Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أقتل

هيم

(هيم) الْحبّ فلَانا جعله ذَا هيام
هيم: {يهيمون}: يذهبون على غير قصد. {الهيم}: الإبل يصيبها داء يقال له الهيام تشرب الماء فلا تروى.
(هيم) - قوله تعالى: {الْمُهَيْمِنُ}
ذكر الهَروِىُّ بَعْضَه في الهَاءِ والمِيم، وَكذلك ذكر الهَينَمة في الهَاءِ والنُّونِ وَالمِيم. - في الحديث: "فَدُفِنَ في هَيَامٍ مِنَ الرَّمْلِ" 
: وهو مَا كان رَقِيقاً لا يَتَماسَك.
هيم الهميان العطشان. والهائم المتحير. والهيام من الرمل ما كان ترابا دقاقا. والهيام كالجنون من العشق، وهو مهيوم. والمهيم الذي يهذي بالشيء ويكثر ذكره. والهيماء مفازة لا ماء فيها. وقولهم مهيم أي ما ورائك. وهم لنفسك واهتم احتل، وقد اهتام وهام. ويقولون هيم الله لأفعلن؛ وأيم الله.
هـ ي م

هام في البرّيّة. وهامت الإبل على وجوهها. ورملٌ هيامٌ بالفتح: لا يتماسك. ورجل هيمان. عطشان، وقوم هيمى، وقد هام يهيم، وإبل هيمٌ، عطاش، وبها هُيامٌ. وتقول: مهيم بمعنى ما وراءك.

ومن المجاز: هو هائم بفلانة ومستهام، وقد هام بها، وتهيّمته، وبه هيام وهو الجنون من العشق. 
هيم
يقال: رجل هَيْمَانُ، وهَائِمٌ: شديد العطش، وهَامَ على وجهه: ذهب، وجمعه: هِيمٌ، قال تعالى: فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ [الواقعة/ 55] والْهُيَامُ: داء يأخذ الإبل من العطش، ويضرب به المثل فيمن اشتدّ به العشق، قال:
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ
[الشعراء/ 225] أي: في كلّ نوع من الكلام يغلون في المدح والذّمّ، وسائر الأنواع المختلفات، ومنه: الْهَائِمُ على وجهه المخالف للقصد الذاهب على وجهه، وهَامَ: ذهب في الأرض، واشتدّ عشقه، وعطش، والْهِيمُ: الإبل العطاش، وكذلك الرّمال تبتلع الماء، والْهِيَامُ من الرمل:
اليابس، كأنّ به عطشا.

هيم

2 هَيَّمَهُ

: see هُيُومٌ.

هَيَامٌ

: see an ex. in a verse of Lebeed, voce أَصْلٌ.

هُيَامٌ

: see هُبٌّ.

هُيُومٌ [The being bewildered, or distracted, by amorous desire;] the pursuing a heedless, or an inconsiderate course, or going at random, heedlessly, or without consideration, or certain aim, by reason of amorous desire: and تَهْيَامٌ the [being so, or] doing so, much. (TA.) Yousay, of love [or amorous desire], ↓ هَيَّمَهُ, inf. n. تَهْيِيمٌ. (TA.) b2: An affection like insanity arising from amorous desire: (JK:) bewilderment, or distraction, by amorous desire. (KL.) هَيْمَانُ A man loving intensely, or very passionately or fondly: (TA:) and so applied to a heart: see شَنِقٌ. b2: هَيْمَانُ A thirsty camel: fem. هَيْمَى: pl. هِيمٌ. (Jel, lvi. 55.) مَهْيُومٌ

: see voce قَتَّ.

هيم


هَامَ (ي)(n. ac. هَيْم
هَيَمَاْن)
a. Loved passionately, doted on.
b. Wandered about like a madman.

تَهَيَّمَa. Maddened, crazed.

إِهْتَيَمَ
a. [La], Provided for.
إِسْتَهْيَمَa. see V
هَيْمَىa. fem. of
هَيْمَاْنُ
أَهْيَمُa. Starless (night).
هَاْيِم
(pl.
هُيَّم هُيَّاْم)
a. Crazy, demented; love-sick; frenzied.
b. Dazed.

هَيَاْم
(pl.
هُيُم)
a. Drifting sand.

هِيَاْمa. Passion; love-sickness; infatuation.
b. Violent thirst.

هُيَاْمa. see 23 (a) (b).
c. A disease of camels.

هُيَّاْمa. People crazed by love.

هَيْمَاْنُ
(pl.
هِيَاْم)
a. Athirst.
b. see 21 (a)
هَيْمَآءُa. Waterless desert.
b. see 14 & 24
(c).
N. Ac.
تَهَيَّمَa. Elegant walk.

مُسْتَهَام
a. Love-sick (heart).
هيم:
هام ب: يعدّى الفعل بحرف الباء: عشق (كوسجارتن 9:81): هام بها قلبه (القلائد. مخطوط 15:2): هام بفتى سماطٍ وفتاة خِدْر؛ في (ويجز 4:31) ينبغي قراءة الجملة بشكلها الصحيح الذي كتبت
فيه في مخطوطة A: أذؤُبّ هامت بلحمي، أي متعدية الجر ب فيكون معناها: كلف ب، تحمّس، تهوّس.
هام: انظر هام العبرية في (سعديا المزمور 18، 39، 64، 55).
تهيمّ ب: = هام. اسم المصدر تهيام (الأغاني 14:142) لقد طال تهيامي بكم وتذكري.
تهيّم: تهوّس (بقطر). يهيّم: يؤثر، يحرك العواطف (بقطر).
انهامُ = أنثال (ضرب رأيت مثالاً خاطئاً لهذه الكلمة).
استهام: يبدو أن صيغة استفعل قد حذفت من (فريتاج)؛ إن اسم المفعول هنا ما زال قيد الاستعمال.
هيماء: جمع هيم: صحراء (الكامل 3:320).
هيمان والجمع هيمانون: هكذا ورد عند (فوك) في مادة amare.
همام: ورد عند (سعديا) في المزمور رقم 65.
هائم والجمع هيام: عطشان (ديوان الهذليين 36 و12:38).
تُهيّم: مشؤوم، نحس tragique ( بقطر).
مستهام: متحمّس، كلف ب (بقطر).
هـ ي م: (الْهَامَةُ) الرَّأْسُ وَالْجَمْعُ (هَامٌ) . وَ (هَامَةُ) الْقَوْمِ رَئِيسُهُمْ. وَ (الْهَامَةُ) مِنْ طَيْرِ اللَّيْلِ وَهُوَ الصَّدَى وَالْجَمْعُ (هَامٌ) ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَزْعُمُ أَنَّ رُوحَ الْقَتِيلِ الَّذِي لَا يُدْرِكُ بِثَأْرِهِ تَصِيرُ هَامَةً فَتَزْقُو عِنْدَ قَبْرِهِ تَقُولُ: اسْقُونِي اسْقُونِي. فَإِذَا أُدْرِكَ بِثَأْرِهِ طَارَتْ. وَقَلَبَ (مُسْتَهَامٌ) أَيْ هَائِمٌ. وَ (الْهُيَامُ) بِالضَّمِّ أَشَدُّ الْعَطَشِ. وَ (الْهِيَامُ) بِالْكَسْرِ الْإِبِلُ الْعِطَاشُ الْوَاحِدُ (هَيْمَانُ) ، وَنَاقَةٌ (هَيْمَى) مِثْلُ عَطْشَانَ وَعَطْشَى، وَقَوْمٌ (هِيمٌ) أَيْ عِطَاشٌ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: شَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هِيَ الْإِبِلُ الْعِطَاشُ وَقِيلَ: الرَّمْلُ حَكَاهُ الْأَخْفَشُ. قُلْتُ: كَثِيبٌ أَهْيَمُ وَكُثْبَانٌ هِيمٌ وَهِيَ رِمَالٌ لَا يَرْوِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ. 
[هيم] نه: في ح الاستسقاء: أغبرت أرضنا و"هامت" دوابنان أي عطشت. ومنه: باعه إبلًا "هيما"، أي مراضا، جمع أهيم وهو ما أصابه الهُيام، وهو داء يكسبها العطش فتمص الماء مصا ولا تروى. وح ابن عباس في "شرب الهيم" قال: "هيام" الأرض، هو بالفتح تراب بخالطه رمل ينشفت الماء نشفا، ووجه أن الهيم جمع هيام على فُعُل وكسر الهاء للياء، أو ذهاب إلى المعنى وأن المراد الرمال الهيم وهي التي لا تروى، يقال: رمل أهيم. غ: أي الرمال التي لا ترويها ماء السماء، أو الإبل التي تصيبها الهيام فلا تروى حتى تموت. ومنه: فعادت كثيبًا "أهيم"-في رواية. وح: فدفن في "هيام" من الأرض. وفيه: تركت المطى "هاما"، وهي ما كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير هامة فتطير من قبره، أو جمع هائم وهو الذاهب على وجهه، يريد أن الإبل من قلة المرعى ماتت من الجدب أو ذهبت على وجهها. ج: ومنه: نسيج في الأرض و"نهيم" من هام في البراري - إذا ذهب بوجهه على غير جادة ولا طالب مقصد. نه: فيه: كان على أعلم "بالمهيمات" - في رواية، يريد دقائق مسائل تهيم الإنسان وتحيره. من هام فييم: تحير فيه.
[هيم] الهامَةُ: الرأس، والجمع هامٌ. وهامَةُ القوم: رئيسُهم. والهامَةُ من طير الليل، وهو الصَدى، والجمع هامٌ. قال ذو الرمة: قد أعْسِفُ النازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ في ظل أخضر يدعو هامه البوم وكانت العرب تزعم أن روحُ القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامةً فتزقُو عند قبره تقول: اسقوني اسقوني، فإذا أُدرِكَ بثأره طارت. وهذا المعنى أراد الشاعر بقوله: ومنا الذي أبكى صُدَيَّ بن مالِكٍ ونفرَ طيراً عن جُعادَةَ وقّعا يقول: قتل قاتلَه فنفرت الطيرُ عن قبره. وهامَ على وجهه يَهيمُ هَيْماً وهَيماناً: ذهب من العشق أو غيره. وقلبٌ مستهامٌ، أي هائِمٌ. والهُيامُ بالضم: أشدُّ العطش. والهُيامُ كالجُنون من العشق. والهيامُ: داءٌ يأخذ الإبل فتهيمُ في الأرض لا ترعى. يقال: ناقةٌ هَيْماءُ. قال كثير:

كما أدنفت هيماء ثم استبلت * والهَيْماءُ أيضاً: المفازة لا ماء بها. والهَيامُ بالفتح : الرملُ لا يتماسك أن يسيل من اليد لِلِينِهِ، ومنه قول لبيد: يجتاب أصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً بعُجوبِ أنقاءٍ يميل هيامها والجمع هيم، مثل قذال وقذل. والهيام بالكسر: الإبل العِطاش، الواحد هَيْمانُ. وناقة هيمى، مثل عطشان وعطشى. قال الاصمعي: الهيمان: العطشان. ومن الداء مَهْيومٌ. وقومٌ هيمٌ، أي عطاشٌ. وقد هاموا هِياماً. وقوله تعالى: (فَشارِبونَ شُرْبَ الهيمِ) هي الإبل العطاشُ، ويقال الرمل. حكاه الاخفش. قال الشيباني: التهيم: مشية حسنة. وهييماء: ماءة لبنى مجاشع، يمد ويقصر. قال مجمع بن هلال: وعاثرة يوم الهييما رأيتها وقد ضمها من داخل الحب مجزع
هـ ي م : هَامَ يَهِيمُ خَرَجَ عَلَى وَجْهِهِ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَتَوَجَّهُ فَهُوَ هَائِمٌ إنْ سَلَكَ طَرِيقًا مَسْلُوكًا فَإِنْ سَلَكَ طَرِيقًا غَيْرَ مَسْلُوكٍ فَهُوَ رَاكِبُ التَّعَاسِيفِ وَرَجُلٌ هَيْمَانُ عَطْشَانُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ.

وَالْهِيَامُ بِالْكَسْرِ دَاءٌ يَأْخُذُ الْإِبِلَ عَنْ بَعْضِ الْمِيَاهِ بِتِهَامَةَ فَيُصِيبُهَا كَالْحُمَّى وَضَمُّ الْهَاءِ لُغَةٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ هُوَ دَاءٌ يُصِيبُهَا مِنْ مَاءٍ مُسْتَنْقَعٍ تَشْرَبُهُ وَقِيلَ هُوَ دَاءٌ يُصِيبُهَا فَتَعْطَشَ فَلَا تَرْوَى وَقِيلَ دَاءٌ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ.

وَالْهِيَامُ بِالْكَسْرِ الْإِبِلُ الْعِطَاشُ الْوَاحِدُ هَيْمَانُ وَنَاقَةٌ هَيْمَى.

وَالْهَامَةُ مِنْ الشَّخْصِ رَأْسُهُ وَالْجَمْعُ هَامٌ.

وَالْهَامَةُ رَئِيسُ الْقَوْمِ.

وَالْهَامَةُ مِنْ طَيْرِ اللَّيْلِ وَهُوَ الصَّدَى وَتَزْعُمُ الْأَعْرَابُ أَنَّ رُوحَ الْقَتِيلِ تَخْرُجُ فَيَصِيرُ هَامَةً إذَا لَمْ يُدْرَكْ بِثَأْرِهِ فَيَصِيحُ عَلَى قَبْرِهِ اسْقُونِي اسْقُونِي حَتَّى يُثْأَرَ بِهِ وَهَذَا مَثَلٌ يُرَادُ بِهِ تَحْرِيضُ وَلِيِّ الْقَتِيلِ عَلَى طَلَبِ دَمِهِ فَجَعَلَهُ جَهَلَةُ الْأَعْرَابِ حَقِيقَةً وَمَهْيَمْ كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الشَّخْصُ وَمَعْنَاهَا مَا أَمْرُكَ وَمَا الَّذِي أَنْتَ فِيهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ كَأَنَّهَا كَلِمَةٌ يَمَانِيَةٌ وَوَزْنُهَا مَفْعَلٌ وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِأَصَالَةِ الْمِيمِ لِفَقْدِ فَعْيَلٍ. 
(هـ ي م)

هامَتِ النَّاقة تَهِيمُ: ذهبت على وَجههَا لرعي كهَمَتْ، وَقيل: هُوَ مقلوب عَنهُ.

والهُيامُ، كالجنون.

والهائِمُ: المتحير، وَهُوَ أَيْضا: الذَّاهِب على وَجهه عشقا، وَقد هام بهَا هَيْماً وهُيُوماً وهِياماً وهَيماناً وتَهْياماً، وَهُوَ بِنَاء للتكثير، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مَا تكْثر فِيهِ الْمصدر من فَعَلْتُ فتلحق الزَّوَائِد وتبنيه بِنَاء آخر، كَمَا أَنَّك قلت فِي فَعَلْت، فَعَّلت: حِين كثرت الْفِعْل ثمَّ ذكر المصادر الَّتِي جَاءَت على التَّفْعال، كالتهذار وَنَحْوهَا، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْء من هَذَا مصدر فَعَّلْت، وَلَكِن لما أردْت التكثير بنيت الْمصدر على هَذَا، كَمَا بنيت فَعَلْت على فَعَّلْت وَقَول كثير:

وإنِّي وتَهْيامِي بِعَزَّةَ بَعْدَما ... تَخَلَّيْتُ مِما بَينَنا وتَخَلَّتِ

قَالَ ابْن جني: سَأَلت أَبَا عَليّ فَقلت: مَا مَوضِع، " تهيامي " من الْإِعْرَاب؟ فَأفْتى بِأَنَّهُ مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره قَوْله: " بعزة " وَجعل الْجُمْلَة الَّتِي هِيَ " تهيامي بعزة " اعتراضا بَين إِن وخبرها، لِأَن فِي هَذَا أضربا من التَّشْدِيد للْكَلَام، كَمَا تَقول: إِنَّك، فَاعْلَم، رجل سوء: وَإنَّهُ، وَالْحق أَقُول، جميل الْمَذْهَب، وَهَذَا الْفَصْل والاعتراض الْجَارِي مجْرى التوكيد كثير فِي كَلَامهم، قَالَ: وَإِذا جَازَ الِاعْتِرَاض بَين الْفِعْل وَالْفَاعِل فِي نَحْو قَوْله:

وقدْ أدرَكَتْنِيو الحَوادِثُ جَمَّةٌأسِنَّةُ قَوْمٍ لَا ضِعافٍ وَلَا عُزْلِ

كَانَ الِاعْتِرَاض بَين اسْم إِن وخبرها أسوغ، وَقد يحْتَمل بَيت كثير أَيْضا تَأْوِيلا آخر غير مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ، وَهُوَ أَن يكون " تهيامي " فِي مَوضِع جر على انه أقسم بِهِ، كَقَوْلِك: إِنِّي، وحبك، لضنين بك، قَالَ ابْن جني: وَعرضت هَذَا الْجَواب على أبي عَليّ فتقبله، وَيجوز أَن يكون تهيامي أَيْضا مرتفعا بِالِابْتِدَاءِ، وَالْبَاء مُتَعَلقَة فِيهِ بِنَفس الْمصدر الَّذِي هُوَ التَّهيام، وَالْخَبَر مَحْذُوف، كَأَنَّهُ قَالَ: وتهيامي بعزة كَائِن أَو وَاقع، على مَا يقدر فِي هَذَا وَنَحْوه.

وَقد هَيَّمَه الْحبّ، قَالَ أَبُو صَخْر:

فَهَلْ لكَ طِبٌّ نافِعٌ مِنْ عَلاقَةٍ ... تُهَيِّمُنِي بينَ الحَشا والترائِبِ

وَالِاسْم الهُيامُ.

وَرجل هَيْمانُ: محب شَدِيد الوجد.

وَقَالُوا: هِمْ لنَفسك وَلَا تَهِمْ لهَؤُلَاء، أَي اطلب لَهَا واهْتَمَّ واحتل.

والهُيام: أَشد الْعَطش، وَقد هامَ الرجل هُياماً فَهُوَ هائِمٌ وأهْيمُ، وَالْأُنْثَى هائمةٌ وهَيماءُ، وهَيْمانُ، عَن سِيبَوَيْهٍ، وَالْأُنْثَى هَيْمَى، وَالْجمع هِيامٌ. وجمل مَهْيُومٌ وأهْيَمُ: شَدِيد الْعَطش، وَالْأُنْثَى هَيماءُ.

وَأَرْض هَيْماءُ: لَا مَاء بهَا.

والهُيامُ والهِيامُ: دَاء يُصِيب الْإِبِل عَن بعض الْمِيَاه بتهامة، يُصِيبهَا مِنْهُ مثل الْحمى، بعير مُهْيُومٌ وهَيْمانُ.

والهَيامُ من الرمل: مَا كَانَ تُرَابا دقاقا يَابسا، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَتَمَالَك أَن يسيل من الْيَد للينه.

والهَيْماءُ: مَوضِع.
هـيم
هامَ1/ هامَ على/ هامَ في يَهيم، هِمْ، هَيْمًا وهَيَمانًا، فهو هائم، والمفعول مَهيم عليه
• هام الشَّخصُ/ هام الشَّخصُ على وجهه: خرج وهو لا يدري أين يتوجَّه، سار بلا قصد "هام في زحام المدينة".
• هام الشَّخصُ في الأمر: تحيَّر فيه واضطرب وذهب كلَّ مذهب، تخبَّط على غير هدى " {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} ". 

هامَ2/ هامَ بـ يَهيم، هِمْ، هُيامًا وهِيامًا وتَهْيامًا، فهو هائم وهَيْمانُ/ هَيْمانٌ وأهيمُ، والمفعول مَهيم به
• هام الشَّخصُ: اشتدَّ عطشُه.
• هام فلانٌ بفلانة: أحبَّها وشُغِفَ بها "هائم في حُبِّها- يقولون مجنونٌ يهيمُ بحبِّها ... وواللهِ ما بي من جنونٍ ولا سِحْر". 

اسْتُهيمَ يُستهام، اسْتِهامةً، والمفعول مُستهام
• استُهيم قلبُ فلانٍ: سُلِب من الحُبِّ "قلب مستهام: هائم- مستهام الفؤاد". 

تهيَّمَ يتهيَّم، تهيُّمًا، فهو مُتهيِّم، والمفعول مُتهيَّم
• تهيَّمهُ الغرامُ: حمله على الهيام، أي على الشّغف بالمحبوبة. 

هيَّمَ يهيِّم، تهييمًا، فهو مُهيِّم، والمفعول مُهيَّم
• هيَّم الحبُّ فلانًا: جعله ذا هُيام، أي شديد الشغف بمن يحبّ. 

أهْيمُ [مفرد]: ج هِيَم، مؤ هيماءُ، ج مؤ هيماوات وهِيَم: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هامَ2/ هامَ بـ: " {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}: إبل عطاش أشدّ العطش أو مصابة بداء الهيام الذي يجعلها تشرب ولا ترتوي".
• ليل أهيمُ: لا نجوم فيه "تعوَّد اللُّصوصُ السَّيرَ في الليل الأهيم". 

تَهْيام [مفرد]: مصدر هامَ2/ هامَ بـ. 

هائم [مفرد]: ج هائمون وهُيّام وهُيَّمُ، مؤ هائمة، ج مؤ هائمات وهوائمُ (لغير العاقل) وهُيَّمُ: اسم فاعل من هامَ1/ هامَ على/ هامَ في وهامَ2/ هامَ بـ. 

هائمة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل هامَ1/ هامَ على/ هامَ في وهامَ2/ هامَ بـ.
• الهوائم البحريَّة: (حي) ما يطفو فوق سطح الماء من نباتات عائمة وغيرها. 

هامة [مفرد]: ج هامات وهام
• الهامة:
1 - الرَّأس "هامته عالية" ° بناتُ الهام: تعني مُخّ الدِّماغ.
2 - أعلى الرَّأس أو وَسَطه، وفيه النَّاصية والقُصّة "أُلام على ليلى ولو أنّ هامتي ... تُداوى بليلى بعد يَبْسٍ لبلَّتِ" ° هامة القوم: سيِّدُهم ورئيسُهم.
3 - الجثَّة.
4 - (حن) طائر صغير من طير اللَّيل يألف المقابرَ.
5 - البومة. 

هَيام [مفرد]: ج هِيَم: رمل لا تستطيع أن تمسك به لدقّة ذرّاته. 

هُيام/ هِيام [مفرد]:
1 - مصدر هامَ2/ هامَ بـ.
2 - داء يصيب الإبلَ من شدَّة العطش فتهيم في الأرض لا ترعى. 

هِيام [مفرد]: مصدر هامَ2/ هامَ بـ. 

هَيْم [مفرد]: مصدر هامَ1/ هامَ على/ هامَ في. 

هَيْمانُ/ هَيْمانٌ [مفرد]: ج هِيام/ هيمانون، مؤ هَيْمَى/ هيمانة، ج مؤ هِيام/ هيمانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هامَ2/ هامَ بـ. 

هَيَمان [مفرد]: مصدر هامَ1/ هامَ على/ هامَ في. 

هيم: هامَت الناقةُ تَهِيم: ذهَبَت على وجِهها لرَعْيٍ كهَمَتْ، وقيل:

هو مقلوب عنه.

والهُيامُ: كالجنون، وفي التهذيب: كالجنون من العشق. ابن شميل: الهُيامُ

نحو الدُّوارِ جنونٌ يأْخذ البعيرَ حتى يَهْلِك، يقال: بعيرٌ مَهْيُومٌ.

والهَيمُ: داءٌ يأْخذ الإبلَ في رؤوسها. والهائمُ: المتحيِّرُ. وفي حديث

عكرمة: كان عليٌّ أَعْلَمَ بالمُهَيِّماتِ؛ يقال: هامَ في الأَمر يَهِيم

إذا تحيّر فيه، ويروى المُهَيْمِنات، وهو أَيضاً الذاهبُ على وجهه

عِشْقاً، هامَ بها هَيْماً وهُيوماً وهِياماً وهَيَماناً وتَهْياماًً، وهو

بناءٌ موضوعٌ للتكثير؛ قال أَبو الأَخْزر الحُمّاني:

فقد تَناهَيْتُ عن التَّهْيام

قال سيبويه: هذا بابُ ما تُكَثِّرُ فيه المصدرَ من فَعَلْت فتُلْحِق

الزوائدَ وتبنيه بناءً آخر، كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلْت حين كَثَّرت

الفعل، ثم ذكرَ المصادرَ التي جاءت على التَّفْعال كالتَّهْذار ونحوها،

وليس شيءٌ من هذا مصدرَ فَعَلْت، ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدرَ على

هذا كما بنيت فَعَلْت على فَعَّلْت؛ وقول كُثَير:

وإنِّي، وتَهْيامِي بعَزَّةَ، بَعْدَما

تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنا وتَخَلَّتِ

قال ابن جني: سأَلت أَبا عليٍّ فقلت له: ما موضعُ تَهْيامي من الإعراب؟

فأَفْتَى بأَنه مرفوع بالابتداء، وخبرُه قولُه بِعَزّة، وجعل الجملة التي

هي تَهْيامِي بعزّة اعتراضاً بين إنّ وخبرِها لأن في هذا أَضْرُباً من

التشديد للكلام، كما تقول: إنّك، فاعْلَم، رجلُ سَوْءٍ وإنه، والحقَّ

أَقولُ، جَمِيلُ المَذْهَب، وهذا الفصلُ والاعتراض الجاري مَجْرى التوكيد

كثيرٌ في كلامهم، قال: وإذا جازَ الاعتراض بين الفعل والفاعل في نحو

قوله:وقد أَدْرَكَتْني، والحَوادِثُ جَمّةٌ،

أَسِنّةُ قَوْمٍ لا ضِعافٍ، ولا عُزْلِ

كانَ الاعتراضُ بين اسم إنّ وخبرها أَسْوَغَ، وقد يحتمل بيتُ كُثَيّر

أَيضاً تأْويلاً آخرَ غير ما ذهب إليه أَبو عليّ، وهو أَن يكون تَهْيامِي

في موضع جرٍّ على أَنه أَقْسَم به كقولك: إنّي، وحُبِّك، لَضنِينٌ بك، قال

ابن جني: وعَرَضْتُ هذا الجوابَ على أَبي عليّ فتقبَّله، ويجوز أن يكون

تَهْيامي أَيضاً مُرْتَفِعاً بالابتداء، والباء متعلقة فيه بنفس المصدر

الذي هو التَّهْيامُ، والخبر محذوف كأَنّه قال وتَهْيامِي بعزّة كائنٌ أو

واقعٌ على ما يُقَدَّر في هذا ونحوه، وقد هَيَّمَه الحُبُّ؛ قال أَبو

صخر:فهل لَكَ طَبٌّ نافعٌ من عَلاقةٍ

تُهَيِّمُني بين الحَشا والتَّرائِب؟

والاسم الهُيامُ. ورجل هَيْمانُ: مُحِبٌّ شديدُ الوَجْدِ. ابن السكيت:

الهَيْمُ مصدرُ هامَ يَهِيم هَيْماً وهَيَماناً إذا أَحَبَّ المرأَةَ.

والهُيَّامُ: العُشّاقُ. والهُيَّامُ: المُوَسْوِسُون، ورجل هائمٌ وهَيُومٌ.

والهُيُومُ: أَن يذهبَ على وَجْهِه، وقد هام يَهِيمُ هُياماً.

واسْتُهِيمَ فُؤادُه، فهو مُسْتَهامُ الفُؤاد أي مُذْهَبُه. والهَيْمُ: هَيَمانُ

العاشق والشاعرِ إذا خلال في الصحراء. وقوله عزّ وجلّ: في كلِّ وادٍ

يَهِيمونَ؛ قال بعضهم: هو وادِي الصَّحراء يَخْلو فيه العاشقُ والشاعرُ؛

ويقال: هو وادي الكلام، والله أَعلم. الجوهري: هامَ على وَجْهِه يَهِيمُ

هَيْماً وهَيَماناً ذهبَ

من العِشْقِ وغيره. وقلبٌ مُسْتهامٌ أَي هائمٌ. والهُيامُ: داء يأْخذ

الإِبلَ فتَهِيم في الأَرضِ لا ترعى، يقال: ناقة هَيْماء؛ قال كُثَيّر:

فلا يَحْسَب الواشون أَنّ صَبابَتي،

بِعَزَّةَ، كانت غَمْرَةً فتَجَلَّتِ

وإِنِّيَ قد أَبْلَلْتُ من دَنَفٍ بها

كما أَدْنَفَتْ هَيْماءُ، ثم اسْتَبَلَّتِ

وقالوا: هِمْ لنَفْسِك ولا تَهِمْ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها واهْتَمَّ

واحْتَلْ. وفلان لا يَهْتامُ لنفسِه أَي لا يَحْتالُ؛ قال الأَخطل:

فاهْتَمْ لنَفْسِك، يا جُمَيعُ، ولا تكنْ

لَبني قُرَيْبةَ والبطونِ تَهِيمُ

(* قوله «لبني قريبة» ضبط في الأصل بضم القاف وفتح الراء، وضبط في

التكملة بفتح القاف وكسر الراء).

والهُيامُ، بالضم: أَشدُّ العطش؛ أَنشد ابن بري:

يَهِيمُ، وليس اللهُ شافٍ هُيامَه،

بِغَرّاءَ، ما غَنَّى الحَمامُ وأَنْجَدا

وشافٍ: في موضع نصب خبر ليس، وإِن شئت جعلتَه خبرَ اللهِ وفي ليس ضميرُ

الشأْن. وقد هامَ الرجلُ هُياماً، فهو هائمٌ وأَهْيَمُ، والأُنثى هائمةٌ

وهَيْماءُ، وهَيْمانُ، عن سيبويه، والأَنثى هَيْمَى، والجمع هِيامٌ. ورجل

مَهْيومٌ وأَهْيَمُ: شديدُ العَطشِ، والأُنثى هَيْماءُ. الجوهري وغيره:

والهِيامُ، بالكسر، الإِبلُ العِطاشُ، الواحد هَيْمان. الأَزهري:

الهَيْمانُ

العَطْشانُ، قال: وهو من الداء مهيومٌ. وفي حديث الاستسقاء: إِذا

اغْبَرَّت أَرضُنا وهامَت دوابُّنا أَي عَطِشت، وقد هامَت تَهِيمُ هَيَماً،

بالتحريك. وناقةً هَيْمَى: مثل عَطْشان وعَطْشَى. وقومٌ هِيمٌ أَيِ عِطاشٌ،

وقد هامُوا هُياماً. وقوله عز وجل: فشارِبونَ شُرْبَ الهِيم، هي

الإِبلُ العِطاش، ويقال: الرَّمْلُ؛ قال ابن عباس: هَيامُ الأَرض، وقيل:

هَيامُ الرَّمْل، وقال الفراء: شُرْبَ الهِيم، قال: الهِيمُ الإِبلُ التي

يُصيبها داءٌ فلا تَرْوَى من الماء، واحدُها أَهْيَمُ، والأُنثى هَيْماء،

قال: ومن العرب من يقول هائمٌ، والأُنثى هَيْماء، قال: ومن العرب من يقول

هائمٌ، والأُنثى هائمة، ثم يجمعونه على هِيمٍ، كما قالوا عائطٌ وعِيطٌ

وحائل وحُول، وهي في معنى حائلٍ إِلا أَن الضمة تُرِكت في الهِيم لئلا تصيرَ

الياءُ واواً، ويقال: إِن الهِيم الرَّمْلُ. يقول عز وجل: يَشْرَبُ أَهلُ

النار كما تشربُ السِّهْلةُ؛ وقال ابن عباس: شُرْبَ الهِيم، قال: هَيامُ

الأَرض؛ الهَيامُ: بالفتح: ترابٌ يخالِطُه رَمْلٌ يَنْشَفُ الماءَ

نَشْفاً، وفي تقديره وجهان: أَحدهما أَن الهِيم جَمعُ هَيامٍ، جُمِعَ على

فُعُلٍ ثم خفِّف وكُسرت الهاءُ لأَجل الياء، والثاني أَن تذهب إِلى المعنى

وأَن المراد الرِّمال الهِيم، وهي التي لا تَرْوَى. يقال: رَمْلٌ أَهْيَمُ؛

ومنه حديث الخندق: فعادتْ كَثِيباً أَهْيَمَ؛ قال: هكذا جاء في رواية،

والمعروف أََهْيَل، وقد تقدم. أَبو الجراح: الهُيامُ داءٌ يُصِيبُ الإِبل

من ماءٍ تشرَبُه. يقال: بعيرٌ هَيْمانُ وناقةٌ هَيْمَى، وجمعُه هِيامٌ.

والهُيامُ والهِيامُ: داءٌ يصيب الإِبل عن بعضِ المِياه بتهامةَ يُصيبها

منه مثلُ الحُمَّى؛ وقال الهَجَريّ: هو داءٌ يصيبُها عن شرب النَّجْلِ

إِذا كثر طُحْلُبُه واكْتَنَفت الذِّيَّانُ به، بعيرٌ مَهْيومٌ وهَيْمانُ.

وفي حديث ابن عمر: أَن رجلاً باعَ منه إِبلاً هِيماً أَي مراضاً، جمع

أَهْيَم، وهو الذي أَصابه الهُيامُ، وهو داء يُكْسِبُها العطشَ؛ وقال بعضهم:

الهِيمُ الإِبلُ الظِّماءُ، وقيل: هي المراضُ التي تَمَصُّ الماء مَصّاً

ولا تَرْوى. الأَصمعي: الهُيامُ للإِبل داءٌ شَبيهٌ بالحُمَّى تَسْخُن

عليه جُلودُها، وقيل: إِنها لا تَرْوَى إِذا كانت كذلك. ومفازةٌ هَيْماءُ:

لا ماءَ بها، وفي الصحاح: الهَيْماءُ المفازة لا ماءَ بها. والهَيام،

بالفتح، من الرمل: ما كان تُراباً دُقاقاً يابِساً، وقيل: هو التراب أَو

الرملُ الذي لا يَتمالك أَن يسيل من اليَدِ لِلِينِه، والجمع هِيمٌ مثل

قَذالٍ وقُذُل؛ ومنه قول لبيد:

يَجتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنبِّذاً،

بِعُجوب أَنْقاءٍ يَميلُ هَيامُها

الهَيامُ: الرمل الذي يَنْهارُ.

والتَّهَيُّمُ: مِشْيةٌ حسنةٌ؛ قال أَبو عمرو: التَّهيمُ أَحسَنُ

المشيِ؛ وأَنشد لِخُلَيد اليَشْكُرِيّ:

أَحسَن مَن يَمْشِي كذا تَهَيُّما

والهُيَيْماء: موضع، وهو ماءٌ لبني مُجاشِع، يُمَدّ ويُقْصر؛ قال الشاعر

مُجَمِّع بن هلال:

وعاثِرة، يومَ الهُيَيْما، رأَيتُها

وقد ضمَّها مِن داخلِ الحبّ مَجْزَع

قال ابن بري: هُيَيْما قومٌ من بني مجاشع، قال: والسماع عند ابن القطاع.

وهُيَيْما: ماء لبني مُجاشع، يمدّ ويقصر. الأَزهري قال: قال عمارةُ:

اليَهْماءُ الفلاةُ التي لا ماءَ فيها، ويقال لها هَيْماءُ. وفي الحديث:

فدُفِنَ في هَيامٍ من الأَرض. ولَيْلٌ أَهْيَمُ: لا نُجوم فيه.

هـيم
( {هَامَ} يَهِيمُ {هَيْمًا) بِالفَتْحِ (} وهَيَمَاناً) بِالتَحْرِيكِ، (أحَبَّ امْرَأَةً) ، كَذَا نَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ، فقَوْلُ شيْخِنَا: والقَيْد كَأنَّهُ اتِّفَاقِيٌّ، وإلاَّ {فالهَيَمَانُ لَا يَخْتَصُّ بالنِّسَاءِ: مَحَلُّ نَظَرٍ. (و) قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَشَارِبُونَ شَرْبَ (} الهِيمِ} هِيَ (بالكَسْرِ: الإِبِلُ العِطَاشُ) كَمَا فِي الصِّحَاح، وقَالَ الفَرَّاءُ: هِيَ التِي يُصِيبُها دَاءٌ فَلَا تَرْوَى مِن المَاءِ، وَاحِدُهَا: {أَهْيَمُ، والأُنْثَى:} هَيْمَاءُ، قالَ: ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: {هَائِمٌ، وهيَ:} هَائِمَةٌ، ثمَّ يَجْمَعُونَه عَلَى هِيمٍ، كَمَا قَالُوا: عَائِطٌ وعِيطٌ، وحَائِلٌ وحُولٌ، وهيَ فِي مَعْنَى حَائِلٍ، إلاَّ أنَّ الضَّمَّةَ تُرِكَتْ فِي الهِيمِ، لئلاَّ تَصِيرَ اليَاءُ وَاوًا. ( {والهُيَّامُ) ، كَرُمَّان (العُشَّاقُ) ، كَكَاتِبٍ وكُتَّابٍ. (و) أَيْضًا: (المُوَسْوِسُونَ) ، عنِ ابنِ السِّكِّيتِ. (و) } الهَيَامُ، (كَسَحَابٍ: مَا لاَ يَتَمَالَكُ مِنَ الرَّمْلِ، فهُوَ يَنْهَارُ أَبَدًا) ، وَفِي الصِّحَاح: الذِي لَا يَتَمَاسَكُ أنْ يَسِيلَ مِنَ اليَدِ لِلِينِهِ، وأَنْشدَ لِلبِيدٍ:
(يَجْتَابُ أصْلاً قَالِصًا مُتَنَبِّذًا ... بِعُجُوبِ أنْقَاءِ يَمِيلُ! هَيَامُها)
(أَوْ هُوَ مِنَ الرَّمْل: مَا كَانَ تُرابًا دُقَاقاً يَابِسًا) يُخالِطُهُ رَمْلٌ، يَنْشِفُ الماءَ نَشْفًا، والجَمْعُ: {هِيمٌ، كَقَذَالٍ، وقُذُل، كَمَا فِي الصِّحَاح، (ويُضَمُّ) . قالَ شيخُنا: وَزَعَمَ العَيْنِيُّ فِي شَرْحِ الشَّوَاهدِ أنَّهُ بِالكَسْرِ، ولاَ يَثْبُتُ. (ورَجُلٌ هَائِمٌ،} وهَيُومٌ: مُتَحَيِّرٌ) ، وقدْ هَامَ فِي الأمْرِ يَهِيمُ: إِذا تَحَيَّرَ فِيهِ، وقيلَ: {الهَيُومُ: هُوَ: الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ. (و) رَجُلٌ (} هَيْمَانُ: عَطْشَانُ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، والجَمْعُ: هِيمٌ، وقدَ هَامَ {هُيَامًا. (} والهُيَامُ، بالضَّمِّ، كالجُنُونِ منَ العِشْقِ) ، وَهُوَ مَجَازٌ، وقدْ هَامَ علَى وجْهِهِ يَهِيمُ: ذَهَبَ مِنَ العِشْقِ. ( {والهَيْمَاءُ: المَفَازَةُ بِلاَ مَاءٍ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، (و) نَقَلَ ابنُ برِّي عنْ عُمَارَةَ قالَ: (اليَهْمَاءُ) الفَلاَةُ التِي لاَ مَاءَ فِيهَا، ويقالُ لَهَا:} هَيْماء. (ودَاءٌ يُصِيبُ الإِبِلِ) . ظاهِرُ سِياقِهِ أنَّهُ تَفْسِيرٌ {للهَيْمَاء، ولَيْسَ كَذلِكِ، بلْ هُوَ تَفْسِيرٌ} للْهُيَامِ، وَهُوَ مُخَالِفُ السِّيَاقِ، ولَمْ يُحَرِّرِ المُصَنِّفُ هَذَا المَوْضِعَ، فَتَأَمَّلْ. وَفِي الصِّحَاح: {الهُيَامُ: داءٌ يَأْخُذُ الإبِلَ فَتَهِيمُ فِي الأَرْضِ، لَا تَرْعَى، وقالَ ابنُ شُمَيْل: الهُيَامُ نَحْوُ الدُّوَارِ: جُنُونٌ يَأْخُذُ البَعِيرَ، حَتَّى يَهْلِك. وقالَ أَبُو الجَرَّاحِ: داءٌ يُصِيبُ الإِبِلَ (منْ ماءٍ تَشْرَبُهُ) . زَادَ غَيْرُهُ: (مُسْتَنْقِعًا) . وَقَالَ غَيْرُهُ: عنْ بعضِ المِياهِ بِتِهَامَةَ، يُصِيبُهَا مِنْهُ مِثْلُ الحُمَّى. وقالَ الهَجَرِيّ: يُصِيبُهَا عَنْ شُرْبِ النَّجْلِ إِذَا كَثُرَ طُحْلُبُهُ، واكْتَنَفَتِ الذِّبَّانُ بِهِ، (فهُوَ} هَيْمَانُ، وَهِيَ {هَيْمَى) كَعَطْشَانَ، وعَطْشَى، (ج) :} هِيَامٌ (كَكِتَابٍ) ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: وهيَ هَيْمَاءُ، وَحينئِذٍ يَكُونُ المُذَكَّرُ! أَهْيَمَ، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ:
(فَلاَ يَحْسَبُ الوَاشُونَ أنَّ صَبَابَتِي ... بِعَزَّةَ كانَتْ غَمْرَةً فَتَجَلَّتِ)

(وَأَنِّي قد أبْلَلْتُ مِنْ دَنَفٍ بِهَا ... كَمَا أَدْنَفَتْ هَيْمَاءُ ثُمَّ اسْتَبَلَّتِ) ( {والهَامَةُ: رأسُ كُلِّ شَيْء) مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ، عنِ اللَّيْثِ. قالَ الأزْهَرِيُّ: أرَادَ بالرُّوحَانِيِّينَ ذَوِي الأَجْسَامِ القَائِمَةِ، بِمَا جَعَلَ اللهُ فِيهَا مِنَ الأرْوَاحِ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الرُّوحَانِيُّونَ: هُمُ المَلاَئِكَةُ والجِنُّ التِي لَيْسَ لَهَا أجْسَامٌ، قالَ الأزْهَرِيُّ: وَهَذَا القَوْلُ هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَنَا. وقالَ الجَوْهَرِيُّ:} الهَامَةُ: الرَّأْسُ، (ج: {هَامٌ) ، وقيلَ: مَا بَيْنَ حَرْفَيِ الرَّأْسِ، وقِيلَ: هِيَ وَسَطُ الرَّأْسِ ومُعْظَمُهُ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وقَالَ أبُو زَيْدٍ: أعْلَى الرَّأْسِ، وفِيه النَّاصِيَةُ والقُصَّةُ، وهُمَا: مَا أقْبَلَ منَ الجَبْهَةِ، مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ، وفيهِ: المَفْرِقُ، وهُوَ فَرْقُ الرَّأسِ بَيْنَ الجَبِينَيْنِ إِلَى الدّائِرَةِ. (و) الهَامَةُ: (طَائِرٌ من طَيْرِ اللَّيْلِ) صَغِيرٌ، يَأْلَفُ المَقَابِرَ، (و) يُقَالُ: (هُوَ الصَّدَى) ، وقِيلَ: البُومَةُ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: " لَا عَدْوَى، وَلاَ} هَامَةَ، وَلاَ صَفَرَ " وكانُوا يَقُولُونَ إنَّ القَتِيلَ تَخْرُجُ هَامَةٌ من {هَامَتِهِ، فَلاَ يَزَالُ يَقُولُ: اسْقُونِي اسْقُونِي، حَتَّى يُقْتَلَ قَاتِلُهُ، ومِنْهُ قَوْلُ ذِي الإِصْبَعِ:
(يَا عَمْرُو إنْ لاَ تَدَعْ شَتْمِي وَمنْقَصَتِي ... أَضْرِبْكَ حَتَّى تَقُولَ الهَامَةُ اسْقُونِي)
يريدُ أقْتُلْــكَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أمَّا الهَامَةُ، فإنَّ العَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ: إنَّ عِظَامَ المَوْتَى، وَقِيلَ: أرْوَاحَهُمْ، تَصِيرُ هَامَةً فَتَطِيرُ، فَنَفَاهُ الإِسْلاَمُ، ونَهَاهُمْ عَنْهُ، وأنشَدَ:
(سُلِّطَ المَوْتُ والمَنُونُ عَلَيْهِمْ ... فَلَهُمْ فِي صَدَى المَقَابِرِ هَامُ)
وقالَ لَبِيدٌ:
(فَلَيْسَ النَّاسُ بَعْدَكَ فِي نَفِيرٍ ... وَلاَ هُمْ غَيْرُ أصْدَاءٍ} وَهَامِ)
وقالَ ذُو الرُّمَّةِ: (قَدْ أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُ ... فِي ظِلِّ أغْضَفَ يَدْعُو {هَامَهُ البُومُ)
وقولُ جُرَيْبَةَ بنِ أَشْيَمَ:
(ولَقَلَّ لِي مِمَّا جَعَلْتُ مَطِيَّةٌ ... فِي} الهَامِ أَرْكَبُها إِذَا مَا رُكِّبُوا)
فإنَّهُ يَعْنِي بِذلِكَ البَلِيَّةَ، وهِيَ النَّاقَةُ تُعْقَلُ عِنْدَ قَبْرِ صَاحِبَهَا يَرْكَبُها يَوْمَ القِيَامَة. (و) مِنَ المَجَازِ: الهَامَةُ: (رَئِيسُ القُوْمِ) وسَيِّدُهُمْ، وأنشْدَ ابنُ برِّيٍّ للطِّرِمَّاح:
(ونَحْنُ أَجَازَتْ بالأُقَيْصِرِ {هَامُنَا ... طُهَيَّةَ يَوْمَ الفَارِعَيْنِ بِلاَ عَقْدِ)
وَبِه سُمِّيَتْ تَمِيمٌ هَامَةٌ، تَشْبِيهاً بالرَّأْسِ، عَن ابنِ الأعَرْابيِّ، وَفِي حدِيثِ أبِي بَكْرٍ والنَّسَّابَةِ: " أَمِنْ} هَامِها أَمْ مِنْ لَهَازِمِها "؟ أيْ: مِنْ أشْرَافِها أنتَ، أمْ مِنْ أوْسَاطِها؟ فَشَبَّهَ الأشْرَافَ بالهَامِ. (و) الهَامَةُ: (الفَرَسُ) ، وأَنْكَرَهَا ابنُ السِّكِّيت، وقالَ: إنَّما هيَ {الهَامَّةُ، بِتَشْدِيدِ المِيمِ. (وَقَلْبٌ} مُسْتَهَامٌ) أَي: ( {هَائِمٌ) . وقَدِ} اسْتُهِيمَ: إذَا ذَهَبَ، وهُوَ مَجَازٌ. ( {والتَّهَيُّمُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ) ، عَن أبِي عَمْرٍ و، وأنشَدَ لِخُلَيْدٍ اليَشْكُرِيّ
(أَحْسنُ مَنْ يَمْشِي كَذا تَهَيُّمَا ... )
(} وهُيَيْمَاءُ، مَصَغَّرَةً) مَمْدُودَةً: قَوْمٌ مِن بَنِي مُجَاشِعٍ، كّذا هُوَ نَصُّ الصِّحَاح، قَالَ ابنُ بَرِّي: والصَّوَابُ: (مَاءٌ لِمُجاشِعٍ، ويُقْصَرُ) ، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِمُجَمِّعِ بنِ هِلاَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ تَيْمِ اللهِ:
(وعَاثِرَة يَوْمَ {الهُيَيْمَا رَأْيْتُها ... وقَدْ ضَمَّها مِنْ دَاخِلِ الحُبِّ مَجْزَعُ)
وَقَالَ أَبُو زكَرِيَّا: هَذَا الاستشهادُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِه، وليْسَ} هُيَيْمَا - كَمَا ذَكَرَهُ - قَوْمًا من بني مُجاشِعٍ، وإنَّما هُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ: قُلْتُ وكَانَتْ فِيهِ وَقْعَةٌ لِبَنِي تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ عَلَى بَنِي مُجَاشِعٍ. وأمَّا شَاهِدُ المَمْدُودِ فَقَوْلُ مَالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ:
(وبَاتَتْ عَلَى جَوْفِ {الهُيَيْمَاءِ مِنْحَتي ... مُعَقَّلَةً بَيْنَ الرِّكِيَّةِ والجَفْرِ)
(} وهَيْمُ اللهِ) : لُغَةٌ فِي (أَيْمُ اللهِ) . يُقالُ: هُوَ (لَا {يَهْتَامُ لِنَفْسِهِ) إِذَا كَانَ (لاَ يَحْتَالُ) ولاَ يَكْتَسِبُ، قالَ الأَخْطَلُ:
(فَاهْتَمْ لِنَفْسِكَ يَا جُمَيْعُ ولاَ تَكُنْ ... لِبَنِي قَرِيبَةَ، والبُطُونُ} تَهِيمُ)
(وَلَيْلٌ {أَهْيَمُ: لاَ نُجُومَ فِيهِ) . [] وِممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} هامَت النَّاقَةُ {تَهِيمُ: ذَهَبَتْ عَلَى وَجْهِهَا لِرَعْيٍ.} والمُهَيِّمَاتُ: الأمُورُ التِي يُتَحَيَّرُ فِيهَا. {والهَيَمُ: مُحَرَّكَةً: دَاءٌ يَأْخُذُ الإِبَلَ فِي رُؤُوسِهَا، يُقَالُ: بَعِيرٌ} مَهْيُومٌ. {والهُيُومُ: الذَّهَابُ عَلَى الوَجْهِ عِشْقًا،} كالتَّهْيَامِ، وهُوَ بِنَاءٌ مَوْضُوعٌ لِلتَّكْثِيرِ، قالَ أبُو الأَخْزَرِ الحمَّانِيُّ:
(فَقَدْ تَنَاهَيْتُ عَنِ {التَّهْيَامِ ... )
وأنْشَدَ ابنُ جِنِّي لِكُثَيِّرٍ:
(وَإِنِّي} وتَهْيَامِي بِعَزَّةَ بَعْدَما ... تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنَا وَتَخَلَّتِ)
وهَيَّمَهُ الحُبُّ {تَهْيِيمًا، قالَ أبُو صَخْرٍ:
(فَهَلْ لكَ طِبٌّ نَافِعٌ مِنْ عَلاَقَةٍ ... } تُهَيِّمُنِي بَيْنَ الحَشَا والتَّرَائِبِ)
ورَجُلٌ {هَيْمَانُ: مُحِبٌّ شَدِيدُ الوَجْدِ.} والهُيَامُ، كَغُرَابٍ: أشَدُّ العَطَشِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
( {يَهِيمُ وَلَيْسَ اللهُ شَافٍ هُيَامَهُ ... بِغَرَّاءَ مَا غَنَّى الحَمامُ وأنْجَدَا)
ورَجُلٌ} أهْيَمُ، {ومَهْيُومٌ: شَدِيدُ العَطَشِ، وهِيَ} هَيْمَاءُ {وهَيْمانُ. وقَدْ} هَاَمت الدَّوَابُّ: إذَا عَطِشَتْ. وقَوْمٌ! هِيمٌ، بالكَسْرِ: عِطَاشٌ. {والهِيمُ أيْضًا: الرِّمَالُ التِي لَا تَرْوَى، وبِهِ فَسَّرَ الأخْفَشُ الآيةَ، كَمَا فِي الصِّحَاح، ويُقالُ: رَمْلٌ} أهْيَمُ، ومِنْهُ حَدِيثُ الخَنْدَقِ: " فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَمَ ". {والهِيَام، بالكَسر: لُغَةٌ فِي} الهُيَامِ، بِالضَّمِّ، لِدَاءِ الإِبِلِ. {والهَامَةُ مِنَ النَّاس: الجَمَاعَةُ بَعْدُ الجَمَاعَةِ. وهُوَ} هَامَةُ اليَوْمِ أَوْ غِدٍ، أيْ: مُشْفٍ عَلَى المَوْتِ، قالَ كُثَيِّرٌ:
(وكُلُّ خَلِيلٍ رَاءَني فَهوَ قَائِلٌ ... مِنَ أجْلِكِ هذَا هَامَةُ اليَوْمِ أَوْ غَدِ)
وأَزْقَيْت هَامَةَ فُلانٍ إِذا قَتَلْتَهُ، قالَ:
(فَإنْ تَكُ هَامَةٌ بِهَرَاةَ تَزْقُو ... فقَدْ أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ {هَامَا)
وأَصْبَحَ فُلانٌ} هَاماً: إذَا مَاتَ. وَبَناتُ {الهَامِ: مُخُّ الدِّمَاغ، قالَ الرَّاعِي:
(يُزِيلُ بَنَاتِ الهَامِ عَنْ سَكَنَاتِها ... وَمَا يَلْقَهُ مِنْ سَاعِدٍ فَهوَ طَائِحُ)
ويُقالُ: هَذَا مِمَّا يُرقِّصُ الهَامَ، أَي: يُعْجِبُ النَّاسَ فيُنْغِضُونَ رُؤُوسهُمْ، وَهُوَ مَجَازٌ.

خنع

خنع
الخَنغ: الفُجور، ويُقال: التجْمِيْش. وخَنعَ له: ضَرَعَ، والخُنْعَة الاسم. وخُنَاعةُ: قبيلةٌ من هُذَيْل.
والخَنُوعُ: الغادر. والذي يَحيد عنك.
[خنع] نه فيه: "أخنع" الأسماء من تسمى ملك الأملاك، أي أذلها وأوضعها، الخانع الذليل الخاضع. ومنه في صفة الصديق: وشمرت إذا "خنعوا". ن: أي أفجرها والمراد صاحب الاسم، وروى: انخع، والنخع القتل الشديد.
[خنع] الخُنوعُ كالخُضوع والذلِّ. وأَخْنَعَتْني إليك الحاجةُ، أي أخضعتْني. والخانِعُ: المريبُ الفاجرُ. والخَنْعَةُ: الريبةُ. ومنه قول الأعشى:

ولا يُرَوْنَ إلى جاراتهم خنعا * وخناعة بالضم: أبو قبيلة، وهو خناعة بن سعد ابن هذيل بن مدركة بن إلياس بن ومضر.
(خنع)
فلَان خنعا وخنوعا فجر وأتى أمرا قبيحا فاستحيا مِنْهُ ونكس رَأسه وَإِلَى الْمَرْأَة أَتَاهَا للفجور وَله وَإِلَيْهِ خنوعا ذل وخضع وَإِلَى الْأَمر وَالشَّيْء مَال إِلَيْهِ وَبِه غدر وَفُلَان النِّسَاء مَال لَهُنَّ وعاشرهن بالمغازلة والملاعبة فَهُوَ خانع (ج) خنعة وَهِي خنوع (ج) خنع
خنع: خنع: نكس رأسه خضوعاً واحتراماً (المقري 1: 238، 255) وخنع إلى فلان (فوك).
وفي (المعجم اللاتيني العربي): porids أَخْنَعُ وأسجد، وفيه في مادة: adchinis ومادة: pornus: خانِع مايل.
وخنع: خضع لله وذلّ (فوك) والمصدر من خنع: خناعة.
وفي ترجمة القوانين (مخطوطة الاسكوريال) وردت كلمة إقالة وقيلولة (أي حل الهرطوقي ورده إلى حضن الكنيسة الكاثوليكية) وفسرتا بقولهم: وهي الخناعة بالأوفرشيا (سيمونية).
وخنَع: خضع وذل (المعجم اللاتيني العربي).
خنّع (بالتشديد) وخنّع إلى. وانخنع، وانخنع إلى: ذكرت جميعها في معجم فوك في مادة inchinare.
خنع
خنَعَ إلى/ خنَعَ لـ يَخنَع، خُنوعًا، فهو خانِع، والمفعول مَخْنُوع إليه
• خنَع إلى الحاكم/ خنَع للحاكم: ذَلَّ وخضع "الإسلام دين العِزَّة لا الخنوع- لا يخنع إلا لله".
• خنَع للأمر: مال إليه "خنَع لرأي صديقه/ لصوت العقل". 

أخنعَ يُخنع، إخناعًا، فهو مُخنِع، والمفعول مُخنَع
• أخنعته إليه الحاجةُ: أذلته وأخضعته. 

خنَّعَ يُخنِّع، تخنيعًا، فهو مُخنِّع، والمفعول مُخنَّع
• خنَّع الرَّجلَ: ذلَّله وأخضعه "لا يزال الظُّلْم يخنِّع البشر". 

خانِع [مفرد]: ج خانِعون وخَنَعة، مؤ خَنُوع، ج مؤ خُنُع: اسم فاعل من خنَعَ إلى/ خنَعَ لـ. 

خَناعة [مفرد]: ذِلَّة وضَعَة. 

خَنوع [مفرد]: ج خُنُع: صيغة مبالغة من خنَعَ إلى/ خنَعَ لـ: خاضع بصورة مُذِلّة على نحو لا يليق برجل حُرّ، ذليلٌ شديد الخضوع. 

خُنُوع [مفرد]: مصدر خنَعَ إلى/ خنَعَ لـ. خ ن ف
1691 - خ ن ف
خنِفَ يَخنَف، خَنَفًا، فهو أخنفُ
• خنِف الصَّدْرُ: انضمَّ أحد جانبيه ودخل "أخنفُ الظَّهر".
• خنِف فلانٌ: أصابه ضيق في تجويف الأنف فينطق الأصوات الأنفيَّة كالمزكوم "يغلب على نُطقه الخَنَف". 
باب العين والخاء والنون (خ ن ع، ن خ ع مستعملان)

خنع: الخَنْعُ: ضرْب من الفُجُورِ. خَنَعَ إليها: أتاها ليلاً للفُجُورِ. ووقفْتُ منه على خَنْعة: أي فَجْرَةٍ وخَنَعَ فُلانٌ لفُلان أي ضرع إليه إذا لم يكن صاحبُه أهلاً لذلك. وأخْنَعَتْهُ الحاجة إليه: أخْضَعَتْهُ، والاسم الخُنْعَة.

وفي الحديث: أخْنَع الأسماء إلى الله من تَسمَّى باسم مَلِك الأملاكِ

أي أذَلُّها، قال الأعشي:

هم الخَضَارِمُ إن غابوا وإن شهدوا ... ولا يُرَون إلى جاراتِهم خُنُعا

والخُنُع جمع خَنُوع. أي لا يخضعون لهنَّ بالقول، بل يُغَازِلونَهُنَّ . وخُناعَةُ: قبيلة

نخع: النُّخَاعُ والنِّخَاعُ والنَّخَاعُ، ثلاث لغات: عِرق أبيضُ مُستْبَطْنِ فِقار العُنُق مُتصل بالدِّماغ، قال:

ألا ذهب الخِداعُ فلا خِداعا ... ة أبدى السَّيْفُ عن طبق نُخاعا

(يقول: مضى السيفُ في قطع طبق العُنُق فبدا النُّخَاع) . ونَخَعْتُ الشاةَ: قَطَعْتُ نُخَاعَها. ومنه يقال: تَنَخَّعَ الرجلُ: إذا رمى بُنخَاعَتِه ، (وهي نُخامَتُهُ.

وفي الحديث: النُّخَاعَةُ في المسجد خطيئةٌ.

قال: هي البَزْقَةُ التي تخرج من أصل الفم ممَّا يلي النُّخَاع) والمَنْخَعُ: مفْصلَ الفَهْقَةِ بين العنق والرأس من باطنٍ.

وفي الحديث: لا تَنْخَعُوا الذَّبيحةَ، ولا تَفْرُسوا، ودعُوا الذَّبيحةَ حتى تجب فإذا وجَبَتْ فكُلُوا.

الفَرْس: كَسْر العُنُق. والنَّخْعُ: أن يَبْلُغَ القَطْعُ إلى النُّخَاعِ.

وفي الحديث: أنخَعُ الأسماء إلى الله- أي أقْتَلُــه من تسمَّى بمَلْك المُلُوكَ. 

خنع: الخُنُوع: الخُضوع والذّلُّ. خَنَع له وإِليه يَخْنَعُ خُنوعاً:

ضَرَع إِليه وخَضَع وطلَب إِليه وليس بأَهل أَن يُطْلَب إِليه.

وأَخْنَعَتْه الحاجةُ إِليه: أَخْضَعَتْه واضطَرَّتْه، والاسم الخُنْعة. وفي الحديث:

إِن أَخْنَعَ الأَسماء إِلى الله، تبارك وتعالى، مَن تسمَّى باسم مَلِك

الأَملاك أَي أَذَلَّها وأَوْضَعَها؛ أَراد بمَن اسم مَن، والخُنْعة

والخَناعةُ: الاسم، ويروى: إِن أَنْخع، وسيذكر. ويقال للجمل المُنَوَّقِ:

مُخَنَّعٌ ومُوَضَّعٌ. ورجل ذو خُنُعاتٍ إِذا كان فيه فَساد. وخَنَع فلان

إِلى الأَمر السيِّء إِذا مالَ إِليه. والخانعُ: الفاجر. وخَنَع إِليها

خَنْعاً وخُنوعاً: أَتاها للفجور، وقيل: أَصْغَى إِليها. ورجل خانع: مُريب

فاجر، والجمع خَنَعة، وكذلك خَنُوعٌ، والجمع خُنُعٌ. ويقال: اطَّلَعْت منه

على خنْعةٍ أَي فَجْرةٍ. والخَنْعةُ: الرِّيبة؛ قال الأَعشى:

هم الخَضارِمُ، إِن غابُوا وإِن شَهِدُوا،

ولا يُرَوْن إِلى جاراتِهم خُنُعا

ووقع في خَنْعة أَي فيما يُسْتَحيا منه. وخنَع به يَخْنَع: غَدَر؛ قال

عدي بن زيد:

غيرَ أَنّ الأَيامَ يَخْنَعْنَ بالمر

ء، وفيها العَوْصاء والمَيْسُورُ

والاسم: الخُنْعةُ. والخانعُ: الذّليل الخاضع؛ ومنه حديث علي، كرم الله

وجهه، يصف أَبا بكر، رضي الله عنه: وشَمَّرْت إِذ خَنَعوا.

والتخنيعُ: القطْع بالفأْس؛ قال ضَمْرة بن ضمرة:

كأَنهمُ، على حَنْفاء، خُشْبٌ

مُصَرَّعةٌ أُخْنِّعُها بفأْسِ

ويقال: لَقيت فلاناً بخَنْعةٍ فقَهَرْته أَي لقِيته بخَلاء. ويقال: لئن

لقيتُك بخَنْعة لا تُفْلَتُ مني؛ وأَنشد:

تَمنَّيت أَن أَلقَى فلاناً بخَنعةٍ،

مَعِي صارِمٌ، قد أَحْدَثَتْه صَياقِلُه

الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً يدْعو يقول: يا ربِّ أَعوذ بك من الخُنوع

الغَدْر. والخانع: الذي يَضَع رأْسه للسَّوْءة يأْتي أَمراً قبيحاً فيرجع

عارُه عليه فيستَحْيي منه ويُنَكِّس رأْسه. وبنو خُناعةَ: بطن من العرب،

وهو خُناعةُ بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكةَ بن إِلياس ابن مُضر.

وخُناعةُ: قَبِيلة من هُذِيْل.

خنع

1 خَنَعَ إِلَيْهِ, and لَهُ, (ISd,) [aor. ـَ inf. n. خُنُوعٌ (S, ISd, K) and خَنْعٌ; (ISd;) [and app. خَنِعَ, aor. ـَ inf. n. خَنَعٌ; (see خَنَعٌ, below; and خَنِعٌ;)] He was, or became, lowly, humble, or submissive, (S, ISd, K,) to him, and petitioned him, or solicited him, he, the latter, not being a fit person to be petitioned, or solicited: (ISd:) or خُنُوعٌ signifies the being low, vile, base, abject, or submissive; almost always in an improper case. (Ham p. 44.) b2: Accord. to Lth, (TA,) خَنْعٌ signifies The act of playing, toying, or dallying, and conversing with one of the other sex, enticing, or striving to induce, the latter to yield to one's desire, and behaving in a soft, tender, or blandishing, manner. (K, TA.) Yousay, خَنَعَ النِّسَآءَ, [or more probably, لِلنِّسَآءِ,] He played, &c., with women, and behaved in a soft, tender, or blandishing, manner to them. (TK.) b3: خَنَعَ, aor. ـَ (Lth, K,) inf. n. خَنْعٌ and خُنُوعٌ, (Lth,) also signifies He acted in a suspicious manner, or so as to induce suspicion or evil opinion; (K;) he acted vitiously, or immorally; or committed adultery, or fornication. (Lth, K.) You say, خَنَعَ إِلَيْهَا He came to her for a vitious, or an immoral, purpose; or for the purpose of adultery, or fornication: (Lth, TA:) or, as some say, he listened to her. (TA.) b4: and خَنَعَ بِهِ, aor. ـَ inf. n. خُنُوعٌ, He acted perfidiously, unfaithfully, or treacherously, to him; or broke his compact, contract, covenant, or the like, with him. (TA.) A2: خَنَعَ فُلَانًا إِلَى السَّوْءَةِ He, or it, invited such a one to that which was foul, abominable, or evil; as also خَضَعَ. (TA in art. خضع.) 4 أَخْنَعَتَنِى إِلَيْكَ الحَاجَةُ (S, K *) Want, or need, made me lowly, humble, or submissive, to thee; or constrained me to have recourse to thee, and to require thine aid. (S, * K.) خَنَعٌ [app. inf. n. of خَنِعَ,] Lowness, vileness, baseness, abjectness, or submissiveness; almost always, in an improper case. (Ham p. 44.) خَنِعٌ [app. part. n. of خَنِعَ,] Low, vile, base, abject, or submissive. (KL.) [See what next precedes.]

خَنْعَةٌ A thing that induces suspicion or evil opinion; (S, K;) a vitious, or an immoral, act; or adultery; or fornication. (K.) [See a remark on one of the pls. of خَانِعٌ.] You say, اِطَّلَعَتْ مِنْ فُلَانٍ عَلَى خَنْعَةٍ I became acquainted with, or got knowledge of, a vitious, or an immoral, act of such a one. (TA.) And وَقَعَ فِى

خَنْعَةٍ He fell into a thing of which one is ashamed. (TA.) A2: A vacant place. (O, L, K.) You say, لَقِيتُهُ بِخَنْعَةٍ فَقَهَرْتُهُ I found him, or met him, in a vacant place, and I overcame him. (K, * TA.) خُنْعَةٌ Necessity, or constraint: and excuse. (TA.) b2: رَجُلٌ ذُو خُنُعَاتٍ A man in whom is corruptness, or vitiousness, or corrupt or vitious conduct. (TA.) خَنُوعٌ Perfidious, unfaithful, or treacherous; one who breaks his compact, contract, covenant, or the like. (Ibn-'Abbád, K.) b2: One who turns away from, or shuns, or avoids, another. (Ibn-'Abbád, K.) خَنَاعَةٌ The state of being bad, evil, abominable, foul, unseemly, ugly, or hideous; or excessively bad, &c. (TA.) خَانِعٌ One who acts in a suspicious manner, or so as to induce suspicion or evil opinion; who acts vitiously, or immorally; or commits adultery, or fornication: (S, K:) pl. خُنُعٌ (K, TA) and خَنَعَةٌ. (TA.) El-Aashà says, هُمْ الخَضَارِمُ إِنْ غَابُوا وَ إِنْ شَهِدُوا وَ لَا يَرَوْنَ إِلَى جَارَاتِهِمْ خُنُعَا [They are the bountiful, if they be absent and if they be present; and they do not see persons acting in a suspicious manner, &c., towards their wives]. (TA.) [The latter hemistich of this verse is cited in the S; in one copy of which I find يُرَوْنَ in the place of يَرَوْنَ: and it seems to be there implied that خُنُعٌ is pl. of خُنْعَةٌ; but I do not know any instance of فُعُلٌ as the measure of a pl. of a word of the measure فَعْلَةٌ.] b2: One who commits a foul action whereof the disgrace returns upon him, and is ashamed of it, and hangs down his head towards the ground. (As, on the authority of an Arab of the desert.) أَخْنَعُ الأَسْمَآءِ عِنْدَ اللّٰهِ مَلِكُ الأَمْلَاكِ, (K,) or إِلَى اللّٰهِ, (TA,) The vilest and most abasing (أَذَلُّ and أَقْهَرُ) of names, (K,) for a man, and the most effectual to bring into a state of humility and humiliation, in the estimation of God, is “ king of kings; ” like [the Persian] شَاهِنْشَاهْ; because this name belongs to God himself: a trad., which is variously related: (TA:) accord. to different relations, thus, and أَنْخَعُ, (K,) meaning “ most effectual to kill, and destroy,” its owner, (TA,) and أَبْخَعُ, [which means the same,] (K, TA, [in the CK اَنْجَعُ,]) and أَخْنَى, (K,) meaning “ most foul, abominable, or the like. ” (TA in art. خنى.) مُخَنَّعٌ applied to a camel, Broke; trained; rendered submissive, or manageable. (K, TA.) And in like manner applied to a place [app. as meaning Rendered easy to sit, or lie, upon; or, to travel]. (TA.)

خنع


خَنَعَ(n. ac. خَنْع
خُنُوْع)
a. [La
or
Ila]), Humbled, abased himself to.
b.(n. ac. خُنُوْع) [Bi], Acted treacherously towards.
أَخْنَعَa. Rendered submissive; humbled, abased.

خَنْعَةa. Foul action; debauchery.
b. Retired spot.

خَنَعa. Vileness.

خَنِعa. Base; abject.

خَاْنِع
(pl.
خَنَعَة
خُنُع)
a. Debauchee; lewd person

N. P.
خَنَّعَa. Broken in (camel).

صلخ

(ص ل خ) : (الْأَصْلَخُ) الشَّدِيدُ الصَّمَمِ.
ص ل خ

كان الكميت أصم أصلخ: شديد الصمم لا يسمع البتة.
(صلخ)
صلخا ذهب سَمعه فَهُوَ أصلخ وَهِي صلخاء (ج) صلخ
صلخ: صلخ! في ابن البيطار (1: 505) وله صِلخ (كذا في مخطوطة أ) جيّد للوقود وقوده حادّ ودخانه يشقى من الزكام. وفي مخطوطة ب: صلوخ.
صلخ يقولون أصم أصلخ بمعنىً. واصلخ الرجل اضطجع، وقد اصلخخت. وداهية صلوخ أي مهلكة. وجمل أصلخ وأسلخ وهو الذي قد سلخه الجرب.
[صلخ] الأَصْلَخُ: الأصمُّ الذي لا يسمع شيئاً أَلبتّة. رجلٌ أَصْلَخُ بين الصلخ. قال الفراء: كان الكميت أصم أصلخ.

صلخ


صَلِخَ(n. ac. صَلَخ)
a. Became deaf.

تَصَاْلَخَa. Feigned deafness.

إِصْلَخَّa. Lay down.

صَلَخa. Deafness.
b. Mange.

أَصْلَخُa. Deaf.
b. Leprous; leper.

صَاْلِخa. Excruciating.

صلخ: الأَصْلَخُ: الأَصَمُّ، كذلك قال الفراء وأَبو عبيد؛ قال ابن

الأَعرابي: فهؤلاء الكوفيون أَجمعوا على هذا الحرف بالخاء المعجمة، وأَمَّا

أَهل البصرة ومن في ذلك الشق من العرب فإِنهم يقولون الأَصلج، بالجيم، قال

الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول: فلان يتصالج علينا أَي يتصامم. قال:

ورأَيت أَمة صماء كانت تعرف بالصلجاء، قال: فهما لغتان جيدتان بالخاءِ

والجيم.

وقد صَلِخَ سَمعُهُ وصَلِخَ؛ الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابي: ذهب فلا يسمع

شيئاً البتة. ورجل أَصلخ بَيِّن الصَّلَخِ، قال ابن الأَعرابي: فإِذا

بالغوا بالأَصم قالوا: أَصم أَصلخ؛ قال الشاعر:

لو أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمى أَصلَخا

إِذاً لَسَمَّى، واهتَدى أَنَّى وَخَى

أَي أَنَّى توجه. يقال: وخَى يَخِي وَخْياً. وإِذا دُعي على الرجل قيل:

صَلْخاً كصَلْخِ النعام لأَن النعام كله أَصلخُ، وكان الكميت أَصم

أَصلخ. وجَمَلٌ أَصلخ وناقة صلخاء وإِبل صلخى: وهي الجُِرب.

والجرَب الصالِخُ: وهو الناخس الذي يقع في دَبَرِه فلا يشك أَنه سيصلخه،

وصلخه إِياه أَي أَنه يشمل بدنه. والعرب تقول للأَسود من الحيات: صالِخٌ

وسالِخٌ، حكاه أَبو حاتم بالصاد والسين؛ غيره: أَقْتَلُ ما يكونُ من

الحيات إِذا صَلَخَتْ جلدها. ويقال للأَبرص الأَصلخ.

صلخ

1 صَلِخَ سَمْعُهُ, [and app. صَلِخَ alone,] aor. ـَ (L,) inf. n. صَلَخٌ; (S, A, L;) as also صَلِجَ; (IAar, L;) [the former of the dial. of El-Koofeh, and the latter of that of El-Basrah; (see أَصْلَخُ;)] He was, or became, deaf, so as not to hear at all. (S, A, * L.) صَلَخًا كَصَلَخِ النَّعَامِ [Mayest thou, or may he, suffer a deafness like the deafness of the ostrich] is a form of imprecation uttered against a man; for all ostriches are [said to be] totally deaf. (L, TA.) A2: صَلَخَتْ جِلْدَهَا is said of a serpent (حَيَّةٰ) [meaning It cast off its slough: like سَلَخَتْ]. (TA.) b2: And صَلَخَهُ, namely, a camel, is said of the mange, or scab, meaning [It excoriated him; like سَلَخَهُ; or] it extended over the whole of his body. (TA.) 6 تصالخ عَلَيْنَا He feigned himself totally deaf to us; (K, * TA;) as also تصالج, with ج. (TA.) 9 اصلخّ, inf. n. اِصْلِخَاخٌ, He (a man, TA) lay upon his side. (K, TA.) دَاهِيَةٌ صَلُوخٌ A destructive calamity. (K.) أَسْوَدُ صَالِخٌ i. q. أَسْوَدُ سَالِخٌ [q. v.], A certain species of serpents, that casts off its slough. (AHát, L.) b2: And جَرَبٌ صَالِخٌ i. q. سَالِخٌ [i. e. Excoriating mange or scab]: (K, TA:) it is such as occurs in the hinder part of the camel, and one doubts not its extending over the whole of his body. (TA.) أَصْلَخُ, (S, K, &c.,) so accord. to all the people of El-Koofeh, but the people of El-Basrah and the Arabs of that region say أَصْلَجُ, (IAar, TA,) Deaf: (Fr, A'Obeyd, TA:) or deaf so as not to hear at all: (S, K, TA:) or very deaf: (Mgh:) or أَصَمُّ أَصْلَخُ has this last meaning. (IAar, TA.) Fr said, (S,) كَانَ الكُمَيْتُ أَصَمَّ أَصْلَخَ, meaning El-Kumeyt was deaf so as not to hear at all. (S, A. *) A2: Also A camel affected with mange, or scab: [or having mange, or scab, by which he is excoriated: like أَسْلَخُ:] fem. صَلْخَآءُ: and pl. صَلْخَى. (K.) b2: And Affected with [the malignant species of leprosy termed] بَرَص. (TA.)
صلخ
: (الأَصلَخُ: الأَصَمُّ جِدًّا) ، كَذَلِك قَالَ الفرّاءُ وأَبو عُبَيْد: قَالَ ابْن الإِعْرَابيّ: فهؤلاءِ الكوفيّون أَجمعوا على هَذَا الحرّف بالخَاءِ الْمُعْجَمَة. وأَمّا أَهلُ البصرةِ ومَن فِي ذالك الشِّقّ من الْعَرَب فإِنّهم يَقُولُونَ الأَصلَج، بِالْجِيم. وَقد صَلِخَ سَمْعُه وصَلِجَ، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ: ذهَبَ (فَلَا يَسْمَعُ) شَيْئا (البَتّةَ) . ورَجلٌ أَصلَخُ بَيِّنُ الصَّلَخِ. قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: فإِذا بالَغوا بالأَصمّ قَالُوا: أَصَمُّ أَصلَخُ: وإِذَا دُعِيَ على الرَّجلِ قيل: صَلْخاً كصَلْخِ النَّعام. لأَنّ النّعام كلَّه أَصْلَخُ. وَكَانَ الكُمَيْت أَصَمَّ أَصْلَخَ.
(و) الأَصلَخ: (الجَمَلُ الأَجْرَبُ. ونَاقَةٌ صَلْخَاءُ وإِبِلٌ صَلْخَى وجَرَب صَالِخٌ: سَالِخٌ) ، وَهُوَ النَّاخِس الَّذِي يَقع فِي دَبَرِه فَلَا يُشَكُّ أَنّه سَيَصْلَخُه. وصَلْخهُ إِيّاه أَنّه يَشْمَل بدَنَه.
(وتَصَالَخَ) علَيْنَا فُلانٌ، إِذا (تَصَّامّ) كتَصَالَجَ، بِالْجِيم.
(ودَاهِيَةٌ صَلُوخٌ) ، كصَبُورٍ: (مُهْلِكَةٌ) .
(وأَصْلَخَّ) زيدٌ (اصْلِخَاخَاً: اضْطَجَعَ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَسْوَدُ صالِخٌ وسالِخٌ، لنَوْعٍ من الحَيّات، حَكَاهُ أَبو حاتمٍ بالصّاد وبالسّين. وَقَالَ غَيره: أَقتَلُ مَا يكون من الحَيّات إِذا صَلَخَتْ جِلْدَهَا. وَيُقَال للأَبرَصِ الأَصْلَخُ.

صبر

باب الصاد والراء والباء معهما ص ب ر، ب ص ر، ص ر ب، ب ر ص مستعملات

صبر: الصَّبْرُ: نقيض الجَزَع. والصَّبْرُ: نَصْبُ الانسان للقتل، فهو مَصْبُورٌ، وصَبَروه أي نَصَبوه للقتل. والصَّبْرُ أخذُ يمينِ إِنسانٍ، تقول: صَبَرتُ يَمينَه أي حَلَّفتُه باللهِ جُهدَ القَسَم. والصَّبْرُ في الأَيْمان لا يكون الاِّ عند الحُكّامِ. والصَّبْرُ، بكسر الباء، عُصارةُ شَجَرةٍ وَرَقُها كقُرُبِ السَّكاكينِ، طِوالٌ غِلاظٌ، في خُضْرتِها غُبْرةٌ وكُمْدةٌ مُقْشَعِرَّةُ المَنْظر، يخرُجُ من وَسَطها ساقٌ عليه نَوْر أصفَرُ تَمِهُ الريح كريهه. والصُّبارُ: حَمُلُ شَجَرةٍ طعمُه أشَدُّ حُمُوضةً من المَصْلِ، له عَجَمٌ أحمَرُ عريضٌ، يُجْلَبُ من الهِنْد، يُسَمَّى التَّمْرَ الهنديَّ وصُبْرُ الإِناء: نواحيه وأصبارُه، ومنه يقال: شَرِبَها بأَصْبارها، وهو مَثَلٌ. وأصبارُ القَبْر: نواحيه. والصَّبْرَةُ من الحِجارة: ما اشتَدَّ وغَلُظَ، ويَجمَع على الصِّبار، قال:

كأن ترنم الهاجات فيها ... قُبَيلَ الصُّبْح، أصواتُ الصِّبارِ

وأُمُّ صَبّار : الحربُ والداهيةُ الشديدةُ. وصُبْرُ كُلِّ شيءٍ: أعلاه، ويقال: ناحيتُه، ويقال: صُبْرٌ، وبُصُرٌ مقلوبه. ويقال: سِدْرَةُ المُنتَهَى صُبْرُ الجَنّةِ قال: صُبْرها أعلاها. والصَّبْرُ: سَحابٌ مُسْتوٍ فوق السحاب الكثيف  وصَبيرُ الخُوانِ: رُقاقَتُه العريضةُ تُبسَط تحتَ ما يُؤْكَل من الطعام وصبير الطعام: الذي يصبِرُ لهم ويكون معَهم في أمورِهم . (والصُّبْرَة من الطّعام مثل الصُّوفه بعضُه فوق بعضٍ) .

بصر: البَصَرُ: العَيْنُ، مذكّر، والبَصَرُ: نَفاذ في القلب. والبَصارة مصدر البصير، وقد بَصُرَ، وابصَرْتُ الشيءَ وتَبَصَّرْتُ به، وتَبَصَّرْتُه: شِبْهُ رَمَقْتُه. واستَبْصرَ في أمرِه ودِينه اذا كانَ ذا بصيرةٍ. والبصيرةُ اسمٌ لِما اعتُقِدَ في القلب من الدِّين وحَقيق الأمر. ويقال: رَأَى فلانٌ لَمْحاً باصِراً أي أمراً مُفزِعاً ، قال:

دونَ ذاك الأمْرِ لَمْحٌ باصِرُ

وبَصَّرَ الجر وتبصيرا: فَتَحَ عَيْنَه. والبصيرة: الدِّرْعُ، ويقال: ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصائِرُ السِّلاحِ. [ويقال للفِراسةِ الصادقة: فِراسةٌ ذاتُ بَصيرةٍ. والبَصيرة: العِبْرة، يقال: أما لك بصيرةٌ في هذا؟ أي عِبرةٌ تَعْتَبرُ بها، وأنشَدَ:

في الذاهبينَ الأوّلينَ ... من القرون لنا بَصائِرْ

أي عبر] . وبصائر الدماء: طرائقها على الجَسَد. والبُصرُ: غِلَظُ الشيءِ، نحوُ بُصْرِ الجَبَلِ، وبُصرِ السَّماءِ والحائط ونحوهِ . والبَصْرةُ: أرضٌ حِجارتها جِصٌ، وهكذا أرضُ البصرة، [فقد] نَزَلْها المسلمون أيّامَ عمرَ بنِ الخطّاب، وكَتَبوا إليه: إنّا نَزَلْنا أرْضاً بَصْرَةً فسُمِّيَت بَصْرة، وفيها ثلاث لغات: بَصْرة وبِصرة وبُصْرة. وأعمُّها البَصْرةُ. والبَصرةُ نعت، وكل قطعة بصرة. وقيلَ: البَصرة الحِجارة التي فيها بعضُ اللِّين، قال الشمّاخ:

سواءٌ حين جاهدَها عليه ... أغشّاهُنَّ سهلاً أم بِصارا

أي جَرَتْ وجَرَى معها يعني الحُمُر.

صرب: الصَّرْبُ: حَقنُ اللَّبَن أيّاماً (في السّقاء) ، تقول: شَرِبْتُ لَبَناً صَرَباً ومَصُروباً. ورجل صاربٌ: حَقَنَ بَولَه وحَبَسَه. وقَدِمَ اعرابيٌّ على أهله، وقد شَبِقَ لطُولِ الغَيْبَة فراوَدَها فأَقَبلَتْ تُطَيِّبُ وتُمْتِعُه، فقال: فَقَدْتُ طيِّباً في غير كُنْهِه أي في غير وَجهِهِ ومَوضِعه، فقالت: فَقَدْتَ صَربةً مُستَعجَلاً بها. أرادت: في صُلبِكَ شهوةٌ تُريدُ أنْ تصُبَّها.

