Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ألفا

متخ

(متخ)
الشَّيْء متخا انتزعه من مَوْضِعه وَفُلَانًا ضربه

متخ


مَتَخَ(n. ac.
مَتْخ)
a. Tore out; removed.
b. Cut off.
c. Shook.
d. Lay with.
e. [Bi], Voided excrement.
f. Deposited its ova (locust). IV, VIII
see I (a)
مِتِّيْخَةa. Staff, crook.

متخ: مَتَخَ الشيء يَمْتَخُه مَتْخاً: انتزعه من موضعه. ومتخ بالدلو:

جبذها. والمتْخ: الارتفاع؛ متَخْتُه: رفعته. ومَتَخ: رفع. ومَتَخ المرأَة

يمتَخها متْخاً: نكحها. ومتَخ الجرادُ إِذا رزَّ ذنَبه في الأَرض.

ومتَخَتِ الجرادة: غرزت ذنبها لتبيض. ومتَخ الخمسين: قاربها، والحاءُ المهملة

لغة، وقد تقدم.

[متخ] نه: في ح السكران: فضربوه بالثياب والنعال و"المتيخة"، اختلف في ضبطه فقيل: بكسر ميم وفتحها وشدة تاء، وبكسر ميم وسكون تاء قبل ياء، وبكسر ميم وتقديم ياء ساكنة على تاء، وكلها أسماء لجرائد النخل وأصل العرجون، وقيل: اسم العصا، وقيل: القضيب الدقيق اللين، وقيل: كل ما ضرب به من جريد أو عصا أو درة وغير ذلك، قيل: أصلها من متخ الله رقبته بالسهم: ضربه. ومنه ح: خرج وفي يده "متيخة" في طرفها خوص.
متخ
مُهْمَل عنده.
الخارزنجي: امْتَتَخْتُ الشيْءَ من الشيْءِ: انْتَزَعْتَه، كامْتِلاخ اللجام من رأس الدابة. ومَتَخْتُ الشجرةَ: قَلَعْتَها من أصْلِها.
والمَتْخُ: جَذْبُ المُتاخ من الثُّمَام وهو ما تَجْذبُ أعلاه فَيَنْجَذِب أسْفَلُه.
والمَتْخُ: القَطْعُ أيضاً.
ومَتَخَ القَوْمُ في السَّيْرِ: أبْعَدُوا. وسِرْنا عقبة مَتُوخاً: أي بَعِيدةً.
ومَتَخَ بِسَلْحِه: أي رَمى به.
ومَتَخَتْ به أمُّه: أي مَصَعَتْ به عند الولادة.
والمِتيْخَةُ: الدقيقُ من قُضْبان السلَم، وقيل: هي الدرةُ، وهو مَأخُوذ من مَتَخَ اللهُ رَقَبَته.
ومَتَخَه بالسَّهْمِ: ضَرَبَه.
ومَتَخَ فيه وَرَسخَ: واحِد.
(متخ) - في الحديث: "جَلدَه باِلمتِّيخَةِ "
على وَزن السِّكِّينَة. قال العَصا. وقيل: المِطْرق الّليِّنُ الدَّقِيقُ مِن القُضبَانِ.
وكلُّ ما ضُرِب به من دِرَّة أو جَريدةٍ أَو غيرهما، من مَتَخ الله رقَبتَه.
ومَتَخه بالسَّهم: ضربَه، وكذلك المِتِّيخَة، والمِتْيَخَة.
وقالوا في المِتْيَخَة: مِن تاَخ يَتُوخ، ولا يَصِحّ، فلو كان منه لصَحَّت الوَاوُ كالمِسْورة والمِرْوَحَة، ولكنه مِن طَيَّخَه العَذابُ:
أَلَحَّ عليه، وديَّخه: ذلَّله، لأنّ التاءَ أُختُ الدَّالِ والطاءِ، كما اشتَقّ سيبويه تَرَبُوت من التَّدْريب. 
متخ
: (مَتَخَه، كمَنَعَه ونَصَرَه) ، يمتُخه ويَمتُخه مَتْخاً: (انْتَزَعَهُ مِنْ مَوْضِعِه، كامْتَاخَهُ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخِ، وأَلِفُه إِشباعٌ، لأَنّه إِن كَانَ من بَاب الافتعال فموضِعُه ماخ، وَلَو قَالَ: كأَمْتَخَه، أَي من بَاب الإِفعال كَانَ أَحسنَ.
(و) مَتَخَ (المَرْأَةَ) يَمْتَخُها مَتْخاً: (جَامعَها. و) مَتَخَ: (قَصَعَ وضَرَبَ) . وَيُقَال: مَتَخ اللَّهُ رَقَبَته بالسَّهْم: ضَرَبَه. (و) مَتَخَ (: أَبْعَدَ وارْتَفَعَ) ، وَقد مَتَخْته: رَفَعْته. ومَتَخَ: رَفعَ.
(و) مَتَخَت (الجَرَادةُ فِي الأَرضِ غَرَزَتْ ذَنَبَها لِتَبِيضَ. و) مَتَخَ (بسَلْحِهِ: رَمَى. و) مَتَخ (فِي الشَّيْءِ: رسَخَ) .
(والمِتِّيخَةُ، كسِكِّنَةٍ: العَصَا، والمِطْرَقُ الدَّقيقُ) اللَّيِّن، أَو هُوَ كلّ مَا ضُرِبَ بِهِ من جَرِيدٍ أَو عَصا أَو دِرَّةِ، وسيأْتي فِي وتخ ضَبْطُ أَلفاظه.
(وعُودٌ مِتِّيخٌ، كَسِكِّين: طويلٌ لَيِّنٌ) ، ومثلُه عُودٌ مِرِّيخٌ، وسيأْتي. ومَتَخَ الخمسينَ: قارَبَها، والحَاءُ الْمُهْملَة لُغَة، وَقد تقدّم. ومَتَخَ بالدّلُو: جَذَبَهَا.

موج

موج


مَاجَ (و)(n. ac. مَوْج)
a. Tossed, heaved, swelled; fluctuated, undulated; was
agitated; became confused.
b. ['An], Deviated, swerved from.
تَمَوَّجَa. see I (a)
مَوْج
(pl.
أَمْوَاْج)
a. Waves, billows; breakers; surge.

مَوْجَةa. Wave, billow; breaker.

مَوْجَىa. Swift.

مَاْوِجa. Tumultuous.
b. Agitated.

مَوَّاْجa. see 21 (a)
N. Ag.
تَمَوَّجَa. see 21 (b)
مَوْجَة الشَّبَاب
a. Prime of youth.
[موج] ماجَ البحرُ يَموجُ مَوْجاً: اضطربت أمواجه. وكذلك الناس يَموجون.
[موج] نه: فيه: "يموج" في بعض، أي يختلطون حيارى. ط: ماج الناس: اختلط بعضهم ببعض. ن: تموج- كتقول أي تضطرب ويدفع بعضها بعضًا لعظمها وكثرة شيوعها.
م و ج: (مَاجَ) الْبَحْرُ مِنْ بَابِ قَالَ، اضْطَرَبَتْ (أَمْوَاجُهُ) وَالنَّاسُ يَمُوجُونَ. 
موج
المَوْج في البحر: ما يعلو من غَوارب الماء.
قال تعالى: فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ
[هود/ 42] ، يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ [النور/ 40] ومَاجَ كذا يَمُوجُ، وتَمَوَّجَ تَمَوُّجاً: اضطرب اضطرابَ الموج. قال تعالى: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ [الكهف/ 99] .
م و ج : مَاجَ الْبَحْرُ مَوْجًا اضْطَرَبَ وَالْمَوْجَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْجِ وَجَمْعُ الْوَاحِدَةِ عَلَى لَفْظِهَا مَوْجَاتٌ وَجَمْعُ الْمَوْجِ أَمْوَاجٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَتَمَوَّجَ اشْتَدَّ هِيَاجُهُ وَاضْطِرَابُهُ وَمِنْهُ قِيلَ مَاجَ النَّاسُ إذَا اخْتَلَفَتْ أُمُورُهُمْ وَاضْطَرَبَتْ. 
م و ج

بحر مائج، وماج البحر وتموّج، وارتفعت موجة عظيمة وموج كثير وأمواج.

ومن المجاز: ماج الناس في الفتنة، وهم يموجون فيها، وماجت الفتنة. والسلعة تموج بني الجلد واللحم. وفعل ذلك في موجة شبابه وغلوة شبابه: في عنفوانه. وماجت يدا الناقة وملاطاها في السير، وإنها لموجى الحبال إذا جالت أنساعها. قال العجير السلوليّ:

ولما تصدّى للرّواح انبرت له ... براكبها موجى الحبال زهوق

وماج فلان عن الحق: مال عنه.

موج: المَوْجُ: ما ارتفع من الماء فوق الماء، والفعل ماجَ الموجُ،

والجمع أَمْواج؛ وقد ماجَ البحرُ يموجُ مَوْجاً ومَوَجاناً ومُؤُوجاً،

وتَموَّج: اضطرَبَت أَمواجُه. ومَوْجُ كلِّ شيء وموَجانُه: اضطرابُه.

والمُؤُوجُ: مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ. ومُؤُوجُ السِّلْعَة: تَموُّرٌ بين

الجلد والعظم. ابن الأَعرابي: ماجَ يَموج إِذا اضطرَب وتحَيَّر. ورجلٌ

مَؤُوجٌ: مائجٌ؛ أَنشد ثعلب:

وكلُّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا

والناسُ يَموجون، وماجَ الناسُ: دخل بعضُهم في بعض. وماج أَمْرُهم:

مَرِجَ. وفرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع

(* قوله «غوج موج اتباع» سبق في مادة

غوج: وفرس غوج موج؛ غوج جواد، وموج اتباع.) أَي جَوَاد، وقيل: هو الطويلُ

القَصَبِ، وقيل: هو الذي يَنْثَني فيَذهبُ ويجيءُ.

موج

1 مَاجَ, aor. ـُ inf. n. مَوْجٌ (S, K, &c.) and مَوَجَانٌ and مُؤُوجٌ; (TA;) It (the sea) was in a state of commotion; was tumultuous; (Msb;) was agitated with waves, conflicting, or dashing together; (S, K;) as also ↓ تموّج: (TA;) or this latter signifies it (the sea) was, or became, very tumultuous. (Msb.) [You say,] مَاجَ المَوْجُ The waves were in a state of commotion; were tumultuous; conflicted, or dashed together. (TA.) [And hence,] مَاجَ أَمْرُهُمْ (assumed tropical:) Their affair became in a confused and disturbed state. (TA.) b2: مَاجَ, inf. n. مَوْجٌ and مَوَجَانٌ, (assumed tropical:) It (anything) was in a state of commotion, or agitation. (TA.) b3: مَاجَ (tropical:) He was in a state of commotion, or agitation, and confounded, perplexed, or amazed. (IAar.) b4: النَّاسُ يَمُوجُونٌ (tropical:) The people, or men, are in a state of commotion, or tumultuous. (S.) b5: مَاجَتِ النَّاسُ (tropical:) The people were in a discordant and disturbed state of affairs. (Msb.) b6: مَاجَ عَنِ الحَقِّ, inf. n. مَوْجٌ, (tropical:) He declined from the truth, or from the true, right, or just, course. (A, K.) b7: مَاجَتِ الدَّاغِصَةُ, inf. n. مُؤُوجٌ, (tropical:) The patella, or knee-pan, moved backwards and forwards, or from side to side, between the skin and the bone, or, as in one copy of the K, flesh: (K, TA:) and in like manner السِّلْعَةُ [the ganglion]. (TA.) 5 تَمَوَّجَ see 1.

مَوْجٌ, [a coll. gen. n., Waves; billows; surges; or a collection of waves;] water rising above other water: (TA:) pl. أَمْوَاجٌ: (S, K, Msb:) مَوْجَةٌ has a more special signification; [namely, a wave, a single wave;] and the pl. of this, which is the n. un., is مَوْجَاتٌ. (Msb.) b2: فَرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ: see art. غوج. موج is here an imitative sequent. (TA.) b3: مَوْجَةُ الشَّبَابِ (tropical:) The prime of youth. (K.) ناقة مَوْجَى (assumed tropical:) A swift (نَاجِيَة: in the CK نَاجِبَة) she-camel, whose أَنْسَاع [or woven thongs of the fore girth] have moved round (جَالَت) by reason of the backward and forward motion (اِخْتِلَاف) of her fore and hind legs. (K.) مَوَّاجٌ [A sea tumultuous with waves]. (K, art. رد.) مَائِجٌ A sea in a state of commotion; tumultuous; agitated with waves, conflicting, or dashing together. (TA.) b2: Also, and ↓ مُتَمَوِّجٌ, A man in a state of commotion, or agitation. (TA.) مُتَمَوِّجٌ: see مَائِجٌ.
موج: موج: تستعمل مجازا في الحديث عن حشد كبير يتحرك، فوق فسحة من الأرض، مثل أمواج البحر (ابن جبير 6: 187): تموج الأرض بهم موجا (البربرية 2: 279) الأرض تموج سبيا (وفيه 9: 400): وقد ماجت الأرض بالجيوش (400: 4 المقدمة 2: 211): عندما كانت أفريقية مستبحرة العمران كثيرة الساكن تموج بأهلها موجا.
ماجوا: في محيط المحيط (يقال ماج الناس: اختلفت أمورهم واضطربت) (أخبار 7: 103).
ماج بعضهم في بعض تزاحم الناس بعضهم أمام بعض (وعلى سبيل المثال) الجيش المنهزم دون نظام (كارتاس 173:16، البربرية 1: 461، 5 أو 6: 601، 2) وكان (فوك) قد وضع نصب عينيه هذا المعنى حين عدى الفعل ماج بحرف الباء وجعل المصدر موجان في مادة angustiare.
ماج: يقال عن الطير حين يرفرف أو يخفق مع الريح (كارتاس 60: 18).
موج: انظرها عند (فوك) في مادتي flucluare و marisunda.
موج الهواء: (البربرية 1: 615).
موج: تموج، فار، ثار، هاج (في لحديث عن امواه البحر) (الكالا: herver la mar، ondear، تمويج: hervor de la mar. مموج ondoso) .
تموج: في محيط المحيط (تموج البحر تموجا اشتد هياجه واضطرب) (فوك، بوشر، معجم ابن جبير، معجم التنبيه، أبو الوليد 147:13 معيار الاختبار 22، 2، موللر 22، باين سميث 1148؛ تموج الهواء: (مقدمة 2، 125، 10، 211، 14، 16 و17، 212، 1 و2).
تموج: قلق، احتار (بابن سميث 1455).
تماوج: تموج (بوشر، بابن سميث 1149)؛ تماوج: عوم. طفو (بوشر). تماوج: (مجازا). تردد، حيرة (بوشر).
تماوج: قلق، حيرة (بابن سميث 1455). تماوج: ترنح (السكران) (ألف ليلة برسل 4: 86).
موج: والجمع امواج: غليان، هيجان (باين سميث 1515).
موج: والجمع موجات (بالأسبانية mocho) : بومة أذان الحمار، بومة كبيرة (الكالا). وعند (جاكسون 71) muka.
موجة: عاصفة (معجم اللاتيني - procella) .
موجي: متماوج (بوشر).
مموج: متموج، قماش موشى متموج، نسيج متموج المظهر، مخير (بوشر).
مموج: شملة مموجة من الصوف أو وبر الماعز تلقى على الكتفين (انظر الملابس 328).
قماش حرير مموج: مخير ومشدود فيه الحرير، أي مضيق عليه (بوشر).
مماوج: نسيج متموج المظهر، مخير (بوشر).
موج
: ( {المَوْجُ) : مَا ارتفعَ مِن الماءِ فوقَ الماءِ، ماجَ المَوْجُ.
(والمَوْجُ: اضْطرابُ} أَمواجِ البَحْرِ) وَقد {مَاجَ} يَمُوجُ {مَوْجاً} ومَوَجَاناً {ومُؤُوجاً} وتَموَّجَ: اضْطَرَبَتْ {أَمواجُه.} ومَوْجُ كلِّ شيْءٍ {ومَوَجَانُه؛ اضْطِرابُه. وَعَن ابْن الأَعرابيّ:} ماجَ {يَمُوجُ: إِذا اضطربَ وتَحَيَّرَ.
(و) مَوْجُ بنُ قَيسِ بنِ مازِنٍ ابنُ أُختِ القُطَامِيّ، (شاعِرٌ تَغْلَبِيٌّ) خَبيثُ، أَو هُوَ} مَوْجُ بنُ أَبي سَهْم، أَخو بني عبدِ الله بنِ غَطَفَانَ، شَاعِر أَيضاً؛ كَذَا نقلَه شَيخنَا عَن المُختلِف والمُؤتلِف للآمديّ.
(و) من الْمجَاز: المَوْجُ: (المَيْلُ) . يُقَال: {مَاجَ (عَن الحَقِّ) : مَالَ عَنهُ، من الأَساس.
(و) من عُقْبَةَ بنِ غَزْوَانَ: (مَوْجَةُ الشَّبابِ: عُنْفُوانُه) .
(و) من الْمجَاز: (نَاقَةٌ مَوْجَى، كَسَكْرَى) ، أَي (ناجيَةٌ قد جَالتْ أَنْسَاعُها لاختلافِ يَدَيْها ورِجْلَيْها) .
(و) من الْمجَاز: (ماجَتِ الدّاغِصَةُ) والسَّلْعَة (مُؤُوجاً) ، بالضّمّ (: مارَتْ بَين الجِلْدِ والعَظْمِ) ، وَفِي نسخةٍ: (اللَّحم) بدل (الْعظم) .
(} وماجَهْ) بِسُكُون الهاءِ، كَمَا جَزَمَ بِهِ الشَّمُسُ ابنُ خِلِّكانَ: (لقب والدِ) الإِمام الحافِظ أَبي عبدِ الله (محمَدِ بن يَزيدَ) الرَّبَعِيّ (القَزْوينيّ، صاحِب) التَّفْسِير والتاريخ و (السُّنَن) ، وُلِد سنة 209، عَن إِبراهيمَ بنِ محمّدٍ الشافعيّ وأَبي بكرِ بنِ أَبي شَيْبَة، وَعنهُ محمَّدُ بنُ عِيسى الأَبْهَرِيّ وعليُّ بنُ إِبراهيمَ القَطّانُ، مَاتَ لثمانٍ بَقينَ من رَمضان سنة 273، وصلّى عَلَيْهِ أَخوه أَبو بكرٍ، (لَا جَدّه) أَي لَا لَقبُ جَدِّه، كَمَا زَعمه بعضٌ. قَالَ شيخُنا: وَمَا ذَهبَ إِليه المُصنّف، فقد جَزَم بِهِ أَبو الْحسن القَطَّان، ووافقَه على ذالك هِبَةُ الله بنُ زَاذانَ وغيرُه، قَالُوا: وَعَلِيهِ فيُكتَب (ابْن {مَاجَه) ، بالأَلف لَا غير. وَهُنَاكَ قَول آخرُ ذَكره جماعةٌ وصَحَّحوه، وَهُوَ أَن (ماجَه) اسمٌ لأُمّه؛ وَالله أَعلم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجلٌ} مائِجٌ، أَي مُتموِّجٌ. وبَحرٌ مائِجٌ، كذالك.
{وماجَ أَمْرُهم: مَرِجَ.
وفَرسٌ غَوْجٌ} مَوْجٌ، إِتباعٌ، أَي جَوَادٌ. وَقيل: هُوَ الطَّويلُ القَصَبِ. وَقيل: هُوَ الَّذِي يَنْثِني فيَذهَبُ وَيِجىءُ.
وَمن الْمجَاز: {ماجَتِ النَّاسُ فِي الفِتْنة، وهم} يَمُوجون فِيهَا.
موج
ماجَ يمُوج، مُجْ، مَوْجًا ومَوَجانًا، فهو مائج
• ماج البحرُ: ثار، ارتفع ماؤُه وهاج واضطربت أمواجُه "ماجتِ الفتنةُ: ثارت".
• ماج القومُ:
1 - اختلفت أمورُهم واضطربت، وازدحموا لكثرتهم "ماجتِ الجماهيرُ: تحرّكت بشكل متموّج أو صاخب- ما إن علموا بازدياد الأسعار حتى هاجوا وماجوا".
2 - دخل بعضُهم في بعض " {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} ". 

تموَّجَ يتموّج، تموُّجًا، فهو مُتموِّج
• تموَّج البحرُ وغيرُه: اشتدّ هياجُه واضطرب "تموَّج الزّرعُ- تموّجت صفوفُ المتظاهرين". 

موَّجَ يموِّج، تمويجًا، فهو مُموِّج، والمفعول مُموَّج
• موَّج النَّسيجَ: جعله متموِّج الألوان ذا ألوان متغايرة حسب الإضاءة. 

تموُّج [مفرد]:
1 - مصدر تموَّجَ.
2 - أخذ شكل الأمواج في الارتفاع والانخفاض أو الذّبْذَبَة "تموُّج الهواء/ أنسجة/ اللّون- تموُّجات صوتيَّة". 

مائج [مفرد]: اسم فاعل من ماجَ. 

مِمْواج [مفرد]: جهاز لتسجيل حركات الأحشاء وغيرها. 

مَوْج1 [مفرد]: مصدر ماجَ. 

مَوْج2 [جمع]: جج أمواج، مف مَوْجة: ما علا من سطح الماء وتتابع "تحطَّم الموجُ على الشاطئ- تقاذفته الأمواجُ- {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} - {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} ". 

مَوَجان [مفرد]: مصدر ماجَ. 

مَوْجَة [مفرد]: ج مَوْجات ومَوَجات وأمواج ومَوْج:
1 - قِمَّة تتحرّك خلال أو عبر مسطح مائيّ واسع، واحدة الموج.
2 - ارتجاج أو ذبذبة تنتقل من الفضاء والإذاعة "موجة قصيرة/ متوسطة- اتَّصل الرئيسُ بالشّعب على أمواج الأثير".
3 - (فز) اضطراب ينتقل خلال جزيئات الوسط بدون أن يغيِّر في موضعها، ومنها موجة الصوت، موجة الضوء، موجة التيَّار الكهربيّ "سعة الموجة".
• الموجة الطَّويلة: (فز) موجة كهرومغنطيسيَّة تكون أطول من الموجات المستخدمة في بثّ الإعلانات التِّجاريَّة.
• مَوْجَة الشَّباب: عُنفوانه وقوّته ° ركِب الموجةَ: ساير التّيّارَ، اتَّبع الآخرين.
• موجة من الحرّ أو البرد أو نحوهما: دفعة منه "موجة حارَّة: عاصفة- موجة باردة"? مَوْجَة استنكار: ضجَّة تعبِّر

عنها الجماهير بشدَّة.
• موجة سطحيَّة: (فز) موجة من موجات الراديو التي تثبت بمحاذاة الأرض.
• موجة ألفا: (فز) موقع في الجهاز العصبيّ اللاّإراديّ حيث تحدث الاستجابات المثيرة عند إفراز عوامل أدريناليَّة.
• موجة صوتيَّة: (فز) موجة ضغطيّة طوليَّة بصوت مسموع وغير مسموع.
• موجة حاملة: (فز) موجة كهرومغنطيسيّة تستخدم في وقت مُعيَّن في محطات إرسال الراديو والتليفزيون على تردُّد خاصّ بها.
• موجة قَصِيرة: (فز) موجة كهرومغناطيسيّة ذات طول موجيّ يقارب 200 متر أو أقل.
• موجة لاسلكيَّة: (فز) موجة كهرومغنطيسيّة ضمن مجال التردّد اللاَّسلكيّ.
• طول المَوجة: مسافة تقطعها الذَّبذبة في فترة من الوقت. 

علم الفقه

علم الفقه
قال في كشاف اصطلاحات الفنون:
علم الفقه ويسمى هو وعلم أصول الفقه بعلم الدراية أيضا على ما في مجمع السلوك وهو معرفة النفس ما لها وما عليها هكذا نقل عن أبي حنيفة والمراد بالمعرفة: إدراك الجزئيات عن دليل فخرج التقليد.
قال التفتازاني: القيد الأخير في تفسير المعرفة مما لا دلالة عليه أصلا لا لغة ولا اصطلاحاً.
وقوله: وما لها وما عليها يمكن أن يراد به ما تنتفع به النفس وما تتضرر به في الآخرة والمشعر بهذا شهرة أن علم الفقه من العلوم الدينية ويمكن أن يراد به ما يجوز لها وما يجب عليها أو ما يجوز لها وما يحرم عليها.
ثم ما لها وما عليها يتناول الاعتقادات كوجوب الإيمان ونحوه.
والوجدانيات أي: الأخلاق الباطنة والملكات النفسانية. والعمليات: كالصوم والصلاة والبيع ونحوها.
فالأول: علم الكلام.
والثاني: علم الأخلاق والتصوف.
والثالث: هي الفقه المصطلح.
وذكر الغزالي أن الناس تصرفوا في اسم الفقه فخصوه بعلم الفتاوى والوقوف على دلائلها وعللها واسم الفقه في العصر الأول كان مطلقا على علم الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس والاطلاع على الآخرة وحقارة الدنيا.
قال أصحاب الشافعي: الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية والمراد بالحكم النسبة التامة الخبرية التي العلم بها تصديق وبغيرها تصور.
فالفقه عبارة عن التصديق بالقضايا الشرعية المتعلقة بكيفية العمل تصديقا حاصلا من الأدلة التفصيلية التي نصبت في الشرع على تلك القضايا وهي الأدلة الأربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
ثم إن إطلاق العلم على الفقه وإن كان ظنيا باعتبار أن العلم قد يطلق على الظنيات كما يطلق على القطعيات كالطب ونحوه.
ثم إن أصحاب الشافعي جعلوا للفقه أربعة أركان فقالوا: الأحكام الشرعية إما أن تتعلق بأمر الآخرة وهي العبادات أو بأمر الدنيا وهي إما أن تتعلق ببقاء الشخص وهي المعاملات أو ببقاء النوع باعتبار المنزل وهي المناكحات أو باعتبار المدينة وهي العقوبات وههنا أبحاث تركناها مخافة الإطناب فمن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى التوضيح والتلويح.
وموضوعه فعل المكلف من حيث الوجوب والندوب والحل والحرمة وغير ذلك كالصحة والفساد وقيل موضوعه أعم من الفعل لأن قولنا: الوقت سبب أو وجوب الصلاة من مسائله وليس موضوعه الفعل وفيه أن ذلك راجع إلى بيان حال الفعل بتأويل إن الصلاة تجب لسبب الوقت كما أن قولهم النية في الوضوء مندوبة في قوة أن الوضوء يندب فيه النية.
وبالجملة تعميم موضوع الفقه مما لم يقل به أحد ففي كل مسئلة ليس موضوعها راجعا إلى فعل المكلف يجب تأويله حتى يرجع موضوعها إليه كمسئلة المجنون والصبي فإنه راجع إلى فعل الولي هكذا في الخيالي وحواشيه ومسائله الأحكام الشرعية العملية كقولنا: الصلاة فرض.
وغرضه النجاة من عذاب النار ونيل الثواب في الجنة وشرفه مما لا يخفى لكونه من العلوم الدينية انتهى كلام الكشاف.
قال صاحب مفتاح السعادة: وهو علم باحث عن الأحكام الشرعية الفرعية العملية من حيث استنباطها من الأدلة التفصيلية.
ومباديه مسائل أصول الفقه.
وله استمداد من سائر العلوم الشرعية والعربية.
وفائدته: حصول العمل به على الوجه المشروع. والغرض منه: تحصيل ملكة الاقتدار على الأعمال الشرعية ولما كان الغاية والغرض في العلوم العملية يحصلان بالظن دون اليقين بناء على أن أقوى الأدلة الكتاب والسنة وإنه وإن كان علم الفقه قطعي الثبوت لكن أكثره ظني الدلالة فصار محلا للاجتهاد وجاز الأخذ فيه أولا بمذهب أي مجتهد أراد المقلد والمذاهب المشهورة التي تلقتها الأمة بالقبول وقبلها أهل الإسلام بالصحة هي المذاهب الأربعة للأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ثم الأحق والأولى من بينها مذهب أبي حنيفة رحمه الله لأنه المتميز من بينهم بالإتقان والإحكام وجودة القريحة وقوة الرأي في استبناط الأحكام وكثرة المعرفة بالكتاب والسنة وصحة الرأي في علم الأحكام إلى غير ذلك لكن ينبغي لمن يقلد مذهبا معينا في الفروع أن يحكم بأن مذهبه صواب يحتمل الخطأ ومذهب المخالف خطأ يحتمل الصواب.
ويحكم في الاعتقاديات بأن مذهبه حق جزما ومذهب المخالف خطأ قطعا انتهى ونحوه في مدينة العلوم.
أقول أحق المذاهب إتقانا وأحسنها اتباعا وأحكمها وأحراها بالتمسك به ما ذهب إليه أهل الحديث والقرآن والترجيح لمذهب دون مذهب تحكم لا دليل عليه بل المذاهب الأربعة كلها سواسية في الحقيقة والواجب على الناس كلهم اتباع صرائح الكتاب العزيز والسنة المطهرة دون اتباع آراء الرجال وأقوال العلماء والأخذ باجتهاداتهم سيما فيما يخالف القرآن الكريم والحديث الشريف.
وقد حققنا هذا البحث في كتابنا الجنة1 في الأسوة الحسنة بالسنة وذكر الغزالي في بيان تبديل أسامي العلوم ما تقدم ذكره وتمام هذا البحث ذكرناه في كتابنا قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل.
والكتب المؤلفة على المذاهب الأربعة كثيرة جدا لا تكاد تحصى. ودواوين الإسلام من كتب الحديث وشروحه تغني الناس كلهم قرويهم وبدويهم عالمهم وجاهلهم ودانيهم وقاصيهم عن كتب الرأي والاجتهاد.
والأئمة الأربعة منعوا الناس عن تقليدهم ولم يوجب الله سبحانه وتعالى على أحد تقليد أحد من الصحابة والتابعين الذين هم قدوة الأمة وأئمتها وسلفها فضلا عن المجتهدين وآحاد أهل العلم بل الواجب على الكل اتباع ما جاء به الكتاب والسنة المطهرة وإنما احتيج إلى تقليد المجتهدين لكون الأحاديث والأخبار الصحيحة لم تدون ولكن الآن بحمد الله تعالى قد دون أهل المعرفة بالسنن علم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأغنوا الناس عن غيره فلا حيا الله عبدا قلد ولم يتبع ولم يعرف قدر السنة وحمد على التقليد.
ثم القول بأن المذهب الفلاني من المذاهب الأربعة أقدم وأحكم من أباطيل المقولات وأبطل المقالات وصدوره من مدعي العلم يدل على أنه ليس من أهل العلم لأن التقليد من صنيع الجاهل والمقلد ليس معدودا في العلماء انظر في الكتب التي الفت لرد التقليد كأعلام الموقعين عن رب العالمين وغير ذلك يتضح لك الصواب من الخطأ بلا ارتياب والكتب المؤلفة في الأخبار الصحاح والحسان والضعاف كثيرة جدا ذكرناها في كتابنا إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين والمعتمد كل الاعتماد من بينها الأمهات الست وهي معروفة متيسرة في كل بلد وكذلك الكتب المؤلفة في أحكام السنة المطهرة خاصة كثيرة أيضا والمستند كل الاستناد من بينها هو مثل منتقى الأخبار وشرحه نيل الأوطار وبلوغ المرام وشرحه مسك الختام وسبل السلام والعمدة وشرحه العدة وغير ذلك مما ألف في ضبط الأحكام الثابتة بالسنة وما يليها مثل السيل الجرار ووبل الغمام ومنح الغفار حاشية ضوء النهار والهدي النبوي وسفر السعادة وكذا مؤلفات شيوخنا اليمانيين فإن فيها ما يكفي والمقلد المسكين يظن الخرافات في الكتاب والسنة.
وقد أطال الأرنيقي في مدينة العلوم في ذكر تراجم الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والفقهاء الحنفية كأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وابن المبارك وداود الطائي الكوفي ووكيع بن الجراح ويحيى بن زكريا وإسماعيل بن حماد ويوسف بن خالد وعافية بن يزيد وحبان ومندل ابني علي الغزي وعلي بن مسهرق القاسم بن معن وأسد بن عامر وأحمد بن حفص وخلف ابن أيوب وشداد بن حكم وموسى بن نصر وموسى بن سليمان الجوزجاني وهلال بن يحيى ومحمد بن سماعة وحكم بن عبد الله وأطال في ترجمة هؤلاء.
وقال: اعلم أن الأئمة الحنفية أكثر من أن تحصى لأنهم قد طبقوا أكثر المعمورة حتى قيل إن للإمام أبي حنيفة سبعمائة وثلاثين رجلا من تلامذته وهذا ما عرف منهم وما لم يعرف أكثر من ذلك لكنا اكتفينا منهم ههنا بما سمح به الوقت والآن فلنذكر من الكتب المعتبرة في الفقه ما هو المشهور في الزمان انتهى.
ثم ذكر كتبا سماها قال: وإن استقصاء الأئمة الحنفية وتصانيفهم خارج عن طوق هذا المختصر ولنذكر بعد ذلك نبذا من أئمة الشافعية ليكون الكتاب كامل الطرفين حائز الشرفين وهؤلاء صنفان أحدهما: من تشرف بصحبة الإمام الشافعي والآخر: من تلاهم من الأئمة انتهى.
ثم ذكر هذين الصنفين وأطال في بيانهما وفضائلها إطالة حسنة والكتب التي ألفت في بيان طبقات أهل المذاهب الأربعة تغني عن ذكر جماعة خاصة من المقلدة المذهب واحد وإن كانوا أئمة أصحاب التصانيف ولا عبرة بكثرة المقلدة الذين قلدوا مذهبا واحدا من المذاهب الأربعة بل الاعتبار باختيار الحق والصواب وهو ترك التقليد لآراء الرجال وإيثار الحق على الحق والتمسك بالسنة.
وقد ألف جماعة كتبا كثيرة في طبقات المتبعين وتراجم الحفاظ والمحدثين وهم ألوف لا يحصيهم كتاب وإن طال الفصل والباب وهم أكثر وأطيب إن شاء الله تعالى بالنسبة إلى المقلدة.
وقد تعصب أصحاب الطبقات المذهبية في تعداد أهل نحلتهم حيث أدخلوا فيها من ليس منهم وغالب أئمة المذاهب ليسوا بمقلدين وإن انتسبوا إلى بعضهم بل هم مجتهدون مختارون لهم أحسن الأقوال وأحق الأحكام وبعد النظر والاجتهاد فعدهم في زمرة المقلدة بأدنى شركة في العلم ليس من الإنصاف في شيء وإنما خافوا فتنة العوام في ادعاء الاجتهاد أو عدم الاعتداد بالتقليد فصبروا على نسبتهم إلى مذهب من تلك المذاهب كما يعرف ذلك من له إلمام بتصانيف هؤلاء الكرام وليس هذا موضع بسط الكلام على هذا المرام وإلا أريتك عجائب المقام وأتيتك بما لم يقرع سمعك من الأمور العظام.
واعلم أن أصول الدين اثنان لا ثالث لهما: الكتاب والسنة وما ذكروه من أن الأدلة أربعة: القرآن والحديث والإجماع والقياس فليس عليه إثارة من علم وقد أنكر إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه الإجماع الذي اصطلحوا عليه اليوم وأعرض سيد الطائفة المتبعة داود الظاهري عن كون القياس حجة شرعية وخلاف هذين الإمامين نص في محل الخلاف ولهذا قال بقولهما عصابة عظيمة من أهل الإسلام قديما وحديثا إلى زماننا هذا ولم يروا الإجماع والقياس شيئا مما ينبغي التمسك به سيما عند المصادمة بنصوص التنزيل وأدلة السنة الصحيحة وهذه المسئلة من معارك المسائل بين المقلدة والمتبعة وأكثر الناس خلافا فيها الحنفية لأنهم أشد الناس تعصبا للمذهب وتقرير ذلك مبسوط في المبسوطات المؤلفة في هذا الباب.
ومن له نظر في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه الواحد المتكلم الحافظ ابن القيم ومن حذا حذوهما من علماء الحديث والقرآن خصوصا أئمة اليمن الميمون وتلامذتهم فهو يعلم بأن هذا القول هو الحق المنصور والمذهب المختار والكلام المعتمد عليه ما سواه سراب وتباب ولولا مخافة الإطالة وخشية الملالة لذكرت ههنالك ما تذعن له من الأدلة على ذلك ومفاسد ما هنالك وبالله التوفيق وهو العاصم عن التنكيب عن سواء الطريق اللهم أرحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة عامة.
فصل
قال ابن خلدون رحمه الله تعالى: الفقه معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين بالوجوب والخطر والإباحة والندب والكراهة وهي متلقاة من الكتاب والسنة وما نصبه الشارع لمعرفتها من الأدلة على اختلاف فيها بينهم ولا بد من وقوعه ضرورة أن الأدلة غالبها من النصوص وهي بلغة العرب وفي اقتضاءات ألفاظها لكثير من معانيها اختلاف بينهم معروف أيضاً.
فالسنة1 مختلفة الطرق في الثبوت وتتعارض في الأكثر أحكامها فتحتاج إلى الترجيح وهو مختلف أيضا فالأدلة من غير النصوص مختلف فيها وأيضا فالوقائع المتجددة لا توفي بها النصوص وما كان منها غير ظاهر في النصوص فحمل على منصوص لمشابهة بينهما وهذه كلها إشارات للخلاف ضرورية الوقوع ومن هنا وقع الخلاف بين السلف والأئمة من بعدهم.
ثم إن الصحابة كلهم لم يكونوا أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم وإنما كان ذلك مختصا بالحاملين للقرآن العارفين بناسخه ومنسوخه ومتشابهة ومحكمة وسائر دلالته بما تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم سمعه منهم من عليتهم وكانوا يسمون لذلك القراء أي الذين يقرؤون الكتاب لأن العرب كانوا أمة أمية فاختص من كان منهم قارئا للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ وبقي الأمر كذلك صدر الملة ثم عظمت أمصار الإسلام وذهبت الأمية من العرب بممارسة الكتاب وتمكن الاستنباط وكمل الفقه وأصبح صناعة وعلما فبدلوا باسم الفقهاء والعلماء من القراء.
وانقسم الفقه إلى طريقتين: طريقة أهل الرأي والقياس وهم أهل العراق.
وطريقة أهل الحديث وهم أهل الحجاز.
وكان الحديث قليلا في أهل العراق فاستكثروا من القياس ومهروا فيه فلذلك قيل أهل الرأي ومقدم جماعتهم الذي استقر المذهب فيه وفي أصحابه أبو حنيفة وإمام أهل الحجاز مالك بن أنس والشافعي من بعده.
ثم أنكر القياس طائفة من العلماء وأبطلوا العمل به وهم الظاهرية وجعلوا المدارك كلها منحصرة في النصوص والإجماع وردوا القياس الجلي والعلة المنصوصة إلى النص لأن النص على العلة نص على الحكم في جميع محالها وكان إمام هذا المذهب داود بن علي وابنه وأصحابه.
وكانت هذه المذاهب الثلاثة هي مذاهب الجمهور المشتهرة بين الأمة وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها وفقه انفردوا به وبنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح على قولهم بعصمة الأئمة ورفع الخلاف عن أقوالهم وهي كلها أصول واهية وشذ بمثل ذلك الخوارج ولم يحتفل الجمهور بمذاهبهم بل أوسعوها جانب الإنكار والقدح فلا نعرف شيئا من مذاهبهم ولا نروي كتبهم ولا أثر لشيء منهم إلا في مواطنهم فكتب الشيعة في بلادهم وحيث كانت دولتهم قائمة في المغرب والمشرق واليمن والخوارج كذلك ولكل منهم كتب وتآليف وآراء في الفقه غريبة.
ثم درس مذهب أهل الظاهر اليوم بدروس أئمته وإنكار الجمهور على منتحله ولم يبق إلا في الكتب المجلدة وربما يعكف كثير من الطالبين ممن تكلف بانتحال مذهبهم على تلك الكتب يروم أخذ فقههم منها ومذهبهم فلا يحلو بطائل ويصير إلى مخالفة الجمهور وإنكارهم عليه وربما عد بهذه النحلة من أهل البدع بنقله العلم من الكتب من غير مفتاح المعلمين. وقد فعل ذلك ابن حزم1 بالأندلس على علو رتبته في حفظ الحديث وصار إلى مذهب أهل الظاهر ومهر فيه باجتهاد زعمه في أقوالهم وخالف إمامهم داود وتعرض للكثير من أئمة المسلمين فنقم الناس ذلك عليه وأوسعوا مذهبه استهجانا وإنكارا وتلقوا كتبه بالإغفال والترك حتى إنها ليحظر بيعها بالأسواق وربما تمزق في بعض الأحيان ولم يبق إلا مذهب أهل الرأي من العراق وأهل الحديث من الحجاز.
فأما أهل العراق فإمامهم الذي استقرت عنده مذاهبهم أبو حنيفة النعمان ابن ثابت ومقامه في الفقه لا يلحق شهد له بذلك أهل جلدته وخصوصا مالك والشافعي.
وأما أهل الحجاز فكان إمامهم مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى واختص بزيارة مدرك آخر للأحكام غير المدارك المعتبرة عند غيره وهو عمل أهل المدينة لأنه رأى أنهم فيما يتفقون عليه من فعل أو ترك متابعون لمن قبلهم ضرورة لدينهم واقتدائهم وهكذا إلى الجيل المباشرين لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآخذين ذلك عنه وصار ذلك عنده من أصول الأدلة الشرعية ظن كثير أن ذلك من مسائل الإجماع فأنكره لأن دليل الإجماع لا يخص أهل المدينة ممن سواهم بل هو شامل للأمة.
واعلم أن الإجماع إنما هو الاتفاق على الأمر الديني عن اجتهاد مالك رحمه الله لم يعتبر عمل أهل المدينة من هذا المعنى وإنما اعتبره من حيث اتباع الجيل بالمشاهدة للجيل إلى أن ينتهي إلى الشارع صلى الله عليه وسلم وضرورة اقتدائهم بعين ذلك يعم الملة ذكرت في باب الإجماع الأبواب بها من حيث ما فيها من الاتفاق الجامع بينها وبين الإجماع إلا أن اتفاق أهل الإجماع عن نظر واجتهاد في الأدلة واتفاق هؤلاء في فعل أو ترك مستندين إلى مشاهدة من قبلهم ولو ذكرت المسئلة في باب فعل النبي صلى الله عليه وسلم وتقريره أو مع الأدلة المختلف فيها مثل مذهب الصحابي وشرع من قبلنا والاستصحاب لكان أليق.
ثم كان من بعد مالك بن أنس محمد بن إدريس المطلبي الشافعي رحل إلى العراق من بعد مالك ولقي أصحاب الإمام أبي حنيفة وأخذ عنهم ومزج طريقة أهل الحجاز بطريقة أهل العراق واختص بمذهب وخالف مالكا رحمه الله في كثير من مذهبه.
وجاء من بعدهما أحمد بن حنبل وكان من علية المحدثين وقرأ أصحابه على أصحاب الإمام أبي حنيفة مع وفور بضاعتهم من الحديث فاختصوا بمذهب آخر ووقف التقليد في الأمصار عند هؤلاء الأربعة ودرس المقلدون لمن سواهم وسد الناس باب الخلاف وطرقه لما كثر تشعب الاصطلاحات في العلوم ولما عاق عن الوصول إلى رتبة الاجتهاد ولما خشي من إسناد ذلك إلى غير أهله ومن لا يوثق برأيه ولا بدينه فصرحوا بالعجز والأعواز وردوا الناس إلى تقليد هؤلاء كل من اختص به من المقلدين وحظروا أن يتداول تقليدهم لما فيه من التلاعب ولم يبق إلا نقل مذاهبهم وعمل كل مقلد بمذهب من قلده منهم بعد تصحيح الأصول واتصال سندها بالرواية لا محصول اليوم للفقه غير هذا ومدعي الاجتهاد لهذا العهد مردود على عقبه مهجور تقليده وقد صار أهل الإسلام اليوم على تقليد هؤلاء الأئمة الأربعة1.
فأما أحمد بن حنبل فمقلدوه قليلون لبعد مذهبه عن الاجتهاد وأصالته في معاضدة الرواية للأخبار بعضها ببعض وأكثرهم بالشام والعراق من بغداد ونواحيها وهم أكثر الناس حفظا للسنة ورواية الحديث.
وأما أبو حنيفة: فمقلدوه اليوم أهل العراق ومسلمة الهند والصين وما وراء النهر وبلاد العجم كلها لما كان مذهبه أخص بالعراق ودار السلام وكانت تلاميذه صحابة الخلفاء من بني العباس فكثرت تآليفهم ومناظراتهم مع الشافعية وحسن مباحثهم في الخلافيات وجاؤوا منها بعلم مستطرف وأنظار غريبة وهي بين أيدي الناس وبالمغرب منها شيء قليل نقله إليه القاضي ابن العربي وأبو الوليد الباجي في رحلتهما.
وأما الشافعي رحمه الله فمقلدوه بمصر أكثر مما سواها وقد كان انتشر مذهبه بالعراق وخراسان وما وراء النهر وقاسموا الحنفية في الفتوى والتدريس في جميع الأمصار وعظمت مجالس المناظرات بينهم وشحنت كتب الخلافيات بأنواع استدلالاتهم ثم درس ذلك كله بدروس المشرق وأقطاره وكان الإمام محمد بن إدريس الشافعي لما نزل على بني عبد الحكم بمصر أخذ عنه جماعة من بني عبد الحكم وأشهب وابن القاسم وابن المواز وغيرهم ثم الحارث بن مسكين وبنوه.
ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة وتداول بها فقه أهل البيت وتلاشى من سواهم إلى أن ذهبت دولة العبيديين من الرافضة على يد صلاح الدين يوسف بن أيوب ورجع إليهم فقه الشافعي وأصحابه من أهل العراق والشام فعاد إلى أحسن ما كان ونفق سوقه واشتهر منهم محيي الدين النووي من الحلبة التي ربيت في ظل الدولة الأيوبية بالشام وعز الدين بن عبد السلام أيضا ثم ابن الرفعة بمصر وتقي الدين بن دقيق العيد ثم تقي الدين السبكي بعد هما إلى أن انتهى ذلك إلى شيخ الإسلام بمصر لهذا العهد وهو سراج الدين البلقيني فهو اليوم أكبر الشافعية بمصر كبير العلماء بل أكبر العلماء من أهل العصر.
وأما مالك رحمه الله فاختص بمذهبه أهل المغرب والأندلس وإن كان يوجد في غيرهم إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل لما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز وهو منتهى سفرهم والمدينة يومئذ دار العلم ومنها خرج العراق ولم يكن العراق في طريقهم فاقتصروا على الأخذ عن علماء المدينة وشيخهم يومئذ وإمامهم مالك رحمه الله وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده فرجع إليه أهل المغرب والأندلس وقلدوه دون غيره ممن لم تصل إليهم طريقته وأيضا فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضا عندهم ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها كما وقع في غيره من المذاهب.
ولما صار مذهب كل إمام علما مخصوصا عند أهل مذهبه ولم يكن لهم سبيل إلى الاجتهاد والقياس فاحتاجوا إلى تنظير المسائل في الإلحاق وتفريقها عند الاشتباه بعد الاستناد إلى الأصول المقررة من مذهب إمامهم وصار ذلك كله يحتاج إلى ملكة راسخة يقتدر بها على ذلك النوع من التنظير أو التفرقة واتباع مذهب إمامهم فيهما ما استطاعوا وهذه الملكة هي علم الفقه لهذا العهد وأهل المغرب جميعا مقلدون لمالك رحمه الله.
وقد كان تلامذته افترقوا بمصر والعراق فكان بالعراق منهم القاضي إسماعيل وطبقته مثل ابن خويز منداد وابن اللبان والقاضي أبو بكر الأبهري والقاضي أبو الحسين بن القصار والقاضي عبد الوهاب من بعدهم وكان بمصر ابن القاسم وأشهب وابن عبد الحكيم والحارث بن مسكين وطبقتهم ورحل من الأندلس عبد الملك بن حبيب فأخذ عن ابن القاسم وطبقته وبث مذهب مالك في الأندلس ودون فيه كتاب الواضحة ثم دون العتبي من تلامذته كتاب العتبية ورحل من إفريقية أسد بن الفرات فكتب عن أصحاب أبي حنيفة أولا ثم انتقل إلى مذهب مالك وكتب علي بن القاسم في سائر أبواب الفقه وجاء إلى القيروان بكتابه وسمى الأسدية نسبة إلى أسد بن الفرات فقرا بها سحنون على أسد ثم ارتحل إلى المشرق ولقي ابن القاسم وأخذ عنه وعارضه بمسائل الأسدية فرجع عن كثير منها وكتب سحنون مسائلها ودونها وأثبت ما رجع عنه وكتب لأسد أن يأخذ بكتاب سحنون فأنف من ذلك فترك الناس كتابه واتبعوا مدونة سحنون على ما كان فيها من اختلاط المسائل في الأبواب فكانت تسمى المدونة والمختلطة وعكف أهل القيروان على هذه المدونة وأهل الأندلس على الواضحة والعتبية.
ثم اختصر ابن أبي زيد المدونة والمختلطة في كتابة المسمى بالمختصر ولخصه أيضا أبو سعيد البرادعي من فقهاء القيروان في كتابه المسمى بالتهذيب واعتمده المشيخة من أهل إفريقية وأخذوا به وتركوا ما سواه وكذلك اعتمد أهل الأندلس كتاب العتبية وهجروا الواضحة وما سواها ولم تزل علماء المذهب يتعاهدون هذه الأمهات بالشرح والإيضاح والجمع.
فكتب أهل إفريقية على المدونة ما شاء الله أن يكتبوا مثل ابن يونس واللخمي وابن محرز التونسي وابن بشير وأمثالهم.
وكتب أهل الأندلس على العتبية ما شاء الله أن يكتبوا مثل ابن رشد وأمثاله وجمع ابن أبي زيد جميع ما في الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال في كتاب النوادر فاشتمل على جميع أقوال المذهب وفرع الأمهات كلها في هذا الكتاب ونقل ابن يونس معظمه في كتابه على المدونة وزخرت بحار المذهب المالكي في الأفقين إلى انقراض دولة قرطبة والقيروان ثم تمسك بهما أهل المغرب بعد ذلك إلى أن جاء كتاب أبي عمرو بن الحاجب لخص فيه طرق أهل المذهب في كل باب وتعديد أقوالهم في كل مسئلة فجاء كالبرنامج للمذهب وكانت الطريقة المالكية بقيت في مصر من لدن الحارث بن مسكين وابن المبشر وابن اللهيث وابن رشيق وابن شاس وكانت بالإسكندرية في بني عوف وبني سند وابن عطاء الله ولم أدر عمن أخذها أبو عمرو بن الحاجب لكنه جاء بعدا نقراض دولة العبيديين وذهاب فقه أهل البيت وظهور فقهاء السنة من الشافعية والمالكية.
ولما جاء كتابه إلى المغرب آخر المائة السابعة عكف عليه الكثير من طلبة المغرب وخصوصا أهل بجاية لما كان كبير مشيختهم أبو علي ناصر الدين الزواوي هو الذي جلبه إلى المغرب فإنه كان قرأ على أصحابه بمصر ونسخ مختصره ذلك فجاء به وانتشر بقطر بجاية في تلاميذه ومنهم انتقل إلى سائر الأمصار المغربية وطلبة الفقه بالمغرب لهذا العهد يتداولون قراءته ويتدارسونه لما يؤثر عن الشيخ ناصر الدين من الترغيب فيه وقد شرحه جماعة من شيوخهم كابن عبد السلام وابن رشد وابن هارون وكلهم من مشيخة أهل تونس وسابق حلبتهم في الإجادة في ذلك ابن عبد السلام وهم مع ذلك يتعاهدون كتاب التهذيب في دروسهم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

