Ibn Manẓūr, Lisān al-ʿArab (d. 1311 CE) لسان العرب لابن منظور

Search results for: %D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%AD%D8%A9

فيش

فيش: الفَيْشةُ: أَعْلى الهامةِ. والفَيْشةُ: الكَمَرة، وقيل: الفَيْشةُ

الذكَرُ المنتفخ، والجمع فَيْشٌ؛ وقوله:

وفَيْشة ليست كهذِي الفَيْش

يجوز أَن يكون أَراد الجمع وأَن يكون أَراد الواحدة فحذف الهاء.

والفَيْشَلةُ: كالفَيْشةِ، اللام فيها عند بعضهم زائدةٌ كزيادتها في

عَبْدَلٍ وزَيْدَلٍ وأُولالك، وقد قيل إِن اللام فيها أَصل كما هو مذكور في

موضعه. الليث: الفَيْشُ الفَيْشَلةُ الضعيفة وقد تَفايَشا أَيهما أَعظمْ

كمَرَةً.

والفَيْشُوشةُ: الضعف والرَّخاوةُ؛ وقال جرير:

أَوْدَى بحِلمِهِمُ الفِياشُ، فحِلْمُهم

حِلْمُ الفَرَاشِ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي

الجوهري: الفَيْشُ والفَيْشةُ رأْسُ الذكَر.

ورجل فَيُوشٌ: ضَعيفٌ جَبان؛ قال رؤبة:

عن مُسْمَهِرٍّ ليس بالفَيُوشِ

وفاشَ الرجلُ فَيْشاً وهو فَيُوشٌ: فَخَر، وقيل: هو أَن يَفْخَر ولا شيء

عنده. وفايَشَه مُفايَشةً وفِياشاً: فاخَرَه. ورجل فَيَّاشٌ: مُفايِشٌ.

وجاؤوا يَتَفايَشُون أَي يتفاخَرُون ويَتكاثَرُون، وقد فايَشْتم

فِيَاشاً. ويقال: فاشَ يَفِيشُ وفَشَّ يَفِشُّ بمعنى كما يقال ذَامَ يَذِيمُ

وذَمَّ يَذُمُّ. والفِيَاشُ: المُفاخرَةُ؛ قال جرير:

أَيُفايِشُون، وقد رَأَوْا حُفّاثَهم

قد عَضَّه، فقَضَى عليه الأَشْجَعُ؟

والفَيْش: النَّفْجُ يُرِي الرجلُ أَن عنده شيئاً وليس على ما يُرِي.

وفلان صاحبُ فِيَاشٍ ومُفايَشةٍ، وفلان فَيّاشٌ إِذا كان نفّاخاً بالباطل

وليس عنده طائلٌ. والفِيَاشُ: الطَّرْمَذَةُ.

وذو فائِشٍ: ملِكٌ؛ قال الأَعشى:

تَؤمّ سَلامةَ ذا فائِشٍ،

هو اليومُ جَمٌّ لِميعادِها

قلق

قلق: القَلَقُ: الانزعاج. يقال: بات قَلِقاً، وأقلَقَهُ غيره؛ وفي

الحديث:

إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها،

مخالفاً دِينَ النَّصارَى دِينُها

القَلَقُ: الانزعاج، والوَضِينُ: حزام الرحل؛ أخرجه الهروي عن عبد الله

بن عمر وأخرجه الطبراني في المعجم عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، أفاض من عَرَفات وهو يقول ذلك، والحديث مشهور

بابن عمر من قوله قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً، فهو قَلِقٌ ومِقْلاق، وكذلك

الأنثى بغير هاء؛ قال الأعشى:

رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْ

تَع، لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق

وامرأة مِقْلاق الوِشاح: لا يثبت على خصرها من رقته. وأقْلَقَ الشيءَ من

مكانه وقَلَقَه: حركه. والقَلَقُ: أن لا يستقر في مكان واحد، وقد

أقلَقَهُ فقَلِقَ. وفي حديث عليّ: أقلِقُوا السيوف في الغمد أي حرِّكوها في

أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سَلّها ليسهل عند الحاجة إليها.

والقَلَقِيُّ: ضرب من الحلي؛ قال ابن سيده: ولا أدري إلى أي شيء نسب إلا

أن يكون منسوباً إلى القَلَق الذي هو الاضطراب كأنه يضطرب في سلكه ولا

يثبت، فهو ذو قَلَقٍ لذلك؛ قال علقة بن عبدة:

مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ، ولُؤلُؤٌ

من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ

التهذيب: ويقال لضرب من القلائد المنظومة باللؤلؤ قَلَقِيّ.

والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ: من طير الماء.

لجأ

لجأ: لَجَأَ إِلى الشيء والـمَكان يَلْجَأُ لَجْأً ولُجُوءاً ومَلْجَأً،

ولَجِئَ لَجَأً، والْتَجَأَ، وأَلْجأْتُ أَمْري إِلى اللّه :أَسْنَدتُ.

وفي حديث كَعْب، رضي اللّه عنه: مَن دَخَل في ديوان الـمُسلِمِين ثمَ تَلجَّأَ منهم، فقد خَرج من قُبَّة الإِسْلامِ. يقال: لَجَأْتُ إِلى فلان وعنه، والتَجَأْتُ، وتَلجَّأْتُ إِذا اسْتَنَدْتَ إِليه واعْتَضَدْتَ به، أَو عَدَلْتَ عنه إِلى غيره، كأَنه إِشارةٌ إِلى الخُروج والانْفراد عن المسلمِين.

واَلْجَأَه إِلى الشيءِ: اضْطَرَّه إِليه. وأَلْجَأَه: عَصَمه.

والتَّلْجِئةُ: الإِكْراهُ. أَبو الهيثم: التَّلْجِئةُ أَنْ يُلْجئَكَ أَن تَأْتِيَ أَمْراً باطِنُه خِلافُ ظاهره، وذلِكَ مِثْلُ إِشْهادٍ على أَمْرٍ ظاهِرُه خِلافُ باطِنِه. وفي حديث النُّعْمانِ بن بَشِير: هذا تَلْجِئةٌ، فأَشْهِدْ عليه غَيْرِي. التَلْجِئة: تَفْعِلة من الإِلْجَاءِ، كأَنه قد أَلْجَأَكَ إِلى أَنْ تَأْتِيَ أَمراً باطِنُه خلافُ ظاهره، وأَحْوَجَك إِلى أَن تَفْعَل فِعلاً تَكْرَهُه. وكان بشير قد أَفْرَدَ ابنَه النُّعمانَ بشيءٍ دون إِخوته حَمَلتْه عليه أُمُّه.

والمَلْجَأُ واللَّجَأُ: الـمَعْقِلُ، والجمع أَلْجاءٌ.

ويقالُ: أَلْجَأْتُ فلاناً إِلى الشيءِ إِذا حَصَّنْته في مَلْجإٍ، ولَجَإٍ، والْتَجَأْتُ إليه الْتِجاءً. ابن شميل: التَلْجِئةُ أَن يجعل مالَه

لبَعض ورَثته دون بعض، كأَنه يتصدَّق به عليه، وهو وارثه. قال: ولا تَلْجِئةَ إِلاّ إِلى وارِثٍ. ويقال: أَلكَ لَجَأٌ يا فلان؟ واللَّجأُ:

الزوجةُ.وعُمَر بن لَجَإٍ التَّميمي الشاعر.

غيظ

غيظ: الغيْظُ: الغَضب، وقيل: الغيظ غضب كامن للعاجز، وقيل: هو أَشدُّ من

الغضَب، وقيل: هو سَوْرَتُه وأَوّله. وغِظتُ فلاناً أَغِيظه غَيْظاً وقد

غاظه فاغتاظ وغَيَّظَه فتَغَيَّظ وهو مَغِيظ؛ قالت قُتَيْلةُ بنت النضر

بن الحرث وقتل النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَباها صبراً:

ما كان ضَرَّكَ، لو مَنَنْتَ، ورُبما

مَنَّ الفتى، وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ

والتغَيُّظُ: الاغتِياظ، وفي حديث أُم زرع: وغيْظُ جارَتها، لأَنها ترى

من حسنها ما يَغيظُها. وفي الحديث: أَغْيَظُ الأَسماء عند اللّه رجل

تَسَمَّى مَلِكَ الأَملاك؛ قال ابن الأَثير: هذا من مجاز الكلام معدول عن

ظاهره، فإِن الغيظ صفةٌ تغيِّرُ المخلوق عند احتداده يتحرك لها، واللّه

يتعالى عن ذلك، وإِنما هو كناية عن عقوبته للمتسمي بهذا الاسم أَي أَنه أَشد

أَصحاب هذه الأَسماء عقوبةً عند اللّه. وقد جاء في بعض روايات مسلم:

أَغيظ رجل على اللّه يوم القيامة وأَخبثه وأَغيظه عليه رجل تسمى بملك

الأَملاك؛ قال ابن الأَثير: قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث

ولعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظِ، وهو شدّة الكرب. وقوله تعالى: سمعوا لها

تغيُّظاً وزفيراً؛ قال الزجاج: أَراد غَلَيان تَغَيُّظٍ أَي صوت غليان.

وحكى الزجاج: أَغاظه، وليست بالفاشية. قال ابن السكيت: ولا يقال أَغاظه.

وقال ابن الأَعرابي: غاظه وأَغاظه وغَيَّظه بمعنى واحد. وغايَظَه: كغَيَّظه

فاغتاظ وتَغيَّظ. وفعَل ذلك غِياظَكَ وغِياظَيْك. وغايَظَه: باراه فصنع

ما يصنع. والمُغايظة: فِعْلٌ في مُهلة أَو منهما جميعاً. وتغَيَّظَتِ

الهاجرة إِذا اشتدّ حَمْيُها؛ قال الأَخطل:

لَدُنْ غُدْوةٍ، حتى إِذا ما تَغَيَّظَت

هواجرُ من شعبانَ، حامٍ أَصيلُها

وقال اللّه تعالى: تكاد تمَيَّزُ من الغيظ؛ أَي من شدَّة الحرِّ.

وغَيَّاظٌ: اسم. وبنو غَيْظٍ: حيٌّ من قيس عَيْلانَ، وهو غَيْظُ بنُ

مُرَّةَ بنِ عوفِ بنِ سعد بن ذُبْيانَ ابن بَغِيض بن رَيْثِ بن غَطَفانَ.

