Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أحر

قعقع

(قعقع)
الشَّيْء أحدث صَوتا عِنْد التحريك أَو التحرك يُقَال قعقع السِّلَاح وَيُقَال قعقعت عمد الْقَوْم ارتحلوا وَفِي الأَرْض ذهب وَالشَّيْء الْيَابِس وقعقع بِهِ حركه مَعَ صَوت يُقَال قعقع القداح أجالها فِي الميسر وَيُقَال فلَان لَا يقعقع لَهُ بالشنان لَا يخدع وَلَا يروع

قعقع


قَعْقَعَ
a. Clashed; clattered.
b. Shook, rattled.
c. [Fī], Wandered about ( the
earth ).
تَقَعْقَعَa. Was shaken; clashed &c.

قَعَاْقِعُa. Rumbling of thunder.

قَعْقَاْعa. Shivering-fit; ague.
b. Dry dates.
c. Hard road.
d. see 51t
قَعْقَعa. Raven.
b. Magpie, jack-daw.

قَعْقَعَةa. Clash; rattle; clatter ( of the teeth ).

قُعْقُعa. see 51 (b)
قَعْقَعَتْ عُمُدُهُم
تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهُم
a. They have departed.
ق ع ق ع : قُعَيْقِعَانُ بِصِيغَةِ التَّصْغِيرِ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى الْحَرَمِ مِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ جُرْهُمًا كَانَتْ تَجْعَلُ فِيهِ سِلَاحَهَا مِنْ الدَّرَقِ وَالْقِسِيِّ وَالْجِعَابِ فَكَانَتْ تُقَعْقِعُ أَيْ تُصَوِّتُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْقَعْقَعَةُ حِكَايَةُ أَصْوَاتِ التِّرَسَةِ وَغَيْرِهَا. 
(قعقع) - في حديثِ سَلَمة: "فَقَعْقَعُوا لك السِّلاحَ فَطار فُؤادُك "
: أي حَرّكُوه.
- وفي حديث أبي الدّرْدَاء - رضِي الله عنه -: "شَر النّساء السَّلْفَعة التي تُسْمَعُ لأَسْنَانها قَعْقَعةٌ"
وهي حِكَاية صَوتِ التِّرسَة ، والجُلُود اليابِسَة ونحوها.
وقال الأصمعي: هي صَوتُ الرّعد وصَواعقُه.
- وفي الحديث: "آخُذُ بحَلَقة الجنة فأقعْقِعُها"
: أي أحَرّــكها لتُصَوّت.
قعقع
قعقعَ يقعقع، قَعْقَعَةً، فهو مُقَعْقِع
• قعقع السِّلاحُ ونحوُه:
1 - أحدث صوتًا عند التَّحرّكِ أو التَّحريك "قعقعة السيوف".
2 - تتابع صوتُه في شدّة. 

تقعقعَ يتقعقع، تقعقُعًا، فهو مُتقعقِع
• تقعقع السِّلاحُ ونحوه: تتابع صوتُه في شدّة. 

قَعْقاع [مفرد]: مَنْ إذا مشَى سُمع لمفاصل رجليْه صوت. 
قعقع: قعقع: دمدم. (بوشر) قعقع) طقطق الباب. (عباد 1: 317).
تقعقع: دمدم. (دي ساسي طرائف 1: 3).
تقعقع: دمدمة. (بوشر).
تقعقعت الإنسان: اصطكت الأسنان. ففي رياض النفوس (ص61 ق): فما شعر إلا بتقعقع أسناني من شده البرد.
تقعقع: تحير، تردد. ففي ابن البيطار (2: 589): يتقعقع لونها بين البياض والصفرة.
قعقع: عقعق، طائر في ريشة بياض وسواد. (دوماس حياة العرب ص422).
قعقعة: اتخذ برقعا وإزارا، ففي معجم المنصوري (جمع): مجازا كلمات جزلة مفخمة طنانة. ففي كتاب عبد الواحد (ص 151): كانت طريقته في الشعر على نحو طريقة محمد بن هاني الأندلسي في قصد الألفاظ الرائعة والقعاقع المهولة وايصار التقعير. ونحوهذا تقريبا ما جاء في حيان- بسام (1: 172 ق): أراد أن يثير شفقته بالدموع غير إنه قال له: دع القعاقع فليست تهولني.
[قعقع] فيه: أخذ بحلقة الجنة «فأقعقعها»، أي أحركها لتصوت، والقعقعة: حكاية حركة لشيء يسمع له صوت. ومنه: ح شر النساء السلفعة التي تسمع لأسنانها، «قعقعة». وح: «فقعقعوا» لك السلاح فطار سلاحك. ش: والقعاقع حكاية صوت السلاح وتتابع أصوات الرعد. نه: وفيه: فجيء بالصبي ونفسه «تقعقع»، أي تضطرب وتتحرك، أراد كلما صار إلى حال لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى تقربه من الموت. ك: هو بتاءين في أوله، وهو حكاية صوت صدره من شدة النزع. ن: هو بفتح التاء والقافين، أي لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية. ك: و «قعيقعان» - بضم قاف أولى وكسر الثانية وفتح مهملتين وسكون تحتية: جبل بمكة مقابل قبيس. نه: سمي به لأن جرهما لما تحاربوا كثرت قعقعة السلاح هنالك. غ: من يجتمع «يتقعقع» عمده، أي من غبط بكثرة العدد فهو بعرض الزوال.

