Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أحفظ

صُورُ

صُورُ:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وآخره راء، وهي في الإقليم الرابع، طولها تسع وخمسون درجة وربع، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان، وهو في اللغة القرن، كذا قال المفسرون في قوله تعالى:
وَنُفِخَ في الصُّورِ 18: 99، وهي مدينة مشهورة سكنها خلق من الزهاد والعلماء، وكان من أهلها جماعة من الأئمة، كانت من ثغور المسلمين، وهي مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر مثل الكف على الساعد يحيط بها البحر من جميع جوانبها إلّا الرابع الذي منه شروع بابها، وهي حصينة جدّا ركينة لا سبيل إليها إلّا بالخذلان، افتتحها المسلمون في أيّام عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، ولم تزل في أيديهم على أحسن حال إلى سنة 518 فنزل عليها الأفرنج وحاصروها وضايقوها حتى نفدت أزوادهم، وكان صاحب مصر الآمر قد أنفذ إليها أزوادا فعصفت الريح على الأسطول فردته إلى مصر فتعوقت عن الوصول إليها فلما سلموها وصل بعد ذلك بدون العشرة أيام وقد فات الأمر وسلمها أهلها بالأمان وخرج منها المسلمون ولم يبق بها إلّا صعلوك عاجز عن الحركة وتسلمها الأفرنج وحصنوها وأحكموها، وهي في أيديهم إلى الآن، والله المستعان المرجو لكل خير الفاعل لما يريد، وهي معدودة في أعمال الأردنّ، بينها وبين عكّة ستة فراسخ، وهي شرقي عكة، وقد نسب إليها طائفة من العلماء، منهم: أبو عبد الله محمد ابن عليّ بن عبد الله الصوري الحافظ، سمع الحديث على كبر سنّ حتى صار رأسا وانتقل إلى بغداد سنة 418 بعد أن طاف البلاد ما بين مصر وأكثر تلك النواحي وكتب عمّن بها من العلماء والمحدثين والشعراء وروى عن عبد الغني بن سعيد المصري وأبي
الحسن بن جميع وأبي عبد الله بن أبي كامل، وكان حافظا متقنا خيّرا ديّنا يسرد الصوم ولا يفطر غير العيدين وأيام التشريق، وبدقة خطه كان يضرب المثل، فإنّه يكتب في الثّمن البغدادي سبعين سطرا أو ثمانين، روى عنه أبو بكر الحافظ الخطيب والقاضي أبو عبد الله الدامغاني وغيرهما، وزعم بعض العلماء أنه لما مات الصوري مضى الخطيب واشترى كتبه من بنت له فإن أجمع تصانيف الخطيب منها ما عدا التاريخ فإنّه من تصنيف الخطيب، قالوا: وكان يذاكر بمائتي ألف حديث، قال غيث: سمعت جماعة يقولون ما رأينا أحفظ منه، وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة 441.

الشّاذِياخُ

الشّاذِياخُ:
بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت، وآخره خاء معجمة: قرية من قرى بلخ يقال لها الشاذياخ. وشاذياخ أيضا: مدينة نيسابور أمّ بلاد خراسان في عصرنا، وكانت قديما بستانا لعبد الله بن طاهر بن الحسين ملاصق مدينة نيسابور، فذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور:
أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور واليا على خراسان ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس في دورهم غصبا فلقي الناس منهم شدة فاتفق أن بعض أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة وكان غيورا فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته، فقال له الجندي يوما: اذهب واسق فرسي ماء، فلم يجسر على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله فقال لزوجته: اذهبي أنت واسقي فرسه لــأحفظ أنا أمتعتنا في المنزل، فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة، واتفق ركوب عبد الله بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها: صورتك وهيئتك لا يليق بهما أن تقودي فرسا وتسقيه فما خبرك؟ فقالت: هذا فعل عبد الله بن طاهر بنا قاتله الله! ثمّ أخبرته الخبر، فغضب وحوقل وقال: لقد لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شرّا، ثمّ أمر العرفاء أن ينادوا في عسكره من بات بنيسابور حلّ ماله ودمه، وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه دارا له وأمر الجند ببناء الدور حوله، فعمّرت وصارت محلّة كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالّها ثمّ بنى أهلها بها دورا وقصورا، هذا معنى قول الحاكم، فإنّني كتبت من حفظي إذ لم يحضرني أصله، ولذلك قال الشاعر يخاطب عبد الله بن طاهر:
فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... بالشاذياخ ودع غمدان لليمن
فأنت أولى بتاج الملك تلبسه ... من ابن هوذة يوما وابن ذي يزن
ثمّ انقضت دولة آل طاهر وخربت تلك القصور فمرّ بها بعض الشعراء فقال:
وكان الشاذياخ مناخ ملك، ... فزال الملك عن ذاك المناخ
وكانت دورهم للهو وقفا، ... فصارت للنّوائح والصّراخ
فعين الشّرق باكية عليهم، ... وعين الغرب تسعد بانتضاخ
وقال آخر:
فتلك قصور الشاذياخ بلاقع، ... خراب يباب والميان مزارع
وأضحت خلاء شاذمهر وأصبحت ... معطّلة في الأرض تلك المصانع
وغنّى مغنّي الدّهر في آل طاهر ... بما هو رأي العين في الناس شائع
عفا الملك من أولاد طاهر بعد ما ... عفا جشم من أهله والفوارع
وقال عوف بن محلّم في قطعة طويلة أذكرها بتمامها في الميان، إن شاء الله:
سقى قصور الشّاذياخ الحيا ... من بعد عهدي وقصور الميان
فكم وكم من دعوة لي بها ... ما إن تخطّاها صروف الزّمان
وكنت قدمت نيسابور في سنة 613، وهي الشاذياخ، فاستطبتها وصادفت بها من الدّهر غفلة خرج بها عن عادته واشتريت بها جارية تركية لا أرى أن الله تعالى خلق أحسن منها خلقا وخلقا وصادفت من نفسي محلّا كريما، ثمّ أبطرتني النعمة فاحتججت بضيق اليد فبعتها فامتنع عليّ القرار وجانبت المأكول والمشروب حتى أشرفت على البوار، فأشار عليّ بعض النصحاء باسترجاعها، فعمدت لذلك واجتهدت بكلّ ما أمكن فلم يكن إلى ذلك سبيل لأن الذي اشتراها كان متموّلا وصادفت من قلبه أضعاف ما صادفت مني، وكان لها إليّ ميل يضاعف ميلي إليها، فخاطبت مولاها في ردّها عليّ بما أوجبت به على نفسها عقوبة، فقلت في ذلك:
ألا هل ليالي الشاذياخ تؤوب؟ ... فإنّي إليها، ما حييت، طروب
بلاد بها تصبي الصّبا ويشوقنا ال ... شمال ويقتاد القلوب جنوب
لذاك فؤادي لا يزال مروّعا، ... ودمعي لفقدان الحبيب سكوب
ويوم فراق لم يرده ملالة ... محبّ ولم يجمع عليه حبيب
ولم يحد حاد بالرّحيل، ولم يزع ... عن الإلف حزن أو يحول كثيب
أئنّ ومن أهواه يسمع أنّتي، ... ويدعو غرامي وجده فيجيب
وأبكي فيبكي مسعدا لي فيلتقي ... شهيق وأنفاس له ونحيب
على أن دهري لم يزل مذ عرفته ... يشتّت خلّان الصّفا ويريب
ألا يا حبيبا حال دون بهائه ... على القرب باب محكم ورقيب
فمن يصح من داء الخمار فليس من ... خمار خمار للمحبّ طبيب
بنفسي أفدي من أحبّ وصاله، ... ويهوى وصالي ميله ويثيب
ونبذل جهدينا لشمل يضمّنا، ... ويأبى زماني، إنّ ذا لعجيب!
وقد زعموا أن كل من جدّ واجد، ... وما كلّ أقوال الرجال تصيب
ثمّ لما ورد الغزّ إلى خراسان وفعلوا بها الأفاعيل في سنة 548 قدموا نيسابور فخرّبوها وأحرقوها فتركوها تلالا فانتقل من بقي منهم إلى الشاذياخ فعمّروها، فهي المدينة المعروفة بنيسابور في عصرنا هذا، ثمّ خرّبها التتر، لعنهم الله، في سنة 617 فلم يتركوا بها جدارا قائما، فهي الآن فيما بلغني تلول تبكي العيون الجامدة وتذكي في القلوب النيران الخامدة.

الرَّيّ

الرَّيّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربيّا فأصله من رويت على الراوية أروي ريّا فأنا راو إذا شددت عليها الرّواء، قال أبو منصور:
أنشدني أعرابي وهو يعاكمني:
ريّا تميميّا على المزايد
وحكى الجوهري: رويت من الماء، بالكسر، أروى ريّا وريّا وروى مثل رضى: وهي مدينة مشهورة من أمّهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محطّ الحاجّ على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى زنجان خمسة عشر فرسخا، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الريّ طولها خمس وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون دقيقة، وارتفاعها سبع وسبعون تحت ثماني عشرة درجة من السرطان خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بلع، ووجدت في بعض تواريخ الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركّب عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر الله الريح حتى علت به إلى السحاب ثمّ ألقته فوقع في بحر جرجان، فلمّا قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة وساقها ليقدم بها إلى بابل، فلمّا وصل إلى موضع الريّ قال الناس: بريّ آمد كيخسرو، واسم العجلة بالفارسيّة ريّ، وأمر بعمارة مدينة هناك فسميت الريّ بذلك، قال العمراني: الرّي بلد بناه فيروز ابن يزدجرد وسمّاه رام فيروز، ثمّ ذكر الرّي المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين، ولا أعرف الأخرى، فأمّا الرّي المشهورة فإنّي رأيتها، وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة
مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شيء، وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، واتفق أنّني اجتزت في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلّا أنّها خاوية على عروشها، فسألت رجلا من عقلائها عن السبب في ذلك فقال: أمّا السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد أمرا بلغه، كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية وهم الأقل، وحنفية وهم الأكثر، وشيعة وهم السواد الأعظم، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلّا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعيّة أحد، فوقعت العصبيّة بين السنّة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعيّة وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف، فلمّا أفنوهم وقعت العصبيّة بين الحنفية والشافعيّة ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعيّة هذا مع قلّة عدد الشافعيّة إلّا أن الله نصرهم عليهم، وكان أهل الرستاق، وهم حنفية، يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم، فهذه المحالّ الخراب التي ترى هي محالّ الشيعة والحنفية، وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محالّ الرّيّ ولم يبق من الشيعة والحنفية إلّا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك، فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أهلها:
الرّيّ دار فارغه ... لها ظلال سابغة
على تيوس ما لهم ... في المكرمات بازغه
لا ينفق الشّعر بها ... ولو أتاها النّابغه
وقال إسماعيل الشاشي يذمّ أهل الرّيّ:
تنكّب حدّة الأحد ... ولا تركن إلى أحد
فما بالرّيّ من أحد ... يؤهل لاسم الأحد
وقد حكى الاصطخري أنّها كانت أكبر من أصبهان لأنّه قال: وليس بالجبال بعد الريّ أكبر من أصبهان، ثمّ قال: والرّيّ مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها، وأمّا اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله، والغالب على بنائها الخشب والطين، قال: وللرّيّ قرى كبار كلّ واحدة أكبر من مدينة، وعدّد منها قوهذ والسّدّ ومرجبى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند، وقال ابن الكلبي: سميت الريّ بريّ رجل من بني شيلان ابن أصبهان بن فلوج، قال: وكان في المدينة بستان فخرجت بنت ريّ يوما إليه فإذا هي بدرّاجة تأكل تينا، فقالت: بور انجير يعني أن الدّرّاجة تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بورانجير ويغيره أهل الرّيّ فيقولون بهورند، وقال لوط بن يحيى:
كتب عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، إلى عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح
نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الرّيّ ودستبى في ثمانية آلاف، ففعل وسار عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الرّيّ وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم، وذلك في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجيد وكان مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جرجان والرّيّ دونها ... سواد فأرضت من بها من عشائر
رضينا بريف الرّيّ والرّيّ بلدة ... لها زينة في عيشها المتواتر
لها نشز في كلّ آخر ليلة ... تذكّر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهديّ الرّيّ في خلافة المنصور بنى مدينة الرّيّ التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا، وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطها، وتمّ عملها سنة 158، وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آجر، والفارقين: الخندق، وسمّاها المحمديّة، فأهل الرّيّ يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، وقد كان المهدي أمر بمرمّته ونزله أيّام مقامه بالرّيّ، وهو مطلّ على المسجد الجامع ودار الإمارة، ويقال: الذي تولّى مرمّته وإصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدي، ثمّ جعل بعد ذلك سجنا ثمّ خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثمّ خرّبه أهل الرّيّ بعد خروج رافع عنها، قال:
وكانت الرّيّ تدعى في الجاهليّة أزارى فيقال إنّه خسف بها، وهي على اثني عشر فرسخا من موضع الرّيّ اليوم على طريق الخوار بين المحمدية وهاشمية الرّيّ، وفيها أبنية قائمة تدل على أنّها كانت مدينة عظيمة، وهناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق الرّيّ يقال له البهزان، بينه وبين الرّيّ ستة فراسخ يقال إن الرّيّ كانت هناك، والناس يمضون إلى هناك فيجدون قطع الذهب وربّما وجدوا لؤلؤا وفصوص ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالرّيّ قلعة الفرّخان، تذكر في موضعها، ولم تزل قطيعة الرّيّ اثني عشر ألف ألف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الرّيّ باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق، وقال الأصمعي: الرّيّ عروس الدنيا وإليه متجر الناس، وهو أحد بلدان الأرض، وكان عبيد الله ابن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الرّيّ إن خرج على الجيش الذي توجّه لقتال الحسين ابن عليّ، رضي الله عنه، فأقبل يميل بين الخروج وولاية الرّيّ والقعود، وقال:
أأترك ملك الرّيّ والرّيّ رغبة، ... أم ارجع مذموما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الرّيّ قرّة عين
فغلبه حبّ الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين، رضي الله عنه، ما كان. وروي عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنّه قال: الرّيّ وقزوين وساوة ملعونات مشؤومات، وقال إسحاق بن سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الرّيّ،
وفي أخبارهم: الريّ ملعونة وتربتها تربة ملعونة ديلمية وهي على بحر عجاج تأبى أن تقبل الحق، والرّيّ سبعة عشر رستاقا منها دنباوند وويمة وشلمبة، حدث أبو عبد الله بن خالويه عن نفطويه قال: قال رجل من بني ضبّة وقال المدائني:
فرض لأعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى الري وكانوا في حرب وحصار، فلمّا طال المقام واشتدّ الحصار قال الأعرابي: ما كان أغناني عن هذا! وأنشأ يقول:
لعمري لجوّ من جواء سويقة ... أسافله ميث وأعلاه أجرع
به العفر والظّلمان والعين ترتعي ... وأمّ رئال والظّليم الهجنّع
وأسفع ذو رمحين يضحي كأنّه ... إذا ما علا نشزا، حصان مبرقع
أحبّ إلينا أن نجاور أهلنا ... ويصبح منّا وهو مرأى ومسمع
من الجوسق الملعون بالرّيّ كلّما ... رأيت به داعي المنيّة يلمع
يقولون: صبرا واحتسب! قلت: طالما ... صبرت ولكن لا أرى الصبر ينفع
فليت عطائي كان قسّم بينهم ... وظلّت بي الوجناء بالدّوّ تضبع
كأنّ يديها حين جدّ نجاؤها ... يدا سابح في غمرة يتبوّع
أأجعل نفسي وزن علج كأنّما ... يموت به كلب إذا مات أجمع؟
والجوسق الملعون الذي ذكره ههنا هو قلعة الفرّخان، وحدث أبو المحلّم عوف بن المحلم الشيباني قال: كانت لي وفادة على عبد الله بن طاهر إلى خراسان فصادفته يريد المسير إلى الحجّ فعادلته في العماريّة من مرو إلى الريّ، فلمّا قاربنا الرّيّ سمع عبد الله بن طاهر ورشانا في بعض الأغصان يصيح، فأنشد عبد الله بن طاهر متمثلا بقول أبي كبير الهذلي:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر، ... وغصنك ميّاد، ففيم تنوح؟
أفق لا تنح من غير شيء، فإنّني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطّت غربة دار زينب، ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح
ثمّ قال: يا عوف أجز هذا، فقلت في الحال:
أفي كلّ عام غربة ونزوح؟ ... أما للنّوى من ونية فنريح؟
لقد طلّح البين المشتّ ركائبي، ... فهل أرينّ البين وهو طليح؟
وأرّقني بالرّيّ نوح حمامة، ... فنحت وذو الشجو القديم ينوح
على أنّها ناحت ولم تذر دمعة، ... ونحت وأسراب الدّموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما، ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ... فتضحي عصا الأسفار وهي طريح
فإنّ الغنى يدني الفتى من صديقه، ... وعدم الغنى بالمقترين نزوح
فأخرج رأسه من العمارية وقال: يا سائق ألق زمام البعير، فألقاه فوقف ووقف الخارج ثمّ دعا بصاحب
بيت ماله فقال: كم يضمّ ملكنا في هذا الوقت؟
فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف، ثمّ قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه يلومونه ويقولون أتجيز أيّها الأمير شاعرا في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها! قال: إليكم عني فإنّي قد استحييت من الكرم أن يسير بي جملي وعوف يقول: عسى جود عبد الله، وفي ملكي شيء لا ينفرد به، ورجع عوف إلى وطنه فسئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى والراحة من النوى، وقال معن بن زائدة الشيباني:
تمطّى بنيسابور ليلي وربّما ... يرى بجنوب الرّيّ وهو قصير
ليالي إذ كلّ الأحبّة حاضر، ... وما كحضور من تحب سرور
فأصبحت أمّا من أحبّ فنازح ... وأمّا الألى أقليهم فحضور
أراعي نجوم اللّيل حتى كأنّني ... بأيدي عداة سائرين أسير
لعلّ الذي لا يجمع الشمل غيره ... يدير رحى جمع الهوى فتدور
فتسكن أشجان ونلقى أحبّة، ... ويورق غصن للشّباب نضير
ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالرّيّ بعد منصرفه من بغداد في سنة 311، عن ابن شيراز، ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، سمع وروى وجمع، قال أبو بكر الإسماعيلي: حدّثني أبو بكر محمد بن عمير الرازي الحافظ الصدوق بجرجان، وربّما قال الثقة المأمون، سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين ومائتين، وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد ابن أبي حاتم الرازي أحد الحفّاظ، صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان والحسن بن عرفة وأبيه أبي حاتم وأبي زرعة الرازي وعبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق سواهم، وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد ابن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالرّيّ فرأيتهم يوما يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل، فلمّا فرغوا قلت لابن عبدويه الورّاق: ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم! فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه، ونسبه عبد الرحمن الرازي، وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحيّة ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحيّة؟ فالتفت إليّ أبي وقال: يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيّات! وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنّف
منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان من الأبدال ولد سنة 240، ومات سنة 327، وقد ذكرته في حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عمّا ههنا، وإسماعيل بن عليّ بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسمّان الحافظ، كان من المكثرين الجوّالين، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ، سمع ببغداد أبا طاهر المخلص ومحمد بن بكران بن عمران، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد الأصبهاني وغيرهما، مات في الرابع والعشرين من شعبان سنة 445، وكان معتزليّا، وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهّل قط، وكان فيه دين وورع، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد الرازي الحافظان ويعرف في الرّيّ بأبي الرستاقي، سمع ببلده وغيره وأقام بدمشق وصنف، وكان حافظا ثقة مكثرا، مات سنة 347، وابنه تمام بن محمد الحافظ، ولد بدمشق وسمع بها من أبيه ومن خلق كثير وروى عنه خلق، وقال أبو محمد بن الأكفاني: أنبأنا عبد العزيز الكناني قال: توفي شيخنا وأستاذنا تمام الرازي لثلاث خلون من المحرم سنة 414، وكان ثقة مأمونا حافظا لم أر أحفظ منه لحديث الشاميّين، ذكر أن مولده سنة 303، وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ والخبر، وقال أبو علي الأهوازي:
كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال ما رأيت مثله في معناه، وأبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ابن الحكم بن عبد الله الحافظ الرازي، قال الحافظ أبو القاسم: قدم دمشق سنة 347 فسمع بها أبا الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي والد تمام، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال وأبا الحسن علي بن أحمد الفارسي ببلخ وأبا عبد الله بن مخلد ببغداد وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني بمصر وعمر بن إبراهيم بن الحدّاد بتنّيس وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس الأصمّ، وحدث بدمشق في تلك السنة فروى عنه تمام وعبد الرحمن بن عمر بن نصر والقاضيان أبو عبد الله الحسين بن محمد الفلّاكي الزّنجاني وأبو القاسم التنوخي وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ وحمزة بن يوسف الخرقاني وأبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الله الزنجاني الهمداني وعبد الغني بن سعيد والحاكم أبو عبد الله وأبو العلاء عمر بن علي الواسطي وأبو زرعة روح بن محمد الرازي ورضوان بن محمد الدّينوري، وفقد بطريق مكّة سنة 375، وكان أهل الريّ أهل سنّة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقرّبهم فتقرّب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتابا في فضائل أهل البيت وغيره، وكان ذلك في أيّام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين ابن ساتكين التركي، وتغلب على الرّيّ وأظهر التشيع بها واستمرّ إلى الآن، وكان أحمد بن هارون قد عصى على أحمد بن إسماعيل الساماني بعد أن كان من أعيان قواده وهو الذي قتل محمد بن زيد الراعي فتبعه أحمد بن إسماعيل إلى قزوين فدخل أحمد بن هارون بلاد الديلم وأيس منه أحمد بن إسماعيل فرجع فنزل بظاهر الري ولم يدخلها، فخرج إليه أهلها وسألوه أن يتولّى عليهم ويكاتب الخليفة في ذلك ويخطب ولاية الرّيّ، فامتنع وقال: لا أريدها لأنّها
مشؤومة قتل بسببها الحسين بن علي، رضي الله عنهما، وتربتها ديلمية تأبى قبول الحقّ وطالعها العقرب، وارتحل عائدا إلى خراسان في ذي الحجة سنة 289، ثمّ جاء عهده بولاية الرّيّ من المكتفي وهو بخراسان، فاستعمل على الرّيّ من قبله ابن أخيه أبا صالح منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد فوليها ستّ سنين، وهو الذي صنف له أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم كتاب المنصوري في الطبّ، وهو الكنّاشة، وكان قدوم منصور إليها في سنة 290، والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.

بَلْخُ

بَلْخُ:
مدينة مشهورة بخراسان، في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: بلخ طولها مائة وخمس عشرة درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي في الإقليم الخامس، طالعها إحدى وعشرون درجة من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من السرطان، وقد ذكرنا فيما أجملناه من ذكر الإقليم أنها في الرابع، وقال أبو عون:
بلخ في الإقليم الخامس، طولها ثمان وثمانون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، وبلخ من أجلّ مدن خراسان وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلّة، تحمل غلّتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم، وقيل:
إن أول من بناها لهراسف الملك لما خرّب صاحبه بخت نصّر بيت المقدس، وقيل: بل الإسكندر بناها، وكانت تسمى الإسكندرية قديما، بينها وبين
ترمذ اثنا عشر فرسخا، ويقال لجيحون: نهر بلخ، بينهما نحو عشرة فراسخ، فافتتحها الأحنف بن قيس من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قال عبيد الله بن عبد الله الحافظ:
أقول، وقد فارقت بغداد مكرها: ... سلام على أهل القطيعة والكرخ
هواي ورائي والمسير خلافه، ... فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ
وينسب إليها خلق كثير، منهم: محمد بن علي بن طرخان بن عبد الله بن جيّاش أبو بكر، ويقال:
أبو عبد الله البلخي ثم البيكندي، سمع بدمشق وغيرها محمد بن عبد الجليل الخشني ومحمد بن الفضل وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سليمان لوينا وهشام بن عمّار وزياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني، روى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الفارسي وابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وكان حافظا للحديث حسن التصنيف، رحل إلى الشام ومصر وأكثر الكتابة بالكوفة والبصرة وبغداد، وتوفي في رجب سنة 278، والحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي الحافظ، رحل في طلب العلم إلى الشام والعراق ومصر وحدث عن أبي مسهر ويحيى بن صالح الوحاظي وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم وعبيد الله ابن موسى، روى عنه البخاري وأبو زرعة الرازي ومحمد بن زكرياء البلخي وأحمد بن علي بن مسلم الأبّار.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: يا أبت ما الحفّاظ؟ قال: يا بنيّ شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا، قلت: ومن هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي والحسن بن شجاع ذاك البلخي، فقلت: يا أبت من أحفظ هؤلاء؟ قال: أما أبو زرعة الرازي فأسردهم وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم وأما الحسن ابن شجاع فأجمعهم للأبواب، وقال أبو عمرو البيكندي: حكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له: لم لم يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة؟ فقال: لأنه لم يمتّع بالعمر، ومات الحسن بن شجاع للنصف من شوّال سنة 244، وهو ابن تسع وأربعين سنة.

المضطرب

المضطرب:
[في الانكليزية] Disputed prophetic tradition
[ في الفرنسية] Tradition prophetique contestee
على صيغة اسم الفاعل من الاضطراب هو عند المحدّثين حديث اختلف في سنده أو متنه الرواة المستوية في الصفات، فإن ترجّحت صفة أحدهما على صفة الآخر بأن يكون أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه أو غيرهما من وجوه الترجيح فالحكم للراجح، ولا يضطرب إليه.
فالاضطراب يقع في الإسناد وفي المتن وفيهما، إلّا أنّ وقوعه في الإسناد أكثر، وقلّ أن يحكم المحدّث على الحديث بالاضطراب بالنسبة إلى الاختلاف في المتن دون الإسناد كما في حديث فاطمة بنت قيس قالت: (سئلت أو سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال: إنّ في المال حقّا سوى الزكاة) فهذا حديث قد اضطرب لفظه ومعناه، فرواه الترمذي هكذا عن رواية شريك عن أبي حمزة عن الشّعبي عن فاطمة، ورواه ابن ماجة عن هذا الوجه بلفظ (ليس في المال حقّ سوى الزكاة)، فهذا اضطراب لا يقبل التأويل. هكذا يستفاد من خلاصة الخلاصة وشرح النخبة وشرحه.

بُرْنَوْذُ

بُرْنَوْذُ:
بضم أوله، وسكون الراء، وفتح النون، وواو، وذال معجمة: من قرى نيسابور، ينسب إليها أبو عليّ محمد بن عليّ بن عمر المذكّر البرنوذي الواعظ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وقال: إنه روى عن جماعة من مشايخ أبيه لم يدركهم وذكر جماعة لا أحفظ منهم غير عتيق بن محمد الحرثي، قال:
وحملنا الشّره على السماع منه عنهم، وعمّر طويلا مائة وست سنين، ومات في رمضان سنة 337، أو كما قال: فإني كتبت من حفظي، وكان أبوه أيضا محدثا ثقة.

الأَهْوَاز

الأَهْوَاز:
آخره زاي، وهي جمع هوز، وأصله حوز، فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيّرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة، وإذا تكلّموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن، وفي محمّد مهمّد، ثم تلقّفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال، وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيّا سمّي به في الإسلام، وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان، وفي خوزستان مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا، منها: خوز بني أسد وغيرها، فالأهواز اسم للكورة بأسرها، وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم عند العامة اليوم فإنما هو سوق الأهواز، وأصل الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشيء يحوزه حوزا إذا حصله وملكه، قال أبو منصور الأزهري: الحوز في الأرضين أن يتّخذها رجل ويبيّن حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حقّ فذلك الحوز، هذا لفظه، حكاه شمر بن حمدويه، وقرأت بعد ما أثبّته عن التّوزيّ أنه قال:
الأهواز تسمّى بالفارسية هرمشير، وإنما كان اسمها الأخواز فعرّبها الناس فقالوا الأهواز، وأنشد لأعرابيّ:
لا ترجعنّ إلى الأخواز ثانية ... قعيقعان، الذي في جانب السّوق
ونهر بطّ، الذي أمسى يؤرّقني ... فيه البعوض بلسب، غير تشفيق
وقال أبو زيد: الأهواز اسمها هرمزشهر وهي الكورة العظيمة التي ينسب إليها سائر الكور، وفي
الكتب القديمة أن سابور بنى بخوزستان مدينتين سمّى إحداهما باسم الله عز وجل، والأخرى باسم نفسه ثم جمعهما باسم واحد وهي هرمزدادسابور، ومعناه عطاء الله لسابور، وسمّتها العرب سوق الأهواز يريدون سوق هذه الكورة المحوزة، أو سوق الأخواز، بالخاء المعجمة، لأن أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الخوز، وقيل: إن أول من بنى الأهواز أردشير وكانت تسمّى هرمز أردشير، وقال صاحب كتاب العين: الأهواز سبع كور بين البصرة وفارس، لكل كورة منها اسم ويجمعهن الأهواز ولا يفرد الواحد منها بهوز، وأما طالعها فقال بطليموس: بلد الأهواز طوله أربع وثمانون درجة وعرضه خمس وثلاثون درجة وأربع دقائق تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وست وخمسين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، وبيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها جزء من الشعرى الغميضاء، ولها سبع عشرة دقيقة من الثور من أول درجة منه، قال صاحب الزيج: الأهواز في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب خمس وسبعون درجة وعرضها من ناحية الجنوب اثنتان وثلاثون درجة، والأهواز: كورة بين البصرة وفارس، وسوق الأهواز من مدنها كما قدمناه، وأهل الأهواز معروفون بالبخل والحمق وسقوط النفس، ومن أقام بها سنة نقص عقله، وقد سكنها قوم من الأشراف فانقلبوا إلى طباع أهلها، وهي كثيرة الحمّى ووجوه أهلها مصفرّة مغبرة، ولذلك قال مغيرة بن سليمان: أرض الأهواز نحاس تنبت الذهب وأرض البصرة ذهب تنبت النحاس، وكور الأهواز: سوق الأهواز ورامهرمز وإيذج وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور وسوس وسرّق ونهرتيرى ومناذر، وكان خراجها ثلاثين ألف ألف درهم، وكانت الفرس تقسّط عليها خمسين ألف ألف درهم، وقال مسعر بن المهلهل:
سوق الأهواز تخترقها مياه مختلفة، منها: الوادي الأعظم وهو ماء تستر يمرّ على جانبها ومنه يأخذ واد عظيم يدخلها، وعلى هذا الوادي قنطرة عظيمة عليها مسجد واسع، وعليه أرحاء عجيبة ونواعير بديعة، وماؤه في وقت المدود أحمر يصبّ إلى الباسيان والبحر، ويخترقها وادي المسرقان وهو من ماء تستر أيضا ويخترق عسكر مكرم، ولون مائه في جميع أوقات نقصان المياه أبيض ويزداد في أيام المدود بياضا، وسكّرها أجود سكّر الأهواز، وعلى الوادي الأعظم شاذروان حسن عجيب متقن الصنعة معمول من الصخر المهندم يحبس الماء على أنهار عدّة، وبازائه مسجد لعليّ بن موسى الرّضا، رضي الله عنه، بناه في اجتيازه به وهو مقبل من المدينة يريد خراسان، وبها نهر آخر يمرّ على حافاتها من جانب الشرق يأخذ من وراء واد يعرف بشوراب، وبها آثار كسروية، قال: وفتحت الأهواز فيما ذكر بعضهم على يد حرقوص بن زهير بتأمير عتبة بن غزوان أيّام سيره إليها في أيام تمصيره البصرة وولايته عليها، وقال البلاذري: غزا المغيرة بن شعبة سوق الأهواز في ولايته بعد ان شخص عتبة ابن غزوان من البصرة في آخر سنة 15، أو أول سنة 16، فقاتله البيروان دهقانها ثم صالحه على مال، ثم نكث فغزاها أبو موسى الأشعري حين ولّاه عمر البصرة بعد المغيرة ففتح سوق الأهواز عنوة، وفتح نهر تيرى عنوة، وولي ذلك بنفسه في سنة 17، وسبى سبيا كثيرا، فكتب إليه عمر أنه لا طاقة لكم بعمارة الأرض فخلّوا ما بأيديكم من السبي واجعلوا عليهم الخراج، قال: فرددنا السبي ولم تملكهم، ثم سار أبو موسى ففتح سائر بلاد
خوزستان، كما نذكره في مواضعه، إن شاء الله تعالى، وقال أحمد بن محمد الهمداني: أهل الأهواز ألأم الناس وأبخلهم، وهم أصبر خلق الله على الغربة والتنقّل في البلدان، وحسبك أنك لا تدخل بلدا من جميع البلدان إلا ووجدت فيه صنفا من الخوز لشحّهم وحرصهم على جمع المال، وليس في الأرض صناعة مذكورة ولا أدب شريف ولا مذهب محمود لهم في شيء منه نصيب، وإن حسن أو دقّ أو جلّ، ولا ترى بها وجنة حمراء قطّ، وهي قتّالة للغرباء، على أن حماها في وقت انكشاف الوباء ونزوع الحمّى عن جميع البلدان وكلّ محموم في الأرض فان حمّاه لا تنزع عنه ولا تفارقه وفي بدنه منها بقية، فإذا نزعت فقد وجد في نفسه منها البراءة إلا أن تعود لما يجتمع في بطنه من الأخلاط الرديئة، والأهواز ليست كذلك لأنها تعاود من نزعت عنه من غير حدث لأنهم ليس يؤتون من قبل التّخم والإكثار من الأكل وإنما يؤتون من عين البلدة ولذلك كثرت بسوق الأهواز الأفاعي في جبلها الطاعن في منازلها المطلّ عليها، والجرّارات في بيوتها ومنازلها ومقابرها، ولو كان في العالم شيء شرّ من الأفاعي والجرّارات وهي عقارب قتالة تجرّ ذنبها إذا مشت لا ترفعه كما تفعل سائر العقارب لما قصّرت قصبة الأهواز عنه وعن توليده، ومن بليّتها أن من ورائها سباخا ومناقع مياه غليظة، وفيها أنهار تشقّها مسايل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضآتهم، فإذا طلعت الشمس طال مقامها واستمرّ مقابلتها لذلك الجبل قبل تشبب الصخرية التي فيها تلك الجرارات، فإذا امتلأت يبسا وحرّا وعادت جمرة واحدة قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد انجرت تلك السباخ والأنهار، فإذا التقى عليهم ما انجر من تلك السباخ وما قذفه ذلك الجبل فسد الهواء وفسد بفساده كلّ شيء يشتمل عليه ذلك الهواء، وحكي عن مشايخ الأهواز أنهم سمعوا القوابل يقلن إنهنّ ربما قبلن الطفل المولود فيجدنه محموما في تلك الساعة يعرفون ذلك ويتحدثون به. ومما يزيد في حرها أن طعام أهلها خبز الأرز ولا يطيب ذلك إلّا سخنا، فهم يخبزون في كل يوم في منازلهم فيقدّر انه يسجر بها في كلّ يوم خمسون ألف تنّور، فما ظنّك ببلد يجتمع فيه حرّ الهواء وبخار هذه النيران؟ ويقول أهل الأهواز إن جبلهم إنما هو من غثاء الطوفان تحجّر وهو حجر ينبت ويزيد في كل وقت، وسكّرها جيد وثمرها كثير لا بأس به، وكلّ طيب يحمل إلى الأهواز فإنه يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا ينتفع به، وقد نسب إليها خلق كثير ليس فيهم أشهر من عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان أحد الحفّاظ المجوّدين المكثرين، ذكره أبو القاسم، وقال: قدم دمشق نحو سنة 240 فسمع بها هشام بن عمّار ودحيما وهشام بن خالد وأبا زرعة الدمشقي، وذكر غيرهم من أهل بغداد وغيرها، وروى عنه يحيى بن صاعد والقاضي الحسين بن إسماعيل الضّبّي وإسماعيل بن محمد الصّفّار، وذكر جماعة حفّاظا أعيانا، وكان أبو علي النيسابوري الحافظ يقول:
عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث وما رأيت من المشايخ أحفظ من عبدان، وقال عبدان: دخلت البصرة ثماني عشرة مرّة من أجل حديث أيوب السختياني كلما ذكر لي حديث من حديثه رحلت إليها بسببه، وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبدان بعسكر مكرم في أول سنة 306، ومولده سنة 210، وكان في الحديث إماما.

