Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: آلى

غبر

غبر: {الغابرين}: الباقين والماضين، مشترك.
(غبر) أثار الْغُبَار وَفِي وَجهه سبقه كَأَنَّهُ أثار الْغُبَار أَمَامه وَالشَّيْء لطخه بالغبار والضيف أطْعمهُ الغبران
(غبر)
غبورا مكث وَبَقِي وَمضى

(غبر) الشَّيْء غبرا وغبرة علاهُ الْغُبَار وَصَارَ لَونه كلون الْغُبَار فَهُوَ أغبر وَهِي غبراء (ج) غبر وَالْجرْح غبرا اندمل على فَسَاد ثمَّ انْتقض بعد الْبُرْء فَهُوَ غبر
(غ ب ر) : (الْغَابِرُ) الْمَاضِي وَالْبَاقِي (وَقَوْلُهُ) جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِر أَيْ الْجُزْءُ الْأَخِيرُ مِنْهُ (وَالْغُبَيْرَاءُ) السُّكْرَكَةُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «إيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» أَيْ هِيَ مِثْل الْخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُهَا جَمِيعُ النَّاسِ لَا فَصْلَ بَيْنَهُمَا (وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ) انْهَهُمْ عَنْ غُبَيْرَاءِ السُّكْرَكَةِ وَإِنَّمَا أُضِيفَ لِئَلَّا يَذْهَب الْوَهْم إلَى غُبَيْرَاء الثَّمَرِ.
غ ب ر : غَبَرَ غُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ بَقِيَ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا مَضَى أَيْضًا فَيَكُونُ مِنْ الْأَضْدَادِ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ غَبَرَ غُبُورًا مَكَثَ.
وَفِي لُغَةٍ بِالْمُهْمَلَةِ لِلْمَاضِي وَبِالْمُعْجَمَةِ لِلْبَاقِي وَغُبَّرُ الشَّيْءِ وِزَانُ سُكَّرِ بَقِيَّتُهُ وَالْغُبَارُ مَعْرُوفٌ وَأَغْبَرَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَثَارَ الْغُبَارَ وَالْغَبْرَاءُ بِالْمَدِّ الْأَرْضُ وَالْغُبَيْرَاءُ بِالتَّصْغِيرِ نَبِيذُ الذُّرَةِ وَيُقَالُ لَهُ السُّكْرَكَةُ. 
غ ب ر: (الْغُبَارُ) وَ (الْغَبَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدٌ. وَ (الْغُبْرَةُ) لَوْنُ (الْأَغْبَرِ) وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْغُبَارِ. وَقَدِ (اغْبَرَّ) الشَّيْءُ (اغْبِرَارًا) . وَ (الْغَبْرَاءُ) الْأَرْضُ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) بِوَزْنِ الْحُمَيْرَاءِ مَعْرُوفٌ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) أَيْضًا شَرَابٌ تَتَّخِذُهُ الْحَبَشُ مِنَ الذُّرَةِ يُسْكِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» ، وَ (غَبَرَ) الشَّيْءُ بَقِيَ. وَغَبَرَ أَيْضًا مَضَى. وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (أَغْبَرَ) وَ (غَبَّرَ تَغْبِيرًا) أَثَارَ الْغُبَارَ. 

غبر


غَبَرَ(n. ac. غُبُوْر)
a. Was dusty; was dim, dull; was dust-coloured.
b. Remained, lasted, continued; stayed, tarried
waited.
c. Went away, departed, started, set out; passed away
elapsed (time).
غَبِرَ(n. ac. غَبَر)
a. Re-opened, ulcerated (wound).
b. Bore rancour.
غَبَّرَa. Dusted, dirtied; threw dust at.
b. see IV (a)
أَغْبَرَa. Raised the dust.
b. [Fī], Exerted himself over, was zealous, energetic
about.
c. see I (a)
إِغْبَرَّa. Was dusty; was dustcoloured.

غَبْرَةa. see 4t
غِبْرa. Rancour, malevolence, spite, malice.

غُبْر
(pl.
أَغْبَاْر)
a. Remainder, residue, remains, leavings.

غُبْرَةa. Dustcolour.
b. see 4t
غَبَرa. Continuance.
b. Calamity.
c. see 4t
غَبَرَةa. Dust.

غُبَرa. A species of fish.

غُبَّر
(pl.
غُبَّرَات)
a. see 3
أَغْبَرُ
(pl.
غُبْر)
a. Dusty; dustcoloured; dim, dull.

غَاْبِر
( pl.
reg. &
غُبَّر)
a. Remaining, lasting, continuing; remainder
rest.
b. Staying, waiting, tarrying; last.
c. Passing away: trans-itory, fleeting; departing.
d. Future.

غَاْبِرَة
a. [art.], The Hereafter.
غُبَاْرa. see 4t
غَبْرَآءُa. fem. of
أَغْبَرُb. [art.], The earth.
مُغَبِّرَة
a. Pious people, devotees.

غَوْبَر
a. see 9
بَنُو الغَبْرَآء
a. The poor, the needy; strangers.

دَاهِيَة الغَبَر
a. Calamity, disaster; catastrophe.

غُبَيْرَآء
a. Sorb, service-tree.
b. Beverage.

غُبْرُقَة
a. Black-eyed (woman).
غبر
غَبَرَ الرَّجُلُ يَغبُرُ غُبُوراً: إذا مَكَثَ. وغُبَّرُ اللَيْل: آخِرُه وبَقاياه. والغُبْرُ: جماعَةُ الغابِر.
وتَغبرْتُ الناقَةَ: احْتَلَبْتَ غُبْرَها. وكَسَعْتُها بغُبْرِها وقَطَعَ اللَّهُ غابِرَ فلانٍ ودابِرَه: أي آخِرَه وما بَقِيَ منه. والتَّغْبِيْرُ: ارْتِفاعُ اللَّبَنِ.
والغُبرةُ: مَصْدَرُ الأغْبَرِ، غَبِرَ يَغْبَرُ غُبْرَةً. والغُبَارُ: معروف. والغَبَرَةُ: لَطْخُهُ وتَرَدُّدُه. وفي مَثَل: " ما يُشَقُّ غُبَاره ".
والغَبَرَةُ: تَغَيرُ اللَّوْنِ الذي يَغْبَارُّ لِلْهَمِّ.
وبَنُو غَبْرَاءَ: هُمُ اللُّصُوصُ. ويقال: ابنُ غَبْرَاءَ ابنُ السَّبِيل. والمُغَبِّرَةُ: قَوْمٌ يَذْكرونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدُعاءٍ وإخْبَاتٍ. والتَّغْبِيْرُ: التَّهليلُ. وداهِيَةُ الغَبَرِ: لا يُهْتَدى للنَجاءِ منها. وقيل: هي الحَيَّةُ. وعِرْقٌ غَبِرٌ: لا يَزَالُ مُنْتَقِضاً.
والغَبْرَاءُ من الأرْض: الخَمَرُ. ونَبْت في السُّهولة. والغُبَيْرَاءُ: فاكِهَةٌ. وهو في الحَدِيثِ: السُّكُرُّجَةُ. ورَجَعَ على غُبَيْرَاءِ ظَهْرِه: أي رَجَعَ بما يَكْرَهُ.
وأغْبَرْتُ في طَلَب الشَّيْءِ: انْكَمَشْت فيه. ودارَةُ غُبَيْرٍ: لِبَني الأضْبَطِ بها ماءٌ يُقال له الغُبَيْر.
(غبر) - في حَديثِ أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: "بَيْنَا رجل في مَفازةٍ غَبْراء"
الغَبْراء: التي لا يُهتَدَى للخُروجِ منها. ودَاهِيةٌ غَبْراء: لا يُعلَم المَخْرجُ منها. وقال الأَزهَرِيُّ عن اللَّيْث: الغُبَيْراء: الخَمْر.
- في حديثَ عَبدِ الله بنِ الصَّامِت: "يُخَرِّبُ البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر، والمَوتُ الأَحمر" الجُوعُ الأَغْبَر: الذي يُجْتَزأُ فيه بما يُجْزِئ من الطَّعامِ؛ والأَغبَر: الذي يخالِطُ لَونَه غُبْرةٌ.
- وفي حديث ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "سُئِل عن جُنُب اغْتَرفَ بكُوزٍ من حُبٍّ ، فأصابت يَدُهُ المَاءَ. فقال: غَابِرُه نَجِسٌ"
: أي باقِيه، قال الشَّاعِرُ:
أعابِرَان نَحنُ في العُبَّارِ
أم غَابِرَان نَحنُ في الغُبَّارِ
- في حديث مُجاشِع: "فخرجوا مُغْبِرِين هم ودَوَابُّهم"
- وفي حديث الحارث بن أبي مُصْعَب: "قَدِم رجل من أَهلِ المَدِينَة، فَرأيتُه مُغْبِرًا في جَهازِه"
المُغْبِر: الطالب للشَّىءِ المُنكَمِش فيه، كأنه يُثِيرُ الغُبار.
- في حديث أُوَيْس: "من غَبْراء النَّاس"
: أي فُقرائِهم وبَنُو غَبْراء: المَحاوِيجُ، والُّلصوص.
وابنُ غَبْراء: ابنُ السَّبِيل. 
غبر ثغب / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد الله [بْن مَسْعُود -] 4 / الف [رَحمَه الله -] مَا شَبَّهتُ مَا غَبَر من الدُّنْيَا إِلَّا بثَغْب ذَهَبَ صَفوه وَبَقِي كدره. قَوْله: مَا غَبَر يَعْنِي مَا بَقِي فالغابر هُوَ الْبَاقِي وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ {إلاَّ عجوزا فِي الغابرين} يَعْنِي مِمَّن تخلّف فَلم يمض مَعَ لوط [عَلَيْهِ السَّلَام -] . قَالَ عبيد الله بن عمر يَوْم صفّين وَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَة:

[الرجز]

أَنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قُرَيْش مَن مضى وَمن غبر

بعد رَسُول الله وَالشَّيْخ الْأَغَر ... يَقُول: خير من مضى وَمن بَقِي. وَقَوله: إِلَّا بثغب الثَغْب الْموضع المطمئن فِي أَعلَى الْجَبَل يَستنقِع فِيهِ مَاء الْمَطَر قَالَ عُبيد بن الأبرص يذكر امْرَأَة: [الْكَامِل] وَلَقَد تَحُلُّ بهَا كأنّ مُجاجها ... ثغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوه بمُدامِ

وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] حِين ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ: الزم بَيْتك قيل: فَإِن دخل عَليّ بَيْتِي قَالَ: فَكُن مثل الْجمل الأورَق الثَفال الَّذِي لَا ينبعث إِلَّا كَرْها وَلَا يمشي إِلَّا كرها. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأورق الَّذِي فِي لَونه بَيَاض إِلَى سَواد وَمِنْه قيل ورق للرماد: أوْرق وللحمامة: وَرْقَاء قَالَ: وَهُوَ أطيب الْإِبِل لَحْمًا وَلَيْسَ بمحمود عِنْد الْعَرَب فِي عمله وسيره. وَأما الثَفال فَهُوَ الثقيل البطيء
[غبر] الغبارُ والغَبَرَةُ، واحد. والغُبْرَةُ: لون الأغْبَرِ، وهو شبيه بالغُبارِ. وقد اغبر الشئ اغبرارا. والغبراء: الأرض. والغَبْراءُ: ضربٌ من النبات. وبنو غبراء الذى في شعر طرفة المحاويجُ. والوطأة الغَبْراء: الدارسة، وهى مثل الوطأة السوداء. والغبراء: اسم فرس قيس بن زهير العبسى. والغبيراء بالمد معروف . والغُبَيْراءُ أيضاً: شرابٌ تتَّخذه الحبشُ مُسكرٌ من الذُرة. وفي الحديث: " إياكم والغُبَيْراءَ فإنها خمر العالم ". والغُبْرُ: بقية اللبن في الضرع. يقال: بها غُبْرٌ من لبن، أي بالناقة، والجمع أغْبارٌ. وغُبْرُ الحيضِ: بقاياه. قال أبو كبير الهُذَليّ، واسمه عامر بن الحُلَيس: ومُبَرَّاءٍ من كل غُبَّرِ حَيْضَةٍ * وفساد مُرضعةٍ وداءِ مغيل - ومبراء معطوف على قوله: ولقد سريت على الظلام بمغشم * جلد من الفتيان غير مثقل - وغبر المرض أيضا: بقاياه. وكذلك غبر الليل. وغبر الشئ يَغْبُرُ، أي بقي. والغابِرُ: الباقي. والغابز: الماضي، وهو من الاضداد. وغَبِرَ الجرح بالكسر يَغْبَرُ غَبَراً: اندمل على فسادٍ ثم ينتفض بعد ذلك. ومنه سمِّي العِرقُ الغَبرُ، بكسر الباء، لأنه لا يزال ينتفض. وداهية الغَبَرِ بالتحريك، هي العظيمة التي لا يُهتدى لها. قال الحرمازيُّ يمدح المنذر : أنتَ لها مُنْذِرُ من بين البَشَرْ * داهيةُ الدهرِ وصَمَّاءُ الغَبَرْ - يريد: " يا منذر ". وأغْبَرَ الرجلُ في طلب الحاجة، إذا جدَّ في طلبها، عن ابن السكيت. وأغبرت السماء.، إذا جدَّ وقعها واشتدّ. قال: وأغْبَرَتْ، أي أثارت الغُبار. وكذلك غَبَّرَتْ تَغْبيراً. وتَغَبَّرْتُ من المرأة ولداً. وتزوج رجل امرأة كبيرة، فقيل له في ذلك فقال: لعلى أتغبر منها ولدا. فلما ولد له سماه: غبر بن غنم، مثال عمر.
غبر
الْغَابِرُ: الماكث بعد مضيّ ما هو معه. قال:
إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ
[الشعراء/ 171] ، يعني: فيمن طال أعمارهم، وقيل: فيمن بقي ولم يسر مع لوط. وقيل: فيمن بقي بعد في العذاب، وفي آخر: إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ [العنكبوت/ 33] ، وفي آخر:
قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ [الحجر/ 60] ، ومنه: الْغُبْرَةُ: البقيّة في الضّرع من اللّبن، وجمعه: أَغْبَارٌ، وغُبْرُ الحيض، وغُبْرُ الليل.
والْغُبَارُ: ما يبقى من التراب المثار، وجعل على بناء الدّخان والعثار ونحوهما من البقايا، وقد غَبَرَ الغُبَارُ، أي: ارتفع، وقيل: يقال للماضي غَابِرٌ، وللباقي غَابِرٌ ، فإن يك ذلك صحيحا، فإنما قيل للماضي غابر تصوّرا بمضيّ الغُبَارِ عن الأرض، وقيل للباقي غَابِرٌ تصوّرا بتخلّف الغُبَارِ عن الذي يعدو فيخلفه، ومن الغُبَارِ اشتقّ الغَبَرَةُ: وهو ما يعلق بالشيء من الغُبَارِ وما كان على لونه، قال:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ
[عبس/ 40] ، كناية عن تغيّر الوجه للغمّ، كقوله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [النحل/ 58] ، يقال: غَبَرَ غَبْرَةً، واغْبَرَّ واغْبَارَّ، قال طرفة:
رأيت بني غَبْرَاءَ لا ينكرونني
أي: بني المفازة المُغْبَرَّةِ، وذلك كقولهم: بنو السّبيل. وداهية غَبْرَاءُ، إما من قولهم: غَبَرَ الشيء: وقع في الْغُبَارِ كأنها تُغَبِّرُ الإنسانَ، أو من الغُبْرِ، أي: البقيّة، والمعنى: داهية باقية لا تنقضي، أو من غَبَرَةِ اللّون فهو كقولهم: داهية زبّاء ، أو من غُبْرَةِ اللّبن فكلّها الدّاهية التي إذا انقضت بقي لها أثر، أو من قولهم: عرق غَبِرٌ، أي ينتفض مرّة بعد أخرى، وقد غَبِرَ العرق، والغُبَيْرَاءُ: نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.
غ ب ر

هو غابر بني فلان أي بقيتهم قال عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قريش من مضى ومن غبر

بعد رسول الله والشيخ الأغر

وتقول: أنت غابر غداً، وذكرك غابر أبداً، ومنه قيل: غبّر الحيض وغبّر اللبن وغبّراته: لبقاياه. قال:

وأحمدت إذ نجيّت بالأمس صرمةً ... لها غبرات واللواحق تلحق

وقطع الله دابره وغابره. وغبر في الحوض غبر أي بقيّة ماء، ومنه قولك للرجل: إنك لإحدى الكبر، وصمّاء الغبر؛ وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. قال:

أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصمّاء الغبر

وبتصغيره سمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارة غبير. وناقة بها غبر أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجد بأغباره، واستوفى الكرم بأصباره، وتغبّر الناقة: احتلب غبرها. وقيل لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم؟ قالوا: كنا نلتبيء الصغير، ونتغبّر الكبير؛ أي كنا نأخذ أول ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير، يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل، وتزوّج أعرابي مسنة فقيل له، فقال: لعلي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره، وما يخطّ غباره؛ يضرب للسابق. وغبّر في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيرقصون ويرقصون ورهجون: المغبّرة، ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعيّ رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن، وقيل: سمّوا مغبّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة، وعن بعضهم: عبادك المغبّره، رشّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً " وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ " ويقال للمحاويج: بنو الغبراء. قال طرفة ابن العبد:

رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدّد

وإذا سئل عن رجل لا تعرف له عشيرة قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء الناس. وطلب حاجة فرجع على غبيراء الظهر، وقمت من ذلك على غبيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس. قال المخبّل السعديّ:

فأنزلهم دار الضّياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العزّ أغبرا

وفي الحديث " إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " وهي السكركة تتخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء، وشرابه ونقله الغبيراء. وبه جرح غير وهو الذي لايزال ينتقض، وقد غبر الجرح وهو من الغبور، وتقول: عملٌ كالظهر الدبر، وقلب كالجرح الغبر.
[غبر] فيه: ما أقلت "الغبراء" ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، الغبراء الأرض، والخضراء السماء للونهما، أراد أنه متناه في الصدق فجاء به على المجاز. ومنه ح: بينا رجل في مفازة "غبراء"، هي التي لا يهتدي للخروج منها. ط: ومنه: يخرجون من كل "غبراء" - وتقدم في من عادى. نه: وفيه: لو تعلمون ما يكون في هذه الأمة من الجوع "الأغبر" والموت الأحمر، هو استعارة لأن الجوع أبدًا يكون في السنين المجدبة المغبرة أفافها من قلة المطر وأرضيها من عدم النبات، والموت الأحمر الشديد كأنه موت بالقتل. ومنه ح: يخرب البصرة الجوع "الأغبر" والموت الأحمر. وفيه: فخرجوا "مغبرين" هم ودوابهم، المغبر الطالب للشيء المنكمش فيه كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار. ومنه: فرأيته "مغبرًا" في جهازه. وفيه: إنه كان يحدر فيما "غبر" من السورة، أي يسرع في قراءة ما بقي منها؛ الأزهري: هو يحتمل الماضي والباقي فإنه من الأضداد، والمعروف الكثير الباقي. ومنه: إنه اعتكف العشر "الغوابر"، أي البواقي، جمع غابر. ن: أي الأواخر. نه: وفي ح ابن عمر في جنب اغترف بكوز من حب فأصابت يده الماء قال: "غابره" نجس، أي باقيه. ومنه: فلم يبق إلا "غبرات" من أهل الكتاب، وروى: غبر، وهي جمع غبر جمع غابر. ن: وهما بضم غين
(غ ب ر)

غَبر الشَّيْء يغبر غبوراً: مكث وَذهب.

وَرجل غابر، وَقوم غُبَّر: غابرون.

والغابر، من اللَّيْل: مَا بَقِي مِنْهُ.

وغُبْرُ كل شَيْء: بَقِيَّته، وَالْجمع: اغبار، وَهُوَ الغُبَّر أَيْضا، وَقد غلب ذَلِك على بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع، وعَلى بَقِيَّة دم الْحيض، قَالَ أَبُو كَبِير:

ومُبرَّأ من كُل غُبَّر حَيْضة وفَساد مُرْضِعة وداء مُغْيل

وَتزَوج رجل من الْعَرَب امْرَأَة قد اسنت، فَقيل لهفي ذَلِك، فَقَالَ: لعَلي اتغبر مِنْهَا ولدا، فَولدت لَهُ غُبَر، وَهُوَ غُبَر بن غَنم بن يَشكر بن بكر بنوائل.

وناقة مِغْبار: تَغْرُز بَعْدَمَا تغرز اللواتي يُنْتَجْن مَعهَا.

ونعت اعرابي نَاقَة، فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشار مشكار مِغبار، فالمغبار، مَا ذَكرْنَاهُ آنِفا، والمشكار: الغزيرة على قلَّة الْحَظ من المرعى. والمعثار، قد تقدم فِي حرف الْعين.

وداهية الغَبَر: داهية لَا يُهتدى لمثلهَا، قَالَ:

أَنْت لَهَا مُنذِر من بَين البَشَرْ داهيةٌ الدَّهر وصمَّاء الغَبَرْ

وَقيل: داهية الغَبر: الَّذِي يعاندك ثمَّ يرجع إِلَى قَوْلك.

وَحكى أَبُو زيد: مَا غَبَّرْتَ إِلَّا لطلب المراء. والغبر، بغَيْرهَا هَاء: التُّرَاب، عَن كرَاع.

والغَبَرة، والغُبار: الرَّهج.

وَقيل: الغَبَرة: تردُّد الرَّهج، فَإِذا ثار سُمِّي: غُبارا.

والغُبرة: الغُبار، أَيْضا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

بعَينيّ لم تستأنسا يو غُبْرة وَلم ترد أرضَ العَراق فثرمدا

وَقَوله، انشد ثَعْلَب:

فرَّجتَ هاتيك الغُبَرْ عَنَّا وَقد صابَت بِقُرْ

لم يُفسره، وَعِنْدِي انه عَنى: غُبَر الجدْب، لِأَن الأَرْض تَغَبرّ إِذا اجدبت، وَعِنْدِي أَن " غُبَر " هَذَا مَوضِع.

وأغبر الْيَوْم: اشْتَدَّ غباره، عَن أبي عَليّ.

وطُلب فلَانا فَمَا شُق غُباره، أَي: لم يُدْرِكهُ.

وغبَّر الشَّيْء: لَطَّخه بالغبار.

وتَغبّر: تلطخ بِهِ.

واغبر الشَّيْء: علاهُ الْغُبَار.

والغَبْرة: لُطخ الغُبار.

والغُبْرة: لَونه.

وَقد غَبِر، واغْبرّ، وَهُوَ اغبر.

والاغبر: الذِّئْب للونه.

والمغبار، من النّخل: الَّتِي يعلوها الْغُبَار، عَن أبي حنيفَة.

والغَبراء: الارض، لغُبرة لَوْنهَا، أَو لما فِيهَا من الغُبار.

وَجَاء على غبراء الظّهْر، وغُبيراء الظّهْر يَعْنِي: الأَرْض.

وَتَركه على غُبَيْراء الظّهْر، أَي: لَيْسَ لَهُ شَيْء. وَالْوَطْأَةُ الغَبْراء: الجديدة، وَقيل: الدراسة.

وَسنة غبراء: جَدْبة. وَبَنُو غبراء: الْفُقَرَاء.

وَقيل: الغرباء.

وَقيل: هم الْقَوْم يَجْتَمعُونَ للشراب من غير تعارف، قَالَ:

رَأيت بني غَبراء لَا يُنكرونني وَلَا أهْلُ هذاك الطِّراف المُمدَّد

قَالَ آخر:

وَبَنُو غبراء فِيهَا يتعاطَوْن الصِّحافا

يَعْنِي: الشُّرب.

والغبراء: اسْم فرس.

والغبراء: أُنْثَى الحَجل.

والغبراء، والغبيراء: نَبَات سُهليّ.

وَقيل: بقلب ذَلِك، الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء. فَأَما هَذَا الثَّمر الَّذِي يُقَال لَهُ: الغُبيراء، فدخيل. قَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبيراء: شَجَرَة مَعْرُوفَة، سُميت غُبيراء للون وَرقهَا وثمرتها إِذا بَدَت، ثمَّ تحمر حمرَة شَدِيدَة، وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاق بِمَعْرُوف.

قَالَ: وَيُقَال لثمرتها: الغبيراء.

قَالَ: وَلَا تذكر إِلَّا مصغرة.

والغُبيراء: السُّكُرَّكَة، وَهُوَ شراب يُعمل من الذّرة.

والغَبراء، والغَبَرة: أَرض كَثِيرَة الشّجر.

والغِبْرُ: الحقد، كالغِمْر.

وغَبِر العِرْقُ غَبَراً، فَهُوَ غَبِر: انْتقض، قَالَ:

فَهُوَ لَا يبرأ مَا فِي صَدره مثل مَا لَا يَبرأ العِرْقُ الغَبِر

وغَبِر الجُرْحُ غَبَراً، إِذا تنفض بعد الْبُرْء.

وَقيل: الغَبر: فَسَاد الْجرْح أيا كَانَ، انشد ثَعْلَب: أعيا على الآسي بَعيدا غَبَرُهْ قَالَ: مَعْنَاهُ: بَعيدا فَسَاده، يَعْنِي أَن فَسَاده إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْره وَمَا غمض من جوانبه، فَهُوَ لذَلِك بعيد لَا قريب.

وأغْبر فِي طلب الشَّيْء: انْكمش.

واغبرت علينا السَّمَاء: جَدَّ وَقْع مطرها.

والغُبْران: بُسرتان أَو ثَلَاث فِي قِمع، وَلَا جمع للغُبران من لَفظه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبرانة، بِالْهَاءِ: بلحات يَخرجن فِي قمع وَاحِد.

والغَبِير: ضَرب من التَّمْر.

والغُبرور: عُصيفير اغبر.

والمُغبوْر، بِضَم الْمِيم، عَن كرَاع، لُغَة فِي " المُغْثور "، والثاء أَعلَى.
غبر
غبَرَ يَغبُر، غُبُورًا، فهو غابِر
• غبَرفلانٌ:
1 - مكَث وبقِيَ "غبَر في داره ينتظر انتهاء المرض- {إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} " ° غبَر شهرَيْن ثم جاء بكلبَيْن: وصفُ من أبطأ ثم أتى بشيء فاسد.
2 - مضَى، ذهب، عبَر "كان ذلك في الزمن الغابِر" ° العام الغابر: الأخير المنصرم- القديم الغابر: الزمان البعيد- قطَع اللهُ دابرهم وغابرهم: أفناهم عن آخرهم. 

غبِرَ من يَغبَر، غُبْرةً وغَبَرًا، فهو أغبرُ، والمفعول مغبور منه
• غبِر وجهُه من أثر السَّفر: علاه الغُبارُ , أو صار لونُه كلون الغبار "غَبَر التَّمرُ- شعرٌ أغبرُ- لا يغرّنّك عزُّ الدنيا فإنّه أغبرُ" ° غبِر الجُرْحُ: أخذ في البُرْء على فساد ثم انتقض بعد ذلك. 

أغبرَ/ أغبرَ من يُغبر، إغبارًا، فهو مُغبِر، والمفعول مُغبَر
 • أغبر الهواءُ المكانَ: أثار الغبارَ فيه ° أغبَر في حاجته: جدَّ في طلبها؛ كأنّه لحرصه وسرعته يثير الغبار.
• أغبر وجهُه من السَّفر: صار لونُه كلون الغُبار. 

اغبرَّ يغبرّ، اغْبَرِرْ/اغْبَرَّ، اغبرارًا، فهو مُغبَرّ
• اغبرَّ المكانُ بسبب العاصفة: علاه الغبارُ، أو صار لونُه كلون الغبار ° اغبرّ الجوُّ بين فلانٍ وفلان: تباغضا.
• اغبرَّ الجوُّ أو النَّهارُ: اشتدَّ غبارُه.
• اغبرَّتِ الأرضُ: أجدبت. 

تغبَّرَ من يتغبَّر، تغبُّرًا، فهو متغبِّر، والمفعول مُتغبّر منه
• تغبَّر حذاؤُه من المشي: تلطَّخ بالغُبار. 

غبَّرَ يغبِّر، تغبيرًا، فهو مُغَبِّر، والمفعول مُغبَّر (للمتعدِّي)
• غبَّرتِ الرِّيحُ: أثارت الغُبارَ "غبّرت السيارةُ في الشارع- هواء مغبَّر- غبَّرتِ الأغنامُ".
• غبَّر ثوبَه: لطّخه بالغُبار "نوافذ مغبَّرة". 

أغبَرُ [مفرد]: ج غُبْر، مؤ غَبْراءُ، ج مؤ غَبْراوات وغُبْر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غبِرَ من: ما كان لونه بلون الغُبرة.
2 - ذاهِب زائل.
3 - شديد "جوع أغبرُ- أحداث غُبْرٌ".
• الأغبرُ: الذِّئب.
• الغبراءُ: الأرض "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ [حديث] " ° بنو غبراء: الفقراء المحاويج، أو اللصوص والصَّعاليك المهتدون في مجاهل الأرض، العالمون بطرقها.
• سنة غبراءُ: مُجدِبة "مرَّت عليهم سنة غبراءُ". 

تغبُّر [مفرد]: مصدر تغبَّرَ من.
• تغبُّر الرِّئَة: (طب) اضطراب رئويّ ينشأ من استنشاق الغُبار. 

غابِر [مفرد]: ج غابرون وغُبْر وغُبُر، مؤ غابِرة، ج مؤ غابِرات وغُبَّر وغوابرُ:
1 - اسم فاعل من غبَرَ.
2 - بعيد في الزمن "في الزمن الغابر- أمجاد غابرة".
3 - هالِك، باق في العذاب " {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغُبُرِ} [ق]- {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ". 

غُبار [مفرد]: ج أغبِرة: ما دقَّ من التُّراب أو غيره بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "أثارت الرِّيحُ الغبارَ" ° شفَّاطة الغُبار: المنظفة بالتفريغ الهوائي، المكنسة الكهربائيّة- غباريّ: يشوبه اللّونُ الرماديّ- فلانٌ لا يُشَقُّ له غُبار: لا يُدْرَك لسبقه، لا يستطيع أحدٌ أن يتفوّق عليه- لا غبار عليه: خالٍ من العيوب، مقبول، لا بأس به- لا يُلْحق غُبارُه: سابق، متقدِّم على غيره- نفَض غبارَ الكسل: بدأ في النشاط.
• الغُبار الذَّرِّيّ: (كم) موادّ مُشِعّة تنتج عن الانفجار الذَّريّ، تحملها الرِّياحُ إلى مسافات بعيدة عن موضع الانفجار، حيث تترسَّب على الأرض، وتُسبِّب أضرارًا بالغة للإنسان والحيوان والنَّبات "خلت الجزيرة من السكان نتيجة ترسُّب الغبار الذرّي بها". 

غُباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى غُبار: "عواصف غباريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من غُبار.
3 - (طب) اضطراب رئويّ مزمن ينشأ من استنشاق الغُبار "يتداوى من مرض الغباريَّة". 

غَبَر [مفرد]: مصدر غبِرَ من. 

غَبَرة [مفرد]: ج غَبَرات: غُبار؛ ما دقَّ من التُّراب أو غيره، بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "نظَّف الغبرةَ التي علَت المائدة- {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}: كناية عن تغيُّر الوجه للغمّ". 

غُبْرة [مفرد]: ج غُبُرات (لغير المصدر) وغُبْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر غبِرَ من.
2 - لون الغُبار. 

غُبور [مفرد]: مصدر غبَرَ. 

غُبَيْراء [جمع]: (نت) جنس نبات شجيريّ من الفصيلة الورديّة، فيه أنواع حرجيّة، وأخرى تزرع للزِّينة أو لثمارها، ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط. 

غبر

1 غَبَرَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غُبُورٌ, (Msb, K,) He, or it, (a thing, S) remained, lasted, or continued: (S, Msb, TA:) and (Msb) he (a man, JK) tarried, stayed, or waited. (JK, Zbd, Msb, K.) b2: And He, or it, passed, passed away, or went away. (Msb, K.) It is sometimes used in this latter sense; (Msb;) and thus it has two contr. significations. (Msb, K.) b3: And It was future. (KL.) A2: See also 9.

A3: غَبِرَ: see 5, last two sentences. b2: Also, this last, aor. ـَ (S, K,) inf. n. غَبَرٌ, (S,) said of a wound, (S, K,) It was, or became, in a corrupt state: (K:) or it became in a healing state, and then became recrudescent: (S:) or it was always recrudescent: and it became in a healing state upon, or over, corruptness: (IKtt, TA:) or it healed externally while in a withering state internally. (L.) b3: And [hence, perhaps,] غَبِرَ said of a man, (assumed tropical:) He bore rancour, malevolence, malice, or spite; or hid enmity, or violent hatred, in his heart. (IKtt, TA.) 2 غبّر النَّاقَةَ: see 5. b2: [Hence, app., as inf. n. of the pass. verb,] التَّغْبِيرُ signifies The milk's becoming drawn up or withdrawn [from the udder]. (TA.) A2: غبّرهُ, inf. n. تَغْبِيرٌ, He sullied, or sprinkled, him, or it, with dust. (K.) b2: See also 4, in two places. b3: [Hence,] تَغْبِيرٌ signifies also A reciting of poetry, or verses, in the praising, or glorifying, of God, in which the performers trill, or quaver, and prolong, the voice; whence the epithet مُغَبِّرَة; as though the persons thus called, being affected with a lively emotion, danced, and raised the dust: thus accord. to Lth: (TA:) or the saying لَا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, (IDrd, IKtt, K, TA,) in the praising, or glorifying, of God: (K, TA:) or it signifies, (IDrd, TA,) or signifies also, (IKtt, K, TA,) the reiterating the voice in reciting [the Kur-án] &c. (IDrd, IKtt, K, TA) Esh-Shá- fi'ee is related to have said that, in his opinion, this تَغْبِير was instituted by the زَنَادِقَة [pl. of زِنْدِيقٌ, q. v.], in order that they might turn away [others thereby] from the [simple] praising, or glorifying, of God, and from the reciting of the Kurn. (Az, TA.) A3: غبّر ضَيْفَهُ, inf. n. as above, He gave his guest, to eat, غُبْرَان [meaning dates thus termed]: (TA:) the verb thus used is like لَهَّجَ [and لَمَّجَ &c.]. (L, TA.) A4: مَا غَبَّرَتْ إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ is a saying mentioned by Az [app. meaning She did not oppose and then acquiesce save for the purpose of obstinate disputation]: see غَبَرٌ. (TA.) 4 اغبر He (a man) raised the dust; (S, Msb, K;) as also ↓ غبّر, (S, K,) inf. n. تَغْبِيرٌ. (S.) [Hence,] فِى وَجْهِهِ ↓ غَبَّرَ [so, evidently, but written in the TA without any syll. signs, lit. He raised the dust in his face; meaning,] (assumed tropical:) he outwent him; outstripped him; went, or got, before him. (TA.) b2: And اغبر فِى طَلَبِ الحَاجَةِ (assumed tropical:) He strove, laboured, exerted himself, or employed himself vigorously or diligently, in seeking after the thing that he wanted; (ISk, S, K;) he hasted, made haste, or was quick, in doing so; as though, by reason of his eagerness and quickness, he raised the dust. (TA.) b3: أَغْبَرْتُ فِى الشَّئِْ (assumed tropical:) I set about, or commenced, doing the thing. (IKtt.) b4: أَغْبَرَتْ عَلَيْنَا السَّمَآءُ (assumed tropical:) The sky rained upon us vehemently. (S, * K, * TA.) A2: See also 9.5 تغبّر النَّاقَةَ He milked the camel, drawing what remained in her udder; (Z, Sgh, K, TA;) as also ↓ غَبَّرَهَا. (Ham p. 527.) b2: Hence the following saying, of a people who had increased and multiplied, on their being asked how it was that they had increased: كُنَّا لَا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ وَلَا نَتَغَبَّرُ الكَبِيرَ (assumed tropical:) We used not to take the first seed of the young, nor the remainder of the seed of the old; meaning the marrying them, from eagerness to procreate. (TA. [But لَا is there omitted in both clauses, and نَلْتَبِسُ is put by mistake for نَلْتَبِئُ.]) [See also art. لبأ.] b3: And hence, (TA,) تغبّر مِنَ المَرْأَةِ وَلَدً (S, K) (assumed tropical:) He got offspring from the woman [she being old]. (K.) It is related that a certain man, (S, K, TA,) an Arab of the desert, (Z,) 'Othmán, accord. to the K, but correctly, as in the Genealogies of Ibn-El-Kelbee, Ghanm (غَنْمٌ) with gheyn moved by fet-h, and a quiescent noon, (TA,) the son of Habeeb (K, TA) the son of Kaab the son of Bekr the son of Yeshkur the son of Wáïl, (TA,) married a woman advanced in age, (S, Z,) Rakáshi the daughter of 'Ámir, (K,) and it was said to him, “She is old: ” (S, * K, * TA:) whereupon he said, لَعَلِّى أَتَغَبَّرُ مِنْهَا وَلَدًا (S, K) May-be I shall get from her offspring: (TA:) and when a son was born to him, he named him غُبَرُ, (S, K,) like غُمَرُ; (S;) and he became the father of a tribe. (TA.) A2: تغبّر also signifies He, or it, became sullied, or sprinkled, with dust; (TA;) as also ↓ غَبِرَ. (L.) You say also التَّمْرُ ↓ غَبِرَ The dates, or dried dates, became dusty. (TA.) 9 اغبرّ, (S, K,) inf. n. اِغْبِرَارٌ, (S,) It was, or became, dust-coloured; of a colour like dust; (S, K;) as also ↓ غَبَرَ, (K,) inf. n. غُيُورٌ and غُبْرَةٌ; (TA;) and ↓ أَغْبَرَ, (K,) inf. n. إِغْبَارٌ. (TA.) b2: It (a day) became very dusty. (Aboo-'Alee, K.) غُبْرٌ A remain, remainder, remnant, relic, or residue, (S, K,) of a thing; (K;) generally, of the blood of the menses, (K,) and of milk in the udder: (S, K:) as also ↓ غُبَّرٌ: (Msb, K:) or ↓ غُبَّرٌ is a pl. of غُبْرٌ: [but if so it is extr.:] (TA:) or the pl. of غُبْرٌ is أَغْبَارٌ: (S, K:) and ↓ غُبَّرٌ is pl. of ↓ غَابِرٌ [used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]; (A'Obeyd, TA;) and signifies remains, &c.: (A'Obeyd, S, TA:) and ↓ غُبَّرَاتٌ is a pl. pl.; i. e., pl. of ↓ غُبَّرٌ. (A'Obeyd, TA.) You say بِهَا غُبْرٌ مِنْ لَبَنٍ In her (the camel) is a remain of milk. (S.) And ↓ غُبَّرُ الحَيْضِ signifies The remains [of the blood] of the menses; (S;) as also غُبْرُهُ. (Ham p. 37.) and المَرَضِ ↓ غُبَّرُ The remains of the disease. (S.) and in like manner, اللَّيْلِ ↓ غُبَّرُ (S) The last part, and the remains, of the night. (TA.) It is said in a trad. of 'Amr Ibn-El-Ás, مَا تَأَبَّطَتْنِى الإِمَآءُ وَلَا المَــآلِى ↓ حَمَلَتْنِى البَغَايَا فِى غُبَّرَاتِ [Female slaves did not carry me under their armpits,] i. e., female slaves did not have the office of rearing me, nor did prostitutes carry me in the remains of the rags used for the menses. (TA.) And in another trad., مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ↓ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا غُبَّرَاتٌ, or أَهْلِ ↓ غُبَّرُ الكِتَابِ, accord. to different relations, i. e. and there remained not save remains of the people of the Scripture, or the remains &c. (TA.) And in a trad. of Mo'áwiyeh, بِفَنَائِهِ أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُيْرٌ [In the court of his house were some she-goats whose flow of milk was a mere remain of what it had been,] meaning, little. (L.) [See also غَابِرٌ.]

غِبْرٌ (assumed tropical:) Rancour, malevolence, malice, or spite; or concealed enmity and violent hatred: (K, TA:) like غِمْرٌ. (TA.) غَبَرٌ A remaining, lasting, or continuance; (TA;) and so ↓ مَغْبَرٌ. (Ham p. 225.) b2: [and by some of the grammarians it is used as signifying The future: see also غَابِرٌ.]

A2: Also A certain disease in the interior of the foot of a camel. (K.) b2: And A morbid affection in a vein, that will hardly, or in nowise, be cured. (TA.) [See also غَبِرٌ.] b3: دَاهِيَةُ الغَبَرِ (said by A'Obeyd to be from the phrase جُرْحٌ غَبِرٌ [q. v.], TA) means A calamity, or misfortune, (JK, S, K,) of great magnitude, (S,) which, (JK, S,) or the like whereof, (K,) is such that no way of escape therefrom will be found: (JK, S, * K: *) or a trial, or an affliction, that will hardly, or in nowise, depart: (TA:) or a person who opposes thee, disagreeing with thee, and then returns, or has regard, to thy saying; (K, TA;) whence the saying, mentioned by Az, إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ ↓ مَا غَبَّرَتْ. (TA. [See 2, last sentence.]) b4: صَمَّآءُ الغَبَرِ, occurring in a verse of El-Hirmázee in praise of El-Mundhir Ibn-Járood, to whom it is applied, is expl. by Z as meaning The serpent that dwells near to a small water in a place where it collects and stagnates, and that will not be approached. (TA.) And [it is said that] الغَبَرُ signifies Water little in quantity. (O.) A3: Also Dust, or earth; syn. تُرَابٌ. (K.) [See also غُبَارٌ.]

جُرْحٌ غَبِرٌ A wound in a corrupt state: (K:) or that becomes in a healing state upon, or over, corruptness, and then becomes recrudescent after having healed. (TA.) b2: Hence, عِرْقٌ غَبِرٌ A vein constantly becoming recrudescent; (S, TA;) called in Pers\. [and hence in Arabic] نَاسُور [q. v.]. (TA.) A2: نَاقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ A she-camel that remains, or lags, behind the other camels in being driven. (L in art. غدر.) غُبَرٌ A kind [or species] of fish; as also ↓ غَوْبَرٌ. (O, K.) غَبْرَةٌ A sullying, or sprinkle, of, or with, dust. (TA.) غُبْرَةٌ Dust-colour; a colour like dust: (S, L, K:) and a dusty hue of complexion arising from grief or anxiety and the like. (L.) b2: See also غُبَارٌ.

غَبَرَةٌ: see غُبَارٌ: A2: and see also أَغْبَرُ, latter half.

غَبْرَآءُ: see غُبَيْرَآءُ. [For other meanings, see the masc., أَغْبَرُ.]

غُبْرَانٌ Two ripe dates upon one base; pl. غَبَارِينُ: (K, TA:) so says A'Obeyd: or two, or three, full-grown unripe dates upon one base; and it has no pl. of its own radical letters: or, accord. to AHn, several small green dates that come forth upon one base. (TA.) غُبْرُورٌ A certain small bird of the passerine kind, (O, L, K, TA,) dust-coloured: (O, L, TA:) so says AHát in the “ Book of Birds: ” pl. غَبَارِيرٌ: (O:) it is the same as is mentioned in an earlier part of this art. in the K by the name of ↓ غُبْرُون, which is a mistranscription. (TA.) غُبْرُونٌ: see what next precedes.

غُبَارٌ and ↓ غَبَرَةٌ signify the same, (S, L, K,) as also ↓ غُبْرَةٌ; (IAar, K:) i. e. Dust; syn. رَهَجٌ: (L:) or the first, dust raised and spreading: (L:) or what remains of dust raised and spreading: (B, TA:) and the second, the moving to and fro of dust. (L.) b2: You say طَلَبَ فُلَانًا فَمَا شَقَّ غُبَارَهُ (assumed tropical:) [He pursued after such a one but did not cleave his dust;] i. e., he did not overtake him. (TA.) And مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ, and مَا يُحَطُّ غُبَارُهُ, (assumed tropical:) He is not to be outgone, outstripped, or got before. (TA.) [See also بَاعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْعِ فُلَانٍ, in art. بيع.] b3: لَا غُبَارَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) [There is no dust upon it; meaning, it (a phrase or the like) is clear, or perspicuous, or free from obscurity; like the saying لَا عَفَرَ فِيهِ, or لَا عَفْرَ لَهُ]. (TA, in many places.) غَبِيرٌ A sort of dates. (K, TA.) غُبَيْرَآءُ [dim. of غَبْرَآءُ]: see أَغْبَرُ, in two places. b2: Also A certain plant [or tree], (K,) well known, (S,) growing in the plains; (TA;) [the service-tree, or sorb: or its fruit: so called in the present day: as is also the “ inula undulata: ”] and so ↓ غَبْرَآءُ: (K:) so called because of the colour of its leaves; the fruit of which, when it appears, becomes intensely red: (TA:) or the former is the tree, and the latter is the fruit: or the converse is the case: (K:) the sing. and pl. are alike: all this says AHn, in his “ Book of Plants. ” (TA.) A2: Also A kind of beverage, (شَرَاب, S, K, or نَبِيذ, Msb,) which intoxicates, made by the Abyssinians, (S,) from ذُرَة [or millet]; (S, Msb, K;) also called سُكُرْكَة: (Mgh, Msb, K:) or wine [or cider] made from the wellknown fruit of the same name [the service-apple]. (Th, TA.) [See also مِزْرٌ.] It is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَالغُبَيْرَآءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ العَالَمِ (S, Mgh, TA) Avoid ye the beverage called غبيراء; for it is like the wine that is commonly known of all men: there is no distinction to be made between the two drinks (Mgh, TA) with respect to prohibition. (TA.) In another trad., it is called غُبَيْرَآءُ السَّكَرِ; to distinguish it from a kind of غبيراء made of dates, or dried dates. (Mgh.) غُبَّرٌ and غُبَّرَاتٌ: see غُبْرٌ, passim.

غَابِرٌ Remaining; lasting; continuing: (Az, S, IAmb, Mgh:) this is the sense in which it is used by the Arabs: (Az:) or it is the meaning most commonly obtaining among them: (IAmb:) tarrying; staying; waiting: pl. غُبَّرٌ: (K:) and the pl. of غَابِرَةٌ is غَوَابِرُ. (TA.) You say قَوْمٌ غُبَّرٌ [A people remaining, &c.]. (TA.) And غُيَّرُ النَّاسِ The later of mankind. (TA.) And هُوَ غَابِرُ بَنِى

فُلَانٍ He is the relic of the sons of such a one. (TA.) And الغَابِرُ مِنَ اللَّيْلِ What remains of the night. (TA.) And جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرُ The last division of the night. (Mgh.) And العَشْرُ الغَوَابِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ The remaining, or last, ten nights of the month of Ramadán. (TA.) And قَطَعَ اللّٰهُ غَابِرَهُ وَدَابِرَهُ [May God cut off the last, and what remains, of him, or it: or may God extirpate him]. (TA.) See also غُبْرٌ

A2: Passing; passing away; going away: past: syn. مَاضٍ; (Az, S, IAmb, Mgh;) or ذَاهِبٌ: (K:) so accord. to some of the lexicologists: (Az:) or so used sometimes, as, for instance, by the poet El-Aashà: (IAmb:) thus it bears two contr. significations. (S.) You say, أَنْتَ غَابِرٌ غَدًاوَذِكْرُكَ غَابِرٌ أَبَدًا [Thou passest away to-morrow, but thy fame remaineth for ever]. (TA.) A3: [Future time. See an ex. in the first of the verses cited voce حَيْثُ. The meaning of “ remaining ” seems equally appropriate in that verse: but غابر is often used by grammarians in the last of the senses expl. above.]

غَوْبَرٌ: see غُبَرٌ.

الغَابِرَةُ means البَاقِيَةُ [The lasting, or everlasting, state of existence]; (K, TA;) i. e. الآخِرَةُ [the latter, or last, state]. (TA.) أَغْبَرُ Dust-coloured; of a colour like dust: (S:) [fem. غَبْرَآءُ: and pl. غُبْرٌ.] b2: الأَغْبَرُ (assumed tropical:) The wolf; (K, TA;) because of his [dusty] colour: like الأَغْثَرُ. (TA.) b3: And الغَبْرَآءُ (assumed tropical:) The female of the حَجَل [or partridge]. (K.) b4: Also (الغَبْرَآءُ) (tropical:) The earth; (S, IAth, Msb, K;) because of its dusty colour; or because of the dust that is upon it: (TA:) opposed to الخَضْرَآءُ, which means “ the sky,” or “ heaven. ” (IAth.) b5: And you say, جَآءَ عَلَى غَبْرَآءِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) He came on foot: (Z, TA:) [i. e.] he came upon the earth, or ground; and so الظَّهْرِ ↓ جَآءُ عَلَى غُبَيْرَآءِ: (M, TA:) or the latter means, he returned without his having obtained, or attained, anything: (T, TA:) or he returned without his having been able to accomplish the object of his want. (El-Ahmar, TA.) And تَرَكَهُ الظَّهْرِ ↓ عَلَى غُبَيْرَآءِ (assumed tropical:) He left him in the possession of nothing: (M, TA:) accord. to Zeyd Ibn-Kethweh, it is said by one who has contended in an altercation with another and overcome him so as to become master of all that was in his hands: in all the copies of the K, [probably in consequence of an omission by an early transcriber,] it is expl. as meaning he returned disappointed, or unsuccessful; and so تركه على غَبْرَآءِ الظهر. (TA.) b6: بَنُو الغَبْرَآءِ (assumed tropical:) The poor, needy, or indigent; (S, IB, K, TA;) [to which is strangely added in one of my copies of the S and the guests;] so called because of their cleaving to the dust: (IB, TA:) and غَبْرَآءُ النَّاسِ likewise means the poor of mankind: or, as some say, the former means strangers from their homes: (TA:) or strangers, (K,) or persons, (TA,) who assemble together for [the drinking of] beverage, or wine, without mutual acquaintance: (K, TA:) or persons who contribute equally to the expenses which they have to incur in journeys: all of these meanings have been assigned to it in explaining a verse of Tarafeh: [see EM p. 85:] and it is also expl. in the A as meaning persons of whom one knows not to what family, or tribe, they belong: (TA:) and [it is said that] اِبْنُ غَبْرَآءَ signifies the thief, or robber. (T in art. بنى.) b7: غَبْرَآءُ also signifies (assumed tropical:) Land abounding with coverts of the kind termed خَمَر [q. v.]: (TA:) and land abounding with trees; (K;) or so أَرْضٌ غَبْرَآءُ; (TA;) as also ↓ غَبَرَةٌ. (K.) b8: Also (assumed tropical:) Herbage in plain, or soft, land. (Sgh, K.) [This is said in the TA to be more probably with ث; but I do not find any meaning like this assigned to غَثْرَآءُ.] b9: And (assumed tropical:) A species of plant. (S. [App. that called غُبَيْرَآءُ, q. v.]) b10: وَطْأَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A footstep, or footprint, that is becoming obliterated, or effaced: (S, A, K:) or such as is recent. (K. [See also دَهْمَآءُ, voce أَدْهَمُ.]) b11: And عِزٌّ أَغَبَرُ (assumed tropical:) Might departing; (K, TA;) becoming effaced. (TA.) b12: سَنَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A year of drought; (IAth, K;) a year in which is no rain: (TA in art. شهب:) pl. غُبْرٌ: so called because of the dustiness of the tracts of the horizon therein from paucity [or want] of rain, and of the ground from there being no herbage. (IAth.) b13: And جُوعٌ أَغْبَرُ (assumed tropical:) Severe hanger or famine. (TA.) مَغْبَرٌ: see غَبَرٌ, first sentence.

مُغْبَرٌّ A camel the interior of whose foot is in a withering state. (As, TA.) مُغَبِّرَةٌ A party of men praising, or glorifying, God, by saying لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, and reiterating the the voice in reciting [the Kur-án] &c.: (Lth, K, TA:) accord. to Zj, (TA,) so called because of their exciting men to be desirous of the غَابِرَة, which means the بَاقِيَة [or lasting, or everlasting, state of existence], (K, TA,) and to be undesirous of the evanescent, which is the present, state (TA.) [See 2.]

مِغْبَارٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) that becomes overspread with dust. (AHn, K.) A2: And A she-camel that abounds with milk after the abounding therewith of those that have brought forth with her. (K.) مُغْبُورٌ i. q. مُغْثُورٌ [q. v.]: (Kr, K:) the latter is the more approved term. (TA.)
غ ب ر
. غَبَرَ الشَّيْءُ يَغْبُرُ غُبُوراً كقُعُودٍ: مَكَث وبَقِيَ. وغَبَر غُبُوراً: ذَهَبَ ومَضَى. والغَابِرُ: البَاقِي.
والغَابِرُ: الماضِي، ضِدّ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقد يَجِئُ الغَابِرُ فِي النَّعْتِ كالمَاضِي. وَهُوَ غابرٌ من قَوْمٍ غُبَّرٍ كرُكَّعٍ. والغابِرُ من اللَّيْلِ: مَا بَقِيَ مِنْهُ. ويُقَال: هُوَ غابِرُ بَنِي فُلان، أَي بَقِيَّتُهم. قَالَ عُبَيْدُ الله بن عُمَرَ:
(أَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَنْمِينِي عُمَرْ ... خَيْرُ قُرَيْشٍ مَنْ مَضضى ومَنْ غَبَرْ)
بَعْدَ رَسُولِ اللهِ والشَّيْخِ الأَغَرّ ويُقَال: أَنتَ غابِرٌ غَداً، وذِكْرُكَ غابِرٌ أَبَداً. وغُبْرُ الشَّيْءِ، بالضّمّ: بَقِيَّتُه، كغُبَّرِه، بتَشْدِيد المُوَحَّدَة المَفْتَوحة، ج الغُبْرِ أَغْبَارٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، وجَمْعُ الغُبَّرِ غُبَّرَات، وقَدْ غَلَبَ ذَلِك على بَقِيَّةِ دَمِ الحَيْض، وعلَى بَقِيَّةِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ قَالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
(لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا ... إِنَّكَ لَا تَدْرِى مَنِ النّاتِجُ)
ويُقَال: بهَا غُبَّرٌ من لَبَنٍ، أَي بالنَّاقَةِ. وغُبَّرُ الحَيْضِ: بَقَايَاهُ. قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيّ، واسْمُه عامِر ابنُ الحُلَيْس:
(ومُبْرَّأ مِنْ كُل غُبَّرِ حَيْضَةٍ ... وفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وداءٍ مُغْيِلِ)
وغُبِّرُ المَرَضِ: بَقاياهُ. وَكَذَلِكَ غُبْرُ اللَّيْلِ. وغُبْرُ اللَّيْلِ: آخِرُه وبَقَاياه، واحِدُهَا غُبْرٌ. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: بفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ أَي قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: أَنّه سُئِل عَنْ جُنُبٍ اغْتَرَفَ بكُوزٍ من حُبٍّ، فأَصَابَتْ يدُه الماءَ. فَقَالَ: غابِرُه نَجِسٌ، أَي باقِيهِ. وَفِي حَدِيثٍ: أَنَّه اعْتَكَفَ العَشْرَ الغَوابِرَ من شَهْرِ رَمَضَانَ أَي البَوَاقِي، جَمْعُ غابِرٍ. وَفِي حديثٍ آخر: فَلَم يَبْقَ إِلا غُبَّراتٌ من أَهْلِ الكِتَاب. وَفِي رِوَايَة: غُبَّرُ أَهل الكِتَاب. والغُبَّرُ: جَمْع غابِرٍ. والغُبَّراتُ جَمْعُ غُبَّر، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغُبَّرَّاتُ: البَقَايَا، واحِدُها غابِرٌ، ثمَّ يُجْمَع غُبَّراً، ثمَّ غُبَّرَاتٌ جَمْعُ الجَمْع. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: مَا تَأَبَّطَتْنِي الإِماءُ وَلَا حَمَلَتْنِي البَغَايَا فِي غُبَّرَاتِ المَآلِي، أَرادَ أَنّه لم تَتَوَلَّ الإِمَاءُ تَرْبِيَتَه. وغُبَّرَاتُ المآلِي: بقايَا خَرِقَ الحَيْضِ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: الغَابِرُ: الباقِي، فِي الأَشْهَرِ عِنْدَهم. قَالَ: وَقد يُقالُ للماضِي غابِرٌ. قَالَ الأَعْشَى فِي الغابِرِ بمعنَى الماضِي:
(عَضَّ بمَا أَبْقَى المَوَاسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّهِ فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ)
)
أَرَادَ المَاضِي. قلتُ: وَقد سَبَق لي تأْلِيفُ رِسَالَة فِي عِلْم التَّصْرِيف، وسَمَّيْتها عُجَالَة العابِرِ فِي بَحْثَيِ المُضَارِع والغابِرِ وأَردتُ بِهِ الماضِيَ نَظَراً إِلى هَذَا القَوْل. قَالَ الأزهريّ: الْمَعْرُوف فِي كَلامِ العَرَب أَنَّ الغَابِرَ الباقِي. وَقَالَ غَيْرُ واحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة: إِنّ الغَابِرَ يكون بِمَعْنى الماضِي.
وتَغَبَّرَ الناقَةَ: احْتَلَبَ غُبْرَها، بالضَّمّ، نَقله الصّاغَانِيّ والزمخشريّ، أَي بَقِيّةَ لَبَنِها وَمَا غَبَرَ مِنْه.
قَالَ الزمخشريّ: وتقولُ: اسْتَصْفَى المَجْدَ بأَغْبَارِه، واسْتَوْفَى الكَرَم بأَصْبَارِه. . وَقيل لِقَوْمٍ نَمَوْا وكَثُرُوا: كَيْفَ نَمَيْتُم قَالُوا: كُنَّا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ، ونَتَغَبَّر الكَبِيرَ، أَي كُنَّا نأْخذ أَوَّلَ ماءِ الصّغِيرِ وبَقِيَّة ماءِ الكَبِير، يُرِيد نُزَوِّجُهما حِرْصاً على التَّنَاسُل. وتَغَبَّرَ من المَرْأَةِ وَلَداً: اسْتَفَادَهُ، وَهُوَ من ذَلِك. ويُحْكَى أَنّه تَزَوَّج عُثْمَانُ هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَاب كَمَا فِي أَنساب ابْن الكَلْبِيّ: غَنْم، بالغَيْن المَفْتُوحَة وَالنُّون الساكِنَة، ابنُ حَبِيب بنِ كَعْبِ بن يَشْكُرَ ابنِ بَكْر بن وائِلٍ امرأَةً مُسِنَّة اسْمُها رَقاشِ، كقَطَامِ، بِنْت عامِرٍ، وَقد أَطْلَقَهُمَا الزمخشريّ حَيْثُ قَالَ: تَزَوَّج أَعرابيُّ مُسِنَّةً، فقِيل لَهُ: إِنّها كَبِيرَة السَّنَ: فَقَالَ: لعَلِّي أَتَغَبَّر مِنْهَا وَلَداً، أَي أَسْتَفِيدُه، فَلَمَّا وُلِدَ لَهُ سَمّاه غُبَرَ، كزُفَرَ، فَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ، مِنْهُم قَطَنُ ابنُ نُسَير أَبو عَبّادٍ، رَوَى عَن جَعْفَرِ بن سُلَيْمَان. قَالَ ابنُ عَدِيّ: كانَ يَسْرِقُ الحَدِيثَ، وَكَانَ أَبو زُرْعَةَ يَحْمِلُ عَنهُ، وذَكَرض لَهُ مَنَاكِيرَ عَن جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَان قَالَه الذهبيّ فِي الدِّيوَان. ومُحَمَّدُ بن عُبَيْد بن حَسّاب من شُيُوخ مُسّلِم، المُحَدِّثان الغُبَرِيّان. وَذكر أَعرابيّ ناقَةً فَقَالَ: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ. المِغْبار: ناقَةٌ تَغْزُرُ بعد مَا تَغْزُرُ اللَّوَاتِي يُنْتَجْنَ مَعَهَا والمِعْشَارُ والمِشْكار تَقَدَّم ذِكْرُهما. والمِغْبَارُ أَيضاً نَخْلَةٌ يَعْلُوهَا الغُبَارُ، عَن أَبي حَنِيفَة. وداهِيَةُ الغَبَرِ، محرَّكةً، داهِيَةٌ عَظِيمَة لَا يُهْتَدَى لِمِثْلِهَا، قَالَ الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ المُنْذِرَ بنَ جارُود:
(أَنْتَ لَهَا مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ ... داهِيَةُ الدَّهْر وصَمّاءُ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: من أَمثالهم فِي الدَّهَاءِ والإِرْب إِنّه لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ. قَالَ: هُوَ من قَوْلهم: جُرْحٌ غَبْرٌ.
وداهِيَةُ الغَبَرِ: بَلِيَّةٌ لَا تَكاد تَذْهَبُ. وقولُ الشاعِر:
(وعاصِماً سَلَّمَهُ من الغَدَرْ ... من بَعْدِ إِرْهَانٍ بِصَمَّاءِ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو الهَيْثَم: يَقُول: أَنجاهُ من الهَلاك بعد إِشْرَاف عَلَيْه. وَقَالَ الزمخشريُّ: صَمّاءُ الغَبَرِ: الحَيَّةُ تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَعٍ فَلَا تُقْرَب. وأَنشد بَيْتَ الحِرْمازِيّ المُتَقدّم. أَو داهِيَةُ الغَبَر: الذِي يُعانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلك. وَمِنْه مَا حَكَى أَبو زَيْدٍ: مَا غَبَّرْتَ إِلاَّ لِطَلَبِ المِرَاءِ. والغَبَرُ،) مُحَرَّكَةً: التُّرَابُ عَن كُرَاع. والغَبَرَةُ، بهاءٍ: الغُبَارُ، كغُرَابِ، وَهُوَ اسمٌ لِمَا يَبْقَى من التُّرابِ المُثَارِ، جُعِلَ على بِناءِ الدُّخانِ والعُثَانِ ونَحْوِهِما من البَقَايَا، قَالَه المصنّفُ فِي البَصائر. وَفِي اللّسَان: الغَبَرَةُ: تَرَدُّدُ الرَّهَجِ، فإِذا ثارَ سُمِّىَ غُبَاراً، كالغُبْرَة، بالضَّمّ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
(بِعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةِ ... وَلم تَرِدَا أَرْضَ العِرَاقِ فَثَرْمَدَا)
واغْبَرَّ اليَوْمُ اغْبِرَاراً: اشْتَدّ غُبَارُه، عَن أَبِي عَلِيّ. وغَبَّرَهُ تَغْبِيراً: لَطَخَهُ بِهِ. وتَغَبَّرَ: تَلَطَّخ بِهِ.
والغُبْرَةُ، بالضّم: لَوْنُه، أَي الغُبَار يَغْبَرُّ لِلْهَمِّ ونَحْوِه. وقَدْ غَبَرَ غُبُوراً وغُبْرَةً واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وأَغْبَرَ إِغْبَاراً. والأَغْبَرُ: الذِّئْبُ، لِلَوْنه، كالأَغْثَرِ، بالمُثَلَّثَة كَمَا سيأْتي. والغَبْراءُ: الأَرْضُ، لغُبْرَةِ لَوْنِها، أَو لما فِيهَا من الغُبَارِ. وَفِي الحَدِيث: مَا أَظَلَّتِ الخَضْراءُ وَلَا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبِي ذَرٍّ. قَالَ ابنُ الأَثير: الخَضْراءُ: السَّمَاءُ. والغَبْرَاءُ: الأَرْضُ. أَراد أَنّه مُتناهٍ فِي الصِّدْق إِلى الغايَةِ. فجاءَ بِهِ على اتِّساع الكَلامِ والمَجاز. والغَبْرَاءُ: أُنْثَى الحَجَلِ. والغَبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمَرُ. وأَرْضٌ غَبْرَاءُ: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ، كالغَبَرَةِ، محرّكةً. والغَبْرَاءُ: ة باليَمَامَة.
والغَبْرَاءُ: النَّبْتُ فِي السُّهُولَةِ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلَّثَة. والغَبْراءُ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْر بن عَمْروٍ الفَزَارِيّ، أَخِي حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ. والغَبْراءُ أَيضاً فَرَسُ قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبِيّ. ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ. وَفَاتَهُ ذِكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيّ. قلتُ: وَهِي خالَةُ داحِس وأُخْتُه لأَبِيه قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ. والغَبْرَاءُ: نَباتٌ سُهْلِىٌّ كالغَبَيْرَاءِ، لِلَوْنِ وَرَقِهَا وَثَمَرَتِها إِذا بَدَتْ ثمّ تَحْمَرُّ حُمْرَةً شَدِيدَة، أَو الغَبْرَاءُ ثَمَرَتُه، والغُبَيْرَاءُ شَجَرَتُه وَلَا تُذْكَر إِلاّ مُصَغَّرَةً، أَو بالعَكْسِ، الواحِدُ والجَمْعُ فِيهِ سواءٌ كلّ ذَلِك قَالَه أَبو حَنِيفَةَ فِي كتاب النَّبَات. والوَطْأَةُ الغَبْرَاءُ: الجَدِيدَةُ أَو الدّارِسَةُ، وَهُوَ مِثْلُ الوَطْأَةِ السَّوْداءِ. وَفِي الأَساس: هُمَا وَطْأَتَانِ: دَهْمَاءُ وغَبْرَاءُ، وأَثَرَانِ: أَدْهَمُ وأَغْبَرُ، أَي حَدِيثٌ ودارِسٌ. والغَبْرَاءُ من السّنِين: الجَدْبَةُ وجَمْعُهَا الغُبْرُ. قَالَ ابنُ الأَثِير: سُمِّيَتْ سِنُو الجَدْبِ غُبْراً لاِغْبِرارِ آفاقِها من قِلَّةِ الأَمْطَار، وأَرْضِها من عَدَمِ النَّبَات.
وبَنُو غَبْرَاءَ: الفُقَرَاءُ المَحَاوِيجُ، وهُم الصَّعَالِيك. وَبِه فَسَّر الجوهريّ بَيْتَ طَرَفَةَ بنِ العَبْد، وَلم يَذْكُرِ البيتَ، وإِنَّما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ وَغَيره، وهُوَ:
(رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لَا يُنْكِرُونَنِي ... وَلَا أَهْلَ هذاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: وإِنّما سُمِيَ الفُقَراءُ بَنِي غَبْراءَ لِلُصُوقِهم بالتُّرَاب كَمَا قِيلَ لَهُم المُدْقْعُون لِلُصُوقهم بالدّقْعاءِ وهِيَ الأَرْضُ كأَنَّهم لَا حائلَ بَيْنَهم وَبَينهَا. والطَّرَافُ: خِباءٌ من أَدَم تَتَّخِذُه الأَغنياءُ.)
يَقُول: إِنّ الفُقَراءَ يَعْرِفُونَنِي بإِعْطَائي وبِرِّي، والأَغنياءُ يَعْرِفُونَنِي بفَضْلِي وجَلاَلَةِ قَدْرِي وقِيلَ: بَنُو غَبْرَاءَ: الغُرَبَاءُ عَنْ أَوْطَانِهم. وَقيل: هُم القومُ المُجْتَمِعُون للشَّرابِ بِلَا تَعَارُف وَبِه فَسّر بعضُهم قولَ طَرَفَةَ السابِق ذِكْرُه. وَبِه فُسِّر أَيضاً قولُ الشاعِر:
(وبَنُو غَبْرَاءَ فِيها ... يَتَعَاطَوْنَ الصَّحَافَا)
أَي الشَّرْب. وَقيل هُمُ الَّذِين يَتَنَاهَدُون فِي الأَسْفَارِ. وَبِه فّسر آخَرُون قَوْلَ طَرَفَةَ. وَهُوَ مستدرَكٌ على المصنِّف. وَقد ذكرهُ الصاغانيّ وصاحبُ اللِّسَان. وَفِي الحَديث: إِيّاكُم والغُبَيْرَاء فإِنَّهَا خَمْرُ العالَمِ وَهِي السُّكُرْكَة، وَهِي شَرَابٌ يُعمَل من الذُّرَة يَتَّخِذُه الحَبَشُ، وَهُوَ يُسْكِرُ. وَقَالَ ثَعْلَب: هِيَ خَمْرٌ تُعْمَلُ من الغُبَيْرَاءِ، هَذَا الثَّمر المَعْروف، أَي هِيَ مِثْلُ الخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُها جميعُ الناسِ، لَا فَصْلَ بَينهمَا فِي التَّحْرِيم. ويُقَال: تَرَكَهُ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ وغَبْرَائِه، إِذا رَجَعَ خائباً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالَّذِي الْمُحكم: جاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْر، وغُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعْنِي الأَرْضَ وتَرَكَه على غُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعني ليْسَ لَهُ شَئٌ. وَفِي التَّهْذيب: يُقال: جاءَ فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، ورَجَع عَوْدَهُ على بَدْئِه، ورَجَعَ على أَدْرَاجِه، ورَجَع دَرَجَه الأَوَّلَ، ونَكَصَ على عَقِبَيْه: كُلّ ذَلِك إِذا رَجَعَ وَلم يُصَبْ شَيْئا. وَقَالَ الأَحْمَر: إِذا رَجَعَ وَلم يَقْدِر على حاجضتِه، قيل: جاءَ على غُبَيْرَاءِ الظَّهر، كأَنَّه رجعَ وعَلى ظَهْرِه غُبَارُ الأَرْض. وَقَالَ زَيْدُ بن كَثْوَةَ: يُقَال: تركتُه على غُبَيْراءِالظَّهْرِ، إِذا خاصَمْتَ رجلا فخَصَمْتَه فِي كُلّ شئٍ وغَلَبْتَه على مَا فِي يَدَيْه. وَهَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي عبارَة المصنّف مُخَالَفَةٌ مَعَ هَذِه النُّقُول وخَلْطٌ فِي الأَقْوَالِ كَمَا لَا يَخْفَى.
والغِبْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِقْد، كالغِمْر. وَقد غَبِرَ الرَّجَلُ، كفَرِحَ، إِذا حَقَدَ قالهُ ابنُ القَطّاع. والغَبَرُ، بالتَّحْرِيك: فَسَادُ الجُرْحِ أَنَّي كانَ. أَنشد ثَعْلَب: أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ. قَالَ: معناهُ بَعِيداً فَسَادُه، يَعْنِي أَنَّ فَسادَه إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْرِه وَمَا غَمَضَ من جَوانِبه، فَهُوَ لذَلِك بَعِيدٌ لَا قَرِيب. وَقد غَبِرَ، كفَرِحَ، غَبَراً فَهُوَ غَبِرٌ، إِذا انْدَمَلَ على فَسادٍ ثمَّ انْتَفَضَ بَعْد البُرْءِ، وَمِنْه سُمِّىَ العِرْقُ الغَبِرُ، لأَنَّهُ لَا يَزالُ يَنْتَقِضُ، وَهُوَ بالفَارِسِيّة النّاسُور. ويُقَال: أَصابَهُ غَبَرٌ فِي عِرْقهِ، أَي لَا يَكَادُ يَبْرَأُ. وَقَالَ الشاعرُ:
(فَهْوَ لَا يَبْرَأُ مَا فِي صَدْرِه ... مِثْلَ مَالا يَبْرَأُ العِرْقُ الغَبِرْ)
وَقَالَ الزمخشريّ: هُو من الغُبُور. وَتقول: عَمَلٌ كالظَّهْرِ الدَّبِر، وقَلْبٌ كالجُرْحِ الغَبِر. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: غَبِرَ الجُرْحُ غَبَراً: انْتَقَضَ أَبداً، والجُرْحُ: انْدَمَلَ على نَغَلٍ. وَقَالَ غيْرُه: الغَبَرُ: أَنْ يَبْرَأَ)
ظاهِرُ الجُرْحِ وباطِنُه دَوٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الغَبَرُ: داءٌ فِي باطشنِ خُفِّ البَعِيرِ، وَقَالَ المُفَضَّل: هُوَ من الغُبْرَة. والغضبَرُ: ع بسَلْمَى، أَحَد مَحالِّهَا، وسضلْمَى لِطَييٍ أَحَدُ الجَبَلَيْن، فِيهِ مياهٌ قليلةٌ.
ويُقَال للماءِ القَلِيل غَبَرٌ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المَوْضع، والغُبَرُ والغَوْبَرُ، كصُرَدٍ وجَوْهَرٍ: جِنْسٌ من السَّمَكِ، نَقله الصاغانيّ. والغُبَارَةُ، بالضَّمّ: ماءَةٌ لِبَنِي عَبْس بنِ ذُبْيانَ بِبَطْنِ الرُّمَةِ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي المعجم أَنّها إِلى جَنْب جَبَلِ قَرْنِ التَّوْبَاذ فِي بِلاد مُحارِب. والغُبَارَاتُ، بالضّمّ: ع، وَعَلِيهِ اقْتصر الصاغَانيّ. وَقَول المصنّف باليَمَامَة لم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَه. ولعلّه أَخذه من قَول الصاغانيّ بعدُ، فإِنّه قَالَ: والغُبَاراتُ: مَوْضِعٌ، والغَبْرَاءُ: من قُرَى اليَمَامَةِ، فتأَمّل. والغُبْرَانُ، بالضَّمّ والنونُ مرفوعةٌ قالَهُ الصّاغَانيّ: رُطَبَتَانِ فِي قَمْعٍ واحِدٍ مِثْل الصِّنوان: نَخْلَتَانِ فِي أَصْلٍ واحِد، ج غَبَارِينُ. بالفَتْح هَذَا قولُ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ غَيْرُه: الغُبْرانُ: بُسْرَتانِ أَو ثَلاثٌ فِي قِمْعٍ واحِدٍ، وَلَا جَمْع لِلغُبْران من لَفْظِه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغُبْرانَةُ، بالهَاء: بَلَحاتٌ يَخْرُجْن فِي قِمْع واحِدٍ. وَيُقَال: لَهِّجُوا ضَيْفَكم، وغَبِّرُوه، بِمَعْنى واحِد. وأَغْبَرَ الرَّجَّلُ فِي طَلَبِه: انْكَمَشَ وجَدَّ، عَن ابْن السكّيت. وَفِي حَدِيث مُجاشِعٍ: فخَرَجَوا مُغْبِرِينَ هم ودَوَابُّهُم، المُغْبِر: الطالِبُ للشَّيْءِ المَنْكَمِشُ فِيهِ كأَنّه لشحِرْصِه وسُرْعَتِه يُثِيرَ الغُبَارَ. وَمِنْه حَدِيثُ الحارثِ بن أَبي مُصْعَبٍ: قَدِمَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ المدينَةِ فرَأَيْتُه مُغْبِراً فِي جَهَازِه. وأَغْبَرَتْ علينا السَّمَاءُ: جَدَّ وَقْعُ مَطَرِها واشْتَدَّ.
وأَغْبَرَ الرَّجُلُ: أَثارَ الغُبَارَ، كغَبَّر تَغْبِيراً. والغُبْرُونُ، كسُحْنُونٍ هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي التكملة: الغُبْرُورُ طائرٌ وَفِي اللّسَان: الغُبْرُور: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُغَبِّرَةُ: قَوْم ٌ يُغَبِّرُون بذِكْرِ اللهِ، أَيْ يُهَلِّلُون ويُردِّدُون الصَّوْتَ بالقِرَاءَة وغيرِهَا، هُوَ مَأْخوذٌ من قَول اللَّيْث وَقَول ابنِ دَرَيْد.
فقولُ اللَّيْث: المُغَبِّرَة: قومٌ يُغَبِّرُون: يَذْكُرون اللهَ عَزَّ وجلّ بدعاءٍ وتَضَرُّعٍ، كَمَا قَالَ:
(عِبادُكَ المُغَبِّرَهْ ... رُشَّ عَلَيْنَا المَغْفِرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: التَّغْبِير: تَهْلِيلٌ أَو تَرْدِيدُ صَوْتٍ يُرَدَّدُ بقِرَاءَةٍ وغَيْرِهَا. ومثلُه قولُ ابْن القَطّاع، ونَصُّه: وغَبَّرَ تَغْبِيراً: وَهُوَ تَهْلِيلٌ وتَرْدِيدُ صَوْتٍ بقراءَةٍ أَو غَيْرِهَا. فقولُه: أَو غَيرها وَكَذَا قولُ ابنُ دُرَيْد: وغَيْرها، المُرَادُ بِهِ مَا قَالَ اللَّيْثُ مَا نَصُّه: وَقد سَمَّوْا مَا يُطرِّبُون فِيهِ من الشِّعْر فِي ذِكْرِ الله تغبِيراً، كأَنَّهُم إِذا تَناشَدَوه بالأَلْحَانِ طَرِبُوا فرَقَصُوا وأَرْهَجَوا، فسُمُّوا المُغبِّرَةَ لهَذَا المعنىَ. قَالَ الأَزْهريّ: ورَوَيْنَا عَن الشافعيّ أَنّه قَالَ: أَرَى الزَّنادِقَةَ وَضَعُوا هَذَا التَغْبِيرَ لِيَصُدُّوا عَن ذِكْرِ الله وقِرَاءَةِ القُرْآن. وَقَالَ الزَّجَّاج: سُمّوا بهَا لأَنَّهُمُ يُرَغِّبون الناسَ فِي الغَابِرَة، أَي)
الباقِيَة، أَي الآخِرَة، ويُزَهِّدُونَهَمْ فِي الفانِيَة، وَهِي الدُّنْيَا. ومثلُه فِي الأَساس. وعَبَّادُ بنُ شُرَحْبِيلَ اليَشْكُرِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو بِشْرٍ جَعْفَر ابنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ حَدِيثا واحِداً، رَواه شُعْبَةُ عَن أَبِي بِشْرٍ قَالَه ابنُ فَهْدٍ فِي المُعْجَم. وعُمَرُ بنُ نَبْهَانَ قَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِير: ضَعِيفٌ. قلتُ: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ: رَجُلان، ذَكرهما الذَّهبيّ فِي الدّيوانِ: أَحدُهما عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ العَبْدِيّ، عَن الحَسَنِ، قَالَ فِيهِ: ضَعَّفَه أَبو حاتِمٍ وغَيْرُه. وَقَالَ فِي ذَيْلِ الدّيوان: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ، عَن أَبي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيّ، قَالَ أَبو حاتِم: لَا أَعْرِفُهما. ثمّ قَالَ فِي الدّيوان: أَمّا عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ شَيْخُ أَبي الزُبَيْر المَكّيِّ فقَدِيمٌ، لم يُجرَّح، وَلَا يُعْرَف. فليُنْظَرْ أَيّهم عَناهُ الحافِظُ، وأَيّهم أَرادَه المُصَنِّف. وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ قد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي أَوّل المادّة وَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه. وعَبّادُ بن الوَلِيد بن شُجَاعٍ، قَالَ الحافظُ: مشهورٌ. وسَوارُ ابنُ مُجَشِّر، وَفِي التَّبْصِير: سَرّار، رَوَى عَن أَيُّوبَ، وَقد تَقَدَّم ذكره وذِكْرُ أَبيه فِي مَحَلِّهما. وعَبّادُ بنُ قَبِيصَةَ، عَن أَنَس بن مالِكٍ، قَالَ الأَزَدِيُّ: ضَعِيفٌ، الغُبْرِيُّون، بالضّمّ، مُحَدِّثُون. وَفِي كلامِ المصَنّف نَظَرٌ من جِهَاتٍ: الأُولَى ضَبْطُه فِي نَسَبِهم بالضّمّ، وَهُوَ خَطَأُ، والصّواب: الغُبَرِيّون، بضَمٍّ فَفَتْح، إِلى غُبَرَ كزَفَرَ، قَبيلَة من يَشْكُر الَّتِي تَقَدّم ذِكْرُهَا فِي أَوّل المَادّة. والثّانِيَة: كَرّر ذِكر قَطَن بن نُسَيْر وفَرَّقَه فِي مَحَلَّيْن، وهما واحدٌ. فأَصَابَ فِي الأَوّل وأَخْطَأَ فِي الثّانِي. وَذكر مَعَه هُنَاكَ مُحَمّد بن عُبَيْد، وَكَانَ حَقُّه أَن يُسْرَدَ هُنَا مَعَ بَنِي عَمِّه.
والثالِثة: أَوْرَدَ عَبّادَ بنَ شُرَحْبِيلَ مَعَهم، وجَعَلَه من المُحَدِّثِين، وَهُوَ صحابيّ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشِيرَ إِليه. ثمَّ ذكر هؤلاءِ تَبَعاً لابْنِ السَّمْعَانِيّ. وَقد قَصَّرَ فِي ذِكْرِ جماعَة من بني غُبَرَ مِمّن ذَكَرَهُم غيرُ ابنِ السَّمْعَانِيّ. فمِنْهُمْ باعِثُ بن صُرَيْمٍ، وَكَانَ شَرِيفاً، وأَخُوهُ وائلٌ، ذَكَرَهُما ابنُ الكَلْبِيّ. وأَبو كَثِيرِ بن يَزِيدَ ابنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ غُفَيْلَةَ الغُبَرِىّ السُّحَيْمِىّ، عَن أَبِي هُرَيْرَة.
والوَلِيدُ ابْن خالِدٍ الأَعْرَابيّ الغُبَرِيّ. وأَحْمَدُ ابْن العَبّاس بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ، وأَخُوه أَبو جَعْفَرٍ محمّدٌ الفَقِيه. وأَبُو عُمَارَةَ خَيْرُ بنُ عَلِيّ بن العَبّاسِ الغُبَرِيّ، مِصْريّ. والحُسَيْن بنُ عَبْدِ الله ابْن الفَضْلِ بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ. والكَرَوَّسُ بن سُلَيْمٍ الغُبَرِيُّ، شاعرٌ. وخَلِيفَةُ بنُ عبدِ اللهِ الغُبَرِيُّ، مِصْرِيٌّ، وَقد حَدَّثوا. أَوْرَدَهم الحافِظُ وغَيْرُه. والغَبِيرُ، كأَمِيرٍ: تَمْرٌ، أَيْ نَوْعٌ مِنْهُ. والغُبْرُورُ، بالضَّمّ: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. قلتُ: هُوَ الَّذِي تقدّم ذِكْرُه أَوّلاً ونَبَّهْنَا على الغَلَط فِيهِ. وَقد ضَبَطَه الصاغانيّ بالراءِ فِي آخِرِه. والّذِي أَوْرَدَه المصنِّفُ آنِفاً بالنُّون غَلَطٌ، ولعلّه تَصحَّفَ عَلَيْهِ من نُسْخَه التكملة الَّتِي عِنْده. والمُغْبُورُ، بضَمّ المِيم عَن كُراع، لُغَة فِي المُغْثُور، والثاءُ أضعْلَى كَمَا) سَيَأْتي. وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهِبٌ دارِسٌ. قَالَ المُخَبَّل السَّعْديّ:
(وأَنْزَلَهُمْ دارَ الضِّيَاعِ فأَصْبَحُوا ... على مضقْعَدٍ من مَوْطنِ العِزِّ أَغْبَرَا)
وسَمَّوْا غُبَاراً، كغُرَابٍ، وأَحْدُهُمَا مقلُوبٌ عَن الثانِي، وَفِيه لَطَافَةٌ لَا تَخْفَى. وغابِراً وغَبَرَةً، مُحَرَّكَة. وغُبَرُ كزُفَرَ: بَطِيحَةٌ كَبِيرَةٌ متَّصِلة بالبَطائح، نَقَلَه الصاغانيّ. قلتُ: وَهِي الَّتِي بَيءنَ واسِطَ والبَصْرَةِ. وغَبِيرٌ، كأَمِير: ماءٌ لمُحَارِب ابْن خَصَفَة، وَمِنْهُم مَن ضَبَطَه كزُبَيْرٍ. ودَارَةُ غُبَيْرٍ، كزُبَيْر: لِبَنِي الأَضْبَطِ، وَقَالَ الزمخشريّ فِي الأَساس عِنْد ذكر صَمّاءِ الغَبَر أَنّها الحَيّة تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَع فَلَا تُقرَب: وبتصغيرِه سُمِّيَ ماءٌ لِبَنِي الأَضْبَطِ، وأُضِيفَت إِليه دارَتُهم فقِيل دارَةُ غُبَيْر. وَفِي مُعْجم مَا استعجم: الغُبَيْرُ كزُبَيْرٍ: ماءٌ لِبَنِي كِلابٍ، ثُمّ لِبَنِي الأَضْبَطِ، فِي دِيَارهمْ بنَجْد. وممّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: الغَبَرُ، محرّكةً: البَقَاءُ. وغُبْرَةُ، بالضَّمّ: موضعٌ، وَله يَوْمٌ. ويُوصَفُ الجُوعُ بالأَغْبَرِ، كَمَا يُوصَف المَوْت بالأَحْمضرِ، كِنَايَة عَن السِّنِينَ المُجْدِبَةِ والقَتْلِ بالسَّيْف. وطَلَبَ فُلاناً فَمَا شَقَّ غُبَارَه، أَي لم يُدْرِكْه. والغَبْرَةُ، بِالْفَتْح: لَطْخُ الغُبَارِ. وَقد غَبِرَ، كفَرِح. وجاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْرِ، أَي راجِلاً قَالَه الزمخشريّ وغُبَيْرَاءُ الظَّهْرِ: الأَرْضُ قَالَه الصاغانيّ. وغَبِرَ التَّمْرُ، كفَرِح: أَصابَه الغُبَار، وأَغْبَرْتُ فِي الشّيْءِ: أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ. ذَكَرهُما ابْن القَطَّاع. وَفِي حَدِيث أُوَيْس القَرْنِيّ أَكونُ فِي غُبَّرِ الناسِ أَحَبُّ إِليَّ.
وَفِي رِوَايَة: فِي غَبْرَاءِ الناسِ، بالمَدّ. فالأَوّل، أَي أَكون مَعَ المُتَأَخِّرين لَا مَعَ المُتَقَدِّمين المَشْهُورِين: وَالثَّانِي، أَي فُقَرائهم. والعِرْق الغَبِرُ، ككَتِفٍ: الناسُورُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: المُغْبَرّ، كمُحْمَرٍّ: الذِي دَوِىَ باطنُ خُفِّه. وَبِه فُسِّر قولُ القُطاميّ:
(يَا ناقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّاً ... وقَلَّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا)
وغَبَّرَ ضَيْفَه تَغْبِيراً: أَطْعَمَهُ الغُبْرَانَ. والتَغْبِيرُ: ارْتِفَاعُ اللَّبَنِ. ووَادِي غُبَرَ، كزُفَرَ: عِنْد حِجْر ثَمُودَ. ذكرهمَا الصاغانيّ. وقَطَعَ الله غابِرَه ودابِرَه. وغَبَّرَ فِي وَجْهِه: سَبَقَهُ. قيل: وَمِنْه مَا يُشَقُّ غُبَارُه وَمَا يُخَطّ غُبَارُه. وإِذا سُئلَ عَن رَجُلٍ لَا تُعْرَفُ لَهُ عَشِيرَةٌ، قيل: هُوَ من أَهْلِ الأَرْضِ، وَمن بَنِي الغَبْرَاءِ، أَي مِنْ أَفْنَاءِ الناسِ كَذَا فِي الأَسَاس. وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ غَبَرَةَ الحارِثيّ الكُوفِيّ، مُحَرَّكة، وَكَذَا أَبو الطَّيِّب أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ غَبَرَة الكُوفيّ، ومحمّد بن عُمَرَ بنِ أَبي نَصْر الحَرْبِيّ، ولَقَبُه غَبَرَةُ: محدِّثون. وغِبْرينُ، بالكَسْرِ: مدينةٌ بالمَغْرِب. وعَبْدُ الباقِي بنِ محمّد بنِ أَبي الغُبَار الأَدِيبُ، كغُرَابٍ، حَدَّث عَن ابْن النَّقُور. وعليّ بنُ رَوْحِ بنِ أَحْمَدَ)
المعروفُ بابْنِ الغُبَيْرِيّ، حَدَّث ذكره ابنُ نُقْطة

غبر: غَبَرَ الشيءُ يَغْبُر غُبوراً: مكث وذهب. وغَبَرَ الشيءُ يَغْبُر

أَي بقي.والغابِرُ: الباقي. والغابِرُ: الماضي، وهو من الأَضداد؛ قال

الليث: وقد يَجِيء الغابِرُ في النعت كالماضي. ورجل غابِرٌ وقوم غُبَّرٌ:

غابِرون. والغابِرُ من الليل: ما بقي منه. وغُبْرُ كل شيء: بقيَّته، والجمع

أَغبارٌ، وهو الغُبَّرُ أَيضاً، وقد غلب ذلك على بقيّة اللبن في الضرع

وعلى بقيَّة دَمِ الحيض؛ قال ابن حِلِّزة:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها،

إِنَّك لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ

ويقال: بها غُبَّرٌ من لَبَنٍ أَي بالناقة. وغُبَّرُ الحَيْض: بقاياه؛

قال أَبو كبير الهذلي واسمه عامر ابن الحُلَيس:

ومُبَرَّإِ من كل غُبَّرِ حَيْضةٍ،

وفَسادِ مُرْضِعَة، وداءٍ مُغْيِلِ

قوله: ومُبَرَّإِ معطوف على قوله:

ولقد سَرَيْتُ على الظلامِ بمِغْشَم

وغُبَّرُ المرَض: بقاياه، وكذلك غُبْرُ الليل. وغُبْرُ الليل: آخره.

وغُبْرُ الليل: بقاياه، واحدها غُبْرٌ

(* قوله« وغبر الليل بقاياه واحدها

غبر» كذا بضبط الأصل) . وفي حديث معاوية: بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ

غُبْرٌ أَي قليل. وغُبْرُ اللبَن: بقيَّته وما غَبَرَ منه. وقوله في الحديث:

إِنه كان يَحْدُر فيما غَبَرَ من السُّورة؛ أَي يُسرِع في قِراءتها؛ قال

الأَزهري: يحتمل الغابِرُ هنا الوجهين يعني الماضي والباقي، فإِنه من

الأَضداد، قال: والمعروف الكثير أَن الغابِرَ الباقي. قال: وقال غير واحد

من الأَئمة إِنه يكون بمعنى الماضي؛ ومنه الحديث: أَنه اعتكَفَ العَشْر

الغوابِرَ من شهر رمضان، أَي البواقى، جمعُ غابِرٍ. وفي حديث ابن عمر:

سُئِل عن جُنُب اغترف بكُوز من حُبّ فأَصابت يدُه الماء، فقال: غابرُه نَجِسٌ

أَي باقيهِ. وفي الحديث: فلم يَبْقَ إِلا غُبَّرات من أَهل الكتاب، وفي

رواية: غُبَّرُ أَهل الكتاب؛ الغُبَّر جمع غابِر، والغُبَّرات جمع

غُبَّرٍ. وفي حديث عَمرو بن العاص: ما تأَبَّطَتْني الإِماءُ ولا حَمَلَتْني

البغايا في غُبَّرات المآلي؛ أَراد أَنه لم تتولَّ الإِماء تربيتَه،

والمآلي: خِرَقُ الحيض، أَي في بَقاياها؛ وتَغَبَّرْتُ من المرأَة ولداً.

وتَزَوَّج رجل من العرب امرأَة قد أَسنَّت فقيل له في ذلك فقال: لعلِّي

أَتَغبَّر منها ولداً، فولدتْ له غُبَرَ. مِثالُ عُمَر، وعو غُبَرُ بنَ غَنْم

بن يَشْكُر ابن بَكْر بن وائل.

وناقة مِغْبار: تَغْزُرُ بعدما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْن معها.

ونَعت أَعرابي ناقةً فقال: إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ، فالمِغْبار

ما ذكرناه آنفاً، والمِشْكار الغَزيرة على قِلَّة الحَظِّ من المَرْعى،

والمِعشَار تقدم ذكره.

ابن الأَنباري: الغابِرُ الباقي في الأَشْهَر عندهم، قال: وقد يقال

للماضي غابِرٌ؛ قال الأَعشى في الغابِرِ بمعنى الماضي:

عَضَّ بِما أَبْقى المَواسي له،

من أُمِّه، في الزَّمَن الغابِرِ

أَراد الماضي. قال الأَزهري: والعروف في كلام العرب أَن الغابِرَ

الباقي. قال أَبو عبيد: الغُبَّرات البَقايا، واحدها غابِرٌ، ثم يجمع غُبَّراً،

ثم غُبَّرات جمع الجمع. وقال غير واحد من أَئمة اللغة: إِن الغابرَ يكون

بمعنى الماضي.

وداهية الغَبَرِ، بالتحريك: داهية عظيمة لا يُهتدى لِمِثْلها؛ قال

الحرْمازي يمدح المنذِرَ بنَ الجارُودِ:

أَنت لها مُنْذِرُ، من بين البَشَرْ،

داهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاء الغَبَرْ

يريد يا منذر. وقيل: داهية الغَبَرِ الذي يعانِدُك ثم يرجع إِلى قولك.

وحكى أَبو زيد: ما غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء. قال أَبو عبيد: من

أَمثالهم في الدَّهاءِ والإِرْب: إِنه لداهية الغَبَر؛ ومعنى شعر المنذر

يقول: إِن ذُكِرتْ يقولون لا تسمعوها فإِنها عظيمة؛ وأَنشد:

قد أَزِمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ

قال: هو من قولهم جُرْح غَبِرٌ. وداهية الغَبَر: بليّة لا تكاد تذهب؛

وقول الشاعر:

وعاصِماً سلّمه من الغدَرْ

من بعد إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ

قال أَبو الهيثم: يقول أَنجاه من الهلاك بعد إِشراف عليه. وإِرْهانُ

الشيء: إِثباتُه وإِدامتُه.

والغَبَرُ: البقاء والغَبَرُ، بغير هاء: التُّراب؛ عن كراع. والغَبَرةُ

والغُبار: الرَّهَجُ، وقيل: الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا نار سُمّي

غُباراً. والغُبْرة: الغُبار أَيضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِعَيْنَيَّ لم تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ،

ولم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا

وقوله أَنشده ثعلب:

فَرَّجْت هاتيك الغُبَرْ

عنا، وقد صابت بقُرْ

قال ابن سيده: لم يفسره، قال: وعندي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن

الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ؛ قال: وعندي أَن غُبَر ههنا موضع. وفي

الحديث: لو تعلمون ما يكون في هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ والمَوْت

الأَحْمر؛ قال ابن الأَثير: هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً

يكون في السنين المُجدبة، وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفاقها

من قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها من عَدَم النبات والاخْضِرار، والموتُ

الأَحمرُ الشديد كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدماء؛ ومنه حديث عبدِ الله بن

الصامت: يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر والموت الأَحْمَرُ؛ هو من

ذلك. واغْبَرَّ اليوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبي عليّ. وأَغْبَرْتُ: أَثَرْت

الغُبار، وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً. وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه

أَي لم يُدْرِكه. وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. وتَغَبَّر: تلطَّخ

به. واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار. والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار.

والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وهو أَغْبَرُ.

والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه. وقوله عز وجل: ووجوهٌ

يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ،

والغُبْرة لون الأَغْبر، وهو شبيه بالغُبار. والأَغْبر: الذئب للونه؛

التهذيب: والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع، كما

قال:عبادك المُغَبِّره،

رُشَّ علينا المَغفِرَه

قال الأَزهري: وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله

تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا

فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى. قال الأَزهري: وروينا عن الشافعي، رضي الله عنه،

أَنه قال: أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر

الله وقراءة القرآن. وقال الزجاج: سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في

الفانية، وهي الدنيا، وترغيبهم في الآخرة الباقية، والمِغْبار من النخل: التي

يعلوها الغُبار؛ عن أَبي حنيفة.

والغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار.

وفي حديث أَبي هريرة: بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء؛ هي التي لا يهتدى

للخروج منها. وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر، يعني الأَرض. وتركه

على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء. التهذيب: يقال جاء فلان على

غُبَيراء الظهر، ورجع عَوْده على بَدْئه، ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه

الأَوَّل، ونكَص على عَقِبَيْه، كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً. وقال ابن

أَحمر: إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل: جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع

وعلى ظهره غُبار الأَرض. وقال زيد بن كُثْوة: يقال تركته على غُبَيراء

الظهر إِذا خاصَمْت رجلاً فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه.

والوَطْأَة الغَبْراء: الجديدة، وقيل: الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء.

والغَبراء: الأَرض في قوله، صلى الله عليه وسلم: ما أَظلَّت الخَضراء ولا

أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير:

الخَضراء السماء، والغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناهٍ في الصِّدق إِلى

الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز. وعِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛

قال المخبَّل السعدي:

فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع، فأَصْبَحوا

على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا

وسَنة غبراء: جَدْبة، وبَنُو غَبْراء: الفقراء، وقيل: الغُرَباء، وقيل:

الصَّعالِيك، وقيل: هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف؛ قال طرفَة:

رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني،

ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد

وقيل: هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار. الجوهري: وبَنُو غَبْراء الذين

في شِعْر طرفة المَحَاويج، ولم يذكر الجوهري البيت، وذكره ابن بري وغيره

وهو: رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني

قال ابن بري: وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كما

قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء، وهي الأَرض كأَنهم لا حائل

بينهم وبينها. وقوله: ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في

يُنكرونني، ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا النافية؛ ومثله قوله سبحانَه

وتعالى: ما أَشْرَكنا ولا آباؤُنا. والطراف: خِباءٌ من أَدَم تتخذه

الأَغنياء؛ يقول: إِن الفقراء يعرفونني بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يعرفونني

بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي. وفي حديث أُوَيْس: أَكون في غُبَّر الناس أَحبُّ

إِليَّ، وفي رواية: في غَبْراء الناس، بالمدّ، فالأَوّل في غُبَّر الناس

أَي أَكون مع المتأَخرين لا المتقدِّمين المشهورين، وهو من الغابِرِ

الباقي، والثاني في غَبْراء الناس بالمدّ أَي في فقرائهم؛ ومنه قيل

للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض والتراب؛ وقال

الشاعر:وبَنُو غَبْراء فيها

يَتعاطَون الصِّحافا

يعني الشُّرْب. والغَبْراء: اسم فرس قيس بن زهير العَبسي. والغَبْراء:

أُنثى الحَجَل.

والغَبْراء والغُبَيْراء: نَباتٌ سُهْلِيٌّ، وقيل: الغَبْراء شجرته

والغُبَيْراء ثمرته، وهي فاكهة، وقيل: الغُبَيْراء شجرته والغَبْراء ثمرته

بقلب ذلك، الواحد والجمع فيه سواء، وأَما هذا الثمر الذي يقال له

الغُبَيْراء فدخيل في كلام العرب؛ قال أَبو حنيفة: الغُبَيْراء شجرة معروفة، سميت

غُبَيْراء للون وَرَقِها وثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شديدة، قال:

وليس هذا الاشتقاق بمعروف، قال: ويقال لثمرتها الغُبَيراء، قال: ولا تذكر

إِلا مصغّرة. والغُبَيراء: السُّكُرْكَةُ، وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه

الحَبَشُ وهو يُسْكِر. وفي الحديث: إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خمر

العالم. وقال ثعلب: هي خمر تُعْمَل من الغُبَيراء، هذا الثمر المعروف، أَي هي

مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم.

والغَبْراء من الأَرض: الخَمِرُ. والغَبْراء والغَبَرة: أَرض كثيرة

الشجر. والغِبْرُ: الحِقْد كالغِمْر. وغَبِرَ العِرْق غَبَراً، فهو غَبِرٌ:

انتقض. ويقال: أَصابه غَبَرٌ في عِرْقِه أَي لا يكاد يبرأُ؛ قال الشاعر:

فهو لا يَبْرأُ ما في صَدْرِه،

مثل ما لا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ

بكسر الباء. وغَبِرَ الجُرْح، بالكسر، يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل

على فساد ثم انتقض بعد البُرْء؛ ومنه سمي العرْق الغَبِر لأَنه لا يزال

ينتقض، والناسور بالعربية هو العِرْق الغَبِر. قال: والغَبَرُ أَن يَبْرأَ

ظاهرُ الجرح وباطنه دَوٍ؛ وقال الأَصمعي في قوله:

وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا

قال: الغَبَرُ داء في باطن خف البعير. وقال المفضل: هو من الغُبْرة،

وقيل: الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّى كان؛ أَنشد ثعلب:

أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ

قال: معناه بعيداً فسادُه يعني أَن فساده إِنما هو في قعره وما غَمَضَ

من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب. وأَغْبَر في طلب الشيء: انكمش وجَدّ في

طلبه. وأَغْبَرَ الرجل في طلب الحاجة إِذا جدّ في طلبها؛ عن ابن السكيت.

وفي حديث مجاشع: فخرجوا مُغْبِرين هم ودَوابُّهم؛ المُغْبِرُ: الطالب

للشيء المنكمش فيه كأَنه لحرصه وسرعته يُثِير الغُبار؛ ومنه حديث الحرث بن

أَبي مصعب: قدم رجل من أَهل المدينة فرأَيته مُغْبِراً في جَِهازه.

وأَغْبَرت علينا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مطرها واشتد.

والغُبْرانُ: بُسْرتان أَو ثلاث في قِمْع واحد، ولا جمع للغُبْران من

لفظه. أَبو عبيد: الغُبْرانُ رُطَبتان في قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان

في أَصل واحد، قال: والجمع غَبارِين. وقال أَبو حنيفة: الغُبْرانة،

بالهاء، بَلَحات يخرجن في قمع واحد. ويقال: لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه

بمعنى واحد. والغَبِير: ضرب من التمر.

والغُبْرورُ: عُصَيْفِير أَغْبَر. والمُغْبور، بضم الميم؛ عن كراع: لغة

في المُغْثور، والثاء أَعلى.

فرس

(فرس) الْأسد الْغنم أَكثر فِيهَا الْفرس والأسد الشَّيْء عرضه لَهُ ليفترسه
(فرس)
الْأسد فريسته فرسا صادها وقتلها والذبيحة كسر عُنُقهَا قبل مَوتهَا (وَقد نهى الْإِسْلَام عَنهُ) وَالْأَمر فراسة أدْرك بَاطِنه بِالظَّنِّ الصائب فَهُوَ فَارس

(فرس) فراسة وفروسة وفروسية حذق أَمر الْخَيل وَأحكم ركُوبهَا فَهُوَ فَارس بِالْخَيْلِ وَفُلَان صَار ذَا رَأْي وَعلم بالأمور فَهُوَ فَارس بِالْأَمر عَالم بَصِير
فرس وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر أَنه نهى عَن الْفرس فِي الذَّبِيحَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الفَرْس هُوَ النَّخْع يُقَال مِنْهُ: قد فرستُ الشَّاة ونخعتها وَذَلِكَ أَن تَنْتَهِي بِالذبْحِ إِلَى النخاع وَهُوَ عَظْمْ فِي الرَّقَبَة وَيُقَال أَيْضا: بل هُوَ الَّذِي يكون فِي فَقار الصلب شَبيه بالمخ وَهُوَ مُتَّصِل بالفقار يَقُول: فَنهى أَن يُنتهي بِالذبْحِ إِلَى ذَلِك.
(ف ر س) : (الْفَرْسُ) دَقُّ الْعُنُقِ ثُمَّ صُيِّرَ كُلُّ قَتْلٍ فَرْسًا (وَمِنْهُ) فَرِيسَةُ الْأَسَدِ (وَفِي) الْحَدِيث «نَهَى عَنْ الْفَرْسِ فِي الذَّبْحِ» وَهُوَ أَنْ تَكْسِرَ عَظْمَ الرَّقَبَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْرُدَ الذَّبِيحَةُ (وَالْفَرَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ أَفْرَاسٌ وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى عَرَبِيًّا كَانَ أَوْ غَيْرَ عَرَبِيٍّ (وَعَنْ) مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ اسْمٌ لِلْعَرَبِيِّ لَا غَيْرَ وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَى نَصٍّ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي ذَلِكَ إلَّا أَنَّ ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ إذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَى حَافِرٍ بِرْذَوْنًا كَانَ أَوْ فَرَسًا أَوْ بَغْلًا أَوْ حِمَارًا قُلْتَ مَرَّ بِنَا فَارِسٌ أَوْ مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَوْ مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى بَغْلٍ أَوْ مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ (وَالتَّمْرُ الْفَارِسِيُّ) نَوْعٌ مِنْهُ مَنْسُوبٌ إلَى فَارِس جِيلٍ مِنْ النَّاسِ.
فرس
الفَرَسُ سَوَاء في الذَكَرِ والأنثى. وفي المَثَلِ: " هُما كفَرَسَيْ رِهَانٍ " للاثْنَيْن يَسْتَبِقانِ إلىِ غايَةٍ. ويقولونَ: " أبصَرُ من فرَس بَيَهْمَاءَ في غَلَسٍ "، و " أطوَعُ من فرَسٍ ".
والفُرُوْسَةُ: مَصْدَرُ الفارِسِ، وكذلك الفَرَاسَةُ.
وفَرُسَ يَفْرُسُ: إذا حَذِقَ بأمْرِ الخَيْلِ. ويُقال لصاحِبِ البَغْلِ: فارِس. وقَوْمٌ أفْرَاس: أي فُرْسَانٌ. والفَرْسُ: سَمَكَة طَوِيلة أطْوَلُ من رَجُلٍ؛ له أجْنِحَةٌ كثيرَةٌ. والفِرَاسَةُ: مَصْدَرُ التَّفَرُّسِ. وأنْتَ أفْرَسُ بذاكَ: أي أعْلَمُ.
والفَرْسُ: دَقُ العُنُقِ.
والفَرْسَة: قَرْحَة تَأخُذُ في العُنُقِ. وهي رِيْحُ الحَدَبِ أيضاً. والفَرِيْسَةُ: ما يَفْتَرِسُه الأسَدُ، يُقال: فَرَسَه يَفْرِسُه وَيفْرُسُه.
والفِرْسُ: ضَرْبٌ من النبْتِ.
والفَرِسُ: جِنْسٌ من الحَمْضِ. وأبو فِرَاسٍ: من كُنى الأسَدِ. والفَرِيْسُ: حَلْقَة من خَشَب تُشَد في رَأْسِ الحَبْلِ؛ مَعْطُوفَةٌ. والفُرْسُ: مَعْرُوْفٌ، وُيقال لهم: أُفْرُوْسٌ. وفَرَسَانُ: بُطُوْن تَحالَفَتْ على أنْ تَنْتَسِبَ إلى هذا الاسْمِ، ومنهم عَبْدِيْدٌ الفَرَسَاني.

فرس


فَرُس(n. ac. فَرَاْسَة
فُرُوْسَة
فُرُوْسِيَّة)
a. Was skilled in horsemanship.

فَرَّسَa. see I (a)b. Made a horseman of.
c. Left to the wild beasts.
d. ['An], Forsook as a prey.
e. [ coll. ], Excited; stimulated.

فَاْرَسَa. Vied with in horsemanship.

أَفْرَسَa. see II (c) (d)
تَفَرَّسَ
a. [Fī], Gazed at, scrutinized, studied the physiognomy of:
judged accordingly.
إِفْتَرَسَa. see I (a)
فَرْسَةa. Gibbosity.

فِرْسa. A species of plant. — 2t
see 1t
فُرْسa. Persians.

فُرْسَة
(pl.
فُرَس)
a. Opportunity.
b. Time, turn.

فَرَس
(pl.
أَفْرَاْس)
a. Horsse; mare.

فَرَسَةa. Mare.

أَفْرَسُa. see 25 (d)
فَاْرِس
(pl.
فُرْسَاْن
فَوَاْرِسُ)
a. Horseman; cavalier.
b. see 3c. Perspecacious.
d. [art.], Lion.
فَاْرِسِيّa. Persian.

فَاْرِسِيَّة
a. [art.], Persian (language). — (فَرَاْس), Black dates. — 22t, Horsemanship.
b. see 23t (a)c. [ coll. ), Gallantry, chivallry
chivalrousness.
فِرَاْسَةa. Insight; intuitive perception; faculty of reading
character.
b. Physiognomy.

فَرِيْسa. Killed.
b. Prey.
c. Hoop, ring.
d. Hump-backed.

فَرِيْسَة
(pl.
فَرَاْئِسُ)
a. see 25 (b)
فَرُوْس
a. [art.], Lion.
فُرُوْسَة
فُرُوْسِيَّةa. see 22t (a) (c).
فَرَّاْس
a. Devourer.

فَوَاْرِسُa. Four stars in Cygnus.

N. P.
فَرڤسَa. see 25 (a) (d).
فَرِّيْسِيّ (
pl.
reg. ), H.
a. Pharisee.

فَرَس الأَعْظَم
a. The Constellation of Pegasus.

فَرَس البَحْر
a. Hippopotamus.

فُرَيْسَة
a. Filly.

صَاحِب فِرَاسَة
a. Physiognomist.

أَبُو فِرَاس
أَبُو فَرَّاس
أَبُو المُفْتَرِس
أَبُو الفِرْنَاس
a. The Lion.

بِلَاد الفُرْس
بِلَاد فَارِس
a. Persia
[فرس] فيه: اتقوا "فراسة " المؤمن. هو بمعنيين: أحدهما ما دل ظاهر الحديث عليه، وهو ما يوقعه الله في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس، والثاني نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فيعرف به أحوال الناس، وللناس فيه تصانيف كثيرة قديمة وحديثة. ومنه ح: "أفرس" الناس ثلاثة، أي أصدقهم فراسةً. وفيه: إنه عرض يومًا الخيل فقال عيينة: أنا أعلم بالخيل منك، قال: وأنا "أفرس" بالرجال منك، أي أبصر وأعرف، ورجل فارسٌ بالأمر- أي بصيرٌ به. وفيه: علموا أولادكم العوم و "الفراسة"، هو بالفتح ركوب الخيل وركضها، من الفروسية. وفيه: كره "الفرس" في الذبائح، وهو كسر رقبتها قبل أن تبرد. ومنه ح: أمر مناديه فنادى أن لا تنخعوا و "لاتفرسوا"، وبه سميت فريسة الأسد. ومنه ح يأجوج: يرسل الله عليهم النغف فيصبحون "فرسى"، أي قتلى، جمع فريس، من: فرس الذئب الشاة وافترسها-قتلها. وفيه: ومعها ابنة لها أخذتها "الفرسة"، أي ريح الحدب فيصير صاحبها أحدب، والفرسة أيضًا قرحة تأخذ في العنق فتفرسها أي تدقها. ومنه فيمن آلى من امرأته ثم طلقها قال: هما "كفرسي" رهان أيهما سبق أخذ به، أي إن العدة وهي ثلاثة أطهار أو ثلاث حيض إن انقضت قبل وقت إيلائه وهو أربعة أشهر فقد بانت المرأة بتلك الطلقة، ولا شيء عليه من الإيلاء لأن الأشهر تنقضي وليست بزوجة، وإن مضت الأشهر وهي في العدة بانت منه بالإيلاء مع تلك الطلقة وكانت اثنتين، فجعلهما كفرسي رهان يتسابقان إلى غاية. وفيه: كنت شاكيا "بفارس"، أي ببلاد فارس، وروى بنون وقاف جمع نقرس، وهو الألم المعروف في الأقدام.
ف ر س: (الْفَرَسُ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. وَلَا يُقَالُ: لِلْأُنْثَى (فَرَسَةٌ) . وَتَصْغِيرُ الْفَرَسِ (فُرَيْسٌ) فَإِنْ أَرَدْتَ الْأُنْثَى خَاصَّةً لَمْ تَقُلْ إِلَّا (فَرِيسَةً) بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ (أَفْرَاسٌ) . وَرَاكِبُهُ (فَارِسٌ) أَيْ صَاحِبُ فَرَسٍ وَهُوَ مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ. وَيُجْمَعُ عَلَى (فَوَارِسَ) وَهُوَ شَاذٌّ
لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ. لِأَنَّ فَوَاعِلَ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَاعِلَةٍ كَضَارِبَةٍ وَضَارِبٍ. أَوْ جَمْعُ فَاعِلٍ صِفَةً لِمُؤَنَّثٍ كَحَائِضٍ وَحَوَائِضَ. أَوْ صِفَةً أَوِ اسْمًا لِغَيْرِ الْآدَمِيِّ كَبَازِلٍ وَبَوَازِلَ وَحَائِطٍ وَحَوَائِطَ. فَأَمَّا مُذَكَّرُ مَنْ يَعْقِلُ فَلَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ إِلَّا فَوَارِسُ وَهَوَالِكُ وَنَوَاكِسُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَى حَافِرٍ بِرْذَوْنًا كَانَ أَوْ فَرَسًا أَوْ بَغْلًا أَوْ حِمَارًا قُلْتَ: مَرَّ بِنَا (فَارِسٌ) عَلَى بَغْلٍ وَمَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ. وَقَالَ عِمَارَةُ: صَاحِبُ الْبَغْلِ بَغَّالٌ لَا فَارِسٌ. وَصَاحِبُ الْحِمَارِ حَمَّارٌ لَا فَارِسٌ. وَ (فَرَسَ) الْأَسَدُ (فَرِيسَتَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ دَقَّ عُنُقَهَا، وَافْتَرَسَهَا مِثْلُهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَ (فَرَسَ) الذِّئْبُ الشَّاةَ. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ: أَكْلَ الذِّئْبُ الشَّاةَ وَلَا يُقَالُ: افْتَرَسَهَا. وَأَبُو (فِرَاسٍ) كُنْيَةُ الْأَسَدِ. وَ (فَارِسُ) هُمُ الْفُرْسُ. وَالْفُرْسَانُ (الْفَوَارِسُ) . وَ (الْفِرَاسَةُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ (تَفَرَّسْتُ) فِيهِ خَيْرًا. وَهُوَ يَتَفَرَّسُ أَيْ يَتَثَبَّتُ وَيَنْظُرُ. تَقُولُ مِنْهُ رَجُلٌ (فَارِسُ) النَّظَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ» وَ (الْفَرَاسَةُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْفُرُوسَةُ) وَ (الْفُرُوسِيَّةُ) كُلُّهَا مَصْدَرُ قَوْلِكَ: رَجُلٌ (فَارِسٌ) عَلَى الْخَيْلِ. وَقَدْ (فَرُسَ) مِنْ بَابِ سَهُلَ وَظَرُفَ أَيْ حَذَقَ أَمْرَ الْخَيْلِ. 
[فرس] الفَرَسُ يقع على الذكر والأنثى، ولا يقال للأنثى فَرَسَةٌ. وتصغير الفَرَسِ فُرَيْسٌ، وإنْ أردت الأنثى خاصَّة لم تقل إلا فريسة بالهاء، عن أبى بكر بن السراج، والجمع أفراس. وراكبه فارس، وهو مثل لابن وتامر، أي صاحب فرس. ويجمع على فوارِسَ، وهو شاذٌّ لا يقاس عليه، لان فواعل إنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب، أو جمع فاعل إذا كان صفة للمؤنث مثل حائض وحوائض، أو ما كان لغير الآدميين، مثل جمل بازل وجمال بوازل، وجمل عاضه وجمال عواضه، وحائط وحوائط. فأما مذكر ما يعقل فلم يجمع عليه إلا فوارس، وهوالك، ونواكس. فأما فوارس فلانه شئ لا يكون في المؤنث، فلم يخف فيه اللبس. وأما هوالك فإنما جاء في المثل، يقال: " هالك في الهوالك "، فجرى على الاصل، لانه قد يجئ في الامثال ما لا يجئ في غيرها. وأما نواكس فقد جاء في ضرورة الشعر . قال ابن السكيت: إذا كان الرجل على حافر، برذونا كان أو فرسا أو بغلا أو حمارا، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على بغل، ومر بنا فارس على حمار. قال الشاعر: وإنى امرؤ للخيل عندي مزية * على فارس البرذون أو فارس البغل * وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: لا أقول لصاحب البغل: فارس، ولكني أقول: بغال. ولا أقول لصاحب الحمار: فارس، ولكني أقول: حمار. والفرسة: ريح تأخذ في العنق فتغرسها. والفريس: حلقة من خشب يقال لها بالفارسية " چنبر ". وفرس الاسد فريسته يفرسها فَرْساً، وافْتَرَسَها، أي دقَّ عنقَها. وأصل الفَرْسِ هذا ثم كثُر واستعمل حتَّى صير كلُّ قتلٍ فَرْساً. وقد نُهِيَ عن الفَرْسِ في الذبح، وهو كسر عظم الرقبة قبل أن تبرد. قال ابن السكيت: فَرَسَ الذئبُ الشاةَ فَرْساً. وأفْرَسَ الراعي، أي فَرَسَ الذئب الشاة من غنمه. قال: وأفْرَسَ الرجلُ الأسدَ حمارَه، إذا تركه له ليفترسه وينجو هو. وقال النضر بن شميل: يقال أكل الذئبُ الشاةَ، ولا يقال افترسها. وأبو فراس: كنية الأسد. وفارس: الفرس، بالضم، وفى الحديث: " وخدمتهم فارس والروم ". وفارس: بلاد الفرس أيضا. والفرسان: الفوارس. وفرسان بالفتح: قبيلة. والفراسة بالكسر: الاسم من قولك تَفَرَّسْتُ فيه خيراً. وهو يَتَفَرَّسُ، أي يتثبَّت وينظر. تقول منه: رجلٌ فارِسُ النظر. وفي الحديث: " اتَّقوا فِراسَةَ المؤمنِ ". والفَراسَةُ بالفتح: مصدر قولك رَجلٌ فارِسٌ على الخيل بيِّن الفَراسَةِ والفُروسَةِ والفُروسيَّةِ. وقد فَرُسَ بالضم يَفْرُسُ فُروسَةً وفَراسَةً، أي حَذِقَ أمر الخيل. والفِرْسُ بالكسر: ضربٌ من النبت، عن يعقوب. والفرسن بالنون للبعير، كالحافر للدابة. وربما قيل فرسن شاة على الاستعارة، وهو فعلن. قال أبو بكر بن السراج: النون زائدة لانها من فرست. والفرناس، مثال الفرصاد: الاسد، وهو الغليظ الرقبة. وكذلك الفُرانِسُ، مثل الفُرانِقِ، والنون زائدة.
ف ر س : فَرِيسَةُ الْأَسَدِ الَّتِي يَكْسِرُهَا فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَفَرَسَهَا فَرْسًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا كَسَرَهَا ثُمَّ أُطْلِقَ الْفَرْسُ عَلَى كُلِّ قَتْلٍ وَفَرَسَ الذَّابِحُ ذَبِيحَتَهُ كَسَرَ عُنُقَهَا قَبْلَ مَوْتِهَا وَنُهِيَ عَنْهُ وَفَرَسْتُ بِالْعَيْنِ أَفْرِسُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا فِرَاسَةً بِالْكَسْرِ وَتَفَرَّسْتُ فِيهِ الْخَيْرَ تَعَرَّفْتُهُ بِالظَّنِّ الصَّائِبِ وَمِنْهُ «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ» وَالْفَرَسُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَالُ هُوَ الْفَرَسُ وَهِيَ الْفَرَسُ وَتَصْغِيرُ الذَّكَرِ فُرَيْسٌ وَالْأُنْثَى فُرَيْسَةٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَجُمِعَتْ الْفَرَسُ عَلَى غَيْرِ لَفْظِهَا فَقِيلَ خَيْلٌ وَعَلَى لَفْظِهَا فَقِيلَ ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ بِالْهَاءِ لِلذُّكُورِ وَثَلَاثُ أَفْرَاسٍ بِحَذْفِهَا لِلْإِنَاثِ وَيَقَعُ عَلَى التُّرْكِيِّ وَالْعَرَبِيِّ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَرُبَّمَا بَنَوْا الْأُنْثَى عَلَى الذَّكَرِ فَقَالُوا فِيهَا فَرَسَةٌ وَحَكَاهُ يُونُسُ سَمَاعًا عَنْ الْعَرَبِ وَالْفَارِسُ الرَّاكِبُ عَلَى الْحَافِرِ فَرَسًا كَانَ أَوْ بَغْلًا أَوْ حِمَارًا قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ يُقَالُ مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى بَغْلٍ وَفَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ.
وَفِي التَّهْذِيبِ فَارِسٌ عَلَى الدَّابَّةِ بَيِّنُ الْفُرُوسِيَّةِ قَالَ الشَّاعِرُ
وَإِنِّي امْرُؤٌ لِلْخَيْلِ عِنْدِي مَزِيَّةٌ ... عَلَى فَارِسِ الْبِرْذَوْنِ أَوْ فَارِسِ الْبَغْلِ
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَا أَقُولُ لِصَاحِبِ الْبَغْلِ وَالْحِمَارِ فَارِسٌ وَلَكِنْ أَقُولُ بَغَّالٌ وَحَمَّارٌ وَجَمْعُ الْفَارِسِ فُرْسَانٌ وَفَوَارِسُ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ فَوَاعِلَ إنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَاعِلَةٍ مِثْلُ ضَارِبَةٍ وَضَوَارِبَ وَصَاحِبَةٍ وَصَوَاحِبَ أَوْ جَمْعُ فَاعِلٍ صِفَةً لِمُؤَنَّثٍ مِثْلُ حَائِضٍ وَحَوَائِضَ أَوْ كَانَ جَمْعَ مَا لَا يَعْقِلُ نَحْوُ جَمَلٍ بَازِلٍ وَبَوَازِلَ وَحَائِطٍ وَحَوَائِطَ وَأَمَّا مُذَكَّرُ مَنْ يَعْقِلُ فَقَالُوا لَمْ يَأْتِ فِيهِ فَوَاعِلُ إلَّا فَوَارِسُ وَنَوَاكِسُ جَمْعُ
نَاكِسِ الرَّأْسِ وَهَوَالِكُ وَنَوَاكِصُ وَسَوَابِقُ وَخَوَالِفُ جَمْعُ خَالِفٍ وَخَالِفَةٍ وَهُوَ الْقَاعِدُ الْمُتَخَلِّفُ وَقَوْمٌ نَاجِعَةٌ وَنَوَاجِعُ وَعَنْ ابْنِ الْقَطَّانِ وَيُجْمَعُ الصَّاحِبُ عَلَى صَوَاحِبَ وَفَارِسُ جِيلٌ مِنْ النَّاسِ وَالتَّمْرُ الْفَارِسِيُّ نَوْعٌ جَيِّدٌ نِسْبَةٌ إلَى فَارِسَ وَالْفِرْسِنُ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالسِّينِ لِلْبَعِيرِ كَالْحَافِرِ لِلدَّابَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: فِرْسِنُ الْجَزُورِ وَالْبَقَرَةِ مُؤَنَّثَةٌ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ لَا يَكُونُ الْفِرْسِنُ إلَّا لِلْبَعِيرِ وَهِيَ لَهُ كَالْقَدَمِ لِلْإِنْسَانِ وَالنُّونُ زَائِدَةٌ وَالْجَمْعُ فَرَاسِنُ. 
فرس
فرَسَ1 يَفرِس، فَرْسًا، فهو فارس، والمفعول مَفْروس
• فرَس الأسدُ ونحوُه فريستَه: صادها وقتلها.
• فرَس الذَّبيحةَ: كسر عنقَها قبل موتها "نهى الإسلامُ عن فَرْس الذَّبيحة". 

فرَسَ2/ فرَسَ بـ يَفرِس، فِراسَةً، فهو فارِس، والمفعول مَفروس
• فرَس الشَّخصُ الأمرَ/ فرَس الشَّخصُ بالأمر: أدرك باطنَه بالظَّنّ الصَّائب، علم به "فرَس حقيقةَ الموقف- فرَس طبيعة الخلاف بينهما- فارس بالأمر- يفرسُ بحدْسه طبائعَ مجالسيه". 

فرُسَ يَفرُس، فروسيَّةً وفَراسةً وفُروسةً، فهو فارِس
• فرُس الرَّجلُ:
1 - حذَق ركوب الخيل والثَّبات عليها، صار فارسًا "فارس على الخيل بيِّن الفروسة- فرُس الشَّابُّ بعد تدرُّب شاقّ".
2 - صار ذا رأيٍ وعلم ببواطن الأمور "لقد فرُس في شئون المال- يتمتّع بفرَاسة عجيبة". 

افترسَ يفترس، افتراسًا، فهو مُفترِس، والمفعول مُفترَس
• افترس الأسدُ غزالةً: فرَسها؛ اصطادها وقتلها ° حيوان مفترس: يصيد غيره من الحيوانات ويأكله. 

تفرَّسَ/ تفرَّسَ في يتفرَّس، تفرُّسًا، فهو مُتفرِّس، والمفعول مُتفرَّس
• تفرَّسَ فيه النَّجابةَ: توسَّمها، تعرَّفها بالظَّنّ الصَّائب "تفرَّس في فلان الخير: توقّعه".
• تفرَّس في الطَّبيعة: حدَّق وأمعن النظر فيها "تفرَّس في وجهه/ لوحة". 

فارِس [مفرد]: ج فرسان وفوارسُ:
1 - اسم فاعل من فرُسَ وفرَسَ1 وفرَسَ2/ فرَسَ بـ ° فارس الأحلام: مَنْ تتمنّاه الفتاةُ زوجًا لها- فُرْسان المَعْبَد: شباب الرُّهبان في أوربا خرجوا مع الحملات الصليبيّة لاحتلال مدينة القدس.
2 - راكب الفرس "الخيل أعرف بفرسانها" ° الفُرسان: المحاربون على ظهور الخيل- فارس بلا جَواد: فارس غير متاح له عُدَّة القتال.
3 - قطعة في لُعبة الشطرنج.
• سلاح الفُرْسان: (سك) وحدة جيش متنقّلة على المركَّبات. 

فارسيّة [مفرد]: لُغة الفرس "تكتب اللُّغة الفارسيّة بحروف عربيّة". 

فَراسة [مفرد]: مصدر فرُسَ. 

فِراسة [مفرد]:
1 - مصدر فرَسَ2/ فرَسَ بـ.
2 - مهارة التعرّف على بواطن الأمور من ملاحظة ظواهرها والحكم على شخص الإنسان من ملامح وجهه.
3 - (سف) استدلال بالخَلْق الظاهر على الخلق الباطن.
• علم الفِراسة: (نف) علم يبحث في العلاقة بين الطِّباع وملامح الوجه.
• فِراسة اليد: علم التعرُّف على المستقبل بواسطة خطوط الكف الداخليّة. 

فَرْس [مفرد]: مصدر فرَسَ1. 

فَرَس [مفرد]: ج أفراس، مؤ فَرَس وفَرَسة: (حن) واحد الخيل (للذكَر والأنَثى)، وهو حيوانٌ أهليّ وحشيّ من فصيلة الخيليّات، سلالاته عديدة أشهرها الفرس العربيّ الأصيل، ويقال للذكر كذلك حصان "فَرَس جامِح" ° كفَرَسَيْ رِهان: متساويان في الجدّ أو الفضل، لا يتفوق أحدهما على الآخر- مربط الفَرَس: العقبة، العُقْدة.
• فَرَس البحر: (حن) جنس من الأسماك البحرية له رأس يشبه رأس الفرس.
• فَرَس النَّبيّ: (حن) حشرة ضارَّة مفترسة خضراء ذات جناحين وزوج من الأقدام وأطراف أماميّة للإمساك بفريستها.
• فَرَس النَّهر: (حن) حيوان برمائيّ ثدييّ ضخم الجثَّة، يقضي معظم وقته في قاع النهر أو البحيرة، يصعد من وقت لآخر ليستنشق الهواء الجوِّيّ ويتغذَّى على الأعشاب.
• فرس النَّهر القَزم: (حن) نوع من فرس النهر يعيش في غابات ليبيريا وهو أقلّ تعلُّقًا بالماء. 

فُرْس [جمع]: مف فارسيّ: أمة تسكن بلاد فارس (وهي إيران الآن). 

فُروسة [مفرد]: مصدر فرُسَ. 

فُروسيّة [مفرد]:
1 - مصدر فرُسَ.
2 - فن ركوب الخيل "تعلّم الفروسيّة- فارس بيِّن الفروسية- عَلِّمُوا أَوْلاَدََكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرِّمَايَةَ وَالفُرُوسِيَّة [حديث]: من كلام عمر بن الخطاب".
3 - اتصاف بالشجاعة والدفاع عن الحق ومناصرة الضعيف "عصور الفروسيّة- يتّصف بالفروسيّة". 

فَريسة [مفرد]: ج فَرَائسُ: كُلّ ما يصطاده الحيوان الضَّاري أو الطَّير الكاسر ويقتله "انقضَّ الأسد على فريسته- تمكّن النسر من فريسته" ° كان فريسة للقلق/ كان فريسة للنصب والاحتيال: ضحيّة له. 
ف ر س

الفَرَسُ واحدُ الخَيْل والجمع أفْراسٌ الذكرُ في ذلك والأُنثى سواءٌ وأصلُه التأنيثُ ولذلِكَ قال سيبويه وتقولُ ثلاث أَفْراسٍ إذا أردتَ المذكَّرَ ألزموه التانيثَ وصارَ في كلامهم للمؤنث أكْثر منه للمذكَّرِ حتى صار بمنزلةِ القَدَم قال وتصغيرُها فُرَيْسٌ نادِرٌ وحكى ابن جِنِّي فَرَسَةٌ والفَرَسُ نجمٌ معروفٌ لمشاكَلَتِهِ الفَرَسَ في صورَتِه والفارِسُ صاحبُ الفَرَس على إرادةِ النَّسَب والجمع فُرْسانٌ وفَوارِسُ وهو أحدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرب فجاء في المذكَّر على فَوَاعِلَ ولم نَسْمع امرأةً فارسَةً والمصْدَرُ الفَرَاسَةُ والفُروسَةُ ولا فِعْلَ له وحكى اللحيانيُّ وحْدَهُ فَرَسَ وفَرُسَ إذا صارَ فارِساً وهذا شاذٌّ وقد فارَسَه مُفارسَةً وفِراساً وتفرَّسَ فيه الشيءَ تَوسَّمَهُ والاسمُ الفَراسَةُ وفي الحديث

اتَّقُوا فِراسَة المؤمنِ واستعمل الزجَّاجُ منه أفْعَل فَقالَ أفْرسُ النّاسِ أي أَجْودُهم فِراسةً ثلاثةٌ امرأةُ العَزِيزِ في يوسُفَ عليه السلامُ وابنةُ شُعَيبٍ في موسَى وأبو بكرٍ في تَوْليةِ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه فلا أدْري أهو على الفِعل أم هو من باب أحْنَكُ الشَّاتَيْن وفَرَسَ الذَّبيحَةَ يَفْرِسُهَا فَرْساً قطع نُخاعَها وفَرَسَها فَرْساً فصَلَ عنُقَها وفَرَسَ الشيءَ فَرْساً دَقَّهُ وكَسَرَهُ وفَرَسَ السَّبُعُ الشيءَ يَفْرِسُه فَرْساً وافْتَرَسَهُ أخذه ودَقَّ عنُقَه وفَرَسَ الغَنَمَ أكثر فيها من ذلكقال سيبويه ظلَّ يُفَرِّسُهَا ويُؤَكِّلُها أي يُكْثِر ذلك فيهَا وسَبُعٌ فَرَّاسٌ كثير الافتراسِ قال الهُذَلِيُّ

(يامَيُّ لا يُعْوِزُ الأيامَ ذُو حِيَدٍ ... في حَوْمَةِ المَوْتِ رَوّامٌ وفَرَّاسُ)

وفَرَّسَهُ الشيءَ عرَّضَهُ له يَفْتَرِسُهُ واستعمل العجاجُ ذلك في النُّعَرِ من الذَّبانِ فقال

(ضَرْباً إذا صابَ اليَآفِيخ احتَقَرْ ... في الْهامِ دُخْلاناً يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ)

أي أن هذه الجِراحاتِ واسِعةٌ فَهنَّ تُمَكِّنَّ النُّعَرَ بما تُرِيدُه مِنْهَا واستَعْمله بعض الشعراء في الإِنسانِ فقال أَنشَدَه ابن الأعرابيِّ

(قد أَرْسَلُونِي في الكَواعِبِ راعياً ... فَقَدْ وَأَبِي راعِي الكَواعِبِ أَفْرِسُ)

(أتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً ... وكُنَّ سَوَاماً تَشْتَهِي أن تُفْرَّسَا)

أي كانت هذه النِّساءُ مُشْتَهياتٍ للتَّفْريس فجعَلَهُنَّ كالسَّوامِ إلاَّ أنَّهُنَّ خالَفْنَ السَّوامَ لأن السَّوامَ لا تشتهي أن تُفَرَّسَ إذ في ذلك حَتْفُها والنّساءُ يَشْتَهِينَ ذلك لما فيه من لّذَّتِهِنَّ إذْ فَرْسُ الرِّجالِ للنِّساءِ هاهنا إنما هو مُواصَلَتُهُنَّ وأَفْرِسُ من قَوْلِه

(فَقَدْ وأَبِي راعِي الكَواعِبِ أفْرِسُ ... )

موضوعٌ موضِع فَرَسْتُ كأنه قال فَقَد فَرَسْتُ قال سيبويه قد يضَعُونَ أفْعَلُ موضِع فَعَلْتُ ولا يَضَعُونَ فَعَلْتُ في موضِع أفْعَلُ إلا في مُجَازَاةٍ نحو إنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ وقولُه وأَبِي خَفْضٌ بواوِ القَسَم وقولُه راعِي الكَواعِبِ يكونُ حالاً من التَّاءِ المقدَّرةِ كأنَّه قالَ فقدْ فَرَسْتُ راعِياً للكَواعِبِ أي وأنا إذ ذلك كذلكَ وقد يجوز أن يكون قولُه وأبِي مُضافاً إلى راعِي الكَواعِبِ وهو يريدُ بِرَاعِي الكواعبِ ذاتَهُ وقوله أتَتْه ذئَابٌ لا يُبالِينَ راعِياً أي رجالُ سُوءٍ فُجَّارٌ لا يُبَالونَ مَنْ رَعَى هؤلاء النِّساءَ فنالُوا مِنْهُنَّ إرادتَهُم وهَواهُمْ ونِلْن منْهم مثل ذلك وإنَّما كَنَى بالذِّئاب عن الرِّجالِ لأنَّ الزُّناةَ خُبثاءُ كما أن الذِّئابَ خَبيثةٌ وقال تشتَهِي على المبالغَة ولو لم يُرِد المبالغَة لقال تُرِيدُ أن تُفَرَّسَ مكانَ تشْتَهِي غيرَ أن الشَّهْوةَ أبلغ من الإِرادةِ والعُقَلاءُ مُجْمِعُونَ على أنَّ الشَّهوةَ غيرُ محْمودةٍ البَتَّةَ فأمَّا المُرادُ فَمِنْهُ محمودٌ وغيْرُ محمودٍ والفريسَةُ والفَريسُ ما يفْرِسُهُ أنْشَد ثَعْلَبٌ

(خَافُوه خَوفَ اللَّيْثِ ذي الفَرِيسِ ... )

وأفْرسَه إيَّاه ألْقاهُ له يَفْرِسُه وفَرَسَهُ فَرْسَةً قَبيحةً ضَرَبَهُ فدخَل ما بين وِرْكَيْهِ وخَرَجَتْ سُرَّتُهُ والمَفْروسُ المكسورُ الظَّهْر والمَفْروسُ والفَريسُ الأحْدَبُ والفِرْسَةُ الرِّيحُ التي تُحْدَبُ وحكاها أبو عُبَيْدٍ بفَتْحِ الفَاءِ وقيل الفِرْسَةُ قَرْحَةٌ تكونُ في العُنُقِ تَفْرِسُها وجاءت فُرْسَتُكَ أي نَوْبتُك وفُرَسُ الوِرْد أن يُخلَّوا وَإيَّاهُ والصاد في رِيحِ الحَدَبِ وفي النَّوْبةِ أعْلَى وقد تقدم ذلك في الصاد وأصَاب فَرَسَتَهُ أي نُهْزَتَهُ والصَّاد فيها أَعْرفُ وأبو فِرَاسٍ من كُنَاهُم وبه سَمَّتِ العربُ فِرَاساً وفَرَاساً والفَريسُ حَلَقَةٌ من خَشَبٍ تُشَدُّ في رأس حَبْلٍ والفِرْناسُ من أسماء الأسدِ نونُه زائدة عند سيبويه وفِرْنَوْسُ من أسمائِهِ حكاه ابنُ جِنِّي وهو بناء لم يَحْكِه سيبويه وأسدٌ فُرَانِسٌ كفِرْنَاسٍ فُعَانِل من الفَرْس وهو مما شَذَّ من أبْنِيَة الكتاب والفِرْسُ ضَربٌ من النَّباتِ وفارس بلد ذُو جيلٍ والنَّسبُ إليه فارِسِيٌّ والجمعُ فُرْسٌ قالَ ابن مُقْبلٍ

(طافَتْ به الفُرْسُ حتى بدَّ نَاهِضُها ... )

وفَرْسٌ بلدٌ قال أبو بُثَيْنَةَ

(فأعْلَوْهُمُ بِنَصْلِ السَّيفِ ضَرْباً ... وقُلْتُ لعلَّهمُ أصْحابُ فَرْسِ)

وذُو الفوارِسِ موضِعٌ قالَ ذو الرُّمَّة

(أمْسَى بوَهْبِينَ مُجْتازاً لِطَيَّتِهِ ... من ذي الفَوارِسِ تدْعُو أنْفَهُ الرِّيَبُ) وقولهُ هو

(إلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أجْوازَ مُشْرِفٍ ... شِمالاً وعن أيْمانِهِنَّ الفوارِسُ)

يجوزُ أن يكونَ أرادَ ذو الفَوارسِ وقيل بل الفَوارِسُ موضِعٌ معروفٌ وذكَر أنَّ ذلك في بعض نُسخِ غريب المُصَنَّفِ وليسَ ذلكَ في النُّسَخِ كُلِّها والفِرْسِنُ طَرفُ خُفِّ البَعِيرِ أنَثَى حكاه سيبويه في الثلاثيِّ قال والجمع فَراسِن ولا يقالُ فِرْسِنَات كما قالوا خَناصِرُ ولم يقولوا خِنْصِراتٌ وفَرَسَانُ لقب قبيلَة وفِرَاسُ بنُ غَنْمٍ قبيلَةٌ وفِرَاسُ وائلُ بن عامرٍ كذلك
فرس
الفَرَسُ: يَقَعُ على الذَكَرِ والأُنثى، ولا يقال للأُنثى فَرَسَة. وتصغير الفَرَسِ فُرَيس، وإنْ أرَدْتَ الأُنثى خاصّة لم تَقُل إلاّ فَريسَة بالهاء، عن أبي بكر بن السَّرّاج.
وأحمد بن محمد بن فُرَيْس: من أصحاب الحديث.
والجمع: أفْراس وأفْرس.
وروى أبو ذر - رضي الله تعالى عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أنّه قال: ليس من فَرَسٍ عربيٍ إلاّ يؤذَن له كُلَّ فجرٍ يَدْعو: اللهمَّ انَّكَ خَوَّلْتَني مِمَّن خَوَّلْتَني من بَني آدم فاجْعَلْني أحَبَّ مالِه وأهلِه إليه.
وقال ابن فارِس: مَمكن أن يكون سمِّيَ الفَرَسُ فَرَساً لِرَكْلِه الأرض بقوائِمِهِ وقوّةِ وطئِهِ.
وراكِبُهُ فارِسٌ، وهو مثل لابِنٍ وتامِرٍ، أي صاحِبُ فَرَسٍ. ويُجْمَع على فَوَارِس، وهو جمع شاذٌّ لا يُقاس عَلَيه، لأنَّ فواعِل إنَّما هيَ جمع فاعِلَة - مثال ضارِبَة وضَوَارِب -؛ أو جمع فاعِل إذا كان صفة للمؤنَّث؟ مثل حائِض وحَوائِض -؛ أو ما كان لِغَير الآدَمِييِّن - مثل جَمَلٍ بازِل وجِمالٍ بوازِل؛ وجَمَلٍ عاضِهٍ وجمالٍ عَواضِه؛ وحائطٍ وحَوائِط -، فأمّا مُذَكَّرُ ما يَعْقِل فلم يُجْمَع عليه إلاّ فَوارِس وهَوَالِك ونَواكِس وعَواطِس وكَوادِس ورَواهِب وقَوارِس وقَوابِس وخَوالِف.
فأمّا فوارِس فلأنّه شيء لا يكونُ إلاّ في المؤنّث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس. وأمّا هوالِك فانَّه جاء في المَثَل: هالِك في الهَوَالِك، فجرى على الأصل، لأنَّه قد يَجيء في الأمثال ما لا يَجِيءُ في غيرِها. وأما نواكِس فقد جاءت في ضرورة الشعر. وقد تُعَلَّل البواقي بما يُلائِمُها، ونذكر - إن شاء الله تعالى - كُلَّ لفظٍ منها ونتكَلّمُ عليه.
وفي المَثَل: هُما كَفَرَسَي رِهانٍ. يُضْرَب لاثْنَين يَسْتَبِقانِ إلى غاية فَيَتَسَاوَيان، وهذا التشبيه يقع في الابتِداء، لأنَّ النهاية تَجَلّى عن سَبْقِ أحَدِهِما لا مَحالَة.
وفي حديث الضَّحّاك في رَجُلٍ آلى من امرأتِهِ ثُمَّ طَلَّقَها فقال: هُما كَفَرَسَي رِهانٍ أيُّهُما سَبَقَ أُخِذَ به. وتفسيرُه: إنَّ العِدَّةَ - وهي ثلاث حِيَض - إن انقَضَت قَبْلَ انقضاء وقت ايلائه - وهو أربعة أشهر - فقد بانتْ منه المرأة بتلك التطليقة ولا شيء عليه من الإيلاء، لأنَّ الأربعة أشهر تنقضي وليست له بِزوجٍ، وإن مَضَت الأربعةُ أشهر وهي في العِدَّةِ بانَت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة؛ فكانت اثْنَتَين.
وفي مثَلٍ آخَر: أبْصَرُ من فَرَس يهماءَ في غَلَسٍ.
وبالدَّهْناء جبال من الرمل تُسَمّى: الفَوارِس، قال ذو الرُّمَّة:
إلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أجْوَازَ مُشْرِفٍ ... شِمالاً وعن أيْمانِهِنَّ الفَوَارِسُ
وقال ابن السكِّيت: إذا كان الرجل على ذي حافِر بِرْذَوْناً كانَ أو فرِساً أو بَغلاً أو حِماراً قُلْتُ: مَرَّ بنا فارسٌ على بَغْلٍ ومَرَّ بنا فارِسٌ على حِمَارٍ، قال:
وإنّي امرؤٌ للخَيْلِ عِنْدي مَزِيَّةٌ ... على فارِسِ البِرْذَوْنِ أو فارِسِ البغلِ وقال عُمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: لا أقولُ لصاحِبِ البغلِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ بَغّال، ولا أقولُ لصاحِبِ الحمارِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ حَمّار.
وربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان أخو مُضَرَ وأنمار يُقال له: ربيعةُ الفَرَسِ، وقد ذَكَرْتُ سَبَبَ إضافَتِه إلى الفَرَسِ في تركيب ح م ر.
وفَرَسان - مِثال غَطَفَان -: جزيرة مأهولة من جَزَائِر بَحر اليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أرْسَيْتُ بها أيّاماً سَنَةَ خَمْسٍ وسِتِّمائة، وعندهم مَغَاصُ الدُّرِّ.
وقال ابن دريد: فَرَسَانُ: لقب قرية من العَرَب، ليس بأبٍ ولا أمٍّ؛ نحو تَنُوخ، وهم أخلاط من العرب اصْطَلَحوا على هذا الاسم. وكُلُّهُم من بَني تَغْلِب. قال: وقال ابنُ الكَلْبي: كان عَبْدِيْد الفَرَسَاني أحّد رجال العرب المذكورين.
والفارِس والفَروس والفَرّاس: الأسد، قال أبو ذؤيب الهُذَلي في رِوايةِ أبي نَصْرٍ، وفي رواية مَنْ سِوَاه: قال مالِك بن خالِد الخُناعيّ، وهو الصحيح:
يا مَيّ إنَّ سِبَاعَ الأرضِ هالِكَةٌ ... والعُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ
تاللهِ لا يُعْجِزُ الأيّامَ مُبْتَرِكٌ ... في حَوْمَةِ المَوْتِ رَزّامٌ وفَرّاسُ
يقال: فَرَسَ الأسَدُ فريسَتَهُ يَفْرِسُها - بالكسر - فَرْساً: أي دَقَّ عُنُقَها، هذا أصلُ الفَرْسِ، ثمَّ كَثُرَ واسْتُعمِلَ حتى صُيِّرَ كُلُّ قَتْلٍ فَرْساً. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنَّه نهى عن الفَرْسِ في الذبيحَة، أي عن كَسْرِ رَقَبَتِها قبلَ أن تَبْرُد. وفي حديثه الآخَر: أنَّه أمَرَ مُنادِياً أن لا تَنْخَعوا ولا تَفْرِسوا. وعن عُمَر بن عبد العزيز - رحمه الله -: أنَّه نهى عن الفَرْسِ والنَّخْعِ وأن يُسْتَعانَ على الذبيحة بغير حَدِيْدَتِها.
والفَريسَة: فَعيلَة بمعنى مَفْعُولَة.
والفَرِيْسُ: حلقة من خشب يقال لها بالفارسيّة: جَنْبَرْ أي الحَلَقَة المَعْطوفة التي تُشَدُّ في طَرَفِ الحَبْل، وأنشَدَ الأزْهَرِيّ:
فلو كان الرِّشَاءُ مِئينَ باعاً ... لكانَ مَمَرُّ ذلك في الفَرِيْسِ
وفَريس بن ثعلَبَة: من التابعين.
والفَريس: القَتيل، والجَمْع: فَرْسى، كصَريع وصَرْعى. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه ذَكَرَ ياجُوجَ وماجُوجَ وإنَّ نبيَّ الله عيسى يُحْصَرُ وأصحابُه فَيَرْغَبُ إلى الله؛ فَيُرْسِلُ عليهم النَّغَفَ؛ فَيُصْبِحونَ فَرْسى كمَوْتِ نَفْسٍ واحِدَة، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَراً فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفَة.
وأبو فِراس وأبو فَرّاس: كنية الأسد، لِفَرْسِهِ فَريْسَتَه.
وأبو فِراس ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -: له صُحبَة.
وأبو فِراس: كنية الفَرَزْدَق.
وفِراس بن يَحْيى الهَمَداني: المُكَتِّب الكوفيّ، يَروي عن عامِر بن شراحيل الشَّعْبيّ.
وقال ابن السكِّيت: فَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ فَرْساً.
وفارِس: الفَرْس - بالضم -. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: إذا مَشَت أُمَّتي المُطَيْطَاءَ وخَدَمَتْهُم فارِسُ والرُّومُ كانَ بَأْسُهم بينهم.
وفارِس - أيضاً -: بِلاد الفُرْس.
وقال ابن الأعرابي: الفَرْسَة: الحَدَبُ. وقال غيره: الفَرْسَة والفَرْصَة: ريحُ الحَدَبِ؛ كأنَّها تَفْرِسُ الظَّهْرَ أي تدُقُّه؛ وتَفْرصُه أي تَشُقُّه. وفي حديث قليلة بنت مخرَمة التَّميميَّة - رضي الله عنها -: كانَت قد أخَذَتْها الفَرْسَة. ذَكَرَها إبراهيم الحَرْبيّ - رحمه الله - بالسِّين؛ وذَكَرها أبو عُبَيد بالصاد وقال: العامّة تقولها بالسين؛ وأمّا المسموع عن العَرَب فبالصاد، وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب س ب ج.
وفَرْسٌ: موضِع ببلاد هُذَيْل، وقيل: بَلَدٌ من بِلادِها، قال أبو بُثَيْنَة القرمي:
فأعْلُوْهُم بِنَصْلِ السَّيْفِ ضَرْباً ... وقُلتُ لعلَّهم أصحاب فَرْسِ
والفِرْس - بالكسر -: نَبْتٌ. قال الدِّيْنَوَري: ذَكَرَ بعض الرواة أنَّه ضرب من النَّبْتِ ولم تَبْلُغني له تَحْلِيَة. وقال الأزهري: اخْتَلَفَت الأعراب فيه؛ فقال أبو المَكارم: هو القَصْقَاص. وقال غيره: هو الحَبَن، وقيل: هو البَرْوَقُ.
وقال ابن الأعرابي: الفَرَاسُ - بالفتح -: تمرٌ أسْوَد وليس بالسّهْرِيْزِ، وانشد: إذا أكلوا الفَرَاسَ رَأيْتَ شاماً ... على الأنْشالِ منهم والغُيُوْبِ
الأنثال: التِّلال.
والفِرَاسَة - بالكسر -: الاسم من التَفَرُّس، ومنها الحديث الذي يَرْفَعونَه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - اتَّقوا فِراسَة المؤمن فإنَّه يَنْظُرُ بنور الله. ولا يَثْبُتُ، تقول منه: رَجُلٌ فارِسُ النَّظَر. ويقال: أفْرَسُ النّاسِ صاحِبَةُ موسى صلوات الله عليه.
ورجُلٌ فارِسٌ على الخيل، بين الفَرَاسَة والفُرُوسيّة، وقد فَرُسَ - بالضم - يَفْرُسُ فُرُوْسَةً وفَرَاسَةً: إذا حَذَقَ أمرُ الخَيْل، وفي الحديث: عَلِّموا رِجالَكُم العَوْمَ والفَرَاسَةَ: يعني العِلمَ بركوب الخيل ورَكْضِها.
وقال ابن الأعرابي: الفُرْسَة: الفَرْصَة.
وفَرِسَ - بالكسر -: إذا دام على أكل الفَرَاس.
وفَرِسَ: إذا دام على رعْي الفِرْسِ.
والفِرْسِنُ للبعير: كالحافِر للبغل والفَرَس والحِمَار، والنون زائدة، وهي مؤنَّثَة، ووزنُها فِعْلِنٌ عن ابن السَّرّاج، ويأتي - إن شاء الله تعالى - ذِكرُها في حرف النون، وربَّما قيلَ: فِرْسِنُ شاةٍ على الاستِعارة، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: يا نساء المسلمات لا تَحْقِرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها ولو فِرْسِن شاة. وكذلك النون في الفِرْناسِ والفُرَانِسِ للأسَد الغَليظ الرَّقَبَة الفَرّاس لِفَرِيْسَتِه.
وقال أبو عمر الزاهد: الفِرناس: الأسد الضاري. وقال ابن خالوَيْه في كتاب لَيْسَ: سُمِّيَ فِرْناساً لأنَّه رئيس السِّبَاع.
قال ويقال لرئيس الدَّهاقين والقُرى: فِرْناسٌ، وجمع فِرْناس: فَرَانِسَة، وانشد لجرير:
إنَّ الفرانِسَة الذينَ بأرْضِهِم ... لا يَسْألونَ عن النِّكاحِ مُهُورا
وفِرْناس: رجل من بَني سَليط.
وقال النَّضْرُ في كتاب الجود والكَرَم: الفِرْناس من الرجال. الشديد الشُّجاع، شُبِّهَ بالأسد، وانشد أبو زيد:
أأنْ رأيْتَ أسَداً فُرانِسا ... والوَجْهَ كَرْهاً والجبينَ عابسا
أبْغَضْتَ أنْ تَدْنو أو تُلابِسا
وقال أبو عمرو: يقال: أفْرَسَ عن بَقِيَّةِ مال فُلان: إذا أخَذَه وتَرَكَ منه بقِيّة.
وقال ابن السكِّيت: أفْرَسَ الراعي: أي فَرَسَ الذِّئْبُ شاةً من غَنَمِه.
قال: وأفْرَسَ الرَّجل الأسَدَ حِمارَه: إذا تَرَكَه له لِيَفْتَرِسَهُ وينجوَ هو.
ويقال: تَفَرَّسْتُ فيه خيراً.
وهو يَتَفَرَّس: أي يَتَثَبَّتْ ويَنْظُر.
وقال الأصمعي: فلان يَتَفَرَّس: إذا كان يُري الناسَ أنَّه فارِس.
وافْتَرَسَ الأسد: اصْطادَ. وقال النَّضْرُ. لا يقال افتَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ، ولكن يقال: أكَلَها. وقال معاوية - رضي الله عنه -: الدُّنيا لم تُرِد أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - ولم يُرِدْها، وأمّا نحنُ فافْتَرَسْناها افْتِراساً.
وفَرْنَسَةُ المرأة: حُسْنُ تدبيرِها لأمور بيتِها.
والتركيب يدل على وَطْءِ الشَّيْءِ ودقِّه.

