Ibn Manẓūr, Lisān al-ʿArab (d. 1311 CE) لسان العرب لابن منظور

Search results for: %D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%AD%D8%A9

هبد

هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وقيل: حبه، واحدته هَبِيدة؛ ومنه

قول بعض الأَعراب: فخرجت لا أَتلفع بِوَصِيدة ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة؛

وقال أَبو الهيثم: هَبِيدُ الحنظل شَحْمه. واهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عالج

الهَبيدَ. وهَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبيدَ. وهَبَدَ الهَبيدَ:

طبخه أَو جناه.

الليث: الهَبْد كسْر الهَبِيد وهو الحنظل؛ ومنه يقال: تَهَبَّدَ

الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ من شجرة؛ وقال:

خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا،

كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا

كان قائلُ هذا الشعر صياداً أَخْفَق فلم يَصِدْ، فقال لامرأَته: عالجي

الهَبيدَ فقد أَخْفَقْنا. وتَهَبَّدَ الرجلُ والظَّليمُ واْهتَبَدا:

أَخذاه من شجرته أَو استخرجاه للأَكل. الأَزهري: اهْتَبَدَ الظليم إِذا نقر

الحنظل فأَكل هَبِيدَه؛ ويقال للظليم: هو يَتَهَبَّدُ إِذا استخرج ذلك

ليأْكله. وفي حديث عمر وأُمّه: فَرَوَّدَتْنا من الهبيد؛ الهَبيد: الحنظل

يكسر ويستخرجُ حبّه ويُنْقَع لتذهب مَرارته ويُتّخذ منه طبيخ يؤكل عند

الضرورة. الجوهري: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حبّ الحنظل وهو يابس وتجعله في

موضع وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكه ثم تصب عنه الماءَ، وتفعل ذلك أَياماً

حتى تذهب مرارته ثم يدق ويطبخ؛ غيره: والتَّهَبُّدُ اجتناء الحنظل

ونقعه، وقيل: التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه؛ غيره: وهَبيدُ الحنظل حبّ حَدَجِه

يستخرج ويُنْقَع ثم يُسخَّن الماءُ الذي أُنْقِع فيه حتى تذهب مرارته ثم

يصبّ عليه شيء من الوَدَك ويذرُّ عليه قُمَيِّحَةٌ من الدقيق ويُتحسَّى.

وقال أَبو عمرو: الهَبيد هو أَن يُنقع الحنظل أَياماً ثم يغسل ويطرح قشره

الأَعلى فيطبخ ويجعل فيه دقيق وربما جعل منه عَصِيدة. يقال منه: رأَيت

قوماً يتَهَبَّدُون.

وهَبُّود: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

شَرثانُ هذاكَ ورا هَبّودِ

التهذيب: أَنشد ابو الهيثم:

شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابيد شَرْبةً،

وكان لها الأَحْفى خَلِيطاً تُزايِلُهْ

قال عُكّاشُ الهَبابيد: ماء يقال له هبّود فجمع بما حوله. وأَحْفى: اسم

موضع. وهبّود، بتشديد الباء: اسم موضع ببلاد بني نمير. وهَبُّودٌ: فرس

عَلْقَمة بن سُياج. الأَزهري: هَبُّود اسم فرس سابق لبني قريع؛ قال:

وفارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصيا

عرط

عرط: اعْتَرَطَ الرجلُ: أَبْعَدَ في الأَرض. وعِرْيَطٌ وأُمّ عِرْيَطٍ

وأُمّ العِرْيط، كله: العقرب.

ويقال: عَرَطَّ فلان عِرضَ فلان واعْتَرَطَهُ إِذا اقْتَرَضَه بالغِيبة،

وأَصل العَرْطِ الشق حتى يدْمَى.

بسق

بسق: بسَقَ الشيء يَبْسُق بُسوقاً: تمّ طوله. وفي التنزيل: والنخلَ

باسِقاتٍ لها طَلْع نَضِيد؛ الفرّاء: باسقاتٍ طولاً؛ يقال: بَسَق طولاً فهنّ

طِوال النخلِ. وبَسق النخلُ بُسوقاً أي طال. وفي حديث قُطْبةَ ابن مالك:

صلّى بنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، حتى قرأَ والنخلَ باسِقاتٍ؛

الباسِقُ: المرتفع في عُلُوّه. وفي الحديث في صفة السحابة: كيف تَرَوْن

بواسِقَها؟ أي ما استطال من فُروعها؛ ومنه حديث قُسٍّ: من بواسِقِ

أُقْحُوان، وحديث ابن الزُّبير: وارْجَحَنّ بعد تبَسُّق أي ثَقُل ومالَ بعدما

ارتفع ذكره دونهم. وبسق على قومه: عَلاهم في الفضل؛ وأنشد ابن بري لأَبي

نوفل:يا ابن الذين بفَضْلِهم

بسَقَت على قَيْسٍ فَزاره

وفي حديث ابن الحَنَفِيّةِ: كيف بسَق أبو بكر أصحابَ رسول الله، صلى

الله عليه وسلم؛ أي كيف ارتفع ذكره دونهم. والبُسوقُ: عُلوُّ ذِكر الرجل في

الفَضل. وبَسق بَسْقاً: لغة في بصَق.

وبُساقة القمر: حجر أبيض صاف يتلأْلأ، وهو مذكور في الصاد أيضاً.

التهذيب: بصَق وبسَق وبزَق واحد. الجوهري: البُساق البُصاق. وفي حديث

الحُديْبِية: فقعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على جَبا الرَّكِيّة

فإما دَعا وإما بَسق فيها؛ لغة في بَصَق. وبَواسِقُ السحاب: أوائله؛ عن أبي

حنيفة.

وأبْسقت الناقةُ والشاةُ، وهي مُبْسِق ومِبْساق وبَسُوق؛ الأَخيرة على

طرح الزائد: وقَع اللِّبَأُ في ضرعها قبل النِّتاج، ونُوق مَباسِيق، وكذلك

الجارية البِكر إذا جرى اللبن في ثديها. وفي التهذيب: أبْسَقت الناقة

إذا أنزلت اللبن قبل الولادة بشهر أو أكثر فتُحلَب، قال: وربما أبسقت وليست

بحامل فأَنزلت اللبن، قال: وسمعت أن الجارية تُبْسِق وهي بكر، يصير في

ثديها لبن. اليزيدي: أَبْسقت الناقة وأَبْرقت إذا أَنزلت اللبن. الأَصمعي:

إذا أشرق ضَرْع الناقة ووقع فيه اللبن فهي مُضْرع، فإذا وقع فيه اللبأُ

قبل النتاج فهي مُبسِق.

والبَسْقةُ: الحَرّةُ، وجمعها بِساقٌ؛ قال كُثيّر عَزّةَ:

قَضَيْتُ لُبانَتي وصَرَمْتُ أَمْرِي،

وعَدَّيْتُ المَطِيّةَ في بِساقِ

وبُساق: بَلد. وقال الليث: بساق جبل بالحجاز مما يَلي الغَوْر.