رَوَحَ

(رَوَحَ)
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الرُّوحِ» فِي الْحَدِيثِ، كَمَا تَكَرَّرَ فِي الْقُرْآنِ، وَوَردت فِيهِ عَلَى مَعَان، والغالبُ مِنْهَا أَنَّ المرادَ بِالرُّوحِ الَّذِي يقُوم بِهِ الجَسَد وتكونُ بِهِ الحياةُ، وَقَدْ أطلقْ عَلَى الْقُرْآنِ، والوَحْى، والرحْمة، وَعَلَى جِبْرِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى «الرُّوحُ الْأَمِينُ»
ورُوحُ الْقُدُسِ
. والرُّوحُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ.
(هـ) وَفِيهِ «تحابُّوا بِذِكْرِ اللَّهِ ورُوحِهِ» أرادَ مَا يَحْيَا بِهِ الَخْلق ويَهتَدون، فَيَكُونُ حَيَاةً لَهُمْ. وَقِيلَ أرَادَ أمْرَ النُّبوّة. وَقِيلَ هُوَ الْقُرْآنُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الْمَلَائِكَةُ الرُّوحَانِيُّونَ» يُرْوَى بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا، كَأَنَّهُ نسْبة إِلَى الرُّوحِ أَوِ الرَّوْحِ، وَهُوَ نَسِيمُ الرِّيحِ، والألفُ والنونُ مِنْ زِيَادَاتِ النَّسَب، وَيُرِيدُ بِهِ أَنَّهُمْ أجسامٌ لَطيفةٌ لَا يُدرِكها البصر.
(س) ومنه حديث ضمام «إِنَّى أُعَالِجُ مِنْ هَذِهِ الْأَرْوَاحِ» الْأَرْوَاحُ هَاهُنَا كِنايةٌ عَنِ الجنِّ، سُمُّوا أرْواحاً لِكَوْنِهِمْ لَا يُرَوْن، فهُم بِمَنْزِلَةِ الأرْواحِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَنْ قَتَل نَفْسا مُعاَهِدَة لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجنَّة» أَيْ لَمْ يَشُم رِيحَها. يُقَالُ رَاحَ يَرِيحُ، ورَاحَ يَرَاحُ، وأَرَاحَ يُرِيحُ: إِذَا وجدَ رَائِحَةَ الشَّىء، والثلاثةُ قَدْ رُوى بِهَا الْحَدِيثُ.
وَفِيهِ «هَبَّت أَرْوَاحُ النَّصْر» الْأَرْوَاحُ جَمْعُ رِيحٍ لِأَنَّ أصْلَها الواوُ، وتُجمَع عَلَى أَرْيَاحٍ قَلِيلًا، وَعَلَى رِيَاحٍ كَثِيرًا، يُقَالُ الرِّيحُ لِآلِ فُلان: أَيِ النَّصر والدَّوْلة. وَكَانَ لِفُلان رِيح.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَ النَّاسُ يسكنُون الْعَالِيَةَ فيحضُرون الجُمعةَ وبِهم وسَخٌ، فَإِذَا أصَابَهم الرَّوْحُ سَطَعت أَرْوَاحُهُمْ، فيتأذَّى بِهِ النَّاس فأُمِروا بالغُسْل» الرَّوْحُ بِالْفَتْحِ: نَسِيم الرِّيحِ، كَانُوا إِذَا مرَّ عَلَيْهِمُ النَّسيم تَكيَّف بِأرواحهم وحَمَلها إِلَى النَّاس.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يَقُولُ إِذَا هاجَتِ الرِّيحُ: اللَّهُمَّ اجْعَلها رِيَاحاً وَلَا تَجْعلها رِيحاً» العربُ تَقُولُ: لَا تَلْقَحُ السَّحاَب إِلَّا مِنْ رِياح مُخْتَلِفَةٍ، يُرِيدُ اجْعَلها لَقاحاً للسَّحاب، وَلَا تَجْعَلْهَا عذَابا. ويُحقق ذَلِكَ مَجىءُ الْجَمْعِ فِي آيَاتِ الرَّحْمَة، وَالْوَاحِدِ فِي قِصَص العذَاب، ك الرِّيحَ الْعَقِيمَ، ورِيحاً صَرْصَراً*.
وَفِيهِ «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ» أَيْ مِنْ رْحمِته بِعباَده.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا حضَره الْمَوْتُ فَقَالَ لِأَوْلَادِهِ: أحْرِــقُوني ثُمَّ انْظُرُوا يَوماً رَاحًا فأذْرُوني فِيهِ» يومٌ رَاحٌ: أَيْ ذُو رِيح، كَقَوْلِهِمْ رجُلٌ مالٌ. وَقِيلَ: يومٌ رَاحٌ وليلةٌ رَاحَةٌ إِذَا اشتدَّت الرِّيحُ فِيهِمَا.
(س) وَفِيهِ «رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الضُّحَى» أَيِ احتاجُوا إِلَى التَّرَوُّحِ مِنَ الحَرِّ بِالْمِرْوَحَةِ، أَوْ يَكُونُ مِنَ الرَّوَاحِ: العَوْدِ إِلَى بُيُوتِهِمْ، أَوْ مِنْ طَلَب الرَّاحَةِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «رَكِبَ ناقَةً فَارِهَةً فمشَت بِهِ مَشْيا جَيِّدا فَقَالَ:
كأنَّ رَاكِبَها غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ ... إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شاَرِبٌ ثَمِلٌ
الْمَرْوَحَةُ بالْفتح: الموضعُ الَّذِي تَخْتَرقه الريحُ، وَهُوَ المرادُ، وَبِالْكَسْرِ: الآلَة الَّتِي يُتروَّح بِهَا.
أخرَجه الْهَرَوِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ «أَنَّهُ سُئل عَنِ المَاء الَّذِي قَدْ أَرْوَحَ أيُتَوضَّأ مِنْهُ؟ فَقَالَ: لَا بَأس» يُقَالُ أَرْوَحَ الماءُ وأَرَاحَ إِذَا تَغيرت رِيحُه.
(هـ) وَفِيهِ «مَنْ رَاحَ إِلَى الجُمعة فِي السَّاعَةِ الْأُولَى فكانَّما قرَّب بَدَنَة» أَيْ مشَى إِلَيْهَا وذَهَب إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يُرِد رَوَاحَ آخِر النَّهار. يُقَالُ رَاحَ القومُ وتَرَوَّحُوا إِذَا ساَرُوا أَيَّ وقْت كانَ.
وَقِيلَ أصْل الرَّواح أَنْ يكونَ بَعْدَ الزَّوَالِ، فَلَا تكونُ السَّاعَاتُ الَّتِي عدَّدَها فِي الْحَدِيثِ إِلَّا فِي ساعةٍ واحدةٍ مِنْ يَوْمِ الجُمعة، وَهِيَ بَعْد الزَّوَالِ، كَقَوْلِكَ قَعَدْت عِنْدَكَ ساعَةً، وَإِنَّمَا تُرِيدُ جُزءًا مِنَ الزَّمَانِ وَإِنْ لَمْ تَكُن سَاعَةً حقيقيَّة الَّتِي هِيَ جُزءٌ مِنْ أربَعَة وَعِشْرِينَ جُزْءًا مَجْمُوع اللَّيل وَالنَّهَارِ.
وَفِي حَدِيثِ سَرِقَة الغَنم «لَيْسَ فِيهِ قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَه الْمُرَاح» الْمُرَاحُ بِالضَّمِّ: المَوضِع الَّذِي تَرُوحُ إِلَيْهِ الماشيةُ: أَيْ تَأْوِي إِلَيْهِ لَيْلًا. وَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ المَوضِع الَّذِي يَرُوح إِلَيْهِ الْقَوْمُ أَوْ يَرُوحُونَ مِنْهُ، كَالْمَغْدَى، لِلْمَوْضِعِ الَّذِي يُغْدَى مِنْهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْع «وأَرَاحَ علىَّ نَعما ثَرِيَّا» أَيْ أعْطاَنى؛ لأنَّها كَانَتْ هِيَ مُرَاحاً لنَعَمه.
وَفِي حَدِيثِهَا أَيْضًا «وأعْطاَنى مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوجاً» أَيْ مِمَّا يَرُوح عَلَيْهِ مِنْ أصْناف المَالِ أعْطاني نَصيبا وصِنْفا. ويُروى ذَابِحَةٍ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَيْرِ «لَوْلَا حُدُودٌ فُرِضت وفرائضُ حُدَّت تُرَاحُ عَلَى أهْلِها» أَيْ تُرَدُّ إِلَيْهِمْ، وأهْلُها هُمُ الْأَئِمَّةُ. ويجوزُ بِالْعَكْسِ، وَهُوَ أنَّ الأئمةَ يردُّونها إِلَى أَهْلِهَا مِنَ الرَّعية.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «حَتَّى أَرَاحَ الحقَّ عَلَى أهْله» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ «رَوَّحْتُهَا بالعِشى» أَيْ رَددْتُها إِلَى المُراح.
(س) وَحَدِيثُ أَبِي طَلْحَةَ «ذَاكَ مالٌ رَائِحٌ» أَيْ يَرُوحُ عَلَيْكَ نَفْعُه وثوابُه، يَعْنِي قُرْبَ وصُوله إِلَيْهِ. ويُروى بالباءِ وَقَدْ سَبق.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عَلَى رَوْحَةٍ مِن الْمَدِينَةِ» أَيْ مِقْدار رَوْحَةٍ، وَهِيَ المَّرة مِنَ الرَّوَاحِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِبِلَالٍ: أَرِحْنَا بِهَا يَا بلالُ» أَيْ أذِّن بِالصَّلَاةِ نَسْتَرِحْ بأدائِها مِنْ شغْل الْقَلْبِ بِهَا. وَقِيلَ كَانَ اشْتغالُه بالصَّلاة رَاحَةً لَهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَعّد غيرَها مِنَ الْأَعْمَالِ الدُّنيوية تَعَبًا، فَكَانَ يَسْتَرِيحُ بِالصَّلَاةِ لِماَ فِيهَا مِنْ مُناَجاة اللهِ تَعَالَى، ولهذَا قَالَ «قرَّة عيْنِى فِي الصَّلَاةِ» وَمَا أقْرَب الرَّاحة مِنْ قُرَّة العَين. يُقَالُ: أَرَاحَ الرَّجُلُ واسْتَرَاحَ إِذَا رَجَعت نفسُه إِلَيْهِ بعدَ الإعْياءِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ أَيْمَنَ «إِنَّهَا عَطِشَت مُهاجِرةً فِي يَوْمٍ شَدِيد الحَرّ، فدُلّى إِلَيْهَا دَلْوٌ مِنَ السَّماء فشَرِبت حَتَّى أَرَاحَتْ» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِنْ طُول القِياَم» أَيْ يَعْتَمِد عَلَى إحدَاهما مَرَّةً وَعَلَى الْأُخْرَى مَرَّةً ليُوصل الراحةَ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمَا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّهُ أبْصَر رجُلا صَافًّا قدَمَيه فَقَالَ: لَوْ رَاوَحَ كَانَ أفْضل» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «كَانَ ثَابِتٌ يُرَاوِحُ مَا بَيْنَ جَبْهته وقدَميه» أَيْ قَائِمًا وساَجداً، يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ «صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ» لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَرِيحُونَ بَيْنَ كُلّ تَسْلِيمتَين. والتَّرَاوِيحُ جَمْعُ تَرْوِيحَةٍ، وَهِيَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ الرَّاحَةِ، تَفْعِيلة مِنْهَا، مِثْل تَسْلِيمة مِنَ السَّلام.
(هـ) وَفِي شِعْرِ النَّابِغَةِ الجَعْدى يَمْدَحُ ابْنَ الزُّبَيْرِ:
حَكَيْتَ لَنَا الصّدّيقَ لَمَّا وَلِيتَنا ... وعُثْمانَ والفاَرُوقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمُ
أَيْ سَمَحت نفْسُ المُعْدم وسهُل عَلَيْهِ البَذْل. يُقَالُ: رِحْتُ لِلْمَعْرُوفِ أَرَاحُ رَيْحاً، وارْتَحْتُ أَرْتَاحُ ارْتِيَاحاً، إِذَا مِلْتَ إِلَيْهِ وأحببته. [هـ] وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «رجُلٌ أَرْيَحِيٌّ» إِذَا كَانَ سَخِيَّا يَرْتَاحُ للنَّدَى.
[هـ] وَفِيهِ «نَهى أَنْ يكتَحِل المُحْرم بالإثْمِد الْمُرَوَّحِ» أَيِ المُطيَّب بالمِسْك، كَأَنَّهُ جُعِل لَهُ رَائِحَةٌ تفَوحُ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُن لَهُ رائحةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ أمَر بالإثْمِد الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوم» .
وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ «ناوَلَ رجُلا ثَوباً جَديدا فَقَالَ: اطْوه عَلَى رَاحَته» أَيْ عَلَى طَيِّه الْأَوَّلِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ كَانَ أَرْوَحَ كَأَنَّهُ راكبٌ والناسُ يَمْشُون» الْأَرْوَحُ الَّذِي تَتَدانى عَقِباه ويتَباَعد صدرَا قَدَميه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لكأَنّي انظُر إِلَى كِناَنة بْنِ عَبْدِ ياَلِيلَ قَدْ أَقْبَلَ تضْرِبُ درعُه رَوْحَتَيْ رِجْلَيه» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أُتِيَ بقَدَح أَرْوَحَ» أَيْ مُتَّسع مبطُوح.
(س) وَفِي حَدِيثِ الأسْود بْنِ يزيدَ «إِنَّ الجَمَل الأحْمَر ليُريِح فِيهِ مِنَ الْحَرِّ» الْإِرَاحَةُ هَاهُنَا:
الموتُ وَالْهَلَاكُ. وَيُرْوَى بالنُّون. وَقَدْ تقَدَّم.

حَلَقَ

حَلَقَ
الجذر: ح ل ق

مثال: حَلَقَه الداء
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم.
المعنى: أوجع حلقه

