Ibn Manẓūr, Lisān al-ʿArab (d. 1311 CE) لسان العرب لابن منظور

Search results for: %D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%AD%D8%A9

حوت

حوت: الحُوتُ: السمكة، يوفي المحكم: الحُوتُ: السمك، معروف؛ وقيل: هو ما

عظُمَ منه، والجمع أَحْواتٌ، وحِيتانٌ؛ وقوله:

وصاحِبٍ، لا خَيرَ في شَبابه،

أَصْبَحَ سَوْمُ العِيسِ قدْ رَمى به

على سَبَنْدًى، طالَ ما اغْتَلى به

حُوتاً، إِذا زادَنا حِئْنا به

إِنما أَراد مِثْلَ حُوتٍ لا يكفيه ما يَلْتَهِمُه ويَلْتَقِمُه،

فنَصَبه على الحال، كقولك مررت بزيدٍ أَسَداً شِدَّةً، ولا يكون إِلاّ على

تقدير مثل ونحوها، لأَِنَّ الحُوتَ اسم جنس لا صفةٌ، فلا بد، إِذا كان حالاً،

من أَن، يُقَدَّرَ فيه هذا، وما أَشبهه. والحُوتُ: بُرْجٌ في السماء.

وحاوتَك فلانٌ إِذا راوَغَك. والمُحاوَتةُ: المُراوَغَة. وهو يُحاوِتُني

أَي يُراوغُني؛ وأَنشد ثعلب:

ظَلَّتْ تُحاوِتُني رَمْداءُ داهيةٌ،

يومَ الثَّوِيَّةِ، عن أَهْلي، وعن مالي

وحاتَ الطائرُ على الشيء يَحُوتُ أَي حامَ حَوْله. والحَوْتُ

والحَوَتانُ: حَوَمانُ الطائر حَولَ الماء، والوَحْشِيِّ حَوْلَ الشيء، وقد حاتَ به

يَحُوت؛ قال طَرَفَة بن العَبْد:

ما كنتُ مَجْدُوداً، إِذا غَدَوتُ،

وما لَقِيتُ مِثْلَ ما لَقِيتُ،

كطائرٍ ظَلَّ بنا يَحُوتُ،

يَنْصَبُّ في اللُّوحِ فما يَفُوتُ،

يَكادُ مِن رَهْبَتِنا يَمُوتُ

والحَوتاءُ من النساء: الضَّخْمة الخاصرتين، المُستَرْخيةُ اللحم.

وبَنُو حُوتٍ: بطنٌ.

وفي الحديث، قال أَنس: جئت إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وعليه

خَمِيصة حُوتِيَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض نسخ مسلم؛ قال:

والمحفوظ جَوْنِيَّة أَي سوداء، وأَما بالحاء فلا أَعرفها، قال: وطالما بحثت

عنها، فلم أَقف لها على معنى، وجاءَت في رواية حَوْتَكِيَّة، لعلها منسوبة

إِلى القِصَر، لأَن الحَوْتَكِيَّ الرجلُ القصير الخَطْوِ، أَو هي منسوبة

إِلى رجل اسمه حَوْتَكٌ.

والحائِتُ: الكثير العَذْلِ.

حضض

حضض: الحَضُّ: ضرْبٌ من الحثّ في السير والسوق وكل شيء. والحَضُّ

أَيضاً: أَن تَحُثَّه على شيءٍ لا سير فيه ولا سَوْقَ، حَضَّه يَحُضُّه حَضّاً

وحَضَّضَه وهم يَتَحاضّون، والاسم الحُضّ والحِضِّيضَى كالحِثِّيثَى؛

ومنه الحديث: فأَين الحِضِّيضَى؟ والحُضِّيضَى أَيضاً، والكسر أَعلى، ولم

يأْت على فُعِّيلَى، بالضم، غيرها. قال ابن دريد: الحَضُّ والحُضُّ لغتان

كالضَّعْف والضعْف، قال: والصحيح ما بدأْنا به أَن الحَضّ المصدر والحُضّ

الاسم. الأَزهري: الحَضُّ الحَثُّ على الخير.