وغَيَّاظُ بنُ الحُضَينِ بن المنذر: أَحد بني عمرو بن شَيْبان الذُّهلي

السدُوسي؛ وقال فيه أَبوه الحضين يهجوه:

نَسِيٌّ لما أُولِيتَ من صالح مَضى،

وأَنت لتأْديبٍ عليَّ حَفِيظُ

تَلِنَ لأَهْل الغِلِّ والغَمز منهمُ،

وأَنت على أَهلِ الصَّفاء غليظ

وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ

عدوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ

فلا حَفِظَ الرحمنُ رُوحَك حَيَّةً،

ولا وهْيَ في الأَرواحِ حين تَفِيظ

عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي

يَرى منك من غيْظ، عليك كَظيظ

وكان الحُضَيْنُ هذا فارساً وكانت معه راية عليّ، كرم اللّه وجهه، يومَ

صِفِّينَ وفيه يقول، رضي اللّه عنه:

لِمَنْ رايةٌ سوداءٌ يَخْفُقُ ظِلُّها،

إِذا قيل: قَدِّمْها حُضَيْنُ، تَقَدَّما

ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها

حِياضَ المَنايا، تَقْطُر الموتَ والدّما

شفه

شفه: الشَّفَتانِ من الإِنسان: طَبَقا الفمِ، الواحدةُ شَفةٌ، منقوصةُ

لامِ الفعلِ ولامُها هاءٌ، والشَّفةُ أَصلها شَفَهةٌ

لأَن تصغيرها شُفَيْهة، والجمع شِفاه، بالهاء، وإذا نسَبْتَ إليها

فأَنْت بالخيار، إِن شئتَ تركتها على حالها وقلتَ شفِيٌّ

مثال دَمِيٍّ ويَدِيٍّ وعَدِيٍّ، وإن شئت شَفَهيٌّ، وزعم قوم أَن الناقص

من الشَّفَةِ واو لأَنه يقال في الجمع شَفَواتٌ. قال ابن بري، رحمه

الله: المعروف في جمع شَفةٍ شِفاهٌ، مكَسَّراً غيرَ مُسَلَّم، ولامه هاء عند

جميع البصريين، ولهذا قالوا الحروف الشَّفَهِيَّةُ ولم يقولوا

الشَّفَوِيَّة، وحكى الكسائي إِنَّه لغَلِيظُ الشِّفاهِ كأَنه جعَل كلَّ جزءٍ من

الشَّفة شَفةً ثم جمَع على هذا. الليث: إذا ثَلَّثُوا الشَّفةَ قالوا

شَفَهات وشَفَوات، والهاء أَقْيَسُ والواو أَعمُّ، لأَنهم شَبَّهوا

بالسَّنَواتِ ونُقْصانُها حَذْفُ هائِها. قال أَبو منصور: والعرب تقول هذه

شَفةٌ في الوصل، وشَفةٌ بالهاء، فمن قال شَفةٌ

قال كانت في الأَصل شَفَهة فحذِفت الهاء الأَصلية وأُبْقِيَتْ هاءُ

العلامةِ للتأْنيث، ومَنْ قال شَفَه بالهاء أَبْقَى الهاء الأَصلية. قال ابن

بري: الشَّفَةُ للإنسان وقد تُسْتَعار للفرس قال أَبو دواد:

فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِنا،

نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتيْهِ الصَّفارا

الصَّفارُ: يبيسُ البُهْمَى وله شوكٌ

يَعْلَقُ بجَحافِل الخَيْل، واستعار أَبو عبيد الشَّفةَ للدَّلْوِ فقال:

كَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها، وقال: إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءت

الشَّفةُ مائلةً قيل كذا، قال ابن سيده: فلا أَدري أَمِنَ العرب سَمِع هذا أَمْ

هو تعبيرُ أَشْياخِ أَبي عبيد. ورجل أَشْفَى إذا كان لا تَنْضَمُّ

شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ قال: ولا دليلَ على صحته. ورجل شُفاهِيٌّ، بالضم: عظيمُ

الشَّفةِ، وفي الصحاح: غَليظُ الشَّفتَيْن.

وشافَهَه: أَدْنَى شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه، وكلَّمه مُشافَهةً،

جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله وليس في كل شيء قيل مثلُ هذا، لو قُلْتَ

كَلَّمْتُه مُفاوَهةً لم يَجُزْ إنما تَحْكي من ذلك ما سُمِع؛ هذا قول سيبويه.

الجوهري: المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فيك إلى فيه. والحروفُ

الشَّفهِيَّةُ: الباء والفاء والميمُ، ولا تقل شَفَوِيَّةٌ، وفي التهذيب: ويقال

للفاء والباء والميم شَفَوِيَّةٌ، وشَفَهِيَّةٌ لأَن مَخْرَجَها من الشَّفة

ليس للِّسانِ فيها عمَلٌ.

ويقال: ما سَمِعْتُ منه ذات شَفةٍ أَي ما سمعت منه كلمةً. وما

كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفةٍ أَي بكلمةٍ. وفلانٌ

خفيفُ أَي قليلُ السُّؤال للنَّاسِ. وله في الناس شَفَةٌ

حسَنةٌ أَي ثناءٌ حسَنٌ. وقال اللحياني: إنَّ شَفةَ الناسِ عليك لحسَنةٌ

أَي ثَناءَهم عليك حسَنٌ وذِكْرهم لك، ولم يَقُلْ شِفاهُ الناس.

ورجلٌ شافِهٌ: عَطْشانُ لا يَجِد من الماء ما يَبُلُّ به شَفتَه؛ قال

تميم بن مُقبل:

فكمْ وطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ،

وكَمْ أَخَذْنا مِن انفالٍ نُفادِيها

ورجلٌ مشْفوهٌ: يَسْأَله الناسُ كثيراً. وماءٌ مَشْفُوهٌ: كثيرُ

الشارِبةِ، وكذلك المالُ والطعامُ. ورجل مَشْفوهٌ إذا كثُرَ سؤالُ الناس إياه

حتى نَفِدَ ما عنده، مثل مَثْمودٍ ومَضْفوفٍ ومَكْثورٍ عليه. وأَصبحْتَ يا

فلانُ مَشْفوهاً مَكْثوراً عليك: تُسْأَلُ وتُكلَّم؛ قال ابن بري، رحمه

الله: وقد يكون المَشْفوهُ الذي أَفْنَى مالَه عيالُه ومَنْ يَقُوتُه؛ قال

الفرزدق يصف صائداً:

عاري الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ، أَخو قَنَصٍ،

ما يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ

والشَّفْهُ: الشَّغْلُ. يقال: شَفَهَني عن كذا أَي شَغَلني. ونحن

نَشْفَه عليك المَرْتَع والماءَ أَي نشْغَلُه عنك أَي هو قَدْرُنا لا فَضْلَ

فيه. وشُفِهَ ما قِبَلَنا شَفْهاً: شُغِلَ عنه. وقد شَفَهني فلانٌ إذا

أَلَحَّ عليك في المسأَلة حتى أَنْفَد ما عِنْدك. وماءٌ

مَشْفوهٌ: بمعنى مَطْلوب. قال الأَزهري: لم أَسمعه لغير الليث، وقيل: هو

الذي قد كثُرَ عليه الناس كأَنَّهم نزَحُوه بشِفاهِهِم وشَغَلُوه بها عن

غَيرِهم. وقيل: ماءٌ مَشْفوهٌ

مَمْنوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه. ووَرَدْنا ماءً مَشْفوهاً: كثيرَ

الأَهلِ. ويقال: ما شَفَهْتُ عليك من خَبرِ فلانٍ شيئاً وما أَظنُّ إبِلَك

إلا ستَشْفَه علينا الماءَ أَي تَشْغَلُه. وفلانٌ مَشْفوهٌ

عنَّا أَي مَشْغول عنَّا مَكْثورٌ

عليه. وفي الحديث: إذا صَنَع لأَحَدِكم خادِمُه طَعاماً فليُقْعِدُه

معه، فإن كان مَشْفوهاً فليَضَعْ في يدِه منه أُكْلةً أَو أُكْلَتَين؛

المَشْفوهُ: القليلُ، وأَصله الماء الذي كثرت عليه الشِّفاه حتى قَلَّ، وقيل:

أَراد فإن كان مَكْثوراً عليه أَي كَثُرت أَكَلَتُه. وحكى ابن الأَعرابي:

شَفَهْتُ نَصبي، بالفتح، ولم يفسره، وردَّ ثعلب عليه ذلك وقال: وإنما هو

سَفِهْتُ أَي نَسِيت.

نخع

نخع: النِّخاعُ والنُّخاعُ والنَّخاعُ: عِرْقٌ أَبيض في داخل العنق

ينقاد في فَقارِ الصُّلْبِ حتى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ، وهو يَسْقِي

العِظامَ؛ قال ربيعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّيّ:

له بُرةٌ إِذا ما لَجَّ عاجَتْ

أَخادِعُه، فَلانَ لَها النّخاعُ

ونَخَع الشاةَ نَخْعاً: قَطَعَ نخاعَها. والمَنْخَعُ: موضع قَطْعِ

النّخاعِ. وفي الحديث: أَلا لا تَنْخَعُوا الذَّبِيحةَ حتى تَجِبَ أَي لا

تَقْطَعُوا رقبتها وتَفْصِلُوها قبل أَن تسكن حركتها. والنخْعُ للذبيحة: أَن

يَعْجَلَ الذابحُ فيبلغ القَطْعُ إِلى النّخاعِ؛ قال ابن الأَعرابي:

النخاع خيُطٌ أَبيض يكون داخل عظم الرقبة ويكون ممتدّاً إِلى الصلب، ويقال له

خيط الرقبة. ويقال: النخاع خيط الفَقارِ المتصل بالدماغ. والمَنْخَعُ:

مَفْصِلُ الفَهْقة بين العُنق والرأْس من باطن. يقال: ذبحه فنَخَعَه نَخْعاً

أَي جاوز مُنْتَهَى الذبْح إِلى النّخاع. يقال: دابة مَنْخُوعةٌ.