برص: البَرَصُ داءٌ. وسامُّ أبرَصَ: مُضافٌ غيرُ مصروفٍ، والجمع سَوامُّ أبرَصَ. ويقال: كانَ بيده بَرَص. قال تعالى تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ* فخرَجَتْ بَيْضاءَ للناظرين. ربص: التَرَبُّصُ: الانتِظار بالشيء يَوماً. والرُّبْصَةُ الاسمُ، ومنه يقال: ليس في البَيْعِ ربْصَةٌ أي لا يُتَرَبَّصُ به.
بَاب الصَّبْر

العزاء السلوة التأسي الْيَأْس التسلي
(صبر) : والصّبَرَة من البَوْل والأَخْثاءِ في الأَرْضِ إذا غَلُطَ وصَبَرةُ الحَوْضِ: ما تَلَبَّدَ فيه مِن البَوْلِ، والسِّرْقِين، والبَعَرِ. 
صبرا هُوَ الطَّائِر أَو غَيره من ذَوَات الرّوح يُصبر حَيا ثُمَّ يُرمى حَتَّى يُقتل. قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الصَّبر الحَبْس وكل من حَبَسَ شَيْئا فقد صبره. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي رجل أمسك رجلا فَقتله آخر قَالَ: أقتلــوا الْقَاتِل واصبروا الصابر. قَوْله: اصْبِرُوا الصابر [يَعْنِي -] اُحبِسوا الَّذِي حَبسه للْمَوْت حَتَّى يَمُوت وَمِنْه قيل للرجل الَّذِي يُقدّم فَيضْرب عُنُقه: قُتِل صبرا - يَعْنِي أَنه اُمسِك على الْمَوْت وَكَذَلِكَ لَو حَبَس رَجُل نَفسه على شَيْء يُريدهُ قَالَ: صبرتُ نَفسِي قَالَ عنترة يذكر حَربًا كَانَ فِيهَا: [الْكَامِل]

فَصَبَرت عارِفَةً لذَلِك حُرَّةً ... ترسو إِذا نفسُ الجبان تَطَلَّعُ

يَعْنِي أَنه حبس نَفسه
الصبر: هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله؛ لأن الله تعالى أثنى على أيوب صلى الله عليه وسلم بالصبر بقوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} مع دعائه في رفع الضر عنه بقوله: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ، فعلمنا أن العبد إذا دعا الله تعالى في كشف الضر عنه لا يقدح في صبره، ولئلا يكون كالمقاومة مع الله تعالى، ودعوى العمل بمشاقه، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} ، فإن الرضا بالقضاء لا يقدح فيه الشكوى إلى الله ولا إلى غيره، وإنما يقدح بالرضا في المقضي، ونحن ما خوطبنا بالرضا بالمقضي، والضر هو المقضي به، وهو مقضي به على العبد، سواء رضي به أو لم يرض، كما قال صلى الله عليه وسلم: من وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه، وإنما لزم الرضا بالقضاء، أن العبد لا بد أن يرضى بحكم سيده. 
ص ب ر: الصَّبْرُ حَبْسُ النَّفْسِ عَنِ الْجَزَعِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (صَبَرَهُ) حَبَسَهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} [الكهف: 28] . وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «فِي رَجُلٍ أَمْسَكَ رَجُلًا وَقَتَلَهُ آخَرُ قَالَ: " اقْتُلُوا الْقَاتِلَ وَ (اصْبِرُوا الصَّابِرَ) » أَيِ احْبِسُوا الَّذِي حَبَسَهُ لِلْمَوْتِ حَتَّى يَمُوتَ. وَ (التَّصَبُّرُ) تَكَلُّفُ الصَّبْرِ. وَتَقُولُ: (اصْطَبَرَ) واصَّبَرَ وَلَا تَقُلْ: اطَّبَرَ. وَ (الصَّبِرُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ الدَّوَاءُ الْمُرُّ وَلَا يُسَكَّنُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وَ (الصَّبْرَةُ) وَاحِدَةُ (صُبَرِ) الطَّعَامِ. وَاشْتَرَى الشَّيْءَ (صُبْرَةً) أَيْ بِلَا وَزْنٍ وَلَا كَيْلٍ. وَ (الصَّنَوْبَرُ) بِوَزْنِ السَّفَرْجَلِ شَجَرٌ وَقِيلَ: ثَمَرُهُ. وَ (الصِّنَّبْرُ) بِكَسْرِ الصَّادِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِ الْبَاءِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ. 
(ص ب ر) : (الْكَلْبُ) مَثَلٌ فِي (الصَّبْرِ) عَلَى الْجِرَاحَةِ وَأَصْلُهُ الْحَبْسُ يُقَالُ صَبَرْتُ نَفْسِي عَلَى كَذَا أَيْ حَبَسْتُهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ شُرَيْحٍ أَصْبِرُ نَفْسِي لَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ وَرُوِيَ أُصَيِّرُ مِنْ الصَّيْرُورَةِ وَلَيْسَ بِذَاكَ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إذَا شُدَّتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ أَوْ أَمْسَكَهُ رَجُلٌ آخَرُ حَتَّى يُضْرَبَ عُنُقُهُ قُتِلَ صَبْرًا (وَمِنْهُ) نُهِيَ عَنْ قَتْلِ الْمَصْبُورَةِ وَهِيَ الْبَهِيمَةُ الْمَحْبُوسَةُ عَلَى الْمَوْتِ (وَيَمِينُ الصَّبْرِ) وَيَمِينٌ مَصْبُورَةٌ وَهِيَ الَّتِي يُصْبَرُ عَلَيْهَا الْإِنْسَانُ أَيْ يُحْبَسُ حَتَّى يَحْلِفَ عَلَيْهَا وَيُقَالُ (صَبَّرْتُ يَمِينَهُ) أَيْ حَلَّفْتُهُ بِاَللَّهِ جَهْدَ الْقَسَمِ وَرُوِيَ أَنَّ إيَاسًا قَضَى فِي يَوْمٍ ثَلَاثِينَ قَضِيَّةً فَمَا صَبَرَ فِيهَا يَمِينًا وَلَا سَأَلَ فِيهَا بَيِّنَةً أَيْ مَا أَجْبَرَ أَحَدًا عَلَيْهَا (وَالصَّبِرُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ هَذَا الدَّوَاءُ الْمُرُّ (وَبِوَزْنِ الْقِطْعَةِ) مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ فِي حَدِيثِ الْمَضْمَضَةِ (وَالصُّنْبُورُ) النُّحَاسِيُّ فِي كِمَامٍ وَهُوَ قَصَبَةُ الْمَاءِ مِنْ الْحَوْضِ إلَى الْحَوْضِ وَبِالْفَارِسِيَّةِ نايزه.

صبر


صَبَرَ(n. ac. صَبْر)
a. ['Ala], Bore with patience; was patient over, persevering
with.
b. Was patient, waited.
c. ['An], Bore with patience the loss of.
d. Bound; constrained, compelled to.
e.(n. ac. صَبْر
صَبَاْرَة) [Bi], Made himself surety, responsible for.
f. Gave a surety or guarantee to.
g. [acc. & 'An], Sent away from.
صَبَّرَa. Made, urged to be patient.
b. [ coll. ], Embalmed ( a
corpse ); stuffed ( an animal ).
c. [ coll. ], Ballasted ( a
ship ).
صَاْبَرَa. Was patient with.

أَصْبَرَa. see II (a)b. Turned sour (milk); was bitter, hard
painful; fell into distress, misfortune.
تَصَبَّرَa. Had patience, controlled himself; pretended to be
patient.
b. ['Ala]
see I (a)
إِصْتَبَرَ
(a. ط
or
ص )
see I (a)
إِسْتَصْبَرَa. Became thick, dense.

صَبْرa. Patience; endurance, perseverance; resignation.
b. Bondage; confinement, durance.
c. see 5
. —
صِبْر صُبْر
(pl.
أَصْبَاْر), Side; edge, brim.
b. Thickness.

صُبْرَة
(pl.
صِبَاْر)
a. Indefinite quantity, loose heap. —
صَبَر صَبَرَة
(pl.
أَصْبَاْر), Ice, piece of ice.
صَبِرa. Juice of any bitter plant; aloes; myrrh.
b. Bitterness.

صَاْبِرa. Patient, enduring; persevering.

صَبَاْرَةa. Stones; piece of stone or of iron.

صِبَاْرa. Stopper, cork.

صِبَاْرَةa. see 22t
صُبَاْرa. Indian fig; cactus; nopal, cochineal-tree; fruit of the
same.

صُبَاْرَةa. see 22t
صَبِيْر
(pl.
صُبَرَآءُ)
a. see 21b. Surety, bail. —
صَبُوْر صَبَّاْر
(pl.
صُبُر), Patient, gentle, forbearing, long-suffering.

صَبَّاْرَةa. Scouts, skirmishers.

صُبَّاْرa. see 24
صَاْبُوْرَةa. Ballast.

صَاْبُوْرِيَّة
(pl.
صَوَاْبِيْرُ
& reg. )
a. [ coll. ], Basket of reeds.

صُبْرَةً
a. In the lump, in the gross.

صُبَّيْر
a. see 24 & 40yit
ص ب ر : صَبَرْتُ صَبْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَبَسْتُ النَّفْسَ عَنْ الْجَزَعِ وَاصْطَبَرْتُ مِثْلُهُ وَصَبَرْتُ زَيْدًا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَصَبَّرْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ حَمَلْتُهُ عَلَى الصَّبْرِ بِوَعْدِ الْأَجْرِ أَوْ قُلْتُ لَهُ اصْبِرْ وَصَبَرْتُهُ صَبْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا حَلَّفْتُهُ جَهْدَ الْقَسَمِ وَقَتَلْتُهُ صَبْرًا وَكُلُّ ذِي رُوحٍ يُوثَقُ حَتَّى يُقْتَلَ فَقَدْ قُتِلَ صَبْرًا وَصَبَرْتُ بِهِ صَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَصَبَارَةً بِالْفَتْحِ كَفَلْتُ بِهِ فَأَنَا صَبِيرٌ وَالصُّبْرَةُ مِنْ الطَّعَامِ جَمْعُهَا صُبَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَعَنْ ابْنِ دُرَيْدٍ اشْتَرَيْتُ الشَّيْءَ صُبْرَةً أَيْ بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ.

وَالصَّبِرُ الدَّوَاءُ الْمُرُّ بِكَسْرِ الْبَاءِ فِي الْأَشْهَرِ وَسُكُونُهَا لِلتَّخْفِيفِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ لَمْ يُسْمَعْ تَخْفِيفُهُ فِي السَّعَةِ وَحَكَى ابْنُ السَّيِّدِ فِي كِتَابِ مُثَلَّثِ اللُّغَةِ جَوَازَ التَّخْفِيفِ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ بِسُكُونِ الْبَاءِ مَعَ
فَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا فَيَكُونُ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ وَالصُّبْرُ وِزَانُ قُفْلٍ وَحِمْلٍ فِي لُغَةٍ النَّاحِيَةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ مِنْ الْإِنَاءِ وَغَيْرِهِ وَالْجَمْعُ أَصْبَارٌ مِثْلُ أَقْفَالٍ وَالْأَصْبَارَةُ بِالْهَاءِ جَمْعُ الْجَمْعِ وَأَخَذْتُ الْحِنْطَةَ وَنَحْوَهَا بِأَصْبَارِهَا أَيْ مُجْتَمِعَةً بِجَمِيعِ نَوَاحِيهَا. 
ص ب ر

صبرت على ما أكره. وصبرت عما أحب، وصابرته على كذا مصابرة، وهو صبير القوم: للذي يصبر لهم ومعهم في أمورهم، والصبر أمر من الصبر، وهو صبور ومصطبر ومتصبر. وصبرت نفسي على كذا: حبستها. وإنه ليصبرني عن حاجتي أي يحبسني. واستصبر الشيء إذا اشتدّ، ومنه قيل للجمد: الصبر والقطعة منه: صبرة. ونهي عن المصبورة: البهيمة المحبوسة على الموت. ونهى عن صبر ببذي الروح وهو الخصاء. وكل من حبس لقتل أو حلف فقد صبر، وهو قتل صبرٍ ويمين صبرٍ. وصبرت بفلان. كفلت به، وأنا به صبير. ووقعوا في أم صبور وأم صبار: داهية، وسلكوا أم صبارٍ وهي الحرة. قال حميد:

ليس الشباب عليك الدهر مرتجعاً ... حتى تعود كثيباً أم صبار

واصطبرت منه: اقتصصت. وفي حديث عثمان " هذه يدي لعمّار فليصطبر " وأصبرني القاضي: أقصّني. وملأ المكيال إلى أصباره. وأدهق الكأس إلى أصبارها: حروفها. وقال النمر:

غربت وباكرها الشتي بديمة ... وطفاء تملؤها إلى أصبارها

وخذه بأصباره. وشربها بأصبارها: كلها. وفي الحديث: " سدرة المنتهى صبر الجنة " أي أعلاها. وعنده صبرة من طعام وصبر. والمال بين يديه مصبر. وأكلوا صبير الخون وهو الرقاقة التي تبسط تحت الطعام. وشرب من الصنبور وهو قصبة الإداوة من صفر أو حديد يشرب منها. وإن فلاناً لصنبور: فرد لا ولد له ولا أخ، وأصله النخلة تبقى منفردة ويدق أصلها.

ومن المجاز: صبرت يمينه إذا حلفته جهد القسم. ويمين مصبورة. ويدي لا تصبر على البرد، وهذا شجر لا يضره البرد وهو صابر عليه. و" هو أصبر على الضرب من الأرض ".
صبر
الصبْرُ: نَقِيْضُ الجَزَعِ.
وصَبِيْرُ القَوْمِ: الذي يَصْبِرُ مَعَهم في أمْرِهم. وهو الكَفِيْلُ أيضاً، صَبَرْتُ به أصْبِرُ صَبْراً، وصَبُرَ صَبَارَةً.
وقيل في قَوْلِه عَزَّ وجَل: " اسْتَعِيْنُوا بالصَّبْرِ والصلاةِ " الصَّبْرُ: الصَّوْمُ، وُيقال لشَهْرِ رَمَضَانَ: شَهْرُ الصبْرِ، والصائمُ: صابِر.
ونُهِيَ عن صَبْرِ الرُوحِ: وهو الخِصَاءُ. والصَّبْرُ: نَصْبُ الإنسانِ للقَتْلِ. والمَصْبُوْرَةُ المَنْهِيُّ عنها: البَهِيْمَةُ تُجْعَلُ. غَرَضاً وتُرْمى حَتى تُقْتَلَ. والصَّبْرُ: أنْ تَأْخُذَ يَمِيْنَ الإنسانِ، تقول: صَبَرْتُ يَمِيْنَه: أي حَلفْته بالله. وهو قَتْلُ صَبْرٍ ويَمِيْنُ صَبْرٍ. والاصْطِبَارُ: الاقْتِصَاصُ. وأصْبَرَه القاضي: أقَصَّه، وصَبَرَه - أيضاً - صَبْراً. والصَّبِرُ: عُصَارَةُ شَجَرٍ. وماءٌ مُصْبِرٌ ومُمْقِرٌ: منه. والصُّبّارُ: حَمْلُ شَجَرَةٍ طَعْمُها أشَد حُمُوْضَةً من المَصْلِ؛ وله عَجَمٌ أحْمَرُ، وهو تَمْرُ هِنْدٍ. وصُبْرُ الإنَاءِ والقَبْرِ: نَواحِيه، يُقال: شَرِبَها إلى أصْبَارِها. وقيل: أعْلاه، وفي الحَدِيث: " سِدْرَةُ المُنْتَهى صُبْرُ الجَنَّةِ " أي أعْلاها. وواحِدُ الأصبَارِ: صِبْرٌ وصبر.
وأخَذَه بأصْبَارِه: أي كُله وأجْمَعِه.
والأصْبَارُ: الجَوَانِبُ. وهي الأكِفَّةُ أيضاً. والصُّبْرَةُ من الحِجَارَةِ: ما اشْتَد وغَلُظ، والجَمِيعُ الصِّبَارُ. وما بَيْنَ أرْضَيْنِ. وتُسَمى الحَرْبُ والدّاهِيَةُ الشَدِيْدَةُ: أمَّ صَبّارٍ. وأم صَبُوْرٍ: الأمْرُ المُلْتَبِسُ لَيْسَ له مَنْفَذٌ. وقيل: هي الهَضْبَةُ. وأمُ صَبارٍ: حَرَّةٌ لِبَني سُلَيْمٍ. والصَّبِيْرُ: سَحَابٌ مُمْتَلِىء فَوْقَ السَّحابِ الكَثيفِ.
وصَبِيرُ الخِوَانِ: رُقَاقَة عَرِيْضَةٌ تُبْسَطُ تَحْتَ ما يُؤْكَلُ من الطَعام. وصَوْبَرَةُ الشتَاءِ وصَنَوْبَرَتُه: أوْسَطُه وخَيْرُه.
والصبْرَةُ من اللَّبَنِ: الحامض. والصبْرَةُ: الحَجْرَةُ، وجَمْعُها صِبَارٌ. والصبَرُ: البَرَدُ، والقِطْعَةُ صَبَرَةٌ.
صبر
الصَّبْرُ: الإمساك في ضيق، يقال: صَبَرْتُ الدّابّة: حبستها بلا علف، وصَبَرْتُ فلانا: خلفته خلفة لا خروج له منها، والصَّبْرُ: حبس النّفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عمّا يقتضيان حبسها عنه، فَالصَّبْرُ لفظ عامّ، وربّما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه، فإن كان حبس النّفس لمصيبة سمّي صبرا لا غير، ويُضَادُّهُ الجزع، وإن كان في محاربة سمّي شجاعة، ويضادّه الجبن، وإن كان في نائبة مضجرة سمّي رحب الصّدر، ويضادّه الضّجر، وإن كان في إمساك الكلام سمّي كتمانا، ويضادّه المذل، وقد سمّى الله تعالى كلّ ذلك صبرا، ونبّه عليه بقوله: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ
[البقرة/ 177] ، وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ [الحج/ 35] ، وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ [الأحزاب/ 35] ، وسمّي الصّوم صبرا لكونه كالنّوع له، وقال عليه السلام:
«صيام شهر الصَّبْرِ وثلاثة أيّام في كلّ شهر يذهب وحر الصّدر» ، وقوله تعالى: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
[البقرة/ 175] ، قال أبو عبيدة :
إنّ ذلك لغة بمعنى الجرأة، واحتجّ بقول أعرابيّ قال لخصمه: ما أَصْبَرَكَ على الله، وهذا تصوّر مجاز بصورة حقيقة، لأنّ ذلك معناه: ما أصبرك على عذاب الله في تقديرك إذا اجترأت على ارتكاب ذلك، وإلى هذا يعود قول من قال: ما أبقاهم على النار، وقول من قال : ما أعملهم بعمل أهل النار، وذلك أنه قد يوصف بالصّبر من لا صبر له في الحقيقة اعتبارا بحال الناظر إليه، واستعمال التّعجّب في مثله اعتبار بالخلق لا بالخالق، وقوله تعالى: اصْبِرُوا وَصابِرُوا
[آل عمران/ 200] ، أي: احبسوا أنفسكم على العبادة وجاهدوا أهواءكم، وقوله: وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ
[مريم/ 65] ، أي: تحمّل الصّبر بجهدك، وقوله: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا [الفرقان/ 75] ، أي: بما تحمّلوا من الصّبر في الوصول إلى مرضاة الله، وقوله:
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
[يوسف/ 18] ، معناه: الأمر والحثّ على ذلك، والصَّبُورُ: القادر على الصّبر، والصَّبَّارُ يقال: إذا كان فيه ضرب من التّكلّف والمجاهدة، قال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [الشورى/ 33] ، ويعبّر عن الانتظار بالصّبر لما كان حقّ الانتظار أن لا ينفكّ عن الصّبر بل هو نوع من الصّبر، قال: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
[الطور/ 48] ، أي: انتظر حكمه لك على الكافرين.
(صبر) - في حديث عِمْران بن حُصَين، رضي الله عنه،: "مَنْ حَلَف على يمين مَصْبُورَة كَاذِباً".
: أي لازمةً لصاحِبِها من جِهة الحُكْم حتى يُصْبَر من أجلِها،: أي يُحبَس وهي يَمِين الصَّبْر، وأَصل الصَّبْر الحَبْس.
- وفي حديث آخر: "من حلف على يمين صَبْر"
ومنه قولهم: قُتِلَ صَبْراً: أي قَهْراً وحَبْسا على القَتْل.
وقال هُدبة بن الخَشْرم: وكان قَتَل رجلاً، فطَلب أَولياءُ المقتُول القِصاصَ وقَدَّمُوه إلى مُعاوِيةَ، رضي الله عنه، فسأله عما ادُّعِى عليه، فأنشأ يقول:
رُمِينا فَرامَينا فَصادفَ رَميُنا
مَنيَّةَ نفسٍ في كتابٍ وفي قَدْرِ
وأَنتَ أَميرُ المؤمنين فمَا لَنا
وَراءَك من مَعدًى ولا عنك من قَصْر
فإن تَكُ في أموالِنا لم نَضِق بها
ذِراعاً وإن صَبْراً فنَصْبِر للدَّهْرِ
يريد بالصَّبر القِصاصَ. وقيل لليمين: مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المَصْبُور لأنه إنما صُبِرَ من أَجلِها، فأُضِيفَ الصَّبْر إليها مَجازاً. - في حديث أُسَيْد بن حُضَيْر، رضي الله عنه، في الذي طَعَنه النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَصْبِرْني قال: اصطَبِرْ" .
: أي أَقِدْنى من نَفسِك. قال: استقِد. وأَصبرْتُه: أَقدتُه بقَتِيلهِ، والاصْطِبار: الاقْتِصاص. وأَصبَره القاضى: أَقصَّه، وصَبَرَهَ أيضاً صَبْراً. وقيل: اليَمِينُ المَصْبورة هي أن يَحلِف بالله عز وجلّ.
وفيه من الفِقْه: أنَّ القِصاصَ في الضَّرْبة بالسَّوط واللَّطْمة ونحوهما واجب، وهذا مَذهبُ جَماعةٍ من الصَّحابة والتَّابِعين.
وذهب مَالِكٌ والشَّافِعىُّ وأَصحابُ الرَّأْى إلى أن لا قِصاصَ فيما لا يُوقَفُ على حَدِّه لتَعَذُّر المُمَاثَلَة فيه وأصل القِصَاص المُمَاثَلَة
- في الحديث: "خَيرٌ من صَبِيرٍ ذَهَبًا" .
قيل: هو اسمُ جَبَل.
- في الحديث: "وعنده صُبْرٌ من تَمْر"
: أي قِطَع مَجمُوعة. وصُبْر كلِّ شىء: أَعَلاه.
- في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} . قال: كان يصعَد بُخارٌ من الماء إلى السَّماءِ، فاستَصْبَر فَعادَ صَبِيرًا، فذلك قَولُه تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}
: أي كَثُف وتَراكَم.
[صبر] الصَبْرُ: حَبس النفس عن الجزع. وقد صَبَر فلانٌ عند المصيبة يَصْبِرُ صَبْراً. وصَبَرْتُهُ أنا: حبسْته. قال الله تعالى:

(واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعونَ رَبَّهُمْ) *. قال عنترة يذكر حرباً كان فيها: فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً * ترسوا إذا نفس الجبان تطلع - يقول: حبست نفسا صابرة. وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في رجل أمسك رجلا وقتله آخر، قال: " اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي احبسوا الذى حبسه للموت حتى يموت. وصبرت الرجل، إذا حَلَّفْتَهُ صَبْراً أو قتلْتَه صَبْراً. يقال: قُتِل فلان صَبْراً وحَلَفَ صَبْراً، إذا حُبِسَ على القتل حتى يُقْتَلَ أو على اليمن حتى يحلف. وكذلك أَصْبَرْتُ الرجل بالألف. والمَصْبورَةُ، هي اليمين. والمصبورة التى نهى عنها، هي المحبوسة على الموت. وكلُّ ذي روحٍ يُصْبَرُ حيّاً ثم يرمى حتى يقتل فقد قتل صبرا. والتَصَبُّرُ: تكلُّف الصَبْرِ. وتقول: اصْطَبَرْتُ، ولا يقال اطَّبَرْتُ، لأن الصاد لا تدغم في الطاء. فإن أردت الإدغام قلبت الطاء صاداً وقلت: اصَّبَرْتُ. والصَبيرُ: الكفيلُ. تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ بالضم صَبْراً وصَبارَةً، أي كَفَلْتُ به. تقول منه: اصْبُرْني يا رجلُ، أي أعطني كفيلاً. والصَبيرُ: السحاب الأبيض لا يكاد يُمطر. قال الشاعر : يَروحُ إليهمُ عَكَرٌ تَراغى * كأنَّ دَوِيَّها رَعْدُ الصَبيرِ - وقال الأصمعي: الصَبِيرُ السحاب الأبيض الذي يُصْبَرُ بعضه فوق بعض درجا. وقال يصف جيشا: ككرفئة الغيث ذات الصبير  والجمع صبر. والصبر، بكسر الباء: هذا الدواء المر. ولا يسكَّن إلا في ضرورة الشعر. قال الراجز:

أمر من صبر ومقر وحظظ * يعقوب عن الفراء: الاصبار: السحائبُ البيضُ، الواحد صِبْرٌ وصُبْرٌ بالكسر والضم. وأَصْبارُ الإناء: جوانبه. يقال: أخذها بأَصْبارِها، أي تامَّة بجميعها، الواحد صُبْرٌ بالضم. وأدهقْت الكأس إلى أصبارها وأصمارها، أي إلى رأسها. قال الأصمعي: إذا لقي الرجل الشدَّة بكمالها قيل: لقيّها بأَصْبارِها. والصبر أيضا: بطن من غسان. قال الاخطل: تسأله الصبر من غسان إذ حضروا * والحزن كيف قراه الغلمة الجشر - ويروى: " فسائل الصبر من غسان إذ حضروا والحزن " بالفتح، لانه قال بعده: يعرفونك رأس ابن الحباب وقد * أمسى وللسيف في خيشومه أثر - يعنى عمير بن الحباب السلمى، لانه قتل وحمل رأسه إلى قبائل غسان، وكان لا يبالي بهم ويقول: ليسوا بشئ، إنما هم جشر. والصُبْرُ أيضاً: قلْب البُصْر، وهو حرف الشئ وغلظه. والصبر أيضا: الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة. ومنه قيل للحَرَّةِ: " أمُّ صبار " بتشديد الباء. ويقال: وقع القوم في أُمِّ صَبُّورٍ، أي في أمر شديد. وصبارة الشتاء، بتشديد الراء: شدة برده: والصُبْرَةُ: واحدة صُبَرِ الطعام. تقول: اشتريت الشئ صبرة، أي بلا وزنٍ ولا كيلٍ. والصُبارةُ: الحجارةُ. قال الشاعر : مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأنَّ المَرْءَ لم يُخْلَقْ صُبارَهْ ويروى: " صَبارة " بالفتح، وهو جمع صَبارٍ بالفتح، والهاء داخلة لجمع الجمع، لأن الصَبارَ جمع صَبْرَةٍ، وهي حجارة شديدة. قال الأعشى: كأن ترنم الهاجات فيها * قبيل الصبح أصوات الصبار - الهاجات: الضفادع. شبّه نقيقها بأصوات وقع الحجارة. والصنبور: النخلة تبقى منفردة ويَدِقُّ أسفلُها ويتقشَّر. يقال: صَنْبَرَ أسفلُ النخلة. والصُنْبورُ: الرجل الفردُ لا ولد له ولا أخ. والصُنْبورُ: مَثْعَبُ الحوضِ خاصّةً، حكاه أبو عبيد وأنشد:

ما بين صنبور إلا الازاء * والصنبور: قصبة تكون في الإداوَةِ من حديدٍ أو رصاص يشرب منها. والصنوبر: شجر، ويقال ثمره. وصنابر الشتاء: شدّة بردِه، وكذلك الصِنَّبِرُ بتشديد النون والكسر الباء. قال طرفة: بِجِفانٍ تَعْتَري مَجْلِسَنا * وسَديفٍ حين هاج الصِنَّبِرْ - والصِنَّبْرُ بتسكين الباء: يوم من أيام العجوز، ويحتمل أن يكونا بمعنىً، وإنَّما حركت الباء للضرورة.
[صبر] نه: فيه: "الصبور" تعالى من لا يعاجل بالإنتقام، وهو كالحليم إلا أن المذنب لا يأمن في الصبور العقوبة كما أمن في الحليم. ومنه: لاأحد "أصبر" على أذى يسمعه من اله، أي أشد حلمًا عن فاعله وترك المعاقبة عليه. ن: أراد به الأمتناع. نه: صم شهر "الصبر" هو شهر رمضان لحبس النفس عن الطعام الشراب والنكاح. وفيه نهى عن القتل الحيوان "صبرًا" هو أن يمسك حيًا ويرمي حتى الموت. ك: لأنه تعذيب وتضييع للمال. نه: ومنه ح: نهى عن "المصبورة" ونهى عن "صبر" ذي الروح. وح فيمن أمسك رجلا وقتله آخر: أقتلــوا القاتل و"أصبروا الصابر" أي أحبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت كفعله به، وكل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبرًا. ومنه ح: نهى عن "صبر" الروح، وهو الخصاء والخصاء صبر شديد. وفيه: من حلف على يمين "مصبورة" كاذبًا، وروى: على يمين صبر، أي ألزم بها وحبس عليها فكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، والمصبور هو صاحبها فوصفت بوصفه وأضيفت إليه مجازًا. ط: من خلف على يمين "صبر"، الحلف هو اليمين فخالف بين اللفظين تأكيدًا، ويمين صبر بالإضافة، أى ألزم بها وحبس لها شرعًا. ك: ولو حلف بغير إحلاف لم يكن صبورًا. وفيه: "لا تصبر" يميني حيث "تصبر" الإيمان، هو بضم أونه وفتح ثالثه، والحكمة في إهلاكهم أن يتمانعوا من الظلم إذ لم يكن فيهم نبي ولا كتاب ولا كانوا مؤمنين بالبعث، فلو تركوا مع ذلك هملًا لأكل القوى الضعيف. ج: صبرت الإنسان إذا حلفته جهد القسم وصبرته على اليمين إذا ألزمته بها. بغوى: من خلف على يمين "مصبورة"، هو مجاز فإن المصبور حقيقة صاحبها فإنه حبس لأجل اليمين. ك: وفيه: ولن "يصبر عليكن إلا "الصابر" الصديق، أي أن يصبر على إنفاقكن ببذل شقيق روحه إلا الصديق الذي ينفق إبتغاء رضاء الله، والمراد بالصابر المتصدق بدليل قوله: ومما يهمني، لأننواحيها، وصبر كل شىء أعلاه. وفيه: هذهرة" القر، بتشديد راء شدة البرد وقوته كحمارة القيظ. ن: و"الصبر" ضياء، أي الصبر على الطاعات والنوائب لا يزال صاحبه مستضيئًا مهديًا. ج: الصبر والثفاء هو الدواء المر. غ: "أصبروا" أثبتوا على دينكم، و"صابروا" أعداءكم في الجهاد. (وأستعينوا "بالصبر") بالثبات على ما أنتم عليه من الإيمان أو بالصوم. و (فما "أصبرهم" على النار) أي أجرأهم أي فما الذي صبرهم. ط: "الصابر" على دينه كالقابض على الجمرة، الجملة صفة زمان أي كما لا يقدر القادر على الجمر أن يصبر لأحتراق يده كذا المتدين يومئذ لا يقدر على ثباته على دينه لغلبة العصاة وأنتشار الفتن وضعف الإيمان، والصبر الحبس في ضيق، ويختلف بحسب المواضع ففي المصيبة صبر وفي الحرب شجاعة وفي النائبة رحب الصدر، وضد الأجر الضجر. ش: "صابره" أي حبس نفسه عما يريد صاحبه - ويتم في نصف.
صبر: صبر. قُتِل صَبْراً (انظر لين): تطلق على من لم يقتل في معركة، بل قتل بعد أن أسر (هوجفلايت ص42 رقم65) وفي معجم بوشر: قتله صبراً بمعنى قتله على مهل.
صبر على: انتظر (فوك، ألكالا) وفي ألف ليلة (1: 21): صبر على الشبكة حتى استقرت وفي كوسج طرائف (ص80): اصبر عليَّ حتى اركب جوادي. وفي ألف ليلة (1: 93)، صبرت إلى أن أتى المركب.
صَبَّر (بالتشديد): عزّى، خفّف عن، سلَّى، وخفف عنه الألم بالحديث المعزي (فوك، ألكالا).
صَبَّر فلاناً: طلب منه مهلة (ألف ليلة برسل 11: 381).
صَبَّر: بمعنى حنّط جسد الميت، وقد ذكرها فريتاج نقلاً عن الواقدي طبعة هاماكر (ص94) والتي لا يعرف لين لها سنداً. وهي كلمة صحيحة بهذا المعنى. ولو أن لين راجع تعليقة هاماكر (ص144) لرأى أن كاستل قد ذكرها أيضاً حين نقل عبارة من الجزء الثاني للترجمة العربية لسفر المكابيين. ونجدها أيضاً في محيط المحيط.
ففيه: صبَّر الميت وضع الصبر على بطنه لئلا تسرع النتانة إليه. (عبد الواحد ص188، ابن بطوطة 2: 313، والملابس من 29 رقم 10 (وأقرأ فيه تحنيطه وتصبيره بدل تخييطه وتصبيره) باين سميث 1320، تعليقة شلتنز) وفي كتاب ابن الشحنة (ص56): صُبِّر جسدهُ. ولا يزال التصبير مستعملاً في أيامنا هذه لأن هاملتن يذكر تلاً اسمه قارة المُصَبرّين وهي تعنى فيما يقول: تل المومياء.
صابر: تحمّل بصبر، كابد. ففي تاريخ البربر (2: 498): صابر المرض وكتمه عن الناس.
وفي (2: 469، 341) منه: صابر مثبته إلى آخر النهار، بمعنى عاش بعد جراحه حتى المساء.
صابر: ثبت في القتال. ففي حيان (ص101 ق) فقاتل حتى قُتِل ومن صابر معه.
صابر فلاناً: قاومه وصد هجماته. (دي ساسي طرائف 1: 47) وفي ابن خلكان (طبعة تورتبرج من 29): واتفقوا على مصآبرة (مصابرة) المسلمين إلى فصل الشتاء.
تصبَّر: تسلَّى، حمل نفسه على الصبر، تكلّف الصبر (فوك).
صَبْر. نَزَل الصبرُ: تستعمل أن معركة عنيفة قد حدثت (تاريخ البربر 1: 186، 378، 2: 294).
باع الشيء صبراً: باعه بالدين. ففي ألف ليلة (4: 353): وبعت بعضه صبراً إلى ستة اشهر.
صَبْر: مواساة، تسلية بالعناية أو بالحديث (ألكالا).
صَبْر، والواحدة صَبْر: صُبَيَّر نبات تتفرع منه ألواح بيضيّة الشكل ينبت فيها أشواك طويلة حديدة الرؤوس في الغاية، وتحمل في أطرافها العليا أثماراً ذات أوبار كثيرة في قشر غليظ ينشق عن لبّ حلو كثير البزر يؤكل فاكهة. (محيط المحيط).
صَبَر: أنفار من الجند يقيمون بمراصد حول البلد أو المعسكر حتى إذا رأوا العدة قادماً ينذرون به. (محيط المحيط).
صَبر: ألوة، مقر وعصارته. وهو عند أهل الأندلسَ صِبَر، ومنها أخذت اللفظة الأسبانية acibar لأن فوك يذكر صِبَر سُقْطُرى (ألوة سقطرى) وفي القسم الأول منه: صِبَر وصَبِر (ألكالا) وفيه cibar ولذلك صحّح ما قاله انجلمان في معجم الأسبانية ص35).
صَبِر: حين فسر فريتاج هذه الكلمة بكلمة myrrhe ( أي مُرّ مكاوى) فانه قد تابع في ذلك هاماكر الذي يقول في تعليقة له على الواقدي (ص144): صَبِر testibus, myrrham وليس - Aloên إن معنى صبر هو aloès ( أي صبر، مقر، ألوة) هو الصواب أما المعنى myrrhe فقد أنكره لين. ولو أن فوك يؤيده ففيه صَبِر وصِبَر في مادة mira.
صَبِر: صبّار، صبّار الهند، تين الهند (شجر).
صَبِر: تين، ثمر صبّار الهند (بوشر).
صِبَر: أنظر صَبِر.
صَبْرَة: زنبقة، زهرة الزنبق (دومب ص75).
صبرات (جمع): عُلَّيق، أشواك الغابات (هلو).
صَبُورَة = صابورة (انظر صابورة): ثقل يوضع في سفينة لحفظ توازنها، وهي من مصطلح البحريّة. (بوشر، هبرت 129، دلابورت ص131).
صَبّيْرّة: صبر، مقر، ألوة (معجم الأسبانية ص35).
صَبُورِي: ولد عفريت، ولد قذر طواف شوارع (هلو).
صُبَّار: شجرة تين الهند، تين الهند (بوشر) واحدته صُبَّارة (زيشر 11: 523).
صَبُّور: عند العامة: الجمهور المجتمع (محيط المحيط).
صُبَّيْر، واحدته صُبَّيْرة (وهذا ما ذكر في المحيط أما بوشر فلم يذكر إلا صُبَّيْرة): صبَّار الهند، شجر تين الهند.
صُبَّيْر: تين شوكي، ثمر شجرة تين الهند.
صَبَّارَة: عند المولَّدين أنفار من الجند يقيمون بمراصد حول البلد أو المعسكر حتى إذا رأو العدو قادماً ينذرون به. والاسم منه الصَبَر (محيط المحيط). صَبَّارة عند أهل المغرب: صَبِر، مقر، ألوة (معجم الأسبانية ص35، هلو، همبرت ص56).
صَبَّارة: عُلَّيق، عوسج (هلو).
صُبَّارَي: ذكرت مرتين عند ابن البيطار (1: 535) وفي مخطوطة A ضبطت بالشكل وهو ليس الدلب والصِفار والعيثام كما يقول سونثيمر بل هو مثل غيره من الكلمات المشتقة من هذا الأصل تعنى شجرة التين الهندي.
صُبَار وصُبَّار: هو التمر هندي الحامض (ابن البيطار 2: 126) والتشديد في مخطوطة A.
صابِرَة: سندان (المعجم اللاتيني - العربي).
صابُورَة وجمعها صَوابِير: عند النوتية ما يوضع في قعر المركب الفارغ من التراب وغيره ليثقل فلا ينود على جانبيه (محيط المحيط)، لين، تاج العروس، دومب ص101، همبرت ص129) وهي اللفظة اللاتينية Saburra التي استعملت في اللغات الرومانية.
رمل صابورة: رمل تثقل به السفينة (بوشر)
ص ب ر

صَبَرَه عن الشيء يصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه قال الحُطَيئةُ

(قلتُ لها أَصْبِرُها جاهِداً ... ويْحَكِ أمثالُ طَرِيفٍ قَلِيلُ)

وصَبْرُ الإِنسانِ على القَتْلِ نَصْبُه عليه يقال قَتَلَه صَبْراً وقد صَبَرَه عليه ونَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ الرُّوحُ ورَجَلٌ صَبُورَةٌ بالهاء مَصْبورٌ للقَتْلِ حكاه ثَعلبٌ ويَمِينُ الصَّبْرِ التي يُمْسِكُكَ الحَكَمُ عليها حتى تَحْلِفَ وقد حَلَفَ صَبْراً أنشد ثَعلبٌ

(فَأَوْجِعِ الجنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا ... أو يُبْلِيَ اللهُ يَمِيناً صَبْراً)

وصَبَرَ الرَّجلَ لَزِمَه والصَّبْرُ نَقيضُ الجَزَعِ صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً فهو صَابْرٌ وصَبَّارِ وصَبيرٌ وصَبُورٌ والأنثى صَبُورٌ أيضاً وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(أَرَى أُمَّ زَيْدٍ كُلَّما جَنَّ لَيْلُها ... تُبَكِّي على زَيْدٍ ولَيْسَتْ بأصْبَرَا)

أراد ولَيْسَتْ بأصبَرَ من ابْنِها بل ابْنُها أصْبرُ منها لأنه عاقٌّ والعاقُّ أصْبرُ من أَبْوَيْه وتَصَبَّرَ واصْطَبَر واصْبرَّ كصَبِرَ وأصْبَرهُ وصَبَّره أمَره بالصَّبْرِ وأصْبَره جعل له صَبْراً وقولُه تعالى {وتواصوا بالصبر} العصر 3 تَواصَوْا بالصَّبر على طاعةِ الله والصَّبْرِ على الدُّخولِ في معاصِيه وصَبَرَ به يَصْبُرُ صَبْراً كَفَلَ والصَّبِيرُ الكَفِيلُ وصَبِيرُ القومِ المُقدَّمُ في أُمورِهم والجمع صُبَرَاءُ والصَّبيرِ السَّحابةُ البيضاءُ وقيل هي الكَثِيفةُ التي فوق السَّحابةِ وقيل هو الذي يَصِيرُ بعضُه فوق بعضِ دَرَجاً وقيل هي القِطعةُ من السحابةِ تراها كأنها مَصْبُورةٌ أي مَحبُوسةٌ وهذا ضَعيفٌ قال أبو حنيفةَ الصَّبِيرُ السَّحابُ البيضُ والجمع كالواحِدِ وقيل جمعُه صُبُرٌ قال ساعدةُ بن جُؤيَّةَ

(فارْمِ بهم لِيَّةً والأَخلافَا ... جَوْزَ النُّعامى صُبُراً خِفَافَا)

والصُّبَارةُ من السَّحابِ كالصَّبِيرِ وصَبيرُ الخُوانِ رُقاقةٌ عريضَةٌ تُبْسَطُ تحت ما يُؤْكَلُ من الطَّعامِ والأَصْبِرةُ من الغَنَمِ والإِبِلِ ولم أسْمعْ لها بواحدٍ التي تَرُوحُ وتَغْدُو على أهْلِها لا تَغْرُبُ عنهم ورُوِيَ بيتُ عَنْترةَ (لها بالصَّيْفِ أصْبِرَةٌ وجُلٌّ ... وسِتٌّ من كَرائِمها غِزَارُ)

والصُّبرُ والصِّبْرُ ناحِيةُ الشيءِ وحَرْفُه وجمعُه أصْبَارٌ قال النَّمِرُ بن توْلَبٍ يصف روضةً

(عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتِيُّ بِدِيمةٍ ... وَطْفَاءَ تَمْلؤُها إلى أَصْبَارِها)

وملأَ الكأسَ إلى أَصْبَارِها أي إلى رأْسِها وأخَذه بأصْبَارِه أي بِجَمِيعِه والصُّبْرة ما جُمِعَ من الطَّعام بلا كَيْلٍ ولا وَزْنٍ والصُّبْرة الكُرْسُ وقد صَبَّروا طعامَهُم والصُّبْرةُ الطَّعامُ المَنْخولُ بشيءٍ شبيهٍ بالسَّرَنْدِ والصُّبْرة الحجارةُ الغليظةُ المجتمعةُ وجمعُها صِبارٌ والصُّبَارةُ الحجارةُ قال الأعشى

(مَن مبْلِغٌ عَمْراً بأنْ ... نَ المرْءَ لم يُخْلَقْ صُبَارَهْ)

ويروى صِبَارة وهي نَحوَها في المَعْنَى وقيل الصُّبارةُ قِطعةٌ من حجارةٍ أو حديدٍ والصُبُرُ الأرضُ ذات الحَصْباء وليست بغَلِيظةٍ والصُّبْرُ فيه لغةٌ عن كُراعٍ وأمُّ صَبَّارٍ الحَرَّةُ مشتقٌ من الصُّبُرِ التي هي الأرضُ ذات الحَصْباءِ أو من الصُّبَارةِ وخصَّ بعضُهم به الرَّجْلاءَ منها وأُمُّ صَبّارٍ وأُمُّ صبُّور كلتاهما الدَّاهِيةُ والحَرْبُ الشديدةُ يقال وقعُوا في أُمِّ صَبَّارٍ وأُمِّ صَبُّورٍ هكذا قرأتُه في الألفاظِ صبُّور بالباء وفي بعض النسخ أمُّ صَبُّورٍ كأنها مشتقةٌ من الصِّيارةِ وهي الحجارةُ والصَّبِرُ عُصارةُ شجرٍ مُرٍّ واحدتُه صَبِرةٌ وجمعُه صُبورٌ قال الفرزدقُ

(يابْنَ الخَلِيَّةِ إنَّ حَرْبِي مُرَّةٌ ... فيها مَذَاقَةُ حَنْظَلٍ وصُبُور)

قال أبو حنيفةَ نباتُ الصَّبِر كَنباتِ السَّوسَنِ الأخضرِ غير أنّ وَرَقَ الصَّبِرِ أَطْولُ وأعرضُ وأثخنُ كثيراً وهو كثيرُ الماء جداً والصُّبَّار حَمْلُ شجرٍ شديدُ الحموضَةِ له عَجَمٌ أحمرُ عريضٌ يُجْلَبُ من الهِنْدِ وقيل هو التَّمْرُ الهِنديُّ الحامِضُ الذي يُتداوَى به وصُبَّارة الشِّتاءِ شِدّةُ البَرْدِ والتخفيفُ لغةٌ عن اللحيانيِّ والصُّبْرُ قبيلةٌ من غَسَّان قال الأخطلُ

(تَسَألُهُ الصُّبْرُ من غسَّان إذ حَضَرُوا ... والحَزْنُ كيف قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ)

الحَزْنُ قبيلة أيضاً وقد تقدّم وأبو صَبْرَةَ طائِرٌ أحمرُ البَطْنِ أسودُ الرأسِ والجناحَيْنِ والذَّنَبِ وسائرُه أحمرُ
صبر
صبَرَ/ صبَرَ على/ صبَرَ عن يَصبِر، صَبْرًا، فهو صابِر، والمفعول مَصْبور (للمتعدِّي)
• صبَر الشَّخصُ: رَضِي، انتظر في هدوء واطمئنان دون شكوى ولم يتعجَّل "لم يصبِرْ حتّى نأتيَ لمساعدته- الصَّبر علاجُ كلِّ ألم- سأصبر حتى يعجز الصَّبر عن صبري ... وأصبر حتى يأذن الله في أمري- {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} - {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} ".
• صبَر الشَّخصُ/ صبَر الشَّخصُ على المَرض: احتمله بصبر وجلد، دون شكوى "صبر على المكروه/ سوء المعاملة- يهون الحملُ على من أحسن الصبر عليه- إِذَا لَقِيتُمُ الْعَدُوَّ فَاثْبُتُوا وَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ [حديث]- {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} - {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} ".
• صبَر نَفْسَه: ثبَّتها، حبسها وضبطها "بالصَّبر تنال كلَّ ما تريد [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الصَّبر مفتاح الفرج- {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} - {وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى ءَالِهَتِكُمْ}: استمرّوا على عبادة آلهتكم".
• صبَر فلانٌ عن فلان: حبس نفسَه ومنعها عنه "صبر عنه رغم إساءته له- *أردت فراقها وصبَرتُ عنها*: تحمّلت فراقَها". 

أصبرَ يُصبر، إصبارًا، فهو مُصبِر، والمفعول مُصبَر (للمتعدِّي)
• أصبر الطَّعامُ ونحوُه: صار مُرًّا.
• أصبر الأمَّ الثَّكلى: جعلها تصبر وتحتمل "أصبر المصابَ/ المريضَ". 

استصبرَ يستصبر، استصبارًا، فهو مُستصبِر، والمفعول مُستصبَر
• استصبر المَريضَ: أَصْبره، طلب منه أن يصبر ويتحمَّل "رآه ضيِّق الصّدر فاستصبره". 

اصطبرَ/ اصطبرَ على/ اصطبرَ لـ يصطبر، اصطبارًا، فهو مُصطبِر، والمفعول مُصطبَر عليه
• اصطبر الشَّخصُ: صبَر، انتظر في هدوء واطمئنان، دون شكوى "اصطبر حين تُوُفِّي والدُه- ومن قَلَّ فيما يتقيه اصطبارهُ ... فقد قلّ فيما يرتجيه مُناهُ- هَذَهِ يَدِي لِعَمَّارٍ فَلْيَصْطَبِرْ [حديث] ".
• اصطبر على الأمر/ اصطبر للأمر: صبَر عليه، احتمله دون شكوى " {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} - {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} ". 

تصابرَ يتصابر، تصابرًا، فهو مُتصابِر
• تصابر فلانٌ: تصبَّر؛ حمل نفسَه على الصبر، أظهر الصبرَ "تصابرتْ الأرملةُ- تصابر الجريحُ". 

تصبَّرَ/ تصبَّرَ على يتصبَّر، تصبُّرًا، فهو مُتصبِّر، والمفعول مُتصبَّر عليه
• تصبَّر المَريضُ: حمل نفسَه على الصَّبر، تكلَّف الصَّبرَ "تصبَّرتِ الأرملةُ- تصبَّر أهلُ الميِّت- لم يحتمل وفاةَ أبيه لكنه تصبَّر أمام أمِّه؛ حتَّى لا تجزع".
• تصبَّر على الشَّيءِ: صبر عليه، تَحَمَّله بصبرٍ وجلدٍ، دون
 شكوى "تصبَّر على الألم/ المرض/ الجوع". 

صابرَ يصابر، مُصابَرةً وصِبارًا، فهو مُصابِر، والمفعول مُصابَر
• صابر أخاه:
1 - غالبه في الصَّبر والتحمُّل " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} ".
2 - ماطَلَه "صابَر المُدِينُ دائنَه في إعطائه ماله". 

صبَّرَ يصبِّر، تصبيرًا، فهو مُصبِّر، والمفعول مُصبَّر
• صبَّر الجُثَّةَ: حنَّطها، وضع بها ما يقيها الفسادَ إلى وقت ما "تُصبِّر بعضُ البلدان الفواكِهَ لتحفظها من الفساد: تحفظها مُعلَّبَة".
• صبَّر فلانًا/ صبَّر فلانًا على الأمر: دعاه إلى الصَّبر والتَّحمل وحبَّبه إليه "صبَّره على البلاء- صبَّرها على وفاة زوجها" ° صَبَّره الله: ربط اللهُ على قلبه. 

تَصْبيرة [مفرد]: ما يتناوله الجائعُ من أكل قليل حتَّى ينضج الطَّعامُ أو يحين وقت تناوله "أكل التِّلميذُ تصبيرة في المدرسة". 

صَبَّار1 [مفرد]: صيغة مبالغة من صبَرَ/ صبَرَ على/ صبَرَ عن: كثير الصَّبر والتَّحمُّل "وإنِّي لصبّار على ما ينوبني ... وحسبك أنّ الله أثنى على الصبرِ- {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} ". 

صَبَّار2 [جمع]: مف صَبَّارة: (نت) نبات صحراويّ من الفصيلة الزنبقيَّة، ينبت في البلاد الحارَّة، أوراقه عريضة ثخينة دائمة الخضرة كثيرة الماء، فيها أشواك، عصارته شديدة المرارة، يُزرع للزِّينة، ويُستعمل في الطبّ، ومنه نوع تؤكل ثمارُه وهو التِّين الشَّوْكيّ، ويقال له كذلك: صُبِّير "الحديقة مليئة بنبات الصَّبّار". 

صبَّاريّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين تنبت في المناطق الحارّة. 

صَبْر [مفرد]: مصدر صبَرَ/ صبَرَ على/ صبَرَ عن ° شهر الصَّبْر: شهر الصَّوم، لما فيه من حبس الشّهوات- صَبْر أيُّوب: شدّة الاحتمال- صَبْرٌ جميلٌ: اللّهمَّ ألهمنا الصَّبْر- عِيل صَبْري: نفَد- فروغ الصَّبْر: الجزع وعدم الاحتمال- قتله صَبْرًا: حبسه حتَّى مات. 

صَبُور [مفرد]: ج صَبورون وصُبُر، مؤ صَبور وصبورة، ج مؤ صبورات وصُبُر: صيغة مبالغة من صبَرَ/ صبَرَ على/ صبَرَ عن: صابر معتاد الصَّبر قادر عليه، للمذكّر والمؤنّث، ويجوز تأنيثها بالتاء "أمٌّ صَبور- رَجُل/ حاكم صبُور: حليم- لا يعدم الصَّبور الظَّفر وإن طال به الزَّمان [مثل] ".
• الصَّبور: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يُعاجل بالعقوبة؛ لأنّه يمهل وينظر ولا يعجل "الله الصَّبورُ الحليم يُمْهِل ولا يُهْمِل". 

صبر: في أَسماء الله تعالى: الصَّبُور تعالى وتقدَّس، هو الذي لا

يُعاجِل العُصاة بالانْتقامِ، وهو من أَبنية المُبالَغة، ومعناه قَرِيب من

مَعْنَى الحَلِيم، والفرْق بينهما أَن المُذنِب لا يأْمَنُ العُقوبة في صِفَة

الصَّبُور كما يأْمَنُها في صِفَة الحَلِيم. ابن سيده: صَبَرَه عن الشيء

يَصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه؛ قال الحطيئة:

قُلْتُ لها أَصْبِرُها جاهِداً:

وَيْحَك، أَمْثالُ طَرِيفٍ قَلِيلْ

والصَّبْرُ: نَصْب الإِنسان للقَتْل، فهو مَصْبُور. وصَبْرُ الإِنسان

على القَتْل: نَصْبُه عليه. يقال: قَتَلَه صَبْراً، وقد صَبَره عليه وقد

نَهَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنْ تُصْبَرَ الرُّوح. ورجل

صَبُورَة، بالهاء: مَصْبُور للقتل؛ حكاه ثعلب. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه نَهَى عن قَتْل شيء من الدَّوابّ صَبْراً؛ قيل: هو أَن يُمْسك

الطائرُ أَو غيرُه من ذواتِ الرُّوح يُصْبَر حَيّاً ثم يُرْمَى بشيء حتى

يُقْتَل؛ قال: وأَصل الصَّبْر الحَبْس، وكل من حَبَس شيئاً فقد صَبَرَه؛

ومنه الحديث: نهى عن المَصْبُورة ونَهَى عن صَبْرِ ذِي الرُّوح؛

والمَصبُورة التي نهى عنها؛ هي المَحْبُوسَة على المَوْت. وكل ذي روح يصبر حيّاً

ثم يرمى حتى يقتل، فقد، قتل صبراً. وفي الحديث الآخر في رَجُل أَمسَك

رجُلاً وقَتَلَه آخر فقال: اقْتُلُوا القاتل واصْبُروا الصَّابرَ؛ يعني

احْبِسُوا الذي حَبَسَه للموْت حتى يَمُوت كفِعْلِهِ به؛ ومنه قيل للرجُل

يقدَّم فيضربَ عنقه: قُتِل صَبْراً؛ يعني أَنه أُمسِك على المَوْت، وكذلك لو

حَبَس رجُل نفسَه على شيء يُرِيدُه قال: صَبَرْتُ نفسِي؛ قال عنترة يذكُر

حرْباً كان فيها:

فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً

تَرْسُو، إِذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ

يقول: حَبَست نفساً صابِرة. قال أَبو عبيد: يقول إِنه حَبَس نفسَه،

وكلُّ من قُتِل في غير مَعْرَكة ولا حَرْب ولا خَطَإٍ، فإِنه مَقْتول

صَبْراً. وفي حديث ابن مسعود: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن

صَبْرِ الرُّوح، وهو الخِصاءُ، والخِصاءُ صَبْرٌ شديد؛ ومن هذا يَمِينُ

الصَّبْرِ، وهو أَن يحبِسَه السلطان على اليمين حتى يحلِف بها، فلو حلَف

إِنسان من غيرِ إِحلاف ما قيل: حلَف صَبْراً. وفي الحديث: مَنْ حَلَف على

يَمِين مَصْبُورَةٍ كاذِباً، وفي آخر: على يَمِينِ صَبْرٍ أَي أُلْزِم بها

وحُبِس عليها وكانت لازِمَة لصاحِبها من جِهَة الحَكَم، وقيل لها مَصْبُورة

وإِن كان صاحِبُها في الحقيقة هو المَصْبُور لأَنه إِنما صُبِرَ من

أَجْلِها أَي حُبس، فوُصِفت بالصَّبْر وأُضيفت إِليه مجازاً؛ والمَصْبورة: هي

اليَمِين، والصَّبْر: أَن تأْخذ يَمِين إِنسان. تقول: صَبَرْتُ يَمِينه

أَي حلَّفته. وكلُّ من حَبَسْتَه لقَتلٍ أَو يَمِين، فهو قتلُ صَبْرٍ.

والصَّبْرُ: الإِكراه. يقال: صَبَرَ الحاكم فُلاناً على يَمين صَبْراً أَي

أَكرهه. وصَبَرْت الرَّجل إِذا حَلَّفته صَبْراً أَو قتلتَه صَبْراً.

يقال: قُتِل فلانٌ صَبْراً وحُلِّف صَبْراً إِذا حُبِس. وصَبَرَه: أَحْلَفه

يَمِين صَبْرٍ يَصْبِرُه. ابن سيده: ويَمِين الصَّبْرِ التي يُمْسِكُكَ

الحَكَم عليها حتى تَحْلِف؛ وقد حَلَف صَبْراً؛ أَنشد ثعلب:

فَأَوْجِعِ الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرَا،

أَو يُبْلِيَ اللهُ يَمِيناً صَبْرَا

وصَبَرَ الرجلَ يَصْبِرُه: لَزِمَه.

والصَّبْرُ: نقِيض الجَزَع، صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً، فهو صابِرٌ

وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور، والأُنثى صَبُور أَيضاً، بغير هاء، وجمعه صُبُرٌ.

الجوهري: الصَّبر حَبْس النفس عند الجزَع، وقد صَبَرَ فلان عند المُصِيبة

يَصْبِرُ صَبْراً، وصَبَرْتُه أَنا: حَبَسْته. قال الله تعالى: واصْبِرْ

نفسَك مع الذينَ يَدْعُون رَبَّهم. والتَّصَبُّرُ: تكلُّف الصَّبْرِ؛

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَرَى أُمَّ زَيْدٍ كُلَّمَا جَنَّ لَيْلُها

تُبَكِّي على زَيْدٍ، ولَيْسَتْ بَأَصْبَرَا

أَراد: وليست بأَصْبَرَ من ابنها، بل ابنها أَصْبَرُ منها لأَنه عاقٌّ

والعاقُّ أَصبَرُ من أَبَوَيْهِ. وتَصَبَّر وآصْطَبَرَ: جعل له صَبْراً.

وتقول: آصْطَبَرْتُ ولا تقول اطَّبَرْتُ لأَن الصاد لا تدغم في الطاء،

فإِن أَردت الإِدغام قلبت الطاء صاداً وقلت اصَّبَرْتُ. وفي الحديث عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الله تعالى قال: إِنِّي أَنا الصَّبُور؛ قال

أَبو إِسحق: الصَّبُور في صفة الله عز وجلّ الحَلِيم. وفي الحديث: لا

أَحَدَ أَصْبَرُ على أَذًى يَسْمَعُه من الله عزَّ وجلَّ؛ أَي أَشدّ حِلْماً

على فاعِل ذلك وترك المُعاقبة عليه. وقوله تعالى: وتَتَواصَوْا

بالصَّبْرِ؛ معناه: وتَوَاصَوْا بالصبر على طاعة الله والصَّبْرِ على الدخول في

مَعاصِيه. والصَّبْرُ: الجَراءة؛ ومنه قوله عز وجلّ: فما أَصْبَرَهُمْ على

النار؛ أَي ما أَجْرَأَهُم على أَعمال أَهل النار. قال أَبو عمرو: سأَلت

الحليحي عن الصبر فقال: ثلاثة أَنواع: الصَّبْرُ على طاعة الجَبَّار،

والصَّبْرُ على معاصِي

(* قوله: «الحليحي» وقوله: «والصبر على معاصي إلخ»

كذا بالأَصل). الجَبَّار، والصَّبر على الصَّبر على طاعته وتَرْك معصيته.

وقال ابن الأَعرابي: قال عُمر: أَفضل الصَّبر التَّصَبر. وقوله: فَصَبْرٌ

جَمِيل؛ أَي صَبْرِي صَبْرٌ جَمِيل. وقوله عز وجل: اصْبِرُوا وصَابِرُوا؛

أَي اصْبِرُوا واثْبُتُوا على دِينِكم، وصابروا أَي صابروا أَعداءَكُم

في الجِهاد. وقوله عز وجل: اسْتَعِينوا بالصَّبْرِ؛ أَي بالثبات على ما

أَنتم عليه من الإِيمان. وشَهْرُ الصَّبْرِ: شهر الصَّوْم. وفي حديث

الصَّوْم: صُمْ شَهْرَ الصَّبْر؛ هُوَ شهرُ رمضان وأَصل الصَّبْرِ الحَبْس،

وسُمِّي الصومُ صَبْراً لِمَا فيه من حَبْس النفس عن الطَّعام والشَّرَاب

والنِّكاح. وصَبَرَ به يَصْبُرُ صَبْراً: كَفَلَ، وهو بِهِ صَبِيرٌ

والصَّبِيرُ: الكَفِيل؛ تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ، بالضَّم، صَبْراً وصَبَارة

أَي كَفَلْت به، تقول منه: اصْبُرْني يا رجل أَي أَعْطِنِي كَفِيلاً.

وفي حديث الحسَن: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفاً فَلا يأْخُذَنَّ به رَهْناً ولا

صَبِيراً؛ هو الكفِيل. وصَبِير القوم: زَعِيمُهم المُقَدَّم في أُمُورِهم،

والجمع صُبَراء. والصَّبِيرُ: السحاب الأَبيض الذي يصبرُ بعضه فوق بعض

درجاً؛ قال يصِف جَيْشاً:

كَكِرْفِئَة الغَيْث ذاتِ الصبِير

قال ابن بري: هذا الصدر يحتمل أَن يكون صدراً لبيت عامر بن جوين الطائي

من أَبيات:

وجارِيَةٍ من بَنَات المُلُو

ك، قَعْقَعْتُ بالخيْل خَلْخالَها

كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِيـ

ـرِ، تأْتِي السَّحابَ وتَأْتالَها

قال: أَي رُبَّ جارية من بَنات المُلُوك قَعْقَعتُ خَلْخَالَها لَمَّا

أَغَرْت عليهم فهَرَبَتْ وعَدَت فسُمِع صَوْت خَلْخَالِها، ولم تكن قبل

ذلك تَعْدُو. وقوله: كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِيرِ أَي هذه الجارية

كالسَّحابة البَيْضاء الكَثِيفة تأْتي السَّحاب أَي تقصِدُ إِلى جُمْلَة

السَّحاب. وتأْتالُه أَي تُصْلِحُه، وأَصله تأْتَوِلُهُ من الأَوْل وهو

الإِصْلاح، ونصب تأْتالَها على الجواب؛ قال ومثله قول لبيد:

بِصَبُوحِ صَافِيَة وجَذْب كَرِينَةٍ،

بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُه إِبهامُها

أَي تُصْلِح هذه الكَرِينَة، وهي المُغَنِّية، أَوْتار عُودِها

بِإِبْهامِها؛ وأَصله تَأْتَوِلُه إِبْهامُها فقلبت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح

ما قبلها؛ قال: وقد يحتمل أَن يكون كَكِرْفِئَة الغيْث ذات الصبير

للْخَنْسَاء، وعجزه:

تَرْمِي السَّحابَ ويَرْمِي لَها

وقبله:

ورَجْراجَة فَوْقَها بَيْضُنا،

عليها المُضَاعَفُ، زُفْنا لَها

والصَّبِير: السحاب الأَبيض لا يكاد يُمطِر؛ قال رُشَيْد بن رُمَيْض

العَنَزيّ:

تَرُوح إِليهمُ عَكَرٌ تَراغَى،

كأَن دَوِيَّها رَعْدُ الصَّبِير

الفراء: الأَصْبار السحائب البيض، الواحد صِبْر وصُبْر، بالكسر والضم.

والصَّبِير: السحابة البيضاء، وقيل: هي القطعة من السحابة تراها كأَنها

مَصْبُورة أَي محبُوسة، وهذا ضعيف. قال أَبو حنيفة: الصَّبير السحاب يثبت

يوماً وليلة ولا يبرَح كأَنه يُصْبَرُ أَي يحبس، وقيل: الصَّبِير السحاب

الأَبيض، والجمع كالواحد، وقيل: جمعه صُبُرٌ؛ قال ساعدة بن جؤية:

فارْمِ بِهم لِيَّةَ والأَخْلافا،

جَوْزَ النُّعامَى صُبُراً خِفافا

والصُّبَارة من السحاب: كالصَّبِير.

وصَبَرَه: أَوْثقه. وفي حديث عَمَّار حين ضرَبه عُثمان: فلمَّا عُوتِب

في ضَرْبه أَياه قال: هذه يَدِي لِعَمَّار فَلْيَصْطَبِر؛ معناه فليقتصّ.

يقال: صَبَرَ فلان فلاناً لوليّ فلان أَي حبسه، وأَصْبَرَه أَقَصَّه منه

فاصْطَبر أَي اقتصَّ. الأَحمر: أَقادَ السلطان فلاناً وأَقَصَّه

وأَصْبَرَه بمعنى واحد إِذا قَتَلَه بِقَوَد، وأَباءَهُ مثلهُ. وفي الحديث: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، طَعَن إِنساناً بقضِيب مُدَاعَبة فقال له:

أَصْبِرْني، قال: اصْطَبر، أَي أَقِدْني من نفسك، قال: اسْتَقِدْ. يقال:

صَبَر فلان من خصْمه واصْطَبَر أَي اقتصَّ منه. وأَصْبَرَه الحاكم أَي

أَقصَّه من خصْمه.

وصَبِيرُ الخُوانِ: رُقَاقَة عَرِيضَة تُبْسَطُ تحت ما يؤكل من الطعام.

ابن الأَعرابي: أَصْبَرَ الرجل إِذا أَكل الصَّبِيرَة، وهي الرُّقاقة

التي يَغْرُِفُ عليها الخَبَُاز طَعام العُرْس.

والأَصْبَِرةُ من الغَنَم والإِبل؛ قال ابن سيده ولم أَسمع لها بواحد:

التي تَرُوح وتَغْدُو على أَهلها لا تَعْزُب عنهم؛ وروي بيت عنترة:

لها بالصَّيْف أَصْبِرَةٌ وجُلّ،

وسِتُّ من كَرائِمِها غِزَارُ

الصَّبرُ والصُّبْرُ: جانب الشيء، وبُصْره مثلُه، وهو حَرْف الشيء

وغِلَظه. والصَّبْرُ والصُّبْرُ: ناحية الشيء وحَرْفُه، وجمعه أَصْبار.

وصُبْرُ الشيء: أَعلاه. وفي حديث ابن مسعود: سِدْرة المُنْتَهى صُبْرُ الجنة؛

قال: صُبْرُها أَعلاها أَي أَعلى نواحيها؛ قال النمر بن تَوْلَب يصف

روضة:عَزَبَتْ، وباكَرَها الشَّتِيُّ بِدِيمَة

وَطْفاء، تَمْلَؤُها إِلى أَصْبارِها

وأَدْهَقَ الكأْس إِلى أَصْبارها ومَلأَها إِلى أَصْبارها أَي إِلى

أَعالِيها ورأْسها. وأَخذه بأَصْباره أَي تامّاً بجميعه.

وأَصْبار القبر: نواحيه وأَصْبار الإِناء: جوانِبه. الأَصمعي: إِذا

لَقِيَ الرجل الشِّدة بكمالها قيل: لَقِيها بأَصْبارها.

والصُّبْرَة: ما جُمِع من الطعام بلا كَيْل ولا وَزْن بعضه فوق بعض.

الجوهري: الصُّبرة واحدة صُبَرِ الطعام. يقال: اشتريت الشيء صُبْرَةً أَي

بلا وزن ولا كيل. وفي الحديث: مَرَّ على صُبْرَة طَعام فأَدخل يَدَه فيها؛

الصُّبْرة: الطعام المجتمِع كالكُومَة. وفي حديث عُمَر: دخل على النبي،

صلى الله عليه وسلم، وإِنَّ عند رجليه قَرَظاً مَصْبُوراً أَي مجموعاً، قد

جُعل صُبْرة كصُبْرة الطعام. والصُّبْرَة: الكُدْس، وقد صَبَّرُوا

طعامهم.

وفي حديث ابن عباس في قوله عز وجل: وكان عرْشهُ على الماء، قال: كان

يَصْعَد إِلى السماء بُخَارٌ من الماء، فاسْتَصْبَر فعاد صَبِيراً؛

اسْتَصْبَرَ أَي استكْثَف، وتراكَم، فذلك قوله: ثم اسْتَوى إِلى السماء وهي

دُخَان؛ الصَّبِير: سَحاب أَبيض متكاثِف يعني تَكَاثَفَ البُخار وتَراكَم فصار

سَحاباً. وفي حديث طَهْفة: ويسْتَحْلب الصَّبِير؛ وحديث ظبيان:

وسَقَوْهُم بِصَبِير النَّيْطَل أَي سَحاب الموْت والهَلاك.

والصُّبْرة: الطعام المَنْخُول بشيء شبِيه بالسَّرَنْد

(* قوله:

«بالسرند» هكذا في الأَصل وشرح القاموس). والصُّبْرَة: الحجارة الغليظة

المجتمعة، وجمعها صِبَار. والصُّبَارة، بضم الصاد: الحجارة، وقيل: الحجارة

المُلْس؛ قال الأَعشى:

مَنْ مُبْلِغٌ شَيْبان أَنَّ

المَرْءَ لم يُخلَق صُبارَهْ؟

قال ابن سيده: ويروى صِيَارَهْ؛ قال: وهو نحوها في المعنى، وأَورد

الجوهري في هذا المكان:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ

المَرْءَ لم يُخْلَق صُبارَهْ؟

واستشهد به الأَزهري أَيضاً، ويروى صَبَارهْ، بفتح الصاد، وهو جمع

صَبَار والهاء داخلة لجمع الجمع، لأَن الصَّبَارَ جمع صَبْرة، وهي حجارة

شديدة؛ قال ابن بري: وصوابه لم يخلق صِبارهْ، بكسر الصاد، قال: وأَما صُبارة

وصَبارة فليس بجمع لصَبْرة لأَن فَعالاً ليس من أَبنية الجموع، وإِنما ذلك

فِعال، بالكسر، نحو حِجارٍ وجِبالٍ؛ وقال ابن بري: البيت لَعَمْرو بن

مِلْقَط الطائي يخاطب بهذا الشعر عمرو بن هند، وكان عمرو بن هند قتل له أَخ

عند زُرارَةَ بن عُدُس الدَّارِمِي، وكان بين عمرو بن مِلْقَط وبين

زُرارَة شَرٌّ، فحرّض عَمرو ابن هند على بني دارِم؛ يقول: ليس الإِنسان بحجر

فيصبر على مثل هذا؛ وبعد البيت:

وحَوادِث الأَيام لا

يَبْقَى لها إِلاَّ الحجاره

ها إِنَّ عِجْزَةَ أُمّه

بالسَّفْحِ، أَسْفَلَ مِنْ أُوارَهْ

تَسْفِي الرِّياح خِلال كَشْـ

ـحَيْه، وقد سَلَبوا إِزَارَهْ

فاقتلْ زُرَارَةَ، لا أَرَى

في القوم أَوفى من زُرَارَهْ

وقيل: الصُّبارة قطعة من حجارة أَو حديد.

والصُّبُرُ: الأَرض ذات الحَصْباء وليست بغليظة، والصُّبْرُ فيه لغة؛ عن

كراع.

ومنه قيل للحَرَّة: أُم صَبَّار ابن سيده: وأُمُّ صَبَّار، بتشديد

الباء، الحرَّة، مشتق من الصُّبُرِ التي هي الأَرض ذات الحَصْباء، أَو من

الصُّبَارة، وخَصَّ بعضهم به الرَّجْلاء منها. والصَّبْرة من الحجارة: ما

اشتد وغَلُظ، وجمعها الصَّبار؛ وأَنشد للأَعشى:

كأَن تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فيها،

قُبَيْلَ الصُّبح، أَصْوَات الصَّبَارِ

الهَاجَات: الضَّفادِع؛ شبَّه نَقِيق الضفادع في هذه العين بوقع

الحجارة. والصَّبِير: الجَبَل. قال ابن بري: اذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم

صَبَّار الحرّة، وقال الفزاري: هي حرة ليلى وحرَّة النار؛ قال: والشاهد لذلك

قول النابغة:

تُدافِع الناسَ عنّا حِين نَرْكَبُها،

من المظالم تُدْعَى أُمَّ صَبَّار

أَي تَدْفَعُ الناس عنّا فلا سَبِيل لأَحد إِلى غَزْوِنا لأَنها تمنعهم

من ذلك لكونها غَلِيظة لا تَطَؤُها الخيل ولا يُغار علينا فيها؛ وقوله:

من المظالم هي جمع مُظْلِمة أَي هي حَرَّة سوداء مُظْلِمة. وقال ابن

السكِّيت في كتاب الأَلفاظ في باب الاختلاط والشرِّ يقع بين القوم: وتدعى

الحرَّة والهَضْبَةُ أُمَّ صَبَّار. وروي عن ابن شميل: أَن أُم صَبَّار هي

الصَّفَاة التي لا يَحِيك فيها شيء. قال: والصَّبَّارة هي الأَرض الغَلِيظة

المُشْرفة لا نبت فيها ولا تُنبِت شيئاً، وقيل: هي أُم صَبَّار، ولا

تُسمَّى صَبَّارة، وإِنما هي قُفٌّ غليظة.

قال: وأَما أُمّ صَبُّور فقال أَبو عمرو الشيباني: هي الهَضْبة التي ليس

لها منفَذ. يقال: وقع القوم في أُمّ صَبُّور أَي في أَمرٍ ملتبِس شديد

ليس له منفَذ كهذه الهَضْبة التي لا منفَذ لها؛ وأَنشد لأَبي الغريب

النصري:

أَوْقَعَه اللهُ بِسُوءٍ فعْلِهِ

في أُمِّ صَبُّور، فأَودَى ونَشِبْ

وأُمّ صَبَّار وأُمُّ صَبُّور، كلتاهما: الداهية والحرب الشديدة. وأَصبر

الرجلُ: وقع في أُم صَبُّور، وهي الداهية، وكذلك إِذا وقع في أُم

صَبَّار، وهي الحرَّة. يقال: وقع القوم في أُم صَبُّور أَي في أَمر شديد. ابن

سيده: يقال وقعوا في أُم صَبَّار وأُم صَبُّور، قال: هكذا قرأْته في

الأَلفاظ صَبُّور، بالباء، قال: وفي بعض النسخ: أُم صيُّور، كأَنها مشتقَّة من

الصِّيارة، وهي الحجارة. وأَصْبَرَ الرجلُ إِذا جلس على الصَّبِير، وهو

الجبل. والصِّبَارة: صِمَام القارُورَة وأَصبر رأْسَ الحَوْجَلَة

بالصِّبَار، وهو السِّداد، ويقال للسِّداد القعولة والبُلْبُلَة

(* قوله:

«القعولة والبلبلة» هكذا في الأصل وشرح القاموس). والعُرْعُرة. والصَّبِرُ:

عُصَارة شجر مُرٍّ، واحدته صَبِرَة وجمعه صُبُور؛ قال الفرزدق:

يا ابن الخَلِيَّةِ، إِنَّ حَرْبي مُرَّة،

فيها مَذاقَة حَنْظَل وصُبُور

قال أَبو حنيفة: نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غير أَن ورقَ

الصَّبرِ أَطول وأَعرض وأَثْخَن كثيراً، وهو كثير الماء جدّاً. الليث:

الصَّبِرِ، بكسر الباء، عُصارة شجر ورقها كقُرُب السَّكاكِين طِوَال

غِلاظ، في خُضْرتها غُبْرة وكُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر، يخرج من وسطها ساقٌ

عليه نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّيح. الجوهري: الصَّبِر هذا الدَّواء

المرُّ، ولا يسكَّن إِلاَّ في ضرورة الشعر؛ قال الراجز:

أَمَرُّ من صَبْرٍ وحُضَضْ

وفي حاشية الصحاح: الحُضَضُ الخُولان، وقيل هو بظاءين، وقيل بضاد وظاء؛

قال ابن بري: صواب إِنشاده أَمَرَّ، بالنصب، وأَورده بظاءين لأَنه يصف

حَيَّة؛ وقبله:

أَرْقَشَ ظَمْآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ

والصُّبَارُ، بضم الصاد: حمل شجرة شديدة الحموضة أَشد حُموضَة من

المَصْل له عَجَمٌ أَحمر عَرِيض يجلَب من الهِنْد، وقيل: هو التمر الهندي

الحامض الذي يُتَداوَى به.

وصَبَارَّة الشتاء، بتشديد الراء: شدة البَرْد؛ والتخفيف لغة عن

اللحياني. ويقال: أَتيته في صَبَارَّة الشتاء أَي في شدَّة البَرْد. وفي حديث

علي، رضي الله عنه: قُلْتم هذه صَبَارَّة القُرّ؛ هي شدة البرد كَحَمَارَّة

القَيْظ.

أَبو عبيد في كتاب اللَّبَن: المُمَقَّر والمُصَبَّرُ الشديد الحموضة

إِلى المَرارة؛ قال أَبو حاتم: اشتُقَّا من الصَّبِر والمَقِر، وهما

مُرَّان.

والصُّبْرُ: قبيلة من غَسَّان؛ قال الأَخطل:

تَسْأَله الصُّبْرُ من غَسَّان، إِذ حَضَرُوا،

والحَزْنُ: كيف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟

الصُّبْر والحَزْن: قبيلتان، ويروى: فسائل الصُّبْر من غَسَّان إِذْ

حضروا، والحَزْنَ، بالفتح، لأَنه قال بعده:

يُعَرِّفونك رأْس ابن الحُبَاب، وقد

أَمسى، وللسَّيْف في خَيْشُومه أَثَرُ

يعني عُمير بن الحُباب السُّلَمي لأَنه قُتِل وحُمِل رأْسهُ إِلى قَبائل

غَسَّان، وكان لا يبالي بِهِم ويقول: ليسوا بشيء إِنما هم جَشَرٌ.

وأَبو صَبْرَة

(*

قوله: «أَبو صبرة أَلخ» عبارة القاموس وأَبو صبيرة كجهينة طائر احمر

البطن اسود الظهر والرأس والذنب): طائر أَحمرُ البطنِ أَسوَدُ الرأْس

والجناحَيْن والذَّنَب وسائره أَحمر.

وفي الحديث: مَنْ فَعَل كذا وكذا كان له خيراً من صَبِير ذَهَباً؛ قيل:

هو اسم جبل باليمن، وقيل: إِنما هو مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ، بإِسقاط الباء

الموحدة، وهو جبلَ لطيّء؛ قال ابن الأَثير: وهذه الكلمة جاءت في حديثين

لعليّ ومعاذ: أَما حديث علي فهو صِيرٌ، وأَما رواية معاذ فصَبِير، قال: كذا

فَرق بينهما بعضهم.

صبر

1 صَبَرَهُ, aor. ـِ (S, M, A, K,) inf. n. صَبْرٌ, (M, K,) He confined him; held him in custody; detained, retained, restrained, or withheld, him, or it; (S, M, A, K;) عَنْهُ from it. (M, A, K.) [Accord. to a copy of the A, ↓ صبّرهُ signifies the same; but this may be a mistranscription. Hence,] صَبَرْتُ نَفْسِى I restrained, or withheld, myself, or my soul; (S, Mgh;) عَلَى كَذَا [to endure such a thing]. (Mgh.) 'Antarah says, mentioning a battle in which he was engaged, فَصَبَرْتُ عَارِفَةً لِذٰلِكَ حُرَّةً

تَرْسُوا إِذَا نَفْسُ الجَبَانِ تَطَلَّعُ meaning حَبَسْتُ نَفْسًا صَابِرَةً [i. e. And I restrained thereat a soul patient and ingenuous, that is firm when the soul of the coward yearns: the last word (for تَتَطَلَّعُ) I have here rendered on the supposition that the poet describes the soul of the coward as one that is yearning for home]. (S.) [And hence,] صَبَرَ is also used intransitively: (Msb:) [or as a trans. verb of which the objective complement, namely, نَفْسَهُ, is understood:] you say, صَبَرَ, aor. and inf. n. as above, (S, M, Msb, K,) He was, or became patient, or enduring; contr. of جَزِعَ: (M, K:) or he restrained, or withheld, himself, or his soul, from impatience: (S, Msb:) or he restrained, or withheld, himself, or his soul, from impatience, and his tongue from complaint, and his members from broil: or, accord. to Dhu-n-Noon, he shunned acts of opposition, and was calm in suffering the pangs of afflictions, and made a show of competence in a state of protracted poverty in places where the means of subsistence were found: or, as some say, he endured trial, or affliction, with good manners: or he was contented in trial, or affliction, without show of complaint: or he constrained himself to attempt things that he disliked: or, accord. to 'Amr Ibn-'Othmán, he maintained constancy with God, and received his trials with an unstraitened mind: or, accord. to El-Khowwás, he steadily adhered to the statutes of the Kur-án and the Sunneh: or, as some say, he was content to perish for gaining the approval of him whom he loved: or, accord. to El-Hareeree, he made no difference between a state of ease, comfort, and affluence, and a state of affliction; preserving calmness of mind in both states: (B:) and you also say ↓ اِصْطَبَرَ, (S, M, Msb, K,) and ↓ اِصَّبَرَ, (S, M, K, TA, [in the CK, erroneously, اصْبَرَّ,]) changing the ط into ص, but not اِطَّبَرَ, for ص is not to be incorporated into ط; (S;) and likewise ↓ تصبّر; (M, K;) both syn. with صَبَرَ; (M;) or ↓ تصبّر signifies he constrained himself to be patient; (S, TA;) [or he took patience: and ↓ اصطبر, he acquired patience; and he was tried with patience: see صَابِرٌ.] One says, صَبَرَ فُلَانٌ عِنْدَ المُصِيبَةِ Such a one was patient on the occasion of affliction. (S.) And صَبَرْتُ عَلَى مَا أَكْرَهُ [I was patient of, or I endured with patience, or bore with, what I dislike]. (A.) And صَبَرْتُ عَمَّا أُحِبُّ [I endured with patience the withholding of myself, or the being debarred, from what I love, or like; or I was patient of the loss, or want, of what I love, or like]: (A:) and عَنْهُ ↓ تَصَبَّرْتُ [I constrained myself to endure with patience the withholding myself, or the being debarred, from it, or him; or I constrained myself to be patient of the loss, or want, of it, or him]. (L, voce تَجَلَّدَ.) and ↓ أَفْضَلُ الصَّبْرِ التَّصَبُّرُ [The most excellent kind of patience is the constraint of oneself to be patient]: a saying of 'Omar. (IAar.) And بَدَنِى لَا يَصْبِرُ عَلَى البَرْدِ (tropical:) [My body will not be patient of cold, or will not endure patiently cold]. (A.) and صَبْرٌ signifies also The being bold or daring [in enduring, or attempting, a thing]. (TA.) b2: Also He made him, or it, firm, or fast; or bound, or tied, him, or it, firmly, or fast. (TA.) [Hence,] صَبَرَهُ عَلَى القَتْلِ, inf. n. as above, He confined him, namely, a man, and other than man, [with bonds or otherwise,] (K, TA,) alive, (TA,) and shot, or cast, at him until he died: (K, TA:) or he set him up for slaughter: (M:) and you say also, قَتَلَهُ صَبْرًا; (S, M, Msb, K;) and صَبَرَهُ; meaning he confined him (i. e. a man) to die, until he died; and in like manner you say ↓ اصبرهُ; (S;) which latter signifies also he slew him in retaliation. (T in art. بوأ.) And قُتِلَ صَبْرًا He (i. e. any living thing) was confined alive, and then shot at, or cast at, until he was put to death: (S:) or he (any living thing) was bound until he was put to death: (Msb:) or he (a man) was bound hand and foot, or held by another man, until he was beheaded: (Mgh:) or he was slain [deliberately,] not on the field of battle, nor in war or fight, nor by mistake: (A 'Obeyd:) and صُبِرَ he was confined, (A,) or held and confined, (B,) to be put to death. (A, B.) صَبْرُ الرُّوحِ [signifies The confining the living, and shooting, or casting, at him until he dies; as is shown in the TA: but it] occurs in a trad., in which it is forbidden, as meaning the act of gelding, or castrating. (A, TA.) b3: Also, (S, Msb,) aor. and inf. n. as above, (Msb,) He confined him to make him swear, until he swore, or took an oath; as also ↓ اصبرهُ: (S:) or he made him to swear a most energetic oath; (Msb;) as also صَبَرَ يَمِينَهُ, (A, Mgh,) which is a tropical phrase: (A:) and ↓ اصبرهُ, (TA in art. بلت,) or عَلَى يَمِينٍ ↓ اصبرهُ, (TA in the present art.,) he (the judge, or governor,) constrained him to swear, or take an oath. (TA.) And صُبِرَ He was confined, or held in custody, in order that he might be made to swear, or take an oath. (A.) And حَلَفَ صَبْرًا He swore, or took an oath, being confined, or held in custody, (S, M,) by the judge, or governor, (M,) in order that he might be made to do so. (S, M.) And صَبَرَ يَمِينًا He swore, or took an oath: (TA in art. بلت:) and he compelled one to take an oath. (Mgh.) b4: See also 2. b5: Also He clave to him; namely, a man; syn. لَزِمَهُ. (M, K.) A2: صَبَرَمِنْهُ: see 8.

