا. وأمّا الزهد في الحرام فواجب عام أي في حقّ العارفين والمقربين وغيرهم وفي المشتبه فمندوب عام.

وقيل واجب. قال إبراهيم بن أدهم: الزهد فرض في الحرام وفضل في ترك الحلال إن كان أزيد مما لا بدّ منه ومكرمة في ترك الشّبهات، فإنّ ترك الشّبهات سبب للكرامة. وقد قسّم كثير من السلف الزهد إلى ثلاثة أقسام: زهد فرض وهو اتقاء الشّرك الأكبر ثم اتقاء الأصغر وهو أن يراد بشيء من العمل قولا أو فعلا غير الله تعالى وهو المسمّى بالرّياء في الفعل وبالسّمعة في القول، ثم اتقاء جميع المعاصي، وهذا الزهد في الحرام فقط. وقيل يسمّى هذا المزهد زاهدا وعليه الزهري وابن عيينة وغيرهما. وقيل لا يسمّى زاهدا إلّا إن ضمّ ذلك الزهد بنوعيه الآخرين وسواهما ترك الشّبهات رأسا وفضول الحلال. ومن ثمّ قال بعضهم لا زهد اليوم لفقد المباح المحض. وقد جمع أبو سليمان الداراني أنواع الزهد كلها في كلمة فقال: هو ترك ما شغلك عن الله عز وجل. وقيل: قال العلماء الزهد قسمان: زهد مقدور وهو ترك طلب ما ليس عنده وإزالة ما عنده من الأشياء، وترك الطلب في الباطن.
وزهد غير مقدور وهو ترك أن يبرد قلبه من الدنيا بالكلية فلا يحبّها أصلا. وإذا حصل للعبد القسم الأول يحصل الثاني أيضا بفضله تعالى وكرمه. وقيل الزهد ترك الحلال من الدنيا والإعراض عنها وعن شهواتها بترك طلبها، فإنّ طالب الشيء مع الشيء. وقال الجنيد: الزهد خلوّ الأيدي من الــأملــاك والقلوب من التتبع أي الطلب. وقال السرّي الزهد ترك حظوظ النفس من جميع ما في الدنيا أي لا يفرح بشيء منها ولا يحزن على فقده ولا يأخذ منها إلّا ما يعينه على طاعة ربه أو ما أمر في أخذه مع دوام الذكر والمراقبة والتفكر في الآخرة، وهذا أرفع أحوال الزهد، إذ من وصل إليه إنّما هو في الدنيا بشخصه فقط. وأمّا بمعناه فهو مع الله بالمراقبة والمشاهدة لا ينفكّ عنه. وقيل الزاهد الذي شغل نفسه بما أمره مولاه وترك شغله عن كل ما سواه. وقيل من يخلو قلبه عن المراد كما يخلو يداه من الأسباب. وقيل هو من لا يأخذ من الدنيا إلّا قوتا. وجميع الأقوال متقاربة كما لا يخفى.
اعلم أنّ العلماء اختلفوا في تفسير المزهود فيه من الدنيا، فقيل: الدينار والدرهم.
وقيل المطعم والمشرب والملبس والمسكن، وقيل الحياة. والوجه كما علم مما سبق أنّه كل لذّة وشهوة ملائمة للنفس حتى الكلام بين مستمعين له ما لم يقصد به وجه الله تعالى.
وفي حديث مرفوع أخرجه الترمذي وقال غريب وفي إسناده من هو منكر الحديث وابن ماجة:
«الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يد الله تعالى، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها، لو أنّها بقيت لك». ولا يعارض ما مرّ من تفسير الزهد لأنّ الترمذي ضعّفه ولأنّ أحمد رواه موقوفا على أبي مسلم الخولاني بزيادة «وأن يكون مادحك وذامّك في الحق سواء». وقد اشتمل ثلاثة أمور كلها من أعمال القلب دون الجوارح، ومن ثم كان أبو سليمان يقول لا نشهد لأحد بالزهد لأنّه في القلب. ومنشأ أول تلك الأمور الثلاثة من صحة اليقين وقوته فإنّه تعالى يتكفّل بأرزاق عباده كما في آيات كثيرة. وفي حديث مرفوع: «من سرّه أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده». وقال الفضيل: أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل، والقنوع هو الزهد وهو الغنى، فمن حقّق اليقين وثق في أموره كلها بالله ورضي بتدبيره له، وغنى عن الناس، وإن لم يكن له شيء من الدنيا. ومنشأ ثانيها من كمال اليقين، ومن ثمّ روي أنّ من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك ومن اليقين ما تهون به علينا من مصائب الدنيا». وقال علي كرّم الله وجهه:
من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب. ومنشأ ثالثها من سقوط منزلة المخلوقين من القلب وامتلائه من محبة الحقّ وإيثار رضاه على رضا غيره، وأن لا يرى لنفسه قدر الوجه. ومن ثمّ كان الزاهد في الحقيقة هو الزاهد في مدح نفسه وتعظيمها. ولذا قيل: الزهد في الرئاسة أشدّ منه في الذهب والفضة. وقيل لبعض السلف من معه مال هل هو زاهد؟ فقال نعم إن لم يفرح بزيادته. وقال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا قصر الــأمل ليس بأكل الغليظ ولا بليس العباء.

ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم زهدنا في الدنيا ووسّع علينا منها ولا تزوها عنا فترغبنا فيها». وقال أحمد: هو قصر الــأمل واليأس مما في أيدي الناس، أي لأنّ قصره يوجب محبّة لقاء الله تعالى بالخروج من الدنيا وهذا نهاية الزهد فيها والإعراض عنها. هذا كله خلاصة ما في فتح المبين شرح الأربعين في شرح الحديث الحادي والثلاثين ومجمع السلوك وخلاصة السلوك.

وأورد في الصحائف: الزهد عندنا على ثلاث مراتب:
1 - 
المرتبة الأولى: الزهد في الدنيا وهذا على ثلاثة أقسام:
أ- ذلك الذي هو في ظاهره تارك للدنيا، ولكن في الباطن ميّال إليها. وهذا ما نسمّيه المتزهّد، ومثل هذا الشخص ممقوت عند الله.
ب- هو تارك للدنيا ظاهرا وباطنا ولكنّه له شعور على الترك. ويعلن: بأني تارك، وهذا ما تقول له: ناقصا.
ح- هو من لا قدر لشيء عنده حتى يعلن بأني تارك الشيء. وهو ما نسمّيه الكامل في ترك الدنيا. ولكن تركه من أجل الآخرة ونعيمها.
2 - 
المرتبة الثانية: التارك للدنيا والآخرة إلّا نفسه، أي أنّه يريد من ذلك (رضى) مولاه فقط. وهو في ذلك ينظر إلى نفسه.
وهي درجة عالية وكاملة وقلّ من وصل إليها.
3 - 
المرتبة الثالثة: هو من ترك الدنيا والآخرة وحتى نفسه، أي أنّ نظره الكلي هو إلى ربّه فقط وهو غير مبال بنفسه وغيرها. ويعيد كلّ شيء إلى مولاه، ولا يريد نفسه إلّا من أجل ربّه، وهذا ما نسمّيه الأكمل. «ولكل درجات مما عملوا» انتهى.
والفرق بين الزهد والفقر في لفظة صوفي سيأتي بيانه.