قصو

قصو


قَصَا(n. ac. قَصْوقَصًا []
قَصَآء []
قُصُوّ [] )
a. Was distant, remote.
b. ['An], Was far, remote from; went away from.
c.(n. ac. قَصْو), Cut, clipped (nails); docked, cropped
slit the ears of (sheep).
قصو: {القصوى}: البعدى. {قصيا}: بعيدا.
(ق ص و) : (الْقَصْوَاءُ) الْمَقْطُوعَةُ طَرْفِ الْأُذُنِ وَأَمَّا مَا فِي نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَذَلِكَ لَقَبٌ لَهَا (الْأَقْصَى) فِي (أي) لَا تَقْصَيَنَّ فِي (ع ص) .
ق ص و : قَصَا الْمَكَانُ قُصُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ بَعُدَ فَهُوَ قَاصٍ وَبِلَادٌ قَاصِيَةٌ وَالْمَكَانُ الْأَقْصَى الْأَبْعَدُ وَالنَّاحِيَةُ الْقُصْوَى هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْعَالِيَةِ وَالْقُصْيَا بِالْيَاءِ لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ وَالْأَدَانِي وَالْأَقَاصِي الْأَقَارِبُ وَالْأَبَاعِدُ وَقَصَوْتُ عَنْ الْقَوْمِ بَعُدْتُ وَأَقْصَيْتُهُ أَبْعَدْتُهُ. 
ق ص و
قصا المكان قصواً. وبلد قاصٍ. وقصوت عن القوم. وهو بالجانب الأقصى والناحية القصوى: وعرف ذلك الأداني والأقاصي، والأذناب والنواصي، وهو مني بالقصا: بالبعد، وذهبت قصاه: نحوه، ونسبٌ قصاً: بعيدٌ، وأقصيته عني، وتقصّيت المكان: صرت في أقصاه، وهو في قاصية البلد وقاصية العسكر وقواصيه. وكان منهم قاصيتهم. وناقة قصواء: مقطوعة طرف الأذن، وجمل مقصوٌّ، وقد قصوته.


ومن المجاز: رميت المرمى القصيّ: لمن أبعد في ظنّه أو في تأويله. وهذه الناقة قصيّة إبله: خيارها وغايتها، وهي من قصاياها. ويقولون: فيها قصايا نثق بها. وقيل: هي المودّعة التي لا تركب ولا تجهد بالحلب فهي مقصاة عن ذلك. واستقصيت الأمر وتقصيته: بلغت أقصاه في البحث عنه. وحديث متقصّى. ونزلنا منزلاً لا يقصّيه البصر أي لا يبلغ أقصاه. وهلمذ أقاصيك أينا أبعد من الشرّ.
قصو
القَصْوُ: قَطْعُ أذُنِ البَعِيرِ، ناقَةٌ قَصْوَاءُ، وبَعِيرٌ مَقْصُوٌ.
والقَصْوَةُ: من السِّمَاتِ في أعْلى الأذُنِ، يُقال: إبلٌ مُقَصّاةٌ.
والقَصَا: مَصْدَرُ الناقَةِ القَصْوَىِ.
والقاصِيَةُ من الناس: ما تَنحّى وكذلك كلُّ شَيْءٍ بَعُدَ فقد قَصَا يَقْصو قُصُوّاً. والقُصْوى والأقْصى، والقُصْيَا: لُغَةٌ فيه.
والقَصَا - مَقْصورٌ -: فِنَاءُ الدارِ، يقولون: " حُطْنِيَ القَصَا " أي تَباعَدْ عنِّي.
وفي المَثَل: " لتَحُوْطَني القَصَا أو لأَعْرُوَنَّكَ العَصَا ". ويُقال: حاطَهُم قَصاهم وبقَصَاهم.
ونَزَلْنا مَنْزِلاً لا يُقْصِيْهِ البَصرُ: أي لا يبْلُغُ أقصاه.
والقَصِيَّةُ: الإِبلُ المَوْدُوْعَةُ التي لا تُجْهَدُ في الحَلَب ولا تُرْكَبُ، وجَمْعُها قَصايا. وهي - أيضاً -: خِيَارُ المال، وقيل: الرَّدِيْئةُ، وهو من الأضداد ونَعْجَةٌ قاصِيَةٌ: أي هِمَّةٌ هرِمَةٌ، ونعَاجٌ قَوَاص.
وإذا بَلَغَتِ العَنَاقُ السِّفَادَ قيل لها القُصْأةُ، والجميَع القِصْئَةُ.
وأحْصَيْتُ الشَّيْءَ وأقْصَيْتُه: أي أحْكَمْتُه وبالَغْت فيه. وتَقَصَّيْتُ الأمرَ واسْتَقْصَيْتُه، وحَدِيثٌ مُقَصّى.
وقَصَّيْتُ أظْفاري: قَصَصْتُها. ونَسَبٌ قَصاً: بَعِيْدٌ. وقَصَوته: بمعنى قَصَوْتُ منه.
باب القاف والصاد و (وا يء) معهما ق ص و، وق ص، ق ي ص، ص ي ق مستعملات

قصو: القًصْوُ: قطع أذن البعير، وناقة قَصْواءُ، وبعير مَقْصُوُّ، والقياس أَقْصَى، ولم يقولوا، وقَصَوْتُ الأذن: قَطَعتُ من طرفها قطعة. وقَصَا يَقْصُو قُصُوّاً أي تنحى في كل شيء، والقاصية من الناس ومن المواضع: المتنحي، يقال: هي القُصْوَى والقُصْيا، وما جاء من فُعْلَى من بنات الواو يحول إلى الياء نحو: الدنيا من دنوت وأشباهه غير القُصوى، فإن الياء لغة فيه. وقصا فهو قاص، والقُصْوَى والأَقْصَى كالكبرى والأكبر. وجاءت الفتيا لغة في الفتوى لأهل المدينة خاصة. والقَصَا، مقصُورٌ: فناء الدار، ومنهم من يمد، قال:

فحاطونا القَصَا ولقد رأونا ... قريباً حيث يستمع السرار

وقص: الوَقْصُ: قصر في العنق، كأنه رد في جوف الصدر، فهو أوْقَصُ والأنثى وَقْصاءُ. وَوقَصْتُ رأسه وَقْصاً: غمزته غمزاً شديداً وربما اندقت منه العنق. والدابة تَقِصُ عنها الذباب وَقْصاً بذنبها، أي تضربه فتقتله، والدواب تَقِصُ رءوس الأكام أي تكسر رءوسها بقوائمها.

قيص: ويقال: قاصَتِ السن تَقيصُ إذا تحركت، ويقال: انقاصَتْ. صيق: الصِّيقُ: الغبار الجائل في الهواء، ويقال: صِيقَةٌ، قال رؤبة:

تترك ترب البيد مجنون الصِّيَقْ

وقال:

كما انقض تحت الصِّيقِ عوار

يعني الخفاش.
الْقَاف وَالصَّاد وَالْوَاو

قصا عَنهُ قصواً، وقصواًّ، وقصاً، وقصاء، وقصى: بعد.

والقصي، والقاصي: الْبعيد. وَالْجمع: أقصاء فيهمَا: كشاهد وأشهاد، ونصير وأنصار. قَالَ غيلَان الربعِي:

كَأَنَّمَا صَوت حفيف المعزاء

مَعْزُول شذان حصاها الأقصاء

صَوت نشيش اللَّحْم عِنْد الغلاء

والقصوى، والقصيا: الْغَايَة الْبَعِيدَة، قلبت فِيهِ الْوَاو يَاء، لِأَن " فعلى " إِذا كَانَت اسْما من ذَوَات الْوَاو ابدلت واوه يَاء، كَمَا ابدلت الْوَاو مَكَان الْيَاء فِي: " فعلى "، فادخلوها عَلَيْهَا فِي " فعلى " ليتكافأ فِي التَّغْيِير هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ، وزدته أَنا بَيَانا. قَالَ: وَقد قَالُوا: القصوى، فأجروها على الأَصْل، لِأَنَّهَا قد تكون صفة بِالْألف وَاللَّام، وَفِي التَّنْزِيل: (إِذْ انتم بالعدوة الدُّنْيَا وهم بالعدوة القصوى) .

وَقَالَ ثَعْلَب: القصيا، والقصوى: طرف الْوَادي، فالقصوى، على قَول ثَعْلَب: من قَوْله تَعَالَى: (بالعدوة القصوى) بدل.

والقاصي، والقاصية، والقصي، والقصية من النَّاس والمواضع: المتنحي الْبعيد.

واقصى الرجل: باعده.

وهلم أقاصيك، يَعْنِي: أَيّنَا أبعد من الشَّيْء.

وقاصاني فقصوته.

والقصا: فنَاء الدَّار، يمد وَيقصر.

وحطني القصا: تبَاعد عني، قَالَ بشر بن أبي خازم:

فحاطونا القصا وَلَقَد رأونا ... قَرِيبا حَيْثُ يستمع السرَار

ويروى:

فحاطونا القصاء وَقد رأونا

والقصا: النّسَب الْبعيد، مَقْصُور.

والقصا: النَّاحِيَة.

وَقَالَ الْكسَائي: لأحوطنك القصا، ولأغزونك القصا، كِلَاهُمَا بِالْقصرِ: أَي ادعك فَلَا اقربك.

قَالَ اللحياني: وَحكى القناني: قصيت أظفاري، فَقَالَ الْكسَائي: أَظُنهُ أَرَادَ: اخذ من قاصيتها، وَلم يحملهُ الْكسَائي على محول التَّضْعِيف، كَمَا حمله أَبُو عبيد عَن ابْن قنان، وَقد تقدم فِي الثنائي أَنه من محول التَّضْعِيف.

والقصا: حذف فِي طرف أذن النَّاقة وَالشَّاة: وَهُوَ أَن يقطع مِنْهُ شَيْء قَلِيل.

وَقد قصا قصوا، وقصاها.

وناقة قصواء: مقصوة، وَكَذَلِكَ: الشَّاة.

وَرجل مقصو، وأقصى. وانكر بَعضهم: أقْصَى.

وَقَالَ اللحياني: بعير اقصى، ومقصى، ومقصو.

وناقة قصواء، ومقصاة، ومقصوة: مَقْطُوعَة طرف الْأذن.

والقصية من الْإِبِل: الْكَرِيمَة المودعة الَّتِي لَا تجهد فِي حلب وَلَا حمل، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

تذود القصايا عَن سراة كَأَنَّهَا ... جَمَاهِير تَحت المدجنات الهواضب

وَقيل: القصية من الْإِبِل: رذالتها، وَقَوله:

واختلس الْفَحْل مِنْهَا وَهِي قاصية ... شَيْئا فقد ضمنته وَهُوَ محقور

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: معنى قَوْله " قاصية ": هُوَ أَن يتبعهَا الْفَحْل، فيضربها فتلقح فِي أول كومة، فَجعل الكوم لِلْإِبِلِ، وَإِنَّمَا هُوَ للْفرس.

وقصوان: مَوضِع، قَالَ جرير.

نبئت غَسَّان بن واهصة الْخصي ... بقصوان فِي مستكلئين بطان
قصو
قصَا عن يَقصُو، اقْصُ، قَصْوًا وقُصُوًّا، فهو قاصٍ، والمفعول مَقْصُوٌّ عنه
• قصَا المكانُ عن البلدةِ: بَعُدَ ° حضر القاصِي والدَّاني: جمع كثير من النَّاس من بعيد وقريب. 

قصِيَ/ قصِيَ عن يَقصَى، اقْصَ، قصًا وقَصَاءً، فهو قَصِيّ، والمفعول مَقْصِيّ عنه
• قصِي المكانُ: بعُد " {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} ".
• قصِي عن أهله: بعُد عنهم "قصِي عن المكان". 

أقصى يُقْصِي، أقْصِ، إقْصاءً، فهو مُقْصٍ، والمفعول مُقْصًى
• أقصاه عن عمله: أبْعَده عنه "أقصاه عن البلاد" ° نزلنا منزلاً لا يُقصيه البصرُ: لا يَبْلُغ أقصاه. 

استقصى/ استقصى عن/ استقصى في يستقصي، اسْتَقْصِ، اسْتِقْصاءً، فهو مُسْتَقْصٍ، والمفعول مُسْتَقْصًى
• استقصى المَسْألَةَ/ استقصى عن المسألة/ استقصى في المسألة: بَلَغَ الغاية في البَحْث عَنْها واستكشفها "اسْتَقْصَى نيّات فلان- اسْتَقْصَى العالِمُ مفردات بحثه". 

تقصَّى/ تقصَّى عن/ تقصَّى في يتقصَّى، تَقَصَّ، تقصّيًا، فهو مُتقصٍّ، والمفعول مُتَقَصًّى
• تقصَّى الموضوعَ/ تقصَّى عن الموضوع/ تقصَّى في الموضوع: قام بتحقيقه بدقة، وبلغ الغاية في بحثه "تقصَّى القاضي القضيّةَ" ° لجنة تقصِّي الحقائق: لجنة تحقيق.
• تقصَّى المكانَ: صار في أقصاه وهو غايته.
• تقصَّى خُطاه: تابعه، اقتدى به. 

إقصاء [مفرد]: مصدر أقْصَى. 

أقْصَى [مفرد]: ج أقاصٍ، مؤ قُصْوَى، ج مؤ أقاصٍ:
1 - اسم تفضيل من قصا: أكثر بُعْدًا، عكسه أدنى "في أقْصَى سرعة- إلى أقْصَى حدّ" ° بلَغ الحدّ الأقْصَى: بلغ الرقم القياسيّ/ وصل إلى أعلى درجة.
2 - غاية ما يمكن بلوغه من الشَّيء "عند الضرورة القُصْوَى- ذو أهميّة قُصْوَى: عظيم الأهمّيّة- في أقاصِي الأرض- الشَّرق الأقْصَى- أقْصَى الغابة/ الأفق" ° الحرارة القُصْوى: العُلْيا- الغاية القُصْوى: الأخيرة التي هي أبعد ما تكون- المسجِد الأقْصَى: مسجد بيت المقدس- مِنْ أدناه إلى أقْصَاه: من أوّله إلى آخره. 

استقصاء [مفرد]:
1 - مصدر استقصى/ استقصى عن/ استقصى في.
2 - طريقة في البحث تقوم على ملاحظة عدد من الأفراد يُطلَق عليهم اسم عيِّنة "أقام بحثه على دراسات
 علميّة واستقصاءات ميدانيّة واسعة". 

استقصائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استقصاء: "قام بدراسة استقصائيّة لظاهرة الهجرة للخارج".
2 - مصدر صناعيّ من استقصاء: منهج في البحث يعتمد على التتبُّع الدقيق للظاهرة حتّى بلوغ الغاية المنشودة "تُعدّ الاستقصائيّة في البحث أفضل الطُّرُق للوصول إلى نتائج سليمة". 

قَصا [مفرد]: مصدر قصِيَ/ قصِيَ عن. 

قَصَاء [مفرد]: مصدر قصِيَ/ قصِيَ عن. 

قَصْو [مفرد]: مصدر قصا. 

قُصُوّ [مفرد]: مصدر قصا. 

قَصِيّ [مفرد]: ج أقصاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قصِيَ/ قصِيَ عن: "مكان قَصِيّ". 
قصو
: (و (} قَصَا عَنهُ) {يَقْصُو (} قَصْواً) ، بالفَتْح، ( {وقُصُوًّا) ، كعُلُوَ.
(قصًى) (} وقَصاً) ، بالفَتْح مَقْصورٌ، ( {وقَصاءً) ، بالمدِّ؛ (وقَصِيَ) عَن جوارِهِ يَقْصَى قَصًى: أَي (بَعُدَ) ؛) وكذلكَ قَصَا المَكانُ، (فَهُوَ} قَصِيٌّ {وقاصٍ) للبَعِيدِ، و (جَمْعُهما} أَقْصاءٌ) ، كنَصِيرٍ وأَنْصارٍ وشاهِدٍ وأَشْهادٍ.
وكلُّ شيءٍ تَنَحَّى عَن شيءٍ: فقد {قَصَا} يَقْصُو {قَصْواً فَهُوَ قاصٍ.
والأرضُ} قاصِيَةٌ {وقَصِيَّةٌ.
(} والقُصْوى {والقُصْيا) ، بضمِّهما: (الغايَةُ البعيدَةُ) ، قُلِبَت فِيهِ الواوُ يَاء، لأنَّ فُعْلَى إِذا كَانَت اسْماً مِن ذواتِ الواوِ أُبْدِلَتْ واوُه يَاء كَمَا أُبْدِلَت الواوُ مَكانَ الياءِ فِي فَعْلَى فأدْخَلُوها عَلَيْهِ فِي فُعْلى ليَتكَافآ فِي التَّغْييرِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ سِيْبَوَيْه وزِدْتَه بَياناً؛ قالَ: وَقد قَالُوا} القُصْوَى فأَجْرَوْها على الأصْلِ لأنَّها قد تكونُ صِفَةً بالألِفِ والَّلام وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِذْ أَنْتُم بالعُدْوَة الدُّنْيَا وهُم بالعُدْوَةِ القُصْوى} . قالَ الفرَّاء: الدُّنْيا ممَّا يلِي المدِينَة،! والقُصْوَى ممَّا يلِي مكَّةَ.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: مَا كانَ من النعوتِ مِثْلِ العُلْيا والدُّنْيا فإنَّه يَأْتِي بضمِّ أَوَّله وبالياءِ، لأنَّهم يَسْتَثْقلونَ الواوَ مَعَ ضمّةِ أَوَّلِه، فليسَ فِيهِ اخْتِلافٌ إلاَّ أَنَّ أَهْلَ الحِجازِ قَالُوا القُصْوَى، فأَظْهَرُوا الواوَ، وَهُوَ نادِرٌ، وأَخَرجُوه على القِياسِ إِذْ سكنَ مَا قَبْل الواوِ، وتمِيمُ وغيرُهُم يَقُولُونَ {القُصْيا.
(و) قَالَ ثَعْلبٌ: القُصْوَى} والقُصْيا: (طَرَفُ الوادِي) ؛) {فالقُصْوَى على قوْلِ ثَعْلب فِي الآيةِ بَدَلٌ.
(} وأَقْصاهُ) {إقْصاءً؛ (أَبْعَدَهُ) فَهُوَ} مُقْصًى، وَلَا تَقُلْ مَقْصِيٌّ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {وقَاصَانِي) } مُقاصاةً ( {فَقَصَوْتُهُ) } أَقْصُوه: أَي (غَلَبْتُهُ.
( {والقَصَا) ، مَقْصُور: (فِناءُ الدَّارِ، ويُمَدُّ) .
(قالَ ابنُ وَلاَّد: هُوَ بالقَصْرِ والمدِّ: مَا حَوْلَ الدَّارِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: المَمْدُودُ مَصْدرُ} قَصَا {يَقْصُو} قَصاءً، كبَدَا يَبْدُو بَداءً، والمَقْصورُ مَصْدرُ قصِيَ عَن جِوارنا {قَصًا إِذا بَعُدَ. ويقالُ أَيضاً: قَصِيَ الشيءُ قَصاً وقَصاءً.
(و) } القَصا: (النَّسَبُ البَعِيدُ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عليَ القالِي:
بِلَا نسبٍ قَصَا مِنْهم بَعِيد
وَلَا خلقٍ يُذَم بِهِ ذمَارِي (و) {القَصا: (النَّاحِيَةُ) .) يقالُ: ذَهَبْتُ} قَصا فلانٍ: أَي ناحِيَته؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الأساسِ: نَحْوَه.
وقالَ الأصْمعي: يقالُ حاطَهُم القَصا: إِذا كانَ فِي طُرَّتِهم وناحِيَتِهم.
وَفِي التّهذيبِ: حاطَهُم من بَعِيدٍ وَهُوَ يَتَبَصَّرُهم ويَتَحَرَّزُ مِنْهُم؛ قالَ بِشْرٌ:
فحَاطُونا القَصَا ولَقَدْ رَأَوْنا
قَرِيبا حَيْثُ يُسْتَمَعُ السِّرَارُأَي تَباعَدُوا عنَّا وهُم حَوْلنا وَمَا كنَّا بالبُعدِ عَنْهُم لَو أَرادُوا أَن يَدْنُو منَّا.
وقالَ ثعْلبٌ: فلانٌ يَحْبُو! قصاهم ويَحُوط {قصاهم بمعْنًى واحِدٍ؛ وأَنْشَدَ:
أَفْرَغَ لجَوْفِ وَردِها أَفْرَادعَبَاهِل عَبْهَلها الذّواد يَحْبُو قَصَاها مخدر سناد يحبُو أَي يَحوطُ.
(} كالقاصِيَةِ) ، يقالُ: كنتُ مِنْهُ فِي {قاصِيَتِهِ، أَي فِي ناحِيَتِه.
(و) } القَصا: (حَذْفٌ فِي طَرَفِ أُذُنِ النَّاقَةِ؛ و) كَذلكَ (الشَّاةِ) ؛) عَن أبي زيْدٍ؛ قالَ أَبو عليَ القالِي: يُكْتَبُ بالألِفِ؛ (بأَنْ يُقْطَعَ قليلٌ) مِنْهُ، يقالُ ( {قَصَاها) } يَقْصُوها ( {قَصْواً) ، بالفَتْح، (} وقَصَّاها) ، بالتَّشْديدِ، (فَهِيَ {قَصْواءُ} ومَقْصُوَّةٌ {ومُقَصَّاةٌ) ، مَقْطوعَةُ طَرَفِ الأُذُنِ.
وقالَ الأحْمر:} المُقَصَّاةُ مِن الإِبِلِ: الَّتِي شُقَّ مِن أُذُنِها شيءٌ ثمَّ تركَ مُعَلَّقاً.
(والجَمَلُ {أَقْصَى} وَمَقْصُوٌّ {ومُقَصًّى) وقالَ الأصْمعي: وَلَا يقالُ بَعِيرٌ} أَقْصى. وجاءَ بِهِ اللّحْياني وَهُوَ نادِرٌ؛ قالَهُ أَبو عليَ القالِي.
وَفِي الصِّحاح: وَلَا يقالُ جَمَلٌ أَقْصَى، وإِنَّما يقالُ {مَقْصُوٌّ} ومُقَصًّى، تَرَكُوا فِيهَا القِياسَ لأنَّ أَفْعَل الَّذِي أُنْثاهُ على فَعْلاء إنَّما يكونُ مِن بابِ فَعِلَ يَفْعَل، وَهَذَا إنَّما يقالُ فِيهِ: {قَصَوْت البَعيرَ،} وَقَصْواءُ بائِنَة عَن بابِهِ، ومِثْلُه امْرأَةٌ حَسْناءُ، وَلَا يقالُ رجُلٌ أَحْسَنُ، انتَهَى.
قالَ ابنُ برِّي: قوْلُه: تَرَكوا فِيهَا القِياسُ، يَعْني قَوْله: ناقَةٌ {قَصْواءُ، وكانَ القِياسُ} مَقْصُوَّةٌ، وقِياسُ الناقَةِ أَنْ يقالَ {قَصَوْتها فَهِيَ} مَقْصُوَّةٌ، {وقَصَوْتُ الجَمَلَ فَهُوَ} مَقْصُوٌّ.
(وحُطْنِي! القَصَا) :) أَي (تَباعَدْ عَنِّي) ؛) نقلَهُ ابنُ وَلاَّد فِي المَقْصور والمَمْدود. ( {وتَقْصِيَةُ الأظْفارِ: قَصُّهَا) ؛) حكَاه اللّحْياني والفرَّاء عَن القناني؛ قالَ الكِسائي: أَرادَ أنَّه أَخَذَ من قاصِيَتِها، وَلم يَحْمِله الكِسائي على مُحوّلِ التَّضْعِيفِ، وَحَمَلَه أَبُو عبيدٍ عَن القناني أنَّه مِن مُحوّل التَّضْعيفِ وَقد مَرَّ ذِكْرُه وقيلَ: يقالُ إِن وُلِدَ لكِ ولدٌ} فقَصِّي أُذُنَيْه أَي احْذِفي مِنْهُمَا.
قالَ ابنُ برِّي: هُوَ أَمْرٌ للمُؤَنَّثُ مِن {قَصَّى.
(} والقَصِيَّةُ) ، كَغَنِيَّةٍ: (النَّاقَةُ الكَرِيمةُ النَّجِيبَةُ) المُودَّعةُ (المُبْعَدَةُ عَن الاسْتِعمالِ) ؛) أَي الَّتِي لَا تُجْهَد فِي حَلَب وَلَا حَمْلٍ وَلَا تُرْكَبُ، وَهِي مُتَّدِعةٌ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.
(و) قيلَ: هِيَ (الرَّذْلَةُ) وَذَلِكَ إِذا جهدَتْ؛ فَهُوَ (ضِدٌّ، ج {قَصايَا) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي فِي} القَصَايَا بمعْنَى خِيار الإِبِلِ:

تَذُود {القَصايَا عَن سَراة كأنَّها
جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِنَاتِ الهَواضِبِ (} وأَقْصَى) الَّرجلُ: (اقْتَنَاها) ، أَي {قَصَايَا الإِبِلِ، وَهِي النِّهايةُ فِي الغَزارَةِ والنَّجابةِ، ومَعْناه أنَّ صاحِبَ الإِبِلِ إِذا جاءَ المُصَدِّق} أَقْصَاها ضِنًّا بهَا.
(و) {أَقْصَى: إِذا (حَفِظَ قَصَا العَسْكَرِ) ، وَهُوَ مَا حَوْلَه.
(ونَعْجَةٌ} قَاصِيَةٌ) :) أَي (هَرِمَةٌ.
( {واسْتَقْصَى فِي المسْأَلَةِ} وتَقَصَّى: بَلَغَ) {قصواها، أَي (الغايَةَ) ؛) وَهُوَ مجازٌ؛ وَكَذَا} تَقَصَّيْت الأَمْرَ {واسْتَقْصَيْته.
(وكسُمَيَ:} قُصَيُّ بنُ كِلابِ) بن مُرَّة، وَهُوَ الجدُّ الخامِسُ لرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم و (اسْمُهُ زَيْدٌ) ، وكُنْيَته أَبو المغيرَةِ؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ؛ ويقالُ يَزِيدُ، حَكَاهُ أَبو أَحمدَ الحاكِمُ عَن الإِمام الشافِعِي؛ (أَو مُجَمِّعٌ) ، كمُحَدِّثٍ،والصّحيحُ أَنَّ مُجَمِّعاً لَقَبُه لجَمْعِه قُرَيْشاً بالرِّحْلَتَيْن، أَو لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ يَوْم الجُمُعة فخطَبَ، وقيلَ: لأنَّه جَمَعَ قَبائِلَ قُرَيْش بمكَّةَ حِين انْصِرافِه إِلَيْهَا؛ قَالَ مطرود بنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيّ:
أَبُوكُم {قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً
بِهِ جَمَعَ اللَّهُ القبائِلَ مِن فهْرِويُرْوَى:
وزَيْدٌ أَبُوكُم كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً وإنَّما قيلَ لَهُ قُصَيّ لأنَّه قَصَا أَي بَعُدَ عَن عَشِيرتِه فِي بِلادِ قُضَاعَةَ حينَ احْتَمَلَتْه أُمُّه فاطِمَة بنْتُ سعْدِ بنِ سيتل الخزاعيَّة. (والنِّسْبَةُ) إِلَى} قُصَيَ: ( {قُصَوِيٌّ) تحذَفُ إحْدَى الياءَيْن وتُقْلب الأُخْرى أَلفاً ثمَّ تُقْلَب واواً كَمَا مَرَّ فِي عُدَوِيَ وأُمَويَ؛ قالَهُ الجَوْهرِي.
(وكسُمَيَ: ثَنِيَّةٌ باليَمَنِ) ؛) هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ} القُصَا، بالضمِّ مَقْصورٌ كَمَا ضَبَطَه نَصْرٌ فِي مُعْجمهِ والصَّاغاني فِي تكْمِلتِه.
( {والقَصْوَةُ: سِمَةٌ بأَعْلَى الأُذُنِ) ؛) نقلَهُ الصَّاغاني.
(} وقُصْوانُ، بالضَّمِّ) كَمَا ضَبَطَهُ ابنُ سِيدَه، (ويُفْتَحُ) ، كَمَا هُوَ فِي مُعْجم نَصْرٍ (ع) فِي دِيارِ تيمِ اللَّهِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ بكْرِ بنِ وائِلٍ؛ أَو ماءٌ؛ قالَ جريرٌ:
نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ وَاهِصَةِ الخُصَى
! بقُصْوانَ فِي مُسْتَكْلِئِينَ بِطانِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{القَصاءُ، مَمْدودٌ: البُعْدُ والناحِيَةُ؛ ويُرْوَى بيتُ بِشْر:
فحاطُونا} القَصَاءُ وَقَدْ رَأَوْنا وَهَكَذَا ذَكَرَه ابنُ وَلاّد أنّه يمُدُّ ويُقْصَرُ.
والقصَاءُ أَيْضاً: مَا حَوْلَ العَسْكَر، يمدُّ ويُقْصَرُ، عَن ابنِ ولاَّد.
وَهُوَ بالمَكانِ {الأقْصَى: أَي الأبْعَدُ.
ويُرَدُّ عَلَيْهِ} أَقْصاهُم: أَي أَبْعَدُهم.
والمَسْجِدُ {الأقْصَى: مَسْجِدُ ببيتِ المَقْدسِ، يُكْتَبُ بالألِفِ.
} والقاصِيَةُ من الشِّياهِ: المُنْفرِدَةُ عَن القَطِيعِ.
{وأَقْصَاهُ} يُقْصِيَه: باعَدَه.
وَهَلُمَّ {أُقاصِيَكَ: أَيُّنا أَبْعَدُ مِن الشرِّ.
} والقَصاةُ: البُعْدُ والناحِيَةُ.
وقالَ الكِسائي: لأَحُوطَنَّك القَصا ولأَغْزُوَنَّك {القَصا، كِلاهُما بالقَصْر، أَي أدَعُكَ فَلَا أَقْرَبُكَ.
ويقالُ: نَزَلْنا مَنْزلاً لَا} تُقْصِيه الإِبِلَ، أَي لَا نَبْلُغُ {أَقْصاهُ.
} وتَقَصَّاهُم: طَلَبَهُم واحِداً واحِداً مِن {أقاصِيَهم.
وَكَانَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناقَةٌ تُدْعَى} القَصْواء وَلم تَكُنْ مَقْطوعَة الأُذُنِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ أَي كانَ هَذَا لَقَباً لَهَا، وقيلَ: بل كانتْ مَقْطوعَةَ الأُذُنِ.
وَإِذا حُمِدت إِبِلُ الرَّجلُ قيلَ فِيهَا! قَصايا يثقُ بهَا أَي فِيهَا بقيَّة إِذا اشْتَدَّ الدَّهْرُ. {وتَقَصَّاهُ: صارَ فِي} أَقْصاهُ.
ويقالُ: لمَنْ أَبْعَد فِي ظنِّه أَو تَأْوِيلِه: رَمَيْتَ المَرْمَى {القَصِيَّ، وَهُوَ مجازٌ.
} وقُصَيَّة، كسُمَيَّة: موضِعٌ فِي شِعْرٍ.

