نءل
نَأَلَ(n. ac. نَأْل
نَأَل
نَئِيْل
نَــأَلَاْن)
a. Strutted; walked by leaps and bounds.
b. Envied.
c. Beseemed, behoved.
نَؤُوْل []
a. Strutter.
خضع: الخُضُوع: التواضُع والتَّطامُن. خَضَع يَخْضَع خَضْعاً وخُضُوعاً
واخْتَضَع: ذلّ. ورجل أَخْضَعُ وامرأَة خَضْعاء: وهما الرَّاضِيانِ
بالذلّ؛ وأَخْضَعَتْني إِليك الحاجةُ، ورجل خيْضَعٌ؛ قال العجاج:
وصِرْت عَبْداً للبَعوضِ أَخْضَعا،
تَمَصُّني مَصَّ الصَّبيِّ المُرْضِعا
وفي حديث اسْتِراق السمْعِ: خُضْعاناً لقوله؛ الخُضْعانُ: مصدر خَضَعَ
يَخْضَعُ خُضُوعاً وخُضْعاناً كالغُفران والكُفْران، ويروى بالكسر
كالوِجدانِ، ويجوز أَن يكون جمع خاضِع، وفي رواية: خُضَّعاً لقوله، جمع خاضِع.
وخَضَعَ الرَّجلُ وأَخْضَع: أَلان كَلِمه للمرأَة. وفي حديث عمر، رضي الله
عنه: أَن رجلاً في زمانه مرَّ برجل وامرأَة قد خَضعا بينهما حديثاً
فضَربه حتى شَجَّه فرُفِع إِلى عمر، رضي الله عنه، فأَهْدَره، أَي ليَّنا
بينهما الحديثَ وتكلما بما يُطْمِعُ كلاًّ منهما في الآخر. والعرب تقول:
اللهم إِني أَعُوذ بك من الخُنُوع والخُضُوع؛ فالخانِعُ الذي يدْعو إِلى
السوأَة، والخاضِعُ نحوه؛ وقال رؤبة:
من خالِباتٍ يَخْتَلِبْنَ الخُضَّعا
قال ابن الأَعرابي: الخُضَّع اللواتي قد خَضَعْن بالقول ومِلْن؛ قال:
والزجل يُخاضِع المرأَةَ وهي تُخاضِعُه إِذا خَضع لها بكلامه وخضَعت له
ويَطْمع فيها، ومن هذا قوله: ولا تَخْضَعْن بالقول فيطْمَع الذي في قلبه
مرض؛ الخُضوع: الانْقِيادُ والمُطاوعةُ، ويكون لازماً كهذا القول ومتعدياً؛
قال الكميت يصف نساء بالعَفاف:
إِذْ هُنَّ لا خُضُعُ الحَدِيـ
ـثِ، ولا تَكَشَّفَتِ المَفاصِلْ
وفي الحديث: أَنه نهى أَن يَخْضَع الرجل لغير امرأَته أَي يَلِين لها في
القول بما يُطْمِعُها منه.
والخَضَعُ: تَطامُن في العنق ودُنُوّ من الرأْس إِلى الأَرض، خَضِعَ
خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ بيِّن الخَضَع، والأُنثى خَضْعاء، وكذلك البعير
والفرس. وخَضَع الإِنسان خَضْعاً: أَمالَ رأْسَه إِلى الأَرض أَو دنا منها.
والأَخْضعُ: الذي في عُنقه خُضُوع وتطامُن خلقة. يقال: فرس أَخضَعُ بيِّن
الخَضَعِ. وفي التنزيل: فظَلَّت أَعْناقُهم لها خاضِعين؛ قال أَبو عمرو:
خاضِعين ليست من صفة الأَعناق إِنما هي من صفة الكناية عن القوم الذي في
آخر الأَعناق فكأَنه في التمثيل: فظلت أَعناق القوم لها خاضعين، والقوم في
موضع هم؛ وقال الكسائي: أَراد فظلت أَعناقُهم خاضِعيها هم كما تقول يدُك
باسِطُها، تريد أَنت فاكتفَيْتَ بما ابتدأْت من الاسم أَن تُكَرِّره؛
قال الأَزهري: وهذا غير ما قاله أَبو عمرو؛ وقال الفراء: الأَعناق إِذا
خَضَعَت فأَربابها خاضِعُون، فجعل الفعل أَوّلاً للأَعْناق ثم جعل خاضِعِين
للرِّجال، قال: وهذا كما تقول خَضَعْت لك فتكتفي من قولك خَضَعَتْ لك
رقبتي. وقال أَبو إِسحق: قال خاضعين وذكَّر الأَعناق لأَن معنى خُضوع
الأَعناق هو خضوع أَصحاب الأَعناق، لما لم يكن الخُضوع إِلا خُضوع الأَعناق جاز
أَن يخبر عن المضاف إِليه كما قال الشاعر:
رأَتْ مَرَّ السِّنين أَخَذْنَ منِّي،
كما أَخَذ السِّرارُ من الهِلالِ
لما كانت السنون لا تكون إِلا بمَرٍّ أَخْبر عن السنين، وإِن كان أَضاف
إِليها المرور، قال: وذكر بعضهم وجهاً آخر قالوا: معناه فظلت أَعناقهم
لها خاضعين هم وأَضمر هم؛ وأَنشد:
ترى أَرْباقَهم مُتَقَلِّديها،
كما صَدِئ الحَدِيدُ عن الكُماةِ
قال: وهذا لا يجوز مثله في القرآن وهو على بدل الغَلط يجوز في الشعر
كأَنه قال: ترى أَرْباقَهم، ترى مُتَقَلِّديها كأَنه قال: ترى قوماً
مُتقلدين أَرباقهم. قال الأَزهري: وهذا الذي قاله الزجاج مذهب الخليل ومذهب
سيبويه، قال: وخَضَع في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً واقعاً، تقول:
خَضَعْتُه فخضَع؛ ومنه قول جرير:
أَعدَّ الله للشُّعراء مني
صَواعِقَ يَخْضَعُون لها الرِّقابا
فجعله واقعاً مُتعدّياً. ويقال: خضَع الرجلُ رقبَته فاخْتَضَعَتْ
وخَضَعَتْ؛ قال ذو الرمة:
يظَلُّ مُخْتَضِعاً يبدو فتُنْكِرُه
حالاً، ويَسْطَعُ أَحياناً فيَنْتَسِبُ
(* قوله «يظل» سيأتي في سطع فظل.)