لقا

(لقا) - قوله تبارك وتعالى: {يَوْمَ التَّلَاقِ}
: أي يوم يَلتَقِى فيه أهلُ الأرض وأهلُ السَّماءِ.
- وقوله تعالى: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ}
: أي تُجاهِهم.
- وقولُه تعالى: {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي}
: أي مِن عند نَفْسِى.
- وقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}  : أي دَافِعُوا عن أنفَسِكم.
يقال: ألقَى بنَفْسِه: أي استَسْلَم للعَدُوِّ.
- وفي الحديث: "نَهَى عن التَّلَقِّى "
وهو أن يَستَقْبِل الحضَرىُّ البَدَوِيَّ ، فيُخبِرَه بكَساد ما مَعه فيَشترِيَهُ منه بوَكْسٍ، بل يُتْرك حتى يَهْبِطَ به الأسواقَ فيشتريه كُلُّ مَنْ يَحتاجُ إليه، دون أن يختصَّ به بعضُهُم.
[لقا] نه: فيه: من أحب "لقاء" الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه والموت دون لقاء الله، أراد بلقاء الله المصير إلى الآخرة وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت، لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاءه، ومن آثرها وركن إليها كره لقاءه، لأنه إنما يصل إليه بالموت، وقوله: والموت دون لقاء الله، يبين أن الموت غير اللقاء ولكنه معترض دون المطلوب فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء. ك: هو متناول للموت أيضًا، فإن لقاءه على وجوه الرؤية والبعث والموت، وهذه المحبة حال النزع وبعد الإطلاع على حاله وما أعد الله له من الكرامة، ولا ينافيه حديث كراهية تمني الموت، لأنه في حال صحته وقبل الإطلاع. ط: و"لقاؤك" حق، أي المصيرهو النوم على القفا ووضع الظهر. ط: يحمل هذا على الاستلقاء بمد الرجلين بحيث لا ينكشف سوأته وح النهي عنه في نصب الركب وعدم لبس السراويل، وفيه جواز الاستلقاء في المسجد، ولعله لضرورة من تعب أو طلب راحة، وإلا فقد علم أنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس مربعًا على الوقار والتواضع. ن: "فلقيته لقية" أخرى- بضم لام، وقيل: بفتحها. وفيه: "تلقى" عنده ثيابك- كذا روى وهو لغة، والمشهور تلقين- بنون. و"يلقى" النوى بين إصبعيه، أي يجعله بينهما لقلته، ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط به، أو كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمى به. وح: فلم "يلقى"- بثبوت ألف لغة. وح: "يلقين" و"يلقين"، أي يلقين كذا ويلقين كذا. وح: "تلقينا" أنسا حين قدم الشام، صوابه: من الشام، أو معناه: تلقيناه في رجوعه حين قدم الشام. ط: "فيلقى" حجته، أي يتعلم وينبه عليها، وقال: خفت الناس، ولعله فيمن يخاف سطوتهم وهو لا يستطيع دفعها عن نفسه. وح: إنا "لاقو" العدو- يجيء في مدى. غ: "فتلقى": قبل. وفيه: ""فالتقى" الماء" أي ماء الأرض والسماء. وفيه: ""فالملقيات" ذكرا" الملائكة تلقى الذكر من الله على الأنبياء. نه: وفيه: إنه اكتوى من "اللقوة"، وهي مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد الجانبين.
باب لك

لقا: اللَّقْوة: داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشِّدق، وقد لُقِيَ

فهو مَلْقُوٌّ. ولَقَوْتُه أَنا: أَجْرَيْت عليه ذلك. قال ابن بري: قال

المهلبي واللُّقاء، بالضم والمد، من قولك رجل مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته

اللَّقْوة. وفي حديث ابن عمر: أَنه اكْتَوَى من اللَّقْوَة، هو مرض يَعْرِضُ

لوجه فيُميلُه إِلى أَحد جانبيه.

ابن الأَعرابي: اللُّقَى الطيُّور، واللُّقَى الأَوْجاع، واللُّقَى

السَّريعاتُ اللَّقَح من جميع الحيوان.

واللَّقْوةُ واللِّقْوة: المرأَة السَّريعةُ اللَّقاحِ والناقة السريعة

اللقاح؛ وأَنشد أَبو عبيد في فتح اللام:

حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً،

فأُمٌّ لَقْوةٌ وأَبٌ قَبِيسُ

وكذلك الفرسُ. وناقة لِقْوةٌ ولَقْوةٌ: تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ. قال

الأَزهري: واللَّقْوة في المرأَة والناقة، بفتح الام، أَفصح من اللِّقوة،

وكان شمر وأَبو الهيثم يقولان لِقْوة فيهما. أَبو عبيد في باب سرعة اتفاق

الأَخوين في التحابّ والمودَّة: قال أَبو زيد من أَمثالهم في هذا كانت

لَقْوةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قال: اللَّقْوةُ هي السريعة اللَّقَح والحَمْل،

والقَبِيسُ هو الفَحْل السريع الإِلقاح أَي لا إبْطاء عندهما في النِّتاج،

يضرب للرجلين يكونان متفقين على رأْي ومذهب، فلا يَلْبَثان أَن يتصاحبا

ويتَصافَيا على ذلك؛ قال ابن بري في هذا المثل: لَقْوةٌ بالفتح مذهب أَبي

عمرو الشيباني، وذكر أَبو عبيد في الأَمثال لِقْوة، بكسر اللام، وكذا

قال الليث لِقْوة، بالكسر. واللَّقْوة واللِّقْوة: العُقاب الخَفِيفة

السَّريعةُ الاخْتِطاف. قال أَبو عبيدة: سميت العقاب لَقْوة لسَعة أَشْداقها،

وجمعها لِقاءٌ وألقاءٌ، كأَنَّ أَلقاءً على حذف الزائد وليس بقياس.