الصواب والرتبة: -حَلَقَه الداءُ [صحيحة]
التعليق: أقرّ مجمع اللغة المصري قياسيّة اشتقاق «فَعَلَ» من العضو للدلالة على إصابته، بناء على ما نقل عن العرب من إجرائهم لهذا الاشتقاق، وما نصّ عليه بعض النحاة من أنّه مطّرد، مثل: جَبَهَ، وأَفَخَ، ورَأَسَ، وأَنَفَ، وبَطَنَ
... ، كما أجاز المجمع الاشتقاق من أسماء الأعيان عند الحاجة.
(حَلَقَ)
[هـ] فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ والشمسُ بيضاءُ مُحَلَّقة» أَيْ مُرْتَفِعَةٌ.
والتَّحْلِيق: الِارْتِفَاعُ.
وَمِنْهُ «حَلَّق الطَّائِرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ» أَيْ صَعد. وَحَكَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ شِمر قَالَ: تَّحْلِيق الشَّمْسِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ ارْتِفَاعُهَا، وَمِنْ آخِرِهِ انْحِدارُها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَحَلَّق بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ» أَيْ رفَعه.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ المُحَلِّقات» أَيْ بَيْعِ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ «فهَمَمْت أَنْ أطْرَح نفْسي مِنْ حَالِق» أَيْ مِنْ جبلٍ عالٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «فَبَعَثَتْ إِلَيْهِمْ بِقَمِيصِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فانتخب النَّاسُ، قَالَ: فحَلَّق بِهِ أَبُو بَكْرٍ إِلَيَّ وَقَالَ: تَزوّد مِنْهُ واطْوِه » أَيْ رَمَاهُ إِلَيَّ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الحِلَق قَبْلَ الصَّلَاةِ- وَفِي رِوَايَةٍ- عَنِ التَّحَلُّق» أَرَادَ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ:
الحِلَق بِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ: جَمْعُ الحَلْقَة، مِثْلَ قَصْعة وقِصَع، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ مُسْتَدِيرُونَ كحَلْقة الْبَابِ وَغَيْرِهِ. والتَّحَلُّق تَفَعُّل مِنْهَا، وَهُوَ أَنْ يَتَعمَّدوا ذَلِكَ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «جَمْعُ الحَلْقَة حَلَق بِفَتْحِ الْحَاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ» ، وَحُكِيَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو أَنَّ الْوَاحِدَ حَلَقة بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ حَلَق بِالْفَتْحِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّهُمْ يُجِيزه عَلَى ضَعْفِهِ. وَقَالَ الشَّيْبَانِيُّ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَلَقة بِالتَّحْرِيكِ إِلَّا جَمْع حالِق .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تُصلُّوا خَلْفَ النِّيام وَلَا المُتَحَلِّقِين» أَيِ الجُلوس حِلَقًا حِلَقًا.
(س) وَفِيهِ «الْجَالِسُ وَسَطَ الحَلْقَة مَلْعُونٌ» لِأَنَّهُ إِذَا جَلَسَ فِي وَسَطِهَا اسْتَدْبَرَ بَعْضُهُمْ بِظَهْرِهِ فَيُؤْذِيهِمْ بِذَلِكَ فَيَسُبُّونَهُ وَيَلْعَنُونَهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا حِمَى إِلَّا فِي ثَلَاثٍ» وَذَكَرَ مِنْهَا «حَلْقَة الْقَوْمِ» أَيْ لَهُمْ أَنْ يَحْمُوها حَتَّى لا يَتَخطَّاهم أحد ولا يجلس وسطها. (س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ حِلَقِ الذَّهَبِ» هِيَ جَمْعُ حَلْقَة وَهُوَ الْخَاتَمُ لَا فَصَّ لَهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أحَبَّ أَنْ يُحَلِّق جَبِينه حَلْقَة مِنْ نَارٍ فَلْيُحَلِّقْه حَلْقَة مِنْ ذَهَبٍ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «فُتِحَ اليومَ مِنْ رَدْم يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مثلُ هَذِهِ، وحَلَّقَ بإصْبَعيه الإبهِام وَالَّتِي تَلِيهَا، وعَقَد عَشْرا» أَيْ جَعَلَ إصْبَعيه كالحَلْقَة. وعقدُ الْعَشْرِ مِنْ مُواضَعات الحُسّاب، وَهُوَ أَنْ يَجْعَلَ رَأْسَ إصْبَعه السَّبابة فِي وسَط إصْبعه الْإِبْهَامِ ويَعْملها كَالْحَلْقَةِ.
(س) وَفِيهِ «مَن فَكَّ حَلْقَةً فَكَّ اللَّهُ عَنْهُ حَلْقَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ:
أَيْ أعْتَق مَمْلُوكًا، مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى فَكُّ رَقَبَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ صُلْحِ خَيْبَرَ «وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصّفْراءُ والبيْضاء والحَلْقَة» الحَلْقة بِسُكُونِ اللَّامِ: السلاحُ عَامًّا. وَقِيلَ: هِيَ الدُّروع خَاصَّةً.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وإنَّ لَنَا أغْفالَ الْأَرْضِ والحَلْقَة» وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِيهِ «لَيْسَ منَّا مَنْ صَلَق أَوْ حَلَق» أَيْ لَيْسَ مَنْ أَهْلِ سُنَّتِنا مَنْ حَلَق شَعَره عِنْدَ المُصِيبة إِذَا حلَّت بِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لُعِنَ مِنَ النِّسَاءِ الحَالِقَة والسالِقة والخارِقة» وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ الَّتِي تَحْلِق وَجْهَهَا لِلزِّينَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجِّ «اللَّهُمَّ اغْفِرْ للمُحَلِّقِين، قَالَهَا ثَلَاثًا» : المُحَلِّقُون: الَّذِينَ حَلَقُوا شُعورهم فِي الْحَجِّ أَوِ العُمرة، وَإِنَّمَا خصَّهم بِالدُّعَاءِ دُونَ المُقَصِّرين، وَهُمُ الَّذِينَ أخَذوا مِنْ أَطْرَافِ شُعورهم، وَلَمْ يَحْلِقُوا؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَنْ أَحْرَــمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ هَدْيٌ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَاقَ الهَدْيَ، وَمَنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَإِنَّهُ لَا يَحْلِق حَتَّى يَنْحَر هَدْيه، فَلَمَّا أمَر مَن لَيْسَ مَعَهُ هَدْي أَنْ يَحْلِقَ ويُحِل وجَدوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ ذَلِكَ وأحَبُّوا أَنْ يأذَن لَهُمْ فِي المُقام عَلَى إِحْرَامِهِمْ [حَتَّى يُكملوا الْحَجَّ] وَكَانَتْ طاعةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى لَهُمْ»
، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بُدٌّ مِنَ الْإِحْلَالِ كَانَ التَّقْصير فِي نُفوسهم أخفَّ مِنَ الحَلْق، فَمَالَ أَكْثَرُهُمْ إِلَيْهِ، وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ بَادَرَ إِلَى الطَّاعَةِ وحَلَقَ وَلَمْ يُراجع، فَلِذَلِكَ قدَّم المُحَلِّقِين وأخَّر المقصِّرين. (هـ) وَفِيهِ «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأمَم قَبْلَكُمُ البَغْضاء، وَهِيَ الحَالِقَة » الحَالِقَة: الخَصْلة الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَحْلِق: أَيْ تُهْلِك وتَستأصِل الدِّين كَمَا يَسْتَأصِل المُوسَى الشَّعَرَ. وَقِيلَ هِيَ قَطِيعة الرَّحم والتَّظالُم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لصَفِيّة: عقْرَى حَلْقَى» أَيْ عَقَرها اللَّهُ وحَلَقَها، يَعْنِي أصابَها وَجَع فِي حَلْقِها خَاصَّةً. وَهَكَذَا يَرْوِيهِ الْأَكْثَرُونَ غيرَ مُنَوَّنٍ بِوَزْنِ غَضْبَى حَيْثُ هُوَ جارٍ عَلَى الْمُؤَنَّثِ. وَالْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ التَّنْوين، عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرُ فِعْل مَتْروك اللَّفْظِ، تَقْدِيرُهُ عَقَرها اللَّهُ عَقْراً وحَلَقَها حَلْقًا. وَيُقَالُ لِلْأَمْرِ يُعْجَب مِنْهُ: عَقْراً حَلْقًا. وَيُقَالُ أَيْضًا لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ مُؤذِية مَشْئومة. وَمِنْ مَوَاضِعِ التَّعَجُّبِ قولُ أمّ الصَّبِي الذى تكلّم: عقرى! أو كان هَذَا مِنْهُ! (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَمَّا نَزَلَ تَحْريم الْخَمْرِ كنَّا نَعْمِدُ إِلَى الحُلْقَانَة فنَقْطَع مَا ذَنَّب مِنْهَا» يُقَالُ لِلبُسْر إِذَا بدَا الإرْطاب فِيهِ مِنْ قِبَل ذَنَبه: التَّذْنُوبة، فَإِذَا بَلَغَ نصفَه فَهُوَ مُجزِّع، فَإِذَا بَلَغَ ثُلُثَيه فَهُوَ حُلْقَان ومُحَلْقِن، يُرِيدُ أَنَّهُ كَانَ يَقْطَعُ مَا أرْطب مِنْهَا وَيَرْمِيهِ عِنْدَ الِانْتِبَاذِ لِئَلَّا يَكُونَ قَدْ جَمع فِيهِ بَيْنَ البُسْر والرُّطَب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بكَّار «مَرَّ بِقَوْمٍ يَنَالُون مِنَ الثَّعْد والحُلْقَان» .