أَيَمَ

(أَيَمَ)
[هـ] فِيهِ «الأَيِّم أحقُّ بنفْسها» الأَيِّم فِي الْأَصْلِ الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا، بِكْرًا كَانَتْ أَوْ ثَيِّبًا، مُطَلَّقَةً كَانَتْ أَوْ مُتَوَفًّى عَنْهَا. وَيُرِيدُ بِالْأَيِّمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الثِّيَّبَ خاصَّة. يُقَالُ تَأَيَّمَتِ الْمَرْأَةُ وآمَتْ إِذَا أَقَامَتْ لَا تَتَزَوَّجُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ذاتُ مَنصِب وَجَمَالٍ» أَيْ صَارَتْ أَيِّماً لَا زَوْجَ لها. [هـ]- وَمِنْهُ حَدِيثُ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّهَا تَأَيَّمَتْ مِنْ زَوْجِهَا خُنَيْس قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
وَمِنْهُ كَلَامُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَاتَ قَيِّمُهَا وَطَالَ تَأَيُّمُهَا» وَالِاسْمُ مِنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ الأَيْمَة.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَطُولُ أَيْمَةُ إحْداكُنّ» يُقَالُ أيَم بيِّن الأيْمة.
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الأَيْمَة وَالْعَيْمَةِ» أَيْ طُولِ التَّعزُّب. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَيْضًا أَيِّم كَالْمَرْأَةِ.
[هـ] وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَّهُ أتَى عَلَى أَرْضٍ جُرُز مُجْدبَة مثلِ الأَيْم» الأَيْم والأيْن: الْحَيَّةُ اللَّطِيفَةُ.
وَيُقَالُ لَهَا الأَيِّم بِالتَّشْدِيدِ، شَبَّه الْأَرْضَ فِي مَلَاسَتِهَا بِالْحَيَّةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ «أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الأَيْمِ» .
وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ «أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: وايْمُ اللَّهِ لَئِنْ كنتُ أَخَذْتُ لَقَدْ أبقَيْت» أَيْمُ اللَّهِ مِنْ أَلْفَاظِ القسَم، كَقَوْلِكَ لَعمْر اللَّهِ وعَهْد اللَّهِ، وَفِيهَا لُغَاتٌ كَثِيرَةٌ، وَتُفْتَحُ هَمْزَتُهَا وَتُكْسَرُ، وَهَمْزَتُهَا وصْل، وَقَدْ تُقْطع، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ مِنَ النُّحَاةِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا جَمْعُ يَمين، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ هِيَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِلْقَسَمِ أَوْرَدْنَاهَا هَاهُنَا عَلَى ظَاهِرِ لَفْظِهَا، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «يتَقارب الزَّمَانُ وَيَكْثُرُ الهَرج. قِيلَ أيْمُ هُو يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: القَتْل القَتْل» يُرِيدُ مَا هُو؟ وَأَصْلُهُ أيُّ مَا هُو، أَيْ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ، فَخَفَّفَ الْيَاءَ وَحَذَفَ أَلِفَ مَا.
(س) ومنهن الْحَدِيثِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساوَم رَجُلًا مَعَهُ طَعَامٌ، فَجَعَلَ شيْبةُ بْنُ رَبِيعَةَ يُشير إِلَيْهِ لَا تَبِعْه، فَجَعَلَ الرجلُ يَقُولُ: أَيْمَ تَقُول؟» يَعْنِي أيَّ شَيْءٍ تَقُولُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ فَقَالَ: إِنِّي لاَ إيمَنُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ» أَيْ لَا آمَنُ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَكْسِرُ أَوَائِلَ الْأَفْعَالِ المسْتَقْبلة، نَحْوَ نِعْلم وتِعْلم، فَانْقَلَبَتِ الْأَلِفُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا.

تِهَامَةُ

تِهَامَةُ:
بالكسر، قد مرّ من تحديدها في جزيرة العرب جملة شافية اقتضاها ذلك الموضع، ونقول ههنا: قال أبو المنذر تهامة تساير البحر، منها مكة، قال: والحجاز ما حجز بين تهامة والعروض وقال الأصمعي: إذا خلفت عمان مصعدا فقد أنجدت فلا تزال منجدا حتى تنزل في ثنايا ذات عرق، فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر، وإذا عرضت لك الحرار وأنت منجد فتلك الحجاز، وإذا تصوّبت من ثنايا العرج واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت، وانما سمّي الحجاز حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد وقال الشرقي بن القطامي: تهامة إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الجحفة وذات عرق وقال عمارة ابن عقيل: ما سال من الحرّتين حرّة سليم وحرّة ليلى فهو تهامة والغور حتى يقطع البحر وقال الأصمعي في موضع آخر: طرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج وأول تهامة من قبل نجد ذات عرق.
المدارج: الثنايا الغلاظ وقال المدائني: تهامة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حدّ في باديتها ومكة من تهامة، وإذا جاوزت وجرة وغمرة والطائف إلى مكة فقد أتهمت، وإذا أتيت المدينة فقد جلست وقال ابن الأعرابي: وجرة من طريق البصرة فصل ما بين نجد وتهامة، وقال بعضهم: نجد من حد أوطاس إلى القريتين ثم تخرج من مكة فلا تزال في تهامة حتى تبلغ عسفان بين مكة والمدينة، وهي على ليلتين من مكة، ومن طريق العراق إلى ذات عرق هذا كله تهامة، وسميت تهامة لشدّة حرّها وركود
ريحها، وهو من التّهم، وهو شدّة الحرّ وركود الريح، يقال: تهم الحرّ إذا اشتدّ، ويقال: سميت بذلك لتغير هوائها، يقال: تهم الدهن إذا تغير ريحه وحكى الزيادي عن الأصمعي قال: التّهمة الأرض المتصوبة إلى البحر، وكأنه مصدر من تهامة وقال المبرد: إذا نسبوا إلى تهامة قالوا رجل تهام، بفتح التاء وإسقاط ياء النسبة، لأن الأصل تهمة فلما زادوا ألفا خففوا ياء النسبة، كما قالوا رجل يمان وشام إذا نسبوا إلى اليمن والشام وقال إسماعيل بن حمّاد:
النسبة إلى تهامة تهاميّ وتهام، إذا فتحت التاء لم تشدّد الياء، كما قالوا: رجل يمان وشام، إلا أن الألف من تهام من لفظها والألف من شام ويمان عوض من ياء النسبة قال ابن أحمر:
وأكبادهم، كابني سبات تفرقوا ... سبا ثم كانوا منجدا وتهاميا
وألقى التهامي منهما بلطاته، ... وأخلط هذا لا أريم مكانيا
وقوم تهامون كما يقال يمانون وقال سيبويه: منهم من يقول تهاميّ ويمانيّ وشاميّ، بالفتح مع التشديد وقال زهير:
يحشّونها بالمشرفيّة والقنا، ... وفتيان صدق لا ضعاف ولا نكل
تهامون نجديّون كيدا ونجعة، ... لكل أناس من وقائعهم سجل
وأتهم الرجل إذا صار إلى تهامة وقال بعضهم:
فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم، ... وإن تعمنوا مستحقي الحرب أعرق
والمتهام: الكثير الإتيان إلى تهامة قال الراجز:
ألا انهماها انها مناهيم، ... وإننا مناجد متاهيم
وقال حميد بن ثور الهلالي:
خليليّ هبّا علّلاني، وانظرا ... إلى البرق ما يفري سنا وتبسّما
عروض تدلّت من تهامة أهديت ... لنجد، فتاح البرق نجدا وأتهما

خطأ

خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصواب. وقد أَخْطَأَ، وفي التنزيل:وليسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم به» عدَّاه بالباء لأَنه في معنىعَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وقول رؤْبة:

يا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ، * فأَنتَ لا تَنْسَى، ولا تمُوتُ

فإِنه اكْتَفَى بذكر الكَمال والفَضْل، وهو السَّبَب من العَفْو وهو

الـمُسَبَّبُ، وذلك أَنّ من حقيقة الشرط وجوابه أَن يكون الثاني مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك: إِن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزيارة، وليس كونُ اللّه سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أَمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَة، ولا عن إصابته، إِنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عني لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قوله تعالى: ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً. وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بمعنى، ولا تقل أَخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وأَخْطَأَه(1)

(1 قوله «وأخطأه» ما قبله عبارة الصحاح وما

بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.) وتَخَطَّأَ له في هذه المسأَلة وتَخَاطَأَ كلاهما: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فيها، الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل. وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عنه. وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه.

وأَخْطَأَ نَوْؤُه إِذا طَلَبَ حاجتَه فلم يَنْجَحْ ولم يُصِبْ شيئاً. وفي

حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما: أَنه سُئل عن رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بيدِها فقالت: أَنتَ طالِقٌ ثلاثاً. فقال: خَطَّأَ اللّه نَوْأَها

أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها؛ يقال لمَنْ طَلَبَ حاجةً فلم يَنْجَحْ: أَخْطَأَ

نَوْؤُكَ، أَراد جعل اللّه نَوْأَها مُخطِئاً لا يُصِيبها مَطَرُه.

ويروى: خَطَّى اللّه نَوْأَها، بلا همز، ويكون من خَطَط، وهو مذكور في موضعه، ويجوز أَن يكون من خَطَّى اللّه عنك السوءَ أَي جعله يتَخَطَّاك، يريد يَتَعدَّاها فلا يُمْطِرُها، ويكون من باب المعتلّ اللام، وفيه أَيضاً حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنه قال لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطَلَّقت زَوْجَها: إِنَّ اللّه خَطَّأَ نَوْأَها أَي لم تُنْجِحْ في فِعْلها ولم تُصِب ما أَرادت من الخَلاص. الفرَّاء: خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ، لُغتانِ(1)

(1 قوله «خطئ السهم وخطأ لغتان» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في صحاح الجوهري عن أبي عبيدة خطئ وأخطأ لغتان بمعنى وعبارة المصباح قال أبو عبيدة: خطئ خطأ من باب علم

واخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره خطئ في الدين واخطأ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وقيل خطئ إِذا تعمد إلخ. فانظره وسينقل المؤلف نحوه وكذا لم نجد فيما بأيدينا من الكتب خطأ عنك السوء ثلاثياً مفتوح الثاني.)

والخِطْأَةُ: أَرض يُخْطِئها المطر ويُصِيبُ أُخْرى قُرْبَها.

ويقال خُطِّئَ عنك السُّوء: إِذا دَعَوْا له أَن يُدْفَع عنه السُّوءُ؛

وقال ابن السكيت: يقال: خُطِّئَ عنك السُّوء؛ وقال أَبو زيد: خَطَأَ عنك السُّوءُ أَي أَخْطَأَك البَلاءُ. وخَطِئَ الرجل يَخطَأُ خِطْأً

وخِطْأَةً على فِعْلة: أَذنب.

وخَطَّأَه تَخْطِئةً وتَخْطِيئاً: نَسَبه إِلى الخَطا، وقال له أَخْطَأْتَ. يقال: إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لي قد أَسَأْتَ. وتَخَطَّأْتُ له في المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ. وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ. قال أَوفى بن مطر المازني:

أَلا أَبْلِغا خُلَّتي، جابراً، * بأَنَّ خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ

تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ، * وأَخَّرَ يَوْمِي، فلم يَعْجَلِ

والخَطَأُ: ما لم يُتَعَمَّدْ، والخِطْء: ما تُعُمِّدَ؛ وفي الحديث:

قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كذا وكذا هو ضد العَمْد، وهو أَن تَقْتُلَ انساناً

بفعلك من غير أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لا تَقْصِد ضرْبه بما قَتَلْتَه

به. وقد تكرّر ذكر الخَطَإِ والخَطِيئةِ في الحديث.

وأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِذا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهْواً؛ ويقال:

خَطِئَ بمعنى أَخْطَأَ، وقيل: خَطِئَ إِذا تَعَمَّدَ، وأَخْطَأَ إِذا لم

يتعمد. ويقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره أَو فعل غير الصواب: أَخْطَأَ.

وفي حديث الكُسُوفِ: فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حتى أُدْرِكَ بِرِدائه، أَي

غَلِطَ.قال: يقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره: أَخْطَأَ، كما يقال لمن قَصَد ذلك، كأَنه في اسْتِعْجاله غَلِطَ فأَخَذ درع بعض نِسائهِ عوَض ردائه. ويروى: خَطا من الخَطْوِ: المَشْيِ، والأَوّل أَكثر.

وفي حديث الدّجّال: أَنه تَلِدُه أُمّه، فَيَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِين: يقال: رجل خَطَّاءٌ إِذا كان مُلازِماً للخَطايا غيرَ تارك لها، وهو من أَبْنِية الـمُبالغَة، ومعنى يَحْمِلْن بالخَطَّائِينَ أَي بالكَفَرة والعُصاة الذين يكونون تَبَعاً <ص:67>

للدَّجَّال، وقوله يَحْمِلْنَ النِّساءُ: على قول من يقول: أَكَلُوني البَراغِيثُ، ومنه قول الآخر:

بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ

وقال الأُموي: الـمُخْطِئُ: من أَراد الصواب، فصار إِلى غيره،

والخاطِئُ: من تعمَّد لما لا ينبغي، وتقول: لأَن تُخْطِئ في العلم أَيسَرُ من أَن تُخْطِئ في الدِّين. ويقال: قد خَطِئْتُ إِذا أَثِمْت، فأَنا أَخْطَأُ وأَنا خاطِئٌ؛ قال الـمُنْذِري: سمعتُ أَبا الهَيْثَم يقول: خَطِئْتُ: لما صَنَعه عَمْداً، وهو الذَّنْب، وأَخْطَأْتُ: لما صَنعه خَطَأً، غير عمد. قال: والخَطَأُ، مهموز مقصور: اسم من أَخْطَأْتُ خَطَأً وإِخْطاءً؛ قال: وخَطِئتُ خِطْأً، بكسر الخاء، مقصور، إِذا أَثمت. وأَنشد:

عِبادُك يَخْطَأُونَ، وأَنتَ رَبٌّ * كَرِيمٌ، لا تَلِيقُ بِكَ الذُّمُومُ

والخَطِيئةُ: الذَّنْبُ على عَمْدٍ. والخِطْءُ: الذَّنْبُ في قوله

تعالى: انَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كَبيراً؛ أَي إِثْماً. وقال تعالى: إِنَّا

كُنَّا خاطِئينَ، أَي آثِمِينَ.

والخَطِيئةُ، على فَعِيلة: الذَّنْب، ولك أَن تُشَدّد الياء لأَنَّ كل

ياء ساكنة قبلها كسرة، أَو واو ساكنة قبلها ضمة، وهما زائدتان للمدّ لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة ، فإِنك تَقْلِبُ الهمزة بعد الواو واواً وبعد الياء ياءً وتُدْغِمُ وتقول في مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ، وفي خَبِيءٍ خَبِيٍّ، بتشديد الواو والياء، والجمع خَطايا، نادر؛ وحكى أَبو زيد في جمعه خَطائئُ، بهمزتين، على فَعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانية ياء لأَن قبلها كسرة ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو مع ذلك معتل، فقلبت الياء أَلِفاً ثم قلبت الهمزة الاولى ياءً لخفائها بين الأَلفين؛ وقال الليث: الخَطِيئةُ فَعيلة، وجمعها كان ينبغي أَن يكون خَطائِئَ، بهمزتين، فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الأَخيرةَ منهما كما يُخَفَّف جائئٌ على هذا القياس، وكَرِهوا أَن تكون عِلَّتهُ مِثْلَ عِلّةِ جائِئٍ لأَن تلك الهمزة زائدة، وهذه أَصلية، فَفَرُّوا بِخَطايا إِلى يَتَامى، ووجدوا له في الأَسماء الصحيحة نَظِيراً، وذلك مثل: طاهِرٍ وطاهِرةٍ وطَهارَى. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى نَغْفِرْ لكم خَطاياكم. قال: الأَصل في خطايا كان خَطايُؤاً، فاعلم، فيجب أَن يُبْدَل من هذه الياء همزةٌ فتصير خَطائِيَ مثل خَطاعِعَ، فتجتمع همزتان، فقُلِبت الثانية ياءً فتصير خَطائِيَ مثل خَطَاعِيَ، ثم يجب أَن تُقْلب الياء والكسرة إِلى الفتحة والأَلف فيصير خَطاءا مثل خَطاعا، فيجب أَن تبدل الهمزة ياءً لوقوعها بين ألفين، فتصير خَطايا، وإِنما أَبدلوا الهمزة حين وقعت بين أَلفين لأَنَّ الهمزة مُجانِسَة للالفات، فاجتمعت ثلاثة أَحرف من جنس واحد؛ قال: وهذا الذي ذكرنا مذهب سيبويه.

الأَزهري في المعتل في قوله تعالى: ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ

الشَّيْطانِ، قال: قرأَ بعضهم خُطُؤَات الشَّيطان مِنَ الخَطِيئَةِ: الـمَأْثَمِ.

قال أَبو منصور: ما علمت أَنَّ أَحداً من قُرّاء الأَمصار قرأَه بالهمزة ولا معنى له. وقوله تعالى: والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئتِي يوم الدِّين؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: أَنّ خَطِيئَته قولهُ: إِنَّ سارةَ أُخْتِي، وقولهُ: بَلْ فَعَلهُ كبِيرُهم؛ وقولهُ: إِنِّي سَقِيمٌ. قال: ومعنى خَطيئتِي أَن الأَنبياء بَشَرٌ، وقَد تجوز أَن تَقَعَ عليهم

الخَطِيئةُ إِلا أَنهم، صلواتُ اللّه عليهم، لا تكون منهم الكَبِيرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ، صَلواتُ اللّه عليهم أَجمعين.

وقد أَخْطَأَ وخَطِئَ، لغَتان بمعنى واحد. قال امرؤ القَيْسِ:

<ص:68> يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا

أَي إِذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قال: وَوَجْهُ الكَلامِ فيه: أَخْطَأْنَ

بالأَلف، فردّه إِلى الثلاثي لأَنه الأَصل، فجعل خَطِئْنَ بمعنى أَخْطَأْنَ، وهذا الشعر عَنَى به الخَيْلَ، وإِن لم يَجْرِ لها ذِكْر، وهذا مثل قوله عزَّ وجل: حتى تَوارَتْ بالحِجاب. وحكى أَبو علي الفارس عن أَبي زيد: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بالمصدر على لفظ فاعِلةٍ، كالعافيةِ والجازيةِ. وفي التنزيل: والـمُؤْتَفِكاتِ بالخاطِئةِ. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهمَا، أَنهم نصبوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وقد جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ من نَبْلِهم، أَي كلَّ واحِدةٍ لا تُصِيبُها، والخاطِئةُ ههنا بمعنى المُخْطِئةِ.وقولُهم: ما أَخْطَأَه !إِنما هو تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لا مِنْ أَخطَأَ.

وفي الـمَثل: مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، يُضْرَبُ للذي يُكثر

الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب. وروى ثعلب أَن ابنَ الأَعرابي

أَنشده: ولا يَسْبِقُ المِضْمارَ، في كُلِّ مَوطِنٍ، * مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إِلاَّ عِرابُها

لِكُلِّ امْرئٍ ما قَدَّمَتْ نَفْسُه له، * خطاءَاتُها(1)، إِذ أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها

(1 قوله «خطاآتها» كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالأفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة.)

ويقال: خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لا أَرى فيه فلاناً، وخَطِيئةُ

لَيْلةٍ تمُرُّ بي أَن لا أَرى فلاناً في النَّوْم، كقوله: طِيل ليلة وطيل

يوم(2)

(2 قوله «كقوله طيل ليلة إلخ» كذا في النسخ وشرح القاموس.)

خطأ: {خِطأ}: إثما، يقال: خطِئ وأخطأ واحد، وقيل: خطئ في الدين وأخطأ في كل شيء.
الخطأ: هو ما ليس للإنسان فيه قصد، وهو عذر صالح لسقوط حق الله تعالى إذا حصل عن اجتهاد، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يؤثم الخاطئ، ولا يؤاخذ بحد ولا قصاص، ولم يجعل عذرًا في حق العباد حتى وجب عليه ضمان العدوان، ووجبت به الدية، كما إذا رمى شخصًا ظنه صيدًا أو حربيًا، فإذا هو مسلم، أو غرضًا فأصاب آدميًا، وما جرى مجراه، كنائم ثم انقلب على رجل فقتله.
خ ط أ: (الْخَطَأُ) ضِدُّ الصَّوَابِ وَقَدْ يُمَدُّ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا خَطَأً، وَ (أَخْطَأَ) وَ (تَخَطَّأَ) بِمَعْنًى، وَلَا تَقُلْ: أَخْطَيْتُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وَ (الْخِطْءُ) الذَّنْبُ وَهُوَ مَصْدَرُ (خَطِئَ) بِالْكَسْرِ وَالِاسْمُ (الْخَطِيئَةُ) وَيَجُوزُ تَشْدِيدُهَا وَالْجَمْعُ (الْخَطَايَا) . أَبُو عُبَيْدَةَ (خَطِئَ) وَ (أَخْطَأَ) بِمَعْنًى وَمِنْهُ الْمَثَلُ: مَعَ (الْخَوَاطِئِ) سَهْمٌ صَائِبٌ. الْأُمَوِيُّ (الْمُخْطِئُ) مَنْ أَرَادَ الصَّوَابَ فَصَارَ إِلَى غَيْرِهِ وَالْخَاطِئُ مَنْ تَعَمَّدَ مَا لَا يَنْبَغِي. وَ (تَخَطَّأَ) لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَخْطَأَ. 
(خ ط أ) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا أَلَا طَلُقَتْ نَفْسَهَا أَيْ جَعَلَهُ مُخْطِئًا لَا يُصِيبُهَا مَطَرُهُ وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهَا إنْكَارًا لِفِعْلِهَا وَيُقَالُ لِمَنْ طَلَبَ حَاجَةً فَلَمْ يَنْجَحْ أَخَطَأَ نَوْءُك وَيُرْوَى خَطَّى بِالْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ مِنْ الْخَطِيطَةِ وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ وَأَصْلُهُ خَطَّطَ فَقُلِبَتْ الطَّاءُ الثَّالِثَةُ يَاءً كَمَا فِي التَّظَنِّي وَأَمْلَيْت الْكِتَابَ فَأَمَّا خَطَّ فَلَمْ يَصِحَّ وَالنَّوْءُ وَاحِدُ الْأَنْوَاءِ وَهِيَ مَنَازِلُ الْقَمَرِ وَتُسَمَّى نُجُومُ الْمَطَرِ وَتَحْقِيقُ ذَلِكَ فِي شَرْحِنَا لِلْمَقَامَاتِ.
(خطأ) - في حَديث ابنِ عَبَّاس: "خَطَّأَ اللهُ نوءَها"
: أي جعله مُخطِئا لها، لا يُصِيبها مَطَر. ويقال لمَن طَلَب حاجةً فلم يَنْجَح: أَخَطَأ نَوؤُك.
ويروى: خَطَّى بلا هَمْز، ويكون أَصْله: خَطَط من الخَطِيطة، وهي الأرض التي لم تُمْطرَ، فقلبت الطَّاءُ الثّالثةُ حرف لِين كالتَّظنّى، وتَقَضَّى البَازى.
وروى بهذا المعنى: خَطّ، وما أَظنُّه صَحِيحا، ولو يكون من خَطَّى اللهُ عنك السُّوءَ: أي جعله يتخَطَّاها فلا يُمْطِرُها.
- ومنه حديث عُثْمان: "أَنَّه قال لامرأة مُلِّكَت أَمرَها فطَلَّقت زوجَها: إنَّ الله خَطَّأَ نَوءَها"
: أي لم تَنْجَح في فِعْلِها، ولم تُصِب مَا أَرادَت من الخَلاصِ. 
خ ط أ

أخطأ في المسئلة وفي الرأي. وخطيء خطأ عظيماً إذا تعمد الذنب " وما كنا خاطئين " ويقال: لأن تخطيء في العلم خير من أن تخطيء في الدين، وقيل هما واحد. وفي مثل: " مع الخواطيء سهم صائب " وقال امرؤ القيس:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلاً ... القاتلين الملك الحلا حلا

خير معد حسباً ونائلاً

والغالب في الاستعمال الأول. وتقول: إن أخطأت فخطّئني، وإن أسأت فسوّيء عليّ وسوّئني؛ وتخطّأت له بالمسئلة وفي المسئلة أي تصدّيت له طالباً لخطئه.

ومن المجاز: لن يخطئك ما كتب لك. وما أخطاك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. وأخطأ المطر الأرض: لم يصبها. ويوم خاطيء النوء. وخطّأ الله نوءك أي لا ظفرت بحاجتك. قال:

وإذا السنون الدبس خطّيء نوءها ... وترومق النمر الغرور الكاذب

أي ترامقت العيون السحاب النمر. وتخاطأته النبل: تجاوزته. قال القطاميّ:

أهل المدينة لا يحزنك شأنهم ... إذا تخاطأ عبد الواحد الأجل

وتخطأته. وناقتك هذه من المتخطّئات الجيف، أي تمضي لقوتها وتخلف وراءها التي سقطت من الحسري. واستخطأت الناقة: لم تحمل سنتها. وخطأت القدر بزبدها عند الغليان: قذفت به.
[خطأ] الخطأ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (ومن قَتل مؤمناً خَطَأً) تقول منه: أخطأت، وتخطَّأت، بمعنى واحد. ولا تقل: أخطيت: وبعضهم يقوله. والخِطْءُ: الذنْبُ، في قوله تعالى: (إن قتلهم كان خطأ كبيرا) ، أي إثْماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خطأ وخِطْأَةً، على فِعْلَةً، والاسم: الخَطيئَةُ، على فَعيلة. ولك أن تشدد الياء، لان كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واو ساكنة قبلها ضمة - وهما زائدتان للمد لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة - فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا، وبعد الياء ياء، وتدغم فتقول في مقروء: مقرو، وفى خبئ: خبى، بتشديد الواو والياء. وقولهم: ما أَخْطَأَهُ، إنما هو تعجُّبٌ من خَطِئَ، لا من أخطأ. أبو عبيدة: خَطِئَ وأخطأ لغتان بمعنى واحد. وأنشد:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلا * أي أخطأن. قال: وفى المثل: " مع الخَواطِئِ سهمٌ صائبٌ "، يضرب للذي يُكْثرُ الخطأ، ويأتي الأحيان بالصواب. قال الاموى: المخطئ من أراد الصواب، فصار إلى غيره، والخاطئ: من تعمَّد لما لا ينبغي. وتقول: خَطَّأْتُه تخطئة وتخطيئاً، إذا قلت له: أخطأت، يقال: إن أخطأت فخطئني. وتخطأت له في المسألة أي أخطأت. وتخاطأه أي أخطأه، قال أَوْفى بن مَطَرٍ المازنيُّ: ألا أَبْلِغا خُلَّتي جابراً * بأنّ خليلكَ لم يُقْتَلِ تخاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه * وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ وجمع الخطيئة خطايا، وكان الاصل خطائئ ، - على فعائل - فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة الاولى ياء، لخفائها بين الالفين.
خطأ
الخَطَأ: العدول عن الجهة، وذلك أضرب:
أحدها: أن تريد غير ما تحسن إرادته فتفعله، وهذا هو الخطأ التامّ المأخوذ به الإنسان، يقال:
خَطِئَ يَخْطَأُ، خِطْأً، وخِطْأَةً، قال تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً [الإسراء/ 31] ، وقال:
وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ [يوسف/ 91] .
والثاني: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال: أَخْطَأَ إِخْطَاءً فهو مُخْطِئٌ، وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل، وهذا المعنيّ بقوله عليه السلام: «رفع عن أمّتي الخَطَأ والنسيان» وبقوله: «من اجتهد فأخطأ فله أجر» ، وقوله عزّ وجلّ: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [النساء/ 92] . والثّالث: أن يريد ما لا يحسن فعله ويتّفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذي أراده في قوله:
أردت مساءتي فاجتررت مسرّتي وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري
وجملة الأمر أنّ من أراد شيئا فاتّفق منه غيره يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده يقال:
أصاب، وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، أو أراد إرادة لا تجمل: إنه أخطأ، ولهذا يقال :
أصاب الخطأ، وأخطأ الصّواب، وأصاب الصّواب، وأخطأ الخطأ، وهذه اللّفظة مشتركة كما ترى، متردّدة بين معان يجب لمن يتحرّى الحقائق أن يتأمّلها. وقوله تعالى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ [البقرة/ 81] . والخَطِيئَةُ والسّيّئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا إليه في نفسه، بل يكون القصد سببا لتولّد ذلك الفعل منه، كمن يرمي صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره، والسبب سببان: سبب محظور فعله، كشرب المسكر وما يتولّد عنه من الخطإ غير متجاف عنه، وسبب غير محظور، كرمي الصّيد، قال تعالى:
وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب/ 5] ، وقال تعالى:
وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً
[النساء/ 112] ، فالخطيئة هاهنا هي التي لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى: وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا [نوح/ 24] ، مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ [نوح/ 25] ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا [الشعراء/ 51] ، وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 12] ، وقال تعالى: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء/ 82] ، والجمع الخطيئات والخطايا، وقوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ [البقرة/ 58] ، فهي المقصود إليها، والخاطِئُ هو القاصد للذّنب، وعلى ذلك قوله: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ [الحاقة/ 36- 37] ، وقد يسمّى الذّنب خَاطِئَةً في قوله تعالى: وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ [الحاقة/ 9] ، أي:
الذنب العظيم، وذلك نحو قولهم: شعر شاعر.
فأما ما لم يكن مقصودا فقد ذكر عليه السلام أنّه متجافى عنه، وقوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ [البقرة/ 58] ، فالمعنى ما تقدّم.
[خطأ] خطيء في دينه خطأ، إذا أثم فيه، والخطأ الذنب، وأخطأوروى بجيم وهو خبر ما، والمستثنى منه مقدر أي ما منكم رجل متصف بهذه الأوصاف كائن على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة، وعليه تنزل سائر الاستثناءات، وإن لم يصرح النفي فيها لونها في سياقه بالعطف، وكذا فن هو قام فصلى - إلخ، والضمير المرفوع فاعل محذوف، وجوابه محذوف أي لا يتصرف في شيء من الأشياء إلا خرج من خطيئة هيئة ولادته. ج: فاقسم "أخطئها" رجل، يعني أنهم غفلوا عن رجل منهم فلم يعطوه التمرة التي تخصه نسيانا، فانطلقنا ننعشه أي نشهد له كأنه عثر فانتعش، فقام فأخذها لما أعطيها. غ: "بالخاطئة" أي الخطأ العظيم، مصدر على فاعلة. وح: كل بني آدم "خطاؤن" يجيء في كل.
خطأ
خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان.
والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ.
والخَطْءُ - بفتح الخاء وسكون الطاء -، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ - بالكسر -: الذنب في قوله تعالى:) إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً (أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً - على فِعْلَةَ -، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ - على فَعَائِلَ -، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين.
والخَطِيْئَةُ - أيضاً -: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة.

وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا ... القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا
هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة. وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد. وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى:) بالخاطِئة (أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة. وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً.
وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ. وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر
ألا أبْلِغا خُلَّتي جابراً ... بأنَّ خَليلَكَ لم يُقْتَلِ
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه ... وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ
وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني. ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء. وسُئل ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:
إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول الباعَ بَدَرْ ... تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ
والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل.
والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.
خطأ
خطِئَ يَخطَأ، خَطَأً وخِطْئًا، فهو خاطِئ وخطِئ
• خطِئَ الشَّخصُ:
1 - حاد عن الصَّواب، غلِط، ضدّ أصاب "خطِئ في رأيه- هو بشَر يخطأ ويصيب".
2 - أذنب، تعمّد الذَّنبَ " {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} ".
• خطِئ السَّهمُ الهدفَ: تجاوزه، لم يُصِبْه. 

أخطأَ/ أخطأَ عن/ أخطأَ في يُخطئ، إخطاءً، فهو مخطِئ، والمفعول مُخطَأ
• أخطأ الهدفَ ونحوَه/ أخطأ عن الهدف ونحوه: تجاوزه ولم يصبه "أخطأته الرصاصةُ- أخطأه الحظُّ/ التوفيقُ: لم يحالفه- مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ [حديث] ".
• أخطأ التَّقديرَ/ أخطأ في التَّقدير: خطِئ، غلِط وضَلَّ، حاد عن الصَّواب "أخطأ في حقِّ جاره- أخطأ في العنوان/ الفتوى- وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْر [حديث] ".
• أخطأَ الرَّجلَ: أوقعه في الخطأ.
• أخطأَ الرَّجلُ عن جهل: أذنب، ارتكب الذَّنبَ على غير عمد " {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ". 

خطَّأَ يُخطِّئ، تخطئةً وتخطيئًا، فهو مخطِّئ، والمفعول مخطَّأ
• خطَّأ فلانًا:
1 - نسب إليه الخطأ "مازال يُخطِّئه حتى غضب".
2 - قال له أخطأتَ "إن أخطأتُ فخطِّئني- خطَّأ آراءه: أنكرها وأظهر خطأها". 

تخطئة [مفرد]: مصدر خطَّأَ. 

خاطِئة [مفرد]: ج خاطئات وخَوَاطِئُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خطِئَ ° مِنْ الخواطئ سهم صائب [مثل]: يُضرب للذي يخطئ مرارًا ويصيب مرّة.
2 - ذنب عظيم (بمعنى المصدر) " {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} ". 

خِطْء [مفرد]: ج أخطاء (لغير المصدر):
1 - مصدر خطِئَ.
2 - ذنب أو ما تُعُمِّد منه " {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} ". 

خطَأ [مفرد]: ج أخطاء (لغير المصدر):
1 - مصدر خطِئَ ° التَّجربة والخطأ: مبدأ للتوصُّل إلى الحلّ الصحيح أو النتيجة المقنعة عن طريق استخدام الوسائل والنظريّات حتى يتمّ تقليل الخطأ أو تصحيحه.
2 - ارتكاب ذنب بغير تعمُّد، عكس صواب "خطأ إملائيّ/ كتابيّ/ لغويّ/ مطبعيّ- رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ [حديث]- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} " ° أوقعه في خطأ: جعله يخطئ- ارتكب خطأً: أخطأ- خطأ فادح/ خطأ جسيم: خطأ كبير- على خطأ: مُخطِئ- مِنْ الخطأ أن: ليس من الصواب أن- وقَع في خطأ: أخطأ.
3 - (نف) نقص في جهاز أو طريق أو إجراء يؤثِّر على صدق النتائج.
• القتل الخطأ: ما ليس للإنسان فيه قصد، قتل عن غير تعمّد. 

خَطِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خطِئَ. 

خَطِيئة [مفرد]: ج خَطِيئات وخَطايا:
1 - ما عظُم من الذَّنب، مخالفة الشَّريعة الإلهيَّة، إساءة تستلزم الصفح أو التعويض "اعترف بخطيئته- {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} ".
2 - (سف) خطأ أخلاقيّ صادر عن إرادة شِرِّيرة ينطوي على عصيان لوصايا الله عزّ وجلّ "من نسِيَ خطيئته استعظم خطيئة غيره". 

خط

أ1 خَطڤاَخَطِئَ is syn. with ↓ اخطأ, inf. n. إِخْطَآءٌ and ↓ خَاطِئَةٌ, (K,) which latter, mentioned by AAF, on the authority of Az, is extr. in the case of a triliteral [unaugmented] verb, and more so in the case of a quadriliteral [i. e. a triliteral augmented by one letter]; (TA;) and with ↓ تخطّأ; signifying He did wrong; or committed a mistake, or an error: (K:) [and if this and similar explanations be correct, خَطَأْ may be an inf. n. of the first of these verbs, and a quasi-inf. n. of the second and third:] or ↓ اخطأ and ↓ تخطّأ have this signification: (S:) and خَطِئَ, aor. ـَ inf. n. خِطْءٌ and خِطْأَةٌ, (S, K,) signifies he committed a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment: (S, K: *) or he committed a fault or an offence or an act of disobe dience [in an absolute sense]: (K, * TA:) or, accord. to AO, (Msb,) or A' Obeyd, (TA,) خَطِئَ, inf. n. خِطْءٌ, signifies he committed a fault, an offence, or an act of disobedience, unintentionally; as also ↓ اخطأ: (Msb, TA:) or, as others say, خَطِئَ means [he committed a fault, &c.,] in religion; and ↓ اخطأ, in anything; intentionally or unintentionally: (Msb:) خَطِئَ, in religion; and ↓ اخطأ, in calculation [&c.]: (As, M, TA:) or, accord. to Ibn-'Arafeh, (TA,) you say, خَطِئَ فِى دِينِهِ, (K, TA, [in a MS. copy of the K and in the CK, * فى ذَنْبِهِ,]) and ↓ اخطأ, meaning he pursued a wrong way in his religion, intentionally or otherwise: (K, TA:) or خَطِئَ signifies he committed an act of disobedience intentionally; (Msb, TA;) so accord. to the 'Ináyeh, and the like is said in the A; (TA;) and ↓اخطأ, he did wrong, meaning to do right: (Az, Msb, TA:) [and this distinction is agreeable with general usage:] accord. to AHeyth, you say, خَطِئْتَ بِمَا صَنَعْتُهُ [Thou didst wrong, in that which thou didst,] intentionally; and ↓أَخْطَأْتَ مَا صَنَعْتَهُ [or بِمَا صنعتة or فِيمَا صنعته Thou didst wrong, in that which thou didst,] unintentionally. (TA.) b2: See also 4, in two places.

A2: خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِهَا, aor. ـَ (tropical:) The cooking-pot threw up its froth, or foam, or scum, (K, TA,) in boiling. (TA.) 2 خطّأهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَخْطِئَةٌ and تَخْطِىْءٌ, (S, K,) He said to him, أَخْطَأْتَ [meaning Thou hast done wrong, or committed a mistake or an error]: (S, Msb, K:) or he pronounced him, or asserted him, to be doing wrong, or committing a mistake or an error. (Msb.) You say, إِنْ

أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِى [If I do wrong, &c., tell me that I have done so]. (S.) b2: Also He made it to miss: so in the saying, خَطَّأَ اللّٰهُ نَوْءَهَا God made, or may God make, its [i. e. a land's] star, or asterism, to miss; so that the rain which the star or asterism should have brought did not, or shall not, fall upon it. (TA.) This was [also] said by I'Ab [in a tropical sense] with reference to a woman, as an imprecation, in disapproval of her conduct. (Mgh.) As some relate this saying, the verb is خَطَّى, (Mgh, TA,) and the meaning, God made, or may God make, its [rain-giving] star or asterism, to pass it over, and not send rain upon it: and in this case it may be, (TA,) or it is, (Mgh,) from خَطِيطَةٌ, signifying “ a land not rained upon (Mgh, TA) between two lands that have been rained upon; ” (Mgh;) the verb being originally خَطَّطَ, and the final ط being changed into ى. (Mgh, TA. [See art خط.]) نَوْء is [here] the sing. of أَنْوَآءٌ meaning the “ Mansions of the Moon,” also called the “ stars, or asterisms, of rain. ” (Mgh.) [See more in the first paragraph of art. خط: and see also 4 in the present art.] Accord. to Fr, خَطَّى السَّهْمَ and خَطَّأَهُ are syn. [as meaning He made the arrow to pass over, or to miss, the mark]. (TA.) One says also, خُطِّئُ عَنْكَ السُّوْءُ [May evil be made to miss thee;] i. e. may evil be repelled from thee. (ISk.) And خَطَّأَ عَنْكَ السُّوْءُ [app. for ↓تَخَطَّأَ] Evil missed thee, or may evil miss thee. (Az.) 4 اخطأ, inf. n. إِخْطَآءٌ and خَاطِئَةٌ: see 1, in eight places. أَخْطَيْتُ, for أَخْطَأْتُ, should not be said: (S:) it is a word of weak authority; or a mispronunciation: (K:) but some use it; (S, Sgh, TA;) because a change of this kind is generally allowed by some of the writers on inflection. (TA.) See also 5.