مُخْتَضِعاً: مُطأْطِئ الرأْس. والسطُوعُ: الانْتصاب، ومنه قيل للرجل
الأَعْنقِ: أَسْطَعُ. ومَنْكِب خاضِع وأَخضع: مطمئن. ونعام خواضِعُ:
مُمِيلات رؤوسَها إِلى الأَرض في مراعيها، وظليم أَخضَع، وكذلك الظّباء؛
قال:تَوَهَّمْتها يوماً، فقُلت لصاحِبي،
وليس بها إِلاَّ الظِّباء الخَواضِعُ
وقوم خُضُعُ الرّقاب: جمع خَضُوعٍ أَي خاضِع؛ قال الفرزدق:
وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ، رأَيْتَهم
خُضُعَ الرِّقاب، نَواكِسَ الأَبْصارِ
وخَضَعَه الكِبَرُ يخْضَعُه خَضْعاً وخُضوعاً وأَخْضَعه: حَناه. وخَضَع
هو وأَخْضَع أَي انحَنى. والأَخْضَع من الرجال: الذي فيه جَنَأٌ، وقد
خَضِعَ يخْضَعُ خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ، وفي حديث الزبير: أَنه كان أَخْضَع
أَي فيه انحِناء. ورجل خُضَعةٌ إِذا كان يخضَع أَقْرانَه ويَقْهَرُهم.
ورجل خُضَعةٌ، مثال هُمَزة: يخْضَعُ لكل أَحد. وخَضَع النجمُ أَي مال
للمَغيب. ونبات خَضِعٌ: مُتَثنٍّ من النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ؛ قال ابن سيده:
وهو عندي على النسَب لأَنه لا فِعْلَ له يَصْلُح أَن يكون خَضِعٌ
محمولاًعليه؛ ومنه قول أَبي فَقْعس يصف الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ؛ كذا
حكاه ابن جني مضع، بالعين المهملة؛ قال: أَراد مَضِغٌ فأَبدل العين مكان
الغين للسجع، أَلا ترى أَن قبله خَضِع وبعده رَتِع؟
أَبو عمرو: الخُضَعة من النخل التي تَنْبُت من النواة، لغة بني حنيفة،
والجمع الخُضَعُ. والخَضَعةُ: السياط لانصِبابها على مَن تَقَع عليه،
وقيل: الخَضْعةُ والخَضَعة السيوف، قال: ويقال للسيوف خَضْعة، وهي صوت
وقْعها. وقولهم: سمعت للسياط خَضْعةً وللسيوف بَضْعة؛ فالخضْعةُ وقع السياط،
والبَضْعُ القَطْع. قال ابن بري: وقيل الخَضْعة أَصوات السيوف، والبَضْعةُ
أَصوات السياط؛ وقد جاء في الشعر محركاً كما قال:
أَرْبعةٌ وأَرْبَعهْ
اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ،
لمالِكِ بنِ بَرْذعهْ،
وللسيوفِ خَضَعَهْ،
وللسِّياطِ بَضَعَهْ
والخَيْضَعةُ: المعركةُ، وقيل غُبارها، وقيل اختلاط الأَصوات فيها؛
الأَوَّل عن كراع، قال: لأَن الكُماة يَخْضع بعضها لبعض. والخَيضَعةُ: حيث
يَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لبعض. والخَيْضَعةُ: صوت القتال.
والخيضعة: البيضة؛ فأَما قول لبيد:
نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَهْ،
ونحنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ،
المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ،
الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ
فقيل: أَراد البيضة، وقيل: أَراد الْتِفافَ الأَصوات في الحرب، وقيل:
أَراد الخَضَعةَ من السيوف فزاد الياء هَرَباً من الطّيِّ، ويقال لبيضة
الحرب الخَيْضَعة والرَّبِيعةُ، وأَنكر علي بن حمزة أَن تكون الخَيْضَعة
اسماً للبيضة، وقال: هي اختلاط الأَصوات في الحرب. وخَضَعَت أَيدي الكواكب
إِذا مالت لتَغيب؛ وقال ابن أَحمر:
تَكادُ الشمسُ تَخْضَعُ حينَ تَبْدُو
لهنَّ، وما وُبِدْنَ، وما لُحِينا
(* قوله: وُبِدْنَ، هكذا في الأصل؛ ولم يرد وبَد متعدّياً إلا بعلى
حينما يكون بمعنى غضب.)
