Ibn Manẓūr, Lisān al-ʿArab (d. 1311 CE) لسان العرب لابن منظور

Search results for: %D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%AD%D8%A9

بكأ

بكأ: بَكَأَتِ الناقةُ والشاةُ تَبْكَأُ بَكْأً وبَكُؤَتْ تَبْكُؤُ

بَكاءة وبُكُوءاً، وهي بَكِيءٌ وبَكِيئةٌ: قلَّ لبنُها؛ وقيل انقطع. وفي

حديث عليٍّ: دخل عليَّ

رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأَنا على الـمَنامةِ، فقامَ إِلى شاة بَكِيءٍ، فَحلَبها. وفي حديث عُمَر أَنه سأَل جَيْشاً:

هل ثَبتَ لكم العَدوّ قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ بَكيئةٍ؟ قال سلامة بن جندل:

وَشدّ كَــوْرٍ على وَجْناءَ ناجِيــةٍ، * وَشدّ سَرْجٍ على جَرْداءَ سُرْحُوبِ

يــقالُ مَحْبِسُها أَدْنى لِمَرْتَعِـــها، * ولـــو نُفادِي بِبَكْءٍ كــلَّ مَحْـلُوب

أَراد بقوله مَحْبِسُها اي مَحْبِسُ هذه الإِبل والخيل على الجَدْب،

ومقابلة العدوّ على الثَّغْر أَدنى وأَقربُ من أَن تَرتعَ وتُخْصِب

وتُضَيِّعَ الثغر في إِرسالِها لتَرْعى وتُخْصِب. وناقةٌ بَكيئةٌ وأَيْنُقٌ

بِكاء، قال:

فَلَيَأْزِلَنَّ(1) وتَبْكُؤُنَّ لِقاحُه، * ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّه بِسَمارِ

(1 قوله «فليأزلن» في التكملة والرواية وليأزلن بالواو منسوقاً على ما قبله وهو:

فليضربن المرء مفرق خاله * ضرب الفقار بمعول الجزار

والبيتان لأبي مكعت الاسدي) .

السَّمارُ: اللبن الذي رُقِّق بالماء. قال أَبو منصور: سَماعُنا، في

غريب الحديث، بَكُؤَتْ تَبْكُؤُ. قال: وسمعنا في المصنف لشمر عن أَبي عُبيد عن أَبي عَمْرو: بَكَأَتِ الناقةُ تَبْكَأُ. قال أَبو زيد: كل ذلك مهموز.وفي حديث طاؤوس: مَن مَنَحَ مَنِيحةَ لَبن فله بكُلّ حَلْبةٍ عشرُ حَسَناتٍ غَزُرَتْ أَو بَكَأَتْ. وفي حديث آخر: مَن مَنَحَ مَنِيحةَ لبن بكِيئةً كانت أَو غَزِيرةً. وأَما قوله:

أَلا بَكَرَتْ أُمُّ الكِلابِ تلُومُنِي، * تَقُولُ: أَلا قَدْ أَبْكَأَ الدَّرَّ حَالِبُهْ

فزعم أَبو رِياش أَنّ معناه وجدَ الحالِبُ الدَّرَّ بَكِيئاً، كما تقول

أَحْمَدَه: وجَده حَمِيداً. قال ابن سيده: وقد يجوز عندي أَن تكون الهمزة لتعدية الفعل أَي جعله بَكِيئاً، غير أَني لم أَسمع ذلك من أَحد، وإِنما عاملت الأَسبق والأَكثر.

وبَكأَ الرجُل بَكاءة، فهو بَكِيءٌ من قوم بِكاء: قلَّ كلامُه

خِلْقةً. وفي الحديث: إِنّا مَعْشر النُّبَآءِ بِكاءٌ. وفي رواية: نحنُ

مَعاشِرَ الأَنبياء فينا بُكْءٌ وبُكاءٌ: أَي قِلَّة كلامٍ إِلاَّ فيما نحتاج

إِليه. بَكُؤَتِ النَّاقةُ: إِذا قلَّ لبنُها؛ ومَعاشِرَ منصوب على الاختصاص.

والاسمُ البُكْءُ. وبَكِئَ الرَّجل: لم يُصِبْ حاجته.

والبُكْءُ: نبت كالجَرْجِير، واحدته بُكْأَةٌ.

نقم

نقم: النَّقِمةُ والنَّقْمةُ: المكافأَة بالعقوبة، والجمع نَقِمٌ

ونِقَمٌ، فنَقِمٌ لنَقِمة، ونِقَمٌ لنِقْمةٍ، وأَما ابن جني فقال: نَقِمة

ونِقَمٌ، قال: وكان القياس أن يقولوا في جمعِ نَقِمة نَقِم على جمع كَلِمة

وكَلِمٍ فعدلوا عنه إلى أَن فتحوا المكسورَ وكسروا المفتوح. قال ابن سيده:

وقد علمنا أَن من شرط الجمع بِخَلع الهاء أَن لا يُغَيَّر من صيغة الحروف

شيء ولا يُزاد على طرح الهاء نحو تَمْرة وتَمْر، وقد بيَّنَّا ذلك جميعه

فيما حكاه هو من مَعِدةٍ ومِعَدٍ. الليث: يقال لم أَرْض منه حتى نَقِمْت

وانتَقَمْت إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع. ابن الأَعرابي: النِّقْمةُ

العقوبة، والنِّقْمةُ الإنكار. وقوله تعالى: هل تَنْقِمون مِنّا؛ أَي هل

تُنْكِرون. قال الأَزهري: يقال النَّقْمةُ والنِّقْمةُ العقوبة؛ ومنه قول عليّ

بن أَبي طالب، كرم الله وجهه:

ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي،

بازِل عامَيْنِ فَتِيّ سِنِّي

وفي الحديث: أنه ما انتَقَم لنفسِه قَطّ إلا أن تُنتَهَكَ مَحارِمُ الله

أَي ما عاقبَ أَحداً على مكروهٍ أتاه من قِبَله، وقد تكرر في الحديث.

الجوهري: نَقَمْتُ على الرجل أَنقِمُ، بالكسر، فأَنا ناقِمٌ إذا عَتَبْت

عليه. يقال: ما نَقِمْتُ منه إلا الإحسانَ. قال الكسائي: ونَقِمْت، بالكسر،

لغة. ونَقِم من فلانٍ الإحسانَ إذا جعله مما يُؤَدِّيه إلى كُفر النعمة.

وفي حديث الزكاة: ما يَنْقَمُ ابنُ جَميلٍ إلا أَنه كان فَقيراً فأَغناه

الله أَي ما يَنْقَمُ شيئاً من مَنْع الزكاة إلا أن يَكفر النِّعْمة

فكأَنَّ غناه أَدَّاه إلى كُفْرِ نِعْمةِ الله. ونَقَمْتُ الأَمرَ

ونَقِمْتُه إذا كَرهته. وانْتَقَمَ اللهُ منه أي عاقَبَه، والاسم منه النَّقْمةُ،

والجمع نَقِمات ونَقِمٌ مثل كَلِمةٍ وكلِمات وكَلِمٍ، وإن شئتَ سكّنت

القاف ونقلت حركتَها إلى النون فقلت نِقْمة، والجمع نِقَمٌ مثل نِعْمة

ونِعَم؛ وقد نَقَمَ منه يَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً. وانْتَقَمَ ونَقِمَ الشيءَ

ونَقَمَه: أَنكره. وفي التنزيل العزيز: وما نَقَموا منهم إلا أَن

يُؤْمِنوا بالله؛ قال: ومعنى نَقَمْت بالَغْت في كراهة الشيء؛ وأَنشد ابن قيس

الرُّقيّات:

ما نَقِمَوُا من بَني أُمَيَّةَ إلا

أَنهم يَحْلُمون، إنْ غَضِبوا

يُروى بالفتح والكسر: نَقَمُوا ونَقِمُوا. قال ابن بري: يقال نَقَمْتُ

نَقْماً ونُقوماً ونَقِمةً ونِقْمةً، ونَقِمْتُ: بالَغْتُ في كراهة الشيء.

وفي أَسماء الله عز وجل: المُنْتَقِم، هو البالغ في العقوبة لمنْ شاءَ،

وهو مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ يَنْقِم إذا بَلَغَتْ به الكراهةُ حدَّ

السَّخَطِ. وضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إذا ضرَبه عَدُوٌّ له. وفي التنزيل العزيز: قل

يا أَهلَ الكتاب هل تَنْقمون منّا إلاَّ أَن آمَنّا بالله؛ قال أَبو

إسحق: يقال نَقَمْتُ على الرجل أُنْقِم ونَقِمْتُ عليه أَنْقَم، قال:

والأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِم، وهو الأَكثر في القراءة. ويقال: نَقِمَ فلانٌ

وَتْرَه أي انْتَقَم. قال أَبو سعيد: معنى قول القائل في المثل: مَثَلي

مَثَلُ الأَرْقَم، إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وإن يُتْرَك يَلْقَمْ؛ قوله إن

يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي يُثْأَر به، قال: والأَرْقَمُ الذي يُشْبه الجانّ،

والناسُ يَتَّقونَ قَتْلَه لشَبهه بالجانّ، والأَرْقَم مع ذلك من أَضعف

الحيّات وأَقلِّها عَضّاً. قال ابن الأثير: وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فهو

كالأَرْقَمِ إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي إن قتَلَه كان له من يَنْتَقِمُ منه،

قال: والأَرْقَمُ الحيّة، كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجِنَّ تَطْلُبُ

بثأْرِ الجانَّ، وهي الحيّة الدقيقة، فربما مات قاتِلُه، وربما أَصابه

خَبَلٌ. وإنه لمَيْمُونُ النَّقيمةِ إذا كان مُظَفَّراً بما يُحاوِل، وقال

يعقوب: ميمه بدل من باء نَقِيبةٍ. يقال: فلانٌ مَيْمونُ العريكةِ

والنقيبة والنَّقيمةِ والطَّبيعة بمعنى واحد.

والناقمُ: ضَرْبٌ من تمرِ عُمانَ، وفي التهذيب: وناقِمٌ تمرٌ بعُمانَ.

والناقميّةُ: هي رَقاشِ بنتُ عامرٍ. وبنوا الناقِميّةِ: بَطْنٌ من عبد

القيس؛ قال أَبو عبيد: أَنشدنا الفراء عن المُفَضَّل لسعد بن زيد

مَناةَ:أَجَدَّ فِراقُ الناقِميّةِ غُدْوةً،

أم البَيْنُ يَحْلَوْ لي لِمَنْ هو مُولَعُ؟

لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّةِ حِقْبةً،

فقد جَعَلَتْ آسانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ

التهذيب: وناقِم حَيٌّ من اليمن؛ قال

(* قوله «وناقم حي من اليمن قال

إلخ»« كذا بالأصل، وعبارة التهذيب: يقال لم أرض منه حتى نقمت وانتقمت إذا

كافأته عقوبة بما صنع، وقال يقود إلخ).

يَقودُ بأَرسان ِ الجِيادِ سَراتُنا،

لِيَنْقِمنَ وتراً أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا

وناقمٌ: لقبُ عامر بن سعد بن عديّ بن جَدَّانَ بنِ حَدِيلَةَ. ونَقَمَى:

اسمُ موضع.

طور

طور: الطَّوْرُ: التارَةُ، تقول: طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَي تارةً بعد

تارة؛ وقال الشاعر في وصف السَّلِيم:

تُراجِعُه طَوْراً وطَوْراً تُطَلِّقُ

قال ابن بري: صوابه:

تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ

والبيت للنابغة الذبياني، وهو بكماله:

تَناذَرها الراقُونَ من سُوءِ سَمِّها،

نُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ

وقبله:

فبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ

من الرُّقْشِ، في أَنيابِها السُّمُّ ناقعُ

يريد: أَنه بات من تَوَعُّدِ النعمان على مثل هذه الحالة وكان حَلَف

للنُّعْمان أَنه لم يتعرض له بهِجاءٍ؛ ولهذا قال بعد هذا:

فإِن كنتُ، لا ذو الضِّغْنِ عَنِّي مُكَذَّبٌ،

ولا حَلِفي على البراءةِ نافعُ

ولا أَنا مأْمونٌ بشيء أَقُولُه،

وأَنْتَ بأَمْرٍ لا محالَة واقعُ

فإِنكَ كالليلِ الذي هو مُدْرِكي،

وإِن خِلْتُ أَن المُنْتأَى عنكَ واسِعُ

وجمع الطَّوْرِ أَطْوارٌ. والناسُ أَطْوَارٌ أَي أَخْيافٌ على حالات

شتَّى. والطِّوْر: الحالُ، وجمعه أَطْوارٌ. قال الله تعالى: وقد خَلَقكُم

أَطْوَاراً؛ معناه ضُرُوباً وأَحوالاً مختلفةً؛ وقال ثعلب: أَطْواراً أَي

خِلَقاً مختلفة كلُّ واحد على حدة؛ وقال الفراء: خلقكم أَطْواراً، قال:

نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظْماً؛ وقال الأَخفش: طَوْراً علقة وطَوْراً

مضغة، وقال غيره: أَراد اختلافَ المَناظِر والأَخْلاقِ؛ قال الشاعر:

والمرْءُ يَخْلَقُ طَوْراً بعْدَ أَطْوارِ

وفي حديث سطيح:

فإِنّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهاريرُ

الأَطْوارُ: الحالاتُ المختلفةُ والتاراتُ والحدودُ، واحدُها طَوْرٌ،

أَي مَرّةً مُلْكٌ ومَرَّةً هُلْكٌ ومَرّةً بُؤْسٌ ومَرّةً نُعْم.