فرس: الفَرَس: واحد الخيل، والجمع أَفراس، الذكر والأُنثى في ذلك سواء،

ولا يقال للأُنثى فيه فَرَسة؛ قال ابن سيده: وأَصله التأْنيث فلذلك قال

سيبويه: وتقول ثلاثة أَفراس إِذا أَردت المذكر، أَلزموه التأْنيث وصار في

كلامهم للمؤنث أَكثر منه للمذكر حتى صار بمنزلة القدَم؛ قال: وتصغيرها

فُرَيْس نادِر، وحكى ابن جِني فَرَسَة. الصحاح: وإِن أَردت تصغير الفَرس

الأُنثى خاصة لم تقُل إِلا فُرَيسَة، بالهاء؛ عن أَبي بكر بن السراج،

والجمع أَفراس، وراكبه فارس مثل لابن وتامِر. قال ابن السكيت: إِذا كان الرجل

على جافرٍ، بِرْذَوْناً كان أَو فرَساً أَو بغْلاً أَو حماراً، قلت: مرَّ

بنا فارس على بغل ومرّ بنا فارس على حمار؛ قال الشاعر:

وإِني امرؤٌ للخَيل عندي مَزيَّة،

على فارِس البِرْذَوْنِ أَو فارس البَغْلِ

وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، لا أَقول لصاحب البغل فارس ولكني

أَقول بغَّال، ولا أَقول لصاحب الحمار فارس ولكني أَقول حَمّار. والفرَس:

نجم معروف لمُشاكلته الفرس في صُورته. والفارس: صاحب الفرَس على إِرادة

النسَب، والجمع فُرْسان وفَوارس، وهو أَحَدُ ما شذَّ من هذا النَّوع فجاء

في المذكر على فَواعِل؛ قال الجوهري في جمعه على فَوارس: هو شاذ لا يُقاس

عليه لأَن فواعل إِنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضَوارِب، وجمع فاعل إِذا

كان صفة للمؤنث مثل حائض وحَوائض، أَو ما كان لغير الآدميّين مثل جمل

بازل وجمال بَوازِل وجمل عاضِه وجمال عَواضِه وحائِط وحوائِط، فأَما مذكّر

ما يَعقِل فلم يُجمع عليه إِلا فَوارِس وهَوالك ونَواكِس، فأَما فوارِس

فلأَنه شيء لا يكون في المؤنث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس، وأَما هوالك فإِنما

جاء في المثل هالِك في الهَوالِك فَجَرى على الأَصل لأَنه قد يجيء في

الأَمثال ما لا يجيء في غيرها، وأَما نواكِس فقد جاء في ضرورة الشِّعْر.

والفُرسان: الفوارس؛ قال ابن سيده: ولم نَسمَع امرأَة فارِسة، والمصدر

الفَراسة والفُرُوسة، ولا فِعْل له. وحكى اللحياني وحده: فَرَس وفَرُس إِذا

صار فارساً، وهذا شاذ. وقد فارَسه مُفارَسة إِذا صار فارساً، وهذا شاذ.

وقد فارَسه مُفارَسة وفِراساً، والفَراسة، بالفتح، مصدر قولك رجل فارِس على

الخيل. الأَصمعي: يقال فارِس بيّن الفُرُوسة والفَراسة والفُرُوسِيّة،

وإِذا كان فارساً بِعَيْنِه ونَظَرِه فهو بيّن الفِراسة، بكسر الفاء،

ويقال: إِن فلاناً لفارس بذلك الأَمر إِذا كان عالماً به. ويقال: اتقوا

فِراسة المؤمن فإِنه ينظر بنور اللَّه.

وقد فرُس فلان، بالضم، يَفْرُس فُرُوسة وفَراسة إِذا حَذِقَ أَمر الخيل.

قال: وهو يَتَفَرَّس إِذا كان يُري الناسَ أَنه فارس على الخيل. ويقال:

هو يَتَفَرَّس إِذا كان يَتَثَبَّتُ وينظرُ. وفي الحديث: أَن رسول

اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، عَرض يوماً الخيلَ وعنده عُيَيْنة بن حِصن

الفَزاري فقال له: أَنا أَعلم بالخيل منك، فقال عُيينة: وأَنا أَعلم بالرجال

منك، فقال: خيار الرِّجال الذين يَضَعُون أَسيافهم على عَواتِقِهم

ويَعْرُِضُون رِماحهم على مناكب خيلهم من أَهل نجد، فقال النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم: كذبتَ؛ خِيارُ الرجال أَهل اليمن، الإِيمان يَمانٍ وأَنا يَمانٍ،

وفي رواية أَنه قال: أَنا أَفرَسُ بالرجال؛ يريد أَبْصَرُ وأَعرَفُ.

يقال: رجل فارس بيِّن الفُروسة والفَراسة في الخيل، وهو الثُّبات عليها

والحِذْقُ بأَمرها. ورجل فارس بالأَمر أَي عالم به بصير.

والفِراسة، بكسر الفاء: في النَّظَر والتَّثَبُّت والتأَمل للشيء وابصَر

به، يقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إِذا كان عالماً به. وفي الحديث:

عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم والفَراسة؛ الفَراسَة، بالفتح: العِلم بركوب الخيل

وركْضِها، من الفُرُوسيَّة، قال: والفارس الحاذق بما يُمارس من الأَشياء

كلها، وبها سمي الرجل فارساً. ابن الأَعرابي: فارِس في الناس بيِّن

الفِراسة والفَراسة، وعلى الدابة بيِّن الفُرُوسِيَّة، والفُروسةُ لغة فيه،

والفِراسة، بالكسر: الاسم من قولك تفرَّسْت فيه خيراً.

وتفرَّس فيه الشيءَ: توسَّمَه. والاسم الفِراسَة، بالكسر. وفي الحديث:

اتَّقُوا فِراسَة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: يقال بمعنيَين: أَحدهما ما دل

ظاهرُ الحديث عليه وهو ما يُوقِعُه اللَّه تعالى في قلوب أَوليائه

فيَعلمون أَحوال بعض الناس بنَوْع من الكَرامات وإِصابة الظنّ والحَدْس،

والثاني نَوْع يُتَعَلَم بالدلائل والتَّجارب والخَلْق والأَخْلاق فتُعرَف به

أَحوال الناس، وللناس فيه تصانيف كثيرة قديمة وحديثة، واستعمل الزجاج منه

أَفعل فقال: أَفْرَس الناس أَي أَجودهم وأَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ: امرأَةُ

العزيز في يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وابنةُ شُعَيْب في

موسى، على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وأَبو بكر في تولية عمر بن الخطاب،

رضي اللَّه عنهما. قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو على الفعل أم هو من باب

أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، وهو يَتَفَرَّس أَي يَتثَبَّت وينظر؛ تقول منه:

رجل فارِس النَّظَر. وفي حديث الضحاك في رجل آلى من امرأَته ثم طلقها قال:

هما كَفَرَسَيْ رِهانٍ أَيُّهما سبَق أُخِذ به؛ تفسيره أَن العِدَّة، وهي

ثلاث حِيَض أَو ثلاثة أَطهار، إِنِ انْقَِضَت قَبلَ انقضاء إِيلائه وهو

أَربعة أَشهر فقد بانت منه المرأَة بتلك التطليقة، ولا شيء عليه من

الإِيلاء لأَن الأَربعة أَشهر تنقضي وليست له بزوج، وإِن مضت الأَربعة أَشهر

وهي في العِدّة بانت منه بالإِيلاء مع تلك التطليقة فكانت اثنتين،

فجَعَلَهما كَفَرَسَيْ رِهان يتسابقان إِلى غاية.

وفَرَسَ الذَبيحَة يَفْرِسُها فَرْساً: قطع نُِخاعَها، وفَرَّسَها

فَرْساً: فصَل عُنُقها ويقال للرجل إِذا ذبح فنَخَع: قد فَرَس، وقد كُرِه

الفَرْس في الذّبيحَة؛ رواه أَبو عبيدة بإِسناده عن عمر، قال أَبو عبيدة:

الفَرْس هو النَّخْعُ، يقال: فَرَسْت الشاة ونَخَعْتُها وذلك أَن تَنتَهي

بالذبح إِلى النُِّخاع، وهو الخَيْطُ الذي في فَقار الصُّلْب مُتَّصِل

بالفقار، فنهى أَن يُنْتهى بالذبح إِلى ذلك الموضع؛ قال أَبو عبيد: أما

النَّخْع فعلى ما قال أَبو عبيدة، وأَما الفَرْس فقد خُولف فيه فقيل: هو الكسر

كأَنه نهى أَن يُكْسَرَ عظمُ رقبة الذبيحة قبل أَن تَبْرُدَ، وبه

سُمِّيت فَريسة الأَسد لِلْكسر. قال أَبو عبيد: الفَرْس، بالسين، الكسر،

وبالصاد، الشق. ابن الأَعرابي: الفرس أَن تُدَقّ الرقبَة قبل أَن تُذْبَح الشاة

وفي الحديث: أَمَرَ مُنادِيَه فنادَى: لا تَنْخَعُوا ولا تَفْرِسوا.

وفَرَسَ الشيءَ فَرْساً: دَّقَه وكَسَرَهُ؛ وفَرَسَ السَّبُعُ الشيءَ

يفرِسُه فَرْساً. وافْتَرَسَ الدَّابة: أَخذه فدَقَّ عُنُقَه؛ وفَرَّسَ الغَنم:

أَكثر فيها من ذلك. قال سيبويه: ظَلَّ يُفَرِّسُها ويُؤَكِّلُها أَي

يُكثِر ذلك فيها. وسَبُعٌ فَرَّاس: كثير الافتراس؛ قال الهذلي:

يا مَيّ لا يُعْجِز الأَيامَ ذُو حِيَدٍ،

في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَوَّامٌ وفَرَّاسُ

(* قوله «يا مي إلخ» تقدم في عرس: يا مي لا يعجز الأَيام مجترئ في حومة

الموت رزام وفرَّاس).

والأَصل في الفَرْس دَقُّ العُنُق، ثم كَثُرَ حتى جُعِل كل قتل فَرْساً؛

يقال: ثَوْر فَرِيس وبقرة فَريس. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: إِن اللَّه

يُرْسِل النِّغَف عليهم فيُصْبِحُون فَرْسَى أَي قَتْلَى، الواحد فَرِيسٌ،

من فَرَسَ الذئب الشاة وافترسها إِذا قتلها، ومنه فَرِيسة الأَسد.

وفَرْسَى: جمع فريس مثل قَتْلى وقَتِيل.قال ابن السِّكِّيت: وفَرَسَ الذئبُ

الشاة فَرْساً، وقال النضر بن شُمَيل: يقال أَكل الذئب الشاة ولا يقال

افْتَرَسها. قال ابن السكيت: وأَفْرَسَ الراعي أَي فَرَسَ الذئب شاة من

غَنَمه. قال: وأَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إِذا تركه له لِيَفْتَرِسَه

ويَنْجُوَ هو. وفَرَّسه الشيءَ: عَرَّضَه له يَفْترِسه؛ واستعمل العجاج ذلك

في النُّعَرِ فقال:

ضَرْباً إِذا صَابَ اليآفِيخَ احْتَفَرْ،

في الهامِ دُخْلاناً يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ

أَي أَنّ هذه الجراحات واسعة، فهي تمكِّن النُّعَر مما تُرِيده منها؛

واستعمله بعض الشُّعراء في الإِنسان فقال، أَنشده ابن الأَعرابي:

قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ رَاعياً

فَقَدْ، وأَبي، رَاعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ

(* قوله «أفرس مع قوله في البيت بعده ان تفرسا» كذا بالأصل، فإن صحت

الرواية ففيه عيب الاصراف)

أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالِين رَاعِياً،

وكُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا

أَي كانت هذه النساء مُشْتَهِيات للتَّفْرِيس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا

أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لا تشتهي أَن تُفَرِّسَ، إِذ

في ذلك حَتْفُها، والنساء يَشْتَهِين ذلك لما فيه من لذَّتهنّ، إِذْ

فَرْس الرجال النساء ههنا إِنما هو مُواصَلَتُهُنَّ؛ وأَفْرِسُ من قوله:

فَقَدْ، وأَبي راعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ

موضوع موضع فَرَسْت كأَنه قال: فقد فَرَسْتُ؛ قال سيبويه: قد يَضَعون

أَفْعَلُ موضع فَعَلْت ولا يَضَعُون فَعَلْتُ في موضع أَفْعَل إِلا في

مُجازاة نحو إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ. وقوله: وأَبي خَفْضٌ بواو القَسَم،

وقوله: رَاعِي الكواعِب يكون حالاً من التَّاء المقدَّرة، كأَنه قال: فَرَسْت

رَاعِياً للكواعب أَي وأَنا إِذ ذاك كذلك، وقد يجوز أَن يكون قوله وَأَبي

مُضافاً إِلى راعِي الكواعِب وهو يريد بِرَاعي الكَواعِب ذاتَهُ:

أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالين رَاعِياً

أَي رجالُ سُوء فُجَّارٌّ لا يُبالُون من رَعَى هؤلاء النساء فنالوا

منهنّ إِرادَتَهُم وهواهُمْ ونِلْنَ منهم مثلَ ذلك، وإِنما كَنَى بالذِّئاب

عن الرجال لأَن الزُّناة خُبَثاء كما أَن الذئاب خَبيثة، وقال تَشْتَهِي

على المبالغة، ولو لم يُرِد المُبالَغة لقال تريد أَن تُفَرِّس مكان

تَشْتَهِي، على أَن الشهوة أَبلغ من الإِرادة، والعقلاء مُجْمعُون على أَن

الشَّهوة غير محمودة البَتَّة. فأَما المراد فمِنْه محمود ومنه غير محمود.

والفَريسَة والفَرِيسُ: ما يَفْرِسُه؛ أَنشد ثعلب:

خافُوه خَوْفَ الليثِ ذي الفَرِيس

وأَفرسه إِياه: أَلقاه له يَفْرِسُه. وفَرَسَه فَرْسَةً قَبيحة: ضَرَبه

فدخل ما بين وِرْكَيْه وخرجَتْ سُرَّته.

والمَفْرُوسُ: المكسُور الظهر. والمَفْروس والمفزور والفَريسُ:

الأَحْدَب. والفِرْسَة: الحَدْبَة، بكسر الفاء. والفِرْسَة: الرِّيح التي

تُحْدِب، وحكاها أَبو عُبَيد بفتح الفاء، وقيل: الفِرْسَة قَرْحة تكون في

الحَدَب، وفي النَّوبة أَعلى

(* قوله «وفي النوبة أَعلى» هكذا في الأَصل، ولعل

فيه سقطاً. وعبارة القاموس وشرحه في مادة فرص: والفرصة، بالضم، التوبة

والشرب، نقله الجوهري، والسين لغة، يقال: جاءت فرصتك من البئر أَي نوبتك.)،

وذلك مذكور في الصاد أَيضاً. والفَرْصَة: ريح الحَدَب، والفَرْس: ريح

الحَدَب. الأَصمعي: أَصابته فَرْسَة إِذا زالت فَقْرة من فَقار ظهره، قال:

وأَمّا الرِّيح التي يكون منها الحَدَب فهي الفَرْصَة، بالصاد. أَبو زيد:

الفِرسَة قَرْحَة تكون في العُنُق فَتَفْرِسها أَي تدقها؛ ومنه فَرَسْتُ

عُنُقه. الصحاح: الفَرْسَة ريح تأْخذُ في العُنُق فَتَفْرِسُها. وفي حديث

قَيْلَة: ومعها ابنة لها أَحْدَبَها الفِرْسَة أَي ريح الحدَب فيَصير

صاحبها أَحْدَب. وأَصاب فُرْسَتَه أَي نُهْزَته، والصاد فيها أَعرف.

وأَبو فِراسٍ: من كُناهُم، وقد سَمَّت العرَب فِراساً وفَراساً.

والفَرِيسُ: حَلْقَة من خَشب معطوفة تُشَدُّ في رأْس حَبْل؛ وأَنشد:

فلو كانَ الرِّشا مِئَتَيْنِ باعاً،

لَكان مَمرُّ ذلك في الفَرِيسِ

الجوهري: الفَريس حَلْقَة من خَشب يقال لها بالفارسيَّة جَنْبر.

والفِرْناس، مثل الفِرْصاد: من أَسماء الأَسد مأْخوذة من الفَرْسِ، وهو

دقّ العُنُق، نونه زائدة عند سيبويه. وفي الصحاح: وهو الغليظ الرَّقبة.

وفِرْنَوْس: من أَسمائه؛ حكاه ابن جني وهو بناء لم يحكه سيبويه. وأَسد

فُرانِس كفِرْناس: فُعانِل من الفَرْس، وهو مما شذَّ من أَبنية الكتاب.

وأَبو فِراس: كُنية الأَسد.

والفِرس، بالكسر: ضرب من النَّبات، واختَلَف الأَعراب فيه فقال أَبو

المكارِم: هو القَصْقاص، وقال غيره: هو الحَبَنٌ، وقال غيره: هو

الشَِّرْشَِرُ، وقال غيره: هو البَرْوَقُ.

ابن الأَعرابي: الفَراس تمر أَسود وليس بالشِّهْرِيزِ؛ وأَنشد:

إِذا أَكلُوا الفَراسَ رأَيت شاماً

على الأَنْثال منهمْ والغُيُوبِ

قال: والأَنْثال التِّلال.

وفارِسُ: الفُرْسُ، وفي الحديث: وخَدَمَتْهم فارِسُ والرُّوم؛ وبِلادُ

الفُرْس أَيضاً؛ وفي الحديث: كنت شاكِياً بفارس فكنتُ أُصلي قاعدا فسأَلت

عن ذلك عائشة؛ يريد بلادَ فارِس، ورواه بعضهم بالنون والقاف جمع نِقْرِس،

وهو الأَلم المعرُوف في الأَقدام، والأَول الصحيح. وفارِس: بلدٌ ذو

جِيل، والنسب إِليه فارسيّ، والجمع فُرْس؛ قال ابن مُقْبِل:

طافَت به الفُرْسُ حتى بَدَّ ناهِضُها

وفَرْسٌ: بلد؛ قال أَبو بثينة:

فأَعْلُوهم بِنَصْلِ السَّيف ضرْباً،

وقلتُ: لعلَّهم أَصحابُ فَرْسِ

ابن الأَعرابي: الفَرسن التفسير

(* قوله «الفرسن التفسير» هكذا في

الأصل.)، وهو بيانُ وتفصيلُ الكتاب. وذُو الفَوارِس: موضع؛ قال ذو

الرُّمَّة:أَمْسى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِطِيَّتِهِ،

مِنْ ذِي الفَوارِس، تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ

وقوله هو:

إِلى ظُعْنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ،

شِمالاً، وعن أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ

يجوز أَن يكون أَراد ذُو الفَوارِس. وتَلُّ الفَوارس: موضع معروف، وذكر

أَنَّ ذلك في بعض نسخ المصنف، قال وليس ذلك في النسخ كلها. وبالدَّهْناء

جِبال من الرَّمْل تسمَّى الفَوارِس؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها.

والفِرْسِنُ، بالنون، للبعير: كالحافِر للدابة؛ قال ابن سيده: الفِرْسِن

طَرف خُفّ البعير، أُنثى، حكاه سيبويه في الثلاثي، قال: والجمع فَراسِن،

ولا يقال فِرْسِنات كما قالوا خَناصِر ولم يقولوا خِنْصِرات. وفي

الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً، ولو فِرْسِن شاة. الفِرْسِن: عَظْم

قليل اللحم، وهو خُفّ البعير كالحافر للدابة، وقد يستعار للشَّاة فيقال

فِرْسِن شاة، والذي للشّاة هو الظِّلْف، وهو فِعْلِن والنون زائدة، وقيل

أَصلية لأَنها من فَرَسْت.

وفَرَسان، بالفتح: لقَب قبيلة. وفِراس بن غَنْم: قبيلة، وفِراس بن عامر

كذلك.

فرس

1 فَرَسَهُ, aor. ـِ inf. n. فَرْسٌ, (S, M, O, Msb, K, &c.,) He (a lion) broke, or crushed so as to break, its neck; (S, A, * Mgh, * O, K;) i. e., the neck of his فَرِيسَة; (S, O, K;) as also ↓ افترسهُ: (S:) this is the primary signification: (S, Mgh, TA:) or he (a beast of prey) seized it, (a thing,) and broke, or crushed so as to break, its neck; as also ↓ افترسهُ: (M:) or he (a lion) broke it; i. e., his فَرِيسَة: (Msb:) and he bruised, or crushed, and broke, it; namely, a thing. (M.) Accord. to ISk, (S,) you say, فَرَس الذِئْبُ الشَّاةَ, (S, TA,) meaning The wolf seized the sheep, or goat, and broke, or crushed so as to break, its neck: (TA:) accord. to En-Nadr (i. e. ISh), you say, أَكَلَ الذِّئْبُ الشَّاةَ [The wolf ate, or devoured, the sheep, or goat], but not ↓ افترسها. (S, O, TA.) b2: Hence, (S, Mgh, O, Msb,) He killed it, in any manner; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ افترسهُ: (TA:) or ↓ the latter, he (a lion, O, or a wolf, TA) captured it; or made it his prey. (O, K, TA. See also 2 [where a similar but tropical usage of the former verb is mentioned.]) You say, فَرَسَهُ الأَسَدُ The lion killed him or it. (Mgh.) b3: فَرَسَ الذَّبِيحَةَ, (M, Msb,) aor. ـِ (M,) inf. n. as above, (S, M, Mgh,) He (the slaughterer) broke the bone of the neck of the slaughtered animal before it became cold: (S, Mgh, O:) or broke its neck before its death: (Msb:) or cut, or severed, its نُخَاع [or spinal cord]: or divided its neck: (M, TA:) or slaughtered it so as to reach to the نخاع: (AO, TA:) the action thus [variously] expl. is forbidden. (S, Mgh, Msb, TA.) b4: قَبِيحَةً ↓ فَرَسَهُ فِرْسَةً He struck him [in an abominable manner, app. in the back,] so that the part between his hips became depressed and his navel protruded. (M.) A2: فَرُسَ, aor. ـُ (S, A, O, K,) inf. n. فُرُوسَةٌ (S, A, O, K *) and فَرَاسَةٌ (S, K, * in the O فِرَاسَةٌ) and فُرُوسِيَّةٌ, (S, * A, O, * K, *) all of which ns. are mentioned as syn. by As, (TA,) [as they are also in the S and K,] and the first and last, in like manner, by IAar, (TA,) [but the first is expressly said to be an inf. n. of فَرُسَ in the S and A only, and the second in the S only, and the third (which seems to be rather a simple subst.) in the A only,] He was, or became, skilled in horsemanship, or in the management of horses, (S, A, O, K, TA,) and in riding them, (O, * K, TA,) and in urging them to run, and in remaining firm upon them: (TA:) or فَرَاسَةٌ and فُرُوسَةٌ are inf. ns. having no verb: Lh only [says ISd] mentions فَرَسَ and فَرُسَ as signifying he became a horseman; and this is extr.: (M, TA:) but [beside what has been cited above, from the S and A and K,] IKtt also says that فَرَسَ الخَيْلَ, inf. n. فُرُوسَةٌ and فُرُوسِيَّةٌ, signifies he rode horses well; and in like manner فَرُسَ [but not followed by الخيل]. (TA.) b2: Hence, (assumed tropical:) He was, or became, skilled in anything that he endeavoured to do. (TA.) A3: فَرَسَ بِالنَّظَرِ, [and بِنَظَرِهِ, and بِعَيْنِهِ, and فَرَسَ فِى النَّاسِ, (see فَارِسٌ,)] aor. ـِ (Msb,) inf. n. فِرَاسَةٌ and فَرَاسَةٌ, (As, IAar, Msb, TA,) accord. to the citation of the words of As and IAar in the L, but this is at variance with the opinion generally held, [which is, that فَرَاسَةٌ is an inf. n. only of فَرُسَ, signifying as expl. above, and that فِرَاسَةٌ is a subst. from تَفَرُّسٌ, having no proper verb of which it is an inf. n.,] (TA,) is said of a man [in the same sense as تَفَرَّسَ, (q. v.,) as will be seen from the explanations of فِرَاسَةٌ and فَارِسٌ, below]. (Msb.) See 5, latter part, in two places.

A4: فَرِسَ He kept continually, or constantly, to the eating of the dates called فَرَاس. (O, K.) b2: And He pastured upon, or depastured, the plants called فِرْس. (O, K.) 2 فرّس الغَنَمَ, (inf. n. تَفْرِيسٌ, TA,) He (a wild beast) seized often the sheep or goats, or seized many of them, and broke, or crushed so as to break, their necks. (M, TA.) A2: فرّسه الشَّىْءَ, (inf. n. as above, TA,) He exposed to him (namely a wild beast) the thing, [meaning the animal,] that he might seize it, and break, or crush so as to break, its neck: and إَيَّاهُ ↓ أَفْرَسَهُ the threw, or cast, it to him, that he might do so to it: (M:) and الرَّجُلُ الأَسَدَ حِمَارَهُ ↓ أَفْرَسَ the man left his ass to the lion, that he might break his neck, or kill him, or make him his prey, while he himself should escape. (S, K.) El-'Ajjáj uses the former verb in relation to the kind of flies called نُعَر, saying, ضَرْبًا إِذَا صَابَ اليَآفِيخَ احْتَفَرْ فِى الهَامِ دُحْلَانًا يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ [A beating which, when it falls upon the tops of heads, digs, in the pates, hollows that afford prey to the blue stinging flies]; meaning, that these wounds are wide, and enable the نعر to obtain thence what they desire. (M.) And one of the poets uses it in relation to human beings, in the following verses, [which exhibit an instance of the license termed إِقْوَآء,] cited by IAar: قَدْ أَرْسَلُونِى قِى الكَوَاعِبِ رَاعِيًا ↓ فَقَدْ وَأَبِى رَاعِى الكَوَاعِبِ أُفْرَسُ أَتَتْهُ ذِئَابٌ لَا يُبَالِينَ رَاعِيًا وَكُنُّ سَوَامًا تَشْتَهِى أَنْ تُفَرَّسَا [They had sent me among the girls with swelling breasts, as a guardian; and, by my father, while guardian of the girls with swelling breasts, or by the father of the guardian of the girls with swelling breasts, I was (lit. I am) made a prey: there came thither wolves not caring for a guardian, and those females were (as) pasturing camels eagerly desiring to be given as prey]: he likens these women to pasturing camels, although differing from them inasmuch as the latter do not eagerly desire to be given as prey, since this would be a cause of their death, whereas women do eagerly desire it, since فَرْسُ الرِّجَالِ لِلنِّسَآءِ [lit. men's making women their prey] is in this case (assumed tropical:) men's holding commerce of love with women: أُفْرَسُ is for فُرِسْتُ; for, as Sb says, they sometimes put أَفْعَلُ in the place of فَعَلْتُ: أَبِى is in the gen. case as governed by وَ denoting swearing; and راعى الكواعب may be a denotative of state relating to the ت [the pronoun of the first person] understood [in أُفْرَسُ for فُرِسْتُ]; or وأبى may be prefixed to راعى الكواعب, governing it in the gen. case, and by the latter expression he may mean himself: by wolves not caring for a guardian, he means wicked men not caring for him who guarded these women: and he uses the word تشتهى to denote intense desire; for if he did not mean intenseness, he would have said تُرِيدُ. (M.) 3 فارسهُ, inf. n. مُفَارَسَةٌ and فِرَاسٌ, (M, TA,) [app., He vied, or contended, with him in horsemanship: this signification seems to be indicated by what immediately precedes in the M, which is, فَرَسَ and فَرُسَ “ he became a horseman: ” but perhaps it may signify he vied, or contended, with him in فِرَاسَة, meaning insight, &c.: or it may have both these significations.]4 افرس He (a pastor) had the neck of one of his sheep, or goats, broken, or had one of them killed, (S, O,) or taken, (K,) by the wolf, (S, O, K,) he being inadvertent. (K.) b2: See also 2, in two places. b3: افرس عَنْ بَقِيَّةِ مَالٍ He left a remainder of property [as a prey], having taken all beside thereof. (AA, O, K.) 5 تفرّس He pretended to others that he was a horseman, or one skilled in horsemanship. (As, O, K.) A2: He acted deliberately, (S, O, K, TA,) and considered, or examined, a thing, or did so repeatedly, in order to know it, or to obtain a clear knowledge of it. (S, * K, * TA.) b2: تفرّس فِيهِ الشَّىْءِ [He perceived in him the thing intuitively; or by a kind of thaumaturgic faculty, and by right opinion and conjecture: or by means of indications, or evidences, and experiments, and the make and dispositions: (see فِرَاسَةٌ, below:) or] he perceived in him the thing by forming a correct opinion from its outward signs; syn. تَوَسَّمَهُ. (M.) You say, تَفَرَّسْتُ فِيهِ خَيْرًا, (S, O,) or الخَيْرَ, (Msb,) [I perceived in him good, or goodness, intuitively; &c.: or] I discovered (تَعَرَّفْتُ) in him good, or goodness, by right opinion. (Msb.) [↓ فَرَسَ بِالنَّظَرِ, and بِنَظَرِهِ, and بِعَيْنِهِ, inf. n. فِرَاسَةٌ and فَرَاسَةٌ, (respecting which, however, see 1, last quarter,) signifies the same as تفرّس; i. e., He perceived, or discerned, the internal, inward, or intrinsic, state, condition, character, or circumstances, by examination of outward indications, &c., and by his eye. And so فِى النَّاسِ ↓ فَرَسَ He saw into the internal, inward, or intrinsic, states, &c., of men. See فِرَاسَةٌ, below.]8 إِفْتَرَسَ see فَرَسَهُ, in five places. Q. Q. 1 فَرْنَسَةٌ [an inf. n. of which the verb is فَرْنَسَتْ, as is shown by the mention of the part. n. مُفَرْنِسَةٌ,] A woman's good managing of the affairs of her house, or tent: (Lth, K, TA:) the ن is augmentative. (TA.) الفُرْسُ: see فَارِسٌ.

فِرْسٌ A species of plant: (Yaakoob, S, M, O, K:) the قَصْقَاص, (O, and so in copies of the K,) or قَضْقَاض, (so in the CK,) [each said to be a name of the أُشْنَان (or kali) of Syria, or of a species of حَمْض, q. v.,] accord. to Abu-l-Meká- rim: (O:) or the حَبْن [q. v.]: or the بَرْوَق [q. v.]: (O, K:) or the [small kind of thorny trees called]

شِرْس. (TA.) فَرَسٌ [A horse; and a mare;] one of what are called خَيْلٌ; (M;) the name فرس is given to it because it crushes and breaks the ground with its hoofs; (A, O; *) and is applied to the male and the female; (S, M, A, Mgh, O, Msb, K;) but mostly applied to the latter; (M;) the female not being called ↓ فَرَسَةٌ; (S, O;) or the female is [sometimes] thus called: (Yoo, IJ, M, Msb, K:) it is applied also to the Arabian, (Mgh, Msb,) and to the Turkish, (Msb,) or that which is not Arabian: (Mgh:) or, accord. to Mohammad [the Hanafee Imám], to the Arabian only; but for this [says Mtr] I find no authority of a lexicologist, except that ISk, speaking of a solid-hoofed animal, says, “whether it be a بِرْزَوْن or a فَرَس or a بَغْل or a حِمَار: ” (Mgh:) the pl. is أَفْرَاسٌ, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) [a pl. of pauc. but used as a pl. of mult. also,] and أَفْرُسٌ, [a pl. of pauc. only,] (O,) and فُرُوسٌ: (K:) and as فَرَسٌ is originally fem., you say ثَلَاثُ أَفْرَاسٍ when you mean males [as well as when you mean females]: (M:) or you say ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ, with ة, when you mean males; and ثَلَاثُ أَفْرَاسٍ, without ة, when you mean females: (Msb:) the dim. is فُرَيْسٌ, (S, O, Msb,) when applied to the male; (Msb;) and ↓ فُرَيْسَةٌ, when applied to the female; (S, O, Msb;) agreeably with rule; (Msb;) accord. to Aboo-Bekr Ibn-Es-Sarráj: (S, O:) or ↓ فُرَيْسٌ when applied to the female [also], which is extr. (Sb, M. [See حَرْبٌ.]) b2: هُمَا كَفَرَسَىْ رِهَانٍ [They two are like two horses running for a wager] is a saying applied to two persons running a race to a goal, and being equal: (A, O, K:) the comparison relating to the beginning [of a contest], for the termination necessarily shows which outstrips; (O, K:) and to two who are equal, and two who are nearly equal, in excellence &c. (Har p. 640.) It was said by a man who swore that he would abstain from his wife for four months, and then divorced her: for the period during which a woman may be taken back after a [first or second] divorce is that of three menstruations or three periods of purity from menstruation; and if it ended in this case before the end of the four months during which he swore to abstain from her, she became separated from him by that divorcement: so he likened the two periods to two horses running for a wager. (O, * TA.) b3: فَرَسُ البَحْرِ (assumed tropical:) [The horse of the great river; i. e., of the Nile;] the hippopotamus. (Dmr. [See also عَصْبٌ.]) b4: الفَرَسُ (assumed tropical:) A well-known constellation; so called because of its resemblance in form to a horse; (M;) [i. e.] الفَرَسُ الأَعْظَمُ (assumed tropical:) [The Greater, or Greatest, Horse;] the constellation Pegasus. (Kzw.) b5: قِطْعَةُ الفَرَسِ (assumed tropical:) [The Piece of the Horse;] the constellation Equuleus. (Kzw.) b6: الفَرَسُ التَّامُّ (assumed tropical:) [The Complete horse;] a certain constellation composed of thirty-one stars, in which a portion of the constellation called الفَرَسُ الأَعْظَمُ is included. (Kzw. [It is further described by him; but in a manner that does not enable me to identify it with any of the constellations named by our astronomers.]) الفَرْسَةُ, (IAar, S, M, O, K, TA,) or ↓ الفِرْسَةُ, (M, TA,) the former accord. to A'Obeyd, (M, TA,) or, accord. to A'Obeyd, it is with ص, and the vulgar, he says, pronounce it with س, (O,) Gibbosity [of the back]; syn. الحَدَبُ: (IAar, O, TA:) or, (M, O, K, TA,) as also الفَرْصَةُ, (M, O,) which latter is the more approved in this sense, (M,) the رِيح [or flatus] of gibbosity; (M, O, K, TA;) [i. e.] the ريح that renders gibbous; (M;) as though it were breaking, or crushing so as to break, the back (كَأَنَّهَا تَفْرِسُ الظَّهْرَ أَىْ تَدُقُّهُ), and cleaving it (تَفْرِصُهُ أَىْ تَشُقُّهُ): (O:) [or الفَرْسَةُ signifies the displacement of one of the vertebræ; for,] accord. to As, one says أَصَابَتْهُ فَرْسَةٌ when one of the vertebræ of one's back has become displaced; but the flatus (الرِّيحُ) from which gibbosity results is termed الفَرْصَةُ, with ص: (TA:) or الفَرْسَةُ signifies a flatus that attacks in the neck, and breaks it: (S:) or, as some say, an imposthume, or ulcer, (قَرْحَة,) that is in the neck, breaking it: (M:) or a breach (فُرْجَة) in the neck; thus says Az: or a breach (فرجة) that is in [the case of] gibbosity: the pl. is فَرَسَاتٌ, not أَفْرِسَةٌ, which latter is said to be a pl. of فَرْسَةٌ, but is anomalous. (TA.) فُرْسَةٌ and فُرْصَةٌ; the latter of which is the more approved in both of the following senses; i. q. نَوْبَةٌ [meaning A turn; or time at which, or during which, a thing is, or is to be, done, or had, in succession; as also فُرْزَةٌ: pl. فُرَسٌ]: فُرَسُ الوِرْدِ [the turns, or times, for coming to water in succession] means [the occasions of] persons' being left free to come to water. (M. [See فُرْصَةٌ.]) b2: And i. q. نُهْزَةٌ [meaning An opportunity; a time at which, or during which, a thing may be done, or had]. (IAar, M, O.) So in the phrase أَصَابَ فُرْسَتَهُ [He got, or obtained, his opportunity]. (M.) فِرْسَةٌ [an inf. n. of modality]: see 1, near the middle of the paragraph.

A2: الفِرْسَةُ: see الفَرْسَةُ.

فَرَسَةٌ: see فَرَسٌ, near the beginning.

الفِرْسِنُ, of the camel, is What corresponds to the حَافِر [or hoof] of the horse (S, O, Msb, K) and the like: (S, O, Msb:) or what corresponds to the قَدَم [or foot] of the man: (El-Bári', Msb:) and (assumed tropical:) of the bovine animal in like manner: (IAmb, Msb:) and sometimes (tropical:) of the sheep or goat, (S, O, TA,) for الظِّلْفُ: (TA:) or it is only of the camel: (El-Bári', Msb:) or the extremity of the خُفّ [or foot] of the camel: (M:) of the fem. gender: (IAmb, M, O, Msb, K:) pl. فَرَاسِنُ, (M, Msb,) not فِرْسِنَاتٌ: (M:) it is of the measure فِعْلِنٌ; (S, O;) the ن being augmentative; (Aboo-Bekr Ibn-Es-Sarráj, S, O, Msb, K;) because it is from فَرَسْتُ. (Aboo-Bekr Ibn-EsSarráj, S.) See also art. فرسن.

فَرَاسٌ A sort of black dates; (IAar, O, K;) not the same as the سِهْرِيز (O) or شِهْرِيز. (K.) أَبُو فِرَاسٍ: see الفَارِسُ.

الفَرُوسُ: see الفَارِسُ.

فَرِيسٌ [originally Having the neck broken, or crushed so as to be broken. b2: And hence,] Killed [in any manner: see 1]: pl. فَرْسَى. (K.) It is applied in this sense to a bull, and in like manner [without ة] to a cow. (TA.) b3: And [hence]

↓ فَرِيسَةٌ signifies The prey of a lion [or other beast]: (TA:) an animal that is seized, (M,) and that has its neck broken, (S, M, Msb, *) by a lion [or other beast]; (S, Msb;) as also فَرِيسٌ: (M:) [pl. of the former فَرَائِسُ.] b4: See also مَفْرُوسٌ.

A2: Also A ring, or hoop, of wood, (S, M, O, K,) bent [into that form], and tied, (M, O,) at the end of a rope; (M, O, K;) called in Pers\. جَنْبَر [correctly چَنْبَر]. (S, O, K.) A3: See also فَرِيصُ العُنُقِ, in art. فرص.

فُرَيْسٌ, and with ة; dim. ns.: see فَرَسٌ, near the middle; the former in two places.

فَرَاسَةٌ: see what next follows.

فِرَاسَةٌ a subst. (S, M, O, K) from التَّفَرُّسُ, (O, K, TA,) signifying التَّوَسُّمُ, (TA,) or from تَفَرَّسْتُ فِيهِ خَيْرًا [q. v.], (S,) or from تَفَرَّسَ فِيهِ الشَّىْءَ [q. v.]: (M:) or, as also ↓ فَرَاسَةٌ, [said to be] an inf. n. of فَرَسَ بِالنَّظَرِ: [but see this verb:] (Msb:) فِرَاسَةٌ بِالعَيْنِ [or بِالنَّظَرِ (see 1, last quarter,)] signifies Insight; or intuitive perception; or the perception,. or discernment, of the internal, inward, or intrinsic, state, condition, character, or circumstances, by the eye [or by the examination of outward indications &c.]: (IKtt:) or فِرَاسَةٌ signifies a faculty which God puts into the minds of his favourites, in consequence whereof they know the states, conditions, or circumstances, of certain men, by a kind of what are termed كَرَامَات [or thaumaturgic operations], and by the right direction of opinion and conjecture: and also a kind of art [such as physiognomy, which is especially thus termed in the present day,] learned by indications, or evidences, and by experiments, and by the make and dispositions, whereby one knows the state, conditions, or circumstances, of men: (IAth:) or the discovery of an internal quality in a man by right opinion. (Msb.) It is said in a trad., اِتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ [Beware ye of the insight, &c. of the believer]: (S, M, IKtt, IAth, Msb:) and the reason is added, فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللّٰه [for he looks with the light of God]. (TA. [See also قُرَابَةٌ.]) فَرِيسَةٌ: see فَرِيسٌ. [It is a subst. formed from the latter by the affix ة.]

فَرَّاسٌ, and الفَرَّاسُ, and أَبُو فَرَّاسٍ: see الفَارِسُ, in four places.

الفِرْنَاسُ: see الفَارِسُ, in two places. b2: Also (assumed tropical:) The strong and courageous, (En-Nadr, O, K,) of men, as being likened to the lion. (En-Nadr, O, TA.) b3: And (assumed tropical:) The headman, or chief, of the دَهَاقِين [pl. of دِهْقَانٌ, q. v.], (IKh, O, K,) and of the villages, or towns: (IKh, O:) pl. فَرَانِسَةٌ. (IKh, O, K.) الفِرْنَوْسُ: see الفَارِسُ.

الفُرَانِسُ: see the next paragraph, in two places.

فَارِسٌ act. part. n. of فَرَسَ [q. v.]. b2: الفَارِسُ The lion; [so called because he breaks the neck of his prey;] as also ↓ الفَرُوسُ, [which has an intensive signification,] and ↓ الفَرَّاسُ, (O, K,) which last [also] has an intensive signification, (TA,) and ↓ أَبُو فِرَاسٍ, (S, A, K,) and ↓ أَبُو فَرَّاسٍ, (O,) and ↓ المُفْتَرِسُ, (TA,) and ↓ الفِرْنَاسُ, (S, M, K,) and ↓ الفِرْنَوْسُ, a word of a measure not mentioned by Sb, (IJ, M,) and ↓ الفُرَانِسُ; (K;) or ↓ الفِرْنَاسُ, which is said by IKh to be applied to the lion because he is the chief of the beasts of prey, signifies, (O,) or signifies also, (S,) used as an epithet applied to the lion, (S, * M, * O,) and so ↓ الفُرَانِسُ, (S, * M, O,) the thick-necked, (S, O,) that is wont to break the neck of his prey; or the former of these two, the rapacious lion; (O;) and the ن in these words is augmentative: (Sb, S, M, O:) and you also say ↓ سَبْعٌ فَرَّاسٌ, (M,) or ↓ أَسَدٌ فَرَّاسٌ, (TA,) meaning a rapacious beast, (M,) or lion, (TA,) that often seizes others and breaks their necks. (M, TA.) A2: Also The master, or owner, of a horse; (S, M, K;) a possessive epithet; (M;) like لَابِنٌ (S, O, K) and تَامِرٌ: (S, O:) and a horseman; a rider upon a horse; (ISk, S, Mgh, O, Msb, K;) and upon a mule; (ISk, A, Mgh, Msb;) and upon an ass: (ISk, Mgh, Msb:) or a rider upon a mule is called فَارِسٌ عَلَى

بَغْلٍ; (ISk, S, O, Msb, K;) or فَارِسُ بَغْلٍ; (A, O;) and a rider upon an ass, فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ; (ISk, S, Mgh, O, Msb;) and a rider upon any solid-hoofed beast, فَارِسٌ عَلَى ذِى حَافِرٍ: (K:) or these phrases are not used: (K:) 'Omárah Ibn-'Akeel Ibn-Bilál Ibn-Jereer says, (S,) or Az, (Msb,) I do not call the owner of the mule, nor the owner of the ass, فَارِسٌ, but I call them بَغَّالٌ and حَمَّارٌ: (S, O, Msb:) [فَارِسٌ is often best rendered a cavalier:] the pl. is فُرْسَانٌ (S, M, Msb) and فَوَارِسُ, which latter is [more usual, but] anomalous, (S, M, O, Msb, K,) for فَوَاعِلُ is [regularly] the measure of the pl. of a sing. of the measure فَاعِلَةٌ, as ضَوَارِبُ, pl. of ضَارِبَةٌ, or of an epithet of the measure فَاعِلٌ applying to a female, as حَوَائِضُ, pl. of حَائِضٌ, or of a sing. of the measure فَاعِلٌ applying to a thing that is not a human being or not a rational being, as بَوَازِلُ, pl. of بَازِلٌ, and حَوَائِطٌ, pl. of حَائِطٌ; and there are no instances like فَوَارِسُ except those of هَوَالِكُ and نَوَاكِسُ [and خَوَالِفُ and some other words enumerated in the Msb and TA]; (S, Msb;) and as فوارس is not applied to females, no ambiguity is feared from its usage: (S, O:) [ISd says,] we have not heard اِمْرَأَةٌ فَارِسَةٌ. (M.) b2: Also, (As,) or فَارِسٌ عَلَى الخَيْلِ, (S,) A man skilful in horsemanship, or in the management of horses. (As, * S.) b3: And hence, the former, (فارس,) (assumed tropical:) A man skilful in anything that he endeavours to do. (TA.) b4: الفَوَارِسُ is the name of (assumed tropical:) Four stars of the constellation Cygnus. (Kzw. See دَجَاجٌ.) A3: رَجُلٌ فَارِسُ النَّظَرِ, (S, O, TA,) and بِنَظَرِهِ, and بِعَيْنِهِ, (As,) A man who acts deliberately, and examines: (S, and so in Hr p. 356:) who possesses فِرَاسَة [i. e. insight, or intuitive perception, &c.]: (O:) or knowing by means of examination. (TA.) and فَارِسٌ فِى النَّاسِ [Seeing into the internal, inward, or intrinsic, states, &c., of men]. (IAar.) A4: فَارِسُ, (S, M, Mgh, K,) or فَارِسٌ, (so in some copies of the K,) [the former if fem., as it is a proper name, the latter if masc.,] A certain nation; (Mgh, Msb;) [namely, the Persians;] i. q. ↓ الفُرْسُ: (S, O, K:) generally fem.: (Msb:) فُرْسٌ is pl. of ↓ فَارِسِىٌّ, which is a rel. n. from فَارِسُ in the sense next following: (M:) [or, rather, فُرْسٌ is a coll. gen. n., and فَارِسِىٌّ is its n. un.] b2: Also, (S, O, but in the K “ or ”) The country of the فُرْس; (S, O, K;) [i. e., Persia;] a country of a certain nation. (M.) فَارِسِىٌّ [Persian: a Persian]: see فَارِسُ. Hence, التَّمْرُ الفَارِسِىُّ A certain sort of dates, (Mgh, Msb,) of good quality. (Msb.) أَفْرَسُ: see مَفْرُوسٌ.

A2: It is also a noun of excess, or a comparative and superlative epithet, from فِرَاسَةٌ, used by Zj, in the phrase أَفْرَسُ النَّاسِ, meaning, The best, (M,) or best and most true, (TA,) in فِرَاسَة, [i. e., insight, or intuitive perception, &c.,] of mankind. (M, TA.) One says also, أَنَا أَفْرَسُ مِنْكَ I am more endowed with mental perception, [or insight, or intuitive perception,] and more knowing, than thou. (TA.) مَفْرُوسٌ Having the back broken: (M, TA:) and so مَفْرُوزٌ. (TA.) b2: And Humpbacked; as also ↓ فَرِيْسٌ, (M, TA,) and ↓ أَفْرَسُ (Fr in TA voce أَعْجَرُ) [and أَفْرَصُ and أَفْرَزُ].

المُفْتَرِسُ: see الفَارِسُ.

مُفَرْنِسَةٌ A woman who manages well the affairs of her house, or tent. (Lth, TA.)
فرس
الفَرِس: وَاحِدُ الخَيْل، سُمِّيَ بِهِ لدَقِّه الأَرْضَ بحَوَافِرِه، وأَصْلُ الفَرْسِ: الدَّقُّ، كَمَا قَالَه الزَّمَخْشَريّ، وأَشارَ لَهُ ابنُ فارسٍ للذَّكَر والأُنْثَى، وَلَا يقَال للأُنْثَى: فَرَسَةٌ، قَالَ ابنُ سِيدَة: وأَصلُه التَّأْنيثُ، فلذلكَ قالَ سِيبَوَيْه: وتقولُ: ثلاثَةُ أَفْرَاسٍ، إِذا أَرَدْتَ المُذَكَّرَ، أَلْزَمُوه التَّأْنيثَ، وصارَ فِي كلامِهم للمؤَنَّث أَكثَر مِنْهُ للمُذَكَّر، حتَّى صارَ بمنزِلَة القَدَمِ، قَالَ: وتَصْغِيرها: فُرَيْسٌ، نادرٌ. أَو هِيَ فَرَسَةٌ، كَمَا حَكَاه ابنُ جِنِّي، وَفِي الصّحاح: وإِن أَرَدْتَ تَصْغيرَ الفَرسِ الأُنْثَى خاصَّةً، لم تَقُلْ إِلاّ فُرَيْسَةً، بالهَاءِ، عَن أَبي بَكْر بن السَّرَّاج. ج أفْراسٌ وفُروسٌ، وعَلَى الأَوّل اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، وراكِبُ فارِسٌ، أَي صاحِبُ فَرَسٍ، على إِرادة النَّسَب، كلاَبِنٍ وتَامِرٍ، قَالَ ابنُ السَّكِّيت: إِذا كانَ الرجُلُ عَلَى حافِر، بِرْذَوْناً كَانَ أَو فَرَساً أَو بَغْلاً أَو حَمَاراً، قلتَ: مَرَّ بنَا فَارِسٌ على بَغْلٍ، ومَرَّ بنَا فارسٌ على حِمَارٍ، قَالَ الشَّاعِر:
(وإِنّي امْرؤٌ للْخَيْل عِنْدي مَزِيَّةٌ ... عَلَى فارِسِ البِرْذَوْنِ أَو فَارِسِ البَغْلِ)
ج فُرْسان وفَوَارِسُ، وَهُوَ أَحَدُ مَا شَذَ فِي هَذَا النَّوْع، فجاءَ فِي المذَكَّر على فَوَاعِلَ، قَالَ الجَوْهَريُّ فِي جَمْعه على فَوَارِسَ: وَهُوَ شاذُّ، لَا يُقَاس عَلَيْهِ، لأَنَّ فَوَاعِلَ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فاعِلَةٍ، مثل ضاربَةٍ وضَوَارِبَ أَو جَمْعُ فاعِلٍ إِذا كانَ صِفَةً للمُؤَنَّث، مثْل حائِضٍ وحَوَائضَ، أَوما كَانَ لغير الآدَميِّين، مثل جَمَلٍ بازِلٍ وجِمَالٍ بَوَازلَ، وعاضِهٍ وعَواضِهَ، وحائِطٍ وحَوائطَ، فأَمّا مذَكَّرُ مَا يَعْقِلُ فَلم يُجْمَعْ عَلَيْهِ إِلا فَوارِسُ وهَوَالِكُ ونَوَاكِسُ، فَأَمَّا فَوَارِسُ، فلأَنه شيْءٌ لَا يكونُ فِي المؤَنَّث، فَلم يُخَفْ فِيهِ اللَّبْس، وأَمّا هَوَالِكُ فإِنَّما جاءَ فِي المَثَل: هالكٌ فِي الهَوَالك فجرَى على الأَصل، لأَنه قد يَجيءُ فِي الأَمثال مَا لم يَجِيءْ فِي غيرهَا، وأَمّا نَوَاكِسُ فقد جاءَ فِي ضَرُورَة الشِّعْر. قلْت: وَقد جاءَ أَيضاً: غائبٌ وغَوَائبُ، وشاهدٌ وشَوَاهِدُ، وسيأْتي فِي ف ر ط: فارطٌ وفَوَارِطُ، نَقله الصّاغَانِيُّ، وخالِفٌ وخَوَالِفُ، وَسَيَأْتِي فِي خَ ل ف. قَالَ ابنُ سيدَه: وَلم نَسْمَع امرأَةً فارسةً. وَفِي حَديث الضَّحّاك، فِي رَجُلٍ آلَى من امْرَأَته ثُمّ طَلَّقَها، قَالَ: همَا كفَرسَيْ رِهَانٍ، أَيُّهما سَبَقَ أُخِذَ بِهِ يُضْرَب لاثنيْن يَسْتَبِقَان إِلى غَايَةٍ فيَسْتَوِيَان، وأَمَّا تَفْسِير الحَديث: فإِنَّ العِدَّةَ وَهُوَ ثلاثُ حِيَضٍ أَو ثلاثةُ أَطْهَارٍ، إِن انقَضَتْ قَبْلَ انْقَضَاءِ وقْت إِيلائه، وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْهرٍ فقد بانَتْ مِنْهُ المَرْأَةُ بِتِلْكَ التَّطْليقَة، وَلَا شيءَ عَلَيْهِ من الإِيلاءِ، لَنَّ الأَرْبَعَةَ الأَشْهُرِ تَنْقَضي، وليستْ لَهُ بزَوْجٍ، وإِن مَضَتْ الأَرْبَعةُ الأَشْهُرِ وَهُوَ فِي العِدَّةِ بانَتْ مِنْهُ بالإِيلاءِ مَعَ تلكَ)
التَّطْلِيقَةِ، فكانَت، اثْنَتَيْنِ، فجَعَلَهما كفَرَسَيْ رِهَانٍ يَتَسَابَقَانِ إِلى غَايَةٍ، وَهَذَا التَّشْبِيهُ فِي الابْتِدَاءِ، لأَنَّ النِّهَايةَ تُجَلِّي عنِ السابقِ لَا مَحَالَةَ. والفَوَارِسُ: حِبَالُ رَمْلٍ بالدَّهْنَاءِ، قَالَ الأَزْهريُّ: وَقد رَأَيْتُها. وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ:
(إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِف ... شِمَالاً وعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الفَوَارِسُ)
وفَسَّرَه بِمَا تقدَّم، وَلَكِن قَالَ الأَزْهَرِيُّ: يَجُوز أَن يكونَ أَرادَ: ذُو الفَوَارِس: اسمُ مَوْضعٍ، كَمَا سيأْتِي، فحَذَف. ويُقَالُ: مَرَّ فارِسٌ علَى بَغْلٍ، وَكَذَا علَى كُلِّ ذِي حافِرٍ، كَمَا تَقدَّم عَن ابنِ السِّكِّيتِ، أَو لَا يُقال، وَهُوَ قَوْلُ عُمَارَةَ بن عَقِيلِ بن بِلال ابنِ جَرِيرٍ، فإِنَّه قَالَ: لَا أَقُولُ لصَاحِب البَغْلِ: فارِسٌ، وَلَكِن أَقول: بَغّالٌ، وَلَا أَقول لصاحِب الحِمَارِ: فارِسٌ، وَلَكِن أَقولُ: حَمَّارٌ.
ورَبِيعَةُ الفَرَسِ. ورَبِيعَةُ الفَرَسِ، تَقَدَّم سبَبُ تَلْقِيبِه بِهِ فِي ح م ر، وَهُوَ رَبيعةُ بنُ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ، أَخُو مُضَرَ وأَنْمَارٍ. وفَرَسَانُ، مُحَرَّكةً: جَزِيرَةٌ مأْهُولَةٌ ببَحْرِ اليَمَنِ، قَالَ الصّاغَانِيُّ فِي العُبَاب: أَرْسَيْتُ بِهِ أَيّاماً سنةَ خَمسٍ وسِتِّمائةٍ، وعِنْدَهم مَغَاصُ الدُّرِّ. قلتُ: وَهُوَ مُحاذيَةٌ للمِخْلاف السُّلَيْمَانِيّ، من طَرَفٍ، سُمِّيَتْ ببَنِي فَرَسَانَ. وفَرَسَانُ: لَقَبُ قَبِيلَةٍ من العربِ، لَيْسَ بأَبٍ وَلَا أُمٍّ، نَحْو تَنُوخ، وإِنّمَا هُم أَخْلاطٌ من تَغْلبَ، اصْطَلَحُوا عَلَى هَذَا الاسْم، قالَه ابنُ درَيْدٍ. قلت: هُوَ لَقَب عِمْرَانَ ابْن عَمْرو بن عَوْف بن عِمْران بن سَيْحَانَ بن عَمْرو الْحَارِث بن عَوْف بن جُشَمَ بن بكر بن حُبَيْب بن عَمْرو بن غَنْم بن تَغْلبَ، قيل: لُقِّبَ بِهِ، لجَبَلٍ بِالشَّام اجتازَ فِيهِ وسَكنَ وَلَدُ بِهِ، ثمَّ ارْتَحَلوا باليَمَن، ونَزَلوا هَذِه الجَزِيرَةَ، فعُرِفَتْ بهم، فلمّا أَجْدَبَتْ نَزَلُوا إِلى وَادِي مَوْزَعٍ، فغَلَبوا عليهمْ وسَكَنُوا هُنَالك، وَمن الفَرَسَانِيِّينَ جَماعةٌ يقَال لَهُم: التَّغالِبُ، يَسْكُنون الرُّبْعَ اليَمانيَّ مِن زَبيدَ، كَذَا حَقَّقُه الناَّشرىُّ، نَسَّابةُ اليَمَن، رحمَه اللهُ تَعالَى. وعَبْدِيدٌ الفَرَسَانيُّ: من رِجالِهم، لَهُ ذِكْرٌ فِي بَنِي فَرَسَانَ، أَورَدَه ابنُ الكلْبِيِّ. والفَارِس والفَرُوس، كصَبورٍ، والفَرَّاس، ككَتَّانٍ: الأَسَدُ، كُلُّ ذَلِك مأْخُوذٌ من الفَرْس، وَهُوَ دَقُّ العُنُق، والأخيرُ للمبَالَغة، ويُوصَفُ بِهِ فيُقَال: أَسَدٌ فَرّاسٌ، أَي كَثيرُ الافْتَرَاسِ. وفَرَسَ فَرِيِيسَتَه يَفْرِسُهَا، من حَدِّ ضَرَبَ: دَقَّ عُنُقَها، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْس: الكَسْر، وكُلُّ قَتْلٍ فَرْسٌ، والأَصْلُ فِيهِ دَقُّ العُنُقِ وكَسْرُها، وَقد فَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ فَرْساً: أَخَذَها فدَقَّ عنُقَهَا. والفَرِيسُ، كأَميرٍ: القَتِيلُ يقَال: ثَوْرٌ فَرِيسٌ وبَقَرةٌ فَرِيسٌ، ج فَرْسَى،، كقَتْلَى، وَمِنْه حَديثُ يأْجُوجَ ومأْجُوجَ فيُصْبِحُونَ فَرْسَى، أَي قَتْلَى.
والفَرِيس: حَلْقَةٌ من خَشَبٍ مَعْطُوفَةٌ تُشَدُّ فِي طَرَفِ الحَبْلِ، قَالَ الشَّاعِر:)
(فَلَوْ كَانَ الرِّشَا مائَتَيْن بَاعاً ... لَكَانَ مَمَرُّ ذلكَ فِي الفَرِيسِ) وَفِي الأَساس: وَلَا بدَّ لحَبْلكَ منْ فَرِيس. وَهُوَ الحَلْقَةُ من العُود فِي رَأْسه، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: فارِسيَّتُه جَنْبَر، كعَنْبَر، بِالْجِيم الفَارِسيَّة. وفَرِيسُ بنُ ثَعْلَبَةَ: تابعيُّ، هَكَذَا فِي سَائر النُّسَخ، ومِثْلُه فِي العبَاب، وَهُوَ غَلَطٌ صَوَابه: فَرِيس بنُ صَعْصَعةَ، كَمَا فِي التَّبْصِير والتَّكْملَة، رَوَى عَن ابْن عُمَرَ. وأَبو فِرَاسٍ، ككِتَابٍ: كُنْيَة الفَرَزْدَق بن غالِب بن صَعْصَعَةَ بن ناجيَةَ بن عِقَال بن محمَّد بن سُفْيَانَ ابْن مُجاشع بن دارِمٍ، الشَّاعِر المَشْهور. وأَبو فِرَاس: كُنْيَةُ الأَسَد، وَكَذَلِكَ أَبو فَرَّاسٍ، ككَتَّانٍ، نَقله القَاضي فِي العبَاب. وأَبو فِرَاس رَبِيعَةُ بنُ كَعْب ابْن مَالك الأسْلَميُّ الصَّحَابيّ، حِجَازيٌّ، تُوُفِّيَ سنة، روى عَنهُ أَبو سَلَمَة، وحَنْظَلَةُ بنُ عَمْرٍ والأَسْلَميُّ، وأَبو عِمْرانَ الجَوْنيُّ. وفِرَاس بنُ يَحْيَى الهَمْدانيّ صاحِبُ الشَّعْبِيّ، كُوفِيٌّ مُكَتِّبٌ مُحَدِّثٌ مُؤدِّبٌ، يَرْوِي عَن الشَّعْبِيّ. وفَارِسُ: هم الفُرْسُ، وَفِي الحَدِيث: وخَدَمَتْهم فارِسُ والرّومُ، أَو بِلادُهُم، وَمِنْه الحَدِيث: كُنْتُ شاكِياً بفارِسَ، فكُنْتُِ أُصَلِّي قاعِداً، فسأَلْتُ عَن ذلِكَ عائِشَةَ يُرِيد بذلك بِلادَ فارِسَ.
والفَرْسَةُ، بالفَتْحِ، هَكَذَا حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَفِي روايةِ غيرِ: بِكَسْر الفاءِ: رِيحُ الحَدَبِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الفَرْسَةُ: الحَدَبُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَصابَتْه فَرْسَةٌ، إِذا زالتْ فَقْرَةٌ مِن فَقَارِ ظَهْرِه قَالَ: وأمّا الرِّيحُ الَّتِي يكونُ مِنْهَا الحَدَبُ فَهِيَ الفَرْصَةُ، بالصادِ، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ لأَنَّها تَفْرِسُ الظَّهْرَ، أَي تَدُقُّه، وقالَ أَبُو زيدٍ: الفَرْسَةُ: قَرْحَةٌ تكونُ فِي العُنُقِ، وَمِنْه: فَرَستُ عُنُقَه وَفِي الصّحاحِ: الفَرْسَةُ: رِيحٌ تَأْخُذُ فِي العُنُقِ فتَفْرِسُها. وَقَالَ غيرُه: الفَرْسَةُ قَرْحَة تكونُ فِي الحدَبِ. وَقَالَ الكازَرُونِيُّ فِي شَرْحِ المُوجَزِ فِي الطِّبِّ: الأَفْرِسَةُ: جَمْع فَرْسَةٍ، تَأْخُذُ فِي العُنقِ فتَفْرِسُه. وَقَالَ صاحبُ التَّنْقِيح: الفَرْسَةُ لَا تُجْمَع على أَفْرِسَةٍ وأنما تجمع على فرسات وجمعة على أفراسه على الشُّذُوذ، فتَنَبَّهْ لذَلِك. وفَرْسٌ، بِالْفَتْح: ع لِهُذَيْلٍ، أَو بَلَدٌ مِنْ بِلادِهِم، قد جاءَ ذِكْرُه فِي أَشعارِهم، قَالَ أَبو بُثَيْنةَ:
(فأَعْلُوهُمْ بِنَصْلِ السَّيْفِ ضَرْباً ... وقُلْتُ لَعَلَّهُمْ أَصْحَابُ فَرْسِ)
والفِرْسُ، بالكَسْرِ: نَبْتٌ، واخْتَلَفَتْ الأَعْرَابُ فِيهِ، فقِيلَ: هُوَ الشَّرَسُ، أَو القَضْقَاضُ قالَه أَبو حازِم. أَو البَرْوَقُ أَو الحَبَنُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحِمَهُ الله: لم يَبْلُغْنِي تَحْلِيَتُهُ. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الفَرَاسُ، كسَحَابٍ: تَمْرٌ أَسْوَدُ، وليسَ بالشَّهْرِي، وأَنْشَد:
(إِذا أَكَلُوا الفَرَاسَ رَأَيْتَ شاماً ... عَلَى الأَنْثَال مِنْهُمْ والغُيُوبِ)

قَالَ: الأَنْثال: التِّلالُ. وفَرِسَ، كسَمِعَ: دَامَ على أَكلِه، أَي الفَرَاسِ. وفَرِسَ أَيضاً، إِذا رَعَى الفِرْسَ: النَّبْتَ المَذْكورَ آنِفاً. والفِرَاسَةُ، بالكَسْرِ: اسمٌ مِن التَّفَرُّسِ، وَهُوَ التَّوَسُّم، يُقال تَفَرَّسَ فِيهِ الشيْءَ، إِذا تَوَسَّمَه، وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: الفِرَاسَةُ بالعَيْنِ: إِدْرَاكُ الباطِنِ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ: اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فإِنَّه ينظُر بنُورِ الله وقالَ الصّاغَانِيُّ: لم يَثْبُتْ. قالَ ابنُ الأَثير: يُقَال بمَعْنَيَيْنِ، أَحَدهما: مَا دَلَّ ظاهِرُ الحَدِيثِ عليهِ، وَهُوَ مَا يُوقِعُه اللهُ تعالَى فِي قُلوبِ أَوْلِيَائِهابنُ خالَوَيْهِ: سُمِّيَ الأَسَد فِرْناساً، لأَنَّه رَئيسُ السِّباعِ، نُونُه زائدةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، كالفُرَانِسِ، بالضَّمِّ. والفِرْناس أَيضاً: الشَّدِيدُ الشُّجاعُ من الرِّجَال، شُبِّه بالأَسَدِ، قَالَه النَّضْر، فِي كتابِ الجُود والكَرَم. وفِرْنَاسٌ: رجلٌ مِن بَنِي سَلِيط ابنِ الْحَارِث بن يَرْبُوعٍ التَّمِيميّ. واَفْرَسَ الرجُلُ عَنْ بَقِيَّةِ مالٍ: أَخَذَه وتَرَكَ مِنْهُ بَقِيَّةً، عَن أَبِي عَمْرٍ و. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أَفْرَسَ الرّاعِي: غَفَلَ فأَخَذَ الذِّئْبُ شَاة من غَنَمِه.)
وأفْرَسَ الرجُلُ الأَسَدَ حِمَارَه، إِذا تَرَكَه لَهُ لِيَفْتَرِسَه ويَنْجُوَ هُوَ، وكذلِك فَرَّسَه تَفْرِيساً، إِذا عَرَّضَه لَهُ لِيَفْتَرِسَه، واسْتَعْمَلَ العَجّاجُ ذلِكَ فِي النَّعَر، فَقَالَ:
(ضَرْباً إِذَا صَابَ اليَآفِيخَ احْتَفَرْ ... فِي الهامِ دُحْلاناً يُفَرّسْنَ النُّعَرْ)
أَي أَنَّ هَذِه الجِرَاحاتِ وَاسِعَةٌ فَهِيَ تُمَكِّنُ النُّعَرَ مِمّا تُرِيده مِنْهَا، واسْتَعْملَه بعضُ الشُّعَرَاءِ فِي الإِنْسَانِ فقالَ، وأَنْشَده ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(قَدْ أَرْسَلُونِي فِي الكَواعِبِ راعِياً ... وكُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسَا)
أَي كانَت هَذِه النِّسَاءُ مُتَشَهِّيَاتٍ للتَّفْرِيسِ، فجَعلهنَّ كالسوامِ، إِلاّ أَنَّهنَّ خالَفْنَ السَّوَامَ، لأَنَّ السَّوامَ لَا تَشْتَهِي أَن تُفَرَّس، إِذ فِي ذلِكَ حَتْفُهَا، والنِّسَاءُ يَشْتَهِينَ ذلِكَ لِمَا فِيهِ من لَذَتِهِنَّ، إِذْ فَرْسُ الرِّجَالِ النِّسَاءَ هُنَا إِنَّمَا هُوَ مُوَاصَلَتُهُنّ، وكَنَى بالذِّئاب عَن الرِّجال، لأَنَّ الزُّناةَ خُبَثَاءُ كالذِّئاب.
وتَفَرَّسَ الرجُلُ، إِذا تَثَبَّت َ وتأَمَّلأَ الشيْءَ ونَظَرَ، تَقُولُ مِنْهُ: رجُلٌ فارِسُ النَّظَرِ، إِذا كَانَ عالِماً بِهِ. وتَفَرَّس أَيضاً: أَرَى النَّاسَ أَنّه فارِسٌ على الخَيْلِ. وافْتَرَسَه الذِّئبُ: اصْطادَه، وَقيل: قَتَله، وَمِنْه فَرِيسَةُ الأَسَدِ. وَقَالَ النَّضْر بنُ شُميْلٍ: يقَال: أَكَلَ الذِّئْبُ الشاةَ، وَلَا يُقَال: افْتَرَسها. وفَرْنَسةُ المَرْأَةِ: حُسْنُ تَدْبيرِها لأُمورِ بَيْتِهَا والنَّونُ زائِدةٌ، ويقَال: إِنَّها امْرَأَةٌ مُفَرْنِسَةٌ، قَالَه اللَّيْث.
وفَرْسِيس الصُّغْرَى والكُبْرَى قريتانِ بِمِصْرَ، الأُولَى من الشَّرْقِيَّة، والثَّانِيَةُ من جَزِيرةِ قُوَيْسِنَا.
ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الفَرَس: نَجْمٌ مَعْروفٌ، لمُشاكَلَتِه الفَرَسَ فِي صورَتِه. وفَارَسَهُ مُفَارَسَةً وفِرَاساً، ويُقَال: أَنا أَفْرَسُ مِنْكَ، أَي أَبْصَرُ وأَعْرَفُ. وَقَالَ الزّجّاجُ: أفْرَسُ النَّاسِ فُلانٌ وفُلانٌ، أَي أَجْوَدُهُمْ وأَصْدقُهُم فِرَاسَةً، قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أَدْرِي أَهُو على الفِعْلِ، أَوْ هُوَ من بابِ أَحْنَك الشّاتَيْنِ. وفَرَسَ الذَّبِيحَةَ فَرْساً: قَطَع نخَاعَهَا، أَو فَصَلَ عُنُقَهَا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الفَرْسُ: النَّخْعُ، وذلِك أَن يَنْتَهِيَ بالذَّبْحِ إِلى النّخَاعِ، وَهُوَ الخَيْطُ الّذِي فِي فَقَارِ الصُّلْبِ، مُتَّصِلٌ بالفَقَارِ، وَقد نُهِيَ عَن ذلِك. وافْتَرَسَ السّبُعُ الشَّيْءَ وفَرَسَه: أَخَذَه فَدَقَّ عُنُقَه. وفَرَّسَ الغَنَمَ تَفْرِيساً: أَكْثَرَ فِيها مِن ذلِكَ، قَالَ سِيبَوَيه: ظَلَّ يُفَرِّسُهَا ويُؤَكِّلُهَا، أَي يُكْثِرُ ذَلِك فِيهَا. والفَرِيسَةُ والفَرِيسُ: مَا يَفْرِسُ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: خافُوه خَوْفَ اللَّيْثِ ذِي الفَرِيس وأَفْرَسَه إِيَّاه: أَلْقَاه لَهُ يَفْرِسه. وفَرَسَهُ فَرْسَةً قَبِيحَةً: ضَرَبَه فدَخَلَ مَا بَيْنَ وَرْكَيْهِ وخَرَجَتْ سُرَّتُه.
والمَفْرُوس: المَكْسور الظَّهْر، كالمَفْزُور، وَهُوَ الأَحْدَب أَيْضاً، كالفَرِيس. والفُرْسَةُ، بالضَّمّ:)
الفُرْصَةُ، وَهِي النُّهْزَةُ، عَن أبن الأَعْرَابيِّ، وَالصَّاد فِيهَا أَعْرفُ. والفِرْناس: غَليظُ الرَّقَبة.
والفِرْنَوس، كفِرْدَوْسٍ: من أَسْماءِ الأَسَدِِ، حَكَاهُ ابنُ جنِّي، وَهُوَ بنَاءٌ لم يَحْكِه سيبَوَيه. وأَسَدٌ فُرَانِسٌ، كفِرْناسٍ، فُعَانِل، وَهُوَ ممَّا شَذَّ من أَبْنِيَةِ الكِتَابِ. وَذُو الفَوَارِسِ: مَوْضعٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(أَمْسَى بوَهْبَينَ مجْتَازاً لِطِيَّتِه ... من ذِي الفَوَارِسِ تَدْعُو أَنْفَه الرِّيَب)
وتَلُّ الفَوَارِس: مَوْضعٌ آخَرُ. وككِتَابٍ: فِرَاسُ بنُ غَنْمٍ، وفِرَاس ابنُ عامِرٍ: قَبِيلتان. والمفْتَرِس: الأَسَد. وككَتَّانٍ: فَرّاس بنُ وَائلٍ، فِي الأَزْد. قلْت: هُوَ فَرّاس بنُ وَائِل بن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب بن الْحَارِث الغِطْرِيف. وبالتَّحْرِيك: محَمَّد بنُ الحَسَن ابْن غُلاَمِ الفَرَسِ، شَيْخُ الشَّيْخِ الشَّاطبيِّ، مُقْرئٌ مشهُورٌ، سَمِع من السِّلَفيّ وغيرِه. والفَرَس: اسْم رجلٍ من تُجّار دَانِيَةَ، اسمُه مُوسَى، كانَ سَعِيدٌ جدُّ هَذَا المُقْرِئِ يَتَوَلاّه فقيلَ لَهُ: غُلامُ الفَرَس. ومُحَمَّد بنُ عبد الرَّحِيمرَاوِيةُ صَحيحِ مُسْلمٍ، مَشهُورانِ، إِلى إِقْليمِ فَارِسَ. والفارِسيَّةُ: من قُرَى السَّوَادِ، مِنْهَا أَبو الحَسَن بن مُسْلِمٍ الزّاهدُ الفارسيُّ، ذكرَه الحافظُ. ويَفْرُس، كيَنْصُر: مَدينَةٌ باليَمَن على سِتَّة مَرَاحِلَ من زَبِيدَ، مشهورةٌ، وَبهَا مَقَامُ الوَلِيِّ الصالحِ أَحْمَدَ بن عُلْوَانَ، نَفَعَنا اللهُ)
بِهِ آمينَ.
(فرس) : أَفْرَس عن بَقيَّة مال فُلان: إذا أَخَذَه وتَرَكَ منه بَقِيَّة.
(فرس) - في الحديث: "اتَّقُوا فِراسَةَ المُؤْمِنِ ".
الفِراسَةُ: إصابةُ الظَّنِّ. وهي نوعان: نَوْعٌ دَلَّ عليه هذا الحديثُ؛ وهو ما يُوقِعه الله تبارك وتعالى في قُلوبِ أَوْلِيائِه، فيَعْلَمُونَ أَحوالَ بَعضِ الناسِ. ومنها نَوعٌ يُتَعَلَّم بالدَّلائل والتَّجَارب، كما حُكِى عن الشافعي وغَيره: أَنَّهم كانوا يتعلَّمُونَه فيَعرِفُون به أَحوالَ الناسِ.
- في حديثَ قَيْلَة - رضي الله عنها -: "مَعَها ابنَةٌ لها أخذَتْها الفَرْسَة"
قال أبو زيد: هي قَرْحَة تأخذ في العُنُق فتَفرِسُها: أي تَدقُّها. والفَرَسَة : رِيحُ الحَدَب، وهي التي في الحديث؛ وقد تَجيءُ بالصَّاد بَدَل السِّين.
(فرسك) في حديث سُفْيان بنِ عَبدِ الله: "كَتَب إلى عُمَر عِنْدَنَا حِيطانٌ فيها من الفِرْسِك."
وهو الخَوْخُ، والفِرْسِق أيضا. وقيل: مِثْلُ الخَوخ أَجردُ أَملسُ أَحمرُ وأَصفَرُ، طَعْمُه كطَعْمِ الخَوْخ من العِضَاه.
ف ر س

" هما كفرسي رهان ". وتقول: هو فارس ثابت الفراسة، وفارس صائب الفراسة. وقد فرس فلان إذا حذق بأمر الخيل فروسةً وفروسيةً. ويقال لراكب البغل: فارس. قال:

وإني امرؤ للخيل عندي مزيّة ... على فارس البرذون أو فارس البغل

ويقال: ليس بفارس ولكنه يتفرّس. وفرس: صار ذا رأيٍ وعلمٍ بالأمور. وفراستي في فلان الصلاح. قال:

بأطيب من فيها وما ذقت طعمه ... ولكنني فيما ترى العين فارس

وقال البعيث:

قد اختاره الله العباد لدينه ... على علمه والله بالعبد أفرس

وعن عمر رضي الله عنه: لا تنخعوا ولا تفرسوا ودعوا الذبيحة تجب. والفرس: دقّ العنق، ومنه: الفرس: لدقّه الأرض بحوافره. والفرسة: القرحة التي تخرج بالعنق فتفرسها. تقول: أنزل الله بك الفرسة والفرصة وهي ريح الحدب. وأبو فراسٍ تخيس الفرائس في خيسه وهي كنية الأسد. وتقول: في بني تميم فوارس، كأنهم الليوث الفوارس. ولا بدّ لحبلك من فريس وهي الحلقة من العود في رأسه. قال:

فإن تكن الرّشا مائتين باعاً ... فإن ممرّ ذلك في الفريس

وطويت إليه فراسخ. وقال الفرزدق:

وقد ينبح الكلب النجوم ودونه ... فراسخ تنضي الطّرف للمتأمّل
فرس: فرس (بالتشديد). فرس السطح وضع عليه الفرس وهو تراب أبيض يغطون به الأسطحة. من كلام العامة. (محيط المحيط).
تفرس، تفرس في فن: أتقنه أو صار ذا رأى وعلم به. (بوشر).
تفرس: أفترس. (بابن سميث 1249).
افترس: قفز، وثب. (فوك).
افترس: اغتصب امرأة (ألكالا) واغتصب غلاماً (ألف ليلة 77:2،317).
افترس حصناً: باغته وأخذه على غره. (حيان ص19 ق).
فرس: فريسة. (عبد الواحد ص213).
فرس: تراب أبيض يغطون به الأسطحة. (عامية). (محيط المحيط).
فرس: مشط الآلة الموسيقية، مشط الكمنجة. (صفة مصر 228:13، لين عادات 78:2).
فرس البحر: برنيق، فرس النهر. يركهارت نوبية ص12: غير أن بوشر ذكر فرس البحر وقال إنه حيوان خرافي.
فرس عبد المؤمن: في كتاب عبد الواحد (ص216): وأول من يعترض في العرض العام ولد عمر بن عبد الواحد الصنهاجي ثم فرس عبد المؤمن أو من كان من ولده يتولى الأمر. وفيه (ص248) ثم بعدهم فرس الخليفة من بني عبد المؤمن. ولا أدري كيف أصبحت كلمة فرس تدل على معنى أسرة، آل، ذرية.
فرس: لابد أنها تدل على معنى لا أدري ما هو عند ابن الأثير في شرحه لابن عبدون الذي يذكر في وصفه وليمة: مائة فرس قشلمش (مخطوطة السيد دي جاينجوس ص138 ق).
فرسة: فريسة -ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( captisa: صيد وفرسة).
فرسة: فرصة، نهزة (تنظر لين)، والجمع، فرس (فوك).
فروس: ذكرت في ديوان الهذليين (ص245، البيت السابع).
فريس: أقسون. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 281).
فراسة: فطنة، بصيرة (بوشر) وإدراك، تمييز. (هلو).
الفراسة: عند أهل الحقيقة (الصوفية) هي مكاشفة اليقين ومعاينة الغيب، (المقدمة 1: 199، محيط المحيط).
فراس: ذكرت في ديوان الهذليين (ص150، البيت 12، ص151).
فارس: صنف من السفرجل (البكري ص67).
فرسان: نوع من كبار النمل. (أماري ص11).
فارسي. المراكب الفارسية من السروج: سروج تصنع على الطريقة الفارسية للرجال. (دي سلان، تاريخ البربر 2: 283).
الأرحاء الفارسية (الإدريسي في أماري ص42) وقد ترجمها جوبرت (2: 89) بما معناه الأرحاء التي تديرها الدواب، مدار.
الطواحين الفارسية (البكري ص 36): يقول ديسلان: لعلها الأرحاء الفارسية وهي التي تديرها الدواب، مدار.
أفرَس: شديد الفراسة، شديد التبصر والإدراك لعواقب الأمور. (دي يونج).
افتراس: ضراوة، شراسة (بوشر).
مفترس: ضار، جارح. (لوسييه، المقدمة 1: 70).

قنف

(قنف) : قَنَفَ القاعُ قَنْفاً: تَشَقَّق طِينُه، ويَبِسَ.
قنف: قنفك كف عن امتنع عن، تجنب، زهد في، أمسك. (ميهرن ص34).
تقنيف، وتقنف: نفور، كراهية، اشمئزاز، تقزز، (فوك. ميهرن ص26). تقنف: كف عن، امتنع عن: تجنب، زهد في أمسك (ميهرن ص34).
قنافة: رجل طائش بليد. (ميهرن ص34).
[قنف] الأقْنَفُ: الأبيضُ القفا من الخيل. أبو عمرو: القَنيفُ مثل القَنيبِ، وهم جماعات الناس. وحكى ابن دريد: مرقنيف من الليل، أي قطعة منه، ويقال: طائفة منه. والقَنيفُ: السحابُ ذو الماء الكثير. والقَنَفُ: صِغر الأذنين وغلظهما. والرجل أقْنَفُ، والمرأةُ قَنْفاءُ. وقول الراجز:

وتمسح القنفاء ذات الفروة * يعنى الذكر. والقناف: الكبير الانف.

قنف


قَنِفَ(n. ac. قَنَف)
a. Was covered with dry clay (ground).
b. [Min] [ coll. ], Disliked, was
loath, averse to.
قَنَّفَ
a. [acc. & Bi], Cut, slashed with.
أَقْنَفَa. Had a large army.
b. Had thick ears.
c. see X
تَقَنَّفَ
a. [ coll. ]
see I (b)
إِسْتَقْنَفَa. Kept his kingdom in good order (king).

أَقْنَفُ
(pl.
قُنْف)
a. Thick-eared; flateared.

قِنَاْفa. see 24
قُنَاْفa. Bignosed.

قَنِيْفa. Band, troop.
b. Sober, temperate.

N. P.
قَنَّفَa. Wide, extensive.

قِنْفِج
a. Big donkey.

قَنْفَخ
a. Disaster.
b. A certain plant.
قنف
يُقال لأذُنِ المَعْزِ إذا كانتْ غَلِيظةً: قَنْفَاءُ وهي التي لا أطَرَ لها.
والكَمَرَةُ قَنْفَاءُ.
ورَجُلٌ قُنَافٌ: ضَخْمُ الأنْفِ واللِّحْيَةِ، ويُقال طَوِيلُ الجِسْم غَلِيظُه، وقِنَافٌ مِثْلُه.
والقَنِيْفُ: جَماعَةٌ من الناس. والسَّحابُ ذو الماءِ الكَثِيرِ. والرَّجُلُ القَليلُ الأكْلَ.
والقِنَّفُ: الطِّيْنُ يكونُ تحت الماءِ إذا صارَ يابساً، وجَمْعُه قَنَائف. وهو - أيضاً -: القُشَارُ الذي يَتَقَشَّرُ عن جُرْدَانِ الفَرَس.
والقُنَافُ: الفَيْشَلَةُ الضَّخْمَةُ. وقَنَفْتُه بالسَّيْف: أي قَطَعْتَه.
وحَجَفَةٌ مُقَنَّفَةٌ: أي مُوَسَّعَةٌ. والقَنِفُ: الأزْعَرُ القَليلُ الشَّعر في الرَّأْس.
ويقولون: لا رَحِمَ اللهُ قِنَّفَتَه: أي فَيْشَتَه.
الْقَاف وَالنُّون وَالْفَاء

القنف: عظم الْأذن وإقبالها على الْوَجْه وتباعدها من الرَّأْس.

وَقيل: انثناء طرفها واستلقاؤها على ظهر الْأُخْرَى.

وَقيل: انثناء اطرافها على ظَاهرهَا.

وَقيل: انتشار الاذنين وإقبالهما على الرَّأْس. وَقيل: صغرها ولصوقها بِالرَّأْسِ.

أذن قنفاء وَرجل اقنف.

والقنف فِي الشَّاة: انثناء اذنها إِلَى رَأسهَا حَتَّى يظْهر بَطنهَا.

وَقيل القنف فِي أذن الْإِنْسَان: انثناؤها، وَفِي أذن المعزى: غلظها كَأَنَّهَا رَأس نعل مخصوفة.

وكمرة قنفاء، على التَّشْبِيه، أنْشد ابْن دُرَيْد:

وَأم مثواي تَدْرِي لمتي ... وتغمز القنفاء ذَات الفروة

وَأنْشد الْأَخْفَش:

قد وَعَدتنِي أم عَمْرو أَن تا

تمسح رَأْسِي وتفليني وَا

وتمسح القنفاء حَتَّى تنتا

أَرَادَ: حَتَّى تنتأ، فَخفف وابدل. وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي مَوْضِعه.

وَفرس أقنف: ابيض الْقَفَا ولون سائره مَا كَانَ.

وَرجل قناف: ضخم الْأنف.

وَقيل: عَظِيم الرَّأْس واللحية.

وَقيل: هُوَ الطَّوِيل الْجِسْم الغليظه.

والقنيف: الْجَمَاعَة من الرِّجَال وَالنِّسَاء. وَجمعه: قنف.

والقنيف: السَّحَاب ذُو المَاء الْكثير.

ومرقنف من اللَّيْل: أَي قِطْعَة مِنْهُ، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَيْسَ بثبت.

والقنف: مَا يبس من الغدير فتقلع طينه، عَن السيرافي.

وقنافة: اسْم. 

قنف: القَنَفُ: عِظَمُ الأُذن وإقبالها على الوجه وتباعدها من الرأْس،

وقيل: انثناء طرَفها واستلقاؤها على ظهر الأُخرى، وقيل: انثناء أَطرافها

على ظاهرها، وقيل: انتشار الأُذنين وإقبالهما على الرأْس، وقيل: صغرها

ولصوقها بالرأْس، أُذن قَنْفاء. غيره: القَنَف صغر الأُذنين وغِلَظُهما،

وقيل: عِظَم الأُذن وانقلابها، والرجل أَقنف والمرأَة قَنْفاء. ابن سيده:

والقَنَفُ في الشاة انثناء أُذنها إلى رأْسها حتى يظهر بطنها؛ وقيل:

القَنَفُ في أُذن الإنسان انثناؤها وفي أُذن المِعْزى غلظها كأَنها رأْس نَعْل

مخصوفة، وهي أُذن قنفاء، ومن الإنسان إذا كانت لا أُطُرَ لها. وأَقنَفَ

الرجل إذا استرخت أُذنه. وأَقنف الرجل واسْتقْنف: اجتمع له رأْيه وأَمره

في معاشه، وكمرَة قَنْفاء على التشبيه؛ أَنشد ابن دريد:

وأُمّ مَثْوايَ تُدرِّي لِمَّتي،

وتَغْمِزُ القَنْفاء ذات الفرْوةِ

قال ابن بري: وهذا الرجز ذكره الجوهري: وتمْسَحُ القَنْفاء، قال: وصوابه

وتغمز القنفاء، قال: وفسره الجوهري بأَنه الذكر. قال ابن بري: والقنفاء

ليست من أَسماء الذكر وإنما هي من أَسماء الكمَرة، وهي الحَشَفة

والفَيْشة والفَيْشَلة، ويقال لها ذاتُ الحُوق، والحُوقُ: إطارُها المُطِيف بها؛

ومنه قول الراجز:

غَمْزَكَ بالقَنْفاء ذاتِ الحُوقِ،

بين سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ

وأَنشد الأَخفش:

قد وَعَدَتْني أُمُّ عَمْرو أَن تا

تَمْسح رأْسي وتُفَلِّيني وا

وتَمْسَح القَنْفاء حتى تَنْتا

أراد حتى تنتأَ فخفف وأَبدل، وهو مذكور في موضعه. الليث وذكر قصة

لهمَّام بن مُرّة وبناتِه يَفْحُش ذكرها فلم يذكرها. الأَزهري: والأَقْنَف

الأَبيض القفا من الخيل. وفرس أَقْنف: أَبيض القفا ولون سائره ما كان،

والمصدر القَنَف.

والقُنافُ والقِنافُ: الكبير الأَنف. ورجل قُنافٌ وقِناف: ضخم الأَنف،

وقيل: عظيم الرأْس واللحية، وقيل: هو الطويل الجسم الغليظه. والقَنِيبُ

والقَنِيفُ: الجماعة من الرجال والنساء، وفي الصحاح: جماعاتُ الناس، وجمعه

قُنُف. وحكى ابن بري عن السيرافي: القَنِيف الطَّيْلَسان؛ وأَنشد لقيس بن

رِفاعة:

إنْ تَرَيْنا قُلَيِّلين كما ذيـ

ـدَ عن المُجْرِبين ذَوْدٌ صِحاحُ،

فلقد نَنْتَدِي، ويَجْلِسُ فينا

مَجْلِسٌ كالقنِيفِ فَعْمٌ رَداحُ

ويقال: اسْتَقْنف المجلس إذا استدار. والقَنِيف: السحاب ذو الماء

الكثير. ومرّ قَنِيفٌ من الليل أَي قِطعة منه؛ قال ابن دريد: وليس بثبت.

والقِنَّفُ: ما يَبِس من الغَدير فتَقَلَّع طينه؛ عن السيرافي. ابن

الأعرابي: القِنَّفُ والقِلَّفُ ما تطاير من طين السيل عن وجه الأَرض

وتشقَّقَ. أَبو عمرو: القَنَفُ واللَّخْنُ البياض الذي على جُرْدان الحمار.

وقُنافةُ: اسم.

قنف
أبو عمرو: القُنافي - بالضم - من الرجال: العَظيم.
وقال ابن عبّاد: رجل قُنافٌ: ضخم اللحية، وقيل: الطويل الجسم الغَليظُه، وقِناف مثله.
قال: والقُنَافُ: الفَيشلة الضخمة.
وقال غيره: القُنَافُ: الرجل الكبير الأنف.
وقَبِيصة بن هُلب - وهُلب لقب؛ واسمه يزيد - بن قُنافة الطائي: هو وأبوه هُلب من أصحاب الحديث.
والأقْنَف: الأبيض القَفا من الخيل.
والقَنَفُ - بالتحريك -: صِغَرُ الأذنين وغِلَظُهما، وزاد ابن دريد: ولُصُوقهما بالرأس.
وقال أبو عمرو: القَنَفُ: البياض الذي جُردان الحمار.
وقال الليث: الأذن القَنْفَاءُ أذن المِعْزى: إذا كانت غليظة كأنها نَعل مخصوفة؛ ومن الإنسان: إذا كانت لا أُطَر لها؛ والكَمَرَة القَنْفَاء. وكانت لَهْمام بن مرة ثلاث بنات فــآلى ألاّ يُزوجهن أبداُ، فلما طالت بهن العُزُوبة قال إحداهن بيتا وأسمعته كأنها لا تعلم أنه يسمع ذلك، فقالت:
أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي اللاّئي تكُونُ مَعَ الرِّجالِ
فأعطاها سيفا وقال: السيف يكون مع الرجال، فقالت التي تليها: ما صَنَعتِ شيئاً؛ ولكني أقول:
أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي قَنْفَاءَ مُشْرِفَةِ القَذَالِ
فقال: وما قَنْفَاء تريدين مِعْزىً؟، فقالت الصغرى: ما صنعتما شيئاً؛ ولكني أقول:
أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي عَرْدٍ أسُدُّ به مَبالي
فقال: أخزاكُن الله؛ وزوجهُن. وأنشد غير الليث.
وأُمُّ مَثْوايَ تُذَرّي لِمَّتي ... وتَغْمِزُ القَنْفَاءَ ذاةَ الفَرْوَةِ
وقال أبو عمرو: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس.
وقال ابن دريد: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس.
وقال ابن دريد: القَنِيْفُ اختلفوا فيه، فقال قوم: القَنِيْفُ السحاب، وقال آخرون: مرَّ قَنِيْفٌ من الليل: إذا مرَّ هَوِي منه؛ وليس بثَبتٍ.
وقال ابن عبّاد: القَنِيْفُ: القليل الأكل.
والقَنِفُ: الأزْعر القليل شعر الرأس.
وقَنِفَ القاعُ قَنَفاً: إذا تشقَّق طينه. قال ابن الأعرابي: القِنَّفُ والقِلَّفُ - مثال قِنَّبٍ -: ما تطاير من طين السيل على وجه الأرض وتشقَّق.
قال: وأقْنَفَ الرجل: إذا اسْتَرْخَتْ أذنه.
وأقْنَفَ: إذا اجتمع له رأيه.
وقال ابن عبّاد: أقْنَفَ: إذا صار ذا جيش كثير.
وحَجَفَةٌ مُقَنَّفَةٌ - بتشديد النون المفتوحة -: أي مُوسعة.
وقَنَّفْتُه بالسيف: أي قطعْتُه.
وقال ابن الأعرابي: اسْتَقْنَفَ الرجل: إذا اجتمع له رأْيُه وأمره في معاشه؛ مثل أقْنَفَ.
والتركيب يدل على تجمُّع شيء.
قنف
القُنافُ، كغُرابٍ، وكِتابٍ: الضمُّ نَقَلَه الجَوْهَريُّ، والكسرُ عَن ابنِ عَبّادٍ: الكَبِيرُ الأَنْفِ كَمَا فِي الصِّحاح. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القِنافُ: الضخم اللِّحْيَةِ. وقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الغَلِيظُ الجِسْمِ، قالَ: والكسرُ لغةٌ فِيهِ. قَالَ: والقُنافُ: الفَيْشَلَةُ الضَّخْمَةُ وَهِي الحشَفَةُ كالقُنافِيِّ بالضَّمِّ، عَن أَبي عَمْرٍ وَفِي كتابِ الجِيمِ، وَهُوَ الرَّجُلُ العَظِيمُ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ العظِيمُ الرّأْسِ واللِّحْيَةِ. وقَبِيصةُ بنُ هُلْب واسمُه يزيدُ بن قُنافَةَ الطّائِيُّ، كثُمامَةَ، هُوَ وأَبُوه هُلْبٌ: مُحَدِّثانِ وَهُوَ يَرْوِى عَن أَبِيه هُلْبٍ، وهُلْبٌ لَهُ صُحْبَةٌ، فقَبيصَةُ من التّابِعِينَ، وعِدادُه فِي أَهلِ الكُوفَةِ، روى عَنهُ سِماكُ بنُ حَرْبٍ، ذكَرَه ابنُ حِبّان فِي الثِّقاتِ، فكانَ يَنْبِغي للمُصَنِّفِ أَن يُشِيرَ إِلَى ذلكَ على عادَتِه. والأَقْنَفُ: الأَبيضُ القَفا من الخَيْلِ نَقَله الجَوهريُّ، زادَ غيرُه: ولونُ سائِرِه مَا كَانَ، والمَصْدَرُ القَنَفُ.
والقَنَفُ، محرَّكَةً: صِغَرُ الأُذُنَيْنِ وغِلَظُهُما كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ ابنُ دُرَيْدٍ: ولُصُوقُهما بالرَّأْسِ وقِيلَ: عِظَمُ الأُذُن وانْقِلابُها، والرَّجُلُ أَقَنَفُ، والمَرْأَةُ قَنْفاءُ، وقِيلَ: انْتِشارُهما وإِقبالُهُما على الرَّأْسِ، وقِيلَ: انْثِناءُ أَطْرافِهِما على ظاهِرهما. وقالَ أَبو عَمْرٍ و: القَنَفُ: البياضُ الَّذِي عَلى جُرْدانِ الحمارِ. وقالَ اللَّيْثُ: القَنْفاءُ من آذانِ المِعْزَى: هِيَ الغَلِيظَةُ، كأَنَّها رأَسُ نَعْل مخْصُوفَة.
والقَنْفاءُ مِنّا: مالاَ أُطُرَ لَهَا. وَمن المجازِ الكَمَرَةُ القَنْفاءُ: هِيَ العَظِيمَةُ على التَّشْبِيهِ، أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأُمُّ مَثْواىَ تُذَرِّي لِمَّتِي وتَغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوةِ قالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا الرَّجزُ ذكَرَه الجَوْهَريّ، وتَمْسَحُ القنفاءَ، وصوابُه وتَغْمِزُ القَنْفاءَِ قالَ:)
وفَسَّرَه الجَوْهَرِيُّ بأَنّه، الذَّكَرُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: والقَنْفاءُ: لَيست من أَسْماءِ الذَّكَرِ، وإِنَّما هِيَ من أَسْماءِ الكَمَرةِ، وَهِي الحَشَفَةُ والفَيْشَةَ والفَيْشَلَةُ، ويُقالُ لَهَا: ذاتُ الحُوقِ، والحُوقُ: إِِطارُها المُطِيفُ بهَا، وَمِنْه قَوْلُ الرّاجِزِ: غَمْزَكَ بالقَنْفاءِ ذاتِ الحُوقِ بَين سِماطَىْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ ويُروَى أَنّه كانَّ وَفِي العُبابِ كانَتْ لهَمّامِ بنِ مُرَّةَ بنِ ذُهْلِ ابْن شَيْبانَ ثلاثُ بَنَات، فأَبَى أَن يُزَوِّجَهُنَّ وَفِي العُباب: فــآلَى أَلاّ يُزَوِّجَهُنَّ أَبَداً فَلَمَّا عَنَسْنَ وطالت بهِنَّ العُزُوبَةُ واغْتَلَمْنَ، قالتْ إحداهُنَّ بَيْتاً، وأَسْمَعَتْه إِيّاهُ مُتَجاهِلَةً أَي: كأَنّها لَا تَعْلَمُ أَنه يَسْمَعُ ذَلِك:
(أَهمّامَ بن مُرَّةَ إِنَّ همِّي ... لَفِي الّلائِي يَكُونُ مَعَ الرِّجالِ) فأَعْطاها سَيْفاً، فقالَ: هَذَا يَكونُ مَعَ الرِّجالِ، فَقَالَت أُخرى وَهِي الَّتِي تَلِيها: مَا صَنَعْتِ شَيْئاً، ولكنِّي أَقُولُ:
(أَهَمّامَ بنَ مُرَّةَ إِنَّ هَمِّي ... لَفِي قَنْفاءً مُشْرِفَةِ القَذالِ)
فَقَالَ: وَمَا قَنْفاءُ تُرِيدِينَ مِعْزَى فَقَالَت الصُّغْرَى: مَا صَنَعْتُما شَيْئاً، ولكِنِّي أَقُولُ:
(أَهَمّامَ بنَ مُرَّةَ إِنَّ هَمِّيِ ... لَفِي عَرْدٍ أَسُدُّ بِهِ مَبالِي)
فَقَالَ: أَخْزاكُنَّ اللهُ، فَزَوَّجَهُنَّ هكَذا أَورَدَها اللّيْثُ، وحَكاها أَبو عُبَيْدَةَ، وفيهَا تَقْدِيمٌ وتَأْخِيرٌ وتَبْدِيلٌ فِي روايِة بعضِ الأَبْياتِ، وأَوْرَدَها المُبَرِّدُ فِي الكامِلِ على أَنَّها بِنْتٌ واحدةٌ، وَفِيه فِي البيتِ الأولِ: حَنَّ قَلْبِي إِلَى بَدَلَ: إِنَّ هَمِّي لَفِي وَكَذَا فِي سَائِر البُيُوتِ، فقالَ لَهَا: يَا فَساقِ، أَرَدْتِ صَفِيحَةً مَاضِيَة، وَفِي البَيْتِ الثانِي: إِلَى صلْعاءَ بدل إِلَى قَنْفاءَ، فَقَالَ لَهَا: يَا فَجارِ أَرَدْتِ بَيْضَةً، وَفِي الثَّالِثَة: إِلَى أَيْرٍ بدل لَفِي عَرْدٍ وَفِيه: فقامَ فقتلَها، قَالَ شَيخنَا: وَهَذِه أَشْهَرُ عندَ الرُّواةِ، وَفِي اللِّسَان: وذَكَر اللَّيْثُ قِصَّةً لهَمّامِ بن مُرَّةَ وبَناتِه يَفْحُش ذِكْرُها، فَلم يَذْكُرْها الأَزْهَريُّ. قلتُ: وَلَو تَرَكَها المُصَنِّفُ أيْضاً كانَ أَوْفَقَ لاخْتِصارِه. والقَنِيفُ، كأَمِيرٍ: جَماعاتُ النّاسِ كَمَا فِي الصِّحاح، وكذلِكَ القَنِيبُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عَمْرٍ و، وقالَ غيرُه: الجَماعةُ من النِّساءِ والرِّجالِ، والجَمعُ: قُنُفٌ. وقالَ ابنُ عبّادٍ: القَنِيفُ: الرَّجُلُ القَلِيلُ الأَكْلِ. وَأَيْضًا: الأَزْعَرُ القَلِيلُ شَعْرِ الرَّأْسِ هَكَذَا فِي سائرِ النُّسخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: القَنِفُ، ككَتِفٍ: الأَزْعَرُ القَليلُ الشّعرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ والتَكْمِلةِ. والقَنِيفُ: السَّحابُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَو السَّحابُ الكَثِرُ الماءِ وَفِي)
الصِّحاح: السَّحابُ ذُو الماءِ الكَثِيرِ. وحكَى ابنُ دُرَيْدٍ: يُقال: مَرَّ قَنِيفٌ من اللَّيْلِ: أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ، ويُقال: طائِفَةٌ مِنْهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَفِي العُبابِ: إِذا مَرَّ هَوِيٌّ مِنْه وَلَيْسَ بثَبْتٍ. وقالَ ابنُ عبّادٍ: قَنِفَ القاعُ، كفَرِحَ: تَشَقَّقَ طِينُه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: القِنَّفُ، كقِنَّبٍ: مَا تَطايَرَ من طِينِ السَّيْلِ على وَجْهِ الأرضِ وتَشَقَّقَ وَفِي بعضِ نُسَخِ النَّوادِرِ عَن وَجْهِ الأرضِ. وَقَالَ السِّيرافِيُّ: القِنَّفُ: مَا يَبِسَ من الغَدِيرِ فتَقَلَّعَ طِينُه، وكذلكَ القِلَّفُ، وَقد ذُكِر فِي موضِعِه. وأَقْنَفَ الرَّجُلُ: اسْتَرْخَتْ أُذُنُه عَن ابنِ الأَعرابيِّ. وأَقْنَفَ: صارَ ذَا جَيْشٍ كَثِيرٍ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ. وقالَ ابنُ الأَعرابيّ: أَقْنَفَ: اجْتَمَعَ لَهُ رَأْيُه وأَمْرُه فِي مَاشِه كاسْتَقْنَفَ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: حَجَفَةٌ مُقَنَّفَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: أَي مُوَسَّعَةٌ. ويُقالُ: قَنَّفَه بالسَّيْفِ تَقْنِيفاً: إِذا قَطَّعَه بِهِ.
وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ: القَنِيفُ، كأَمِيرٍ: الطَّيْلَسانُ، حَكَاهُ ابنُ بَرِّيّ عَن السِّيرافِيِّ، وأَنْشَدَ:
(فَلَقَدْ نَنْتَدِي ويَجْلِسُ فِينَا ... مَجْلِسٌ كالقَنِيفِ فَعْمٌ رَداحُ)
وَيُقَال: استَقْنَفَ المَجْلِسُ: إِذا اسْتدارَ. وبَنُو قانِفٍ: حَيٌّ باليَمنِ، مِنْهُم عبدُ اللهِ بنُ داودَ الخُرَيْبِيُّ القانِفِيّ كَذَا نَسَبَه المالِينِيُّ، وقاسِمُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ قانِفٍ القانِفِيُّ، نُسِب إِلَى جَدِّهِ.

سبل

(سبل) الشَّيْء أَبَاحَهُ وَجعله فِي سَبِيل الله
(سبل) : السَّيْبَلةُ: الخَشَبَة التي تكونُ في أعْلَى الشِّراع.

سبل


سَبَلَ(n. ac. سَبْل)
a. Abused, insulted.
b. Let down (hair).
سَبَّلَa. Dedicated to pious uses.

أَسْبَلَa. Let down, made to hang down; let fall.
b. Fell ( rain, tears ).
c. Was much frequented (road).
d. Put forth its ears (corn).
سَبَلa. Rain.
b. Ear ( of corn ).
c. Nose.
d. Dimness of sight; film.

سَبَلَة
(pl.
سِبَاْل)
a. Mustache.
b. see 4 (b)
سَاْبِلَة
(pl.
سَوَاْبِلُ)
a. Company of travellers.
b. Much frequented road, beaten track; highway.

سَبِيْل
(pl.
سُبُل)
a. Road, path, way; means, expedient.
b. [ coll. ], Public
drinking-fountain.
سَبُوْلَة
سُبُوْلَةa. Ear ( of corn ).
إِبْن السَّبِيْل
a. Traveller; tramp.

في سَبِيْل اللّٰه
a. In the cause of God!
(سبل) - في حديث مَسْروق: "لا تُسْلِم في قَراحٍ حتى يُسْبِلَ"
يقال: أَسْبَل الزَّرِعُ: إذا سَنْبَل، والسُّبوُلة : سُنْبُلة الذُّرَة؛ أي لا تَبِع زَرعَ قرَاح حتى يَتسَنْبَل، وهذا يدلّ على أن نُونَ السُّنبُل زَائِدةٌ. - في حديث سَمُرة [بن جُنْدَب] - رضي الله عنه: "فإذا الأرضُ عندَ أَسْبُلِه"
: أي طُرُقِه، وهو جمع القِلّةِ للسَّبيل إذا أنِّثَ، وأسْبِلَة إذا ذُكِّرَ - في حديث رُقَيْقَة، رضي الله عنها:
* فَجادَ بالماءِ جَوْنِيٌّ له سَبَلُ *
: أي مَطَرٌ جَوْدٌ، وكذلك المُسْبِلُ، وأَسْبَلَت السماءُ: أَرسلَتْ أوَّلَ مَطَرِها. ورأيت سَبَلَ السَّماءِ؛ إذا رأيتَه من بَعيِد ولم يُصِبْك.
- في حديث الحَسَن: "دخلتُ على الحجَّاج وعَلَيه ثِيابٌ سَبَلَةٌ".
قيل: هي أغلظ ما يكون تُتَّخذ من مُشَاقَةِ الكَتَّان. يُقال: جاء يَجُرّ سَبَلَتَه: أي ثِيابَه.
- في حديث الاستِسقاءِ: "وَابِلٌ سَابِل"
: أي مَطَر ماَطِرٌ. 
س ب ل : السَّبِيلُ الطَّرِيقُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الزُّقَاقِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْجَمْعُ عَلَى التَّأْنِيثِ سُبُولٌ كَمَا قَالُوا عُنُوقٌ وَعَلَى التَّذْكِيرِ سُبُلٌ وَسُبْلٌ وَقِيلَ لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِتَلَبُّسِهِ بِهِ قَالُوا وَالْمُرَادُ بِابْنِ السَّبِيلِ فِي الْآيَةِ مَنْ انْقَطَعَ عَنْ مَالِهِ وَالسَّبِيلُ السَّبَبُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا} [الفرقان: 27] أَيْ سَبَبًا وَوُصْلَةً.

وَالسَّابِلَةُ الْجَمَاعَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فِي الطُّرُقَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ.

وَسَبَّلْتُ الثَّمَرَةَ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلْتهَا فِي سُبُلِ الْخَيْرِ وَأَنْوَاعِ الْبِرِّ.

وَسُنْبُلُ الزَّرْعِ فُنْعُلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ الْوَاحِدَةُ سُنْبُلَةٌ وَالسَّبَلُ مِثْلُهُ الْوَاحِدَةُ سَبَلَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَسَنْبَلَ الزَّرْعُ أَخْرَجَ سُنْبُلَهُ وَأَسْبَلَ بِالْأَلِفِ أَخْرَجَ سَبَلَهُ وَأَسْبَلَ الرَّجُلُ الْمَاءَ صَبَّهُ وَأَسْبَلَ السِّتْرَ أَرْخَاهُ. 
س ب ل

خذ هذا السبيل فهو أوطأ السبل، وسبيل سابل: مسلوك، ومرت السابلة والسوابل وهم المختلفون في الطرقات لحوائجهم. وأسبل الستر والإزار: أرسله وهو من السبيل، والمرأة تسبل ذيلها: والفرس يسبل ذنبه.

ومن المجاز: أسبل المطر: أرسل دفعه وتكاثف كأنما أسبل ستراً. ووقفت على الدار فأسبلت مني عبرة. قال النابغة:

وأسبل مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامع

منصب كثير وقليل بيض. ومطر مسبل، ووقع السبل وهو المطر المسبل. وأسبل الزرع وسنبل وخرج سبله وسنبله. وطالت سبلتك فقصها وهي شعر الشاربين، ويقال لمقدم اللحية: سبلة، ورجل مسبل: طويل اللحية، وقد سبل فلان. والزم سبيل الله خير السبيل. وجاءوني وقد نشروا سبالهم أي متوعدين. قال الشماخ:

وجاءت سليم قضها بقضيضها ... تنشر حولي بالبقيع سبالها

وسمعتهم يقولون: حيّا الله سبلتك، وحيّا الله هذه السبلة المباركة. وهو أصهب السبلة: عدو، وهم صهب السبال. وملأ الإناء إلى سبلته وإلى أسباله: أصباره. ووجأ بشفرته في سبلة البعير وهي منحره. وقد أسبل عليّ فلان إذا أكثر عليك كلامه كما يسبل المطر.
(س ب ل) : (السَّبِيلُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا مَا فِي قَوْله تَعَالَى {حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا} [النساء: 15] » وَذَلِكَ أَنَّ تَخْلِيدَهُنَّ فِي الْحَبْسِ كَانَ عُقُوبَتَهُنَّ فِي بَدْءِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ نُسِخَ بِالْجَلْدِ وَالرَّجْمِ يُقَال لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِمُلَازَمَتِهِ إيَّاهُ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْآيَةِ الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ عَنْ مَالِهِ (وَالسَّابِلَةُ) الْمُخْتَلِفَةُ فِي الطُّرُقَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَإِنَّمَا أُنِّثَتْ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَةِ بِطَرِيقِ النَّسَبِ (وَسَبَّلَ) الثَّمَرَةَ جَعَلَهَا فِي سُبُلِ الْخَيْرِ (وَالسَّبَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ غِشَاءٌ يُغَطِّي الْبَصَرَ وَكَأَنَّهُ مِنْ إسْبَالِ السِّتْرِ وَهُوَ إرْسَالُهُ.
(س ن ب ل) (وَالسُّنْبُلُ) مَعْرُوفٌ وَبِجَمْعِهِ كُنِّيَ ابْنُ بَعْكَكٍ أَبُو السَّنَابِلِ (وَسَنْبَلَ الزَّرْعُ) خَرَجَ سُنْبُلُهُ وَأَمَّا تَسَنْبَلَ فَلَمْ أَجِدْهُ وَسُنْبُلُ بَلْدَةٌ بِالرُّومِ وَأَمَّا سُنْبُلَانُ فَبَلَدٌ آخَرُ بِهَا أَيْضًا وَبَيْنَهُمَا عِشْرُونَ فَرْسَخًا عَنْ صَاحِبِ الْأَشْكَالِ وَمِنْهَا الْحَدِيثُ وَعَلَيَّ شُقَيْقَةٌ (سُنْبُلَانِيَّةٌ) .
س ب ل: (السَّبَلُ) بِالتَّحْرِيكِ السُّنْبُلُ وَقَدْ أَسْبَلَ الزَّرْعُ خَرَجَ سُنْبُلُهُ. وَ (أَسْبَلَ) الْمَطَرُ وَالدَّمْعُ هَطَلَ. وَأَسْبَلَ إِزَارَهُ أَرْخَاهُ. وَ (السَّبَلُ) دَاءٌ فِي الْعَيْنِ شِبْهُ غِشَاوَةٍ كَأَنَّهَا نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ بِعُرُوقٍ حُمْرٍ. وَ (السَّبِيلُ) الطَّرِيقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف: 108] وَقَالَ: « {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [الأعراف: 146] » . وَ (سَبَّلَ) ضَيْعَتَهُ (تَسْبِيلًا) جَعَلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27] أَيْ سَبَبًا وَوَصْلَةً. وَ (السَّابِلَةُ) أَبْنَاءُ السَّبِيلِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي الطُّرُقَاتِ. وَ (السَّبَلَةُ) الشَّارِبُ وَالْجَمْعُ (السِّبَالُ) . وَ (السُّنْبُلَةُ) وَاحِدَةُ (سَنَابِلِ) الزَّرْعِ وَقَدْ (سَنْبَلَ) الزَّرْعُ خَرَجَ سُنْبُلُهُ. وَ (سَلْسَبِيلُ) اسْمُ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 18]
قَالَ الْأَخْفَشُ: هِيَ مَعْرِفَةٌ وَلَكِنْ لَمَّا كَانَتْ رَأْسَ آيَةٍ وَكَانَتْ مَفْتُوحَةً زِيدَتْ فِيهَا الْأَلِفُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «كَانَتْ قَوَارِيرًا قَوَارِيرَ» . 
سبل
المُسْبِلُ: اسْمُ خامِسِ القِدَاحِِ. والضب الطَّوِيلُ الذنَبِ. والسبِيْلُ: الطرِيْقُ، يُؤنَثُ وُيذكرُ، والجَميعُ السبُلُ.
وااسابِلةُ: المُخْتَلِفَةُ في الطُرُقَاتِ، وجَمْعُه السوَابِلُ. ويقولونَ: سَبِيْلٌ سابِلٌ. وسَبِيْلٌ وسَبِيْلَةٌ. والسبَلَةُ: ما على الشفَةِ العُلْيا من الشَّعر، وامْرَأةٌ سَبْلَاءُ. وسَبَلَةُ النّاقَةِ: مَنْحَرُها. وهو حَسَنُ السبَلَةِ: يرِيْدُ رِقَّةَ خَدِّه ومِشْفَره. وملَأ الإنَاءَ إلى سَبَلَتِه: أي إلى رَأْسِه. وجاءَ مُسَبلاً تَسْبِيْلاً: أُعْطِىَ سَبَلَةً طَوِيلةً.
وشَيْخٌ مُسَبلٌ: سَمِجٌ.
والسبَلُ: الأنْفُ، يُقال: أرْغَمَ اللهُ سَبَلَكَ، وجَمْعُه سِبَال. وجاءَ يَجُرُّ سَبَلَتَه: أي ثِيَابَه. والسبَلُ: المَطَرُ المُسْبِلُ.
والسُبُوْلَةُ: هي السُنْبُلَةُ للذّرَةِ وغَيْرِها إذا مالَتْ. وقد أسْبَلَ الزرْعُ وسَنْبَلَ. وأسْبَلَ عليه: أي أكْثَرَ كلامَه عليه.
والفَرَسُ مُسْبِل ذَنَبَه. ومَلَأ الدَّلْوَ إلى أسْبَالِها - بمعنى أصْبَارِها -: وهي أعَالِيها، وهو سَبَل من الرمَاح: إذا رَأوْا رِمَاحاً؛ كثيرةً كانَتْ أو قَلِيلةً. والسبَلُ: السُّنْبُلُ للزَرْعِ. والسابِلُ: المِحْمَلُ. وهو - أيضاً -: الذي يُنْقَل به اللبَنُ. وبَيْني وبَيْنَه سَبَلٌ: أي سَبَبٌ. وفي عَيْنِه سَبَل: أي داء. وسَبلتْ عَيْنُه المَاءَ فارَقَتْهُ.
وسَبَلَه عن مالِه: أي خَدَعَه. وتسَقى الشّاةُ سَبْلَاءَ: لسَوَادٍ في مِشْفَرِها. وتَدْعوْها: سَبَلْ سَبَلْ. وإسْبِيْلُ: اسْمُ مَوْضِعٍ أوجَبَلٍ.
سبل
السَّبِيلُ: الطّريق الذي فيه سهولة، وجمعه سُبُلٌ، قال: وَأَنْهاراً وَسُبُلًا [النحل/ 15] ، وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا [الزخرف/ 10] ، لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
[الزخرف/ 37] ، يعني به طريق الحق، لأنّ اسم الجنس إذا أطلق يختصّ بما هو الحقّ، وعلى ذلك: ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس/ 20] ، وقيل لسالكه سَابِلٌ، وجمعه سَابِلَةٌ، وسبيل سابل، نحو شعر شاعر، وابن السَّبِيلِ: المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السّبيل لممارسته إيّاه، ويستعمل السَّبِيلُ لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء خيرا كان أو شرّا، قال: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ [النحل/ 125] ، قُلْ هذِهِ سَبِيلِي [يوسف/ 108] ، وكلاهما واحد لكن أضاف الأوّل إلى المبلّغ، والثاني إلى السّالك بهم، قال: قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [آل عمران/ 169] ، إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ [غافر/ 29] ، وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ [النحل/ 69] ، ويعبّر به عن المحجّة، قال: قُلْ: هذِهِ سَبِيلِي
[يوسف/ 108] ، سُبُلَ السَّلامِ [المائدة/ 16] ، أي: طريق الجنة، ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ 91] ، فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى/ 41] ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ [الشورى/ 42] ، إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا [الإسراء/ 42] ، وقيل: أَسْبَلَ السّتر، والذّيل، وفرس مُسْبَلُ الذّنب، وسَبَلَ المطرُ، وأَسْبَلَ، وقيل للمطر: سَبَلٌ ما دام سَابِلًا، أي:
سائلا في الهواء، وخصّ السَّبَلَةُ بشعر الشّفة العليا لما فيها من التّحدّر، والسُّنْبُلَةُ جمعها سَنَابِلُ، وهي ما على الزّرع، قال: سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ [البقرة/ 261] ، وقال:
سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ [يوسف/ 46] ، وأَسْبَلَ الزّرعُ: صار ذا سنبلة، نحو: أحصد وأجنى، والْمُسْبِلُ اسم القدح الخامس.
[سبل] السَبَلُ بالتحريك: المطر. والسَبَلُ أيضا: السنبل وقد أسبل الزرع، أي خرج سُنْبُلُهُ. وقولُ الشاعر : وخَيْلٍ كأسرابِ القَطا قد وَزَعْتُها لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يعني به الرمحَ. وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ، إذا هطل. وقال أبو زيد: أَسْبَلَتِ السماءُ، والاسمُ السَبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأرض حينُ يخرجُ من السحاب ولم يصلْ إلى الأرض. وأَسْبَلَ إزارَه، أي أرخاه. وسبل: اسم فرس نجيب في العرب. قال الاصمعي: هي أم أعوج، كانت لغنى. وأعوج لبنى آكل المرار، ثم صار لبنى هلال بن عامر. وقال:

هو الجواد ابن الجواد ابن سبل  والسبل أيضا. داء في العين شِبه غِشاوةٍ كأنَّها نسج العنكبوت بعروقٍ حمرٍ. والسَبيلُ: الطريق، يذكر ويؤنث. قال الله تعالى: (قل هذه سبيلى) . فأنت. وقال: (وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً) فذكّر. وسَبَّلَ ضيعتَه، أي جعلَها في سَبيلِ الله. وقوله تعالى: (يا لَيْتَني اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُول سَبيلاً) أي سبباً ووُصْلَةً. وأنشد أبو عبيدة لجَرير: أَفَبَعْدَ مَقْتِلَكُمْ خَليلَ محمدٍ يرجو القيونُ مع الرسول سَبيلاَ أي سبباً ووُصْلَةً. والسابِلَةُ: أبناءُ السَبيلَ المختلفةُ في الطُرقات. وأَسْبالُ الدلوِ: شفاهها. قال الشاعر  (*) إذ أرسلوني مائِحاً بِدَلائِهِمْ فملاتها عَلْقاً إلى أَسْبالِها يقول: بعثوني طالباً لِتَراتِهمْ فأكثرتُ من القتل. والعَلَقُ: الدمُ. والمُسْبِلُ: السادسُ من سهام الميسر، وهو المُصْفَحُ أيضاً. والسَبَلَةُ: الشاربُ، والجمع السبال. والسنبلة: واحدة سنابل الزرع. وقد سَنْبَلَ الزرعُ، إذا خَرَج سُنْبُلُه. والسُنْبَلَةُ: برجٌ في السماء. وسلسبيل: اسم عين في الجنة. قال تعالى: (عينا فيها تسمى سلسبيلا) . قال الاخفش: هي معرفة، ولكن لما كان رأس آية وكان مفتوحا زيدت فيه الالف، كما قال: (كانت قواريرا. قواريرا) .
[سبل] فيه: ذكر "سبيل الله"، والسبيل الطريق يذكر ويؤنث، وهو عام يقع على كل عمر خالص سلك به طريق التقرب إلى الله بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى كأنه مقصور عليه. و"ابن السبيل" المسافر الكثير السفر. وفيه: حريم البئر أربعون ذراعًا من حواليها لأعطان الإبل والغنم، و"ابن السبيل" أول شارب منها أي عابر السبيل المجتاز بالبئر أو الماء أحق به من المقيم عليه يمكن من الورد والشرب وأن يرفع لشفته 4 ثم يدعه للمقيم عليه. وفيه: فإذا الأرض عند "أسبله" أي طرقه، وهو جمع سبيل إذا أنثت، فإذا ذكرت فجمعها أسبلة. وفي ح وقف عمر: أحبس أصلها و"سبل" ثمرتها، أي اجعلها وقفا وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه، سبلته إذا أبحته، كأنك جعلت إليه طريقًا مطروقة. وفيه: ثلاثة لا ينظر الله إليهم "المسبل" إزاره هو من يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى كبرًا - وقد تكرر ذكر الإسبال بهذا المعنى. ومنه "سابلة" رجليها بين مزادتين، والصواب لغة: مسبلة، أي مدلية رجليها بينهما، والرواية: سادلة، أي مرسلة. ومنه: من جر "سبله" من الخليلاء، السبل بالحركة الثياب المسبلة كالرسل والنشر في المرسلة والمنشورة، وقيل: هي أغلظ ثياب تتخذ من مشاقة كتان. وفيه إنه كان وافر "السبلة" هي بالحركة الشارب وجمعه السبال، وقيل: هي شعرات تحت اللحى الأسفل، والسبلة عند العرب مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر. ومنه ح ذي الثدية: عليه شعرات مثل "سبالة" السنور. وفيه: اسقنا غيثًا "سابلًا" أي هاطلًا غزيرًا، من أسبل الدمع والمطر إذا هطلا، والاسم السبل بالحركة. ومنه ح:
فجاد بالماء جوني له "سبل"
أي مطر جود هاطل. وفيه: لا نسلم في قراح حتى "يسبل" أسبل الزرع إذا سنبل، والسبل السنبل. ن: اشتد غضب الله على رجلى يقتله رسول الله في "سبيل الله" هو احتراز عن أن يقتله في حد أو قصاص. غ: (("لبسبيل" مقيم)) طريق بين، يعني مدائن قوم لوط. (("ليس علينا في الأميين "سبيل")) أهل الكتاب إذا بايعوا المسلمين، قال بعضهم لبعض: ليس للأميين أي العرب حرمة أهل ديننا وأموالهم تحل لنا وتقطعون السبيل أي سبيل الولد أو تعرضون الناس في الطريق لطلب الفاحشة. ((فلا يستطيعون "سبيلًا")) أي مخرجًا من أمثال ضربوها لك. ((اتخذت مع الرسوللا")) أي سلكت قصده ومذهبه. مد: ((ولا تتبعوا "السبل")) الطرق المختلفة في الدين يهودية ونصرانية ومجوسية. ط: خذوا عني قد جعل الله لهن "سبيلا" يعني كان حكم الفاحشة إمساكهن في البيوت إلى أن يجعل الله لهن سبيلا وكان السبيل مبهما فبينه بعد الجعل بالجلد والرجم وأمر بأخذه، البكر بالبكر مبتدأ، جلد مائة خبره، أي حده جلد مائة، ولعل الجمع منسوخ بحديث: الشيخ والشيخة - إلخ. وفيه "الإسبال" في الإزار والقميص والعمامة، أي الإسبال الذي فيه الكلام بالجواز وعدمه كائن في هذه الثلاثة. توسط: "السبالتان" طرفا الشارب، وح قصه يدل على استحباب قصهما، لأنهما داخلان فيه، وذكر له صلى الله عليه وسلم أن المجوس يوفرون "سبالهم" ويحلقون لحاهم فقال: خالفوهم، فكان بعضهم يجزه؛ الغزالي: لا بأس بتركه، فعله عمر لأنه لا يستر الفم ولا يبقى فيه غمرة الطعام.
س ب ل

السَّبِيلُ الطَّريقُ وما وضَحَ منه يذكَّرُ ويُؤَنَّثُ وسَبِيلُ اللهِ طريقُ الهدى الذي دعَا إليه وفي التنزيل {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} الأعراف 146 وفيه {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} يوسف 108 وقوله تعالى {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر} النحل 9 فسَّرهُ ثعْلبٌ فقال على الله أن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمُسْلِمِين وللدَّابَّة ومنها جائر أي ومن الطُّرقِ جائِرٌ على غيرِ السَّبيلِ فيَنْبَغِي أن يكونَ السَّبيلُ هُنَا اسماً للجنْسِ لا سبيلاً واحِداً بِعَيْنِه لأنَّه قد قال ومنها جائرٌ أي ومنها سَبِيلٌ جائِر وقولُه تعالى {وأنفقوا في سبيل الله} البقرة 195 أي في الجِهاد وكلُّ ما أمَرَ الله به من الخَيْر فهو من سبيل اللهِ أي من الطُّرُق إلى الله واستعمل السبيل في الجهاد أكْثَرَ لأنه السبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْدِ الدِّين وقولُه تعالى {والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} التوبة 60 ابنُ السَّبيلِ ابن الطَّريق وتأويلُه الذي قُطِعَ عليه الطريقُ والجمعُ سُبُلٌ وسَبيلٌ سابِلَةٌ مسْلُوكَةٌ والسَّابِلَةُ المُخْتلفُونَ عليها وأسْبَلَتِ الطَّرِيقُ كَثُرت سابِلَتُها وأسْبَلَ إزارَهُ أرْخَاه وامرأة مُسْبِلٌ أسْبَلَتْ ذَيْلَهَا وأسْبَلَ الفَرَسُ ذَنَبَهُ أرْسَلهُ والسَّبَلُ المطَرُ وقد أَسْبَلَتِ السَّماءُ وأسْبَلَ دَمْعَهُ والسَّبُولَةُ والسُّبُولَةُ والسُّنْبُلَةُ الزَّرْعَةُ المائِلَةُ والسَّبَلُ كالسُّنْبُلِ وقيلَ السَّبَلُ ما انْبَسَطَ من شَعاعِ السُّنْبُلِ والجمع سُبُولٌ وقدْ سَنْبلَتْ وأسْبَلَتْ وسَبَلَةُ الرَّجُل الدائرةُ التي في وسط الشَّفَة العُلْيَا وقيل السَّبَلَةُ ما علَى الشَّارِبِ من الشَّعْرِ وقيلَ طَرَفُه وقيل هي تجمع الشارِبَيْن وقيل هو ما على الذَّقْن إلى طَرَفِ اللِّحْية وقيل هو مُقَدَّم اللِّحية خاصَّةً وقيلَ هي اللِّحية كلها بِأسْرِها وحكى اللحيانيُّ إنه لذو سَبَلاتٍ وهوَ من الواحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ كل جزء منه سَبَلَةً ثمَّ جُمعَ على هَذا كما قالوا للبَعِيرِ ذُو عَثَانَيْن كأنهم جَعَلُوا كل جزء منه عُثْنُونا والجمع سِبَال وسَبَلةُ البعيرِ نَحْرُهُ وقيل السَّبَلَةُ ما سالَ من وَبَرِه في مَنْحَرِه ورَجُلٌ سَبَلاَنيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأسْبَلُ طويلُ السَّبَلَة وعَيْنٌ سَبْلاَءُ طويلَهُ الهُدْبِ وريحُ السَّبَلِ داءٌ يُصيبُ في العين ومَلأ الكأْسَ إلى أسْبالِها أيْ إلى حُروفِهَا كقَوِلْكَ إلى أَسبارِهَا والمُسْبِلُ الذكَرُ وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ طَويلةٌ والمُسْبِلُ الخامِسُ من قِداحِ المَيْسِرِ قال اللِّحْيانيُّ هو السَّادِسُ وفيه سِتَّةُ فَروضٍ وله غُنْمُ سِتَّة أنْصِبَاءَ إن فاز وعليه غُرْمُ سِتةٍ إن لم يَفُزْ وبنو سَبَالَةَ قَبيلَةٌ وإسْبيلٌ موضعٌ والسُّبيْلَةُ موضعٌ أيْضاً عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(قَبَحَ الإلهُ ولا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أهْلَ السُّبَيْلَةِ من بَنِي حِمَّانَا)

وسَبْلَلٌ موضعٌ قال صَخْرٌ الغَي

(وما إنْ صَوْتُ نائحةٍ بِلَيْلٍ ... بسَبْلَلَ لا تنامُ مَعَ الهُجُودِ)

جعَلَه اسماً للبُقْعَةِ فتَرك صَرْفَهُ ومُسْبِلٌ من أسْماءِ ذي الحِجَّة عَاديَّةٌ وسَبَل اسمُ فَرَسٍ قَدِيمةٍ
سبل
أسبلَ يُسبل، إسبالاً، فهو مُسبِل، والمفعول مُسبَل (للمتعدِّي)
• أسبل الزَّرعُ: خرج سَبَلُه، أي سنابله.
• أسبلت عينُه: دمَعت ° أسبل المطرُ: هطل.
• أسبل الثَّوبَ: أرسله وأرخاه "أسبَل السِّتْرَ- أسبَل الفرسُ ذَنَبَه"? أسبل الدَّمعَ: أرسله. 

سبَّلَ يُسبِّل، تسبيلاً، فهو مُسبِّل، والمفعول مُسبَّل
• سبَّل الشَّيءَ: أباحَه وجعله في سبيل الله "سبَّل الماءَ- سبَّل ثروتَه للخير".
• سبَّل الثَّوبَ: أسبله؛ أرخاه وأرسله "سبَّلت شعرَها: أرسلته" ° سبَّل عيناه: نظر في ثبات مرخيًا جفونه بعض الإرخاء، وعادةً ما يكون ذلك علامةً على مشاعر الحُبّ. 

أَسْبَلُ [مفرد]: ج سُبْل، مؤ سَبْلاء، ج مؤ سُبْل
• زرع أسْبَلُ: طويلُ السَّبَلةِ ° عين سَبْلاءُ: طويلة الهُدْبِ. 

سابِل [مفرد]: ج سوابِلُ: مَسْلوك "مضيق سابل". 

سابِلَة [مفرد]: ج سوابِلُ:
1 - طريق مسلوكة "كثر المارّون على السّابِلة".
2 - مارّون على الطريق "سلَب قطّاع الطّريق أموالَ السّابِلَة". 

سَبَلَة [مفرد]: ج سَبَلات وسِبال وسَبَل:
1 - سُنْبلة، جزء النّبات الذي يتكوّن فيه الحَبّ "أخرج ما في السَّبَلَة من حَبّ".
2 - (نت) أحد أجزاء الكأس الأخضر المحيط بالزهرة.
• سبَلة الإناء: رأسُه "ملأ الإبريق إلى سبلته". 

سَبِيل [مفرد]: ج أسبل وأسْبلة وسُبْل وسُبُل:
1 - طريق (يذكّر ويؤنّث) "ذهب في سَبِيله- جاهد في سبيل وطنه: من أجْله- سبيل الحرب: الطريق المؤدِّي إلى الحرب- {وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}: بدع وطرق إلى الضلال" ° أطلق سبيله: أعاد إليه حريَّته، تركه وأخلى سبيله، أفرج عنه- ابن السَّبيل: المسافر- اعترض سبيلَه: وقف في طريقه- بمختلف السُّبل/ بكُلّ السُّبل- خلَّى سبيلَه/ أخلى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز- ضاقت به السُّبُل: واجهته المشكلةُ وعجز عن حلّها- عابر السَّبيل: المارُّ بالمكان دون أن يقيم فيه المسافر خاصَّة على قدميه- على سبيل الاحتياط: تفاديًا لما يتوقّع أو تحذُّرًا- على سبيل الاختبار: للتجربة- على سبيل المثال: بقصد التمثيل لا الحصر، كمثال- على سبيل المجاز- على قصد السبيل: راشد، يسير في الطريق الصحيح- قطَع السَّبيل: سلب ونهب العابرين والمسافرين- مهَّد له السَّبيل: ساعَده.
2 - سَبب ووُصْلَة " {يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} " ° في سبيله: من أجلِه- ليس إلى عمل كذا سبيل: لا يمكن عملُه.
3 - حِيلة "لم يجد سبيلاً للخروج من مأزقه- {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} " ° ليس لك عليّ سبيل: أي حجّة تعتلّ بها- ما على المحسن سبيل: معارضة.
4 - حَرَج " {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} ".
5 - بناء مُقام قرب نبع أو شبكة مياه، ويتدفّق الماء من صنبور مركّب في وسطه يوقف للشّرب منه قربة إلى الله تعالى "أقام سبيلاً للشّرب".
6 - حجّة " {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} ".
7 - لوم وعتاب " {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ".
• سبيل الله: كلُّ ما أمر الله به من خير، واستعماله في الجهاد لنصرة دينه أكثر، طاعته أو هو دين الإسلام أو القرآن "أنفق أموالَه في سبيل الله- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ} ".
• السَّبِيلان: مَخْرَجا البول والبراز. 
سبل: سَبْل يَسُبُل سَبْلاً: سبَّ وشتم (محيط المحيط) سبل الشعر: أرسله (محيط المحيط) = أسبل. وانظر: سبل سَبَّل (بالتشديد): جعل شيئاً في سبيل الله وأعطاه.
ويقال: سبَّل عليه (فوك). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص70 و): وسبَّل عليهم الخيل بسروجها. ويقال خاصة. سبّل الماء أعطاه للعطشان مجاناً (زيشر 11: 513، لين عادات 2: 23) ويعني الفعل سبَّل أيضاً أعطى الشيء مجاناً، وتركه لاستعمال العامة مجانا ويقال: سبَلّ له (مملوك 1، 1: 23) ففي بعض العبارات التي نقلت فيه نجد هذا الفعل قد استعمل استعمالاً جديراً بالملاحظة، ففيه مثلاً: سَبَّل البيت الشريف لسائر الناس أي فتح البيت الشريف لدخول سائر الناس - وفيه: تسبيل السبل للحج، أي جعل الطرق حرة للحج. وسبّلنا حماهم للحمام في كل سبيل، أي تركنا حماهم للموت في كل سبيل. وقصدن بفروجهن تسبيل فروجهن أي قصدن بخروجهن إعطاء فروجهن أي الزنا.
سَبَّل: استعمل (؟) (الكالا).
سَبَّل: مهد الطريق (باين سميت 954).
أسبل. إسبال اليدين: إرسال اليدين إلى جانبي المصلى في الصلاة وهو عند المالكية والروافض (ابن بطوطة 2: 352).
تسبل على: أعَطي مجاناً (فوك). انسبل: مطاوع سبل بمعنى أرخى (فوك).
انسبل: ارتخى (بوشر).
استسبل: استبسل للموت: طلب الموت مجاهداً في سبيل الله (معجم البيان).
سَبْل = إسبال: إرسال، إرخاء (الكامل للمبرد ص27، 411).
سَبَل: صنف من الجلبان (ابن العوام 2: 69، 2: 70).
سَبَل: مرض العين (انظر لين) وتنفخ في جدار شريان العين (بوشر) وطبقة الجلد الدهنية (سنج) سَبْلَة: نوع من الدراعات الواسعة الفضفاضة ترتديها النساء في مصر إذا خرجن من بيوتهن ويرتدين فوقها الحبرة. (الملابس ص199، عويدي ص395).
سَبَلَة: شارب وتجمع على سِبال. وقد اعتبرت سبال مفرداً فجمعت على سبل واسبلة (فليشر في تعليقه على المقري 2: 816، بريشت ص202) سَبلة (عند النجارين): البرد الرقيق الذي تفلج به أسنان المنشار (محيط المحيط).
سَبلة النهر: الماء الشديد الجري (محيط المحيط).
سبول. ذرة (تونس). مجلة الشرق والجزائر 7: 262.
سبول الفار: ثيل، نجيل (هلو) phalaris ( براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 281).
سَبُول: ترجمها بيرناور في الجريدة الأسيوية (1861، 1: 16) بما معناه: خرنوب عذب، خَرَّوب عذب، غير أني لا أدري إذا ما كانت هذه العبارة فيها صحيحة.
سَبَيلِ. السبيلان: الإست والذكر أو الإست والفرج ففي معجم المنصوري: عجان هو ما بين السبيلَيْن من الذكور والإناث (محيط المحيط).
سبيل النساء: الحيض (محيط المحيط).
سبيل: حجة. ففي كليلة ودمنة (ص240): جعل على نفسه سبيلاً، أي جعل له حجة للقضاء عليه.
سبيل: حرج وسبب للعقوبة، ففي القرآن الكريم: ما على المحسنين من سبيل، أي ليس عليهم جناح ولا إلى معاتبتهم سبيل، كما يقول البيضاوي، ومنه المثل عند المولَّدين: ما على المحسن سبيل وقد فسر في محيط المحيط بمعارضة.
ليس لك علي سبيل أي حجة تعتل بها (محيط المحيط) ليس عليّ في كذا سبيل أي حرج (محيط المحيط) ومنه قول الحريري ملغزاً في ميل (ص475).
وما ناكح أختين جهرا وخفية ... وليس عليه في النكاح سبيل
وقد فسرت بلا إثم عليه ولا حرج.
سبيلنا أن نفعل كذا: أي نحن جديرون بفعله (محيط المحيط).
جمال السبيل: الإبل المخصصة لحمل المنقطعين عن القافلة. ففي العبدري (ص46 و): وكان الفرسان في مقدمة القافلة ومؤخرتها يجمعون المتأخرين ومعهم جمال السبيل يحملون المنقطعين.
هو منك بسبيل: هو دائم الصلة بك (الحماسة ص638).
سائر أبواب الإمارة والملك الذي هو (السلطان بسبيله. أي الذي يلتقي به كثيراً المقدمة 2: 278 مع تعليقه دي سلان.
اخذ بسبيل: أحاط علما. فهم (بوشر) لا تأخذه بسبيل المزح: لا تعتبر هذا مزحاً (بوشر) ترك سبيله: تركه يفعل ما يريد (ألف ليلة 1: 3).
أجابه إلى سبيله: أعطاه ما طلب. ففي حيان (ص39 و): استدعى من الأمير تجديد الاسجال له على ما بيده فأجابه إلى سبيله وجدد الاسجال له على ما في يده.
خَلَّي سبيله: أطلقه وتركه يرحل (فريتاج طرائف ص57).
راح إلى حال سبيله: مضى في طريقه (بوشر، ألف ليلة 1: 65). ويقال أيضاً: مضى لسبيله (المقري 1: 317).
سبيل: سبيل الله: ففي ألف ليلة (1: 74) وصرخ الحمال، الذي تلقى الضربات وخشي أن يتلقى ضربات أخرى: في سبيل الله رقبتي وأكتافي، وهذا مثل ما نقول، رقبتي وأكتافي استشهدوا في سبيل الله وفي عبارة أخرى (برسل 9: 266): فقال إلا في سبيل الله عليك، لابد إن معناها أحلفك باسم الله أن تخبرني. لأن في طبعة ماكن في هذا الموضع: فقال بحق الاسم الأعظم أن تخبرني.
السبيل: اختصار سبيل الله، ففي رحلة ابن بطوطة (2: 46): هو موقوف في السبيل لا يلزم اأحداً في دخوله شيء، ومن هذا قيل للسبيل أي مجاناً بغير أجرة أي في سبيل الله، ففي مملوك (1: 229): عملت التوابيت لتغسيل الموتى للسبيل بغير أجرة. وهناك أمثلة أخرى (ابن جبير ص186، 188).
ويقال أيضاً: مكتب السبيل أي مدرسة في سبيل الله بغير أجرة، وكذلك: مكتب سبيل.
كاتب السبيل: كاتب بغير أجرة (مملوك 141) وخان السبيل (ابن جبير ص259)
وأخيراً فقد استعملت كلمة السبيل مجازاً بمعنى ما يؤسس أو ينذر في سبيل الله لسائر الناس، ففي مملوك (1: 1): السبيل كل هبة أو عطية تقدم في سبيل الله للحصول على رضا الله مثل التضحية بالنفس والمال والجهاد وحفر الآبار في الطرق التي لا ماء فيها. وبناء الخانات لنزول المسافرين في المناطق الخالية من السكان. وبناء المصانع وأحواض الماء في الطرقات. وهذه الأخيرة هي التي تسمى السبيل في بلاد الشام (زيشر 11: 512 رقم 38). وفي البيان (2: 252): بيت المال الذي للسبيل بداخل المسجد الجامع بقرطبة وسبيل، عند ابن خلكان (1: 610): زاد يقدم مجاناً للمسافرين، (وفيه) وكان يقيم في كل سنة سبيلاً للحاج وسيرَّ معه جميع ما تدعو حاجة المسافر إليه في الطريق.
وسبيل بمعنى فسقية ماء عامة يسميها المقريزي سبيل الماء غير أنها تسمى عادة سبيل فقط (مملوك 1: 1).
وسبيل عند بركهارت: بناية صغيرة مثل الرواق بجانب الفسقية يصلى فيها المسافرون ويستريحون.
سَبُولة، سبولة الدرة: الذرة البيضاء. (دوماس صحارى ص295).
سَبولة وسَبُولى: يطلق في مراكش على خنجر ذي حدين (دومب ص81).
سبّالة: فسقية، عين ماء (بوشر، باربيبه) وحوض ماء في مؤسسة دينية (براكس، مجلة الشرق والجزائر 6: 291) وحوض ماء للجمهور (رولاند، همبرت ص186 جزائرية) وفسقية ماء كبيرة مع حوض ومنهل (بليسبيه ص60، 61).
سَّبالة: سبالة الماء (الجريدة الآسيوية 1852، 2: 222) وفي تاريخ تونس (ص81): وأمر السلطان ببناء سبالة باب أبي سعدون.
سبالة وتجمع على سبايل: قنينة سدادها من زجاج، قارورة (شيرب ديال ص140).
سابل: عام، مشاع الاستعمال (معجم الماوردي).
إسبلان وفي قول بعضهم مسبلان: عود طويل ذو شعبتين يتناول به الشوك من بعد (محيط المحيط).
مُسَبلّ: من نذر نفسه للموت في الحرب فأقدم على مخاطرها (بربر دجر ص112). وارى إنها اختصار قولهم: مسبّل نفسه. انظر فيما تقدم استبسل للموت أي نذر نفسه للموت في سبيل الله.
مُسَبّلات: اختصار مسبلات أنفسهن. ويظهر أن معناها راهبات. ففي كرتاس (ص237) وفي كلامه على استيلاء المسلمين على حصن للنصارى واسروا ما بقي من الرجال والنساء والمسبلات.
مُسَبّل: من يوزع ماء السبيل (انظر سبيل). (زيشر 11: 512).
مسبلان: انظر اسبلان.

سبل: السَّبيلُ: الطريقُ وما وَضَحَ منه، يُذَكَّر ويؤنث. وسَبِيلُ

الله: طريق الهُدى الذي دعا إِليه. وفي التنزيل العزيز: وإِن يَرَوْا سَبيلَ

الرُّشْد لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه

سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ،

فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب

فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن

الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا

سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيلٌ جائر.

وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقه، وهو جمع قِلَّة

للسَّبلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز

وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في الجهاد؛ وكُلُّ ما أَمَرَ الله به

من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله، واستعمل السَّبيل

في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله

في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه

مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبِيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو

داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها

أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن

السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم.

وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سَبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ

أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن

وقَفْتها عليه. وسَبَّلت الشيء إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِليه طَرِيقاً

مَطْروقة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل،

والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ

يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء

الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ

يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي

أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ، فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ

السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ

للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن

يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها

جائرٌ أَي ومنها سَبيل جائر. وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند

أَسْبُله أَي طُرُقُه، وهو جمع قِلَّة للسَّبيلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا

ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في

الجهاد؛ وكُلُّ ما ايمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من

الطُّرُق إِلى الله، واستعمال السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي

يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد

الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبيل

أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس

الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسْلَك بما سَبَّل

سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم.

وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ

أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها

عليه. وسَبصلت الشيء إِذا أَبَحَتْه كأَنك جعلت إِليه طَريقاً مَطْروقة.

قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل،

والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ

يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء

الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا أُطلق فهو في الغالب واقع على

الجهاد حتى صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور عليه، وأَما ابن السَّبيل فهو

المسافر الكثير السفر، سُمِّي ابْناً لها لمُلازَمته إِياها. وفي الحديث:

حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل والغنم، وابن

السَّبيل أَوْلى شارب منها أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بالبئر أَو

الماء أَحَقُّ به من المقيم عليه، يُمَكَّن من الوِرْد والشرب ثم يَدَعه

للمقيم عليه. وقوله عز وجل: والغارِمِين وفي سَبيل الله وابن السَّبيل؛ قال

ابن سيده: ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق، وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ،

والجمع سُبُلٌ. وسَبيلٌ سابلةٌ: مَسْلوكة. والسابِلَة: أَبناء السَّبيل

المختلفون على الطُّرُقات في حوائجهم، والجمع السوابل؛ قال ابن بري: ابن

السبيل الغريب الذي أَتى به الطريقُ؛ قال الراعي:

على أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ،

قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلاّ غِرَارا

وقال آخر:

ومَنْسوب إِلى مَنْ لم يَلِدْه،

كذاك اللهُ نَزَّل في الكتاب

وأَسْبَلَتِ الطريقُ: كَثُرت سابِلَتُها. وابن السَّبِيل: المسافرُ الذي

انْقُطِع به وهو يريد الرجوع إِلى بلده ولا يَجِد ما يَتَبَلَّغ به

فَلَه في الصَّدَقات نصيب. وقال الشافعي: سَهْمُ سَبيل الله في آيةِ الصدقات

يُعْطَى منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة، فقيراً كان أَو غنيّاً؛

قال: وابن السَّبيل عندي ابن السَّبيل من أَهل الصدقة الاذي يريد البلد غير

بلده لأَمر يلزمه، قال: ويُعْطَى الغازي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة

والكِسْوة، ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ ما يُبَلِّغه البلدَ الذي يريده

في نَفَقته وحَمُولته. وأَسْبَلَ ابزاره. أَرخاه. وامرأَة مُسْبِلٌ:

أَسْبَلَتْ ذيلها. وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنِبَه: أَرسله. التهذيب: والفرس

يُسْبِل ذَنَبه والمرأَة تُسْبِل ذيلها. يقال: أَسْبَل فلان ثيابه إِذا طوّلها

وأَرسلها إِلى الأَرض. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

قال: ثلاثة لا يُكَلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يَنْظُر إِليهم ولا

يُزَكِّيهم، قال: قلت ومَنْ هم خابُوا وخَسِرُوا؟ فأَعادها رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، ثلاث مرات: المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته

بالحَلِف الكاذب؛ قال ابن الأَعرابي وغيره: المُسْبِل الذي يُطَوِّل ثوبه

ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يفعل ذلك كِبْراً واخْتِيالاً.

وفي حديث المرأَة والمَزَادَتَينِ: سابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ

مَزَادَتَينِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والصواب في اللغة مُسْبِلة أَي

مُدَلِّيَة رجليها، والرواية سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة. وفي حديث أَبي

هريرة: من جَرَّ سَبَلَه من الخُيَلاء لم يَنْظُر الله إِليه يوم القيامة؛

السَّبَل، بالتحريك: الثياب المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر في المُرْسَلة

والمَنْشورة. وقيل: إِنها أَغلظ ما يكون من الثياب تُتَّخَذ من مُشاقة

الكَتَّان؛ ومنه حديث الحسن: دخلت على الحَجّاج وعليه ثِيابٌ سَبَلةٌ؛

الفراء في قوله تعالى: فَضَلُّوا فلا يستطيعون سَبيلاً؛ قال: لا يستطيعون في

أَمرك حِيلة. وقوله تعالى: لَيْسَ علينا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ؛ كان

أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: ليس للأُمِّيِّين يعني

العرب حُرْمَة أَهل ديننا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا. وقوله تعالي: يا ليتني

اتَّخَذْتُ مع الرسول سَبيلاً؛ أَي سَبَباً ووُصْلة؛ وأَنشد أَبو عبيدة

لجرير:

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ،

تَرْجُو القُيونُ مع الرَّسُول سَبِيلا؟

أَي سَبَباً ووُصْلَةً.

والسَّبَلُ، بالتحريك: المَطَر، وقيل: المَطَرُ المُسْبِلُ. وقد

أَسْبَلَت السماءُ، وأَسْبَلَ دَمْعَه، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا،

والاسم السَّبَل، بالتحريك. وفي حديث رُقَيْقَةَ: فَجادَ بالماء جَوْنيٌّ

له سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ. وقال أَبو زيد: أَسْبَلت السماءُ

إِسْبالاً، والاسم السَّبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأَرض حين يَخْرج من

السحاب ولم يَصِلْ إِلى الأَرض. وفي حديث الاستسقاء: اسْقِنا غَيْثاً

سابِلاً أَي هاطِلاً غَزِيراً. وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها

إِلى الأَرض. ابن الأَعرابي: السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة، ومثل

السَّبَل العَثانِينُ، واحدها عُثْنُون.

والسَّبُولةُ والسُّبولةُ والسُّنْبُلة: الزَّرْعة المائلة. والسَّبَلُ:

كالسُّنْبُل، وقيل: السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل، والجمع

سُبُول، وقد سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ. الليث: السَّبولة هي سُنْبُلة

الذُّرَة والأَرُزِّ ونحوه إِذا مالت. وقد أَسْبَل الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل.

والسَّبَل: أَطراف السُّنْبُل، وقيل السَّبَل السُّنْبُل، وقد سَنْبَل

الزَّرْعُ أَي خرج سُنْبُلة. وفي حديث مسروق: لا تُسْلِمْ في قَراحٍ حتى

يُسْبِل أَي حتى يُسَنْبِل. والسَّبَل: السُّنْبُل، والنون زائدة؛ وقول محمد

بن هلال البكري:

وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها،

لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ

يعني به الرُّمْح. وسَبَلَةُ الرَّجُل: الدائرةُ التي في وسَط الشفة

العُلْيا، وقيل: السَّبَلة ما على الشارب من الشعر، وقيل طَرَفه، وقيل هي

مُجْتَمَع الشاربَين، وقيل هو ما على الذَّقَن إِلى طَرَف اللحية، وقيل هو

مُقَدَّم اللِّحية خاصة، وقيل: هي اللحية كلها بأَسْرها؛ عن ثعلب. وحكى

اللحياني: إِنه لَذُو سَبَلاتٍ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجُعل كل جزء

منه سَبَلة، ثم جُمِع على هذا كما قالوا للبعير ذو عَثَانِين كأَنهم جعلوا

كل جزء منه عُثْنُوناً، والجمع سِبَال. التهذيب: والسَّبَلة ما على

الشَّفَة العُلْيا من الشعر يجمع الشاربَين وما بينهما، والمرأَة إِذا كان

لها هناك شعر قيل امرأَة سَبْلاءُ. الليث: يقال سَبَلٌ سابِلٌ كما يقال

شِعْرٌ شاعِرٌ، اشتقوا له اسماً فاعلاً. وفي الحديث: أَنه كان وافِرَ

السَّبَلة؛ قال أَبو منصور: يعني الشعرات التي تحت اللَّحْي الأَسفل،

والسَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحية وما أَسْبَل منها على الصدر؛ يقال للرجل

إِذا كان كذلك: رجل أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كان طويل اللحية، وقد سُبِّل

تَسْبيلاً كأَنه أُعْطِيَ سَبَلة طويلة. ويقال: جاء فلان وقد نَشَر

سَبَلِته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد؛ قال الشَّمَّاخ:

وجاءت سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها،

تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبالَها

ويقال للأَعداء: هم صُهْبُ السِّبال؛ وقال:

فظِلالُ السيوف شَيَّبْنَ رأْسي،

واعْتِناقي في القوم صُهْبَ السِّبال

وقال أَبو زيد: السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحية بعد العارضَيْن،

والعُثْنُون ما بَطَن. الجوهري: السَّبَلة الشارب، والجمع السِّبال؛ قال ذو

الرمة:

وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ

وفي حديث ذي الثُّدَيَّة: عليه شُعَيْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر.

وسَبَلَةُ البعير: نَحْرُه. وقيل: السَّبَلة ما سال من وَبَره في مَنْحره.

التهذيب: والسَّبَلة المَنْحَرُ من البعير وهي التَّريبة وفيه ثُغْرة

النَّحْر. يقال: وَجَأَ بشَفْرَته في سَبَلَتها أَي في مَنْحَرها. وإِنَّ

بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلة؛ يريدون رِقَّة جِلْده. قال الأَزهري: وقد سمعت

أَعرابيّاً يقول لَتَمَ، بالتاء، في سَبَلة بعيره إِذا نَحَرَه فَطَعَن

في نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون في المَنْحَر. ورجل سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ

ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ: طويل السَّبَلة. وعَيْن سَبْلاء: طويلة

الهُدْب.

ورِيحُ السَّبَل: داءٌ يُصِيب في العين. الجوهري: السَّبَل داءٌ في

العين شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر.

ومَلأَ الكأْس إِلى أَسبالِها أَي حروفها كقولك إِلى أَصْبارِها. ومَلأَ

الإِناءَ إِلى سَبَلته أَي إِلى رأْسه. وأَسْبالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها؛

قال باعث بن

صُرَيم اليَشْكُري:

إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ،

فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبالِها

يقول: بَعَثُوني طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل، والعَلَقُ

الدَّمُ.

والمُسْبِل: الذَّكَرُ. وخُصْية سَبِلةٌ: طويلة. والمُسْبِل: الخامس من

قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: هو السادس وهو المُصْفَح أَيضاً، وفيه

ستة فروض، وله غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز، وعليه غُرْم ستة أَنْصباء إِن

لم يَفُزْ، وجمعه المَسابل.

وبنو سَبَالة

(* قوله «بنو سبالة» ضبط بالفتح في التكملة، عن ابن دريد،

ومثله في القاموس، قال شارحه: وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر): قبيلة.