وقال ذو الرمة:
إِذا جَعَلَتْ أَيْدِي الكَواكِبِ تَخْضَعُ
والخَضِيعةُ: الصوتُ يُسْمَع من بطنِ الدابة ولا فِعْل لها، وقيل: هي
صوت قُنْبِه، وقال ثعلب: هو صوت قُنْب الفرس الجَواد؛ وأَنشد لامرئ
القيس:كأَنَّ خَضِيعةَ بَطْنِ الجَوا
دِ وَعْوَعةُ الذِّئب بالفَدْفَدِ
وقيل: هو صوت الأَجوف منها، وقال أَبو زيد: هو صوت يخرج من قُنْب الفرَس
الحِصان، وهو الوَقِيبُ. قال ابن بري: الخَضِيعةُ والوَقِيبُ الصوت الذي
يسمع من بطن الفرس ولا يُعلم ما هو، ويقال: هو تَقَلْقُل مِقْلَم الفرَس
في قُنْبه، ويقال لهذا الصوت أَيضاً: الذُّعاق، وهو غريب.
والاخْتِضاعُ: المَرُّ السريعُ. والاختِضاعُ: سُرْعةُ سير الفرس؛ عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد في صفة فرس سريعة:
إِذا اخْتَلَط المَسِيحُ بها توَلَّتْ
بِسَوْمي، بين جَرْيٍ واخْتِضاعِ
(* قوله «بسومي» كذا بالأصل.)
يقول: إِذا عَرِقَتْ أَخرجت أَفانِينَ جَرْيِها. وخَضَعَتِ الإِبل إِذا
جَدَّتْ في سَيرها؛ وقال الكميت:
خَواضِع في كُلِّ دَيْمومةٍ،
يَكادُ الظَّلِيمُ بها يَنْحَلُ
وإِنما قيل ذلك لأَنها خَضَعتْ أَعناقها حين جَدَّ بها السيْرُ؛ وقال
جرير:
ولقد ذَكَرْتُكِ، والمَطِيُّ خَواضِعٌ،
وكأَنَّهُنَّ قَطا فَلاةٍ مَجْهَلِ
ومَخْضَعٌ ومَخْضَعةُ: اسمان.
دعك: دَعَك الثوبَ باللبس دَعْكاً: أَلانَ خُشْنَتَه. ودَعَك الخصمَ
دَعْكاً: ليَّنه وذلَّله ومَعَكه مَعْكاً. ورجل مِدْعَك ومُدَاعِك: شديد
الخصومة. وتَدَاعك الرجلان في الحرب أَي تَمَرَّسَا. ورجل دَعِكٌ أَي
مَحِكٌ. وتَداعك القومُ: اشتدت الخصومة بينهم. ودَعَكه في التراب: مَرَّغه.
والدَّعْك مثل الدَّلْك ودَعَكَ الأَدِيمَ دَعكاً: دلكه وليَّنه. وأَرضٌ
مَدْعوكة: كثر بها الناس ورُعاة الإبل حتى أَفسدوها، وكثرت فيها آثارهم وهم
يكرهونها، إلا أَن يجمعهم أَثر سحابة لا بدَّ لهم منها. ويقال: تَنَحَّ
عن دُعْكةِ الطريق وعن ضَحْكِهِ وضَحّاكِهِ وعن حَنّانِهِ وجَدِيَّته
وسَلِيقَتِه.
والدُّعَكُ: طائر، والدُّعَك: الضعيف، على التشبيه به؛ قال ابن بري:
الدعك الضعيف الهُزْأَة؛ قال عبد الرحمن بن حسان وكان لعمرو بن الأَهتم ولد
مليح الصورة وفيه تأنيث فقال:
قل لِلَّذي كاد، لولا خَطُّ لحيته،
يكون أُنثى عليه الدُّرُّ والمَسَكُ؛
هل أَنتَ إلا فَتَاةُ الحيِّ إن أَمنوا،
يوماً، وأَنْتَ، إذا ماحاربوا، دُعَكُ؟
والدِّعْكاية: الكثير اللحم، طال أو قَصُر؛ قال ابن بري: والدِّعْكاية
القصير؛ قال الراجز:
أَما تَرَيْني رجُلاً دعْكايَهْ
عَكَوَّكاً، إذا مشى، دِرْحايَهْ
أَنُوءُ للقيامِ آهاً آيَهُ،
أَمشي رُوَيْداً تاهَ تايَهْ
فقد أَرُوعُ، وَيْحَك الجَدَايَهْ
زعمت أَن لا أُحسن الحُدَاية،
فيَا يَهٍ أَيا يَهٍ أَيا يَهْ
والدَّعَكُ: الحمق والرُّعُونة، وقد دَعِكَ دَعَكاً.
والداعِكةُ: الحمقاء الجريئة. ورجل داعِكٌ من قوم داعِكين إذا هلكوا
حُمْقاً؛ أَنشد ثعلب:
وطاوَعْتُمَاني داعِكاً ذا مَعَاكةٍ،
لعمري لقد أَوْدَى وما خلْتُه يُودي
ويقال: أََحمق داعكة، بالهاء؛ وأَنشد:
هَبَنَّقيّ ضعيف النَّهْضِ، داعِكة،
يَقْني المُنَى ويَراها أَفضل النَّشَبِ
والدُّعْكة: لغة في الدُّعْقة وهي جماعة من الإبل.