الجامع الصغير، في الفروع

الجامع الصغير، في الفروع
للإمام، المجتهد: محمد بن الحسن الشيباني، الحنفي.
المتوفى: سنة 187، سبع وثمانين ومائة.
وهو كتاب، قديم، مبارك.
مشتمل على: ألف وخمسمائة واثنتين وثلاثين مسألة، كما قال البزدوي.
وذكر الاختلاف: في مائة وسبعين مسألة، ولم يذكر: القياس والاستحسان إلا في مسألتين.
والمشايخ يعظمونه حتى قالوا: لا يصلح المرء للفتوى، ولا للقضاء إلا إذا علم مسائله.
قال الإمام، شمس الأئمة، أبو بكر: محمد بن أحمد بن أبي بكر سهل السرخسي، الحنفي.
المتوفى: سنة 490، تسعين وأربعمائة، في شرحه للجامع الصغير، كان سبب تأليف محمد: أنه لما فرغ من تصنيف الكتب، طلب منه أبو يوسف أن يؤلف كتاباً يجمع فيه ما حفظ عنه مما رواه له عن أبي حنيفة، فجمع ثم عرضه عليه، فقال: نعما حفظ عني أبو عبد الله إلا أنه أخطأ في ثلاث مسائل، فقال محمد: أنا ما أخطأت، ولكنك نسيت الرواية.
وذكر علي القمي: أن أبا يوسف مع جلالة قدره كان لا يفارق هذا الكتاب في حضر ولا سفر.
وكان علي الرازي يقول: من فهم هذا الكتاب فهو أفهم أصحابنا، ومن حفظه كان أحفظ أصحابنا، وأن المتقدمين من مشايخنا كانوا لا يقلدون أحد القضاء حتى يمتحنوه، فإن حفظه قلدوه القضاء، وإلا أمروه بالحفظ، وكان شيخنا يقول: أن أكثر مسائله مذكورة في المبسوط، وهذا لأن مسائل هذا الكتاب تنقسم ثلاثة أقسام:
قسم لا يوجد لها رواية إلا هاهنا.
وقسم يوجد ذكرها في الكتب، ولكن لم ينص فيها أن الجواب قول أبي حنيفة أم غيره، وقد نص هاهنا في جواب كل فصل على قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى.
وقسم ذكرها أعادها هنا بلفظ آخر، واستفيد من تغيير اللفظ فائدة لم تكن مستفادة باللفظ المذكور في الكتب، قال: ومراده بالقسم الثالث ما ذكره الفقيه: أبو جعفر الهندواني في مصنف سماه: (كشف الغوامض). انتهى.
وقال الشيخ، الإمام: الحسن بن منصور الأوزجندي، الفرغاني، الحنفي، المشهور: بقاضيخان.
المتوفى: سنة 592، اثنتين وتسعين وخمسمائة، في شرحه للجامع الصغير، واختلفوا في مصنفه، قال بعضهم: هو من تأليف أبي يوسف ومحمد، وقال بعضهم: هو من تأليف محمد، فإنه حين فرغ من تصنيف المبسوط، أمره أبو يوسف أن يصنف كتاباً ويروي عنه، فصنف ولم يرتب مسائله، وإنما رتبه أبو عبد الله: الحسن بن أحمد الزعفراني، الفقيه، الحنفي.
المتوفى: سنة عشر وستمائة تقريباً. انتهى.
وله شروح كثيرة منها:
شرح الإمام، أبي جعفر: أحمد بن محمد الطحاوي.
المتوفى: سنة 321، إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وشرح الإمام، أبي بكر: أحمد بن علي، المعروف: بالجصاص، الرازي، المتوفى: سنة 370، سبعين وثلاثمائة.
وشرح، أبي عمرو: أحمد بن محمد الطبري، المتوفى: سنة 340، أربعين وثلاثمائة.
وشرح الإمام، أبي بكر: أحمد بن علي، المعروف: بالظهير البلخي.
المتوفى: سنة 553، ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وشرح الإمام: حسين بن محمد، المعروف: بالنجم، المتوفى: سنة 580، ثمانين وخمسمائة تقريباً، أتمه بمكة المكرمة.
وشرح صدر القضاة، الإمام العالم.
وشرح تاج الدين: عبد الغفار بن لقمان الكردري.
المتوفى: سنة 562، اثنتين وستين وخمسمائة، نحا فيه نحو شرح الجامع الكبير، يذكر لكل باب أصلاً، ثم يخرج عليه المسائل.
وشرح الإمام، ظهير الدين: أحمد بن إسماعيل التمرتاشي، الحنفي.
وشرح الإمام، قوام الدين: أحمد بن عبد الرشيد البخاري.
وشرح محمد بن علي، المعروف: بعبدك الجرجاني.
المتوفى: سنة 347، سبع وأربعين وثلاثمائة.
وشرح القاضي: مسعود بن حسين اليزدي.
المتوفى: سنة 571، إحدى وسبعين وخمسمائة، سماه: (التقسيم والتشجير في شرح الجامع الصغير).
وشرح الإمام: أبي الأزهر الخجندي.
المتوفى: سنة 500، خمسمائة تقريباً، وهو على ترتيب الزعفراني.
وشرح المرتب أيضاً، لأبي القاسم: علي بن بندار الرازي، الحنفي، المتوفى: سنة 474.
وشرح حفيده، أبي سعيد: مطهر بن حسن اليزدي.
وهو في مجلدين: (سماه التهذيب)، فرغ من تأليفه في جمادى الأولى سنة 559، تسع وخمسين.
وشرح أبي محمد بن العدي المصري.
وشرح جمال الدين: عبد الله بن يوسف، المعروف: بابن هشام النحوي، المتوفى: سنة 763، ثلاث وستين وسبعمائة.
وشرح الإمام، فخر الإسلام: علي بن محمد البزدوي، المتوفى: سنة 482، اثنتين وثمانين وأربعمائة.
وشرح الإمام، أبي نصر: أحمد بن محمد العتابي البخاري، المتوفى: سنة 586، ست وثمانين وخمسمائة، أوله: (الحمد لله، الموجود بذاته 000 الخ).
وشرح الإمام، أبي الليث: نصر بن محمد السمرقندي.
المتوفى: سنة 373، ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ذكره ابن الملك في شرح المجمع.
وترتيب الجامع الصغير، للإمام، القاضي، أبي طاهر: محمد بن محمد الدباس، البغدادي.
ثم إن الفقيه: أحمد بن عبد الله بن محمود تلميذه كتبه عنه ببغداد في داره، وقرأه عليه في شهور سنة 322، اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وعلى هذا المرتب، كتاب للصدر، الشهيد، حسام الدين: عمر بن عبد العزيز بن مازه.
المتوفى شهيداً: سنة 536، ست وثلاثين وخمسمائة، أوله: (الحمد لله، رب العالمين 000 الخ).
ذكر أن مسائل هذا الكتاب من أمهات مسائل أصحابنا، فسأله بعض إخوانه أن يذكر كل مسألة من مسائله على الترتيب الذي رتبه القاضي أبو طاهر، فأجاب: فذكر بحذف الزوائد، وهو المعروف: (بجامع الصدر الشهيد)، ثم سأله من لم يكفه هذا أن يزيد فيه الروايات والأحاديث، وشيئاً من المعاني فأجاب.
ولأبي بكر: محمد بن أحمد بن عمر، فوائد الجامع الصغير للصدر الشهيد كتبها مبيناً ما استبهم من مبانيها، وموضحاً ما استعجم من معانيها، أوله: (حامداً لله تعالى على بلوغ نعمائه 000 الخ).
وعلى جامع الصدر شروح أيضاً منها:
شرح الشيخ، بدر الدين: عمر بن عبد الكريم الورسكي.
المتوفى: سنة 594، أربع وتسعين وخمسمائة.
وشرح الإمام، أبي نصر: أحمد بن منصور الإسبيجابي.
المتوفى تقريباً: سنة 500، خمسمائة.
وشرح الشيخ، علاء الدين: علي السمرقندي.
ومرتب الشيخ، الإمام، أبي المعين: ميمون بن محمد النسفي.
المتوفى: سنة 508، ثمان وخمسمائة.
وللإمام، صدر الإسلام: أبي اليسر البزدوي، المتوفى: سنة 493، ثلاث وتسعين وأربعمائة.
وللإمام، شمس الأئمة: الحلواني.
وللإمام: أبي جعفر الهنداواني.
وللقاضي: ظهير الدين.
ولأبي الفضل الكرماني.
وشرح الشيخ، جمال الدين: محمود بن عبد السيد الحصيري، الحنفي، المتوفى: سنة 636، ست وثلاثين وستمائة.
ومنها:
مرتب أبي الحسن: عبيد الله بن حسين بن دلال الكرخي.
المتوفى: سنة 340، أربعين وثلاثمائة.
ومرتب أبي سعيد: عبد الرحمن بن محمد الغزي.
المتوفى: سنة 374، أربع وسبعين وثلاثمائة.
ومرتب أبي عبد الله: محمد بن عيسى بن عبد الله، المعروف: بابن أبي موسى، المتوفى: سنة 334، أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وفي الحقائق أن لصاحب المحيط، وللإمام المحبوبي، وللأفطس، جوامع مرتبة أيضاً، وأكثر هذه الشروح المذكورة تصرفات على الأصل بنوع من تغيير، أو ترتيب، أو زيادة، كما هو دأب القدماء في شروحهم.
وللجامع الصغير منظومات منها:
نظم الشيخ، الإمام، شمس الدين: أحمد بن محمد بن أحمد العقيلي، البخاري، المتوفى: سنة 657، سبع وخمسين وستمائة.
ونظم الشيخ، الإمام، نجم الدين، أبي حفص: عمر بن محمد النسفي.
المتوفى: سنة 537، سبع وثلاثين وخمسمائة.
أوله: (الحمد لله، القديم الباري 000 الخ)، ذكر في أوله قصيدة رائية في العقائد إلى إحدى وثمانين بيتاً.
ونظم محمد بن محمد القباوي.
المتوفى تقريباً: سنة 726، ست وعشرين وسبعمائة.
ونظم الشيخ، بدر الدين، أبي نصر: محمود (مسعود) بن أبي بكر الفراهي.
وسماه: (لمعة البدر)، أتمه في 17 جمادى الآخرة، سنة 617، سبع عشرة وستمائة.
أوله: (الحمد لله، مزكي الشمس والقمر 000 الخ).
وشرح هذا المنظوم، لعلاء الدين: محمد بن عبد الرحمن الخجندي.
أوله: (الحمد لله، الذي تفرد بالبقاء والقدم 000 الخ) سماه: (ضوء اللمعة).

لَاتَ حِينَ مَنَاصٍ

{لَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}
قال: ليس بحين فرار. وشاهده قول الأعشى: تذكرتَ ليلى حين لاتَ تذكرُ. . . وقد بِنْتَ منها والمناصُ بعيدُ
(تق، ك، ط) واقتصر في (ظ) على: أما الأعشى فقد كان يعرفه حيث يقول: تذكرت ليلى
وعلقت منها حاجة ليس تبرح
= الكلمة من آية ص
{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} - 3
وحيدتان في القرآن.
تأويلها في المسألة: ليس بحين فرار، هو بلفظه عند الفراء على القول بأن لات في معنى ليس. وقال ابن قتيبة: لات حين لا مهرب. والمناص المنجي في (س) والملجأ والمفر في (ص) والمادة في (المقاييس) أصل يدل على تردد ومجئ وذهاب، والمناص المصدر، والملجأ أيضاً.
والأقوال في (مناص) متقاربة كذلك عند أهل التأويل (الطبري)
وإنما الاختلاف في: لات، تبعا لاختلاف أهل اللغة فيها. قال الفراء: ومن العرب من يضيف لات فيخفض؛ أنشدوني: * ولات ساعةِ مندمٍ * ولا أحفظ صدره. والكلام أن ينصب بها لأنها في معنى ليس، وأنشدني النفضل:
تذكرَ حبَّ ليلى لاتّ حينا. . . وأضحى الشيب قد قطع القرينا
وأنشدني بعضهم:
طلبوا صلحَنا ولات أوانٍ. . . فأجبْنا أنْ ليس حينَ بقاءُ
فهذا خفض: وفي الآية أقف على "لات" بالتاء، والكسائي يقف بالهاء (المعاني، سورة ص 2 / 397) ونقله عنه في (اللسان، والمفردات)
ونقل فيها ابن قتيبة قول سيبويه: لات شبيهة بليس في بعض المواضه ولم تُمكن تمكنها، ولم يستعملوها إلا مضمراً فيها لأنها ليست كليس في المخاطبة والإخبار عن غائب، ألا ترى أنك تقول: ليست وليسوا وعبد الله ليس ذاهباً، ولات لا يكون فيها ذاك؟ قال تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} .
وقال الرغب بعد أن حكى كلام الفراء: تقديره: لا حين، والتاء زائدة فيه كما زيدت في ثُمت ورُبت. وقال بعض البصريين: معناه ليس. وقال أبو بكر العلاف: أصله ليس، فقلبت الياء ألفا. وأبدل من السين تاء كما قالوا: نات في ناس. وقال بعضهم أصله لا، وزيد فيه تاء التأنيث تنبيها على الساعة والمدة، كأنه قيل: ليست الساعة والمدة حين مناص (المفردات) .
وفي النفس شيء من هذه التأويلات، فالقول بأن التاء زائدة كما زيدت في ثمت وربت، قد يمنعه أن هذين الحرفين يبقى لهما معناهما. وأما (لات) فتئول إلى لا. وتأويلها بليس على القلب والابدال، فيه أن لغة نات في ناس، أبدل فيها حرف واحد، وأما لات فلا يبقى منها بعد القلب والإبدال سوى حرف اللام.
وعلى التأويلين: نرى أن (لا) و (ليس) كثير مجيئهما في القرآن، فالعدول عنهما إلى (لات) في آية (ص) يفيد فرقا في الدلالة، قد نراه في أن (لا) تجئ اصلاً لنفي الجنس، و (ليس) للنفي نسخا. وأما (لات) فأقرب ما تكون إلى معنى البُعد والاستحالة.
ولو تُرك لنا مجالُ اجتهاد في النحو الذي قرروا أنه نضج واحترق، لفكت عقدة (لات) دون تأويل وقلب وإبدال، بحملها على اسم فعلٍ قريب من هيهات، والفرق بينهما أن تكون هيهات لمطلق البعد، و (لات) للبعد مع استحالة، مُقربةً من (ليت) التي تتعلق بالتمني للمستحيل أو ما يقاربه.

آدم

(آدم) أَبُو الْبشر
(آدم)
انْظُر (أدم)
(آدم) بَينهمَا إيداما أصلح وَألف وَالْخبْز وَالْجَلد أدمه وَالشَّمْس فلَانا لوحت لَونه
آدم
من الأُدْمَة، وهي السُّمْرَة في الإنسان، والبياضُ الشديدُ في الإبل. يقال: بعير آدم وناقة أدماء. وإنما سُمّي أبو البشر آدمَ للونه ، كما سميت الحوّاء عليها السلام من الحُوّة، وهي لون أميل إلى السواد. وهذان الاسمان يوجدان في العبرانية بتغير يسير . والعربية أحفظ وأقرب إلى الأصل، إن لم تكن هي الأصل .
أادم
آدَمُ [مفرد]: أبو البشر، خلقه الله من طين وأمر الملائكة أن تسجد له فسجدوا إلاّ إبليس " {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} " ° ابن آدم/ بنو آدم: البَشَر.
• تُفَّاحة آدم: (شر) بروز غضروفيّ ناتئ أعلى الرقبة، يتحرَّك أثناء البلع. 
آدم
آدم أبو البشر، قيل: سمّي بذلك لكون جسده من أديم الأرض، وقيل: لسمرةٍ في لونه. يقال:
رجل آدم نحو أسمر، وقيل: سمّي بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة، كما قال تعالى:
مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ [الإنسان/ 2] .
ويقال: جعلت فلاناً أَدَمَة أهلي، أي: خلطته بهم ، وقيل: سمّي بذلك لما طيّب به من الروح المنفوخ فيه المذكور في قوله تعالى:
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي [الحجر/ 29] ، وجعل له العقل والفهم والرّوية التي فضّل بها على غيره، كما قال تعالى: وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا [الإسراء/ 70] ، وذلك من قولهم: الإدام، وهو ما يطيّب به الطعام ، وفي الحديث: «لو نظرت إليها فإنّه أحرى أن يؤدم بينكما» أي: يؤلّف ويطيب.

الحافض والحافظ

الحافض والحافظ
فأما (الحافض) بالضاد، فاسم فاعل من: حفضت العود أحفضه حفضا، فأنا حافض والعود محفوض: إذا حنيته، قال الراجز:
إما ترى دهري حناني حفضا
أخرج مني مرة ونقضا
وأما (الحافظ) بالظاء، فاسم فاعل من: حفظت الشيء حفظا ضد نسيته، وإلا مفعول محفوظ. ومنه يقال: فلان حافظ إذا كان يستظهر ما يتحفظه. والحافظ: الراعي للشيء والحارس له، ومنه: حفظ الله فلانا أي رعاه وحرسه. والحفظة جمع حافظ. والتحفظ: التيقظ وقلة الغفلة. والحفيظ: المحافظ على الشيء المواظب له، وفي القرآن الكريم جل منزله: "وما أنا عليكم بحفيظ". والحفيظة الحمية والغضب، يقال منه: أحفظــني الشيء، إذا أغضبني، إحفاظا. وأهل الحفاظ: هم المحامون على حريمهم ومنعهم عند الحرب، قال الشاعر:
لما رأى جيشاً كثيراً في الوغى ... وذوو الحفاظ من الحفاظ قليل
يقول: هؤلاء من محافظتهم على حريمهم ودفعهم الضيم عنهم قليل، لأن من كان ذا حفيظة قل عدده بالقتل. ومثل من أمثالهم: (إن الحفائظ تنقض الأحقاد) . ومعناه: أنه إذا كان بينك وبين ابن عمك عداوة وعليه في قلبك حقد ثم رأيته يظلم حميت له ونسيت ما في نفسك عليه ونصرته، قال عويف القوافي:
نخلت له نفسي النصيحة إنه ... عند الحفيظة تذهب الأحقاد
ويقال لها أيضا: الحفظة، قال الراجز:
وحفظة أكنها ضميري
مع الحلا ولائح القتير

خون

خون


خَانَ (و)(n. ac.
خَوْن [ ]مَخَانَة []
خِيَانَة [] )
a. Deceived, betrayed; was unfaithful to, abused (
trust, confidence ).
b.(n. ac. خَوْن), Was weaksighted.
خَوَّنَa. Accused of perfidy, treachery.
b. see V
تَخَوَّنَa. [acc.
or
Min], Took from, lessened, impaired.
إِخْتَوَنَa. see I (a)
إِسْتَخْوَنَa. Tried to deceive.

خَوْنa. Treachery, perfidy, unfaithfulness.
b. Weakness of the sight.

خَان P.
a. Caravanserai, hostelry, inn.
b. Khan; Emperor.

خَانَة [] P.
a. Tone, note (singing).
خَائِن [] (pl.
خَوَنَة []
خُوَّان [] )
a. Deceitful, perfidious, disloyal, unfaithful; deceiver
traitor.

خِوَان [] (pl.
خُوْن [ ]أَخْوِنَة [] ), P.
a. Low table.

خِيَانَة []
a. see 1
خُوَانa. see 23
خَؤُوْن []
a. Perfidious, treacherous.
b. Arch-deceiver, traitor.

خَوَّان []
a. see 26
خَوْنَد
a. Lord, Master.
خ و ن: (خَانَهُ) فِي كَذَا مِنْ بَابِ قَالَ وَ (خِيَانَةً) وَ (مَخَانَةً) وَ (اخْتَانَهُ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] أَيْ يَخُونُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. قُلْتُ: هَذَا التَّفْسِيرُ لَا يُنَاسِبُ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ وَلَمْ أَجِدْهُ لِغَيْرِهِ. وَرَجُلٌ (خَائِنٌ) وَ (خَائِنَةٌ) أَيْضًا، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ مِثْلُ عَلَّامَةٍ وَنَسَّابَةٍ وَقَوْمٌ (خَوَنَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (خَوَّنَهُ تَخْوِينًا) نَسَبَهُ إِلَى الْخِيَانَةِ. وَ (الْخِوَانُ) بِالْكَسْرِ الَّذِي
يُؤْكَلُ عَلَيْهِ، مُعَرَّبٌ. قُلْتُ: وَالضَّمُّ لُغَةٌ فِيهِ، نَقَلَهَا الْفَارَابِيُّ وَقَالَ: وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَثَلَاثَةُ (أَخْوِنَةٍ) وَالْكَثِيرُ (خُونٌ) سَاكِنُ الْوَاوِ. وَ (الْخَانُ) النُّزُلُ أَوِ الْفُنْدُقُ. 
(خون) - في الحديث: "ما كان لِنَبِيٍّ أن تَكُونَ له خائِنَةُ الأَعْيُن".
: أي يُضمِر في قَلبِه غيرَ ما يُظهِرُه، فإذا كَفَّ لِسانَه وأَومأَ بعَيْنه إلى خلاف ذلك فقد خَانَ، وإذا كان ظُهورُ تلك الخِيَانة من قِبَل العَيْن سُمِّيت خَائِنَة الأَعين، والخَائِنَة: الخِيانَة كالخَاصَّة بمعنى الخُصُوصِ.
- ومنه قَولُه تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} .
: أي ما تَخُون به من مُسارقَة النَّظَر إلى ما لا يَحِلّ.
- في الحديث: "أَنَّه ردَّ شَهادةَ الخَائِن والخَائِنَةِ".
قال أبو عُبَيد: لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ في أَماناتِ النَّاس دُونَ ما افتَرضَ اللهُ تَعالَى على عبادِه وائْتَمَنهم عليه، فإنَّه قد سَمَّى ذلك أَمانةً فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} فمن ضَيَّع شيئًا مِمَّا أَمَر اللهُ تعالى به، أو رَكِب شيئًا مِمَّا نَهَى الله عنه. فليس ينبغي أن يَكُونَ عَدلًا، لأنه قد لَزِمَه اسمُ الخِيانة. - في الحديث: "نَهَى أن يَطرُق الرّجلُ أهلَه لَيلًا يتخَوَّنهُم".
: أي يَطْلُب خِيانَتَهم.
[خون] خانَهُ في كذا يَخونُه خَوْناً وخِيانَةً ومَخانَةً، واخْتانَهُ. قال الله تعالى: (تَخْتانونَ أَنْفُسَكُمْ) أي يخونُ بعضُكم بعضاً. ورجلٌ خائِنٌ وخائِنَةٌ أيضاً، والهاء للمبالغة مثل علاّمة ونسّابة. وأنشد أبو عبيد للكلابى: حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن للغَدْر خائِنَةً مُغِلَ الإصْبَعٍ وقومٌ خونة، كما قالوا حوكة. وقد ذكر وجه ثبوت الواو. وخونه: نسبه إلى الخِيانَة. والخَوَّانُ: الأسدُ. أبو عمرو: التَخَوُّنُ: التعهُّدُ. يقال: الحُمَّى تَخَوَّنُهُ. أي تعهَّدُه. وأنشد لذي الرمّة: لا يَنْعَشُ الطَرْفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ داعٍ يناديه باسم الماء مبغوم يقول: الغزال ناعسٌ لا يرفع طرفَه إلاّ أن تجئ أمه وهى المتعهدة له. ويقال: إلاَّ ما تَنَقَّصَ نومَه دعاءُ أُمِّه له. والتَخَوُّنُ أيضاً: التَنَقُّصُ. يقال: تَخَوَّنَني فلانٌ حَقِّي، إذا تَنَقَّصَكَ. قال ذو الرمة: لابل هو الشوق من دارٍ تَخَوَّنَها مَرَّاً سَحابٌ ومرا بارح ترب وقال لبيد: عذافرة تقمص بالردافى تخونها نزولي وارتحالي أي تنقص لحمها وشحمها. والخوان بالكسر: الذي يؤكل عليه معرَّبٌ. وثلاثةُ أخونة، والكثير خون، ولا يثقل كراهية الضمة على الواو. والخان: الذى للتجار.
خ و ن : خَانَ الرَّجُلُ الْأَمَانَةَ يَخُونُهَا خَوْنًا وَخِيَانَةً وَمَخَانَةً يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَخَانَ الْعَهْدَ وَفِيهِ فَهُوَ خَائِنٌ وَخَائِنَةٌ مُبَالَغَةٌ وَخَائِنَةُ الْأَعْيُنِ قِيلَ هِيَ كَسْرُ الطَّرْفِ بِالْإِشَارَةِ الْخَفِيَّةِ وَقِيلَ هِيَ النَّظْرَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ تَعَمُّدٍ وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْخَائِنِ وَالسَّارِقِ وَالْغَاصِبِ بِأَنَّ الْخَائِنَ هُوَ الَّذِي خَانَ مَا جُعَلَ عَلَيْهِ أَمِينًا وَالسَّارِقُ مِنْ أَخَذَ خُفْيَةً مِنْ مَوْضِعٍ كَانَ مَمْنُوعًا مِنْ الْوُصُولِ إلَيْهِ وَرُبَّمَا قِيلَ كُلٌّ سَارِقٍ خَائِنٌ دُونَ عَكْسٍ وَالْغَاصِبُ مِنْ أَخَذَ جِهَارًا مُعْتَمَدًا عَلَى قُوَّتِهِ.

وَالْخَانُ مَا يَنْزِلُهُ الْمُسَافِرُونَ وَالْجَمْعُ خَانَاتٌ وَتَخَوَّنْتُ الشَّيْءَ تَنَقَّصْتُهُ.

وَالْخِوَانُ مَا يُؤْكَلُ عَلَيْهِ مُعَرَّبٌ وَفِيهِ
ثَلَاثُ لُغَاتٍ كَسْرُ الْخَاءِ وَهِيَ الْأَكْثَرُ وَضَمُّهَا حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَإِخْوَانٌ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ حَكَاهُ ابْنُ فَارِسٍ وَجَمْعُ الْأُولَى فِي الْكَثْرَةِ خُونٌ وَالْأَصْلُ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ لَكِنْ سُكِّنَ تَخْفِيفًا وَفِي الْقِلَّةِ أَخْوِنَةٌ وَجَمْعُ الثَّالِثَةِ أَخَاوِينُ وَيَجُوزُ فِي الْمَضْمُومِ فِي الْقِلَّةِ أَخْوِنَةٌ أَيْضًا كَغُرَابٍ وَأَغْرِبَةٍ. 
خ و ن

خانه في العهد، وخانه العهد. " لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ". قال أوس:

خانتك منه ما علمت كما ... خان الإخاء خليله لبد

وهو شديد الخون والخيانة والمخانة. وتقول: استبدل بالنصح المخانة، وبالستر المجانة، واختان المال، واختان نفسه، وهو خوان، وقوم خونة، وكفاك من الخيانة أن تكون أميناً للخونة، وخوّنه نسبه للخيانة، وكان فلان أميناً فتخوّن.

ومن المجاز: خانه سيفه: نبا عن الضريبة. وقيل في الرمح: أخوك وربما خانك. وخانته رجلاه إذا لم يقدر على المشي. وقال زهير:

غرب على بكرة أو لؤلؤ قلق ... في السلك خان به رباته النظم وخان الدلو الرشاء إذا انقطع. قال ذو الرمة:

كأنها دلو بئر جدّ ماتحها ... حتى إذا ما رآها خانها الكرب

وإنّ في ظهره لخوناً أي ضعفاً وهو من خانه ظهره. وتخون فلان حقى إذا تنقصه كأنه خانه شيأ فشيأ، وكل ما غيّرك عن حالك فقد تخونك. قال لبيد:

تخونها نزولي وارتحالي

وأما تخونته: تعهدته فمعناه تجنبت أن أخونه. " وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخونهم بالموعظة ". والحمّى تتخونه: تتعهده وتأتيه في وقتها. و" يعلم خائنة الأعين " وهي النظرة المسارقة إلى ما لا يحلّ. وفرسه الخوّان أي الأسد. وأعوذ بالله من الخوّان وهو يوم نفاد الميرة.
باب الخاء والنون و (وا يء) معهما خ ون، خ ن و، ن وخ، ن ي خ، ن خ ومستعملات

خون: خُنْتُ مَخانةً وخَوْناً، وذلك في الوُدِّ والنصح. وتقول: خانَه الدهر والنعيم خَوْناً وهو تغير حاله إلى شر منها . وخانَني فلانٌ خِيانةً. الخَونُ في النظر فتره، ومن ذلك يقال للأسد: خائِنُ العين. وخائِنةُ العين: ما تخُونُ من مُسارقة النظر أي: تنظر إلى ما لا يحل. وإذا نبا سيفك عن الضريبة فقد خانَكَ، كقول القائل: أخوك ... وربما خَانَكَ. وكل ما غيرك عن حالك فقد تَخَوَّنَكَ، قال ذو الرمة:

لا يرفعُ الطرفَ إلاَّ ما تَخَوَّنَه

والتَخَوُّنُ: التنقص. والخَوانُ من أسماء الأسد. والخِوانُ: المائدة، معربة، وجمعه: الخُونُ، والعدد: أخونة. خنو: الخَنا من الكلام: أفحشه، وخنا يخنو خناً، مقصور. وفلانٌ أخْنَى في كلامه. وخَنَا الدهر: آفاته، قال لبيد:

وقَدَرْنا إن خَنَا الدَّهر غَفلْ

وقال النابغة:

أخْنَى عليه الذي أخْنَى على لبدِ

وتقول: أَخْنَى عليهم الدهر أي أهلكهم.

نوخ: أنخْتُ الإبل واستَنَخْتُها.

نيخ: اليَنَخُ: من قولك: أَيْنَخُت الناقة، إذا دعوتها للضراب، تقول: اينَخْ أينَخُ.

نخو: النَّخْوةُ: العظمة. تقول: تنخى فلان (إذا تكبر) ، قال:

وما رأينا معشرا فينتخوا  
[خون] نه فيه: ما كان لنبي أن يكون له "خائنة" الأعين، أي يضمر في نفسه غير ما يظهره، فإذا كف لسانه وأومى بعينه فقد خان، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قبل العين سميت خائنة الأعين، ومنه: "يعلم خائنة الأعين" أي مسارقة النظر إلى ما لا يحل وهي بمعنى الخيانة. وفيه: إنه رد شهادة "الخائن" يريد الخيانة في أوامر الله وأمور الناس وأماناتهم. وفيه: نهى أن يطرق أهله ليلًا "يتخونهم" أي يطلب خيانتهم وعثراتهم. ن: يطرق أهله ليلًا بسكون تحتية بعد لام مفتوحة أي في الليل. ج: التخون التنقص وكأنه يطلب نقص زوجته عنده. "وتختانون" أنفسكم" تظلمونها بالمعاصي. مد: أي بالجماع. ك: مخافة أن "يخونهم" بتشديد واو مكسورة أي ينسبهم إلى الخيانة والعثرة. وفيه: "يخونون" ولا يؤتمنون، أي يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يعتمد عليه أحد، ومر. والخوان بضم خاء وكسرها المائدة المعدة ويقال: الإخوان، وجمعه أخونة وخون. ن ومنه: قرب إليه خوان وأريد به شيء نحو السفرة غير ما نفى بحديث: ما أكل صلى الله عليه وسلم على خوان قط. ط: الخوان معرب والألك عليه من دأب المترفين لئلا يفتقر إلى التطأطؤ والانحناء. نه وفيه: فإذا أنا "بأخاوين" عليها لحوم منتنةن هو جمع خوان وهو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. ومنه ح الدابة: حتى أن أهل "الخوان"يجتمعون فيقول: هذا يا مؤمن، وروى: الإخوان، وقد مر. وفيه:
يتحدثون "مخانة" وملاذة
هي مصدر من الخيانة. ومنه شعر كعب:
"لم تخونه" الأحاليل
ط: "لاتخن" من خانك، أي لا تقابل خيانته بخيانتك، أو لا تقابله بجزاء خيانته وإن كان قصاصًا حسنًا بل قابله بالتي هي أحسن. ن: "لم تخن" أنثى، يعني أن حواء دلت أدم على أكل الشجرة بإغواء الشيطان فنزع العرق إلى بناته.
خون غَمْرٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تجوز شَهَادَة خائن وَلَا خَائِنَة وَلَا ذِي غمر على أَخِيه وَلَا ظنين فِي وَلَاء وَلَا قرَابَة وَلَا القانع من أهل الْبَيْت لَهُم. قَوْله: خائن وَلَا خَائِنَة فالخيانة تدخل فِي أَشْيَاء كَثِيرَة سوى الْخِيَانَة فِي المَال مِنْهَا أَن يؤتمن على فرج فَلَا يُؤَدِّي فِيهِ الْأَمَانَة وَكَذَلِكَ إِن استودع سرا يكون إِن أفشاه فِيهِ عطب الْمُسْتَوْدع أَو يشينه وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن السِّرّ أَمَانَة حَدِيث يروي عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا حدث الرجل بِالْحَدِيثِ ثمَّ الْتفت فَهُوَ أَمَانَة فقد سَمَّاهُ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَمَانَة وَلم يستكتمه فَكيف إِذا استكتمه وَمِنْه قَوْله: إِنَّمَا تتجالسون بالأمانة وَمِنْه الحَدِيث الآخر: من أشاع فَاحِشَة فَهُوَ كمن أبدأها فَصَارَ هَهُنَا كفاعلها لإشاعته إِيَّاهَا [هُوَ -] وَلم يستكتمها وَكَذَلِكَ إِن اؤتمن على حكم بَين اثْنَيْنِ أَو فَوْقهمَا فَلم يعدل وَكَذَلِكَ إِن غل من الْمغنم فالغال فِي التَّفْسِير هُوَ الخائن لِأَنَّهُ يُقَال فِي قَوْله {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَّغُلَّ} قَالَ: يخان فَهَذِهِ الْخِصَال كلهَا وَمَا ضاهاها لَا يَنْبَغِي أَن يكون أَصْحَابهَا عُدُولًا فِي الشَّهَادَة على تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث. وَأما قَوْله: وَلَا ذِي غمر على أَخِيه فَإِن الْغمر الشحناء والعداوة وَكَذَلِكَ الإحنة وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ: إِنَّمَا قوم شهدُوا على رجل بِحَدّ وَلم يكن ذَلِك بِحَضْرَة صَاحب الْحَد فَإِنَّمَا شهدُوا عَن ضعن وَتَأْويل هَذَا الحَدِيث [على -] الْحُدُود الَّتِي فِيمَا بَين النَّاس وَبَين اللَّه تَعَالَى كَالزِّنَا وَشرب الْخمر [وَالسَّرِقَة.
خون: خان. يقال عن المرأة التي تخدع زوجها وتخونه: خانت زوجها في نفسها (ألف ليلة 1: 905).
خان: غدر بسيده ونكث عهده (كوسج كريست ص109).
خان اليمين: خاس بيمينه، نقض القسم (بوشر).
خان فلاناً: أعلن وكشف عن المختبئ (بوشر).
خان في وظيفة: اختلس (بوشر).
خان السبيل: قطع الطريق، ففي كوسج كريست (ص70): قطعت الطريق، وخُنْت السبيل. وفي حكاية باسم (ص122): كانوا يقطعوا الطريق ويخونوا السبيل.
خَوَن: تستعمل اليوم بمعنى سرق (شيرب ملاحظات، دوماس حياة العرب ص99). راجع خائن.
خَوّن (بالتشديد): تحذر، ارتاب (بوشر).
خوَّن: خدع، ختل (بوشر).
خَوّن النحات البلاطة: رسم عليها خطاً. (محيط المحيط).
استخون: استخان أي اعتقد إنه خائن أو إنه مختلس (معجم البيان).
واستخونه: ارتاب به وتحذر منه، واتهمه (بوشر، همبرت ص240 - 241).
خانه: بيت، محل وضع حجر الشطرنج كالبيدق وغيره (بوشر).
وخانة زفرة: حانة قذرة، مطعم حقير، دكان شواء (بوشر).
مهتر خانة: موسيقى الجيش (بوشر).
وخانة عند المحاسبين المنزلة (فارسية) (محيط المحيط).
وخانة من مصطلح الموسيقى: قطعة يرفع بها الصوت اكثر مما تليه ومما يليها (محيط المحيط).
وخانة: شطر من هذا الشعر الذي يسمى المواليات (محيط المحيط).
وخانة: خال، شامة (هلو).
خانِيّ: صاحب الخان أو صاحب الفندق (ألف ليلة برسل 2: 251).
وفي القسم الأول من معجم فوك: صاحب الخان، وفي القسم الثاني منه صاحب الفندق. خانية: حرير أبيض (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 19) وكذلك: حرير ملون (نفس المصدر 9: 218).
خانجي: صاحب الخان، صاحب الفندق (بوشر).
خَوْنة: خيانة، ومطرح خونة: محل كمين، وهو المكمن الذي يختفي فيه في الحرب ليفاجئوا منه العدو ويقطعوا عليه سيره (بوشر).
خوانة: غش في اللعب، غش (بوشر).
خواني: معجار خواني (ألف ليلة برسل 12: 348).
خَوّان: حَذِر (بوشر) وطارئ، غير متوقع مفاجئ (هلو).
خيانة: خبائة، بغي، جور، ظلم (الكالا).
وخيانة: غيبة، ذكر معايب الناس (الكالا).
خَيّان: خائن، خوّان، غادر، غدّار (بوشر).
خائن: غير أمين (بوشر) وفيه جمعه خين.
وخائن: شرير، داعر، رذل، خبيث (الكالا).
وخائن: لص، سارق، مختلس (فوك، مارتن ص114، دوماس حياة العرب ص101).
خيان: سلاب، نهاب (شيرب ديال ص114).
وخوان (الجمع) يمكن أن تدل على نفس معنى قطاع الطرق في عبارة ابن عباد (1: 242) كما قلت في (ص261 رقم 12) وربما كان علي أن لا أتراجع عن ذلك في (3: 113) -والخائن التي وردت في بيت ذكره ابن خلكان (1: 17) وهو الذي ببياضه استعلى علو الخائن يريد به البياض الناصع غامضة عندي. والتفسير الذر رآه دي سلان (في ترجته) (1: 33) وهو أن الخائن يعني (العين) لا يمكن أن أقبله.
خائنة. له خائنة في دمه مع فلان: تواطأ مع فلان على قتله واشترك فيه (تاريخ البربر 2: 351).
خون
خانَ يَخون، خُنْ، خِيانةً وخَوْنًا، فهو خائن، والمفعول مَخُون
• خان الشَّخصُ صديقَه: غدَر به ولم يؤدّ حقّه "أُعدِم جزاء خيانته وطنه- خان الأمانة/ اليمين: لم يؤدِّها- {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} " ° خان العَهْد/ خان الثَّقة: نقضه وأفسده بعد إحكامه- خانته ذاكرته: لم تسعفه بالتَّذكُّر- خانته رجلاه: لم يقويا على حمله فسقط، أو لم يقدر على المشي- خانه التَّعبيرُ: لم يسعفه فأخطأ- خانه الدَّهر/ خانه حظَّه: لم يحقق مراده.
• خان الزَّوجُ زوجتَه: أقام علاقة غير شرعية مع امرأة أخرى "اكتشفت خيانة زوجها- خانت زوجها- {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} ". 