سردق

سردق: السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه:

جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر. وفي التنزيل: أحاطَ بهم

سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار عليهم سُرادِقٌ من

العذاب. والسُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو

الحائط المشتمل على الشيء. ابن الأثير: وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق

في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء. وقال

بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل

النار. وبيت مُسَرْدَق: وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد

سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان:

هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه

صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ

الجوهري: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار. وكل

بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة:

يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ،

أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ،

سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ

وقيل: الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه:

يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت

الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل. والسُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبيد

يصف حُمُراً:

رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ،

يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال

وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً،

وأنشد البيت.

سهك

سهك: السَّهَكُ: ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عَرِقَ، تقول: إنه

لَسَهِكُ الريح، وقد سَهِكَ سَهَكاً، وهو سَهِكٌ؛ قال النابغة:

سهَكِينَ من صَدَإِ الحديد كأنهم،

تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَقَّارِ

(* قوله «جنة البقار» تقدم انشاده في س ن ر: جبة البقاربالباء بدل النون

وبضم الجيم بدل كسرها، وهو تحريف والصواب ما هنا جمع جنِّي. والبقار:

اسم موضع كما في الديوان. وفي ياقوت: وقنة البقار، بضم القاف: جبيل لبني

أسد، وينشد تحت السنور قنة البقار. ورواية البيت هنا تتفق وروايته في ديوان

النابغة).

ولولا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ ما وصفهم بالسَّهَكِ. والسَّهْكُ

والسَّهَكَةُ: قبحُ رائحة اللحم إذا خَنِزَ. وسَهكَتِ الريحُ، وسَهَكَتِ

الدابةُ سُهُوكاً: جَوَتْ جَرْياً خفيفاً، وقيل سمعوكُها استِنانِها يميناً

وشمالاً، وأساهيكها ضُروب جريها واستِنانُها يميناً وشمالاً، وأساهيكها

ضُروب جديها واستِنانِها، أَنشد ثعلب:

أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلَّ

أَراد ذي أَلٍّ وهو السرعة، وإن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر. والمَسْهكُ:

مَمَرُّ الريح. وفرس مَسْهَكٌ أي سريع الجري. الجوهري: والسَّهَكُ،

بالتحريك، ريح السمك وصَدَأ الحديد. يقال: يدي من السمك وصَدَإ الحديد سَهِكة،

كما يقال يدي من اللبن والزُّبْد وَضِرةٌ، ومن اللحم غَمِرة.

وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وهلك.

وسَهَكه يَسْهَكه: لغة في سَحقَه. وسَهَك الشيء يَسْهَكه سَهْكاً:

سَحقه، وقيل: السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بعد السَّهْك. وسَهَكَتِ الريحُ

الترابَ عن وجه الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كسحقته، وذلك التراب سَيْهَكٌ.

ويقال: سَهَكَتِ الريحُ إذا أَطارتْ ترابَها؛ قال الكُمَيْت:

رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا

وريح ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ

ومَسْهَكة: عاصف قاشرة شديدة المرور؛ وأَنشد:

بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال

وقال النَّمِر بن تَوْلَبٍ:

وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ،

هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي

وسَهَكَتِ الريح أَي مَرَّتْ مَرّاً شديداً، والمَسْهكةُ: مَمَرُّها؛

قال أَبو كَبير الهُذَليّ:

ومَعابِلاً صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنها

جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي

وفي الصحاح: بمعابل صلع الظباتِ. وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ العائر أَي رَمَد

وحكة، ولا فعل له إنما هو من باب الكاهل والغارب. وخَطيب سَهَّاك: بليغ؛

عن كراع. والسَّهُوكُ: العُقابُ. والسَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، وقد

تَسَهْوَكَ. وفي النوادر: يقال سُهاكَةٌ من خَبَرٍ وَلُهاوَة أَي تَعِلَّة

كالكَذِب. وتقول: سَهَكْتُ العِطْرَ ثم سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كسرك إياه

بالفِهْر ثم تَسْحَقه؛ وقول الأَعشى:

وحَثَثْنَ الجِمالَ، يَسْهَكن بالبا

غِزِ والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ

أَراد أَنهن يطأن خَمْلَ القطائف حتى يَتَحات الخَمْلُ.

أقن

أقن: الأُقْنةُ: الحُفرة في الأَرض، وقيل: في الجبل، وقيل: هي شبه حفرة

تكون في ظهور القِفاف وأَعالي الجبال، ضيِّقةُ الرأْس، قعْرُها قدر قامة

أَو قامتين خِلْقةً، وربما كانت مَهْواة بين شَقَّين. قال ابن الكلبي:

بيوت العرب ستة: قُبَّةٌ من أَدَمٍ، ومِظَلَّة من شعَر، وخِباءٌ من صوفٍ،

وبجاد من وَبَر، وخيمة من شجر، وأُقْنة من حجر، وجمعها أُقَنٌ. ابن

الأَعرابي: أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطيرَ من وُقْنَتِه، وهي مَحْضِنُه،

وكذلك يُوقَنُ إذا اصطاد الحمام من مَحاضِنها في رؤُوس الجبال.

والتَّوَقُّن: التَّوَقُّل في الجبل، وهو الصعود فيه. أَبو عبيدة: الوُقْنةُ

والأُقْنةُ والوُكْنةُ موضع الطائر في الجبل، والجمع الأُقَنات والوُقَنات

والوُكَنات؛ قال الطرماح: في شَناظِي أُقَنٍ، بينَها

عُرَّةُ الطيرِ كصَوم النَّعامِ

الجوهري: الأُقْنةُ بيت يُبْنى من حجر، والجمع أُقَنٌ مثل رُكْبة

ورُكَب، وأَنشد بيت الطرماح.

شبرق

شبرق: ثوب مُشَبْرَق وشَبْرَقٌ

وشِبْراق وشُبارِق وشَبارِق وشَبارِيق: مقطَّع ممزَّق. وقد شَبْرَقَه

شَبْرَقة وشِبْراقاً وشَرْبَقه شَرْبَقةً؛ المصدر عن كراع: مزَّقه؛ قال

امرؤ القيس:

فأَدْرَكْنَه يأخُذْن بالسّاق والنَّسا،

كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ

والمُقَدَّسُ: الراهب ينزل من صَوْمَعتِه إلى بيت المَقْدِس فيمزِّق

الصبيانُ ثيابَه تبرُّكاً به. الليث: ثوب مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً

وسَخافةً. وصار الثوب شَبارِيقَ أي قِطَعاً؛ وأَنشد لذي الرمة:

فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه،

على عَصَوَيْها، سابِريُّ مُشَبْرَقُ

قال ابن بري: ومنه قول الأَسود بن يعفر:

لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً،

فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا

والمُشَبْرَقُ من الثياب: الرقيقُ الرديء النسج، ويقال للثوب من الكتان

مثل السَّبَنِيّة مُشَبرَق. وشَبْرَقْت اللحمَ وشَرْبَقْتُه أي قطَّعْته.