مظع: مَظَعَ الوَتَرَ يَمْظَعُه مَظْعاً ومَظَّعَه تَمْظِيعاً: مَلَّسَه
ويبَّسَه، وقيل: وأَلانــه، وكذلك الخشبة، وقيل: كلُّ ما أَلانَــه
ومَلَّسَه، فقد مَظَعَه، ومَظَعَتِ الريحُ الخَشَبة: امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها.
ومَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثم وَضعْتَها بِلِحائها في
الشمس حتى تَتَشَرَّبَ ماءَها ويُتْرَك لِحاؤها عليها لئَلا تَتَصَدَّعَ
وتَتَشَقَّقَ؛ قال أَوس ابن حجر يصف رجلاً قطع شجرة يتخذ منها قوْساً:
فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها،
تُعالى على ظَهْر العَرِيشِ وتُنْزَلُ
العريش: البيت؛ يقول تُرْفَع عليه بالليل وتُنْزَلُ بالنهار لئلا تصيبها
الشمس فتتفطر. والتَّمَظُّعُ: شرب القضِيب ماء اللِّحاء تتركه عليه حتى
يَتَشَرَّبَه فيكون أَصلب له، وقد مَظَّعَه الماءَ؛ قال أَوس بن حجر:
فلمّا نَجا من ذلكَ الكَرْبِ، لم يَزَلْ
يُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا
ويقال للرجل إِذا رَوَّى بالدسَمِ الثَّرِيدَ: قد رَوَّغَه ومَرَّغَه
ومَظَّعَه ومَرْطَلَه وسَغْبَلَه وسَغْسَغَه. وقال أَبو حنيفة: مَظَّعَ
القوْسَ والسَّهْمَ شَرّبهما؛ وقال الشماخ يصف قوساً:
فمَظّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لحائِها،
ويَنْظُرُ فِيها أَيَّها هو غامِزُ
والمَظْعُ فعله مُماتٌ، ومنه اشتقاق مَظَّعْت العود إِذا تركته في
لِحائِه ليشرب ماءه. ومَظَّعَ فلان الإِهابَ إِذا سقاه الدُّهْنَ حتى
يَشْرَبَه. وتَمَظَّعَ ما عنده: تَلَحَّسَه كله. وفلان يَتَمَظّعُ الظلَّ أَي
يَتَتَبَّعُه من موضع إِلى موضع. والمُظْعةُ: بَقِيّةٌ من الكَلإِ.
خنث: الخُنْثَى: الذي لا يَخْلُصُ لِذَكَرٍ ولا أُنثى، وجعله كُراعٌ
وَصْفاً، فقال: رجلٌ خُنْثَى: له ما للذَّكر والأُنثى. والخُنْثَى: الذي له
ما للرجال والنساء جميعاً، ولجمع: خَنَاثى، مثلُ الحَبالى، وخِناثٌ؛
قال:لَعَمْرُكَ، ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ
بنِسْوانٍ يَلِدْنَ، ولا رِجالِ
والانْخِناثُ: التَثَنِّي والتَّكَسُّر.
وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً، فهو خَنِثٌ، وتَخَنَّثَ، وانْخَنَثَ: تَثَنَّى
وتَكَسَّرَ، والأُنثى خَنِثَةٌ. وخَنَّثْتُ الشيءَ فتَخَنَّثَ أَي
عَطَّفْتُه فتَعَطُّفَ؛ والمُخَنَّثُ من ذلك للِينهِ وتَكَسُّره، وهو
الانْخِناثُ؛ والاسم الخُنْثُ؛ قال جرير:
أَتُوْعِدُني، وأَنتَ مُجاشِعيٌّ،
أَرَى في خُنْثِ لِحْيَتِك اضْطِرابا؟
وتَخَنَّثَ في كلامه. ويقال للمُخَنَّثِ: خُناثَةُ، وخُنَيْثةُ.
وتَخَنَّثَ الرّجُلُ إِذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ؛ وقيل: المُخَنَّثُ الذي
يَفْعَلُ فِعْلَ الخَناثى، وامرأَة خُنُثٌ ومِخْناثٌ. ويقال للذَّكر: يا
خُنَثُ وللأُنثى: يا خَنَاثِ مثل لُكَعَ ولَكَاعِ.