وإِسْبِيلٌ: موضع، قيل هو اسم بلد؛ قال خَلَف الأَحمر:

لا أَرضَ إِلاَّ إِسْبِيل،

وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل

وقال النمر بن تولب:

بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ به أُمُّه

على رأْس ذي حُبُكٍ أَيْهَما

والسُّبَيْلة: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

قَبَحَ الإِلهُ، ولا أُقَبِّح مُسْلِماً،

أَهْلَ السُّبَيْلة من بَني حِمَّانا

وسَبْلَلٌ: موضع؛ قال صَخْر الغَيِّ:

وما انْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ

بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود

جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه. ومُسْبِلٌ: من أَسماء ذي الحِجَّة

عاديَّة. وسَبَل: اسم فرس قديمة. الجوهري: سَبَل اسم فرس نجيب في العرب؛

قال الأَصمعي: هي أُمُّ أَعْوَج وكانت لِغَنيٍّ، وأَعْوَجُ لبني آكل

المُرَار، ثم صار لبني هِلال بن عامر؛ وقال:

هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل

قال ابن بري: الشعر لجَهْم بن شِبْل؛ قال أَبو زياد الكلابي: وهو من بني

كعب بن بكر وكان شاعراً لم يُسْمَع في الجاهلية والإِسلام من بني بكر

أَشعرُ منه؛ قال: وقد أَدركته يُرْعَد رأْسه وهو يقول:

أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل،

إِن دَيَّمُوا جادَ، وإِنْ جادُوا وَبَل

قال ابن بري: فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل وليس باسم فرس كما ذكر

الجوهري.

سبل

2 سبّلهُ, inf. n. تَسْبِيلٌ, means جَعَلَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ [He assigned it, or the profit, or revenue, or usufruct, thereof, to be employed in the way, meaning cause, of God, or of religion; or in the doing of anything, or all, that God has commanded, or of the works whereby one pursues the way that leads to advancement in the favour of God; he dedicated it to pious, or charitable, uses or purposes]; (K, TA;) as though [meaning] he made it a trodden way [whereby to advance] to [the favour of] God. (TA.) Yousay, سبّل ضَيْعَتَهُ, using the verb in this sense [i. e. He assigned the profit, or revenue, or usufruct, of his estate to be employed in the cause of God, or of religion]; (S;) to be given to the wayfarer, and the poor, and the warrior against unbelievers, and others. (TA voce سَبِيلٌ.) and سبّل التَّمَرَةَ He assigned the profit to be employed in the ways of good works (Mgh, Msb) and the various kinds of pious deeds: (Msb:) or he made the profit to be allowable, or free, to those for whose benefit the property itself was made unalienable in perpetuity. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. حبس, relating to some palm-trees which 'Omar desired to give in charity.]) A2: سبّل, [either سَبَّلَ or, سُبِّلَ both app. allowable, (see the part. ns., below,)] He (a man) was, or became, long in the سَبَلَة [q. v.]; as though he had a long سَبَلَة given to him. (TA.) b2: See also 4.4 أَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ The road had many passengers following, or succeeding, one another, or going repeatedly to and fro, upon it. (M, K.) A2: اسبل إِزَارَهُ, (S, M, K,) inf. n. إِسْبَالٌ, (TA,) He let loose, let down, or lowered, his waist-wrapper; (S, M, K;) and so السِّتْرَ the veil, or curtain, (Msb,) or he let down, let fall, or made to hang down, the veil, or curtain: (Mgh:) the former act is forbidden in a trad. (TA.) And اسبلت ذَيْلَهَا [She made her skirt to hang down; or to hang down low, so that she dragged it on the ground]; said of a woman. (M.) And اسبل ثَوْبَهُ He dragged his garment [on the ground]; (O;) and ↓ سبّلهُ signifies the same, (O, TA,) inf. n. تَسْبِيلٌ. (TA.) And اسبل ذَنَبَهُ He made his tail to hang down; he hung down his tail; said of a horse. (M.) b2: [Hence,] اسبل المَآءَ (assumed tropical:) He (a man) poured forth the water. (Msb.) and اسبل دَمْعَهُ (M, K, TA) (tropical:) He shed, or let fall, his tears. (K, TA.) A3: The verb is also similarly used intransitively. (TA.) You say, of a part of the beard, اسبل عَلَى الصَّدْرِ [It fell, or hung down, upon the breast]. (Az, O, TA.) b2: and اسبل المَطَرُ (tropical:) The rain let fall a shower, and became dense; as though it let down a curtain: (A, TA: [but accord. to this explanation, the verb is app. trans.; and the phrase, elliptical:]) or the rain fell continuously, or in consecutive showers, and in large drops: and in like manner, الدَّمْعُ the tears. (S, K,) b3: And اسبلت السَّمَآءُ (Az, S, M, K) (assumed tropical:) The sky let fall its rain issuing from the clouds and not as yet having reached the earth: (Az, S, TA:) or [simply] the sky rained. (K.) And اسبلت أَرْوَاقُ العَيْنِ (tropical:) The sides of the eye shed tears. (O, K, * TA, all in art. روق.) b4: And اسبل عَلَيْهِ (tropical:) He poured forth his speech against him abundantly, [or in torrents,] (A, K, * TA,) like as rain pours. (A. TA.) A4: اسبل الزَّرْعُ The seed-produce put forth its سُنْبُل [or ears]; (S;) and so ↓ سَنْبَلَ; (S, Mgh, Msb;) or put forth its سَبَل, (Msb in explanation of the former,) which is syn. with سُنْبُل, (S, M, Msb, K,) or its سَبُولَة: (K in explanation of the former:) [Mtr says,] ↓ تَسَنْبَلَ I have not found. (Mgh.) Q. Q. 1 سَنْبَلَ: see 4, last sentence: A2: and art. سنبل.

Q. Q. 2 تَسَنْبَلَ: see 4, last sentence.

سَبَلٌ A thing that one has let loose, let down, let fall, or made to hang down, and to drag [on the ground]; like as نَشَرٌ signifies “ a thing that one has spread ” &c.: whence the trad., مَنْ جَرَّ سَبَلَهُ مِنَ الخُيَلَآءِ لَا يَنْظُرُ اللّٰهُ يَوْمَ القِيٰمَةِ [He who drags what he has made to hang down of his garment from pride, or self-conceit, God will not look towards him on the day of resurrection]: (O:) or سَبَلٌ means garments made to hang down [so as to drag]; and is pl. of ↓ سَبَلَةٌ; [or rather a coll. gen. n. of which سَبَلَةٌ is the n. un.;] whence جَرَّ سَبَلَتَهُ, (TA,) which means [He dragged his garment; though said to mean,] his garments. (K, TA.) b2: Also (tropical:) Rain: (S, M, K:) or rain issuing from the clouds and not as yet having reached the earth: (Az, S, TA:) or flowing rain: and likewise flowing blood. (Ham p. 359.) b3: [Hence, app., as indicating swiftness,] سَبَلُ is the name of (assumed tropical:) A certain mare, (S, K,) an excellent mare, said by As to have been the mother of أَعْوَجُ, and to have belonged to [the tribe of] Ghanee. (S, TA.) b4: And سَبَلٌ [or سَبَلُ as a fem. proper name] is a name for (assumed tropical:) A ewe, or she-goat: and such is called to be milked by saying سَبَلْ سَبَلْ. (Ibn-'Abbád, TA.) A2: Also i. q. ↓ سُنْبُلٌ, (S, M, Msb, K,) which signifies The ears of corn: (MA: [and in like manner both are expl. in the KL, but as singulars, app. because used as gen. ns.:]) n. un. of the former with ↓ ة, and so of ↓ the latter: and the pl. of ↓ سُنْبُلٌ, which is of the measure فُنْعُلٌ, is سَنَابِلُ: (Msb:) or this is pl. of سُنْبُلَةٌ, (S,) as also سُنْبُلَاتٌ: (Kur xii. 43 and 46:) or سُنْبُلَةٌ [in the CK (erroneously) سُبْلَة] signifies an ear of corn [so I render زَرْعَةٌ (in the CK زُرْعَة)] that is bending, or inclining, as also ↓ سَبُولَةٌ [mentioned in one of my two copies of the S as syn. with سُنْبُلَةٌ but not in the other copy] and ↓ سُبُولَةٌ (M, K) and ↓ سَبَلَةٌ; (K;) or, accord. to Lth, ↓ سَبُولَةٌ signifies an ear (سُنْبُلَة) of millet (ذُرَة), and of rice, and the like, when bending, or inclining: (O, TA:) and some say that سَبَلٌ signifies spreading, or expanding, awn of the سُنْبُل [or ears of corn]; (M, TA;) or the extremities thereof; (TA;) and the pl. is سُبُولٌ; (M;) or سبول is syn. with سُنْبُلٌ, in the dial. of بنو هميان [?]. (TA.) ↓ السُّنْبُلَةُ is also the name of A certain sign of the Zodiac [i. e. Virgo]: (S in the present art., and K in art. سنبل:) [or Spica Virginis;] a star in Virgo; thus called by astrologers; also called السِّمَاكُ الأَعْزَلُ. (Kzw. [See art. سمك.]) الطِّيبِ ↓ سُنْبُلُ is A well-known plant, [spikenard, which is called in the present day السُّنْبُلُ الهِنْدِىُّ,] brought from India. (O. [See also art. سنبل.]) b2: Also sing. of أَسْبَالٌ, which signifies (assumed tropical:) The uppermost parts of a bucket, (O,) or the lips thereof: (S:) or ↓ سَبَلَةٌ is the sing. of أَسْبَالٌ in these senses; and signifies (tropical:) the head of a vessel [like as it signifies the “ ear,” which is the “ head,” of a culm of wheat &c.]. (TA.) Yousay, مَلَأَهَا إِلَى أَسْبَالِهَا (tropical:) He filled it (i. e. the winecup, الكَأْسَ, M, TA, or the bucket, الدَّلْوَ, O) to its edges, (M, K, TA,) and to its lips. (K.) And a poet says, (S,) namely Bá'ith Ibn-Sureym El-Yeshkuree, (TA,) إِذْ أَرْسَلُونِى مَاتِحًا بِدِلَائِهِمْ فَمَلَأْتُهُا عَلَقًا إِلَى أَسْبَالِهَا [When they sent me drawing with their buckets, and I filled them with blood to their brims]: he says, they sent me seeking to execute their blood-revenges, and I slew many: العَلَق meaning “ blood. ” (S, TA. [See also Ham p. 268, where some different readings are mentioned; and it is said that the اسبال may mean the knots that are connected with the cross-pieces of wood of the bucket.]) b3: And (assumed tropical:) A number of spears, few or many. (K. [Perhaps because their heads are likened to the heads of corn.]) A3: Also The nose: (K:) pl. سِبَالٌ: so in the Moheet. (TA.) One says, أَرْغَمَ اللّٰهُ سَبَلَهُ [May God make his nose to cleave to the earth, or dust: or (assumed tropical:) abase, or humble, him]. (TA.) A4: And Garments made of the hards, or hurds, of flax of the coarsest of qualities: and so ↓ سَبَلَةٌ [if one of these words be not a mistranscription for the other]. (TA.) A5: And A certain disease in the eye, [thus رِيحُ السَّبَلِ is expl. in the M,] resembling a film, as though it were the web of a spider, with red veins: (S:) or a film of the eye, from the swelling, or inflation, of its external veins upon the surface of the مُلْتَحِمَة, (K,) which is one of the layers of the eye, (TA,) [namely, the tunica albuginea, or white of the eye, so called in the present day,] and the appearance of a web, or thing woven, between the two, [i. e. between those veins and the white tunic,] like smoke: (K:) or a film covering the eye; as though from إِسْبَالْ meaning the “ letting down ” of a veil, or curtain. (Mgh.) A6: Also A reviling, or vilifying. (K.) One says, بَيْنِى وَ بَيْنَهُ سَبَلٌ Between me and him is a reviling, or vilifying: so in the Moheet. (TA.) سَبِلٌ [is app. a possessive epithet, meaning Having length and flaccidity]. خُصْيَةٌ سَبِلَةٌ means[A scrotum] that is long (M, K, TA) and flaccid. (TA.) سُبْلَةٌ (assumed tropical:) A rain of wide extent. (IAar, O, K.) سَبَلَةٌ: see سَبَلٌ, in five places. b2: Also (assumed tropical:) The شَارِب [or mustache]: (S:) or the دَائِرَة [or small protuberance termed حِثْرِمَة, q. v.,] in the middle of the upper lip: or the hair that is upon [app. meaning of] the شَارِب; (M, K;) whence the saying, طَالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّهَا [thy hair of the mustache has become long, therefore clip it]; and it is tropical: (TA:) or the extremity of that hair: (M, K:) or the two mustaches together: (M, K: *) or what is upon the chin, to the extremity of the beard: or the fore part of the beard: (M, K:) or what hangs down, of, or from, the fore part of the beard: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) or, accord. to Az, it signifies, with the Arabs, the fore part of the beard, and what hangs down thereof, or therefrom, upon the breast: or, accord. to IDrd, some of them apply it to the extremity of the beard; and some, to the hair of the mustache that hangs down on the beard: in a trad., in which it is said that he [Mohammad] was full in the سَبَلَة, Az says that it means the hairs beneath the lower jaw: accord. to Az, it is what appears, of the fore part of the beard, after [or exclusive of] the hair of the side of each cheek and the عُثْنُون [here app. meaning the portion of the beard next the front of the throat], and what is concealed [thereof]: (TA:) or, accord. to Th, the beard altogether: (M:) the pl. is سِبَالٌ, (S, K,) [to which ة is sometimes added, agreeably with a common license, as appears from an ex. in what follows,] and سَبَلَاتٌ, occurring in the saying, إِنَّهُ لَذُو سَبَلَاتٍ, mentioned by Lh, in which the term سَبَلَة is made to apply to every separate portion [so that the meaning is, Verily he has a سَبَلَة]. (M.) One says, of enemies, هُمْ صُهْبُ السِّبَالِ (assumed tropical:) [They are red, or reddish, in respect of the mustaches, &c.: see art. صهب]. (TA.) and of a man who has come threatening, one says, جَآءَ فُلَانٌ وَ قَدْ نَشَرَ سَبَلَتَهُ (tropical:) [Such a one came having spread out his mustache, &c.]. (K, * TA.) And in a trad. respecting Dhu-th-Thudeiyeh, [see art. ثدى,] it is said, عَلَيْهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سِبَالَةِ السِّنَّوْرِ [app. meaning (assumed tropical:) Having upon him small hairs like the whiskers of the cat]. TA.) b3: سَبَلَةُ البَعِيرِ means (assumed tropical:) The part of the camel, in which he is stabbed, or stuck, in the uppermost part of the breast; (T, M;) called also the تَرِيبَة: (T:) or the fur that flows down upon that part of the camel. (M, K. [In the CK, مَنْخَرِه is erroneously put for مَنْحَرِهِ.]) You say لَتَبَ فِى سَبَلَةِ النَّاقَةِ, meaning (assumed tropical:) He stabbed, or stuck, the she-camel in the part above mentioned: (M in art. لتب: [in the K, in the present art., كَتَبَ is erroneously put, in this phrase, in the place of لَتَبَ:]) Az heard an Arab of the desert say لَتَمَ فِى سَبَلَةِ بَعِيرِهِ, [which means the same as لَتَبَ,] and he supposes the سَبَلَة to be hairs in the part above mentioned. (TA.) You say also, بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ, meaning (assumed tropical:) [A camel goodly in respect of] the thinness of his skin (جِلْدِهِ): so in the O and K: but accord. to the T, of his cheek (خَدِّهِ); and this is probably the right explanation. (TA.) سَبَلَانِىٌّ: see أَسْبَلُ.

سَبِيلٌ A way, road, or path; (S, M, Msb, K;) and what is open, or conspicuous, thereof; (M, K;) and Er-Rághib adds, wherein is easiness: (TA:) and ↓ سَبِيلَةٌ signifies the same: (Ibn-'Abbád, K:) the former is masc. and fem.; (S, M, Mgh, Msb, K;) like زُقَاقٌ; (Msb;) made fem. by the people of El-Hijáz, and masc. by Temeem; (Akh, S voce زُقَاقٌ;) but mostly fem.; (IAth, TA;) in the Kur it is made masc. in vii. 143, and fem. in xii. 108: (S, M, TA:) pl. سُبُلٌ, (M, K,) or, accord. to ISk, it has this pl. when masc., and سُبُولٌ, like عُنُوقٌ when fem., (Msb, [but this distinction and the latter pl. are both strange,]) and it has also as a pl. [of pauc.]

أَسْبِلَةٌ. (TA.) In the saying, وَ عَلَى اللّٰهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [And upon God it rests to show the right way (see art. قصد)], (M, K,) in the Kur [xvi. 9], (M,) it is used as a gen. n., because it is added, وَ مِنْهَا جَائِرٌ. (M, K.) b2: اِبْنُ السَّبِيلِ means (assumed tropical:) The son of the road; (M, K;) he whom the road has brought, or [as it were] brought forth; (IB;) the wayfarer, or traveller: (Mgh, Msb:) or he who travels much or often: (TA:) or the traveller who is far from his place of abode: (Er-Rághib:) as used in the verse of the Kur, (M, Mgh, Msb,) ix, 60, (M,) it means the person to whom the way has become cut short [so that he is unable to continue his journey]; (M, K;) to which has been added, who desires to return to his country, or town, and finds not what will suffice him: (TA:) or the traveller who is cut off from his property: (Mgh, Msb:) or the person who desires to go to a country, or town, other than his own, for a necessary affair: or, accord. to Ibn-'Arafeh, the guest who has become disabled from proceeding in his journey, his means having failed him: to such should be given as much as will suffice him to his home. (TA.) b3: تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ, in the Kur [xxix. 28], means (assumed tropical:) [And ye cut off] the way of offspring [by your unnatural practices]: or and ye oppose yourselves to men in the roads [or road] for the purpose of that which is excessively, or enormously, foul or abominable. (TA.) b4: [سَبِيلُ اللّٰهِ means (assumed tropical:) The way, or cause, of God, or of religion; or the way whereby one seeks approach to God, or advancement in his favour.] It is said in the Kur [ii. 191], وَ أَنْفِقُوا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, meaning (assumed tropical:) And expend ye in warring against unbelievers and the like, and in every good work commanded by God; (M, K;) such being of the ways [that lead] to God: (M:) mostly used in relation to warring against unbelievers and the like. (M, K.) And in the same, iii. 163, الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, meaning [Who have been slain in the cause of God, or of his religion, i. e.,] for the sake of the religion of God. (Jel.) And you say, جَعَلَ ضَيْعَتَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ (assumed tropical:) [He made his estate to have its profit, or revenue, or usufruct, employed in the cause of God, or of religion]. (S.) b5: سَبِيلٌ also signifies (assumed tropical:) A means of access; a connexion, or a tie: so in the saying, in the Kur [xxv. 29], يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (assumed tropical:) [O would that I had obtained, with the Apostle, a means of access to Paradise]: (S, Msb, TA:) thus it has been explained: (TA:) or the meaning is, [O would that I had taken, with the Apostle,] a way to safety: or one way, the way of truth. (Bd.) b6: [Also, in the present day, applied to A public drinking-fountain.]

سَبُولَةٌ and سُبُولَةٌ: see سَبَلٌ, in three places.

سَبِيلَةٌ: see سَبِيلٌ, first sentence.

سَابِلٌ Travelling upon a road: pl. سَوَابِلُ and [coll. gen. n.] ↓ سَابِلَةٌ; (TA:) this last signifies travellers, (S, M, *) or a company of people, (Mgh, K,) following, or succeeding, one another, or going repeatedly to and fro, (S, M, Mgh, K,) upon the roads, (S, Mgh,) or upon the road, (M, K,) for the accomplishment of their wants: it is made fem. as denoting a جَمَاعَة. (Mgh.) b2: Also, ↓ سَابِلَةٌ, (TA in art. شغر,) or سَبِيلٌ سَابِلَةٌ, (M, K, * TA,) A travelled road; (M, K, TA;) a beaten road. (TA in art. شغر.) A2: غَيْثٌ سَابِلٌ (assumed tropical:) Rain falling continuously, or in successive showers, and in large drops, and copiously. (TA.) سَابِلَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

سُنْبُلٌ and سُنْبُلَةٌ: see سَبَلٌ, in five places: and see also art. سنبل.

سَلْسَبِيلُ the name of A certain fountain in Paradise: determinate; [without tenween;] but occurring at the end of a verse of the Kur [lxxvi. 18], (Akh, S, K,) and being with fet-h, (Akh, S,) ا is added to it, (Akh, S, K,) for the sake of conformity [with the endings of other verses before and after it]. (K.) See also art. سلسبل.

أَسْبَلُ (tropical:) A man long in the سَبَلَة [q. v., here said in the TA to mean the beard, but this is questionable], as also ↓ سَبَلَانِىٌّ and ↓ مُسْبِلٌ and ↓ مُسْبَلٌ and ↓ مُسَبِّلٌ and ↓ مُسَبَّلٌ. (M, K, TA.) b2: And the fem., سَبْلَآءُ, (assumed tropical:) A woman having hair in the place of the mustache. (TA.) b3: And (assumed tropical:) An eye having long lashes. (M, K.) مُسْبَلٌ: see the next preceding paragraph.

مُسْبِلٌ A man lengthening his garment, and making it to hang down to the ground. (IAar, TA.) [And in like manner,] applied to a woman, [though without ة,] Who has made her skirt to hang down [app. to the ground]. (M.) b2: See also أَسْبَلُ. b3: And المُسْبِلُ signifies (tropical:) The penis: (M, K, TA:) because of its pendulousness. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The [lizard called] ضَبّ. (K.) b5: and the fifth of the arrows used in the game called المَيْسِر: (M, K:) or the sixth of those arrows, (Lh, S, M, K,) also called المُصْفَحُ, (S,) in which are six notches, and to which are assigned six shares [of the slaughtered camel] if it win, and six fines if it do not win: (M:) pl. المَسَابِلُ. (TA.) b6: And مُسْبِلٌ is one of the names of Dhul-Hijjeh; (M, K; *) of the time of 'Ád. (M.) مُسَبَّلٌ: see أَسْبَلُ. b2: Also An ugly old man: (K:) app. because of the length of his beard. (TA.) مُسَبِّلٌ: see أَسْبَلُ.
سبل
السَّبِيلُ، والسَّبِيلَةُ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبَّادٍ: الطَّرِيقُ، وَمَا وَضَحَ مِنْهُ، زادَ الرَّاغِبُ: الَّذِي فِيهِ سُهُولَةٌ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ، قالَهُ تَعالى: وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرِّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً، وشَاهِدُ التَّأْنِيْثِ: قُلْ هذهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ، عَبَّرَ بِهِ عَنْ المَحَجَّةِ، ج سُبُلٌ، ككُتُبٍ، قَالَ الله تَعَالَى: وأنهاراً وَسُبُلاً، وقولُه تَعَالَى: وعَلى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ ومِنْهَا جَائِرٌ فَسَّرَهُ ثَعْلَب، فَقَالَ: عَلى اللهِ أَنْ يَقْصِدَ السَّبِيلَ لِلْمُسْلِمِينَ، وَمِنْهَا جائِرٌ، أَي ومِنَ الطُّرُقِ جائِرٌ عَلى غَيْرِ السّبِيلِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكونَ السّبِيلُ هُنَا اسْم جِنْسٍ، لَا سَبِيلاً واحِداً بِعَيْنِهِ، لِقَوْلِهِ: ومِنْها جائِرٌ، أَي وَمِنْهَا سَبيلٌ جائِرٌ، وقولُه تَعَالَى: وأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَي فِي الجِهادِ وكُلِّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ فَهُوَ مِنْ سَبيلِ اللهِ، واسْتِعْمالُهُ فِي الْجِهادِ أَكْثَرُ، لأنَّهُ السَّبِيلُ الَّذِي يُقاتَلُ فِيهِ عَلى عَقْدِ الدّينِ، وقولُه: فِي سَبِيلِ اللهِ أُرِيدَ بِهِ الَّذِي يُرِيدُ الْغَزْوَ، وَلَا يَجِدُ مَا يُبَلِّغُهُ مَغْزَاهُ، فيُعْطَى مِن سَهْمِهِ، وكُلُّ سَبِيلٍ أُرِيدَ بِهِ اللهُ عَزَّ جَلَّ وَهُوَ بِرٌّ داخِلٌ فِي سَبيلِ اللهِ، وَإِذا حَبَّسَ الرَّجُلُ عُقْدَةً لَهُ، وسَبَّلَ ثَمَرَها، أَو غَلَّتَها، فإِنَّهُ يُسْلَكُ بِمَا سَبَّلَ سَبِيلُ الخَيْرِ، يُعْطَى مِنْهُ ابنُ السَّبِيلِ، والفَقيرُ، والمُجاهِدُ، وغيرُهم، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وسَبيلُ اللهِ عامٌّ يَقَعُ على كُلِّ عَمَلٍ خالِصٍ، سُلِكَ بِهِ طَرِيقُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ عزَّ وجَلَّ، بِأَداءِ الفَرائِضِ، والنَّوافِلِ، وأَنْواعِ التَّطَوُّعاتِ، وإِذا أُطْلِقَ فَهُوَ فِي الغالِبِ واقِعٌ عَلى الجِهادِ، حَتَّى صارَ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ كأَنَّهُ مَقْصُورٌ عَلَيْهِ. وأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ، فَهُوَ ابْنُ الطَّرِيقِ، أَي المُسافِرُ الكَثِيرُ السَّفَرِ، سُمِّيَ ابْناً لَهَا لِمُلازَمَتِهِ إِيَّاها، قالَهُ ابْنُ الأَثِيرُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هوَ المُسافِرُ البَعِيدُ عَن مَنْزِلِهِ، نُسِبَ إِلَى السَّبِيلِ لمُمارَسَتهِ إِيَّاهُ، وقالَ ابنُ سِيدَه. تَأْوِيلُهُ الَّذِي قُطِعَ عَلَيْهِ الطِّرِيقُ، زادَ غَيْرُه: وَهُوَ يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى بَلَدِهِ، وَلَا يَجِدُ مَا يَتَبَلَّغُ بِهِ. وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْبَلَدَ غيرَ بَلَدِهِ، لأَمْرٍ يَلْزَمُهُ، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: هُوَ الضَّيْفُ المُنْقَطَعُ بِهِ، يُعْطَى قَدْرَ مَا يَتَبَلَّغُ بِهِ إِلَى وَطَنِهِ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيِّ: هُوَ الغريبُ الَّذِي أَتَى بهِ الطَّرِيقُ، قَالَ الرَّاعِي:
(عَلى أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرارَا)
وقالَ آخَرُ: ومَنْسُوبٍ إِلَى مَنْ لَمْ يَلِدْهُكذاكَ اللهُ نَزَّلَ فِي الْكِتابِ والسَّابِلَةُ مِنَ الطُّرُقِ، قالَ بَعْضُهُم: وَلَو قالَ: مِن السُّبُلِ، لَوَافَقَ اللَّفْظَ والاشْتِقاقَ: الْمَسْلُوكَةُ،) يُقال: سَبيلٌ سَابِلَةٌ: أَي مَسْبُولَةٌ، والسَّابِلَةُ أَيْضاً: الْقَوْمُ الْمُخْتَلفَةُ عَليها فِي حَوائِجِهِمْ، جَمْعُ سَابِلٍ، وَهُوَ السَّالِكُ على السَّبِيلِ، ويُجْمَعُ أَيْضاً على السَّوابِلِ، وأَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ: كَثُرَتْ سابِلَتُها، أَي أَبْناؤُها المُخْتَلِفُونَ إِليها. وأسْبَلَ الإِزَارَ: أَرْخاهُ، وَمِنْه الحديثُ: نَهَى عَنْ إِسْبالِ الإِزَارِ، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلٍ إِزارَهُ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: ثَلاَثةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، ولاَ يُزَكِّيهِمْ، فذَكَرَ المُسْبِلَ، والْمَنَّانَ، والمُنَفِّقَ سِلْعَتَهُ بالْحَلِفِ الْكَاذِبِ، قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ، وغَيْرُهُ: الْمُسْبِلُ: الَّذِي يُطَوِّلُ ثَوْبَهُ ويُرْسِلُهُ إِلَى الأَرْضِ إِذا مَشى، وإِنَّما يَفْعَلُ ذلكَ كِبْراً واخْتِيالاً. ومِنَ الْمَجازِ: وَقَفَ عَلَى الدَّارِ فأَسْبَلَ دَمْعَهُ، أَي أَرْسَلَهُ، ويُسْتَعْمَلُ أيْضاً لازِماً، يُقالُ: أَسْبَلَ دَمْعُهُ، أَيْ هَطَلَ، وأَسْبَلَتِ السَّمَاءُ: أمْطَرَتْ، وأَرْخَتْ عَثَانِينَهَا إِلَى الأَرْضِ، وَفِي الأَساسِ: أَسْبَلَ الْمَطَرُ: أَرْسَلَ دُفْعَهُ، وتَكاثَفَ، كأَنَّما أَسْبَلَ سِتْراً، وَهُوَ مَجازٌ. والسَّبُولَةُ، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ والسَّبَلَةُ، مُحَرَّكَةً، والسُّنْبُلَةُ، بالضَّمًّ، كقُنْفُذَةٍ: الزَّرْعَةُ الْمائِلَةُ، الأُولَى لُغَةُ بني هَمْيانَ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، والأخِيرَةُ لُغَةُ بني تَميم، وقالَ اللَّيْثُ: اسَّبُولَةُ: هِيَ سُنْبَلَةُ الذُرَةِ والأَرْزِّ، ونَحْوِهِ، إِذا مَالَتْ. ومِن الْمَجازِ: السَّبَلُ، مُحَرَّكَةً: الْمَطَرُ، المُسْبِلُ، يُقالُ: وَقَعَ السَّبَلُ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنهُ:
(رَاسِخُ الدِّمْنِ عَلى أَعْضادِهِ ... ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلُ)
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَسْبَلَتِ السَّماءُ، إِسْبالاً، والاِسْمُ السَّبَلُ، وَهُوَ المَطَرُ بَيْنَ السَّحابِ والأَرْضِ، حينَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحابِ، وَلم يَصِلُ إِلَى الأَرْضِ. والسَّبَلُ: الأَنْفُ، يُقالُ: أَرْغَمَ اللهُ سَبَلَهُ، والجَمْعُ سِبالٌ، كَمَا فِي المُحيطِ. والسَّبَلُ: السَّبُ والشَّتْمُ، يُقالُ: بَيْنِي وبَيْنَهُ سَبَلٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وَلَا يَخْفَى أنَّ قَوْلَهُ: والشَّتْمُ: زِيادَةٌ، لأنَّ المَعْنَى قد تَمَّ عندَ قَوْلِهِ: السَّبّ. والسَّبَلُ: السُّنْبُلُ، لُغَةُ الحِجازِ ومِصْرَ قَاطِبَةً، وقِيلَ: هُوَ مَا انْبَسَطَ مِنْ شعاعِ السُّنْبُلِ، وقِيل: أَطْرَافُهُ. والسَّبَلُ: دَاءٌ يُصِيبُ فِي العَيْنِ، قيل: هُوَ غِشَاوَةٌ الْعَيْنِ، أَو شِبْهُ غِشَاوَةٍ، كأنَّها نَسَجُ الْعَنْكَبُوتِ، كَما فِي العُبَابِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ، بِعُرُوقٍ حُمْرٍ، وقالَ الرَّئِيسُ: مِنَ انْتِفَاخِ عُرُوقِها الظَّاهِرَةِ فِي سَطْحِ الْمُلْتَحِمَةِ، إِحْدَى طَبَقاتِ العَيْنِ، وَقيل: هُوَ ظُهُورُ انْتِسَاجِ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَهُما كالدُّخانِ، وتفصيله فِي التَّذْكِرَةِ. والسَّبَلَةُ: مُحَرَّكَةً: الدَّائِرَةُ فِي وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، أَو مَا عَلى الشَّارِبِ مِنَ الشَّعَرِ، وَمِنْه قَوْلُهم: طالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّها، وَهُوَ مَجازٌ، أَو طَرَفُهُ، أَو مُجْتَمَعُ الشَّارِبَيْنِ، أَو مَا عَلى الذَّقَنِ إِلَى طَرَفِ اللِّحْيَةِ كُلِّها أَو مُقَدَّمُها خَاصَّةً، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي العِبَارَةِ سَقْطٌ، فِإنَّ) نَصَّ المُحْكَمِ: إِلَى طَرَفِ اللَّحْيَةُ خَاصَّةً، وَقيل: هِيَ الِّلحْيَةُ كُلُّها بأَسْرِها، عَن ثَعْلَبٍ، وأمَّا قَولُه: أَو مُقَدَّمُها، فَإِنَّهُ مِن نَصِّ الأزْهَرِيِّ، قالَ: والسَّبَلَةُ عندَ العَرَبِ مُقَدَّمُ اللِّحْيَةِ، وَمَا أسْبَلَ مِنْهَا علَى الصَّدْرِ، فتَأَمَّل ذَلِك، وعَلى هَذَا تكونُ الأَقْوالُ سَبْعَةً، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مِن العَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ السَّبَلَةُ طَرَفَ اللَّحْيَةِ، وَمِنْهُم مَن يَجْعَلُها مَا أسْبَلَ مِن شَعَرِ الشَّارِبِ فِي اللِّحْيَةِ، وَفِي الحديثِ: أَنَّهُ كانَ وافِرَ السَّبَلَةِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: يَعْنِي الشَّعَرَاتِ الَّتِي تَحْتَ اللَّحْيِ الأَسْفَلِ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: السَّبَلَةُ مَا ظَهَرَ مِن مُقَدَّمِ اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارِضَيْنِ، والعُثْنُونُ مَا بَطَنَ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: السَبَلَةُ الشَّارِبُ، ج: سِبَالٌ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضَّهَا بِقَضِيضِها ... تُنَشِّرُ حَوْلِي بِالْبَقِيعِ سِبَالَها)
وسَبَلَةُ البَعِيرِ: نَحْرُهُ، أَو مَا سَالَ مِنْ وَبَرِ الْبَعِيرِ فِي مَنْحَرِهِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: السَّبَلَةُ المَنْحَرُ مِنَ البَعِيرِ. وَهِي التَّرِيبَةُ، وَفِيه ثُغْرَةُ النَّحْرِ، يُقالُ: وَجَأَ بِشَفْرَتِهِ فِي سَبَلَتَهُ: أَي ثِيابَهُ، جَمْعُهُ سَبَلٌ، وَهِي الثِّيابُ المُسْبَلَةُ، كالرَّسَلِ والنَّشَرِ، فِي المُرْسَلَةِ والمَنْشُورَةِ. وذُو السَّبَلَةِ: خَالِدُ بْنُ عَوْفِ بْنُ نَضْلَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ الحارثِ بنِ رَافِعِ ابنِ عبدِ عَوْفِ بنِ عُتْبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَعْلِ بنِ عامرِ بنِ حَرْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ الدَّوْسِيُّ، مِنْ رُؤَسائِهِمْ.
ويُقالُ: بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ، أَي رِقَّةِ جِلْدِهِ، هَكَذَا نَصُّ العُبابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقالُ: إنَّ بَعِيرَكَ لَحَسَنُ السَّبَلَةِ، يُرِيدُونَ رِقَّةَ خَدِّهِ، قلتُ: ولَعَلَّ هَذَا هُوَ الصَّوابُ. ويُقالُ: كَتَبَ فِي سَبَلَةِ النَّاقَةِ، إِذا طَعَنَ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِها لِيَنْحَرَها، كَمَا فِي العُباب، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّاً، يَقولُ: لَتَمَ، بالتَّاءِ، فِي سَبَلَةِ بَعِيرِهِ، إِذا نَحَرَهُ، فَطَعَنَ فِي نَحْرِهِ، كأَنَّها شَعَرَاتٌ تَكونُ فِي الْمَنْحَرِ. ومِن المَجازِ: جاءَ فُلانٌ وَقد نَشَرَ سَبَلَتَهُ، أَي جاءَ مُتَوَعِّداً، وشاهُدُه، قَوْلُ الشَّمَّاخِ المُتَقَدِّمُ قَرِيبا. ومِنَ المَجازِ: يُقالُ: رَجُلٌ سَبَلاَنِيٌّ، مَحَرَّكَةً، ومُسْبِلٌ، كَمُحْسِنٍ، ومُكْرَمٍ، ومُحَدِّثٍ، ومُعَظَّمٍ، وأَحْمَدَ، الأُولَى والثَّانِيَةُ والأَخِيرَةُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، والرَّابِعَةُ والخامِسَةُ عَن ابنِ عَبَّادٍ: طَوِيلُ السَّبَلَةِ، أَي اللِّحْيَةِ، وَقد سُبِّلَ، تَسْبِيلاً، كأَنَّهُ أُعْطِيَ سَبَلَةً طَوِيلَةً. وعَيْنٌ سَبْلاءُ: طَوِيلَةُ الْهُدْبِ، وأَمَّا قَوْلُهم: عَيْنٌ مُسْبَلَةٌ، فلُغَةٌ عَامِّيَّةٌ. ومِنَ المَجَازِ: مَلأَها، أَي الكَأْسَ، وإِنَّما أعادَ الضَّمِيرَ إِلَيْها مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَبَقَ ذِكْرُها، عَلى حَدِّ قَوْلِهِ تَعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالحِجَابِ، وَإِلَى أَسْبالِها: أَي حُرُوفِها، كقَوْلِكَ: إِلَى أَصْبارِها، واحِدُهَا سَبَلَةٌ، مُحَرَّكَةً، يُقالُ: مَلأَ الإِناءَ إِلَى سَبَلَتِهِ، أَي إِلَى رأْسِهِ، وأَسْبالُ الدِّلاءِ: شِفاهُهَا، قالَ باعِثُ ابنُ صُرَيْمٍ الْيَشْكُرِيُّ:)
إذْ أَرْسَلُونِي مَائِحاً بِدِلاَئِهِمْفَمَلأْتُها عَلَقاً إِلَى أَسْبالِهَا يقُولُ: بَعَثُونِي طَالِباً لِتِرَاتِهِمْ، فَأَكْثَرْتُ مِنَ القَتْلِ، والعَلَقُ: الدَّمُ. ومِنَ المَجازِ: المُسْبِلُ، كمُحْسِنٍ: الذَكَرُ، لارْتِخَائِهِ. والمُسْبِلُ أَيْضاً: الضَّبُّ. وأَيْضاً: السَّادِسُ، أَو الْخَامِسُ مِن قِدَاحِ الْمَيْسِر، الأَوَّلُ قَوْلُ اللِّحْيانِيِّ، وَهُوَ المُصْفَحُ أَيْضا، وَفِيه سِتَّةُ فُرُوضٍ، ولهُ غُنْمُ سِتَّةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ فازَ وعليهِ غُرْمُ سِتَّةِ أَنْصِباءَ إِنْ لَمْ يَفُزْ، والجَمْعُ المَسَابِلُ. ومُسْبِلٌ: اسْمٌ مِن أَسْماءِ ذِي الْحِجَّةِ عَادِيَّةٌ. والمُسَبَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشَّيْخُ السَّمْجُ، كأَنَّهُ لِطُولِ لِحْيَتِهِ. وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ، كَفَرِحَةٍ: طَوِيلَةٌ، مُسْتَرْخِيَةٌ. وبَنُو سَبالَةَ: قَبِيلَةٌ، ظاهِرُ إِطْلاقِهِ يَقْتَضِي أنَّهُ بالفَتْحِ، وابنُ دُرَيْدٍ ضَبَطَهُ بالضَّمِّ، كَما فِي العُبابِ، وقالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ: وَفِي الأَزْدِ سِبَالَة، ككِتَابَةٍ، مِنْهُم عبدُ الجَبَّارِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، وَالِي خُرَاسانَ لِلْمَنْصُورِ، وحُمْرَانُ السِّبالِيُّ، الَّذِي يقُولُ فيهِ الشَّاعِرُ:
(مَتى كانَ حُمْرَانُ السِّبالِيُّ رَاعِياً ... وَقد رَاعَهُ بالدَّوِّ اَسْوَدُ سَالِخُ)
فَتَأمَّلْ ذَلِك. والسّثبْلَةُ، بالضَّمِّ: الْمَطَرَةُ الْوَاسِعَةُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ. وإسْبِيلٌ، كإِزْمِيلٍ: د، وَقيل: اسْمُ أَرْضٍ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلٍَ، رضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(بِإسْبِيلَ أَلْقَتْ بِهِ أُمُّهُ ... عَلى رَأْسِ ذِي حُبُكٍ أَيْهَمَا)
وقالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: لَا أَرْضًَ إِلا إِسْبِيلْ وكُلُّ أَرْضٍ تَضْلِيلْ وقالَ يَاقُوتُ: إِسْبيلُ: حِصْنٌ بأَقْصَى اليَمَنِ، وَقيل: حِصْنٌ وَراءَ النُّجَيْرِ، قالَ الشاعِرُ، يَصِفُ حِماراً وَحْشِيّاً:
(بِإِسْبِيلَ كانَ بِها بُرْهَةً ... مِن الدَّهْرِ لَا نَبَحَتْهُ الْكِلاَبُ)
وَهَذَا صِفَةُ جَبَلٍ، لَا حِصْنٍ، وَقَالَ ابنُ الدُّمَيْنَةَ: إِسْبِيلُ جَبَلٌ فِي مِخْلاَفِ ذَمَارِ، وَهُوَ مُنْقَسِمٌ بِنِصْفَيْنِ، نِصْفُهُ إِلَى مِخْلاَفِ رَدَاع، ونِصْفُهُ إِلَى بَلَدِ عَنْس، وبَيْنَ إِسْبِيلَ وذَمَارِ أَكَمَةٌ سَوْدَاءُ، بهَا حَمَّةٌ تُسَمَّى حَمَّامَ سُلَيْمانَ، والنَّاسُ يَسْتَشْفُونَ بِهِ مِن الأَوْصابِ، والجَرَبِ، وغيرِ ذَلِك، قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النُّمَيْرِيُّ ثمَّ الثَّقَفِيُّ:
(إِلَى أَن بَدَا لِي حِصْنُ إِسْبِيلَ طَالِعاً ... وإِسْبِيلُ حِصْنٌ لَمْ تَنَلْهُ الأَصابِعُ)
وَبِمَا قُلْنَا ظَهَرَ قُصُورُ المُصَنِّفِ فِي سِياقِهِ. والسِّبَالُ، ككِتَابِ: ع بَيْنَ الْبَصْرَةِ والْمَدِينَةِ، عَلى) سَاكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، يُقالُ لَهُ: سِبَالُ أُثَالٍ، قالَهُ نَصْرٌ. وسَبَلٌ، كَجَبَلٍ: ع قُرْبَ الْيَمَامَةِ، بِبِلادِ الرَّبَابِ، قالَهُ نَصْرٌ. وسَبَلٌ: اسْمُ فَرَسٍ قَدِيمَةٍ مِنْ خَيْلِ العَرَبِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ: هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَلْ إنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جادُوا وَبَلْ وقالَ الجَوْهَرِيُّ: اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ فِي العَرَبِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ أُمُّ اَعْوَجَ، كانَتْ لِغَنِيٍّ، وأَعْوَجُ لِبَنِي آكِلِ المُرَارِ، ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلاَلٍ، وأَنْشَدَ: هُوَ الجَوادُ. . إِلَخ وقالَ غيرُهُ: هيَ أُمُّ أَعْوَجَ الأَكْبَرِ، لِبَنِي جَعْدَةَ، قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(وهَناجِيجَ جِيَادٍ نُجُبٍ ... نَجْلِ فَيَّاضٍ ومِن آلِ سَبَلْ)
قلتُ: وقَرَأْتُ فِي أَنْسابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ، أَنَّ أَعْوَجَ أَوَّلُ مَنْ نُتِجَه بَنُو هِلاَلٍ، وأُمُّهُ سَبَلُ بنتُ فَيَّاضٍ كانتْ لِبَنِي جَعْدَةَ، وأُمُّ سَبَلٍ القَسَامِيَّةُ. انْتهى، وأغْرَبَ ابنُ بَرِّيٍّ، حيثُ قالَ: الشِّعْرُ لِجَهْمِ بنِ سَبَلٍ، يَعْنِي قَوْلَهُ: هوَ الجَوادُ بنُ الجَوادِ إِلَخ قالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلابِيُّ: وَهُوَ من بَنِي كَعْبِ بنِ بَكْرٍ، وكانَ شاعِراً لَمْ يُسْمَعْ فِي الجاهِلِيَّةِ والإِسْلامِ مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشْعَرُ مِنْه، قَالَ: وَقد أَدْرَكْتُهُ يُرْعَدُ رَأْسُهُ، وهوَ يَقُولُ: أَنا الْجَوادُ بنُ الجَوادِ بنِ سَبَلْ إِنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جَادُوا وَبَلْ قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: فثَبَتَ بِهَذَا أنَّ سَبَلْ اسْمُ رَجُلٍ، وليسَ باسْمِ فَرَسٍ، كَمَا ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ، فتَأَمَّلْ ذلكَ. وسَبَلُ بْنُ الْعَجْلانِ: صَحابِيٌّ، طَائِفِيٌّ، ووَالِدُ هُبَيْرَةَ الْمُحَدِّثُ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ خَطَأٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ الصَّحابِيَّ إِنَّما هُو هُبَيْرَةُ بنُ سَبَل، الَّذِي جَعَلَهُ مُحَدِّثاً، فَفِي التَّبْصِيرِ: سَبَلَ بنُ العَجْلانِ الطّائِفِيِّ، لابْنِهِ هُبَيْرَةُ صُحْبَةٌ، وقالَ ابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ: هُبَيْرَةُ بنُ سَبَلِ بنِ العَجْلانِ الثَّقَفِيِّ، وَلِيَ مَكَّةَ قُبَيْلَ عَتَّابِ بنِ أُسَيْدٍ أَيَّاماً. وَلم يذْكُرْ أَحَدٌ سَبَلاً وَالِدَهُ فِي الصَّحابَةِ، فتَنَبهّ لذَلِك، أَو هُوَ بالشَّيْنِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ قَوْلُ الدَّارَقُطْنِيُّ، قالَهُ الحافِظُ. وذُو السَّبَلِ بْنُ حَدَقَةَ بنِ بَطَّةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: مَظَّةَ بن سِلْهِمِ بنِ الحَكَمِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ. ويُقالُ: سَبَلٌ مِن رِماحٍ: أَي طائِفَةٌ مِنْها قَلِيلَةٌ أَو كَثِيرَةٌ، قالَ مُجَمَّعُ بنُ هِلالٍ الْبَكْرِيُّ:)
(وخَيْلٍ كَأَسْرابِ الْقَطَا قد وَزَعْتُهَا ... لَهَا سَبَلٌ فيهِ الْمَنشيَّةُ تَلْمَعُ)
يَعْنِي بهِ الرُّمْحَ. وسَبْلَلٌ، كجَعْفَرٍ ع، وقالَ السُّكَرِي: بَلَدٌ، قالَ صَخْرُ الْغَيِّ يَرْثَي ابْنَهُ تَلِيداً:
(وَمَا إِنْ صَوْتُ نَائِحَةٍ بِلَيْلٍ ... بِسَبْلَلَ لَا تَنامُ مَعَ الهُجُودِ) جَعَلَهُ اسْماً للبُقْعَةِ، وتَرَكَ صَرْفَهُ. وسَبَّلَهُ، تَسْبِيلاً: أَبَاحَهُ، وجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعالى، كَأَنَّهُ جَعَلَ إليهِ طَرِيقاً مَطْرُوقَةً، وَمِنْه حديثُ وَقْفِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: احْبِسْ أَصْلَها، وسَبِّلْ ثَمَرَتَها: أَي اجْعَلْهَا وَقْفاً، وأَبِحْ ثَمَرَتَها لِمَنْ وَقَفْتَها عليهِ. وذُو السِّبالِ، ككِتَابٍ: سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ بنِ الحارثِ بنِ سابِي بنِ أبي صَعْبِ بنِ هُنَيَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ، خالُ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ آلَى أنْ لاَ يَأْخُذَ أَحَداً مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ قَتَلَهُ بِأَبِي الأُزَيْهِرِ الدَّوْسِيِّ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ. والسَّبَّالُ بن طَيْشَةَ، كشَدَّادٍ: جَدُّ وَالِدِ أَزْدَادَ بنِ جَمِيلِ بنِ مُوسَى الْمُحَدِّثِ، رَوَى عَن إِسْرائِيلَ بنِ يُونُسَ، ومَالِكٍ وطالَ عُمْرُهُ، فَلَقيَهُ ابنُ ناجِيَةَ.
قَالَ الحافِظُ: وضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعانِيِّ بياءٍ تَحْتِيَّةٍ، وتَبِعَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وتَعَقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ فَأَصَابَ. قلتُ: ومِمَّنْ رَوَى عَنْ أَزْدَادَ هَذَا أَيْضا عُمَرُ بنُ أيُّوبَ السَّقَطِيُ. وابنُ نَاجِيَةَ الَّذِي ذكَرَهُ هُوَ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ نَاجِيَةَ. وسَلْسَبِيلُ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ، قالَ اللهُ تَعالى: عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً، قالَ الأَخْفَشُ: مَعْرِفَةٌ ولكنْ لَمَّا كانتْ رَأْسَ آيةٍ وكانَ مَفْتُوحاً زِيدَتْ الأَلِفُ فِي الآيَةِ للاِزْدِواجِ، كقَوْلِهِ تَعالى: كانَتْ قَوارِيرَاْ، قَوارِيرَا، وسيأْتِي قَرِيباً. وبَنُو سُبَيْلَةَ بنِ الهُونِ، كجُهَيْنَةَ: قَبِيلَةٌ من العَرَبِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، قالَ الحافِظُ: فِي قُضاعَةَ، وَمِنْهُم: وَعْلَةُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ بُلَعَ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سُبَيْلَةَ: فارِسٌ.وامْرَأَةٌ مُسْبِلٌ: أَسْبَلَتْ ذَيْلَها، وأَسْبَلَ الْفَرَسُ ذَنَبَهُ: أَرْسَلَهُ. والسَّبَلُ، مُحَرَّكَةً: ثِيابٌ تُتَّخَذُ مِنْ مُشاقَّةِ الكَتَّانِ، أَغْلَظُ مَا تَكونُ، ومنهُ حديثُ الحَسَنِ: دَخَلْتُ عَلى الحَجَّاجِ وعليهِ ثِيابٌ سَبَلَةٌ. والسَّبِيلُ: الوُصْلَةُ والسَّبَبُ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالى: وَيَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا، أَي سَبَباً ووُصْلَةً، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ:
(أفَبَعْدَ مَقْتَلِكُمْ خَلِيلَ مُحَمَّدٍ ... تَرْجُو القُيُونُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا)
أَي سَبَباً وَوُصْلَةً. وغَيْثٌ سَابِلٌ: هَاطِلٌ غَزِيرٌ، وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: إِنَّهُ لَذُو سَبَلاَتٍ، وهوَ مِن الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ سَبَلَةً، ثُمَّ جُمِعَ عَلى هَذَا، كَما قَالُوا لِلْبَعِيرِ: ذُو عَثانِينَ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُثْنُوناً. وثُقالُ لِلأَعْداءِ: هُمْ صُهْبُ السِّبالِ، قالَ:
(فَظِلالُ السُّيُوفِ شَيَّبْنَ رَأْسِي ... واعْتِناقِي فِي الْقَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ)
وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: عليهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سَبَالَةِ السِّنَّوْرِ. وامْرَأَةٌ سَبْلاَءُ: عَلى شَارِبَيْها شَعَرٌ.
والسُّبَيْلَةُ، كجُهَيْنَة: مَوْضِعٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي نُمَيْرٍ، لِبَنِي حِمَّانَ بنِ عبدِ كَعْبِ بنِ سَعْدٍ، قالَهُ نَصْرٌ، وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ:
(قَبَحَ الإِلهُ وَلَا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أَهْلَ السُّبَيْلَةِ مِنْ بَنِي حِمَّانِ)
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: تُسَمَّى الشَّاةُ سَبَلاً، وتُدْعَى للحَلْبِ، فيُقالُ: سَبَلْ سَبَلْ. وسَبَّلَ ثَوْبَه، تَسْبِيلاً: مِثْلُ أَسٍ بَلَ. وقولُهُ تَعالى: وَلَا تقْطَعُونَ السَّبِيلَ، أَي سَبِيلَ الوَلَدِ، وقيلَ: تَعْتَرِضُونَ للنَّاسِ فِي الطُّرُقِ لِلْفَاحِشَةِ. وسُبُلاتُ، بِضَمِّ السِّينِ والْباءِ وتَشْدِيدِ اللامِ: مَوْضِعٌ فِي جَبَلِ أَجَأَ، عَن نَصْرٍ.

شقق

(شقق) - في حديث قُرَّةَ بنِ خالِد: "أَصابَنا شُقاقٌ ونحن مُحرِمُون، فسأَلْنَا أبا ذَرٍّ رضي الله عنه فقال: عليكم بالشَّحْم".
الشُّقَاق: تَشَقُّق الجِلدِ، وهو على صِيغَة الأَدواءِ كالسُّعَالِ والسُّلاقِ ونَحوِهما.
- في حديث عُثْمان رضي الله عنه: "أنه أَرسلَ إلى امرأةٍ بشُقَيْقَة سُنْبُلانِيَّة".
هي تصغير شُقَّة، وهي جِنْس من الثِّياب. وقيل: هي نِصْفُ ثَوبٍ شُقَّ من ثَوْب، والجميعِ الشُّقَق.
- في حديث أبي رَافع: "إنَّ في الجَنَّة شَجرةً تَحمِل كُسوةَ أهلِها أَشدَّ حُمرةً من شَقائِق النُّعمان".
الشَّقَائِقُ: جَمْع شَقِيقَة، وهي الفُرجَة بين الرِّمال الغَليظة تُنْبِت العُشْبَ والشَّجَر. والنُّعمانُ قيل: هو ابنُ المُنْذِر مَلِكُ العَربَ. يقال: إنه نَزَل شَقائِقَ رَمْل، قد أنبتَ الشَّقِرَ الأَحمرَ فاسْتحَبَّها، فأمر أن تُحمَى له، فَسُمِّيت الشَّقَرِيَّة .
وقيل: النُّعمان: اسمُ الدَّم شُبِّهَت حُمرتُها بحُمْرته وشَقَائِقُه: قِطَعُه. - في الحديث: "النِّساء شَقائِقُ الرِّجالِ".
: أي نظائِرهُم وأَمثالُهم في الخُلُق والطِّباع، كأنهن شُقِقْن منهم، ولأن حَوّاءَ خُلِقَت من آدمَ عليه الصلاة والسلام وشُقَّت منه.
وشَقِيق الرَّجلِ أَخُوه؛ لأن نَسَبه شُقَّ من نَسَبه. والشَّقيقَان: القَسِيمان.
- ومنه الحديث: "أَنتُم إخوانُنا وأَشِقَّاؤُنا".
جمع شَقِيق.
- في حَديث المِعْراج : "ألم تَرَوْا إلى المَيِّتِ إذا شَقَّ بَصرُه". بفتح الشين وضم الراء: أي انْفَتَح.
قال الجَبَّان: وضَمُّ الشِّين فيه غَيرُ مُخْتار، وشَقَّ نابُ البَعِير: إذا ظَهَر كأنه شَقَّ الموضِعَ الذي يخرج منه.
في حديث السَّحابِ: "أخَفْوًا أَوْ وَميضًا أو يَشُقُّ شَقًّا".
أراد استِطالَتَه إلى وَسَط السَّماء من غير أن يَأخُذ يَميناً وشِمالًا، أراد يخْفُو خَفْواً أو يَمُضُّ وَمِيضًا؛ ولذلك عَطَف عليه يَشُقّ. - في الحديث " .. في شِقَّةٍ من تَمْر".
: أي قِطْعة تُشَقُّ منه.
- ومنه الحديث: "فطارت منه شِقَّةٌ" .
- في حديث زُهَيْر: "على فَرَسٍ شَقَّاءَ مقّاءَ" .
: أي طويلة، والذى أَشَقُّ.
- في حديث البَيْعَةِ: "تَشْقِيقُ الكَلام عليكم شَدِيدٌ".
: أي التَّطَلُّب فيه ليُخرِجَه أَحْسَن مَخْرجٍ
شقق: {وشقاق}: شاقة. {بشق}: مشقة. {شقة}: سفر بعيد. {شاقوا} {أشق}: أشد. 
شقق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَن رجلا خطب فَأكْثر فَقَالَ عمر: إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق الشَّيْطَان. و [قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو وَغَيرهمَا -] قَوْله: الشقاشق واحدتها شِقْشِقَة وَهِي الَّتِي إِذا هدر الْفَحْل من الْإِبِل العِراب خاصّة خرجت من شدقه شَبيهَة بالرِئة وَهِي الَّتِي / يَقُول فِيهَا الْأَعْشَى: [السَّرِيع] 99 / ب ... واقْنَ فَإِنِّي طَبنٌ عَالم ... أقطع من شِقْشِقَة الهادرِ

وَهَذَا مثل يَقُول: إِنِّي أقطع لِسَان الْمُتَكَلّم الَّذِي يهدر كَمَا يهدر ذَاك فأسكته وَقَوله: اقْنَ يَقُول: الزم حظّك واسكت يُقَال: قنيت حيائي لَزِمته. [قَالَ أَبُو عبيد -] : فَشبه عمر إكثار الْخَاطِب من الْخطْبَة بهدر الْبَعِير فِي شِقشِقته ثمَّ نَسَبهَا إِلَى الشَّيْطَان وَذَلِكَ لما يدْخل فِيهَا من الْكَذِب وتزوير الْخَاطِب الْبَاطِل عِنْد الْإِكْثَار من الْخطب وَإِن كَانَ الشَّيْطَان لَا شقشقة لَهُ إِنَّمَا هَذَا مثل.
ش ق ق : شَقَقْتُهُ شَقًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالشِّقُّ بِالْكَسْرِ نِصْفُ الشَّيْءِ وَالشِّقُّ الْمَشَقَّةُ وَالشِّقُّ الْجَانِبُ وَالشِّقُّ الشَّقِيقُ وَجَمْعُ الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ مِثْلُ شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ وَالشَّقُّ بِالْفَتْحِ انْفِرَاجٌ فِي الشَّيْءِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وَالْجَمْعُ شُقُوقٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَانْشَقَّ الشَّيْءُ إذَا انْفَرَجَ فِيهِ فُرْجَةٌ وَشَقَّ الْأَمْرُ عَلَيْنَا يَشُقُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا فَهُوَ شَاقٌّ وَالْمَشَقَّةُ مِنْهُ وَشَقَّتْ السَّفْرَةُ أَيْضًا وَهِيَ شُقَّةٌ شَاقَّةٌ إذَا كَانَتْ بَعِيدَةً وَالشُّقَّةُ مِنْ الثِّيَابِ وَالْجَمْعُ شُقَقٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَشَاقَّهُ مُشَاقَّةً وَشِقَاقًا خَالَفَهُ وَحَقِيقَتُهُ أَنْ يَأْتِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَا يَشُقُّ عَلَى صَاحِبِهِ فَيَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي شِقٍّ غَيْرِ شِقِّ صَاحِبِهِ.

وَشَقَائِقُ النُّعْمَانِ هُوَ الشَّقِرُ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النُّعْمَانَ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ فَهُوَ أَخُوهُ فِي لَوْنِهِ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَقِيلَ وَاحِدَتُهُ شَقِيقَةٌ. 

شقق


شَقَّ(n. ac. شَقّ)
a. Split, cleft; slit, rent, tore open;
sundered, divided, parted; traversed, opened a way through.
b. Shot across the sky (lightning).
c.(n. ac. شُقُوْق), Burst the gum, came through (tooth).
d.(n. ac. شَقّ
مَشْقَقَة) ['Ala], Distressed, troubled; vexed, molested; brought
trouble upon.
e. ['Ala], [ coll. ], Visited, consoled
( one sick ).
f. Tilled (ground).
g. Extended high.

شَقَّقَa. Split up, chopped (wood); pronounced
articulated distinctly (words).
شَاْقَقَa. Separated, became estranged from, broke off
with.
b. Was hostile to.

تَشَقَّقَa. see VII (a)
تَشَاْقَقَa. Wrangled, quarreled.

إِنْشَقَقَa. Was split, riven, cloven asunder; was cracked; split
cracked open, divided & c.
b. Separated himself, became a schismatic.

إِشْتَقَقَa. Took the half of.
b. [acc. & Min], Derived from (word).
c. [Fī], Wandered, digressed in (speech).

شَقّ
(pl.
شُقُوْق)
a. Cleft, fissure; crack, split; cranny, chink.
b. Dawn, daybreak.
c. see 2 (b)
شِقّa. Half, moiety; part; counterpart; side.
b. Trouble, difficulty, distress; fatigue
weariness.

شِقَّة
(pl.
شِقَق شِقَاْق)
a. Half, moiety.
b. Splinter, chip.
c. Piece, strip, roll of cloth.
d. Long journey.
e. Distance.
f. Destination.

شُقَّة
a. [ coll. ], Note, memorandum;
intimation.
b. (pl.
شُقَق شِقَاْق)
see 2t (c) (d), (e), (f). —
مَشْقَقَة
17t
مِشْقَقَة
(pl.
مَشَاْقِقُ), Trouble, distress; toil, labour.
شِقَاْقa. Opposition; dissension, discord; dispute.
b. Division; schism.

شَقِيْق
(pl.
أَشْقِقَآءُ)
a. Split; halved.
b. Half; side.
c. Uterine brother.

شَقِيْقَة
(pl.
شَقَاْئِقُ)
a. Half; side.
b. Megrim, headache.
c. Uterine sister.
d. Valley; pass, defile, gorge.

N. P.
إِشْتَقَقَa. Derived (word); derivative.
N. Ag.
إِشْتَقَقَa. Etymology.

شَقِيْقَة النُّعْمَان
a. Anemone.

شَقَّ العَصَا
a. He separated himself.
ش ق ق: (الشَّقُّ) وَاحِدُ (الشُّقُوقِ) وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَتَقُولُ: بِيَدِ فُلَانٍ وَبِرَجُلِهِ شُقُوقٌ. وَلَا تَقُلْ: شُقَاقٌ، وَإِنَّمَا (الشُّقَاقُ) دَاءٌ يَكُونُ بِالدَّوَابِّ وَهُوَ (تَشَقُّقٌ) يُصِيبُ أَرْسَاغَهَا وَرُبَّمَا ارْتَفَعَ إِلَى أَوْظِفَتِهَا. وَ (الشِّقُّ) بِالْكَسْرِ نِصْفُ الشَّيْءِ. وَالشِّقُّ أَيْضًا النَّاحِيَةُ مِنَ الْجَبَلِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: «وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غَنِيمَةٍ بِشِقٍّ» . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ. وَالشِّقُّ أَيْضًا (الْمَشَقَّةُ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7] وَهَذَا قَدْ يُفْتَحُ. وَ (الشُّقَّةُ) مِنَ الثِّيَابِ. وَالشُّقَّةُ أَيْضًا السَّفَرُ الْبَعِيدُ يُقَالُ: (شُقَّةٌ شَاقَّةٌ) وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ. وَ (الشَّقِيقُ) الْأَخُ. وَ (شَقَائِقُ) النُّعْمَانِ زَهْرٌ وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ. وَإِنَّمَا أُضِيفَ إِلَى النُّعْمَانِ لِأَنَّهُ حَمَى أَرْضًا فَكَثُرَ فِيهَا ذَلِكَ. وَ (الشَّقِيقَةُ) وَجَعٌ يَأْخُذُ نِصْفَ الرَّأْسِ وَالْوَجْهَ. وَ (شَقَّ) الشَّيْءَ (فَانْشَقَّ) وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (شَقَّ) فُلَانٌ الْعَصَا أَيْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ. وَ (الْمُشَاقَّةُ) وَ (الشِّقَاقُ) الْخِلَافُ وَالْعَدَاوَةُ. وَ (شَقَّ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (مَشَقَّةً) أَيْضًا وَالِاسْمُ (الشِّقُّ) بِالْكَسْرِ. وَ (اشْتِقَاقُ) الْحَرْفِ مِنَ الْحَرْفِ أَخْذُهُ مِنْهُ. وَ (شَقَّقَ) الْحَطَبَ وَغَيْرَهُ (فَتَشَقَّقَ) . وَالْعُصْفُورُ (يُشَقْشِقُ) فِي صَوْتِهِ. 
(ش ق ق) : (الشُّقَاقُ) بِالضَّمِّ تَشَقُّقُ الْجِلْدِ (وَمِنْهُ) طَلَى شُقَاقَ رِجْلِهِ وَهُوَ خَاصٌّ وَأَمَّا الشَّقُّ لِوَاحِدِ الشُّقُوقِ فَعَامٌّ (وَمِنْهُ) شَقُّ الْقَبْرِ لِضَرِيحِهِ (وَفِي التَّهْذِيبِ) قَالَ اللَّيْثُ الشُّقَاقُ تَشَقُّقُ الْجِلْدِ مِنْ بَرْدٍ أَوْ غَيْرِهِ فِي الْيَدَيْنِ وَالْوَجْهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الشُّقَاقُ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ مِنْ بَدَنِ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ (وَأَمَّا الشُّقُوقُ) فَهِيَ صُدُوعٌ فِي الْجِبَالِ وَالْأَرْضِ (وَفِي التَّكْمِلَةِ) عَنْ يَعْقُوبَ يُقَالُ بِيَدِ فُلَانٍ شُقُوقٌ وَلَا يُقَالُ شُقَاقٌ لِأَنَّ الشُّقَاقَ فِي الدَّوَابِّ وَهِيَ صُدُوعٌ فِي حَوَافِرِهَا وَأَرْسَاغِهَا وَهَكَذَا فِي الْمَقَايِيسِ وَمَا فِي خِزَانَةِ الْفِقْهِ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ اللَّيْثِ (وَذَاتُ الشُّقُوقِ) مَوْضِعٌ بِقُرْبِ مَكَّةَ وَرَاءَ الْحَرَمِ (وَالشِّقُّ) بِالْكَسْرِ الْجَنْبُ فِي قَوْلِهِ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْسَرُ وَالنِّصْفُ وَالْجَانِبُ فِي قَوْلِهِ وَلَهَا شِقٌّ مَائِلٌ أَيْ هِيَ مَفْلُوجَةٌ وَكَذَا فِي قَوْلِهِ تَكَارَى شِقَّ مَحْمَلٍ (وَمِنْهُ) شَاقَّهُ مُشَاقَّةً إذَا خَالَفَهُ كَأَنَّهُ صَارَ بِشِقٍّ مِنْهُ (وَالشِّقُّ) أَيْضًا مِنْ حُصُونِ خَيْبَرَ وَرُوِيَ بِالْفَتْحِ (وَالشِّقَّةُ) الْقِطْعَةُ مِنْ كُلِّ خَشَبَةٍ (وَمِنْهَا) «حَدِيثُ عَدِيٍّ فَذَبَحَهُ بِشِقَّةِ الْعَصَا» وَبِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ مِنْ الثَّوْبِ وَبِتَصْغِيرِهَا جَاءَ الْحَدِيثُ «وَعَلَيْهِ شُقَيْقَةٌ سُنْبُلَانِيَّةٌ» وَجَمْعُهَا شُقَقٌ (وَشِقَاقٌ) بِالْكَسْرِ يُقَالُ فُلَانٌ يَبِيعُ شِقَاقَ الْكَتَّانِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الزِّيَادَاتِ اشْتَرَى مُلَاءَةً فَوَجَدَهَا شِقَاقًا (وَالشُّقَّةُ) بِالضَّمِّ أَيْضًا الطَّرِيقُ يَشُقُّ عَلَى سَالِكهِ قَطْعُهُ أَيْ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ وَقَوْلُهُ يُسْتَسْعَى الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَى حَذْفِ الصِّلَةِ كَمَا فِي الْمَنْدُوبِ وَالصَّوَابُ إثْبَاتُهَا.
ش ق ق

برجله شقوق وشقاق. وفي القدح شق وشقوق. ولا تكتب بقلم ملتو، ولا ذي مشق غير مستو. وأخذ شقه: نصفه " لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس " بمشقتها ومجهودها. ووقع في شق من هذا الأمر ومشقة ومشاق. وشق عليه ذلك. وقعدوا في شق من الدار: في ناحية منها. وخذ من شق الثياب: من عرضها ولا تختر. وقد اشتق الفرس في عدوه: مال في أحد شقيه. وسمعت بمكة من يقول لحامل الجوالق: استشق به أي حرفه على أحد شقيه حتى ينفذ الباب. وطارت من الخشبة أو القصبة شقة: شظية. وشقه فانشق، وشققه فتشقق. وأعطني شقة من الثوب وشققاً. وعنده شقاق الكتان. و" بعدت عليهم الشقة ": الطريق، وشقة شاقة، وقطعوا شقق الفلا وشاقه. وبينهما شقاق ومشاقة. وفرس أشق أمق. ونزلوا في شقيقة من شقائق الرمل وهي أرض صلبة بين رملتين تنبت الشجر والعشب.

ومن المجاز: " شق فلان عصا المسلمين ": خالفهم. وانشقت العصا بينهم: تفرقوا. وشق الصبح والناب وبصر الميت شقوقاً. ورأيت برقا يشق شقاً إذا استطال ولم يأخذ يميناً وشمالاً. وقال الشماخ:

إذا ما الليل كان الصبح فيه ... أشق كمفرق الرأس الدهين

أراد ذنب السرحان. وتشقق الفرس: ضمر. واشتق في الكلام والخصومة: أخذ يميناً وشمالاً وترك القصد. قال رؤبة:

وكيد مطال وخصم مبده ... ينوي اشتقاقاً في الضلال المتيه

وقال:

لو صخبت حولاً وحولاً لم تفق ... يشتق في الباطل منها الممتذق

تذهب في كل شق منه. واشتق الطريق في الفلاة: مضى فيها. قال الشماخ:

وأغبر وراد العداد كأنه ... إذا اشتق في جوز الفلاة فليق

يرد العد سالكوه، فليق صبح، وقيل: موضع حلقوم البعير. وهو أخي وشقيقي وشق نفسي. ورجل شاق: مطرمذ يتنفج ويقول كان وكان ويتبجح بصحبة السلطان وما أشبه ذلك. ويقال للفصيح: هدرت شقشقته وأصلها لهاة الفحل ولا تكون إلا للعربيّ.
[شقق] الشَقُّ: واحد الشُقوقِ، وهو في الأصل مصدر. وتقول: بيد فلان وبرجله شُقوقٌ، ولا تقل شُقاقٌ، وإنَّما الشُقاقُ داءٌ يكون بالدواب، وهو تشقق يصيب أرساغها، وربما ارتقع إلى أوظفتها. عن يعقوب. والشق: الصبح. والشق بالكسر: نصف الشئ، يقال: أخذت شِقَّ الشاة وشِقَّةَ الشاة. والشِقُّ أيضاً: الناحية من الجبل. وفى حديث أم زرع: " وجدني في أهل غنيمة بشق ". وقال أبو عبيد. هو اسم موضع. والشق أيضا: الشقيق. يقال: هو أخى وشق نفسي. وشق: اسم كاهن من كهان العرب. والشق: المَشَقَّةُ. ومنه قوله تعالى: {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس} وهذا قد يفتح، حكاه أبو عبيد. والشقة: شظية تشظى من لَوح أو خَشَبة. يقال للغضبان: احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ. والشُقَّةُ بالضم، من الثياب. والشُقَّةُ أيضاً: السَفَرُ البعيد. يقال: شُقَّةٌ شَاقَّةٌ، وربما قالوه بالكسر. وهذا شقيق هذا، إذا انشق الشئ بنصفين فكل واحد منها شقيق الآخر، ومنه قيل: فلان شقيق فلان، أي أخوه. قال الشاعر وقد صغَّره : يا ابْنَ أُمِّي ويا شُقَيِّقُ نَفْسي أنت خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَديدِ والشَقيقَةُ: الفُرْجَةُ بين الحَبْلين من حبال الرمل تُنبت العشب، والجمع الشَقائِقُ. قال الشاعر : ويومَ شَقيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنو شيبان آجالا قصارا والحسنان: نقوان من رمل بنى سعد. وشقائق النعمانِ معروفُ، واحده وجمعه سواء، وإنّما أضيف إلى النُّعمان لأنَّه حمى أرضاً فكثُر فيها ذلك. والشَقيقَةُ: وجعٌ يأخذ نِصف الرأس والوجه. والشقيقة: اسم جدة النعمان بن المنذر، قال ابن الكلبى: هي بنت أبى ربيعة بن ذهل بن شيبان. قال النابغة الذبيانى يهجو النعمان: حدثوني بنى الشقيقة ما يمنع فقا بقرقر أن يزولا وفرس أشق، أي طويل، والانثى شقاء. قال جابر أخوبنى معاوية بن بكر التغلبي: ويوم الكلاب استزلت أسلاتنا شرحبيل إذ آلى آلية مقسم لينزعن أَرْماحنا فإِزالَهُ أبو حَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقَّاَء صَلْدِمِ ويروى: " عن سرج ". يقول: حلف عدونا لينتز عن أرواحنا من أيدينا فقلناه. وشققت الشئ فانشق. وشق ناب البعير، أي طلع، لغةٌ في شَقَأَ. وشَقَّ فلانٌ العصا، أي فارقَ الجماعة. وانْشَقَّت العصا، أي تَفَرَّقَ الأمر. والمُشَاقَّةُ والشِقاقُ: الخلافُ والعداوةُ. وشق على الشئ يشق شقا ومشقة، والاسم الشق بالكسر. وشق بصرُ الميت، إذا نظرَ إلى شئ لا يرتد إليه طرفه. قال ابن السكيت: ولا تقل شَقَّ الميّتُ بصره، وهو الذي حضره الموت. والاشْتِقاقُ: الأخذُ في الكلام وفي الخصومة يميناً وشمالاً، مترك القصد. واشتقاق الحرف من الحرف: أَخْذُهُ منه. ويقال: شَقَّقَ الكلامَ، إذا أخرجه أحسن مخرج. وشققت الحطب وغيره فتشقق. وشقشق الفحل شقشقة: هدر. والعصفور يُشَقْشِقُ في صوته. والشِقشقَةُ بالكسر: شئ كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج. وإذا قالوا للخطيب: ذو شِقْشِقَةٍ، فإنّما يشبه بالفحل.
(ش ق ق) و (ش ق ش ق)

الشق: الصدع الْبَائِن. وَقيل: غير الْبَائِن وَقيل: هُوَ الصدع عَامَّة.

شقَّه يشقه شقا، فانشق، وشققه فتشقق قَالَ:

أَلا يَا خبز يَا ابْنة يثردان ... أَبى الْحُلْقُوم بعْدك لَا ينَام

وبرقا للعصيدة لَاحَ وَهنا ... كَمَا شققت فِي الْقدر السناما

والشق: الْموضع المشقوق، كَأَنَّهُ سمي بِالْمَصْدَرِ وَجمعه: شقوق. وَقَالَ اللحياني: الشق: الْمصدر، والشق: الِاسْم، لَا اعرفها عَن غَيره.

والشقاق: دَاء يَأْخُذ فِي الْحَافِر والرسغ تكون فيهمَا مِنْهُ صدوع.

وشق الْحَافِر والرسغ: أَصَابَهُ شقَاق.

وكل شقّ فِي جلد عَن دَاء: شقَاق، جَاءُوا بِهِ على عَامَّة ابنية الادواء.

وشق النبت يشق شقوقاً، وَذَلِكَ فِي أول مَا تنفطر عَنهُ الأَرْض.

وشق نَاب الصَّبِي يشق شقوقاً: فِي أول مَا يظْهر.

وشق نَاب الْبَعِير يشق شقوقاً: طلع.

وشق بصر الْمَيِّت شقوقا: شخص، وَلَا يُقَال: شقّ الْمَيِّت بَصَره.

وَانْشَقَّ الْبَرْق، وتشقق: انعق.

وشقيقة الْبَرْق: عقيقته.

وشقائق النُّعْمَان: نبت، واحدتها: شَقِيقَة، سميت بذل لحمرتها على التَّشْبِيه بشقيقة الْبَرْق. والشقيقة: المطرة المتسعة، لِأَن الْغَيْم انْشَقَّ عَنْهَا. قَالَ عبد الله بن الدمينة:

ولمح بعينيها كَأَن وميضه ... وميض الحيا تهدى لنجد شقائقه

وَقَالُوا: المَال بَيْننَا شقّ الأبلمة والأبلمة: أَي الخوصة أَي نَحن متساوون فِيهِ، وَذَلِكَ أَن الخوصة إِذا أخذت فشقت طولا انشقت بنصفين.

والشق، والمشق: مَا بَين الشفرين من حَيا الْمَرْأَة.

والشواق من الطّلع: مَا طَال فَصَارَ مِقْدَار الشبر، لِأَنَّهَا تشق الكمام، واحدتها: شاقة.

وَحكى ثَعْلَب عَن بعض بني سواءة: اشق النّخل: طلعت شواقه.

والشقة: الْقطعَة المشقوقة من لوح أَو غَيره.

وَيُقَال للْإنْسَان عِنْد الْغَضَب: احتد فطارت مِنْهُ شقة فِي الأَرْض وشقة فِي السَّمَاء.

والشق، والشقة: نصف الشَّيْء إِذا شقّ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة.

والشق: النَّاحِيَة، والجانب من الشق أَيْضا.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا وَالَّذِي شقّ الرِّجَال للخيل، وَالْجِبَال للسيل، وَلم يفسره. وَعِنْدِي: انه جعل الرِّجَال وَالْجِبَال جملَة وَاحِدَة ثمَّ خرقهما، فَجعل الرِّجَال لهَذِهِ وَالْجِبَال لهَذَا.

والشقاق: غَلَبَة الْعَدَاوَة وَالْخلاف.

شاقه مشاقة، وشقاقا: خَالفه.

وشق امْرَهْ، يشقه شقا، فانشق: انفرق وتبدد اخْتِلَافا.

وشق عَصا الطَّاعَة، فانشقت، وَهُوَ مِنْهُ.

وانشقت الْعَصَا بالبين، وتشققت. قَالَ قيس بن ذريح:

وناح غراب الْبَين وانشقت الْعَصَا ... ببين كَمَا شقّ الْأَدِيم الصوانع

وشق الرجل، وشقيقه: أَخُوهُ.

وَجمع الشَّقِيق: أشقاء.

والشقيقة: دَاء يَأْخُذ فِي نصف الرَّأْس وَالْوَجْه. والشق وَالْمَشَقَّة: الْجهد والعناء، وَحكى أَبُو زيد فِيهِ: الشق، بِالْفَتْح.

شقّ عَلَيْهِ يشق شقا.

والشقة من الثِّيَاب: السبيبة المستطيلة.

وَالْجمع: شقق، وشقاق.

والشقة، والشقة: السّفر الْبعيد.

والأشق: الطَّوِيل من الرِّجَال وَالْخَيْل، وَالِاسْم: الشقق.

واشتقاق الشَّيْء: بُنْيَانه من المرتجل.

واشتقاق الْكَلَام: الْأَخْذ فِيهِ يَمِينا وَشمَالًا.

واشتق الخصمان فِي الشَّيْء، وتشاقا: تلاحا.

واشتق الْفرس فِي عدوه: ذهب يَمِينا وَشمَالًا.

والشقيقة: قِطْعَة غَلِيظَة بَين كل حُبْلَى رمل وَهِي مكرمَة للنبات.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّقِيقَة: لين من غلظ الأَرْض يطول مَا طَال الْحَبل.

وَقيل: الشَّقِيقَة: فُرْجَة فِي الرمل تنْبت العشب. قَالَ: فال أَبُو هِشَام الْأَعرَابِي: هُوَ مَا بَين الأميلين يَعْنِي بالأميل: الْحَبل.

والشقيقة، والشقوقة: طَائِر.

وشق، وشقيق: اسمان.

والاشق: اسْم بلد. قَالَ الاخطل:

فِي مظلم غدق الربَاب كَأَنَّمَا ... يسقى الاشق وعالجا بدوالي

والشقشقة: نهاة الْبَعِير، وَلَا تكون إِلَّا للعربي من الْإِبِل.

وَمِنْه سمى الخطباء: شقاشق، شبهوا المكثار بالبعير الْكثير الهدر. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق الشَّيْطَان " فَجعل للشَّيْطَان شقاشق، وَنسب الْخطب إِلَيْهِ، لما يدْخل فِيهَا من الْكَذِب.

وَفُلَان شقشقة قومه: أَي شريفهم وفصيحهم قَالَ ذُو الرمة:

كَأَن اباهم نهشل أَو كَأَنَّهُمْ ... بشقشقة من رَهْط قيس بن عَاصِم 
[شقق] فيه: لولا أن "أشق" على أمتي لأمرتهم بالسواك، أي لولا أن أثقل عليهم، من المشقة: الشدة. ط: أفظ متكلم أي لولا خوف مشقة لأمرتهم أي أمر إيجاب. غ: "تشققت" عليه ثقلت عليه. ومنه: وجدني في أهل غنيمة "بشق" يروى بكسر من المشقة أي بجهد من العيش، ومنه ((لم تكونوا بالغيه إلاكلفت بالعمل الظاهر لأنك لا تقدر على ما في الباطن - ويتم في تقبل من ق. وح: يريد أن "يشق" عصاكم، أي يفرق جماعتكم كما تفرق العصا المشقوقة، وهو عبارة عن اختلاف الكلمة وتنافر النفوس. ط: العصا كناية عن الجمع، يعني من قصد عزل إمام ليكون هو إمامًا أو لينصب آخر في ناحية أخرى فاقتلوه. وشقة العصا القطعة من كل خشبة وبالضم القطعة من الثوب. وفيه ح: و"شقه" ساقط، هو بالكسر النصف. وح: من "شاق شق" الله عليه، هو بإطلاقه يشمل المشقة على نفسه بأن يكلفه وعلى غيره بأن يكلفه بما فوق طاقته. ك: شاق أي يضر الناس ويحملهم على أمر شاق، أو يكون في شق منهم وناحية بالخلاف لهم، شق الله أي ثقل عليه. ط: ثم "تشقق" الأنهار، أصله تنشق أي يجري من الأبحر الأربعة الأنهار إلى مكان كل من أهل الجنة. وح: استسعى غير "مشقوق" عليه، الاستسعاء أن يكلف الاكتساب والطلب حتى يحصل قيمة نصيب الشريك الآخر، وقيل: لا يستغلى عليه في الثمن. غ: "الشقاق" الخلاف والعداوة. و ((بعدت عليهم "الشقة")) أي الناحية التي ندبوا إليها وهي تبوك. ش: أنا أول من "ينشق" عنه الأرض، أي أول من يعاد فيه الروح ويبعث من القبر. وح: فإذا هو يجري ولم "يشق شقًا" أي يجري على الأرض في غير أخدود.
شقق
شقَّ1/ شقَّ على شقَقْتُ، يَشُقّ، اشْقُقْ/ شُقّ، شقًّا ومَشقَّةً، فهو شاقّ، والمفعول مشقوق عليه
• شقّ الأمرُ: صعُب وثقُل "عمل شاقّ".
• شقّ عليه الصَّومُ: صعُبَ عليه تحمُّله، أرهقه وكان عسيرًا عليه "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ [حديث]- {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} ". 

شَقَّ2 شقَقْتُ، يَشُقّ، اشْقُقْ/ شُقّ، شقًّا وشُقوقًا، فهو شاقّ، والمفعول مشقوق (للمتعدِّي)
• شقّ النّابُ: طلع أوّلُ ما يبدو منه "شقّ النباتُ: بدا وظهر، وذلك أوَّل ما تنفطر عنه الأرضُ".
• شقّ البرقُ: رُئي مستطيلا بين السّحاب ويستدلّ به على المطر.
• شقّ الشَّيءَ: صدعه وأحدث به شرْخًا أو فلقًا، أو خرقًا، أو ثقبًا نافذًا "شقَّ إطارَ سيّارة: خرقه، ثقبه- شقّ ثوبًا: مزّقه، قطعه- منظر يشقّ نياطَ القلوب- شقّ الخشبَ: فلقه" ° شق حزبًا سياسيًّا: عمل على تفرقته- شقّ السّكونَ: بدّد الهدوء- شقّ طريقَه بين الجماهير: اخترقها بصعوبة- شقّ طريقَه بين زملائه: حقّق أهدافَه مثلهم- شقَّ عَصَا الجماعة: فرّق كلمتها، خالفهم- شقَّ عَصَا الطَّاعة: خالف وعصى وتمرَّد- لا يُشقّ له غبار: لا يمكن التفوّق عليه، لا يُلحق، لا يُدرَك، لا يُبارى.
• شقّ الطَّريقَ: مهّده وهيّأه للمرور "يشقّ طريقَه إلى النجاح"? شقَّ طريقَه في مُعْتَركِ الحياة: نجح في تحقيق ما طمح إليه من مركز اجتماعيّ ونحو ذلك.
• شقّ الأرضَ: حرَثها " {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا} ".
• شقّ نهرًا: حفَره. 

اشتقَّ يشتقّ، اشْتَقِقْ/ اشْتَقَّ، اشتقاقًا، فهو مُشتقّ، والمفعول مُشتقّ
• اشتقَّ الرَّجلُ طريقَه في الصَّحراء: سلكه في صعوبة.
• اشتقَّ الكلمةَ من غيرها: صاغَها منها.
• اشتقَّ الرَّغيفَ: أخذ شِقَّه أي نِصفَه. 

انشقَّ ينشقّ، انْشَقِقْ/ انْشَقَّ، انشقاقًا، فهو مُنشقّ
• انشقَّ الشَّيءُ: انفلق، انصدع أو انقسم "انشقّ الحائطُ- {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} - {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ} ".
• انشقَّ الفجرُ: طلع وظهر.
• انشقَّ الرَّأيُ: تبدّد اختلافًا "انشقّ حزبٌ: حدث فيه انقسام واختلاف" ° انشقّت عصا الجماعة: تفرّقوا، وقع الخلافُ بينهم- دَوْلَة منشقَّة.
• انشقَّ فلانٌ: خرج عن قانون دولة أو جماعة وانضمّ إلى جماعةٍ مناهضة. 

تشاقَّ يتشاقّ، تَشاقَقْ/ تَشاقَّ، تشاقًّا، فهو مُتشاقّ
• تشاقَّ الرَّجُلان: تعاديا وتخالفا، تلاحّا وأخذا في الخصومة يمينًا وشمالاً. 

تشقَّقَ يتشقّق، تشقُّقًا، فهو مُتشقِّق
• تشقَّق المنزلُ: تصدّع وظهرت به فجوات وشقوق " {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا}: أصله (تتشقَّق) - {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ}: أصله (يتشقّق) وأُدْغمت التاء في الشين". 

شاقَّ يشاقّ، شاقِقْ/ شاقَّ، شِقاقًا ومُشاقّةً، فهو مُشاقّ، والمفعول مُشاقّ
• شاقَّ الرَّجُلَ: خالفه وعاداه " {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ} ". 

شقَّقَ يشقِّق، تشقيقًا، فهو مُشقِّق، والمفعول مُشقَّق
• شقَّق الشَّيءَ: بالغ في شقّه، فلّقه, صدّعه ° شقّق البردُ اليدين: أحدث شقوقًا صغيرة وتمزّقًا في الجلد- شقّق الجفافُ الأرضَ- شقّق حائِطًا.
 • شقَّق الكَلامَ: وسَّعه وبيَّنه وولّد بعضَه من بعض، أخرجه أحسن مخرج. 

اشتقاق [مفرد]: مصدر اشتقَّ.
• الاشتقاق:
1 - (لغ) علم يبحث في توالد الكلمات صعودًا من وضعها الحاضر إلى أبعد وضع لها معروف وهو ثلاثة أنواع: صغير، وكبير، وأكبر.
2 - (لغ) علم في قواعد اللُّغة مؤسّس على علميّ الأصوات والمعاني. 

انشقاق [مفرد]: مصدر انشقَّ.
• الانشقاق: اسم سورة من سُور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 84 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وعشرون آية. 

شاقّ [مفرد]: ج شاقّون وشواقُّ، مؤ شاقّة، ج مؤ شاقّات وشواقُّ:
1 - اسم فاعل من شقَّ1/ شقَّ على وشَقَّ2.
2 - مُرْهِق، متعب، يتطلّب جهدًا وعناءً "عملٌ شاقّ" ° أشغال شاقّة: حكم بالسَّجن مع فرض بعض الأعمال المُرهقة خلال فترة السَّجن.
3 - وَعِر، صعب، عسير "طريق شاقّ". 

شُقاق [مفرد]: تشقُّق الجلد من داء أو برد "شُقاق في جانبي الفم/ الشفايف". 

شِقاق [مفرد]:
1 - مصدر شاقَّ.
2 - اختلاف وانقسام، خصومة وعدم اتِّفاق، عداوة "شِقاق في حزب سياسيّ- القضيَّة موضوع شِقاق: سبب خلاف ونزاع- {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا} " ° ألقى بينهما بذور الشِّقاق: سعى بينهما بالنَّميمة- بينهما شِقاق- في شِقاق: مناوأة ومعاندة ومخالفة لله. 

شَقّ [مفرد]: ج شُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر شقَّ1/ شقَّ على وشَقَّ2.
2 - صَدْع أو خَرْق أو تمزّق "شقّ في إطار سيَّارة/ ثوب/ مرآة/ عضلة" ° شَقُّ شَعْرةٍ: بالتساوي.
3 - جُرح سطحيّ وتمزّق في الجلد "في رجليه شقوق كثيرة".
4 - فتحة ضيِّقة ومستطيلة "شقّ في جَبَل".
5 - (جو) فرجة ضيّقة في التكوين الصخريّ بسبب ما يحدث له من توتُّر أو ضغط.
6 - (جو) شقّ يحدث في رواسب الطين، أو الغِرْين بسبب الجفاف.
• شَقّ خيشوميّ: (حي) إحدى الفتحات على جانبي الرأس وتفتح في الجيب الخيشوميّ.
• الشَّق القيصريّ: (طب) عمليّة تُجرى لاستخراج الجنين بشقّ بطن أُمِّه في حالة تعسُّر الولادة الطَّبيعيّة. 

شِقّ [مفرد]: ج شُقوق:
1 - جُزء، نصف "خذْ شِقّ هذا الطعام- اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ [حديث] ".
2 - جانب، شطر "نمْ على شِقّك الأيمن" ° وقَع بين شِقّي رحى: أحاطت به المشكلات من كلِّ جانب، وقع بين أمرين كلاهما شرّ.
3 - جهد، تعب، مشقّة " {إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ} ". 

شَقّاق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من شَقَّ2.
2 - عامل يشُقّ جسمًا صُلْبًا "شقّاق خشب/ حجارة في منجم" ° رَجُلٌ شقَّاق: متكبِّر، مدَّعٍ ما ليس له. 

شَقّاقة [مفرد]: اسم آلة من شَقَّ2: آلة لشقِّ الحجارة في المناجم. 

شَقَّة [مفرد]: ج شقَّات وشُقَق:
1 - نصف الشّيء إذا شُقّ "شقَّةُ رغيف".
2 - ما قُطع مستطيلا من الثّوب والعصا وغيرهما.
3 - جزء مستقل من البيت تنفرد جماعة بسكناه، مسكن يتألّف من عدّة غرف ضمن بنايةٍ فيها عدد من المساكن "شقّة للإيجار/ للتمليك".
4 - (طب) ما شُرِط وبُضِع "شقّة صليبيّة الشّكل". 

شُقّة [مفرد]: ج شُقَّات وشِقاق وشُقَق:
1 - شَقَّة؛ نصف الشّيء إذا شُقّ.
2 - ما شُقّ مستطيلا من الثّوب والعصا ونحوهما.
3 - سفر بعيد، أو مسافة يصعب قطعُها " {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} " ° ضيَّق الشُّقَّة: قلّل الخلافَ.
• شُقَّة ساعيَّة: (فك) منطقة من 24 منطقة متساوية تحدّها خطوط طول تمرّ بالقطبين وتقسم مساحة الأرض اصطلاحًا إلى 24 شُقّة أو ساعة تتبع كلّ منها توقيتًا واحدًا. 

شِقَّة [مفرد]:
1 - بُعد، ناحِيَة ° صارت منه شِقّة في الأرض وشِقّة في السّماء: تعبير عن شدَّة الغضب.
2 - سفر بعيد. 

شُقوق [مفرد]: مصدر شَقَّ2. 

شَقِيق [مفرد]: ج أشِقّاءُ، مؤ شقيقة، ج مؤ شقيقات وشقائِقُ:
1 - أخو الشّخص من أبيه وأمِّه، ويستعمل مجازًا بين البلدان "له ثلاثة أشقّاء- بلد/ شعبٌ شقيق".
2 - نظير ومثيل "النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَال [حديث] ". 

شقيقة [مفرد]: ج شقيقات وشقائِقُ:
1 - أخت الرجل من أبيه وأمِّه.
2 - (طب) ألم يأخذ في نصف الرَّأس والوجه.
• الدُّول الشَّقيقة: الدُّول التي تجمعها روابط كاللُّغة والجوار الجغرافيّ والمصالح.
• شقائقُ النُّعمان: (نت) الشُقارى؛ نبات عشبيّ أحمر الزهر مُبقع بنقط سود، ينمو في المناطق الشماليّة وسمِّي بذلك لأنّ النعمان من أسماء الدم فهو أخوه في لونه. 

مُشاقّة [مفرد]:
1 - مصدر شاقَّ.
2 - شِقاق، عداوة، اختلاف وانقسام خصومة وعدم اتّفاق "مشاقّة في حزب سياسيّ- لكثرة نزاعهم حدثت مشاقّة في الآراء". 

مُشتقّ [مفرد]: ج مشتقات:
1 - اسم فاعل من اشتقَّ.
2 - اسم مفعول من اشتقَّ.
3 - (كم) مادّة مستخرجة من مادّة أخرى، أو تشبهها في التركيب البنائيّ، فتبدو كأنّها مستخرجة منها "مشتقَّات الحامض- مشتقَّات بتروليّة".
4 - (لغ) ما أُخِذ من أصل الفعل، مثل ناظر، مُحْكم، سخيّ، عكسه جامد، مثل: أسد، والمشتقات في اللغة اسم الفاعل واسم المفعول، والصفة المشبّهة، وأفعل التفضيل، وصيغ المبالغة، واسم المكان، واسم الزمان، واسم الآلة ° كلمة مشتقَّة: أصل صيغتها من كلمة أخرى. 

مَشَقَّة [مفرد]: ج مشقّات (لغير المصدر) ومَشاقّ (لغير المصدر):
1 - مصدر شقَّ1/ شقَّ على.
2 - عناء وتعب وجهد ومحنة "يجب أن تتحمّل مشقّات السّفر- لا تُدْرك الراحةُ إلاّ بالمشقّة".
3 - بؤس وفقر. 

شقق: الشَّقُّ: مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ: الصَّدْع

البائن، وقيل: غير البائن، وقيل: هو الصدع عامة. وفي التهذيب: الشَّقُّ

الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة؛ شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ

وشقَّقَه فتَشَقَّقَ؛ قال:

ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ يَثْرُدانٍ،

أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ

وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً،

كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما

(* قوله «ألا يا خبز إلخ» في هذين البيتين عيب الاصراف. وقوله: وبرقاً

تقدم في مادة ث ر د وبرق).

والشَّقُّ: الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر، وجمعه شُقوق. وقال

اللحياني: الشَّقُّ المصدر، والشَّقُّ الاسم؛ قال ابن سيده: لا أَعرفها عن

غيره. والشِّقُّ: اسم لما نظرت إليه، والجمع الشُّقوق. ويقال: بيد فلان ورجله

شُقوق، ولا يقال شُقاق، إنما الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق

يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى

أوْظِفَتِها. وشُقَّ الحافرُ والرسغ: أَصابَهُ شُقاقٌ. وكل شَقٍّ في جلد عن داء

شُقاق، جاؤوا به على عامّة أَبنية الأدواء. وفي حديث قرة بن خالد: أصابنا

شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرٍّ فقال: عليكم بالشَّحْمِ؛ هو

تَشَقُّقُ الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق. والشَّقُّ:

واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر. الأزهري: والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من

بَرْدٍ أَو غيره في اليدين والوجه. وقال الأصمعي: الشُّقاق في اليد والرجل

من بدن الإنس والحيوان.

وشَقَقْت الشيء فانْشَقَّ. وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً: وذلك في أَول

ما تَنْفَطِر عنه الأرض. وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً: في أَوّل ما

يظهر. وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً: طلع، وهو لغة في شَقا إذا فطر

نابُه. وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا: شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ إليه

طرْفُه وهو الذي حضره الموت، ولا يقال شَقَّ بَصَرَه. وفي الحديث: أَلم

تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه أي انفتح، وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار.

والشَّقُّ: الصبح. وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع. وفي الحديث:

فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة؛ يقال: شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ

إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه. وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ:

انْعَقَّ، وشَقِيقة البَرْق: عَقِيقته. ورأَيت شقِيقةَ البَرْق

وعَقِيقته: وهو ما استطار منه في الأُفق وانتشر. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله

عليه وسلم، سئل عن سحائب مَرَّت وعن بَرْقِها فقال: أَخَفْواً أم

وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً؟ فقالوا: بل يَشُقُّ شَقّاً، فقال: جاءكم الحَيا؛

قال أَبو عبيد: معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذي تراه

يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض، ويَشقّ معطوف على الفعل

الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم يشق.

وشَقائِقُ النعمان: نَبْتٌ، واحدتها شَقيقةٌ، سميت بذلك لحمرتها على

التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق، وقيل: واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى

النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك. غيره: ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق

النُّعمان، قال: وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر

نزل على شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فاستحسنها وأَمر

أَن تُحْمَى، فقيل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم

للشَّقِر، وقيل: النُّعْمان اسم الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها

بحمرة الدم، وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق

عليها. وفي حديث أبي رافع: إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها

أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق؛ هو هذا الزهر الأحمر المعروف، ويقال له

الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال. قال الأَزهري:

والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة؛ قال الهذلي:

فقلت لها: ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ

دَمِيثِ الرُّبى، جادَت عليها الشَّقائِقُ

والشَّقِيقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها؛ قال عبد

الله بن الدُّمَيْنة:

ولَمْح بعَيْنَيْها، كأَنَّ ومِيضَه

وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ

وقالوا: المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي

الخُوصِة أي نحن متساوون فيه، وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً

انْشَقّت بنصفين، وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين، فكل واحد منهما

شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه، ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه؛ قال أَبو

زبيد الطائي وقد صغره:

يا ابنَ أُمّي، ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي،

أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد

والشَّقُّ والمَشَقُّ: ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة.

والشَّواقُّ من الطَّلْع: ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ

الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ. وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ

طلعت شَواقُّه.

والشِّقَّةُ: الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو

غيره. ويقال للإنسان عند الغضب: احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض

وشِقَّةٌ في السماء. وفي حديث قيس بن سعد: ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في

شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه؛ هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في

الشين ثم قال: ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة، ورواه بعض

المتأَخرين بالسين المهملة، وهو مذكور في موضعه. ومنه حديث عائشة رضي الله

عنها: فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض؛ هو مبالغة في الغضب

والغيظ. يقال: قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه؛ به حتى

انْشَقَّ، ومنه قوله عز وجل: تكادُ تَميّزُ من الغيظِ. وشَقَّقْتُ الحطبَ

وغيره فتَشَقَّقَ. والشِّقُّ والشِّقَّة، بالكسر: نصف الشيء إذا شُقَّ،

الأخيرة عن أبي حنيفة. يقال: أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ، والعرب تقول:

خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ.

ويقال: المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة، وهما متقاربان،

فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا. قال: ولم نسمع غيره. والشِّق:

الناحية من الجبل. والشِّقُّ: الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً. وحكى

ابن الأَعرابي: لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل

الرجال لهذه والجبال لهذا. وفي حديث أُم زرع: وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ

بِشِقِّ؛ قال أَبو عبيد: هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر، فالكسر

من المَشَقّةِ؛ ويقال: هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد؛ ومنه قوله

تعالى: لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ، وأَصله من الشِّقِّ

نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه، وأما الفتح فمن

الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ

كالشَّقِّ في الجبل، ومن الأول: اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ

تمرة؛ يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً.

والمُشاقَّةُ والشّقاق: غلبة العداوةِ والخلاف، شاقَّهُ مُشاقَّةَ

وشِقاقاً: خالَفَه. وقال الزجاج في قوله تعالى: إن الظالمين لفي شِقاقٍ

بَعِيد؛ الشِّقاقُ: العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين، سمي ذلك شِقاقاً

لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ

صاحبه.وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً.

وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة، وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو

منه. وأما قولهم: شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين، فمعناه أَنهم فرَّقوا

جَمْعَهم وكلمتَهم، وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع. وقال الليث: الخارجيُّ

يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً. قال أَبو منصور: جعل شَقَّهم

العصا والمُشاقَّةَ واحداً، وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً. قال

الليث: انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت

العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت؛ قال قيس بن ذريح:

وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا

بِبَيْنٍ، كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ

وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ. وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً

ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ، والاسم الشِّقُّ، بالكسر. قال الأَزهري: ومنه

قوله، صلى الله عليه وسلم: لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم

بالسِّواك عند كلِّ صلاة؛ المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة

وهي الشدة.

والشِّقُّ: الشقيقُ الأَخُ. ابن سيده: شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه،

وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ. يقال: هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي، وفيه: النساءُ

شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن

شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من آدم. وشَقِيقُ الرجل: أَخوه لأُمّه

وأَبيه. وفي الحديث: أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا.

والشَّقِيقةُ: داء يأْخذ في نصف الرأْس والوجه، وفي التهذيب: صُداع

يأْخذ في نصف الرأْس والوجه؛ وفي الحديث: احْتَجَم وهو مُحْرِمٌ من شَقِيقةٍ؛

هو نوع من صُداعٍ يَعْرِض في مُقَدَّمِ الرأْس وإلى أَحد جانبيه.

والشِّقُّ والمَشَقَّةُ: الجهد والعناء، ومنه قوله عز وجل: إلا بِشِقّ

الأَنْفُس؛ وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأَنفس، وكأنه اسم

وكأَن الشَّقَّ فعل، وقرأ أَبو جعفر وجماعة: إلا بشَقّ الأَنفُس،

بالفتح؛ قال ابن جني: وهما بمعنى؛ وأَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ وزعم أَنه في نوادر

أَبي زيد:

والخَيْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقْـ

قَ، وقد تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ

قال: ويجوز أَن يذهب في قوله إلى أَن الجهد يَنْقُص من قوة الرجل ونفسه

حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته، فيكون الكسر على أَنه كالنصف.

والشِّقُّ: المَشَقَّة؛ قال ابن بري؛ شاهد الكسر قول النمر بن تولب:

وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له،

أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ

وقول العجاج:

أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا

مَسْحولٌ: يعني بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي. ابن سيده: وحكى أَبو زيد فيه

الشَّقّ، بالفتح، شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً.

والشُّقَّةُ، بالضم: معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة، والجمع

شِقاقٌ وشُقَقٌ. وفي حديث عثمان: أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ؛

الشُّقّة: جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وقيل: هي نصب ثوب. والشُّقَّة

والشِّقّةُ: السفر البعيد، يقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر.

الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة. قال الله تعالى: ولكن

بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ. وفي حديث وفد عبد القيس: إنَّا نَأْتِيكَ من

شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة. والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطويل.

وفي حديث زُهَير: على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة. والأشْقُّ:

الطويلُ من الرجال والخيل، والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قال جابر

أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي:

ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا

شُرَحْبِيلَ، إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ

لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَة

أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ

ويروى: عن سَرْج؛ يقول: حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا

فقتلناه.

أَبو عبيد: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ؛ وأَنشد:

وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن،

حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن

واشْتِقاقُ الشيء: بُنْيانُه من المُرتَجَل. واشِْتِقاقُ الكلام:

الأَخذُ فيه يميناً وشمالاً. واشْتِقاقُ الحرف من الحرف: أَخْذُه منه. ويقال:

شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج. وفي حديث البيعة: تَشْقِيقُ

الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج.

واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا: تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالاً

مع ترك القصد وهو الاشتِقاق. والشَّقَقةُ: الأعْداءُ. واشْتَقَّ الفرسُ

في عَدْوِه: ذهب يميناً وشمالاً. وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه:

كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد:

وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ

الأَزهري: فرس أَشَقُّ له معنيان، فالأصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل، قال:

وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله

طولاً. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين

الرجلين. والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل: الواسعة الأَرْفاغِ، قال:

وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها: يا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن

تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها.

والشّقِيقةُ: قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات؛

قال الأزهري: هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ، قال: وسمعته يقول في صفة

الدَّهْناء وشقائِقها: وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ وعَرْضُ كل حبلٍ

مِيلٌ، وكذلك عرضُ كلِّ شيء شَقِيقةٌ، وأما قدرها في الطول فما بين

يَبْرين إلى يَنْسوعةِ القُفّ، فهو قدر خمسين ميلاً. والشَّقِيقةُ: الفرجة بين

الحبلين من حبال الرمل تنبت العشب؛ قال أَبو حنيفة: الشَّقِيقة لين من

غِلَظ الأرض يطول ما طال الحبل، وقيل: الشَّقِيقةُ فُرْجة في الرمال تنبت

العشب، والجمع الشَّقائِقُ؛ قال شَمْعَلة بن الأَخضر:

ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ

يَنُو شَيْبانَ آجالاً قِصارا

وقال ذو الرمة:

جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق

والحَسَنانِ: نَقَوانِ من رمل بني سعد؛ قال أَبو حنيفة: وقال لي أَعرابي

هو ما بين الأَمِيلَينِ يعني بالأَمِيل الحبلَ. وفي حديث ابن عمرو: في

الأرض الخامسة حيَّاتٌ كالخَطائِط بين الشَّقائِق؛ هي قِطَعٌ غلاظ بين

حبال الرمل، واحدتُها شَقِيقةٌ، وقيل: هي الرمال نفسها. والشَّقِيقةُ

والشَّقُوقةُ: طائرٌ. والأَشَقُّ: اسم بلد؛ قال الأَخطل:

في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ، كأَنَّما

يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي

والشِّقْشِقةُ: لَهاةُ البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل، وقيل: هو

شيء كالرِّئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج، والجمع الشَّقاشِقُ، ومنه

سُمّي الخطباء شَقاشِقَ، شَبَّهوا المِكْثار بالبعير الكثير الهَدْرِ. وفي

حديث علي، رضي الله عنه: أن كثيراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشيطان، فجعل

للشيطان شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إليه لِما يدخل فيها من الكذب؛ قال أَبو

منصور: شبّه الذي يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَسْرُده سَرْداً لا يبالي ما

قال من صِدْقٍ أو كذب بالشيطان وإسْخاطه ربّه، والعرب تقول للخطيب الجَهِرِ

الصوت الماهر بالكلام: هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق؛ ومنه

قول ابن مقبل يذكر قوماً بالخَطابة:

هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ

قال الأزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ،

وحكاه شمر عنهم أَيضاً.

وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً: هدَر، والعصفورُ يُشَقْشِقُ في صوته، وإذا

قالوا للخطيب ذو شِقْشَِقةٍ قإنما يشبّه بالفحل؛ قال ابن بري: ومنه قول

الأعشى:

واقْنَ فإني فَطِنٌ عالمٌ،

أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ

وقال النضر: الشِّقْشِقةُ جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح

فتنتفخ فيهدر فيها. قال ابن الأَثير: الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التي

يخرجها الجمل من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شِدْقِه، ولا تكون إلا للجمل

العربي، قال: كذا قال الهروي، وفيه نظر؛ شبه الفصيحَ المِنْطِيقَ بالفحل

الهادر ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إلى الشيطان لِمَا يدخل فيه من الكذب

والباطل وكونِه لا يُبالي بما قال، وأَخرجه الهروي عن علي، وهو في كتاب

أَبي عبيدة وغيره عن عمر، ورضي الله عنهم أجَمعين. وفي حديث علي، رضوان الله

عليه، في خطبة له: تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ؛ ويروى له في

شعر:

لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيْـ

ـيِ، أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ

وفي حديث قُسٍّ: فإذا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ؛ قيل: إنه

بمعنى يُشَقِّقُ، ولو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه يَهْدِر وهو

بينها. وفلان شِقْشِقة قومه أَي شريفُهم وفَصِيحُهم؛ قال ذو الرمة:

كأَن أَباهم نَهْشَلٌ، أو كأَنَّه

بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَبْسِ بنِ عاصمِ

وأَهلُ العراق يقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ: شَقَّاق، وليس من كلام

العرب ولا يعرفونه.

وشِقٌّ: اسم كاهن من كُهَّان العرب. وشَقِيقٌ أَيضاً: اسم.

والشَّقِيقةُ: اسم جدة النعمان بن المنذر؛ قال ابن الكلبي: وهي بنت أبي ربيعة بن

ذُهْل بن شيبان؛ قال النابغة الذبياني يهجو النعمان:

حَدِّثوني، بني الشَّقِيقةِ، ما يمـ

ـنع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزولا؟

شقق
{شَقَّه} يَشُقه {شَقًّا: صَدَعَهُ} فانْشَق (و) {شَقَّ نَاب البَعِيرِ} يَشُق {شقوقاً: طَلَعَ وَهُوَ لُغَةٌ فِي شَقَا إِذا فَطَر نابه، وَهُوَ مَجاز، وكذلكَ نَاب الصِبي. وَمن المَجاز: شَقّ فلَان العّصا إِذا فارَقَ الجَماعَةَ، وأَصل ذلكَ فِي الخَوارِج، فإِنّهم} شَقوا عَصا الْمُسلمين أَي اجْتِمَاعهم وائتلافهم أَي فرقوا جمعهم وَوَقع الْخلاف وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا تدعى الْعَصَا حَتَّى تكون جَمِيعًا فَإِذا {انشقت لم تدعى عَصا وَقَالَ اللَّيْث الْخَارِجِي يشق عَصا الْمُسلمين} ويشاقهم خلافًا، قَالَ الْأَزْهَرِي جعل {شقهم الْعَصَا} والمشاقة وَاحِدًا وهما مُخْتَلِفَانِ على مَا يَأْتِي تَفْسِيرهَا (و) {شقّ عَلَيْهِ الْأَمر يشق} شقاً {ومشقة إِذا صَعب عَلَيْهِ وَثقل وشق عَلَيْهِ إِذا أوقعه فِي} الْمَشَقَّة وَالِاسْم {الشق بِالْكَسْرِ قَالَ الْأَزْهَرِي وَمِنْه الحَدِيث لَوْلَا أَن} أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة الْمَعْنى لَوْلَا أَن أثقل على أمتِي من {الْمَشَقَّة وَهِي الشدَّة قلت وَكَذَا الْآيَة وَمَا أُرِيد أَن} أشق عَلَيْك (و) {شقّ بصر الْمَيِّت} شقوقاً: شخص وَنظر إِلَى شَيْء لَا يرْتَد إِلَيْهِ طرفه وَهُوَ الَّذِي حَضَره الْمَوْت وَلَا تقل: {شقّ الْمَيِّت بَصَره وَمِنْه الحَدِيث ألم تروا إِلَى الْمَيِّت إِذا شقّ بَصَره أَي انْفَتح قَالَ ابْن الْأَثِير وَضم الشين فِيهِ غير مُخْتَار} والشق وَاحِد {الشقوق وَهُوَ الخرم الْوَاقِع فِي الشَّيْء قَالَه الرَّاغِب وَفِي اللِّسَان هُوَ الصدع الْبَائِن وَقيل هُوَ الصدع عَامَّة وَفِي التَّهْذِيب} الشق الصدع فِي عود أَو حَائِط أَو زجاجة وَمن الْمجَاز الشق الصُّبْح وَقد {شقّ} يشق! شقاً إِذا طلع كَأَنَّهُ شقّ مَوضِع طلوعه وَخرج مِنْهُ وَفِيالحَدِيثِ: فَلَمَّا شَقَّ الفَجْران أَمَرَ بإقامَة الصلاةِ. والشَّقُّ: المَوْضِعُ {المَشْقُوقُ كأنّه سُمِّىَ بالمَصْدَرِ، وجَمْعُه} شُقوقٌ. (و) {الشَّقُّ: جَوْبَةُ مَا بَيْنَ الشُّفْرَيْنِ من جَهازِ المَرْأَةِ أَي: حياها} كالمَشَقِّ. (و) {الشَّق: التَّفْرِيقُ، ومِنْه} شَقَّ الخَارِجِيُّ عَصا المُسْلِمِينَ أَي: فَرَّقَ جَمْعَهُم وكَلِمَتَهُم، ومِنْه شَقَّ العَصا: إِذا فارَقَ الجَماعَة، كَمَا تَقَدَّمَ. وقالَ أَبُو عُبَيْد: {الشَّقُّ:} المَشَقةُ والجَهْدُ والعَناءُ، زَاد الرّاغِبُ: والانْكِسارُ الَّذِي يَلْحَقُ النَّفْسَ والبَدَنَ، وَمِنْه قَوْلُه تَعالى: ألَمْ تَكونُوا بالِغِيهِ إِلاّ {بشِقِّ الأَنْفُسِ ويُكْسَرُ وأَكْثَرُ القُرّاءِ على كَسْرِ الشِّينِ، معناهُ إِلاّ بجَهْدِ الأنْفُسِ أَو بالكَسْرِ اسمٌ، وبالفَتْح مَصْدر قَالَه اللِّحْيانِي، قَالَ ابنُ سِيده: لَا أَعْرِفُها عَن غيرِه، وقَرَأَ أَبو جَعْفَرٍ وجَماعَةٌ: إِلاّ بشَقِّ الأَنْفُسِ بِالْفَتْح، قَالَ ابنُ جِنِّى: وهُما بمَعنىً واحِدِ، وأَنْشَدَ لعَمْرو بنِ مِلْقَطٍ، وزَعَم أَنَّه فِي نَوادِرِ أَبي زَيْد:
(والخَيْلُ قَدْ تُجْشِمُ أَرْبابَها الشقّ ... َ وقَدْ تَعْتَسِفُ الراوِيَة)
قالَ: ويَجُوز أَنْ يذْهَبَ فِي قولِه إِنّ الجَهْدَ يُنقِصُ من قُوَّةِ الرجل ونَفْسِه حَتّى يَجْعَلَه قد ذَهَب)
بالنِّصْف من قوتِه فيَكُون الكَسْرُ على أَنَّه كالنِّصْفِ، قَالَ ابنُ برَي: شاهِدُ الكَسْرِ قَول النمِرِ بنِ تَوْلَب:
(وذِي إَبِل يَسعَى ويَحسِبُها لَه ... أَخِي نَصَبٍ من} شقِّها ودُؤوبِ)
وقولُ العَجّاجَ:
(وأصْبَحَ مسحولٌ يُوازِي! شِقَّا)
مَسْحُولٌ يَعْنِي بَعِيرَه، ويُوازِي: يُقاسِي. قالَ ابنُ سِيدَه: وحَكَى أَبو زَيْدٍ فِيهِ: الشَّقّ، بالفَتْح، {شَق عَلَيْهِ} يَشُق {شَقاً. وَمن المَجاز} الشق: اسْتِطالَةُ البَرْقِ إِلى وَسَطِ السًّماءَ من غَيْرِ أنْ يَأخُذَ يَمِيناً وشِمالاً، وَلَو قالَ: من غَيْر اعْتِراضٍ كَانَ أَخْصَرَ، وَقد {شقّ} يَشُق {شَقُّا، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَمِنْه الحَديثُ: أَنًّ النَّبِي صَلى الله عليهِ وسَلَّمَ سُئلَ عَن سَحائِبَ مَرَّتْ، وَعَن بَرْقِها، فقالَ: أَخَفْوا، أَم وَمِيضاً، أَم يَشُقُّ شَقاً فقالُوا: بَلْ شَقَّ شَقاً، فقالَ: جاءَكُم الحَيَا. وَمن المَجازِ:} الشِّق: بالكَسْرِ: {الشَّقِيقُ يُقال: هُوَ أَخِي} وشِق نَفْسِي، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ الرّاغِبُ: أَي كأنّه {شِق مِنِّي، لمُشابَهَة بَعضِنا بَعْضاً. والشِّق: الجانِب وجانِبَا الشَّيءَ:} شِقّاه، قَالَه الليْثُ، وقِيلَ: {الشِّق: الناحِيَةُ من الجَبَلِ. وقالَ الليثُ: الشِّقًّ: اسْم لما نظَرْتَ إِلَيْهِ. والشِّقًّ: بخَيْبَرَ، أَو وادٍ بهِ، ويُفْتَحُ. قلتُ: وهِي من قُرَى فَدك، تعْمَلُ فِيها اللجُمُ، قالَ ابنُ مقْبِل:
(يُنازِعُ} شِقِّيًّا كَأَن عِنانَه ... يَفوتُ بِهِ الإِقْداعَ جِذْعٌ مُنَقحُ)
وقالَ أَبو الندَى:
(مِن عَجْوَةِ {الشِّقِّ نَطُوف بالوَدَك)
ْ
(لَيْسَ من الوادِي ولكِنْ مِنْ فَدَكْ)
أَو الصّوابُ الفَتْحُ فِي اللغَةِ وَفِي الحَدِيثِ، وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَام بعَيْنِه قِيلَ: ومِنْهُ الحَدِيثُ قائِلُه أَبو عُبَيْدٍ، والمُرادُ بالحَدِيثِ حَدِيث أمِّ زَرع وَجَدَنِي فِي أهْلِ غُنَيْمَة} بشق كَمَا فِي الصِّحَاح، يُرْوَى بالفَتْح، وبالكَسْرِ أَو مَعْناهُ! مَشَقة وَهَذَا على رِوايَةِ الفَتْح، يُقَال: هُمْ بشَق من العَيْشِ: إِذا كانُوا فِي جَهْدٍ، أَو من الشَّقِّ بمَعْنَى الفَصْلِ فِي الشَّيْءِ، كأَنَّها أَرادَتْ أَنَّهُم فِي مَوْضِعٍ حَرِجٍ ضَيِّقٍ {كالشَّقِّ فِي الجَبَلِ.
(و) } شِقٌّ: كاهِنٌ قَدِيمٌ م معروفٌ، قالهُ ابْن دُرَيْدٍ، وحَدِيثُه مُسْتَوْفي فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْليِّ، وإِنّما سُمِّيَ بهِ لأَنّه وُلِدَ {شقَّاً واحِداً، وكانَ فِي زَمَنِ كِسْرَى أَنُوشِرْوانَ.)
وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: الشِّقُّ: جِنْسٌ من أَجناسِ الجِنِّ. وَقَالَ غيرُه: الشِّقُّ من كُلِّ شيءٍ: نصفُه إِذ} شُقَّ، والعَربُ تقولُ: خُذْ هَذَا الشِّقَّ {لشقَّةِ الشّاةِ، وَمِنْه الحديثُ: تصَدَّقُوا ولَوْ} بشِقِّ تَمْرَة أَي: نصفْفِ تَمْرَةٍ، يريدُ أَنْ لَا تَسْتَقِلُّوا مِنَ الصَّدَقةِ شَيْئاً ويُفْتَحُ. وَيُقَال: المالُ بينِي وبَبْنَكَ {شِقَّ الشَّعْرَةِ بالكَسْرِ ويفتحُ أَي: نِصْفانِ سَواء، وَكَذَا قَوْلهم: المالُ بَيْنَهُم} شِقَّ الأُبْلُمَةِ، أَي الخُوصَةِ، أَي: متَساوُونَ فِيهِ، وَقَالَ الرّاغِبُ: أَي مَقْسُومٌ كقِسْمَتِها. (و) {الشُّقُّ بِالضَّمِّ: جَمْعُ} الأَشَقِّ {والشَّقّاء من الخَيْلِ، على مَا يَأتِي بيَانُه قَرِيباً.
} والشِّقَّةُ بالكَسْرِ: شَظِيَّةٌ أَو قِطْعَةٌ {مَشْقُوقَةٌ من لَوْحِ أَو خَشَبٍ وغيرِه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الشِّقَّةُ من العَصا والثَّوْبِ وغَيْرِه من الخَشَبِ: مَا {شُقَّ مُستَطِيلاً. وقالَ: القِطْعَةُ} المَشْقُوقَةُ من كُلِّ شيءٍ، كالنِّصْفِ، والجمعُ {شُقَقٌ، قَالَ رُؤْبَةُ يصفُ الحُمُرَ:
(وانْصاعَ باقِيهِنَّ كالبَرْقِ} الشُّقَقْ)
وقالَ أَبُو حَنِيفَة: {الشِّقَّةُ: نِصْفُ الشَّيءِ إِذا} شُقَّ يُقالُ: أَخَذْتُ {شِقَّ الشّاةِ،} وشقَّةَ الشّاةِ، أَي: نِصْفَها، والعامَّةُ تَفْتَحُ الشينَ. (و) ! الشِّقَّةُ: ع. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: {الشِّقِّيَّهُ بالكَسْرِ: ضَرْبٌ من الجِماعِ وَهُوَ أَنْ يُجامِعَهَا على شِقَّها.} والشُّقَّةُ بالضَّمِّ والكَسرِ: البُعْدُ وَقَالَ الأزهريُّ: بُعْدُ مَسِيرِ الأَرْضِ البَعِيدَةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ولكَنْ بَعْدَتْ عَلَيْهِمُ {الشُّقَّةُ وَفِي حديثِ وَفْدِ عَبدِ القَيْسِ: إِنّا نَأْتِيكَ منْ} شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ أَي: مَسَافَة بَعيدةٍ. وقيلَ: {الشُّقَّةُ: الناحِيَةُ الَّتِي يَقْصِدُها المُسافِرُ، وَقَالَ ابْن عَرَفةَ فِي تَفْسِير الآيةِ: أَي: الناحِيَةُ الَّتِي نُدِبُوا إِلَيْهَا، وَقَالَ الراغِبُ:} الشُّقَّةُ: الناحِيَةُ الَّتِي تَلْحَقُكُ الشُّقَّةُ فِي الوُصولِ إِلَيْهَا.
وَفِي الصِّحَاح: الشُّقَّةُ: السَّفَرُ البَعِيدُ زادَ غيرُه الطويلُ، يُقَال: شُقَّةٌ {شاقَّةٌ، ورُبّما قَالُوهُ بالكَسْرِ، انْتهى.
وَقَالَ اليَزِيدِيُّ: إِنّ فُلاناً لبَعِيدُ الشُّقذة، أَي بَعِيدُ السَّفَرِ، والمُرادُ من الآيةِ غَزْوَةُ تَبُوك. (و) } الشُّقَّةُ أَيْضا: {المشَقَّةُ تلحقُ الإنسانَ من السَّفَرِ، قَالَ الفرّاءُ ج:} شُقَقٌ كصُرَدِ، وحَكَى عَن بَعْضِ قَيْسٍ شِقَقٌ مثل عِنَبٍ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {الشُّقَّةُ بِالضَّمِّ: السَّبِيبَةُ من الثِّيابِ المُسْتَطِيلَةُ قَالَ الراغِبُ: وَهِي فِي الأَصْلِ نصفُ ثوْبٍ، ثمَّ سُمِّيَ الثَّوْبُ كَمَا هُوَ شُقَّة، والجمعُ} شِقاقٌ {وشُقَقٌ، وَمِنْه حَدِيثُ عُثْمانَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه أَرْسَلَ إِلَى امرَأَةٍ} بشُقَيْقَةٍ. هِيَ تَصغِيرُ الشُّقَّةِ من الثَوبِ.)
{والأَشَقُّ: عز وَجل قالَ الأَخْطَلُ يَصِفُ سَحاباً.
(فِي مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ كأنَّما ... يَسْقِي} الأَشَقَّ وعالِجاً بدَوالِي)
(و) {الأَشَقُّ من الخَيْلِ: مَا} يَشْتَقُّ فِي عَدْوِه يَمِيناً وشِمالاً، كَأَنَّمَا يَمِيلُ على أَحَدِ! شِقَّيْهِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَك وتَبَاريتُ كَمَا يَمْشِي الأَشَقّ أَو هُو البَعِيدُ مَا بَيْنَ الفُروج. (و) {الأشَقُّ: الطوِيل من الخَيلِ وَالرِّجَال، والاسْمُ} الشَّقَق، محَرَّكَة.
وَقَالَ الأَزْهَرِي: فَرَس {أَشق: لَهُ مَعنَيانِ، فالأصْمَعِي يَقُول: الأشَقُّ: الطَّوِيلُ قالَ: وسَمِعْتُ عُقْبَةَ بنَ رُؤبَةَ يَصِف فَرَساً، فقالَ: هُوَ أَشَق أَشق خِبَقّ، فجَعَلَه كُله طُولاً، ورَوَى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابِيِّ: الأشَق من الخَيل: الواسِع مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ،} والشقّاءُ للمُؤَنثِ وَهِي الواسِعَة الأرْفاغَ.
قالَ ابنُ درَيْد: وَصَفَت امْرَأة من العَرَبِ فَرَساً فقالَت: {شَقاءُ مَقّاءُ، طَوِيلَةُ الأنْقاء، قالَ جابِرُ ابنُ حُنَى التَّغْلِبِيُّ:
(فَيوم الكُلابِ اسْتَنْزَلَت أسَلاتُنَا ... شُرَحبِيلَ إِذْ آلىَ أَلِيةَ مُقسِم)

(لَيَنْتَزِعَنْ أرْماحَنَإذا فأزالَه ... أبُو حَنَشٍ عَنْ ظَهرِ شَقّاء صِلدِم)
ويُروى عَن سَرج يَقُول: حَلَفَ عَدونا ليَنْتَزِعَن أَرْماحَنا من أيْدِينا، فقَتَلْناه. والشقّاءُ: فَرَس لبَنِي ضُبَيعَةَ ابنِ نِزار نَقَله الصّاغانِي. والشقّاءُ: الواسِعَةُ الفَرْج قالَ ابنُ الأعْرابِي: سَمِعْتُ أعرابِيُّاً يَسُبُّ أَمَةً، فقالَ لَهَا: ياشَقّاءُ يَا مَقّاءُ، فسَألْتُه عَن تَفْسِيرِهما، فأشارَ إِلى سَعَةِ} مَشَق جَهازِها. وَمن المَجازِ: {الشَّقِيق كأمِيرٍ: الْأَخ من الأبِ والأمِّ، قالَ ابنُ دُرَيْد: كَأَنَّهُ} شُقّ نَسَبة من نَسَبِه، قالَ أَبُو زُبيدٍ يَرْثِي ابْنَ أخْتِه الجُلاحَ فصَغَّرَه:
(يَا ابْنَ أمِّي وَيَا! شُقَيقَ نَفْسِي ... أَنْتَ خَلَّيْتَنِي لأمرٍ شَدِيدِ)
هَكَذَا رَواه الجَوْهَرِي، قالَ الصاغانِي. والرِّوايَةُ الصحِيحة: يَا ابنَ حَسْناءَ وَيَا {شِقَّ نَفْسِي يالجُلاح خَلَّفْتَنِي وجَمْعُ الشقيقِ} أَشِقّاءُ، وَمِنْه الحَديثُ: أَنْتم إِخْوانُنا {وأَشِقّاؤُنَا، وفى حَدِيث آخَرَ: النِّساءُ} شَقائِقُ الرِّجالِ أَي: نظائرهم وأَمْثالُهُم فِي الأخْلاق والطِّباع، كأنهُم {شُقِقْن مِنْهُمْ، ولأنًّ حَوّاءَ خُلِقَت من آدَمَ عليهِما السلامُ. ويسَمَّى العِجْل إِذا اسْتَحْكَمَ} شَقِيقاً، وبذلِكَ سُمِّىَ الرجلُ شَقِيقاً، قالَ:)
(أَبُوك {شَقِيقٌ ذُو صَياصٍ مُدَربٌ ... وإِنَّكَ عِجْلٌ فِي المَواطِنِ أَبْلَقُ)
وكُل مَا} انْشَق نَصْفَينِ، فكُل واحِد مِنْهُما {شَقِيق الآخر، وَمِنْه فُلانٌ شَقِيقُ فُلانٍ، أَي: أخُوه، كَمَا فِي الصِّحاحَ. والشَّقِيق: ماءٌ لبَنِي أسَيِّدٍ مصغًّراً مُثَقَّلاً، وَهُوَ ابنُ عَمْرو بنِ تَمِيم قالَ عَوْفُ بنُ عَطِيَّةَ:
(أَمِن آل مَي عَرَفْتَ الدِّيارا ... بجنبِ الشقِيقِ خَلاءً قِفَارَا)
ويُرْوَى بجَنْبِ الكَثِيبِ. (و) } الشَّقيق: سَيْفُ عَبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ نَوْفَلٍ أَرادَه مُعاوِيَةُ رضِي اللهُ عَنهُ عَلَى بَيْعِه، وأثمَن لَهُ، فأبَى، وقالَ:
(آلَيْتُ لَا أَشرِي الشقِيقَ برَغبَة ... مُعاوِي إنِّي {بالشقِيقِ ضَنِينُ)
(و) } الشَّقِيقَة كسَفِينَة: الفرْجَةُ بينَ الجَبَلَيْنِ من حِبالِ اً لرمْلِ تُنْبِتُ العُشْبَ. وقالَ أبُو حَنِيفَةَ: الشقِيقَة: لِينٌ من غِلَظِ الأَرْض يَطُولُ مَا طالَ الجَبل، وفى التَّهْذِيبِ: الشقِيقَةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ بينَ كُلِّ حَبْلَىْ رَمْل، وَهِي مَكرمَة للنباتِ ج شقائق الْأَزْهَرِي: هَكَذَا فَسَره لي أَعْرَابِي قَالَ: وسمعته يَقُول فِي صِفَةٍ الدَّهْناءِ {وشَقائِقِها، وَهِي سَبْعَةُ أَحْبُلٍ، بينَ كُلِّ حَبْلَيْنِ} شَقِيقَةٌ، وعَرْضُ كُلِّ حَبل مِيلٌ، وكذلِكَ عَرْضُ كلِّ شَيءٍ شَقِيقَةٌ، وأَما قَدرُها فِي الطُّولِ فَمَا بينَ يَبْرِينَ إِلَى يَنْسُوعَةِ القُفِّ، قَالَ شَمْعَلَةُ بنُ الأَخْضَرِ:
(ويَوْم شَقِيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ ... بَنُو شَيءبانَ آجالاً قِصارَا)
الحَسَنان: نَقَوانِ مِ، ْ رَمْلِ بَنِي سَعْدٍ، وَقَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فلَمْ يَرِمْ ... عُرْضَ الشِّقائِقِ طَوْفُها وبُغامُها)
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جَِمادٌ وشَرْقِيّاتُ رَمْلِ الشَّقائِقِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَقَالَ لي أَعرابيٌّ: الشَّقِيقَةُ: مَا بَيْنَ الأَمِيلَيْن يَعْنِي بالأَمِيلِ الحَبْلَ، وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: وَفِي الأرضِ الخامِسَةِ حَيّاتٌ كالخَطائِطِ بَيْنَ الشَّقائِقِ. قَالَ بَعضهم: قيل هِيَ الرِّمالُ نَفْسُها.
والشًّقِيقَةُ: طائِرٌ، {كالشَّقوقَةِ،} والشُّقَيِّقَةُ تَصْغِيرُه، قَالَ أَبو حاتِمٍ: {الشَّقُوقَة: هُنَيَّةٌ صغيرةٌ زُرَيْقاءُ لون الرَّمادِ، تجتمعُ فِيهَا العَشَرةُ والخَمْسَةَ عَشَر، وأَظُنُّها} الشَّقِيقَةَ، قَالَ {والشَّقِيقَةُ دُخَّلَةٌ من الدُّخَّلِ، كُدَيْراءُ، وهَيْأَتُها هَيْأَتُهُنَّ إِلاّ أَنَّها أَصْغَرُ منُهنَّ، وإِنَّما سُمِّيَتْ} شَقِيقَة من صِغَرِها، {اشْتُقَّتْ من) شَيءٍ قلِيلٍ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي بَاب فُعَيْعِل:} الشُّقَيِّقُ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ. (و) {الشَّقِيقَةُ: المَطَرُ الوابِلُ المُتَّسِعُ سُمِّيَ بهِ لأَنَّ الغَيْمَ} انْشَقَّ عنْه والجمْعُ! شَقائِقُ، قالَ عَبْدُ اللهِ بن الدُّمَيْنَةِ: (ولَمْح بعَيْنَيْها كأَنَّ وَمِيضَهُ ... وَمِيضُ الحَيَا تُهْدَى لنَجْدٍ {شَقائِقُهْ)
وَقَالَ الأزهريُّ:} الشّقائِقُ: سحائبُ تَبَعَّجَتْ بالأَمطارِ الغَدِقَةِ، قَالَ:
(فقُلْتُ لَهُمْ مَا نُعْمُ إِلاّ كَرَوْضَةٍ ... دَمِيثِ الرُّبا جَادَتْ عَلَيْها الشَّقائِقُ)
قَالَ مُلَيْحُ بن الحكمِ الهُذليُّ: من كُلِّ عَرّاصِ النَّشاصِ راتِقِ دانِي الرَّبابِ لَثِقِ الغَرانِقِ ويَسْحَلُ ماءَ المُزَنِ البَوارِقِ غادَرَ فيهِ حَلَبَ الشَّقائِقِ وَقَالَ أَبُو سَعيدٍ: الشَّقِيقَةُ من البَرْقِ وعَقِيقَتُه: مَا انْتَشَرَ فِي الأُفُقِ. (و) ! الشَّقِيقَةُ: وَجَعٌ يَأْخُذُ نِصْفَ الرأَسِ والوَجْهِ كَمَا فِي الصحاحِ، وَفِي التهذْيبِ صُداعٌ بَدَلَ وَجَعٍ، وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ نَوْعٌ من صُداعٍ يَعْرِضُ فِي مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، وَإِلَى جانِبَيْهِ، وَمِنْه الحديثُ: احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ من شقِيقَةٍ.
والشَّقِيقَةُ: جَدَّةُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، وضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ بِالضَّمِّ، قَالَ: وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هِيَ بِنْتُ أَبي رَبِيعَةَ بنِ ذُهْلِ بن شَيْبانَ قلتُ: وَهِي أُمُّ النعمانِ بن امْرِئٍ القَيْسِ صاحِبِ قَصْرِ الخَوَرْنَقِ، وَقد تَقَدَّمتِ الإِشارَةُ إِليه فِي خَ ور ن ق وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للنابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ يَهْجُو النُّعْمانَ.
(حَدّثُونِيَنِي الشَّقِيقَةِ مَا يَمْ ... نَعُ فَقْعاً بقَرْقَرٍ أَنْ يَزُولاَ)
وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: القِطْعَةُ الَّتِي مِنْها هَذَا البيتِ لعبدِ قَيْسِ بنِ خُفافٍ البُرْجُمِيِّ.
والشَّقِيقَةُ: بِنْتُ عَبّادِ بن زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ. قالَ قُرَيْطُ بنُ أنَيْفٍ العَنْبَرِي:
(لَو كنْتُ من مازِن لَمْ تَسْتَبِحْ إِبِلِي ... بَنو الشقِيقَةِ من ذُهْلِ بنِ شَيْبانَا)
قالَ الصَّاغَانِي: وَهَذِه الرِّواية أصَح من بَنو اللَّقِيطَةِ. {وشقائِقُ النُّعْمانِ: م مَعْرُوفٌ للواحِدِ والجَمْع وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو عَمْرٍ و، وَأَبُو نَصْرٍ، وغَيْرُهما: شَقائِقُ النعْمانِ هِيَ الشَّقِرَةُ،)
وواحِدَة الشَّقائِقِ، شَقِيقَةٌ سُمِّيَتْ بذلك لحُمْرَتِها، تَشْبِيهاً} بشقِيقَةِ البَرْقِ، وقِيلَ: النعْمانُ: اسْم الدَّم، {وشقائِقهُ: قِطَعُه، فشُبهَتْ حمْرَتُها بحُمْرَةِ الدَّم، ويُقال: إِنّما أضِيفَ إِلَى ابنِ المُنْذرِ لأنّه جاءَ إِلى مَوْضِع وَقد اعْتَمَّ نَبتُه من أَصْفَرَ وأحْمَرَ وإِذا فِيهِ منْ هذِه الشقائِقِ مَا راقَهُ وِلم يرَ مِثْلهُ، فقالَ: مَا أَحسَنَ هَذِه الشَّقائِقَ: احموها، وكانَ أَول مَنْ حَمَاهَا فسُمِّيَت شَقائِقَ النُّعْمَان بذلِكَ، وأَخصَرُ من ذلِكَ عبارَةُ الجوهرِيِّ مَا نَصه: وإِنّما أضِيفَ إِلى النعمانِ لِأَنَّهُ حَمَى أَرْضاً كَثرَ فِيهَا ذَلِك، وقالَ غيرُه. لِأَن النعْمانَ بنَ المُنذرِ نَزَلَ على شقائِقِ رَمْلٍ وَقد أَنبَتَتْ الشَّقِرَ الأحْمَرَ، فاسْتَحسَنَها، وأَمرَ أَن تحْمَى، فقِيلَ للشقِرِ: شَقائِقُ النًّعْمانِ بمَنْبِتِها، لَا أَنَّها اسْم للشقرة، قالَ أَبُو حَنِيفَة: وأَنْشدَ بعضُ الروَاة:
(مِنْ صُفْرَةٍ تَعْلُو البَياضَ وحمْرَة ... نَصاعَةٍ} كشَقائِقِ النعْمانِ)
وقالَ الليْثُ: الشقائِق. نَوْرٌ أَحْمَر، وأنْشَدَ:
(ولقَد رَأَيْتُك فِي مَجاسِدِ عصْفرٍ ... كالوَرْدِ بينَ شَقائِقِ النعْمانِ)
وَفِي حدِيثِ أبي رافِعً، إَن فِي الجَنةِ شَجَرَةً تحملُ كُسْوَة أَهْلِها أشّدَّ حُفرَةً من الشقائِقِ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ هَذَا الزهْرُ الأَحْمَرُ المَعْرُوف. (و) {الشقّاقُ، كرُمّانٍ: اسمُ مَا بَيْنَ السِّرينِ إِلى جدة نَقَله الصّاغانِي. (و) } الشقاقُ، كغُراب: كُل شَق فِي جِلْدٍ عَن دَاء، جَاءُوا بِه على عامَّةِ أبْنِيَةِ الأدواءَ كالسعال، والزكام، والسلاقِ، وَقَالَ الجَوْهريُّ: هُوَ تَشَقُّقٌ يُصِيبُ أَرْساغَ الدوابًّ وحوافِرَها، يَكونُ فِيهَا مِنْهُ صُدوِعٌ، وربّما ارتَفَع إِلَى أَوظِفَتِها، عَن يَعْقُوبَ، وَقد {شُق الحافِرُ أَو الرسغُ: إِذا أَصابَهُ ذَلِك، وقالَ الجوهريُّ: وبِيَدِ فُلانٍ ورِجْلِه شُقُوقٌ، وَلَا يُقال:} شُقاق، وَقَالَ الْأَزْهَرِي.
{الشقاقُ:} تَشَقق الجِلدِ من بَرْد أَو غَيْرِه فِي اليَدَيْنِ والوَجْهِ، وقالَ الأصْمَعِيًّ: {الشقاقُ فِي اليَدِ والرجْلِ من بَدنِ الإنْسِ والحَيَوانِ، فَتَأمل ذَلِك.} والشِّقْشِقَةُ بِالْكَسْرِ: لهاةُ البَعِيرِ، لما فيهِ من {الشَّقّ، قالَهُ الرّاغِبُ، وقالَ الجَوْهرِي: هُوَ شَيء كالرِّئَةِ يُخْرِجُه البَعِيرُ من فيهِ إِذا هاجَ ومثلُه فِي العُبابِ، زادَ الجوهرِي: وإِذا قالُوا للخَطِيبِ: ذُو} شِقْشِقَة فإنّما يُشَبَّهُ بالفَحْلِ، وأَنشدَ الصّاغاني للأعْشى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:
(فارْغَمْ فإنِّي طَبِن عالِم ... أَقْطَعُ من {شقْشِقَةِ الهادرِ.)
وقالَ النَّضْرُ:} الشقْشِقَةُ: جِلْدَةٌ فِي حَلْقِ الجَمَلِ العَربِيِّ يَنْفُخُ فِيهَا الرِّيح، فتَنْتَفِخُ، فيَهْدرُ فِيها قَالَ ابنُ الأثِير: {الشّقْشِقَةُ: الجِلْدَةُ الحَمْراءُ الَّتِي يُخْرِجُها الجَمَلُ من جَوْفِه، يَنْفُخُ فِيهَا، فتَظْهَرُ من)
شدْقِهِ، وَلَا تَكُونُ إِلا للجَمَل العرَبِي، قالَ: كَذَا قالَ الهَرَوِي: وفِيه نَظَرٌ، والجَمْعُ} الشقاشِقُ. وفى حديثِ عُمَرَ رضِي اللهُ عَنهُ أَن رَجُلاً خَطَبَ فأكْثَرَ، فقالَ عُمَرُ: إِن كَثِيراً من الخُطَب من! شَقاشِق الشيْطانِ، أَي: مِمَّا يَتَكَلَّمُ بِهِ الشَّيْطانُ، لما يَدْخُل فِيهِ من الكَذِبِ والباطِلِ، هكَذا هُوَ فِي كِتابِ أَبِي عُبَيْدٍ وغَيْرِه عَن عُمَرَ، وَأَخْرَجهُ الهَرَوِيًُّ عَن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ الأَزهريُّ شَبَّه الَّذِي يَتَفَيْهَقُ فِي كَلامٍ ويَسْرُدُه سَرْداً، لَا يُبالِي مَا قالَ من صِدْقٍ أَو كَذِبٍ بالشَّيْطان وإِسءخاطِه رَبَّه، والعَرَبُ تَقول للخطيبِ الجَهِيرِ الصَّوتِ، الماهِرِ بالكلامِ: هُوَ أَهْرَتُ {الشِّقْشِقَةِ، وهَرِيتُ الشِّدْقِ.
والخُطْبَةُ} الشِّقْشِقِيَّةُ: هِيَ الخُطْبَةُ العَلَوِيَّةُ، نسبت إِلَى عَليّ رَضِي الله عَنهُ سُمِّيتْ بذل: لقولِه لابْنِ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُم لمّا قَالَ لَهُ عِنْد قَطْعِهِ كَلامَهُ: يَا أَمِيرَ المؤمِنينَ لَو اطَّرَدَتْ مَقالَتُك من حَيْثُ أَفْضَيْتَ، فقالَ: يَا ابنَ عباسٍ هَيهات، وتِلْكَ {شقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ ويُرْوَى لَهُ فِي شِعْرٍ:
(لِساناً} كشِقْشِقَةِ الأَرْحَبِيِّ ... أَو كالحُسامِ اليَمانِي الذَّكَرْ)
وَتقدم ذِكرُه مَعَ مَا قبله وبعدهُ فِي أم ع.
{وشَقَّقَ الحَطَبَ وغَيْرَه: إِذ} شَقَّهُ {شَقاً} فتَشَقَّقَ. وَمن المجازِ: {شَقَّقَ الكَلامَ} تَشْقِيقاً: أَخْرَجَهُ أَحْسَنَ مَخْرَجٍ، وَمِنْه حديثُ البَيْعَة: {تَشْقِيقُ الكلامِ علَيْكُم شَدِيدٌ، أَي: التَّطَلُّبُ فِيهِ، ليُخْرجَه أَحْسَنَ مَخْرَجٍ. (و) } المُشَقَّقُ، كمُعَظَّمٍ: وادٍ أَو ماءٌ لَهُ ذكرٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوك. وَمن الْمجَاز: {انْشَقَّتِ العَصا إِذا تَفَرَّقَ الأمْرُ وأَصْلُ هَذَا فِي الخَوارِجِ، فإِنَّهُم} شَقُّوا عَصا المُسْلِمِينَ كَمَا تقدَّم، قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا كانَت الهَيْجاءُ {وانْشَقَّتِ العَصَا ... فحَسْبُكَ والضَّحَاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ)
} والاشْتِقاق: أَخْذُ شِقِّ الشَّيْءِ وَهُوَ نِصْفُه، كَمَا فِي العُبابِ. والاشْتِقاقُ: بُ، ْيانُ الشَّيءِ من المُرْتَجَلِ. وَفِي الصِّحَاح:! الاشْتِقاقُ: الأخْذُ فِي الكلامِ وَفِي الخُصُومَةِ يَمِيناً وشِمالاً مَعَ تَرْكِ القَصْدِ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ: وَمِنْه سُمِّيَ أَخْذُ الكَلِمَةِ من الكَلِمَةِ {اشتِقاقاً، وَهُوَ على قِسْمْينٍ: صَغِير، وكبيرٌ.
} والمُشاقَّةُ {والشِّقاقُ ككتابٍ: الخِلافُ والعَداوَةُ نَقلَه الجَوْهرِيُّ، زَاد الراغبُ بكونِكَ فِي شِقٍّ غيرِ شِقِّ صاحِبكَ، أَو من شقِّ العَصَا بينَ: وبينَه، فيكونُ مجَازًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فإِنْ خِفْتُم} شِقاقَ بَيْنِهِما وَقَوله تَعَالَى: فإِنّما هُمْ فِي شِقَاقٍ وَقَوله تَعالى: ومَن {يُشاقِقِ الله ورَسُولَه أَي: صَار فِي} شِقٍّ غيرِ شِقِّ أَوْلِيائهِ. {وشَقْشَقَ الفَحْلُ} شَقْشَقَةً: هَدَرَ. نَقله الْجَوْهَرِي وَذَلِكَ لما يَهِيجُ وَبِه يُشبهُ)
البليغُ الجهْوَرِيُّ الصوتِ.
(و) {شَقْشَقَ العُصْفُورُ: صَوَّتَ قَالَ الجوهريُّ: والعُصْفُور} يُشَقْشِقُ فِي صَوْتِه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {شَقَّ النَّبتُ} يَشُقُّ {شُقُوقاً، وَذَلِكَ أَولُ مَا تَنْفَطِرُ عَنهُ الأَرْض.
} وانْشَقَّ البَرْقُ، {وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ.} والشَّوَاقُّ من الطَّلْعِ: مَا طالَ فصارَ مِقْدارَ الشِّبْرِ، لأَنَّها {تشُقُّ الكِمامَ، واحِدتُها شاقَّةٌ. وَحكى ثَعلَبٌ عَن بعضِ بَنِ سُواءَةَ:} أَشَقَّ النَّخْلُ: طَلَعتْ {شَواقُّه.
وَيُقَال للإنْسان عِنْد الغَضَبِ: احْتَدَّ فطارَتْ مِنْهُ} شِقَّةٌ فِي الأرضِ {وشقَّةٌ فِي السَّماءِ، وَهُوَ مُبالَغَةٌ فِي الغَضَب والغَيظِ. يُال: قد} انْشَقَّ فلانٌ من الغَضَب، كأَنَّه امْتَلأَ باطِنُه بِهِ حَتَّى انْشَقَّ. {وشَقَّ أَمَرهُ} يَشُقُّه {شَقَّاً} فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتَبَدَّدَ اخْتِلافاً.
{وتَشَقَّقَتْ عَصاهُم بالبَيْنِ، مثل} انْشَقَّتْ إِذا تَفَرَّقَ أَمْرهُمْ، قَالَه اللَّيْثُ. {والمَشَقَّةُ: الشِّدَّةُ والحَرَجُ، وجَمْعُه} مَشاقٌّ،! ومَشَقّاتٌ. وَهَذَا {شَقِيقُه، أَي: نَظِيرُه، ومِثلُه، كأنهُ} شُقَّ مِنْهُ. {وتَشَققَ الفَرَسُ} تَشَققاً: إِذا ضَمُرَ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ: وبالجِلالِ بعدَ ذاكَ يُعْلَيْن حَتى {تَشَقَّقْنَ ولَمّا يَشْقَين وَهُوَ مَجازٌ.} واشتَق الخَصمانِ، {وتشاقّا: تَلاحّا وأَخَذا فِي الخُصُومةِ يَمِيناَ وشِمالاً، وَهُوَ} الاشتِقاقُ. {والشقَقَةُ، محركة: الأعْداءُ، ويُقال: فلَان} شِقشِقَه قَومِه، أَي: شَرِيفُهُم وفَصِيحُهم، قَالَ ذُو الرُّمةِ:
(كَأَن أَباهُمْ نهشل أَو كَأنَّهم ... {بشِقْشِقَةٍ من رَهْطِ قَيْسِ بنِ عاصِم)
وأَهلُ العِراقِ يَقُولونَ للمُطَرْمِذِ الصلِفِ:} شَقّاقٌ، ولَيْسَ من كَلام العَرَبِ وَلَا يَعْرِفُونَه، كَمَا فِي اللِّسانِ، وَفِي الأساسِ: ورَجل {شَقّاق: مُطَرمذ يتَنفج ويَقُولُ: كانَ وكانَ، ويَتَبَجحُ بصحْبَةِ السُّلْطَان، ونَحْوِه، وَهُوَ مَجاز.} واسْتَشَق بالجُوالِق: حَرفَه على أَحَدِ شِقَّيْه حَتى يَتَعَدّى البابَ.
{واشْتَقَّ الطريقُ فِي الفَلاةِ: إِذا مَضَى فِيها وَهُوَ مَجازٌ.} والشقُوق بِالضَّمِّ: مَنْهَلٌ من مَناهِلِ الحاجِّ، ومَنْزِلٌ من مَنازِلِهم بينَ واقِصَةَ والثعْلَبِيَّةِ. والشقُوق أيْضاً: من مِياهِ بَنِي ضبةَ بأرضِ اليَمامَةِ.
وفرسٌ {أَشَق المَنخَرين، أَي: واسِعُهما، قَالَه الليْثُ. وقولُه تَعالى:} وانْشَقَّ القَمَرُ قِيلَ فِي تَفْسِيره: وَضَحَ الأمرُ، نَقله الرّاغِبُ. وأَبُو وائِل:! شَقِيقُ بنُ سًلمَةَ الأسَدِي، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ)
وسَلّم، وليسَتْ لَهُ صحْبَةٌ، سَكَن الكُوَفَة، وكانَ من زُهّادِها، رَوَى عَنْ عُمَر، وعَبْدِ الله، وَعنهُ مَنْصُور، والأعْمَشُ، وَكَانَ مولِدُه سنَةَ إحدَى من الهِجْرَةِ. {وشَقِيقُ بنُ ثَوْر السدُوسِي، وشَقِيقُ ابنُ الفَرّاءَ الكُوفِي، وشَقِيقُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى الحَضْرَمِيّينَ، وشَقِيقُ ابنُ عُقْبَةَ العَبْدِي: تابعيون ثِقاتٌ. والعَبّاسُ بنُ أحْمَدَ بنِ محمَّدٍ} - الشَّقّانِي بِالْفَتْح، حَدثَ عَن أَبي عُثمانَ الصابُونِي.
وأبُو {شقُوق: قَرْيَة من أَعْمالِ الشرقِيةِ بمِصْرَ. وابنُ} شَقِّ اللَّيل: محدِّث، ذَكَره المُصَنفُ اسْتِطْرادًا فِي ش وق. {والشقّ: مَوضِع من أَعْمال البُحَيْرةِ. وأَبو} الشقاق: ترع بالبُحَيْرةِ.