والطَّوْرُ والطَّوارُ

(* قوله: «والطور والطوار» بالفتح والضم): ما كان

على حَذْوِ الشيء أَو بِحِذائِه. ورأَيت حَبْلاً بطَوارِ هذا الحائط أَي

بِطُوله. ويقال: هذه الدار على طَوَارِ هذه الدار أَي حائطُها متصلٌ

بحائطها على نَسق واحدٍ. قال أَبو بكر: وكل شيء ساوَى شيئاً، فهو طَوْرُه

وطُوَارُه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في الطَّوَارِ بمعنى الحَدِّ أَو

الطُّولِ:وطَعْنَة خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّة

كعطِّ الرداءِ، ما يُشَكُّ طَوَارُها

قال: طَوارُها طُولُها. ويقال: جانبا فَمِها. وطَوَارُ الدارِ

وطِوَارُها: ما كان مُمْتدّاً معَها من الفِنَاء. والطَّوْرةُ: فِنَاءُ الدار.

والطَّوْرةُ: الأَبْنِيةُ. وفلان لا يَطُورُني أَي لا يَقْرَبُ طَوَارِي.

ويقال: لا تَطُر حَرَانا أَي لا تَقْرَبْ ما حَوْلَنا. وفلان يَطُورُ بفلان

أَي كأَنه يَحُوم حَوالَيْه ويَدْنُو منه. ويقال: لا أَطُورُ به أَي لا

أَقْرَبُه. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: والله لا أَطُورُ به ما سَمَر

سَمِيرٌ أَي لا أَقْرَبُه أَبداً.

والطَّوْرُ: الحدُّ بين الشيئين. وعدا طَوْرَه أَي جاوَزَ حَدَّه

وقَدْرَه. وبلغ أَطْوَرَيْهِ أَي غايةَ ما يُحاوِلُه. أَبو زيد: من أَمثالهم في

بلوغ الرجل النهايةَ في العِلْم: بَلَغَ فلانٌ أَطْوَرِيه، بكسر الراء،

أَي أَقْصاه. وبلغ فلان في العلم أَطْوَرَيْهِ أَي حدَّيْه: أَولَه

وآخرَه. وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: بلغ فلان أَطورِيه، بخفض الراء،

غايتَه وهِمَّتَه. ابن السكيت: بلغت من فلان أَطْوَرَيْه أَي الجَهْدَ

والغَايةَ في أَمْرِه. وقال الأَصمعي: لقيت منه الأَمَرِّينَ والأَطْوَرِينَ

والأَقْوَرِينَ بمعنى واحد. ويقال: ركب فلان الدهر وأَطْوَرَيه أَي

طَرَفَيْه. وفي حديث النَّبِيذ: تعَدَّى طَوْرَه أَي حَدَّه وحالَه الذي

يَخُصُّه ويَحِلُّ فيه شُرْبُه.

وطارَ حَوْلَ الشيء طَوْراً وطَوَرَاناً: حام، والطّوَارُ مَصْدَرُ طارَ

يَطُورُ. والعرب تقول: ما بالدارِ طُورِيٌّ ولا دُورِيٌّ أَي أَحدٌ، ولا

طُورَانِيٌّ مِثلُه؛ قال العجاج:

وبَلْدة ليس بها طُورِيٌّ

والطُّورُ: الجبَلُ. وطُورُ سِينَاءَ: جَبل بالشام، وهو بالسُّرْيانية

طُورَى، والنسبُ إِليه طُورِيٌّ وطُورانِيٌّ. وفي التنزيل العزيز: وشجرةٍ

تَخْرُجُ من طُورِ سَيْناءَ؛ الطُّورُ في كلام العرب الجَبلُ، وقيل: إِن

سَيناء حجارة، وقيل: إِنه اسم المكان، وحَمَامٌ طُورانِيٌّ وطُورِيٌّ

منسوب إِليه، وقيل: هو منسوب إِلى جبل يقال له طُرْآن نسب شاذ، ويقال: جاء

من بلد بعيد. وقال الفراء في قوله تعالى: والطُّورِ وكتابٍ مَسْطورٍ؛

أَقْسَم الله تعالى به، قال: وهو الجبل الذي بِمَدْيَنَ الذي كَلّم اللهُ

تعالى موسى، عليه

السلام، عليه تكليماً.

والطُّورِيُّ: الوَحْشِيُّ: من الطَّيرِ والناسِ؛ وقال بعض أَهل اللغة

في قول ذي الرمة:

أَعارِيبُ طُورِيّون، عن كلّ قَريةٍ،

حِذارَ المنايا أَبو حِذَارَ المقَادِرِ

قال: طُورِيّون أَي وَحْشِيّون يَحِيدُون عن القُرَى حِذارَ الوباء

والتَّلَفِ كأَنهم نُسِبُوا إِلى الطُّورِ، وهو جبل بالشام. ورجل طُورِي أَي

غَرِيبٌ.

نكه

نكه: النَّكْهَةُ: ريح الفم. نَكَهَ له وعليه يَنْكِهُ ويَنْكَهُ

نَكْهاً: تَنَفَّسَ على أَنفه. ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ: شم

رائحة فمه، والاسم النَّكْهَةُ؛ وأَنشد:

نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ منه

كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ

وهذا البيت أَورده الجوهري: نَكِهْتُ مجاهِداً؛ وقال ابن بري: صوابه

مجالداً، وقد رواه في فصل نجا: نَجَوْتُ مجالداً. ونَكَهَ هو يَنكِهُ

ويَنكَهُ: أَخرج نَفَسَهُ إلى أَنفي. ونَكِهْتُه: شَمَمْتُ ريحه.

واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إذا أَمره بأَن

يَنْكَهَ ليعلم أَشارِبٌ

هو أَم غير شاربٍ؛ قال ابن بري: شاهده قولُ الأُقَيْشِرِ:

يقولون لي: انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً

فَقُلْتُ لَهُمْ: لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا

وفي حديث شارب الخمر: اسْتَنْكهُوهُ أَي شُمُّوا نَكْهَتَهُ ورائحةَ

فَمِه هل شرِب الخمر أَم لا. ونُكِهَ الرجلُ: تغيرت نَكْهَتُهُ من

التُّخَمَةِ. ويقال في الدعاء للإنسان: هُنِّيتَ ولا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ

خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ. والنُّكَّهُ من الإبل: التي ذهبت أَصواتها من

الضعف، وهي لغة تميم في النُّقَّهِ؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة:

بعد اهتِضام الراغِياتِ النُّكَّهِ

هجن

هجن: الهُجْنة من الكلام: ما يَعِيبُك. والهَجِينُ: العربيّ ابنُ الأَمة

لأَنه مَعِيبٌ، وقيل: هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ، فإِذا

حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ، والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ

ومَهاجِنَةٌ؛ قال حسان:

مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبيدٌ

عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ

أَي مُؤْتَشِبُو الزناد، وقيل: رِخْوُو الزناد. قال ابن سيده: وإِنما

قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً، وحقيقته أَنه من باب

مَحاسِنَ ومَلامح، والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ، وقد

هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة. أَبو العباس أَحمد ابن يحيى

قال: الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصحيح. قال

المبرد: قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان

العرب الأُدْمة، وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ

المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم، ويقولون لمن علا لونَه البياضُ

أَحمرُ؛ ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة: يا حُمَيراء، لغلبة

البياض على لونها، رضي الله عنه. قال، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ إِلى

الأَحمر والأَسود، فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم. وقالت العرب

لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض: هُجْنٌ وهُجَناء، لغلبة

البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم. وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة

إِذا لم يكن عتيقاً. وبِرْذَوْنَة هَجِين، بغير هاء. الأَزهري: الهجين من

الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي، وخيل هُجْنٌ. والهِجانُ من

الإِبل: البيضُ الكرام؛ قال عمرو بن كُلْثوم:

ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ،

هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا

قال: ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال: بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ

وربما قالوا هَجائِنُ؛ قال ابن أَحمر:

كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا

ابن سيده: والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من

نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ، فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً، ومنهم

من يجعله تكسيراً، وهو مذهب سيبويه، وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد

بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك، والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع

بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ، وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على

فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت

فِعَالٍ، أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين؟ وقد

اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ

وعِبادٍ، فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير، قال:

ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف، وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى

الواو، كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ

هِجانٌ، كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف؛ فأَما قوله:

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ

من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق

فقد تكونُ النَّقِيَّةَ، وقد تكون البيضاء. وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر

هِجانُ إِبله، وهي كِرامها؛ وقال في قول كعب:

حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ

قال: أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها

لعِتْقِها وكرمها، وقيل: حُمِلَ عليها في صِغَرها، وقيل: أَراد

بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام. يقال: امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة.

وقال الأَزهري: هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر، ثم ضربها

ثانية فجاءت بذكر آخر، فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها، وهما أَخواها

أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها، ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ

فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من

أُمها، والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها، وهو خالها

لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه. وقال ثعلب:

أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره: إِنها ناقة كريمة

مُداخَلة النسب لشرفها. قال ثعلب: عَرَضْتُ هذا القول على ابن

الأَعرابي، فخطَّأَ الأَصمعي وقال: تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ؛ قال: وقال

المفضل هذا جمل نزا على أُمه، ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل، فوضعت ناقة

فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة، فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها،

وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته، وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها، وصار

هو خالها

(* قوله «وصار هو خالها» كذا في الأصل والتهذيب، وهذا لا يتم

على كلا م المفضل إلا أن روعي أن جملاً نزا على ابنته فخلف منها هذين

الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة) لأَنه أَخو أُمها؛ وقال ثعلب:

وهذا هو القول. والهِجانُ: الخيار. وامرأَة هجان: كريمة من نسوة هَجائنَ،

وهي الكريمة الحَسَبِ

التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً. أَبو زيد: رجل هَجِينٌ

بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ، وامرأَة هِجان أَي كريمة، وتكون

البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة. ورجل هِجانٌ: كريمُ الحَسَبِ

نَقِيُّه. وبعير هِجانٌ: كريم. وقال الأَصمعي في قول علي، كرم الله

وجهه: هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه، يعني خياره

وخالصه. اليزيديُّ: هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة، ورجل هَجِينَ بَيِّنُ

الهُجْنةِ، والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم، فإِذا كان

الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً؛ قال الراجز:

العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ

ثلاثةٌ، فأَيَّهُم تَلَمَّسُ

والإِقْرافُ: من قِبَلِ الأَب؛ الأَزهري: روى الرواةُ أَن رَوْح بن

زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة:

وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ،

سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ

فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى،

وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ

(* قوله «فمن قبل الفحل» كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه أقواء.

وفي رواية أخرى: وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ، وهكذا ينتفي الأقواء).

قال: والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب. قال ابن حمزة:

الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة، وهي الغِلَظُ، والهِجانُ الكريم مأْخوذ من

الهِجَانِ، وهو الأَبيض. والهِجان: البِيضُ، وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في

الإبل والرجال والنساء، ويقال: خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه. قال: وإِنما

أُخذ ذلك من الإبل. وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ، وكلُّ هِجان أَبيضُ. والهِجانُ

من كل شيء: الخالصُ؛ وأَنشد:

وإذا قيل: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟

كنتَ أَنتَ الفَتى، وأَنتَ الهِجانُ

والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً. وفي المثل:

جَلَّتِ

الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ؛ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة

الكبير. وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ، وهو القَدَح الضخم. وقال ابن

الأَعرابي: جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ؛ قال: وهي بنتُ اللبون

يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ، ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة، قال: ولا تصلح أَن يفعل

بها ذلك. ابن شميل: الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ، وهي إبنة

لَبُونٍ، فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ، وهي حِقَّةٌ، ولا تفعل ذلك إلا في سنة

مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ، وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، وقد أَهْجَنَها الجملُ

إذا ضربها فأَلقحها؛ وأَنشد:

ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا،

أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟

(* قوله «صغرى اللقاح» الذي في التهذيب: صغرى القلاص).