وشَبرَقَ البازي اللحم: نَهَسَه. وشَبْرَقَت الدابةُ في مَشْيها:

باعَدَتْ خَطْوَها. والشِّبْراق: شِدَّة تباعُدِ ما بين القوائم؛ قال:

كأنَّها، وهي تَهادَى في الرُّفَقْ

من ذَرْوِها، شبْراق شَدٍّ ذي عَمَقْ

وروي:

من جَذْبِها شِبْراق شدٍّ ذي مَعَقْ

والدابة يُشَبرِق في عَدْوِه: وهو شدَّة تَباعُد قوائِمه.

والشِّبْرِقِ، بالكسر: نبات غضٌّ، وقيل: شجرمَنْبِته نجد وتهامة وثمرتُه

شاكة صغيرة الجرم حرام مثل الدم منبتها السِّباخ والقِيعان، واحدته

شِبْرِقة؛ وقالوا: إذايَبِس الضَّرِيع فهو الشِّبْرِق، وهو نبت كأظفار

الهِرِّ. الفراء: الشِّبْرِق نبت وأَهل الحجاز يسمونه الضَّريعَ إذا يبس،

وغيرهم يسمّيه الشّبْرِقَ. الزجاج: الشِّبْرِق جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو

شِبْرِق، فإذا يبس فهو الضَّريع. أَبو زيد: الشِّبْرِق يقال له

الحِلَّة، ومَنْبِتُه نجد وتهامة، وثمرته حَسَكة صِغار، ولها زهرة حمراء.

والشِّبْرِقةُ: الشيء السخيف القليل من النبات والشجر؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة

مؤثناً بالهاء. ويقال: في الأَرض شِبْرِقة من نبات وهي المُنْتَثِرة. ابن

شميل: الشِّبرِق الشيء السخِيف من نبت أو بقل أَو شجر أَو عِضاهٍ،

والشِّبْرِقة من الجَنَبة، وليس في البقل شِبْرِقة ولا يخرج إلا في الصيف.

والشِّبْرِق، بالكسر: نبت وهو رَطْب الضَّريع؛ قال امرؤ القيس:

فأَتْبَعْتُهم طَرْفي، وقد حالَ دُونَهم

عَوازِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِق

وفي حديث عطاء: لا بأس بالشِّبْرِق والضَّغابيس ما لم تَنْزِعْه من

أَصله؛ الشِّبْرِق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يَبِس سمي الضريع؛ معناه لا

بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يُسْتَأصَلا؛ ومنه في ذكر المستهزئين:

فأَما العاصُ بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل في أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ

فهلك؛ أَبو عمرو: المُشَبْرَق الرقيق من الثياب، والمقطوع أَيضاً

مُشَبْرَق.

اللحياني: ثوبٌ شَبارِق وشَمارِق ومُشَبْرَق ومُشَمْرَق، والشِّبْرقة

القطعة من الثوب، والشَّبارق أَلوان اللحم المطبوخة، فارسي معرب أَلحقوه

بعُذافِر. وشِبْرِقٌ: اسم عربي؛ حكاه ابن دريد وقال: لا أَعرفه.

خرعب

خرعب: الخُرْعُوبةُ: القِطْعةُ من القَرْعةِ، والقِثَّاءِ، والشَّحْمِ.

والخَرْعَبُ والخُرْعُوبُ والخُرْعُوبةُ: الغُصْنُ لسَنَتِه، وقيل: هو

القَضِيبُ السامِقُ الغَضُّ؛ وقيل: هو القَضِيبُ الناعِمُ، الحديثُ

النَّباتِ الذي لم يَشْتَدَّ.

والخَرْعَبةُ: الشابةُ الحَسَنةُ الجَسِيمةُ في قَوامٍ كأَنـَّها الخُرْعُوبةُ؛ وقيل: هي الجَسِيمةُ اللَّحِيمةُ؛ وقال اللحياني: الخَرْعَبةُ: الرَّخْصةُ اللَّيِّنةُ، الحَسَنةُ الخَلْقِ؛ وقيل: هي البَيْضاء.

وامرأَةٌ خَرْعَبةٌ وخُرْعُوبةٌ: رَقِيقةُ العَظْمِ، كثيرةُ اللحم، ناعمةٌ.

وجسمٌ خَرْعَبٌ: كذلك؛ الأَصمعي: الخَرْعَبةُ الجارِيةُ اللَّيِّنةُ

القَصَبِ، الطويلةُ؛ وقال الليث: هي الشابَّةُ الحَسَنةُ القَوامِ، كأَنها

خُرْعُوبةٌ من

خَراعِيبِ الأَغْصانِ، من نَباتِ سَنَتِها.

والغُصْنُ الخُرْعُوبُ: الـمُنْثَنِي؛ قال امرؤُ القيس:

بَرَهْرَهةٌ، رُؤْدةٌ، رَخْصةٌ، * كخُرْعُوبةِ البانةِ الـمُنْفَطِرْ

ورجل خَرْعَبٌ: طويلٌ، في كثرة من لَحْمِه.

وجمل خُرْعُوبٌ: طويلٌ في حُسْنِ خَلْقٍ. وقيل: الخُرْعُوبُ من الإِبِل العظِيمةُ الطويلةُ.

زعنف

زعنف: الزِّعْنِفةُ: طائفةٌ من كل شيء، وجَمْعُها زَعانِفُ. ابن سيده:

الزِّعْنِفةُ القِطْعةُ من الثوب، وقيل: هو أَسفل الثوب المُتَخَرِّق.

والزََّعانِفُ: أَطْرافُ الأَديمِ؛ عن ثعلب، وقيل: زَعانِفُ الأَديمِ

أَطْرافُه التي تُشَدُّ فيها الأَوْتاد إذا مُدَّ في الدِّباغ، الواحدة

زَعْنفةٌ وزِعْنفة. والزَّعانِفُ: أَجْنِحةُ السَّمك، والواحد كالواحد، وكلُّ

شيء قَصيرٍ زَعْنفةٌ وزِعْنَفة، وزَعانِفُ كلِّ شيء رَديئُه ورُذالُه؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

طِيري بمِخْراقٍ أَشَمَّ، كأَنه

سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

أَي لم تَنَلْه النِّساء الزَّعانفُ الخسائِسُ، يقول: لم تنله زعانِفُ

النساء أَي لم يتزوّج لَئيمةً قطّ فتَنالَه، وقيل: إنما سمي رُذالُ الناسِ

زَعانِفَ على التشبيه بِزَعانِفِ الثوب والأَديمِ، وليس بقَويّ.