وانْخَنَثَتِ القِرْبةُ: تَثَنَّتْ؛ وخَنَثَها يَخْنِثُها خَنْثاً
فانْخَنَثَتْ، وخَنَّثَها، واخْتَنَثَها: ثَنى فاها إِلى خارج فشَرِبَ منه،
وإن كَسَرْتَه إِلى داخل، فقد قَبَعْتَه. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه
وسلم، نهى عن اخْتِناثِ الأَسْقِيةٍ؛ وتأْويلُ الحديث: أَنَّ الشُّرْب من
أَفواهها ربما يُنَتِّنُها، فإِنّ إِدامةَ الشُّرْبِ هكذا، مما يُغَيِّر
رِيحَها؛ وقيل: إنه لا يُؤْمَنُ أَن يكون فيها حية أَو شيءٌ من
الحَشرات، وقيل: لئلا يَتَرَشَّشَ الماءُ على الشارب، لِسَعَة فَم السِّقاء. قال
ابن الأَثير: وقد جاء في حديث آخر اباحتهُ؛ قال: ويحتمل أَن يكون النهيُ
خاصّاً بالسقاء الكبير دون الإِداوة. الليث: خَنَثْتُ السِّقاء
والجُوالِقَ إِذا عَطَفْتَه. وفي حديث عائشة: أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله، صلى الله
عليه وسلم، ووفاتَه قالت: فانْخَنَثَ في حِجْري، فما شَعَرْتُ حتى
قُبِضَ، أَي فانْثَنى وانكسر لاسترخاء أَعضائه، صلى الله عليه وسلم، عند
الموت. وانْخَنَثَتْ عُنُقُه: مالَتْ، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنى فاه فأَخْرَجَ
أَدَمَتَه، وهي الداخلة، والبَشَرَةُ وما يَلي الشعرَ: الخارجةُ. وروي عن
ابن عمر: أَنه كان يَشْرَبُ من الإِداوةِ، ولا يَخْتَنِثُها، ويُسَمِّيها
نَفْعَةَ؛ سماها بالمَرَّة من النَّفْع، ولم يصرفها للعلمية والتأْنيث؛
وقيل: خَنَثَ فَمَ السِّقاءِ إِذا قَلَبَ فَمه، داخلاً كان أَو خارجاً.
وكلُّ قَلْبٍ يقال له: خَنْثٌ. وأَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ
والتَّثَنِّي، ومنه سميت المرأَة: خُنْثَى. تقول: إِنها لَيِّنة
تَتَثَنَّى.ويقال: أَلْقَى الليلُ أَخْناثَهُ على الأَرض أَي أَثْناءَ ظَلامه؛
وكَوَى الثَّوْبَ على أَخْناثهِ وخِناثهِ أَي على مَطاوِيهِ وكُسُوره،
الواحد: خِنْثٌ. وأَخْناثُ الدَّلْو فُرُوغُها، الواحدُ خِنْثٌ؛ والخِنْثُ:
باطِنُ الشِّدْق عند الأَضراس، من فوقُ وأَسفلُ. وتَخَنَّثَ الرجلُ وغيره:
سَقَطَ من الضَّعْفِ.
وخُنْثُ: اسم امرأَة، لا يُجْرَى.
والخَنِثُ، بكسر النون: المُسْتَرْخي المُتَثَنِّي. وفي المثل: أَخْنَثُ
من دَلالٍ.
جود: الجَيِّد: نقيض الرديء، على فيعل، وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء
لانكسارها ومجاورتها الياء، ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها، والجمع جِياد،
وجيادات جمع الجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب،
ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ
وفي الصحاح في جمعه جيائد، بالهمز على غير قياس. وجاد الشيءُ جُودة
وجَوْدة أَي صار جيِّداً، وأَجدت الشيءَ فجاد، والتَّجويد مثله. وقد قالوا
أَجْوَدْت كما قالوا: أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن
على النقصان والتمام. ويقال: هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة.
وقد جاد جَوْدة وأَجاد: أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل. ويقال: أَجاد
فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة، وجُدْت له بالمال جُوداً.
ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً. وأَجَدْته
النقد: أَعطيته جياداً. واستجدت الشيء: أَعددته جيداً. واستَجاد الشيءَ:
وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً.
ورجل جَواد: سخيّ، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع أَجواد، كسَّروا
فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً. وجاودت فلاناً فَجُدْته
أَي غلبته بالجود، كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد. وجاد الرجل بماله
يجُود جُوداً، بالضم، فهو جواد. وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل، وإِنما سكنت
الواو لأَنها حرف علة، وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء؛ وكذلك امرأَة جَواد ونسوة
جُود مثل نَوارٍ ونُور؛ قال أَبو شهاب الهذلي:
صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بشَكرِها،
جَوادٌ بقُوت البَطْن، والعِرْقُ زاخِر
قوله: العرق زاخر، قال ابن برّي: فيه عدّة أَقوال: أَحدها أَن يكون
المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع؛ الثاني ما قاله
أَبو عبيدة يقال: عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه
نامٍ في الكرم؛ الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه،
يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره؛ الرابع أَن يكون العرق هنا
الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم. وفي الحديث: تجَوَّدْتُها لك
أَي تخيرت الأَجود منها. قال أَبو سعيد: سمعت أَعرابيّاً قال: كنت أَجلس
إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له: ما يتجاودون؟ فقال: ينظرون أَيهم
أَجود حجة.
وأَجواد العرب مذكورون، فأَجواد أَهل الكوفة: هم عكرمة بن ربعي وأَسماء
بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي؛ وأَجواد أَهل البصرة: عبيد الله بن
أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله
بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة؛ وأَجواد الحجاز: عبدالله
بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من
أَجواد أَهل البصرة، فهؤلاء الأَجواد المشهورون؛ وأَجواد الناس بعد ذلك
كثير، والكثير أَجاود على غير قياس، وجُود وجُودة، أَلحقوا الهاء للجمع
كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة، وقد جاد جُوداً؛ وقول ساعدة:
إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ،
جادت بِنائلها إِليه، مَرْغَبُ
إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه.
ونساء جُود؛ قال الأَخطل:
وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود
واستجاده: طلب جوده. ويقال: جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً؛ وقال
الفرزدق:
قوم أَبوهم أَبو العاصي، أَجادَهُمُ
قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ
وأَجاده درهماً: أَعطاه إِياه. وفرس جواد: بَيِّنُ الجُودة، والأُنثى
جواد أَيضاً؛ قال:
نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها
وفي حديث التسبيح: أَفضل من الحمل على عشرين جواداً. وفي حديث سليم بن
صرد: فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد، ويجوز أَن يريد سيراً
جواداً، كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة.
وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة، بالضم، فهو جواد للذكر والأُنثى
من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد.
وأَجياد: جبل بمكة، صانها الله تعالى وشرّفها، سمي بذلك لموضع خيل تبع،
وسمي قُعَيْقِعان لموضع سلاحه. وفي الحديث: باعده الله من النار سبعين
خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد؛ المجيد: صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد،
كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته قوية أَو ضعيفة.
وفي حديث الصراط: ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل، هي جمع أَجواد، وأَجواد
جمع جواد؛ وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب:
وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد،
رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب
معناه: إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك؛ شبهها بالفرس أَو الناقة النفور
كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان بذلك؛ أَنشد
ثعلب:
إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ،
أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ
(* قوله «زل فوه» هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد
إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً.)
والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد، فتصح الواو في الجمع لتحركها في
الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل، ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في
التكسير البتة، فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو
واو ثوب وسوط فقالوا جياد، كما قالوا حياض وسياط، ولم يقولوا جواد كما
قالوا قوام وطوال.
وقد جاد في عدوه وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة
جواد وفرس جواد؛ قال الأَعشى:
فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ
مَهَامِهَ، لا يَقودُ بها المُجِيدُ
واستَجادَ الفرسَ: طلبه جَواداً. وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً
جَواداً أَي بعيدة حثيثة، وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً،
كذلك إِذا كانت بعيدة. ويقال: جوّد في عدوه تجويداً.
وجاد المطر جَوْداً: وبَلَ فهو جائد، والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب،
وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً. ومطر جَوْد: بَيِّنُ الجَوْد غزيز، وفي
المحكم يروي كل شيء. وقيل: الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة. وفي حديث
الاستسقاء: ولم يأْت أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع
الغزير. قال الحسن: فأَما ما حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه
فإِنما هي مبالغة وتشنيع، وإِلاَّ فليس فوق الجَوْد شيء؛ قال ابن سيده:
هذا قول بعضهم، وسماء جَوْد وصفت بالمصدر، وفي كلام بعض الأَوائل: هاجت
بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا، وسحابة جَوْد كذلك؛ حكاه ابن الأَعرابي.
وجِيدَت الأَرضُ: سقاها الجَوْد؛ ومنه الحديث: تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا
أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً. وتقول: مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين. وأَرض
مَجُودة: أَصابها مطر جَوْد؛ وقال الراجز:
والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا
وقال الأَصمعي: الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان؛ وقول صخر
الغيّ:
يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه،
والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد
يكون جمعاً لا واحد له كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير، وقد يكون جمع
تَجْواد، وجادت العين تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً: كثر دمعها؛ عن
اللحياني. وحتف مُجِيدٌ: حاضر، قيل: أُخذ من جَوْدِ المطر؛ قال أَبو
خراش:غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ،
فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ
وأَجاده: قتله. وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً: قارب
أَن يِقْضِيَ؛ يقال: هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق، والعرب تقول: هو
يَجُود بنفسه، معناه يسوق بنفسه، من قولهم: إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان
أَي يُساق إِليه. وفي الحديث: فإِذا ابنه إِبراهيم، عليه السلام، يَجُود
بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإِنسان ماله يجود به؛ قال: والجود
الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت.
ويقال: جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده؛ وأَنشد:
وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدى مِكَرٍّ،
إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا
ويقال: إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده
الشوق أَي مطره؛ وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه، وإِني لأُجادُ إِلى
القتال: لأَشتاق إِليه. وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً، فهو مَجُود إِذا عَطِش.
والجَوْدة: العَطشة. وقيل: الجُوادُ، بالضم، جَهد العطش. التهذيب: وقد
جِيدَ فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة؛ وقال ذو الرمة:
تُعاطِيه أَحياناً، إِذا جِيدَ جَوْدة،
رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل
أَي عطش عطشة؛ وقال الباهلي:
ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ،
كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً
أَي عطشاً.
ويقال للذي غلبه النوم: مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره. قال:
والمَجُود الذي يُجْهَد من النعاس وغيره؛ عن اللحياني؛ وبه فسر قول
لبيد:ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى،
عاطِفِ النُّمْرُقِ، صَدْقِ المُبْتَذَل
أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ، يعني أَنه عطف نمرقه ووضعها
تحت رأْسه؛ وقيل: معنى قوله ومجود من صبابات الكرى، قيل معناه شَيِّق،
وقال الأَصمعي: معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه.
والجُواد: النعاس. وجادَه النعاس: غلبه. وجاده هواها: شاقه. والجُود:
الجوع؛ قال أَبو خراش:
تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه
من الجُود، لما استَقْبلته الشَّمائلُ
يريد جمع الشَّمال، وقال الأَصمعي: من الجُود أَي من السخاءِ. ووقع
القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل.