والنخْعُ: القتلُ الشديدُ مشتقّ من قطع النخاع. وفي الحديث: إِنّ أَنْخَعَ

الأَسماء عند الله أَن يتسمى الرجلُ باسم مَلِك الأَمْلاكِ أَي قْتَلَها

لصاحبه وأَهْلَكَها له. قال ابن الأَثير: والنخْع أَشدُّ القتل، وفي بعض

الرّوايات: إِنّ أَخْنَعَ، وقد تقدم ذكره، أَي أَذلّ. والناخعُ: الذي قَتَلَ

الأَمْرَ عِلْماً، وقيل: هو المُبِين للأُمور. ونَخَع الشاةَ نَخْعاً:

ذبحها حتى جاوز المَذْبَحَ من ذلك؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي. وتَنَخَّعَ

السحابُ إِذا قاءَ ما فيه من المطر؛ قال الشاعر:

وحالِكةِ اللَّيالي من جُمادَى،

تَنَخَّعَ في جَواشِنِها السَّحابُ

والنُّخاعةُ، بالضم: ما تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ. وتَنَخَّع

الرجلُ: رمَى بنُخاعتِه. وفي الحديث: النُّخاعةُ في المسجد خَطِيئةٌ، قال: هي

البَزْقةُ التي تخرج من أَصل الفم يلي أَصل النّخاعِ. قال ابن بري: ولم

يجعل أَحد النُّخاعة بمنزلة النخامة إِلا بعض البصريين، وقد جاء في الحديث.

ونخَع بحَقِّي يَنْخَعُ نُخُوعاً ونَخِعَ: أقَرَّ، وكذلك بَخَعَ، بالياء

أَيضاً، أَي أَذْعَنَ.

وانْتَخَعَ فلان عن أَرضه: بَعُدَ عنها.

والنَّخَعُ: قبيلة من الأَزْد، وقيل: النَّخَعُ قبيلة من اليمن رهْطُ

إِبراهيم النَّخَعِيّ.

ونَخَعْتُه النصِيحةَ والوِدّ أَخْلَصْتُهما.

ويَنْخَع: موضعٌ.

سحم

سحم: السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ: السواد، وقال الليث:

السّحْمَةُ سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ، وكل أَسود أَسْحَمُ. وفي حديث الملاعنة:

إِن جاءت به أَسْحَمَ أَحْتَمَ؛ هو الأَسود. وفي حديث أَبي ذرّ: وعنده

امرأَة سَحْماء أَي سوداء، وقد سمي بها النساء، ومنه شَرِيكُ بن سَحْماء

صاحب اللعان؛ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كان كذلك، وهو مما تبالِغُ به العرب

في صفة النَّصِيّ، كما يقولون صِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى صَمْعاء،

فيبالغون بهما، والسَّحْماء: الاست للونها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم تَتَفَلَّلا،

وحَا الذِّئْبِ عن طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلي

ثم فسرهما فقال: السَّحْماوان هما القَرْنانِ، وأَنث على معنى

الصِّيصِيَتَيْنِ كأَنه يقول بصِيصِيَتَينِ سَحْماوَيْنِ، ووحا الذئب: صوته؛

والطَّفْلُ: الظبي الرَّخْصُ، والمَناسِم للإِبلِ فاستعاره للظبي، ومُخْلٍ:

أَصاب خَلاءً، والإِسْحِمانُ: الشديد الأُدْمَةِ

(* قوله «والإسحمان الشديد

الأدمة» كذا هو مضبوط في المحكم بالكسر في الهمزة والحاء، وضبطه شارح

القاموس في المستدركات بضمهما).

والسَّحَمَةُ: كَلأ يشبه السَّخْبَرَة أَبيض ينبت في البِراقِ والإِكامِ

بنجد، وليست بعُشبٍ ولا شجر، وهي أَقرب إِلى الطَّريفة والصِّلِّيانِ،

والجمع سَحَمٌ؛ قال:

وصِلِّيانٍ وحَلِيٍّ وسَحَمْ

وقال أَبو حنيفة: السَّحَمُ ينبت نبت النَّصيِّ والصِّلِّيان

والعَنْكَثِ إِلا أَنه يطول فوقها في السماء، وربما كان طولُ السَّحَمَةِ طولَ

الرجل وأَضخم، والسَّحَمَةُ أَغلَظها أَصلاً؛ قال:

أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي،

وجاوِزِي ذا السَّحَمِ المَجْلُوحِ

وقال طَرَفة:

خَيُرُ ما تَرْعَونَ من شَجَرٍ

يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ

ابن السكيت: السَّحَمُ والصُّفار نبتان؛ وأَنشد للنابغة:

إِن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا،

ما كان من سَحَمٍ بها وصُفارِ

والسَّحْماءِ مثله. وبنو سَحْمَةَ: حيّ. والأُسْحُمانُ: ضرب من الشجر؛

قال:

ولا يَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ

تُلْقَى الدَّواهِي حوله، ويَسْلَمُ

وإِسْحِمان والإِسْحِمان: جبل بعينه، بكسر الهمزة والحاء؛ حكاه سيبويه،

وزعم أَبو العباس أَنه الأُسْحُمان، بالضم؛ قال ابن سيده: وهذا خطأ إِنما

الأُسْحُمانُ ضرب من الشجر، وقيل: الإِسْحِمانُ الأَسود

(* قوله «وقيل

الاسحمان الأسود إلخ» هكذا في المحكم مضبوطاً)، وهذا خطأٌ لأَن الأَسود

إِنما هو الأَسْحَمُ؛ الجوهري: الأَسْحَمُ في قول زهير:

نَجاءٌ مُجِدّ، لَيْس فيه وَتِيرَةٌ،

وتَذْبِيبُها عنه بأَسْحَمَ مِذْوَدِ

بقَرْنٍ أَسْود؛ وفي قول النابغة:

عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مع الصَّبَا،

بأَسْحَمَ دانٍ، مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ

(* قوله «صوب الجنوب» الذي في

التكملة ريح الجنوب، وقوله «بأسحم» هكذا هو في الجوهري وفي ديوان زُهير وقال

الصاغاني: صوابه وأسحم، بالواو، ورفع أسحم عطفاً على ريح).

هو السحاب، وقيل: السحاب الأَسود. ويقال للسحابة السوداء سَحْماء؛

والأَسْحَمُ في قول الأَعشى:

رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ، تَحالَفَا

بأَسْحَمَ داجٍ: عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ

يقال: الدَّمُ تُغْمَسُ فيه اليد عند التحالف، ويقال: بالرَّحِمِ،

ويقال: بسواد حَلَمَة الثَّدْيِ، ويقال: بِزِقِّ الخمر، ويقال: هو الليل. وفي

حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: قال له رجل احْمِلْني وسُحَيْماً؛ هو

تصغير أَسْحَمَ وأَرادَ به الزِّقَّ لأَنه أَسود، وأَوهمه أَنه اسم رجل.

ابن الأَعرابي: أَسْحَمَتِ السماء وأَثْجَمَتْ صَبَّتْ ماءها. ابن

الأَعرابي: السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ من الحديد، وجمعها سَحَمٌ؛ وأَنشد لطَرَفَة

في صفة الخيل:

مُنْعَلات بالسَّحَمْ

قال: والسُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد. وسُحامٌ: موضع. وسُحَيمٌ وسُحامٌ:

من أَسماء الكلاب؛ قال لبيد:

فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ، فضُرِّجَتْ

بِدَمٍ، وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها

سخم: السَّخَمُ: مصدر

(* قوله «السخم مصدر» هكذا هو مضبوط في الأصل

بالتحريك، وفي نسخة المحكم بالفتح) السَّخِيمَةِ، والسَّخِيمةُ الحِقْدُ

والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ في النفس؛ وفي الحديث: اللهمّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ

قلبي، وفي حديث آخر: نعوذ بك من السَّخِيمَةِ؛ ومنه حديث الأَحْنَفِ:

تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ، وهي جمع سَخِيمةٍ.

وفي حديث: من سَلَّ سَخِيمَتَهُ على طريق من طُرُق المسلمين لعنه الله،

يعني الغائط والنَّجْوَ. ورجل مُسَخَّم: ذو سَخِيمَة، وقد سَخَّمَ بصدره.

والسُّخْمَةُ: الغضب، وقد تَسَخَّمَ عليه.

والسُّخامُ من الشَّعَرِ والريش والقطن والخَزِّ ونحو ذلك: الليّن

الحَسَن؛ قال يصف الثَّلْجَ:

كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ،

قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

قال ابن بري: الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَويّ، وصوابه يصف

سَراباً لأَن قبله:

والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ

شبه الآل بالقطن لبياضه، والأَنجل: الواسع، ويقال: هو من السواد، وقيل:

هو من ريش الطائر ما كان لَيِّناً تحت الريش الأَعلى؛ واحدته سُخامَةٌ،

بالهاء. ويقال: هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَيِّنَ المَسِّ مثل

الخَزِّ. وريش سُخامٌ أَي ليّن المس رقيق، وقطن سُخامٌ، وليس هو من السواد؛

وقول بشر بن أَبي خازم:

رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها

سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِيرِ، مُقَصَّبُ

السخامُ: كل شيء ليِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما، وأَراد به شعرها.

وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ: لينة سَلِسةٌ؛ قال الأَعشى:

فبِتُّ كأَني شارِبٌ، بعد هَجْعَةٍ،

سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما

قال الأَصمعي: لا أَدري إِلى أَيّ شيء نُسِبَتْ؛ وقال أَحمد بن يحيى: هو

من المنسوب إِلى نفسه. وحكى ابن الأَعرابي: شرابٌ سُخامٌ وطعام سُخامٌ

ليّن مُسْتَرْسل، وقيل: السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ، والسُّخامِيّ من

الخمر الذي يضرب إِلى السواد، والأَول أَعلى؛ قال ابن بري: قال علي بن

حمزة لا يقال للخمر إِلاَّ سُخامِيَّة؛ قال عَوْفُ بن الخَرِعِ:

كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً،

تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا

وقال أَبو عمرو: السَّخِيمُ الماء الذي ليس بحارٍّ ولا بارد؛ وأَنشد

لحمل بن حارث المُحارِبيّ:

إِن سَخِيمَ الماء لن يَضِيرا،

فاعلم، ولا الحازِر، إِلاَّ البُورا

والسُّخْمَةُ: السواد. والأَسْخَمُ: الأَسود. وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان

إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي. والسُّخامُ،

بالضم: سواد القِدْر. وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده. والسُّخامُ:

الفَحْمُ. والسَّخَم: السواد. وروى الأَصمعي عن مُعْتَمِرٍ قال: لقيت

حِمْيَرِيّاً آخر فقلت ما معك؟ قال: سُخامٌ؛ قال: والسُّخامُ الفحم، ومنه قيل:

سَخَّمَ اللهُ وجهه أَي سوّده. وروي عن عمر، رضي الله عنه، في شاهد الزُّور:

يُسَخَّم وجهه أَي يسوَّد. ابن الأَعرابي: سَخَّمْتُ الماء وأَوْغَرْتُه

إِذا سخنته.