الأَزهري: إذا رأَيت جماعة ليس أَصلُهم واحداً قلت: إنما هم زَعانِفُ بمنزلة

زعانف الأَديم، وهي في نَواحيه حين تُشَدُّ فيه الأَوتادُ إذا مُدَّ في

الدِّباغ؛ قوله طِيري أَي اعْلَقي به، والمِخْراقُ الكريم، وسَلِيمُ رماح قد

أَصابته الرِّماحُ مثل سليمٍ من العقْرب والحيّة، والزَّعانِفُ: ما

تَخَرَّقَ من أَسافِلِ القَمِيصِ، يشبَّه به رُذالُ الناسِ. وفي حديث عمرو ابن

ميمون: إياكم وهذه الزّعانِيفَ الذين رَغِبوا عن الناسِ وفارقوا

الجماعة؛ هي الفرَقُ المُخْتَلِفَةُ وأَصلها أَطْرافُ الأَدِيمِ والأَكارِعُ،

وقيل: أَجْنِحَةُ السَّمكِ، والياء في زَعانيف للإشباعِ وأَكثر ما تجيء في

الشِّعر، شَبَّه مَنْ خرج عن الجماعة بها. الجوهري: الزِّعْنِفَةُ،

بالكسر، القصير، وأَصل الزَّعانِف أَطْرافُ الأَدِيمِ وأَكارِعُه؛ قال أَوْس

ابن حجر:

فما زال يُفْري البِيدَ حتى كأَنَّما

قَوائمُه، في جانِبَيْه، الزَّعانِفُ

أَي كأَنَّها مُعَلَّقَة لا تَمَسُّ الأَرضَ من سُرْعَتِه.

والزَّعانِفُ: الأَحْياء القَليلةُ في الأَحْياء الكثيرة، وقيل: هي القِطَعُ من

القبائل تَشِذُّ وتنْفَرِدُ، والواحد من كل ذلك زِعْنِفَةٌ.

عمرد

عمرد: العُمْرُودُ والعَمَرَّدُ: الطويل. يقال ذئبٌ عَمَرَّدٌ وسَبْسَبٌ

عَمَرَّدٌ طويل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَقَامَ وَسْنَانَ ولم يُوَسَّدِ،

يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ كَفِعلِ الأَرْمَدِ

إِلى صَناعِ الرِّجْلِ خَرْقاءِ اليَدِ،

خَطّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرَّدِ

ويقال: العَمَرّدُ الشرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ. ويقال: فرس عَمَرَّد؛

قال المُعَذَّلُ بنُ عبد اللهِ:

من السُّحِّ جَوَّالاً، كأَنَّ غُلامَه

يُصَرِّفُ سِبْداً في العِنانِ عَمَرَّدَا

قوله من السح يريد من الخيل التي تَصُبُّ الجَرْي. والسِّبْدُ:

الداهِيةُ. يقال: هو سِبدُ أَسْبادٍ. أَبو عمرو: شَأْوٌ عَمَرَّدٌ؛ قال عوف بن

الأَحوص:

ثارَتْ بِهِمْ قتلى حَنِيفَةَ، إِذْ أَبَتْ

بِنِسْوَتِهِمْ إِلا النَّجاءَ العَمَرَّدَا

والعَمَرَّدُ: الذئبُ الخبيثُ؛ قال جرير يصف فرساً:

على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّه، بالضُّحَى،

إِذا عاد فيه الرَّكْضُ، سِيداً عَمَرَّدا

قال أَبو عَدْنانَ: أَنشدتني امرأَة شدَّادٍ الكِلابية لأَبيها:

على رِفَلٍّ ذِي فُضُولٍ أَقْوَدِ،

يَغْتَالُ نِسْعَيْهِ بِجَوْزٍ مُوفِدِ،

صافي السَّبِيبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ

فسأَلتها عن العَمَرَّد فقالت: النجيبةُ الرحيلُ من الإِبل، وقالت:

الرحيل الذي يرتحله الرجل فيركبه. والعمرَّد: السير السريع الشديد؛

وأَنشد:فلم أَرَ لِلْهَمِّ المُنِيخِ كَرِحْلَةٍ،

يَحُثُّ بها القومُ النَّجاءَ العَمَرَّدا

أسد

أسد: الأَسَد: من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل،

وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة،

وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي.

وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة:

كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان: يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة: ويقال

لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة

للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب.

واستأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل:

إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم

شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا

وأَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه. وقيل لامرأَة

من العرب: أَيّ الرجال زوجك؟ قالت: الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل فهِدَ،

ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في

الشجاعة. يقال: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ. وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ

أَسَداً إِذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف. واستأْسد عليه:

اجترأَ.وفي حديث لقمان بن عاد: خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد

يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية. وأَسد عليه: غضب؛ وقيل: أَسد عليه سفه.

واستأْسد النبت: طال وعظم، وقيل: هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته،

وقيل: هو إِذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم:

مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ،

يقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ

وقال أَبو خراش الهذلي:

يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ،

له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل

قوله: يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني

حُمُراً وردت الماء. والعَرمَض: الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد

النبت. والنجيل: النزّ والطين.

وآسَدَ بين القوم

(* قوله «وآسد بين القوم» كذا بالأصل وفي القاموس مع

الشرخ كضرب أفسد بني القوم.): أَفسد . وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً: هيجه

وأَغراه، وأَشلاه دعاه. وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها؛ وقال

رؤْبة:

تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد

والمؤسِدُ: الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه. وآسدت

الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف. وآسدَ السيرَ

كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده: وعسى أَن يكون مقلوباً عن

أَسأَد.ويقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح.

وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسمان. والأَسَدُ: قبيلة؛ التهذيب: وأَسَد أَبو

قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وأَسَد أَيضاً:

قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار. والأَسْد: لغة في الأَزد؛

يقال: هم الأَسْد شنوءة. والأَسْديّ، بفتح الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في

شعر الحطيئة يصف قفزاً:

مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ

أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا

مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه،

والعادية: الآبار. والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه

الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب. قال: ووهم من جعله في فصل أَسد،

وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو

جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: وليس بجمع

تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت

الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.

شنز

شنز: الشِّينِيزُ من البَِزْر، بكسر الشين غير مهموز؛ عن أَبي حنيفة:

هذه الحَبَّة السوداء، قال: وهو فارسي الأَصل، قال: والفُرْس يسمونه

الشُّونِيز، بضم الشين.

جلط

جلط: جَلَطَ رأْسَه يَجْلِطُه إِذا حلَقه. ومن كلام العرب الصحيح: جَلَط

الرجلُ يَجْلِطُ إِذا كذَب. والجِلاطُ: المُكاذَبةُ. الفراء: جلَط سيفَه

أَي اسْتَلَّه.