A2: اخطأهُ, (S, K,) which signifies, He [or it] missed, or failed of hitting, it [or him], (TA,) and ↓تخاطأهُ (S, K) and ↓تخطّأهُ (K) and لَهُ ↓تخطّأ (TA) [and ↓خَطِئَهُ, as will be seen from what follows,] are syn. (S, K, TA.) [See also 2, last sentence.] You say, اخطأ الرَّامِى الغَرَضَ The archer, or thrower, missed the mark; or failed of hitting it. (TA.) And اخطأهُ السَّهْمُ The arrow [missed it, or him, or] passed beyond it, or him: and you may also say, أَخْطَاهُ, suppressing the ء (Msb.) And اخطأ الطَّرِيقَ [He missed the way; or] he deviated from the way. (TA.) And اخطأ نَوْؤُهُ [(assumed tropical:) His star, or asterism, missed]; said of him who has sought an object of want and not succeeded in attaining it: (TA:) and to a person in this case one says, اخطأ نَوْؤُكَ [(assumed tropical:) Thy star, or asterism, has missed]. (Mgh. [See also 2.]) And اخطأهُ The right, or due, was, or became, [out of his reach,] or far from him. (Msb.) Owfà Ibn-Matar ElMázinee says, النَّبْلُ أَحْشَآءَهُ↓تَخَاطَأَتِ [meaning The arrows missed his bowels]. (S.) And AO, (S,) or A' Obeyd, (TA,) says that ↓خَطِئَ and اخطأ are syn.; citing, as an ex., the saying of Imra-el-Keys, يَا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كَاهِلَا (S, TA,) meaning [O the grief of Hind,] when they (the troop of horse) missed the sons of Káhil; (TA;) خطئن being here used in the sense of أَخْطَأْنَ, (S, TA,) which latter, accord. to Az, is the more proper in this case. (TA.) A3: مَا أَخْطَأَهُ is an expression of wonder [meaning How sinful, or criminal, or intentionally-disobedient, or intentionally-wrongdoing, is he !] from خَطِئَ, not from أَخْطَأَ. (S.) 5 تَخَطَّاَ see 1, in two places: b2: and see also 2, last sentence; and 4, in two places. b3: تخطّأ لَهُ فِى

المَسْأَلَةِ He addressed to him the question with the desire of causing him to make a mistake: (TA:) or i. q. ↓أَخْطَأَ. (S.) A2: تَخَطُّؤٌ also signifies The feigning a wrong action, a mistake, or an error. (KL. [See also 6.]) A3: And The charging another with a wrong action, a mistake, or an error. (KL. [See also 2.]) 6 تخاطأ He imputed to himself a wrong action, a mistake, or an error, not having committed any. (KL. [See also 5.]) A2: See also 4, in two places.10 استخطأت She (a camel) did not conceive, or become pregnant. (TA. [See also the part. n., below.]) خَطْءٌ:see خَطَأٌ.

خِطْءٌ: see خَطِيْئَةٌ.

خَطَأٌ A wrong action; a mistake, or an error; contr. of صَوَابٌ; as also ↓خَطَآءٌ (S, Msb, K) and ↓خَطْءٌ: (K:) accord. to some, it is syn. with خَطِيْئَةٌ and خِطْءٌ; and is an inf. n. used as a simple subst; but accord. to others, (TA,) it signifies an unintentional fault or offence or disobedience; (K, TA;) a subst. from أَخْطَأَ: (M, Msb: [see 1, first sentence:]) and accord. to the M, ↓خَطَآءٌ is a subst. from خَطِئ [and therefore syn. with خَطِيْئَةٌ accord. to the general acceptation of خَطِئَ]. (TA.) خطأة [so in the TA, app. خَطْأَةٌ,] A land which the rain misses, while it falls upon another near it. (TA. [See 2.]) خَطَآءٌ: see خَطَأٌ, in two places.

خَطِيْئَةٌ (S, K) and خَطِيَّةٌ, a change of this kind being allowable in this and in similar cases, (S, TA,) A fault, an offence, or an act of disobedience; (S, K;) or such as is intentional; (K;) like ↓خِطْءٌ, (S, K;) which is an inf. n., thus used as a subst.; (Msb;) meaning a sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment: (S:) pl. خَطَايَا, (Lth, S, K,) originally خَطَائِئُ; (Lth, S;) and خَطَائِى also, (K, TA, [in a MS. copy of the K خَطَائِئُ,]) or this is [anomalous and] incorrect, unless with the art. ال, being otherwise خَطَآءٌ; (MF;) and خَطَائِىُّ, [an anomalous pl.,] of which Th gives an ex. in the following verse, related to him by IAar; لِكُلِّ امْرِئٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُهُ لَهُ خَطَائِيُّهَا إِنْ أَخْطَأَتْ وَصَوَابُهَا [For every man is appointed, in the world to come, the recompense of what his soul has prepared, or laid up in store, for him, its wrong actions, if it have done wrong; and its right action]. (L.) b2: خَطِيْئَةٌ يَوْمٌ and خَطِيْئَةٌ لَيْلَةٌ are expressions like طِيلٌ يَوْمٌ and طِيلٌ لَيْلَةٌ: you say, خَطِيْئَةٌ يَوْمٌ يَمُرُّ بِى إِلَّا أَرَى فِيهِ فُلَانًا [app. meaning It were a crime that a day should pass with me without my seeing in it such a one; or perhaps, it is a rare event that a day passes with me &c. : see what follows]. (TA.) b3: A little, or small quantity; or a few, or small number; of anything. (K, TA.) You say, عَلَى النّخْلَةِ خَطِيْئَةٌ مِنْ وَحْشٍ

[Upon the palm-tree are a few fresh ripe dates]: and خَطَّآءٌ [In the land of the sons of such a one is] a small number of wild animals that have missed their [wonted] places and are in what are not their accustomed places. (TA.) خَاطِئٌ A man who constantly adheres to faults, offences, sins, crimes, or acts of disobedience for which he deserves punishment. (TA.) خَاطِئٌ Intentionally doing that which is not right; (El-Umawee, S;) intentionally pursuing a wrong way in his religion; (K;) intentionally doing that which he is forbidden to do. (Msb.) [See خَطِئَ, of which it is the part. n.] b2: [Also Missing the mark. Hence the saying,] مَعَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ [With those that miss is an arrow that goes right, or hits the mark]; (S, K;) خَوَاطِئُ being pl. of خَاطِئَةٌ, meaning that misses the butt: (Har p. 481:) a prov., (S,) applied to him who frequently errs, but sometimes does right; (S, K;) or to the niggard who sometimes gives notwithstanding his niggardliness. (A 'Obeyd.) خَاطِئَةٌ : see 1, first sentence.

مُخْطِئٌ [act. part. n. of 4, q. v.;] One who does wrong, meaning to do right. (El-Umawee, S.) مَتَخَطِّىٌ signifies the same as مُتَخَطٍّ, or nearly so: and hence the saying,] نَاقَتُكَ مِنَ المُتَخَطِّئَاتِ الجيف, (TA in the present art.,) or نَاقَتُكَ هٰذِهِ مِنَ المُتَخَطِّيَاتِ الجيف, [the last word being app. الجِيَفَ, and the lit. meaning, Thy she-camel, or this thy she-camel, is of those that step over the carcasses;] i. e. she is hardy and strong, such as will go on, and leave behind [others that have fallen down and died] (تخلف [so in the TA, app.تُخَلِّفُ,]) until she [herself] has fallen down (الى مأ سقطت). (Az, TA in art. خطو.) مُسْتَخْطِئَةٌ, applied to a she-camel, (tropical:) i. q. حَائِلٌ [i. e. Not conceiving, or not becoming pregnant during a year, or two years, or some years; &c.: see its verb, 10]. (K, TA.)
خطأ
: (} الخَطْءُ) بِفَتْح فَسُكُون مثل وَطْء، وَبِه قرأَ عُبيد بن عُمَير ( {والخَطَأُ) محركة (} والخَطَاءُ) بالمدّ، وَبِه قرأَ الْحسن والسُّلَمِي وإِبراهيم والأَعمش فِي النِّساء (ضدّ الصَّوابِ وَقد {أَخطَأ} إِخْطَاءً) على الْقيَاس، وَفِي التَّنْزِيل {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ {أَخْطَأْتُمْ بِهِ} (الْأَحْزَاب: 5) عدّاه بِالْبَاء لأَنه فِي معنى عَثَرتم أَو غَلِطْتُم وَقَالَ رُؤْبَةُ:
يَا رَبِّ إِنْ} أخْطَأْتُ أَوْ نَسِيتُ
فَأَنْتَ لاَ تَنْسَى وَلاَ تَمُوتُ (و) حكى أَبو عليَ الفارسيّ عَن أَبي زيدِ: أَخْطَأَ ( {خَاطِئَةً) جاءَ بِالْمَصْدَرِ على لفظ فاعِلَةٍ، كالعافِيَة والجَازِيَة، وَهُوَ مَثَلٌ من الثلاثّي نادِرٌ، وَمن الرباعي أَكثَرُ نِدْرَةً، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} بِالْخَاطِئَةِ} (الحاقة: 9) .
( {وَتَخَطَّأَ) } كأَخطأَ ( {وخَطِئَ) وَقَالَ أَبو عُبيد:} خَطِئَ {وأَخطأَ لُغَتَانِ بِمَعْنى واحدٍ، وأَنشد لامرىء الْقَيْس:
يَا لَهْفَ هِنْدِ إِذْ خَطِئْن كَاهِلاَ
القَاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاَحِلاَ
هِنْد هِيَ بنت ربيعَة بن وَهْب، كَانَت تَحت حُجْر أَبي امرِىء القَيس، فخلف عَلَيْهَا امرؤُ القَيْس، أَي} أَخطأَت الخيلُ بني كاهلٍ وأَوقَعْن ببني كنَانَة، قَالَ الأَزهري: ووجْهُ الكلامِ فِيهِ أَخطأْنَ، بالأَلف، فردَّه إِلى الثلاثيّ، لأَنه الأَصل، فَجعل {خَطِئْن بِمَعْنى} أَخطَأْنَ (و) لَا تقل (أَخْطَيْتُ) بإِبدال الْهمزَة يَاء، وَمِنْهُم من يَقُول إِنها (لُغَيَّةٌ رَديئة أَو لُثْغة) قَالَ الصَّاغَانِي: وَبَعْضهمْ يَقُوله.
قلت: لأَن بعض الصرفيين يُجَوِّزون تسهيل الْهمزَة، وَقد أَوردها ابْن القُوطِيَّة وابنُ القطَّاع فِي المعتلّ اسْتِقْلَالا بعد ذكرهَا فِي المهموز، كَذَا فِي (شرح شَيخنَا) .
( {والخَطِيئَة: الذَّنْبُ) وَقد جُوِّز فِي همزتها الإِبدال، لأَن كلّ يَاء سَاكِنة قبلهَا كسرةٌ، أَو واوٍ سَاكِنة قبلهَا ضَمَّةٌ وهما زائدتان للمد لَا للإِلحاق وَلَا هما من نَفْس الْكَلِمَة، فإِنك تَقلِب الهمزَة بعد الْوَاو واواً، وَبعد الْيَاء يَاء، فتُدْغِم فَتَقول فِي مَقْروءٍ مَقْرُوٌّ وَفِي خَبِيءٍ خَبِيٌّ بتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء (أَو مَا تُعُمِّد مِنْهُ،} كالخِطْءِ بالكَسْرِ) قَالَ الله تَعَالَى: {إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ {خِطأً كَبِيرًا} (الْإِسْرَاء: 31) أَي إِثماً، وَكَذَلِكَ} الخَطَأَ محركة، تَسْمِية بِالْمَصْدَرِ (و) قيل (الخَطَأُ) محركةً: (مَا لم يُتَعَمَّدْ) مِنْهُ، وَفِي (المُحكم) : {خَطِئْتُ أَخْطَأُ خَطَأً وَالِاسْم} الخَطَاءُ بِالْمدِّ، وأَخطَأْتُ {إِخطَاءً وَالِاسْم الخَطَأُ مَقْصُورا (ج} خَطَايَا) على الْقيَاس (و) حكى أَبو زيدٍ (! خَطَائِئ) على فعائل، وَمِنْهُم من ضَبطها كَغَوَاشِي، وَبَعض شَدَّدَ ياءَها، قَالَ شَيخنَا وكلُّ ذَلِك لم يصحّ إِلا أَن أُريد من وزن الغَواشي الإِعلامُ بأَنها من المنقوص. وَفِي (اللِّسَان) روى ثعلبٌ أَن ابنَ الأَعرابيّ أَنشده:
وَلَا يَسْبِقُ المِضْمَارَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ إِلاَّ عِرَابُهَا
لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُه لَهُ
{خَطَاءَتُها إِنْ أَخْطَأَتْ وَصَوَابُهَا
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَطِيئَة فَعِيلَة، وَجَمعهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يكون خَطَائِيءُ بهمزتين فاستثقلوا التقاءَ همزتين، فخفّفوغا الآخِرة مِنْهُمَا، كَمَا يُخفَّف جائِيءٌ على هَذَا الْقيَاس، وكرهوا أَن تكون علَّتُه علَّة جائيء، لأَن تِلْكَ الهمزةَ زائدةٌ، وَهَذِه أَصليّة، ففَرُّوا} بِخطايا إِلى يَتامَى، ووجدوا لَهُ فِي الأَسماء الصَّحِيحَة نظيراً، مثل طاهرٍ وطاهرة وطَهَارَي، وَفِي (الْعباب) وجَمْعُ خَطِيئَة خَطَايَا وَكَانَ الأَصل خطائيء على فعائل، فَلَمَّا اجْتمعت الهمزتان قُلِبت الثَّانِيَة يَاء، لأَن قبلهَا كسرة، ثمَّ استثقلت والجمعُ ثقيلٌ، وَهُوَ معتلُّ مَعَ ذَلِك، فقُلبت الْيَاء أَلفاً قُلِبت الْهمزَة الأُولى يَاء، لخفائها بَين الأَلفين.
(و) تَقول ( {خَطَّأَه} تَخْطِئَةً {وتَخْطِيئاً) إِذا (قَالَ لَهُ: أَخَطأْتَ) وَيُقَال: إِن أَخطَأْتُ} فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني و (خَطِيءَ) الرجل ( {يَخْطَأُ) كَفرِح يفرَح (خِطْأً} وخِطْأَةً بكسرهما) : أَذنب، وَفِي الْعِنَايَة: خَطِيء خَطَأً: تعَمَّد الذَّنب، وَمثله فِي الأَساس.
( {والخَطِيئَة) أَيضاً (: النَّبْذُ اليَسيرُ مِن كلِّ شيءٍ) يُقَال على النَّخْلَة} خَطِيئَةٌ من رُطَبٍ، وبأَرضِ بني فُلان خَطِيئَةٌ من وَحْشٍ، أَي نَبْذٌ مِنْهُ أَخْطَأَتْ أَمْكِنَتَها فظَلَّت فِي غير مواضِعها المُعتادة (و) قَالَ ابْن عَرَفَة (خَطِيءَ فِي دِينه وأَخطأَ) إِذا (سَلَك سَبِيل خَطَإٍ عَامِدًا أَو غَيْرَه) وَقَالَ الأُمويّ:! المُخطِئُ: من أَراد الصَّوَاب فَصَارَ إِلى غَيره (أَو الخاطيءُ مُتَعَمِّدُهُ) أَي لِمَا لَا يَنْبَغِي، وَفِي حَدِيث الكُسوف (فأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ) أَي غلط، قَالَ الأَزهريّ: يُقَال لمن أَراد شَيْئا وَفعل غَيره: أَخطأَ، كَمَا يُقَال لمن قَصدَ ذَلِك، كأَنه فِي اسْتِعْمَاله غَلِط فأَخذَ دِرْعَ بعضِ نِسَائِهِ، وَفِي (الْمُحكم) : وَيُقَال: أَخطأَ فِي الحِساب وخَطِيءَ فِي الدِّين، وَهُوَ قولُ الأَصمعيّ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : قَالَ أَبو عُبيد: خَطِيءَ خطْأً من بَاب عَلم، وأَخْطَأَ بِمَعْنى وَاحِد لمن يُذْنِب على غير عمدٍ، وَقَالَ المُنذِريُّ: سَمِعت أَبا الهَيْثَم يَقُول: خَطِئْتُ، لما صنَعْتَه عَمْداً، وَهُوَ الذَّنب، وأَخطأْت لما صَنَعْتَه خَطَأً غير عَمْدٍ، وَفِي (مُشكل الْقُرْآن) لِابْنِ قُتيبة فِي سُورَة الأَنبياء فِي الحَدِيث (إِنه لَيْسَ مِنْ نَبِيَ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ غيرَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا، لأَنه كَانَ حَصُوراً لَا يأْتِي النساءَ وَلَا يُرِيدُهُنَّ) .
(و) فِي المَثل (مَع {الخَواطِئِ سهْمٌ صَائِبٌ. يُضْرَب لِمَنْ يُكْثِرُ الخَطَأَ ويُصِيبُ أَحياناً) وَقَالَ أَبو عبيد: يُضْرَب للبخيل يُعطِي أَحياناً على بُخْله.} والخَواطِئُ هِيَ الَّتِي {تُخْطِئُ القِرْطَاسَ، قَالَ الْهَيْثَم: وَمِنْه مَثلُ العَامَّة (رُبَّ رَمْيَةِ. مِنْ غَيْرِ رَامٍ) .
(و) من الْمجَاز (} خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِها، كَمَنَع: رَمَتْ) بِهِ عِنْد الغَلَيانِ. (و) يُقَال ( {تَخَاطَأْه) حَكَاهُ الزجاجي (} وتَخَطَّأَهُ) وتَخَطَّأَ لَهُ، أَي (أَخْطَأَه) قَالَ أَوْفَى بنُ مَطَر المازِنيُّ.
أَلاَ أَبْلِغَا خُلَّتِي جَابِراً
بِأَنَّ خَلِيلَكِ لَمْ يُقْتَلِ
{تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ
وَأُخِّرَ يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَلِ
(و) من الْمجَاز (} المُسْتَخْطِئَةُ) من الإِبل (: النَّاقَة الحائُل) يُقَال استخطَأَتِ الناقةُ، أَي لم تَحْمِل.
والتركيب يدُلُّ على تَعدّي الشيءِ وذَهابِه عَنهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَخطأَ الطريقَ: عدَلَ عَنهُ، وأَخطأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه، وأَخطَأَ نَوْؤُهُ إِذا طَلب حاجَتَه فَلم يَنْجَح وَلم يُصِبْ شَيْئا، وخَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا أَي جَعَله! مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصِيبها مَطَرُه، ويروى بِغَيْر همز، أَي يتخطَّاها وَلَا يُمْطِرُها، وَيحْتَمل أَن يكون من الخَطِيطة، وَهِي الأَرض الَّتِي لم تُمْطَر، وأَصله خطّط، فقلبت الطَّاء الثَّالِثَة حرْفَ لِينٍ.
وَعَن الْفراء خَطِيءَ السهْمُ وخَطَأ، لغتانِ.
{والخِطْأَة: أَرضٌ يُخطئُها المَطَر ويُصِيب أُخرى قُرْبَها.
وَيُقَال} خُطِّئَ عَنْك السُّوء إِذا دَعَوْا لَهُ أَن يُدْفَع عَنهُ السُّوءُ، قَالَه ابنُ السّكيت.
قَالَ أَبو زيد: خَطَأَ عَنك السُّوء أَي أَخطأَك البلاءُ.
وَرجل {خَطَّاءٌ إِذا كَانَ ملازماً للخَطايا غيرَ تاركٍ لَهَا.
وَذكر الأَزهري فِي المعتل فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ} (الْبَقَرَة: 168) .
قَالَ: قرأَ بَعضهم} خُطُآتِ، من الخَطِيئة: المَأْثَمِ، ثمَّ قَالَ أَبو مَنْصُور: مَا عَلِمْتُ أَحداً من قُرَّاءِ الأَمصار قَرَأَه بِالْهَمْز، وَلَا معنى لَهُ.
وَيُقَال خَطِيئَةُ يَوْم يَمُرُّ بِي أَلاَّ أَرى فِيهِ فُلاناً، وخَطيئَةُ لَيْلَةٍ تَمُرُّ أَلاَّ أَرَى فُلاناً فِي النَّوْمِ، كَقَوْلِك طِيلُ لَيْلَةٍ وطِيلُ يومٍ.
وتَخَطَّأْت لَهُ فِي المسأَلة إِذا تَصدَّيْتَ لَهُ طَالبا {خَطَأَهُ، وناقَتْكَ من} المُتَخَطَّئَاتِ الجِيَف.

خسأ

خسأ: {اخسئوا}: ابعدوا، وهو إبعاد للمكروه.
خسأ: خَسِيَ: العامة تستعمل خَسِيَ غير مهموز بمعنى خاب (محيط المحيط).
خ س أ

خسأ الكلب: طرده فخسأ خسوءاً، وكلب خاسيء.

ومن المجاز: اخسأ إليك، واخسأ عني " اخسؤا فيها " وخسأ البصر: كل وأعيا " ينقلب إليك البصر خاسئاً " وتخاسؤا بالحجارة: تراموا بها.
خسأ
خَسَأْتُ الكَلْبَ: أي زَجَرْته والخاسِىءُ: المُبَاعَدُ. وخَسَأ البَصَرُ: كَلَّ وأعْيا، يَخْسَأْ خُسُوءاً، فهو خاسِئٌ. وخَسَأْ: كلمةٌ تُقال في لَعِب الجَوْز. وتَخاسى الرجُلانِ: تَلاَعَبَا. والخَسِيُّ: نَحْوُ الكِساء أو الخِبَاء يُنْسَجانِ من الصُّوف.
خ س أ: (خَسَأَ) الْكَلْبَ طَرَدَهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ، وَخَسَأَ هُوَ بِنَفْسِهِ مِنْ بَابِ خَضَعَ، وَ (انْخَسَأَ) أَيْضًا. وَ (خَسَأَ) الْبَصَرُ سَدِرَ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَخَضَعَ. 
[خسأ] خسأت الكلب خَسْأً: طردته، وخسأ الكلب بنفسه يتعدى ولا يتعدى. وانخسأ أيضاً. وقال:

كالكلب إن قلت له اخْسَأْ فانخسأ * أبو زيد: خسأ بصرُهُ خَسْأً وخُسوءاً، أي سَدِرَ، ومنه قوله تعالى: (ينقلبْ إليك البصَرُ خاسئاً وهو حسيرُ) . وتخاسأ القوم بالحجارة: تراموا بها، وكانت بينهم مخاسَأَة.
خسأ
خَسَأْتُ الكلب فَخَسَأَ، أي: زجرته مستهينا به فانزجر، وذلك إذا قلت له: اخْسَأْ، قال تعالى في صفة الكفّار: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون/ 108] ، وقال تعالى: قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ
[البقرة/ 65] ، ومنه: خَسَأَ البَصَرُ، أي انقبض عن مهانة، قال: خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ
[الملك/ 4] .
(خسأ)
الْبَصَر خسئا وخسوءا كل وأعيا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ ارْجع الْبَصَر كرتين يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسير} وَالْكَلب وَغَيره بعد وذل وَيُقَال اخْسَأْ عني وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ اخسؤوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون} و {فَلَمَّا عتوا عَن مَا نهوا عَنهُ قُلْنَا لَهُم كونُوا قردة خَاسِئِينَ} وَالْكَلب وَغَيره طرده وأبعده
خسأ
الخَسِيْءُ - على فَعِيْل -: الرَّدِيءُ من الصُّوف.
وخَسَأتُ الكلب خَسْئاً: طَرَدْته، وخَسَأَ الكلب نفسه، يتعدى ولا يتعدى، وخِسِئَ وانْخَسَأَ أيضا، قال: كالكلب إن قلت له اخْسَأِ انْخَسَأْ.
ويقال: اخْشَأْ إليك: أي اخْسأْ عني.
أبو زيد: خَسَأَ بصره خَسْئاً وخُسُوْءً: أي سدِر، ومنه قوله تعالى:) يَنْقِلِبْ إليكَ البَصَرُ خاسِئاً (وقيل: مُبعداً، وهو فاعِل بمعنى مَفْعول، كقوله تعالى:) في عِيْشَةٍ راضِيَةٍ (أي مَرْضِيَّة.
وتَخَاسأ القوم بالحجارة: تَرَاموا بها، وكانت بينهم مُخاسَأَةٌ.
والتركيب يدل على الإبعاد.
[خسأ] نه فيه: "فخسأت" الكلب، أي طردته وأبعدته، والخاسيء المبعد. ومنه "اخسئوا" فيها ولا تكلمون" يقال: خسأته فخسأ وخسيء وانخسأ، ويكون الخاسيء بمعنى الصاغر القميء. ج وح ابن صياد: "اخس" فلن تعدو قدرك، هو في الحديث بغير همز فكأنها قلبت ألفًا فحذفت في الأمر. ك: "اخسأ" بهمزة وصل وأخره همزة ساكنة أي اسكت صاغرًا مطرودًا، خسأته إذا طردته، وخسأ إذا بعد لازم ومتعد، فلن تعدو قدرك بنصب الواو، وفي بعضها بحذفها بلغة الجزم بلن وهو بمثناة فوق، وقدرك بالنصب، أو بالتحتية فهو بالرفع، أي لا يبلغ قدرك أن يطلع بالغيب من قبل الوحي كالأنبياء أو الإلهام كالأولياء، واضرب عنقه بالجزم جوابًا لدعتي، ويجوز رفعه، إن يكنه ضميره خبره، وروى: يكن هو، فكان تامة، وهو تأكيد أو هو مستعار للنصب، فلن تسلط عليه فإن صاحبه عيسى عليه السلام، واختلف في أن ابن صياد هو الدجال أو غيره، ويحتج النافي بأنه أسلم وولد له ودخل الحرمين ومات بالمدينة ويزيد في دخ. ط: و"اخسأ" شيطاني، أي اطرده عني كالكلب، من خسأ يتعدى ولا يتعدى. "و"اخسئوا" فيها" ذلوا وانزجروا كما ينزجر الكلب، ولا تكلموا في رفع العذاب فإنه لا يرفع.

خسأ: الخاسِئُ من الكِلاب والخَنازِير والشياطين: البعِيدُ الذي لا يُتْرَكُ أَن يَدْنُوَ من الإِنسانِ. والخاسِئُ: الـمَطْرُود.

وخَسَأَ الكلبَ يَخْسَؤُه خَسْأً وخُسُوءاً، فَخَسَأَ وانْخَسَأَ: طَرَدَه. قال:

كالكَلْبِ إِنْ قِيلَ له اخْسَإِ انْخَسَأْ

أَي إِنْ طَرَدْتَه انْطَرَدَ.

الليث: خَسَأْتُ الكلبَ أَي زَجَرْتَه فقلتَ له اخْسَأْ، ويقال:

خَسَأْتُه فَخَسَأَ أَي أَبْعَدْتُه فَبَعُد.

وفي الحديث: فَخَسَأْتُ الكلبَ أَي طَرَدْتُه وأَبْعَدْتُه. والخاسِئُ:

الـمُبْعَدُ، ويكون الخاسِئُ بمعنى الصاغِرِ القَمِئِ. وخسَأَ الكلبُ

بنَفْسِه يَخْسَأُ خُسوءاً، يَتعدَّى ولا يتعدّى؛ ويقال: اخْسَأْ اليك

واخْسَأْ عنِّي. وقال الزجاج في قوله عز وجل: قال اخْسَؤوا فيها ولا تُكَلِّمُونِ: معناه تَباعُدُ سَخَطٍ. وقال اللّه تعالى لليهود: كُونوا

قِرَدةً خاسِئين أَي مَدْحُورِين. وقال الزجاج: مُبْعَدِين. وقال ابن أَبي إِسحق لبُكَيْرِ بن حبيب: ما أَلحَن في شيء. فقال: لا تَفْعَلْ. فقال: فخُذْ عليَّ كَلِمةً. فقال: هذه واحدة، قل كَلِمهْ؛ ومرَّت به سِنَّوْرةٌ فقال لها: اخْسَيْ. فقال له: أَخْطَأْتَ انما هو: اخْسَئِي. وقال أَبو مهدية: اخْسَأْنانِّ عني. قال الأَصمعي: أَظنه يعني الشياطين.

وخَسَأَ بصَرُه يَخْسَأُ خَسْأً وخُسُوءاً إِذا سَدِرَ وكَلَّ وأَعيا.

وفي التنزيل: «يَنْقَلِبْ اليكَ البَصَرُ خاسِئاً، وهُو حَسِير» وقال

الزجاج: خاسِئاً، أَي صاغِراً، منصوب على الحال.

وتخاسَأَ القومُ بالحجارة: تَرامَوْا بها. وكانت بينهم مُخاسأَةُ.

خسأ
خسَأَ يَخسَأ، خَسْئًا وخُسُوءًا، فهو خاسئ، والمفعول مخسوء (للمتعدِّي)
• خسَأ الكلبُ وغيرُه: بَعُد وذلَّ "اخسأ عنِّي: ابتعدْ وتنحَّ من وجهي- {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ} ".
• خسَأ البصرُ: كَلَّ وأعيا " {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} ".
• خسَأ الكلبَ وغيرَه: طرده وأبعده. 

خسِئَ يَخسَأ، خَسْئًا، فهو خاسئ
• خسِئ الكلبُ: بَعُد ° خسئتَ: عبارة تفيد احتقار المخاطب أو الاختلاف معه، وتقال بمعنى فشلت وخاب ما تسعى إليه.
• خسِئ البصرُ: كلَّ وأعيا. 

انخسأَ ينخسئ، انخساءً، فهو منخسِئ
• انخسأ الكلبُ: مُطاوع خسَأَ: بَعُد.
• انخسأ البصرُ: كلّ، أعيا، تعب "انخسأ بصرُه من مداومة القراءة". 

خاسِئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خسَأَ وخسِئَ.
2 - صاغِر ذليل "أصبح خاسِئًا من أثر فعلته الدَّنيئة- {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} ". 

خَسْء [مفرد]: مصدر خسَأَ وخسِئَ. 

خُسُوء [مفرد]: مصدر خسَأَ. 

خس

أ1 خَسَأَ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. خَسْءٌ (S, K) and خُسُوْءٌ, (K,) He drove away a dog: (S, K:) he chid him. (Lth.) A2: It is also intrans., (S,) and signifies He (a dog) went away, to a distance; (S, * K;) [being driven away, or chidden;] as also خَسِئَ, (K,) and ↓ انخسأ. (S, K.) b2: [Hence,] tropically, said to a man, اِخْسَأْ إِلَيْكَ, meaning اِخْسَأْ عَنِّى (tropical:) [Go thou away: or go thou away from me]. (TA.) اِخْسَؤُوا فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ, in the Kur [xxiii. 110], is expressive of removal to a distance with anger; [meaning (assumed tropical:) Go ye away into it, (i. e. the fire of Hell,) and speak not unto Me.] (Zj.) b3: [And hence, (assumed tropical:) He was, or became, vile and despised and hated: so says Golius, as on the authority of the KL; but this meaning is not in my copy of that work: it agrees, however, with a signification of the part. n. خَاسِئٌ, q. v.]

A3: Also, inf. n. خَسْءٌ and خُسُوْءٌ [as above], said of the sight, (Az, S, K,) (tropical:) It was, or became, dazzled, or confused, (Az, S, TA,) and dim. (K, TA.) 3 خَاسَؤُوا, (K,) inf. n. مُخَاسَأَةٌ, (S,) (tropical:) They threw stones, one at another; (S, K;) as also ↓ تخاسؤوا, (K,) or تخاسؤوا بِالحِجَارَةِ. (S.) and كَانَتْ بَيْنَهُمْ مُخَاسَأَةٌ (tropical:) [There was between them a contending in throwing, or throwing of stones]. (S, TA.) [See also art. خسى.] b2: And هُوَ يُخَاسِئُ means يُقَامِرُ [He contends in a game of hazard]. (IB, TA in art. خسو.) 6 تَخَاْسَاَ see 3.7 إِنْخَسَاَ see 1.

خَسِىْءٌ Bad wool. (O, K.) خَاسِئٌ, applied to a dog, and to a swine, (K,) and to a devil, (TA,) Driven away, repelled, and not suffered to come near to men. (K, TA.) b2: And [hence,] (assumed tropical:) Contemptible, despicable, vile, or abject. (TA.) b3: Applied to the sight, (tropical:) Dazzled, or confused, (S, TA,) and dim. (TA.) So in the words of the Kur [lxvii. 4], يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا (tropical:) [The sight will recoil to thee dazzled, or confused, or dim]: (S, TA:) or the meaning here is (assumed tropical:) contemptible: or withdrawing far away: or it is of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, [meaning repelled far away,] like عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ, in the Kur [lxix. 21 and ci. 5], for مَرْضِيَّةٍ. (TA.)
خسأ
: ( {خَسَأَ الكلْبَ، كمنع) إِذا (طَردَه) وأَبعده، وَقَالَ اللَّيْث: زَجَره (} خَسْأً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وخُسُوءًا) كقُعودٍ (و) خَسَأَ (الكلْبُ) نفْسُه (: بَعُدَ) ، يتعدّى وَلَا يتَعَدَّى (} كانْخَسَأَ! وخَسِئَ) مثل جَبَرْتُه فجَبَر، ورجَعْته فرجَع، وَقَالَ:كَالكَلْبِ إِنْ قِيلَ لَه {اخْسَإِ} انْخَسَأْ
وأَما قَوْلهم: اخْسَأْ إِلَيْكَ، أَي اخْسَأْ عَنِّي، فَهُوَ من الْمجَاز، وَقَالَ الزّجَّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {قَالَ {اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 108) مَعْنَاهُ تَبَاعُدُ سَخَطٍ، وَقَالَ ابْن إِسحاق لِبَكْر بن حَبيب: مَا أَلْحَنُ فِي شيءٍ، فَقَالَ: لَا تَفْعَل، فَقَالَ: فخُذْ كَلمةً، فَقَالَ: هَذِه واحدةٌ، قل: كَلِمَهْ، ومرَّت بِهِ سِنَّوْرَةٌ، فَقَالَ لَهَا: اخْسَأْ، فَقَالَ: أَخطأْتَ، إِنما هُوَ} اخْسَئي.
(و) من المجازِ عَن أَبي زيدٍ {خَسَأَ (البَصَرُ) خَسْأً وخُسُوءًا أَي سَدِرَ و (كَلَّ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ} خَاسِئًا} (الْملك: 4) وَقَالَ الزّجاج: أَي صاغِراً وَقيل: مُبْعَداً، أَو هُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مَفعولٍ، كَقَوْلِه تَعَالَى.
{فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (الحاقة: 21) أَءَ مَرْضِيَّة.
( {والخاسئُ من الكلابِ والخنازيرِ: المُبْعَد) المَطرودُ الَّذِي (لَا يُتْرَك أَن بَدْنُو من الناسِ) وَكَذَلِكَ من الشَّيَاطِين. والخاسيءُ: الصاغرُ القَمِيءٌ.
(و) } - الخَسِيءُ، (كأَميرٍ: الرديءُ من الصُّوف) ، وَبِه صَدَّر فِي (العُباب) .
(و) من الْمجَاز: ( {خَاسَئُوا} وتَخَاسَئُوا) إِذا (تَرَامَوْا بَينهم بالحِجارةِ) ، وَكَانَت بَينهم {مُخَاسَأَةٌ، والتركيبُ يَدُلُّ على الإِبعادِ.

خبأ

خبأ: {الخبء}: المستتر. وخبء السموات: المطر، وخبء الأرض: النبات.
(خ ب أ) : (خَبَّأَهُ) فَاخْتَبَأَ أَيْ سَتَرَهُ فَاسْتَتَرَ (وَمِنْهُ) الْخِبَاءُ الْخَيْمَةُ مِنْ الصُّوفِ وَالْمُخْتَبِئُ الَّذِي يَسْتَتِرُ حَتَّى يَشْهَدَ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ.
خ ب أ: (خَبَأَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَهُ وَمِنْهُ (الْخَابِيَةُ) إِلَّا أَنَّهُمْ تَرَكُوا هَمْزَهَا. وَ (الْخَبْءُ) مَا خُبِّئَ. وَخَبْءُ السَّمَاءِ الْقَطْرُ، وَخَبْءُ الْأَرْضِ النَّبَاتُ. وَ (اخْتَبَأَ) اسْتَتَرَ. 
(خبأ) - في حديث أَبِى أُمَامة، رضي الله عنه: "لم أَرَ كاليَوْم ولا جِلدَ مُخَبَّأةٍ"
المُخَبَّأة: الجارية المُعصِرُ التي لم تَتزوَّج بَعْد، لأَنَّ صِيانَتَها أبلغُ مِمَّن قد تَزوَّجت.
والخُبَأَة: الجَارِية التي تَخْتَبِىءُ مَرَّةً وتَظهَر أخرى.
[خبأ] خبأت الشئ خبأ، ومنه: الخابية ، وهي الحُبُّ، إلا أنّ العرب تركَتْ همزه. والخَبءُ: ما خبئ، وكذلك: الخبئ، على فعيل. وخَبْءُ السموات: القَطْرُ. وخَبْءُ الأرض: النباتُ. واخْتَبَأِتْ: استترت، وجارية مخبَّأَة، أي مستترة. والخبأة مثال الهمزة: المرأة التى تطَّلِع ثم تختبئ، قال الزِّبرقان بن بدر: " إنَّ أَبْغَضَ كنائني إلى الخبأة الطلعة. "
خ ب أ

له خبيئة خبأها ليوم حاجته، وله خبايا. " لا مخبأ لعطر بعد عروس " ولفلان مخابيء ومخازن " والله يخرج الخبء " وأخرج خبء السماء خبء الأرض أي المطر النبات. وخبأت الجارية، وجارية مخبأة، ونساء مخبآت ومخبآت، وامرأة خبأة تخنس بعد الاطلاع. واختبأت من فلان: استترت منه، واختبأت له خبيأ إذا عميت له شيأ، ثم سألته عنه، وخابأتك أي حاجبتك. قال حميد:

ألا من أخو ظن أخابيء ظنه ... بحيث تناهوا أم بصير أباصره

وله خابية من خل وخواب، والأصل الهمز.
[خبأ] نه في ح ابن صياد: قد "خبأت" لك "خبا" الخبء كل شيء غائب مستور، خبأته أخبأه إذا أخفيته، والخبء والخبيء والخبيئة الشيء المخبوء. ط: أي أضمرت لك مضمرًا لتخبرني ما هو، وأضمر "يوم تأتي السماء بدخان مبين" ليجربه هل يعلم ذلك المضمر أو لا ليبرز أمره أساحر أو كاهن أو ممن يأتيه جنى، فقال: هو الدخ، ولم يقدر على الزيادة، وسيتم في الدخ من د. ك: يروي "خبات خبيئا" بوزن ضمير وبوزن صعب. وفيه: يخرج الخبء في السماوات" أي القطر "والأرض" أي النبات. نه ومنه ح: ابتغوا الرزق في "خبايا" الأرض، جمع خبيئة كخطيئة وخطايا، وأراد بها الزرع لأنه إذا ألقى البذر في الأرض فقد خبأه فيها كما قال الشاعر:
تتبع خبايا الأرض وادع مليكها
ويجوز أن يكون ما خبأه الله في معادن الأرض. وفي ح عثمان: "اختبأت" عند الله خصالا: إني لرابع الإسلامي، وكذا وكذا، أي ادخرتها عنده. ومنه ح عائشة في عمر: ولفظت "خبيئها" أي ما كان مخبوأ فيها من النبات، تعني الأرض. وفي ح: لم أر كاليوم ولا جلد "مخبأة" هي الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد، لأن صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت، ويتم في ليط. ج: هو بمعجمة فموحدة مشددة. ن ومنه: أمر الحيض أن يعتزلن المصلى و"المخبأة" وذا للاحتراز عن مقاومة الرجال من غير حاجة ولا صلاة، لا للتحريم لأنه ليس بمسجد حتى يحرم، والمخباة بوزن مسماة بمعنى ذوات الخدور، معطوف على فاعل كنا، فيكن كيقلن، والعواتق بالنصب بدل من مفعول يخرجن، ودعوة المسلمين أي دعاؤهم، وفيه استحباب حضور مجامع الخير وحلق الذكر والعلم. نه ومنه ح: أبغض كنائني إلى الطلعة "الخبأة" هي التي تطلع مرة ثم تختبيء أخرى.
خبأ
خَبَأتُ الشيءَ خَبئاً، ومنه الخابيةُ وهي الحُبُّ؛ الاّ أنَّ العربَ تَركَت هَمزَها كما تركَت هَمزَ البَريَّة والذُّرِّيَّة.
والخَبءُ: ما خُبيءَ، وكذلك الخَبيءُ، على فَعيلٍ. وخَبءُ السَّماواتِ المَطَرُ، وخَبءُ الأرضِ النَّباتُ.
وخَبءٌ: وادٍ بالمدينة على ساكِنيها السلام.
وخَبءٌ: موضعٌ بمَديَنَ. والخَبأَةُ: البِنتُ، وفي المَثَل: خَبأةٌ خَيرٌ من يَفَعَةِ سَوءٍ. وسَمّى ابو زيد سعيدُ بن أوسٍ كتاباً من كُتُبه " كتابَ خَبأةٍ " لافتتاحه ايّاه بذِكر الخَبأَة بمعنى البِنت واستشهادِه عليها بهذا المَثَل.
والخُبأَةُ - مثالُ تُؤَدَة -: المرأةُ التي تَطَّلِعُ ثم تَختَبيءُ، قال الزِّبرِ قانُ بنُ بَدرٍ: انَّ أبغَضَ كَنائني اِلَيَّ الخُبَأَةُ الطُّلَعَةُ.
وقال الليث: الخِباءُ - مَدَّته هَمزَةْ -: وهو سِمَةٌ " 26 - أ " تُخْبَأُ في موضعٍ خَفيٍّ من الناقة النَّجيبة، وانما هي لَذِيْعَةٌ بالنار، والجميع أخْبِئةٌ؛ مَهمُوزةً.
وكَيدٌ خابىءٌ: أي خائب.
وأمّا قول النبي - صلّى الله عليه وسلَّم -: ابتَغُوا - ويُروى: التَمِسُوا - الرِّزقَ في خَبايا الأرض. فمعناه ما يَخبَؤُهُ الزُّرّاعُ من البذر، فيكون حَثّاً على الزِّراعة؛ أو ما خَبَأَه اللهُ عزَّ وجلَّ في معادنِ الأرضِ، وهي جَمعُ خَبِيئةٍ، والقياس خَبَئىءُ بهَمزَتَين: المُنقَلِبَةِ عن ياء فَعيلة ولامِ الكلمة، إلاّ أنَّه استُثقِلَ اجتِماعُهُما فَقُلِبَتِ الأخيرةُ ياءً لانكِسارِ ما قَبلَها فاستُثقِلَت، والجَمعُ ثقيلٌ، وهو مَعَ ذلك مُعتَلٌّ، فَقُلِبتِ الياءُ ألِفاً ثمَّ قُلِبَتِ الهَمزةُ الأولى ياءً لخَفائها بَينَ الألِفَين.
وخابَأتُه ما كَذا؟: حاجَيتُه.
وجاريةٌ مُخَبَّأَةٌ: أي مُسَتَّرَة.
وقال ابنُ دريد: اختَبَأتُ له خَبيِئاً: إذا عمَّيت له شيئا ثم سألته عنه، جاء بالاختباء متعديا، وهو صحيح، ومنه حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: قد اخْتَبأت عند الله خصالا: إني لرابع الإسلام وزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته ثم ابنته وبايَعْتَه بيدي هذه اليمنى فما مسَسْت بها ذكري وما تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام. قال الصَّغاني مؤلِّف هذا الكتاب: ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الأولى التي زوّجها منه رُقية والثانية أم كلثوم رضي الله عنهما.