وجأ

وجأ: الوَجْءُ: اللَّكْزُ. ووَجَأَه باليد والسِّكِّينِ وَجْأً، مقصور:

ضَربَه. وَوَجَأَ في عُنُقِه كذلك. وقد تَوَجَّأْتُه بيَدي، ووَجِئَ، فهو مَوْجُوءٌ، ووَجَأْتُ عُنُقَه وَجْأً: ضَرَبْتُهُ.

وفي حديث أَبي راشد، رضي اللّه عنه: كنتُ في

مَنائِحِ أَهْلي فَنَزَا منها بَعِيرٌ فَوَجَأْتُه بحديدةٍ. يقال: وجَأْتُه بالسكين وغيرها وجْأً إِذا ضربته بها.

وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: مَن قَتَلَ نفسَه بحديدةٍ فحديدتُه في يَدِه يَتَوَجَّأُ بها في بطنِه في نار جَهَنَّمَ.

والوَجْءُ: أَن تُرَضَّ أُنْثَيا الفَحْلِ رَضّاً شديداً يُذْهِبُ شَهْوَة الجماع ويتَنَزَّلُ في قَطْعِه مَنْزِلةَ الخَصْي. وقيل: أَن تُوجَأَ العُروقُ والخُصْيَتان بحالهما. ووَجَأَ التَّيْسَ وَجْأً ووِجَاءً، فهو مَوْجُوءٌ ووَجِيءٌ، إِذا دَقَّ عُروقَ خُصْيَتَيْه بين حجرين من غير أَن

يُخْرِجَهما. وقيل: هو أَن تَرُضَّهما حتى تَنْفَضِخَا، فيكون شَبِيهاً

بالخِصاءِ. وقيل: الوَجْءُ المصدر، والوِجَاءُ الاسم. وفي الحديث:

عَلَيْكُمْ بالبَاءة فَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فعليه بالصَّوْمِ فإِنه له وِجَاءٌ،

مـمدود. فإِن أَخْرَجَهما من غير أَن يَرُضَّهما، فهو الخِصاءُ. تقول منه: وَجَأْتُ الكَبْشَ. وفي الحديث: أَنه ضَحَّى بكَبْشَيْن مَوْجُوءَيْن، أَي خَصِيَّيْنِ. ومنهم من يرويه مُوْجَأَيْن بوزن مُكْرَمَيْن، وهو خَطَأٌ. ومنهم من يرويه مَوْجِيَّيْنِ، بغير همز على التخفيف، فيكون من وَجَيْتُه وَجْياً، فهو مَوْجِيٌّ. أَبو زيد: يقال للفحل إِذا رُضَّتْ أُنْثَياه قد وُجِئَ وِجَاءً، فأَراد أَنه يَقْطَعُ النِّكاحَ لأَن الـمَوْجُوءَ لا يَضْرِبُ. أَراد أَن الصومَ يَقْطَعُ النِّكاحَ كما يَقْطَعُه الوِجَاءُ، وروي وَجًى بوزن عَصاً، يريد التَّعَب والحَفَى، وذلك بعيد، إِلا أَن يُراد فيه معنى الفُتُور لأَن من وَجِيَ فَتَرَ عن الـمَشْي، فَشَبَّه الصوم في باب النِّكاح بِالتَّعَبِ في باب الـمَشْي.

وفي الحديث: فلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَراتٍ مِنْ عَجْوةِ المدينة فَلْيَجَأْهُنَّ أَي فلْيَدُقَّهُنَّ، وبه سُمِّيت الوَجِيئةُ، وهي تَمْر يُبَلُّ بلَبن أَو سَمْن ثم يُدَقُّ حتى يَلْتَئِمَ. وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، عادَ سَعْداً، فوَصَفَ له الوَجِيئةَ. فأَمَّا قول عبدالرحمن بن حَسَّانَ:

فكنتَ أَذَلَّ من وَتِدٍ بِقاعٍ، * يُشَجِّجُ رأْسَه، بالفِهْرِ، واجِي

فإِنما أَرادَ واجِئٌ، بالهمز، فَحَوَّلَ الهمزةَ ياءً للوصل ولم يحملها

على التخفيف القياسي، لأَن الهمز نفسه لا يكونُ وَصْلاً،وتَخْفِيفُه جارٍ مَجْرَى تَحْقِيقه، فكما لا يَصِلُ بالهمزة المحققة كذلك لم يَسْتَجِز الوَصْلَ بالهمزة الـمُخفَّفة إِذ كانت المخففةُ كأَنها الـمُحقَّقةُ. ابن الأَعرابي: الوَجِيئةُ: البقَرةُ، والوَجِيئة، فَعِيلةٌ: جَرادٌ يُدَقُّ ثم يُلَتُّ بسمن أَو زيت ثم يُؤْكل. وقيل: الوَجِيئةُ: التمر يُدَقُّ حتى

يَخْرُجَ نَواه ثم يُبَلُّ بلبن أَو سَمْن حتى يَتَّدِنَ ويلزَم بعضُه بعضاً ثم يؤْكل. قال كراع: يقال الوَجِيَّةُ، بغير همز، فإِن كان هذا على تخفيف الهمز فلا فائدة فيه لأَن هذا مطَّرد في كل فَعيِلة كان امه همزةً، وإِن كان وصفاً أَو بدلاً فليس هذا بابه.

وأَوْجَأَ: جاءَ في طلب حاجة أَو صيد فلم يُصِبْه. وأَوْجَأَتِ الرَّكِيَّةُ وأَوْجَت: انْقَطَع ماؤُها أَو لم يكن فيها ماءٌ. وأَوْجَأَ عنه: دَفَعَه ونَحَّاه.

هزج

هزج: الهَزَجُ: الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ القوائم ووضعِها. صبي هَزِجٌ

وفرس هَزِجٌ؛ قال النابغة الجَعْدي يَنْعَتُ فرساً:

غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه،

لَغِبْنَ، وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ

والهَزَجُ: الفَرَحُ. والهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ وقيل: صوت فيه بَحَحٌ؛

وقيل: صوت دقيق مع ارتفاع. وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ،

والجمع أَهزاج. والهَزَجُ: نوع من أَعاريض الشعر، وهو مفاعيلن مفاعيلن، على

هذا البناء كله أَربعة أَجزاء، سمِّي بذلك لتقارب أَجزائه، وهو مُسَدَّس

الأَصل، حملاً على صاحبيه في الدائرة، وهما الرجز والرمل إِذ تركيب كل

واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين. وهَزَّجَ: تَغَنَّى؛ قال يزيد بن

الأَعور الشَّيْبي:

كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، وشَنَّا

قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى

وتَهَزَّج: كهَزَّجَ. والهَزَج: من الأَغانيِّ وفيه تَرَنُّم؛ وقد

هَزِجَ، بالكسر، وتَهَزَّج؛ قال الشاعر:

كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ

وقال أَبو إسحق: التَّهَزُّج تردُّدُ التحسين في الصوت؛ وقيل:

التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غير رفيع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنَّ صوتَ حَلْبِها المُناطِقِ

تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ

ورَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت. وقد هَزَّجَ الصوتَ. ورَعْدٌ هَزِجٌ

بالصوت؛ وأَنشد:

أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ،

تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ في السِّدادِ

وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً.

والهَزَجُ: تدارك الصوت في خِفَّة وسرعة؛ يقال: هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَي

مُدارِكه. قال: وليس الهَزَجُ من التَّرَنُّم في شيء؛ وقال عنترة:

وكأَنما تَنْأَى بجانِبِ دَفِّها الـ

ـوَحْشِيِّ، من هَزِجِ العَشِيِّ، مُؤَوِّمِ

يعني ذباباً لطيرانه تَرَنُّمٌ، فالناقة تحذر لسعه اياها. وتَهَزَّجت

القوس إِذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمي عنها؛ قال الكميت:

لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها،

غيرَ إِنذارها عليه الحَمِيرَا

بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْـ

شِ، وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا

وفي الحديث: أَدبر الشيطان وله هَزَج، وفي رواية: وَزَجٌ. الهَزَجُ:

الرَّنَّة. والوَزَجُ: دونه، وقد استعمل ابن الأَعرابي الهَزَجَ في معنى

العُواءِ؛ وأَنشد بيت عنترة:

وكأَنما تنأَى بجانب دفِّها الـ

ـوحشيِّ، من هَزِج العشيِّ، مؤَوّمِ

هِرٍّ جَنِيبٍ، كلَّما عَطَفَتْ له

غَضْبَى، اتَّقاها باليدين وبالفَمِ

قال: هَزِجٌ كثير العُواء بالليل، ووضع العَشِيَّ موضع الليل لقربه منه،

وأَبدل هِرًّا من هَزِجٍ؛ ورواه الشيباني يَنْأَى، وهِرٌّ عنده رفع فاعل

لينأَى. ومَرَّ هَزيجٌ من الليل كهَزيعٍ. الجوهري: الهَزَجُ صوتالرعل

والذِّبَّانِ.

زبل

زبل: الزَّبْل، بالكسر: السِّرْقِين وما أَشبهه، وحكى اللحياني: أَخذوا

زَبَلاتهم. قال ابن سيده: فلا أَدري أَيّ شيء جمع. وفي الحديث: أَن

امرأَة نَشَزَت على زوجها فَحَبسها في بيت الزِّبْل؛ هو بالكسر السِّرْجِين،

وبالفتح مصدر زَبَلْت الأَرض إِذا أَصلحتها بالزِّبْل. وزَبَل الأَرضَ

والزرعَ يَزْبِله زَبْلاً: سَمَّدَه. والمَزْبَلة والمُزْبُلة، بالفتح

والضم: مُلْقاه. والزِّبال، بالكسر: ما تَحْمِل النَّمْلة بفيها، وما أَصاب

منه زِبالاً وزُبَالاً أَي شيئاً؛ قال ابن مقبل يصف فَحْلاً:

كَريم النِّجار حَمَى ظَهْرَهُ،

فلم يُرْتَزأْ بركوب زِبَالا

وما أَغْنَى عنه زَبَلة أَي زِبالاً. وما في السِّقَاء والإِناء والبئر

زُبَالة أَي شيء، وبها سُمِّيت زُبَالة: منزلة من مناهل طريق مكة.