ودَلْو لَقْوةٌ: لَيِّنة لا تَنْبَسِطُ سريعاً لِلِينها؛ عن الهَجَريّ؛

وأَنشد:شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوةُ المُلازِمه،

والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ

والصحيح: الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ. ولقِيَ فلان فلاناً لِقاء ولِقاءةً،

بالمدّ، ولُقِيّاً ولِقِيّاً، بالتشديد، ولُقْياناً ولِقْياناً ولِقْيانة

واحدة ولُقْيةً واحدة ولُقًى، بالضم والقصر، ولَقاةً؛ الأَخيرة عن ابن

جني، واستضعفها ودَفَعها يعقوب فقال: هي مولَّدة ليست من كلام العرب؛ قال

ابن بري: المصادر في ذلك ثلاثة عشر مصدراً، تقول لَقِيته لِقاءً

ولِقاءَةً وتِلقاءً ولُقِيّاً ولِقِيّاً ولِقْياناً ولُقْياناً ولِقْيانَةً

ولَقْيةً ولَقْياً ولُقًى ولَقًى، فيما حكاه ابن الأَعرابي، ولَقاةً؛ قال:

وشاهد لُقًى قول قيس بن المُلَوّح:

فإِن كان مَقْدُوراً لُقاها لَقِيتُها،

ولم أَخْشَ فيها الكاشِحِينَ الأَعادِيا

وقال آخر:

فإِنَّ لُقاها في المَنامِ وغيره،

وإِنْ لم تَجُدْ بالبَذْل عندي، لرابِحُ

وقال آخر:

فلوْلا اتِّقاءُ الله، ما قلتُ مَرْحَباً

لأَوَّلِ شيباتٍ طَلَعْنَ، ولا سَهْلا

وقد زَعَمُوا حُلْماً لُقاك، فلم يَزِدْ،

بِحَمْدِ الذي أَعْطاك، حِلْماً ولا عَقْلا

وقال ابن سيده: ولَقاه طائية؛ أَنشد اللحياني:

لمْ تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ

مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ، وسَيْرٍ مُسْأَدِ

الليث: ولَقِيه لَقْيةً واحدة ولَقاةً واحدة، وهي أَقبحها على جوازها ،

قال ابن السكيت: ولِقيانةً واحدة ولَقْيةً واحدة، قال ابن السكيت: ولا

يقال لَقاة فإِنها مولدة ليست بفصيحة عربية، قال ابن بري: إِنما يقال لَقاة

لأَن الفَعْلة للمرة الواحدة إِنما تكون ساكنة العين ولَقاةٌ محركة

العين. وحكى ابن درستويه: لَقًى ولَقاة مثل قَذًى وقَذاةٍ، مصدر قَذِيت

تَقْذَى.

واللِّقاء: نقيض الحِجاب؛ ابن سيده: والاسم التِّلقاء؛ قال سيبويه: وليس

على الفعل، إِذ لو كان على الفعل لفتحت التاء؛ وقال كراع: هو مصدر نادر

ولا نظير له إِلا التِّبْيان. قال الجوهري: والتِّلقاء أَيضاً مصدر مثل

اللقاء؛ وقال الراعي:

أَمَّلْــتُ خَيْرَكَ هل تَأْتي مَواعِدُه،

فالْيَوْمَ قَصَّرَ عن تِلْقائِه الــأَمَلُ

قال ابن بري: صوابه أَمَّلــت خيركِ، بكسر الكاف، لأَنه يخاطب محبوبته،

قال: وكذا في شعره وفيه عن تِلْقائِك بكاف الخطاب؛ وقبله:

وما صَرَمْتُك حتى قُلْتِ مُعْلِنةً:

