Ibn Manẓūr, Lisān al-ʿArab (d. 1311 CE) لسان العرب لابن منظور

Search results for: %D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%AD%D8%A9

رأف

رأف: الرأْفة: الرحمة، وقيل: أَشد الرحمة؛ رَأَفَ به يَرْأَفُ ورئِفَ

ورَؤُفَ رَأْفَةً ورَآفةً. وفي التنزيل العزيز: ولا تأْخُذْكُم بهما رأْفةٌ

في دِينِ اللّه؛ قال الفراء: الرأْفةُ والرآفةُ مثل الكأَْبةِ والكآبة،

وقال الزجاج: أَي لا ترحموهما فَتُسْقِطوا عنهما ما أَمَر اللّه به من

الحدّ. ومن صفات اللّه عز وجل الرؤوف وهو الرحيمُ لعباده العَطُوفُ عليهم

بأَلطافه. والرأْفةُ أَخصُّ من الرحمةِ وأَرَقُّ، وفيه لغتان قرئ بهما

معاً: رَؤوفٌ على فَعُولٍ؛ قال كعب بن مالك الأَنصاري:

نُطِيعُ نَبيَّنا ونُطِيعُ رَبّاً،

هو الرحمنُ كان بِنا رَؤوفا

ورؤُفٌ على فَعُلٍ؛ قال جرير:

يَرىَ لِلْمُسلِمِينَ عليه حَقّاً،

كفِعْلِ الوالِدِ الرؤُفِ الرحيمِ

وقد رَأَفَ يَرْأَفُ إذا رَحِمَ. والرَّأْفَةُ أَرَقُّ من الرحمة ولا

تَكاد تقع في الكراهة، والرحمةُ قد تقع في الكراهة للمَصْلحةِ. أَبو زيد:

يقال رَؤُفْتُ بالرجل أَرؤُفُ به رَأْفَةً ورآفةً ورأَفْتُ أَرْأَف به

ورئِفْتُ به رأَفاً كلٌّ من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: ومَن لَيَّنَ

الهمزةَ وقال رَوُف جعلها واواً، ومنهم من يقول رَأْفٌ، بسكون الهمزة؛ قال

الشاعر:

فآمِنوا بِنَبِيٍّ، لا أَبا لكُمُ

ذِي خاتَمٍ، صاغهُ الرحمنُ، مَخْتُومِ

رَأْفٍ رَحِيمٍ بأَهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهم،

مُقَرَّبٍ عند ذِي الكُرْسِيِّ مَرْحُومِ

ابن الأَعرابي: الرأْفةُ الرحمةُ. وقال الفراء: يقال رَئِفٌ، بكسر

الهمزة، ورَؤُفٌ. ابن سيده: ورجل رَؤُفٌ ورؤوفٌ ورَأْفٌ؛ وقوله:

وكان ذُو العَرْشِ بنا أَرافيْ

إنما أَراد أَرأَفِيّاً كأَحْمَرِيّ، فأَبدل وسكَّنه على قوله:

وآخذ منْ كلِّ حَيٍّ عُصُمْ

وكم

وكم: وَكَمَ الرجلَ وكْماً: رعدَّه عن حاجته أَشدَّ الردِّ. ووَكِمَ من

الشيء: جَزِعَ واغْتَمَّ له منه. الكسائي: المَوْقومُ والمَوْكومُ

الشيديدُ الحُزْنِ. ووَقَمه الأَمرُ وَوَكَمَه أي حَزَنه. ووُكِمَت الأَرضُ:

وُطِئت وأُكِلَت ورُعِيَت فلم يَبْقَ فيها ما يَحْبِس الناس. ابن

الأَعرابي: الوَكْمَةُ الغَيْظةُ المُشْبَعةُ

(* قوله«الغيظة المشبعة» هذا ما

بالأصل والتهذيب والتكملة وفيها جميعها المشبعة بالشين المعجمة كالقاموس)

والوَمْكةُ الفُسْحةُ.

بشش

بشش: البَشّ: اللطف في المسأَلة والإِقبالُ على الرجُل، وقيل: هو أَن

يضحك له ويلقاه لقاء جميلاً، والمعنيان مُقْتَرِبان. والبَشاشة: طلاقة

الوجه. وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه: إِذا اجتمع المسلمان فتَذاكَرا

غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه. وفي حديث قَيْصَر: وكذلك الإِيمانُ

إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب؛ بشاشةُ اللقاء: الفرح بالمرء والانبساط إِليه

والأُنس به. ورجل هَشٌّ بَشٌّ وبشّاش: طَلْق الوجه طَيّب. وقد بَشِشْتُ به،

بالكسر، أَبَشُّ بَشّاً وبَشاشَةً؛ قال:

لا يَعْدَم السائلُ منه وِقْرا،

وقَبْلَهُ بَشاشَةً وبِشْرا

ورُوِي بيتُ ذي الرمة:

أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ

بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول؟

بكسر الباء، فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً، وإِما أَن يكون مما جاء

على فَعِلَ يَفْعِل. والبَشِيشُ: الوَجْهُ. يقال: فلان مُضِيءُ البَشِيش،

والبَشِيشُ كالبَشاشَة؛ قال رؤبة:

تكرّما، والهَشّ للتَّهْشِيشِ،

وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ

يعقوب: يقال لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بي، وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من

الشين الوسطى باء كما قالوا تجفف. وتَبَشّش به وتَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش.

وفي الحديث: لا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة والذِّكر إِلا

تَبَشْبَشَ اللَّهُ به كما يتَبَشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا قَدِم عليهم؛

وهذا مثل ضربه لتَلَقّيه جل وعز إيَّاه بِبِرِّه وكراماته وتقريبه إِياه.

ابن الأَعرابي: البشّ فرحُ الصَّدِيق واللطفُ في المسأَلة والإِقبالُ عليه.

والتَّبَشْبُشُ في الأَصل: التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات

فلقلب إِحداهن باء. وبنو بَشَّة: بطن من بَلْعَنْبَر.

نغص

نغص: نغِصَ نَغَصاً: لم تَتِمَّ له هَناءَتُه، قال الليث: وأَكثرُه

بالتشديد نُغِّصَ تَنْغِيصاً، وقيل: النَّغَصُ كَدَرُ العيش، وقد نَغَّصَ

عليه عَيْشَه تَنْغِيصاً أَي كَدَّرَه، وقد جاءَ في الشعر نَغَّصَه، وأَنشد

الأَخفش لعدي بن زيد، وقيل هو لسوادة بن زيد ابن عديّ:

لا أَرَى الموتَ يَسْبِقُ الموتُ شيئاً،

نَغَّصَ الموتُ ذا الغِنَى والفَقِيرا

قال فأَظهر الموت في موضع الإِضمار، وهذا كقولك أَمّا زيدٌ فقد ذهب زيد،

وكقوله عزّ وجلّ: وللّه ما في السموات وما في الأَرض وإِلى اللّه

تُرْجَعُ الأُمور، فثنى الاسم وأَظهره. وتنَغَّصَتْ عيشَتُه أَي تَكدَّرت. ابن

الأَعرابي: نَغَّصَ علينا أَي قطع علينا ما كنا نُحِبُّ الاستكثار منه.

وكل من قطع شيئاً مما يُحَبُّ الازديادُ منه، فهو مُنَغِّصٌ؛ قال ذو

الرمة:غَدَاة امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ، ونَغَّصَتْ

لُبَاناً من الحاجِ الخدورُ الروافع

وأَنشده غيره:

وطالَما نُغِّصُوا بالفَجْعِ ضاحِيةً،

وطالَ بالفَجْعِ والتَّنْغِيصِ ما طُرِقُوا

والنَّغْصُ والنَّغَصُ: أَن يُورِدَ الرجلُ إِبلَه الحوض فإِذا شربت

أُخْرِجَ من كل بعيرين بعيرٌ قويٌّ وأُدخل مكانه بعير ضعيف؛ قال لبيد:

فأَرْسَلَها العِرَاكَ ولم يَذُدْها

ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ

ونَغِصَ الرجلُ، بالكسر، يَنْغَصُ نَغَصاً إِذا لم يَتِمَّ مراده، وكذلك

البعير إِذا لم يَتِمَّ شُرْبُه. ونَغَصَ الرجلَ نَغْصاً: منعَه نصيبَه

من الماء فحال بين إِبله وبين أَن تشرب؛ قالت غادية الدبيرية:

قد كَرِهَ القِيامَ إِلا بالعَصا،

والسَّقْيَ إِلا أَن يُعدَّ الفُرَصا،

أَوْ عَنْ يَذُودَ مالَه عن يُنْغَصا

وأَنْغَصَه رَعْيَه كذلك، هذه بالأَلف.

نضج

نضج: نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً، والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ

يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ.