وصف

الوصف: عبارة عما دل على الذات باعتبار معنى هو المقصود من جوهر حروفه، أي يدل على الذات بصفة، كأحمر، فإنه بجوهر حروفه يدل على معنى مقصود، وهو الحمرة، فالوصف والصفة مصدران، كالوعد والعدة، والمتكلمون فرقوا بينهما، فقالوا: الوصف: يقوم بالواصف، والصفة: تقوم بالموصوف، وقيل: الوصف هو القائم بالفاعل.
(وصف)
الْمهْر والناقة وَنَحْوهمَا (يصف) وَصفا ووصوفا أَجَاد السّير وجد فِيهِ وَالصَّغِير الْمَشْي وَصفا أطاقه وَالشَّيْء وَصفا وَصفَة نَعته بِمَا فِيهِ والطبيب الدَّوَاء عينه باسمه ومقداره وَالْخَبَر حَكَاهُ وَالثَّوْب الْجِسْم أظهر حَاله وَبَين هَيئته وَفِي حَدِيث عمر فِي الثَّوْب الرَّقِيق (إِلَّا يشف فَإِنَّهُ يصف) فَهُوَ واصف

(وصف) الْغُلَام والفتاة (يُوصف) وصافة بلغ حد الْخدمَة
وصف
الوَصْفُ: وَصفُ الشَّيْءِ بحِلْيَتِه ونَعْتِه. والمُهْرُ إذا تَوًجَّهَ لشَيْءٍ من حُسْنِ السيْرَةِ يُقال: قد وَصَفَ؛ أي وَصَفَ المَشْيَ، وكذلك البَعِيرُ. واتَصفَ الشَّيْءُ في عَيْنِ الناظِرِ: أي احْتَمَلَ الوَصْفَ.
ونَهى النَبِيُ - صلى اللهُ عليه وآلِه وسلم - عن بَيْعِ المُوَاصَفَةِ: وهو أنْ يَبِيْعَ الرٌجُلُ سِلْعَةً لَيْسَتْ عنده ثم يَبْتَاعَها بَعْدُ فَيَدْفَعها إلى المُشْتَري، وذلك لأنَّه باعَ بالصِّفَة. والوَصِيْفَةُ والوَصِيْفُ: الخادِمُ. وقد أوْصَفَتِ الجارِيَةُ. ووَصيْفٌ ووُصفَاءُ، ووَصِيْفَةٌ ووَصائفُ. والوَصَافَةُ: مَصْدَرُ الوَصِيْفِ.
[وصف] نه: فيه: نهي عن بيع "المواصفة"، هو أن يبيع ما ليس عنده ثم يبتاعه فيدفعه إلى المشتري كأنه باعه بالصفة من غير نظر ولا حيازة ملك. وفيه: إن لا يشف فإنه "يصف"، يريد أن الثوب الرقيق إن لم يبن منه الجسد فإنه لرقته يصف البدن فيظهر منه حجم الأعضاء. وفيه: وموت يصيب الناس حتى يكون البيت "بالوصيف"، هو العبد، والأمة وصيفة، وجمعهما وصفاء ووصائف، وقبرا لميت بيته. ج: أي لكثرة الفتن والأشغال لا يوجد من يحفر إلا بقيمة الوصيف - ومر في بي. نه: ومنه: أم أيمن كانت "وصيفة" لعبد المطلب، أي أمة. ك: "وصف" سفيان يريد أن يحفظ، أي وصف لنفسه التحريك ويريد أن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التحريك حفظ الوحي. وفيه: مصدر من ناجيت "فوصفهم" بها حيث قال "إذ هم نجوى" مبالغة. غ: "سيجزيهم "وصفهم"" أي جزاء وصفهم. و"على ما "يصفون"" يكذبون. ز: "وصف" القاسم فتفل، أي بين مراد لفظ هكذا بالتفل في ثوبه ومسح بعضه ببعض.
وص ف

وصَفَ الشيءَ له وعليه وَصْفاً وصِفَةً حَلاهُ وقيل الوَصْفُ المصْدَرُ والصِّفَةُ الحِلْيةُ وقوله تعالى {وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون} الأنبياء 112 أراد ما تَصِفُونَه من الكَذِبِ واسْتَوَصَفَهُ الشيءَ سأَلَه أن يَصِفَه له واتَّصَفَ الشَّيءَ أمْكَنَ وصْفُه قال سُحَيْمٌ

(وما دُمْيَةٌ مِنْ دُمَى مَيْسَنانَ ... مُعْجِبَةً نَظَراً واتِّصافَا)

اتَّصَفَ من الوَصْفِ ووصَفَ المُهْرُ توَّجَه لحُسْن السَّيْرِ كأنه وصَفَ الشيءَ وغُلامٌ وَصِيفٌ شابٌّ والأُنْثَى وَصِيفَةٌ وقد أوصَفَ وَوَصُفَ وَصَافَةً فأما أبو عُبَيْدٍ فقال وَصِيفٌ بَيِّنُ الوَصَافةِ وأما ثعلبٌ فقال بَيِّنُ الإِيصاف وأَدْخَلاهُ في المصادرِ التي لا أَفْعالَ لها 
(و ص ف) : (بَيْعُ الْمُوَاصَفَةِ) أَنْ يَبِيعَ الشَّيْءَ بِالصِّفَةِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ وَقِيلَ أَنْ يَبِيعَهُ بِصِفَتِهِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ ثُمَّ يَبْتَاعَهُ وَيَدْفَعَهُ (وَفِي الْمُنْتَقَى) كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يَكْرَهُ الْمُوَاصَفَةَ وَهِيَ أَنْ لَا يَكُونَ عِنْدَ الْبَائِعِ شَيْءٌ وَفِي الْإِيضَاحِ لَا يَجُوزُ بِيَعُ الْأَوْصَافِ وَالْأَتْبَاعِ مَنْ الْحَيَوَانِ قَالَ أَمَّا بَيْعُ الْأَوْصَافِ فَكَبَيْعِ الْأَلْيَةِ مِنْ الشَّاةِ الْحَيَّةِ وَالْأَتْبَاعِ كَنِتَاجِ الْفَرَسِ وَاللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ وَالثَّوْبِ الرَّقِيقِ يَصِفُ مَا تَحْتَهُ كَمَا يَصِفُ الرَّجُلُ سِلْعَتَهُ (وَالْوَصِيفُ) الْغُلَامُ وَالْجَمْعُ وُصَفَاءُ وَالْجَارِيَةُ وَصِيفَةٌ وَجَمْعُهَا وَصَائِفُ وَقَدْ أَوْصَفَ إذَا تَمَّ قَدُّهُ وَبَلَغَ أَوَانَ الْخِدْمَةِ وَاسْتَوْصَفَ كَذَلِكَ وَكِلَاهُمَا مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ فَإِنَّهُ يَصِفُ فِي (ش ف) .

وصف


وَصَفَ
a. [ يَصِفُ] (n. ac.
وَصْف
صِفَة [وِصْفَة]), Described, depicted, portrayed; praised.
b. [acc. & La], Prescribed for (medicine).
c. Walked gracefully.

وَصُفَ(n. ac. وَصَاْفَة)
a. Was fit for service.

وَاْصَفَa. Described a thing to ( without
showing it ).
تَوَصَّفَa. see VIII (a)
تَوَاْصَفَa. Described to each other.
b. [ coll. ], Criticised, quizzed
each other.
إِوْتَصَفَ
(ت)
a. Was described, depicted.
b. [Bi], Was characterized by.
c. see I (a)
إِسْتَوْصَفَa. Asked to describe.
b. [acc. & La], Consulted about, asked to prescribe for.

وَصْف
(pl.
أَوْصَاْف)
a. Description.
b. Quality.
c. Epithet.
d. Adjective; attribute.
e. Praise.

وَصْفَةa. Characteristic quality; qualification.
b. [ coll. ], Prescription.

وَصْفِيّa. Descriptive; graphic; qualificative
characteristic.
b. Attributive; adjectival.

وَصْفِيَّةa. fem. of
وَصْفِيّb. Qualification.

وِصْفَة
( pl.

صِفَات )
a. see 1
وَاْصِفa. Descriptive; describer.

وَصَاْفَةa. Serviceableness.

وَصِيْف
(pl.
وُصَفَآءُ)
a. Young servant; lad; waiter.

وَصِيْفَة
(pl.
وَصَاْئِفُ)
a. Girl, female attendant; waitress.

وَصَّاْفa. Good describer; encomiast.
b. Skilful doctor, physician.

N. P.
وَصڤفَa. Described.
b. Qualified.
c. Noun that takes an attribute.

مُوَاصَفَة [ N.
Ac.
وَاْصَفَ
(وِصْف)]
a. Sale or purchase on description.

إِيْصَاف [ N.
Ac.
a. IV]
see 22t
صِفَاتِيَّة
a. [ coll. ], Philosophers who
admit the existence of God without distinguishing his
attributes.
صِفَات ذَاتِيَّة
a. Essential attributes.
و ص ف

وصفته وصفاً وصفةً، وله أوصاف وصفات حسنة. وتواصفوا بالكرم، وهو شيء موصوف ومتواصف ومتّصف. قال طرفة:

إني كفاني من أمرٍ هممت به ... جار كجار الحذاقيّ الذي اتصفا

الحذاقيّ: أبو دؤاد الإياديّ وقد اتصف جاره أي صار منعوتاً متواصفاً بين العرب ممدّحاً. وواصفته الشيء مواصفةً. " ونهي عن بيع المواصفة " وهو أن يبيع الشيء بصفته وليس عنده ثم يبتاعه ويدفعه. واستوصفته الشيء: سألته أن يصفه لي. والمريض يستوصف الطبيب لدائه: يسأله أيصف له ما يتعالج به. وهذا مما يعجز الوصاف. وهذا وصيف بيّن الوصافة والإيصاف. وقد أوصف: بلغ أوان الخدمة. وله وصفاء ووصائف، وتوصّفت وصيفاً ووصيفةً: اتخذته، كقولك: تسرّيت.

ومن المجاز: وجهها يصف الحسن، وتقول: وصيفة موصوفة بالجمال، واصفة للغزالة والغزال. ولسانه يصف الكذب، " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ". وهذه ناقة تصف الإدلاج. قال الشمّاخ:

إذا ما أدلجت وصفت يداها ... لها الإدلاج ليلة لا هجوع

وقد كثر حتى قالوا: وصفت الناقة وصوفاً إذا أجادت السير وجدّت فيه. ويقال للمهر إذا توجه وأخذ في حسن السيرة: هذا مهرٌ قد وصف أي وصف المشي وأجاده.
و ص ف: (وَصَفَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ وَعَدَ، وَ (صِفَةً) أَيْضًا. وَ (تَوَاصَفُوا) الشَّيْءَ مِنَ الْوَصْفِ. وَ (اتَّصَفَ) الشَّيْءُ صَارَ (مُتَوَاصِفًا) . وَبَيْعُ (الْمُوَاصَفَةِ) بَيْعُ الشَّيْءِ بِصِفَةٍ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ. وَ (الْوَصِيفُ) الْخَادِمُ غُلَامًا كَانَ أَوْ جَارِيَةً وَالْجَمْعُ (الْوُصَفَاءُ) . وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْجَارِيَةِ: (وَصِيفَةٌ) وَالْجَمْعُ (وَصَائِفُ) . وَ (اسْتَوْصَفَ) الطَّبِيبَ لِدَائِهِ سَأَلَهُ أَنْ يَصِفَ لَهُ مَا يَتَعَالَجُ بِهِ. وَ (الصِّفَةُ) كَالْعِلْمِ وَالسَّوَادِ. وَأَمَّا النَّحْوِيُّونَ فَلَيْسَ يُرِيدُونَ بِالصِّفَةِ هَذَا، بَلِ الصِّفَةُ عِنْدَهُمُ النَّعْتُ، وَهُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ نَحْوُ ضَارِبٍ وَالْمَفْعُولِ نَحْوُ مَضْرُوبٍ أَوْ مَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ الْمَعْنَى، نَحْوُ مِثْلٍ وَشِبْهٍ وَمَا يَجْرِي مَجْرَى ذَلِكَ يَقُولُونَ: رَأَيْتُ أَخَاكَ الظَّرِيفَ، فَالْأَخُ هُوَ الْمَوْصُوفُ وَالظَّرِيفُ هُوَ الصِّفَةُ فَلِهَذَا قَالُوا: لَا يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ الشَّيْءُ إِلَى صِفَتِهِ كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ إِلَى نَفْسِهِ لِأَنَّ الصِّفَةَ هِيَ الْمَوْصُوفُ عِنْدَهُمْ، أَلَا يُرَى أَنَّ الظَّرِيفَ هُوَ الْأَخُ؟ 
[وصف] وصفت الشئ وصفا وصفة. والهاء عوض من الواو. وتواصفوا الشئ من الوصف. واتصف الشئ، أي صار مُتَواصَفاً. قال طرفة بن العبد: إنَّي كفانيَ من أمرٍ هَمَمْتُ به جارٌ كَجارِ الحُذافيِّ الذي اتَّصَفا أي صار مَوصوفاً بحسن الجوار. وقول الشماخ يصف بعيراً: إذا ما أدْلَجَتْ وَصَفَتْ يَداها لها الإدْلاجَ لَيلَةَ لا هُجوعِ يريد أجادت السير. وبيع المواصفة: أن تبيع الشئ بصفةٍ، من غير رؤية. والوَصيفُ: الخادمُ غلاماً كان أو جاريةً. يقال وَصُفَ الغلامُ، إذا بلغ حدَّ الخِدمة، فهو وَصيفٌ بيِّن الوَصافَةُ. والجمع وُصَفاءُ. وقال ثعلب: وربَّما قالوا للجارية وَصيفَةً بيِّنة الوَصافةِ والإيصافِ. والجمع الوَصائِفُ. واسْتَوْصَفْتُ الطبيبَ لدائي، إذا سألته أن يَصِفَ لك ما تتعالج به. والصِفَةُ كالعِلْم والسَوادِ، وأمَّا النحويون فليس يريدون بالصفة هذا، لأنَّ الصفة عندهم هي النعت، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضاربٍ، أو المفعول نحو مضروبٍ، أو ما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه وما يجرى مجرى ذلك. يقولون: رأيت أخاك الظريف، فالاخ هو الموصوف والظريف هو الصفة، فلهذ قالوا: لا يجوز أن يضاف الشئ إلى صفته، كما لا يجوز أن يضاف إلى نفسه، لان الصفة هي الموصوف عندهم. ألا ترى أن الظريف هو الاخ.
وصف
وَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً، والهاء عِوضٌ من الواو. وقوله تعالى:) سَيَجْزيهم وصْفَهم (أي جَزاء وَصفهم الذي هو كَذب. وقوله تعالى:) واللهُ المُسْتَعانُ على ما تَصِفُوْنَ (أي تكذبون.
وفي حديث عمر؟ رضي الله عنه -: لا تُلْبِسوا نِساءكم الكَتّان أو القَبَاطيَّ فإنه إلاّ يشِفَّ فإنّه صِف. أي يصِفها الثوب الرقيق كما يصِف الرجل سِلعته.
والصِّفة: كالعلم والجهل والسَّواد والبياض. وأمّا النحويون فليس يريدون بالضفة هذا، لأن الصفة عندهم هي النعت؛ والنّعت هو اسم الفاعل أو المَفْعُوْل نحو ضارب ومَضروب أو ما يرجِع إليهما من طريق المعنى نحو مِثل وشِبه وما يجري مَجرى ذلك، تقول: رأيت أخاك الظّريف، فالأخ هو الموصوف والظَّرِيف هو الصفة، فلها قالوا: لا يجوز أن يُضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يُضاف إلى نفسه، لأن الصّفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ.
وقول الشَّمّاخ يصف ناقة:
إذا ما ادْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاها ... لها الإدْلاجَ لَيْلَة لا هُجُوْعِ
يريد: أجادَتِ السير، وقيل: معناه إذا أدْلَجَت سارت الليل كُلَّه فذلك وصفُها يديها.
وقال ابن دريد: رجل وصّاف: عارِف بالوصف.
قال: والوصّاف: رجل من سادات العرب، سُمي الوصّاف لحديث له. وقال غيره: اسمه مالك ب عامر، ومن ولده عُبيد الله بن الوليد الوصّافي.
وقال ابن عبّاد: وصَف المُهْر: إذا توجَّه لشيء من حُسن السِّيرة. والوَصِيف: الخادِم؛ غُلاما كان أو جارية. ومنه قول النبي؟ صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر؟ رضي الله عنه -: كيف تصْنَع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف. قال شَمْر: يقول: يكثُر الموت حتى يصير موضِع قبرِ بعبد من كثرة الموت، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة. يقال: وَصُف الغلام؟ بالضم -: إذا بلغ الخدمة؛ وصافةً، والجمْع: الوُصفاء. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه بعث سرية فنهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء. وقال ثعلب: ربما قالوا للجارية وصيفة، والجمْع: الوصَائف. والإيصَافُ: الوَصَافة، يقال: جارية بيِّنَة الإيصافِ كما يقال بيِّنة الوَصَافة.
وتواصفوا الشيء: من الوَصْف.
واتَّصف الشيء: أي صار موصوفاً، قال طرَفةُ بن العبد:
إنّي كَفانيَ من أمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ ... جارٌ كَجارِ الحُذَاقيِّ الذي اتَّصَفا
أي صار موصوفاً بحسن الجوار.
واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي: إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به.
ونهى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - عن بيع المواصَفَة. قال القُتَبيُّ: هو أن يبِيع ما ليس عنده ثم يَبتَاعه فَيدفَعه إلى المُشتري، قيل له ذلك لأنه باعَه بالصّفة من غير نَظرٍ ولا حيازة مِلْك.
والتركيب يدل على تحلية الشيء.

وصف: وصَف الشيءَ له وعليه وصْفاً وصِفةً: حَلاَّه، والهاء عوض من

الواو، وقيل: الوصْف المصدر والصِّفةُ الحِلْية، الليث: الوصف وصفك الشيء

بحِلْيته ونَعْته. وتواصَفُوا الشيءَ من الوصف. وقوله عز وجل: وربُّنا الرحمن

المُستعان على ما تصفون؛ أَراد ما تصفونه من الكذب. واستوْصَفَه الشيءَ:

سأَله أَن يَصفه له. واتَّصَف الشيءُ: أَمكن وصْفُه؛ قال سحيم:

وما دُمْيةٌ من دُمى مَيْسَنا

نَ، مُعْجِبةً نَظَراً واتِّصافا

(* قوله «دمية من دمى» أَنشده في مادة ميس: قرية من قرى، وأراد الشاعر

ميسان فاضطر فزاد النون كما نبه عليه المؤلف هناك.)

اتَّصف من الوصف. واتصف الشيء أَي صار مُتواصِفاً؛ قال طرَفة بن العبد:

إنّي كَفانيَ من أَمْرٍ هَمَمْتُ به

جارٌ، كجار الحُذاقيِّ الذي اتَّصَفا

أَي صار موصوفاً بحُسْن الجِوار. ووصَف المُهْرُ: توجَّه لحُسْنِ السير

كأَنه وصَف الشيء. ويقال للمهر إذا توجّه لشيء من حُسن السير: قد وصَفَ

معناه أَنه قد وصفَ المشي. يقال: مَهُر حين وصَف. ووصَفَ المُهرُ إذا جاد

مشْيُه؛ قال الشمّاخ:

إذا ما أَدْلَجَتْ، وصَفَتْ يداها

لها الإدْلاجَ، لَيلةَ لا هُجوع

يريد أَجادت السير. وقال الأَصمعي: أَي تَصِف لها إدلاجَ الليلة التي لا

تَهْجَعُ فيها؛ قال القُطامي:

وقِيدَ إلى الظَّعِينةِ أَرْحَبيٌّ،

جُلالٌ هَيْكَلٌ يَصِفُ القِطارا

أَي يَصِفُ سِيرةَ القِطار.

وبَيْعُ المُواصفةِ: أَن يبيع الشيء من غير رُؤية. وفي حديث الحسن أَنه

كره المُواصفة في البيع؛ قال أَحمد بن حنبل: إذا باع شيئاً عنده على

الصفة لزمه البيع؛ وقال إسحق كما قال؛ قال الأَزهري: هذا بيع على الصفة

المضمونة بلا أَجل يُميَّز له، وهو قول الشافعي، وأَهلُ مكة لا يجيزون

السَّلَم إذا لم يكن إلى أَجل معلوم. وقال ابن الأَثير: بيع المواصفة هو أَن

يبيع ما ليس عنده ثم يَبتاعَه فيدفَعَه إلى المشتري، قيل له ذلك لأَنه باع

بالصفة من غير نَظر ولا حِيازَة مِلك. وقوله في حديث عمر، رضي اللّه عنه:

إن لا يَشِفّ فإنه يَصِفُ أَي يصفها، يريد الثوب الرقيق إن لم يبن منه

الجَسد فإنه لرقَّته يصف البدن فيظهر منه حَجْم الأَعضاء، فشبّه ذلك بالصفة

كما يصف الرجل سِلْعَته.

وغلام وَصِيف: شابّ، والأُنثى وصِيفة. وفي حديث أُم أَيمن: أَنها كانت

وصيفة لعبد المطلب أَي أَمة، وقد أَوصَفَ ووَصُف وَصافة. ابن الأَعرابي:

أَوْصَفَ الوصِيفُ إذا تمَّ قَدُّه، وأَوصَفتِ الجارية، ووَصِيفٌ ووُصَفاء

ووَصِيفة ووَصائفُ. وأَما أَبو عبيد فقال: وَصِيفٌ بيّن الوَصافةِ،

وأَما ثعلب فقال: بيِّن الإيصافِ، وأَدْخلاه في المصادر التي لا أَفعال لها.

وفي حديث أَبي ذرّ، ورضي اللّه عنه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال

له: كيف أَنت وموتٌ يُصِيب الناسَ حتى يكون البيتُ بالوَصِيف؟ الوَصِيف:

العبد، والأَمة وصِيفةٌ؛ قال شمر: معناه أَن الموت يكثر حتى يصير موضعُ

قبر يُشترى بعبد من كثرة الموت، مثل المُوتان الذي وقع بالبصرة وغيرها.

وبيت الرجل: قبره، وقبر الميت: بيته. والوصيف: الخادم، غلاماً كان أَو

جارية. ويقال وصُف الغلامُ إذا بلغ الخِدمة، فهو وصِيف بيّن الوَصافة،

والجمع وُصَفاء. وقال ثعلب: وربما قالوا للجارية وصيفة بيّنة الوَصافة

والإيصاف، والجمع الوصائف. واسْتوْصَفْت الطبيبَ لدائي إذا سأَلته أَن يصف لك ما

تَتعالج به.

والصِّفة: كالعِلْم والسواد. قال: وأَما النحويون فليس يريدون بالصفة

هذا لأن الصفة عندهم هي النعت، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضارب، والمفعول

نحو مضروب وما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه، وما يجري مجرى

ذلك، يقولون: رأَيت أَخاك الظَّريفَ، فالأَخ هو الموصوف، والظريف هو الصفة،

فلهذا قالوا لا يجوز أَن يضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أَن يضاف إلى

نفسه لأَن الصفة هي الموصوف عندهم، أَلا ترى أَن الظريف هو الأَخ؟

وصف:
وصف: نعت وكذلك قصّ (معجم الإدريسي) (فوك - narar) .
وصف الكفر قال ما ليس يقوله المسلم (معجم التنبيه).
وصف: بمعنى أثنى، مدح، حلّى (المقري 14:834:1. انظر إضافات) (21:872 و4:546).
وصفه ووصف له: وصف له علاجاً (فريتاج - بدون تحريك) (بقطر، كليلة ودمنة 7:210، ابن خلكان 13:145:9، المقري 19:655:1. انظر إضافات، ألف ليلة 200:1): وصف الطبيب للمريض وصفة (م. المحيط، بوشر).
وصف: في الحديث عن غلالة خفيفة يبدو الثديان من ورائها، وعلى سبيل المثال: غلالة خفيفة تصف ما وراءها من الثديين أو ما تحتها (معجم مسلم)؛ وكذلك وصف فلانة، وعلى سبيل المثال (البكري 13:187): فتلقته في قميص يصفها وينم بجسمها. وكذلك ما ورد في (أخبار 2:6): في الحديث عن مضيق جبل طارق: إنه ليس ببحر وإنما هو خليج يصف صفة ما خلفه للناظر.
وصف: تصور شكل الأشياء (ابن جبير 7:42): حجر موضوع في الجدار الذي يستقبله الداخل شديد السواد والبصيص يصف الأشخاص كلها كأنه المرآة الهندية الحديثة الصقل.
انوصف: معجم (فوك) ذكر بعد كلمة وصف التي جاءت في adiectivum: نَنصف أنصفتْ ب: إنوصف ب: اشتهر ب: (دي ساسي كريست 4:19:1، المقدمة 2:358:1 و 2:404 و 4:137:3).
انوَصف ب: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة narare أي قصّ، حكى.
استوصف: = وَصُفَ (في محيط المحيط): (استوصف الغلام بلغ حد الخَدمة).
استوصف: (فلاناً سأله أن يصفه له) (م. المحيط).
استوصف: وصف تفصيلاً (قرطاس 6:98) حيث يجب أن نقرأ بيت (ابن اللبانة كما يأتي):
يوم العروبة كان ذاك الموقف ... وإن شهدت فابن مَنْ يستوصف
(إنه يوم الجمعة يوم تلك المعركة فقل لي، إن كنت قد شهدته، مَنْ يستطيع أن يصفه تفصيلاً.).
وصف والجمع أوصاف: علامات، وعلى سبيل المثال أعطى أوصاف الغلام أي قدم بياناً بما يتعلق بأوصافه مثل شكله، صورته، اسمه وكل ما يمكن أن يميزه عن غيره .. الخ (بقطر).
وصف: الوصف الذي يتعلق بالإنسان: أخلاقه، ميوله، قلبه وروحه، ميوله، عاداته ... الخ.
وصف: خاصة، خاصية qualité, attribute الصفة الخاصة اللصيقة بالشيء (دي ساسي كريست 13:1 و14) في معرض الحديث عن صفات القهوة ولا أنكر شربها لذاتها ولا لوصف خارج عنها منَ إدارة وغيرها ..
شاب مليح الأوصاف: ذو هيئة وقوام جميل (بقطر)؛ وكذلك يقال عن الفتاة الجميلة كاملة الوصف أو الأوصاف (ألف ليلة 40:1 و 56).
وصفة: صورة Portrait نعت descreiption ( بقطر).
وصف: نعت qualification، لقب، ميزة (بقطر).
وصفة: دواء العلاج. وفي (محيط المحيط): (وصف الطبيب للمريض وصفة بين ما يتعالج به. والاسم الوصفة أو مولدة) ووصفة الحكيم أي ما كتبه ويضعه من تعليمات وإرشادات (بقطر م. المحيط).
صفة: في (محيط المحيط): (الصفات
الذاتية هي ما يوصف به الله ولا يوصف بضده نحو القدرة والعزة والعظمة وغيرها والصفات الفعلية هي ما يجوز أن يوصف الله بضده كالرضى والرحمة والسخط والغضب ونحوها. والصفات الجمالية ما يتعلق باللطف والرحمة والصفات الجلالية ما يتعلق بالقهر والعزة والعظمة والسعة.) الصفات: التبديلات والتعبيرات المستمرة والعابرة للنفس أو الروح (دي ساسي) (المقدمة 12:61:3).
صفة: علامة (بقطر).
صفة: شكل، هيئة figure ( ابن العوام 6:459:2): وهذه صفة المجرد. وبعد ذلك قدَّم رسم هذه الآلة (ألف ليلة 2:40:1): فتعجب الملك من ذلك السمك ولا رأى في عمره صفته ولا شكله.
صفة: يظهر، خارج، ظاهر dehors, extérieur ( بوسويه، ابن الخطيب - 14 حول جنود من غرناطة): كل منهم بصفة تختص بسلاحه وشهرة يعرف بها. وفي (ألف ليلة 7:67:1): وكان من عادته يتنكر في صفة التجار. صفة: بشكل (وذلك حين تأتي الصفة متبوعة بالمضاف إليه) (ألف ليلة 6:51:1): ثم تلبسني ثوب شعر صفة اللباس على نصفي الفوقاني.
صفة: كيفية تركيب مكتوبة للأدوية لكي ترشد إلى طريقة تركيبها recette ( بقطر).
صفة: الأسلوب الواجب إتباعه للقيام ببعض العمليات والكلمة غالباً ما ترد في (ابن العوام، وعلى سبيل المثال (184:1 و396:2): صفة أخرى مختصرة لمَنْ أراد من الماورد -المترجم- يسيراً (رينو 237): صفة حل البارود (طريقة تذويب البارود) (الجريدة الآسيوية 1849، 668:2 رقم 2) بعد أن شرح كيفية تبييض النفط الأسود فهذه صفة عجيبة أن العبارة التي وردت عند (كاترمير في الجريدة الآسيوية 225:1:1850) التي حذف منها، سهواً منه، كلمة حل، غيَّر دون حق كلمة صفة وجعلها تصفية ولم يكتفِ بهذا بل (في المرجع نفسه، ص 261) جعل كلمة صنعة تحل محلها. ويبدو لي أنه لم يكن يعرف معنى هذه، أي معنى (صفة) على وجهها الاصطلاحي هنا. لذلك كان (رينو) على حق حين قرأها صفة التي تكررت في مخطوطتينا.
أي صفة: أيّ (فوك).
صفة: اسم (الكالا) وهذا خطأ فهو صفة.
وصف
} وَصَفَه {يَصِفُه} وَصْفاً، {وصِفَةً والهاءُ فِي هَذِه عِوَضٌ عَن الواوِ: نَعَتَه وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أنَّ} الوَصْفَ والنَّعْتَ مُترادِفانِ، وَقد أَكْثَرَ النّاسُ من الفُروق بَيْنَهما، وَلَا سِيَّما عُلماءُ الكلامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، وَفِي الِّلسانِ: {وَصَفَ الشيءَ لهُ وعليهِ: إِذا حَلاّه، وقِيلَ: الوَصْفُ: مَصْدَرٌ،} والصِّفَةُ: الحِلْيَةُ، وَقَالَ اللّيْثُ: الوَصْف: ُ وَصْفُكَ الشيءَ بحِلْيَتِه ونَعْته {فاتَّصَفَ أَي: صارَ} مَوْصُوفاً، أَو صارَ {مُتواصِفاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ قالَ طَرَفَةُ:
(إنِّي كَفانِيَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِه ... جارٌ كجارِ الحُذاقِىِّ الذّيِ} اتَّصَفَا)
أَي صارَ {مَوْصُوفاً بحُسْنِ الجِوارِ.
وَمن المَجازِ: وَصَفَ المُهْرُ وَصْفاً: إِذا تَوَجَّه لِشَيْءٍ من حُسْنِ السَّيَرةِ نقَلَه ابنُ عبّادٍ، وقالَ غيرُه: إِذا جادَ مَشْيُه، كأَنّه وَصَفَ المَشْيَ، وقالَ الشَّمّاخُ:
(إذَا مَا أَدْلَجَتْ} وَصَفتْ يَداهَا ... لهَا الإدْلاجَ لَيْلةَ لَا هُجُوعِ)
يُريدُ: أَجادَتْ السَّيْرَ، وقالَ الأصْمَعِيُّ: أَي: تَصِفُ لَهَا إدْلاجَ اللَّيْلةِ الَّتِي لَا تَهْجَعُ فِيها.
{والوَصّافُ: العارِفُ} بالوَصْفِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَمِنْه: وكانَ {وَصَّافاً لحِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: (و) } الوَصّافُ: لَقَبُ أَحَدِ سادَاتِهِمْ لُقِّبَ بذِلك لِحَديِثٍ لَهُ أَو اسْمُه مالِكُ بنُ عامِر بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ عِجْلٍ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّى الوَصّافَ لأَنَّ المُنْذِرَ الأَكبرَ ابنَ ماءِ السّماءِ قَتَلَ يومَ أُوارَهَ بَكْرَ بنَ وائِل قَتْلاً ذَريعاً، وكانَ يَذْبَحُهُم على جَبَلٍ، وآلَى أنَ لَا يَرْفَعَ عَنْهُم القَتْلَ حتّى يَبْلُغَ الدَّمُ الأَرْضَ، فقالَ لَهُ مالِكُ بنُ عامِرٍ: لَو قَتَلْتَ أَهْلَ الأَرْضِ هكذَا لم يَبْلُغْ دَمُهُم الأَرْضَ، وَلَكِن صُبَّ عليهِ مَاء، فإِنّه يبلغُُالأَرْضَ، فسُمِّي بذلِكَ الوَصّاف. وَمن وَلَدِه: عُبَيْدُ اللهِ بنُ الوَلِيدِ {- الوَصّافِيُّ المُحَدِثُ العِجْلِيُّ عَن عَطاءٍ وطَاوُس وعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَعنهُ عِيسَى ابنُ يُونُسَ، وابنُه سَعِيدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ عِمْرانَ بنِ أبِي لَيْلَى. (و) } الوَصِيفُ كأَمِيرٍ: الخادِمٌ والخادِمَةُ، أَي: غُلاماً كَانَ أَو جارِيَةً {كالوَصِيَفةِ قالَ ثَعْلَبٌ: ورُبَّما قاُلوا للجارِيَةِ:} وَصِيفَة ج: {وصائِفُ وجَمْعُ الوَصِيفِ:} وُصَفاءُ، وَمِنْه الحَدِيثُ أنَّه نَهَى عَن قَتْلِ العُسَفاءِ {والوُصَفاءِ. وَقد} وَصُفَ الغُلامُ ككَرُمَ: إِذا بَلَغَ حَدَّ الخِدْمَةِ، والاسْمُ {الإِيصافُ،} والوَصافَةُ أَمّا أَبُو عُبَيْدٍ فقالَ: {وَصِيفٌ بَيِّنُ} الوَصافَةِ، وأَمّا ثَعْلَبٌ فقالَ: بَيِّنُ {الإِيصافِ، وأَدْخلاهُ فِي المَصادِرِ الَّتِي لَا أَفْعالَ لَهَا، وَإِذا عَرَفْتَ ذلِكَ فَلَا عِبْرَةَ لما نَظَّرَه شَيْخُنا، نعَمْ إنَّ ابنَ الأَعْرابِي قد أَثْبَتَ فِعْلَه، وإيّاه تَبِعَ)
صاحبُ الخُلاصَةِ، فهما قَوْلانِ.} وتَواصَفُوا الشَّيْءَ: {وَصَفَة بَعْضُهُم لبَعْضٍ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَهُوَ من} الوَصْفِ. {واسْتَوْصَفَه أَي: المَرِيضُ الطَّبِيبَ: إِذا سَأَلَه أَنْ} يَصِفَ لَهُ مَا يَتَعالَجُ بِه كَمَا فِي الصِّحاحِ. قالَ:! والصِّفَةُ: كالعِلْمِ والجَهْل والسَّوادِ والبيَاضِ. وأَما النُّحاةُ فإنماّ يُريدُونَ بهَا النَّعْتَ، وَهُوَ أَي: النَّعْتُ: اسمُْالفاعِلِ أَو المفَعْوُل نَحْو: ضارِبٍ وَمْضُروبٍ أَو مَا يَرْجِعُ إليِهما من طَرِيِق المَعْنَى، كمِثْلٍ وشِبْهٍ وَمَا يَجْرِي مَجْرَى ذلِكَ، تَقولُ رَأَيْتُ أَخاكَ الظَّرِيفَ، فالأَخُ هُوَ {المَوْصُوفُ، والظَّرِيفُ هُوَ الصّفَةُ، فَلهَذَا قالُوا: لَا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ الشِيءُ إِلَى صِفَتِه، كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ إِلَى نَفْسِه لأَنَّ الصِّفَةَ هِيَ المَوْصُوفُ عندَهُم، أَلا تَرَى أنَّ الظَّرِيفَ هُوَ الأَخُ كَمَا فِي الصِّحاح والعُبابِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} اتَّصَفَ الشَّيْءُ: أَمْكَنَ وَصْفهُ، قالَ سُحَيْمٌ:
(وَمَا دُمْيَةٌ مِنْ دُمَى مَيسَنا ... نَ مُعْجِبِةٌ نَظَراً {واتِّصافَا)
وجَمْع الوَصْفِ:} الأَوْصافُ، وجمعُ {الصِّفَة:} الصِّفاتُ. وبَيْعُ {المُواصَفَةِ: أَنْ يَبِيعَ الشيءَ} بِصِفَتِه من غَيْرِ رُؤْيَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي حَدِيثِ الحَسَن: أَنّه كَرِه المُواصَفَةَ فِي البَيْعِ قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ أَنْ يَبِيعَ مَا لَيْسَ عندَه، ثُمّ يَبْتاعَه، فيَدْفَعَه إِلَى المُشْتَرِى، قِيلَ لَهُ ذلِكَ لأَنَّه باعَ {بالصِّفةِ من غير نَظَرٍ وَلَا حِيازَةِ مِلْكٍ. وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ:} أوْصَفَ الغُلامُ: تَمَّ قَدُّهُ، وَكَذَا {أوْصَفَت الجارِيَةُ، وَفِي الأَساسِ} أَوْصَفَ: بَلَغَ أوانَ الخِدْمَةِ. {والصِّفَةُ: الحالَةُ التّيِ عَلَيْها الشَّيْءُ من حِلْيَتِه ونَعْتِه. وأمّا} الوَصْفُ فقد يَكُونُ حَقّاً وباطِلاً، يُقَال: لِسانُه {يَصِفُ الَكذِبَ، وَمِنْه قَوْلُه تَعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا} تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ وَهُوَ مَجازٌ. {وتَواصَفُوا بالَكَرمِ، وشَيْءٌ} مَوْصُوفٌ {ومُتواصِفٌ،} ومُتَّصِفٌ. وَقد {اتَّصَفَ الرّجُلُ: صارَ مُمَدَّحاً.} وواصَفْتُه الشَّيْءَ {مُواصَفَةً.} وتوَصَّفْتُ {وَصِيفاً،} ووَصِيفَةً: اتَّخَذْتُه للخِدْمَة والتَّسَرِّى. وتَقولُ: وَجْهُها {يَصِفُ الحُسْنَ.} ووَصِيفَةٌ {مَوْصُوفَةٌ بالجَمالِ،} واصِفَةٌ للغَزالَةِ والغَزالِ، وَهُوَ مجازٌ. وَمِنْه أيْضاً: ناقَةٌ {تَصِفُ الإدْلاجَ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قالُوا:} وَصَفَت النَّاقَةُ {وُصُوفاً: إِذا أَجادت السَّيْرَ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ:} وَصّافُ بنُ هُودِ ابنِ زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ، من وَلَدِه طاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُزاحِمِ بنِ وَصّافٍ المُحَدِّثُ. وسِكَّةُ وَصّافٍ بنَسَفَ، مِنْهَا أَبُو العَبَّاسِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمّدٍ {- الوَصّافِيّ، عَن إبْراهِيمَ بنِ مَعْقِلٍ. وهُوَّةُ ابنُ وصَّافٍ، دَحْلٌ بالحَزْن لبَنِي} الوَصّاف. مَثَلٌ تسْتَعْمِلُه العَرَبُ لِمَنْ يَدْعُونَ عَلَيْهِ، ذَكَرَها رُؤْبَةُ فِي شعِرْهِ.)
وصف
وصَفَ يصِف، صِفْ، وَصْفًا وصِفَةً، فهو واصِف، والمفعول مَوْصوف
• وصَف الشَّيءَ/ وصَف فلانًا:
1 - نعَته بما فيه "وصَفه بالشَّجاعة- قال فيه كلامًا لا يُوصف".
2 - رسم صورتَه بدقّة "وصَف رفيقَهُ/ بلدَه" ° وصَف منظرًا: نقل صورة حِسِّيَّة وتحديدًا دقيقًا مُفَصَّلاً لما يراه.
• وصَف الخبرَ: حكاه بالتَّفصيل، صوّره، ذكَره "وصَف الحادثَ- {وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} "? جُرم موصوف: واقع في ظروف ثقيلة العقوبة على مرتكبه.
• وصَف الثَّوبُ الجسمَ: أظهر حاله وبَيَّن هيئتَه.
• وصَف الطَّبيبُ الدَّواءَ: عيَّنه باسمه ومقداره وكيفية التَّداوي به. 

اتَّصفَ/ اتَّصفَ بـ يتَّصف، اتِّصافًا، فهو مُتَّصِف، والمفعول مُتَّصَف به
• اتَّصف الشَّيءُ: أمكن وصفُهُ "أعراضٌ يتّصف بها المَرَض".
• اتَّصف فلانٌ بكذا: صار منعوتًا بصفة أو بصفات معيَّنة، تميَّز بها "اتَّصف بالكرم" ° اتَّصف بالصِّفات الحميدة: تحلَّى بها. 

استوصفَ يستوصف، استيصافًا، فهو مُسْتَوْصِف، والمفعول مُسْتَوْصَف
• استوصف الطَّبيبَ لدائِه: سَأَلَهُ أن يَصِف له ما يتعالج أو يتداوى به.
• استوصف فلانًا الشَّيءَ: سأله أن يصفه له. 

تواصفَ يتواصف، تواصُفًا، فهو مُتواصِف، والمفعول مُتواصَف
• تواصفوا الشَّيءَ: وصَفه بعضُهم لبعض "تواصف الشَّبابُ المنتجعَ الذي يقصدونه". 

واصفَ يواصف، مُواصفةً، فهو مُواصِف، والمفعول مُواصَف
• واصفه الشَّيءَ: باعَه إيَّاه بصفته بدون أن يراه، ومنه بيع المواصَفَة. 

وصَّفَ يوصِّف، توصيفًا، فهو مُوصِّف، والمفعول مُوصَّف
• وصَّف الوضعَ القائمَ: وصَفه بدقَّة شديدة، حدَّد جوانبَه ومعالمَه "قام البعض بتوصيف أزمة الشَّرق الأوسط توصيفًا كاملاً- تقوم بعض الأعمال على الجمع والتَّوصيف والتَّوظيف".
• وصّف الوظائفَ: حدّد طبيعة كلّ وظيفة وواجباتها والشروط الواجب توافرها فيمن يشغلها. 

صِفات [جمع]: مف صِفة: مُؤَهِّلات؛ مجموعة المعارف والقدرات والمهارات والصفات العامة والشهادات الدراسيَّة والتدريبات التي حصل عليها الفرد "صفات للاشتراك في مباراة". 

صِفاتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى صِفات.
2 - (سف) فرقة تُنكر أن لله صفات ولا تُقرّ إلاّ بذات الألوهيّة الواحد. 

صِفَة [مفرد]:
1 - مصدر وصَفَ.
2 - حالة يكون عليها الإنسانُ أو الشَّيء كالجمال أو السَّواد أو العِلْم أو الجهل.
3 - علامة يُعرف بها الموصوف "له صفة الكرم".
4 - حالة اجتماعيّة أو قانونيّة تجعل المرءَ يتدخّل في أمر أو قضيَّة أو نحوهما "أشرف على الاجتماع بصفته مديرًا- حضر بصفة رسميَّة- دافع عنه بصفته صديقًا له" ° بصفة استشاريَّة- بصفة خاصّة: لا سيَّما- بصفته صديق: على اعتباره.
5 - (نح) نعت؛ تابع يكمل متبوعه، أو سببيّ المتبوع.
• الصِّفة المُشبَّهة باسم الفاعل: (نح) وصف مشتقّ من
 المصدر أو الفعل اللاَّزم، اتّصفت به ذات اتِّصافًا ثابتًا في الماضي والحاضر، وهي من الثُّلاثي سماعيَّة، مثل: حَسَن، كريم، وإذا دلّت على لون أو عَيْب أو حِلْية فهي على وزن أفعل، ومن غير الثُّلاثي على وزن اسم الفاعل من الفعل اللاَّزم الزَّائد على ثلاثة أحرف، مثل: مُسْتقرّ.
• الصِّفة الغالبة: (حي) صفة تسود الصِّفة المضادَّة لها كالأسود يسود الأبيض. 

مُسْتَوصَف [مفرد]: ج مُسْتَوصفات:
1 - اسم مفعول من استوصفَ.
2 - (طب) مستشفى عمومي صغير يُقتصر فيه على الخدمات الطِّبّيَّة البسيطة.
3 - مكان للاستشارات الطِّبّيَّة.
4 - مُسْتَشْفى خاصّ صغير. 

مُواصَفة [مفرد]: ج مواصفات:
1 - مصدر واصفَ.
2 - صفة الشَّيء المطلوب عمله أو شراؤه "أعطى الطَّبيب مواصفة العلاج للمريض- مواصفات بناء هذه العمارة على أعلى مستوى- مواصفات مُنْتج صناعيّ" ° المواصفات القياسيّة: المعايير المُثْلى والمعتمدة عالميًّا.
• بيع المواصفة: (جر) أن يبيع التّاجرُ الشَّيءَ بصفته وليس عنده، ثمّ يحصِّله ويدفعه للمشتري. 

وَصّاف [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من وصَفَ.
2 - عارِف بالوصف. 

وَصْف [مفرد]: ج أوصاف (لغير المصدر):
1 - مصدر وصَفَ ° شيء يفوق الوصف/ شيء يجلّ عن الوصف/ شيء فوق الوصف: غير عادي، تعجز الكلمات عن وصفه، عظيم جدًّا.
2 - صفات الإنسان الشَّخصيَّة "أخذ الشُّرطيُّ أوصاف المتَّهم" ° أوصاف شخص: بيان اسمه وصورته وسوى ذلك ليمكن التّعرّف إليه.
3 - (دب) بابٌ من أبواب الأدب يقوم على تمثيل الطَّبيعة وما فيها والإنسان وعواطفه وتصرُّفاته "أجاد أبو تمام وَصْف الطَّبيعة" ° أطنب في الوصف: بالغ وغالى فيه.
4 - (قن) تَعْيين وضع الجريمة في نطاق الوقائع وموجبات القانون.
5 - (نح) أحد المشتقّات كاسم الفاعل واسم المفعول والصِّفة المشبهة واسم التفضيل. 

وَصْفَة [مفرد]: ج وَصَفات ووَصْفات:
1 - اسم مرَّة من وصَفَ.
2 - ورقة طبيب يُكتب فيها اسم الدَّواء وكيفيّة استعماله ومقداره للمريض "وَصْفة طبّيَّة".
3 - مجموعة الإرشادات اللاّزمة لتحضير مركّب ما، تشمل الموادّ وكميّاتها وكيفيّة معالجتها للحصول على المركّب المطلوب. 

وَصْفيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَصْف.
2 - خاصّ بالتّعريف عن مرض ما.
• علم اللُّغويات الوصفيّ: (لغ) دراسة لغة أو لغات في مرحلة تطوّر محدّدة مع التأكيد على البناء النَّحويّ التّام بدلاً من التَّطور التَّاريخيّ أو المقارنة مع لغات أخرى. 

وَصْفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَصْف: "دراسة وصفيّة".
2 - مصدر صناعيّ من وَصْف.
3 - (سف) مذهب فلسفيّ يدعو إلى إقامة المعرفة على الوقائع والتّجربة العلميَّة لا على جوهر الأشياء. 

وَصيف [مفرد]: ج وُصَفاءُ، مؤ وصيفة، ج مؤ وصيفات ووصائِفُ: خادم، ذكرًا كان أم أنثى، مقرَّب لدى سادته "وصيف الأميرِ: تابع له". 

وَصيفة [مفرد]: ج وصيفات ووصائِفُ:
1 - مؤنَّث وصيف.
2 - خادمة، ترافق سيِّدة وتتقيَّد برفقتها وتجالسها وتؤانسها.
3 - رفيقة الشَّرف "ظهرت ملكة الجمال بين وصائفها" ° وصيفة شرف: وصيفة شريفة عزباء تقوم بخدمة ملكة أو أميرة. 
و ص ف : وَصَفْتُهُ وَصْفًا مِنْ بَابِ وَعَدَ نَعَتُّهُ بِمَا فِيهِ وَيُقَالُ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ وَصَفَ الثَّوْبُ الْجِسْمَ إذَا أَظْهَرَ وَبَيَّنَ هَيْئَتَهُ وَيُقَالُ الصِّفَةُ إنَّمَا هِيَ بِالْحَالِ الْمُنْتَقِلَةِ وَالنَّعْتُ بِمَا كَانَ فِي خَلْقٍ أَوْ خُلُقً وَالصِّفَةُ مِنْ الْوَصْفِ مِثْلُ الْعِدَةِ مِنْ الْوَعْدِ وَالْجَمْعُ صِفَاتٌ.

وَالْوَصِيفُ الْغُلَامُ دُونَ الْمُرَاهِقِ.

وَالْوَصِيفَةُ الْجَارِيَةُ كَذَلِكَ وَالْجَمْعُ وُصَفَاءُ وَوَصَائِفُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكُرَمَاءَ وَكَرِيمَةٍ وَكَرَائِمَ. 

وصف

1 وَصُفَ He attained to the proper age for service. (K.) See an ex. in the K, voce مُخَلَّدُونَ.4 أَوْصَفَ and ↓ اِسْتَوْصَفَ He (a boy) became of full stature, and fit for service. (Mgh.) 8 اِتَّصَفَ بِالعِلْمِ [He was, or became, characterized, or he characterized himself, by knowledge, or science]. (Msb in art. أَهْلٌ.) 10 إِسْتَوْصَفَ see 4.

صِفَةٌ A quality; an attribute; a property; or a description, as meaning the aggregate of the qualities or attributes or properties of a thing; or the state, condition, or case, of a thing. So explained voce صِنْفٌ, and voce صُورَةٌ. See its syn. حَالٌ. b2: صِفَةٌ in grammar, The same as نَعْتٌ, An epithet. (K.) b3: A word denoting an attribute (مَعْنًى) and a substance (ذَات). Under this term are comprised the اسم فاعل, the اسم مفعول, the صفة مشبّهة, and the افعل التفضيل. (I'Ak, sect. الصفة المشبّهة باسم الفاعل.) b4: صِقَةٌ مُشَبَّهَةٌ [A simple epithet]; an epithet resembling an اسم فاعل. b5: صِفَةٌ غَالِبَةٌ An epithet in which the substantive character predominates. b6: صِفَةٌ, as a general term for an attributive word, is also applied by Lth and other old writers to An adverbial n. of place or time, and to a preposition. It is so applied in the L and TA, art. عنل, &c. It was applied to the former by Fr, (T, voce ظَرْفٌ,) and to the latter also. (L, TA, ubi supra.) بَيْعُ المُوَاصَفَةِ

: see 3 in art. روض.

ظهر

ظهر

1 ظَهَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. ظُهُورٌ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) [It was, or became, outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence,] it appeared; became apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; (S, Mgh, Msb, K, TA;) after having been concealed, or latent: (Msb, TA:) and ↓ تظاهر signifies the same. (Har p. 85.) Hence the phrase ظَهَرَ لِى رَأْىٌ (assumed tropical:) [An idea, or opinion, occurred to me], said when one knows what he did not know before. (Msb.) [And هٰذَا مَا يَظْهَرُ لِى (assumed tropical:) This is what appears to me to be the case, or to be the right way or course; or this is my opinion.] ظَهَرَ الحَمْلُ, inf. n. as above, means Pregnancy became apparent, or manifest: it is said that this is not the case in less than three months. (Msb.) and it is said in a trad. of 'Áïsheh, كَانَ يُصَلِّى العَصْرَ فِى حُجْرَتِى قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ i. e. [He used to perform the prayer of the afternoon in my chamber] before it (meaning the sun) became high and apparent: (TA:) or وَالشَّمْسُ فِى حُجْرَتِى لَمْ تَظْهَرْ بَعْدُ i. e. [when the sun was in my chamber,] it not having risen high so as to be on the flat roof [thereof]: referring to the Prophet. (O. [But العَصْرَ must be a mistranscription for الفَجْرَ, i. e. the prayer of the dawn.]) The saying in the Kur [xxiv. 31], وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [which is app. best rendered And that they discover not their ornature except what is external thereof] has been expl. in seven different ways, most correctly as meaning the clothes: (O, TA:) accord. to 'Áïsheh, it means the bracelet (القُلْب) and the ring (الفَتَخَة): and accord. to I'Ab, the hand and the signet-ring and the face. (TA.) b2: Also He went forth, or out, (Mgh, TA,) to the outside of a place. (O, TA.) b3: And He (a bird) migrated, or went down, from one country or region to another: used in this sense by AHn in relation to the vulture, migrating to Nejd. (L.) b4: ظَهَرَ عَنْهُ, said of a vice, or fault, (O, TA,) or a disgrace, (JK, A, O,) (tropical:) It did not cleave to him; (A, O, TA;) it was remote from him; (TA;) it quitted him, or departed from him. (JK.) b5: ظَهَرْتُ بِهِ, (O, TA,) inf. n. ظَهْرٌ, (K,) (assumed tropical:) I gloried, or boasted, by reason of it. (O, K * TA.) [Respecting a meaning assigned to ظَهَرَ بِفُلَانٍ in the K, see 4.] b6: أَكَلَ الرَّجُلُ أُكْلَةً

ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً means (assumed tropical:) [The man ate some food] in consequence of which] he became fat. (TA.) A2: ظَهَرَهُ He mounted it; went, or got, upon it, or upon the top of it; (S, A, * Mgh, O, Msb, K;) as also ظَهَرَ عَلَيْهِ; (O;) namely, a house, (S,) or a house-top, (A, Mgh, O,) and a mountain, (A,) and a wall; (O, Msb;) properly, he became upon its back: (Mgh:) and [in like manner] one says, فُلَانٌ نَجْدًا ↓ ظَهَّرَ, inf. n. تَظْهِيرٌ, Such a one mounted, or went up, upon the high region (ظَهْر) of Nejd. (O.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) ظَهَرَ عَلَيْهِ (S, Mgh, O, Msb, K) and بِهِ, (K,) inf. n. ظُهُورٌ (Bd in xxiv. 31) and ظَهْرٌ also, (Ham p. 301,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, or mastered, him; gained the mastery or victory, or prevailed, over him; (S, Mgh, O, Msb, K;) namely, his enemy; (Msb;) and in like manner, [he conquered, won, achieved, or attained, it, i. e.] a thing. (O, TA.) [The saying فُلَانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ is expl. in the L and TA by the words اى لا يَسْلَم, and said to be tropical: but Ibr D thinks that the correct reading is لا يُسَلِّمُ, from التَّسْلِيمُ; and that it is said of one who will not give up, or resign, what is in his hand; so that the meaning is, (tropical:) Such a one is a person whom no one will overcome in respect of that which he holds in his possession.] b3: And [hence also] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Msb, TA,) inf. n. ظُهُورٌ, (TA,) He knew, became acquainted with, or got knowledge of, him, or it. (Msb, TA.) So in the Kur xxiv. 31, وَالطِّفْلُ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ [And the young children] who have not attained knowledge of the عورات, (Bd, Jel,) meaning [pudenda, or] parts between the navel and the knee, (Jel,) of women, by reason of their want of discrimination: (Bd:) or (tropical:) who have not attained to the generative faculty; (O, Bd, * TA;) from الظُّهُورُ in the sense of الغَلَبَةُ. (Bd.) So too in the Kur [xviii. 19], إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ If they get knowledge of you. (O, TA.) b4: And [hence] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Fr, A, O, TA,) and ↓ استظهرهُ, (S, A, O, K,) (tropical:) He knew it, or learned it, by heart; namely, the Kur-án; (A, O, TA;) and he recited it by heart: (A, * TA; and so in the S and O in explanation of the latter:) or [simply] he recited it by heart; namely, the Kur-án; as also ↓ اظهرهُ: (O, K, TA:) in the copies of the K we find أَظْهَرْتُ عَلَى القُرْآنِ and أَظْهَرْتُهُ; but the former is a mistake for ظَهَرْتُ, aor. ـَ (TA.) A3: For another signification of ظَهَرَ عَلَيْهِ, see 3.

A4: ظَهَرَ بِحَاجَتِى, (S, A, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. ظَهْرٌ; (TK;) and ↓ ظهّرها, (K, TA,) in some copies of the K ظَهَرَهَا; (TA;) and ↓ اظهرها, (K,) inf. n. إِظْهَارٌ; (TA;) and ↓ اِظَّهَرَهَا, (K,) of the measure اِفْتَعَلَ; (TA;) (tropical:) He held the object of my want in little, or light, estimation, or in contempt; (S, A;) [lit.] he put it behind [his] back; (S, K;) as though he put it away, [out of his sight,] and paid no regard to it. (S, TA.) One says also, يَظْهَرُونَ بِهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُونَ

إِلَى أَرْحَامِهِمْ [They hold them in contempt, and do not pay any regard to their ties of relationship]. (S.) b2: See also 10, in three places.

A5: ظَهَرَهُ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. ظَهْرٌ, (K,) He struck, or smote, (TA,) or hit, or hurt, (O, K,) his back. (O, K, TA.) A6: ظَهِرَ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ظَهَرٌ, (O, K,) He (a man, S, O) had a complaint of his back. (S, O, K.) A7: ظَهُرَ, (JK, O, L,) or ظَهَرَ, (K, [but this is app. a mistranscription,]) inf. n. ظَهَارَةٌ, (S, O, L, K,) said of a camel, (JK, S, O,) He was, or became, strong (JK, S, O, L, K) in the back. (L, K.) 2 ظَهَّرَ see 1, near the middle: b2: and again, in the last quarter: b3: and see also 3. b4: ظهّر الثَّوْبَ [and ↓ اظهرهُ, contr. of بطّنهُ and ابطنهُ,] He faced the garment, or piece of cloth; put a facing, or an outer covering, (ظِهَارَة,) to it. (TA.) A2: See also 4, last sentence.3 ظاهرهُ, (A,) inf. n. مُظَاهَرَةٌ, (S, O, Msb,) He aided, or assisted, him; (S, A, O, Msb;) as also عَلَيْهِ ↓ ظَهَرَ. (Th, K.) And ظاهر عَلَيْهِ He aided, or assisted, against him. (TA.) b2: ظاهر بِهِ: see 10. b3: ظاهر بَيْنَهُمَا, (K,) i. e. (TA) بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (S, A, Mgh, TA,) and دِرْعَيْنِ, (A, Mgh, TA,) and نَعْلَيْنِ, (TA,) i. q. طَارَقَ بَيْنَهُمَا, (S, TA,) or طَابَقَ, (A, K, TA,) i. e. (TA) He put them on, or attired himself with them, [namely, two garments, and two coats of mail, and two sandals or soles, or rather, when relating to two soles, he sewed them together,] one over, or outside, the other: (Mgh, TA:) app. from تَظَاهُرٌ in the sense of “ mutual aiding or assisting. ” (IAth.) The phrase ظاهر بِدِرْعَيْنِ requires consideration; and the ب in it should be regarded as meant to denote conjunction; not as a part of the necessary complement of the verb. (Mgh.) ظاهر الدِّرْعَ is said to signify لَأَمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ [app. meaning He folded over and fastened one part of the coat of mail upon another]. (TA.) And ظاهر عَلَيْهِ جِلَالًا means He threw upon him (i. e. a horse) housings or coverings [one over another]. (TA in art. حنذ.) A2: ظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ, (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. ظِهَارٌ (S, Mgh, Msb, K) and مُظَاهَرَةٌ; (JK, TA;) and مِنْهَا ↓ تظاهر, (A, Mgh, O, TA,) and ↓ اِظَّاهَرَ; (Mgh;) and منها ↓ تظهّر, (S, Msb, K,) and ↓ اِظَّهَّرَ; (O, TA;) and منها ↓ ظهّر, (S, O, K,) inf. n. تَظْهِيرٌ; (S;) signify the same; (O;) He said to his wife أَنْتِ عَلَىَّ كَظَهْرِ أُمِّى

[Thou art to me like the back of my mother]; (S, Mgh, Msb, K;) [as though he said رُكُوبُكِ حَرَامٌ عَلَىَّ;] meaning رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَىَّ كَرُكُوبِ أُمِّى لِلنِّكَاحِ; the back being specified in preference to the بَطْن or فَخِذ or فَرْج because the woman is likened to a beast that is ridden, and the act of نِكَاح to that of رُكُوب: the phrase being a form of divorce used by the Arabs in the Time of Ignorance. (Msb, * TA.) In the Kur lviii. 2 [and 4], some read ↓ يَظَّهَّرُونَ; some

↓ يَظَّاهَرُونَ; and 'Ásim read يُظَاهِرُونَ. (Bd.) The verb is made trans. by means of مِن because the man who uttered this sentence estranged himself from his wife. (IAth.) 4 اظهرهُ He made it apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; he showed, exhibited, manifested, displayed, discovered, revealed, or evinced, it; or put it forth: (S, O, K:) [it is also used in relation to a saying, and an action, and the like, as meaning it showed, &c., as above, or it bespoke, it:] and Mtr relates his having heard from one worthy of reliance of the people of Baghdád, that they say ↓ تظاهرتُ بِهِ in the place of أَظْهَرْتُهُ, and scarcely ever employ اظهر in its usual sense. (Har p. 85.) [Hence, اظهر التَّضْعِيفَ He made the doubling of a letter distinct; as in لَحِحَتْ; which, accord. to a general rule, should be لَحَّتْ: opposed to أَدْغَمَ. And اظهر لَهُ كَذَا He showed, &c., to him such a thing: and he made a show of, professed, pretended, or feigned, to him such a thing: as, for instance, love.] b2: أَظْهَرْتُ بِفُلَانٍ means أَعْلَيْتُ بِهِ [a phrase which I have not found except in this instance, app. I elevated, or exalted, such a one: like أَعْلَيْتُهُ, which has this meaning]: (S, IKtt, L, TA:) or أَعْلَنْتُ بِهِ [app. meaning I made such a one to be, or become, publicly known]: (So in the O:) [but the former explanation seems to be regarded by SM as the right; for he remarks that,] accord. to all the copies of the K, the explanation is أَعْلَنَ بِهِ, and refers to ظَهَرَ بِفُلَانٍ

[instead of أَظْهَرَ]; so that what its author says in this case differs in two points of view from what is found in the “ Kitáb el-Abniyeh ” of IKtt, in which the ى in أَعْلَيْتُ has been marked as correct, and in the L [as well as in the S]. (TA.) A2: اظهرهُ اللّٰهُ عَلَى عَدُوِّهِ means God made him to overcome, conquer, subdue, overpower, master, gain the victory over, or prevail over, his enemy. (S, A, O, TA.) b2: And [hence] اظهرهُ عَلَيْهِ He (God) made him to know it, or become acquainted with it: you say, أَظْهَرَنِى اللّٰهُ عَلَى مَا سُرِقَ مِنِّى God made me to know [or discover] what had been stolen from me. (TA.) A3: See also 1, last quarter, in two places.

A4: And see 2.

A5: اظهر signifies also He entered upon the time called the ظَهِيرَة: (A, Msb, K:) or the time called the ظُهْر. (Msb.) And He went, or journeyed, in the time called the ظَهِيرَة; as also ↓ ظهّر, (K,) inf. n. تَظْهِيرٌ: (TA:) or the time called the ظُهْر. (S, O.) 5 تظهّر and اِظَّهَّرَ: see 3, latter half, in three places.6 تَظَاْهَرَ see 1, first sentence: b2: and see also 4, first sentence. b3: تظاهروا They aided, or assisted, one another. (S, O, * K.) And تظاهروا عَلَى فُلَانٍ

They leagued together, and aided one another, against such a one. (Ibn-Buzurj, TA in art. ضفر.) b4: Also They regarded, or treated, one another with enmity, or hostility; or severed themselves, one from another: (S, Msb, K:) as though they turned their backs, one upon another: (S:) or, because they who do so turn their backs, one upon another. (Msb.) Thus the verb has two contr. meanings. (K.) b5: تظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ and اِظَّاهَرَ: see 3, latter half, in three places.8 اِظَّهَرَ: see 1, last quarter.10 استظهر بِهِ He sought aid, or assistance, in, or by means of, him, or it, (S, O, Msb, K, TA,) عَلَيْهِ [against him, or it]; as also استظهرهُ. (TA.) [In the CK, after the explanation of استظهر به, is an omission, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ.] One says, استظهر بِالْغِنَى عَلَى النَّوَائِبِ [He sought aid in wealth against calamities, or afflictions]. (Msb.) And بِهِ ↓ ظاهر signifies the same as استظهر [in this sense or in another of the senses expl. in what follows]. (TA.) b2: and استظهرتُ بِالشَّىْءِ, and بِهِ ↓ ظَهَرْتُ, and ↓ ظَهَرْتُهُ, I put the thing behind my back for protection, or security. (Har p. 265.) b3: And استظهر He prepared for himself a camel, or two camels, or more, for future need: (T:) and استظهرهُ, and بِهِ ↓ ظَهَرَ, He prepared him, namely, a camel, for future need: (K:) and استظهر بِبَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ He prepared for himself two camels for future need. (T. [See ظِهْرِىٌّ.]) b4: Hence, (T,) استظهر signifies also He used precaution (T, Msb) with respect to anything: (T:) he secured himself, (اِسْتَوْثَقَ,) by using precaution; as, for instance, a woman does by remaining three days, before she performs the ablution termed غُسْل, and prays, after the usual period of the menses. (T, L.) One says, يُسْتَحَبُّ الاِسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ

وَثَالِثَةٍ The using precaution by a second and a third washing, to make sure of being pure, is approved. (Er-Ráfi'ee, Msb.) And استظهرتُ فِى طَلَبِ الشَّىْءِ I adopted the most fit, or proper, way, and used precaution, in seeking to attain the thing. (Msb.) b5: See also 1, in the middle of the latter half.

ظَهْرٌ The back; contr. of بَطْنٌ: (S, A, O, Msb, K:) in a man, from the hinder part of the كَاهِل [or base of the neck] to the nearest part of the buttocks, where it terminates: (TA:) in a camel, the part containing six vertebræ on the right and left of which are [two portions of flesh and sinew called the] مَتْنَانِ: (AHeyth, T, O:) of the masc. gender: (Lh, A, K:) pl. [of pauc.] أَظْهُرٌ, and [of mult.] ظُهُورٌ and ظُهْرَانٌ. (Msb, K.) b2: رَجُلٌ خَفِيفُ الظَّهْرِ (tropical:) A man having a small household to maintain: and ثَقِيلُ الظَّهْرِ (tropical:) having a large household to maintain. (K, * TA.) b3: أَنْت عَلَىَّ كَظَهْرِ

أُمِّى Thou art to me like the back of my mother: said by a man to his wife. (S, Mgh, Msb, K.) [This has been expl. above: see 3.] b4: عَدَا فِى

ظَهْرِهِ (tropical:) He stole what was behind him: (A:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. means (tropical:) A thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O, K.) b5: أَقْرَانُ الظَّهْرِ (S, O, K) and الظُّهُورِ (O, TA) Adversaries who come to one from behind his back, in war, or fight. (S, O, K, * TA.) In the copies of the K, يُحِبُّونَكَ is erroneously put for يَجِيؤُونَكَ. (TA.) You say also, فُلَانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ Such a one is an adversary who comes to one from behind, unknown. (IAar, As.) b6: قَتَلَهُ ظَهْرًا He slew him unexpectedly; he assassinated him; syn. غِيلَةٌ. (IAar, TA.) b7: جَعَلَنِى بِظَهْرٍ (tropical:) He cast me off. (TA.) And جَعَلتُ حَاجَتَهُ بِظَهْرٍ (tropical:) I cast his want behind my back: (AO, K:) and ↓ جَعَلَهَا ظِهْرِيَّةً signifies the same: (S:) and ↓ اِتَّخَذَهَا ظِهْرِيًّا, (K,) and ↓ ظِهْرِيَّةً: (TA:) or the former of the last two phrases signifies he held it in contempt; as though ظهريّا were an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (TA:) or ↓ اِتَّخَذَهُ ظِهْرِيًّا signifies he neglected, or forgot, (S, O, * Msb,) him, as in the Kur xi. 94, (S, O,) or it, namely, what was said. (Msb.) And لَا تَجْعَلْ حَاجَتِى

بِظَهْرٍ (tropical:) Forget not thou, or neglect not, my want: (S:) and ↓ جَعَلَهُ ظِهْرِيًّا signifies he forgot it; as well as جعله بِظَهْرٍ. (A.) And جَعَلْتُ هٰذَا الأَمْرَ بِظَهْرٍ, and رَمَيْتُهُ بِظَهْرٍ, (tropical:) I cared not for this thing. (Th, O.) b8: فُلَانٌ مِنْ وَلَدِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) Such a one is of those who do not belong to us: or of those to whom no regard is paid: (TA:) or of those who are held in contempt, and to whose ties of relationship no regard is paid. (S, TA.) b9: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ ظَهْرًا (tropical:) [He is his cousin on the father's side,] distantly related: contr. of دِنْيًا [and لَحًّا]. (As, A, O, TA.) b10: رَجَعَ عَلَى ظَهْرِهِ [He receded, retired, or retreated]. (K in art. ثبجر.) b11: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ, and ↓ بين ظَهْرَانَيْهِمْ, (S, A, O, Msb, K, *) in which latter the ا and ن are said by some to be added for corroboration, (Msb,) and for which one should not say ظَهْرَانِيهِمْ, (IF, S, O, Msb, K,) and بين أَظْهُرِهِمْ, (Msb, K,) (tropical:) He is making his abode in the midst of them; in the main body of them: (K, TA:) originally meaning he is making his abode among them for the purpose of seeking aid of them and staying himself upon them: as though it meant that the back of one of them was before him, and that of another behind him, so that he was defended in either direction: afterwards, by reason of frequency of usage, it came to be employed to signify abiding among a people absolutely. (IAth, Msb.) You say also هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ, and ↓ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ, meaning It (anything) is in the midst, or main part, of it, namely, another thing. (TA.) b12: لَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ, and ↓ بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ, (S, O, Msb, K,) (tropical:) I met him during the day, (Msb,) or during the two days, (S, O, K,) or during the three days, (K,) or the days: (S, O, Msb:) from the next preceding phrase. (TA.) And أَتَيْتُهُ مَرَّةً بَيْنَ الظَّهَرْينِ (tropical:) I came to him one day: or, accord. to Aboo-Fak'as, on a day between two years. (Fr.) And اللَّيْلِ ↓ رَأَيْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) I saw him between nightfall and daybreak. (TA.) and النَّهَارِ ↓ جِئْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) [I came to him between the beginning and end of the day]. (A.) b13: تَقَلَّبَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) It turned over and over, or upside down, (lit. back for belly,) as a serpent does upon ground heated by the sun. (S and TA in art. قلب.) [Hence,] قَلَبْتُ الأَرْضَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (tropical:) [I turned the earth over, upside-down]. (A.) And [hence,] قَلَّبَ أَمْرَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ, (O, * TA,) and ظَهْرَهُ لِبَطْنٍ, and ظَهْرَهُ لِبَطْنِهِ, and ظَهْرَهُ لِلْبَطْنِ, which last form is preferred by El-Farezdak to the second, because [as in the third form] the second of the two words is determinate like the first word, (tropical:) He meditated, or managed, the affair with forecast, and well. (O, * TA.) b14: The Arabs used to say, هٰذَا ظَهْرُ السَّمَآءِ and هذا بَطْنُ السَّمَآءِ, both meaning (tropical:) This is the apparent, visible, part of the sky. (Fr, Az.) And the like is said of the side of a wall, which is its بَطْن to a person on the same side, and its ظَهْر to one on the other side. (Az.) b15: مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ, [part of] a saying of Mohammad, [of which see the rest voce مُطَّلَعٌ,] means (assumed tropical:) Not a verse of the Kur-án has come down but it has a verbal expression and an interpretation: (K, * TA:) or a verbal expression and a meaning: or that which has an apparent and a known [or an exoteric] interpretation and that which has an intrinsic [or esoteric] interpretation: (TA:) or narration (K, TA) and admonition: (TA:) or [it is to be read and to be understood and taught; for] by the ظهر is meant the reading; and by the بطن, the understanding and teaching. (TA.) [See also بَطْنٌ.] b16: ظَهْرٌ signifies also (tropical:) Camels on which people ride, and which carry goods; (S, * A, * O, K, * TA;) camels that carry burdens upon their backs in journeying: (TA:) [or] a beast: or a camel for riding: (Mgh:) pl. ظُهْرَانٌ. (TA.) It is said in a trad. of 'Arfajeh, فَتَنَاوَلَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْرِ And he reached, or took in his hand, the sword from the camels for carrying burdens and for riding: and in another, أَتَأْذَنُ لَنَا فِى نَحْرِ ظَهْرِنَا Dost thou permit us to slaughter our camels which we ride? (TA.) And one says also, هُوَ عَلَى ظَهْرٍ (tropical:) He is determined upon travel: (K:) as though he had already mounted a beast for that purpose. (TA.) b17: [Hence, app.,] (assumed tropical:) Property consisting of camels and sheep or goats: (TA:) or much property. (K, TA.) b18: (assumed tropical:) The short side [or lateral half] of a feather: (S, O, K:) pl. ظُهْرَانٌ: (S, M, K, TA, &c.:) opposed to بَطْنٌ, sing. of بُطْنَانٌ, (TA,) which latter signifies the “ long sides: ” (S, TA:) and ↓ ظُهَارٌ signifies the same as ظَهْرٌ, (K,) or the same as ظُهْرَانٌ, being an irregular pl.; and this is meant by the saying الظُّهَارُ بِالضَّمِ الجَمَاعَةُ, mentioned in a later place in the K [in such a manner as to have led to the supposition that ظُهَارٌ is also syn. with جَمَاعَةٌ]: (TA:) AO says that among the feathers of arrows are the ظُهَار, which are those that are put [upon an arrow] of the ظَهْر [or outer side] of the عَسِيب [app. here meaning the shaft] of the feather; (S, TA;) i. e., the shorter side, which is the best kind of feather; as also ظُهْرَان: sing. ظَهْرٌ: (TA:) ISd says that the ظُهْرَان are those parts of the feathers of the wing that are exposed to the sun and rain: (TA:) Lth says that the ظُهَار are those parts of the feathers of the wing that are apparent. (O, TA.) One says, رِشْ سَهْمَكَ بِظُهْرَانٍ وَلَا تَرِشْهُ بِبُطْنَانٍ

[Feather thine arrow with short sides of feathers, and feather it not with long sides of feathers]. (S, TA.) [De Sacy supposes that ظُهُورٌ and بُطُونٌ are also pls. of ظَهْرٌ and بَطْنٌ thus used: (see his “ Chrest. Arabe,” sec. ed., tome ii., p.

374:) but his reasons do not appear to me to be conclusive.] ↓ ظُهَارٌ and ظُهْرَانٌ are also used as epithets: you say, رِيشٌ ظُهَارٌ and رِيشٌ ظُهْرَانٌ. (TA.) b19: [ظَهْرُ الكَفِّ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The back of the hand. And in like manner, ظَهْرُ القَدَمِ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The upper, or convex, side, or back, of the human foot, corresponding to the back of the hand, including the instep: opposed to بَطْن and بَاطِن. And ظَهْرُ اللِّسَانِ means (assumed tropical:) The upper surface of the tongue.] b20: And ظَهْرٌ also signifies (tropical:) A way by land. (S, M, O, Msb, K.) This expression is used when there is a way by land and a way by sea. (M.) You say, سَارُوا فِى طَرِيقِ الظَّهْرِ (tropical:) They journeyed by land. (A.) b21: And (assumed tropical:) An elevated tract of land or ground; as also ↓ ظَاهِرةٌ: (A:) or rugged and elevated land or ground; (JK, K;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) opposed to بَطْنٌ, which signifies “ soft and plain and fine and low land or ground: ” (TA:) and ↓ ظَوَاهِرُ [pl. of. ظَاهِرَةٌ] signifies (assumed tropical:) elevated tracts of land or ground: (S, K:) you say, هَاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ, meaning, (assumed tropical:) the herbs, or leguminous plants, of the elevated tracts of land, or ground, dried up: (As, S, L:) and ↓ ظَاهِرٌ signifies (assumed tropical:) the higher, or highest, part of a mountain; (ISh, L, TA;) whether its exterior be plain or not: (TA:) and ↓ ظَاهِرَةٌ, the same, of anything: (L:) when you have ascended upon the ظَهْر of a mountain, you are upon its ظَاهِرَة. (TA.) b22: سَالَ وَادِيهِمْ ظَهْرًا means (assumed tropical:) Their valley flowed with the rain of their own land: opposed to دُرْءًا, meaning, “from other rain: ” (IAar, O, K: *) or the former signifies their valley flowed with its own rain: and the latter, “with other than its own rain: ” (TA:) and some say ↓ ظُهْرًا, which Az thinks the better form. (O, TA.) b23: [Hence, probably,] أَصَبْتُ مِنْهُ مَطَرَ ظَهْرٍ (assumed tropical:) I obtained from him, or it, much good. (Sgh, O, K.) b24: And another signification of ظَهْرٌ is What is absent, or hidden, or concealed, from one. (O, K.) b25: It is sometimes prefixed to another noun to give plainness and force to the expression; as in ظَهْرُ الغَيْبِ and ظَهْرُ القَلْبِ, meaning نَفْسُ الغَيْبِ and نَفْسُ القَلْبِ: (Msb:) or it is redundant in these instances. (Mgh.) Lebeed says, describing a [wild] cow going about after a beast of prey that had eaten her young one, وَتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سَقَامُهَا [And she heard the sound of man, and it frightened her, from a place that concealed what was in it; for man is her malady; i. e., a cause of pain and trouble and death to her]: (TA:) meaning, she heard the sound of the hunters, &c. (TA in art. غيب.) And you say, تَنَاوَلَهُ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِمَا يَسُوؤُهُ He carped at him behind the back, or in absence, by saying what would grieve him. (TA in art. غيب.) And تَكَلَّمْتُ بِهِ عَنْ ظَهْرِ الغَيْبِ (A, O) or عن ظَهْرِ غَيْبٍ (TA) [app., (tropical:) I spoke it by memory; in the absence of a book or the like; as one says in modern Arabic, عَلَى الغَائِب. See also غَيْبٌ.] And قَرَأَهُ عَنْ ظَهْرِ القَلْبِ (tropical:) He recited it by heart, or memory; without book: (L, K: [in the latter, مِنْ is put in the place of عَنْ; but the right reading is that in the L: and in the CK is an omission here, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ:]) and ↓ قرأه ظَاهِرًا and قرأه عَلَى

ظَهْرِ لِسَانِهِ [signify the same]. (K.) And حَمَلَ القُرْآنَ عَلَى ظَهْرِ لِسَانِهِ like حَفِظَهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ (tropical:) [He knew the Kur-án by heart]. (A, * O, TA.) b26: One says also, فُلَانٌ يَأْكُلُ عَلَى ظَهْرِ يَدِ فُلَانٍ (tropical:) Such a one eats at the expense of such a one. (A, O, K. *) And in like manner, الفُقَرَآءُ يَأْكُلُونَ عَلَى ظَهْرِ أَيْدِى النَّاسِ (tropical:) The poor eat at the expense of the people. (A, TA.) And أَعْطَاهُ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ (tropical:) He gave him originally; without compensation. (O, * K; but in some copies of the K we find مِنْ in the place of عَنْ.) It is said [in a trad.], أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (tropical:) The most excellent of alms is that which is [derived] from competence; ظهر: (Msb:) or simply عَنْ غِنًى, the word ظهر being here redundant: (Mgh:) or from manifest competence upon which one relies, and in which he seeks aid against calamities, or afflictions: or from what remains after fight: (Msb:) or from superfluous property. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ

A3: قِدْرُ ظَهْرٍ means (assumed tropical:) An old cooking-pot: (O, K: *) pl. قُدُورُ ظُهُورٍ: (O:) as though, because of its oldness, it were thrown behind the back. (TA.) ظُهْرٌ Midday, or noon: (IAth, TA:) or the time when the sun declines from the meridian: (Msb, * K, * O, * TA:) or [the time immediately] after the declining of the sun: (S, Mgh:) masc. and fem.; unless when the word صَلَاة is prefixed to it, in which case it is fem. only: (Msb:) [pl. أَظْهَارٌ. See also ظَهِيرَةٌ.] صَلَاةُ الظُّهْرِ means The prayer [i. e. the divinely-ordained prayer] of midday, or noon: (IAth, TA:) or of the time after the declining of the sun. (S, O.) In the phrases أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ [Defer ye the prayer of midday until the cooler time of day] and صَلَّى الظُّهْرَ [He performed the prayer of midday], the prefixed noun (صَلَاة) is suppressed. (Mgh.) A2: سَالَ وَادِيهِمْ ظُهْرًا: see ظَهْرٌ, last quarter.

ظَهِرٌ, (S,) or ↓ ظَهِيرٌ, (K,) [the former agreeable with analogy, being derived from ظَهِرَ,] A man (S,) having a complaint of the back: (S, K:) or having a pain in the back: as also ↓ مَظْهُورٌ. (O, TA.) ظُهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in three places.

A2: Also The tortoise. (O, K.) ظِهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in six places.

ظَهَرَةٌ The goods, or furniture and utensils, of a house or tent; (IAar, S, O, K, TA;) as also أَهَرَةٌ: (IAar, TA:) or the former signifies the exterior of a house, or tent; and the latter, the “ interior thereof. ” (Th, TA.) b2: And Abundance of مَال [i. e. property, or cattle]. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ.

ظِهْرِىٌّ A camel prepared for future need; (T, S, O, K;) taken, by way of precaution, to bear the burden of any camel that may happen to fail in a journey: sometimes two or more unladen camels are taken for this purpose: some say that such a camel is thus called because its owner puts it behind his back, not riding it nor putting any burden upon it: (T, TA:) the word appears to be an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (ISd, TA:) pl. ظَهَارِىٌّ, imperfectly decl., because the rel. ى

retains its place in the sing. [inseparably; there being no such word as ظِهْر: but if it be a rel. n., this pl. is irreg., like مَهَارِىٌّ]. (S, O, K.) b2: See ظَهْرٌ, first quarter, in five places, for examples of ظِهْرِىٌّ and ظِهْرِيَّةٌ used tropically.

ظُهْرَان [app. ظُهْرَانٌ (which is also a pl. of ظَهْرٌ used in several senses), or, perhaps ظُهْرَانِ, as having a dual meaning,] The upper, thick, pair of wings of the locust. (AHn, TA.) b2: [See also ظَهْرٌ.]

بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ, and ظَهْرَانَيْهِ, and الظَّهْرَانَيْنِ, &c.: see ظَهْرٌ, former half, in five places.

ظَهَارٌ The exterior (K, TA) and elevated (TA) part of a [stony tract such as is called] حَرَّة. (K, TA.) ظُهَارٌ Pain in the back. (Az, O, TA.) A2: See also ظَهْرٌ, third quarter, in two places.

ظَهِيرٌ: see ظَاهِرٌ.

A2: Also An aider, or assistant; (S, A, O, Msb, K;) and so ↓ ظِهْرَةٌ (S, K) and ↓ ظُهْرَةٌ: (K:) [in one place, in the K, ظِهْرَةٌ is expl. by عَوْن; but by this is meant, as will be seen below, the same as is meant by مُعِين, by which all the three words are expl. in another place in the K, as well as in the S &c.:] and aiders, or assistants; (S, Msb;) as also ↓ ظِهْرَةٌ and ↓ ظُهْرَةٌ and ↓ ظَهْرٌ: (TA:) the pl. of ظَهِيرٌ is ظُهَرَآءُ. (O.) It is said in the Kur [xxv. 57], وَكَانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا And the unbeliever is an aider of the enemies of God [against his Lord]. (Ibn-'Arafeh.) You say also, فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ ↓ ظِهْرَتِى Such a one is my aider (عَوْن) against such a one: and عَلَى هٰذَا ↓ أَنَا ظِهْرَتُكَ الأَمْرِ I am thine aider against this thing, or affair. (S, O.) And it is also said in the Kur [lxvi. 4], وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ [And the angels after that will be his aiders]: and instance of ظهير in a pl. sense: (S, O, Msb:) for words of the measures فَعُولٌ and فَعِيلٌ are sometimes masc. and fem. [and sing.] and pl. (S.) You also say, ↓ جَآءَ فُلَانٌ فِى ظِهْرَتِهِ, (S, A, K,) and ↓ ظُهْرَتِهِ, (A, K,) and ↓ ظَهَرَتِهِ, and ↓ ظَاهِرَتِهِ, (K,) Such a one came among his people, (S,) or kinsfolk, (K,) and those who performed his affairs for him, (S, A,) i. e., his aiders, or assistants. (A.) And وَاحِدَةٍ ↓ هُمْ فِى ظِهْرَةٍ They aid one another against the enemies. (TA.) b2: Also Strong in the back; (K;) sound therein: (Lth:) and so ↓ مُظَهَّرٌ: (S, O, K:) applied to a man: (S:) or hard and strong; whether in the back or any other part is not said: (TA:) in this sense, (TA,) or as signifying strong, (S, O,) applied to a camel: fem. with ة. (S, O, TA.) b3: Also A camel whose back is not used, on account of galls, or sores, upon it: or unsound in the back by reason of galls, or sores, or from some other cause. (Th.) Thus it has two contr. significations. (TA.) A3: See also ظَهِرٌ.

ظِهَارَةٌ [The facing, or outer covering, or] what is uppermost, (TA,) what is apparent (Msb, TA) to the eye, (Msb,) not next the body, of a garment; (TA;) and in like manner, what is uppermost and apparent, not next the ground, of a carpet; (TA;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) contr. of بِطَانَةٌ: (S, O, Msb, K:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) ظَهِيرَةٌ The point of midday: (M, A, K:) or only in summer: (M, K:) or i. q. هَاجِرَةٌ [i. e. midday in summer or when the heat is vehement: or the period from a little before, to a little after, midday in summer: or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر]: (S, O, TA:) or the هَاجِرَة, which is when the sun declines from the meridian: (Msb:) or the vehement heat of midday: (IAth, TA:) or i. q. ظُهْرٌ [q. v.]: (Az, TA:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) You say, أَتْيْتُهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ [I came to him at the point of midday in summer; &c.]: and حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ [when the sun had become high, and the shade had almost disappeared: so expl. in art. قوم]. (S, O.) and أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ Stay thou until the middayheat shall have become assuaged, and the air be cool. (L in art. فيح.) And hence, in a trad. of 'Omar, when a man came to him complaining of gout in the feet, he said, كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ, meaning Take thou to walking during the heat of the middays in summer. (TA.) ظُهَارِيَّةٌ One of the modes of seizing [and throwing down] in wrestling: or i. q. شَغْزَبِيَّةٌ: (K:) the twisting one's leg with the leg of another in the manner that is termed شَغْزَبِيَّة, and so throwing him down: one says, أَخَذَهُ الظُّهَارِيَّةَ and الشَّغْزَبِيَّةَ [He seized him and threw him down by the trick above described]: both signify the same: (ISh, O:) or ظُهَارِيَّةٌ signifies the throwing one down upon the back. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And (hence, as being likened thereto, TA) (tropical:) A certain mode, or manner, of compressing, or coïtus. (O, K, TA.) b3: And أَوْثَقَهُ الظُّهَارِيَّةَ He bound his hands behind his back. (Ibn-Buzurj, O, K, TA.) ظَاهِرٌ [Outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence, appearing, apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, conspicuous, ostensible, plain, or evident: in all these senses] contr. of بَاطِنٌ: (S, K, TA:) and so ↓ ظَهِيرٌ. (TA.) [Hence, ظَاهِرًا Outwardly, &c.: and apparently; &c.: and فِى الظَّاهِرِ in appearance. And الظَّاهِرُ أَنَّهُ كَذَا It appears, or it seems, or what seems to be the case is, that it is so, or thus. And ظَاهِرُ كَذَا for ظَاهِرٌ فِيهِ كَذَا, meaning A person, or thing, in whom, or in which, such a quality is apparent, or manifest, &c.: see an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. طعن.] See also مُظْهَرٌ. b2: [Hence also,] عَيْنٌ ظَاهِرَةٌ A prominent eye; (S, O, K, TA;) that fills its cavity. (TA.) b3: And هٰذَا

أَمْرٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهُ (tropical:) This is a thing, or an affair, of which the disgrace is remote from thee: (S, TA:) or does not cleave to thee. (TA.) and هٰذَا عَيْبٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ (tropical:) This is a vice, or fault, that does not cleave to thee. (A.) A poet says, (namely, Kutheiyir, accord. to a copy of the S, or Aboo-Dhu-eyb, TA,) وَعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّى أُحِبُّهَا وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (tropical:) [And the slanderers taunted her with the fact of my loving her; but that is a fault of which the disgrace is remote from thee]. (S, TA.) b4: [الظَّاهِرُ also signifies The outside, or exterior, of a thing. You say, نَزَلَ ظَاهِرَ المَدِينَةِ He alighted, or took up his abode, outside the city: comp. ظَاهِرَةٌ. Hence,] ظَاهِرُ الكَفِّ and ظَاهِرُ القَدَمِ; and another signification of ظَاهِرٌ: for all of which see ظَهْرٌ, third quarter. b5: [Also The external, outward, or extrinsic, state, condition, or circumstances, of a man: and the outward, or apparent, character, or disposition of the mind: opposed to البَاطِنُ.] b6: One says also, فُلَانٌ ظَاهِرٌ عَلَى فُلَانٍ Such a one has the ascendancy, or mastery, over such a one; is conqueror of him, or victorious over him. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ بِكَ This is a thing, or an affair, that overcomes, or overpowers, thee. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ

أَنْتَ بِهِ ظَاهِرٌ This is an affair which thou hast power to do. (TA.) [And هُوَ ظَاهِرٌ عَلَى كَذَا He is a conqueror, a winner, an achiever, or an attainer, of such a thing: see an ex. voce غَرَبٌ, near the end.] And الظَّاهِرُ is one of the names of God, meaning The Ascendant, or Predominant, over all things: or, as some say, He who is known -by inference of the mind from what appears to mankind of the effects of his actions and his attributes. (IAth, TA.) b7: حَاجَتُهُ عِنْدَكَ ظَاهِرَةٌ means (tropical:) His want is in thine estimation [an object of contempt, or neglect, as though] cast behind the back. (O, * TA.) b8: قَرَأَهُ ظَاهِرًا: see ظَهْرٌ, towards the end of the paragraph.

A2: شَآءٌ ظَوَاهِرُ Sheep, or goats, that come to the water every day at noon. (TA.) ظَاهِرَةٌ as a subst.; and its pl. ظَوَاهِرُ: see ظَهْرٌ, in four places, in the third quarter of the paragraph. [Hence,] قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ Those, of Kureysh, that dwell in the exterior of Mekkeh, (O,) upon the mountains thereof, (K, * TA,) or upon the higher parts of Mekkeh: (TA:) those who dwell in the lower parts are called قُرَيْشُ البِطَاحِ; (O, * TA;) and these are the more honourable, (O, TA, *) because they are neighbours of the House of God. (O.) b2: See also ظِهَارَةٌ.

A2: And see ظَهِيرٌ.

A3: Also The coming of camels, (S, O, K, TA,) and of sheep or goats, (TA,) to the water every day, at noon. (S, O, K, TA.) One says, of camels, [and of sheep or goats,] تَرِدُ الظَّاهِرَةَ [They come to the water every day, at noon]: and Sh says that they return from the water at the عَصْر. (TA.) And شَرِبَ الفَرَسُ ظَاهِرَةً The horse drank every day, at noon. (TA.) ظَاهِرَةُ الغِبِّ [The coming to the water at noon on alternate days] is for sheep or goats; scarcely ever, or never, for camels; and is a little shorter [in the interval] than what is called [simply] الغِبُّ. (O, TA.) مَظْهَرٌ i. q. مَصْعَدٌ [i. e. A place of ascent, or a place to which one ascends]; (O, K; in some copies of the latter of which, both words are erroneously written with damm to the م; TA;) and دَرَجَةٌ [as meaning a degree, grade, rank, condition, or station, or an exalted, or a high, grade, &c.]: (O:) used by En-Nábighah ElJaadee as meaning Paradise. (O, TA.) مُظْهَرٌ Made apparent, &c. b2: And hence, as also ↓ ظَاهِرٌ, but the former more commonly, applied to a noun, Explicit; and, elliptically, an explicit noun; opposed to مُضْمَرٌ and ضَمِيرٌ (a concealed noun, i. e. a pronoun); and to مُبْهَمٌ (a noun of vague signification).]

مُظْهِرٌ Possessing camels for riding or for carrying goods: pl. مُظْهِرُونَ. (S, * K, * TA.) A2: and A camel made to sweat by the ظَهِيرَة [or vehement heat of midday in summer]. (Sgh, K, TA.) and accord. to As, one says, ↓ أَتَانَا فُلَانٌ مُظَهِّرًا, meaning Such a one came to us in the time of the ظَهِيرَة [or midday in summer, &c.]: but accord. to A 'Obeyd, others say مُظْهِرًا, without teshdeed; and this is the proper form: (S) or both mean, in the time of the ظُهْر. (O.) مُظَهَّرٌ: see ظَهِيرٌ, near the end of the paragraph.

مُظَهِّرٌ: see مُظْهِرٌ.

مُظْهُورٌ pass. part. n. of ظَهَرَ [q. v.]. b2: See also ظَهِرٌ. Quasi ظور 3 ظَاوِرْ, occurring in a trad. for ظَائِرْ: see 3 in art. ظأر.
(ظهر) الْقَوْم سَارُوا فِي الظهيرة وَالْحَاجة ظهر بهَا والصك وَنَحْوه كتب على ظَهره مَا يُفِيد تحويله إِلَى شخص آخر (مج)
ظهر: {تظهرون}: تدخلون في الظهيرة. {ظهيرا}: عونا. {يظهرون}: يقول أحدهم: أنت علي كظهر أمي فتحرم كتحريم ظهور الأمهات. {تظاهرون}: تعاونون. {يظاهروا}: يعينوا. {أن يظهروه}: يعلوه.
(ظهر)
الشَّيْء ظهورا تبين وبرز بعد الخفاء وعَلى الْحَائِط وَنَحْوه علاهُ وعَلى الْأَمر اطلع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّهُم إِن يظهروا عَلَيْكُم يرجموكم} وعَلى عدوه وَبِه غَلبه وبالحاج استخف بهَا وَلم يخف لَهَا وَعنهُ الْعَار زَالَ وَلم يعلق بِهِ وَالطير من بلد كَذَا إِلَى بلد كَذَا انحدرت مِنْهُ إِلَيْهِ وبالشيء فَخر وَفُلَانًا ظهرا ضرب ظَهره وَالثَّوْب جعل لَهُ ظهارة وَالْبَيْت والحائط وَنَحْوهمَا علاها

(ظهر) ظهرا اشْتَكَى ظَهره فَهُوَ ظهر وظهير
ظ هـ ر : (الظَّهْرُ) ضِدُّ الْبَطْنِ. وَهُوَ أَيْضًا الرِّكَابُ. وَهُوَ أَيْضًا طَرِيقُ (الْبَرِّ) وَيُقَالُ: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ (ظَهْرَيْهِمْ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَ (ظَهْرَانَيْهِمْ) بِفَتْحِ النُّونِ. وَلَا تَقُلْ: ظَهْرَانِيهِمْ بِكَسْرِ النُّونِ. وَ (الظُّهْرُ) بِالضَّمِّ بَعْدَ الزَّوَالِ وَمِنْهُ صَلَاةُ الظُّهْرِ. وَ (الظَّهِيرَةُ) الْهَاجِرَةُ. وَ (الظَّهِيرُ) الْمُعِينُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَإِنَّمَا لَمْ يَجْمَعْهُ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَعِيدٍ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الْعَوَاذِلَ لَسْنَ لِي بِأَمِيرِ
أَيْ بِأُمَرَاءَ. وَ (الظِّهْرِيُّ) الَّذِي تَجْعَلُهُ بِظَهْرٍ أَيْ تَنْسَاهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92] . وَ (الظَّاهِرُ) ضِدُّ الْبَاطِنِ. وَ (ظَهَرَ) الشَّيْءُ تَبَيَّنَ. وَظَهَرَ عَلَى فُلَانٍ غَلَبَهُ وَبَابُهُمَا خَضَعَ. وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَى عَدُوِّهِ. وَأَظْهَرَ الشَّيْءَ بَيَّنَهُ. وَأَظْهَرَ سَارَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ. وَ (الْمُظَاهَرَةُ) الْمُعَاوَنَةُ وَ (التَّظَاهُرُ) التَّعَاوُنُ وَاسْتَظْهَرَ بِهِ اسْتَعَانَ بِهِ. وَ (الظِّهَارَةُ) بِالْكَسْرِ ضِدُّ الْبِطَانَةِ. وَ (الظِّهَارُ) قَوْلُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وَقَدْ (ظَاهَرَ) مِنِ امْرَأَتِهِ. وَ (تَظَهَّرَ) مِنْهَا وَ (ظَهَّرَ) مِنْهَا (تَظْهِيرًا) كُلُّهُ بِمَعْنًى. قُلْتُ: تَرَكَ (تَظَاهَرَ) مِنْهَا وَهِيَ مِمَّا قُرِئَ بِهِ فِي السَّبْعَةِ وَذَكَرَ ظَهَّرَ الَّذِي مِنْ غَرَابَتِهِ لَمْ يُقْرَأْ بِهِ فِي الشَّوَاذِّ أَيْضًا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظَهِّرًا) بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ أَيْ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظْهِرًا) بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ الْوَجْهُ.
ظهر وبطن ولِكلّ حَرْفٍ حد ولِكُلّ حد مطلع. فَقلت: يَا أَبَا سعيد مَا المطلع قَالَ: يطلع قوم يعْملُونَ بِهِ

ظهر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فأحسب قَول الْحَسَن هَذَا إِنَّمَا ذهب بِهِ إِلَى قَول عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فِيهِ حَدَّثَنِي حجاج عَن شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة عَن عَبْد اللَّه قَالَ: مَا من حرف أَو قَالَ آيَة إِلَّا وَقد عمل بهَا قوم أَو لَهَا قوم سيعملون بهَا فَإِن كَانَ الْحَسَن ذهب إِلَى هَذَا فَهُوَ وَجه وَإِلَّا كَانَ المطلع فِي كَلَام الْعَرَب على غير هَذَا 43 / الف الْوَجْه / وَقد فسرناه فِي مَوضِع آخر وَهُوَ المأتى الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ حَتَّى يعلم علم الْقُرْآن من كل ذَلِك المأتى والمصعد. وَأما قَوْله: لَهَا ظهر وبطن فَإِن النَّاس قد اخْتلفُوا فِي تَأْوِيله يرْوى بطن عَن الْحسن أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: أَن الْعَرَب يَقُول: قد قلبت أَمْرِي ظهرا لبطن. وَقَالَ غَيره: الظّهْر لفظ الْقُرْآن والبطن تَأْوِيله. وَفِيه قَول ثَالِث وَهُوَ عِنْدِي أشبه الْأَقَاوِيل بِالصَّوَابِ وَذَلِكَ أَن اللَّه عز وَجل قد قصّ عَلَيْك من نبأ عَاد وَثَمُود وَغَيرهمَا من الْقُرُون الظالمة لأنفسها فَأخْبر بِذُنُوبِهِمْ وَمَا عاقبهم بهَا فَهَذَا هُوَ الظّهْر إِنَّمَا هُوَ حَدِيث حَدثَك بِهِ عَن قوم فَهُوَ فِي الظَّاهِر خبر وَأما الْبَاطِن مِنْهُ فَكَأَنَّهُ صير ذَلِك الْخَبَر عظة لَك وتنبيها وتحذيرا أَن تفعل فعلهم فَيحل بك مَا حل بهم من عُقُوبَته أَلا ترى أَنه لما أخْبرك عَن قوم لوط وفعلهم وَمَا أنزل بهم أَن ذَلِك مِمَّا يبين ذَلِك أَن من صنع ذَلِك عُوقِبَ بِمثل عقوبتهم وَهَذَا كَرجل قَالَ لَك: إِن السُّلْطَان أُتِي بِقوم قتلوا فَقَتلهُمْ وَآخَرين سرقوا فقطعهم وَشَرِبُوا الْخمر فجلدهم فَهَذَا الظَّاهِر إِنَّمَا هُو حَدِيث حَدثَك بِهِ وَالْبَاطِن أَنه قد وعظك بذلك وأخبرك أَنه يفعل ذَلِك بِمن أذْنب تِلْكَ الذُّنُوب فَهَذَا هُوَ الْبَطن على مَا يُقَال وَالله أعلم.
باب الهاء والظاء والراء معهما ظ هـ ر فقط

ظهر: الظَّهْرُ: خلافُ البطْنِ من كلِّ شَيْءٍ. والظَّهْرُ من الأَرضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَع، والبَطْن ما رَقَّ منها واطْمَأَنَّ. والظَّهْرُ: الرِّكاب تَحْمِل الأثقالَ في السَّفَر. ويُقالُ لطَريقِ البَرِّ، حيث يكون فيه مَسْلَكٌ في البَرِّ، ومَسْلَكٌ في البحر: طريقُ الظَّهْر. والظُّهْرُ: ساعةُ الزَّوال، ومنه يُقالُ: صلاةُ الظًّهْر. والظَّهِيرةُ: حدُّ انْتِصافِ النَّهار. والظَّهِيرُ من الإبِل: القويّ الظهر، الصَّحِيحُهُ، وقد ظَهَر ظَهارةً. والظَّهيرُ: العَوْنُ، والمُظاهر: المُعاونُ، وهما يَتَظاهرانِ، أي: يَتَعاونان. والظُّهورُ: بُدُوُّ الشَّيءِ الخفِيّ. والظُّهورُ: الظَّفَرُ بالشَّيء، والاطَّلاع عليه، ظَهَرْنا على العدوَّ، والله أظهرنا عليه، أي: أَطْلَعَنا. والظَّهْرُ فيما غاب عنك، تقول: تكلَّمْتُ بذلك عن ظهر غيب. وظَهْر القلب: حفظٌ من غير كتاب، تقول: قرأتُه ظاهراً واسْتَظْهَرْتُه. والظّاهرةُ: كلّ أرضٍ غليظة مَشرِفة كأنّها على جَبَل. والظّاهرةُ: العَيْنُ الجاحظةُ، وهي خلافُ الغائرة. والظّاهرة والظّهارة: خلاف الباطن والبطانة من الأقبية ونحوها. وظهّرتُه تَظهيرا: جعلتَ له ظاهرةً. والظَّهارةُ: مُظاهرةُ الرّجُلِ امرأتَه إذا قال: هي عليّ كظَهْر أُمي، أو كظهر ذات رحم مُحرّم. والظُّهار من الرِّيش: الّذي يَظْهَر من ريشِ الطّائِرِ وهو في الجَناح، ويُقالُ: الظهار جماعة، الواحد: ظَهْر، ويُجْمَع أيضاً على الظُّهْران، وهو أفضلُ ما يُراشُ به السَّهْمُ، فإذا رِيشَ بالبُطْنانِ كان عَيْباً. والظِّهْريُّ: الشَّيءُ تنساهُ وتَغْفل عنه. ورجلٌ ظَهْريُّ: من أَهْل الظَّهْر. ولو نَسَبْتَ رجلاً إلى ظَهْر الكوفة لقلت: ظَهْرِيٌّ وكذلك لو نسبت جلداً إلى ظَهْر قلت: جِلْدً ظَهْريّ. والظَّهران من قولك: أنا بين ظَهْرانَيْهِم وظَهْرَيْهم. وكذلك الشَّيء في وَسَط الشَّيء: هو بين ظَهْرَيْهِ وظَهْرانَيْهِ، قال :

ألبس دعصا بين ظهري أو عَسا

ويُقال للمدبّر للأَمر: قلبت الأمرَ ظهراً لبَطْن.

ظهر


ظَهِرَ(n. ac. ظَهَر)
a. Had a pain in the back.

ظَهَّرَa. Was at noon; journeyed &c. at noon.
b. Disregarded, neglected, slighted, made light
of.

ظَاْهَرَa. Helped, aided, assisted.

أَظْهَرَa. Showed, exposed, disclosed, manifested, revealed; made
clear, evident, plain; declared, proclaimed; attested.
b. Paraded, made a show of, exhibited.
c. [acc. & 'Ala], Made victorious, gave the mastery over; disclosed
to (secret).
d. see II
تَظَاْهَرَa. Appeared; showed himself.
b. Showd.
c. [Bi], Displayed, paraded, made a show of.
d. Helped, aided each other.
e. see X (b)
إِسْتَظْهَرَ
a. [Bi], Sought help of, had recourse to.
b. ['Ala], Overcame, prevailed over, vanquished.
c. [La], Was prepared, ready for.
d. Took, got ready (steed).
e. Knew, learnt by heart, mastered the contents of (
book ).
ظَهْر
(pl.
أَظْهُر
ظُهُوْر ظُهْرَاْن)
a. Back: surface, upper side; top, summit (
mountain ); deck (ship).
b. Literal, exoteric meaning ( of a book ).
c. Lateral half ( of a feather ).
ظِهْرَةa. Help, assistance.
b. Helper, aider.

ظِهْرِيّ
(pl.
ظَهَاْرِيّ)
a. Pack-camel, saddle-camel.
b. abandoned, neglected.

ظُهْر
(pl.
أَظْهَاْر)
a. Midday, noon.

ظُهْرَةa. see 2t (b)
ظُهْرِيَّة
a. [ coll. ]
see 25t
ظَهَرَةa. Furniture, household-goods.
b. Family, household.

ظَهِرa. One having pain in the back.

مَظْهَرa. Place of ascent; height, out-look.

ظَاْهِرa. Outward, outer, external, exterior; superficial;
literal, exoteric (meaning).
b. Apparent, clear, manifest, evident, plain.
c. Appearance, outside, exterior.

ظَاْهِرَة
(pl.
ظَوَاْهِرُ
& reg. )
a. Fem. of
ظَاْهِر
(a), (b).
c. Tribe; family.
d. Height, elevation, eminence.

ظِهَاْرَةa. Facing, nap ( of clothing ).
b. [ coll, ], A kind of back-pad ( used
by carrivers ).
ظُهَاْرَةa. Troop, band.

ظَهِيْرa. Helper, protector.
b. Strong-backed.
c. see 5
ظَهِيْرَةa. Midday ( in summer ).
ظُهُوْرa. Appearance, apparition, manifestation.
b. [ coll. ], Epiphany.

ظَهَرَاْنa. see 1 (c)
N. P.
ظَهڤرَa. see 5
. N. P.II, Strong-backed. N.Ag.IV
One having many camels
b. Exhibitor.

N. P.
أَظْهَرَa. Explicit, clear.

N. Ac.
أَظْهَرَa. Manifestation; disclosure; demonstration;
notification.
b. Expansion, amplification.

ظَاهِرًا ظَاهِرَةً
a. Outwardly, externally.
b. Visibly; openly, publicly.

فِى الظَّاهِر
a. Apparently.

عَن ظَهْر قَلْبِهِ
a. From memory.

أَقْرَان الظَّهْر
a. Rear-guard.

أَعْطَى عَن ظَهْريَدٍ
a. He gave it disinterestedly, without
compensation.

ثَقِيْل الظَّهْر
a. One with a large family.

لَا تَجْعَل حَاجَتِي بِظَهْر
a. Do not neglect my business.

هُوَ عَلَى ظَهْر
a. He is about to start.
ظ هـ ر

رجل مظهر: قوي الظهر، وظهر: يشتكي ظهره. وجمل ظهير وظهريّ: قويّ، وناقة ظهيرة، وقد ظهر ظهارة، وتقول لفلان: جمل ظهريّ، كأنه مهريّ، وجمال ظهاري. وظاهر من امرأته، وتظاهر منها. وراش سهمه بالظهران والظهار وهو ما كان من ظهر عسيب الريشة. وظاهره: عاونه، وتظاهرا، وهو ظهيري عليه. وجاء في ظهرته وظهرته وناهضته وهم أعوانه. قال ابن مقبل:

ألهفي على عز عزيز وظهرة ... وظل شباب كنت فيه فأدبرا

وظاهر بين ثوبين ودرعين. وظهر عليه: غلب. وأظهره الله. ونزلوا في ظهر من الأرض وظاهرة وهي المشرفة، يقال: أشرفت عليه: اطلعت عليه، والموضع: مشرف، ومشارف الأرض: أعاليها. وظهر الجبل والسطح. " فما اسطاعوا أن يظهروه ". وما أحسن أهرة فلان وظهرته: أثاثه. وأظهرنا: دخلنا في وقت الظهر. قال الراعي:

أخاف الفلاة فأرمي بها ... إذا أعرض الكانس المظهر

يعرض عن الشمس. وخرجت في الظهيرة والظهائر. والخيل ترد ظاهرة. قال:

ما أورد الناس من غب وظاهرة ... إلا وبحرك منه الريّ والثمد

ومن المجاز: " قلبت الأمر ظهراً لبطن ". وضربوا الحديث ظهراً لبطن. قال عمر بن أبي ربيعة:

وضربنا الحديث ظهراً لبطن ... وأتينا من أمرنا ما اشتهينا

ولهم ظهر ينقلون عليه أي ركاب. وهم مظهرون. وهو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم وأظهرهم. وجئته بين ظهراني النهار. قال:

أتانا بين ظهراني نهار ... فأروى ذوده ومضى سليماً وجعله بظهر وظهرياً: نسيه. وظهر بحاجته: استخف بها. وساروا في طريق الظهر: في البرّ. وهو يأكل الفقراء على ظهر أيدي الناس. وهو ابن عمه ظهراً: خلاف دنيا. وتكلمت به عن ظهر الغيب، وحفظته عن ظهر قلبي. وحمل القرآن على ظهر لسانه، وظهر على القرآن واستظهره. وعدا في ظهره. سرق ما وراءه. وعين ظاهرة: جاحظة. وظهر عنك العار: لم يعلق بك، وهذا عيب ظاهر عنك. وقال بيهس:

كيف رأيتم طلبي وصبري ... والسيف عزّي والإله ظهري 
(ظ هـ ر) : (الظَّهْرُ) خِلَافُ الْبَطْنِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ أُسَيْدَ بْنِ ظُهَيْرٍ وَيُسْتَعَارُ لِلدَّابَّةِ أَوَالرَّاحِلَةِ (وَمِنْهُ) وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِذَا كَانَ رَجُلًا مَعَهُ قُوَّةٌ
مِنْ الظَّهْرِ وَالْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ وَأَمَّا لَا صَدَقَةَ إلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى أَيْ صَادِرَةٌ عَنْ غِنًى فَالظَّهْرُ فِيهِ مُقْحَمٌ كَمَا فِي ظَهْرِ الْقَلْبِ وَظَهْرِ الْغَيْبِ (وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا وَتَظَاهَرَ وَاظَّاهَرَ) بِمَعْنًى وَهُوَ أَنْ يَقُولَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي (وَظَاهَرَهُ) عَاوَنَهُ وَهُوَ ظَهِيرُهُ (وَظَاهَرَ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ وَدِرْعَيْنِ) لَبِسَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَقَوْلُهُ ظَاهَرَ بِدِرْعَيْنِ فِيهِ نَظَرٌ وَوَجْهُهُ أَنْ يَجْعَلَ الْبَاءَ لِلْمُلَابَسَةِ لَا مِنْ صِلَةِ الْمُظَاهَرَةِ (وَظَهَرَ عَلَيْهِ) غَلَبَهُ (وَمِنْهُ) وَلَمَّا ظَهَرُوا عَلَى كِسْرَى ظَفِرُوا بِمَطْبَخِهِ (وَظُهِرَ عَلَى اللِّصِّ) غُلِبَ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَهَرَ فُلَانٌ السَّطْحَ إذَا عَلَاهُ وَحَقِيقَتُهُ
صَارَ عَلَى ظَهْرِهِ وَأَصْلُ الظُّهُورِ خِلَافُ الْخَفَاءِ وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْخُرُوجِ وَالْبُرُوزِ لِأَنَّهُ يَرْدَفُ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ» وَتَصْدِيقُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا» (وَأَمَّا مَا رُوِيَ) لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِهَا أَوْ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ بَعْدُ فَعَلَى الْكِنَايَةِ وَعَنْ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ هَذَا أَبْيَنُ مَا رُوِيَ فِي أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ لِأَنَّ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَوْضِعٍ مُنْخَفِضٍ مِنْ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَتْ هِيَ بِالْوَاسِعَةِ وَذَلِكَ أَسْرَعُ لِارْتِفَاعِ الشَّمْسِ عَنْهَا (وَالْمُسْتَحَاضَةُ تَسْتَظْهِرُ) بِكَذَا أَيْ تَسْتَوْثِقُ (وَالظُّهْرُ) مَا بَعْدَ الزَّوَالِ (وَأَمَّا) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَصَلَّى الظُّهْرَ فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
(ظهر) - قَولُه تَعالَى وتَقدَّس: {وَحِينَ تُظْهرُونَ}
: أي تَصِيرُون وتَدْخُلُون في وَقْت الظَّهيرة، وهي وَقْت الحَرِّ في نِصفِ النهار.
قيل: ولا يُقالُ ذَلِك في الشِّتاء وزَمانِ البَرْد فكأنه في الشِّتَاء الوقتَ الذي يكَون في الصَّيف ظهيرة. فأما الظُّهر فوقت الصَّلاة في جَمِيع الأَزْمِنَة. قيل: سُمِّى به لأَنّه أَظهَرُ أَوقاتِها للأَبصار وقيل: أَظْهَرها حَرًّا. وقيل: لأنه أَظَهرُ الأَوقاتِ لأَوَّل الصَّلوات؛ لأَنَّها أَولُ صَلاةٍ أُظْهِرت، أو أَوَّل صَلاةٍ صُلِّيت، وأَتانَا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا،: أي في وَقْت الظُّهر. وأظْهَرنا: صِرْنَا في وَقْت الظَّهِيرة.
- في الحَديث: "أَنَّه عَلَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ ظَاهَر بَيْن دِرْعَينْ يَومَ أُحُد"
: أي طَارَق وطَابَق وجَمَع ولَبِس إحدَاهما فَوقَ الآخَر، ولعَلَّه من المُظَاهَرة والتَّظاهُرِ: أي التَّعاون.
- في حديث عَرْفَجة: "فتَناوَل السَّيفَ من الظَّهْرِ فتَحذَّفَه
به". الظَّهْر: الرِّكاب الذي يُحمَل عليه في السَّفَر، وعند فُلانٍ ظَهْر: أي إِبلٌ جِيادُ الظُّهورِ.
- وفي الحديث: "أتَأذَن لنَا في نَحْر ظَهْرنا "
- في حَديثِ صِفَةِ القُرآنِ: "لكِّل آيةٍ منها ظَهْرٌ وبَطْن"
الظَّهْر: ما ظَهَر تَأويلُه وعُرِف مَعْناه. والبَطْن: ما بَطُن تَفْسِيرُه وظهَر لَفظُه، وبَطْنُه: مَعْناه، وقيل: قِصَصُها في الظَّاهِر أَخبارٌ وفي البَاطِن عِبْرة وتَنْبيهٌ وتَحْذِيرٌ. وقيل: مَعْنَاهما التِّلاوَة والتَّفَهُّم أن يَقرأه كما نَزَل وَيتَدبَّر فيه وَيتَفَكَّر، فالتِّلاوة بالتَّعلّم، والتّفَهّم بصِدْق النِّيَّة وتَعْظِيم الحُرمهِ.
وفي هذا الحديث: "ولكل حَدٍّ مَطْلَع"
والحَدُّ في التِّلاوة أن لا يُجاوِزَ المُصْحَفَ والتَّفْسِيَر المَسْمُوع: والمَطْلَعُ: المَصْعَد الذي يُصْعَد إليه من مَعْرِفَة عِلمِه. وقيل: هو الفَهْم الذي يَفْتَح الله تَعالَى على المُتَدَبِّر والمُتَفَكِّر من التَّأويلِ.
- في الحَديث: "أنه أَمَرَ خُرَّاصَ النَّخْل أن يَسْتَظْهِرُوا"
: أي يَحْتاطوا ، مَأخوذٌ من الظَّهير وهو المُعِين، أي يدعو لهم قَدْرَ ما يَنُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأضْيافِ وأبناءِ السبيل.
- قوله عَزَّ وجَلَّ: {أَمْ بظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ} .
: أي غَائِب بَعِيدٍ عن الحَقِّ. وقيل: بَاطِل، وقِيل: زَائلٌ.
وأنشد:
* وذَلك عَارٌ يابنَ رَيْطَة ظَاهِر *
في الحديث: "فأَقَاموا بَيْن ظَهْرانَيْهم"
: أي بَينَهم على سَبِيلِ الاستِظْهار والاسْتناد إليهم، وكذلك بين ظَهْرِهم وبين أَظْهُرهم، زِيدَت فيه الأَلِف والنُّونُ تَأكِيدًا كالنَّفْسانىِ للعُيوُن، مَنْسُوبٌ إلى النَّفْس، والصَّيْدلانىِ مَنْسوب إلى الصَّيْدل، وهو أُصولُ الأَشياء وجَواهِرُها، وبالنُّون أيضا، وكان مَعَنى التَّثْنِيَة أن ظَهرًا منهم قُدَّامَه وآخِرَه وَرَاءَه، فهو مَكْنُوف من جَانِبَيه، ثم كَثُر حتى استُعمِل في الإقامة بين القَوْم وإن لم يكن مَكْنُوفًا.
ظهر
الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ، ورَجُلٌ مُظَهَّرٌ: شَديدُ الظَّهْرِ. وشَيْخٌ ظَهِيْرٌ: يَشْتكي ظَهْرَه. والظَّهْرُ من الأرْضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَعَ، والظّاهِرَهُ مِثْلُه، والرِّكَابُ التي تَحْمِل الأثْقالَ. وفي بَني فلانٍ ظَهِيْرَةٌ وظَهْرٌ: أي إبِلٌ جِيَادُ الظُّهُور. والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ: العُدَّةُ، للحاجَةِ إليه، ويُجْمَعُ ظَهَارِيَّ وظِهَارى. وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ. وقَلَبْتُ الأمْرَ ظَهْراً لبَطْنٍ: أي دَبَّرْتَه.
والظُّهْرُ: ساعَةُ الزَّوال، والظَّهِيْرَةُ: حَدُّ انْتِصافِ النَّهار. وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ: هَجَمَتْه الظَّهِيْرةُ، وظَهَّرْتُ تَظْهِيْراً وأظْهَرْتُ: من الظَّهِيْرَة.
والظَّهِيْرُ: البَعِيرُ القَوِيُّ الظَّهْرِ الصَّحِيْحُه، والفِعْلُ: ظَهَرَ ظَهَارَةً، ويَظْهَرُه: أي يَتْبَعُه. والظَّهِيْرُ: العَوْنُ يُظَاهِرُكَ، وهما يَتَظَاهَرانِ، والظَّهْرَةُ: ظَهْرُ الرَّجُلِ وأنصارُه، وليستْ له ظَهَرَةٌ: أي مَنَعَةٌ، وفلانٌ ظِهْرِيُّ فلانٍ: أي مُعِيْنُه. والظُّهُوْرُ: بُدُوُّ الشَّيْءِ الخَفيِّ إذا ظَهَرَ. والظُّهُوْرُ: الظَّفَرُ بالشَّيْءِ والإطِّلاعُ عليه. وظَهْرُ الغَيْبِ: ما غابَ عنكَ. والاسْتِظْهارُ: أنْ تَقْرَأ الشَّيْءَ ظاهِراً. وظَهَرْتُ على القُرآن وأظْهَرْتُه: بمعنىً.
والظاهِرَةُ: العَيْنُ الجاحِظَةُ وهي خِلافُ الغائرة. والظاهِرَةُ: الظِّهَارُ من الفُرشِ والأقْبِيَةِ، له ظاهِرَةٌ وباطنَةٌ، وظِهَاةٌ وبِطَانَةٌ. وظَهَّرْتُه تَظْهِيراً: جَعَلْتَ له ظِهَارَةً. والمُظاهَرَةُ والظِّهَارُ: أنْ يقولَ الرَّجُلُ لامْرَأتِه: أنتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وتَظَهَّرَ فلانٌ من امرأتِه.
والظُّهَارُ من الرِّيشِ: الذي يَظْهَرُ من رِيْشِ الطائر، والجميع الظُّهْرَانُ. والظُّهَارُ: الجَمَاعَةُ، الواحِدُ ظَهْرٌ. والظِّهْرِيُّ: الشَّيْءُ تَنْسَاه وتَغْفُل عنه وفي القُرآن: " واتَّخَذْتُموه وراءكُم ظِهْرِيّاً ".
وأظْهَرْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُه وَرَاءَ ظَهْري، وظَهَرْتُ به وأظْهَرْتُ به: بمعنىً. وإذا نَسَبْتَ رَجُلاً إلى ظَهْر الكُوفة قُلْتَ: ظَهْرِيٌّ. وهو بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِم وظَهْرَيْهِم. وأتانا بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي مُنْذُ شَهْرٍ أو نحوِه، ولَقِيْتُه بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي في اليَوْمَيْنِ، وأتانا ظاهِراً: أي كلَّ يومٍ. وشَرَبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً: أي كلَّ يومٍ نِصْفَ النَّهار، وكذلك الإبلُ. ويقولون: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ وظاهِرَةَ الفَرَس. ويُقال لِمَتَاع البَيْتِ: ظَهَرَةٌ وأهَرَةٌ. وقيل: هي مُؤخَّرُ البَيْتِ الذي يكون عليه الأنْضَادُ، وكذلك هَيْئةُ الرَّجُل، وخِيَارُ الشَّيْءِ وكَثْرَتُه، وكذلك: الظَّهَرُ من الناس خِيَارُهم.
وقِدْرٌ ظَهْرٌ وقُدُْورٌ ظُهُوْرٌ: أي قَدِيْمَةٌ. وهو ابنُ عمِّه ظَهْراً: أي دِنْياً. وأصَبْتُ من فلانٍ مَطَرَ ظَهْرٍ: أي خَيْراً كثيراً. وسالَ الوادي ظَهْراً: أي من قُرْبٍ. ولِصٌّ عادِيْ ظَهْرٍ: أي عَدا في ظَهْرٍ فَسَرَقَه. وأقْرَانُ الظَّهْرِ: الذين يَجِيْئونَ من ورائكَ ويُعِيْنُونَكَ، وأقْرانُ الظُّهُورِ أيضاً.
والظُّهَارِيَّةُ من أُخَذِ الصِّرَاع: أنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ. وهو ضَرْبٌ من البُضْع أيضاً. والظُّهْرَةُ: السُّلَحْفَاةُ. ويقولون: ظَهَرَ عنه العارُ: أي زالَ وذَهَبَ، وعلى ذا فُسِّرَ:
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها
ويقولون: ذلك على ظَهْرِ العُسِّ: أي أنَّه ظاهرٌ واضح، كقولهم: على رأْسِ الثُّمَام.
ظهر
الظَّهْرُ الجارحةُ، وجمعه ظُهُورٌ. قال عزّ وجل:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ
[الانشقاق/ 10] ، مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
[الأعراف/ 172] ، أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح/ 3] ، والظَّهْرُ هاهنا استعارة تشبيها للذّنوب بالحمل الذي ينوء بحامله، واستعير لِظَاهِرِ الأرضِ، فقيل: ظَهْرُ الأرضِ وبطنها. قال تعالى: ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ
[فاطر/ 45] ، ورجلٌ مُظَهَّرٌ: شديدُ الظَّهْرِ، وظَهِرَ: يشتكي ظَهْرَهُ.
ويعبّر عن المركوب بِالظَّهْرِ، ويستعار لمن يتقوّى به، وبعير ظَهِيرٌ: قويّ بيّن الظَّهَارَةِ، وظِهْرِيٌّ:
معدّ للرّكوب، والظِّهْرِيُّ أيضا: ما تجعله بِظَهْرِكَ فتنساه. قال تعالى: وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
[هود/ 92] ، وَظَهَرَ عليه: غلبه، وقال: إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
[الكهف/ 20] ، وظاهَرْتُهُ:
عاونته. قال تعالى: وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ
[الممتحنة/ 9] ، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
[التحريم/ 4] ، أي: تعاونا، تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[البقرة/ 85] ، وقرئ: (تَظَّاهَرَا) ، الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ
[الأحزاب/ 26] ، وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ
[سبأ/ 22] ، أي: معين . فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ
[القصص/ 86] ، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ
[التحريم/ 4] ، وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً
[الفرقان/ 55] ، أي: معينا للشّيطان على الرّحمن. وقال أبو عبيدة : الظَّهِيرُ هو المَظْهُورُ به. أي: هيّنا على ربّه كالشّيء الذي خلّفته، من قولك:
ظَهَرْتُ بكذا، أي: خلفته ولم ألتفت إليه.
والظِّهَارُ: أن يقول الرّجل لامرأته: أنت عليّ كَظَهْرِ أمّي، يقال: ظَاهَرَ من امرأته. قال تعالى:
وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ
[المجادلة/ 3] ، وقرئ: يظاهرون أي: يَتَظَاهَرُونَ، فأدغم، ويَظْهَرُونَ
، وظَهَرَ الشّيءُ أصله:
أن يحصل شيء على ظَهْرِ الأرضِ فلا يخفى، وبَطَنَ إذا حصل في بطنان الأرض فيخفى، ثمّ صار مستعملا في كلّ بارز مبصر بالبصر والبصيرة. قال تعالى: أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ
[غافر/ 26] ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ
[الأعراف/ 33] ، إِلَّا مِراءً ظاهِراً
[الكهف/ 22] ، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا
[الروم/ 7] ، أي: يعلمون الأمور الدّنيويّة دون الأخرويّة، والعلمُ الظَّاهِرُ والباطن تارة يشار بهما إلى المعارف الجليّة والمعارف الخفيّة، وتارة إلى العلوم الدّنيوية، والعلوم الأخرويّة، وقوله: باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
[الحديد/ 13] ، وقوله: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
[الروم/ 41] ، أي: كثر وشاع، وقوله: نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً
[لقمان/ 20] ، يعني بالظَّاهِرَةِ: ما نقف عليها، وبالباطنة: ما لا نعرفها، وإليه أشار بقوله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، وقوله: قُرىً ظاهِرَةً
[سبأ/ 18] ، فقد حمل ذلك على ظَاهِرِهِ، وقيل: هو مثل لأحوال تختصّ بما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، وقوله:
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً
[الجن/ 26] ، أي: لا يطلع عليه، وقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
[التوبة/ 33] ، يصحّ أن يكون من البروز، وأن يكون من المعاونة والغلبة، أي: ليغلّبه على الدّين كلّه. وعلى هذا قوله: إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ
[الكهف/ 20] ، وقوله تعالى: يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ
[غافر/ 29] ، فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
[الكهف/ 97] ، وصلاة الظُّهْرِ معروفةٌ، والظَّهِيرَةُ: وقتُ الظُّهْرِ، وأَظْهَرَ فلانٌ: حصل في ذلك الوقت، على بناء أصبح وأمسى . قال تعالى:
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
[الروم/ 18] .
ظ هـ ر : ظَهَرَ الشَّيْءُ يَظْهَرُ ظُهُورًا بَرَزَ بَعْدَ الْخَفَاءِ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ لِي رَأَى إذَا عَلِمْتَ مَا لَمْ تَكُنْ عَلِمْتَهُ وَظَهَرْتُ عَلَيْهِ اطَّلَعْتُ وَظَهَرْتُ عَلَى الْحَائِطِ عَلَوْتُ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ عَلَى عَدُوِّهِ إذَا غَلَبَهُ وَظَهَرَ الْحَمْلُ تَبَيَّنَ وُجُودُهُ وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ النِّسَاءِ عَنْ ظُهُورِ الْحَمْلِ فَقُلْنَ لَا يَتَبَيَّنُ الْوَلَدُ دُونَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.

وَالظَّهْرُ خِلَافُ الْبَطْنِ وَالْجَمْعُ أَظْهُرٌ وَظُهُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ وَجَاءَ ظُهْرَانٌ أَيْضًا بِالضَّمِّ.

وَالظَّهْرُ الطَّرِيقُ فِي الْبَرِّ

وَالظَّهْرَانُ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ اسْمُ وَادٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ وَنُسِبَ إلَيْهِ قَرْيَةٌ هُنَاكَ فَقِيلَ مَرُّ الظَّهْرَانِ.

وَالظَّهِيرَةُ الْهَاجِرَةُ وَذَلِكَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ.

وَالظَّهِيرُ الْمُعِينُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَالْمُظَاهَرَةُ الْمُعَاوَنَةُ وَتَظَاهَرُوا تَقَاطَعُوا كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إلَى صَاحِبِهِ وَهُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ بِفَتْحِ النُّونِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا تُكْسَرُ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلتَّأْكِيدِ وَبَيْن ظَهْرَيْهِمْ وَبَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كُلُّهَا بِمَعْنَى بَيْنَهُمْ وَفَائِدَةُ إدْخَالِهِ فِي الْكَلَامِ أَنَّ إقَامَتَهُ بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِظْهَارِ بِهِمْ وَالِاسْتِنَادِ إلَيْهِمْ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُمْ قُدَّامَهُ وَظَهْرًا وَرَاءَهُ فَكَأَنَّهُ مَكْنُوفٌ مِنْ جَانِبَيْهِ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الْإِقَامَةِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَكْنُوفٍ بَيْنَهُمْ وَلَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ وَالظَّهْرَانَيْنِ أَيْ فِي الْيَوْمَيْنِ وَالْأَيَّامِ وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى الْمُرَادُ نَفْسُ الْغِنَى وَلَكِنْ أُضِيفَ لِلْإِيضَاحِ وَالْبَيَانِ كَمَا قِيلَ ظَهْرُ الْغَيْبِ وَظَهْرُ الْقَلْبِ وَالْمُرَاد نَفْسُ الْغَيْبِ وَنَفْسُ الْقَلْبِ وَمِثْلُهُ نَسِيمُ الصَّبَا وَهِيَ نَفْسُ الصَّبَا قَالَهُ الْأَخْفَشُ وَحَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَالْعَرَبُ تُضِيفُ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ طَلَبًا لِلتَّأْكِيدِ قَالَ بَعْضُهُمْ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ لَحَقُّ الْيَقِينِ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ وَقِيلَ الْمُرَادُ عَنْ غِنًى يَعْتَمِدُهُ وَيَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى النَّوَائِبِ وَقِيلَ مَا يَفْضُلُ عَنْ الْعِيَالِ.

وَالظُّهْرُ مَضْمُومًا إلَى الصَّلَاةِ مُؤَنَّثَةٌ فَيُقَالُ دَخَلَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ وَمِنْ غَيْرِ إضَافَةٍ يَجُوزُ التَّأْنِيثُ
وَالتَّذْكِيرُ فَالتَّأْنِيثُ عَلَى مَعْنَى سَاعَةِ الزَّوَالِ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْوَقْتِ وَالْحِينِ فَيُقَالُ حَانَ الظُّهْرُ وَحَانَتْ الظُّهْرُ وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا بَاقِي الصَّلَوَاتِ وَأَظْهَرَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ أَوْ الظَّهِيرَةِ.

وَالظِّهَارَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَظْهَرُ لِلْعَيْنِ وَهِيَ خِلَافُ الْبِطَانَةِ.

وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا مِثْلُ قَاتَلَ قِتَالًا وَتَظَهَّرَ إذَا قَالَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أَمِّي قِيلَ إنَّمَا خُصَّ ذَلِكَ بِذِكْرِ الظَّهْرِ لِأَنَّ الظَّهْرَ مِنْ الدَّابَّةِ مَوْضِعُ الرُّكُوبِ وَالْمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ وَقْتَ الْغِشْيَانِ فَرُكُوبُ الْأُمِّ مُسْتَعَارٌ مِنْ رُكُوبِ الدَّابَّةِ ثُمَّ شُبِّهَ رُكُوبُ الزَّوْجَةِ بِرُكُوبِ الْأُمِّ الَّذِي هُوَ مُمْتَنِعٌ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَيَّ وَكَانَ الظِّهَارُ طَلَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنُهُوا عَنْ الطَّلَاقِ بِلَفْظِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ الْكَفَّارَةَ تَغْلِيظًا فِي النَّهْيِ وَاِتَّخَذْتُ كَلَامَهُ ظِهْرِيًّا بِالْكَسْرِ أَيْ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

وَاسْتَظْهَرْتُ بِهِ اسْتَعَنْتُ وَاسْتَظْهَرْتُ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ تَحَرَّيْتُ وَأَخَذْتُ بِالِاحْتِيَاطِ.

قَالَ الْغَزَالِيُّ وَيُسْتَحَبُّ الِاسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ وَثَالِثَةٍ قَالَ الرَّافِعِيُّ يَجُوزَ أَنْ يَقْرَأَ بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ فَالِاسْتِطْهَارُ طَلَبُ الطَّهَارَةِ وَالِاسْتِظْهَارُ الِاحْتِيَاطُ وَمَا قَالَهُ الرَّافِعِيُّ فِي الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ اسْتِعَانَةٌ بِالْغَسْلِ عَلَى يَقِينِ الطَّهَارَةِ وَمَا قَالَهُ فِي الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ لَمْ أَجِدْهُ 
[ظهر] نه: "الظاهر" تعالى الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه، وقيل: عرف بطرق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه. ن: أي القاهر الغالب. ز: فليس فوقك شيء، أي في الظهور أو الغلبة. ش: الظاهر لا تخيلًا أي ظنًا ووهمًا بسكون هاء أي متصف بالظهور على القطع والجزم لا على الظن والوهم، وقيل: الظاهر بأدلته الدالة على وجوده قطعًا. نه: وصلاة "الظهر"، هو اسم لنصف النهار، سمي به من ظهيرة الشمس وهو شدة حرها، وقيل: أضيفت إليه لأنه أظهر أوقات الصلاة للأبصار، وقيل: أظهرها حرًا، والظهيرة شدة الحر نصف النهار ولا يقال في الشتاء: ظهيرة، وأظهرنا دخلنا في وقت الظهر، وجمعها الظهائر. وفيه: قال عمر لمن شكى النقرس: كذبتك "الظهائر"، أي عليك بالمشي في الهواجر. ن: حين يقوم قائم "الظهيرة"، أي حال استواء الشمس حين لا يبقى للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب. ط: أي قيام الشمس، من قامت به دابته: وقفت، وهي إذا بلغت الوسط أبطأ حركة الظل فيتخيل أنها واقفة. ك: صلينا "بالظهائر"، هي جمع ظهيرة أي الهاجرة والمراد الظهر، وجمع باعتبار تعدد الأيام. ط: وباء بالظهائر زائدة. ج: نحر الظهيرة أوائلها. نه: "فظاهر" من امرأته وتظهر إذا قال: أنت علي كظهر أمي، وقيل: أرادوا أنت علي كبطن أمي كجماعها فكنوا بالظهر عن البطن للمجاورة، وقيل: إن إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان حرامًا عندهم ويقول أهل المدينة إنه سبب كون الولد أحول فلقصد تغليظ التحريم شبهت بالظهر، وللمبالغة جعلت كظهر الأم، وعدىأي جعلتموه وراء ظهركم، وهو منسوب إلى ظهر، وكسر ظائه من تغييرات النسب. غ: يقال لشيء لا يعبأ به: قد جعلته بظهر. ومنه: "واتخذتموه وراءكم "ظهريًا"" أي أعرضتم عنه، أو اتخذتم الرهط ظهريًا تستظهرون به على. نه: فعمد إلى بعير "ظهير" فأمر به فرحل، يعني شديد الظهر قويًا على الرحلة. ج: انصرف إلى بعير "ظهير"، أي قوي شديد. و"ظهير" عليهم، أي معين. نه: "ظاهر" بين درعين يوم أحد، أي جمع ولبس أحدهما فوق أخرى، وكأنه من التظاهر والتعاون. ومنه ح على: إنه بارز يوم بدر و"ظاهر"، أي نصر وأعان. ومنه ح: "فظهر" الذين كان بينهم وبين رسول الله عهد فقنت شهرًا، أي غلبوهم، والأشبه أنه مصحف كما في أخرى: فغدروا بهم. وفيه: أمر خراص النخل أن "يستظهروا"، أي يحتاطوا لأربابها ويدعوا لهم قدر ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل. وفيه: كسا في كفارة اليمين ثوبين "ظهرانيا" ومعقدًا، هو ثوب يجاء به من مر الظهران، وقيل: منسوب إلى ظهران قرية، والمعقد من برود هجر. ن: ومر "الظهران" واد بين مكة وعسفان، ومر بفتح ميم وشدة راء اسم قرية مضافة إليه. ومنه ح النابغة أنشده:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك "مظهرا"
فغضب وقال: إلى أين "المظهر"؟ فقال: إلى الجنة يا رسول الله؟ قال: أجل إن شاء الله، المظهر المصعد. ك: لا يزال من أمتي على الحق "ظاهرين"، هو من ظهرت: علوت وغلبت، واحتج الحنابلة به على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد، البخاري: هم أهل العلم. ط: أي ثابتين على الحق، وظاهرين خبر بعد خبر أو حالعائشة وسودة وزينب، وذكر هنا أن الشرب عند زينب والمتظاهرات عائشة وحفصة، فلعل الشرب كان مرتين، قوله لعائشة وحفصة، أي خطاب "أن "تتوبا" لهما، قوله: بل شربت العسل، أي الحديث المسر كان ذلك القول. ن: "يظهر" الزنا، أي يفشو وينتشر. ودعا "بظهر" الغيب، أي بغيبة المدعو وفي سر، ولك بمثله بكسر ميم وسكون ثاء، وروى بفتحتين، ويحصل هذه الفضيلة بالدعاء لجماعة من المسلمين أو لجملتهم. ط: والباء زائدة، وإنما كان أسرع إجابة لأنه أقرب إلى الإخلاص، ويعينه الله في دعائه لأن الله تعالى في عون العبد ما دام في عون أخيه. ن: أشار "بظهر" كفه إلى السماء، قيل: السنة في الدعاء لدفع البلاء كالقحط جعل ظهر كفه إلى السماء حين يرفع، وفي الدعاء بطلب شيء جعل بطنه إليه. ط: فعله تفاؤلا بتقلب الحال ظهرًا لبطن كتحويل الرداء، أو إشارة إلى جعل السحاب إلى الأرض لينصب ماؤه. مف: تحلى ذهبًا "تظهره"، أي تظهره للأجانب، أو يقال إنه منسوخ، وهمزة أما للاستفهام الإنكاري وما نافية، وما في ما تحلين موصولة ولكن خبره. ط: والنهي عن الجزءين فلا يدل على جواز التبرج بالفضة. وح: أن "لا يظهر" أهل الباطل، أي الباطل، وإن كثرت أنصاره فلا يغلب الحق بحيث يمحقه ويطفئ نوره، ولم يكن ذلك بحمد الله، وحرف النفي في القرائن زائدة. وفيه: إنه أي ورقة بن نوفل صدقك قبل أن "تظهر"، أي قبل ظهور صيت نبوتك يعني أن يدرك زمان دعوتك ليصدقك ويأتي بأعمال شريعتك. غ: ""لم يظهروا" على عورات النساء" لم يبلغوا أن يطيقوا إتيانهن. و"أن يظهروا" عليكم" يطلعوا ويعثروا.
ظهر: ظَهَر. بما يَظْهَر لهم: بما يبدو لهم (أماري ديب ص3) وقد أخطأ الناشر فظن أن الفعل يُظْهر مضارع أظهر.
ظهر إلى فلان: أظهر نفسه أرى نفسه: يقال مثلاً: ظهر إلى الناس أي برز إلى الناس (مملوك 1، 1:10): ظهر على. يقال: ظهر العدو على إذا بدا أمام سور المدينة (عبد الواحد ص99).
ظهر: اشتهر وعُرف ففي النويري (الأندلس ص451) في كلامه عن الحكم الأول: فاستعان بعمروس بن يوسف المعروف بالموَّلد وكان قد ظهر في هذا الوقت بالثغر الأعلى واظهر طاعة الحكم ودعا إليه. وفي الحلل السندسية (ص6 و) قوي أمر جدالة وزاد ظهورهم.
ظهر: بمعنى خَرَج وهذا الفعل قد استعمله غَريب بهذا المعنى فيما يقول العبدري (ص37 ق) وقد لاحظ هذا الرحالة أن بدو برقة لا يزالون يستعملونه بهذا المعنى.
ظهر: علا علي وظهر على (لين) اقل استعمالاً من ظهر فقط الذي نجده في المقري (1: 135).
ظهر على: اطلع على، أحاط به علماً (لين 1926).
وفي رياض النفوس (ص64 و) وقيل انه لم يبق عند سحنون كتاب إلا وقد ظهر عليه يونس.
ظهر له: عاونه وظهر عليه: غلبهُ (بوشر).
ظهَّر (بالتشديد): أظهر، أبدى، ابان، كشف (هلو) ظَهَّر فلان السفنجة كتب على ظهرها ما يعلن وصول قيمتها، وهو من اصطلاح التجار (محيط المحيط).
ظاهَر: ظاهر فلاناً: تراءى له، اظهر نفسه له (عباد 1: 57، 131 رقم 344) ظاهرَ: تذرّع ب تعلل ب، اتخذه حجة وذريعة وعذراً (عباد 2: 104) والصواب فيه يُظاهر كما قلت في (3: 206) منه.
ظاهَر: يعني في الحقيقية استظهر (انظر لين في مادة استظهر) أي استعان به وطلب مساعدته ففي كتاب ابن القوطية (ص38 و) ولما لم يجرأ على الظهور أمام والده أتى عمَّه مظاهراً وفيه (ص39 و) أتيت عَمّي مظاهراً.
ظاهر: لبس ثوباً فوق أخر ففي حيان- بسام (3: 4و) كان يُظاهر الوشي على الخز.
أظهْر: اصدر قانوناً (الكالا) وأصدر كتاباً (بوشر، همبرت ص96).
أظهر دعوة فلان: اعترف بسلطته وسيادته.
ففي رحلة ابن بطوطة (1: 363): وكان الحاج سعيد قد سمع من ملك الهند أنه يريد إظهار الدعوة العباسية ببلده، وفي مخطوطة جاينجوس الدولة.
أظهْر: عرض شيئاً، أبدى شيئاً (عباد 1: 424) أظهر على أحد: عرض عليه شيئاً وأبداه له.
(عباد 1: 237 رقم 65 المقري 2: 69).
أظهر برهن على، أقام الدليل، أثبت (ألكالا، هلو).
أظهر فلاناً: جعله ذائع الصيت مشهوراً ففي الحلل السندسية (ص6 ق) أراد أن يظهرهم ويملكهم بلاد المغرب.
أظهْر: أبدى، أرى، (معجم جوليوس، معجم لين، فوك، كليلة ودمنة ص242، 281).
أظْهر: هذا الفعل عند الصرفيين والقراء ضد ادغم. ومعنى ادغم ادخل حرفاً في حرف يقال مثلا: اِدَّغم بدل اِدْتَغَم. والفعل أظهر معناه لم يدخل حرفاً حرف كأن يقول اِدْتَّغم بدل اِدَّغم (محيط المحيط، البيضاوي 2: 47، المقري 1: 489) وانظره في تضعيف.
تَظَهرَ: ظهر، بدا، انكشف (فوك).
تظاهَر: عرض، بين، وظهر أمام الجمهور، وانفق بسخاء للمباهاة (بوشر). ونجد كلمة تظاهر بمعنى تفاخر وتباه في عبارة العبدري التي ذكرتها رسالتي إلى السيد فليشر (ص80).
تظاهر ب: عمل شيئاً علانية وجهاراً. ففي كتاب الخطيب (ص36 و) وكان غير متظاهر بقول الشعر إلا أن أصحابه يسمعون منه ويروون عنه.
تظاهر ب: تكلّف، تخّلق ب (تاريخ البربر 1: 53) تظاهر بفلان: تحالف معه، واستعان به.
(انظر في مادة تضافر).
تظاهر لفلان ب: تعاون، تآزر، استعان ففي المقري (1: 848): على الرجل العاقل أن يتظاهر لِكُل بما يرفقه.
استظهر: احتاط (لين) ويقال: استظهر ب (أبحاث 2 ملحق ص47) وفيها: وتحت درع يوسف درعُ حصينة كان قد استظهر بلباسها خلل ثيابه. واستظهر على: احتاط ضد واحتاط لِ. ففي رحلة ابن جبير (ص188) كُلّ ذلك من قوة الاستعداد وشدَّة الاستظهار على الأسفار (ابن جبير ص208) وانظر ابن حيان (ص55 و) ففيه: فخافوه على أنفسهم- فاستظهروا على إتيانه بان لبسوا دروعهم وكفروا عليها.
وفي عبارة الفخري (ص375) قبض على الخليفة ونُقل إلى دار في دار الخلافة فأقام بها تحت الاستظهار على حالة الإكرام والمراعاة إلى أن مات تحت الاستظهار في سنة 617.
والمصدر استظهار يعني فيما يظهر اتخاذ احتياطات لكيلا يهرب السجين. ومن هذا كان معناه حراسة. استظهر: أيدّ رأياً (الملابس ص6 رقم 3) ترافع أمام القاضي ودافع عن الخصم علناً.
ففي المقري (1: 594): فوكل ابا طالب في التكلم عنه والاستظهار بين يديه (أي أمام الحبر الأعظم البابا).
استظهر: ظاهر بين ثوبين أي لبس أحدهما فوق الآخر. ففي المقري (2: 88) رأى ان يلبسوا الخ- ويستظهروا من تحتها إذا احتاجوا صنوف الفراء.
استظهر: درس علماً، أكب على الدرس.
ففي تاريخ البربر (1: 528): استظهر عِلْم الطبّ وهو الفعل الذي يدل على حفظ.
استظهر فلاناً ل: رجا حضوره المجلس ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): ولحين وصوله عقد مجلسَ مذاكرة استظهر له نُبهاء الطَلَبة.
استظهر: وجدت في تعليقه لهماكر (الواقدي ص85) أن جيكيجز يقول أن هذا الفعل معناه تبختر، وهذا صحيح فكلمة استظهار موجودة في المقري (2: 335) بمعنى: تباهى، تفاخر، فخفخة، خيلاء، زهو، وقد أشرت في مادة تظاهر أن كلمة تظاهُر تدل على نفس هذا المعنى.
استظهر ب: استعد للمقاومة ب (عبد الواحد ص66، ابن بطوطة 1: 260، 177) (وقد أسيئت ترجمتها) 3: 112، 430، أماري ديب ص22، 100، 125) وفي حيان (ص53 و): فغضبت العرب- واستظهرته بالبعد عن الحاضرة فخرج بنو حجاج عنها إلى باديتهم بالسند الخ.
ورد هذا الفعل بهذا المعنى أيضاً في أول عبارة نقلتها في (عباد 1: 233 رقم 47) وقد أسأت تصحيحها لأن، على ذلك فيها، تعني (في نفس الوقت)، وصواب العبارة: استظهر بجّر الأذيال.
استظهر على فلان: غلبه وتفوق عليه. (بوشر، فريتاج) ولم يذكرها لين. وفي محيط المحيط: علا وغلبه (عبد الواحد ص7) وفي النويري (الأندلس ص458) فقاتلوه فلم تستظهر إحدى الطائفتين على الأخرى.
استظهر على فلاناً: عامله بعجرفة وتكبر. ففي تاريخ البربر (2: 437): وكان صاحب ديوان العطاء يحيى الفرقاجي وكان مستظهراً على العُمَّال.
استظهر على: استولى على (عباد 1: 223 رقم 47) وانظر: استظهر ب لمعرفة معنى الفقرة الأولى التي نقلتها منه. وفي حيان- بسام (1: 10و): ورَجَوْا استظهاره على الأمر.
استظهر على: استطاع عمل شيء ففي حيان- بسام (1: 46و): وحكم هذا السلطان وتصريفه للأمور قد أفاد رعيته واستظهروا به على العمارة. وهذا المعنى يوافق كل الموافقة عبارة الواقدي (ص39) التي أربكت هماكر وهي: أني قد استظهرت على مخاطبة ملوك الروم.
استظهر على: استعد له كل الاستعداد (فريتاج) وعبارة الطرائف لسلفستر دي ستسي التي ينقلها من الطبعة الأولى موجودة في (1: 154) من الطبعة الثانية.
ظَهْر وتجمع على أظْهِرَة (قصة عنتر ص45) الظَهر في الظهر: ظهراً لظهر (بوشر).
ويقول عبد الواحد (ص244) إشارة إلى مهمة الصلب في نتاج النسل: انتشر من ظهر عمر هذا بشر كثير وكان له عدة من الولد.
ظَهْرَك! حَذَارِ! (كويان ص176، ما نتجازا ص89، بوشر، زيشر 11: 480).
شَدَّ ظَهْره: ساعده وآزره بكل قوته واعتنق حزبه، ويقال: ظهره مشدود، ومشدود الظهر، وله الظهر أي له من يستده ويؤيده (بوشر).
اشدٌّ ظهري: أرى أني قويّ. اشتد ظهري: أشعر بأني قوي (معجم الطرائف).
قطع ظهرَه: ملأه غماً وأحزنه وأشجاه ويقال أيضاً: علاه ظهراً، كما يقال: قُطع ظهره بالبناء للمجهول، أو انقطع ظهره (معجم الطرائف). أو تقطع ظهره (قصة عنتر ص48).
ظهره مقطوع أو مقطوع الظهر: مهمل، ليس له سند، ليس له من يؤيده (بوشر).
كسر الظهر: أضنى، أتعب (بوشر).
ظَهْر: مسند، جزء من الكرسي أو المقعد وغيرهما يسند إليه الظهر (بوشر).
ظَهْر: سطح سفينة (ابن بطوطة 4: 93).
ظهر الأرض: ظاهر الأرض سطح الأرض ويقال اختصاراً: على ظهرها أي على سطح الأرض.
وهذا موجود في القرآن الكريم ويقال كثيراً: على الظهر أي على الأرض بدل على ظهر الأرض.
على ظهر البحر: يقال أيضاً بمعنى على سطح البحر. وقد يقال بمعنى على شاطئ البحر ايضاً، وعلى ضفة البحر (معجم الطرائف) وانظر (معجم مسلم).
ظَهْر (الاصطخري ص9) والى ظهر وبظهر (الأغاني ص32، ابن جبير ص212، المقري 1: 486).
وعلى ظهر، وفي ظهر (ابن جبير ص13 ف، كرتاس ص131) كل هذا يعني: خلف، وراء (معجم الطرائف) وفي حيان - بسام (1: 47ق): خرج من باب بظهر القصر أي خلف القصر.
ظَهْر: مساعدة، عون، حماية (بوشر) ظَهْر: حامٍ، ظهير، مدافع (بوشر).
ظَهْر: جنود احتياط، رديف، وسفينة في المؤخرة (بوشر).
ظَهْر: قمَّة، ذروة، قنّة (همبرت ص 169).
على ظَهْر (الشيء) فوقه (الادريسي ص182، 187 وهذا هو الصواب في المخطوطات الأخرى. (كرتاس ص34).
حفظ على ظَهْر، وقرأ على ظَهْر. أي حفظ الشيء وقرأ من حفظه وفي فوك: حفظ ظَهَرْ، وقرأ ظَهَر.
ظَهْر: ورقة الغلاف (ابن خلكان 11: 123).
وقد تحرفت هذه العبارة في طبعة وستنفيلد وفي طبعة بولاق وفيها: ونقل من نسخة لكتاب إصلاح المنطق. والصواب: نُقل من ظَهْرَ نُسخة لكتاب إصلاح المنطق (من غير واو قيل نقل) والمعنى نقل ما تقدم من ورقة الغلاف لكتاب إصلاح المنطق.
ظُهَرَة: من يظهر سرّه ويبوح به ولا يكتمه (الكامل ص424) ظَهْريّ: نسبة إلى الظَهْر، صُلبي، فقاريّ (بوشر).
ظُهري: نسبة إلى الظُهر وهو نصف النهار وساعة زوال الشمس (فوك) والظهريات. جهاراً، في وضح النهار (بوشر).
ظَهْريَّة: مسند، قسم الكرسي وغيره من المقاعد الذي يسند إليه المظَهْر (بوشر).
ظُهْريَّة= ظهيرة أي وقت الظُهْر (باين سميث 1435).
ظَهرَوى: من الشمال (دوماس صحارى ص104، 240).
ظهور: فجر (فوك).
الظهور الإلهي: التجلي الالهي، الوحي الإلهي.
الكشف الإلهي (زيشر 3: 303).
عيد الظهور: عند النصارى عيد التجلي عيد الدنح أو الغطاس (همبرت ص153 محيط المحيط) ظَهير، وجمعها ظَهائر: شهادة، براءة مرسومة، وثيقة رسمية منح امتياز، منح هبة (عباد 2: 164 رقم 59 فوك) وفي كتاب ابن القوطية (ص6 و): وزعم عبد الرحمن بن عبد الله أن ولاية جَدَّهم عبد الرحمن الأندلسي كانت من قبل يزيد بن عبد الملك لا من قبل عامل أفريقية وبايديهم بذلك ظهير. وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص95): ولما دنا الرشيد إلى مدينة مراكش كتب لاهلها ظهيرا بتامين كافتهم- ووجه بهذا الظهير الفقيه القاضي الخ (ابن بطوطة 1: 35، 2: 34 كرتاس ص41، 45، تاريخ البربر 1: 252، دي ساسي ديب 9: 486 وصواب الكلمة فيه ظهير بدل طهير).
ظهير: مرسوم وثيقة رسمية كتبها يوسف الثاني امير الموحدين لرهبان دير بوبلات وقد نشرت في مذكرات تاريخ الأندلس (6: 115).
وتبدأ بما يلي: هذا ظهير كريم أمر به أمير المؤمنين- لرهبان بوبلات. وفي تاريخ تونس (ص101): ولما تقلد منصب الباشا صار يكتب في ظهائره إبراهيم الشريف باي داي باشا.
ظِهَارَة، وتجمع على ظَهائِر: جلباب أو قميص يلبس فوق الثياب من قماش أبيض (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( camisa ملحفة وقميص وظهاره) ورداء طويل أبيض (فوك، المقري1: 230،2: 88) ويذكر عريب (البيان 1: 157) انه رداء يرتدي شعاراً للحزن في عهد الامويين. وفي المقري (1: 251): عليهم الظهائر البيض شِعارُ الحزن.
ظُهَارة الدابة: ما يجعل على ظهرها وقاية لها، وهو من كلام المولدين (محيط المحيط).
ظاهر. هذا ليس على ظاهره: هذا ليس بالمحتمل هذا ليس قريباً من الحق (المقدمة ب: 13).
ظاهِر: عالٍ، مرتفع. يقال مثلاً بلد ظاهر (معجم البلاذري) ويظهر أن اسم المقري الظاهرة وهو اسم قرى نغزاوة في مقاطعة قسطلة يعني القرى المرتفعة (تاريخ البربر 1: 146، 2:639).
ظاهِرِ: رَبْوة، جبل (البكري ص109، 114، أماري ص118) وانظر تعليقات نقدية.
ظاهِر: فاخر، رائع، بديع، جميل، نفيس.
ويقال: لباس ظاهِر (دي ساسي طرائف 1: 2، المعجم اللاتيني العربي. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج وقال إنها صفة تستعمل أيضاً اسماً للباس الرائع البديع الجميل).
ظاهر: سطح السفينة (فريتاج طرائف ص134).
ظاهر وجمعها ظَواهِر مرسوم، براءة، امتياز، شهادة وثيقة، رسمية، مثل ظهير (الكالا).
الظاهر في خراسان نقيب العلويين. وانظر في مادة طاهر بالطاء المهملة.
ظاهِر الباب: الباب الرئيسي للبناية (بوشر).
ظاهِرة: يتكهنون بالمستقبل حسب ظواهر مأثورة وتأويلات محتملة (المقدمة 2: 171).
ولا ادري ما تعنيه الكلمة الأولى. وقد ترجمها دي ساسي (طرائف 2: 299) إلى الفرنسية بما معناه: حوادث حقيقية نقلتها الروايات المأثورة. وترجمها دي سلان بما معناه: حادثة كبيرة احتفظ بذكرها.
ظاهِر: تستعمل بدل ظَهْر ففي أماري (ص400) وبقي الأسطول على ظاهر البحر لا يمكنه الدخول إلى البلاد بسبب الريح أو بدل. ظهر البحر والمترجم لكتاب الاصطخري بغير أحياناً كلمة ظهر الواردة في النص بكلمة ظاهر (معجم الطرائف).
ظاهري: سطحي (بوشر).
أَظْهَر: هذا اظهر من الشمس: هذا أوضح من النهار، هذا أمر جلي، هذا بين صريح (بوشر).
تظهير: براءة، مرسوم، شهادة، وثيقة رسمية، ظهير (شيرب، مارتن ص90).
مَظْهّر: مَسْرَح. مشهد، جزء من فصول مسرحية، ومجازاً موقع يجتذب الانظار، ومنطقة ومجازاً. مكان يستطيع المرء أن ينمي مواهبه وخصاله الحسنة فيه (بوشر).
مَظْهَر: شيء محسوس؛ مادة، جسم وموضوع أو مادة حيث يقع فعل أو عمل- وبسبب العواطف والأعمال يقال مثلاً: مظهر الألطاف الملوكية، أي موضعها (بوشر).
مظاهر: تجليّات خارجية (المقدمة 3: 68).
حيث يلاحظ السيد دي سلان أن بعض الصوفية يرون أن المظاهر هي كل ما يتكون منه العالم المحسوس.
ظهـر
ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن يَظهَر، ظُهُورًا، فهو ظاهِر، والمفعول مظهور (للمتعدِّي)
• ظهَر الشَّيءُ:
1 - بدا واتَّضح بعد خفاء، تبيَّن وجودُه "ظهَر الحقُّ- ظهرت سُحُبُ الدُّخان في الأفق" ° ظهَر الغَضبُ على وجهه/ ظهَر الفرحُ على وجهه: تبيَّن وارتسم-
 ظهَر بمظهر لائق: بدا في هيئة لائقة- ظهَر على حقيقته: انكشف أمره، افتُضح- ظهَر للعيان: اتَّضح، بدا للنّظر- ظهَر لي رأي: بدت لي فكرة جديدة- يظهَر أنَّ: يبدو أنَّ.
2 - عزَّ وارتقى " {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ} ".
3 - شاع وكثُر وانتشر "ظهر الرّخاءُ في البلاد- ظهَر المرضُ بسبب المجاعة- {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ".
• ظهَر الشَّيءَ/ ظَهَر على الشَّيءِ: علاه، صار فوقَه "ظهَر الحائطَ- ظهَر على البيت- {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} ".
• ظهَر على عدوّه: غلبه، قوي عليه "ظهَر على منافسه- {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} ".
• ظهَر على الأمرِ: اطَّلَع عليه "ظهَر على السِّرِّ- {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ".
• ظهَر عنه العارُ: زال ولم يعلق به. 