خب

أ1 خَبَأَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. خَبْءٌ, (S, Msb,) He hid, or concealed, it; (Mgh, Msb, K;) as also ↓ خبّأهُ, [but app. in an intensive sense, or applying to a number of things,] (K,) inf. n. تَخْبِئَةٌ; (TA;) and ↓ اختبأهُ. (K.) b2: He kept it, preserved it, guarded it, or took care of it. and ↓ خبّأهُ he did so much; and well, or carefully. (Msb.) [He laid it up; stored it, or reposited it, in a place of safety.]2 خَبَّاَ see 1, in two places. [Hence, خبّأ جَارِيَةً He kept a girl carefully concealed from view: see the pass. part. n., below.]3 خَابَأْتُهُ مَا كَذَا, (K,) inf. n. مُخَابَأَةٌ, (TK,) I proposed to him as an enigma, What is such a thing? syn. حَاجَيْتُهُ. (K. [See also 8.]) 8 اختبأ It was, or became, hidden, or concealed: (Mgh:) he hid, or concealed, himself. (S.) A2: It is also trans.: see 1. b2: [Hence,] ↓ اختبأ لَهُ خَبِيْئًا He expressed a thing enigmatically to him, and then asked him respecting it. (IDrd, K. [See also 3.]) خَبْءٌ (S, Msb, K) and ↓ خِبْءٌ (TA) and ↓ خُبْأَةٌ, of the measure فُعْلَةٌ from الخبأ [or rather الخَبْءُ], like غُرْفَةٌ and قُبْضَةٌ from الغَرْفُ and القَبْضُ, (Har p. 426,) and ↓ خَبِىْءٌ (S, K) and ↓ خَبِيْئَةٌ, (K,) of which last the pl. is خَبَايَا, (TA,) A thing that is hidden, or concealed, (S, * Msb, K,) and absent, or unseen. (K.) [Hence,] خَبْءُ السَّمَآءِ The rain. (Th, S, K.) And خَبْءُ الأَرْضِ The plants, or herbage. (S, K.) And الأَرْضِ ↓ خَبَايَا The seed which the sower has hidden in the earth: or what God has hidden in the mines of the earth. (TA, from a trad.) الَّذِى يُخْرِجُ الخَبْءَ فِى السَّمٰوَاتِ وَالأَرْضِ, in the Kur [xxvii. 25], is held by Az to mean Who knoweth what is unseen in the heavens and the earth; agreeably with an explanation of الخَبْءُ by Fr. (TA.) خِبْءٌ: see the next preceding paragraph.

خَبْأَةٌ A daughter; syn. بِنْتٌ. (K, TA. [In the CK, النَّبْتُ is put for البِنْتُ.]) Hence the prov., خَبْأَةٌ خَيْرٌ مِنْ يَفَعَةِ سَوْءٍ [A daughter is better than a grown-up boy of evil deeds]. (TA.) [In Freytag's Arab. Prov., i. 438, the first word in this prov. is written خُبَأَة, and followed by صِدْقٍ.] Aboo-Zeyd Sa'eed Ibn-Ows El-Ansáree entitled one of his books كتاب خبأة because he commenced it by mentioning خبأة in the sense of بنت, quoting the foregoing prov. in confirmation thereof. (TA.) خُبْأَةٌ: see خَبْءٌ.

اِمْرَأَةٌ خُبَأَةٌ A woman who shows herself and then hides herself: (S, O, TA:) [like قُبَعَةٌ:] or a woman who keeps to her house, or tent. (K.) خِبَآءٌ A well-known kind of structure; (K;) [i. e.] a kind of tent, (Mgh, TA,) made of wool, (Mgh, Msb,) or of camels' fur, or sometimes of [goats'] hair, sometimes upon two poles, or three; what is above this kind being termed بَيْتٌ: (Msb:) or a tent having one pole; that which has more than one pole being termed بيت: (Az, TA in art. ربع:) [or] also applied to a بيت [or tent] of any kind: (Towsheeh, TA voce بَيْتٌ, q. v.:) pl. أَخْبِئَةٌ, (TA,) or أَخْبِيَةٌ: (Msb:) it is from خَبَأَهُ “ he hid it,” or “ concealed it: ” (Mgh:) or it belongs to art. خبى: (K:) most of the lexicologists hold that its radical letters are خبى: some, that they are خبو: IDrd asserts that they are خبأ. (TA:) [See also art. خبى.]

A2: A mark made with a hot iron upon some secret part of an excellent she-camel: pl. أَخْبِئَةٌ. (Lth, K.) خَبِىْءٌ: see خَبْءٌ: and see also 8.

خَبِيْئَةٌ, and its pl. خَبَايَا: see خَبٌءٌ, in two places.

كَيْدٌ خَابِئٌ An artifice, or a stratagem, resulting in disappointment; i. q. خَائِبٌ; (AHei, K;) formed [from the latter] by transposition. (AHei.) خَابِئَةٌ, as sometimes pronounced, (Msb,) or خَابِيَةٌ, with the ء suppressed, (S, Msb, K,) because of frequent usage, (Msb,) i. q. حُبٌّ [q. v.]; (S, K;) i. e. A large jar: pl. خوابى [i. e. خَوَابِئُ, or خَوَابٍ]: (TA:) from خَبَأَهُ “ he hid it,” or “ concealed it. ” (S, Msb.) b2: [Hence,] بِنْتُ الخَابِيَةِ (assumed tropical:) Wine. (Har p. 365.) مَخْبَأٌ A place, or chamber, for hiding or concealing [anything]; a secret place or chamber: pl. مَخَابِئُ. (MA.) جَارِيَةٌ مُخَبَّأَةٌ; so in the [S and] O, and in some of the correct copies of the K; in other copies of the K مُخْبَأَةٌ; (TA;) [and thus in the CK;] A girl that is [kept in the house, or tent,] concealed from view; or that conceals herself; (S;) that is kept behind, or within, the curtain; (K, TA;) not going forth: or (TA) that is not yet married. (Lth, K, TA.) مُخْتَبِئٌ One who conceals himself in order that he may see without the knowledge of him who is seen. (Mgh.)

خبأ: خَبَأَ الشيءَ يَخْبَؤُه خَبْأً: سَتَرَه، ومنه الخابِيةُ وهي

الحُبُّ، أَصلها الهمزة، من خَبَأْتُ، إِلاَّ أَن العرب تركت همزه؛ قال أَبو منصور: تركت العرب الهمز في أَخْبَيْتُ وخَبَّيْتُ وفي الخابيةِ لأَنها كثرت في كلامهم، فاستثقلوا الهمز فيها.

واخْتَبأَتْ: اسْتَتَرتْ.

وجارية مُخْبَأَةٌ أَي مُسْتَتِرة؛ وقال الليث: امرأَة مُخَبَّأَةُ، وهي

الـمُعْصِرُ قبل ان تَتَزَوَّج، وقيل: الـمُخَبَّأَةُ من الجَواري هي

الـمُخَدَّرة التي لا بُروزَ لها؛ في حديث أَبي أُمامةَ: لم أَرَ كاليَوْمِ

ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. الـمُخَبَّأَة: الجاريةُ التي في خِدْرها لَم

تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِيانتها أَبلغ مـمن قد تَزَوَّجَتْ.

وامرأة خُبَأَةٌ مثل هُمَزة: تلزم بيتَها وتسْتَتِرُ. والخُبَأَةُ:

المرأَةُ تَطَّلِعُ ثم تَخْتَبِئُ؛ وقول الزِّبْرقان بن بدرٍ: إنّ أَبْغَض

كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ: يعني التي تَطَّلِعُ ثم تَخْبأُ

رأْسها؛ ويروى: الطُّلَعةُ القُبَعةُ؛ وهي التي تَقْبَعُ رأْسها أَي

تُدْخِله، وقيل: تَخْبَؤُه؛ والعرب تقول: خُبَأَةٌ خيرٌ من يَفَعةِ سَوْءٍ، أَي بنت تلزم البيت ، تَخْبَؤُ نَفسها فيه، خير من غلام سَوْءٍ لا خير فيه.

والخَبْءُ: ما خُبِئَ، سُمِّيَ بالمصدر، وكذلك الخَبِيءُ، على فَعِيل؛

وفي التنزيل: الذي يُخْرِج الخَبْءَ في السموات والأَرضِ؛ الخَبْءُ الذي في السموات هو المطَر، والخَبْءُ الذي في الأَرض هو النَّبات، قال: والصحيح، واللّه أَعلم: أَنَّ الخَبْءَ كلُّ ما غاب، فيكون المعنى يعلم الغيبَ في السموات والأَرض، كما قال تعالى: ويَعلَم ما تُخْفُون وما تُعْلِنون. وفي حديث ابن صَيَّادٍ: خَبَأْتُ لك خَبْأً؛ الخَبْءُ: كُلُّ شيء

غائِبٍ مستور، يقال: خَبَأْتُ الشيءَ خَبْأً إِذا أَخفَيْته، والخَبْءُ

والخَبِيءُ والخَبِيئةُ: الشيءُ الـمَخْبُؤءُ. وفي حديث عائشةَ تَصِفُ عُمَرَ: ولَفَظَت خَبِيئَها أَي ما كان مَخْبُوءاً فيها من النبات، تعني الأَرض، وفَعِيلٌ بمعنى مفعول. والخَبْءُ: ما خَبَأْتَ من ذَخيرة ليومٍ ما. قال الفرَّاء: الخَبْءُ، مهموز، هو الغَيْب غَيْبُ السموات والأَرض، والخُبْأَةُ والخَبِيئةُ، جميعاً: ما خُبِئَ. وفي الحديث: اطْلُبوا الرِّزقَ في خَبايا الأَرض، قيل معناه: الحَرْثُ وإِثارةُ الأَرضِ للزراعة، وأَصله من الخَبْء الذي قال اللّه عزَّ وجلَّ: يُخْرِجُ الخَبْءَ. وواحد الخَبايا: خَبِيئةٌ، مثل خَطِيئة وخَطايا، وأَراد بالخَبايا: الزَّرعَ لأَنه إِذا أَلقَى البذر في الأَرض، فقد خَبأَه فيها.

قال عروة بن الزبير: ازْرَعْ، فان العرب كانت تتمثل بهذا البيت:

تَتَبَّعْ خَبايا الأَرضِ، وادْعُ مَلِيكَها، * لَعَلَّكَ يَوْماً أَن تُجابَ وتُرْزَقا

ويجوز أَن يكون ما خَبأَه اللّه في مَعادن الأَرض. وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه، قال: اخْتَبَأْتُ عند اللّه خِصالاً: إنِّي لَرابِعُ الإِسلام وكذا وكذا، أَي ادَّخَرْتها وجَعَلْتُها عنده لي.

والخِباءُ، مَدَّته همزة: وهو سِمَةٌ توضع في موضع <ص:63> خفي من الناقة النَّجِيبة، وانما هي لُذَيْعةٌ بالنار، والجمع أَخبِئَةٌ، مهموز.

وقد خَبِئَت النارُ وأَخْبَأَها الـمُخْبِئُ إِذا أَخْمَدَها. والخِباء: من

الأَبنية، والجمع كالجمع؛ قال ابن دريد: أَصله من خَبَأْت. وقد

تَخَبَّأْت خِباءً، ولم يقل أَحد إِنَّ خِباء أَصله الهمز الا هو، بل قد صُرِّح بخلاف ذلك. والخَبِيءُ: ما عُمِّيَ من شيء ثم حُوجِيَ به. وقد اخْتَبَأَه.وخَبِيئَةُ: اسم امرأَة؛ قال ابن الأَعرابي: هي خَبِيئةُ بنت رِياح بن يَرْبوع بن ثَعْلَبَةَ.

خبأ
خبَأَ يَخبَأ، خَبْئًا، فهو خابِئ، والمفعول مَخْبوء وخَبْء وخَبِيء
• خبَأ نقودَه في الخزانة: سترها وأخفاها، حفظها "الكريم من يَخْبَأ عيوبَ صديقه". 

أخبأَ يُخبئ، إخباءً، فهو مُخبِئ، والمفعول مُخبَأ
• أخبأ الوثائقَ في مكان أمين: خبأها، سترها، أخفاها "أخبأ جزءًا من المال لوقت الشدّة: حفظه، ادّخره". 

اختبأَ يختبئ، اختباءً، فهو مختبِئ، والمفعول مُختبَأ (للمتعدِّي)
• اختبأ الحيوانُ: أقام في جُحْرٍ.
• اختبأ الرَّجلُ: استتر واحتجب "اختبأ وراء شجرة- اختبأ من رجال الأمن" ° اختبأ بظلِّ فلان: عاش في حمايته.
• اختبأ الشَّخصُ الشَّيءَ:
1 - ستره.
2 - ادّخره "اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي [حديث] ". 

خبَّأَ يخبِّئ، تخبئةً، فهو مخبِّئ، والمفعول مخبَّأ
• خبَّأ عن والديه ما حدث له: أخفاه، حجب عنهما
 المعرفة، لم يُطلعْهما عليه.
• خبَّأ كنزًا في الأرض: ستره، دفنه، حفِظه، أخفاه "خبَّأ أوراقًا سريَّة- كم يخبِّئ الدهرُ للإنسان" ° غافلٌ عمّا تخبّئُه له الأيّامُ: يجهل ما سيحدث له مستقبلاً. 

خابِيَة [مفرد]: ج خابيات وخَوَابٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خبَأَ: وأصلها خابئة، وسُهِّلت الهمزةُ للتخفيف.
2 - نارٌ طُفئت وسكن لهبُها.
3 - جرَّة عظيمة، وعاءٌ يُحفظ فيه الماء. 

خَبْء [مفرد]:
1 - مصدر خبَأَ.
2 - مخبوء مستور "الخبء من المال مفيد في الكِبر- {أَلاَّ يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} " ° خبء الأرض: النبات- خبء السَّماء: المطر. 

خُبْأَة [مفرد]: ج خُبُؤات وخُبْآت: ما يُخْبَأ، ما يُدَّخَر "خُبْأة لا تُستثمَر تضيع قيمتُها". 

خِباء [مفرد]: ج أَخْبِيَة:
1 - خيمة تُنصب على عمودين أو ثلاثة "نصب الرُّعيان أخبيتَهم في المروج الخضراء" ° خِباء المركب: ضرب من الخيام أو الظلل، يستظلّ به من الشمس نهارًا ومن الندى ليلاً- سقطا الخِباء: ناحيتاه.
2 - ما يُغلِّف القمحة والشعيرةَ في السُّنبلة. 

خَبِيء [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من خبَأَ: شيء مخبوء، مُخْفى، مستور، مُدَّخر "أخرِج خَبِيء كلامك- كُلُّ خبيء لابَّد أن يظهرَ". 

خبِيئَة [مفرد]: ج خبايا: مؤنَّث خَبِيء: شيء مستور أو مُخْفى "لا يعرف خبايا السِّياسة" ° خبايا الأَرْض: كنوزها أو معادنها وما في بطنها من موارد، الزّرع- خبايا القلب: ما يُكِنُّه من مشاعر وأحاسيس- خبايا النُّفوس: أسرارها وخفاياها وأعماقها. 

مَخْبَأ [مفرد]: ج مَخابِئ:
1 - اسم مكان من خبَأَ: مكان الاختباء، مكان سرّيّ تُخبّأ فيه الأشياء "اقتحمت الشرطة مخبأً للأسلحة".
2 - مكان يُحتمى به من الغارات الجويّة "احتمَوْا بالمخبأ حين اشتدّ القصف الجويّ- داهمت الشرطة مخابئَ اللصوص". 

مُخَبَّآت [جمع]: مف مُخَبَّأة: مُدّخرة، أشياء مَخْفِيّة؛ مستورة "عمّا قريب ستتكشَّف لك مخبَّآت الصُّدور". 
خبأ
: (} خَبَأَهُ كمنَعَه) {يَخْبَؤُه} خَبْأً (: سَتَره، {كَخَبَّأَهُ) } تَخْبِئَةً ( {واخْتَبَأَهُ) قد جاءَ متعدِّياً كَمَا سيأْتي، وَيُقَال} اخْتبأْتُ مِنْهُ أَي استترت (وامرَأَةٌ {خُبَأَةٌ كهُمَزةٍ: لازِمَةٌ بَيْنَهَا) وَفِي (الصِّحَاح) و (الْعباب) : هِيَ الَّتِي تَطَّلِع ثمَّ تَختبِيء. قَالَ الزِّبرقانُ ابْن بَدْر: إِن أَبغض كَنائني إِليَّ} الخُبَأَهُ الطُّلَعة، ويروى الطُّلَعَة القُبأَة وَهِي الَّتِي تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدخِله.
{والخَبْءُ: مَا} خُبِيءَ (وغَابَ) وَيكسر، سُمّي بِالْمَصْدَرِ ( {- كالخَبِيءِ) على فَعيل (} والخَبِيئَة) وَجمع الأَخير {خَبَايا، وَفِي الحَدِيث (الْتَمِسُوا الرِّزق فِي خَبايَا الأَرض) مَعْنَاهُ مَا} يخبؤه الزُّرَّاع من البَذْرِ، فَيكون حَثًّا على الزِّراعة، أَوْ مَا {خَبأَه اللَّهُ عز وَجل فِي معادن الأَرض، وَالْقِيَاس} خَبَائِئُ بهمزتين المنقلبة عَن ياءِ فَعِيلة وَلَام الْكَلِمَة، إِلا أَنه استثقل اجْتِمَاعهمَا فقلبت الأَخيرة يَاء، لانكسار مَا قبلهَا، فاستثقلت، وَالْجمع ثقيلٌ، وَهُوَ مَعَ ذَلِك معتلٌّ، فقلبت الياءُ أَلفاً، ثمَّ قلبت الْهمزَة الأُولى يَاء لخفائها بَين الأَلفين.
(و) {الخَبْءُ (من الأَرض: النباتُ، و) } الخَبْءُ (من السماءِ: المَطَرُ) قَالَه ثَعْلَب، قَالَ الله تَعَالَى: {1. 015 الَّذِي يخرج الخبء من السَّمَاوَات وَالْأَرْض} (النَّمْل: 25) قَالَ الأَزهري: الصَّحِيح وَالله أَعلم أَن الخَبْءَ كُلُّ مَا غَاب، فَيكون المَعنى: يَعلم الغَيْبَ فِي السَّمَوَات والأَرض وَقَالَ الفَرَّاء: الخبءُ مَهْمُوز هُوَ الغَيْب.
(و) {خَبْءٌ (ع بِمَدْيَنَ و) خَبْء (وَادٍ بالمَدِينة) جَنْب قُبَا، كَذَا فِي (المَراصد) .
(و) } الخبأَة (بِهَاءٍ: البِنْتُ) وَفِي الْمثل خبأَةٌ خيرٌ من يَفَعَة سَوْءٍ، وسمى أَبو زيدٍ سعيدُ بن أَوس الأَنصاريّ كتابا من كتبه كتاب الخبأَة، لافتتاحه إِياه بِذكر الخبأَة بِمَعْنى الْبِنْت، واستشهاده عَلَيْهَا بِهَذَا الْمثل.
(و) قَالَ اللَّيْث ( {الخِبَاءُ كَكِتَابٍ) مَدّته همزَة (سِمَةٌ) } تُخْبَأُ (فِي مَوْضِعٍ خَفِيَ من النَّاقة النَّجِيبةِ) وإِنما هِيَ لُذَيْعَةٌ بالنَّار (ج. {أَخْبِئَة) مَهْمُوز (و) } الخِباءُ (من الأَبْنِيَةِ م) أَي مَعْرُوف، وَالْجمع كالجمع. فِي (الْمِصْبَاح) : الخِباء: مَا يُعْمَل من صوفٍ أَو وَبر، وَقد يكون من شَعَرٍ، وَقد يكون على عَمودَيْنِ أَو ثَلَاثَة، وَمَا فَوق ذَلِك فَهُوَ بَيت (أَو هِيَ يَائِيَّة) وَعَلِيهِ أَكثرُ أَئمة اللُّغَة، وَقَالَ بعض: هِيَ واوية وَلَكِن أَكثر شذوذاً من الْهمزَة، وَلم يقل إِن الخباءَ أَصله الْهمزَة إِلا ابنُ دُرَيد، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
( {وَخبِيئةُ بنتُ رِيَاح بن يَرْبُوع) بن ثَعلبه، قَالَه ابْن الأَعرابي (وأَبو خَبِيئَةَ الكُوفيُّ يُلَقَّبُ سُؤْرَ الأَسد) .
(} والمُخْبَأَةُ كمُكْرَمَة) هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَفِي بعض الأُصول الصَّحِيحَة من (الْقَامُوس) و (العُباب) بِالتَّشْدِيدِ، وَهِي المتسترّة، وَقيل: هِيَ (الجارِيَةُ المُخَدَّرَةُ) الَّتِي لَا بُروزَ لَهَا، أَو هِيَ الَّتِي (لم تَتزَوَّجْ بَعْدُ) وَهِي المُعْصِر، قَالَه اللَّيْث ( {وخَبِيئَةُ بن كَنَّازٍ) ككتّان (وَلِيَ زَمَن) أَمير الْمُؤمنِينَ (عُمَرَ) رَضي الله عَنهُ (الأُبُلَّةَ، فَقَالَ عُمَرَ: لَا حَاجةَ لنا فِيهِ) أَي فِي ولَايَته (هُوَ يَخْبَأُ وأَبوه يَكْنِزُ) فَعَزله (و) خَبِيئة (بن رَاشِد) .
وأَبو} خُبَيْئَة كجُهَينةَ مُحمَّدُ بن خالدِ وشُعَيْبُ بن أَبي خُبَيْئَةَ، مُحَدِّثون.
(و) يُقَال (كَيْدٌ {خَابِئٌ) أَي (خائِبُ) قَالَ أَبو حَيَّان هُوَ من بَاب الْقلب.
(و) يُقَال: (} خَابَأْتَه مَا كَذَا) إِذا (حَاجَيْتُهُ و) قَالَ ابْن دُرَيْد (اخْتَبَأَ لَهُ خَبِيئاً) إِذا (عَمَّي لَهُ شَيْئاً ثمَّ سأَلَه عَنهُ) جاءَ {بالاختباء متعدِّياً، وَهُوَ صَحِيح، وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان بن عفّان رَضِي اا عَنهُ: قد} اخْتَبأْتُ عَنهُ اللَّهِ خِصالاً: إِني لرابعُ الإِسلام. . الحَدِيث.
( {والخَابِيَةُ: الحُبُّ) وَهِي الجَرَّة الْكَبِيرَة، وَالْجمع} خَوَابي (تَرَكُوا هَمْزَتها) كَمَا تركُوا همزَة البَرِيّة والذُّرِّية تَخْفِيفًا لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال، وَرُبمَا همزت على الأَصل، فإِنهم كثيرا مَا يهمزون غير مَهْمُوز وَبِالْعَكْسِ، كَذَا فِي (الْمِصْبَاح) .

كيص

كيص



كِيصٌ

: see دَنِيقٌ.

كيص


كَاصَ (ي)(n. ac. كَيْص
كُيُوْص
كَيَصَاْن)
a. Walked fast.
b. Ate much; ate alone.
c. ['An], Gave up, shrank from.
كَاْيَصَa. Managed ( an affair ).
كَيْصa. Avarice.

كِيْصa. Miserly.

كِيَصa. Muscular.

كِيَصّa. see 7
كيص
الكِيْصُ من الرِّجالِ: التّارُّ القَصِيْرُ، وكذلك الكَيصُ: وقيل: هو الرَّجُلُ الضِّيقُ البَخِيْلُ.
ويقولون: رَجُلٌ كِيْصاً - بالتَّنوين -: أي يَأْكُلُ وَحْدَه ولا يُهِمُّه غَيْرُ نَفْسِه.
وقد كاصَ طعامَه: أي أكَلَه وَحْدَه. ويُقال: كِيْصى - بوَزْنِ عِيْسى - وكَيْصى - بوَزْنِ عَلْقى -.
ورَجُلٌ كَيِصٌ - بوَزْنِ لَحِم -: زِيَمٌ. وانَّه لَكِيَصٌّ - بتشديد الصاد -: للشَّدِيدِ العَضَلِ.
والكَيْصُ: المَشْيُ السَّرِيْعُ، مَرَّ يَكِيْصُ: أي يَعْجَلُ.
وانَّه كَيّاصُ المَشْي: أي رِخْوُ البادِّ.
وكاصَ يَكِيْصُ كَيْصاً وكيُوْصاً: كاعَ.
وما زِلْتُ أُكايِصُ اليَوْمَ فلاناً: أي أُمارِسُه.
وكَأَصْتُه أكْأَصُه: أي ذَلَّلْته وقَهَرْته.
وكَأَصَ من الشَّرَاب: أكْثَرَ منه.
ووَجَدْتُه كَأصاً: وهو الصَّبُوْرُ الباقي على أكْلِه وشُرْبِه.
(ك ي ص)

كاص عَن الْأَمر يكيص كَيْصا، وكَيَصانا، وكُيُوصا: كَعَّ.

وكاص عِنْده من الطَّعَام مَا شَاءَ: أكل.

وكاص طَعَامه: أكله وَحده. وَرجل كِيصًي، وكِيصٌ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي: متفرِّد بطعامه لَا يؤاكل أحدا.

والكِيصُ: اللَّئِيم الشحيح، وَالْقَوْلَان متقاربان.

قَالَ أَبُو عَليّ: والكِيصُ: الأشِر، وَقَول الشَّاعِر:

رَأَتْ رجلا كِيصاً يلفّف وَطْبَه ... فَيَأْتِي بِهِ البادِين وهْو مُزَمَّل

يحْتَمل أَن تكون ألف كيصاً فِيهِ للإلحاق، وَيحْتَمل أَن تكون الَّتِي هِيَ عِوض من التَّنْوِين فِي النصب.

وَرجل كَيْص، بِفَتْح الْكَاف: ينزل وَحده عَن كُراع.

كيص: كاصَ عن الأَمر يَكِيصُ كَيْصاً وكَيَصاناً وكُيوصاً: كَعَّ. وكاصَ

عنده من الطعام ما شاءَ: أَكلَ. وكاصَ طعامَه كَيْصاً: أَكلَه وحده.

ابن الأَعرابي: الكَيْصُ البُخْلُ التامّ. ورجل كِيصَى وكِيصٌ؛ الأَخيرة

عن ابن الأَعرابي: متفردٌ بطعامه لا يُؤَاكِلُ أَحداً. والكِيصُ:

اللئيمُ الشحيح، والقولان متقاربان. قال أَبو علي: والكِيصُ الأَشِرُ؛ وقول

النمر بن تولب:

رأَتْ رجُلاً كِيصاً يُلَفِّفُ وَطْبَه،

فيأْتي به البادِينَ، وهو مُزَمَّل

قال ابن سيده: يحتمل أَن تكون أَلف كِيصا فيه للإِلحاق، ويحتمل أَن تكون

التي هي عوض من التنوين في النصب؛ قال ابن بري: قال أَبو علي يجوز أَن

يكون قوله رأَت رجلاً كيصا الأَلف فيه أَلف النصب لا أَلف الإِلحاق، والذي

ذكره ثعلب في أَماليه الكِيصُ اللئيم، وأَنشد بيت النمر بن تولب أَيضاً،

قال: وهذا يدل على أَن الأَلف في كيصا بدَلٌ من التنوين إِذا وقَفْتَ

كما ذكر أَبو علي. ورجل كَيْصٌ، بفتح الكاف: ينزل وحده؛ عن كراع. الليث:

الكِيصُ من الرجال القصيرُ التارّ. التهذيب عن أَبي العباس: رجل كِيصىً يا

هذا، بالتنوين، ينزل وحده ويأْكل وحده.

كيص
{كاصَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كاصَ} يَكِيص {كَيْصاً، بالفَتْح} وكَيَصَاناً، مُحَرَّكة، {وكُيُوصاً، بالضَّمّ: كَعَّ عَن الشَّيْءِ وعَجَزَ عَنهُ. قَال ثَعْلَبٌ: كَاصَ طَعَامَهُ: أَكَلَهُ وَحْدَهُ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: كاصَ مِنْه، أَي مِنَ الطَّعامِ، وكَذَا الشَّرابِ، إِذا أَكْثَرَ مِنْهُما. يُقَال:} كِصْنَا عِنْدَهُ مَا شِئْنَا، أَي أَكَلْنَا، والهَمْزُ لُغَةٌ فِيهِ، كَمَا تَقَدَّم. {والكِيصُ، بالكَسْرِ: الضَّيِّقُ الخُلُقِ، مِنَ الرِّجَالِ.
قَالَ النَّمِرُ ابْنُ تَوْلَبَ:
(رَأَتْ رَجُلاً} كِيصاً يُزَمِّلُ وَطْبَهُ ... فيَأْتِي بِهِ البَادِينَ وَهُوَ مُزَمَّلُ)
قِيلَ: هُوَ البَخِيلُ جِدّاً قَالَ الليْثُ: {الكِيصُ مِنَ الرِّجالِ: القَصِيرُ التَّارُّ، وَقد سَبَق الكَصِيصُ بِهذا المَعْنَى أَيْضاً،} كالكَيِّصِ فِيهِمَا أَي كسَيِّدٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ مَضْبُوطٌ، والصَّوَابُ بالفَتْح، ويَشْهَدُ لِذلكَ فِي أَوَّلِهما قَوْلُ كُرَاعَ:! والكَيْصُ، بالفَتْحِ: الَّذِي يَنْزِلُ وَحْدَه. {الكَيْصُ بالفَتْحِ: البُخْلُ التَّامُّ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. الكَيْصُ أَيضاً: المَشْيُ السَّرِيعُ، وَقد كَاصَ يَكِيصُ، وكَذلِكَ أَكَصَّ.
} الكِيصُ {والكِيَصُّ كعِنَبٍ وهِجَفٍّ: الشَّدِيدُ العَضَلِ، مِنَ الرِّجَال. يُقَال: فُلانٌ} كِيصَى، كعِيسَى قَالَ شيخُنَا: أَنْكَر سِيبَوَيْه وُرُودَ فِعْلَى صِفَةً، ورُدَّ بأَنَّه وَرَدَ من ذلِكَ أَرْبَعَةُ أَلْفَاظ: مشيَةٌ حِيكَى، وامْرَأَةٌ عِزْهَى، ومِعْلَى، وكِيصَى، كَمَا حَقَّقَ ذلِكَ الشِّهَابُ فِي ضِيزَى من سُورَة النَّجْمِ ويُنَوَّنُ، وكَيْصَى كسَكْرَى: يَأْكُلُ وَحْدَه، ويَنْزِلُ وَحْدَه، وَلَا يُهِمُّه غيْرُ نَفْسِهِ. أَمّا التَّنْوِينُ فنَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عَنْ أَبِي العَبَّاس، ونَصُّهُ: رَجُلٌ {كِيصىً يَا هَذَا: يَنْزِلُ وَحْدَه ويأْكُلَ وَحْدَه. واخْتُلِف فِي أَلفِ} كِيصا فِي قَوْلِ النَّمرِ بْنِ تَوْلَبَ السَّابِقِ فَقَالَ ابنُ سِيدَه: يحتملُ أَنْ تَكُونَ لِلإِلْحاقِ، ويحتملُ أَنْ تَكُونَ هِيَ الَّتِي عِوَضٌ من التَّنْوِينِ فِي النَّصْبِ. يُقَالُ: إِنَّه {لَكَيَّاصُ المَشْيِ رِخْوُ البَادِّ، ككَتَّانٍ، أَي سَرِيعُه. ومَرَّ فُلانٌ} يَكِيصُ، ولَهُ كَصِيصٌ، أَي يَعْجَلُ فِي مَشْيِهِ. ومَا زَالَ {يُكايِصُه، أَي يُمَارِسُه نَقله الصَّاغَانِيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَليَه: رَجُلٌ} كِيصٌ، بالكَسْرِ: مُتَفَرِّدٌ بطَعَامِه، لَا يُؤاكِلُ أَحَداً، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. قَالَ أَبو عَلِيّ: {والكَيصُ: الأَشِرُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي أَمالِيه:} الكِيصُ: اللَّئِيمُ:

مومي

مومي: الجوهري: المَوْماةُ واحدة المَوامي وهي المَفاوِزُ. وقال ابن

السراج: الموماة أَصله مَوْمَوة، على فَعْلَلةٍ، وهو مضاعف قلبت واوه أَلفاً

لتحركها وانفتاح ما قبلها.

الإسلام

الإسلام: أحْينا عَلَيه يا حَيُّ- هو الخضوعُ والانقيادُ لما أخبر به سيدنا الرسُول محمد - صلى الله عليه وسلم - قاله السيد.
الإسلام: في "الدر المختار" هو تصديق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جميع ما جاء عن الله تعالى مما علم مجيئه ضرورة أي بداهة.
الإسلام:
[في الانكليزية] Islam
[ في الفرنسية] L'Islam
هو لغة الطاعة والانقياد، ويطلق في الشرع على الانقياد إلى الأعمال الظاهرة، كما بين ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت».
وحاصل ذلك أن الإسلام شرعا هو الأعمال الظاهرة من التلفظ بكلمتي الشهادة والإتيان بالواجبات والانتهاء عن المنهيات. وعلى هذا المعنى، هو يغاير الإيمان وينفك عنه، إذ قد يوجد التصديق مع انقياد الباطن بدون الأعمال، وقد يطلق على الأعمال المشروعة، ومنه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وخبر أحمد: «أيّ الإسلام أفضل؟ قال:
الإيمان»، وخبر ابن ماجة «قلت ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلّا الله وتشهد أنّ محمدا رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرّها»، وعلى هذا هو يغاير الإيمان ولا ينفك عنه، أي عن الإيمان لاشتراطه لصحتها وهي لا تشترط لصحته خلافا للمعتزلة.
وأما الإسلام المأخوذ بالمعنى اللغوي الذي قد يستعمله به أهل الشرع أيضا فبينه وبين الإيمان تلازم في المفهوم، فلا يوجد شرعا إيمان بلا إسلام ولا عكسه وهو الظاهر.
وقيل بينهما ترادف لأن الإسلام هو الخضوع والانقياد للأحكام بمعنى قبولها والإذعان بها، وذلك حقيقة التصديق، فيترادفان. فالإسلام يطلق على ثلاثة معان والإيمان أيضا يطلق شرعا على كلّ من تلك المعاني الثلاثة، وإذا تقرر ذلك فحيث ورد ما يدلّ على تغايرهما كما في قوله تعالى قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا الآية، وكما في بعض الأحاديث، فهو باعتبار أصل مفهوميهما، فإنّ الإيمان عبارة عن تصديق قلبي، والإسلام عبارة عن طاعة وانقياد ظاهر كما صرّح بذلك في شروح صحيح البخاري.
فصحّ ما قاله ابن عباس وغيره في تفسير هذه الآية أنهم لم يكونوا منافقين بل كان إيمانهم ضعيفا، ويدل عليه قوله تعالى: وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية، الدالّ على أن معهم من الإيمان ما يقبل به أعمالهم، وحينئذ يؤخذ من الآية أنه يجوز نفي الإيمان عن ناقصه. ومما يصرح به قوله عليه الصلاة والسلام: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» وفيه قولان لأهل السنة، أحدهما هذا، والثاني لا ينفى عنه اسم الإيمان من أصله ولا يطلق عليه مؤمن لإيهامه كمال إيمانه، بل يقيّد فيقال: مؤمن ناقص الإيمان، وهذا بخلاف اسم الإسلام فإنه لا ينتفي بانتفاء ركن من أركانه ولا بانتفاء جميعها ما عدا الشهادتين. وكأنّ الفرق أنّ نفيه يتبادر منه إثبات الكفر مبادرة ظاهرة بخلاف نفي الإيمان. وحيث ورد ما يدلّ على اتحادهما كقوله تعالى فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فهو باعتبار تلازم المفهومين أو ترادفهما. ومن هاهنا قال كثيرون إنهما على وزان الفقير والمسكين، فإذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودلّ بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، وإن قرن بينهما تغايرا كما في خبر أحمد «الإسلام علانية والإيمان في القلب»، وحيث فسّر الإيمان بالأعمال فهو باعتبار إطلاقه على متعلقاته لما تقرر أنه تصديق بأمور مخصوصة، ومنه: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ، واتفقوا على أنّ المراد به هنا الصلاة ومنه حديث وفد عبد القيس: «هل تدرون ما الإيمان شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمسا من المغنم» ففسّر فيه الإيمان بما فسر في حديث جبرائيل الإسلام، فاستفيد منهما إطلاق الإيمان والإسلام على الأعمال شرعا باعتبار أنها متعلقة مفهوميهما المتلازمين وهما التصديق والانقياد، فتأمّل ذلك حق التأمّل لتندفع به عنك الشكوك الواردة هاهنا. وممّا أطلق فيه الإيمان على الأعمال المشروعة ما روي «الإيمان اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان». هذا كله خلاصة ما ذكر ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث الثاني.
الإسلام:
[في الانكليزية] Name ،noun
[ في الفرنسية] Nom
بالكسر والضمّ لغة بمعنى اللفظ الدال على الشيء كما في قوله: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها، كذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية. وحاصله أنه يطلق لغة على مقابل المهمل، كما صرّح به في باب منع الصرف. وفي شرح المقاصد: الاسم هو اللفظ المفرد الموضوع للمعنى وهو يعم جميع أنواع الكلمة، والمسمّى هو المعنى الذي وضع الاسم بإزائه، والتسمية هو وضع الاسم للمعنى. وقد يراد به ذكر الشيء باسمه، يقال سمّى زيدا ولم يسم عمروا، ولا خفاء في تغاير الأمور الثلاثة، انتهى. وفي جامع الرموز في جواز اليمين باسم الله تعالى: الاسم عرفا لفظ دال على الذات والصفة معا كالرحمن والرحيم، والله اسم دال على ذات الواجب فهو اسم للذات انتهى. وفي كشف اللغات: الاسم بالكسر والضم، هو بالفارسية: نام، وفي اصطلاح أهل السلوك:
ليس لفظا يدلّ على شيء بالوضع، بل هو اسم الذّات للمسمّى باعتبار الصّفة. والصّفة إمّا وجودية كالعليم والقدير أو عدميّة كالقدوس والسّلام يقول الشاعر:

العارفون الذين يعرفون علمنا يقولون: الصفة والذات هي الاسم انتهى.
اعلم أنه قد اشتهر الخلاف في أنّ الاسم هل هو نفس المسمّى أو غيره، ولا يشكّ عاقل في أنه ليس النزاع في لفظ ف ر س أنه هل هو نفس الحيوان المخصوص أو غيره فإن هذا ممّا لا يشتبه على أحد، بل النزاع في مدلول الاسم أهو الذات من حيث هي هي أم هو الذات باعتبار أمر صادق عليه عارض له ينبئ عنه؛ فلذلك قال الأشعري قد يكون الاسم أي مدلوله عين المسمّى أي ذاته من حيث هي نحو الله، فإنه اسم علم للذات من غير اعتبار معنى فيه، وقد يكون غيره نحو الخالق والرازق ممّا يدلّ على نسبة إلى غيره. ولا شك أنّ تلك النسبة غيره وقد يكون لا هو ولا غيره كالعليم والقدير ممّا يدلّ على صفة حقيقية قائمة بذاته، فإنّ تلك الصفة لا هو ولا غيره عنده فهكذا الذات المأخوذة معها.