A3: صَبَرْتُ, (S, [thus in my copies, without any complement,]) or صَبَرْتُ بِهِ, (M, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. صَبْرٌ (S, M, Msb, K) and صَبَارَةٌ, (S, Msb, K,) I became responsible, or surety, for him, or it. (S, M, Msb, K.) b2: and اُصْبُرْنِى Give thou to me a surety. (S, K.) A4: صَبَرُوا طَعَامَهُمْ, (so in the CK, [agreeably with an explanation of the pass. part. n. مَصْبُورٌ, q. v.,]) or ↓ صَبَّرُوهُ, (so in the M, and in my MS. copy of the K, [both probably correct,]) They collected their wheat together without measuring or weighing it; made it a صُبْرَة [q. v.] (M, K.) 2 صبّرهُ, (M, Msb, K,) inf. n. تَصْبِيرٌ, (TA,) He urged him, or made him, to be patient, by a promise of reward: or he said to him, Be thou patient: and ↓ صَبَرَهُ he made him to be patient: (Msb:) or the former, he commanded him, or enjoined him, to be patient; as also ↓ اصبرهُ: (M, K:) and the first, he required of him that he should be patient: (Sgh, TA:) and ↓ اصبرهُ, he attributed to him (جَعَلَ لَهُ) patience; (M, K;) as also ↓ اصطبرهُ. (TA.) b2: See also 1, second sentence.

A2: صبّروا طَعَامَهُمْ: see 1, last sentence. b2: صبّر الشَّىْءَ, inf. n. as above, He heaped up the thing. (O.) A3: [صبّر also signifies He embalmed a dead body with صَبِر, meaning accord. to Freytag myrrh; but for this I know not any authority: he mentions the verb as occurring in this sense in “ Hamak. Waked. ” p. 94, last line.

A4: Also He ballasted a ship: used in this sense in the present day. See صَابُورَةٌ.]3 صابرهُ, (A, MA,) inf. n. مُصَابَرَةٌ (A, K) and صِبَارٌ, (K,) [He vied with him in patience, or endurance; as shown in what follows: or] he acted patiently with him: (MA:) صَابِرُوا in the Kur iii. last verse means Vie ye in patience, or endurance: (Ksh, Bd, Jel: *) or in this instance, in the saying اِصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا, the three verbs are progressive in meaning; the first meaning less than the second; and the second, less than the third: or the meaning is, [be ye patient] with yourselves, and [vie ye in patience] with your hearts in enduring trial with respect to God, and [remain ye steadfast] with your minds in desire for God: or [be ye patient] with respect to God, and [vie ye in patience] with God, and [remain ye steadfast] with God. (B, TA.) [See also 3 in art. ربط.]4 اصبرهُ: see 1, latter half, in four places: b2: and see 2, in two places.

A2: [مَا أَصْبَرَهُ How patient, or enduring, is he!] b2: مَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ [in the Kur ii. 170] means How bold are they [to encounter the fire of Hell]! (K:) or how bold are they to do the deeds of the people of the fire [of Hell] | (TA:) or how much do they occupy themselves in doing the deeds of the people of the fire [of Hell] ! (K:) this last explanation is in the Tekmileh. (TA.) A3: اصبرهُ also signifies He (the judge, A, TA, or the Sultán, El-Ahmar, TA) retaliated for him. (El-Ahmar, A, TA. [See 8.]) A4: اصبر [intrans.] It (a thing) was, or became, hard; syn. اِشْتَدَّ. (A. [See صَبَرٌ.]) b2: He fell into what is termed أُمُّ صَبُّورٍ, (K, TA,) i. e. a calamity: and he became in what is termed أُمُّ صَبَّارٍ, i. e. a حَرَّة. (TA.) b3: He sat upon the صَبِير, (K, TA,) i. e. the mountain. (TA.) b4: It (milk) was, or became, very sour, inclining to [the flavour of صَبِر, i. e.] bitterness. (K.) b5: He ate the صَبِيرَة, (IAar, K,) i. e. the thin, round cake of bread so called. (TA.) b6: And He stopped the head of a flask, or bottle, with a صِبَار, (K, TA,) i. e. a stopper. (TA.) 5 تَصَبَّرَ see 1, near the middle of the paragraph, in four places.6 تَصَابُرٌ [relating to a number of persons] signifies The being patient, or enduring, one with another. (KL.) [You say, تصابروا They were patient, or enduring, one with another.] b2: and تصابروا عَلَى فُلَانٍ They leagued together, and aided one another, against such a one. (Ibn-Buzurj, TA in art. ضفر.) 8 اِصْطَبَرَ, and its var. اِصَّبَرَ: see 1, former half in three places. b2: اصطبر مِنْهُ He retaliated by slaying him, or wounding him, or the like; (A, K;) and so مِنْهُ ↓ صَبَرَ. (TA.) A2: [And accord. to Reiske, It was collected: (mentioned by Freytag:) app. as quasi-pass. of 1 in the last of the senses assigned to it above.]

A3: اصطبرهُ: see 2.10 استصبر It (a vapour, TA) became dense. (K, TA. [See صَبِيرٌ.]) R. Q. 1 accord. to the S, صَنْبَرَ: see art. صنبر.

صَبْرٌ [inf. n. of 1, q. v. b2: Used as a simple subst.,] Patience, or endurance; contr. of جَزَعٌ: (M, K:) or restraint of oneself, or of one's soul, from impatience. (S. [Several other explanations of this word are shown by explanations of the verb.]) b3: شَهْرُ الصَّبْرِ The month of fasting: (K:) fasting being called صَبْر because it is self-restraint from food and beverage and sexual intercourse. (TA, from a trad.) b4: [قَتَلَهُ صَبْرًا, and قُتِلَ صَبْرًا: see 1.]

b5: يَمِينُ الصَّبْرِ The oath for which the judge, or governor, [in the CK الحُكْمُ is erroneously put for الحَكَمُ,] holds one in custody until he swears it: (M, K:) or the oath that is obligatory (K, TA) upon the swearer, (TA,) and which the swearer is compelled to take, (Mgh, K,) he being confined by the Sultán until he do so: (Mgh, * TA:) such an oath is also termed ↓ يَمِينٌ مَصْبُورَةٌ: (Mgh:) [i. e.] the term مَصْبُورَةٌ is applied to an oath, (S, K, TA,) meaning one on account of which a man is confined, in order to make him swear it; (TA; [and this seems to be indicated by the context in the S and K;]) but the man being مَصْبُور, and not the oath, the latter is thus termed tropically. (TA.) b6: [حَلَفَ صَبْرًا: see 1.]

A2: See also صَبِرٌ.

صُبْرٌ (S, M, Msb, K) and ↓ صِبْرٌ (M, Msb, K) The side of a thing: (S, M, K:) or a side rising above the rest of a thing: (Msb:) or its upper part, or top: (TA:) and the edge of a thing: (S, M, K:) and its thickness: formed by transposition from بُصْرٌ: (S:) pl. أًصْبَارٌ, (S, M, Msb, K,) and pl. pl. أَصْبَارَةٌ. (Msb.) أَصْبَارٌ signifies The sides of a vessel, (S,) and of a grave. (TA.) And you say, He filled the drinking-cup, (S, M, A, K,) and the measure, (A, TA,) إِلَى أَصْبَارِهِ, (S, M, A, K,) to its top, (S, M, K,) as also الى أَصْمَارِهِ; (S;) or to its uppermost parts; (TA;) or to its edges. (A.) And أَخَذَهُ بِأَصْبَارِهِ He took it altogether. (S, M, A, Msb, * K.) And لَقِىَ الشِّدَّةَ بِأَصْبَارِهَا (assumed tropical:) He met with complete distress, or adversity. (As, S.) And in a trad., the tree called سِدْرَةُ المُنْتَهَى is said to be صُبْرَ الجَنَّةِ in the highest part of Paradise. (A, TA.) b2: Also the former, (S, M, K,) and ↓ صُبُرٌ, (M, K,) Land in which are pebbles, (S, M, K,) not rugged. (S, M.) Hence, ↓ أُمُّ صَبَّارٍ, q. v. (S, M.) b3: See also صَبِيرٌ, in two places.

صِبْرٌ: see صُبْرٌ: b2: and صَبِيرٌ in two places: A2: and see also صَبِرٌ.

صَبَرٌ Ice; syn. حَمَدٌ: (A, Sgh, K:) and [its n. un.] with ة, a piece thereof: (A, Sgh:) from

أَصْبَرَ meaning اِشْتَدَّ. (A.) صَبِرٌ (S, M, Msb, K) and ↓ صَبْرٌ, which latter is allowable only in cases of necessity in poetry, (S, Msb, K,) or it is allowable in other cases, as also ↓ صِبْرٌ, agreeably with analogy, (Ibn-Es-Seed, Msb,) [Aloes;] a certain bitter medicine; (S, Mgh, Msb;) the expressed juice of a certain bitter tree; (M, K;) the expressed juice of a certain tree of which the leaves are like the sheaths of knives, long and thick, with a dusty and dull hue in their greenness, of rough appearance, from the midst of which there comes forth a stalk whereon is a yellow flower, ثمد [but what this means I know not] in odour; (Lth, TA;) it grows like the green سُوسَن [or lily], save that the leaves of the صبر are longer and broader and much thicker, and it contains very much juice; (AHn, M, O, TA;) it is crushed and thrown into the presses, then bruised with pieces of wood, and trodden with the feet until its expressed juice flows, when it is left until it thickens, then it is put into leathern bags, and exposed to the sun until it dries: (AHn, O:) the best sort is the سُقُطْرِىّ [i. e. of the Island of Sukutrà]: and it is also known by the name of ↓ صَبَّارَةٌ [a name now applied to the plant]: (TA:) the n. un. is صَبِرَةٌ [and صَبْرَةٌ and صِبْرَةٌ]: and the pl. is صُبُورٌ. (M, TA.) b2: [Accord. to Freytag, it signifies also Myrrh: but for this I know not any authority.]

صُبُرٌ: see صُبْرٌ.

صَبْرَةٌ: see صُبَارَةٌ: A2: and see صَبَارَّةٌ, in two places.

A3: Also Urine, and dung of camels and other beasts, compacted together in a wateringtrough. (K.) A4: أَبُو صَبْرَةَ, (so in a copy of the M,) or ↓ أَبُو صُبَيْرَةَ, (so in the K and TA,) A certain bird; (M, K;) red in the belly, black in the head and wings and tail, the rest of it being red; (M;) thus in the L; (TA;) or red in the belly, black in the back and head and tail; (K;) thus in the Tekmileh: (TA:) [but] AHát says, in “ the Book of Birds,” أَبُو صُبَيْرَةَ, which is [the same as] ↓ أَبُو صَبِرَةَ, is [a bird] red in the belly, black in the head and wings and tail, the rest of it being red, of the colour of صَبِر: and the pl. is صُبَيْرَاتٌ and صَبِرَاتٌ. (O.) صُبْرَةٌ A quantity collected together, of wheat (&c.], without being measured or weighed, (S, * M, Msb, * K,) heaped up: (TA:) pl. صُبَرٌ. (S, Msb.) You say, اِشْتَرَيْتُ الشَّىْءَ صُبْرَةً I bought the thing without its being measured or weighed. (S, Msb.) b2: And Reaped grain collected together; or wheat collected together in the place where it is trodden out: (M, TA:) or when trodden out and thrashed. (Msb in art. كدس.) b3: and Wheat sifted (M, K) with a thing resembling a سَرَنْد [or سِرِنْد, which is a Pers\. word, here app. meaning a kind of net]. (M.) b4: And Rough, or rugged, stones, collected together: pl. صِبَارٌ. (M, K.) [See also صُبَارَةٌ.]

أَبُو صَبِرَةَ: see صَبْرَةٌ.

صَبَارٌ: see صُبَارَةٌ, in two places.

صُبَارٌ (M, K) and ↓ صُبَّارٌ (K) The fruit of a kind of tree, intensely acid, having a broad, red stone, brought from India, said to be (M) the tamarind, (M, K,) used as a medicine. (M.) صِبَارٌ A stopper [of a bottle]; syn. سَدَادٌ. (K. [See 4, last sentence.]) A2: And The fruit of a certain acid tree. (K. [But in this sense it is probably a mistake for صُبَارٌ, q. v.]) صَبُورٌ: see صَابِرٌ, in four places.

صَبِيرٌ: see صَابِرٌ, in two places. b2: Also A surety. (S, M, Msb, K.) You say, هُوَ بِهِ صَبِيرٌ He is a surety for him, or it. (TA.) b3: and صَبِيرُ قَوْمٍ The chief, head, director, conductor, or manager, of the affairs of a people, or party: (M, K:) he who is patient for, and with, a people, or party, in [the managing of] their affairs: (A:) pl. صُبَرَآءُ. (M.) b4: [And accord. to Golius, A solitary man, having neither offspring nor brother: but app. a mistake for صُنْبُورٌ, which is thus expl. in the S in this art.]

A2: Also, (S, M, K,) and ↓ صُبَارَةٌ, (M,) A white cloud; (M, K;) and so ↓ صِبْرٌ and ↓ صُبْرٌ, of which the pl. is أَصْبَارٌ: (K:) or white clouds; (M, K;) as also أَصْبَانٌ, pl. of ↓ صِبْرٌ and ↓ صُبْرٌ: (Fr, Yaakoob, S:) or white clouds that scarcely ever, or never, give rain: (S:) or clouds, (M, K,) or white clouds, (As, S,) that become disposed one above another (As, S, M, K) in the manner of steps: (As, S, M:) or a dense cloud that is above another cloud: (M, K:) or a stationary portion of cloud: (K:) or a portion of cloud which one sees as though it were مَصْبُورَة, i. e. detained; but this explanation is of weak authority: or, accord. to AHn, clouds remaining stationary a day and a night; as though detained: (M:) or clouds in which are blackness and whiteness: or, as some say, clouds slow in motion, by reason of their heaviness and the abundance of their water: (Ham p. 786:) the pl. of صَبِيرٌ is the same as the sing., (M,) or it is صُبُرٌ. (S, M, K.) b2: And صَبِيرٌ, A mountain: (O, K:) or الصَّبِيرُ is the name of a particular mountain. (TA.) b3: [And accord. to Freytag, as from the K, in which I do not find this meaning, A hill consisting of stones.]

A3: Also صَبِيرٌ, (K,) i. e. (TA) the صَبِير of a خَوَان [or table, or thing upon which one eats], (M, A, TA,) A thin, round cake of bread, which is spread beneath the food that one eats: (M, A, K:) or (K, TA, but in the CK “ and ”) upon which the food to be eaten at a wedding-feast is ladled (K, TA) by the maker of the bread: (TA:) also called ↓ صَبِيرَةٌ. (K.) صَبَارَةٌ: see the next paragraph: A2: and see صَبَارَّةٌ.

صُبَارَةٌ (S, M, K) and ↓ صَبَارَةٌ and ↓ صِبَارَةٌ (K) Stones: (S, M, K:) or smooth stones: (TA:) or صُبَارَةٌ signifies, (M,) or صَبَارَةٌ signifies also, (K,) a piece of stone, or portion of stones: or of iron. (M, K.) A poet says, (S,) namely, El-Aashà, (M,) or 'Amr Ibn-Milkat Et-Tá-ee, addressing 'Amr Ibn-Hind, who had a brother slain, (IB,) مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرًا بِأَنَّ المَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ صُبَارَهْ (so in the S; but in the M and TA this verse is given differently, with شَيْبَانَ and أَنَّ in the places of عَمْرًا and بِأَنَّ; and it is said in the M that accord. to one relation the last word is صِيَارَهْ, [with ى,] which, it is added, is like صُبَارَه in meaning;) [i. e. Who will tell 'Amr, or Sheybán, that man was not created stones?] but IB says that the last word is correctly صِبَارَهْ, with kesr to the ص; and the poet means, man is not stone, that he should patiently endure the like of this: (TA:) [J says,] accord. to one relation, the last word is صَبَارَهْ, with fet-h, which is pl. of ↓ صَبَارٌ, the صَبَارٌ being affixed to denote its being a pl. pl., for صَبْرَةٌ is pl. of ↓ signifying strong, or hard, stones: [and he adds,] El-Aashà says, ↓ قُبَيْلَ الصُّبْحِ أَصْوَاتُ الصَّبَارِ (S:) but IB says that صَبَارٌ and صَبَارَةٌ are not pls. of صَبْرَةٌ; for فَعَالٌ is not a pl. form, but فِعَالٌ, with kesr, like حِجَارٌ and جِبَالٌ: (TA:) [and it is said that] the verse from which this is cited is not by El-Aashà, and is correctly and completely as follows: كَأَنَّ تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فِيهَا قُبَيْلَ الصُّبْحِ أَصْوَاتُ الصِّيَارِ by الصيار being meant the صَنْج, (TS, K, TA,) the stringed instrument thus called: (TS, TA:) accord. to the reading given in the S, the verse means, As though the croaking of the frogs in it, a little before daybreak, were the sounds of falling stones: and this is correct. (TA.) A2: See also صَبِيرٌ.

صِبَارَةٌ: see the next preceding paragraph.

رَجُلٌ صَبُورَةٌ: see مَصْبُورٌ.

صَبِيرَةٌ: see صَبِيرٌ, last sentence.

أَبُو صُبَيْرَةَ: see صَبْرَةٌ.

صَبَارَّةٌ, [respecting the form of which see حَمَارَّةٌ,] (S, M, K,) and ↓ صَبَارَةٌ, without teshdeed, (Lh, M, K,) and ↓ صَبْرَةٌ, (K,) The intenseness of the cold (S, M, K) of winter: (S, M:) and [in an absolute sense] intenseness of cold: (TA:) and ↓ صَبْرَةٌ signifies also the middle of winter; (K;) and so ↓ صَوْبَرَةٌ. (TA.) صَبَّارٌ: see صَابِرٌ, in two places. b2: أُمُّ صَبَّارٍ (S, M, A, K) and ↓ أُمُّ صَبُّورٍ, (K,) or the former only is meant in the K as having the first of the significations here following, (TA,) A stony tract, of which the stones are black and worn and crumbling, as though burned with fire; syn. حَرَّةٌ; (T, S, M, A, &c.;) for which حَرّ is erroneously put in copies of the K: (TA:) from ↓ صُبْرٌ, q. v.; (S, M;) or from صُبَارَةٌ: or, accord. to some, such as is level, abounding with stones, and difficult to walk upon: (M:) or the former is [the tract called] حَرَّةُ لَيْلَى, and [that called] حَرَّةُ النَّارِ: (ElFezáree:) or it has the first of the above-mentioned significations, and signifies also a [mountain, or hill, such as is termed] هَضْبَة: (ISk:) or smooth rock upon which nothing makes an impression: but the latter, accord. to Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, signifies a هَضْبَة without a pass. (ISh.) b3: Also أُمُّ صَبَّارٍ (M, K) and ↓ أًمُّ صَبُّورٍ (S, M, K) A calamity, or misfortune: and a severe war: (M, K:) or the latter, a distressing case. (S.) One says, وَقَعُوا فِى أُمِّ صَبَّارٍ (M) and ↓ أُمِّ صَبُّورٍ (S, M) They fell into a calamity, &c.: (M:) or the latter, they fell into a distressing case: (S:) or into a perplexing and distressing case, from which they could not escape, like the هَضْبَة, above mentioned, without a pass: (Aboo-'Amr EshSheybánee:) but in some of the copies of the “ Alfádh ” [of ISk], أُمِّ صَيُّورٍ, as though derived from صِيَارَةٌ, signifying “ stones. ” (TA.) صُبَّارٌ: see صُبَارٌ.

أُمُّ صَبُّورٍ: see صَبَّارٌ, in three places.

صَبَّارَةٌ Rugged ground, rising above the adjacent part or parts, and hard, (K, TA,) in which is no herbage, and which produces none: or i. q. أُمُّ صَبَّارِ. (TA.) A2: See also صَبِرٌ.

صَابِرٌ and ↓ صَبُورٌ, (M, K,) the latter of which is also applied to a female, without ة, (M,) and ↓ صَبِيرٌ (M, K) and ↓ صَبَّارٌ, (M,) are epithets from صَبَرَ “ he was patient, or enduring: ” (M, K:) the five following epithets are said to denote different degrees of patience: صَابِرٌ is the most general of them [in signification, meaning simply Patient, or enduring]: ↓ مُصْطَبِرٌ signifies acquiring patience; and tried with patience: ↓ مُتَصَبِّرٌ, constraining himself to be patient: ↓ صَبُورٌ, having great patience; [or very patient;] whose patience is greater than that of others; [as also ↓ صَبِيرٌ; or this signifies rendered patient, from صَبَرَهُ;] denoting quality, or manner: and ↓ صَبَّارٌ, having an intense degree of patience; [or having very great patience;] denoting measure, and quantity: the pl. of ↓ صَبُورٌ is صُبُرٌ. (TA.) As an epithet applied to God, (Aboo-Is-hák [i. e. Zj],) ↓ الصَّبُورُ signifies The Clement, or Forbearing, who does not hastily avenge Himself upon the disobedient, but forgives, or defers: (Aboo-Is-hák, K:) [it may be well rendered The Long-suffering:] it is an intensive epithet. (TA.) One says also, هُوَ صَابِرٌ عَلَى البَرْدِ (tropical:) [He is a patient endurer of cold]. (A.) صَنْبَرٌ; &c.: see art. صنبر.

صَوْبَرَةٌ: see صَبَارَّةٌ.

صَابُورَةٌ Ballast of a ship; the weight that is put in the bottom of a ship. (TA.) أَصْبَرُ [More, and most, patient or enduring].

أَصْبَرُ مِنْ حِمَارٍ [More patient than an ass] is a prov. (Meyd.) And one says, هُوَ أَصْبَرُ عَلَى

الضَّرْبِ مِنَ الأَرْضِ (tropical:) [He is more patient of beating than the ground]. (A.) [The fem.] صُبْرَى is applied to a she-camel by Honeyf El-Hanátim [as meaning Surpassingly patient or enduring]. (IAar, TA in art. بهى.) أَصْبِرَةٌ Sheep or goats, and camels, that return in the evening and morning to their owners, not remaining away from them: (M, K: *) [a pl. having no sing.: (K:) [ISd says,] I have not heard any sing. of it. (M.) مَصْبُورٌ [pass. part. n. of 1, q. v. Confined, &c. b2: ] Confined [with bonds or otherwise], (K,) or set up, (M,) to be put to death: (M, K:) and ↓ رَجُلٌ صَبُورَةٌ a man confined, (K,) or set up, (M,) to be put to death; (M, K;) i. q. مَصْبُورٌ لِلْقَتْلِ: (Th, M, K:) and مَصْبُورَةٌ, applied to a beast (بَهِيمَةٌ, A), confined [or bound] to be put to death [and in that state killed by arrows or the like]; i. q. مَحْبُوسَةٌ عَلَى المَوْتِ: such is forbidden to be eaten. (S, A.) b3: مَصْبُورَةٌ applied to an oath: see صَبْرٌ.

A2: Also Made into a صُبْرَة, like a صُبْرَة of wheat; so gathered or collected together. (TA.) مُصْطَبِرٌ: see صَابِرٌ. [مصطير is expl. by Reiske as signifying Collecta caro (ὄγκοσ τῆσ σαρκός): mentioned by Freytag: if so, it is app. مُصْطَبِرٌ: see its verb.]

مُتَصَبِّرٌ: see صَابِرٌ.

صرر

(صرر) النَّاقة بَالغ فِي صرها
(صرر) : الصُّرّانُ: ما نَبَت. بالجَلَدِ من شَجَرِ العِلْكِ [والأُمْطِيِّ] .
صرر: {صر}: برد. {صرصر}: باردة {في صرة}: شدة صوت. {أصروا}: أقاموا على المعصية.
صرر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَطاء إِنَّه كره من الْجَرَاد مَا قَتله الصر.

بن قَالَ أَبُو عبيد: الصِّرُّ الْبرد الشَّديد ويروى فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {كَمَثَلِ رِيْحٍ فِيْهَا صِرُّ} قَالَ: بَرْدٌ.

[حَدِيث مَيْمُون مهْرَان رَحمَه الله
(ص ر ر) : (الصَّرُّ) الشَّدُّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «مَصْرُورٌ فَلَا أَقْتُلُــهُ» أَيْ مَأْسُورٌ مُوثَقٌ وَيُرْوَى مُصَفَّدٌ مِنْ الصَّفَدِ الْقَيْدُ (وَالصَّرُورَةُ) فِي الْحَدِيثِ الَّذِي تَرَكَ النِّكَاحَ تَبَتُّلًا وَفِي غَيْرِهِ الَّذِي لَمْ يَحُجَّ كِلَاهُمَا مِنْ الصَّرِّ لِأَنَّهُ مُمْتَنِعٌ كَالْمَصْرُورِ وَصَرْصَرُ قَرْيَةٌ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْ بَغْدَادَ إلَى الْمَدَائِنِ الصَّرَّارُ فِي (خ ط) .
ص ر ر

ريح صر وصرصر. وأقبل في صرة: في شدة صياح. وصر الجندب والباب والقلم صريراً. وصرت الآذان: سمع لها طنين. قال:

إذا صرت الآذان قلت ذكرتني

وصر صماخه من العطش. وصرصر الأخطب. وصرّ الحمار أذنيه، وأصر بهما، وأصر الحمار من غير ذكر الأذنين. وفلان صرورة. وقطع صارته: عطشه. ومضت صرة القيظ: شدة حره. وصر الدراهم في الصرة والصرر. وصر الأطباء بالصرار والأصرة. وهو من الصراصرة: نبط الشام. ودرهم ودينار صَري وصِري: له طنين إذا نقر. وما عنده صريٌّ: درهم ولا دينارٌ. وهذا منه صريٌّ عزم.

ومن المجاز: أصر على الذنب: من إصرار الحمار على العانة. وحافر مصرور ومصطرّ. و
صرر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا صَرورة فِي الْإِسْلَام. الصرورة فِي هَذَا الحَدِيث هُوَ التبتل وَترك النِّكَاح يَقُول: لَيْسَ يَنْبَغِي لأحد أَن يَقُول: لَا أَتزوّج [يَقُول -] : هَذَا لَيْسَ من أَخْلَاق الْمُسلمين وَهُوَ مَشْهُور فِي كَلَام الْعَرَب قَالَ النَّابِغَة الذبياني: [الْكَامِل]

لَو أَنَّهَا عرضت لأشمط رَاهِب ... عبد الْإِلَه صرورة مُتَعَبِّدِ

لرنا لبهجتها وَحسن حَدِيثهَا ... ولخاله رشدا وَإِن لم يرشد يرشَد ويرشُد يَعْنِي الراهب التارك للنِّكَاح يَقُول: لَو نظر إِلَى هَذِه الْمَرْأَة افْتتن بهَا. وَالَّذِي تعرفه الْعَامَّة من الصرورة أَنه إِذا لم يحجّ قطّ وَقد علمنَا أَن ذَلِك [إِنَّمَا -] يُسمى بِهَذَا الِاسْم إِلَّا أَنه لَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا يدافع الآخر وَالْأول أحسنهما وأعرفهما وأعربهما. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي حريسة الْجَبَل أَنه لَا قطع فِيهَا.

صرر


صَرَّ(n. ac. صَرّ
صَرِيْر)
a. Made a noise: called out (man); roared
rumbled ( wind, thunder ); creaked ( door).
b.(n. ac. صَرّ), Fastened, made fast, secured.
c. [acc.
or
Bi], Pricked up ( his ears: horse ).

صَرَّرَa. Went on before, preceded; advanced; proceeded.

صَاْرَرَ
a. [acc. & 'Ala], Constrained, compelled to.
أَصْرَرَ
a. ['Ala], Persevered, persisted in; intended.
b. Put forth its leaves ( ear of corn ).
c. Quickened ( his speed ).
d. see I (c)
إِصْتَرَرَ
(ط)
a. Became narrow, contracted.

صَرَّةa. Noise, clamour. (b), Violence;
intenseness; vehemence.
c. Troop; group.

صِرّ
صِرَّة
2ta. Intensely cold.
b. Intense, nipping cold.

صُرَّة
(pl.
صُرَر)
a. Purse.
b. [ coll. ], packet.
c. see 1t (c)
صَاْرِرَة
(pl.
صَوَاْرِرُ
صَرَاْئِرُ)
a. Thirst.
b. Want, need, necessity.

صَرَاْرَةa. see 26 (b)
صَرَاْرِيّa. Sailor, seaman, mariner.

صِرَاْر
(pl.
أَصْرِرَة)
a. Elevated ground.
صَرِيْرa. Cry; shriek, screech.
b. Grinding; grating; scratching ( of the peu); creaking &c.
صَرِيْرَةa. Pieces of money, coins.

صَرُوْرa. One who has not performed the pilgrimage to
Mecca.
b. Unmarried, single.

صَرُوْرَة
صَرُوْرِيّa. see 26
صَرَّاْرa. Noisy, clamorous; clamorer.

صَاْرُوْر
صَاْرُوْرَةa. see 26 (a)
صَاْرُوْرِيّa. see 26 (a)
مَصَاْرِرُa. Intestines, guts.

N. Ag.
أَصْرَرَa. Perseverance, persistency, determination
doggedness.

صَرَّار اللَّيْل
a. Cricket; grasshopper.
ص ر ر: (الصَّرَّةُ) بِالْفَتْحِ الصَّيْحَةُ. وَالصُّرَّةُ لِلدَّرَاهِمِ. وَ (صَرَّ) الصُّرَّةَ شَدَّهَا. وَصَرَّ النَّاقَةَ شَدَّ عَلَيْهَا (الصِّرَارَ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ خَيْطٌ يُشَدُّ فَوْقَ الْخِلْفِ وَالتَّوْدِيَةِ لِئَلَّا يَرْضَعَهَا وَلَدُهَا وَبَابُهُمَا رَدَّ. وَ (الصِّرُّ) بِالْكَسْرِ بَرْدٌ يَضْرِبُ النَّبَاتَ وَالْحَرْثَ. وَرَجُلٌ (صَرُورَةٌ) بِفَتْحِ الصَّادِ وَ (صَارُورَةٌ) وَ (صَرُورِيٌّ) إِذَا لَمْ يَحُجَّ. وَامْرَأَةٌ (صَرُورَةٌ) لَمْ تَحُجَّ. وَأَصَرَّ عَلَى الشَّيْءِ أَقَامَ عَلَيْهِ وَدَامَ. وَ (صَرَّارُ) اللَّيْلِ بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ الْجُدْجُدُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الْجُنْدُبِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُسَمِّيهِ الصَّدَى. وَ (صَرَّ) الْقَلَمُ وَالْبَابُ يَصِرُّ بِالْكَسْرِ صَرِيرًا أَيْ صَوَّتَ وَ (صَرَّ) الْجُنْدُبُ صَرِيرًا وَ (صَرْصَرَ) الْأَخْطَبُ (صَرْصَرَةً) كَأَنَّهُمْ قَدَّرُوا فِي صَوْتِ الْجُنْدُبِ الْمَدَّ وَفِي صَوْتِ الْأَخْطَبِ التَّرْجِيعَ فَحَكَوْهُ عَلَى ذَلِكَ. وَكَذَا (صَرْصَرَ) الْبَازِي وَالصَّقْرُ. وَرِيحٌ (صَرْصَرٌ) أَيْ بَارِدَةٌ وَقِيلَ: أَصْلُهَا صَرَّرَ مِنَ الصِّرِ فَأَبْدَلُوا مَكَانَ الرَّاءِ الْوُسْطَى فَاءَ الْفِعْلِ كَقَوْلِهِمْ: كَبْكَبُوا أَصْلُهُ كَبَّبُوا وَتَجَفْجَفَ الثَّوْبُ أَصْلُهُ تَجَفَّفَ. 
ص ر ر : الصِّرُّ بِالْكَسْرِ الْبَرْدُ وَالصَّرُّ بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ صَرَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا شَدَدْتَهُ.

وَالصَّرَّةُ الصِّيَاحُ وَالْجَلَبَةُ يُقَالُ صَرَّ يَصِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَرِيرًا.

وَالصِّرَارُ وِزَانُ كِتَابٍ خِرْقَةٌ تُشَدُّ عَلَى أَطْبَاءِ النَّاقَةِ لِئَلَّا يَرْتَضِعَهَا فَصِيلُهَا وَصَرَرْتُهَا بِالصِّرَارِ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَصَرَرْتُهَا أَيْضًا تَرَكْتُ حِلَابَهَا وَصُرَّةُ الدَّرَاهِمِ جَمْعُهَا صُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَصَرَّ عَلَى فِعْلِهِ بِالْأَلِفِ دَاوَمَهُ وَلَازَمَهُ وَأَصَرَّ عَلَيْهِ عَزَمَ

وَالصَّرَّارُ عَلَى فَعَّالٍ مُثَقَّلٌ مَا يَصِرُّ وَنَقَلَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الصَّدَى طَائِرٌ يَصِرُّ بِاللَّيْلِ وَيَقْفِزُ وَيَطِيرُ وَالنَّاسُ تَظُنُّهُ الْجُنْدَبَ وَالْجُنْدَبُ يَكُونُ فِي الْبَرَارِيِّ.

وَالصَّرُورَةُ بِالْفَتْحِ الَّذِي لَمْ يَحُجَّ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي وُصِفَ بِهَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ مِثْلُ مَلُولَةٍ وَفَرُوقَةٍ وَيُقَالُ أَيْضًا صَرُورِيٌّ عَلَى النِّسْبَةِ وَصَارُورَةٌ وَرَجُلٌ صَرُورَةٌ لَمْ يَأْتِ النِّسَاءَ سُمِّيَ الْأَوَّلُ بِذَلِكَ لِصَرِّهِ عَلَى نَفَقَتِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُخْرِجْهَا فِي الْحَجِّ وَسُمِّيَ الثَّانِي بِذَلِكَ لِصَرِّهِ عَلَى مَاءِ ظَهْرِهِ وَإِمْسَاكِهِ لَهُ والصرصراني مِنْ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ الْبَخَاتِيِّ وَالْعِرَابِ وَالْجَمْعُ صَرْصَرَانِيَّاتٌ. 
(صرر) - في حديث جَعْفَر بنِ محمد قال: "اطَّلع علىَّ ابنُ الحُسَينْ وأنا أَنْتِفُ صِرًّا".
قال الحربى: الصِّرُّ: العُصفُور سَمَّاه بصَوْتِه.
يقال: صَرَّ العُصْفورُ يَصِرُّ صَرِيرًا: إذا صَاحَ.
وقال غيره: هو طائِر صغير كالعُصفور في القَدْر، أَصفَر اللون، والجمع صِرَرَة، وصَرِيرُ الجُنْدب: صَوتُه أيضا وقد صَرَّ، وكذلك الباب، فإن كَرَّر الصَّرِيرَ ورَجَّع قيل: صَرْصَر صَرصَرَةً. ومنه أنه كان يخَطُب إلى جِذْع، ثم اتَّخَذ المِنْبَر، فاصطَرَّت السَّارِيَةُ: هو افْتَعَلَت من الصَّرِير: أي حَنَّت وصوَّتَت.
- في الحديث: أنه قال لجبْرِيل عليهما الصلاة والسلام: "تَأتِينى وأنت صَارٌّ بين عَيْنَيكَ".
: أي قَبضْتَ بين عَيْنَيْكَ وجَمعتَه كما يَفعلُ الحَزِينُ. وأَصلُ الصَّرِّ: جَمعُ الشيء في الشيء.
- ومنه حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: "لا يَحِلُّ لرجل يُؤمِن بالله واليومِ الآخر أن يَحُلَّ صِرارَ ناقةٍ بغير إذن صاحبها، فإنه خاتَمُ أهلِها".
قيل: العرب تَصُرُّ ضُرُوعَ الحَلُوبَاتِ: إذا أرسلَتْها تَسْرَح ويُسَمُّون ذلك الرِّباط صِرَاراً، فإذا رَاحتَ حَلَّت تِلكَ الأَصِرَّة وحَلبَت فهي مَصْرُورَة ومُصَرَّرَة. قال عَنْتَرَة: العَبْد لا يُحسِنُ الكَرَّ، إنما يُحسِن الحَلْبَ والصَّرَّ؟
وقال مالِكُ بنُ نُوَيْرة حين جَمَع بَنوُ يرْبُوع صَدَقَاتِهم ليوجِّهُوا بها إلى أبى بكر، - رضي الله عنه -، فمنعهم من ذلك وأَنشَد:
وقُلتُ خُذُوهَا هذه صَدَقاتكم
مُصرَّرةٌّ أَخلافُها لم تُجَرَّدِ
سأجعَلُ نَفْسى دُونَ ما تَحْذَرونه
وأرهَنُكم يوما بما قُلتُه يَدِى
ويحتمل أن يكون أصلُ المُصَرَّاة المُصَرَّرَة، أُبدِلت إحدَى الرَّاءَيْن ياء كقولهم: تَقَضىِّ البَازِى. وأَصلُه تَقَضَّض، كرهوا اجْتِماعَ ثَلاثِة أحرف من جِنْس واحد في كلمة واحدة، فأبدلوا حَرفاً منها بحَرْفٍ من غير جِنْسِها .
ومنه قَولُ الله تَبارك وتعالى: {وقد خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
- في حديث أبى مسلم: "فأَتَيْنَا صِرَارًا". هي بِئْر قَدِيمة على ثلاثةِ أميال من المدينة على طريق العراق وإليها يُنْسَب بعضُ الرُّواة.
- في الصَّحيح، في حديث عِمْران بن حُصَيْن: "تكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ"
كأنه من صَرَرْتُه، إذا شَدَدْتَه.
وقيل: إنما هو تَتَضرَّج: أي تنشَقُّ، وسقط منه الجيم.
وجاء ذكرُها في حديث جَابِر أيضا - رضي الله عنه -.
[صرر] فيه: ما "أصر" من استغفر، أصر عليه لزمه وداومه، وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب، أي من أتبع ذنبه بالاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه. ومنه: ويل "للمصرين". ط: حده أن يتكرر الصغيرة بحيث يشعر بقلة مبالاته بذنبه كإشعار الكبيرة، وكذا إذا اجتمع صغارًا مختلفة الأنواع بحيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر. نه: لا "صرورة" في الإسلام، أبو عبيد: هو التبتل وترك النكاح، أي لا ينبغي لأحد أن يقول: لا أتزوج، لأنه ليس من خلق المؤمنين وهو فعل الرهبان، وهو أيضًا من لم يحج قط، من الصر: الحبس والمنع، وقيل: أراد من قتل في الحرم قتل ولا يقبل قوله: إني صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم، كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثًا فلجأ إلى الكعبة لم يهج فكان إذا لقيه ولي الدم في الحرم قيل له: هو صرورة فلا تهجه. ط: أي لا ينبغي أن يكون أحد لم يحج في الإسلام وهو تشديد. ن: و"صر" لها "صرة" هما بضم صاد. نه: قال لجبرئيل عليه السلام: تأتيني وأنت "صار" بين عينيك، أي مقبض جامع بينهما كفعل الحزين، وأصل الصر الجمع والشد. ومنه ح: لا يحل لمؤمن أن يحل "صرار" ناقة بغير إذن صاحبها، من عادتهم أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلت إلى المرعى فإذا راحت عشيًّا حلت تلك الأصرة وحلبت، فهي مصرورة ومصررة، والصرار الرباط. ومنه ح: ابن نويرة: حين جمع بنو يربوع صدقاتهم لأبي بكر فمنعهم منه وقال: وقلت خذوها هذه صدقاتكم ... "مصررة" أخلافها لم تحرد
سأجعل نفسي دون ما تحذرونه ... وأرهنكم يومًا بما قلته يدي
وعليه تأولوا قول الشافعي فيما سيجيء. وفيه: تكاد "تصر" من الملء، كأنه من صررته إذا شددته، كذا في بعضها، والمعروف: تنضرج، أي تنشق. ومنه: أخرجا ما "تصررانه"، أي ما تجمعانه في صدوركما. ن: بضم تاء وفتح صاد وكسر راء أولى، وروي: تسرران - من السر، أي تقولان لي سرًا، وتصدران - بسكون صاد فدال مهملة، أي ما ترفعان، وتصوران - بفتح صاد وبواو مكسورة. ج: أي تصرران أي جمعتما فيها وعزمتما على إظهاره، فتواكلنا الكلام، التواكل أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه ويتوكل عليه فيه يريد أن يبتدي صاحبه بالكلام دونه. نه: ومنه: لما بعث ابن عامر إلى ابن عمر بأسير قد جمعت يده إلى عنقه ليقتله قال: أما وهو "مصرور" فلا. وفيه: حتى أتينا "صرارًا"، هي بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة. ن: هو بكسر صاد أفصح وأشهر من فتحه وخفة راه، وصرفه أشهر، وإعجام ضاده غلط. نه: وفيه: نهى عما قتله "الصر" من الجراد، أي البرد. وفيه: اطلع علي بن الحسين وأنا أنتف "صرًا"، هو عصفور أو طائر في قده أصفر اللون، سمي بصوته من صر إذا صاح. ومنه: كان يخطب إلى جذع ثم اتخذ المنبر "فاصطرت" السارية، أي صوتت وحنت وهو افتعلت من الصرير. وفيه: أزرق مهمي الناب "صرار" الأذن؛ من صر أذنه وصررها أي نصبها وسواها. ج: إنها أمر الله "صري"، هو بوزن معزى أي عزيمة وجد، من أصررت عليه إذا دمت عليه. قا: ((في "صرة" فصكت))، في صيحة فلطمت جبهتها فعل المتعجب. 
[صرر] الصَرَّةُ: الضَجَّةُ والصيحةُ. والصَرَّةُ: الجماعةُ. والصَرَّةُ: الشدةُ مِن كرْبٍ وغيره. وقول امرئ القيس: فألحقه بالهاديات ودونه * جواحرها في صرة لم تزيل - يحتمل هذه الوجوه الثلاثة. وصرة القيظ: شدة حره. والصِرارُ: الأماكن المرتفعة لا يعلوها الماء. وصرار: اسم جبل. وقال جرير: إن الفرزدق لا يزايل لؤمه * حتى يزول عن الطريق صرار - والصرة للدراهم. وصررت الصرة: شدَدْتها. ابن السكيت: صَرَّ الفرسُ أذنَيه: ضمَّهما إلى رأسه. قال: فإذا لم يوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس بالألف. وحافرٌ مَصْرورٌ، أي ضيِّقٌ مقبوضٌ. وصَرَرْتُ الناقة: شدَدْت عليها الصِرارَ، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْفِ والتَوْدِيَةِ لئلا يرضعَها ولدها. والصر بالسكر: برد يضرب النباتَ والحَرْثَ. ويقال: رجلٌ صَرُورَةٌ، للذي لم يحجَّ. وكذلك رجل صارُورَةٌ: وصَرُورِيٌّ. وحكى الفراء عن بعض العرب قال: رأيت قوماً صَراراً بالفتح، واحدهم صَرارَةٌ. قال يعقوب: والصَرورَةُ في شعر النابغة : الذى لم يأتِ النساءَ، كأنّه أَصَرَّ على تركهن. وفي الحديث: " لا صَرورَةَ في الإسلام ". وامرأةٌ صَرورَةٌ: لم تَحُجَّ. والصَرارِيُّ: الملاَّح، والجمع الصراريون. قال العجاج: * جذب الصراريين بالكرور * ويقال للملاح أيضا: الصارى، مثل القاضى، نذكره في المعتل. والصارة: الحاجة. يقال: لى قِبَلَ فلان صارَّةٌ. وقولهم: صارَّهُ على الشئ، أي أكرهه. والصارة: العطشُ. يقال: قَصَعَ الحمارُ صَارَّتَهُ، إذا شرِب الماءَ فذهب عطشُه. قال أبو عمرو: وجمعُها صَرائِرُ. وأنشَدَ لذي الرمَّةَ: فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها * وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هيمٌ - وعيبَ ذلك على أبي عمروٍ وقيل: إنَّما الصَرَائِرُ جمع صَريرَةٍ، وأما الصارَّةُ فجمعها صَوَارٌّ. وصَرَّارُ الليل: الجُدْجُدُ، وهو أكبر من الجُنْدُبِ، وبعض العرب يسمِّيهِ الصَدى. وصَرَّ القلمُ والبابُ يَصِرُّ صَريراً، أي صَوَّتَ. ويقال: درهمٌ صَِرِّيٌّ، للذي له صوت إذا نُقِدَ. وقولهم في اليمين: هي مني صِرَّى، مثال الشِعْرى، أي عزيمةٌ وجِدٌّ. وهي مشتقّة من أَصْرَرْتُ على الشئ، أي أقمت ودمت. قال أبو سمال الاسدي، وقد ضلت ناقته: ايمنك لئن لم تردها على لا عبدتك! فأصاب ناقته وقد تعلق زمامها بعوسجة، فأخذها وقال: علم ربى أنها منى صرى. وحكى يعقوب: أصِرِّي وأصِرَّى، وصِرِّي وصِرَّى. وقد اختُلِف عنه. واصْطَرَّ الحافرُ، أي ضاق. قال الراجز :

ليس بمصطر ولا فرشاح * وصر الجندب صريرا، وصَرْصَرَ الأخطبُ صَرْصَرَةً. كأنَّهم قدَّروا في صوت الجندب المدّ وفي صوت الأخطب الترجيعَ فحكوه على ذلك. وكذلك الصقر والبازى. وأنشد الاصمعي : ذاكم سوادة يجلو مقلتي لحم * باز يصرصر فوق المرقب العالي - وصرصر: اسم نهر بالعراق. وريح صرصر، أي باردة. ويقال أصلها صَرَّرٌ من الصَرِّ، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل، كقولهم: كبكبوا، أصله كببوا، وتجفجف الثوب، أصله تجفف. والصَرْصَرانيُّ: واحد الصَرْصَرانِيَّاتِ، وهي الإبل بين البَخاتِيِّ والعِرابِ، ويقال: هي الفوالج. والصرصرانى: ضرب من سمك البحر . والصَراصِرَةُ: نَبَطُ الشامِ. والصُرْصورُ، مثل الجُرْجورِ. وهي العظامُ من الابل.
صرر
صَرَّ1 صَرَرْتُ، يَصُرّ، اصْرُرْ/صُرَّ، صَرًّا، فهو صارّ، والمفعول مَصْرور وصرير
• صَرَّ النُّقودَ: وضعها في الصُّرَّة وشدَّها عليها "صَرَّ متاعَه- صَرَّ الصُّرَّة: ربَطَها وشَدَّها" ° صرَّ ما بين عينيه: قطَّب جبينَه. 

صَرَّ2 صَرَرْتُ، يَصِرّ، اصْرِرْ/صِرَّ، صَرًّا وصَريرًا، فهو صارًّ
• صَرَّ البابُ ونحوُه: صوَّت "صرير الأقلام/ العصافير- صَرَّت الأسنانُ/ الطائراتُ- صرَّت الأُذُن: سُمع لها طنين- صرَّ الجُنْدُب". 

أصرَّ على يُصرّ، أَصْرِرْ/أَصِرَّ، إصرارًا، فهو مُصِرّ، والمفعول مُصَرٌّ عليه
• أَصرَّ على الأمر:
1 - ثبُت عليه ولزمه، وأكثر ما يستعمل في الآثام والذّنوب "أصرَّ على موقفه/ ذنبه- أصرَّ على التَّدخين: لم يقلع عنه- أصرّ العاملُ على أجرٍ عالٍ-
 {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} - {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ".
2 - عزم عليه "أصرَّ على حضور صديقه الحفلة" ° مع سَبْق الإصرار والتَّرصُّد: مع التَّخطيط المسبق وإظهار النيَّة لارتكاب الجريمة، عمدًا، قصدًا. 

صَرّ [مفرد]: مصدر صَرَّ1 وصَرَّ2. 

صِرّ [مفرد]:
1 - شدَّة البرد " {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} ".
2 - شدَّة الصَّوت "أزعجه صِرّ الأبواق النحاسيَّة- {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} ". 

صرّار [مفرد]
• صرَّار اللَّيل الحَلقيّ: (حن) حيوان يعيش داخل تجاويف صغيرة يحدثها في الحقول والبراريّ، ويلجأ إليها بسرعة كلَّما شعر بالخطر، يرتفع صرير الذكور في موسم الإخصاب، تضع الأنثى البيضَ في ثقوب تحدثها في التربة، وتتعهّد الأنثى اليرقات حتى يكتمل نموّها. 

صَرَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من صَرَّ1 وصَرَّ2.
2 - صيحة، ضجَّة، جلبة " {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} " ° صرَّة الصِّياح: أشدّ الصياح.
3 - تقطيب الوجه من الكراهة " {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} ". 

صُرَّة [مفرد]: ج صُرَّات وصُرَر: ما يُجمَع فيه الشَّيء ويُشدّ ويكون غالبًا من القماش "صُرَّة النقود/ الثِّياب- صُرَّة أمتعة: حاجيّات الشّخص المتنقِّل بحثًا عن عمل". 

صَرِير [مفرد]:
1 - مصدر صَرَّ2.
2 - صفة ثابتة للمفعول من صَرَّ1: مصرور "صوف صرير: مجعول في صُرَّة".
3 - (طب) صوت خشن وعالٍ في الزَّفير والشَّهيق. 

مَصَرَّة [مفرد]: (شر) حلقة في الإنسان ومعظم الحيوان من ألياف عضليّة تغلق مجرى أو فتحة إذا تضيَّقت. 

مصرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من صَرَّ1: موضوع في صُرَّة ومشدود عليه.
2 - مغلول "وقف المتّهمُ أمام القاضي مصرورًا". 
الصاد والراء ص ر ر

الصِّرُّ والصِّرَّةُ شِدَّة البَرْدِ وقيل هو البَرْدُ عامّةً حُكِيتِ الأخيرةُ عن ثَعْلَب ورِيحٌ صِرٌّ وصَرْصَرٌ شدِيدَةُ البَرْدِ وقيل شديدة الصَّوْتِ وصُرَّ النباتُ أصابَه الصِّرُّ وصَرَّ يَصِرُّ صرّا وصَريراً وصرَّرَ صوَّتَ وصَاحَ أَشَدَّ الصِّياحِ وقولُه تعالى {فأقبلت امرأته في صرة} الذاريات 29 قال الزجاجُ الصَّرةُ أشدُّ الصِّياحِ يكونُ في الطائرِ والإِنسانِ وغيرهما قال جريرٌ

(ذَاكم سَوادةُ يَجْلُو مُقْلَتِي لَحِمٍ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فَوق المَرْقَبِ العالِي)

قال ثَعْلَب قيل لامرْأةٍ أيُّ النِّساءِ أبغَضُ إليك فقالت التي إن صَبِحَتْ صَرْصَرَتْ وصَرَّ صِمَاخُهُ صَرِيراً صَوَّتَ من العَطَشِ وصَرْصَر الطائِرُ صَوَّتَ وخص بعضُهم به البازِي والصَّفَرَ ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ له صَرِيرٌ إذا نُقِر وكذلك الدِّينارُ وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ ولم يَسْتَعْمِلْه فيما سِوَاه والصَّرَّةُ الصِّيَاحُ والجَلَبَة والصَّرَّةُ الجماعةُ والصَّرَّةُ الشدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ وغيرهما وقد فَسِّر قولُ امْرِئ القيسِ

(جَوَاحِرُهَا في صرَّةٍ لم تَزَيَّلِ ... )

بالجماعةِ وبالشِّدَّة من الكَرْبِ وَصَرَّة القَيْظ شِدَّته والصَّرَّةُ العَطْفَةُ والصَّرَّة العَطَشُ وجَمْعُها صَرِائر نادِرٌ وصَرَّ الناقَةَ يَصُرُّها صَرّا وَصَرَّ بِها شدَّ ضَرْعَها والصِّرَارُ ما يُشَدُّ به والجمعُ أَصِرَّة قال

(إذا اللِّقَاحُ غَدَتْ مُلْقىً أَصِرَّتُها ... ولا صَرِيمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ)

(ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... في الرَّأْسِ منها وفي الأصْلابِ تَمْلِيحُ)

ورواية سيبَوَيْه

(ورَدًّ جَازِرُهُمَ حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... ولا كَرِيمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ)

والمُصَرَّاةُ المُحَفَّلة على تَحْوِيل التَّضْعيفِ وناقَةٌ مُصِرَّةٌ لا تَدِرُّ قال أسَامةُ الهُذَلِيُّ

(أقَرَّتْ عَلَى حُولٍ عَسُوسٍ مُصِرّمَةٍ ... ورَاهَقَ أَخْلاَفَ السَّدِيسِ بُزُولُها)

والصُّرَّةُ شَرَجُ الدَّراهِمِ والدَّنانيرِ وقد صَرَّها صَرّا وصرَّ الفَرَسُ والحمارُ بأُذُنِه يصُرُّ صَرّا وأصَرَّها وأصَرَّ بها سَوَّاها ونَصَبَها للاسْتِماعِ والصُّرَرُ السُّنْبُلُ بعد ما يُقَصَّبُ وقَبْلَ أن يَظْهَرَ وقال أبو حنيفةَ هو السُّنْبُل ما لم يَخْرُج فيه القَمْحُ واحدتُه صَرَرَةٌ وقد أصَرَّ وأصَرَّ يَعْدُو إذا أَسْرَعَ بعض الإِسْراعِ وروَاهُ أبو عُبَيْدٍ أضَرَّ بالضادِ فزَعَم الطُوسِيُّ أنه تَصْحيفٌ وأصَرَّ على الأَمْرِ عَزَمَ وهو مِنِّي صِرِّي وصرى وأصرى وصُرِّى وصَرَّى أي عزيمةٌ وأصرَّ على الذنب لم يقلع عنه وصخرة صراء ضماء ورجل صرور وصرورة وصراوةٌ لم يحج وقد قالوا في هذا المعنى صرورى وصارورى فإذا قلت ذلك ثنيت وجمعت وأنثت وقال ابن الأعرابيِّ كل ذلك من أَوَّلِهِ إلى آخِره مُثَنَّى مَجْمُوع كانت فيه ياءُ النَّسَبِ أو لم تَكُنْ وقيل رَجُلٌ صَارورَةٌ وصَارورٌ لم يَحُجَّ وقيل لم يَتَزَّوجْ الواحدُ والجميعُ في ذلك سواءٌ وكذلك المُؤَنَّثُ وقال اللحيانيُّ رَجُلٌ صَرُورَةٌ لا يقالُ إلا بالهاءِ قال ابنُ جِنِّي رجُلٌ صَرورَةٌ وامرأةٌ صَرورَةٌ لَيْستِ الهاءُ لتأْنِيثِ الموصوفِ بما هي فيه وإِنما لَحِقَتْ لإِعْلامِ السامِع أن هذَا المَوْصُوفَ بما هي فيه قد بَلَغَ الغايةَ والنَّهايةَ فَجُعِل تأنيثُ الصِّفَةِ إمارة لما أُرِيدِ من تأنيث الغايةِ والمبالغة وفسَّر أبو عبيد قولَه صلى الله عليه وسلم لا صَرُورَةَ في الإِسْلامِ بأنه التَّبتُّلُ وتَرْكُ النّكاحِ فَجَعَلَه اسْماً للحَدَثِ والأَعْرَفُ أنه صِفَة كما تقدَّم وحافِرٌ مَصْرورٌ ومُصْطَرٌّ مُتَقبِّضٌ وقيل ضَيِّقٌ والصَّارَّةُ الحاجَةُ وشَرِب حتى مَلأ مَصَارَّهُ أي أَمْعاءَه حكاه أبو حنيفةَ عن ابن الأعرابيِّ ولم يفسِّره بأكْثَرَ من ذلك والصَّرَارَةُ نَهْرُ يأخُذُ من الفُراتِ والصَّرَارِيُّ المَلاح قال القُطامِيُّ

(في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صَاحِبُه ... إذا الصِّرَارِيُّ من أَهْوالِه ارْتَسَما)

والجمع صَرَارِيُّون ولا يُكَسَّرُ والصَّرَّةُ بفَتْحِ الصاد خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ هذه عن اللِّحيانيِّ وصرَّرَتِ الناقةُ تقدَّمتْ عن أبي لَيْلَى قال ذو الرُّمَّة

(إذا ما تأَرَّتْها المَراسِيلُ صَرَّرتْ ... أبُوضُ السَّنَي قَوَّادةُ أيْنُقَ الرَّكْبِ)

وصِرِّينُ موضعٌ قال الأَخْطَلُ (إلى هاجِسٍ من آلِ ظَمْيَاءَ والَّتي ... أَتَى دُونَها بابٌ بِصِرِّينَ مُقْفَلُ)

والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُورُ دُوَيْبّةٌ والصَّرْصُور العِظام من الإِبِلِ والصَّرْصورُ البُخْتِيُّ من الإِبِلِ أو وَلَدُه والسِّينُ لغةٌ والصَّرْصَرُ إنِيَّةٌ من الإِبِلِ التي بَيْنَ البَخَاتِيِّ والعِراب وقيل هي الفَوَالِجُ والصَّرْصرانُ والصَّرْصَرَانِيُّ ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحْرِ أمْلَسُ

صرر: الصِّرُّ، بالكسر، والصِّرَّةُ: شدَّة البَرْدِ، وقيل: هو البَرْد

عامَّة؛ حكِيَتِ الأَخيرة عن ثعلب. وقال الليث: الصِّرُّ البرد الذي يضرب

النَّبات ويحسِّنه. وفي الحديث: أَنه نهى عما قتله الصِّرُّ من الجراد

أَي البَرْد. ورِيحٌ وصَرْصَرٌ: شديدة البَرْدِ، وقيل: شديدة الصَّوْت.

الزجاج في قوله تعالى: بِريحٍ صَرْصَرٍ؛ قال: الصِّرُّ والصِّرَّة شدة

البرد، قال: وصَرْصَرٌ متكرر فيها الراء، كما يقال: قَلْقَلْتُ الشيء

وأَقْلَلْتُه إِذا رفعته من مكانه، وليس فيه دليل تكرير، وكذلك صَرْصَرَ وصَرَّ

وصَلْصَلَ وصَلَّ، إِذا سمعت صوْت الصَّرِيرِ غير مُكَرَّرٍ قلت: صَرَّ

وصَلَّ، فإِذا أَردت أَن الصوت تَكَرَّر قلت: قد صَلْصَلَ وصَرْصَرَ. قال

الأَزهري: وقوله: بِريح صَرْصر؛ أَي شديد البَرْد جدّاً. وقال ابن

السكيت: ريح صَرْصَرٌ فيه قولان: يقال أَصلها صَرَّرٌ من الصِّرّ، وهو البَرْد،

فأَبدلوا مكان الراءِ الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ

وكَبْكَبُوا، وأَصله تجفَّف وكَبَّبُوا؛ ويقال هو من صَرير الباب ومن

الصَّرَّة، وهي الضَّجَّة، قال عز وجل: فَأَقْبَلَتِ امرأَتُه في صَرَّةٍ؛ قال

المفسرون: في ضَجَّة وصَيْحَة؛ وقال امرؤ القيس:

جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ

فقيل: في صَرَّة في جماعة لم تتفرَّق، يعني في تفسير البيت. وقال ابن

الأَنباري في قوله تعالى: كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ، قال: فيها ثلاثة

أَقوال: أَحدها فيها صِرٌّ أَي بَرْد، والثاني فيها تَصْوِيت وحَرَكة، وروي

عن ابن عباس قول آخر فيها صِرٌّ، قال: فيها نار.

وصُرَّ النباتُ: أَصابه الصِّرُّ. وصَرَّ يَصِرُّ صَرّاً وصَرِيراً

وصَرْصَرَ: صوَّت وصاح اشدَّ الصياح. وقوله تعالى: فأَقبلتِ امرأَتُه في

صَرَّة فصَكَّتْ وَجْهَها؛ قال الزجاج: الصَّرَّة أَشدُّ الصياح تكون في

الطائر والإِنسان وغيرهما؛ قال جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة:

قَالُوا: نَصِيبكَ من أَجْرٍ، فقلت لهم:

من لِلْعَرِينِ إِذا فارَقْتُ أَشْبالي؟

فارَقْتَني حِينَ كَفَّ الدهرُ من بَصَرِي،

وحين صِرْتُ كعَظْم الرِّمَّة البالي

ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ،

بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي

وجاء في صَرَّةٍ، وجاء يَصْطَرُّ. قال ثعلب: قيل لامرأَة: أَيُّ النساء

أَبغض إِليك؟ فقالت: التي إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ. وصَرَّ صِمَاخُهُ

صَرِيراً: صَوَّت من العَطَش. وصَرَصَرَ الطائرُ: صَوَّت؛ وخصَّ بعضهم به

البازِيَ والصَّقْر. وفي حديث جعفر ابن محمد: اطَّلَعَ عليَّ ابن الحسين

وأَنا أَنْتِفُ صَرّاً؛ هو عُصْفُور أَو طائر في قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن،

سمِّي بصوْته. يقال: صَرَّ العُصْفُور يَصِرُّ إِذا صاح. وصَرَّ

الجُنْدُب يَصِرُّ صَرِيراً وصَرَّ الباب يَصِرُّ. وكل صوت شِبْهُ ذلك، فهو

صَرِيرٌ إِذا امتدَّ، فإِذا كان فيه تخفيف وترجِيع في إِعادَة ضُوعِف، كقولك

صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً، كأَنهم قَدَّرُوا في صوْت الجُنْدُب

المَدّ، وفي صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِيع فَحكَوْه على ذلك، وكذلك الصَّقْر

والبازي؛ وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة:

بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي

ابن السكِّيت: صَرَّ المَحْمِلُ يَصِرُّ صَرِيراً ، والصَّقرُ

يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً؛ وصرَّت أُذُنِي صَريراً إذا سمعت لها دَوِيّاً. وصَرَّ

القلمُ والباب يَصِرُّ صَرِيراً أَي صوَّت. وفي الحديث: أَنه كان يخطُب إِلى

حِذْعٍ ثم اتَّخَذ المِنْبَرَ فاضْطَرَّت السَّارِية؛ أَي صوَّتت

وحنَّت، وهو افْتَعَلَتْ من الصَّرِير، فقُلِبت التَّاء طاءً لأَجل

الصاد.ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ: له صوْت وصَرِيرٌ إِذا نُقِرَ، وكذلك

الدِّينار، وخصَّ بعضهم به الجَحْدَ ولم يستعمله فيما سواه. ابن الأَعرابي:

ما لفلان صِرُّ أَي ما عنده درْهم ولا دينار، يقال ذلك في النَّفْي خاصة.

وقال خالد بن جَنبَة: يقال للدِّرْهم صَرِّيٌّ، وما ترك صَرِّياً إِلاَّ

قَبَضه، ولم يثنِّه ولم يجمعه.

والصَّرِّةُ: الضَّجَّة والصَّيْحَةُ. والصَّرُّ: الصِّياح والجَلَبة.

والصَّرَّة: الجماعة. والصَّرَّة: الشِّدة من الكْرب والحرْب وغيرهما؛ وقد

فسر قول امرئ القيس:

فأَلْحَقَنَا بالهَادِياتِ، ودُونَهُ

جَواحِرُها، في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

فُسِّرَ بالجماعة وبالشدَّة من الكرْب، وقيل في تفسيره: يحتمل الوجوه

الثلاثة المتقدِّمة قبله. وصَرَّة القَيْظِ: شدَّته وشدَّةُ حَرِّه.

والصَّرَّة: العَطْفة. والصَّارَّة: العَطَشُ، وجمعه صَرَائِرُ نادر؛ قال ذو

الرمة:

فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها،

وقد نَشَحْنَ، فلا ريٌّ ولا هِيمُ

ابن الأَعرابي: صَرِّ يَصِرُّ إِذا عَطِشَ وصَرَّ يَصُرُّ إِذا جَمَعَ.

ويقال: قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شرب الماء فذهَب عَطَشه، وجمعُها

صَرائِر،

(* قوله: «وجمعها صرائر» عبارة الصحاح: قال أَبو عمرو وجمعها صرائر

إلخ وبه يتضح قوله بعد: وعيب ذلك على أَبي عمرو). وأَنشد بيت ذي الرمة

أَيضاً: «لم تَقْصَعْ صَرائِرَها» قال: وعِيب ذلك على أَبي عمرو، وقيل:

إِنما الصَّرائرُ جمع صَرِيرة، قال: وأَما الصَّارَّةُ فجمعها صَوارّ.

والصِّرار: الخيط الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على أَطراف الناقة

وتُذَيَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلاَّ يُؤَثِّرَ الصِّرارُ فيها.

الجوهري: وصَرَرْتُ الناقة شددت عليها الصِّرار، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْف

لِئلاَّ يرضعَها ولدها. وفي الحديث: لا يَحِلُّ لرجل يُؤمن بالله واليوم

الآخر أَن يَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بغير إِذْنِ صاحبها فإِنه خاتَمُ

أَهْلِها. قال ابن الأَثير: من عادة العرب أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا

أَرسلوها إِلى المَرْعَى سارِحَة، ويسمُّون ذلك الرِّباطَ صِراراً،

فإِذا راحَتْ عَشِيّاً حُلَّت تلك الأَصِرَّة وحُلِبَتْ، فهي مَصْرُورة

ومُصَرَّرة؛ ومنه حديث مالك بن نُوَيْرَةَ حين جَمَعَ بَنُو يَرْبُوَع

صَدَقاتهم ليُوَجِّهوا بها إِلى أَبي بكر، رضي

الله عنه، فمنعَهم من ذلك وقال:

وقُلْتُ: خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ

مُصَرَّرَة أَخلافها لم تُحَرَّدِ

سأَجْعَلُ نفسي دُونَ ما تَحْذَرُونه،

وأَرْهَنُكُمْ يَوْماً بما قُلْتُهُ يَدِي

قال: وعلى هذا المعنى تأَوَّلُوا قولَ الشافعي فيما ذَهب إِليه من

أَمْرِ المُصَرَّاة. وصَرَّ الناقة يَصُرُّها صَرّاً وصَرَّ بها: شدَّ

ضَرْعَها. والصِّرارُ: ما يُشدُّ به، والجمع أَصِرَّة؛ قال:

إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى أَصِرَّتُها،

ولا كَريمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ

ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً،

في الرأْس منها وفي الأَصْلاد تَمْلِيحُ

ورواية سيبويه في ذلك:

ورَدْ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة،

ولا كريمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح

والصَّرَّةُ: الشاة المُضَرَّاة. والمُصَرَّاة: المُحَفَّلَة على تحويل

التضعيف. وناقةٌ مُصِرَّةٌ: لا تَدِرُّ؛ قال أُسامة الهذلي:

أَقرَّتْ على حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة،

ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُِولُها

والصُّرَّة: شَرَجْ الدَّراهم والدنانير، وقد صَرَّها صَرّاً. غيره:

الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة. وصَرَرْت الصُّرَّة: شددتها. وفي

الحديث: أَنه قال لجبريل، عليه السلام: تأْتِيني وأَنت صارٌّ بين

عَيْنَيْك؛ أَي مُقَبِّض جامعٌ بينهما كما يفعل الحَزِين. وأَصل الصَّرِّ: الجمع

والشدُّ. وفي حديث عمران بن حصين: تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ، كأَنه من

صَرَرْته إِذا شَدَدْته؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في بعض الطرق،

والمعروف تنضرج أَي تنشقُّ. وفي الحديث: أَنه قال لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه:

أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام، أَي ما تُجَمِّعانِه في صُدُوركما.

وكلُّ شيء جمعته، فقد، صَرَرْته؛ ومنه قيل للأَسير: مَصْرُور لأَن يَدَيْه

جُمِعتَا إِلى عُنقه؛ ولمَّا بعث عبدالله بن عامر إِلى ابن عمر بأَسيرِ قد

جُمعت يداه إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قال: أَمَّا وهو مَصْرُورٌ فَلا.

وصَرَّ الفرسُ والحمار بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بها:

سَوَّاها ونَصَبها لِلاستماع. ابن السكيت: يقال صَرَّ الفرس أُذنيه ضَمَّها

إِلى رأْسه، فإِذا لم يُوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس، بالأَلف، وذلك إِذا

جمع أُذنيه وعزم على الشَّدِّ؛ وفي حديث سَطِيح:

أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ

صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي نَصَبها وسوَّاها؛ وجاءت الخيلُ مُصِرَّة

آذانها إِذا جَدَّت في السير. ابن شميل: أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا

خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن يخلُص سنبله، فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قيل: قد

أَسْبَل؛ وقال قي موضع آخر: يكون الزرع صَرَراً حين يَلْتَوي الورَق

ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل، وإِن لم يخرُج فيه القَمْح. والصَّرَر: السُّنْبُل

بعدما يُقَصِّب وقبل أَن يظهر؛ وقال أَبو حنيفة: هو السُّنْبُل ما لم

يخرج فيه القمح، واحدته صَرَرَة، وقد أَصَرَّ. وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع

بعض الإِسراع، ورواه أَبو عبيد أَضَرَّ، بالضاد، وزعم الطوسي أَنه تصحيف.

وأَصَرَّ على الأَمر: عَزَم.

وهو مني صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي

عَزِيمة وجِدُّ. وقال أَبو زيد: إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة؛ وأَنشد

أَبو مالك:

قد عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ،

أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي

أَي حَقِيقة. وقال أَبو السَّمَّال الأَسَدِي حين ضلَّت ناقته: اللهم

إِن لم تردَّها عَلَيَّ فلم أُصَلِّ لك صلاةً، فوجَدَها عن قريب فقال:

عَلِمَ الله أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عليه. وقال ابن السكيت: إِنها

عَزِيمة مَحْتُومة، قال: وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء إِذا أَقمتَ

ودُمْت عليه؛ ومنه قوله تعالى: ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم

يَعْلَمُون. وقال أَبو الهيثم: أَصِرَّى أَي اعْزِمِي، كأَنه يُخاطِب نفسَه، من

قولك: أَصَرَّ على فعله يُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم على أَن يمضي فيه ولا

يرجِع. وفي الصحاح: قال أَبو سَمَّال الأَسَدِي وقد ضَلَّت ناقتُه:

أَيْمُنُكَ لَئِنْ لم تَرُدَّها عَلَيَّ لا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه وقد

تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ فأَحذها وقال: عَلِمَ رَبِّي أَنَّها مِنِّي

صِرَّي. وقد يقال: كانت هذه الفَعْلَة مِنِّي أَصِرِّي أَي عَزِيمة، ثم

جعلت الياء أَلفاً، كما قالوا: بأَبي أَنت، وبأَبا أَنت؛ وكذلك صِرِّي

وصِرِّي على أَن يُحذف الأَلفُ من إِصِرِّي لا على أَنها لغة صَرَرْتُ على

الشيء وأَصْرَرْتُ. وقال الفراء: الأَصل في قولهم كانت مِنِّي صِرِّي

وأَصِرِّي أَي أَمر، فلما أَرادوا أَن يُغَيِّرُوه عن مذهب الفعل حَوَّلُوا

ياءه أَلفاً فقالوا: صِرَّى وأَصِرَّى، كما قالوا: نُهِيَ عن قِيَلٍَ

وقَالٍَ، وقال: أُخْرِجَتا من نِيَّةِ الفعل إِلى الأَسماء. قال: وسمعت العرب

تقول أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ، ويخفض فيقال: من شُبٍّ إِلى

دُبٍّ؛ ومعناه فَعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إِلى أَنْ دَبَّ كبيراً وأَصَرَّ على

الذنب لم يُقْلِعْ عنه. وفي الحديث: ما أَصَرَّ من استغفر. أَصرَّ على

الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه، وأَكثر ما يستعمل

في الشرِّ والذنوب، يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه

وإِن تكرَّر منه. وفي الحديث: ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما

فعلوه وهعم يعلمون. وصخرة صَرَّاء: مَلْساء.

ورجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة: لم يَحُجَّ قَطُّ، وهو المعروف في الكلام،

وأَصله من الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ، وقد قالوا في الكلام في هذا المعنى:

صَرُويٌّ وصَارُورِيُّ، فإِذا قلت ذلك ثَنَّيت وجمعت وأَنَّثْت؛ وقال ابن

الأَعرابي: كل ذلك من أَوله إِلى آخره مثنَّى مجموع، كانت فيه ياء النسب

أَو لم تكن، وقيل: رجل صَارُورَة وصارُورٌ لم يَحُجَّ، وقيل: لم يتزوَّج،

الواحد والجمع في ذلك سواء، وكذلك المؤنث.

والصَّرُورة في شعر النَّابِغة: الذي لم يأْت النساء كأَنه أَصَرَّ على

تركهنَّ. وفي الحديث: لا صَرُورَة في الإسلام. وقال اللحياني: رجل

صَرُورَة لا يقال إِلا بالهاء؛ قال ابن جني: رجل صَرُورَة وامرأَة صرورة، ليست

الهاء لتأْنيث الموصوف بما هي فيه قد لحقت لإِعْلام السامع أَن هذا

الموصوف بما هي فيه وإنما بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأْنيث الصفة أَمارَةً

لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة. قال الفراء عن بعض العرب: قال رأَيت

أَقواماً صَرَاراً، بالفتح، واحدُهم صَرَارَة، وقال بعضهم: قوم

صَوَارِيرُ جمع صَارُورَة، وقال ومن قال صَرُورِيُّ وصَارُورِيٌّ ثنَّى وجمع

وأَنَّث، وفسَّر أَبو عبيد قوله، صلى الله عليه وسلم: لا صَرُوْرَة في

الإِسلام؛ بأَنه التَّبَتُّل وتَرْكَ النكاح، فجعله اسماً للحَدَثِ؛ يقول: ليس

ينبغي لأَحد أَن يقول لا أَتزوج، يقول: هذا ليس من أَخلاق المسلمين وهذا

فعل الرُّهبْان؛ وهو معروف في كلام العرب؛ ومنه قول النابغة:

لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ،

عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ

يعني الراهب الذي قد ترك النساء. وقال ابن الأَثير في تفسير هذا الحديث:

وقيل أَراد من قَتَل في الحرم قُتِلَ، ولا يقبَل منه أَن يقول: إِني

صَرُورَة ما حَجَجْت ولا عرفت حُرْمة الحَرَم. قال: وكان الرجل في الجاهلية

إِذا أَحدث حَدَثاً ولَجَأَ إِلى الكعبة لم يُهَجْ، فكان إِذا لِقيَه

وليُّ الدَّمِ في الحَرَمِ قيل له: هو صَرُورةٌ ولا تَهِجْه.

وحافرٌ مَصْرُورٌ ومُصْطَرٌّ: ضَيِّق مُتَقَبِّض. والأَرَحُّ:

العَرِيضُ، وكلاهما عيب؛ وأَنشد:

لا رَحَحٌ فيه ولا اصْطِرارُ

وقال أَبو عبيد: اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إِذا كان فاحِشَ

الضِّيقِ؛ وأَنشد لأَبي النجم العجلي:

بِكلِّ وَأْبِ للحَصَى رَضَّاحِ،

لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ

أَي بكل حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لقوَّته ليس بضَيِّق

وهو المُصْطَرُّ، ولا بِفِرْشاحٍ وهو الواسع الزائد على المعروف.

والصَّارَّةُ: الحاجةُ. قال أَبو عبيد: لَنا قِبَلَه صارَّةٌ، وجمعها

صَوارُّ، وهي الحاجة.

وشرب حتى ملأَ مصارَّه أَي أَمْعاءَه؛ حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي

ولم يفسره بأَكثر من ذلك.

والصَّرارةُ: نهر يأْخذ من الفُراتِ. والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ؛ قال

القطامي:

في ذي جُلُولٍ يِقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه،

إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما

أَي كَبَّرَ، والجمع صرارِيُّونَ ولا يُكَسَّرُ؛ قال العجاج:

جَذْبَ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ

ويقال للمَلاَّح: الصَّارِي مثل القاضِي، وسنذكره في المعتلّ. قال ابن

بري: كان حَقُّ صرارِيّ أَن يذكر في فصل صَري المعتلّ اللام لأَن الواحد

عندهم صارٍ، وجمعه صُرّاء وجمع صُرّاءٍ صَرارِيُّ؛ قال: وقد ذكر الجوهري

في فصل صري أَنّ الصارِيّ المَلاَّحُ، وجمعه صُرّاءٌ. قال ابن دريد: ويقال

للملاح صارٍ، والجمع صُرّاء، وكان أَبو علي يقول: صُرّاءٌ واحد مثل

حُسَّانٍ للحَسَنِ، وجمعه صَرارِيُّ؛ واحتج بقول الفرزدق:

أَشارِبُ خَمْرةٍ، وخَدينُ زِيرٍ،

وصُرّاءٌ، لفَسْوَتِه بُخَار؟

قال: ولا حجة لأَبي عليّ في هذا البيت لأَن الصَّرَارِيّ الذي هو عنده

جمع بدليل قول المسيب بن عَلَس يصف غائصاً أَصاب درة، وهو:

وتَرَى الصَّرارِي يَسْجُدُونَ لها،

ويَضُمُّها بَيَدَيْهِ للنَّحْرِ

وقد استعمله الفرزدق للواحد فقال:

تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمْواجُ تَضْرِبُه،

لَوْ يَسْتَطِيعُ إِلى بَرِّيّةٍ عَبَرا

وكذلك قول خلف بن جميل الطهوي:

تَرَى الصَّرارِيَّ في غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ

تَعْلُوه طَوْراً، ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا

قال: ولهذا السبب جعل الجوهري الصَّرارِيَّ واحداً لما رآه في أَشعاره

العرب يخبر عنه كما يخبر عن الواحد الذي هو الصَّارِي، فظن أَن الياء فيه

للنسبة كلأَنه منسوب إِلى صَرارٍ مثل حَواريّ منسوب إِلى حوارٍ،

وحَوارِيُّ الرجل: خاصَّتُه، وهو واحد لا جَمْعٌ، ويدلك على أَنَّ الجوهري لَحَظَ

هذا المعنى كونُه جعله في فصل صرر، فلو لم تكن الياء للنسب عنده لم

يدخله في هذا الفصل، قال: وصواب إِنشاد بيت العجاج: جَذْبُ برفع الباء لأَنه

فاعل لفعل في بيت قبله، وهو

لأْياً يُثانِيهِ، عَنِ الحُؤُورِ،

جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ

اللأْيُ: البُطْءُ، أَي بَعْدَ بُطْءٍ أَي يَثْني هذا القُرْقُورَ عن

الحُؤُور جَذْبُ المَلاَّحينَ بالكُرُورِ، والكُرورُ جمع كَرٍّ، وهو حبْلُ

السَّفِينة الذي يكون في الشَّراعِ قال: وقال ابن حمزة: واحدها كُرّ بضم

الكاف لا غير.

والصَّرُّ: الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فَتُصَرُّ أَي تُشَدّ وتْسْمَع

بالمِسْمَعِ، وهي عروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى؛ وأَنشد في

ذلك:إِنْ كانتِ آمَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها،

إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّها

والصَّرَّةُ: تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَراهة.

والصِّرارُ: الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لا يعلوها الماء.

وصِرارٌ: اسم جبل؛ وقال جرير:

إِنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايِلُ لُؤْمَه،

حتى يَزُولَ عَنِ الطَّرِيقِ صِرارُ

وفي الحديث: حتى أَتينا صِراراً؛ قال ابن الأَثير: هي بئر قديمة على

ثلاثة أَميال من المدينة من طريق العِراقِ، وقيل: موضع.

ويقال: صارَّه على الشيء أَكرهه.

والصَّرَّةُ، بفتح الصاد: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ هذه عن

اللحياني.

وصَرَّرَتِ الناقةُ: تقدَّمتْ؛ عن أَبي ليلى؛ قال ذو الرمة:

إِذا ما تأَرَّتنا المَراسِيلُ، صَرَّرَتْ

أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَيْنُقَ الرَّكْبِ

(* قوله: «تأرتنا المراسيلُ» هكذا في الأصل).

وصِرِّينُ: موضع؛ قال الأَخطل:

إِلى هاجِسٍ مِنْ آل ظَمْياءَ، والتي

أَتى دُونها بابٌ بِصِرِّين مُقْفَلُ

والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُور مثل الجُرْجور: وهي العِظام من

الإِبل. والصُّرْصُورُ: البُخْتِيُّ من الإِبل أَو ولده، والسين لغة. ابن

الأَعرابي: الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِيب من الإِبل. ويقال للسَّفِينة:

القُرْقور والصُّرْصور.