والزَّبِيل والزِّنْبِيل: الجِراب، وقيل الوِعاء يُحْمل فيه، فإِذا

جَمَعوا قالوا زَنابيل، وقيل: الزِّنْبِيل خطأ وإِنما هو زَبِيل، وجمعه زُبُل

وزُبْلان.

والزَّأْبَل: القصير؛ قال:

حَزَنْبَل الحِضْنَيْن فَدْم زَأْبَل

والزَّبِيل: القُفَّة، والجمع زُبُل. الجوهري: الزَّبِيل معروف فإِذا

كسَرته شدَّدت فقلت زِبِّيل أَو زِنْبِيل، لأَنه ليس في الكلام فَعْليل،

بالفتح. وزَبَلْت الشيءَ وازْدَبَلْته: احتملته، وكذلك زَمَلْته

وازْدَمَلْته.

والزُّبْلة: اللُّقمة. والزُّبْلة: النَّيْلة

(* قوله «والزبلة النيلة»

كذا في الأصل، ورمز له بعلامة التوقف، وفي ترجمة نيل من القاموس: وما

أصاب نيلاً ونيلة أي شيئاً).

وزُبْلان وزُبَالة: موضع. وزُبَالة بن تميم: أَخو عمرو بن تميم؛ قال ابن

الأَعرابي: لهم عَدَدٌ وليسوا بكثير؛ قال أَبو ذؤيب:

لا تأْمَنَنَّ زُبَالِيًّا بذِمَّتِه،

إِذا تَقَنَّع ثوبَ الغَدْر وأْتَزرا

تفه

تفه: تَفِهَ الشيءُ يَتْفَهُ تَفَهاً وتُفوهاً وتَفاهةً: قَلَّ وخَسَّ،

فهو تَفِهٌ وتافِهٌ. ورجل تافِهُ العقْل أَي قليلُه. والتافِهُ: الحقير

اليسير، وقيل: الخسيس القليلُ. وفي الحديث: قيل يا رسول الله وما

الرُّوَيْبِضة؟ فقال: الرجل التافهُ يَنْطِق في أَمر العامة؛ قال: التافه الحقير

الخسيس. وفي حديث عبدالله بن مسعود وذَكَرَ القرآن: لا يَتْفَهُ ولا

يَتَشانُّ؛ يَتشانُّ: َبْلَى من الشَّنّ، ولا يَخْلُقُ من كثرة التَّرْداد،

من الشَّنّ، وهو السِّقاء الخَلَق؛ وقوله لا يَتْفَهُ هو من الشيء

التافه، وهو الخسيس الحقير. وفي الحديث: كانتِ اليدُ لا تُقْطَع في الشيء

التافِهِ؛ ومنه قول إِبراهيم: تجوز شهادة العبدِ في الشيء التافِهِ؛ قال ابن

بري: شَاهده قول الشاعر:

لا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْإِنْ

أََعْطَيْتَ، أَعْطَيْتَ تافهاً نَكِدا

والأَطعمةُ التَّفِهة: التي ليس لها طَعْمُ حلاوة أَو حُموضة أَو

مَرارة، ومنهم من يجعل الخبز واللحم منها. وتَفِهَ الرجلُ تُفوهاً، فهو تافِهٌ:

حَمُق.

والتُّفَةُ: عَناقُ

الأَرض، وهي أَيضاً المرأَة المَحْقُورة، والمعروف فيهما التُّفَّةُ؛

تقول العرب: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عن الرُّفَّة؛ الرُّفَّة: التبن لأَنها

تَطْعَم اللحمَ إِذ كانت سَبُعاً؛ عن أَبي حنيفة في أَنوائه؛ قال ابن

بري: والصحيح تُفَةٌ ورُفَةٌ كما ذكر الجوهري في فصل رفه فإِنه قال:

التُّفَة والرُّفَةٌ بالتاء التي يوقف عليها بالهاء، قال: وكذلك ذكره ابن جني

عن ابن دريد وغيره. ويقال: التُّفَة والرُّفَة، بالتخفيف، مثل الثُّبَةِ

والقُلَةِ، قال: وهذا هو المشهور، قال: وذكرها ابن السكيت في أَمثاله فقال

أَغنى عن ذلك من التُّفَة عن الرُّفَه، بالتخفيف لا غير وبالهاء

الأَصلية؛ وأَنشد ابن فارس شاهداً على تخفيف التُّفَة والرُّفَة:

غَنِينا عن وِصالِكُمُ حَدِيثاً،

كما غَنِيَ التُّفاتُ عن الرُّفاتِ

وأَنشد أَبو حنيفة في كتاب النبات يصف ظَليماً:

حَبَسَتْ مَناكِبُه السَّفَا، فكأَنَّه

رُفَةٌ بأَنْحِيةِ المَداوِس مُسْنَدُ

شبَّه ما أَضافت الريحُ إِلى مَناكِبه وهو حاضن بيضه لا يبرح بالتبن

المجموع في ناحية البَيْدر، وأَنحية: جمع ناحية مثْل واد وأَودية، قال: وجمع

فاعل على أَفعلة نادر.

مسخ

مسخ: المَسْخُ: تحويل صورة إِلى صورة أَقبح منها؛ وفي التهذيب: تحويل

خلْق إِلى صورة أُخرى؛ مَسَخه الله قرداً يَمْسَخه وهو مَسْخ ومَسيخٌ،

وكذلك المشوّه الخلق. وفي حديث ابن عباس: الجانّ مَسِيخُ الجنّ كما مسخت

القردة من بني إِسرائيل؛ الجانّ: الحيات الدقاق. ومسيخ: فعيل بمعنى مفعول من

المسخ، وهو قلب الخلقة من شيء إِلى شيء؛ ومنه حديث الضباب: إِن أُمَّة من

الأُمم مُسِخَت وأَخشى أَن تكونَ منها. والمسيخ من الناس: الذي لا

مَلاحَة له، ومن اللحم الذي لا طعم له، ومن الطعام الذي لا ملح له ولا لون ولا

طعم؛ وقال مدرك القيسي: هو المليخ أَيضاً، ومن الفاكهة ما لا طعم له،

وقد مَسُخَ مَساخة، وربما خصوا به ما بين الحلاوة والمرارة؛ قال الأَشعر

الرقبان، وهو أَسدي جاهلي، يخاطب رجلاً اسمه رضوان:

بحسبك، في القوم، أَن يعلموا

بأَنك فيهم غَنيّ مُضِر

وقد علم المعشر الطارقوك

بأَنك، للضيف، جُوعٌ وقُر

إِذا ما انْتَدَى القومُ لم تأْتهم،

كأَنك قد ولَدَتْك الحُمُر

مَسِيخٌ ملِيخٌ كلحم الحُوارِ،

فلا أَنت حُلْوٌ، ولا أَنت مُرْ

وقد مَسَخَ كذا طَعْمَه أَي أَذهبه. وفي المثل: هو أَمْسَخ من لَحْم

الحُوار أَي لا طعم له.

أَبو عبيد: مسخْتُ الناقة أَمْسَخُها مَسْخاً إِذا هزلتها وأَدبرتها من

التعب والاستعمال؛ قال الكميت يصف ناقة:

لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلُون، ولم

يمسَخ مَطاها الوُسُوق والقَتَبُ

قال: ومسحت، بالحاء، إِذا هزلتها؛ يقال بالحاء والخاء. وأَمسخ الورم:

انحلّ.

وفرس ممسوخ: قليل لحم الكفل؛ ويُكره في الفرس انْمساخُ حَماتِه أَي

ضُمورُه. وامرأَة ممسوخة: رسحاء، والحاء اعلى.

وامَّسَخَتِ العضدُ: قلّ لحمها، والاسم المَسَخ.

وماسِخةُ: رجل من الأَزد؛ والماسِخِيَّة: القِسِي، منسوبة إِليه لأَنه

أَوّل من عملها؛ قال الشاعر:

كقوسِ الماسِخِيّ أَرَنَّ فيها،

من الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ

والماسخيُّ: القوّاس؛ وقال أَبو حنيفة: زعموا أَن ماسخة رجل من أَزد

السراة كان قوَّاساً؛ قال ابن الكلبي: هو أَول من عمل القسيّ من العرب. قال:

والقوّاسون والنبَّالون من أَهل السراة كثير لكثرة الشجر بالسراة؛

قالوا: فلما كثرت النسبة إِليه وتقادم ذلك قيل لكل قوَّاس ماسخيّ؛ وفي تسمية

كل قوّاس ماسخيّاً؛ قال الشماخ في وصف ناقته:

عَنْسٌ مُذَكَّرَة، كأَن ضُلوعَها

أُطُرٌ حَناها الماسِخِيُّ بيَثْرِب

والماسخيات: القسِيّ، منسوبة إِلى ماسخة؛ قال الشماخ بن ضرار:

فَقرّبْتُ مُبْراةً، تخالُ ضُلوعَها،

من الماسخِيَّات، القسيّ المُوَتَّرا

أَراد بالمبراة ناقة في أَنفها برة.

دمر

دمر: الدَّمارُ: اسْتِئْصالُ الهلاك. دَمَرَ القوم يَُدْمُرونَ دَماراً:

هلكوا. ودَمَرَهُم: مَقَتَهُم، ودَمَرَهُمُ الله ودَمَّرَهُمْ

تَدْمِيراً. وفي التنزيل العزيز: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً؛ يعني به فرعون وقومه

الذين مُسِخُوا قِرَدة وخنازير؛ ودَمَّرَ عليهم كذلك. وفي حديث ابن عمر:

قد جاء السَّيْلُ بالبَطْحاء حتى دَمَّرَ المكانَ الذي كان يصلي فيه أَي

أَهلكه. يقال: دَمَّرَه تدميراً ودَمَّرَ عليه بمعنى؛ ويروى: دَفَنَ

المكانَ، والمراد منها دُرُوسُ الموضع وذهابُ أَثره. ورجلٌ دَامِرٌ: هالك لا

خير فيه. يقال: رجلٌ خاسِرٌ دامِرٌ؛ عن يعقوب. كَدَابِرٍ، وحكى اللحياني

أَنه على البدل وقال: خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ فأَتبعوهما خَسِراً؛ قال

ابن سيده: وعندي أَن خَسِراً على فعله ودَمِراً ودَبِراً على النسب. وما

رأَيت من خَسَارَتِهِ ودَمَارَتِهِ ودَبارَته.