ذَمَمَ

(ذَمَمَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكْرُ «الذِّمَّة والذِّمَام» وهُما بِمَعْنَى العَهْد، والأمَانِ، والضَّمان، والحُرمَة، والحقِّ. وسُمِّي أَهْلُ الذِّمَّة لدخُولهم فِي عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَانِهِمْ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أدناهُم» أَيْ إِذَا أعْطَى أحدُ الجَيْشِ العَدُوَّ أمَاناً جَازَ ذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُخْفِرُوه، وَلَا أَنْ يَنْقُضوا عَلَيْهِ عَهْده. وَقَدْ أجازَ عُمَر أمَانَ عبدٍ عَلَى جَميعِ الْجَيْشِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ واحدةٌ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ فِي دُعَاءِ المُسَافر «اقْلِبْنا بِذِمَّة» أَيِ ارْدُدنا إِلَى أَهْلِنَا آمِنِينَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَقَدْ بَرِئَت مِنْهُ الذِّمَّة» أَيْ إنَّ لكُلِّ أحَدٍ مِنَ اللَّهِ عَهْداً بالحفْظ والكلاءَة، فَإِذَا ألْقى بِيَدِهِ إِلَى التهْلُكة، أَوْ فعَل مَا حُرِّم عَلَيْهِ، أَوْ خَالَفَ مَا أُمِرَ بِهِ خَذلَتْه ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى.
وَفِيهِ «لَا تَشْتروا رَقيق أهْل الذِّمَّةِ وأرَضِيهِم» الْمَعْنَى أَنَّهُمْ إِذَا كَانَ لَهُمْ مَمَاليكُ وأرَضُون وحالٌ حسَنةٌ ظاهِرَةٌ كَانَ أكْثَر لجزْيتهم، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى أَنَّ الجِزْية عَلَى قَدْرِ الحالِ، وَقِيلَ فِي شِرَاءِ أرَضيهم أَنَّهُ كَرِهَهُ لِأَجْلِ الخَرَاج الَّذِي يلزَمُ الْأَرْضَ لئلاَّ يَكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا اشْتَراها فَيَكُونَ ذُلاًّ وصَغَارا.
وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ «قِيلَ لَهُ مَا يحِل مِن ذِمَّتِنَا» أرَادَ مِنْ أهْل ذمَّتِنا، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «ذِمَّتِي رَهينَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ» أَيْ ضَمَاني وعَهدي رهْن فِي الْوَفَاءِ بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَا يُذْهِب عَنِّي مَذَمَّة الرَّضاع؟ فَقَالَ: غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أمةٌ» الْمَذَمَّةُ بِالْفَتْحِ مَفْعَلةٌ مِنَ الذَّم، وَبِالْكَسْرِ مِنَ الذِّمَّة والذِّمَام. وَقِيلَ هِيَ بالكَسْر والفَتح الحَقُّ والحُرْمة الَّتِي يُذَمُّ مُضَيّعها، وَالْمُرَادُ بِمَذَمَّةِ الرَّضاع: الحَقُّ اللاَّزِم بِسَبب الرَّضاع، فكأنَّه سألَ مَا يُسْقِط عَنِّي حَقَّ المُرْضعة حتَّى أَكُونَ قَدْ أدَّيته كَامِلًا؟ وَكَانُوا يَسْتَحِبُّون أَنْ يُعْطوا لِلمُرْضعة عندَ فِصَالِ الصَّبيِّ شَيْئًا سِوى أجْرتها.
(هـ) وَفِيهِ «خِلاَل المَكَارم كَذَا وَكَذَا والتَّذَمُّم للصَّاحب» هُوَ أَنْ يَحْفظ ذمَامَه ويَطْرح عَنْ نَفْسه ذَمَّ النَّاس لَهُ إِنْ لَمْ يَحْفَظه.
(هـ) وَفِيهِ «أُريَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنَامه احْفِرْ زَمزَم لَا تُنْزَف وَلَا تُذَمّ» أَيْ لَا تُعاب، أَوْ لاَ تُلْفى مَذْمُومَة، مِنْ قَوْلِكَ أَذْمَمْتُهُ إِذَا وجَدْتَه مَذْمُوماً. وَقِيلَ لَا يُوجُد ماؤُها قَلِيلًا، مِنْ قَوْلهم بئرٌ ذَمَّة، إِذَا كَانَتْ قَلِيلَةَ الْمَاءِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَرَاءِ «فأتيْنَا عَلَى بئرٍ ذمَّة فَنَزَلْنَا فِيهَا» سمِّيت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا مَذْمُومَةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «قَدْ طَلَعَ فِي طَرِيقٍ مُعْوِرَةٍ حَزْنَةٍ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ أَذَمَّتْ» أَيِ انْقَطع سيرُها، كأنَّها حَمَلَتِ النَّاسَ عَلَى ذَمِّهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِية «فخرَجْتُ عَلَى أَتانِي تِلْكَ، فلقَد أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ» أَيْ حَبَسَتْهم لضَعْفِها وانْقِطاع سَيرها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمِقْدَادِ حِينَ أحْرَــزَ لِقاحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَإِذَا فِيهَا فَرَسٌ أَذَمُّ» أَيْ كالٌّ قَدْ أعْيا فَوَقَفَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «إِنَّ الحُوتَ قاءَه رَذِيًّا ذَمّاً» أَيْ مَذْمُوماً شِبْه الْهَالِكِ، والذَّمُّ والْمَذْمُومُ واحدٌ.
وَفِي حَدِيثِ الشُّؤْم والطَّيَرة «ذَرُوها ذَمِيمَةً» أَيِ اتْرُكوها مَذْمُومَةً، فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُوِلَةٍ، وَإِنَّمَا أمَرَهم بالتَّحَوُّل عَنْهَا إبْطالا لِما وقَع فِي نُفوسهم مِنْ أَنَّ الْمَكْرُوهَ إِنَّمَا أصابَهم بِسَبَبِ سكنى الدار، فَإِذَا تَحَوَّلوا عَنْهَا انْقَطعت مادَّة ذَلِكَ الوَهْم وزالَ مَا خامَرَهم مِنَ الشُّبهة.
وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «أخَذَته مِنْ صاحِبهِ ذِمَامَةٌ» أَيْ حَيَاءٌ وَإِشْفَاقٌ، مِنَ الذَّمِّ وَاللَّوْمِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ صَيَّادٍ «فأصابَتْني مِنْهُ ذِمَامَةٌ» .

ذَرَرَ

(ذَرَرَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَأى امْرَأةً مَقْتُولَةً فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقاتِلُ! الْحَق خَالِدًا فقُلْ لَهُ: لَا تَقتُل ذُرِّيَّةً ولاَ عَسِيفاً» الذُّرِّيَّةُ اسمٌ يَجْمعُ نَسل الْإِنْسَانِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَأَصْلُهَا الْهَمْزُ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوه فَلَمْ يَستعْمِلوها إلاَّ غَيْرَ مهموزَة، وتُجمعُ عَلَى ذُرِّيَّاتٍ، وذَرَارِيّ مُشَدَّداً. وَقِيلَ أصلُها مِنَ الذَّرِّ بِمَعْنَى التَّفرِيقِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَرَّهُم فِي الْأَرْضِ، والمرادُ بِهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ النِّساء لِأَجْلِ الْمَرْأَةِ المقتولةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «حُجُّوا بالذُّرِّيَّة وَلَا تأكُلوا أرْزاقَها وتذَرُوا أرْبَاقَها فِي أعْناقِها» أَيْ حُجُّوا بالنِّساء، وضَرَب الأرْباقَ وَهِيَ القَلائدُ مَثلاً لِمَا قُلِّدَت أعْناقُها مِنْ وجُوب الْحَجِّ.
وَقِيلَ كَنَى بِهَا عَنِ الأوْزَار.
وَفِي حَدِيثِ جُبَير بْنِ مُطعِم «رأيتُ يَوْمَ حُنَين شَيْئًا أَسْوَدَ يَنزل مِنَ السَّماء، فوقَع إِلَى الأرضِ، فدَبَّ مثلَ الذَّرِّ، وهزَمَ اللَّهُ المُشركينَ» الذَّرُّ: النَّملُ الأحمرُ الصَّغير، واحِدتُها ذَرَّةٌ. وسُئِلَ ثَعلب عَنْهَا فَقَالَ: إنَّ مائةَ نملةٍ وزنُ حبَّةٍ، والذَّرَّةُ واحدةٌ مِنْهَا. وَقِيلَ الذَّرَّةُ لَيْسَ لَهَا وزْنٌ، ويُرَاد بِهَا مَا يُرى فِي شُعاع الشَّمْسِ الدَّاخل فِي النَّافِذَة. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «طيَّبتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإحْرامِه بِذَرِيرَةٍ» هُوَ نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ مجموعٌ مِنْ أخْلاَطٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعيّ «يُنْثَرُ عَلَى قَميصِ الميّتِ الذَّرِيرَةُ» قِيلَ: هِيَ فُتَاتُ قَصَب مَّا كَانَ لنُشَّاب وَغَيْرِهِ . كَذَا جاءَ فِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى.
(س) وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «تَكْتَحِلُ الْمُحِدُّ بِالذَّرُورِ» . الذَّرُورُ بِالْفَتْحِ: مَا يُذَرُّ فِي الْعَيْنِ مِنَ الدَّوَاءِ اليابسِ. يُقَالُ ذَرَرْتُ عينَه إذا دَاوَيْتَهَا به (س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «ذُرِّي وَأَنَا أحِرُّ لكِ» أَيْ ذُرِّي الدَّقيقَ فِي القِدْرِ لأعملَ لَكِ مِنْهُ حَرِيرَهً.

خَنَفَ

(خَنَفَ)
(هـ) فِيهِ «أَتَاهُ قوْمٌ فَقَالُوا: أحْرَــق بُطونَنَا التَّمرُ، وتَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ» هِيَ جمْعُ خَنِيفٍ، وَهُوَ نَوْعٌ غَلِيظٌ مِنْ أَرْدَأِ الكَتَّان، أَرَادَ ثِيَاباً تُعْمَل منه كانوا يَلْبَسُونها. وَمِنْهُ رَجَزُ كَعْبٍ:
ومَذْقةٍ كُطرَّةِ الخَنِيفِ المَذْقةُ: الشَّرْبَة مِنَ اللَّبن الممزُوج، شَبَّه لونَها بطُرَّة الخَنِيف.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «إِنَّ الإبلَ ضُمَّزٌ خُنُفٌ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالْفَاءِ، جَمْع خَنُوفٍ، وَهِيَ النَّاقَة الَّتِي إِذَا سَارَتْ قَلَبت خفّ يدها إلى وَحْشِيِّهِ مِنْ خَارِجٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «أنه قال لحالب نَاقةٍ: كَيْفَ تَحْلبُها؟ أخَنْفاً، أَمْ مَصْراً، أَمْ فَطْرًا» الخَنْفُ: الحَلْبُ بِأَرْبَعِ أصابِعَ يَسْتَعِينُ معَها بِالْإِبْهَامِ.