قال الآمدي: اتفق العقلاء على المغايرة بين التسمية والمسمّى، وذهب أكثر أصحابنا إلى أن التسمية هي نفس الأقوال الدالة، وإنّ الاسم هو نفس المدلول، ثم اختلف هؤلاء، فذهب ابن فورك وغيره إلى أن كل اسم فهو المسمّى بعينه. فقولك: الله دالّ على اسم هو المسمّى، وكذلك قولك عالم وخالق فإنه يدلّ على ذات الربّ الموصوف بكونه عالما وخالقا. وقال بعضهم من الأسماء ما هو عين كالموجود والذات ومنها ما هو غير كالخالق، فإنّ المسمّى ذاته، والاسم هو نفس الخلق وخلقه غير ذاته، ومنها ما ليس عينا ولا غيرا كالعالم فإن المسمّى ذاته والاسم علمه الذي ليس عين ذاته ولا غيرها. وتوضيح ذلك أنهم لم يريدوا بالتسمية اللفظ وبالاسم مدلوله كما يريدون بالوصف قول الواصف وبالصفة مدلوله، ثم إنّ ابن فورك ومن يوافقه اعتبروا المدلول المطابقي وأرادوا بالمسمّى ما وضع الاسم بإزائه، فأطلقوا القول بأن الاسم نفس المسمّى. والبعض أراد بالمسمّى ما يطلق عليه الاسم، وأخذ المدلول أعمّ من المطابقي واعتبر في أسماء الصفات المعاني المقصودة، فزعم أنّ مدلول الخالق الخلق وأنه غير ذات الخالق بناء على ما تقرّر من أنّ صفات الأفعال غير الموصوف، وأن الصفات التي لا عينه ولا غيره هي التي يمتنع انفكاكها عن موصوفها. ثم إنّ الأشعري أراد بالمسمّى ما يطلق عليه الاسم، أعني الذات، وأعتبر المدلول المطابقي وحكم بغيرية هذا المدلول أو بكونه لا هو ولا غيره باعتبار المدلول التضمني. وذهب المعتزلة إلى أنّ الاسم هو التسمية ووافقهم على ذلك بعض المتأخرين من أصحابنا. وذهب الأستاذ أبو نصر بن أيوب إلى أنّ لفظ الاسم مشترك بين التسمية والمسمّى، فيطلق على كل منهما ويفهم المقصود بحسب القرائن. ولا يخفى عليك أن النزاع على قول أبي نصر في لفظ اس م، وأنها تطلق على الــألفاظ فيكون الاسم عين التسمية بالمعنى المذكور، أي القول الدال لا بمعنى فعل الواضع وهو وضع الاسم للمعنى، أو تطلق على مدلولاتها فيكون عين المسمّى، وكلا الاستعمالين ثابت، كما في قولك:

الأسماء والأفعال والحروف، وقوله تعالى:
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ أي مسمّاه، وقول لبيد: اسم السلام عليكما. وقال الإمام الرازي:
المشهور عن أصحابنا أن الاسم هو المسمّى، وعن المعتزلة أنه التسمية، وعن الغزالي أنه مغاير لهما لأن النسبة وطرفيها مغايرة قطعا، والناس قد طوّلوا في هذه المسألة، وهو عندي فضول لأن الاسم هو اللفظ المخصوص والمسمّى ما وضع ذلك اللفظ بإزائه، فنقول:
الاسم قد يكون غير المسمّى، فإنّ لفظ الجدار مغاير لحقيقة الجدار وقد يكون عينه، فإن لفظ الاسم اسم للفظ دال على معنى مجرّد عن الزمان، ومن جملة تلك الــألفاظ لفظ الاسم، فيكون لفظ الاسم اسما لنفسه فاتّحد هاهنا الاسم والمسمّى. قال: فهذا ما عندي، هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف والچلپي وما في تعليقات جدّي رحمة الله عليه.
التقسيم
اعلم أنّ الاسم الذي يطلق على الشيء إمّا أن يؤخذ من الذات بأن يكون المسمّى به ذات الشيء وحقيقته من حيث هي، أو من جزئها، أو من وصفها الخارجي، أو من الفعل الصادر عنه؛ ثم أنظر أيّها يمكن في حق الله تعالى، فالمأخوذ من الوصف الخارجي الداخل في مفهوم الاسم فجائز في حقه تعالى، سواء كان الوصف حقيقيا كالعليم، أو إضافيا كالماجد بمعنى العالي، أو سلبيا كالقدوس، وكذا المأخوذ من الفعل كالخالق. وأما المأخوذ من الجزء كالجسم للإنسان فمحال لانتفاء التركيب في ذاته، فلا يتصوّر له جزء حتى يطلق عليه اسمه. أمّا المأخوذ من الذات فمن ذهب إلى جواز تعقّل ذاته جوّز أن يكون له اسم بإزاء حقيقته المخصوصة، ومن ذهب إلى امتناع تعقّلها لم يجوّز لأن وضع الاسم لمعنى فرع تعقله ووسيلة إلى تفهيمه، فإذا لم يمكن أن يعقل ويفهم فلا يتصوّر اسم بإزائه. وفيه بحث لأن الخلاف في تعقّل كنه ذاته ووضع الاسم لا يتوقف عليه إذ يجوز أن يعقل ذاتا ما بوجه ما، ويوضع الاسم لخصوصية ويقصد تفهيمها باعتبار ما لا بكنهها، ويكون ذلك الوجه مصحّحا للوضع وخارجا عن مفهوم الاسم، كما في لفظ الله، فإنه اسم علم له موضوع لذاته من غير اعتبار معنى فيه، كذا في شرح المواقف.
وفي شرح القصيدة الفارضية في علم التصوف: الأسماء تنقسم باعتبار الذات والصفات والأفعال إلى الذاتية، كالله والصفاتية كالعليم والأفعالية كالخالق، وتنحصر باعتبار الأنس والهيبة عند مطالعتها في الجمالية كاللطيف والجلالية كالقهار. والصفات تنقسم باعتبار استقلال الذات بها إلى ذاتية وهي سبعة:
العلم والحياة والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، وباعتبار تعلّقها بالخلق إلى أفعالية، وهي ما عدا السبعة ولكل مخلوق سوى الإنسان حظ من بعض الأسماء دون الكلّ كحظ الملائكة من اسم السبّوح والقدّوس. ولذا قالوا نحن نسبّح بحمدك ونقدس لك، وحظّ الشيطان من اسم الجبار والمتكبر، ولذلك عصى واستكبر واختص الإنسان بالحظ من جميعها ولذلك أطاع تارة وعصى أخرى وقوله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها أي ركّب في فطرته من كل اسم من أسمائه لطيفة وهيّأه بتلك اللطائف للتحقّق بكل الأسماء الجلالية والجمالية، وعبّر عنهما بيديه فقال للإبليس ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ وكلّ ما سواه مخلوق بيد واحدة لأنه إمّا مظهر صفة الجمال كملائكة الرحمة أو الجلال كملائكة العذاب. وعلامة المتحقق باسم من أسماء الله أن يجد معناه في نفسه كالمتحقق باسم الحق علامته أن لا يتغيّر بشيء، كما لم يتغير الحلاج عند قتله تصديقا لتحققه بهذا الاسم انتهى. وفي الإنسان الكامل قال المحققون أسماء الله تعالى على قسمين يعني الأسماء التي تفيد في نفسها وصفا فهي عند النحاة أسماء لغوية: القسم الأول هي الذاتية كالأحد والواحد والفرد والصمد والعظيم والحيّ والعزيز والكبير والمتعال وأشباه ذلك. القسم الثاني هي الصفاتية كالعليم والقادر ولو كانت من الأسماء النفسية وكالمعطي والخلّاق ولو كانت من الأفعالية، انتهى.

فائدة:
اعلم أنّ تسميته تعالى بالأسماء توقيفية، أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه وليس الكلام في أسماء الأعلام الموضوعة في اللغات، إنما النزاع في الأسماء المأخوذة من الصفات والأفعال، فذهب المعتزلة والكرّامية إلى أنها إذ ادلّ العقل على اتصافه تعالى بصفة وجودية أو سلبية جاز أن يطلق عليه اسم يدلّ على اتصافه بها، سواء ورد بذلك الإطلاق إذن شرعي أو لا، وكذا الحال في الأفعال. وقال القاضي أبو بكر من أصحابنا كلّ لفظ دلّ على معنى ثابت لله تعالى جاز إطلاقه عليه بلا توقيف إذا لم يكن إطلاقه موهما لما لا يليق بكبريائه، ولذا لم يجز أن يطلق عليه لفظ العارف، لأن المعرفة قد يراد بها علم تسبقه غفلة، وكذا لفظ الفقيه والعاقل والفطن والطبيب ونحو ذلك. وقد يقال لا بدّ مع نفي ذلك الإيهام من الإشعار بالتعظيم حتى يصحّ الإطلاق بلا توقيف. وذهب الشيخ ومتابعوه إلى أنه لا بدّ من التوقيف وهو المختار، وذلك للاحتياط فلا يجوز الاكتفاء في عدم إيهام الباطل بمبلغ إدراكنا، بل لا بدّ من الاستناد إلى إذن الشرع. فإن قلت من الأوصاف ما يمتنع إطلاقه عليه تعالى مع ورود الشرع بها كالماكر المستهزئ وغيرهما. أجيب بأنه لا يكفي في الإذن مجرّد وقوعها في الكتاب أو السنّة بحسب اقتضاء المقام وسياق الكلام، بل يجب أن يخلو عن نوع تعظيم ورعاية أدب، كذا في شرح المواقف وحواشيه.
والاسم عند أهل الجفر يطلق على سطر التكسير ويسمّى أيضا بالزّمام والحصّة والبرج، كذا في بعض الرسائل. وعند المنطقيين يطلق على لفظ مفرد يصح أن يخبر به وحده عن شيء، ويقابله الكلمة والأداة، ويجيء في لفظ المفرد. وعند النحاة يطلق على خمسة معان:

على ما في المنتخب حيث قال: اسم بالكسر والضم هو السّمة والعلامة على الشيء. وفي اصطلاح النحاة: يطلق الاسم على خمسة أشياء:
1 - الاسم، العلم، مقابل اللّقب والكنية.
2 - كلمة لا تحمل معنى وصفيا، وهي بهذا تقابل الصفة.
3 - كلمة لا تحمل معنى ظرفيا، وهي بهذا تقابل الظرف.
4 - كلمة تحمل معنى حاصل المصدر، وتستعمل كالمصدر.
5 - كلمة بدون إضافة كلمة أخرى إليها تدلّ على معنى ولا تدلّ على أيّ زمان من أزمنة الفعل من الماضي والمضارع والاستقبال، وهي بهذا الاصطلاح تقابل اصطلاح الفعل والحرف.
انتهى.
أما المعنى الأول فيجيء تحقيقه في لفظ العلم، ويطلق أيضا مرادفا للعلم كما يجيء هناك أيضا. وأما المعنى الثاني فقد صرّح به في شروح الكافية في باب منع الصرف في بحث الألف والنون المزيدتين. وأما المعنى الثالث فقد صرّحوا به أيضا هناك، وأيضا وقع في الضوء الظروف بعضها لازم الظرفية فيكون منصوبا أبدا نحو: عند وسوى، وبعضها يستعمل اسما وظرفا كالجهات الستّ، انتهى. وفي العباب ويستعمل إذا اسما صريحا مجرّدا عن معنى الظرفية أيضا، ويصير اسما مرفوع المحل بالابتداء أو مجروره أو منصوبه لا بالظرفية، نحو: إذا يقوم زيد إذا يقعد عمر، أي وقت قيام زيد وقت قعود عمر، فإذا هنا مبتدأ وخبر، انتهى.
فالاسم حينئذ مقابل للظرف بمعنى المفعول فيه. وأما المعنى الرابع فقد ذكر في تيسير القاري شرح صحيح البخاري في باب الاحتكار قال الاحتكار: هو شراء الغلّة في أوان الرّخص، لتباع فيما بعد عند غلائها. والحكرة هي اسم من فعل الاحتكار. وأيضا في جامع الرموز: الشبهة اسم من الاشتباه. وفي الصراح شبهة پوشيدگى كار. الخطأ في ستر العمل.
ثم أقول قال في بحر المعاني في تفسير قوله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ، الوقود بفتح الواو اسم لما يوقد به النار وهو الحصب وبالضم مصدر بمعنى الالتهاب انتهى. وهكذا في البيضاوي، وهذا صريح في أن الاسم قد يستعمل بمعنى الاسم الذي لا يكون مصدرا، سواء كان بمعنى الحاصل بالمصدر أو لم يكن إذ لا خفاء في عدم كون الوقود هاهنا بمعنى الحاصل بالمصدر، فينتقض الحصر في المعاني الخمسة حينئذ لخروج هذا المعنى من الحصر. وأما المعنى الخامس فشائع وتحقيقه أنهم قالوا الكلمة ثلاثة أقسام، لأنها إمّا أن تستقل بالمفهومية أو لا.
الثاني الحرف، والأول إمّا أن تدلّ بهيئتها على أحد الأزمنة الثلاثة أو لا. الثاني الاسم والأول الفعل، فالاسم ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، والفعل ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، والحرف ما دلّ على معنى في غيره. والضمير في قولهم في نفسه في كلا التعريفين إمّا راجع إلى ما، والمعنى ما دلّ على معنى كائن في نفس ما دلّ أي الكلمة؛ والمراد بكون المعنى في نفس الكلمة دلالتها عليه من غير حاجة إلى ضمّ كلمة أخرى إليها لاستقلاله بالمفهومية، وإما راجع إلى المعنى وحينئذ يكون المراد بكون المعنى في نفسه استقلاله بالمفهومية وعدم احتياجه في الانفهام إلى كلمة أخرى، فمرجع التوجيهين إلى أمر واحد وهو استقلال الكلمة بالمفهومية أي بمفهومية المعنى منه، وكذا الحال في قولهم في غيره في تعريف الحرف يعني أن الضمير إمّا عائد إلى ما، فيكون المعنى:
الحرف ما دلّ على معنى كائن في غير ما دلّ أي الكلمة لا في نفسه وحاصله أنه لا يدل بنفسه بل بانضمام كلمة أخرى إليها. وإمّا إلى المعنى فيكون المعنى: الحرف ما دلّ على معنى في غيره لا في نفسه بمعنى أنه غير تام في نفسه، أي لا يحصل ذلك المعنى من اللّفظ إلّا بانضمام شيء إليه، فمرجع هذين التوجهين إلى أمر واحد أيضا، وهو أن لا يستقل بالمفهومية.
ثم المعنى قد يكون إفراديا هو مدلول اللّفظ بانفراده وقد يكون تركيبيا يحصل منه عند التركيب فيضاف أيضا إلى اللّفظ، وإن كان معنى اللّفظ عند الإطلاق هو الإفرادي، ويشترك الاسم والفعل والحرف في أن معانيها التركيبية لا تحصل إلّا بذكر ما يتعلّق به من أجزاء الكلام، ككون الاسم فاعلا وكون الفعل مسندا مثلا مشروط بذكر متعلّقه، بخلاف الحرف، فإنّ معناه الإفرادي أيضا لا يحصل بدون ذكر المتعلق.
وتحقيق ذلك أن نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى مبصراته. وأنت إذا نظرت في المرآة وشاهدت صورة فيها فلك، هناك حالتان: إحداهما أن تكون متوجها إلى تلك الصورة مشاهدا إياها قصدا جاعلا للمرآة حينئذ آلة في مشاهدتها، ولا شك أن المرآة حينئذ مبصرة في هذه الحالة لكنها ليست بحيث تقدر بإبصارها على هذا الوجه أن تحكم عليها وتلتفت إلى أحوالها. والثانية أن تتوجّه إلى المرآة نفسها وتلاحظها قصدا فتكون صالحة لأن تحكم عليها، وحينئذ تكون الصورة مشاهدة تبعا غير ملتفت إليها، فظهر أن في المبصرات ما يكون تارة مبصرا بالذات وأخرى آلة لإبصار الغير، واستوضح ذلك من قولك قام زيد.
ونسبة القيام إلى زيد إذ لا شك أنك مدرك فيهما نسبة القيام إلى زيد، إلّا أنها في الأول مدركة من حيث أنها حالة بين زيد والقيام وآلة لتعرف حالهما فكأنها مرآة تشاهدهما بها مرتبطا أحدهما بالآخر، ولهذا لا يمكنك أن تحكم عليها أو بها ما دامت مدركة على هذا الوجه.
وفي الثاني مدركة بالقصد ملحوظة في ذاتها بحيث يمكنك أن تحكم عليها وبها؛ فعلى الوجه الأول معنى غير مستقل بالمفهومية، وعلى الثاني معنى مستقل بها. وكما يحتاج إلى التعبير عن المعاني الملحوظة بالذات المستقلة بالمفهومية يحتاج إلى التعبير عن المعاني الملحوظة بالغير التي لا تستقل بالمفهومية.
إذا تمهّد هذا فاعلم أنّ الابتداء مثلا معنى هو حالة لغيره ومتعلّق به، فإذا لاحظه العقل قصدا وبالذات كان معنى مستقلا بنفسه ملحوظا في ذاته صالحا لأن يحكم عليه وبه، ويلزمه إدراك متعلّقه إجمالا وتبعا، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ الابتداء، ولك بعد ملاحظته على هذا الوجه أن تقيده بمتعلق مخصوص، فتقول مثلا ابتداء سير البصرة ولا يخرجه ذلك عن الاستقلال وصلاحية الحكم عليه وبه وعلى هذا القياس الأسماء اللازمة الإضافة كذو وأولو وفوق وتحت، وإذا لاحظه العقل من حيث هو حالة بين السير والبصرة وجعله آلة لتعرف حالهما كان معنى غير مستقل بنفسه، ولا يصلح أن يكون محكوما عليه ولا محكوما به، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ من. وهذا معنى ما قيل إنّ الحرف وضع باعتبار معنى عام وهو نوع من النسبة كالابتداء مثلا لكل ابتداء مخصوص معيّن النسبة لا تتعين إلّا بالمنسوب إليه، فما لم يذكر متعلق الحرف لا يتحصّل فرد من ذلك النوع هو مدلول الحرف، لا في العقل، وهو الظاهر، ولا في الخارج لأنّ مدلول الحرف فرد مخصوص من ذلك النوع، أعني ما هو آلة لملاحظة طرفيه ولا شك أنّ تحقق هذا الفرد في الخارج يتوقف على ذكر المتعلق. وما قيل الحرف ما يوجد معناه في غيره وأنّه لا يدلّ على معنى باعتباره في نفسه بل باعتباره في متعلقه، فقد اتضح أنّ ذكر المتعلق للحرف إنما وجب ليتحصّل معناه في الذهن إذ لا يمكن إدراكه إلّا بإدراك متعلقه إذ هو آلة لملاحظته فعدم استقلال الحرف بالمفهومية إنّما هو لقصور ونقصان في معناه، لا لما قيل من أنّ الواضع اشترط في دلالته على معناه الإفرادي ذكر متعلقه، إذ لا طائل تحته لأنّ هذا القائل إن اعترف بأنّ معاني الحروف هي النسب المخصوصة على الوجه الذي قررناه، فلا معنى لاشتراط الواضع حينئذ، لأن ذكر المتعلق أمر ضروري إذ لا يعقل معنى الحرف إلّا به، وإن زعم أنّ معنى لفظة من هو معنى الابتداء بعينه إلّا أنّ الواضع اشترط في دلالة من عليه ذكر المتعلّق ولم يشترط ذلك في دلالة لفظ الابتداء عليه، فصارت لفظة من ناقصة الدلالة على معناها غير مستقلة بالمفهومية لنقصان فيها؛ فزعمه هذا باطل. أمّا أولا فلأنّ هذا الاشتراط لا يتصوّر له فائدة أصلا بخلاف اشتراط القرينة في الدلالة على المعنى المجازي. وأمّا ثانيا فلأنّ الدليل على هذا الاشتراط ليس نصّ الواضع عليه كما توهّم لأنّ في تلك الدعوى خروجا عن الإنصاف، بل هو التزام ذكر المتعلّق في الاستعمال على ما يشهد به الاستقراء، وذلك مشترك بين الحروف والأسماء اللازمة الإضافة.
والجواب عن ذلك بأنّ ذكر المتعلق في الحرف لتتميم الدلالة وفي تلك الأسماء لتحصيل الغاية، مثلا كلمة ذو موضوعة بمعنى الصاحب ويفهم منها هذا المعنى عند الإطلاق، لكنها إنّما وضعت له ليتوصّل بها إلى جعل أسماء الأجناس صفة للمعارف أو للنكرات، فتحصيل هذه الغاية هو الذي أوجب ذكر متعلّقها، فلو لم يذكر لم تحصل الغاية عند إطلاقه بدون ذكر متعلّقه تحكّم بحت. وأمّا ثالثا فلأنّه يلزم حينئذ أن يكون معنى من مستقلا في نفسه صالحا لأن يحكم عليه وبه، إلّا أنّه لا ينفهم منها وحدها، فإذا ضمّ إليها ما يتمّ دلالتها وجب أن يصحّ الحكم عليه وبه وذلك مما لا يقول به من له أدنى معرفة باللغة وأحوالها.
وقيل الحرف ما دلّ على معنى ثابت في لفظ غيره، فاللام في قولنا الرجل مثلا يدل بنفسه على التعريف الذي في الرجل. وفيه بحث لأنّه إن أريد بثبوت معنى الحرف في لفظ غيره أنّ معناه مفهوم بواسطة لفظ الغير أي بذكر متعلّقه، فهذا بعينه ما قرّرناه سابقا، وإن أريد به أنه يشترط في انفهام المعنى منه لفظ الغير بحسب الوضع ففيه ما مرّ، وإن أريد به أنّ معناه قائم بلفظ الغير فهو ظاهر البطلان، وكذا إن أريد به قيامه بمعنى غيره قياما حقيقيا، ولأنه يلزم حينئذ أن يكون مثل السّواد وغيره من الأعراض حروفا لدلالتها على معان قائمة بمعاني ألفاظ غيرها، وإن أريد به تعلقه بمعنى الغير لزم أن يكون لفظ الاستفهام وما يشبهه من الــألفاظ الدّالة على معان متعلّقة بمعاني غيرها حروفا، وكلّ ذلك فاسد.
وقيل الحرف ليس له معنى في نفسه بل هو علاقة لحصول معنى في لفظ آخر، وإنّ في قولك في الدار علامة لحصول معنى الظرفية في الدار، ومن في قولك خرجت من البصرة علامة لحصول معنى الابتداء في البصرة، وعلى هذا فقس سائر الحروف وهذا ظاهر البطلان.
ثمّ الاسم والفعل يشتركان في كونهما مستقلين بالمفهومية، إلّا أنهما يفترقان في أنّ الاسم يصلح لأن يقع مسندا ومسندا إليه، والفعل لا يقع إلّا مسندا، فإنّ الفعل ما عدا الأفعال الناقصة كضرب مثلا يدلّ على معنى في نفسه مستقل بالمفهومية وهو الحدث، وعلى معنى غير مستقل هو النسبة الحكمية الملحوظة من حيث أنها حالة بين طرفيها وآلة لتعرف حالهما مرتبطا أحدهما بالآخر. ولما كانت هذه النسبة التي هي جزء مدلول الفعل لا تتحصل إلّا بالفاعل وجب ذكره، كما وجب ذكر متعلّق الحرف، فكما أنّ لفظة من موضوعة وضعا عاما لكل ابتداء معين بخصوصه، كذلك لفظة ضرب موضوعة وضعا عاما لكل نسبة للحدث الذي دلّت عليه إلى فاعل بخصوصها، إلّا أن الحرف لمّا لم يدل إلّا على معنى غير مستقل بالمفهومية لم يقع محكوما عليه ولا محكوما به إذ لا بدّ في كل منهما أن يكون ملحوظا بالذات ليتمكن من اعتبار النسبة بينه وبين غيره، واحتاج إلى ذكر المتعلق رعاية لمحاذات الأفعال بالصور الذهنية، والفعل لمّا اعتبر فيه [الحدث] وضمّ إليه انتسابه إلى غيره نسبة تامة من حيث أنها حالة بينهما وجب ذكر الفاعل لتلك المحاذاة، ووجب أيضا أن يكون مسندا باعتبار الحدث إذ قد اعتبر ذلك في مفهومه وضعا ولا يمكن جعل ذلك الحدث مسندا إليه لأنه على خلاف وضعه. وأمّا مجموع معناه المركّب من الحدث والنسبة المخصوصة فهو غير مستقلّ بالمفهومية فلا يصلح أن يقع محكوما به فضلا عن أن يقع محكوما عليه كما يشهده التأمّل الصادق.
وأمّا الاسم فلما كان موضوعا لمعنى مستقل ولم تعتبر معه نسبة تامة لا على أنه منسوب إلى غيره ولا بالعكس صحّ الحكم عليه وبه.
فإن قلت كما أنّ الفعل يدل على حدث ونسبة إلى فاعل على ما قررته كذلك اسم الفاعل يدلّ على حدث ونسبة إلى ذات، فلم يصح كون اسم الفاعل محكوما عليه دون الفعل؟. قلت لأنّ المعتبر في اسم الفاعل ذات ما من حيث نسب إليه الحدث، فالذات المبهمة ملحوظة بالذات، وكذلك الحدث. وأمّا النسبة فهي ملحوظة لا بالذات، إلّا أنها تقييدية غير تامة ولا مقصودة أصلية من العبارة تقيدت بها الذات المبهمة وصار المجموع كشيء واحد، فجاز أن يلاحظ فيه تارة جانب الذات أصالة فيجعل محكوما عليه وتارة جانب الوصف أي الحدث أصالة فيجعل محكوما به. وأمّا النسبة التي فيه فلا تصلح للحكم عليها ولا بها، لا وحدها ولا مع غيرها، لعدم استقلالها، والمعتبر في الفعل نسبة تامة تقتضي انفرادها مع طرفيها من غيرها وعدم ارتباطها به، وتلك النسبة هي المقصودة الأصلية من العبارة فلا يتصور أن يجري في الفعل ما جرى في اسم الفاعل، بل يتعيّن له وقوعه مسندا باعتبار جزء معناه الذي هو الحدث.
فإن قلت قد حكموا بأنّ الجملة الفعلية في: زيد قام أبوه محكوما بها. قلت في هذا الكلام يتصور حكمان: أحدهما الحكم بأن أبا زيد قائم، والثاني أن زيدا قائم الأب، ولا شكّ أن هذين الحكمين ليسا بمفهومين منه صريحا بل أحدهما مقصود والآخر تبع، فإن قصد الأول لم يكن زيد بحسب المعنى محكوما عليه بل هو قيد يتعين به المحكوم عليه، وإن قصد الثاني كما هو الظاهر فلا حكم صريحا بين القيام والأب، بل الأب قيد للمسند الذي هو القيام، إذ به يتم مسندا إلى زيد. ألا ترى أنك لو قلت: قام أبو زيد وأوقعت النسبة بينهما لم يرتبط بغيره أصلا، فلو كان معنى قام أبوه ذلك القيام لم يرتبط بزيد قطعا فلم يقع خبرا، ومن ثمّ تسمع النحاة يقولون قام أبوه جملة وليس بكلام، وذلك لتجريده عن إيقاع النسبة بين طرفيه بقرينة ذكر زيد مقدما، وإيراد ضميره فإنها دالة على الارتباط الذي يستحيل وجوده مع الإيقاع، وهذا الذي ذكر من التحقيق هو المستفاد من حواشي العضدي، ومما ذكره السيّد الشّريف في حاشية المطول في بحث الاستعارة التبعية.
ثم إنه لما عرف اشتراك الاسم والفعل في الاستقلال بالمفهومية فلا بد من مميّز بينهما فزيد قيد عدم الاقتران بأحد الأزمنة الثلاثة في حدّ الاسم احترازا عن الفعل، ولا يخرج من الحدّ لفظ أمس وغد والصبوح والغبوق ونحو ذلك، لأنّ معانيها الزمان لا شيء آخر يقترن بالزمان كما في الفعل. ثم المراد بعدم الاقتران أن يكون بحسب الوضع الأول فدخل فيه أسماء الأفعال لأنها جميعا إما منقولة عن المصادر الأصلية سواء كان النقل صريحا نحو رويد فإنه قد يستعمل مصدرا أيضا، أو غير صريح نحو هيهات فإنه وإن لم يستعمل مصدرا إلّا أنّه على وزن قوقاة مصدر قوقى، أو عن المصادر التي كانت في الأصل أصواتا نحو صه، أو عن الظرف، أو الجار والمجرور نحو أمامك زيد وعليك زيد، فليس شيء منها دالة على أحد الأزمنة الثلاثة بحسب الوضع الأول. وخرج عنه الأفعال المنسلخة عن الزمان وهي الأفعال الجوامد كنعم وبئس وعسى وكاد لاقتران معناها بالزمان بحسب الوضع الأول، وكذا الأفعال المنسلخة عن الحدث كالأفعال الناقصة لأنها تامّات في أصل الوضع منسلخات عن الحدث، كما صرح به بعض المحققين في الفوائد الغياثية. وخرج عنه المضارع أيضا فإنه بتقدير الاشتراك بين الحال والاستقبال لا يدلّ إلّا على زمان واحد، فإنّ تعدد الوضع معتبر في المشترك ويعلم من هذا فوائد القيود في تعريف الفعل.

أبا

[أبا] نه- فيه: لا "أبا" لك- ويكثر في المدح أي لا كافي لك غير نفسك، ويذكر في الذم كما يقال: لا أم لك، ويذكر في التعجب دفعاً للعين، وبمعنى جد في أمر وشمر لأن من له أب اتكل عليه في بعض شأنه، وقد يقال: لا أباك- بترك لام؛ وفيه ح: لله "أبوك"- إذا أضيف شيء إلى عظيم اكتسى عظماً كبيت الله، فإذا وجد من الولد ما يحسن موقعه قيل: لله أبوك- للمدح والتعجب أي أبوك لله خالصاً حيث أتى بمثلك؛ وح: أفلح و"أبيه"، هي كلمة تجري على ألسنتهم تارة للتأكيد وتارة للقسم، فهي إما للتأكيد أو قبل النهي عن الحلف بأبيه؛ وفيه: إذا ذكرت أم عطية رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: بابا- بهمزة مفتوحة بين الباءين وقلب الياء الأخيرة ألفاً، وأصله بأبي، يقال: بأبأت الصبي- إذا قلت له: بأبي أنت وأمي- أي أنت مفدى بهما أو فديتك بهما؛ وفيه: من محمد صلى الله عليه وسلم إلى المهاجر بن "أبو أمية"، حقه أن يقولأمية، لكن لاشتهاره بالكنية ولم يكن له اسم معروف غيره لم يجر، كما قيل: علي بن أبو طالب؛ وفيه ح: عائشة قالت عن حفصة وكانت "بنت أبيها"- أي إنها شبيهة به في قوة النفس وحدة الخلق والمبادرة إلى الأشياء. ن: وأبو بكر وعمر وأنا ابن ثلاث وستين أي وأبو بكر وعمر كذلك، ثم استأنف: وأنا ابن كذا، فأنا متوقع توافقهم بالموت في سنتي؛ وفيه: حججت مع "أبي الزبير"- أي مع والدي وهو الزبير؛ وفيه: فشرفني "بأبي زيد"، وروى: بابن زيد، وهما صحيحان فإنه أسامة بن زيد وكنيته أبو زيد؛ وفيه: رمى "أبي" يوم الأحزاب- بضم همزة وفتح باء وشدة ياء، وصحف من فتح الهمزة وكسر الباء وسكن الياء. 
أبا
الأب: الوالد، ويسمّى كلّ من كان سببا في إيجاد شيءٍ أو صلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك يسمّى النبيّ صلّى الله عليه وسلم أبا المؤمنين، قال الله تعالى:
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ [الأحزاب/ 6] وفي بعض القراءات:
(وهو أب لهم) .
وروي أنّه صلّى الله عليه وسلم قال لعليّ: «أنا وأنت أبوا هذه الأمّة» .
وإلى هذا أشار بقوله: «كلّ سببٍ ونسبٍ منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي» .
وقيل: أبو الأضياف لتفقّده إياهم، وأبو الحرب لمهيّجها، وأبو عذرتها لمفتضّها.
ويسمّى العم مع الأب أبوين، وكذلك الأم مع الأب، وكذلك الجدّ مع الأب، قال تعالى في قصة يعقوب: ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي؟ قالُوا: نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً [البقرة/ 133] ، وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمّهم.
وسمّي معلّم الإنسان أبا لما تقدّم ذكره.
وقد حمل قوله تعالى: وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ [الزخرف/ 22] على ذلك. أي: علماءنا الذين ربّونا بالعلم بدلالة قوله تعالى: رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا [الأحزاب/ 67] .
وقيل في قوله: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ [لقمان/ 14] : إنه عنى الأب الذي ولده، والمعلّم الذي علمه.
وقوله تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ [الأحزاب/ 40] ، إنما هو نفي الولادة، وتنبيه أنّ التبني لا يجري مجرى البنوّة الحقيقية.