قال رجل لأَهل إمرأَته، واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء؛ وقال:

هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ

يقال: قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت. ابن بُزُرْج: غِلْمَةٌ

أُهَيْجنة، وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً،

يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قال:

والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة

اللَّبُون.وناقة مُهَجَّنة: وهي المُعْتَسَرَة. ويقال للقوم الكرام: إِنهم

لمن سَرَاةِ الهِجَانِ؛ وقال الشماخ:

ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا

إلى الرُّبُعِ الهِجانِ، ولا الثَّمينِ

الأَزهري: وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا

البيت:

إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين

يقول: لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه، قال: والرِّهانُ

الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها، يقول: مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى

رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها؛ وقول

الشاعر:

من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْـ

ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ

قال: الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء. والهِجانُ من الإِبل: الناقة

الأَدْماء، وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن. والهِجَانةُ:

البياضُ؛ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض، وهي أَكرم الإبل، وقال لبيد:

كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ،

وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ

مُتأَبِّضاتٍ: معقولاتٍ بالإباضِ، وهو العِقالُ. وفي الحديث في ذكر

الدجال: أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ: الأَبيض. ويقال: هَجَّنه أَي جعله هجيناً.

والمُهَجَّنة: الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ وأَنشد ابن بري لأَوس:

حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ

وفي حديث الهُجرة: مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال:

والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ

وقد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ائتنا بها؛

اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها. والهاجنُ: التي حملت قبل وقت حملها.

والهُجْنة في الكلام: ما يَلْزَمُك منه العيبُ. تقول: لا تفعل كذا فيكون عليك

هُجْنةً. وقالوا: إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة ههنا

الإضاعة؛ وقول الأَعلم:

ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على

رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

عنى بالهَجِين هنا اللئيم: والهاجِنُ: الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ

واحدة. يقال: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة؛ وقال

بشر:

لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً،

لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ

وقال آخر:

مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ

وتَهْجينُ الأَمر: تقبيحُه. وأَرض هِجانٌ: بيضاء لينة التُّرْبِ

مِرَبٌّ؛ قال:

بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى

عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ

ويروى المُلُوحة. والهاجِنُ: العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ

السِّفَادِ، والجمع الهِواجِنُ؛ قال: ولم أَسمع له فعلاً، وعم بعضهم به

إناثَ نوعي الغنم. وقال ثعلب: الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ، فلم

يَخُصَّ بها شيئاً من شيء. والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل: التي تحمل

صغيرة؛ قال شمر: وكذلك الهاجنُ. ويقال للجارية الصغيرة: هاجن، وقد

اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها. واهْتُجِنَتِ الجارية إذا

وُطِئت وهي صغيرة. والمُهْتَجِنة: النخلة أَوَّل ما تُلْقَح. ابن سيده:

الهاجِنُ

(* قوله «ابن سيده الهاجن إلخ» كذا بالأصل، والمؤلف التزم من مؤلفات

ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن

دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم) . والمُهْتَجِنة الصبية؛ وفي المحكم:

المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم؛ فأَما قول

العرب: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلى التفاؤل.

قفع

قفع: قَفِعَ قَفَعاً وتَقَفَّعَ وانْقَفَعَ؛ قال:

حَوْزَها من عَقبٍ إِلى ضَبُعْ

في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ،

وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ

والقَفَعُ: انْزِواء أَعالي الأُذن وأَسافِلِها كأَنما أَصابتها نار

فانْزَوَتْ، وأُذُنٌ قَفْعاء، وكذلك الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت أَصابعها إِلى

القدم فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً، ورِجْلٌ قَفْعاءُ، وقد قَفِعَتْ

قَفَعاً. يقال: رجُل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ بيِّنةُ القَفَعِ. وقَفَّعَ

البَرْدُ أَصابِعَه: أَيْبَسَها وقَبَّضَها، وبذلك سمي المُقَفَّعُ؛ ورجل

أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ وقوم قُفْعُ الأصابع ورجل مُقَفَّعُ اليدين.

ونظر أَعرابي إِلى قُنْفُذةٍ وقد تقبضت فقال: أَتُرى البرد قَفَّعَها؟ أَي

قَبَّضَها.

والقُفاعُ: داءٌ تَشَنَّجُ منه الأَصابع، وقد تَقَفَّعَت هي.

والمِقْفَعةُ: خشبة تضرب بها الأَصابع. وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرةَ:

أَنّ غُلاماً مرّ به فَعَبَث به فتناوله القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً

شديدةً أَي ضربه؛ المِقْفَعةُ: خشبة يضرب بها الأَصابع؛ قال ابن الأَثير:

وهو من قَفَعَه عما أَراد إِذا صرفه عنه. يقال قَفَعْتُه عما أَراد إِذا

مَنَعْتَه فانْقَفَعَ انقِفاعاً.

والقَفْعُ: نبت. والقُفّاعُ: نبات مُتَقَفِّعٌ كأَنه قُرُونٌ صَلابةً

إِذا يَبِسَ؛ قال الأَزهري: يقال له كَفُّ الكلْبِ. والقَفْعاءُ: حَشِيشةٌ

ضعيفة خَوّارةٌ وهي من أَحرار البُقُولِ، وقيل: هي شجرة تنبت فيها حَلَقٌ

كحَلَقِ الخَواتِيمِ إِلا أَنها لا تلتقي، تكون كذلك ما دامت رَطْبة،

فإِذا يَبِسَت سقط ذلك عنها؛ قال كعب بن زهير يصف الدُّرُوعَ:

بِيضٌ سَوابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ،

كأَنَّه حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ

والقَفْعاءُ: شجر. قال أَبو حنيفة: القَفْعاءُ شجرة خضراء ما دامت

رَطْبةً، وهي قُضْبانٌ قِصارٌ تخرج من أَصل واحد لازمة للأَرض ولها وريق صغير؛

قال زهير:

جُونيَّة كَحصاةِ القَسْمِ، مَرْتَعُها

بالسِّيّ،ما تُنْبتُ القَفْعاءُ والحَسَكُ

قال الأَزهري: القَفْعاءُ من أَحْرارِ البُقُولِ رأَيتها في البادية ولها

نَوْرٌ أَحمر وذكرها زهير في شعره فقال: جُونِيَّة؛ قال الليث:

القَفْعاءُ حشيشةٌ خَوّارةٌ من نبات الربيع خَشْناء الورَقِ، لها نَور أَحمر مثل

شَرَرِ النار، وورَقُها تَراها مُسْتَعْلِياتٍ من فوق وثمرها مُقَفَّعٌ من

تحت؛ وقال بعض الرواة: القَفْعاء من أَحرار البقول تنبت مُسْلَنْطِحةً،

ورقها مثل ورق اليَنْبُوتِ وقد تَفَقَّعَتْ هي، والقَيْفُوعُ نحوها،

وقيل: القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذات ثمرة في قرونٍ، وهي ذاتُ ورق وغِصنَةٍ تنبُتُ

بكل مكان.

وشاة قَفْعاءُ: وهي القصِيرةُ الذنب وقد قَفِعَتْ قَفَعاً، وكَبْشٌ

أَقْفَعُ، وهنّ الكِباشُ القُفْعُ؛؛ قال الشاعر:

إِنَّ وَجَدْنا العِيسَ خَيراً بَقِيّةً

من القُفْعِ أَذْناباً، إِذا ما اقْشَعَرَّتِ

قال الأَزهريّ: كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَى لأَنها

تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ، وأَما الضأْنُ فإِنها لا تَقْشَعِرُّ من الصَّرَدِ.

والقَفْعاءُ: الفَيْشَلةُ.

والقَفْعُ: جُنَنٌ كالمَكابِّ من خشب يدخل تحتها الرجال إِذا مشوا إِلى

الحُصونِ في الحرب؛ قال الأَزهري: هي الدّبّاباتُ التي يُقاتَلُ تحتها،

واحدتها قَفْعةٌ. والقَفْعُ: ضَبْرٌ تُتَّخَذُ من خشَبٍ يمشي بها الرجالُ

إِلى الحُصونِ في الحرب يدخل تحتها الرجال.

والقُفّاعةُ: مِصْيَدةٌ للصيْدِ، قال ابن دري: ولا أَحسبها عربية.

والقَفعاتُ: الدُّوّاراتُ التي يجعل فيها الدّهّانون السِّمْسِمَ

المطحون يضعون بعضه على بعض ثم يَضْغَطُونَه حتى يَسِيل منه الدهن.

والقَفَعةُ: جماعةُ الجرادِ. وفي حديث عمر: أَنه ذكر عنده الجراد فقال:

لَيْتَ عندنا منه قَفْعةً أَو قَفْعَتَيْن؛ القَفْعةُ: هو هذا الشبيه

بالزَّبِيل، وقال الأَزهري: هو شيء كالقفة يتخذ واسعَ الأَسفل ضَيِّقَ

الأَعلى، حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِينُ تُدَقُّ، وظاهرها خُوص على عمَلِ

سِلالِ الخوص. وفي المحكم: القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ من خوص تشبه

الزَّبِيلَ ليس بالكبير، لا عُرى لها، يُجْنى فيها الثمر ونحوه وتسمى بالعِراق

القُفّة. وقال ابن الأَعرابي: القُفْعُ القِفافُ، واحدتها قَفْعةٌ. وقال

محمد بن يحيى: القَفْعةُ الجُلّة بلغة اليمن يحمل فيها القطن.

ويقال: أَقْفِعْ هذا أَي أَوْعِه

قال: ورجل قَفّاع لماله إِذا كان لا يُنْفِقُه، ولا يبالي ما وقع في

قَفْعَتِه أَي في وِعائِه.

وحكى الأَزهري عن الليث: يقال أَحمر قُفاعِيّ، وهو الأَحمر الذي

يَتَقَشَّر أَنفه من شدة حُمْرته، وقال: لم أَسمع أَحمر قُفاعِيّ، القاف قبل

الفاء، لغير الليث، والمعْروفُ في باب تأْكيد صفة الألوان أَصفر فاقعٌ

وقُفاعِيٌّ، وقد ذكر في موضعه.

قمش

قمش: القَمْشُ: الرّدِيءُ من كل شيء، والجمع قُماشٌ، ونظيرها عَرْقٌ

وعُراقٌ وأَشياء معروفة ذكرها يعقوب وغيره. والقُماشُ أَيضاً: كالقَمْش

واحدٌ مثله. والقَمْش: جمع الشيء من ههنا وههنا، وكذلك التَقْمِيش، وذلك

الشيء قُماشٌ. وقَمَشَه يَقْمِشُه

(* قوله «يقمشه» ضبط في الأصل بكسر الميم

وصنيع القاموس يقتضي الضم.) قَمْشاً؛ جمعه. الليث: القَمْشُ جمعُ القُماشِ

وهو ما كان على وجه الأَرض من فُتاتِ الأَشياء حتى يقال لرُذالةِ الناسِ:

قُماش. وقُماشُ كل شيء وقُماشتُه: فُتاتُه.

والقَمِيشةُ: طعامُ للعرب من اللبَن وحبّ الحَنْظلِ ونحوه.

وتقَمّشَ القُماشَ واقْتَمَشَه: أشكَلَه من هنا وهنا. وقُماشُ البيت:

متاعُه.

زرفق

زرفق: الزَّرْفَقةُ: السُّرْعة. وسير مُزْرَنْفِقٌ وبعير مُزْرَنْفِقٌ:

سريع. والأَعْرَفُ فيهما مُدْرَنْفِقٌ. وزَرْفَقَ وهَزْرَقَ: أَسرع.

سقع

سقع: الأَسْقَعُ: المتباعد من الأَعداء والحَسَدَة، كلُّ ما يذكر في

ترجمة صقع بالصاد فالسين فيه لغة. قال الخليل: كلُّ صاد تجيء قبل القاف،

وكلُّ سين تجيء قبل القاف، فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سيناً، ومنهم

من يجعلها صاداً لا يبالون أَمتصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن يكونا

في كلمة واحدة، إِلا أَن الصاد في بعض أَحسن والسين في بعض أَحسن. يقال:

ما أَدري أَين سَقَعَ أَي أَين ذهب، وسَقَعَ الدِّيكُ: مثل صَقَعَ. وخطيب

مِسْقَعٌ: مثل مِصْقَعٍ. والسُّقْعُ: ما تحت الرَّكِيَّة وجُولُها من

نواحيها، وصُقْعُها نواحيها، والجمع أَسْقاعٌ. والسَّقْعُ: لغة في

الصَّقْع. وكلّ ناحية سُقْعٌ وصُقْع، والسين أَحسن. والسُّقْعُ: ناحية من الأَرض

والبيت. يقال: أَخذ القومُ ذلك السُّقْعَ. والسُّقاعُ: لغة في الصُّقاعِ.

والغُرابُ أَسقَعُ وأَصقَعُ.