والصَّرْصَرانِيَّة من الإِبل: التي بين البَخاتيِّ والعِراب، وقيل: هي

الفَوالِجُ. والصَّرْصَرانُ: إِبِل نَبَطِيَّة يقال لها

الصَّرْصَرانِيَّات. الجوهري: الصَّرْصَرانِيُّ واحدُ الصَّرْصَرانِيَّات، وهي الإِل بين

البَخاتيّ والعِراب. والصَّرْصَرانُ والصَّرْصَرانيُّ: ضرب من سَمَك

البحر أَمْلَس الجِلْد ضَخْم؛ وأَنشد:

مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ

والصَّرْصَرُ: دُوَيْبَّة تحت الأَرض تَصِرُّ أَيام الربيع. وصَرَّار

الليل: الجُدْجُدُ، وهو أَكبرُ من الجنْدُب، وبعض العرب يُسَمِّيه

الصَّدَى. وصَرْصَر: اسم نهر بالعراق. والصَّراصِرَةُ: نَبَطُ الشام.

التهذيب في النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة وحَبْكَرتُه حَبْكَرَة

ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً

وصَرْصرتُه وكَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه ورَدَدْت أَطراف ما انتَشَرَ منه، وكذلك

كَبْكَبْتُه.

صرر
: ( {الصِّرَّةُ، بِالْكَسْرِ: شِدَّةُ البَرْدِ) ، حَكَاهَا الزَّجّاجُ فِي تفسيرِه (أَو البَرْدُ) عامَّةً، حُكِيَتْ هاذِه عَن ثعْلبٍ، (} كالصِّرِّ فيهمَا) ، بِالْكَسْرِ أَيضاً.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّرُّ: البَرْدُ الَّذِي يَضْرِبُ النَّبَاتَ ويَحُسُّه، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه نَهَى عمّا قَتَلَه الصِّرُّ من الجَرَاد) أَي البَرْد.
(و) قَالَ الزَّجّاجُ: {الصَّرَّةُ: (أَشَدُّ الصِّيَاحِ) ، يكونُ فِي الطّائِرِ والإِنسانِ وغيرِهما، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى} صَرَّةٍ} (الذاريات: 29) ، وَيُقَال: جاءَ فِي صَرَّةٍ، وجاءَ {يَصْطَرُّ، أَي فِي ضَجَّة وصَيْحَةٍ وجَلَبَةٍ.
(و) الصَّرَّةُ (بالفَتْح: الشِّدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ والحَرِّ) وَغَيرهَا، وَلَا يَخْفَى مَا بَين الحَرْبِ والحَرِّ من الجِنَاس المُذَيَّلِ.
} وصَرَّةُ القَيْظِ: شِدَّتُه وشِدَّةُ حَرِّه، وَقد فُسِّرَ قولُ امرىءِ القَيْسِ:
فأَلْحَفَهُ بالهادِيَاتِ ودُونَه
جَواحِرُهَا فِي صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ
بالشِّدَّةِ من الكَرْبِ.
(و) الصَّرَّةُ: (العَطْفَةُ) .
(و) الصَّرَّةُ: (الجَمَاعَةُ) ، وَبِه فَسَّرَ بعضٌ قولَ امرىءِ القَيْسِ المُتَقَدِّمَ، أَي فِي جَماعةٍ لم تَتَفَرَّق. (و) الصَّرَّةُ: (تَقْطِيبُ الوَجْهِ) من الكَرَاهَةِ.
(و) الصَّرَّةُ: (الشّاةُ المُصَرّاةُ) ، وسيأْتي معنَى المُصَرَّاة قَرِيبا.
(و) الصَّرَّةُ: (خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ) يُؤخِّذُ بهَا النّسَاءُ الرِّجالَ. هاذه عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) {الصُّرَّةُ، (بالضَّمِّ: شَرْجُ الدَّراهِمِ ونَحْوِهَا) ، كالدَّنانِير، معروفَةٌ، وَقد} صَرَّهَا {صَرّاً.
} وصَرَرْتُ {الصُّرَّةَ: شَدَدْتُهَا.
(ورِيحٌ} صِرٌّ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وصَرْصَرٌ) ، إِذا كَانَت (شَدِيدَة الصّوْتِ، أَو) شَدِيدَةَ (البَرْدِ) .
قَالَ الزَّجّاجُ:} وصَرْصَرٌ، متكررٌ، فِيهَا الرّاءُ، كَمَا يُقَالُ: قَلْقَلْتُ الشيْءَ، وأَقْلَلْتُه، إِذا رفَعْتَه من مَكانه، وَلَيْسَ فِيهِ دَليلُ تَكْرِيرٍ، وكذالك {صَرْصَرٌ} وصِرٌّ، وصَلْصَلٌ وصِلٌّ، إِذا سَمِعْتَ صَوْتَ {الصَّرِيرِ غير مُكَرَّر قلت: صَرَّ، وصَلَّ، فإِذا أَرَدْتَ أَن الصَّوْتَ تَكرّر قُلْتَ: قد صَلْصَلَ} وصَرْصَرَ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:: {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} (الحاقة: 6) ، أَي شَدِيدَة البَرْدِ جِدّاً. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ريحٌ {صَرْصَرٌ فِيهِ قَولَانِ:
يُقَال: أَصْلُهَا} صَرَّرٌ من {الصِّرّ، وَهُوَ البَرْدُ، فأَبْدَلُوا مكانَ الراءِ الوُسْطَى فاءَ الْفِعْل، كَمَا قَالُوا تَجَفْجَفَ الثوبُ، وكُبْكِبُوا، وأَصله تَجَفَّفَ وكُبِّبُوا.
وَيُقَال: هُوَ من} صَرِيرِ البابِ، وَمن {الصَّرَّةِ، وَهِي الضَّجَّة، قَالَ عزّ وجَلّ: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى} صَرَّةٍ} (الذاريات: 29) ، قَالَ المفسّرون: فِي ضَجَّةٍ وصَيْحَةٍ.
وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا {صِرٌّ} (آل عمرَان: 117) ، ثَلَاثَة أَقوال: أَحدها: فِيهَا بَرْدٌ. وَالثَّانِي: فِيهَا تَصْوِيتٌ وحَرَكَة. ورَوى عَن ابنِ عبّاس قولٌ آخر، فِيهَا} صِرٌّ، قَالَ: فِيهَا نارٌ. ( {وصُرَّ النَّبَاتُ، بالضَّمِّ) ، صَرّاً: (أَصابَهُ} الصِّرُّ) ، أَي شِدّة البَرْدِ.
( {وصَرَّ، كفَرَّ،} يَصِرُّ) ، كيَفِرُّ، ( {صَرّاً) ، بِالْفَتْح، (} وصَرِيراً) ، كأَمِيرٍ: (صَوَّتَ وصاحَ شَدِيداً) ، أَي أَشَدَّ الصِّيَاحِ، ( {كصَرْصَرَ) ، قَالَ جَرِيرٌ يَرْثِي ابنَه سَوَادَةَ:
نالُوا نَصِيبُكَ من أَجْرٍ فقُلْتُ لَهُمْ
مَنْ للعَرِينِ إِذَا فَارَقْتُ أَشْبَالِي
فارَقْتَنِي حينَ كَفَّ الدَّهْرُ من بَصَرِي
وحِينَ صِرْتُ كعَظْمِ الرِّمَّةِ البَالِي
ذاكُمْ سَوَادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ
بازٍ} يُصَرْصِرُ فوقَ المَرْقَبِ العالِي
قَالَ ثَعْلَب: قيل لامرأَةٍ: أَي النّسَاءِ أَبْغَضُ إِلَيْكِ؟ فقالَتْ: الَّتِي إِن صَخِبَتْ {صَرْصَرَتْ.
} وصَرَّ الجُنْدَبُ {يَصِرُّ} صَرِيراً، {وصَرَّ البابُ} يَصِرُّ، وكُلُّ صَوْتٍ شِبْه ذالك فَهُوَ {صَرِيرٌ إِذا امْتَدَّ، فإِذا كانَ فِيهِ تحْفِيفٌ وتَرْجِيعٌ فِي إِعادَةٍ ضُوعِف كَقَوْلِك:} صَرْصَرَ الأَخْطَبُ {صَرْصَرَةً، كأَنَّهم قدَّرُوا فِي صوتِ الجُنْدُبِ المَدَّ، وَفِي صوتِ الأَخْطَبِ التَّرْجِيعَ، فحَكَوْه على ذالك وكذالك الصَّقْرُ والبازِيّ.
(و) } صَرَّ (صِمَاخُه صَرِيراً: صاحَ من العَطَشِ) . وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: {صَرَّتْ أُذُنِي صَرِيراً، إِذا سَمِعْت لَهَا دَوِيّاً.} وصَرَّ البابُ والقَلَمُ {صَرِيراً، أَي صَوَّتَ.
وَفِي الأَسَاس:} صَرَّت الأُذُنُ سُمِعَ لَهَا طَنِينٌ.
{وصَرَّ صِمَاخُه من الظَّمَإِ.
(و) } صَرَّ (النَّاقَةَ، و) صَرَّ (بهَا {يَصُرُّهَا، بالضَّمّ،} صَرّاً) ، بالفَتْح: (شَدَّ ضَرْعَها) {بالصِّرَارِ، فَهِيَ} مَصْرُورَةٌ! ومُصَرَّرَةٌ، وَفِي حَدِيث مالكِ بنِ نُوَيْرَة حِين جمَع بنُو يَرْبُوع صَدَقَاتِهم ليُوَجِّهُوا بهَا إِلى أَبي بَكْرٍ، رَضِي الله عَنهُ، فمنَعهم من ذالك، وَقَالَ:
وقُلْتُ خُذُوها هاذِهِ صَدَقاتُكُمْ
{مُصَرَّرَة أَخْلافُهَا لم تُحَرَّدِ
سأَجْعَلُ نَفْسِي دُونَ مَا تَحْذَرُونَه
وأَرْهَنُكُم يَوْمًا بِمَا قُلْتُه يَدِي
(و) صَرَّ (الفَرَسُ والحِمَارُ بأُذُنِه) يَصُرُّ صَرّاً (} وصَرَّهَا، {وأَصَرَّ بِهَا: سَوَّاهَا ونَصَبَهَا للاسْتِمَاعِ) ، كصَرَّرَها.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يقالُ: صَرَّ الفَرَسُ أُذُنَيْهِ: ضَمَّهُمَا إِلى رَأْسِه، فإِذا لم يُوقِعُوا قَالُوا:} أَصَرَّ الفَرَسُ، بأَلف، وذالك إِذا جَمَعَ أُذُنَيْهِ وعَزَمَ على الشَّدِّ.
وَقَالَ غَيْرُه: جَاءَتِ الخَيْلُ {مُصِرَّةً آذَانَها، أَي مُحَدِّدَةً آذَانَها، رافِعَةً لَهَا، وإِنما} تَصُرُّ آذانَها إِذا جَدَّتْ فِي السَّيْرِ.
(و) {الصِّرَارُ (ككِتَابٍ: مَا يُشَدُّ بهِ) الضِّرْعُ، (ج:} أَصِرَّةٌ) ، وَهُوَ الخَيْطُ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ التَّوادِي علَى أَطْرَافِ النّاقَةِ وتُذَيَّرُ الأَطْباءُ بالبَعرِ الرَّطْبِ؛ لئلاّ يُؤَثِّرَ {الصِّرَارُ فِيهَا.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ:} الصِّرَارُ: خَيْطٌ يُشَدّ فوقَ الخِلْفِ؛ لئلاّ يَرْضَعَها وَلَدُهَا، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَحِلُّ لرَجُل يُؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخِرِ أَنْ يَحُلّ {صِرَارَ ناقَة بغَيْرِ إِذْنِ صاحِبِها فإِنّه خاتَمُ أَهْلِها) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: من عادَةِ العَرَبِ أَن} تَصُرَّ ضُروعَ الحَلُوباتِ إِذا أَرْسلوهَا المَرْعَى سارِحَةً، ويُسَمُّونَ ذالك الرِّبَاطَ صِرَاراً، فإِذا رَاحَت عَشيّاً حُلَّتْ تلْكَ {الأَصِرَّةُ، وحُلِبَتْ، فَهِيَ} مَصْرُورَةٌ {ومُصَرَّرَةٌ، قَالَ: وعَلى هاذا المعنَى تأَوَّلُوا قَوْلَ الشافِعِيِّ فِيمَا ذَهَب إِليه فِي أَمْرِ} المُصَرَّاةِ.
وَقَالَ الشّاعرُ:
إِذَا اللِّقَاحُ غَدَتْ مُلْقًى {أَصِرَّتُهَا
وَلَا صَرِيمَ من الوِلْدَانِ مَصْبُوحُ
(و) } الصِّرَارُ: (ع، بِقُرْبِ المَدِينَةِ) على ساكِنَهَا أَفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَهُوَ ماءٌ مُحْتَفَرٌ جاهليّ على سَمْتِ العِرَاقِ. وَقيل: أُطُمٌ لبني عبدِ الأَشْهَلِ، قلْت: وإِليه نُسِب محمّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الصِّرَارِيّ، وَيُقَال فِيهِ: محمَّدُ بنُ إِبراهِيمَ {- الصِّرَارِيّ، والأَوّل أَصحّ، روى عَن عَطَاءٍ، وَعنهُ بكْرُ بنُ مُضَرَ، هاكذا قَالَه أَئمّة الأَنْسَاب، وَقَالَ الحافظُ بنُ حَجَر: إِنما رَوَى عَن عَطَاءٍ بواسِطَةِ ابنِ أَبي حُسَيْنِ.
قلْت: وابْنُ أَبِي حُسَيْن هاذا هُوَ عبدُ الله بنُ عبدِ الرّحمانِ بنِ أَبي حُسَيْن، رَوَى عَن عَطَاءٍ.
(} والمُصَرَّاةُ: المُحَفَّلَةُ) ، على تَحْويل التَّضْعِيف.
(أَو هِيَ مِنْ {صَرَّى} - يُصَرِّي) {تَصرِيَةً، فمحلّ ذِكْرِه المعتلّ.
(ونَاقَةٌ} مُصِرَّةٌ: لَا تَدِرّ) ، قَالَ أُسامةُ الهُذَلِيُّ:
أَقَرّتْ علَى حُول عَسُوسٌ مُصِرَّةٌ
ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُولُها
و ( {الصَّرَرُ محرّكةً: السُّنْبُلُ بعدَما يُقَصِّبُ) وَقبل أَن يَظْهَر.
(أَو) هُوَ السُّنْبُلُ (مَا لم يَخْرُجْ فيهِ القَمْحُ) ، قَالَه أَبو حنيفَة، (واحِدَتُه} صَرَرَةٌ) ، وَقد خالفَ هُنَا قاعدَتَه، وَهِي قولُه، وَهِي بهاءٍ. (وَقد {أَصَرَّ السُّنْبُلُ) . وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: أَصَرَّ الزَّرْعُ} إِصْراراً، إِذَا خَرَجَ أَطْرَافُ السَّفاءِ قبل أَن يَخْلُصَ سُنْبُلُه، فإِذا خَلَصَ سُنْبُلُه قيل، قد أَسْبَلَ، وَقَالَ فِي مَوضعٍ آخَرَ: يَكُونُ الزَّرْعُ صَرَراً حينَ يَلْتَوِي الوَرَقُ، ويَيْبَسُ طَرَفُ السُّنْبُلِ وإِن لم يَخْرُجْ فِيهِ القَمْحُ.
( {وأَصَرَّ يَعْدُو) ، إِذا (أَسْرَعَ) بعضَ الإِسْرَاعِ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْد: أَضَرَّ، بالضَّاد، وزعمَ الطُّوسِيّ أَنّه تَصحيفٌ.
(و) أَصَرَّ (على الأَمْرِ: عَزَم، و) مِنْهُ يُقَال: (هُو مِنّي} - صِرِّي) ، بالكَسر ( {- وأَصِرِّي) ، بِفَتْح الهَمْزة وَكسر الصَّاد والراءِ، (} وصِرَّى) ، بكسْر الصَّاد وفتْحِ الراءِ المشدَّدةِ، (! وأَصِرَّى) ، بِزِيَادَة الْهمزَة، ( {- وصُرِّي) ، بضَمّ الصَّاد وَكسر الرّاءِ، (وصُرَّى) ، بِفَتْح الرّاءِ المشدّدَة، (أَي عَزِيمَةٌ وجِدٌّ) .
وَقَالَ أَبو زَيْد: إِنَّهَا منِّي} - لأَصِرِّي، أَي لحقيقةٌ، وأَنشد أَبو مالكٍ:
فدْ عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايَا الغُرِّ
أَنّ النَّدَى من شِيمَتِي {- أَصِرِّي
أَي حَقِيقَة.
وَقَالَ أَبو سَمَّال الأَسَدِيّ حِين ضَلَّت نَاقَتُه: اللهُمَّ إِنْ لم تَرُدَّهَا عليَّ فلَمْ أُصَلِّ لكَ صَلاةً. فَوَجَدَها عَنْ قَرِيبٍ، فَقَالَ: علمَ اللَّهُ منِّي} صِرّى، أَي عَزْمٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: إِنّهَا عَزيمةٌ مَحْتُومةٌ، قَالَ: وَهِي مُشْتَقَّةٌ من {أَصْرَرْت على الشَّيْءِ، إِذا أَقمْتَ ودُمْتَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ} يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمرَان: 135) .
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: {- أَصِرِّي، أَي اعْزِمِي، كأَنّه يُخَاطِبُ نَفْسَه من، قولكَ:} أَصَرَّ عَلَى فِعْله {يُصِرُّ} إِصْراراً، إِذَا عَزَمَ عَلَى أَن يَمْضِيَ فِيهِ وَلَا يَرجع.
وَفِي الصّحاح: قد يُقَال: كَانَت هاذه الفَعْلَةُ منِّي {- أَصِرِّي، أَي عَزيمَةً، ثمَّ جُعِلَت الياءُ أَلفاً، كَمَا قَالُوا: بأَبِي أَنتَ وبِأَبَا أَنتَ، وكذالك} - صِرِّي {- وصِرّي، على أَن يُحْذَف الأَلفُ من} إِصِرَّى، لَا على أَنهَا لُغَة {صرَرْتُ على الشيْءِ} وأَصْرَرْتُ.
وَقَالَ الفَرّاءِ: الأَصلُ فِي قَوْلهم: كَانَت مني {- صِرِّي} - وأَصِرِّي، أَي أَمْرٌ فَلَمَّا أَرادُوا أَن يُغيِّروه عَن مَذهبِ الْفِعْل حَوَّلُوا ياءَه أَلفاً، فَقَالُوا: {صِرَّى} وأَصِرَّى، كَمَا قَالُوا: نُهَيَ عَن قِيل وقَالَ، وَقَالَ: أُخْرجَتا من نِيَّة الفِعْل إِلى الأَسماءِ، قَالَ: وسمعْتُ العَرَبَ تقُولُ: أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ، ويُخْفَضُ، فَيُقَال: من شُبَ إِلى دُبَ. وَمَعْنَاهُ: فعَل ذالك مُذْ كَانَ صَغِيرا إِلى أَن دَبَّ كَبِيرا.
(وصَخْرَةٌ {صَرَّاءُ: صَمّاءُ) ، وَفِي اللِّسَان: مَلْساءُ.
وَفِي التكملة: وحجرٌ} أَصَرُّ: صُلْبٌ.
(ورَجلٌ {صَرُورٌ) ، كصبُورٍ، (} وصَرُورَةٌ) ، بالهَاءِ، ( {وصَرَارَةٌ) ، كسَحَابة، (} وصَارُورَةٌ) ، كقَارورَة، ( {وصَارُورٌ) ، بِغَيْر هَاءٍ، (} - وصَرُورِيّ) {- وصَارُورِيّ، كِلَاهُمَا بياءِ النسَب، (} وصارُوراءُ) ، كعاشوراءَ، عَن الكسائيّ نَقله الصّاغانيّ. قَالَ شَيخنَا: يُلحَقُ بنظائِرِ عاشُوراءَ الَّتِي أَنكرَها ابنُ دُريْد. انْتهى. وَالْمَعْرُوف فِي الْكَلَام رجُل {صَرورٌ،} وصَرُورَةٌ: (لم يَحُجَّ) قَطُّ، وأَصلُه من الصرِّ: الحَبْس والمَنْع، وَقد قَالُوا: {- صَرُورِيٌّ} - وصارُورِيٌّ، فإِذا قلْت ذالك ثَنَّيْت وجَمَعْت وأَنَّثْتَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: كلُّ ذالك من أَوَّله إِلى آخِره مثَنًّى مَجموعٌ، كَانَت فِيهِ ياءُ النَّسبِ أَو لم تكن، (ج: {صَرَارةٌ} وصَرَارٌ) ، بالفَتْح فيهمَا.
(أَو) {الصّارُورَةُ} والصّارُورُ: هُوَ الَّذِي (لم يَتَزَوَّجْ، للوَاحِدِ والجَمِيع) وكذالك المؤنّث.
{والصَّرُورَةُ فِي شعرِ النّابِغَةِ: الَّذِي لم يَأْتِ النّسَاءَ، كأَنّه} أَصَرّ على ترْكِهِنَّ، وَفِي الحديثِ: (لَا! صَرُورَةَ فِي الإِسْلامِ) .
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: رَجُلٌ صَرُورَةٌ، وَلَا يُقَال إِلاّ بالهَاءِ.
وَقَالَ ابْن جِنِّي: رَجلٌ صَرُورَةٌ، وامرأَةٌ صَرُورَةٌ، لَيست الهاءُ لتأْنِيث الموصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، وإِنّمَا لحِقَت لإِعْلامِ السامِعِ أَنَّ هاذا الموصوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قد بلغَ الغايَةَ والنهايَةَ، فجُعِل تأْنِيثُ الصِّفةِ أَمارةً لما أُرِيد من تأْنِيثِ الغَايَةِ والمُبَالَغَةِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ عَن بعضِ العَرَبِ قَالَ: رَأَيْتُ أَقواماً {صَرَاراً، بالفَتْح، واحدُهُم} صَرَارَةٌ.
وَقَالَ بعضُهُم: قَوْمٌ {صَوارِيرُ: جمْع} صارُورَة، قَالَ: وَمن قالَ: {- صَرُورِيّ} - وصارُورِيّ ثَنّى وجَمَعَ وأَنَّثَ.
وفَسَّرَ أَبو عُبَيْد قَوْلَه عَلَيْهِ السَّلَام: (لَا {صَرُورَةَ فِي الإِسلامِ) بأَنّه التَّبَتّلُ، وتَرْكُ النِّكَاحِ، فجعلَه اسْما للحَدَثِ، يَقُول: ليسَ يَنْبَغِي لأَحَد أَن يقولَ: لَا أَتَزَوَّجُ، يَقُول: لَيْسَ هاذا من أَخلاقِ المُسْلِمِينَ، وهاذا فِعلُ الرُّهْبَانِ، وَهُوَ معروفٌ فِي كَلَام العَرَبِ، وَمِنْه قولُ النابِغَةِ:
5 - لَو أَنَّهَا عَرَضَتْ لأَشْمَطَ رَاهِبٍ
عَبَدَ الإلهَ} صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ
يَعْنِي الرَّاهِبَ الَّذِي قد تَرَكَ النّساءَ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ فِي تفسيرِ هاذا الحَدِيثِ: وَقيل أَرادَ: مَنْ قَتَلَ فِي الحَرَمِ قُتِلَ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ: إِنّي صَرُورَةٌ مَا حجَجْت وَلَا عَرَفْتُ حُرْمَةَ الحَرَمِ، قَالَ: وَكَانَ الرجلُ فِي الجاهِليَّةِ إِذَا أَحْدَثَ حَدَثاً، ولجَأَ إِلى الكَعْبَةِ لم يُهَجْ، فَكَانَ إِذَا لَقِيَه وَلِيُّ الدّمِ فِي الحَرَمِ قيل لَهُ: هُوَ صَرُورَةٌ وَلَا تَهِجْه.
(وحافِرٌ {مَصْرُورَةٌ} ومُصْطَرٌّ: متَقَبِّضٌ أَو ضَيِّقٌ) والأَرَحُّ العَرِيضُ، وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ، وأَنشد:
لَا رَحَحٌ فِيهِ وَلَا {اصْطِرَارُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً، إِذا كَانَ فاحِش الضِّيقِ، وأَنشَدَ لأَبِي النَّجْمِ العِجْلِيِّ:
بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضّاحِ
ليسَ بمُصْطَرَ وَلَا فِرْشَاحِ
أَي بكُلِّ حافِرٍ وَأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لِقُوَّتِه، لَيْسَ بضَيِّق، وَهُوَ {المُصْطَرُّ، وَلَا بفِرْشاحٍ، وَهُوَ الواسِعُ الزائدُ على المعروفِ.
(} والصَّارَّةُ) ، بتَشْديد الرّاءِ: (الحَاجَةُ) ، قَالَ أَبو عُبَيْد: لنا قِبَلَهُ {صَارَّةٌ، أَي حاجَةٌ.
(و) } الصَّارَّةُ: (العَطَشُ، ج: {صَرَائِرُ) ، نادِرٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
فانْصاعَتِ الحُقْبُ لمْ تَقْصَعْ} صَرَائِرُهَا
وَقد نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ وَلَا هِيمُ
قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: {صَرَّ} يَصِرُّ، إِذا عَطِش، وَيُقَال: قَصَعَ الحِمَارُ {صَارَّتَه، إِذا شَرِبَ الماءَ فذَهَبَ عَطَشُه.
(و) جَمْعُ} الصَّارَّة بِمَعْنى الحَاجَةِ ( {صَوَارُّ) ، قالَه أَبو عُبَيْد، فَفِي كلامِ المصَنِّفِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ.
وَقيل: إِنَّ} الصَّرائرَ جمعُ {صَرِيرَة، وأَمّا} الصَّارَّةُ فجمعُه صَوارٌّ لَا غير.
(و) يُقَال: شرِبَ حتّى مَلأَ {مَصارَّهُ، (} المَصَارُّ: الأَمْعاءُ) ، حَكَاهُ أَبو حنيفَة عَن ابنِ الأَعْرَابي، وَلم يُفَسِّرْه بأَكْثرَ منْ ذالك.
( {الصَّرَارَةُ) ، بالفَتْح: (نَهْرٌ) يأْخذُ من الفُراتِ.
(} - والصَّرَارِيُّ: المَلاّحُ) ، قَالَ القُطامِيُّ:
فِي ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه
إِذَا {- الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِهِ ارْتَسَمَا
(ج:} صَرَارِيُّون) ، وَلَا يُكَسَّرُ، قَالَ العَجَّاج:
جَذْبُ {الصَّرَارِيِّينَ بالكُرُورِ
ويقالُ للمَلاّحِ: الصَّارِي، مثل القَاضِي، وسيُذْكَرُ فِي المعتلّ.
قَالَ ابنُ بَرّيّ: كَانَ حَقُّ صَرَارِيّ أَن يُذكَرَ فِي فصل صَرَا المُعْتَل اللاّم؛ لأَنّ الواحدَ عندَهُم صارٍ وجمعُه} صُرَّاءٌ، وَجمع {صُرّاءٍ} صَرَارِيُّ، قَالَ: وَقد ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ فِي فصْلِ صَرَا أَنّ الصّارِيَ: المَلاّح، وجمعُه! صُرّاءٌ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَيُقَال للمَلاّح: صارٍ، والجمْعُ {صُرّاءٌ، وَكَانَ أَبو عليَ يَقُول:} صُرَّاءٌ واحدٌ، مثْل حُسّان للحَسَنِ، وَجمعه {- صَرَارِيُّ، واحتجَّ بقولِ الفَرَزْدَقِ:
أَشارِبُ خَمْرَة وخَدِينُ زِيرٍ
} وصُرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخَارُ
قَالَ: وَلَا حُجَّة لأَبِي عليّ فِي ذَا الْبَيْت؛ لأَن صَرارِيّ الَّذِي هُوَ عِنْدَه جمعٌ بدليلِ قولِ المُسَيَّب بن عَلَس يَصفُ غائِصاً أَصاب دُرَّة وَهُوَ:
وتَرَى {- الصَّرَارِي يَسْجُدُون لَهَا
ويَضُمُّهَا بيَدَيْهِ للنَّحْرِ
وَقد اسْتَعْملهُ الفَرزْدَقُ للواحِدِ، فَقَالَ:
تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمواجُ تَضْرِبُه
لَو يَسْتَطِيعُ إِلى برِّيَّةٍ عَبَرَا
وكذالك قَول خَلَفِ بنِ جَميل الطُّهَوِيّ:
ترَى الصَّرَارِيَّ فِي غبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
تَعْلُوهُ طَوْراً ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا
قَالَ: وَلِهَذَا السَّبَبِ، جعل الجَوْهَرِيُّ الصَّرَارِيَّ وَاحِدًا لِمَا رَآهُ فِي أَشعارِ العربِ يُخْبَرُ عَنهُ كَمَا يُخْبَرُ عَن الْوَاحِد الَّذِي هُوَ الصّارِي، فظنّ أَنَّ الياءَ فِيهِ للنِّسبة، كأَنّه مَنْسُوب إِلى صَرَارٍ مثل حَوارِيّ مَنْسُوب إِلى حَوَارٍ، وحَوَاريُّ الرجلِ: خاصَّتهُ، وَهُوَ واحدٌ لَا جمع، ويدُلُّك على أَن الجوهريَّ لحَظَ هاذا المعنَى كونُه جعلَه فِي فصل صرر، فَلَو لم تكن الياءُ للنّسبِ عندَه لم يُدْخِلْهُ فِي هاذا الْفَصْل.
(} وصَرَّرتِ النّاقَةُ: تَقَدَّمَتْ) ، عَن أَبي ليلى، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذَا مَا تَأَرَّتْنَا المَرَاسِيلُ {صَرَّرَتْ
أَبُوضُ النَّسَا قَوْادَةٌ أَيْنُقَ الرَّكْبِ
(} وصِرِّينُ، بالكَسْر: د، بالشّامِ) ، قَالَه الصّاغانيّ، وَقَالَ غَيره: مَوضع، وَلم يُعَيِّنْه، قَالَ الأَخْطَلُ:
إِلى هاجِسِ مِن آلِ ظَمْيَاءَ والَّتِي
أَتَى ذُونَهَا بابٌ! بصِرِّينَ مُقْفلُ ( {والصِّرُّ) ، بِالْكَسْرِ: (طائِرٌ كالعُصْفُورِ) فِي قَدِّه، (أَصْفَرُ) اللَّوْنِ، سُمِّيَ بصَوْتِه، يُقَال: صَرَّ العُصْفُورُ يَصِرُّ، إِذا صَاح، وَفِي حَدِيث جَعْفَر الصّادِقِ: (اطَّلَعَ عليَّ ابنُ الحُسَيْنِ وأَنا أَنْتِفُ} صِرّاً) قيل: هُوَ عُصْفُورٌ بعَيْنه، كَمَا وَرَدَ التصريحُ بِهِ فِي روايةٍ أُخْرَى.
( {والصُّرْصُورُ، كعُصْفُورٍ: دُوَيْبَّةٌ) تحْتَ الأَرْضِ تصِرُّ أَيّامَ الربيعِ، (} كالصُّرْصُرِ) ، {والصَّرْصَرِ (كهُدْهُدٍ وفَدْفَدٍ) .
(و) } الصُّرْصُورُ: (العِظَامُ من الإِبِلِ) ، {كالصُّرْصُرِ} والصَّرْصَرِ.
(و) {الصُّرْصُورُ: (البُخْتيُّ مِنْهَا) . أَو وَلَدُه، والسِّينُ لغةُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:} الصُّرْصُورُ: الفَحْلُ النَّجِيبُ من الإِبِلِ.
(و) {الصَّرْصَرَان: إِبِلٌ نَبَطِيَّةٌ، يُقَال لَهَا: (} الصَّرْصَرَانِيَّاتُ) .
وَفِي الصّحاح: {- الصَّرْصَرَانيُّ: واحدُ} الصَّرْصَرانِيّاتِ وَهِي الإِبِلُ الَّتِي (بينَ البخاتِيِّ والعِرَابِ، أَو) هِيَ (الفَوَالِجُ) .
( {- والصَّرْصَرانِيُّ} والصَّرْصَرَانُ) : ضَرْبٌ من (سَمَك) البحرِ (أَمْلَسُ) الجِلْدِ ضَخْمٌ. وأَنشد لرُؤْبَةَ:
مَرْتٍ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ
(ودِرْهَمٌ {- صرِّيٌّ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ: لَهُ} صَرِيرٌ) وصَوتٌ (إِذا نُقِرَ) ، هاكذا بالراءِ، وَفِي بعض النّسخ بِالدَّال، وَكَذَلِكَ الدِّينار، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الجَحْدَ، وَلم يَستعمله فِيمَا سواهُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: مَا لفُلَان {صِرٌّ، أَي مَا عندَهُ دِرْهَمٌ وَلَا دِينارٌ، يُقَال ذالك فِي النَّفْي خاصّة.
وَقَالَ خالِدُ بنُ جَنبَةَ: يُقَال للدِّرْهَمِ} - صَرِّيٌّ، وَمَا تَرَكَ صَرِّيّاً إِلاّ قبَضه. وَلم يُثَنِّهِ وَلم يَجْمَعْه. ( {وصَرَّارُ اللَّيْل، مُشَدَّدَةً) ، وَلَو قَالَ ككَتَّانٍ كَانَ أَلْيَقَ: (طُوَيْئِرٌ) ، وَهُوَ الجُدْجُدُ، وَلَو فَسَّرَه بِهِ كَانَ أَحسن وَهُوَ أَكبرُ من الجُنْدَبِ، وَبَعض العربِ يُسمِّيه الصَّدَى.
(} والصَّرَاصِرَةُ: نَبَطُ الشّامِ) .
( {والصَّرْصَرُ) ، كفَدْفَدِ: (الدِّيكُ) ، سُمِّيَ بِهِ لصِياحه.
(و) } الصَّرْصَرُ: (قَرْيتانِ ببَغْدَادَ، عُلْيَا وسُفْلَى، وَهِي) ، أَي السُّفْلَى (أَعْظَمُهما) ، وَهِي على فرسَخَيْن من بغدادَ، مِنْهَا أَبو القاسمِ إِسماعيلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ هِشَام {- الصَّرْصَرِيّ، ثِقَةٌ، عَن المَحَامِلِيّ وَابْن عُقْدَةَ، وَعنهُ البرقانِيُّ.
(} وصَرَرٌ، محرَّكةً: حِصْنٌ باليَمَنِ) قُرْبَ أَبْيَنَ.
( {والأَصْرَارُ: قَبِيلَةٌ بهَا) ، أَي باليَمَنِ ذكره الصّاغانيّ.
(و) } صرَار، (كسَحَابٍ، أَو كِتَاب: وَادٍ بالحِجَازِ) ، وَقَالَ ابْن الأَثير: هِيَ بِئْرٌ قديمَة على ثلاثةِ أَميالٍ من المدينةِ من طَرِيق العِراق.
( {والصَّرِيرَةُ) ، كسَفِينَةٍ: (الدَّرَاهِمُ} المَصْرُورَةُ) ، ويُسَمُّونها الْيَوْم بالصّرِّ.
(والصُّوَيْرَّةُ، كدُوَيْبَّة: الضَّيِّقُ الخُلُقِ والرَّأْيِ) ، ذكره الصاغانيّ.
( {وصَارَرْتُه على كَذَا) من الأَمْر: (أَكْرَهْتَه) عَلَيْهِ.
(} والصُّرّانُ، بالضَّمّ: مَا نَبَتَ بالجَلَدِ) ، مُحَرَّكةً، وَهِي الأَرضُ الصُّلْبَة، (مِن شَجَرِ العِلْكِ) وغيرِه.
( {والصَّارُّ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ) الَّذِي (لَا يَخْلُو) ، أَي لَا تَخْلُو أُصوله (من الظِّلِّ) لاشْتِباكِه.
(} والصَّرُّ) ، بالفَتح: (الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي، فتُصَرُّ، أَي تُشَدُّ وتُسْمَعُ بالمِسْمَعِ) ، وَهُوَ عُرْوَةُ فِي دَاخل الدَّلْو بإِزائِهَا عُرْوَةٌ أُخْرَى، أَنشد ابنُ الأَعرابي:
إِنْ كانَتِ امّا امّصَرَتْ! فَصُرَّهَا
إِنّ امِّصَارَ الدَّلْوِ لَا يَضُرُّهَا يُقَال: امَّصَرَ الغَزْلُ، إِذا تَمَسَّخَ. قَالَه الصّاغانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المَصَرُّ، بالفَتْح:} الصُّرَّةُ.
{والصِّرُّ، بِالْكَسْرِ: النّارُ، قَالَه ابنُ عبّاس.
وجاءَ} يَصْطَرُّ، أَي يَصْخَبُ.
{وصَرِيرُ القَلَمِ: صَوْتُه.
} واصْطَرَّت السَّارِيَةُ: صَوَّتَت وحَنَّت، وَهُوَ فِي حَدِيث حَنِين الجِذْعِ.
{وصَرَّ} يَصُرّ، إِذا جَمَع، عَن ابْن الأَعرابيّ، ورجُلٌ {صَارٌّ بَين عَيْنَيْه: متَقَبِّضٌ جامِعٌ بَينهمَا، كَمَا يَفْعَلُ الحَزِينُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَخْرِجَا مَا} تُصَرِّرَانه من الكَلامِ) أَي مَا تُجَمِّعانِه فِي صُدُورِكما.
وكلُّ شَيْءٍجَمَعْتَه فقد {صَرَرْتَه، وَمِنْه قيل للأَسِيرِ:} مَصْرُورٌ؛ لأَنّ يَدَيه جُمِعَتا إِلى عُنُقه.
وأَصَرَّ على الذَّنْبِ: لم يُقْلِعْ عَنهُ، وَفِي الحَدِيث: (وَيْلٌ {للمُصِرِّينَ) الذِين} يُصِرُّونَ على مَا فَعَلُوه وهم يَعْلَمُون. {والإِصْرَارُ على الشيْءِ: المُلازَمَةُ والمُدَاوَمَةُ والثَّبَاتُ عَلَيْهِ، وأَكثَرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي الشَّرِّ والذُّنُوبِ.
} وصَرَّ فلانٌ عليَّ الطَّرِيقَ فَلَا أَجِدُ مَسْلَكاً.
{وصَرَّتْ عليَّ هاذِه البلدةُ وهاذه الخُطَّة فَلَا أَجِدُ مِنْهَا مَخْلَصاً.
وجَعَلْتُ دونَ فُلانً} صِرَاراً: سَدّاً وحاجِزاً فَلَا يَصِلُ إِلَيَّ.
وامرأَةٌ {مُصْطَرَّةُ الحَقْوَيْنِ.
} والصِّرَارُ: الأَمَاكِنُ المرتفعة لَا يَعْلُوها الماءُ.
{وصِرَارٌ: اسمُ جَبَل، وَقَالَ جَرِيرٌ:
إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَا يُزايِلُ لُؤْمَه
حتّى يَزُولَ عَن الطَّرِيقِ} صِرَارُ
وَيُقَال للسَّفِينَةِ: قُرْقُورٌ، {وصُرْصُورٌ.
} وصَرْصَرٌ: اسمُ نَهرٍ بالعِرَاقِ. وَفِي التَّهْذِيب من النّوادِرِ: {وصَرْصَرْتُ المَالَ} صَرْصَرَةً، إِذا جَمَعْتَه ورَدَدْتَ أَطرافَ مَا انتَشَرَ مِنْهُ، وكذالك كَمْهَلْتُه وحَبْكَرْتُه ودَبْكَلْتُه وزَمْزَمْتُه وكَبْكَبْتُه.
وَيُقَال لمن وَقعَ فِي أَمرٍ لَا يَقْوَى عَلَيْهِ: {صَرَّ عَلَيْهِ الغَزْوُ اسْتَهُ. وَمن أَمثالهم:
عَلِقَتْ مَعالِقَها} وصَرَّ الجُنْدخبُ
وَقد أَشار لَهُ المصنّف فِي علق. وأَحاله على الرّاءِ، وَلم يَذكره، كَمَا تَرَى، وسيأْتي شرْحُه هُنَاكَ.

سبخ

(سبخ)
سبخا سكن وفتر يُقَال سبخ الْحر وتباعد والقطن وَنَحْوه لفه
سبخ
قرئ: (إنّ لك في النّهار سَبْخاً) أي:
سعة في التّصرّف، وقد سَبَخَ الله عنه الحمّى فَتَسَبَّخَ، أي: تغشّى، والسَّبِيخُ: ريش الطائر، والقطن المندوف، ونحو ذلك ممّا ليس فيه اكتناز وثقل.
س ب خ

طارت سبائخ القطن. وفي الأرض سبخة وسباخ، وأرض سبخة وقد سبخت وأسبخت، وفيها سباخ بيض كالسبائخ.

ومن المجاز: وردت ماء محوله سبيخ الطير وسبائخه: ما نسل من ريشه. وسبخ الله عنك الحمى: خففها، وسبخ عنا الحر: خفف.

سبخ


سَبَخَ(n. ac. سَبْخ)
a. Was at leisure; slept soundly.

سَبَّخَ
a. [acc. & 'An], Alleviated, allayed, assuaged ( the fever & c. of ).
b. see I
سَبْخَة
سَبَخَة
(pl.
سِبَاْخ)
a. Salt land; salt marsh.
b. Green scum.

سَبِيْخa. Flock ( of cotton ); loose cotton.
b. Feathers.

سَبِيْخَة
(pl.
سَبَاْئِخُ)
a. see 25
(سبخ) نَام وَالشَّيْء خف وَسكن وَيُقَال سبخ الْعرق سكن من ضَرْبَان وألم وسبخ الْحر فتر وخف وسبخ عَنهُ الشدَّة خففها وَفِي حَدِيث عَائِشَة (أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعهَا تَدْعُو على سَارِق سَرَقهَا فَقَالَ لَا تسبخي عَنهُ بدعائك عَلَيْهِ) والقطن نفشه ووسعه
سبخ أرض سبخة ذات ملح ونز، وأسخبت الأرض وسبخت. والسبخة التي تعلو الماء كأنها الطحلب. والسبيخة قطنة تعرض ليوضع عليها دواء للجرح. والتسبيخ نحو السل والتخفيف. وفي الحديث " لا تسبخي عنه بدعائك عليه ". والتسبيخ النوم الشديد. وسبخت النوم سبخاً أطلته. وسبخ من نوم ومشي وحر. وسبخت في الأرض تباعدت فيها. وسبخ الرجل في الكلام أكثر منه. وسبخ اليربوع في الأرض حفر فيها.
س ب خ : سَبِخَتْ الْأَرْضُ سَبَخًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ سَبِخَةٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَإِسْكَانُهَا تَخْفِيفٌ وَأَسْبَخَتْ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَيُجْمَعُ الْمَكْسُورُ عَلَى لَفْظِهِ سَبِخَاتٍ مِثْلُ: كَلِمَةٍ وَكَلِمَاتٍ وَيُجْمَعُ السَّاكِنُ عَلَى سِبَاخٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَمَوْضِعٌ سَبَخٌ وَأَرْضٌ سَبَخَةٌ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْضًا أَيْ مِلْحَةٌ. 
سبخ نشش مرأ بن [قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا سَمعتهَا فِي الحَدِيث: تَخْضد ويروى: تَخُضد وَهُوَ عِنْدِي أَجود -] . وَقَوله: سبخَة نشّاشَة يَعْنِي مَا يظْهر من مَاء السباخ فَيَنِشّ فِيهَاحَتَّى يعود ملحا. وَقَوله: فِي مثل مريء النعامة يَعْنِي مجْرى الطَّعَام وَالشرَاب وَلَيْسَ بالحلقوم هُوَ غَيره أدق مِنْهُ وأضيق وَإِنَّمَا هَذَا مثل ضَربّه يَقُول: لَيْسَ يأتينا شَيْء إِلَّا ضيقا نزرا على نَحْو مَا يدْخل فِي مريء النعامة.

حَدِيث صلَة أَشْيَم [رَحمَه الله -]
س ب خ: السَّبَخَةُ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَاحِدَةُ (السِّبَاخُ) . وَأَرْضٌ (سَبِخَةٌ) بِكَسْرِ الْبَاءِ ذَاتُ سِبَاخٍ. قُلْتُ: أَرْضٌ سَبِخَةٌ أَيْ ذَاتُ مِلْحٍ وَنَزٍّ. وَيُقَالُ: (سَبَّخَ) اللَّهُ عَنْهُ الْحُمَّى تَسْبِيخًا أَيْ خَفَّفَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ «عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ دَعَتْ عَلَى سَارِقٍ سَرَقَهَا: لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بِدُعَائِكَ عَلَيْهِ» أَيْ لَا تُخَفِّفِي عَنْهُ إِثْمَهُ. وَ (السَّبْخُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الْفَرَاغُ وَالنَّوْمُ وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ:» إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْخًا طَوِيلًا " أَيْ فَرَاغًا. 
[سبخ] السبخة: واحدة السباخ. وأرض سبخة بكسر الباء: ذات سباخ، وحفروا فأسبخوا: بلغوا السِباخَ. والسَبيخُ: ما سقط من ريش الطائر. والسَبيخُ من القطن: ما يُسْبَخُ بعد النَدْف، أي يُلَفُّ لتَغزِلَه المرأة. والقطعة منه سبيخة، وكذلك من الصوف والوبر. الاصمعي: يقال سبخ الله عنك الحمى، أي خففها. وفى الحديث أنه عليه السلام قال لعائشة حين دعت على سارق سرقها: " لا تسبخى عنه بدعائك عليه "، أي تخففى عنه إثمه. قال الشاعر: فَسَبِّخْ عليكَ الهَمَّ واعْلَمْ بأنَّهُ * إذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ وسبَّخ الحُرُّ: فتر وخفَّ. والتَّسْبيخُ أيضا: النوم الشديد. أبو عمرو: السبخ: النوم والفراغ. وقرأ بعضهم: (إن لك في النهار سبخا طويلا) ، أي فراغا.
[سبخ] فيه: سمع عائشة تدعو على من سرقها فقال: "لا تسبّخي" عنه بدعائك عليه، أي لا تخففي عنه إثم السرقة. ومنه ح على: أمهلنا "يُسَبّخ" عنا الحر، أي يخف. وفي ح البصرة: إن مررت بها فإياك و"سباخها" وكلأها، هي جمع سبخة وهي أرض تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. ك: ومنه ح الدجال: نزل بعض "السباخ" أي خارج المدينة، فيخرج إليه الرجل، قيل: هو الخضر، وقائل لا في جواب هل تشكون: إما اليهود ومصدقوه أو أعم، وقالوه خوفًا منه لا تصديقا، أو قصدوا عدم الشك في كفره ودجاليته، والمفضل والمفضل عليه في أشد مني اليوم بصيرة المتكلم باعتبار اليوم وغيره، وإنما زاد بصيرة لما سمع في الحديث أن الدجال يحيى المقتول فشاهده، فلا يسلط عليه أي لا يقدر على قتله بأن يجعل بدنه كالنحاس وبنحوه، وروي: فلا أسلط عليه، بتقدير همزة إنكار قبل أقتل وكأنه ينكر إرادته القتل وعدم تسلطه عليه، وروي بذكر الهمزة. ومنه: لا بأس بالصلاة على "السبخة" وهو بفتحات وجمعه السباخ.
سبخ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعَائِشَة وسمعها تَدْعُو على سَارِق سرق لَهَا شَيْئا فَقَالَ: لَا تسبخي عَنْهُ بدعائك عَلَيْهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: لَا تسبخي يَقُول: لَا تخففي عَنْهُ بدعائك عَلَيْهِ. وَهَذَا مثل الحَدِيث الآخر: من دَعَا على من ظلمه فقد انتصر وَكَذَلِكَ كل من خفف عَنْهُ شَيْء فقد سبخ عَنْهُ. قَالَ يُقَال: اللَّهُمَّ سبخ عني الْحمى - أَي سلها وخففها. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلِهَذَا قيل لقطع الْقطن إِذا ندف: سبائخ وَمِنْه قَول الأخطل يصف القناص وَالْكلاب:

[الْبَسِيط]

فأرسلوهن يذرين التُّرَاب كَمَا ... يذري سبائخَ قطنٍ نَدْفُ أوتارِ

يَعْنِي مَا يتساقط من الْقطن. قَالَ أَبُو زَيْدُ وَالْكسَائِيّ: يُقَال: سبخ اللَّه عَنَّا الْأَذَى - يَعْنِي كشفه وخففه. وَيُقَال لريش الطَّائِر الَّذِي يسْقط عَنْهُ: سبيخ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ ينسل فَيسْقط عَنهُ.
سبخ
سبِخَ يَسبَخ، سَبَخًا، فهو سَبِخ
• سبِختِ الأرضُ: كانت ذات نَزٍّ ومِلْح "أرض سَبِخَة". 

أسبخَ يُسبِخ، إسباخًا، فهو مُسْبِخ
• أسبختِ الأرضُ: سبِخت، كانت ذات نَزٍّ ومِلْح. 

سبَّخَ يُسبِّخ، تسبيخًا، فهو مُسبِّخ، والمفعول مُسبَّخ
• سبَّخ الفلاَّحُ الأرضَ: غذّاها بالسِّباخ، خصَّبها وسمَّدها. 

سِباخ [مفرد]: سَماد "سِباخ بلديّ". 

سَبَخ [مفرد]: مصدر سبِخَ. 

سَبِخ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سبِخَ. 

سَبْخَة [مفرد]: ج سَبَخات وسَبْخات وسِباخ: سَبَخة؛ منطقة مستنقعيّة لا تصلح للزراعة لملوحتها "أرضٌ سَبْخَة". 

سَبَخَة [مفرد]: ج سَبَخات وسِباخ: سَبْخَة؛ منطقة مستنقعيّة لا تصلح للزراعة لملوحتها "أرضٌ سَبَخَة". 
سبخ: (بالتشديد): سمّد الأرض (بوشر، ابن العوام 1: 405، 2: 327) وفي عبارات أخرى عند ابن العوام قد تصحف هذا الفعل وتحرف، ولذلك فعليك أن تقرأ في (1: 317) والتسبيخ بدل النسح كما هو في مخطوطة الاسكريال، وفي مخطوطتنا: والسبيح. وكذلك في (ص326 وص405) وفي مخطوطتنا تسبح. وفيها وقت وهو الصواب بدل وقد. (انظر المادة التالية).
سَبخ: سبخة منقع، مستنقع (بوشر).
سَبَخ = دِمَن، سماد (بوشر).
وسبخ نوع من السماد وهو الرماد والتراب المستخرج من المساكن القديمة ويحتوي على كثير من ملح البارود (النطرون) (صفة مصر 12: 279).
وفي موضع آخر منه (18 قسم 2 ص402): سباخ، وهذه الكلمة مكتوبة سباخ أيضاً عند ابن العوام (1: 436).
سَبْخَة وسَبَخَة: ارض ذات ملح ونزّ ارض نطرونية (بركهارت نوبية ص214) وطبقة واسعة من سلفات الكلس تسمى سبخة (برتون 2: 129).
سبخة: مستنقع (بوشر) نزيز (دومب صحارى ص91، 98) وسهل رملي ذو ملح ونز (ريشادسن صحارى 1: 162) وبحيرة مالحة يوجد كثير منها في الجزائر وفي أواسط تونس (غيستل ص373، ريشادسن مراكش 2: 94، 201) وسهل تغطيه المياه في الشتاء عادة، ويجف صيفا بعض الجفاف فتغطيه طبقة ملحية (كاترمير على البكري ص18) سَبخْةَ: موضع تتمرغ فيه الخنازير (المعجم اللاتيني - العربي) سبخى وسبخيّ: سَبِخ، منقعي (بوشر).
مِلْح سبخي: يطلق على نوع من الملح يسمى ملح العجين أيضاً (المستعيني في مادة ملح، ابن البيطار 2: 531) وهو يعني بذلك ملحاً يؤخذ، من أرض واسعة ذات مناقع أو بحيرات مالحة تسمى سبخه (انظر: سبخة) وفي الادريسي (ص193): وهو نهر مِلْح سبخي وفيه (2 فصل 5) في كلامه عن مدينة: والمدينة في مستو من الأرض حارة سبخية ويظهر إنه يعني أن المدينة مبنية في سهل من الأرض مالح مستنقع (صحح معجم الادريسي) سَبَاخ: سماد. انظر مادة سَبَخ.
سَبَاخَة وجمعها سَبِائخ = سَبْخَة أي منقع (فوك).
سبخ
: (التَّسْبِيخ: التَّخْفِيفِ) ، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنّ سَارِقا سَرَقَ مِنْ بَيْتِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا شَيئاً فدعتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا النّبيُّ: (لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِكِ عَلَيه) ، أَي لَا تُخفّفِي عَنهُ إِثْمَه الّذي استحقَّه. بالسَّرِقة بدُعائكِ عَلَيْهِ. يُرِيد أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عَلَيْهِ المسروقُ مِنْهُ خَفَّف ذالك عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر:
فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه
إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ
وَيُقَال: اللهُمَّ سَبِّخْ عنِّي الحُمَّى، أَي خَفِّفْها. وسَبِّخْ عنّا الأَذَى، يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه.
(و) التّسبيخ أَيضاً: (التَّسْكِينُ) والسُّكُونُ جَمِيعًا. (و) التَّسبيخ: (لَفُّ القُطْنِ) بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ، (ونَحْوِه) ، كالصُّوفِ والوَبَر.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: سَمعْت أَعرابيًّا يَقُول: الْحَمد لله على تَسبيخِ العُرُوق. وإِساغةِ الرِّيق، بمعنَى (سُكُون العِرْقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ) فِيهِ. والتَّسبيخُ (: الفَرَاغُ، والنَّوْمُ الشَّديدُ) ، وَقيل: هُوَ رُقادُ كلِّ ساعةٍ. وسبَّخْتُ أَي نِمْتُ، (كالسَّبْخِ فيهمَا) ، نَقله الفرّاءُ عَن أَبي عَمرٍ و. وَقَالَ الزّجّاج: السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ، وقُرِىء: {7. 015 ان لَك فِي النَّهَار. . طَويلا} (المزمل: 7) قرأَ بهَا يَحيى بن يَعمر. قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: من قَرأَ سَبْحاً فَمَعْنَاه اضطراباً. ومَعَاشاً، وَمن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ. وَقَالَ الفرّاءُ: هُوَ من تَسبيخ القُطْنِ وَهُوَ تَوسيعُه وتَنفيشُه، يُقَال سَبِّخِي قُطنَك، أَي نَفِّشِيه ووسِّعِيه.
(والسَّبيخُ) ، كأَميرٍ (المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ) فَوق جُرْحٍ، (الواحِدَةُ) بهاءٍ (سَبِيخةٌ. و) السَّبِيخ أَيضاً: (مَا لُفَّ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك، وكذالك من الصُّوف والوَبَر) .
(و) من الْمجَاز: وَرَدت مَاء حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ، وَهُوَ (مَا تَنَاثَرَ من الرِّيشِ) ونَسَلَ، وَهُوَ المُسَبَّخ. و (ج) الثّلاثةِ (سَبائِخُ) ، قَالَ الأَخطلُ يَذكر الكِلاَبَ:
فأَرْسَلُوهُنّ يُذْبِين التُّرَابَ كَمَا
يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ (والسَّبَخَة، محرَّكَةً ومسكَّنَةً: أَرضٌ ذاتُ نَزَ ومِلْحٍ. ج سِبَاخٌ. و) قد سَبِخَتْ سَبَخاً فَهِيَ سَبِخَةٌ و (أَسْبَخَتِ الأَرْضُ) . والسَّبَخُ: المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فِيهِ الأَقدامُ، وَقد سَبُخَ سَبَخاً.
(و) السَّبَخَةُ: (ع بالبَصرةَ، وَمِنْه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ) العابدُ، تُوفِّيَ سنة 131، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ (إِنْ مَرَرتَ بهَا ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا) وَهِي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ وَلَا تَكاد تُنبت إِلاّ بَعْضَ الشَّجرِ.
(و) السَّبَخَة: (مَا يَعْلُو المَاءَ) من طُول التَّرْكِ (كالطُّحْلُبِ) وَنَحْوه.
(وسَبَخَ) فِي الأَرض: (تَبَاعَدَ) كسَبَحَ، وَقد تقدّم.
(ونَسَبَّخَ) والغَضَبُ: (سَكَنَ وَفَتَرَ، كسبَّخ تَسبيخاً) .
(وأَسْبَخَ فِي حَفْرِهِ) ، إِذا بَلَغَ (السِّبَاخَ) ، تَقول: حَفَرَ بِئْراً فأَسْبَخَ، إِذا انتهَى إِلى سَبَخة.

سبخ: التَّسْبِيخُ: التخفيف، وفي الدعاء: سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدّة.

وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن سارقاً سرق من بيت عائشة،

رضي الله عنها، شيئاً فدعت عليه فقال لها النبي، صلى الله عليه وسلم: لا

تُسَبِّخِي عنه بدعائك عليه؛ أَي لا تُخَفِّفي عنه إِثمه الذي استحقه

بالسرقة بدعائك عليه؛ يريد أَن السارق إِذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك

عنه؛ قال الشاعر:

فَسَبِّخْ عليك الهَمَّ، واعلم بأَنه

إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ

وهذا كما قال في الحديث الآخر: من دعا على من ظلمه فقد انتصر؛ وكذلك كل

من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه. ويقال: اللهم سَبِّخْ عني الحُمَّى

أَي خَفِّفْها وسُلَّها، ولهذا قيل لِقطَعِ القُطْن إِذا نَدِفَ: سَبائخ؛

ومنه قول الأَخطل يذكر الكلاب:

فأَرْسَلُوهُنَّ بُذْرِينَ الترابَ، كما

يُذْرِي سبَائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ

ويقال: سَبِّخْ عنا الأَذَى يعني اكْشِفْه وخففه.

والتسبيح أَيضاً: التسكين والسكونُ جميعاً. قال بعض العرب: الحمد لله

على نوم الليل وتسبيح العروق؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لما رَمَوْا بي والنَّقانِيقُ تَكِشْ،

في قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ،

سَبَّخْتُ والماءُ بِعطْفَيْها يَنِشْ

ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابيّاً يقول: الحمد لله على تسبيح العروق

وإِساغة الريق، بمعنى سكون العروق من ضَربَانِ أَلم فيها. والسَّبْخُ

والتَّسْبِيخُ: النوم الشديد؛ وقيل: هو رُقادُ كل ساعة. وسَبَّخْتُ أَي نمت. وفي

التنزيل: إِن لك في النهار سَبْخاً طويلاً، قرأَ بها يحيى

بن يَعْمُرَ وقيل: معناه فَراغاً طويلاً. الفراء: هو من تَسْبيخ القطن

وهو توسعته وتنفيشه. يقال: سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه. ابن

الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً، فمعناه اضطراباً ومعَاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً

أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان والنوم. أَبو عمرو: السَّبْخُ النوم

والفراع. الزجاج: السَّبْحُ والسَّبْخ قريبان من السَّواء.

وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ: سكن وفتر، وفي حديث علي، رضي الله

عنه: أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عنا الحَرُّ أَي يَخِفُّ. والسَّبِيخة:

القُطْنة؛ وقيل: هي القطعة من القطن تُعَرَّضُ ليوضع فيها دواء وتُوضَعَ فوق

جُرْحٍ؛ وقيل: هي القطن المنفوش المَنْدُوفُ وجمعها سَبائخ وسَبِيخٌ؛

وأَنشد:

سَبَائخُ من بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ،

وقُنْفُعَةٌ فيها أَلِيلُ وَحِيحِها

البُرْسُ: القطنُ. والطُّوطُ: قطنُ البَرْدِيّ. والبَيْلَمُ: قطن القصب.

والقُنْفُعَة: القُنْفُذة. والوحيح: ضرب من الوَحْوَحة.

والسبيخ من القطن: ما يُسَبَّخُ بعد النَّدْفِ أَي يلف لتغزله المرأَة،

والقِطْعة منه سَبِيخة، وكذلك من الصوف والوبر. وقطن سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ:

مُفَدَّك، مُفَدَّك وهو ما يلف لتغزله المرأَة بعد النَّدْفِ.

والسَّبْخُ: شِبْه الاستلال. والسَّبْخُ: سَلُّ الصوف والقطن؛ وأَنشد في

ترجمة سخت:

ولو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمُيتا،

وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا،

إِذاً رَجَوْنا لك أَن تَلُوتا

تقول: سَبِيخةٌ من قطن وعَمِيتةٌ من صوف وفَلِيلة من شعر. ويقال لريش

الطائر الذي يَسْقُط: سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فيسقط عنه. وسبائخ الريش

وسَبِيخه: ما تناثر منه وهو المُسَبَّخُ.

والسَّبَخَةُ: أَرض ذات ملح ونَزٍّ، وجمعها سِباخٌ؛ وقد سَبِخَتْ

سَبَخاً فهي سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ. وتقول: انتهينا إِلى سَبَخة يعني الموضع،

والنعت أَرض سَبِخة. والسَّبَخةُ: الأَرض المالحة. والسَّبَخُ: المكان

يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فيه الأَقدام؛ وقد سَبِخَ سَبَخاً،

وأَرض سَبِخة: ذات سِباخ. وفي الحديث أَنه قال لأَنس وذكر البصرة: إِن

مررت بها ودخلتها فإِياك وسِباخَها، هو جمع سَبَخَة وهي الأَرض التي تعلوها

الملوحة ولا تكاد تُنْبِتُ إِلاَّ بعضَ الشجر. والسَّبَخَة: ما يعلو

الماءَ من طُحْلُب ونحوه؛ ويقال: قد علت هذا الماء سَبَخَةٌ شديدة كأَنه

الطُّحْلُب من طول الترك.

وحَفَروا فأَسْبَخُوا: بلغوا السَّباخَ؛ تقول: حَفَر بئراً فأَسْبَخَ

إِذا اننهى إِلى سَبَخة.

سبخ

1 سَبِخَتِ الأَرْضُ, (JK, A, Msb,) aor. ـَ inf. n. سَبَخٌ; (Msb;) and ↓ اسبخت; (JK, A, Msb, K;) The land, or earth, exuded water and produced salt: (JK, K:) or was, or became, salt; had in it salt. (A, Msb.) And سَبِخَ المَكَانُ, inf. n. as above, The place produced salt, and was such that the feet sank in it. (TA.) A2: See also 2.

A3: سَبْخٌ, an inf. n. of which the verb is سَبَخَ, aor. ـُ (TK,) means also (assumed tropical:) The being in a state of sleep: (AA, S:) and ↓ تَسْبِيخٌ (assumed tropical:) The sleeping soundly: (S:) or both have this meaning: (K:) or the former signifies (assumed tropical:) the being in a state of rest, and easing the body by sleep: (IAar, L:) and ↓ the latter, (assumed tropical:) the sleeping every hour: (TA:) and the former signifies also (assumed tropical:) the being unoccupied, at leisure, or free from work or business; (AA, S, K;) and so ↓ the latter. (K.) In the Kur lxxiii. 7, some read سَبْخًا [instead of سَبْحًا, q. v.]; (S, K;) meaning (assumed tropical:) rest, and easing of the body by sleep; (IAar, L;) and said by Fr to be from تَسْبِيخٌ, in the first of the senses expl. in the next paragraph: (L:) or (assumed tropical:) freedom from occupation or work or business. (S.) Accord to Zj, السَّبْحُ and السَّبْخُ are nearly the same in meaning. (TA.) You say also سَبْخٌ مِنْ نَوْمٍ and مَشْىٍ and حَرٍّ [app. meaning (assumed tropical:) A ceasing from sleeping and from walking or journeying and of heat]. (JK.) b2: And سَبَخْتُ النَّوْمَ, inf. n. سَبْخٌ, (assumed tropical:) [I slept long; or] I lengthened sleeping. (JK.) b3: And سَبَخْتُ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) I went, or travelled, far, in, or into, the land, or country; (JK, K, * TA;) like سَبَحْتُ. (TA.) 2 تَسْبِيخٌ [inf. n. of سبّخ] The separating, or plucking asunder, and loosening, of cotton, and making it [or spreading it out] wide. (Fr, L.) b2: And The winding of cotton and the like, (K, TA,) such as wool, and soft hair (وَبَر), after the separating and loosening, for a woman to spin it; (TA;) [as also سَبْخٌ, inf. n. of ↓ سَبَخَ; see سَبِيخٌ.]

b3: [Hence,] (tropical:) The act of lightening, or alleviating. (S, A, K.) It is related in a trad. that the Prophet said to 'Áïsheh, when she had cursed a thief, (S, A, TA,) who had stolen something from her, (S, A, TA,) who had stolen something from her, (S, TA,) لَا تُسَبِّخِى عَنْهُ بِدُعَائِكِ عَلَيْهِ, (S, A, * TA,) meaning (tropical:) Do not thou alleviate (S, A, TA) the merited punishment of his crime by thy cursing him. (S, * TA.) And a poet says, فَسَبِّخْ عَلَيْكَ الهَمَّ وَاعْلَمْ بِأَنَّهُ

إِذَا قَدَّرَ الرَّحْمٰنُ شَيْئًا فَكَائِنُ [Then alleviate thou the disquietude of thy mind; and know that, when the Compassionate decreeth a thing, it happeneth]. (S.) One says also, سَبَّخَ اللّٰهُ عَنْكَ الحُمَّى May God alleviate thy fever. (S.) And اَللّٰهُمَّ سَبِّخْ عَنَّا الأَذَى O God, remove from us, or alleviate to us, that which harms, or hurts. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The act of stilling, quieting, rendering motionless, appeasing, tranquillizing, calming, allaying, assuaging, or quelling. (K.) A2: Also (assumed tropical:) The becoming [alleviated, or lightened,] still, quiet, motionless, appeased, tranquil, calm, allayed, assuaged, or quelled. (K, * TA.) One says of heat, (S, K,) and of anger, (TA,) سبّخ, (S, K,) inf. n. as above; and ↓ تسبّخ; (K;) (assumed tropical:) It became abated, or allayed, (S, K, TA,) and alleviated. (S.) b2: Also (assumed tropical:) The ceasing of veins from the throbbing occasioned by pain therein. (IAar, L, K. *) b3: See also 1, in three places.3 سابخ expl. by Freytag as meaning He contended with another in swimming is a mistake for سابح.]4 اسبخ He reached salt earth in digging (S, K) a well. (TA.) b2: See also 1, first sentence.5 تَسَبَّخَ see 2, near the end of the paragraph.

سَبَخٌ is expl. by Freytag as applied in the Deewán of Jereer to A dense cloud that is seen suspended apart from other clouds.]

سَبِخٌ; and its fem., with ة: see سَبَخَةٌ, in three places.

سَبْخَةٌ: see the next paragraph, in three places.

سَبَخَةٌ and ↓ سَبْخَةٌ [A piece, or tract, of] land that exudes water and produces salt: (K:) pl. (of the former, S, or of the latter, Msb) سِبَاخٌ: (S, A, Msb, K:) ↓ أَرْضٌ سَبِخَةٌ [also] signifies as above; (JK;) or land containing سِبَاخ, (S, A,) i. e. [places that exude water and produce salt, or simply] salt; (A;) or salt land or earth, as also ↓ ارض سَبْخَةٌ, in which the latter word is a contraction of سَبِخَةٌ, and ارض سَبَخَةٌ also: (Msb:) and ↓ سَبِخٌ signifies a place producing salt, (Msb, * TA,) and in which the feet sink: (TA:) the pl. of ↓ سَبِخَةٌ is سَبِخَاتٌ. (Msb.) The Prophet said to Anas, on his mentioning El-Basrah, إِنْ مَرَرْتَ بِهَا وَدَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا, meaning [If thou pass by it and enter it, then beware thou of] its tracts of land overspread with saltness, that seldom, or never, give growth to anything but some trees, or shrubs. (L.) b2: Also, (K,) or the latter, i. e. ↓ سَبْخَةٌ, (JK,) A thing that overspreads water (JK, K, TA) in consequence of its having been long left, (TA,) resembling [the green substance called] طُحْلُب, (JK, K,) or such as طحلب and the like. (TA.) سَبِيخٌ Cotton, and wool, and soft hair (وَبَر), separated, or plucked asunder, and loosened; as also ↓ مُسَبَّخٌ: (TA:) [and ↓ سَبِيخَةٌ, in which the ة is added to convert the epithet into a subst., signifies a portion, i. e. a loose flock, thereof; and its pl. is سَبَائِخُ, whence] one says, طَارَتْ سَبَائِخُ القُطْنِ [The loose flocks of the cotton flew about]. (A.) b2: [Hence,] (tropical:) Feathers (رِيش) that fall off (S, A, K) and become scattered: (K:) as also ↓ مُسَبَّخٌ: (TA:) the pl. of the former (K, TA) [used as a subst.], in this and in the following senses, (TA,) [or rather of ↓ سَبِيخَةٌ as a n. un. thus used,] is سَبَائِخُ. (K, TA.) One says, وَرَدْتُ مَآءً حَوْلَهُ سَبِيخُ الطَّيْرِ, and ↓ سَبَائِخُهُ, i. e. (tropical:) [I came to water around which were] the feathers that had fallen off [and become scattered] of birds. (A.) b3: Also Cotton made wide for a medicament to be put upon it (K, TA) and for it to be applied upon a wound: (TA:) and ↓ سَبِيخَةُ signifies a portion of cotton thus prepared for this purpose. (JK, K. *) b4: And Cotton, (S, K,) and wool, and soft hair (وَبَر), (S,) wound, after the separating and loosening, (S, K, in the former بَعْدَ النَّدْفِ ↓ يُسْبَخُ i. e. يُلَفُّ,) to be spun (S, K) by a woman: (S:) and ↓ سَبِيخَةٌ signifies a portion thereof. (S.) سَبِيخَةٌ; and its pl., سَبَائِخُ: see the next preceding paragraph, in five places.

مُسَبَّخٌ: see سَبِيخٌ, in two places.

سلخ

(سلخ) الطَّعَام وَالشرَاب سلاخة لم يكن لَهُ طعم فَهُوَ سليخ
(س ل خ) : (الْمَسْلُوخَةُ) الشَّاةُ الْمَسْلُوخُ جِلْدُهَا بِلَا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِمَ وَلَا بَطْنٍ صِفَةٌ غَالِبَةٌ لَهَا.
(سلخ) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت امرأةً أَحبَّ إلىّ أن أكون في مِسْلَاخِها من سَوْدَةَ".
: أي أكون مِثلَها ومكانَها. ومِسْلاخُ الحَيَّة وسِلْخُها: جلدُها ، والسِّلخُ: الجلد والسّلْخُ: النَّزْع والكَشْط.
السلخ: هو أن تعمد إلى بيت فتضع مكان كل لفظ لفظًا آخر في معناه، مثل أن تقول في قول الشاعر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي
ذر المآثر لا تظعن لمطلبها ... واجلس فانك أنت الآكل اللابس
سلخ
السَّلْخُ: نزع جلد الحيوان، يقال: سَلَخْتُهُ فَانْسَلَخَ، وعنه استعير: سَلَخْتُ درعه: نزعتها، وسَلَخَ الشهر وانْسَلَخَ، قال تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ [التوبة/ 5] ، وقال تعالى:
نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ
[يس/ 37] ، أي: ننزع، وأسود سَالِخٌ، سلخ جلده، أي: نزعه، ونخلة مِسْلَاخٌ: ينتثر بسرها الأخضر. 
س ل خ: (سَلَخَ) جِلْدَ الشَّاةِ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَنَصَرَ. وَ (الْمَسْلُوخُ) الشَّاةُ الَّتِي سُلِخَ عَنْهَا الْجِلْدُ. وَ (سَلَخْتُ) الشَّهْرَ إِذَا أَمْضَيْتُهُ وَصِرْتُ فِي آخِرِهِ. وَ (انْسَلَخَ) الشَّهْرُ مِنْ سَنَتِهِ وَالرَّجُلُ مِنْ ثِيَابِهِ وَالْحَيَّةُ مِنْ قِشْرِهَا وَالنَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ. 
س ل خ : سَلَخْتُ الشَّاةَ سَلْخًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ قَالُوا وَلَا يُقَالُ فِي الْبَعِيرِ سَلَخْتُ جِلْدَهُ وَإِنَّمَا يُقَالُ كَشَطْتُهُ وَنَجَوْتُهُ وَأَنْجَيْتُهُ وَالْمَسْلَخُ مَوْضِعُ سَلْخِ الْجِلْدِ وَسَلَخْتُ الشَّهْرَ سَلْخًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَسُلُوخًا صِرْتُ فِي آخِرِهِ فَانْسَلَخَ أَيْ مَضَى
وَسَلْخُ الشَّهْرِ آخِرُهُ. 
سلخ السلخ كشط الإهاب عن ذيه. والسلاخ هو الإهاب نفسه. ومسلاخ الحية قشرها. والنخلة التي ينتثر بسرها مسلاخ. وسلخت المرأة درعها نزعته. والسليخة الولد. وسلخت الشهر صرت في آخر يوم منه. وانسلخ الشهر. والسالخ جرب بالإبل يسلخ منه، وإبل سلخى. والمسلوخ اسم يلزم الشاة المسلوخة نفسها. والسليخة شيء من العطر كأنه قشر متسلخ. وسليخة الرمث والعرفج ما ليس فيه مرعى. والسالخ الأسود من الحيات شديد السواد. والأسلخ من الرجال الشديد الحمرة. وشيء سليخ مليخ لا طعم له.
س ل خ

سلخ الشاة، وكشط مسلاخها: إهابها، وأعطاني مسلوخة: شاة سلخ جلدها. وأرق من سلخ الحية ومسلاخها. وأسود سالخ. وانسلخ جلده وتسلخ.

ومن المجاز: سلخنا الشهر، وانسلخ الشهر. قال:

إذا ما سلخت الشهر أهلكت مثله ... كفى قاتلاً سلخى الشهور وإهلالي

وسلخ الله النهار من الليل وانسلخ منه. وسلخت عنها درعها. وسلخ الحرّ والجرب جلده. وفلان حمار في مسلاخ إنسان.
[سلخ] نه: في ح عائشة: ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في "مسلاخها" من سودة، كأنها تمنت أن تكون في مثل هديها وطريقها، ومسلاخ الحية جلدها، والسلخ بالكسر الجلد. ن: هو بكسر ميم أي أن أكون هي، قولها: من امرأة فيها حدة، ليس عيبًا لسودة بل وصف لها بقوة النفس وجودة القريحة. نه: ومنه: "فسلخوا" موضع الماء كما "يسلخ" الإهاب فخرج الماء، أي حفروا حتى وجدوا الماء. وفي ح شرط المشتري: أن ليس له "مسلاخ" ولا مخضار، هو الذي ينتثر بسره. ك: فوجد "سلخ" حية، هو بفتح سين وكسرها جلدها.

سلخ


سَلَخَ(n. ac.
سَلْخ)
a. Skinned; peeled, stripped off (skin);
changed its skin (serpent); put forth its leaves
again (tree).
b. Came to the end ( of a month ); came to an
end, passed (month).
c. Ransomed.

إِنْسَلَخَa. Stripped off, divested himself of ( his
clothes ).
b. see I (a) (b).
سَلْخa. End of the month.
b. see 2
سِلْخa. Skin when stripped off; cast off slough of a
serpent.

سَلَخa. Thread upon the spindle.

أَسْلَخُa. Very red.
b. Bald.

مَسْلَخ
(pl.
مَسَاْلِخُ)
a. Slaughter-house.

سَلَاْخَةa. Insipidity ( of food ).
سَلِيْخa. Insipid, tasteless.
b. Land without trees.

سَلِيْخَةa. Oil made from the fruit of the
myrobalan.
b. Offspring.

مِسْلَاْخa. Untanned skin.
b. Castoff slough of a serpent.
c. Palm-tree, the dates of which fall of whilst still
green.

N. P.
إِنْسَلَخَa. see 1 (a)
[سلخ] سَلَخْتُ جلد الشاة أَسْلَخُها وأَسْلُخُها سَلخاً. والمَسْلوخُ: الشاةُ سُلِخَ عنها جلدُها. وسَلَخَتِ المرأة دِرْعها: نزعتْه. والمِسْلاخُ: الإهابُ. ومِسْلاخُ الحَيّةِ: قِشرها الذي تَنْسَلِخ منه. والمِسْلاخُ: النخلة التي ينتثر بُسرُها أخضر. وسَلَخْتُ الشهرَ، إذا أمضيته وصرتَ في آخره. قال لبيد: حتَّى إذا سَلَخا جُمادى سِتَّةً * جَزآ فَطالَ صِيامُهُ وصِيامُها وانْسَلَخَ الشهرُ من سنته، والرجلُ من ثِيابه، والحيَّةُ من قشرها، والنهار من الليل. والسالخُ: الأسوَدُ من الحيّات. يقال أسودُ سالِخٌ، غير مضافٍ، لأنه يَسْلَخُ جلدَه كلَّ عام. والأنثى أَسْوَدَة، ولا توصف بسالِخَةٍ. والسَليخةُ: سَليخة الرِمْثِ والعَرْفَجِ الذي ليس فيه مرعى، إنَّما هو خشب يابس.
سلخ: سَلَخ. سلخ الوجه: شجٌّ الوجه وجرحه (بوشر).
سَلَخ: طلب أكثر مما يجب، وأخذ منه أكثر مما يجب، وجعله يدفع ثمناً غالياً، بلصه (بوشر).
سَلَخ: سخر، استهزأ، تهكّم. ويقال: سلخَ أحداً في الضحك: استهزأ به وضحك منه وسخر به (بوشر).
سَلْخ: سَحْج. خَدْش، والموضع المخدوش المنزوع الجلد، ويقال: مسلخ في الوجه: شجة في الوجه، ندبة في الوجه (بوشر).
سَلْخ: عملية أو جراحة تقوم مقام الختان. انظر برتون 2: 109).
سَلْخ: قشرة أو قرفة تشبه قشرة نواة البلوط. (كاريت قبيل 1: 288، 2: 389).
سِلْخ: قطعة رقيقة طويلة انتزع قشرها (محيط المحيط).
سَلخة: سحجة، خدشة، موضع خدش في الجلد (بوشر، همبرت ص38).
سَلْخة: حاشية الرداء (فوك) وانظر دوكانج في مادة Pannus رقم 2) ومعناها رداء.
سلخة ذهب: نسيج أو طراز من ذهب مصنع أو فضة مزورة، أو الزخرف والبهرج منه (فوك).
سَلْخة: كيس نقود من الجلد (ألكالا، أبو الوليد ص799).
سَلْخانة (مركبة من سلخ مضافاً اليها الكلمة الأعجمية): مسلخ (بوشر).
سَليخ: شوكة بيضاء، كنكر، شكاعي، ذو ثلاث شوكات (نبات). (بوشر).
سلاخة: ذكرها كل من فريتاج ولين (انظر سلاحة بالحاء المهملة وقد تقدمت).
سليخة: أقاقيا (بوشر).
سليخة: سنا عطري (بوشر) وفي المستعيني: هي بالرومية القشية. وفي المعجم اللاتيني - العربي: cassia سليخة الطبيب. وفي معجم فوك. قشر سليخة: سنا Carria. سليخة: إصطرك، لبنى، ميعه (المعجم اللاتيني - العربي).
سَلِيخة وجمعها سلائخ: جلد غنم مدبوغ دون أن ينزع صوفه (فوك، ألكالا) وبالأسبانية: Zalea ( زاليا) وسليخ: اسم جنس وفي العقد الغرناطي. زوج سليخ. وقد كتبت الكلمة سلاخة في معجم الأسبانية (ص362) كما فعل ملّر، غير أن مقارنتها بما جاء في معجم فوك وبما جاء في العقد الغرناطي يظهر أن حرف E في معجم الكالا هو الياء وليس الألف.
سَلاَّخ: ساخر، هازئ، متهكم (بوشر).
إسليخ: بليحاء، ليرون، حشيشة الصفراء اسمه العلمي: Reseda Luteola ( ابن البيطار 1: 37، 167) وهو يقول إن هذا اسمه بالعربية.
مِسْلَخ، ويقال غالباً مَسْلخَ الحمّام: قاعة نزع الثياب وحفظها المجاورة لمحل الاغتسال في الحمام (عباد): 2، 222، 264 دفريمري مذكرات: (ص256، 257، كرتاس ص39).
مِسْلَخة: مَسْلخ، مكان السلخِ (بلجراف ص164) مُسلَّخ: مسيخ، ممسوخ، ناقص الخلقة. مخدوش، مسحج (بوشر).
مَسلَّخ: مغطى بالجلد (ألكالا).
مِسْلاَخ. هو عندي في مسلاخ سفيان الثوري: معناها الأصلي: هو عندي في جلد سفيان الثوري أي هو عندي مثل سفيان الثوري الثاني (ابن خلكان 1: 3).
سلخ
سلَخَ يَسلَخ ويَسلُخ، سَلْخًا، فهو سالِخ، والمفعول مَسْلوخ (للمتعدِّي)
• سلَخَ الشَّهرُ: مضَى.
• سلَخ الجلدَ: كشطه ونزعه عن اللّحم "سلَخ جلدَ الخروف- عندما تقع البقرة يكثر سالخوها [مثل]- الشاة المذبوحة لا يؤلمها السَّلْخ: يُضرب في من تبلّد حسّه من كثرة الآلام".
• سلَخ فلانًا: آذاه بالكلام.
• سلَخ ثِيابَه: نزَعها وخلَعها "سلختِ المرأةُ درعَها: نزعته".
• سلَخ اللهُ اللَّيلَ من النَّهار: استلَّه؛ كشفه وفصله " {وَءَايَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} ". 

انسلخَ/ انسلخَ عن/ انسلخَ من ينسلخ، انسلاخًا، فهو مُنسلِخ، والمفعول منسلَخٌ عنه
• انسلخ الشَّيءُ: مُطاوع سلَخَ: سُلِخ، نُزِع جِلْده، انقطعَ وانفصلَ " {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا}: نزع نفسَه منها بأن كفر بها وخرج عنها".
• انسلخ عن أسرته: فارقَها.
• انسلخ الشَّهرُ من سنتِه: انقضى، مضى " {فَإذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ} ".
• انسلخ من ثيابه: تجرَّد وانْكَشَف "انسلختِ الحيّةُ من جلدها: خرجت منه وطرحته" ° انسلخ من جلده: تنكَّر لأصله.
• انسلخ النَّهارُ من اللَّيل: انسلَّ، ظهَر. 

تسلَّخَ يتسلَّخ، تسلُّخًا، فهو مُتسلِّخ
• تسلَّخَ الجلدُ: مُطاوع سلَّخَ: انسلخ، تقشّر وانكشف. 

سلَّخَ يُسلّخ، تسليخًا، فهو مُسَلِّخ، والمفعول مُسَلَّخ
• سلَّخ الحرُّ جلدَه: كشَطه. 

انسلاخ [مفرد]:
1 - مصدر انسلخَ/ انسلخَ عن/ انسلخَ من.
2 - (حي) عمليّة تحدث في الحشرات وغيرها من الحيوانات أثناء النّموّ، وفيها يتخلّص الحيوان من جلده الخارجيّ أو شعره أو ريشه لتحلّ محلّه طبقة مرنة تسمح بالنّموّ والتَّشكيل وتتصلّب فيما بعد. 