والجُوديُّ: موضع، وقيل جبل، وقال الزجاج: هو جبل بآمد، وقيل: جبل
بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام؛ وفي
التنزيل العزيز: واستوت على الجوديّ؛ وقرأَ الأَعمش: واستوت على الجودي،
بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي بفعل الأُنثى مثل حطي، ثم
أُدخل عليه الأَلف واللام؛ عن الفراءِ؛ وقال أُمية ابن أَبي الصلت:
سبحانه ثم سبحاناً يعود له،
وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ
وأَبو الجُوديّ: رجل؛ قال:
لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ،
بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ،
مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ
وقد روي أَبو الجُوديّ، بالذال، وسنذكره.
والجِودِياء، بالنبطية أَو الفارسية: الكساء؛ وعربه الأَعشى فقال:
وبَيْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها
رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها
وجَودان: اسم. الجوهري: والجاديُّ الزعفران؛ قال كثير عزة:
يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع،
ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ
المَفِيدُ: المَدوف.
هيض: هاضَ الشيءَ هَيْضاً: كسَره. وهاضَ العظمَ يَهِيضُه هَيْضاً
فانْهاضَ: كسَره بعد الجُبور أَو بعدما كاد يَنْجَبِرُ، فهو مَهِيضٌ. واهْتاضَه
أَيضاً، فهو مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ؛ قال رؤْبة:
هاجَك مِن أَرْوى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ
لأَنه أَشد لوجعه. وكلُّ وجَع على وجع، فهو هَيْضٌ. يقال: هاضَني الشيءُ
إِذا رَدَّك في مرَضِك. وروي عن عائشة أَنها قالت في أَبيها، رضي اللّه
عنهما، لما توُفِّيَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: واللّه لو نزل
بالجبال الرّاسيات ما نزلَ بأَبي لهاضَها أَي كسَرها؛ الهَيْضُ: الكَسْرُ
بعد جُبورِ العظْمِ وهو أَشدُّ ما يكون من الكسر، وكذلك النُّكْسُ في
المَرض بعد الانْدِمال؛ قال ذو الرمة:
ووَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ، كأَنَّما
تَهِيضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا
وقال القطامي:
إِذا ما قُلْتُ قد جُبِرَتْ صُدوعٌ،
تُهاضُ، وما لِما هِيضَ اجْتِبارُ
وقال ابن الأَعرابي في قول عائشة لَهاضَها أَي لــأَلانَــها. والهَيْضُ:
اللِّينُ، وقد هاضَه الأَمرُ يَهِيضُه؛ وفي حديث أَبي بكر والنّسّابةِ:
يَهِيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ
أَي يكسِرُه مرة ويشُقُّه أُخرى. وفي الحديث: قيل له خَفِّضْ عليك
فإِنَّ هذا يَهِيضُك. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: اللهم قد هاضَني
فَهِضْه.والمُسْتَهاضُ: الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه والسَّوْق
له فينكسر عظمه ثانية بعد جَبْر وتَماثُل.
والهَيْضةُ: مُعاودةُ الهَمّ والحُزْنِ والمَرضِ بعد المَرض، وقد
تَهَيَّضَ؛ قال:
وما عادَ قَلْبي الهمُّ إِلاَّ تَهَيَّضا
والمُسْتَهاضُ: المريض يبرأُ فيعمل عملاً فيشق عليه أَو يأْكل طعاماً
أَو يشرب شراباً فيُنْكَسُ. وكل وجع هَيْضٌ. وهاضَ الحُزْنُ قلبَه: أَصابه
مرّة بعد أُخرى. والهَيْضةُ: انْطِلاقُ البطن، يقال: بالرجلَ هيْضة أَي
به قُياء وقِيامٌ جميعاً. وأَصابت فلاناً هَيْضةٌ إِذا لم يُوافِقْه شيء
يأْكله وتغيَّرَ طَبْعُه عليه، وربما لانَ من ذلك بطنُه فكثر اختلافه.
والهَيْضُ: سَلْحُ الطائرِ، وقد هاضَ هَيْضاً؛ قال:
كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ
مَهايِضُ الطيرِ على الصفِيِّ
والمعروف مَواقِعُ الطير. قال ابن بري: هيَّضه بمعنى هَيَّجه؛ قال
هِمْيانُ بن قُحافةَ:
فهَيَّضُوا القلبَ إِلى تَهَيُّضِه
هدأ: هَدَأَ يَهْدَأُ هَدْءاً وهُدُوءاً: سَكَن، يكون في سكون الحركة
والصَّوْت وغيرهما. قال ابن هَرْمةَ:
لَيْتَ السِّباعَ لنَا كانت مُجاوِرةً، * وأَنَّنا لا نَرَى، مِمَّنْ نَرَى، أَحَدا
إِنَّ السِّباعَ لَتَهْدا عن فَرائِسها، * والناسُ ليس بهادٍ شَرُّهم أَبَدا
أَراد لَتَهْدَأُ وبهادِئٍ، فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً، وذلك أَنـَّه جعلها ياءً، فأَلحق هادِياً برامٍ وسامٍ، وهذا عند سيبوبه إِنما يؤخذ
سماعاً لا قياساً. ولو خففها تخفيفاً قياسياً لجعلها بين بين، فكان ذلك يكسر البيت والكسر لا يجوز، وإِنما يجوز الزِّحافُ.
والاسم: الهَدْأَةُ، عن اللحياني.