لا ناقةٌ لي في هذا، ولا جَملُ

وفي الحديث: مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لقاءه ومَن كَرِه

لقاء اللهِ كرهَ الله لقاءه والموتُ دون لقاء الله؛ قال ابن الأَثير: المراد

بلقاء الله المصيرُ إِلى الدار الآخرة وطلبُ ما عند الله، وليس الغرض به

الموت لأَن كلاًّ يكرهه، فمن تَرك الدنيا وأَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ،

ومَن آثَرَها ورَكِنَ إِليها كَرِهَ لِقاء الله لأَنه إِنما يصل إِليه

بالموت. وقوله: والموتُ دون لقاء الله، يُبَيِّنُ أَن الموتَ غيرُ اللقاء،

ولكنه مُعْتَرِضٌ دون الغَرَض المطلوب، فيجب أَن يَصْبر عليه ويحتمل

مشاقَّة حتى يصل إِلى الفَوْز باللِّقاء.

ابن سيده: وتَلَقَّاه والتَقاه والتَقَيْنا وتَلاقَيْنا. وقوله تعالى:

ليُنذِر يوم التَّلاقِ؛ وإِنما سمي يومَ التلاقي لتَلاقي أَهل الأَرضِ

وأَهل السماء فيه. والتَقَوْا وتَلاقَوْا بمعنى.

وجلس تِلْقاءه أَي حِذاءه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى،

نَعَمْ، وأَلا لا حيثُ يَلْتَقِيانِ

فسره فقال: أَراد مُلْتَقَى شفتيها لأَن التِقاء نَعمْ ولا إِنما يكون

هنالك، وقيل: أَراد حَبَّذا هي مُتكلِّمةً وساكتة، يريد بملتقى نعم

شفتيها، وبأَلا لا تَكلُّمَها، والمعنيان متجاوران. واللَّقِيانِ

(* قوله«

اللقيان» كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء، والذي في القاموس وتكملة

الصاغاني بشدها وهو الاشبه): المُلتَقِيانِ.ورجل لَقِيٌّ ومَلْقِيٌّ ومُلَقًّى

ولَقَّاء يكون ذلك في الخير والشر، وهو في الشر أَكثر. الليث: رجل

شَقِيٌّ لَقِيٌّ لا يزال يَلْقى شَرّاً، وهو إِتباع له. وتقول: لاقَيْتُ بين

فلان وفلان. ولاقَيْتُ بين طَرَفَيْ قضيب أَي حَنَيْته حتى تلاقيا

والتَقَيَا. وكلُّ شيءٍ استقبل شيئاً أَو صادفه فقد لقِيَه من الأَشياء كلها.

واللَّقِيَّان: كل شيئين يَلْقى أَحدهما صاحبه فهما لَقِيَّانِ. وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها: أَنها قالت إِذا التقى الخِتانان فقد وجَب

الغُسْلُ؛ قال ابن الأَثير: أَي حاذى أَحدهما الآخر وسَواء تَلامَسا أَو لم

يتَلامَسا، يقال: التَقى الفارسان إِذا تَحاذَيا وتَقابلا، وتظهر فائدته فيما

إِذا لَفَّ على عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل يجب عليه وإن لم يَلْمَسِ

الخِتانُ الخِتانَ. وفي حديث النخعي: إِذا التقى الماءَانِ فقد تَمَّ

الطُّهورُ؛ قال ابن الأَثير: يريد إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين من أَعْضائك

في الوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ في الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة

ولا يُبالي أَيُّهما قدَّم، قل: وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في

الوضوء أَو يريد بالعضوين اليدين والرجلين في تقديم اليمنى على اليسرى أَو

اليسرى على اليمنى، وهذا لم يشترطه أَحد.

والأُلْقِيَّةُ: واحد من قولك لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من شَرٍّ وعُسْر.

ورجل مُلَقًّى: لا يزالُ يلقاه مكروه. ولَقِيتُ منه الأَلاقَي؛ عن

اللحياني، أَي الشَّدائد، كذلك حكاه بالتخفيف.