اختانَ يختان، اخْتَنْ، اختيانًا، فهو مُختان، والمفعول مُختان
• اختان نَفْسَه: خانها وظلمها ظُلمًا شديدًا، غدَر بها ولم يُخلص لها " {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} ". 

استخونَ يستخون، استخوانًا، فهو مُستخوِن، والمفعول مُستخوَن
• استخون الشَّخصَ: اعتبره خائنًا أو مختلسًا "استخون زوجتَه". 

تخوَّنَ يتخوَّن، تخوُّنًا، فهو مُتخوِّن، والمفعول مُتخوَّن (للمتعدِّي)
• تخوَّن الرَّجلُ: صار خائنًا غادرًا.
• تخوَّن جارَه: اتَّهمه بالخِيانة. 

خوَّنَ يُخوِّن، تخوينًا، فهو مُخوِّن، والمفعول مُخوَّن
• خوَّن الشَّخصَ: نسبه إلى الخيانة، أو قال عنه: إنه خائن "لا يأمن ولا يُخوِّن أحدًا". 

خَئُون [مفرد]: مؤ خَئُون وخَئُونة: غدَّار لا يحافظ على العهد ولا الأمانة ° ذاكرةٌ خَئُون: قليلاً ما تُسعف صاحبها. 

خائن [مفرد]: ج خائنون وخَانَة وخَوَنة وخُوّان، مؤ خائنة، ج مؤ خائنات وخَوَنة: اسم فاعل من خانَ. 

خائنة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خانَ.
2 - خيانة " {وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ}: وقيل: أي: على نفس خائنة".
• خائنة الأعين: النظرة المُريبة أو المختلسة، استراق النظر إلى ما لا يحلّ " {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} ". 

خان [مفرد]: (انظر: خ ا ن - خان). 

خانة [مفرد]: ج خانات: (انظر: خ ا ن ة - خانة). 

خُوان/ خِوان [مفرد]: ج أخاوينُ وأَخْوِنة وخُون: ما يُوضع عليه الطَّعام وأدواته، ولا يُسمَّى مائِدةً إلاَّ إذا كان عليه طعام (مؤنثة وتذكَّر) "نصَب خِوانًا كبيرًا طوال شهر رمضان- أكبَّ على الخِوان وكان خِفًّا ... فلمّا قام أثقلَه القيامُ". 

خِوانة [مفرد]: غشّ، غدر "شجاعةٌ لا تنتصر أفضلُ من خِوانةٍ منتصرة" ° أخذه على خوانة: على غفلة، من حيث لا يدري، فجأة. 

خَوْن [مفرد]: مصدر خانَ. 

خَوّان [مفرد]: صيغة مبالغة من خانَ: كثير الخيانة مبالغ في الخيانة، مُصِرّ عليها " {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} ". 

خِيانة [مفرد]: مصدر خانَ ° الخيانة الزَّوجيَّة: عدم المحافظة على الأمانة الزوجيَّة- الخيانة العظمى: خيانة
 الوطن والأمّة- خِيانة الأمانة: تصرُّف الشخص فيما ليس له من مالٍ أو غيره، كان قد اؤتمن عليه. 

خون

1 خَانَهُ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. خِيَانَةٌ and خَوْنٌ and مَخَانَةٌ (S, K) and خَانَةٌ (K) and خَائِنَةٌ, of the measure فَاعِلَةٌ, like لَاغِيَةٌ &c.; (TA;) and ↓ اختانهُ; (S, K;) He was unfaithful, or he acted unfaithfully, to the confidence, or trust, that he reposed in him; (K;) [he was treache rous, perfidious, or unfaithful, to him; or he acted treacherously, perfidiously, or unfaithfully, towards him;] فِى كَذَا [in such a thing]: (S:) خِيَانَةٌ is the contr. of أَمَانَةٌ; and does not relate only to property, but also to other things: (Mgh:) or the neglecting, or failing in, أَمَانَةٌ [which is trustiness, or faithfulness]: (El-Harállee, TA:) or i. q. نِفَاقٌ, except that خيانة regards a compact or covenant or the like, and trustiness, or faith fulness, and نفاق regards religion; so that the former is the acting contrary to what is right, by breaking a compact or covenant or the like: (Er Rághib, TA:) but [it is said that] the primary signification of خَوْنٌ is the making to suffer loss, or diminution; because the خَائِن makes the مَخُون to suffer loss, or diminution, of something. (TA.) Hence, in the Kur [ii. 183], كُنْتُمْ

أَنْفُسَكُمْ ↓ تَخْتَانُونَ [lit. Ye used to act unfaith fully to yourselves] means ye used to act un faithfully, one to another: (S, * TA:) or ye used to act wrongfully to yourselves: اِخْتِيَانٌ has a more intensive signification than خِيَانَةٌ. (Bd.) One says also, خان العَهْدَ He broke the compact or covenant or the like: whence, تَقُولُ النِّعْمَةُ كُفِرْتُ وَلَمْ أُشْكَرْ وَتَقُولُ الأَمَانَةُ خُنْتُ وَلَمْ أُحْفَظْ [The benefit says, I have been disacknowledged, and have not been requited with thankfulness; and the trust says, I have been betrayed, and have not been faithfully kept]: the verb [خُنْتُ] being here of the measure فُعِلْتُ, a verb of which the agent is not named. (Mgh.) And خَانَهُ العَهْدَ, (Msb, K,) and فِى العَهْدِ, (Msb,) and خانهُ الأَمَانَةَ, (Msb, K,) aor. as above, inf. n. خَوْنٌ and خِيَانَةٌ and مَخَانَةٌ, (Msb,) [He was unfaithful to him in respect of the compact or covenant or the like, and the trust.] b2: [Hence,] خان سَيْفُهُ (assumed tropical:) [His sword was unfaithful;] i. e., failed of taking ef fect upon the thing struck with it. (TA.) A cer tain person, being asked respecting the sword, said, أَخُوكَ وَ رُبَّمَا خَانَكَ (assumed tropical:) [It is thy brother, but sometimes it is unfaithful to thee]. (TA.) b3: and خَانَتْهُ رِجْلَاهُ (assumed tropical:) [His two legs were unfaithful to him;] he was unable to walk. (TA.) b4: and خان الدَّلْوَ الرِّشَآءُ (assumed tropical:) The well-rope broke off, or be came severed, from the bucket. (TA.) b5: and خانهُ الدَّهْرُ, inf. n. خَوْنٌ; (T, TA;) and ↓ تخوّنهُ; (TA;) (assumed tropical:) Time altered his state, or condition, (T, TA,) from softness, or easiness, to hardness, or difficulty, (TA,) or to evil; (T, TA;) and in like manner, النَّعِيمُ [enjoyment, &c.]: and of everything that has altered thy state, or condition, [for the worse,] one says, ↓ تَخَوَّنَكَ. (T, TA.) 2 خوّنهُ, (S, K,) inf. n. تَخْوِينٌ, (K,) He attributed to him خِيَانَة [i. e. treachery, perfidy, or unfaithfulness]. (S, K.) b2: See also 5, in two places.5 تخوّنهُ: see 1, last sentence, in two places. You say also, تَخَوَّنَهُمْ meaning He sought [to discover, or show,] their خِيَانَة [i. e. treachery, perfidy, or unfaithfulness], and their slip, lapse, or wrong action; and suspected them, or accused them. (TA.) b2: Also He, or it, diminished it, wasted it, impaired it, or took from it; and so ↓ خوّنهُ, and خوّن مِنْهُ: (K:) or diminished it, wasted it, impaired it, or took from it, by little and little; syn. تَنَقَّصَهُ. (JK, * S, Msb.) Yousay, تَخَوَنَنِى فُلَانٌ حَقِّى Such a one took from me by little and little of my right, or due. (S, TA.) And Dhu-r-Rummeh says, لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنَهَا مَرًّا سَحَابٌ وَمَرًّا بَارِحٌ تَرِبُ [No, but it is, or was, yearning of the soul arising from a place of abode from which some times raining clouds, and sometimes a hot wind carrying with it dust, took away by little and little, so as gradually to efface the traces thereof]. (S, TA.) And Lebeed says, (S, TA,) describing a she-camel, (TA,) تَخَوَّنَهَا نُزُولِى وَارْتِحَالِى

[Which my alighting and my journeying had wasted by little and little;] i. e. whose flesh and fat my alighting and my journeying had diminished by little and little. (S, TA.) A2: Also He paid frequent attention to him, or it; or he, or it, returned to him, or it, time after time; syn. تَعَهَّدَهُ; (JK, S, K;) and so ↓ خوّنهُ: (K:) in this sense, the former verb is [said to be] from تخوّلهُ, by the substitution of ن for ل (TA.) Dhu-r-Rummeh says, [describing a young gazelle,] لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلَّا مَا تَخَوَّنَهُ دَاعٍ يُنَادِيهِ بِاسْمِ المَآءِ مَبْغُومُ (S,) [He raises not his eye, or eyes, except when a caller calling him by the sound of مَآءِ returns to him time after time, addressed by the cry termed بُغَام:] i. e. except when he hears the بُغَام of his mother calling him by the cry مَآءِ مَآءِ: (TA in art. بغم: [it is there added, that the pass. part. n. مَبْغُوم is used in this instance for the act. part. n.; but for this I see no sufficient reason:]) he says that the young gazelle is slum bering, not raising his eye, or eyes, unless his mother comes to him time after time: or, as some say, unless his mother's call to him takes by little and little from his sleep. (S in the present art.) One says also الحُمَّىتَخَوَّنُهُ [ for تَتَخَوَّنُهُ] The fever returns to him time after time: (S:) or in its time. (TA.) 8 إِخْتَوَنَ see 1, in two places.

خَانٌ A place in which travellers lodge: (Msb:) a place in which travellers pass the night: and the دَيْر [i. e. monastery, or convent,] is the خان of the Christians: (Kull pp. 96 and 97:) or the خان is for merchants; (S, K;) i. q. فُنْدُقٌ; (Har p. 325;) [a building for the reception of mer chants and travellers and their goods, generally surrounding a square or an oblong court, having, on the ground-floor, vaulted magazines for mer chandise, which face the court, and lodgings, or other magazines, above: a Persian word, arabi cized:] pl. خَانَاتٌ (Msb.) b2: Also A shop: or a shop-keeper: (K:) a Persian word, arabicised. (TA.) A2: [It is also a title of honour, used by the Tartars (who apply it to their Emperor), the Turks (who apply it to the reigning and to a deceased Sultán), and the Persians (who apply it to the governor of a province, and to a man of rank).]

خَوْنٌ an inf. n. of 1. (S, Msb, K.) b2: and [hence,] (tropical:) Weakness. (JK, K, TA.) One says فِى ظَهْرِهِ خَوْنٌ (tropical:) In his back is weakness. (JK, TA.) b3: And (assumed tropical:) Languidness in the sight. (K.) خَانِىٌّ Of, or belonging to, a خان of the mer chants. (TA.) خِوَانٌ (JK, S, Mgh, Msb, K) and خُوَانٌ (ISk, Msb, K) and ↓ إِخْوَانٌ, (IF, Msb, K,) the first of which is the most common, (Msb,) A table; (JK;) a thing upon which one eats; (S, Mgh, Msb;) a thing upon which food is eaten: (K:) but said to be not so called except when food is upon it: (Har p. 360:) arabicized [from the Persian]: (S, Msb:) the pl. (of pauc., of the first, S, Msb) is أَخْوِنَةٌ and (of mult., S, Msb) خُونٌ, (S, Mgh, Msb, K,) said by IB to be the only instance of its kind except بُونٌ pl. of بِوَانٌ, (TA,) originally خُوُنٌ, like كُتُبٌ pl. of كِتَابٌ, (Msb,) but خُوُنٌ is not used: (S:) the pl. of ↓ اخوان is أَخَاوِنُ, (Msb,) or أَخَاوِينُ. (TA, from a trad.) خَؤُونٌ [for خَوُونٌ]: see خَائِنٌ.

خَوَّانٌ: see خَائِنٌ. b2: [Hence,] الخَوَّانُ The lion: (JK, S:) because he is [very] treacherous. (JK.) And (assumed tropical:) Time, or fortune. (TA.) b3: أَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الخَوَّانِ means (assumed tropical:) [I seek protection by God] from the day of the exhaustion of provisions. (A, TA.) A2: Also, and ↓ خُوَّانٌ, [accord. to the CK, each is with ال, but this seems to be a mis take, (see شَهْرٌ,)] The month [latterly called]

رَبِيعٌ الأَوَّلَ: pl. أَخْوِنَةٌ: (K:) but ISd says, "I know not how this is." (TA.) خُوَّانٌ: see what next precedes.

الخَوَّانَةُ i. q. الاِسْتُ [meaning (assumed tropical:) The anus]. (TA.) خَائِنٌ and ↓ خَائِنَةٌ, (S, Msb, K,) the latter an intensive epithet, (S, Msb,) like عَلَّامَةٌ and نَسَّابَةٌ, (S,) [and also fem. of خَائِنٌ,] and ↓ خَؤُونٌ and ↓ خَوَّانٌ, (K,) [which are likewise intensive epithets,] Unfaithful, or acting unfaithfully, to the confidence, or trust, reposed in him; (K;) [treacherous, perfidious, or unfaithful; or acting treacherously, perfidiously, or unfaithfully: thus the first signifies: the others signifying very un faithful, &c.:] pl. [of the first] خَوَنَةٌ, (S, M, K,) which is anomalous, (M,) like حَوَكَةٌ [pl. of حَائِكٌ], (S,) and خُوَّانٌ. (K.) [Hence,] خَائِنٌ النَّظَرِ Looking treacherously, and clandestinely, at a thing at which it is not allowable to look. (TA.) b2: خَائِنُ العَيْنِ (assumed tropical:) [The languid in respect of the eye] is an appellation applied to the lion; (K, TA;) because of a languidness in his eye when he looks. (TA.) خَائِنَةٌ: see خَائِنٌ.

A2: It is also an inf. n. of خَانَ. (TA.) [Hence,] خَائِنَةٌ الأَعْيُنِ (as used in the Kur xl. 20, TA) A surreptitious look (JK, Mgh, K) at a thing at which it is not allowable to look: (JK, K:) or the looking with a look that induces suspicion or evil opinion: (Th, K:) or the making a sign with the eye to indicate a thing that one conceals in the mind: (TA:) or, as some say, the contracting of the eye, or eyes, by way of making an obscure indication: or the looking intentionally [at a thing at which it is not allowable to look]. (Msb.) إِخْوَانٌ: see خِوَانٌ, in two places.

A2: [It is also a pl. of أَخٌ: see art. اخو.]

مُتَخَوَّنٌ One to whom خِيَانَة [i. e. treachery, perfidy, or unfaithfulness,] is attributed. (TA.)
خون
: ( {الخَوْنُ: أَن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فَلَا يَنْصَحَ؛} خانَهُ) {يَخُونُه (} خَوْناً {وخِيانَةً) ، بالكسْرِ، (} وخانَةً {ومَخانَةً) ، وميمُ} المَخانَةِ زائِدَةٌ.
وَفِي حدِيثِ عائِشَةَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهَا، وَقد تمثلت ببيتِ لَبيدِ بنِ ربيعَةَ:
يتَحَدَّثونَ {مَخانَةً ومَلاذَةً ويُعابُ قائِلُهم وَإِن لم يَشْغَبِ (} واخْتانَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {علمَ الّلهُ أَنَّكم كُنْتم {تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم} ؛ أَي بعضُكم بَعْضاً ( {فَهُوَ} خائِنٌ {وخائِنَةٌ) ، والهاءُ للمُبالَغَةِ مثْلُ علاَّمَةٍ ونَسَّابَةٍ؛ وأَنْشَدَه أَبو عُبَيْدَةَ للكلابيّ:
حَدَّثْتَ نفْسَكَ بالوَفاءِ وَلم تَكُنْ للغَدْرِ} خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ ( {وخَؤُونٌ} وخَوَّانٌ) ، وأَصْلُ {الخَوْنِ النَّقْصُ لأنَّ} الخائِنَ ينقصُ {المَخونَ شَيْئا ممَّا} خانَهُ فِيهِ.
وقالَ الحراليُّ: {الخِيانَةُ التَّفْريطُ فِي الأَمانَةِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الخِيانَةُ والنِّفاقُ واحِدٌ، ولكنَّ الخِيانَةَ تُقالُ باعْتِبارِ العَهْدِ والأَمانَةِ، والنِّفَاقَ باعْتِبارِ الدِّيْن، ثمَّ يَتَداخَلانِ،} فالخِيانَة مُخالَفَة الحَقِّ بنقْضِ العهْدِ فِي السِّرِّ، {والاخْتِيان تَحرُّكُ شَهْوةِ الإِنْسانِ لتَحرّكِ الخِيانَةِ.
(ج} خانَةٌ! وخَوَنَةٌ) ، مخرَّكةً، وَهِي شاذَّةٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلم يأْتِ شيءٌ مِن هَذَا فِي الياءِ، أَي لم يَجِىءْ مثْلُ سائِر وسَيَرة، قالَ: وإِنَّما شذَّ مِن هَذَا مَا عَيْنه واوٌ لَا ياءٌ.
وقومٌ {خَوَنَةٌ، كحَوَكَةٍ؛ (} وخُوَّانٌ) ؛ كرُمَّانٍ؛ (وَقد {خانَهُ العَهْدَ والأمانَةَ) ؛ قالَ:
فقالَ عجِيباً وَالَّذِي حَجَّ حاتِمٌ} أَخُونُكَ عهدا إِنَّني غَيرُ {خَوَّانِ (} وخَوَّنَهُ {تَخْويناً: نَسَبَه إِلَى} الخِيانَةِ) (5؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) {خَوَّنَهُ: (نَقَصَهُ} كخَوَّنَ مِنْهُ.
(و (خَوَّنَهُ: (تَعَهَّدَهُ، {كتَخَوَّنَهُ فيهمَا) . يقالُ:} تَخَوَّنَني فلانٌ حقِّي إِذا تَنَقَّصَك؛ قالَ ذُو الرّمّةِ:
لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ من دارٍ {تَخَوَّنَها مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُوقالَ لبيدٌ يَصِفُ ناقَةً:
عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى تخَوَّنَها نُزولي وارْتِحَالي أَي تَنقَّص لَحْمَها وشَحْمَها.
وأَمَّا} التَّخَوّن بمعْنَى التَّعَهّدُ، فقَوْل ذِي الرّمَّةِ:
لَا يَرْفَعُ الطَّرْفَ إلاَّ مَا {تَخَوَّنَه داعٍ يُنادِيه باسم الماءِ مبغومأَي: إلاَّ مَا تَعَهَّدَهُ؛ كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمعيِّ.
} والتَّخوُّنُ لَهُ مَعْنيانِ: أَحَدُهما النَّقْصُ؛ والآخَرُ العَهْدُ؛ وَمن جَعَلَه تَعَهُّداً جَعَلَ النُّونَ مُبْدلَةً مِن اللامِ، يقالُ: {تخَوَّنَه وتَخَولَّه بمعْنًى واحِدٍ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ رَحِمَه الّلهُ تعالَى: وأَمَّا} تخَوَّنْته تَعَهَّدْته فمعْناهُ تَجَنَّبْت أَنْ {أَخُونَه.
(} والخَوْنُ: الضَّعْفُ) . يقالُ: فِي ظهْرِه خَوْنٌ، أَي ضَعْفٌ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) الخَوْنٌ أَيْضاً: (فَتْرَةٌ فِي النَّظَرِ؛ وَمِنْه {خائِنُ العَيْنِ للأسَدِ) لفتورٍ فِي عَيْنَيْهِ عنْدَ النَّظَرِ.
(} وخائِنَةُ الأَعْيُنِ: مَا يُسارِقُ من النَّظَرِ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {يَعْلَمُ! خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفي الصُّدُورُ} ؛ (أَو أَنْ يَنْظُرَ نَظْرَةً برِيبَةٍ) ؛ وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَب الآيَةَ؛ ومعْنَى الآيَةِ أَنَّ الناظِرَ إِذا نَظَرَ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ إِلَيْهِ نَظَر {خِيانَةٍ يُسِرُّها مُسارقَةً عَلمها الّلهِ تَعَالَى، لأنَّه إِذا نَظَرَ أَوَّل مرَّةٍ غيرَ مُتعَمّدٍ خِيانَة غيرُ آثمٍ وَلَا} خائِنٍ، فَإِن أَعادَ النَّظَرَ ونيَّتُه الخِيانَةُ فَهُوَ خائِنُ النَّظَرِ. وَفِي الحدِيثِ: (مَا كانَ لنبيَ أنْ تكونَ لَهُ خائِنَةُ الأَعْيُن) ، أَي يضْمِرُ فِي نفْسِه غيرَ مَا يظْهِرُه، فَإِذا كفَّ لسانَه وأَوَمأَ بِعَيْنه فقد {خانَ، وَإِذا كانَ ظُهُور تلكَ الحالَةِ مِن قِبَل العَيْن سُمِّيت خائِنَةَ العَيْن، وَهُوَ مِنْ قوْلِه، عزَّ وجلّ: {يعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ} ؛ أَي مَا يَخُونُون فِيهِ مِن مُسارَقَةِ النَّظَرِ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ.
(و) } الخُوانُ، (كغُرابٍ وكِتابٍ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهريُّ على الكَسْرِ: (مَا يُؤْكَلُ عَلَيْهِ الطَّعامُ) ، مُعَرَّبٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعَيْن؛ ( {كالإِخْوانِ) . بالهَمْزَةِ المكْسُورَةِ لُغَة فِيهِ.
(وَفِي الحدِيثِ) ، أَي حَدِيث الدَّابَة: ((حَتَّى إنَّ أَهلَ} الإِخْوانِ لَيَجْتَمِعُونَ) ، فيقولُ هَذَا يَا مُؤْمِن، وَهَذَا يَا كافِرُ) ، هَكَذَا فِي رِوايَةٍ، والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ؛ أَهْل {الخِوَانِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:
ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارَهاومَوْضِعِ} إِخوَان إِلَى جَنْبِ إِخْوَانِ (ج {أَخْوِنَةٌ) فِي القَليلِ، (} وخُونٌ) بالضمِّ فِي الكثيرِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَلَا يثقل كَراهِيَّة الضمَّة على الواوِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ونَظِيرُ {خِوَانٍ} وخُونٍ بِوَانٌ وبُونٌ لَا ثَالِث لَهما، قالَ: وأَمَّا عَوَانٌ وعَونٌ فبالفتحِ، وَقد قيلَ بُوانٌ بضمِّ الباءِ.
(و) {الخَوَّانُ، (كشَدَّادٍ، ويُضَمُّ: شَهْرُ رَبيع الأَوَّلِ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
وَفِي النِّصْفِ مِن} خَوَّانَ وَدَّ عدُوُّنا بأَنَّه فِي أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ (ج {أَخْوِنَةٌ) ؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.
(وعِصامُ بنُ} خُونٍ) البُخارِيُّ، (بالضَّمِّ) ، عَن القعْنَبيِّ؛ (وأَحمدُ بنُ خُونٍ) الفرغانيُّ كَتَبَ عَن الرَّبيع كُتُبَ الشافِعِيّ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، (مُحدِّثانِ) .
قالَ الحافِظُ: وأَحمدُ بنُ خُونٍ خَراسانيٌّ عَن زيْدِ العمِّي، وهَارون بن مُسْلم شيْخ لعِصامِ بنِ يوسُفَ لُقِّبَ بأبيهِ خُونٌ.
قلْتُ: وَهِي لَفْظةٌ فارِسِيَّة معْناها الدَّم.
( {وخَيْوانُ: د) باليمنِ، ليسَ فِي الكَلامِ اسمٌ عَيْنه يَاء ولامُه وَاو، وتركَ صَرْفه لأنَّه اسمٌ للبُقْعةِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: هَذَا تَعْلِيلُ الفارِسِيِّ.
(} وخِينُ، بالكسْرِ: د) بطُوسِ عَن المَالينيّ، ولكنَّه ضَبَطَه بالفتْح.
( {والخانُ: الحانوتُ أَو صاحبُهُ) ، فارِسِيٌّ مُعرَّبٌ.
(} وخانُ التجَّارِ: م) مَعْروفٌ.
وممَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ:
{تَخَوَّنهم: طَلَبَ} خِيانَتَهم وعَثْرَتَهم واتَّهَمَهم.
وخانَ سَيْفُه: نَبَا عَن الضَّرِيبَة.
وسُئِلَ بعضُهم عَن السَّيْفِ فقالَ: أَخُوك ورُبَّما {خانَك.
} وخانَهُ الدَّهْرُ: غيَّرَ حالَهُ من اللِّينِ إِلَى الشِّدَّةِ؛ قالَ الأَعْشى:
وخانَ الزَّمانُ أَبا مالِكٍ وأَيُّ امْرىءٍ لم {يخُنْه الزَّمَنْ؟ وكذلِكَ} تَخَوَّنه.
وَفِي التَّهْذيبِ: {خانَهُ الدَّهْرُ والنَّعيمُ} خَوْناً وَهُوَ تَغيّرُ حالِهِ إِلَى شرَ مِنْهَا، وكلّ مَا غيَّرك عَن حالِكَ فقَد {تَخَوَّنَك.
} والخَوَّانُ: الدَّهْرُ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخَوَّانُ: الأَسَدُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: لكسر فِي نَظَرِه.
} وخانَتْه رُجْلاه: لم يقْدِرْ على المَشْي.
وخانَ الدَّلْوَ الرشاءُ: انْقَطَعَ.
{والمُخوَّنُ: المَنْسوبُ} للخِيانَةِ.
{والخَوَنَةُ، محرَّكَةً: جمعُ} خَائِنَة.
{وتَخَوَّنَتْه الحمَّى: تَعَهَّدَتْه وأَتَتْه فِي وقْتِها.
وأَعوذُ بالّلهِ مِنَ الخَوَّانِ: وَهُوَ يَوْم نَفَادِ المَسِيرَةِ؛ كَمَا فِي الأَساسِ.
} والخائِنَةُ: مصْدَرُ خانَ على فاعِلَةٍ كلاغِيَةٍ ورَاغِيَةٍ وثاغِيَةٍ.
وَفِي حدِيثِ أَبي سعيدٍ: (فَإِذا أَنا {بأَخاوِينَ عَلَيْهَا لُحومٌ مُنْتِنَةٌ) ، هِيَ جمعُ} خُوَانٍ لمائِدَةٍ الطَّعامِ.
{والخَوَّانةُ: الاسْتُ.
} وخَيْوانُ: اسمُ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ جشمِ الهمدانيُّ، وَبِه سُمِّيَت البلْدَةُ المَذْكورَةُ فِي اليمنِ.
{والخونةُ: فرسٌ نَجِيبٌ.

} وخُوَيْنُ، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ أَبي الخَيْرِ المُبارَك بن مَسْعودٍ الرّصافيّ سَمِعَ مِن أَبي الفَرَج بنِ كُلَيْبِ، وكانَ ثِقَةً؛ قالَهُ ابنُ نقْطَةَ.
وخان لنجان: بأَصْبهانَ مِنْهَا أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْد كويه {الخانيُّ الأَصْفهانيُّ حدَّثَ بأَصْبَهان، تُوفي سَنَة 406؛ وأَبو مَنْصورٍ يَحْيَى بنُ هبَةِ الّلهِ بنِ أَحمدَ بنِ عليَ الخانيُّ؛ قيلَ لَه ذلِكَ لأنَّه كانَ قَيِّم خَان بنِ عبْدِ الّلهِ بنِ جرودَةَ ببَغْداد سَمِعَ مِنْهُ ابنُ السّمعانيّ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى، تُوفي سَنَة 386.

خون: المَخانَةُ: خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ، والخَوْنُ على محن

شَتَّى

(* قوله «على محن شتى» كذا بالأصل بالتهذيب). وفي الحديث:

المُؤْمِنُ يُطْبَع على كلِّ خُلُقٍ إلا الخِيانَةَ والكَذِب. ابن سيده:

الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإنسانُ فلا يَنْصَحَ، خانه يَخُونُه خَوْناً

وخِيانةً وخانَةً ومَخانَةً؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وقد تمثلت ببيت لبيد

بن ربيعة:

يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً،

ويُعابُ قائلُهم، وإن لم يَشْغَبِ.

المَخانة: مصدر من الخيانة، والميم زائدة، وقد ذكره أَبو موسى في الجيم

من المُجُونِ، فتكون الميم أَصلية، وخانَهُ واخْتانه. وفي التنزيل

العزيز: علم الله أَنكم كنتم تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم؛ أَي بعضُكم بعضاً. ورجل

خائنٌ

وخائنة أَيضاً، والهاء للمبالغة، مثل عَلاَّمة ونَسّابة؛ وأَنشد أَبو

عبيد للكلابي يخاطب قُرَيْناً أَخا عُمَيْرٍ الحَنَفِيِّ، وكان له عنده دم:

أَقُرَيْنُ، إنك لو رأَيْتَ فَوارِسِي

نَعَماً يَبِتْنَ إلى جَوانِبِ صَلْقَعِ

(* قوله «صلقع» هكذا في الأصل.

حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، ولم تَكُنْ

للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإصْبَعِ.

وخَؤُونٌ

وخَوَّانٌ، والجمع خانةٌ وخَوَنةٌ؛ الأَخيرة شاذة؛ قال ابن سيده: ولم

يأْت شيء من هذا في الياء، أَعني لم يجئ مثل سائر وسَيَرة، قال: وإنما شذ

من هذا ما عينه واو لا ياء. وقومٌ خَوَنةٌ كما قالوا حَوَكَة، وقد تقدم

ذكر وجه ثبوت الواو، وخُوَّانٌ، وقد خانه العَهْدَ والأَمانةَ؛ قال: فقالَ

مُجِيباً: والذي حَجَّ حاتِمٌ أَخُونُكَ عهداً، إنني غَيرُ خَوَّانِ

وخَوَّنَ الرجلَ: نَسَبه إلى الخَوْنِ. وفي الحديث: نهى أَن يَطْرُق

الرجلُ أَهلَه ليلاً لئلا يَتَخَوَّنهم أَي يَطْلُبَ خِيانتَهم وعَثَراتِهم

ويَتَّهِمَهُمْ. وخانه سيفُه: نَبا، كقوله: السيفُ أَخوك وربما خانَكَ.

وخانه الدَّهْرُ: غَيَّرَ حالَه من اللِّين إلى الشدة؛ قال الأَعشى:

وخانَ الزمانُ أَبا مالِكٍ،

وأَيُّ امرئٍ لم يخُنْه الزّمَنْ؟

وكذلك تَخَوَّنه. التهذيب: خانه الدهرُ والنعيمُ خَوْناً، وهو تغير حاله

إلى شرٍّ منها، وإذا نَبا سيفُك عن الضَّريبة فقد خانك. وسئل بعضهم عن

السيف فقال: أَخوك وربما خانك. وكلُّ ما غيَّرك عن حالك فقد تَخَوَّنَك؛

وأَنشد لذي الرمة:

لا يَرْفَعُ الطَّرْفَ، إلا ما تَخَوَّنَهُ

دَاعٍ، يُنادِيهِ باسمِ الماء، مَبْغُومُ

قال أَبو منصور: ليس معنى قوله إلا ما تَخَوَّنه حجةً لما احتج له، إنما

معناه إلا ما تَعَهَّده، قال: كذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال:

التَّخَوُّنُ التعهد، وإنما وصفَ وَلَدَ ظَبْيةٍ أَوْدَعْته خَمراً، وهي

تَرْتَع بالقُرْب منه، وتتعهده بالنظر إليه، وتُؤنسه ببُغامِها، وقوله

باسم الماء، الماءُ حكاية دعائها إياه، وقال داع يناديه فذكَّره لأَنه ذهب

به إلى الصوت والنداء. وتَخَوَّنه وخَوَّنه وخَوَّن منه: نقَصه. يقال:

تَخَوَّنني فلانٌ حقي إذا تنَقَّصَك؛ قال ذو الرمة:

لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تخَوَّنَها

مَرّاً سَحابٌ، ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ

وقال لبيد يصف ناقة:

عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى،

تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي.

أَي تنَقَّص لحمَها وشَحْمَها. والرُّدَافَى: جمعُ رَدِيفٍ، قال ومثله

لعبْدَةَ بن الطَّبيب:

عن قانِئٍ لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ

وفي قصيد كعب بن زهير:

لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ

وخَوَّنه وتخَوَّنه: تعَهَّدَه. يقال: الحُمَّى تخَوَّنهُ أَي

تعَهَّدُه؛ وأَنشد بيت ذي الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه.

يقول: الغزال ناعِسٌ لا يرفع طرفه إلا أَن تجيءَ أُمه وهي المتعهدة له.

ويقال: إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له. والخَوَّانُ: من أَسماء

الأَسد. ويقال: تخَوَّنته الدُّهورُ وتخَوَّفَتْه أَي تنَقَّصَتْه.