كلس

كلس: الكِلْسُ: مثل الصَّارُوج يُبْنَى به، وقيل: الكِلْسُ الصَّارُوجُ،

وقيل: الكِلْسُ ما طُليَ به حائط أَو باطن قصْر شِبْهُ الجِصِّ من غير

آجُرٍّ؛ قال عدي بن زيد العَبَّادِي:

أََبن كِسْرَى، كِسْرَى المُلُوك، أَبو سا

سَانَ أَم أَين قَبْلَه ساَبُورُ؟

وبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الـ

رُّوم لم يَبْقَ منهمُ مَذْكُورُ

وأَخُو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ، وإِذْ دَجْـ

مكَة تُجْبَى إِليه، والخَابُورُ

شادَهُ مَرْمَراً، وجَلَّلَهُ كِلْـ

ـساً، فلِلطَّيْرِ في ذُرَاهُ وُكُورُ

الحَضْرُ: مدينة بين دَجْلَة والفُرات، وصاحب الحَضْرِ هو

السَّاطِرُونُ؛ وأَما قول المتلمس:

تُشادُ بآجُرٍّ لها وبِكِلِّس

فإن ابن جني زعم أَنه شدَّد للضرورة، قال: ومثله كثير ورواه بعضهم

وتَكَلَّسُ، على الإِقْواء، وقد كَلَّس الحائط. والتَّكلِيسُ: التَّمْلِيسُ،

فإِذا طُليَ ثَخِيناً، فهو المُقَرْمَدُ. الأَصمعي: وكَلَّس على القوم

وكَلَّلَ وصَمَّمَ إِذا حَمَلَ. أَبو الهيثم: كَلَّسَ فلان على قِرْنِه

وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفَرَّ عنه. والكُلْسَةُ في اللَّوْن، يقال ذئب

أَكْلَسُ.

كرر

كرر: الكَرُّ: الرجوع. يقال: كَرَّه وكَرَّ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.

والكَرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً: عطف.

وكَرَّ عنه: رجع، وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ؛ ورجل كَرَّار ومِكَرّ، وكذلك

الفرس. وكَرَّرَ الشيء وكَرْكَره: أَعاده مرة بعد أُخرى. والكَرّةُ:

المَرَّةُ، والجمع الكَرَّات. ويقال: كَرَّرْتُ عليه الحديث وكَرْكَرْتُه إِذا

ردّدته عليه. وكَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته. والكَرُّ:

الرجوع على الشيء، ومنه التَّكْرارُ. ابن بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بمعنى

التَّكْرارِ وكذلك التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة. الجوهري: كَرَّرْتُ

الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً؛ قال أَبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو: ما

بين تِفْعالٍ وتَفْعالف فقال: تِفْعالٌ اسم، وتَفْعالٌ، بالفتح، مصدر.

وتَكَرْكَرَ الرجلُ في أَمره أَي ثردّد. والمُكَرر من الحروف: الراء،

وذلك لأَنك إِذا وقفت عليه رأَيت طرف اللسان يتغير بما فيه من التكرير،

ولذلك احْتُسِبَ في الإِمالة بحرفين.

والكَرَّةُ: البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بعد الفَناء. وكَرّ المريضُ

يَكِرُّ كَرِيراً: جاد بنفسه عند الموت وحَشْرَجَ، فإِذا عَدَّيته قلت كَرَّه

يَكُرّه إِذا رَدَّه. والكَرِير: الحَشْرَجَة، وقيل: الحشرجة عند الموت،

وقيل: الكَرِيرُ صوت في الصدر مثل الحَشْرَجَة وليس بها؛ وكذلك هو من

الخيل في صدورها، كَرَّ يَكِرُّ، بالكسر، كَرِيراً مثل كرِيرِ

المُخْتَنِقِ؛ قال الشاعر

(* الشاعر هو امرؤ القيس:)

يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه

ليَقْتُلَنِي، والمرءُ ليسَ بقَتَّال

والكَرِيرُ: صوت مثل صوت المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قال الأَعشى:

فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال،

إِذا كان دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا

والكَرِيرُ: بُحَّة تَعْتَرِي من الغبار. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، وأَبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم

فقال لامرأَته: ما عندك؟ قالت: شعير، قال: فكَرْكِري أَي اطْحَنِي.

والكَرْكَرة: صوت يردّده الإِنسان في جوفه. والكَرُّ: قَيْدٌ من ليف أَو خوص.

والكَرّ، بالفتح: الحبل الذي يصعد به على النخل، وجمعه كُرورٌ؛ وقال

أَبو عبيد: لا يسمى بذلك غيره من الحبال؛ قال الأَزهري: وهكذا سماعي من

العرب في الكَرّ ويُسَوَّى من حُرِّ اللِّيف؛ قال الراجز:

كالكَرِّ لا سَخْتٌ ولا فيه لَوَى

وقد جعل العجاج الكَرّ حبلاً تُقاد به السفن في الماء، فقال:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ

والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ، وقيل: الكَرّ الحبل الغليظ. أَبو عبيدة:

الكَرّ من الليف ومن قِشْرِ العراجين ومن العَسِيب، وقيل: هو حَبْل

السَّفِينة، وقال ثعلب: هو الحبل، فَعَمَّ به. والكَرُّ: حبلُ شِراعِ السفينة،

وجمعه كُرورٌ؛ وأَنشد بيت العجاج:

جذب الصراريِّين بالكرور

والكِرَارانِ: ما تحت المِيرَكَةِ من الرَّحْل؛ وأَنشد:

وَقَفْتُ فيها ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ

سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ،

تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ

والكَرّ: ما ضم ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بينهما، وهو الأَديم الذي

تدخل فيه الظَّلِفاتُ من الرحل، والجمع أَكرار؛ البِدادانِ في القَتَبِ

بمنزلة الكَرّ في الرحل، غير أَن البِدادَينِ لا يظهران من قُدّام الظَّلِفة.

قال أَبو منصور: والصواب في أَكْرارِ الرحل هذا، لا ما قاله في

الكِرارَيْن ما تحت الرحل. والكَرَّتانِ: القَرَّتان، وهما الغداة والعشيّ؛ لغة

حكاها يعقوب. والكَرّ والكُرُّ: من أَسماء الآبار، مذكر؛ وقيل: هو

الحِسْيُ، وقيل: هو الموضع يجمع فيه الماء الآجِنُ ليَصْفُوَ، والجمع كِرارٌ؛

قال كُثَيِّر:

أُحِبُّك، ما دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ،

وما ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ

وما دامَ غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّبٌ،

به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

قال ابن بري: هذا العجز أَورده الجوهري: بها قُلُبٌ عادية، والصواب: به

قُلُبٌ عادية. والقَلُب: جمع قَلِيب وهو البئر. والعادِيَّة: القديمة

منسوبة إِلى عادٍ. والوشيجة: عِرْقُ الشجرة. وأُبْلى وتِعارٌ: جبلان.

والكُرُّ: مكيال لأَهل العراق؛ وفي حديث ابن سيرين: إِذا بلغ الماءُ

كُرًّا لم يَحْمِلْ نَجَساً، وفي رواية: إِذا كان الماء قَدْرَ كُرٍّ لم

يَحْمِلِ القَذَرَ، والكُرّ: ستة أَوقار حمار، وهو عند أَهل العراق ستون

قفيراً. ويقال للحِسْي: كُرٌّ أَيضاً؛ والكُرُّ: واحدٌ أَكْرارِ الطعام؛ ابن

سيده: يكون بالمصري أَربعين إِرْدَبًّا؛ قال أَبو منصور: الكُرّ سِتُّون

قَفِيزاً، والقَفِيز ثمانية مَكَاكِيكَ، والمَكُّوكُ صاع ونصف، وهو

ثلاثُ كَيْلَجاتٍ؛ قال الأَزهري: والكُرُّ من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاً،

كل وَسْقٍ ستون صاعاً. والكُرُّ أَيضاً: الكساء. والكُرُّ: نهر.