والمَلاقي: أَشْراف نَواحي أَعْلى الجبل لا يزال يَمْثُل عليها الوعل

يعتصم بها من الصياد؛ وأَنشد:

إِذا سامَتْ على المَلْقاةِ ساما

قال أَبو منصور: الرواة رووا:

إِذا سامت على المَلَقاتِ ساما

واحدتها مَلَقةٌ، وهي الصَّفاة المَلْساء، والميم فيها أَصلية، كذا روي

عن ابن السكيت، والذي رواه الليث، إِن صح، فهو مُلْتَقى ما بين الجبلين.

والمَلاقي أَيضاً: شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذلك، واحدها

مَلْقًى ومَلْقاةٌ، وقيل: هي أَدنى الرحم من موضع الولد، وقيل: هي الإِسَكُ؛

قال الأَعشى يذكر أُم عَلْقمةَ:

وكُنَّ قد أَبْقَيْنَ منه أُذًى،

عند المَلاقي، وافيَ الشَّافِرِ

الأَصمعي: المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقي، وهو مَأْزِمُ الفَرْجِ

ومَضايِقُه. وتلقَّت المرأَة، وهي مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، وقلّ ما أَتى هذا

البناء للمؤنث بغير هاء. الأَصمعي: تَلقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا

قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عليه. والمَلاقي من الناقة: لحم باطن حيَائها، ومن الفرس

لحم باطن ظَبْيَتها.

وأَلقى الشيء: طَرَحَه. وفي الحديث: إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما

يُلْقي لها بالاً يَهْوي بها في النار أَي ما يُحْضِرُ قلبَه لما يَقولُه

منها، والبالُ: القَلبُ. وفي حديث الأَحنف: أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فما

أَلقى لذلك بالاً أَي ما اسْتَمع له ولا اكْتَرَثَ به؛ وقوله:

يَمْتَسِكُونَ، مِن حِذاِ الإِلْقاءِ،

بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء

إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خشية أَن تُلقِيَهم

في البحر، ولَقَّاه الشيءَ وأَلقاه إِليه وبه. فسر الزجاج قوله تعالى:

وإِنَّك لَتُلَقَّى القرآن؛ أَي يُلْقى إِليك وحْياً من عند الله. واللَّقى:

الشيء المُلْقى، والجمع أَلقاء؛ قال الحرث بن حلزة:

فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن

كلِّ حَيٍّ، كأَنهم أَلْقاءُ

وفي حديث أَبي ذر: ما لي أَراك لَقًى بَقًى؟ هكذا جاءَا مخففين في رواية

بوزن عَصاً.

واللَّقى: المُلْقى على الأَرض، والبَقى إِتباع له. وفي حديث حكيم بن

حزام: وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً. قال ابن

الأَثير: قيل أَصل اللَّقى أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم

وقالوا لا نَطُوف في ثياب عَصَيْنا اللهَ فيها، فيُلقُونها عنهم ويُسمّون ذلك

الثوب لَقًى، فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأْخُذوها وتركوها بحالها

مُلْقاةً. أَبو الهيثم: اللَّقى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إذا طاف بالبيت في

الجاهلية ، وجمعه أَلقاء . واللَّقى: كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة.

والأُلْقِيَّةُ: ما أُلقِيَ. وقد تَلاقَوْا بها: كتَحاجَوْا؛ عن اللحياني

. أَبو زيد: أَلْقَيت عليه أُلْقِيَّةً كقولك أَلقَيت عليه

أُحْجِيَّةً، كل ذلك يقال؛ قال الأَزهري: معناه كلمة مُعاياةٍ يُلقِيها عليه

ليستخرجها . ويقال: هم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم.

ولَقاةُ الطريق: وسَطُه؛ عن كراع.

ونهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، عن تَلَقِّي الرُّكْبان ؛ وروى

أَبو هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، لا

تَتلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى منه شيئاً

فصاحِبُه بالخِيارإذا أَتى السُّوقَ؛ قال الشافعي: وبهذا آخذ إن كان ثابتاً،

قال: وفي هذا دليل أَن البيع جائِز غيرَ أَن لصاحبها الخيار بعد قُدوم

السوق، لأَنَّ شراءَها من البَدوِيّ قبل أَن يصير إلى موضع المُتساومَيْنِ

من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخيار ؛ وتَلَقِّي الرُّكبان: هو