والتَّخوُّن له معنيان: أَحدهما التَّنقُّصُ، والآخر التَّعُهُّدُ، ومن جعله

تَعَهُّداً جعل النون مبدلة من اللام، يقال: تخَوَّنه وتخَوَّله بمعنى

واحد. والخَوْنُ: فَتْرة في النظر، يقال للأسد خائنُ العين، من ذلك، وبه سمي

الأَسد خَوَّاناً. وخائِنةُ الأَعْيُنِ: ما تُسارِقُ من النظر إلى ما لا

يَحِلُّ. وفي التنزيل العزيز: يَعْلَمُ خائنةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفي

الصُّدُور؛ وقال ثعلب: معناه أَن ينظر نظرةً بريبة وهو نحو ذلك، وقيل:

أَراد يعلم خيانةَ الأَعين، فأَخرج المصدر على فاعلة كقوله تعالى: لا تسمع

فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله: سمعتُ راغِيَةَ الإِبل وثاغِيَةَ

الشاءِ أَي رُغاءها وثُغاءها، وكل ذلك من كلام العرب، ومعنى الآية أَن الناظر

إذا نظر إلى ما لا يحل له النظر إليه نظر خيانةٍ يُسِرُّها مسارقة علمها

الله، لأَنه إذا نظر أَول نظرة غير متعمد خيانة غيرُ آثم ولا خائن، فإِن

أَعاد النظر ونيتُه الخيانة فهو خائن النظر. وفي الحديث: ما كان لنبيٍّ

أَن تكونَ له خائنةُ الأَعْيُن أَي يضمر في نفسه غيرَ ما يظهره، فإِذا كف

لسانه وأَومأَ بعينه فقد خان، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العين

سميت خائِنَةَ العين، وهو من قوله عز وجل: يعلم خائنة الأَعين؛ أَي ما

يَخُونون فيه من مُسارقة النظر إلى ما لا يحل. والخائِنةُ: بمعنى الخيانة،

وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعلة كالعاقبة. وفي الحديث: أَنه

رَدَّ شهادَةَ الخائن والخائنة؛ قال أَبو عبيد: لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ

في أَمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وأْتمنهم عليه، فإِنه قد

سمى ذلك أَمانة فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تَخُونوا الله والرسولَ

وتَخُونوا أَماناتكم؛ فمن ضَيَّع شيئاً مما أَمر الله به أَو رَكِبَ شيئاً

مما نَهى عنه فليس ينبغي أَن يكون عدلاً. والخُوانُ والخِوَانُ: الذي

يُؤْكل عليه، مََُعَرَّبٌ، والجمع أَخْوِنة في القليل، وفي الكثير خِونٌ. قال

عدِيٌّ: لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَمير؛ قال سيبويه: لم يحركوا الواو كراهة

الضمة قبلها والضمة فيها. والإخْوَانُ: كالخِوانِ. قال ابن بري: ونظيرُ

خُوَانٍ وخُونٍ بِوانٌ وبُونٌ، ولا ثالث لهما، قال: وأَما عَوَانٌ وعُونٌ

فإِنه مفتوح الأَول، وقد قيل بُوانٌ، بضم الباء. وقد ذكر ابن بري في ترجمة

بون أَن مثلهما إِوَانٌ وأُوانٌ، ولم يذكر هذا القول ههنا. الليث:

الخِوَان المائدة، مُعرَّبة. وفي حديث الدابة: حتى إن أَهلَ الخِوَانِ

ليجتمعون فيقول هذا يا مؤْمن وهذا يا كافر، وجاءَ في رواية: الإخوان، بهمزة، وهي

لغة فيه. وقوله في حديث أَبي سعيد: فإِذا أَنا بأَخاوِينَ عليها لُحومٌ

منتنة، هي جمع خِوَانٍ وهو ما يوضع عليه الطعامُ عند الأَكل؛ وبالإخوَانِ

فسِّر قول الشاعر: ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارُها،

ومَوْضِع إِخوانٍ إلى جَنْبِ إخوانِ.

عن أَبي عبيد. والخَوَّانةُ: الاسْتُ. والعرب تسمي ربيعاً

الأَوَّلَ: خَوَّاناً وخُوَّاناً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وفي النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا

بأَنَّه في أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ

(* قوله: بأنه؛ هكذا في

الأصل، دون إشباع حركة الضمير). قال ابن سيده: وجمعه أَخْوِنة، قال: ولا أَدري

كيف هذا. وخَيْوَانُ: بلد باليمن ليس فَعْلانَ لأَنه ليس في الكلام اسم

عينه ياء ولامه واو، وترك صرفه لأَنه اسم للبقعة؛ قال ابن سيده: هذا

تعليل الفارسي، فأَما رجاءُ بنُ حَيْوَة فقد يكون مقلوباً عن حيَّةٍ فيمن جعل

حَيَّةً من ح و ي، وهو رأْي أَبي حاتم، ويُعَضِّدُه رجل حَوَّاء وحاوٍ

للذي عَمَلُه جمع الحَيّاتِ، وكذلك يُعَضِّدُه أَرض مَحْواة، فأَما

مَحْياةٌ

في هذا المعنى فمُعاقِبَةٌ إِيثاراً للياء، أَو مقلوب عن مَحْوَاة، فلما

نقلت حَيَّةُ إلى العلمية خُصَّت العلمية بإخراجها على الأَصل بعد

القلب، وسَهَّلَ ذلك لهم القلبُ، إذْ لو أَََعَلُّوا بعد القلب، والقَلْبُ

علةٌ، لتوالى الإِعْلالانِ. وقد قيل عن الفارسي: إن حَيَّة من ح ي ي، وإِن

حَوَّاءَ من باب لآْآءٍ، وقد يكون حَيْوَة فَيْعِلَة من حَوَى يَحْوِي

حَيْوِيَةً، ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، ومثله حَيْيِيَة

فحذفت الياء الأَخيرة فبقي حَيَّة، ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوَة،

فإذا كان حَيْوَةُ مُتَوَجِّهاً على هذين القولين فقد تَأَدَّى ضمانُ

الفارسي أَنه ليس في الكلام شيء عينه ياء ولامه واو البتة. والخَانُ:

الحانُوتُ أَو صاحب الحانوتِ، فارسي معرّب، وقيل: الخانُ الذي

للتِّجارِ.

قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده ابن جني من قول بعض المولَّدين:

وقامَتْ إليه خَدْلَةُ السَّاقِ، أَعْلَقَتْ

به منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةَ حاجِبِهْ.

قال: فإِني لا أَعرف دون تؤنث بالهاء بعلامة تأْنيث ولا بغير علامة،

أَلا ترى أَن النحويين كلهم قالوا الظروف كلها مذكرة إِلا قُدّام ووراء؟

قال: فلا أَدري ما الذي صغره هذا الشاعر، اللهم إلا أَن يكون قد قالوا هو

دُوَيْنُه، فإِن كان كذلك فقوله دُوَيْنَةَ حاجبه حسن على وجهه؛ وأَدخل

الأَخفش عليه الباءَ فقال في كتابه في القوافي، وقد ذكر أَعرابيّاً أَنشده

شعراً مُكْفَأً: فرددناه عليه وعلى نفر من أَصحابه فيهم مَن ليْسَ

بدُونِه، فأَدخل عليه الباء كما ترى، وقد قالوا: من دُونُ، يريدون من دُونِه،

وقد قالوا: دُونك في الشرف والحسب ونحو ذلك؛ قال سيبويه: هو على المثل كما

قالوا إنه لصُلْبُ القناة وإنه لمن شجرة صالحة، قال: ولا يستعمل مرفوعاً

في حال الإضافة. وأَما قوله تعالى: وإنا منا الصالحون ومنا دُون ذلك؛

فإِنه أَراد ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف. وثوب دُونٌ: رَدِيٌّ. ورجل

دُونٌ: ليس بلاحق. وهو من دُونِ الناسِ والمتاعِ أَي من مُقارِبِهِما. غيره:

ويقال هذا رجل من دُونٍ، ولا يقال رجلٌ دونٌ، لم يتكلموا به ولم يقولوا

فيه ما أَدْوَنَه، ولم يُصَرَّف فعلُه كما يقال رجل نَذْلٌ

بيِّنُ النَّذَالة. وفي القرآن العزيز: ومنهم دونَ ذلك، بالنصب والموضع

موضع رفع، وذلك أَن العادة في دون أَن يكون ظرفاً

ولذلك نصبوه. وقال ابن الأَعرابي: التَّدَوُّنُ الغنَى التام. اللحياني:

يقال رضيت من فلان بمَقْصِر أَي بأَمر دُونَ ذلك. ويقال: أَكثر كلام

العرب أَنت رجل من دُونٍ وهذا شيء من دُونٍ، يقولونها مع مِن. ويقال: لولا

أَنك من دُونٍ لم تَرْضَ بذا، وقد يقال بغير من. ابن سيده: وقال اللحياني

أَيضاً

رضيت من فلان بأَمر من دُونٍ، وقال ابن جني: في شيءٍ دُونٍ، ذكره في

كتابه الموسوم بالمعرب، وكذلك أَقَلُّ الأَمرين وأَدْوَنُهما، فاستعمل منه

أَفعل وهذا بعيد، لأَنه ليس له فِعْلٌ فتكون هذه الصيغة مبنية منه، وإنما

تصاغ هذه الصيغة من الأفعال كقولك أَوْضَعُ منه وأَرْفَعُ منه، غير أَنه

قد جاء من هذا شيء ذكره سيبويه وذلك قولهم: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ

وأَحْنَكُ البعيرين، كما قالوا: آكَلُ الشاتَيْنِ كأَنهم قالوا حَنَك ونحو ذلك،

فإِنما جاؤُوا بأَفعل على نحو هذا ولم يتكلموا بالفعل، وقالوا: آبَلُ

الناس، بمنزلة آبَلُ منه لأَن ما جاز فيه أَفعل جاز فيه هذا، وما لم يجز فيه

ذلك لم يجز فيه هذا، وهذه الأَشياء التي ليس لها فعل ليس القياس أَن يقال

فيها أَفعل منه ونحو ذلك. وقد قالوا: فلان آبَلُ منه كما قالوا أَحْنَكُ

الشاتين. الليث: يقال زيدٌ دُونَك أَي هو أَحسن منك في الحَسَب، وكذلك

الدُّونُ يكون صفة ويكون نعتاً على هذا المعنى ولا يشتق منه فعل. ابن

سيده: وادْنُ دُونَك أَي قريباً

(* قوله «أي قريباً» عبارة القاموس: أي اقترب

مني). قال جرير:

أَعَيّاشُ، قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتي

وأَوقدتُ ناري، فادْنُ دونك فاصطلي.

قال: ودون بمعنى خلف وقدّام. ودُونك الشيءَ ودونك به أَي خذه. ويقال في

الإغراء بالشيء: دُونَكه. قالت تميم للحجاج: أَقْبِرْنا صالحاً، وقد كان

صَلَبه، فقال: دُونَكُموه. التهذيب: ابن الأَعرابي يقال ادْنُ دُونك أَي

اقترِبْ؛ قال لبيد:

مِثْل الذي بالغَيْلِ يَغْزُو مُخْمَداً،

يَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن يُوعَدا.

مُخْمد: ساكن قد وَطَّن نفسه على الأَمر؛ يقول: لا يَرُدُّه الوعيدُ فهو

يتقدَّم أَمامه يَغشى الزَّجْرَ؛ وقال زهير بن خَبَّاب:

وإن عِفْتَ هذا، فادْنُ دونك، إنني

قليلُ الغِرار، والشَّرِيجُ شِعاري.

الغِرار: النوم، والشريج: القوس؛ وقول الشاعر:

تُريكَ القَذى من دُونها، وهي دُونه،

إذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُ.

فسره فقال: تُريك هذه الخمرُ من دونها أَي من ورائها، والخمر دون القذى

إليك، وليس ثم قذًى ولكن هذا تشبيه؛ يقول: لو كان أَسفلها قذى لرأَيته.

وقال بعض النحويين: لدُونَ تسعة معانٍ: تكون بمعنى قَبْل وبمعنى أَمامَ

وبمعنى وراء وبمعنى تحت وبمعنى فوق وبمعنى الساقط من الناس وغيرهم وبمعنى

الشريف وبمعنى الأَمر وبمعنى الوعيد وبمعنى الإغراء، فأَما دون بمعنى قبل

فكقولك: دُون النهر قِتال ودُون قتل الأَسد أَهوال أَي قبل أَن تصل إلى

ذلك. ودُونَ بمعنى وراء كقولك: هذا أَمير على ما دُون جَيحونَ أَي على ما

وراءَه. والوعيد كقولك: دُونك صراعي ودونك فتَمرَّسْ بي. وفي الأَمر:

دونك الدرهمَ أَي خذه. وفي الإِغراء: دونك زيداً أَي الزمْ زيداً

في حفظه. وبمعنى تحت كقولك: دونَ قَدَمِك خَدُّ عدوّك أَي تحت قدمك.

وبمعنى فوق كقولك: إن فلاناً لشريف، فيجيب آخر فيقول: ودُون ذلك أَي فوق

ذلك. وقال الفراء: دُونَ تكون بمعنى على، وتكون بمعنى عَلَّ، وتكون بمعنى

بَعْد، وتكون بمعنى عند، وتكون إغراء، وتكون بمعنى أَقلّ من ذا وأَنقص من

ذا، ودُونُ تكون خسيساً. وقال في قوله تعالى: ويعملون عمَلاً دُون ذلك؛

دون الغَوْص، يريد سوى الغَوْص من البناء؛ وقال أَبو الهيثم في قوله:

يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرفَ دُوني.

أَي يُنَكِّسُه فيما بيني وبينه من المكان. يقال: ادْنُ دونك أَي

اقترِبْ مني فيما بيني وبينك. والطَّرفُ: تحريك جفون العينين بالنظر، يقال

لسرعة من الطَّرف واللمْح. أَبو حاتم عن الأَصمعي: يقال يكفيني دُونُ هذا،

لأَنه اسم. والدِّيوانُ: مُجْتَمع الصحف؛ أَبو عبيدة: هو فارسي معرب؛ ابن

السكيت: هو بالكسر لا غير، الكسائي: بالفتح لغة مولَّدة وقد حكاها سيبويه

وقال: إنما صحَّت الواو في دِيوان، وإن كانت بعد الياء ولم تعتل كما

اعتلت في سيد، لأَن الياء في ديوان غير لازمة، وإنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ،

والدليل على ذلك قولهم: دُوَيْوِينٌ، فدل ذلك أَنه فِعَّال وأَنك إنما

أَبدلت الواو بعد ذلك، قال: ومن قال دَيْوان فهو عنده بمنزلة بَيْطار،

وإنما لم تقلب الواو في ديوان ياء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، من قِبَل أَن

الياء غير ملازمة، وإنما أُبدلت من الواو تخفيفاً، أَلا تراهم قالوا

دواوين لما زالت الكسرة من قِبَل الواو؟ على أَن بعضهم قد قال دَياوِينُ،

فأَقرّ الياء بحالها، وإن كانت الكسرة قد زالت من قِبَلها، وأَجرى غير

اللازم مجرى اللازم، وقد كان سبيله إذا أَجراها مجرى الياء اللازمة أَن يقول

دِيّانٌ، إلا أَنه كره تضعيف الياء كما كره الواو في دَياوِين؛ قال:

عَداني أَن أَزورَكِ، أُمَّ عَمروٍ،

دَياوِينٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ.

الجوهري: الدِّيوانُ أَصله دِوَّانٌ، فعُوِّض من إحدى الواوين ياء لأَنه

يجمع على دَواوينَ، ولو كانت الياء أَصلية لقالوا دَياوين، وقد دُوِّنت

الدَّواوينُ. قال ابن بري: وحكى ابن دريد وابن جني أَنه يقال دَياوين.

وفي الحديث: لا يَجْمَعهم ديوانُ حافظٍ؛ قال ابن الأَثير: هو الدفتر الذي

يكتب فيه أَسماء الجيش وأَهلُ العطاء. وأَول من دَوَّنَ الدِّيوان عمر،

رضي الله عنه، وهو فارسي معرب. ابن بري: وديوان اسم كلب؛ قال الراجز:

أَعْدَدْتُ ديواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ،

متى يُعايِنْ شَخْصَه لا يَنْفَلِتْ.

ودِرْباس أَيضاً: كلب أَي أَعددت كلبي لكلب جيراني الذي يؤذيني في

الحَمْتِ.

(خون) الشَّيْء نَقصه وَيُقَال خون مِنْهُ وَفُلَانًا نسبه إِلَى الْخِيَانَة وتعهده
خون وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأهل الشَّام 14 / ب يسمون الْقَائِم بِأَمْر الْغنم والمتعهد لَهَا: الخَولي وَلم يعرفهَا الْأَصْمَعِي وَقَالَ: أظنها بالنُّون يَتَخَوَّنُهُمْ قَالَ: وَهُوَ التعهد أيضاح قَالَ: وَمِنْه قَول ذِي الرمة: [الْبَسِيط]

لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلَّا مَا تَخَوَّنَه ... داعٍ يُنَادِيه باسم المَاء مبغومُ

قَوْله: تَخَوَّنَه يَعْنِي تعهده.
خون
المَخَانَةُ: خَوْنُ النُّصْح والوُدِّ، خانَني خِيَانَةً وخانَةً. وخانَه النَّعِيمُ والدَّهرُ خَوْناً. والخَوْنُ في النَّظَر: فَتْرَةٌ، ولذلك يقالى للأسَد: خائنُ العَيْن. وخائنَةُ العَيْن: ما تَخُونُ من مُسَارَقَةِ النَظَرِ إلى ما لا يَحِلُّ لكَ. والخِوَانُ: المائدةُ، والجميعُ أخْوِنَة وخُوْنٌ. والتخَونُ: التَّنقُّصُ. والخَوّانُ: من أسماء الأسَد، لأنَّه يَخُونُ. وخَوّانُ: من أسماء ربيع الأوَّل، ويُقال خِوَان، ويُجْمَعُ أخْوِنَةً وخِوَاناتٍ. وإن في ظَهْرِه لَخَوْناً: أي ضَعْفاً. وتَخوَّنْتُ الشيْء: إذا تَعاهَدْته.
(خ و ن) : (الْخِيَانَةُ) خِلَافُ الْأَمَانَةِ وَهِيَ تَدْخُلُ فِي أَشْيَاءَ سِوَى الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ (قَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ» وَأُرِيدَ بِهَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً} [الأنفال: 58] نَكْثُ الْعَهْدِ وَنَقْضُهُ وَقَدْ خَانَهُ (وَمِنْهُ) تَقُولُ النِّعْمَةُ كَفَرْتُ وَلَمْ أُشْكَرْ وَتَقُولُ الْأَمَانَةُ خُنْتُ وَلَمْ أَحْفَظْ وَهُوَ فُعِلْتُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ مُسَارَقَةُ النَّظَرِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ» (وَالْخِوَانُ) مَا يُؤْكَلُ عَلَيْهِ وَالْجَمْعُ خُونٌ وَأَخْوِنَةٌ.
خون
الخِيَانَة والنّفاق واحد، إلا أنّ الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة، والنّفاق يقال اعتبارا بالدّين، ثم يتداخلان، فالخيانة: مخالفة الحقّ بنقض العهد في السّرّ. ونقيض الخيانة:
الأمانة، يقال: خُنْتُ فلانا، وخنت أمانة فلان، وعلى ذلك قوله: لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ
[الأنفال/ 27] ، وقوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما
[التحريم/ 10] ، وقوله: وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ [المائدة/ 13] ، أي: على جماعة خائنة منهم. وقيل: على رجل خائن، يقال: رجل خائن، وخائنة، نحو: راوية، وداهية. وقيل: (خائنة) موضوعة موضع المصدر، نحو: قم قائما ، وقوله: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ [غافر/ 19] ، على ما تقدّم ، وقال تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ [الأنفال/ 71] ، وقوله:
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ
[البقرة/ 187] ، والاختيان: مراودة الخيانة، ولم يقل: تخونون أنفسكم، لأنه لم تكن منهم الخيانة، بل كان منهم الاختيان، فإنّ الاختيان تحرّك شهوة الإنسان لتحرّي الخيانة، وذلك هو المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف/ 53] .

زكتْ

زكتْ
: (الزَّكْتُ: المَلْءُ، أَو مَلْءُ القِرْبَةِ، كالتَّزْكِيتِ) فيهمَا، يُقَال: زَكَتَ الإِنَاءَ زَكْتاً، وزَكَّتَهُ، كِلاهُمَا: مَلأَهُ وزَكَتُه الرَّبْوُ زَكْتاً: مَلأَ جَوْفَهُ. وَعَن الأَحمر: زَكَّتُّ السِّقاءَ والقِرْبَةَ، تَزْكِيتاً: مَلأَتُه، والسّقاءُ مَزْكُوتٌ ومُزَكِّتٌ. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: قِرْبَةٌ مزْكُوتَةٌ، ومَوْكُوتَةٌ، ومَزْكُورَةٌ، ومَوْكُورَةٌ، بِمَعْنى واحِدٍ، أَي مملوءَة. ومثلُه عَن اللِّحيانيّ، (والإِزكَاتِ) ، عَن ابْن دُرَيْد.
(و) زَكْتٌ: (ع) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(وأَزْكَتَتِ) المرأَةُ بغُلامٍ: (وَلَدَتْ) كَذَا فِي الصَّحاح.
(والمَزْكُوتُ: المَهْمُوم) ، أَو المَمْلُوءُ هَمّاً، أَو الكَمِدُ من الهَمّ. وَفِي صفة عليَ، رضِيَ الله عَنهُ: (كَانَ مَزكوتاً) أَي: مَمْلوءاً عِلْماً من، زَكَتُّ الأَناءَ زَكْتاً: إِذا مَلأْتَهُ. وَقيل: أَراد: كَانَ مَذّاءً، من المَذْيِ.
(و) المزكوتُ (مِنَ الجَرَادِ الّذِي فِي بَطْنِهِ بَيْضٌ) ، وكأَنّه بِمَعْنى المملوءِ، وَهُوَ أَصلُ معنَى المزكوتِ.
(و) المزْكوتُ: (الَّذِي اشْتَدَّ عَلَيْهِ البَرْدُ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) قيل: إِنّ قولَهُم: كَانَ عَليٌّ مَزْكُوتاً، مأْخوذ من (زَكَتُّهُ الحديثَ) زَكْتاً: (أَوْعَيْتُهُ إِيَّاهُ) ، أَي: أَحفَظْــتُهُ، فَهُوَ ممّا يتَعَدَّى لِمفعولين. وصَحَّفه شيخُنا، فَقَالَ: أَوْعَبْتهُ، بالموحّدة، أَي: جَمعتُه، والصَّوابُ بالتّحتيّة، كَمَا فِي غيرِ أُمَّهَات.

وَقب

وَقب
: (} الوَقْبُ) فِي الجَبَل: (نُقْرَةٌ) يَجتمعُ فِيهَا الماءُ، ونَقْرٌ (فِي الصَّخْرَةِ يَجْتَمعُ فِيهَا الماءُ {كالوَقْبَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وَالْجمع} أَوْقابٌ (أَو) {الوَقْبَةُ: (نَحْوُ البِئرِ فِي الصَّفَا، تكونُ قامةً، أَو قامَتَيْنِ) يسْتَنْقِعُ فِيهَا ماءُ السّمَاءِ.
(و) الوَقْبُ: (كُلُّ نَقْرٍ فِي الجَسَد، كنَقْر العَيْنِ والكَتِفِ) .} ووَقْبُ العَيْنِ: نُقْرَتُها، تقولُ:! وَقَبَتْ عَيْنَاهُ: غارَتَا. وَفِي حَدِيث جَيْشِ الخبَطِ: (فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنِهِ بالقِلالِ الدُّهْنَ) .
(و) {الوَقْبَانِ (مِنَ الفَرَسِ: هَزْمَتَانِ فَوْقَ عَيْنَيْهِ) .
والجمعُ من كلّ ذالك} وُقُوبٌ، {ووِقَابٌ.
(و) الوَقْبُ (من المَحَالَةِ: ثَقْبٌ يَدْخُلُ فِيهِ المِحْوَرُ) .
(و) الوَقْبُ: (الغَيْبَةُ،} كالوُقُوبِ) بالضَّمّ، وَهُوَ الدُّخُول فِي كلِّ شيْءٍ. وقيلَ: كُلُّ مَا غابَ، فقد وَقَبَ وَقْباً: وَمِنْه وَقَبَتِ الشَّمْسُ، على مَا يأْتي.
(و) الوَقْبُ: الرَّجُلُ (الأَحْمَقُ) ، مِثْلُ الوَغْبِ، قَالَ الأَسودُ بْنُ يَعفُرَ:
أَبَنِي نُجَيْحٍ إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ
أَكَلَتْ خَبِيثَ الزّادِ فاتَّخَمَتْ
عَنهُ وشَمَّ خِمَارَهَا الكَلْبُ
وَرجل وَقْبٌ: أَحمَقُ. وَالْجمع {أَوْقَابٌ. والأُنثى وَقْبَةٌ.
(و) قَالَ ثَعْلب: الوَقْبُ: (النَّذْلُ الدَّنِيءُ) من قَوْلك: وَقَبَ فِي الشَّيءِ: دَخَلَ، فكأَنَّه يَدخُلُ فِي الدَّناءَة، وهاذا من الاشتقاقِ الْبعيد. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) الوَقْبُ: (الدُّخُولُ فِي الوَقْبِ) . وقَبَ الشَّيْءُ، يَقِبُ، وَقْباً: أَي دَخلَ. هاكذا فِي الصَّحاح، ورأَيت فِي هامِش: صوابُه} وُقُوباً؛ لأَنّه لازِمٌ. وَقيل: وَقَبَ: دَخَل فِي الوَقْبِ.
(و) الوَقْبُ: (المَجِيءُ والإِقْبَالُ) ، وَمِنْه حديثُ عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (تَعَوَّذِي باللَّهِ من هاذا الغاسِقِ إِذا وَقَبَ) أَي: الليلِ إِذا دَخَلَ وأَقبل بظَلامه.
( {والوَقْبَةُ: الكُوَّةُ العَظِيمةُ فِيهَا ظِلٌّ) ، والجمعُ:} الأَوْقَابُ، وَهِي الكُوَى.
(و) الوَقْبَةُ (مِنَ الثَّرِيدِ والدُّهْنِ) ، هاكذا فِي نسختنا، بِضَم الدّال الْمُهْملَة، والصَّواب: والمُدْهُن، بِالْمِيم والدّال: (أُنْقُوعَتُهُمَا) ، بالضَّمّ. قَالَ اللَّيْثُ: الوَقْبُ: كُلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرَةٍ كَقَلْت فِي فِهْرٍ، وكَوَقْبِ المُدْهُنَةِ، وأَنشد:
فِي وقْبِ خَوْصاءَ كَوَقْبِ المُدْهُنِ
( {ووقَبَ الظَّلامُ) : أَقْبَلَ، و (دَخَلَ) على النّاس، وَبِه فُسِّرتِ الآيةُ. وروى الجوهريُّ ذالك عَن الحَسن البصْرِيّ.
(و) } وَقَبَتِ (الشَّمْسُ) ، {تَقِبُ، (} وَقْباً، {ووُقُوباً: غابَتْ) . زَاد فِي الصَّحاح: ودَخَلَت مَوضِعَها. قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَفِيه تَجَوُّزٌ. وَفِي الحَدِيث: (لَمَّا رَأَى الشَّمْسَ قد} وَقَبَتْ قَالَ: هَذَا حِينُ حِلِّها) ، أَي: الْوَقْت الّذِي يَحِلُّ فِيهِ أَدَاؤُهَا، يَعْنِي صلاةَ المَغْرِب. {والوُقُوبُ: الدُّخُولُ فِي كُلّ شيْءٍ، وَقد تقدّم.
(و) وَقَبَ (القَمَرُ) ،} وُقُوباً: (دَخَلَ فِي) الظِّلِّ الصَّنَوْبَرِيّ الّذِي يَعتَرِي مِنْهُ (الكُسُوفُ. ومِنْهُ) عَلَى مَا يُؤخَذُ من حديثِ عائشَةَ، رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، كَمَا يأْتي قولُهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (الفلق: 3) ، رُوِيَ عَنْهَا أَنَّها قالَت: (قَالَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمّا طَلَعَ القَمرُ: هاذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ، فتعَوَّذِي باللَّهِ من شَرِّه) . (أَو مَعْنَاه: أَيْرٍ) بالخَفْضِ أَي الذَّكَرِ (إِذا قامَ. حكاهُ) الإِمامُ أَبو حامِدٍ (الغَزاليّ، وغيرُهُ) كالنَّقّاش فِي تَفْسِيره، وجماعةٌ (عَن) الإِمام الحَبْر عبدِ الله (بْنِ عبّاسٍ) ، رَضِي الله عَنْهُمَا. وَهَذَا من غرائِب التَّفْسِير. وسيأْتي للمُصَنِّف فِي غسق أَيضاً فيتحصّلُ مِمّا يُفْهَمُ من عِبَارَته، مِمّا يُنَاسِب تفسيرَ الْآيَة أَقوالٌ خَمْسَة: أَوّلُها: الليلُ إِذا أَظْلَمَ، وَهُوَ قَول الأَكْثَرِ، قَالَ الفَرّاءُ: اللَّيْلُ إِذا دَخلَ فِي كلِّ شيْءٍ وأَظلمَ؛ وَمثله قولُ عائشةَ. والثّاني: القمرُ إِذا غَابَ، وَهُوَ الْمَفْهُوم من حَدِيث عائشةَ الّذِي أَخرجه النَّسائيُّ وغيرُهُ. وَالثَّالِث: الشَّمْس إِذا غَرَبَت. والرّابعُ: أَنَّهُ النّهَارُ إِذا دَخَل فِي اللَّيْلِ، وَهُوَ قرِيبٌ ممّا قبلَهُ. الْخَامِس: الذَّكَرُ إِذا قامَ.
ويُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الثُّرَيّا إِذا سَقطتْ، لأَنَّ الأَمْرَاضَ والطَّوَاعِينَ تَهِيجُ فِيهِ. ووردَ فِي الحَدِيث: أَنَّ الغاسِقَ: النَّجْمُ، وإِذَا أُطْلِقَ فَهُوَ الثُّرَيّا. قَالَه السُّهَيْليُّ وشيخُه ابْنُ العربيّ.
والغاسقُ: الأَسودُ من الحَيّات. {ووَقْبُهُ: ضَرْبُه، ويَنقُلُون فِي ذالك حِكَايَة سَمِعْتُهَا عَن غيرِ واحدٍ. وَقيل: وَقْبُهُ: انْقِلابُهُ، وقيلَ: الغاسقُ: إِبْليسُ،} ووَقْبُهُ: وَسْوَسَتُهُ. قَالَه السُّهيْليّ، وَنَقله العلاّمة ابنُ جُزَيَ وغيرُه. قالَه شيخُنا.
( {وأَوْقَب) الرَّجُلُ: (جاعَ) . وعبارةُ الصَّحاح: أَوْقَبَ القومُ: جاعُوا.
(و) أَوْقَبَ (الشَّيْءَ) } إِيقاباً: (أَدْخَلَهُ فِي الوَقْبَةِ) ، قَالَه الفَرّاءُ. وَفِي بعض النُّسَخ من الأُمَّهاتِ: فِي الوَقْب.
( {والميقَبُ: الوَدَعَةُ) ، محرّكَة، نقلَه الصّاغانيُّ.
(} - والوُقْبِيُّ، كَكُرْدِيَ) ، وَفِي نُسْخَة: بالضَّمّ، بدل قَوْله ككُرْدِيَ، وقَيَّدُهُ الصّاغانيُّ بِالْفَتْح: (المُولَعُ بصُحْبَةِ {الأَوْقَابِ) ، وهم (الحَمْقَى) . وَفِي كَلَام الأَحنف بن قيس لبني تَمِيم، وَهُوَ يُوصِيهم: تَبَاذَلُوا تَحَابُّوا، وإِيّاكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ. أَي الحَمْقَى، حَكَاهُ أَبو عمرٍ و. وَفِي الأَساس: وتقولُ العرَبُ: تَعَوَّذُوا باللَّهِ من حَمِيَّةِ الأَوْقابِ واللِّئامِ.
(} والمِيقابُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الشُّرْبِ لِلماءِ) كَذَا فِي التكملة. وَفِي لِسَان الْعَرَب: للنَّبِيذِ.
(و) ! المِيقَابُ: الامرأَةُ (الحَمْقاءُ، أَو) هِيَ (المُحْمِقَةُ) ، نَقله الصّاغَانيُّ وَقيل: هِيَ (الوَاسِعةُ الفَرْجِ) .
(و) قَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرَابِيّ: إِنّهم يَسيرُون (سَيْرَ المِيقَابِ) ، وَهُوَ (أَنْ تُوَاصِلَ بَيْنَ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ. وبنُو (المِيقَابِ) : نُسِبُوا إِلى أُمّهم، (يُرِيدُون بِهِ السَّبَّ) والوُقُوعَ.
( {والقِبَةُ، كعِدَةٍ) : الّتي تكونُ فِي البَطن شِبْهَ الفِحْثِ.
والقِبَةُ: (الإِنْفَحَةُ إِذا عَظُمَتْ من الشاةِ) ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: لَا يكونُ ذالك فِي غير الشّاءِ، وَقد تقدّم فِي قبب.
(} والوَقِيب: صَوتٌ) يُسمَعُ من (قُنُبِ الفَرَسِ) ، وَهُوَ وِعاءُ قَضِيبِه. وَقَبَ الفَرَسُ، يَقِب، {وَقْباً،} وَوَقِيباً. وقيلَ: هُوَ صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفَرَسِ فِي قُنْبِه، وَهُوَ الخَضِيعَة أَيضاً وَلَا فِعْلَ لشَيْءٍ من أَصوات قُنْبِ الدّابَّةِ إِلاّ هاذا، وسيأْتي المَزِيدُ عَلى ذَلِك فِي خضع.
( {والأَوْقابُ: قُماشُ البَيْتِ) وَمتاعُهُ، مثلُ: البُرْمَةِ، والرَّحَيَيْنِ، والعُمُدِ، كالأَوْغاب.
(} والوقْباءُ) ، بِفَتْح فَسُكُون ممدوداً: (ع) ، رَوَاهُ العِمْرَانيُّ. وَهُوَ غيرُ الّذِي يأْتي فِيمَا بَعْدُ. كَذَا فِي المُعْجَم، (ويُقْصَرُ) ، قَالَ ابْنُ مَنْظُور: والمَدُّ أَعرَفُ. وَفِي كتابِ نصْرٍ: {الوَقْباءُ: ماءَةٌ قَريبةٌ من اليَنْسُوعَ، فِي مَهَبِّ الشَّمَال مِنْهَا، عَن يَمِين المُصْعِد. وسيأْتي بيانُ اليَنْسوعة فِي محلّه.
(} والوَقَبَى) محرَّكة، (كجَمَزَى) وبَشَكَى، قَالَ السَّكُونيّ: (ماءٌ لِبَنِي) مالكِ بْنِ (مازِنِ) بْنِ مالكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، لَهُم بِهِ حِصْنٌ، وكانتْ لَهُم بِهِ وقائعُ مشهورَةٌ. وَفِي المَرَاصد: لبني مالِك، أَي وَهُوَ ابنُ مازِنٍ، وأَنشد الجوهَريُّ لأَبي الغُولِ الطُّهَوِيّ، إِسلاميّ:
هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقبَى بِضَرْبٍ
يُؤَلِّفُ بينَ أَشْتاتِ المَنُونِ
ووجدتُ، فِي هامشه، مَا نصّه بخطّه أَبي سَهلٍ: هاكذا فِي الأَصل بخطّ الجوهريّ، مُسَكَّنُ الْقَاف، والّذِي أَحفظُــه: الوَقبَى، بِفَتْحِهَا. ووُجدَ بخطّ أَبي زكريّا: فِي الأَصل ساكنةُ الْقَاف، وَقد كتب عَلَيْهَا حَاشِيَة هاذا فِي كِتَابه، والصّوابُ بِفَتْح القَافِ. وأَشارَ إِليه ابْنُ بَرِّيّ أَيضاً فِي حَاشِيَته، وأَنشد فِي المُعْجَم:
يَا {وَقَبَى كَمْ فِيكَ مِنْ قَتِيلِ
قد مَاتَ أَوْ ذِي رَمَقٍ قَلِيلِ
وَهِي على طَرِيق الْمَدِينَة من البَصْرة، يَخرُجُ مِنْهَا إِلى مياهٍ يُقَال لَهَا: القَيْصُومَةُ، وقُنَّةُ، وحَوْمَانَةُ الدَّرَّاجِ. قَالَ: والوَقَبَى من الضَّجُوع على ثلاثةِ أَميال؛ والضَّجُوعُ من السَّلْمان على ثلاثةِ أَميال، وَكَانَ للْعَرَب بهَا أَيّامٌ بَين مازِنٍ وبَكْرٍ. انْتهى.
(وذَكَرٌ} أَوْقَبُ: وَلاّجٌ فِي الهَنَاتِ) ، نَقله الصّاغانيُّ. وَهُوَ مأْخُوذٌ من تَفْسِير القَوْل الّذِي نُقِلَ عَن النَّقَّاش.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَكِيَّةٌ وَقْبَاءُ: غَائِرَةُ الماءِ، عَن ابْنِ دُرَيْد.
{ووَقْبَانُ، كسَحْبانَ: مَوضعٌ، قَالَ ياقوت: لَمّا كَانَ يَوْم شِعْبِ جَبَلَةَ، ودخَلَت بَنو عَامر ومَنْ مَعهَا الجَبَلَ، كانَت كَبْشَةُ بنتُ عُرْوَةَ الرَّحّالِ بنِ عتبةَ بنِ جعفرِ بْنِ كلابٍ يَوْمئِذٍ حَامِلا بعامرِ بن الطُّفَيْل، فَقَالَت: وَيْلَكُم، يَا بني عَامر، ارْفَعُوني. واللَّهِ إِنَّ فِي بَطْني لَمُعِزّ بني عامرٍ. فصَفُّوا القسِيَّ على عَوَاتِقِهِم، ثمَّ حَمَلُوهَا حَتَّى بَوَّؤُوهَا القُنَّةَ، قُنَّةَ وَقْبَانَ، فزعَموا أَنّها وَلَدَتْ عَامِرًا يَوْم فَرَغَ النّاسُ من القِتال.
وَفِي تَهْذِيب الأَبنية، لابنِ القَطَّاع: وأَوْقَبَ النَّخْلُ: عَفِنَتْ شَمارِيخُه.
ووَقَبَ الرَّجُلُ: غارَتْ عَيْنَاهُ.