والنُّضْجُ: الاسم. يقال: جادَ نُضْجُ هذا اللحمِ، وقد أَنْضَجَه

الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه، فهو مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنْضَجْتُه

أَنا، والجمع نِضاجٌ؛ قال النَّمِر يصف الدَّجاج:

ولا يَنْفَعْنَني إِلاّ نِضاجا

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فترك صِبْيَةً صِغاراً ما يُنْضِجُون

كُراعاً أَي ما يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم؛ يعني لا يَكْفُون

أَنفُسَهم خدمةَ ما يأْكُلونه فكيف غيره؟ وفي رواية: ما تَسْتَنْضِجُ كُراعاً؛

والكُراع: يَدُ الشاةِ. ومنه حديث لقمان: قريبٌ من نَضِيج، بَعيدٌ من

نِيءٍ؛ النضِيجُ: المَطْبُوخ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول، أَراد أَنه يأْخُذُ ما

طُبخ لأِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه في الحيّ، وأَنه لا يأْكل النِّيء

كما يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عن إِنضاج ما اتَّخذَ، وكما يأْكل مَن

غزا واصطاد.

قال ابن سيده: واستعمل أَبو حنيفة الإِنْضاج في البَرْد في كتابه

المَوْسوم بالنبات: المَهْروء الذي قد أَنضَجه البَرْدُ، قال: وهذا غريب إِذ

الإِنضاج إِنما يكون في الحرّ، فاستعمله هو في البردِ.

ورجل نَضِيجُ الرأْي: مُحْكَمُه، على المَثَلِ. وفلان لا يُنْضِجُ

الكُراعَ أَي أَنه ضَعيفٌ لا غَناءَ عنده. ونَضِجَت الناقةُ بولدها

ونَضَّجَتْه، وهي مُنَضِّجٌّ: جاوَزَت الحَقَّ بشهر ونحوه ولم تُنْتَج أَي زادَتْ

على وقتِ الولادة؛ قال حُميد بن ثور:

وصَهْباء منها كالسَّفينة، نَضَّجَتْ

به الحَمْلَ، حتى زادَ شَهْراً عَديدُها

ونوقٌ مُنَضِّجات؛ قال عُوَيف القَوافي يَصِف بعيراً له تأَخَّرتْ

ولادتُه عن حِينِه بشهر أَو قِراب شهر:

هو ابنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً

يَزِدْن على العَدِيدِ، قِرابَ شهر

ولم يَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِي،

كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر

والمُنَضِّجة: التي تأَخَّرَتْ وِلادتُها عن حِينِ الولادة شهراً، وهو

أَقْوَى للوَلدِ. والضَّواحي: النَّواحي من الجسد. وغُرورُ الجِلْدِ

وغيره: مَكاسِرُه، واحده غَرٌّ. الأَصمعي: إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت

السَّنَةَ من يومَ لَقِحَتْ، قيل: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وقد جازت الحَقَّ،

وحَقُّها الوقتُ الذي ضُرِبَتْ فيه، ويقال لها: مِدْراج ومُنْضِجٌ؛ وأَنشد

المبرد للطرماح:

أَنْضَجَتْه عشرينَ يَوماً ونِيلَتْ،

حينَ نِيلَتْ، يَعارَةً في العِراض

(* قوله «أَنضجته إلخ» هكذا في الأصل بتقديم هذا البيت على ما بعده،

والذي في الصحاح في مادة كرض وفي شرح القاموس في مادة يعر وكرض تقديم الثاني

على الأول.)

سوفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْدا

ةٌ، أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض

قال: أَنْضَجَتْه عشرين يوماً، إِنما يُريد بعدَ الحَولِ من يومَ

حَمَلتْ، فلا يَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً؛ كما قال الحطيئة:

لأَدْماء منها كالسَّفينةِ، نَضَّجَتْ

به الحَولَ، حتى زادَ شهراً عَدِيدُها

(* قوله «لأدماء» الذي في الصحاح وصهباء.)

قال الأَزهري: ما ذُكِرَ في بيت الحُطَيئة من التنضيج هو كما فسره

المبرّد، وأَما بيت الطرماح فمعناه غيرُ ما ذهب إِليه، لأَنَّ معناه في بيته

صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة، لا قُوَّة وَلدِها؛ أَراد أَنَّ الفَحْلَ

ضَرَبَها يَعارةً لأَنها كانت نجِيبةً، فضَنَّ بها صاحبُها لنجابَتِها

عن ضِرابِ الفحلِ إِياها، فعارضها فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ على مائِهِ

عشرين يوماً، ثم أَلْقَتْ ذلك الماءَ قبلَ أَن يُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب

مُنَّتُها، وروَى الرُّواةُ البيتَ: «أَضْمَرَتْه عشرين يوماً» لا

أَنْضَجَتْه، فإِن رُوِيَ أَنضَجته، فمعناه أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ في

رحِمِها في عشرين يوماً، ثم رَمَتْ به كما تَرْمِي بوَلَدِها التَّمامِ

الخَلْقِ وبَقِيَ لها مُنَّتُها؛ وقال الشماخ:

وأَشْعَث قد قدَّ السِّفارُ قَمِيصَه،

وحرّ السواء بالعصا غيرُ مُنْضِج

وقد استعمل ثعلب نَضَّجته في المرأَة؛ وقال في قوله:

تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاسِ،

فليس بِيَتْنٍ ولا تَوْأَم

يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْه.

ونَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بلغت الغاية؛ قال ابن سيده: وأُراه

وَهَماً، إِنما هو نَضَّجَت بوَلَدِها.

غوص

غوص: الغَوْصُ: النُّزولُ تحت الماء، وقيل: الغَوْصُ الدخولُ في الماء،

غاصَ في الماء غَوْصاً، فهو غائصٌ وغَوّاصٌ، والجمع غاصَة وغَوّاصُون.

الليث: والغَوْصُ موضع يُخْرَج منه اللؤلؤ.

والغَوّاصُ: الذي يَغُوصُ في البحر على اللؤلؤ، والغاصةُ مُسْتخرجُوه،

وفعله الغِياصة. قال الأَزهري: يقال للذي يَغُوصُ على الأَصداف في البحر

فيستخرجها غائصٌ وغَوّاصٌ، وقد غاصَ يغُوصُ غَوْصاً، وذلك المكان يقال له

المَغاصُ، والغَوْصُ فعل الغائص، قال: ولم أَسمع الغَوْصَ بمعنى المَغاصِ

إِلا لليث. وفي الحديث: إِنه نَهَى عن ضَرْبةِ الغائص، هو أَن يقول له

أَغُوصُ في البحر غَوْصةً بكذا، فما أَخْرَجْتُه فهو لك، وإِنما نَهَى عنه

لأَنه غَرَرٌ. والغَوْصُ: الهجوم على الشيء، والهاجِمُ عليه غائصٌ.

والغائصة: الحائضُ التي لا تُعْلِم أَنها حائض. والمُتَغَوِّصةُ: التي

لا تكون حائضاً فتخبر زوجها أَنها حائض. وفي الحديث: لُعِنَت الغائصةُ

والمُتَغَوِّصة، وفي رواية: والمُغَوِّصة، فالغائصة الحائض التي لا تُعْلِم

زَوْجَها أَنها حائض ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وهي حائض، والمُغَوِّصة

التي لا تكون حائضاً فتكذِبُ فتقول لزوجها إِني حائض.

خضد

خضد: الخَضْد: الكسر في الرطب واليابس ما لم يَبِن. خَضَدَ الغُصْنَ

وغيره يَخْضِدُهُ خَضْداً فهو مخضود وخَضِيد وقد انْخَضَد وتَخَضَّد، وإِذا

كسرت العود فلم تبنه قلت: خَضَدْته؛ وخَضَدت العود فانْخَضد أَي ثنيته

فانثنى من غير كسر. أَبو زيد: انخضدَّ العود انخضاداً وانعَطَّ انعِطاطاً

إِذا تثنى من غير كسر يبين. والخَضَدُ: ما تكسر وتراكم من البَرْدِيِّ

وسائر العيدان الرطبة؛ قال النابغة:

فيه رُكام من اليَنْبوتِ والخَضَد

ويقال: انخَضَدتِ الثمار الرطبة إِذا حُملت من موضع إِلى موضع فتشدَّخت؛

ومنه قول الأَحنف بن قيس حين ذكر الكوفة وثمار أَهلها فقال: تأْتيهم

ثمارهم لم تُخْضَد؛ أَراد أَنها تأْتيهم بطراءتها لم يصبها ذبول ولا انعصار،

لأَنها تحمل في الأَنهار الجارية فتؤَديها إِليهم؛ وقيل: صوابه لم

تَخْضَد، بفتح التاء، على أَن الفعل لها يقال: خَضِدَتِ الثمرةُ تَخْضَد إِذا

غبَّت أَياماً فضمرت وانزوت.