والكُرّة: البَعَرُ، وقيل: الكُرّةُ سِرْقينٌ وتراب يدق ثم تجلى به

الدروع، وفي الصحاح: الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تجلى به الدُّروع؛ وقال

النابغة يصف دروعاً:

عُلِينَ بكدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً،

فَهُنَّ إِضاءٌ صافياتُ الغلائل

وفي التهذيب: وأُبْطِنَّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ. الجوهري: وكَرارِ مثلُ

قَطام خَرَزة يُؤَخِّذُ بها نِساءُ الأَعراب. ابن سيده: والكَرَارُ خرزة

يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ عن اللحياني، قال: وقال الكسائي تقول

الساحرة يا كَرارِ كُرِّيه، يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن

أُدْبَر فَضُرِّيه.

والكَرْكَرةُ: تصريف الريح السحابَ إِذا جمعته بعد تفرُّق؛ وأَنشد:

تُكَرْكِرُه الجَنائبُ في السِّدادِ

وفي الصحاح: باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب، وأَصله تُكَرِّره، من

التَّكْرِير، وكَرْكَرَتْهُ: لم تَدَعْهُ يَمْضِي؛ قال أَبو ذؤيب:

تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه

مُسَفْسِفَةٌ، فَوْقَ التراب، مَعُوجُ

وتكرْكَرَ هو: تَرَدَّى في الهواء . وتَكَرْكَرَ الماءُ: تَراجَع في

مَسِيلِه. والكُرْكُورُ: وادٍ بَعِيدُ القَعْرِ يَتَكَرْكَرُ فيه الماء.

وكَرْكَرَهُ: حَبَسه. وكَرْكَرَه عن الشيء: دَفَعَه ورَدَّه وحَبَسه. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: لما قَدِمَ الشامَ وكان بها الطاعونُ تَكَرْكَرَ عن

ذلك أَي رجع، من كَرْكَرْتُه عنِّي إِذا دَفَعْتَه ورَدَدْتَهُ. وفي حديث

كناية: تَكَرْكَرَ الناسُ عنه.

والكَرْكَرَة: ضرب من الضحك، وقيل: هو أَن يَشْتَدَّ الضَّحِكُ. وفلان

يُكَرْكِرُ في صوته: كيُقَهْقِهُ. أَبو عمرو: الكَرْكَرَةُ صوت يردّده

الإِنسانُ في جوفه. ابن الأَعرابي: كَرْكَرَ في الضحك كَرْكَرَةً إِذا

أَغْرَبَ، وكَرْكَرَ الرَّحى كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها. الفراء: عَكَكْتُه

أَعُكُّه وكَرْكَرْتُه مثله. شمر: الكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ

والتَّرْدِيدِ. وكَرْكَرَ بالدَّجاجة: صاح بها. والكَرْكرَةُ: اللبن الغليظ؛ عن

كراع.والكِرْكِرَةُ: رَحَى زَوْرِ البعير والناقةِ، وهي إِحدى الثَّفِنات

الخمس، وقيل: هو الصَّدْرُ من كل ذي خفٍّ. وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إِلى

البَعِير يكون بكِرْكِرَته نُكْتَة من جَرَبف هي بالكسر زَوْرُ البعير الذي

إِذا برك أَصاب الأَرضَ، وهي ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ، وجمعها

كراكِرُ. وفي حديث عمر: ما أَجْهَلُ عن كَراكِرَ وأَسْنِمة؛ يريد إِحضارها

للأَكل فإِنها من أَطايب ما يؤكل من الإِبل؛ وفي حديث ابن الزبير:

عَطاؤكُمُ للضَّارِبِينَ رِقابَكُمْ،

وتُدْعَى إِذا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ

قال ابن الأَثير: هو أَن يكون بالبعير داء فلا يَسْتَوِي إِذا برك

فَيُسَلُّ من الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَى؛ يريد: إِنما تَدْعونا إِذا

بَلَغَ منكم الجُهْدُ لعلمنا بالحرب، وعند العَطاء والدَّعة غَيْرَنا.

وكَرْكَر الضاحِكُ: شَبَّه بكَرْكَرَة البعير إِذا رَدَّدَ صوته. والكَرْكَرَةُ

في الضحك مثل القَرْقَرة. وفي حديث جابر: من ضحك حتى يُكَرْكِرَ في

الصلاة فلْيُعِدِ الوضوءَ والصلاة؛ الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فوق

القَرْقَرة؛ قال ابن الأَثير: ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج.

والكَرْكَرَةُ: من الإِدارَةِ والتَّرْديد، وهو من كَرَّ وكَرْكَرَ. قال:

وكَرْكَرَةُ الرَّحى تَرْدادُها. وأُلِحَّ على أَعرابي بالسؤال فقال: لا

تُكَرْكِرُوني؛ أَراد لا تُرَدّدوا عَليَّ السؤال فأَغْلَطَ. وروى عبد العزيز

عن أَبيه عن سهل بن سعد أَنه قال: كنا نَفْرَحُ بيوم الجمعة وكانت عجوز

لنا تَبْعَثُ إِلى بُضاعَة فتأْخُذُ من أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه في

قِدْرٍ وتُكَرْكِرُ حباتٍ من شعير، فكنا إِذا صَلَّينا انصرفنا إِليها

فتُقَدِّمه إِلينا، فَنَفْرَحُ بيوم الجمعة من أَجله؛ قال القَعْنَبي:

تُكَرْكِرُ أَي تَطْحَنُ، وسمِّيت كَرْكَرَةً لترديد الرّحى على الطَّحْن؛ قال

أَبو ذؤيب:

إِذا كَرْكَرَتْه رِياحُ الجَنو

بِ، أَلْقَحَ منها عِجافاً حِيالا

والكَرْكَرُ: وِعاءُ قضيب البعير والتَّيْسِ والثور والكَراكِرُ:

كرادِيسُ الخيل، وأَنشد:

نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فينا كَراكِرٌ،

وخَيْلٌ جِيادٌ ما تَجِفُّ لُبودُها

والكَراكِرُ: الجماعاتُ، واحدتها كِرْكِرَةٌ. الجوهري: الكِرْكِرَة

الجماعة من الناس.

والمَكَرُّ، بالفتح: موضع الحرب. وفرس مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كان

مؤَدَّباً طَيِّعاً خفيفاً، إِذا كُرَّ كَرَّ، وإِذا أَراد راكبه الفِرارَ عليه

فَرَّ به. الجوهري: وفرس مِكَرٌّ يصلح للكَرِّ والحملة. ابن الأَعرابي:

كَرْكَرَ إِذا انهزم، ورَكْرَكَ إِذا جَبُنَ. وفي حديث سُهَيْلِ بنِ

عَمْرٍو حين اسْتَهداه النبي، صلى الله عليه وسلم، ماءَ زَمْزَم: فاستعانَت

امرأَته بأُثَيْلَةَ فقَرَتا مَزَادَتَيْنِ وجعلتاهما في كُرَّيْنِ

غُوطِيَّينِ. قال ابن الأَثير: الكُرُّ جنس من الثياب الغلاظ، قال: قاله أَبو

موسى.

وأَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ: رجل من علماء اللغة.

زقق

زقق: الزَّقّ: مصدر زَقَّ الطائرُ الفَرخَ يزُقُّه زَقّاً وزَقْزَقَه

غَرّه، وزَقَّه: أَطعمه بفِيه، وزَقَّ بسَلْحه يَزُقُّ زَقّاً وزَقْزَقَ:

حذَف، وأَكثر ذلك في الطائر؛ قال:

يزُقّ زَقّ الكَرَوانِ الأَوْرق

والزَّقُّ: رَمْيُ الطائر بذَرْقِه.

الأَصمعي: الزِّقّ الذي يُسَوَّى سِقاءً أَو وَطْباً أَو حَمِيتاً.

والزِّقّ: السِّقاءُ، وجمع القلّة أَزْقاق، والكثير زِقاقٌ وزُقّان مثل ذِئْب

وذُؤْبان. والزِّقّ من الأُهُبِ: كلُّ وعاء اتخذ لشراب ونحوه. وقيل: لا

يسمى زِقّاً حتى يُسْلَخ من قِبَل عنُقِه، وتَزْقِيقُه سَلْخُه من قِبَل

رأْسه على خلاف ما يَسْلُخُ الناس اليوم؛ وقال أَبو حنيفة: الزِّقُّ هو

الذي يُنْقَل فيه، وفي بعض النسخ تُنْقل فيه أَي الذي تنقل فيه الخمر،

والجمع أَزْقاقٌ وأَزُقٌّ؛ عن الهجري،. كنِطْع وأَنْطُع؛ قال:

سَقِيّ يُسَقِّي الخمرَ من دَنِّ قَهْوةٍ،

بِجَنْب أَزُقٍّ شاصِيات الأَكارِع

وزِقاقٌ وزُقَّان؛ عن سيبويه. وزقَّقْت الإِهابَ إِذا سَلَخْته من قِبَل

رأْسِه لتجعل منه زِقّاً. اللحياني: كَبْشٌ مَزْقوقٌ ومُزَقَّقٌ للَّذي

يُسْلَخ من رأْسه إِلى رِجلِه، فإِذا سلخ من رجله فهو مَرْجول. الفراء:

الجلد المُرَجِّل الذي يسلخ من رِجْل واحدةٍ، والمُزَقَّق الذي يُسْلخ من

قِبَل رأْسه.

ابن الأَعرابي: الزَّقَقَة المائِلُون برَحماتِهم إِلى صَنانيرهم وهم

الصبيان الصغار. والزَّقَقةُ أَيضاً: الصَّلاصِل التي تَزُقُّ زُكَّها أَي

فراخَها وهي الفواخت، واحدها صُلْصُل.

النضر: من الإِبل المُزَقَّقةُ

وهي التي امتلأَ جلدُها بعد لحمها شحماً. وقال سلام: أَرسلني أَهلي

وأَنا غلام إِلى عليّ فدخلت عليه فقال: ما لي أَراك مُزَقَّقاً؟ أَي محذوفَ

شعر الرأْس كله، وهو من الزِّقّ: الجلد يُجَزُّ شعره ولا ينتف نتف

الأَديم، يعني ما لي أَراك مطمومَ الرأْس كما يُطَمُّ الزِّقُّ؟ وقال بعضهم: رجل

مُزَقَّقٌ طُمَّ رأْسُهُ طَمَّ الزِّقّ، وهو التَّزْقيق؛ قال الأَزهري:

المعنى أَنه حذف شعره كله من رأْسه كما يُزَقَقُ الجلد إِذا سُلِخ من

الرأْس كله. وفي حديث سلمان: أَنه رُؤيَ مَطمومَ الرأْس مُزَقَّقاً. وفي

حديث بعضهم: أَنه حلق رأْسه زُقِّيّة أَي حَلْقة منسوبة إِلى التَّزْقِيق،

ويروى بالطاء، وهو مذكور في موضعه.

وقال أَبو حاتم: السِّقاء والوطب ما تُرِكَ فلم يحرك بشيء، والزِّقُّ

ما زُفِّتَ أو قُيِّرَ؛ يقال: زِقُّ مُزَفَّتٌ ومُقَيَّرٌ والنِّحْيُ ما

رُبَّ، يقال: نِحْيٌ مَرْبوب، والحَمِيت المُمَتَّنُ بالرُّبّ.

والزُّقاقُ: السِّكَّة، يذكر ويؤنث؛ قال الأَخفش: أَهل الحجاز يؤنِّثون

الطريق والسراط والسبيل والسُّوق والزُّقاقَ والكَلاَّء، وهو سُوق

البصرة، وبنو تميم يذكِّرون هذا كله؛ وقيل: الزُّقاق الطريق الضيِّق دون

السِّكَّة، والجمع أَزِقَّة وزُقَّان؛ الأَخيرة عن سيبويه، مثل حُوار وحُوران.

والزُّقاقُ: طريق نافذ وغير نافذ ضيّق دون السِّكة؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر:فلم تَرَ عَيْني مثلَ سِرْبٍ رأَيتُه،

خَرَجْنَ علينا من زُقاقِ ابنِ واقِف

وفي الحديث: من مَنَح مِنْحة لبَنٍ أَو هدى زُقاقاً؛ الزُّقاق، بالضم:

الطريق، يريد مَنْ دلَّ الضالّ أَو الأَعمى على طريقه، وقيل: أَراد من

تصدَّق بزُقاقٍ من النَّخْل وهي السِّكّة منها، والأَول أَشبه لأَن هدى من

الهداية لا من الهديّة.

والزُّقَّةُ: طائر صغير من طير الماء يُمْكِنُ حتى يكاد يُقْبَضُ عليه

ثم يغوص فيخرج بعيداً، وهي الزُّقُّ. والزَّقْزَقةُ: حكاية صوت الطائر.

والزَّقْزَقةُ والزِّقْزاقُ: تَرْقِيصُ الصبي.

عظب

عظب: عَظَبَ الطّائِرُ يَعْظِبُ عَظْباً: حَرَّكَ زِمِكَّاهُ بِسُرْعَة.

وحَظَبَ على العَمل، وعَظَبَ (2)

(2 قوله «وحظب على العمل وعظب إلخ» العظب بمعنى الصبر على الشيء من بابي ضرب ونصر وما قبله من باب ضرب فقط وبمعنى سمن من باب فرح كما ضبطوه كذلك وصرح به المجد.) يَعْظِبُ عَظْباً وعُظُوباً: لَزِمَهُ وصَبَر عليه.

وعَظَّبَه عليه: مَرَّنَه وصَبَّره. وعَظَبَتْ يَدُه إِذا غَلُظَتْ على العمل. وعَظَبَ جِلْدُه إِذا يَبِسَ. وإِنه لَـحَسَنُ العُظُوبِ على الـمُصِـيبة إِذا نزلتْ به؛ يعني أَنه حَسَنُ التَّصبُّر، جميلُ العَزاء. وقال مُبْتكرٌ الأَعرابي: عَظَبَ

فلانٌ على ماله، وهو عاظِبٌ، إِذا كان قائماً عليه، وقد حَسُنَ عُظُوبُه عليه.