خَمَرَ

(خَمَرَ)
(هـ) فِيهِ «خَمِّرُوا الْإِنَاءَ وَأَوْكِئُوا السِّقاء» التَّخْمِيرُ: التَّغْطِيه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ أُتِي بِإِنَاءٍ مِنْ لَبن، فَقَالَ: هلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بعُود تَعْرضُه عَلَيْهِ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَجِدُ الْمُؤْمِنَ إلاَّ فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: فِي مسجدٍ يَعْمُره، أَوْ بَيْت يُخَمِّرُهُ، أَوْ مَعِيشةٍ يُدَبِّرها» أَيْ يَسْتُره ويُصْلح مِنْ شَأنه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهل بْنِ حُنَيْف «انْطَلَقْت أَنَا وفُلان نَلتَمِس الْخَمَرَ» الخَمَرُ بِالتَّحْرِيكِ:
كُلُّ مَا سَتَرك مِنْ شَجَرٍ أَوْ بِناء أَوْ غَيْرِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي قَتادة «فأَبْغِنا مَكانا خَمِراً» أَيْ سَاتِرًا يَتَكاثَفُ شجرُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ «حَتَّى يَنْتَهوا إِلَى جَبَل الْخَمَرِ» هَكَذَا يُروى بِالْفَتْحِ، يَعْنِي الشَّجَرَ الملْتَفّ، وَفُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَبَل بَيْت المقدسِ لِكَثْرَةِ شَجَرِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلمان «أَنَّهُ كَتب إِلَى أَبِي الدّرْداء: يَا أَخِي إنْ بَعُدَت الدارُ مِنَ الدَّارِ فَإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيبٌ، وطَيْر السَّمَاءِ عَلَى أرْفَةِ خَمَرِ الْأَرْضِ تَقَع» الأرْفَه: الأخْصَبُ، يُرِيدُ أنَّ وطَنَه أرْفَقُ بِهِ وأرْفَه لَهُ فَلَا يُفارِقُه. وَكَانَ أَبُو الدَّرْداء كَتب إِلَيْهِ يَدْعُوه إِلَى الْأَرْضِ المقدَّسة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ «قَالَ دَخَلْت المسجد وَالنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كَانُوا» أَيْ أوْفَر.
يُقَالُ دَخَل فِي خَمَارِ النَّاسِ: أَيْ فِي دَهْمائهم. ويُروَى بِالْجِيمِ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُوَيْس القَرَني «أَكُونُ فِي خَمَارِ النَّاسِ» أَيْ فِي زَحْمَتِهِم حَيْث أخْفَى وَلَا أُعْرَف.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «قَالَ لَهَا وَهِيَ حَائِضٌ ناوِلِيني الْخُمْرَة» هِيَ مقدارُ مَا يَضَع الرجُل عَلَيْهِ وجْهه فِي سُجُودِهِ مِنْ حَصِير أَوْ نَسِيجة خُوص وَنَحْوِهِ مِنَ النَّباتِ، وَلَا تَكُونُ خُمْرَة إِلَّا فِي هذا المقدار وسُمِّيت خُمْرَة لِأَنَّ خُيوطها مَسْتُورة بِسَعَفِها، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ. هَكَذَا فُسِّرت. وَقَدْ جَاءَ فِي سُنن أَبِي دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ فأرةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرّ الفَتِيلة، فَجَاءَتْ بِهَا فألقَتْها بَيْنَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الخُمْرَة الَّتِي كَانَ قاعِداً عَلَيْهَا، فــأحْرقتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ دِرهَمٍ. وَهَذَا صَرِيحٌ فِي إِطْلَاقِ الخُمْرَة عَلَى الْكَبِيرِ مِنْ نَوْعها.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَمْسَح عَلَى الخُفّ والخِمَار» أَرَادَ بِهِ الْعِمَامَةَ، لِأَنَّ الرَّجُلَ يُغَطّي بهِا رأسَه، كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ تغطِّيه بِخِمَارِهَا، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ قَدِ اعْتمَّ عِمَّه الْعَرَبِ فأدارَها تَحْتَ الحَنَكِ فَلَا يَسْتَطِيعُ نَزْعَها فِي كُلِّ وَقْتٍ فَتَصِيرُ كالخفَّين، غَيْرَ أَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى مَسح الْقَلِيلِ مِنَ الرَّأْسِ، ثُمَّ يَمْسح عَلَى الْعِمَامَةِ بَدَلَ الاسْتيعاب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عمْرو «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا أشْبه عَيْنَك بِخِمْرَة هِند» الخِمْرَةُ هَيْئة الِاخْتِمَارِ.
وَفِي المَثل «إنَّ العَوانَ لَا تُعَلَّم الخِمْرَةَ» أَيِ الْمَرْأَةُ المُجَرِّبة لَا تُعَلَّم كَيْفَ تَفْعَل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ «مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أوّلُهم أَحْرَــارٌ وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَإِنَّ لَهُ مَا قَصَرَ فِي بيتِه» اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أَيِ اسْتَعْبَدَهم بلُغة الْيَمَنِ. يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَخْمِرْنِي كَذَا: أَيْ أعْطنيه ومَلِّكْني إِيَّاهُ: الْمَعْنَى مَن أخَذ قَوْمًا قهْراً وتملُّكا، فإنَّ مَن قَصَره: أَيِ احْتَبَسه واحْتَازَه فِي بَيْتِه واسْتَجْراه فِي خدْمتِه إِلَى أنْ جَاءَ الْإِسْلَامُ فَهُوَ عبْد لَهُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْمُخَامَرَةُ: أَنْ يَبيع الرجُلُ غُلَامًا حُرَّا عَلَى أَنَّهُ عبْد، وَقَوْلُ مُعاذ مِنْ هَذَا، أَرَادَ مَن اسْتَعْبَد قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ جَاءَ الْإِسْلَامُ فَلَهُ مَا حَازَه فِي بَيْتِه لَا يُخْرج مِنْ يَدِهِ. وَقَوْلُهُ وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفون، أَرَادَ رُبَّمَا اسْتَجَارَ بِهِ قَوْمٌ أَوْ جَاوَرُوهُ فاسْتَضْعَفَهم واسْتَعْبَدَهم، فَكَذَلِكَ لَا يُخْرَجون مِنْ يَدِهِ، وَهَذَا مَبْنيٌّ عَلَى إقْرَار النَّاس عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَلِّكْه عَلَى عُرْبهم وخُمُورهم» أَيْ أَهْلِ الْقُرَى، لِأَنَّهُمْ مَغْلُوبُونَ مَغْمُورون بِمَا عليْهم مِنَ الخرَاج والكُلف والأثْقال، كَذَا شرَحه أَبُو مُوسَى.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «أَنَّهُ بَاعَ خَمْراً، فَقَالَ عُمَرُ: قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرة» الْحَدِيثَ. قَالَ الخطَّابي: إِنما بَاعَ عَصِيراً ممَّن يَتَّخِذه خَمْراً، فَسمَّاه باسم ما يَؤُول إِلَيْهِ مَجَازًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً» فَنَقَم عَلَيْهِ عُمَرُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مكْرُوه أَوْ غَيْرُ جَائِزٍ. فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرة بَاعَ خَمْراً فَلاَ، لِأَنَّهُ لَا يَجْهل تَحْرِيمه مَعَ اشْتِهَاره.

حَوَرَ

(حَوَرَ)
(هـ) فِيهِ «الزُّبَير ابْنُ عَمَّتي وحَوَارِيّ مِنْ أمَّتي» أي خاصَّتي من أصحابي وناصِري. وَمِنْهُ «الحَوَارِيّون أَصْحَابُ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ» أَيْ خلْصانُه وَأَنْصَارُهُ. وَأَصْلُهُ مِنَ التَّحْوِير:
التَّبْييض. قِيلَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَصَّارين يُحَوِّرُون الثِّياب: أَيْ يُبَيِّضونها.
وَمِنْهُ «الْخُبْزُ الحُوَّارَى» الَّذِي نُخِلَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الحَوَارِيُّون خُلْصان الْأَنْبِيَاءِ، وَتَأْوِيلُهُ الَّذِينَ أُخْلِصُوا ونُقُّوا مَنْ كُلِّ عَيْب.
وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ الْجَنَّةِ «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لمُجْتَمَعاً للحُور الْعَيْنِ» قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الحُور الْعَيْنِ فِي الْحَدِيثِ، وَهُنَّ نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاحِدَتُهُنَّ حَوْرَاء، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ الشديدةُ سَوَادِهَا.
(هـ) وَفِيهِ «نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الحَوْر بَعْدَ الكَوْر» أَيْ مِنَ النُّقْصَان بَعْد الزِّيادة. وَقِيلَ مِنَ فَسَادِ أمورِنا بَعْدَ صَلاحِها. وَقِيلَ مِنَ الرُّجُوع عَنِ الْجَمَاعَةِ بَعْد أَنْ كُنَّا مِنْهُمْ. وَأَصْلُهُ مِنْ نَقْض العِمَامة بَعْدَ لَفِّها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَتَّى يَرْجع إليْكما ابْناكُما بحَوْر مَا بعثْتُما بِهِ» أَيْ بِجَوَابِ ذَلِكَ. يُقَالُ كلَّمتُه فَمَا ردَّ إليَّ حَوْرا: أَيْ جَوابا. وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ الْخَيْبَةَ والإخْفاق. وَأَصْلُ الحَوْر الرُّجُوعُ إِلَى النَّقْص.
ومنه حديث عبادة «يوشك أى يُرَى الرجُل مِنْ ثَبَجِ الْمُسْلِمِينَ قَرَأَ الْقُرْآنَ على لِسَان محمد صلى الله عليه وسلم فأعادَه وأبْدَاه لَا يَحُورُ فِيكُمْ إِلَّا كَمَا يَحُورُ صَاحِبُ الحمَار المَيِّت» أَيْ لَا يَرْجِع فِيكُمْ بِخَيْرٍ، وَلَا يَنْتَفِع بِمَا حَفِظَهُ مِنَ الْقُرْآنِ، كَمَا لَا يَنْتَفِعُ بِالْحِمَارِ الْمَيِّتِ صاحبُه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطيح «فَلَمْ يُحْرِ جَواباً» أَيْ لَمْ يَرْجِع وَلَمْ يَرُدّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ دَعَا رَجُلًا بالكُفْر وَلَيْسَ كَذَلِكَ حَارَ عَلَيْهِ» أَيْ رَجع عَلَيْهِ مَا نَسَبَ إِلَيْهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «فَغَسلتُها، ثُمَّ أجْففتها، ثُمَّ أَحَرْــتُهَا إِلَيْهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِ السَّلَفِ «لَوْ عيَّرتُ رجُلا بالرَّضْع لخَشِيت أَنْ يَحُورَ بِي داؤُه» أَيْ يَكُونَ عليَّ مَرْجِعه.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كوَى أسْعَد بْنَ زُرارة عَلَى عاتِقه حَوْرَاء» . (هـ) وَفِي رِوَايَةٍ «أَنَّهُ وَجَدَ وَجَعا فِي رَقَبَتِه فَحَوَّرَه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحَدِيدة» الحَوْرَاء: كَيَّة مُدَوّرة، مِنْ حَارَ يَحُورُ إِذَا رجَع. وحَوَّرَهُ إِذَا كوَاه هَذِهِ الكَيَّة، كَأَنَّهُ رَجَعها فأدَارَها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ لمَّا أُخْبر بقَتْل أَبِي جَهْلٍ قَالَ: إِنَّ عَهْدي بِهِ وَفِي رُكْبَتَيْهِ حَوْرَاءُ فَانْظُرُوا ذَلِكَ، فنظَروا فَرَأَوْهُ» يَعْنِي أثَر كيَّة كُويَ بِهَا. وَقِيلَ سُمَيت حَوْرَاء لِأَنَّ مَوْضِعَهَا يَبْيَضُّ مِنْ أَثَرِ الْكَيِّ.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لوَفْد هَمْدانَ «لَهُمْ مِنَ الصَّدقة الثِّلْبُ، والنَّاب، والفَصِيل، وَالْفَارِضُ، والكَبْش الحَوَرِيّ» الحَوَرِيّ مَنْسُوبٌ إِلَى الحَوَر، وَهِيَ جُلود تُتَّخذ مِنْ جُلود الضَّأن. وَقِيلَ هُوَ مَا دُبِغ مِنَ الجُلود بِغَيْرِ القَرَظ، وَهُوَ أحَد مَا جَاءَ عَلَى أَصْلِهِ وَلَمْ يُعَلَّ كَمَا أُعِلّ نَابٌ.