وقد دَمَرَ عليهم يَدْمُرُ دَمْراً ودُمُوراً: دخل بغير إِذن، وقيل:

هجم، وهو نحو ذلك؛ ومنه قوله في الحديث: من نظر من صِيْرِ باب فقد دَمَرَ؛

قال أَبو عبيد وغيره: دَمَرَ أَي دخل بغير إِذن، وهو الدُّمُورُ، وقد

دَمَرَ يَدْمُرُ دُمُوراً ودَمَقَ دَمْقاً ودُمُوقاً. وفي الحديث أَيضاً: من

سبق طَرْفُه استئذانَه فقد دَمَر أَي هَجَمَ ودخل بغير إِذن، وهو من

الدَّمارِ الهلاكِ لأَنه هجوم بما يكره، وفي رواية: من اطَّلَعَ في بيت قوم

بغير إِذنهم فقد دَمَر، والمعنى أَن إِساءَة المُطَّلِع مثلُ إِساءة

الدامر.

والمُدَمِّرُ: الصائد يُدَخِّنُ في قُتْرَتِه للصيد بأَوْبارِ الإِبل

كيلا تجد الوَحْشُ رِيحُه، وفي الصحاح: وتدمير الصائد أَن يُدَخِّنَ

قُتْرَتَهُ؛ وقال أَوْسُ ابن حَجَرٍ:

فَلاقَى عليها، من صَبَاحَ، مُدَمِّراً

لِنَامُوسِهِ من الصَّفيحِ سَقَائِفُ

(* قوله «من الصفيح» كذا بالأصل، ومثله في الأساس، والذي في الصحاح بين

الصفيح).

والدُّمارِيُّ والتَّدْمُرِيُّ والتُّدْمُريُّ من اليرابيع: اللَّئِيمُ

الخِلْقَةِ المكسورُ البَراثِنِ الصُّلْبُ اللَّحْمِ، وقيل: هو الماعز

ومنها وفيه قِصَرٌ وصِغَرٌ ولا أَظفار في ساقيه ولا يدرك سريعاً، وهو أَصغر

من الشُّفارِيِّ؛ قال:

وإِنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها:

شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا

قال: وأَما ضَأْنُها فهو شُفَارِيُّها، وعلامة الضأْن فيها أَن له في

وسط ساقه ظفراً في موضع صِيْصِيَةِ الديك. ويوصف الرجل اللئيم

بالتَّدْمُرِيّ. ابن سيده: والتَّدّمُرِيُّ اللئيم من الرجال. والتَّدْمُرِيَّةُ من

الكلاب: التي ليست بِسَلُوقِيَّةٍ ولا كدْرِيَّة.

وتَدْمُرُ: مدينة بالشام؛ قال النابغة:

وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قد أَذِنْتُ لهم

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ

الفراء عن الدُّبَيْرِيَّةِ: يقال ما في الدار عَيْنٌ ولا عَيِّنٌ ولا

تَدْمُرِيٌّ ولا تُدْمُرِيٌّ ولا تامُورِيٌّ ولا دُبِّيٌّ ولا دِبِّيٌّ

بمعنى واحد.

غربل

غربل: غَرْبَلَ الشيء: نَخَله. والغِرْبالُ: ما غُرْبِلَ به، معروف،

غَرْبَلْت الدقيق وغيره. ويقال: غَرْبَلَه إِذا قطعه؛ وقوله:

فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى،

لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب

فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق، ولولا ذلك لما جاز أَن يجعل

الغِرْبال في موضع المُغَرْبَل. والمُغَرْبَلُ: المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ

بالغِرْبال. وفي الحديث: كيف بكم إِذا كنتم في زمان يُغَرْبَلُ الناسُ فيه

غَرْبَلةً أَي يذهب خيارهُم ويبقى أَرْذالُهم؛ والمُغَرْبَلُ من الرجال:

الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال، وقيل في تفسير الحديث: يذهب خيارهم بالموت

والقتل وتبقى أَرذالُهم. الجعدي: غَرْبَلَ فلانٌ في الأَرض إِذا ذهب فيها.

وفي الحديث: أَعْلِنُوا النكاح واضربوا عليه بالغِرْبال؛ عنى بالغِرْبال

الدُّفَّ، شبّه الغربال به في استدارته. وغَرْبَلَهم: قَتَلَهم

وطحَنَهم. والمُغَرْبَل: المقتول المنتفخ؛ قال:

أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله،

يومَ الهَباءَاتِ ويوم اليَعْمَله،

ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَله،

ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله،

يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له

وقيل: عنى بالمُغَرْبَلة أَنه يَنْتَقي السادة فيقتلهم فهو على هذا من

الأَول. وقال شمر: المُغَرْبَلُ المُفَرَّق، غَرْبَلَه أَي فرّقه. وفي

حديث مكحول: ثم أَتَيْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها أَي كشفت حالَ مَنْ بها

وخَبَرْتُهم، كأَنه جعلهم في غِرْبالٍ ففرق بين الجيِّد والرديء. وفي حديث ابن

الزبير: أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ؛ قيل: هو

العصفور.

مشط

مشط: مَشَطَ شَعرَه يَمْشُطُه ويَمْشِطه مَشْطاً: رَجَّله، والمُشاطةُ:

ما سقط منه عند المَشْط، وقد امْتَشَط، وامْتَشَطتِ المرأَة ومشَطتها

الماشِطةُ مَشْطاً. ولِمَّةٌ مَشِيطٌ أَي مَمْشوطةٌ. والماشِطةُ: التي

تُحْسِن المَشْطَ، وحرفتها المِشاطة. والمَشّاطة: الجارية التي تُحْسِن

المِشاطَة. ويقال للمُتَمَلِّقِ: هو دائم المَشْطِ، على المَثَل.

والمُشْطُ والمِشْطُ والمَشْطُ: ما مُشِطَ به، وهو واحد الأَمْشاطِ،

والجمع أَمْشاطٌ ومِشاطٌ؛ وأَنشد ابن بري لسعيد بن عبد الرحمن بن حسان:

قد كنتُ أَغْنى ذِي غِنىً عَنْكُمْ كما

أَغْنَى الرّجالِ، عن المِشاطِ، الأَقْرَعُ

قال أَبو الهيثم: وفي المِشْطِ لغة رابعة المُشُطُّ، بتشديد الطاء؛

وأَنشد:

قد كنتُ أَحْسَبُني غَنِيّاً عَنْكُمُ،

إِنّ الغَنِيّ عن المُشُطِّ الأَقْرَعُ

قال ابن بري: ويقال في أَسمائه المَشِطُ والمُشُطُ والمِمْشَطُ

والمِكَدُّ والمِرْجَلُ والمِسْرَحُ والمِشْقا، بالقصر والمدّ، والنَّحيتُ

والمُفَرَّجُ. وفي حديث سِحْرِ النبيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه طُبَّ وجعل

في مُشْط ومُشاطةٍ؛ قال ابن الأَثير: هو الشَّعر الذي يَسْقُط من

الرأْسِ واللحيةِ عند التَّسْريح بالمشط. والمِشْطَةُ: ضَرب من المَشْط

كالرِّكْبةِ والجِلْسة، والمَشْطةُ واحدة. ومن سِمات الإِبل ضرب يُسمّى المُشْط.

قال ابن سيده: والمُشُطُ سِمة من سِماتِ البعير على صورة المُشطِ. قال

أَبو علي: تكون في الخد والعنق والفخذ؛ قال سيبويه: أَمّا المُشْطُ

والدّلْو والخُطَّاف فإِنما يريد أَن عليه صورة هذه الأَشياء. وبعير مَمْشُوطٌ:

سِمَتُه المُشْطُ. ومَشِطَتِ الناقةُ مَشَطاً ومَشَّطَت: صار على

جانبيها مثل الأَمْشاط من الشحْمِ. ومُشْطُ القَدَمِ: سُلامَياتُ ظهرها، وهي

العِظامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشةُ فوق القدم دون الأَصابع. التهذيب:

المُشْط سُلامَياتُ ظهر القدم؛ يقال: انكسر مُشط ظهر قدمه. ومُشط الكَتِفِ:

اللحمُ العريض. والمُشْط: سبَجَةٌ فيها أَفنان، وفي وسَطها هِراوةٌ يُقبض

عليها وتُسوّى بها القِصابُ، ويُغَطَّى بها الحُبُّ، وقد مَشَط الأَرضَ

(*

قوله «مشط الأَرض» كذا في الأَصل بدون تفسير.).

ورجل مَمْشُوط: فيه طول ودِقَّةٌ. الخليل: المَمْشُوط الطويل الدقيق.

وغيره يقول: هو المَمْشُوقُ.

ومَشِطَتْ يده تَمْشَطَ مَشَطاً: خَشُنت من عمل، وقيل: المَشَطُ أَن يمس

الرجلُ الشوك أَو الجِذْع فيدخل منه في يده شيء، وفي بعض نسخ المصنف:

مَشِظَت يده، بالظاء المعجمة، لغة أَيضاً، وسيأْتي ذكره.

والمُشْط: نبت صغير يقال له مُشْط الذئب له جِراء مثل جراء القِثَّاء.

طمح

طمح: طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً، وهي طامحٌ: نَشَزَت ببعلها.

والطِّماحُ مثل الجِماحِ. وطَمَحَت المرأَة مثل جَمَحَتْ، فهي طامح، أَي

تَطْمَح إِلى الرجال. في حديث قَيْلَةَ: كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا قِشْرٍ

طَمَحَ بصري إِليه أَي امتدَّ وعلا. وفي الحديث: فَخَرَّ إِلى الأَرض

فَطَمَحَت عيناه

(* قوله «فطمحت عيناه» زاد في النهاية إلى السماء.). الأَزهري

عن أَبي عمرو الشَّيباني: الطامحُ من النساء التي تُبْغِضُ زوجَها وتنظر

إِلى غيره؛ وأَنشد:

بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العينِ طامِح

قال: وطَمَحَت بعينها إِذا رمت ببصرها إِلى الرجل، وإِذا رفعت بصرها

يقال: طَمَحَت. وامرأَة طَمَّاحة: تَكُرُّ بنظرها يميناً وشمالاً إِلى غير

زوجها.