سدر

س د ر : السِّدْرَةُ شَجَرَةُ النَّبْقِ وَالْجَمْعُ سِدَرٌ ثُمَّ يُجْمَعُ عَلَى سِدْرَاتٍ فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ وَتُجْمَعُ السِّدْرَةُ أَيْضًا عَلَى سِدْرَاتٍ بِالسُّكُونِ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَقَدْ يَقُولُونَ سِدْرٌ وَيُرِيدُونَ الْأَقَلَّ لِقِلَّةِ اسْتِعْمَالِهِمْ التَّاءَ فِي هَذَا الْبَابِ وَإِذَا أُطْلِقَ السِّدْرُ فِي الْغَسْلِ فَالْمُرَادُ الْوَرَقُ الْمَطْحُونُ قَالَ الْحُجَّةُ فِي التَّفْسِيرِ وَالسِّدْرُ نَوْعَانِ أَحَدُهُمَا يَنْبُتُ فِي الْأَرْيَافِ فَيُنْتَفَعُ بِوَرَقِهِ فِي الْغَسْلِ وَثَمَرَتُهُ طَيِّبَةٌ وَالْآخَرُ يَنْبُتُ فِي الْبَرِّ وَلَا يُنْتَفَعُ بِوَرَقِهِ فِي الْغَسْلِ وَثَمَرَتُهُ عَفِصَةٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الزَّايِ أَنَّ الزُّعْرُورَ ثَمَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْبَرِّ وَهِيَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبْقَ الْبَرِّيَّ. 
(س د ر) : (السِّدْرُ) شَجَرُ النَّبْقِ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي بَابِ الْجِنَازَةِ وَرَقُهُ.

سدر


سَدَرَ(n. ac. سَدْر)
a. Undid, let down.

سَدِرَ(n. ac. سَدَر
سَدَاْرَة)
a. Was confused, perplexed, bewildered; was dazzled
dazed; was giddy, dizzy.

سِدْر
سِدْرَة
2t
(pl.
سِدَر سُدُوْر
سِدَِْرَات )
a. Lotus-tree.

الأَسْدَرَانِ [
du. ]
a. The shoulders.
(سدر)
فلَان فِي الْبِلَاد سدرا وسدورا ذهب فَلم يثنه شَيْء وَالثَّوْب شقَّه

(سدر) سدرا وسدارة تحير بَصَره من شدَّة الْحر وَيُقَال سدر بَصَره وَلم يهتم وَلم ببال مَا صنع فَهُوَ سادر وَسدر وَهِي سِدْرَة وَيُقَال هُوَ سادر فِي الغي تائه وَتكلم سادرا غير متثبت فِي كَلَامه
س د ر

سدر بصره واسمدرّ إذا تحير فلم يحسن الإدراك، وفي بصره سدر وسمادير، وعينه سدرة. وإنه لسادر في الغيّ: تائه. وتكلم سادراً: غير متثبت في كلامه. قال:

ولا تنطق العوراء في القوم سادراً ... فإن لها فاعلم من القوم واعيا

ومن المجاز: يقال للفارغ: " جاء يضرب أدريه " أي منكبيه.
س د ر: (السِّدْرُ) شَجَرُ النَّبْقِ، الْوَاحِدَةُ (سِدْرَةٌ) وَالْجَمْعُ (سِدْرَاتٌ) بِسُكُونِ الدَّالِ وَ (سِدَرَاتٌ) بِفَتْحِ الدَّالِ وَكَسْرِهَا وَ (سِدَرٌ) بِفَتْحِ الدَّالِ. وَ (السَّدِيرُ) نَهْرٌ وَقِيلَ قَصْرٌ. وَ (السَّادِرُ) الْمُتَحَيِّرُ وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي لَا يَهْتَمُّ وَلَا يُبَالِي مَا صَنَعَ. وَقَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ:

أَكِيلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
قِيلَ هُوَ مِكْيَالٌ ضَخْمٌ. 
سدر
السِّدْرُ: شجر قليل الغناء عند الأكل، ولذلك قال تعالى: وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ/ 16] ، وقد يخضد ويستظلّ به، فجعل ذلك مثلا لظلّ الجنة ونعيمها في قوله تعالى:
فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ [الواقعة/ 28] ، لكثرة غنائه في الاستظلال، وقوله تعالى: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى
[النجم/ 16] ، فإشارة إلى مكان اختصّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم فيه بالإفاضة الإلهية، والآلاء الجسيمة، وقد قيل: إنها الشجرة التي بويع النبيّ صلّى الله عليه وسلم تحتها»
، فأنزل الله تعالى السّكينة فيها على المؤمنين، والسّدر: تحيّر البصر، والسَّادِرُ: المتحيّر، وسَدَرَ شَعْرَهُ، قيل:
هو مقلوب عن دَسَرَ.
سدر
السدْرُ: شَجَرٌحَمْلُه النَّبِقُ ووَرَقُه غَسُوْلٌ، الواحِدَةُ سِدْرَةٌ. والسدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَرِ، يُقال: سَدِرَ بَصَرُه سَدَراً: إذا لم يُبْصِرْ حَسَناً، فهو سَدِرٌ.
وأجِدُ في رَأْسي سَدَراً: أي صُدَاعاً. والسدْرُ: أنْ تَسْدُرَ شَعرَكَ فَتُرْسِلَه. وسَدَرَ ثَوْبَه وسَدَلَه؛ سَدْراً وسُدُوْراً. وتَكَلَّمَ فُلانٌ سادِراً: غَيْرَ مُتَثَبِّتٍ في كَلامِه، وقد سَدَرَ يَسْدُرُ. والسّادِرُ: اللّاهي في الغَيِّ. والسدِيرُ: نَهرٌ في قَوْلِ عَدِي. ونَخْل مُجْتَمِعٌ مُتَقَارِبُ النِّبْتَةِ. وقَصْر قَرِيْبٌ من الخَوَرْنَقِ. وأرْضٌ باليَمَنِ تُنْسَبُ إليها البُرُوْدُ.
والأسْدَرَانِ: هما المَنْكِبَانِ، ويقولون: " يَضْرِبُ أسْدَرَيْه " للأشِرِ، وقيل: الفارِغُ. وقيل: هُما عِرْقَانِ في العَيْن.

والسيْدَارَةُ: الوِقَايَةُ التي تكونُ على رَأْسِ المَرْأةِ تَحْتَ المِقْنَعَةِ. وهي العِصَابَةُ أيضاً. والسدَارُ: شَبِيْهٌ بجِلالِ الخِدْرِ والكِلَّةِ.
والسدَائرُ: جِش من الثيَابِ. وتَسَدَّرْتُ به: أي تَجَلَّلْت به. وسَدَرَ الرجُلُ في البِلادِ: ذَهَبَ فيها.
[سدر] فيه: ثم رفعت إلى "سدرة" المنتهى، السدر النبق وهى شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهى علم الأولين والآخرين ولا يتعداها. ك: ولم يجاوزها أحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ن: وهى في السماء السادية، وفي الأخرى: السابعة، وجمع بأن أصلها في السادسة ومعظمها في السابعه. ط: هي في السابعة عن يمين العرش، والمنتهى موضع الانتهاء، كأنها في منتهى الجنة، إليها ينتهى العلم ولا يعلم أحد ما وراءها. وفيه: أغسلوه بماء و"سدر" لينظف ولأنه بارد يشبه الكافور ويصلب الجلد. تو: هي شجر النبق، وهى نوعان: عبرى لا شوك له إلا ما لا يضر، وضال له شوك ونبقه صغار. نه: من قطع "سدرة" صوب الله رأسه في النار، أي سدر مكة لأنها حرم، وقيل: سدر المدينه، نهى عنه ليكون أنسا وظلا لمن يهاجر إليها، وقيل: سدر الغلاة يستظل به أبناء السبيل والحيوان، وقيل: سدرًا مملوكًا يقطعه ظالم بغير حق، مع أن الحديث مضطرب فان راويه عروة كان يقطعه ويتخذ منه أبوابا، وأجمعوا على إباحة قطعه. وفيه: الذي "يسدر" في البحر كالمتشحط في مده، الدر بالحركة كالدوار وهو يعرض براكب البحر كثيرا، والسدر بالكسر من أسماء البحر. وفيه ح: وخبط "سادرًا" أي لاهيًا. وح: يضرب "أسدريه" أي عطفيه ومنكبيه، يضرب بيديه عليهما، وهو بمعنى الفارغ، ويروى بالزأي والصاد بدل سينه. وح: رأيت أبا هريرة يلعب "السدر" هو لعبة يقامر بها، وتكسر سينها وتضم، وهى فارسية معربة عن ثلاثة أبواب. ومنه ح: "السدر" هي الشيطانة الصغرى، أي من أمر الشيطان.
[سدر] السدر: شحر النبق، الواحدة سِدْرَةٌ، والجمع سِدْرَاتٌ وسِدِرَاتٌ وسِدَراتٌ وسدر . والسدير: نهر، ويقال قصر، وهو معرب وأصله بالفارسية سه دلة: أي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ، مثل الحاريّ بكمين. وقولهم: جاء فُلانٌ يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه وأَصْدَرَيْه، أي عِطْفَيْهِ ومَنْكِبَيْهِ، إذا جاء فارغاً ليس بيده شئ ولم يقض طلبته. وربما قالوا: " أزدريه ". بالزاى. والسادر: المتحير. والسادر: الذى لا يهتمّ ولا يُبالي ما صَنَع. والسَدَر: تَحيُّر البَصَر. يقال: سَدِر البَعيرُ بالكسر يَسْدَرُ سَدَراً وسَدارَةً: تحيَّر من شدَّة الحر، فهو سَدِرٌ. وسَدِرٌ أيضاً: اسمٌ من أسماء البَحْر. قال أمية بن أبي الصلت: فكأنّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حوله * سدر تواكله القوائم أجرب - وقول على رضى الله عنه:

أَكِيلُكُمْ بالسَيفِ كَيْلَ السَنْدَرَه * يقال: هو مكيالٌ ضَخْم كالقَنْقَلِ والجراف. والسندرى: ضرب من السهام مَنْسُوبٌ إلى السَنْدَرة، وهي شجرة. والسندرى: شاعر كان مع علقمة بن علاثة: وكان لبيد مع عامر بن الطفيل، فدعى لبيد إلى مهاجاته، فأبى وقال: لكيلا يكونَ السَنْدَرِيُّ نَديدَتي * وأجْعَلَ أقواما عموما عماعما - وسَدَرَتِ المرأةُ شَعَرَها فانْسَدَرَ: لُغَةٌ في سَدَلَتْه فانْسَدَل. وانْسَدَرَ فلانٌ يَعْدُو، أي أَسْرَعَ بعض الإسراع.
سدر: أسدر: أذهل، حيَّر، أسكر (أبو الوليد ص549 رقم 78، السعدية نشيد 60)، وفي ابن البيطار (2: 116) نقلاً عن الادريسي: إذا أكل مخبوزاً أسدر وأسكر.
سِدْر: أضيف إلى ما ذكره لين ما يلي: في معجم بوشر alizier ( بالأسبانية almez) .
سِدْر: لوطس، نوع من شجر الكرز المصري ذو ثمر طيب لذيذ.
نوع سدر: مَيْس، نَشَم، جنس أشجار حرجية للتزيين (بركهارت نوبية ص379): وهو كثير الشبه بالعرعر البري أو الاريقس. وعند هوست: سدر. وعند جاكسون (تمبكتو ص6): ((صنف من الآس البري غير أن هذا الاسم يطلق على كل شجرة ذات شوك)).
ويتحدث التيجاني عن شجرة كبيرة تسمى السدر المِصريّ وهو صنف يختلف عن الموجود في نواحي تونس، فثمره اكبر ورائحته أطيب وإن كان قليل الحلاوة وفي تعليقه للمترجم يقول م، أرسو: ((إن العناب (لوطس) وهو شجر مثمر من الفصيلة السدرية ويسميه دمسفاوتين زيزيفوس لوطس إنما هو زهرة اللوطس أو النيلوفر الابيض المصري. وبعدها ينقل عبارة معجم التأريخ الطبيعي لمؤلفه الدكتور لاجر وهي: السدرة شجيرة لا ترتفع أكثر من أربعة أقدام إلى خمسة أقدام وأغصانها ملتوية معرجة غير متسقة، وهي ذات شوك وأوراق متقابلة صغار ذوات ثلاث عروق مستطيلة بزوايا منفرجة ولها زهر صغير ابيض باهت يخلفه ثمر كروي الشكل يسميه الأهالي نبقاً لونه إلى السمرة وهو طيب الطعم)).
انظر شو (1: 222) ويذكر بارت (5: 681) سدرة الهُوْي بين الشجر.
سدر: ورق صنف من السدر يستعمل استعمال الصابون (انظر لين، برثون 1: 324)، ألف ليلة 1: 408، 409).
وفي المثل: خذي (أوهاتي) يا سدرة وردّي (أو خذي يا مدرة) أي ما يأتي من المزمار يعود إلى الطنبور وهذا يعني أن المال الحرام يصرف في الحرام.
سَدَر دوار، دوخة، رنح (محيط المحيط)، (أبو الوليد ص549 رقم 76، 683، باين سميث 1403).
سَدِر والجمع سَدْرَى: مترنح دائخ، مصاب بالدوار (أبو الوليد ص549).
سدرة: خليج منحن (ترجمة العقد الصقلي لبلو ص11) وباللاتينية: Sinus monits ( ص22) غير أني أشك في صحة الاسم اللاتيني (أماري مخطوطات).
(سدر) - ق حديث عَبدِ الله بن حَبَشي - رضي الله عنه -: "مَنْ قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ الله رأسَه في النار".
قال الفراء: ذُكِر أنه السَّمُرُ. وقال الأصمعي: السِّدر: ما نبت منه في البر فهو الضَّالُ، بتخفيفِ الّلام، وما نبت على الأنهار فهو العُبْرِيُّ ، وقيل السِّدر هو الذي ثمره النَّبْق، والمراد بالحديث فيما قيل: سِدْرُ مَكَّة، لأنها حَرَمٌ.
وقال الخَطَّابي: هو سِدْر المدينة، نَهَى عن قَطْعه لئلا توُحِش وليبْقَى فيها شَجرُها، فيَسْتَأْنِسَ بذلك مَنْ هاجر إليها، ويستظِلّ بها.
وقال أبو داود السِّجِسْتاني: هو السِّدر بالفَلاة يَسْتَظِل بها ابنُ السَّبيل والبَهائِم غَشْماً وظُلْماً بغير حق يكون له فيه .
وذكر بعضهم أن الحَديثَ المرويَّ في السِّدر مُضْطَرب الإسناد، وأكثر ما يروى فيه عن عُروَة.
وقال هشام بن عُروةَ عن أبيه أَنَّه كان يقطع السِّدر يجعله أبوابًا، وأَشارَ إلى أبواب فقال: هذه من سِدْرٍ قَطَعَها أبي.
قال الطحاوي: حدّثنا ابنُ أبى عِمْران، حدثنا على بن الجَعْد قال: سمِعتُ سُفْيانَ بنَ سعيد، وقيل: سُئِل عن قَطْع السِّدر فقال: قد سَمِعنا فيه حديثاً ما ندرى ما هو، ما نرى بقَطْعِه بأسا.
قال الطحاوي: مع أن سائِرَ أهل العلم على إباحة قَطْعه.
- في الخبر "الذي يَسْدَر في البَحْرِ كالمُتَشَحِّط في دمه".
السدَر كالدُّوارِ، وقد سَدِر فهو سَدِرٌ، والسَّدَر: الصُّداع أيضا.
- في حديث يَحيى بن أبي كَثير: "السُّدَّر هي الشَّيطانة الصُّغرى".
هي لُعْبَة يُقامَر بها، وهي فارِسيَّة مُعَرَّبَة، وتُضَمُّ سِينُه وتُكْسَر، يعنىِ أَنَّها من أمرِ الشيطان.
- في حديث الحَسَن: "يَضْرِب أَسْدَرَيْهِ"
أي عِطْفَيْهِ، يضرِب بيديه عليهما، وهو بمعنى الفَارغ، ويقال بالزَّاى.
سدر
سدِرَ يَسدَر، سَدارَةً وسَدَرًا، فهو سادِر وسَدِر
• سدِر الشَّخصُ:
1 - تحيَّر بصرُه من شدّة الحرِّ "سدِر البصرُ".
2 - استهتر، لم يهتمّ بما صنع ولم يبالِ "ظلّ سادِرًا في غيِّه- ارتكبَ الفواحش وسدِر". 

سَدارَة [مفرد]: مصدر سدِرَ. 

سَدَر [مفرد]:
1 - مصدر سدِرَ.
2 - (طب) دُوار يصيب الإنسان عند ركوب البَحْر. 

سَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سدِرَ. 

سِدْر [جمع]: جج سِدَر، مف سِدْرة: (نت) شجر النبق وهو نوعان: نوع ينبت قرب العيون والأنهار قليل الشوك طريّه؛ عظيم الثمار، وهو من طعام أهل الجنّة، ونوع ذو أشواك صغير الثمار، وهو من طعام أهل النار " {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} - {وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} ". 

سِدْرَة [مفرد]: ج سِدْرات وسِدَر: (نت) واحدة السِّدْر، وهي شجرة النَّبِق، وهي شجرة ثمرتها طيِّبة، ينتفع بورقها، ومنها نوع آخر لا ينتفع بورقه وثمرته عفصة.
• سِدْرة المنتهى: شجرة في الجنَّة، وقيل: إنّها في السماء السابعة تجتمع عندها الملائكة ولا تتعدّاها، أو شجرة نَبِق عن يمين العرش " {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} " ° بلَغ سدرة المنتهى: بلغ أقصى غاية. 

سَدِير [مفرد]:
1 - منبع الماء.
2 - عُشْب. 
السين والدال والراء س د ر

السَّدْرُ شجرُ النَّبْقِ واحدتُه سِدْرة وجمعُها سِدَرٌ وسُدورٌ الأخيرة نادِرةٌ قال أبو حنيفة قال أبو زِيادٍ السِّدْرُ من العِضَاهِ وهو لونان فمنه عُبْرِيٌّ ومنه ضَالٌ فأما العُبْرِيُّ فما لا شَوْكَ فيه إلا مَا لا يَضِيرُ وأما الضَّالُ فهو ذو شَوْكٍ وللسِّدْرِ ورقَةٌ عَرِيضة مُدَوَّرَةٌ وربَّما كانت السِّدْرةُ مِحْلالاً قال ذو الرمَّة

(قَطَعْتُ إذا تجوَّفَتِ العَوَاطِي ... ضُروبَ السِّدْرِ عُبْرِيّا وضَالا)

قال ونبقُ الضال صغارٌ قال وأجودُ نبقٍ يعلمُ بأرضِ العرب نبقٌ بهجر في بقعة واحدةٍ يُحْمَا للسُّلْطانِ هو أشَدُّ نَبْقٍ يُعْلَم حَلاوةً وأطيبُه رائحةً يَفُوحُ فمُ آكِلِه وثِيابُ مُلاَبِسه كما يَفُوحُ العِطرُ وسَدِرَ بَصَرُهُ سَدَراً فهو سَدِرٌ لم يَكَدْ يُبْصِرُ ورَجُلٌ سادِرٌ غير مُتَثَبَّتٍ والسادِرُ الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبَالي ما صَنَعَ قال

(سادراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَداً ... فتَناهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرْ)

وسَدَرَ ثَوْبَهُ يَسْدِرهُ سَدْراً وسُدُوراً شَقَّه عن يعقوبَ وسدَرَ الشَّعَرَ والسِّترَ يَسْدُرُه سَدْراً أرْسلَه وانْسَدَرَ هو وانْسَدَرَ أيضاً أسْرعَ بعضَ الإِسراعِ والسِّدارُ شبهُ الكِلَّة تُعَرَّضُ في الخَباءِ والسِّيدارَةُ القَلَنْسُوةُ بلا أَصْداغٍ عن الهَجَريِّ والسَّدْرُ بناءٌ وهوَ بالفارسيَّة سِهْدلاً أي ثلاث شُعبٍ أو ثلاث مُدَاخَلاتٍ والسَّديرُ النَّهرُ وقد غَلَبَ على بعضِ الأَنهارِ قال

(ألابنِ أمِّكَ مَا بَدَا ... ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ)

والسَّدِيرُ مَنْبَع الماءِ وسَدِيرُ النَّخل سَوَاُه ومُجْتَمَعُه وكذلك سَدِيرُ النبات والأَسْدرانِ المَنكِبانِ وقيل عِرقانِ في العَيْنِ أو تحت الصُّدْغَيْن وجاء يَضْربُ أسْدَرَيْه يُضْربُ مثلاً للفارغِ الذي لا شُغْل له والسُّدَّرُ اللُّعبَةُ التي تُسمَّى الطُّبَن وهي خطٌّ مستديرٌ يَلْعَبُ بها الصّبيانُ وقول أُميَّةَ بن أبي الصَّلْتِ

(وكأنَّ بِرْقَعَ والمَلائِكَ حَوْلَها ... سِدَرٌ تَواكَلَهُ القَوائِمُ أَجْرَدُ)

سِدَرُ البَحرِ لم يُسْمَعْ به إلا في شِعْرِه قال أبو عليٍّ وقال أجْرَدُ لأنه قد لا يكونُ كذلك إذا تَمَوَّجَ وأنشدَ ثعلب

(وكأنَّ بِرْقَعَ والملائِكَ تَحتَها ... سَدِرٌ تَواكَلَهُ قَوائِمَ أَرْبَعُ)

قال سَدِرٌ يَدُورُ وقائم أرْبع قال هم الملائِكة لا يُدْرَى كيف خلْقُهُم قال شبَّه الملائِكَة في خَوْفِها من الله عز وجلَّ بهذا الرَّجُلِ السَّدِرِ وبنو سادِرَةَ حَيٌّ من العرب وسِدْرةُ قبيلة قال

(قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُهىً ... وعَدَداً فَخْماً وعِزّا بَزَرَا)

فأما قوله

(عَزَّ عَلَى لَيْلَى بذِي سُدَيْرِ ... سُوءُ مَبِيتِي لَيْلَةَ الغُمَيْرِ)

فقد يجوز أن يكونَ أضيفَ إلى سُدَير مُصغَّراً وقد يجوز أن يُريدَ بذِي سِدْرٍ فصَغَّر وقيل ذو سُدَيْرٍ موضِعٌ بعَيْنِه ورَجُلٌ سَنْدَريٌّ شديدٌ مَقْلوبٌ عن سَرَنْدَي
باب السين والدال والراء معهما س د ر، د س ر، س ر د، ر د س، د ر س مستعملات

سدر: السِّدْرُ شَجَرٌ حَمْلُه النَّبِق، والواحدة بالهاء، ووَرَقه غَسولٌ. وسِدْرةُ المُنتَهى في السّماء السابعة لا يُجاوزُها مَلَكٌ ولا نبيٌّ، قد أَظَلَّتِ السَّماواتِ والجَنّةَ. والسَّدَرُ: اسمِدْرار البَصَر، وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً اذا لم يكَد يُبصِر الشيءَ حَسَناً، فهو سَدِرٌ وعَيْنُه سَدِرةٌ. وفي عَيْنة سَماديرُ أي غَشوةٌ. وسَدَرَ شَعرَه يَسْدُره سَدْراً اذا أرسَلَه، قال:

أَثيث شَعْرٍ على المَتنَيْنِ مَسْدورُ

وهو كالسَّدْل للثوب. والأسدران: المنكبان. وقال الحَسَنُ في الأَثَر: يَضرِبُ أسْدَرَيْهِ ويخطُرُ في مِذْرَوَيْهِ . والسادِرُ: الذي لا يُقلِعُ ولا ينزعُ عما هو فيه من غَيِّه وضَلالِه وتَكَلَّمَ فلانٌ سادراً: غيرَ مُتَثَبَّتٍ في كلامه، ولم أسمع له فعلا، قال:

ولا تنطق العوراء في القَول سادِراً ... فإنَّ له فاعلَمْ من اللهِ واعيا

والسَّديرُ: اسْمُ نَهرٍ [بالحيرة، وقال عَدِيٌّ:

سَرَّه حالة وكثرة ما يملك ... والبحرُ مُعِرضاً والسَّديرُ]

وسيفٌ مُنْسَدِرٌ أي ماضٍ، وانسَدَرَ عليهم الخَيرَ والشَّرُّ أي انْسَدَلَ . والسِّدْر: الثَّوْبُ بلغة قومٍ.

دسر: الدَّسْرُ: الدَّفْعُ الشديد والطَّعن، ودَسَره بالرُّمْح. والدِّسارُ خَيْط من ليف تُشَدُّ به ألواحُ السَّفينةَ، والمَساميرُ أيضاً تُسَمَّى دُسُراً في أمر السفينة، واحدها دِسارٌ، قال العجاج في الدسر: عن ذي قَداميسَ لُهامٍ لَوْ دَسَرْ

والبُضعُ أيضاً يستعمل فيه الدَّسرُ. وجَمَل دَوُسَرٌ ودَوْسريّ ودَوْسَرانيٌّ: ضَخْمُ الهامةِ والمَنكِب .

سرد: سرَدَ القراءة والحديث يَسرُدُه سَرْداً أي يُتابِعُ بعضَه بعضاً. والسَّرْدُ: اسمٌ جامع للدُّروع ونحوِها من عَمَل الحَلَق، وسُمِّيَ سَرْداً لأنّه يُسْرَّدُ فيُثْقَبُ طَرَفا كُلِّ حَلقةٍ بمِسمار فذلك الحَلَق المُسَرَّد، قال الله- عز وجل: وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ

اي اجعَلِ المساميرَ على قَدْر خُرُوق الحَلَق، لا تُغلِظْ فتَنخَرِمَ ولا تُدِقَّ فتَقْلَقَ. والسِّرادُ والزِّراد والمِسْرَدُ: المِثْقَب، قال:

كما خَرَجَ السِّرادُ من النقال  وسُمِّيَت النَّعُلُ المَخصُوفةُ اللسان مِسرداً. وسُمِّيَ الزِّراد سِراداً لأنَّ السينَ قريبةٌ من الزاي كما قالوا للأسَد: أَزَد، فاذا صُغِّر أزد رَجَعوا الى السين فقالوا: أُسَيْد.

ردس: الرَّدْسُ: دَكُّكَ أرضاً أو حائطا أو مَدَراً بشيءٍ صُلْبٍ عريضٍ يُسَمَّى مِرْدَساً، والفعلُ يَردُسُ، قال العجاج:

يُغَمِّدُ الأعداءَ جَوْزاً مِرْدَسا

درس: الدَّرْسُ: ضَرْبٌ من الجَرَب يبقَى له أَثَرٌ مُتَفَشٍّ في الجِلْد، قال العجاج:

من عَرَق النَّضحِ عَصيمُ الدَّرْسِ

والدَّرس: بقيّة أَثَرِ الشيءٍ الدّارس، والمصدر الدُرُوس. ودَرَسَتهُ الرِّياح أي عَفَتْه. والدَّرْس: دَرْسُ الكتابِ للحِفْظ، ودَرَسَ دِراسةً، ودارَسْتُ فلاناً كتاباً لكي أحفَظَ. والدَّريسُ: الثَّوُبُ الخَلَق، وكذلك من البُسُطِ ونحوها. وقَتَلَ رجلٌ رجلاً من جُلَساءِ النُّعمان في مجلسه فأمر بقتله فقال: أيقتُل الرجلُ جارَه ويُضيعُ ذِمارَه، قال: نَعَم اذا قَتَلَ جليسَه وخَضَبَ دريسه، ويجمع الدَريس على الدُّرْسان.

سدر

1 سَدِرَ, aor. ـَ inf. n. سَدَرٌ and سَدَارَةٌ, (S, K,) He became dazzled by a thing at which he looked, so that he turned away his face from it: or became confounded, or perplexed, and unable to see his right course: syn. تَحَيَّرَ: (K:) and he (a camel) became dazzled by a thing at which he looked, so that he turned away his face from it, by reason of intense heat: (S, * K:) also, (TA,) or سَدِرَ بَصَرُهُ, (M,) he [app. a man or any animal] was hardly able to see: (M, TA:) or سَدِرَ بَصَرُهُ he was dazzled, or confounded or perplexed, and did not see well; as also ↓ اِسْمَدَرَّ. (A, TA.) [See also سَدَرٌ, below.]

A2: سَدَرَ, (M, K,) or سَدَرَتْ, (S,) aor. ـُ inf. n. سَدْرٌ, (M,) He, or she, let down, let fall, or made to hang down, his, or her, hair; (S, M, K;) and in like manner, a curtain, or veil, (M,) and a garment; (Lh;) a dial. var. of سَدَلَ. (S, K. *) b2: Also سَدَرَ, aor. ـِ inf. n. سَدْرٌ and سُدُورٌ, He rent his garment. (Yaa-koob, M.) 4 اسدرتِ الشَّمْسُ عَيْنَهُ [The sun dazzled his eye, and confused his sight]. (K in art. جهر.) 5 تسدّر بِثَوْبِهِ He covered himself with his garment. (AA.) 7 انسدر It (hair, S, M, K, and a curtain or veil, M) hung down; (S, M, K;) a dial. var. of انسدل. (S, K. *) b2: انسدر يَعْدُو He was somewhat quick, or made some haste, running: (S, M: *) or he went down, or downwards, and persevered (A 'Obeyd, K) in his running, going quickly. (A 'Obeyd.) [In the CK, for يعدو, is put by mistake بَعُدَ.] Q. Q. 4 اِسْمَدَرَّ بَصَرُهُ His sight became weak, in the manner described below, voce سَمَادِيرُ. (S in art. سدر, and M and K in art. سمدر.) It is of the measure اِفْمَعَلَّ, from السَّدَرُ; (IKtt;) the م being augmentative. (S.) See also سَدِرَ. b2: اسمدرّت عَيْنُهُ His eye shed tears; accord. to Lh; but this is not known in the classical language. (M in art. سمدر.) سِدْرٌ [a coll. gen. n., The species of lote-tree called by Linnæus rhamnus spina Christi; and by Forskål, rhamnus nabeca;] the tree, or trees, of which the fruit is called نَبِق and نَبْق: (S, M, Mgh, Msb, K:) sing., (Msb,) or [rather] n. un., (S, M, K,) سِدْرَةٌ: (S, M, Msb, K:) and sometimes سِدْرٌ is used as meaning the smallest or smaller of numbers [generally denoting from three to ten inclusively]: (Ibn-Es-Sarráj, Msb:) AHn says, accord. to Aboo-Ziyád, the سِدْر is of the kind called عِضَاه, and is of two species, عُبْرِىٌّ and ضَالٌ: the عبرى is that which has no thorns except such as do not hurt: the ضال has thorns [which hurt]: the سدر has a broad round leaf: and sometimes people alight and rest beneath a tree of this kind; but the ضال is small: the best نبق that is known in the land of the Arabs is in Hejer (هَجَر), in a single piece of land which is appropriated to the Sultán alone: it is the sweetest of all in taste and odour: the mouth of him who eats it, and the garments of him who has it upon him, diffuse an odour like that of perfume: (M, TA:) it is [also] said that the سدر is of two species; whereof one grows in the cultivated lands, and its leaves are used in the ablution termed غُسْل, and its fruit is sweet; and the other grows in the desert, and its leaves are not so used, and its fruit is juicy: the زُعْرُور is so described that it may be supposed to be the wild نبق: (Msb:) when سِدْرٌ is used absolutely, with relation to the ablution termed غُسْل, it means the ground leaves of the tree so called: (Mgh, * Msb:) the pl. of سِدْرَةٌ is سِدْرَاتٌ and سِدِرَاتٌ and سِدَرَاتٌ (S, K) and سِدَرٌ (S, M, K) and سُدُورٌ, (M, K,) which last is extr. (M.) b2: سِدْرَةُ المُنْتَهَى is said to be The lote-tree in the Seventh Heaven; (Lth, K; *) beyond which neither angel nor prophet passes, and which shades the water and Paradise: (Lth:) in the Saheeh it is said to be in the Sixth Heaven: 'Iyád reconciles the two assertions by the supposition that its root is in the Sixth, and that it rises over the Seventh: accord. to IAth, it is in the furthest part of Paradise to which, as its furthest limit, extends the knowledge of ancients and moderns. (MF, TA.) سَدَرٌ [see 1]. You say, فِى بَصَرِهِ سَدَرٌ, and ↓ سَمَادِيرُ, In his sight is a confusedness, so that he does not see well. (A.) b2: Some say that it signifies An affection resembling vertigo, common to a voyager upon the sea: or [simply] vertigo. (TA in art. بقل.) سَدِرٌ Having his eyes dazzled by a thing, so that he turns away his face from it: or in a state of confusion or perplexity, and unable to see his right course: syn. مُتَحَيِّرٌ: (K:) as also ↓ سَادِرٌ: (S, K:) and the former, a camel having his eyes dazzled by a thing, so that he turns away his face from it, by reason of intense heat: (S:) and also one having his eyes dazzled by snow; as well as by intense heat. (IAar.) b2: عَيْنُهُ سَدِرَةٌ His eye is confused in its vision, or dazzled, so that he cannot see well. (A.) b3: And سَدِرَةٌ means An old and weak she-camel. (IAar, TA in art. سد.) b4: Also سَدِرٌ The sea: (S, M, K:) one of the [proper] names thereof; (S;) occurring only in a poem of Umeiyeh Ibn-Abi-s-Salt: (M:) he says, فَكَأَنَّ بِرْقِعَ وَالمَلَائِكُ حَوْلَهُ سَدِرٌ تَوَاكَلُهُ القَوَائِمُ أَجْرَدُ [And as though the first heaven, with the angels around it, were the sea, the winds deserting it, and smooth]: (S, M, TA: [but in the M and TA, for حَوْلَهُ, we find حَوْلَهَا; and in the S, for أَجْرَدُ, we find أَجْرَبُ, which is inconsistent with the rhyme of the poem:]) by القوائم he means the winds; and by تواكله, [for تَتَوَاكَلُهُ,] تَرَكَتْهُ [or rather تَتْرُكُهُ]: he likens the sky to the sea when calm: (TA:) Th quotes thus: وَكَأَنَّ بِرْقِعَ وَالمَلَائِكُ تَحْتَهَا سَدِرٌ تَوَاكَلُهُ قَوَائِمُ أَرْبَعُ and says that the poet likens the angels, with respect to their fear of God, to a man affected with a vertigo [lit., turning round, though it would seem more appropriate had he said, the poet likens them to a camel so affected, whom his four legs failed: he prefaces this explanation with the words, سَدِرٌ يَدُورُ وَقَوَائِمُ أَرْبَعُ هُمُ المَلَائِكَةُ; to which he or ISd adds, لَا يَدْرِى كَيْفَ خَلْقُهُم: but (using a common phrase of ISd) I can only say, لَا أَدْرِى كَيْفَ هٰذَا; unless there be some omission in the transcription]: (M, TA:) Sgh says that the correct reading is سِدْرٌ, meaning the kind of tree so called, not the sea; and the author of the Námoos adopts his opinion; but MF rejects it: (TA:) some read رَقْعًا [in the place of برقع] and explain it as meaning the seventh heaven. (TA in art. رقع.) سِدْرِىٌّ One who grinds and sells the leaves of the سِدْر. (TA.) [See also سَدَّارٌ.]

سِدَارٌ A thing resembling a [curtain of the kind called] خِدْر: (K:) or resembling a كِلَّة, which is put across a [tent of the kind called] خِبَآء. (M.) سَدَّارٌ A seller of the leaves of the سِدْر. (TA.) [See also سِدْرِىٌّ.]

سَادِرٌ: see سَدِرٌ. b2: Also Losing his way: you say, إِنَّهُ سَادِرٌ فِى الغَىِّ Verily he is losing his way, in error. (A.) And أَتَى أَمْرَهُ سَادِرًا i. e. [He entered into, or did, his affair] in a wrong way. (Ham p. 432.) b3: A man without firmness, or deliberation. (M.) You say, تَكَلَّمَ سَادِرًا He spoke without deliberation. (A.) b4: A man who cares not for anything, nor minds what he does: (S, * M, K:) or one who occupies himself with vain or frivolous diversion. (TA.) سُمْدُورٌ A cloudiness of the eye; (K;) and weakness of sight: (TA:) and سَمَادِيرُ [originally pl. of the preceding, app.,] weakness of sight, (S, M, K,) or something appearing to a man by reason of weakness of his sight, (M, K,) on the occasion of, (S, M,) or [arising] from, (K,) intoxication (S, M, K) by drink &c., (M,) and from [or if the reading in the CK be correct this prep. should be omitted] the insensibility arising from drowsiness and vertigo. (S, K.) The م is augmentative. (S: but the word is mentioned in the M and K in art. سمدر.) See also سَدَرٌ.