سالِخ [مفرد]: ج سالخون وسوالِخُ (لغير العاقل) وسُلُخ، مؤ سالخة، ج مؤ سالخات وسوالِخُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من سلَخَ.
2 - ذكر الحيَّة شديد السّواد، وسُمِّي بذلك لأنّه يسلخ جلدَه كلّ عام. 

سَلْخ [مفرد]:
1 - مصدر سلَخَ ° خشب السَّلْخ: الخشب الغضّ الحيّ الذي بين لحاء الشَّجرة وخشبها الباطنيّ الصُّلب.
2 - اسم ما سُلِخ عن الشَّاة. 

سَلْخانة/ سَلَخانة [مفرد]: مكان ذبح الماشية وسلخ الجلود. 

سَلْخة [مفرد]: ج سَلَخات وسَلْخات:
1 - اسم مرَّة من سلَخَ.
2 - قطعة تُسلخ من الشَّيء "سلخة من قماش/ الشِّواء".
3 - جزء من الصفحة قبل الطَّبع. 

سِلْخة [مفرد]: ج سِلْخات: اسم هيئة من سلَخَ: "سِلْخةُ خبيرٍ". 

سَلاَّخ [مفرد]: ج سَلاّخون وسَلاّخة:
1 - صيغة مبالغة من سلَخَ: كثير السَّلخ.
2 - مَنْ حرفته سَلْخ الجلود "سلاّخ حيوانات". 

سليخ [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من سلَخَ: مسلوخ ° أَرْضٌ سليخ: أرض بور. 

مَسْلَخ [مفرد]: ج مَسالِخُ: اسم مكان من سلَخَ: سلخانة "مَسْلخ خِراف- مَسْلخ حكوميّ". 

سلخ: السَّلْخُ: كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ.

سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه. والسَّلْخُ: ما

سُلِخَ عنه. وفي حديث سليمان، عليه السلام، والهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ

الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء.

وشاة سَلِيخٌ: كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها،

فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر. والمَسْلوخ:

الشاة سُلِخَ عنها الجلد. والمَسْلوخة: اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا

بُطونٍ ولا جُزارة.

والمِسْلاخُ: الجِلْد.

والسَّلِيخة: قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها

اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها؛ عن أَبي حنيفة. وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر، فقد

انْسَلَخَ.

ومِسْلاخ الحية وسَلْخَتها: جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها؛ وقد

سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً، وكذلك كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها

كاليُسْرُوعِ ونحوه. وفي حديث عائشة: ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ

في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها.

والسِّلْخُ، بالكسر: الجِلْد.

والسالخُ: الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من

الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً:

فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ،

شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ

كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ،

به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ

ابن بُزُرْج: ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة.

وأَسْوَدُ سالخٌ: غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام، ولا يقال للأُنثى

سالخة، ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة، وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى

الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد، وقد حكى ابن دريد تثنيتها، والأَول

أَعرف، وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ، الأَخيرة نادرة.

وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ. وسَلَخَت

المرأَة عنها دِرْعَها: نزعته؛ قال الفرزدق:

إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها،

وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ

والسالخُ: جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ، وكذلك الظليم

إِذا أَصاب ريشَه داءٌ.

واسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع. وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت؛ وأَنشد:

إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا

وانْسَلَخَ النهار من الليل: خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه

لأَن النهار مُكَوَّر على الليل، فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد

غَشِيَ الناسَ؛ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه. وفي التنزيل: وآية

لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون. وسَلَخْنا الشهرَ

نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً: خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه؛

وسَلَخَ هو وانسَلخ. وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه. التهذيب: يقال

سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه. قال:

وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى

مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى

تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه؛ ومنه قوله:

إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه،

كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي

وقال لبيد:

حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً،

جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها

قال: وجمادى ستة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة.

وسَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره؛ وانسلَخَ الشهرُ من سَنته

والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل. والنبات إِذا سَلَخ ثم

عاد فاخْضَرَّ كلُّه، فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره؛ ابن سيده: سَلَخَ

النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ.

وسَلِيخ العَرْفَج: ما ضَخُمَ من يَبِيسه. وسَلِيخةُ الرِّمْثِ

والعَرْفَج: ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس.

والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية:

ما بقي منهما إِلا سَلِيخة. وسَلِيخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قبل أَن

يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر، فهو

مَنْشُوشٌ؛ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب.

والسَّلِيخة: شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ.

والأَسْلخُ: الأَصْلَعُ، وهو بالجيم أَكثر.

والمِسْلاخُ: النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر. وفي حديث ما

يَشْتَرِطُه المشتري على البائع: إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار؛

المِسْلاخ: الذي ينتثر بُسْرُه. وسَلِيخٌ مَلِيخٌ: لا طعم له؛ وفيه سَلاخَة

ومَلاخة إِذا كان كذلك؛ عن ثعلب.

سلخ
: (سَلَخَ) الإِهابَ، (كنَصَرَ ومَنَعَ) ، يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْخاً: (كَشَطَ) عَن ذِيه. والسَّلْخ: مَا كُشطَ عَنهُ. (و) سَلَخَ. (نَزَعَ) ، يُقَال: سَلَخَت المرأَة دِرْعَها، إِذَا نَزَعَتْه. وَهُوَ مَجاز، قَالَ الفرزدق:
إِذا سَلَخَتْ عَنْهَا أُمَامَةُ دِرْعَها
وأَعْجَبَهَا رَابِي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ
(والمَسلوخ: شاةٌ سُلِخَ) عَنْهَا (جِلْدُهَا) ، وَهِي المسلوخةُ أَيضاً. (و) سَلخَ (الشَّهْرُ: مَضَى، كانسَلخَ. و) سَلَخَ (فُلاَنٌ شَهْرَه) يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْحاً وسُلُوخاً: (أَمْضَاه وَصَارَ فِي آخِرِه) ، وَهُوَ مَجاز. وَفِي (التَّهْذِيب) : يُقَال سَلَخْنَا الشَّهرَ، أَي خَرَجْنَا مِنْهُ فسَلَخْنَا كُلَّ لَيلة عَن أَنفُسِنا جُزْءا من ثلاثينَ جُزْءًا حتّى تكاملَتْ لَياليه، فسلَخْنَاه عَن أَنفُسِنا كلَّه. قَالَ: وأَهْلَلْنَا هلاَلَ شَهْرِ كَذا، أَي دَخَلْنَا فِيهِ ولَبِسْنَاه، فنَحْن نَزدادُ كُلَّ لَيلةً إِلى مُضِيِّ نِصْفِه لِباساً مِنْهُ، ثمَّ نَسْلخُه عَن أَنفُسنا كلَّه. وَمِنْه قَوله:
إِذا مَا سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهْلَلْتُ مثْلَه
كَفَى قاتِلاً سَلْخَى الشُّهُورَ وإِهلالِي
وَقَالَ بيدٌ:
حتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةٍ
جَزْءًا فطَالَ صيَامُه وصيَامُهَا
قَالَ وجُمَادَى سَتّةٍ هِيَ جُمَادَى الآخِرَة، وَهِي تَمامُ ستَّة أَشهر من أَوّلِ السَّنَةِ، والنَّباتُ إِذا سَلَخَ ثمَّ عَاد فاخْضَرَّ كلُّه فَهُوَ سالِخٌ، من الحَمْض وغَيْره (و) فِي (الْمُحكم) : سَلَخَ (النَّباتُ: اخْضَرَّ بعد الهَيْج) وعَادَ.
(و) من الْمجَاز: سَلَخَ (اللَّهُ النَّهَارَ من اللَّيْل: اسْتَلَّهُ، فانْسَلَخَ) : خَرَجَ مِنْهُ خُرُوجاً لَا يَبْقَى مَعَه شيءٌ من ضَوْئه، لأَنَّ النَّهَار مكوَّرٌ على اللَّيل، فإِذا زَالَ ضَوؤُه بَقِيَ اللَّيلُ غاسِقاً قد غَشِيَ النّاسَ.
(و) سَلَخَتْ (الحَيَّةُ) تَسْلَخُ سَلْخاً وكذالك كلُّ دابّةٍ: (انْسَرَى) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي الأُمّهَات كلِّهَا: تَنْسَرِي (عَن سَلْخَتِهَا) ، بِالْفَتْح، أَي جِلْدَتِها. ووَجَّهَه شيخُنَا بأَنَّ لفْظَ الحَيَّةِ يُطْلَق على الذَّكَر والأُنْثَى، كَمَا صرَّحَ بِهِ جماعةٌ.
(والسَّلْخ) ، بِالْفَتْح: (آخِرُ الشَّهرِ، كمُنْسَلَخِه) ، بِفَتْح الَّلام.
(و) السَّلْخ: (اسمُ مَا سُلِخَ عَن الشَّاة) ، والإِهَابُ، أَي كُشِطَ عَنهُ، وَمن المَجاز سلَخَ الجَرَبُ جِلْدَه.
(والسَّالخ: جَرَبٌ يُسلَخُ مِنْهَا الجَمَلُ) . وسَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنسانِ وسَلَّخَه، فانسَلَخَ وتَسَلَّخَ.
(و) السالِخ: (اسمُ الأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ) شَديد السَّواد. قَالَ ابنُ بُزُرْج: ذَلِك أَسودُ سالِخاً، جعلَه معرفَة ابْتِدَاء من غَير مسأَلَةٍ. وأَسودُ سالخٌ، غيرَ مُضَافٍ، لأَنّه يَسْلَخ جِلْدَه كلّ سَنَةٍ. (والأُنْثَى أَسْوَدَةٌ وَلَا تُوصَف بِسَالخة. وأَسْوَدُ) سالِخٌ (وأَسْوَدانِ سالِخٌ) ، لَا تُثنَّى الصِّفةُ، فِي قَول الأَصمعيّ وأَبي زيد، وَقد حكَى ابنُ دُرَيْد تثنيتَها، والأَوّلُ أَعرَفُ. (وأَساوِدُ سالِخَةٌ وسَوَالِخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخَةٌ) ، الأَخيرة نادرة.
(والأَسْلَخ: الأَصلَعُ) ، وَهُوَ بِالْجِيم أَكثر، (و) الرَّجل (الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ) .
(والسَّليخَة: عِطْرٌ) تَراه (كأَنّه قِشْرٌ مُنْسَلِخ) ذُو شُعَبٍ. (و) السَّليخة: (الوَلَدُ) ، لكَونه سُلِخَ، أَي نُزِعَ من بطْن أُمّه. (و) السَّليخة: (دُهْنُ ثَمَرِ البَانِ قبلَ أَن يُرَبَّبَ) بأَفاوِيهِ الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ بالمِسْك والطِّيب ثمَّ اعتُصِرَ فَهُوَ مَنشوشٌ، وَقد نُشَّ نَشًّا، أَي اختَلطَ الدُّهْنُ برَوائحِ الطِّيب.
(و) السَّلِيخةُ من العَرْفَج: منا ضَخُمَ من يَبِيسِه. و (من الرِّمْث: مَا لَيْسَ) فِيهِ (مَرعًى) ، إِنَما هُوَ خَشَبٌ يابسٌ، وَالْعرب تَقول للرِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يَبْقَ فيهمَا مَرْعًى للماشية: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاّ سَليخةٌ.
(و) السَّلْخ و (المِسْلاخُ: جِلْدُ الحَيَّةِ) الّذي تَنسَلُخ عَنهُ، كالسَّلْخَةِ.
وَمن المَجاز: فُلانٌ حمارٌ فِي مِسْلاَخِ إِنسانٍ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: (مَا رأَيْت امرَأَةً أَحَبَّ إِليّ أَنْ أَكُونَ فِي مسْلاَخها من سَوْدَةَ) . تَمنَّتْ أَن تكون مثْلَ هَيْئَتِها وطَرِيقَتها.
(و) المِسْلاخُ: (نَخْلَةٌ يَنتثر بُسْرُهَا) وَهُوَ (أَخْضَرُ) . وَفِي حَدِيث مَا يَشتَرِطه المشترِي على البَائِع (أَنّه لَيْسَ لَهُ مِسلاخٌ وَلَا مِخْضَار) . (و) المِسْلاخُ: (الإِهَابُ) كالسِّلْخ بِالْكَسْرِ. (و) رجلٌ (سَلِيخٌ مَلِيخٌ: شديدُ الجِمَاعِ وَلَا يُلْقِح. و) سَليخٌ مليخٌ: (مَن لَا طَعْمَ لَهُ) . والّذي فِي الأُمّهَات بإِسقاط (مَنْ) .
(وَفِيه سَلاَخَةٌ ومَلاَخَةٌ) ، إِذا كَانَ كذالك، عَن ثَعْلَب.
(والسَّلَخُ، مُحرّكةً: مَا على المِغْزلِ من الغَزْل) .
(واسْلخّ) الرَّجلُ (اسلِخَاخاً: اضْطَجَع) . وأَنشد:
إِذا غَدَا القَوْمُ أَبَي فاسْلَخَّا
(والإِسْلِيخُ، كإِزْمِيل: نَبَاتٌ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث سُليمانَ عَلَيْهِ السَّلَام والهدهدِ (فسَلَخُوا مَوضِعَ الماءِ كَمَا يُسْلَخ الإِهَابُ فخَرَجَ الماءُ) ، أَي حَفَروا حتّى وَجَدوا الماءَ.
وشاةٌ سَلِيخٌ: كُشِطَ عَنْهَا جِلْدُها، فَلَا يَزال ذالك اسمَها حتّى يُؤكَل مِنْهَا فإِذا أُكِلَ مِنْهَا سُمِّيَ مَا بَقِيَ مِنْهَا شِلْواً، قلَّ أَو كثُرَ.
وسَلَخَ الظَّليمُ، إِذا أَصابَ رِيشَه دَاءٌ.
وسَلْخُ الشَّعْرِ: وضْعُ لفظٍ بمعنَى اللّفظِ الآخَر فِي جَمِيعه، فتُزيلُ أَلفاظَه وتَأْتي بدَلَهَا بأَلْفَاظٍ مُرَادِفة فِي معناهَا؛ فَهَذَا سَلْخٌ فإِنْ قَصَّرَ دون مَعْنَاهُ كَانَ مَسْخاً.
ومسْلخٌ اسْم جَبَلٍ ذُكِرَ فِي غَزْوةِ بدْرٍ، نَقله السُّهَيْليّ.

سلخ

1 سَلَخَ, (S, A, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (S, K, [as in the Kur xxxvi. 37,]) or ـِ (Msb, [but this I find in no other lexicon,]) and سَلُخَ, (S, Msb, K,) inf. n. سَلْخٌ, (S, Msb,) He stripped off (S, K) the hide, or skin, of a sheep or goat: (S:) or he skinned a sheep or goat. (A, Msb.) And سُلِخَ جِلْدُهَا [Its skin was stripped off]. (A.) One does not say of a camel, سَلَخْتُ جِلْدَهُ; but كَشَطْتُهُ, and نَجَوْتُهُ, and أَنْجَيْتُهُ. (Msb.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He pulled off or stripped off [a garment]. (K, TA.) You say of a woman, سَلَخَتْ دِرْعَهَا, (S, TA,) and سَلَخَتْ عَنْهَا دِرْعَهَا, (A, TA,) (tropical:) She pulled off her shift; stripped it off. (S, TA.) b3: And [hence,] سَلَخَ الشَّهْرَ, (S, A, Msb,) or شَهْرَهُ, (K,) aor. ـَ (L, Msb) and سَلُخَ, (L,) inf. n. سَلْخٌ and سُلُوخٌ, (L, Msb,) (tropical:) He passed the month, or his month; (S, K, TA;) came to the end of it. (S, A, Msb, K.) سَلَخْنَا الشَّهْرَ means (tropical:) We passed forth from the month; having pulled off from ourselves every night one thirtieth part until the nights were complete, when we pulled off from ourselves all of it: and أَهْلَلْنَا هِلَالَ شَهْرِ كَذَا means “ We entered upon [the period of the new moon of] such a month; clothing ourselves with it and increasing the clothing of ourselves therewith until the passing of the half of it: ” then we pull off from ourselves [by degrees] the whole of it: hence a verse cited voce جُمَادَى. (T, TA.) And one says of God, سَلَخَ النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ (tropical:) He drew forth gently the day from the night: (K, TA:) or He separated the day from the night. (Jel in xxxvi. 37.) b4: See also 7, in three places. b5: سَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنْسَانِ and [in an intensive sense] ↓ سلّخهُ (assumed tropical:) [The heat made the skin of the man to peel off; or excoriated the man]. (TA.) And سَلَخَ الجَرَبُ جِلْدَهُ (tropical:) [The mange, or scab, excoriated him, i. e., a camel]: (A, TA:) [and so سَلَخَهُ without the mention of the skin:] see سَالِخٌ. And سُلِخَ الظَّلِيمُ (assumed tropical:) The ostrich had a disease in his feathers [app. such as caused many of them to fall off]. (TA.) b6: سَلَخَ النَّبَاتُ (assumed tropical:) [The plant shed its foliage, and then became altogether green again: (see سَالِخٌ:) or] the plant became green again after having dried up. (M, K.) b7: فَسَلَخُوا مَوْضِعَ المَآءِ كَمَا يُسْلَخُ الإِهَابُ فَخَرَجَ المَآءُ, in a trad. respecting Solomon and the هُدْهُد [or hoopoe, i. e. (assumed tropical:) And they stripped off the surface of the place of the water, like as the hide is stripped off, and thereupon the water came forth], means that they dug until they found the water. (TA.) b8: سُلِخَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ, said of a child, means (assumed tropical:) He was drawn out from the belly of his mother. (TA.) b9: سَلْخُ الشِعْرِ is (assumed tropical:) The substituting throughout the poetry, for the original words, other words synonymous therewith: what falls short of this is termed مَسْخٌ. (TA. [See Har p. 263.]) 2 سَلَّخَ see 1, in the latter half of the paragraph.5 تَسَلَّخَ see the next paragraph, first sentence.7 انسلخ جِلْدُهُ and [in an intensive sense]

↓ تسلّخ [His skin became stripped off: b2: and (assumed tropical:) he became excoriated by heat]. (A, TA. [The latter meaning is indicated in the TA.]) b3: انسلخت الحَيَّةُ مِنْ قِشْرِهَا [The serpent cast off, or divested itself of, its slough]: (S:) and ↓ سَلَخَت الحَيَّةُ, (L, K,) aor. ـَ inf. n. سَلْخٌ, (L,) [signifies the same, or] the serpent withdrew itself from its slough: (L, K:) and in like manner one says of any creeping thing: (L:) and one says of the serpent termed السَّالِخُ [q. v.], جِلْدَهُ ↓ يَسْلَخُ [He casts off his slough]. (S.) b4: One says also of a man, انسلخ مِنْ ثِيَابِهِ (assumed tropical:) [He became stripped, or divested, or he divested himself, of his clothes]. (S.) b5: And انسلخ الشَّهْرُ (S, A, Msb, K) مِنْ سَنَتِهِ (S) (tropical:) The month passed, or passed away [from its year]; (Msb, K, TA;) as also ↓ سَلَخَ. (K.) And انسلخ النَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ (S, A, K) (tropical:) The day became drawn forth gently from the night; (K, TA;) came forth from the night so as not to leave with it aught of its light. (TA.) [As used in this phrase and in others,] انسلخ مِنْهُ means (assumed tropical:) It became altogether separated from it; quitted it entirely. (MF.) 9 اسلّخ, inf. n. اِسْلِخَاخٌ He lay upon his side. (K.) سَلْخٌ: see مِسْلَاخٌ in two places. b2: سَلْخُ الشَّهْرِ (assumed tropical:) The last, or end, of the month; (Msb, K;) as also ↓ مُنْسَلَخَهُ: (K:) or the last day thereof. (MA.) سِلْخٌ: see مِسْلَاخٌ, in two places.

سَلَخٌ The spun thread that is upon the spindle. (K.) سَلْخَةٌ: see مِسْلَاخٌ.

سَلِيخٌ A skinned sheep or goat; (L;) as also ↓ مَسْلُوخٌ (S, K) and ↓ مَسْلُوخَةً: (TA:) or this last is an epithet in which the quality of a subst. is predominant, meaning a skinned sheep or goat, without head and without legs and without belly: (Mgh:) and the first is an epithet applied to a sheep or goat until some part of it has been eaten; after which, what remains is called شِلْوٌ, whether much or little. (L.) A2: سَلِيخٌ مَلِيخٌ A thing, (JK,) accord. to the K a person, but this is not in the other lexicons, (TA,) insipid; without taste. (JK, K, TA.) b2: And A man (TA) vehement in جِمَاء, without impregnating. (K, TA.) فِيهِ سَلَاخَةٌ وَمَلَاخَةٌ In it (accord. to the K in him, but see سَلِيخٌ, TA) is insipidity, or tastelessness. (K, * TA.) سُلَاخَةٌ [app. A piece of skin, or hide, stripped off]. (K voce جَرٌّ.) A2: The urine of the mountaingoat. (KL.) [In Pers\. سَلَاحَهٌ: thus, with ح, and with fet-h to the first letter, accord. to Johnson's Pers\. Ar. and Engl. Dict. Golius adds, on the authority of Ibn-Beytár, that it is black and viscous like pitch, and is collected from the rocks.]

سَلِيخَةٌ (assumed tropical:) A certain perfume, or odoriferous substance, resembling bark stripped off, (JK, K, TA,) and having شُعَب [or forking projections]. (TA.) b2: (assumed tropical:) Of the [plants called] رِمْث (JK, S, K) and عَرْفَج, (JK, S,) [Such as has been stripped of what was good for pasture;] the portion that has in it nothing for pasture (JK, S, K, TA) remaining; (TA;) consisting only of dry wood: (S, TA:) and of the عرفج, such as is thick, of what has become dried up. (TA.) b3: And (assumed tropical:) The oil of the fruit, or produce, of the بَان [or bentree] before it has been seasoned (K, TA) with aromatics: when it has been seasoned with musk and [other] perfume, and then expressed, it is termed مَنْشُوشٌ; and one says of it, نُشَّ. (TA.) Also (assumed tropical:) Offspring: (JK, K, TA:) because it has been drawn out (سُلِخَ i. e. نُزِعَ) from the belly of its mother. (TA.) سُلَّخَةٌ an extr. pl. [or quasi-pl. n.] of سَالِخٌ, q. v. (TA.) سَلَّاخٌ A skinner, or flayer. (KL.) سَالِخٌ Skinning, or flaying. (KL.) b2: (assumed tropical:) Mange, or scab, in consequence of which the camel is excoriated (↓ يُسْلَخُ). (K.) b3: [A serpent casting off its slough. And hence,] A black serpent, (JK, S, K,) intensely black: (JK, TA:) you say, أَسْوَدُ سَالِخٌ, (S, K,) not prefixing the former word so as to govern the latter in the gen. case: [so called] because it casts off its slough (يَسْلَخٌ جِلْدَهُ) every year: (S:) the female is called أَسْوَدَةٌ, and is not qualified by the epithet سَالِخَةٌ: (S, K:) and you say أَسْوَدَانِ سَالِخٌ, (K,) not giving to the epithet the dual form, accord. to Az and As; but IDrd authorizes its being in the dual form, though the former mode is the better known: (TA:) and أَسَاوِدُ سَالِخَةٌ and سَوَالِخُ and سُلَّخُ and ↓ سُلَّخَةٌ, (K,) which last is extr. [i. e. anomalous]. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) A plant of the kinds termed حَمْض &c. that has shed its foliage (سَلَخَ) and then become altogether green again. (TA.) أَسْلَخُ, applied to a man, (JK,) (assumed tropical:) Very red [as though skinned]. (JK, K.) b2: And [its pl.]

سَلْخَى, applied to camels, (assumed tropical:) Having mange, or scab, by which they are excoriated. (JK.) b3: Also (assumed tropical:) Bald in the fore part of the head: (K:) but أَسْلَجُ is more common in this sense. (TA.) إِسْلِيخٌ A certain plant. (K.) [Perhaps a dial. var. of إِسْلِيحٌ, or a mistranscription for this latter.]

مَسْلَخٌ A place in which sheep or goats are skinned. (Msb.) مِسْلَاخٌ A skin, or hide; (JK, S, K;) as also ↓ سَلْخٌ: (TA:) or, of a sheep or goat; (A;) as also ↓ سِلْخٌ, i. e. its skin, or hide, that is stripped off. (K, TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ حِمَارٌ فِى

مِسْلَاخِ إِنْسَان ٍ (tropical:) [Such a one is an ass in the skin of a man]. (A, TA.) b2: And The slough of a serpent; (JK, S, A, L, K;) as also ↓ سِلْخٌ, (MA, KL, and so in the CK,) or ↓ سَلْخٌ, (TA,) and ↓ سَلْخَةٌ. (L, and so in copies of the K and in the TA.) b3: Also (assumed tropical:) A palm-tree of which the unripe dates fall and become scattered about in a green state. (S, K.) مَسْلُوخٌ; and with ة: see سَلِيخٌ.

مُنْسَلَخُ الشَّهْرِ: see سَلْخٌ.

مسك

مسك: مسك: هو، غالبا، ما يأتي متعديا (معجم الادريسي، م. المحيط) مسك معه شيئا. وهو في (معجم الادريسي): حجز، اعتقل (مملوك 2: 2، 275، 5): مسك الحبل من الطرفين وهذا التعبير يقابل الأمثلة الشائعة: أشعل شمعة لله وأخرى للشيطان، راعى الماعز والكرنب، عام بين مائين وكلها تفيد أنه تصرف تصرفا حياديا راعى فيه الطرفين (بوشر).
مسك ب: وأمسك، وتمسك، واستمسك كلها تفيد معنى اعتمد على، وضع ثقته في .. (معجم الطرائف).
مسك كوع السكة: حزم امتعته، ارتحل، خرج (بوشر).
مسك: بقي في الحالة نفسها، واصل (بوشر).
مسك (بالتشديد): انظر (مسك).
بقي أمره مماسكا في بني أسد مدة: أي أنه حكمهم حقبة من الزمان (أبو الفداء. تاريخ الجاهلية، 14: 132).
أمسك: أوقف، حجز، سيطر على (دي ساسي كرست 2: 132، 9، 2).
أمسك: (تتعدى إلى المفعول الثاني بحرف الجر عن): منع فلانا من (فريتاج كرست 2: 51) وأريد منك من يمسك جماله عن الذهاب مع الخراسانيين.
أمسك: حافظ على، رعى، صان، جعله يبقى خصوصا في الطلب من الله تعالى (فوك).
هذا يمسك الشعر على لونه: يحافظ على لونه (معجم الادريسي).
أمسك: (يتعدى إلى مفعولين بنفسه): اقتصر على، اكتفى ب، (ابن العوام 1: 217): فأمسك في قلعها وغراستها مثل ما ذكر قبل هذا.
أمسك: (باستعمال الحذف البلاغي) أمسك دفة القارب، أدار سكان السفينة (فوك).
أمسك عليه الكتاب: رفع الكتاب بيده لكي يسهل على الآخر قراءته (العبدري 83) وفي معرض الكلام عن أستاذه الطاعن في السن: وولده يمسك عليه وكان يناوبني القراءة وأمسك أنا الأصل.
أمسك أصله العتيق: (العبدري 113): وقد قرأت عليه بعض الأولى وجميع الثانية واصله يمسك عليه هذا هو معنى الكلمة إلا أنها يقصد بها، عادة، أن يقوم أحد الناس بالإمساك بكتاب يكون الآخر قد حفظه على ظهر قلب لكي يسمعه وهو يردد مضامينه (المقري 2: 258 بعد أن صحح النص): وقال أبو عمر الطلمنكي دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعون علي الغريب المصنف فقلت انظروا من يقرأ لكم وأمسك أنا كتابي، وكذلك، حذفا: أمسك على فلان (عبد الواحد 8: 62) فلما رأى تبسمي قال يا بني أمسك علي قال فأمسكت عليه وجعل يقرأ فو الله أن أخطأ واوا فاء. وكذلك أمسك على فلان صوتا (الأغاني 44: 5) (هذه العبارة أربكت الناشر، أنظر ملحوظته في ص299): أمسك (بنوتة) اللحن وجعل الآخر يغنيه لكي يتأكد من أنه قد حفظ الصوت على ظهر قلب.
أمسك: انظر مسك.
أمسك على فلان: وأن يمسك المتقدم منها على المتأخر (ابن جبير 349: 5): انتظر.
أمسك عن: رفض القبول (البربرية 2: 164): وانتظم في الغزاة المجاهدين وأمسك عن جراية السلطان فلم يمد إليها يدا (صحح واسمك في النص فهي من خطأ الطباعة).
أمسك: أضرب عن الطعام الشراب (معجم التنبيه وانظر اسم المصدر فيما بعد). تمسك ب: اعتمد على، وضع ثقته في (معجم الطرائف، معجم التنبيه، دي ساسي كرست 1: 110، الواقدي هاماكر 4: 95).
تمسك ب: لج وألح في، شدد المكلام عن (بوشر).
تمسك بحبل فلان: القى عليه بمقاليده (معجم الجغرافيا).
تمسك ب: واظب، ثابر، داوم على (دي ساسي كرست 2: 71): فأنتم متظاهرون بالطاعة متمسكون بالمعصية.
تمسك عن: توقف، ملك نفسه، تمالك عن (بوشر).
تمسك من أو عن: احترس من، امتنع تمالك عن. تمسك من: امتنع، تمالك عن، كف (بوشر).
تمسكوا في بعضهم: لبثوا متلازمين متقاربين (بوشر).
تمسك: ممسك (فوك).
لا يتماسك: لا يستطيع الوقوف على رجليه، يكاد يسقط من الجوع، من التعب .. الخ (كوسج، كرست 9: 147).
تماسك: بقي على إخلاصه للسلطان (حيان 70): وأنفذ رأسه إلى ابن حفصون فأنفذه ابن حفصون إلى الأمير عبد الله يوهمه في تماسكه.
تماسك: ترابط الأجزاء (فريتاج) ومن هنا جاءت كلمة متماسك في معرض الحديث عن هيئة الإنسان (فليشر منتخبات عربية 2: 266 حيث ترجم gedrungen الألمانية بالإنسان الربعة (المربوع) أي القصير والسمين).
تماسك: هيئة جيدة، مزدهرة (معجم الجغرافيا).
انمسك إلى: تعلق ب، تشبث ب، تمسك ب (بوشر).
أمسك: أسر (وامتسك هنا هي من باب افتعل وليس كما ذهب إليه فريتاج حين جعلها من باب تفاعل) (ديوان الهذليين ص13 البيت 23):
إن امتسكه فبالفداء وأن ... أقتل بسيفي فإنه قود
حيث ذكر الشارح أن معنى أن امتسكه هو أن أسرته.
امتسك: واصل، بقى على الحالة نفسها (عباد 1: 65).
امتسك: انظرها عند (فوك) في مادة ( ut Deus) (Sustentare) في طلب العون والتأييد من الله.
أمتسك: أي عجز عن التقدم أو التراجع من ثغرة ما (10: 116 ابن جبير).
امتسك: انظرها في (مسك).
امتسك من وعن: أمسك، زهد في، امتنع، كف عن، تجنب (فوك).
استمسك: ثبت، بقى على الحالة نفسها (عباد 1: 135 رقم 374، 429): وفي محيط المحيط (أستمسك على الراحلة استطاع الركوب وضبط نفسه عليها).
استمسك البول: (انحبس وامتنع عن الخروج) (محيط المحيط).
استمسك: انظر (مسك).
استمسك ب: انظرها عند (فوك) في مادة ( Sustentare) (ut Deus) في طلب العون والتأييد من الله.
استمسك عن: زهد في، امتنع، كف عن الأمر (م. المحيط).
استمسك تقال عن النباتات إنها عادت للنمو، اتخذت جذرها من جديد إذا ازدرعت أي إذا نقلت وغرست في مكان آخر (ابن العوام 1: 162).
مسك: حقيبة من جلد (معجم البلاذري) وتلفظ هذه الكلمة، هذه الأيام، في الجزائر: مشك وهي قربة كبيرة من جلد الثور، مربعة، لحمل الماء على ظهور الإبل أو البغال يحمل الحيوان اثنتين منها على جانبيه (بوسييه، براكس جريدة الشرق والجزائر، 299، شيرب الذي يضيف -مجازا-) ماء غدقا، غزيرا.
دفة المسك: سكان المركب (وبالأسبانية -الكالا: gover nalle de nao أي دفة السفينة).
مسك والجمع مسوك: (فوك) و (معجم الجغرافيا).
مسك الجن: نبات اسمه العلمي Chenopo- dium Botrys ( ابن البيطار 2: 113).
مسك: جعدة (ابن البيطار 2: 571) وقد أساء المترجم ترجمة هذه الفقرة): النوع الصغير من الجعدة: ولو جارينا النص لوجدنا أن مسك الجن هو النوع الصغير من الجعدة بحسب تسمية عامة الأندلس وإن شواصرا هي الاسم العلمي الذي ذكرناه في أعلاه لمسك الجن الذي يحمل الاسم نفسه (انظر الهامش السابق).
المسك الرومي: عسقلي، درني (متعلق بعسقل النبات أو درنة) (ياجني Ms، شيرب، ديلابورت 144، رولاند).
مسك الغريب: نبات اسمه العلمي Geranium moschatum ( دومب 72).
مشكة: القبضة وكل ما يمكن أن يمسك باليد (بوشر، م. المحيط).
مشكة: قبض، القبض بأمر المحكمة، قبض بأمر القاضي (بوشر).
مسكة: هيئة، طريقة الإمساك أو القبض (بوشر).
مسكي: له رائحة المسك (بوشر).
مسكي: عنب له رائحة المسك (هويست 303، وعند الكالا بالأسبانية ( moscatel uva) : maqui: أي عنب المسك (انظر عنب).
مسكي: يذكر الكالا أيضا أن المسكي هو gengibre maqui أي ما يدعى باللغة العربية زنجبيل مكي. أن هذه الجملة دخلت فعلا في اللغات الأوربية فهي بالإيطالية: gengibre meehino ( عند كمباني، مذكرات 164 معتمدا، على ما يبدو، على ما ذكره بالدوجي). وبالهولندية meehim أو mebijn عند (دودونيوس 1559) الذي يقول أنه جنس زنبيل اسمه العلمي Zingiber fuscum officinarum. ولكن، اعتمادا على (نبريجا) الزنجبيل المكي، هو، بالعكس، ليس سوى جوز البوا وهي الكلمة التي تقابل باللاتينية والأسبانية ما يأتي: macer, un genero de gengibre maqui, son las macias أي: الماقس هو جنس زنجبيل مكي الذي هو جوز البوا. وبالفرنسية هي macis و museadire أي جوز الطيب أو جوز بوا أو القشرة الداخلية لجوز الطيب.
مسكي: لوم المسك وهو لون ضارب إلى السمرة (ابن البيطار 1: 274): لم يحمر إذا انتهى حمرة مسكية مليحة (وفي 2: 282 حول ثمرة الكرز): ولونه يكون أولا أحمر ثم يكون مسكيا ومنه ما يكون أسود.
مسكية: لون المسك، لون ضارب إلى السمرة (ابن البيطار 2: 142): لونه أصفر إلى الحمرة يشوبه مسكية.
مسكية: كزبرة الثغلب (شيرب) Pimprenelle.
مسكية، خدرية، رصن، رجل الذنب (نبات غريب الشكل من اللازهريات الوعائية -المنهل): lycopode وهي ليست من المسك musc بل من اللاتينية mousse, museus لأن الاسم اللاتيني هو: muscus terrestris ( انظر دودونيس 841) (وانظر الهامس المرقم 136).
المساك الأبيض: نوع سمك (ياقوت 1: 886) إلا أنني أشك في صحة كتابتها بهذا الشكل (القزويني 2: 120): البسال.
مسيك= متماسك: (رايت 17: 10 وانظر 44: 1).
مسيكة: في م. المحيط (المسيكة المرأة يتخذها الرجل في بيته من دون زواج شرعي وهي من كلام المولدين .. ).
مسيكة: كزبرة الثعلب (بوشر) (انظر الهامش السابق- رقم 138).
مساك: دبوس (هلو، بربرية).
ماسك: نوتي الإشارة، مدير سفينة، وعند (بوشر): ماسك يد الدفة أما ماسك وحدها فإنها تستعمل في المعنى نفسه (الادريسي، كليم 2 القسم 2): فيقول -أي القبطان- للماسك على المركب حر إليك وادفع عنك. (في مخطوطة BD جر، في مخطوطة AC خذ).
ماسك: ملقط صغير (بوشر، ياقوت 3: 456)، آلة ماسكة: في محيط المحيط ( .. أي ممسكة وهي من عبارات الأطباء)، وعند (همبرت 197): ما شك وجمعها مواشك كما عند (بوشر) أما (هلو) فقد ذكر مشيك.
ماسك البول: دواء يعالج شدة صعوبة البول (ابن واقد 77 وصفة 25).
الماسكة: ورد ذكرها في (قوانين العقود مخطوطة ليدن رقم 172) بأنها إحدى محتويات رزمة صغيرة دون إيضاح ماهيتها.
إمساك: في محيط المحيط (الامتناع عن بعض المواكيل تنسكا وتعبدا). في (معيار الاختبار 12: 25: خلوة اعتكاف وإمساك.
إمساك: الإمساك عن الطعام والشراب في رمضان الذي يعلن عنه صوت المدفع (بيرتون، لين عادات 2: 260).
تمسك والجمع تمسكات: سند، ورقة، تذكرة. اصطلاح قانوني يقصد به كل ورقة مكتوبة تحتوي على التزام بدفع مبلغ أو عقد عرفي يحرره العاقدون بأنفسهم دون وساطة موثق العقود الرسمية أو خطاب اعتماد أو كمبيالة (بوشر).
ممسك: مقبض، سهولة الأخذ، وسيلة: أعطى ممسكا: مكن الآخرين من الإمساك به، عرض نفسه للقبض عليه (بوشر).
ممسك: قابض، عقول (مفرد العقولات التي تجعل الأنسجة تنقبض فيخف الإفراز أو النزف) (مخطوطة ابن العوام في ليدن بعد ص1: 330): حين يطبخ السفرجل يذهب عنه ما فيه من القوة المسهلة وبقيت -كذا- الممسكة.
ممسك الأرواح: Stechas ( بوشر، ابن البيطار 2: 134).
ممسك الأعنة يسمى أيضا ممسك العنان: مجموعة نجوم (دورن 48، ألف استرون 1: 13).
ممسك: اسود كالمسك (ابن بطوطة 1: 58).
ممسيك: قبضة الآلة (يده) مقبض (هلو).
متماسك: تقليدي (المقدمة 2: 150) تطلق على الذي يجهد في ضبط نفسه؟ (دي سلان).
(مسك) بالشَّيْء مسك وَقُرِئَ {وَلَا تمسكوا بعصم الكوافر} وَالثَّوْب مسكه وَفُلَانًا أعطَاهُ مسكانا عربونا وبالنار مسك
(مسك)
بالشَّيْء مسكا أَخذ بِهِ وَتعلق واعتصم وبالنار فحص لَهَا فِي الأَرْض ثمَّ غطاها بالرماد وَنَحْوه ودفنها وَالثَّوْب طيبه بالمسك

(مسك) السقاء مساكة كَانَ كثير الْأَخْذ للْمَاء
م س ك: (أَمْسَكَ) بِالشَّيْءِ وَ (تَمَسَّكَ) بِهِ وَ (اسْتَمْسَكَ) بِهِ وَ (امْتَسَكَ) بِهِ كُلُّهُ بِمَعْنَى اعْتَصَمَ بِهِ. وَكَذَا (مَسَّكَ) بِهِ (تَمْسِيكًا) وَقُرِئَ: (وَلَا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) . وَ (أَمْسَكَ) عَنِ الْكَلَامِ سَكَتَ. وَمَا (تَمَاسَكَ) أَنْ قَالَ ذَلِكَ أَيْ مَا تَمَالَكَ. وَ (الْإِمْسَاكُ) الْبُخْلُ. وَيُقَالُ فِيهِ: (مُسْكَةٌ) مِنْ خَيْرٍ بِالضَّمِّ أَيْ بَقِيَّةٌ. وَ (الْمِسْكُ) مِنَ الطِّيبِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهِ الْمَشْمُومُ. 
مسك
إمساك الشيء: التعلّق به وحفظه. قال تعالى: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ [البقرة/ 229] ، وقال: وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ
[الحج/ 65] ، أي: يحفظها، واستمسَكْتُ بالشيء: إذا تحرّيت الإمساك. قال تعالى: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ
[الزخرف/ 43] ، وقال: أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ
[الزخرف/ 21] ، ويقال: تمَسَّكْتُ به ومسكت به، قال تعالى:
وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ
[الممتحنة/ 10] .
يقال: أَمْسَكْتُ عنه كذا، أي: منعته. قال:
هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ
[الزمر/ 38] ، وكنّي عن البخل بالإمساك. والمُسْكَةُ من الطعام والشراب: ما يُمْسِكُ الرّمقَ، والمَسَكُ: الذَّبْلُ المشدود على المعصم، والمَسْكُ: الجِلْدُ الممسكُ للبدن.
[مسك] أمسكت الشئ، وتمسكت به، واستمسكت به، كله بمعنى اعتصمت به. وكذلك مَسَّكْتُ به تمسيكا. وقرى: {. لا تمسكوا بعِصَمِ الكوافِرِ} . وأمْسَكْتُ عن الكلام، أي سكتُّ. وما تَماسَكَ أن قال ذلك، أي ما تمالك. والمسيك: البخيل ، وكذلك المسك بضم الميم والسين. ويقال: فيه إمْساكٌ ومَساك ومَساكَةٌ، أي بخلٌ. والمَساكُ أيضاً: المكان الذي يمسك الماء، عن أبى زيد. ويقال: فيه مسكة من خير بالضم، أي بقية. والمسكة أيضاً من البئر : الصُلبةُ التي لا تحتاج إلى طيٍّ. والمِسْكُ من الطيبِ فارسيٌّ معرَّب، وكانت العرب تسمِّيه المشموم. وأمَّا قول الشاعر  * فجاءت ومن أردانها المسك تَنْفَحُ * فإنَّما أنَّثه لأنَّه ذهب به إلى ريح المِسْكِ. وثوبٌ مُمَسَّكٌ: مصبوغٌ به. والمَسْكُ، بالفتح: الجِلْدُ. ومنه قولهم: أنا في مَسْكِكَ إن لم أفعل كذا وكذا. والمَسَكُ، بالتحريك: أَسورَةٌ من ذَبْلٍ أو عاجٍ. قال جرير : ترى العَبَسَ الحوْلِيَّ جَوْناً بكوعِها لها مَسَكاً من غير عاجٍ ولاذبل الواحدة مسكة. ورجل مسكة، مثال همزة، أي بخيل، ويقال هو الذى لا يعلق بشئ فيتخلص منه، والجمع مسك.
مسك
المَسْكُ: الإهَابُ. والمِسْكُ: مَعْروفٌ، مُذَكَّرٌ، وجَمْعُه مِسَكٌ.
وسِقَاءٌ مَسِكٌ: كثيرُ الأخْذِ. والمَسَكُ: الذَّبْلُ، الواحدةُ مَسَكَةٌ. والمِسَاكُ في النّار: كالإِرَاثِ. ومَسَكْتُ النارَ تَمْسِيْكاً: جَعَلْتَ لها أُفْحُوصاً.
والتَمَسُّكُ: اسْتِمْسَاكُكَ بالشَيْءِ، تقول: مَسَكْتُ به وتَمَسَكْت واسْتَمْسَكْتُ وامْتَسَكْتُ به.
وفي فلانٍ إمْسَاكٌ ومِسَاكٌ ومَسَاكٌ ومُسْكَة: كُلَّه من البُخْل والتَّمَسُّكِ بما مَعَه. وبَلَوْتُه فَوَجَدْتُه حَسَنَ المَسْكِ بالإِخَاء: أي التَّمَسُّك.
وماله مُسْكَةٌ: أي شَيْءٌ من مالٍ. وهو في الطعام: ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ.
والمِسَاكُ: الإِخَاذُ وهو ما حَبَسَ الماءَ وأمْسَكَه وجَمْعُه مُسُكٌ.
والمَسَكَةُ: مَحْفِرُ الطَّوِيِّ إِذا اخْتَلَفَتْ وكانتْ في لِيْن مَرَّةً وفي حُزُونَةٍ أُخرى، وجَمْعُها مَسَكٌ. وهي - أيضاً -: طَرِيْقَةٌ من حِجارَةٍ في طِيْنٍ.
والماسِكَةُ: قِشْرَةٌ تكونُ على وَجْهِ الصَّبِيِّ. وما يَخْرُجُ على رَأْس الوَلَدِ. وقيل: هي المَسَكَةُ أيضاً. وأعْطيْتُه مُسْكاناً: أي عَرَبُوناً. وكذلك مَسَّكْتُه. وفي حديث عُثمانَ - رضي الله عنه -: " أمّا هذا الحَيُّ من بَلْحَرْثِ فَحَسَكٌ أمْرَاسُ ومَسَكٌ أحْمَاس "، والمَسَكُ - جَمْعُ المَسَكَةِ -: وهو الرَّجُلُ الذي لا يَعْلَق بشَيْءٍ فَيَتَخلَّص منه. ومنه قيل رَجُلٌ مُسَكَة: للبَخِيل.
(مسك) - في حديث علىّ بن أبى طالب - رضي الله عنه -: "ما كان فراشى إلَّا مَسْكُ كَبْشٍ"
: أي إهابُه لأَنَّه يَمسِك ما وَراءَه.
- وفي الحديث: "أنَّه رأَى عَلى عَائشة - رَضي الله عنها - مَسَكَتَيْنِ مِن فضَّةٍ"
قال أبو عَمْرٍو: المَسَكُ مِثلُ الأسْوِرَة مِن الذَّبْلِ، وهو قُروُن الأَوْعال. - وفي حديث أُميَّة بن خَلَفٍ: "أنَّ الأَنصَارَ أَحاطوا به حتّى جَعَلوه في مِثْل المسَكَةِ"
: أي استدَارُوا حَولَه، وحَفُّوا به، حتى كأَنَّه في حَلْقَةِ ذَبْل أَوعَاجٍ.
وقال الَأصمعىُّ: المسَكَةُ: أن تُحفَر البِئر فيبلُغَ قَعْرُها إلى مَوضع لا يحتَاجُ إلى طَىًّ.
- في الحديث : "أنَّ أبا سُفيَان رَجُلٌ مِسِّيكٌ"
: أي شَدِيدُ الإمسَاكِ، وَالتَّمسُّكُ بما في يَدِه.
وهو مِن أَبنِيَة المُبالَغَةِ، كالِخمِّير والسِّكِّير والضِّلِّيلِ.
وقيل: المَسِيكُ: البَخِيلُ؛ إلاَّ أنَّ المحَفوظَ الأوَّلُ.
- في الحديث: "مَن مَسَّك (بشىءٍ) من هذا الْفَىءِ"
يُقالُ: مَسَّكْتُ بالشَّىءِ، وأمْسَكْتُ به، وتَمَسَّكْتُ، وامْتَسَكْتُ واسْتَمْسَكْتُ به بَمعْنىً، والمَسْكُ بمعنى التَّمسُّكِ.
- وفي حديث خَيْبَرَ: "أين مَسْكُ حُيَىٍّ بنِ أخطَب؟ يُريد به ذَخِيرَةً مِن صامِتٍ، وحُلِىٍّ كانَت له، وكانت تُدعَى مَسْك الجَمَل، قُوَّمَت عَشَرةَ آلاف دِينَارٍ، لا تُزَفُّ امرأةٌ إلا استَعارُوه لها، وكان أَوّلاً في مَسْكِ حَمَلٍ، ثم في مَسْكِ ثَوْرٍ، ثم في مَسْكِ جَمَلٍ.

مسك


مَسَكَ(n. ac.
مَسْك)
a. [Bi], Held, seized, grasped, gripped, clutched.
b. [acc. & Bi], Put, laid upon (hand).
c.(n. ac. مَسَاْكَة), Held much water (skin).
مَسِكَ(n. ac. مَسَك)
a. Refrained, contained himself.

مَسُكَ(n. ac. مَسَاْكَة)
a. Was grasping.

مَسَّكَa. see I (a)b. Gave a pledge, guarantee to.
c. Perfumed with musk.

أَمْسَكَa. see I (a) (b).
c. Restrained, prevented.
d. [acc.
or
Bi], Held, contained; retained.
e. ['An], Abstained from, forbore.
f. [Bi], Kept, observed (compact).

تَمَسَّكَ
a. [acc.
or
Bi]
see I (a)
تَمَاْسَكَa. see I (a)
& (مَسِكَ).
c. Cohered.
d. Took prisoner; apprehended.

إِسْتَمْسَكَa. see I (a) ( مَسِكَ) & IV (e).
مَسْك
(pl.
مُسُوْك)
a. Grasp, clutch, grip.
b. Skin, hide.

مَسْكَةa. Piece of skin.

مِسْك
P.
a. Musk.

مِسْكَة
(pl.
مِسَك)
a. Piece of musk.

مُسْكَة
(pl.
مُسَك)
a. Handle, haft.
b. Well; shaft.
c. Niggardliness, miserliness.
d. Food.
e. Intelligence.
f. Strength.
g. Good.

مَسَكَة
(pl.
مَسَك)
a. Bracelet of horn or ivory.
b. Dyke.
c. Caul.
d. see 3t (b) (f).
مَسِكَةa. Hard soil.

مُسَكَة
(pl.
مُسَك)
a. see 10 (a)b. Tenacious, firmhanded.

مُسُكa. Grasping, miserly; skin-flint, grasp-all.
b. Perfume of musk.

مُسُكَةa. see 3t (c)
مَاْسِكa. Seizing &c.

مَاْسِكَةa. fem. of
مَاْسِكb. see 4t (c)
مَسَاْكa. see 3t (c) & 4t
(b).
مَسَاْكَةa. see 3t (c)
مِسَاْكa. see 4t (b) & 3t
(c).
مِسَاْكَةa. see 3t (c)
مَسِيْكa. see 3t (e) (f)
مَسَكَة
(b) &
مُسُك
(a).
مَسِيْكَةa. Hard, stony (ground).
مَسَّاْكa. see 10 (a)
مِسِّيْكa. see 10 (a)b. Capacious (waterskin).
مُسْكَاْنa. Pledge, guarantee. N. P II, Perfumed with musk. N. Ac IV, Avarice, miserliness.
b. Abstinence; continence.

N. Ac.
تَمَسَّكَa. Note of hand, schedule, bond.

مِسْكِيْن
a. see under
سَكَنَ
مُسَّاكَات
a. Reservoirs.

مُمْسَكَة
a. White, white-spotted (hoof).
غَزَال المِسْك
a. Musk, musk-deer.

مَا فِيْهِ مُسْكَة
a. There is no good in him.
(م س ك) : (الْمِسْكُ) وَاحِدُ الْمُسُوكِ (وَأَمْسَكَ الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ أَخَذَهُ وَأَمْسَكَ بِالشَّيْءِ وَتَمَسَّكَ بِهِ وَاسْتَمْسَكَ) اعْتَصَمَ بِهِ (وَأَمْسَكَ عَنْ الْأَمْرِ وَاسْتَمْسَكَ عَنْهُ) كَفَّ عَنْهُ وَامْتَنَعَ وَمِنْهُ (اسْتِمْسَاكُ الْبَوْلِ) امْتِنَاعُهُ عَنْ الْخُرُوجِ وَقَوْلُهُمْ (لَا يَسْتَمْسِكُ بَوْلَهُ) بِمَعْنَى لَا يُمْسِكُهُ خَطَأٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ بَوْلُهُ بِالرَّفْعِ لِأَنَّ الْفِعْلَ لَازِمٌ كَمَا تَرَى وَمِنْهُ قَوْلُهُ (وَأَنَّهُ لَا يَسْتَمْسِكُ عَلَى الرَّاحِلَةِ) أَيْ لَا يَقْدِرُ عَلَى إمْسَاكِ نَفْسِهِ وَضَبْطِهَا وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا (وَقَوْلُهُ) لِأَنَّ فِي الْآلَةِ الْمَاسِكَةِ أَيْ الْمُمْسِكَةِ مِنْ عِبَارَاتِ الْأَطِبَّاءِ (وَالْمُسْكَةُ) التَّمَاسُكُ وَمِنْهَا (قَوْلُهُ) زَوَالُ مُسْكَةِ الْيَقَظَةِ وَقَوْلُهُ فِي الدِّيَاتِ أَزَالَ مُسْكَةَ الْأَرْضِ وَالْآدَمِيُّ لَا يَسْتَمْسِكُ إلَّا بِمُسْكَةٍ وَهِيَ الصَّلَابَةُ مِنْ الْأَرْضِ وَحَقِيقَتُهَا مَا يُتَمَسَّكُ بِهِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ بَلَغْتُ (مُسْكَةَ الْبِئْرِ) إذَا حَفَرْتَ فَبَلَغْتَ مَوْضِعًا صُلْبًا يَصْعُبُ حَفْرُهُ (وَقَوْلُهُمْ) لِلْفَرَسِ إذَا كَانَ مُحَجَّلَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ مُمْسَكُ الْأَيَامِنِ مُطْلَقُ الْأَيَاسِرِ أَوْ عَلَى الْعَكْسِ وَفِيهِ اخْتِلَافٌ وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْإِمْسَاكَ التَّحْجِيلُ لِأَنَّهُ مِنْ الْمِسْكِ جَمْعُ مَسَكَةٍ وَهِيَ السِّوَارُ كَمَا أَنَّ التَّحْجِيلَ مِنْ الْحِجْلِ وَهُوَ الْخَلْخَالُ إلَّا أَنَّهُمَا اُسْتُعِيرَا لِلْقَيْدِ وَكَذَا اُسْتُعْمِلَ الْإِطْلَاقُ فِي مُقَابَلَتِهِمَا (وَفِي) الْحَدِيثِ «وَفِي يَدِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ» .

مسك

1 يُمْسِكُ الرَّمَقَ : see art. رمق.2 مَسَّكَ بِالنَّارِ : see ثقّب.4 أَمْسَكَ He retained; he withheld. (Msb.) b2: He maintained: he was tenacious, or niggardly. b3: He, or it, held fast a thing: and arrested it. b4: أَمْسَكَهُ He held, retained, detained, restrained, stayed, confined, imprisoned, or withheld, him. (K.) b5: أَمْسَكَ عَنِ الأَمْرِ He held, refrained, or abstained, from the thing. (Msb.) b6: أَمْسَكَهُ He grasped it, clutched it, laid hold upon it; or seized it, (بِيَدِهِ (قَبَضَ عَلَيْهِ with his hand: (Msb:) or he took it; or took it with his hand, (أَخَذَهُ,) namely, a rope, &c.: (Mgh:) or he held, or clung, to it: (TA:) [as also تَمَسكَ ↓ بِهِ]. Also, أَمْسَكَ بِهِ signifies [the same; or] he laid hold upon, or seized, somewhat of his body, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like: but أَمْسَقَهُ may signify he withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will. (Mugh, art. بِ.) b7: أَمْسَكَ بَطْنَهُ [It bound, or confined, his belly (or bowels)]: said of medicine. (S, O, Msb, K; all in art. عقل.) b8: الإِمْسَاك, in relation to تَحْجِيل: see an unusual application of it in art. طلق, conj. 4.5 تَمَسَّكَ see 4 and 8. b2: تَمَسَّكَ بِحَبْلِهِ He held fast by his covenant: see أَعْصَمَ.6 تَمَاسَكَ He withheld, or restrained, himself: (PS:) he was able, or powerful; as also تَمَالَكَ, q. v. (KL.) b2: مَا تَمَاسَكَ أَنْ فَعَلَ كَذَا He could not restrain himself from doing so; syn. مَا تَمَالكَ. (S.) b3: تَمَاسَكَ It held together. b4: إِنَّهُ لَذُو تَمَاسُكٍ (assumed tropical:) Verily he possesses intelligence. (TA.) and مَابِهِ تَمَاسُكٌ (tropical:) There is no good in him. (TA.) See مُسْكَةٌ.8 اِمْتَسَكَ بِهِ He clutched, or griped, him, or it; i. q. بِهِ ↓ تَمَسَّكَ. (MA.) 10 اِسْتَمْسَكَ البَطْنُ [The belly (or bowels) became bound, or confined]. (TA in art. عقل.) b2: اِسْتَمْسَكَ بِهِ [sometimes] He sought to lay hold upon it. (Bd, in ii. 257.) b3: اِسْتَمْسَكَ: see an ex. voce صِرْعَةٌ.

مِسْكٌ [Musk: it is obtained from the muskdeer, moschus moschiferus; being found in the male animal, in a vesicle near the navel and prepuce.] It is masc. and fem. (IAmb, TA voce ذَكِىٌّ.) مَسَكٌ Tortoise-shell; syn. ذَبْلٌ: (K:) bracelets made of tortoise-shell (ذَبْلٌ), or of عاج [ivory]: (S, Msb:) bracelets and anklets made of horn and of عاج: n. un. with مُسْكَةٌ. (K.) مُسْكَةٌ Intelligence: (Msb:) or full intelligence, (K, TA,) and judgment; judgment and intel-ligence to which one has recourse; as also مُسْكٌ, not ↓ مَسِيكٌ, as in the K; (TA;) i. q. تَمَاسُكٌ. (Mgh.) You say, لَيْسَ لَهُ مُسْكَةٌ He has no intel-ligence. (Msb.) b2: لَيْسَ بِهِ مُسْكَةٌ He has no strength. (Msb.) مُسْكَانٌ : see art. سكن.

مِسَاكٌ or مَسَاكٌ A kind of needles: see مِدَادٌ.

مَسِيكٌ : see مُسْكَةٌ.

مَسَّاكاتٌ [in the CK, art. روض, written مُسّاكات,] Places, in land, or in the ground, to which the rain-water flows, and which retain it. (TA.) See ضَابِطَةٌ.

مُمْسَكٌ , said of a horse, white on both fore and kind leg on the same side: see مُحَجَّلٌ.

مُتَمَاسِكٌ Compact in the limbs, (TA in art. بدن,) or flesh. (TA in this art.)
م س ك : مَسَكْتُ بِالشَّيْءِ مَسْكًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَتَمَسَّكْتُ وَامْتَسَكْتُ وَاسْتَمْسَكْتُ بِمَعْنَى أَخَذْتُ بِهِ وَتَعَلَّقْتُ وَاعْتَصَمْتُ وَأَمْسَكْتُهُ بِيَدِي إمْسَاكًا قَبَضْتُهُ بِالْيَدِ.

وَأَمْسَكْتُ عَنْ الْأَمْرِ كَفَفْتُ عَنْهُ وَأَمْسَكْتُ الْمَتَاعَ عَلَى نَفْسِي حَبَسْتُهُ وَأَمْسَكَ اللَّهُ الْغَيْثَ حَبَسَهُ وَمَنَعَ نُزُولَهُ وَاسْتَمْسَكَ الْبَوْلُ انْحَبَسَ وَالْبَوْلُ لَا يَسْتَمْسِكُ لَا يَنْحَبِسُ بَلْ يَقْطُرُ عَلَى خِلَافِ الْعَادَةِ وَاسْتَمْسَكَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّاحِلَةِ اسْتَطَاعَ الرُّكُوبَ

وَالْمَسْكُ الْجِلْدُ وَالْجَمْعُ مُسُوكٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْمَسَكُ بِفَتْحَتَيْنِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَبْلٍ أَوْ عَاجٍ.

وَالْمُسْكَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ وَلَيْسَ لِأَمْرِهِ مُسْكَةٌ أَيْ أَصْلٌ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ مُسْكَةٌ أَيْ عَقْلٌ وَلَيْسَ بِهِ مُسْكَةٌ أَيْ قُوَّةٌ.

وَالْمِسْكُ طِيبٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ الْمَشْمُومَ وَهُوَ عِنْدَهُمْ أَفْضَلُ الطِّيبِ وَلِهَذَا وَرَدَ «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» تَرْغِيبًا فِي إبْقَاءِ أَثَرِ الصَّوْمِ قَالَ الْفَرَّاءُ الْمِسْكُ مُذَكَّرٌ وَقَالَ غَيْرُهُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْمِسْكُ وَهِيَ الْمِسْكُ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى التَّأْنِيثِ قَوْلَ الشَّاعِرِ
وَالْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ خَيْرُ طِيبِ ... أُخِذَتَا بِالثَّمَنِ الرَّغِيبِ
وَقَالَ السِّجِسْتَانِيّ: مَنْ أَنَّثَ الْمِسْكَ جَعَلَهُ جَمْعًا فَيَكُونُ تَأْنِيثُهُ بِمَنْزِلَةِ تَأْنِيثِ الذَّهَبِ وَالْعَسَلِ قَالَ وَوَاحِدَتُهُ مَسَكَةٌ مِثْلُ ذَهَبٍ وَذَهَبَةٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَأَصْلُهُ مَسِكٌ بِكَسْرَتَيْنِ قَالَ رُؤْبَةُ
إنْ تُشْفَ نَفْسِي مِنْ ذُبَابَاتِ الْحَسَكْ ... أَحْرِ بِهَا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسِكْ
وَهَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: قَالَ السِّجِسْتَانِيّ أَصْلُهُ السُّكُونُ وَالْكَسْرُ فِي الْبَيْتِ اضْطِرَارٌ لِإِقَامَةِ الْوَزْنِ وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يُنْشِدُ الْبَيْتَ بِفَتْحِ السِّينِ وَيَقُولُ هُوَ جَمْعُ مِسْكَةٍ مِثْلُ خِرْقَةٍ وَخِرَقٍ وَقِرْبَةٍ وَقِرَبٍ وَيُؤَيِّدُ قَوْلَ السِّجِسْتَانِيّ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ فِعِلٌ بِكَسْرَتَيْنِ إلَّا إبِلٌ وَمَا ذُكِرَ مَعَهُ فَتَكُونُ الْكَسْرَةُ لِإِقَامَةِ الْوَزْنِ كَمَا قَالَ
عَلَّمَنَا إخْوَانُنَا بَنُو عِجِل 
وَالْأَصْلُ هُنَا السُّكُونُ بِاتِّفَاقٍ أَوْ تَكُونُ الْكَسْرَةُ حَرَكَةَ الْكَافِ نُقِلَتْ إلَى السِّينِ لِأَجْلِ الْوَقْفِ وَذَلِكَ سَائِغٌ. 
(م س ك)

الْمسك: الْجلد، وَخص بَعضهم بِهِ: جلد السخلة قَالَ: ثمَّ كثر حَتَّى صَار كل جلد مسكا.

وَالْجمع: مسك، ومسوك، قَالَ سَلامَة ابْن جندل:

فاقني لَعَلَّك أَن تحظى وتحتلبي ... فِي سحبل من مسوك الضَّأْن منجوب

وَفِي الْمثل: " لَا يعجز مسك السوء عَن عرف السوء " أَي: لَا يعْدم رَائِحَة خبيثة، يضْرب للرجل اللَّئِيم يكتم لؤمه جهده فَيظْهر فِي أَفعاله.

والمسك: الذبل.

والمسك: الأسورة والخلاخيل من الذبل والقرون والعاج.

واستعاره أَبُو وجزة فَجعل مَا تدخل فِيهِ الأتن أرجلها من المَاء: مسكا، فَقَالَ:

حَتَّى سلكن الشوى مِنْهُنَّ فِي مسك ... من نسل جوابة تلآفاق مهداج

والمسك: ضرب من الطّيب، مُذَكّر، وَقد أنثه بَعضهم على أَنه جمع، واحدته: مسكة، وَقَالَ رؤبة:

إِن تشف نَفسِي من ذبابات الحسك

احر بهَا أطيب من ريح الْمسك

فَإِنَّهُ على إِرَادَة الْوَقْف، كَمَا قَالَ:

شرب النَّبِيذ واعتقالاً بِالرجلِ

وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي:

احر بهَا أطيب من ريح الْمسك وَقَالَ: هُوَ جمع: مسكة.

ودواء مُمْسك: فِيهِ مسك.

ومسك الْبر: نبت أطيب من الخزامى، ونباتها نَبَات القفعاء، وَلها زهرَة مثل زهرَة المرو، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَقَالَ مرّة: هُوَ نَبَات مثل العسلج سَوَاء.

ومسك بالشَّيْء، وَأمْسك بِهِ وَتمسك، وتماسك، واستمسك، ومسك، كُله: احْتبسَ، وَفِي التَّنْزِيل: (والَّذين يمسكون بِالْكتاب) قَالَ خَالِد بن زُهَيْر:

فَكُن معقلاً فِي قَوْمك ابْن خويلد ... ومسك بِأَسْبَاب أضاع رعاتها

ولي فِيهِ مسكة: أَي مَا اتمسك بِهِ.

والمسك، والمسكة: مَا يمسك الابدان من الطَّعَام وَالشرَاب.

وَقيل: مَا يتبلغ بِهِ مِنْهُمَا.

وَرجل ذُو مسكة، ومسك: أَي رَأْي وعقل يرجع إِلَيْهِ، وَهُوَ من ذَلِك.

وَأمْسك الشَّيْء: حَبسه.

والمسك، والمساك: الْموضع الَّذِي يمسك المَاء، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَرجل مسيك، ومسكة: بخيل، وَقَول ابْن حلزة:

وَلما أَن رَأَيْت سراة قومِي ... مساكي لَا يثوب لَهُم زعيم

يجوز أَن يكون " مساكي " فِي بَيته: اسْما لجمع مسيك، وَيجوز أَن يتَوَهَّم فِي الْوَاحِد " مسكان " فَيكون من بَاب: سكارى وحيارى.

وَفِيه مسكة، ومسكة، عَن اللحياني، ومساك، ومساك، ومساكة، وإمساك، كل ذَلِك من الْبُخْل والتمسك بِمَا لَدَيْهِ ضناًّ بِهِ.

وَفرس مُمْسك الأيامن مُطلق الأياسر: محجل الرجل وَالْيَد من الشق الْأَيْمن، وهم يكرهونه.

فَإِن كَانَ محجل الرجل وَالْيَد من الشق الْأَيْسَر، قَالُوا: هُوَ مُمْسك الأياسر مُطلق الأيامن، وهم يستحبون ذَلِك.

وكل قَائِمَة بهَا بَيَاض فَهِيَ ممسكة، لِأَنَّهَا أَمْسَكت بالبياض. وَقوم يجْعَلُونَ الْإِمْسَاك: أَلا يكون فِي الْقَائِمَة بَيَاض.

والمسكة، والماسكة: قشرة تكون على وَجه الصَّبِي أَو الْمهْر.

وَقيل: هِيَ كالسلي يكونَانِ فِيهَا.

وَبلغ مسكة الْبِئْر، ومسكتها: إِذا حفر فَبلغ مَكَانا صلبا.

ومسك بالنَّار: فحص لَهَا فِي الأَرْض ثمَّ غطاها بالرماد والبعر ودفنها.

وسقاء مسيك: كثير الاخذ للْمَاء.

وَقد مسك، بِفَتْح السِّين، مساكة، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

وماسك: اسْم.
[مسك] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم: بادن "متماسك"، أي معتدل الخلق كأن أعضاءه يمسك بعضها بعضًا. ش: أي ليس بمسترخية. نه: وفيه: لا "يالناس علي بشيء فإني لا أحل إلا ما أحل الله ولا أحرم إلا ما حرم الله، يعني ما خصص به، فإن الله أحل له أشياء حرمها على غيره من عدد النساء والموهوبة وغير ذلك، وفرض عليه أشياء خففها عن غيره، يقال: أمسكت الشيء بالشيء ومسكت به وتمسكت به وامتسكت. ومنه ح: من "مسك" من هذا الفيء بشيء، أي أمسك. وفيه: خذي فرصة "ممسكة"، أي قطعة متحملة أي تحمليها معك، أو خلقة أمسكت كثيرًا، كأنه أراد لا تستعمل جديدًا من القطن والصوف للارتفاق به في نحو الغزل، ولأن الخلق أصلح له وأوفق، وقيل: هو من التمسك باليد، وكل هذا تكلف، وما عليه الفقهاء أنه يستحب لها أن تأخذ شيئًا من المسك تتطيب به أو فرصة مطيبة به- ومر في فر. ج: من مسك- ظاهره أن الفرصة قطعة من المسك وعليه المذهب، وإن لم يجد فبطيب آخر ليزيل به ريح النتن. ك: ممسكة- بضم ميم أولى وفتح ثانية وشدة سين مفتوحة، أي مطلية بالمسك، وروى: من مسك- بفتح ميم وهو الجلد، أي خذي قطعة منه وجملي بها مسح القبل، واحتجوا له بأنهم كانوا في ضيق يمتنع معه أن يمتهنوا المسك. ن: هو تسوية بين الصحابة في الفقر بحيث لا يقدرون على استعمال ما قل من مسك مع مبالغة أهل الحجاز في الطيب، وحكمته عند الجمهور دفع الرائحة الكريهة، وقيل: لكونه أسرع إلى العلوق. نه: وفيه: إنه رأى على عائشة "مسكتين" من فضة، هو بالحركة: السوار من الذيل وهي قرون الأوعال، وقيل: جلود دابة بحرية، وجمعه مسك. ج: وفي يد ابنتهاأي الممسك عن الفرض لا عن المندوب إلا إذا غلب عليه الشح. ن: وأعط منفقًا خلفًا، أي من أنفق في وجوه الخيرات بلا إسراف. ط: "أمسك" عنه بذنبه، أي أمسك عنه ما يستحقه بسبب ذنبه من العقوبة. وفيه: إذا "أمسك" الرجل وقتله الآخر، أي لو أمسكه حتى قتله الآخر فلا قود على الممسك خلافًا لمالك. ك: إنما "أمسكه" على نفسه، يعني وقد قال تعالى "فكلوا مما "امسكن" عليكم" ط: وفيه: فدبغنا "مسكها"- بفتح ميم- ثم ما زلنا ننبذ فيه- أي نشرب منه الماء- حتى صار شنا، أي خلقا، وكانوا ينبذون نحو التمر في الماء ليحلو. وح: تارك فيكم ما إن "تمسكتم" به لن تضلوا، "ما" موصولة والشرطية صلتها، وإمساك الشيء: التعلق به وحفظه، كأن الناس واقعون في مهواة طبيعتهم مشتغلون بشهواتها وأراد الله تعالى بلفظه رفعهم فتدلى حبل القرآن إليهم، فمن تمسك به نجا، أي عمل به بالائتمار والانتهاء، والتمسك بالعترة: محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم، ومعنى كون أحدهما أعظم من الآخر أن القرآن أسوة للعترة وعليهم الاقتداء به وهم أولى الناس بالعمل بما فيه، وسر اقتران العترة بالقرآن مقتضى "قل لا أسئلكم عليه أجرًا إلا المودة" فإنه جعل شكر إنعامه بالقرآن منوطًا بمحبتهم، فمن أقام بالوصية وشكر تلك الصنعة بحسن الخلافة، لن يتفرقا- فلا يفارقانه في مواطن القيامة، حتى يردا الحوض- فيشكرا صنيعه عند النبي صلى الله عليه وسلم فحينئذ يكافئه والله يجازيه بالجزاء الأوفر، ومن أضاع الوصية فحكمه بالعكس، فمعنى انظروا- تأملوا كيف تخلفوني فيهما هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء.
مسك
مسَكَ/ مسَكَ بـ يمسِك، مَسْكًا، فهو ماسك، والمفعول مَمْسوك
• مسَك العصا وغيرَها/ مسَك بالعصا وغيرها: أخذ بها وتعلَّق، قبض عليها بيده "مسَك الحبلَ/ كتابًا".
• مسَك الإدارةَ ونحوَها: تولاَّها وأشرف عليها "مسَك حسابات شركة" ° مسَك بزمام الأمور: تحمَّلها بنفسه، سيطر عليها، تحكَّم فيها.
• مسَك ثوبًا: طيَّبه بالمِسْك.
• مسَك الشُّرطيُّ اللِّصَّ/ مسَك الشُّرطيُّ باللِّصِّ: حبَسه، قبض عليه باليد "مسَك بقبَّة خَصْمِه: قبض عليه بقوَّة وحزم وسرعة"? مسَك لسانَه: أحجم عن الكلام. 

أمسكَ/ أمسكَ بـ/ أمسكَ عن يُمسك، إمساكًا، فهو مُمسِك، والمفعول مُمسَك (للمتعدِّي)
• أمسك الرَّجلُ: بخل، قتّر "اللّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا [حديث] ".
• أمسكت أمعاؤُه: كان بها إمساك (صعوبة إخراج).
• أمسك الشَّيءَ/ أمسك بالشَّيء:
1 - قبض عليه وأخذه بيده "أمسك كتابًا- أمسك بخناقه- أمسك سارقًا: ألقى القبض عليه بيده" ° أمسك الإدارةَ: أشرف عليها- أمسك بالحبل من الطرفين: راعى الطرفين بدون أن يُظهر انحيازا لأحدهما- أمسك بزمام الأمور: تحكَّم فيها، سيطر عليها، ضبطها- أمسك دفَّة الحكم: تولاّه- يُمسك بخيوط اللُّعبة: يتحكّم في الأمر ويسيطر عليه.
2 - تعلّق به، اعتصم "أمسكت بذراع زوجها- أمسك الطفلُ برقبة أبيه- أمسك بحبل النَّجاة".
• أمسك الشَّيءَ على نفسه: حبسه " {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} " ° أمسك أنفاسه: أوقفها لحظةً ترقُّبًا لأمر- أمسك اللهُ الغيثَ: حبسه ومنع نزولَه- أمسك رمقَه: حفظ حياتَه من الهلاك- أمسك لسانَه: سكت، امتنع عن الكلام.
• أمسك الشَّيءَ:
1 - حفظه من السّقوط " {إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} ".
2 - منَعه " {أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} ".
• أمسك عن الطَّعام ونحوِه: كفّ وامتنع، تركه، أضرب عنه "أمسك عن بذيء الكلام: سكت- أمسك عن اللَّعب- أمسكتِ الجريدةُ عن الصّدور- مدفع الإمساك: إيذان ببداية صوم يوم جديد". 

استمسكَ/ استمسكَ بـ يستمسك، استمساكًا، فهو مُستمسِك، والمفعول مُستمسَك به
• استمسك البولُ: انحبس وامتنع عن الخروج.
• استمسك بحُجَّة: احتمى، تعلَّق وتشبَّث بها، اعتصم بها ولم يَحِدْ عنها " {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ} ". 

تماسكَ يتماسك، تماسُكًا، فهو مُتماسك
• تماسكتِ الأشياءُ: ترابطت أجزاؤها بعضها ببعض، قويت واشتدّت ومسك بعضُها بعضًا "بنيان متماسك الأجزاء- لم يتماسكِ العجينُ بعد- عائلة متماسكة".
 • تماسك الشَّخصُ عند الشِّدّة: ملك نفسَه وضبطها، اشتدّ وثبت "تماسك حين سمع نبأ وفاة والده- لم يتماسك عن الضَّحك- ما تماسك أن قال كذا". 

تمسَّكَ بـ يتمسّك، تمسُّكًا، فهو مُتمسِّك، والمفعول مُتمسَّك به
• تمسَّك بالشَّيء/تمسَّك بالأمر: أخذ به وتعلّق واعتصم وتشبَّث به "تمسَّك الطِّفلُ بملابس أمّه- تمسَّك بحقِّه: حرص عليه- تمسَّك برأيه: لم يحدْ عنه- تمسّك بالأمل/ بالأوهام/ بالأحلام/ بالقانون/ بمعتقداته الفكريّة".
• تمسَّك ببراءته: بحث عن دليل يدعِّم قضيّتَه أو موقفَه.
مسَّكَ/ مسَّكَ بـ يمسِّك، تمسيكًا، فهو مُمسِّك، والمفعول مُمسَّك
• مسَّك الثِّيابَ: طيَّبها بالمِسْك "مسَّكت شعرَها".
• مسَّك بالشَّيء: أخذ به وتعلَّق " {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ}: يعتصمون به ويحرصون عليه". 

إمساك [مفرد]:
1 - مصدر أمسكَ/ أمسكَ بـ/ أمسكَ عن.
2 - (طب) قَبْضٌ يصيب الأمعاءَ يمنعها من تصريف فضلاتها، صعوبة التبرُّز.
• الإمساك في الصَّوم: (فق) الامتناع عن المفطّرات من الطَّعام والشَّراب وغيرهما من طلوع الفجر إلى غروب الشَّمس. 

إمساكيَّة [مفرد]: جَدْوَلٌ يُبيِّن مواعيدَ الصَّوم والإفطار والصَّلوات في شهر رمضان. 

تماسُك [مفرد]:
1 - مصدر تماسكَ.
2 - (فز) تجاذب بين جزيئات الجسيمات المتماثلة، فيؤدِّي إلى ترابط بعضها ببعض.
3 - (كم) درجة الكثافة أو اللُّزوجة أو درجة مقاومة الحركة.
• التَّماسُك الاجتماعيّ: ترابط أجزاء المجتمع الواحد. 

تَمَسُّك [مفرد]: مصدر تمسَّكَ بـ.
• قانون التَّمَسُّك: (قن) عدمُ إخلاء مَحَلاَّت السَّكَن أو العمل المُكْتراة. 

مَسْك [مفرد]: ج مُسْك (لغير المصدر) ومسوك (لغير المصدر): مصدر مسَكَ/ مسَكَ بـ.
• مَسْك الدَّفاتر: (جر) علمٌ تُعرف به أصول تقييد الأعمال التّجاريّة في الدّفاتر بصورة قانونيّة ووَفْق اصطلاح خاصّ. 

مِسْك [مفرد]: ج مِسَك: (كم) نوع من الطِّيب، وهو مادَّة دُهنيَّة عَطِرة سمراءُ اللَّون، تُتَّخذ من بعض أنواع الغِزْلان (يُذكّر ويؤنّث) "لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ [حديث]- {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ. خِتَامُهُ مِسْكٌ} " ° مِسْك الخِتام: خاتمة حسنة، خلاصةُ الكلام وخاتمته وأجمل ما فيه. 

مُسَكَة [مفرد]
• المُسَكَة:
1 - من إذا أمسك الشَّيءَ لم يُقْدَر على تخليصه منه.
2 - البخيل، شديد البخل "رجل مُسَكَة". 

مسك: المَسْكُ، بالفتح وسكون السين: الجلد، وخَصَّ بعضهم به جلد

السَّخْلة، قال: ثم كثر حتى صار كل جلد مَسْكاً، والجمع مُسُكٌ ومُسُوك؛ قال

سلامة بن جَنْدل:

فاقْنَيْ لعلَّكِ أن تَحْظَيْ وتَحْتَبِلي

في سَحْبَلٍ، من مُسُوك الضأْن، مَنْجُوب

ومنه قولهم: أنا في مَسْكِك إن لم أفعل كذا وكذا. وفي حديث خيبر: أَين

مَسْكُ حُيَيِّ بن أَخْطَب كان فيه ذخيرة من صامِتٍ وحُليّ قُوِّمت بعشرة

آلاف دينار، كانت أَوَّلاً في مَسْك جَمَل ثم مَسْك ثور ثم مَسْك جَمَل.

وفي حديث علي، رضي الله عنه: ما كان على فِراشي إلاّ مَسْكُ كَبْشٍ أي

جلده. ابن الأعرابي: والعرب تقول نحن في مُسُوك الثعالب إذا كانوا خائفين؛

وأنشد المُفَضَّل:

فيوماً تَرانا في مُسُوك جِيادنا

ويوماً تَرانا في مُسُوك الثعالِبِ

قال: في مسوك جيادنا معناه أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا في قُدودٍ من

مُسُوك خيولنا المذبوحة، وقيل في مُسُوك أي على مسوك جيادنا أي ترانا فرساناً

نُغِير على أَعدائنا ثم يوماً ترانا خائفين. وفي المثل: لا يَعْجِزُ

مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَم رائحة خبيثة؛ يضرب

للرجل اللئيم يكتم لؤمه جُهْدَه فيظهر في أفعاله. والمَسَكُ: الذَّبْلُ.

والمَسَكُ: الأَسْوِرَة والخلاخيل من الذَّبْلِ والقرون والعاج، واحدته

مَسَكة. الجوهري: المَسَك، بالتحريك، أَسْوِرة من ذَبْلٍ أو عاج؛ قال

جرير:تَرَى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْباً بكُوعِها

لها مسَكاً، من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ

وفي حديث أبي عمرو النَّخَعيّ: رأَيت النعمان بن المنذر وعليه قُرْطان

ودُمْلُجانِ ومَسَكتَان، وحديث عائشة، رضي الله عنها: شيء ذَفِيفٌ

يُرْبَطُ به المَسَكُ. وفي حديث بدر: قال ابن عوف ومعه أُمية بن خلف: فأحاط بنا

الأنصار حتى جعلونا في مثل المَسَكَةِ أي جعلونا في حَلْقةٍ كالسِّوارِ

وأحدقوا بنا؛ واستعاره أَبو وَجْزَة فجعل ما تُدخِلُ فيه الأُتُنُ

أَرجلَها من الماء مَسَكاً فقال:

حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَسَكٍ،

من نَسْلِ جدَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ

التهذيب: المَسَكُ الذَّبْلُ من العاج كهيئة السِّوار تجعله المرأَة في

يديها فذلك المَسَكُ، والذَّبْلُ القُرون، فإن كان من عاج فهو مَسَك وعاج

ووَقْفٌ، وإذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غير. وقال أَبو عمرو

المَسَكُ مثل الأَسْوِرة من قُرون أو عاج؛ قال جرير:

ترى العبس الحوليّ جوناً بكوعها

لها مسكاً، من غير عاج ولا ذبل

وفي الحديث: أنه رأى على عائشة، رضي الله عنها، مَسَكَتَيْن من فضة،

المَسَكةُ، بالتحريك: الوسار من الذَّبْلِ، وهي قُرون الأَوْعال، وقيل: جلود

دابة بحرية، والجمع مَسَكٌ. الليث: المِسْكُ معروف إلا أَنه ليس بعربي

محض.