والخَضَد: وجع يصيب الإِنسان في أَعضائه لا يبلغ أَن يكون كسراً؛ قال

الكميت:

حتى غدا، ورُضابُ الماءِ يتبعه،

طَيَّانَ لا سَأَمٌ فيه ولا خَضَد

وخَضَدُ البَدَنِ: تَكَسُّرُه وتوجعه مع كسل. وخَضَدَ البعيرُ عنق صاحبه

يَخْضِدُها: كسرها. قال الليث: الفحل يَخْضِدُ عنق البعير إِذا قاتله؛

قال رؤبة:

ولَفْت كَسَّارٍ لهنَّ خَضَّاد

وخَضَد الإِنسانُ يَخْضِد خَضْداً إِذا أَكل شيئاً رطباً نحو القثاء

والجزر وما أَشبههما. وخَضَدَ الشيءَ يَخْضِدُهُ خَضْداً: أَكله رطباً.

والخَضْد: الأَكل الشديد. وقيل لأَعرابي وكان معجباً بالقثاء: ما يعجبك منه؟

قال: خَضْدُه.

ورجل مِخْضَد؛ وفي الخبر: أَن معاوية رأَى رجلاً يُجيد الأَكل فقال:

إِنه لَمِخْضَد. الخَضْد: شدَّة الأَكل؛ ومِخْضَد مِفْعل منه كأَنه آلة

للأَكل؛ ومنه حديث مسلمة بن مخلد أَنه قال لعمرو بن العاص: إِن ابن عمك هذا

لَمِخْضَد أَي يأْكل بجفاء وسرعة؛ وقال امرؤ القيس:

ويَخْضِدُ في الآريّ حتى كأَنما

به عَرَّة، أَو طائِف غيرُ مُعْقِب

وخَضَدَ الفرسُ يَخْضِدُ خَضْداً: مثل خَضَِمَ، وقيل: خَضَدَ خَضْداً

أَكل؛ قال؛

أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضودٍ

لِمَأْكَلِهِنَّ، طَفْطافَ الرُّبول

(* قوله «قال أوين إلخ» أورد المصنف كما ترى شاهداً على الخضد بمعنى

الخضم الذي هو الأكل بملء الفم أو نحوه. ولم يذكره الصحاح ولا شرح القاموس

ولا غيرهما شاهد الخضد بهذا المعنى بل الشاعر يصف قطاة تكسر لأولادها

أطراف الشجر كما نبه عليه الصحاح في غير موضع فالمناسب أن يكون شاهد الخضد

بمعنى كسر.)

واخْتَضَد البعيرَ: أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يذلل فخطمه ليذل وركبه؛

حكاها اللحياني؛ وقال الفارسي: إِنما هو اختضر.

والخَضاد: من شجر الجَنْبَة وهو مثل النَّصِيِّ ولورقه حروف كحروف

الحلفاء تجرّ باليد كما تجرُّ الحلفاء.

والخَضَد: شجر رخو بلا شوك.

والخَضْد: القطع، وكل رطب قضبته فقد خَضَدْته، وكذلك التَّخْضِيد؛ قال

طرفة:

كأَن البُرِينَ والدَّماليجَ عُلِّقَتْ

على عُشَر، أَو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّد

وخَضَدت الشجر: قطعت شوكه فهو خَضيد ومخضود.

والخَضْد: نزع الشوك عن الشجر. قال الله عز وجل: في سدر مخضود؛ هو الذي

خُضِدَ شوكه فلا شوك فيه؛ الزجاج والفراء: قد نزع شوكه.

وفي حديث ظبْيان: يُرَشِّحونَ خَضِيدَها أَي يصلحونه ويقومون بأَمره،

والخَضِيدُ: فعيل بمعنى مفعول، والخَضَد: ما خُضِدَ من الشجر ونحي عنه.

والخَضَد، بفتح الخاءِ والضاد: كل ما قطع من عود رطب؛ قال الشاعر:

أَوجَرْتُ حُفْرته حرصاً فمال به،

كما انثَنى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّال

والخَضاد: شجر رخو بلا شوك. وفي إِسلام عروة بن مسعود: ثم قالوا السفر

وخَضَده أَي تعبه وما أَصابه من الإِعياء. وأَصل الخَضْد كسر الشيء اللين

من غير إِبانة له، وقد يكون بمعنى القطع؛ ومنه حديث الدعاء: يُقْطَعُ به

دابرُهم ويُخضَد به شَوْكَتُهم. وفي حديث عليّ: حرامها عند أَقوام بمنزلة

السدر المخضود الذي قطع شوكه. وفي حديث أُمية بن أَبي الصلت: بالنعم

مَحْفود وبالذنب مَخْضود؛ يريد به ههنا أَنه منقطع الحجة كأَنه منكسر.

حشا

حشا: الحَشَى: ما دُون الحِجابِ مما في البَطْن كُلِّ من الكَبِد

والطِّحال والكَرِش وما تَبعَ ذلك حَشىً كُلُّه. والحَشَى: ظاهر البطن وهو

الحِضْنُ؛ وأَنشد في صفة امرأَة:

هَضِيم الحَشَى ما الشمسُ في يومِ دَجْنِها

ويقال: هو لَطيفُ الحَشَى إِذا كان أَهْيَفَ ضامِرَ الخَصْر. وتقول:

حَشَوْتُه سهماً إِذا أَصبتَ حَشَاه، وقيل: الحَشَى ما بين ضِلَعِ الخَلْف

التي في آخر الجَنْبِ إِلى الوَرِك. ابن السكيت: الحَشَى ما بين آخِرِ

الأَضْلاع إِلى رأْس الوَرِك. قال الأَزهري: والشافعي سَمَّى ذلك كله

حِشْوَةً، قال: ونحو ذلك حفظته عن العرب، تقول لجميع ما في البطن حِشْوَة، ما

عدا الشحم فإِنه ليس من الحِشْوة، وإِذا ثنيت قلت حَشَيانِ. وقال الجوهري:

الحَشَى ما اضْطَمَّت عليه الضلوع؛ وقولُ المُعَطَّل الهذلي:

يَقُولُ الذي أَمْسَى إِلى الحَزْنِ أَهْلُه:

بأَيّ الحَشَى أَمْسَى الخَلِيطُ المُبايِنُ؟

يعني الناحيةَ. التهذيب: إِذا اشْتَكَى الرجلُ حَشَاه ونَساه فهو حَشٍ

ونَسٍ، والجمع أَحْشَاءٌ. الجوهري: حِشْوَةُ البطن وحُشْوته، بالكسر

والضم، أَمعاؤُه. وفي حديث المَبْعَثِ: ثم شَقَّا بَطْني وأَخْرَجا حُِشْوَتي؛

الحُشْوَةُ، بالضم والكسر: الأَمعاء. وفي مَقْتل عبد الله بن جُبَيْر:

إِنْ حُشْوَتَه خَرَجَت. الأَصمعي: الحُشْوة موضع الطعام وفيه الأَحْشَاءُ

والأَقْصابُ.

وقال الأَصمعي: أَسفلُ مواضع الطعام الذي يُؤدِّي إِلى المَذْهَب

المَحْشاةُ، بنصب الميم، والجمع المَحاشِي، وهي المَبْعَرُ من الدواب، وقال:

إِياكم وإِتْيانَ النساءِ في مَحاشِيهنَّ فإِنَّ كُلَّ مَحْشاةٍ حَرامٌ.

وفي الحديث: محاشي النساء حرامٌ. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، وهي

جمع مَحْشاة لأَسفل مواضع الطعام من الأَمْعاء فكَنَى به عن الأَدْبار؛

قال: ويجوز أَن تكون المَحاشِي جمع المِحْشَى، بالكسر، وهي العُظَّامَة

التي تُعَظِّم بها المرأَة عَجيزتها فكَنَى بها عن الأَدْبار. والكُلْيتانِ

في أَسفل البطن بينهما المَثانة، ومكانُ البول في المَثانة، والمَرْبَضُ

تحت السُّرَّة، وفيه الصِّفَاقُ، والصِّفاقُ جلدة البطن الباطنةُ كلها،

والجلدُ الأَسفل الذي إِذا انخرق كان رقيقاً، والمَأْنَةُ ما غَلُظَ تحت

السُّرَّة

(* قوله: والكليتان إلى... تحت السرة؛ هكذا في الأصل، ولا رابط

له بما سبق من الكلام). والحَشَى: الرَّبْوُ؛ قال الشَّمَّاخ:

تُلاعِبُني، إِذا ما شِئْتُ، خَوْدٌ،

على الأَنْماطِ، ذاتُ حَشىً قَطِيعِ

ويروى: خَوْدٍ، على أَن يجعل من نعت بَهْكنةٍ في قوله:

ولو أَنِّي أَشاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي

إِلى بَيْضاءَ، بَهْكَنةٍ شَمُوعِ

أَي ذات نَفَس مُنْقَطِعٍ من سِمَنها، وقَطِيعٍ نعتٌ لحَشىً. وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج من بيتها ومضى