وطَمَحَ ببصره يَطْمَحُ طَمْحاً: شَخَصَ، وقيل: رمى به إِلى الشيء.

وأَطْمَحَ فلانٌ بصره: رفعه. ورجل طَمّاح: بعيد الطرف، وقيل: شَرِهٌ.

وطَمَحَ بَصَرُه إِلى الشيء: ارتفع.

وفرس طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر، وطَمُوحه مرتفعه؛ يقال: فرس فيه

طِماحٌ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ:

طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ،

إِلى مِقْرَعةِ الطلبِ

وطَمَحَ الفرسُ يَطْمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً: رفع يديه؛ الأَزهري: يقال

للفرس إِذا رفع يديه قد طَمَّحَ تَطْميحاً.

وكل مرتفع مُفْرِط في تَكَبُّر: طامحٌ، وذلك لارتفاعه.

والطَّماحُ: الكِبْرُ والفخرُ لارتفاع صاحبه.

وبَحْر طَمُوح الموج: مرتفعه. وبئر طَمُوح الماء: مرتفعةُ الجُمَّة، وهو

ما اجتمع من مائها؛ أَنشد ثعلب في صفة بئر:

عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ،

جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ،

تُبْذَلُ للجارِ ولابن العَمِّ،

إِذا الشَّرِيبُ كان كالأَصَمِّ،

وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِّ

وطَمَّح بَوْلَه: باله في الهواء. وطَمَّحَ ببوله وبالشيء: رمى به في

الهواء؛ الأَزهري: إِذا رميت بشيء في الهواء قلت طَمَّحْتُ به تَطْميحاً.

وطَمَح به: ذَهَب به؛ قال ابن مقبل:

قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ، رَفيعٌ قَذالُه،

يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْمَحُ

قال: يَطْمَحُ أَي يجري ويذهب بالكهل وبَزِّه. وطَمَح الرجلُ في

السَّوْم إِذا استام بسِلْعَته وتباعد عن الحق؛ عن اللحياني. وطَمَح أَي

أَبْعَدَ في الطلب. وطَمَحاتُ الدهر: شدائده؛ قال الأَزهري: وربما خفف؛ قال

الشاعر:

باتت هُمومي في الصَّدْرِ تَخْطاها

طَمْحاتُ دَهْرٍ، ما كنتُ أَدراها

سكن الميم ضرورة؛ قال الأَزهري: ما ههنا صلة. وبنو الطَّمَحِ: بُطَيْنٌ.

والطَّمَّاحُ: من أَسماء العرب. والطَّمّاحُ: اسم رجل من بني أَسد بعثوه

إِلى قَيْصَرَ فَمَحَلَ بامرئ القيس حتى سُمَّ؛ قال الكُمَيْتُ:

ونحن طَمَحْنا لامرئ القَيْسِ، بَعْدَما

رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ، نَكْباً على نَكْبِ

وأَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ: اسم شاعر.

عبط

عبط: عَبَطَ الذَّبِيحةَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها اعْتِباطاً:

نَحَرَها من غير داء ولا كسر وهي سَمينة فَتِيَّةٌ، وهو العَبْطُ، وناقة

عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ ولحمها عَبِيط، وكذلك الشاة والبقرة، وعمّ

الأَزهريّ فقال: يقال للدابة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ، والجمع عُبُطٌ وعِباطٌ؛

أَنشد سيبويه:

أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ،

بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ

وقال ابن بزرج: العَبِيطُ من كلّ اللحم وذلك ما كان سَلِيماً من الآفات

إِلا الكسر، قال: ولا يقال للحم الدَّوِي المدخُولِ من آفةٍ عَبِيطٌ. وفي

الحديث: فَقاءتْ لَحماً عَبِيطاً؛ قال ابن الأَثير: العَبِيطُ

الطَّرِيُّ غير النَّضِيج. ومنه حديث عمر: فَدَعا بِلحْم عَبيط أَي طريّ غير

نَضيج؛ قال ابن الأَثير: والذي جاءَ في غريب الخطَّابي على اختلاف نسخه: فدعا

بلحم غَلِيظ، بالغين والظاء المعجمتين، يريد لحماً خَشِناً عاسِياً لا

يَنْقادُ في المَضْغِ، قال: وكأَنه أَشْبه.

وفي الحديث: مُرِي بَنِيكَ لا يَعْبِطُوا ضُروعَ الغنم أَي لا

يُشَدِّدوا الحلَب فيَعْقرُوها ويُدْمُوها بالعصر، من العَبِيط وهو الدم الطريّ،

أَو لا يَسْتَقْصُوا حلبها حتى يخرجُ الدمُ بعد اللبن، والمراد أَن لا

يَعْبِطوها فحَذف أَن وأَعملها مُضمرة، وهو قليل، ويجوز أَن تكون لا ناهية

بعد أَمر فحذف النون للنهي.

ومات عَبْطةً أَي شابّاً، وقيل: شابّاً صحيحاً؛ قال أُمية بن أَبي

الصلْت:

مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً؛

لِلْمَوت كأْسٌ، والمرء ذائقُها

وفي حديث عبد الملك بن عمير: مَعْبُوطة نفْسُها أَي مذبوحة وهي شابّةٌ

صحيحة. وأَعْبَطَه الموتُ واعْتَبَطَه على المثَل. ولحم عَبِيطٌ بيِّن

العُبْطةِ: طريّ، وكذلك الدمُ والزعفران؛ قال الأَزهري: ويقال لحم عَبِيطٌ

ومَعْبُوطٌ إِذا كان طريّاً لم يُنَيِّبْ فيه سبع ولم تُصِبه عِلة؛ قال

لبيد:

ولا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ، إِذا

كان القُتارُ كما يُسْتَرْوَحُ القُطُر

قال الليث: ويقال زَعْفران عَبِيط يُشبَّه بالدم العَبِيط.

وفي الحديث: من اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلاً فإِنه قَوَدٌ، أَي قَتَله

بلا جِناية كانت منه ولا جريرة تُوجِب قتله، فإِنَّ القاتل يُقاد به ويقتل.

وكلُّ من مات بغير علة، فقد اعْتُبِطَ. وفي الحديث: مَن قَتَلَ مؤمناً

فاعتبَط بقتْلِه لم يَقبل اللّهُ منه صَرْفاً ولا عدْلاً؛ هكذا جاء

الحديثُ في سُنَن أَبي داود، ثم قال في آخر الحديث: قال خالد بن دهْقان، وهو

راوي الحديث: سأَلت يحيى بن يحيى الغَسّاني عن قوله اعتبَط بقتله، قال:

الذين يُقاتَلون في الفِتْنة فيرى أَنه على هُدى لا يستغفر اللّه منه؛ قال

ابن الأَثير: وهذا التفسير يدل على أَنه من الغِبْطةِ، بالغين المعجمة،

وهي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال لأَن القاتِل يَفْرَح بِقَتْل خصمه،

فإِذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، وقال الخطابي في

معالم السنَن وشَرَح هذا الحديث فقال: اعْتَبَطَ قَتْلَه أَي قَتَله

ظُلْماً لا عن قصاص. وعَبَطَ فلان بنَفْسِه في الحرب وعَبَطَها عَبْطاً:

أَلقاها فيها غير مُكْرهٍ. وعَبَطَ الأَرضَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها:

حَفَر منها مَوْضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك؛ قال مَرَّارُ ابن مُنْقِذ

العدويّ:

ظَلَّ في أَعْلى يَفاعٍ جاذِلاً،

يَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ

وأَمّا بيتُ حُميدِ بن ثَوْر:

إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً

من التُّرابِ، كَبَتْ فيها الأَعاصِيرُ

فإِنه يريد التراب الذي أَثارتْهُ، كان ذلك في موضع لم يكن فيه قبل.

والعَبْطُ: الرّيبةُ. والعَبْطُ: الشَّقُّ. وعَبط الشيءَ والثوبَ

يعبِطُه عَبْطاً: شَقَّه صَحِيحاً، فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، والجمع عُبُطٌ؛ قال

أَبو ذؤيب:

فتَخالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ،

كنوافِذِ العُبُط التي لا تُرْقَعُ

يعني كشقّ الجُيوب وأَطراف الأَكْمام والذُّيول لأَنها لا تُرْقَع بعد

العَبْطِ. وثوب عَبِيطٌ أَي مَشْقوقٌ؛ قال المنذري: أَنشدني أَبو طالب

النحوي في كتاب المعاني للفراء: كنوافذ العُطُبِ، ثم قال: ويروى كنوافذِ

العُبُطِ، قال: والعُطُبُ القُطْن والنوافِذُ الجُيوب، يعني جُيوبَ

الأَقْمِصَة وأَخْراتَها لا تُرْقَعُ، شبَّهَ سَعةَ الجِراحاتِ بها، قال: ومن

رواها العُبُط أَراد بها جمعَ عَبيطٍ، وهو الذي يُنْحَرُ لغير علة، فإِذا

كان كذلك كان خُروجُ الدم أَشَدَّ. وعَبَطَ الشيءُ نَفْسُه يَعْبِطُ:

انشقَّ؛ قال القطامي:

وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيدي كُلُوماً،

تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا

وعَبَطَ النباتُ الأَرضَ: شَقَّها.