A2: Also A king: because the eyes become weak, or dazzled, in consequence of looking at him. (K in art. سمدر.) الأَسْدَرَانِ The shoulder-joints, (S, M, A, K,) and the sides: (S, K:) or (so in the M, but accord. to the K “ and ”) two veins (M, K) in the eye, (M,) or in the two eyes: (K:) or beneath the temples. (M.) Hence the saying جَآءَ يَضْرِبُ

أَسْدَرَيْهِ He came beating (with his hands, TA) his shoulder-joints (S, A, K) and his sides; (S, K;) meaning, (tropical:) he came empty, (S, A, K,) having nothing in his hand, (S,) or having no occupation, (M,) and without having accomplished the object of his desire: (S, K:) and in like manner, أَصْدَرَيْهِ: (S:) and جَآءَ يَنْفُضُ أَسْدَرَيْهِ, (Az,) and أَصْدَرَيْهِ, (TA,) and أَزْدَرَيْهِ, (ISk,) he came shaking his shoulder-joints: (Az:) or his sides: meaning as above. (TA.) مَسْدُورٌ Hair [let down, or made to hang down, or] hanging down; like مَسْدُولٌ. (TA.) مُسْمَدِرٌّ A dazzled eye. (TA in art. سمدر.) A2: A long and direct road. (K ibid.) b2: And hence, (TA ibid.,) (assumed tropical:) Right speech or language. (K and TA ibid.)

سدر: السِّدْرُ: شجر النبق، واحدتها سِدْرَة وجمعها سِدْراتٌ وسِدِراتٌ

وسِدَرٌ وسُدورٌ

(* قوله: «سدور» كذا بالأَصل بواو بعد الدال، وفي

القاموس سقوطها، وقال شارحه ناقلاً عن المحكم هو بالضم)؛ الأَخيرة نادرة. قال

أَبو حنيفة: قال ابن زياد: السِّدْرُ من العِضاهِ، وهو لَوْنانِ: فمنه

عُبْرِيٌّ، ومنه ضالٌ؛ فأَما العُبْرِيُّ فما لا شوك فيه إِلا ما لا

يَضِيرُ، وأَما الضالُ فهو ذو شوك، وللسدر ورقة عريضة مُدَوَّرة، وربما كانت

السدرة محْلالاً؛ قال ذو الرمة:

قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطي،

ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضالا

قال: ونبق الضَّالِ صِغارٌ. قال: وأَجْوَدُ نبقٍ يُعْلَمُ بأَرضِ

العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ في بقعة واحدة يُسْمَى للسلطانِ، هو أَشد نبق يعلم حلاوة

وأَطْيَبُه رائحةً، يفوحُ فَمْ آكلِهِ وثيابُ مُلابِسِه كما يفوحُ

العِطْر. التهذيب: السدر اسم للجنس، والواحدة سدرة. والسدر من الشجر سِدْرانِ:

أَحدهما بَرِّيّ لا ينتفع بثمره ولا يصلح ورقه للغَسُولِ وربما خَبَط

ورَقَها الراعيةُ، وثمره عَفِصٌ لا يسوغ في الحلق، والعرب تسميه الضالَ،

والسدر الثاني ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العُنَّاب

له سُلاَّءٌ كَسُلاَّئه وورقه كورقه غير أَن ثمر العناب أَحمر حلو وثمر

السدر أَصفر مُزٌّ يُتَفَكَّه به. وفي الحديث: من قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ

اللهُ رأْسَه في النار؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد به سدرَ مكة لأَنها

حَرَم، وقيل سدرَ المدينة، نهى عن قطعه ليكون أُنْساً وظلاًّ لمنْ يُهاجِرُ

إِليها، وقيل: أَراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أَبناء السبيل

والحيوان أَو في ملك إِنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق، ومع هذا

فالحديث مضطرب الرواية فإِن أَكثر ما يروى عن عروة بن الزبير، وكان هو يقطع

السدر ويتخذ منه أَبواباً. قال هشام: وهذه أَبواب من سِدْرٍ قَطَعَه أَي

وأَهل العلم مجمعون على إِباحة قطعه.

وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فهو سَدِرٌ: لم يكد يبصر. ويقال: سَدِرَ

البعيرُ، بالكسر، يَسْدَرُ سَدَراً تَحيَّرَ من شدة الحرّ، فهو سَدِرٌ. ورجل

سادر: غير متشتت

(* قوله: «غير متشتت» كذا بالأَصل بشين معجمة بين تاءين،

والذي في شرح القاموس نقلاً عن الأَساس: وتكلم سادراً غير متثبت، بمثلثة

بين تاء فوقية وموحدة). والسادِرُ: المتحير. وفي الحديث: الذي يَسْدَرُ في

البحر كالمتشحط في دمه؛ السَّدَرُ، بالتحريك: كالدُّوارِ، وهو كثيراً ما

يَعْرِض لراكب البحر. وفي حديث عليّ: نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ

سادِراً أَي لاهياً. والسادِرُ: الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبالي ما صَنَع؛

قال:

سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَدَاً،

فَتَنَاهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرْ

(* وقوله: «صابت بقر» في الصحاح وقولهم للشدة إِذا نزلت صابت بقر أَي

صارت الشدة في قرارها).

والسَّدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَرِ. ابن الأَعرابي: سَدِرَ قَمِرَ،

وسَدِرَ من شدّة الحرّ. والسَّدَرُ: تحيُّر البصر. وقوله تعالى: عند سِدْرَةِ

المُنْتَهى؛ قال الليث: زعم إِنها سدرة في السماء السابعة لا يجاوزها

مَلَك ولا نبي وقد أَظلت الماءَ والجنةَ، قال: ويجمع على ما تقدم. وفي حديث

الإِسْراءِ: ثم رُفِعْتُ إِلى سِدرَةِ المُنْتَهَى؛ قال ابن الأَثير:

سدرةُ المنتهى في أَقصى الجنة إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلين والآخرين

ولا يتعدّاها. وسَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً: شَقَّه؛ عن

يعقوب. والسَّدْرُ والسَّدْلُ: إِرسال الشعر. يقال: شَعَرٌ مَسدولٌ

ومسدورٌ وشَعَرٌ مُنسَدِرٌ ومُنْسَدِلٌ إِذا كان مُسْتَرْسِلاٍ. وسَدَرَتِ

المرأَةُ شَعرَها فانسَدَر: لغة في سَدَلَتْه فانسدل. ابن سيده: سدَرَ

الشعرَ والسِّتْرَ يَسْدُرُه سَدْراً أَرسله، وانسَدَرَ هو. وانسَدَرَ أَيضاً:

أَسرع بعض الإِسراع. أَبو عبيد: يقال انسَدَرَ فلان يَعْدُو وانْصَلَتَ

يعدو إِذا أَسرع في عَدْوِه. اللحياني: سدَر ثوبَه سَدْراً إِذا أَرسله

طولاً. وقال أَبو عمرو: تَسَدَّرَ بثوبه إِذا تجلَّل به. والسِّدارُ:

شِبْهُ الكِلَّةِ تُعَرَّضُ في الخباء.

والسَّيدارَةُ: القَلَنْسُوَةُ بِلا أَصْداغٍ؛ عن الهَجَرِيّ.

والسَّديرُ: بِناءٌ، وهو بالفارسية سِهْدِلَّى أَي ثلاث شهب أَو ثلاث

مداخلات. وقال الأَصمعي: السدير فارسية كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَي قُبة في

ثلاث قِباب متداخلة، وهي التي تسميها الناس اليوم سِدِلَّى، فأَعربته العرب

فقالوا سَدِيرٌ والسَّدِيرُ: النَّهر، وقد غلب على بعض الأَنهار؛ قال:

أَلابْنِ أُمِّكَ ما بَدَا،

ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِير؟

التهذيب: السدِيرُ نَهَر بالحِيرة؛ قال عدي:

سَرَّه حالُه وكَثَرَةُ ما يَمْـ

ـلِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً، والسَّدِيرُ

والسدِيرُ: نهر، ويقال: قصر، وهو مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية سِهْ

دِلَّه أَي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ. ابن سيده: والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ.

وسدِيرُ النخل: سوادُه ومُجْتَمَعُه. وفي نوادر الأَصمعي التي رواها عنه أَبو

يعلى قال: قال أَبو عمرو بن العلاء السَّدِيرُ العُشْبُ.

والأَسْدَرانِ: المنكِبان، وقيل: عِرقان في العين أَو تحت الصدغين. وجاء

يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه؛ يُضْرَبُ مثلاً للفارغ الذي لا شغل له، وفي حديث

الحسن: يضرب أَسدريه أَي عِطْفيه ومنكبيه يضرب بيديه عليهما، وهو بمعنى

الفارغ. قال أَبو زيد: يقال للرجل إِذا جاء فارغاً: جاء يَنفُضُ

أَسْدَرَيْه، وقال بعضهم: جاء ينفض أَصْدَرَيْه أَي عطفيه. قال: وأَسدراه

مَنْكِباه. وقال ابن السكيت: جاء ينفض أَزْدَرَيْه، بالزاي وذلك إِذا جاء فارغاً

ليس بيده شيء ولم يَقْضِ طَلِبَتَه.

أَبو عمرو: سمعت بعض قيس يقول سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذهب

فيها فلم يَثْنِه شيء. ولُعْبَة للعرب يقال لها: السُّدَّرُ والطُّبَن.

ابن سيده: والسُّدَّرُ اللعبةُ التي تسمى الطُّبَنَ، وهو خطٌّ مستدير تلعب

بها الصبيان؛ وفي حديث بعضهم: رأَيت أَبا هريرة: يلعب السُّدَّر؛ قال ابن

الأَثير: هو لعبة يُلْعَبُ بها يُقامَرُ بها، وتكسر سينها وتضم، وهي

فارسية معربة عن ثلاثة أَبواب؛ ومنه حديث يحيى بن أَبي كثير: السُّدّر هي

الشيطانة الصغرى يعني أَنها من أَمر الشيطان؛ وقول أُمية بن أَبي الصلت:

وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَها،

سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائِمُ، أَجْرَدُ

(* قوله: «برقع» هو كزبرح وقنفذ السماء السابعة اهـ قاموس).

سَدِرٌ؛ للبحر، لم يُسْمع به إِلاَّ في شعره. قال أَبو علي: وقال أَجرد

لأَنه قد لا يكون كذلك إِذا تَموَّجَ. الجوهري: سَدِرٌ اسم من أَسماء

البحر، وأَنشد بيت أُمية إِلاَّ أَنه قال عِوَضَ حولها حَوْلَه، وقال عوض

أَجرد أَجْرَبُ، بالباء، قال ابن بري: صوابه أَجرد، بالدال، كما أَوردناه،

والقصيدة كلها دالية؛ وقبله:

فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها،

وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ

قال: وصواب قوله حوله أَن يقول حولها لأَن بِرْقِعَ اسم من أَسماء

السماء مؤنثة لا تنصرف للتأْنيث والتعريف، وأَراد بالقوائم ههنا الرياح،

وتواكلته: تركته. يقال: تواكله القوم إِذا تركوه؛ شبه السماء بالبحر عند سكونه

وعدم تموجه؛ قال ابن سيده وأَنشد ثعلب:

وكأَنَّ بِرقع، والملائك تحتها،

سدر، تواكله قوائم أَربع

قال: سدر يَدُورُ. وقوائم أَربع: قال هم الملائكة لا يدرى كيف خلقهم.

قال: شبه الملائكة في خوفها من الله تعالى بهذا الرجل السَّدِرِ.

وبنو سادِرَة: حَيٌّ من العرب. وسِدْرَةُ: قبيلة؛ قال:

قَدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُها،

وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى

فأَما قوله:

عَزَّ عَلى لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ

سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ

فقد يجوز أَن يريد بذي سِدْرٍ فصغر، وقيل: ذو سُدَيْرٍ موضع بعينه.

ورجل سَنْدَرَى: شديد، مقلوب عن سَرَنْدَى.

سدر
: (السِّدْر، بالكَسْر: (شَجَرُ النَّبِقِ) ، الوَاحِدَةُ بِهَاءٍ، قَالَ أَبو حَنِيفَة: قَالَ ابنُ زِياد: السِّدْرُ من العِضَاهِ، وَهُوَ لَوْنَانِ: فمنْه عُبْرِيٌّ، وَمِنْه ضَالٌ. فأَمّا العُبْرِيّ فمَا لَا شَوْكَ فِيهِ إِلّا مَا لَا يَضِيرُ. وأَما الضّالُ فذُو شَوْكٍ. وللسِّدْرِ وَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ مُدَوَّرةٌ، وَرُبمَا كَانَت السِّدْرةُ مِحْلاَلاً. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِي
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيًّا وضَالاَ
قَالَ: ونَبِقُ الضَّالِ صِغَارٌ. قَالَ: وأَجْوَدُ نَبِقٍ يُعلَم بأَرْضِ العَرَب نَبِقُ هَجَرَ، فِي بُقحة واحِدَة، يُحْمَى للسُّلْطان. وَهُوَ أَشَدُّ نَبِقٍ يُعْلَم حَلاوةً وأَطيَبُه رائِحَةً، يَفُوحُ فَمُ آكِلِه وثِيَابُ مُلاَبِسِه كَمَا يَفوح العِطْرُ. (ج سِدْرَاتٌ) ، بكَسْر فسُكُون، (وسِدِرَاتٌ) ، بكَسْرَتَيْن، (وسِدَرَاتٌ) ، بِكَسْر فَفتح، (وسِدَرٌ) ، مثل، عِنَبٍ، (وسُدُرٌ) ، بالضّمّ، الأَخيرَة نادِرَة، كَذَا فِي الْمُحكم.
(وسِدْرَةُ) ، بِالْكَسْرِ: (تابِعِيّ) ، وَقيل: اسمُ امرأَةٍ رَوَتْ عَن عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا. (وأَبو سِدْرَةَ: سُحَيْمٌ الجُهَيْمِيّ: شاعِرٌ) ، وأَبو سِدْرَةَ: خالِدُ بنُ عَمْرٍ و.
(و) قولُه تَعالى: (عنْدَ (سِدْرَةِ المُنْتَهَى) عِنْدَها جَنَّةُ المَأْوَى) . وكذالك فِي حَدِيثِ الإِسراءِ (ثمَّ رُفِعْتُ إِلى سِدْرَةِ المُنْتَهى) قَالَ الليثُ: زعمَ أَنَّهَا سِدْرَةٌ (فِي السَّمَاءِ السّابِعَةِ) لَا يُجَاوِزُها مَلَكٌ وَلَا نَبِيّ. وَقد أَظَلَّت الماءَ والجَنَّةَ. قَالَ: ويُجْمَع على مَا تقدَّم. وَقَالَ شيخُنَا: ووَردَ فِي الصَّحِيح أَيضاً أَنَّهَا فِي السَّمَاءِ السَّادِسَة، وجمعَ بَيْنَهما عياضٌ باحْتِمَال أَنَّ أَصْلَها فِي السَّادِسَة وعَلَت وارتفَعَت أُصولُها إِلَى السَّابِعَة.
قلْت: وَقَالَ ابنُ الأَثِير: سِدْرَةُ المُنْتَهَى فِي أَقْصَى الجَنَّةِ، إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلِين والآخِرِين وَلَا يَتَعَدّاها.
(وذُو سِدْرٍ) ، بالكَسْر، (وَذُو سُدَيْرٍ) ، بالتَّصْغِير، (والسِّدْرَتَانِ) مُثَنَّى سِدْرةٍ: (مَوَاضِعُ) . وقَرأْت فِي دِيوانِ الهُذَلِيّين من شِعْر أَبِي ذُؤَيْب الهُذَلِيّ قولَه:
أَصْبَحَ من أُمِّ عَمْرو بَطْنُ مُرَ فَأَجْ
زاعُ الرَّجِيعِ فذُو سِدْرٍ فأَمْلاَحُ
وأَمَّا ذُو سُدَيْرٍ فقَاعٌ بَيْنَ البَصحرَةِ والكُوفَة، وسيأْتِي فِي كَلَام المصنِّف قَرِيبا.
(و) سَدِيرٌ، (كأَمِير، نَهرٌ بناحِيَة الحِيرَةِ) من أَرضِ العِرَاق. قَالَ عَدِيّ:
سَرَّهُ حَالُه وكَثْرةُ مَا يَمْ
لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ
وَقيل: السَّديرُ: النّهْر مُطلقًا. وَقد غَلَب على هاذا النَّهْرِ. وَقيل: سَدِيرٌ: قَصْرٌ فِي الحِيرَة من مَنَازلِ آلِ المُنْذِر وأَبنِيَتهم، وَهُوَ بالفارسيّة (سِهْ دِلَّى) أَي ثَلَاث شُعَبٍ أَو ثَلَاث مُداخَلاَتٍ. وَفِي الصّحاح: وأَصْله بالفارسيّة (سِهْ دِلَه) أَي فِيهِ قِبَابٌ مُدَاخَلَة مِثْلُ الحارِيّ بكُمَّيْنِ. وَقَالَ الأَصمعِيُّ: السَّدِير فارِسَيَّة كأَن أَصله (سِهْ دِل) أَي قُبَّة فِي ثَلاَثِ قِبَابٍ مُدَاخَلَة، وَهِي الَّتِي تُسَمِّيها اليومَ الناسُ سِدِلَّى. فأَعْربتْه الْعَرَب فَقَالُوا: سَدِيرٌ.
قلْت: وَمَا ذَكَرَه من أَن السِّدِلَّى بمعنَى القِبَاب المُتداخِلة فَهُوَ كَذالِك فِي العُرْف الْآن، وهاكذا يُكْتَب فِي الصُّكُوك المستعمَلة. وأَمَّا كَون أَنّ السَّدِير مُعرّب عَنهُ فمَحَلُّ تأَمُّلٍ، لأَن الَّذِي يَقتضيه اللسانُ أَن يكون مُعَرَّباً عَن (سِهْ دره) أَي ذَا ثلاثةِ أَبوابِ، وهاذا أَقرب من (سِهْ دلَّى) كَمَا لَا يَخْفَى.
(وسَدِيرٌ أَيضاً: (سقط: أَرضٌ باليَمَن) تُجلَب (مِنْهَا البُرَودُ) المُثمّنَة) .
(و) سَدِيرٌ أَيضاً (: ع بِمِصْر) فِي الشَّرِقيَّة (قُربَ العَبًّاسِيَّة) .
(و) سَدِيرُ (بنُ حَكِيم) الصَّيْرَفِيّ: (شّيْخٌ لسُفْيَانَ الثَّوْرِيّ) ، سَمِع أَبا جَعْفَرِ: محمَّدَ بن غليّ بن الحُسَيْن، قَالَه البُخَارِيّ فِي؟ ؟ .
(و) فِي نَوَادِر الأصْمَعِيّ الَّتِي رَوَاهَا عَنهُ أَبو يَعْلَى. قَالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: السَّدِيرُ: (العُشْب) .
(و) ذُو سُدَيْر، كزُبَيْر: قاعٌ بينَ البَصْرَةِ والكُوفَةِ) ، وَهُوَ الَّذِي تَقَدَّم ذكْرُه فِي كَلَامه أَوَّلاً، فَهُوَ تَكْرَارٌ، كَمَا لَا يَخْفَى.
(و) السُّدَيْر: (ع بدِيارِ غَطَفَانَ) ، قَالَ الشَّاعِر:
عَرَّ عَلَى لَيْلَى بَذِي سُدَيْرِ
سُوءُ مَبِيتِي بَلَدَ الغُمَيْرِ
قيل: يُرِيد: بِذِي سِدْرٍ، فصَغَّرَ.
(و) السُّدَيْر: (ماءٌ بالحجازِ) ، وَفِي بعض النُّسَخ بدله: وقَرْيَةٌ بِسِنْجَارَ. (وَيُقَال) : سُدَيْرةُ: (بِهَاءٍ) ، وصَوَّبه شيخُنَا.
وَفِي مُعْجم البَكْرِيّ: سُدَير وَيُقَال سُدَيْرَةُ: مَاءَةٌ بَين جُرَاد والمَرُّوتِ، أَقطعَهَا النَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم حُصَيْنَ بنَ مُشمتٍ الحِمَّانيّ فليُنْظَر.
(والسّادِرُ: المُتَحَيَّر) من شِدّة الحَرّ، (كالسَّدِرِ) ، ككَتِف.
و (سَدِرَ) بَصَرُه، كفَرِحَ، سَدَراً) ، مُحَرَّكَةً، (وسَدَارَةً) ، ككَرَامَة، فَهُوَ سَدِرٌ: لَك يَكَد يُبْصِر. وَقيل: السَّدَرُ، بالتَّحْرِيك. شِبْهُ الدُّوَارِ، وَهُوَ كَثِيراً مَا يَعْرِض لرَاكِبِ البَحْر. (و) فِي حديثِ عليَ رَضِي الله عَنهُ (نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ سادِراً) ، قيل السَّادِرُ: اللاَّهِي. وَقيل: (الَّذِي لَا يَهْتَمُّ) لشيْءٍ (وَلَا يُبَالِي مَا صَنَعَ) قَالَ:
سَادِراً أَحْسَبُ غَيِّى رَشَداً
فتَناهَيْتُ وَقد صَابَتْ بقُْرّ
(و) يُقَال: سَدرَ (البَعِيرُ) ، كفَرِحَ، يَسْدَر سَدَراً: (تَحَيَّر بَصَرُه من شِدَّةِ الحَرِّ) ، فَهُوَ سَدِرٌ.
وَفِي الأَساس: سَدِرَ بَصرُه واسمَدَرَّ: تَحَيَّرَ فَلم يُحسِن الإِدْراكَ. وَفِي بَصَرِه سَدَرٌ وسَمَادِيرُ.
وعَينه سَدِرَةٌ. وإِنه سادِرٌ فِي الغَيّ: تائِهٌ، وتكَلَّم سادِراً: غيرَ مُتَثَبِّت فِي كلامِه، انْتهى.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: سَدِرَ: قَمِرَ، وسَدِرَ من شدَّة الحَرّ.
(و) سَدِرٌ (ككَتِفٍ: البَحْرُ) ، قَالَه الجوهريّ. قِيل: لم يُسمع بِهِ إِلَّا فِي شِعْر أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْت:
فكأَنّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَهَا
سَدِرٌ تَوَاكَلَه القَوَائِمُ أَجْرَدُ
وَقَبله:
فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْبَاقُهَا
وأَتَى بِسَابِعَةٍ فأَنَّى تُورَدُ
وأَراد بالقَوَائِم هُنَا الرِّيَاحَ. وتَواكَلَتْه. تَرَكَتْه، شَبَّهَ السمَاءَ بالبَحْر عِنْد سُكُونه وعدمِ تَمَوُّجِه.
وَقَالَ ابنُ سيدَه، وأَنشدَ ثَعْلَب:
وكأَنَّ بِرْقِع والملائِكَ تَحْتَها
سَدِرٌ تَوَاكَلَه قَوائِمُ أَرْبَخ
قَالَ: سَدِرٌ: يَدُور. وقَوائمُ أَربعُ، هم الْمَلَائِكَة لَا يُدْرَى كيفَ خَلْقُهم. قَالَ: شَبَّه الملائكَةَ فِي خَوْفِها من الله تَعَالَى بهاذا الرَّجلِ السَّدِر.
وَقَالَ الصَّاغانِيّ فِيمَا رَدَّ بِهِ على الجوهريّ: إِن الصَّحِيحَ فِي الرّواية سِدْر، بالكَسْر. وأَرادَ بِهِ الشَّجَرَ لَا البَحْر، وتَبعَه صاحِبُ النَّامُوس، وشَذَّ شَيْخُنَا فأَنْكَرَه عَلَيْهِ.
وَيَأْتِي للمصنّف فِي (وك ل) سِدْرٌ لَوَاكَلهُ القَوَائِمُ: لَا قوائِمَ لَهُ: فتأَمَّلَ.
(والسِّدَارُ، ككِتَاب: شِبْهُ الخِدْرِ) يُعَرَّض فِي الخِبَاءِ.
(والسِّيدارَةُ، بالكسْرِ: الوِقَايَةُ) على رَأْس المرأَةِ تكون (تَحْتَ المِقْنَعَةِ، و) هِيَ (العِصَابَةُ) أَيضاً. وَقيل: هِيَ القَلَنْسُوَة بِلَا أَصْدَاغٍ، عَن الهَجَرِيّ.
(و) سُدَّر، (كقُبَّر) لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ) ، وَهِي الَّتِي تُسَمَّى الطُّبَن؛ وَهِي خَطٌّ مُستديرٌ، يلْعَب بهَا الصِّبْيان. وَفِي حَدِيث بَعضهم (رأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَلْعَب السُّدَّرَ) . قَالَ ابْن الأَثير: هُوَ لُعْبَة يُلْعَب بهَا يَقَامَرُ بهَا، وتُكْسَر سِينُهَا وتُضَمّ، وَهِي فارسيّة معَرَّبة عَن ثَلَاثَة أَبواب. وَمِنْه حديثُ يحيى بنِ أَبِي كثير: (السُّدَّرُ هِيَ الشيطانةُ الصُّغْرَى) يَعْنِي أَنها من أَمْرِ الشَّيْطَانِ.
قلْت: وسيأْتي للمُصَنِّف فِي (فرق) . وَنقل شَيخنَا عَن أَبي حَيَّان أَنها بالفَتْح كبَقَّم. قلْت: فَهُوَ مُثَلَّث، وَقد أَغفلَه المُصَنّف.
(والأَسْدَرانِ) : المَنْكِبانِ: وَقيل: (عِرْقانِ فِي العَيْنَيْنِ) أَو تَحْتَ الصُّدْغَيْن. (و) فِي الْمثل: ((جاءَ يَضْرِب أَسْدَرَيْه)) يُضرَب للفارِغ الَّذِي لَا شُغْلَ لَهُ. وَفِي حَدِيث الحَسَن: يَضْرِب أَسْدَرَيْه، (أَي عِطْفَيْه ومَنْكِبَيْه) ، يَضْرِب بيَدَيْه عَلَيْهِمَا، وَهُوَ بمَعْنى الفارِغ. قَالَ أَبو زيد. يُقَال للرجل إِذا جاءَ فارِغاً: جاءَ يَنفُض أَسْدَآعيْه. وَقَالَ بَعضهم: جاءَ يَنْفُض أَصْدَرَيْه، أَي عِطْفَيْه. قَالَ: وأَسْدَرَاه: مَنْكِباه: وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: اءَ يَنْفُض أَزْدَرَيْه، بالزَّاي، (أَي جاءَ فارِغاً) لَيْسَ بِيَدِهِ شَيْءٌ، (وَلم يَقْضِ طَلِبَتَه) ، وَقد تقدّم شَيْءٌ من ذالك فِي أَزدَرَيه.
(و) يُقَال: (سَدَرَ الشَّعرَ فانْسَدَر) ، وكذالك السِّتْرَ، لُغَةٌ فِي (سَدَلَه فانْسَدَلَ) ، أَي أَرْسَلَه وأَرْخَاهُ. (وانْسَدَر) : أَسْرَع بعضَ الإِسْراع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقَال: انْسَدَرَ فُلانٌ (يَعْدُو) ، وانْصَلَتَ يَعْدُو، إِذا (انْحَدَرَ واسْتَمَرَّ) فِي عَدْوِه مُسْرِعاً.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
سَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً: شَقَّه، عَن يَعْقُوب.
وشَعرٌ مَسْدُورٌ، كمَسْدُول، أَي مُسْتَرْسِل.
وسَدَرَ ثَوبَه، سَدْراً إِذا أَرْسَلَه طُولاً، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: تَسَدَّرَ بثَوْبِه، إِذا تَجَلَّلَ بِهِ.
والسَّدِيرُ، كأَمِير: مَنْبَعُ الماءِ، عَن ابْن سِيدَه.
وسَدِيرُ النَّخْلِ: سَوَادُه ومُجْتَمَعُه.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْس يَقُول: سَدَلَ الرَّجلُ فِي البِلاد، وسَدَرَ، إِذَا ذَهَبَ فِيهَا فَلم يَثْنِه شَيْءٌ.
وَبَنُو سَادِرَةَ: حَيٌّ من الْعَرَب.
وسِدْرَةُ، بِالْكَسْرِ: قَبِيلَةٌ. قَالَ:
قد لَقِيَتْ سدْرَةُ جَمْعاً ذَا لُهَا
وعَدَداً فَخْماً وعِزًّا بَزَرَى
ورَجلٌ سَنْدَرَى: شَدِيدٌ، مقلوبٌ عَن سَرَنْدَى.
وأَبو مُوسَى السِّدْرَانِيّ، بالكَسْر: صُوفِيٌّ مَشْهُور، من المَغْرِب.
والسِّدْرَة، بِالْكَسْرِ: من مَنَزِل حَاجِّ مِصْر.
والسَّدَّار، ككَتَّان: الَّذِي يَبِيع وَرَقَ السِّدْرِ. وَقد نُسِبَ إِليه جماعةٌ.
وسِدْرةُ بن عَمآٍ و، فِي قَيْس عَيْلانَ.
وَفِي تلامذة الأَصمعيّ رَجلٌ يُعرَفُ بالسِّدْرِيّ، بَصْريّ، وَهُوَ نِسْبَةٌ لمن يطْحَنُ وَرَقَ السِّدْرِ ويَبيعُه.
وسَدُورٌ، كصَبُور، وَيُقَال سَدِيوَرُ، بِفَتْح فَكسر فَسُكُون فَفتح، قَرْيَة بمَرْو، فِيهَا قَبْر الرَّبِيع بنِ أَنَسٍ صاحِبِ أَبي العَالِيَةَ الرِّيَاحِيّ.
وبنُو السدري: قَومٌ من العَلَويّين.

فشا

[فشا] فَشا الخبر يَفْشو فُشُوًّا، أي ذاع. وأفْشاهُ غيره. وتَفَشَّى الشئ، أي اتسع. والفواشى: كل شئ منتشر من المال، مثل الغنم السائمة والإبل وغيرها. وفي الحديث: " ضُمُّوا فَواشِيَكُمْ حتَّى تذهب فحمة العشاء ".
ف ش ا: (فَشَا) الْخَبَرُ ذَاعَ وَبَابُهُ سَمَا. وَ (الْفَوَاشِي) كُلُّ شَيْءٍ مُنْتَشِرٌ مِنَ الْمَالِ كَالْغَنَمِ السَّائِمَةِ وَالْإِبِلِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «ضُمُّوا فَوَاشِيَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعَشَاءِ» . 
[فشا] فيه: ضموا "فواشيكم"، هو جمع فاشية، وهي الماشية التي تنتشر من المال كالإبل والبقر والغنم السائمة، وأفشى الرجل- إذا كثرت مواشيه. ط: ومنه: لا ترسلوا "فواشيكم" حتى تذهب فحمة العشاء. نه: ومنه ح هوازن: لما انهزموا قالوا: الرأي أن ندخل في الحصن ما قدرنا عليه من "فاشيتنا"، أي مواشينا. ومنه: فلما رآه أصحابه قد تختم به "فشت" خواتيم الذهب، أي كثرت وانتشرت. ومنه ح: "أفشى" الله ضيعته، أي كثر معاشه ليشغله عن الآخرة، وروي: أفسد الله ضيعته- بضاد. وح: وآية ذلك أن "تفشو" الفاقة. قس: ومنه: و"ليفشوا" العلم، من الإفشاء بضم تحتية، وليجلسوا- بفتح تحتية وسكون لام فيهما وكسرها، وروي بفوقية فيهما، قوله: حتى يعلم- بضم تحتية وفتح لام مشددة، وروي بفتح تحتية ولام مخففة، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرًا بأن يتخذ في الدور المحجورة بخلاف المساجد والجامع والمدرس. ن: كان الناس فيه بجهد فأردت أن "يفشو" فيهم، أي يشيع لحم الأضاحي وينتفع به المحتاجون. وح: "أفشوا" السلام، بقطع همزة مفتوحة. ج: ومنه: ثم "يفشو" فيهم السمن.

ح] نه: غفر له بعدد كل "فصيح" وأعجم، أي بني آدم وبهائم- كذا ورد تفسيره، وهو لغة: المنطلق اللسان في القول الذي يعرف جيد الكلام من رديئه، من: فصح فصاحة عن الشيء- إذا بينه وكشفه.

فشا: فَشا خَبَرُه يَفْشُو فُشُوًّا وفُشِيًّا: انتشر وذاعَ، كذلك فَشا

فَضْلُه وعُرْفُه وأَفْشاه هو؛ قال:

إنَّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْملاً

بالخَيْرِ يُفْشي في مِصْرِه العُرُفا

وفشا الشيءُ يَفْشُو فُشوًا إذا ظهر، وهو عامّ في كل شيء، ومنه إفْشاء

السر. وقد تَفَشَّى الحِبرُ إذا كُتب على كاغَد رقيق فتمشَّى فيه. ويقال:

تَفَشَّى بهم المرض وتَفَشَّاهم المرض إذا عَمَّهم؛ وأَنشد :

تَفَشَّى بإخْوانِ الثِّقاتِ فعَمَّهم،

فأَسْكَتُّ عَنِّي المُعْوِلاتِ البَواكيا

وفي حديث الخاتم: فلما رآه أَصحابه قد تخَتَّم به فشَت خواتيم الذهب أَي

كثرت وانتشرت. وفي الحديث: أَفْشى اللهُ ضَيْعَته أَي كثَّر عليه معاشَه

ليَشْغَلَه عن الآخرة، وروي: أَفْسدَ الله ضَيْعَته، رواه الهروي كذلك في

حرف الضاد، والمعروف المروي أَفْشى. وفي حديث ابن مسعود: وآيةُ ذلك

أَن تَفْشُوَ الفاقة. والفَواشي: كل شيء مُنْتَشر من المال كالغنم السائمة

والإبل وغيرها لأنها تَفْشو أَي تنتشر في الارض ، واحدتها فاشيةٌ. وفي

حديث هَوازِن: لمَّا انهزموا قالوا الرأْيُ أَن نُدْخِلَ في الحِصْنِ ما

قَدَرنا عليه من فاشِيتنا أَي مَواشِينا. وتَفَشَّى الشيء أي اتسع. وحكى

اللحياني: إني لــأَحفظ فلاناً في فاشيته، وهو ما انتشر من ماله من ماشية

وغيرها. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم ، أَنه قال: ضُمُّوا فَواشِيَكم

بالليل حتى تذهب فَحْمةُ العِشاء. وأَفْشى الرجل إذا كثرت فَواشِيه. ابن

الأَعرابي: أَفشَى الرجل وأَمْشى وأَوْشى إذا كثر ماله، وهو الفَشاء

والمَشاء، ممدود. الليث: يقال فشَتْ عليه أُموره إذا انتشرت فلم يدر بأَيِّ

ذلك يأْخذ، وأَفُشَيته أَنا. والفَشاء، ممدود: تَناسل المال وكثرته، سمي

بذلك لكثرته حينئذ وانتشاره. وقد أَفشى القوم. وتَفَشَّت القَرحة: اتسعت

وأَرِضَتْ. وتَفَشَّاهم المَرَض وتَفَشَّى بهم: انتشر فيهم.وإِذا نِمت من

الليل نَوْمة ثم قمت فتلك الفاشِيةُ. والفَشَيانُ: الغَثْية

(* قوله« والفشيان الغثية» ضبط الفشيان في التكملة والأصل والتهذيب بهذا

الضبط، واغتروا باطلاق المجد فضبطوه في بعض النسخ بالفتح. وأما الغثية فهي

عبارة الأصل والتهذيب أيضا ولكن الذي في القاموس والتكملة بالشين المعجمة

بدل المثلثة.)

التي تعتري الإِنسان، وهو الذي يقال له بالفارسية تاسا. قال ابن بري:

الفَشْوةُ قُفَّة يكون فيها طِيب المرأَة؛ قال أَبو الأَسود العِجْلي:

لها فَشْوةٌ فِيها مَلابٌ وزِئْبَقٌ،

إِذا عَزَبٌ أَسْرَى إِليها تَطَيَّبا

خمز

خمز: قال الأَزهري: لا أَعرف خمز ولا أَحفظ للعرب فيه شيئاً صحيحاً، وقد

قال الليث: الخَامِيزُ اسم أعجميّ إِعرابه عامص وآمص* قوله« اعرابه عامص

إلخ» عبارة شرح القاموس: تعرابه عامص وآمص وبعضهم يقول عاميص وآميص،

وقال ابن الاعرابي: العاميص الهلام، وقال الليث: طعام يتخذ من لحم عجل

بجلده. وقال ابن سيده: الخامِيزُ أَعجمي؛ حكاه صاحب العين ولم يفسره، قال:

وأُراه ضرباً من الطعام.