إِلى البَقِيع فتَبِعَتْهُ تَظُنُّ أَنه دخل بعضَ حُجَرِ نسائه، فلما

أَحَسَّ بسَوادِها قصَدَ قَصْدَه فعَدَتْ فعَدَا على أَثرها فلم يُدْرِكْها

إِلا وهي في جَوْفِ حُجْرَتِها، فدنا منها وقد وَقَع عليها البُهْرُ

والرَّبْوُ فقال لها: ما لي أَراكِ حَشْيَا

(* قوله «ما لي أراك حشيا» كذا

بالقصر في الأصل والنهاية فهو فعلى كسكرى لا بالمد كما وقع في نسخ

القاموس). رابيَةً أَي ما لَكِ قد وقعَ عليك الحَشَى، وهو الرَّبْوُ والبُهْرُ

والنَّهِيجُ الذي يَعْرِض للمُسْرِع في مِشْيَته والمُحْتَدِّ في كلامه من

ارتفاع النَّفَس وتَواتُره، وقيل: أَصله من إِصابة الرَّبْوِ حَشاه. ابن

سيده: ورجل حَشٍ وحَشْيانُ من الرَّبْوِ، وقد حَشِيَ، بالكسر؛ قال أَبو

جندب الهذلي:

فنَهْنَهْتُ أُولى القَوْمِ عنهم بضَرْبةٍ،

تنَفَّسَ منها كلُّ حَشْيانَ مُجْحَرِ

والأُنثى حَشِيَةٌ وحَشْيا، على فَعْلى، وقد حَشِيا حَشىً. وأَرْنب

مُحَشِّيَة الكِلابِ أَي تَعْدُو الكلابُ خلفها حتى تَنْبَهِرَ. والمِحْشَى:

العُظَّامة تُعَظِّم بها المرأَة عَجِيزتَها؛ وقال:

جُمّاً غَنيَّاتٍ عن المَحاشي

والحَشِيَّةُ: مِرْفَقة أَو مِصْدَغة أَو نحوُها تُعَظِّم بها المرأَة

بدنَها أَو عجيزتها لتُظَنَّ مُبَدَّنةً أَو عَجْزاء، وهو من ذلك؛ أَنشد

ثعلب:

إِذا ما الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشايا،

كَفاها أَن يُلاثَ بها الإِزارُ

ابن سيده: واحْتَشَتِ المرأَةُ الحَشِيَّةَ واحْتَشتْ بها كلاهما

لبستها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لا تحْتَشِي إِلا الصَّميمَ الصادقا

يعني أَنها تَلْبَسُ الحَشايا لأَن عِظَمَ عجيزتها يُغْنيها عن ذلك؛

وأَنشد في التَّعدِّي بالباء:

كانت إِذا الزُّلُّ احْتَشَينَ بالنُّقَبْ،

تُلْقِي الحَشايا ما لَها فيها أَرَبْ

الأَزهري: الحَشِيَّةُ رِفاعةُ المرأَة، وهو ما تضعه على عجيزتها

تُعَظِّمُها به. يقال: تحَشَّتِ المرأَةُ تحَشِّياً، فهي مُتَحَشِّيةٌ.

والاحْتِشاءُ: الامتلاءُ، تقول: ما احْتشَيْتُ في معنى امْتلأْتُ.

واحْتَشَت المُسْتحاضةُ: حَشَتْ نفْسَها بالمَفارِم ونحوها، وكذلك الرجل ذو

الإِبْرِدَةِ. التهذيب: والاحْتِشاءُ احْتِشاءُ الرجل ذي الإِبْرِدَةِ،

والمُسْتحاضة تحْتَشِي بالكُرْسُفِ. قال النبي، صلى الله عليه وسلم،

لامرأَةٍ: احْتَشِي كُرْسُفاً، وهو القطن تحْشُو به فرجها. وفي الصحاح: والحائض

تحْتَشِي بالكُرْسُفِ لتحبس الدم. وفي حديث المُسْتحاضةِ: أَمرها أَن

تغتسل فإِن رأَت شيئاً احْتَشتْ أَي اسْتَدْخلَتْ شيئاً يمنع الدم من القطن؛

قال الأَزهري: وبه سمي القُطْنُ الحَشْوَ لأَنه تُحْشَى به الفُرُش

وغيرها. ابن سيده: وحَشا الوِسادة والفراشَ وغيرهما يَحْشُوها حَشْواً

ملأَها، واسم ذلك الشيء الحَشْوُ، على لفظ المصدر. والحَشِيَّةُ: الفِراشُ

المَحْشُوُّ. وفي حديث علي: من يَعْذِرُني من هؤلاءِ الضَّياطِرةِ يتَخَلَّفُ

أَحدُهم يتَقَلَّبُ على حَشاياهُ أَي على فَرْشِه، واحدَتُها حَشِيَّة،

بالتشديد. ومنه حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحرب من يَضَعُ خُورَ

الحَشَايا عن يمينه وشماله. وحَشْوُ الرجل: نفْسُه على المَثل، وقد حُشِيَ

بها وحُشِيَها؛ وقال يزيد بن الحَكَم الثَّقَفِيُّ:

وما بَرِحَتْ نفْسٌ لَجُوجٌ حُشِيتَها

تُذِيبُكَ حتى قِيلَ: هل أَنتَ مُكْتَوي؟

وحُشِيَ الرجلُ غيظاً وكِبْراً كلاهما على المَثَل؛ قال المَرَّارُ:

وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِه،

فهو يَمْشِي حَظَلاناً كالنَّقِرْ

وأَنشد ثعلب:

ولا تَأْنَفا أَنْ تَسْأَلا وتُسَلِّما،

فما حُشِيَ الإِنسانُ شَرّاً من الكِبْرِ

ابن سيده: وحُشْوَة الشاةِ وحِشْوَتُها جَوْفُها، وقيل: حِشْوة البطن

وحُشْوَتُه ما فيه من كبد وطحال وغير ذلك.

والمَحْشَى: موضع الطعام. والحَشا: ما في البطن، وتثنيته حَشَوانِ، وهو

من ذوات الواو والياء لأَنه مما يثنى بالياء والواو، والجمع أَحْشاءٌ.

وحَشَوْتُه: أَصَبْتُ حَشاه.

وحَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك.

والحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه، وكذلك هو من الناس.

وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم. وحكى اللحياني: ما أَكثر حِشْوَةَ أَرْضِكم

وحُشْوَتها أَي حَشْوَها وما فيها من الدَّغَل. وفلان من حِشْوَة بني فلان،

بالكسر، أَي من رُذالهم. وحَشْوُ الإِبل وحاشِيَتُها: صِغارها، وكذلك

حواشيها، واحدتها حاشِيةٌ، وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من

الناس.والحاشِيتانِ: ابنُ المَخاض وابن اللَّبُون. يقال: أَرْسَلَ بنو فلان

رائداً فانْتَهى إِلى أَرض قد شَبِعَتْ حاشِيَتاها. وفي حديث الزكاة: خُذْ

من حَوَاشي أَموالهم؛ قال ابن الأَثير: هي صِغارُ الإِبل كابن المَخاض

وابن اللَّبُون، واحدتها حاشِيَةٌ. وحاشِيَةُ كل شيءٍ: جانبه وطَرَفُه، وهو

كالحديث الآخر: اتَّقِ كرائمَ أَمْوالهم. وحَشِيَ السِّقاءُ حَشىً: صار

له من اللَّبَن شِبْهُ الجِلْدِ من باطن فلَصِقَ بالجلد فلا يَعْدَمُ أَن

يُنْتِنَ فيُرْوِحَ. وأَرضٌ حَشاةٌ: سَوْداء لا خير فيها. وقال في موضع

آخر: وأَرض حَشاةٌ قليلة الخير سوداءُ. والحَشِيُّ من النَّبْتِ: ما فسَد

أَصله وعَفِنَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها، إِذا هَما،

صَوتُ أَفاعٍ في حَشِيٍّ أَعْشَما

ويروى: في خَشِيٍّ؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

وإِنَّ عِندي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي،

سَمَّ ذَراريحَ رِطابٍ وحَشِي

أَراد: وحَشِيٍّ فخفف المشدد. وتحَشَّى في بني فلان إِذا اضْطَمُّوا

عليه وآوَوْهُ. وجاء في حاشِيَتهِ أَي في قومه الذين في حَشاه. وهؤلاء

حاشِيَتُه أَي أَهله وخاصَّتُه. وهؤلاء حاشِيَته، بالنصب، أَي في ناحيته

وظِلِّه. وأَتَيْتُه فما أَجَلَّني ولا أَحْشاني أَي فما أَعطاني جَليلة ولا

حاشِيةً. وحاشِيَتا الثَّوْبِ: جانباه اللذان لا هُدْبَ فيهما، وفي

التهذيب: حاشِيَتا الثوب جَنَبَتاه الطويلتان في طرفيهما الهُدْبُ. وحاشِيَةُ

السَّراب: كل ناحية منه. وفي الحديث: أَنه كان يُصَلِّي في حاشِيَةِ

المَقامِ أَي جانبه وطَرَفه، تشبيهاً بحاشِيَة الثوب؛ ومنه حديث مُعاوية: لو

كنتُ من أَهل البادية لنزلتُ من الكَلإ الحاشيةَ. وعَيْشٌ رقيقُ الحَواشي

أَي ناعِمٌ في دَعَةٍ. والمَحاشي: أَكْسية خَشِنة تَحْلِقُ الجَسدَ،

واحدتها مِحْشاةٌ؛ وقول النابغة الذُّبياني:

إِجْمَعْ مِحاشَكَ يا يَزِيدُ، فإِنني

أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لكم وتَمِيما

قال الجوهري: هو من الحَشْوِ؛ قال ابن بري: قوله في المِحاشِ إِنه من

الحَشْوِ غلط قبيح، وإِنما هو من المَحْش وهو الحَرْقُ، وقد فسر هذه اللفظة

في فصل محش فقال: المِحاشُ قوم اجتمعوا من قبائل وتحالَفُوا عند النار.