والأَسْقَعُ: اسم طُوَيْئر كأَنه عُصْفورٌ، في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه

أَبيض يكون بقرب الماء، والجمع الأَساقِعُ، وإِن أَردت بالأَسْقَعِ نعتاً

فالجمع السُّقْعُ.

والسَّوْقَعةُ من العمامة والرِّداء والخِمار: الموضع الذي يلي الرأْس

وهو أَسرَعُه وسَخاً، بالسين أَحسن. قال: ووَقْبةُ الثَّرِيدِ سَوْقَعةٌ

بالسين أَحسن. وفي حديث الأَشجّ الأُمَويِّ: أَنه قال لعمرو بن العاص في

كلام جرى بينه وبين عمرو: إِنك سَقَعْتَ الحاجب وأَوْضَعْتَ الراكبَ؛

السَّقْعُ والصَّقْعُ: الضرْبُ بباطن الكفّ، أَي أَنك جَبَهته بالقول وواجهته

بالمكروه حتى أَدّى عنك

(* قوله «حتى أدى عنك» هو لفظ الأصل والنهاية

أيضاً وبهامش نسخة منها والمراد صككت وجهه بشدة كلامك وجبهته بقولك، يقال

وضع البعير وضعاً ووضوعاً أَسرع في سيره وأوضعه راكبه وأوضع بالراكب جعله

موضعاً لراحلته؛ يريد أنك بهرته بالمقابلة حتى ولى عنك ونفر مسرعاً.)

وأَسرَعَ، ويريد بالإِيضاعِ، وهو ضرب من السير، أَنك أَذَعْتَ ذكر هذا الخبر

حتى سارت به الرُّكْبانُ.

كبن

كبن: الكَبْنُ: عُدْوٌ لَيِّنٌ في اسْترسال. كَبَن الرجلُ يَكْبِنُ

كُبوناً وكَبْناً إِذا لَيَّن عَدْوَه؛ وأَنشد الليث

(* قوله «وأنشد الليث»

أي العجاج وعجزه كما في التكملة:

خزاية والخفر الخزيّ

الخزاية بفتح الخاء المعجمة: الاستحياء، والخفر ككتف: شديد الحياء،

والخزيّ: فعيل) :

يَمور وهو كابِنٌ حَيِيُّ

وقيل: هو أَن يُقَصِّر في العَدْو. قال الأَزهري: الكَبْن في العَدْوِ

أَن لا يَجْهَدَ نَفْسَه ويَكُفَّ بعضَ عَدْوِه، كَبَنَ الفرسُ يَكْبِنُ

كَبْناً وكُبُوناً. وفي حديث المنافق: يَكْبِنُ في هذه مرةً وفي هذه مرة

أَي يَعْدُو. يقال: كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً إِذا عدا عَدْواً لَيِّناً.

والكُبُونُ: السُّكُونُ؛ ومنه قال أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ:

واضِحَة الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ،

كأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد كَبَنْ

أَي سَكَنَ. وكَبَنَ الثوبَ يَكْبِنُه ويَكْبُنُه كَبْناً: ثناه إِلى

داخل ثم خاطَه. وفي الحديث: مَرَّ بفُلانٍ وهو ساجد وقد كَبَنَ

ضَفِيرَتَيْه وشَدَّهما بنِصاح أَي ثناهما ولواهما.

ورجل كُبُنٌّ وكُبُنَّة: مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ كَزٌّ لئيم، وقيل: هو الذي

لا يَرْفَعُ طَرْفه بُخْلاً، وقيل: هو الذي يُنَكِّسُ رأْسه عن فعل الخير

والمعروف؛ قال الخنساء:

فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لا كُبُنٌّ،

ثَقيلُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِ

وقال الهذلي:

يَسَرٍ، إِذا كانَ الشِّتاءُ، ومُطْعِمٍ

للَّحْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

واستشهد الجوهري بشعر عُمَير بن الجَعْدِ الخُزاعي:

يَسَرٍ، إِذا هَبَّ الشتاءُ وأَمْحَلُوا

في القَوْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

التهذيب: الكسائيّ رجل كُبُنَّة وامرأَة كُبُنَّةٌ للذي فيه انقباض،

وأَنشد بيت الهذلي:

واكْبَأَنَّ اكبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ.

والكُبُنَّة: الخُبْزة اليابسة. والكُبُنُّ: الخُبْز لأَن في الخُبْز

تَقَبُّضاً وتَجَمُّعاً.

ورجل مَكْبُون الأَصابع: مِثل الشَّثْنِ. وكَبَنَ الرجلُ كَبْناً: دخلت

ثناياه من أَسفلُ ومن فوقُ إِلى غارِ الفَم. وكَبَنَ هدِيَّتَه عنَّا

يَكْبِنُها كَبْناً: كفَّها وصَرَفَها؛ قال اللحياني: معنى هذا صَرَفَ

هَدِيَّتَه ومعروفه عن جيرانه ومعارفه إِلى غيرهم. وكلُّ كَفٍّ كَبْنٌ، وفي

التهذيب: كلُّ كَبْنٍ كَفٌّ. يقال: كَبَنْتُ عنك لساني أَي كففته، وفرس

كُبُنٌّ. ابن سيده: وفرس فيه كُبْنَةٌ وكَبَنٌ ليس بالعظيم ولا القَمِيء.

والكُبانُ: داء

(* قوله «والكبان داء إلخ» وطعام لأهل اليمن وهو سحيق الذرة

المبلولة يجعل في مراكن صغار ويوضع في التنور فإذا نضج واحمرّ وجهه

أُخرج) . يأْخذ الإِبل، يقال منه: بعير مَكْبُونٌ. وكَبَنَ له الظَّبْيُ

وكَبَنَ الظَّبْيُ واكْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض. واكبَأَنَّ الرجل:

انكسر، واكْبَأَنَّ: انْقَبَضَ؛ قال مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ:

يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا

قال ابن بري: شاهدُه قول أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ:

كأَنها أُمُّ غَزالٍ قد كَبَنْ

أَي قد تَثَنَّى ونام؛ وأَنشد لآخر:

فلم يَكْبَئِنُّوا، إِذ رَأَوْنِي، وأَقْبَلَتْ

إِليَّ وُجُوهٌ كالسُّيُوفِ تَهَلَّلُ

وفسره أَبو عمرو الشَّيْباني فقال: كَبَنَ شَفَنَ. والكُبُونُ:

الشُّفُونُ. ابن بُزُرْج: المُكْبَئِنُّ الذي قد احْتَبى وأَدخل مِرْفَقَيْه في

حُبْوَتِه ثم خَضَعَ برقبته وبرأْسه على يديه، قال: والمُكْبَئِنُّ

والمُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. والكُبْنَةُ: لُعْبة للأَعراب،

تُجْمَعُ كُبَناً؛ وأَنشد:

تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ

(* قوله «تدكلت إلخ» عجزه كما في التكملة: ونحن نعدو في الخبار والجرن

وتدكلت أي تدللت).

أَبو عبيدة: فرس مَكْبُون، والأُنثى مَكْبُونة، والجمع المَكابينُ، وهو

القصير القَوائمِ الرَّحِيبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ، ولا يكون

المَكبُون أَقْعَسَ. وكَبْنُ الدَّلْوِ: شَفَتُها، وقيل: ما ثُنِيَ من الجلد

عند شَفَةِ الدلو فَخُرِزَ. الأَصمعي: الكَبْنُ ما ثُنِيَ من الجلد عند

شفة الدلو. ابن السكيت: هو الكَبْنُ والكَبْلُ، باللام والنون؛ حكاه عن

الفراء، تقول منه: كَبَنْتُ الدلو، بالفتح، أَكْبِنُها، بالكسر، إِذا

كَفَفْتَ حول شَفَتِها. وكَبَنْتُ عن الشيء: عَدَلْتُ. وكَبَنْتُ الشيءَ:

غَيَّبْتُه، وهو مثل الخَبْنِ. وكَبَنَ فلان: سمن. والكِبْنَةُ: السِّمَنُ؛

قال قَعْنَبُ بنُ أُم صاحب يصف جملاً:

ذا كِبْنَةٍ يَمْلأُ التَّصْدِيرَ مَحْزِمُه،

كأَنه حينَ يُلْقَى رَحْلُه فَدَنُ

كفي

كفي: الليث: كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قام بالأَمر. ويقال:

اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه. ويقال: كَفاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك، وكَفاكَ

هذا الشيء. وفي الحديث: من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة

كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل، وقيل: إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة

في قيام الليل، وقيل: تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه. وفي

الحديث: سَيَفْتَحُ اللهُ عليكم ويَكْفِيكم اللهُ أَي يَكْفيكم القِتالَ بما

فتَح عليكم. والكُفاةُ: الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة، جمع كافٍ.

وكفَى الرجلُ كِفايةً، فهو كافٍ وكُفًى مثل حُطَمٍ؛ عن ثعلب، واكْتَفَى،

كلاهما: اضْطَلَع، وكَفاه ما أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفاية

وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت به. أَبو زيد: هذا رجل كافِيك من رَجُل

وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد. وكَفَيْته

ما أَهَمَّه. وكافَيْته: من المُكافاة، ورَجَوْتُ مُكافاتَك.

ورجل كافٍ وكَفِيٌّ: مثل سالِم وسَلِيمٍ. ابن سيده: ورجل كافِيكَ من رجل

وكَِفْيُكَ من رجُل

(* قوله« وكفيك من رجل» في القاموس مثلثة الكاف.)

وكَفَى به رجلاً. قال: وحكى ابن الأَعرابي كَفاكَ بفلان وكَفْيُكَ به

وكِفاكَ، مكسور مقصور، وكُفاكَ، مضموم مقصور أَيضاً، قال: ولا يثنى ولا يجمع

ولا يؤنث. التهذيب: تقول رأَيت رجُلاً كافِيَك من رجل، ورأَيت رجلين

كافِيَك من رجلين، ورأَيت رجالاً كافِيَكَ من رجال، معناه كَفاك به رجلاً.

الصحاح: وهذا رجل كافِيكَ من رجُل ورَجلان كافِياكَ من رجلين ورِجالٌ

كافُوكَ من رِجال، وكَفْيُك، بتسكين الفاء، أَي حَسْبُكَ؛ وأَنشد ابن بري في

هذا الموضع لجثامة الليثي:

سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ،

كَفَى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا

هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ،

إِذا عَرَضَتْ، وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا

وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل: وكفَى بالله وليّاً، وما أَشبهه

في القرآن: معنى الباء للتَّوْكيد، المعنى كفَى اللهُ وليّاً إِلا أَن

الباء دخلت في اسم الفاعل لأَن معنى الكلام الأَمْرُ، المعنى اكْتَفُوا

بالله وليّاً، قال: ووليّاً منصوب على الحال، وقيل: على التمييز. وقال في

قوله سبحانه: أَوَلم يَكْفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد؛ معناه أَوَلم

يَكْفِ ربُّك أَوَلم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك، ومعنى الكِفاية ههنا أَنه قد

بين لهم ما فيه كِفاية في الدلالة على توحيده. وفي حديث ابن مريم: فأَذِنَ

لي إِلى أَهْلي بغير كَفِيٍّ أَي بغير مَن يَقوم مَقامي. يقال: كَفاه

الأَمرَ إِذا قام فيه مَقامه. وفي حديث الجارود: وأَكْفي مَنْ لم يَشهد أَي

أَقوم بأَمْرِ مَن لم يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عنه؛ فأَمّا قول

الأَنصاري:

فكَفَى بِنا فَضْلاً، على مَن غَيْرُنا،

حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا

فإِنما أَراد فكَفانا، فأَدخل الباء على المفعول، وهذا شاذ إِذ الباء في

مثل هذا إِنما تدخل على الفاعل كقولك كفَى باللهِ؛ وقوله:

إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ،

كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا

هو من المقلوب، ومعناه كفَى بقوم خَبِيراً صاحبُهم، فجعل الباء في

الصاحب، وموضعها أَن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى؛ وأَما زيادَتها في

الفاعل فنحو قولهم: كَفى بالله، وقوله تعالى: وكفى بنا حاسبين، إِنما هو

كفى اللهُ وكفانا كقول سحيم:

كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً

فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله، كقولك ما قام من أَحد، فالجار

والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله، ونحوه قولهم في التعجب: أَحْسِنْ

بِزَيْدٍ، فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل، وقد

زيدت أَيضاً في خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل؛ قال:

ولَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ،

وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ في الناسِ والأَجْرُ

(* قوله« وهل يعرف» كذا بالأصل، والذي في المحكم: ولم ينكر.)