خمز
الخاميزُ، أهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: لَا أعرف خَمَزَ وَلَا أحفظ للْعَرَب فِيهِ شَيْئا صَحِيحا، وَقد قَالَ اللَّيْث: الخاميزُ: اسمٌ أَعْجَميٌّ إعرابُه عامِصٌ وآمِصٌ، وبعضُهم يَقُول: عاميصٌ وآميصٌ. وَقَالَ اللِّسان: العاميص: الهُلام. وَقَالَ اللَّيْث: العاميص: طعامٌ يُتَّخذُ من لَحْمِ عِجل بجِلْده. وَقَالَ الأطِبَّاءُ: الهُلام هُوَ مَرَقُ السِّكْباج المُبرَّد المُصفَّى من الدُّهْن. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الخاميزُ أَعْجَميٌّ. حَكَاهُ صاحبُ العَين وَلم يُفسِّره قَالَ: وأُراه ضَرْبَاً من الطَّعَام، كَذَا فِي اللِّسان والتّكملة.
باب الخاء والزاي والميم معهما خ م ز، ز م خ، خ ز م، ز خ م مستعملات

خمز: الخاميز عَجَميُّ إعرابه: عامصٌ وآمصٌ.

زمخ: الزامِخ: الشامخ بأنفه.

خزم: الخَزْم: الشد، ، (تقول) : شراكٌ مَخْزُومٌ. والخِزامة: بُرَةٌ في أنف الناقة يشد فيها الزمامُ. والخِزامة من قلبٍ (كذا) ، فإن كانت من صفرٍ فهي برةٌ وإن كانت من عقب فهي ضانة، والجميع الخزائم. وكَمَرةٌ خَزْماءُ: قصيرة وَتَرتُها، وذكر أخزَمُ، قال قائل لبني له أعجبه: شنشنة أعرفها من أعرفها من أخزَمَ أي قطرانُ الماء من ذكر أخزَمَ، قال: هذا خطأ، بل أَخزَمُ جد حاتم الطائي، وإنما أراد أنّ حاتِماً فيه مَشابِهُ من أخزم. وقالوا: الأخزمُ قطعة من جبل. والأخزَمُ الحية الذكر. والخَزَمةُ: خوص المقل يعمل منه أحفاش النساء والخَزَمْ: شجرٌ..
خمز الخاميز أعجمي.

دفطس

دفطس
ابن الأعرابي: دَفْطَسَ الرجل: إذا ضَيَّعَ مالَه، وذَكَرَه الأزهريّ بالذال المُعجَمة.

دفطس: دَفْطَسَ: ضَيَّعَ مالَه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

قد نامَ عنها جابرٌ ودَفْطَسا،

يَشْكو عُرُوقَ خُصْيَتَيْهِ والنِّسا

قال أَبو العباس: أَراه ذَفْطَسا، قال: وكذا أَحفظــه، بالذال، قال: ولكن

لا نغيره وأُعَلِّمُ عليه.

السين والطاء د ف ط س

دَفْطَسَ ضَيَّع ماله عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(قد نامَ عنها جابِرٌ ودَفْطَساً ... ) 
دفطس
دَفْطَسَ الرَّجُلُ: ضَيَّعَ مالَهُ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَة، وأَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وأَنْشَدَ:
(قَدْ نَامَ عَنْهَا جَابِرٌ ودَفْطَسَا ... يَشْكُو عُرُوقَ خُصْيَتَيهِ وَالنَّسَا)
والمُرَادُ بالمالِ هُنَا: الإِبِلُ والنَّعَمُ والشاءُ. ومثلهُ فِي العُبَاب. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ بِالذَّالِ المُعجَمة.

خصر

(خصر) خصرا برد أَو اشْتَدَّ برده وآلمه الْبرد فِي أَطْرَافه

(خصر) أُصِيب خصره فَهُوَ مخصور
(خصر) - في الحَدِيث: "أَنَّ نعلَه، - صلى الله عليه وسلم -، كانت مُخَصَّرَة ".
: أي قُطِع خَصْراها حتَّى صارا مُسْتَدَقَّين، ورجل مُخصَّر: دَقِيق الخَصْر.
وقيل المُخَصَّرة: التي لها خَصْران، والمُلسَّنة: التي لها لِسان، وهو الهُنَيَّة الناتِئَةُ من مُقدَّمِها.

خصر


خَصِرَ(n. ac. خَصَر)
a. Was cold; was chilled, numbed.

خَاْصَرَa. Walked hand in hand; walked side by side.

تَخَصَّرَ
a. [Bi], Took, held in his hand (staff).

تَخَاْصَرَa. Walked hand in hand.

إِخْتَصَرَa. Placed his hand upon his hip.
b. Abridged, curtailed.
c. see V
خَصْر
(pl.
خُصُوْر)
a. Waist.
b. Hollow of the foot.
c. Road traversing a ravine.

خَصَرa. Cold, sensation of cold.

خَصِرa. Cold, icy.

مِخْصَرَة
(pl.
مَخَاْصِرُ)
a. Staff, rod, sceptre.

خَاْصِرَة
(pl.
خَوَاْصِرُ)
a. Flank, haunch, hip.

N. P.
إِخْتَصَرَa. Summary, epitome, compendium.

N. Ac.
إِخْتَصَرَa. Abbreviation.
خ ص ر: (الْخَصْرُ) وَسَطُ الْإِنْسَانِ وَكَشْحٌ (مُخَصَّرٌ) أَيْ دَقِيقٌ وَ (الْخَاصِرَةُ) الشَّاكِلَةُ. وَ (الْخَصَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْبَرْدُ وَقَدْ (خَصِرَ) الرَّجُلُ إِذَا آلَمَهُ الْبَرْدُ فِي أَطْرَافِهِ. وَخَصِرَ يَوْمُنَا اشْتَدَّ بَرْدُهُ. وَمَاءٌ (خَصِرٌ) بَارِدٌ بِكَسْرِ الصَّادِ وَبَابُ الْكُلِّ طَرِبَ. وَ (الْخِنْصِرُ) بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالصَّادِ الْإِصْبَعُ الصُّغْرَى وَالْجَمْعُ (الْخَنَاصِرُ) . وَ (الْمِخْصَرَةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ كَالسَّوْطِ وَكُلِّ مَا اخْتَصَرَ الْإِنْسَانُ بِيَدِهِ فَأَمْسَكَهُ مِنْ عَصًا وَنَحْوِهَا. وَ (خَاصَرَهُ) أَخَذَ بِيَدِهِ فِي الْمَشْيِ. وَ (اخْتِصَارُ) الطَّرِيقِ سُلُوكُ أَقْرَبِهِ. وَاخْتِصَارُ الْكَلَامِ إِيجَازُهُ. 
خ ص ر : الْخَصْرُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَسَطُهُ وَهُوَ الْمُسْتَدِقُّ فَوْقَ الْوَرِكَيْنِ وَالْجَمْعُ خُصُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالِاخْتِصَارُ وَالتَّخَصُّرُ فِي الصَّلَاةِ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْخَصْرِ وَاخْتَصَرْتُ الطَّرِيقَ سَلَكْتُ الْمَأْخَذَ الْأَقْرَبَ وَمِنْ هَذَا اخْتِصَارُ الْكَلَامِ وَحَقِيقَتُهُ الِاقْتِصَارُ عَلَى تَقْلِيلِ اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى وَنُهِيَ عَنْ اخْتِصَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَخْتَصِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا وَالثَّانِي أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْ لَهَا
وَالْخِنْصِرُ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالصَّادِ أُنْثَى وَالْجَمْعُ الْخَنَاصِرُ وَفُلَانٌ تُثْنَى بِهِ الْخَنَاصِرُ أَيْ تَبْدَأُ بِهِ إذَا ذُكِرَ أَشْكَالُهُ لِشَرَفِهِ وَالْمِخْصَرَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ قَضِيبٌ أَوْ عَنَزَةٌ وَنَحْوُهُ يُشِيرُ بِهِ الْخَطِيبُ إذَا خَاطَبَ النَّاسَ. 
[خصر] الخَصْرُ: وَسَطُ الإنسان. وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ، أي دَقيق. ونَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ. ورجلٌ مَخصَّرُ القدمينِ: إذا كانت قَدَمُهُ تَمَسُّ الأرضَ من مُقدَّمِها وعَقِبِها ويَخْوى أَخْمَصُها مع رِقَةٍ فيه. والخاصِرَةُ: الشاكلة. والخَصَرُ بالتحريك: البَرْدُ. وقد خَصِرَ الرجل، إذا آلَمَهُ البَرْدُ في أطرافه. يقال: خَصِرَتْ يَدي. وخَصِرَ يوْمُنا: اشتدّ برْدُهُ. وماءٌ خَصِرٌ: باردٌ. قال الشاعر : رُبَّ خالٍ ليَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ * سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخصر - والخنصر : الاصبع الصغرى، والجمع الخناصر. وخناصرة، بضم الخاء: بلد بالشام. والمخصرة كالسوط، وكل ما اخْتَصَرَ الإنسانُ بيده فأمْسَكَهُ من عصا ونحوها. قال الشاعر: يكاد يزيل الارض رفع خطائهم * إذا وصَلوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ - وخاصَرَ الرجُلُ صاحبه، إذا أحذ بيده في المَشْي. قال عبد الرحمن بن حسان: ثم خاصرتها إلى القبة الخَضْ‍ * - راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسْنونِ - وتَخاصَرَ القَوْمُ، إذا أخذَ بعضُهم بيد بعض. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو أن يأخذ صاحِبُكَ في طريقٍ وتأخذ أنت في غيره، حتَّى تلتقيا في مكان. واختصار الطريق: سُلوكُ أقْرَبِه، واختصار الكلامِ: إيجازه.
خصر: خصَّر (بالتشديد): يشك لين في وجود هذا الفعل غير إنه يستعمل في الكلام عن النعل (انظر ديوان الهذليين ص131 البيت الخامس، حيث نجد فيه المصدر تخصير أما الشارح فذكر منه فعل الأمر خَصَّر.
خاصر: أمسك شخصاً (معجم المتفرقات).
اختصر: جعله بسيطاً لا زخرف ولا زينة فيه أو في الكلام عن الشخص صار بسيطاً بعيداً عن التكلف والتصنع. ولكني لم أجد منه ما يدل على هذا المعنى منه إلا اسم المفعول والمصدر، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص255): فلما صرنا إلى العشاء قدم من الادام شيئاً محتضراً (مختصراً) فقلت له وما هذا وأين نعيم قرطبة (حيان ص4 ق، 28و، 29و، ابن جبير ص96، 155، 198، 229. المقري 2: 483، 3: 679) وفي كتاب العبدري (ص49 و): وبه مسجد مختصر مليح. (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 189). وفي كتاب الخطيب (ص72 و): محتص (مختصر) الملبس والمطعم (ابن العوام 2: 396).
مختصر الخَصر: هضيم الخصر (عباد 1: 393) وانظر خاصر.
اختصار الحساب، هو في معجم الكالا: cassacion cassacion de cunta وقد ترجمها فكتور بما معناه: إلغاء الحساب وإبطاله وشطبه. غير أن فيه ( cassar la cuenta) معناه: سدَّد الحساب، وفحص الحساب وختمه.
حَصَرْ: لسان أو أنف ارض ضيق (ملر ص58).
خَاصِرَة: وجع الخاصرة: قولنج (الكالا).
أخَصَرُ: أوجز؟ هكذا قرأها دي سلان، بدل أحْضَرُ، في مقدمة 3: 86).
مُخَصَّر: تستعمل وصفاً للملابس، يقال مثلاً: أقبية إسلامية مخصرة الأوساط أي ضيقة الأوساط (تعليقات وخلاصات 13: 212).
(خ ص ر) : (نَهَى عَنْ التَّخَصُّرِ) فِي الصَّلَاةِ وَرُوِيَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا أَوْ مُتَخَصِّرًا (التَّخَصُّرُ) وَالِاخْتِصَارُ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْخَصْرِ وَهُوَ الْمُسْتَدَقُّ فَوْق الْوَرِكِ أَوْ عَلَى الْخَاصِرَةِ وَهِيَ مَا فَوْقَ الطَّفْطَفِيَّةِ والشراسيف (وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «الِاخْتِصَارُ فِي الصَّلَاةِ رَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ» مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا فِعْلُ الْيَهُودِ فِي صَلَاتِهِمْ وَهُمْ أَهْلُ النَّارِ لَا أَنَّ لَهُمْ رَاحَةً فِيهَا وَقِيلَ التَّخَصُّرُ أَخْذُ مِخْصَرَةٍ أَوْ عَصًا بِالْيَدِ يَتَّكِئُ عَلَيْهَا (وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) لِابْنِ أُنَيْسٍ وَقَدْ أَعْطَاهُ عَصًا تَخَصَّرْ بِهَا فَإِنَّ الْمُتَخَصِّرِينَ فِي الْجَنَّةِ قَلِيلٌ فَلُقِّبَ بِذَلِكَ فَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ الْمُتَخَصِّرُ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْ رَوَى الْمُخْتَصِرَ فَقَدْ حَرَّفَ (وَقَوْلُهُ) نَهَى عَنْ اخْتِصَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ الْأَوَّلُ أَنْ يَخْتَصِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا (وَالثَّانِي) أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْ لَهَا وَهَذَا أَصَحُّ وَأَمَّا الْمُتَخَصِّرُونَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ النُّورُ فَهُمْ الَّذِينَ يَتَهَجَّدُونَ فَإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَى خَوَاصِرِهِمْ وَقِيلَ الْمُعْتَمِدُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
خ ص ر

دق خصره وخاصرته ومخصره، ودقت خصورهم وخواصرهم. ورجل مخصر ومخصور البطن. وخاصر المرأة في البضع: قبض على خاصرتيها. وخاصره في الطريق. قال عبد الرحمن بن حسان:

ثم خاصرتها إلى القبة الخض ... راء تمشي في مرمرٍ مسنون

وخرجوا متخاصرين. واختصر الرجل وتخاصر: وضع يده على خصره. واختصر الكلام واختصر الطريق: أخذ في أقربه. وهذا أخصر من ذاك وأقصر. واختصر الجزّ إذا لم يستأصل. واختصر بالعصا: اعتمد عليها في مشيه. ونكت الأرض بالمخصرة وهي قضيب كان الملك يأخذه بيده، يشير به ويصل به كلامه. قال حسان:

يصيبون فصل القول في كل خطبة ... إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر

وتخصر الملك به. قال سهم بن حنظلة:

خذها أبا عبد المليك بحها ... وارفع يمينك بالعصا فتخصر

وخصر يومنا، ويوم خصر. وثغر خصر: بارد المقبل. وخصرت أنامله من البرد، وأخصرها القر.

ومن المجاز: هو تحت خصر قدمه وهو أخمصها. ودقق خصر نعلك، وقدم ونعل مخصرة. وأخذوا خصر الرمل ومخصره: أسفله وما رق منه. قال الراعي:

إذا الرمل لم يعرض له بخصوره ... تعسفن منه كل كبداء عاقر وقال زهير:

أخدن خصور الرمل ثم جرعنه ... على كل قيني قشيب ومفأم

ولطف خصر السهم وهو ما تحت الفوق.
خصر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه جَاءَ إِلَى البقيع وَمَعَهُ مخصرة فَجَلَسَ ونكت بهَا [فِي -] الأَرْض ثُمَّ رفع رَأسه وَقَالَ: مَا من نفس منفوسة إِلَّا [و -] قد كتب مَكَانهَا من الْجنَّة أَو النَّار ثُمَّ ذكر حَدِيثا طَويلا فِي الْقدر. قَوْله: وَمَعَهُ مخصرة فَإِن المخصرة مَا اختصر الْإِنْسَان بِيَدِهِ وأمسكه من عَصا أَو عَنَزة أَو عُكَّازة أَو مَا أشبه ذَلِك وَمِنْه أَن يمسك الرجل بيد صَاحبه فَيُقَال: فلَان مخاصر فلَان. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنه كَانَ عِنْده رَجُل من قُرَيْش وَكَانَ مخاصرة. وَأَخْبرنِي مسلمة بْن سهل بشيخ من أهل الْعلم بِإِسْنَاد لَهُ لَا أحفظــه أَن يزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ لِأَبِيهِ مُعَاوِيَة: أَلا ترى عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان يسب بابنتك فَقَالَ مُعَاوِيَة: مَا قَالَ فَقَالَ قَالَ: [الْخَفِيف]

وهْي زهراءُ مثل لؤلؤة الغ ... وّاصِ ميزت من جَوْهَر مَكْنُون

فَقَالَ مُعَاوِيَة: صدق فَقَالَ يزِيد: وَقَالَ: ... فَإِذا مَا نَسبتَها لم تجدها ... فِي سناء من المكارم دونِ

فَقَالَ مُعَاوِيَة: صدق فَقَالَ يزِيد: فأبين قَوْله: ... ثُمَّ خَاصرتهَا إِلَى القُبة الخض ... رَاء تمشي فِي مرمرٍ مسنونِ

فَقَالَ مُعَاوِيَة: كذب. قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَوْله: خَاصرتهَا [أَي -] أخذت بِيَدِهَا. قَالَ الْفراء: يُقَال: خرج الْقَوْم متخاصرين إِذا كَانَ بَعضهم آخِذا بيد بعض. وَأما الحَدِيث الَّذِي يرْوى أَنه نهى أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا فَلَيْسَ من هَذَا إِنَّمَا ذَاك أَن يُصَلِّي وَهُوَ وَاضع يَده على خَصره فَذَلِك يرْوى فِي كراهيته حَدِيث مَرْفُوع ويروى فِيهِ الْكَرَاهَة أَيْضا عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْها وَأبي هُرَيْرَة و [هُوَ -] فِي بعض الحَدِيث أَنه رَاحَة أهل النَّار.
الْخَاء وَالصَّاد وَالرَّاء

الخَصْرُ: وسط الانسان، وَجمعه خُصور.

والخَصْران، والخاصرتان: مَا بَين الحرَقْفَة والقُصَيْرَى.

وَحكى اللحياني: أَنَّهَا المُنتفخة الخواصر، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء خاصرة، ثمَّ جمع على هَذَا، قَالَ الشَّاعِر:

قَلما سَقيناها العَكِيس تمذّحت خواصرها وازداد رشحاً وريدُها

وَرجل مُخصَّر: ضامر الخَصر أَو الخاصرة، ومَخصور: يشتكي خَصره أَو خاصرته.

والاختصار، والتخاصر: أَن يضْرب الرجل يَده إِلَى خَصره فِي الصَّلَاة.

والمخاصرة فِي البُضْع: أَن يضْرب بِيَدِهِ إِلَى خصرها.

وخَصْر القَدم: أخَمصُها.

وَقدم مُخَصَّرة، ومَخْصورة: فِي رُسغها كالخر، وَكَذَلِكَ الْيَد.

وخَصْر الرمل: طَرِيق بَين أَعْلَاهُ واسفله، وَجمعه: خصور، قَالَ سَاعِدَة بن جُؤيّة: اضَرْ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطَّا أُسالةٍ فمرٌّ فأعلى جَوزها فَحُصُورُها

وخَصْر النَّعْل: مَا استدقَّ من قدّام الاذنين مِنْهَا.

والخَصر من السهْم: مَا بَين اصل الفُوق وَبَين الرِّيش، عَن أبي حنيفَة.

والخصر: مَوضِع بيُوت الْأَعْرَاب، وَالْجمع من كل ذَلِك خُصور.

وخاصر الرجلَ: مَشى إِلَى جَنبه.

والمُخاصرة: أَن تَأْخُذ فِي طَرِيق وَيَأْخُذ الآخر فِي غَيره حَتَّى تلتقيا فِي مَكَان.

والمخاصرة: اخذ الرَّجل بيد الرجل.

وتخاصر الْقَوْم: اخذ بعضُهم بيد بعض.

والمِخْصَرَةُ شَيْء يَأْخُذهُ الرجلُ بِيَدِهِ ليتوكأ عَلَيْهِ مثل الْعَصَا وَنَحْوهَا، وَهُوَ أَيْضا مَا ياخذه الْملك يُشير بِهِ إِذا خطب، قَالَ:

يكَاد يُزيل الأرضَ وَقْعُ خِطَابِهم إِذا وصلوا ايمانهم بالمخاصر

وَاخْتصرَ الرجلُ: امسك المِخْصَرة.

والاختصار: حذف الفضول من كُل شَيْء.

والخُصَيرْي، كالاختصار، قَالَ رؤبة:

وَفِي الخُصَيري أَنْت عِنْد الُوّد كَهْف تَمِيم كلهَا وسَعْد

والخَصَر: البَردْ.

والخصِر: الْبَارِد من كل شَيْء.
خصر
خصَرَ يخصُر، خَصْرًا، فهو خاصِر، والمفعول مَخْصور
• خصَر فلانًا: ضرب خاصرَته. 

اختصرَ/ اختصرَ في يختصر، اختصارًا، فهو مختصِر، والمفعول مختصَر (للمتعدِّي)
• اختصر فلانٌ: وضع يده على خاصرته.
• اختصر الطَّريقَ: سلك أقربه وأقصره "طريق مختصر".
• اختصر الكلامَ/ اختصر في الكلام: أوجزه دون إخلال بحذف شيء منه "اختصر خطابَه" ° المختصَر المفيد: ما قلَّ ودلَّ. 

تخاصرَ يتخاصر، تخاصُرًا، فهو متخاصِر
• تخاصر الشَّخصان: تماشيا ويدُ كلٍّ منهما عند خَصْرِ صاحبه "تخاصر العروسان". 

تخصَّرَ يتخصّر، تخصُّرًا، فهو متخصِّر
• تخصَّر الشَّخصُ: وضع يده على خَصْره أو خاصرته. 

خاصرَ يُخاصر، مخاصَرَةً، فهو مخاصِر، والمفعول مخاصَر
• خاصر فلانًا: وضع يده على خاصرته "خاصر عروسَه في صورة تذكاريَّة". 

خصَّرَ يُخصِّر، تخصيرًا، فهو مخصِّر، والمفعول مخصَّر
• خصَّر الثَّوبَ: ضيّقه من جانبيه قبالة الخَصْر. 

أخصرُ [مفرد]: اسم تفضيل من اختصرَ/ اختصرَ في: على غير قياس: أكثر إيجازًا "عرض فكرته بأخصر عبارة- أخصرُ طريق إلى النجاح هو العمل". 

اختصار [مفرد]:
1 - مصدر اختصرَ/ اختصرَ في.
2 - اختزال، شكل مختصر لعبارة أو كلمة ° باختصار: بكلمات وجيزة.
• اختصار الكسر: (جب) تحويله إلى كسر أبسط منه بقسمة كلّ من بسطه ومقامه على عامل مشترك. 

خَاصِرة [مفرد]: ج خَواصِرُ
• خاصرة الإنسان: جنبه ما بين عظم الحوض وأسفل الأضلاع، كلُّ جانب من الجسم ابتداء من أسفل الأضلاع إلى الوَرِك، وهما خاصرتان "شَدّ الحزام حول خاصرتيه" ° شكَّةٌ في الخاصرة: وجع في الجنب يضيق التنفس ويعيقه. 

خُصار [مفرد]: (طب) احمرار الأصابع والأذنين مع حَكَّة وألم بسبب البرد والرطوبة. 

خَصْر [مفرد]: ج خُصور (لغير المصدر): مصدر خصَرَ.
• خَصْر الإنسان والحيوان: وسطه، ما بين أسفل القفص الصدري والحوض "فتاة دقيقة الخَصْر".
• خَصْر القدم: باطنها "أصيب في خَصْر قدمِه".
• خَصْر الحشرة: الجزء الضيق من الجزء الأخير من جسمها. 

خِنْصَر/ خِنْصِر [مفرد]: ج خَناصِرُ: (انظر: خ ن ص ر - خِنْصَر/ خِنْصِر). 

مِخْصَرَة [مفرد]: ج مِخْصرات ومَخَاصِرُ:
1 - عصا قصيرة يشير بها رئيس الموسيقى إلى الفرقة ° مخاصر الطَّريق: أقربها.
2 - ما يُتوكّأ عليه من عصا أو عكاز أو نحوِها "إن خانته رجلاه التجأ إلى المخصرة". 

مُخَصَّر [مفرد]: اسم مفعول من خصَّرَ.
• فتاة مخصَّرة: دقيقة الخَصْر.
• قَدَمٌ مخصَّرة: تمَسّ الأرض من مُقَدَّمها وعقبها، ويتجافى عن الأرض باطنُها. 

مخصور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خصَرَ.
2 - ضامِر، صغير "رجلٌ مخصُور البطن- رجلٌ مخصُوُر القدم".
3 - من يشتكي خَصْره أو خاصرته "وجده يتلوّى كالمخصور". 

خصر

1 خَصرَ, (S, A,) aor. ـَ inf. n. خَصَرٌ, (TK,) It (a day) was, or became, intensely cold. (S, A.) He (a man) suffered pain from the cold in his extremities. (S.) And خَصِرَتْ يَدِى, (S, TA,) and أَنَامِلِى, (TA,) My arm, or hand, and my fingers' ends, were pained by the cold. (S, * TA.) 2 تَخْصِيرٌ [an inf. n. of which the verb, if it have one, is خُصِّرَ]: see مُخَصَّرٌ.3 خاصر المَرْأَةَ, (A,) inf. n. مُخَاصَرَةٌ, (TA,) He laid hold upon the woman's خَاصِرَة [or flank], (A,) or put his hand to her خَصْر [or waist], (TA,) in compressing her. (A, TA.) b2: and خاصرهُ He took his hand in walking, or walked with him hand in hand, (S, A, IAth, K,) so that the hand of each was by the waist (خَصْر) of the other: (IAth:) and, (so in the S, but in the K “ or,”) inf. n. as above, (S,) he took a different way from his (another's) until he met him in a place: (S, K:) مخاصرة as the inf. n. of the verb in this sense is syn. with مُخَازَمَةٌ: (S:) or خاصرهُ signifies he walked with him, and then parted from him, and so continued until he met him at a time, or place, at which they had not appointed to meet: (IAar:) or he walked by his side. (K.) 4 اخصر It (cold) pained a man's arms, or hands, and his fingers' ends. (A, * TA.) 5 تَخَصَّرَ see 8, in the first sentence: A2: and again, in the last two sentences.6 تخاصر: see 8. b2: تخاصروا They took one another by the hand in walking, or walked together hand in hand [so that the hand of each was by the waist (خَصْر) of another: see 3]. (S, K. *) 8 اختصر (A, Mgh, L, Msb, K) and ↓ تخصّر, (Mgh, Msb, K,) or ↓ تخاصر, (A, L,) He put his hand upon his خَصْر [or waist], (A, Mgh, L, Msb,) or upon his خَاصِرَة [or flank], (Mgh, K,) in prayer. (Mgh, L, Msb.) The doing this in prayer [except in the night, when tired, (see المُتَخَصِّرُونَ,)] is forbidden, or disapproved. (Mgh, TA.) A2: اختصر الطَّرِيقَ He went the nearest way. (S, A, Msb, K.) b2: And hence, (Msb, TA,) اختصر الكَلَامَ (tropical:) He abridged the language, or the discourse; syn. أَوْجَزَهُ: (S, A, K:) [and in like manner, الكِتَابَ the book, or writing:] or, accord. to some, the latter (اوجزهُ) signifies “ he expressed its correct meaning concisely, without regard to the original words; ” and the former, he curtailed its words, preserving the meaning: (MF:) or properly, he abridged the expressions, making the words fewer, but preserving the entire meaning: (Msb:) or he abridged the language by omitting superfluities, and choosing from it concise expressions which conveyed the meaning. (L.) [You say, اختصرهُ عَلَى الرُّبْعِ (assumed tropical:) He reduced it by abridgment to the fourth of its original bulk.] And اختصر السَّجْدَةَ (assumed tropical:) He recited the chapter in which a prostration should be performed, omitting the verse requiring prostration, in order that he might not prostrate himself: or he recited only the verse requiring a prostration, to prostrate himself in so doing: both which practices are forbidden. (T, * Mgh, * Msb, * K.) And the verb alone (assumed tropical:) He recited a verse, or two verses, of the last part of the chapter, in prayer; (K;) not the whole chapter. (TA.) b3: Also, the verb alone, He curtailed a thing of its superfluities, (K,) in a general sense. (TA.) b4: And اختصر فِى الجَزِّ, (JK, K, TA,) in some copies of the K فِى الحَزِّ, with ح, (TA,) or اختصر الجَزَّ, (A,) He did not extirpate in cutting; did not cut off entirely, or utterly: (A, K:) or he extirpated in cutting; cut off utterly. (JK.) A3: اختصر also signifies He took a مِخْصَرَة [in his hand]: (S, * K:) and بِهَا ↓ تخصّر he took it in his hand; namely, a مخصرة: (Har p. 122:) or the former, he leaned upon it in walking: (TA:) or he took a مخصرة or a staff in his hand, to lean upon it. (Mgh.) You say also, اختصر العَنَزَةَ [He took in his hand the عنزة: or he leaned upon the عنزة in walking]: it is a thing [i. e. a kind of staff, or short spear,] like the عُكَّازَة: and in like manner, ↓ تخصّر; as in the L &c.: (TA:) and اختصر بِالعَصَا He leaned upon the staff in walking. (A.) خَصْرٌ The middle, or waist, of a man or woman: (S, A, Msb, K;) i. e. the slender part above the hips or haunches: (Msb:) pl. خُصُورٌ. (A, K.) See also الخَاصِرَةُ, in two places. b2: (tropical:) The hollow part of the sole of the foot, which does not touch the ground: (A, K:) pl. as above. (K.) b3: (tropical:) The narrow part of a sandal, before the أُذُنَانِ [which are the two loops whereto is attached the strap that passes behind the wearer's heel]: (TA:) or خَصْرَانِ [the dual] signifies the narrow part of a sandal. (IAar, TA.) b4: (tropical:) The part which is between the base of the notch and the feathers of an arrow: (AHn, A, * K:) pl. as above. (K.) b5: (tropical:) A way between the upper and lower parts of a heap of sand; (K, TA:) or (tropical:) the lower part of a heap of sand; the thin part thereof; as also ↓ مُخَصَّرٌ: (A, TA:) pl. as above. (K.) b6: (assumed tropical:) The place of the بُيُوت [or tents] of the Arabs of the desert: (K:) or, as some say, of such بيوت, a clean place: (TA:) pl. as above. (K.) خَصَرٌ Cold (S, K) which a man feels in his extremities. (TA.) خَصِرٌ, applied to a day, Painfully cold. (A, TA.) b2: Cold, as an epithet, (S, K,) applied to water, (S,) and to anything. (TA.) b3: A man feeling cold [especially in his extremities: see 1]: to signify cold and hungry, the epithet خَرِصٌ is used. (A 'Obeyd.) b4: ثَغْرٌ خَصِرٌ [A mouth, or front teeth,] cold, or cool, in the place that is hissed. (A, TA. [See also مُخَصَّرٌ.]) خُصَيْرَى, (K, TA,) in some copies of the K خُصَيْرِىٌّ, (TA,) [but the former is shown to be the right reading by a verse cited in the TA,] The curtailment of the superfluities of a thing; like اِخْتِصَارٌ. (K, * TA.) الخَاصِرَةُ [The flank; i. e. each of the ilia;] i. q. الشَّاكِلَةُ; (Zj, in his “ Khalk el-Insán; ” S, K;) i. e. the طَفْطَفَة [or quivering flesh] of the side, that reaches to the extremities of the ribs: (Zj, ibid.:) and [so in the K, but more properly “ or,”] الخَاصِرَةُ, (K,) or الخَاصِرَاتَانِ (JK, TA) and ↓ الخَصْرَانِ, (TA,) what is between the حَرْقَفَة [or crest of the hip] and the lowest rib; (JK, K, TA;) i. e. the part from which retires each of the lowest ribs, and in advance of which projects each of the حَجَبَتَانِ: [explained by the words ما قلص عنه القُصَيْرَيَانِ وتقدّم من الحجبتين: but for من الحجبتين, I read مِنْهُ الحَجَبَتَانِ; referring, for corroboration, to explanations of this last word; and therefore I have rendered the passage as above: the meaning seems evidently to be the part between the lowest rib and the crest of the hip, on each side:] the thin skin which is above the خَصْر is called the طَفْطَفَة: so in the M, agreeably with the saying of Ibn-El-Ajdábee, that ↓ الخَصْرُ and الخَاصِرَةُ are syn.; i. e., in this sense: [this assertion, however, requires consideration; for all the explanations of الخاصرة are easily reconcileable:] pl. خَوَاصِرُ [which is also used in the sense of the sing. or dual]. (TA.) You say رَجُلٌ ضَخْمُ الخَواصِرِ [A man large in the flank or flanks]: and Lh mentions the phrase إِنَّهَا لَمُنْتَفِخَةُ الخَوَصِرِ [Verily she is inflated, or swollen, in the flank or flanks]; as though the term خاصرة were applicable to every portion [of the flank]. (TA.) b2: Also A pain in the خَاصِرَة [or flank]: or in the kidneys. (TA.) b3: And it is also said to signify A certain vein (عِرْق) in the kidney, which occasions pain to the person when it is in motion. (TA.) خِنْصِرٌ: see art خنصر.

أَخْصَرُ [Shorter: and shortest]. You say, هٰذَا

أَخْصَرُ مِنْ ذَاكَ This [road] is shorter than that. (A.) But this is irregular; أَخْصَرُ being formed from اُخْتُصِرَ, a verb of more than three letters. (I' Ak p. 237.) مِخْصَرَةٌ A thing like a whip: and anything that a man takes (يَخْتَصِرُ) with his hand, and holds, such as a staff and the like: (S:) a thing which a man takes in his hand, and upon which he leans, such as a staff and the like: (K, * TA:) a rod [or sceptre] which a king used to take in his hand, with which he made signs, or pointed, in holding a discourse, or addressing, (A, K, *) and accompanied what he said, (A,) and in like manner the خَطِيب in reciting a خُطْبَة: (K, * TA:) it was one of the insignia of kings: (TA:) a rod, or what is termed عَنَزَة, or the like, with which the خَطِيب makes signs, or points, in addressing the people: (Msb:) a thing which a man holds in his hand, such as any of the things termed عَصًا and مِقْرَعَةٌ and عَنَزَةٌ and عُكَّازَةٌ and قَضِيبٌ, or the like; and upon which he sometimes leans: (A 'Obeyd:) pl. مَخَاصِرُ. (S, TA.) مُخَصَّرٌ, applied to a man, (TA,) Slender (K, TA) in the waist: (TA:) lean, or lank in the belly: (K:) or, in the خَاصِرَة [or flank]: (TA:) and البَطْنِ ↓ مَخْصُورٌ is also applied to a man [as meaning lank in the belly]. (A, TA.) b2: كَشْحٌ مُخَصَّرٌ A thin [flank or rather waist: see a verse of Imra-el-Keys cited voce مُذَلَّلٌ]. (S, A, K.) b3: قَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ (JK, A, TA) and ↓ مَخْصُورَةٌ (JK, TA) (tropical:) [A foot that touches the ground with its fore part and heel; the middle of the sole being hollow and narrow: this meaning, or a meaning similar to that of يَدٌ مُخَصَّرَةٌ explained below, seems to be indicated in the TA: the latter is the meaning accord. to the JK; but this [ think doubtful, on account of what here follows]. مُخَصَّرُ القَدَمَيْنِ means (tropical:) A man whose feet touch the ground with the fore part and the heel; the middle of the sole being hollow and narrow: (S, K:) and you say also ↓ مَخْصُورُ القَدَمَيْنِ. (A, TA.) b4: يَدٌ مُخَصَّرَةٌ, or ↓ مَخْصُورَةٌ, (as in different copies of the K,) or both, (TA,) (tropical:) An arm, or a hand, in the wrist of which is what is termed ↓ تَخْصِيرٌ, as though it were bound: or which has an encircling groove-like depression. (K, TA.) b5: نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ (tropical:) A sandal narrow in the middle. (S, * A, * K, TA.) b6: See also خَصْرٌ.

A2: ثَغْرٌ بَارِدُ المُخَصَّرِ [A mouth, or front teeth,] cold, or cool, in the place that is kissed. (TA. [See also خَصِرٌ.]) مَخْصُورٌ A man having a complaint of, or a pain in, his خَصْر [or waist], or his خَاصِرَة [or flank]. (TA.) b2: See also the next preceding paragraph, in four places.

مَخَاصِرُ pl. of مِخْصَرَةٌ. (S, TA.) A2: مَخَاصِرُ الطَّرِيقِ The nearest roads or ways; (K;) as also ↓ المُخْتَصَرَاتُ: (TA:) or مُخْتَصِرَاتُ الطُّرُقِ signifies The roads, or ways, that are near, notwithstanding their ruggedness, but not so easy as those that are longer. (L.) المُخْتَصَرَاتُ, or مُخْتَصِرَاتُ الطُّرُقِ: see the paragraph next preceding.