وجمع الأب آباء وأبوّة نحو: بعولة وخؤولة.
وأصل «أب» فعل»
، وقد أجري مجرى قفا وعصا في قول الشاعر:
إنّ أباها وأبا أباها
ويقال: أبوت القوم: كنت لهم أبا، أأبوهم، وفلان يأبو بهمه أي: يتفقّدها تفقّد الأب.
وزادوا في النداء فيه تاء، فقالوا: يا أبت .
وقولهم: بأبأ الصبي، فهو حكاية صوت الصبي إذا قال: بابا .
(أبا) - في الحديث: "لا أبا لَك"
قال المُؤَرِّج: هو مَدح: أي لَا كافِىَ لك ولا مُجْزِى، قال: وقولهم: "لا أُمَّ لك" ذَمٌّ: أَىْ أنتَ لَقِيط لا تُعرَف أُمُّك، وقيل: "لا أَبَا لكَ" تُذكَر مَدْحاً: أي لا كَافِىَ لك غيرُ نفسِك، وقال: وقد تُذكَر ذَمًّا: أي لا يُعرفُ أَبوك.
قال الجَبَّان: وقد تُوردُ هذه اللَّفظةُ استِدفَاعًا للعَيْن كقولهم: "قاتَلَه الله" ويقال أيضاً: "لا أَباكَ" في مَعْنى "لا أبَا لَك، ولا بَاكَ" أيضا من غَيْر هَمْز، وقيل معنى "لا أَبا لَك": أي جِدَّ في أمرك وشَمِّر، فإنّ مَنْ له أبٌ ربَّما يتَّكلُ عليه لِيَكْفِيَه بعضَ الأمور، ومن لا أَبَ له يَتولَّى الأُمورَ بنَفْسِه، فيَحْتاج إلى زيادةِ عنايةٍ فيه ونَصَبٍ، وللأب مَحضُ شَفَقة، فإذا حَزَبه أمرٌ تَقاضَت شَفَقَتُه أن يُعاونَه ويَكفيَه بعضَ الكَلّ، فمعنى "لا أَبَا لَك" التَّحْضِيضُ والتَّحريضُ.
- في الحديث: "لله أَبوك".
في العادة أَنَّ الشىءَ إذا أُضِيف إلى عَظِيمٍ اكتَسبَ واكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً، كما يقال: "ناقةُ اللهِ، وبَيتُ الله" ونَحوُهما شَرفاً لها، فإذا وُجِد من الولد ما يَحسُن موقِعُه قيل: "أَبُوك لله" حيث أَنجَب بِكَ، وأتَى بمِثْلِك: أي كان شَرِيفاً نَجِيبا حيث أنجَب بك.
- في حديث أُمِّ عَطِية رضي الله عنها: "إذا ذَكرَت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: بِأَبَاه".
أصله: "بأَبِى هُوَ": وهذا كَقَولِهم: "يا وَيْلَتا" قيل: أَصلُه يا وَيْلتى، فلما سَكَنت الياءُ قُلِبت ألفاً، وقيل: إنه بِمَعنى "يا وَيْلَتاه" فحُذِفت هَاءُ النُّدْبةِ، ومثله: يَا لَهْفَا ويا لَهْفَتَاه، وقال ابنُ الأنبارى: تقول العرب: يا بِيَبَا لِمَ فعلتَ كذا؛ لدَلالةِ المعنى مع كَثْرة الاستِعْمال.
وفيه ثَلاثُ لُغَات: بأَبِى بِهَمز، وبِيَبِى بغَيْر همز وبِيَبَا، فمَنْ قال: بِيَبِى لَيَّن الهَمزة، وأبدل منها يَاءً، قال الشاعر:
ألا بِيَبا مَنْ لستُ أَعرِفُ مثلَها ... ولو دُرتُ أَبغِى ذلك الشرقَ والغَربَا
- في الحديث "بأَبِى أَنتَ وأُمِّى".
المُقَدَّر قبلَ باء الِإلصاق اسمٌ فيما قيل لا فِعْل، فعَلَى هذا يكون ما بعده رَفعاً لا نَصباً، كما قال أبو بكر لفاطمة رَضِى الله عنها: "بأَبِى وأُمِّى أَبُوك": أي مُفدًّى أَبُوك بأَبِى وأُمِّى، فتُرِك ذلك لكثرة الاستِعْمال وحُصولِ عِلمِ المُخاطَب به.
ولو قال قَائِل: إن المُقدَّر قبله فعل، وإن ما بعدَه نَصْبٌ لم يُعَنَّف، فيكون تَقديرُه: فَديتُ بأبِى وأُمِّى أَباكِ.
- في حديث أبِى هُرَيْرة، رضي الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّكم في الجَنَّة إلا مَنْ أبى" .
: أي إلا مَنْ تَرَك طاعةَ اللهِ عزَّ وجلَّ، لأنَّ مَنْ ترك التَّسَبُّبَ إلى شىء لا يُوجَد بغَيْرِه فَقَدْ أَباه إباء.
- وفي حديث رُقَيْقةَ "هَنِيئًا لك أَبا البَطْحاء".
وإنما سَمّوه أبا البَطْحاء لأنهم شُرِّفُوا به، وعُظَّموا بدُعائِه وهِدايَتهِ، كما يقال للمِطْعام: أَبُو الأَضياف.
[أبا] الأباء بالفتح والمد: القًّصَبُ، الواحدة أباءة. ويقال هو أجمة الحلفاء والقصب خاصة. قال الشاعر : من سره ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُهُ * بَعْضاً كَمَعْمَعَةِ الاباء المحرق  (*) والاباء بالكسر: مصدر قولك: أَبى فلانٌ يَأْبى بالفتح فيهما، مع خلو من حروف الحلق، وهو شاذ، أي امتنع، فهو آب وأَبِيٌّ وأَبَيانٌ بالتحريك. قال الشاعر : وقبلك ماهاب الرجال ظلامتي * وفقأت عين الاشوس الا بيان وتأبى عليه، أي امتنع. وأبى فلانٌ الماءَ، وآبَيْتُهُ الماء. قال الشاعر : قد أُوبِيَتْ كُلَّ ماءٍ فهي صادِيَةٌ * مهما تُصِبْ أفُقاً من بارق تشم وعنز أبواء. وقد أبيت تأبى أبى. وتيس آبى بين الاباء، إذا شم بول الاروى فمرض منه. قال الشاعر فقلت لكناز توكل فإنه * أبى لا إخال الضأن منه نواجيا ويقال: أخذه أباء، على فعال بالضم، إذا جعل يَأبى الطعام. وقولهم في تحيَّة الملوك في الجاهلية: أبيتَ اللعْنَ، قال ابن السكِّيت: أي أبَيتَ أن تأتي من الأمور ما تُلْعَنُ عليه. والأبُ أصله أبو بالتحريك، لان جمعه آباء، مثل قفا وأقفاء ورحى وأرحاء، فالذاهب منه واو، لانك تقول في التثنية: أبوان. وبعض العرب يقول أبان على النقص، وفى الاضافة أبيك، وإذا جمعت بالواو والنون قلت أبون، وكذلك أخون وحمون وهنون. قال الشاعر: فلما تعرفن أصواتنا * بكين وفديننا بالابينا وعلى هذا قرأ بعضهم: (إله أبيك إبراهيم (*) وإسماعيل وإسحاق) يريد جمع أب، أي أبينك فحذف النون للاضافة. ويقال: ما كنتَ أباً ولقد أَبَوْتَ أبُوَّة. وماله أبٌ يَأبوهُ، أي يغذوه ويربيه. والنسبة إليه أبوى. والأبَوان: الأبُ والأُمُّ. وبيني وبين فلان أُبُوَّةٌ. والأُبُوَّةُ أيضاً: الآباءُ، مثل العمومة والخُؤولة. وكان الأصمعي يروي قول أبي ذؤيب: لو كان مِدْحَةُ حَيٍ أَنْشَرَتْ أَحَداً * أحيا أبوتك الشم الاماديح وغيره يرويه: " أبا كن يا ليلى الاماديح ". وقولهم: يا أَبَةِ افْعَلْ، يجعلون علامة التأنيث عوضاً عن ياء الإضافة، كقولهم في الام: يا أمه، وتقف عليها بالهاء، إلا في القرآن فإنك تقف عليها بالتاء اتباعا للكتاب. وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث بالتاء فيقولون: يا طلحت. وإنما لم تسقط التاء في الوصل من الاب وسقطت من الام إذا قلت يا أم أقبلي، لان الاب لما كان على حرفين كان كأنه قد أخل به، فصارت الهاء لازمة وصارت الياء كأنها بعدها. وقول الشاعر: تقول ابنتى لما رأتنى شاحبا * كأنك فينا يا أبات غريب أراد يا أبتاه، فقدم الالف وأخر التاء. وقد يقلبون الياء ألفا، قالت عمرة : وقد زعموا أنى جزعت عليهما * وهل جزع إن قلت وابأباهما تريد: وابأبيهما. وقالت امرأة:

يابيبى أنت ويا فوق البيب * قال الفراء: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتهما في الكلام. وقال: يا أبت ويا أبت لغتان، فمن نصب أراد الندبة فحذف. ويقال: لا أبَ لك ولا أبا لك، وهو مدح. وربما قالوا: لا أَباكَ، لأن اللام كالمُقحَمَةِ. قال أبو حية النميري (*) أبالموت الذى لابد أنى * ملاق لا أباك تخوفيني أراد تخوفينني، فحذف النون الاخيرة. قال ابن السكيت: يقال: فلان " بَحْرٌ لا يُؤبى "، وكذلك " كَلا لا يُؤبى " أي لا يجعلك تَأْباهُ، أي لا ينقطع من كثرته. والابواء، بالمد: موضع.
أ ب ا: (الْإِبَاءُ) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَبَى يَأْبَى بِالْفَتْحِ فِيهِمَا مَعَ خُلُوِّهِ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ وَهُوَ شَاذٌّ أَيِ امْتَنَعَ فَهُوَ (آبٍ) وَ (أَبِيٌّ) وَ (أَبَيَانٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ وَ (تَأَبَّى) عَلَيْهِ امْتَنَعَ، وَقَوْلُهُمْ فِي تَحِيَّةِ الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ (أَبَيْتَ) اللَّعْنَ أَيْ أَبَيْتَ أَنْ تَأْتِيَ مِنَ الْأُمُورِ مَا تُلْعَنُ عَلَيْهِ، وَ (الْأَبُ) أَصْلُهُ (أَبَوٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ لِأَنَّ جَمْعَهُ (آبَاءٌ) مِثْلُ قَفًا وَأَقْفَاءٍ وَرَحًا وَأَرْحَاءٍ فَالذَّاهِبُ مِنْهُ وَاوٌ لِأَنَّكَ تَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ (أَبَوَانِ) وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ (أَبَانِ) عَلَى النَّقْصِ، وَفِي الْإِضَافَةِ (أَبِيكَ) وَإِذَا جَمَعْتَهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ قُلْتَ أَبُونَ وَكَذَا أَخُونَ وَحَمُونَ وَهَنُونَ قَالَ الشَّاعِرُ:

بَكَيْنَ وَفَدَّيْنَنَا بِالْأَبِينَا
وَعَلَى هَذَا قَرَأَ بَعْضُهُمْ «وَإِلَهَ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ» يُرِيدُ جَمْعَ (أَبٍ) أَيْ (أَبِينَكَ) فَحَذَفَ النُّونَ لِلْإِضَافَةِ، وَ (الْأَبَوَانِ) الْأَبُ وَالْأُمُّ، وَ (الْأُبُوَّةُ) مَصْدَرُ الْأَبِ كَالْعُمُومَةِ وَالْخُئُولَةِ، وَقَوْلُهُمْ يَا أَبَتِ افْعَلْ، جَعَلُوا تَاءَ التَّأْنِيثِ عِوَضًا عَنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ وَيُقَالُ (يَا أَبَتِ) وَ (يَا أَبَتَ) لُغَتَانِ فَمَنْ فَتَحَ أَرَادَ النُّدْبَةَ فَحَذَفَ، وَيَقُولُونَ لَا (أَبَ) لَكَ وَلَا (أَبَا) لَكَ وَهُوَ مَدْحٌ وَرُبَّمَا قَالُوا لَا (أَبَاكَ) لِأَنَّ اللَّامَ كَالْمُقْحَمَةِ. 

عَصْرَنَة

عَصْرَنَة
الجذر: ع ص ر

مثال: يجب علينا عَصْرَنَة أفكارنا
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم وجود وزن «فَعْلَنَ» في أوزان الأفعال.
المعنى: جعلها عصريَّة متمشية مع روح العصر

الصواب والرتبة: -يجب علينا عَصْرَنَة أفكارنا [صحيحة]
التعليق: رويت ألفاظ كثيرة عن العرب على وزن «فَعْلَن» فعلاً وصفة، حتى قال أبو العلاء المعري في رسالة الملائكة: «ولا أمنع أن يجيء الفعل على» فَعْلَن «
... لأن الاسم إذا جاء على ذلك وجب أن يجيء عليه الفعل، إذ كان الاسم أصلاً، وقد قالوا: ناقة رعشن، وامرأة خلبن»، وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري استخدام هذه الصيغة لوجود نظائر لها في القديم، كما في «رَهْبَنَة» و «برهنة»، وقد وردت الكلمة في بعض المعاجم الحديثة كالمنجد.

الإيجاز

الإيجاز: أداء المقصود بأقل من العبارة المتعارفة.
الإيجاز: أَدَاء الْمَقْصُود بِأَقَلّ من الْعبارَة المتعارفة ويقابله الْأَطْنَاب.
الإيجاز:
[في الانكليزية] Concision
[ في الفرنسية] Concision
بالجيم هو عند أهل المعاني مقابل الإطناب وقد سبق تعريفه هناك. ويرادف الإيجاز الاختصار كما يؤخذ من كلام السكّاكي في المفتاح. وقيل الفرق بين الإيجاز والاختصار عند السكّاكي هو أن الإيجاز ما يكون بالنسبة إلى المتعارف، والاختصار ما يكون بالنسبة إلى مقتضى المقام، وهو وهم، لأنّ السكّاكي قد صرّح بإطلاق الاختصار على كون الكلام أقل من المتعارف، كذا في المطول. وقال بعضهم:
الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الإيجاز. قال الشيخ بهاء الدين وليس بشيء كذا في الإتقان.

ثم الإيجاز قسمان: إيجاز قصر وهو ما ليس بسبب حذف، وإيجاز حذف وهو ما كان بسبب حذف. وفي الإتقان فالأول أي إيجاز القصر هو الوجير بلفظه. قال الشيخ بهاء الدين:
الكلام القليل إن كان بعضا من كلام أطول منه فهو إيجاز حذف، وإن كان كلاما يعطي معنى أطول منه فهو إيجاز قصر. وقال بعضهم إيجاز القصر هو تكثير المعنى بتقليل اللفظ. وقال آخر: هو أن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة. وسبب حسنه أنّه يدلّ على التمكين في الفصاحة. ولهذا قال صلّى الله عليه وآله وسلّم «أوتيت جوامع الكلم».

وقال الطيبي: الإيجاز الخالي من الحذف ثلاثة أقسام: أحدها إيجاز القصر، وهو أن يقصر اللفظ على معناه كقوله تعالى إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ إلى قوله تعالى وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ جمع في أحرف العنوان والكتاب والحاجة.
وقيل في وصف بليغ كانت ألفاظه قوالب معناه.
قلت وهذا رأي من يدخل المساواة في الإيجاز.
وثانيها إيجاز التقدير وهو أن يقدّر معنى زائد على المنطوق ويسمّى بالتضييق أيضا، وبه سمّاه بدر الدين بن مالك في المصباح لأنه نقص من الكلام ما صار لفظه أضيق من قدر معناه نحو فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ أي خطاياه غفرت فهي له لا عليه ونحو هُدىً لِلْمُتَّقِينَ أي للضالين الصائرين بعد الضلال إلى التقوى. وثالثها الإيجاز الجامع وهو أن يحتوي اللفظ على معان متعددة نحو إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ الآية، فإنّ العدل هو الصراط المستقيم المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط المؤتى به إلى جميع الواجبات في الاعتقاد والأخلاق والعبودية، والإحسان هو الإخلاص في واجبات العبودية لتفسيره في الحديث بقوله «أن تعبد الله كأنك تراه» أي تعبده مخلصا في نيّتك، واقفا في الخضوع، وإيتاء ذي القربى هو الزيادة على الواجب من النوافل. هذا في الأوامر، وأما في النواهي فبالفحشاء الإشارة إلى القوة الشهوانية، وبالمنكر إلى الإفراط الحاصل من آثار الغضبية، أو كل محرّم شرعا، وبالبغي إلى الاستعلاء الفائض عن الوهمية. قلت ولهذا قال ابن مسعود: ما في القرآن آية أجمع للخير والشرّ من هذه الآية.
ومن بديع الإيجاز قوله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إلى آخرها، فإنه نهاية التنزيه وقد تضمن الردّ على نحو أربعين فرقة، كما أفرد ذلك بالتصنيف بهاء الدين بن شدّاد.
تنبيهات

الأول: ذكر قدامة من أنواع البديع الإشارة وفسرها بالإتيان بكلام قليل ذي معان جمّة، وهذا هو إيجاز القصر بعينه. لكن فرّق بينهما ابن أبي الإصبع بأن الإيجاز دلالته مطابقة، ودلالة الإشارة إمّا تضمّن أو التزام؛ فعلم أنّ المراد بها هي إشارة النص.

الثاني: ذكر القاضي أبو بكر في إعجاز القرآن أنّ من الإيجاز نوعا يسمّى التضمين، وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة عنه.

الثالث: ذكر ابن الأثير أنّ من أنواع إيجاز القصر باب الحصر سواء كان بإلّا أو بإنّما أو غيرهما من أدواته لأن الجملة فيها نائبة مناب جملتين، وباب العطف لأن حرف العطف وضع للإغناء عن إعادة العامل، وباب النائب عن الفاعل لأنه دلّ على الفاعل بإعطائه حكمه، وعلى المفعول بوضعه، وباب الضمير لأنه وضع للاستغناء به عن الظاهر اختصارا، وباب علمت أنّك قائم لأنه متحمل لاسم واحد سادّ مسدّ المفعول الثاني من غير حذف، ومنها باب التنازع إذا لم يقدّر على رأي الفراء، ومنها طرح المفعول اقتصارا على جعل المتعدّي كاللازم. ومنها جميع أدوات الاستفهام والشرط، فإنّ كم مالك يغني عن قولك أهو عشرون أم ثلاثون. ومنها الــألفاظ الملازمة للعموم كأحد. ومنها التثنية والجمع فإنه يغني عن تكرير المفرد وأقيم الحرف فيهما مقامه اختصارا. ومما يصلح أن يعد من أنواعه المسمّى بالاتساع من أنواع البديع، انتهى ما في الاتقان. وتحقيق إيجاز الحذف سيأتي في لفظ الحذف.

الحِبر

الحِبر
يُقالُ للحِبرِ: اللون. يُقالُ: إنَّ فلاناً لنَاصِعُ الحِبرِ يُرادُ به اللونُ النَّاصعُ الصَّافي من كلِّ لَونٍ قالَ ابنُ أَحمرَ:
سَبَتهُ بفاحِمٍ جَعدِ ... وأَبيَضَ نَاصعِ الحِبرِ
يُريدُ سَوادَ شعرِها وبَياضَ لَونِها.
ويُقالُ: فُلانٌ قد ذهَبَ حِبرُهُ وسِبرُهُ فالحِبرُ: الحُسنُ والسِبرُ: الثِّيَابُ والهَيئَةُ.
وقال الأصمعي: إنَّما سُمِّيَ حِبرَاً لتأثيره. يُقالُ: على أسنانه حبرٌ إذا كثرتْ صُفرتُها حتى تضرِبَ إلى السَّواد. والحِبرُ: الأَثرُ يبقى على الجلد من الضَّربِ. يُقالُ: قد أحبرَ جلده إذا بَقِيَ به أَثَرٌ بضربٍ وأنشد:
لقد أشمتَتْ بي أهلَ فَيْدٍ وغَادَرَتْ ... بكفِّيَ حِبراً بنتُ مَصَّانَ بَادِيا
قال أبو العبَّاس: وأنا أحسبُ أنَّه سُمِّيَ بذلك لأن الكتبَ تُحَبَّرُ به أي تُحَسَّنُ.
وقال الأُمَوي: إنَّما سُمِّيَ الحِبرُ حِبرَاً لأنَّ البليغَ إذا حَبَّرَ به ألفاظَهُ وأَتَمَّ بيانَهُ أحضرَ معانيَ الحِكَمِ آنَقَ من حَبَرات اليَمَن ومفوَّفات وَشيِ صَنعاء.

قَسْطُونُ

قَسْطُونُ:
حصن كان بالرّوج من أعمال حلب، نزل عليه أبو عليّ الحسن بن عليّ بن ملهم العقيلي في سنة 448 فقاتله وقلّ الماء عند أهله فأنزلهم على الأمان، وكان فيه قوم من أولاد طلحة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق، رضي الله عنه، فوجد فيه ألفا من البقر والغنم والمعز والخيل والحمير كلها ميتة وخرّبه.

قوب

(قوب) الشَّيْء قلعه من أَصله وَالْأَرْض قابها والجرب جلد الْبَعِير ترك فِيهِ مَوَاضِع قد انجردت من الْوَبر
ق و ب : الْقَابُ الْقَدْرُ وَيُقَالُ الْقَابُ مَا بَيْنَ مَقْبِضِ الْقَوْسِ وَالسِّيَةِ وَلِكُلِّ قَوْسٍ قَابَانِ وَالْقُوَبَاءُ بِالْمَدِّ وَالْوَاوُ مَفْتُوحَةٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ بِالسُّكُونِ دَاءٌ مَعْرُوفٌ. 
قوب: قوب (بالأسبانية cubo) دلو، قادوس (فوك). وفيه، قب والجمع اقواب وكوب أيضا (انظر كوب).
قوب والجمع اقواب: عتلة: رافعة، قضيب تحرك به الأشياء الثقيلة. (بوشر).
قوبة، والجمع قوابي: قوباء قوباء، داء في الجسد يتقشر منه الجلد وينجرد منه الشعر ويعرف بالحزاز. (بوشر، همبرت ص63). قوبة: ورم ذنبي، خدة، كيسة دهنية. والجمع قوابي جرب خفيف. (بوشر، أبو الوليد ص284 رقم 56، باين سميث 1239).
قوباء: قوباء، حزاز: يجمع على قوب أيضا، (معجم المنصوري مادة قوابي، أبو الوليد ص284 رقم 57، باين سميث 1239).
مقوب رجل مقوب: مصاب بداء القوبياء، متقوب. (باين سميث 1239، بوسييه).
ق و ب: (الْقُوَبَاءُ) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْمَدِّ دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَجَمْعُهَا (قُوَبٌ) بِوَزْنِ عُلَبٍ. وَقَدْ تُسَكَّنُ وَاوُهَا اسْتِثْقَالًا لِلْحَرَكَةِ عَلَى الْوَاوِ فَإِنْ سَكَّنْتَهَا ذَكَّرْتَ وَصَرَفْتَ. وَتَقُولُ: بَيْنَهُمَا (قَابُ) قَوْسٍ أَيْ قَدْرُ قَوْسٍ. وَ (الْقَابُ) مَا بَيْنَ الْمَقْبِضِ وَالسِّيَةِ، وَلِكُلِّ قَوْسٍ قَابَانِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} [النجم: 9] أَرَادَ قَابَيْ قَوْسٍ فَقَلَبَهُ. 
ق و ب

هو مني قاب قوسٍ. وقوّب جلده الجرب: ترك فيه آثاراً. وقوّب النازلون الأرض. أثّروا فيها. وفي جلده ورأسه قوبٌ وفي الأرض قوبٌ. قال:

به عرصات الحيّ قوّبن متنه

وقال:

من عرصات الدار أمست قوبا

وتقوّب المكان: صارت فيه القوب: الخفر، ومن ذلك: القوباء والقوابي. وانقابت البيضة وتقوّبت: تفلّقت، وقابتها الدجاجة وقوّبتها.

ومن المجاز: في مثل " برئت قائبة من قوب ": بيضة من فرخ وهي كعيشة راضية، مثل للمفترقين، وانقابت بيضة بني فلان عن أمرهم إذا بيّنوه، كما تقول: أفرخت بيضتهم.

قوب


قَابَ (و)(n. ac. قَوْب)
a. Dug, hollowed out.
b. Cracked, broke ( egg: bird ).
c. Became marked, pitted (skin).
d. Approached.
e. Fled.

قَوَّبَa. see I (a)b. Marked, made traces upon (ground); pitted
(skin).
c. Uprooted, eradicated.
d. [pass.], [Min], Was sullied by.
تَقَوَّبَa. see VII (a)b. Was cracked, broken (egg).
c. Was torn up, uprooted.
d. Was peeled, excoriated.

إِنْقَوَبَa. Was dug up (ground).
b. see V (b)
إِقْتَوَبَa. Chose, selected.

قَابa. Half a bow's length.

قَابَة []
a. see 3
قَيْبa. see 1A
قُوْب (pl.
أَقْوَاْب)
a. Chicken, young bird.
b. Egg.

قُوْبَة []
a. see 43
قُوَبa. Hollows.
b. Eggshells.
c. Pock-marks, pits.

قُوَبَة []
a. see 43
قَائِبَة []
a. see 3 (a) (b).
c. Empty (egg).
قُوَبَآء [] (pl.
قُوَب)
a. Ringworm, tetter.

مُتَقَوِّب [ N.
Ag.
a. V], Peeled, excoriated; scabby.

قُوْبَآء
a. see 43
قَوْأَب
a. see under
قَأَبَ
[قوب] نه: «لقاب» قوس أحدكم أو موضع قلده، القاب والقيب: القدر، من قوبوا في الأرض - أثروا فيها بالوطء وجعلوا في مساقيها علامات - ومر في قدد. ك: ««قاب» قوسين» القاب: ما بين المقبض والسية، وهو موضع رأس الوتر، ولكل قوس قابان ولذا قيل: فيه قلب، أي قابي قوس. ج: أي قرب جبرئيل من محمد صلى الله عليه وسلم قدر قوسين، وقيل: قاب القوس صدرها حيث يشد عليها السير. نه: ومنه ح: إن اعتمرتم في أشهر الحج رأيتموها مجزئة من حجكم فكانت «قائبة» من «قوب» عامها، ضرب مثلًا لحلو مكة من المعتمرين في باقي السنة، من قيبت البيضة فهي مقوبة - إذا خرج فرخها منها، فالقائبة: البيضة، والقوب: الفرخ، وتقوبت البيضة - إذا انفلقت عن فرخها، وإنما قيل لها: قائبة، وهي مقوبة بمعنى ذات قوب أي فرخ، يريد أن الفرخ إذا فارق بيضته لم يعد إليها، وكذا إذا اعتمروا في الأشهر الحرم لم يعودوا إلى مكة.
قوب
قوَّبَ يُقَوِّب، تقويبًا، فهو مُقَوِّب، والمفعول مُقَوَّب
• قوَّب الأرضَ: أحْدَثَ فيها حُفَرًا مستديرة.
• قوَّب الشّجرةَ: حفَرَ حولها ليقلعها. 

قاب [مفرد]: قَدْر، مقدار " {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}: كناية عن القرب".
• قاب القوس: ما بين المقبض وطرف القَوْس " {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} ". 

قُوباء/ قُوَباء [مفرد]: ج قُوَب: (طب) داء في الجسد يتقشَّر منه الجلدُ وينجرد منه الشّعرُ، وهو مرض جلديّ التهابيّ. 

قُوبَة/ قُوَبَة [مفرد]: ج قوبات وقُوَب:
1 - قوباء؛ داءٌ في الجسد يتقشَّر منه الجلدُ وينجرد منه الشّعرُ، وهو مرض جلديّ التهابيّ.
2 - (طب) أثر الجدريّ والجرب على الوجه. 
قوب
القَوْبُ: أنْ تُقَوِّبَ أرْضاً أو حُفْرَةً شِبْهَ التَّقْوِيْرِ، قُبْتُها قَوْباً فانْقَابَتْ. والجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البَعِيرِ فَيُرى فيه قُوْبَاءُ يُجَردُ من الشَّعر. وكذلك القُوْبَاءُ التي تَخْرُجُ بالإِنسان. وفي المَثَل:
يا عَجَبَا لهذهِ الفَلِيْقَهْ ... هَلْ تُذْهِبَنَّ القُوبَاءَ الريْقَهْ
ويُقال: قُوَبَاءُ، وجَمْعُها قُوَبٌ، وهو أقْوَبُ.
وقَوَّبَ الناسُ الأرْضَ: أثَرُوا فيها بمَوطِئهم. والمُقَوَّبُ الرَّأس: الذي يَقِل شَعرهُ من وسطِه، ومُقَدَّمُه ومُؤخَّرُه واحِدٌ. والقابُ في التَّفسير: ما بَيْنَ المَقْبِضِ والسيَةِ من القَوْس، وقيل: هو القَدْر؟ أي قَدْرُ طُولِ قَوْسَيْن. والقِيْبُ مِثْلُه.
والقائبَةُ: الفَرْخ، وقيل: قِشْرُ البَيْضَةِ. وفي المَثَل: " انْقَضَتْ قائبَةٌ من قُوْبِها " يُقال عند الفَرَاغ من الأمْرِ. ويقولونَ: كل قابٍ من قُوْبَةٍ. وتَقَوَّبَتِ البَيْضَةُ: تَفلَقَتْ. ويُقال أيضاً: " بَرِئَتْ قائبَةٌ من قُوْبِها " أي انْصَلَحَ الأمْرُ.
والقُوَيْبِبَةُ: البَيْضَةُ.
والانْقِوَابُ: الْتِواءُ العِرْق عن جِهَتِهِ.
وانْقَابَ الشَّيْءُ عن مَكانِهِ: أي زالَ.
وإنَّه لَمَلِيْءٌ قُوَبَةٌ: أي يَنْقَابُ عن الحَق كما تَنْقابُ البَيْضَةُ عن فِراخِها. والقابُ: الذِّرَاعُ.
[قوب] قُبْتُ الأرضَ أقوبها، إذا حفرت فيها حُفرةً مُقَوَّرَةً، فانقابت هي. وقَوَّبْتُ الأرضَ تقويباً مثله. وتقوب الشئ، إذا انقلع من أصله. وقابَ الطائرُ بيضَتَه، أي فلقها، فانقابت البيضة وتَقَوَّبَتْ بمعنًى. وتَقَوَّبَ من رأسه مواضعُ، أي تَقَشَّرَ. والأسود المُتَقَوِّبُ، هو الذي سَلَخَ جلدَه من الحيّات. وقولهم في المثل: " بَرِئَتْ قائبةٌ من قوبٍ " فالقائبة: البيضة، والقوبُ، بالضم: الفَرخ. قال أعرابيٌّ من بني أسد لتاجرٍ استَخفَره: إذا بلغْتُ بك مكان كذا فبَرِئَتْ قائبةٌ من قوب، أي أنا برئ من خِفارتك. والقُوَباءَ: داءٌ معروف يتقشّر ويتّسع، يُعالج بالريق: وهي مؤنَّثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ. وقال : يا عجبا لهذه الفليقه * هل تغلبن القوباء الريقه وقد تسكَّن الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإن سكَّنتها ذكرت وصرفت. والياء فيه للالحاق بقرطاس، والهمزة منقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة إلا حرفان: الخشاء، وهو العظم الناتئ وراء الاذن، وقوباء. قال: والاصل فيهما تحريك العين: خششاء وقوباء. قال الجوهرى: والمزاء عندي مثلهما. فمن قال قوباء بالتحريك قال في تصغيره قويباء، ومن سكن قال قويبى. وتقول: بينهما قاب قوسٍ وقيبُ قوس، وقادُ قوس وقيدُ قوس، أي قدر قوس. والقابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِيَةِ. ولكلِّ قوسٍ قابان. وقال بعضهم في قوله تعالى: (فكان قابَ قَوْسَيْنِ أو أدْنى) : أراد قابا قوس فقلبه. وقولهم: فلان ملئ قُوَبَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، أي ثابتُ الدارِ مقيم. يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.

قوب: القَوْبُ: أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِـبْهَ التَّقْوير.

قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فيها حُفْرة مُقَوَّرة، فانْقَابَتْ هي. ابن سيده: قابَ الأَرضَ قَوْباً، وقَوَّبَها تَقْويباً: حَفَر فيها شِـبْهَ التَّقْويرِ. وقد انْقَابَتْ، وتَقَوَّبَتْ، وتَقَوَّبَ من رأْسه مواضعُ أَي تَقَشَّرَ. والأَسْوَدُ الـمُتَقَوِّبُ: هو الذي سَلخَ جِلْدَه من الـحَيَّات.

الليث: الجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البعير، فتَرى فيه قُوباً قد انْجَرَدَتْ من الوَبَر، ولذلك سميت القُوَباءُ التي تَخْرُجُ في جلد الإِنسان،

فتُداوَى بالرِّيق؛ قال:

وهل تُدَاوَى القُوَبا بالرِّيقَهْ

وقال الفراء: القُوباء تؤَنث، وتذكر، وتُحرَّك، وتسكَّن، فيقال: هذه قُوَباءُ، فلا تصرف في معرفة ولا نكرة، وتلحق بباب فُقَهاءَ، وهو نادر.

وتقول في التخفيف: هذه قُوباءُ، فلا تصرف في المعرفة، وتصرف في النكرة.

وتقول: هذه قُوباءٌ، تَنْصَرِفُ في المعرفة والنكرة، وتُلْحقُ بباب طُومارٍ؛ وأَنشد:

به عَرَصاتُ الـحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه، * وجَرَّدَ، أَثْباجَ الجَراثِـيم، حاطِـبُه

قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثـَّرْنَ فيه بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم؛ قال العجاج:

من عَرَصاتِ الـحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا

أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة.

وتَقَوَّبَ جِلْدُه: تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ، وانْحَلَق عنه الشَّعَرُ، وهي القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ. وقال ابن الأَعرابي: القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ؛ قال ابن سيده: ولا أَدْري كيف هذا؟ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يكونان جمعاً لفُعْلاء، ولا هما من أَبنية الجمع، قال: والقُوَبُ جمع قُوبةٍ وقُوَبة؛ قال: وهذا بَيِّن، لأَن فُعَلاً جمع لفُعْلة وفُعَلَةٍ.

والقُوباءُ والقُوَباءُ: الذي يَظْهَر في الجسد ويخرُج عليه، وهو داءٌ

معروف، يَتَقَشَّر ويتسعُ، يعالج ويُدَاوى بالريق؛ وهي مؤَنثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ؛ وقال ابن قَنَانٍ الراجز:

يا عَجَبَا لهذه الفَلِـيقَهْ !

هَلْ تَغْلِـبَنَّ القُوَباءُ الريقَهْ؟

الفليقةُ: الداهية. ويروى: يا عَجَباً، بالتنوين، على تأْويل يا قوم

اعْجَبُوا عَجَباً؛ وإِن شئتَ جعلته مُنادى منكوراً، ويروى: يا عَجَبَا، بغير تنوين، يريد يا عَجَبـي، فأَبدَل من الياءِ أَلِفاً؛ عل حدّ قول الآخر:

يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِـي

ومعنى رجز ابن قَنانٍ: أَنه تَعَجَّبَ من هذا الـحُزاز الخَبيث، كيف

يُزيلُه الريقُ، ويقال: إِنه مختص بريق الصائِم، أَو الجائِع؛ وقد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإِن سكنتها، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ، والياء فيه للإِلحاق بقِرْطاس، والهمزة مُنْقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فُعْلاء، مضمومة الفاء ساكنة العين، ممدودةَ الآخر، إِلاَّ الخُشَّاءَ وهو العظمُ الناتئ وراء الأُذن وقُوباءَ؛ قال: والأَصل فيهما تحريك العين، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ. قال الجوهري: والـمُزَّاءُ عندي مثلُهما (1)

(1 قوله «والمزاء عندي مثلهما إلخ» تصرف في المزاء في بابه تصرفاً آخر فارجع اليه.) ؛ فمن قال: قُوَباء، بالتحريك، قال في تصغيره: قُوَيْباء، ومن سَكَّنَ، قال: قُوَيْبـيٌّ؛ وأَما قول رؤبة:

من ساحرٍ يُلْقي الـحَصى في الأَكْوابْ، * بنُشْرَةٍ أَثـَّارةٍ كالأَقْوابْ

فإِنه جمع قُوباءَ، على اعتِقادِ حذف الزيادة ،على أَقوابٍ. الأَزهري: قابَ الرجلُ: تَقَوَّب جِلْدُه، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ. وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ. وتقول: بينهما قابُ قَوْسٍ، وقِـيبُ قَوْسٍ، وقادُ قَوْسٍ، وقِـيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ. والقابُ: ما بين الـمَقْبِضِ

والسِّـيَة. ولكل قَوْس قابانِ، وهما ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ. وقال

بعضهم في قوله عز وجل: فكان قابَ قَوْسَيْن؛ أَراد قابَيْ قوْس، فَقَلَبَه.

وقيل: قابَ قَوْسَيْن، طُولَ قَوْسَين. الفراء: قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين، عربيتين. وفي الحديث: لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة، خيرٌ من الدنيا وما فيها. قال ابن الأَثير: القابُ والقِـيبُ بمعنى القَدْرِ، وعينُها واو مِن قولهم: قَوَّبوا في الأَرض أَي أَثـَّروا فيها بوَطْئِهم، وجعَلوا في مَساقيها علامات.

وقَوَّبَ الشيءَ: قَلَعَه من أَصله. وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله.

وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها، فانْقابت البيضةُ؛ وتَقَوَّبَتْ

بمعنًى.

والقائبةُ والقابَةُ: البَيْضة. والقُوبُ، بالضم: الفَرْخُ.

والقُوبِـيُّ: الـمُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، وهي الفِراخُ؛ وأَنشد:

لـهُنَّ وللـمَشِـيبِ ومَنْ عَلاهُ، * من الأَمْثالِ، قائِـبَةٌ وقُوبُ

مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشيوخ بهَرَبِ القُوبِ، وهو الفَرْخُ، من

القائبةِ، وهي البَيْضة، فيقول: لا تَرْجِـعُ الـحَسْناءُ إِلى الشيخ، كما

لا يَرْجِـعُ الفرخُ إِلى البيضة. وفي المثل: تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من

قُوبٍ، يُضْرَبُ مثلاً للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه. قال أَعرابي من بني أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا، فَبَرِئَتْ

قائِـبةٌ من قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ من خِـُفارَتِكَ. وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا

تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها.

يقال: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها، وانْقَضَى قُوبِـيٌّ من قاوِبَةٍ؛

معناه: أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه، لم يَعُدْ إِليها؛ وقال:

فقائِـبةٌ ما نَحْنُ يوماً، وأَنْتُمُ، * بَني مالكٍ، إِن لم تَفيئوا وقُوبُها

يُعاتِـبُهم على تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى اليمن؛ يقول: إِن لم ترجعوا

إِلى نسبكم، لم تعودوا إِليه أَبداً. فكانت ثلْبةَ ما بيننا وبينكم.

وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِـيابِ البيضةِ عنه.

شمر: قِـيبَتِ البيضةُ، فهي مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها.

ويقال: قَابَةٌ وقُوبٌ، بمعنى قائبةٍ وقُوبٍ. وقال ابن هانئ: القُوَبُ

قُشْوُرُ البيض؛ قال الكميت يصِف بيضَ النَّعامِ:

على تَوائِم أَصْغَى من أَجِنَّتِها، * إِلى وَساوِس، عنها قابتِ القُوَبُ

قال: القُوَبُ: قشور البيض. أَصْغَى من أَجنتها، يقول: لما تحرَّك الولد في البيض، تَسَمَّع إِلى وسْواس؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً. قال: وقابَتْ تَفَلَّقَت. والقُوبُ: البَيْضُ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه نهى عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلى الحج، وقال: إِنكم إِن اعتمرتم في أَشهر الحج، رأَيتموها مُجْزئةً من حجكم، فَفَرَغَ حَجكم، وكانت قائِـبةً من قُوبٍ؛ ضرب هذا مثلاً لخَلاء مكة من المعتمرين سائر السنة. والمعنى: أَن الفرخ إِذا فارق بيضته لم يعد إِليها، وكذا إِذا اعْتَمروا في أَشهر الحج، لم يعودوا إِلى مكة.

ويقال: قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِـياباً. قال الأَزهري: وقيل للبيضة قائِـبةٌ، وهي مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ ويقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ، والفرخُ الخارج يقال له: قُوبٌ وقُوبيّ؛ قال الكميت:

وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها

ويقال: انْقابَ المكانُ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فيه مواضعُ من الشجر

والكلإِ.

ورجل مَليءٌ قُوَبَةٌ، مثل هُمَزة: ثابتُ الدارِ مُقِـيمٌ؛ يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل. وقَوِبَ من الغُبار أَي اغْبرَّ؛ عن ثعلب.

والـمُقَوَّبةُ من الأَرضين: التي يُصِـيبُها المطرُ فيبقَى في أَماكِنَ

منها شجرٌ كان بها قديماً؛ حكاه أَبو حنيفة.