قال الأَزهري: المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ، وهم قوم لَفِيف

أُشابَةٌ. وأَنشد بيت النابغة: جَمِّعْ مَحاشَك يا يزيد. قال أَبو منصور:

غَلِطَ الليث في هذا من وجهين: أَحدهما فتحه الميم وجعله إِياه مَفْعَلاً

من الحَوْش، والوجه الثاني ما قال في تفسيره والصواب المِحاشُ، بكسر

الميم، قال أَبو عبيدة فيما رواه عنه أَبو عبيد وابن الأَعرابي: إِنما هو

جَمِّعْ مِحاشَكَ، بكسر الميم، جعلوه من مَحَشَتْه أَي أَحرقته لا من

الحَوْش، وقد فُسِّر في موضعه الصحيح أَنهم يتحالفون عند النار، وأَما المَحاشُ،

بفتح الميم، فهو أَثاثُ البيت وأَصله من الحَوْش، وهو جَمْع الشيء

وضَمُّه؛ قال: ولا يقال للفِيفِ الناس مَحاشٌ. والحَشِيُّ، على فَعِيل:

اليابِسُ؛ وأَنشد العجاج:

والهَدَب الناعم والحَشِيّ

يروى بالحاء والخاء جميعاً.

وحاشى: من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها كما تَجُرُّ حتى ما بعدها.

وحاشَيْتُ من القوم فلاناً: استَثنيْت. وحكى اللحياني: شَتمْتُهم وما

حاشَيْتُ منهم أَحداً وما تحَشَّيْتُ وما حاشَيْتُ أَي ما قلت حاشَى لفلان

وما استثنيت منهم أَحداً. وحاشَى للهِ وحَاشَ للهِ أَي بَرَاءةً لله

ومَعاذاً لله؛ قال الفارسي: حذفت منه اللام كما قالوا ولو تَرَ ما أَهل مكة،

وذلك لكثرة الاستعمال. الأَزهري: حاشَ لله كان في الأَصل حاشَى لله، فكَثُر

في الكلام وحذفت الياء وجعل اسماً، وإِن كان في الأَصل فعلاً، وهو حرف

من حروف الاستثناء مثل عَدَا وخَلا، ولذلك خَفَضُوا بحاشَى كما خفض بهما،

لأَنهما جعلا حرفين وإِن كانا في الأَصل فعلين. وقال الفراء في قوله

تعالى: قُلْنَ حاشَ للهِ؛ هو من حاشَيْتُ أُحاشي. قال ابن الأَنباري: معنى

حاشَى في كلام العرب أَعْزِلُ فلاناً من وَصْفِ القوم بالحَشَى وأَعْزِلُه

بناحية ولا أُدْخِله في جُمْلتهم، ومعنى الحَشَى الناحيةُ؛ وأَنشد أَبو

بكر في الحَشَى الناحية بيت المُعَطَّل الهذلي:

بأَيِّ الحَشَى أَمْسى الحَبيبُ المُبايِنُ

وقال آخر:

حاشَى أَبي مَرْوان، إِنَّ به

ضَنّاً عن المَلْحاةِ والشَّتْمِ

وقال آخر

(* هو النابغة وصدر البيت:

ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهُه) :

ولا أُحاشِي من الأَقْوامِ من أَحَدِ

ويقال: حاشَى لفلان وحاشَى فُلاناً وحاشَى فلانٍ وحَشَى فلانٍ؛ وقال عمر

بن أَبي ربيعة:

مَن رامَها، حاشَى النَّبيِّ وأَهْلِه

في الفَخْرِ، غَطْمَطَه هناك المُزْبِدُ

وأَنشد الفراء:

حَشا رَهْطِ النبيِّ، فإِنَّ منهمْ

بُحوراً لا تُكَدِّرُها الدِّلاءُ

فمن قال حاشَى لفلان خفضه باللام الزائدة، ومن قال حاشَى فلاناً أَضْمَر

في حاشَى مرفوعاً ونصَب فلاناً بحاشَى، والتقدير حاشَى فِعْلُهم فلاناً،

ومن قال حاشَى فلان خفَض بإِضمار اللام لطول صُحبتها حاشَى، ويجوز أَن

يخفضه بحاشى لأَن حاشى لما خلت من الصاحب أَشبهت الاسم فأُضيفت إِلى ما

بعدها، ومن العرب من يقول حاشَ لفلان فيسقط الأَلف، وقد قرئ في القرآن

بالوجهين. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: قُلْنَ حاشَ لله؛ اشْتُقَّ من

قولك كنتُ في حَشا فلان أَي في ناحية فلان، والمعنى في حاشَ لله بَراءةً لله

من هذا، وإِذا قلت حاشى لزيد هذا من التَّنَحِّي، والمعنى قد تنَحَّى

زيدٌ من هذا وتَباعَدَ عنه كما تقول تنَحَّى من الناحية، كذلك تحاشَى من

حاشيةِ الشيء، وهو ناحيتُه. وقال أَبو بكر بنُ الأَنْباري في قولهم حاشى

فلاناً: معناه قد استثنيتُه وأَخرجته فلم أُدخله في جملة المذكورين؛ قال

أَبو منصور: جعَلَه من حَشى الشيء وهو ناحيته؛ وأَنشد الباهلي في

المعاني:ولا يَتحَشَّى الفَحْلُ إِنْ أَعْرَضَتْ به،

ولا يَمْنَعُ المِرْباعَ منها فَصِيلُها

(* قوله «ولا يتحشى الفحل إلخ» كذا بضبط التكملة).

قال: لا يَتحَشَّى لا يُبالي من حاشى. الجوهري: يقال حاشاكَ وحاشى لكَ

والمعنى واحد. وحاشى: كلمة يستثنى بها، وقد تكون حرفاً، وقد تكون فعلاً،

فإِن جعلتها فعلاً نصبت بها فقلت ضربتهم حاشى زيداً، وإِن جعلتها حرفاً

خفضت بها، وقال سيبويه: لا تكون إِلا حرف جر لأَنها لو كانت فعلاً لجاز أَن

تكون صلة لما كما يجوز ذلك في خلا، فلما امتنع أَن يقال جاءني القوم ما

حاشى زيداً دلت أَنها ليست بفعل. وقال المُبرد: حاشى قد تكون فعلاً؛

واستدل بقول النابغة:

ولا أَرى فاعِلاً في الناس يُشْبِهُه،

وما أُحاشي من الأَقْوام من أَحَدِ

فتصرُّفه يدل على أَنه فعل، ولأَنه يقال حاشى لزيدٍ، فحرف الجر لا يجوز

أَن يدخل على حرف الجر، ولأَن الحذف يدخلها كقولهم حاشَ لزيدٍ، والحذف

إِنما يقع في الأَسماء والأفعال دون الحروف؛ قال ابن بري عند قول الجوهري

قال سيبويه حاشى لا تكون إِلا حرف جر قال: شاهده قول سَبْرة بن عمرو

الأَسَدي:

حاشَى أَبي ثَوْبانَ، إِنَّ به

ضَنّاً عن المَلْحاة والشَّتْمِ

قال: وهو منسوب في المُفَضَّلِيّاتِ للجُمَيْح الأَسَدي، واسمه مُنْقِذُ

بن الطَّمّاح؛ وقال الأُقَيْشِر:

في فِتْيةٍ جعَلوا الصليبَ إِلَهَهُمْ،

حاشايَ، إِني مُسْلِمٌ مَعْذُورُ

المعذور: المَخْتُون، وحاشَى في البيت حرف جر، قال: ولو كانت فعلاً لقلت

حاشاني. ابن الأَعرابي: تَحَشَّيْتُ من فلان أَي تَذَمَّمْتُ؛ وقال

الأَخطل:

لولا التَّحَشِّي مِنْ رِياحٍ رَمَيْتُها

بكَالِمةِ الأَنْيابِ، باقٍ وُسُومُها

التهذيب: وتقول: انْحَشَى صوتٌ في صوتٍ وانْحَشَى حَرْفٌ في حَرْف.