حَوَجَ

(حَوَجَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ كَوَى أسْعَد بنَ زُرارة وَقَالَ: لَا أدَعُ فِي نَفْسِي حَوْجَاءَ مِنْ أسْعَد» الحَوْجَاء الْحَاجَةُ: أَيْ لَا أَدَعُ شَيْئًا أَرَى فِيهِ بُرْأه إِلَّا فعَلْته، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ الرِّيبَة الَّتِي يُحتاج إِلَى إِزَالَتِهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ «قَالَ فِي سَجْدَةِ حم: أَنْ تَسْجُد بِالْآخِرَةِ مِنْهُمَا أحْرى أنْ لَا يكُون فِي نَفْسِكَ حَوْجَاء» أَيْ لَا يَكُونُ فِي نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَذَلِكَ أَنَّ موْضع السُّجُود مِنْهُمَا مُخْتلَف فِيهِ هَلْ هُوَ فِي آخِرِ الْآيَةِ الْأُولَى عَلَى تَعْبُدُونَ، أَوْ آخِرِ الثَّانِيَةِ عَلَى يَسْأَمُونَ، فَاخْتَارَ الثَّانِيَةَ لِأَنَّهُ الأحْوَط.
وَأَنْ تَسْجُد فِي مَوْضِعِ المُبْتَدأ وأحْرى خَبَرُهُ.
(هـ) وَفِيهِ «قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرَكتُ مِنْ حَاجَة وَلَا داجَّة إِلَّا أَتَيْتُ» أَيْ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا دَعَتْنِي نَفْسِي إِلَيْهِ مِنَ الْمَعَاصِي إِلَّا وَقَدْ ركِبْته، ودَاجَةٌ إتبَاعٌ لحَاجَةٍ. والألِفُ فِيهَا مُنْقَلِبة عَنِ الْوَاوِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لرجُل شَكا إِلَيْهِ الحَاجَة: انْطلِق إِلَى هَذَا الْوَادِي فَلَا تَدَع حَاجاً وَلَا حَطَباً، وَلَا تَاتني خمسةَ عشرَ يَوْمًا» الحَاج: ضَرْبٌ مِنَ الشَّوْكِ، الْوَاحِدَةُ حَاجَة.

حَنَذَ

(حَنَذَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ أتِيَ بضَبٍّ مَحْنُوذ» أَيْ مَشْوِيّ. ومنه قوله تعالى: بِعِجْلٍ حَنِيذٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ:
عَجَّلْتَ قَبْلَ حَنِيِذها بِشِوَائِها
أَيْ عَجَّلْتَ بالقِرَى وَلَمْ تَنْتَظِر المَشْوِيَّ، وَسَيَجِيءُ فِي حَرْفِ الْعَيْنِ مَبْسُوطًا.
وَفِيهِ ذِكْرُ «حَنَذَ» هُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالنُّونِ وَبِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ
حَنَذَ الشَّاةَ يَحْنِذُها حَنْذاً وتَحْناذاً: شَواها وجَعَلَ فَوْقَها حِجارَةً مُحْماةً لتُنْضِجَها،
فهي حَنيذٌ، أو هو الحارُّ الذي يَقْطُرُ ماؤُهُ بعدَ الشَّيِّ،
وـ الفَرَسَ: رَكَضَهُ وأعْداهُ شَوْطاً أو شَوْطَيْنِ، ثم ظاهَرَ عليه الجِلالَ في الشَّمْسِ ليَعْرَقَ،
فهو حَنيذٌ ومَحْنوذٌ،
وـ الشَّمْسُ المُسافِرَ: أحْرَــقَتْهُ، وصَهَرَتْهُ.
وحَنَذُ، مُحركةً: ة قُرْبَ المدينَةِ، أو ماءٌ لِبني سُلَيْمٍ.
والحَنيذُ: الماءُ المُسَخَّنُ، ودُهْنٌ، والغِسْلُ المُطَيَّبُ، وماءٌ في دِيارِ بَنيِ سَعْدٍ. وكقَطامِ: الشَّمْسُ.
والحُنْذَةُ، بالضم: الحَرُّ الشَّديدُ.
والحُنْذُوَةُ: شعْبَةٌ من الجَبَلِ.
والحِنْذِيانُ، بالكسر: الكثيرُ الشَّرِّ.
والحِنْذيذُ، بالكسر: الكثيرُ العَرَقِ.
والمُحَنْذِي: الشَّتَّامُ.
والإِحْناذُ: الإِكْثارُ من المِزاجِ في الشَّرابِ، وقيلَ الإِقْلالُ منه، ضِدٌّ.
واسْتَحْنَذَ: اضْطَجَعَ في الشَّمْسِ لِيَعْرَقَ. وككَتَّانٍ: اسْمٌ.

حَرَضَ

(حَرَضَ)
(س) فِيهِ «مَا منْ مُؤمن يَمْرَضُ مَرَضاً حَتَّى يُحْرِضُهُ» أَيْ يُدْنِفُهُ ويُسْقِمُهُ.
يُقَالُ: أَحْرَــضَهُ المرضُ فَهُوَ حَرِضٌ وحَارِضٌ: إِذَا أفْسَد بَدَنَه وَأَشْفَى عَلَى الْهَلَاكِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَوْف بْنِ مَالِكٍ «رَأَيْتُ مُحَلِّم بْنَ جَثَّامَة فِي الْمَنَامِ، فقُلت: كَيْفَ أنْتم؟
فَقَالَ بِخَيْرٍ، وجَدْنا رَبًّا رَحِيمًا غَفَر لَنَا، فَقُلْت: لكلِّكُم؟ فَقَالَ: لِكُلِّنا غَيْر الــأَحْرَــاض، قلت: ومن الــأَحْرَــاض؟ قَالَ: الَّذِينَ يُشار إِلَيْهِمْ بِالْأَصَابِعِ» أَيِ اشْتَهروا بالشَّرّ. وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ أسْرفوا فِي الذُّنُوبِ فأهْلَكوا أنفسَهم. وَقِيلَ: أَرَادَ الَّذِينَ فسَدَت مذاهبُهم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي ذِكْر الصّدفة «كَذَا وَكَذَا والإِحْرِيض» قِيلَ هُوَ العُصْفُر.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الحُرُض» بضمَّتَين وَهُوَ وَادٍ عِنْدَ أحُدٍ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «حُرَاض» بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ: مَوضِع قربَ مكَّة. قِيلَ كَانَتْ بِهِ العُزَّى.

قلقل

(قلقل)
فِي الأَرْض ضرب فِيهَا وَالشَّيْء حركه والحزن دمعه أساله

قلقل


قَلْقَلَ
a. Shook; disturbed.

تَقَلْقَلَa. Pass. of I.
قَلْقَلa. Disquietude, trouble; emotion.

قِلْقِلa. A certain plant.

قُلْقُلَان
a. see 53
[قلقل] نه: فيه: خرج علينا علي وهو «يتقلقل»، التقلقل: الخفة والإسراع من الفرس القلقل - بالضم، ويروى بفاء - ومر. وفيه: ونفسه «تتقلقل» في صدره، أي تتحرك بصوت شديد، وأصله الحركة والاضطراب.
(قلقل) - في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "قال أبو عبد الرحمن السُّلَميُّ: خرَجَ عَليٌّ وهو يَتَقَلْقَلُ"
التَّقَلْقُلُ: الخِفَّةُ والإِسْراعُ، من الفَرس القُلْقُل بالضّم.
قلقل: قلقل: بلبل، شوش. (بوشر).
قلقل: عكر، كدر، رنق، واقلق (بوشر).
تقلقل. في المعجم اللاتيني- العربي Strido اتقلقل واتزمزم.
تقلقل الدمع: في رياض النفوس (ص90 و): فتقلقلت الدموع في عيني والدته.
قلقل: يطلق على ثلاثة نباتات غير معروفة في المغرب. وهي التي ذكرها الرازي وهي معروفة في العراق ويؤكل حبها مطبوخا، ويصنع من أغصانها ملابس، ويظهر أنها تشبه القتب. (معجم المنصوري). قلقلان: نبات اسمه العلمي: Dolichus Cune ifolius ( دوماس حياة العرب ص382).
قلقيل: ملاط، خليط من الرمل والكلس. (ميهرن ص33) مع علامة تدل على الشك.
قلاقل (جمع): أجراس، نواقيس (ألف ليلة 3: 293).
مقلقل: هو في المغرب تمر قسب (ابن البيطار 2: 301) وفي مخطوطة ك: مقلل، وفي مخطوطة أس: فلقل.
قلقل
قلقلَ يقلقل، قَلْقلَةً، فهو مُقَلْقِل، والمفعول مُقَلْقَل
• قلقل الحجَرَ: حرَّكه وهزَّه بشدَّة "قلقل حديثُهم أحزانَهم الكامنة".
• قلقل الحزنُ دمعَهُ: أسالَه. 

تقلقلَ يتقلقل، تَقَلْقُلاً، فهو مُتَقَلْقِل
• تقلقل القِطارُ: تحرَّك "تقلقلَتِ الصَّخرةُ إثر الانفجار".
• تقلقلَتِ الحياةُ الاقتصاديَّة: اضْطربت. 

قَلاقِلُ [جمع]: اضطرابات "فلان يثير القلاقِلَ في كلّ مكان يَحِلُّ به". 

قَلْقَلَة [مفرد]: مصدر قلقلَ.
• القلقلة: (جد) أن ينتهي نطق الصَّوت السَّاكن بحركة خفيفة حين يكون الصَّوت السَّاكن أحد أحرف (قطب جد). 