أَراد: ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن، وقد يجوز أَن يكون معناه

ولكنَّ أَجراً لو فعلته بشيء هين أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بالشيء

الهين، كقولك: وُجُوبُ الشكر بالشيءِ الهيّن، فتكون الباء على هذا غير زائدة،

وأَجاز محمد بن السَّرِيّ أَن يكون قوله: كَفَى بالله، تقديره كفَى

اكْتِفاؤك بالله أَي اكْتفاؤك بالله يَكْفِيك؛ قال ابن جني: وهذا يضعف عندي

لأَن الباء على

هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء، ومحال حذف الموصول وتبقية صلته،

قال: وإِنما حسَّنه عندي قليلاً أَنك قد ذكرت كفَى فدلَّ على الاكتفاء

لأَنه من لفظه، كما تقول: مَن كَذب كان شرًّا له، فأَضمرته لدلالة الفعل

عليه، فههنا أَضمر اسماً كاملاً وهو الكذب، وهناك أَضمر اسماً وبقي صلته

التي هي بعضه، فكان بعضُ الاسم مضمراً وبعضه مظهراً، قال: فلذلك ضعف عندي،

قال: والقول في هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفى الله، كقولك: وكفى الله

المؤمنين القتال؛ ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت

بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً، فقوله بهنَّ في موضع رفع،

والباء زائدة كما ترى. قال: أَخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن

أَحمد بن يحيى أَن الكسائي حكى ذلك عنهم؛ قال: ووجدت مثله للأَخطل وهو

قوله:فقُلْتُ: اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها،

وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل

فقوله بها في موضع رفع بحُبَّ؛ قال ابن جني: وإِنما جاز عندي زيادة

الباء في خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإِ إِليه كاحتياج الفعل

إِلى فاعله.

والكُفْيةُ، بالضم: ما يَكْفِيك من العَيش، وقيل: الكُفْيَةُ القُوت،

وقيل: هو أَقلّ من القوت، والجمع الكُفَى. ابن الأَعرابي: الكُفَى

الأَقوات، واحدتها كُفْيةٌ. ويقال: فلان لا يملك كُفَى يومه على ميزان هذا أَي

قُوتَ يومه؛ وأَنشد ثعلب:

ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًى،

وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها

قال: يكون كُفًى جمع كُفْيَة وهو أَقلّ من القُوت، كما تقدّم، ويجوز أَن

يكون أَراد كُفاةً ثم أَسقط الهاء، ويجوز أَن يكون من قولهم رجل كَفِيٌّ

أَي كافٍ.

والكِفْيُ: بطن الوادي؛ عن كراع، والجمع الأَكْفاء.

ابن سيده: الكُفْوُ النظير لغة في الكُفءِ، وقد يجوز أَن يريدوا به

الكُفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا.

بوط

بوط: البُوطةُ: التي يُذيب فيها الصائغُ ونحوه من الصُّنَّاع. ابن

الأَعرابي: باطَ الرجلُ يَبُوطُ إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ أَو إِذا افتقر بعد

غِنىً.

قنطر

قنطر: القَنْطَرة، معروفة: الجِسْرُ؛ قال الأَزهري: هو أَزَجٌ يبنى

بالآجُرّ أَو بالحجارة على الماء يُعْبَرُ عليه؛ قال طَرَفَةُ:

كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّها

لَتُكْتَنَفَنْ، حتى تُشادَ بِقَرْمَدِ

وقيل: القَنْطَرة ما ارتفع من البنيان. وقَنْطَرَ الرجلُ: ترك البَدْوَ

وأَقام بالأَمصار والقُرَى، وقيل: أَقام في أَيّ موضع قام.

والقِنْطارُ: مِعْيارٌ، قيل: وَزْنُ أَربعين أُوقية من ذهب، ويقال: أَلف

ومائة دينار، وقيل: مائة وعشرون رطلاً، وعن أَبي عبيد: أَلف ومائتا

أُوقية، وقيل: سبعون أَلف دينار، وهو بلغة بَرْبَر أَلف مثقال من ذهب أَو

فضة، وقال ابن عباس: ثمانون أَلف درهم، وقيل: هي جملة كثيرة مجهولة من

المال، وقال السُّدِّيّ: مائة رطل من ذهب أَو فضة، وهو بالسُّريانية مِلءُ

مَسْك ثَوْر ذهباً أَو فضة، ومنه قولهم: قَناطِيرُ مُقَنْطَرةٌ. وفي التنزيل

العزيز: والقَناطِيرِ المُقَنْطَرةِ. وفي الحديث: من قامَ بأَلف آية

كُتِبَ من المُقَنْطِرِينَ؛ أَي أُعْطِيَ قِنْطاراً من الأَجْر. وروى أَبو

هريرة عن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: القِنْطارُ اثنا عشر أَلف

أُوقية، الأُوقية خير مما بين السماء والأَرض. وروى ابن عباس عن النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَنه قال: من قرأَ أَربعمائة آية كتب له قِنْطارٌ؛

القِنْطارُ مائة مثقال، المثقال عشرون قيراطاً، القيراط مثل واحد. أَبو عبيدة:

القَناطِير واحدها قِنْطار، قال: ولا نجد العرب تعرف وزنه ولا واحد له من

لفظه، يقولون: هو قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثور ذهباً. والمُقَنْطَرة:

مُفَنْعَلة من لفظه أَي مُتَمَّمة، كما قالوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، ويجوز

القناطير في الكلام، والمُقَنْطَرةُ تسعة، والقناطير ثلاثة، ومعنى

المُقَنْطَرة المُضَعَّفة. قال ثعلب: اختلف الناس في القنطار ما هو، فقالت

طائفة: مائة أُوقية من ذهب، وقيل: مائة أُوقية من الفضة، وقيل: أَلف أُوقية من

الذهب، وقيل: أَلف أُوقية من الفضة، وقيل: مِلْءُ مَسْك ثور ذهباً،

وقيل: ملء مسك ثور فضة، ويقال: أَربعة آلاف دينار، ويقال: أَربعة آلاف درهم،

قال: والمعمول عليه عند العرب الأَكثر أَنه أَربعة آلاف دينار. قال:

وقوله المُقَنْطرة، يقال: قد قَنْطَرَ زيدٌ إِذا ملك أَربعة آلاف دينار،

فإِذا قالوا قَناطِيرُ مُقَنْطَرة فمعناها ثلاثة أَدْوارٍ دَوْرٌ ودَوْرٌ

ودَوْرٌ، فمحصولها اثنا عشر أَلف دينار. وفي الحديث: أَن صَفْوان بنَ

أُمَيَّة قَنْطَر في الجاهلية وقَنْطَر أَبوه؛ أَي صار له قِنْطارٌ من المال.

ابن سيده: قَنْطَر الرجلُ ملك مالاً كثيراً كأَنه يوزن بالقِنْطار.

وقِنْطار مُقَنْطَر: مَكَمَّل. والقِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة من المال.

والقِنْطارُ: طِلاءٌ

(* قوله« والقنطار طلاء» عبارة القاموس وشرحه:

والقنطار، بالكسر، طراء لعود البخور). هكذا في سائر النسخ، وفي اللسان طلاء لعود

البخور. لعُود البَخُور.

والقِنْطِيرُ والقِنْطِر، بالكسر: الداهية؛ قال الشاعر:

إِنَّ الغَرِيفَ يَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ

الغريف: الأَجَمَةُ. ويقال: جاء فلان بالقِنْطِير، وهي الداهية؛ وأَنشد

شمر:

وكلُّ امرئٍ لاقٍ من الأَمر قِنْطِرا

وأَنشد محمد بن إِسحق السَّعْدي:

لَعَمْري لقد لاقَى الطُّلَيْلِيُّ قِنْطِراً

من الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمُّ قَناطِرُه

أَي دواهيه. والقِنْطِرُ: الدُّبْسِيُّ من الطير؛ يمانية. وبنو

قَنْطُوراءَ: هم التُّرْكُ، وذكرهم حذيفة فيما روي عنه في حديثه فقال: يُوشِكُ

بنو قَنْطُوراءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْل العراق من عِراقهم، ويُرْوَى: أَهلَ

البَصْرة منها، كأَني بهم خُزْرَ العُيُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ

الوجوه، قال: ويقال إِن قَنْطوراء كانت جارية لإِبراهيم، على نبينا وعليه

السلام، فولدت له أَولاداً، والترك والصين من نسلها. وفي حديث ابن عمرو بن

العاص: يُوشكُ بنو قَنْطُوراء أَن يُخْرِجوكم من أَرض البَصْرة. وفي حديث

أَبي بَكْرة: إِذا كان آخِرُ الزمان جاء بنو قَنْطُوراء، وقيل: بنو

قَنْطوراء هم السُّودانُ.

هدن

هدن: الأَزهري عن الهَوَازنيّ: الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر

يأْتيه فيَهْدِنُه عما كان عليه فيقال انْهَدَنَ عن ذلك، وهَدَنَه خَبَرٌ

أَتاه هَدْناً شديداً. ابن سيده: الهُدْنة والهِدَانَةُ المصالحة بعد الحرب؛

قال أُسامة الهذلي:

فسامونا الهِدانَةَ من قريبٍ،

وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ

والمَهْدُون: الذي يُْطْمَعُ منه في الصلح؛ قال الراجز:

ولم يَعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ

وهَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ. وهِدَنَِ أَي سكَّنه، يتعدَّى ولا

يتعدَّى. وهادَنه مُهادنَةً: صالحه، والاسم منهما الهُدْنَة. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ذكر الفتَنَ فقال: يكون بعدها هُدْنَةٌ

على دَخَنٍ وجماعةٌ

على أَقْذاءٍ؛ وتفسيره في الحديث؛ لا ترجع قلوبُ قوم على ما كانت عليه،

وأَصل الهُدْنةِ السكونُ بعد الهَيْج. ويقال للصلح بعد القتال والمُوادعة

بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين: هُدْنَةٌ، وربما جعلت للهُدْنة

مُدّة معلومة، فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال، والدَّخَنُ قد مضى

تفسيره؛ وقوله هُدْنَة على دَخَنٍ أَي سكونٌ

على غِلّ. وفي حديث علي، عليه السلام: عُمْياناً في غَيْبِ الهُدْنة أَي

لا يعرفون ما في الفتنة من الشر ولا ما في السكون من الخير. وفي حديث

سلمان: مَلْغاةُ أَوّل الليل مَهْدَنَةٌ

لآخره؛ معناه إذا سَهِر أَوّلَ الليل ولَغا في الحديث لم يستيقظ في آخره

للتهجد والصلاة أَي نومه في آخر الليل بسبب سهره في أَوّله. والمَلْغاة

والمَهْدَنة: مَفْعَلة من اللَّغْو، والهُدُونُ: السكون أَي مَظِنّة لهما

(* قوله «لهما» هكذا في الأصل والنهاية). والهُدْنَة والهُدُون

والمَهْدَنة: الدَّعة والسكون. هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ. الليث:

المَهْدَنة من الهُدْنة وهو السكون، يقال منه: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا

سَكَنْتَ فلم تتحرّك. شَمِرٌ: هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته وخَدَعْتُه كما

يُهْدَن الصبي؛ قال رؤبة:

ثُقِّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لم يُهْدَنِ

أَي لم يُخْدَعْ ولم يُسَكَّنْ فيطمع فيه. وهادَنَ القومَ: وادَعهم.

وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بكلام وأَعطاهم عهداً لا ينوي أَن

يَفِيَ به؛ قال:

يَظَلُّ نَهارُ الوالِهين صَبابةً،

وتَهْدِنُهم في النائمين المَضاجعُ

وهو من التسكين. وهَدَنَ الصبيَّ وغيره يَهْدِنه وهَدَّنه: سكَّنه

وأَرضاه. وهُدِنَ عنك فلانٌ: أَرضاه منك الشيءُ اليسير. ويقال: هَدَّنتِ

المرأَةُ صبيَّها إذا أَهْدَأَته لينام، فهو مُهَدَّنٌ. وقال ابن الأَعرابي:

هَدَنَ عَدُوَّه إذا كافَّه، وهَدَنَ إذا حَمُقَ. وتَهْدِينُ المرأَة

ولدها: تسكينها له بكلام إذا أَرادت إنامته. والتَّهْدِينُ البُطْءُ.

وتَهادَنت الأُمورُ: استقامت.

والهَوْدَناتُ: النُّوقُ.

ورجل هِدانٌ، وفي التهذيب مَهْدُونٌ: بليد يرضيه الكلام، والاسم

الهَدْنُ والهُدْنةُ. ويقال: قد هَدَنوه بالقول دون الفعل. والهِدانُ: الأَحمقُ

الجافي الوَخِمُ الثقيل في الحرب، والجمع الهُدونُ؛ قال رؤبة:

قد يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافي،

من غير ما عَقْلٍ ولا اصْطِرافِ

وفي حديث عثمان: جَباناً هِداناً، الهِدانُ: الأَحمقُ الثقيل، وقيل:

الهِدان والمَهْدُون النَّوَّام الذي لا يُصَلِّي ولا يُبَكِّر في حاجة؛ عن

ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

هِدَانٌ كشحم الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج

وقد تَهَدَّنَ، ويقال: هو مَهْدُونٌ؛ وقال:

ولم يُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ

والاسم من كل ذلك الهَدْنُ؛ وأَنشد الأَزهري في المَهْدُون:

إنَّ العَواويرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها،

وذو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ

والهَدِنُ المُسْتَرْخِي. وإنَّه عنك لَهَيْدانٌ

إذا كانَ يهابه. أَبو عبيد في النوادر: الهَيْدانُ والهِدَانُ واحد،

قال: والأَصل الهِدانُ، فزادوا الياء؛ قال الأَزهري: وهو فَيْعالٌ مثل

عَيْدانِ النخل، النون أَصلية والياء زائدة.