ابن سيده: والمِسْكُ ضرب من الطيب مذكر وقد أَنثه بعضهم على أنه جمع،

واحدته مِسْكة. ابن الأعرابي: وأصله مِسَكٌ محرّكة؛ قال الجوهري: وأما قول

جِرانِ العَوْدِ:

لقد عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثوبُها

جديدٌ، ومن أَرْدانها المِسْكُ تَنْفَحُ

فإنما أَنثه لأنه ذهب به إلى ريح المسك. وثوب مُمَسَّك: مصبوغ به؛ وقول

رؤبة:

إن تُشْفَ نَفْسي من ذُباباتِ الحَسَكْ،

أَحْرِ بها أَطْيَبَ من ريحِ المِسِكْ

فإنه على إرادة الوقف كما قال:

شُرْبَ النبيذ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ

ورواه الأصمعي:

أَحْرِ بها أَطيب من ريح المِسَك

وقال: هو جمع مِسْكة. ودواء مُمَسَّك: فيه مِسك. أَبو العباس في حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحيض: خُذِي فِرْصةً فَتَمَسَّكي بها، وفي

رواية: خذي فَرِصَة مُمَسّكة فَتَطَيَّبي بها؛ الفِرصَةُ: القِطْعة يريد

قطعة من المسك، وفي رواية أُخرى: خذي فِرْصَةً من مِسْكٍ فتطيبي بها، قال

بعضهم: تَمَسَّكي تَطَيَّبي من المِسْك، وقالت طائفة: هو من التَّمَسُّك

باليد، وقيل: مُمَسَّكة أي مُتَحَمَّلة يعني تحتملينها معك، وأَصل

الفِرْصة في الأصل القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك؛ قال الزمخشري:

المُمَسَّكة الخَلَقُ التي اُمْسِكَتْ كثيراً، قال: كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد

من القطن والصوف للارْتِفاق به في الغزل وغيره، ولأن الخَلَقَ أصلح لذلك

وأَوفق؛ قال ابن الأثير: وهذه الأقوال أكثرها مُتَكَلَّفَة والذي عليه

الفقهاء أنا الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأْخذ شيئاً يسيراً

من المِسْك تتطيب به أو فِرصةً مطيَّبة من المسك. وقال الجوهري: المِسْك

من الطيب فارسي معرب، قال: وكانت العرب تسميه المَشْمُومَ. ومِسْكُ

البَرِّ: نبت أطيب من الخُزامى ونباتها نبات القَفْعاء ولها زَهْرة مثل زهرة

المَرْوِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وقال مرة: هو نبات مثل العُسْلُج سواء.

ومَسَكَ بالشيءِ وأَمْسَكَ به وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك، كُلُّه:

احْتَبَس. وفي التنزيل: والذي يُمَسِّكون بالكتاب؛ قال خالد بن زهير:

فكُنْ مَعْقِلاً في قَوْمِكَ، ابنَ خُوَيْلدٍ،

ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها

التهذيب في قوله تعالى: والذين يُمْسِكُون بالكتاب؛ بسكون وسائر القراء

يُمَسِّكون بالتشديد، وأَما قوله تعالى: ولا تُمَسِّكوا بعِصَم الكوافر،

فإن أَبا عمرو وابن عامر ويعقوب الحَضْرَمِيَّ قرؤُوا ولا تُمَسِّكوا،

بتشديدها وخففها الباقون، ومعنى قوله تعالى: والذي يُمَسِّكون بالكتاب، أي

يؤْمنون به ويحكمون بما فيه. الجوهري: أَمْسَكْت بالشيء وتَمَسَّكتُ به

واسْتَمْسَكت به وامْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنى اعتصمت، وكذلك مَسَّكت به

تَمْسِيكاً، وقرئَ ولا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ. وفي التنزيل: فقد

اسْتمسكَ بالعُرْوَة الوُثْقى؛ وقال زهير:

بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ

ولي فيه مُسْكة أي ما أَتَمَسَّكُ به. والتَّمَسُّك: اسْتِمْساكك

بالشيء، وتقول أَيضاً: امْتَسَكْت به؛ قال العباس:

صَبَحْتُ بها القومَ حتى امْتَسكْـ

تُ بالأرْضِ، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا يُمْسِكَنَّ الناسُ

عليَّ بشيءِ فإني لا أُحِلُّ إلا ما أَحَلَّ الله ولا أُحرِّم إلاّ ما

حَرَّم الله؛ قال الشافعي: معناه إن صحَّ أنَّ الله تعالى أَحل للنبي، صلى

الله عليه وسلم، أَشياء حَظَرَها على غيره من عدد النساء والموهوبة وغير

ذلك، وفرض عليه أَشياء خففها عن غيره فقال: لا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ

بشيء، يعني بما خصِّصْتُ به دونهم فإن نكاحي أَكثر من أَربع لا يحل لهم أَن

يبلغوه لأنه انتهى بهم إلى أَربع، ولا يجب عليهم ما وجب عليَّ من تخيير

نسائهم لأنه ليس بفرض عليهم. وأَمْسَكْتُ عن الكلام أي سكت. وما تَماسَكَ

أن قال ذلك أي ما تمالك. وفي الحديث: من مَسَّك من هذا الفَيْءِ بشيءٍ أي

أَمسَك.

والمُسْكُ والمُسْكةُ: ما يُمْسِكُ الأبدانَ من الطعام والشراب، وقيل:

ما يتبلغ به منهما، وتقول: أَمْسَك يُمْسِكُ إمْساكاً. وفي حديث ابن أَبي

هالَة في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: بادنٌ مُتَماسك؛ أراد أَنه مع

بدانته مُتَماسك اللحم ليس بمسترخيه ولا مُنْفَضِجه أي أنه معتدل الخلق

كأَن أعضاءَه يُمْسِك بعضها بعضاً. ورجل ذو مُسْكةٍ ومُسْكٍ أي رأْي وعقل

يرجع إليه، وهو من ذلك. وفلان لا مِسُكة له أي لا عقل له. ويقال: ما بفلان

مُسْكة أي ما به قوَّة ولا عقل. ويقال: فيه مُسْكَةٌ من خير، بالضم، أي

بقية.

وأَمْسَكَ الشيءَ: حبسه. والمَسَكُ والمَسَاكُ: الموضع الذي يُمْسِك

الماءَ؛ عن ابن الأعرابي.

ورجل مَسِيكٌ ومُسَكَةٌ أي بخيل. والمِسِّيك: البخيل، وكذلك المُسُك،

بضم الميم والسين، وفي حديث هند بنت عُتْبة: أن أَبا سفيان رجل مَسِيكٌ أي

بخيل يُمْسِكُ ما في يديه لا يعطيه أَحداً وهو مثل البخيل وزناً ومعنى.

وقال أَبو موسى: إنه مِسِّيكٌ، بالكسر والتشديد، بوزن الخِمَّير

والسِّكِّير أي شديد الإمْساك لماله، وهو من أَبنية المبالغة، قال: وقيل المِسِّيك

البخيل إلاَّ أن المحفوظ الأول؛ ورجل مُسَكَةٌ، مثل هُمَزَة، أي بخيل؛

ويقال: هو الذي لا يَعْلَقُ بشيء فيتخلص منه ولا يُنازِله مُنازِلٌ

فيُفْلِتَ، والجمع مُسَكٌ، بضم الميم وفتح السين فيهما؛ قال ابن بري: التفسير

الثاني هو الصحيح، وهذا البناء أعني مُسَكة يختص بمن يكثر منه الشيء مثل

الضُّحكة والهُمَزَة. وفي حديث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حين قال له

ابن عُرَانَةَ: أَما هذا الحَيُّ من بَلْحرث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ،

ومُسَكٌ أَحْماس، تَتَلَظَّى المَنايا في رِماحِهِم؛ فوصفهم بالقوَّة

والمَنَعةِ وأَنهم لِمَنْ رامهم كالشوك الحادِّ الصُّلْب وهو الحَسَك، وإذا

نازَلوا أَحداً لم يُفْلِتْ منهم ولم يتخلص؛ وأما قول ابن حِلِّزة:

ولما أَن رأَيتُ سَراةَ قَوْمِي

مَسَاكَى، لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مساكى في بيته اسماً لجمع مَسِيك، ويجوز أن

يتوهم في الواحد مَسْكان فيكون من باب سَكَارَى وحَيَارَى. وفيه

مُسْكةٌ ومُسُكةٌ؛ عن اللحياني، ومَسَاكٌ ومِساك ومَسَاكة وإمْساك: كل ذلك من

البخل والتَّمَسُّكِ بما لديه ضَنّاً به؛ قال ابن بري: المِسَاك الاسم من

الإمْساك؛ قال جرير:

عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ وفارَقَتْ،

ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إقْتارُ

والعرب تقول: فلان حَسَكة مَسَكة أي شجاع كأَنه حَسَكٌ في حَلْق عدوِّه.

ويقال: بيننا ماسِكة رحِم كقولك ماسَّة رحم وواشِجَة رحم.

وفرس مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَقُ الأياسر: مُحَجَّلُ الرجل واليد من

الشِّقِّ الأيمن وهم يكرهونه، فإن كان مُحَجَّل الرجل واليد من الشِّقِّ

الأيسر قالوا: هو مُمْسَكُ الأياسر مُطْلَق الأيامن، وهم يستحبون ذلك. وكل

قائمة فيها بياض، فهي مُمْسَكة لأنها أُمسِكت بالبياض؛ وقوم يجعلون

الإمْسَاك أن لا يكون في القائمة بياض. التهذيب: والمُطْلَق كل قائمة ليس بها

وَضَحٌ، قال: وقوم يجعلون البياض إطلاقاً والذي لا بياض فيه إمساكاً؛

وأَنشد؛

وجانب أُطْلِقَ بالبَياضِ،

وجانب أُمْسك لا بَياض

وقال: وفيه من الاختلاف على القلب كما وصف في الإمْساك.

والمَسَكةُ والمَاسِكة: قِشْرة تكون على وجه الصبي أَو المُهْر، وقيل:

هي كالسَّلى يكونان فيها. وقال أَبو عبيدة: المَاسِكة الجلدة التي تكون

على رأْس الولد وعلى أطراف يديه، فإذا خرج الولد من الماسِكة والسَّلى فهو

بَقِير، وإذا خرج الولد بلا ماسِكة ولا سَلىً فهو السَّلِيل. وبلغ مَسَكة

البئر ومُسْكَتَها إذا حفر فبلغ مكاناً صُلْباً. ابن شميل: المَسَكُ

الواحد مَسَكة وهو أن تَحْفِر البئر فتبلغ مَسَكةً صُلْبةً وإن بِئارَ بني

فلان في مَسَك؛ قال الشاعر:

اللهُ أَرْواكَ وعَبْدُ الجَبَّارْ،

تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المِنْقارْ،

في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هارْ

الجوهري: المُسْكَةُ من البئر الصُّلْبةُ التي لا تحتاج إلى طَيّ.

ومَسَك بالنار. فَحَصَ لها في الأرض ثم غطاها بالرماد والبعر ودفنها.

أبو زيد: مَسَّكْتُ بالنار تَمْسِيكاً وثَقَّبْتُ بها تَثْقْيباً، وذلك إذا

فَحَصت لها في الأَرض ثم جعلت عليها بعراً أو خشباً أو دفنتها في

التراب.والمُسْكان: العُرْبانُ، ويجمع مَساكينَ، ويقال: أَعطه المُسْكان. وفي

الحديث: أنه نهى عن بيع المُسْكانِ؛ وهو بالضم بيع العُرْبانِ

والعَرَبُونِ، وهو أن يشتري السِّلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن أَمضى البيع

حُسب من الثمن وإن لم يمض كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري، وقد ذكر

في موضعه. ابن شميل: الأرض مَسَكٌ وطرائق: فَمَسَكة كَذَّانَةٌ ومَسَكة

مُشاشَة ومَسَكة حجارة ومَسَكة لينة، وإنما الأرض طرائق فكل طريقة

مَسَكة، والعرب تقول للتَّناهي التي تُمْسِك ماء السماء مَساك ومَساكة

ومَساكاتٌ، كل ذلك مسموع منهم. وسقاءٌ مَسِيك: كثير الأخذ للماء. وقد مَسَك، بفتح

السين، مَساكة، رواه أَبو حنيفة. أبو زيد: المَسِيك من الأَساقي التي

تحبس الماء فلا يَنْضَحُ. وأرض مَسِيكة: لا تُنَشِّفُ الماءَ لصلابتها.

وأَرض مَساك أيضاً. ويقال للرجل يكون مع القوم يخوضون في الباطل: إن فيه

لَمُسْكةً عما هم فيه. وماسِكٌ: اسم. وفي الحديث ذكر مَسْك

(* قوله «ذكر مسك

إلخ» كذا بالأصل والنهاية، وفي ياقوت: ان الموضع الذي قتل به مصعب والذي

كانت به وقعة الحجاج مسكن بالنون آخره كمسجد وهو المناسب لقول الأصل

وكسر الكاف وليس فيه ولا في القاموس مسك؛) هو بفتح الميم وكسر الكاف صُقْع

بالعراق قتل فيه مُصْعَب ابن الزبير، وموضع بدُجَيْل الأهْواز حيث كانت

وقعة الحجاج وابن الأشعث.

مسك
المَسكُ بالفَتْحِ: الجِلْدُ عامَّةً، زَاد الرّاغِبُ المُمْسِكُ للبَدَنِ. أَو خاصٌّ بالسَّخْلَةِ أَي بجِلْدِها، ثمَّ كَثُرَ حتّى صارَ كُلُّ جِلْدٍ مَسكًا، كَذَا فِي المُحْكَمِ، فَلَا يُلْتَفَتُ إِلى دَعْوَى شَيخِنا فِي مرجُوحِيتِه. مُسُوكٌ ومُسُكٌ، قَالَ سلامَةُ بنُ جَنْدَل:
(فاقْنَى لعَلَّكِ أَنْ تَحْظَى وتَحْتَبِلِي ... فِي سَحْبَلٍ مِنْ مُسُوكِ الضَّأْنِ مَنْجُوبِ)
وَمِنْه قولُهم: أَنَا فِي مَسكِكَ إِنْ لَم أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا، وَفِي حَدِيثِ خَيبَر: فَغَيَّبُوا مَسكًا لحُيَي بنِ أَخْطَبَ، فوَجَدُوه، فقَتَل ابْن أَبي الحُقَيق وسَبَى ذَرارِيَهُم قيل: كانَ فيهِ ذَخِيرَةٌ من صامِت وحُلِي قُوِّمَتْ بعَشْرَةِ آلافٍ، كانَتْ أَوَّلاً فِي مَسْكِ حَمَلٍ، ثُمّ فِي مسكِ ثَوْرٍ، ثُمّ فِي مَسكِ جَمَلٍ، وَفِي حَدِيث عَلِي رَضِي الله تَعالى عَنهُ: مَا كانَ فِراشِي إِلا مَسكَ كَبش أَي جِلْدَه.
والمَسكَةُ بهاءٍ: القِطْعَةُ مِنْه.
وَمن المَجازِ: يُقال: هم فِي مُسُوكِ الثَّعالِبِ، أَي: مَذْعُورُونَ خائِفُون وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ:
(فيَوْمًا تَرانا فِي مُسُوكِ جِيادِنا ... ويَوماً تَرانَا فِي مُسُوكِ الثَّعالِبِ)
أَي على مُسُوكِ جِيادِنا، أَي تَرانَا فُرساناً نُغِيرُ على أَدائِنا، ثمَّ يَوماً تَرَانَا خائِفِينَ.
وَفِي الْمثل: لَا يَعْجِزُ مَسكُ السَّوءِ عَنْ عَزفِ السَّوْءِ أَي لَا يَعْدَمُ رائِحَةً خَبِيثَةً، يُضْرَبُ للرَّجُلِ اللَّئيمِ يَكْتُم لُؤْمَه جَهْدَه فيَظْهَرُ فِي أَفْعالِه.
والمَسَكُ بالتَّحْرِيكِ: الذَّبْلُ والأَسْوِرَةُ والخَلاخِيلُ من القُرُونِ والعاجِ، الواحِدُ بهاءٍ قَالَ جَرِيرٌ: (تَرَى العَبَسَ الحَوْلِيَ جَوْناً بكُوعِها ... لَها مَسَكًا من غَيرِ عاجٍ وَلَا ذَبْلِ)

وَفِي حَدِيثِ أبي عَمْرو النَّخَعِي رَضِي اللُّه تَعَالَى عَنهُ: رَأَيت النّعْمانَ بنَ المُنْذِرِ وَعَلِيهِ قُرطانِ ودُمْلُجانِ ومَسَكَتانِ، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ قَالَ ابنُ عَوْف ومَعَه أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ: فأَحاطَ بِنا الأَنْصارُ حَتّى جَعَلُونا فِي مِثْلِ المَسَكَةِ أَي جَعَلُونا فِي حَلْقة كالسِّوارِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: المَسَكُ الذَّبْلُ من العاجِ كهيئَةِ السِّوارِ تَجْعَله المرأَةُ فِي يَدَيْها، فذلِكَ المَسَكُ، والذَّبْلُ والقرون فإِن كانَ مِنْ عاج فَهُوَ مَسَك وعاج ووَقْفٌ، وِإذا كانَ من ذَبْل فَهُوَ مَسَكٌ لَا غير.
والمِسكُ بالكَسرِ: طِيبٌ مَعْرُوف، وَهُوَ مُعَرَّبُ مُسْك، بالضمِّ وسُكُونِ المُعْجَمة. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وكانَت العَرَبُ تُسَمِّيه المَشْمُومَ، وَفِي الحَدِيثِ: أَطْيَبُ الطِّيبِ المِسكُ يُذَكَّرُ ويُؤَنث، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْل جِرانِ العَوْدِ:
(لقَدْ عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثَوْبُها ... جَدِيدٌ ومِنْ أَرْدانِها المِسكُ تَنْفَحُ)
فإِنّه أَنَّثَه لأَنّه ذَهَبَ بِهِ إِلى رِيحِ المِسكِ.
والقِطْعَةُ مِنْهُ مِسكَةٌ مِسَكٌ، كعِنَبٍ قَالَ رُؤْبَةُ: أَحْرِ بِها أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ المِسَكْ هَكَذَا قالَهُ الأَصْمَعي، وَقيل: هُوَ بكَسرِ الميمِ والسِّينِ على إِرادَةِ الوَقْفِ، كَمَا قالَ: شُربَ النَّبِيذِ واعْتِقالاً بالرجِلْ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُ: اضْطر إِلى تَحْرِيكِ السِّينِ فحَرَكَها بالفَتْحِ. مُقَو للقَلْبِ مُشَجِّعٌ للسَّوْداوِيِّينَ، نافِعٌ للخَفَقانِ والرياحِ الغَلِيظَةِ فِي الأَمْعاءِ والسُّمُومِ والسُّدَدِ، باهِي وِإذا طُلِيَ رَأسُ الإِحْلِيلِ بمَدُوفِه بدُهْنٍ خَيرِي كَانَ غَرِيبًا. ودَواءٌ مُمًسّك كمُعَظمٍ: خُلِط بهِ مِسكٌ.
ومَسَّكَه تَمْسِيكًا: طَيَّبَه بِهِ قَالَ أَبو العَبّاسِ فِي قولِه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ فِي الحيضِ: خُذِي فِرصَةً فتَمَسَّكِي بِها وَفِي رِوايَةٍ: خُذِي فِرصَةً مُمَسَّكَةً فتَطَيَّبِي بِها يريدُ قِطْعَةً من المِسكِ، وَفِي رِوَايَة خُذِي فرصَةً مِنْ مِسكٍ فَتَطَيَّبِي بهَا. وَقَالَ بَعْضُهم: تَمَسَّكِي: تَطَيَّبِي من المِسكِ وَقَالَت طائِفَةٌ: هُوَ من التَّمَسُّكِ باليَدِ، وَقيل: مُمَسَّكَةً، أَي مُتَحَمَّلَةً يَعْنِي تَحْتَمِلِينَها مَعَكِ، وأَصْلُ الفِرصَةِ فِي الأَصْلِ القِطْعَةُ من الصّوفِ والقُطْنِ ونحوِ ذَلِك، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: المُمَسَّكَةُ: الخَلَقُ الَّتِي أمْسِكَتْ كَثِيرًا، قَالَ: كأَنَّه أَرادَ ألاّ يُستَعْمَلَ الجَدِيدُ من القُطْنِ والصُّوفِ للارْتِفاقِ بهِ فِي الغَزْلِ وغَيرِه، ولأَنَّ الخَلَق أَصْلَحُ لذَلِك وأَوْفَقُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهَذِه الأَقْوالُ كُلُّها مُتَكًلّفَةٌ، وَالَّذِي عليهِ الفُقَهاءُ أَنَّ الحائِضَ عندَ الاغْتِسالِ من الحَيضِ يُستَحَبُّ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ شَيْئا يَسِيرًا من المِسكِ تتطَيَّبُ بِهِ، أَو فِرصَةً مُطَيَّبَةً من المِسكِ.
ومَسَّكَة تَمْسِيكًا: أَعْطاه مُسكانًا بالضّمِّ: اسمٌ للعَرَبُونِ، والجَمْعُ مَساكِينُ، وجاءَ فِي الحَدِيث النَّهْي عَن بَيعِ المُسكانِ، وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ شَيئًا فيَدْفَعَ إِلى البائِعِ مَبلَغًا على أَنَّه إِنْ تَمَّ البَيعُ احْتُسِبَ مِن الثَّمَنِ، وإِن لم يَتمّ كانَ للبائِعِ وَلَا يرتَجَعُ مِنْهُ، وَقد ذُكِرَ ذَلِك فِي ع ر ب مُفَصَّلاً.)
ومِسكُ البَر، ومِسكُ الجِنِّ: نَباتانِ الأَوَّلُ قالَ فِيهِ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ نَبتٌ أَطْيَبُ من الخُزامَى، ونَباتُها نَباتُ القَفْعاءِ، وَلها زَهْرَةٌ مثلُ زَهْرَةِ المَروِ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نَباتٌ مِثْلُ العُسلُجِ سَوَاء.
ومَسَكَ بهِ وأَمسَكَ بِهِ وَتماسَكَ وَتمَسَّكَ واسْتَمْسَكَ ومَسَّكَ تَمْسِيكًا كُلُّه بمَعْنى احْتَبَسَ. وَفِي الصحاحِ: اعْتَصَمَ بِهِ وَفِي المُفْرَداتِ إِمْساكُ الشَّيْء: التَّعَلُّقُ بهِ وحِفْظُه، قَالَ الله تعالَى: فإمْساكٌ بمَعْرُوف أَو تَسرِيحٌ بإِحْسان وَقَوله تَعَالَى: وُيمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ على الأَرْضِ إِلاّ بإذْنِه أَي يَحْفَظُها، قالَ الله تَعالَى: والَّذِينَُ يمَسِّكُونَ بالكِتابِ أَي: يَتَمَسَّكُونَ بِهِ، وَقَالَ خالِدُ بنُ زُهَيرٍ: (فكُنْ مَعْقِلاً فِي قَوْمِكَ ابْنَ خُوَيْلِدٍ ... ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها)
وَقَالَ الأَزْهَريُّ فِي مَعْنَى الآيةِ: أَي يُؤْمِنُونَ بهِ ويَحْكمُونَ بِمَا فيهِ، قَالَ: وأَمّا قَوْلُه تعالَى: ولاُ تمْسِكُوا بعِصَمِ الكَوافِرِ فإِنَّ أَبا عَمرو وابنَ عامِر ويَعْقُوبَ الحَضْرَمِيَ قَرَءُوا وَلَا تُمَسِّكُوا بتَشْدِيدِها وخَفَّفَها الباقُونَ، وشاهِدُ الاسْتِمساكِ قولُه تَعالى: فقَدِ اسْتَمسَكَ بالعُروَةِ الوُثْقَى وَفِي المُفْرداتِ: واسْتَمْسَكْتُ بالشَّيْء: إِذا تَحَريت الإِمْسَاكَ وَمِنْه قَوْله: فاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إلَيكَ وَقَوله تَعَالَى: فَهُم بهِ مُستَمْسِكُونَ وَفِي المَثَلِ: سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيرٌ من حُسنِ الصِّرعَةِ. والمُسكَةُ بالضمِّ: مَا يُتَمسّكُ بِهِ يُقال: لي فِيهِ مُسكَةٌ أَي: مَا أتمَسَّكُ بِهِ.
والمُسكَةُ أَيضاً: مَا يُمْسِكُ الأَبْدانَ من الغِذاءِ والشَّرابِ، أَو مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ منهُما وَقد أمْسَكَُ يمْسِكُ إِمْساكًا.
والمُسكَةُ: العَقْلُ الوافِر والرَأي، يُقالُ: فُلانٌ ذُو مُسكَةٍ، أَي: رَأي وعَقْلٍ يرجع إِليه، وفُلانٌ لَا مُسكَةَ لَهُ، أَي: لَا عَقْلَ لَهُ كالمَسكِ فِيهِما: أَي كأَمِيرٍ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَالصَّوَاب كالمسكِ فيهمَا بِالضَّمِّ مُسَكٌ كصُرَدٍ.
والمَسَكَةُ بالتَّحْرِيكِ: قِشْرَة تكونُ على وَجْهِ الصَّبي أَو المُهْرِ كالماسِكَةِ وَقيل: هِيَ كالسَّلَى يكونانِ فِيها، وَقَالَ أَبو عُبَيدَةَ: الماسِكَةُ: الجِلْدَةُ الَّتِي تَكُونُ على رَأْسِ الوَلَدِ، وعَلى أَطْرافِ يَدَيْهِ، فإِذا خَرَجَ الولَدُ من الماسِكَةِ والسَّلَى فَهُوَ بَقِيرٌ، وِإذا خَرَج الولَدُ بِلَا ماسِكَةٍ وَلَا سَلًى فَهُوَ السَّلِيلُ.
والمَسَكَة: المكانُ الصُّلْبُ فِي بِئْرٍ تَحْفِرُها والجَمْعُ مَسَكٌ، قَالَ ابنُ شُمَيل، ويُقال: إِنّ بِئارَ بني فُلانٍ فِي مَسَك قَالَ: الله أَرْواكَ وَعبد الجَبّار تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَربُ المِنْقارْ فِي مَسَكٍ لَا مُجْبِلٍ وَلَا هَارْ أَو المَسَكَةُ من البِئْرِ: الصّلْبَةُ الَّتِي لَا تَحْتاجُ إِلى طَي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ويُضَمُّ فِيهما عَن ابْن دُرَيْدٍ.
وَمن المَجازِ: رَجُلٌ مَسِيكٌ كأَمِيرٍ، وسِكيتٍ، وهُمَزَةٍ، وعُنُقٍ لغاتٌ أَربعة، اقْتَصَر الجَوْهَريُّ مِنْهَا على الثالثةِ: أَي بَخِيلٌ وَفِي حَدِيث هِنْد بنْتِ عُتْبَةَ رَضِي الله عَنْها: إِنّ أَبا سُفْيانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ أَي بَخِيلٌ يمْسِكُ مَا فِي يَدَيْهِ لَا يُعْطِيه) أَحَدًا، وَهُوَ مِثْلُ البَخِيلِ وَزْنًا ومَعْنًى، وَقَالَ أَبو مُوَسى: إِنّه مِسِّيكٌ، كسِكيتٍ، أَي: شَدِيدُ الإِمْساكِ، وَفِي العُبابِ: كَثِيرُ البُخْلِ، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ، وَقيل: المَسِيكُ: البَخِيلُ كَمَا جَنَحَ إِليه المُصَنِّفُ، والمَحْفُوظُ الأول.
وَفِيه إِمْساك ومُسكَةٌ، بالضمِّ، ومُسُكَةٌ بضمَّتَيْنِ، وهُما عَن اللِّحْياني.
ومَساكٌ كسَحابٍ وسَحابَةٍ، وكِتابٍ وكِتابَةٍ أَي: بُخْل وَتمَسَّكَ بِمَا لَدَيْهِ ضَنًّا بِهِ، وَهُوَ مجَاز، قَالَ ابنُ بَري: المَسَاكُ: الاسْمُ من الإِمْساكِ، قَالَ جَرِير:
(عَمِرَتْ مُكَرَّمَةَ المِسَاكِ وفارَقَتْ ... مَا شَفَّها صَلَفٌ وَلَا إِقْتارُ)
وَمن المَجازِ: قَالَ أَبو عُبَيدَةَ: فَرَسٌ مُمْسَكُ الأَيامِنِ مُطْلَقُ الأَياسِر: مُحَجَّلُ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيمَنِ، وهم يَكْرَهُونَه فإنْ كَانَ مُحَجَّلَ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيْسَرِ قالُوا: هُوَ مُمْسَكُ الأَياسِرِ مُطْلَقُ الأَيامِنِ، وهم يَستَحِبّون ذَلِك.
وكُلُّ قائِمَةٍ من الفَرَسِ فِيهَا بَياضٌ فَهِيَ مُمْسَكَة، كمُكْرَمَةٍ لأنَّها أُمْسِكَتْ على البَيَاض وَفِي اللِّسانِ بالبَياضِ، وقِيلَ: هِيَ أَنْ لَا يَكُونَ فِيها بياضٌ وَفِي التَّهْذِيب: والمُطْلَقُ: كلُّ قائِمَة لَيس بهَا وَضَحٌ، وقَوْمٌ يَجْعَلْونَ البَياضَ إِطْلاقًا، وَالَّذِي لَا بَياضَ فيهِ إِمْساكًا، وأَنْشَدَ: وجانِبٌ أُطْلِقَ بالبَيَاض وجانِبٌ أُمْسِكَ لَا بَياض قالَ: وفِيهِ من الاخْتِلافِ على القَلْبِ كَمَا وَصفْتُ فِي الإِمْساكِ.
وأَمْسَكَه إِمْساكًا: حَبَسَه.
وأَمْسَكَ عَن الكَلامِ: سَكَتَ.
والمَسَكُ، مُحَرَّكَةً: المَوْضِعُ يُمْسِكُ الماءَ عَن ابنِ الأَعْرابِي كالمَسَاكِ كسَحَابٍ وَهَذِه عَنْ أَبي زَيْد.
والمَسِيكُ مثل أَمِير قَالَ أَبُو زَيْد: أَرض مَسِيكَةٌ: لَا تُنَشِّفُ الماءَ لصَلابَتِها.
والمُسَكُ كصُرَدٍ: جَمْعُ مُسَكَة كهُمَزَة لمَنْ إِذا أَمْسَكَ الشَّيْء لم يُقْدَرْ عَلَى تَخْلِيصِه مِنْهُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ بعد تَفْسِيرِه بالبَخِيلِ، قَالَ: ويُقال: هُوَ الّذِي لَا يَتَعَلَّقُ بِشَيْء فتتَخلَّصُ مِنْهُ، وَلَا يُنازِلُه مُنازِلٌ فيُفْلِتَ، والجَمْعُ مُسَكٌ، قالَ ابنُ بَريّ: التَّفْسِيرُ الثَّانِي هُوَ الصَّحِيحُ، وَهَذَا البِناءُ أَعْني مُسَكَةً يَخْتَصُّ بِمن يَكْثُرُ مِنْهُ الشَّيْء، مثل: الضُّحَكَةِ والهمَزَةِ.
وسِقاءٌ مِسِّيكٌ، كسِكِّيتٍ: كَثِيرُ الأَخْذِ للماءِ وَقد مَسَكَ بِفَتْح الشينِ مَسَاكَةً رَوَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ إِلاّ أَنّه لم يَضْبِطْهُ كسِكِّيت، وكأَنَّ المُصَنِّفَ لاحَظَ مَعْنَى الكَثْرةِ فضَبَطَه على بِناءِ المُبالَغَةِ وإِلاّ فَهُوَ كأَمِيرٍ كَمَا لأَبي زَيْد والزَّمَخْشَرِيِّ، قَالَ الأَخِيرُ: سِقاءٌ مَسِيكٌ: لَا يَنْضَحُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المَسِيكُ من الأَساقِي: الَّتِي تَحْبِسُ الماءَ فَلَا تَنْضَحُ.)
ومِسكَوَيْهِ، بالكسرِ، كسِيبَوَيْهِ: عَلَمٌ جاءَ بالضَّبطَيْنِ الأَوّلُ للأَوّلِ، والثّاني للأَخِيرِ، وَلَو اقْتَصَرَ على الأَخِيرِ كانَ أَخْصَرَ.
وماسِكانُ بكسرِ السِّينِ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ، والصوابُ بالْتِقاءِ الساكِنَين: ناحِيَةٌ بمَكْرانَ يُنْسَبُ إِليها الفانِيذُ، نَقَلَه الصَّاغَانِي.
وفَروَةُ بنُ مُسَيك، كزُبَيرٍ المُرادِيُّ ثمَّ الغُطَيفِي: صَحابي رَضِي الله عَنهُ سَكَنَ الكُوفَةَ، يُكْنَى أَبا عُمَيرٍ، واسْتَعْمَلَه عُمَرُ رَضِي اللهُ عَنهُ.
ومُسكانُ، بالضّمِّ: شَيخٌ للشِّيعَةِ اسْمُه عَبدُ الله هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ، وَقَالَ الحافِظُ: هُوَ عَبدُ الله بنُ مُسكانَ من شُيُوخِ الشِّيعَةِ، روى عَن جَعْفَرِ بنِ مُحَمّد، ذكره الأَمِير.
وماسِك كصاحِب: اسمٌ قالَ ابنُ دُرَيْد: وَقد سَمَّوْا ماسكًا، وَلم نَسمَعْ مَسَكْتُ فِي شِعْرٍ فَصِيحٍ وَلَا كَلامٍ إِلاّ أَنِّي أَحْسبه أنّه كَمَا سًمّوْا مَسعُودا وَلَا يَقولُونَ إِلاّ أَسْعَدَهُ الله. ويُقال: بَيننا ماسِكة رَحِمٍ كَمَا يُقال: مَاسَّةُ رحِمٍ وواشِجَةُ رَحِمٍ وَهُوَ مَجازٌ.
وَمن المَجازِ: هُوَ حَسَكَةٌ مَسَكَة، مُحَرَّكَتَيْنِ أَي: شُجاعٌ ونَظِيرُه رَجُلٌ أَمَنَةٌ: يَثِق بكُلِّ أَحَدٍ وَالْجمع حَسَكٌ مَسَكٌ، ومِنْهُ قَوْلُ خَيفانَ بنِ عَرَانَةَ لعُثْمانَ رَضِي الله عَنهُ لَمّا سَأَله: كَيفَ تَرَكْتَ أَفارِيقَ العَرَبِ فِي ذِي اليَمَنِ فقالَ: أَمّا هَذَا الحَيُ من بَلْحارِثِ بن كَعب فحَسَكٌ أَمْراسٌ ومَسَكٌ أَحْماسٌ تَتَلَظَّى المَنايَا فِي رِماحِهِم. وَصَفَهُم بالقُوَّةِ والمَنَعَةِ، وأَنَّهُم لِمَنْ رامَهم كالشَّوْكِ الحادِّ الصُّلْبِ، وَهُوَ الحَسَكُ، وإِذا نازَلُوا أَحداً لم يُفْلِتْ مِنْهُم وَلم يَتَخلَّصْ.
وأَرض مَسِيكَةٌ كسَفِينَةٍ: لَا تُنَشِّف الماءَ صَلابَةً عَن أبي زَيْد، وَقد تَقدَّمَ.
ويُقالُ: مَا فِيهِ مِساكٌ ككِتابٍ ومُسكَةٌ بالضّم كِلاهُما عَن ابنِ دُرَيْد، زَاد غَيرُه.
ومَسِيكٌ كَأَمِير أَي خَيرٌ يُرجَعُ إِلَيهِ ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: خَيرٌ يُرجَى.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: المَسَك، مُحَرَّكة: جُلودُ دابَّةٍ بَحْرِيَّةٍ كَانَت يُتَّخَذُ مِنْها شِبه الإِسْوِرَةِ. وَتمَسَّكَ بِهِ: تَطَيَّبَ.
وثَوْبٌ مُمَسَّكٌ: مَصْبُوغٌ بِهِ، وَكَذَلِكَ مَمسُوكٌ، وَقد مَسَكَه بِهِ، نَقَله الزَّمَخْشَرِيّ.
والمُمَسَّكَةُ: الخِرقَةُ الخَلَقُ الَّتِي أُمْسِكَتْ كَثِيرًا، عَن الزَّمَخْشَرِيِّ.
وامْتَسَكَ بِهِ: اعْتَصَمَ، قَالَ زُهَيرٌ: بِأَيّ حَبل جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ)
وَقَالَ العَبّاسُ:
(صَبَحْتُ بهَا القَوْمَ حَتّى امْتَسَك ... تُ بالأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَمِيلاَ)
وَمَا تَمَاسَكَ أَنْ قالَ ذلِكَ، أَي: مَا تَمالَكَ.
وَفِي صِفَتِه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ بادِنٌ مُتَماسِكٌ أَرادَ أَنّه مَعَ بدانَتِه مُتَماسِكُ اللَّحْم لَيْسَ مُستَرخِيَه وَلَا مُنْفَضِجَه، أَي أَنَّه مُعْتَدِلُ الخَلْقِ، كأَن أَعْضاءهُ يمْسِكُ بعضُها بَعْضًا.
والمُسكَةُ، بالضّمِّ: القُوَّةُ، كالماسِكَةِ.
وَفِيه مُسكَةٌ من خَيرٍ، أَي: بَقِيَّهٌ.
وقولُ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ:
(ولَمّا أَنْ رَأَيْتُ سَراةَ قَوْمِي ... مَساكَى لَا يَثُوبُ لَهُم زَعِيمُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَساكَى فِي بيتِه اسْمًا لجَمْعِ مَسِيك، ويَجُوزُ أَن يُتَوَهَّمَ فِي الواحِدِ مَسكان، فيكونَ من بابِ سَكارَى وحَيارَى.
والمَسَكَةُ، مُحَرَّكَةً: من إِذا نازَلَ أَحَدًا لم يُفْلِتْ مِنْهُ، وَلم يَتَخَلَّصْ.
وَقَالَ أَبو زَيْد: مَسَّكَ بالنّارِ تَمْسِيكًا، وثَقَّبَ بهَا تَثْقِيبًا، وذلِكَ إِذا فَحَصَ لَها فِي الأَرْضِ، ثمّ جَعَلَ عَلَيْهَا الرَّمادَ والبَعْرَ أَو الخَشَبَ، أَو دَفَنَها فِي التّراب.
وَقَالَ ابنُ شُمَيل: الأَرْضُ مَسَكٌ وطَرائِقُ، فمَسَكَةٌ كَذّانَةٌ، ومَسَكَةٌ مُشَاشَةٌ، ومَسَكَةٌ حِجَارَةٌ، ومَسَكَةٌ لَيِّنَةٌ، وِإنَّما الأَرْضُ طَرائِقُ، فكلُّ طَرِيقَة مَسَكَةٌ.
والمَسَاكاتُ: التَّناهي فِي الأَرْضِ تُمْسِكُ ماءَ السَّماءِ.
ويُقالُ للرَّجُلِ يَكُونُ مَعَ القَوْمِ يَخُوضُونَ فِي الباطِلِ إِنَّ فيهِ لمُسكَةً عمّا هُمْ فِيهِ.
ومَسِكٌ، ككَتِفٍ: صُقْعٌ بالعِراقِ قُتِل فيهِ مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيرِ.
ومَوْضِع آخرُ بدُجيلِ الأَهْوازِ حَيث كانَتْ وَقْعَةُ الحَجّاجِ وابنِ الأَشْعَثِ.
وخَرَجَ فِي مُمَسَّكَةٍ، أَي: جُبَّة مُطَيَّبَة.
وعَلَى ظَهْرِ الظَّبيَةِ جُدَّتانِ مِسكِنتَانِ، أَي: خُطَّتانِ سَوْداوانِ.
وصِبغٌ مِسكِي.
ومَسُكَ الرَّجُل مَساكَةً: صارَ بَخِيلاً. وِإنَّه لَذُو تَماسُكٍ: أَي عَقْلٍ.)
وَمَا فِي سِقائِه مُسكَةٌ من ماءٍ، أَي قَلِيلٌ مِنْهُ.
وَمَا بِه تَماسك: إِذا لم يَكُن بِهِ خَيرٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
وكادَ يَخْرُجُ مِنْ مَسكِه: للسَّرِيعِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وقولُهم فِي صِفَتِه تَعالى: مِساكُ السَّماءِ مُوَلَّدَةٌ.
والمِسكِيُّونَ: جَماعَةٌ مُحَدِّثُون نُسِبوا إِلى بَيعِ المِسكِ.
ومُسَيكَةُ، كجُهَينَةَ: من قُرَى عَسقَلانَ، مِنْهَا عَبدُ اللِّه بنُ خَلَفٍ المُسَيكِي الحافِظُ المَعْرُوفُ بابنِ بُصَيلَة سَمِعَ السِّلفِي، وماتَ سنة.
وأَحْمَدُ بنُ عَبدِ الدّائِمِ المُسَيكِي سَمِعَ مِنْه أَبُو حَيان، وضَبَطَه.
والأَمِيرُ عِزُّ الدِّينِ مُوسَك الهَكّارِيُّ أَحَدُ الأُمَراءِ الصَّلاحِيَّةِ، وإِليه نُسِبَت القَنْطَرَةُ بمِصْر.
وعطْوانُ بنُ مُسكانَ رَوَى حَدِيثَهُ يَحْيَى الحِمّاني، هَكَذَا ضَبَطَه الذَّهَبيُ تَبَعًا لعبد الغَني وضَبَطَه غيرُه بإِعْجامِ الشِّينِ.
(مسك) : حكى الثعالبي في فقه اللغة (أنه فارسي) .
م س ك

أمسك الحبل وغيره، وأمسك بالشيء ومسك وتمسك واستمسك وامتسك. و" أمسك عليك زوجك " وأمسكت عليه ماله: حبسته، وأمسك عن الأمر: كفّ عنه. وأمسكت واستمسكت وتماسكت أن أقع عن الدابة وغيرها. وغشيني أمرٌ مقلق فتماسكت. وفلان يتفكّك ولا يتماسك، وما تماسك أن قال ذلك: وما تمالك، وهذا حائط لا يتماسك ولا يتمالك. وحفر في مسكة من الأرض: في صلابة. ومسّكه: أعطاه المسكان وهو العربان. ورجل مسكةٌ: يمسك الشيء فلا يتخلّص منه. ومسّك الثوب ومسكه: طيبه بالمسك، وثوبٌ ممسك وممسوك. وخرج علينا في ممسّكةٍ: في جبة مطيبة. و" خذي فرصةً ممسّكةً ". وعلى ظهر الظبية جدّتان مسكيتان: خطتان سوداوان. وصبغ ثوبه بالصبغ المسكيّ. وفي يدها مسكةٌ: سوارٌ من عاجٍ أو غيره.

ومن المجاز: به إمساك، وهو ممسك ومسيك: بخيل، وقد مسك مساكةً. وسقاء مسيك: لا ينضح. ويقال للشجاع: حسكة مسكة، وإنه لذو مسكةٍ وتماسك: ذو عقل. وماله مسكةٌ من عيش، وما في سقائه مسكةٌ من ماء: قليل. وبينهما ماسكة رحمٍ. وفرس ممسك الأيامن مطلّق الأياسر أي ممسك بالبياض. وما به تماسك إذا لم يكن فيه خير. ويكاد يخرج من مسكه: للسريع.

الزكاة

الزكاة: لغة: الزيادة، وشرعا: قدر من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله، ويعتبر ذلك بالأمور الدنيوية والأخروية ومنه الزكاة لما يخرج للفقراء سميت بذلك لما فيها من رجاء البركة أو لتزكية النفس أي تنميتها بالخير أو لهما جميعا.
الزكاة
[ما ينفقونه في سبيل الله، وهو الصدقة، ثم خصّت بما كتبه الله في الأموال. وتسميته بالزكاة من زَكَا يَزْكو: طهر، كما في القرآن:
{أَقَتَلْــتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} .
أي طاهرة عن الذنب.
وأيضاً زكَا الزرعُ: طال ونما. ووجه التسمية أنها طهارة للنفس والمال، وبركة ونَماء له، فجمعت المعنيين. قال تعالى:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} . وقال تعالى:
{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} .
فنبّه على كلتا الجهتين لتسمية الزكاة باسمها] .
لها جهات: فمنها كونها ذكراً للمعاد. فإنما نعطي أموالنا، فنردّها إلى الرب، وهكذا نرد أنفسنا، ولهذا وجب الخضوع فيها:
{وهم راكعون} .
{وقلوبهم وَجِلَةٌ} .
فصارت كالصلاة من جهة أخرى، أي الخشوع والخوف.
الزكاة: في اللغة الطهارةُ والزيادة. وفي الشرع: تمليك جزء مال عيَّنه الشارع من مسلم فقير غيرِ هاشمي ولا مولاه بشرط قطع المنفعة عن المُملَّك من كل وجه لِلَّه تعالى. وفي البدائع: "ركن الزكاة هو إخراج جزء من النصاب إلى الله تعالى وتسليم ذلك إليه يقطع المالك يده عنه بتمليكه من الفقير، وتسليمه إليه أو إلى يدِ مَن هو نائبٌ عنه وهو المُصَدِّق".
الزكاة:
[في الانكليزية] Charity tax ،tithe ،purety
[ في الفرنسية] Taxe aumoniere ،dime ،purete
كالصلاة وزنا وكتابة اسم من التزكية، وكلاهما مستعملان. وفي المفردات إنها في اللغة النموّ الحاصل من بركة الله تعالى. وفي الشريعة قدر معين من النّصاب الحولي يخرجه الحرّ المسلم المكلّف لله تعالى إلى الفقير المسلم الغير الهاشمي ولا مولاه مع قطع المنفعة عنه من كلّ وجه. فالقدر يتناول الصدقة أيضا. وقولنا معيّن يخرج الصدقة إذ لا تعيّن فيها. وقولنا يخرجه الحرّ المسلم المكلّف لأنّ شرط وجوبها الحرية والإسلام والعقل والبلوغ.
وقولنا إلى الفقير المسلم الغير الهاشمي ولا مولاه أي مولى الهاشمي يخرج الغني والكافر الهاشمي ومولاه، فإنّ دفع الزكاة إليهم مع العلم لا يجوز. وقولنا مع قطع المنفعة عنه احتراز عن الدفع إلى فروعه وإن سفلوا وأصوله وإن علوا، ومكاتبه ودفع أحد الزوجين إلى الآخر. ومعنى قوله من كلّ وجه أي شرعا وعادة فإنّ انتفاع الأب بمال الابن عند الحاجة جائز شرعا، وانتفاع الابن بمال الأب أو أحد الزوجين بمال الآخر جار عادة. وقيد لله تعالى لأنّ الزكاة عبادة فلا بد فيها من الإخلاص هكذا يستفاد من الدرر. وفي جامع الرموز أنّ الزكاة في الشريعة القدر الذي يخرجه إلى الفقير. وفي الكرماني أنّها في القدر مجاز شرعا فإنّها إيتاء ذلك القدر، وعليه المحقّقون كما في المضمرات انتهى. ويؤيّده أنّها توصف بالوجوب وهو من صفات الأفعال ويؤيّد الأول قوله تعالى وَآتُوا الزَّكاةَ إذ إيتاء الإيتاء محال.
والأظهر أنّ الزكاة في الشرع يجيء بكلا المعنيين كذا في البرجندي. وهكذا لفظ الصلاة فإنّها في الأفعال المعهودة مجاز شرعا ولغة إتيانها وأداؤها.
وقد تطلق الزكاة شاملة للعشر وصدقة الفطر والكفارة والنذر وغير ذلك من الصدقات الواجبة كما يستفاد من جامع الرموز في فصل مصرف الزكاة. وقد تطلق الزكاة على التزكية كما ستعرف. وفي شرح القصيدة الفارضية الزكاة لغة الطهارة والنمو وشرعا طهارة مال بلغ النصاب بإخراج ما فضل عن الحاجة لانسداد خلّة المحتاجين به. وفي الحقيقة طهارة نفس بلغت حدّ الكمال بإفاضة ما فضل عن حاجتها من الفيض الربّاني على المحتاجين إليه انتهى.
وفي الإنسان الكامل وأمّا الزكاة فعبارة عن التزكّي بإيثار الحقّ على الخلق، أعني يؤثر شهادة الحقّ في الوجود على شهود الخلق ويؤيّده ما في بعض الرسائل قال: الزّكاة: في اصطلاح الصوفية: ترك الدنيا، وتطهير النّفس من خطرات الغير. 

بدد

(بدد) : البَدَد: الحاجَةُ.
(بدد) : بَدَّدَ: إِذا أَعيا، قال ابنُ لَجَأ:.

فَلَوا أن يَرْبُوعاً على الخَيْل خَاطرَوا ... ولكِنَّما أَجْرَوا حِماراً فَبَدَّدا.
ب د د : بُدَّ مِنْ كَذَا أَيْ لَا مَحِيدَ عَنْهُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمَالُهُ إلَّا مَقْرُونًا بِالنَّفْيِ وَبَدَّدْت الشَّيْءَ بَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَرَّقْته وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَاسْتَبَدَّ بِالْأَمْرِ انْفَرَدَ بِهِ مِنْ غَيْرِ مُشَارِكٍ لَهُ فِيهِ. 

بدد


بَدَّ(n. ac. بَدّ)
a. Removed, separated.

بَدَّدَa. Dispersed, scattered; lavished, squandered.

تَبَدَّدَa. Was dispersed, scattered.
b. Shared with.

إِسْتَبْدَدَ
a. [Bi], Was exclusive, was independent; was solely
occupied in; followed his own opinion.
بَدّ
a. [ coll. ], ( declined with
perspros. ), Desire.
بِدّa. Like, similar.

بِدَّةa. see 3t
بُدّa. Chance.
b. Escape.
c. Idol.

بُدّ
a. [prec. by
لَا], Assuredly, certainly, doubtless.
بُدّ
a. [prec. by
مِن

كُلّ ]
a. Most assuredly; of a necessity.

بُدَّةa. Part, portion, lot, share.

بَدَدa. Need.
b. Power.

بَدَاْدa. Fighting, duelling, wrestling.

بِدَاْدa. see 3t
بَدِيْدa. Similar, like.
b. Saddle-bag.
ب د د: (بَدَّدَهُ) فَرَّقَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَ (التَّبْدِيدُ) التَّفْرِيقُ وَمِنْهُ شَمْلٌ (مُبَدَّدٌ) وَ (تَبَدَّدَ) الشَّيْءُ تَفَرَّقَ. وَ (الْبِدَّةُ) بِوَزْنِ الشِّدَّةِ النَّصِيبُ تَقُولُ مِنْهُ (أَبَدَّ) بَيْنَهُمُ الْعَطَاءَ أَيْ أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ (بِدَّتَهُ) وَفِي الْحَدِيثِ: « (أَبِدِّيهِمْ) تَمْرَةً تَمْرَةً» وَ (اسْتَبَدَّ) بِكَذَا تَفَرَّدَ بِهِ. وَقَوْلُهُمْ لَا (بُدَّ) مِنْ كَذَا أَيْ لَا فِرَاقَ مِنْهُ، وَقِيلَ لَا عِوَضَ. 
[بدد] فيه: "أبد" يده إلى الأرض أي مدها. ومنه: "يبد" ضبعيه في السجود أي يمدهما ويجافيهما. ومنه: "فأبد" بصره إلى السواك. وح: "يبد بي" النظر، وفيه: احصهم عدداً واقتلهم "بددا" روى بكسر باء جمع بدة وهي الحصة والنصيب أي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه، وبفتحها أي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد. ومنه: "فتبددوه" بينهم أي اقتسموه حصصاً على السواء. وقول خالد بن سنان النبي صلى الله عليه وسلم للنار: "بدا بدا" أي تبددي وتفرقي، بددت بدا وبددت تبديداً. وح: يا جارية "أبديهم" تمرة تمرة أي أعطيهم وفرقي فيهم. ومنه: وأطرق و"أبد" أي أعطى. وقول علي: "فاستبددتم" علينا، استبد به إذا تفرد به دون غيره. ش: "فلا تياله عظماً عظماً هو بفتح تاء وضم موحدة أي لا تصيب، وفاعله يعود إلى الشاة، والبدة بالكسر النصيب أي إذا فرقت الشاة في عياله لا تصيب كل واحد منهم عظماً. ك: "فبدد لي" عطاء من التبديد أي فرق. ومنه: "فبددهم" وهو تفسير لأركسهم. وح: "بد" من قضاء بتقدير هل بد منه استفهام إنكار. زر: لابد من كذا أي لا فراق ويقال البد العوض. نه وفيه: كان حسن الباد إذا ركب "الباد" أصل الفخذ، والبادان أيضاً من ظهر الفرس ما وقع عليه فخذ الفارس من البدد، تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما.
بدد منح طرق فقر وقا أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أم سَلمَة أَن مَسَاكِين سألوها فَقَالَت: يَا جَارِيَة أبِدِّيْهِم تَمْرَةً تَمْرَةً قَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَبُو النَّضر عَن شُعْبَة عَن خُليد ابْن جَعْفَر عَن أم سَلمَة. قَوْلهَا: أبِدِّيهم تَقول: فَرِّقي فيهم وَهُوَ من بَدَّدْتُّ الشيءَ تبديدا. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أبددتهم الْعَطاء إِذا لم تجمع بَين اثْنَيْنِ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الْهُذلِيّ يصف الصَّائِد والحمر وَأَنه فرق فِيهَا السِّهَام فَقَتلهَا فَقَالَ: (الْكَامِل)

فأبَدَّهُنَّ حُتُوْفَهنَّ فهَاربٌ ... بذَمَائه أَو بَاركٌ مُتَجَعْجِعُ

ويروى عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: إِن لي صِرْمةً أمنح مِنْهَا وأطرِق وأبِدّ وأفْقُر وأقْرُنُ. قَوْله: أمْنَحُ يَعْنِي أَن أعطي الرجل النَّاقة يحتلبها قرن وَلَا تكون المنيحة إِلَّا الْعَارِية وَلَا يكون الإطراق إِلَّا فِي عَارِية الْفَحْل للضراب خَاصَّة وَلَا يكون الإفقار إِلَّا فِي ركُوب الظّهْر وَأما الإبداد فَإِنَّهُ يكون فِي الْهِبَة وَغَيرهَا إِذا أردْت وَاحِدًا وَاحِدًا وَالْقرَان أَن تُعْطِي اثْنَيْنِ فَمَا فَوق ذَلِك. حَدِيث حَمْنة بنت جحش رَحمهَا الله
(ب د د) : (التَّبْدِيدُ) التَّفْرِيقُ وَأَبَدَّهُمْ الْعَطَاءَ فَرَّقَهُ فِيهِمْ وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَحَقِيقَتُهُ أَعْطَى كُلًّا مِنْهُمْ بُدَّتَهُ أَيْ حِصَّتَهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «أَبِدِّيهِمْ يَا جَارِيَةُ تَمْرَةً تَمْرَةً» وَقَوْلُهُ اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَالْعَنْهُمْ بَدَدًا وَرُوِيَ وَاقْتُلْهُمْ جَمْعُ بُدَّةٍ وَالْمَعْنَى لَعْنًا أَوْ قَتْلًا مَقْسُومًا عَلَيْهِمْ بِالْحِصَصِ (وَأَبَدَّ يَدَهُ إلَى الْأَرْضِ) مَدَّهَا (وَإِبْدَادُ) الضَّبْعَيْنِ تَفْرِيجُهُمَا فِي السُّجُودِ (وَأَمَّا مَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ) «أَنَّهُ كَانَ إذَا سَجَدَ أَبْدَى ضَبْعَيْهِ أَوْ أَبَدَّ» فَلَمْ أَجِدْهُ فِيمَا عِنْدِي مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْغَرِيبِ إلَّا أَنَّ صَاحِبَ الصَّحِيحِ قَالَ بَابُ يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَذَكَرَ لَفْظَ الْحَدِيثِ فَقَالَ «كَانَ إذَا صَلَّى فَرَّجَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ» وَلَفْظُ الْمُتَّفِقِ «كَانَ إذَا سَجَدَ فَتَحَ مَا بَيْنَ مِرْفَقَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إبْطَيْهِ» وَفِي التَّهْذِيبِ يُقَالُ لِلْمُصَلِّي أَبِدَّ ضَبْعَيْكَ وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ مِنْ الْحَدِيثِ قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَإِنْ صَحَّ مَا رُوِيَ مِنْ الْإِبْدَاءِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الْإِظْهَارُ كَانَ كِنَايَةً عَنْ الْإِبْدَادِ لِأَنَّهُ يَرْدُفُ ذَلِكَ.
(بدد)
(هـ) فِي حَدِيثِ يَوْمِ حُنين «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدَّ يَدَه إِلَى الْأَرْضِ فَأَخَذَ قَبْضَة» أَيْ مَدَّهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يُبِدُّ ضَبْعَيْه فِي السُّجُودِ» أَيْ يَمُدُّهُما ويُجافِيهما. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَأَبَدَّ بصَره إِلَى السِّوَاكِ» كَأَنَّهُ أَعْطَاهُ بُدَّتَهُ مِنَ النَّظر، أَيْ حَظه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ يُبِدُّنِي النَّظر اسْتِعْجَالًا لخَبَر مَا بَعثَني إِلَيْهِ» .
(هـ) وَفِيهِ «اللَّهُمَّ أحْصِهم عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بِدَداً» يُرْوَى بِكَسْرِ الْبَاءِ جَمْعُ بُدَّة وَهِيَ الحِصَّة وَالنَّصِيبُ، أَيِ اقتُلهم حِصَصا مقسَّمة لِكُلِّ وَاحِدٍ حصَّته ونَصِيبه. وَيُرْوَى بِالْفَتْحِ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ فِي الْقَتْلِ واحدا بعد واحد، من التَّبْدِيد.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرمة «فَتَبَدَّدُوه بَيْنَهُمْ» أَيِ اقْتَسموه حِصَصا عَلَى السَّواء.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ «أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّارِ وَعَلَيْهِ مِدْرعَة صُوف، فَجَعَلَ يفرّقُها بِعَصَاهُ وَيَقُولُ: بَدّاً بَدّاً» أَيْ تَبَدُّدِي وَتَفَرَّقِي. يُقَالُ بَدَدْتُ بَدّاً، وبَدَّدْتُ تَبْدِيداً. وَهَذَا خَالِدٌ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نبيٌّ ضيَّعه قَوْمُهُ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّ مَسَاكِينَ سَأَلُوهَا، فَقَالَتْ: يَا جَارِيَةُ أَبِدِّيهم تَمْرة تَمْرَةً» أَيْ أعْطِيهم وفَرّقي فِيهِمْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ لِي صِرْمَة أُفْقِر مِنْهَا وأُطْرق وأُبِدُّ» أَيْ أعْطِي.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كُنَّا نَرى أَنَّ لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ حَقًّا فَاسْتَبْدَدْتُمْ علينَا» يُقَالُ اسْتَبَدَّ بِالْأَمْرِ يَسْتَبِدُّ بِهِ اسْتِبْدَاداً إِذَا تَفَرَّد بِهِ دُون غيره. وقد تكرر في الحديث. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «أَنَّهُ كَانَ حَسَنَ البَادّ إِذَا رَكِبَ» البَادّ أَصل الْفَخِذِ، والبَادَّان أَيْضًا- مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ- مَا وَقَعَ عَلَيْهِ فَخِذ الْفَارِسِ، وَهُوَ مِنَ البَدَد: تبَاعِد مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ لَحْمِهِمَا.
[بدد] بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدَّاً: فرَّقه. والتبديد: التفريق. يقال: شملٌ مُبَدَّدٌ. وتبدد الشئ: تفرق. والبدة، بالكسر: القوّة. والبِدَّةُ أيضاً: النصيب. تقول منه: أَبَدَّ بينهم العطاءَ، أي أعطى كلَّ واحدة منهم بِدَّتَهُ. وفي الحديث: " أَبِدِّيهِمْ تمرةً تمرةً ". يقال في السخلتين: أبدهما نعجتين، أي اجعل لكل واحد منهما نعجمة ترضعه، إذا لم تكفهما نعجة واحدة. وأَبَدَّ يدَه إلى الأرض: مدَّها. واسْتَبَدَّ فلانٌ بكذا، أي انفرد به. والبَدادُ، بالفتح، البِرازَ. يقال: لو كان البَدادُ لما أطاقونا، أي لو بارزناهم رجلٌ ورجلٌ. وقولهم في الحرب: يا قومِ بَدادِ بَدادِ، أي ليأخذ كل رجل قرنه. وإنما بنى هذا على الكسر لانه اسم لعفل الامر، وهو مبنى. ويقال إنما كسر لاجتماع الساكنين لانه واقع موقع الامر. يقال منه: تباد القوم يتبادون، إذا أخذو أقرانهم. ويقال أيضا: لَقوا بَدادَهمْ ، أي أعدادهم، لكلِّ رجلٍ رجلٌ. وقولهم: جاءت الخيل بداد، أي متبددة. وبنى أيضا على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو البدد. قال الشاعر عوف بن الخَرِعِ:

والخَيْلُ تَعْدو في الصَعيدِ بَدّادِ * وتفرّق القوم بَدادِ، أي مُتَبَدِّدَةٍ. قال الشاعر حسان بن ثابت: كُنَّا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً * لَجِباً فشُلُّوا بالرِماحِ بداد - وإنما بنى للعدل والتأنيث والصفة، فلما منع بعلتين من الصرف بنى بثلاث لانه ليس بعد المنع من الصرف إلا منع الاعراب. وتقول: السبعان يبتدان الرجل ابتداد، إذا أتياه من جانبية. وكذلك الرضيعان يَبْتَدَّانِ أمَّهما. ولا يقال يَبْتَدُّها ابنها، ولكن يَبْتَدُّها ابناها. وقد لقي الرجلان زيداً فابْتَدَّاهُ بالضرب، أي أخذاه من جانبيه. وبايعْته بِداداً، إذا بعته معارضةً. وكذلك بادَدْتُهُ في البيع مبادة وبدادا. وقولهم: مالك به بدد وبدة، أي مالك به طاقة. ابن السكيت: البَدَدُ في الناس: تباعُدُ ما بين الفخذين من كثرة لحمهما. قال: وفي ذوات الأربع تباعُدُ ما بين اليدين. تقول منه: بددت يارجل بالكسر، فأنت أَبَدُّ. وبقرةٌ بَدَّاءُ. والأَبَدُّ: الرجلُ العظيم الخلق، والمرأة بداء. قال أبو نخيلة:

ألد يمشى مشية الابد * والبادان: باطِنا الفخِذين. وكلُّ من فَرَّجَ بين رجليه فقد بَدَّهُما. ومنه اشتقاق بِدادِ السَرْجِ والقَتَبِ، بكسر الباء وهما بِدادانِ وبَديدانِ، والجمع بَدائدُ وأبِدَّة تقول: بَدَّ قَتبه يبُدُّهُ، وهو أن يتَّخذ خريطتينفيحشوَهما فيجعلَهما تحت الأَحناء لئلاّ يُدبِرَ الخشبُ البعيرَ. والبَديدان: الخُرجان. والبديد: المفازة الواسعة. وقولهم لابد من كذا، كأنه قال: لا فِراق منه. ويقال البُدُّ: العِوَضُ. والبُدُّ: الصنم، فارسيٌّ معرب، والجمع البِدَدَةُ. الفراء: طيرٌ أَباديدُ ويباديد: أي مفترق. وأنشد : كأنما أهلُ حُجْرٍ ينظرونَ مَتى * يَرَونَني خارجا طير يباديد -
: [ب د د] بَدَّدَ الشَّيْءَ فتَبَدَّدَ: فَرَّقَه فَتفَرَّقَ. وجاءَتِ الخَيْلُ بَدادِ: أي مُتَبَدَّدَةً، قال:

(كُنّا ثَمانِيَةً وكانُوا جُحْفَلاً ... لِجِباً فشُلٌّ وا بالرِّماحِ بَدادِ)

وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: جاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ يا هذا، وبَدَادَ بَدَادَ، وبَدَدَ بَدَدَ، كخَمْسَةَ عَشَرَ، وبَدَدَاً بَدَدَاً، على المَصْدَرِ. وتَفَرَّقُوا بَدَداً. وفيِ الدُّعاءِ: ((اللَّهُمَّ أقْتُلْــهُمْ بَدَداً، وأَحْصِهِمْ عَدَداً)) . وقولُه - أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ -:

(بَلِّغْ بَنِي عَجِبٍ وبَلِّغْ مازِناً ... قَوْلاً يُبِدُّهُمُ وَقْولاً يَجْمَعُ)

فَسَّره هو فقالَ: يُبدُّهُم: يُفَرِّقُ القَوْلَ فيهمِ. ولا أَعْرِفُ في الكَلامِ أَبْدَدْتُه: فَرَّقْتُه. وبَدَّ رِجْلَيْة في المِقْطَرِةَ: فرَّقَهُما، وقد تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُما. وكُلُّ مَنْ فَرَّجَ رِجْلَيْهِ فقد بَدَّهُما، قال:

(جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها ... )

(قَدْ سَمَّنْتْها بالسَّوِيقِ أُمًّها ... )

(فبَدَّتِ الرِّجْلَ فما تَضُمُّها ... ) وذَهَبُوا يَبادِيدَ، وأَبادِيدَ: أي فِرَفّا مُتَبَدِّدِينَ. ورَجُلٌ أَبَدُّ: مُتَباعِدُ اليَدَيْنِ عن الجَنْبَيْنِ، وقِيلَ: بَعيِدُ ما بينَ الفَخِذَيْنِ مع كَثْرَةِ لَحْمِ. وقيل: عَرِيضُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ. وقيل: العَظِيمُ الخَلْقِ، مُتَباعِدٌ بعضُهُ من بَعْضٍ، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً. والبَدّاءُ من النِّساءِ: الضَّخْمَةُ الإسَكَتَيْنِ، المُتَباعِدَةُ الشُّفْرَيْنِ. ويُقال للحائِكِ: أَبَدُّ؛ لتَباعُدِ ما بَيْنَ فَخِذَيِهِ. وفَرَسٌ أَبَدُّ بَيّنُ البَدَدِ: أي بَعِيدُ ما بينَ اليَدَيْنِ. والأَبَدُّ الزَّنِيمُ: الأَسَدُ، وَصَفُوه بالأَبَدِّ لتَباعُدٍ في يَدَيْهِ، وبالزَّنِيمِ؛ لانْفِرادِهِ. وكَتِفٌ بَدّاءٌ: عَرِيضَةٌ مُتَباعِدَةُ الأْقْطارِ. والبادُّ: باطِنُ الفَخِذِ. وقِيلَ: البادُّ: ما يَلِي السَّرْجَ من فَخِذِ الفارِسِ. وقيل: هو ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ، ومنه قولُ الدَّهْناءِ بِنْتِ مِسْحَلِ: ((إنِّي لأُرْخِي لَهْ بادِّي)) . قالَ ابن الأَعْرابِيِّ: سُمِّى بادّا لأَنّ السَّرْجَ بَدَّهُما؛ أي فَرَّقَهُما، فهو عَلَى هذا فاعِلٌ في معنى مَفْعُولٍ، وقد يَكُونُ على النَّسَبِ. وقد ابْتَدّاهُ. والبَدادَانِ للقَتَبِ: كالكَرِّ للرَّجْلِ، غيرَ أَنَّ البِدادَيْنِ لا يَظهْرَانِ من قَدّامِ الظَّلِفَةِ، إنَّما هُما من باطِنٍ. والبِدادُ للسَّرْجِ مثْلُه للقَتَبِ. والبِدادُ: لِبْدٌ يُشَدُّ مَبْدُوداً على الدّابَّةِ الدَّبِرةَِ. وبَدَّ عن دَبَرِه: شَقَّ. وبَدَّ صاحِبَةُ عن الشَّيءِْ: أَبْعَدَهُ وكَفَّهُ. وبَدَّ الشَّيءَْ يَبُدُّهُ بَداّ: تَجافَي بهِ. وامْرَأَ ةٌ مُبَدَّدَةٌ: مَهْزُولَةٌ بِعيدَةٌ بعضُها من بَعْضٍ. واسْتَبَدَّ برَأْيِه: انْفَرَدَ. وما لَكَ به بَدَدٌ ولا بِدَّةٌ، ولا بُدَّةٌ: أي طاقَةٌ. ولا بُدَّ مِنْهُ: أي لا مَحالَةَ. والبُدُّ، والبِدُّ، والبَدَّةُ، والبِدادُ: النَّصِيبُ من كُلِّ شَيْءٍ، الأَخِيرتَانِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، ورَوَى بيتَ النَّمِرِ بنِ تَوْلَبٍ: (فمَنَحْتُ بُدَّتَها رَقِيباً جانِجاً ... )

والمَعْرُوفً ((بُدْأَتها)) . وجَمْعُ البُدَّةِ: بُدَدٌ. وجَمْعُ البِدادِ: بُدُدٌ، كلُّ ذلك عن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَبَدَّ بينُهم العَطاءَ. وأَبَدَّهُم إِيّاهُ: أَعْطَى كُلَّ واحِدٍ على منهم حِدَةٍ نَصِيبَه، يكونُ ذلكَ في الطَّّعامِ والمالِ وكُلّ شيءِ. قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:

(فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ ... بِذَمائِه أو بارِكٌ مُتَجِعْجعُ)

أي: أَعْطَى هذا من الطَّعْنِ مثلَ ما أَعْطَى هَذَا، حَتَّى عَمَّهُم. وقولُ عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيَعَةَ:

(أَمِبُدٌّ سُؤالَكَ العالَمينَا ... )

قِيلَ: مَعْناه أَمٌ قَسِّمٌ أنتَ سُؤالَكَ على النّاسِ واحِداً واحِداً حَتّى تُعُمَّمُ وقِيلَ: مَعْناه أَمُلْزِمٌ أَنْتَ سُؤالَكَ النّاسَ؟ من قَوْلِكَ: ما لِكَ مَنْهُ بُدٌّ. والمُبادَّةُ في السَّفَرِ: أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ إِنْسانٍ شَيْئاً من النَّفقَةِ، ثم تَجْمَعَ، فيُنْفِقُوه بَيْنَهُم، والاسْمُ منه: البَدادُ، والبَدادُ لُغَةٌ، قال القُطامِيُّ:

(فَثمَّ كَفيْناهُ البَدَادَ ولَمْ نَكُن ... لنُنْكِدَهُ عَمّا يَضِنُّ بهِ الصَّدْرُ)

ويُرْوَى البَدادُ بالكَسْرِ. وأَنَا أَبُدُّ بكَ عن ذلك الأَمْرِ: أي أًَدْفَعُه عَنْكَ. وتَبادَّ القَوْمُ: مَرُّوا اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، يَبُدُّ كُلُّ واحدٍ مِنْهُما صاحِبَة. وبايَعَه بَدَداً. وبادَّهُ، كلاهُما: عارَضَهُ بالبَيْعِ. وبدَّدَ الرَّجُلُ: أَعيْاَ وكُلَّ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:

(لمَا رَأَيْتُ مِحْجَناً قد بَدَّدَا ... )

(وأَوَّلَ الإبْلِ دَنَا فاسْتَوْرَدَا ... ) (دَعَوْتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا ... )

وبَيْنِي وبَيْنَكَ بُدَّةٌ: أي غايَةٌ ومَدَّةٌ. والبُدُّ: بَيْتٌ فيه أَصْنامٌ وتَصاوِيرُ، وهو إِعْرابُ بُتّ، قالَ:

(لقد عَلمَتْ تَكَاكِرَةُ ابنِ تِيرَى ... غَداةَ البُدِّ أَنَّي هِبْرِزِىُّ)

وقال ابنُ دُرَيْدٍ: البُدُّ: الصَّنَمُ الذي يَعْبَدُ، لا أَصْلَ له في اللُّغَةِ. وبَدْبَد موضِعٌ

بدد: التبديد: التفريق؛ يقال: شَملٌ مُبَدَّد. وبَدَّد الشيءَ

فتَبَدَّدَ: فرّقه فتفرّق. وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا. وتبدّد الشيءُ: تفرّق.

وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً: فرّقه. وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة؛ قال

حسان بن ثابت، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب

في طلبه ناس من الأَنصار، منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن

الأَسود الكِندي حليف بني زهرة، فردّوا السرح، وقتل رجل من بني فزارة يقال له

الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ؛ فقال حسان:

هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا

سِلمٌ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ؟

كنا ثمانيةً، وكانوا جَحْفَلاً

لَجِباً، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ

أَي متبدّدين. وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً، مبني على

الكسر لأَنه معدول عن المصدر، وهو البَدَدُ. قال عوف بن الخَرِع التيميّ،

واسم الخرع عطية، يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً

أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير، فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط

قد هجا تيماً وعدياً؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في

الأَسر:

هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ

عَشْراً، تَناوَحُ في شَرارةِ وادي

أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر.

أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ،

والعامريُّ يقودُه بِصِفاد

وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً،

والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ

وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة؛ وأَنشد أَيضاً:

فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ

قال الجوهري: وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من

الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وحكى

اللحياني: جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا، وبَدادَ بَدادَ، وبَدَدَ بَدَدَ

كخمسة عشر، وبَدَداً بَدَداً على المصدر، وتَفرَّقوا بَدَداً. وفي

الدعاء: اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً؛ قال ابن الأَثير: يروى بكسر

الباء، جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب، أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته

ونصيبه، ويروى بالفتح، أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من

التبديد.وفي حديث خالد بن سنان: أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل

يفرّقها بعصاه ويقول: بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي؛ يقال:

بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً؛ وهذا خالد هو الذي قال فيه النبيّ، صلى الله

عليه وسلم: نبيّ ضيعه قومه.

والعرب تقول: لو كان البَدادُ لما أَطاقونا، البَداد، بالفتح: البراز؛

يقول: لو بارزونا، رجل لرجل؛ قال: فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا

يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً.

وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم. ويقال أَيضاً: لقوا

قوماً أَبْدَادَهُمْ، ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل.

الجوهري: قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه،

وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني، ويقال إِنما كسر

لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر.

والبَدِيدة: التفرق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

بلِّغ بني عَجَبٍ، وبَلِّغْ مَأْرِباً

قَوْلاً يُبِدُّهُمُ، وقولاً يَجْمَعُ

فسره فقال: يبدُّهم يفرِّق القول فيهم؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف في

الكلام إِبددته فرَّقته. وبدَّ رجليه في المِقطَرة: فرَّقهما. وكل من فرَّج

رجليه، فقد بَدَّهما؛ قال:

جاريةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها،

قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها،

فبَدَّتِ الرجْلَ، فما تَضُمُّها

وهذا البيت في التهذيب:

جاريةٌ يَبُدّها أَجمها

وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين.

الفراء: طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق؛ وأَنشد

(* قوله «وأنشد إلخ»

تبع في ذلك الجوهري. وقال في القاموس: وتصحف على الجوهري فقال طير

يباديد، وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد، بالنون والاضافة، والقافية

مكسورة والبيت لعطارد بن قران) :

كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، ينظرون متى

يرونني خارجاً، طيرٌ يَبَادِيدُ

ويقال: لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه.

والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه. والرضيعان التوأَمان

يَبْتَدّان أُمهما: يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي. ويقال: لو أَنهما لقياه

بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه؛ ويقال: لما أَطاقه أَحدهما، وهي

المُبادّة، ولا تقل: ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها.

ويقال: إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ

الأُخرى؛ فيقال: قد أَبْدَدْتُهما. ويقال في السخلتين: إِبِدَّهما نعجتين أَي

اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة؛ وفي حديث

وفاة النبيّ، صلى الله عليه وسلم: فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه

بُدَّته من النظر أَي حظه؛ ومنه حديث ابن عباس: دخلت على عمر وهو يُبدُّني

النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه.

وفي حديث عكرمة: فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء.

والبَدَدُ: تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما، وفي ذوات

الأَربع في اليدين.

ويقال للمصلي: أَبِدَّ ضَبْعَيْك؛ وإِبدادهما تفريجهما في السجود،

ويقال: أَبَدَّ يده إِذا مدَّها؛ الجوهري: أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها؛

وفي الحديث: أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما

ويجافيهما.ابن السكيت: البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما،

تقول منه: بدِدتَ يا رجل، بالكسر، فأَنت أَبَدُّ؛ وبقرة بَدَّاء.

والأَبَدُّ: الرجل العظيم الخَلق؛ والمرأَة بَدَّاءُ؛ قال أَبو نخيلة

السعدي:من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ،

بدَّاءَ، تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ

والطائف: الجنون. والزؤد: الفزع. ورجل أَبدُّ: متباعد اليدين عن

الجنبين؛ وقيل: بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم؛ وقيل: عريض ما بين المنكبين؛

وقيل: العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً.

والبَدَّاءُ من النساء: الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين؛ وقيل:

البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين؛ قال الأَصمعي: قيل لامرأَة من العرب:

علام تمنعين زوجك القِضَّة؟ قالت: كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد

وأُرخي له البادّ؛ تريد أَنها لا تضم فخذيها؛ وقال الشاعر:

جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها،

قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها

وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه، والحائك أَبَدُّ أَبَداً.

ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط. قال ابن الكلبي: كان دُريد بن

الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء؛ وبادّاه: ما يلي

السرج من فخذيه؛ وقال القتيبي: يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ. وفرس

أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين؛ وقيل: هو الذي في يديه

تباعد عن جنبيه، وهو البَدَدُ. وبعير أَبَدُّ: وهو الذي في يديه فَتَل؛

وقال أَبو مالك: الأَبَدُّ الواسع الصدر. والأَبَدُّ الزنيمُ: الأَسَدُ،

وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه، وبالزنيم لانفراده. وكتف بَدَّاء: عريضة

متباعدة الأَقطار. والبادّان: باطنا الفخذين. وكل من فرَّج بين رجليه، فقد

بَدَّهما؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب، بكسر الباء، وهما بِدادان

وبَدِيدان، والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ؛ تقول: بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو

أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ

البعيرَ. والبَدِيدانِ: الخُرْجان. ابن سيده: البادّ باطن الفخذ؛ وقيل:

البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس؛ وقيل: هو ما بين الرجلين؛ ومنه قول

الدهناءِ بنت مِسحل: إِني لأُرْخِي له بادّي؛ قال ابن الأَعرابي: سمي بادّاً

لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد

يكون على النسب؛ وقد ابْتَدَّاه. وفي حديث ابن الزبير: أَنه كان حسن

البادِّ إِذا ركب؛ البادُّ أَصل الفخذ؛ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس: ما

وقع عليه فخذا الراكب، وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة

لحمهما. والبِدَادان للقتب: كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من

قدّام الظَّلِفَة، إِنما هما من باطن. والبِدادُ للسرج: مثله للقتب.

والبِدادُ: بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب،

ومن الشق الآخر مثله، وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه

بالمِصْدَعة، يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ؛ قال أَبو منصور:

البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات

القتب وأَحْنائه، ويقال لها الأَبِدَّة، واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان،

فإِذا شدت إِلى القتب، فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ. والبِداد: لِبد يُشدُّ

مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة.

وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق، وبَدَّ صاحبه عن الشيء: أَبعده وكفه. وبَدَّ

الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً: تجافى به.

وامرأَة متبدّدة: مهزولة بعيدة بعضها من بعض.

واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به؛ وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه:

كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا؛ يقال:

استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره. واستبدَّ

برأْيه: انفرد به.

وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان.

ولابُدَّ منه أَي لا محالة، وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة. أَبو

عمرو: البُدُّ الفراق، تقول: لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق

منه؛ ومنه قول أُم سلمة: إِنّ مساكين سأَلوها فقالت: يا جارية أَبِدِّيهم

تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم.

والبِدَّة، بالكسر

(* قوله «والبدة بالكسر إلخ» عبارة القاموس وشرحه

والبدة، بالضم، وخطئ الجوهري في كسرها. قال الصاغاني: البدة، بالضم،

النصيب؛ عن ابن الأَعرابي، وبالكسر خطأ): القوة. والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة،

بالكسر، والبُدَّة، بالضم، والبِدَاد: النصيب من كل شيء؛ الأَخيرتان عن

ابن الأَعرابي؛ وروى بيت النَّمِر بن تولب:

فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحاً

قال ابن سيده: والمعروف بُدْأَتَها، وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع

البِدَادِ بُدد؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي.

وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه: أَعطى كل واحد منهم بُدَّته

أَي نصيبه على حدة، ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل

شيء؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور؛

فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ: فَهارِبٌ

بذَمائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ

قيل: إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش، وقيل: أَي أَعطى هذا من

الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم. أَبو عبيد: الإِبْدادُ في الهبة أَن

تعطي واحداً واحداً، والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين. وقال رجل من العرب:

إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ. الأَصمعي: يقال أَبِدَّ هذا

الجزور في الحيّ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه؛ وقال ابن الأَعرابي:

البُدَّة القسم؛ وأَنشد:

فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً،

والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها

أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها. ابن الأَعرابي: البِدادُ أَن يُبِدَّ

المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم، وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام، والاسم

البُدَّة والبِدادُ. والبُدَدُ جمع البُدَّة، والبُدُد جمع البِدادِ؛

وقول عمر بن أَبي ربيعة:

أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا

قيل: معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم؛

وقيل: معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ.

والمُبادَّة في السفر: أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع

فينفقونه بينهم، والاسم منه البِدادُ، والبَدادُ لغة؛ قال القطامي:

فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ، ولم نَكُنْ

لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ

ويروى البِداد، بالكسر.

وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك.

وتبادّ القوم: مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه.

والبَدُّ: التعب. وبَدَّدَ الرجلُ: أَعيا وكلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا،

وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا،

دعوتُ عَوْني، وأَخَذتُ المَسَدا

وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة.

وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً: كلاهما عارضه بالبيع؛ وهو من قولك:

هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله. والبُدُّ: العوض. ابن الأَعرابي:

البِداد والعِدادُ المناهدة.

وبَدَّدَ: تعب. وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ.

والبَديد: النظير؛ يقال: ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني.

والبِدّانِ: المثلان.

يقال: أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى؛ ومنه

قول الكميت:

مَن قال: أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ،

في الجودِ، بَدَّ الحصى، قِيلت له: أَجلُ

وقال ابن الخطيم:

كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها

هَزْلى جَوادٍ، أَجْوافُه جَلَف

يقال: تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله.

ويقال: بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد.

والبَديدة: المفازة الواسعة.

والبُدُّ: بيت فيه أَصنام وتصاوير، وهو إِعراب بُت بالفارسية؛ قال:

لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي،

غَداةَ البُدِّ، أَني هِبْرِزِيُّ

وقال ابن دريد: البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد، لا أَصل له في اللغة،

فارسي معرّب، والجمع البدَدَةُ. وفلاة بَديد: لا أَحد فيها.

والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال: أَبَدَّهُ بصره.

ويقال: أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه، وأَبْدَتْته بصري. وأَبددت يدي

إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها. وفي حديث يوم حنين: أَن سيدنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي

مدّها.

وبَدْبَدُ: موضع، والله أَعلم.