والحَشَى: موضع؛ قال:

إنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ، فالحَشَى،

فَوَكْدٍ إلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ

(* قوله «إن بأجزاع إلخ» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في موضعين من

ياقوت: فإن يخلص فالبريراء إلخ أي بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام).

حرن

حرن: حَرَنتِ الدابةُ تَحْرُن حِراناً وحُراناً وحَرُنَتْ، لغتان، وهي

حَرونٌ: وهي التي إذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ، وإنما ذلك في ذوات

الحوافر خاصَّة، ونظيرُه في الإِبل اللِّجانُ والخِلاءُ، واستعمل أَبو عبيد

الحِرانَ في الناقة. وفي الحديث: ما خَلأَت ولا حَرَنَتْ ولكن حَبَسَها

حابِسُ الفِيل. وفرس حَرُونٌ من خَيْل حُرُنٍ: لا يَنْقادُ، إذا اشتدّ به

الجَرْيُ وَقَف. وقد حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُوناً وحَرُنَ، بالضم أَيضاً: صار

حَرُوناً، والاسم الحِرانُ. والحَرُونُ: اسم فرس كان لباهِلَة، إليه

تنسب الخيل الحَرُونِيَّة. والحَرُونُ: اسم فرس مُسْلم بن عمروٍ الباهليِّ

في الإسلام كان يُسابِق الخيلَ، فإِذا اسْتُدرَّ جَرْيه وقَف حتى تكادَ

تسْبِقُه، ثم يجري فيسبِقها، وفي الصحاح: حَرون اسمُ فرسِ أَبي صالح مُسْلم

بن عمروٍ الباهلي والد قُتَيْبة؛ قال الشاعر:

إذا ما قُريش خلا مُلْكُها،

فإِنَّ لخِلافةَ في باهِلَهْ

لِرَبِّ الحَرونِ أَبي صالح،

وما ذاك بالسُّنَّة العادلَهْ.

وقال الأَصمعي: هو من نَسْل أَعوج، وهو الحَرون بن الأَثاثيّ بن الخُزَر

بن ذي الصُّوفة بن أَعْوج، قال: وكان يسبِق الخيلَ ثمَ يَحْرُن حتى

تَلْحَقَه، فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثم حرَن ثم سبَقَها، وقيل: الحَرونُ فرسُ

عُقبة بن مُدْلِجٍ، ومنه قيل لحبيب بن المهلَّب أَو محمد بن المُهلَّب

الحَرُون، لأَنه كان يَحْرُنُ في الحرب فلا يبرح، استعير ذلك له وإنما

أَصله في الخيل، وقال اللحياني: حَرَنَت الناقةُ قامت فلم تَبْرَحْ، وخَلأَت

بركَتْ فلم تَقُمْ؛ والحَرونُ في قول الشماخ:

وما أَرْوَى، وإن كَرُمَتْ علينا،

بأَدْنَى من مُوَقَّفةٍ حَرونِ.

هي التي لا تبرح أَعلى الجَبل من الصَّيْد. ويقال: حَرَن في البيع إذا

لم يَزِد ولم يَنْقُص. والمَحارينُ من النَّحْل: اللَّواتي يَلْصَقْنَ

بالخَلِيَّة حتى يُنْتزَعْنَ بالمَحابِض؛ وقال ابن مقبل:

كأَنَّ أَصْواتَها، من حيث نسمَعُها،

نَبْضُ المَحابضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا.

قال ابن بري: الهاءُ في أَصواتها تعودُ على النَّواقيس في بيتٍ قَبْله،

والمَحابضُ: عِيدانٌ يُشارُ بها العسلُ، قال: والمَحارينُ جمع مِحْرانٍ،

وهو ما حَرُنَ على الشَّهْد من النحل فلا يَبْرَح عنه؛ الأَزهري:

المَحارينُ ما يموتُ من النحل في عسله، وقال غيره: المَحارينُ من العسل ما

لَزِقَ بالخلِيَّة فعَسُر نَزْعُه، أُخذ من قولك حَرُن بالمكان حُرونة إذا

لزمه فلم يُفارِقْه، وكأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِيارُه؛ قال الراعي:

كِناس تَنوفةٍ ظَلَّت إليها

هِجانُ الوَحْشِ حارنةً حُرونا.

وقال الأَصمعي في قوله حارنة: متأَخرة، وغيره يقول: لازِمة.

والمَحارينُ: الشِّهادُ، وهي أَيضاً حَبّات القُطن، واحدتُها مِحْرانٌ، وقد تقدم شرح

بيت ابن مقبل: يَخْلِجْنَ المَحارينا. وحَرّان: اسم بلد، وهو فَعّال،

ويجوز أَن يكون فَعْلانَ، والنسبة إليه حَرْنانيٌّ، كما قالوا مَنانّي في

النسبة إلى ماني، والقياس مانَوِيّ، وحَرّاني على ما عليه العامة.

وحُرَينٌ: اسمٌ. وبنو حِرْنَة: بُطَين

(* قوله «وبنو حرنة بطين» كذا في الأصل

والمحكم بكسر فسكون، وفي القاموس والتكملة بكسر الحاء والراء وشد

النون).

رمج

رمج: الرَّامِجُ: المِلْواحُ الذي يصاد به الصُّقُور ونحوها من جوارح

الطير، اسم كالغارِب.

والتَّرْمِيجُ: إِفساد السطور بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه؛

يقال: رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتى فَسَدَ.

ابن الأَعرابي: الرَّمْجُ إِلقاء

(* قوله «الرمج القاء إلخ» مصدر رمج من

باب كتب كما في القاموس وغيره.) الطائر سَجَّه أَي ذَرْقَه.

حندل

حندل: الحَنْدَل: القصير: زاد الأَزهري: من الرجال؛ قال الأَزهري: هذا

الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره، وما وجدته لأَحد من الثقات

فليحَقَّق، فإِن وُجِد لإِمام موثوق به أُلْحِق بالرباعي، وما لم يوجد لثقة

كان منه على ريبة وحَذَر.

حقا

حقا: الحَقْوُ والحِقْوُ: الكَشْحُ، وقيل: مَعْقِدُ الإزار، والجمع

أَحْقٍ وأَحْقاء وحِقِيٌّ وحِقاء، وفي الصحاح: الحِقْو الخَصْرُ ومَشَدُّ

الإزار من الجَنْب. يقال: أَخذت بحَقْوِ فلان. وفي حديث صِلةِ الرحم قال:

قامت الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ؛ لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة من

الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يَستمسك القريبُ بقريبه والنَّسيب

بنسيبه، والحِقْو فيه مجاز وتمثيل. وفي حديث النُّعمان يوم نِهُاوَنْدَ:

تَعاهَدُوها بَيْنكم في أَحْقِيكمْ؛ الأَحْقي: جمع قلّة للحَقْو موضع

الإزار. ويقال: رَمى فلانٌ بحَقْوه إذا رَمى بإزاره. وحَقاهُ حَقواً: أَضابَ

حَقْوَه. والحَقْوانِ والحِقْوانِ: الخاصِرَتان. ورجلٌ حَقٍ: يَشْتَكي

حَقْوَه؛ عن اللحياني. وحُقِيَ حَقْواً، فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ: شَكا

حَقْوه؛ قال الفراء: بُنِيَ على فُعِلَ كقوله:

ما أَنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ

قال: بناه على جُفِيَ، وأَما سيبويه فقال: إنما فَعَلوا ذلك لأَنهم

يَميلون إلى الأَخَفِّ إذ الياء أَخَفُّ عليهم من الواو، وكل واحدة منهما

تدخل على الأُخْرى في الأَكثر، والعرب تقول: عُذْتُ بحَقْوِه إذا عاذ به

ليَمْنَعه؛ قال:

سَماعَ اللهِ والعلماءِ أَنِّي

أَعوذُ بحَقْوِ خالك، يا ابنَ عَمْرِو

وأَنشد الأَزهري:

وعُذْتُمْ بِأَحْقاءِ الزَّنادِقِ، بَعْدَما

عَرَكْتُكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها

وقولهم: عُذْتُ بحَقْوِ فلان إذا اسْتَجَرْت به واعْتَصَمْت. والحَقْوُ

والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كله: الإزارُ، كأَنه سُمِّي بما يُلاثُ

عليه، والجمع كالجمع. الجوهري: أَصل أَحْقٍ أَحْقُوٌ على أَفْعُلٍ فحذِف

لأَنه ليس في الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أَدّى قياسٌ

إلى ذلك رفض فأُبْدِلت من الكسرة فصارت الآخرة ياء مكسوراً ما قبلها، فإذا

صارت كذلك كان بمنزلة القاضي والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين،

والكثير في الجمع حُقِيٌّ وحِقِيٌّ، وهو فُعُول، قلبت الواو الأُولى ياء

لتدغم في التي بعدها. قال ابن بري في قول الجوهري فإذا أَدَّى قياسٌ إلى

ذلك رُفِض فأُبدلت من الكسرة قال: صوابه عكس ما ذكر لأَن الضمير في قوله

فأُبدلت يعود على الضمة أَي أُبدلت الضمة من الكسرة، والأَمر بعكس ذلك،

وهو أَن يقول فأُبدلت الكسرة من الضمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه أَعطَى النساءَ اللاتي غَسَّلْنَ ابْنَتَه حين ماتَتْ حَقْوَهُ

وقال: أَشْعِرْنها إيَّاهُ؛ الحَقْو: الإزار ههنا، وجمعه حِقِيٌّ. قال ابن

بري: الأَصل في الحِقْوِ معقدُ الإزار ثم سمي الإزار حَقْواً لأَنه يشد

على الحَقْوِ، كما تسمى المَزادة راوِيَة لأَنها على الراوِية، وهو الجمَل.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للنساء: لا تَزْهَدْنَ في جَفَاءِ

الحَقْوِ أَي لا تزهدن في تَغْليظ الإزار وثخَانَتِه ليكون أَسْتَر لَكُنَّ.