حَرَجَ

(حَرَجَ)
(هـ س) فِيهِ «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَج» الحَرَجُ فِي الْأَصْلِ: الضِّيقُ، ويَقَع عَلَى الإثْم وَالْحَرَامِ. وَقِيلَ: الحَرَج أَضْيَقُ الضِّيقِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا. فمعْنَى قَوْلِهِ:
حَدّثوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ: أَيْ لَا بَأسَ وَلَا إثْم عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَدّثُوا عَنْهم مَا سَمِعْتم وَإِنِ اسْتَحال أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الأمَّة، مِثْلَ مَا رُوي أَنَّ ثِيَابَهُم كَانَتْ تَطُول، وَأَنَّ النَّار كَانَتْ تَنْزل مِنَ السَّمَاءِ فَتأكل القُرْبان وَغَيْرَ ذَلِكَ؛ لَا أنْ يُحدّث عَنْهُمْ بالكَذب. ويَشْهَد لِهَذَا التَّأويل مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ «فَإِنَّ فِيهِمُ العجائبَ» وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ إِذَا أدَّيْتَه عَلَى مَا سَمعْتَه حَقًّا كَانَ أَوْ بَاطِلًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إثْم لِطُول العَهْد وَوُقُوع الفَتْرة، بِخِلَافِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْد العِلم بصحَّة روَايتِه وعَدالَةِ رُوَاتِه. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ لَيْسَ عَلَى الوُجُوب؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ «بَلِّغُوا عَنِّي» عَلَى الوُجوب، ثُمَّ أتْبَعه بقَوله: وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ: أَيْ لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ تُحدِّثُوا عَنْهُمْ.
وَمِنْ أَحَادِيثِ الحَرَجِ قَوْلُهُ فِي قَتْل الحيَّات «فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهَا» هُوَ أَنْ يقولَ لَهَا أنْتِ فِي حَرَج: أَيْ ضِيق إنْ عُدْت إليْنا، فَلَا تَلُومينَا أَنْ نُضَيّقَ عَلَيْكِ بالتَّتَبُّع والطَّرْد وَالْقَتْلِ.
وَمِنْهَا حَدِيثُ اليَتَامى «تَحَرَّجُوا أَنْ يأكُلُوا معَهم» أَيْ ضَيَّقُوا عَلَى أنْفُسهم. وتَحَرَّجَ فُلان إِذَا فَعل فعْلا يَخْرُج بِهِ مِنَ الحَرَج: الإثْم والضِّيق.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُم إِنِّي أُحَرِّــجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ اليَتيم والْمَرأة» أَيْ أضَيّقُه وأُحرِّــمُه عَلَى مَن ظلمهما. يقال: حَرَّجَ عليَّ ظُلْمَك: أَيْ حَرّمْه. وأَحْرَــجَهَا بتَطْلِيقه:
أَيْ حَرَّمَها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةَ «كَرِه أَنْ يُحْرِجَهُمْ» أى يُوقعَهم فِي الحرَج. وأحَاديث الحَرَجِ كَثِيرَةٌ، وكُلها رَاجِعَةٌ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ «حَتَّى تَركُوه فِي حَرَجَةٍ» الحَرَجَةُ بِالتَّحْرِيكِ: مُجْتَمَع شجَر ملْتَفِّ كالغَيْضَة، والجمْع حَرَجٌ وحرِاجٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو «نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْل فِي مثْل الحَرَجَةِ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِنَّ مَوْضِعَ البيْت كَانَ فِي حَرَجَةٍ وعِضَاه» .
(س) وَفِيهِ «قَدم وفْدُ مَذْحِج عَلَى حَرَاجِيج» الحَرَاجِيج: جَمْع حُرْجُج وحُرْجُوج، وَهِيَ النَّاقة الطوِيلة. وَقِيلَ الضَّامِرَةُ. وَقِيلَ الْحَادَّةُ الْقَلْبِ.

حَرَثَ

(حَرَثَ) الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ (وَمِنْهُ) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63] وَالْحَرْثُ مَا يُسْتَنْبَتُ بِالْبَذْرِ وَالنَّوَى وَالْغَرْسِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ مَجَازٌ (وقَوْله تَعَالَى) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالْمَحَارِثِ وَمَا يُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ مِنْ النُّطَفِ بِالْبُذُورِ (وقَوْله تَعَالَى) {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْثِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ فِي الصَّيْدِ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ فِي النِّكَاحِ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ أَوْ قَيْسُ بْنُ ثَابِتٍ كِلَاهُمَا سَهْوٌ فِيهِ.
(حَرَثَ)
(هـ) فِيهِ «احْرُثْ لدُنْيَاك كأنَّك تَعِيش أَبَدًا، واعملْ لآخِرَتِك كَأَنَّكَ تَمُوت غَداً» أَيِ اعْمَل لدُنْياكَ، فخالَفَ بَيْنَ اللفْظَيْن. يُقَالُ حَرَثْتُ واحْتَرَثْتُ. وَالظَّاهِرُ مِنْ مَفْهُوم لفظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أمَّا فِي الدُّنْيَا فَلِلْحثِّ عَلَى عِمارتها وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُن فِيهَا ويَنْتَفع بِهَا مَنْ يَجيء بَعْدَكَ، كَمَا انْتَفَعْت أَنْتَ بعَمَل مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَه، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلم أَنَّهُ يَطُول عُمْرُه أحْكَم مَا يَعمَلُه وحَرصَ عَلَى مَا يَكْسِبُه، وَأَمَّا فِي جانِب الْآخِرَةِ فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب فِي العباداتِ وَالطَّاعَاتِ، والإكْثار مِنْهَا، فإِنّ مَنْ يَعْلم أَنَّهُ يَمُوتُ غَداً يُكْثر مِنْ عبَادَته ويُخْلِص فِي طاعتِه. كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ» .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابق إِلَى الفَهْم مِنْ ظَاهِرِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَدب إِلَى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، والتَّقْلِيل مِنْهَا، وَمِنَ الانْهمَاك فِيهَا والاسْتِمتاع بلَذَّاتها، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أوَامره ونَواهيه فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها والاسْتِكْثار مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِم أَنَّهُ يعِيش أَبَدًا قَلَّ حِرْصُه، وعَلِم أَنَّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عَلَيْهِ والمُبَادَرة إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنْ فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً، فإِنّي أَعِيشُ أَبَدًا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اعْمَل عَمَل مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّد فَلَا يحْرِص فِي الْعَمَلِ، فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أَنِيقَةٍ مِنَ الإشَارة والتَّنْبيه، وَيَكُونُ أمْرُه لعَمَل الآخِرة عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة وَاحِدَةً وَهُوَ الزُّهْد والتَّقْلِيل، لَكِنْ بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن.
وَقَدِ اختَصَر الْأَزْهَرِيُّ هَذَا المعْنى فَقَالَ: معْناه تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتَأخير أمْر الدُّنْيَا كَراهيَة الاشْتِغال بِهَا عَنْ عَمل الْآخِرَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «احْرُثُوا هَذَا القُرآن» أَيْ فَتِّشُوه وثَوّرُوه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
(هـ) وَفِيهِ «أصْدَق الأسْماء الحَارِث» لِأَنَّ الحَارِث هُو الكَاسِبُ، والإنْسان لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعاً واخْتِيَارا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْر «اخْرُجُوا إِلَى مَعايِشكم وحَرَائِثِكُمْ» أَيْ مَكَاسبكم، وَاحِدُها حَرِيثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرَائِثُ: أنْضَاء الإبِل، وأصْلُه فِي الخَيْل إِذَا هُزِلَتْ فاسْتُعِيرَ للإبِل، وإنَّما يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أحْرَــفْنَاها بِالْفَاء. يُقَالُ نَاقَة حَرْف: أَيْ هَزِيلَةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ، مِنَ الاحْتِرَاث: الاكْتسَابِ. وَيُرْوَى «حَرائِبكم» بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الموَّحدة. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ؟ قَالُوا: حَرَثْنَاهَا يوْم بَدْر» أَيْ أهْزَلْنَاها. يُقَالُ حَرَثْتُ الدَّابَّة وأَحْرَــثْتُهَا بِمَعْنَى أَهْزَلْتُهَا. وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الخطّابى. وَأَرَادَ مُعاوية بذكْر نَواضِحِهم تَقْرِيعاً لَهم وتَعْرِيضاً لأنَّهُم كَانُوا أهلَ زَرْعٍ وسَقْي، فأجَابُوه بمَا أَسْكَنَهُ تَعْرِيضاً بقَتْل أشْيَاخِه يَوْم بَدْر.
(هـ) وَفِيهِ «وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُق البُخاري وَمُسْلِمٍ. قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبة إِلَى حُرَيْث: رَجُل مِنْ قُضَاعة. وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْجِيمِ.

حَبِطَ

(حَبِطَ)
- فِيهِ «أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ» أَيْ أبْطَله. يُقَالُ: حَبِطَ عملُه يَحْبَط، وأَحْبَطَه غيرُه، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: حَبِطَت الدَّابَّةُ حَبَطًا- بِالتَّحْرِيكِ- إِذَا أَصَابَتْ مَرْعًى طَيِّبا فأفْرَطَتْ في الأكل حتى تَنْتَفِخ فتَمُوت.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِت الرَّبيعُ مَا يَقْتل حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ» وَذَلِكَ أَنَّ الرَّبيعَ يُنْبت أحْرار العُشْب، فتَسْتَكْثِر مِنْهُ الْمَاشِيَةُ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ التَّخَبُّط وَهُوَ الاضْطراب. وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَرْحٌ يَجِيءُ فِي مَوْضِعِهِ، فَإِنَّهُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ إذا فرّق.
[هـ] في حديث السّقط «يظلّ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ» المُحْبَنْطِئُ- بِالْهَمْزِ وتَرْكه- المُتغضِّب المستبطىء لِلشَّيْءِ. وَقِيلَ هُوَ الممتَنِع امْتناع طَلِبَة، لَا امْتِنَاع إِبَاءٍ. يُقَالُ:
احْبَنْطَأَتْ، واحْبَنْطَيت. والحَبَنْطَى: الْقَصِيرُ البَطين، وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ وَالْأَلِفُ وَالْيَاءُ زَوَائِدُ لِلْإِلْحَاقِ.