والعابِطُ: الكذّابُ. والعَبْطُ: الكَذبُ الصُّراح من غير عُذر. وعَبَطَ

عليَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطاً واعْتَبَطَه: افْتَعلَه، واعْتَبَطَ

عِرْضَه: شتَمَه وتَنَقَّصَه. وعَبَطَتْه الدَّواهي: نالَتْه من غير

اسْتِحقاق؛ قال حميد وسماه الأَزهري الأُرَيْقِطَ:

بِمَنْزلٍ عَفٍّ، ولم يُخالِطِ

مُدَنّساتِ الرِّيَبِ العَوابِطِ

والعَوْبَطُ: الدّاهِيةُ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: فَقَدَ

رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، رجلاً كان يُجالِسُه فقالوا:

اعْتُبِطَ، فقال: قُوموا بنا نَعُوده؛ قال ابن الأَثير: كانوا يُسمون الوَعْكَ

اعْتِباطاً. يقال: عَبَطَتْه الدّواهي إِذا نالَتْه. والعَوْبَطُ:

لُجَّةُ البحر، مقلوب عن العَوْطَبِ. ويقال عَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ

بحَوافِره إِذا أَثارَه، والترابُ عَبيطٌ. وعَبَطَتِ الرِّيحُ وجهَ الأَرضِ إِذا

قَشَرَتْه. وعَبَطْنا عَرَقَ الفرَسِ أَي أَجْرَيْناه حتى عَرِقَ؛ قال

الجَعدِيّ:

وقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلا

تجر

تجر: تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً؛ باع وشرى، وكذلك اتَّجَرَ وهو

افْتَعَل، وقد غلب على الخَمَّار قال الأَعشى:

ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ آلْـ

أُمَّانَ، مَوْرُوداً شَرَابُهْ

وفي الحديث: مَنْ يَتَّجِرُ على هذا فيصلي معه. قال ابن الأَثير: هكذا

يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة لأَنه يشتري بعمله الثواب ولا يكون من

الأَجر على هذه الرواية لأَن الهمزة لا تدغم في التاء وإِنما يقال فيه

يأْتَجِرُ. الجوهري: والعرب تسمي بائع الخمر تاجراً؛ قال الأَسود بن

يَعْفُرَ:

ولَقَدْ أَروحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً،

مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادي

أَي مائلاً عُنُقي من السُّكْرِ. ورجلٌ تاجِرٌ، والجمع تِجارٌ، بالكسر

والتخفيف، وتُجَّارٌ وتَجْرٌ مثل صاحب وصَحْبٍ؛ فأَما قوله:

إِذ ذُقْتَ فاها قلتَ: طَعمُ مُدامَةٍ

مُعَتَّقَةٍ، مما يجيء به التُّجُرْ

فقد يكون جمع تِجَارٍ، على أَن سيبويه لا يَطْرُدُ جمع الجمع؛ ونظيره

عند بعضهم قراءة من قرأَ: فَرُهُنٌ مقبوضة؛ قال: هو جمع رهانٍ الذي هو

جَمْعُ رَهْنٍ وحمله أَبو عليُّ على أَنه جمع رَهْن كَسَحْل وسُحُلٍ، وإِنما

ذلك لما ذهب إِليه سيبويه من التحجير على جمع الجمع إِلا فيما لا بدّ

منه، وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ في البيت من باب:

أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ

على نقل الحركة، وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ جمع تاجر كشارف وشُرُفٍ

وبازل وبُزُلٍ، إِلا أَنه لم يسمع إِلا في هذا البيت. وفي الحديث: أَن

التُّجَّار يُبعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله وبَرَّ وصَدَقَ؛

قال ابن الأَثير: سماهم فجاراً لما في البيع والشراء من الأَيمان

الكاذبة والغبن والتدليس والربا الذي لا يتحاشاه أَكثرهم أَو لا يفطنون له،

ولهذا قال في تمامه: إِلاَّ من اتقى الله وبرّ وصدق؛ وقيل: أَصل التاجر

عندهم الخمَّار يخصونه به من بين التجار؛ ومنه حديث أَبي ذر: كنا نتحدث أَن

التاجر فاجر؛ والتَّجْرُ: اسمٌ للجمع، وقيل: هو جمع؛ وقول الأَخطل:

كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها،

حَتَّى اشْتَراها بِأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ

قال ابن سيده: أُراه على التشبيه كَطَهِرٍ في قول الآخر:

خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ

وأَرضَ مَتْجَرَةٌ: يُتَّجَرُ إِليها؛ وفي الصحاح: يتجر فيها. وناقة

تاجر: نافقة في التجارة والسوق؛ قال النابغة:

عِفَاءٌ قِلاصٍ طار عنها تَواجِر

وهذا كما قالوا في ضدها كاسدة. التهذيب: العرب تقول ناقة تاجرة إِذا

كانت تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ على البيع لنجابتها، ونوق تواجر؛ وأَنشد

الأَصمعي:

مَجَالِحٌ في سِرِّها التَّواجِرُ

ويقال: ناقةٌ تاجِرَةٌ وأُخرى كاسدة. ابن الأَعرابي: تقول العرب إِنه

لتاجر بذلك الأَمر أَي حاذق؛ وأَنشد:

لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجارَةٌ،

لكِنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ

ويقال: رَبِحَ فلانٌ في تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ، وأَرْبَحَ إِذا صادف

سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ.

هزز

هزز: الهَزُّ: تحريك الشيء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ،

وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ به وهَزَّزَهُ. وفي التنزيل العزيز: وهُزِّي

إِليك بِجِذْعِ النخلة؛ أَي حَرِّكِي. والعرب تقول: هَزَّه وهَزَّ به

إِذا حركه؛ ومثله: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام وتَعلَّق زيداً وتَعَلَّق

بزيد؛ قال ابن سيده: وإِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ في هُزِّي معنى جُرِّي؛

وقال المتنخل الهُذَليُّ:

قد حال بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ

مِسْعٌ، لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ

مؤَوِّبة: ريح تأْتي ليلاً، وقد اهْتَزَّ؛ ويستعار فيقال: هَزَزْتُ

فلاناً لخير فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك؛

قال:

كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ،

كذاك السَّيِّدُ النَّزّ

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ العرشُ لموت معاذ؛ قال

ابن شميل: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ ؤأَنشد:

كريم هُزَّ فاهْتَزّ

وقال بعضهم: أُريد بالعرش ههنا السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ حين

نقل إِلى قبره، وقيل: هو عرش الله ارتاح واستبشر لكرامته على ربه أَي لروح

سعد بن معاذ حين رفع إِلى السماء، والله أَعلم بما أَراد. قال ابن

الأَثير: الهَزُّ في الأَصل الحركة، واهْتَزَّ إِذا تحرك، فاستعمله على معنى

الارتياح، أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه. وكل من

خَفَّ لأَمر وارتاح له، فقد اهتز له؛ وقيل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش

بموته. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فانطلقنا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ أَي

نُسْرِعُ السَّيْرَ بهما، ويروى: نَهِزُ من الوَهْزِ، وهو مذكور في موضعه.

وأَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وحركة. واهْتَزَّ

النبات: تَحَرَّك وطال. وهَزَّتْه الريح والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه.

واهتَزَّت الأَرضُ: تحركت وأَنبتت. وفي التنزيل العزيز: فإِذا أَنزلنا عليها

الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها، ورَبَتْ

أَي انتفخت وعَلَتْ. وفي الحديث: إِني سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى

أَي صوت دورانها. والهَزُّ والهَزِيزُ في السير: تحريك الإِبل في

خِفَّتِها. وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إِذا

تحركت في سيرها بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ من سير الإِبل أَن يَهْتَزَّ

المَوْكِبُ. قال النضر: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابن سيده: الهِزَّة أَن

يتحرك الموكِبُ وقد اهْتَزَّ؛ قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ:

أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيْـ

ـيَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها

واهْتِزازُ الموكب أَيضاً

(* قوله« واهتزاز الموكب أيضا إلخ» عبارة

الجوهري: والهزة، بالكسر، النشاط والارتياح وصوت غليان القدر واهتزاز الموكب

أيضا إلخ) وخَلَبَتُهُم. وهَزِيزُ الريح: دَوِيُّها عند هَزِّها الشجرَ؛

يقال: الريح تُهَزِّزُ الشجر فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حركه

فَتَهَزْهَزَ. وهَزِيزُ الريح: صوتُ حَرَكَتِها؛ قال امرؤُ القيس:

إِذا ما جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه،

تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ

وهِزَّانُ بن يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ من الهِزَّة؛ قال الشاعر

(* قوله

« قال الشاعر» هو الأعشى يخاطب امرأة، وصدره:

« وقد كان في شبان قومك منكح») :

وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ

وقيل: هِزَّانُ قبيلة معروفة، وقيل: هِزَّان قبيلة من العرب.

وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه. والهَزْهَزَةُ: تحريك الرأْس. والهَزْهَزةُ:

تحريك البلايا والحروب للناس. والهَزاهِزُ: الفتن يَهْتَزُّ فيها الناس.

وسيف هَزْهازٌ وسيف هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ. وماء هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ

وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ من صفائه. وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كذلك. وماء هُزَهِزٌ

في اهْتِزازِه إِذا جَرى، ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بالضم؛ وأَنشد الأَصمعي:

إِذا اسْتَراثَتْ ساقياً مُسْتَوْفِزا

بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا

قال ثعلب: قال أَبو العالية: قلت للغَنَويِّ ما كان لك بنَجْدٍفقال:

ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قلت: فما

أَخرجك عنهافقال: إِن بني عامر جعلوني على حِنْدِيرَةِ أَعينهم يريدون أَن

يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. والمَجَمُّ: موضع جُموم الماء أَي

توفُّره واجتماعه. وقوله: أَن يختفوا دميه أَي يقتلوني ولا يُعْلَم بي.

وبعير هُزاهِزٌ: شديد الصوت؛ وقال الباهلي في قول الراجز:

فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ،

تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجازْ

أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسيف اليماني في صفائه.

أَبو عمرو: بئر هُزْهُزٌ بعيدة القَعر؛ وأَنشد:

وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا

وقول أَبي وَجْزَةَ:

والماءُ لا قَسْمٌ ولا أَقْلادُ،

هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ،

لا هُنَّ أَمْلاحٌ ولا ثِمادُ

قيل: ماء هَزْهازٌ إِذا كان كثيراً يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ يف

انْقِضاضِه، وكوكب هازٌّ. والهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاط والارتياح وصوت

غليان القِدْرِ. ويقال: تَهَزْهَزَ إِليه قلبي أَي ارتاح وهَشَّ؛ قال

الراعي:

إِذا فاطَنَتْنا في الحديث تَهَزْهَزَتْ

إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ

والهَزائِزُ: الشدائد؛ حكاها ثعلب قال: ولا واحد لها.

سلحف

سلحف: الذكَرُ من السَّلاحِف: الغَيلَمُ، والأُنثى، فيلغة بني أَسد:

سُلَحْفاةٌ. ابن سيده: السُّلَحْفاةُ والسُّلَحْفاءُ والسُّلَحْفا

والسُّلَحْفِيةُ والسَّلَحْفاةُ، بفتح اللام، واحدة السّلاحِفِ من دوابّ الماء،

وقيل: هي الأُنثى من الغيالِمِ. الجوهري: سُلَحْفِيةٌ مُلْحقٌ بالخماسي

بأَلف، وإنما صارت ياء للكسرة قبلها مثال بُلَهْنِيةٍ، واللّه أَعلم.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.