ظهَرَ على2 يظهَر، ظَهْرًا وظُهورًا، فهو ظَهِير، والمفعول مَظْهور عليه
• ظهَر عليه فلانٌ: أعانه وسانده. 

ظهِرَ يَظهَر، ظَهَرًا، فهو ظهِر وظهِير
• ظهِر الشَّخصُ: اشتكَى ظَهْرَه. 

أظهرَ يُظهر، إظهارًا، فهو مُظهِر، والمفعول مُظهَر (للمتعدِّي)
• أظهر القَومُ: دخلوا في الظهيرة، ساروا في وقت الظُّهر " {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ".
• أظهر الشَّيءَ:
1 - بيَّنه وكشفه وأوضحه "أظهرت ذكاءً خارقًا- أظهر كفاءَته/ نواياه الحقيقيَّة/ خوفًا شديدًا/ عيوبُ المجتمع- ثوب يُظهر ما تحته".
2 - جعله وراء ظهره "أظهر حاجتي: استخفَّ بها".
• أظهر القرآنَ: قرأه على ظهر لسانه.
• أظهره على الأمر: أطلعه عليه "أظهر صديقَه على السرِّ- {وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ} ".
• أظهره على عدوِّه: نصره وأعلاه، أعانه عليه "أظهر اللهُ المسلمين على الكافرين- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ". 

استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على يستظهر، استظهارًا، فهو مُستظهِر، والمفعول مُستظهَر
• استظهر الدَّرسَ: حفظه وقرأه بلا كتاب "استظهر القصيدةَ عن ظهر قلب- استظهر القرآنَ".
• استظهر بفلان: استعان به "استظهرت بالله على الشّيطان".
• استظهر على عدوِّه: غلبه. 

تظاهرَ/ تظاهرَ بـ يتظاهَر، تظاهُرًا، فهو مُتَظاهِر، والمفعول مُتظاهَر به
• تظاهر القَومُ:
1 - تعاونوا " {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
2 - تجمَّعوا ليعلنوا رضاهم أو سخطهم على أمر يهمّهم "تظاهر الطُّلاّبُ/ العمّالُ".
3 - تدابروا وولَّى كلّ واحد منهم ظهرَه إلى صاحبه.
• تظاهر بالشَّيءِ:
1 - ادَّعى غير الحقيقة "تظاهر بالشّجاعة/ بالكرم- تظاهر بعدم معرفة الأمر".
2 - عرضه بتباه "تظاهر بمواهبه". 

تمظهرَ في يتمظهر، تَمَظْهُرًا، فهو مُتمظهِر، والمفعول مُتمظهَر فيه (انظر: م ظ هـ ر - تمظهرَ في). 

ظاهرَ1/ ظاهرَ من يظاهر، ظِهارًا، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر زوجتَه/ ظاهَر من زوجته: حرّمها على نفسه بقوله لها: أنت عليّ كظهر أُمِّي: أي أنت عليَّ حرامٌ " {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} ". 

ظاهرَ2 يُظاهِر، مظاهرةً، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر الشَّخصَ: عاوَنَه وناصَرَه " {وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} ". 

ظهَّرَ يظهِّر، تظهيرًا، فهو مُظهِّر، والمفعول مُظهَّر

(للمتعدِّي)
• ظهَّر النَّاسُ: ساروا في الظّهيرة، دخلوا فيها.
• ظهَّر شيكًا ونحوَه: كتب على ظهره ما يفيد تحويلَه إلى شخص آخر "شيك مظهَّر".
• ظهَّر الصُّورةَ: بيَّنها وأظهرها على الفيلم أو على الورق بفعل الموادّ الكيميائيَّة.
• ظهَّر الحَاجةَ: جعلها وراء ظهره. 

مظهَرَ يمظهِر، مَظْهَرةً، فهو مُمظهِر، والمفعول مُمظهَر (انظر: م ظ هـ ر - مظهَرَ). 

إظهاريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إظهار.
2 - (نف) نزعة المرء إلى إظهار مقدرته أو سلوكه بطريقة تلفت الأنظارَ إليه. 

استظهار [مفرد]: مصدر استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على.
• الاستظهار: الاجتهاد في الطلب والأخذ بالأحوط. 

تظاهُرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من تظاهرَ/ تظاهرَ بـ.
2 - خروج النَّاس إلى الشوارع مجتمعين تعبيرًا عن رأي أو احتجاجًا على فعل أو قول أو مطالبين بأمر يريدونه "تظاهرة شعبيَّة/ طلاّبيَّة- نظَّمت بعضُ النقابات عدَّة تظاهرات سلميَّة". 

تظهير [مفرد]: مصدر ظهَّرَ.
• التَّظهير:
1 - التصوير الشمسيّ؛ إبراز الصُّورة على الفيلم بغسله بمواد كيميائيَّة خاصّة.
2 - (قن) صيغة يكتبها حامل سند على ظهره لتحويل ملكيَّته إلى سواه. 

ظاهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° أهل الظَّاهر: العامَّة الذين يكتفون بظاهر الأشياء ولا يغوصون إلى بواطنها- حسَب الظَّاهر/ في ظاهر الأمر: كما يبدو للناظر- ظاهر الإثْم وباطنه: أفعال الجوارح، (وباطنه اعتقادات القلوب) - ظاهِر البلد: خارجه- قرأه ظاهرًا: أسمعه حفظًا بدون كتاب.
2 - (سف) ما يبدو من الشَّيء في مقابل ما هو عليه في ذاته.
3 - ما يدرك بالحواسّ " {وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} ".
• الظَّاهر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الغالب بالقدرة على كلّ شيء، الظَّاهر للعقول بأفعاله وحججه وبراهين وجوده وأدلّة وحدانيّته " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• الظَّاهر من الأسماء: (نح) ما ليس ضميرًا. 

ظاهراتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِرة: على غير قياس.
• منهج ظاهراتيّ: منهج يهتمُّ بوصف الظّواهر وتصنيفها، وهو عبارة عن الوصف العلميّ للظواهر الواقعيّة مع اجتناب كلِّ تأويل أو شرح أو تقييم. 

ظاهِراتيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ظاهِرات.
• الظَّاهراتيَّة: علم الظَّاهرات، وهو علم دراسة الخبرة الحسِّيَّة من زاوية وعي الفرد بها، أو تصنيف ظواهر أيّ فرع من فروع المعرفة دون محاولة التَّفسير، ومقابل هذه الدِّراسة: الدِّراسة التَّحليليَّة. 

ظاهِرة [مفرد]: ج ظاهِرات وظواهِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° ظاهرة الجَبل: أعلاه- عين ظاهرة: جاحظة.
2 - (سف) ما يمكن إدراكُه أو الشعور به، وما يُعرف عن طريق الملاحظة والتجربة "درَس أسبابَ الظاهرة وأحاط بها معرفة وتحليلاً" ° ظاهرة الثَّبات: ميل اللّمعان أو اللّون أو الحجم إلى البقاء ثابتا نسبيًّا بالرغم من التغيُّر الملحوظ في الإثارة.
3 - (كم) حقيقة أو حادث غير عاديّ أو نادر يمكن وصفه وإيضاحه على أساس علميّ.
4 - (مع) أمر ينجم بين الناس ويعمّ "ظاهرة الإدمان/ التدخين- ظاهرة الشِّعر الحرّ" ° الظَّاهرة الخُلُقيَّة: القواعد الخلقيّة التي تسود كلَّ شعب في حقبة مُعيَّنة من الزمن وعلى أساسها تصدر المحاكمُ أحكامَها ويظهر الرأي العامّ سخطَه أو رضاه- ظواهر التَّمرّد/ ظواهر المرض: أعراضه.
• الظَّاهرة السَّطحيَّة: (فز) ظاهرة تناوب التَّيَّار الكهربائيّ لكي يتدفَّق بالقرب من سطح المادَّة الموصِّلة للكهرباء.
• الظَّاهرة الجَوِّيَّة: (فك) ما يطرأ من أحوال الطَّبيعة كالحرارة والبرودة وهبوب الرِّياح.
• علم الظَّواهر: العلم الذي يدرس الظّواهر أو المعطيات التي تبدو للوعي دون أن يحاول اصطناع الفروض وتقديم
 التفسيرات لها. 

ظاهريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِر.
• التَّناقض الظَّاهريّ: (سف) عبارة تبدو متناقضة في ظاهرها مع أنَّها بالفحص والتَّأمّل يتبيَّن أنّ لها أساسًا من الحقيقة. 

ظاهريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من ظاهِر.
2 - (فق) مذهب يقوم على الأخذ بظاهر ألفاظ الكتاب والسّنة والإعراض عن التأويل والرأي والقياس. 

ظُهار [مفرد]: (طب) وَجَع يُصيب الظّهْرَ من أسباب متعدِّدة. 

ظِهار [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ1/ ظاهرَ من.
2 - (فق) تشبيه الرّجلِ زوجتَه أو جزءًا سائغًا منها أو جزءًا يعبّر به عنها بامرأة محرّمة عليه تحريمًا مؤبّدًا أو بجزء منها يحرم عليه النظر إليه كالظهر والبطن والفخذ. 

ظَهْر [مفرد]: ج أظْهُر (لغير المصدر) وظُهُور (لغير المصدر):
1 - مصدر ظهَرَ على2.
2 - دابَّة تحمل الأثقالَ في السَّفر "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ [حديث]- إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضًا قَطَعَ وَلا ظَهْرًا أَبْقَى [حديث]: المنبتُّ: المُجهِدُ دابَّتَه في السَّير".
• ظَهْر الإنسان: من مؤخّر الكاهل إلى أدنى العجُز، خلاف البَطْن "انحنى ظَهْرُه من ثقل الحِمْل- {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} " ° أدار له ظَهْره: تخلَّى وأعرض عنه- أَعْطاه عن ظَهْر يَدٍ: تفضُّلاً بلا بيع أو قرض أو مكافأة- أقام بين ظَهْرانَيْهم/ أقام بين ظَهْرَيْهم/ أقام بين أَظْهرُهم: بينهم، في وسطهم- أنتِ عليَّ كظَهْر أمِّي: أنت محرَّمة عليّ، وتسمّى صيغة الظِّهار- اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- انحناء الظَّهر: تقوّسه، ويستخدم مجازًا للتعبير عن شدّة الإرهاق- بِظَهْر الغَيب/ عن ظَهْر الغَيب: دون علم- حقيبة الظَّهْر: حقيبة توضع على ظهر حاملها، وتكون من الجلد ونحوه لها حمّالات على الكتف، وتصلح لحمل معدَّات التَّخييم ونحوه- سلسلة الظَّهْر: العمود الفقريّ- طعَنه في ظَهْره: غدر به، خانه- عمِل من وراء ظَهْره: خادعه- قتله ظهْرًا: غيلة- قصَم ظَهْرَه: حمَّله ما لا يطيق، أنزل به مصيبة عظيمة- قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره- قلبه ظَهْرًا على عَقِب: جعل عاليه سافله- قويّ الظَّهر: كثير الأنصار- ليس له ظَهْر: ليس له سند- ما يُلوَى ظَهْرُه: قويٌّ لايصرعه أحد- مِنْ خَلْف ظَهْره/ مِنْ وراء ظَهْره: في غيابه، بدون علمه- هو ثقيل الظَّهْر: كثير العيال- هو خفيف الظَّهْر: قليل العيال- هو يأكل من ظهر يدي/ هو يأكل على ظهر يدي: أُنفق عليه.
• ظَهْر الشَّيء:
1 - أعلاه "ظَهْر السفينة/ الحيوان- ظَهْر الأرض: ظاهرها وسطحها".
2 - الجانب الخلفيّ له "ظَهْر القماش/ الورقة/ الكفّ" ° ظَهْر الصُّورة: الوجه السيِّئ لأمر ما- ظَهْر العُملة/ ظَهْر الميدالية: مقابل وجهها الذي يحمل التصميم الرئيسيّ- ظَهْر الغَيْب: المجهول- على ظَهْر لسانه: قريب حاضر- قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب: حفظًا دون كتاب- قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة. 

ظَهَر [مفرد]: مصدر ظهِرَ. 

ظَهِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ. 

ظُهْر [مفرد]: ج ظُهُور: منتصف النّهار، ساعة زوال الظّل "انتهيت من عملي ظُهرًا" ° أراه النُّجومَ في الظُّهر: ضايقه بشدّة- بعد الظُّهْر: الفترة الواقعة ما بين منتصف النّهار وحلول اللّيل- رأى الكَواكبَ ظُهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل.
• الظُّهْران: الظُّهْر والعصر. 

ظَهْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظَهْر: "زعنفة ظهريّة: زعنفة رئيسيّة على سطح ظهر الأسماك وبعض الثدييّات البحريّة".
• الحبل الظَّهْريّ: (شر) العمود الفقريّ الأَوَّليّ، حبل مرن يشكِّل الدّعامة الأساسيَّة للجسم في الحبليّات السُّفلى. 

ظِهْريّ [مفرد]: ما يجعله المرء وراء ظهره وينساه "جعله ظِهْريًّا- {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} ". 

ظُهُور [مفرد]: مصدر ظهَرَ على2 وظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت إليه الأنظار. 

ظَهير [مفرد]: ج ظُهَراء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ وظهَرَ على2: "كان لصديقه ظِهيرًا- {فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} ".
2 - (رض) أحدُ لاعبي كرة القدم الأحد عشر، وهما ظهيران أيمن وأيسر "أنقذ الظهيرُ الأيمن هدفًا مؤكّدًا". 

ظَهيرة [مفرد]:
1 - مؤنَّث ظَهير.
2 - وقت الظُّهر، منتصف النّهار "مكث في البيت حتى الظَّهيرة- طعام الظَّهيرة- شهِد لقاءَ الظَّهيرة- {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} " ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النّهار- قام قائم الظَّهيرة: أبطأت حركة الشّمس ظهرًا، قيل ذلك لأنّ الشّمس إذا بلغت وسط السّماء وأبطأت حركة الظلّ حسبها الناظر أنها وقفت. 

مُظاهَرة [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ2.
2 - تظاهُرة، إعلان رأيٍ أو إظهار عاطفة في صورة مسيرة جماعيّة "مظاهرة شعبيّة/ طلاّبيَّة- مظاهرة احتجاج/ تأييد- مظاهرات مطالبة بالديمقراطيّة". 

مَظْهر [مفرد]: ج مظاهر: شكل خارجيّ، صورة يبدو عليها الشّيء "مظاهر انفراج الأزمة آخذة في الازدياد- المظاهر خدّاعة: خلاف الحقيقة- حسن المظهر والمخبر" ° مظاهر الاحترام/ مظاهر الفَرح: دلائله- مظاهر الحَياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبّر بها الكائن الحيّ عن حيويَّته. 

مُظْهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أظهرَ.
2 - (كم) محلول كيميائيّ لإظهار الصور. 

مَظهريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَظْهر: "لا يهتمُّ بالأمور المظهريّة- أجرى بعض التغييرات المظهريّة لا الجوهريّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَظْهر: حالة من الخداع وإظهار ما هو خلاف الحقيقة والواقع "تتَّسم أفعالُه غالبًا بالمظهريَّة- أثبتوا سوءَ نيّاتهم بهذه المظهريَّة الكاذبة". 

ظهر: الظَّهْر من كل شيء: خِلافُ البَطْن. والظَّهْر من الإِنسان: من

لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح بذلك

اللحياني، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف، والجمع أَظْهُرٌ

وظُهور وظُهْرانٌ. أَبو الهيثم: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، والكاهلُ

والكَتَِدُ ستُّ فقارات، وهما بين الكتفين، وفي الرَّقبَة ست فقارات؛ قال أَبو

الهيثم: الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ، قال

الأَزهري: هذا في البعير؛ وفي حديث الخيل: ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها

ولا ظُهورها؛ قال ابن الأَثير: حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها

مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها؛ ومنه الحديث الآخر: ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ

ظَهْرِها. وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَه، وكذلك يقول

المُدَبِّرُ للأَمر. وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه

لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قال الفرزدق:

كيف تراني قالباً مِجَنّي،

أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ

وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله

ظَهْرَه معرفة، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله، وإِن اختلف وجه التعريف؛

قال سيبويه: هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على

الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول،

فالبدل أَن يقول: ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ

والبطنُ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه، فهذا كله على البدل؛ قال: وإِن شئت كان

على الاسم بمنزلة أَجمعين، يقول: يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما

يصير أَجمعون توكيداً للقوم، كأَنك قلت: ضُرِبَ كُلّه؛ قال: وإِن شئت

نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ، قال: ولكنهم أَجازوا هذا كما

أَجازوا دخلت البيتَ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل، قال: وليس

المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت: هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت

تعني شيئاً على ظهره لم يجز، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن

والسَّهْل والجَبَلِ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله، وكما لم يجز حذف حرف الجر

إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ

والجبلَ بهذا، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء.

وقوله، صلى الله عليه وسلم: ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ

بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ؛ قال أَبو عبيد: قال بعضهم

الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله، وقيل: الظهر الحديث والخبر، والبطن ما

فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه،

أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن

قيل: ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل: أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف

معناه، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره، وقيل: قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي

الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير، وقيل: أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم

والتعلم. والمُظَهَّرُ، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. وظَهَره

يَطْهَرُه ظَهْراً: ضرب ظَهْره. وظَهِرَ ظَهَراً: اشتكى ظَهْره. ورجل

ظَهِيرٌ: يشتكي ظَهْرَه. والظَّهَرُ: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل، بالكسر، إِذا

اشتكى ظَهْره. الأَزهري: الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ، ورجل مَظْهُورٌ.

وظَهَرْتُ فلاناً: أَصبت ظَهْره. وبعير ظَهِير: لا يُنْتَفَع بظَهْره من

الدَّبَرِ، وقيل: هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره؛ قال ابن سيده: رواه

ثعلب. ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ: قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر: شديد

الصَّدْر، ومَصْدُور: يشتكي صَدْرَه؛ وقيل: هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن

يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً. ورجل خفيف الظَّهْر:

قليل العيال، وثقيل الظهر كثير العيال، وكلاهما على المَثَل. وأَكَل الرجُل

أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها. قال: وأَكل أَكْلَةً

إِن أَصبح منها لناتياً، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها؛ يقول: سَمِنْتُ

منها. وفي الحديث: خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان

عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى، وقيل: أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال؛ والظَّهْرُ قد

يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ

قَويٍّ من المال. قال مَعْمَرٌ: قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، ما

ظَهْرُ غِنًى؟ قال أَيوب: ما كان عن فَضْلِ عيال. وفي حديث طلحة: ما

رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ، قيل: عن ظهر يَدٍ

ابْتدَاءً من غير مكافأَة. وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو

يُنْفِقُ عليه. والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس.

قال الفراء: العرب تقول: هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ

لظاهرها الذي تراه. قال الأَزهري: وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه

كَبَطْنه، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه، ولما وَلِيَ غَيْرَك

ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه

الجسدَ وكان داخلاً، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ؛ وكذلك

ظِهارَة البِسَاطِ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ. ويقال: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا

جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً، وجمع الظِّهارَة

ظَهَائِر، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ، بالكسر: نقيض البِطانة.

وَظَهَرْتُ البيت: عَلَوْتُه. وأَظْهَرْتُ بفلان: أَعليت به. وتظاهر

القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه.

وأَقْرانُ الظَّهْرِ: الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب،

مأْخوذ من الظَّهْرِ؛ قال أَبو خِراشٍ:

لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً،

ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ

الأَصمعي: فلان قِرْنُ الظَّهْر، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم؛

قال ذلك ابن الأَعرابي، وأَنشد:

فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه،

ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ

وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده:

فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا،

ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ

قال: أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد

غلباك. وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف، وهو من الظَّهْر. ابن

بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه.

والظَّهْرُ: الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على

ظُهُورها. وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه، كما

يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ. وفي حديث عَرْفَجَة: فتناول

السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به؛ الظَّهْر: الإِبل التي يحمل عليها

ويركب. يقال: عند فلان ظَهْر أَي إِبل؛ ومنه الحديث: أَتأْذن لنا في نَحْر

ظَهْرنا؟ أَي إبلنا التي نركبها؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران، بالضم؛ ومنه

الحديث: فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة. وفلانٌ على

ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك؛ قال يصف

أَمواتاً:

ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا

معي، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ

والبعير الظَّهْرِيُّ، بالكسر: هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه، نسب

إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس. يقال: اتَّخِذْ معك بعيراً أَو

بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ، وفي

الصحاح: ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد. وبَعير

ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً، وناقة ظهيره. وقال الليث:

الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً. وفي

الحديث: فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ، يعني شديد

الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ؛ وقد ظَهَّر به

واسْتَظَهْرَهُ.

وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها: جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم

يَخِفَّ لها، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها

كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر،

كقوله تعالى: فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ

إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك؛ قال

الفرزدق:تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي

بظَهْرٍ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها

والظِّهْرِيُّ: الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه.

والظِّهْرِيُّ: الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه؛ ومنه قوله: واتَّخَذْتَمُوه

وراءكم ظِهْرِيّاً؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه. ابن سيده: واتخذ حاجته

ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر، على غير قياس، كما

قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ. وفي حديث علي، عليه السلام:

اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه

وراء ظهوركم، قال: وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب؛ وقال ثعلب في قوله

تعالى: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً: نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم؛ وقال

الفراء: يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم، يقول شعيب، عليه السلام:

عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه. وقال في أَثناء

الترجمة: أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ، وذلك لا

ينجيكم من الله تعالى. يقال: اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً. ويقال

للشيء الذي لا يُعْنَى به: قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ.

وقولهم. ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها. وحاجتُه عندك ظاهرةٌ

أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ. وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ: جعلها وراء

ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عبيدة: جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي

خَلْفِي؛ ومنه قوله: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً، وهو استهانتك بحاجة الرجل.

وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني. وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ: قَوِيَ. وفي

التنزيل العزيز: أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ أَي

لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء؛ وقوله:

خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا،

أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ

هو من ذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه،

قال: وليس بقوي، وأَراد منها عازب ومنها مشغول، وكل ذلك راجع إِلى معنى

الظَّهْر. وأَما قوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر

منها؛ روي الأَزهري عن ابن عباس قال: الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ، وقالت

عائشة: الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة، وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة

الثياب. والظَّهْرُ: طريق البَرِّ. ابن سيده: وطريق الظَّهْره طريق

البَرِّ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر. والظَّهْرُ من

الأَرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ.

وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال

دُرْأً؛ وقال مرة: سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً؛ قال الأَزهري:

وأَحْسِبُ الظُّهْر، بالضم، أَجْودَ لأَنه أَنشد:

ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً،

ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ

وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا: انحدرت منه إِليه، وخص أَبو

حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ

إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها. وفي كتاب عمر،

رضي الله عنه، إِلى أَبي عُبيدة: فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها

يعني إِلى أَرض ذكرها، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم. وفي حديث

عائشة: كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر، تعني الشمس، أَي تعلو

السَّطْحَ، وفي رواية: ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم

ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها؛ ومنه قوله:

وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا

يعني مَصْعَداً.

والظاهِرُ: خلاف الباطن؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فهو ظاهر وظهِير؛

قال أَبو ذؤيب:

فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم،

ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، ظَهِيرُ

ويروى طهير، بالطاء المهملة. وقوله تعالى: وذَروا ظاهِرَ الإِثم

وباطِنَه؛ قيل: ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ، وباطنه الزنا؛ قال

الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أَعلم، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً

وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً. والظاهرُ:

من أَسماء الله عز وجل؛ وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّل والآخر والظاهر

والباطن؛ قال ابن الأَثير: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه؛ وقيل: عُرِفَ

بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه.

وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم، بفتح النون ولا يكسر: بين

أَظْهُرِهم. وفي الحديث: فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم؛ قال ابن

الأَثير: تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على

سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً،

ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه، ومن

جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم

مطلقاً.

ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة

أَو في الأَيام، وهو من ذلك. وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه، فهو بين

ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه. وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال

بينكما؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري عن الفراء: فلانٌ بين ظَهْرَيْنا

وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد، قال: ولا يجوز بين ظَهْرانِينا، بكسر

النون. ويقال: رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر. قال

الفراء: أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام. قال: وقال أَبو

فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين. ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء: هو

بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه؛ وأَنشد:

أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا

والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعي: يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض

وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها. ويقال: هاجَتْ ظَواهِرُ

الأَرض. ابن شميل: ظاهر الجبل أَعلاه، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه، استوى

أَو لم يستو ظاهره، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال

مُهَلْهِلٌ:

وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين،

كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره

وقال الكميت:

فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا

حِ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ

قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل،

وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم

نزول بظواهر جبالها؛ ويقال: أَراد بالظواهر أَعلى مكة. وفي الحديث ذِكر

قريشِ الظَّواهِرِ، وقال ابن الأَعرابي: قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا

بظُهور جبال مكة، قال: وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر،

وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة.

والظُّهارُ: الرّيشُ. قال ابن سيده: الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس

والمَطَرَ من الجَناح، وقيل: الظُّهار، بالضم، والظُّهْران من ريش السهم

ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ، وهو أَجود

الريش، الواحد ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس، وأَما ظُهار فنادر؛ قال:

ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ،

والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ

أُخْرَى، وهو أَجود ما يكون، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فهو

لُغابٌ ولَغْبٌ. وقال الليث: الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر

وهو في الجناح، قال: ويقال: الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ، ويجمع على

الظُّهْرانِ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو

عَيْبٌ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش، والجمع الظُّهْرانُ،

والبُطْنان الجانب الطويل، الواحد بَطْنٌ؛ يقال: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا

تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ؛ وقد ظَهَّرت

الريش السهمَ. والظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان؛ عن

أَبي حنيفة. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ،

فالبطن ما يلي منها الوَتَر، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ.

وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين: لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق

بينهما وطابقَ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن، وقيل: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ

بعضها على بعض.

وفي الحديث: أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما

فوق الأُخرى، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد؛ وقول وَرْقاء بن

زُهَير:رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ،

فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ

فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً،

ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ

إِنما عنى بالحديد هنا الدرع، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي

هو الحديد؛ وقال أَبو النجم:

سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها،

ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها،

وظاهِري بِجَلِفٍ عليها

قال ابن سيده: هو من هذا، وقد قيل: معناه اسْتَظْهِري، قال: وليس بقوي.

واسْتَظَهْرَ به أَي استعان. وظَهَرْتُ عليه: أَعنته. وظَهَرَ عَليَّ:

أَعانني؛ كلاهما عن ثعلب. وتَظاهرُوا عليه: تعاونوا، وأَظهره الله على

عَدُوِّه. وفي التنزيل العزيز: وإن تَظَاهَرَا عليه. وظاهَرَ بعضهم بعضاً:

أَعانه، والتَّظاهُرُ: التعاوُن. وظاهَرَ فلان فلاناً: عاونه.

والمُظاهَرَة: المعاونة، وفي حديث علي، عليه السلام: أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ

وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان. والظَّهِيرُ: العَوْنُ، الواحد والجمع في ذلك

سواء، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر

والمؤُنث والجمغ، كما قال الله عز وجل: إِنَّا رسولُ رب العالمين. وفي

التنزيل العزيز: وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً؛ يعني بالكافر الجِنْسَ،

ولذلك أَفرد؛ وفيه أَيضاً: والملائكة بعد ذلك ظهير؛ قال ابن سيده: وهذا كما

حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ؛ والظَّهِيرُ:

المُعِين. وقال الفراء في قوله عز وجل: والملائكة بعد ذلك ظهير، قال: يريد

أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء. قال ابن سيده: ولو قال قائل إِن

الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً، ولكن حَسُنَ أَن

يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله: والملائكة بعد ذلك، أَي مع نصرة هؤلاء،

ظَهيرٌ. وقال الزجاج: والملائكة بعد ذلك ظهير، في معنى ظُهَراء، أَراد:

والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَي أَعوان النبي،

صلى الله عليه وسلم، كما قال: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً؛ أَي رُفَقاء، فهو

مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في

قوله:

يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي،

إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ

يعني لَسْنَ لي بأُمَراء. وأَما قوله عز وجل: وكان الكافر على ربه

ظَهيراً؛ قال ابن عَرفة: أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى. وقوله عز وجل:

وظاهَرُوا على إِخراجكم؛ أَي عاوَنُوا. وقوله: تَظَاهَرُونَ عليهم؛ أَي

تَتَعاونُونَ. والظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قال تميم:

أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ،

وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا

والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ: الكسر عن كراع: كالظَّهْرِ. وهم ظِهْرَةٌ

واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه

وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه. وظَاهرَ عليه:

أَعان. واسْتَظَهَره عليه: استعانه. واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر: استعان. وفي

حديث علي، كرّم الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه.

وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي:

هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً، بجزم الهاء، وأَما

الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره، بكسر الظاء. الليث: رجل

ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت

ظِهْريٌّ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ.

والظُّهُور: الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه. ابن سيده: الظُّهور

الظفر؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه. وله ظَهْرٌ أَي مال

من إِبل وغنم. وظَهَر بالشيء ظَهْراً: فَخَرَ؛ وقوله:

واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ

أَي افْخَرْ به على غيره. وظَهَرْتُ به: افتخرت به وظَهَرْتُ عليه:

يقال: ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه. وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب

عليه. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وفي الحديث: فظَهَر الذين كان بينهم

وبين رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع

يدعو عليهم؛ أَي غَلَبُوهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا:

والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى: فَغَدَرُوا

بهم. وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا، وقيل: معناه أَنه لا يلتفت

إِليهم؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة:

فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا

وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ؟

أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم. وفلان لا

يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم.

والظَّهَرَةُ، بالتحريك: ما في البيت من المتاع والثياب. وقال ثعلب: بيت

حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه، والأَهَرَةُ

ما بَطَنَ منه. ابن الأَعرابي: بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ

والعَقارِ بمعنى واحد. وظَهَرَةُ المال: كَثْرَتُه. وأَظْهَرَنَا الله على

الأَمر: أَطْلَعَ. وقوله في التنزيل العزيز: فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه؛

أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه. يقال: ظَهَرَ على الحائط

وعلى السَّطْح صار فوقه. وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه. ويقال: ظَهَرَ

فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه. وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: علاه. وقوله

تعالى: ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون، والمعارج الدَّرَجُ. وقوله

عز وجل: فأَصْبَحُوا ظاهِرين؛ أَي غالبين عالين، من قولك: ظَهَرْتُ على

فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته. يقال: أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين

أَي أَعلاهم عليهم.

والظَّهْرُ: ما غاب عنك. يقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ، والظَّهْر

فيما غاب عنك؛ وقال لبيد:

عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها

ويقال: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه، كما يقال: حَفِظَه عن

ظَهْر قلبه. وفي الحديث: من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره؛ أَي حفظه؛ تقول:

قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي. وظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه

عن غير كتاب. وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً.

والظاهرةُ: العَين الجاحِظَةُ. النضر: لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت

نُقْرَة العَيْن، وهي خلاف الغائرة؛ وقال غيره: العين الظاهرة هي الجاحظة

الوَحْشَةُ. وقِدْرٌ ظَهْرٌ: قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ

لِقِدَمِها؛ قال حُمَيْدُ بن ثور:

فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها،

ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ

وتَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ، فهو ضدّ. وقتله

ظَهْراً أَي غِيْلَةً؛ عن ابن الأَعرابي. وظَهَر الشيءُ بالفتح،

ظُهُوراً: تَبَيَّن. وأَظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنْته. والظُّهور: بُدُوّ الشيء

الخفيّ. يقال: أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه. ويقال:

فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد. وقوله: إِن

يَظْهَرُوا عليكم؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا. يقال: ظَهَرْت على الأَمر. وقوله

تعالى: يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم.

الأَزهري: والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابن شميل: الظُّهَارِيَّة أَن

يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه. يقال: أَخذه الظُّهارِيَّةَ

والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى.

والظُّهْرُ: ساعة الزوال، ولذلك قيل: صلاة الظهر، وقد يحذفون على

السَّعَة فيقولون: هذه الظُّهْر، يريدون صلاة الظهر. الجوهري: الظهر، بالضم،

بعد الزوال، ومنه صلاة الظهر.

والظَّهِيرةُ: الهاجرة. يقال: أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم

الظَّهِيرة. وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر؛ قال ابن الأَثير: هو اسم لنصف

النهار، سمي به من ظَهِيرة الشمس، وهو شدّة حرها، وقيل: أُضيفت إِليه

لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ، وقيل: أَظْهَرُها حَرّاً، وقيل:

لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت. وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث،

وهو شدّة الحرّ نصف النهار، قال: ولا يقال في الشتاء ظهيرة. ابن سيده:

الظهيرة حدّ انتصاف النهار، وقال الأَزهري: هما واحد، وقيل: إِنما ذلك في

القَيْظِ مشتق. وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة، قال:

ومُظْهِراً، بالتخفيف، هو الوجه، وبه سمي الرجل مُظْهِراً. قال الأَصمعي: يقال

أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى. ويقال: أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ

إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر. وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر.

وأَظْهر القومُ: دخلوا في الظَّهِيرة. وأَظْهَرْنا. دخلنا في وقت الظُّهْر

كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء، ونجمع الظَّهيرة على

ظَهائِرَ. وفي حديث عمر: أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال: كَذَبَتْكَ

الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر. وفي التنزيل

العزيز: وحين تُظْهِرونَ؛ قال ابن مقبل:

وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه

عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً؛ أَلا ترى أَن قبل هذا:

فأَضْحَى له جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ،

أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ

ويقال: هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل، وقيل: ظاهرٌ عنك أَي ليس

بلازم لك عَيْبُه؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ

تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها

وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها،

وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها

ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة

والذكرِ القبيح. ويقال: ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا

عَنِّي، وفي النهاية: إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء؛ وقيل لابن

الزبير: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها؛ فقال متمثلاً:

وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها

أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه

فيَزيدُه نُبْلاً. وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه. وهذا

أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك.

والظِّهارُ من النساء، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته، ومنها، مُظاهَرَةً

وظِهاراً إِذا قال: هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر،

وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى. وقوله عز وجل: والذين

يَظَّهَّرُون من نِسائهم؛ قُرئ: يظاهِرُون، وقرئ: يَظَّهَّرُون، والأَصل

يَتَظَهَّرُون، والمعنى واحد، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته: أَنتِ عليّ

كظَهْر أُمِّي. وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان

الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت

الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته، وهو الظِّهارُ، وأَصله مأْخوذ من

الظَّهْر، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج، وهذه أَولى

بالتحريم، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت،

فكأَنه إِذا قال: أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي، أَراد: رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام

كركُوب أُمي للنكاح، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب، وأَقام

الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب، وهذا من لَطِيف الاستعارات

للكناية؛ قال ابن الأَثير: قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها،

فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة، قال: وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها

إِلى السماء كان حراماً عندهم، وكان أَهلُ المدينة يقولون: إِذا أُتِيت

المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرجل

المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر، ثم لم

يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه؛ قال: وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن

لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ

ويحترزون منها، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها، كما

قيل: آلى من امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن.

وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة: إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها

الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت

بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي؛ قال الأَزهري: ومعنى

الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق، وهو مأْخوذ من

الظِّهْرِيّ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك، قال الأَزهري: واتخاذُ الظِّهْرِيّ

من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه

إِليه، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته،

فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون

مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة، ثم

يقال: استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ

مُقامَ الاحتياط في كل شيء، وقيل: سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه

جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن

مَسَّت إِليه؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب: واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم

ظِهْرِيّاً. وفي الحديث: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا؛ أَي

يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من

الأَضْياف وأَبناءِ السبيل.

والظاهِرةُ من الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار.

ويقال: إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار. وقال

شمر: الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر؛ يقال:

شاؤُهم ظَواهِرُ، والظاهرةُ: أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً. وظاهرةُ الغِبِّ:

هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ

قليلاً.

وظُهَيْرٌ: اسم. والمُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل. ابن سيده:

ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم. والظَّهْرانُ ومَرُّ

الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثير:

ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً

بالله، عند مَحارِم الرحمنِ

بالراقِصات على الكلال عشيّة،

تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

العَرْمَضُ ههنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة: وروى ابن

سيرين: أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً

ومُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ،

وقيل: هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين. والمُعَقَّدُ:

بُرْدٌ من بُرود هَجَر، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، وهو واد بين مكة

وعُسْفان، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ، بفتح الميم وتشديد الراء؛ وفي

حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده، صلى الله عليه وسلم:

بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا،

وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا

فغَضِبَ وقال: إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى؟ قال: إِلى الجنة يا

رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله. المَظْهَرُ: المَصْعَدُ. والظواهر:

موضع؛ قال كثير عزة:

عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ،

فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت، فالأَصافِرُ

ظهر
: (الظَّهْرُ) من كلّ شيْءٍ: (خلافُ البَطْنِ) .
والظَّهْرُ من الإِنْسَانِ: من لَدُنْ مُؤَخَّرِ الكاهلِ إِلى أَدْنَى العَجُزِ عِنْد آخِرِه، (مُذَكَّرٌ) لَا غيرُ، صَرَّح بِهِ اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ من الأَسماءِ الَّتِي وُضِعَتْ مَوضِعَ الظُّروفِ، (ج: أَظْهُرٌ، وظُهُورٌ، وظُهْرَانٌ) ، بضمّهما. (و) من المَجَاز: الظَّهْرُ: (الرّكابُ) الَّتِي تَحْمِلُ الأَثْقَالَ فِي السَّفَرِ على ظُهورِها.
(و) يُقَال: (هُمْ مُظْهِرُونَ، أَي لَهُم ظَهْرٌ) يَنقُلُون عَلَيْهِ، كَمَا يُقَال: مُنْجِبُون، إِذا كانُوا أَصحابَ نَجائِب.
وَفِي حَدِيث عَرْفَجَةَ: (فتَنَاولَ السَّيْفَ من الظَّهْرِ، فحَذَفَه بهِ) المرادُ بِهِ الإِبلُ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا ويُركَب، يُقَال عِنْد فُلانٍ ظَهْرٌ، أَي إِبِلٌ، وَمِنْه الحديثِ: (أَتَأْذَنُ لنا فِي نَحْرِ ظَهْرِنا) أَي إِبلِنا الَّتِي نَرْكَبُها، ويُجمَع على ظُهْرَانٍ، بالضّمّ، وَمِنْه الحَدِيث: (فجَعَل رِجالٌ يَستَأْذِنُونَه فِي ظُهْرَانِهم فِي عُلْوِ المَدِينَةِ) .
(و) الظَّهْرُ: (القِدْرُ القَدِيمةُ) ، يُقَال: قِدْرٌ ظَهْرٌ، وقُدُورٌ ظُهورٌ، أَي قدِيمَةٌ، كأَنّها لقِدَمِها تُرْمَى ورَاءَ الظَّهْرِ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
فتَغَيَّرَتْ إِلاّ دَعَائِمَها
ومُعَرَّساً من جَوْفِه ظَهْرُ
(و) الظَّهْرُ: (ع) ذكره الصاغانِيّ.
(والظَّهْرُ) : (المالُ الكثِيرُ) ، يُقَال: لَهُ ظَهْرٌ، أَي مالٌ من إِبِلٍ وغَنَمٍ.
(و) الظَّهْرُ: (الفَخْرُ بالشَّيْءِ) .
وظَهَرْتُ بِهِ: افْتَخَرْتُ بهِ، قَالَ زِيَادٌ الأَعْجَمُ:
واظْهَرْ بِبِزَّتِهِ وعَقْدِ لِوَائِهِ
واهْتِفْ بِدَعْوَةِ مُصْلِتِين شَرَامِحِ
أَي افْخَر بهِ على غيرِه، قَالَ الصّاغانيّ: وروى القصيدَةَ الأَصمعيُّ للصَّلَتَانِ.
(و) الظَّهْرُ: (الجَانِبُ القَصِيرُ من الرِّيشِ، كالظُّهَارِ بالضّمّ، ج: ظُهْرانٌ) ، بالضَّمّ، والبُطْنَانُ الجانِبُ الطَّوِيلُ، يُقَال: رِشْ سَهْمَكَ بظُهْرَانٍ، وَلَا تَرِشْه ببُطْنَانٍ، واحدُهُما ظَهْرٌ وبَطْنٌ، مثْل عَبْدٍ وعُبْدَان.
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الظُّهْرَانُ: الرِّيشُ الَّذِي يَلِي الشَّمْسَ والمَطَرَ من الجَنَاحِ. وَقيل: الظُّهَارُ والظُّهْرَانُ من رِيشِ السَّهْمِ: مَا جُعِلَ مِنْ ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشَةِ، وَهُوَ الشَّقُّ الأَقْصرُ، وَهُوَ أَجْوَدُ الرِّيشِ، الواحِدُ ظَهْرٌ، فأَمّا ظُهْرَانٌ فعَلَى القِيَاسِ، وأَمّا ظُهَارٌ فنادِرٌ، قَالَ: ونَظِيرُه عَرْقٌ وعُرَاقٌ، ويُوصَف بِهِ فَيُقَال: رِيشٌ ظُهَارٌ وظُهْرَانٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الظُّهَارُ من الرِّيشِ: هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ من ريشِ الطّائِرِ، وَهُوَ فِي الجَنَاحِ، قَالَ: وَيُقَال: الظُّهَارُ جَمَاعَةٌ واحدُهَا ظَهْرٌ، ويُجْمَعُ على الظُّهْرَانِ، وَهُوَ أَفضلُ مَا يُراشُ بِهِ السَّهْمُ، فإِذا رِيشَ بالبُطْنَانِ فَهُوَ عَيْبٌ.
(و) من المَجَازِ: الظَّهْرُ: (طَرِيقُ البَرِّ) ، قَالَ ابْن سِيدَه: وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ، وذالك حِين يكون فِيهِ مَسْلَكٌ فِي البَرِّ ومَسْلَكٌ فِي البَحْرِ.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَلُظَ من الأَرْضِ وارْتَفَعَ) ، والبَطْنُ: مَا لاَنَ مِنْهَا وسَهُلَ ورَقَّ واظْمَأَنَّ.
(و) قَوْله صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَا نَزَلَ من القُرْآنِ آيَةٌ إِلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ، ولكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولِكُلِّ حَدَ مُطَّلَعُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: قَالَ بعضُهُم: الظَّهْرُ: (لَفْظُ القُرآنِ، والبَطْنُ: تَأْوِيلُه) .
(و) قيل: الظَّهْرُ: (الحَدِيثُ والخَبَرُ) والبَطْنُ: مَا فِيهِ من الوَعْظِ والتَّحْذِيرِ والتَّنْبِيه، والمُطَّلَعُ: مَأْتَي الحَدِّ ومَصْعَدُه.
وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ) ، قيل: ظَهْرُها: لَفْظُهَا، وبَطْنُها: مَعْنَاهَا.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ مَا ظَهَرَ تأْوِيلُه وعُرِفَ مَعْنَاه، وبالبَطْنِ مَا بَطَنَ تَفْسِيرُه.
وَقيل: قَصُصُه فِي الظَّاهِرِ أَخْبَارٌ، وَفِي؟ ؟ عِبْرَةٌ وتَنْبِيهٌ وتَحْذير.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ التِّلاوَةَ، وبالبَطْنِ التّفَهُّمَ والتَّعَلُّم.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَابَ عَنْكَ) ، يُقَال: تكَلَّمْتُ بذالك عَن ظَهْرِ غَيْبٍ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ لَبِيدٌ:
وتكَلَّمَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا
عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها
(و) الظَّهْرُ: (إِصَابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ والفِعْلُ كجَعَلَ) ، ظَهَرَهُ يَظْهَرُه ظَهْراً: ضَرَبَ ظَهْرَه، فَهُوَ مَظهُورٌ.
(و) الظَّهَرُ (بالتَّحْرِيكِ: الشِّكَايَةُ من الظَّهْرِ) ، يُقَال: (ظَهِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ، فَهُوَ ظَهِيرٌ) : اشتَكَى ظَهْرَه، وكذالك مَظْهُورٌ: بِهِ ظُهَارٌ، وَهُوَ وَجَعُ الظَّهْرِ، قالَه الأَزهريّ.
(وَهُوَ) ، أَي الظَّهِيرُ أَيضاً: (القَوِيُّ الظَّهْرِ) ، صَحيحُه، قَالَه اللَّيْث، (كالمُظَهَّرِ، كمُعَظَّمٍ) ؛ كَمَا يُقَال: رجلٌ مُصَدَّرٌ: شَدِيدُ الصَّدْرِ، ومَصْدُور: يَشْتَكِي صَدْرَه.
وَقيل: هُوَ الصُّلْب الشَّدِيدُ، من غيرِ أَن يُعَيَّنَ مِنْهُ ظَهْرٌ وَلَا غَيْرُه. بَعِيرٌ ظَهِيرٌ. وناقَةٌ ظَهِيرَةٌ. (وَقد ظَهَرَ ظَهَارَةً بالفَتْح) .
(و) يُقَال: (أَعْطَاهُ عَن ظَهْرِ يَدٍ) ، هُوَ مأْخُوذٌ من الحَدِيث: (مَا رأَيْتُ أَحَداً أَعطَى لجَزِيلٍ عَن ظَهْرِ يدٍ من طَلْحَةَ) ، قيل: عَن ظَهْرِ يَدٍ، أَي (ابْتِداءً بِلاَ مُكَافَأَةٍ) .
وفُلانٌ يأْكلُ عَن ظَهْرِ يَدِ فُلان، إِذا كَانَ هُوَ يُنفِقُ عَلَيْهِ. والفقراءُ يأْكُلُون عَن ظَهْرِ أَيْدِي النَّاسِ، وَهُوَ مَجَاز.
(و) رَجلٌ (خَفِيفُ الظَّهْرِ: قليلُ العِيَالِ. وثقيلُه: كثِيرُه) ، وكلاهُما على المَثَل.
(وهُوَ على ظَهْرٍ) ، أَي (مُزْمِعٌ للسَّفَرِ) ، غيرُ مظمَئنّ، كأَنّه قد رَكِبَ ظَهْراً لذالك، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ يَصِفُ أَمْواتاً:
وَلَوْ يَسْتَطِيعُونَ الرَّواحَ تَرَوَّحُوا
مَعِي أَو غَدَوْا فِي المُصْبِحِينَ على ظَهْرِ
(وأَقْرَانُ الظَّهْرِ: الَّذين يُحِبُّونَك) ، هاكذا فِي الأُصول المصحَّحَة، وَهُوَ خطَأٌ، والصَّوَابُ: يَجِيوؤُونَكَ (مِنْ وَرَائِكَ) ، أَو مِنْ وَراءِ ظَهْرِك فِي الحَرْبِ، مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
لكَان جَميلٌ أَسْوأَ النَّاسِ تَلَّةً
ولاكنّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: فلانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ، وَهُوَ الّذِي يَأْتِيه مِنْ وَرَائه وَلَا يَعْلَم، قَالَ ذَلِك ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
فلَوْ كَانَ قِرْنِي واحِداً لكُفِيتُه
ولاكنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
ورَوَى ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعرابِيّ أَنّه أَنشده:
فلَوْ أَنَّهُمْ كانُوا لَقُونَا بمِثْلِنا
ولاكِنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مُغَالِبُ
قَالَ: أَقْرَان الظُّهُورِ: أَن يَتَظَاهَرُوا عَلَيْهِ إِذا جاءَ اثنانِ وأَنتَ واحدٌ غَلَبَاكَ.
(والظِّهْرَةُ، بالكَسْر: العَوْنُ) وظَهْرُ الرجُلِ وأَنصارُه، كالظُّهْرَةِ، بالضَّمّ، والكَسْرُ عَن كُرَاع، كالظَّهْرِ بالفَتْح، يُقَال: فلَان ظُهْرَتِي على فُلانٍ، وأَنَا ظِهْرَتُك على هاذا، أَي عَونُك. قَالَ تَمِيمٌ:
أَلَهْفِي على عِزَ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ
وظِلّ شَبَابٍ كُنْتُ فِيهِ فأَدْبَرَا
(وأَبُو رُهْمٍ) ، بالضّمّ: (أَحْزَابُ ابْنُ أَسِيدٍ) ، كأَمِيرٍ (الظِّهْرِيّ) ، بِالْكَسْرِ، هاكذا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ، وَضَبطه ابنُ ماكُولاَ بِالْفَتْح، ورجَّحَه الحافِظُ فِي التَّبْصِير وَقَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح، نُسِبَ إِلى ظَهْرِ: بَطنٍ من حِمْيَر، قلْت: وَهُوَ ظَهْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ وائِلِ بنِ الغَوْثِ، وصحّفه بعضُهُم بظَفْر: (صحابِيّ) .
وَقَالَ ابنُ فَهْد فِي مُعْجَمِه: أَبو رُهْمٍ الظَّهْرِيّ شيخ مُعمَّرٌ، أَوردَه أَبو بكرِ بنُ عليّ فِي الصّحابةِ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْم السماعِيّ أَو السَّمَعيّ، ذَكَرَه ابنُ أَبي خَيْثَمَةَ فِي الصَّحَابَة، وَهُوَ تابعيّ اسْمه أَحزابُ بنُ أَسيدٍ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْمٍ الأَنْمَارِيّ: رَوَى عَنهُ خالدُ بن مَعْدَانَ، قلْت: أَظُنُّه الفِهْرِيّ، انْتهى. فتأَمَّل، وَفِي مُعْجم البَغَوِيّ: أَنه عَاشَ مائَة وَخمسين سنة، ولَيستْ لَهُ رِوَايَةٌ.
(والحارِثُ بنُ مُحَمَّرٍ) ، كمُعِظَّم، (الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، (تابَعِيّ) ، كنْيته أَبو حَبِيب، عَن أَبي الدّرداءِ، وَعنهُ حَوْشَبُ بن عَقيلٍ، ذكره ابنُ الأَثير.
(و) أَبو مَسْعُودٍ (المُعَافَى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، وَيُقَال: المَوْصِلِيّ روى عَن مَالك وإِسماعيلَ بنِ أَبي عَيَّاش، والأَوْزَاعِيّ، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ عبدِ الله وغيرُه، ذَكَره ابْن أَبي حاتِمٍ عَن أَبيه، وَهُوَ (ضَعِيفٌ) ، وَقَالَ الْحَافِظ: لَيِّنٌ. وَفَاته: أَبو الْحَارِث حَبِيبُ بنُ محمّدٍ الظِّهْرِيّ الحِمْصِيّ، لَقِيَ أَبا الدَّرْدَاءِ، أَوردَه الحافظُ فِي التبصير، قلت: وَهُوَ بِعَيْنه الَّذِي قَبْلَه، إِنما جَعَل كُنْيَتَه اسْمَه، واسمَه، وكَنيتَه، فتَأَمَّل.
(و) الظَّهَرَةُ، (بالتَّحْرِيكِ: مَتاعُ البَيْتِ) وأَثَاثُه، وَقَالَ ثعلبٌ: بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهْرَةِ والأَهَرَةِ. فالظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، والأَهَرَةُ: مَا بَطَنَ مِنْهُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: بَيْتٌ حَسَنٌ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ والعَقَارِ، بِمَعْنى واحدٍ.
وظَهَرَةُ المَال: كَثْرَتُه.
(والظَّاهِرُ: خِلاَفُ البَاطِنِ) ، ظَهَرَ الأَمْرُ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فَهُوَ ظاهِرٌ، وظَهِيرٌ، وَقَوله تعالَى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (الْأَنْعَام: 120) ، وَقيل: ظاهِرُه المُخَالَّةُ على جِهَةِ الرّيبَةِ، قَالَ الزّجّاج: وَالَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ الكلامُ وَالله أَعلم أَن المَعْنَى اترُكُوا الإِثْمَ ظَهْراً وبَطْناً، أَي لَا تقرَبُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ جَهْراً وسِرّاً.
(و) الظَّاهِرُ: (من أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعالَى) الحُسْنَى، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فوقَ كلّ شيْءٍ، وعَلاَ عَلَيْهِ، وَقيل: عُرِفَ بطَرِيقِ الاستدلالِ العَقْلِيّ بِمَا ظَهَرَ لَهُم من آثارِ أَفعالِه وأَوْصَافِه.
(و) الظَّاهِرَةُ، (بالهَاءِ) ، من الوِرْدِ: (أَنْ تَرِدَ الإِبِلُ كُلَّ يَومٍ نِصْفَ النَّهَارِ) ، يُقَال: إِبِلُ فُلانٍ تَرِدُ الظَّاهِرَةَ، وَزَاد شَمِرٌ: وتَصْدُرُ عِنْد العَصْرِ، يُقَال شَاؤُهُم ظَوَاهِرُ، والظَّاهِرَةُ: أَن تَرِدَ كلَّ يومٍ ظُهْراً.
(و) الظَّاهِرَةُ: (العَيْنُ الجاحِظَةُ) . النَّضْرُ: العَيْنُ الظاهِرَةُ الَّتِي مَلأَتْ نُقْرَة العَيْنِ، وَهِي خلافُ الغائِرَةِ.
(والظَّواهِرُ: أَشْرَافُ الأَرْضِ) ، جَمعُ شَرَف، مُحَرَّكةً، لِمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) فِي الحَدِيث ذِكْرُ (قُرَيْش الظَّوَاهِرِ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ، وهم (النّازِلُونَ بظَهْرِ) جِبَالِ (مَكَّةَ) ، شَرَّفها اللَّهُ تعالَى، وقُرَيْشُ البِطَاحِ: هم النّازِلُونُ ببِطَاحِ مَكَّةَ، قَالَ: وهم أَشْرَفُ وأَكرمُ مِن قُرَيْشِ الظّواهِرِ، وَقَالَ الكُمَيْتُ:
فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطَا
حِ وحَلَّ غيرُكَ بالظَّوَاهِرْ
قَالَ خالِدُ بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البِطَاحِ: بَطْنُ مَكَّةَ، وذالِك أَنّ بنِي هاشِم، وبَنِي أُمَيَّةَ، وسَادَةَ قُرَيْش نُزُولٌ ببَطْنِ مَكَّةَ، ومَنح كانَ دونَهُم فهم نُزُولٌ بظَوَاهِرِ جِبَالِها، وَيُقَال: أَرادَ بالظَّوَاهِرِ: أَعْلَى مكّةَ.
(والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ، بِالْكَسْرِ) ، هُوَ (المُعَدُّ للحاجَةِ) إِن احْتِيجَ إِليه، نُسِبَ إِلى الظَّهْرِ على غير قِياسٍ، يُقَال: اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ، أَي عُدَّةً.
(وَقد ظَهَرَ بهِ، واسْتَظْهَرَه) ، قَالَ الأَزهريّ: الاسْتِظْهَارُ: الاحتياطُ واتّخاذُ الظِّهْرِيّ من الدّوابّ عُدَّةً للحاجةِ إِليه احتِياطٌ؛ لأَنّه زِيَادَةٌ على قَدْرِ حاجَةِ صاحِبِه إِليه، وإِنما الظَّهْرِيُّ: الرجلُ يكونُ مَعَهُ حاجتُه من الرِّكَابِ لحُمُولَتِه، فيحْتاطُ لسَفَرِه، ويَعُدُّ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن أَو أَكثرَ فُرَّغاً تكون مُعَدَّةً لاحتمالِ مَا انقَطَع مِن رِكَابِه أَو ظَلَعَ أَو أَصابَتْه آفةٌ ثمَّ يُقَال: استَظْهَر ببَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ مُحتاطاً بهما، ثمَّ أُقيم الاسْتِظْهارُ مُقَامَ الاحتياطِ فِي كلِّ شيْءٍ.
وَقيل: سُمِّيَ ذالِك البَعِيرُ ظِهْرِيّاً، لأنّ صاحبَه وَرَاءَ ظَهْرِه، ولَمْ يَركَبْهُ، وَلم يَحْمِلْ عَلَيْهِ، وتَرَكَه عُدّةً لحاجتِه إِن مَسَّتْ إِليه، وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ حِكَايَةً عَن شُعَيْب: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) .
(ج: ظَهَارِيُّ، مُشَدَّدَةً مَمنوعَةً) ، من الصَّرْفِ؛ (لأَنّ ياءَ النّسْبَةِ ثابتَةٌ فِي الواحِدِ) ، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) من المَجَاز: (ظَهَرَ بحَاجَتِي) ، كمَنَعَ، (وظَهَّرَها) ، بالتَّشْدِيد، وَفِي بعض النَّسخ بالتّخفيفِ، (وأَظْهَرَهَا) إِظْهاراً، (واظَّهَرَها) ، كافتعل: (جَعَلَها بِظَهْرٍ، أَي وَرَاءَ ظَهْر) ، واستَخَفّ بهَا، تَهاوُناً بهَا، كأَنّه أَزالَها وَلم يَلْتَفِتْ إِليها.
(واتَّخَذَها ظِهْرِيّاً) وظِهْرِيَّةً، أَي خَلْفَ ظَهْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ} (آل عمرَان: 187) ، قَالَ الفَرَزْدَق:
تَميمُ بنَ قَيْس لَا تَكُونَنَّ حاجَتِي
بظَهْرٍ فَلَا يَعْيَا عَليَّ جَوَابُهَا
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: واتَّخَذَ حاجَتَه ظِهْرِيّاً: استهانَ بهَا، كأَنَّه نَسَبَهَا إِلى الظَّهْرِ، على غير قياسٍ، كَمَا قالُوا فِي النَّسب إِلى البَصْرَة بِصْرِيّ.
وَقَالَ ثعلبٌ: يقالُ للشيْءِ الَّذِي لَا يُعْنَى بِهِ: قد جَعَلْتُ هاذا الأَمْرَ بظَهْر، ورمَيْتُه بظَهْر، وَقَوْلهمْ: لَا تَجْعَلْ حاجَتِي بظَهْرٍ، أَي لَا تَنْسَها.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: جَعلْتُ حاجَتَه بظَهْر، أَي بظَهْرِي خَلْفِي، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) ، هُوَ استهانَتُك بحاجةِ الرَّجل.
وجَعَلَني بظَهْرٍ: طَرَحَنِي.
(وظَهَرَ) الشيْءُ (ظُهُوراً) ، بالضّمّ: (تَبَيَّنَ) ، والظُّهُورُ: بُدُوُّ الشيْءِ المَخْفِيّ، فَهُوَ ظَهِيرٌ وظاهِرٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فإِنّ بَنِي لِحْيَانَ إِمّا ذَكَرْتَهم
نَثَاهُم إِذَا أَخْنَى اللِّئَامُ ظَهِيرُ
ويُرْوَى: (طَهِير) بالطّاءِ الْمُهْملَة، وَقد تقدّم.
(وَقد أَظْهَرْتُه) ، أَنا، أَي بَيَّنْتُه.
وَيُقَال: أَظْهَرَنِي اللَّهُ على مَا سُرِقَ مِنِّي، أَي أَطْلَعَنِي عَلَيْهِ.
(و) ظَهَرَ (عليَّ: أَعانَنِي) ، قَالَه ثعلبٌ.
(و) ظَهَرَ (بِهِ وعَلَيْهِ) ، يَظْهَر: (غَلَبَه) وقَوِيَ، وفُلانٌ ظاهِرٌ على فُلانٍ، أَي غالِبٌ، وظَهَرْتُ على الرَّجُل: غَلَبْتُه، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ} (الصفّ: 14) ، أَي غالِبِين عالِينَ، من قَوْلك: ظَهَرْتُ على فُلانٍ، أَي عَلَوْتُه وغَلَبْتُهُ.
وهاذا أَمْرٌ أَنتَ بهِ ظاهِرٌ، أَي أَنتَ قَوِيٌّ عَلَيْهِ.
وهاذا أَمْرٌ ظاهِرٌ بِكَ، غالِبٌ عَلَيْك.
وَقيل: الظُّهُور: الظَّفَرُ بالشيْءِ، والاطّلاعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن سَيّده: ظَهَرَ عليهِ يَظْهَرُ ظُهُوراً، وأَظْهَرَه اللَّهُ عَلَيْه.
(و) ظَهَرَ (بفُلانٍ: أَعْلَنَ بهِ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي كتاب الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع: وأَظْهَرْتُ بفُلانٍ: أَعْلَيْتُ بِهِ، هاكذا بالتّحتِيّة بدل النُّون، وصحّح عَلَيْهَا، ومثْله فِي اللّسان، فإِنه قَالَ فِيهِ: وظَهَرْتُ البَيْت: عَلَوْتُه، وأَظْهَرْتُ بفلانٍ: أَعْلَيْتُ بهِ، فَفِي كلامِ المُصنِّف مخالفةٌ من وَجْهَيْن، فانظرْ ذالك.
ويُقَال أَيضاً: أَظهَرَ اللَّهُ المُسْلمِينَ على الكافِرِين، أَي أَعْلاهُم عَلَيْهِم.
(و) من المَجَاز: (هُوَ) نازِلٌ (بَيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرَانَيْهِم، وَلَا تُكْسَرُ النّونُ، و) كَذَا (بَين أَظْهُرِهِمْ، أَي وسَطَهُم وَفِي مُعْظَمِهِمْ) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: قد تَكرّرت هاذه اللفظةُ فِي الحَدِيثِ، والمُرادُ بهَا أَنّهم أَقامُوا بينَهُم على سَبيلِ الاسْتِظْهَارِ والاسْتِنَادِ إِليهم، وزِيدَت فِيهِ أَلِفٌ وَنون مَفْتُوحَة تأْكيداً، وَمَعْنَاهُ: أَنّ ظَهْراً مِنْهُم قُدّامَه وظَهْراً وراءَه، فَهُوَ مَكْنُوفٌ من جانِبَيْه، وَمن جَوَانِبِه، إِذَا قيل: بَين أَظْهُرِهِمْ، ثمَّ كَثُرَ حتّى استُعْمِل فِي الإِقامةِ بَين القومِ مُطْلَقاً.
(ولَقِيتُه بَيْن الظَّهْرَيْنِ، والظَّهْرَانَيْنِ، أَي فِي اليَوْمَيْنِ، أَو الثَّلاثَة) ، أَو فِي الأَيّام، وَهُوَ من ذالك، وكُلُّ مَا كانَ فِي وَسَطِ شَيْءٍ ومُعْظَمِه فَهُوَ بَين ظَهْرَيْه وظَهْرَانَيْهِ.
ورَوَى الأَزْهَريُّ عَن الفَرّاءِ: فُلانٌ بَين ظَهْرَيْنَا، وظَهْرَانَيْنَا، وأَظْهُرِنَا، بمَعْنًى واحدٍ، قَالَ: وَلَا يجوزُ بَين ظَهْرَانِيا، بِكَسْر النُّون.
وَيُقَال: رأَيته بَين ظَهْرَانَيِ اللَّيْلِ، يَعْنِي بينَ العِشَاءِ إِلى الفَجْرِ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: أَتَيْتُه مَرَّةً بَين الظَّهْرَيْنِ: يَوماً من الأَيام، قَالَ: وَقَالَ أَبو فَقْعَس: إِنّمَا هُوَ يَوْمٌ بَيْنَ عامَيْنِ، وَيُقَال للشيْءِ إِذا كانَ فِي وَسَط شَيْءٍ: هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ وظَهْرَانَيْهِ.
(والظُّهْرُ) ، بالضَّمّ: (سَاعَةُ الزَّوَالِ) ، أَي زَوالِ الشَّمْسِ من كَبِدِ السّمَاءِ، وَمِنْه: صَلاةُ الظُّهْرِ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ اسمٌ لنِصْفِ النَّهارِ، سُمِّيَ بِهِ من ظَهِيرَةِ الشَّمْسِ، وَهُوَ شِدَّةُ حَرِّهَا.
وَقيل: إِنما سُمِّيَت لأَنّهَا أَوَّلُ صَلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَتْ.
(و) الظُّهْرَةُ، (بهاءٍ: السُّلَحْفاةُ) ، نَقله الصاغانيّ. (والظَّهِيرَةُ) : الهاجِرَةُ، يُقَال: أَتَيْتَهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ، وحينَ قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ شِدَّةُ الحَرِّ نِصْفَ النّهَارِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الظَّهِيرَةُ: (حَدُّ انْتِصَافِ النَّهارِ) وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هما واحدٌ، (أَو إِنّمَا ذالِكَ فِي القَيْظِ) . وَلَا يُقَال فِي الشّتاءِ: ظَهِيرَةٌ، صرَّحَ بِهِ ابنُ الأَثِيرِ وابنُ سِيدَه.
وجَمْعُهَا الظَّهَائرُ، وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ: (أَتاهُ رَجُلٌ يَشْكُو النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ) أَي عَلَيْك بالمَشْيِ فِي الظّهائِرِ فِي حَرِّ الهَوَاجِرِ.
(وأَظْهَرُا: دَخَلُوا فِيهَا) ، وَيُقَال: دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ، كَمَا يُقَال: أَصْبَحْنا، وأَمْسَيْنَا. فِي الصّباحِ والمَسَاءِ، وَفِي التّنْزِيلِ العزِيز: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (الرّوم: 18) ، قَالَ ابْن مُقبل:
فَأَضْحَى لَهُ جُلْبٌ بأَكْنافِ شُرْمَةٍ
أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ
وأَظْهَر فِي غُلاّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه
عَلاَجِيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضحْضِحُ
يَعْنِي أَنّ السّحَابَ أَتَى هاذا المَوضعَ ظُهْراً.
(و) يُقَال: أَظْهَر القَوْمُ، إِذا (سَارُوا فِيهَا) ، أَي فِي الظَّهِيرَةِ، أَو وَقت الظُّهْرِ، قَالَه الأَصمعِيُّ. (كظَهَّرُوا) تَظْهِيراً، يُقَال: أَتانِي مُظْهِراً، ومُظَهِّراً، أَي فِي الظَّهِيرةِ، قَالَ الأَزهريُّ: ومُظْهِرٌ بالتَّخْفِيف هُوَ الوَجْه، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ مُظْهِراً.
(وتَظَاهَرُوا: تَدابَرُوا) ، كأَنَّه وَلَّى كلُّ واحِدٍ مِنْهُم ظَهْرَه للآخَرِ. (و) تَظَاهَرُوا عَلَيْهِ: (تَعَاوَنُوا، ضِدٌّ) .
(والظَّهِيرُ) كأَمِيرٍ: (المُعِينُ) ، الواحِدُ والجَمِيعُ فِي ذالك سَوَاءٌ، وإِنما لم يُجْمَع ظَهِيرٌ؛ لأَنّ فَعِيلاً وفَعُولاً قد يَستوِي فيهمَا المذكّر والمؤَنّث والجمْعِ، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 16) ، وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذالِكَ ظَهِيرٌ} (التَّحْرِيم: 4) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا كَمَا حَكَاه سِيبَوَيْه من قَوْلهم للْجَمَاعَة: هم صَدِيقٌ، وهم فَرِيقٌ.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ فِي قَوْله عَزَّ وجَلّ: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبّهِ ظَهِيراً} (الْفرْقَان: 55) ، أَي مُظَاهِراً لأَعداءِ اللَّهِ تَعَالَى.
(كالظُّهْرَةِ) ، بالضّمّ، (والظِّهْرَةِ) ، بِالْكَسْرِ، وهاذه عَن كُرَاع، وَقد تَقدَّم، وفَسَّرَه هُنَاكَ بالعَوْنِ، وتقدّم أَيضاً إِنشادُ قَوْلِ تَمِيم فِي الظِّهْرَةِ.
وَيُقَال: هُمْ فِي ظِهْرَةٍ واحِدَةٍ أَي يَتَظَاهَرُونَ على الأَعداءِ.
(و) يُقَال: (جاءَنَا فِي ظُهْرَتِهِ، بالضّمّ وبالكَسْرِ وبالتَّحْرِيكِ، وظاهِرَتِهِ، أَي) فِي (عَشِيرَتِهِ) وقَوْمِه ونَاهِضَتِه الَّذين يُعِينُونَه.
(و) ظاهَرَ علَيْه: أَعانَ.
واسْتَظْهَرَه عليهِ: اسْتَعانَهُ.
و (اسْتَظْهَرَ) عَلَيْه (بِهِ: اسْتَعَانَ) ، ومنْهُ حَدِيث عليَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: (يَسْتَظْهِرُ بحُجَجِ اللَّهِ وبِنِعْمَتِه على كِتَابِهِ) .
(و) من المَجَاز: (قَرَأَه مِنْ ظَهْرِ القَلْبِ، أَي) قَرَأَه (حِفْظاً بِلَا كِتَابٍ) .
وَيُقَال: حَمَلَ فُلانٌ القُرْآنَ على ظَهْرِ لِسَانِه، كَمَا يُقَال: حَفِظَه عَنْ ظَهْرِ قَلْبِه.
(و) قد (قَرَأَه ظَاهِراً) .
(و) يُقَال: ظَهَرَ على القُرْآنِ: (اسْتَظْهَرَه) ، أَي حَفِظَه وقَرَأَه ظاهِراً.
(و) من المَجَاز: (أَظْهَرْتُ على القُرْآنِ، وأَظْهَرْتُه) ، هاكذَا فِي سائرِ النَّسخ عندنَا بإِثبات الْهَمْز فِي الِاثْنَيْنِ، وَالصَّوَاب فِي الأَوّل ظَهَرْتُ من بَاب مَنَع، كَمَا رأَيتُه هاكذا فِي التَّكْمِلَة مجَوَّداً مُصَحَّحاً وعزَاه للفَرّاءِ، أَي (قَرَأْتُه على ظَهْر لِسَانِي) ، وَهُوَ مَجَاز.
(والظِّهَارَةُ، بِالْكَسْرِ: نَقِيضُ البِطَانَةِ) ، فظِهَارَةُ الثّوْب: مَا عَلاَ مِنْهُ وظَهَر، ولمْ يَلِ الجَسَدَ، وبِطَانَتُه: مَا وَلِيَ مِنْهُ الجَسَدَ وكانَ داخِلاً، وكذالك ظِهَارَةُ البِسَاطِ، وبِطَانَتُه ممّا يَلِي الأَرْضَ.
ويُقَال: ظَهَرْتُ الثَّوْبَ، إِذا جعَلْتَ لَهُ ظِهَارَةً، وبَطَنْتُه. إِذا جعَلْتَ لَهُ بِطَانَةً، وجَمْعُهما: ظَهَائِرُ وبَطَائِنُ.
(وظَاهَرَ بَيْنَهُمَا) ، أَي بينَ نَعْلَيْنِ، وثَوْبَيْنِ: لَبِسَ أَحدَهما على الآخر، وذالك إِذا طارَقَ بَينهمَا و (طَابَقَ) ، وكذالك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْنِ.
وَقيل: ظَاهَرَ الدِّرْعَ: لأَمَ بعضَهَا على بَعْضٍ، وَفِي الحَديث: (أَنّه ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُد) ، أَي جَمَع ولَبِسَ إِحْدَاهُمَا فوقَ الأُخْرَى، وكأَنَّه من التَّظَاهُرِ والتَّعَاوُنِ والتساعُد، قَالَه ابنُ الأَثِير، وَمِنْه قولُ وَرْقاءَ بنِ زُهَيْرٍ:
فَشُلَّت يَمِينِي يَومَ أَضْرِبُ خَالِدا
ويَمْنَعُه مِنِّي الحَدِيدُ المُظَاهَرُ
وعَنَى بالحَدِيد هُنَا الدِّرْعَ.
(و) من المَجَاز: (الظِّهَارُ) من النِّسَاءِ، ككِتَاب هُوَ (قَوْلُه) ، أَي الرجل، (لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي) ، أَو كظَهْرِ ذَات رَحم، وَكَانَت العربُ تُطَلِّقُ نِساءَهَا بهاذِه الكَلِمَة، وَكَانَ فِي الجاهِليَّة طَلاقاً، فَلَمَّا جاءَ الإِسلامُ نُهُوا عَنْهَا، وأَوجَب الكَفّارة على من ظَاهَرَ من امرأَتِهِ، وَهُوَ الظِّهَارُ، وأَصلُه مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، وإِنّمَا خَصُّوا الظَّهْرَ دونَ البَطْنِ والفَخْذِ والفَرْج، وهاذه أَوْلَى بالتّحْرِيم؛ لأَنّ الظَّهْرَ مَوضعُ الرُّكُوبِ، والمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ إِذا غُشِيَتْ، فكأَنَّه إِذا قَالَ: أَنْت عليَّ كظَهْرِ أُمِّي، أَرادَ: رُكُوبُك للنِّكاحِ عليَّ حَرَامٌ، كرُكوبِ أُمِّي للنِّكاحِ، فأَقَامَ الظَّهْرَ مُقَامَ الرُّكُوبِ، لأَنّه مَرْكُوبٌ، وأَقام الرُّكُوبَ مُقَامَ النِّكَاحِ؛ لأَنّ النّاكحَ راكِبٌ، وهاذا من لَطِيفِ الاستعَارَات للكِنَايَةِ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: قِيلَ: أَرادُوا أَنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمِّي، أَي كجِمَاعِهَا، فكَنَوْا بالظَّهْرِ عَن البَطْنِ للمُجَاوَرَةِ، وقالَ: وَقيل: إِنّ إِتْيَانَ المَرْأَةِ وظَهْرُهَا إِلى السماءِ كَانَ حَراماً عندهُم، وَكَانَ أَهلُ المَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذا أُتِيَت المَرْأَةُ ووَجْهُها إِلى الأَرضِ جاءَ الولدُ أَحْوَلَ، فلِقَصْدِ الرَّجلِ المُطَق مِنْهُم إِلى التغليظِ فِي تَحْرِيمِ امرَأَتِه عَلَيْهِ شَبَّهَها بالظَّهْرِ، ثمَّ لم يَقْنَعْ بذالِك حتّى جَعَلَها كظَهْرِ أُمِّهِ.
(وَقد ظاهرَ مِنْهَا) مُظَاهَرَةً وظِهَاراً، (وتَظَهَّرَ، وظَهَّرَ) تَظْهِيراً، وتَظَاهَرَ، كلُّه بمَعْنًى، وَقَوله عَزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نّسَآئِهِمْ} (المجادلة: 3) ، قرىءَ: يُظَاهِرُونَ، وقُرِىءَ يَظَّهَّرُونَ، والأَصل يَتَظَهَّرُونَ، والمَعْنَى واحدٌ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنّمَا عُدِّيَ الظِّهَارُ بمِنْ لأَنَّهم كانُوا إِذا ظاهَرُوا المَرْأَةَ تجَنَّبُوهَا، كَمَا يتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقَة ويَحْتَرِزُونَ مِنْهَا، فَكَانَ قَوْله ظَاهَرَ من امرأَتِه أَي بَعُدَ واحْتَرَزَ مِنْهَا، كَمَا قيل: آلَى من امْرَأَتِه، لمّا ضُمِّنَ معنَى التّبَاعُدِ عُدِّي بمِن.
(والمَظْهَرُ: المَصْعَدُ) ، كِلَاهُمَا مِثَالُ مَقْعَد، كَذَا ضَبطه الصّاغانيّ، ويُوجَد هُنَا فِي بعضِ النُّسخ بضمّ الميمِ فيهمَا، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ النّابِغَةُ الجَهْدِيّ وأَنشَدَه رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وسَنَاؤُنَا
وإِنّا لنَرْجُو فَوقَ ذالك مَظْهَرا
فَغضِبَ، وَقَالَ: إِلى أَيْنَ المَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى؟ فَقَالَ: إِلى الجَنَّة يَا رَسولَ الله، قَالَ: أَجَلْ إِن شاءَ اللَّهُ تعالَى.
(والظَّهَارُ، كسَحَابٍ: ظاهِرُ الحَرَّةِ) وَمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) الظُّهَارُ، (بالضّمِّ: الجَمَاعَةُ) ، هاكذا نقلَه الصّاغانِيُّ، وَلم يُبَيِّنْه، وتَبَعَه المصنِّف من غير تَنبيهٍ عَلَيْهِ مَعَ أَنّه مذكورٌ فِي أَوّل المادّة. وتحقيقه أَنّ الظُّهَارَ، بالضّمّ قيل مُفرد، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث، وَيُقَال: جَماعة، واحدُها ظَهْرٌ، وَيجمع على الظُّهْرانِ، وَهُوَ أَفْضلُ مَا يُرَاشُ بِهِ السَّهْم، فتأَمَّل.
(والظُّهَارِيَّةُ، مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ) ، والأُخَذُ، بضمّ فَفتح، جمع أُخْذَة، نَقله الصّاغانيُّ، (أَو هِيَ الشَّغْزَبِيَّةُ) ، يُقَال: أَخَذَه الظُّهَارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّة بِمَعْنى. (أَوْ أَنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ) ، وهاذا الَّذِي فسّر بِهِ الصّاغانِيّ قولَه: من أَخَذِ الصِّرَاعِ، فَهُوَ قَولٌ واحِدٌ، والمصنِّف أَتَى بأَو الدّالّةِ على التّنْوِيعِ والخِلافِ تكْثِيراً للمادّة من غير فائِدَةٍ، كَمَا هُوَ ظَاهر. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الظُّهَارِيَّةُ: أَنْ تَعْتَقلَه الشَّغْزَبِيَّة فتَصْرَعَه.
(و) من المَجَاز: الظُّهَارِيَّة: (نَوْعٌ من النِّكَاحِ) ، تَشْبِيهاً بالشَّغْزَبِيَّةِ، وَقد ذكرَه الصّاغانِيُّ.
(وأَوْثَقَه الظُّهَارِيّةَ، أَي كَتَّفَه) قَالَه ابْن بُزُرْج، وَهُوَ إِذَا شَدَّه إِلى خَلْفٍ، وَهُوَ من الظَّهْرِ.
(وظَهْرَانُ) كسَحْبانَ: (ة بالبَحْرَيْنِ) وثَوْبٌ ظَهْرَانِيٌّ: منسوبٌ إِليها.
(و) ظَهْرَانُ: (جَبَلٌ) لأَسَدٍ (فِي أَطْرافِ القَنَانِ) ، (و) ظَهْرانُ: (وادٍ قُرْبَ مَكَّةَ) ، بَينهَا وَبَين عُسْفانَ، (يُضَافُ إِليه مَرٌّ) ، بِفَتْح الْمِيم، فَيُقَال: مَرُّ الظَّهْرَانِ، فمَرّ: اسمُ القَرْيَةِ، وظَهْرَانُ: الوادِي، وبمَرّ عُيُونٌ كَثِيرةٌ ونَخِيلٌ لأَسْلَمَ وهُذَيْلٍ وغاضِرَةَ، ويُعْرَف الآنَ بِوَادِي فاطِمَةَ، وَهِي إِحْدَى مناهِلِ الحاجِّ، قَالَ كُثَيِّر:
ولَقَدْ حَلَفْتُ لَهَا يَمِيناً صادِقاً
بِاللَّه عندَ مَحارِمِ الرَّحْمانِ
بالرّاقِصَاتِ على الكَلاَلِ عَشِيَّةً
تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ
العَرْمَضُ هُنَا صِغَارُ الأَرَاكِ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن أَبي حَنِيفَةَ.
ورَوَى ابنُ سِيرِين أَنّ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيّ كسا ثَوْبَيْنِ فِي كفّارَةِ اليَمِين ظَهْرَانِيّاً ومُعَقَّداً، قَالَ ابنُ شُمَيل: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَقيل: إِلى القَرْيَةِ الّتي بالبَحْرَيْنِ، وَبِهِمَا، فُسِّرَ.
(و) مُظَهَّرٌ، (كمُعَظَّم: جَدُّ عبدِ المَلِكِ بنِ قُرَيْب) بن عبدِ المَلِك بنِ عليِّ بنِ أَصْمَعَ بنِ مُظَهَّرٍ (الأَصْمَعِيّ) ، صاحِب الأَخْبَارِ، والنّوادِرِ، وَقد تقَدَّم عامُ وِلادَتِه ووَفَاته فِي المُقَدِّمَةِ، وضَبطَه الحافِظُ وغيرُه كمُحْسِنٍ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَال: (سَالَ وادِيهِمْ ظَهْراً) ، بالفَتْح، (أَي مِنْ مَطَرِ أَرْضِهِمْ و) ، سالَ (دُرْءَاً) ، بالضَّمِّ (أَي من مَطَرِ غيْرِهِمْ) ، هاكذا فِي النُّسخ، ونصّ ابْن الأَعْرَابِيّ: من غيرَ مَطَرِ أَرضِهِم.
وَقَالَ مَرَّةً: سالَ الوَادِي ظُهْراً، كقَوْلك ظَهْراً. وَقَالَ غَيْرُه: سالَ الوَادِي ظَهْراً، إِذا سالَ بمَطْرَةِ نَفْسِه، فإِن سالَ بمَطَرِ غيرِهِ قيل: سَالَ دُرْءاً. قَالَ الأَزهَريُّ: وأَحسَبُ الظُّهْرَ بالضَّمّ أَجودُ؛ لأَنّه أَنشد:
وَلَو دَرَى أَنَّ مَا جَاهَرْتَنِي ظُهُراً
مَا عُدْتُ مَا لأْلأَتْ أَذْنَابَهَا الفُورُ
(و) يُقَال: (أَصَبْتُ مِنْه مَطَرَ ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي خَيْراً كَثِيراً) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) يُقَال: (لِصٌّ عادِي ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي عَدَا فِي ظَهْرٍ فَسَرَقَه) . وَقَالَ الزَّمَخْشريُّ: عَدَا فِي ظَهْرِه: سَرَقَ مَا وَرَاءَه.
(وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ، كمُحْسِن: هَجَمَتْهُ الظَّهِيرَةُ) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) من المَجَاز: (هُوَ يَأْكُلُ على ظَهْرِ يَدِي، أَي أُنْفِقُ عَلَيْهِ) ، والفُقَراءُ يأْكُلُونَ على ظَهْرِ أَيْدِي النّاسِ.
(وكزُبَيْرٍ: ظُهَيْرُ بْنُ رافِعِ) بن عَدِيَ الأَنْصَاريُّ الأَوْسِيُّ (الصّحابِيُّ) ، عَقَبِيٌّ أُحُدِيٌّ، روى عَنهُ رافِعُ بنُ خَدِيج (وجَمَاعَةٌ) ، مِنْهُم من الصحابةَ: ظُهَيْرُ بنُ سِنَانٍ الأَسَدِيّ حجَازِيٌّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حديثٍ غَرِيب.
(وأَبُو ظُهَيْر: عَبْدُ اللَّهِ بنُ فارِسٍ العُمَرِيُّ، شَيْخُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمانِ السُّلَمِيِّ) ، هاكذا ضَبَطَه السِّلَفيُّ.
(وكأَمِير) ، الإِمام مَجْدُ الدِّينِ أَبو عَبْدِ اللَّه (مُحَمَّدُ بنُ) أَحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ شاكِرٍ، عُرِفَ بابنِ (الظَّهِيرِ، الإِرْبِلِيُّ) الحَنَفِيُّ الأَدِيبُ، ولد بإِرْبِلَ سنة 632 سمع بدِمَشْقَ العَلَمَ السَّخَاوِيّ، وكَرِيمَةَ، وابنَ اللَّتِّيِّ، وَعنهُ الدِّمْيَاطِيُّ، والمِزِّيُّ، وَله من بَدِيع الاستطراد قَوْله:
أَجازَ مَا قَدْ سَأَلُوا
بشَرْطِ أَهْلِ السَّنَدِ
محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدِ
وَله ديوَان شِعر، وتُوُفِّي فِي سنة 677. (ومُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِيّ) ، اشتغلَ بحَمَاةَ، وحَدَّثَ. (مُحَدِّثَانِ) .
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَلَّبَ الأَمْرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَهُ، وكذالِك يَقُول المُدَبِّرُ للأَمْرِ.
وقَلَّب فلانٌ أَمْرَهُ ظَهْراً لبَطْن، وظَهْرَهُ لبَطْنِه، وظَهْرَه للبَطْنِ، وَهُوَ مَجاز قَالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيْفَ تَرانِي قالِباً مِجَنِّي
أَقلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ
وإِنما اخْتَار الفَرَزْدَقُ هُنَا (للبَطْنِ) على قولِه: لِبَطْنِ؛ لأَنّ قَوْله: ظَهْرَه معرفةٌ، فأَراد أَن يَعطِفَ عَلَيْه معرفَة مثلَه وإِن اخْتَلَفَ وَجْهُ التَّعْرِيف.
وبَعِيرٌ ظَهِيرٌ: لَا يُنْتَفَعُ بظَهْرِه من الدَّبَرِ. وَقيل: هُوَ الفَاسِدُ الظَّهْرِ من دَبَرٍ أَو غيرِه، رَوَاهُ ثعلبٌ.
وبعير ظَهِيرٌ: قَوِيٌّ، قَالَه اللَّيْثُ، وذَكَرَه المُصَنّف، فهما ضدٌّ.
وَيُقَال: أَكَلَ الرجلُ أَكْلَةً ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً، أَي سَمِنَ مِنْهَا.
وَفِي الحَدِيث: (خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَن ظَهْرِ غِنًى) ، أَي مَا كَانَ عَفْواً قد فَضَلَ عَن غِنًى، وَقَالَ أَيُّوب: عَن فَضْلِ عِيَالٍ.
قَالَ الفَرّاءُ: العَربُ تقولُ: هاذا ظَهْرُ السّماءِ، وهاذا بَطْنُ السَّماءِ، لظاهِرِها الَّذِي تَرَاه.
قَالَ الأَزهرِيّ: وهاذا جاءَ فِي الشَّيْءِ ذِي الوَجْهَيْنِ الَّذِي ظَهْرُه كبَطْنِه، كالحَائِطِ القائِمِ، لمَا وَلِيَكَ يُقَال بَطْنُه، وَلما وَلِيَ غَيرَكَ يُقَال ظَهْرُه، وَهُوَ مَجَاز.
وظَهَرْتُ البَيْتُ: عَلَوْتُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {12. 042 فَمَا اسطاعوا أَن يظهروا} (الْكَهْف: 97) ، أَي مَا قَدَرُوا أَن يَعْلُو عَلَيْهِ؛ لارتفاعه. وَقَوله تَعَالَى: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} (الزخرف: 33) ، أَي يَعْلُونَ.
وحاجَتُه عندَك ظاهِرَةٌ، أَي مُطَّرَحَةٌ ورَاءَ الظَّهْرِ.
وجَعَلَنِي بظَهْرٍ، أَي طرَحَنِي، وَهُوَ مَجاز، وَقَوله جلّ وعَزّ: {أَوِ الطّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْراتِ النّسَآء} (النُّور: 31) ، أَي لم يَبْلُغُوا أَنْ يُطِيقُوا إِتْيَانَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَجاز، وَمن ذالك قولُ الشّاعرِ:
خَلَّفْتَنَا بينَ قَوْمٍ يَظْهَرُونَ بِنَا
أَمْوالُهُم عازِبٌ عنّا ومَشْغُولُ
وَقَوله جَلّ وعزّ: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، رَوَى الأَزْهَرِيّ عَن ابنِ عبّاس قالَ: الكَفُّ والخَاتَمُ الوَجْهُ، وَقَالَت عائِشَةُ: الزّينَةُ الظّاهِرَةُ. القُلْبُ والفَتَخةُ، وَقَالَ ابنُ مَسْعُود: الثِّيَابُ، وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ، كَمَا أَشار إِليه الصّاغانيج، وَقَالَ: إِنّ فِيهِ سبعَةَ أَقوالٍ.
وظَهَرَت الطَّيْرُ من بَلَدِ كَذَا إِلى بَلَدِ كَذَا، إِذا انْحَدَرَتْ مِنْهُ إِليه، وخَصّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ النَّسْرَ.
وَفِي كتابِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عنهُ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ: (فاظْهَرْ بمَنْ مَعَكَ من المُسْلِمِينَ إِليهَا) ، أَي اخرُجْ بهِم إِلى ظاهِرِهَا، وابرُزْ بِهِم، وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ فِي حُجْرَتِي قبلَ أَن تَظْهَر) . تَعْنِي الشَّمْسَ، أَي تَعْلُو وتَظْهَر، أَو ترْتَفع.
وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال: هاجَت ظُهُورُ الأَرْضِ، وذالِك مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، ومعنَى هاجَتْ: يَبِسَ بَقْلُهَا، وَيُقَال: هاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: ظاهِرُ الجَبَل: أَعلاه، وظاهِرَةُ كلّ شَيْءٍ: أَعلاَه، اسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ ظاهِرُه.
وَفِي الأَساس: الظّاهِرَةُ: الأَرضُ المُشْرِفَةُ. انْتهى.
وإِذا عَلَوْتَ ظَهْرَ الجَبَلِ فَأَنْتَ فوقَ ظاهِرَتِه.
والظُّهْرَانِ الضَّمّ: جَنَاحَا الجَرادَةِ الأَعْلَيَانِ الغَلِيظَانِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وظَاهَرَ بِهِ: اسْتَظْهَرَ.
وظاهَرَ فُلاناً: عاوَنَه ونَصَرَه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ ابنُ عَمِّه دِنْيَا، فإِذَا تَبَاعَدَ فَهُوَ ابنُ عَمِّه ظَهْراً، بالفَتْح، وَهُوَ مَجَاز.
وفُلانٌ من وَلَدِ الظَّهْرِ، أَي لَيْسَ مِنّا، وَقيل: مَعْنَاهُ: أَنْه لَا يُلْتَفَتْ إِليهِم قَالَ أَرْطَاةُ بنُ سُهَيَّةَ:
فمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنَا
وَجَدْنَا بَنِي البَرْصاءِ مِن وَلَدِ الظَّهْرِ ونَسبه الجَوْهَرِيُّ إِلى الأَخْطَل، وأَنكرَه الصّاغانيُّ، أَي من الَّذين يَظْهَرُونَ بهم وَلَا يَلْتَفِتُون إِلى أَرْحَامِهِم.
وفُلانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، أَي لَا يُسَلِّمُ، وَهُوَ مجَاز.
وأَظْهَرَنا اللَّهُ على الأَمرِ: أَطْلَعَ.
وقَتَلَه ظَهْراً، أَي غِيلَةً، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَقَوله تَعَالَى: {إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ} أَي يَطَّلِعُوا ويَعْثُرُوا.
وهاذا أَمرٌ ظاهِرٌ عَنْك عارُه، أَي زائِلٌ، وَهُوَ مَجَاز، وَقيل: ظاهِرٌ عَنْك، أَي لَيْسَ بلازِمٍ لَك عَيْبُه، قَالَ أَبو ذؤَيب:
أَبَى القَلْبُ إِلاَّ أُمَّ عَمْرٍ وفأَصْبَحَتْ
تُحَرَّقُ نارِي بالشّكاةِ ونارُهَا
وعَيَّرَهَا الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُهَا
ومعنَى: (تُحَرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ) أَي قد شاعَ خَبَرِي وخَبَرُهَا وانتَشَرَ بالشَّكاةِ والذِّكْرِ القَبِيحِ.
وَيُقَال: ظَهَرَ عني هاذا العَيْبُ، إِذا لم يَعْلَقْ بِي ونَبَا عنّي، وَفِي النِّهَايَةِ: إِذا ارْتَفَع عَنْك، وَلم يَنَلْكَ مِنْهُ شيْءٌ، وَفِي الأَساس: لم يَعْلَقْ بك.
وَقيل لابْنِ الزُّبَيْرِ: يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ، تَعْيِيراً لَهُ بِهَا، فَقَالَ مُتَمَثِّلاً:
وتِلْكَ شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنْكَ عارُهَا
أَرادَ أَنّ نِطاقَهَا لَا يَغُضُّ مِنْهَا وَلَا مِنْهُ فيُعَيَّرَ بِهِ، ولاكنّه يَرفَعُه فيَزِيدُه نُبْلاً.
والاسْتِظْهَارُ: الاحتِيَاطُ والاسْتِيثَاقُ وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قَول الفُقَهَاءِ: إِذا اسْتُحِيضَت المَرْأَةُ واستَمَرّ بهَا الدَّمُ فإِنها تَقْعُدُ أَيّامَهَا للحَيْضِ وَلَا تُصَلِّي، ثمَّ تَغْتَسِلُ وتُصَلِّي، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من البَعِيرِ الظِّهْرِيِّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: (أَنّه أَمَرَ خُرّاصَ النَّخْلِ أَن يَسْتَظْهِرُوا) أَي يَحْتَاطُوا لأَرْبابِهَا، ويَدَعُوا لَهُم قَدْرَ مَا يَنُوبُهُم ويَنْزِلُ بهم من الأَضْيَافِ وأَبنَاءِ السَّبِيلِ.
وظَاهِرَةُ الغِبِّ: هِيَ للغَنَمِ لَا تَكَادُ تكونُ للإِبِلِ، وظَاهِرَةُ الغِبِّ: أَقْصَرُ من الغِبِّ قَلِيلا.
والمُظْهِرُ، كمُحْسِنٍ اسمٌ.
وَفِي المُحْكَم: مُظْهِرُ بنُ رَبَاح: أَحَدُ فُرْسانِ وشُعَرائِهِمْ. والظَّواهِرُ: مَوضعٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّة:
عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
فأَكْنَافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ فالأَصافِرُ
وظَهُورٌ، كصَبُورٍ: مَوْضِعٌ بأَرْضِ مَهْرَةَ.
وشَرِبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً، أَي كُلَّ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ.
وظَهَّرَ فُلانٌ نَجْداً تَظْهِيراً: عَلاَ ظَهْرَها. الثلاثَةُ نقَلَها الصّاغانِيّ.
وظاهِرٌ: لَقَبُ عبد الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيّ المُحَدِّث، سمع ابنَ المُذَهَّبِ.
والمُسَمَّوْنَ بظاهِرٍ من المُحَدِّثِينَ كثِيرُون، أَورَدَهُم الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ.
وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ الأَعَزِّ بنِ علِيَ البَغْدَادِيّ المعروفُ بابنِ الظَّهْرِيّ، بِالْفَتْح، من شُيُوخ الحافِظِ الدِّمْيَاطِيّ.
والظَّاهِرِيَّةُ: من الفُقَهَاءِ مَنسوبُون إِلى القَوْلِ بِالظَّاهِرِ، مِنْهُم داوودُ بنُ عَلِيّ بنِ خَلَف الأَصْبَهَانِيّ رئيسُهُم، رَوَى عَن إِسْحَاقَ بن رَاهَوَيهِ، وأَبِي ثَوْرٍ، مَاتَ سنة 270 ببغْدَادَ.
والحافِظُ جَمَالُ الدّينِ الظَّاهِرِيّ، وآلُ بَيْتِه، منسوبون إِلى الظَّاهِرِ صاحِبِ حَلَبَ.
والشيخُ شِهَابُ الدِّينِ الظّاهِرِيُّ الفقيهُ الشّافِعِيُّ، مَنْسُوبٌ إِلى الظَّاهِرِ بِيبَرْسَ.
والظّاهِرَةُ: قريَةٌ باليَمَنِ، مِنْهَا الشَّيْخُ الإِمامُ العالِمُ صِدِّيقُ بنُ محَمّد المِزْجاجِيّ الظّاهِرِيّ المُتَوَفَّى بزَبِيدَ سنة 912.
وبَنُو ظَهِيرَةَ، كسَفِينَة: قَبِيلَةٌ بمكَّةَ، مِنْهُم حُفّاظٌ وعُلَمَاءُ ومُحَدِّثُونَ، وَقد تَكَفَّلَ لبيانِ أَحْوَالِهِمْ كتابُ البُدُورِ المُنِيرَة فِي السّادَةِ بني ظَهِيرَة.
والظِّهْرانِيُّ بِالْكَسْرِ: أَبُو القاسِمِ عليُّ بنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَن مَكْحُول البَيْرُوتِيّ، هاكذا ذَكروه، وَلم يُبَيِّنُوا. قلت: والصّوَابُ أَنّه بالفَتْحِ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ؛ لكَوْنِه نَزَلَه، وسَمِعَ بِهِ الحَدِيثَ، وَالله أعلم.
ومُظْهِ بنُ رافِعٍ، كمُحْسِنٍ، صحابِيٌّ، بَدْرِيٌّ أَخُو ظَهِيرٍ الَّذِي تقَدّم ذِكْرُه.
ومَعْقِلُ بنُ سِنَانِ بنِ مُظْهِرٍ الأَشْجَعِيّ صَحابِيٌّ مشهورٌ.
ومُظْهِرُ بنُ جَهْمِ بنِ كَلَدَة، عَن أَبيه، وَعنهُ حَفِيدُه أَبو اللَّيْثِ مُظْهِرٌ.
والحَارِثُ بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبدةَ بنِ مُظْهِرِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَاريّ، لَهُ صُحْبَةٌ، قُتِلَ يومَ الجِسْرِ.
وحَبِيبُ بنُ مُظْهِرِ بنِ رِئابٍ الأَسَدِيّ، قُتِلَ مَعَ الحُسَيْنِ بنِ عليَ، رَضيَ الله عَنْهُمَا.
ومُظَاهِرُ بنُ أَسْلَمَ، عَن المَقْبُرِيّ.
وسِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ: شَيْخٌ لأَبي كُرَيْب.
وعبدُ اللَّهِ بنُ مُظَاهِرٍ: حافِظٌ مَشْهُور، تُوُفِّيَ سنة 304.
والظَّهْرين: قَرية باليَمَنِ، مِنْهَا الإِمام الحافِظُ إِبراهِيمُ بنُ مَسْعُود، سمع الحَدِيثَ على الإِمام المُحَدِّثِ عبدِ الرّحمانِ بن حُسَيْنٍ النزيليّ بهِجْرَةِ القيريّ من أَعمالِ كَوْكَبَان، وانتهتْ إِليه الرِّحْلَةُ فِي زَمانِه فِي الْحِفْظ.
[ظهر] الظَهْرُ: خلاف البطن. وقولهم: لا تجعل حاجتي بِظَهْرٍ، أي لا تَنْسَها. والظَهْرُ: الرِكاب. وبنو فلان مُظْهِرونَ، إذا كانَ لهم ظَهْرٌ ينقلون عليه، كما يقال: مُنْجِبونَ، إذا كانوا أصحابَ نجائب. والظَهْرُ: الجانب القصير من الريش، والجمع الظُهْرانُ. والظَهْرُ: طريق البَرّ. وأقران الظهر: اللذين يجيئون من وراء ظهرك في الحرب. ويقال: هو نازلٌ بين ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِمْ، بفتح النون، ولا تقل ظَهْرانِيهم بكسر النون. قال الأحمر: قولهم لقيته بين الظَهْرانَيْنِ، معناه في اليومين أو في الأيام قال: وبين الظهرين مثله، حكاه عنه أبو عبيد. والظهر، بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظُهر. والظَهيرةُ: الهاجرة. يقال: أتيتُه حَدَّ الظهيرة، وحين قامَ قائمُ الظهيرة. والظَهيرُ: المُعين، ومنه قوله تعالى:

(والمَلائكَةُ بعد ذلكَ ظهَيرٌ) * وإنَّما لم يجمعه لأنَّ فَعيل وفَعول قد يستوي فيهما المذكَّر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى:

(إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين) *. قال الشاعر: يا عاذلاتي لا تردن ملامتي * إن العواذل لسن لى بأمير - يريد الامراء. قال الاصمعي: يقال بعير ظَهيرٌ بيِّن الظَهارَةِ، إذا كانَ قويًّا. وناقة ظَهيرَةٌ. والبعير الظِهْرِيُّ بالكسر: العُدّة للحاجة إن احتيجَ إليه، وجمعه ظَهارِيُّ غير مصروف، لأنَّ ياء النسبة ثابتةٌ في الواحد. والظِهْرِيُّ أيضاً: الذي تجعله بِظَهْرٍ، أي تنساه. ومنه قوله تعالى:

(واتخذتموه وراءكم ظهريا) *. وفلان ظِهرتِي على فلان، وأنا ظِهْرَتُكَ على هذا الأمر، أي عَوْنُك. والظاهِرُ: خلاف الباطن. والظاهِرَةُ من العيون: الجاحظة. ويقال: هذا أمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه، أي زائل. قال الشاعر كثيِّر : وعيَّرها الواشون أنِّي أحِبُّها * وتلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عازها - ومنه قولهم: ظهر فلانٌ بحاجتي، إذا استخفَّ بها وجعلها بِظَهْرٍ، كأنَّه أزالها ولم يلتفتْ إليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً، أي خَلْف ظَهْرٍ. قال الأخطل :

وَجَدنا بني البَرصاءِ من ولَدِ الظَهْرِ * أي من الذين يَظْهَرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. والظاهِرَةُ من الوِرْدِ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصف النهار. وقال الاصمعي: هاجت ظواهر الارض، أي يبس بقلها. قال: والظواهر أشراف الارض. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ظاهر مكة . والظهرة بالتحريك: متاع البيت. ويقال أيضاً: جاء فلان في ظَهَرَتِهِ، أي في قومه وناهِضَته. والظَهَرُ أيضاً: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل بالكسر، إذا اشتكى ظَهْرَهُ، فهو ظهر. وظهر الشئ بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وظَهَرْتُ البيت: علوته. وأظْهَرْتُ بفلانٍ: أعلنتُ به. وأظْهَرَهُ اللهُ على عدوه. وأظهرت الشئ: بينته. وأَظْهَرْنا، أي سِرنا في وقت الظُهر. والمُظاهَرَةُ: المعاونة. والتَظاهُرُ: التعاون. وتظاهرَ القومُ أيضاً: تدابَروا، كأنَّه ولَّى كلُّ واحدٍ منهم ظهرَه الى صاحبه. واسْتَظْهَرَ به، أي استعان به. واستظهر الشئ، أي حفِظَه وقرأه ظاهِراً. قال أبو عبيدة: في ريش السهام الظُهارُ بالضم، وهو ما جُعِلَ من ظَهْرِ عَسيب الريشة. والظُهْرانُ: الجانب القصير من الريش. والبُطْنان: الجانب الطويل. يقال: رِشْ سهمَك بِظُهْرانٍ ولا تَرِشْه ببُطْنان. الواحد ظَهْرٌ وبطن، مثل عبد وعبدان. والظهارة بالكسر: نقيض البطانة. وظاهَرَ بين ثَوبَين، أي طارَقَ بينهما وطابَقَ. والظِهارُ: قول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمّي. وقد ظاهَرَ من امرأته، وتَظَهَّرَ من امرأته، وظَهَّرَ من امرأته تظهيرا، كله بمعنى. والمظهر بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. والمظهر بكسر الهاء: اسم رجل. قال الاصمعي: أتانا فلان مُظَهِّراً، أي في وقت الظهيرة. قال: ومنه سمى الرجل مظهرا بالتخفيف. قال: وهو الوجه.

فيأ

فيأ: {تفيء}: ترجع. {يتفيؤ}: يرجع من جانب إلى جانب.
ف ي أ : (فِي) حَرْفٌ خَافِضٌ وَهُوَ لِلْوِعَاءِ وَالظَّرْفِ وَمَا قُدِّرَ تَقْدِيرَ الْوِعَاءِ. تَقُولُ: الْمَاءُ فِي الْإِنَاءِ وَزَيْدٌ فِي الدَّارِ وَالشَّكُّ فِي الْخَبَرِ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] . وَزَعَمَ يُونُسُ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: نَزَلْتُ فِي أَبِيكَ يُرِيدُونَ عَلَيْهِ. وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى الْبَاءِ.
فيأ: الفيءُ: الظّلُّ، والجميع: الأفياء، يقال: فاء الفيءُ، إذا تحوّل عن جهةِ الغَداة. وتفيّأت الشَّجَرَ: دخلت في أفيائها. وفيّأت المرأة تفيّىء شعرها، أي: تحرّك رأسَها من الخُيَلاء، قال رؤبة:  كأنّما فيّأنَ أثلاً جاثلا

شبّه مشيهنّ بفيء الظلال. والفيء: الغنيمة، والفعل منه أفاء، قال جل وعزّ: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ* . والفيء: الرّجوع، تقول: إنّ فلاناً لسريعُ الفيء عن غضبه. وإذا آلى الرُّجل من امرأته ثمّ كفّر يمينه ورجع إليها قيل: فاء يفيء فيئاً. والمَفْيُوءةُ هي المقنوءة، من الفيء.
ف ي أ: (فَاءَ) رَجَعَ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (الْفِئَةُ) الطَّائِفَةُ وَجَمْعُهَا (فِئُونَ) وَ (فِئَاتٌ) مِثْلُ لِدَاتٍ. وَ (الْفَيْءُ) الْخَرَاجُ وَالْغَنِيمَةُ. يُقَالُ: أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْنَا مَالَ الْكُفَّارِ بِالْمَدِّ يَفِيءُ (إِفَاءَةً) . وَ (الْفَيْءُ) أَيْضًا مَا بَعْدَ الزَّوَالِ مِنَ الظِّلِّ سُمِّيَ فَيْئًا لِرُجُوعِهِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الظِّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشَّمْسُ وَالْفَيْءُ مَا نَسَخَ الشَّمْسَ. وَقَالَ رُؤْبَةُ: كُلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ وَظِلٌّ وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ شَمْسٌ فَهُوَ ظِلٌّ. وَجَمْعُ الْفَيْءِ (أَفْيَاءٌ) وَ (فُيُوءٌ) كَفُلُوسٍ. وَ (فَيَّأَتِ) الشَّجَرَةُ (تَفْيِئَةً) . وَ (تَفَيَّأْتُ) أَنَا فِي فَيْئِهَا. وَتَفَيَّأَتِ الظِّلَالُ تَقَلَّبَتْ. 
[فيأ] فاء يفئ فيئا: رجع، وأفاءه غيره: رَجَعه. وفلان سريع الفئ من غضبه، وإنه لحسن الفيئة بالكسر، مثال الفيعة، أي حسن الرجوع. والفئة مثال الفعة: الطائفة، والهاء عوض من الياء التى نقصت من وسطه، أصله فئ مثال فيع لانه من فاء، ويجمع على فئون وفئات، مثال شيات ولدات. والفئ: الخراج والغنيمة، تقول منه: أفاء الله على المسلمين مالَ الكفار يفئ إفاءة. واستفأت هذا المال، أي أخذته فيئا. والفئ: ما بعد الزوال من الظلِّ. قال حميد ابن ثور يصف سَرْحَةً وكنى بها عن امرأة: فلا الظلُّ من برد الضُّحى تستطيعه * ولا الفئ من بعد العشى تذوق وإنما سمى الظل فيئاً لرجوعه من جانبٍ إلى جانبٍ. قال ابن السكيت: الظلُّ ما نسخته الشمس، والفئ ما نسخ الشمسَ. وحكى أبو عبيدة عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالت عنه فهو فئ وظل، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلٌّ، والجمع أفياءٌ وفُيوءٌ. وقد فَيَّأتِ الشجرةُ تَفْيِئةً، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها، وتفيأت الظلال، أي تقلبت. والمفيؤة: المقنؤة .
فيأ
الفَيْءُ والْفَيْئَةُ: الرّجوع إلى حالة محمودة. قال تعالى: حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ
[الحجرات/ 9] ، وقال: فَإِنْ فاؤُ
[البقرة/ 226] ، ومنه: فَاءَ الظّلُّ، والفَيْءُ لا يقال إلّا للرّاجع منه. قال تعالى: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ
[النحل/ 48] . وقيل للغنيمة التي لا يلحق فيها مشقّة: فَيْءٌ، قال: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ
[الحشر/ 7] ، وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ [الأحزاب/ 50] ، قال بعضهم: سمّي ذلك بِالْفَيْءِ الذي هو الظّلّ تنبيها أنّ أشرف أعراض الدّنيا يجري مجرى ظلّ زائل، قال الشاعر:
أرى المال أَفْيَاءَ الظّلال عشيّة
وكما قال:
إنّما الدّنيا كظلّ زائل
والفِئَةُ: الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم إلى بعض في التّعاضد. قال تعالى:
إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا [الأنفال/ 45] ، كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً [البقرة/ 249] ، فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا
[آل عمران/ 13] ، فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ [النساء/ 88] ، مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ [القصص/ 81] ، فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ [الأنفال/ 48] .
ف ي أ

فاء إلى الله فيئة حسنة إذا تاب ورجع. وفاء المولى فيئة: وطلق امرأته وهو يملك فيئتها أي رجعتها، وله على امرأته فيئة. وهو سريع الغضب سريع الفيئة. وفاء عليه الظل وتفيّأ. قال امرؤ القيس:

تيممت العين التي دون ضارجٍ ... يفيء علها الظل عرمضها طامي

وتعال نقعد في الفيء، وفلان يتّبع الأفياء. قال:

لعمري لأنت البيت أكرم أهله ... وأقعد في أفيائه بالأصائل

وتقول فلان لا يقرب من أفيائه، ولا يطمع في أشيائه. وتفيّأ بالشجرة: استظل بها. " ومثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح ". قال كعب بن زهير يصف الظليم:

قرع القذال يطير عن حيزومه ... زغب تفيئه الرياح سخيف

وفيّات المرأة شعرها: حرّكته خيلاء، وتفيّأت لزوجها: تكسرت له وتميلت غنجاً، ويقال للفاجرة: تتفيئين لغير بعلك. وفلان يتفيّأ الأخبار ويستفيئها. وأفاء الله عليهم الغنائم، ونحن نستفيء المغانم. قال الحريث بن حرجة:

فإن يك مال باد منا فإننا ... نثمره ونستفيء المغانما

وطاع لهم الفيء، وتقول: ما لزم الفيء، إلا حرم الفيء.

ومن المجاز: تفيّأت بفيئك أي التجأت إليك.
(فيأ) - في قصة عُمَر وابْنَةِ خُفافِ بنِ إِيمَاء: "ثم نَسْتَفِيء سُهْمَانَنا فيه"
: أي نَستَرجع، وهو من الفَيْء، والفَيْءُ في الغنيمة من الرُّجوعِ أيضا، كأنه الرَّاجع إلا المُسلِمِين من أَموالِ المشركين، وكأَنَّه كان في الأصل لهم لطاعتهم لله عزَّ وجلَّ.
والفَىْءُ في الإيلاء في قَولِه تَعالَى: {فَإِنْ فَاءُوا}
هو الرُّجُوع إلا الجماعِ، أو ما يقوم مَقامَه.
- وفي الحديث: "استَفَاءَ عَمُّهُمَا مَالَهُما "
: أي اسْتَردَّ واستَرجَع حَقَّهَما من المِيراثِ، وجَعلَه غَنِيمةً وفَيْئًا له خاصّةً. - وفي حَديث آخر: "نسْتَفِيء سُهمانَه "
: أي نسْتَرجِعُها غُنْما، ونَسْتَرِدّها مِلكًا.
- وفي حديث أبي شَقْرةَ في النِّساء: "إذا رَأيتُم الفَىْءَ على رؤُوسِهِنَّ مِثْلَ أَسنِمَة البُخْت، فأعْلِمُوهنّ أن لا تُقبَل لَهنَّ صَلاةٌ"
شَبَّه رُؤُوسَهن بأَسْنِمَةِ البُخْت لكَثْرة ما وَصَلْن به شُعُورَهن.
: أي صَارَ على رُؤُوسِهِنَّ من ذلك بما أمكَن أن تُفَيِّأَهَا وهو أن يُحَرِّكَها خُيلاءَ.
- وسئل عَمرُو بنُ عَاصِمِ: "عن الفَىْءِ، فقال: هو الفَرْع"
قال الحَربِيُّ: فأَظُنُّه ما كَثَّرنَ به شُعورَهنّ فَصَار كالفَرْع .
- وفي حديث آخر: "تُفِيِّئُه الرِّيحُ "
: أي تُحرِّكُه وتُمَيِّلُه مَرَّةً يمينًا ومَرَّةً شِمَالاً.
- في الحديث: "الفَىءُ على ذِي الرَّحِم"
: أي العَطْف عليه، والرُّجوع إليه بالبِرِّ.
[فيأ] "الفيء" ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد، وأصله الرجوع، فاء يفئ، ومنه قيل للظل الذي بعد الزوال: فئ، لأنه يرجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. ط: الظل ما ينسخه الشمس، والفيء، ما ينسخ الشمس. ك: الظل أعم منه. نه: والشمس في حجرتها لم "تفئ الفيء"، أي ضوء الشمس بعد في أواخر العرصة لم يرتفع الفيء في الجدار الشرقي، والمقصود التبكير بصلاة العصر حين صار الظل مثله بأن كان الحجرة ضيقة العرصة قصيرة الجدار بحيث يكون طوله أقل من مساحة العرصة. ز: لا دليل على كون قدرها ما ذكر فيمكن كون طوله أقل من نصف مساحة العرصة بيسير فيكون الصلاة عند المثلين والشمس في حجرتها. نه: ومنه ح: ابنتا فلان قتل معك يوم أحد وقد "استفاء" عمهما ما لهما، أي استرجعه وجعله فيئا له، وهو استفعل من الفيء. وح: فلقد رأيتنا "نستفئ" سهمانهما، أي نأخذها لأنفسنا ونقتسمها. وفيه: "الفيء" على ذي الرحم، أي العطف عليه والرجوع إليه بالبر. وفيه: لا يلي "مفاء" على" مفيء"، المفاء من افتتحت بلدته وكورته فصارت فيئا للمسلمين، من أفأت كذا: صيرته فيئا فأنا مفئ، وذلك مفاء، أي لا يلين أحد من أهل السواد على الصحابة والتابعين الذين افتتحوه عنوه. وفي صفة زينب: ما عدا سورة من حد تسرع منها "الفيئة" -بوزن الفيعة: الحالة من الرجوع عن شيء لا بسه الإنسان وباشره. وح: مثل المؤمن كالحامة من حيث أتتها الريح "تفئها"، أي تحركها وتميلها يمينا وشمالا. ط: كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا "الفيء"، أي كيف تصنعوا، أتصبرون أم تقاتلون، وأئمة مفعول معه، ويستأثرون حالية، والفيء - بالهمزة: ما نيل من المشركين بعد وضع الحرب أوزارها، وهو لكافة المسلمين ولا يخمس، والغنيمة ما نيل منهم عنوة والحرب قائمة، وهي للغانمين خاصة، قوله: حتى ألقاك -بمعنى كي أو للغاية، وهو عبارة عن الشهادة. ج: «"يتفيؤا" ظلاله» التفيؤ: تحول الظل من جهة إلى أخرى. نه: وفيه: إذا رأيتم "الفيء" - يعنى النساء - على رؤوسهن مثل أسنمة البخت فأعلموهن أن لا تقبل لهن صلاة، شبه رؤوسهن بأسنمة البخت لكثرة ما وصلن به شعورهن حتى صار عليها من ذلك ما يفيئها أي يحركها خيلاء وعجبا. وفيه: ثم دخل أبو بكر على "تفيئة" ذلك، أي على أثره، ومثله: تئيفة ذلك، وقيل: هو مقلوب منه -وقد مر في ت. ج: لو انهزمتم "فئتم" إلينا، أي إن خفتم أمرا رجعتم إلينا.
[ف ي أ] الفَيءُ ما كانَ شمسًا فَنَسَخُه الظِّلُّ والجمعُ أَفْيَاءٌ وفُيُوءٌ وفَاءَ الفَيءُ فَيْئًا تَحوَّلَ وتَفَيَّأَ فيه تَظَلَّلَ وتَفَيأَتِ الشجرةُ وَفَاءَتْ كَثُرَ فيْؤُهَا والمَفْيُوءَة موضِعُ الفَيءِ جَاءَتْ على الأَصلِ وحَكى الفَارسيُّ عن ثَعْلَبٍ المَفِيئَةُ فيها والمفيُوءُ هو المعتُوهُ لَزِمه هذا الاسم مِن طُولِ لُزُومه الظِّلَّ وفَيَّأَت المرْأَةُ شعرها حَرَّكَتْهُ منَ الخُيَلاءِ والرِّيحُ تُفَيّءُ الزرعَ والشجرَ تحرِّكُهُمَا وفي الحديثِ مَثَلُ المُؤمنِ كَخَامَةِ الزَّرعِ تُفَيّئُهَا الرّيحُ مَرَّة هُنَا وَمَرَّةً هنا وقالَ نافعُ بنُ لَقِيْطٍ الفَقْعَسيُّ

(فَلَئِنْ بَليتُ فقدْ عَمِرْتُ كَأَنَّنِي ... غُصْنٌ تُفَيِّئُهُ الرِّياحُ رَطيبُ)

وَفَاءَ إِلى الأمرِ وَفَاءَهُ فَيْئًا وفُيُوءًا رجع إِليه وأَفَاهَ واستَفَاهَ كَفَاءَ قالَ كُثَيّر عَزّة (فَأَقَلعَ من عَشرٍ وأَصْبَحَ مُزْنُهُ ... أَفَاءَ وآفاقُ السماءِ حَواسِرُ)

قال المَتَنَخِّل الهُذَليُّ

(عَقُّوا بِسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحَدٌ ... ثم استفاءوا وقالوا حبذا الوَضَحُ)

أي رجعُوا عن طَلَبِ الثِّرَة إلى قَبُولِ الدِّيَةِ وفاءَ من غَضَبِهِ رَجعَ وَإِنَّهُ لسريعُ الفَيءِ والفَيئةِ والفِيْئَةِ أَي الرُّجوع الأَخيرتان عن اللحياني وفَاءَ المُؤْلِي من امْرَأَتِهِ كفَّر يَمِيْنَهُ ورجعَ إليها والفَيءُ الغَنيمَةُ وقد فِئْتُ فَيئًا واستَفَأْتُ وَأَفَاَءهُ الله عليه وَالفيءُ القِطعَةُ مِنَ الطَّيرِ والفَيْئةُ طَائِر يُشْبِهُ العُقَابَ فَإِذَا خافَ البَرْدَ انْحَدَرَ إِلى اليَمَنِ وجَاءَهُ بَعْدَ فَيْئَةٍ أَي بَعْدَ حينٍ والعربُ تقولُ يا فَيْءَ مَالي تتأَسفُ بذلك قال

(يا فَيْئَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه ... مَرُّ الزمَانِ علَيه والتَّقلِيبُ)

وقَدْ تقدَّم اختيارُ اللحيانِي يا فَيَّ مَالي وتقدمت أيضًا روايةُ مَنْ رَوى يا هَيْءَ قال أبو عُبيدٍ وزادَ الأَحْمَرُ يا شيءَ وهي كُلُّهَا بمَعْنًى وقيلَ معناها كُلُّها التَّعجُبُ
فيأ
فاءَ/ فاءَ إلى/ فاءَ على يَفيء، فِئْ، فَيْئًا، فهو

فاءٍ، والمفعول مفْيُوء إليه
• فاء الشّخصُ: رجع "فاء إلى رُشده- فاء عن غضبه- {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} " ° فاء إلى الله: تاب.
• فاءت الشَّجرةُ: انبسط ظِلُّها.
• فاء الرَّجُلُ إلى امرأته: كفَّر عن يمينه ورجع إليها " {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ".
• فاء على أقاربه: عطف عليهم "وَالفيءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ [حديث] ". 

أفاءَ/ أفاءَ على يُفيء، أَفِئْ، إفاءةً، فهو مُفِيء، والمفعول مُفاء (للمتعدِّي)
• أفاءَ الظِّلُّ: رجع، انبسط بعد زوال.
• أفاء الأمرَ: رجَعَه.
• أفاءه إلى كذا: أرجعه إليه.
• أفاء اللهُ المالَ ونحوَه عليه: جعله فيْئًا أي غنيمة له " {مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} ".
• أفاء اللهُ عليه: أنعم وأعطى " {وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ} ". 

تفيَّأَ/ تفيَّأَ بـ يتفيّأ، تفيُّؤًا، فهو متفيِّئ، والمفعول مُتفيَّأ به
• تفيَّأت الظِّلالُ: انبسطت، تقلّبت ومالت " {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ}: تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب".
• تفيَّأ بالشَّجرة وغيرها: استظلَّ بها، التجأ إليها "تفيّأ بعباءته من شدَّة الحر". 

فيَّأَ يُفيِّئ، تفيئةً، فهو مفيِّئ
• فيَّأ الشَّجرُ: فاء، انبسط ظِلُّه "فيَّأ الشجرُ باحة المنزل". 

إفاءة [مفرد]: مصدر أفاءَ/ أفاءَ على. 

تفيئة [مفرد]: مصدر فيَّأَ. 

فَيْء [مفرد]: ج أفياء (لغير المصدر) وفُيوء (لغير المصدر):
1 - مصدر فاءَ/ فاءَ إلى/ فاءَ على.
2 - خراج، غنيمة، ما يغنمه المسلمون بغير قتال "قُسِم الفَيءُ على الناس".
3 - ظِلّ "جلس في فَيْء الشجرة". 

فَيْئَة [مفرد]: ج فَيْئات وفَيَئات:
1 - اسم مرَّة من فاءَ/ فاءَ إلى/ فاءَ على.
2 - رجوع "رجل سريع الغضب سريع الفيئة". 
فيأ
الفَيْءُ: الخَراجُ والغَنيمَة.
والفَيءُ: ما بَعدَ الزَّوال من الظِّلِّ، قال حُمَيدُ بن ثَورٍ - رضي الله عنه - يَصِفُ سَرحَةً وكَنّى بها امرأةٍ:
فلا الظِّلَّ من بَردِ الضُّحى تَستَطيعُهُ ... ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشيِّ تَذُوقُ
وإنما سُمِّيَ الظِّلُّ فَيئاً: لِرُجوعِه من جانبٍ إلى جانبٍ، وقال ابن السكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْهُ الشمسُ، والفَيءُ: ما نَسَخَ الشمسَ. وحَكى أبو عبيدةَ عن رؤبَةَ أنَّه قال: كُلُّ ما كانَت عليه الشمس فَزالَت عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكنْ عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، والجَميعُ أفياءٌ وفُيوءٌ.
ابنُ الأعرابي عن المُفَضَّل: يُقال للقِطعَةِ من الطَّيرِ: فَيْءٌ وعَرَقَةٌ وصَفٌّ.
ويُقال: يا فَيءَ مالي، وهي كَلِمَةُ أسَفٍ مثلُ يا هَيْءَ مالي ويا شَيءَ مالي، وقيل: هو من الكلام الذي ذَهَبَ مَن كان يُحسِنُه، أنشَدَ الكسائيُّ لنوَيفِع بن لَقيطٍ الأسَديّ:
يا فَيْ أمالي مَنْ يُعَمَّرُ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقليبُ
حتّى يَعودَ من البلى وكأنَّهُ ... في الكَفِّ أفوَقُ ناصِلٌ مَعصوبُ
والوجهُ: أنَّه " جعل " فيءَ وهَيْءَ وشَيْءَ في موضع فِعْلِ الأمر فَبَناها، ولم يُمكنْ أنْ تُبْنى على السكون لِسُكونِ ما قبلَها فَحَرَّكها بالفَتح لالتقاء الساكنين كما فَعَلوا ذلك في أينَ وكَيفَ، والفِعلُ الذي هذه الأسماءُ في موضِعِه: تَنَبَّهْ وتَبَيَّنْ واستيقِظْ وما أشبَهَ ذلك، و " يا " تَدخُلُ في فِعل الأمر لأنها للتَّنبيه؛ فَيُنَبَّهُ كما يُنَبَّهُ بها المَدْعوُّ؛ كما قال ذو الرمَّة:
ألا يا اسلَمي يا دارَ مَيٍّ عل البِلى ... ولا زالَ مُنهَلاًّ بجَرْعائكِ القَطرُ
والفَيْئةُ: الحِدَأةُ التي تصطادُ الفراريج من الدِّيار، والجمع فَيئاتٌ.
وفاءَ يَفِيءُ فَيئاً وفُيُوءً: أي رجعَ. وفلان سريع الفيءِ من غَضبِه. وانَّه لَحسنُ الفِيئةِ - بالكسر مثال الفِيعَة -: أي حسن الرُّجوع.
والفِئَةُ: الطائفة، والهاء عوضٌ من الياء التي نُقِصَتمن وسطها، وأصلها فيءٌ مثال فِيعٍ؛ لأنَّها من فاءَ، ويجمع على فِئين وفِئاتٍ مثال شِياتٍ ولِدات وهِبات.
والمَفيَأَةُ والمَفيُؤَةُ: المقْنُؤَةُ.
وأفَأتُه: رجعته. وأفاء االله على المسلمين مال الكُفار. وفي حديث بعض السَّلف: لا يُليّن مُفَاء على مُفِيْيءٍ قال القُتَبيُّ: المُفاء: الذي افتُتحت كُورته فصارت فَيْئا كأنه قال: لا يُليِّن أحد من أهل السواد على الصحابة الذين افتتحوا السواد عَنورة فصار السواد لهم فَيْئاً، هذا وما أشبَهَه. ويقال: اسْتفأتُ هذا المال: أي أخذته فَيئا، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أمه خرج إلى ناحية السوق فتعلَّقت امرأة بثيابه وقالت يا أمير المؤمنين؛ فقال: ما شأنك؟ قالت: إني مُوِتِمة تُوي زوجي وتركهم ما لهم من زرع ولا ضرع وما يَسْتَنْضجُ أكبرهم الكُراع وأخاف أن تأكلهم الضَّبع وأنا بنت خُفاف بن أيماء الغفاريّ، فانصرف معها فعَمد إلى بعير ظهير فأمر به فرُحِل ودعا بِغرارَتين فَكلأهُما طعاما وودَكاً ووضع فيها صُرة نفقة ثم قال لها: قودي، فقال رجل: أكثَرْت لها يا أمير المؤمنين؛ فقال عمر: ثَكِلَتْك أمك! إني أرى أبا هذه ما كان يُحاصر الحصن من الحصون حتى افتتحه وأصبحنا نسْتَفيء سُهمانه من ذلك الحصن.
ويقال: فَيَّأَت الشجرة تَفْيئَةُ، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها. وتَفَيّضأتِ الظلال: تقلَّبت.
والتَّفيْئةُ: الأثر، يقال: جاء على تَفِيْئَةِ ذلك: أي على أثره. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه دخل عليه عمر - رضي الله عنه - فكلَّمه ثم دخل أبو بكر - رضي الله عنه - على تَفِيئَةِ ذلك، وتاؤها لا تخلو من أن تكون مزيدة؛ أو أصلية فلا تكون مزيدة، والبنية كما هي من غير قلب؛ لأن الكلمة مُعَلَّة؛ مع أن المثال من أمثلة الفِعْل، والزيادة من زوائده، والإعلال في مثلها مُمتنع، ألا ترى أنك لو بنيت مثال تَضْرب أو تُكرم اسمين من البيع لقُلْتَ: تَبْيعُ وتُبْيِعُ من غير إعلال، إلاّ أن تَبْني مثال تِحْلِئٍ، فلو كانت التَّفِيْئة تَفْعِلَةَ من الفَيءِ لخرجت على وزن تَعْبِئة، فهي - إذن - لولا القلب فَعِيْلَةُ لأجل الإعلام، كما أن يأجَجَ فَعْلَل لِترك الإدغام، ولكن القلب على التَّئِفَّةِ هو القاضي بزيادة التاء، وبيان القلب: أن العين واللام أعني الفاءين قُدِّمتا على الفاء أعني الهمزة ثم أُبْدلت الثانية من الفاءين ياء؛ كقولهم: تَظَنَّيْتُ.

في

أ1 فَآءَ, aor. ـِ inf. n. فَىْءٌ (S, O, Msb) and فُيُوْءٌ, (O,) He (a man, Msb) returned; (S, O, Msb;) and so ↓ افآء, and ↓ استفآء: (M, TA:) فَىْءٌ, as also ↓ فَيْئَةٌ and ↓ فِيئَةٌ, [or the former of these, accord. to analogy, is an inf. n. of unity, and the latter an inf. n. of modality,] and إِفَآءَةٌ and اِستِفَآءَةٌ al' signify رُجُوعٌ: (K:) or, accord. to some, فَآءَ signifies particularly he returned to a good state or condition. (MF, TA.) One says, فَآءَ مِنْ غَضَبِهِ He returned [to a good state, or recovered, from his anger]: (M, TA:) and فُلَانٌ سَرِيعُ الفَىْءِ مِنْ غَضَبِهِ [Such a one is quick in respect of the returning &c. from his anger]: (S, M, * O:) and ↓ إِنَّهُ لَسَرِيعُ الفِيْئَةِ, (M,) or ↓ لَحَسَنُ الفِيْئَةِ, (S, O,) i. e. [Verily he is quick, or good, in respect of] the returning [to a good state, or from his anger, or in respect of the manner of returning &c.]: (S, M, O:) and ↓ هُوَ سَرِيعُ الغَضَبِ سَرِيعُ الفِيْئَةِ [He is quick in respect of anger, quick in respect of returning, or recovering, therefrom]. (A, TA.) And فَآءَ إِلَى الأَمْرِ, and فَآءَهُ [i. e. فَآءَ الأَمْرَ], inf. n. فَىْءٌ and فُيُوْءٌ, He returned [to the affair, or to the command, i. e. to that which was commanded]. (M, TA.) حَتَّى تَفِىْءَ إِلَى أَمْرِ اللّٰهِ , in the Kur xlix. 9, means Until it [referring to a party (طَائِفَة) before mentioned] return to the ordinance of God, or to that which God has commanded: (Bd:) or until it return (T, Msb) to obedience, (T,) or to that which is right. (Msb.) And فَآءَ إِلَى الأَمْرِ, inf. n. فَىْءٌ, signifies also He reconsidered the affair, or case. (TA.) b2: فَآءَ المُؤْلِى (M, Msb, K) مِنِ امْرَأَتِهِ, (M, K,) inf. n. فَىْءٌ, (TA,) or ↓ فَيْئَةٌ, (Msb,) means The man who had sworn to abstain from conjugal intercourse with his wife expiated his oath and returned to her. (M, Msb, * K. [See Kur ii. 226.]) But MF observes that this usage of فَآءَ to signify He expiated an oath belongs to the conventional language of the law. (TA.) In the case of a man who has sworn that he will abstain from conjugal intercourse with his wife, a period of four months is appointed to him in the Kur-án; and if he have such intercourse with her in the four months, it is said of him, قَدْ فَآءَ, meaning He has returned [or reverted] from his oath, to the doing that which he swore that he would not do, and is bound to expiate his oath: if he have not had such intercourse with her until the end of the four months from the day of his swearing, then, Ibn-'Abbás and a number of the Companions pass upon her a single sentence of divorce, making the [said sentence of] divorce to have effect at the end of the months; but many of the Companions and others say that in this case he must return, and expiate his oath, or he must divorce. (T, TA.) And [hence] one says ↓ لَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ فَيْئَةٌ He has the right of returning to his wife: (Msb, TA:) and هُوَ يَمْلِكُ

↓ فَيْئَتَهَا He possesses the right of returning to her; namely, a wife whom he has divorced. (A, TA.) b3: الفَىْءُ عَلَى ذِى الرَّحِمِ occurs in a trad. as meaning The being favourably inclined, or affectionate, to the relation; and returning to kind treatment of him. (TA.) b4: فَآءَ said of the shade, (M, Msb,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. فَىْءٌ, (M, Msb, K, *) It shifted, or removed; (M, K; *) or [rather] it returned from the side of the west to the side of the east: (Msb:) and الظِّلَالُ ↓ تَفَيَّأَتِ The shades became changed in their manner of being; (S, O;) or [rather] they returned [towards the east] after midday. (T, TA. [See the Kur-án xvi. 50.]) b5: And فَآءَتِ الشَّجَرَةُ; and ↓ تفيّأت; (M;) and ↓ فيّأت, inf. n. تَفِيْئَةٌ; (S, O, TA;) The tree had much shade. (M, TA.) فَآءَتِ الحَدِيدَةُ The iron implement became blunt after its being sharp. (T, TA.) A2: فِئْتُ الغَنِيمَةَ, (mentioned, but not expl., in the K,) inf. n. فَىْءٌ, (TA,) means I took the spoil. (TK.) [See also 10.]2 فيّأ الظِلَّ, and ↓ افآءهُ He (God) made the shade to return [in the afternoon]. (El-Khafájee, MF, TA.) A2: قَيَّأَت said of a tree: see 1, near the end. b2: Said of the wind, It put in motion the seed-produce, or standing corn, and the trees. (M, TA.) And, said of a woman, She put in motion her hair, from self-conceit, or vanity. (M, TA.) 4 أَفَأْتُهُ I made it to return. (O.) See also 2. b2: [Hence,] one says, أَفَآءَ اللّٰهُ عَلَى المُسْلِمِينَ مَالَ الكُفَّارِ [God restored to the Muslims, as though it were theirs by right, or gave to them as spoil, the property, or wealth, of the unbelievers]; (S, O;) inf. n. إِفَآءَةٌ. (S.) And أَفَآءَ اللّٰهُ عَلَيْهِمُ الغَنَائِمَ [God restored, or gave, to them the spoils]. And أَفَآءَ عَلَى قَوْمٍ فَيْئًا He took for a party the spoil of another party and brought it to them: and he took for a party spoil that had been taken from them. (T, TA.) b3: And أَفَأْتُ كَذَا I made such a thing to be a فَىْء [or spoil]. (TA.) b4: and أَفَأْتُ فُلَانًا عَلَى الأَمْرِ I turned him to the thing, or affair, when he had desired another thing, or affair. (Az, T.) A2: See also 1, first sentence.5 تَفَيَّأَتِ الظِّلَالُ: b2: and تفيّأت الشَّجَرَةُ: see 1, near the end. b3: تفيّأ فِيهِ means He shaded himself in it; i. e., in the shade termed فَىْء. (M.) One says, تَفَيَّأْتُ فِى فَىْءِ الشَّجَرَةِ [I shaded myself in the afternoon-shade of the tree]. (S, O.) And تفيّأ

بِالشَّجَرَةِ [He shaded himself by means of the tree; or] he entered into the أَفْيَآء [or afternoon-shades] of the tree: (MA:) and [it is said that] تَفَيَّأْتُ الشَّجَرَةَ signifies I entered into the أَفْيَآء of the tree, and shaded myself thereby: (Har p. 500:) and Aboo-Temmám has made it trans. by itself [i. e. without a prep.] in his saying, فَتَفَيَّأْتُ ظِلَّهُ مَمْدُودًا [as though meaning And I protected myself from the sun by its shade, when it was extended]: but [perhaps he has thus used the verb in the last of the senses here following, for] it is said that this is irregular. (TA.) b4: [Hence] one says, تَفَيَّأْتُ بِفَيْئِكَ meaning (tropical:) I have had recourse to thee for protection. (A, TA.) b5: تفيّأ is said of a branch or twig [as meaning It bent, in a languid manner]. (T, M, L, K, voce تَرَأَّدَ; &c.) and one says, تفيّأت لِزَوْجِهَا, meaning She bent herself over her husband, and affected languor, or languidness, to him, feigning coyness, or opposition, and threw herself upon him: (T, * TA:) from الفَىْءُ signifying “ the act of returning: ” and some say تقيّأت, with ق; but Az says that this is a mistake, and that it is correctly with ف (TA.) A2: تفيّأ signifies also تَتَبَّعَ [He sought a thing time after time, or repeatedly, &c.]. (Har p. 500.) And one says, فُلَانٌ يَتَفَيَّأُ الأَخْبَارَ and ↓ يَسْتَفِيؤُهَا [app. meaning Such a one seeks after news, or tidings, time after time, or repeatedly, &c.]. (A, TA.) 10 استفآء He took as spoil. (S, M, * O, K.) One says, اِسْتَفَأْتُ هٰذَا المَالَ I took this property as spoil. (S, O.) b2: See also 5.

A2: As intrans., see 1, first sentence.

فَىْءٌ Afternoon-shade; shade after the declining of the sun from the meridian; (T, * S, O;) [i. e.] the فَىْء is what was sun, and has been annulled, or superseded, by shade; (M, K;) or that from which the sun has departed: so called because of its “ returning ” from side to side: (S, O: [see 1, first sentence:]) ISk says, (S, O,) the ظِلّ is what sun has annulled, or superseded; [correctly, what sun annuls, or supersedes; (see ظَلٌّ;)] and the فَىْء is what has annulled, or superseded, sun: (S, Mgh, O:) but AO says, on the authority of Ru-beh, that on which the sun has been and from which it has departed is فَىْء and ظِلّ; and that on which the sun has not been is ظِلّ: (S, O:) [see more under this latter word:] pl. [of pauc.]

أَفْيَآءٌ and [of mult,] فُيُوْءٌ. (S, M, Mgh, O, Msb, K.) b2: And Spoil, booty, or plunder; syn. غَنِيمَةٌ [q. v.]; (S, M, Mgh, O, Msb, K;) thus called, by the inf. n., because it returns from one party to another; (Msb;) and فَيٌّ in this sense is not allowable; (Mgh, Msb;) nor is it in the preceding sense: (Mgh:) or such as is obtained without difficulty: and therefore likened to shade. (MF.) And The [tax, or tribute, termed] خَرَاج [q. v.]: (S, O, K:) frequently occurring in trads. as meaning such, of the possessions of the unbelievers, as accrues to the Muslims without war: (TA:) or such as is obtained from the believers in a plurality of gods after the laying-down of arms: (A 'Obeyd, Mgh and Msb voce غَنِيمَةٌ:) or such as God has restored [as though it were theirs of right] to the people of his religion, of the possessions of those who have opposed them, without fighting, either by the latter's quitting their homes and leaving them vacant to the Muslims, or by their making peace on the condition of paying a poll-tax or other money or property to save themselves from slaughter: such is termed فَىْء in the Kurn. (T. [See more under غَنِيمَةٌ.]) A2: Also A flock of birds: (O, K:) [or a number of birds disposed in a row:] also termed عَرَقَةٌ and صَفٌّ. (O, TA.) A3: يَا فَىْءَ, (M, O, K, in the CK [erroneously]

يا فَىْءُ,) or, accord. to Ks, correctly يا فَىَّ [q. v.]. (M,) [Oh! or O my wonder?] an expression of regret, (M, O, K,) accord. to most, (TA,) or of wonder, (Ks, M, K, TA,) meaning يَا عَجَبِى. (Ks, M.) [See شَىْءٌ, last three sentences.]

فِئَةٌ A [party, portion, division, or distinct body, of men, such as is termed] طَائِفَة: (S, O, K, TA:) or a company (Msb, TA) of soldiers who fight in the rear of an army, and to whom the latter has recourse in the case of fear or defeat: (TA:) or a company of men who [in war] have recourse, for aid, one to another: (Er-Rághib, TA:) a word having no proper sing.: (Msb, TA:) originally فِىْءٌ; (S, O, K;) the ة being substituted for the medial ى, which is dropped: (S, O:) or its original form is فِئْوٌ [or فِئْىٌ or فِئْوَةٌ or فِئْيِةٌ (see art. فأو and فأى)]; the final [radical] letter being that which is elided; for it is from فَأَوْتُ [or فَأَيْتُ]

“ I divided; ” and فِئَةٌ is syn. with فِرْقَةٌ: (IB, L, TA:) pl. فِئَاتٌ and فِئُونَ, (S, O, Msb, K,) in which latter the و and ن are for the making good what is deficient [in the sing.]. (Msb.) فَيْئَةٌ: see 1, in four places. b2: [Hence] ذُو فَيْئَةٍ a term applied to Date-stones (نَوَى التَّمْرِ) when they are hard: [because,] being given as fodder to cattle, and eaten by them, they pass forth as they were at first. (T, TA.) A2: Also A time; syn. حِينٌ. (K.) One says, جَآءَهُ بَعْدَ فَيْئَةٍ He came to him after a time. (TA.) b2: And The حِدَأَة [or kite], that seizes as its prey the chickens from the dwellings: (O:) or a certain bird resembling the eagle, (L, K,) which, when it fears the cold, migrates to El-Yemen. (L.) فِيْئَةٌ: see 1, first quarter, in four places.

تَفِيْئَةٌ, (M and K in art. تفأ,) as also تَفِيَّةٌ, both mentioned by Lh, and the latter reckoned as a dial. var. of the former, (M in that art.,) and تَئِفَّةٌ and إِفُّ and إِفَّةٌ and أَفَّةٌ and إِفَّانٌ and أَفَّانٌ, (see art. اف,)] The time of a thing: (M and K in art. تفأ:) one says, أَتَيْتُهُ عَلَى تَفِيئَةِ ذٰلِكَ I came to him at the time of that: (M in that art.:) and [by extension of the signification] one says, دَخَلَ عَلَى تَفِئَةِ فُلَانٍ meaning أَثَرِهِ [i. e. He entered near after such a one; as though treading in his footsteps]: (K in the present art.:) the ت in تَفِيْئَةٌ is an augmentative letter; the word being [originally] of the measure تَفْعِلَةٌ, but formed by transposition: Z says that the ت would not be augmentative if the composition of the word were as it is here, without transposition: that it is not of the measure تَفْعِلَةٌ from الفَىْءُ; for, if it were, it would be of the same measure as تَهْيِئَةٌ [i. e. it would be تَفْيِئَةٌ]; therefore, if not formed by transposition, it would be of the measure فَعِيلَةٌ [i. e. it would be from تفأ, as some hold it to be], because of the إِعْلَال [or alteration for the sake of alleviating the sound, such as takes place in يَسِيرُ for يَسْيِرُ, which cannot be in a noun of the measure تَفْعِلَةٌ from a triliteral root like فيأ, whose medial radical is infirm], the last radical being hemzeh: but its formation by transposition from تَئِفَّةٌ [originally تَأْفِفَةٌ] to تَفِّئَةٌ, which is then changed to تَفِيْئَةٌ, as Z says in the “ Fáïk,” is what determines the ت to be augmentative, and the [original] measure to be تَفْعِلَةٌ. (L and TA * in arts.

تفأ and فيأ.) مُفَآءٌ A thing that has been made a فَىْء [or spoil, &c.]. (TA.) And A person whose country, or province, or town, has been conquered, and become a فَىْء to the Muslims. (IKt, O, TA.) It is in a trad. of some of those who have gone before, ↓ لَا يُؤَمَّرُ مُفَآءٌ عَلَى مُفِىْءٍ, meaning An emancipated slave shall not be made governor over an Arabian; (K, TA;) or, as in the Nh [and O] and L, لا يَلِيَنَّ [shall by no means rule]; (TA;) as though it were said, none of the people of the Sawád (which was conquered by force and became a فَىْء to the Muslims) shall rule over the Companions (O, TA) and their next successors. (TA.) مُفِىْءٌ A person who makes a thing [or a country or the like] to be a فَىْء. (TA.) See also مُفَآءٌ.

مَفِيْئَةٌ: see the paragraph here following.

مَفْيَأَةٌ: see the paragraph here following.

مَفْيُؤَةٌ A place of فَىْء, i. e. of the shade thus termed; [a place of afternoon-shade;] (M, K;) as also ↓ مَفْيَأَةٌ; (K;) and, as AAF says, on the authority of Th, ↓ مَفِيْئَةٌ; (M, L, TA;) and so ↓ مَفْيُوْءَةٌ, like مَسْمُوعَةٌ [in measure]: (L, TA:) accord. to Lth, (TA,) مَفْيُؤَةٌ is syn. with مَقْنُؤَةٌ, (S, TA,) which signifies a place on which the sun does not come: so says Az; and he adds that it is probably correct, but that he had not heard it on any other authority than of Lth. (TA.) مَفْيُوْءٌ i. q. مَعْتُوهٌ [Idiotic, or an idiot, i. e. deficient, or wanting, in intellect; &c.]: so called from his keeping long [or much] in the shade. (M, TA.) مَفْيُوْءَةٌ: see مَفْيُؤَةٌ.

فيأ: الفَيْءُ: ما كان شمساً فَنَسَخَه الظِّلُّ، والجمع: أَفْياءٌ

وفُيُوءٌ. قال الشاعر:

لَعَمْرِي، لأَنْتَ البَيتُ أَكْرَمُ أَهْلِهِ، * وأَقْعَدُ في أَفْيائِه بالأَصائِل

وفاءَ الفَيْءُ فَيْئاً: تَحَوَّلَ.

وتَفَيَّأَ فيه: تَظَلَّلَ.

وفي الصحاح: الفَيْءُ ما بعد الزَّوالِ مِن الظلِّ. قال حُمَيْد بن ثَوْر

يَصِف سَرْحةً وكنى بها عن امرأَة:

فَلا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، * وَلا الفَيْءُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ

وإِنما سمي الظلُّ فيئاً لرُجُوعه مِن جانِب إِلى جانِب.

قال ابن السِّكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْه الشمسُ، والفَيْءُ: ما نَسَخَ

الشمسَ.

وحكى أَبو عُبيدةَ عن رُؤْبَة، قال: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فَزالَتْ عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكن عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ.

وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ أَي تَقَلَّبَتْ. وفي التنزيل العزيز:

تَتَفَيَّأُ ظِلالُه عن اليَمينِ والشَّمائل. والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَيْءِ، وهو الظِّلُّ بالعَشِيِّ. وتَفَيُّؤُ الظِّلالِ: رجُوعُها بعدَ انتصاف النهار وابْتعاثِ الأَشياءِ ظِلالَها. والتَّفَيُّؤُ لا يكون إِلا بالعَشِيِّ، والظِّلُّ بالغَداةِ، وهو ما لَمْ تَنَلْه الشمس، والفَيْءُ بالعَشِيِّ ما انصَرَفَتْ عنه الشمسُ، وقد بَيَّنه حُمَيد بن ثَور في وصف السَّرْحة، كما أَنشدناه آنِفاً.

وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ وفَيَّأَتْ وفاءَتْ تَفْيِئةً: كثرَ فَيْؤُها.

وتَفَيَّأْتُ أَنا في فَيْئِها. والمَفْيُؤَةُ: موضع الفَيْءِ، وهي المَفْيُوءة، جاءَت على الأَصل. وحكى الفارسي عن ثعلب: المَفِيئةَ فيها.

الأَزهري، الليث: المَفْيُؤَةُ هي المَقْنُؤَةُ من الفَيْءِ. وقال غيره يقال: مَقْنَأَةٌ ومَقْنُؤَةٌ للمكان الذي لا تطلع عليه الشمس. قال: ولم أَسمع مَفْيُؤَة بالفاءِ لغير الليث. قال: وهي تشبه الصواب، وسنذكره في قَنَأَ

أَيضاً. والمَفْيُوءة: هو المَعْتُوه لزمه هذا الاسم من طول لُزومِه

الظِّلَّ. وفَيَّأَتِ المرأَةُ شَعَرَها: حرَّكَته من الخُيَلاءِ. والرِّيح

تُفَيِّئُ الزرع والشجر: تحرِّكهما. وفي الحديث: مَثَل المؤْمن كخامة الزرع تُفَيِّئها الرِّيحُ مرةً هُنا ومرة هنا. وفي رواية: كالخامةِ من الزرعِ من حيث أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُها أَي تُحَرِّكُها وتُمِيلُها يميناً وشِمالاً. ومنه الحديث: إِذا رأَيتم الفَيْءَ على رؤُوسهنَّ، يعني النساءَ، مِثْل أَسْنِمة البُخْتِ فأَعْلِمُوهنَّ أَن اللّه لا يَقْبَلُ لهن صلاةً. شَبَّه رؤُوسهنَّ بأَسْنِمة البُخْت لكثرة ما وَصَلْنَ به شُعورَهنَّ حتى صار عليها من ذلك ما يُفَيِّئُها أَي يُحَرِّكها خُيلاءً وعُجْباً، قال نافع بن لَقِيط الفَقْعَسِيّ:

فَلَئِنْ بَلِيتُ فقد عَمِرْتُ كأَنَّني * غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ

وفاءَ: رَجَع. وفاءَ إِلى الأَمْرِ يَفِيءُ وفاءَه فَيْئاً وفُيُوءاً:

رَجَع إليه. وأَفاءَهُ غيرُه: رَجَعه. ويقال: فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئاً إِذا

رَجَعْتَ إليه النظر. ويقال للحديدة إِذا كَلَّتْ بعد حِدَّتِها: فاءَتْ.

وفي الحديث: الفَيْءُ على ذِي الرَّحِمِ أَي العَطْفُ عليه والرُّجوعُ

إليه بالبِرِّ.

أَبو زيد: يقال: أَفَأْتُ فلاناً على الأَمر إِفاءة إِذا أَراد أَمْراً، فَعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ غيره. وأَفَاءَ واسْتَفَاءَ كَفَاءَ. قال كثيرعزة:

فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ، وأَصْبَحَ مُزْنُه * أَفَاءَ، وآفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ

وينشد:

عَقُّوا بسَهْمٍ، ولم يَشْعُرْ به أَحَدٌ، * ثمَّ اسْتَفاؤُوا، وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ

أَي رَجَعوا عن طَلَبِ التِّرةِ إِلى قَبُولِ الدِّيةِ.

وفلانٌ سَريعُ الفَيْءِ مِن غَضَبِه. وفاءَ من غَضَبِه: رَجَعَ، وإِنه

لَسَرِيعُ الفَيْءِ والفَيْئةِ والفِيئةِ أَي الرُّجوع، الأَخيرتان عن

اللِّحيانِي، وإِنه لَحَسَنُ الفِيئَةِ، بالكسر مثل الفِيقَةِ، أَي حَسَنُ

الرُّجوع.