بدد
: ( {بَدَّدَه} تَبْدِيداً: فَرَّقَه، {فتَبَدّدَ) : تَفرَّقَ. يُقال: شَمْلٌ} مُبَدَّد. {وتَبَدَّدَ القَومُ تَفرَّقُوا.
} وبَدَّه {يَبُدُّه} بَدًّا: فَرَّقه.
(و) {بَدَّدَ (زَيْدٌ: أَعيَا، أَو نَعِسَ وَهُوَ قاعدٌ لَا يَرْقُد) ، نَقله الصاغَانيّ.
(وجَاءَتِ الخَيْلُ} بَدَادِ {بَدَادِ) ، وذَهب القَوْمِ بَدَادِ بَدَادِ، أَي وَاحِدًا وَاحِدًا مَبنيّ على الكسْر، لأَنّه معدولٌ عَن الْمصدر وَهُوَ البَدَدُ. قَالَ حسّان بن ثَابت وَكَانَ عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ الْمَدِينَة فرَكِبَ فِي طَلبه ناسٌ من الأَنصار، مِنْهُم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ، والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ،} فرَدُّوا السَّرْحَ، وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يُقَال لَهُ الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ، جَدُّ عبدِ الله بن مَسْعَدَةَ، فَقَالَ حسّان:
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا
سَلْمٌ غَدَاةَ فَوَارِسِ المِقْدَادِ
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَفْلاً
لَجِباً فَشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ
وَقَالَ الجوهريّ: وإِنّمَا بُنيَ للعَدْلِ والتأْنِيث والصِّفة، فلمّا مُنِعَ بعلَّتَيْن بُنِيَ بثلاثٍ، لأَنّه لَيْسَ بعد الْمَنْع من الصرْف إِلاّ منع الإِعراب. (و) حكَى اللِّحْيَانيّ: جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هاذا، و (بَدَادَ بَدَادَ، {وبَدَدَ} بَدَدَ) ، مبنيّان على الْفَتْح الأَخير كخَمسةَ عَشرَ، ( {وبَدَداً} بَدَداً) ، على الْمصدر، أَي (متفرِّقَةً) . وَفِي (اللِّسَان) : وَاحِدًا بعد واحدٍ. قَالَ شَيخنَا: وكلُّها مبنيّة مَا عدا الأَخيرَ، وكلُّهَا فِي مَحلّ نصْبٍ على الحاليّة سوى الأَخيرِ فإِنّه منصوبُ اللَّفظِ أَيضاً.
( {وبَدَّ رِجْلَيه) فِي المِقْطَرة: (فَرَّقَهُمَا) . وكلُّ من فَرَّجَ رِجْلَيْه فقد بَدَّهُمَا.
(و) يُقَال (ذَهَبُوا) عَبَادِيدَ (} تَبَادِيدَ) ، هاكذا بالمثنّاة الفوقيّة فِي نُسختنا وَفِي بَعْضهَا بالياءِ التَّحْتِيَّة على مَا فِي اللِّسانِ ( {وأَبادِيدَ) أَي فرَقاً (} مُتَبدِّدينَ) .
(ورَجلٌ {أَبَدُّ: مُتَبَاعِدُ اليَدَيْنِ) عَن الجَنَبين، (أَو) هُوَ (العَظِيمُ الخَلْقِ المُتَبَاعِدُ بعضُه مِن بَعضِ) ، وَقد بَدَّ} يَبَدُّ {بَدَداً. (و) قيل: هُوَ (المتباعِدُ مَا بينَ الفَخِذَيْن) مَعَ كثرَةِ لَحمٍ، وَقيل: عريض مَا بينَ المَنْكِبَيْنِ. وَقيل عريض مَا بينَ المَنْكِبَيْنِ. (وَقد} بَدِدَتْ، كَرفَرِحَتُ، بَدَداً) ، محرّكَةً، وَعَن ابْن السِّكِّيت: البَدَدُ فِي النَّاس: تَبَاعُدُ مَا بينَ الفَخذَين من كَثرةِ لحْمِهِما، تَقول مِنْهُ: بَدِدْن يَا رجُلُ، بالكسْر، فأَنت أَبَدُّ. وبَقَرَة {بَدّاءُ.
(والبَدُّ) ، بِالْفَتْح (: التَّعَب) .
} وبَدَّدَ: تَعِبَ وأَعْيَا وكَلَّ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
لما رَأَيْتُ مِحّجَماً قد {بَدَّدا
وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنَا فاسْتَورَدَا
دَعوْتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا
(و) البِدّ، (بِالْكَسْرِ: المِثْل) ، وهما} بِدّان. (و) البِدّ أَيضاً: النَّظِير، {كالبَدِيدَةِ، (يُقَال: مَا أَنتَ لي} ببَدِيدٍ فتكلِّمَني) .
(و) البُدُّ، (بالضَّم: البَعُوضُ) ، هاكذا فِي نُسختنا، وَهُوَ خاطأٌ والصَّوَابُ العِوَضُ، كَمَا فِي (اللِّسَان) و (الصّحاح) وَغَيرهمَا من الأُمّهَات. (و) قَالَ ابْن دُريد: البُدّ (الصَّنَمُ) نفْسُه الّذي يُعبَد لَا أَصْل لَهُ، فارسيٌّ، (معَرَّبُ بُتْ. ج {بِدَدَةٌ) ، كقِرَدَةٍ، (} وأَبْدَادٌ) ، كخُرْجٍ وأَخراجٍ، (و) قيل: البُدّ: (بَيْتُ الصَّنَمِ) والتصاويرِ، وَهُوَ أَيضاً مُعرّب، وَلَو قَالَ والصَّنم أَو بَيْته مُعَرَّب كَانَ أَخصَرَ. (و) البُدُّ أَيضاً (: النَّصِيب من كلِّ شيْءٍ، كالبِدَاد، بِالْكَسْرِ، {والبُدَادِ} والبُدَّةِ) ، هما (بالضّمّ) الأَخيرتان عَن ابْن الأَعرابيّ. وروى بَيت النَّمِر بن تَوْلَب:
فَمَنَحْتُ {بُدَّتَها رقيباً جانحاً
قَالَ ابْن سَيّده: وَالْمَعْرُوف (بُدْأَتَهَا) وجمْع البُدَّة بُدَدٌ، وجمْع البِدَاد بِدَدٌ، كلّ ذالك عَن ابْن الأَعرابيّ. (وخُطِّىء الجوهريُّ فِي كَسرِهَا) . قَالَ الصّغانيّ: البُدَّةُ، بالضَّمّ: النَّصيب، عَن ابْن الأَعرابيّ، وبالكسر خطأٌ ذَكرَه أَبو عمرٍ وَفِي ياقوتة العقم. ونصُّ عبارَة الجوهريّ (والبِدَّةُ، بِالْكَسْرِ: القُوّة والبِدّة أَيضاً النَّصِيب) قلت وَفِي الدُّعاء: (اللَّهمَّ أَحصِهِمْ عَدَداً، واقتُلْهم بدَداً) قَالَ ابْن الأَثير: يُروَى بِكَسْر الباءِ جمع بِدَّةَ وَهِي الحِصَّة والنصيب، أَي اقتُلْهم حِصَصاً مُقسّمة لكلِّ واحدٍ حِصّتُه ونَصِيبه.
(و) قَوْلهم (لَا بُدَّ) اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي، أَي (لَا فِرَاقَ) مِنْهُ، عَن أَبي عَمرٍ و. (و) قِيلَ: لَا بدَّ مِنْهُ: (لَا مَحَالَةَ) مِنْهُ. وَقَالَ الزّمخشريّ: أَي لَا عِوَضَ وَمَعْنَاهُ أَمرٌ لازمٌ لَا تمكِن مُفارقتُه وَلَا يُوجَد بَدلٌ مِنْهُ وَلَا عِوَضٌ يقوم مَقامَه. قَالَ شَيخنَا: قَالُوا: وَلَا يُستعمَل إِلاَّ فِي النفْيِ، واستعمالُه فِي الإِثبات مُوَلَّد.
(} وبدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ) ، مُقتضَى اصْطِلَاحه أَن يكون بِالْفَتْح، وَالَّذِي ضَبطه الجوهَرِيُّ بِالْكَسْرِ (! وبَدِيدُهما ذالك المَحشوُّ الّذي تحتَهما) ، وَهُوَ خَرِيطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ (لئلاّ يُدْبِرَ) الخَشَبُ (الفَرَسَ) أَبو البعيرَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور {البِدَادانِ فِي القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تُحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه. والجمْع} بَدَائدُ {وأَبِدَّةٌ، تَقول: بَدَّ قَتَبَه} يَبُدّه. وقالَ غَيره: {البِدَادُ: بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لَا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ، وَمن الشِّقّ الآخرِ مثلُه، وهما مُحيطانِ مَعَ القَتب. وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك: بَدّ الرَّجلُ رُجْلَيْه، إِذا فرَّجَ بَينهمَا، كَذَا فِي (الصّحاح) .
(} والبَدِيدُ) ، كَأَمِيرٍ: (الخُرْجُ) ، بضمّ الخاءِ وَسُكُون الراءِ، هاكذا فِي نُسختنا، والّذي فِي (الصّحاح) : والبَدِيدَانِ الجُرجان، هاكذا كَمَا تَراه بجيمين (و) {البَدِيدة: (المَفَازَةُ الواسعَةُ) .
(} والبِدَاد) : بِالْكَسْرِ، (لِبْدٌ يُشَدُّ) {مَبدُوداً (على الدّابَّة الدَّبِرَةِ) . وبُدَّ عَن دُبُرِهَا، أَي شُقٌ.
(} والبِدَادُ {والبِدَادَة) ، بكسرهما، والفتحُ لُغة فِي الأَوّل، وَبِهِمَا رُوِيَ قَول القُطَاميّ:
فَثَمَّ كَفَيْنَاهُ البِدَادَ وَلم نَكنْ
لنُنْكِدَه عَمّا يَضِنُّ بِهِ الصَّدْرُ
(} والمُبَادّة) فِي السّفَر: (أَنْ يُخْرِج كلُّ إِنسانٍ شَيْئا) من النَّفقة (ثمّ يُجْمَع فيُبْقُونَه) ، هاكذا فِي نسختنا، وَهُوَ خطأٌ، والصّواب فيُنْفِيقونه (بَيْنَهُمْ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: البِدَاد أَن يُبِدّ المالَ القَوْمُ فيُقسَم بَينهم، وَقد {أَبْدَدْتهم المالَ والطعامَ، والاسمُ البُدّة والبِدَادُ، جمْعهما بُدَد وبُدُد.
(وبَايَعَهُ} بَدَداً، {وبادَّهُ} مُبَادَّةً) ، وَفِي بعضٍ: مُبادَدَة، ( {وبِدَاداً) ككِتَاب، كِلَاهُمَا: (بَاعَهُ مُعَارَضَةً) ، أَي عَارَضهُ، بالبَيْع، وَهُوَ من قَولك: هاذا} بدُّه {وبَدِيده، أَي مِثله.
(} وبَدَّهُ) ، أَي بَدَّ صاحبَه عَن الشيْءِ (: أَبعَدَه وكَفَّه) ، وأَنا أَبُدُّ بك عَن ذالك الأَمرِ، أَي أَدْفعه عَنْك. (و) بدَّ الشيْءَ {يَبُدُّه بَدًّا (: تَجافَى بِهِ) .
(و) قَالَ ابْن سَيّده: (} البَادُّ: باطِنُ الفَخِذ) ، وَقيل: هُوَ مَا يَلِي السَّرْجَ من فَخذِ الفارسِ، وَقيل: هُوَ مَا بَين الرِّجلَين، ونه قَول الدّهناءِ بِنت مِسْحَلٍ: (إِني لأُرخِي لَهُ {- بادِّي) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: سُمِّيَ} بادًّا لأَنّ السَّرُجَ بَدَّهما أَي فَرَّقهما، فَهُوَ على هاذا فاعلٌ فِي معنَى مفعولٍ وَقد يكون على النَّسبِ. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: كَانَ دريدُ بن الصِّمّة قد بَرِصَ بَادّاهُ من كثرةِ ركُوبه الخيلَ أَعراءً. وبادّاه: مَا يَلِي السَّرجَ من فَخذيْه. وَقَالَ القُتَيبيّ: يُقَال لذالك الموضعِ من الفَرس بادٌّ.
( {والبَدَّاءُ) من النساءِ: (الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَيْنِ) المتباعدةُ الشّفُرَيْن، وَقيل: هِيَ المرأَةُ الكثيرةُ لَحمِ الفَخذَين.
(و) يُقَال: بيني وبينَك} بُدَّةٌ. ( {البُدَّةُ بالضّمّ: الْغَايَة) والمُدّة.
(و) قَالَ الفرَّاءُ: (طَيْرٌ} أَبادِيدُ) ، وَفِي بعض نُسخِ (الصّحاح) المصحَّحة: يباديد، بالتحتية، ( {وتَبَادِيدُ) ، بِالْمُثَنَّاةِ الفوقيّة، أَي (متفرِّقة) ، كَذَا فِي (النُّسخ) ، وَفِي (الصّحاح) : متفرّق، ونصُّ عبارةِ الفرّاءِ: أَي مَفترق. (وتَصحَّفَ على الجوهريّ فَقَالَ: طيرٌ} يَبادِيد. وأَنشد) :
كأَنّما أَهلُ حجْرٍ يَنظرونَ مَتَى
(يَرَوْنَنِي خارِجاً طَيْرٌ! يَبَادِيدُ)
بِرَفْع يباديد على أَنّه صفة طير، وَكَذَا رَوَاهُ يَعْقُوب. قَالَ أَبو سهْل الهَرويّ: وقرأْته بخطّ الأَزهريّ فِي كِتابه كَمَا رَوَاهُ الجوهريّ بالرّفع وبالباءِ، (وإِنما هُوَ طَير اليَنَاديدِ، بالنُّون والإِضافة) . وَفِي إِصلاح الْمنطق فِي بَاب مَا يُقَال بالياءِ والهمزة يُقَال أَعْصُرُ ويَعْصُر، وأَلَمْلَم ويَلَمْلم، وطَيرٌ يَنادِيدُ وأَناديدُ: متفرِّقة، بالنُّون. (و) من أَقوى الدَّلَائِل أَنَّ (القَافية مَكْسُورَة) ودعوَى الإِقواءِ على مَا زعَم شيخُنَا غير مُسلَّم. وَقَبله:
ونحْنُ فِي عُصبةِ عَضَّ الحَديدُ بهم
من مُشْتَك كَبْلَه منهمْ ومَصفود كأَنّمَا أَهل حجْر، الخ. (وَالْبَيْت لعُطَارِد بن قَرْانَ) الحنظليّ أَحد اللّصوص. (وَقَوله) ، أَي الجوهريّ فِي إِنشاد قَول الرّاجز، وَهُوَ أَبو نُخيلةَ السَّعدي.
من كُلِّ ذاتِ طائِفٍ وزُؤْده
أَلدُّ يَمشِي مِشْيَةَ {الأَبَدِّ
غلطٌ، والصَّواب:
(} بَدّاءُ تَمشِي مِشْيَةَ {الأَبَدِّ)
لأَنّه فِي صِفَة امرأَةِ. وَبعده:
وَخْداً وتَخْوِيداً إِذا لمْ تَخْدِي
والطائف: الجُنون: والزُّؤْد: الفزَعُ. وَقد سبقه إِلى ذالك ابْن بَرّيّ وأَبو سهْل الهَرَويّ والصغانيّ.
(و) يُقَال: لَقِيَ فُلانٌ وفُلانٌ فُلاناً ف (} ابْتَدَّاهُ) بالضَّرب ( {ابتداداً) ، إِذا (أَخَذَاه من جانِبَيْهِ، أَو أَتَيَاه من ناحِيَتَيْه) . والسَّبُعانِ} يَبتَدّانِ الرَّجلَ، إِذا أَتَيَاه من جانِبَيْهِ. والرِّضِيعَانِ التَوْأَمَانِ يَبتَدَّان أُمَّهُمَا، يَرضِع هاذَا من ثَدْيٍ وهاذا من ثَدْيٍ. وَيُقَال: لَو أَنَّهُمَا لَقِياه بخَلاَءٍ فابتَدَّاه لمَا أَطاقاه، وَيُقَال: لَمَا أَطاقَه أَحدُهما. وَهِي {المبادّة، وَلَا تقل ابتدَّهَا ابنُهَا، وَلَكِن} ابتدَّها ابنَاها.
(و) يُقَال: (مَا لَه بِهِ بَدَدٌ و) لَا ( {بَدَّةٌ) بالفَتْح، ويروَى بِالْكَسْرِ أَيضاً، أَي مَا لَهُ بِهِ (طَاقَةٌ) وَلَا قُوّة.
(} والبَدِيدَةُ) ، كَذَا فِي (النُّسخ) ، كسَفِينَة، والصَّوَاب ( {البَدْبَدَةَ) ، بموحَّدتين مفتوحَتين، كَمَا هُوَ بخطّ الصّغانيّ: (الدَّاهِيَةُ) ، يُقَال: أَتانَا} ببَدْبَدَةٍ.
( {والأَبَدُّ: الحائكُ) ، لتَباعُدِ مَا بينَ فَخذيْه. (و) الأَبدُّ بَيِّنُ البَدَدِ (: الفَرَسُ بَعِيدُ مَا بَيْنَ اليَدَين) ، وَقيل: هُوَ الّذي فِي يَديه تَباعُدٌ عَن جَنبَيْه، وَهُوَ البَدَدُ. وبَعيرٌ أَبَدُّ، وَهُوَ الّذي فِي يَديْه فَتَلٌ. وَقَالَ أَبو مالكٍ: الأَبَدّ: الواسعُ الصَّدْرِ.
(} والأَبَدُّ الزَّنِيمُ: الأَسَدُ) ، وصَفوه بالأَبَدّ لتباعُدٍ فِي يَدَيْهِ، وبالزَّنيم لانفراده.
( {وتبدّدُوا الشّيْءَ: اقتسَمُوه} بِدَداً) ، بِالْكَسْرِ، أَي (حِصَصاً) ، جمع البِدّة، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ النّصيب والقِسْم، قَالَه ابْن الأَعرابيّ. وَقد أَنكرَ شَيخنَا ذالك على الجوهريّ، كَمَا سَبَقَ. وَفِي حَدِيث عِكْرِمة ( {فتَبَدَّدُوهُ بينَهُم) ، أَي اقتَسموه حِصَصاً على السَّواءِ.
(و) } تَبدَّدَ (الحَلْيُ صَدْرَ الجاريةِ: أَخَذَه كُلَّه) . وَفِي (الأَساس) : أَخذَ بجَانِبَيْهِ. قَالَ ابنُ الخطيم:
كأَنّ لَبّاتِهَا {تَبَدَّدَهَا
هَزْلَى جَرادٍ أَجْوافُه جُلُفُ
(} وبَدْبَدْ، أَي بَخْ بَخْ) ، نقلَه الصَّاغَانيّ. (و) الْقَوْم ( {تَبادُّوا. و) قَوْلهم: (لَقُوا} بَدَادَهم) ، بِالْفَتْح، كِلَاهُمَا (بِمَعْنى) وَاحِد، (أَي أَخَذُوا أَقْرَنَهُم) ولَقِيَهم قَومٌ {أَبْدَادُهم، أَي أَعدادُهم (لكلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ. و) يُقَال: يَا قومُ} بَدَادِ بدَادِ، مَرّتَيْن (كقطَام، أَي ليأْخُذْ كلُّ رَجلٍ قِرْنَه) . قَالَ الجوهَرِيّ: وإِنَّمَا بُنِيَ هاذا على الْكسر لأَنّه اسمٌ لفِعْل الأَمر، وَهُوَ مَبنيّ. وَيُقَال إِنّما كُسر لِاجْتِمَاع الساكنَين، لأَنّه واقعٌ مَوْقِعَ الأَمرِ.
( {واسْتَبَدَّ) فُلانٌ (بِهِ) ، أَي (تَفَرَّدَ) بِهِ دونَ غَيره. كَذَا فِي بعض نُسخ الصِّحَاح، وَفِي أَكثرها (انفرَدَ بِهِ) وَقد جاءَ ذالك فِي حديثِ عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(} والبَدَادُ) ، كسَحابٍ: (المُبارَزةُ. و) الْعَرَب تَقول: (لَو كانَ {البَدَادُ لما أَطَاقُونا، أَي لَو بارَزْنَاهم رَجُلٌ رَجُلٌ) . وَفِي بعض الأُمّهاتِ رجُلٌ لرجُلٍ.
(و) فِي حَدِيث يَومِ حُنين (إِنّ سيِّدنَا رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (} أَبَدَّ يدَه أَي مَدَّهَا إِلى الأَرْض) فأَخَذَ قَبضَةً) . والرَّجلُ إِذا رأَى مَا يَسْتَنْكِرُه فأَدامَ النظرَ إِليه يُقَال: أَبَدَّ فُلانٌ نَظَرَه، إِذا مَدَّه، {وأَبدَدْتُه بَصَرِي. وَفِي الحَدِيث (كَانَ يُبِدُّ ضَبْعَيْه فِي السُّجُود) أَي يَمدُّهما ويُجافِيهما، ويُقال للمصلِّي:} أَبِدَّ ضَبْعَيْك. (و) {أَبَدَّ (العَطَاءَ بَيْنَهم) ، أَي (أَعطَى كُلاًّ مِنْهُم} بُدَّتَه) بالضّمّ، ويروَى بِالْكَسْرِ، كَمَا للزَّمخشريّ، أَي نَصيبه على حدَة وَلم يَجْمَعْ بَين اثنَين، يكون ذالك فِي الطَّعَام والمالِ وكلِّ شيْءٍ. قَالَ أَبو ذُؤيب يَصف الكِلابَ والثَّورَ:
{فأَبَدَّهنَّ حُتُوفَهنّ فهاربٌ
بذَمائِه أَو باركٌ مُتجَعْجعُ
قيل: إِنه يَصِف صَيّاداً فَرّقَ سِهَامَه فِي حُمرِ الوَحْشِ. وَقيل: أَي أَعْطَى هاذا من الطَّعْن مثلَ مَا أَعطَى هاذا حتَّى عَمَّهم. وَقَالَ أَبو عُبيد:} الإِبداد فِي الهِبَة: أَن تُعطِيَ وَاحِدًا وَاحِدًا. والقِرَان: أَن تَعطيَ اثنينِ اثْنَيْنِ. وَقَالَ رجلٌ من الْعَرَب: إِنّ لِي صِرْمَةً أُبِدّ مِنْهَا وأَقرُن. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: يقالَ أَبِدَّ هاذا الجزورَ فِي الحيِّ فأَعطِ كلَّ إِنسانٍ بِدَّتَه، أَي نَصيبه.
وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربيعَةَ:
أُمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالَمِينَا
قيل: مَعْنَاهُ أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ وَاحِدًا وَاحِدًا حتَّى تَعمَّهم. وَقيل: مَعْنَاهُ: أَمُلزمٌ أَنت سؤَالَك النّاسَ؟ من قَولك: مالَكَ بمنه بُدٌّ.
( {والبَدَد) ، محرَّكَةً: (الحاجَةُ.
و) } بَدْبَدٌ (كفَدْفَد: ع) ، بل هُوَ ماءٌ فِي طَرَفِ أَبانَ الأَبيضِ الشَّمَاليّ. قَالَ كُثَيِّر:
إِذَا أَصبَحَتْ بالحَبْس فِي أَهْلِ قَرْيةٍ
وأَصْبَحَ أَهلِي بَين شَطْبٍ {فَبَدْبَدِ
(و) } بُدَيْد، (كزُبَيرٍ: جَدُّ جِلِّزة) بِكَسْر الْجِيم واللاّم المشدّدة، وَفِي بعض النُّسخ بِالْحَاء بدل الْجِيم، وَهُوَ الصَّوَاب. وَهُوَ (ابْن مَكروه) اليَشْكُرِيّ وَالِد الحارثِ وعَمرٍ والشاعِرَين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
كَتِفٌ {بَدّاءُ: عَريضةٌ مُتباعدةُ الأَقطارِ. وامرأَةٌ:} مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بَعْضهَا من بعض.
! واستبدَّ بأَمِيرِه: غَلَبَ عَلَيْهِ فَلَا يَسْمَع إِلاّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمةَ (أَنَّ مَساكينَ سَأَلُوها فقالَتْ: يَا جارِيَةُ {أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةَ تَمْرَةً) ، أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً
قَولاً} يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ
فسَّره فَقَالَ: يُبِدُّهم: يُفرِّق القَوْلَ فيهم. قَالَ ابْن سِيده: وَلَا أَعرف فِي الْكَلَام أَبْدَدْتُه: فَرَّقْتُه.
{وتَبادَّ القَوْمِ: مَرُّوا اثْنَيْنِ اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا صاحبَه.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ:} البِدَاد والعِدَاد: المُناهدة. {وبَدَّدَ الرَّجلُ، إِذا أَخرَجَ نَهْدَه.
وَيُقَال: أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى، أَي زَاد عَلَيْهِ عَدَدَ الحَصَى. وَمِنْه قَول الكُميت:
مَنْ قَالَ أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ
فِي الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ لَهُ أَجَلُ
وَيُقَال:} بَدّدَ فُلانٌ {تَبديداً، إِذا نَعسَ وَهُوَ قَاعد لَا يَرْقد.
وفلاةٌ} بَدْبَدٌ: لَا أَحدَ فِيهَا.
! وتَبَادُّوا: تَبَارَزُوا.
وَمن المَجاز: استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ: غلَبَ عَلَيْهِ فَلم يَقدِر أَن يَضبطه.
(بدد) الشَّيْء فرقه
ب د د

أبد ضبعيك في السجود: جافهما. وأبدهم العطاء: أعطي كل واحد بدته أي نصيبه. أنشد الكسائي:

لما التقيت عميراً في كتيبته ... عاينت كأس المنايا بيننا بددا

وليت جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قاتلوا أسدا

ويا جارية أبديهم تمرة تمرة، قالته أم سلمة لما كثر السؤال. وعن عمر بن عبد العزيز أنه أبد بصره عند موته وقال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن، ثم قبض. ويقال للفارس: ضم باديك وهما باطنا الفخذين. وكان الزبير حسن الباد على السرج، أريد حسن ركبته وقيل لأعرابية: علام تمنعين زوجك القضة، فإنه يعتل بك؟ قالت: كذب والله، إنّي لأطأطيء الوساد، وأرخي الباد، تريد أنها لا تضم فخذيها. والسبعان يتبادان الرجل إذا أتياه من جانبيه. والضاربان يتبادان المضروب، والتوءمان يتبادان أمهما: يرتضعان ثدييها. وتبدد الحلي صدر الجارية أخذ جانبيه. وباديته بكذا: عارضته مبادة وبداداً، وبايعته مبادة. وتبادوا في الحرب: تبارزوا وأخذوا أقرانهم. وبدد ماله. وتفرقوا بداد. واستبد برأيه: انفرد. واستبد بأميره إذا غلب على رأيه، فهو لا يسمع إلا منه.

ومن المجاز: استبد الأمر بفلان، إذا غلبه فلم يقدر على ضبطه. قال الأخطل:

ثم استبد بسلمى نية قذف ... وسير منقضب الأقران مغيار

هو واليها الذي إذا عزم على أمر أمضاه ولم يثنه عنه شيء واستبد بهم إذا ذهبوا. قال الأخطل:

كأنني شارب يوم استبد بهم ... من قرقف ضمنتها حمص أو جدر

ومن الكناية: سمعت مرشد بن معضاد الخفاجي يقول: خرجت أبدد، كنى بذلك عن البول.
بدد
استبدَّ بـ يستَبِدّ، استَبْدِدْ/ استبَِدَّ، استبدادًا، فهو مُستبِدّ، والمفعول مُستبَدّ به
• استبدَّ الشَّخصُ بالأمر: تعسَّف، انفرد به مِن غير مُشاركٍ له فيه "استبدَّ الحاكمُ بقراراته- سلطة مستبِدَّة- مَن استبدّ بالرأي هلك [مثل] ".
• استبدَّ الأمرُ بالشَّخصِ: غلبه فلم يَقدرْ على ضَبْطِه "استبدّتْ به أهواؤُه وشهواتُه- استبدّ به الحزنُ/ الوجدُ/ الشوقُ". 

بدَّدَ يبدِّد، تَبْديدًا، فهو مُبدِّد، والمفعول مُبدَّد
• بدَّدتِ الرِّيحُ السَّحابَ ونحوَه: فرَّقته، شتّتته، بعثرته "بدّد شمل القوم: فضّ جمْعَهم وشتّتَه- بدَّد جيشُنا جيشَ العدو في حرب أكتوبر" ° بدّد مخاوفه/ بدّد ظنونه: أزالها، أبعدها.
• بدَّدَ المالَ: بذّره؛ أنفقه في غير مَوضعه "بدّد الوقتَ/ الفرصةَ/ ثروتَه/ قُواه". 

تبدَّدَ يتبدّد، تبدُّدًا، فهو متبدِّد
• تبدَّد الشَّيءُ: مُطاوع بدَّدَ: ضاع، تفرّق، تشتّت "تبدَّد القومُ/ الضبابُ/ شملُ الأصدقاء- تبدَّدتِ الغيومُ/ الثروة" ° تبدَّدت الأوهامُ: لم يَبق منها أثر- تبدَّدت شخصيَّتُه: شعر بأنّه لم يعد هو ذاته وبأن إحساساته ورغباته وأفكاره غريبة عنه. 

استبداد [مفرد]: مصدر استبدَّ بـ ° استبداد أدبيّ: تعسّف، تحكُّم، سلطة مطلقة- استبداد زوج: تعسُّف وظلم، فرض الإرادة من دون مبرر بحسب الرغبة والأهواء. 

اسْتِبْداديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استبداد ° حُكْمٌ استبداديٌّ: يقوم على التسلُّط والتعسّف المطلق والتَّفرّد بالحكم. 

استبداديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبداد: "حكومة استبداديّة" ° لهجة استبداديّة: حازمة، آمرة.
2 - مصدر صناعيّ من استبداد.
3 - (سة) نظريّة سياسيّة تقول بأنَّ السلطة المطلقة يجب أنْ تناط بسلطة واحدة "الاستبداديّة تناقض الشورى". 

بُدّ [مفرد]: ج أبداد: مفرّ، مهرب، ويغلب استعماله مسبقًا بنفي "الموت لابُدَّ منه- هذا شرّ لابدَّ منه: لا غنى عنه" ° لا بُدَّ أنْ/ لا بُدَّ أنَّ/ لا بُدَّ وأن: حتمًا أو مِن الضروريّ- لا بُدَّ منه: لا مهربَ ولا مفرَّ منه، لا محالة- مِنْ كلِّ بُدٍّ: لا محالة، لا مناص ولا محيد، على أي وجه كان. 

تبدُّد [مفرد]: مصدر تبدَّدَ.
• تبدُّد الشخصيَّة: (نف) اضطراب ذهنيّ يجعل المرء يشعر بأنّه لم يصبح هو ذاته وبأن إحساساته وأفكاره غريبة عنه. 

تَبْديد [مفرد]:
1 - مصدر بدَّدَ.
2 - (قن) تصرّف في أشياء محْجُوزة قبل بيعها على يد المُحضر؛ تهرّبًا من وفاء الحقوق المحجوزة مِن أجلها "قام الرجلُ بتبديد منقولات شقته".
• تَبْديد الطَّاقة: (فز) تفريق الطاقة إلى أنواع أخرى، غير لازمة في عملية ما. 

قَنَا 

(قَنَا) الْقَافُ وَالنُّونُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى مُلَازَمَةٍ وَمُخَالَطَةٍ، وَالْآخَرُ عَلَى ارْتِفَاعٍ فِي شَيْءٍ. فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: قَانَاهُ، إِذَا خَالَطَهُ، كَاللَّوْنِ يُقَانِي لَوْنًا آخَرَ غَيْرَهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قَانَيْتُ الشَّيْءَ: خَلَطْتُهُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كَبِكْرِ الْمُقَانَاةِ الْبَيَاضَُِ بِصُفْرَةٍ

غَذَاهَا نَمِيرُ الْمَاءِ غَيْرَ الْمُحَلَّلِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: مَا يُعَانِينِي هَذَا، أَيْ مَا يُوَافِقُنِي. وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يَنْبُو عَنْهُ فَلَا يُخَالِطُهُ.

وَمِنَ الْبَابِ: قَنَى الشَّيْءَ وَاقْتَنَاهُ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ مُعَدًّا لَهُ لَا لِلتِّجَارَةِ. وَمَالٌ قُنْيَانٌ: يُتَّخَذُ قُِنْيَةً. وَمِنْهُ: قَنَيْتُ حَيَائِي: لَزِمْتُهُ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْقُِنْيَةِ.

قَالَ الشَّاعِرُ:

فَاقْنَيْ حَيَاءَكِ لَا أَبًا لَكِ وَاعْلَمِي ... أَنِّي امْرُؤٌ سَأَمُوتُ إِنْ لَمْ أُقْتَلِ وَالْقِنْوُ: الْعِذْقُ بِمَا عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ مُلَازِمٌ لِشَجَرَتِهِ. وَمِنَ الْبَابِ الْمَقْنَاةُ مِنَ الظِّلِّ فِيمَنْ لَا يَهْمِزُهَا، وَهُوَ مَكَانٌ لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الظِّلَّ مُلَازِمُهُ لَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ.

وَيَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ: إِنَّ كَهْفَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فِي مَقْنَاةٍ مِنْ جَبَلٍ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الْقَنَا: احْدِيدَابٌ فِي الْأَنْفِ. وَالْفِعْلُ قَنِيَ قَنًى. وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ الْقَنَاةُ مِنْ هَذَا، لِأَنَّهَا تُنْصَبُ وَتُرْفَعُ; وَأَلِفُهَا وَاوٌ لِأَنَّهَا تُجْمَعُ قَنًا وَقَنَوَاتٌ. وَقَنَاةُ الْمَاءِ عِنْدَنَا مُشَبَّهَةٌ بِهَذِهِ الْقَنَاةِ إِنْ كَانَتْ قَنَاةُ الْمَاءِ عَرَبِيَّةً.

وَالتَّشْبِيهُ بِهَا لَيْسَ مِنْ جِهَةِ ارْتِفَاعٍ، وَلَكِنْ هِيَ كَظَائِمُ وَآبَارٌ فَكَأَنَّهَا هَذِهِ الْقَنَاةُ، لِأَنَّهَا كُعُوبٌ وَأَنَابِيبُ.

وَإِذَا هُمِزَ خَرَجَ عَنْ هَذَا الْقِيَاسِ، فَيُقَالُ: قَنَأَ، إِذَا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ وَهُوَ قَانِئٌ. وَرُبَّمَا هَمَزُوا مَقْنَأَةَ الظِّلِّ، وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ بِالْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

حوي

(حوي) الشَّيْء حوى وحوة خالط سوَاده خضرَة وخالط حمرته سَواد وشفة الرجل احْمَرَّتْ حمرَة تضرب إِلَى السوَاد والنبات اسود من شدَّة النضارة فَهُوَ أحوى وَهِي حَوَّاء (ج) حو وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَجعله غثاء أحوى}
حوي: {الحوايا}: المباعر، ويقال: ما تحوَّى من البطن أي استدار، أو بنات اللبن، واحدها: حاوية وحوية وحاوياء. 
ح و ي : حَوَيْتُ الشَّيْءَ أَحْوِيه حَوَايَةً وَاحْتَوَيْتُ عَلَيْهِ إذَا ضَمَمْتُهُ وَاسْتَوْلَيْتُ عَلَيْهِ فَهُوَ مَحْوِيٌّ وَأَصْلُهُ مَفْعُولٌ وَاحْتَوَيْتُهُ كَذَلِكَ وَحَوَيْتُهُ مَلَكْتُهُ. 

حوي


حَوِيَ(n. ac. حُوَّة
حَوًى )
a. Was of a dark red or green colour.

حَوَّيَa. Seized.
b. Preserved.

تَحَوَّيَa. Was seized; shrunk together, coiled itself up (
snake ).
إِحْتَوَيَ
a. [acc.
or
'Ala]
see I (a)
& II (b).
حَيَّة []
a. Serpent.

حُوَّة []
a. Dark red or green (colour).
أَحْوَى [] (pl.
حُوّ)
a. Dark red or green in colour.

حَاوٍ (حَاوي ) [] (pl.
حُوَاة [] )
a. Uniting different things.
b. Containing.
c. Serpent-tamer.

حِوَآء [] (pl.
أَحْوِيَة [] )
a. Row of tents or houses.

حَوِيَّة [] (pl.
حَوَايَا)
a. Small reservoir or tank.
b. Gut, intestine.
c. Cushion which is placed on a camel's hump.

حَوَّآء []
a. Eve.

مُحْتَوٍ
a. see 21 (a) (b).
حَيْث حَيْثُمَا
a. Where, in the place which, wheresoever, whither;
whenever, wherever; everywhere.

بِحَيْث
a. مِن حَيْث So that; as, inasmuch
insomuch as; in respect of; whence.
حَاج
a. Wild asparagus.
حوي: حَوَى فلان مالاً حَيَّاً وحَوَايةً، أي: جمعه وأحرزه، واحتوى عليه، كَحَوِيٍّ الحيَّة. والحَوِيَّةُ: مركب يُهَيَّأ للمرأة. والحَوِيُّ: استدارة كلّ شيء، كحوِيِّ الحيّة، وكحويِّ بعض النُّجوم إذا رأيتها على نسق واحدٍ مستديرة، والحويّة والحاوية والجميع الحَوَايَا: الأمعاء

قال عليّ عليه السّلام: 

أقتلُــهم ولا أرى مُعاوية ... الأخْزَرَ العَيْنِ العظيمَ الحاوية 

وقال: 

فهنَّ من واطِىءٍ ثَنْيَيْ حَوِيَّته ... وناشجٍ وعواصي الجَوْفِ تَنْشَخِبُ

والحِوَاءُ: أَخْبِيةٌ تَدَانَى بعضُها من بعضٍ. تقول: هُمْ أَهْلُ حِواءٍ واحد، والجماعة: أَحْوية. والحوّاء: نَبْتٌ معروف، الواحدة: حُوَّأَة. والحُوَّةُ في الشفاه: شبه اللَّمَى واللَّمَس. قال ذو الرمة: 

لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شَنَبُ
حوي
حوَى/ حوَى على يَحوِي، احْوِ، حَوايةً، فهو حاوٍ، والمفعول محوِيّ (للمتعدِّي)
• حوَى الشَّخصُ: سحر واحتال.
• حوَى الشَّيءَ/ حوَى على الشَّيءِ:
1 - استولى عليه وملكَه وأحرزه "حوَى مالاً- الإنسان وما حواه لا يساوي شيئًا أمام القدر وبَلْواه".
2 - ضمّه واشتمل عليه، جمعه، احتواه "تحوِي الأرضُ كنوزًا- يحوي الكتابُ مختارات من الشّعر القديم- وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى [حديث] ". 

حوِيَ يَحوَى، احْوَ، حَوًى وحُوَّةً، فهو أَحْوَى
• حوِي النَّباتُ: خالط خضرتَه سوادٌ من شدّة النّضارة.
• حوِيتِ الشَّفَةُ: خالط حُمْرتَها سوادٌ. 

احتوى/ احتوى على يحتوِي، احْتَوِ، احتواءً، فهو مُحْتَوٍ، والمفعول مُحْتَوًى
• احتوى الشَّيءَ/ احتوى على الشَّيء: ضمَّه واشتمل عليه، أحرزه وملكه "يحتوي هذا البستان أنواعًا/ على أنواع من الفواكه- مُحْتَوى الكتاب- استطاع الرَّئيسان احتواء الأزمة الرَّاهنة" ° احتوى الموقفَ: سيطر عليه- احتوى على السُّلطة: استولى عليها. 

تحوَّى يتحوَّى، تَحَوَّ، تَحَوّيًا، فهو مُتَحَوٍّ
• تحوَّى الشَّيءُ:
1 - تجمّعَ واستدار "تحوَّتِ الحيَّةُ: تلوَّت وتحوَّزت".
2 - انقبض "تحوَّى الثّعبانُ". 

أَحْوَى [مفرد]: ج حُوّ، مؤ حوَّاءُ، ج مؤ حُوّ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حوِيَ.
2 - مَنْ أو ما شاب حمرتَه أو خضرتَه سوادٌ " {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} ".
3 - من كان في وجهه أو شَفَتيه حُمْرة إلى السَّواد.
4 - أسود من شدَّة النَّضارة " {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} ". 

احتواء [مفرد]: مصدر احتوى/ احتوى على. 

احتوائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى احتواء.
• ضربة احتوائيّة: ضربة توقف الامتداد والانتشار وتمنعهما "وجّه ضربات احتوائيّة للقوات المعادية- شعارات احتوائيّة: قادرة على احتواء كافّة الشعارات الأخرى". 

حاوٍ [مفرد]: ج حاوون وحُواة:
1 - اسم فاعل من حوَى/ حوَى على ° حاوي العلوم: جامع العلوم، دائرة معارف.
2 - من يرقي الحيَّات ويجمعها "الحاوي لا ينجو من الحيّات [مثل]: يُضرب في الحثِّ على ترك المخاطرة".
3 - من يقوم بأعمال غريبة تشبه السِّحر "يتّخذ الحاوي من الأسواق والسَّاحات العامّة مكانًا لإبراز مهارته". 

حاوية [مفرد]: ج حَوايا:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حوَى/ حوَى على.
2 - صندوق كبير قابل للاستعمال ثانية مُتّسِع لصناديق كرتون أصغر أو صناديق في الشحنة الواحدة. 

حَوايا [جمع]: مف حاوياءُ وحَوِيَّة
• حَوايا البَطْن: أمعاؤُه " {إلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} ". 

حَواية [مفرد]: مصدر حوَى/ حوَى على. 

حوَّاءُ [مفرد]:
1 - مؤنَّث أَحْوَى.
2 - أمُّ البشر، زوج آدم عليه السلام، والدة قابيل وهابيل. 

حُوَّة [مفرد]:
1 - مصدر حوِيَ.
2 - سُمْرة الشفة. 

حَوًى [مفرد]: مصدر حوِيَ. 

حَوِيّة [مفرد]: ج حَوايا
• حَوِيَّةُ البطن:
1 - حاوياؤُه؛ أمعاؤه، ما تجمَّع والتفَّ من الأمعاء " {وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا} ".
2 - خرقة كالكعكة تُوضع فوق الرَّأس عند حمل شيء ثقيل "وضعت حَوِيَّة على رأسها قبل أن تحمل الطَّعام" ° المنايا على الحوايا [مثل]: يُضرب لمن يسعى إلى هلاكه بنفسه. 

حَيَّة [مفرد]: ج حَيَّات وحَيَوات: (حن) (انظر: ح ي ي - حَيَّة). 

مُحتوًى [مفرد]: ج مُحتوَيات:
1 - اسم مفعول من احتوى/ احتوى على.
2 - مضمون "محتوى الفكرة- محتويات النفوس".
3 - فهرس يتضمّن موضوعات الكتاب ° بِطاقَة المحتويات: بطاقة مثبتة على رزمة كتب عليها المحتويات أو تعليمات التركيب أو التشغيل.
• محتوًى شعوريّ: (نف) ما يوجد في الذِّهن أو يحسّ به الفرد في لحظة ما، ويمكن أن يفصح عنه بسلوك معيّن. 
حوي
: (و (} حَواهُ {يَحْويهِ} حَيّاً {وحَوايَةً} واحْتَواهُ {واحْتَوَى عَلَيْهِ) :) أَي (جَمَعَهُ وأَحْرَزَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ:} احْتَوَى على الشيءِ: أَلْمَأَ عَلَيْهِ.
(قيلَ: وَمِنْه الحَيَّةُ) ، وسيَذْكَرُ فِي تَرْجَمة حَيَى وَهُوَ رأْيُ الفارِسِيّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وذَكَرْتُها هُنَا لأنَّ أَبا حاتِمٍ ذَهَبَ إِلَى أنَّها مِن {حَوَى؛ قالَ: (} لتَحَوِّيها) ، أَي تَجَمّعها واسْتِدَارَتِها، (أَو لطُولِ حَياتِها، وستُذْكَرُ) قرِيباً؛ قالَ: ويَعْضدُ قَوْلَ أَبي حاتِمٍ قوْلُهم: رجُلٌ حَوَّاءُ وحاوٍ، ويَجْمَعُ الحَيَّات.
( {والحَوِيُّ، كغَنِيَ: المالِكُ بعدَ اسْتِحْقاقٍ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابي.
(و) أَيْضاً: (الحَوْضُ الصَّغيرُ) يُسَوِّيه الرَّجُلُ لبَعيرِه يَسْقِيه فِيهِ، وَهُوَ المَزْكُوُّ.
يقالُ: قد} احْتَوَيْتُ {حَوِيّاً.
(} والحَوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: اسْتِدارَةُ كلِّ شَيْء) .
(وقالَ الأزهريُّ: {الحَوِيُّ اسْتِدارَةُ كلِّ شيءٍ} كحَوِيِّ الحَيَّةِ،! وكحَوِيِّ بعضِ النُّجومِ إِذا رأَيْتها على نَسَقٍ واحِدٍ مُسْتديرٍ، ( {كالتَّحَوِّي) .
(يقالُ:} تَحَوَّى أَي تَجَمَّعَ واسْتَدَارَ.
(و) {الحَوِيَّةُ: (مَا تَحَوَّى من الأَمْعاءِ) ، وَهِي بَناتُ اللّبَنِ أَو الدُّوَّارَةُ مِنْهَا، (} كالحاوِيَةِ، و) مِنْهُم مَنْ يقولُ ( {الحَاوِيَاء) ؛) قالَ جريرٌ:
تَصْغُو الخَنانِيصُ والغُولُ الَّتِي أَكَلَتْ
فِي} حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعاروقال الجَوهرِيُّ: {حَوِيَّةُ البَطْن وحاوِيَةُ البَطْن} وحاوِياءُ البَطْنِ كُلُّه بمعْنىً؛ قالَ الشاعِرُ، وَهُوَ جريرٌ:
كأنَّ نَقِيقَ الحَبِّ فِي {حاوِيائِه
نقِيقُ الأَفاعِي أَو نقِيقُ العَقارِبِوقالَ آخَرُ:
ومِلْحُ الوَسِيقَةِ فِي} الحاوِيَةْ يعْنِي اللَّبَنِ، قالَ: و (ج) الحَوِيَّةِ ( {حَوَايا) ، وَهِي الأَمعاءُ، وجَمْعُ} الحاوِياءِ {حَوَاوِي على فَوَاعِلَ، وكَذلِكَ جَمْعُ الحاوِيَةِ.
قَالَ ابنُ برِّي: حَوَاوِي لَا يَجوزُ عنْدَ سِيْبَوَيْه لأنَّه يجبُ قَلْب الواوِ الَّتِي بَعْد أَلِفِ الجَمْع هَمْزَةً، لكوْنِ الألِف قد اكْتَنَفَها واوَانِ، وعَلى هَذَا قَالُوا فِي جَمْعِ شاوِيَة شَوَايا وَلم يَقُولُوا شَوَاوِي، والصَّحِيحُ أَن يقالَ فِي جَمْعِ} حاوِيَة {حَوَايا، ويكونُ وَزْنها فَوَاعِلَ، ومَنْ قالَ فِي الواحِدِ حَوِيَّة فوَزن حَوَايا فَعائِل كصَفِيَّة وصَفَايا، انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {أَوِ} الحَوَايا أَو مَا اخْتَلَط بعَظْم} ، هِيَ المَباعِرُ وبَناتُ اللّبَنِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: الحَوِيَّةُ {والحاوِيَةُ واحِدٌ، وَهِي الدُّوَّارَةُ الَّتِي فِي بَطْنِ الشَّاةِ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت:} الحاوِياتُ بَناتُ اللَّبَن، يقالُ حاوِيَةٌ {وحاوِياتٌ} وحاوِياءُ، مَمْدودٌ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: حاوِيَةٌ {وحَوَايا كزَاوِيَة وزَوَايا؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لعليَ، كرَّمَ اللَّهُ وجْهَه:
أَضْرِبُهم وَلَا أَرى مُعاوِيَةْ
الأَخْزَر العَيْنِ العَظِيمَ الحاوِيَةْ (و) الحَوِيَّةُ: (كِساءٌ مَحْشُوٌّ حَوْلَ سَنامِ البعيرِ) ، وَهُوَ السَّوِيَّة؛ وَمِنْه قَوْلُ عميرِ بن وهبِ الجُمَحِي يوْمَ بَدْرٍ: رأَيْت الحَوَايا عَلَيْهَا المَنَايا.
والحَوِيَّةُ لَا تكونُ إلاَّ للجِمالِ، والسَّوِيَّةُ قد تكونُ لغيرِها؛ قالَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: العَرَبُ تقولُ المَنايا على الحَوَايا أَي قد تأْتِي المَنِيةُ الشّجاعَ وَهُوَ على سَرْجِه.
وَفِي حديثِ صَفِيَّة: (كَانَت} تُحَوِّي ورَاءَهُ بعَباءَةٍ أَو كِساءٍ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: {التَّحْوِيةُ: أَن تُدِيرَ كِساءً حَوْلَ سَنامِ البَعيرِ ثمَّ تَرْكَبَه، والاسمُ الحَوِيَّةُ.
(و) الحَوِيَّةُ: (طائِرٌ صَغِير) ؛) عَن كُراعٍ.
(} والتَّحْوِيَةُ: القَبْضُ والانْقِباضُ {كالتَّحَوِّي) .
(قُلْتُ: نَصّ اللّحْيانيّ التَّحْوِيَّةُ الانْقِباضُ، قالَ: وقيلَ للكَلْبةِ مَا تَصْنَعِينَ فِي الليلةِ المَطِيرَةِ؟ فقالتْ: أُحَوِّي نفْسِي وأَجْعَلُ نفْسِي عنْدَ اسْتِي.
(قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدي أنَّ} التَحَوِّيَ الانْقِباضُ، والتَّحْويَةُ: القَبْضُ.
( {والحَواةُ: الصَّوْتُ،} كالحَواءِ) . (ونَصّ المُحْكَم: كالخَواةِ، قالَ: والخاءُ أَعْلى.
(والحاءُ) :) حَرْفُ هِجاءٍ وسَتُذْكَرُ (فِي الحُرُوفِ اللَّيِّنَةِ.
(وحَيْوَةُ) :) اسمُ (رجُلٍ) .
(قَالَ ابنُ سِيدَه: وإنّما ذَكَرْتُه هُنَا لأنَّه ليسَ فِي الكَلاَم حيو، وإنَّما هُوَ (مَقْلوبٌ من (ح وى)) ، إمَّا مَصْدر {حَوَيْتُ} حَيَّةً، وإمَّا مَقْلوبٌ مِن الحَيَّةِ الَّتِي هِيَ الهامَّةُ فيمَنْ جَعَلَ الحَيَّة فِي حوي، وإنَّما صحَّت الواوُ لنَقْلها إِلَى العِلْمِيَّة وسَهَّل لَهُم ذلكَ القَلْبُ، إِذْ لَو أَعَلُّوا بعْدَ القَلْبِ والقلبُ علَّةٌ لَتَوالَى الإعْلالاَنِ، وَقد يكونُ فَيْعَلة من {حَوَى} يَحْوِي ثمَّ قُلِبَتِ الواوُ يَاء للكسْرَةِ، فاجْتَمَعَتْ ثلاثُ ياآتٍ، فحُذِفَتِ الأخيرَةُ فبَقِيَت حَيَّة، ثمَّ أُخْرجَتْ على الأَصْلِ فقيلَ حَيْوَة.
قُلْت: والمُسَمَّى بِهِ هُوَ حَيْوَةُ بنُ شريحٍ أَبُو زَرْعَةَ التَّجيِبيُّ فَقِيه مِصْرَ وزاهِدُها ومحدِّثُها، رَوَى عَنهُ الليْثُ وابنُ وهبٍ، وَله أَحْوالٌ وكراماتٌ، ماتَ سَنَة 158؛ وحَيْوَةُ بنُ شُرَيْح الحَضْرميُّ الحِمْصيُّ الحافِظُ، رَوَى عَنهُ البُخارِي والدَّارِميَّان، ماتَ سَنَة 224.
( {والحِوَاءُ، ككِتابٍ،} والمُحَوَّى، كالمُعَلَّى جمَاعَة الْبيُوت المُتَدانِيَةِ) ، وجَمْعُ {الحِوَاءِ} الأَحْوِيَة، وَهِي مِن الوَبَرِ؛ واقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ على الحِوَاءِ، وقالَ: هِيَ جماعَةٌ مِن بيوتِ النَّاسِ مجتمعة، وقالَ: بُيوتٌ مِن النَّاسِ مُجْتَمِعَة على ماءٍ.
(ونُوحُ بنُ عَمْروِ) بنِ نُوحٍ (بنِ {حُوَيَ، كسُمَيَ) ، السَّكْسَكيُّ (حدَّثَ عَن بَقِيَّةَ) فِي الصَّلاةِ على مُعاوِيَةَ بنِ مُعاوِيَة المزنيّ؛ يقالُ: إنَّه سَرَقَ هَذَا الحدِيثَ، قالَهُ ابنُ حَبَّانٍ، ونَقَلَهُ الحافِظُ فِي ذيْلِ الدِّيوانِ؛ وبَقِيَّةُ تقدَّمَ ذِكْرُه وأنَّه ضَعِيفٌ لَا يحتجُّ بِهِ فِي بَقِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحِوَاءُ، ككِتابٍ: المَكانُ الَّذِي يَحْوِي الشيءَ أَي يَجْمَعُه ويضمُّه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: أنَّ امْرأَةً قَالَت: (إنَّ ابْنِي هَذَا كانَ بَطْني لَهُ حِوَاءً.
} وتَحَاوَى: جَمْع تَفَاعَل مِن حَوَى.
{وحوَى الحَيَّةِ: انْطِواؤُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لابنِ عَنْقاء الفَزَارِيّ:
طَوَى نفْسَه طَيَّ الحرِير كأَنَّه
حَوَى حَيَّةٍ فِي رَبْوَةٍ فهْو هاجِع وأَرْضٌ} مَحْواةٌ: كثيرَةُ الحَيَّاتِ.
ورجُلٌ {حواءٌ} وحاوٍ: يَجْمَعُ الحَيَّاتِ؛ هُنَا مَحلُّ ذِكْره، والمصنِّفُ ذَكَرَه فِي حييّ.
وجَمْعُ {الحاوِي} حواةٌ.
{والحَوِيَّةُ: مَرْكَبٌ يُهَيَّأُ للمرْأَةِ لتَرْكبُته.
وَقد حَوَّى} حَوِيَّةً: عَمِلَها.
{والحَوِيُّ، كغَنِيَ: العَليلُ: نَقَلَهُ الأزهريُّ.
وماءٌ لبَلْقَين.
وكسُمَيَ: جَبَلٌ فِي دِيار خَثْعَم.
} واحْتَوَى {حَوِيّاً: عَمِلَ حَوْضاً لإبلِهِ.
} والحَوَايا: حَفائِرُ مُلْتَوِية يَمْلَؤُها ماءُ السَّماءِ فيَبْقى فِيهَا دَهْراً طَويلاً، لأنَّ طينَ أَسْفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، واحِدَتُه حَوِيَّةٌ، ويُسَمِّيها العَرَبُ الأَمْعاء تَشْبيهاً {بحَوَايا البَطْنِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ:} الحَوايا المَساطِحُ؛ وَهُوَ أَن يَعْمِدُوا إِلَى الصَّفا فيَحْوون لَهُ تُراباً وحِجارَةً تَحْبِسُ عَلَيْهِم الماءَ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الحَوايا آبارٌ تُحْفَر ببِلادِ كلْبٍ فِي أَرْضٍ صُلْبَة يُحْبَس فِيهَا ماءُ السَّيولِ يَشْربونَه طُولَ سَنَتِهم؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: {الحَوِيَّةُ صَفاةٌ يُحاطُ عَلَيْهَا بالحِجارَةِ أَو التُّرابِ فيَجْتمِع فِيهَا الماءُ.
وقالَ نَصْر: حوايا بِناءٌ بالصحرِ كهَيْئةِ البرْكةِ دونَ التَّغْلبيَّة يِقُربِ أود.
ويقالُ لمُجْتَمَعِ بُيُوتِ الحَيِّ:} مُحْتَوىً {ومَحْوىً، والجَمْعُ مَحاوِي؛ نَقَلَهُ الليْثُ، وأَنْشَدَ:
ودَهْماء تَسْتَوْفي الحرورَ كأنَّها
بأَفْنِيَةِ} المَحْوَى حِصانٌ مُقَيَّد قُلْتُ: {والمَحْوَى لُغَةُ اليَمَنِ وهم يطْلِقُونَه على بُوَيْتاتٍ قَلِيلَةٍ مُجْتَمِعَة فِي الرِّيف.
} وحُوَيٌّ، كسُمَيِّ: اسمٌ؛ أَنْشَدَ ثَعْلب لبعضِ اللّصوص:
تقولُ وَقد نَكَّبْتُها عَن بلادِها
أَتَفْعَلُ هَذَا يَا {حُوَيُّ عَليّ عَمْدِ؟} والحُوَيَّا، كالثُّرَيَّا: ماءٌ فِي حقفِ رَمْلَة لعبدِ اللَّهِ بنِ كِلابٍ؛ عَن نَصْر.
وَفِي حدِيثِ أَنَس: (شَفاعَتِي لأَهْلِ الكَبائِرِ من أُمَّتِي حَتَّى حَكَمٍ وحاءٍ) ؛ وهُما حَيَّان مِن اليَمَنِ مِن وَرَاء رَمْل يَبْرينَ.
قالَ أَبو موسَى: يَجوزُ أنْ يكونَ حاء من الحُوِّ، وَقد حُذِفَتْ لامُه، ويَجوزُ أنْ يكونَ من حَوَى {يَحْوِي، ويجوزُ أنْ يكونَ مَقْصوراً لَا مَمْدوداً.
وحكَى ثَعْلَب عَن أَبي معاذٍ الهَرَّاء أنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: هَذِه قَصِيدَةٌ} حاوِيَّةٌ، أَي على الحاءِ؛ وَمِنْهُم مَنْ يقولُ حائِيَّةٌ.
ح و ي

حويت المال حواية، واحتويته لنفسي. وتحوّى الشيء: تجمع. وتحوت الحية: ترحت. ونحن في أرض محواة: كثيرة الحيات. وركبت الحوية، وركبن الحوايا وهي كساء يحوي حول السنام تركبه المرأة. وتقول: يوماً على الحشايا، ويوماً على الحوايا. وحوى الكساء حول السنام. وحوّى التراب حول الماء ليحبسه. وقد شحمت حوايا الجزور، جمع حوية وهي المعي. وفلان عظيم الحاوية. ورمى به في حاويائه أي أكله. وقعدوا في الحواء، وهم أهل حواء وهي أخبية متدانية، وكنا في أحوية بني فلان. وشعر أحوى: أسود، ورجل أحوى: شاب أسود الشعر. وشفة ولثة حواء، ونساء حو اللثات.

ومن المجاز: احتوى على الشيء: استولى عليه. واحتوى القوم: تجاوروا، وهذا محتوى بني فلان ومحواهم أي متجاورهم. قال يصف قدراً:

ودهماء تستوفي الجزور كأنها ... بأفنية المحوى حصان مقيد

وهذه محاويهم.

عَقَرَ

(عَقَرَ)
(هـ) فِيهِ «إنِّي لبعُقْرِ حَوضِي أذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ اليمَن» عُقْر الْحَوْضِ بِالضَّمِّ:
مَوْضِعُ الشَّارِبَةِ مِنْهُ: أَيْ أطرُدُهم لأجْل أَنْ يَرِدَ أهلُ اليمَن.
[هـ] وَفِيهِ «مَا غُزِيَ قومٌ فِي عُقْر دارِهم إِلَّا ذَلُّوا» عُقْر الدَّارِ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: أصلُها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عُقْر دَار الْإِسْلَامِ الشَّاُم» أَيْ أَصْلُهُ ومَوْضعه، كَأَنَّهُ أَشَارَ بِهِ إِلَى وَقْتِ الفتَن:
أَيْ يَكُونُ الشَّامُ يَوْمَئِذٍ آمِناً مِنْهَا، وأهلُ الْإِسْلَامِ بِهِ أسلمُ.
(هـ) وَفِيهِ «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ» كَانُوا يَعْقِرُون الإبلَ عَلَى قُبُور المَوتَى: أَيْ ينْحَرُونَها وَيَقُولُونَ: إنَّ صاحبَ القَبْر كَانَ يَعْقِرُ لِلْأَضْيَافِ أَيَّامَ حياته فتكافئه بِمِثْلِ صَنِيعه بَعْدَ وفاتِه.
وأصلُ العَقْر: ضَرْب قوائِم الْبَعِيرِ أَوِ الشاةِ بالسيفِ وَهُوَ قائمٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَعْقِرَنَّ شَاةً وَلَا بعِيراً إِلَّا لمَأكلة» وَإِنَّمَا نَهى عَنْهُ لِأَنَّهُ مُثْلَة وتعذيبٌ لِلْحَيَوَانِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَكْوَعِ «فَمَا زلتُ أَرْمِيهم وأَعْقِرُ بِهِمْ» أَيْ أقتُلُ مرْكُوبَهم. يُقَالُ:
عَقَرْتُ بِهِ: إِذَا قَتَلْتَ مَركوبَه وجعلتَه راجلاً. [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعَقَرَ حنظلةُ الراهِب بِأَبِي سُفْيان بْنِ حَرْب » أَيْ عَرْقَبَ دابَّته، ثُمَّ اتُّسِع فِي العَقْر حَتَّى اسْتعمل فِي القَتْل وَالْهَلَاكِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لمُسَيْلِمة الْكَذَّابِ: وَلَئِنْ أدْبَرْت ليَعْقِرَنَّك اللَّهُ» أَيْ ليُهلِكنَّك. وَقِيلَ: أَصْلُهُ مِنْ عَقْرِ النَّخْل، وَهُوَ أَنْ تُقْطع رُؤُوسُهَا فتَيْبَسَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْع «وعَقْرُ جارَتِها» أَيْ هَلاكُها مِنَ الحَسَد وَالْغَيْظِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «لَا تأكُلُوا مِنْ تَعَاقِر الْأَعْرَابِ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يكونَ ممَّا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ» هُوَ عَقْرُهُم الإبلَ، كَانَ يَتَبَارَى الرجُلان فِي الجُود والسَّخَاءِ فيَعْقِرُ هَذَا إِبِلًا ويَعْقِرُ هَذَا إِبِلًا حَتَّى يُعَجِّزَ أحدُهما الْآخَرَ، وَكَانُوا يَفْعلُونه رِيَاءً وسُمْعة وتَفَاخُرا، وَلَا يَقْصِدُون بِهِ وجهَ اللَّهِ، فشبَّهه بِمَا ذُبح لِغَيْرِ اللَّهِ.
(س) وَفِيهِ «إنَّ خَدِيجة لمَّا تَزوّجَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كسَتْ أَبَاها حُلة وخَلَّقَتْه، ونَحرَت جَزُورا، فَقَالَ: مَا هَذَا الحَبِيرُ، وَهَذَا العبيرُ، وَهَذَا العَقِير؟» أَيِ الجزُور المنْحُور. يُقَالُ: جَمَل عَقِيرٌ، وَنَاقَةٌ عَقِيرٌ.
قِيلَ: كَانُوا إِذَا أرَادُوا نَحْرَ البَعير عَقَرُوه: أَيْ قَطَعُوا إِحْدَى قوائِمه ثُمَّ نحَرُوه. وَقِيلَ:
يُفعل ذَلِكَ بِهِ كيلاَ يَشْرُدَ عِنْدَ النَّحْرِ.
وَفِيهِ «إِنَّهُ مرَّ بحمَارٍ عَقِير» أَيْ أَصَابَهُ عَقْر وَلَمْ يمُت بَعْدُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صَفِيّة «لمَّا قِيلَ لَهُ: إنَّها حائضٌ، فَقَالَ: عَقْرَى حَلْقَى» أَيْ عَقَرَها اللهُ وأصَابَها بعَقْر فِي جَسَدها. وَظَاهِرُهُ الدُّعاء عَلَيْهَا، وَلَيْسَ بِدُعَاءٍ فِي الْحَقِيقَةِ، وَهُوَ فِي مَذْهَبهم معروفٌ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الصَّواب «عَقْراً حَلْقاً» ، بِالتَّنْوِينِ، لِأَنَّهُمَا مصدَرَا: عَقَرَ وحَلَقَ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: عَقَّرْتُه إِذَا قلتَ لَهُ: عَقْراً، وَهُوَ مِنْ بَابِ سَقْياً، ورَعْياً، وجَدْعاً.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «هُمَا صفَتان لِلْمَرْأَةِ المَشْئومة: أَيْ أَنَّهَا تَعْقِرُ قومَها وتَحْلِقُهم: أي تَسْتَأصِلُهم مِنْ شُؤْمها عَلَيْهِمْ. ومَحَلُّهما الرفعُ عَلَى الخَبَرية: أَيْ هِيَ عَقْرَى وحَلْقَى. ويَحْتمِل أَنْ يَكُونَا مَصْدَرَين عَلَى فَعْلى بِمَعْنَى العَقْر والحَلْق، كالشَّكْوَى للشكْوِ» .
وَقِيلَ: الألفُ لِلتَّأْنِيثِ، مِثْلُهَا فِي غَضْبَى وسَكْرى.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إنَّ رجُلا أثْنَى عِنْدَهُ عَلَى رَجُلٍ فِي وجْهه، فَقَالَ: عَقَرْتَ الرَّجُلَ عَقَرَك اللَّهُ» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أقْطَع حُصَينَ بْنَ مُشَمِّت نَاحِيَةَ كَذَا، واشْتَرط عَلَيْهِ أَنْ لَا يَعْقِرَ مَرْعاها» أَيْ لَا يَقْطع شجَرَها.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «فَمَا هُوَ إلاَّ أَنْ سَمِعْتُ كَلَامَ أَبِي بَكْرٍ فعَقِرْتُ وَأَنَا قائمٌ حَتَّى وقَعْت إِلَى الْأَرْضِ» العَقَر بفَتْحتين: أَنْ تُسْلِمَ الرجُلَ قوائمُه مِنَ الخَوف. وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يفْجَأه الرَّوعُ فَيدْهشَ وَلَا يستطيعَ أَنْ يتقدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ عَقِرَ فِي مَجْلِسِه حِينَ أُخْبِرُ أَنَّ مُحَمَّدًا قُتِلَ» .
وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَت أذقَانُهم عَلَى صُدُورهم وعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهم» .
وَفِيهِ «لَا تَزَوَّجُنّ عَاقِراً فَإِنِّي مكاثرٌ بِكُمْ» العَاقِر: المرأةُ الَّتِي لَا تَحمِل.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ مَرَّ بأرْضٍ تُسَمَّى عَقِرَة فَسَمَّاهَا خَضِرَة» كَأَنَّهُ كَرِه لَهَا اسْمَ العَقْر، لأنَّ العَاقِر المرأةُ الَّتِي لَا تَحْمل. [وشَجرَة عَاقِرَة لَا تَحْمل] فسمَّاها خَضِرَة تَفاؤُلاً بِهَا. ويجوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ: نخلةٌ عَقِرَة إِذَا قُطِعَ رَأْسُهَا فَيَبِست.
[هـ] وَفِيهِ «فأعطَاهُم عُقْرَها» العُقْر- بِالضَّمِّ-: مَا تُعْطاه المرأةُ عَلَى وَطِء الشُّبْهة.
وأصلُه أنَّ واطِئَ البِكْر يَعْقِرُها إِذَا افْتضَّها، فسُمِّي مَا تُعْطَاه للعَقْر عُقْرا، ثُمَّ صار عامًّا لها وللثَّيِّب. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الشّعْبِي «ليسَ عَلَى زَانٍ عُقْر» أَيْ مهْرٌ، وَهُوَ للمُغْتَصَبَة مِنَ الْإِمَاءِ كالمَهْر للحُرّة.
(هـ) وَفِيهِ «لَا يَدْخل الجنةَ مُعَاقِر خمرٍ» هُوَ الَّذِي يُدْمِن شُرْبَها. قِيلَ: هُوَ مأخوذٌ مِنْ عُقْر الحَوض، لِأَنَّ الوَاردَةَ تُلازِمُه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تُعَاقِرُوا» أَيْ لَا تُدْمِنوا شُرْب الخَمْرِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ، ذِكْرُ «العُقَار» هُوَ بِالضَّمِّ مِنْ أسْماء الخمرِ.
[هـ] وَفِيهِ «مَنْ بَاعَ دَاراً أَوْ عَقَاراً» العَقَار بِالْفَتْحِ: الضَّيعةُ والنَّخل وَالْأَرْضُ وَنَحْوُ ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَرَدَّ عَلَيْهِمْ ذَرَاريَّهم وعَقَار بُيُوتهم» أَرَادَ أرضَهم.
وَقِيلَ: مَتَاعَ بُيُوتِهِمْ وَأَدَوَاتِهِ وَأَوَانِيَهُ. وَقِيلَ: مَتاعه الَّذِي لَا يُبْتَذل إلاَّ فِي الْأَعْيَادِ. وعَقَار كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ.
(س) وَفِيهِ «خيرُ المالِ العُقْر» هُوَ بِالضَّمِّ: أصلُ كلِّ شَيْءٍ. وَقِيلَ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَقِيلَ:
أرادَ أصْل مالٍ لَهُ نَمَاء.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمة «أَنَّهَا قَالَتْ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: سكَّن اللَّهُ عُقَيْرَاكِ فَلَا تُصْحِرِيها» أَيْ أسْكَنَك بيتَك وستَرَك فِيهِ فَلَا تُبْرِزيه . وَهُوَ اسْمٌ مُصَغَّر مشتقٌّ مِنْ عُقْرِ الدَّار.
قَالَ القُتَيبي: لَمْ أسمَع بعُقَيْرَى إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «كَأَنَّهَا تَصْغِيرُ العَقْرَى عَلَى فَعْلَى، مَنْ عَقِرَ إِذَا بَقِي مكانَه لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يتأخَّر، فزَعا، أَوْ أسَفاً أَوْ خَجَلا. وأصلُه مِنْ عَقَرْتُ بِهِ إِذَا أطلتَ حَبْسَه، كَأَنَّكَ عَقَرْتَ رَاحِلَتَهُ فَبَقِيَ لَا يقْدِر عَلَى البَرَاح. وأرادَت بِهِ نفسَها: أَيْ سَكّنِي نفْسَك الَّتِي حقُّها أَنْ تَلْزَمَ مكانَها ولا تَبرُزَ إِلَى الصَّحْراء مِنْ قولَه تَعَالَى «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» .
(هـ) وَفِيهِ «خَمْسٌ يُقْتَلن فِي الحلِّ والحَرَم، وَعَدَّ مِنْهَا الكَلْبَ العَقُور» وَهُوَ كُلُّ سَبُع يَعْقِرُ: أَيْ يجْرح ويَقْتُل ويفْتَرسُ، كالأسدِ، والنّمِر، والذِّئب. سمَّاها كَلْبًا لاشْتِرَاكِها فِي السَّبُعيَّة. والعَقُور: مِنْ أبْنِية الْمُبَالَغَةِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «أَنَّهُ رَفَع عَقِيرَتَه يَتَغنّى» أَيْ صَوْته. قِيلَ: أصلُه أنَّ رَجُلًا قُطِعت رِجْله فَكَانَ يرفَع المقْطُوعة عَلَى الصَّحيحة ويَصِيحُ مِنْ شِدَّةِ وجَعِها بِأَعْلَى صَوْته، فَقِيلَ لكُلِّ رَافِعٍ صَوْته: رَفَع عَقِيرَتَه. والعَقِيرَة: فَعيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «إنَّ الشمسَ وَالْقَمَرَ نُورَان عَقِيرَان فِي النَّار» قِيلَ: لمَّا وصفَهما اللَّهُ تَعَالَى بالسِّباحةِ فِي قَوْلِهِ: «كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» * ثُمَّ أخْبَر أَنَّهُ يَجْعلهما فِي النَّارِ يُعَذِّبُ بهما أهلها بحيث لا يبرحانها صارا كَأَنَّهُمَا زمِنان عَقِيرَان، حكَى ذَلِكَ أَبُو مُوسَى وَهُوَ كَمَا ترَاه.

أبو

أبو: أَبَوْت الرّجل آبوه، إذا كنت له أباً. ويقال: فلانٌ يأبُو هذا اليتيم إباوةً، أي: يغذوه، كما يغذو الوالدُ وَلَدَهُ. ويُقالُ في المثل: لا أبا لك كأنّه يمدحه. وتصغير الأب: أُبَيٌّ، وتصغير الآباء على وجهين: فأجودهما: أُبَيُّون، والآخر: أُبيّاء لأنّ كل جماعة على أفعال فإِنّها تصغّر على حدّها. والأُبُوّة: الفِعل من الأب، كقولك: تأبّيت أباً، وتبنيّت ابناً وتأمَّمْتَ أمّاً. وفلانٌ بيّن الأُبُوَّةِ والبنوة والأمومة. ويجوز في الشِّعر أن تقول: هذان أباك، وأنت تريد أباك وأمّك. ومن العرب من يقول: أبوّتنا أكرمُ الآباء، يجمعون (الأب) على فُعُولة، كما يقولون: هؤلاء عُمُومتنا وخُؤُولتنا. ومنهم من يَجْمَعُ الأبَ: أَبِين قال الرّاجز:

أقبل يَهوِي من دُوَيْن الطِّربالْ ... وهو يُفَدَّى بالأبين والخال  

وتقول: هم الأبون، وهؤلاء أبوكم، يعني: آباؤكم. والإبةُ: الخِزْيُ، قال ذو الرّمّة: 

إذا المَرَئيُّ شبّ له بناتٌ ... عَصَبْن برأسِهِ إِبةً وعارا

تم اللفيف من الباء بحمد الله ومنه، وبتمامه تم باب الباء ولا رباعي له ولا خماسي 

(أبو) الأَبْوُ: الأَبُوَّةُ.
أبو
أبا يَأبُو، اؤْبُ، أُبُوَّةً، فهو آبٍ، والمفعول مَأْبُوّ (للمتعدِّي)
• أبَا الرَّجلُ: صار أبًا.
• أبَوتُ فلانًا: كُنْتُ له أَبًا ° أَبَوْتُه وأَمَمْتُه: كنت له أبًا وأمًّا.
• أبَا اليتيمَ: ربَّاه. 

تأبَّى يتأبَّى، تأبَّ، تَأَبّيًا، فهو مُتَأَبٍّ، والمفعول مُتَأَبًّى
• تأبَّى فلانًا: اتَّخذه أبًا. 

أب [مفرد]: ج آباء، مث أَبَوان:
1 - (نح) اسم من الأسماء الخمسة يرفع بالواو وينصب بالألف ويجرّ بالياء وذلك بشروط، وهي أن يكون مفردًا ومُكبَّرًا، وأن يكون مضافًا لغير ياء المتكلّم فإذا خالف شرطًا واحدًا من هذه الشروط فإنّه يُعرب بالحركات باستثناء إذا جاء مثنًّى فإنّه يُعرب إعراب المثنّى بالألف رفعًا وبالياء نصبًا وجرًّا، وتستعمل كلمة أب في الكُنَى وبعض الأسماء "اشتهر أبوك بالفضل- أكرم الناسُ أباك لفضله- استمع إلى نصيحة أبيك- أبوظبي" ° أبو البَشَر: آدم عليه السلام- أبو الرَّاحة: النوم- أبو الكرم: كريم- أبو جَيْبَين: المسرف- على بكرة
 أبيهم: جميعًا، بأسرهم.
2 - والد، أو من يتولَّد عنه آخر من نوعه "من أشبه أباه فما ظلم: الولد يحاكي أباه ويشاكله- وأطع أباك فإنّه ... ربَّاك في عهد الصِّغر- {قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا} " ° أَبًا عن جَدّ: بالتوارث- أَبٌ روحيٌّ: مُرشِد روحيّ، أو شخص في مقام الأب يقوم بتقويم الأخلاق وتربية الرّوح- بأَبي أنت: أفديك بأبي- لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لله أبوك: عظيم ما تفعل- هو ابن أبيه: شابه أباه.
3 - جَدّ، سَلَف "كان الآباء على درجة عظيمة من التقدّم الحضاريّ- {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} ".
4 - لقب كنسيّ لرجل الدّين عند المسيحيّين "آباء الكنيسة".
5 - من يكون سببًا في إيجاد شيء أو إصلاحه، أو من يتّصف بصفة معيّنة "أبو الكرم: كريم- أبو الطبّ" ° أبو الأضياف: كريم مِطْعام- أبو المسرح: المسئول عن ظهوره أو تطوّره.
6 - وصيّ، مُربٍّ، عمّ " {وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} ".
• أبو قِرْدان: (حن) طائر أبيض طويل الساقين أسودهما، منقاره طويل عريض طرفه، معروف بمصر.
• أبو جَعْران: (حن) جُعْل، نوعٌ من الخنافس.
• أبو الرُّكَب: (طب) مرض ميكروبيّ يشبه النَّزْلة يتميّز بوجع العضل والمفاصل.
• أبو لَهَبٍ: من رءوس الكُفْر وهو لقب عبد العُزَّى بن عبد المطَّلب: عمّ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم وكان شديد العداوة له، نزلت في شأنه وزوجه سورة المسد " {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ".
• الأبوان:
1 - الأَب والأُمّ "ليس اليتيم من انتهى أبواه من ... همّ الحياة وخلَّفاه ذليلا- {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ} ".
2 - الجدّان " {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} ".
3 - آدم وحواء " {يَابَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} ".
4 - الأب والعمّ، أو الأب والخال "رأيت أبويك في المسجد- الخالُ أحد الأبوين". 

أبتِ [مفرد]: تستعمل في النداء فقط، وأصلها أبي ثم أبدلتَ ياء المتكلم تاءً "يا أبتِ- {يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} ". 

أُبُوَّة [مفرد]:
1 - مصدر أبا.
2 - كون الشّخص أبًا، علاقة القرابة من الأب، رباطٌ يربط الأب بذريَّته، وتقابلها الأُمُومة "علاقة الأُبُوَّة من أقوى الرَّوابط الإنسانيّة" ° أُبُوَّة شرعيَّة: رابطة الأب بأولاده عن طريق الزَّواج- رابطة الأُبُوَّة: ما يربط الوالد بأبنائه- هموم الأُبُوَّة: أعباؤها. 

أَبَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أب: له علاقة بالأب، أشبه ما يكون بالأب "شمله بعطف أَبَويّ- عاطفة أَبَويَّة" ° نصيحة أَبَويَّة: صادرة من أب لابنه أو ممَّن هو في مقام الأب. 

أَبَويَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أب.
• الأَبَويَّة: (مع) نظام اجتماعيّ تخضع بمقتضاه مجموعة من الأسر المشتركة في الدَّم لسلطة حاكم هو أكبر الذُّكور فيها. 
(أبو)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ «لاَ أبَا لَكَ» وَهُوَ أكْثَر مَا يُذْكَر فِي الْمَدْحِ: أَيْ لَا كَافِيَ لَكَ غَيْرُ نَفْسك. وَقَدْ يُذْكَرُ فِي معرضِ الذَّم كَمَا يُقَالُ لَا أمَّ لَكَ، وَقَدْ يُذْكَرُ فِي مَعْرِضِ التعَجُّب ودَفْعاً لِلْعَيْنِ، كَقَوْلِهِمْ لِلَّهِ دَرُّكَ، وَقَدْ يُذْكَرُ بِمَعْنَى جِدَّ فِي أمْرِك وشَمّرْ؛ لِأَنَّ مَنْ لَهُ أبٌ اتَّكل عَلَيْهِ فِي بَعْضِ شَأْنِهِ، وَقَدْ تُحْذَفُ اللَّامُ فَيُقَالُ لَا أباَكَ بِمَعْنَاهُ. وَسَمِعَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ في سنة مجدبة يقول:
ربّ العباد مالنا وَمَا لَك ... قَدْ كُنْتَ تَسقِينَا فَمَا بَدَا لَك
أنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ لاَ أَبَا لَك
فَحَمَلَهُ سُلَيْمَانُ أحسنَ مَحْمِل فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا أَبَا لَهُ وَلَا صَاحِبَةَ وَلَا وَلَدَ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «لِلَّهِ أَبُوكَ» إِذَا أُضِيفَ الشىء إلى عظيم شريف اكتسى عظيما وَشَرَفًا، كَمَا قِيلَ: بيتُ اللَّهِ وناقةُ اللَّهِ، فَإِذَا وُجِد مِنَ الْوَلَدِ مَا يَحسنُ مَوْقعُهُ ويُحْمَدُ، قِيلَ لِلَّهِ أَبُوكَ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ والتعجب: أي أبوك لله خالصاً حيث أَبْحَبَ بِكَ وَأَتَى بِمِثْلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَفْلَحَ وَأبِيهِ إِنْ صَدَقَ» ، هَذِهِ كَلِمَةٌ جَارِيَةٌ عَلَى أَلْسُن الْعَرَبِ تَسْتَعْمِلُهَا كَثِيرًا فِي خِطَابِهَا وَتُرِيدُ بِهَا التَّأْكِيدَ. وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ يَحْلِفَ الرَّجُلُ بِأَبيه، فَيحتمل أَنْ يَكُونَ هَذَا القولُ قَبْلَ النَّهْيِ. ويَحتمل أَنْ يَكُونَ جَرَى مِنْهُ عَلَى عَادَةِ الْكَلَامِ الْجَارِي عَلَى الْأَلْسُنِ وَلَا يَقْصِدُ بِهِ الْقَسَمَ كَالْيَمِينِ المَعْفُوّ عَنْهَا مِنْ قَبِيل اللّغْوِ، أَوْ أَرَادَ بِهِ تَوْكِيدَ الْكَلَامِ لَا اليمينَ، فَإِنَّ هَذِهِ اللفظةَ تَجْرِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى ضَرْبين: لِلتَّعْظِيمِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْقِسْمِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَلِلتَّوْكِيدِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
لَعَمْرُ أَبِي الوَاشِينَ لَا عَمْرُ غَيْرِهم ... لَقَدْ كَلَّفَتنِي خُطَّةً لَا أُرِيدُها
فَهَذَا تَوْكِيدٌ لَا قَسَمٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقْصد أَنْ يَحْلِفَ بِأَبِي الْوَاشِينَ، وَهُوَ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ «كَانَتْ إِذَا ذَكّرت رَسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: بِأَبَاهُ، أَصْلُهُ بِأَبِي هُوَ، يُقَالُ بَأْبَأْتُ الصبيَّ إِذَا قلتَ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَلَمَّا سكنتِ الْيَاءُ قُلِبَتْ أَلِفًا، كما قيل في يا ويلتى يا ويلتنا، وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَيْنَ الْبَاءَيْنِ، وَبِقَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً مَفْتُوحَةً، وَبِإِبْدَالِ الْيَاءِ الْآخِرَةِ أَلِفًا وَهِيَ هَذِهِ، وَالْبَاءُ الْأُولَى فِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، قِيلَ هُوَ اسْمٌ فَيَكُونُ مَا بَعْدَهُ مَرْفُوعًا تَقْدِيرُهُ: أَنْتَ مُفَدًّى بِأَبِي وَأُمِّي. وَقِيلَ هُوَ فِعْلٌ وَمَا بَعْدَهُ مَنْصُوبٌ: أَيْ فَديتُك بِأَبِي وَأُمِّي، وحُذِفَ هَذَا الْمُقَدَّرُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وعِلْم الْمُخَاطَبِ بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ «هَنِيئاً لَكَ أَبَا البَطْحَاء» إِنَّمَا سَمَّوْهُ أَبَا الْبَطْحَاءِ لِأَنَّهُمْ شَرُفُوا بِهِ وَعُظِّمُوا بِدُعَائِهِ وَهِدَايَتِهِ، كما يقال للمطاعم أَبُو الْأَضْيَافِ.
وَفِي حَدِيثِ وائلِ بْنِ حُجْر «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى المُهَاجر بْنِ أَبُو أَميَّة» حَقُّهُ أَنْ يَقُولَ ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَكِنَّهُ لِاشْتِهَارِهِ بالكُنية وَلَمْ يَكُنْ لَهُ اسْمٌ مَعْرُوفٌ غَيْرُهُ لَمْ يُجرّ، كَمَا قِيلَ على ابن أَبُو طَالِبٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ عَنْ حَفْصَة «وَكَانَتْ بنْتَ أَبِيهَا» أَيْ إِنَّهَا شَبِيهَةٌ بِهِ فِي قُوَّةِ النَّفْسِ وَحِدَّةِ الخُلق وَالْمُبَادَرَةِ إِلَى الْأَشْيَاءِ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «كُلُّكم فِي الْجَنَّةِ إِلَّا مَنْ أَبَى وشَرَد» أَيْ إِلَّا مَنْ تَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ بِهَا الْجَنَّةَ؛ لِأَنَّ مَنْ تَرَكَ التَّسَبُّبَ إِلَى شَيْءٍ لَا يُوجَدُ بِغَيْرِهِ فَقَدْ أَبَاهُ. والإِبَاء أشَدُّ الِامْتِنَاعِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «يَنْزِلُ المَهْدِي فَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ فَقِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَقَالَ أبَيْتَ. فَقِيلَ شَهْرًا؟ فَقَالَ أبَيْتَ. فَقِيلَ يَوْمًا؟ فَقَالَ أبَيْتَ» : أَيْ أَبَيْتَ أَنْ تعرفَه فَإِنَّهُ غَيْبٌ لَمْ يَرِدِ الْخَبَرُ بِبَيَانِهِ، وَإِنْ رُوي أبَيْتُ بِالرَّفْعِ فَمَعْنَاهُ أبَيْتُ أَنْ أَقُولَ فِي الْخَبَرِ مَا لَمْ أسْمَعْه. وَقَدْ جَاءَ عَنْهُ مثلُه فِي حَدِيثِ العَدْوَى والطّيَرَة.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن «قَالَ لَهُ عبدُ الْمُطَّلِبِ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ: أَبَيْتَ اللّعْنَ» كَانَ هَذَا مِن تَحَايا الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَمَعْنَاهُ أَبَيْتَ أَنْ تَفْعَلَ فِعْلًا تُلْعَنُ بِسَبَبِهِ وتُذَمُّ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «أَبَّا» : هِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: بِئْرٌ مِنْ بِئَارِ بَنِي قُرَيْظَةَ وأموالِهم يُقَالُ لَهَا بِئْرُ أَبَّا، نَزَلَهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا أَتَى بَنِي قُرَيْظَةَ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الْأَبْوَاءِ» هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَالْمَدِّ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَعِنْدَهُ بَلَدٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ.
[أب و] الأَبَا داءٌ يَأخُذُ المَعزَ في رُءُوسِهَا مِن أَنْ تَشَمَّ أَبْوَالَ الأَرْوَى أَو تَشْرَبَها أو تَطَأَهَا فتَرِمُ رُءُوسَهَا قال أَبُو حَنِيفَةَ الأبَا عَرَضٌ يَعْرض للعُشُب من أَبْوَالِ الأَرْوَى فإِذَا رَعَتْهُ المَعزُ خَاصَّةً قَتَلَها وَكذلكَ إِن بَالَتْ في الماءِ فَشَرِبَتْ مِنْهُ المَعزُ هَلَكَتْ قال

(فقُلْتُ لِكنَّازٍ تَوَكَّل فإِنَّه ... أَبًا لا أَظُنُّ الضَّأْنَ مِنْهُ نواجِيَا)

أَي من شِدَّتِه وذلكَ أَنَّ الضَّأْنَ لا يَضُرُّهَا الأَبا فَيَقُولُ لا أَظُنُّ الضَّأْنَ نَاجِيَةً مِن هَذَا الأبَا لشِدَّتِه وَعُمُومِه فَكَيْفَ المَعْزُ الّتي مِن شَأْنِ الأَبَا أَنْ يَقْتُلَهَا تَيْسٌ أَبٍ وآبَى وَعَنْزٌ أَبِيَةٌ وَأَبْوَاءُ وَقَد أَبِي أَبًى والأَبُ الوَالِدُ والجمْعُ أَبُونَ وآباءٌ وَأُبُوٌّ وَأُبُوَّةٌ عنِ اللحياني وَأَنشد للقنَانِيّ يَمْدَحُ الكِسَائِيَّ (أَبَى الذَمَّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ وانتَمى ... لَهُ الذِّرْوَةَ العُلْيَا الأُبُوُّ السَّوَابِقُ)

وَالأَبَا لغةٌ في الأَبِ وُفِّرَتْ حُرُوفُهُ وَلَمْ تُحذَفْ لامُهُ كما حُذِفَتْ في الأَبِ يُقَالُ هذا أَبًا وَرَأَيت أَبًا ومَرَرْتُ بِأَبًا كما تقُولُ هَذَا قَفًا وَرَأَيْتُ قَفًا ومَرَرْتُ بِقَفًا ورُوِيَ عن محمد بن الحَسَنِ عن أَحمد بِن يَحْيَى قالَ يُقَالُ هَذَا أَبُوكَ وهَذَا أَبَاكَ وهَذَا أبُكَ قالَ الشاعر

(سِوَى أَبِكَ الأَدْنَى وَأَنَّ مُحمَّدًا ... عَلا كُلَّ عَالٍ يا بْنَ عَمِّ مُحَمَّدِ)

فَمَنْ قالَ هَذَا أَبُوكَ أَو أَبَاكَ فَتَثْنِيَتُهُ أَبَوَانِ ومَنْ قالَ هَذَا أَبُكَ فَتَثْنِيتُهُ أَبَانِ على اللّفظِ وَأَبَوانِ على الأَصْلِ وقَوْلُهُ أنشدَهُ أَبُو عَليٍّ عن أَبِي الحَسَنِ

(تَقُولُ ابْنَتِي لمّا رَأَتْنِي شَاحِبًا ... كَأَنَّكَ فِيْنَا يا أَبَاتِ غَرِيبُ)

قالَ ابنُ جِنِّيٍّ فَهَذَا تَأْنِيثُ الأَبَا وسَمَّى اللهُ تعالى العَمَّ أَبًا فِي قَوْله {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} البقرة 133 وَأَبَوْتَ وأبِيْتَ صِرْتَ أَبًا وَأَبَوْتُهُ وأبِيْتَ صِرْتُ لَهُ أَبًا قالَ بَخْذَجٌ

(اطْلُبْ أَبا نَخْلةَ مَنْ يَأَبُوكا ... )

(فقد سأَلْنَا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكَا ... )

(فَكُلُّهُم إِلَى أَبٍ يَنْفِيْكَا ... )

وَالاسمُ الأُبُوَّة وَتَأبَّاهُ اتَّخَذَهُ أَبًا وقَالوا في النِّدَاءِ يا أَبتِ فَلَزِمُوا الحَذْفَ والعِوَضَ قال سِيبَويْهِ وسَأَلتُ الخليلَ رحِمَهُ اللهُ عَنْ قَوْلِهم يَا أَبَهْ ويا أَبَتِ لا تَفْعَل ويَا أَبتاهْ ويا أُمَّتاهْ فَزَعَمَ أَنّ هَذِه الهَاءَ مِثْلُ الهاءِ في عَمَّةٍ وخَالَةٍ قالَ ويَدُلُّكَ على أَنَّ الهَاءَ بمَنزِلَة الهاءِ في عَمَّةٍ وخَالةٍ أَنَّكَ تقُولُ في الوَقْفِ يا أَبَهْ كما تقولُ يا خالَهْ وتَقُولُ يا أَبَتَاهْ كما تقُولُ يا خَالَتَاهْ قال وإِنّمَا يَلْزَمُونَ هذه الهَاءَ في النِّدَاءِ إِذا أَضَفْتَ إِلى نَفْسِكَ خَاصَّةً كَأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا عِوَضًا مِنْ حذفِ الياءِ قال وأرادوا أن لا يخلَّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف الياء وأنهم لا يكادون يقولون يا أباهْ وصار هذا محتمِلاً عندهم لما دخل النداء من الحذف والتغيير فأرادوا أن يعوضوا هذين الحرفين كما قالوا أيْنُقٌ لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضًا فلما ألحقوا الهاء صيروها بمنزلة الفاء التي تلزم الاسم في كل موضع واختُص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختص بيأيها الرجل وذهب أبو عثمان المازني في قراءة من قرأ {يا أبت} مريم 42 بفتح التاء إلى أنه أراد يا أبتاهْ فحذف الألف وقوله أنشده يعقوب

(تقولُ ابنتِي لما رأتْ وَشْكَ رِحْلَتي ... كأنَّك فينا يا أَباتِ غَرِيبُ)

أراد يا أبتا فقدم الألف وأخّر التاء وقد تقدم أنه تأنيث الأبا وقوله أنشده ثعلب

(فقامَ أبو ضَيْفٍ كِريمٌ كأنَّه ... وقَدْ جَدَّ مِنْ حُسْنِ الفُكاهَةِ مازِحُ)

فسره فقال إنما قال أبو ضيف لأنه يَقْرى الضيفان وقال العُجَير السَّلوليّ

(تركنا أبا الأضيافِ في ليلة الصَّبا ... بمَرْوَ ومِرْدَى كُلَّ خَصْمٍ يُجادِلُهْ)

وحكى اللحياني عن الكسائي ما يَدرِي له مَنْ أَبٌ وما أَبٌ أي لا يَدْري مَن أبوه وما أبوه وقالوا لابَ لك يريدون لا أبَ لك فحذفوا الهمزة البتة ونظيرُه قولهم ويْلَمِّه يريدون ويل أُمِّه وقالوا لا أبا لك قال أبو علي فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين وذلك أن ثبات الألف في أبا من لا أبا لك دليلُ الإضافة فهذا وجهٌ ووجهٌ آخرُ أن ثباتَ اللامِ وعملَ لا في هذا الاسْمِ يُوجبُ التنكيرَ والفصلَ فثباتُ الألفِ دليلُ الإضافةِ والتعريفِ ووجودُ اللامِ دليلُ الفصلِ والتنكيرِ وهذانِ كما تراهما متدافعان والفرقُ بينهما أن قولَهم لا أبا لك كلامٌ جرى مجرى المثلِ وذلك أنك إذا قلتَ هذا فإنك لا تنفي في الحقيقةِ أباه وإنما تُخْرِجه مَخْرجَ الدعاءِ عليه أي أنت عندي ممن يستحقُّ أن يُدعى عليه بفقد أبيه وأنشد توكيدا لما رآه من هذا المعنى قوله

(وتُترَكُ أُخرى فَرْدةً لا أخا لها ... )

ولم يقل لا أخت لها ولكن لما جرى هذا الكلام على أفواههم لا أبا لك ولا أخا لك قيل مع المؤنث على حدّ ما يكون عليه مع المذكر فجرى هذا نحوًا من قولهم لكل أحدٍ من ذكر وأنثى أو اثنين أو جماعة الصيفَ ضيعتِ اللبنَ على التأنيث لأنه كذا جرى أَوّلُه وإذا كان الأمر كذلك عُلم أن قولَهم لا أبا لك إنم فيه تعادِي ظاهرِه من اجتماع صورتَيِ الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظًا لا معنًى ويؤكد عندك خروجَ هذا الكلامِ مخرجَ المثلِ كثرتُه في الشعر وأنه يقال لمن له أبٌ ولمن لا أبَ له وهذا الكلام دعاء في المعنى لا محالة وإن كان في اللفظ خبرا ولو كان دعاء مصرَّحا لما جاز أن يقال لمن لا أب له لأنه إذا كان لا أب له لم يجُز أن يُدعَى عليه بما هو فيه لا محالة ألا ترى أنك لا تقول للفقير أفقره الله فكما لا تقول لمن لا أب له أفقدك اللهُ أباك كذلك تعلم أن قولهم لمن لا أب له لا أبا لك لا حقيقةَ لمعناه مطابقة للفظه وإنما هي خارجةٌ مخرجَ المثلِ على ما فسّره أبو عليّ قال عنترة

(فاقْنَيْ حياكِ لا أبا لكِ واعْلَمِي ... أنّي امرؤٌ سأموتُ إنْ لَمْ أُقْتلِ)

وقال المتلمس

(ألقِ الصحيفةَ لا أبا لكَ إنه ... يُخْشَى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ)

ويدلك على أن هذا ليس بحقيقة قول جرير

(يا تيمَ تيمَ عَدِيٍّ لا أبا لكم ... لا يُلْقِيّنكم في سوْءةٍ عُمَرُ) فهذا أقول دليل على أن هذا القول مثلٌ لا حقيقة ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون للتيم كلها أبٌ واحدٌ ولكن كُلُّكُمْ أهلٌ للدعاء عليه والإغلاظِ له وأبو المرأةِ زوجُها عن ابن حبيبٍ
أبوتقول: البر مع الأبوة، والعقوق مع البنوة. وأبوته أبوة صدق أي آباؤه. وأبوت فلاناً وأممته: كنت له أباً وأماً. قال:

تؤمهم وتأبوهم جميعاً ... كما قد السيور من الأديم وأنه ليأبو يتيماً أي يغذوه ويربيه فعل الآباء. وتأبيت فلاناً وتأممت فلانة كما تقول تبنيته.

أن

أن: أنْ، خفيفة: نصف اسم وتمامه بفِعْل، كقولك: أُحِبُّ أن ألقاك، أي: أحبّ لقاءك، فصار (أن) و (ألقاك) في الميزان اسماً واحداً. وإنْ، خفيفة: حرف مَجازاةٍ في الشَّرط.. وجحود بمنزلة (ما) ، كقولك: إنْ لَقيتُ ذاك، أي: ما لقيت. وإنّ وأنّ ثقيلة، مكسورة الألف ومفتوحة الألف، وهي تنصب الأسماء، فإِذا كانت مبتدأ ليس قبلها شيء يعتمد عليه، أو كانت مستأنفة بعد كلام قد تمّ ومضى، فأتيتَ بها لأمرٍ يعتمدُ عليها كسرتَ الألف، وفيما سوى ذلك تنصب ألفها. وإذا وقعتْ على الأَسْماء والصّفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على اسمٍ أو فعلٍ لا يتمكّن في صِفةٍ، أو تَصريفٍ فخفّفْها، تقول: بلغني أن قد كان كذا يخفّف مِنْ أَجْلِ (كان) لأنّها فِعْل، ولولا (قد) لم يَحْسُنْ على حالٍ مع الفعل حتّى تعتمد على (ما) ، أو على الهاء في قولك: إِنّما كان زيد غائبا.. كذلك بلغني أنّه كان كذا فشدّدها إذا اعتمدت على اسم. ومن ذلك: قولك: إنْ ربّ رجلٍ: فإِذا اعتمدت قلت: إنّه ربّ رجلٍ ونحو ذلك، وهي في الصّفاتِ مشدّدة، فيكون اعتمادُها على ما بعدَ الصّفات، إنّ لك، وإنّ فيها، وإن بك وأشباهها. وللعَرَب في (إنّ) لغتان: التّخفيف والتّثقيل، فأمّا من خفّف فإِنّه يَرْفَعُ بها، إلاّ أنّ ناساً من أهل الحجاز يُخَفِّفونَ، وينصبون على توهّم الثقيلة، وقُرِىءَ: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ خفّفوا ونصبوا (كلاًّ) . وأمّا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ فَمَنْ خفّف فهو بلغة الذين يخفِّفون ويرفعون، فذلك وَجْهٌ، ومنهم مَنْ يجعل اللاّم في موضع (إلاّ) ، ويجعل (إنْ) جَحْداً، على تفسير: ما هذان إلاّ ساحرانِ، وقال الشّاعر:

أَمْسَى أبانُ ذليلاً بَعْدَ عزّته ... وإن أبانُ لَمِنْ أَعْلاجِ سوراء  

ويقال: [تكون] (إنّ) في مَوْضع (أَجَلْ) فيكسِرونَ ويثقلون، فإِذا وقفوا في هذا المعنى قالوا: إنّهْ.. تكون الهاء صلةً في الوقوف، وتَسْقط [الهاء] إذا صرفوا  ...

وبلغنا عن عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيْر أن أعرابيّاً أتاه فسأله فحرمه، فقال: لعن اللَّه ناقةً حملتني إليك، فقال ابنُ الزُّبير: إنّ وراكِبَها

، أي: أَجَلْ. فأمّا تميم فإِنّهم يَجْعلونَ ألِفَ كلّ أنّ وأَنْ، منصوبة، من المُثَقَّل والمُخَفَّف: عيناً، كقولك: أريد عَنْ أكلمك، و [بلغني عنّك مقيم] . وأنّ الرّجل يَئنُّ: من الأنين، قال: 

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُوّاده، الوَصِبُ

ورَجُلٌ أُنَنةٌ: [كثير الكَلامِ والبثِ والشَّكْوَى] ، وهو البليغُ القَوّالةُ، والجميع، الأُنَن، ولا يشتق منه فِعْلٌ. ومن الأنين يُقالُ: أَنَّ يَئِنُّ أنيناً، وأنّاً وأنّةً، وإذا أمرت قلت: اينَنْ لأن الهمزتين إذا التقتا فسكنتِ الأخيرة اجتمعوا على تليينها. ويقال للمرأة: إنّي، كما يُقالُ للرَّجُلِ: اقْرِرْ، وللمرأة قرّي. وإنّما يُقاس حرف التّضعيف على الحَرَكةِ والسُّكون بالأمثلة من الفِعْل فحيثما سكنت لام الفعل فأَظْهِرْ حرفي التَّضْعيف على ميزان ما كان في مثاله، نحو قولك للرّجل في الأمر: افْعَلْ مجزومة اللاّم، فتقول في باب التَّضْعيف: اغضضْ واقررْ وامْدُدْ، فإِذا تَحَرّكتْ لام الفعل فمثال ذلك من التّضعيف مُدْغم الحرفين، يقال للمرأة: افّعَلِي فتحرّكَتِ اللاّم قلت: غُضِّي وقَرّي وإنّي وجِدِّي فهذا قياس المجزوم كلّه في باب التّضعيف، لذلك قلت: اينَنْ.
أنْ
لها استعمالات:
تُقدَّر قبلها لامُ العلّة:
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}
أيضاً:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} .
أي لأن رآه استغنى. أيضاً:
{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} .
أيضاً:
{يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} .
أي لأن تؤمنوا. أيضاً:
{ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}
والعلة تُراعَى وجوداً وعدماً، كقول عمرو : فَعَجَّلْنَا الْقِرَى أنْ تَشْتِمُونَا
أي لِشتمِكم، ومعناه: لئلا تشتِمونا، كما تقول: هذا دواء للحمى، أي لدفع الحمى . ومنه قوله تعالى:
{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} .
لحاظاً لضلالتكم، أي لكيلا تضلوا. وكذلك:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} .
وكذلك:
{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} .
أيضاً: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} .
أيضاً:
{وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} .
ودل القرآن على تضمن النفي حيث جاء:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} .
فلولا تضمنت "أن" نفياً لما اتبعت بالنفي . وكذلك:
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} .
فلولا تضمنت نفياً لما أُتبِعت بقوله "أبداً" .
و "عن" الجارّة:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} .
وأيضاً:
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} . أيضاً:
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} .
أيضاً:
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} .
أيضاً:
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ} الآية.
و"مِنْ":
{بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} .
أي عجبوا من أن ...
وباء الجر:
{وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} .
وأيضاً:
{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} . و"على":
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا} .
أي على أن تعتدوا، كما قال تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} .
أيضاً:
{وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ} .
"أن" تأتي للبيان كقوله تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} .
أيضاً:
{وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} .
فإن أردت قدّرت "بأن صدُّوكم" أيضاً، و "حَزَناً على ألا يجدوا" ولعل منه:
{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
يُقدَّر قبلها أيضاً ما هي بيانه، مثلاً: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} .
أي قائلاً وآمراً أن لا تشركْ أو بأن لا تشرك.
أيضا: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} .
أي تأمرك بأن تقول لنا أو تأمرنا أن ...
ولعل منه:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} .
أي وأمرك أن لا تسجد . ولعل منه:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية.
أي وتخافون، أو مخافة أن ...
ومن :
{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} .
وأيضاً: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} .
أيضاً:
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا}
ومن السابع:
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا} .
أي ملهِمين أو مبشرين بأن لا تخافوا.
ومن البيان قوله تعالى:
{قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَنِ} .
ومنه:
{لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}
أن
أَنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف مصدريّ ينصب المضارع، ولا يؤثِّر في الماضي "ما عابني أن سبقني الجُهَّالُ- {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ".
2 - حرف مصدريّ مُخَفَّف من (أنّ) ينصب الاسم ويرفع الخبر، بشرط أن يكون اسمه ضميرًا محذوفًا " {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} ".
3 - حرف يكونُ مفسِّرًا بمعنى (أي) " {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} ".
4 - حرف زائد للتوكيد " {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} ". 
[أن] إنْ بمعنى ما في النفي وتُوصَلُ بها ما زائدة قال زُهَيْرٌ

(مَا إِنْ يَكَادُ يُخَلِّيهم لِوِجْهَتِهمْ ... تَخالُجُ الأَمْرِ إِنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ)

وقوله أنشده سيبويه

(وَرَجِّ الفَتَى للخَيْرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ ... عَلَى السِّنِّ خَيْرًا لا يزالُ يَزِيدُ)

فإنما دخلت إنْ على ما وإن كانت ما هنا مصدرية لشبهها لفظا بما النافية التي تُؤَكَّدُ بإنْ وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّرُ ما المصدرية إلى أنها كأنَّها ما التي معناها النفي أفلا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى الأخرى لم يَجُزْ لك إلحاق إِنْ بها قال سيبويه وقولهم افعل كذا وكذا إمَّا لا ألزموها ما عوضًا وهذا أحرى إذ كانوا يقولون آثِرًا ما فيُلزمون ما شبهوها بما يَلْزَمُ من النونات في لأفعلنَّ واللامِ في إن كان ليفعل وإن كان ليس مثلَه وإنما هو شاذ وتكون للشرط نحو إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ وحكى ابن جني عن قُطْرُبٍ أن طَيِّئًا تقول هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ يريدون إنْ فيبدلون وتكون زائدة مع ما النافية وحكى ثعلب أعْطِه إنْ شاء أي إذا شاء ولا تُعْطِهِ إنْ شاء معناه إذا شاء فلا تعطه وأَنْ تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن في معنى أَنَّ قال سيبويه وقولهم أمَّا أنت منطلقًا انطلقت معك إنما هي أَنْ ضُمَّتْ إليها ما وهي ما التوكيد ولزمت كراهيةَ أن يجحفوا بها لتكونَ عِوَضًا من ذهاب الفعل كما كانت الهاء والألف عوضًا في الزنادقة واليماني من الياء فأما قول الشاعر

(تَعَرَّضَتْ لِي بمكانٍ حِلِّ ... )

(تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ... )

(تَعَرُّضًا لَمْ يأْلُ عَنْ قَتْلاً لِي ... )

فإنه أراد لم يألُ أنْ قتلاً لي أي أن قتلني قتلاً فأبدل العين مكان الهمزة وهذه عَنْعَنَةُ تميم وقد تقدمت ويجوز أن يكون أراد الحكاية كأنه حكى النصب الذي كان معتادًا من قولها في بابه أي كانت تقول قتلاً قتلاً أي أنا أقتلــه قتلاً ثم حكى ما كانت تَلْفِظُ به وقوله

(إنِّي زَعِيمٌ يا نُويْقَةُ ... إِنْ نَجوْتِ مِنَ الرَّوَاحِ)

(أَنْ تَهْبِطِينَ بِلادَ قَوْمٍ ... يُرْتِعُونَ مَعَ الطِّلاَحِ) قال ثعلب قال الفراء هذه أنْ الدائرةُ يَليها الماضي والدائم فتبطل عنهما فلما وليها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم وتكون زائدة مع لمَّا التي بمعنى حين وتكون معنى أَيْ نحو قوله تعالى {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} ص 6 قال بعضهم لا يجوز الوقوف عليها لأنها تأتي ليعير بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبلها فالكلام شديد الحاجة إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها فيحسب ذلك امتنع الوقوف عليها وحكى ثعلب أيضًا أعْطِهِ إِلا أَنْ يشاءَ أي لا تعطه إذا شاء ولا تعطه إلا أن يشاء معناه إذا شاء فأعطه وأَنَ اسم المتكلم فإذا وقفت ألحقت ألفًا للسكوت ورُوِيَ عن قطرب أنه قال في أَنَ خمس لغات أَنَ فَعَلْتُ وأَنَا فَعَلْتُ وآاْنَ فَعَلْتُ وأَنْه فَعَلْتُ وأَنَّهْ فَعَلْتُ حكى كل ذلك عنه ابن جني وفيه ضعف كما ترى قال ابن جني يجوز أن تكون الهاء في أنَّهْ بدلاً من الألف في أَنَا لأن الأكثر في الاستعمال إنما هو أنا بالألف والهاء قليلة فهي بدل من الألف ويجوز أن تكون الهاء أُلحقت لبيان الحركة كما أُلحقت الألف ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كِتَابِيَهْ وحِسَابِيَهْ وأنت ضمير المخاطب الاسم أَنْ والتاءُ علامة المخاطب والأنثى أَنْتِ وتقول في التثنية أنتما وليس بتثنية أنْتَ إذ لو كان تثنيةً لوجب أن تقول في أَنْتَ أنتان إنما هو اسم مصوغ يدل على التثنية كما صيغ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضَرَبْتُكُما وهما يدل على التثنية وهو غير مُثنًى على حَدٍّ زيد وزيدان
إِن
: ( {إنْ: المكْسورَةُ الخَفيفَةُ) لَهَا اسْتِعمالاتٌ خَمْسةٌ:
الأَوَّل: أَنَّها (تكونُ شَرْطيَّةً) كقوْلِهِ تَعَالَى: { (إنْ يَنْتَهوا يُغْفَرْ لَهُم مَا قَدْ سَلَفَ) } ،) وقَوْلِه تَعَالَى: { (} وإنْ تَعودُوا فَعُدْ) } .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ حَرْفٌ للجَزاءِ يُوقِعُ الثانيَ مِن أَجْلِ وُقوع الأوَّل كقوْلِكَ: إنْ تأْتِني إتِك، وإنْ جِئْتني أَكْرَمْتُك؛ انْتَهَى.
وسُئِلَ ثَعْلَب: إِذا قالَ الرَّجلُ لامْرَأَتِه إِن دَخلتِ الدَّارَ إنْ كَلَّمتِ أَخاكِ فأنْتِ طالِقٌ، مَتى تَطْلُق؟ فقالَ: إِذا فَعَلَتْهما جَمِيعاً، قيلَ لَهُ: لِمَ؟ قالَ: لأنَّه قَدْ جاءَ بشَرْطَيْن، قيلَ لَهُ: {فإنْ قالَ لَهَا أَنتِ طالِقٌ} إنِ احْمَرَّ البُسْرُ؟ فقالَ: هَذِه مَسْأَلةُ مُحالٍ لأَنَّ البُسْرَ لَا بُدَّ أَنْ يَحْمَرَّ، قيلَ لَهُ: فإنْ قالَ لَهَا: أَنتِ طالِقٌ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ؟ فقالَ: هَذَا شَرْطٌ صَحيحٌ تطلُقُ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وقالَ الشافِعِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فيمَا أُثْبِت لنا عَنهُ: إنْ قالَ الرَّجلُ لامْرَأَتِه: أَنْتِ طالِقٌ إِن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَثْ حَتَّى يُعْلَم أنَّه لَا يُطَلِّقُها بموتِه أَو بموْتِها، قالَ: وَهُوَ قولُ الكُوفِيِّين، وَلَو قالَ: إِذا لم أُطَلِّقْك ومَتى مَا لم أُطَلِّقْك فأَنْتِ طالِقٌ، فسكَتَ مدَّةً يمكنُه فِيهَا الطَّلاقَ، طَلُقَتْ.
(وَقد تَقْتَرِنُ) إِنْ (بِلا فيَظُنُّ الغِرُّ أَنَّها إلاَّ الاسْتِثْنائيَّةُ) وليسَ كذلِكَ (نحْوُ) قوْلِه تَعَالَى: { (إلاَّ تَنْصُروه فقد نَصَرَه اللَّهُ) } ،) وقَوْله تَعَالَى: { (إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم} .
(والثَّاني: أَنْ (تكونَ نافِيَةً) بمعْنَى مَا (وتَدْخُلُ على الجُمْلَةِ الإِسْمِيَّةِ) والفِعْلِيَّةِ؛ فالاسْمِيَّة نحْو قوْله تَعَالَى: { (إنِ الكَافرونَ إلاَّ فِي غُرورٍ) } ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ (والفِعْليَّة) نحْو: ( {إنْ أَرَدْنا إلاَّ الحُسْنى) } .
(قالَ الجَوْهرِيُّ: ورُبُّمَا جُمِعَ بينَ إنْ وَمَا النافِيَتَيْن للتَّأْكيدِ، كَمَا قالَ الأَغْلَبُ العِجْليُّ:
مَا إنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغاراأَكْثَرَ مِنْهُ قِرَّةً وقَاراقالَ ابنُ بَرِّي: إنْ هُنَا زائِدَةٌ وليسَتْ نَفْياً كَمَا ذكرَ.
(وقولُ مَن قالَ: لَا تَأْتي نافِيَةً إلاَّ وبعدَها إلاَّ أَو لمَّا {كإِن: كُلُّ نَفْسٍ لمَّا عَلَيْهَا حافظٌ} ، مَرْدودٌ بقَوْلِهِ، عزَّ وجَلَّ: {إِن عِنْدَكُم مِن سُلْطانٍ بِهَذَا) } ،) وقَوْله تَعَالَى: { (قُلْ إِن أَدْري أَقَريبٌ مَا توعَدونَ} .
(والثَّالِث:) أَنَّها (تكونُ مُخَفَّفَةً مِن الثَّقيلَةِ فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ، فَفِي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ، وَفِي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها) ، وَقد تَقدَّمَ عَن الليْثِ أنَّ مَن خَفَّفَ يَرْفَع بهَا، وأَنَّ نَاسا مِن الحِجازِ يُخَفِّفونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقيلَة، ومِثَالُ الإِهْمالِ {إنْ هذانِ لَساحِرانِ} ، وَهِي قِراءَةُ عاصِمٍ والخَلِيلِ.
(وحَيْثُ وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها لامٌ مَفْتوحَةٌ فاحْكُم بأَنَّ أَصْلَها التَّشْديدُ) ؛) قالَ الجوْهرِيُّ: وَقد تكونُ مُخفَّفَةً من الشَّديدَةِ فَهَذِهِ لَا بُدَّ من أَنْ تدْخُلَ اللامُ فِي خَبَرِها عِوضاً عمَّا حُذِفَ مِن التَّشْديدِ كقَوْلِه تعالَى: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ لمَّا عَلَيْهَا حافظٌ} ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوكَ، لئَلاَّ تَلْتَبِس {بإنْ الَّتِي بمعْنَى مَا للنَّفي.
قالَ ابنُ بَرِّي: اللامُ هُنَا دَخَلَتْ فرْقاً بينَ النَّفي والإِيجَاب،} وإنْ هَذِه لَا يكونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ، فقَوْلُه: دَخَلَت اللامُ فِي خبرِها لَا معْنًى لَهُ، وَقد تدخُلُ هَذِه اللامُ مَعَ المَفْعولِ نَحْو: إنْ ضَرَبتِ لزَيداً، وَمَعَ الفاعِلِ نَحْو قوْلِكَ: إنْ قامَ لزيدٌ.
(و) الرَّابع:) أَن (تكونَ زائِدَةً) مَعَ مَا (كقَوْله:
(مَا إنْ أَتَيْتُ بشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ وَمِنْه أَيْضاً قَوْلُ الأَغْلَب العِجْليّ الَّذِي تقدَّمَ.
وَفِي المحْكَم: إنْ بمعْنَى مَا فِي النَّفْي وتُوصَلُ بهَا مَا زائِدَة، قالَ زهيرٌ:
مَا إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ (و) قَدْ (تكونُ بمعْنَى قَدْ) ، وَهُوَ الخامِسُ من اسْتِعْمالاتِها، (قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تعالَى: {فذَكِّر (إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) } ،) أَي قد نَفَعَتْ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ أَبو العبَّاسِ: العَرَبُ تقولُ: إِن قامَ زيدٌ بمعْنَى قَدْ قامَ زيدٌ؛ قالَ: وقالَ الكِسائيُّ: وسَمِعْتُهم يقُولُونَه فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسَأَلْتُهم فَقَالُوا: زيدٌ قد قامَ نُريدُ، وَلَا نُريدُ مَا قامَ زيدٌ.
ورَوَى المُنْذريُّ عَن ابنِ اليَزِيدي عَن أَبي زيْدٍ أَنَّه تَجِيءُ إنْ فِي موْضِعِ لقَدْ، مثْل قَوْله تَعَالَى: {إنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لمفْعولاً} ،) المعْنَى لقَدْ كانَ مِن غيرِ شكَ مِنَ القوْمِ، ومثْلُه: {وإنْ كادُوا لَيَفْتِنونَك} ، {وَإِن كادُوا ليَسْتَفِزُّونَك} ؛ وقَوْله تَعَالَى: { (واتَّقوا اللَّهَ) وذَروا مَا بقيَ مِنَ الرِّبا (إِن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) } ) ظاهِرُ سِياقِه أنَّ إنْ هُنَا بمعْنَى قَدْ، وَالَّذِي رَوَاه ابنُ اليزيدي عَن أَبي زيْدٍ أنَّه بمعْنَى إِذْ كُنْتُم، ومِثْلُ قَوْلُه تعالَى: {فردُّوه إِلَى اللَّهِ والرَّسولِ إنْ كُنْتُم تُؤْمِنُون باللَّهِ} ،) وقَوْله تَعَالَى: { (لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنينَ) } ،) أَي قَدْ شاءَ؛ (و) كذلِكَ (قَوْلُه) ، أَي الشَّاعِر:
(أتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا أَي قَدْ حُزَّتا؛ ويصحُّ أَنْ تكونَ بمعْنَى إِذْ (وغَيْر ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فِيهِ مُحقَّقٌ، أَو كُلُّ ذَلِك مُؤَوَّلٌ) .
(قُلْتُ: وَقد تكونُ بمعْنَى إِذا نحْو قَوْلِه تعالَى: {لَا تَتَّخِذُوا آباءَكُم وإِخْوانَكم أَوْلِياءَ إِن اسْتَحَبُّوا} ؛ وكذلِكَ قَوْله تَعَالَى: وامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نفْسَها للنبيِّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد تُزادُ إنْ بَعْدَ مَا الظَّرْفيَّة كقوْلِ المَعْلوطِ بنِ بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه:
ورجَّ الْفَتى للخَيْر مَا إنْ رأَيْتَهعلى السِّنِّ خيرا لَا يَزالُ يَزِيدُوقد تكونُ فِي جوابِ القَسَمِ تقولُ: واللَّهِ إِن فَعَلْت، أَي مَا فَعَلْت.

طَبَّ 

(طَبَّ) الطَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى عِلْمٍ بِالشَّيْءِ وَمَهَارَةٍ فِيهِ. وَالْآخَرُ عَلَى امْتِدَادٍ فِي الشَّيْءِ وَاسْتِطَالَةٍ.

فَالْأَوَّلُ الطِّبُّ، وَهُوَ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ. يُقَالُ: رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ، أَيْ عَالِمٌ حَاذِقٌ. قَالَ:

فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي ... بَصِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ

وَيُقَالُ: فَحْلٌ طَبٌّ، أَيْ مَاهِرٌ بِالْقِرَاعِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَتَعَهَّدُ مَوْضِعَ خُفِّهِ أَيْنَ يَطَأُ بِهِ طَبٌّ أَيْضًا. وَلِذَلِكَ سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا ; يُقَالُ: مَطْبُوبٌ، أَيْ مَسْحُورٌ. قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ مَطْبُوبًا فَلَا زِلْتَ هَكَذَا ... وَإِنْ كُنْتَ مَسْحُورًا فَلَا بَرَأَ السِّحْرُ

وَأَمَّا الَّذِي يُقَالُ فِي قَوْلِهِمْ: مَا ذَاكَ بِطِبِّي، أَيْ بِدَهْرِي، فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ مَا ذَاكَ بِالْأَمْرِ الَّذِي أَمْهَرُهُ، مَا ذَاكَ بِالشَّيْءِ الَّذِي أَقْتُلُــهُ عِلْمًا، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: «فَمَا طَهْوِي إِذًا» . وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِهِ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ: فَالطِّبَّةُ: الْخِرْقَةُ الْمُسْتَطِيلَةُ مِنَ الثَّوْبِ، وَالْجَمِيعُ طِبَبٌ. وَطِبَبُ شُعَاعِ الشَّمْسِ: الائِقُ الْمُمْتَدَّةُ تُرَى فِيهَا حِينَ تَطْلُعُ. وَالطِّبَابَةُ: السَّيْرُ بَيْنَ الْخُرْزَتَيْنِ. وَالطِّبَّةُ: مُسْتَطِيلٌ مِنَ الْأَرْضِ دَقِيقٌ كَثِيرُ النَّبَاتِ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: تَلْقَى فُلَانًا عَنْ طِبَبٍ كَثِيرَةٍ، أَيْ أَلْوَانٍ كَثِيرَةٍ.

عَرَضَ 

(عَرَضَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالضَّادُ بِنَاءٌ تَكْثُرُ فُرُوعُهُ، وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا تَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْعَرْضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. وَمَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ مَا قُلْنَاهُ، وَقَدْ شَرَحْنَا ذَلِكَ شَرْحًا شَافِيًا.

فَالْعَرْضُ: خِلَافُ الطُّولِ. تَقُولُ مِنْهُ: عَرُضَ الشَّيْءُ يَعْرُضُ عِرَضًا، فَهُوَ عَرِيضٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَرُضَ عَرَاضَةً. وَأَنْشَدَ:

إِذَا ابْتَدَرَ الْقَوْمُ الْمَكَارِمَ عَزَّهُمْ ... عَرَاضَةُ أَخْلَاقِ ابْنِ لَيْلَى وَطُولُهَا

وَقَوْسٌ عُرَاضَةٌ: عَرِيضَةٌ. وَأَعْرَضَتِ الْمَرْأَةُ أَوْلَادَهَا: وَلَدَتْهُمْ عِرَاضًا، كَمَا يُقَالُ أَطَالَتْ فِي الطُّولِ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَضَ الْمَتَاعَ يَعْرِضُهُ عَرْضًا. وَهُوَ كَأَنَّهُ فِي ذَاكَ قَدْ أَرَاهُ عَرْضَهُ. وَعَرَّضَ الشَّيْءَ تَعْرِيضًا: جَعَلَهُ عَرِيضًا.

وَمِنْ ذَلِكَ عَرْضُ الْجُنْدِ: أَنْ تُمِرَّهُمْ عَلَيْكَ، وَذَلِكَ كَأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى الْعَارِضِ مِنْ حَالِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْمَعْرُوضِ مِنْ ذَلِكَ: عَرَضٌ مُتَحَرِّكَةٌ، كَمَا يُقَالُ قَبَضَ قَبَضًا، وَقَدْ أَلْقَاهُ فِي الْقَبَضِ. وَعَرَضُوهُمْ عَلَى السَّيْفِ عَرْضًا، كَأَنَّ السَّيْفَ أَخَذَ عَرْضَ الْقَوْمِ فَلَمْ يَفُتْهُ أَحَدٌ. وَعَرَضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَعْرُضُهُ بِضَمِّ الرَّاءِ، إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَيْهِ عَرْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ» . وَيُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ: عَرَضَ يَعْرِضُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَمَا عَرَضْتُ لِفُلَانٍ وَلَا تَعْرِضْ لَهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَرْضَكَ بِإِزَاءِ عَرْضِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ الرُّمْحَ يَعَرِضُهُ عَرْضًا. قَالَ النَّابِغَةُ:

لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةٌ قَدْ عَرَفْنَهَا ... إِذَا عَرَضُوا الْخَطِّيَّ فَوْقَ الْكَوَاثِبِ

وَعَرَضَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ عَرْضًا، كَأَنَّهُ يُرِي النَّاظِرَ عَرْضَهُ. قَالَ:

يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الْخَيْشُومَا قَالُوا: إِذَا عَدَا عَارِضًا صَدْرَهُ، أَوْ مَائِلًا بِرَأْسِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ فُلَانٌ مِنْ سِلْعَتِهِ، إِذَا عَارَضَ بِهَا، أَعْطَى وَاحِدَةً وَأَخَذَ أُخْرَى. وَمِنْهُ:

هَلْ لَكَ وَالْعَارِضُ مِنْكَ عَائِضُ

أَيْ يُعَارِضُكِ فَيَأْخُذُ مِنْكِ شَيْئًا، وَيُعْطِيكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ أَعْوَادًا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاعْتَرَضَتْ هِيَ. قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

تَرَى الرِّيشَ فِي جَوْفِهِ طَامِيًا ... كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصَالٍ نِصَالَا

يَصِفُ الْمَاءَ أَنَّ الرِّيشَ بَعْضُهُ مُعْتَرِضٌ فَوْقَ بَعْضٍ، كَمَا يَعْتَرِضُ النَّصْلُ عَلَى النَّصْلِ كَالصَّلِيبِ. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا فَأَنَا أَعْرِضُهُ، إِذَا كَانَ لَهُ حَقٌّ فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا، كَأَنَّهُ جَعَلَ عَرْضَ هَذَا بِإِزَاءِ عَرْضِ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَعْيَا فَاعْتَرَضَ عَلَى الْبَعِيرِ.

وَذَكَرَ الْخَلِيلُ: أَعْرَضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ عَرِيضًا. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ ". وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: " أَعْرَضْتَ الْفُرْقَةَ " وَلَعَلَّهُ أَجْوَدُ، وَذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: أَتَّهِمُ بَنِي فُلَانٍ، لِلْقَبِيلَةِ بِأَسْرِهَا. فَيُقَالُ لَهُ: أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ، أَيْ جِئْتَ بِتُهْمَةٍ عَرِيضَةٍ تَعْتَرِضُ الْقَبِيلَ بِأَسْرِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ: أَعْرَضْتُ عَنْ فُلَانٍ، وَأَعْرَضْتُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا وَلَّاهُ عَرْضَهُ. وَالْعَارِضُ إِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الطُّولِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعِيدٍ، فَهُوَ مُعْرِضٌ، وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ لَكَ وَبَدَا. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ رَأَيْتَ عَرْضَهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

وَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ ... كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا

[وَ] تَقُولُ: عَارَضْتُ فُلَانًا فِي السَّيْرِ، إِذَا سِرْتَ حِيَالَهُ. وَعَارَضْتُهُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ مِثْلَ مَا أَتَى إِلَيْكَ. وَمِنْهُ اشْتُقَّتِ الْمُعَارَضَةُ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، كَأَنَّ عَرْضَ الشَّيْءِ الَّذِي يَفْعَلُهُ مِثْلُ عَرْضِ الشَّيْءِ الَّذِي أَتَاهُ. وَقَالَ طُفَيْلٌ:

وَعَارَضْتُهَا رَهْوًا عَلَى مُتَتَابِعٍ ... نَبِيلِ الْقُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ

وَيُقَالُ: اعْتَرَضَ فِي الْأَمْرِ فُلَانٌ، إِذَا أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِيهِ. وَعَارَضْتُ فُلَانًا فِي الطَّرِيقِ، وَعَارَضْتُهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْتَرَضْتُ أُعْطِي مَنْ أَقَبَلَ وَأَدْبَرَ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ يَقَعُ فِيهِ، أَيْ يَفْعَلُ فِعْلًا يَأْخُذُ عَرْضَ عِرْضِهِ. وَاعْتَرَضَ الْفَرَسُ، إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لِقَائِدِهِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَأَرَانِي الْمَلِيكُ رُشْدِي وَقَدْ كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ وَاعْتِرَاضِ

وَتَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ. وَرَجُلٌ عِرِّيضٌ، أَيْ مُتَعَرِّضٌ. وَمِنَ الْبَابِ: اسْتَعْرَضَ الْخَوَارِجُ النَّاسَ، إِذَا لَمْ يُبَالُوا مَنْ قَتَلُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: " «كُلِ الْجُبْنَ عُرْضًا» "، أَيِ اعْتَرِضْهُ كَيْفَ كَانَ وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ. وَهَذَا كَمَا قُلْنَاهُ فِي إِعْرَاضِ الْقِرْفَةِ. وَالْمُعْرِضُ: الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ يَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: " أَلَا إِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ ادَّانَ مُعْرِضًا ".

وَمِنَ الْبَابِ الْعِرْضُ: عِرْضُ الْإِنْسَانِ. قَالَ قَوْمٌ: هُوَ حَسَبُهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: نَفْسُهُ. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِرْضَ: رِيحُ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَمْ غَيْرَ طَيِّبَةٍ، فَهَذَا طَرِيقُ الْمُجَاوَزَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ عِرْضِهِ سُمِّيَتْ عِرْضًا. وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ» أَيْ أَبْدَانِهِمْ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا. وَاسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ الْعِرْضَ: النَّفْسُ بِقَوْلِ حَسَّانَ، يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وَتَقُولُ: هُوَ نَقِيُ الْعِرْضِ، أَيْ بَعِيدٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعَابَ. وَمِنَ الْبَابِ: مَعَارِيضُ الْكَلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فِي مِعْرَضٍ غَيْرِ لَفْظِهِ الظَّاهِرِ، فَيُجْعَلُ هَذَا الْمِعْرَضِ لَهُ كَمِعْرَضِ الْجَارِيَةِ، وَهُوَ لِبَاسُهَا الَّذِي تُعْرَضُ فِيهِ، وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ. وَقَدْ قُلْنَا فِي قِيَاسِ الْعَرْضِ مَا كَفَى.

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: عَرَفْتُ ذَاكَ فِي عَرُوضِ كَلَامِهِ، أَيْ فِي مَعَارِيضِ كَلَامِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْضُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالْعَرْضِ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ مَا سَدَّ بِعَرْضِهِ الْأُفُقَ. قَالَ:

كُنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا

أَيْ جَيْشًا كَأَنَّهُ جَبَلٌ أَوْ سَحَابٌ يَسُدُّ الْأُفُقَ، وَقَالَ دُرَيْدٌ:

نَعِيَّةُ مِنْسَرٍ أَوْ عَرْضُ جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الْأَرْضِ مَجْرِ

وَكَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْأَعْرَاضُ: الْجِبَالُ وَالْأَوْدِيَةُ وَالسَّحَابُ، الْوَاحِدُ عِرْضٌ. كَذَا قَالَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَرْضُ: سَنَدُ الْجَبَلِ. وَأَنْشَدَ:

أَلَا تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ:

كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرْضِ الْجَلَامِيدُ

وَالْعَرِيضُ: الْجَدْيُ إِذَا نَزَا [أَوْ] يَكَادُ يَنْزُوَ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَغَ. وَهَذَا قِيَاسُهُ أَيْضًا قِيَاسُ الْبَابِ، وَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ، وَجَمْعُهُ عُرْضَانٌ.

فَأَمَّا عَرُوضُ الشِّعْرِ فَقَالَ قَوْمٌ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرُوضِ، وَهِيَ النَّاحِيَةُ، كَأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الْعِلْمِ. وَأَنْشَدَ فِي الْعَرُوضِ:

لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وَجَانِبُ

وَقَالَ آخَرُونَ: الْعَرِيضُ: الطَّرِيقُ الصَّعْبُ، ذَلِكَ يَكُونُ فِي عَرْضِ جَبَلٍ، فَقَدْ صَارَ بَابُهُ قِيَاسَ سَائِرِ الْبَابِ. قَالُوا: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، إِذَا كَانَتْ صَعْبَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لَا تَسْتَقِيمُ فِي السَّيْرِ، بَلْ تَعْتَرِضُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ

وَمِنَ الْبَابِ: عُرْضُ الْحَائِطِ، وَعُرْضُ الْمَالِ، وَعُرْضُ النَّهْرِ، وَيُرَادُ بِهِ وَسَطُهُ. وَذَلِكَ مِنَ الْعَرْضِ أَيْضًا. وَقَالَ لَبِيدٌ:

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا وَعُرْضُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ، وَكُلُّهُ الْوَسَطُ. وَكَانَ اللِّحْيَانِيُّ يَقُولُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَالْعَرَضُ مِنْ أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، كَالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ، سُمِّيَ عَرَضًا لِأَنَّهُ يَعْتَرِضُ، أَيْ يَأْخُذُهُ فِيمَا عَرَضَ مِنْ جَسَدِهِ. وَالْعَرَضُ: طَمَعُ الدُّنْيَا، قَلِيلًا [كَانَ] أَوْ كَثِيرًا. وَسُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُعْرِضُ، أَيْ يُرِيكَ عُرْضَهُ. وَقَالَ:

مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

وَيُقَالُ: " الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ، يَأْخُذُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ". فَأَمَّا قَوْلُهُ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرْضِ» . فَإِنِّمَا سَمِعْنَاهُ بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَالِ غَيْرَ نَقْدٍ ; وَجَمْعُهُ عُرُوضٌ. فَأَمَّا الْعَرَضُ بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَمَا يُصِيبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169] .

وَقَالَ الْخَلِيلُ: فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ: لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَعْتَرِضُونَ عُرْضَهُ. وَالْمِعْرَاضُ: سَهْمٌ لَهُ أَرْبَعُ قُذَذٍ دِقَاقٍ، وَإِذَا رُمِيَ بِهِ اعْتَرَضَ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ لَا رِيشَ لَهُ يَمْضِي عَرْضًا.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، فَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، أَيْ شَدِيدٌ مَا يَعْرِضُ لِلنَّاسِ مِنْهُ. وَعَارِضَةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَزَعَمَ أَنَّ أَسْنَانَ الْمَرْأَةِ تُسَمَّى الْعَوَارِضَ وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضُهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَمِ

وَرَجُلٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، يَعْنِي عَارِضَيِ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ أَبُو لَيْلَى: الْعَوَارِضُ الضَّوَاحِكُ، لِمَكَانِهَا فِي عَرْضِ الْوَجْهِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارِضَا الرَّجُلِ: شَعْرُ خَدَّيْهِ، لَا يُقَالُ لِلْأَمْرَدِ: امْسَحْ عَارِضَيْكَ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَمْشِي الْعِرَضْنَى، فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الَّذِي يَشْتَقُّ فِي عَدْوِهِ مُعْتَرِضًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

تَعْدُو الْعِرَضْنَى خَيْلُهُمْ حَرَاجِلًا

وَامْرَأَةٌ عُرْضَةٌ: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْ سِمَنِهَا عَرْضًا.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوَارِضُ: سَقَائِفُ الْمَحْمَلِ الْعِرَاضُ الَّتِي أَطْرَافُهَا فِي الْعَارِضَيْنِ، وَذَلِكَ أَجْمَعُ هُوَ سَقْفُ الْمِحْمَلِ. وَكَذَلِكَ عَوَارِضُ سَقْفِ الْبَيْتِ إِذَا وُضِعَتْ عَرْضًا. وَقَالَ أَيْضًا: عَارِضَةُ الْبَابِ هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي هِيَ مِسَاكُ الْعِضَادَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ. وَالْعَرْضِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَعَلَّ لَهُ عَرْضًا. قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: هَزَّتْ قَوَامًا يَجْهَدُ الْعَرْضِيَّا ... هَزَّ الْجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا

وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ فَهُوَ مُعْرِضٌ لَكَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ فَارْمِهِ، إِذَا أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ ; مِثْلُ أَفْقَرَ وَأَعْوَرَ.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ عَرِيضُ الْبِطَانِ "، إِذَا أَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَاضًا، إِذَا ضَرَبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَادَ إِلَيْهَا. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا: اعْتَرَضَ الشَّيْءَ: أَتَاهُ مِنْ عُرْضٍ، كَأَنَّهُ اعْتَرَضَهَا مِنْ سَائِرِ النُّوقِ: قَالَ الرَّاعِي:

نَجَائِبُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعَارَةً ... عِرَاضًا وَلَا يُبْتَعْنَ إِلَّا غَوَالِيَا

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَقِحَتِ النَّاقَةُ عِرَاضًا، أَيْ ذَهَبَتْ إِلَى فَحْلٍ لَمْ تُقَدْ إِلَيْهِ. وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ قِيَاسِهِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] . وَالْعَارِضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يَسْتَقْبِلُكَ، كَالْعَارِضِ مِنَ السَّحَابِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَارِضُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَعْرِضُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَشِيِّ ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ حَبَا وَاسْتَوَى. وَيُقَالُ لَهُ: الْعَانُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَمِنَ الْمُشْتَقِّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: مَرَّ بِي عَارِضٌ مِنْ جَرَادٍ، إِذَا مَلَأَ الْأُفُقَ. وَلِفُلَانٍ عَلَى أَعْدَائِهِ عُرْضِيَّةٌ، أَيْ صُعُوبَةٌ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ قِيَاسُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ التَّعْرِيضَ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْإِبِلِ مِنْ مِيرَةٍ أَوْ زَادٍ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ أَنَّهُ يُعْرَضُ عَلَى مَنْ لَعَلَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: عَرِّضُوا مِنْ مِيرَتِكُمْ، أَيْ أَطْعِمُونَا مِنْهَا. قَالَ: حَمْرَاءَ مِنْ مُعَرِّضَاتِ الْغِرْبَانِ

يَصِفُ نَاقَةً لَهُ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ فَهِيَ تَتَقَدَّمُ الْإِبِلَ وَيَنْفَتِحُ مَا عَلَيْهَا لِسُرْعَتِهَا فَتَسْقُطُ الْغِرْبَانُ عَلَى أَحْمَالِهَا، فَكَأَنَّهَا عَرَّضَتْ لِلْغِرْبَانِ مِيرَتَهُمْ. وَيُقَالُ لِلْإِبِلِ الَّتِي تَبْعُدُ آثَارُهَا فِي الْأَرْضِ: الْعُرَاضَاتُ، أَيْ إِنَّهَا تَأْخُذُ فِي الْأَرْضِ عَرْضًا فَتَبِينُ آثَارُهَا. وَيَقُولُونَ: " إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا، وَلَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرًا، فَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرًا، يَبْغِينَكَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرًا ".

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عُرْضَةٌ لِلسَّفَرِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لِقُوَّتِهَا تُعْرَضُ أَبَدًا لِلسَّفَرِ. فَأَمَّا الْعَارِضَةُ مِنَ النُّوقِ أَوِ الشَّاءِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تُذْبَحُ لِشَيْءٍ يَعْتَرِيهَا. وَقَالَ:

مِنْ شِوَاءٍ لَيْسَ مِنْ عَارِضَةٍ ... بِيَدَيْ كُلِّ هَضُومٍ ذِي نَفَلْ

وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا جُعِلَ فِيهِ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُولِ ; لِأَنَّ الْعَارِضَةَ هِيَ الَّتِي عُرِضَ لَهَا بِمَرَضٍ، كَمَا يَقُولُونَ: سِرٌّ كَاتِمٌ. وَمَعْنَى عُرِضَ لَهَا أَنَّ الْمَرَضَ أَعْرَضَهَا، وَتَوَسَّعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى بَنَوُا الْفِعْلَ مَنْسُوبًا إِلَيْهَا، فَقَالُوا: عَرَضَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا وَاتَّشِقْ وَتَجَبْجَبِ

وَالْعِرْضُ: الْوَادِي، وَالْعِرْضُ: وَادٍ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْعِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُهُ ... نَخِيلًا وَزَرْعًا نَابِتًا وَفَصَافِصَا

وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

فَهَذَا أَوَانُ الْعِرْضِ حَيَّ ذُبَابُهُ ... زَنَابِيرُهُ وَالْأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ

وَمِنَ الْبَابِ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرْضَ عَيْنٍ، أَيِ اعْتَرَضْتُهُ عَلَى عَيْنِي. وَرَأَيْتُ فُلَانًا عَرْضَ عَيْنٍ، أَيْ لَمْحَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ عَرَضَ لِعَيْنِي، فَرَأَيْتُهُ. وَيُقَالُ: عَلِقْتُ فُلَانًا عَرَضًا، أَيِ اعْتِرَاضًا مِنْ غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ مِنِّي لِذَلِكَ وَلَا إِرَادَةٍ. وَهَذَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عِرَاضِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وَأَنْشَدَ:

عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَــأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْمًا لَعَمْرُ أَبِيكِ لَيْسَ بِمَزْعَمِ

وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ، إِذَا جَاءَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي مَنْ رَمَاهُ. وَهَذَا مِنَ الْبَابِ أَيْضًا كَأَنَّهُ جَاءَهُ عَرَضًا مِنْ حَيْثُ لَمْ يُقْصَدْ بِهِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْمِعْرَاضِ مِنَ السِّهَامِ.

وَالْمَعَارِضُ: جَمْعُ مَعْرَضٍ وَهِيَ بِلَادٌ تُعْرَضُ فِيهَا الْمَاشِيَةُ لِلرَّعْيِ. قَالَ: أَقُولُ لِصَاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنَا ... وَخَلَّفْنَا الْمَعَارِضَ وَالْهِضَابَا

نَخَعَ 

(نَخَعَ) النُّونُ وَالْخَاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى خَالِصِ الشَّيْءِ وَلُبِّهِ. مِنْهُ النُّخَاعُ: عِرْقٌ أَبْيَضُ ضَخْمٌ مُسْتَبْطِنٌ فَقَارَ الْعُنُقِ. ثُمَّ يُفَرَّعُ مِنْهُ فَيُقَالُ: نَخَعَهُ، إِذَا جَازَ بِالذَّبْحِ إِلَى النُّخَاعِ. وَدَابَّةٌ مَنْخُوعَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: " إِنَّ أَنَخَعَ الْأَسْمَاءِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يَتَسَمَّى الرَّجُلُ بِاسْمِ مَلِكِ الْأَمْلَاكِ "، أَيْ أَقْتَلُــهَا لِصَاحِبِهِ. وَالْمَنْخَعُ: مَفْصِلُ الْفَهْقَةِ بَيْنَ الْعُنُقِ وَالرَّأْسِ مِنْ بَاطِنٍ. وَهُوَ مِنَ النُّخَاعِ أَيْضًا، لِأَنَّهُ يَجْرِي فِيهِ. وَقَوْلُهُمْ: النَّاخِعُ: الْعَالِمُ إِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنْهُ أَيْضًا، كَأَنَّهُ وَصَلَ إِلَى الْخَالِصِ الْبَاطِنِ مِنَ الْعِلْمِ وَيُنْشِدُونَ:

إِنَّ الَّذِي رَبَّضَهَا أَمْرَهُ ... سِرًّا وَقَدْ بَيَّنَ لِلنَّاخِعِ

وَمِنْهُ أَيْضًا نَخِعَ الْعُودُ: جَرَى فِيهِ الْمَاءُ، كَأَنَّهُ بَلَغَ نُخَاعَهُ. وَنَخَعَ النَّصِيحَةَ: أَخْلَصَهَا. وَالنُّخَاعَةُ: النُّخَامَةُ. وَقَوْلُهُمْ: انْتَخَعَ الرَّجُلُ عَنْ أَرْضِهِ تَبَاعَدَ، هُوَ عِنْدَنَا مِنْهُ، كَأَنَّهُ بَلَغَ نُخَاعَهُ فِي سَفَرِهِ، كَمَا يَبْلُغُ النَّاخِعُ لِلشَّاةِ الْغَايَةَ فِي الذَّبْحِ.

وَمِمَّا يَجْرِي مَجْرَى الْإِبْدَالِ شَيْءٌ رَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: نَخَعَ لِي فُلَانٌ بِحَقِّي، مِثْلُ بَخَعَ، إِذَا أَقَرَّ.

الوَلَجَةُ

الوَلَجَةُ:
بأرض كسكر موضع مما يلي البرّ واقع فيه خالد بن الوليد جيش الفرس فهزمهم، ذكره في الفتوح، في صفر سنة 12، وقال القعقاع بن عمرو:
ولم أر قوما مثل قوم رأيتهم ... على ولجات البرّ أحمى وأنجبا
وأقتل للرّوّاس في كل مجمع ... إذا صعصع الدهر الجموع وكبكبا
والولجة: ناحية بالمغرب من أعمال تاهرت، نسب إليها السلفي أبا محمد عبد الله بن منصور التاهرتي، قال: وكان من الفضلاء في الأدب والفقه وله شعر وكتب عني من الحديث كثيرا سنة 527 ورجع إلى المغرب وروى بها، ومات سنة 553. والولجة:
موضع بأرض العراق عن يسار القاصد إلى مكة من القادسية، وكان بين الولجة والقادسية فيض من فيوض مياه الفرات.

فسو

ف س و
تقول: أفحش من فاسيه، كلّ عارية كاسيه؛ وهي الخنفساء والفاسياء مثلها وجمعها فواسٍ، وتقول ما الخنفساء، إلا لخنٌ وفساء؛ وهو النتن.
فسو
فسَا يَفسُو، افْسُ، فَسْوًا وفُساءً، فهو فَاسٍ
• فسا الشخصُ: أخرج ريحًا بلا صوت يُسمع. 

فُساء [مفرد]: مصدر فسَا. 

فَسْو [مفرد]: مصدر فسَا. 

مَفْسًى [مفرد]: ج مفاسٍ: مَخْرَج الرِّيح من الجسم، بصوت أو بدون صوت. 
فسو: فساب: اخرج صوتا كما يخرج ريحا من مفساه بصوت لا يسمع. (الثعالب لطائف ص 126).
فسى: أكثر من الفساء، أخرج ريحا من مفساه بصوت لا يسمع (بوشر) (=فسا).
فسى: جعله يفسو أي يخرج ريحا من مفسه بصوت لا يسمع. (فوك).
فسوة، والجمع فساء: ريح تخرج من المفسى بصوت لا يسمع. (فوك، بوشر).
فسية: فسوة، ريح تخرج من المفسى بصوت لا يسمع. (فوك).
فساء الكلاب: هو في مصر نبات اسمه العلمي: orti pilulifere.
فساء الكلاب: رجل الإوز الأبيض، سرمق بري، قطف بري.
فساء الكلاب: قافاليا. ولعبه فاقاليا ذو أوراق تشبه أوراق السرمق البري أو القطف البري (سنج).
فساية: عصفور التين في أفريقية. (برجرن، هوست ص297).
فساي: فساء، كثير الفساء. (بوشر).
ف سوفَسَا فَسْواً وفُسَاءً ورَجُلٌ فَسَّاءٌ وفَسْوٌّ كثير الفَسْو قال ثعلب قيل لامرَأَةٍ أيُّ الرِّجَالِ أَبْغَضُ إليك قالت العَثِن النَّزَّاء القصير الفَسّاء الذي يَضْحَك في بيت جاره وإذا أَوَى بيتَه وجم العَثِنُ الشديد الحَمْل وقال بَعْضُ العَرَب أبغضُ الشُيوخ إليَّ الأَقْلَح الأمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ وفي المثل أَفْحَشُ من فاسِيَةٍ وهي الخُنْفُساء تَفْسُو فتُنْتِنُ القومَ بخُبْثِ رِيحِها وهي الفاسِياءُ أيضا وتَفَاسَى الرجلُ أَخْرج عَجِيزَتَه والفَسْوُ والفُسَاة حَيٌّ من عبد القَيْس وفَسَواتُ الضِّباع ضَرْبٌ من الكَمْأةِ قال أبو حنيفة هي القَعْبَلُ من الكمأة وقد تَقَدَّم ورَجُلٌ فَسَوِيٌّ مَنْسُوبٌ إلى فَسَا بَلَدٌ بفارس على غير قياس وثَوْبٌ فَسَاساوِيّ منسوبٌ إليه على غير قياس

فسو

1 فَسَا, (aor. ـْ Msb,) inf. n. فَسْوٌ (S, M, Msb, K) and فُسَآءٌ, (M, K,) or this latter is a simple subst., (S, Msb,) He emitted a noiseless wind [or a puff of wind] (Msb, K, TA) from his anus. (K, * TA.) [Hence the saying, فَسَابَيْنَنَا الظَّرِبَانُ, or بَيْنَهُم, expl. in art. ظرب.]6 تفاسى, said of a man, He protruded his posteriors: (M, TA:) and تَفَاسَتْ, said of the [beetle called] خُنْفَسَآء, It protruded its podex for the purpose of emitting a noiseless wind: (S, TA:) but As says that it is with hemz. (TA. See 6 in art. فسأ.) الفَسَا is a dial. var. of الفَسَأُ [i. e. فَسًا is a dial. var. of فَسَأٌ, expl. in art. فسأ]. (K.) الفُسَاةُ: see the paragraph here following.

فَسْوَةٌ [is the inf. n. of unity of فَسَا, as such signifying A single noiseless emission of wind from the anus: and] has for its pl. [فَسَوَاتٌ, agreeably with rule, and also] فُسًى, which is [anomalous,] like شُهًى pl. of شَهْوَةٌ, which see. (TA.) b2: لَيْسَ لَهُ إِلَّا فَسْوَةُ الضَّبُعِ [the lit. signification of which is sufficiently plain] occurs in a trad. as meaning (assumed tropical:) There is not any benefit, or profit, or utility, attributable to it; [or rather, it is worse than useless;] the ضبع [or hyena] being particularized because of its stupidity and its evil nature: or, some say, it [i. e.

فسوة الضبع, and app. ↓ الفُسَاةُ also (mentioned among the addenda to this art. in the TA),] is a plant (شَجَرَةٌ) like the خَشخَاش [or poppy], from the fruit of which no great utility is derived: so says IAth. (TA.) [See also خَمْطٌ, in two places.]

b3: فَسَوَاتُ الضِّبَاعِ is an appellation of Certain truffles (كَمْأَةٌ); (K;) a species of كَمْأَة; (M;) said by AHn to be the species thereof called القَعْبَلُ; (M, TA;) and the like is said in the Minháj; and further, that it is a plant of disagreeable odour, having a head which is cooked, and eaten with milk; and when it dries, there comes forth from it what resembles وَرْس [q. v.]. (TA.) فَسَآءٌ an inf. n. of 1; (M, K;) or a subst. therefrom [signifying A noiseless wind from the anus]. (S, Msb.) فَسُوٌّ A man who often emits a noiseless wind from the anus; (S, M, K;) as also ↓ فَسَّآءٌ. (M, K.) فُسَيَّةٌ [originally فُسَيْوَةٌ] dim. of فَسْوَةٌ. (TA.) فَسَّآءٌ: see فَسُوٌّ. b2: And الفَسَّآءَةُ: see what here follows.

الفَاسِيَةُ (S, M, K) and ↓ الفَاسِيَآءُ (M, K) and ↓ الفَسَّآءَةُ (TA) The [beetle called] خُنْفَسَآء; (S, M, K;) which emits a noiseless wind, and makes the party to stink by its foul odour: (M:) the pl. of the first is الفَوَاسِى. (TA.) Hence the prov., أَفْحَشُ مِنْ فَاسِيَةٍ i. e. [More foul than] a خنفساء. (S, M.) الفَاسِيَآءُ: see the next preceding paragraph. b2: [اِبْنُ الفَاسِيَآءِ is an appellation of The insect called قَرَنْبَى, resembling the beetle called خُنْفَسَآء, or somewhat larger than the latter, with long hind legs, and with a speckled back: for القَرَنْبَى, as the explanation of ا, the TA, in art. بنى, has القرينى; and the TT, in that art., as from the T,.

الفُرَنَى: what I have here substituted for these is evidently, in my opinion, right.]

أَفْسَى مِنَ الظَّرِبَانِ [More wont to emit noiseless wind from the anus than the ظربان, a small stinking beast, described in art. ظرب,] is a saying of the Arabs. (TA.) المَفْسَى The anus [as being the place of emission of the فُسَآء]. (TA.) مَا أَقْرَبَ مَحْسَاهُ مِنْ مَفْسَاهُ [How near is his mouth to his anus!] is a prov. [expressive of wonder at a man's shortness: see مَحْسًى, in art. حسو]. (S.)
ف سوفَسَّى بَلدٌ بفارس قال

(مِنْ أَهْلِ فَسَّى ودَرابَجِرْدِ ... )

النَّسبُ إليه في الرَّجُلِ فَسَوِيٌّ وفي الثَّوْبِ فَسَاساوِيٌّ والفُسَيْسَاء والفُسَيْفاء ألوانٌ تُؤَلَّفُ من الخَرَزِ فُتوضعُ في الحِيطانِ والفِسْفِسُ البَيْتُ المُصوَّرُ بالفُسَيْفِسَاء قال

(كصَوْتِ اليَراعَةِ في الفِسْفِسِ ... )

السين والباء س ب ب

سَبَّهُ سَبّا قطَعَه قال

(فما كان ذَنْبُ بَنِي مالِكٍ ... بِأَنْ سُبَّ مِنْهُمْ غُلامٌ فَسَبْ)

(باَبْيَضَ ذِي شُطْبٍ باتِرٍ ... يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرِي العَصَبْ)

يريدُ مُعاقَرَةَ غالبِ بنِ صَعْصَعَة أبِي الفَرَزْدَقِ لِسُحَيْمِ بن وَثِيلٍ الرِّياحيِّ لمَّا تَعاقَرا بِصَوْأرٍ فَعَقَر سُحَيْمٌ خمساً ثم بَدَا له وعَقَر غالِبٌ مائةً وسبَّهُ يَسُبُّه سَبّا شَتَمَه وأَصْلُه من ذلك وسَبَّبه أكْثَرَ سَبَّهُ قال

(إلاَّ كمُعْرِضٍ المُحَسَّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ)

وأراد إلاَّ مُعْرِضاً فزاد الكافَ وهذا من الاستثناءِ المُنْقَطعِ عن الأوّلِ ومعناه لكنََّ مُعْرِضاً والسَّبَّابةُ الإِصْبَعُ التي بين الإِبهامِ والوُسْطَى صِفَةٌ غالبةٌ والسُّبَّةُ العارُ وبينهم أُسْبُوبَةٌ يَتَسَابُّون بها أي شيءٌ يَتشاتَمُون به وتسابُّوا تشَاتَمُوا وسَابَّهُ مُسَابَّةً وسِبَاباً شاتَمَهُ والسَّبِيبُ والسِّبُّ الذي يُسَابُّكَ به ورجُلٌ سِبٌّ كثيرُ السِّبَابِ والسِّبُّ السِّتْرُ والسِّبُّ الخِمَارُ والسِّبُّ العِمامةُ والسِّبُّ الثَّوْبُ الرقيقُ وجمعُه سُبوبٌ وقولُ المُخَبَّلِ

(وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزَّبْرَقَانِ المُزَعْفَرا)

قيل يعني عِمامَتَهُ وقيل يَعْنِي استَه وكان مَقْروفاً فيما زَعم قُطْرُبٌ أخْزاه الله المُزَعْفَرُ المُلوَّنُ بالزَّعْفَرانِ وكانت سادةُ العربِ تَصْبُغُ عمائِمَها بالزَّعفرانِ والسَّبَّةُ الاسْتُ وسأل النُّعمَانُ بنُ المُنْذرِ رَجُلاً طَعَنَ رَجُلاً فقال كيف صَنَعْتَ قال طعَنْتُهُ في الكَبَّة طَعْنَةً في السَّبَّةِ فأنْفَذْتُها من اللَّبَّةِ فقُلتُ لأبي حاتِمٍ كيف طَعَنَهُ في السَّبَّةِ وهو فارسٌ فضَحِك وقال انْهَزَمَ فاتَّبَعَه فلمَّا رَهِقَه أكَبَّ ليَأخُذَ بمَعْرِفَةِ فَرَسِه فَطَعَنَهُ في سّبَّتِه وسَبَّه سَبّا طَعَنَه في سَبَّتِه قالت بعضُ نِساءِ العربِ لأبيها وكان مجروحاً يا أَبت أقَتَلُــوكَ قال نَعَمْ إي بُنَيَّةُ وسَبُّونِي أي طَعَنُوه في سَبَّتِه ومَضَتْ سَبَّةٌ وسَنْبَةٌ من الدَّهْرِ أي مُلاوَةٌ نُونُ سَنْبَة بَدَلٌ من باءِ سَبَّة كإجَّاصٍ وإنْجاصٍ لأنه ليس في الكلامِ س ن ب والسَّبِيبَةُ الثَّوبُ الرَّقيقُ والسِّبُّ والسَّبِيبَةُ الشُّقَّة وخَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَيْضَاءَ وقولُ عَلْقَمَة بن عَبَدَة

(كأنَّ إبْرِيقَهُم ظَبْيٌ عَلَى شَرَفٍ ... مُقَدَّمٌ بِسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ)

إنما أراد بِسَبائِبَ فحذَفَ وليسَ مُقَدَّمٌ من نَعْتِ الظَّبْي لأن الظَّبْيَ لا يُقَدَّم إنما هو في موضعِ خَبَرِ المُبْتدأ كأنه قال هو مُقَدَّمٌ بِسَبَا الكَتَّان والسَّبَبُ ما تُوسِّل به إلى شيءٍ وقد تَسَّبب به إليه والجمعُ أسبابٌ وأسبابُ السماءِ مراقِيها وهو من ذلك قال زُهَيْرٌ

(ومَنْ هابَ أسبابَ المَنِيَّة يَلْقَها ... ولو رامَ أسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ)

والواحدُ سَبَبٌ وارْتَقَى في الأسباب إذا كان فاضِلُ الدِّينِ والسِّبُّ الحَبْلُ وقيل السِّبُّ الوَتِدُ وقولُ أبي ذُؤيبٍ

(تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بِجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها)

قيل السِّبُّ الحَبْلُ وقيل الوَتِدُ وقد تقدّم في الخَيْطَةِ مثل هذا الاختلاف وإنما يَصِفُ مُشْتارَ العَسَل والصوابُ أن السِّبَّ الحَبْلُ وأنّ الخَيْطَةَ الوَتِدُ وجمعُ السِّبِّ أسبابٌ والسَّبَبُ كالسِّبِّ والجمعُ كالجمعِ وقوله تعالَى {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} الحج 15 معناه مَنْ كان يَظُنُّ أن لن يَنْصُرَ اللهُ محمداً صلى الله عليه وسلم حتى يُظْهِرَه على الدِّين كلِّه فَلْيَمُتْ غَيْظاً وهو معنى قولِه تعالى {فليمدد بسبب إلى السماء} والسَّبَبُ الحَبْلُ والسَّماء السَّقْفُ أي فَلْيَمْدُدْ حَبْلاً في سَقْفِه ثم لِيَقْطَعْ أي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حتَّى يَنْقَطِعَ فيَمُوت مُخْتَنِقاً والسَّبَبُ من مُقَطَّعَاتِ الشِّعْرِ حَرْفٌ متحرّكٌ وحرفٌ ساكنٌ وهو على ضَرْبَين سَبَبَانِ مَقْرونانِ ومَفْروقانِ والمَقْرُونانِ ما توالت فيه ثلاثُ حركاتٍ بعدها حَرْفٌ ساكِنٌ نحو مُتَفَا مِنْ مُتَفاعِلُنْ وعَلَتُنْ من مُفَاعَلَتُنْ فحَرَكةُ التَّاء من مُتَفَا قدْ قَرَنَتِ السَّبَبَيْن وكذلك حركةُ اللاَّمِ من عَلَتُن قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أيضاَ والمَفْروقانِ هما اللَّذانِ يقومُ كل واحدٍ منهما بِنَفْسِهِ أي يكون حَرْفٌ مُتحرّكٌ وحرفٌ ساكِنٌ ويَتْلُوه حرف متحركٌ نحو مُسْ تَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ ونحو عِيلُنْ من قولك مَفَاعِيلُنْ وهذه الأسبابُ هي التي يَقَعُ فيها الزّحافُ على ما قد أحْكَمَتْهُ صناعةُ العَرُوضِ وذلك لأن الجزءَ غيرُ مُعتِمِدٍ عليها وقولُه

(جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ ... )

يجوز أن يكونَ الحَبْلَ وأن يكونَ الخَيْطَ قال ابنُ دُرَيدِ هذه امرأةٌ قدَّرتْ عَحِيِزَتَها بِخَيْطٍ وهو السَّبَبُ ثُمَّ ألْقَتْه إلى النِّساءِ لِيَفْعَلْن كما فَعَلَتْ فَغَلَبَتْهُنَّ وقَطَعَ اللهُ به السَّبَبَ أي الحَياةَ والسَّبِيبُ من الفَرس شَعَرَ الذَّنَبِ والعُرْفِ والناصِيَةِ والسَّبيبُ والسَّبيبَةُ الخُصْلَة من الشَّعَرِ والسَّبِيبَةُ العِضَاهُ تَكْثُرُ في المكانِ وسَبْسَبَ بَوْلَه أرْسلَه والسَّبْسَبُ الأرضُ المُسْتَويَةُ البعيدةُ وحكَى اللِّحيانيُّ بَلَدٌ سباسِبُ كأنهم جَعَلُوا كل جُزْءٍ منه سَبْسَباً ثم جَمَعُوه على هذا والسَّباسِبُ أيام السَّعانِين أنْبأني بذلك أبو العَلاءِ
ف س و : فَسَا فَسْوًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الْفُسَاءُ وَهُوَ رِيحٌ يَخْرُجُ بِغَيْرِ صَوْتٍ يُسْمَعُ. 

فسو


فَسَا(n. ac. فَسْوفُسَآء [] )
a. Broke wind.

فُسْوَة [] (pl.
فَسَوَاتفُسًى [ ])
a. see 24
مَفْسًى []
a. Anus.

فَاسِيْة []
a. Black beetle.

فُسَآء []
a. Fart, farting.

فَسُوّa. Farter.

فَاسِيَآء
a. see 21t
فَسِيْس
a. Noodle.
فسو
الفَسْوُ: مَعْرُوْف، وجَمْعُه فُسَاءٌ. وهو - أيضاً -: اسْم لَزِمَ حَياً من العَرَب يُقال لهم الفُسَاة.
والفاسِيَاءُ: الخُنْفَسَاءُ، وفي المَثَلِ: " ألَجُّ من الفاسِيَاءِ "، والفاسِيَةُ أيضاً.
فسو
: (و (} فَسَا {فَسْواً) ، بِالْفَتْح، (} وفُسَاءٌ) ، كغُرابٍ: (أَخْرَجَ رِيحاً من {مَفْساهُ) ؛) أَي دُبُرِه؛ (بِلا صَوْتٍ) .
(وقيلَ:} الفُساءُ: هُوَ الاسْمُ.
وَهَذَا الَّذِي عَبَّر بِهِ المصنِّفُ فِيهِ تَطْويلٌ، وَلَو قالَ: مَعْروفٌ لكَفَى عَنهُ.
(وَهُوَ! فَسَّاءٌ) ، ككتَّانٍ، وَمِنْه قيلَ لامْرأَةٍ: أَيُّ الرِّجالِ أَبْغَضُ إِلَيْك؟ قَالَت: العَثِنُ النَّوَّاءُ القَصِيرُ {الفَسَّاءُ الَّذِي يَضْحَك فِي بيتِ جارِهِ وَإِذا أَوَى بَيْته وَجَمَ.
(} وفَسُوٌّ) ، كَعدُوَ؛ وَمِنْه قولُ بعضِ العَرَبِ؛ أَبْغَضَ الشيوخِ إليَّ الأقْلَح الأمْلَح الحَسُوُّ {الفَسُوُّ؛ أَي (كثيرُهُ.
(} والفاسِياءُ {والفاسِيَةُ: الخُنْفُساءُ) ؛) وَمِنْه المَثَلُ: أَفْحَشُ من} فاسِيَةٍ.
( {وفَسَواتُ الضِّبَاعِ) ، بالتّحْريكِ: (كَمْأَةٌ) ؛) قالَ أَبو حنيفَةَ: هِيَ القَعْبَلُ من الكَمْأَةِ؛ ومِثْلُه فِي المِنْهاجِ، وقالَ: هُوَ نَباتٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ لَهُ رأْسٌ يُطْبَخُ ويُؤْكَلُ باللبَنِ، فَإِذا يَبِسَ خَرَجَ مِنْهُ مِثْلُ الوَرْس.
وَفِي حديثِ شريحٍ: سُئِل عَن الرّجُلِ يُطَلِّقُ المَرْأَةَ ثمَّ يَرْتَجعها فيَكْتُمها رَجْعتها حَتَّى تَنْقَضِي عِدَّتُها فقالَ: (ليسَ لَهُ إلاَّ} فَسْوةُ الضَّبُع) ، أَي لَا طائِلَ لَهُ فِي ادِّعاءِ الرَّجْعَةِ بعْدَ انْقِضاءِ العدَّةِ، وإنَّما خصَّ الضَّبُعَ لحُمْقِها وخُبْثِها.
وقيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ مِثْل الخَشْخاشِ ليسَ فِي ثَمَرِها كبيرُ طائِل؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
( {والفَسْوُ: لَقَبُ) ؛) وَفِي الصِّحاح نبزُ؛ (حَيَ مِن) العَرَبِ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: هم (عبدُ القَيْسِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: وعبْدُ القَيْسِ يقالُ لَهُم} الفُسَاةُ. يقالُ: (نادَى زَيْدُ بنُ سَلامَةَ مِنْهُم) ؛) وَفِي الصِّحاح جاءَ رجُلٌ مِنْهُم؛ (على عارِ هَذَا اللَّقَبِ فِي عُكاظٍ) ؛) وَهُوَ سُوقٌ مَعْروفٌ؛ (ببُرْدَيْ حِبَرَةٍ فاشْتَرَاهُ عبدُ اللهِ بنُ بَيْدَرَة بنِ مَهْوٍ ولَبِسَ البُرْدَيْنِ) ؛){والفَسَا: لُغَة فِي الْهَمْز. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} تَفَاسَى الرجل: أخرج عجيزته {وتَفَاسَتِ الخنفساء: إِذا أخرجت استها} للفُسَاءِ، قَالَ الشَّاعِر: بكرا عواساء {تَفَاسَى مقربا، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ بالهَمْزِ، وَقد تقدَّمَ.
(} والفُساةُ: تِلْكَ القَبِيلَة المَذْكُورَةُ.
(وجَمْعُ {الفَسْوَةِ:} فُساً، فَهُوَ نَظِيرُ شَهْوَةٍ وشِهاً، فانْظُر هناكَ.
( {والفَسَّاءَةُ: الخُنْفُساءُ لَنَتَنِها.
(ويقولونَ:} أَفْسَى مِنَ الظَّرِبان، وَهِي دابَّةٌ تَجِيءُ إِلَى جُحْرِ الضبِّ فتَضَعُ قَبَّ اسْتِها عنْدَ فمِ الجُحْرِ فَلَا تزالُ {تَفْسُو حَتَّى تَسْتَخْرِجَه.
(وتَصْغِيرُ} الفَسْوَةِ: {فُسَيَّةٌ.
(وجَمْعُ} الفاسِيَةِ: فوَاسٍ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.