وقال أَبو عبيد: الحِقْو والحَقْو الخاصرة. وحَقْو السهمِ: موضع الريش،

وقيل: مُسْتَدَقُّه من مُؤَخَّره مما يلي الريش. وحَقْوُ الثَّنِيَّةِ:

جانباها.

والحَقْوُ: موضع غليظ مرتفع على السيل، والجمع حِقَاءٌ؛ قال أَبو النجم

يصف مطراً:

يَنْفِي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائِه

وقال النضر: حِقِيٌّ الأَرض سُفُوحُها وأَسنادُها، واحدها حَقْوٌ، وهو

السَّنَد والهَدَف. الأَصمعي: كل موضع يبلغه مَسِيلُ الماء فهو حَقْوٌ.

وقال الليث: إذا نَظَرتَ على رأْس الثَّنيَّة من ثنايا الجبل رأَيت

لِمَخْرِمَيْها حَقْوَيْنِ؛ قال ذو الرمة:

تَلْوي الثنايا، بأَحْقِيها حَواشِيَه

لَيَّ المُلاءِ بأَبْوابِ التَّفارِيجِ

يعني به السَّرابَ. والحِقاءُ: جمع حَقْوَةٍ، وهو مُرْتَفِع عن

النَّجْوة، وهو منها موضع الحَقْوِ من الرجل يتحرّز فيه الضباع من

السيل.والحَقْوة والحِقاءُ: وجَعٌ في البطن يصيب الرجلَ من أَنْ يأْكل اللحمَ

بَحْتاً فيأْخُذَه لذلك سُلاحٌ، وفي التهذيب: يورث نَفْخَةً في

الحَقْوَيْن، وقد حُقِيَ فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ إذا أَصابه ذلك الداءُ؛ قال

رؤبة:

من حَقْوَةِ البطْنِ ودَاءٍ الإغْدَادْ

فمَحْقُوٌّ على القياس، ومَحْقِيٌّ على ما قدمناه. وفي الحديث: إن

الشيطان قال ما حَسَدْتُ ابنَ آدم إلاَّ على الطُّسْأَةِ والحَقْوَة؛

الحَقْوة: وَجَع في البطن. والحَقْوة في الإبل: نحو التَّقْطِيع يأْخذها من

النُّحازِ يَتَقَطَّع له البطنُ، وأَكثر ما تقال الحَقْوة للإنسان، حَقِيَ

يَحْقَى حَقاً فهو مَحْقُوٌّ. ورجل مَحْقُوٌّ: معناه إذا اشتكى حَقْوَه.

أَبو عمرو: الحِقاءُ رِباط الجُلِّ على بَطْنِ الفَرَس إذا حُنِذَ

للتَّضْمِير؛ وأَنشد لطَلْقِ بنِ عديّ:

ثم حَطَطْنا الجُلَّ ذا الحِقاءِ،

كَمِثْلِ لونِ خالِصِ الحِنَّاءِ

أَخْبَرَ أَنه كُمَيْت. الفراء: قال الدُّبَيْرِيَّةُ يقال وَلَغَ

الكلبُ في الإناءِ ولَجَنَ واحْتَقى يَحْتَقِي احْتِقاءً بمعنىً واحد.

وحِقاءٌ: موضع أَو جَبَل.

ثعر

ثعر: الثَّعْرُ والثُّعْرُ والثَّعَرُ، جميعاً: لَثىً يخرج من أَصل

السَّمُرِ، يقال إِنه سَمُّ قاتل، إِذا قطر في العين منه شيء مات الإِنسان

وجعاً. والثَّعَر: كثرة الثآليل.

والثُّعْرُور: ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ وهي شجرة مرة، ويقال لرأْس

الطُّرْثُوثِ ثُعْرُورٌ كأَنه كَمَرَةُ ذَكَرِ الرجل في أََعلاه. والثُّعْرُور:

الطُّرْثُوثُ، وقيل: طَرَفُه، وهو نبت يؤْكل، والثَّعارِيرُ: الثآليل

وحَمْلُ الطَّراثيث أَيضاً، واحدها ثُعْرور. وفي حديث جابر عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: إِذا مُيِّزَ أَهلُ الجنة من النار أُخرجوا قد

امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ في نهر الحياة فيخرجون بيضاً مثل الثَّعارير، وفي

رواية: يخرج قوم من النار فينبتون كما تنبت الثعارير، قيل: الثعارير في

هذا الحديث رؤوس الطراثيث تراها إِذا خرجت من الأَرض بيضاً شبهوا في

البياض بها. وقال ابن الأَثير: الثعارير هي القثاء الصغار شبهوا بها لأَن

القثاء ينمي سريعاً. والثُّعْرورانِ: كالحَلَمَتَيْنِ يكتنفان غُرْمُولَ

الفرس عن يمين وشمال، وفي الصحاح: يكتنفان القَتَبَ من خارج، وهما أَيضاً

الزائدان على ضَرْعِ الشاة. والثُّعْرُورُ: الرجل الغليظ القصير.

بأبأ

بأبأ: الليث: البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنـْتَ،ومعناهُ أَفـْدِيكَ بِأَبي، فيُشتقُّ من ذلك فعل فيقال: بَأْبَأَ بِهِ. قال ومن

العربِ من يقول: وابِأَبَا أَنتَ، جعلوها كلمةً مبنِيَّةً على هذا التأْسيس. قال أَبو منصور: وهذا كقوله يَا وَيْلَتَا، معْناهُ

يا وَيْلَتي، فقلبَ الياءَ أَلفاً، وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي، وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ: يا أَبَتَ إِني، أَراد يا أَبتا، وهو يريد يا أَبَتي، ثم حذفَ الأَلفَ، ومن قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الهمزة ياءً والأَصل: يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي. والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ

بَأْبَأَةً.وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ به: قلتُ له بأَبي أَنتَ وأُمي؛ قال

الراجز:

وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه،

بَأْبَأْتُهُ، وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه،

حَتَّى أَتى الحيَّ، وما آذَيْتُه

وبأْبَأْته أَيضاً، وبأْبأْتُ به قلتُ له: بَابَا. وقالوا: بَأْبَأَ

الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له: بَابَا. وبَأْبَأَهُ الصبيُّ، إِذا قال له: بَابَا. وقال الفَرَّاءُ: بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذا قلتُ له: بِأَبي.

قال ابنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عليّ فقلتُ له: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ

بَأْبأَةً إِذا قلتُ له بابا، فما مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الآن؟ أَتزنها على

لفظها في الأَصل، فتقول مثالها البَقْبَقَةُ بمنزلة الصَّلْصَلةِ

والقَلْقَلةِ؟ فقال: بل أَزِنُها على ما صارَت إليه، وأَترك ما كانت قبلُ عليه، فأَقولُ: الفَعْلَلة. قال: وهو كما ذكر، وبه انعقادُ هذا الباب.

وقال أَيضاً: إِذا قلت بأَبي أَنتَ، فالباء في أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جر بمنزلة اللامِ في قولكَ: للّه انتَ، فإِذا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتِياًّ اسْتَحَالَ ذلك التقدير فقلت: بَأْبَأْتُ به بِئباءً، وقد أَكثرت من البَأْبأَة، فالباء الآن في لفظِ الأصل، وإِن كان قد عُلم أَنها فيما

اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ؛ وعلى هذا منها البِأَبُ، فصارَ فِعْلاً من باب سَلِسَ وقَلِقَ؛ قال:

يا بِأَبِي أَنـْتَ، ويا فَوْقَ البِأَبْ

فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ. وَبَأْبَؤُوه: أَظْهَروا

لَطافَةً؛ قال:

إِذا ما القبائِلُ بَأْبَأْنَنا، * فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها؟.

وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ.