وفي حديث عائشةَ رضي اللّه عنها قالت عن زينب: كلُّ خِلالِها مَحْمُودةٌ ما عدا سَوْرةً من حَدٍّ تُسْرِعُ منها الفِيئةَ الفِيئةُ، بوزن

الفِيعةِ، الحالةُ من الرُّجوعِ

عن الشيءِ الذي يكون قد لابَسه الانسانُ وباشَرَه. وفاءَ المُولِي من امرأَتِه: كَفَّرَ يَمينَه ورَجَعَ اليها. قال اللّه تعالى: فإِنْ فاؤُوا فإِنَّ اللّه غفورٌ رحيمٌ. قال: الفَيْءُ في كتاب اللّه تعالى على ثلاثة مَعانٍ مَرْجِعُها إِلى أَصل واحد وهو الرجوع. قال اللّه تعالى في المُولِين مِن نسائهم: فإِنْ فاؤُوا فإِنَّ اللّهَ غفور رحيم.

وذلك أَنَّ المُولي حَلَفَ أَنْ لا يَطَأَ امرأَتَه، فجعَل اللّهُ مدةَ أَربعةِ أشْهُر بعدَ إِيلائهِ، فإِن جامَعها في الأَربعة أَشهر فقد فاءَ، أَي رَجَعَ عما حَلَفَ عليهِ من أَنْ لا يُجامِعُها، إِلى جِماعِها، وعليه

لحِنْثِه كَفَّارةُ يَمينٍ، وإن لم يُجامِعْها حتى تَنْقَضِيَ أَربعةُ أَشهر مِنْ يوم آلَى، فإِن ابن عباس وجماعة من الصحابة رضي اللّه عنهم أَوقعوا عليها تطليقة، وجعلوا عن الطلاق انْقِضاءَ الأَشهر، وخَالفَهم الجماعة الكثيرة من أَصْحابِ رَسُول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وغيرهم من أَهل العلم، وقالوا: إِذا انْقَضَتْ أَربعةُ أَشهر ولم يُجامِعْها وُقِفَ المُولي، فَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ أَي يَجامِعُ ويُكفِّرَ، وإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، فهذا هو الفَيءُ من الإِيلاءِ، وهو الرُّجوعُ إِلى ما حَلفَ أَنْ لا يَفْعَلَه.

قال عبداللّه بن المكرم: وهذا هو نص التنزيل العزيز: لِلَّذِينَ

يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهم تَرَبُّصُ أَرْبَعةِ أَشْهُرٍ، فإِنْ فاؤوا، فإِنَّ

اللّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ، وَإِنْ عَزَمُوا الطّلاقَ، فإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عليمٌ.

وتَفَيَّأَتِ المرأَةُ لزوجها: تَثَنَّتْ عليه وتَكَسَّرَتْ له تَدَلُّلاً وأَلْقَتْ نَفْسَها عليه؛ من الفَيْءِ وهو الرُّجوع، وقد ذكر ذلك في القاف. قال الأَزهري: وهو تصحيف والصواب تَفَيَّأَتْ، بالفاء. ومنه قول الراجز:

تَفَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ لِعابِسٍ، جافِي الدَّلال، مُقْشَعِرّ

والفَيْءُ: الغَنِيمةُ، والخَراجُ. تقول منه: أَفاءَ اللّهُ على المُسْلِمينَ مالَ الكُفَّارِ يُفِيءُ إِفاءة. وقد تكرَّر في الحديث ذكر

الفَيْءِ على اخْتِلاف تَصرُّفِه، وهو ما حَصل لِلمُسلِمينَ من أَموالِ

الكُفَّار من غير حَرْبٍ ولا جِهادٍ. وأَصْلُ الفَيْءِ: الرُّجوعُ، كأَنه كانَ في الأَصْل لهم فَرَجَعَ اليهم، ومنه قِيل للظِّلِّ الذي يكون بعدَ الزَّوالِ فَيْءٌ لأَنه يَرْجِعُ من جانِب الغَرْب إِلى جانب الشَّرْق.

وفي الحديث: جاءَتِ امرأَةٌ مِن الأَنصار بابْنَتيْنِ لها، فقالت: يا

رسولَ اللّه !هاتانِ ابْنَتَا فُلانٍ قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وقد اسْتَفاءَ عَمُّهما مالَهما ومِراثَهما، أَي اسْتَرْجَعَ حَقَّهُما مِن المِراث وجَعَلَه فَيْئاً له، وهو اسْتَفْعَلَ مِن الفَيْءِ. ومنه حديث عُمر رضي اللّه عنه: فلَقَدْ رَأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانَهُما أَي نأْخُذُها لأَنْفُسِنا ونَقْتَسِمُ بها. وقد فِئْتُ فَيْئاً واسْتَفَأْتُ هذا المالَ: أَخَذْتُه فَيْئاً. وأَفاءَ اللّهُ عليه يُفيءُ إِفاءة. قال اللّه تعالى: ما أَفاءَ اللّهُ على رَسُولِهِ مِن أَهْلِ القُرَى. التهذيب: الفَيْءُ ما رَدَّ اللّهُ تعالى علَى أَهْلِ دِينِهِ من أَمْوالِ مَنْ خالَفَ دِينَه، بلا قِتالٍ. إِمَّا بأَنْ يُجْلَوا عَن أَوْطانِهِم ويُخَلُّوها للمسلمين، أَو يُصالِحُوا على جِزْيةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤوسِهم، أَو مالٍ غَيْرِ الجِزْيةِ يَفْتَدُونَ به مِن سَفْكِ دِمائهم، فهذا المالُ هو الفَيْءُ.

في كتاب اللّه قال اللّه تعالى: فَما أَوْجَفْتُم عليه من خَيْلٍ ولا

رِكابٍ. أَي لم تُوجِفُوا عليه خَيْلاَ ولا رِكاباً، نزلت في أَموال بَنِي

النضير حِينَ نَقَضُوا العَهْدَ وجُلُوا عن أَوْطانِهم إِلى الشام، فَقَسَمَ رسولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه وسلم أَموالَهم مِن النَّخِيل وغَيْرِها في الوُجُوه التي أَراهُ اللّهُ أَن

يَقْسِمَها فيها. وقِسمةُ الفَيءِ غيرُ قسمةِ الغَنِيمة التي أَوْجَفَ اللّهُ عليها بالخَيْلِ والرِّكاب.

وأَصلُ الفَيْءِ: الرُّجُوعُ، سُمِّيَ هذا المالُ فَيْئاً لأَنه رَجَعَ إِلى

المسلمين من أَمْوالِ الكُفّار عَفْواً بلا قِتالٍ. وكذلك قوله تعالى في

قِتالِ أَهلِ البَغْيِ: حتى تَفِيءَ إِلى أَمرِ اللّه، أَي تَرجِعَ إِلى

الطاعةِ.

وأَفَأْتُ على القوم فَيْئاً إِذا أَخَذْتَ لهم سَلَب قَوْمٍ آخَرِينَ فجئْتَهم به.

وأَفَأْتُ عليهم فَيْئاً إِذا أَخذتَ لهم فَيْئاً أُخِذَ منهم.

ويقال لنَوَى التمر إِذا كان صُلْباً: ذُو فَيْئَةٍ، وذلك أَنه تُعْلَفُه الدّوابُّ فَتَأْكُلُه ثم يَخرُج من بطونها كما كان نَدِيًّا. وقال عَلْقمةُ بن عَبدَةَ يصف فرساً:

سُلاءةً كَعصا النَّهْدِيِّ، غُلَّ لها * ذُو فَيْئةٍ مِن نَوَى قُرَّانَ، مَعْجُومُ

قال: ويفسَّر قوله غُلَّ لَها ذو فَيْئةٍ تَفْسِيرين، أَحدهما: أَنه أُدْخِلَ جَوْفَها نوًى مِنْ نَوى نَخِيل قُرَّانَ حتى اشتدّ لحمها، والثاني:

أَنه خُلِق لها في بطن حَوافِرها نُسورٌ صِلابٌ كأَنها نوى قُرَّان.

وفي الحديث: لا يَلِيَنَّ مُفاءٌ على مُفِيءٍ. المُفاءُ الذي افْتُتِحَتْ بلدَتُه وكُورَتُه، فصارت فيْئاً للمسلمين. يقال: أَفَأْت كذا أَي صَيَّرته فَيْئاً، فأَنا مُفِيءٌ، وذلك مُفاءٌ. كأَنه قال: لا يَلِينَّ أَحدٌ من أَهل السَّواد على الصَّحابة والتابعين الذين افتَتَحُوه عَنْوةً.والفَيْءُ: القِطعةُ من الطَّيْرِ، ويقال للقطعة من الطَّيْرِ: فَيْءٌ

وعَرِقةٌ وصَفٌّ.

والفَيْئةُ: طائر يُشبه العُقابَ فإِذا خافَ البرْد انحدَرَ إِلى اليمن.

وجاءَهُ بعد فَيْئةٍ أَي بعد حِينٍ. والعرب تقول: يا فَيْءَ مالي،

تَتَأَسَّف بذلك. قال:

يا فَيْءَ مالي، مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه * مَرُّ الزَّمانِ عليه، والتَّقْلِيبُ

واختار اللِّحياني: يا فَيَّ مالي، ورُوي أَيضاً يا هَيْءَ. قال أَبو

عبيد: وزاد الأَحمر يا شيْءَ، وكلها بمعنى، وقيل: معناها كلها

التَّعَجُّب.والفِئةُ: الطائفةُ، والهاء عوض من الياء التي نقصت من وسطه، أَصله فِيءٌ مثال فِيعٍ، لأَنه من فاءَ، ويجمع على فِئون وفِئاتٍ مثل شِياتٍ ولِداتٍ ومِئاتٍ. قال الشيخ أَبو محمد بن بري: هذا الذي قاله الجوهري سهو، وأَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عين لا لام، والمحذوف هو لامها، وهو الواو. وقال: وهي من فَأَوْتُ أَي فَرَّقْت، لأَن الفِئة كَالفرقةِ.

وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دخل على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فكلَّمه، ثم دخل أَبو بكر على تَفِيئةِ ذلك أَي على أَثَرِه. قال: ومثله على تَئِيفةِ ذلك، بتقديم الياءِ على الفاءِ، وقد تشدَّد، والتاءُ فيه زائدة على أَنها تَفْعِلة، وقيل هو مقلوب منه، وتاؤها إِما أَن تكون مزيدة أَو أَصلية. قال الزمخشري: ولا تكون مزيدة، والبِنْيةُ كما هي من غير قلب، فلو كانت التَّفِيئَةُ تَفْعِلةً من الفَيْءِ لخرجت على وزن تَهْنِئة، فهي إِذاً لولا القلبُ فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلال، ولامها همزة، ولكن القلب عن التَّئِيفة هو القاضي بزيادة التاءِ، فتكون تَفْعِلةً.

فيأ
: ( {- الفَيْءُ: مَا كَانَ شَمْساً فَيَنْسَخُه الظِّلُّ) وَفِي (الصِّحَاح) : الفَيءُ: مَا بَعْدَ الزَّوَال من الظِّلِّ قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يَصِف سَرحَةً وكَنَى بهَا عَن امرأَةٍ: فَلاَ الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ.
وَلاَ الفَيْءُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ
فقد بَيَّن أَنّ الفَيْءَ بالعَشِيِّ مَا انصرَفَتْ عَن الشَّمْسُ وَقد يُسَمَّى الظِّلُّ} فَيْئًا لرجوعه من جانبٍ إِلى جَانب. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: الظِّلُّ: مَا نَسَخَتْه الشمسُ. والفَيْءُ: مَا نَسَخَ الشَّمْسَ. وَحكى أَبو عُبيدة عَن رُؤْبَة قَالَ: كلُّ مَا كَانَت عَلَيْهِ الشمسُ فزالتْ عَنهُ فَهُوَ {- فَيْءٌ وظِلٌّ، وَمَا لم يكن عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظِلٌّ. وسيأْتي فِي ظلّ مَزِيدُ البَيَانِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى، (ج} أَفْيَاءٌ) كسَيْفٍ وأَسْيَافٍ، وَهُوَ فِي المعتلّ الْعين وَاللَّام كثيرٌ، وَفِي الصَّحِيح قَلِيل (وفُيُوءٌ) مَقِيسٌ، قَالَ الشَّاعِر:
لَعَمْرِي لأَنحتَ البَيْتُ أُكْرِمَ أَهْلُهُ
وأَقْعُدُ فِي أَفْيَائهِ بالأَصائِلِ
وَيُقَال: فُلاَنٌ (لَا) يُقْرَبُ مِنْ {أَفْيَائِه، وَلاَ يُطْمَعُ فِي أَشْيَائِه، وزَيْدٌ يَتَتَبَّعُ الأَفْيَاءَ.
(والموضِع) من الفَيءِ (} مَفْيَأَةٌ) بِفَتْح الْمِيم وَالْيَاء (وتُضَمُّ ياؤُه) تَارَة فَيُقَال {مَفْيُؤَةٌ، ويرسم بِالْوَاو، وَهَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي أُخرى وتُضَمُّ فاؤُه أَي فَيُقَال مَفُوءَة كمَقُولَة، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ وَهَمٌ، لأَنه غير مسموع. انْتهى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَهِي} المَفْيُوءَة أَي كمَسْمُوعة، جاءَت على الأَصل، وَحكى الفارِسيُّ عَن ثَعْلَب {المَفِيئَة أَي كمَنِيعَة، وَنقل الأَزهريُّ عَن اللَّيْث} المُفْيُؤَة بِالْفَاءِ هِيَ المَقْنُؤَة بِالْقَافِ، وَقَالَ غَيره: ياق مَقْنَأَة وَمَقْنُؤَة للمكان الَّذِي لَا تَطْلُع عَلَيْهِ الشَّمْس، قَالَ: وَلم أَسْمَع مَفْيُؤَة بِالْفَاءِ لغير اللَّيْث. قَالَ: وَهُوَ يُشبه الصوابَ، وسيُذكر إِن شاءَ الله تَعَالَى فِي قنأَ.
والمَفْيُوءُ: المَعْتُوه، لزِمَه هَذَا الاسمُ من طُولِ لُزُومِه الظِّلَّ، قَالَ شَيخنَا نقلا عَن مَجمع الأَمثال للميدانيّ المَفْتَأَة والمَفْيُؤَة يُهْمَزانِ وَلَا يُهمزانِ: هما الْمَكَان لَا تَطلُع عَلَيْهِ الشمسُ، وَفِي الْمثل الْمَشْهُور قَوْلهم (مَفْيَأَة رِبَاعُها السَّمائمُ) أَي ظِلٌّ فِي ضِمْنِه سَمُومٌ، يُضْرَب للعَريِض الجاهِ العَزيزِ الجانبِ يُرْجَى عندَه الخَيْرُ، فإِذا أُوِي إِليه لَا يَكون لَهُ حُسْنُ مَعُونةٍ ونَظرٍ، وَقد أَهمله المصنِّف والجوهريُّ. انْتهى.
(و) الفَيْءُ: (الغَنِيمَة) وقَيّدَها بعضُهم بِالَّتِي لَا تَلحَقُها مَشَقَّةٌ، فَتكون بارِدَةً كالظِّلِّ، وَهُوَ المأْخوذ من كَلَام الرَّاغِب، قَالَه شَيخنَا (والخَرَاجُ) وَقد تكرَّر فِي الحَدِيث ذِكْرُ الفَيْءِ على اختلافِ تَصَرُّفه، وَهُوَ مَا حَصَلَ للمُسْلِمين من أَموالٍ الكُفَّارِ من غير حَربٍ وَلَا جِهادٍ.
(و) الفَيْء (: القِطْعَةُ من الطَّيْرِ) وَيُقَال لَهَا عَرَقَةٌ وَصَفٌّ أَيضاً.
(و) أَصْل الفَيْءِ (: الرُّجُوعُ) وقيَّدَه بعضُهم بِالرُّجُوعِ إِلى حَالة حَسَنَة، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {فَإِن {فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} (الحجرات: 9) قَالَ شَيخنَا، وَمِنْه قيل للظلِّ الَّذِي يكون بعد الزَّوَال فَيْءٌ، لأَنه يرجِعُ من جَانِبِ الغَرْبِ إِلى جَانب الشَّرْق، وَسمي هَذَا المالُ فَيئًا لأَنه رَجَع إِلى الْمُسلمين من أَموال الكُفَّار عَفْواً بِلَا قِتالٍ، وَقَوله تَعَالَى فِي قتال أَهل الْبَغي {حَتَّى} - تَفِيء إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (الحجرات: 9) أَي تَرْجِعَ إِلى الطَّاعَة.
( {كالفَيْئَةِ) بِالْفَتْح (} والفِيئَةِ) بِالْكَسْرِ ( {والإِفَاءَةِ) كالإِقامة (} والاسْتِفَاءَةِ) كالاستقامة.
{وفَاءَ: رَجَع، وفاءَ إِلى الأَمرِ} - يَفِيءُ. وفَاءَه فَيْأً {وفُيُوءًا: رَجَعَ إِليه} وأَفَاءَهُ غيرُه: رَجَعَه، وَيُقَال {فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئًا إِذا رَجَعْتَ إِليه النَّظَرَ، وَيُقَال للحديدة إِذا كلَّتْ بعد حِدَّتِها:} فاءَتْ، وَفِي الحَدِيث (الفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ) أَي العَطْفُ عَلَيْهِ والرُجوع إِليه بالبِرِّ، وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال: {أَفأْتُ فُلاناً على الأَمرِ} إِفاءَة إِذا أَرادَ أَمْراً فعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ. وَقَالَ غَيره: وأَفاءَ {واستفاءَ كفاء، قَالَ كُثَيّر عَزَّة.
فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ وَأَصْبَحَ مُزْنَهُ
أَفَاءَ وَآفَاقُ السَّمَاءِ حَوَاسِرُ
وأَنشدوا:
عَقّوا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحَدٌ
ثُمَّ اسْتَفَاءُوا وَقَالُوا حَبَّذَ الوَضَحُ
وَفِي الحَدِيث: جَاءَت امرأَةٌ من الأَنصارِ بابنتَيْنِ لَهَا فَقَالَت: يَا رَسُول الله، هَاتَانِ ابنتَا فُلانٍ، قُتِل مَعَك يومَ أُحُدٍ، وَقد استفاءَ عَمُّهما مَالَهما ومِيرَاثَهما. أَي استرجَع حَقَّهما من الْمِيرَاث وَجعله فَيْئاً لَهُ، وَهُوَ استفعل من الفَيْءِ، وَمِنْه حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ: فَلَقَد رَأَيْتُنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَها، أَي نَأْخذها لأَنفسنا فنقتَسِمُ بهَا.
وَفِي (الأَساس) : وَيُقَال مَا لَزِمَ أَحدٌ الفَيْءَ، إِلاَّ حُرِمَ للفَيْءَ.
وَمن الْمجَاز:} تَفَيَّأْتُ {بِفَيْئِك: التجَأْتُ إِليك. انْتهى.
وَنقل شَيخنَا عَن الخفاجي فِي الْعِنَايَة فِي حَوَاشِي النَّحْل: فَاءَ الظلُّ: رَجَع، لازمٌ، يتعَدَّى بِالْهَمْز أَو التَّضْعِيف} كفَيَّأَه اللَّهُ {وأَفاءَه} فَتَفَيَّأَ هُوَ، وعدَّاه أَبو تَمَّامٍ بِنَفسِهِ فِي قَوْله:
{فَتَفَيَّأْتُ ظِلَّهُ مَمْدُودَا
قَالَ: وَهُوَ خَارج عَن الْقيَاس، وَقَالَ قبل هَذِه الْعبارَة بِقَلِيل: وبقِي على المُصنّف:
فاءَت الظّلالُ، وَقد أَشار الجوهريُّ لبعضها فَقَالَ: فَيَّأَت الشَّجَرَة تَفْيِئَةً، وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي} فَيْئِها! وَتَفَّيأَتِ الظِّلاَلُ انْتهى. قلت: أَي تَقَلَّبَتْ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {1. 025 {يتفيأ ظلاله عَن الْيَمين وَالشَّمَائِل} (النَّحْل: 48) } والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَيْءِ، وَهُوَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ، {وتَفَيُّؤُ الظِّلال: رُجوعُها بعدَ انتصافِ النهارِ والتَّفَيُّؤُ لَا يكون إِلاَّ بالعَشِيّ، والظِّلُّ بالغَدَاة، وَهُوَ مَا لم تَنَلْه الشمْسُ.
} وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ {وَفَيَّأَتْ وفَاءَت} تَفْيِئَةً: كَثُر فَيْؤُها، وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي {فَيْئِها.
} وفَيَّأَت المرأَة شَعرَها: حَرَّكَتْه من الخُيَلاَءِ.
وَالرِّيح {تُفَيِّىءُ الزرعَ، والشجَرَ: تُحَرِّكهما. وَفِي الحَدِيث (مَثَلُ المُؤْمِنِ كَخَامَةِ الزَّرْعِ} تُفَيِّئُها الرِّيحُ مَرَّةً هُنَا وَمَرَّةً هُنَا) وَفِي رِوَايَة (كالخَامَةِ من الزَّرْعِ، مِن حَيْثُ أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُهَا) أَي تُحرِّكُها وتُمِيلُها يَمِينا وشِمالاً، وَمِنْه الحَدِيث (إِذا رَأَيتُم الفَيْءَ على رُؤُوسهنَّ يَعْنِي النساءَ مِثْلَ أَسْمَةِ البُخْتِ فَأَعْلِمُوهُنَّ أَنْ لَا تُقْبَلَ لهنَّ صلاةٌ) شبَّه رؤوسهنّ بِأَسْنِمَة البُخْتِ لِكَثْرَة مَا وَصَلْن بِهِ شُعُورَهن، حَتَّى صارَ عَلَيْهَا من ذَلِك مَا يُفَيِّئُها، أَي يُحَرِّكها خُيَلاَءَ وعُجْباً وَقَالَ نافعٌ الفَقعسِيُّ:
فَلَئِنْ بَلِيتُ فَقَدْ عَمِرْتُ كأَنَّنِي
عُصْنٌ تُفَيِّئُهُ الرِّياحُ رَطِيبُ
وتَفَيَّأَت المرأَةُ لِزوجها: تَثَنَّتْ عَلَيْهِ وَتَكَسَّرَتْ لَهُ تَدَلُّلاً وأَلقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ. من الفَيْءِ. وَهُوَ الرُّجوع، وَيُقَال تَقَيَّأَت، بِالْقَافِ، قَالَ الأَزهريُّ: وَهُوَ تصحيفٌ، وَالصَّوَاب الفاءُ، وَمِنْه قولُ الراجز:
تَفَيَّأَتْ ذَاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ
لِعَابِسٍ حَافِي الدَّلاَلِ مُقْشَعِرّ
وسيأْتي إِن شاءَ الله تَعَالَى،! وأَفَأْتُ إِلى قَوْمٍ فَيْئاً، إِذا أَخَذْتَ لَهُم سَلَبَ قومٍ آخرينَ فجِئْتَهم بِهِ. وأَفأْتُ عَلَيْهِم فَيْئاً، إِذا أَخَذْتَ لَهُم فَيْئاً أُخِذَ مِنْهُم. (و) الفَيْءُ (: التَّحَوُّلُ) فاءَ الظِّلُّ: تَحَوَّل.
( {والفِئَةُ، كَجِعَةٍ) : الفِرْقَةُ من النَّاس فِي الأَصل، و (الطَّائِفَةُ) هَكَذَا فِي (الصِّحَاح) وَغَيره، وَفِي (الْمِصْبَاح) : الجَمَاعَةُ، وَلَا واحدَ لَهَا من لفْظِهَا، وَقيل: هِيَ الطَّائِفَة الَّتِي تُقاتِل وراءَ الجَيْشِ، فإِن كَانَ عَلَيْهِم خَوْفٌ أَو هزيمةٌ التَجَئوا إِليهم، وَقَالَ الرَّاغِب:} الفِئَة: الجماعةُ المُتظاهِرة، الَّتِي يَرجِعُ بعضُهم إِلى بعضٍ فِي التعاضُدِ. قَالَه شيخُنا. والهاءُ عِوَضٌ من الْيَاء الَّتِي نعقصَتْ من وَسطه، و (أَصْلُها فِيءٌ كَفِيعٍ) لأَنه من فَاءَ و (ج {فِئُون) على الشذوذ، (} وفِئَاتٌ) مثل شياتٍ وَلِدَاتٍ على الْقيَاس، وَجعل الكودِى كِلَيْهِما مَقِيسَيْن، قَالَ الشَّيْخ أَبو مُحَمَّد ابْن بَرّيّ: هَذَا الَّذِي قَالَه الجوهريُّ سَهْوٌ، وأَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عَيْنٌ لَا لاَمٌ، والمحذوف هُوَ لامُها وَهُوَ الْوَاو، قَالَ: وَهِي من فَأَوْتُ، أَي فرَّقْتُ، لأَن الفِئَة كالفِرقَة، انْتهى، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) فِي الحَدِيث كَذَا فِي (النِّهَايَة) ، وعِبارة الهَروِيّ فِي غَرِيبه نقلا عَن القُتيبيّ فِي حَدِيث بعض السّلف (لَا يُؤَمَّرُ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعضها بالنُّون، وَهُوَ غلطٌ وَفِي عبارَة الْفَائِق: لَا يَحِلُّ لامرِىءٍ أَن يُؤَمِّر، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) و (النِّهَايَة) : لاَ يَلِينَّ ( {مُفَاءٌ على} - مُفِيءٍ أَي مَوْلى على عَرَبِيَ) المُفاءُ: الَّذِي افتُتِحَتْ بَلدَتُه وكُورَتُه فصارَت فُيْئاً للْمُسلمين. يُقَال: أَفأْتُ كَذَا، أَي صَيَّرْتُه فَيئاً فأَنا مُفِيءٌ، وَذَلِكَ الشيءُ مُفَاءٌ، كأَنه قَالَ: لَا يَلِيَنَّ أَحدٌ من أَهلِ السَّوادِ على الصَّحابة وَالتَّابِعِينَ الَّذين افتتحوه عَنْوَةً، فَصَارَ السَّوَادُ لَهُم فَيْئاً.
(و) الْعَرَب تَقول: (يَا فَيْءَ) مَا لي (كلمَةُ تَعَجُّب) على قَول بَعضهم، (أَو) كلمة (تَأَسفٍ) وَهُوَ الأَكثر، قَالَ:
يَافَيْءَ مَا لِي مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِهِ
مَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ
وَاخْتَارَ اللِّحْيانيُّ يافَيَّ مَالي، ورُوِيَ أَيضاً ياهَيْءَ، قَالَ أَبو عُبيد: وَزَاد الأَحمر: يَا شَيْءَ، وَهِي كلُّها بِمَعْنى، وَقد تقدّم طَرَفٌ من الإِشارة فِي شَيْء، وسيأْتي أَيضاً إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(وَفَاءَ المُولِي مِن امْرَأَتِه) أَي (كَفَّرَ عَن يَمِينه) ، وَفِي بعض النّسخ كَفَّرَ يَمينَه (وَرَجَع إِلَيْها) أَي الامرأَة، قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِن! فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226) قَالَ المفسِّرون: الفَيْءُ فِي كتاب الله تَعَالَى على ثَلَاثَة مَعانٍ، مَرْجِعُها إِلى أَصْلٍ واحدٍ، وَهُوَ الرُّجُوع، قَالَ الله تَعَالَى فِي المُولينَ من نِسَائِهِم {فَإِن فَآءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وَذَلِكَ أَن المُولِي حلَف أَن لَا يَطَأَ امرأَته، فجعلَ الله لهَذِهِ أَربعة أَشهر بعد إِيلائه، فإِن جَامعهَا فِي الأَربعة أَشهرٍ فقد فاءَ، أَي رَجع عمَّا حَلَف عَلَيْهِ من أَن لَا يُجامِعَها إِلى جِماعها، وَعَلِيهِ لِحِنْثِه كفَّارَةُ يَمينٍ، وإِن لم يُجامعها حَتَّى تَنقضِيَ أَربعةُ أَشهرٍ مِنْ يَوْم آلَى فإِنَّ ابنَ عَبَّاسٍ وجَماعةً من الصحابةِ أَوْقَعُوا عَلَيْهَا تَطلِيقةً، وجَعَلوا عَن الطَّلاقِ انقضاءَ الأَشهُرِ، وخالَفَهم الجماعةُ الكثيرةُ من أَصحابِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموغيرُهم من أَهلِ العِلم وَقَالُوا: إِذا انقضَتْاءَربعةُ أَشهُرٍ وَلم يُجَامعها وُقِفَ المُولِي فإِمّا أَن يَفِيءَ، أَي يُجامعَ ويُكَفِّرَ، وإِما أَن يُطَلِّقَ، فَهَذَا هُوَ الفَيْءُ من الإِيلاءِ، وَهُوَ الرجُوع إِلى مَا حلف أَن لَا يَفْعَله، قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهَذَا هُوَ نصُّ التنزيلِ العزيزِ {لّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226، 227) وَقَالَ شَيخنَا: قَوْله فاءَ المُولِي إِلى آخرِه، لَيْسَ من اللُّغَة فِي شيءٍ، بل هُوَ من الاصطلاحات الفِقهيَّةِ كَكَثيرٍ من الأَلفاظِ المُستعْمَلَة فِي الفُنون، فيورِدُها على أَنَّها مِن لُغة العَرب، وإِلاَّ فَلَا يُعْرف فِي كلامِ العَرَب فَاءَ: كفَّر، انْتهى. قلت: لعلّه لِمُلاحظَةِ اينَّ مَعناه يَؤولُ إِلى الرُّجُوع، فوجَب التنبيهُ على ذَلِك، وَقد تقدَّمت الإِشارة إِليه فِي كَلَام الْمُفَسّرين.
(و) قد ( {فِئتُ) كخِفْت (الغَنِيمةَ) فَيْئاً (واستَفَأْتُ) هَذَا المالَ، أَي أَخذتُه فَيئاً (وأَفَاءَ اللَّهُ تَعَالى عَلَيَّ) } - يُفِيءُ إِفاءَةً، قَالَ الله تَعَالَى {مَّآ أَفَآء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} (الْحَشْر: 7) فِي (التَّهْذِيب) : الفَيْءُ: مَا رَدَّ اللَّهُ على أَهلِ دِينه مِن أَموالِ مَنْ خالَفَ أَهْلَ دِينِه بِلَا قِتالٍ، إِما بأَن يَجْلُوا عَن أَوْطانِهم ويُخَلُّوهَا للمُسلمين، أَو يُصَالِحُوا على جِزْيَةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤُوسهم أَو مَالٍ غيرِ الجِزْية يَفْتَدُون بِهِ من سَفْكِ دِمائهم، فَهَذَا المَال هُوَ الفَيءُ فِي كتاب الله تَعَالَى {فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} (الْحَشْر: 6) أَي لم تُوجِفُوا عَلَيْهِ خَيْلاً وَلاَ رِكَاباً نَزلَتْ فِي أَموالِ بني النَّضِير حِين نَقَضُوا العَهْدَ وَجَلوْا عَن أَوطانهم إِلى الشأْم، فَقَسم رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَموالَهم من النَّخيل وغيرِها فِي الوُجوهِ الَّتِي أَراهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَقْسِمَها فِيهَا. وقِسمَةُ الفَيْءِ غيرُ قِسْمَةِ الغَنِيمة الَّتِي أَوْجَف (اللَّهُ) عَلَيْهَا بالخَيْلِ والرِّكاب.
وَفِي (الأَساس) : فُلاَن {يَتَفَيَّأُ. الأَخبارَ} ويَسْتَفِيئُها. وأَفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِم الغَنَائمَ، وَنحن {- نسْتَفيءُ المَغانم، انْتهى.
(} والفَيْئَةُ: طائرٌ كالعُقَابِ) فإِذا خافَ البَرْدَ انحدَرَ إِلى اليَمن، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
وَيُقَال لِنَوى التَّمْرِا ذَا كَانَ صُلْباً: ذُو! فَيْئَةٍ، وَذَلِكَ أَنه تُعْلَفُهُ الدوابُّ فتأْكُله ثمَّ يَخْرُجُ مِن بطونها كَمَا كَانَ نَدِيًّا، وَقَالَ عَلْقَمة بن عَبَدَة يَصف فرسا:
سُلاءَةً كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا
ذُو فَيْئَةٍ مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ
(و) الفَيْئَةُ أَيضاً (: الحِينُ) يُقَال: جاءَه بعد فَيْئَةٍ، أَي بعد حينٍ.
وفلانٌ سريعُ الفَيْءِ من غَضبِه، وفَاءَ من غَضبه: رَجَع، وإِنه لَسَرِيعُ الفَيءِ والفَيْئَةِ (والفِيئَة أَي) الرُّجُوع، الأَخيرتان عَن اللحياني، وإِنه لحسن الفِيئَة بِالْكَسْرِ، مثل الفِيعَة، أَي حَسنُ الرجوعِ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَت زَيْنَب: كُلُّ خِلاَلِها مَحمودٌ مَا عدا سَوْرَةً مِنْ حَدَ تُسْرِع مِنْهَا الفِيئَةُ. وَهِي بِوَزْنِ الفِيعة: الحَالَةُ من الرُّجوع عَن الشَّيْء الَّذِي يَكون قد لاَبَسَه الإِنسانُ وبَاشَرَه.
وَفِي الأَساس: وطَلَّق امَرأَته وَهُوَ يَملِك {فِيْئَتَها: رَجْعَتَها، وَله على امرأَته فِيْئَة وَهُوَ سريع الغَضب سَرِيع الفَيْئَة، انْتهى.
(و) قَوْلهم (دَخَلَ) فلَان (على} تَفِيئَةِ فُلانٍ) ، وَهُوَ من حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ أَنه دخل على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفكلمه، ثمَّ دخل أَبو بكر على تَفِيئَةِ ذَلِك (أَي على أَثَرِه) وَمثله على تَئيفَة ذَلِك، بِتَقْدِيم الْيَاء على الْفَاء، وَقد تُشَدَّدُ، والتاءُ فِيهَا زائدةٌ على أَنها تَفْعِلَة، وَقيل هُوَ مقلوبٌ مِنْهُ وتاؤُها إِما أَن تكون مَزيدة أَو أَصليّة، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَلَا تَكون مَزيدةً والبِنْيَةُ كَمَا هِيَ من غير قَلْبٍ، فَلَو كَانَت التَّفِيئَة تَفْعِلَةً من الفَيْءِ لخرجَتْ على وزن تَهْنِئَةٍ، فَهِيَ إِذاً لَوْلَا القَلْبُ فَعِيلَةٌ لأَجل الإِعلال ولامُها هَمزة، وَلَكِن القَلْبَ عَن التَّئِفَةِ هُوَ القَاضِي بِزِيَادَة التاءِ، فَيكون تَفْعِلةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(ف ي أ) : (الْفَيْءُ) بِوَزْنِ الشَّيْءِ مَا نَسَخَ الشَّمْسَ وَذَلِكَ بِالْعَشِيِّ وَالْجَمْعُ أَفْيَاءٌ وَفُيُوءٌ وَالظِّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشَّمْسُ وَذَلِكَ بِالْغَدَاةِ (وَأَمَّا الْفَيْءُ) فِي مَعْنَى الْغَنِيمَة فَقَدْ ذُكِرَ فِي (غ ن) وَالْهَمْزَة بَعْدَ الْيَاء فِي كِلَيْهِمَا وَالتَّشْدِيد لَحْنٌ.

عجز

عجز: {بمعجزين}: فائتين، وقيل: مثبطين. {أعجاز نخل}: أصول، و {معاجزين}: سابقين.
(عجز) الرجل أَو الْمَرْأَة عَجزا وعجزا عظمت عجيزته فَهُوَ أعجز وَهِي عجزاء (ج) عجز
(ع ج ز) : (عَجَزَ عَنْ الشَّيْءِ عَجْزًا وَمَعْجَزَةً) بِفَتْحِ الْجِيم وَكَسْرِهَا (وَمِنْهَا) لَا تَلِثُوا بِدَارٍ مُعْجِزَةٍ أَيْ لَا تُقِيمُوا وَأَعْجَزَهُ غَيْرُهُ إعْجَازًا (وَالْمُعْجِزَةُ) فِي اصْطِلَاحِ الْمُتَكَلِّمِينَ مَعْرُوفَةٌ وَبَيَانُ إعْجَازِ الْقُرْآنِ فِي الْمُعْرِب وَ (الْعَجِيزَةُ) لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً وَقَدْ يُسْتَعَارُ لِلرَّجُلِ (وَأَمَّا الْعَجُزُ) فَعَامٌّ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ.
ع ج ز

لا تلثّوا بدار معجزة. وطلبته فأعجز وعاجز إذا سبق فلم يدرك. وإنه ليعاجز إلى ثقة. وفلان يعاجز عن الحق إلى الباطل أي يميل إليه ويلتجيء. وإنه لمعجوز: مثمود وهو من عاجزته أي سابقته فجزته. وولد فلان لعجزة: بعدما كبر أبواه، وهو العجزة ابن العجزة. قال:

عجزة شيخين يسمّى معبداً

ويقال: هو عجزة أبيه وكبرة أبيه. وبنو فلان يركبون أعجاز الإبل إذا كانوا أذلاء أتباعاً لغيرهم أو يلقون المشاقّ لأن عجز البعير مركب شاق، وتعجزت البعير: ركبت عجزه نحو: تسنّمته وتذريّته.

ومن المستعار: ثوب عاجز: قصير. ولا يسعني شيء ويعجز عنك. وجاؤا بجيش تعجز الأرض عنه. قال الفرزدق:

فإن الأرض تعجز عن تميم ... وهم مثل المعبّدة الجراب

وعجز فلان عن العمل إذا كبر. وقال الأخطل:

وأطفأت عني نار نعمان بعدما ... أعد لأمر عاجز وتجرّدا

أي لأمر شديد يعجز صاحبه أراد النعمان بن بشير الأنصاريّ. " ولا تدبروا أعجاز الأمور ". وشرب فلان العجوز وهي الخمر المعتقة.
(عجز) - قَوُل الله تَبارَك وتعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ} .
يقال: أَعجزَه كذا: أي طَلَبهَ فَفاتَه، فإذا عَجزْتَ عن طَلَبه فقد أَعجزَك - وعَاجَز: ذَهَب فلم يُلْحَقْ، وعاجَزْتُه فعَجَزتُه
: أي سابقْتُه فَسبَقْته. وأَعْجزْته: جَعلتُه عاجِزًا.
- في الحَديث: "إيَّاكُم والعُجُزَ العُقُرَ"
العَجُوزُ والعَجُوزَة : المَرأةُ المُسِنَّة الهَرِمَة، والجميع عَجائِزُ وعُجُزٌ،
وقد عَجَزَت وتَعجَّزت: صارت عَجُوزًا. - في الحديث: "لا تُدَبِّروا أَعجازَ أُمورٍ قد وَلَّت صُدورُها".
الأَعْجاز: جَمْع عَجُز، وهو مُؤَخَّر الشيء، وكذلك العُجُز والعُجْز، والعَجْز.
والعَجْزُ يُحرِّض على تَدَبُّر عَوَاقِب الأُمُور قبل الدُّخول فيها.
- في حديث البَراء: "أنه رفَع عَجِيزَتَه في السُّجود"
العَجِيزَة للمَرأة خاصَّة، والعَجُز للجميع فاسْتَعَارَها. وعَجِزَت: عَظُمَت عَجِيَزتُها، فهى عَجْزاءُ والرَّجلُ آلَى .
- في الحديث: "أنه قَدِمَ على النَّبىِ - صلى الله عليه وسلم - صاحِبُ كسرى فوهَبَ له مِعْجَزَة، فسُمِّى ذا المِعْجزَة".
وهي المِنْطَقَة بلُغَةِ أَهلِ اليَمَن لأنها تَلِى عَجُز المُتَنَطِّق بها.
- في حديث عُمَر: "ولا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجِزَة"
بكَسْر الجِيم وفَتْحِها: أي حَيث تَعجِزون فيها عن الكَسْب. وقيل: بالثَّغْر مع العِيالِ وهي كالمَعْتِبَة.
[عجز] العجز: مؤخر الشئ، يؤنث ويذكَّر. وهو للرجل والمرأة جميعاً. والجمع الأعجازُ. والعَجيزَةُ، للمرأة خاصة. والعَجْزُ: الضعف. تقول: عَجَزْتُ عن كذا أعْجِزُ بالكسر عَجْزاً ومَعْجِزَةً ومعجزة ومعجزا ومعجزا بالفتح أيضا على القياس. وفي الحديث: " لا تلثو بدار معجزة "، أي لا تقيموا ببلدة تَعجِزون فيها عن الاكتساب والتعيُّش. وعَجَزَت المرأة تَعْجُزُ بالضم عجوزا، أي صارت عجوزا. وعَجِزَتْ بالكسر تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً بالضم: عظمت عَجيزتُها. قال ثعلب: سمعت ابن الأعرابيّ يقول: لا يقال عَجِزَ الرجل بالكسر إلا إذا عَظم عَجُزُهُ. وامرأةٌ عَجْزاءُ: عظيمة العَجُزِ. والعَجزاءُ: رملةٌ مرتفعة. وعُقابٌ عجزاء، للقصيرة الذنَب. وأَعْجَزْتُ الرجل: وجدته عاجزا. وأعجزه الشئ، أي فاته. والإعجازةُ: ما تُعَظِّمُ به المرأة عجيزَتَها. وعجَّزت المرأة تعجيزاً: صارت عجوزاً. والتَعجيزُ: التثبيط، وكذلك إذا نسبتَه إلى العَجْزِ. وعاجَزَ فلانٌ، إذا ذهب فلم يوصل إليه. وإنَّه ليعاجِزُ إلى ثقةٍ، إذا مال إليه. والمُعجِزَة: واحدة مُعجِزات الأنبياء. والعَجوز: المرأة الكبيرة. قال ابن السكيت: ولا تقل عجوزة. والعامة تقوله. والجمع عجائز وعجز. وفى الحديث: " إن الجنة لا تدخلها العجز ". وقد تسمَّى الخمرُ عجوزاً لعتقِها. والعَجوزُ: نصل السيف. والعجوز: رملة بالدهناء. قال يصف داراً: على ظهر جرعاءِ العجوز كأنها * داوئر رقم في سراة قرام * وأيام العجوز عند العرب خمسةُ أيام: صِنٌّ، وصِنَّبرٌ، وأُخَيُّهما وَبْرٌ، ومُطفئ الجمر، ومكفئ الظعن. قال ابن كناسة: هي في نوء الصرفة. وقال أبو الغوث: هي سبعة أيام. وأنشدني لابن أحمر : كسع الشتاء بسبعة غبر * أيام شهلتنا من الشهر * فإذا انقضت أيامها ومضت * صن وصنبر مع الوبر * وبآمر وأخيه مؤتمر * ومعلل وبمطفئ الجمر * ذهب الشتاء موليا عجلا * وأتتك واقدة من النجر * وتعجزت البعير: ركبت عجزه، عن يعقوب. والعِجْزَةُ بالكسر: آخر ولد الرجل. يقال فلان عجزة ولد أبويه، إذا كانَ آخرهم، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث والجمع. والعجيزُ: الذي لا يأتي النساء، بالزاى والراء جميعا.
ع ج ز: (الْعَجُزُ) بِضَمِّ الْجِيمِ مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَهُوَ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ جَمِيعًا وَجَمْعُهُ (أَعْجَازٌ) . وَ (الْعَجِيزَةُ) لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً. وَ (الْعَجْزُ) الضَّعْفُ وَبَابُهُ
ضَرَبَ وَ (مَعْجَزًا) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا وَ (مَعْجَزَةً) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا ثُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ» أَيْ لَا تُقِيمُوا بِبَلْدَةٍ تَعْجِزُونَ فِيهَا عَنِ الِاكْتِسَابِ وَالتَّعَيُّشِ. وَ (عَجَزَتِ) الْمَرْأَةُ صَارَتْ (عَجُوزًا) وَبَابُهُ دَخَلَ وَكَذَا (عَجَّزَتْ تَعْجِيزًا) . وَ (عَجِزَتْ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (عُجْزًا) بِوَزْنِ قُفْلٍ عَظُمَتْ (عَجِيزَتُهَا) . وَامْرَأَةٌ (عَجْزَاءُ) بِوَزْنِ حَمْرَاءَ عَظِيمَةُ الْعَجُزِ. وَ (أَعْجَزَهُ) الشَّيْءُ فَاتَهُ. وَ (عَجَّزَهُ تَعْجِيزًا) ثَبَّطَهُ أَوْ نَسَبَهُ إِلَى الْعَجْزِ. وَ (الْمُعْجِزَةُ) وَاحِدُ مُعْجِزَاتِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَ (الْعَجُوزُ) الْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ وَلَا تَقُلْ: عَجُوزَةٌ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وَالْجَمْعُ (عَجَائِزُ) وَ (عُجُزٌ) وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا الْعُجُزُ» . وَأَيَّامُ (الْعَجُوزِ) عِنْدَ الْعَرَبِ خَمْسَةُ أَيَّامٍ: صِنٌّ وَصِنَّبْرٌ وَأُخَيُّهُمَا وَبْرٌ وَمُطْفِئُ الْجَمْرِ وَمُكْفِئُ الظَّعْنِ. وَقَالَ أَبُو الْغَوْثِ: هِيَ سَبْعَةُ أَيَّامٍ وَأَنْشَدَنِي لِابْنِ الْأَحْمَرِ:

كُسِعَ الشِّتَاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ ... أَيَّامِ شَهْلَتِنَا مِنَ الشَّهْرِ
فَإِذَا انْقَضَتْ أَيَّامُهَا وَمَضَتْ ... صِنٌّ وَصِنَّبْرٌ مَعَ الْوَبْرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخِيهِ مُؤْتَمَرٍ ... وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئِ الْجَمْرِ
ذَهَبَ الشِّتَاءُ مُوَلِّيًا عَجِلًا ... وَأَتَتْكَ وَاقِدَةٌ مِنَ النَّجْرِ
قُلْتُ: تَرْتِيبُهَا هُوَ التَّرْتِيبُ الْمَذْكُورُ فِي الشِّعْرِ إِلَّا فِي مُطْفِئِ الْجَمْرِ فَإِنَّهُ السَّادِسُ وَمُكْفِئُ الظَّعْنِ هُوَ السَّابِعُ وَهُوَ الَّذِي ذُكِرَ مُعَلِّلٌ مَكَانَهُ. وَ (أَعْجَازُ) النَّخْلِ أُصُولُهَا. 
عجز: عجز. عجز النبات: دسا ولم يتم، جف وضمر (بوشر).
عجز: رزح، ناء (بوشر).
عجز عن فلان أو من فلان: كان اضعف منه (بوشر).
عجز: كسل، تسكع، تعطل عن العمل (الكالا).
عجز: أضاع الوقت، تكاسل (هلو).
عجز: اعوز، نقص (الكالا). وفي (أماري ديب ص8) عجزهم الماء أعوزهم الماء. وفي الترجمة اللاتينية القديمة (ص269) باللاتينية ما معناه: ينقصهم الماء.
عجز: نقض العهد ففي تاريخ البربر (2: 252): أعطاهم الأمير الأمان بشرط أن يدفعوا إليه غرامة. فتعهدوا له بذلك وفتحوا أبواب المدينة وطالبهم بالمال فعجزوا ونقضوا شرطه.
عَجَز: لا ادري لماذا يذكر صاحب المعجم اللاتيني العربي عَجَزَ مقابل الكلمة اللاتينية excessit ويعْجَز مقابل الكلمة اللاتينية excedit.
عَجِز: ذكرها شارح ديوان مسلم بن الوليد بمعنى كبرت المرأة وأسنت. وهي في معاجم العربية عَجَزَ أو عَجُزَ (معجم مسلم).
عَجَّز (بالتشديد): شوَّه، مسخ (بوشر).
عَجَّز: شلّ. سبب الشلل، أصابه بالفالج حقيقة ومجازاً (بوشر).
عجَّزه لفلان: في الكلام عن قاض وهو قول لم يتضح لي معناه. ففي الأخبار (ص95): وعجزَّهم لهما قيل إنه عجَّز بعضهم في عشرة أيام فلم يزد أهل القوة على ثلثة آجال ثلثة ثلثة أيام ثم عجَّهم ويمكن أن يقارن هذا مع المعنى الذي ذكره بوسييه وهو: أبلغ، وتحقق من، ووضّح، وسجلّ عجز الخصم وعدم قدرته على إثبات ادعائه ودحض ادعاء خصمه، رفض الدعوى وردها. ولكن كل هذه المعاني لا تفسر هذه العبارة.
أعجز: أخفق، أعدم، لم يدرك (معجم مسلم).
تعَّجز: كسل، صار كسلاناً (فوك، ألكالا).
تعاجز: تظاهر بالعجز والضعف. ففي العبدري (ص46 و): هو من يتعاجز رغه (رغبة) في الركوب وهو قويُّ على المشي.
انعجز: اضطرب، قلق، ارتاع، ارتعب، خاف. (أبو الوليد ص795).
اعتجز: مرادف ارتدف أي اركبه خلفه. (معجم مسلم).
عَجْز: بطالة، تعطْل، كسل، فتور، خمود.
(المعجم اللاتيني- العربي، فوك، الكالا، همبرت ص238 بربرية المقدمة 2: 260، 287).
عَجُز: هو في علم التشريح الفقرات الثلاثة الأخيرة (معجم المنصوري) وفي معجم بوشر، الفقرة الأخيرة، قِبّ، عظم في آخر السلسلة الفقرية.
عَجِرّة، وجمعها عُجُز: عجيزة، ردف، كفل (فوك).
عَجْزان: كسلان (دومب ص107، بوشر بربرية).
عُجُوزة: علم التنجيم الفضائي (الكالا).
عُجُوزِيّ: منجم (الكالا).
عاجز: وجمعها عُجز: عليل: كسيح، ذو عاهة. (بوشر).
عاجز: مشلول، مفلوج، مقعد (بوشر).
عاجز بيد أو بذراع: أقطع، اكتع (بوشر).
عاجز: وجمعها عُجَّاز: عاطل، بطّال، كسلان. (فوك، الكالا، هلو، أبو الوليد ص250).
عاجز: بلا امل، يائس (هلو).
إعجاز: جزالة الأسلوب، وأعلى درجات البلاغة في الأسلوب (بوشر، محيط المحيط) وانظر البيضاوي (2: 47).
مُعجز، وجمعها مَعاجز: مُعجزة ما يعجز البشر على الإتيان بمثله. (دي ساسي طرائف 2: 82 أبو الوليد ص438 رقم 9).
عجز: كسلان (بوشر بربرية).
مِعْجاز: متراخ، متكامل، بليد، كسلان. (دومب ص107 هلو).
(باب العين والجيم والزاي معهما) (ع ج ز، ز ع ج، ج ز ع مستعملات ع ز ج، ج ع ز، ز ج ع مهملات)

عجز: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه. والعجزُ نقيض الحزم. وعَجَزَ يَعْجِزُ عَجْزا فهو عاجزٌ ضعيفٌ. قال الأعشي:

فذاك ولم يُعْجِزْ من الموتِ ربَّه

والعجوز: المرأة الشيخة. ويُجْمَعُ عجائز، والفعل: عجزت. وعجَزت تعجز عجْزاً، وعجّزت تعجيزاً، والتخفيف أحسن. ويقال للمرأة: اتقي الله في شيبتك، وعجزِكِ، أي: حين تصيرين عجوزا. وعاجز فلانٌ: حين ذهب فلم يُقْدَرْ عليه. وبهذا التفسير: وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ * والعَجُزُ: مؤخر الشيء، وجمعه أعجاز. والعجوز: الخمر. والعجوز: نصل السيف. قال أبو المقدام:

وعجوزا رأيت في بطن كلب ... جُعلَ الكلبُ للأميرِ حَمالا

يريد: ما فوق النصل من جانبيه حديدا أو فضة. والعجيزة عجيزة المرأة إذا كانت ضخمة، وامرأة عَجْزاء وقد عَجِزَتْ عَجَزاً قال:

من كلّ عجزاء سَقوط البرقع بلهاء لم تحفظ، ولم تضيّع وتجمعُ العجيزة عَجيزات، ولا يقولون: عجائز مخافة الالتباس. والعجزاء من الرمل خاصة رملة مرتفعة كأنها جبل ليس بركام رمل، وهي مكرمة المنبت وجمعه: عُجْزٌ، لأنه نعت لتلك الرملة. والعَجَزُ داءٌ يأخذ الدّابّة في عجُزِها فتثقل. والنعت: أعْجَزُ وعَجْزاءُ. والعِجْزةُ وابنُ العِجْزَةِ آخرُ ولدِ الشيخ ...  ويقال: وُلدَ لِعِجْزَة، أي: ولد بعد ما كَبَرِ أبواه. قال:

واستبصرت في الحيّ أحوى أمردا ... عِجْزَةَ شيخين يسمىَّ معبدا

جزع: الجَزْع: الواحدة: جَزْعة من الخرز. قال امرؤ القيس:

كأنّ عيونَ الوحشِ حولَ خبائنا ... وأَرْحُلِنا الجَزْعُ الّذي لم يُثَقّب

والجَزْعُ: قطعُك المفازة عرضا. قال:

جازعاتٍ بطن [العقيقِ] كما تمضي ... رِفاقٌ أمامَهُنَّ رِفاقُ

وجَزَعْنا الأرضَ: سلكناها عَرْضا خلاف طولها. وناحيتا الوادي: جزِعاه، ويقال: لا يُسمىَّ جِزْعُ الوادي جزعا حتى تكون له سعة تُنْبِتُ الشّجَر وغيره، واحتج بقول لبيد:

كأنّها ... أجزاعُ ببشةَ أَثْلُها ورضامها  قال: ألا ترى أنه ذكر الأثل! ويقال: بل يكون جِزْعاً بغير نبات وربما كان رملا. ومعه: أجزاع. والجازعُ: الخشبة التي توضع بين الخشبتين منصوبتين عَرْضاً لتوضع عليها عروش الكرم وقضبانها، ليرفعها عن الأرض، فإن نعتَّها قلت: خشبة جازعة، وكذلك كل خشبة بين شيئين لُيحْمَلَ عليها (شيء فهي) جازعة. والمُجَزَّعُ من البُسرُ ما قد تَجَزَّعَ فأرْطَبَ بعضه وبعضه بُسْرٌ بعدُ. وفلان يسبّح بالنوى المجزّع أي: الذي يصُيَر على هيئة الجَزْع من الخَرز. والجِزْعَةُ من الماء واللّبن: ما كان أقلّ من نصف السقاء [أو] نصف. الإناء والحوض. والجَزَعُ: نقيض الصَّبْر. جَزعَ على كذا جَزَعا فهو [جَزِع و] جازع وجزوع.

وفي الحديث: أتتنا جُزيعة من الغنم.

زعج: الإزعاجُ: نقيض القرار، أزعجته من بلاده فشَخَص، ولا يقال: فَزَعَجَ. ولو قيل: انزعج وازدعج لكان صوابا وقياسا. قال الضرير: لا أقوله، ولكن يقال: أزعجته فزعج زعجا. 
عجز
عجَزَ1 يَعجِز، عَجْزًا وعُجوزًا، فهو عَجوز
 • عجَزَ الشَّيخُ: هرِم، أَسنَّ وبلغ من العُمر مداه "عَجزتِ المرأةُ- أُعْطِي معاشَ عَجْز". 

عجَزَ2/ عجَزَ عن يَعجِز، عَجْزًا، فهو عاجِز، والمفعول معجوز عنه
• عجَزَ الشَّخصُ: لم يكن حازمًا "عجَز مديرُ المصنع عن معاملة العُمَّال المشاغبين".
• عجَزَ عن الشَّيءِ: ضعُف ولم يقدر عليه "عجَز عن تحقيق هدفه/ حمل الأثقال- اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ [حديث]- {قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} ". 

عجِزَ يعجَز، عَجَزًا وعُجْزًا، فهو أعجزُ
• عجِزتِ المرأةُ: كبُرت عجيزتُها، أي مؤخَّرها "عجِز الرَّجلُ". 

عجِزَ عن يعجَز، عَجَزًا، فهو عجِز، والمفعول معجوز عنه
• عجِزَ عن الشَّيء: عجَز عنه، ضعُف ولم يقدر عليه "عجِز عن العمل: كبِر ولم يعد يستطيعه- {قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجِزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} [ق] ". 

أعجزَ/ أعجزَ في يُعجز، إعجازًا، فهو مُعْجِز، والمفعول مُعْجَز
• أعجزه المرضُ عن الاستمرار في عمله: أقعده، جعله غير قادرٍ على فعل شيء "أعجزه الحادثُ عن المشي- يُعجزه الغضبُ عن الكلام- {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ} " ° أعجزه الأمرُ: صَعُب عليه نيلُه.
• أعجز في الكلام: أدَّى معانيه بأبلغ الأساليب. 

تعاجزَ عن يتعاجز، تعاجُزًا، فهو مُتعاجِز، والمفعول مُتعاجَز عنه
• تعاجز عن القيام بعمله: أظهر العجز والضعف وعدم المقدرة. 

عاجزَ يعاجز، معاجزةً، فهو مُعاجِز، والمفعول مُعاجَز
• عاجز فلانًا: سابقه " {وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي ءَايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}: مسابقين ظانيِّن أنَّهم يفوتوننا". 

عجَّزَ يعجِّز، تعجيزًا، فهو مُعجِّز، والمفعول مُعجَّز (للمتعدِّي)
• عجَّزَ الشَّخصُ: عجَز؛ هَرِم، أسنَّ وبلغ من العُمُر مداه.
• عجَّزَ والدَه بطلباته الكثيرة: عوَّقه، ثبَّطه "ما عجّزه عن إنجاز عمله إلاَّ المرض- عجَّزته الشَّيخوخةُ".
• عجَّزه: نسبه إلى العَجْز وعدم الاقتدار "وبَّخه على كسله وعجَّزه". 

إعجاز [مفرد]:
1 - مصدر أعجزَ/ أعجزَ في.
2 - ارتفاع عن مدى قدرة البشر "إعجاز القرآن: عدم القدرة على محاكاته وامتناع الإتيان بمثله". 

أعجزُ [مفرد]: ج عُجْز، مؤ عجزاءُ، ج مؤ عجزاوات وعُجْز: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجِزَ. 

عاجِز [مفرد]: ج عاجزون وعَجَز وعَجَزة وعواجِزُ، مؤ عاجزة، ج مؤ عاجزات وعواجِزُ: اسم فاعل من عجَزَ2/ عجَزَ عن. 

عجِز [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجِزَ عن. 

عَجْز [مفرد]:
1 - مصدر عجَزَ1 وعجَزَ2/ عجَزَ عن.
2 - (نف) عدم القدرة على أداء وظيفة ما، ويكون ذلك عادة من جرّاء ضرر أو ضعف يلحق البنية.
• العَجْز في ميزان المدفوعات: (قص) زيادة المصروفات عن الإيرادات.
• العَجْز في الميزان التِّجاريّ: (قص) زيادة قيمة الواردات عن قيمة الصَّادرات ° عَجْز ماليّ: المقدار النَّاقص عن مبلغ المال المطلوب أو المتوقَّع. 

عَجَز [مفرد]: مصدر عجِزَ وعجِزَ عن. 

عَجُز [مفرد]: ج أعجاز:
1 - مؤخَّر كلّ شيء (يُذكَّر ويُؤنَّث) "عجُز المرأة/ الفَرسَ/ السَّفينة- {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}: أعجاز النخل: أصولها" ° أعجاز الأمور: أواخرها- ركِب في الطَّلب أعجازَ الإبل [مثل]:
 يُضرب لمن يركب الذلّ والمشقّة.
2 - (حي) مَقْعَدة، جزء خلفيّ في نهاية السِّلسلة الفقَّاريَّة "أُصيب في عَجُزه".
3 - (عر) شطر أخير من بيت الشِّعر "لبيت الشِّعر الموزون صدْرٌ وعَجُز". 

عَجِز [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجِزَ عن. 

عُجْز [مفرد]: مصدر عجِزَ. 

عَجُزيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَجُز.
• الفقرات العَجُزيَّة: (شر) الفقرات الموجودة في الجزء الخلفيّ في نهاية السِّلسلة الفَقَاريَّة قبل العصعص، وعددها خمس فقرات. 

عَجوز [مفرد]: ج عُجُز، مؤ عَجوز وعجوزة، ج مؤ عجائزُ وعُجُز: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجَزَ1: للمذكَّر والمؤنّث ° رَجُلٌ عجوز: استعمال حديث بمعنى شيخ- عجوز شمطاءُ: هَرِمة جدًّا، كبيرة السِّنِّ. 

عُجوز [مفرد]: مصدر عجَزَ1. 

عَجيزَة [مفرد]: ج عجيزات وعجائزُ
• عجيز المرأة: عَجُزها، مؤخَّرها. 

مُعْجِزَة [مفرد]:
1 - أمرٌ خارقٌ للعادة يُظهره اللهُ على يد نبيّ تأييدًا لنبوَّته "مُعْجِزَة موسى عليه السَّلام العصا- مُعْجِزَة محمد عليه الصَّلاة والسَّلام القرآن".
2 - أمرٌ نادر الحدوث يَعجَز الإنسانُ العاديّ عن الإتيان بمثله "اختراق الفضاء إحدى معجزات العصر".
3 - (سف) ما يخرج عن المألوف ويبعث على الإعجاب، فيقال: معجزة العلم ومعجزة الدِّين وغيرهما. 
الْعين وَالْجِيم وَالزَّاي

العَجْز: نقيض الحَزْم. عَجَز عَن الْأَمر يَعْجِز، وعَجِز عَجْزاً فيهمَا.

وَرجل عَجُزٌ وعَجِز: عَاجز.

وَامْرَأَة عاجِز: عاجزة عَن الشَّيْء، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والمَعْجَزة: العَجْز. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ المَعْجِز والمَعْجَز، الْكسر على النَّادِر، وَالْفَتْح على الْقيَاس، لِأَنَّهُ مصدر.

وفحل عَجِيز: عَاجز عَن الضِّراب كعجيس.

وأعجزه الشَّيْء: عجز عَنهُ.

وعَجَّز الرجل، وعاجَزَ: ذهب، فَلم يُوصل إِلَيْهِ. وَقَوله تَعَالَى: (والَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) ، قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: ظانِّين أَنهم يعجزوننا، لأَنهم ظنُّوا أَنهم لَا يبعثون، وَلَا جنَّة وَلَا نَار. وَقيل فِي التَّفْسِير: معاجزين: معاندين، وَهُوَ رَاجع إِلَى الأول. وقُرئت: مُعَجِّزِين، وتأويلها: أَنهم كَانُوا يُعَجِّزون من اتبع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُثَبِّطونهم عَنهُ. وَقد أعجَزَهم. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا أَنْتُم بمُعْجزِين فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّماءِ) : قيل مَعْنَاهُ: مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض، وَلَا أهل السَّمَاء بمعجزين، وَقيل مَعْنَاهُ - وَالله أعلم - وَمَا أَنْتُم بمُعجزين فِي الأَرْض، وَلَا لَو كُنْتُم فِي السَّمَاء، وَلَيْسَ يُعْجِز الله تَعَالَى خلق فِي السَّمَاء وَلَا فِي الأَرْض. وَلَا ملْجأ مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو جُنْدُب الْهُذلِيّ:

جَعَلْتُ غُرَانَ خَلْفَهُمُ دَليلاً ... وفاتوا فِي الْحجاز ليُعْجِزُونِي

وَقد يكون ذَلِك أَيْضا من العَجْز.

وعاجَزَ إِلَى ثِقَة: مَال. وعاجَزَ الْقَوْم: تركُوا شَيْئا واخذوا فِي غَيره. وعَجُزُ الشَّيْء وعَجِزُه، وعَجْزِهُ، وعُجُزُه، وعُجْزه: آخِره، يذكَّر ويؤنَّث، قَالَ أَبُو خرَاش يصف عقَابا:

بَهيما غير أنَّ العَجْزَ مِنْهَا ... تَخالُ سَراتَه لبَنَا حَلِيبَا

وَقَالَ اللَّحيانيّ: هِيَ مؤنَّثة فَقَط. والعَجُز مَا بعد الظّهْر، مِنْهُ. وَجَمِيع تِلْكَ اللُّغَات يذكر وَيُؤَنث. وَالْجمع أعجاز، لَا يكسر على غير ذَلِك. وَحكى اللَّحيانيّ: إِنَّهَا لعظيمة الأعجاز، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ عَجزا، ثمَّ جمعُوا على ذَلِك.

والعجُز فِي الْعرُوض: حذفك نون " فاعلاتُن "، لمعاقبتها ألف " فاعِلن ". هَكَذَا عبر الْخَلِيل عَنهُ، ففسر الْجَوْهَر لذِي هُوَ العَجُز، بِالْعرضِ الَّذِي هُوَ الْحَذف. وَذَلِكَ تقريب مِنْهُ، وَإِنَّمَا الْحَقِيقَة أَن يَقُول: العَجُز، النُّون المحذوفة من " فاعلاتن " لمعاقبة ألف " فاعلن "، أَو يَقُول: التَّعْجِيز، حذف نون " فاعلاتن " لمعاقبة ألف " فاعلن ". وَهَذَا كُله إِنَّمَا هُوَ فِي المديد.

وعَجُز بَيت الشّعْر: خلاف صَدره.

وعَجَّز الشَّاعِر: جَاءَ بعَجُز الْبَيْت. وَفِي الْخَبَر أَن الْكُمَيْت لما افْتتح قصيدته الَّتِي أَولهَا:

أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يَا مَدِينَا

أَقَامَ بُرْهَة لَا يدْرِي بِمَ يُعَجِّز على هَذَا الصَّدْر؟ إِلَى أَن دخل حَماما، وَسمع إنْسَانا دخله، فَسلم على آخر فِيهِ، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ، فانتصر بعض الْحَاضِرين لَهُ فَقَالَ: وَهل بَأْس بقول الْمُسلمين، فاهتبلها الْكُمَيْت، فَقَالَ:

وَهل بأسٌ بقول المُسْلمِينا

وعَجِيزة الْمَرْأَة: عَجُزُها، وَلَا يُقَال للرجل إِلَّا على التَّشْبِيه. والعَجُز لَهما جَمِيعًا.

وَرجل أعْجَز، وَامْرَأَة عَجْزَاء ومُعَجِّزة: عَظِيما العَجيزة. وَقيل: لَا يُوصف بِهِ الرجل.

وعَجِزَت الْمَرْأَة عَجَزا: عظمت عَجيزتها.

والعَجْزاء: الَّتِي عرض قطنها، وثقلت مأمكتها، فَعظم عَجزُها، قَالَ:

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً ... تَمَّتْ فليسَ يُرَى فِي خَلْقِها أوَدُ وتَعَجَّز الْبَعِير: ركب عَجُزَه.

وعقاب عَجْزاء: بمؤخرها بَيَاض، أَو لون مُخَالف. وَقيل: هِيَ الَّتِي ذنبها مسح، أَي نقص وَقصر، كَمَا قيل للذئب: أزل. وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة الدابرة. قَالَ الْأَعْشَى:

وكأنما تبَع الصُّوار بشخْصِها ... عَجْزاءُ تَرْزُق بالسُّلَىّ عِياَلها

والعَجَز: دَاء يَأْخُذ الدَّوَابّ فِي أعجازها، فتثقل لذَلِك. الذّكر أعجز، وَالْأُنْثَى عَجْزاء.

والعِجازة، والإعجازة: شَبيه بالوسادة، تشده الْمَرْأَة على عَجُزها، لتحسب إِنَّهَا عَجْزاء.

والعِجْزة، وَابْن العِجْزة: آخر ولد الشَّيْخ. وَقيل: عِجْزة الرجل: آخر ولد لَهُ. قَالَ:

واسْتَنْصَرَتْ فِي الحيّ أحْوَى أمْرَدا

عِجْزَة شَيْخَين يُسَمَّى مَعْبَدَا

والعِجازة: دابرة الطَّائِر، وَهِي الإصبع المتأخِّرة.

وعَجُز هوَازن: بَنو نصر بن مُعَاوِيَة وَبَنُو جشم ابْن بكر، كَأَنَّهُ آخِرهم.

وعُجْز الْقوس وعَجْزُها ومَعْجِزها: مقبضها. حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْمُبدل. ذهب إِلَى أَن زايه بدل من سينه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَهُوَ العَجْز والعِجْز، وَلَا يُقَال مَعْجز. وَقد حكيناه نَحن عَن يَعْقُوب.

وعَجُز السِّكِّين: جُزْأتُها، عَن أبي عبيد.

والعَجوزُ والعجوزة من النِّسَاء: الهرمة. الْأَخِيرَة قَليلَة. وَالْجمع: عُجُز، وعُجْز، وعجائز. وَقد عَجَزت تَعْجِز، وتَعْجُز، عَجْزا، وعَجَّزت، وَهِي مُعَجِّز. وَالِاسْم: العُجْز.

ونَوَى الْعَجُوز: ضرب من النَّوَى هش، تَأْكُله الْعَجُوز للينه، كَمَا قَالُوا: نوى العقوق، وَقد تقدم.

والعَجوز: الْخمر لقدمها، قَالَ الشَّاعِر:

لَيْتَ لي جامَ فِضَّةٍ منْ هَدَايا ... هُ سِوَى مَا بِهِ الأمِيرُ مُجِيزِي إنَّما أبْتَغِيهِ للْعَسَلِ المَم ... زُوجِ بِالْمَاءِ لَا لشُرْب العَجُوزِ

والعجوز: نصل السَّيْف. قَالَ أَبُو الْمِقْدَام:

وعَجُوزٍ رأيتُ فِي فَمِ كَلْب ... جُعِل الكَلْبُ للأمير جَمالاَ

الْكَلْب: مَا فَوق النصل من جانبيه، حديدا كَانَ أَو فضَّة. وَقيل: الْكَلْب: مِسْمَار فِي قَائِم السَّيْف. وَقيل هُوَ ذؤابته.

والعَجْزاء: حَبل من الرمل منبت. وَالْجمع: عُجْز.

وَرجل مَعْجوز: ألح عَلَيْهِ فِي المسالة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعَجْز: طَائِر يضْرب إِلَى الصُّفْرَة، يشبه صَوته نباح الْكَلْب الصَّغِير، يَأْخُذ السخلة فيطير بهَا، وَيحْتَمل الصَّبِي الَّذِي لَهُ سبع سِنِين. وَقيل: هُوَ الزمج. وَجمعه: عِجْزان.

عجز: العَجْزُ: نقيض الحَزْم، عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً

فيهما؛ ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ: عاجِزٌ. ومَرَةٌ عاجِزٌ: عاجِزَةٌ عن

الشيء؛ عن ابن الأَعرابي. وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فلان إِذا نسبه إِلى خلاف

الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز. ويقال: أَعْجَزْتُ فلاناً إِذا أَلفَيْتَه

عاجِزاً. والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة: العَجْزُ. قال سيبويه: هو

المَعْجِزُ والمَعْجَزُ، بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر.

والعَجْزُ: الضعف، تقول: عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز. وفي حديث عمر: ولا تُلِثُّوا

بدار مَعْجِزَة أَي لا تقيموا ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكتساب

والتعيش، وقيل بالثَّغْر مع العيال. والمَعْجِزَةُ، بفتح الجيم وكسرها، مفعلة

من العَجْز: عدم القدرة. وفي الحديث: كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ

والكَيْسُ، وقيل: أَراد بالعَجْز ترك ما يُحبُّ فعله بالتَّسويف وهو عامّ في

أُمور الدنيا والدين. وفي حديث الجنة: ما لي لا يَدْخُلُني إِلاَّ

سَقَطُ الناس وعَجَزُهُم؛ جمع عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم، يريد الأَغْبِياءَ

العاجِزِين في أُمور الدنيا. وفحل عَجِيزٌ: عاجز عن الضِّراب كعَجِيسٍ؛ قال

ابن دُرَيْد: فحل عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عن الضِّراب؛ قال الأَزهري

وقال أَبو عبيد في باب العنين: هو العَجِيز، بالراء، الذي لا يأْتي

النساء؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصحيح، وقال الجوهري: العَجِيز الذي لا يأْتي

النساء، بالزاي والراء جميعاً. وأَعْجَزَه الشيءُ: عَجَزَ عنه.

والتَّعْجِيزُ: التَّثْبِيط، وكذلك إِذا نسبته إِلى العَجْز. وعَجَّزَ

الرجلُ وعاجَزَ: ذهب فلم يُوصَل إِليه. وقوله تعالى في سورة سبأ: والذين

سَعَوْا في آياتنا مُعاجِزِين؛ قال الزجاج: معناه ظانِّين أَنهم

يُعْجِزُوننا لأَنهم ظنوا أَنهم لا يُبعثون وأَنه لا جنة ولا نار، وقيل في

التفسير: مُعاجزين معاندين وهو راجع إِلى الأَوّل، وقرئت مُعَجِّزين، وتأْويلها

أَنهم يُعَجِّزُون من اتبع النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُثَبِّطُونهم

عنه وعن الإِيمان بالآيات وقد أَعْجَزهم. وفي التنزيل العزيز: وما أَنتم

بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء؛ قال الفاء: يقول القائل كيف وصفهم

بأَنهم لا يُعْجِزُونَ في الأَرض ولا في السماء وليسوا في أَهل السماء؟

فالمعنى ما أَنتم بمُعْجِزِينَ في الأَرض ولا من في السماء بمُعْجِزٍ، وقال

أَبو إِسحق: معناه، والله أَعلم، ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا لو

كنتم في السماء، وقال الأَخفش: معناه ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض

ولا في السماء أَي لا تُعْجِزُوننا هَرَباً في الأَرض ولا في السماء، قال

الأَزهري: وقول الفراء أَشهر في المعنى ولو كان قال: ولا أَنتم لو كنتم في

السماء بمُعْجِزِينَ لكان جائزاً، ومعنى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ،

يقال: أَعْجَزَني فلان أَي فاتني؛ ومنه قول الأَعشى:

فَذاكَ ولم يُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه،

ولكن أَتاه الموتُ لا يَتَأَبَّقُ

وقال الليث: أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه. وقال ابن

عرفة في قوله تعالى مُعاجِزِينَ أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ

الله أَي يقاتلونهم ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عن أَمر الله،

وليس يَعْجِزُ اللهَ، جل ثناؤه، خَلْقٌ في السماء ولا في الأَرض ولا

مَلْجَأَ منه إِلا إِليه؛ وقال أَبو جُنْدب الهذلي:

جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلاً،

وفاتُوا في الحجازِ ليُعْجِزُوني

(* قوله« عزان» هو هكذا بضبط الأصل. وقوله «فاتوا في الحجاز» كذا بالأصل

هنا، والذي تقدم في مادة ح ج ز: وفروا بالحجاز.)

وقد يكون أَيضاً من العَجْز. ويقال: عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا

قَصَرَ عنه. وعاجَزَ إلى ثِقَةٍ: مالَ إليه. وعاجَزَ القومُ: تركوا شيئاً

وأَخذوا في غيره. ويقال: فلان يُعاجِزُ عن الحق إلى الباطل أَي يلجأُ إليه.

ويقال: هو يُكارِزُ إلى ثقة مُكارَزَةً إذا مال إليه.

والمُعْجِزَةُ: واحدة مُعْجِزات الأَنبياء، عليهم السلام. وأَعْجاز

الأُمور: أَواخِرُها. وعَجْزُ الشيء وعِجْزُه وعُجْزُه وعَجُزُه وعَجِزُه:

آخره، يذكر ويؤنث؛ قال أَبو خِراش يصف عُقاباً:

بَهِسيماً ، غيرَ أَنَّ العَجْزَ منها

تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِيبا

وقال اللحياني: هي مؤنثة فقط. والعَجُز: ما بعد الظهر منه، وجميع تلك

اللغات تذكر وتؤنث، والجمع أَعجاز، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وحكى

اللحياني: إِنها لعظيمة الأَعْجاز كأَنهم جعلوا كل جزء منه عَجُزاً، ثم جمعوا على

ذلك. وفي كلام بعض الحكماء: لا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قد وَلَّت

صُدورُها؛ جمع عَجُزٍ وهو مؤخر الشيء، يريد بها أَواخر الأُمور وصدورها؛

يقول: إِذا فاتَكَ أَمرٌ فلا تُتْبِعه نفسَك متحسراً على ما فات وتَعَزَّ

عنه متوكلاً على الله عز وجل؛ قال ابن الأَثير: يُحَرِّض على تَدَبُّر

عواقب الأُمور قبل الدخول فيها ولا تُتْبَع عند تَوَلِّيها وفواتها.

والعَجُزُ في العَرُوض: حذفك نون «فاعلاتن» لمعاقبتها أَلف«فاعلن» هكذا عبر

الخليل عنه ففسر الجَوْهر الذي هو العَجُز بالعَرَض الذي هو الحذف وذلك تقريب

منه، وإِنما الحقيقة أَن تقول العَجُز النون المحذوفة من «فاعلاتن»

لمعاقبة أَلف «فاعلن» أَو تقول التَّعْجيز حذف نون« فاعلاتن» لمعاقبة أَلف«

فاعلن» وهذا كله إِنما هو في المديد. وعَجُز بيت الشعر: خلاف صدره.

وعَجَّز الشاعرُ: جاء بعَجُز البيت. وفي الخبر: أَن الكُمَيْت لما افتتح قصيدته

التي أَولها:

أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينا

أَقام بُرْهة لا يدري بما يُعَجِّز على هذا الصدر إِلى أَن دخل حمَّاماً

وسمع إِنساناً دخله، فسَلَّم على آخر فيه فأَنكر ذلك عليه فانتصر بعض

الحاضرين له فقال: وهل بأْسٌ بقول المُسَلِّمِينَ؟ فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ

فقال:

وهل بأْسٌ بقول مُسَلِّمِينا؟

وأَيامُ العَجُوز عند العرب خمسة أَيام: صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُما

وَبْرٌ ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن؛ قال ابن كُناسَة: هي من

نَوْءِ الصَّرْفَة، وقال أَبو الغَوْث: هي سبعة أَيام؛ وأَنشد لابن

أَحمر:كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ،

أَيَّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ

فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها، ومَضتْ

صِنٌّ وصِنِّبْرٌ مع الوَبْرِ،

وبآمِرٍ وأَخيه مُؤْتَمِرٍ،

ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ

ذهبَ الشِّتاء مُوَلِّياً عَجِلاً،

وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ

قال ابن بري: هذه الأَبيات ليست لابن أَحمر وإِنما هي لأَبي شِبْلٍ

الأَعرابي؛ كذا ذكره ثعلب عن ابن الأَعرابي.

وعَجِيزَةُ المرأَة: عَجُزُها، ولا يقال للرجل إِلا على التشبيه،

والعَجُزُ لهما جميعاً. ورجل أَعْجَزُ وامرأَة عَجْزاءُ ومُعَجِّزَة: عظيما

العَجِيزَةِ، وقيل: لا يوصف به الرجلُ. وعَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً

وعُجْزاً، بالضم: عَظُمَتْ عَجِيزَتُها، والجمع عَجِيزاتٌ، ولا يقولون

عَجائِز مخافة الالتباس. وعَجُزُ الرجل: مؤَخَّره، وجمعه الأَعْجاز، ويصلح

للرجل والمرأَة، وأَما العَجِيزَةُ فعَجِيزَة المرأَة خاصة. وفي حديث

البراء، رضي الله عنه: أَنه رفع عَجِيزَته في السجود؛ قال ابن الأَثير:

العَجِيزَة العَجُز وهي للمرأَة خاصة فاستعارها للرجل. قال ثعلب: سمعت ابن

الأَعرابي يقول: لا يقال عَجِزَ الرجلُ، بالكسر، إِلا إِذا عظم عَجُزُه.

والعَجْزاء: التي عَرُض بطنُها وثَقُلَت مَأْكَمَتُها فعظم عَجُزها؛

قال:هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً

تَمَّتْ، فليس يُرَى في خَلْقِها أَوَدُ

وتَعَجَّزَ البعيرَ: ركِبَ عَجُزَه. وروي عن علي، رضي الله عنه، أَنه

قال: لنا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه وإِن نُمْنَعْه نركب أَعْجازَ الإِب

وإِن طال السُّرى؛ أَعْجاز الإِبل: مآخيرها والركوب عليها شاقّ؛ معناه إِن

مُنِعْنا حقنا ركبنا مَرْكَب المشقة صابرين عليه وإِن طال الأَمَدُ ولم

نَضْجَر منه مُخِلِّين بحقنا؛ قال الأَزهري: لم يرد عليٌّ، رضي الله عنه،

بقوله هذا ركوبَ المشقة ولكنه ضرب أَعْجاز الإِبل مثلاً لتقدم غيره عليه

وتأْخيره إِياه عن حقه، وزاد ابن الأَثير: عن حقه الذي كان يراه له وتقدّم

غيره وأَنه يصبر على ذلك، وإِن طال أَمَدُه، فيقول: إِن قُدِّمْنا

للإِمامة تقدّمنا، وإِن مُنِعْنا حقنا منها وأُخِّرْنا عنها صبرنا على

الأُثْرَة علينا، وإِن طالت الأَيام؛ قال ابن الأَثير: وقيل يجوز أَن يريد وإِن

نُمْنَعْه نَبْذُل الجهد في طلبه، فِعْلَ مَنْ يضرب في ابتغاء طَلِبَتِه

أَكبادَ الإِبل، ولا نبالي باحتمال طول السُّرى، قال: والوجه ما تقدم

لأنه سَلَّم وصبر على التأَخر ولم يقاتل، وإِنما قاتل بعد انعقاد الإِمامة

له.

وقال رجل من ربيعة بن مالك: إِن الحق بِقَبَلٍ، فمن تعدّاه ظلَم، ومن

قَصَّر عنه عَجَزَ، ومن انتهى إِليه اكتفى؛ قال: لا أَقول عَجِزَ إِلاَّ من

العَجِيزَة، ومن العَجْز عَجَز. وقوله بِقَبَلٍ أَي واضحٌ لك حيث تراه،

وهو مثل قولهم إِن الحق عاري

(* قوله« عاري» هكذا هو في الأصل.) وعُقاب

عَجْزاءُ: بمؤخرها بياض أَو لون مخالف، وقيل: هي التي في ذَنَبها مَسْح

أَي نقص وقصر كما قيل للذنَب أَزَلُّ، وقيل: هي التي ذنبها ريشة بيضاء أَو

ريشتان، وقيل: هي الشديدة الدائرة؛ قال الأَعشى:

وكأَنّما تَبِعَ الصِّوارُ، بِشَخْصِها،

عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها

والعَجَزُ: داء يأْخذ الدواب في أَعْجازِها فتثقل لذلك، الذكر أَعْجَزُ

والأُنثى عَجْزاءُ.

والعِجازَة والإِعْجازَة: ما تُعَظِّم به المرأَةُ عَجِيزَتَها، وهي شيء

شبيه بالوسادة تشده المرأَة على عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ.

والعِجْزَةُ وابن العِجْزَةِ: آخر ولد الشيخ، وفي الصحاح: العِجْزَةُ،

بالكسر، آخرُ ولد الرجل. وعِجْزَةُ الرجل: آخر ولد يولد له؛ قال:

واسْتَبْصَرَتْ في الحَيِّ أَحْوى أَمْرَدا،

عَجِزَةَ شَيْخَينِ يُسَمَّى مَعْبَدا

يقال: فلان عِجْزَةُ ولد أَبويه أَي آخرهم، وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه،

والمذكر والمؤنث والجمع والواحد في ذلك سواء. ويقال: وُلِدَ لِعِجْزَةٍ

أَي بعدما كَبِر أَبواه.

والعِجازَةُ: دائرة الطائر، وهي الأُصبع المتأَخرة.

وعَجُزُ هَوازِنَ: بنو نَصْر بن معاوية وبنو جُشَمِ ابن بكر كأَنه

آخرهم.وعِجْزُ القوس وعَجْزها ومَعْجِزُها: مَقْبِضها؛ حكاه يعقوب في المبدل،

ذهب إِلى أَن زايه بدل من سينه، وقال أَبو حنيفة: هو العِجْز ولا يقال

مَعْجِز، وقد حكيناه نحن عن يعقوب. وعَجْز السكين: جُزْأَتُها؛ عن أَبي

عبيد.

والعَجُوز والعَجُوزة من النساء: الشَّيْخَة الهَرِمة؛ الأَخيرة قليلة،

والجمع عُجُز وعُجْز وعَجائز، وقد عَجَزَت تَعْجُزْ عَجْزاً وعُجوزاً

وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً: صارت عَجُوزاً، وهي مُعَجِّز، والاسم

العُجْز. وقال يونس: امرأَة مُعَجِّزة طعنت في السن، وبعضهم يقول: عَجَزَت،

بالتخفيف. قال الأَزهري: والعرب تقول لامرأَة الرجل وإِن كانت شابة: هي

عَجُوزُهُ، وللزوج وإِن كان حَدَثاً: هو شَيْخُها، وقال: قلت لامرأَة من

العرب: حالبي زوجكِ، فَتَذَمَّرَتْ وقالت: هلا قلتَ حالبي شَيْخَكِ؟ ويقال

للرجل عَجُوز وللمرأَة عَجُوز. ويقال: اتَّقِي الله في شَبِيبَتِكِ

وعُجْزِك أَي بعدما تصيرين عَجُوزاً. قال ابن السكيت: ولا تقل عَجُوزَة

والعامة تقوله. وفي الحديث: إِن الجنة لا يدخلها العُجُز؛ وفيه: إِياكم

والعُجُزَ العُقُرَ؛ قال ابن الأَثير: العُجُز جمع عَجُوز وعَجُوزة، وهي المرأَة

الكبيرة المسنَّة، والعُقُر جمع عاقِرٍ، وهي التي لا تلد. ونَوى

العَجُوزِ: ضرب من النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه كما قالوا نَوى

العَقُوقِ، وقد تقدّم. والعَجُوز: الخمر لقدمها؛ قال الشاعر:

لَيْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من هَدايا

هُ، سِوى ما به الأَمِيرُ مُجِيزِي

إِنما أَبْتَغِيهِ للعَسَلِ المَمْـ

ـزُوجِ بالماءِ، لا لِشُرْبِ العَجُوزِ

وفي التهذيب: يقال للخمر إِذا عَتَقَتْ عَجُوز. والعَجُوز: القِبْلة.

والعَجُوز: البقرة. والعَجُوز: نَصْل السيف؛ قال أَبو المِقْدام:

وعَجُوز رأَيتُ في فَمِ كَلْبٍ،

جُعِلَ الكلبُ للأَمِيرِ حَمالا

الكلبُ: ما فوق النصل من جانبيه، حديداً كان أَو فضة، وقيل: الكلب مسمار

في قائم السيف، وقيل: هو ذُؤابَتُه. ابن الأَعرابي: الكلب مسمار مَقْبِض

السيف، قال: ومعه الآخر يقال له العَجُوز.

والعَجْزاءُ: حَبْل من الرمل مُنْبِت، وفي التهذيب: العَجْزاءُ من

الرمال حَبْل مرتفع كأَنه جَلَدٌ ليس بِرُكام رمل وهو مَكْرُمَة للنبت،،

والجمع العُجْز لأَنه نعت لتلك الرملة. والعَجُوز: رملة بالدَّهْناء؛ قال يصف

داراً:

على ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوزِ، كأَنها

دَوائرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ

ورجل مَعْجُوزٌ ومَشْفُوهٌ ومَعْرُوكٌ ومَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ عليه في

المسأَلة؛ عن ابن الأَعرابي.

والعَجْزُ: طائر يضرب إِلى الصُّفرة يُشْبه صوتُه نُباح الكلب الصغير

يأْخذ السَّخْلَة فيطير بها ويحتمل الصبي الذي له سبع سنين، وقيل:

الزُّمَّجُ، وجمعه عِجْزان.

وفي الحديث: أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، صاحبُ كِسْرى

فوهب له مِعْجَزَةً فسُمِّيَ ذا المِعْجَزَة، هي بكسر الميم، المِنْطَقَة

بلغة اليمن؛ قال: وسميت بذلك لأَنها تلي عَجُزَ المُتَنَطِّق بها، والله

أَعلم.

عجز
العجْز، مُثَلَّثة، والعَجز، كنَدُس وكَتِف، خَمْسُ لُغَات، والضمّ لُغَتَانِ فِي العَجُز، كنَدُس، مثل عَضْد وعَضُد وعَضِدٍ، بِمَعْنى مُؤخَّر الشيءِ أَي آخرِه، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، قَالَ أَبُو خَراشٍ يصفُ عُقاباً:
(بَهيماً غَيْرَ أَن العَجْزَ مِنْهَا ... تَخالُ سَراتَه لَبَنَاً حَليبا)
وَقَالَ الهيثَميُّ: هِيَ مُؤَنَّثَة فَقَط. والعَجُز: مَا بَعْدَ الظَّهْر مِنْهُ، وجميعُ تِلْكَ اللُّغَات تُذكَّر وتُؤنَّث، ج أَعْجَازٌ، لَا يُكَسَّر على غير ذَلِك. وَحكى اللحيانيّ: إِنَّهَا لَعَظيمةُ الأعجاز، كَأَنَّهُمْ جعلُوا على ذَلِك، وَفِي كَلَام بَعْضِ الحُكَماء: لَا تُدَبِّروا أعجازَ أمورٍ قد وَلَّت صُدورُها، يَقُول: إِذا فاتَكَ أمرٌ فَلَا تُتْبِعه نَفْسَك مُتَحسِّراً على مَا فَاتَ، وتعَزَّ عَنهُ مُتَوكِّلاً على الله عز وجلّ. قَالَ ابنُ الْأَثِير: يُحرِّضُ على تَدَبُّر عواقبِ الْأُمُور قبلَ الدخولِ فِيهَا، وَلَا تُتْبِع عِنْد فَواتِها وتوَلِّيها. والعَجْز، بالفَتْح: نَقيضُ الحَزْم، العَجوزُ والمَعْجِز والمَعجِزَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسْرُ الْجِيم من المَعْجز على النَّادِر، وتُفتَح جيمُهما. فِي الأوّل على الْقيَاس، لأنّه مصدر والعَجَزانُ، محرّكةً، والعُجوز، بالضمّ، كقُعود: الضَّعْف وعدَمُ القُدرَة. وَفِي المُفردات للراغب، والبصائر، وَغَيرهمَا: العَجْز أصلُه التَّأَخُّر عَن الشيءِ وحُصولُه عِنْد عَجُزِ الْأَمر أَي مُؤخّره كَمَا ذُكِرَ فِي الدُّبُر، وَصَارَ فِي العُرْف اسْما للقُصور عَن فِعلِ الشيءِ وَهُوَ ضِدُّ القُدْرة. وَفِي حَدِيث عمر: لَا تُلِثُّوا بدار مَعْجَزة أَي لَا تُقيموا ببلدة تَعْجِزون فِيهَا عَن الاكْتِساب والتَّعَيُّش، رُوِيَ بفتحِ الْجِيم وَكسرهَا.
والفِعلُ كَضَرَبَ وسَمِعَ، الأخيرُ حَكَاهُ الفَرَّاء. قَالَ ابنُ القَطّاع: إنّه لغةٌ لبَعضِ قَيْس. قلت: قَالَ غيرُه: إنّها لُغَة رَديئَة. وَسَيَأْتِي فِي المُستَدرَكات. يُقَال: عَجَزَ عَن الأمرِ وعَجِزَ، يَعْجِز ويَعْجَز عَجْزَاً وعُجوزاً وعَجَزاناً، فَهُوَ عاجزٌ، من قومٍ عَواجِز، قَالَ الصَّاغانِيّ: وهُذَيْل وَحْدَها تَجْمَع العاجِز من الرِّجَال عَواجِز، وَهُوَ نَادِر، وعَجزَت، المرأةُ، كَنَصَرَ وكَرُم، تَعْجُز عَجْزَاً، بالفَتْح، وعُجوزاً، بالضمّ، أَي صَارَت عَجُوزاً، كعَجَّزَت تَعْجِيزاً، فَهِيَ مُعَجِّز، وَالِاسْم العُجْز وَقَالَ)
يُونُس: امْرَأَة مُعَجِّزة: طَعَنَتْ فِي السِّنِّ، وبعضُهم يَقُول: عَجَزَت، بِالتَّخْفِيفِ. وعَجِزَت المرأةُ، كفَرِح. تَعْجَز عَجَزَاً، بِالتَّحْرِيكِ، وعُجْزاً، بالضمّ: عَظُمَت عَجيزَتُها، أَي عَجُزُها، كعُجِّزَت، بالضمّ، أَي على مَا لم يُسَمّ فاعلُه، تَعْجِيزاً، قَالَه يُونُس: لغةٌ فِي عَجِزَت بِالْكَسْرِ. والعَجيزَة، كسَفينَة، خاصّة بهَا، وَلَا يُقَال للرجل إلاّ على التَّشْبِيه. والعَجُز لَهما جَمِيعًا، وَمن ذَلِك حديثُ البَراءِ أَنه رَفَعَ عَجيزَته فِي السُّجود. قَالَ ابنُ الْأَثِير: العَجيزة: العَجُزُ، وَهِي للمرأةِ خاصّةً، فاستعارَها للرجل. وأيّامُ العَجوزِ سَبْعَة، وَيُقَال لَهَا أَيْضا: أيّامُ العَجُز، كعَضُد، لأنّها تَأتي فِي عَجُزِ الشِّتاءِ، نَقله شَيْخُنا عَن مناهج الْفِكر للورّاق، قَالَ: وصوَّبه بَعْضُهم واسْتَظهرَ تَعْلِيله، لكنّ الصَّحِيح أَنَّهَا بِالْوَاو كَمَا فِي دَواوين اللُّغَة قاطِبَة، وَهِي سَبْعَة أيّام، كَمَا قَالَه أَبُو الغَوْث. وَقَالَ ابنُ كُناسَة: هِيَ من نَوْء الصَّرْفَةِ، وَهِي صِنٌّ، بِالْكَسْرِ، وصِنَّبْر، كجِرْدَحْل، ووَبْرٌ، بالفَتْح، والآمِرُ والمُؤْتَمِرُ والمُعَلِّل، كمُحدِّث، ومُطفِئُ الجَمْر أَو مُكفِئُ الظَّعْن، وعَدَّها الجَوْهَرِيّ خَمْسَة، ونصُّه: وأيّام العَجوزِ عِنْد الْعَرَب خَمْسَة: صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما وَبْر ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكفِئُ الظَّعْن. فَأَسْقط الآمِر والموتَمر، قَالَ شَيْخُنا: وَمِنْهُم من عدَّ مُكفِئَ الظَّعْن ثامِناً، وَعَلِيهِ جرى الثَّعالبيّ فِي المُضاف والمنسوب. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَأنْشد أَبُو الغَوث لابنِ أَحْمَر:
(كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبعةٍ غُبْرِ ... أيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ)

(فَإِذا انقَضتْ أيامُها وَمَضَتْ ... صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ)

(وبآمِرٍ وأخيه مُؤْتَمِرٍ ... ومُعَلِّلٍ وبمُطْفِئِ الجَمْرِ)

(ذهبَ الشتاءُ مُوَلِّياً عَجِلاً ... وَأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْرِ)
قَالَ ابْن برّي: هَذِه الأبيات لَيست لِابْنِ أَحْمَر، وإنَّما هِيَ لأبي شِبْلٍ عُصْمٍ البرجُمُي كَذَا ذكره ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابي. قَالَ شَيخنَا: وأَحسنُ مَا رأَيت فِيهَا قولُ الشَّيْخ ابْن مَالك:
(سأَذكُر أَيّام العجوزِ مُرَتِّباً ... لَهَا عَدَداً نَظْماً لَدَى الكُلِّ مُسْتَمِرّْ)

(صِنٌّ وصِنَّبْر ووَبْرٌ معَلِّلٌ ... ومُطْفِئُ جَمْرٍ آمِرٌ ثمَّ مُؤْتَمِرْ)
قَالَ شَيخنَا: وعَدَّها الأَكثرُ من الْكَلَام المُوَلَّد، وَلَهُم فِي تسْميتِها تعْليلات، ذَكَر أَكثرَها المُرشِد فِي براعة الاستِهلال. والعَجُوزُ، كصَبُور، قد أَكثرَ الأَئِمَّةُ والأُدباءُ فِي جَمع مَعَانِيه كَثرَةً زَائِدَة ذكَر المُصنَّف مِنْهَا سَبْعَة وَسبعين معنى. وَمن عجائب الاتِّفاق أَنَّه حكم أَوَّل الْعَجُوز وَآخره، وهما الْعين والزَّاي وهما بِالْعدَدِ الْمَذْكُور. وَقَالَ فِي البصائر: وللعجوز مَعانٍ تنيف على)
الثَّمَانِينَ، ذكرتُها فِي الْقَامُوس وَغَيره من الْكتب الْمَوْضُوعَة فِي اللُّغَة. قلت: ولعلَّ مَا زَاد على السَّبعة والسَّبعين ذَكَرَه فِي كتاب آخر وَقد رتَّبها المصنِّف على حُرُوف التَّهجِّي، وَمِنْهَا على أَسماء الْحَيَوَان أَربعة عشَر وَهِي: الأَرنَبُ والأَسدُ والبقَرَة والثَّوْر والذِّئب والذِّئبَة والرَّخَمُ والرَّمَكَةُ والضَّبُع وعانةُ الوَحْش والعقْرَب والفَرَس والكَلْب والنَّاقَةُ، وَمَا عدا ذَلِك ثلاثةٌ وسِتُّون، وَقد تتَبَّعْت كَلَام الأُدباء فاستدْرَكْتُ على المصّنِّف بِضعاً وعِشرين مَعنىً، مِنْهَا على أَسماء الحَيَوان مَا يُستدرَك على الْجلَال السَّيُوطيّ فِي العنوان، فإنَّه أَوردَ مَا ذَكَره المصنّف مقَلِّداً لَهُ، واستدرك عَلَيْهِ بِوَاحِد، وسنورد مَا استدركنا بِهِ بعد استيفاءِ مَا أَوردَه المصنِّف. فَمن ذَلِك فِي حرف الأَلِف: الإبرةُ والأَرضُ والأَرنبُ والأَسَدُ والأَلِفُ من كلِّ شيءٍ. من حرف الْبَاء المُوحّدة: البئرُ والبحرُ والبطَلُ والبقَرَةُ، وَهَذِه عَن ابْن الأَعرابيّ. من حرف التاءِ المُثَنَّاة الفوقيَّة: التَّاجِرُ والتُّرْسُ والتَّوْبَةُ. من حرف الثَّاءِ المُثَلَّثة: الثَّوْرُ. من حرف الْجِيم: الجائِعُ والجُعْبَة والجَفْنَة والجوع وجَهَنَّم. من حرف الحاءِ المُهْملَة: الحَرْبُ والحَرْبَةُ والحُمَّى. من حرف الخاءِ المُعجَمَة: الخِلافَةُ والخَمْرُ العتيقُ، وَقَالَ الشَّاعِر:
(ليتَه جامُ فِضَّة من هَدَايا ... هُ سِوَى مَا بِهِ الأَميرُ مُجِيزِي)

(إنَّما أَبتَغِيه للعَسَل المَمْ ... زُوجِ بالماءِ لَا لِشُرْبِ العَجوزِ)
وَهُوَ مَجاز كَمَا صرَّح بِهِ الزَّمخشريّ. العَجوز: الخَيمَة. من حرف الدَّال المُهْمَلة: دارَةُ الشَّمس، والدَّاهيَةُ، والدِّرْع للمَرأَة، والدُّنْيا، وَفِي الأَخير مَجاز. من حرف الذَّال المُعجَمَة: الذِّئبُ والذِّئبة. من حرف الرَّاءِ: الرَّايَةُ والرَّخَم والرَّعْشَةُ وَهِي الاضْطِراب، والرَّمَكَة، ورَمْلَةٌ، م، أَي مَعْرُوفَة بالدَّهناءِ، قَالَ الشَّاعِر يصف دَارا:
(على ظَهْر جَرْعاءِ العَجوز كأَنَّها ... دَوائِرُ رَقْمٍ فِي سَرَاةِ قِرامِ)
وَبَين الرَّمَكَة والرَّمْلَة جِناسُ تَصحيف. من حرف السِّين: السَّفينَةُ، والسَّماءُ، والسَّمْنُ، والسُّمُومُ، والسَّنَة. من حرف الشين المُعجَمَة: شجر، م، أَي مَعْرُوف، والشَّمس، والشَّيخُ الهَرِم، الأَخير نَقله الصَّاغانِيّ، والشَّيخَة الهَرِمَة، وسُمِّيا بذلك لعجزهما عَن كثير من الأُمور، وَلَا تقل عَجُوزَة، بالهاءِ، أَو هِيَ لُغَيَّة رَدِيئَة قَليلَة. ج عَجائزُ، وَقد صَرَّح السُّهَيلِيّ فِي الرَّوض فِي أَثناءِ بَدْرٍ أَنَّ عَجَائِز إنَّما هُوَ جَمع عَجُوزة، كرَكُوبَة، وأَيَّده بوجُوه. وعُجُزٌ، بضَمَّتين وَقد يُخَفَّف فَيُقَال عُجْز، بالضَّمّ، وَمِنْه الحَدِيث: إيّاكُم والعُجُزَ العُقُرَ. وَفِي آخر: الجَنَّةُ لَا يَدخُلها العُجُزُ.)
من حرف الصَّاد المُهملَة: الصَّحيفة، والصَّنْجَة، والصَّوْمَعَةُ. من حرف الضَّاد المُعجَمة: ضَرْبٌ من الطِّيب وَهُوَ غيرُ الْمسك، والضَّبُعُ. من حرف الطَّاءِ المهملَة: الطَّريقُ، وطَعامٌ يُتَّخَذُ من نباتٍ بَحرِيٍّ. من حرف الْعين المُهملة: العاجِز، كصَبُورٍ وصابرٍ، والعافيةُ، وعانَةُ الوَحْش، والعقرَب. مِمَّن حرف الفاءِ: الفَرَسُ، والفِضَّةُ. من حرف الْقَاف: القِبْلَةُ، ذكَرَه صاحبا اللِّسَان والتَّكملة، والقِدْرُ، بالكَسْر، والقَريَة، والقَوْسُ، والقِيامَة. من حرف الْكَاف: الكَتيبَةُ والكَعْبَةُ، وَهِي أَخَصُّ من القِبلَة الَّتِي تقدَّمت، والكَلْبُ، هُوَ الْحَيَوَان المَعروف، وظَنَّ بعضُهم بأَنَّه مِسْمارٌ فِي السَّيْف، وسيأْتي. من حرف الْمِيم: المَرأَة للرجُل، شابَّةً كَانَت أَو عجوزاً، وَنَصّ عبارَة الأَزهريّ: والعَرَب تَقول لامرأَة الرَّجل وَإِن كَانَت شابَّةً: هِيَ عَجُوزُه، وَللزَّوْج وَإِن كَانَ حَدَثاً، هُوَ شيخُها، والمَسافِرُ، والمِسْكُ، قَالَ ابْن الأَعرابيّ: الكلْبُ: مِسْمارٌ فِي مَقْبِضِ السَّيْف وَمَعَهُ آخَر يُقَال لَهُ: العَجُوزُ، قَالَ الصَّاغانِيّ: هَذَا هُوَ الصَّحِيح، والمَلِكُ، ككَتِف، ومَناصِبُ القِدْرِ، وَهِي الحِجارة الَّتِي تُنصَب عَلَيْهَا القِدْر. من حرف النّون: النَّار، والنَّاقة، والنَّخْلَة، قَالَ اللَّيْث: نَصْلُ السَّيف، وأَنشد لأبي المِقدام:
(وعَجوزٍ رأَيْتُ فِي فَمِ كَلْبٍ ... جُعِلَ الكَلْبُ للأَمِيرِ حَمَالا)
من حرف الْوَاو: الوِلايَة. من حرف الياءِ التَّحتيَّة: اليَدُ اليُمْنَى. هَذَا آخِر مَا ذكَره المصنّف.
وَأما الَّذِي استدركناه عَلَيْهِ فَهِيَ: المَنِيَّةُ، والنَّمِيمَةُ، وضَرْبٌ من التَّمْر، وجَرْوُ الكَلْبِ، والغُرابُ، واسمُ فَرَسٍ بعَيْنه، وَيُقَال لَهَا: كَحيلَةُ العَجُوز، والتَّحكُّم، والسَّيف، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ، والكِنانَةُ، وَاسم نَباتٍ، والمُؤاخَذَة بالعِقاب، والمُبالغَةُ فِي العَجْز، والثَّوْبُ، والسِّنَّوْر، والكَفُّ، والثّعلب، والذَّهب، والرَّمْل، والصَّحْفة، والآخِرة، والأَنْف، والعَرَج، والحُبُّ، والخَصْلَةُ الذَّميمَةُ.
قَالَ شيخُنا: وَقد أَكثَر الأُدباء فِي جَمع هَذِه الْمعَانِي فِي قصائدَ كثيرةٍ حسَنَةٍ لم يحضُرْنِي مِنْهَا وقتَ تَقْيِيد هَذِه الْكَلِمَات إلاّ قصيدةٌ واحدةٌ للشَّيْخ يُوسُف بن عِمْرانَ الحَلَبيّ يَمدَح قاضِياً جمع فِيهَا فأَوعَى، وَإِن كَانَ فِي بعض تراكيبها تَكَلُّفُ وَهِي هَذِه:
(لِحاظٌ دونهَا غُولُ العَجُوزِ ... وشَكَّتْ ضِعْفَ أَضعافِ العَجُوزِ)
الأُولى الْمنية، وَالثَّانيَِة الإبرة
(لِحاظُ رَشاً لَهَا أَشْراكُ جَفْنٍ ... فكَم قَنَصَت مِثالي من عَجُوزِ)
الأَسَد)
(وكَم أَصْمَتْ وَلم تعرِف مُحِبّاً ... كَمَا الكُسَعِيُّ فِي رَمْيِ العَجُوزِ)
حِمار الوَحْش
(وكمْ فتَكَتْ بقلبي ناظِراه ... كَمَا فتكَتْ بشاةٍ من عَجُوزِ)
الذِّئْب
(وَكم أَطفَى لَمَاهُ العَذْبُ قَلْباً ... أَضَرَّ بِهِ اللَّهيبُ من العَجُوزِ)
الْخمر
(وَكم خَبَلٍ شَفَاهُ اللهُ مِنْهُ ... كَذَا جِلْدُ العَجُوزِ شِفَا العَجُوزِ)
الأَوَّل الضَّبُع، وَالثَّانِي الكَلَب
(إِذا مَا زارَ نَمَّ عَلَيْهِ عَرْفٌ ... وَقد تَحْلُو الحَبائِبُ بالعَجُوزِ)
النَّميمة
(رَشَفْت من المَراشِف مِنْهُ ظَلْماً ... أَلَذَّ جَنىً وأَحْلَى من عَجُوزِ)
أَرَادَ بِهِ ضَرْباً من التَّمر جيِّداً
(وجَدْتُ الثَّغْرَ عندَ الصُّبْحِ مِنْهُ ... شَذاهُ دُونَه نَشْرُ العَجُوزِ)
الْمسك (أَجُرُّ ذُيولَ كِبْرٍ إنْ سَقانِي ... براحَتِهِ العَجُوزَ على العَجُوزِ)
الأَول الْخمر، وَالثَّانِي المَلك
(برُوحِي مَنْ أُتاجِرُ فِي هَواه ... فَأُدْعَى بينَ قَومِي بالعَجُوزِ)
التَّاجِر
(مُقِيمٌ لَمْ أَحُلْ فِي الحَيِّ عَنهُ ... إِذا غَيري دَعَوْه بالعَجُوزِ)
المُسافِر
(جَرَى حُبِّيه مجْرى الرّوح منّي ... كجَرْيِ الماءِ فِي رُطَبِ العَجُوز)
النَّخْلَة
(وأَخرَسَ حُبّه منّي لِسانِي ... وَقد أَلْقَى المَفاصِلَ فِي العَجُوزِ)
الرَّعشة
(وصَيَّرَنِي الهَوَى من فَرْطِ سُقْمِي ... شَبيهَ السِّلْكِ فِي سَمِّ العَجُوز)

الإبرة
(عَذُولِي لَا تَلُمْنِي فِي هَواه ... فلستُ بسامِعٍ نَبْحَ العَجُوزِ)
الْكَلْب
(تَرُومُ سُلُوَّهُ منِّي بجهْدٍ ... سُلُوِّي دُونَ شَيْبُ العَجُوزِ)
الغُراب
(كلامُكَ باردٌ من غَير مَعنىً ... يُحَاكِي بَرْدَ أَيّام العَجُوز)
الأَيّام السَّبْعَة
(يَطوفُ القلْبُ حَولَ ضِياهُ حُبّاً ... كَمَا قد طافَ حَجٌّ بالعَجُوزِ)
الْكَعْبَة شرَّفها الله تَعَالَى
(لهُ من فوقِ رُمْحِ القَدِّ صُدْغٌ ... نَضيرٌ مثلُ خافقَةِ العَجُوزِ)
الرَّايَة
(وخَصْرٌ لم يزَلْ يُدعى سَقيماً ... وَعَن حَملِ الرَّوادِفِ بالعَجوز)
مُبَالغَة فِي الْعَاجِز
(بلَحْظِي قد وَزَنْت البُوصَ مِنْهُ ... كَمَا البيضاءُ تُوزَنُ بالعَجُوز)
الصنْجة
(كأَنَّ عِذارَهُ والخَدَّ مِنْهُ ... عَجُوزٌ قد تَوارَتْ من عَجُوزِ)
الأَوَّل: الشّمس، وَالثَّانِي: دارَة الشَّمس. (فَهَذَا جَنَّتي لاشَكّ فِيهِ ... وَهَذَا نارُه نارُ العَجُوزِ)
جهنَّم
(تَراهُ فوقَ وَرْدِ الخَدِّ مِنْهُ ... عَجُوزاً قد حَكَى شَكْلَ العَجُوز)
الأَوَّل: الْمسك، وَالثَّانِي: الْعَقْرَب
(على كُلِّ القُلوبِ لهُ عَجُوزٌ ... كَذَا الأَحباب تَحْلُو بالعَجُوزِ)
التحكم
(دُمُوعِي فِي هَواهُ كنِيلِ مِصْرٍ ... وأَنفاسِي كأَنْفاسِ العَجُوز)
النَّار)
(يَهُزُّ من القَوامِ اللَّدْنِ رُمْحاً ... وَمن جَفْنَيْه يَسْطُو بالعَجُوزِ)
السَّيْف
(ويَكْسِرُ جَفْنَه إنْ رامَ حَرْباً ... كّذاكَ السَّهمُ يفْعَلُ فِي العَجُوز)
الْحَرْب
(رَمَى عَن قوسِ حاجِبِه فُؤادِي ... بنَبْلٍ دُونها نَبْلُ العَجُوزِ)
الكنانة
(أَيا ظَبْياً لَهُ الأَحْشا كِناسٌ ... ومَرْعَىً لَا النَّضيرُ من العَجُوزِ)
النَّبات
(تُعَذِّبُني بأَنواع التَّجافِي ... ومِثلِي لَا يُجَازَى بالعَجُوز)
المعاقبة
(فقُرْبُكَ دُونَ وَصْلِكَ لي مُضِرٌّ ... كَذَا أَكلُ العَجُوز بِلَا عَجُوزِ)
الأَوَّل: النَّبْت، والثَّاني: السَّمْن
(وهَيْفا من بناتِ الرُّومِ رُودٍ ... بعَرْفِ وِصالِها مَحْضُ العَجُوزِ)
الْعَافِيَة
(تَضُرُّ بهَا المَناطِق إنْ تَثَنَّتْ ... ويُوهِي جِسْمَها مَسُّ العَجُوزِ)
الثَّوب
(عُتُوّاً فِي الهَوَى قَذَفَت فُؤادِي ... فمَنْ شامَ العَجُوزَ من العَجُوزِ)
الأَوَّل: النَّار، وَالثَّانِي: السِّنور
(وتُصْمِي القَلْبَ إنْ طَرَفَتْ بطَرْفٍ ... بِلَا وَتَرٍ وسَهْمٍ من عَجُوزِ)
الْقوس
(كأَنَّ الشُّهْبَ فِي الزَّرْقا دِلاصٌ ... وبَدْرُ سَمائِها نَفسُ العَجُوزِ)
التُّرْس (وشَمْسُ الأُفْقِ طَلْعَةُ مَنْ أَرانا ... عَطاءَ البَحْرِ مِنْهُ فِي العَجُوز)
الكَفّ
(تَوَدّ يَسَارَه سُحْبُ الغَوادِي ... وفَيْضُ يَمِينِه فَيْضُ العَجُوزِ)

الْبَحْر
(أَجلُّ قُضاةِ أَهلِ الأَرضِ فَضْلاً ... وأَقْلاهُمْ إِلَى حُبِّ العَجُوزِ)
الدُّنيا
(كَمَال الدِّين لَيْثٌ فِي اقْتِناصِ الْ ... مَحامِد والسِّوَى دونَ العَجُوزِ)
الثَّعْلَب
(إِذا ضَنَّ الغَمامُ على عُفاةٍ ... سَقاهُمْ كَفُّه مَحْضَ العَجُوزِ)
الذَّهَب
(وكَمْ وضَعَ العَجُوزَ على عَجُوزٍ ... وَكم هَيّا عَجُوزاً فِي عَجُوزِ)
الأَوَّل القِدر، وَالثَّانِي المنصب الَّذِي تُوضَع عَلَيْهِ، وَالثَّالِث النَّاقة، وَالرَّابِع الصفحة.
(زكَمْ أَرْوَى عُفاةً من نَداهُ ... وأَشْبَعَ مَنْ شَكا فَرْطَ العَجُوزِ)
الْجُوع
(إِذا مَا لاطَمَتْ أَمْواجُ أَمواجُ بَحْرٍ ... فَلم تَرْوَ الظُّماةُ من العَجُوز)
الركيَّة
(أَهالي كلّ مِصْرٍ عَنهُ تثْنِي ... كَذَا كُلُّ الأَهالي من عَجُوزِ)
الْقرْيَة
(مَدَى الأَيّامِ مُبْتَسِماً تَراهُ ... وَقد يَهَبُ العَجُوزَ من العَجُوزِ)
الأَوَّل الْألف، وَالثَّانِي الْبَقر
(تَرَدَّى بالتُّقَى طِفلاً وكَهْلاً ... وشَيْخاً من هَواهُ فِي العَجُوزِ)
الْآخِرَة
(وطابَ ثَناؤُهُ أَصلاً وفَرْعاً ... كَمَا قد طابَ عَرْفٌ من عَجُوزِ)
الْمسك، وَإِن تقدّم فبعيد
(إِذا ضَلَّتْ أُناسٌ عَن هُداها ... فيَهْدِيها إِلَى أَهْدَى عَجُوزِ)
الطَّرِيق
(ويَقْظانَ الفُؤادِ تَراهُ دَهْراً ... إِذا أَخَذَ السِّوَى فَرْطُ العَجُوزِ)
السَّنَة) (وأَعظَمَ ماجِدٍ لُوِيَت عَلَيْهِ ال ... خَناصِرُ بالفضائل فِي العَجُوزِ)
الشَّمْس
(أَيا مَولىً سَما فِي الفضلِ حتّى ... تَمَنَّتْ مثلَه شُهُبُ العَجُوزِ)
السَّمَاء
(إِذا طاشَتْ حُلومُ ذَوِي عُقولٍ ... فحِلْمُكَ دُونَه طَوْدُ العَجُوزِ)
الأَرض
(فكَمْ قد جاءَ مُمْتَحِنٌ إليكُم ... فأُرْغمَ مِنْهُ مُرتَفِعُ العَجُوزِ)
الأَنف
(إِلَى كَرَمٍ فإنْ سابَقْتَ قَوْماً ... سَبقْتَهمُ على أَجْرَى عَجُوزِ)
الْفرس
(ففَضْلُكَ ليسَ يُحْصِيه مَديحٌ ... كَمَا لم يُحْصَ أَعْدادُ العَجُوزِ)
الرمل
(مكانَتُكُم على هامِ الثُّرَيّا ... ومَنْ يَقلاكَ راضٍ بالعجوز)
الصومعة
(رَكِبْتَ إِلَى المَعالي طِرْفَ عَزْمٍ ... حَماهُ الله من شَيْنِ العَجُوزِ)
العَرَج قَالَ شيخُنا: وَكنت رأَيْتُ أَوّلاً قصيدةً أُخرى كهذه للعلاّمة جمال الدِّين مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَصبَغَ الأَزدِيّ اللّغويّ أَوّلها:
(أَلا تُبْ عَن مُعاطاةِ العَجُوز ... ونَهْنه عَن مُواطأَة العَجُوز)

(وَلَا تَركَبْ عَجُوزاً فِي عَجُوزٍ ... وَلَا رَوعٍ وَلَا تَكُ بالعَجُوزِ)
وَهِي طَوِيلَة. والعجوز الأَوّل: الخَمْر، والثَّاني: المَرأَة المُسِنَّة، وَالثَّالِث: الْخصْلَة الذَّميمة، والرَّابع: الحُبّ، وَالْخَامِس: العاجِز، وَهِي أَعظم انسِجاماً وأَكثر فوائدَ من هَذِه، ومَنْ أَدْرَكَها فليلحَقها. وَهُنَاكَ قصائدُ غَيرهَا لم تبلغ مَبلغَها.
والعِجْزَةُ، بالكَسْر: آخِر ولَد الرَّجل، كَذَا فِي الصِّحاح، قَالَ:
(واستَبْصَرَتْ فِي الحَيِّ أَحْوَى أَمرَدَا ... عِجْزَةَ شَيْخَيْن يُسَمَّى مَعْبَدا)
يُقَال: فلانٌ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ، أَي آخْرُهم، وَكَذَلِكَ كِبْرَةُ ولَد أَبويه. والمُذَكَّر والمُؤَنَّث فِي ذَلِك سَوَاء، وَيُقَال: وُلِدَ لِعِجْزَةٍ، أَي بعد مَا كَبِرَ أَبواه. وَيُقَال لَهُ أَيضاً: ابنُ العِجْزَةِ، ويُضَمُّ، عَن ابْن الأَعرابيّ، كَمَا نَقله الصَّاغانِيّ. والعَجْزاءُ: الْعَظِيمَة العَجُزِ من النِّساءِ، وَقد عَجِزَت، كفَرِحَ، وَقيل هِيَ الَّتِي عَرُضَ بطنُها وثقُلَت مأْكَمَتُها فعَظُمَ عَجُزُها، قَالَ:
(هيفاءُ مُقبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً ... تَمَّتْ فَلَيْسَ يُرَى فِي خَلْقِها أَوَدُ)
العَجْزاءُ، رَمْلَةٌ مُرتفعةٌ، وَفِي المُحكَم: حَبْلٌ من الرَّمْل مُنْبِتٌ، وَفِي التَّهْذِيب لِابْنِ القطّاع: عَجِزَت الرَّمْلَةُ، كفَرِحَ: ارتفعَت. وَفِي التَّهْذِيب: العَجْزاءُ من الرِّمال: حَبْلٌ مُرتفعٌ كأَنه جلد لَيْسَ بِرُكامِ رَمْل، وَهُوَ مَكْرُمَةٌ للنَّبْت، والجَمْع العُجْز، لأَنَّ نَعَت لتِلْك الرَّملةِ. العَجْزاءُ من العِقبان: القصيرة الذَّنَب، وَهِي الَّتِي فِي ذَنَبِها مَسْحٌ أَي نَقْصٌ وقِصَرٌ، كَمَا قيل للذئب: أَزَلُّ، قيل هِيَ الَّتِي فِي ذَنَبِهَا ريشَةٌ بيضاءُ أَو ريشتانِ، قَالَه ابْن دُريد، وأَنشد للأَعشى:
(وكأَنَّما تَبِعَ الصِّوارَ بشَخْصِها ... عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها)
قَالَ: قَالَ آخَرُونَ بل هِيَ الشَّديدة دَائِرَة الكَفِّ، وَهِي الإصبَع المُتأَخرة مِنْهُ، وَقيل عُقابٌ عَجْزاءُ: بمُؤَخَّرها بَيَاض أَو لونٌ مُخالف. والعِجازُ، ككِتاب: عَقَبٌ يُشَدُّ بِهِ مَقْبِضُ السَّيف.
العِجازَةُ، بهَاءٍ: مَا يُعَظَّم بِهِ العَجيزةُ، وَهِي شيءٌ يشبه الوِسادَةَ تَشُدُّه المَرأَة على عَجُزِها لتُحْسَبَ عَجْزاءَ، وَلَيْسَت بهَا، كالإعْجازَةِ، نَقله الصَّاغانِيّ. العِجازَةُ: دائرَةُ الطَّائر، وَهِي الإصبع الَّتِي وراءَ أَصابعِه. وأَعْجَزَه الشيءُ: فاتَه وسبقَه، وَمِنْه قَول الأَعشَى:
(فذاكَ وَلم يُعْجِزْ من المَوتِ ربَّه ... وَلَكِن أَتاه المَوتُ لَا يتأَبَّقُ)
وَقَالَ اللَّيْث: أَعْجَزَني فلانٌ، إِذا عجزْت عَن طلبه وإدراكِه. أَعْجَزَ فلَانا: وجدَه عاجِزاً. وَفِي التكملة أَعجزَه: صَيَّرَه عاجِزاً، أَي عَن إدراكِه واللُّحوق بِهِ. والتَّعجِيزُ: التَّثْبيطُ، وَبِه فسرِّ قَول مَنْ قرأَ والّذين سَعَوا فِي آياتِنا مُعَجِّزين أَي مُثَبِّطين عَن النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم مَن اتَّبعَه، وَعَن الْإِيمَان بِالْآيَاتِ. التَّعجِيزُ: النِّسْبَةُ إِلَى العَجْزِ، وَقد عَجَّزَه، وَيُقَال: عَجَّزَ فلانٌ رأْيَ فلانٍ، إِذا نسبَه إِلَى العَجْز. ومُعجِزَة النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَا أَعْجَزَ بِهِ الخصمَ عِنْد التَّحدِّي، والهاءُ للْمُبَالَغَة، والجمْع مُعجِزاتٌ. والعَجْزُ بِالْفَتْح: مَقبِضُ السَّيف، لُغَة فِي العَجْس، هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيّ وسيأْتي فِي السِّين. العَجَزُ: داءٌ فِي عَجُزِ الدَّابَّة فتَثْقُل لذَلِك، الذَّكَرَ أَعْجَزُ والأُنثى عَجْزاءُ، ومُقتضَى سِياقِه فِي العِبارَة أَنَّ العَجْزَ بِالْفَتْح، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ بالتَّحريك، كَمَا)
ضَبطه الصَّاغانِيّ، فلْيُتَنَبَّه لذَلِك. وتَعْجُزُ، كتَنْصُر: من أَعلامِهنّ، أَي النِّساء وابْنُ عُجْزَةَ، بالضَّمّ: رجلٌ من بني لِحْيانَ بنِ هُذَيْلٍ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَقد جَاءَ ذِكرُه فِي أَشعار الهُذَليين. منَ المَجاز: بناتُ العَجْزِ: السِّهامُ. والعَجْزُ: طائِرٌ يَضْرِبُ إِلَى الصُّفْرَة يشبه صوتُه نُباحَ الكلبِ الصَّغير، يأْخُذ السَّخْلَةَ فيَطير بهَا، ويَحتمِل الصَّبيّ الَّذِي لَهُ سبْعُ سِنيننَصْرِ بن مُعاوِيَةَ بن بَكْر بن هَوازِنَ، وَمِنْهُم بَنو دُهمانَ وبَنو نَسَّانَ وَبَنُو جُشَمَ بنِ بَكْر بنِ هَوازِنَ، كأَنَّهم آخِرُهم. والمُعاجِز كمُحارِبٍ: الطَّريقُ، لأَنَّه يُعيِي صاحبَه لطُولِ السُّرَى فِيهِ. وعاجَزَ فلانٌ مُعاجَزَةً: ذهب فَلم يُوصَلْ إِلَيْهِ. وَفِي الأَساس: عاجَزَ، إِذا سبَقَ فَلم يُدْرَكْ.
عاجَزَ فلَانا: سابقَه فعَجَزَه، كنَصَرَه، أَي فسَبَقَه، وَمِنْه المَعْجُوز بِمَعْنى المَثمُود، حقَّقه الزّمخشريّ، وَقد ذُكِر قَرِيبا. عاجَزَ إِلَى ثِقَةٍ: مالَ إِلَيْهِ. وَيُقَال: فلانٌ يُعاجِزُ عَن الحَقِّ إِلَى الْبَاطِل، أَي يَلْجَأُ إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ يُكارِزُ مُكارَزَةً، كَمَا يأْتي. وتَعَجَّزْتُ البَعيرَ: ركِبْتُ عَجُزَه، نَحْو)
تسَنَّمْتُه وتذَرَّيْتُه، وَقَوله تَعَالَى فِي سُورَة سبأْ: والّذينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزين، أَي يُعاجِزون الأَنبياءَ وأَولياءَهم، أَي يقاتلونَهم ويُمانِعونَهُم لِيُصَيِّروهُم إِلَى العَجْز عَن أَمر اللهُ تَعَالَى وَلَيْسَ يُعجِزُ اللهَ جَلَّ ثناؤُه خَلْقٌ فِي السَّماء وَلَا فِي الأَرض وَلَا مَلجأَ مِنْهُ إلاّ إِلَيْهِ، وَهَذَا قَول ابنِ عرفَةَ. مُعاجِزين: مُعانِدين، وَهُوَ يرجع إِلَى قَول الزَّجّاج الْآتِي ذكرُه، وَقيل فِي التَّفسير: مُسابقين، من عاجَزَه، إِذا سابقَه، وَهُوَ قريب من المعاندَة، أَو مَعْنَاهُ أَنَّهم ظانِّين أَنَّهم يُعْجِزونَنا، لأَنَّهم ظَنُّوا أَنَّهم لَا يُبْعَثون، وأَنَّه لَا جَنَّة وَلَا نَار، وَهُوَ قَول الزَّجّاج، وَهَذَا فِي الْمَعْنى كَقَوْلِه تَعَالَى: أَم حَسِبَ الّذين يَعملونَ السيئاتِ أَنْ يَسْبِقونا. قلتُ: وقُرِئ مُعَجِّزين، بالتَّشديد، وَالْمعْنَى مُثَبِّطين، وَقد تقدّم ذَلِك، وَقيل: يَنْسُبون مَنْ تَبِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم إِلَى العَجْز، نَحْو جَهَّلْتُ وسَفَّهْتُه وأَمّا قَوْله تَعَالَى: وَمَا أَنْتُمْ بمُعجِزين فِي الأَرض وَلَا فِي السَّماءِ، قَالَ الفرّاءُ: كَيفَ وَصفهم بأَنَّهم لَا يُعجِزون فِي الأَرض وَلَا فِي السَّماء، فَالْمَعْنى مَا أَنتم بمُعجِزين فِي الأَرض وَلَا من فِي السَّماءِ بمُعجِز. وَقَالَ الأَخفش: المَعنى لَا يُعْجِزونَنا هَرَباً فِي الأَرض وَلَا فِي السَّماءِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقولُ الفرّاءِ أَشهرُ فِي المَعنَى. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: رَجُلٌ عَجِزٌ وعَجُزٌ، ككَتف ونَدُس: عاجِزٌ. وامْرأَةٌ عاجِزٌ: عاجِزَةٌ عَن الشَّيء، عَن ابْن الأَعرابيّ. والعَجَز، محرَّكة، جمع عاجِز، كخَدَمٍ وخادمٍ. وَمِنْه حَديثُ الجَنَّة: لَا يَدْخُلُني إلاّ سَقَطُ النّاسِ وعَجَزُهم يريدُ الأَغبياءَ العاجِزين فِي أُمور الدّنيا. وفَحلٌ عَجِيزٌ: عاجِزٌ عَن الضِّراب كعجِيس، قَالَ ابْن دُرَيْد: فَحْل عَجِيزٌ وعَجِيسٌ، إِذا عَجَز عَن الضِّراب. وأَعجَزَه الشَّيْءُ: عَجَزَ عَنهُ. وأَعجَزَه وعاجَزَه: جعلَه عاجِزاً، وَهَذِه عَن البصائر. وعاجَزَ القَومُ: تَركُوا شَيْئا وأَخَذوا فِي غَيرِه.
والعَجُزُ فِي العَروض: حَذْفُكَ نون فاعِلاتنْ لِمُعاقَبَتِها أَلف فاعِلن، هَكَذَا عبَّر الْخَلِيل عَنهُ، ففسَّر الْجَوْهَر الَّذِي هُوَ العَجُزُ بالعَرض الَّذِي هُوَ الْحَذف، وَذَلِكَ تقريب مِنْهُ وإنَّما الْحَقِيقَة أَن يَقُول: العَجُز: النُّون المَحذوفة من فاعِلاتُنْ، لِمعاقَبة أَلف فاعلنْ، وَهَذَا كلُّه إنَّما هُوَ فِي المَديد. وعَجُزُ بَيت الشِّعر خِلاف صَدرِه. وعجَّز الشّاعرُ: جاءَ بعَجُزِ الْبَيْت. وامْرأَةٌ مُعَجِّزة: عَظيمة العَجُز، وجمْع العَجيزة العَجِيزات، وَلَا يَقُولُونَ عَجائِزُ مَخافةَ الالتِباس. وَقَالَ ثَعْلَب: سَمعت ابْن الأَعرابيّ يَقُول: لَا يُقال: عَجِزَ الرَّجُلُ، بالكسْر، إلاّ إِذا عَظُمَ عَجُزُه، وَقَالَ رجلٌ من ربيعَةَ بنِ مالِك: إنَّ الحَقَّ بقَبَل، فمَنْ تَعَدَّاه ظَلَمَ، ومَن قَصَّر عَنهُ عَجَزَ، وَمن انْتهى إِلَيْهِ اكْتَفَى. قَالَ: لَا أَقولُ عَجِزَ إلاّ مِن العَجِيزَة، ومِن العَجْزِ عَجَزَ، وَقَوله بقَبَل، أَي وَاضح لكَ حَيْثُ تَراه، وَهُوَ)
مثلُ قولِهم: الحَقُّ عَارِي، وَقد تقدّم فِي أَوّل المادَّة أَن عَجِزَ، بالكَسْر، من العَجْز، لُغة بعض قَيْس كَمَا نقلَه ابنُ القطّاع عَن الفرّاء. والمِعْجَزُ، كمِنبَر الجَفْنَة، ذكره الجَوْهَرِيّ فِي قَعْر.
وعِجْز القوْس وعَجْزُها: ومَعْجِزُها: مَقْبِضُها، حَكَاهُ يَعقوبُ فِي المُبْدَل، ذَهَب إِلَى أَنَّ زايَه بَدَلٌ من سِينِه. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: هُوَ العَجْز والعِجْز، وَلَا يُقَال: مَعْجِز. وعَجْزُ السِّكِّين: جُزْأَتُها عَن أَبي عُبيد. وَيُقَال: اتَّقِ الله فِي شَبِيبَتِك وعُجْزِك، بالضَّمّ، أَي بَعْدَمَا تَصير عَجُوزاً. ونَوَى العَجُوزِ: ضَرْبٌ من النَّوى هَشٌّ تأْكُله العَجوزُ للِينه، كَمَا قَالُوا: نَوَى العَقُوقِ. والمِعْجَزَة، بالكسْر: المِنطَقَة، فِي لُغَة اليَمن، سُمِّيَت لأَنَّها تَلي عَجُزَ المُتَنَطِّق بهَا. وَيُقَال: عَجِّزْ دابَّتَك، أَي ضَعْ عَلَيْهَا الحقيبةَ، نَقله الصَّاغانِيّ. والمِعْجازُ، كمِحراب: الدائمُ العَجْز، وأَنشد فِي الحَماسة لبعضِهم:
(وحارَبَ فِيهَا ياسرٌ حِين شَمَّرتْ ... من الْقدَم مِعجازٌ لَئيمٌ مُكاسِرُ)
وَذُو المِعْجَزَة، بالكَسْر، رجلٌ من أَتباع كِسْرَى وفَدَ على النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فوهب لَهُ مِعْجَزة فسُمِّي بذلك. وابنُ أَبي العَجائِز هُوَ أَبو الحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحمن الدِّمشقيّ، توفِّي بِدِمَشْق سنة وَكَانَ ثِقةً. وَالْقَاضِي أَبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عبد الرَحيم بن أَحمد بن العَجُوز الكُتَاميّ السَّبْتيّ، ولِيَ قضاءَ فاس، توفِّي سنة وأَبو بكر مُحَمَّد بنُ بشّار بن أَبي العَجوز العَجُوزيّ البغداديّ، عَن ابْن هِشَام الرّفاعيّ مَاتَ سنة. منَ المَجاز: ثوبٌ عاجِز، إِذا كَانَ صَغِيرا. وَلَا يَسَعُني شيءٌ ويَعجِز عَنْك. وَجَاءُوا بجيشٍ تَعْجِز الأَرضُ عَنهُ.
وعَجَز فُلانٌ عَن الأَمرِ إِذا كَبِر، كَذَا فِي الأَساس. (

عجز


عَجَزَ(n. ac. عُجُوْز)
a. Aged, grew old.
b.(n. ac. عَجْز
مَعْجَز
مَعْجَزَة
عُجُوْز
عَجَزَاْن) ['An], Was incapable of, unequal to, lacked strength for.

عَجِزَ(n. ac. عَجَز)
a. see supra
(b)
عَجَّزَa. Aged, grew old.
b. Considered, called weak.
c. Weakened, enfeebled, rendered weak;
incapacitated.

أَعْجَزَa. see II (b) (c).
c. Did wonders.
d. Baffled, puzzled.

عَجْزa. Weakness, feebleness; impotency, helplessness;
incapability, incapacity.
b. Sword-hilt.
c. Second hemistich of a verse.
d. see 3
عِجْزa. see 3
عُجْز
(pl.
أَعْجَاْز)
a. Buttock, behind, posterior; rump, croup.

عَجُزa. see 3
أَعْجَزُa. Large in the posteriors.

عَاْجِز
(pl.
عَوَاْجِزُ)
a. Weak, feeble; powerless, impotent, helpless;
incapable.

عِجَاْزa. see 23t (a)
عِجَاْزَةa. Sword-knot.
b. Woman's bustle.

عَجُوْز
(pl.
عُجُز
عَجَاْئِزُ
46)
a. Old, aged (woman).
b. Wine.
c. Sword.

مِعْجَاْزa. Weakling.
b. Laggard; slowcoach.

N. P.
عَجڤزَa. Importuned.
b. Outstripped.

N. Ac.
أَعْجَزَa. Wonder.
b. Persuasiveness.
c. Sublimity.

مُعْجِزَة
a. Miracle, wonder.

إِعْجَازَة
a. see 23t (b)
أَيَّام العَجُوْز
a. The seven last days of winter.
عجز
عَجُزُ الإنسانِ: مُؤَخَّرُهُ، وبه شُبِّهَ مُؤَخَّرُ غيرِهِ.
قال تعالى: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
[القمر/ 20] ، والعَجْزُ أصلُهُ التَّأَخُّرُ عن الشيء، وحصوله عند عَجُزِ الأمرِ، أي: مؤخّره، كما ذكر في الدّبر، وصار في التّعارف اسما للقصور عن فعل الشيء، وهو ضدّ القدرة. قال تعالى:
أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ
[المائدة/ 31] ، وأَعْجَزْتُ فلاناً وعَجَّزْتُهُ وعَاجَزْتُهُ: جعلته عَاجِزاً. قال: وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ
[التوبة/ 2] ، وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ
[الشورى/ 31] ، وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ
[الحج/ 51] ، وقرئ: معجزين فَمُعَاجِزِينَ قيل: معناه ظانّين ومقدّرين أنهم يُعْجِزُونَنَا، لأنهم حسبوا أن لا بعث ولا نشور فيكون ثواب وعقاب، وهذا في المعنى كقوله: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا [العنكبوت/ 4] ، و «مُعَجِّزِينَ» : يَنسُبُون إلى العَجْزِ مَن تَبِعَ النبيَّ صلّى الله عليه وسلم، وذلك نحو: جهّلته وفسّقته، أي: نسبته إلى ذلك. وقيل معناه:
مثبّطين، أي: يثبّطون الناس عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، كقوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأعراف/ 45] ، وَالعَجُوزُ سمّيت لِعَجْزِهَا في كثير من الأمور. قال تعالى: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ
[الصافات/ 135] ، وقال: أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ
[هود/ 72] .
عجز
العَجْزُ: نَقِيْضُ الحَزْم، عَجَزَ عَجْزاً وعُجُوْزاً وعَجَزَاناً، وهُذَيْلُ وَحْدَها تَجْمَعُ العَاجِزَ على العَواجِزِ. ويُقالُ: لا تُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ ومَعْجِزَةٍ.
والعَجْزُ: مَقْبِضُ القَوْس، والعَقَبُ الذي يُشد به: العِجَازُ، وقد عَجزْتُها. والسهامُ تُسمى بَنَاتِ العَجْزِ. وطائرٌ يَضْرِبُ إلى الصفْرَةِ صَوْتُه كَنُبَاح الكَلْبِ الصغِير، وكَثيرُهُ: عِجْزان.
وعَاجَزَ: ذهبَ ولم يُلْحَقْ. وهو يُعَاجِزُ الى ثِقَةٍ: أي يَمِيْلُ. وعَاجَزْتُه فَعَجَزْتُه: سَابَقْتَه فَسَبَقْتَه. ورَجُلٌ مَعْجُوْزٌ: قَل ما عندَه. ويُقالُ في العَجُوْزِ من النساء: عَجُوْزَةٌ، والفِعْلُ: عَجَزت عَجْزاً وعَجزَتْ وتَعجزَتْ، والجَمْعُ: عُجُز وعَجَائِز. والعَجُوْزُ: الخَمْرُ؛ لِقدَمِها. والجَعْبَةُ. ونَصْلُ السيْف. واسْمُ رَمْلَةٍ. والعَجُزُ: مُؤخرُ الشيء؛ حتى يُقال: عَجُزُ الأمْرِ، ويُقال: عَجُز وعَجْزٌ وعُجْزٌ وعَجِزٌ. وتَعجزْتُ البَعيرَ: رَكِبْتَ عَجُزَه.
وعجزْ دابتَكَ: ضَعْ عليها الحَقِيْبَةَ. والعَجْزُ: الأرْضُ لا تُنْبتُ شَيْئاً. والعَجِيْزَةُ: عَجِيْزَةُ المَرْأةِ خاصَّةً، وامْرَأةٌ عَجْزَاءُ، وقد عَجِزَتْ، والجَميعُ عَجِيْزاتٌ، ولا يُقال عَجَائز.
وهي مُعَجَّزَة: ضَخْمَةُ العَجِيْزَة. والعَجْزَاءُ: العُقَابُ في أصْل ذَنَبِها بَيَاضٌ، وقيل: الشَدِيْدَةُ الدّابِرَتَيْن.
ورَمْلَةٌ مُرْتَفِعَةٌ ليس بِرُكام كريْمَةُ المَنْبِت، والجَميعُ: عُجْزٌ. والعَجَزُ: دَاءٌ يَأخُذُ في عَجُزِ الدابة. والعِجْزَةُ وابْنُ العِجْزَة: آخِرُ وَلَدِ الشَّيْخ. ووُلدَ لِعِجْزَةٍ: أي بَعْدَ ما كَبِرَ أبوه.
ع ج ز : عَجَزَ عَنْ الشَّيْءِ عَجْزًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمَعْجَزَةٌ بِالْهَاءِ وَحَذْفِهَا وَمَعَ كُلِّ وَجْهٍ فَتْحُ الْجِيمِ وَكَسْرُهَا ضَعُفَ عَنْهُ وَعَجِزَ عَجَزًا مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ لِبَعْضِ قَيْسِ عَيْلَانَ ذَكَرَهَا أَبُو زَيْدٍ وَهَذِهِ اللُّغَةُ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ رَوَى ابْنُ فَارِسٍ بِسَنَدِهِ إلَى ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّهُ لَا يُقَالُ عَجِزَ الْإِنْسَانُ بِالْكَسْرِ إلَّا إذَا عَظُمَتْ عَجِيزَتُهُ وَأَعْجَزَهُ الشَّيْءُ فَاتَهُ وَأَعْجَزْتُ زَيْدًا وَجَدْتُهُ
عَاجِزًا وَعَجَّزْتُهُ تَعْجِيزًا جَعَلْتُهُ عَاجِزًا وَعَاجَزَ الرَّجُلُ إذَا هَرَبَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ.

وَالْعَجُزُ مِنْ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ مَا بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَبَنُو تَمِيمٍ يُذَكِّرُونَ وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ فَتْحُ الْعَيْنِ وَضَمُّهَا وَمَعَ كُلِّ وَاحِدَةٍ ضَمُّ الْجِيمِ وَسُكُونُهَا وَالْأَفْصَحُ وِزَانُ رَجُلٍ وَالْجَمْعُ أَعْجَازٌ وَالْعَجُزُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ مُؤَخَّرُهُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ.

وَالْعَجِيزَةُ لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً وَامْرَأَةٌ عَجْزَاءُ إذَا كَانَتْ عَظِيمَةَ الْعَجِيزَةِ وَعَجِزَ الْإِنْسَانُ عَجَزًا مِنْ بَابِ تَعِبَ عَظُمَ عَجُزُهُ.

وَالْعَجُوزُ الْمَرْأَةُ الْمُسِنَّةُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَيُقَالُ أَيْضًا عَجُوزَةٌ بِالْهَاءِ لِتَحْقِيقِ التَّأْنِيثِ وَرُوِيَ عَنْ يُونُسَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ عَجُوزَةٌ بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ عَجَائِزُ وَعُجُزٌ بِضَمَّتَيْنِ وَعَجَزَتْ تَعْجِزُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَتْ عَجُوزًا. 

عجز

1 عَجڤزَ The primary signification of عَجْزٌ [an inf. n. of عَجَزَ] is The being, or becoming, behind, or behindhand, or backward, with respect to a thing; or holding back, hanging back, or abstaining, from it: and its happening at the latter, or last, part, or at the end, of an affair: and hence, in common conventional language, it has the signification shown by the explanation here next following. (Er-Rághib, B, &c., and TA.) b2: عَجَزَ, aor. ـِ inf. n. عَجْزٌ and مَعْجَزَةٌ and مَعْجِزَةٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and مَعْجَزٌ, (S, O, Msb, K,) which is agreeable with rule, (S,) and مَعْجِزٌ, (S, O, Msb, K,) which is extr., (Sb, TA,) and عَجَزَانٌ and عُجُوزٌ; (O, K;) and عَجِزَ, aor. ـَ (O, Msb, K,) inf. n. عَجَزٌ, (Msb,) said by IKtt to be mentioned by Fr, as of the dial. of some of the tribe of Keys, but by others [and among them Sgh in the O] said to be a bad form, (TA,) or mentioned by Az, as of the dial. of some of the tribe of Keys-'Eylán, but not known to them, and said by IF to be disallowed by IAar in the sense here immediately following; (Msb;) He lacked strength, or power, or ability; he was, or became, powerless, impotent, or unable. (S, * Msb, * K, TA.) Yousay, عَجَزَ عَنْ كَذَا, (S, A, O, Msb, TA,) and accord. to some, as shown above, عَجِزَ عَنْهُ, (Msb, TA,) He lacked strength, or power, or ability, for, or to do, effect, accomplish, achieve, attain, or compass, such a thing; he was unable to do it: (S, * O, * Msb, * TA:) or (tropical:) he was too old to do it. (A, TA.) And it is said in a trad., (S, * Mgh,) of 'Omar, (TA,) لَا تُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ, meaning Remain ye not in a country, or district, or town, where ye are unable to gain your livelihood. (S, A, Mgh, * TA.) You say also, لَا يَسَعُنِى شَىْءٌ وَيَعْجِزُ عَنْكَ (tropical:) [app. A thing will not suffice me when it cannot thee]. (A, TA.) And جَاؤُوا بِجَيْشٍ تَعْجِزُ الأَرْضُ عَنْهُ (tropical:) [They came with an army which the earth had not strength to bear, or scarce sufficed to contain]. (A, TA.) b3: [and عَجَزَ عَنْ كَذَا also signifies He, or it, lacked such a thing: see an ex. voce عَرْفٌ.] b4: [Hence,] عَجَزَتْ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, K,) or ـِ (Msb,) inf. n. عُجُوزٌ (S, O, K) and عَجْزٌ, (TA,) She (a woman, S, O, Msb) became aged; (S, O, Msb, K;) [because the aged lacks strength;] as also عَجُزَتْ, aor. ـُ (O, K;) and ↓ عَجَّزَتْ, inf. n. تَعْجِيزٌ. (S, O, K.) A2: عَجِزَتْ, aor. ـَ (S, O, K,) inf. n. عَجَزٌ and عُجْزٌ, (S, K,) [or the latter is a simple subst.,] or عَجْزٌ and عُجْزَانٌ, (O,) She (a woman, S) became large in the hinder parts, or posteriors; (S, O, K;) as also ↓ عُجِّزَتْ, inf. n. تَعْجِيزٌ: (Yoo, O, K:) and عَجِزَ, inf. n. عَجَزٌ, he (a man) became large therein: (Msb:) accord. to IAar, as related by Th, one does not say thus of a man except in this sense. (S, O.) b2: [Hence,] عَجِزَتِ الرَّمْلَةُ (assumed tropical:) The piece of sand became high. (IKtt, TA.) A3: عُجِزَ He (a man) was importuned for his property: part. n. ↓ مَعْجُوزٌ. (O.) A4: عَاجَزْتُهُ فَعَجَزْتُهُ: see 3.2 عجّزهُ, (Msb,) inf. n. تَعْجِيزٌ, (S, O, Msb, K,) He attributed, or imputed, to him lack of strength or power or ability; i. e., inability, or impotence: (S, * O, * K, * TA:) he asserted him to be, or called him, or made him, (جَعَلَهُ,) unable, or impotent. (Msb.) [Compare 4, in a sense given below from the B.] You say also, عَجَّزَ فُلَانٌ رَأْىَ فُلَانٍ Such a one attributed, or imputed, the opinion of such a one to littleness of good judgment, or of prudence; as though he attributed it to inability. (TA.) b2: Also He withheld him, or kept him back, or diverted him, (S, K,) from (عَنْ) a person or thing: (TA:) [as though he made him unable to attain his object: compare 4.]

A2: عَجَّزَتْ, said of a woman: see 1, latter part.

A3: عُجِّزَتْ, said of a woman: see 1, latter part. b2: عجّز دَابَّتَهُ He put the حَقِيبَة [q. v.] upon his beast. (Sgh, TA.) b3: عجّز الشَّاعِرُ The poet uttered, or wrote, the عَجُز, or last foot, of the verse. (TA.) 3 عاجزهُ: see أَعْجَزَهُ.

A2: ↓ عَاجَزْتُهُ فَعَجَزْتُهُ, (A, K,) aor. of the latter عَجُزَ, (TA,) I contended with him in a race, and I outstripped him. (A, O, K.) b2: And عاجز (inf. n. مُعَاجِزَةٌ, TA) He outstripped, and was not reached; as also ↓ اعجز: (A:) or he went away, and was not reached: (S, O, K:) or he fled, and could not be caught. (Msb.) A3: عاجز إِلَى ثِقَةٍ He inclined to a trusty person, (S, A, O, K,) and had recourse to him for refuge. (A.) [Hence,] فُلَانٌ يُعَاجِزُ عَنِ الحَقِّ إِلَى البَاطِلِ Such a one declines from the truth to falsehood, and has recourse to the latter for protection. (A, TA.) b2: And عاجز القَوْمُ The people, or company of men, left a thing and began another. (TA.) 4 اعجزهُ He found him to be without strength, or power, or ability; to be unable, or impotent. (S, O, Msb, K.) b2: He, or it, made him to be (جَعَلَهُ) without strength or power or ability, to be unable, or impotent; disabled him; or incapacitated him; as also ↓ عاجزهُ. (B, TA.) [For an illustration of the latter verb, see its act. part. n., below: and compare 2, in a sense given above from the Msb. You say, اعجزهُ عَنِ الأَمْرِ He, or it, rendered him unable to do, effect, accomplish, achieve, attain, or compass, the affair.] b3: He, or it, rendered him (صَيَّرَهُ) unable (TS, K, TA) to attain, or overtake, him: (TS, TA:) b4: and [thus, by an inversion, it also signifies] he was unable to reach, or overtake, him. (Lth, TA.) b5: [It frustrated his power or ability, or his skill, or endeavours.] b6: It escaped him, so that he was unable to attain it, or to do it, or to accomplish it: (S, O, Msb, K:) and simply, he was unable to attain it, or to do it, or to accomplish it. (TA.) b7: See also 3.5 تعجّز البَعيرَ He rode upon the hinder part, or rump, of the camel. (Yaakoob, S, A, O, K.) عَجْزٌ: see عَجُزٌ. b2: Also, [said in the TA to be written by Sgh عَجَز, but it is written عَجْز in the O, and is thus accord. to the K,] A disease in the hinder part of a horse or the like, rendering him heavy. (O, K.) عُجْزٌ Old age of a woman: a simple subst. (TA.) You say, اِتَّقِى اللّٰهَ فِى شَبِيبَتِكِ وَعُجْزِكِ Fear thou God in thy youth and [thine old age, or] when thou becomest an old woman. (TA. [But اتّق is there put for اِتَّقِى: and in the explanation, تَصِيرُ for تَصِيرِينَ. See عَجَزَتْ.]) A2: See also عَجُزٌ. b2: [And see عَجِزَتْ.]

عِجْزٌ: see the next paragraph.

عَجُزٌ (S, A, O, L, Msb, K) and ↓ عَجْزٌ (O, L, Msb, K) and ↓ عُجُزٌ (L, Msb) and ↓ عُجْزٌ (O, L, Msb, K) and ↓ عَجِزٌ (O, L, K) and ↓ عِجْزٌ, (K,) but the first form is the most chaste, (Msb,) fem. and masc., (S, O, Msb, K,) in the first of the following senses, i. e., in the general application; and in the second, or restricted application, fem., but made masc. by the Benoo- Temeem, (Msb,) or, accord. to El-Heythemee, fem. only, (TA,) The hinder part of a thing; (S, A, O, L, Msb, K;) i. e., of anything: (Msb:) and particularly the hinder parts, posteriors, buttock, or buttocks, rump, or croup, (S, * O, *) or what is between the two hips, (Mgh, Msb,) or what is after the back, (TA,) of a man, and of a woman; (S, Mgh, O, Msb, TA;) [and of a camel, &c.;] and ↓ عَجِيزَةٌ signifies the same, but of a woman only, (S, O, Msb, K,) in its proper application, though sometimes of a man also by way of comparison: (IAth, Mgh, TA:) pl. of عَجُزٌ, (S, Msb, K,) and of its variants, (Msb, K,) أَعْجَازٌ, (S, Msb, K,) the only pl. form: (TA:) and of ↓ عَجِيزَةٌ, عَجِيزَاتٌ: they do not say عَجَائِزُ, [the regular form of pl. of عجيزة,] for fear of confusion [as it is pl. of عَجُوزٌ or of عَجُوزَةٌ]. (TA.) One says also, إِنَّهَا لَعَظيِمَةُ الأَعْجَازِ Verily she is large in the hinder parts: as though the term عَجُزٌ were applicable to every portion thereof. (Lh, TA.) And رَكِبَ فِى الطَّلَبِ أَعْجَازَ الإِبِلِ He exposed himself, in seeking [a thing], to abasement and difficulty and patient endurance, and exerted unsparingly his power or ability, (K, TA,) not caring for undergoing long night-journeying. (TA.) Thus expl. in a saying of 'Alee: لَنَا حَقٌّ إِنْ نُعْطَهُ نَأْخُذْهُ وَإِنْ نُمْنَعْهُ نَرْكَبْ أَعْجَازَ الإِبِلِ وَإِنْ طَالَ السُّرَى [There is a right belonging to us: if we be given it, we take it: and if we be refused it, we expose ourselves to abasement, &c., though the night-journeying be long]: (O, * TA:) or, accord. to Az, he does not mean this, but alludes to others' having precedence in respect of his right, and his being himself kept back from it. (TA.) One also says, بَنُو فُلَانٍ يَرْكَبُونَ أَعْجَازَ الإِبِلِ The sons of such a one are in a state of abasement, dependents of others: or experience difficulties; because the rump, or croup, of the camel is a difficult place to ride upon. (A.) And it is said by one of the wise, (Aktham Ibn-Seyfee, T, in TA, art. دبر,) لَا تَدَبَّرُوا أَعْجَازَ أُمُورٍ قَدْ وَلَّتْ صُدُورُهَا, (TA, in this art., and O,) or لَا تَتَدَبَّرُوا, (T, in TA, art. دبر,) (tropical:) [Think ye not upon the ends of things whereof the beginnings have passed:] meaning, when a thing has passed, make not your minds, or desires, to follow after it, regretting what has passed, but be consoled for it, placing your reliance upon God: (O, TA:) and, as IAth says, it is intended to incite to the consideration of the results, or issues, of affairs before the entering upon them. (TA.) [See also دَبَّرَ.] b2: أَعْجَازُ نَخْلٍ The trunks of palm-trees. (S, O, K.) [See Kur liv. 20 and lxix. 7.) And أَعْجَازُ الصِّلِّيَانِ [The stems of the صِلِّيَان]. (AHn, M in art. صل.) b3: عَجُزٌ also signifies The last foot of a verse; contr. of صَدْرٌ. (TA.) And The latter hemistich of a verse: the former hemistich is termed صَدْرٌ. (O.) [And The last word of a clause of rhyming prose. And the latter part of a word.]