جَوَبَ

(جَوَبَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُجِيبُ» وَهُوَ الَّذِي يُقابِل الدُّعاء والسؤالَ بالقَبُول والعَطاء.
وَهُوَ اسْمُ فاعلٍ مَنْ أَجَابَ يُجِيبُ.
وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «حَتَّى صَارَت المَدِينةُ مِثْلَ الجَوْبَة» هِيَ الحُفْرة المسْتَديرة الْوَاسِعَةُ.
وكُلُّ مُنْفَتِق بِلَا بِنَاءٍ: جَوْبَة، أَيْ حَتَّى صَارَ الغَيْم وَالسَّحَابُ مُحيطاً بِآفَاقِ الْمَدِينَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فانْجَابَ السَّحابُ عَنِ الْمَدِينَةِ حَتَّى صَارَ كالإكْلِيل» أَيِ انْجَمَع وتَقَبَّض بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ وانْكَشَف عَنْهَا.
(س) وَفِيهِ «أتَاه قَوْمٌ مُجْتًابَى النِّمَار» أَيْ لابِسيها. يُقَالُ اجْتَبَت القَمِيص والظَّلاَم: أَيْ دَخَلْت فِيهِمَا. وَكُلُّ شَيْءٍ قُطِع وسَطه فَهُوَ مَجُوب ومُجَوَّب، وَبِهِ سُمِّي جَيْبُ القَمِيص.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أخذتُ إِهَابًا مَعْطُوناً فَجَوَّبَت وَسَطه وأدْخَلته فِي عُنُقِي» .
(س) وَحَدِيثُ خيْفَان «وأمَّا هَذَا الحَيُّ مِنْ أنْمَار فجَوْبُ أَب، وأوْلاَدُ عَلة» أَيْ أنَّهُم جِيبُوا مِنْ أَبٍ وَاحِد وقُطِعُوا مِنْهُ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ للأَنصار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ يَوْمَ السَّقِيفة: إِنَّمَا جِيبَت العَرب عَنَّا كَما جِيبَت الرَّحَا عَن قُطْبها» أَيْ خُرِقَتْ العَرب عَنَّا، فَكُنَّا وَسَطاً، وَكَانَتِ العَرب حَوالَيْنا كالرَّحَا وقُطْبها الَّذي تَدُورُ عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ «جَوَّاب لَيْلٍ سَرْمَد» أَيْ يَسْري لَيْلَه كُله لَا ينَام. يَصِفه بالشَّجاعة، يُقَالُ. جَابَ البلادَ سَيْراً. أَيْ قطَعَها.
(هـ) وَفِيهِ «أنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أيُّ اللَّيْل أَجْوَبُ دَعْوَةً؟ قالَ: جَوْفُ اللَّيْل الغَابر» أَجْوَب، أَيْ أسْرَع إِجَابَة. كَمَا يُقَالُ: أطْوَعُ، مِنَ الطَّاعَة. وقياسُ هَذا أَنْ يَكُونَ مِنْ جَابَ لَا مَنْ أَجَابَ؛ لأنَّ مَا زَادَ عَلَى الفِعْل الثُّلاَثِي لَا يُبْنَى مِنْهُ أفْعَل مِنْ كَذَا إِلَّا فِي أحْرف جَاءَتْ شَاذَّة قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «كَأَنَّهُ فِي التَّقْدير مِنْ جَابَت الدَّعْوة بوَزْن فَعُلَتْ بالضَّم، كَطالَت: أَيْ صَارَتْ مُسْتَجَابَة، كَقَوْلِهِمْ فِي فَقِير وشَدِيد، كأنَّهُما مِنْ فَقُر وشَدُد، وليْس ذَلِكَ بمُسْتَعْمَل. ويَجُوز أَنْ يَكُونَ مِنْ جُبْتُ الْأَرْضَ إِذَا قَطَعْتَها بالسَّير، عَلَى مَعْنى أمْضَى دَعْوَةً، وأنْفَذَ إِلَى مَظَانِّ الإِجَابَة والقَبول» .
وَفِي حَدِيثِ بِنَاء الكعْبة «فسَمِعْنا جَوَابًا مِنَ السَّمَاءِ، فَإِذَا بِطَائِرٍ أعْظَمَ مِنَ النَّسْر» الجَوَاب:
صَوْتُ الجَوْب، وَهُوَ انْقِضَاض الطَّائِرِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ غَزْوة أُحُد «وَأَبُو طَلْحَةَ مُجَوَّب عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَحَفَةِ» أَيْ مُتَرّس عَلَيه يَقِيه بِهَا. ويُقال للتُّرس أَيْضًا جَوْبَة.

بُلَتٌ

(بُلَتٌ)
- فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «احْشُرُوا الطَّيْر إِلَّا الشَّنْقاءَ وَالرَّنْقَاءَ والبُلَت» البُلَت: طائر محترق الرِّيشِ، إِذَا وقعَتْ رِيشَةٌ مِنْهُ فِي الطَّيْر أحرقته. 

أدَمَ

(أدَمَ)
(س) فِيهِ «نعْمَ الإِدَام الْخَلُّ» الإِدَام بِالْكَسْرِ، والأُدْمُ بالضَّمِّ: مَا يُؤكَلُ مَعَ الخُبْزِ أَيَّ شَيْءٍ كَانَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَيّدُ إِدَام أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّحْمُ» جُعِلَ اللَّحْمُ أدْماً، وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ لَا يجَعْلُهُ أدْماً وَيَقُولُ: لَوْ حَلَفَ أَنْ لاَ يَأْتَدِمَ ثُمَّ أكَل لَحْماً لَمْ يَحْنث.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ «أَنَا رأيتُ الشَّاةَ وَإِنَّهَا لَتَأْدَمُهَا وتَأْدَمُ صِرْمَتَها» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أنَسٍ «وعَصَرَتْ عَلَيْهِ أمُّ سٌلَيم عُكَّة لَهَا فَأَدَمَتْهُ» أَيْ خَلَطَتْه وَجَعَلَتْ فِيهِ إِدَامًا يُؤْكَلُ. يُقَالُ فِيهِ بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ. وَرُوِيَ بِتَشْدِيدِ الدَّالِ عَلَى التَّكْثِيرِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنه مرّ يقوم فَقَالَ إِنَّكُمْ تَأْتَدِمُونَ عَلَى أَصْحَابِكُمْ فأصْلِحوا رحَالَكم حَتَّى تَكُونُوا شامَةً فِي النَّاسِ» أَيْ إِنَّ لَكُمْ مِنَ الغِنَى مَا يُصْلحُكم كالإدَام الَّذِي يصُلْح الخبْزَ، فَإِذَا أصْلحْتم رحالَكم كُنْتُمْ فِي النَّاسِ كالشَّامَةِ فِي الْجَسَدِ تَظْهرُون لِلنَّاظِرِينَ، هَكَذَا جاء في بعض كُتُبِ الْغَرِيبِ مرويَّا مَشْرُوحًا. وَالْمَعْرُوفُ فِي الرِّوَايَةِ «إِنَّكُمْ قادمُون عَلَى أصحابِكم فأَصْلِحوا رِحالكم» وَالظَّاهِرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أنَّهُ سَهْوٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النِّكَاحِ «لَوْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أحْرَــى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا » أَيْ تكونَ بَيْنَكُمَا المحبَّة والاتْفَاقُ. يُقَالُ أَدَمَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا يَأْدِمُ أَدْماً بالسُّكونِ: أى ألّف ووفّق. وكذلك آدَمَ يُودِمُ بالمدِّ فَعَلَ وأفْعَل.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ النِّسَاءَ الْبِيضَ، والنُّوقَ الأُدْم فَعَلَيْكَ بِبَنِي مُدْلج» الأُدْم جَمْعُ آدَم كأحْمَر وحُمْر. والأُدْمَة فِي الْإِبِلِ: الْبَيَاضُ مَعَ سَواد الْمُقْلَتَيْنِ، بَعِيرٌ آدَم بَيِّنُ الأُدْمَة، وناقَةٌ أَدْمَاء، وَهِيَ فِي النَّاسِ السُّمْرَة الشَّديدة. وَقِيلَ هُوَ مِنْ أَدْمَةِ الْأَرْضِ وَهُوَ لَوْنُهَا، وَبِهِ سُمِّيَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ نَجِيَّةَ «ابْنَتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرَةُ» يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَامِلِ إِنَّهُ لمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: أَيْ جَمَعَ لِين الأدَمَةِ ونُعُومَتها، وَهِيَ بَاطِنُ الْجِلْدِ، وَشِدَّةَ الْبَشَرَةِ وَخُشُونَتَهَا وَهِيَ ظَاهِرُهُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لِرَجُلٍ: مَا مَالُكَ، فَقَالَ: أقْرَنُ وآدِمَة فِي المَنيئة» الآدِمَة بِالْمَدِّ جَمْعُ أَدِيم، مِثْلُ رَغِيفٍ وَأَرْغِفَةٍ، وَالْمَشْهُورُ فِي جمعه أُدُم. والمَنيِئَةُ بالهمزة الدّباغ.

لوا

(لوا) - في حديث المغيرةِ: "لَو نَظرْتَ إلَيْها"
بمعنَى: لَيْتَ. والذى لاقَى بَيْنَهما أَنَّهما في معنَى التَّقدِير، ولهذا أجِيبت بالفَاءِ، كأنّه قيل: ليتَكَ نَظرتَ، فإنّه أَحْرى. - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إنَّ الزُّبَيْرَ لَوَى ذَنَبَه "
مَثَلٌ لتَركِ المَكارِم، وَالرَّوَغَان عن المعْرُوف
- في الحديث: "مَن حَافَ في وَصِيَّتِهِ أُلْقِىَ في اللَّوَى"
قيل: إنَّه اسمُ وَادٍ في جَهَنّم.
- في حديث حُذَيفَة - رَضى الله عنه -: "رفعَ جبريلُ عليه الصّلاة وَالسَّلام أَرضَ قَومِ لُوطٍ، فأَلوَى بها، حتى سَمِعَ أَهْلُ السَّماءِ ضُغَاءَ كِلابِهمْ"
: أي ذَهَبَ بها. يُقالُ: أَلْوَتْ بك العَنْقَاءُ، وأَلْوَتْ الحَرْبُ بالسَّوَامِ: ذَهبَت وصَاحبُها يَنْظُرُ إليها. وألوَى بيَدِه: أشارَ، وألْوَى: بَلغَ الَّلوَى مِنَ الرَّمْلِ. وألوَى لَه: عَقَدَ له لِوَاءً، وَسُمِّى اللِّوَاءُ بِهِ لَأنَّه خِرْقَةٌ تُلوَى برَأسِ القَناةِ. - ومنه الحديثُ في الاخْتِمَارِ: "لَيَّةً لاَليَّتَين"
يَقُول: أَلوِى خِمَارَكِ على الرّأْسِ مَرَّةً وَاحِدةً، لَا تُدِيريه مَرَّتَين فتَتَشبَّهى بالرجَالِ إذَا اعْتَمُّوا، وهذا على مَعنى نَهْيِه النِّسَاءَ عن لِبَاسِ الرِّجَالِ، والرجَالَ عن لِبَاسِ النّساء في لَعْنِ المُتَشَبهين بَعضِهِم ببْعضِ.
- في الحديثِ : "مَجامِرُهم الأُلُوَّة"
: أي عُودُ مَجامِرهمِ؛ مِن لَوْ المُتَمنَّى بها، بعد مَا جُعِلَت اسما، وصَلَحَت لأَن يُشتقَّ منه، كما اشتُقّ مِئَنَّة مِن إنَّ، وقد جمعوا الأُلُوَّة أَلَاويةً، والأصل أَلاوٍ كأساقٍ، فَزِيدت التاءُ زيادتها في الحُزُونَة.
وقيل: أَلُوَّة، من أَلَا يَألو، كأنّها لا تألو رِيحاً، قال:
بِساقَيْن ساقَىْ ذى قِضِين تَحُشُّها
بأعواد رَنْدٍ أو أَلَاويةً شُقْرَا

الخُماسِيُّ

الخُماسِيُّ الكَلِمَةُ على خَمسَة أحْرفٍ، لا بُدَّ أنْ يكونَ من تلك الخَمسةِ واحِدٌ أو اثنانِ من حُروف الذَّلَقِ وهي ر ل ن ف ب م فإذا وَرَدَتْ كلمةٌ خَلَتْ من واحِدٍ من هذه السِّتَّةِ فاعلمْ أنَّها ليستْ بِعَربِيَّةٍ، وذلك نَحْوُ العُضَاثِجِ والحُضَعْثَجِ. وحَكَى صاحُب التّكْمِلِةِ أنَّه سَمِعَ جَحْلَنْجِنعَ وأنْشَدَ فيه بَيْتاً.
من طَحْمَةٍ صَبِيْرُها جَحْلَنْجَعْ
ولم يُفَسِّرْهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.