والهَدْنَةُ: القليل الضعيف من المطر؛ عن ابن الأَعرابي، وقال: هو

الرَّكُّ والمعروف الدَّهْنَةُ.

عله

عله: العَلَهُ: خُبْثُ النَّفْس وضَعْفُها، وهو أَيضاً أَذَى الخُمارِ

(* قوله «وهو أيضاً أذى الخمار» كذا بالأصل والتهذيب والمحكم، والذي في

التكملة بخط الصاغاني: ادنى الخمار، بدال مهملة فنون، وتبعه المجد).

والعَلَهُ الشَّرَهُ. والعَلَهُ: الدَّهَشُ والحَيْرة. والعَلِهُ: الذي

يتَرَدَّدُ متحيراً، والمُتَبَلِّدُ مثله؛ أَنشد لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاء صُعائِدٍ،

سَبْعاً تُؤاماً كامِلاً أَيَّامُها

وفي الصحاح: عَلِهَتْ تَرَدَّدُ؛ قال ابن بري:

والصواب تَبَلَّدُ. والعَلَهُ أَن يذهب ويجيء من الفَزَع.

أَبو سعيد: رجل عَلْهانُ عَلاَّنٌ، فالعَلْهانُ الجازع، والعَلاَّنُ

الجاهل. وقال خالد بن كُلْثُوم: العَلْهاءُ: ثوبانِ يُنْدَفُ فيهما وَبرٌ

الإبل، يَلْبَسُهما الشجاعُ تحت الدرع يَتَوَقَّى بهما الطِّعْنَ؛ قال عمرو

بن قَمِيئَةَ:

وتَصَدَّى لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ

وَعَ بين العَلْهاءِ والسِّرْبالِ

تَصَدَّى: يعني المنية لتصيب البطل المتحصن بدرعه وثيابه. وفي التهذيب:

قرأْت بخط شمر في كتابه في السلاح: من أَسماء الدروع العَلْماء، بالميم،

ولم أَسمعه إلاَّ في بيت زهير بن جَنابٍ. والعَلَهُ: الحُزْنُ.

والعَلَهُ: أَصله الحِدَّة والانْهماك؛ وأَنشد:

وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعي إِليها،

مَتَى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتَى لا

والعَلَهُ: الجُوعُ. والعَلْهانُ: الجائع، والمرأَة عَلْهَى مثل

غَرْثانَ وغَرْثَى أَي شديد الجوع، وقد عَلِهَ يَعْلَهُ، والجمع عِلاهٌ

وعَلاهَى. ورجل عَلْهانُ: تُنازِعُه نفسه إلى الشيء، وفي التهذيب: إلى الشر،

والفعل من كل ذلك عَلِهَ عَلَهاً فهو عَلِهٌ. وامرأَة عالِهٌ: طَيَّاشَةٌ.

وعَلِهَ عَلَهاً: وقع في مَلامَة. والعَلْهَانُ: الظَّلِيمُ. والعالِهُ:

النَّعامَةُ. وفرس عَلْهَى: نشيطة نَزِقَةٌ، وقيل: نشيطة في اللجام.

والعَلَهانُ: اسم فرس أَبي مُلَيْلٍ

(* قوله «ابي مليل» كذا في التهذيب

والتكملة بلامين مصغراً، والذي في القاموس: مليك آخره كاف). عبدِ الله ابن

الحرث. وعَلْهانُ: اسم رجل، قيل: هو من أَشراف بني تميم.

لغم

لغم: لَغِمَ لَغَماً ولَغْماً: وهو استِخْبارُه عن الشيء لا يستيقنه

وإِخبارُه عنه غير مستيقن أَيضاً. ولَغَمْتُ أَلغَمُ لَغْماً إِذا أَخبَرْت

صاحبك بشيء لا تستيقنه. وَلَغَم لَغْماً: كنَغَم نَغْماً. وقال ابن

الأَعرابي: قلت لأَعرابي مَتى المَسِير؟ فقال: تَلَغَّموا بيومِ السبْت، يعني

ذكَروه، واشتقاقه من أَنهم حرَّكوا مَلاغِمَهم به. واللَّغِيمُ:

السِّرّ.واللُّغامُ والمَرْغُ: اللُّعاب للإِنسان. ولُغام البعير: زَبَدُه.

واللُّغامُ: زَبَدُ أَفواهِ الإِبل، والرُّوالُ للفرس. ابن سيده: واللُّغام

من البعير بمنزلة البُزاقِ أَو اللُّعاب من الإِنسان. ولَغَم البعيرُ

يَلْغَم لُغامه لَغْماً إِذا رمى به. وفي حديث ابن عُمر: وأَنا تحت ناقة رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، يُصِيبُني لُغامُها؛ لُغامُ الدابة: لُعابُها

وزبدُها الذي يخرج من فيها معه، وقيل: هو الزَّبَدُ وحده، سمي

بالمَلاغِم، وهي ما حَوْلَ الفَم مما يَبْلُغه اللسان ويَصِل إِليه؛ ومنه الحديث:

يَستعمِل مَلاغِمَهُ؛ هو جمع مُلْغَم؛ ومنه حديث عمرو بن خارجة: وناقة

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تَقْصَع بِجِرّتها ويَسِيل لُغامُها بين

كَتِفَيَّ.

والمَلْغَمُ: الفمُ والأَنْف وما حولهما. وقال الكلابي: المَلاغِمُ من

كل شيء الفم والأَنف والأَشْداق، وذلك أَنها تُلَغَّم بالطيب، ومن الإِبل

بالزَّبَدِ واللُّغامِ. والمَلْغَمُ والمَلاغِم: ما حول الفم الذي يبلغه

اللسان، ويشبه أَن يكون مَفْعَلاً من لُغامِ البعير، سمي بذلك لأَنه موضع

اللُّغامِ. الأَصمعي: مَلاغِمُ المرأَة ما حول فمها.

الكسائي: لَغَمْت أَلْغَم لَغْماً. ويقال: لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها

إِذا قبَّلْت مَلْغَمها؛ وقال:

خَشَّمَ منها مَلْغَمُ المَلْغومِ

بشَمَّةٍ من شارِفٍ مَزْكومِ

قدْ خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمومِ،

ليسَ بمَعْشوقٍ ولا مَرْؤُومِ

خَشَّم منها أَي نتُن منها مَلْغُومُها بشَمَّة شارف. وتلَغَّمْت

بالطِّيب إِذا جعلته في المَلاغِم؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة:

تَزْدَج بالجادِيّ أَو تَلَغَّمُهْ

(* قوله «تزدج إلخ» هكذا في الأصل).

وقد تلَغَّمَت المرأَةُ بالزعفران والطِّيب؛ وأَنشد:

مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع

ولُغِمَ فلانٌ بالطِّيب، فهو مَلْغوم إِذا جعل الطِّيب على مَلاغِمه.

والمَلْغَم: طرف أَنفه. وتلَغَّمَت المرأَة بالطيب تلَغُّماً: وضَعَتْه على

مَلاغمها. وكلُّ جوهر ذوّاب كالذهب ونحوه خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ،

وقد أُلْغِمَ فالْتَغَمَ. والغنَمُ تتَلَغَّم بالعُشْب وبالشِّرْب تَبُلُّ

مَشافِرَها.

واللَّغَم: الإِرْجافُ الحادُّ.

خذفر

خذفر: الخَذَنْفَرَةُ: الخَفْخافَةُ الصَّوْتِ كأَنَّ صوتها يخرج من

مَنْخَرَيْها، ذكره الأَزهري في الخماسي.

كلا

كلا: الجوهري: كلاَّ كلمة زَجْر ورَدْع، ومعناها انْتَهِ لا تفعل كقوله

عز وجل: أَيَطْمَعُ كلُّ امْرئٍ منهم أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعيم

كلاَّ؛ أَي لا يَطمَع في ذلك، وقد يكون بمعنى حقّاً كقوله تعالى: كلاَّ لَئِن

لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بالناصيةِ؛ قال ابن بري: وقد تأْتي كلا بمعنى لا

كقول الجعدي:

فَقُلْنا لَهُمْ: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها،

فقالوا لنا: كَلاَّ فقلنا لهم: بَلَى

وقد تقدَّم أَكثر ذلك في المعتل.

كلا: ابن سيده: كِلا كلمة مَصُوغة للدلالة على اثنين، كما أَنَّ كُلاًّ

مصوغة للدلالة على الجمع؛ قال سيبويه: وليست كِلا من لفظ كلٍّ، كلٌّ

صحيحة وكِلا معتلة. ويقال للأُنثيين كِلْتا، وبهذه التاء حُكم على أَن أَلف

كِلا منقلبة عن واو، لأَن بدل التاء من الواو أَكثر من بدلها من الياء،

قال: وأَما قول سيبويه جعلوا كِلا كَمِعًى، فإِنه لم يرد أَن أَلف كِا

منقلبة عن ياء كما أَنَّ أَلف مِعًى منقلبة عن ياء، بدليل قولهم معيان،

وإِنما أَراد سيبويه أَن أَلف كلا كأَلف معى في اللفظ، لا أَن الذي انقلبت

عليه أَلفاهما واحد، فافهم، وما توفيقنا إِلا بالله، وليس لك في إِمالتها

دليل على أَنها من الياء، لأَنهم قد يُمِيلون بنات الواو أَيضاً، وإِن كان

أَوَّله مفتوحاً كالمَكا والعَشا، فإِذا كان ذلك مع الفتحة كما ترى

فإِمالَتُها مع الكسرة في كِلا أَولى، قال: وأَما تمثيل صاحب الكتاب لها

بَشَرْوَى، وهي من شريت، فلا يدل على أَنها عنده من الياء دون الواو، ولا من

الواو دون الياء، لأَنه إِنما أَراد البدل حَسْبُ فمثل بما لامه من

الأَسماء من ذوات الياء ،مبدلة أَبداً نحو الشَّرْوَى والفَتْوَى. قال ابن جني:

أَما كلتا فذهب سيبويه إِلى أَنها فِعْلَى بمنزلة الذِّكْرَى

والحِفْرَى، قال: وأَصلها كِلْوا، فأُبدلت الواو تاء كما أُبدلت في أُخت وبنت،

والذي يدل على أَنَّ لام كلتا معتلة قولهم في مذكرها كِلا، وكِلا فِعْلٌ

ولامه معتلة بمنزلة لام حِجاً ورِضاً، وهما من الواو لقولهم حَجا يَحْجُو

والرِّضْوان، ولذلك مثلها سيبويه بما اعتلَّت لامه فقال هي بمنزلة شَرْوَى،

وأَما أَبو عُمر الجَرْمِي فذهب إِلى أَنها فِعْتَلٌ، وأَن التاء فيها

علم تأْنِيثها وخالف سيبويه، ويشهد بفساد هذا القول أَن التاء لا تكون

علامة تأْنيث الواحد إِلا وقبلها فتحة نحو طَلحة وحَمْزَة وقائمة وقاعِدة،

أَو أَن يكون قبلها أَلف نحو سِعْلاة وعِزْهاة، واللام في كِلتا ساكنة كما

ترى، فهذا وجه، ووجه آخر أَن علامة التأْنيث لا تكون أَبداً وسطاً، إِنما

تكون آخراً لا محالة، قال: وكلتا اسم مفرد يفيد معنى التثنية بإِجماع من

البصريين، فلا يجوز أَن يكون علامة تأْنيثه التاء وما قبلها ساكن،

وأَيضاً فإِن فِعتَلاً مثال لا يوجد في الكلام أَصلاً فيُحْمَل هذا عليه، قال:

وإِن سميت بكِلْتا رجلاً لم تصرفه في قول سيبويه معرفة ولا نكرة، لأَن

أَلفها للتأْنيث بمنزلتها في ذكْرى، وتصرفه نكرة في قول أَبي عمر لأَن

أَقصى أَحواله عنده أَن يكون كقائمة وقاعدة وعَزَّة وحمزة، ولا تنفصل كِلا

ولا كِلتا من الإِضافة. وقال ابن الأَنباري: من العرب من يميل أَلف كلتا

ومنهم من لا يميلها، فمن أَبطل إمالتها قال أَلفها أَلف تثنية كأَلف غلاما

وذوا، وواحد كلتا كِلت، وأَلف التثنية لاتمال، ومن وقف على كلتا

بالإِمالة فقال كلتا اسم واحد عبر عن التثنية، وهو بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى.

وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال: العرب إِذا أَضافت

كُلاًّ إِلى اثنين لينت لامها وجعلت معها أَلف التثنية، ثم سوّت بينهما في

الرفع والنصب والخفض فجعلت إِعرابها بالأَلف وأَضافتها إِلى اثنين وأَخبرت

عن واحد، فقالت: كِلا أَخَوَيْك كان قائماً ولم يقولوا كانا قائمين، وكِلا

عَمَّيْك كان فقيهاً، وكلتا المرأَتين كانت جميلة، ولا يقولون كانتا

جميلتين،. قال الله عز وجل: كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَت أُكُّلَها، ولم يقل

آتَتا. ويقال: مررت بكِلا الرجلين، وجاءني كلا الرجلين، فاستوى في كلا

إِذا أَضفتها إِلى ظاهرين الرفع والنصب والخفض، فإِذا كنوا عن مخفوضها

أَجروها بما يصيبها من الإِعراب فقالوا أَخواك مررت بكليهما، فجعلوا نصبها

وخفضها بالياء، وقالوا أَخواي جاءاني كلاهما فجعلوا رفع الاثنين بالأَلف،

وقال الأَعش في موضع الرفع:

كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْعاً دِعامةً

يريد كلّ واحد منهما كان فرعاً؛ وكذلك قال لبيد:

فَغَدَتْ، كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّه

مَوْلى المَخافةِ: خَلْفَها وأَمامها

غَدَتْ: يعني بقرة وحشية، كلا الفرجين: أَراد كلا فرجيها، فأَقام الأَلف

واللام مُقام الكِناية، ثم قال تحسب، يعني البقرة، أَنه ولم يقل أَنهما

مولى المخافة أَي وليُّ مَخافتها، ثم تَرْجَم عن كِلا الفَرْجين فقال

خلفها وأَمامها، وكذلك تقول: كِلا الرجلين قائمٌ وكِلْتا المرأَتين قائمة؛

وأَنشد:

كِلا الرَّجُلَيْن أَفَّاكٌ أَثِيم

وقد ذكرنا تفسير كلٍّ في موضعه. الجوهري: كِلا في تأْكيد الاثنين نظير

كلٍّ في المجموع، وهو اسم مفرد غير مُثَنّى، فإِذا ولي اسماً ظاهراً كان

في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالأَلف، تقول: رأَيت كِلا

الرجلين، وجاءني كِلا الرجلين، ومررت بكلا الرجلين، فإِذا اتصل بمضمر قلَبْت

الأَلف ياء في موضع الجر والنصب، فقلت: رأَيت كليهما ومررت بكليهما، كما

تقول عليهما، وتبقى في الرفع على حالها؛ وقال الفراء: هو مثنى مأْخوذ من كل

فخففت اللام وزيدت الأَلف للتثنية، وكذلك كلتا للمؤنث، ولا يكونان إِلا

مضافين ولا يتكلم منهما بواحد، ولو تكلم به لقيل كِلٌ وكِلْتٌ وكِلانِ

وكِلْتانِ؛ واحتج بقول الشاعر:

في كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحدهْ،

كِلتاهما مقْرُونةٌ بزائدهْ

أَراد: في إِحدى رجليها، فأَفْرد، قال: وهذا القول ضعيف عند أَهل

البصرة، لأَنه لو كان مثنى لوجب أَن تنقلب أَلفه في النصب والجر ياء مع الاسم

الظاهر، ولأَن معنى كِلا مخالف لمعنى كلّ، لأَن كُلاًّ للإِحاطة وكِلا يدل

على شيءٍ مخصوص، وأَما هذا الشاعر فإِنما حذف الأَلف للضرورة وقدّر

أَنها زائدة، وما يكون ضرورة لا يجوز أَن يجعل حجة، فثبت أَنه اسم مفرد

كَمِعى إِلا أَنه وضع ليدل على التثنية، كما أَن قولهم نحن اسم مفرد يدل على

الاثنين فما فوقهما؛ يدل على ذلك قول جرير:

كِلا يَومَيْ أُمامةَ يوْمُ صَدٍّ،

وإِنْ لم نَأْتِها أِلاَّ لِماما

قال: أَنشدنيه أَبو علي، قال: فإِن قال قائل فلم صار كِلا بالياء في

النصب والجرّ مع المضمر ولزمت الأَلف مع المظهر كما لزمت في الرفع مع

المضمر؟ قيل له: من حقها أَن تكون بالأَلف على كل حال مثل عصا ومعى، إِلا أَنها

لما كانت لا تنفك من الإِضافة شبهت بعلى ولدي، فجعلت بالياء مع المضمر

في النصب والجر، لأَن على لا تقع إِلا منصوبة أَو مجرورة ولا تستعمل

مرفوعة، فبقيت كِلا في الرفع على أَصلها مع المضمر، لأَنها لم تُشَبَّه بعلى

في هذه الحال، قال: وأَما كلتا التي للتأْنيث فإِن سيبويه يقول أَلفها

للتأْنيث والتاء بدل من لام الفعل، وهي واو والأَصل كِلْوا، وإِنما أُبدلت

تاء لأَن في التاء علم التأْنيث، والأَلف في كلتا قد تصير ياء مع المضمر

فتخرج عن علم التأْنيث، فصار في إِبدال الواو تاء تأْكيد للتأْنيث. قال:

وقال أَبو عُمر الجَرْمي التاء ملحقة والأَلف لام الفعل، وتقديرها عنده

فِعْتَلٌ، ولو كان الأَمر كما زعم لقالوا في النسبة إِليها كِلْتَويٌّ،

فلما قالوا كِلَويٌّ وأَسقطوا التاء دلّ أَنهم أَجْروها مُجْرى التاء التي

في أُخت التي إِذا نَسَبت إِليها قلت أَخَوِيٌّ؛ قال ابن بري في هذا

الموضع: كِلَويٌّ قياس من النحويين إِذا سميت بها رجلاً، وليس ذلك مسموعاً

فيحتج به على الجرمي.

الأَزهري في ترجمة كلأَ عند قوله تعالى: قل مَن يَكْلَؤُكُم بالليل

والنهار؛ قال الفراء: هي مهموزة ولو تَركتَ همزة مثله في غير القرآن قلت

يَكْلَوْكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل يخشاكم، ومن جعلها

واواً ساكنة قال كَلات، بأَلف،يترك النَّبْرة منها، ومن قال يَكلاكم قال

كَلَيْتُ مثل قَضَيْت، وهي من لغة قريش، وكلٌّ حسن، إِلا أَنهم يقولون في

الوجهين مَكْلُوَّة ومَكْلُوّ أَكثر مما يقولون مَكْلِيٌّ، قال: ولو قيل

مَكليّ في الذين يقولون كلَيْتُ كان صواباً؛ قال: وسمعت بعض العرب ينشد:

ما خاصَمَ الأَقوامَ من ذي خُصُومةٍ

كَوَرْهاء مَشْنِيٍّ، إِليها، حَلِيلُها

فبنى على شَنَيْتُ بترك النبرة.

أَبو نصر: كَلَّى فلانٌ يُكَلِّي تَكْلِية، وهو أَن يأْتي مكاناً فيه

مُسْتَتَر، جاء به غير مهموز.

والكُلْوةُ: لغة في الكُلْية لأَهل اليمن؛ قال ابن السكيت: ولا تقل

كِلوة، بكسر الكاف.

الكُلْيَتان من الإِنسان وغيره من الحيوان: لحمَتان مُنْتَبِرَتان

حَمْراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كُظْرَين من الشحم، وهما

مَنْبِتُ بيت الزرع، هكذا يسميان في الطب، يراد به زرع الولد. سيبويه: كُلْيةٌ

وكُلًى، كرهوا أَن يجمعوا بالتاء فيحركوا العين بالضمة فتجيء هذه الياء

بعد ضمة، فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزؤوا ببناء الأَكثر، ومن خفف قال

كُلْيات.

وكَلاه كَلْياً: أَصاب كُلْيته. ابن السكيت: كَلَيْتُ فلاناً فاكْتَلى،

وهو مَكْلِيٌّ، أَصبت كُلْيَته؛ قال حميد الأَرقط:

من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ

وإِذا أَصبت كَبِدَه فهو مَكْبُود. وكَلا الرجلُ واكْتَلى: تأَلَّمَ

لذلك؛ قال العجاج:

لَهُنَّ في شَباتِه صَئِيُّ،

إِذا اكْتَلَى واقْتَحَمَ المَكْلِيُّ

ويروى: كَلا؛ يقول: إِذا طَعن الثورُ الكلبَ في كُلْيَته وسقط الكلبُ

المَكْلِيُّ الذي أُصيبت كُلْيَتُه. وجاء فلان بغنمه حُمْرَ الكُلَى أَي

مهازيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا الشَّوِيُّ كَثُرتْ ثَوائِجُهْ،

وكانَ مِن عندِ الكُلَى مَناتِجُهْ

كثرت ثَوائجُه من الجَدْب لا تجد شيئاً ترعاه. وقوله: مِن عند الكلى

مَناتِجُه، يعني سقطت من الهُزال فَصاحِبها يَبْقُر بطونها من خَواصِرها في

موضع كُلاها فيَستخرج أَولادها منها. وكُلْيَةُ المَزادة والرّاوية:

جُلَيْدة مستديرة مشدودة العُروة قد خُرِزَتْ مع الأَديم تحت عُروة المَزادة.

وكُلْية الإِداوَةِ: الرُّقعة التي تحت عُرْوَتها، وجمعها الكُلَى؛

وأَنشد:

كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَب

الجوهري: والجمع كُلْياتٌ وكُلًى، قال: وبنات الياء إِذا جمعت بالتاء لم

يحرّك موضع العين منها بالضم. وكُلْيَةُ السحابة: أَسفلُها، والجمع

كُلًى. يقال: انْبَعَجَت كُلاه؛ قال:

يُسِيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عارِضُ الذُّرى،

أَهِلَّة نَضَّاخِ النَّدى سابِغُ القَطْرِ

(* قوله« عارض» كذا في الأصل والمحكم هنا، وسبق الاستشهاد بالبيت في عرس

بمهملات.)

وقيل: إِنما سميت بكُلْية الإِداوة؛ وقول أَبي حية:

حتى إِذا سَرِبَت عَلَيْهِ، وبَعَّجَتْ

وَطْفاء سارِبةٌ كُلِيّ مَزادِ

(* قوله « سربت إلخ» كذا في الأصل بالسين المهملة، والذي في المحكم وشرح

القاموس: شربت، بالمعجمة.)

يحتمل أَن يكون جَمَع كُلْية على كُلِيّ، كما جاء حِلْيَة وحُلِيّ في

قول بعضهم لتقارب البناءِين، ويحتمل أَن يكون جمعه على اعتقاد حذف الهاء

كبُرْد وبُرُود. والكُلْيَةُ من القَوس: أَسفل من الكَبِد، وقيل: هي

كَبِدُها، وقيل: مَعْقِد حَمالتها، وهما كُلْيَتان، وقيل: كُلْيَتها مِقدار

ثلاثة أَشبار من مَقْبِضها. والكُلْية من القوس: ما بين الأَبهر والكبد،

وهما كُلْيَتان. وقال أَبو حنيفة: كُليتا القوس مَثْبَت مُعَلَّق حَمالتها.

والكليتان: ما عن يمين النَّصل وشِماله. والكُلَى: الرّيشات الأَربع التي

في آخر الجَناح يَلِينَ جَنْبه.

والكُلَيَّةُ: اسم موضع؛ قال الفرزدق:

هل تَعْلَمونَ غَداةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ،

بالسَّفْح بينَ كُلَيَّةٍ وطِحال؟

والكُلَيَّان: اسم موضع؛ قال القتال الكلابي:

لِظَبْيَةَ رَبْعٌ بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ،

فَبَرْق نِعاجٍ، غَيَّرَتْه الرَّوامِسُ

(* قوله« فبرق نعاج» كذا في الأصل والمحكم، والذي في معجم ياقوت: فبرق

فعاج، بفاء العطف.)