A2: See also عَاجِزٌ.

A3: أَيَّامُ العَجُزِ: see عَجُوزٌ.

عَجِزٌ: see عَجُزٌ: A2: and see also عَاجِزٌ.

عُجُزٌ: see عَجُزٌ.

عُجْزَةٌ: see the next paragraph.

عِجْزَةٌ The last of the children of a man; (S, O, K;) as also ↓ عُجْزَةٌ. (IAar, O, K.) Yousay, فُلَانٌ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ Such a one is the last of the children of his parents; and in like manner you say of a female, and of a plural number: (S, O, TA:) and so, [accord. to some,] كِبْرَةُ وَلَدِ

أَبَوَيْهِ. (TA.) You say also, وُلِدَ لِعِجْزَةٍ He was born after his parents had become old: and such you term اِبْنُ العِجْزَةِ. (O, TA.) عَجُوزٌ i. q. عَاجِزٌ, q. v. (K.) b2: An old, or aged, woman: (S, O, Msb, K:) a woman extremely old; or old and weak: so called because of her inability to do many things: (TA:) [this is the most common signification of the word:] accord. to ISk, (S, O, Msb,) you should not say ↓ عَجُوزَةٌ; (S, O, Msb, K;) or this is bad; (K;) and is said by the vulgar; (S, O;) but IAar authorizes it; (O;) and IAmb allows it, to demonstrate its being fem.; and Yoo is related to have heard it from the Arabs: (Msb:) pl. عَجَائِزُ, (S, O, Msb, K,) or this is pl. of عَجُوزَةٌ; (R, TA;) and عُجُزٌ, (S, O, Msb, K,) and عُجْزٌ, a contraction of عُجُزٌ, occurring in traditions. (TA.) b3: A man's wife, whether old or young: (Az, O, K, * TA:) and in like manner, the husband, though young, is called شَيْخٌ. (Az, O, TA.) b4: An old, or aged, man: (O, TA:) a man extremely old; or old and weak. (TA.) A2: (tropical:) Wine; (S, O, K;) because of its oldness: (S, O:) or old wine. (A, TA.) A3: A certain nail in the hilt of a sword, (IAar, O, K,) with which is another nail called الكَلْبُ. (IAar, O, TA.) Az approves of this explanation. (O.) b2: A sword-blade. (Lth, S, O, K.) b3: A sword. (O, TA.) b4: [It has a great variety of other significations; but these are of very rare occurrence, and are therefore to be mentioned (ان شآء اللّٰه) in Book II.]

A4: أَيَّامُ العَجُوزِ; (S, O, K;) also called ↓ أَيَّامُ العَجُزِ, because they come in the latter part (عَجُز) of winter; but the former is the correct appellation; (MF;) accord. to the usage of the Arabs, Five days, the names of which are صِنٌّ and صِنَّبْرٌ and وَبْرٌ and مُطْفِئُ الجَمْرِ and مُكْفِئُ الظَّعْنِ; said by Ibn-Kunáseh to be of the نَوْء of الصَّرْفَة [by which is meant the auroral setting of the Twelfth Mansion of the Moon, which, in Central Arabia, about the commencement of the era of the Flight, happened on the 9th of March O. S.: in the modern Egyptian Almanacs, the ايّام العجوز are said to commence now on the 9th of March N. S., which is now the 26th of February O. S.]: (S, O, TA:) or, accord. to Abu-l-Ghowth, (S,) they are seven days, (S, K,) named صِنٌّ and صِنَّبْرٌ and وَبْرٌ and الآمِرُ and المُؤْتَمِرُ and المُعَلِّلُ and مُطْفِئُ الجَمْرِ, or مُكْفِئُ الظَّعْنِ: (K:) and some reckon مكفئ الظعن an eighth: but most authors hold these names to be post-classical: (MF:) accord. to Esh-Shereeshee, they are seven days; four of the last [days] of February, and three of the first [days] of March: (Har p. 295:) during these days blew the wind by which the tribe of 'Ád was destroyed: and they are thus called because they are [in] the latter part (عَجْز) of winter; or because an old woman (عَجُوز) of 'Ád concealed herself in a subterranean excavation, from which the wind dragged her forth on the eighth day, and destroyed her: (Bd in lxix. 7:) or آمِرٌ and مُؤْتَمِرٌ are the names of the last two days; (K in art. امر;) the former being the sixth, and the latter the seventh. (M in that art.) Ibn-Ahmar says, (S,) or, accord. to IB, not Ibn-Ahmar, but Aboo-Shibl 'Ásim Ibn-el-Aarábee, as Th says, on the authority of IAar, (TA,) or Aboo-Shibl

'Osm Ibn-Wahb Et-Temeemee, (O,) كُسِعَ الشِّتَآءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ

أَيَّامِ شَهْلَتِنَا مِنَ الشَّهْرِ فَإِذَا انْقَضَتْ أَيَّامُهَا وَمَضَتْ صِنٌّ وَصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

وَبِآمِرٍ وَأُخَيِّهِ مُؤْتِمَرْ وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذَهَبَ الشِّتَآءُ مُوَلِّيًا عَجِلًا وَأَتَتْكَ وَاقِدَةٌ مِنَ النَّحْرِ [The winter is driven away, or is closed, by seven dusty (days), our old woman's days of the month; and when her days come to an end, and Sinn and Sinnabr, with El-Webr, and with Ámir and his little brother Mu-temir, and Mo'allil, and with Mutfi-el-Jemr, pass, the winter goes away, retiring quickly, and a burning wind (رِيحٌ being understood) comes to thee from the first day of the ensuing month, or, accord. to a reading which I find in one copy of the S, from the sea, مِنَ البَحْرِ]. (S, O, TA.) عَجِيزٌ One who does not come to women [by reason of impotence]: (S, K:) and so عَجِيرٌ, (S, TA,) and عَجِيسٌ. (TA.) And A stallion impotent to cover: as also عَجِيسٌ. (IDrd, O, TA.) عِجَازَةٌ: see إِعْجَازَةٌ. b2: Also The دَابِرَة [in the CK (erroneously) دائِرَة], (O, K, TA,) i. e. backtoe, (O, TA,) of a bird. (O, K, TA.) عَجُوزَةٌ: see عَجُوزٌ.

عَجِيزَةٌ: see عَجُزٌ, in two places.

عَاجِزٌ Lacking strength, or power, or ability; powerless, unable, or impotent; (K, * TA;) as also ↓ عَجُوزٌ, (K,) and ↓ عَجِزٌ and ↓ عَجُزٌ: (TA:) pl. of the first [عَاجِزُونَ, and] عَجَزٌ, [or rather this a quasi-pl. n.,] like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ, (TA,) and عَوَاجِزُ, (O, K,) but this is only in the dial. of Hudheyl, and, applied to men, is anomalous. (O, TA.) You say also, اِمْرَأَةٌ عَاجِزٌ A woman lacking strength, or power, or ability, to do a thing; unable to do a thing. (IAar, TA.) and it is said in a trad., respecting Paradise, لَا يَدْخُلُنِى إِلَّا سَقَطُ النَّاسِ وَعَجَزُهُمْ [There shall not enter me save the mean of mankind, and] those lacking in intelligence and in power with respect to worldly things. (TA.) b2: ثَوْبٌ عَاجِزٌ (tropical:) A garment that is [too] short: (A, O, TA:) or narrow, or scanty. (O.) أَعْجَزُ: fem. عَجْزَآءُ. b2: The latter signifies A woman large in the hinder parts, or posteriors; (S, O, Msb, K;) as also ↓ مُعْجِزَةٌ; (TA;) [unless this be a mistake for ↓ مُعَجَّزَةٌ, from عُجِّزَتْ:] or wide in the belly, heavy in the flesh upon the hips, and consequently large in the hinder parts. (TA.) b3: And each, Having the disease termed عَجْزٌ [q. v.]. (O, TA.) b4: And the fem., An eagle (عُقَابٌ) short in the tail, (S, O, K, TA,) and deficient therein: (TA:) and (some say, O) having in its tail a white feather, (O, K,) or two [white] feathers: (O:) or having a whiteness, or a colour differing [from the rest], in its hinder part: (TA:) and (some say, O) strong in the دَابِرَة (O, K, TA, in the CK [erroneously] دائِرَة,) of the كَفّ, (K, TA,) i. e. in the back-toe: (TA:) so says IDrd. (O.) b5: رَمْلَةٌ عَجْزَآءُ (assumed tropical:) A high piece of sand: (S, O, K:) or an oblong piece of sand producing plants or herbage: (M, TA:) or a high oblong piece of sand, as though it were hard ground, not sand heaped up, but fertile: pl. عُجْزٌ, because it is an epithet. (T, TA.) إِعْجَازَةٌ A thing (S, O, K, TA) resembling a pillow, (O, TA,) with which a woman enlarges [in appearance] her hinder part, (S, O, K, TA,) binding it upon that part, (O, TA,) in order that she may be thought to be large in her hinder part, (O, K, TA,) when she is not so; (TA;) as also ↓ عِجَازَةٌ. (O, K.) مُعْجِزٌ [act. part. n. of 4, q. v.]. b2: The words of the Kur [xxix. 21] وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى السَّمَآءِ signify, accord. to Fr, And ye shall not escape in the earth, nor shall those in the heaven escape: or, accord. to Aboo-Is-hák, and ye shall not escape in the earth, nor should ye if ye were in the heaven: or, accord. to Akh, and ye shall not escape by fleeing in the earth nor in the heaven: but Az says that the explanation of Fr is the best known. (L.) b3: ↓ مُعْجِزَةٌ [A miracle performed by a prophet; distinguished from كَرَامَةٌ, which signifies one performed by a saint, or righteous man, not claiming to be a prophet;] that by which a prophet disables the opponent in a contest; the ة implying intensiveness; (K;) as defined by the Muslim theologians, an event at variance with the usual course [of nature], produced by means of one who lays claim to the office of a prophet, in contending with those who disacknowledge [his claim], in such a manner as renders them unable to produce the like thereof; (O;) or an event breaking through, or infringing, the usual course [of nature] (أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ), inviting to good and happiness, coupled with a claim to the prophetic office, and intended to manifest the veracity of him who claims to be an apostle of God: (KT:) pl. مُعْجِزَاتٌ. (S, O, TA.) مُعْجِزَةٌ: see مُعْجِزٌ: A2: and see also أَعْجَزٌ.

مِعْجَزَةٌ A [zone, or waist-belt, such as is termed]

مِنْطَقَة: so called because it is next to the عَجُز of the person wearing it. (TA.) مِعْجَازٌ Always lacking strength, or power, or ability; always unable, or impotent. (TA.) A2: Also A road. (O, K. [In the TA, المعاجز كمحارب is erroneously put for المِعْجَاز كَمِحْرَاب.]) مَعْجُوزٌ Outstripped. (Z, TA.) b2: And Importuned by begging. (IAar, K, TA.) See also 1, last sentence but one.

مُعَجَّزَةٌ: see أَعْجَزُ.

مُعَجِّزٌ [act. part. n. of 2]: see مُعَاجِزٌ.

A2: Also, (TA,) or مُعَجِّزَةٌ, (Yoo, TA,) A woman becoming aged: (TA:) or become aged. (Yoo, TA.) مُعَاجِزٌ act. part. n. of 3 [q. v.]. b2: In the Kur xxii. 50 and xxxiv. 5, مُعَاجِزِينَ signifies Fighting and contesting with the prophets and their friends, to render them unable to perform the command of God: (Ibn-'Arafeh, O, K:) or opposing: or striving to outstrip, or gain precedence: (TA:) or opposing, (K,) [and] striving to outstrip or gain precedence: (O, K:) or imagining that they will render us unable to attain them, or that they will escape us; (Zj, K;) for they imagined that they were not to be raised from the dead, and that there was no Paradise nor Hell: (Zj, O, TA:) but some read ↓ مُعَجِّزِينَ, meaning, withholding, or keeping back, or diverting, the followers of the Prophet from him and from belief in the signs or miracles: or attributing impotence to the followers of the Prophet. (TA.)

صفح

صفح
صفَحَ/ صفَحَ عن يَصفَح، صَفْحًا، فهو صافِح وصَفُوح، والمفعول مَصْفوحٌ
• صفَح فلانٌ الكتابَ: عرضَه ورقةً ورقةً.
• صفَح عن ذنبه:
1 - عفا عنه وسامحَه "صفَح عن الشَّخص- وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموك بجفوةٍ ... فالصَّفح عنهم والتَّجاوز أصوبُ- {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ} ".
2 - أعرض عن المؤاخذة " {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} - {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ". 

استصفحَ يستصفح، استصفاحًا، فهو مُستصفِح، والمفعول مُستصفَح
• استصفح فلانًا: طلب منه الصَّفحَ والعفوَ "استصفح والديه/ معلِّمه".
• استصفحه ذنبَه: طلب منه أن يغفره له "استصفح التِّلميذُ المعلِّمَ خطأه". 

تصافحَ يتصافح، تصافُحًا، فهو مُتصافِح
• تصافح الشَّخصانِ: سلَّم أحدُهُما على الآخر يدًا بيدٍ "تصافحت الصَّديقتان". 

تصفَّحَ/ تصفَّحَ في يتصفَّح، تصفُّحًا، فهو مُتصفِّح، والمفعول مُتصفَّح
• تصفَّح النَّاسَ: نظر فيهم وتأمّلهم ليتعرّف أمورَهم "تصفَّح وجوهَ النَّاس".
• تصفَّح الكتابَ/ تصفَّح في الكتاب:
1 - نظر في صفحاته وتأمّله "تصفَّح مجموعة من الكتب الفلسفيّة- تصفّح القضيّةَ".
2 - نظر في صفحاته ولم يقرأه بتمعُّن، قرأه قراءة سطحيّة. 

صافحَ يصافح، مُصافَحةً، فهو مُصافِح، والمفعول مُصافَح
• صافح فلانًا: سلَّم عليه يدًا بيد "صافح الوزيرُ كبارَ الزُّوَّار" ° صافح سمعَه: بلغ أُذُنَه. 

صفَّحَ يصفِّح، تصفيحًا، فهو مُصفِّح، والمفعول مُصفَّح
• صفَّح البابَ ونحوَه: كساه بالصَّفائح المعدنيَّة أو الفولاذ لتقويته "صفّح البيتَ".
• صفَّح قِطْعةَ الحديد: رقَّقها، عرَّضها وطوَّلها "صفَّح المَعْدِنَ".
• صفَّح الأغذيةَ: غطّاها، لفَّها، زوّدها بغطاء. 

صَفائحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صفائحُ: على غير قياس.
2 - صانع الصَّفائح.
• زنبرك صفائحيّ: (فز) زنبرك يستخدم في النَّوابض الذَّاتيّة الحركة أو الدَّفع، ذو عدّة طبقات من الشَّرائط المعدنيّة المرنة المجمَّعة؛ لتعمل كوحدة واحدة. 

صَفْح [مفرد]: مصدر صفَحَ/ صفَحَ عن ° ضرب عنه صَفْحًا: أعرض عنه وتناساه. 

صَفْحة [مفرد]: ج صَفَحات وصَفْحات
• صَفْحة الشَّيء: وجهه وجانبه "صَفْحة السَّماء/ النَّهار/ الباب" ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- بيَّض اللهُ صفحتَه: جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب- صَفْحة الرَّجلِ: عرْضُ صدرِه.
• صَفْحة الكتاب ونحوِه: أحدُ وجهي الورقة "قرأت الصَّفحةَ الأولى من الكتاب"? الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- تركيب الصَّفحات: عمليّة تقوم على ترتيب نهائيّ لنصّ كتاب ورسومه من أجل الحصول على قطع معيّن قبل الطّبع- ذيل الصَّفْحة: أدناها- طوى صفحةَ الماضي: تخلّى عمَّا سبق، وبدأ من جديد- فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• الصَّفحتان: الخَدَّان. 

صَفَحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى صَفيحة.
• طين صفحيّ: (جو) صخر قابل للانشطار يتكوَّن من طبقات رسوبيّة شبيهة بالطِّين فيها حبيبات ناعمة.
• برق صفحيّ: (فك) برق يظهر كصفيحة ضوئيَّة في أجزاء من الغَيْمة المُرعدة، يتسبّب بظهوره انعكاسات وميض البرق.
• زُجاج صفحيّ: زجاج مسحوب في حالته المنصهرة إلى صفائح رقيقة تستعمل في صُنْع النَّوافذ. 

صَفوح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَحَ/ صفَحَ عن: كريمٌ متسامح "رجلٌ/ امرأةٌ صَفوح".
• الصَّفُوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العفوّ عن ذنوب العباد، المتجاوز عن زلاَّتهم وهفواتهم. 

صَفيح [جمع]: مف صفيحة: رقائق من الحديد تُستعمل في صنع الأوعية أو أغراض مختلفة "صناعة الصَّفيح إحدى الصِّناعات الصَّغيرة". 

صَفيحة [مفرد]: ج صفيحات وصفائحُ وصفيح:
1 - وجه كلّ شيء عريض "صفيحة السَّيَّارة".
2 - وعاء من معدن رقيق تُوضع فيه السَّوائل "صفيحة البنزين".
3 - قطعة مستطيلة رقيقة وكبيرة من مادّة مثل الورق أو المعدن أو الزّجاج أو الخشب المتشكَّل.
• صفيحة الوجه: بشرة جِلْدِه.
• صَفيحة دمويَّة: (طب) جسيم غير منتظم الشكل لا لون له، وهو أصغر الجسيمات الصّلبة في الدّم، له دور مهمّ في عمليّة تجلُّط الدّم، ويُسمّى أيضًا خليّة ثرومبيَّة.
• الْتِهاب الصَّفيحة: التهاب الغشاء الصَّفيحيّ للحافر، خاصَّة عند الخيول.
• صفائحُ الباب: الألواح التي يعتمد عليها مصراعاه. 

مُصفَّحة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول صفَّحَ.
• سيَّارة مُصَفَّحة: (سك) سيارة حربيَّة مكسُوّة بصفائح من الفولاذ تكون دِرْعًا لها، وتحفظها من قذائف العدوّ، ومسلّحة بمدافع، دبَّابَة "فرقة مُصَفّحة". 
صفح
: (الصَّفْح) من كلِّ شَيْءٍ: (الجانبُ) وصَفْحَاه: جانِباه، كالصَّفْحَةِ. وَفِي حَدِيث الاسْتِنْجاءِ: (حَجَرَيْن للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ) ، أَي جَانِبَي المَخْرَجِ. (و) الصَّفْح (من الجَبَلِ: مُضْجَعُه) والجمْعُ صِفَاحٌ. (و) الصَّفْح (مِنْك: جَنْبُكِ. و) الصَّفْحُ (من الوَجْهِ، والسَّيْفِ: عُرْضُه) ، بِضَم الْعين وَسُكُون الرّاء، (ويُضَمّ) فيهمَا. ونَسَبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة. يُقَال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه، وصَفْحِه، أَي بعُرْضِه. وضَرَبه بصُفْح السَّيْف، وصَفْحِهِ. (و) ج، صِفَاحٌ بِالْكَسْرِ، وأَصْفاحٌ. وصَفْحَتَا السَّيْفِ: وَجْهَاه. (و) أَمّا قولُ بشْرٍ:
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ
لَهَا بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
فَهُوَ اسْم (رَجُل من بني كَلْب) ابنِ وَبْرَة، وَله حديثٌ عِنْد الْعَرَب. فَفِي (الصّحاح) أَنه جاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً. يَقُول: غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.
(و) صَفَحَ (كَمَنَعَ: أَعْرَضَ وتَرَكَ) ، يَصْفَحُ صَفْحاً. يُقَال: ضَرَبْتُ عَن فُلان صَفْحاً، إِذا أَعْرَضْتَ عَنهُ وتَرَكْته. وَمن المَجَاز: {6. 030 اءَفنضرب عَنْكُم. . صفحا} (الزخرف: 5) مَنْصُوب على المَصْدر، لأَنّ معنى قَوْله أَنُعْرِضُ عَنْكُم الصَّفْحَ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه، وَقد أَضْرَبَ عَن كَذَا، أَي كَفَّ عَنهُ وتَرَكَه.
(و) صَفَحَ (عَنهُ) يَصْفَح صَفْحاً: أَعْرَضَ عَن ذَنْبه. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفّاحٌ: (عَفَا) . وصَفَحْتُ عَن ذَنْبِ فُلانٍ، وأَعْرَضْت عَنهُ، فَلم أُؤَاخِذْه بِهِ.
(و) صَفَحَ (الإِبِلَ على الحَوْضِ) إِذا (أَمَّرَها عَلَيْهِ) إِمراراً.
(و) صَفَحَ (السَّائلَ) عَن حاجتِه يَصْفَحه صَفْحاً: (رَدَّه) ومنعَه. قَالَ:
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرَّ لَا يَزَلْ
يُمَقَّتُ فِي عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
(كأَصْفَحَه) . يُقَال: أَتاني فُلانٌ فِي حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصفاحاً، إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمة: (لَعَلَّه وَقَفَ على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه) ، أَي خيَّبتُمُوه. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال: صَفَحْتُه، إِذَا أَعْطَيْته، وأَصْفَحْتُه، إِذا حَرَمْته. (و) صَفَحَه (بالسّيفِ) وأَصْفَحه: (ضَرَبَه) بِهِ (مُصْفَحاً) كمُكْرَم، (أَي بعُرْضِه) . وَقَالَ الطِّرِمّاح:
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها
علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ
وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً. عَن ابْن الأَعْرَابيّ، أَي مَعرَّضاً. وَفِي حَدِيث سعدِ بن عُبَادةَ: (وَلَو وَجَدْتُ مَعهَا رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ مُصْفح) . يُقَال: أَصْفَحَه بالسّيفِ، إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ بالسَّيفِ، (والسّيْفُ) مُصْفَحٌ، يُرْوَيانِ مَعًا. وسيْقً مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ: عَرِيضٌ. وَتقول: وَجْهُ هاذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ، أَي عَريض، من أَصْفَحْتُه. وَقَالَ رَجلٌ من الخَوَارج: (لَنَضْرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ مُصْفَحَاتٍ) . يَقُول: نَضْرِبكم بحَدِّها لَا بعُرْضها.
(و) صَفَحَ (فُلاناً) يَصْفَحُه صَفْحاً: (سَقَا أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى كَانَ.
(و) صَفح (الشَّيْءَ: جَعَلَه عَريضاً) . قَالَ:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه، فقَلَب. وَقيل: هُوَ أَن يبسُطَهما ويُصَيِّرَ العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُله. وهاذا البيتُ أَوردِ الأَزهريّ، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَم، وذَكَرَه، ثمَّ قَالَ: وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حِين فَتَله فصارَ لَه وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفوحٌ، أَي عريضٌ. قَالَ: وقولُه: صَفْحَ ذِراعيْه، أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه يَتَعرَّقُه. ونَصَبَ كلْباً على التَّفْسِيرِ. (كصَّفحَه) تَصْفيحاً. وَمِنْه قَوْلهم: رَجُلٌ مُصفَّحُ الرَّأْسِ، أَي عَريضُها. (و) صَفَحَ (القَوم) صَفْحاً، (و) كَذَا (وَرَقَ المُصْحفِ) ، إِذا (عَرَضَهَا) ، وَفِي نسخَة: عَرَضهما، وَهِي الصَّواب، (واحِداً واحِداً. و) صَفَحَ (فِي الأَمرِ) إِذا (نَظر) فِيهِ، (كَتَصَفَّحَ) ، يُقَال: تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ. وَقَالَ اللّيث: وصَفح القَوْمَ وتَصَفَّحُهم: نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها: نَظَرَها مُتعرِّفاً لَهَا. وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ، إِذا تأَمَّلْتَ وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم. وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ:
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة
فلمّ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ
أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ، إِذا نَظَرْت فِي صَفَحَاته. وَفِي (الأَساس) : تَصفَّحَه: تَأَمَّله ونَظَرَ فِي صَفَحَاتِه: والقَوْمَ: نَظَرَ فِي أَحْوَالِهم وَفِي خِلالِهم، هَل يَرَى فُلاناً. وتَصَفَّحَ الأَمْرَ. قَالَ الخَفَاجيّ فِي العِناية فِي أَثْنَاءِ القِتَال: التَّصفُّحُ: التَّأَمُّلُ لَا مُطْلَقُ النَّظَرِ، كَمَا فِي (الْقَامُوس) قَالَ شيخُنا: قلت: إِن النّظر هُوَ التأَمُّل، كَمَا صَرَّح بِهِ فِي قَوْلهم: فِيهِ نَظَرٌ، ونَحْو، فَلَا مُنافاةَ.
قلت: وَبِمَا أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَرَ الصَّوَابُ. (و) صَفَحَت (النّاقَةُ) تَصْفَح (صُفُوحاً) بالضّمّ: (ذَهَبَ لَبنُها) وَوَلَّى، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، (فَهِيَ صافِحٌ) . قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: الصَّافحُ: النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا.
(والمُصافحَةُ: الأَخْذُ باليَدِ، كالتَّصَافُح) . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْحِ كَفِّه، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا: وَجْهَاهُما. وَمِنْه حَدِيث: (المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ:) وَهِي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) و (التَّهْذِيب) ، فَلَا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ.
(و) ملائكةُ (الصَّفيح) الأَعْلَى: هُوَ من أَسماءِ (السّماءِ) . وَفِي حَدِيث عَلِيَ وعمّار: (الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه) . (ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ) : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ.
(والمُصْفَحُ كمُكْرَم: العَرِيضُ) من كلّ شَيْءٍ، (ويُشدَّد) ، وَهُوَ الأَكثر. (و) المُصْفَح إِصفاحاً: (الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبِينُه) فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه. (و) المُصْفَحُ من السُّيوف: (المُمَالُ) والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُربَ بِهِ، ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يُغْمِدُوه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: المُصْفَح: (المَقْلوبُ) . يُقَال: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصْفَح (من الأُنوف: المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ) المُسْتَوِيها بالجَبْهَة. (و) المُصْفَح (من الرُّؤُوسِ: المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْهِ حتّى طالَ) ، وَفِي نُسْخَة: فطالَ (مَا بينَ جَبْهَتِه وقَفاه) . وَقَالَ أَبو زيدٍ: من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً. وَهُوَ الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَجَبينُه، فخرَجَ، وظَهَرَتْ قَمَحْدُوتُه، والأَرْأَس: مِثْلُ المُصْفَح، وَلَا يُقَال: رُؤاسِيّ.
(و) المُصْفَحُ (من القُلوب) المُمَالُ عَن الحَقِّ. وَفِي الحَدِيث: (قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ) أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه، أَي جانِبَه عَلَيْهِ. وَقَوله: (مَا اجْتَمَعَ) مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قَالَ: (القُلُوبُ أَربعةٌ: فقَلْبٌ أَغْلَفُ، فذالِكَ قَلْبُ الكافرِ؛ وقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فذالك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر، فذالك قَلْبُ المُؤْمِن؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع (فِيهِ الإِيمانُ والنِّفَاقُ)) (فَمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمهدُّهَا الماءُ العَذْبُ، ومَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القَيْحُ والدَّمُ، وَهُوَ لأَيِّهما غَلَبَ) . قَالَ ابْن الأَثير: المُصْفَح: الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوجهٍ، وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه. وَهُوَ مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ: (شَرُّ الرِّجَالِ ذُو الوَجْهَيْنِ: الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهاؤُلاءِ بوَجْهٍ) . وَهُوَ المنافِق. وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكخفَّارَ بوَجْهِ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ، ذَا وَجْهَيْنِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالَ شَمرٌ فِيمَا قرَأْتُ بخَطّه: القَلْبُ المُصْفَح، زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فِيهِ غِلٌّ، الّذي لَيْسَ بخالِصِ الدِّينِ.
قلْت: فإِذا تأَمّلْت مَا تَلَوْنا عَلَيْك عَرَفتَ أَن قَول شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى: كَيفَ يَجتمعانِ؟ وَكَيف يَكُون مِثْلُ هاذا من كَلَام الْعَرَب، والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر، انْتهى نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نُصُوص العُلمَاءِ فِي بابِه.
(و) المُصْفَحٌ: (السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ) ، وَيُقَال لَهُ: المُسْبِلُ، أَيضاً. وَقَالَ أَبو عُبيد: من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى.
(و) المُصْفَح (من الوُجوه: السَّهْلُ الحَسَنُ) ، اللِّحْيَانيّ.
(والصَّفُوحُ: الكَرِيمُ) ، لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عَلَيْهِ. (و) أَمّا الصَّفُوح مِن صِفَات الله تَعَالَى فَمَعْنَاه (العفُوُّ) عَن ذُنوبِ العِبَاد، مُعْرِضاً عَن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً. (و) الصَّفوحُ فِي نَعْتِ (المَرْأَة: المُعْرِضَةُ الصَّادَّةُ الهاجِرَةُ) ، فأَحْدُهما ضِدُّ الآخَرِ. قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عَنهُ:
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً
فمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذالك الوَصْلَ مَلَّت
(كأَنّهَا لَا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها) .
(والصّفَائِحُ: قَبَائلُ الرَّأْسِ) ، واحِدتُها صَفِيحَةٌ. (و) الصَّفَائِحُ: (ع. و) الصَّفَائحُ (من البابِ: أَلْوَاحُه. و) قَوْلهم: اسْتَلُّوا الصَّفائحَ، أَي (السُّيوف العَرِيضَة) ، واحدتُها صَفيحةٌ. وقولُهُم: كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَة. (و) الصَّفائْح: (حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ) . والوَاحِدُ كالوَاحِدِ. يُقَال: وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ، (كالصُّفّاح، كرُمّانِ) ، وَهُوَ العَريض. والصُّفَّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ، الواحدةُ صُفّالحَةٌ، وَفِي (اللِّسَان) : وكلُّ عريضِ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ وَالْجمع صُفّاح؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ. وَمِنْه قَول النّابِغة:
ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للحجَارةِ العَرِيضَةِ: صَفائِحُ، واحِدتُها صَفيحةٌ وصَفيحٌ. قَالَ لَبيد:
وصَفَائِحاً صُمًّا، رَوَا
سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا
(وَهُوَ) قَالَ شيخُنا: هَكَذَا بالتّذكير فِي سائِر النُّسخ، والأَوْلَى: وَهِي (الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا) ، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها، وَهُوَ مجازٌ، أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة، لصَلاَبتها. وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجودٌ مُحْتَاجٌ. (ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ) .
(و) الصُّفّاح (: ع قُرْبَ ذَرْوَةَ) ، فِي ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ.
(والمُصفَّحَة، كمعظَّمَة المُصَرّاة) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصَفَّحَةُ: (السَّيْف، ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ) . وَقيل المُصَفَّحاتُ: السُّيوفُ العَريضةُ. وَقَالَ لَبيد يَصف سَحاباً:
كأَنّ مُصفَّحاتٍ فِي ذُرَاه
وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي
قَالَ الأَزهريّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي ظُلْمة السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض. وَقَالَ ابْن سَيّده: المُصفَّحَاتُ: السُّيوفُ، لأَنها صُفِّحَتْ حِين طُبِعَتْ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها. ويُروَى بِكَسْر الفاءِ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمعَ مِنْهُ البَرْقُ فانْفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْدِيهِنّ. قلت: هاكذا عبارَة (الصّحاحِ) ، وصَوَابه: الغَيْم، بدل: الغَيْث. ويُعلَم من هاذا أَن المصفِّحات على رِوَايَة الْكسر من الْمجَاز، فتأَمّلْ.
(والتَّصْفيحُ) مثلُ (التَّصْفيق) . وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ للنِّساءِ) . ويُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ. يُقَال: صَفَّحَ بيدَيْهِ وصَفَّقَ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى، يَعْنِي إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهِه المأْمومُ، إِن كَانَ رَجلاً قَالَ: سُبْحَانَ الله، وإِن كَانَت امرأَةً ضَرَبَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى، عِوَضَ الكلامِ. وروى بَيْت لبيد:
كأَنّ مُصفِّحاتٍ فِي ذُراهُ
جَعلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ فِي مأْتَمٍ، شبَّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ. ومَنْ رَوَاهُ: مصفَّحاتٍ، أَراد بهَا السُّيوفَ العَرِيضةَ، شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابيّ (فِي جَبْهتِه صَفَحٌ، محرّكَةً، أَي عُرْضٌ) ، بِسُكُون الراءِ، (فاحِشٌ) . وَفِي حَدِيث ابنِ الحَنَفيّة، أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ، أَي عَرِيضه.
(وَمِنْه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسَّلام. قَالَ شَيخنَا: الأَصفح مُؤَذِّن الْمَدِينَة، يَرْوِي عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ؛ قَالَه ابْن حِبَّانَ. فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ.
(والصِّفَاحُ، كِكتَا، ويُكْرَه فِي الخَيْلِ: شَبِيهٌ بالمَسْحَة فِي عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِط بهَا اتّساعُه. و) الصِّفَاحُ: (جِبَالٌ تُتاخِمُ) ، أَي تُقابِل (نُعْمَانَ) ، بِفَتْح النُّون: جَبَل بَين مَكَّةَ والطَّائِفِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْرُه، وَهُوَ موضعٌ بَين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ.
(وأَصْفَحَه: قَلَبَه) فَهُوَ مُصْفَحٌ، وَقد تقدّم.
(والمُصَافِحُ: مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَقِيَه صِفَاحاً، أَي استقبَلَه بصَفْحِ وَجْهِ، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه وَلَا صافِحٍ بخَدِّه) ، أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحدِ الشِّقَّيْن.
وصَفيحَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه.
والصَّفْحَانِ من الكَتِف: مَا انْحَدَرَ عَن العَيْن من جانِبَيْهِمَا، والجمْع صِفاحٌ، وصَفْحَةُ الرَّجُل: عُرْضُ صَدْرِه. والصفاح.
واسْتَصْفَحه ذَنْبَه: اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنهُ.
وَمن المجازِ: أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَه: كاشَفَه.
(صفح) : المُصافِحُ: الَّذي لا يَتْرُكُ أَمَةً ولا غَيْرَها إلاَّ زَنَى بها.
(صفح) الشَّيْء جعله عريضا وبيديه صفق وَالشَّيْء كَسَاه بالصفيح أَو الفولاذ (محدثة)
(صفح)
عَنهُ صفحا أعرض وَعَن ذَنبه عَفا عَنهُ وَفُلَانًا عَن حَاجته رده وَالْقَوْم عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وورق الْكتاب عرضه ورقة ورقة وَالشَّيْء جعله عريضا وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ ضربه بعرضه لَا بحده
ص ف ح

نظر إليه بصفح وجهه وبصفح وجهه. وضربته على صفحه وعلى صفحته: على جنبه. وجلا صفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفح الشيء: تأمله ونظر في صفحاته. وتصفح القوم: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفح الأمر. وصفحت عنه: أعرضت عن ذنبه. وأتيت فلاناً في حاجة فصفحني عنها: ردني. وضربه بالسيف مصفحاً ومصفحاً: بعرضه لا بحده. ورأس مصفح: عريض. وصافحه بيده. وصفح بيديه وصفق. " والتسبيح للرجال والتصفيح للنساء ". واستلوا الصفائح: السيوف العراض. وكأنه صفيحة يمانية. ووضعت على القبر الصفائح والصفاح: الحجارة العراض.

ومن المجاز: " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " وأبدي له صفحته: كاشفه.
(صفح) - قَولُه تَبارك وتعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ}
: أي أَعرِض عنهم. وأَصلُ الصَّفح أن تَنْصَرف عنه وتُولِّيَه صَفحةَ وجهك،
: أي ناحِيتَه وكذلك الإعراض أن تُوَلِّيَه عُرْضَك: أي جانِبَك ولا تُقبِل عليه.
- ومنه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -، في صِفة أَبِيها: "صَفوحٌ عن الجاهِلين"
: أي كَثير الصَّفْح.
- في الحديث: "غَيرَ مُقَنِّعٍ رأسَه ولا صافحٍ بخَدِّه"
: أي غَيرَ مُبْرزٍ صفحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّين.
- في حديث ابنِ الحنَفِيّة: "أنه ذكر رجلاً مُصْفَّحَ الرأسِ".
: أي عَريضَه. وسيف مُصْفَّح وصَدْر مُصَفَّح كذلك.
- في الحديث: "قُبلَة المُؤْمِن المُصافَحَة"
هي مُفاعلَة من إلْصاقِ الصَّفْح بالصَّفْح من الوَجْه واليَدِ . 
(ص ف ح) : (صَفْحُ) الشَّيْءِ وَصَفْحَتُهُ وَجْهُهُ وَجَانِبُهُ (وَمِنْهُ) صَلَّى إلَى صَفْحَةِ بَعِيرِهِ (وَقَوْلُهُمْ) صَفَحَ عَنْهُ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ وَلَّاهُ صَفْحَةَ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي طَلَاقِ الْأَصْلِ صَفَحْتُ عَنْ طَلَاقِكِ (وَتَصَفَّحَ الشَّيْءَ) تَأَمَّلَهُ وَنَظَرَ إلَى صَفَحَاتِهِ وَمِنْهَا «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَصَفَّحَ الرَّقِيقَ فَرَأَى فِيهِمْ امْرَأَةً وَالِهَةً» (وَصَفَّحَ) بِيَدَيْهِ ضَرَبَ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (وَمِنْهُ) التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ وَيُرْوَى التَّصْفِيقُ وَهُمَا بِمَعْنًى (وَالْمُصْفَحُ) الَّذِي كَانَ مُسِحَ صَفْحَا رَأْسِهِ أَيْ نَاحِيَتَاهُ فَخَرَجَ مُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ (وَالصَّفِيحَةُ) اللَّوْحُ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ وَمِنْهَا اشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَقَوْلُهُ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ أَيْ جُعِلَتْ لَهُ قِطَعٌ مِنْهَا مِثْلُ الصَّفَائِحِ.
ص ف ح : صَفَحْتُ عَنْ الذَّنْبِ صَفْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ عَفَوْتُ عَنْهُ وَصَفَحْتُ الْكِتَابَ صَفْحًا قَلَبْتُ صَفَحَاتِهِ وَهِيَ وُجُوهُ الْأَوْرَاقِ وَتَصَفَّحْتُهُ كَذَلِكَ وَصَفَحْتُ الْقَوْمَ صَفْحًا رَأَيْتُ صَفَحَاتِ وُجُوهِهِمْ وَصَفَحْتُ عَنْ الْأَمْرِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَصُفْحُ السَّيْفِ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِهَا عَرْضُهُ وَهُوَ خِلَافُ الطُّولِ وَالصَّفْحُ بِالْفَتْحِ مِنْ كُلّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَالصَّفْحَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ صَفَحَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ صَفِيحَةٌ وَصَافَحْتُهُ مُصَافَحَةً أَفْضَيْتُ بِيَدِي إلَى يَدِهِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ مِثْلُ التَّصْفِيقِ صفر يُقَالُ بَيْتٌ صِفْرٌ وِزَانُ حِمْلٍ أَيْ خَالٍ مِنْ الْمَتَاعِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ مَأْخُوذٌ مِنْ الصَّفِيرِ وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَالِي عَنْ الْحُرُوفِ وَصَفِرَ الشَّيْءُ يَصْفَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا خَلَا فَهُوَ صِفْرٌ وَأَصْفَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالصُّفْرُ مِثْلُ قُفْلٍ وَكَسْرُ الصَّادِ لُغَةٌ النُّحَاسُ وَصَفَرٌ اسْمُ الشَّهْرِ وَأَوْرَدَهُ جَمَاعَةٌ مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ مِنْ السَّنَةِ سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ وَجَمْعُهُ أَصْفَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرُبَّمَا قِيلَ صَفَرَاتٌ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ فِي شَرْحِ أَدَبِ الْكَاتِبِ وَلَا شَيْءَ مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ يَمْتَنِعُ جَمْعُهُ مِنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَالصُّفْرَةُ لَوْنٌ دُونَ الْحُمْرَةِ وَالْأَصْفَرُ الْأَسْوَدُ أَيْضًا فَالذَّكَرُ أَصْفَرُ وَالْأُنْثَى صَفْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتْ بُقْعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقِيلَ وَادِي الصَّفْرَاءِ
وَيُقَالُ الصَّفْرَاءُ أَيْضًا. 
[صفح] صفح الشئ: ناحيته. وصفح الإنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ الجبل: مُضْطَجَعُه. وأما قول بشر: رضيعة صفح بالجباة ملمة * لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من كلب جاور قوما من بنى عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الاسدي، أخت غدرتكم بصفح الكلبى. وصفحة كل شئ: جانبه. ونظر إليَّ بِصَفْحِ وجهه وبصُفْح وجهه، أي بِعُرْضِه. قال أبو عبيدة: يقال ضربه بصفح السيف - والعامة تقول: بصفح السيف مفتوحة - أي بعرضه. وصفيحة الوجه: بَشَرَةُ جِلْدِه. وصَفائح الباب: أَلْواحه. والصَفيحة: السَيْفُ العَريض، وكذلك الحجر العريض. ووجه كل شئ عريضٍ صَفيحةٌ. وصَفَحْتُ عن فلانٍ، إذا أعْرضْتَ عن ذَنْبِه. وقد ضَرَبْتُ عنه صَفْحاً، إذا أعْرَضْتَ عنه وتركتَه. وصَفَحْتُ الإبلَ على الحوْض، إذا أَمْرَرْتَها. وصفَحْتُ فُلاناً وأصفحتُه، إذا سألك فردَدْتَه. وصَفَحْتُهُ وأَصْفَحْتُهُ جميعاً، إذا ضَرَبْتَهُ بالسيف مصفحا، أي بعرضه. وتصفحت الشئ، إذا نَظَرتَ في صَفَحاتِه. والمصافحة: الأخْذُ باليد. والتَصافُحُ مثله. وتقول: وَجْه هذا السيف مُصْفَحٌ ، أي عريض، من أَصْفَحْتُهُ. والمصفح أيضاً: الممال. وفى الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق ". والمُصْفَحُ أيضاً: السادس من سهام الميسر. ويقال له المسبل أيضا. والتصفيح: مثل التصفيق. وفي الحديث: " التَسْبيحُ للرجال والتَصفيح للنساء "، ويُروى أيضاً بالقاف. وتصفيح الشئ: جعله عريضا. ومنه قولهم رجُلٌ مُصَفَّحُ الرأس، إذا كان عريض الرأسِ. وقول لبيدٍ يصف سَحاباً: كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي قال ابن الأعرابيُّ: المُصَفَّحاتُ: السُيوفُ، لأنَّها صُفّحت حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحها: تعريضها ومَطْلُها. ويروى بكسر الفاء، كأنّه شبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْمِ إذا لمع منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّهِ بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. والصفاح بالضم والتشديد: الحجر العريض.
صفح: صفح: قلّب صفحات الكتاب دون أن يقرأه.
وتصفح: قلّب صفحات الكتاب وقرأه (معجم المنصوري).
صفح: بيطر الفرس ونعّله (هلو).
صفح وصلَّح: ذبذب، سار ملتوياً ضد الريح. (بوشر).
صفح المركب لتصليحه: أمال المركب لإصلاحه وجعله على جانبه لإصلاحه (بوشر).
صَفَّح (بالتشديد): رقّم الصفحات (فوك).
صَفَّح: بلّط، رصف. ففي فريتاج (طرائف ص113): وهدم الحوش القبلي الشرقي الذي كان للقلعة - ورأى أن يسفّحه فسفحه السلطان الملك الظاهر بعده وكتب عليه اسمه بالسواد. والصواب بالصاد بدل السين. انظر بعد ذلك: مُصفَّحة.
صافح. يقول برتون (2: 52) بالإنجليزية ما معناه: ((المصافحة هي طريقة العرب بهز اليد للتحية وهم يطبقون راحة اليد اليمنى من كل واحد منهما على راحة اليد اليمنى للآخر دون أن يضغطوا على الأصابع، ثم يرفع كل واحد منهما يده إلى جبهته.
وانظر: بركهارت (بلاد العرب 1: 369). ويستعمل مجازاً، ففي القلائد (ص58): ومعه قومُه، وقد راقهم يومُه، وصِلاتُه تُصافح مُعْتفيهم: ومبرّاته تُشافِهُ موافيهم.
صافِحْ مُحَيَّاهُ: بمعنى أمثل أمامه (المقري 2: 263).
صافح: عادل، ساوى، كان نداً له (ابن جبير ص92، عبد الواحد ص127).
صافح. والعامة تقول صافح المريض أي أمن من الخطر (محيط المحيط).
تصَفَّح: صفح عن، سامح، غفر له (معحم الطرائف).
استصفح: لم يذكر لين هذا الفعل إلا متعدياً بنفسه، غير إنه يستعمل أيضاً متعدياً بعن، ففي حيان (ص67 و) مثلاً: ويستصفحهم عن إجرام سُفَهائهم.
صَفْح. ضربه بالسيف صفحاً: ضربه بُعرض السيف (بوشر). ويقال أيضاً: ضربه صفحاً (كوسج طرائف ص73).
ويكلق الجمع صفاح مجازاً على السيوف، ففي كوسج (طرائف ص77): وشهروا الصفاح.
أضرب صفحاً عن: أعرض عن (عبد الواحد ص120) وفي محيط المحيط: ضَرب عنه صفحاً أي اعرض عنه.
صفح الجَبَل: جانبه المنحدر (بوشر) ومنحدر الجبل (همبرت ص170).
صفحاً: فجأة، بغتةً، ارتجالاً، على غير استعداد. ففي الأغاني (ص54): وما سمعها قط إلا تلك المرَّة صفحاً.
والجمع صفاح تحريف صفائح: بلاط، ألواح حجر، وردت في شعر شاعر عامي (المقدمة 3: 405).
صَفّحة. الصفحتان: الخدّان (محيط المحيط، فوك).
صفحتا المِرْآة: إطارها (ابن بطوطة 2: 101).
صفحة: صفحة الوجه، وجه، محيا، طلعة (فوك، عباد 1/ 46، 2/ 59).
صَفْحة: وجمعها صَفْح: ورقة دفتر أو كتاب. (بوشر، همبرت ص110، فوك).
صَفَحْة: مصافحة (بوشر).
صَفْحة: عفو، مغفرة (عباد 2: 109).
صفيح: تنك (بوشر، هلو).
صفيح الحديد: مْطيلة. صفيحة حديد (بوشر).
صَفِيَحة وجمعها صُفُح (الكامل ص (77).
صَفِيَحة: شذرة، قطعة ذهب أو فضة أو حديد رقيقة مثقوبة لتلصق على القماش (بوشر).
صَفِيَحة (في المغرب): نعل الفرس (فوك، ألكالا وفيه: زوّل الصفيحة أي نعّل الدابة). (دومب ص66، بوشر (بربرية)، همبرت ص59 (بربرية)، ابن بطوطة 3: 429).
صفيحة: رزة الجارور (الكالا).
صفيحة: قشرة الصدفة (بوشر).
صَفِيَحة: عند المولّدين رقاقات صغيرة من العجين يوضع عليها توابل من اللحم وتخبز (محيط المحيط).
صفيحة بيضاء: تنكة (بوشر).
صفيحة القفل: علبة القفل (بوشر).
صفائح: رسوم، صُوَر، نقوش محفورة تزين بها الأبواب (ألكالا وفيه صفائح الرتاج) وفي ابن البيطار (1: 85) نقلاً عن البكري: الصفائح المخرمّة التي تكون تحت حلق الأبواب.
صفائح: في المعجم اللاتيني. العربي: Fistula صفائح ولا أدري أي معاني Fistula يصلح لهذه الكلمة العربية.
صُفّاح: حجر تسخن به الأصباغ (ألكالا). صخر، صخر عال، حجارة رقيقة عريضة (الكالا).
صَفَائِحيّ: رقائقيّ. ففي ابن البيطار (1: 527) في كلامه عن أنواع الزرنيخ: وأجْوَدها الصفائحي الذي يستعمله النقاشون. وينقل بعد ذلك (ص528) كلام ديسقوريدوس هذا: وأجْوَده ما كان ذا صفائح.
حديد مُصَفَّح: مطيلة، صفيحة من حديد (بوشر).
مُصَفَّحَة: لترصيف حجر التبليط (ألكالا) وانظرها في مادة صَفَح.
مُصَفَّحَة: صفيحة معدنية، كرتاس (ص213): ودروعهم وخيولهم بالزرد النضيد ومصفحات الحديد (انظر الكالا: صَفِيحة).
مُتَصَفَّح: نسيج تزينه خيوط من صفيح المعادن. (باين سميث 1491).
صفد صفد: مصدره صِفاد أيضاً (دي ساسي طرائف 2: 463).
صفد: قفص (فوك).
صَفَد: بعض أصول سود. انظر ابن البيطار (2: 131).
صَفَد: عامية صدف وهو غشاء الدر (محيط المحيط).
أُمُّ صُفَيْدَة: أم سَكَعْكَع، ذُعَرة (محيط المحيط) - في مادة ذُعَرَة).
(ص ف ح)

صَفْحُ كل شَيْء: جَانِبه. وَنظر إِلَيْهِ بصَفْحِ وَجهه وصُفْحهِ. ولقيه صِفاحا، أَي استقبله بصَفْحِ وَجهه، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وصَفْحُ السَّيْف وصُفْحُه، عرضه وَالْجمع أصفاحٌ.

وضربه بِالسَّيْفِ مُصْفَحا ومَصْفوحا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَي معرضًا.

وَسيف مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ، عريض.

وَرجل مُصْفَحُ الْوَجْه: سهله حسنه، عَن الَّلحيانيّ.

والصَّفْحانِ والصفحَتان، الخدان وهما مَوضِع اللحيين.

وقلب مُصَفَّحٌ: اجْتمع فِيهِ الْأَيْمَان والنفاق. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ " الْقُلُوب أَرْبَعَة: قلب كَذَا، وقلب كَذَا، وقلب كَذَا وقلب مُصَفَّحٌ. وَهُوَ مِمَّا تقدم، كَأَن صَاحبه يلقى أهل الْأَيْمَان بصَفْحةٍ، وَأهل النِّفَاق بصَفحةٍ، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والصَّفْحانِ من الْكَتف، مَا انحدر عَن الْعين من جانبيهما. وَالْجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا الْعُنُق، جانباه. والصَّفيحةُ من السيوف، العريض.

وصَفائحُ الرَّأْس، قبائله. واحدتها صَفيحةٌ.

والصفائح، حِجَارَة عراض رقاق، وَالْوَاحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ من الْحِجَارَة كالصفائح، الْوَاحِدَة صُفَّاحَةٌ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصُفَّاَحَةٍ مثلِ الفنيقِ مَنَحتُها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أقارِبُه

شبه النَّاقة بالصُّفاحةِ لصلابتها، وَابْن حوب رجل مجهود مُحْتَاج، لِأَن الْحُوب والشدة.

وكل عريض من حِجَارَة أَو لوح وَنَحْوهمَا صُفَّاحَةٌ، وَالْجمع صُفَّاحٌ، وصفيحة وَالْجمع صَفَائِح.

والصُّفَّاحُ من الْإِبِل، الَّتِي عظمت أسنانها فَكَادَتْ تَأْخُذ أقراءها، وَالْجمع صُفَّاحَاتُ وصفافيحُ.

وصفْحةُ الرجل: عرض صَدره.

والمُصْفَحُ من الرُّءُوس: الَّذِي ضغط من قبل صدغيه فطال مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ. وَكَذَلِكَ المُصَفَّحُ. وَقيل: المصَفَّحُ، الَّذِي اطْمَأَن جنبا رَأسه ونتأ جَبينه فَخرج وَظَهَرت قمحدوته.

وأنف مُصَفَّحٌ: معتدل القصبة مستويها بالجبهة.

وصَفَح الْكَلْب ذِرَاعَيْهِ للعظم يصْفَحُهما صَفْحا، نصبهما. قَالَ:

يصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جأبا

صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظمِ كَلْبا

أَرَادَ: صَفْح كلب ذِرَاعَيْهِ، فَقلب. وَقيل: هُوَ أَن يبسطهما وَيصير الْعظم بَينهمَا ليأكله. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

صَفوحٌ بخَدَّيها إِذا طالَ جَرْيُها ... كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الألَدُّ المجادِلُ

عَنى أَنَّهَا تنصبهما وتقلبهما. وصَفَحَ الرجل بيدَيْهِ، صفَّق. والتَّصفيحُ للنِّسَاء كالتصفيق للرِّجَال. قَالَ لبيد:

كأنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراه ... وأنواحا عليهنَّ المآلِي

وصَفَحَ الْقَوْم صَفْحا: عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صفَح ورق المُصْحَفِ.

وصفَح الْأَمر وتصَفَّحه، نظر فِيهِ.

وصَفَح الْقَوْم وتَصَفَّحهم، نظر إِلَيْهِم طَالبا لإِنْسَان.

وصَفَح وُجُوههم وتصَفَّحها، نظرها متعرفا لَهَا. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ ... فَلم يكُ إلاّ وَمْؤُها بالحواجِبِ

أَي تصَفَّحْنا وُجُوه الركَّابِ.

وصَفَحت الشَّاة والناقة تصْفَحُ صُفُوحا: ولَّى لَبنهَا.

وصَفَحَ الرجل يصفَحُه صَفْحا وأصْفَحه، سَأَلَهُ فَمَنعه. قَالَ:

وَمن يُكْثِرِ التَّسآلَ يَا حُرَّ لم يزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ

وصفَحه عَن حَاجته يصْفَحُه صَفْحا وأصفَحه، كِلَاهُمَا: رده.

وصَفَح عَنهُ يصْفَحُ صَفْحا، وَهُوَ صَفوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفا. والصَّفُوحُ، الْكَرِيم لِأَنَّهُ يصْفَح عَمَّن جنى عَلَيْهِ.

واستصفحه ذَنبه، استغفره إِيَّاه وَطلب أَن يصْفَحَ لَهُ عَنهُ.

وصَفَح الرجل يَصفَحُه صَفْحا، سقَاهُ أَي شراب كَانَ، وَمَتى كَانَ.

والمُصْفَحُ، الممال عَن الْحق. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وناديتُ شِبْلا فاستَجابَ وَرُبمَا ... ضَمِنَّا القِرىَ عشرا لمن لَا نُصافِحُ

ويروى: ضمنا قرى عشر لمن لَا نُصَافحُ، فسره فَقَالَ: لمن لَا نُصَافحُ، أَي لمن لَا نَعْرِف. وَقيل: مَعْنَاهُ الْأَعْدَاء الَّذين لَا يحْتَمل أَن نُصافحَهم.

والمُصْفَحُ: السَّادِس من سِهَام الميسر وصَفحٌ: اسْم رجل.

والصفائحُ: مَوضِع. قَالَ الافوه:

تُبَكِّيهِ الأرامِلُ بالمآلي ... بِدارَاتِ الصَّفائحِ والنَّصِيلِ

صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كل شيءٍ:

جانبه. وصَفْحاه: جانباه. وفي حديث الاستنجاء: حَجَرَين للصَّفْحَتين

وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج. وصَفْحُه: ناحيته. وصَفْحُ

الجبلِ: مُضْطَجَعُه، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي

بعُرْضِه.

وفي الحديث: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ

صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن؛ وفي شعر عاصم بن ثابت:

تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ

أَي أَحد جانِبَي وجهه.

ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحياني.

وصَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَفْحَتا السيف:

وجهاه.

وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً؛

وضربه بصُفْح السيف، والعامة تقول بصَفْحِ السيف، مفتوحة، أَي بعُرْضه؛

وقال الطِّرِمّاح:

فلما تنَاهتْ، وهي عَجْلى كأَنها

على حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ

وفي حديث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ

مُصْفَِحٍ؛ يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ،

والسيف مُصْفَحٌ، يُرْوَيان معاً. وقال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم

بالسيوف غيرَ مُصْفَحات؛ يقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ وقال الشاعر:

بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ،

أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ

(* قوله «بحيث مناك القرط إلخ» هكذا هو في الأصل بهذا الضبط.)

وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً، إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي

بعُرْضه. وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح: عريض؛ وتقول: وَجْهُ هذا السيف

مُصْفَح أَي عريض، مِن أَصْفَحْتُه؛ قال الأَعشى:

أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،

وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟

يعني العِراض؛ وأَنشد:

وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،

إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ

وقال بعضهم: المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد

كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. ورجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛

عن اللحياني:

وصَفِيحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده.

والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وهما اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ

من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العين

(* قوله «ما انحدر عن العين» هكذا في

الأصل وشرح القاموس، ولعله العنق.) من جانبيهما، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا العُنُق: جانباه. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان يُكتبان.

والصَّفِيحة: السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ.

وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. والصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض،

والواحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ، بالضم والتشديد: العَرِيضُ؛ قال: والصُّفَّاح من الحجارة

كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها

عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه

شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. وابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن

الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة.

ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما:

صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة:

ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ

قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛

قال لبيد:

وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا

سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا

وصَفائح الباب: أَلواحه. والصُّفَّاحُ من الإِبل: التي عظمت

أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة

الرجل: عُرْضُ صدرِه.

والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه، فطال ما بين

جبهته وقفاه؛ وقيل: المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه

فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زيد: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً،

وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه،

والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، ولا يقال: رُؤَاسِيّ؛ وقال ابن الأَعرابي: في

جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش؛ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه ذكر

رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه. وتَصْفِيحُ الشيء: جَعْلُه عريضاً؛ ومنه

قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها. والمُصَفَّحاتُ: السيوف العريضة،

وهي الصَّفائح، واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قول لبيد يصف سحاباً:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ،

وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي

قال الأَزهري: شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ؛ وقال ابن

سيده: المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها

تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ

منه البَرْق فانفرج، ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا

صَفَّقْنَ بأَيديهن.

والتَّصفيح مثل التصفيق. وصَفَّحَ الرجلُ بيديه: صَفَّق. والتَّصْفيح

للنساء: كالتصفيق للرجال؛ وفي حديث الصلاة: التسبيح للرجال والتصفيح

للنساء، ويروى أَيضاً بالقاف؛ التصفيح والتصفيق واحد؛ يقال: صَفَّحَ وصَفَّقَ

بيديه؛ قال ابن الأَثير: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف

الأُخرى، يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال: سبحان الله

وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام؛ وروى بيت

لبيد:

كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ

جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ

الرعد بتصفيقهن، ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السيوف العريضة؛ شبه

بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها. والمُصافَحةُ: الأَخذ باليد، والتصافُحُ مثله.

والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه؛ وصُفْحا كفيهما:

وَجْهاهُما؛ ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء، وهي مُفاعَلة من

إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه.

وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ

الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما: نصبهما؛ قال:

يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،

صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا

أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه، فَقَلَبَ؛ وقيل: هو أَن يبسطهما

ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري، قال: وأَنشد أَبو

الهيثم وذكره، ثم قال: وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان،

فهو مَصْفُوح أَي عريض، قال: وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط

الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه، ونصب

كلباً على التفسير؛ وقوله أَنشده ثعلب:

صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،

كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ

عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم

واحداً واحداً، وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه:

نظر فيه؛ قال الليث: صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ

وتَصَفَّحَهم: نظر إِليهم طالباً لإِنسان. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها:

نظرها مُتَعَرِّفاً لها. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم

تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،

فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ

أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في

صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه؛ وفي التهذيب: ناقة

مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بمعنى واحد. وصَفَحَتِ

الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابن الأَعرابي:

الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها؛ وقد صَفَحَتْ

صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛

قال:ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ، لا يَزَلْ

يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ

ويقال: أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها

فمَنَعْتَه. وفي حديث أُم سلمة: أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم، فقلت

للخادم: ارفعيها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ

حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله

وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال

صَفَحْتُه إَذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عن حاجته

يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. وصَفَحَ عنه يَصْفَح

صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه.

وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الكريم، لأَنه يَصْفَح

عمن جَنى عليه.

واستْصَْفَحَه ذنبه: استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه.

وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل، فمعناه العَفُوُّ؛ يقال:

صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا

أَعرضت عنه وتركته؛ فالصَّفُوحُ في صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد

مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. والصَّفُوحُ في نعت المرأَة:

المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. ونصب قوله صَفْحاً

في قوله:أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ على المصدر لأَن معنى قوله

أَنُعْرِضُ

(* قوله «لأن معنى قوله أنعرض إلخ» كذا بالأصل.) عنكم

الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه؛ وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه

وتركه؛ وفي حديث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح

والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم؛ وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض

بوجهه عن ذنبه. والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة. وقال الأَزهري في قوله

تعالى: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن

نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم؟ يقال صَفَح

عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً؛ ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت

عنه:صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،

فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ

وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان.

والمُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ وفي الحديث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على

الحق أَي مُمالٌ عليه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه؛ وفي حديث

حذيفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس

فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان، وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج

يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان،

فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النفاق كمثل

قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وهو لأَيهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذي

له وجهان: يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه. وصَفْحُ كل شيء:

وجهه وناحيته، وهو معنى الحديث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهين، الذي

يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق. وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي

يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين؛ قال الأَزهري:

وقال شمر فيما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي

فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين؛ وقال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ

المقلوب؛ يقال: قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى

الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه.

ويقال: صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ، وربما

ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ

ويروى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح

أَي لمن لا نعرف،وقيل: للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم.

والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر: السادسُ، ويقال له: المُسْبِلُ أَيضاً؛

أَبو عبيد: من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى.

وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وله حديث عند العرب معروف؛ وأَما

قول بشر:

رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،

لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ

(* قوله «بالجباه» كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم

ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو

ماء بالشام بين حلب وتدمر.)

فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً ؛ يقول:

غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.

وصِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه؛ ونَعْمانُ: جبل بين

مكة والطائف؛ وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع

بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة. وملائكةُ

الصَّفيح الأَعْلى: هو من أَسماء السماء، وفي حديث عليّ وعمار: الصَّفِيحُ

الأَعْلى من مَلَكُوته.

صفح

1 صَفَحَ عَنْهُ, (Mgh, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. صَفْحٌ, (TA,) properly signifying He turned towards [or from] him, or it, the صَفْحَة [i. e. side] of his face, (Mgh,) means he turned away from, (Mgh, Msb, K, *) and left, (Msb, K,) him, or it, (Mgh, Msb,) i. e. [a man, or] an affair. (Msb.) And ضَرَبْتُ عَنْهُ صَفْحًا I turned away from him and left him; (S, TA;) i. e. a man: (TA:) صَفْحًا being here an inf. n., and therefore in the accus. case, as in the phrase قَعَدْتُ جُلُوسًا; or it is in the accus. case as an adv. n., and the meaning is I turned away from him aside. (Har p. 434.

[See also, in art. ضرب, a similar phrase in the Kur xliii. 4, cited here in the TA, and in Har ubi suprà.]) b2: And صَفَحَ عَنْهُ, (S, A, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) means [also] He turned away from his crime, sin, fault, or offence: (S, A, TA:) or he forgave him. (K, TA.) and صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ I turned away from the crime, sin, &c., of such a one, and did not punish him for it: (TA:) or صَفَحْتُ عَنِ الذَّنْبِ, aor. and inf. n. as above, I forgave the crime, sin, &c. (Msb.) b3: And صَفَحَتْ, (K, TA,) aor. as above, (TA,) inf. n. صُفُوحٌ, said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) [She ceased to yield her milk;] her milk went away. (K, TA.) A2: صَفَحَ as a trans. verb: see 5, in five places. b2: And see 2. b3: Also, aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ, He (a dog) spread forth, or stretched out, his fore legs: a rájiz says, صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كَلْبَا [As the spreading forth of his fore legs, to, or for, a bone; I mean a dog]; كلبا being put in the accus. case as an explicative: or he here uses an inversion; meaning صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ. (L.) b4: And صَفَحَهُ, (S,) or صَفَحَهُ بِالسَّيْفِ; (K;) and ↓ اصفحهُ, (S,) or اصفحهُ بالسيف; (TA;) He struck him with the side, or flat, of the sword, (بِعُرْضِهِ, TA, or بِعَرْضِهِ, S, K,) [i. e. with its صَفْح, or صُفْح, or صَفْحَة,] not with its edge. (TA.) b5: And صَفَحَهُ, (S, IAth, K, TA,) aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ; (TA;) and ↓ اصفحهُ, (S, K, TA,) inf. n. إِصْفَاحٌ; (TA;) He turned him back, or sent him away; namely, a person asking, or begging; (S, K, TA;) he refused his request: (IAth, TA:) and صَفَحَهُ عَنْ حَاجَتِهِ and عَنْهَا ↓ اصفحهُ He refused him the thing that he wanted. (TA.) b6: And صَفَحَهُ also signifies He gave to him. (IAth, TA.) [Thus it has two contr. meanings.] b7: Also He gave him to drink any kind of beverage (K, TA) and at any time. (TA.) b8: And صَفَحَ الإِبِلَ عَلَى الحَوْضِ He made the camels to pass by the wateringtrough; [app. watering them;] syn. أَمَرَّهَا عَلَيْهِ. (S, K.) 2 صفّح, (K,) inf. n. تَصْفِيحٌ, (S,) He made a thing wide, or broad; (S, K;) as also ↓ صَفَحَ; (K;) [and ↓ اصفح;] see مُصْفَحٌ. One says of a sword, صُفِّحَ, inf. n. as above, It was made broad, or wide, and lengthened out, in the forging. (IAar, S, TA.) A2: تَصْفِيحٌ is also syn. with تَصْفِيقٌ, (S, Msb, K,) meaning The clapping with the hands. (S, IAth, TA.) One says, صَفَّح بِيَدَيْهِ and صَفَّقَ [He clapped with his hands]; (A, TA;) he struck one of his hands upon the other: (Mgh:) or he struck with the outer side of the right hand upon the inner side of the left hand. (O in art. صفق.) [Golius gives صَفَحَ in this sense, erroneously, as from the S; and Freytag, this form as well as صفّح.] And it is said in a trad., التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَآءِ, or, as some relate it, التَّصْفِيقُ instead of التصفيح, [The saying سُبْحَانَ اللّٰهِ is for men, and the clapping with the hands is for women;] (S, Mgh, * TA;) i. e., when the Imám is inadvertent, the person whom he leads should, if a man, rouse him by saying سبحان اللّٰه; and if a woman, should clap with her hands, instead of speaking. (IAth, TA.) 3 مُصَافَحَةٌ signifies The taking by the hand; (S, A, K;) as also ↓ تَصَافُحٌ; (A;) or the latter has a like meaning: (S, K: *) or the former signifies [the joining hands; i. e.] the putting the hand [of one] in the hand [of another] in meeting and saluting: (Ham p. 802:) or the making the palm of the hand to cleave to [that of] the hand [of another], and turning face to face. (L.) Yousay, صَافَحَهُ بِيَدِهِ He took him by his hand. (A.) And صَافَحْتُهُ, inf. n. as above [and صِفَاحٌ], I applied my hand to his hand; (Msb;) or I put the palm of my hand upon the palm of his hand. (TA.) b2: And لَقِيَهُ صِفَاحًا He met him turning towards him the صَفْح [or side] of his face: (TA:) or he met him face to face; i. q. صِقَابًا: (TA in art. صقب:) [and] he met him suddenly, or unexpectedly. (Ham p. 802.) 4 اصفحهُ: see 1, latter part, in three places: b2: and see also 2. b3: Also He inverted it, or reversed it, (Ibn-Buzurj, K,) namely, a sword; like صَابَاهُ [q. v.]. (Ibn-Buzurj.) 5 تصفّحهُ He examined its صَفَحَات [or sides]; i. e. a thing's: (S:) or he considered it carefully, or attentively, and examined its صَفَحَات. (A, Mgh.) And تَصَفَّحْتُ الكِتَابَ I turned over, or examined, the صَفَحَات, meaning pages, of the book; as also ↓ صَفَحْتُهُ, inf. n. صَفْحٌ: (Msb:) and وَرَقَ المُصْحَفِ ↓ صَفَحْتُ I examined the leaves of the مُصْحَف [i. e. volume, or book, or copy of the Kur-án,] one by one. (O, K.) And تصفّح القَوْمَ, (Lth, A,) and ↓ صَفَحَهُمْ, (Lth, O, Msb, K,) He looked at the people, seeking for a particular man: (Lth:) or he examined the states, or conditions, of the people, and looked among them, to ascertain whether such a one was to be seen: (A; in explanation of the former:) or he made the people to pass before him, and examined them, one by one: (O, K; in explanation of the latter:) or he beheld [or looked at] the صَفَحَات [or sides] of the faces of the people. (Msb.) And تصفّح وُجُوهَ القَوْمِ He examined carefully, or attentively, the faces of the people, looking at their (the people's) external appearances and forms, and seeking to make himself acquainted with their cases: and he looked at the faces of the people, seeking to know them; as also ↓ صَفَحَهَا. (Lth, TA.) And تصفّح الأَمْرَ, (A, TA,) and تصفّح فِى الأَمْرِ, (K, TA,) and الأَمْرَ ↓ صَفَحَ, (TA,) and صَفَحَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) He looked into the affair, or case. (K, TA.) 6 تَصَافَحَا They took each the other's hand. (TK.) See also 3. b2: Hence, تَصَافُحُ الأَجْفَانِ (assumed tropical:) The closing together of the eyelids. (Har p.

364.) 10 استصفحهُ دَنْبَهُ He asked him, or begged him, to forgive his crime, sin, fault, or offence. (L, TA.) صَفْحٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) of a thing, (S, A, Mgh,) or of anything; (Msb;) and ↓ صَفْحَةٌ, (S, A, Mgh, Msb,) of a thing, (Mgh,) or of anything; (S, A, Msb;) The side; or lateral, or outward, part or portion; syn. of the former نَاحِيَةٌ; (S, A;) or of the same, (K,) or of the latter, (S, A,) or of each, (Mgh, Msb,) جَانِبٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) and both signify also the face, or surface, or front, of a thing: (Mgh:) pl. [of the former صِفَاحٌ, as below, and] of the latter صَفَحَاتٌ. (Msb.) صَفْحَا الشَّىْءِ signifies The two sides of the thing; syn. جَانِبَاهُ. (TA.) And صَفْحُ الإِنْسَانِ The side of the human being; (S, O, K; *) as also ↓ صَفْحَتُهُ. (O.) And hence, بَعِيرِهِ ↓ صَلَّى إِلَى صَفْحَةِ [He prayed towards the side of his camel]. (Mgh.) And صَفْحٌ and ↓ صُفْحٌ signify The عُرْض [i. e. side] (S, O, and K accord. to the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K عَرْض, [which in this instance I think a mistake,]) of the face: (S, O, K:) and so of a sword; (K, TA; [in the former of which, in art. عرض, the عُرْض of a sword is said to be its صَفْح;]) or the عَرْض [i. e. breadth, or width,] (S, O, Msb, and so accord. to the CK and my MS. copy of the K,) of a sword; (S, O, Msb, K;) i. e. contr. of طُول; (Msb;) [but it may be well rendered its side, or its flat, and so ↓ صَفْحَةٌ, for SM says that] صَفْحَتَا السَّيْفِ signifies the two faces, or surfaces, of the sword: (TA:) one says, نَظَرَ إِلَيْهِ بِصَفْحِ وَجْهِهِ (S, A) and ↓ بِصُفْحِ وجهه (S) [He looked towards him with the side of his face turned towards him] and ↓ بِصَفْحَتِهِ [which means the same]: (A:) but accord. to AO, one says, السَّيْفِ ↓ ضَرَبَهُ بِصُفْحِ [He struck him with the side, or flat, of the sword], and the vulgar say بِصَفْحِ السيف, with fet-h: (S:) the pl. [of صَفْحٌ] is صِفَاحٌ (K, TA) and [that of ↓ صُفْحٌ is] أَصْفَاحٌ. (TA.) الرَّجُلِ ↓ صَفْحَةٌ signifies The side (عُرْض) of the breast of the man. (L.) And one says, جَنْبِهِ ↓ ضَرَبَهُ عَلَى صَفْحَةِ [He struck him on the surface, or flat part, of his side; and so على صَفْحِ جنبه; but the former is the more common]. (A.) And السَّيْفِ ↓ جَلَا صَفْحَتَى [He polished the two sides, or surfaces, of the sword]. (A.) And الوَرَقَةِ ↓ كَتَبَ فِى صَفْحَتَىِ [He wrote upon the two sides, or faces, of the piece of paper]. (A.) الكِتَابِ ↓ صَفَحَاتُ signifies The pages, or faces of the leaves, of the book. (Msb.) and صَفْحُ الكَفِّ The face [i. e. palm] of the hand. (L.) And صَفْحَا الكَتِفِ The two parts of the scapula that slope down from the عَيْر [or spine thereof]: pl. صِفَاحٌ. (L.) And صَفْحُ الجَبَلِ The part of the mountain where the side thereof rests upon the ground; (S, K;) its سَفْح [q. v.]: (JM:) pl. صِفَاحٌ. (S.) صُفْحٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

صَفَحٌ Excessive width in the forehead. (IAar, K.) صَفْحَةٌ: see صَفْحٌ, in ten places. b2: [Hence,] أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَهُ (tropical:) i. q. كَاشَفَهُ [which is used alone as meaning كَاشَفَهُ بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, with him]: (A, TA:) or he showed, or revealed, to him his deed [or crime] which he was concealing. (TA in art. بدو, from a trad. [which shows it to be used in an evil sense].) صِفَاحٌ, which is disapproved in horses, is [A quality] like what is termed مَسْحَة [app. meaning a flatness, or an evenness,] in the side (عُرْض) of the cheek, by reason of which its width is excessive. (O, K.) A2: [It is also an inf. n. of 3, q. v.]

صَفُوحٌ One who has the quality of turning away from the crimes, sins, faults, or offences, of others, and of forgiving; [or rather wont to turn away &c.;] as also ↓ صَفَّاحٌ: (TA:) الصَّفُوحُ, (K, TA,) as an epithet applied to God, (TA,) means the Very Forgiving; or He who forgives much. (K, TA.) b2: And Generous; (K;) because the generous man forgives those who act injuriously towards him. (TA.) b3: And A woman who turns away from one; who forsakes one's society: as though not giving aught but her side. (K.) صَفِيحٌ: see صَفِيحَةٌ, in four places. [It is properly a coll. gen. n.: as such signifying Any kind of thing made flat and broad or wide: as, for instance, plate, or expanded metal: n. un. with ة, meaning a piece thereof.] b2: [Hence, as it is supposed to be an expanded solid substance,] الصَّفِيحُ, (K,) or الصَّفِيحُ الأَعْلَى, (TA,) is one of the names of Heaven. (K, TA.) صَفِيحَةٌ A wide, or broad, stone; (T, S;) as also ↓ صَفِيحٌ (T) and ↓ صُفَّاحٌ: (S:) or [↓ صَفِيحٌ and]

↓ صُفَّاحٌ and صَفَائِحُ [which last is pl. of صَفِيحَةٌ] signify wide, or broad, stones, which are put over graves: (A:) or صَفَائِحُ and ↓ صُفَّاحٌ signify wide, or broad, and thin, stones; (K, TA;) one of which is called صَفِيحَةٌ and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) and anything wide, or broad, (Mgh, Msb, TA,) such as a stone, (TA,) and a plank, or board, (Mgh, TA,) and the like, (TA,) is termed صَفِيحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) whence one says, اِشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبَ وَفِضَّةٍ [He purchased a house in which were plates of gold and of silver]. (Mgh.) The pl. صَفَائِحُ signifies also [particularly] The planks, boards, or leaves, (أَلْوَاح,) of a door. (S, K.) And Wide, or broad, swords; (A, K;) one such sword being termed صَفِيحَةٌ: (S:) or this latter signifies [simply] a sword; and ↓ صَفِيحٌ, swords. (Ham p. 323.) And The قَبَائِل [or principal bones, namely, the frontal, occipital, and two parietal, bones,] of the head; (K;) a single one of these being termed صَفِيحَةٌ. (TA.) And صَفِيحَةٌ, (S,) or ↓ صَفِيحٌ, (K,) or each of these, (TA,) signifies The face, or surface, of anything wide, or broad. (S, K, TA.) And صَفِيحَةُ الوَجْهِ The exterior skin, cuticle, or scarf-skin, of the face. (S.) صَفَّاحٌ: see صَفُوحٌ.

صُفَّاحٌ; and its n. un., with ة: see صَفِيحَةٌ, in five places. b2: Also (tropical:) Camels whose humps have become large, (K, TA,) so that the hump of the she-camel occupies the whole of her back: n. un. with ة: (TA:) pl. صُفَّاحَاتٌ and صَفَافِيحُ: (K:) likened to wide, or broad, stones or similar things, because of their hardness. (TA.) صَافِحٌ A she-camel, (K,) and a ewe, or she-goat, (TA,) [ceasing to yield her milk;] whose milk is going away: (K, TA:) or a she-camel that has lost her young one, and whose milk has gone. (IAar, TA.) b2: غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ, occurring in a trad., means [Not lifting up, or elevating, his head,] nor putting forth his cheek, nor inclining on one side. (L.) أَصْفَحُ A man excessively wide in the forehead: from صَفَحٌ. (K.) مُصْفَحٌ Wide, or broad; (S, K;) as also ↓ مُصَفَّحٌ, (K,) which latter is the more common; both applied in this sense to a sword, and to anything; and ↓ مَصْفُوحٌ signifies the same. (TA.) One says, وَجْهُ هٰذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ The face of this sword is wide, or broad; from ↓ أَصْفَحْتُهُ. (S.) And ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفَحًا, (S, A, K,) and ↓ مَصْفُوحًا, (IAar, TA,) and ↓ مُصْفِحًا, (A, [this last relating to the agent,]) He struck him with the breadth, or width, [or flat,] of the sword; (S, A, K;) not with its edge: (A:) and ضربه بالسيف غَيْرَ مُصْفَحٍ He struck him with the sword not with its breadth, but with its edge. (TA.) And رَجُلٌ الرَّأْسِ ↓ مُصَفَّحُ A man wide, or broad, in respect of the head; (S, TA;) and so مُصْفَحُ الرَّأْسِ. (TA.) b2: Also Having the two sides of his head depressed, and the side of the forehead prominent, (K, TA,) and the occiput also prominent and conspicuous: (TA:) or having the fore and hind parts of the head projecting. (Az, Mgh.) b3: And A head compressed in the parts next the temples, so as to be long between the forehead and the back of the neck. (K.) b4: A nose straight in the bone; (K, TA;) having the bone even with the forehead. (TA.) b5: And A smooth, or soft, or smooth and soft, and beautiful, face. (Lh, K.) b6: Applied to a sword, (TA,) Inclined, or bent: (S, K, TA:) and inverted, or reversed: (Ibn-Buzurj, K, TA:) that is turned upon its edge when one strikes with it: and that is inclined, or bent, when one desires to sheath it. (TA.) b7: It is said in a trad., قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الحَقِّ, meaning (assumed tropical:) The heart of the believer is inclined to the truth; (S, L;) as though its side (صَفْحُهُ i. e. جَانِبُهُ) were placed upon it. (L.) And مُصْفَحٌ applied to a heart signifies also (assumed tropical:) Turned away from the truth: (TA:) [or] so applied, in which are combined faith and hypocrisy: (K, TA:) or, accord. to Khálid, that falls short of its duty; in which is latent rancour, malevolence, malice, or spite; and which is not sincere in its religion: (Sh, TA:) or it means double-faced; one who meets the unbelievers with one face, and the believers with another face; صَفْحٌ signifying the “ face,” of anything. (IAth, TA.) A2: And المُصْفَحُ is a name of The sixth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, K;) as also المُسْبِلُ. (S.) مُصْفِحٌ بِالسَّيْفِ Striking with the side of the sword, not with the edge; (TA;) striking with the face of the sword. (O.) See also مُصْفَحٌ.

مُصَفَّحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places. b2: [Hence,] مُصَفَّحَةٌ signifies A sword; as also ↓ مُصَفِّحَةٌ: (K: [but see what follows:]) accord. to IAar, مُصَفَّحَاتٌ [its pl. (K)] signifies swords; because they are made broad, or wide, and lengthened out, in the forging: (S:) or, as some say, it signifies broad, or wide, swords. (TA. [See also صَفِيحَةٌ.]) Lebeed says, describing clouds, كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فِى ذُرَاهَا وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ المَــآلِى

[As though there were swords, or broad swords, upon their summits, and wailing women having upon them the pieces of rag which such women hold in wailing and with which they make signs]: (S, TA:) Az says that he likens the lightning, in the darkness of the clouds, to broad swords: (TA:) and IAar says that مصفّحات here means swords: but as some relate the verse, the word is ↓ مُصَفِّحَات [meaning women clapping their hands]; as though he likened the clouds' discovering themselves when the lightning shone from them, and they opened, and then met together after the lightning's becoming extinct, to the clapping of women's hands: (S: in some copies of which, الغَيْث is put for الغَيْم:) or, accord. to this reading, he likens the sound of the thunder to women's clapping of their hands. (TA.) b3: Also A she-camel (T, L) that is kept from being milked, in order that she may become fat. (T, L, K.) مُصَفِّحَةٌ, and its pl.: see مُصَفَّحٌ.

مَصْفُوحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places.

مُصَافِحٌ One who commits adultery, or fornication, with any woman, whether she be free or a slave. (K.)
ص ف ح: (صَفْحُ) الشَّيْءِ نَاحِيَتُهُ وَصَفْحُ الْجَبَلِ مِثْلُ سَفْحِهِ. وَ (صَفْحَةُ) كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ. وَ (صَفَائِحُ) الْبَابِ أَلْوَاحُهُ. وَ (صَفَحَ) عَنْهُ أَعْرَضَ عَنْ ذَنَبِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَضَرَبَ عَنْهُ (صَفْحًا) أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَ (تَصَفَّحَ) الشَّيْءَ نَظَرَ فِي (صَفَحَاتِهِ) . وَ (الْمُصَافَحَةُ) وَ (التَّصَافُحُ) الْأَخْذُ بِالْيَدِ. وَ (الْمُصْفَحُ) بِوَزْنِ الْمُصْحَفِ الْمُمَالُ وَفِي الْحَدِيثِ: «قَلْبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ» وَالتَّصْفِيحُ مِثْلُ التَّصْفِيقِ وَفِي الْحَدِيثِ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ» وَيُرْوَى بِالْقَافِ أَيْضًا. 

صفح


صَفَحَ(n. ac. صَفْح)
a. Spread or stretched out, extended; flattened.
b. [acc. & Bi], Struck with the flat ( of the sword ).
c. Reviewed, inspected; scrutinized; perused, glanced
through (book).
d. [Fī], Considered.
e. ['An], Turned away from; passed by, overlooked, condoned
forgave (offence).
f. [acc. & 'An], Refused, denied.
صَفَّحَa. Flattened; rolled out.
b. Plated, sheeted.

صَاْفَحَa. Took by the hand, shook hands with; embraced.
b. [ coll. ], Was out of danger (
one sick ).
أَصْفَحَa. see II (a)
تَصَفَّحَa. Considered attentively, scrutinized.
b. [Fī], Examined, looked into.
تَصَاْفَحَa. Took each other by the hand, shook hands.

صَفْح
(pl.
صِفَاْح)
a. Side; surface, face; flat ( of the sword ).

صَفْحَةa. see 1b. Page ( of a book ).
صُفْحa. see 1
صَفَحa. Excessive width of forehead.

صِفَاْحa. Opposite.

صَفِيْحa. see 25t (a)b. The sky, Heaven.

صَفِيْحَة
(pl.
صَفَاْئِحُ)
a. Face, the flat side of anything.
b. Board, plank; slab of stone; slate; sheet or plate of
metal.
c. Broadsword, sabre.

صَفُوْحa. Generous, forgiving.

صُفَّاْحa. see 25t (b)
N. P.
صَفَّحَa. Wide, broad.

N. Ac.
صَاْفَحَ
(صِفْح)
a. Hand-shaking.

N. P.
أَصْفَحَa. Wide, broad.
b. Smooth; soft.

مُصَفَِّحَة
a. Sword.
صفح
صَفْحُ الشيءِ: عرضه وجانبه، كَصَفْحَةِ الوجهِ، وصَفْحَةِ السّيفِ، وصَفْحَةِ الحَجَرِ.
والصَّفْحُ: تركُ التّثريب، وهو أبلغ من العفو، ولذلك قال: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
[البقرة/ 109] ، وقد يعفو الإنسان ولا يَصْفَحُ. قال: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ
[الزخرف/ 89] ، فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
[الزخرف/ 5] ، وصَفَحْتُ عنه:
أوليته مني صَفْحَةٍ جميلةٍ معرضا عن ذنبه، أو لقيت صَفْحَتَهُ متجافيا عنه، أو تجاوزت الصَّفْحَةَ التي أثبتّ فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها، من قولك: تَصَفَّحْتُ الكتابَ، وقوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، فأمر له عليه السلام أن يخفّف كفر من كفر كما قال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل/ 127] ، والمُصَافَحَةُ: الإفضاء بِصَفْحَةِ اليدِ.
صفح الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحا كلِّ شَيْءٍ: جانِباه. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهاه. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عَرْضُ صَدْرِه. وسَيْفٌ مُصْفَحٌ: عَرِيْضٌ. والصَّدْرُ المُصْفَحُ كذلك، وكُلُّ سَيْفٍ عَرِيْضٍ أو خَشَبَةٍ عَرِيْضَةٍ. وحَدِيْدَةٌ صَفِيحَةٌ. وأصْفَحَ فلانٌ بِسَيْفِه: ضَرَبَ بصَفْحِه. ونَظَرَ إليه بصَفْحِ وَجْهِه وصُفْحِه. ورَجُلٌ مُصَفَّحُ الوَجْهِ. والمُصَفَّحَاتُ: السُّيُوْفُ لأنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ. والصُّفّاحُ من الحِجَارَةِ خاصَّةً: ما عَرُضَ وطالَ، والواحِدَةُ: صُفَّاحَةٌ. والمُصَافَحَةُ مَعْروفةٌ. والصَّفْحُ: العَفْوُ. والإعْرَاضُ. وصَفَحْتُ النّاسَ: نَظَرْتُ في حالِهم، أو عَرَضْتُهم واحِداً واحِداً. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَفِ صَفْحاً. والصُّفّاحُ من الإِبِلِ: التي عَظُمَتْ أسْنِمَتُها، وتُجْمَعُ: صُفّاحاتٍ وصَفَافِيْحَ. والمُصَفَّحُ: الأعْوَجُ من السِّهَام. وهو مُصَفَّحُ الجِسْمِ. وجَمَلٌ فيه صَفْحٌ وصِفَاحٌ: أي دِقَّةٌ وهَضَمٌ. وصَفَحْتُ الرَّجُلَ أصْفَحُه صَفْحاً: إذا سَقَيْتَه أيَّ شَرابٍ كانَ. وإِذا سَألَكَ فلم تُعْطِه قُلْتَ: صَفَحْتُه وأصْفَحْتُه - بالألف -. والمُصْفَحُ: المَرْدُوْدُ عن حاجَتِه. وصَفَّحَ وصَفَّقَ: وَاحِدٌ، وهو التَّصْفِيْحُ والتَّصْفِيْقُ. ولَقِيْتٌه صِفَاحاً: أي فُجَاءةً.

ها

ها:
ها: الهاء على ثلاثة أوجه هي أن تكون ضميراً للغائب أو حرفاً للغيبة أو أن تستعمل ساكنة في السكت وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف مثل كلمة خمر وحرب وأرض (عبّاد في الصحائف لين 1: 87 عدد 80: 116 وعدد 237، 272، عدد 77، 2572 دي يونج في مادة ظهر).
كها: = هاكذا (دي ساسي كرست 2: 139): وإن يكُ بك أنساً ما كها الأنسُ يفعل (انظر ص391).
ها: حرف نداء أو تعجب أو مفاجأة ha ( بقطر، ألف ليلة 1: 64: 13).
فقال الحمد لله على السلامة ها ها يا خال أبو منصور.
هاتم الشيء، هاتموه، هاتوه (معجم الجغرافيا).
ها
هَا للتنبيه في قولهم: هذا وهذه، وقد ركّب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، و (ها) في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ
[آل عمران/ 66] استفهام، قال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ [آل عمران/ 66] ، ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] ، هؤُلاءِ جادَلْتُمْ
[النساء/ 109] ، ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة/ 85] ، لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ [النساء/ 143] .
و «هَا» كلمة في معنى الأخذ، وهو نقيض:
هات. أي: أعط، يقال: هَاؤُمُ، وهَاؤُمَا، وهَاؤُمُوا، وفيه لغة أخرى: هَاءِ، وهَاءَا، وهَاءُوا، وهَائِي، وهَأْنَ، نحو: خَفْنَ وقيل: هَاكَ، ثمّ يثنّى الكاف ويجمع ويؤنّث قال تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة/ 19] وقيل: هذه أسماء الأفعال، يقال: هَاءَ يَهَاءُ نحو: خاف يخاف ، وقيل: هَاءَى يُهَائِي، مثل: نادى ينادي، وقيل: إِهَاءُ نحو: إخالُ.
هُوَ : كناية عن اسم مذكّر، والأصل: الهاء، والواو زائدة صلة للضمير، وتقوية له، لأنها الهاء التي في: ضربته، ومنهم من يقول: هُوَّ مثقّل، ومن العرب من يخفّف ويسكّن، فيقال: هُو.
(ها) - في الحديث: "فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا"
كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا.
وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم.
وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب. وقال الجبَّان: لَا هَاء الله بالمَدّ، ولا ها الله، مثل: لا والله.
- في حديث عَلِىّ: "ها إنَّ"
ها هُنَا عِلْماً، وهي كَلمة تَنْبِيه يُنبَّه بها على ما يُسَاق إليه من الكلام.
الْهَاء وَالْألف

هَا: كلمة تَنْبِيه، وَقد كثر دُخُولهَا فِي قَوْلك: ذَا وَذي، فَقَالُوا: هَذَا، وهذي، وهاذاك، وهاذيك، حَتَّى زعم بَعضهم أَن ذَا لما بعد، وَهَذَا لما قرب، وَقَالُوا: هَا السَّلَام عَلَيْكُم، فها: منبهة مُؤَكدَة، قَالَ الشَّاعِر:

وقَفْنَا فقُلنا: هَا السلامُ عَليكمُ ... فَأنكَرَها ضيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وَقَالَ الآخر:

هَا إِنَّهَا تَضِقِ الصُّدورُ

لَا يَنفَعُ القُلُّ وَلَا الكثيرُ

وَمِنْهُم من يَقُول: " هَا الله " يجريه مجْرى دَابَّة فِي الْجمع بَين ساكنين، وَقَالُوا: هَا أَنْت تفعل كَذَا وَفِي التَّنْزِيل: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ) وهأنت، مَقْصُور.

و" هَا ": كِنَايَة عَن الْوَاحِدَة، تَقول: رَأَيْتهَا وضربتها، وتثنيتها " هُما " وَجَمعهَا " هُنَّ ".

وَهَا: زجر لِلْإِبِلِ، وَدُعَاء لَهَا.

وَهَا أَيْضا: كلمة إِجَابَة وتنبيه.

وَلَيْسَ لهَذَا الْبَاب مشدد. 
[ها] نه: فيه: لاتبيعوا الذالذهب إلا "هاء وهاء"، هو أن يقول كل من البيعين: ها، فيعطيه ما في يده، كحديث إلا يدًا بيد - وقيل: معناه هاك وهات، أي خذ وأعط، الخطابي: يروونه ساكنة الألف، وصوابه مدها وفتحها لأن أصلها هاك - أي خذ، فعوض عن الكاف الهمزة، ويقال: هاء، هاؤما هاؤم، وغيره يجيز فيه السكون وينزل منزلة ها التي للتنبيه. ك: هو ممدود مفتوح ويجوز الكسر أي لا تبع إلا بيعًا يقول كل من المتبايعين لصاحبه: ها، أي خذ. ج: ومنه: فأجابه صلى الله عليه وسلم بنحو من صوته "هاؤم"، هو بمعنى تعال أي خذن وأجابه صلى الله عليه ولم برفع صوته بطريق الشفقة لئلا يحبط عمله، فعذره بجهله فرفع صوته لئلا يرتفع صوت الأعرابي على صوته. نه: ومنه ح عمر لأبي موسى:"ها" وألا جعلتك عظة، أي هات من يشهد لك على قولك. ومنه ح على: "ها" إن ههنا علما - أي في صدره لو أصبت له حملة! ها - مقصورة: كلمة تنبيه للمخاطب ينبه بها على ماي ساق إليه من الكلام، وقد يقسم بها. ومنه: "لاها" الله إذا لا يعمد إلى أسد، وهاؤه بدل من الواو، وصوابه: ذا - بحذف همزة، ويجوز حذف ألف ها للساكنين، ويجوز ثبوتها لجواز الالتقاء للمد والشد، أي لا والله لا يكون ذا، أو الأمر ذا. ط: فيقول: "هاه هاه" لا أدري، فإن الدين كان ظاهرًا في أطراف العالم. غ: ""هاؤم" اقرءوا كتابيه" أي خذوا كتابي لتقفوا على نجاتي.
باب هب
هـا
ها [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى خُذْ، ويجوز مدّ ألفه: (هاء) وقد يستعمل في نهاية كل منهما ما يدل على النوع والعدد فيقال في (ها): هاكَ وهاكِ، وهاكما، وهاكم، وهاكنّ، ويقال في (هاء): هاءَ، وهاءِ، وهاؤما، وهاؤم، وهاؤنَّ " {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}: بمعنى خذوا، والميم للجمع".
2 - ضمير متَّصل للمفردة المؤنَّثة الغائبة، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ جرّ مع الاسم، وفي محل نصب أو جرّ مع الحرف "إنّها تستحقُّ الجائزة- {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} - {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ".
3 - أداة تنبيه تدخل على الإشارة غير المختصّة بالبعيد نحو هذا، ها هنا " {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} ".
4 - أداة تنبيه تدخل على ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة أو بغير اسم الإشارة "ها أنا أفعل المطلوب منِّي- ثُمّ هَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي [حديث]: من قول خالد بن الوليد رضي الله عنه إِبّان احتضاره- {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ} ".
5 - أداة تنبيه تلحق (أيّ)، و (أيّة) في أسلوبَيْ النِّداء والاختصاص " {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ".
6 - أداة تنبيه تدخل في القسم على لفظ الجلالة الله عند حذف حرف القسم نحو ها ألله، بقطع الهمزة ووصلها وكلاهما مع حذف ألفها وإثباتها.
7 - أداة تنبيه تدخل على قد "ها قد تمَّت الوحدة". 
[ها] الهاء حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وها: حرف تنبيه. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ (*) وتقول: ها أنتم هؤلاء، تجمع بين التنبيهين للتوكيد. وكذلك: ألا يا هؤلاء. وهو غير مفارق لاى، تقول: يا أيها الرجل. وها قد يكون جواب النداء، يمد ويقصر. قال الشاعر: لا بل يجيبك حين تدعوا باسمه * فيقول هاء وطال ما لبى وها للتنبيه، وقد يقسم بها، يقال: لاها الله ما فعلت، أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو، وإن شئت حذفت الالف التى بعد الهاء وإن شئت أثبت. وقولهم: لاها الله ذا، أصله لا والله هذا، ففرقت بين ها وذا، وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه، والتقدير: لا والله ما فعلت هذا، فحذف واختصر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم، وقدم ها كما قدم في قولهم: ها هو ذا، وها أنا ذا. قال زهير: تعلمن ها لعمر الله ذا قسما * فاقصد لذرعك وانظر أين تنسلك و (الهاء) قد تكون كناية عن الغائب والغائبة، تقول: ضربه وضربها. و (هو) للمذكر، و (هي) للمؤنث. وإنما بنوا الواو في هو والياء في هي على الفتح ليفرقوا بين هذه الواو والياء التى هي من نفس الاسم المكنى (322 - صحاح - 6) وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك: رأيتهو ومررت بهى ; لان كل مبنى فحقه أن يبنى على السكون، إلا أن تعرض علة توجب له الحركة. والتى تعرض ثلاثة أشياء: أحدها: اجتماع الساكنين، مثل كيف وأين. والثانى: كونه على حرف واحد، مثل الباء الزائدة. والثالث: الفرق بينه وبين غيره، مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع بعض المضارعة، فقرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع، وهو فعل الامر المواجه به، نحو افعل. وأما قول الشاعر:

ما هي إلا شربة بالحوأب * وقول بنت الحمارس:

هل هي إلا حظة أو تطليق * (*) فإن أهل الكوفة قالوا: هي كناية عن شئ مجهول، وأهل البصرة يتأولونها القصة. وربما حذفت من هو الواو في ضرورة الشعر، كما قال : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب وقال آخر : إنه لا يبرئ داء الهدبد * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي، وقال:

دار لسعدى إذه من هواكا * وربما حذفوا الواو مع الحركة، وقال  فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان قال الاخفش: وهذا في لغة أزد السراة كثير. قال الفراء: والعرب تقف على كل هاء مؤنث بالهاء، إلا طيئا فإنهم يقفون عليها بالتاء، فيقولون هذه أمت وجاريت وطلحت. وإذا أدخلت الهاء في الندبة أثبتها في الوقف وحذفتها في الوصل، وربما ثبتت في ضرورة الشعر فيضم كالحرف الاصلى، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة. وأنشد الفراء: يا رب يا رباه إياك أسل * عفراء يا رباه من قبل الاجل وقال قيس: فقلت أيا رباه أول سألتى * لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها  (*) وهو كثير في الشعر، وليس شئ منه بحجة عند أهل البصرة، وهو خارج عن الاصل. وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة، نحو: لمه، وسلطانيه، وماليه، وثم مه، يعنى ثم ماذا. وقد أتت هذه الهاء في ضروره الشعر كما قال: هم القائلون الخير والآمرونه * إذا ما خشوا من معظم الامر مفظعا فأجراها مجرى هاء الاضمار. وقد تكون الهاء بدلا من الهمزة، مثل هراق وأراق. قال الشاعر: وأتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا يعنى أذا الذى. و (هاء) : زجر للابل، وهو مبنى على الكسر إذا مددت، وقد يقصر. تقول هاهيت بالابل، إذا دعوتها، كما قلناه في حاحيت. و (ها) مقصور للتقريب، إذا قيل لك: أين أنت؟ فتقول. ها أنا ذا، والمرأة تقول. ها أنا ذه. وإن قيل لك: أين فلان؟ قلت إذا كان قريبا: ها هو ذا، وإن كان بعيدا قلت: ها هو ذاك، وللمرأة إذا كانت قريبة. ها هي ذه، وإن كانت بعيدة: ها هي تلك. و (الهاء) تزاد في كلام العرب على سبعة أضرب: أحدها: للفرق بين الفاعل والفاعلة، مثل ضارب وضاربة، وكريم وكريمة. والثانى: للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، نحو امرئ وامرأة. والثالث: للفرق بين الواحد والجمع، نحو بقرة وبقر، وتمرة وتمر. والرابع: لتأنيث اللفظة وإن لم تكن تحتها حقيقة تأنيث، نحو قربة وغرفة. والخامس: للمبالغة، مثل علامة ونسابة - وهذا مدح - وهلباجة وفقافة، وهذا ذم. وما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغاية والنهاية والداهية. وما كان ذما يذهبون به إلى تأنيث البهيمة. ومنه ما يستوى فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة. والسادس: ما كان واحدا من جنس يقع على الذكر والانثى، نحو بطة وحية. والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه: أحدها أن تدل على النسب، نحو المهالبة. والثانى تدل على العجمة، نحو الموازجة والجواربة، وربما لم تدخل فيها الهاء كقولهم: كيالج. والثالث أن تكون عوضا من حرف محذوف، نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل، نحو عدة وصفة. وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل، نحو ثبة الحوض، أصله من ثاب الماء يثوب ثوبا، وقولهم: أقام إقامة وأصله إقواما. وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل، نحو مائة ورئة وبرة.

ها: الهاء: بفخامة الأَلف: تنبيهٌ، وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهري:

الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، وهي من حُروف الزِّيادات، قال: وها حرفُ

تنبيه. قال الأَزهري: وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم

قال: ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح،

تقولُ: هذا أَخوك، ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ وأَنشد النابغة:

ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ،

فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ

(* رواية الديوان، وهي الصحيحة:

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت، * فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ)

وتقول: ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد، وكذلك أَلا يا

هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ، تقول: يا أَيُّها الرَّجُل، وها: قد تكون تلبية؛

قال الأَزهري:

يكون جواب النداء، يمد ويقصر؛ قال الشاعر:

لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه،

فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى

قال الأَزهري: والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون

الهاء بأَلف تطويلاً للصوت. قال: وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في

الإِجابة لَبَى خفيفة، ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى، ويقولون ها

إِنَّك زيد، معناه أَإِنك زيد في الاستفهام، ويَقْصُرُونَ فيقولون: هإِنَّك

زيد، في موضع أَإِنك زيد. ابن سيده: الهاء حَرف هِجاءٍ، وهو حرف مَهْمُوس

يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، ويبدل

من خمسة أَحرف وهي: الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء، وقضى عليها ابن

سيده أَنها من هـ و ي، وذكر علة ذلك في ترجمة حوي. وقال سيبويه: الهاء

وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت

مَقْصُورةٌ، لأَنها ليست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف، قال:

ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلولا أَنها على

الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء

والحاء وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ

وأَسْكَنْتَ، لأَنك لست تريد أَن تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف

الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة

عِهْ، قال: ومن هذا الباب لفظة هو، قال: هو كناية عن الواحد المذكر؛ قال

الكسائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ

فَعَلَ ذلك، قال: ومن العرب من يُخَفِّفه فيقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحياني:

وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ وأَنشد

لعَبيد:

ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا،

فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا

وقال الكسائي: بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة

فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: وأَنشد أَبو خالد

الأَسدي:إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس

قال: وأَنشدني خَشَّافٌ:

إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ

باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ

(* قوله «سام الخسف» كذا في الأصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لما

لم يسم فاعله.)

قال: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي:

فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟

قال ابن السيرافي: الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقبله:

فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه،

كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ

وبعده:

مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ

وقال ابن جني: إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل

بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه، ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله

إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة

الشعر، وأَورد قول الشاعر: فبيناه يشري رحله؛ قال: وقال آخر:

إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ

وكذلك الياء من هي؛ وأَنشد:

دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قال الآخر:

أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو

فوقف بالواو وليست اللفظة قافيةً، وهذه المَدَّة مستهلكة في حال الوقف؟

قيل: هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى

ومُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب،

وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قوله

أَيضاً:فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ

فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَى

حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف

عليها، وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف

اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام

ولا وَقْفِ القافيةِ؟ قيل: الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له، غير أَنَّ

الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم؛ أَلا ترى

إِلى قوله:

أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ،

بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ

وقوله:

كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

ومثله كثير، كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه،

ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر. وقال الكسائي: لم أَسمعهم يلقون

الواو والياء عند غير الأَلف، وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو، فأَما

قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك

رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة، وكذلك

لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا، ودَلِيلُ ذلك أَنَّك

إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ، ومنهم من يحذفها في

الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء؛ حكى اللحياني عن الكسائي: لَهْ

مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الجوهري: وربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن

سيده: وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء، وكذلك ما أَشبهه؛ قال يَعْلَى

بن الأَحْوَلِ:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ

فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

فَلَيْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً

مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ

قال ابن جني: جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان

الهاء في لَهْ،وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة،

وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير؛ ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر:

وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ

إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها

فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو؛ وأَما قول

الشماخ:

لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ،

إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ

فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ

قبلها لُغةً، فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة،

ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة، ودليل ذلك

أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل. قال

اللحياني: قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع

والخفض وما قبل الهاء متحرك، فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام،

ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام، فيقولون: إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ

لَكَنُودٌ، بالجزم، ولِرَبِّه لكَنُودٌ، بغير تمام، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ،

وقال: التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ

الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء؛ وقال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة

يخفض ويرفع لغير تمام؛ وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي،

وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ

فخفف في موضعين، وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ

إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ، وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول:

عَلَيْهُ مالٌ، وكان يقول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قال: وقال

الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمام وغير تمام، قال: وقال

لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذيب: الليث هو

كناية تذكيرٍ، وهي كنايةُ تأْنيثٍ، وهما للاثنين، وهم للجَماعة من الرجال،

وهُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، وإِذا

أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال:

مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي، قال: وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو،

وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات، وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ

ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة

وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، وهي لكل مؤنثة غائبة، وقد جرى

ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استثقالاً للاسم على حرف واحد، لأَن الاسم

لا يكون أَقلَّ من حرفين، قال: ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين

فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه

وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم

يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك، فزادوا مع

الواو واواً؛ وأَنشد:

وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها،

وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ

كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن

مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهيثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِي

وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، وهي قالته وهُو

قاله؛ وأَنشد:

وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ،

فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ

فأَسكن. ويقال: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يريدون: ما هُو وما هِيَ؛

وأَنشد:

دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

فحذف ياء هِيَ. الفراء: يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ

(* قوله« أو

الحذل» رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر

والضم الأصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة.) عَنَى

اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يقال هذا إِذا أَشكل عليك

الشيء فظننت الشخص شخصين. الأَزهري: ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ

والياء من هِيَّ؛ قال:

أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما

تَمَنِّيكَ ما لا تَسْتَطِيعُ غُروزُ

الأَزهري: سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم

مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ، والرجل صِفة لأَيّ، تقول يا

أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة

التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام، فتَصِلُ إِلى

الأَلف واللام بأَيٍّ، وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه، وهي عِوَضٌ من الإِضافة

في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستفهام والخبر. وتقول

للمرأَةِ: يا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها ويا

أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ

المؤمنون، وليست بجَيِّدةٍ، وقال ابن الأَنباري: هي لغة؛ وأَما قول

جَرير:يقولُ لي الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ

بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا

فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها، وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل

إِليه قال له المُجِيبُ: لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ.

ويقال: هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ. ويقال: هِيَ هِيَ أَي هِيَ

الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها، وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم؛ وقال

الهذلي:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟

فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ

وقول الشنفرى:

فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً،

وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ

أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وقول الهذلي:

لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ،

فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ

أَدخلَ ها التنبيه؛ وقال كعب:

عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ،

لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا

كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة

كما يفْرُقون بينهما بالاسم: ها أَنا وها هو ذا. الجوهري: والهاء قد

تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة، تقول: ضَرَبَه وضَرَبها، وهو للمُذكَّر،

وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح

ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم

المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ

بِهِي، لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ

عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها

اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن، والثاني كونه على حَرْف واحد مثل

الباء الزائدة، والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى

على الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما

لم يُضارِعْ، وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ وأَما

قولُ الشاعر:

ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ،

فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي

وقول بنت الحُمارِس:

هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟

فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول، وأَهل البَصرة

يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بري: وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة

لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: والعرب تَقِفُ على

كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء

فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة

أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل، ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر

فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قال ابن بري: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في

عَصاهُ ورَحاهُ، قال: ويجوز كسره لالتقاء الساكنين، هذا على قول أَهل

الكوفة؛ وأَنشد الفراء:

يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ

عَفْراء، يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ

وقال قيس بنُ مُعاذ العامري، وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه

من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى، فقال له أَصحابه: هَلاَّ سأَلتَ

الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال:

دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه،

بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها

فَنادَيْتُ: يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي

لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثم أَنْتَ حَسِيبُها

فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ،

إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها

وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة، وهو خارجٌ عن

الأَصل، وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ

ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يعني ثُمَّ ماذا، وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة

الشعر كما قال:

هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ،

إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا

(* قوله« من معظم الامر إلخ» تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني

والرواية: من محدث الأمر معظما، قال: وهكذا أنشده سيبويه.)

فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار، وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل

هَراقَ وأَراقَ. قال ابن بري: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، وهي:

هَرَقْت الماء، وهَنَرْتُ الثوب

(* قوله «وهنرت الثوب» صوابه النار كما

في مادة هرق.) وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعرب يُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء؛

قال الشاعر:

وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذي

مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا

يعني أَذا الذي، وها كلمة تنبيه، وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا

هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما

قَرُبَ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ

تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام. وقالوا:

ها السَّلامُ عليكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر:

وقَفْنا فقُلنا: ها السَّلامُ عليكُمُ

فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وقال الآخر:

ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ،

لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ

ومنهم من يقول: ها اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين،

وقالوا: ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا. وفي التنزيل العزيز: ها أَنْتم

هَؤُلاءِ وهأَنْتَ، مقصور. وها، مقصور: للتَّقْريب، إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ

فقل ها أَنا ذا، والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ، فإِن قيل لك: أَيْنَ فلان؟

قلتَ إِذا كان قريباً: ها هُو ذا، وإِن كان بَعِيداً قلت: ها هو ذاك،

وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة: ها هي ذِهْ، وإِذا كانت بعيدة: ها هِيَ

تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ

بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، والثاني

للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ، والثالث

للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، والرابع

لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ،

والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ

في الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية

والنِّهاية والداهِية، وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ،

ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ،

والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة

وحَيَّة، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو

المَهالِبة، والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ

والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج، والثالث أَن تكون عوضاً

من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وهم عبدُ اللهِ

بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر. قال ابن بري:

أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، وهو الرابع،

قال الجوهري: وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو

عِدةٍ وصِفةٍ، وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل

نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وقولهم أَقام

إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل

نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال: لاها

اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، وإِن شئت حذفت

الأَلف التي بعدَ الهاء، وإِن شئت أَثْبَتَّ، وقولهم: لاها اللهِ ذا،

بغير أَلفٍ، أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بين ها وذا

وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه، والتقدير لا واللهِ ما

فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها

كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا؛ قال زهير:

تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً،

فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ

(* في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً)

وفي حديث أَبي قَتادةَ، رضي الله عنه، يومَ حُنَينٍ: قال أَبو بكر، رضي

الله عنه: لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ

يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحديث لاها اللهِ

إِذاً،

(* قوله« لاها الله إِذاً» ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما

ترى.) ، والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا

ولا واللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفيفاً، ولك في أَلف ها مَذْهبان: أَحدهما

تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، والثاني أَن

تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين.

وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها، وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ، وقد

يقصر، تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ،

ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ.

وهاءَ أَيضاً: كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ، وليس من هذا الباب. الأَزهري:

قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك، وكقولهم

النَّجاكَ، قال: وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين

والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن

المُضْمَرَ هنا فاعِلون، وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا، وإِنما هذه

الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليست باسم، ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً

لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً، قال: وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم.

ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف

التي تُبْنَى للقطع، قال الله عز وجل: هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ؛ جاء في

التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى

فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا

كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة، يدل على ذلك

قوله: إني ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في

عِيشةٍ راضِيَةٍ. وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكيت: يقال هاءَ

يا رَجُل، وهاؤُما يا رجلانِ، وهاؤُمْ يا رِجالُ. ويقال: هاءِ يا امرأَةُ،

مكسورة بلا ياء، وهائِيا يا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ؛ ولغة

ثانية: هَأْ يا رجل، وهاءَا بمنزلة هاعا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي،

وللتثنية هاءَا، وللجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ ولغة أُخرى: هاءِ يا رجل،

بهمزة مكسورة، وللاثنين هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللثنتين

هائِيا، وللجمع هائِينَ، قال: وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا، وما

أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي، قال: ونحوَ ذلك قال الكسائي، قال:

ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ؛ قال الكميت:

وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى،

إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا

قال: ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل، وهاكما هذا يا رجُلان، وهاكُمُ

هذا يا رجالُ، وهاكِ هذا يا امرأَةُ، وهاكُما هذا يا امْرأَتان،

وهاكُنَّ يا نِسْوةُ. أَبو زيد: يقال هاءَ يا رجل، بالفتح، وهاءِ يا رجل بالكسر،

وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح، ولم يَكْسِروا في الاثنين،

وهاؤُوا في الجمع؛ وأَنشد:

قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه،

إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ

ويقال هاءٍ، بالتنوين؛ وقال:

ومُرْبِحٍ قالَ لي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ:

حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي

(* قوله« ومربح» كذا في الأصل بحاء مهملة.)

قال الأَزهري: فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد. وأَما الحديث

الذي جاءَ في الرِّبا: لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء،

فقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: أَن يَقُولَ كلُّ واحد من

المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان، وقيل: معناه هاكَ

وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قال: والقول هو الأَولُ. وقال الأَزهري في موضع

آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً

بيدٍ، كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس، والأَصلُ فيه هاكَ

وهاتِ كما قال:

وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ

كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ

قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه ها وها، ساكنةَ الأَلف، والصواب

مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها

المدة والهمزة، وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ

وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه؛ ومنه حديث عمر لأَبي موسى، رضي الله

عنهما: ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك.

الكسائي: يقال في الاستفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة

الأُولى هاء، فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك، يُريدون آلرجل فَعل ذلك، وهأَنت

فعلت ذلك، وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كانت للاستفهام بهمزة

مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله:

أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لا يقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: ولو قِيلت

لكانتْ. وطيِّءٌ تقول: هَزَيْدٌ فعل ذلك، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك. ويقال:

أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء:

نُفَلِّقُ، ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ

فإِنَّ أَبا سعيد قال: في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ

بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال: ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

فها تَنْبِيه.

عضل

(عضل) : العَضِلُ، والعَضِيلُ: العُضال.
(عضل)
بِهِ الْأَمر عضلا اشْتَدَّ واستغلق وَعَلِيهِ ضيق عَلَيْهِ وَحَال بَينه وَبَين مُرَاده وَالْمَرْأَة منعهَا التَّزَوُّج ظلما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَا تعضلوهن أَن ينكحن أَزوَاجهنَّ} وَفُلَانًا ضرب عضلته

(عضل) عضلا كَانَ كَبِير العضلات فَهُوَ عضل
ع ض ل : عَضَلَ الرَّجُلُ حُرْمَتَهُ عَضْلًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ مَنَعَهَا التَّزْوِيجَ وَقَرَأَ السَّبْعَةُ قَوْله تَعَالَى {فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] بِالضَّمِّ.

وَأَعْضَلَ الْأَمْرُ بِالْأَلِفِ اشْتَدَّ وَمِنْهُ دَاءٌ عُضَالٌ بِالضَّمِّ أَيْ شَدِيدٌ. 
عضل: أعضل وتعضل: يقال أعضْلَ الشاة وَلَدها، وقد ذكر لين هذا بمعنى عَضَّل. كما يقال: تعضَّلت المرأة بولدها. (معجم مسلم).
عَضَل: تستعمل مصدرا لأعضل بمعنى الضيق (معجم مسلم).
عَضِل: صعب، عسير، شاق. (بوشر).
عضال: مصدر بمعنى عسر الولادة. ففي معيار البلاغة (ص13): ومعشوق البر بها قليل الوصال، وحمل البحر صعب العضال. (وفي النص: مشوق وهو خطأ، وما أثبته هو ما جاء في مخطوطات ثلاث فيما يقول ملّر ص64).
مُعْضِل: عند المحدثين حديث سقط من سنده اثنان فصاعدا على التوالي. (دي سلان المقدمة 2: 484، محيط المحيط).
ع ض ل: (الْعَضَلُ) جَمْعُ (عَضَلَةِ) السَّاقِ. وَكُلُّ لُحْمَةٍ مُجْتَمِعَةٍ مُمْتَلِئَةٍ مُكْتَنِزَةٍ فِي عَصَبَةٍ فَهِيَ عَضَلَةٌ. وَدَاءٌ (عُضَالٌ) وَأَمْرٌ عُضَالٌ أَيْ شَدِيدٌ أَعْيَا الْأَطِبَّاءَ. وَ (أَعْضَلَنِي) فُلَانٌ أَعْيَانِي أَمْرُهُ. وَقَدْ (أَعْضَلَ) الْأَمْرُ اشْتَدَّ وَاسْتَغْلَقَ. وَأَمْرٌ (مُعْضِلٌ) لَا يُهْتَدَى لِوَجْهِهِ. وَ (الْمُعْضِلَاتُ) الشَّدَائِدُ. وَ (عَضَلَ) أَيِّمَهُ مَنَعَهَا مِنَ التَّزْوِيجِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. 
عضل
العَضَلَة: كلّ لحم صلب في عصب، ورجل عَضِلٌ: مكتنز اللّحم، وعَضَلْتُهُ: شددته بالعضل المتناول من الحيوان، نحو: عصبته، وتجوّز به في كلّ منع شديد، قال: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَ
[البقرة/ 232] ، قيل:
خطاب للأزواج، وقيل للأولياء، وعَضَّلَتِ الدّجاجةُ ببيضها، والمرأة بولدها: إذا تعسّر خروجهما تشبيها بها. قال الشاعر:
ترى الأرض منّا بالفضاء مريضة مُعَضَّلَة منّا بجمع عرمرم
وداء عُضَال: صعب البرء، والعُضْلَة: الدّاهية المنكرة.

عضل


عَضَلَ(n. ac. عَضْل)
a. ['Ala], Tyrannized over; tormented.
b. Prevented from marrying (woman).
c. [Bi], Troubled, vexed, harassed, bothered (
affair ).
عَضِلَ(n. ac. عَضَل)
a. Was muscular, brawny.

عَضَّلَa. see I (a) (b).
c. [Bi], Was too small for ( its population:
country ).
أَعْضَلَa. Troubled, vexed; baffled.

تَعَضَّلَa. see IV
عِضْلa. Cunning, crafty.
b. Coarse, rough, rude.

عُضْلَة
(pl.
عُضْل
عُضَل
9)
a. Trouble, misfortune, calamity.

عَضَلَة
( pl.
reg. &
عَضَل)
a. Muscle, brawn. —
عَضِل عَضُل
Muscular, brawny.
عُضَاْلa. Difficult, troublesome; wearisome; tedious; severe
prolonged (illness).
عَضِيْلa. see 24
عَضِيْلَةa. see 4t
N. Ag.
أَعْضَلَa. see 24
مُعْضِلَة (
pl.
reg. )
a. see 3tb. Difficulty, dilemma; knotty question.
ع ض ل

به داء عضال، وقد أعيا الأطباء وأعضلهم. وأعضل الأمر: اشتدّ. ونزلت بهم المعضلات. وتقول: ما الداء المعضل، إلا متكبر لا يفضل. وتزوج ذو الإصبع فأتى حيّه يسألهم مهرها فمنعوه. فقال:

واحدة أعضلكم أمرها ... فكيف لو درت على أربع

وفلان عضلة من العضل أي داهية من الدواهي. وعضّلت على فلان: ضيّقت عليه أمره وحلت بينه وبين ما يريد، ومنه. " ولا تعضلوهنّ " وتقول: ليس من عدل القيم، عضل الأيم.

ومن المستعار: عضل بهم الفضاء إذا غص بهم من عضلت الحامل إذا نشب ولدها في بطنها. قال أوس:

ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضّلة منّا بجمع عرمرم

وقال النابغة:

لجب يظل به الفضاء معضّلاً ... يدع الإكام كأنهنّ صحارى
عضل
العَضَلَةُ: مَوْضِعُ اللحم من الساقَيْن والعَضُدَيْن، وقد يُقال: عَضِيْلَةٌ وعَضَائل. وهو عَضِلُ السّاقَيْن والعَضُدَيْن: إذا كَثُرَ لَحْمُها. ويَدٌ ورِجْلٌ عَضِلَةٌ.
ولَحْمٌ عَضِلٌ: صُلْب مَسِيْخٌ لا طَعْمَ له. والعَضِلُ: القَصِيْر. ورَجُلٌ عَضِيْلٌ: مُنْكَرٌ ضَخْمٌ، وكذلك ناقَةٌ عَضِيْلَةٌ، وحِصْنٌ عَضِيل. وأمْرٌ عَضِيْلٌ ومُعْضِلٌ: يَغْلِبُ النّاسَ.
والعَضِيْلُ من المَوَاضِع: الضَيق بأهْلِه. والمُشْرِفً أيضاً. وقد عَضَّلَ: ضَاقَ بأهْلِه. وعَضلْتُ عليه: ضَيَّقْتَ عليه، في أمْرِه. وعَضَلْتُ المَرْأةَ عَضلاً، وعَضَّلْتُها: مَنَعْتَها من التَّزْويج ظُلْماً.
وعًضّلَتْ بِوَلَدِها، وأعْضَلَتْ: عَسُرَ عليها وِلادَتُها. ودَاءٌ عضَالٌ: أعْيَا الأطِباءَ فأعضلَهُم: أي غَلَبَهم. وهو عُضْلَةُ من العُضَل: أي دَاهِيَةٌ من الدَواهي. والعُضْلَةُ: الشدِيْدَةُ يُنْشَبُ فيها.
والعُضْلُ: العَسِرةُ. والعُضْلِي: القَوي من الرجال. والعِضْيَل: اللئيمُ الضيقُ الخُلُقِ. والعَضَلُ: الجُرَذُ، والجَميْعُ: عِضْلانٌ. ومَوْضع بالبَادِية كَثيرُ الغِياض.
وبَنُو عَضَلٍ: حَي من خُزَيْمَة. واعْضَألَتِ الشَّجَرةُ: اشْتدَّ التِفافُها.
(عضل) - فِي صِفَتِه، عليه الصَّلاةُ والسلام في رواية.
"كَانَ مُعَضَّلا" بدل: "مُقَصَّدا."
: أي مُوَثَّق الخَلْق، والأَوّلُ أَثبَتُ.
- في حديث حُذَيْفَة: "أَخَذَ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - بأسْفَلَ من عَضَلةِ ساقي، فقال: هذا مَوضِعُ الإِزارِ"
قال الأصمَعِي: العَضَلَة: كل لَحْمةٍ صُلْبة، مثْل عَضَلة السَّاق. ورجل عَضِلٌ: كثِير العَضَل: أي: مُكْتَنِزُ اللَّحم شَديدُ العَضَل.
وفي صِفَة ماعِز - رضي الله عنه - "أنَّه أَعضَلُ قَصِير."
وفي رواية: "ذو عَضَلات"
قال الإمام إسماعيل - رحمه الله -: يقال: رجل أَعضَل وعَضِل؛ إذا اكْتَنَز لَحمُه . والعَضَلات: جمع العَضَلة.
- في حديث عيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "أنه مَرَّ بظَبْيَة قد عَضَّلَها وَلَدُها." يقال: عضَّلَتِ الشَّاةُ والظَّبْيةُ تَعْضِيلاً: نَشِبَ وَلدُها في بَطنِها، وعَسُر خُروجُه. وكان الوَجهُ أن يَقول: "بظَبْيَة قد عَضَّلَت" إلا أنه أَرادَ أنَّ ولَدها جَعلَها مُعَضَّلَة.
يقال: عَضَّلَت الحامِلُ، وأَعْضَلت: صعُب خُروِجُ ولدِها، وِكذلك عَضَّلَت الفَلاةُ بالنَّاس: أي عَضَّت. وعَضَّلتُ عليه: ضيَّقَت.
[عضل] العُضْلَةُ بالضم: الداهيةُ. يقال: إنَّه لعُضْلَةٌ من العُضَلِ، أي داهية من الدواهي. والعَضَلُ: الجُرَذُ. قال أبو نصر: العِضْلانُ: الجرذانُ. والعَضَلُ بالتحريك: جمع عَضَلَةِ الساق. وكلُّ لحمةٍ مجتمعة مكتنزةٍ في عَصَبَةٍ فهي عَضَلَةٌ. وقد عَضِلَ الرجل بالكسر فهو عَضِلٌ بيِّن العَضَلِ، إذا كان كثير العَضَلِ. وعضل: قبيلة، وهو عضل بن الهون ابن خزيمة أخو الديش، وهما القارة. وداءٌ عُضالٌ وأمرٌ عُضالٌ، أي شديدٌ أعيا الأطباء. وأعْضَلَني فلانٌ، أي أعياني أمره. وقد أعْضَلَ الأمر، أي اشتدَّ واستغلق. وأمرٌ معضل: لا يهتدى لوجهه. والمعضلات: الشدائد. الأصمعيّ: يقال: عَضَلَ الرجلُ أيْمَهُ، إذا منعها من التزويج، يَعْضُلُ ويَعْضِلُ عَضْلاً. وعَضَّلتُ عليه تعضيلا، إذا ضيقت عليه عليه في أمره وحُلتَ بينه وبين ما يريد. وعَضَّلَتِ الشاةُ تعْضيلاً، إذا نشب الولد فلم يسهل محرجه، وكذلك المرأة، وهي شاةٌ مُعَضِّلَةٌ ومعضل أيضا بلاهاء، وغنم معاضيل. وعضلت الارض بأهلها: غصت. قال أوس: ترى الأرضَ مِنَّا بالفضاء مريضةً. معَضِّلَةً مِنَّا بجيشٍ عرمرم وقول الشاعر: كأن زمامها أيم شجاع تراءى في غضون مغضئله من قولهم: اغضألت الشجرة بالهمز، إذا كثرت أغضانها والتفت. 
[عضل] في صفته صلى الله عليه وسلم: إنه كان "معضلًا"- بدل: مقصدًا، أي موثق الخلق شديده. وفي ح ماعز: إنه "أعضل" قصير، الأعضل والعضل المكتنز اللحم، والعضلة في البدن كل لحم صلبة مكتنزة، ومنه عضلة الساق، ويجوز أن يريد أن عضلة ساقيه كبيرة. وح: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأسفل من "عضلة" ساقي وقال: هذا موضع الإزار، والعضلات جمعه. ن: وهي بفتحات. نه: وفي ح عيسى عليه السلام: مر بظبية قد "عضلها" ولدها. عضلت الحامل وأعضلت إذا صعب خروج ولدها، والوجه أن يقال: بظبية قد عضلت، يعني أن ولدها جعلها معضلة حيث نشب في بطنهاولم يخرج، وأصل العضل المنع والشدة، أعضل بي الأمر إذا ضاق عليك فيه الحيل. ومنه ح عمر: قد "أعضل" بي أهل الكوفة ما يرضون بأمير ولا يرضى بهم أمير، أي ضاقت علي الحيل في أمرهم وصعبت على مداراتهم. ومنه حديثه: أعوذ بالله من كل "معضلة" ليس لها أبو حسن، يريد عليا، وروى: معضلة، أراد مسألة صعبة أو خطة ضيقة المخارج، من الإعضال أو التعضيل. ومنه: ح معاوية وقد جاءته مسألة مشكلة فقال: "معضلة" ولا أبا حسن، أي مثله. وفيه: لو ألقيت على اصحاب محمد "لأعضلت" بهم. وح: "فأعضلت" بالملكين فقالا: يا رب! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها. وفيه: وبها الداء "العضال"، هو مرض يعجز الأطباء فلا دواء له. وفي ح ابن عمر: وزوجتك امرأة "فعضلتها"، العضل المنع، أي لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم ولم تتركها تتصرف في نفسها. ك: ومنه: "و"لا تعضلوهن"" العضل منع الولي مولاه من النكاح، والآية تدل على ان المرأة لا تزوج نفسها إلا بإذن الولي، وإلا لم يتصور منع. و"عضل" بمهملة ومعجمة مفتوحتين قبيلة من القارة وهم أهل قصة الرجيع.
عضل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ حِين قَالَ -] : أعْضَلَ بِي أهل الْكُوفَة مَا يَرْضَون بأمير وَلَا يرضاهم أَمِير وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ: غلبني أهل الْكُوفَة أسْتَعْمل عَلَيْهِم الْمُؤمن فيضعف وأستعمل عَلَيْهِم الْفَاجِر فيفجر. قَالَ الْأمَوِي: قَوْله: أعْضَلَ بِي هُوَ من العُضال وَهُوَ الْأَمر الشَّديد الَّذِي لَا يقوم لَهُ صَاحبه يُقَال: قد أعْضَلَ الْأَمر فَهُوَ مُعْضِلٌ وَيُقَال: [قد -] عَضَّلَتِ المرأةُ تَعْضِيْلاً إِذا نَشِبَ الولدُ فَخرج بعضه وَلم يخرج بعض فبقِيَ مُعْترِضا. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يحمل هَذَا على الإعضال 98 / الف فِي الْأَمر وَيَرَاهُ مِنْهُ فَيَقُول: أنزلوا بِي أمرا مُعْضِلاً لَا أقوم بِهِ. وَقَالَ ذُو الرمة: [الوافر]

وَلم أقْذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ ... بِأَمْر الله مُوجِبةً عُضالا

بِأَمْر الله وبإذن الله. وَيُقَال فِي غير هَذَا: عَضَل الرجل أُخْته وَابْنَته يَعْضُلُها (يَعْضِلُها) عَضْلا إِذا منعهَا من التَّزْوِيج وَكَذَلِكَ عضل الرجل امْرَأَته قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَإذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوْهُنَّ} يُقَال فِي تَفْسِيره: إِنَّه أَن يطلقهَا وَاحِدَة حَتَّى إِذا كَادَت تَنْقَضِي عدتهَا ارتجعها ثمَّ طَلقهَا أُخْرَى ثمَّ كَذَلِك الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة يطول عَلَيْهَا الْعدة [إِلَى الثَّالِثَة -] ويضارّها بذلك يُقَال فِي قَوْله: {وَلاَ تُمْسِكُوْهُنَّ ضِرَاراً لتَعْتَدُوْا} إِنَّه هَذَا أَيْضا.
(باب العين والضاد واللام معهما) (ع ض ل، ع ل ض، ض ل ع مستعملات ض ع ل، ل ض ع، ل ع ض مهملات)

عضل: العَضَلة: موضع اللحم من الساقين والعضدين. وإنه لعضِل الساقَين إذا كثر لحمهما. ويد عضِلة، وساق عضِلة: ضخمة. وداء عُضال، إذا أعْيىَ الأطباء، وأَعْضَلَهم فلم يقوموا به. وأمر مُعْضل يغلب الناس أن يقوموا به . قال ذو الإصبع :

واحدةٌ أعضّلكم أمرُها ... فكيف لو دُرْتُ على أربع

بلغنا أنّ ذا الإصبع تزوج فأتي حيّه يسألهم مهرها فلم يعطوه، فهجاهم يقول: عجزتم عن مهر واحدة فكيف لو تزوجت بأربع نسوة. وقوله: فكيف لو درْت، أي: فكيف لو قامت الحرب على ساق. ولو قيل للحم الساق عضيلة وعضائل جاز. وتقُول: عضَّلْتُ عليه، أي: ضيَّقْتُ عليه في أمره وحلت بينه وبين ما يريد ظلماً. وعُضِلَتِ المرأة، بالتخفيف إذا لم تطلّق، ولم تترك، ولا يكون العَضْلُ ألاّ بعد التزويج. وعَضَّلَتِ المرأةُ بولدها، إذا عسر عليها ولادُها، وأَعْضَلَتْ مثله، وأعْسَرَتْ فهي معضل [ومعضل] . والعَضَل مواضع بالبادية كثيرة الغياض . بنو عضَل من أسد. واعضَلَتِ الشجرة إذا كثرت أغصانها، واشتدّ التفافها، قال:

............ شجاعٌ ... تَرَاَّدَ في غصون معضئلّه

علض: العِلَّوْض: ابن آوى بلغة حمير، ولم يعرفه الضرير وغيره.

ضلع: الضِّلَع والضِّلْعُ. يقال: ناولته ضلعاً من بطِّيخ، تشبيهاً بالضلع. وثلاثُ أَضْلُع، والجميع أضلاع. والضِّلَعُ يؤنث. والضِّلَعُ القُصَيْرَى: آخر الأضلاع من كل شيء ذي ضِلَع وأقصرها.

وفي الحديث: إنّ حواء خلقت من الضِّلَعِ القُصَيْرَى من ضلوع آدم عليه السَّلام.

والالتواءُ في أخلاق النساء وراثة عَلِقَتْهُنّ من الضِّلَع، لأنّها عوجاء. والضَّليع: الجسيم. قال :

عبل وكيع ضليع مقرب أرن ... للمقربات أمام الخيل معترق والأضلَع: يوصف به الشديد والغليظ. ودابّة مُضْلِع: لا تقوَى أضلاعها على الحمل. وحِمْلٌ مُضْلِعٌ، أي: مُثْقِل. واضطلعت بهذا الحِمْل، أي: احتملته أضلاعي. وإنّي لهذا الحِمْل مضطلع، ولهذا الأمر مطُّلع، الضاد مدغمة في الطاء، وليس من المطالعة. والمضلّعة من الثياب: التّي وشيُها مثل الضِّلَع. قال أبو ليلى: هو المسبّر. قال :

تَجَافَى عن المأثور بيني وبينها ... وتُدني [عليها] السابريّ المضلّعا

ورجل أضلَعُ، وامرأة ضلعاءُ، وقوم ضُلْعٌ، إذا كانت سنّه شبيهة بالضِّلَع. والضالع: الجائر والمائل، أخذه من الضِّلَعِ لأنّها مائلة عوجاء. قال النابغة:

أتأخذ عبداً لم يخنْكَ أمانةً ... وتترك عبداً ظالماً وهو ضالع

وفلان أضلعهم، أي: أضخمهم. 
عضل
عضَلَ/ عضَلَ بـ/ عضَلَ على يَعضُل، عَضْلاً، فهو عاضِل، والمفعول مَعْضول
• عضَل المرأةَ: منعها الزَّواجَ ظلمًا، ضيَّق عليها " {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} ".
• عضَل به الأمرُ: اشتدَّ واستغلق "عضَلت بي المشكلةُ فلم أعرف لها حلاًّ".
• عضَل عليه: ضيَّق عليه وحبسه ومنعه. 

أعضلَ/ أعضلَ بـ يُعضل، إعضالاً، فهو مُعْضِل، والمفعول مُعْضَل
• أعضل الدَّاءُ الأطبَّاءَ: أعجزهم وأعياهم، اشتدَّ وصَعُبَ واستغلق عليهم "مشكلةٌ أعضلتِ الطَّرفين- أعضلته مسألةٌ في الامتحان" ° أعضلني فلانٌ: أعياني أمره.
• أعضل به الأمرُ: ضاقت عليه فيه الحِيَل. 

عُضال [مفرد]: مُستَعْصٍ، لدرجة الاستحالة، شديدٌ مُعْجِزٌ، مُتْعِبٌ، لا سبيل إلى معالجته "أمرٌ/ امتحانٌ عُضالٌ" ° داءٌ عُضالٌ: أعيا الأطبَّاءَ، لا دواء له. 

عضْل [مفرد]: مصدر عضَلَ/ عضَلَ بـ/ عضَلَ على. 

عَضَلَة [مفرد]: ج عَضَلات وعَضَل: (شر) كلُّ عُضوٍ لحميٍّ يتألَّف من الألياف، يمكن أن يُسبِّبَ انقباضُه وارتخاؤه حركةً في الجسم "العَضَلة الضَّامَّة/ الصَّدريّة- عَضَلَةُ القَلب/

الفخذ- حُقْنَةٌ في العَضَل" ° استعرض عضلاتِه: أظهر قُوَّتَه متباهيًا أو مهدِّدًا- مفتول العَضَلات: قوِيّ، شديد.
• العَضَلات الإراديَّة: (شر) عضلات تخضع للسَّيطرة الواعية مثل العضلات الهيكليَّة.
• العَضَلات اللاَّإراديَّة: (شر) عضلات تنبِّهها مراكزُ عصبيَّة معيَّنة أو ينبِّهها فعل هرمون، فلا تخضع للحِسّ الواعي كعضلات القلب والمعدة ونحوهما.
• علم العَضَلات: (شر) علم يهتمّ بالدِّراسة العلميَّة للعضلات. 

عَضَلِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عَضَل: على غير قياس.
2 - اسم منسوب إلى عَضَلَة.
• الضُّمور العَضليّ: (طب) مرض وراثيّ يصيب العضلات، يكون في أطراف عضلات الأقدام، ويصيب الذُّكور والإناث، يحدث في العقد الرَّابع من عمر الإنسان.
• الجهاز العضليّ: (شر) مجموع عضلات جسم الحيوان، وكذلك مجموع أعضاء الجسم الحاوية للخيوط الخلويّة التي تستطيع الانقباض لتحدث الحركة. 

مُعضِلة [مفرد]: ج مُعْضِلات ومَعاضِلُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أعضلَ/ أعضلَ بـ.
2 - مشكلة مستعصية لا حلَّ لها، خُطَّة ضيِّقة المخارج "تواجه كثيرٌ من الدّوُل مُعْضِلات التَّنمية- أوقعت نفسَك في مُعضِلة- مسألة مُعْضِلة" ° نزَلت بهم المعضلات: الشدائد.
3 - (سف) صعوبة منطقيَّة لا سبيل للخروج منها، اعتراضٌ مفحم. 
الْعين وَالضَّاد وَاللَّام

العَضَلة والعَضِيلة: كل عصبَة مَعهَا لحم غليظ. عَضِلَ عَضَلاً، فَهُوَ عَضِل وعُضُلّ. قَالَ بعض الأغفال:

لَو تَنْطِح الكُنادِرَ العُضُلاَّ ... فَضَّتْ شُئونَ رَأسه فافْتَلاَّ

والعَضِلة من النِّسَاء: المكتنزة السمجة.

وعَضَلَ الْمَرْأَة يَعْضُلها ويَعْضِلها عَضْلا، وعَضَّلها: منعهَا الزَّوْج ظلما. وعَضَّل عَلَيْهِ فِي أمره: ضيق، من ذَلِك. وعَضَّل بهم الْمَكَان: ضَاقَ. قَالَ أَوْس بن حجر:

ترَى الأرْضَ منَّا بالفضاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَة منَّا بجمعٍ عَرَمْرَمِ

وعَضَّلَ الشَّيْء عَن الشَّيْء: ضَاقَ. وعَضَّلَتِ الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا، وأعْضَلَت، وَهِي مُعْضِل ومُعَضِّل: عسر عَلَيْهَا ولاده. وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَة ببيضها، وَكَذَلِكَ الشَّاء وَالطير، قَالَ الْكُمَيْت، فَمثل بذلك:

وَإِذا الأُمُورُ أهَمَّ غِبَّ نِتاجِها ... يَسَّرْتَ كلَّ مُعَضّل ومُطَرّق

والمُعَضِّلة أَيْضا: الَّتِي يعسر عَلَيْهَا وَلَدهَا حَتَّى تَمُوت. هَذِه عَن اللَّحيانيّ.

وأعْضَله الْأَمر: غَلبه.

وداء عُضَال: مُعْى غَالب، قَالَت ليلى: شَفاها منَ الدَّاءِ العُضَالِ الَّذي بهَا ... غُلامٌ إِذا هَزَّ القَناةَ سَقاها

وتَعَضَّل الدَّاء الْأَطِبَّاء وأعْضَلَهم: غلبهم.

وحَلْفَة عُضال: شَدِيدَة غير ذَات مثنوية، قَالَ:

إِنِّي حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضِالاَ.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عُضَالٌ هُنَا: داهية عَجِيبَة أَي حَلَفت يَمِينا داهية.

وَفُلَان عُضْلَةٌ وعضْل: شَدِيد داهية. الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَشَيْء عِضْل، ومُعْضِل: شَدِيد الْقبْح، عَنهُ أَيْضا، وَأنْشد:

ومِنْ حفاَ فيْ لمَّة لي عِضْلِ

وعَضَل بِي الْأَمر، وأعْضَل: اشْتَدَّ وَغلظ. وَفِي حَدِيث عمر: أعْضَل بِي أهل الْكُوفَة: لَا يرضون أَمِيرا، وَلَا يرضاهم أَمِير. وَقَالَ الشَّاعِر:

وَاحِدَةٌ أعْضَلَكمْ شأْنُها ... فكيفَ لَو قُمْتُ على أرْبَعِ

وَأنْشد الْأَصْمَعِي هَذَا الْبَيْت أَبَا تَوْبَة مَيْمُون بن حَفْص، مؤدب عمر بن سعيد بن سلم، بِحَضْرَة سعيد، ونهض الْأَصْمَعِي، فدار على أَربع، يلبس بذلك على أبي تَوْبَة، فَأَجَابَهُ أَبُو تَوْبَة بِمَا يشاكل فعل الْأَصْمَعِي، فَضَحِك سعيد، وَقَالَ لأبي تَوْبَة: ألم أَنْهَك عَن مجاراته فِي الْمعَانِي؟ هَذِه صناعته.

واعْضَأَلَّتِ الشَّجَرَة: كثرت أَغْصَانهَا. وَاشْتَدَّ التفافها. قَالَ:

كأنَّ زِمامَها أيْمٌ شُجاعٌ ... ترأد فِي غُصُون مُعْضَئلَّة

همز على قَوْلهم: دأبة، وَهِي هذلية شَاذَّة.

والعُضَل: الجرذ، وَالْجمع عِضْلان.

والعَضَل: مَوضِع. وعَضَل: حَيّ. وَبَنُو عُضَيْلة: بطن

عضل

1 عَضَلَهَا, (As, S, O, Msb, K,) aor. ـُ and عَضِلَ; (As, S, O, Msb;) or it is مُثَلَّثَة, (K,) i. e. the aor. is عَضُلَ and ?? and عَضَلَ, the first of which is the most chaste and most known, and the second is mentioned by such as IKtt and ISd, whereas the last is unknown and there is no reason for it; (MF;) or the author of the K may mean by this that the verb is like نَصَرَ and ضَرَبَ and عَلِمَ, not مَنَعَ as one might understand it to mean at first sight; (TA; [but I do not find that any one has mentioned عَضِلَهَا;]) inf. n. عَضْلٌ (As, S, O, Msb, K) and عِضْلٌ and عِضْلَانٌ; (Fr, O, K;) and ↓ عضّلها, (K, TA,) inf. n. تَعْضِيلٌ; (TA;) He prevented, withheld, or debarred, her from marrying, (As, S, O, Msb, K, [الزَّوْجُ in the CK being a mistake for الزَّوْجَ,]) wrongfully; (K;) i. e., a woman, (K,) or his husbandless woman, (S, O,) or a woman highly esteemed by him. (Msb.) The primary signification of العَضْلُ is The act of straitening; (O;) or preventing, withholding, or debarring; and straitening. (Ham p. 466.) b2: عَضَلَ عَلَيْهِ: see 2. b3: عَضَلَ بِهِ: see 4.

A2: عَضَلْتُهُ, inf. n. عَضْلٌ, I struck his عَضَلَة [i. e. muscle]. (TA.) A3: عَضِلَ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. عَضَلٌ, said of a man, (S, O,) [He was, or became, muscular, musculous, or brawny;] he had many عَضَلَات (S) or عَضَل (O, K) [i. e. muscles]: or he was large in the عَضَلَة [or muscle] of his shank. (K.) 2 عَضَّلَ see 1, first sentence. b2: عضّل عَلَيْهِ, inf. n. تَعْضيلٌ; (S, O, TA;) or عليه ↓ عَضَلَ, (K, TA,) inf. n. عَضْلٌ; (TA;) He straitened him (S, O, K, TA) in his affair, (S, O,) and intervened as an obstacle between him and that which he desired. (S, O, TA.) b3: عضّل الشَّىْءُ The thing was, or became, strait. (TA.) b4: عَضَّلَتْ, (S, O,) or عَضَّلَتْ بِوَلَدِهَا, (K,) inf. n. تَعْضِيلٌ; (S;) and ↓ أَعْضَلَتْ; (K;) said of a woman, (S, O, K,) and of a ewe or goat, (S, O,) She had her child, or young one, sticking fast [in her vagina], (S, O, TA,) and not coming forth easily, (S, O,) or so that part of it came forth and part did not, thus remaining: (TA:) or she had difficulty in bringing forth her child, or young one: (K, * TA:) and in like manner one says of a hen (K, TA) بِبَيْضِهَا, (TA,) and of others: (K, TA:) عضّلت [said of any bird] meaning the egg twisted, or became difficult [to be excluded] in her inside: (TA in art. عصل:) or عضّلت بولدها, said of a woman, means her child became choked in her vulva, and did not come forth nor go in [or back]: (Aboo-Málik, TA:) and عَضَّلَهَا وَلَدُهَا, occurring in a trad., said of a gazelle, means Her young one made her to be such as is termed مُعَضِّلَة, by sticking fast in her belly, not coming forth. (IAth, TA.) b5: and [hence,] عَضَّلَتِ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا (tropical:) The land became choked with its people, (S, O, K, TA,) by reason of their multitude. (TA.) And عضّل المَكَانُ (tropical:) The place became strait, (K, TA,) بِهِمْ with them. (TA.) b6: See also 4. b7: عَضَّلَتِ النَّاقَةُ The she-camel became fatigued in consequence of travelling, and being ridden, and from any work. (TA.) 4 اعضل It (an affair) was, or became, hard, strait, or difficult, syn. اِشْتَدَّ; (S, O, Msb;) and as though it were closed against one syn. اِسْتَغْلَقَ. (S, O.) You say, اعضل بِهِ الأَمْرُ, (K, TA,) and به ↓ عَضَلَ, (IDrd, O, K,) and به ↓ عَضَّلَ, (TA, and Ham p. 258,) and اعضلهُ, (K, TA,) The affair was, or became, hard, strait, or difficult, to him, syn. اشتدّ; (IDrd, O, K, TA, and Ham ubi suprà) and as though it were closed against him, syn. استغلق. (TA.) b2: And أَعْضَلَنِى فُلَانٌ, (S,) or اعضل بِى, (O,) Such a one's affair, or case, wearied me. (S, O.) Hence the phrase, in a trad. of 'Omar, أَعْضَلَ بِى أَهْلُ الكُوفَةِ, (O,) i. e. [The people of El-Koofeh have caused that] the means of effecting my object in their affair, or case, have become strait to me, (O, TA,) and the treating them with gentleness has become difficult to me: (TA:) from عُضَالٌ, (O, TA,) as applied to a disease, (O,) or as meaning a “ hard,” or “ difficult,” affair, “which one will not undertake,” or “ [be able to] manage. ” (TA.) One says of a disease [such as is termed عُضَال], اعضل الأَطِبَّآءَ, and ↓ تَعَضَّلَهُمْ, It overcame the physicians, (K, TA,) and wearied them. (TA.) b3: See also 2.5 تَعَضَّلَ see the next preceding paragraph. Q. Q. 4 اِعْضَأَلَّتِ الشَّجَرَةُ The tree had many branches, and was tangled, or luxuriant, or dense. (S, K.) But [its part. n.] مُعْضَئِلَّة, applied to branches, in a verse cited by J [in the S], is said by Az to be correctly مُعْطَئِلَّة, meaning نايمة [app. a mistranscription نَاعِمَة i. e. soft, &c.]. (TA.) See Q. Q. 4 in arts. عطل and عظل.

عِضْلٌ, applied to a man, Very cunning; or possessing much intelligence or sagacity, or much intelligence mixed with craft and forecast. (IAar, K, * TA.) b2: And Very bad, evil, foul, or unseemly; as also ↓ مُعْضِلٌ; (IAar, K, TA;) applied to a thing. (IAar, TA.) عَضَلٌ: see عَضَلَةٌ.

A2: Also, (O, K, TA,) accord. to the context in the S, (K, TA,) and as written in all the copies, (TA,) with damm to the ع, but it is only with fet-h to that letter and to the ض, (K, TA,) and thus it is written by IAar and other leading lexicologists, (TA,) The [large species of rat called] جُرَذ: (S, O, K:) or, accord. to IAar, the male of the فَأْر [or rat]: (TA, and T in art. فأر:) pl. عِضْلَانٌ. (Aboo-Nasr, S, O, K.) [See also عَظَلٌ.]

عَضِلٌ, (S, O, K,) and accord. to the K عَضُلٌ, but correctly ↓ عُضُلٌّ, (TA,) applied to a man, (S, O,) [Muscular, musculous, or brawny;] having many عَضَلَات (S) or عَضَل (O, K) [i. e. muscles]: or large in the عَضَلَة [or muscle] of his shank. (K) b2: And عَضِلَةٌ, applied to a woman, Compact in flesh, and unseemly, or devoid of beauty. (TA.) A2: See also عُضَالٌ.

عُضْلَةٌ A calamity, or misfortune: pl. عُضَلٌ (S, O, K) and عُضْلٌ [which latter may be a coll. gen. n.]. (K.) One says, إِنَّهُ لَعُضْلَةٌ مِنَ العُضَلِ Verily it is a calamity of the calamities [meaning a great calamity]. (S, O.) عَضَلَةٌ (S, O, K) and ↓ عَضِيلَةٌ (K) [A muscle; or any of what are termed the voluntary muscles; i. e.] any tendon, or sinew, with which is thick flesh; (K;) or any collected and compact flesh upon a tendon or sinew: and particularly of the shank: (S, O:) pl. ↓ عَضَلٌ, (S, O, K, *) [or rather this is a coll. gen. n.,] and [the pl. properly so termed is] عَضَلَاتٌ. (S.) A2: Also the former, accord. to AA, A certain tree resembling the دِفْلَى, which the camels eat, after which they drink water every day: but Az says that he thinks it be عَصَلَة, [n. un. of عَصَلٌ, q. v.,] with the unpointed ص; and what he says is correct. (O.) عُضُلٌّ: see عَضِلٌ.

عُضَالٌ, applied to a disease, (S, O, Msb, K,) Severe, or distressing, (S, O, Msb,) that wearies the physicians; (S, O;) as also ↓ عَضِلٌ and ↓ عَضِيلٌ: (O:) or wearing and overcoming: (K:) or, so applied, hateful, that attacks suddenly, and is not slow to kill; the treatment of which wearies the physicians: (Sh, TA:) or that frustrates the ability of the physicians, there being no cure for it. (IAth, TA.) And in like manner it is applied to an affair [as meaning That wearies him who would perform it]: (S, O:) or meaning hard, or difficult, which one will not undertake, or [be able to] manage; and in like manner ↓ مُعَضِّلٌ [or ↓ مُعْضِلٌ]: or, as some say, the affair [that is hard, or difficult,] is termed عُضَالٌ in its first state; and معضل [i. e. ↓ مُعَضِّلٌ or ↓ مُعْضِلٌ] when it is obligatory. (TA.) and حَلْفَةٌ عُضَالٌ means A hard, or severe, oath, in which is no exception: (K:) or, accord. to IAar, in the phrase حَلَفْتُ عُضَالًا, the latter word signifies a wonderful calamity; and the phrase means I swore an oath that was a severe calamity. (TA.) عَضِيلٌ: see the next preceding paragraph.

عَضِيلَةٌ: see عَضَلَةٌ.

عِضْيَلٌّ Base, ignoble, or mean; narrow [or illiberal] in disposition. (O, K.) مُعْضِلٌ, applied to an affair, [Hard, strait, or difficult; (see its verb, 4, first sentence;)] such that one cannot find the way to perform it. (S, O.) See also عُضَالٌ, in two places. b2: And see مُعَضِّلٌ: b3: and عِضْلٌ.

مُعْضِلَةٌ [as a subst.] sing. of مُعْضِلَاتٌ (TA) which signifies Hard, or distressing, events: (S, O, K, TA:) and معضلة [app. accord. to the context ↓ مُعَضِّلَةٌ] a hard, or difficult, or strait, calamity. (Ham p. 258.) Also, and ↓ مُعَضِّلَةٌ, An affair, or a case, that is strait in respect of the ways of getting out therefrom. (TA.) [Hence,] أَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنْ كُلِّ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبُو حَسَنٍ, (O, TA,) or, as some relate it, ↓ مُعَضِّلَةٍ, (TA,) is a saying of 'Omar, (so in the O, but in the TA “ in the trad. of Ibn-'Omar,”) who meant thereby [I seek protection by God from] every difficult question or case [for which there is no Aboo-Hasan; meaning, no one such as 'Alee the son of Aboo-Tálib, who was surnamed أَبُو الحَسَنِ, and was celebrated for his answers to what are termed المَسَائِلُ المُعْضِلَات, as is related by En-Nawawee, in his Biographical Dictionary (p. 437)]: (O, TA:) ابو حسن, though determinate, is put in the place of that which is indeterminate. (IAth, TA.) مُعَضَّلٌ [from عَضَلَةٌ “ a muscle ”] Rendered firm, strong, or compact, in make: such, it is said, was the Prophet. (TA.) مُعَضِّلٌ (S, O, K) and مُعَضِّلَةٌ (S, O) and ↓ مُعْضِلٌ (K) are epithets applied to a woman (S, O, K) and to a sheep or goat (S, O) and in like manner to a hen and to others; (K;) meaning Having her child, or young one, sticking fast [in her vagina], and not coming forth easily: (S, O:) or having difficulty in bringing forth her child, or young one: (K:) [&c.: see 2:] accord. to Lh, مُعَضِّلَةٌ signifies whose child, or young one, will not come forth, so that she dies: and Lth says that مُعَضِّلٌ is applied to a قَطَاة as meaning whose eggs stick fast [in her]; but Az says that the epithet applied by the Arabs to a قطاة is مُطَرِّقٌ: (TA:) the pl. applied to sheep or goats is ↓ مَعَاضِيلُ [irreg.]. (O.) b2: See also عُضَالٌ, in two places. b3: مُعَضِّلٌ applied to an arrow: see مُعَصِّلٌ.