أَن يستقبل الحضَريُّ البدويَّ قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكَسادِ ما معه

كَذِباً ليشتري منه سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ من ثمن المثل ، وذلك

تَغْرير مُحرَّم ولكن الشراء منعقد، ثم إن كذب وظهر الغَبْنُ ثبت الخِيار

للبائع، وإن صدَق ففيه على مذهب الشافعي خلاف . وفي الحديث: دخَل أَبو قارظٍ

مكةَ فقالت قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقى أَكُفِّنا أَي أَيدينا

تَلتَقي مع يده وتجتمع، وأَراد به الحِلْفَ الذي كان بيْنه وبينهم . قال

الأَزهري: والتَّلَقِّي هو الاستقبال ؛ ومنه قوله تعالى: وما يُلَقَّاها

إلا الذين صَبَروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ؛ قال الفراء: يريده ما

يُلَقَّى دفعَ السيئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظيم،

فأَنثها لتأْنيث إرادة الكلمة، وقيل في قوله وما يُلقَّاها أي ما يُعَلَّمها

ويُوَفَّقُ لها إلا الصابر . وتَلَقَّاه أَي استقبله. وفلان يَتَلَقَّى

فلاناً أَي يَسْتَقْبِله. والرجل يُلَقَّى الكلام أَي يُلَقَّنه. وقوله

تعالى: إذ تَلَقَّوْنَه بأَلسنتكم؛ أَي يأْخذ بعض عن بعض. وأَما قوله تعالى:

فَتَلقَّى آدمُ من ربّه كلِماتٍ؛ فمعناه أَنه أَخذها عنه، ومثله

لَقِنَها وتَلَقَّنَها ، وقيل: فتَلقَّى آدمُ من ربه كلماتٍ، أَي تَعلَّمها ودعا

بها. وفي حديث أَشراط الساعة: ويُلْقى الشُّحُّ؛ قال ابن الأَثير: قال

الحميدي لم يَضْبِط الرواةُ هذا الحرف، قال: ويحتمل أَن يكون يُلَقَّى

بمعنى يُتَلَقَّى ويُتَعَلَّم ويُتَواصى به ويُدعى إليه من قوله تعالى: وما

يُلَقَّاها إلا الصابرون؛ أَي ما يُعَلَّمُها ويُنَبَّه عليها ، ولو قيل

يُلْقَى، مخففة القاف، لكان أَبعد، لأَنه لو أُلقِيَ لترك ولم يكن

موجوداً وكان يكون مدحاً، والحديث مبني على الذم، ولو قيل يُلْفى، بالفاء،

بمعنى يوجد لم يَستَقِم لأَن الشحّ ما زال موجوداً.

الليث: الاسْتِلْقاءُ على القفا، وكلُّ شيء كان فيه كالانْبِطاح ففيه

اسْتِلقاء، واسْتَلْقى على قفاه؛ وقال في قول جرير:

لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ

جعله البعيث لَقًى لا يُدْرى لمن هو وابْنُ مَن هو، قال الأَزهري: كأَنه

أَراد أَنه منبوذ لا يُدرى ابن مَن هو. الجوهري: واللَّقى، بالفتح،

الشيء المُلْقى لهَوانه، وجمعه أَلقاء؛ قال:

فلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه،

وكنت لَقًى تَجْري عليْكَ السَّوائِلُ

قال ابن بري: قال ابن جني قد يجمع المصدر جمع اسم الفاعل لمشابهته له،

وأَنشد هذا البيت ، وقال: السَّوائلُ جمع سَيْل فجَمَعه جَمع سائل؛ قال:

ومثله:

فإِنَّكَ ، يا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ،

مُعِيدٌ على قِيلِ الخَنا والهَواجِرِ

فالهَواجِرُ جمع هُجْر ؛ قال: ومثله :

مَن يفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ

فيمن جعله جمع جزاء ؛ قال: قال ابن أَحمر في اللقى أَيضاً:

تَرْوي لَقًى أَلْقِيَ في صَفْصَفٍ،

تَصْهَرُه الشمس فما يَنْصَهِر

وأَلْقَيْتُه أَي طَرحته . تقول: أُلقِه مِن يدِك وأَلقِ به من يدك،

وأَلقَيْتُ إليه المودّة وبالمودّةِ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.