وأَهْدَأَه: سَكَّنه. وهَدَأَ عنه: سَكَنَ. أَبو الهيثم يقال: نَظَرْتُ إِلى هَدْئِه، بالهمز، وهَدْيِه. قال: وإِنما أَسقطوا الهمزة فجعلوا مكانها
الياء، وأَصلها الهمز، من هَدَأَ يَهْدَأُ إِذا سكن.
وأَتانا وقد هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَي بعدَما سكَنَ الناسُ بالليل.
وأَتانا بعدَما هَدَأَتِ الرِّجْلُ والعَيْنُ أَي سَكَنَتْ وسَكَنَ الناسُ بالليل. وهَدَأَ بالمكان: أَقام فسَكَن. ولا أَهْدَأَه اللّه: لا أَسْكَنَ عَناءَهُ ونَصَبَه. وأَتانا وقد هَدَأَتِ العيونُ، وأَتانا هُدُوءاً إِذا جاءَ بعد نَوْمةٍ. وأَتانا بعدَ هُدْءٍ من الليل وهَدْءٍ وهَدْأَةٍ وهَدِيءٍ، فَعِيلٍ، وهُدُوءٍ، فُعولٍ، أَي بعد هَزِيعٍ من الليل، ويكون هذا الأَخير مصدراً وجمعاً، أَي حين سكَن الناسُ. وقد هَدَأَ الليلُ، عن سيبويه، وبعدما هَدَأَ الناسُ أَي ناموا. وقيل: الهَدْءُ من أَوَّله إِلى ثلثه، وذلك ابْتِداءُ سكُونه.
وفي الحديث: إِيَّاكُم والسَّمَرَ بعد هَدْأَةِ الرِّجْل. الهَدْأَةُ والهُدُوءُ: السكون عن الحركات، أَي بعدما يَسْكُنُ الناسُ عن الـمَشْي والاختِلافِ في الطُّرُقِ. وفي حديث سَوادِ بن قارِبٍ: جاءَني بعد هَدْءٍ من الليل أَي بعد طائفةٍ ذهَبَتْ منه.
والهَدْأَةُ: موضع بين مكة والطائِف، سُئل أَهلها لِمَ سُمِّيَتْ
هَدْأَةً، فقالوا: لأَن المطر يُصِيبها بعد هَدْأَةٍ من الليل. والنَّسَبُ إِليه
هَدَوِيٌّ، شاذٌّ من وجهين: أَحدهما تحريك الدال، والآخَر قلب الهمزة واواً. وما له هِدْأَةُ ليلةٍ، عن اللحياني، ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَن معناه ما يقُوتُه، فَيُسَكِّنُ جُوعَه أو سَهَرَه أَو هَمَّه.
وهَدَأَ الرَّجُلُ يَهْدَأُ هُدُوءاً: مات. وفي حديث أُم سليم قالت لأَبي طلحة عن ابنها: هو أَهْدَأُ مـما كان أَي أَسْكَنُ؛ كَنَتْ بذلك عن
الموت تَطْيِيباً لِقَلْبِ أَبيِه.
وهَدِئَ هَدَأً، فهو أَهْدَأُ: جَنِئَ. وأَهْدَأَه الضَرْبُ أَو الكِبَرُ.
والهَدَأُ: صِغَرُ السَّنامِ يعتري الإِبل من الحَمْلِ وهو دون الجَبَبِ. والهَدْآءُ من الإِبل: التي هَدِئَ سَنامُها من الحَمْل ولَطَأَ عليه وبَرُه ولم يُجْرَحْ.
والأَهْدَأُ من الـمَناكِب: الذي دَرِمَ أَعْلاه واسْتَرْخَى حَبْلُه.
وقد أَهْدَأَه اللّه.
ومَرَرْتُ برجل هَدْئِك من رجل، عن الزجاجي، والمعروف هَدِّكَ من رجل.
وأَهْدَأْتُ الصبيَّ إِذا جعلت تَضْرِبُ عليه بكَفِّك وتُسَكِّنُه
لِيَنامَ. قال عديّ بن زيد:
شَئِزٌ جَنْبِي كأَنِّي مُهْدَأ، * جَعَلَ القَيْنُ على الدَّفِّ الإِبَرْ
وأَهْدَأْتُه إِهْدَاءً. الأَزهري: أَهْدَأَتِ المرأَةُ صَبيَّها إِذا قارَبَتْه وسَكَّنَتْه لِيَنام، فهو مُهْدَأ. وابن الأَعرابي يروي هذا البيت مُهْدَأ، وهو الصبي الـمُعَلَّلُ لِيَنامَ. ورواه غيره مَهْدَأً أَي بعد هَدْءٍ من الليل.
ويقال: تركت فلاناً على مُهَيْدِئَتِه أَي على حالَتِه التي كان عليها،
تصغير الـمَهْدَأَةِ.
ورجل أَهْدَأُ أَي أَحْدَبُ بَيِّنُ الهَدَإِ. قال الراجز في صفة الرَّاعي:
أَهْدَأُ، يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيمِ
الأَزهري عن الليث وغيره: الهَدَأُ مصدر الأَهْدَإِ. رجل أَهْدَأُ
وامرأَة هَدْآءُ، وذلك أَن يكون مَنْكِبه منخفضاً مستوياً، أَو يكون مائلاً نحو الصدر غير مُنْتَصِبٍ. يقال مَنْكِبٌ أَهْدَأُ. وقال الأَصمعي: رجل أَهْدَأُ إِذا كان فيه انْحِناءٌ، وهَدِئَ وجَنِئَ إِذا انحنى.