مُعَضِّلَةٌ [as a subst.] see مُعْضِلَةٌ, in three places.

مَعَاضِيلُ: see مُعَضِّلٌ.

عضل: العَضَلةُ والعَضِيلةُ: كلُّ عَصَبةٍ معها لَحْم غليظ. عَضِلَ

عَضَلاً فهو عَضِلٌ وعُضُلٌّ إِذا كان كثير العَضَلات؛ قال بعض

الأَغفال:لو تَنْطِحُ الكُنَادِرَ العُضُلاَّ،

فَضَّتْ شُؤُونَ رأْسِه فافْتَلاَّ

وعَضَلْته: ضرَبْت عَضَلتَه. وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم: أَنه كان مُعَضَّلاً أَي مُوَثَّقَ الخَلْق، وفي رواية: مُقَصَّداً،

وهو أَثبت. وقال الليث: العَضَلة كل لَحْمة غليظة مُنْتَبِرة مثل لحم

الساق والعَضُد، وفي الصحاح: كل لَحْمة غليظة في عَصَبة، والجمع عَضَلٌ،

يقال: ساقٌ عَضِلة ضَخْمة. وفي حديث ماعز: أَنه أَعْضَلُ قصيرٌ، هو من ذلك،

ويجوز أَن يكون أَراد أَن عَضَلة ساقِه كبيرة. وفي حديث حذيفة: أَخذَ

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، بأَسْفلَ من عَضلةِ ساقِي وقال هذا موضع

الإِزار. والعَضِلةُ من النساء: المُكْتنزة السَّمِجة.

وعَضَلَ المرأَةَ عن الزوج: حَبَسها. وعَضَلَ الرَّجُلُ أَيِّمَه

يَعْضُلها ويَعْضِلُها عَضْلاً وعضَّلها: مَنَعها الزَّوْج ظُلْماً؛ قال الله

تعالى: فلا تَعْضُلوهُنَّ أَن يَنْكِحْن أَزواجهن؛ نزلت في مَعْقِل بن

يَسارٍ المُزَني وكان زَوَّج أُخْتَه رَجُلاً فطَلَّقها، فلما انقضت

عِدَّتُها خَطَبها، فــآلى أَن لا يُزَوِّجه إِياها، ورَغِبتْ فيه أُخته فنزلت

الآية. وأَما قوله تعالى: ولا تَعْضُلُوهنَّ لتَذْهَبوا ببعض ما آتيتموهن

إِلا أَن يأْتِين بفاحشة مُبيِّنة؛ فإِن العَضْلَ في هذه الآية من الزوج

لامرأَته، وهو أَن يُضارَّها ولا يُحْسِن عِشْرَتها ليضْطَرَّها بذلك إِلى

الافتداء منه بمهرها الذي أَمهرها، سَمَّاه اللهُ تعالى عَضْلاً لأَنه

يَمْنعها حَقَّها من النفقة وحُسْن العِشْرة، كما أَن الولي إِذا مَنع

حُرْمته من التزويج فقد مَنعها الحَقَّ الذي أُبيح لها من النِّكاح إِذا

دَعَتْ إِلى كُفْءٍ لها، وقد قيل في الرجل يَطَّلِع من امرأَته على فاحشة

قال: لا بأْس أَن يُضارَّها حتى تَخْتَلِع منه، قال الأَزهري: فجعل الله

سبحانه وتعالى اللَّواتي يأْتِين الفاحشة مُسْتَثْنَياتٍ من جملة النساء

اللَّواتي نَهى الله أَزواجهن عن عَضْلِهِن ليَذْهبوا ببعض ما آتَوْهن من

الصَّدَاق. وفي حديث ابن عمرو: قال له أَبوه زَوَّجْتُك امرأَةً

فعَضَلْتها؛ هو من العَضْلِ المَنْعِ، أَراد إِنك لم تُعامِلْها معاملةَ الأَزواج

لنسائهم ولم تتركها تتصرَّف في نفسها فكأَنك قد منعتها.

وعَضَّلَ عليه في أَمره تعضيلاً: ضَيَّق من ذلك وحالَ بينه وبين ما يريد

ظلماً. وعَضَّلَ بهم المكانُ: ضاق. وعضَّلَتِ الأَرضُ بأَهلها إِذا ضاقت

بهم لكثرتهم؛ قال أَوس بن حَجر:

تَرى الأَرضَ مِنَّا بالفَضاءِ مَريضةً،

مُعَضِّلةً مِنَّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَم

وعَضَّل الشيءُ عن الشيء: ضاق. وعضَّلَتِ المرأَةُ بولدها تعضيلاً إِذا

نَشِبَ الولدُ فخرَج بعضُه ولم يخرج بعضٌ فبقِيَ مُعْترِضاً، وكان أَبو

عبيدة يحمل هذا على إِعْضال الأَمر ويراه منه. وأَعْضلَتْ، وهي مُعْضِلٌ،

بلا هاء، ومُعَضِّل: عَسُر عليها وِلادُه، وكذلك الدَّجاجة ببَيْضِها،

وكذلك الشاء والطير؛ قال الكميت:

وإِذا الأُمورُ أَهَمَّ غِبُّ نِتاجِها،

يَسَّرْتَ كلَّ مُعضِّلٍ ومُطَرِّق

وفي ترجمة عصل: والمُعصِّلُ، بالتشديد، السهمُ الذي يَلْتوِي إِذا

رُمِيَ به؛ وحكى ابن بري عن علي بن حمزة قال: هو المُعَضِّل، بالضاد المعجمة،

من عَضَّلَتِ الدجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ في جوفها. والمُعضِّلة

أَيضاً: التي يَعْسُرُ عليها ولدُها حتى يموتَ؛ هذه عن اللحياني. وقال

الليث: يقال للقَطَاة إِذا نَشِبَ بَيْضُها: قَطاةٌ مُعَضِّل. وقال الأَزهري:

كلام العرب قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ وامرأَة مُعَضِّلٌ. وقال أَبو مالك:

عَضَّلَتِ المرأَةُ بولدها إِذا غَصَّ في فَرْجها فلم يَخْرُج ولم يَدْخُل.

وفي حديث عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أَنه مَرَّ بظَبْية قد

عَضَّلها ولَدُها، قال: يقال عَضَّلَتِ الحاملُ وأَعْضَلَتْ إِذا صَعُب

خروجُ ولدها، وكان الوجه أَن يقول بظَبْية قد عَضَّلَتْ فقال عَضَّلَها

ولدُها، ومعناه أَن ولدها جَعَلَها مُعَضِّلة حيث نَشِبَ في بطنها ولم يخرج.

وأَصل العَضْل المَنْعُ والشِّدَّة، يقال: أَعْضَلَ بي الأَمر إِذا ضاقت

عليك فيه الحِيَل.

وأَعْضَلَه الأَمرُ: غَلَبَه. وداء عُضالٌ: شديدٌ مُعْيٍ غالبٌ؛ قال

لَيْلى:

شَفَاها مِنَ الدَّاءِ العُضالِ الَّذي بها

غُلامٌ، إِذا هَزَّ القَناةَ سَقَاها

ويقال: أَنْزَلَ بي القومُ أَمراً مُعْضِلاً لا أَقوم به؛ وقال ذو

الرمة:ولم أَقْذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ،

بإِذْنِ الله، مُوجِبةً عُضالا

وقال شمر: الدَّاء العُضال المُنْكَر الذي يأْخُذُ مبادَهَة ثم لا

يَلْبَث أَن يَقْتُل، وهو الذي يُعْيي الأَطِبَّاءَ عِلاجُه، يقال أَمْرٌ

عُضالٌ ومُعْضِلٌ، فأَوَّلُه عُضَالٌ فإِذا لَزِم فهو مُعْضِلٌ. وفي حديث

كعب: لما أَراد عمرُ الخروجَ إِلى العراق قال له: وبها الدَّاء العُضَال؛

قال ابن الأَثير: هو المرض الذي يُعْجِزُ الأَطباءَ فلا دواء له.

وتَعَضَّلَ الدَّاءُ الأَطِبَّاءَ وأَعْضَلَهم: غَلَبَهم. وحَلْفَةٌ عُضالٌ:

شديدةٌ غيرُ ذات مَثْنَوِيَّة؛ قال:

إِنِّي حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضالا

وقال ابن الأَعرابي: عُضالٌ هنا داهِيَة عجيبة أَي حَلَفْتُ يَمِيناً

داهية شديدة. وفلان عُضْلَةٌ وعِضْل: شديد، داهية؛ الأَخيرة عن ابن

الأَعرابي. وفلان عُضْلةٌ من العُضَل أَي داهيةٌ من الدواهي. والعُضْلة، بالضم:

الداهيةُ. وشيء عِضْلٌ ومُعْضِلٌ: شديدُ القُبْح؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد:

ومِنْ حِفَافَيْ لِمَّةٍ لي عِضْلِ

ويقال: عَضَّلَتِ الناقةُ تَعْضِيلاً وبَدَّدت تَبْدِيداً وهو الإِعْياء

من المشي والركوب وكُلِّ عَمَل. وعَضَلَ بي الأَمرُ وأَعْضَلَ بي

وأَعْضَلَني: اشْتَدَّ وغَلُظَ واسْتَغْلَق. وأَمْرٌ مُعْضِلٌ: لا يُهْتَدى

لوجهه. والمُعْضِلاتُ: الشدائد. وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال:

أَعْضَلَ بي أَهْلُ الكوفة، ما يَرْضَوْن بأَمير ولا يرضاهم أَمير؛ قال

الأُموي في قوله أَعْضَلَ بي: هو من العُضال وهو الأَمر الشديد الذي لا يقوم به

صاحبُه، أَي ضاقت عَلَيَّ الحِيَلُ في أَمرهم وصَعُبَتْ عَلَيَّ

مداراتُهم. يقال: قد أَعْضَلَ الأَمرُ، فهو مُعْضِلٌ؛ قال الشاعر:

واحدةٌ أَعْضَلَني داؤها،

فكَيْفَ لو قُمْتُ على أَرْبَع؟

وأَنشد الأَصمعيُّ هذا البيتَ أَبا تَوْبة مَيْمونَ بن

حَفْص مُؤَدِّبَ عمر بن

سَعِيد بن سَلْم بحَضْرة سعيد، ونَهَضَ الأَصْمَعي فدار على أَرْبَع

يُلَبِّس بذلك على أَبي تَوْبة، فأَجابه أَبو توبة بما يُشاكِلُ فِعْلَ

الأَصمعي، فضَحِكَ سَعيدٌ وقال لأَبي تَوْبة: أَلم أَنْهَكَ عن مُجاراته في

المَعاني؟ هذه صِناعتُه. وسُئل الشَّعْبي عن مسأَلة مُشْكِلة فقال:

زَبَّاءُ ذاتُ وَبَرٍ، لو وَرَدَتْ على أَصحاب محمد،

صلى الله عليه وسلم، لَعَضَّلَتْ بهم؛ عَضَّلَتْ بهم أَي ضاقت عليهم؛

قال الأَزهري: معناه أَنهم يَضِيقون بالجواب عنها ذَرْعاً لإِشْكالها. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: أَعوذ بالله من كل مُعْضِلة ليس لها أَبو حَسَن،

وروي مُعَضِّلة؛ أَراد المسأَلة الصعبة أَو الخُطَّة الضَّيِّقة

المَخارج من الإِعْضال أَو التعضيل، ويريد بأَبي الحسن علي بن أَبي طالب، كَرَّم

اللهُ وجهَه. وفي حديث معاوية وقد جاءته مسأَلة مشكلة فقال: مُعْضِلَةٌ

ولا أَبا حَسَن قال ابن الأَثير: أَبو حَسَنٍ مَعْرفةٌ وُضِعَت موضع

النكرة كأَنه قال: ولا رَجُلَ لها كأَبي حَسَن، لأَن لا النافية إِنما تدخل

على النكرات دون المَعارِف. وفي الحديث: فأَعْضَلَتْ بالمَلَكَيْن فقالا

يا رب إِن عَبْدك قد قال مَقالةً لا ندري كيف نكتبها.

واعْضَأََلَّت الشجرةُ: كَثُرت أَغْصانُها واشْتدَّ الْتِفافُها؛ قال:

كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ،

تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُعْضَئِلَّه

هَمَزَ على ثقولهم دَأَبَّة

(* قوله «همز على قولهم دأبة إلخ» كتب

بحاشية نسخة المحكم التي بأيدينا معزوّاً لابن خلصة ما نصه: هذا غلط ليست

الهمزة في اعضأل مزيدة فيكون من باب الثلاثي ويكون وزنه حينئذ افعأل وإنما

الهمزة أصلية على مذهب سيبويه، رحمه الله تعالى، وهو رباعي وزنه افعلل

كاطمأن وشبهه هذا من نصوص سيبويه وليس في الأفعال افعأل) وهي هُذَليَّة

شاذَّة؛ قال أَبو منصور: الصواب

(* قوله «قال أبو منصور الصواب إلخ» أنشده

الجوهري في عضل بالضاد كما رواه الليث، وقوله معطئلة بالطاء أي مع اهمال

العين كما هو ظاهر اقتصاره على تصويبه بالطاء ولكن وقع في التكملة نقط العين

ونص عبارتها بعد عبارة الأزهري وصدق الأزهري فان أبا عبيد ذكر في الغريب

المصنف في باب مفعلل المغطئل الراكب بعضه بعضاً) مُعْطَئلَّة، بالطاء،

وهي النَّاعمة؛ ومنه قيل: شجر عَيْطَلٌ أَي ناعم.

والعَضَلة: شُجَيرةٌ مثل الدِّفْلى تأْكُلُه الإِبل فتشرب عليه كلَّ يوم

الماء

(* هكذا في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً) قال أَبو منصور:

أَحْسَبه

(* قوله «قال أبو منصور أحسبه إلخ» عبارته في التهذيب: لا أدري أهي

العضلة أم العصلة ولم يروها لنا الثقات عن أبي عمرو).

العَصَلة، بالصاد المهملة، فصحف.

والعَضَل، بفتح الضاد والعين: الجُرَذُ، والجمع عِضْلانٌ. ابن

الأَعرابي: العَضَلُ ذَكَر الفأْر، والعَضَل: موضع، وقيل: موضع بالبادية كثير

الغِياض. وعَضَلٌ: حَيٌّ وبَنُو عُضَيْلة: بطن. وقال الليث: بَنُو عَضَلٍ

حَيٌّ من كِنانة، وقال غيره: عَضَلٌ والدِّيش حَيَّانِ يقال لهما القارَة

وهُمْ من كِنانة. وقال الجوهري: عَضَل قبيلة، وهو عَضَل بن الهُون بن

خُزَيْمة أَخو الدِّيشِ، وهما القارَة.

عضل
العَضَلَة، مُحرّكةً وكسَفينَةٍ: كلُّ عَصَبَةٍ مَعَهَا لَحْمٌ غَليظٌ، وَقد عضل كفرح عضلاً فَهُوَ عضل ككَتِفٍ، ونَدُسٍ هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ وبضَمَّتَيْن مُشَدَّد اللاّمِ، قالَ بعضُ الأَغْفالِ: لَو تَنْطِحُ الكُنادِرُ العُضُلاَّ فَضَّتْ شُؤونَ رَأْسِه فافْتَلاَّ صَار كثيرَ العَضَل، أَو ضَخُمَتْ عَضَلَةُ ساقِه، وَقَالَ الليثُ: العَضلَةُ: كلُّ لَحْمِةٍ غَليظةٍ مُنْتَبِرَةٍ، مثل لَحْمِ الساقِ والعَضُدِ، وَفِي الصِّحَاح والعُباب: كلُّ لَحْمَةِ مُجتَمِعةٍ مُكتَنِزةٍ فِي عَصَبَةٍ فَهِيَ عَضَلَةٌ. وعَضَلَ عَلَيْهِ عَضْلاً: ضَيَّقَ وحالَ بَينه وَبَين مُرادِه. وَفِي الصِّحَاح: عَضَّلَ عَلَيْهِ تَعْضِيلاً وعَضَّلَ بِهِ الأمرُ: أَي اشتدَّ، عَن ابْن دُرَيْدٍ كَأَعْضَلَ إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِ الحِيَلُ، وأصلُ العَضْلِ: المَنْعُ والشِّدّة. وأَعْضَلَه الأمرُ: غَلَبَه. عَضَلَ المرأةَ يَعْضِلُها، مُثَلَّثَةً، قَالَ شَيْخُنا: الضمُّ هُوَ الأفْصَحُ الأعرَف، وَبِه رَدَّ الذِّكْرُ، والكسرُ لغةٌ حَكَاهَا فِي الاقْتِطافِ كابنِ القَطّاعِ وابنُ سِيدَه، وأمّا الفَتحُ فَلَا يُعرَفُ وَلَا وَجْهَ لَهُ إِذْ لَا مُوجِبَ لَهُ، كَمَا لَا يَخْفَى، وَالله تَعالى أَعْلَمُ، قلتُ: وكأنّ المُصَنِّف يَعْنِي بالتثليثِ أنّه من الأبوابِ الثَّلَاثَة: نَصَرَ وضَرَبَ وعَلِمَ، لَا أنّه من حَدِّ مَنَعَ، كَمَا يُتَبادَرُ إِلَى فِي الذِّهْنُ، فتأمَّلْ. عَضْلاً بالفَتْح وعِضْلاً وعِضْلاناً بكسرِهما نَقَلَهُما الفَرّاءُ وعَضَّلَها تَعْضِيلاً: إِذا مَنَعَها الزَّوْجَ أَي من التَّزَوُّجِ ظُلماً، قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: فَلَا تَعْضِلوهُنَّ من أَن يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ قيل: خِطابٌ للأزواجِ، وَقيل: للأولِياءِ، وأمّا قَوْله تَعالى: وَلَا تَعْضُلوهُنَّ لتَذهَبوا ببَعضِ مَا آتَيْتُموهُنَّ إلاّ أَن يَأْتِينَ بفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فإنّ العَضْلَ فِي هَذِه الآيةِ من الزوجِ لامرأتِه، وَهُوَ أَن يُضارَّها وَلَا يُحسِنَ عِشْرَتَها ليَضطَرَّها بذلك إِلَى الافْتِداءِ مِنْهُ بمَهرِها الَّذِي أَمْهَرَها، سَمّاه الله تَعالى عَضْلاً لأنّه يَمْنَعها حَقَّها من النَّفَقَةِ وحُسنِ العِشرةِ، كَمَا أنّ الوَلِيَّ إِذا مَنَعَ حُرمتَه من التزويجِ، فقد مَنَعَها الحقَّ الَّذِي أُبيحَ لَهَا من النِّكاحِ إِذا دَعَتْ إِلَى كُفْءٍ لَهَا.)
منَ المَجاز: عضَّلَ بهم المَكانُ تعضيلاً: إِذا ضاقَ. عَضَّلَت الأَرضُ بأَهلِها: إِذا غَصَّت بهم.
نَقله الجَوْهَرِيّ، أَي لكَثرَتِهم، وأَنشدَ لأَوْسٍ:
(ترى الأَرضَ مِنّا بالفضاءِ مَريضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنّا بجَمْعٍ عرَمرَمِ)
عضَّلَت المَرأَةُ بولَدِها تَعضيلاً: إِذا نَشِبَ الولَدُ فخرَجَ بعضُه وَلم يَخرُجْ بعضٌ، فَبَقيَ مُعترضاً، وكانَ أَبو عبيدَةَ يرى هَذَا من إعضال الأَمر، وَيَرَاهُ مِنْهُ، وَقيل: عَضَّلَت: إِذا عَسُرَ عَلَيْهَا وِلادُهُ كأَعضَلَتْ فَهِيَ مُعْضِلٌ، بِغَيْر هاءٍ، ومُعَضِّلٌ، أَيضاً كمُحَدِّثٍ، وَكَذَا الدَّجاجَةُ بِبَيضِها، وغيرُها كالشّاءِ والطّيرِ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وَإِذا الأُمورُ أَهَمَّ غِبُّ نِتاجِها ... يَسَّرْتَ كُلَّ مُعَضِّلٍ ومُطَرِّقِ)
وَقَالَ الليثُ: يُقَال للقطاةِ إِذا نَشِبَ بَيضُها: قَطاةٌ مُعَضِّلٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: كلامُ العَربِ: قَطاةٌ مُطَرِّقٌ، وامرأَةٌ مُعَضِّلٌ، وأَنشدَ الصَّاغانِيّ لِنَهْشَلِ بنِ حرِّيٍّ:
(تَرى الرِّجالَ قُعوداً فايحونَ لَهَا ... دأْبَ المُعَضِّلِ قد ضاقَت مَلاقيها) والغَنَمُ مَعاضِيلُ. وَقَالَ أَبو مَالك: عَضَّلَتِ المرأَةُ بولَدِها: إِذا غَصَّ فِي فَرجِها فَلم يَخرُجْ وَلم يَدخُلْ، وَفِي حَدِيث عِيسَى عَلَيْهِ السلامُ: أَنَّه مرَّ بظَبيَةٍ قد عضَّلَها ولَدُها، مَعناهُ أَنَّ ولدَها جعلَها مُعَضِّلَةً، حَيْثُ نَشِّبَ فِي بَطنِها ولَم يَخرُجْ، قَالَه ابنُ الأَثير. وتَعَضَّلَ الدَّاءُ الأَطِبّاءَ، وأَعضَلَهُم: غلبَهُم فأَعياهُم دواؤُه. وداءٌ عُضالٌ، كغُرابٍ: شديدٌ مُعْيٍ غالِبٌ، قَالَت ليلى:
(شَفاها من الدَّاءِ العُضالِ الَّذِي بهَا ... غُلامٌ إِذا هَزَّ القَناةَ سَقاها)
وَقَالَ شَمِرٌ: الدَّاءُ العُضالُ: المُنكَرُ الَّذِي يَأْخُذُ مُبادَهَةً، ثُمَّ لَا يَلبَثُ أَنْ يَقتُلَ، وَهُوَ الَّذِي يُعيِي الأَطِبّاءَ عِلاجُهُ، وَقَالَ ابْن الأَثير: هُوَ المَرَضُ الَّذِي يُعجِزُ الأَطِبّاءَ فَلَا دواءَ لَهُ. وحَلْفَةٌ عُضالٌ: شديدَةٌ لَا مَثْنَوِيَّةَ فِيهَا، أَي غيرَ ذاتِ مَثْنَوِيَّةٍ، قَالَ: إنِّي حلَفْتُ حَلْفَةً عُضالا. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: عُضالٌ هُنَا: داهِيَةٌ عَجيبَةٌ، أَي حلَفتُ يَميناً داهِيَةً شديدَةً. واعْضَأَلَّت الشَّجرَةُ، بِالْهَمْز، كاطْمَأَنَّتْ: كَثُرَتْ أَغصانُها والتَفَّتْ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأَنشد:
(كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ ... تَرَأَّدَ فِي غُصونٍ مُعْضَئِلَّهْ)
هَمَزَ على قولِهِم: دَأَبَّة، وَهِي هُذَلِيَّة شاذَّة، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الصّوابُ مُعْطَئِلَّة، بالطّاءِ، وَهِي النّاعِمَةُ. والعِضْلُ، بالكَسرِ: الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ الشَّديدُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. أَيضاً: الشيءُ الشديدُ القُبْحِ، كالمُعْضِلِ كمُحْسِنٍ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ أَيضاً، وأَنشدَ:)
ومِنْ حِفافَيْ لِمَّةٍ لِي عِضْلِ العَضَلُ، بالتَّحريكِ: ع، بالباديةِ كثيرُ الغِياضِ، كَمَا فِي العُبابِ، أَو هُوَ بِالْفَتْح. عَضلُ بنُ الهُوْنِ بنِ خُزَيْمَةَ: أَبو قبيلَةٍ، أَخو الدَّيشِ، وهما القارَةُ من كِنانَةَ، وَقد تقدَّم شيءٌ من ذلكَ فِي قور، وَفِي ديش. العَضلُ: الجُرَذُ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: هُوَ ذَكَرُ الفأْرِ، وسِياقُ كلامِ الجَوْهَرِيّ يَقتضي أَنَّه بضَمِّ العَينِ، إِذْ أَتى بِهِ عَقِبَ قولِهِ: العُضْلَة، بالضَّمِّ: الدَّاهِيَةُ، ثُمَّ قَالَ والعُضَلُ الجُرَذُ وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي سَائِر النُّسَخِ بضَمِّ العيْنِ، وَلَيْسَ كذلكَ، وإنَّما هُوَ بالتَّحريكِ فَقَط، كَمَا ضبطَه ابْن الأَعْرابِيّ وغيرُهُ من الأَئمَّةِ، ولمّا لمْ يَهْتَدِ لِما قلناهُ شيخُنا رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: كلامُ المُصنِّف هُنَا غيرُ مُحرَّرٍ فَلَا يُدْرَى الاعْتِراضُ على أَيِّ شيءٍ، وَالَّذِي فِي أُصولِ الصِّحاحِ هُوَ مَا حَكَاهُ المُصنِّف وصَوَّبَهُ، انْتهى، فتأَمَّلْ ذَلِك. ج: عِضْلانٌ، بالكَسر نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أَبي نَصْرٍ. العُضَلُ، كصُرَدٍ وقٌ فْلٍ: الدَّواهي، الواحِدُ عُضْلَةٌ، بالضَّمِّ، يُقال: إنَّه عُضْلَةٌ من العُضَلِ: أَي داهيةٌ من الدَّواهي، كَمَا فِي الصحاحِ. عُضَلُ، كصُرَدٍ: ع. وبَنو عُضَيْلَةَ كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ من العربِ، عَن ابْن دُرَيْدٍ. والمُعضِلاتُ: الشَّدائدُ، جمع مُعضِلَةٍ، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَعوذُ بِاللَّه من كلِّ مُعضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبو الحَسَنِ، ويُروَى: مُعَضِّلَة، أَرادَ المسأَلَةَ أَو الخُطَّةَ الصَّعبةَ، وَفِي حَدِيث الشَّعبيِّ أَنَّه كَانَ إِذا سُئِلَ عَن مُعضِلَةٍ قَالَ: زَبّاءُ ذاتُ وبَرٍ أَعْيَتْ قائدَها وسائقَها لَو ورَدَت على أَصحابِ محمَّدٍ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لعَضَّلَتْ بهم، ويُروَى لأَعْضَلَتْ بهم. قَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعناهَ أَنَّهم يَضيقونَ بالجَوابِ عَنْهَا ذَرْعاً لإشكالِها، وَفِي حَدِيث معاوِيَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَقد جاءَتْهُ مَسأَلَةٌ: مُعضِلَةٌ وَلَا أَبا حَسَنٍ. قَالَ ابْن الأَثيرِ: أَبو حَسَنٍ مَعرِفَةٌ وُضِعَتْ مَوضِعَ النَّكِرَةِ، كأَنَّه قَالَ: وَلَا رَجُلَ لَهَا كأَبي حَسَنٍ، لأنَّ لَا النّافية تَدخُلُ على النَّكراتِ دون المَعارف. والعِضْيَلُّ، كقِرْشَبٍّ: اللَّئيمُ الضَّيِّقُ الخُلُقِ، كَمَا فِي العُبابِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: عضَلْتُهُ عَضْلاً: ضرَبْتُ عضَلَتَهُ. وَفِي صفةِ سيِّدنا رَسُول الله صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم أَنَّه كانَ مُعَضَّلاً، أَي مُوَثَّقَ الخَلْقِ، وَفِي روايةٍ مُقَصَّداً، وَهُوَ أَثْبَتُ. والعَضِلَةُ من النِّساءِ: المُكْتَنِزَةٌ السَّمِجَةُ. وعضَّلَ عَلَيْهِ فِي أَمرِ تعضيلاً: ضيَّقَ وَحَال بَينه وبينَ مَا يُريدُ. وعَضَّلَ الشيءُ عَن الشيءِ: ضاقَ. والمُعَضِّلُ من السِّهامِ، كمُحَدِّثٍ: الَّذِي يَلتَوي إِذا رُمِيَ بِهِ، هَكَذَا رواهُ عليُّ بنُ حمزَةَ، وذكرَهُ غيرُه بالصَّادِ المُهملَةِ، وَقد تقدَّم. والمُعَضِّلَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: الَّتِي يَعسُرُ عَلَيْهَا ولَدُها)
حتّى تَموتَ، قَالَه اللِّحيانِيُّ. وَيُقَال: أَنزَلَ بِي القومُ أَمراً مُعضِلاً، وأَمراً عُضالاً: لَا أَقومُ بِهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(ولَمْ أَقْذِفْ لِمُؤْمِنَةٍ حَصانٍ ... بإذْنِ الله مُوجِبَةً عُضالا) ويُقال: الأَمرُ أَوَّلُه عُضالٌ، فَإِذا لَزِمَ فَهُوَ مُعضِلٌ. وَيُقَال: عَضَّلَت النّاقَةُ تَعضيلاً وبَدَّدَت تَبديداً، وَهُوَ الإعياءُ من المَشيِ والرُّكوبِ وكُلِّ عملٍ. وعَضَلَ بِي الأَمرُ وأَعْضَلَ بِي وأَعْضَلَني: اشتدَّ وغَلُظَ واسْتَغْلَقَ، قَالَ الأُمَوِيُّ فِي تَفْسِير قَول عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَعْضَلَ بِي أَهلُ الكوفَةِ مَا يَرضَوْنَ بأَميرٍ، هُوَ من العُضالِ، وَهُوَ الأَمرُ الشديدُ الَّذِي لَا يقومُ بِهِ صاحبُه، أَي ضاقَتْ علَيَّ الحِيَلُ فِي أَمرِهم وصَعُبَتْ علَيَّ مُداراتُهُم. والمُعضِلَةُ، كمُحسِنَةٍ ومُحَدِّثَةٍ: الخُطَّةُ الضَّيِّقَةُ المَخارِجِ. العضَلَةُ، مُحرَّكَةً: شَجَرُ الدِّفْلَى، أَو يُشبههُ، عَن أَبي عَمرو، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَحْسِبُهُ العَصَلَةَ بالصّادِ فصُحِّفَ، قَالَ الصَّاغانِيُّ: والصّوابُ مَا قَالَه الأَزْهَرِيُّ.
عضل: {فلا تعضلوهن}: تمنعوهن.

الجبالُ

الجبالُ:
جمع جبل: اسم علم للبلاد المعروفة اليوم باصطلاح العجم بالعراق، وهي ما بين أصبهان إلى زنجان وقزوين وهمذان والدينور وقرميسين والرّيّ وما بين ذلك من البلاد الجليلة والكور العظيمة، وتسمية العجم له بالعراق غلط لا أعرف سببه، وهو اصطلاح محدث لا يعرف في القديم، وقد حدّدنا العراق في موضعه وذكرنا اختلاف العلماء فيه، فلم يرد لأحدهم فيه قول مشهور ولا شاذّ ولا يحتمله الاشتقاق، وقد ظننت أن السبب فيه أن ملوك السلجوقية كان أحدهم إذا ملك العراق دخلت هذه البلاد في ملكه فكانوا يسمّونه سلطان العراق، وهذا أكثر مقامه بالجبال، فظنّوا أن العراق الذي منسوب إليه ملكه، هو الجبال، والله أعلم، ألا ترى أبا دلف العجلي كيف فرّق بينهما فقال:
وإني امرؤ كسرويّ الفعال، ... أصيف الجبال وأشتو العراقا
وألبس للحرب أثوابها، ... وأعتنق الدارعين اعتناقا
وإنما اختار أبو دلف ذلك ليسلم في الصيف من سمائم العراق وذبابه وهوامّه وحشراته وسخونة مائه وهوائه، واختار أن يشتو بالعراق ليسلم من زمهرير الجبال وكثرة ثلوجه وبلغ هذان البيتان إلى عبد الله ابن طاهر وكان سيء الرأي في أبي دلف فقال:
ألم تر أنّا جلبنا الخيول، ... إلى أرض بابل، قبّا عتاقا
فما زلن يسعفن بالدارعين ... طورا حزونا، وطورا رقاقا
إلى أن ورين بأذنابها ... قلوب رجال أرادوا النفاقا
وأنت أبا دلف ناعم، ... تصيف الجبال وتشتو العراقا
فلما وقف أبو دلف على هذه الأبيات آلى على نفسه لا يصيف إلا بالعراق ولا يشتو إلا بالجبال، وقال:
ألم ترني، حين حال الزمان، ... أصيف العراق وأشتو الجبالا
سموم المصيف وبرد الشتاء، ... حنانيك حالا أزالتك حالا
فصبرا على حدث النائبات، ... فإن الخطوب تذلّ الرجالا

عذب

(عذب) عذبا ترك الْأكل لشدَّة الْعَطش وَيُقَال عذب الْأكل فَهُوَ عاذب وعذوب
وَعنهُ كف وَفُلَانًا عَن الشَّيْء مَنعه وكفه

(عذب) الطَّعَام وَالشرَاب عذوبة سَاغَ
(عذب) - في الحديث: "أَنّه كان يُستَعذَب له المَاءُ من بُيوتِ السُّقْيَا".
: أي يُطْلَب له المَاءُ العَذْب. يقال: استعْذَبْنَا: أي استَقَينا وشَرِبْنا عَذْبًا، وأَعذَبْنا: عَذُبَ مَاؤُنا: أي طاب.
والعُذَيْب يأتي ذِكرُه في الأَخْبار وهو مَاءٌ لِبَنِى تَميمِ على مَرحَلَة من الكُوفَة؛ سُمِّى به لأنه طَرَف أرضِ العَربِ، مُشتَقُّ من العَذَبة، وهو طَرَف العِمَامَة المُرسَلَ من خَلْف، وعَذَبة اللِّسان وغَيرِه: طَرَفُه، والعُذيْب: أَحدُ حَدَّى أرض العرب في الَأرضِ.
- في حديث الحَجَّاجِ: "ماء عِذَابٌ"
يقال: مَاءَةٌ عَذْبَة، وماء عِذَاب جَمْعُه .
ع ذ ب : عَذُبَ الْمَاءُ بِالضَّمِّ عُذُوبَةً سَاغَ مُشْرَبُهُ فَهُوَ عَذْبٌ وَاسْتَعْذَبْتُهُ رَأَيْتُهُ عَذْبًا وَجَمْعُهُ عِذَابٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَعَذَّبْتُهُ تَعْذِيبًا عَاقَبْتُهُ وَالِاسْمُ الْعَذَابُ وَأَصْلُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الضَّرْبُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ عُقُوبَةٍ مُؤْلِمَةٍ وَاسْتُعِيرَ لِلْأُمُورِ الشَّاقَّةِ فَقِيلَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ وَعَذَبَةُ اللِّسَانِ طَرَفُهُ وَالْجَمْعُ عَذَبَاتٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبَاتٍ وَيُقَالُ لَا يَكُونُ النُّطْقُ إلَّا بِعَذَبَةِ اللِّسَانِ وَعَذَبَةُ السَّوْطِ طَرَفُهُ وَعَذَبَةُ الشَّجَرَةِ غُصْنُهَا وَعَذَبَةُ الْمِيزَانِ الْخَيْطُ الَّذِي تُرْفَعُ بِهِ. 
ع ذ ب

ما أرق عذبة لسانه، والحق على عذبات ألسنتهم. وخفقت على رأسه العذب وهي خرق الألوية. وعذّب سوطه وهدبه: جعل له علاقة. وهم يستعذبون الماء: يستقونه عذباً. ونساء عذاب الثنايا. وفلان مفتون بالأعذبين وهما الخمر والرضاب. وفي حديث عليّ وقد شيع سرية: أعذبوا عن النساء أي عن ذكرهنّ. يقال: أعذب عن الشيء واستعذب عنه إذا امتنع، ويقال: أعذبوا عن الآمال أشدّ الإعذاب فإنّ الآمال تورث الغفلة وتعقب الحسرة.

ومن المجاز: فلان لا يشرب المعذبة وهي الخمرة الممزوجة. وقال ذو الرمة:

إذا ارفض أطراف السياط وهلّلت ... جروم المطايا عذّبتهنّ صيدح

لشدة سيرها.

عذب


عَذَبَ(n. ac. عَذْب)
a. [acc. & 'An], Hindered, prevented withheld from.
b. ['An], Left, left undone (affair).
c. Was unable to eat from excessive thirst.

عَذِبَ(n. ac. عَذَب)
a. Was slimy, dirty (water).
عَذُبَ(n. ac. عَذَاْبَة)
a. Was sweet, agreeable, pleasant, palatable.

عَذَّبَ
a. [acc. & 'An], Hindered, prevented, withheld from.
b. Punished, corrected, chastised; tormented
tortured.

أَعْذَبَa. see I (a) (b).
c. Cleansed, purified (water).
d. Had, found sweet water.

تَعَذَّبَ
a. [ coll. ], Was punished
chastised.
b. Was in pain, suffered.

إِسْتَعْذَبَa. see I (b)b. Found sweet (water).
c. Drew sweet, fresh water.
عَذْبa. Sweet, pleasant, agreeable, palatable.

عَذْبَةa. Green moss; water-lentil; duck-weed.

عَذَبa. Straw; floating impurities; scum; drift.
b. Twigs, branches.

عَذَبَةa. A straw.
b. Twig, branch.
c. see 1t
عَذَبِيّa. Generous.

عَذِبa. Slimy (water).
عَذِبَةa. see 1t
عَاْذِبa. see 26
عَذَاْب
(pl.
أَعْذِبَة
&
a. عَذَابَات ), Punishment
chastisement, castigation.
b. Pain; torture.

عَذَاْبَةa. Womb.

عَذُوْبa. Parched.
b. Unsheltered.

عُذُوْبَةa. Sweetness ( of water ).
[عذب] العَذْبُ: الماء الطيَب. وقد عَذُبَ عُذوبةَ. ويقال للرِيق والخمر: الأعذبان. واستعذبَ القوم ماءهم، إذا استقَوه عَذْباً. واستعذَبه، أي عدَّه عذْباً. ويُسْتَعذَب لفلانٍ من بئر كذا، أي يُستقى له. وعَذَبَةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق. والعَذَبَة: إحدى عذبتي السوط . وقول ذى الرمة: غضف مهرتة الاشداق ضارية * مثل السراحين في أعناقها العذب يعنى السيور. وعذبة الميزان: الخيط الذي يُرْفع به. وعَذَبَةُ الشجر: غُصنه. والعَذَبَةُ: القذاةُ. وماء ذو عَذَبٍ، أي كثير القذى. يقال: أعْذِبْ حوضَكَ، أي انزعْ ما فيه من القَذى. وأعْذَبْتُهُ عن الأمر، إذا منعتَه عنه. يقال: أعْذِبْ نفسَكَ عن كذا، أي اظلفها عنه. والعذوب من الدواب وغيرها: القائمُ الذي لا يأكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ. والعذاب: العقوبة، وقد عذبته تعذيبا. والعذيب: ماء لتميم. وعاذب: مكان. أبو عمرو: العُذَبِيُّ الكريم الأخلاق، بالذال المعجمة . وأنشد لكُثيِّر : سَرَتْ ما سَرَتْ من ليلها ثم أعْرَضَتْ * إلى عذبى ذى غناء وذى فضل
عذب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه شيّع / سريّة 4 / الف أَو جَيْشًا فَقَالَ: أعذِبوا عَن النِّسَاء. يَقُول: امنعوا أَنفسكُم عَن ذكر النِّسَاء وشَغل الْقُلُوب بِهن فَإِن ذَلِك يَكسِركم عَن الْغَزْو وكل من منعته شَيْئا فقد أعذبته قَالَ عبيد بن الأبرص: [الْكَامِل]

وتبدّلوا اليعبوبَ بعد إلههم ... صنما فَقَرّوا (فَقَرّوا) يَا جديل وأعْذِبوا ... والعاذب والعَذوب سَوَاء. وَيُقَال للْفرس وَغَيره: عَذوب إِذا بَات لَا يَأْكُل شَيْئا وَلَا يشرب لِأَنَّهُ مُمْتَنع من ذَلِك قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي يصف ثورا: [الطَّوِيل] فباتَ عَذوبا للسماء كأنّه ... سُهَيلٌ إِذا مَا أفردَتْه الكواكِبُ ... شبّهه بسُهَيل لِأَن الْكَوَاكِب تَزُول عَنهُ وَيبقى مُنْفَردا لَيْسَ مَعَه شَيْء مِنْهَا. وَيُقَال: العَذوب الَّذِي بَات وَلَيْسَ بَينه وَبَين السَّمَاء سِتر قَالَ: وَكَذَلِكَ العاذب.
عذب
عَذُبَ الماءُ عُذُوْبَةً فهو عَذْبٌ وعَذِيْب: أي طيب. وأعْذَبُوا: عَذُبَ ماؤهم. واسْتَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا عَذْباً. والمُعَذبَةُ: الخَمْرَة أكْثِرَ ماؤها. وعَذبَ الحِمارُ وغيرُه عَذْباً وعُذُوْباً فهو عاذب وعَذُوْبٌ: لا يأكُلُ من شدة العَطَش، وقيل: إذا امْتَنَعَ من الأكْل والشرْب. وكذلك رَجُلٌ عاذب: لا صائمٌ ولا مُفْطر.
والعَذُوْبُ والعاذِبُ: الذي ليس بَيْنَهُ وبين السماء سِتْرٌ. والعَذُوْبُ: اللبَنُ القَليل. وما ذُقْتُ عذُوْباً: أي شيئاً. وأعْذبْتُه وعَذبْتُه جميعاً: مَنَعْتَه شيئاً. والمُعَذبُ: يَجيءُ اسْماً، ونَعْتاً للفاسِق.
وعَذَبَةُ السوْطِ: طَرفُه.
والعَذَبَةُ: أسَلَةُ قَضيب البَعير، والجميعُ: العَذَب. والمُرْسَلَةُ من شِرَاك النعْل. والدمَنُ من القِشْرِ والعِيْدانِ نوق الماء، وكذلك العَذَب، ويُخَففُ في هذا فيُقال: العذْبَة، ويُقال: عَذبِ الحَوْضَ: أي انْزِعْ عذَبَه، والجَميعُ: أعذاب. والعذَبَةُ أيضاً: ما يَخْرج من البُر والطعام مِثْل الحُفَالَة إلا أنه أرْدَأ منها. والغُصْنُ، ويُخَفف فيُقال العَذْبَة أيضاً. والخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِيْزَان.
والأعْذَ ابُ: الغُصَصُ.
والعَذْبُ: شجَرَةٌ تُموت البُعْرانَ. والثوْبُ المُنْخَرِقُ المُبْتَذَل. والعُذَيْبُ: ماءٌ لِبَني تميم.
والاعْتِذَابُ: أنْ تُسْبِل للعمامَة عَذَبَتَيْنِ من خَلْفِها.
والعُذَبي: الكَرِيمُ الأخْلاقي لا عَيْبَ فيه. وأعْذبْهُ عن ظلْمِه: امْنَعْه. واسْتَعْذَبْتُ عنكَ: انْتَهَيْت. والعَذَابَةُ: الرحِم.
[عذب] "فتحنا عليهم بابًا ذا "عذاب" شديد" هو السيف والقتل. نه: كان "يستعذب" له الماء من بيوت السقيا، أي يحضر له منها الماء العذب وهو الطيب الذي لا ملوحة فيه، أعذبنا واستعذبنا شربنا عذبًا واستقينا عذبًا. مف: أي يجاء به من مسيرة يومين لأن ماء المدينة كان مالحًا أو مرًا. ج: أليس بها ماء "يستعذب"، أي يوجد عذبًا أي حلوًا طيبًا مشروبًا. نه: ومنه: خرج "يستعذب" الماء، أي يطلب الماء العذب. وفي ذم الدنيا: "اعذوذب" جانب منها واحلولى، هما افعوعل من العذوبة والحلاوة وهو بناء مبالغة. وفيه: ماء "عذاب" يقال: ماء عذبة وعذاب، على الجمع لأن الماء جنس للماءة. وح: "أعذب" أفواهًا- يجيء في أنتق من ن. و"العذيب" اسم ماء لبني تميم سمي بتصغير العذب، وقيل: من العذبة طرف الشيء لأنه طرف أرض العرب. وفي ح علي: إنه شيع سرية فقال: "أعذبوا" عن ذكر النساء أنفسكم فإن ذلكم يكسركم عن الغزو، أي امنعوها، وكل من منعته شيئًا فقد أعذبته، وأعذب لازم ومتعد. وفيه: الميت "يعذب" ببكاء أهله عليه، يشبه أن يكون من حيث أنهم كانوا يوصون أهلهم بالبكاء والنوح عليهم وإشاعة النعي في الأحياء. ن: وقد يأول بأن الميت يرق قلبه ببكاء أهله فيكون له عذابًا وشدة- ويتم في عولت، وحملته عائشة على نسيان عمر وابنه. وح: إن الله "يعذب" من "يعذب" الناس، أي بغير حق كالقصاص. ج: ما من امرأة تتحلى ذهبًا إلا "عذبت"، هو إما قبل إباحة الذهب لهن أو فيمن لا تؤدى زكاة الحلية- ويتم في مقطعا. ط: حتى يكلمه "عذبة" سوطه، هو قد في طرفه. مف: يخبره بما أحدث أهله بعده أي في غيبته. غ: لألجمنك لجامًا "معذبًا"، أي مانعًا من ركوب الرأس.
عذب
ماءٌ عَذْبٌ طيّب بارد. قال تعالى: هذا عَذْبٌ فُراتٌ [الفرقان/ 53] ، وأَعْذَبَ القومُ:
صار لهم ماءٌ عَذْبٌ، والعَذَابُ: هو الإيجاع الشّديد، وقد عَذَّبَهُ تَعْذِيباً: أكثر حبسه في العَذَابِ. قال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً
[النمل/ 21] ، وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
[الأنفال/ 33] ، أي: ما كان يُعَذِّبُهُمْ عَذَابَ الاستئصالِ، وقوله: وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ [الأنفال/ 34] ، لا يُعَذِّبُهُمْ بالسّيف، وقال:
وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ
[الإسراء/ 15] ، وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
[الشعراء/ 138] ، وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ
[الصافات/ 9] ، وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ [البقرة/ 10] ، وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ

[الحجر/ 50] ، واختلف في أصله، فقال بعضهم: هو من قولهم: عَذَبَ الرّجلُ: إذا ترك المأكل والنّوم ، فهو عَاذِبٌ وعَذُوبٌ، فَالتَّعْذِيبُ في الأصل هو حمل الإنسان أن يُعَذَّبَ، أي: يجوع ويسهر، وقيل: أصله من العَذْبِ، فَعَذَّبْتُهُ أي: أزلت عَذْبَ حياته على بناء مرّضته وقذّيته، وقيل: أصل التَّعْذِيبِ إكثارُ الضّرب بِعَذَبَةِ السّوطِ، أي: طرفها، وقد قال بعض أهل اللّغة: التَّعْذِيبُ هو الضّربُ، وقيل:
هو من قولهم: ماءٌ عَذَبٌ إذا كان فيه قذى وكدر، فيكون عَذَّبْتُهُ كقولك: كدّرت عيشه، وزلّقت حياته، وعَذَبَةُ السّوطِ واللّسانِ والشجرِ: أطرافُها.
باب العين والذّال والباء معهما ع ذ ب، ب ذ ع يستعملان فقط

عذب: عَذُبَ الماءُ عُذوبةً فهو عَذْبٌ طيب، وأَعْذبتُه إعذاباً، واستعذبته، أي: أسقيته وشربته عَذْباً. وعَذَبَ الحمار يَعْذِبُ عَذْباً وعُذوباً فهو عاذِبٌ عَذوبٌ لا يأكل من شدة العطش. ويقال للفرس وغيره: عَذوبٌ إذا بات لا يأكل ولا يشرب، لأنه ممتنع من ذلك. ويَعْذِبُ الرّجل فهو عاذِبٌ عن الأكل، لا صائم ولا مُفْطِرٌ. قال عَبِيد :

وتَبَدَّلوا اليَعْبوبَ بعدَ إلَههم ... صنماً فَقَرّوا يا جَديلَ وأَعْذِبوا

وقال حُمَيْد :

إلى شجرٍ ألمَى الظّلال كأنّه ... رواهبُ أَحْرَمْنَ الشراب عذوب وتقول: أعذبتُه إعذاباً، وعذّبتُه تعذيباً، كقولك: فطّمته عن هذا الأمر، وكلّ من مَنَعْتَهُ شيئاً فقد أعْذَبْتَهُ. قال :

يَسُبُّ قومَك سبّاً غير تعذيب

أي: غير تفطيم. والعذوب والعاذب الذي ليس بينَه وبين السّماء سِتْر. قال النابغة الجعديّ :

فبات عَذوباً للسّماءِ كأنّه ... سهيلٌ إذا ما أفردَتْهُ الكواكبُ

والمعذّب قد يجيء اسماً ونعتاً للعاشق. وعَذَبَةُ السَّوط: طَرَفُه. قال :

مثلُ السّراحِينِ في أعناقِها العَذَبُ

يعني أطراف السُّيور التي قد قلّدت بها الكلاب. والعَذَبَةُ في قضيب البعير أَسَلَتُه. أي: المستدقّ من مقدّمه، ويجمع على عَذَب. وعذَبة شِراك النعل: المرسلة من الشّراك. والعُذَيْبُ: ماء لبني تميم.

بذع: البَذَعُ: شبه الفَزَع. والمبذوع كالمفزوع. قال الأعرابيّ: بُذِعُوا فأبْذَعَرُّوا. أي: فَزِعوا فتفرّقوا. 
عذب
عذُبَ يَعذُب، عُذوبَةً، فهو عَذْب
• عذُب الطَّعامُ أو الشَّرابُ: كان سائغًا حسَن الطَّعم "يتميّز نهرُ النيل بعذوبة مائه- {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ".
• عَذُب الكلامُ أو اللَّحنُ: كان حسَن الوقع في الأذن "امتاز بعذوبة ألحانه- تكلَّم بعذوبة- تلاوة عَذْبَة". 

أعذبَ يُعذِب، إعذابًا، فهو مُعذِب، والمفعول مُعذَب
• أعذب الماءَ: جعله حُلْوًا مستساغَ الطَّعم. 

استعذبَ يستعذب، استعذابًا، فهو مُستعذِب، والمفعول مُستعذَب
• استعذب الماءَ ونحوَه: وجده سائغًا للشُّرب، حسَنَ الطَّعم "استعذب عصيرَ البرتقال فأكثر منه- استعذب الطَّعامَ- استعذب الموتَ في سبيل الله".
 • استعذب الكلامَ أو الغناءَ: وجده حسَنَ الوقع "استعذب الشِّعرَ/ الصَّوتَ/ التِّلاوةَ". 

تعذَّبَ في يتعذَّب، تعذُّبًا، فهو مُتعذِّب، والمفعول مُتعَذَّب فيه
• تعذَّب في السِّجن: عانى من العَذاب، قاسَى آلامًا نفسيَّةً وجسديَّة "مُتعذِّب في حياته". 

عذَّبَ يُعذِّب، تعذيبًا، فهو مُعذِّب، والمفعول مُعَذَّب
• عذَّب المتَّهمَ: عاقبه عقابًا مؤلمًا جسديًّا أو نفسيًّا "عذّبتني الأيّامُ واللَّيالي- تعذيب النّفس أقوى من تعذيب البدن- {وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} ".
• عذَّب الشَّيءَ: حبَسَه. 

تعذيب [مفرد]: مصدر عذَّبَ.
• تعذيب مياه البحار: تحليتها. 

عذاب [مفرد]:
1 - ألمٌ جسديٌّ أو نفسيٌّ شديد، كلّ ما شقَّ على النَّفس احتماله، عكْسه نعيم "عذاب الضَّمير/ الحُبِّ- السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ [حديث] ".
2 - عقاب ونكال " {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: مؤلم شديد- {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} ".
• العذابان:
1 - عذاب القبر وعذاب جَهنَّم.
2 - السَّفر والبِناء. 

عَذْب [مفرد]: ج عِذاب وعُذوب، جج عذابات وأَعْذِبَة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عذُبَ.
• الماء العَذْب: (كم) ماءٌ قلّت نسبةُ الأملاح الذَّائبة فيه بحيث أصبح سائغًا، يقابله الماء المِلْح. 

عُذوبَة [مفرد]: مصدر عذُبَ. 
الْعين والذال وَالْبَاء

العَذْبُ من الشَّرَاب وَالطَّعَام: كل مستساغ مَاء عذب وركية عذبة، وَفِي الْقُرْآن: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ) وَالْجمع عِذَابٌ وعُذُوب، قَالَ أَبُو حَيَّة النميري.

فَبَيَّتْن مَاء صافِيا ذَا شَرِيعَةٍ ... لَهُ غَلَلٌ بينَ الإجامِ عُذُوبُ

أَرَادَ بغلل الْجِنْس فَلذَلِك جمع الصّفة.

وعَذُبَ المَاء عُذوبَةً.

وأعْذَبَهُ الله: جعله عَذْبا عَن كرَاع.

وأعْذبَ الْقَوْم: عَذُبَ ماؤهم.

واسْتَعْذَبُوا: استقوا وَشَرِبُوا مَاء عَذْبا.

واسْتَعْذَبَ لأَهله. طلب لَهُم مَاء عَذْبا.

وَامْرَأَة مِعْذَابُ الرِّيق: سائغته حلوته، قَالَ أَبُو زبيد:

إِذا تَظَنَّيْتَ بَعْدَ النَّوْمِ عِلَّتها ... نَبَّهْتَ طَيَّبَةَ العِلاَّتِ مِعْذَابا

والأعْذَبانِ: الطَّعَام وَالنِّكَاح. وَقيل: الْخمر والريق، وَذَلِكَ لعذوبتهما.

وَإنَّهُ لَعَذْبُ اللِّسَان، عَن اللحياني. قَالَ: شبه بالعذب من المَاء.

والعَذِبَةُ بِالْكَسْرِ عَن اللحياني: أردأ مَا يخرج من الطَّعَام فَيَرْمِي بِهِ.

والعَذِبَةُ والعَذَبَةُ: القذاة. وَقيل: هِيَ القذاة تعلو المَاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَذَبَةُ بِالْفَتْح الكدرة من الطحلب والعرمض وَنَحْوهمَا. وَقيل: العَذَبَةُ والعَذِبَةُ والعَذْبةُ: الطحلب نَفسه والدمن يَعْلُو المَاء.

وَمَاء عَذِبٌ: كثير القذا والطحلب، أرَاهُ على النّسَب لِأَنِّي لم أجد لَهُ فعلا. وأعْذَبَ الْحَوْض: نزع مَا فِيهِ من القذا والطحلب وكشفه عَنهُ.

وَمَاء لَا عَذِبَةَ فِيهِ: أَي لَا رعي، عَن كرَاع.

وكل غُصْن: عَذَبَةٌ وعَذِبَةٌ.

والعَذِبُ: مَا أحَاط بالدبرة.

والعاذِبُ والعَذُوبُ: الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَين السَّمَاء ستر.

قَالَ الْجَعْدِي يصف ثورا:

فَباتَ عَذُوبا للسَّماءِ كأنَّهُ ... سُهَيْلٌ إِذا مَا أفْرَدَتْهُ الكَوَاكِبُ

وعَذَبَ الرجل وَالْحمار وَالْفرس يَعْذِب عَذْبا وعُذُوبا، فَهُوَ عاذِبٌ وَالْجمع عُذُوبٌ وعَذُوبٌ وَالْجمع عُذُبٌ: لم يَأْكُل من شدَّة الْعَطش. وَأما قَول أبي عبيد: وَجمع العَذُوبِ عُذُوبٌ فخطأ لِأَن فعولًا لَا يكسر على فعول.

والعاذِبُ من جَمِيع الْحَيَوَان: الَّذِي يطعم شَيْئا. وَقد غلب على الْخَيل وَالْإِبِل. وَالْجمع عُذُوبٌ كساجد وَسُجُود.

وَقَالَ ثَعْلَب: العَذُوب من الدَّوَابّ: الَّذِي يرفع رَأسه فَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب، وَالْجمع عُذُب.

والعاذِبُ: الَّذِي يبيت لَيْلَة لَا يطعم شَيْئا.

وَمَا ذاق عَذُوبا كَعَذوف.

وعذَبه عَنهُ عَذْبا وأعذبَه وعذّبه: مَنعه وفطمه.

وأعْذَبه عَن الظُّلم: مَنعه وكفه.

وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ انه شيع سَرِيَّة أَو جَيْشًا فَقَالَ: أعْذِبُوا عَن النِّسَاء. أَي امنعوا انفسكم من ذكر النِّسَاء وشغل الْقُلُوب بِهن.

واستعذب عَن الشَّيْء: انْتهى.

وعذَبَ عَن الشَّيْء وأعْذَبَ واسْتعذَبَ كُله: كف وأضرب.

والعَذَابُ: النَّكال. وكسره الزّجاج على أعذبَةٍ، فَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (يُضَاعَفْ لَهَا العذابُ ضِعْفَين) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تُعَذَّبُ ثَلَاثَة أعْذِبَةٍ: فَلَا أَدْرِي أَهَذا نَصقَول أبي عُبَيْدَة أم الزّجاج اسْتَعْملهُ.

وَقد عَذَّبَه، وَلم يسْتَعْمل غير مزِيد. وَقَوله تَعَالَى (ولَقَدْ أخَذْناهُمْ بِالعَذابِ) قَالَ الزّجاج: الَّذِي أُخذوا بِهِ الْجُوع.

واستعار الشَّاعِر التعذيبَ فِيمَا لَا حس لَهُ فَقَالَ:

لَيْسَتْ بِسْودَاءَ مِنْ مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ ... ولمْ تُعَذَّبْ بِإدْناءٍ مِنَ النَّارِ

وعَذَبَةُ اللِّسان والسَّوط: طرفه.

وعَذَبةُ الْبَعِير: طرف قضيبه، وَقيل: أسلته. وَقيل: عَذَبَةُ كل شَيْء: طرفه.

والعَذَبة: الْجلْدَة الْمُعَلقَة خلف مؤخرة الرحل من أَعْلَاهُ.

وعَذَبَةُ الرمْح: خرقَة تُشد على رَأسه.

والعَذَبةُ: الْغُصْن.

والعَذَبَةُ: الْخَيط الَّذِي يرفع بِهِ الْمِيزَان. وَالْجمع من كل ذَلِك عَذَبٌ.

وعاذِبٌ: اسْم مَوضِع. قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

تأبَّد مِنْ لَيْلى رُماحٌ فَعاذِبُ ... فَأقْفَرَ مِمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ

والعُذَيْبُ: مَاء لبني تَمِيم، فال كثير:

لَعَمْرِي لئنْ أُمُّ الحكيمِ تَرَحَّلَتْ ... وأخْلَتْ بِخَيماتِ العُذَيْبِ ظِلاَلها

قَالَ ابْن جني: أَرَادَ العُذَيْبَةَ فَحذف التَّاء كَمَا قَالَ:

أبْلِغِ النُّعْمانَ عنِّي مَأْلُكا

عذب: العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. والعَذْبُ:

الماءُ الطَّيِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِـيَّة عَذْبَةٌ. وفي القرآن: هذا عَذْبٌ فُراتٌ. والجمع: عِذَابٌ وعُذُوبٌ؛ قال أَبو حَيَّةَ النُّميري:

فَبَيَّتْنَ ماءً صافِـياً ذا شَريعةٍ، * له غَلَلٌ، بَيْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، ولذلك جَمَع الصِّفَةَ.

والعَذْبُ: الماء الطَّيِّبُ.

وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ.

وأَعْذَبَه اللّه: جَعَلَه عَذْباً؛ عن كُراع.

وأَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم.

واستَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا ماءً عَذْباً. واستعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له ماءً عَذْباً. واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً.

واستَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً. ويُستَعْذَبُ لفلان من بئر كذا أَي يُسْتَقى له. وفي الحديث: أَنه كان يُسْتَعْذَبُ له الماءُ من بيوتِ السُّقْيا أَي

يُحْضَرُ له منها الماءُ العَذْبُ، وهو الطَّيِّبُ الذي لا مُلوحة فيه.

وفي حديث أَبي التَّيّهان: أَنه خرج يَسْتَعذبُ الماءَ أَي يَطْلُبُ

الماءَ العَذْبَ.

وفي كلام عليّ يَذُمُّ الدنيا: اعْذَوْذَبَ جانبٌ منها واحْلَوْلَى؛ هما

افْعَوعَلَ من العُذُوبة والـحَلاوة، هو من أَبنية المبالغة. وفي حديث الحجاج: ماءٌ عِذَابٌ. يقال: ماءة عَذْبَةٌ، وماء عِذَابٌ، على الجمع، لأَن الماء جنس للماءة. وامرأَةٌ مِعْذابُ الرِّيقِ: سائغَتُه، حُلْوَتُه؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

إِذا تَطَنَّيْتَ، بَعْدَ النَّوْمِ، عَلَّتَها، * نَبَّهْتَ طَيِّبةَ العَلاَّتِ مِعْذابا

والأَعْذَبان: الطعامُ والنكاح، وقيل: الخمر والريقُ؛ وذلك لعُذوبَتهما.

وإِنه لَعَذْبُ اللسان؛ عن اللحياني، قال: شُبِّهَ بالعَذْبِ من الماءِ.

والعَذِبَةُ، بالكسر، (1)

(1 قوله «بالكسر» أي بكسر الذال كما صرح به المجد.)

عن اللحياني: أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطعام، فيُرْمَى به.

والعَذِبَة والعَذْبَةُ: القَذاةُ، وقيل: هي القَذاةُ تَعْلُو الماءَ. وقال ابن

الأَعرابي: العَذَبَةُ، بالفتح: الكُدْرةُ من الطُّحْلُب والعَرْمَضِ

ونحوهما؛ وقيل: العَذَبة، والعَذِبة، والعَذْبةُ: الطُّحْلُب نفسُه،

والدِّمْنُ يَعْلُو الماءَ. وماءٌ عَذِبٌ وذو عَذَبٍ: كثير القَذى والطُّحْلُب؛ قال ابن سيده: أَراه على النسب، لأَني لم أَجد له فعلاً. وأَعْذَبَ الـحَوْضَ: نَزَع ما فيه من القَذَى والطُّحْلُبِ، وكَشَفَه عنه؛ والأَمرُ منه: أَعْذِبْ حوضَك. ويقال: اضْرِبْ عَذَبَة الـحَوْضِ حتى يَظْهَر الماء أَي اضْرِبْ عَرْمَضَه. وماء لا عَذِبَةَ فيه أَي لا رِعْيَ فيه ولا كَلأَ.

وكل غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ.

والعَذِبُ: ما أَحاطَ بالدَّبْرةِ.

والعاذِبُ والعَذُوبُ: الذي ليس بينه وبين السماءِ سِتْر؛ قال

الجَعْدِيُّ يصف ثوراً وَحْشِـيّاً بات فَرْداً لا يذُوقُ شيئاً:

فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ، كأَنـَّه * سُهَيْلٌ، إِذا ما أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ

وعَذَبَ الرجلُ والـحِمارُ والفرسُ يَعْذِبُ عَذْباً وعُذُوباً، فهو عاذِبٌ والجمعُ عُذُوبٌ، وعَذُوبٌ والجمعُ عُذُبٌ: لم يأْكل من شِدَّةِ

العطَشِ. ويَعْذِبُ الرجلُ عن الأَكل، فهو عاذِب: لا صائم ولا مُفْطِرٌ. ويقال للفرس وغيره: باتَ عَذُوباً إِذا لم يأْكل شيئاً ولم يشرب. قال الأَزهري: القول في العَذُوب والعاذِب انه الذي لا يأْكل ولا يشرب، أَصْوَبُ من القول في العَذُوب انه الذي يمتنع عن الأَكل لعَطَشِه.

وأَعْذَبَ عن الشيء: امتنع. وأَعْذَبَ غيرَه: منعه؛ فيكون لازماً

وواقعاً، مثل أَمْلَقَ إِذا افتقر، وأَمْلَقَ غيرَه. وأَما قول أَبي عبيد:

وجمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ، فخطأٌ، لأَنَّ فَعولاً لا يُكَسَّر على فُعولٍ.

والعاذِبُ من جميع الحيوان: الذي لا يَطْعَمُ شيئاً، وقد غَلَبَ على الخيل والإِبل، والجمع عُذُوبٌ، كساجدٍ وسُجُود. وقال ثعلب: العَذُوب من الدوابِّ وغيرها: القائم الذي يرفع رأْسه، فلا يأْكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ، والجمع عُذُب. والعاذِبُ: الذي يبيت ليله لا يَطْعَم شيئاً. وما ذاقَ عَذُوباً: كَعَذُوفٍ.

وعَذَبَه عنه عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذاباً، وعَذَّبَه تَعْذيباً: مَنَعه وفَطَمه عن الأَمر. وكل من منعته شيئاً، فقد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته.وأَعْذَبه عن الطعام: منعه وكَفَّه.

واسْتَعْذَبَ عن الشيء: انتهى. وعَذَب عن الشيء وأَعْذَب واسْتَعْذَبَ: كُلُّه كَفَّ وأَضْرَب. وأَعْذَبَه عنه: منعه. ويقال: أَعْذِبْ نَفْسَك عن كذا أَي اظْلِفْها عنه. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، أَنه شَيَّعَ سَرِيَّـةً فقال: أَعْذِبُوا، عن ذِكْرِ النساء، أَنْفُسَكم، فإِن ذلك يَكْسِرُكم عن الغَزْو؛ أَي امْنَعوها عن ذكر النساءِ وشَغْل القُلوب بهنَّ.

وكلُّ من مَنَعْتَه شيئاً فقد أَعْذَبْتَه. وأَعْذَبَ: لازم ومُتَعَدٍّ.

والعَذَبُ: ماءٌ يَخْرُجُ على أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحِم. وروي عن أَبي

الهيثم أَنه قال: العَذَابَةُ الرَّحِمُ؛ وأَنشد:

وكُنْتُ كذاتِ الـحَيْضِ لم تُبْقِ ماءَها، * ولا هِـيَ، من ماءِ العَذَابةِ، طاهِرُ

قال: والعَذَابةُ رَحِمُ المرأَة.

وعَذَبُ النَّوائح: هي الـمَـآلي، وهي الـمَعاذِبُ أَيضاً، واحدتها:

مَعْذَبةٌ. ويقال لخرقة النائحة: عَذَبَةٌ ومِعْوَزٌ، وجمعُ العَذَبةِ

مَعاذِبُ، على غير قياس. والعَذَابُ: النَّكَالُ والعُقُوبة. يقال: عَذَّبْتُه

تَعْذِيباً وعَذَاباً، وكَسَّرَه الزَّجَّاجُ على أَعْذِبَةٍ، فقال في قوله تعالى: يُضَاعَفْ لها العَذَابُ ضِعْفَيْن؛ قال أَبو عبيدة: تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ؛ قال ابن سيده: فلا أَدري، أَهذا نَصُّ قولِ أَبي عبيدة، أَم الزجاجُ استعمله. وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً، ولم يُسْتَعمل غيرَ مزيد. وقوله تعالى ولقد أَخَذْناهُم بالعَذاب؛ قال الزجاج: الذي أُخذُوا به الجُوعُ. واسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِيبَ فيما لا حِسَّ له؛ فقال:

لَيْسَتْ بِسَوْداءَ من مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ، * ولم تُعَذَّبْ بـإِدْناءٍ من النارِ

ابن بُزُرْجَ: عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِـينَ، وأَصابه مني عَذَابُ عِذَبِـينَ، وأَصابه مني العِذَبونَ أَي لا يُرْفَعُ عنه العَذابُ. وفي الحديث: أَنَّ الميت يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله عليه؛ قال ابن الأَثير: يُشْبِهُ أَن يكون هذا من حيث أَن العرب كانوا يُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ والنَّوح عليهم، وإِشاعةِ النَّعْيِ في الأَحياءِ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم،

فالميت تلزمه العقوبةُ في ذلك بما تَقَدَّم من أَمره به.

وعَذَبةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق. وعَذَبَةُ السَّوْطِ: طَرَفُه، والجمع

عَذَبٌ. والعَذَبةُ: أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْط. وأَطْرافُ السُّيوفِ: عَذَبُها وعَذَباتُها. وعَذَّبْتُ السَّوْطَ، فهو مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ له عِلاقَـةً؛ قال: وعَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه؛ وقول ذي الرمة:

غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِيَةٌ، * مِثْلُ السَّراحِـينِ، في أَعْنَاقِها العَذَبُ

يعني أَطرافَ السُّيُور. وعَذَبةُ الشَّجَرِ: غُصْنُه. وعَذَبَةُ قَضِـيبِ الجَمَل: أَسَلَتُه، الـمُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمِه، والجمع العَذَبُ.

وقال ابن سيده: عَذَبةُ البعير طَرَفُ قَضِـيبِه. وقيل: عَذَبةُ كل شيء طرفُه. وعَذَبَةُ شِرَاكِ النعل: الـمُرْسَلةُ من الشِّرَاك. والعَذَبَةُ: الجِلْدَةُ الـمُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاه.

وعَذَبَةُ الرُّمْح: خِرقة تُشَدُّ على رأْسه. والعَذَبة: الغُصْنُ، وجمعه

عَذَبٌ. والعَذَبة: الخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِـيزانُ، والجمعُ من كل

ذلك عَذَبٌ. وعَذَباتُ الناقة: قوائمها.

وعاذِبٌ: اسم مَوْضِع؛ قال النابغة الجَعْدِي:

تَـأَبـَّدَ، من لَيْلى، رُماحٌ فعاذِبُ، * فأَقْفَر مِـمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ

والعُذَيْبُ: ماء لبَنِـي تميم؛ قال كثير:

لَعَمْرِي لئِنْ أُمُّ الحَكِـيمِ تَرَحَّلَتْ، * وأَخْلَتْ لِخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها

قال ابن جني: أَراد العُذَيْبةَ، فحذف الهاء كما قال:

أَبْلِـغ النُّعْمانَ عَنّي مَـأْلُكاً

قال الأَزهري: العُذَيْبُ ماء معروف بين القادِسيَّةِ ومُغِـيثَةَ. وفي

الحديث: ذِكْرُ العُذَيْبِ، وهو ماء لبني تميم على مَرْحلة من الكوفة، مُسَمّى بتصغير العَذْبِ؛ وقيل: سمي به لأَنه طَرَفُ أَرض العرب من العَذَبة، وهي طَرَفُ الشيء. وعاذِبٌ: مكانٌ. وفي الصحاح: العُذَبِـيُّ الكَرِيمُ الأَخْلاق، بالذال معجمة؛ وأَنشد لكثيرٍ:

سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيْلِها، ثم أَعْرَضَتْ * إِلى عُذَبِـيٍّ، ذِي غَناءٍ وذي فَضْلِ

قال ابن بري: ليس هذا كُثَيِّر عَزَّة، إِنما هو كُثَيِّرُ بن جابر

الـمُحارِبيُّ، وهذا الحرف في التهذيب في ترجمة عدب، بالدال المهملة، وقال: هو العُدَبِـيُّ، وضبطه كذلك.

عذب
: (العَذْبُ مِنَ الطَّعَام والشَّرَابِ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ تقديمُ الشَّرَابِ عَلَى الطَّعَام: (كُلُّ مُسْتَسَاغ) . والعَذْبُ: المَاءُ الطَّيِّبُ. مَاءَةٌ عَذْبةٌ ورَكيَّةٌ عَذْبَةٌ. وَفِي القُرْآنِ: {هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ} (الْفرْقَان: 53) وعَذُبَ المَاءُ يَعْذُبُ عُذُوبَة فَهُوَ عَبٌ طَيِّبٌ والجَمْعُ عذَابٌ، بالكَسْرِ وعُذُوبٌ، بالضَّمِّ. قَالَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْرِيّ:
فَبَيَّتْنَ مَاءً صَافِياً ذَا شَرِيعَةٍ
لَهُ غَلَلٌ بَيْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ
قَالَ ابْنُ مَنْظُور: أَرَادَ بِغَلَلٍ الجنْسَ، فَلِذَلك جَمَعَ الصَّفَةَ. وَفِي حَديث الحَجَّاجِ (مَاءٌ عِذَابٌ) . يُقَالُ: مَاءَةٌ عَذْبَةٌ، وَمَاءٌ عذَابٌ، عَلَى الجَمْعِ؛ لأَنَّ المَاءَ جِنْسٌ لِلْمَاءَة.
(و) العَذْبُ والعُذُوبُ، بالضَّمِّ: (تَرْكُ) الرَّجُلِ والحِمَارِ والْفَرَسِ (الأَكْل مِنْ شِدَةِ العَطَشِ) فَهُوَ لَا صَائِمٌ وَلَا مُفْطر، (وَهُوَ عَاذِبٌ) ، والجَمْعُ عُذُوبٌ بالضَّمّ، (وعَذُوبٌ) ، كَصَبُور، والجَمْع عُذُبٌ، بِضَمَّتَيْنِ. ويُقَالُ لِلْفَرسِ وغَيْرِه: بَاتَ عَذُوباً، إِذَا لَمْ يَأْكُلْ شَيْئا وَلم يَشْرَبْ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: القَوْلُ فِي العَذُوبِ والعَاذِبِ أَنه الذِي لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ أَصْوَبُ مِنَ القَوْلِ فِي العَذُوبِ أَنَّه الَّذِي يَمْتَنِع عَنِ الأَكْلِ لِعَطَشِه.
وأَمَّا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد: وجَمْعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ فخَطَأٌ، لأَنَّ فَعُولاً لَا يُكْسَّر عَلَى فُعُول. قُلْتُ: هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَةِ وفَوَائِد الأَشبَاهِ والنَّظَائِر وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَن لم يَحْفَظ.
ثُم قَالَ: والعَاذِبُ مِنْ جَمِيع الْحَيَوَانِ: الَّذي لَا يَطْعَمُ شَيْئاً، وَقد غَلَب عَلَى الخَيْلِ والأُبِلِ، والجَمْعُ عُذُوبٌ كَسَاجِدِ وسُجُود. وقَالَ ثَعْلَب: العَذُوبُ مِنَ الدَّوَابِّ وغَيْرِهَا: القَائِمُ الَّذي يَرْفَعُ رَأْسَه فَلَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ، وكذَلِكَ العَاذِبُ الجَمْع عُذُبٌ. والعَاذِبُ: الذِي يَبِيتُ لَيْلَةُ لَا يَطْعَمُ شَيْئاً.
(و) العَذْبُ: (المَنْعُ، كالإِعْذَابِ والتَّعْذِيبِ) ، عَذَبَه عَنْه عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذَاباً، وعَذَّبَه تَعْذِيباً: مَنَعَه وفَطَمَه عَن الأَمْرِ، وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيْئاً فَقَد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْتَه. (و) العذْبُ: (الكَفُّ) ، يُقَالُ: عَذَبه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا كَفَّه، (والتَّرْكُ، كالإِعْذَابِ والاسْتعْذَابِ) ، يُقَال: أَعْذَبَه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا مَنَعَه وكَفَّه، واسْتَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ: انْتَهَى. وعَذَبَ عَن الشَّيْءِ وأَعْذَبَ واسْتَعْذَبَ كُلُّه: كَفَّ وأَضْرَبَ. وأَعْذَبَه عَنْه: منَعَه. ويُقَالُ: أَعْذِب نَفْسَكَ عَنْ كَذَا، أَي اظْلِفْهَا عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه (أَنَّهُ شَيَّعَ سَرِيَّةً فَقَالَ: أَعْذِبُوا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ أَنْفُسَكم فَإِنَّ ذَلِكَ يَكْسِرُكُم عَنِ الغَزْوِ) أَي امْنَعُوهَا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاء وشَغْلِ القُلُوبِ بِهِنْ. وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيئاً فقد أَعْذَبْتَه. وأَعْذَبَ لَازِمٌ ومُتَعَدَ.
وَفِي التَّهْذيبِ: أَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ: امْتَنَع. وأَعْذَبَ غَيْرَه: مَنَعَه، فَيَكُونُ لَازِماً وَوَاقِعاً، مِثْلَ أَمْلَقَ إِذَا افتَقَر وأَملَقَ غَيْرَه.
وَفِي الأَسَاس: يُقَالُ أَعْذَبَ عَن الشَّيْءِ واسْتَعْذَبَ: امْتَنَع. ويُقَالُ: أَعْذِبُوا عَنِ الآمَالِ أَشَدَّ الإِعْذَابِ فإِنَّهَا تُورِثُ الغَفّلَة وتُعْقِبُ الحَسْرَة. (يَعْذِبُ) كيَضْرِب (فِي الكُلِّ) مِمَّا ذُكِرَ غَيْر عَذَبَ المَاءُ والطَّعَامُ فإِنَّ مُضَارِعَهُمَا يَعْذُب بالضَّمِّ.
(و) العَذَبُ (بالتَّحْرِيك: القَذَى) يَعْلُو المَاءَ (ومَا يَخْرُجُ فِي) ، وَفي نُسْخَة عَلَى (أَثَرِ الوَلَدِ مِنَ الرَّحِمِ) .
(و) العَذَبُ: (شَجَرٌ) مِنَ الدِّقِّ، قَالَهُ أَبُو حَنِيفَة وأَنْشَد:
مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نَضَّاخُ العَذَبْ
(و) العَذَبُ: (مَــآلى) بالمَدِّ (النَّوَائِح، كالمَعَاذِب) ، أَي فِي الأَخيرِ وَحدَتُهَا معْذَبَةٌ. ويُقَالُ لخرْقَةِ النَّائِحَة عَذَبَةٌ ومعْوَزٌ، وجَمْعُ العَذَبَة مَعَاذِبُ، على غَيْره فقيَاس قَالَه أَبُو عَمْرو. (و) العَذَبُ: (الخَيْطُ الَّذِي يُرْفَع بِهِ المِيزَانُ.
(و) العَذَبُ: (طَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ) .
(ومِنَ البَعِيرِ: طَرَفُ قَضِيبه) ، قَالَهُمَا ابْن سيدَه. وَقَالَ غَيْره: هُوَ أَسَلَتُه المُسْتَدِقُّ فِي مُقَدَّمه.
(و) العَذَبُ: (الجِلْدَةُ المُعَلَّقَة خَلْفَ مُؤَخَّرَةِ الرَّحْلِ) مِنْ أَعْلَاه.
ومِنَ الرُّمْح: خِرْقَة تُشَدُّ عَلَى رَأْسِه، وَمِنْه يُقَالُ: خَفَقَتْ عَلَى رَأْسِهِ العَذَبُ، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
ومِنَ النَّعْلِ: المُرْسَلَةُ مِنَ الشِّرَاكِ.
ومِنَ العِمَامَة: مَا سُدِلَ بَيْنَ الكَتِفَيْنِ مِنْهَا.
ومِنَ السَّوطِ: عِلَاقَتُهُ وطَرَفُه.
ومِنَ اللِّسَانِ: طَرَفُه الدَّقِيقُ.
والعَذَبُ: أَطرافُ السُّيُور؛ وَهِي العَذَبَاتُ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌ
مِثْلُ السَّراحِينِ فِي أَعْنَاقِهَا العَذَبُ
يَعْنِي أَطْرَافَ السُّيورِ.
وَعَذَّبْتُ السَّوْطَ فَهُوَ مُعَذَّبٌ إِذَا جَعَلْتَ لَهُ عِلَاقَةً. والَّذِي فِي الأَسَاس: وعذَّب سَوْطَه وهَدَّبَه جَعَلَ لَهُ عِلَاقَةً.
والعَذَبُ مِنَ الشَّجَرِ: غُصْنُه، (الوَاحِدَة بِهَاءٍ فِي الكُلِّ) مِمَّا ذُكِرَ.
(واسْتَعْذَبَ) الرَّجُلُ مَاءَه: (اسْتَقَى عَذْباً) . واسْتَعْذَبَه: عَدَّه عَذْباً. واسْتَعْذَبَه: شَرِبَه عَذْباً. واسْتَعْذبَ لِأَهْلِه طَلَب لَهُم مَاءً عَذْباً، ويَسْتَعذِب لِفُلَانٍ مِنْ بِئْرِ كَذَا أَي يَسْتَقِي لَهُ. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّه كَانَ يُسْتَعْذَب لَهُ المَاءُ العَذْبُ. وَهُوَ الطَّيِّبُ الَّذي لَا مُلُوحَةَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي التَّيِّهَانِ أَنَّه خَرَجَ يَسْتَعْذِبُ المَاءَ) أَي يَطْلُبُ المَاءَ العَذْبَ.
والعَذُوبُ والعَاذِبُ: الَّذِي لَيْسَ بَيْنَه وبَيْنَ السَّمَاءِ سِتْرٌ، وَفِي نُسْخَة: (سُتْرَة) أَوْرَدَه ابْنُ السِّيد فِي الفَرْق. وقَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا بَات فَرْداً لَا يَذُوقُ شَيْئاً:
فَبَاتَ عَذُوباً للِسَّمَاءِ كَأَنَّهُ
سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْردَتْهُ الكَوَاكبُ
وشَاهدُ العَاذِب انْظُره فِي الفَرْق.
(والعذْبَةُ بِالفَتْحِ و) العَذَبَةُ (بالتَّحْرِيكِ و) العَذِبَةُ (بكَسْرِ الثَّانِيَة) ، الأَوْجُه الثَّلَاثَةُ فِي لِسَانِ العَرَبِ ونُقل عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ الوَجْهُ الأَوَّلُ وقَالَ: هِيَ الكُدْرَةُ مِنَ الطُّحْلُبِ والعَرْمَض ونَحْوِهِمَ، وقِيلَ: هِيَ (الطُّحْلُب) نَفْسُه والدِّمْن يَعْلُو المَاءَ. (و) يُقَالُ مِنْه: (مَاءٌ عَذِبٌ كَكَتِف) وذُو عَذَبٍ أَي (مُطَحْلِبٌ) أَي كَثِيرُ القَذَى والطُّحْلُبِ. قَالَ ابْن سِيدَه: أُرَاهُ عَلَى النَّسَبِ، لأَنِّي لَمْ أَجِد لَهُ فِعْلاً.
(وأَعْذَبَه) أَي الحَوْضَ (نَزَعَ طُحْلُبَه) ومَا فِيهِ مِنَ القَذَى وكَشَفَه عَنْهُ. والأَمْرُ مِنْهُ: أَعْذِبْ حَوْضَك. ويُقَال: اضْرِبْ عَذَب الحَوْضِ حَتَّى يَظْهَرَ المَاءُ، أَي اضْرِب عَرْمَضَه. (و) أَعْذَبَ (القَوْمُ عَذُبَ مَاؤُهُم) .
(والعَذِبَةُ بِكَسْرِ الذَّالِ) المُعْجَمَة عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ أَرْدَأُ (مَا يَخْرُجُ مِن الطَّعَامِ فيُرْمَى) بِهِ (و) العَذِبَة والعَذْبَةُ بالوَجْهين: (القَذَاةُ) ، وقِيلَ: هِيَ القَذَاة تَعْلُو المَاءَ، ويُقَالُ: مَاءٌ لَا عَذِبَةَ فِيهِ، أَي لَا رِعْيَ فِيهِ وَلَا كَلَأَ. وكُلُّ غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ.
(و) العَذِبَةُ: (مَا أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّةِ) بِكَسْرِ الدَّالِ المُهْمَلَةِ وتَشْدِيدِ الرَّاءِ، هكَذَا فِي نُسْخَتِنا. وَفِي أُخْرَى: مَا أَحَاطَ بالدَّبرَةِ، بفَتْح فَسُكُون، وهكَذَا فِي المُحْكَمِ وغَيْرِهِمَا. والعَذَبَةُ: أَحَدُ عَذَبَتِي السَّوْطِ.
(و) يُقَال: فُلَانٌ مَفْتونٌ بالأَعْذَبَيْنِ، (الأَعْذَبَان: الطَّعَامُ والنِّكَاحُ، أَوِ الرِّيقُ) .
وَفِي الأَسَاس: الرُّضَابُ (والخَمْرُ) ، قَالَ ابْنُ مَنْظُور: وذلِكَ لِعُذُوبَتِهِما.
(والعَذَابُ: النَّكَالُ) والعُقُوبَة. وقولهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 76) قَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي أُخِذُوا بِهِ الجُوعُ. وقَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَنْ أَهْلِ الاشْتِقَاق: إِنَّ العَذَابَ فِي كلَامِ العَرَب مِنَ العَذْب وَهُوَ المَنْع، يُقَال: عَذَبْتُه عَنْه أَي مَنَعْتُه، وعَذَب عُذُوباً أَي امْتَنَعَ، وسُمِّيَ المَاءُ الحُلْوُ عَذْباً لمَنْعِه العَطَش، والعَذَابُ عَذَاباً لمَنْعِهِ المُعَاقَبَ من عَوْدِهِ لِمِثْلِ جُرْمِه، ومَنْعِه غَيْرَه مِنْ مِثْلِ فِعْلِه. قلت: وَهُوَ كَلَام حَسَنٌ (ج أَعْذِبَةٌ) ، هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف فِي (ن هـ ز) أَنَّ العَذَابَ لَا يُجْع بالكُلِّيَّة وإِن قَالَ بَعْضٌ: إِنَّ جَمْعَه كذلِك قِيَاسِيٌّ، كَطَعَام وأَطْعِمَة، لَا يَتَوَقَّف عَلَى سَمَاع، فَفِيهِ نَظَرٌ ظَاهِر، لأَنَّ الطَّعَامَ أَصْلُه مَصْدَر، وصَارَ اسْماً لِمَا يُؤْكَلُ، ولَيْسَ العَذَابُ كَذلِك، قَالَهُ شَيْخُنَا. قلتُ: وإِذَا كَانَ العَذَابُ اسْماً لِمَا يُعَذَّب بِهِ، كَالْجُوعِ، عَلَى مَا قَدَّمْنَا عَن الزَّجَّاج، فَلَا مَانعَ عَنْ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى أَعْذِبَةِ، فَتَأَمَّل. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (الْأَحْزَاب: 30) قَالَ أَبُو عُبَيْد: تُعَذَّبُ ثَلَاثَةَ أَعْذِبَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي أَهَذَا نَصُّ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَم الزَّجَّاج استَعْمَلَه (وَقد عَذَّبَه تَعْذِيباً) وَلم يُسْتَعْمَل غَيْر مَزِيدٍ. قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ: واسْتَعَارَ الشَّاعِر التَّعْذِيب فِيمَا لَا حِسَّ لَهُ فَقَالَ:
لَيْسَتْ بِسَودَاءَ مِن مَيْثَاءَ مُظْلِمَةٍ
وَلم تُعَذَّبْ بإِدْنَاءٍ مِنَ النَّارِ
وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِه عَلَيْهِ) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: يُشْبه أَنْ يَكُونَ هَذَا مِن حَيْثُ إِنَّ العَرَب كَانُوا يُوصُون أَهْلَهم بالبُكَاءِ والنَّوْح عَلَيْهم وإِشَاعَة النَّعْيِ فِي الأَحْيَاء، وكَانَ ذلِكَ مَشْهُوراً مِنْ مَذَاهِبهم، فالمَيِّتُ تَلْزَمُهُ العُقُوبَةُ فِي ذلِكَ، بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِهِ بِه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: عَذَّبْتُه عَذَابَ عِذَبِينَ.
و (أَصَابَه) مِنِّي (عَذَابُ عِذَبِينَ كبِلَغِينَ) أَي بِكَسْرٍ فَفَتْح فَكَسْر، وكَذلِك أَصَابَه (مِنّي) العِذَبُونَ (أَي لَا يُرْفَع عَنْه العَذَابُ) .
(و) العَذَّابُ (كَكَتَّان: فَرَسُ البَدَّاء بْنِ قَيْس) ، وَفِي نُسْخَةٍ البَرَاء بِالرَّاءِ والأُولَى الصَّوَابُ. (والعُذَيْبُ والعُذَيْبَةُ مُصَغَّرَيْنِ ماءانِ) الأَخِيرُ بالقُرْبِ مِنْ يَنْبُعَ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُذَيْبُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ القَادِسِيَّة ومُغِيثَةَ. وَفِي الحَدِيثِ ذِكْرُ العُذَيْبِ وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيم عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنَ الكُوفَةِ، مُسَمًّى بِتصْغِيرِ العَذْبِ، وقِيل سُمِّي بِهِ لأَنَّه طَرَفُ أَرْضِ العَرَب، من العَذَبة، وَهِي طرَفُ الشَّيْء. وقَال كُثَيِّر:
لَعَمْرِي لَئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَت
وأَخْلَتْ لخَيْمَاتِ العُذَيْبِ ظِلَالَهَا
قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَرَادَ العُذَيْبَةَ فحَذَف الهَاءَ.
(وعَذابُ) بالفَتْح: (د) بالصَّعِيد ونُسِبَت إِلَيْهَا الصَّحْرَاءُ، دُفِنَ فِيهَا السَّيِّدُ القُطْبُ الرَّبَّانِيُّ الإِمَامُ أَبُو الحَسَن الشَّاذِلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ.
(والعَذْبُ: شَجَرٌ) وَقد تَقَدَّمَ فِي العَذَب المُتَحَرِّك، وَهُمَا وَاحِدٌ، فَهُوَ كالتَّكْرَارِ لِمَا قَبْلَه. وبالتَّحْرِيكِ قَيَّدَهُ أَبُو حَنِيفَة فِي كِتَاب النَّبَاتِ.
(والعَذَابَة) كَسَحَابَة هِيَ (العَدَابَةُ) وَهِيَ الرَّحِمُ، رَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ، وأَنْشَدَ البَيْتَ السابِقَ الذِّكْر فِي المُهْمَلَة هُنَا.
(و) فِي الصَّحَاح: (العُذَبِيُّ) : الكَرِيمُ الأَخْلَاق، بالذَّال. المُعْجَمَة وأَنْشَدَ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ فِي المُهْمَلَة، أَي (كالعُدَبِيِّ) . وهَذَا الحَرْفُ فِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَة عَدَبَ بالدَّالِ المُهْمَلَة وقالَ: هُوَ العُذَبِيّ، وضَبَطَه كَذلِكَ، وَقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه.
(والعَذْبَةُ) بِفَتْح فَسُكُون: (شَجَرَةٌ تُمَوِّتُ البُعْرَانَ) ، بالضَّمِّ، جَمْع بَعِير، أَي إِذَا أَكَلَت مِنْهَا، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. (ودَوَاءٌ م) أَي مَعْرُوفٌ.
(وذَاتُ العَذْبَةِ: ع) وعَاذِبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ آخَر. قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
تَأَبَّدَ مِنْ لَيْلَى رُماحٌ فَعَاذِبُ
فأَقْفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَّنَاضِبُ
كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب. (والاعْتِذَابُ: أَن تُسْبِلَ لِلْعِمَامَة عَذَبَتَيْنِ) ، مُحَرَّكَةً، (مِنْ خَلْفِهَا) ، وَهُمَا طَرَفَا الْعِمَامَة، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
(والعَذَبَات، مُحَرَّكَةٌ) : أَطْرَافُ السُّيُورِ. لحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ أَلْسِنَتِهم، جَمُعُ عَذَبَة. وعَذَبَاتُ الناقةِ: قَوَائِمُهَا. و (فَرَسُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْع. ويَوْمُ العَذَبَاتِ: مِنْ أَيَامِهِم) .
وَفِي الأَسَاس: وَفُلَان لَا يَشْرَب المُعَذَّبَةَ، أَي الخَمْرَ المَمْزُوجَةَ الخَمْرَ المَمْزُوجَةَ.
واسْتدرَكَ شيخُنَا على المُؤَلِّف:
أَنَّه يُقَال: اعذَوْذَبَ المَاءُ، كاحْلَوْلَى، إِذَا صَارَ عَذْباً، ذكره جماعَةٌ، وأَغْفَلَه الجَمَاهِيرُ كالمُصَنِّف. قلت: وَهُوَ وعارِدٌ فِي كلامِ سَيِّدِنا عَلِيَ رَضِي الله عَنْه يَذُمُّ الدُّنيا: (اعْذَوْذَبَ جَانِب مِنْهَا واحْلَوْلَى) . قَالَ ابْنُ مَنْظُور: هُمَا افْعَوْعَلَ، من العُذُوبَةِ والحَلَاوَة، وَهُوَ مِن أَبْنِيَة المُبَالَغَة، وَقد ذكره غيرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة، وَذكره اللَّبلِيُّ مَعَ أَخَوَاتِه فِي بُغْيَةِ الآمال. فَلَا أَدْرِي مَاذَا أَرَاد بالجَمَاهِير.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ على الْمُؤلف:
امرَأَةٌ مِعْذَابُ الرِّيقِ: سَائِغَتُه حُلْوَتُه. قَالَ أَبُو زُبَيْد:
إِذَا تَطَيَّبْت بَعْدَ النَّوْم عِلَّتَها
نَبَّهْتَ طَيِّبَةَ العِلَّات مَعْذَابَا
ويُقَالُ: إِنَّه لَعَذْبُ اللِّسَان، عَنِ اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: شُبِّه بالعَذْبِ مِن المَاءِ. وَيُقَال: مررتُ بمَاءٍ مَا بِه عَذِبَةٌ كفَرِحَة، أَي لَا رِعْيَ فِيهِ وَلَا كَلَأَ. وأَبُو عَذَبَة، مُحَرَّكةً، تَابِعِيٌّ، عَن عَمْرو، عَنهُ شُريح بن عُبيد.
ع ذ ب: (الْعَذْبُ) الْمَاءُ الطَّيِّبُ وَبَابُهُ سَهُلَ. 

عذب

1 عَذُبَ, (S, O, Msb, K, TA,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عُذُوبَةٌ, said of water, (S, O, Msb, K, TA,) [and app. of wine or other beverage, and of food, (see عَذْبٌ,)] It was, or became, sweet: (S, O, * TA:) or it was, or became, easy and agreeable to be drunk or swallowed. (Msb.) [See also 12. b2: Freytag has also assigned to it a meaning belonging to أَعْذَبَ, q. v.]

A2: عَذَبَ: see 4, in two places.

A3: And see also 2, last sentence.

A4: [عَذِبَ, inf. n. عَذَبٌ, is mentioned by Golius as signifying “ Quisquiliis aut lente palustri obducta fuit,” and in a similar manner by Freytag; by both as said of water, and as on the authority of the K: but I find, in the K, no ground for this, except an explanation of عَذِبٌ, q.v., of which ISd knew not a verb.]2 عذّبهُ, inf. n. تَعْذِيبٌ, He punished, castigated, or chastised, him: (S, O, Msb, K:) [and he, or it, tormented, or tortured, him:] originally, he beat him: then, he punished him in any painful manner. (Msb.) It is said in a trad., إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَآءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ [Verily the dead will be punished for his family's weeping for him]: the reason of which is probably this; that the Arabs used to charge their families to weep and wail for them; therefore the dead is obnoxious to punishment for his having done this. (IAth, TA.) And the verb is used metaphorically in relation to that which has not sensation: a poet says, لَيْسَتْ بِسَوْدَآءَ مِنْ مَيْثَآءَ مُظْلِمَةٍ

وَلَمْ تُعَذَّبْ بِإِدْنَآءٍ مِنَ النَّارِ [It (app. wine) is not black, from Meytha, darkcoloured; nor has it been mulled (such seems to be here the meaning of the verb) by being put near to fire, or by being boiled]. (L, TA. [See also مُعَذَّبَةٌ.]) b2: See also 4, in two places.

A2: عذّب سَوْطَهُ, and هدّبهُ, [perhaps a mistranscription for ↓ عَذَبَهُ, for accord. to Golius, this last and the first here mentioned are expl. by Z in the sense here following,] He put an عِلَاقَة [i. e. an عَذَبَة] to his whip: so in the A. (TA.) 4 اعذب القَوْمُ The people, or party, became in the condition of having sweet water. (K, TA. [Freytag has erroneously assigned this meaning to عَذُبَ.]) A2: And اعذب, (O, TA,) inf.n. إِعْذَابٌ, (K, TA,) He abstained, or desisted, (O, K, * TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing; (TA;) and, (K, TA,) in like manner followed by عَنْ, (TA,) he left, quitted, or relinquished, (K, TA,) a thing: (TA:) and ↓ استعذب, (K, TA,) likewise followed by عَنْ, (TA,) signifies the same: (K, TA:) and عَذْبٌ, (K, TA,) as inf. n. of ↓ عَذَبَ, (MF, TA,) signifies the abstaining, &c., (K, MF, TA,) from a thing: and [particularly] the abstaining (of a man, and of an ass, and of a horse, TA) from eating, by reason of intense thirst; (K, TA;) being neither fasting nor breaking fast; (TA;) and so عُذُوبٌ as inf. n. of the same verb. (MF, TA.) A3: And اعذبهُ, (S, O,) inf. n. إِعْذَابٌ; (K;) and ↓ عذّبهُ, (O,) inf. n. تَعْذِيبٌ; (K;) and ↓ عَذَبَهُ, (O,) inf. n. عَذْبٌ; (K;) He prevented, hindered, withheld, restrained, or forbade, him, (S, O, K, *) عَنِ الأَمْرِ from [doing] the thing, or affair. (S, O.) One says, أَعْذِبْ نَفْسَكَ عَنْ كَذَا Withhold, or restrain, thyself from such a thing. (S, O.) A4: اعذبهُ [He deprived it of its عَذَب; i. e.] he removed from it, (S, O, K,) namely, water, (K,) or a watering-trough, or tank, (S, O,) the floating particles that were upon it, (S, O,) or its [green substance termed] طُحْلُب, (K,) or both of these: (TA:) and ↓ تَعْذِيبٌ [in like manner] signifies the removing of what is termed عَذَب. (Bd in ii. 6.) 8 اعتذب He made [the] two ends (عَذَبَتَيْنِ) of his turban to hang down behind. (O, K, TA.) 10 استعذب المَآءَ He reckoned, or esteemed, the water sweet. (O, Msb, TA.) b2: And He sought sweet water: you say, استعذب لِأَهْلِهِ he sought sweet water for his family. (TA.) b3: And He drank the water sweet. (TA.) b4: and He drew sweet water. (S, O, K. *) One says, يُسْتَعْذَبُ لِفُلَانٍ مِنْ بِئْرِ كَذَا i. e. [Sweet water] is drawn for such a one from such a well. (S, O.) b5: And استعذب لَهُ المَآءَ He brought to him sweet water. (TA.) A2: See also 4.12 اعذوذب, like اِحْلَولَى, said of water, It was, or became, sweet, [like عَذُبَ,] or very sweet. (Lb, TA.) عَذْبٌ Sweet water: (S, O:) or water, (Msb,) or wine, or beverage, and food, (K,) that is easy and agreeable to be drunk or swallowed: (Msb, K:) pl. عِذَابٌ (O, Msb, TA) and عُذُوبٌ. (TA.) You say رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ [A well of sweet water] : and مَآءٌ عَذْبٌ [sweet water]: and also مَآءَةٌ عَذْبَةٌ [a sweet water]: and مَآءٌ عِذَابٌ [sweet water or waters], using a pl. epithet in this last case because مَآءٌ is a coll. gen. n., of which مَآءَةٌ is the n. un. (TA.) And Aboo-Heiyeh En-Nemeree says, describing water, لَهُ غَلَلٌ بَيْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ [Having sweet water permeating amid the reedbeds, or the thickets]: he uses غَلَلٌ as a coll. gen. n., and therefore pluralizes the epithet. (L, TA.) b2: One says also نِساءٌ عِذَابُ الثَّنَايَا (assumed tropical:) [Women sweet in respect of the front teeth]. (A.) b3: And إِنَّهُ لَعَذْبُ اللِّسَانِ (assumed tropical:) [Verily he is sweet in respect of the tongue]; likening his tongue to the water that is termed عَذْب. (Lh, TA.) A2: Also A sort of trees; (K, TA;) the same that is called عَذَبٌ [q. v.]. (TA.) عَذَبٌ, (S, O, K,) [a coll. gen. n.] of which, in all its senses, the n. un. is darr; عَذَبَةٌ, (K, TA,) Motes, or particles of rubbish or the like, (S, O, K, TA,) floating upon water. (TA.) [In this sense, it is said in the S and O that عَذَبَةٌ is its sing. or n. un.] One says مَآءٌ ذُو عَذَبٍ Water abounding with such motes or particles. (S, O. See also عَذِبٌ.) And ↓ عَذِبَةٌ has the same meaning as the n. un. of عَذَبٌ in this sense: (K:) and signifies likewise, as also ↓ عَذَبَةٌ and ↓ عَذْبَةٌ, (L, K,) this last mentioned by IAar, (L,) [the green substance called] طُحْلُب (L, K, TA) and عَرْمَض and the like, (L, TA,) or طُحْلُب and dung (دِمْن), floating upon water. (TA.) b2: And What comes forth next after the fœtus from the womb. (O, K.) A2: Also A sort of trees, (AHn, O, K,) of the shrub-kind: (AHn, O:) the same that is called عَذْبٌ. (TA.) A3: and The pieces of rag that women hold when wailing for the dead; as also مَعَاذِبُ, (O, K,) pl. of ↓ مَعْذَبَةٌ [or probably مِعْذَبَةٌ, like its syn. مِئْلَاةٌ, originally مِئْلَوَةٌ], or , accord. to AA, an anomalous pl. of [the n. un. of عَذَبٌ, i. e.] عَذَبَةٌ: (O:) one of such pieces of rag is also called مِعْوَزٌ, as well as عَذَبَةٌ. (TA.) b2: And Straps, or thongs: (S, O:) or the extremities thereof; as also ↓ عَذَبَاتٌ. (TA.) So in the saying of Dhu-r-Rummeh, (S, O, TA,) describing dogs of the chase, (O,) غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌ مِثْلُ السَّرَاحِينِ فِى أَعْنَاقِهَا العَذَبُ [Having pendulous ears, wide in the sides of the mouth, habituated to the chase, resembling wolves, with straps, or thongs, or the extremities thereof, upon their necks]. (S, O, TA.) b3: Also, (K,) or ↓ عَذَبَةٌ, in this and other senses following, (S, O, Msb, &c.,) [the former evidently wrong, the latter (as is said in the K) being its n. un. in all its senses,] The string with which a balance, or pair of scales, is raised. (S, O, Msb, K.) b4: And The end, or extremity, of a whip; (Mgh in art. ثمر, and Msb;) its tail; also called its ثَمَرَة: (Mgh ubi suprà:) or its عِلَاقَة, (TA in the present art.,) which means the [suspensory] thong in the handle thereof: (TA in art. علق:) or [it may have both of these significations, for it is said that it is] one of the عَذَبَتَانِ of a whip. (S, O.) b5: The end, or extremity of anything. (A, K.) b6: The extremity of the tongue; (S, O, Msb;) its [tip or] narrow extremity: (TA:) pl. ↓ عَذَبَاتٌ. (Msb.) One says, أَلْسِنَتِهِمْ ↓ الحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ [Truth is on the tips of their tongues]. (A, TA.) b7: The extremity of the penis of a camel: (ISd, K, TA:) or the extremity of a camel's penis thin in the fore part. (TA.) b8: The part that hangs down of the [thong called] شِرَاك [q. v.] of a sandal. (O, TA. [See also ذُؤَابَةٌ.]) b9: A piece of skin which is hung behind the hinder part (مُؤْخِرَة, O, K, or مُؤَخَّرَة, CK) of the [camel's saddle called] رَحْل, (O, K,) from its upper portion; (O;) also termed ذُؤَابَةٌ. (TA in art. ذأب.) b10: And عَذَبٌ [accord. to the TA, but correctly ↓ عَذَبَةٌ, (see 8,)] The portion [i. e. end] of a turban, that is made to hang down between the shoulders. (TA.) b11: And the same, [correctly ↓ عَذَبَةٌ, as is shown by what follows,] A piece of rag [or strip of linen or the like, called in French cravate,] that is bound upon the head of a spear. (TA.) One says, خَفَقَتْ عَلَى رَأْسِهِ العَذَبُ (A, TA) i. e. خِرَقُ الأَلْوِيَةِ [The cravates fluttered over his head]. (A.) b12: And ↓ عَذَبَةٌ signifies also A branch of a tree; (S, O, Msb;) and so ↓ عَذِبَةٌ. (TA.) عَذِبٌ (K, TA) and ↓ ذُو عَذَبٍ (TA) Water overspread by [the green substance termed] طُحْلُب: (K, TA:) or abounding therewith, and with motes, or particles of rubbish or the like: (TA:) [or the latter signifies as expl. before: see عَذَبٌ, third sentence:] عَذِبٌ is thought by ISd to be a possessive epithet, [meaning ذُو عَذَبٍ,] because he found no verb belonging to it. (TA.) A2: عَذِبٌ is also syn. with عَظِبٌ meaning A man alighting, or abiding, in places of dried-up herbage, and in a waterless desert. (TA in art. عظب.) عَذْبَةٌ: see عَذَبٌ.

A2: Also A certain tree, that kills camels, (O, K, TA,) if they eat thereof. (TA.) b2: And A well-known medicine. (K, TA. [In some copies of the K, دَآءٌ, or “ disease,” is put for دَوَآءٌ, accord. to the TK, as observed by Freytag.]) عَذَبَةٌ, and its pl. عَذَبَاتٌ: see عَذَبٌ, in nine places. b2: The pl. above mentioned signifies also The legs of a she-camel. (TA.) عَذِبَةٌ: see عَذَبٌ, fourth and last sentences.

A2: Also What is taken forth from طَعَام [i. e. wheat, or corn in general,] and thrown away; (Lh, K, TA;) being the worst thereof; also termed عَذِرَةٌ. (Lh, TA in art. عذر.) A3: And Pasturage, or herbage: so in the phrase مَآءٌ مَا بِهِ عَذِبَةٌ, (O,) or مَآء لَا عَذِبَةَ فِيهِ [Water where is no pasturage, or herbage]. (TA.) b2: It is also expl. in copies of the K as signifying, with the article, مَا أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّةِ: but the right explanation is مَا أَحَاطَ بِالدَّبْرَةِ [app. meaning The ridge of earth that surrounds a sown piece of ground to retain the water for irrigation (see دَبْرٌ)], as in the M and L &c. (TA.) عَذَبِىٌّ, (thus in my copies of the S,) or عُذَبِىٌّ, (O, K, TA,) with the pointed ذ, accord. to AA, mentioned in the T in art. عدب, as written with the unpointed د, and here said in the K to be syn. with عُدَبِىٌّ, (TA,) Generous in natural dispositions. (AA, S, O, TA.) أَصَابَهُ عَذَابُ عِذَبِينَ, (O, K, TA,) with kesr to the ع and fet-h to the ذ, (O, TA,) like بِلَغِينَ, (K, TA, in the CK عُذَبِينَ like بُلَغِينَ,) and أَصَابَهُ العِذَبُونَ, (O, TA,) [May the punishment that will not be remitted befall him, or] may his punishment not be remitted: (O, K, TA:) so says Ibn-Buzurj. (O, TA.) عَذَابٌ Punishment, castigation, or chastisement, [or] such as serves to give warning to others than the sufferer, or to restrain the offender from repeating the offence; syn. عُقُوبَةٌ, (S, O,) or نَكَالٌ: (K, and Ksh and Bd in ii. 6:) so termed from عَذَبَ “ he prevented ” &c.; because it prevents the person punished from returning to the like of his offence, and prevents others from doing the like of that which he has done: (MF, TA:) [it generally signifies any corporal punishment:] and, by an extension of the original signification, any [infliction of] pain that disgraces, or puts to shame: (Ksh and Bd ubi suprà:) originally, beating: afterwards used to signify any painful punishment: [torture; or torment:] and metaphorically applied to (tropical:) an affair, or event, that is difficult, distressing, afflicting, or troublesome; whence the saying, السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ [Travel is a portion of that which is difficult, &c.; or of torment]: (Msb:) in the Kur xxiii. 78, it means hunger, or famine: (Zj, O, TA:) the pl. is أَعْذِبَةٌ: (Zj, K, TA:) the author of the K says in art. نهر [voce نَهَارٌ] that it has no pl.: [and it seems to be doubted whether it have a pl. because it is properly an inf. n. though its verb in the unaugmented form is not used:] but MF observes that if it be a name for that whereby one is prevented [from repeating an offence], as hunger, or famine, agreeably with what Zj says, there is no reason why it should not have this pl. (TA.) عَذُوبٌ: see عَاذِبٌ, in seven places.

عَذَابَةٌ The womb; thus mentioned by Az, on the authority of El-Mundhiree and AHeyth, with the pointed ذ; (O, TA;) i. q. عَدَابَةٌ. (K, TA.) عَاذِبٌ and ↓ عَذُوبٌ, applied to a horse or the like, &c., (S, O,) Such as is standing still, or stopping from fatigue, (قَائِمٌ, S,) that will not eat nor drink: (S, O:) or abstaining, or that abstains, from eating, by reason of intense thirst; (K, TA;) applied to a man, and an ass, and a horse: but Az says that the assertion respecting these two epithets that they signify [a horse, &c.] that neither eats nor drinks is more correct than the assertion respecting ↓ عَذُوبٌ that it signifies [one] that abstains from eating by reason of his thirst: also, that عَاذِبٌ signifies any animal, but generally a horse and a camel, that will not eat anything: accord. to Th, this and ↓ عَذُوبٌ signify a horse or the like standing still, or stopping from fatigue, (قَائِمٌ,) that raises his head, and will not eat nor drink; and the former, that passes a night without eating anything: (TA:) the pl. of عَاذِبٌ is عُذُوبٌ, like as سُجُودٌ is a pl. of سَاجِدٌ: and the pl. of ↓ عَذُوبٌ is عُذُبٌ, and, accord. to A 'Obeyd, عُذُوبٌ [like as هُجُودٌ is pl. of هَجُودٌ]: Az says that this is a mistake, for a word of the measure فَعُولٌ does not form a pl. of the measure فُعُولٌ; but [SM says] this is an extr. instance; and he who preserves an authority in his mind is an evidence against him who does not. (TA.) One says, ↓ بَاتَ عَذُوبًا, meaning He passed the night without eating or drinking anything; because abstaining therefrom. (O.) b2: عَاذِبٌ signifies also [Unsheltered;] having no covering between him and the sky; (O, K;) and so ↓ عَذُوبٌ. (K, TA.) El-Jaadee says, describing a wild bull (ثَوْر وَحْشِىّ [a species of bovine antelope]) that had passed the night alone, tasting nothing, لِلسَّمَآءِ كَأَنَّهُ ↓ فَبَاتَ عَذُوبًا سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْرَدَتْهُ الكَوَاكِبُ [And he passed the night exposed without shelter to the sky, as though he were Canopus when the other stars have left him solitary]. (TA.) الأَعْذَبَانِ [The two most sweet things;] saliva (الرِّيق, S, O, K, or الرُّضَاب, A) and wine: (S, A, O, K: [for, in the amorous language of the Arab, the sweetness of the saliva of his beloved is often praised:]) or food and coïtus. (K.) لِجَامٌ مُعْذِبٌ A bridle that withholds from going away in a headlong manner. (O.) مَعْذَبَةٌ [or مِعْذَبَةٌ?]: see عَذَبٌ.

مُعَذَّبَةٌ [for خَمْرٌ مُعَذَّبَةٌ] Wine mixed [with water, or with some other thing or things]. (A, TA.) b2: And معذب [app. مُعَذَّب] is applied by the vulgar to Fresh ripe dates soaked with water. (TA voce مَنْقُوشٌ.) A2: سَوْطٌ مُعَذَّبٌ A whip having an عِلَاقَة [or عَذَبَة] attached to it. (TA.) اِمْرَأَةٌ مَعْذَابُ الرِّيقِ A woman whose saliva is pleasant to be swallowed, and sweet. (TA.)

أَرب

أَرب
: (} الإِرْبُ، بالكَسْرِ) والسُّكُونِ هُوَ (: الدهاء) والبَصَرُ بالأُمُورِ ( {كالإِرْبَةِ) ، بالكَسْرِ (ويُضَمُّ) فَيُقَال:} الأُرْبَةُ، وَزَاد فِي (لِسَان الْعَرَب) : {والأَرْب، كالضَّرْب. (والنُّكْرُ) هَكَذَا فِي النّسخ بالنُّون مَضْمُومَة، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وَغَيره من الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ: المَكْر، بِالْمِيم (والخُبْثُ) والشَّرُّ (والغَائِلَةُ) ورَدَ فِي الحَدِيث أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكَرَ الحَيَّاتِ فَقَالَ: (مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وَشَرَّهُنَّ} وإِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا) أَصْلُ! الإِرْب بكَسْرٍ فسُكُون: الدَّهَاءُ والمَكْرُ، أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا، قَالَ ابنُوَقَوله فِي حَدِيث المُخَنَّثِ (كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ) أَي النِّكَاحِ، والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ، تَقُولُ العَرَبُ فِي المَثَل ( {مَأْرُبَةٌ لاَ حَفَاوَةٌ) قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ والمَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لاِءَرَبٍ لَهُ فيكَ لاَ محبَّةً.} والمَأْرُبَةُ: الحَاجَةُ. والحَفَاوةُ: الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ والمُبَالَغَةُ فِي السُّؤَال عَنهُ، وَهِي الآرَابُ والإِرَبُ والْمَأْرُبَةُ والمَأْرَبَةُ قَالَه: ابنُ مَنْظُورٍ وجَمْعُهَا مَآرِبُ، قَالَ الله تعالَى: {2. 002 ولي فِيهَا. . اخرى} (طه: 18) وقَالَ تَعَالَى: {2. 002 غير اولي. . الرِّجَال} (النُّور: 31) قَالَ سعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ: هُوَ المَعْتُوهُ. (و) لَقَدْ (أَرُبَ) الرَّجُلُ يَأْرُبُ ( {إِرَبًا كَصَغُرَ) يَصْغُرُ (صِغَرًا) إِذا صَار ذَا دَهَاءٍ (و) أَرُبَ (} أَرَابَةً كَكَرَامَةٍ) أَيْ (عَقَلَ، فَهُوَ {أَرِيبٌ) مِنْ قَوْمٍ} أُرَبَاءَ ( {وأَرِبٌ) كَكَتِفٍ.
(و) أَرِبَ بِالشَّيْءِ (كَفَرِحَ: درِبَ) بِهِ وصَارَ فِيهِ مَاهِراً بَصِيراً، فَهُوَ أَرِبٌ، كَكَتِفٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: وَمِنْه الأَرِيبُ، أَي ذُو دَهَاءٍ وبصرٍ، قَالَ أَبُو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يرْثِي عَبْدَ بن زُهْرةَ:
يَلُفُّ طَوائِفَ الأَعْدا
ءِ وَهْو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
(و) قد أَرِب الرجلُ إِذا (احْتَاجَ) إِلى الشيءِ وطَلَبه، يَأْرَبُ أَرَباً قَالَ ابنُ مُقْبل:
وإِنَّ فِينَا صَبُوحاً إِنْ أَرِبْتَ بِهِ
جَمْعًا بَهِيًّا وآلاَفَا ثَمَانِينَا
جَمْع أَلْفٍ أَي ثَمَانِينَ أَلْفًا، أَرِبْتَ بِهِ، أَي احْتَجْتَ أَلَيْهِ وأَرَدْتَه.
(و) أَرِبَ (الدَّهْرُ: اشْتَدَّ) وَرَدَ فِي الحديثِ (قَالَتْ قُرَيْشٌ: لَا تَعْجَلُوا فِي الفِدَاءِ لاَ} يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وأَصْحَابُه) أَيْ يَتَشَدَّدُونَ علَيْكُم فيهِ. قَالَ أَبُو دُوَاد الإِيَادِيُّ يصفُ فَرَساً:
أَرِبَ الدَّهْرُ فَأَعْددْتُ لَهُ
مُشْرِفَ الحَارِك مَحْبُوكَ الكَتَدْ قَالَ فِي (التَّهْذِيب) : أَي أَرادَ ذَلِك مِنَّا وطَلَبَه، وقولُهم: أَرِبَ الدَّهْرُ، كأَنَّ لَهُ أَرَباً يَطْلبُه عندنَا فُيُلحّ لذلكَ.
(وأَرِبَ) الرَّجُلُ أَرَباً: أَنِسَ.
وأَرِبَ بالشَّيْءِ: ضَنَّ بِهِ وشَحَّ.
(و) أَرِبَ (بِهِ: كَلِفَ) وعَلِقَ ولَزِمَه قَالَ ابنُ الرِّقَاع:
ومَا لاِءَمْرِىءِ أَرِبٍ بالحَيَا
ةِ، عَنْهَا مَحِيصٌ وَلاَ مَصْرِفُ
أَيْ كَلِفٍ.
(و) أَرِبَثْ (مَعدَتُه: فَسَدَتْ. و) أَرِبَ عُضْوُه أَيْ سَقَطَ، وأَرِبَ (الرَّجُلُ) جُذِمَ و (تَسَاقَطَتْ) آرَابُهُ، أَيْ (أَعْضَاؤُه) وقَدْ غَلَبَ فِي اليَدِ، (و) أَرِبَ الرَّجُلُ (قُطِعَ إِرْبُهُ، و) فِي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (أَنَّه نِقِمَ عَلَى رَجُل قَوْلاً قَالَهُ فَقَالَ لَهُ: أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْكَ) مَعْنَاهُ: ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتَاجَ، وَفِي التَّهْذِيب (أَرِبْتَ مِن) ذِي (يَدَيْكِ) وعَنْ ذِي يَدَيْكَ وقَالَ شَمِرٌ: سَمعْتُ عَن ابنِ الأَعرابيّ يقولُ: أَرِبْتَ فِي ذِي يَدَيْكَ، ومثلُه عَن أَبِي عُبِيْدٍ، وجعلَ شيخُنَا مِنْ يَدَيْك، بِمنْ الجَارَّةِ، تَحْرِيفاً مِنَ النُّسَّاخِ، وَهُوَ هَكَذَا فِي التَّهْذِيب بالوَجْهَيْنِ، أَي (سَقَطَتْ آرَابُكَ مِن) وَفِي نُسْخَة: عَن (اليَدَيْنِ خَاصَّةً) ، وَقيل: سَقَطَتْ مِنْ يَدَيْكَ، قَالَ ابْن الأَثِيرِ: وقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِهذَا الحَدِيثِ: (خَرَرْتَ عَنْ يَدَيْكَ) ، وَهِي عِبَارَةٌ عنِ الخَجَل مَشْهُورَةٌ، كأَنَّهُ أَرَادَ: أَصَابَكَ خَجَلٌ، ومَعْنَى خَرَرْتَ: سَقطْتَ. (و) أَمَّا قولُهُم فِي الدُّعَاءِ: مَالَهُ أَرِبَتْ (يَدُهُ) فَقِيلَ: (قُطِعَتْ، أَو افْتَقَرَ فَاحْتَاجَ إِلى مَا بأَيْدِي النَّاسِ) قَالَه الأَزْهريّ (وجَاءَ رَجُلٌ إِلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَل يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقَالَ: أَرِبٌ مَالَهُ) وَفِي خَبَرِ ابْن مَسْعُودِ (دَعُوا الرَّجُلَ أَرِبَ، مَالَهُ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: احْتَاجَ فَسَأَل فمالَهُ. وقالَ القُتَيْبِيُّ أَيْ سَقَطَتْ أَعْضَاؤُه وأُصِيبَتْ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: فِي هذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلاَثُ رِوَايَات: إِحْدَاهَا: أَرِبَ بِوَزْنَ عَلِمَ ومَعْنَاهُ الدُّعَاءُ عَليه، كَمَا يقالُ: تَرِبَتْ يَدَاكَ، يُذْكَرُ فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ، ثُمَّ قَالَ: مَالَهُ، أَيْ أَيُّ شَيْءٍ بِهِ وَمَا يُرِيدُ، والرّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: أَرَبٌ مَالَهُ. بِوَزْنِ جَمَلٍ، أَيْ حَاجَةٌ لَهُ، وَمَا زَائِدَةٌ لِلَّتَقْلِيلِ، أَيْ لَهُ حَاجَةٌ يَسِيرَةٌ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ حَاجَةٌ جَاءَتْ بِهِ، فحَذَفَ ثَمَّ سَأَلَ فقَالَ: مَالَهُ: والرِّوَايَةُ الثَّالِثَهُ أَرِبٌ بِوَزْنِ كَتِفٍ، وهُوَ الحَاذِقُ الكَامِلَ، أَيْ هُوَ أَرِبٌ، فَحَذَفَ المُبْتَدَأَ، ثُمَّ سَأَلَ فَقَالَ: مَالَهُ، أَيْ مَا شَأْنُهُ، ومِثْلُهُ فِي حَدِيثِ المُغِيرَةِ ابنِ عَبْد اللَّهِ عَن أَبيهِ.
(والأُرْبَةُ بالضَّمِّ) هِيَ (العُقْدَةُ) قَالَهُ ثَعْلَبٌ (أَوْ) هِيَ (الَّتِي لاَ تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ) حَلاًّ، وقَد يُحْذَفُ مِنْهَا الهَمْزُ فَيُقَالُ رُبَةٌ، قَالَ الشاعرُ:
هَلْ لَك يَا خَدُلَةُ فِي صَعْبِ الرُّبَهْ
مُعْتَرِمٍ هَامَتُهُ كالحَبْحَبَهْ
قَالَ أَبو مَنْصُور: هِيَ العُقْدَة، وأَظُنُّ الأَصلَ كَانَ {الأُرْبَةَ فَحُذفَ الهَمْزُ.
(و) الأُرْبَةُ (: القِلاَدَةُ) أَيْ الكَلْبِ الَّتِي يِقَادُ بِهَا، وَكَذَلِكَ الدَّابَّة، فِي لغَة طَيِّىءٍ. (و) الأُرْبَةُ: أَخِيَّةُ الدَّابَّةِ، والأُرْبَةُ (: حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ) تُؤَرَّى فِي الأَرْضِ، وجَمْعُهَا أُرَبٌ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَلاَ أَثَرُ الدُّوَارِ وَلاَ المَــآلِى
ولكِنْ قَدْ تُرَى أُرَبُ الحُصُونِ
(و) } الإِرْبَةُ (بالكَسْرِ: الحِيلَةُ) والمَكْرُ، وَقد تَقَدَّم فِي أَول الْمَادَّة، فذكرُه هُنَا ثَانِيًا مُسْتَدْرَك.
( {والأُرْبِيَّةُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الفَخِذ) يكونُ فُعْلِيَّة، وَيكون أُفْعُولَة، وستأْتي الإِشارةُ إِليها فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(} والأَرْبُ بالفتحِ) قَالَ شَيخنَا: ذِكرُه مُسْتَدْرَكٌ، لأَن الإِطلاقَ كافٍ، وَهُوَ الفُرْجَةُ الَّتِي (مَا بَيْنَ) إِصْبَعَيِ الإِنْسَانِ (السَّبَّابَةِ والوُسُطَى) ، نَقَلَه الصاغانيّ.
(و) الأُرْبُ (بالضَّمِّ: صِغَارُ البَهْم) بالفَتْح فالسُّكُون (سَاعَةَ) مَا تُولدُ.
! والإِرْبِيَانُ بِالكَسْرِ: سَمَكٌ، عَن ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: أَحْسَبُه عَرَبِيًّا، (و) أَيضاً (: بَقْلَةٌ) ، والأَلِفُ والياءُ والنُّون زَوَائِدُ. ( {وأَرابٌ، مُثَلَّثَةً) أَيْ كَكِتَابٍ وسَحَاب وغُرَاب (: ع) أَوْ جَبَلٌ (أَوْ مَاءٌ) لِبَنِي رِيَاح بنِ يَرْبُوعٍ، كَذَا بِخَط اليَزِيدِيِّ، وَالَّذِي فِي المعجم أَنَّه مَاءٌ من مِيَاهِ البَادِيَةِ.
وَيَوْمُ} إِرَاب من أَيَّامِهِم، غَزَا فِيهِ هُذَيْلُ بنُ هُبَيْرَةَ الأَكْبَرُ التَّغْل 2 بِيُّ بَنِي رِيَاح بنِ يرْبُوع، والحَيُّ خُلُوفٌ فَسَبَى نسَاءَهُمْ وَسَاقَ نَعَمَهُمْ، وَقَالَ مُساورُ بنُ هنْد:
وجَلَبْتُهُ مِنْ أَهْلِ أَبْضَةَ طَائِعاً
حَتَّى تَحْكَّمَ فِيهِ أَهْلُ إِرَابِ
وقَال مُنْقِذُ بنُ عُرْفُطَةَ يَرْثِي أَبَاهُ أَهْبَانَ وَقَتَلَتْهُ بَنُو عِجْل يَوْمَ إِرب:
بنَفْسِي مَنْ تَرَكْتُ وَلَمْ يْرَشَّدْ
بِقُفِّ إِرَابَ وانْحَدَرُوا سِرَاعَا
وَخَادَعْتُ المَنِيَّةَ عَنْكَ سِرًّا
فَلَا جزَعٌ تَلاَنَ وَلَا رُوَاعَا
وَقَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيّ:
أَتَبْكِي أَنْ رَأَيْتَ لاِمِّ وَهْبٍ
مَغَانِيَ لاَ تُحَاوِرُكَ الجَوَابَا
أَثَافِيَ لاَ يَرِمْنَ وأَهْلَ خيمِ
سَوَاجِدَ قد خَوِينَ على إِرَابَا
قُلْتُ: وَفِي أَنْسَابِ البَلاَذُرِيّ أَنْشَدَت امْرأَةٌ من بَني رِيَاح:
وكَانَتْ أُرَابُ لَنا مَرَّةً
فأَضْحَتْ أُرابَ بَنِي العَنْبَرِ
(! وَمَأْرِبٌ، كَمَنْزِلٍ) ، وَوَقَع فِي كَلَام المقْدِسيِّ كَمِنْبَرٍ، وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَ شيخُنَا: وَلَا تَنْصَرِفُ فِي السَّعَلاِ، للتأْنيث والعلَمِيَّة، ويَجُوزَ إِبْدَالُ الهَمْزَةِ أَلِفاً، وَرُبمَا التُزِمَ هَذَا التَّخْفِيف، وَمن هُنَا جعل ابنُ سِيده ميمَها أَصْلِيَّةً وأَلِفَهَا زائِدةً، وَقد أَعادها المؤلفُ فِي المِيمِ بِنَاء على هَذَا القَوْلِ (: ع) ، وَفِي الْمِصْبَاح: مَدينَةٌ (باليَمَن) من بِلَاد الإِزْد فِي آخر جبَال حَضْرَمَوْتَ وَكَانَت فِي الزَّمن الأَوّل قاعدةَ التَّبابعَةِ، فإِنها مدينةُ بلْقيس، بَينهَا وَبَين صنْعَاءَ نحوُ أَرْبع مَراحِلَ، وَزَادَ فِي المَرَاصد: وَقيل: هُوَ اسمُ قَصْرٍ كَانَ لَهُم، وَقيل: اسمٌ لمُلْكِ سبَإٍ، وَهِي كورَةٌ بَين حَضْرَمَوْتَ وصَنْعَاءَ، (مَمْلَحَةٌ) ، مَفْعلَةٌ منَ المِلْحِ، وَمِنْه مِلْحُ {مَأْرِب، أَقْطَعه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَبْيَضَ بنَ حَمَّال وأَنشد فِي الأَساس:
فِي مَاءِ مَأْرِبَ لِلظَّمْآنِ} مَأْرُبَةٌ
(و) قَالَ أَبُو عُبَيْد ( {آرَبَ عَلَيْهِم) مِثَالُ أَفْعَلَ يُؤْرِبُ (} إِيراباً: فَازَ وَفَلَجَ) قَالَ لبَيد:
قَضَيْتُ لُبَانَاتٍ وسَلَّيْتُ حَاجَةً
ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِفَمْرَةِ {مُؤْرِبِ
أَي: غَالِبٍ يَسْلُبُها.
وأَرِبَ عَلَيْهِ: قَوىَ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرِ:
وَلَقَدْ} أَرِبْتُ عَلَى الهُمُوم بِجَسْرَةٍ
عَيْرَانَة بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُون
أَي قَوِيتُ عَلَيْهَا واسْتَعَنْتُ بِهَا.
(وأَرَبَ العَقْدَ، كَضَرَبَهَ) يَأْرِبُهُ أَرْباً: (: أَحْكَمَهُ) ، وكَذَا أَرَّبَه، أَيْ عَقَدَهُ وشَدَّه، قَالَ أَبُو زُبَيْدِ:
عَلَى قَتِيلٍ مِنَ الأَعْدَاءِ قَدْ أَرُبُوا
أَنِّي لَهُمْ وَاحدٌ نَائِي الأَنَاصِيرِ
{أَرُبُوا أَي وَثِقُوا أَنِّي لَهُم واحِدٌ، وأَنَاصِيرِي ناؤُونَ عَنِّي، وكَأَنَّ أَرُبوا من} تَأْرِيبِ العُقْدَةِ أَيْ من الأَرْبِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَي أَعْجَبَهُم ذاكَ فصارَ كأَنه حَاجَةٌ لَهُم فِي أَن أَبقَى مُغُتَرِباً نَائِياً عَن أَنْصَارِي.
(و) أَرَبَ (فُلاَناً: ضَرَبَه عَلَى إِرْبٍ) ، بالكَسْر، أَي عُضْوٍ (لَهُ) .
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَرِبَ فِي الإِمْرِ، أَي بَلَغَ فِيهِ جُهْدَه وَطَاقَتَه وفَطنَ لَهُ، وَقد {تَأَرَّبَ فِي أَمْرِه.
(} والأُرَبَى بفَتْح الرَّاءِ) والموحَّدةِ مَعَ ضَمّ أَوله مَقْصُوراً، هَكَذَا ضَبطه ابنُ مالكٍ وأَبو حَيَّانَ وابنُ هِشَام (: الدَّاهِيَةُ) أَنشد الجوهريُّ لابنِ أَحْمَرَ:
فَلَمَّا غَسَى لَيْلِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا
هِيَ! الأُرَبَى جَاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى قُلْتُ. وَهِي كَشُعَبَي وأُرَمَي، وَلاَ رَابِعَ لَهَا وستأْتي.
( {والتَّأْرِيبُ الإِحْكَامُ) ، يُقال:} أَرِّبْ عُقْدَتَك، أَنشد ثعلبٌ لكَنَّازِ بنِ نُفَيْع يَقُوله لجرير:
غَضِبْتَ علينا أَنْ علاَكَ ابنُ غَالِبٍ
فَهَلاَّ عَلَى جَدَّيْكَ فِي ذاكَ تَغْضَبُ
هُمَا حِينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعَاةَ جَدِّهِ
أَنَاخَا فَشَدَّاكَ العِقَالُ المُؤَرَّبُ
(و) التَأْرِيبُ (التَّحْدِيدُ) والتَّحْريشُ والتَّفْطِينُ (والتَّوْفِيرُ والتَّكْمِيلُ) أَي تَمَامُ النَّصِيبِ، أَنشد ابْن بَرِّيّ:
شِمٌّ مَخَامِيصُ تُنْسيهِمْ مَرَادِيَهُم
ضَرْبُ القِدَاحِ {وتَأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ
وهِيَ أَحَدُ أَيْسَارِ الجَزُورِ، وَهِي الأَنْصباءُ.
والتَّأْرِيبُ أَيضاً: الشُّحُّ والحِرْصُ، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، وأَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعَهُ مُوَفَّراً يُقَالُ: أَعْطَاهُ عُضْواً مُؤَرَّباً، أَي تَامًّا لم يُكْسَرْ، وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ وَفِي الحديثِ (أَنَّهُ أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبَة فأَكَلَهَا وصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ) المؤَرَّبَةُ هِيَ المُوَفَّرَةُ الَّتِي لم يَنْقُصْ مِنْهَا شَيءٌ وَقد أَرَّبْته تَأْرِيباً إِذَا وَفَّرْته، مأْخوذ منَ الإِرْبِ، وَهُوَ العُضْوُ (و) قيلَ: كلُّ مَا وُفِّر فقد أُرِّبَ، و (كُلُّ مُوَفَّرٍ: مُؤَرَّبٌ) .
(و) مِنَ المَجَازِ: (} تأَرَّبَ) علينا فلَان، أَي (تَأَبَّى وتَشَدَّد) وتَعَسَّرَ، {وتَأَرَّبَ عَلَيَّ إِذا تَعَدَّى، وكأَنَّه من الأُرْبَةِ: العُقْدَةِ. وَفِي حَدِيث سَعِيد بن العَاصِ قَالَ لابْنِه عمْروٍ (لَا تَتَأَرَّب عَلى بَنَاتِي) أَيْ لاَ تَشَدَّدْ وتَتَعَدَّ.
(و) تَأَرَّبَ أَيْضاً (: تَكَلَّفَ الدَّهَاءَ) والمَكْرَ والخُبْثَ، قَالَ رُؤبَة:
فَانْطِقْ بِإِرْبٍ فَوقَ مَنْ تَأَرَّبآ
والإِرْبُ يُدْهِي خِبَّ مَنْ تَخَبَّبَا
(} والمُسْتَأْرَبُ) ، بِفَتْح الرَّاء على صِيغَة المَفْعُولِ، كَذَا ضَبطه الجوهريّ، مِن {اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ إِذا اشتدّ، وَهُوَ الَّذِي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيرُه من النَّوَائب} بآرَابِه من كلِّ ناحيَة. وَرَجُلٌ {مُسْتَأْرَبُ، وَهُوَ (المدْيُونُ) كأَنَّ الدَّيْنَ أَخَذَ بآرَابِهِ، قَالَ:
ونَاهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّة رَهِقٍ
مُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَدْيُونُ
هَكَذَا أَنشده مُحَمَّدُ بن أَحمَدَ المُفَجَّع، أَي أَخَذَه الدَّين من كُلِّ نَاحِيَةٍ والمُنَاهَزَةُ فِي البَيْع: انتهاز الفُرْصَةِ، ونَاهَزُوه، أَي بَادَرُوهُ، والرَّهِقُ: الَّذِي بِهِ خِفَّةٌ وحِدَّةٌ، وعَضَّه السُّلْطَانُ، أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عَلَيْهِ الأَمْرَ. والتِّرْعِيَّةُ: الَّذِي يُجيدُ رَعْيَ الإِبلِ، وَفِي بعض النّسخ: المُستَأْرِب، بِكَسْر الرَّاء.
(} والمُؤَارِبُ) : هُوَ المُدَاهِي) ، {والمُؤَارَبَةُ: المُدَاهَاةُ، وَفُلَان} يُؤَارِبُ صَاحِبَه، أَي يُدَاهِيهِ، قَالَ الزمخشريّ: وَفِي الحَدِيثِ (مُؤَارَبَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ) أَيْ أَنَّ الأَرِيبَ وَهُوَ العَاقِلُ لاَ يُخْتَلُ عَن عَقْلِهِ.
( {والأُرْبانُ) بضَمِّ الهَمْزَةِ لُغَةٌ فِي العُرْبَانِ بالعَيْن، وسيأْتي (فِي عرب) .
(وقِدْرٌ) بِالْكَسْرِ، (أَرِيبَةٌ) ، كَكَتيبَة أَي (وَاسعَةٌ) .
} وأَرَبَةُ، مُحرَّكَةً: اسْمُ مَدِينَةِ بالغَرْبِ منْ أَعْمَالِ الزَّابِ، يُقَال إِن حَوْلَهَا ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ قَرْية.

فَرَسَ

(فَرَسَ)
(س) فِيهِ «اتَّقُوا فِرَاسَة الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظر بِنُورِ اللَّهِ» يُقَالُ بمعْنَيَيْن، أحَدُهما:
مَا دَلَّ ظَاهِرُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَا يوُقِعُه اللَّهُ تَعَالَى فِي قُلوب أَوْلِيَائِهِ، فيَعْلَمون أَحْوَالَ بَعْضِ النَّاسِ بِنَوْعٍ مِنَ الْكَرَامَاتِ وَإِصَابَةِ الظَّنّ والحَدْس، وَالثَّانِي: نَوع يُتَعَلَّم بِالدَّلَائِلِ وَالتَّجَارِبِ والخَلْق وَالْأَخْلَاقِ، فَتُعْرف بِهِ أحوالُ النَّاسِ، وللنَّاس فِيهِ تَصانيفُ قَديمة وحَدِيثة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَفْرَسُ الناسِ ثلاثةٌ» كَذا وَكَذَا وكَذا: أَيْ أصْدَقُهم فِرَاسَة.
(هـ) وَمِنْهُ «أَنَّهُ عَرض يَوْما الخَيْل وَعِنْدَهُ عُيَيْنَة بْنُ حصْن فَقَالَ لَهُ: أَنَا أعْلَم بالخَيْل مِنك، فَقَالَ: وأَنا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْك» أَيْ أَبْصَرُ وأَعْرَف. ورجُل فَارِس بالأمْر: أَي عالِم بِهِ بَصِير.
(هـ) وَفِيهِ «عَلِّموا أولادَكم العَوْم والفَرَاسَة» الفَرَاسَة بِالْفَتْحِ: رُكوب الخَيْل ورَكُضها، مِنَ الفُرُوسِيَّة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنه كَرِه الفَرْسَ فِي الذَّبَائِحِ» وَفِي رِوَايَةٍ «نَهى عَنِ الفَرْس فِي الذَّبيحة» هُوَ كَسْر رَقَبتها قَبْلَ أَنْ تَبْرُد.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أمَر مُنَادِيَه فَنادَى أَلَّا تَنْخَعوا وَلَا تَفْرِسُوا» وَبِهِ سُمِّيت فَرِيسَة الأسَد ويُروى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِثْله.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «يُرْسل اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فيُصْبِحون فَرْسَى» أَيْ قَتْلى، الواحِد: فَرِيس، مِنْ فَرس الذِّئبُ الشَّاة وافْتَرَسَها إِذَا قَتَلها.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «وَمَعَهَا ابْنة لَهَا أخَذتْها الفَرْسَة» أَيْ رِيحُ الحَدَب فيَصِير صاحبُها أحْدَب. والفَرْسَة أَيْضًا: قَرْحَة تأخُذ فِي العُنُق فتَفْرِسُها أَيْ تَدُقُّها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الضَّحَّاك «فِي رجُلٍ آلَى مِنَ امْرَأته ثُمَّ طَلَّقَهَا، فَقَالَ: هُمَا كفَرَسَي رِهَانٍ، أيُّهُما سَبَق أُخِذَ بِهِ» أَيْ إِنَّ العِدّة وَهِيَ ثَلاثة أطْهار أَوْ ثَلَاثُ حِيَض إِنِ انْقَضَت قَبْلَ انْقضاء وقْت إيلائِه، وهُو أَرْبَعَةُ أشْهُر فقَد بانَت الْمَرْأَةُ مِنْهُ بتلِك التَّطْليقة، ولاَ شيءَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِيلَاءِ، لِأَنَّ [الْأَرْبَعَةَ] الأشْهُر تَنْقَضي وليْسَت لَهُ بزوجَة، وَإِنْ مَضت [الْأَرْبَعَةُ] الأْشُهر وَهِيَ العِدّة بَانَتْ مِنْهُ بِالْإِيلَاءِ مَعَ تلِكْ التطَّلْيقة، فَكَانَتِ اثْنَتَين، فَجعلَهما كفَرَسَي رِهانٍ يَتَسابقَان إِلَى غَايَةٍ.
وَفِيهِ «كُنْتُ شاكِياً بفَارِس، فكُنْت أصَلّي قاعِدا فَسَألت عَنْ ذَلِكَ عَائِشَةَ» يُرِيدُ بلادَ فَارِس.
ورَواه بَعْضُهُمْ بِالنُّونِ وَالْقَافِ جَمْع نِقْرِس، وَهُوَ الْأَلَمُ الْمَعْرُوفُ فِي الأقدْام. وَالْأَوَّلُ الصَّحِيحُ.

ظَهَرَ

(ظَهَرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الظَّاهِرُ» هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فوقَ كلِّ شَيْءٍ وعَلاَ عَلَيْهِ. وَقِيلَ:
هُوَ الَّذِي عُرِف بطُرُق الاسْتِدْلال العَقْلي بِمَا ظَهَرَ لَهُمْ مِنْ آثارِ أَفْعَالِهِ وأوصافهِ.
(س) وَفِيهِ ذِكْرُ «صَلَاةِ الظُّهْر» وهو اسمٌ لنصْفِ النهارِ، سُمِّي به مِنْ ظَهِيرَة الشَّمْسِ، وَهُوَ شدَّةُ حرِّها. وَقِيلَ: أُضِيَفت إِلَيْهِ لأَّنه أَظْهَرُ أوقاتِ الصَّلَاةِ للأَبْصَارِ. وَقِيلَ: أَظْهَرُها حَرَّاً.
وَقِيلَ: لأنَّها أَوَّلُ صلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَت.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكر «الظَّهِيرَة» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ شدةُ الْحَرِّ نصْف النَّهار. وَلَا يقالُ فِي الشِّتاء ظَهِيرَة. وأَظْهَرْنا إِذَا دخَلْنا فِي وَقْتِ الظُّهْر، كأصْبَحْنا وأمْسَينا فِي الصَّباح والمَسَاء. وتُجمع الظَّهِيرَة عَلَى الظَّهَائِر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَتَاهُ رجُل يشكُو النِّقْرِسَ فَقَالَ: كَذَبَتْك الظَّهَائِرُ» أَيْ عَلَيْكَ بِالْمَشْيِ فِي حَرِّ الهواجر. وَفِيهِ ذِكْرُ «الظِّهَار» فِي غَيْرِ مَوْضِع. يُقَالُ: ظَاهَرَ الرجُلُ من امْرَأتِه ظِهَاراً. وتَظَهَّرَ، وتَظَاهَرَ إِذَا قَالَ لَهَا: أنتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمي. وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ طَلَاقًا. وَقِيلَ: أنَّهم أرَادُوا: أنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمي: أَيْ كَجِمَاعهِا، فَكَنوْا بالظَّهْر عَنِ البَطْن للمُجَاورة. وَقِيلَ: إنَّ إتيانَ المرأةِ وظَهْرُها إِلَى السَّمَاءِ كَانَ حَرَامًا عِنْدَهُمْ. وَكَانَ أهلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذَا أُتِيَتِ المرأةُ وَوَجْهُهَا إِلَى الْأَرْضِ جَاءَ الولدُ أحْول، فلِقَصْد الرَّجُل المُطَلَّق مِنْهُمْ إِلَى التَّغْليظ فِي تحْرِيم امْرَأتِه عَلَيْهِ شبَّهها بالظَّهْر، ثُمَّ لَمْ يَقْنَع بِذَلِكَ حَتَّى جَعَلَهَا كظَهْرِ أمِّه. وَإِنَّمَا عُدِّي الظِّهَار بِمِنْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا ظَاهَرُوا الْمَرْأَةَ تَجنَّبُوها كَمَا يَتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقة ويحتَرِزُون مِنْهَا، فكأنَّ قَوْلَهُ: ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ: أَيْ بَعُدَ واحترزَ مِنْهَا، كَمَا قِيلَ: آلَى مِنَ امْرَأَتِهِ، لمَّا ضُمِّن مَعْنَى التباعُد عُدّي بِمِنْ.
(هـ) وَفِيهِ ذكر «قرَيش الظَّوَاهِر» وهم الذين نَزَلوا بظُهُور جِبال مَكَّةَ. والظَّوَاهِر:
أشرَاف الْأَرْضِ. وقُرَيشُ البِطاحِ، وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا بطَاح مَكَّةَ.
(هـ) وَمِنْهُ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى أَبِي عُبيدة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا «فَاظْهَرْ بِمَنْ مَعَك مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهَا» يَعْنِي إِلَى أرضٍ ذكَرها: أَيِ اخرُج بِهِمْ إِلَى ظَاهِرِها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلِّي الْعَصْرَ وَلَمْ تَظْهَرِ الشَّمْسُ بعدُ مِنْ حُجْرتها» أَيْ لَمْ تَرْتَفِع وَلَمْ تَخْرُجْ إِلَى ظَهْرِها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «لَمَّا قِيلَ: يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقين تمثَّل بِقَوْلِ أَبِي ذُؤَيب.
وَتِلْكَ شَكاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها يُقَالُ: ظَهَرَ عَنِّي هَذَا العيبُ، إِذَا ارْتفعَ عَنْكَ، وَلَمْ يَنَلْك مِنْهُ شَيءٌ. أراد أن نِطاقَها لا يغضّ منه فيعيّربه، ولكنَّه يرفَع مِنْهُ ويزيدُه نُبْلا.
(هـ) وَفِيهِ «خَيرُ الصَّدقة مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى» أَيْ مَا كَانَ عَفْواً قَدْ فَضَل عَنْ غِنىً.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا فَضَلَ عَنِ العِيال. والظَّهْر قَدْ يُزادُ فِي مِثْل هَذَا إشْباعاً لِلْكَلَامِ وتَمْكِيناً، كأنَّ صدَقَته مُسْتَنِدَة إِلَى ظَهْرٍ قَوِيٍّ من المال. وَفِيهِ «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فاسْتَظْهَرَه» أَيْ حَفِظَه. تَقُولُ: قرأتُ القُرآنَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِي: أَيْ قَرَأتُه مِنْ حِفْظِي.
(س) وَفِيهِ «مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إلاَّ لَهَا ظَهْر وبطنٌ» قِيلَ ظَهْرُها: لفظَها، وبطْنها:
مَعْنَاهَا. وَقِيلَ: أَرَادَ بالظَّهْر مَا ظَهَرَ تأويلُه وعُرِف مَعْنَاهُ، وبالبَطْن مَا بَطَن تفسيرُه. وَقِيلَ قَصَصُه فِي الظَّاهِر أخْبارٌ، وَفِي الْبَاطِنِ عِبَرٌ وَتَنبيهٌ وتحذيرٌ، وَغَيْرُ ذلك. وقيل: أَرَادَ بالظَّهْر التَّلاوةَ، وبالبَطْن التَّفهُّمَ والتَّعظيم.
وَفِي حَدِيثِ الخَيل «وَلَمْ يَنْس حقَّ اللَّهِ فِي رِقابها وَلَا ظُهُورِها» حقُّ الظُهُور: أَنْ يَحْمِل عَلَيْهَا مُنْقَطَعاً بِهِ أَوْ يُجاهد عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الحديث الآخر «ومن حَقِّها إفْقارُ ظَهْرِها» (س) وَفِي حَدِيثِ عَرْفجة «فتناولَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْر فحذَفَه بِهِ» الظَّهْر: الإبلُ الَّتِي يُحمِل عَلَيْهَا وتُرْكب. يُقَالُ: عِنْدَ فُلَانٍ ظَهْرٌ: أَيْ إبلٌ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أتأذَنُ لَنَا فِي نَحْر ظَهْرِنا؟» أَيْ إِبِلِنَا الَّتِي نركَبُها، وتُجمع عَلَى ظُهْرَان، بِالضَّمِّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فجعَلَ رجالٌ يستأذنُونه فِي ظُهْرَانهم فِي عُلْو الْمَدِينَةِ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهم وَبَيْنَ أَظْهُرِهِم» قَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ، والمرادُ بِهَا أنَّهم أَقَامُوا بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الاسْتِظْهَار والاستِناد إِلَيْهِمْ، وزِيدَت فِيهِ ألفٌ ونونٌ مفتوحةٌ تَأْكِيدًا، وَمَعْنَاهُ أنَّ ظَهْراً مِنْهُمْ قُدَّامَه وظَهْرا مِنْهُمْ وراءَه، فَهُوَ مكنُوفٌ مِنْ جانِبَيه، وَمِنْ جَوَانِبِهِ إِذَا قِيلَ بَيْنَ أَظْهُرِهم، ثُمَّ كَثُر حَتَّى استُعْمِل فِي الْإِقَامَةِ بَيْنَ القَوْم مُطْلَقًا.
وَفِي حَدِيثُ عَلِيٍّ «اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ» أَيْ جَعَلتمُوه وراءَ ظُهُورِكم، فَهُوَ مَنْسوب إِلَى الظَّهْر، وكسرُ الظَّاءِ مِنْ تَغْييرات النَّسب.
(هـ) وَفِيهِ «فعَمَدَ إِلَى بعيرٍ ظَهِير فَأَمَرَ بِهِ فرُحِل» يَعْنِي شَديد الظَّهر قَويّاً عَلَى الرِّحْلة.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَين يَوْمَ أُحُد» أَيْ جَمَعَ ولَبِسَ إِحْدَاهُمَا فوقَ الأخْرَى.
وكأنَّه مِنَ التَّظَاهُر: التَّعَاوُنِ والتَّساعُد. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَارَزَ يَوْمَ بَدْر وظَاهَرَ» أَيْ نَصَر وأَعَان.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فظَهَرَ الّذين كان بَينَهُم وَبَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْد، فَقَنَت شَهرا بَعْدَ الرُّكوع يَدْعو عَليهم» أَيْ غَلبوهم. هَكَذَا جَاءَ فِي رِواية. قالوا: والأشبه أن يكون مغيّر، كَمَا جَاءَ فِي الرِّواية الأُخْرَى «فَغَدرُوا بِهِمْ» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أمرَ خُرَّاصَ النَّخل أَنْ يَسْتَظْهِرُوا» أي يَحْتَاطوا لأرْبابها ويَدَعُوا لَهُمْ قَدْر مَا يَنُوبُهم ويَنْزل بِهِمْ مِنَ الأضْيافِ وأبْناءِ السَّبيل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «أَنَّهُ كَسَا فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ ثَوْبَيْنِ، ظَهْرَانِيّاً وَمُعَقَّدًا» الظَّهْرَانيّ: ثوبٌ يُجاءُ بِهِ مِنْ مَرّ الظَّهْرَان. وَقِيلَ: هُوَ منْسُوب إِلَى ظَهْرَان: قَريةٍ مِنْ قُرَى البَحْرَين.
والمعقَّد: بُرْد مِنْ بُرُود هَجَر.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «مَرّ الظَّهْرَان» فِي الْحَدِيثِ. وَهُوَ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وعُسْفَان. واسمُ القَرْية الْمُضَافَةِ إِلَيْهِ: مَرُّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّابِغَةِ الجَعْدي «أَنْشَدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بلغَنْا السَّماءَ مَجْدُنا وسَنَاؤُنا ... وإنَّا لنَرْجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظْهَرا
فغَضِب وَقَالَ لِي: أَيْنَ المَظْهَر يَا أبَا لَيلى؟ قَالَ: إِلَى الجَّنة يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أجَلْ إِنْ شاءَ اللَّهُ» المَظْهَر: الَمْصَعد.

الْيُتْم

(الْيُتْم) الْهم

(الْيُتْم) يُقَال فِي سيره يتم أَي إبطاء أَو ضعف أَو فتور وَالْحَاجة
الْيُتْم: بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَسُكُون الثَّانِي. وَقد جَاءَ ضم الأول مَعَ ضم الثَّانِي بِي بدرشدن إِنْسَان قبل ازبلوغ وَبِي مادرشدن جَار بايه قبل از استغنا وَبِي نَظِير بودن درلــآلى.

النَّفس النباتية

النَّفس النباتية: صُورَة نوعية عديمة الشُّعُور تحفظ تركيب النَّبَات وتصدر عَنْهَا النمو فِي الْأَطْرَاف وَالْأَفْعَال الْمُخْتَلفَة بالآلات الْمُخْتَلفَة كالقوة الغاذية والنامية والمولدة والجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة.
وَتلك الصُّورَة كَمَال أول لجسم طبيعي آلى من جِهَة التولد والنمو والتغذية فَقَط.

الوَرِيعةُ

الوَرِيعةُ:
الفتح ثم الكسر ثم ياء، وعين مهملة، وهاء، وهو الجبان، وورعت الرجل عن الشيء مثل وزعته إذا كففته، وأورعت بين الرجلين إذا حجزت، وهذا أليق شيء باسم المكان كأنه حاجز بين الشيئين، قال السكري في قول جرير:
أيقيم أهلك بالسّتار وأصعدت ... بين الوريعة والمقاد حمول؟
قال: الوريعة حزم لبني فقيم بن جرير بن دارم، وقال المرقّش الأصغر واسمه ربيعة بن سفيان:
تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن ... خرجن سراعا واقتعدن المفائما
تحمّلن من جوّ الوريعة بعد ما ... تعالى النهار وانتجعن الصرائما
تحلّين ياقوتا وشذرا وصيغة ... وجزعا ظفاريّا ودرّا توائما
سلكن القرى والجزع تحدى جمالهم، ... وورّكن قوّا واجتزعن المخارما
فــآلى جناب حلفة فأطعته، ... فنفسك ولّ اللوم إن كنت لائما
كأنّ عليه تاج آل محرّق ... بأن ضرّ مولاه وأصبح سالما
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.