المُتَخَصِّرُونَ, (K,) or المُتَخَصِّرُونَ فِى الصَّلَاةِ, (Mgh,) Those who, in praying in the night, becoming tired thereby, put their hands upon their خَوَاصِر [or flanks]: of such it is said (in a trad., IAth, K) that light shall be [seen] on their faces (IAth, Mgh, K) on the day of resurrection: (IAth, K:) [in other cases, this action is forbidden, or disapproved: see 8:] or, in the instance mentioned above, it may mean those who shall rest upon their righteous works on the day of resurrection: (IAth, Mgh, TA:) this latter is apparently the right meaning: otherwise, two trads. contradict each other. (MF.)

خصر: الخَصْرُ: وَسَطُ الإِنسان، وجمعه خُصُورٌ. والخَصْرانِ

والخاصِرَتانِ: ما بين الحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى، وهو ما قَلَصَ عنه القَصَرَتانِ

وتقدم من الحَجَبَتَيْنِ، وما فوق الخَصْرِ من الجلدة الرقيقةِ:

الطِّفْطِفَةِ. ويقال: رجل ضَخْمُ الخواصر. وحكى اللحياني: إِنها لمُنْتَفِخَةُ

الخَواصِر، كأَنهم جعلوا كل جزء خاصِرَةً ثم جمع على هذا؛ قال الشاعر:

فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ

خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها

وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَي دقيق. ورجل مَخْصُورُ البطن والقدم ورجل

مُخَصَّرٌ: ضامر الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ. ومَخْصُورٌ: يشتكي خَصْرَهُ أَو

خاصِرَتَه. وفي الحديث: فأَصابني خاصِرَةٌ؛ أَي وجع في خاصرتي، وقيل: وجع في

الكُلْيَتَيْنِ.

والاخْتِصارُ والتَّخاصُرُ: أَن يضرب الرجل يده إِلى خَصْرِه في الصلاة.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى أَن يصلي الرجل

مُخْتَصِراً، وقيل: مُتَخَصِّراً؛ قيل: هو من المَخْصَرَة؛ وقيل: معناه أَن يصلي

الرجل وهو واضع يده على خَصْرِه. وجاء في الحديث: الاخْتِصارُ في الصلاة

راحَةُ أَهل النار؛ أَي أَنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أَهل النار، على

أَنه ليس لأَهل النار الذين هم خالدون فيها راحة؛ هذا قول ابن الأَثير. قال

محمد بن المكرم: ليس الراحة المنسوبة لأَهل النار هي راحتهم في النار،

وإِنما هي راحتهم في صلاتهم في الدنيا، يعني أَنه إِذا وضع يده على

خَصْرِه كأَنه استراح بذلك، وسماهم أَهل النار لمصيرهم إِليها لا لأَن ذلك

راحتهم في النار. وقال الأَزهري في الحديث الأَوّل: لا أَدري أَرُوي

مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً، ورواه ابن سيرين عن أَبي هريرة مختصراً، وكذلك

رواه أَبو عبيد؛ قال: هو أَن يصلي وهو واضع يده على خصره؛ قال: ويروى في

كراهيته حديث مرفوع، قال: ويروى فيه الكراهة عن عائشة وأَبي هريرة، وقال

الأَزهري: معناه أَن يأْخذ بيده عصا يتكئ عليها؛ وفيه وجه آخر: وهو أَن

يقرأَ آية من آخر السورة أَو آيتين ولا يقرأْ سورة بكمالها في فرضه؛ قال ابن

الأَثير: هكذا رواه ابن سيرين عن أَبي هريرة. وفي حديث آخر:

المُتَخَصِّرُون يوم القيامة على وجوههم النورُ؛ معناه المصلون بالليل فإِذا تعبوا

وضعوا أَيديهم على خواصرهم من التعب؛ قال: ومعناه يكون أَن يأْتوا يوم

القيامة ومعهم أَعمال لهم صالحة يتكئون عليها، مأْخوذ من المَخْصَرَةِ. وفي

الحديث: أَنه نهى عن اخْتِصارِ السَّجْدَةِ؛ وهو على وجهين: أَحدهما أَن

يختصر الآية التي فيها السجود فيسجد بها، والثاني اين يقرأَ السورة فإِذا

انتهى إِلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها.

والمُخاصَرَةُ في البُضْعِ: أَن يضرب بيده إِلى خَصْرها. وخَصْرُ

القَدَمِ: أَخْمَصُها. وقَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ: في رُسْغِها

تَخْصِير، كأَنه مربوط أَو فيه مَحَزٌّ مستدير كالحَزِّ، وكذلك اليدُ. ورجل

مُخَصَّرُ القدمين إِذا كانت قدمه تمس الأَرض من مُقَدَّمِها وعَقِبها

ويَخْوَى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه. وخَصْرُ الرمل: طريق بين أَعلاه وأَسفله في

الرمال خاصة، وجمعه خُصُورٌ؛ قال ساعدة بن جؤية:

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ،

فَمَرٌّ فَأَعْلَى حَوْزِها فَخُصُورُها

وقال الشاعر:

أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثم جَزَعْنَهُ

وخَصْرُ النعل: ما اسْتَدَقَّ من قدّام الأُذنين منها. ابن الأَعرابي:

الخَصْرانِ من النعل مُسْتَدَقُّها. ونعل مُخَصَّرَةٌ: لها خَصْرانِ. وفي

الحديث: أَن نعله، عليه السلام، كانت مُخَصَّرَةً أَي قطع خَصْراها حتى

صارا مُسْتَدِقَّيْنِ. والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ. والخَصْرُ من السهم: ما

بين أَصل الفُوقِ وبين الريش؛ عن أَبي حنيفة. والخَصْرُ: موضع بيوت

الأَعراب، والجمع من كل ذلك خُصُورٌ. غيره: والخَصْرُ من بيوت الأَعراب موضع

لطيف. وخاصَرَ الرجلَ: مشى إِلى جنبه. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو

أَن يأْخذ الرجلُ في طريق ويأْخذ الآخر في غيره حتى يلتقيا في مكان.

واخْتَصارُ الطريق: سلوكُ أَقْرَبِه. ومُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ: التي

تَقْرُبُ في وُعُورِها وإِذا سلك الطريق الأَبعد كان أَسهل. وخاصَرَ الرجلُ

صاحبه إِذا أَخذ بيده في المشي. والمُخاصَرَةُ: أَخْذُ الرجل بيد الرجل؛

قال عبد الرحمن بن حسان:

ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْـ

ـراءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ

أَي أَخذت بيدها، تمشي في مرمر أَي على مرمر مسنون أَي مُمَلَّسٍ. قال

الله تعالى: ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النخل؛ أَي على جذوع النخل.

قال ابن بري: هذا البيت يروى لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهري وغيره،

قال: والصحيح ما ذهب إِليه ثعلب أَنه لأَبي دهْبَلٍ الجُمَحِيِّ، وروى

ثعلب بسنده إِلى إِبراهيم بن أَبي عبدالله قال: خرج أَبو دهبل الجمحي يريد

الغزو، وكان رجلاً صالحاً جميلاً، فلما كان بِجَيْرُونَ جاءته امرأَة

فأَعطته كتاباً، فقالت: اقرأْ لي هذا الكتاب، فقرأَه لها ثم ذهبت فدخلت

قصراً، ثم خرجت إِليه فقالت: لو تبلغت معي إِلى هذا القصر فقرأْت هذا الكتاب

على امرأَة فيه كان لك في ذلك حسنة، إِن شاء الله تعالى، فإِنه أَتاها من

غائب يعنيها اَّمره. فبلغ معها القصر فلما دخله إِذا فيه جوارٍ كثيرة،

فأَغلقن عليه القصر، وإِذا امرأَة وضيئة فدعته إِلى نفسها فأَبى، فحُبس

وضيق عليه حتى كاد يموت، ثم دعته إِلى نفسها، فقال: أَما الحرام فوالله لا

يكون ذلك ولكن أَتزوّجك. فتزوجته وأَقام معها زماناً طويلاً لا يخرج من

القصر حتى يُئس منه، وتزوج بنوه وبناته واقتسموا ماله وأَقامت زوجته تبكي

عليه حتى عمشت، ثم إِن أَبا دهبل قال لامرأَته: إِنك قد أَثمت فيّ وفي

ولدي وأَهلي، فأْذني لي في المصير إِليهم وأَعود إِليك. فأَخذت عليه اليهود

أَن لا يقيم إِلا سنة، فخرج من عندها وقد أَعطته مالاً كثيراً حتى قدم

على أَهله، فرأَى حال زوجته وما صارت إِليه من الضر، فقال لأَولاده: أَنتم

قد ورثتموني وأَنا حيّ، وهو حظكم والله لا يشرك زوجتي فيما قدمت به منكم

أَحد، فتسلمت جميع ما أَتى به، ثم إِنه اشتاق إِلى زوجته الشامية وأَراد

الخروج إِليها، فبلغه موتها فأَقام وقال:

صاحِ حَيَّا الإِلَهُ حَيّاً ودُوراً،

عند أَصْلِ القَناةِ من جَيْرُونِ،

طالَ لَيْلِي وبِتُّ كالمَجْنُونِ،

واعْتَرَتْنِي الهُمُومُ بالماطِرُونِ

عن يَسارِي إِذا دَخَلْتُ من البا

بِ، وإِن كنتُ خارجاً عن يَميني

فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامِ حتى

ظَنَّ أَهْلي مُرَجَّماتِ الظُّنُونِ

وهْيَ زَهْرَاءُ، مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الغَـ

ـوَّاصِ، مِيْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ

وإِذا ما نَسَبْتَها، لم تَجِدْها

في سنَاءٍ من المَكارِم دونِ

تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوجَ والنَّـ

ـدَّ صِلاءً لها على الكانُونِ

ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْـ

ـراءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ

قُبَّةٌ من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها،

عند حدِّ الشِّتاء في قَيْطُونِ

ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا

نَ قَرِينٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ

فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّقِ للبَيْـ

ـنِ، بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ الحَزِينِ

قال: وفي رواية أُخرى ما يشهد أَيضاً بأَنه لأَبي دهبل أَن يزيد قال

لأَبيه معاوية: إِن أَبا دهبل ذكر رملة ابنتك فاقتله، فقال: أَيّ شيء قال؟

فقال: قال:

وهي زهراء، مثل لؤلؤة الغـ

ـوّاص، ميزت من جوهر مكنون

فقال معاوية: أَحسن، قال: فقد قال:

وإِذا ما نسبتها، لم تجدها

في سناء من المكارم دون

فقال معاوية: صدق؛ قال: فقد قال:

ثم خاصرتها إِلى القبة الخضـ

ـراء تمشي في مرمر مسنون

فقال معاوية: كذب.

وفي حديث أَبي سعيد وذكر صلاة العيد: فخرج مُخاصِراً مَرْوانَ؛

المخاصرة: أَن يأْخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خَصْرِ

صاحبه. وتَخَاصَرَ القومُ: أَخذ بعضهم بيد بعض. وخرج القوم متخاصرين إِذا

كان بعضهم آخذاً بيد بعض.

والمِخْصَرَةُ: كالسوط، وقيل: المخصرة شيء يأْخذه الرجل بيده ليتوكأ

عليه مثل العصا ونحوها، وهو أَيضاً مما يأْخذه الملك يشير به إِذا خطب؛

قال:يَكادُ يُزِيلُ الأَرضَ وَقْعُ خِطابِهِمْ،

إِذا وصَلُوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ

واخْتَصَرَ الرجل: أَمسك المِخْصَرَةَ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، خرج إِلى البقيع وبيده مِخْصَرَةٌ له فجلس فَنَكَتَ بها في

الأَرض؛ أَبو عبيد: المِخْصَرَةُ ما اخْتَصَر الإِنسانُ بيده فأَمسكه من

عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضيب وما أَشبهها،

وقد يتكأُ عليه. وفي الحديث: فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ

الثلاثةَ التي إِذا تَخَصَّرُوا بها سُجِدَ لهم؛ أَي كانوا إِذا أَمسكوها

بأَيديهم سجد لهم أَصحابهم، لأَنهم إِنما يمسكونها إِذا ظهروا للناس.

والمِخْصَرَةُ: كانت من شعار الملوك، والجمع المخاصر؛ ومنه حديث عليّ وذكر عمر،

رضي الله عنهما، فقال: واخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ؛ العنزة شبه العكازة. ويقال:

خاصَرْتُ الرجلَ وخازَمْتُه، وهو أَن تأْخذ في طريق ويأْخذ هو في غيره

حتى تلتقيا في مكان واحد. ابن الأَعرابي: المُخَاصَرَةُ أَن يمشي الرجلان

ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد.

واخْتِصارُ الكلام: إِيجازه. والاختصار في الكلام: أَن تدع الفضول

وتَسْتَوْجِزَ الذي يأْتي على المعنى، وكذلك الاختصار في الطريق. والاختصار في

الجَزِّ: أَن لا تستأْصله. والاختصارُ: حذفُ الفضول من كل شيء.

والخُصَيْرَى: كالاختصار؛ قال رؤبة:

وفي الخُصَيْرَى، أَنت عند الوُدِّ

كَهْفُ تَمِيم كُلِّها وسَعْدِ

والخَصَرُ، بالتحريك: البَرْدُ يجده الإِنسان في أَطرافه. أَبو عبيد:

الخَصِرُ الذي يجد البرد، فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ. والخَصِرُ:

البارِدُ من كل شيء. وثَغْرٌ بارد المُخَصَّرِ: المُقَبَّلِ. وخَصِرَ الرجلُ

إِذا آله البرد في أَطرافه؛ يقال: حَضِرَتْ يدي. وخَصِرَ يومنا: اشتدّ

برده؛ قال الشاعر:

رُبَّ خالٍ ليَ، لو أَبْصَرْتَهُ،

سَبِط المِشْيَةِ في اليومِ الخَصِرُ

وماء خَصِرٌ: بارِدٌ.

خصر
: (الخَصْرُ وَسَطُ الإِنْسَانِ) ، وَقيل: هُوَ المُسْتَدِقُّ فَوق الوَرِكَيْن، كَمَا فِي المِصْباح.
(و) مِنَ المَجَاز: الخَصْر: (أَخْمَصُ القَدَمِ) . وَيُقَال هُوَ تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه.
(و) مِنَ المَجَاز: الخَصْر: (طَرِيقٌ بَيْنَ أَعْلَى الرَّمْلِ وأَسْفَلِهِ) خَاصَّةً. يُقَال: أَخَذُوا خَصْآع الرَّمْلِ ومُخَصَّره، أَي أَسْفَله وَمَا دَقَّ مِنْهُ ولَطُفَ، كَمَا فِي الأَساس. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
أَضرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَةٍ
فَمرُّ فأَعْلَى حَوْزِهَا فَخُصُورُهَا
وَقَالَ آخر:
أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَ عَنْه
(و) من المَجَاز: الخَصْر: (مَا بَيْنَ أَصْلِ الفُوقِ) من السَّهْم (والرِّيش) ، عَن أَبي حَنِيفَة. (و) الخَصْر: (مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعرابِ) ، وَقَالَ بَعْضُهم: هُو مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ نَظِيفٌ (جَمْعُ الكُلِّ خُصُورٌ) .
(و) الخَصَر، (بالتَّحْرِيك: البَرْدُ) يَجِدُه الإِنْسَانُ فِي أَطْرَافِهِ. وَمَا أَحْسَنَ بَيْتَ التَّلْخِيص:
لَو اخْتَصَرْتُمْ من الإِحْسَان زُرْتُكُمُ
والعَذْبُ يَهْجَر للإِفراطِ فِي الخَصَرِ
قَالَ شَيْخُنَا: وَوَقَ فِي التَّصْرِيح للشَّيْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ والصّاد المُهْمَلَتْين فِي قَوْلِ امْرِىءِ القَيْسِ:
لَنِعْمَ الفَتى تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِه
طَرِيفُ بْنُ مالٍ لَيْلَة الجُوعِ والحَصَر وَهُوَ غَلَط ظاهِرٌ والصَّواب (والخَصَر) بالخاءِ المُعْجَمَة، كَمَا أَشَرْت إِليه فِي حَاشِيَة التَّوْضِيح.
(و) الخَصِر (ككَتِفٍ: البارِدُ) من كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الخَصِر: الَّذِي يَجِد البَرْدَ، فإِذا كَانَ مَعَه الجُوعُ فَهُوَ الخَرِص. وخَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا آلَمَه البَرْدُ فِي أَطْرَافِه. يُقال: خَصِرَت يَدِي وخَصِرَتْ أَنامِلِي: تَأَلَّمَتْ من البَرْد، وأَخْصَرها القُرُّ: آلَمَهَا البَرْدُ. ويومٌ خَصِرٌ: أَلِيمُ البَرْدِ. وخَصِرَ يَوْمُنَا: اشتَدَّ بَرْدُه. قَالَ الشَّاعِر:
رُبَّ خَالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْته
سَبِطِ المِشْيَةِ فِي اليَوْمِ الخَصِرْ
ومَاءٌ خَصِرٌ: باردٌ.
(و) المُخَصَّر، (كمُعَظَّم) : الرَّجُلُ (الدَّقِيقُ) الخَصْرِ (الضَّامِرُ) هُ، أَو ضامِرُ الخَاصِرَةِ.
(والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ) ، وهما خَاصِرَتَان، (و) قيل: الخَصْرَانِ والخاصِرَتانِ: (مَا بَيْنَ الحَرْقَفَة والقُصَيْرَى) ، وَهُوَ مَا قَلَص عَنهُ القَصَرتَانِ وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وَمَا فَوْق الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقِيقَةِ الطِّفْطِفَة، هاكَذا فِي المُحْكَم وغَيْرِه. فإِذا عَرَفْت ذالك فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدابِيّ إِنّ الخَصْر والخَاصِرَة مُترادِفَانِ، أَي بِهاذا المَعَنى، كَمَا عَرَفْت، هُوَ كَلَام مُوَافِقٌ لِكَلاَم أَئِمَّة اللُّغَة. فقَوْلُ شَيْخِنا إِنّه لَا يُعْرَف وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
(وَمَخاصِرُ الطَّرِيقِ: أَقْربُها) . وَيُقَال لَهَا: المُخْتَصَرَات أَيضاً.
(والمِخْصَرَة كمِكْنَسةٍ) ، كالسَّوْطِ، وَقيل: هُوَ (مَا) يأْخُذُه الرَّجلُ بِيَدِهِ، (يتَوكَّأُ عَلَيْه، كالعَصَا ونَحْوِه) .
(و) يُقَال: نَكَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَة، هُو (مَا يَأْخُذُه المَلِكُ يُشِيرُ بِهِ إِذَا خَاطَبَ) ويَصِل بِهِ كَلاَمَه، (و) كذالك (الخَطيبُ إِذَا خَطَب. والمِخْصرَة: كانَت من شِعَارِ المُلُوكِ، والجعُ المَخَاصِرُ، قَالَ:
يَكادُ يُزِيلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ
إِذَا وَصَلُوا أَيْمَانَهُم بالمَخَاصِر
وَفِي الحَدِيثِ: (أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَرَجَ إِلى البَقِيعِ وبيَدِه مِخْصَرةٌ لَهُ، فجَلَس فنَكَت بِها الأَرضَ) قَالَ أَبو عُبَيْد: الْمِخْصَرة: مَا اخْتَصَر الإِنْسَانُ بِيَدِه فأَمْسَكَه، من عَصاً أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَة أَو عُكَّازَة أَو قَضِيب ومَا أَشْبَهَا، وَقد يُتَّكَأُ عَلَيْه.
(وذُو المِخْصَرَةِ) : لَقَب (عَبْد الله ابْن أُنَيْس) بن أَسْعَد الجِهَنِيّ ثُمَّ الأَنْصَارِيّ حلِيفهم، عَقَبِيّ، ويُكْنَى أَبَا يَحْيَى، رَوَى عَنْه أَولادُه عَطِيَّة وعَمْرٌ ووضَمْرَةُ وعَبْدُ الله، وبُسْر بن سَعِيد، وإِنَّما لُقِّب بِهِ (لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَعطاهُ مِخْصَرَةً وَقَالَ: (تَلْقَانِي بهَا فِي الجَنَّة)) فلَمَّا مَاتَ أَوصَى أَن تُدْفَن مَعَه فِي قَبْره.
(وذُو الخُوَيْصِرَةِ اليَمَاميّ: صَحابِيٌّ) ، هاكذا بالمِيمِ على الصَّواب، ويُوجَد فِي بَعْضِ نُسَخ المَعَاجِم بالنُّون، (وَهُوَ البائِلُ فِي المَسْجِدِ) ، هاكذا يُرْوَى فِي حَدِيثٍ مُرْسَل. (و) أَما ذُو الخُوَيْصِرةً (التَّمِيمِيُّ) فَهُوَ (حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْر) السَّعْدِيّ (ضِئْضِىءُ الخوارِجِ) ورئِيسُهُم. قَالَ الطَّبَريّ: لَهُ صُحْبة، وأَمَدَّ بِهِ عُمَرُ المُسلمين الَّذِين نَازَلُوا الأَهوازَ فافْتَتَح حُرْقُوصٌ سُوقَ الأَهْواز. وَله أَثَرٌ كَبِيرٍ فِي قِتَالِ الهُرْمُزانِ. ثُمَّ كَانَ مَعَ عَلِيَ بصِفِّين، ثمَّ صَارَ مِنَ الخَوَارِج عَلَيْه، فقُتِل يَوْمَ النَّهْرَوانِ مَعَهم، وَهُوَ القائِل: يَا رَسُولَ الله اعْدِلْ. (و) هُوَ (فِي) صَحِيحِ الإِمام أَبِي عَبْدِ اللهاِ (البُخَارِيِّ) . ونَصُّه ((فأَتاه ذُو الخُوَيْصِرَةِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِل) . (وَقَالَ مَرَّةً) مِن طَرِيقٍ آخَرَ:) (فأَتاهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ)) وَهُوَ ذُو الخُوَيْصِرَة بعَيْنِه، (وكأَنَّه وَهَمٌ) ، وتَفْصِيلُه فِي الإِصَابَة، (واللَّهُ أَعْلَمُ) بالحَقَائِق.
(واخْتَصَرَ) الرَّجُلُ: (أَخَذَهَا) ، أَي المِخْصَرَة، أَوِ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي مَشْيِه. وَمِنْه حَدِيث عَلِيّ وذَكَر عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: (واخْتَصَرَ عَنَزَتَه) ، والعَنَزَة: شِبْه العُكَّازَة. ويُقال فِيهِ: تَخَصَّر، كَمَا صَرَّح بِهِ صاحِبُ اللّسَان وغَيْرُهُ.
(و) اخْتَصَرَ (الْكَلامَ: أَوْجَزَه) ، وَيُقَال: أَصْلُ الاخْتِصار فِي الطَّرِيق، ثمَّ استُعْمِل فِي الكَلامِ مَجازاً. وَقد فَرَّق بَعْضُ المُحَقِّقِين بَيْن الاخْتِصار والإِيجَازِ فَقَالَ: الإِيجَاز تَحْرِيرُ المَعْنَى، من غَيْر رِعَايَة لِلَفْظِ الأَصْل، بلَفْظ يَسِيرٍ. والاخْتِصَار: تَجْرِيدُ اللَّفْظِ اليَسِير مِنَ اللَّفْظِ الكَثِير مَعَ بَقَاءِ المَعْنَى، كَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا. وَفِي اللِّسَان: والاخْتِصَارُ فِي الكَلاَم: أَنْ يَدَعَ الفُضُولَ ويَسْتَوْجِزَ الَّذِي يَأْتِي على المَعْنَى، وكَذالِك الاخْتِصَار فِي الطَّرِيق.
(و) اخْتَصعآَ (السَّجْدَةَ: قَرَأَ سُورَتَهَا وتَرَك آيتَها كَيْ لَا يَسْجُدَ، أَو أَفْرَد آيتَها فَقَرَأَ بِها ليَسْجُد فِيهَا، وَقد نُهِيَ عَنْهُمَا) فِي الحَدِيث. ونَصُّه: (نَهَى عَن اخْتِصار السَّجْدَة) . وذَكَرُوا فِيهِ الوَجْهَيْن كَمَا ذَكَرَه المُصَنِّف، وكُرِهَ عِنْدَنَا الأَوَّل لَا الثَّانِي كَمَا فِي الكَنْزِ وشُرُوحِه.
(و) اخْتَصَرَ: (وَضَعَ يَدَه عَلَى خاصِرَتهِ) ، وَفِي الأَساس: على خَصْرِه، (كتَخَصَّرَ) ، وَفِي الأَسَاسِ: تَخَاصَرَ، ويُؤَيّده عِبَارَةُ اللِّسَان.
والاخْتِصَار والتَّخَاصُر: أَن يَضْرِبَ الرَّجُلُ يَدَه إِلى خَصحره فِي الصَّلاة. ورُوِيَ عَن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه نَهَى أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِراً) وَقيل مُتَخَصِّراً، قيل: هُوَ من المخْصَرَة: وَقيل: مَعْنَاه أَنْ يُصَلِّيَ وَهُوَ واضِعٌ يَدَه على خَصْرِه.
وجاءَ فِي الحَدِيث: (الاخْتِصارُ فِي الصَّلاَةِ رَاحَةُ أَهْلِ النّار) ، أَي أَنَّه فِعْلُ اليَهُود فِي صَلاتِهِم وهُم أَهْلُ النَّارِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ فِي الحَدِيث الأَوّل: لَا أَرِي أَرُوِيَ مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً. وَرَوَاهُ ابنُ سِيرينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: مُخْتَصارً. وكذالك رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد. قَالَ: ويُرْوَى فِي كَراهِيَتِهِ حَدِيثٌ مَرْفُوع، ويُرْوَى فِيهِ أَيضاً عَن عائِشَةَ وأَبِي هُرَيْرَةَ:
(و) اخْتَصَر: (قَرَأَ آيَةً أَو آيَتَيْن من آخرِ السُّورةِ فِي الصَّلاةِ) وَلم يَقْرأْ سُورَةً بكَمَالِها فِي فَرْضه. وَبِه فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقَ، وَهُوَ أَحَدُ الوَجْهَيْن فِي تَأْوِيله. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هاكذا رَوَاه ابنُ سِيرينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ. (و) اخْتَصَر: (حَذَفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّيْءِ) عَامّةً، (وَهُوَ الخُصَيْرَى) ، بضَمَ ففَتْح فأَلِف مَقْصُورَة وَفِي بَعْض النُّسَخ بكَسْرِ الرَّاءِ وياءِ النِّسْبَةِ، أَي الخَصْرِيّ كالاخْتِصار. قَالَ رُؤْبَةُ:
وَفِي الخُصَيْرَى أَنتَ عِنْد الوُدِّ
كَهْفُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وسَعْدِ
كتاب (و) اخْتَصَرَ (الطَّرِيقَ: سَلَكَ أَقْربَه) . قَالَ بَعْضُهم: هاذا هُوَ الأَصْل (و) . اخْتَصَر (فِي الحَزِّ) ، هاكَذا فِي النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَة والزَّاي، وَفِي بَعْضهِا بالجِيمِ والزَّاي، وَفِي بَعْضِهَا بالجِيمِ والزَّاي، إِذا (مَا اسْتَأْصَلَه) .
(وخاصَرَهُ: أَخذَ بِيَدِه فِي المَشْيِ) . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمان بْنُ حَسّان:
ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ
راءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ
قَالَ ابْن بَرّيّ: هاذَا البَيْت يُرْوَى لعَبْدِ الرّحمان بْنِ حَسّان كَمَا ذَكَرَه الجَوْهِرِيّ وغَيْره. قَالَ:
والصَّحيح مَا ذَهَب إِلَيْهِ ثَعْلَب أَنّه لأَبي دَهْبَل الجُمَحِيّ، وذَكَر قِصَّتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ وذَكَر صَلاَة العِيدِ: (فَخَرَجَ مُخاصِراً مَرْوَان) . قَالَ ابْنُ الأَثِير: والمُخاصَرَة أَن يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَد رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ ويَدُ كُلِّ واحِدٍ مِنْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه. (كتَخاصَرَ) ، يُقَال خَرَج القَوْمُ مُتَخاصِرِينَ، إِذا كَانَ بَعْضُهم آخِذاً يَدَ بَعْضٍ.
(أَو) خَاصَرَ: (أَخذَ كُلٌّ فِي طَرِيقٍ حَتّى يَلْتَقِيَا فِي مَكَانٍ) ، وَهُوَ المُخَازَمة. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلانِ ثُمَّ يَفْتَرِقا حَتَّى يَلْتَقِيَا على غَيْرِ مِيعَاد. (أَوْ) خَاصَرَ، إِذَا (مَضَى عِنْدَ) ، وَفِي بَعْض النُّسَخ: إِلَى (جَنْبِه) .
(والخِصَارُ ككِتَاب: الإِزَارُ) ، لأَنَّه يُتَخَصَّر بِهِ.
(وَفِي الحَدِيث: (المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَة على وُجُوهِهِم النُّورُ) ، أَي المُصَلُّونَ باللَّيْلِ، فإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُم على خَواصِرِهِم) من التَّعَب.
هاكذا أَوردَه ابْنُ الأَثِير وفَسَّره. قَالَ: ومَعْنَاه يَكُون أَنْ يأْتُوا يَوْم القيامةِ ومَعَهم أَعْمَالٌ لَهُم صَالِحَة يَتَّكِئُون عَلَيْهَا. مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَة. قَالَ شَيْخُنَا: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الغَرِيبِ وإِلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِيثان فاعْرِفْ ذَلِك.
(وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ) ، كمُعَظَّم: (دَقِيقٌ. و) من المَجَاز: (نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ) ، أَي (مُسْتَدِقَّةُ الوَسَطِ) . وخَصْرُ النَّعْلِ: مَا استدقَّ فِي قُدَّامِ الأُذْنَيْن مِنْهَا. قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الخَصْرَانِ من النَّعْل: مُسْتَدَقُّها. ونَعْلٌ مُخَصَّرةٌ: لَهَا خَصْرانِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ نَعْلَه ت كَانَت مُخَصَّرَةً) ، أَي قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّى صَارَا مُسْتَدقَّيْن.
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَيْنِ) إِذا كانَت (قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا وعَقِبها ويُخَوَّى أَخْمَصُها مَعَ دِقَّةٍ فِيهِ) . وقَدَمٌ مُخَصَّرَة ومَخْصُورَة، (ويَدٌ مُخْصُورَة) ومُخَصَّرَةٌ (فِي رُسْغِها تَخْصِيرٌ كَأَنَّه مَرْبُوطٌ، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ) كالحَزِّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: إِنَّهَا لمُنْتَفِخَةُ الخَوَاصِر، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَة، ثمَّ جُمِعَ على هذَا. قَالَ الشَّاعِر:
فَلَمَّا سَقَيْنَاها العَكِيسَ تَمَذَّحَت
خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا
ورَجُلٌ مَخْصُورُ البَطْنِ والقَدَمِ كمُخَصَّر. وَرجل مَخْصُورٌ: يَشْتَكِي خَصْرَه أَو خاصِرَته. وَفِي الحَدِيث: (فَأَصَابَنِي خَاصِرَةٌ) ، أَي وَجَعٌ فِي خَاصِرَتي. وَقيل: وَجَعٌ فِي الكُلْيَتَينِ. وَفِي مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَة يَرْفَعُه: الخَاصِرَة: عِرْقٌ فِي الكُلْيَة إِذا تَحَرَّكَ وَجِخعَ صاحِبُه.
والمُخَاصَرَةُ فِي البُضْعِ: أَن يَضْرِبَ بيَدِه إِلى خَصْرِهَا.
ومُخْتَصَرَات الطُّرُقِ: الَّتِي تَقْرُبُ فِي وُعُورِهَا، وإِذا سُلِكَ الطَّرِيقُ الأَبعَدُ كَانَ أَسْهَل.
وثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر: المُقَبَّلِ. وعِبَارَةُ الأَسَاس: ثَغْر خَصِرٌ، بارِدُ المُقَبَّل.
وهاذا أَخْصَرُ مِنْ ذَاك وأَقْصَر.
(خصر) الثَّوْب أَو النَّعْل دقق جانبيه
خصر الخصر وسط الإنسان. والخاصرتان ما بين الحرقفة والقصيرى. وخصر القدم أخمصها. وقدم مخصرة ومخصورة في رسغها تخصير. وخصر الرمل طرائق بين أعلاه وأسفله. وموضع بيوت الأعراب خصر. وما بين الفوق وما بين الريش في السهم. والطريق السهل في الرمل، وجمعه خصور. والمخاصرة في البضع أن يضرب الرجل يده إلى خصرها. وهو المنهي عنه في الصلاة. والاختصار أن تدع الفضول وتستوجز، وفي الطريق كذلك، وفي الجز أن تستأصله. والخصر من البرد، ثغر خصير بارد المقبل. والمخصرة ما يأخذه الرجل بيده نحو عصا أو نحوها، والجميع المخاصر. والتخصر إمساك القضيب.
باب الخاء والصاد والراء معهما خ ص ر، خ ر ص، ص خ ر، ر خ ص، ص ر خ مستعملات ر ص خ مهمل

خصر: الخَصْرُ: وسط الإنسان. والخاصرتان: ما بين الحَرْقَفة والقُصَيْرَي. وخَصْرُ القَدَم: أخمصها. وقدم مُخَصَّرةٌ ومَخْصُورة، ويدٌ مُخَصَّرةٌ، إذا كان في رُسْغِها تخصير. كأنه مربوط، وفيه منز مستدير. ورجل مخصر: مَخْصُور البطن أو القدم. وخَصْرُ الرمل: طريق أعلاه وأسفلُه في الرمل خاصةً. والخصَرْ ُمن بيوت الأعراب: موضعها. والإختصار في الكلام: ترك الفضول، واستيجاز ما يأتي على المعنى. و [كذلك الإختصار] في الطريق. وفي الجز: ألا تستأصله. والمخُاصَرَةُ في البضع: [أن يضرب بيده إلى خصرها] والخصر: البرد الذي يجده الإنسان في أطرافه، قال :

رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت ... فيضحي وأدما بالعشي فيخصر

وثغر خصر: بارد المقبل. وفلان مخاصِرُ فلانٍ، إذا أخذ بيده في المشي وهو بجنبه، قال:

ثم خاصرتها إلى القبة الحمراء ... تمشي في مرمرٍ مسنونِ

والمخصرة: عصاً أو نحوها بيد صاحبها. ونهي عن التَّخَصُّر في الصلاة، وهو وضع اليدين على الخاصِرة.

خرص: الخَرْصُ: الكذب، والخرّاصون في قوله جل وعز: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ : الكذابون، ويَخْرُصُون: يكذبون. والخَرْص: الحَزْرُ في العدد والكيل، والخارص: يَخْرُص ما على النخلة، ثم يقسم الخراج على ذلك. والخريص: شبه حوضٍ واسعٍ ينبثق فيه الماء من نهر، ثم يعود إلى النهر، والخريص ممتلىء. قال عدي:

والمشرفُ المشمولُ يسقي به ... أخضرَ مَطْموثاً كماءِ الخَريصُ

المطموثُ: الذي شرب به مرةً بعد مرة. والخُرِصُ: القُرْطُ بحبةٍ واحدةٍ في حلقةٍ واحدةٍ، والجميع: خِرَصة. والخُرِصُ من الرماح: رمحٌ قصير يتخذ من خشبٍ منحوت، وقد يقال لدقاق القناة وقصارها: خِرصان، والواحد: خُرْصٌ، قال :

وفي خيزومه خرْصٌ طَرِيرُ

أي: دقيق لطيف. والخُرصُ: العودُ . والخَرِصُ: الذي به جُوعٌ وبردٌ

صخر: الصَّخْرُ: عظامُ الحجارة وصلابها. والصّاخِرُ: إناء من خزف. والصَّخِيرُ: نبات.

رخص: الرَّخْصُ: الناعم من كل شيء. ومن المرأة بشرتها ورقتها، ورخَاصةُ أناملها: لينها. وقد رَخُص رخاصةً ورُخُوصِةً أيضاً. وثوبٌ رخيص: ناعم. والرُّخْصُ في الأشياء: بيع رخيصٌ. رَخُص رُخْصاً. وارْتَخَصْتُه: اشتريتهُ رَخيصاً، وأَرْخَصته: جعلته رَخيصاً. والموت الرَّخيصُ: الذريع. والرُّخْصةُ: تَرْخيصُ الله للعبد في أشياء خففها عليه. ورخصت له [في كذا] : أذنت له بعد النهي عنه.

صرخ: الصَّرْخةُ: صيحة شديدة عند فزعةٍ أو مصيبة. والصَّريخُ: [الذي] يأتي قوما يستغيث بهم عند غارةٍ، أو ينعي لهم ميتاً. والمُسْتَصْرِخُ: المستغيث. والمُصْرِخُ: المغيث. والاصْطِراخُ : التَّصارُخ . والصَّريخُ: المفزع والمعين، أصرختهم: أعنتهم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.