قوب
: ( {القَوْبُ: حفر الأَرضِ) شِبْهَ التَّقْوِيرِ (} كالتَّقْوِيبِ) . {قُبْتُ الأَرْضَ} أَقُوبُها، إِذا حَفَرْتَ فِيهَا حُفْرَةً مُقَوَّرَةً، {فانْقابتْ هِيَ.
ابْن سِيدَهْ:} قَابَ الأَرْضَ قَوْباً، {وقَوَّبَهَا} تَقْوِيباً: حَفَرَ فِيهَا شِبْهَ التَّقْوِيرِ. وقدِ {انْقَابَتْ،} وتَقَوَّبَتْ.
(و) القَوْب: (فَلْقُ الطيْرِ بَيْضَه) قابَ فانْقَابَتْ.
(و) {القُوبُ: (بالضَّمِّ: الفَرْخُ) ، وَمِنْه} - القُوبِيُّ، كَمَا سيأْتي، ( {كالقائِبةِ} والقَابَةِ، ج. {أَقْوَابٌ. و) من المَجَاز فِي المَثَلِ: بَرِئَتْ، أَيْ: (تَخَلَّصَتْ،} قائِبَةٌ من {قُوبٍ، أَو:} قابَةٌ من {قُوَبٍ) ، كصُرَدٍ، كَمَا قَيَّدَهُ الصّاغانيُّ، (أَي: بَيْضَةٌ من فَرْخٍ) ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدٍ. وهاكذا فِي الصَّحاح ومَجْمَع الأَمثال، وَبِه عَبَّر الحَرِيرِيُّ فِي مقاماته. قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ:} القابَةُ الفَرْخُ،! والقُوبُ البَيْضَةُ، وحُذفتِ الياءُ من القابَةِ، كَمَا حُذِفَتْ من الجَابة، فَعْلَة بِمَعْنى الْمَفْعُول كالغَرْفَة من الماءِ، والقَبْضَةِ من الشَّيْءِ، وأَشباهِها. (يُضْرَبُ) مَثَلاً (لمن انْفَصَلَ من صاحِبِه) . قالَ أَعرابيٌّ من بني أَسَدٍ لتاجِر اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بِكَ مكانَ كَذَا وَكَذَا، فَبرِئَتْ قَائِبَةٌ من قُوبٍ، أَي أَنا بَرِيءٌ من خُفارَتك.
ويقالُ: انْقَضَتْ قَائِبَةٌ من قُوبِهَا، وانْقضَى {- قوبِيٌّ من قَاوِبَةٍ، مَعْنَاهُ: أَن الفرْخ إِذا فارَق بيضَته، لم بَعْد إِليها. وَقَالَ:
} فقائِبَةٌ مَا نَحنُ يَوْماً وأَنْتُم
بَنِي مَالِكٍ إِنْ لم تَفِيؤوا {وقوبُها
يُعاتِبُهُمْ على تَحوُّلِهم بنَسبِهم إِلى اليَمَن، يقولُ: إِن لم تَرجِعُوا إِلى نَسَبكم، لم تَعودوا إِليه أَبَداً، فَكَانَت ثَلْبَةَ مَا بَيْننَا وَبَيْنكُم، وسُمِّيت البَيْضَةُ قُوباً} لانْقِيابِ الفَرْخِ عَنْهَا.
ووَقعَ فِي شِعْرِ الكُمَيْتِ:
لَهُنَّ وللمَشِيبِ ومَنْ عَلاَهُ
مِن الأَمْثَالِ قَائِبةٌ وقُوبُ
مَثَّلَ هَرَبَ النِّسَاءِ من الشُّيُوخ بهَربِ القُوب، وَهُوَ الفرْخُ، من القائِبَة، وَهِي الْبَيضة، فَيَقُول: لَا تَرْجِعُ الحسناءُ إِلى البَيضة. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رضيَ الله عَنهُ (أَنَّه نَهَى عَن التَّمَتُّعِ بالعُمْرَةِ إِلى الحَجّ، وَقَالَ: إِنّكُم إِنِ اعْتَمَرْتُم فِي أَشهُرِ الحَجّ، رأَيْتُمُوهَا مُجْزِئَةً من حجِّكُمْ، ففَرغَ حَجُّكُمْ، وكَانَتْ قائِبَةً من قُوبٍ) ضرب هاذا مثلا لِخَلاءِ مكَّةَ من المعتمِرينَ سائرَ السَّنَةِ. وَالْمعْنَى: أَنَّ الفرخَ إِذا اعتمَرُوا فِي أَشْهُرِ الحجِّ لم يَعودُوا إِلى مَكَّةَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقيل للْبَيضةِ قائبةٌ، وَهِي {مَقُوبَةٌ، أَراد أَنَّهَا ذاتُ فَرْخٍ، وَيُقَال: إِنّها} قَاوبَة إِذا خَرَجَ مِنْهَا الفَرْخُ، والفَرْخُ الخارِج يُقَال لَهُ {القُوبُ} - والقُوبِيُّ. هاذه نصوصُ أَئِمّة اللّغةِ فِي كُتبهم.
وَنقل شيخُنا عَن أَبي عليّ القالي مَا نصُّه: وَيَقُولُونَ: لَا والّذي أَخرَجَ قائبةً من قُوبٍ، يَعْنُونَ فَرْخاً من بَيضةٍ قَالَ: فهاذا مُخالفٌ لِمَا ذَكرْنَاهُ، وَقد اعترضَه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ، وَقَالَ: إِنَّه قلب.
( {والمُتَقَوِّب: المُتَقَشِّرُ) .
(و) الأَسْوَدُ} المُتَقَوِّب: هُوَ (الَّذِي سَلَخَ جِلْدَهُ من الحَيَّاتِ) .
(و) المُتَقَوِّبُ: (مَن تَقَشَّرَ عَن جِلْدِهِ الجَرَبُ) ، وَقَالَ اللَّيْث: الجَرَبُ {يُقَوِّبُ جِلْدَ الْبَعِير، فترى فِيهِ قُوباً قد انجردتْ من الوَبَر، (وانْحَلَقَ شَعرُهُ) عَنهُ، (وَهِي القُوبَةُ) بالضَّمّ مَعَ تسكين الْوَاو، (والقُوَبَة) ، بتحريك الْوَاو، وَكِلَاهُمَا عَن الفراءِ، (} والقُوبَاءُ، {والقُوَباءُ) بالمَدِّ فيهمَا، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيِّ:} القُوباءُ واحدةُ القُوبَةِ {والقُوبَةِ. قَالَ ابْن سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيفَ هاذا، لاِءَنَّ فُعْلَةً وفُعَلَة، لَا يكونانِ جمعا لفُعْلاءَ، وَلَا هما من أَبنية الجَمْع. قَالَ:} والقُوَبُ جمعُ {قُوبَةٍ} وقُوَبَةٍ. قَالَ: وهاذا بَيِّنٌ، لأَنّ فُعَلاً جمعٌ لِفُعْلَة وفُعَلَةٍ.
( {وقَوَّبَهُ) ، أَي: الشَّيْءَ (} تَقْوِيباً: قَلَعَهُ) من أَصلِه، ( {فَتَقَوَّبَ) : انقلعَ من أَصله، وتَقَشَّر. (و) مِنْهُ (القُوبَاءُ والقُوَبَاءُ) ، وَهُوَ (الَّذِي يَظْهَرُ فِي الجَسَدِ ويَخْرُجُ عَلَيْهِ) . وقالَ الجَوْهَرِيُّ: داءٌ معروفٌ، يَتَقَشَّرُ ويَتَّسِع، يُعالَجُ بالرِّيقِ: وَهِي مؤنَّثَةٌ لَا تَنصرف، وجمعُها} قُوَبٌ، وَقَالَ:
يَا عَجَباً لِهاذِه الفَلِيقَهْ
هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءَ الرِّيقَهْ
الفَلِيقَة: الدّاهية. وَالْمعْنَى: أَنَّه تَعَجَّبَ من هاذا الحُزاز الخبيب كَيفَ يُزِيلُهُ الرِّيق، وَيُقَال: إِنّه مختصٌّ بِرِيقِ الصائمِ، أَو الجائع. وَقد تُسَكَّنُ الواوُ مِنْهَا، استثقالاً للحركة على الْوَاو، فإِنْ سَكَّنْتَهَا، ذَكَّرْتَ وصَرَفْت، والياءُ فِيهِ للإِلْحاق بقِرْطَاسٍ، والهمزةُ منقلِبةٌ مِنْهَا.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: القُوباءُ تُؤنَّثُ، وتُذَكّرُ، وتُحَرَّك، وتُسَكَّنُ، فَيُقَال: هَذِه قُوَباءُ، فَلَا تُصْرَفُ فِي معرفةٍ وَلَا نكرةٍ، ويُلْحَقُ بِبَاب فُقَهاءَ، وَهُوَ نَادِر: وتقولُ فِي التَّخفِيف: هاذِه قُوباءُ فَلَا تُصْرَفُ فِي الْمعرفَة، وتُصْرَفُ فِي النَّكِرَة؛ وَتقول: هاذِه قُوباءٌ، تَنصرف فِي المعرفةِ والنَّكْرَةِ، وتُلْحَقُ ببابِ طُومارٍ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (ولَيْسَ) فِي الكَلامِ (فُعْلاءُ) مضمومةَ الفاءِ (ساكِنَةَ العَيْنِ) ممدودةً، (غَيرَها، والخُشَّاءِ) وَهُوَ العَظْمُ النّاتِىءُ وراءَ الأُذُنِ، قَالَ: والأَصلُ فيهمَا تحريكُ العينِ خُشَشَاءُ وقُوَباءُ.
قَالَ الجوهريُّ: والمُزَّاءُ عِنْدِي مثلُهُما، فَمن قَالَ: قُوَبَاءُ بالتَّحْرِيك قَالَ فِي تصغيره: {قُوَيْبَاءُ؛ وَمن سَكَّن، قَالَ:} - قُوَيْبِيّ.
قَالَ شيخُنا، بعدَ هاذا الْكَلَام: قلتُ تصرَّفَ فِي المُزَّاءِ فِي بَابه تَصَرُّفاً آخَرَ، فَقَالَ: والمُزّاءُ بالضَّمّ: ضَرْبٌ من الأَشْرِبَةِ، وَهُوَ فُعَلاءُ بِفَتْح الْعين، فأَدْغَمَ؛ لاِءَنّ فُعلاءَ لَيْسَ من أَبْنيتِهم، وَيُقَال: هُوَ فُعَّالٌ من المهموز، وَلَيْسَ بالوَجْه؛ لأَنّ الاشتقاقَ لَيْسَ يدُلُّ على الهمْز، كَمَا دَلّ على القُرّاءِ والسُّلاَّءِ؛ قَالَ الأَخْطَلُ يَعِيبُ قَوماً:
بِئْسَ الصُّحَاةُ وبِئسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ
إِذا جَرَى فِيهِمُ المُزّاءُ والسَّكَرُ
وَهُوَ اسْمٌ للخمْر. وَلَو كَانَ نعتاً لَهَا، كَانَ مَزّاءَ، بالفَتح. وأَمّا الخُشّاءُ، بالخاءِ والشّين المعجمتَينِ، فأَبقاها على مَا ذَكَرَ، وأَلحقها {بقُوَبَاءَ، كَمَا يأْتي فِي الشِّينِ المُعْجَمَةِ. انْتهى.
(} - والقُوبِيُّ) ، بالضَّمِّ: (المُولَعُ) ، أَي: الحَرِيصُ (بِأَكْلِ) الأَقْوَابِ، وَهِي (الفِرَاخُ) .
(وأُمّ {قُوبٍ) ، بالضّمّ: من أَسماءِ (الدّاهِيَةِ) .
(و) عَن ابْنِ هانِىءٍ: (القُوَبُ) ، أَي: (كَصُرَدٍ: قُشُورُ البَيْضِ) ؛ قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ بيضَ النَّعَامِ:
على تَوَائِمَ أَصْغَى من أَجِنَّتِها
إِلى وَساوِسَ عَنْهَا قابَتِ} القُوَبُ
قابَتْ: أَي تفَلّقتْ.
(و) رَجَلٌ مَلِيءٌ {قُوَبَةً، (كَهُمَزَةٍ: المُقِيمُ الثّابِتُ الدّارِ) ، يُقَال ذالك للّذي لَا يَبْرَحُ من المَنْزِلِ.
(} والقَابُ: مَا بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ) ، المَقْبِضُ، كَمَجْلِسٍ، والسِّيَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا عُطِفَ من جانِبَيِ القَوْس، (ولِكُلِّ قَوْسٍ {قابَانِ) ، وهما مَا بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ. وَقَالَ بعضُهم فِي قولِهِ عَزَّ وجَلَّ: {فَكَانَ} قَابَ قَوْسَيْنِ} (النَّجْم: 9) : أَرادَ {- قَابَي قَوْسٍ، فَقَلَبَهُ، وإِليه أَشارَ الجَوْهَرِيُّ.
(و) القَابُ: (المِقْدارُ، كالقِيبِ) ، بالكَسر. تَقول: بَيْنَهُمَا} قابُ قَوْسٍ، {وقِيبُ قَوْسٍ، وقادُ قوْسٍ، وقِيدُ قَوْسٍ، أَيْ: قَدْرُ قَوْسٍ. وقيلَ: قابَ قَوْسَيْنِ: طُولَ قَوسَينِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: قابَ قَوسينِ، أَي: قَدْرَ قَوْسَينِ عَرَبِيّتَيْنِ. وَفِي الحَدِيث: (} لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُم، خَيْرٌ من الدُّنْيا وَمَا فِيهَا) . قَالَ ابْنُ الأَثيرِ: {القابُ،} والقِيبُ، بِمَعْنى القَدْرِ، وعَيْنُها واوٌ، من قَوْلهم: {قَوَّبُوا فِي الأَرْضِ، أَيْ: أَثَّرُوا فِيهَا، كَمَا سيأْتي. وَفِي العِنَاية للخَفاجِيّ: قَابُ القَوْسِ، وقِيبُه: مَا بَيْنَ الوَتَرِ ومَقْبِضِهِ. وبَسَطَهُ المفسِّرُونَ فِي (النَّجْمِ) .
(وقَابَ) الرَّجُلُ،} يَقُوبُ،! قَوْباً: إِذا (هَرَبَ. و) قابَ أَيضاً: إِذا (قَرُبَ) نَقلَهما الصّاغانيّ، فَهُما (ضِدٌّ) .
( {واقْتابَهُ: اخْتَارَهُ) .
(و) يُقَال (} قَوَّبْتُ الأَرْضَ) ، أَي: (أَثَّرْتُ فِيها) بالوطْءِ، وَجَعَلْتُ فِي مَساقيها عَلاَماتٍ، وَقد تقدّمتِ الإِشارةُ إِليهِ من كلامِ ابْنِ الأَثيرِ؛ وأَنشدَ:
بِهِ عَرَصَاتُ الحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ
وجَرَّدَ أَثْبَاجَ الجَرَاثِيمِ حاطِبُهْ
{قَوبن متْنه: أَي: أَثَّرْنَ فِيهِ بمَوْطِئهِم ومَحَلّهم. قَالَ العَجّاجُ:
من عَرَصَاتِ الحَيِّ أَمْسَت} ْ قُوَّبَا
أَيْ: أَمستْ {مُقَوَّبَةً (} وَتَقَوَّبَتِ البَيْضَةُ) ، أَي: ( {انْقابَت) ، وهُما بِمَعْنى، وذالك إِذا تَفَلَّقتْ عَن فَرْخِها.
وممّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ:
ويُقَال:} انْقابَ المَكَانُ، {وتقَوَّبَ، إِذا جُرِّدَ فِيهِ مواضِعُ من الشَّجَرِ والكَلإِ.
} وقَوِبَ من الغُبَارِ، أَي اغْبَرَّ، وهاذا عَن ثَعْلَب.
{والمُقَوَّبَةُ من الأَرَضِينَ: الّتي يُصيبُهَا المَطَرُ، فيَبْقَى فِي أَماكنَ مِنْهَا شَجَرٌ كَانَ بهَا قَديماً. حَكَاهُ أَبو حنيفةَ.
وَفِي الأَساس:} وقَوَّبتِ النّازِلُونَ الأَرْضَ: أَثَّرَتْ. وَفِي رأْسه وجِلْدِه {قُوَبٌ، أَي: حُفَرٌ.
وَمن المَجَاز:} انْقابت بَيْضةُ بَني فلانٍ عَن أَمْرِهم: بَيَّنُوهُ، كأَفرَخَتْ بَيضتُهم. انْتهى.
باب القاف والباء و (وا يء) معهما ق وب، وق ب، ب وق، ق ب ا، ب ق ي، أب ق مستعملات

قوب: القَوْبُ: أن تقوّب أرضاً، أو حفرة شبه التَّقْوير، تقول: قُبْتُها فانقابت. وقد قوّبُوا مَتْنَ الأرض، أي: أثروا فيها بمواطئهم ومحلهم، قال:

به عرصات الحي قَوَّبْنَ متنه ... وجرد أثباج الجراثيم حاطبه

والقَوْبُ: أن يُقَوِّبَ الجرب جلد البعير فترى فيه قوباً قد جردت من الوبر، وبه سميت القوباء التي تخرج في جلد الإنسان فتداوى بالرِّيق، قال:

يا عجبا لهذه الفَليقَة ... وهل تداوى القوبا بالرِّيقَة

والفليقة: الأمر العجب، وأمر مُفْلِق، أي: عجب. وقاب قوسين في قول الله عز وجل: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى عن الحسن: طُول قوسين، وقال مُقاتل: لكل قَوْسٍ قابان، وهما ما بين المقبض والسية.

وقب: الوَقْبُ: كل قَلْتٍ، أو حفرة، كقَلْتٍ في فِهْرٍ، وكوَقْبِ المدهنة، قال:

في وقب خوصاء كوقب المدهن

ووَقْبَةُ الثريد: أنقوعته. والوَقِيبُ: صوت قُنْبِ الدابة. [يقال] : وَقَبَتِ الدابة تَقِبُ وقيباً. ووَقَبَ الظلام، [أي: دخل] يَقِبُ وَقْباً ووُقُوباً. والإِيقابُ: إدخال الشيء في الوَقْبة.

بوق: البَوْقُ من المطر: الكثير، يقال: أصابهم بَوْقٌ من المطر. وقول رؤبة:  [من باكر الوسمي] نضاخ البُوَق

[جمع بُوقَة] كما قالوا في [جمع] الأوقة: أُوَق. ويقال: هو جماعة بَوْق المطر، ويقال: بل البُوقة: شجرة من دِقِّ الشجر شديدة [الالتواء ] . وهذا كما قال:

منهتك الشعران نضاخ العذب

والعَذَبُ: شجرة من الدِّقّ. وباقَتْهُمْ بائقة تَبُوقُهم بُؤُوقاً، أي: نزلت بهم نازلة شديدة. والبوائق: الدواهي، وكذلك: البوائج. والبُوق: شبه [منقاف] ملتوي الخرق، وربما نفع فيه الطحان، فيعلو صوته، ويعلم المراد به، ويقال لمن لا يكتم شيئاً: إنما هو بُوق.

قبا: القَباءُ ممدود، وثلاثة أَقْبِية، وتَقَبَّى الرجل: لبس قَباءَهُ. وقُبا- مقصور-: قرية بالمدينة. والقباية: المفازة بلغة حمير. قال شاعرهم:

وما كان عنز ترتعي بقَبايةٍ

وقابياء وقابعاء، يقال ذلك للئام. بقي: [تقول العرب: نشدتك الله] والبُقْيا، وهي: البقيّة، قال:

وما صد عني خالد من بَقيّةٍ

وبَقِيَ الشيء يَبْقَى بقاءً، وهو ضد الفناء يقال: ما بَقِيَتْ منهم باقية، ولا وقاهم من الله واقية. وبقى يبقى: لغة، وكل ياء مكسورة في الفعل يجعلونها ألفاً، نحو: بَقَى ورضى وفَنَى. واستبقيت فلاناً، إذا أوجبت عليه قتلاً وعفوت عنه، واستبقيت فلاناً في معنى: عفوت عن زلله واستبقيت مودته، قال:

ولَسْتَ بمُسْتبقٍ أخاً لا تلمه ... على شعث، أي الرجال المهذب!!؟

وإذا أعطيت شيئاً وَحَبَسْتَ بعضه، قلت: استبقيت بعضَهُ. وفلان يُبقيني ببصره إذا كان ينظر إليه ويَرْصُدُهُ، قال يصف حمارا:

ظلت وظل عذوباً فوق رابية ... تُبقيه بالأعين المخزومة العذب

أراد: أن هذا الحمار يريد أن يرد بأتنه، فوقف بهن فوق رابية، وانتظر غروب الشمس. وبات فلان يُبْقي البرق، أي: ينظر إليه من أين يلمع، قال الفزاري:

قد هاجني الليلة برقٌ لامع ... فبت أبقيه لعيني، رامع أبق: الأَبَقُ: قشر القنب. والإِباق : ذهاب العبد من غير خوف، ولا كد عمل، والحكم فيه أن يرد، فإذا كان من كد عمل أو خوف [لم] يرد.

قوب

1 قَابَ الأَرْضَ, aor. ـُ (S, O,) inf. n. قَوْبٌ; (K;) and ↓ قوّبها, (S, O,) inf. n. تَقْوِيبٌ; (S, O, K;) He dug, or made a hollow in, the ground: (K:) or he dug a round hollow in the ground; (S, O, TA;) thus both phrases are expl. by ISd. (TA.) b2: And قاب بَيْضَهُ, (S, O,) inf. n. as above, (K,) It (a bird) broke asunder its eggs. (S, O, K.) A2: قاب is also intrans., signifying جِلْدُهُ ↓ تقوّب [app. His skin became pitted, or marked with small hollows: see an explanation of 2, of which تقوّب is quasi-pass.]. (O.) b2: قابت البَيْضَةُ: see 7.

A3: Also (قاب) He was, or became, near; drew near; or approached: and He fled: (O, K, TA:) inf. n. قَوْبٌ: (TA:) thus it has two contr. significations. (K, TA.) 2 قَوَّبَ see above, first sentence. b2: One says also, قَوَّبْتُ الأَرْضَ meaning I made impressions, marks, or traces, upon the ground, (O, K, TA,) by treading; and made indications [thereby, or thereof,] at its drinking-places. (TA.) and قَوَّبوا الأَرْضَ, (A, TA,) or فِى الأَرْضِ, (O,) They (i. e. persons alighting, A, TA) made impressions, marks, or traces, upon the ground, (A, O, TA,) by their treading and their alighting. (O.) b3: And قوّب الجَرَبُ جِلْدَ البَعِيرِ The mange, or scab, made pits, or small hollows, bare of fur, in the skin of the camel. (Lth, TA.) See also 5. b4: قُوِّبَ مِنَ الغُبَارِ means اِغْبَرَّ [i. e., app., He, or it, became sullied with dust]. (Th, TA.) b5: and قوّبهُ, inf. n. تَقْوِيبٌ, He pulled it out or up, by the root; eradicated, or uprooted, it. (K, * TA.) 5 تقوّبت الأَرْضُ: see 7. b2: تقوّب جِلْدُهُ: see 1. b3: تقوّب also signifies It became peeled, or excoriated, or became so in several, or many, places. (TA.) One says, تقوّب مِنْ رَأْسِهِ مَوَاضِعُ Some places in his head became excoriated. (S.) In the saying of Dhn-r-Rummeh, تَقَوَّبَ عَنْ غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ تَقَوَّبَ may be for ↓ قَوَّبَ [q. v.]: or the phrase may be inverted, for تَقَوَّبَتْ غِرْبَانُهَا عَنِ الخَطْرِ. (S in art. خطر. [See غُرَابٌ, in art. غرب.]) b4: It is also said of a place as meaning It became, in parts, stripped of trees and herbage; and so ↓ انقاب. (TA.) b5: And it signifies also It was pulled out or up, by the root; was eradicated, or uprooted. (S, O, K. *) b6: تقوّبت البَيْضَةُ: see the next paragraph.7 اسقابت الأَرْضُ The ground was hollowed out in a round form; (S, ISd, O, TA;) as also ↓ تقوّبت. (ISd, TA.) b2: See also 5. b3: انقابت البَيْضَةُ, and ↓ تقوّبت, (S, A, O, K, TA,) and ↓ قَابَت, (TA,) The egg broke asunder, (S, A, O, K, TA,) and disclosed the young bird within it. (TA.) [Hence] one says اِنْقَابَتْ بِيْضَةُ بَنِى فُلَانٍ

عَنْ أَمْرِهِمْ [lit. The egg of the sons of such a one broke asunder, and disclosed their affair, case, or state]: meaning (tropical:) the sons of such a one revealed, or manifested, their affair, case, or state; a phrase like أَفْرَخَتْ بَيْضَتُهُمْ. (A, TA.) 8 اقتابهُ He chose, made choice of, selected, elected, or preferred, him, or it. (O, K.) قَابٌ The portion, of a bow, that is between the part that is grasped by the hand and the curved extremity: to every bow there are قَابَانِ: (S, O, Msb, K:) or, accord. to El-Khafájee, it is [the space] between the string and the part that is grasped by the hand, of the bow; as also ↓ قِيبٌ: (TA:) in the Kur [liii. 9], فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ accord. to some, is an inverted phrase, meaning فكان قَابَىْ قَوْسٍ [i. e. And he was at the distance of the measure of the two portions between the part that is grasped by the hand and each of the curved extremities of a bow]: (S, O:) [but] قَابٌ signifies also a measure, or space; and so ↓ قِيبٌ: (S, O, K:) one says, بَيْنَهُمَا قَابُ قَوْسٍ and قَوْسٍ ↓ قِيبُ, [Between them two is the measure of a bow], and likewise قَادُ قُوْسٍ and قِيدُ قَوْسٍ: (S, O: *) and it is said that قَابَ قَوْسَيْنِ [in the case mentioned above] means at [the distance of] the length of two bows: or as Fr says, at [the distance of] the measure of two Arabian bows. (TA.) [قابُ قَوْسٍ is also a term often used in astronomy to denote the distance between two stars; and seems to be syn. with ذِرَاعٌ (q. v.) as so used, thus meaning A cubit; which is the measure of each قاب of a bow, or nearly so.]

قُوبٌ A young bird; (S, A, O, K;) as also ↓ قَائِبَةٌ and ↓ قَابَةٌ: (K:) or ↓ قَائِبَةٌ signifies, (S, A, O,) or signifies also, (K,) an egg; (S, A, O, K;) and so does ↓ قَابَةٌ: (K;) ↓ قَائِبَةٌ is used in the latter sense as meaning ذَاتُ قُوبٍ, i. e. ذَاتُ فَرْخٍ: (Az, * O, TA: *) or it is like رَاضِيَةٌ in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ [meaning مَرْضِيَّةٌ]: (A:) [or as being originally the part. n. of قَابَت in the phrase قَابَتِ البَيْضَةُ: and it may be used in the former sense as being originally the act. part. n. of قَابَت in the phrase قَابَتِ البَيْضَةَ said of a hen-bird:] and ↓ قَاوِبَةٌ signifies an egg from which the young bird has come forth: (Az, TA:) or قُوبٌ signifies an egg: and ↓ قَابَةٌ, a young bird: (AHeyth, TA:) the pl. of قُوبٌ is أَقْوَابٌ. (K.) It is said in a prov., مِنْ قُوبٍ ↓ بَرِئَتْ قَائِبَةٌ, (S, A, O,) or مِنْ قُوبٍ ↓ تَخَلَّصَتْ قَائَبِةٌ, (K,) or مِنْ قُوبٍ ↓ قَابَةٌ, (tropical:) An egg became or has become, freed from a young bird [that was in it]: (S, A, O, K:) or a young bird, from an egg: (AHeyth, TA:) applied to him who has become separated from his companion. (A, * K.) An Arab of the desert, of the tribe of Asad, (S,) or Asd, (O,) said to a merchant who asked him to be his safeguard, مِنْ ↓ إِذَا بَلَغْتُ بِكَ مَكَانَ كَذَا بَرِئَتْ قَائِبَةٌ قُوبٍ, meaning (assumed tropical:) [When I shall have reached with thee such a place,] I shall be clear of obligation to protect thee. (S, O.) El-Kumeyt says لَهُنَّ وَلِلْمَشِيبِ وَمَنْ عَلَاهُ

وَقُوبُ ↓ مِنَ الأَمْثَالِ قَائِبَةٌ [To them (i. e. women), and to hoariness and him upon whom it has come, relates, among the proverbs, “An egg and a young bird ”]: he likens the fleeing of women from old men to the fleeing of the قُوب, or young bird, from the قَائِبَة, or egg; and [virtually] says that the beautiful woman will not return to the old man, like as the young bird will not return to the egg. (TA.) And Aboo-'Alee El-Kálee mentions the saying, مِنْ قُوبٍ ↓ لَا وَالَّذِى أَخْرَجَ قَائِبَةً, as meaning [No, by Him who has produced] a young bird from an egg: but Aboo-'Obeyd El-Bekree says that this is inverted. (MF, TA.) b2: أُمُّ قُوبٍ [in the TA said to be بالفتح, a mistranscription for بِالضَّمِّ,] Calamity, or misfortune. (O, K.) قُوَبٌ [in the two phrases here following is probably pl. of ↓ قُوبَةٌ]. You say, فِى الأَرْضِ قُوَبٌ In the ground are hollows [app. meaning round hollows: see 1, first sentence]. (A.) And فِى

رَأْسِهِ وَجِلْدِهِ قُوَبٌ In his head and his skin are pits. (A, TA.) b2: And hence ↓ القُوَبَآءُ. (A.) See قُوَبَآءُ, in two places. b3: It signifies [also] Egg-shells. (O, K.) قِيبٌ: see قَابٌ, in three places.

قُابَةٌ: see قُوبٌ: in four places.

قُوبَةٌ: see قُوَبٌ: b2: and see also قُوَبَآءُ, in three places.

قُوَبَةٌ: see قُوَبَآءُ, in three places.

A2: Also, (K,) applied to a man such as is termed مَلِىْءٌ [app. as meaning “ rich,” or “ wealthy ”], One who remains constantly in his abode, (S, K,) not quitting it. (S.) قُوَبَآءُ, (S, O, Msb, K,) fem., and imperfectly decl., (S, O,) and قُوْبَآءٌ, (S, O, Msb, K,) which is masc., and perfectly decl., as quasi-coordinate to قُرْطَاسٌ, said by ISk to be the only word of the measure فُعْلَآءٌ except خُشَّآءٌ, (S, O,) both originally of the measure فُعَلَآءُ, (O,) but to these may be added مُزَّآءٌ, (S, O,) [and perhaps some other instances,] and ↓ قُوَبَةٌ and ↓ قُوْبَةٌ, (O, K,) both of which are said by Fr to signify the same as قُوَيَآءُ, (O,) [Ringworm, or tetter; so called in the present day;] a well-known disease, (S, O, Msb,) characterized by excoriation and spreading, and cured by spittle, (S, O, TA,) or by the spittle of one who is fasting or hungry; (TA; [see an ex. in a verse cited voce فِلْقٌ;]) a cutaneous eruption, in which scabs peel off from the skin, and the hair comes off: (K, TA:) see قُوَبٌ, above: ↓ قُوَبٌ is [also] pl. of تُوَبَآءُ [like as نُفَسٌ is of نُفَسَآءُ], (S,) [and] so is قَوَابِىُّ: (KL:) ISd says, accord. to IAar, قُوَبَآءُ is sing. of ↓ قُوْبَةٌ and ↓ قُوَبَةٌ; but I know not how this can be: and he [i. e. IAar] also says that ↓ قُوَبٌ is pl. of ↓ قُوْبَةٌ and ↓ قُوَبَةٌ; and this is clear. (TA.) The dim. of قُوَبَآءُ is ↓ قُوَيْبَآءُ; and that of قُوْبَآءٌ is ↓ قُوَيْبِىٌّ. (S, O.) قُوبِىٌّ Fond of, or addicted to, the eating of young birds, (O, K, TA,) which are termed أَقْوَاب [pl. of قُوبٌ]. (TA.) قُوَيْبَآءُ and قُوَيْبِىٌّ: see قُوَبَآءُ, concluding sentence.

قَائِبَةٌ and قَاوِبَةٌ: see قُوبٌ; the former in eight places, and the latter in one place. قَائِبَةُ قُوبٍ means An empty egg: to such, in a trad., Mekkeh is likened when devoid of pilgrims. (O.) أَرْضٌ مقوبةٌ [i. e. مَقُوبَةٌ or مُقَوَّبَةٌ, being written without any syll. signs,] Land upon which rain has fallen, and in consequence thereof, in some places, trees that were in it formerly have been carried away: mentioned by AHn. (TA.) مُتَقَوِّبٌ Peeled, or excoriated; or so in several, or many, places. (K.) b2: And One from whose skin scabs have peeled off, (A, K, TA,) leaving upon it marks, (A,) and whose hair has come off [at those places]. (K, TA.) b3: And A serpent (S, O, K) of the species termed أَسْوَدُ (S, O) that has cast off its skin. (S, O, K.)

قرطب

قرطب: قرطب: دغل، شجر كثير ملتف يتوارى فيه (هلو).
[قرطب] قَرْطَبَهُ: صرعه على قفاه. وقال: فرحت أمشى مشية السكران * وزل خفاى فقرطبانى والقِرْطِبَّى بتشديد الباء: ضربٌ من اللعب.
(قرطب)
فلَان غضب وَيُقَال قرطب عَلَيْهِ وَعدا عدوا شَدِيدا وَفُلَانًا صرعه على قَفاهُ وَيُقَال طعنه فقرطبه وَالْجَزُور قطع عظامها ولحمها
قرطب: المُقَرْطِبُ: الغضبان. [وقَرْطَبَ: غضب] . قال:

إذا رآني قد أتيت قَرْطَبا ... وجال في جحاشه وطربا 

المُطَرْطِبُ: الذي يدعو الحمر.

قرطب


قَرْطَبَ
a. Cut, severed, divided the bones of ( animal).
b. Threw down.
c. [ coll. ], Hampered, impeded
held fast, rendered powerless.
تَقَرْطَبَ
a. [ coll. ], Was hampered
impeded; was powerless.
قُرْطُب
a. [ coll. ], Bramble, briar.

قُرْطُبَةa. Cordova (city).
قُرَاطِب
a. Sharp (sword).

قرطب: القُرْطُبُ (1)

(1 قوله «القرطب إلى قوله واحدهم قرطب» هذا سهو من

المؤلف وتبعه شارح القاموس ولم يراجع الأصول بل تهافت بالاستدراك الموقع في الدرك وصوابه القطرب إلخ بتقديم الطاء وسيأتي ذكره، وسبب السهو أن صاحبي المحكم والتهذيب ذكرا في رباعي القاف والراء قطرب بهذا المعنى ثم قلباه إلى قطرب فقالا وقرطبه صرعه إلى آخر ما هنا فسبق قلم المؤلف وجل من لا يسهو.) والقُرْطُوبُ: الذكر من السَّعالي؛ وقيل: هم صِغارُ الجِنِّ؛ وقيل: القَراطِبُ صِغارُ الكِلابِ، واحدُهم قُرْطُبٌ.

وقَرْطَبه: صَرَعَه على قَفاه وطَعَنَه. وقَرْطَبه وقَحْطَبَه إِذا

صَرعَه؛ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:

والضَّرْبُ قَرْطَبةٌ بكُلِّ مُهَنَّدٍ * تَرَكَ الـمَداوِسُ مَتْنَه مَصْقُولا

قال الفراءُ: قَرْطَبْتُه إِذا صَرَعْتَه.

والقُرْطُبَـى: السيفُ، قاله أَبو تراب؛ وسيف معروف؛ وأَنشد لاِبن الصامت الجُشَمِـيِّ:

رَفَوْني وقالوا: لا تُرَعْ يا ابنَ صامِتٍ، * فَظَلْتُ أُنادِيهمْ بثَدْيٍ مُجَدَّدِ

وما كنتُ مُغْتَرّاً بأَصْحابِ عامِرٍ * مع القُرْطُبَـى، بَلَّتْ بقَائمه يَدِي

وقَرْطَبَه فتَقَرْطَبَ على قفاه: انْصَرَع؛ وقال:

فَرُحْتُ أَمْشِـي مِشْيَةَ السَّكرانِ، * وزَلَّ خُفَّايَ فَقَرْطَبَاني

وقَرْطَبَ: غَضِبَ؛ قال:

إِذا رآني قد أَتَيْتُ قَرْطَبا * وجالَ في جِحَاشِه وطَرْطَبا

والطَّرْطَبَةُ: دُعاءُ الـحُمُر.

والـمُقَرْطِبُ: الغَضْبانُ؛ وأَنشد:

إِذا رآني قد أَتَيْتُ قَرْطَبا،

والقَرْطَبَةُ: العَدْوُ، ليس بالشديد؛ هذه عن ابن الأَعرابي. وقيل: قَرْطَبَ هَرَبَ. أَبو عمرو: وقَرْطَبَ الرجلُ إِذا عَدَا عَدْواً شديداً.

والقِرْطِـبَّـى، بتشديد الباءِ: ضَرْبٌ من اللَّعِب. التهذيب: وأَما القَرْطَبانُ الذي تقوله العامَّةُ لِلَّذي لا غَيْرَة له، فهو مُغَيَّر عن وجهه. قال الأَصمعي: الكَلْتَبانُ مأْخوذٌ من الكَلَب،

وهو القِـيادَةُ، والتاء والنون زائدتان. قال: وهذه اللفظة هي القديمة عن العرب، وغَيَّرَتْها العامَّةُ الأُولى فقالت: القَلْطَبانُ. قال: وجاءت عامَّةٌ سُفْلَى، فَغَيَّرَتْ على الأُولى فقالت: القَرْطَبانُ.

وقَرْطَبَ فلانٌ الجَزُور إِذا قَطع عِظامَها ولحمها. والقُراطِبُ:

القَطَّاع.

قرطب
: (قَرْطَبَهُ) : إِذَا (صَرَعَهُ) يُقَالُ: طَعَنَهُ، فَقَرْطَبَهُ، وقَحْطَبَه، وقولُ أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيّ:
والضَّرْبُ قَرْطَبَةٌ بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
تَرَكَ المَداوِسُ مَتْنَهُ مَصْقُولاَ
قَالَ الفَرّاءُ: قَرْطَبْتُهُ: إِذا صَرَعْتَهُ، (أَو) قَرْطَبَه: إِذا صَرَعَهُ (على قَفَاهُ) . وتَقَرْطَبَ على قَفَاهُ: انْصَرَعَ؛ وَقَالَ: فَرُحْتُ أَمْشِي مِشْيَةَ السَّكْرَانِ
وزَلَّ خُفَّايَ فَقَرْطَبَانِي
(و) قَرْطَب (الجَزُورَ: قَطَعَ عِظَامَهُ) لم يَذْكُرْهُ الجوْهَريّ، ولعلّه: قَرْضَبَ، بالضّاد المُعْجمةِ.
(و) قَرْطَبَ الرَّجُلُ: (عَدَا) عَدْواً (شَدِيداً) ، عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وَعَن ابنِ الأَعْرابِيّ: القَرْطَبَةُ: العدْوُ، لَيْسَ بالشَّدِيدِ.
(و) قيل: قَرْطَبَ: (هَرَبَ) .
(و) قَرْطَبَ: (غَضِب) ، قَالَ:
إِذا رَآنِي قد أَتَيْتُ قَرْطَبَا
وجَالَ فِي جِحَاشِهِ وطَرْطَبَا
والمُقَرْطِبُ: الغَضْبانُ.
(والقُرْطُبَى، بالضَّمِّ وَتَخْفِيف الباءِ: السَّيْفُ) ، قَالَه أَبو تُرَاب.
(وسَيْفُ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، رَضِيَ الله عَنهُ، وسَيْفُ ابْنِ الصَّامِتِ بنِ جُشَمَ) ؛ أَنشدَ أَبُو تُرَابٍ لَهُ:
رَفَوْنِي وقالُوا لَا تُرَعْ يَا ابْنَ صامِتٍ
فَظَلْتُ أُنَادِيهِمْ بثَدْيٍ مُجَدَّدِ
وَمَا كُنْتُ مُغْتَرّاً بأَصْحَابِ عامِرٍ
مَعَ القُرْطُبَى بَلَّتْ بقائِمهِ يَدِي
(و) القِرْطِبَّى، (بالكَسْرِ والتَّشْدِيدِ) أَي تشديدِ الباءِ المُوَحَّدَةِ: (ضَرْبٌ من اللَّعِب، و) هُوَ (نَوْعٌ مِنَ الصِّرَاعِ) يُقَرْطِبُ أَحَدُهُمَا صاحبَهُ على قَفَاهُ.
(والقُرَاطِبُ، بالضَّمِّ) : السَّيْفُ (القَطَّاعُ) ، وَهُوَ القُرَاضِب؛ والضّادُ أَعلى.
(وقُرْطُبَةُ) ، بالضَّمِّ: (د عَظِيمٌ بالمَغْرِبِ) ، وزَعَمَ أَبُو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ أَنّهما فِي لفظ القُوطِ، بِالظَّاءِ المُعْجَمَة، وَفِي نَفْحِ الطّيب، نقلا عَن الحِجَاريّ: قُرْطُبَةُ، بإِهمالِ الطّاءِ وضَمِّها، وَقد يَكْسِرُهَا المَشْرِقِيُّونَ، وَلَا يُعْجِمُهَا آخَرُونَ: مدينةٌ عظيمةٌ بالأَنْدَلُسِ مِن أَعْظمِ بِلادِهَا، كَانَ افتتاحُها سنةَ اثنتَيْنِ وتسعينَ فِي زمن الوَلِيدِ بْنِ عبدِالمَلِك، واستمرَّتْ على حَالهَا وقوّة أَهلِهَا وضَخَامةِ المُلْكِ فِيهَا، إِلى أَنْ استَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى فِي أَثناءِ المِائَةِ الْعَاشِرَة.
(والقَرْطَبانُ، بالفَتْح) ، ذَكَرَ الفَتْحَ هُنَا لدَفْعِ الإِبهامِ: (الدَيُّوثُ، وَالَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ) على حَرِيمِهِ، (أَو القَوَّادُ) قَالَ: وهم يَرْجِعُونَ إِلى معنى واحِدٍ؛ لأَنَّ الدَّيُّوثَ لَا غَيْرَةَ لَهُ، ويصلُحُ للقِيادةِ.
قَالَ شيخُنَا: قالَ الحُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ: سَمِعْتُ أَبا عبدِ اللَّهِ البُوشَنْجِيَّ بسَمَرْقَنْدَ، وَقد سأَله أَعرابِيٌّ: أَي شيءٍ القَرْطَبانُ؟ فَقَالَ: كانتِ امْرَأَةٌ فِي الجاهليّة يُقَالُ لَهَا أُمُّ أَبَانٍ، وَكَانَ لَهَا قَرْطَبٌ وَهُوَ السِّدْرُ، وكانَ لَهَا تَيْسٌ فِي ذالك القَرْطَب، وَكَانَ يُنَزَّى بدِرْهَمَيْنِ، وكانَ النَّاس يقولُونَ: نَذهَبُ إِلى قَرْطَبِ أُمِّ أَبَان، نُنْزِي تَيْسَها على مِعْزَانَا، وكَثُرَ ذالك، فَقَالَ العامّةُ: قَرْطَبَانُ، قَالَه التّاجُ السُّبْكِيُّ فِي طَبَقاته الْكُبْرَى. قَالَ: وهاذه التَّسميةُ ممّا جاءَ على خِلاف الأَصل وَالْغَالِب. قَالَ شيخُنا، ومثلُ هاذا بعيدٌ عَن تراكيب الْعَرَب واستعمالاتها، إِلاّ فِي أَلفاظٍ نادرة، انْتهى.
وَفِي التَّهْذِيب: وأَمَّا القَرْطَبان، الّذي تَقُولُهُ العامَّةُ لِلَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ، فَهُوَ مُغَيَّرٌ عَن وَجهه، قَالَ الأَصْمَعِيّ: الكَلْتَبَانُ مأْخوذٌ من الكَلْب، وَهِي القِيَادةُ، والتّاءُ والنُّونُ زائدتانِ قَالَ: وهاذه اللَّفْظَة هِيَ الْقَدِيمَة عَن العَرب، وغَيَّرَها العامَّةُ الأُولى، فَقَالَت: القَلْطَبَانُ، وجاءَت عامَّةٌ سُفْلَى، فغَيَّرتْ على الأُولى، فَقَالَت: القَرطَبان.
قلت: وممّا بَقِيَ على المُصنِّف: القُرْطُب، والقُرْطوب، بِالضَّمِّ: الذكَرُ من السَّعَالِي، وَقيل: هم صِغار الجِنِّ.
وَقيل: القَرَاطِبُ: صِغار الكِلاب، واحدهم قُرْطُب، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.

بَوَّبَ 

(بَوَّبَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ قَوْلُكَ تَبَوَّبْتُ بَوَّابًا، أَيِ اتَّخَذْتَ بَوَّابًا وَالْبَابُ أَصْلُ أَلِفِهِ وَاوٌ، فَانْقَلَبَتْ أَلِفًا. فَأَمَّا الْبَوْبَاةُ فَمَكَانٌ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْ قَرْنٍ إِلَى الطَّائِفِ. قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: لَنْ تَسْلُكِي سُبُلَ الْبَوْبَاةِ مُنْجِدَةً ... مَا عِشْتِ عَمْرُو وَمَا عُمِّرْتَ قَابُوسُ
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.