والبَأْباءُ، ممدودٌ: تَرْقِيصُ المرأَة ولدَها. والبَأْباءُ: زَجْرُ

السِّنَّوْر، وهو الغِسُّ؛ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ

في الخَيْل:

وهُنَّ أَهلُ ما يَتمازَيْن؛ * وهُنَّ أَهلُ ما يُبَأْبَيْن

أَي يقال لها: بِأَبي فَرَسِي نَجَّانِي من كذا؛ وما فيهما صِلة معناه

أَنهنَّ، يعني الخيْلَ، أَهْلٌ للمُناغاةِ بهذا الكلامِ كما يُرَقَّصُ

الصبيُّ؛ وقوله يَتمازَيْنَ أَي يَتَفاضَلْنَ. وبَأْبَأَ الفَحْلُ، وهو

تَرْجِيعُ الباءِ في هَدِيرهِ. وبَأْبأَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ. وبأْبأْنا أَي

أَسْرَعْنا. وتَبَأْبأْتُ تَبَأْبُؤاً إِذا عَدَوْتُ.

والبُؤْبُؤُ: السيِّد الظَّريفُ الخفيفُ. قال الجوهري: والبؤْبُؤُ:

الأَصلُ، وقيل الأَصلُ الكريمُ أَو الخَسيسُ. وقال شمر: بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُهُ. وقال أَبو عَمرو: البُؤْبُؤُ: العالِمُ المُعَلِّمُ. وفي المحكم: العالمُ مثلُ السُّرْ سُورِ، يقال: فلان في بُؤْبُؤ الكَرَمِ. ويقال: البُؤْبُؤُ إِنسانُ العَيْن. وفي التهذيب: البُؤْبُؤُ: عَيْرُ العَيْن. وقال ابن خالَوَيْهِ: البؤْبؤُ بلا مَدّ على مثال الفُلْفُل. قالَ: البؤْبؤُ:

بُؤْبؤُ العَيْنِ، وأَنشدَ شاهداً على البُؤْبؤِ بمعنى السَّيِّد قولَ

الرَّاجز في صفةِ امرأَةٍ:

قَدْ فاقَتِ البؤْبُؤَ الْـبُؤَيْبِيَهْ، والجِلدُ مِنْها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ

الغِرْقِئُ: قِشْرُ البَيْضة. والقُويقِيةُ: كناية عن البَيْضة. قال ابنُ خَالَوَيْهِ: البؤْبُؤُ، بغير مدٍّ: السَّيِّد، والبُؤَيْبِيَةُ: السيِّدة، وأَنـْشدَ لجرير:

في بؤْبُؤ الـمَجْدِ وبُحْبوحِ الكَرَمْ

وأَمـَّا القَالي فإِنهُ أَنْشده:

في ضِئْضئِ المـَجْدِ وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ

وقال: وكذا رأَيتُهُ في شعرِ جرير؛ قال وعلى هذه الرواية(1)

(1 قوله «وعلى هذه الرواية إلخ» كذا بالنسخ والمراد ظاهر.) مع ما ذكره الجوهري من كونهِ مثال سُرسُور. قال وكأَنهما لغتان، التهذيب، وأَنشدَ ابنُ السكيت:

ولكِنْ يُبَأْبِئُهُ بُؤْبؤٌ، * وبِئباؤُهُ حَجَأ أَحْجَؤُه

قال ابن السِكِّيت: يُبَأْبِئه: يُفَدِّيه، بُؤْبُؤٌ: سيدٌ كريمٌ، بِئبْاؤُهُ: تَفْدِيَتُه، وحَجَأ: أَي فَرَحٌ، أَحْجَؤُهُ: أَفْرَحُ بهِ. ويقالُ فلانٌ في بُؤْبؤِ صِدقٍ أَي أَصْلِ صِدْقٍ، وقال:

أَنا في بُؤْبؤِ صِدْقٍ، * نَعَمْ، وفي أَكْرَمِ أَصْلِ(2)

(2 قوله «انا في بؤبؤ إلخ» كذا بالنسخ وانظر هل البيت من المجتث وتحرّفت في بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة في.)

ثطع

ثطع: الثَّطَعُ: الزُّكام، وقيل هو مثل الزُّكام، والثُّطاعِيُّ مأْخوذ

منه، وقد ثُطِعَ الرجل، على ما لم يسم فاعله، فهو مَثْطُوع أَي زُكِمَ،

وقيل هو مثل الزُّكام والسُّعال. وثَطَعَ ثَطْعاً: أَبْدَى، وليس بثبَت.

بغثر

بغثر: بَغْثَرَ طعامَه: فَرَّقَه. وتقول: ركب القوم في بَغْثَرَةٍ أَي

في هَيْجٍ واختلاطٍ. وبَغْثَرَ متاعه وبَعْثَرَهُ إِذا قلبه.

والبَغْثَرَةُ: خُبْثُ النَّفْسِ. تقول: ما لي أَراك وقد تَبَغْثَرَتْ

نَفْسُه أَي خَبُثَتْ وغَثَتْ. وفي حديث أَبي هريرة: إِذا لم أَرك

تَبَغْثَرَتْ نفسي أَي غَثَتْ، ويروى تبعثرت، بالعين، وقد تقدم. وأَصبح فلانٌ

مُتَبَغْثِراً أَي مُتَمَقِّساً، وربما جاء بالعين؛ قال الجوهري: ولا

أَرويه عن أَحد.

والبَغْثَرُ: الأَحمق الضعيف، والأُنثى بَغْثَرَةٌ.

التهذيب: والبَغْثَرُ من الرجال الثَّقِيلُ الوخِمُ؛ وأَنشد:

ولم نَجِدْ بَغْثَراً كَهَاماً

وبَغْثَرٌ: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابي، ونسبه فقال: وهو بغثر بن لقيط

بن خالد بن نضلة.

بهتر

بهتر: البُهْتُر: القصير، والأُنثى بُهْتُرٌ وبُهْتُرَةٌ، وزعم بعضهم

أََن الهاء في بُهْتُرٍ بدل من الحاء في بُحْتُرٍ؛ وأَنشد أَبو عمرو لنجاد

الخبيري:

عِضٌّ لَئِيمٌ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ،

ليس بِجِلْحَابٍ ولا هَقَوَّرِ،

لكنه البُهْتُر وابنُ البُهْتُرِ

العِضُّ: الرجل الداهي المنكر. والجلحاب: الطويل، وكذلك الهقوّر، وخص

بعضهم به القصير من الإِبل، وجمعه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ؛ وأَنشد الفرّاء

قول كثير:

وأَنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

إِليَّ، وما تَدْرِي بذاك القَصائِرُ

عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجالِ، ولم أُردْ

قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ

أَنشده الفرّاء: البهاتر، بالهاء.

حرجل

حرجل: الحُرْجُل والحُرَاجِل: الطويل. وحَرْجَل إِذا طال. والحُرْجُل:

الطويل الرِّجْلَين؛ ذكره أَبو عبيد. والحَرْجَل والحَرْجَلَة: الجماعة من

الخيل، تميمِية؛ وأََنشد الأَزهري في ترجمة عرضن:

تَعْدُو العِرَضْنَى خَيْلُهم حَرَاجِلا

وقال: حَرَاجِل وَعرَاجِل جماعات. وفي التهذيب: الحَرْجَل قَطِيع من

الخيل. وجاء القوم حَرَاجِلَة على خيلهم وعَرَاجِلَة أَي مُشَاة.

والحَرْجَلَة: العَرَج. والحَرْجَلة: الجماعة من الناس كالعَرْجَلَة،

ولا يكونون إِلا مُشَاة.

ويقال: حَرْجَل الرجلُ إِذا تَمَّم صَفًّا في صلاة وغيرها، ويقال له:

حَرْجِلْ أَي تَمِّمْ.

والحَرْجَلَة: القطعة من الجراد. والحَرْجَلَة: الحَرَّة من الأَرض؛

حكاها أَبو حنيفة في كتاب النبات ولم يحكها غيره. وحَرْجَل: اسم.

بغش

بغش: البَغْشُ والبَغْشة: المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر، وقيل: هما

السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم

بَغْشاً، وقيل البغشة المطَرَة الضعيفة وهي فوق الطِّشَّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ،

وبُغِشَت الأَرضُ، فهي مَبْغوشة. ويقال: أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل

من المطر. الأَصمعي: أَخَفُّ المطر وأَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم

البَغْشُ. وفي الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال: كُنَّا مع

النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، ونَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌّ من مطر،

فنادى منادي النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في

رَحْله فَلْيَفْعَلْ، وفي رواية: فأَصابنا بُغَيْش، تصْغير بَغْش وهو المطر

القليل، أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش، وقد بَغَشَت السماء تبْغَش

بَغْشاً.

رهز

رهز: الرَّهْزُ: الحركة. وقد رَهَزَها المُباضِع يَرْهَزُها رَهْزاً

ورَهَزاناً فارْتَهَزَتْ: وهو تحركهما جميعاً عند الإِيلاج من الرجل

والمرأَة.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.