والـمُعَظِّبُ والـمُعَظَّبُ: الـمُعَوّدُ للرِّعْيَةِ والقيامِ على الإِبل، الملازمُ لعمله، القَوِيُّ عليه، وقيل: اللازم لكل صَنْعة. ابن الأَعرابي: والعَظُوبُ السَّمِـينُ. يقال: عَظِبَ يَعْظَبُ عَظَباً إِذا سَمِن. وفي النوادر: كُنْتُ العام عَظِـباً، وعاظِـباً، وعَذِباً، وشَطِفاً،

وصَامِلاً، وشَذِياً، وشَذِباً: وهو كُلُّه نُزُولُهُ الفَلاةَ ومَواضِـعَ

اليَبِـيس.

والعُنْظَبُ، والعُنْظُبُ، والعُنْظابُ، والعِنْظابُ، الكسر عن اللحياني، والعُنظُوبُ، والعُنْظُباء: كُلُّه الجَرَادُ الضَّخْمُ؛ وقيل: هو

ذَكَرُ الجراد الأَصْفَر، وفتح الظاء في العُنْظَب لغة؛ والأُنثى: عُنْظُوبة، والجمع: عَناظِبُ؛ قال الشاعر:

غَدا كالعَمَلَّسِ في خافَةٍ، * رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعُنْجُدِ

العَملَّسُ: الذئبُ. والخَافَةُ: خريطةٌ من أَدَمٍ. والعُنْجُدُ: الزَّبيبُ، وقال اللحياني: هو ذكر الجَرادِ الأَصْفَرِ. قال أَبو حنيفة: العُنْظُبانُ ذَكَر الجَراد.

وعُنْظُبة: موضع؛ قال لبيد:

هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بسَفْحِ الشُّرْبُـبَهْ، * من قُلَلِ الشِّحْرِ، فَذاتِ العُنْظُبهْ

جَرَّتْ عَلَيها، إِذ خَوَتْ من أَهْلِها، * أَذْيالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِـبَهْ

العَصُوفُ: الريح العاصفة، والـحَصِـبَةُ: ذات الـحَصْباءِ.

كوخ

كوخ: ليلةٌ كاخٌ: مظلمة.

ويقال للبيت المسنَّم: كُوخٌ، وهو فارسيٌّ معرّب.

والكُوخ، بالضم: بيت من قصب بلا كوة، والجمع الأَكْواخ. الأَزهري:

الكُوخ والكاخ دخيلان في العربية. والكُوخ: كل موضع يتخذه الزارع على زرعه

ويكون فيه يحفظ زروعه، وكذلك الناطور يتخذه يحفظ ما في البستان، وأَهل مرو

يقولون كاخٌ للقصر الذي يتخذ في البستان والمواضع.

شمعل

شمعل: المُشْمَعِلُّ: المتفرِّق. والمُشْمَعِلُّ: السريع يكون في الناس

والإِبل. وفي حديث صَفِيّة أُم الزُّبير: كيف رأَيتَ زَبْراً: أَأَقِطاً

وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْراً؟ قال: المُشْمَعِلُّ السريع الماضي،

والميم زائدة. يقال: اشْمَعَلَّ فهو مُشْمَعِلٌّ. واشْمَعَلَّتِ الإِبلُ:

تَفَرَّقتْ مُسرِعةً. وناقة مُشْمَعِلٌّ: خفيفة سريعة نشيطة. وناقة

شَمْعَلَة: سريعة نشِيطة. والشَّمْعَلُ: الناقة الخفيفة؛ وأَنشد:

يا أَيُّها العَوْدُ الضَّعيف الأَثَيْلُ،

ما لَكَ إِذ حُثَّ المَطِيُّ تَزْحَلُ

أُخْراً، وتَنْجُو بالرِّكابِ شَمْعَلُ؟

وقد اشْمَعَلَّت الناقةُ، فهي مُشْمَعِلَّة؛ قال رَبيعة ابن مَقْروم

الضَّبِّي:

كأَنَّ هُوِيَّها، لما اشْمَعَلَّت،

هُوِيُّ الطير تَبْتَدِر الإِيابا

وَزَعْتُ بِكالهِرَاوةِ أَعْوَجيٍّ،

إِذا وَنَتِ المَطِيُّ جَرَى وَثابا

الأَزهري: المُشْمَعِلَّة الناقة السريعة، والمُسْمَغِلَّةُ الطويلة؛

بالغين والسين. وامرأَة مُشْمَعِلَّة: كثيرة الحركة؛ أَنشد ثعلب:

كوَاحِدَةِ الأُدْحِيِّ لا مُشْمَعِلَّةٌ،

ولا جَحْمةٌ تحْتَ الثِّياب جَشُوبُ

جَشُوبٌ: خفيفة. واشمَعَلَّت الغارةُ: شَمِلَتْ وتفرَّقتْ وانتشرَتْ؛

وأَنشد:

صَبَحْتُ شَبَاماً غارَةً مُشْمَعِلَّةً،

وأُخْرَى سأُهْدِيها قرِيباً لِشاكِرِ

وأَنشد الجوهري لأَوس بن مَغْرَاء التميمي:

وَهْمْ عِنْد الحُروبِ، إِذا اشمَعَلَّتْ،

بَنُوها ثَمَّ والمُتَثَوِّبُونا

قال أَبو تراب: سمعت بعض قيس يقول: اشْمَعَطَّ القومُ في الطَّلَب

واشْمَعَلُّوا إِذا بادَروا فيه وتفرَّقوا، واشْمَعَلَّت الإِبلُ واشْمَعَطَّت

إِذا انتشرت. والمُشْمعِلُّ: الخفيف الظريف، وقيل الطويل. ولَبنٌ

مُشْمعِلُّ: غالب بحُمُوضته.

وشَمْعَلَتِ اليهود شَمْعلةً: وهي قراءتهم إِذا اجتمعوا في فُهْرِهم.

واشْمَعلَّ القومُ في الطلب اشْمِعْلالاً إِذا بادروا فيه وتفرَّقوا؛ قال

أُميَّة بن أَبي الصَّلت:

لهُ دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ،

وآخَرُ فوْقَ دارَتِه يُنادِي

الخليل: اشْمَعَلَّت الإِبل إِذا مَضَت وتفرَّقت مَرَحاً ونشاطاً؛ قال

الشاعر:

إِذا اشْمَعَلَّتْ سَنَناً رَسا بِها

بذاتِ حَرْفَين، إِذا خَجَا بها

طسع

طسع: الطَّسِعُ والطَّزِعُ: الذي لا غيرة عنده، طَسِعَ طَسَعاً وطَزِعَ

طَزَعاً. والطَّسِيعُ والطَّزِيعُ: الذي يرى مع أَهله رجلاً فلا يَغارُ

عليه. والطَّسْعُ: كلمة يُكَنَّى بها عن النكاح. ومكان طَيْسَعٌ: واسع.

والطَّيْسَعُ: الحَريصُ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.