قال الأَزهري في المعتل ما صورته: تفسير كَلاَّ الفراء قال: قال الكسائي

لا تَنْفِي حَسْبُ وكلاَّ تنفي شيئاً وتوجب شيئاً غيره، من ذلك قولك

للرجل قال لك أَكلت شيئاً فقلت لا، ويقول الآخر أَكلت تمراً فتقول أَنت

كَلاَّ، أَردت أَي أَكلت عسلاً لا تمراً، قال: وتأْتي كلاًّ بمعنى قولهم

حَقّاً، قال: رَوى ذلك أَبو العباس أَحمد بن يحيى. وقال ابن الأَنباري في

تفسير كلاًّ: هي عند الفراء تكون صلة لا يوقف عليها، وتكون حرف ردّ بمنزلة

نعم ولا في الاكْتفاء، فإِذا جعلتها صلة لما بعدها لم تَقِف عليها كقولك

كَلاً ورَبّ الكعبة، لا تَقِف على كَلاً لأَنها بمنزلة إِي واللهِ، قال

اللهُ سُبحانه وتعالى: كلاً والقَمَرِ؛ الوقف على كَلاًّ قبيح لأَنها صلة

لليمين. قال: وقال الأَخفش معنى كَلاًّ الرَّدْع والزَّجر؛ قال الأَزهري:

وهذا مذهب سيبويه

(*قوله «مذهب سيبويه» كذا في الأصل، والذي في تهذيب الازهري: مذهب

الخليل.*

وإِليه ذهب الزجاج في جميع القرآن. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: قال

المفسرون معنى كَلاًّ حَقّاً، قال: وقال أَبو حاتم السجستاني جاءت كلاًّ في

القرآن على وجهين: فهي في موضع بمعنى لا، وهو ردّ للأَوَّل كما قال

العجاج:

قد طَلَبَتْ شَيْبانُ أَن تُصاكِمُوا

كَلاَّ، ولَمَّا تَصْطَفِقْ مآتِمُ

قال: وتجيء كَلاًّ بمعنى أَلا التي للتنبيه كقوله تعالى: أَلا إِنهم

يَثْنُون صُدورهم ليستخفوا منه؛ وهي زائدة لو لم تأْتِ كان الكلام تامّاً

مفهوماً، قال: ومنه المثل كلاًّ زَعَمْتَ العِيرُ لا تُقاتلُ؛ وقال

الأَعشى:

كَلاَّ زَعَمْتُمْ بأَنَّا لا نُقاتِلُكُمْ،

إِنَّا لأَمْثالِكُمْ، يا قَوْمَنا، قُتُلُ

قال أَبو بكر: وهذا غلط معنى كَلاَّ في البيت. وفي المثل: لا، ليس

الأَمر على ما تقولون. قال: وسمعت أَبا العباس يقول لا يوقف على كلاَّ في جميع

القرآن لأَنها جواب، والفائدةُ تقع فيما بعدها، قال: واحتج السبجستاني

في أَنَّ كَلاَّ بمعنى أَلا بقوله جل وعز: كلا إِنَّ الإِنسان ليَطْغَى،

فَمعْناه أَلا؛ قال أَبو بكر: ويجوز أَن يكون بمعنى حقاً إِن الإِنسان

ليطغى، ويجوز أَن يكون ردًّا كأَنه قال: لا، ليس الأَمر كما تظنون. أَبو

داود عن النضر: قال الخليل قال مقاتل بن سليمان ما كان في القرآن كلاَّ فهو

ردّ إِلا موضعين، فقال الخليل: أَنا أَقول كله ردّ. وروى ابن شميل عن

الخليل أَنه قال: كلُّ شيء في القرآن كلاَّ ردّ يردّ شيئاً ويثبت آخر. وقال

أَبو زيد: سمعت العرب تقول كلاَّكَ واللهِ وبَلاكَ واللهِ، في معنى

كَلاَّ واللهِ، وبَلَى واللهِ. وفي الحديث: تَقع فِتَنٌ كأَنَّها الظُّلَلُ،

فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسولَ اللهِ؛ قال: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه

وزَجْر، ومعناها انْتهِ لا تَفْعَل، إِلا أَنها آكَدُ في النفي

والرَّدْع من لا لزيادة الكاف، وقد ترِد بمعنى حقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لئن لم

يَنْتَهِ لنَسْفَعنْ بالناصِيةِ. والظُّلَلُ: السحاب، وقد تكرر في

الحديث.

لدد

لدد: اللَّديدانِ: جانبا الوادي. واللَّديدانِ: صَفْحتا العُنُق دون

الأُذنين، وقيل: مَضْيَعَتاه وعَرْشاه؛ قال رؤْبة:

على لَديدَيْ مُصْمَئِلٍّ صَلْخاد

ولَديدا الذَّكَر: ناحِيتاهُ. ولَديدا الوادي: جانباه، كل واحد منهما

لَديدٌ؛ أَنشد ابن دريد:

يَرْعُوْنَ مُنْخَرقَ اللَّديدِ كأَنهم،

في العزِّ، أُسْرَةُ صاحِبٍ وشِهابِ

وقيل: هما جانبا كلِّ شيء، والجمع أَلِدَّةٌ. أَبو عمرو: اللَّديدُ ظاهر

الرقبة؛ وأَنشد:

كلُّ حُسام مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ،

يَقْضِبُ عند الهَزِّ والتَّحْريدِ،

سالِفَةَ الهامةِ واللَّديدِ

وتَلَدَّدَ: تَلَفَّتَ يميناً وشمالاً وتحير مُتَبَلِّداً. وفي الحديث

حين صُدَّ عن البيت: أَمَرْتُ الناس فإِذا هم يَتَلَدَّدُون أَي

يَتَلَبَّثُون. والمُتَلَدَّدُ: العُنق، منه؛ قال الشاعر يذكر ناقة:

بَعِيدة بين العَجْبِ والمُتَلَدَّدِ

أَي أَنها بعيدة ما بين الذنَب والعُنُق. وقولهم: ما لي عنه مُحْتَدٌّ

ولا مُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ.

واللَّدُودُ: ما يُصَبُّ بالمُسْعُط من السقْي والدَّواء في أَحد شِقّي

الفم فَيَمُرُّ على اللَّديد. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال: خَيْرُ ما تَداوَيْتُمْ به اللَّدودُ والحِجامةُ والمَشِيُّ. قال

الأَصمعي: اللَّدود ما سُقِيَ الإِنسان في أَحدِ شقَّيِ الفم، ولديدا الفم:

جانباه، وإِنما أُخذ اللَّدُودُ من لديدَيِ الوادي وهما جانباه؛ ومنه

قيل للرجل: هو يَتَلَدَّدُ إِذا تَلَفَّت يميناً وشمالاً. ولَدَدْتُ الرجل

أَلُدُّهُ لَدّاً إِذا سقيتَه كذلك. وفي حديث عثمان: فَتَلَدَّدْت

تَلَدُّد المضطرّ؛ التلَدُّدُ: التلفت يميناً وشمالاً تحيراً، مأْخوذ من

لَديدَيِ العنق وهما صفحتاه. الفراء: اللَّدُّ أَنْ يؤخَذَ بلسان الصبي

فَيُمَدَّ إِلى أَحد شِقَّيْه، ويُوجَر في الآخر الدواءُ في الصدَف بين اللسان

وبين الشِّدْق. وفي الحديث: أَنه لُدَّ في مرضه، فلما أَفاق قال: لا يبقى

في البيت أَحدٌ إِلا لُدَّ؛ فَعَل ذلك عقوبة لهم لأَنهم لَدُّوه بغير

إِذنه. وفي المثل: جرى منه مَجْرى اللَّدُود، وجمعه أَلِدَّة. وقد لدّ

الرجلُ، فهو مَلْدُودٌ، وأَلْدَدْتُه أَنا والتَدَّ هو؛ قال ابن أَحمر:

شَرِبْتُ الشُّكاعى، والتَدَدْتُ أَلِدَّةً،

وأَقْبَلْتُ أَفواهَ العُرُوق المَكاوِيا

والوَجُور في وسَط الفم. وقد لَدَّه به يَلُدُّه لَدّاً ولُدوداً، بضم

اللام؛ عن كراع، ولَدّه إِياه؛ قال:

لَدَدْتُهُمُ النَّصِيحةَ كلَّ لَدٍّ،

فَمَجُّوا النُّصْحَ، ثم ثَنَوا فَقاؤوا

استعمله في الاعراض وإِنما هو في الأَجسام كالدواء والماء. واللَّدودُ:

وجع يأْخذ في الفم والحلق فيجعل عليه دواء ويوضع على الجبهة من دمه. ابن

الأَعرابي: لَدَّد به ونَدَّدَ به إِذا سَمَّع به. ولَدَّه عن الأَمر

لَدّاً: حبَسَه، هُذَلِيَّةٌ. ورجل شَديد لَديدٌ.

والأَلَدُّ: الخَصِمُ الجَدِلُ الشَّحِيحُ الذي لا يَزيغُ إِلى الحق،

وجمعه لُدّ ولِدادٌ؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لأُم سلمة: فأَنا منهم

بين أَلْسِنَةٍ لِدادٍ، وقلوب شِداد، وسُيوف حِداد.

والأَلَنْدَدُ واليَلَنْدَد: كالأَلَدِّ أَي الشديد الخصومة؛ قال

الطرِمَّاح يصف الحرباء:

يُضْحِي على سُوقِ الجُذُولِ كَأَنه

خَصْمٌ، أَبَرَّ على الخُصُومِ، يَلَنْدَدُ

قال ابن جني: همزة أَلَنْدَد وياء يلَنْدد كلتاهما للإِلحاق؛ فإِن قلت:

فإِذا كان الزائد إِذا وقع أَولاً لم يكن للإِلحاق فكيف أَلحقوا الهمزة

والياء في أَلَنْدد ويلَنْدد، والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف؟

قيل: إِنهم لا يلحقون بالزائد من أَول الكلمة إِلا أَن يكون معه زائد آخر،

فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلندد ويلندد لما انضم إِلى الهمزة

والياء من النون. وتصغير أَلندد أُلَيْد لأَن أَصله أَلد فزادوا فيه

النون ليلحقوه ببناء سفرجل فلما ذهبت النون عاد إِلى أَصله.

ولَدَدْتَ لَدَداً: صِرْت أَلَدَّ. ولَدَدْتُه أَلُدُّه لَدّاً:

خصَمْتُه. وفي التنزيل العزيز: وهو أَلَدُّ الخِصام؛ قال أَبو إِسحق: معنى

الخَصِم الأَلَدِّ في اللغة الشديدُ الخصومة الجَدِل، واشتقاقه مِن لَديدَيِ

العنق وهما صفحتاه، وتأْويله أَن خَصْمَه أَيّ وجه أَخَذ من وجوه الخصومة

غلبه في ذلك. يقال: رجل أَلَدُّ بَيِّنُ اللَّدَد شديد الخصومة؛ وامرأَة

لَدَّاء وقوم لُدٌّ. وقد لَدَدْتَ يا هذا تَلُدُّ لَدَداً. ولَدَدْتُ

فلاناً أَلُدُّه إِذا جادلته فغلبته. وأَلَدَّه يَلُدُّه: خصمه، فهو لادٌّ

ولَدُود؛ قال الراجز:

أَلُدُّ أَقرانَ الخُصُوم اللُّدِّ

ويقال: ما زلت أُلادُّ عنك أَي أُدافِع. وفي الحديث: إِنَّ أَبْغَضَ

الرجالِ إِلى الله الأَلَدُّ الخَصِمُ؛ أَي الشديد الخصومة. واللَّدَد:

الخُصومة الشديدة؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: رأَيت النبي، صلى الله عليه

وسلم، في النوم فقلت: يا رسول الله، ماذا لقِيتُ بعدك من الأَوَدِ

واللَّدَد؟ وقوله تعالى: وتنذر به قوماً لُدّاً؛ قيل: معناه خُصَماءُ عُوج عن

الحق، وقيل: صُمٌّ عنه. قال مهدي بن ميمون: قلت للحسن قوله: وتنذر به

قوماً لُدّاً؛ قال: صُمّاً.

واللَّدُّ، بالفتح: الجُوالِقُ؛ قال الراجز:

كأَن لَدَّيْهِ على صَفْحِ جَبَل

واللديد: الرَّوْضة

(* قوله «واللديد الروضة» كذا بالأصل وفي القاموس

وبهاء الروضة.)

الخضراء الزَّهْراءُ.

ولُدٌّ: موضع؛ وفي الحديث في ذكر الدجال: يقتله المسيح بباب لُدّ؛

لُدٌّ: موضع بالشام، وقيل بِفِلَسْطين؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فَبِتُّ كأَنَّني أُسْقَى شَمُولاً،

تَكُرُّ غَرِيبَةً مِن خَمْرِ لُدٍّ

ويقال له أَيضاً اللُّدُّ؛ قال جميل:

تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَى اللُّدِّ دُونَه،

وهَضْبٌ لِتَيْما، والهِضابُ وُعُورُ

التهذيب: ولُدُّ اسم رَمْلة، بضم اللام، بالشام. واللَّدِيدُ: موضع؛ قال

لبيد:

تَكُرُّ أَخادِيدُ اللَّدِيدِ عَليْهِمُ،

وتُوفَى جِفانُ الصيفِ مَحْضاً مُعَمِّما

ومِلَدٌّ: اسم رجل.

لهبر

لهبر: ابن الأَثير: في الحديث لا تَتَزَوَّجَنَّ لَهْبَرَةً؛ هي الطويلة

الهزيلة.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.