ويقال: حَضَّضْت القوم على القتال تَحْضِيضاً إِذا حَرَّضْتهم. وفي

الحديث ذكر الحَضّ على الشيء جاء في غير موضع. وحَضَّضَه أَي حَرَّضه.

والمُحاضَّة: أَن يَحُثَّ كلُّ واحد منهما صاحبَه. والتحاضُّ: التحاثٌ، وقرئَ:

ولا تَحاضُّون على طعام المِسْكِين؛ قرأَها عاصم والأَعمش بالأَلف وفتح

التاء، وقرأَ أَهل المدينة: ولا يَحُضُّون، وقرأَ الحسن: ولا تَحُضُّون،

وقرأَ بعضهم: ولا تُحاضُّون، برفع التاء؛ قال الفراء: وكلٌّ صوابٌ، فمن

قرأَ تُحاضُّون فمعناه تُحافِظون، ومن قرأَ تَحاضُّون فمعناه يَحُضُّ

بعضُكم بعضاً، ومن قرأَ تَحُضُّون فمعناه تأْمرون بإِطعامه، وكذلك يحُضُّون.

ابن الفرج: يقال احْتَضَضْتُ نفسي لفلان وابْتَضَضْتُها إِذا

اسْتَزَدْتها.

والحُضُضُ والحُضَضُ: دواءٌ يتخذ من أَبوال الإِبل، وفيه لغات أُخَر،

روى أَبو عبيد عن اليزيدي: الحُضَضُ والحُضَظُ والحُظُظُ والحُظَظُ، قال

شمر: ولم أَسمع الضاد مع الظاء إِلا في هذا، قال: وهو الحُدُلُ. قال ابن

بري: قال ابن خالويه الحُظُظُ والحُظَظُ بالظاء، وزاد الخليل: الحُضَظُ

بضاد بعدها ظاء، وقال أَبو عمر الزاهد: الحُضُذُ بالضاد والذال، وفي حديث

طاووس: لا بَأْسَ بالحُضَضِ، روى ابن الأَثير فيه هذه الوجوهَ كلَّها ما

خلا الضادَ والذالَ، وقال: هو دواء يُعْقَدُ من أَبوال الإِبل: وقيل: هو

عَقّارٌ منه مكي ومنه هندي، قال: وهو عُصارة شجر معروف؛ وقال ابن دريد:

الحُضُض والحُضَض صمغ من نحو الصَّنَوْبَرِ والمُرِّ وما أَشبههما له ثمرة

كالفُلْفل وتسمى شجرته الحُضَض؛ ومنه حديث سُلَيم بن مُطَيْرٍ: إِذا أَنا

برجلٍ قد جاء كأَنه يطلب دواءً أَو خُضَضاً. والحُضُض: كُحْلُ الخُولانِ؛

قال ابن سيده: والحُضَضُ والحُضُضُ، بفتح الضاد الأُولى وضمِّها، داءٌ؛

وقيل: هو دواءٌ، وقيل: هو عُصارة الصَّبِرِ.

والحَضِيضُ: قَرارُ الأَرض عند سَفْح الجَبَل، وقيل: هو في أَسفله،

والسَّفْحُ مِنْ وراءِ الحَضِيض، فالحَضِيض مما يلي السفح والسفح دون ذلك،

والجمع أَحِضَّة وحُضُضٌ. وفي حديث عثمان: فتحرك الجبَلُ حتى تَساقَطت

حِجارتُه بالحَضِيض. وقال الجوهري: الحَضيضُ القرار من الأَرض عند مُنْقَطَع

الجبل؛ وأَنشد الأَزهري لبعضهم:

الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ،

إِذا ارْتَقى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ،

زلَّتْ به إِلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ،

يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فيُعْجِمُهْ،

والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ

وفي حديث يحيى بن يعمر: كَتَبَ عن يزيدَ بن المُهَلَّب إِلى الحجاج:

إِنا لَقِينا العَدُوَّ ففَعَلْنا واضْطَرَرْناهم إِلى عُرْعُرَةِ الجَبَل

ونحنُ بِحَضِيضه. وفي الحديث: أَنه أَهدى إِلى رسول اللّه، صلّى اللّه

عليه وسلّم، هَدِيَّة فلم يَجِدْ شيئاً يضَعها عليه؛ فقال: ضَعْه بالحَضِيض

فإِنما أَنا عبدٌ آكِلٌ كما يأْكل العبد، يعني بالأَرض. قال الأَصمعي:

الحُضِّيُّ، بضم الحاء، الحجرُ الذي تجده بحَضِيض الجَبَل وهو منسوب

كالسُّهْلِيّ والدُّهْرِيّ؛ وأَنشد لحميد الأَرقط يصف فرساً:

وَأْباً يَدُقُّ الحَجَرَ الحُضِّيَّا

وأَحمر حُضِّيٌّ: شديد الحمرة. والحُضْحُضُ: نبْتٌ.

قرضأ

قرضأ: القِرْضِئُ، مهموز: من النبات ما تَعَلَّقَ بالشجر أَو التَبَسَ به. وقال أَبو حنيفة: القِرْضِئُ ينبُت في أَصل السَّمُرة والعُرْفُطِ والسَّلَمِ، وزَهْرُه أَشدُّ صُفرةً من الوَرْس، وَورقُه لِطافٌ رِقاقٌ.

أَبو عمرو: من غريب شجر البر القِرْضِئُ، واحِدته قرْضِئةٌ.

طفش

طفش: الطَّفْش: النكاحُ؛ قال أَبو زُرْعة التميمي:

قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ:

هل لَكِ يا خَلِيلَتي في الطَّفْشِ؟

النَّمْشُ هناك: الكلامُ المُزَخْرف، قال ابن سيده: وأَرى السين لغة؛ عن

كراع.

والطَّفَاشاءُ: المهزولة من الغنم وغيرها. وفي التهذيب: والطَّفَاشاةُ

المهزولة من الغنم وغيرها. ورجل طَفَنْشَأٌ: ضعيف البدن فيمن جعل النون

والهمزة زائدتين.

طله

طله: ابن الأَعرابي: يقال بَقِيَتْ من أَموالهم طُلْهَةٌ أَي بَقِيَّةٌ.

ويقال: في الأَرض طُلْهة من كَلإٍ وطُلاوَة ومُرَاقَةٌ أَي شيء صالح

منه. قال: والطُّلْهُم من الثيابِ الخِفافُ ليست بجُدُدٍ ولا جِيادٍ. وفي

النوادر: عِشاءٌ أَطْلَهُ وأَدْهَسُ وأَطْلَسُ إِذا بقي من العِشاء ساعةٌ

مُخْتَلَفٌ فيها، فقائل يقول أَمْسَيْتُ، وقائل يقول لا، فالذي يقول لا

يقول هذا القول. ويقال: في السماء طُلَةٌ وطُلَسٌ، وهو ما رَقٌَ من

السحاب.

نزج

نزج: ابن الأَعرابي: نَزَجَ إِذا رَقَصَ. غيره: النَّيزَجُ جَهازُ

المرأَةِ إِذا كان نازِيَ البَظْر طَويلَه؛ وأَنشد:

بذاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجاما

نزك

نزك: النِّزْكُ، بالكسر: ذكَر الوَرَل والضَّبِّ، وله نِزْكانِ على ما

تزعم العرب، ويقال نِزْكانِ أَي قضِيبان، ومنهم من يقول نَيْزكانِ

وللأُنثى قُرْنتان؛ قال الأَزهري: وأَنشدني غلام من بني كُلَيْبٍ:

تَفَرَّقْتُمُ، لا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ،

تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ

وقال أَبو الحجاج يصف ضبّاً، وقال ابن بري هو لحُمْرانَ ذِي الغُصَّة،

وكان قد أَهدى ضِباباً لخالد ين عبد الله القَسْرِيّ فقال فيها:

جَبَى العامَ عُمَّالُ الخَراجِ، وحِبْوَتي

مُحَلَّقَةُ الأَذْناب، صُفْرُ الشَّواكِلِ

رَعَيْن الدَّبى والنَّقْدَ، حتى كأَنَّما

كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثيابَ المَراجِلِ

تَرى كُلَّ ذيَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ،

سَما بين عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ

سِبَحْلٌ له نِزْكانِ، كانا فَضِيلَةً

على كل حافٍ في الأَنام، وناعِلِ

وحكى ابن القَطَّاع فيه النَّزْكَ، بالفتح أَيضاً. قال أَبو زياد: الضب

له نِزْكانِ، وكذلك الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ، وجمعه طِحْنانٌ،

وللضَّبَعة والوَرَلَةِ رَحِمانِ؛ أَنشد أَبو عثمان عمرو بن بَحْرٍ الجاحظ

لامرأَة وقد لامها ابنها في زوجها:

وَدِدْتُ لو انه ضَبًّ، وأَني

ضُبَيْبِةُ كُذْيَةٍ، وَحَداً خَلاءَا

أَرادت بأَنه له أَيْرَيْنِ وأَن لها رَحِمين شَبَقاً وغُلمةً؛ ورأَيت

في حواشي أَمالي ابن بري بخط فاضل أَن المُفَجَّعَ أَنشد في التَّرْجُمان

عن الكسائي:

تفرَّقتمُ، لا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ،

تفرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ، والأصلُ واحدُ

قال: رماهم بالقِلَّة والذِّلَّة والقطيعة والتفرُّق، قال: ويقال إِن

أَير الضب له رأْسان والأَصل واحد على خلقة لسان الحية، ولكل ضبة

مَسْلَكانِ. والنَّزْكُ: الطعن بالنَّيْزَك. والنَّيْزَكُ: الرمح الصغير، وقيل: هو

نحو المِزْراقِ، وقيل: هو أَقصر من الرمح، فارس معرب، وقد تكلمت به

الفصحاء؛ ومنه قول العجاج:

مُطَرَّرٌ كالنَّيْزَكِ المُطْرُور

وفي الحديث: أَن عيسى، عليه السلام، يقتل الدجال بالنَّيْزَكِ، والجمع

النَّيازِكُ؛ قال ذو الرمة:

أَلا من لِقَلْبٍ لا يَزالُ كأَنه،

من الوَجْدِ، شَكَّتْه صُدور النَّيازِكِ؟

وفي حديث ابن ذي يَزَنٍ:

لا يَضْجَرُونَ وإِنْ كَلَّتْ نَيازِكُهم

هي جمع نَيْزَك للرمح القصير، وحقيقته تصغير الرمح بالفارسية. ورمح

نَيْزَك: قصير لا يُلْحَقُ؛ حكاه ثعلب، وبه يقتل عيسى، عليه السلام، الدجال.

ونَزَكَه نَزْكاً: طعنه بالنَّيْزَك، وكذلك إِذا نَزَعَه وطَعَن فيه

بالقول. والنَّيْزَكُ: ذو سِنانٍ وزُجٍّ، والعُكاز زُجٌّ ولا سنان له.

والنَّزْكُ: سُوءُ القول في الإِنسان ورَمْيُك الإِنسان بغير الحق.

وتقول: نَزَكَه بغير ما رأَى منه. ورجل نُزَكٌ: طَعَّان في الناس، وفي

الصحاح: ورجل نَزَّاك أَي عَيَّاب. أَبو زيد: نَزَكْتُ الرجل إِذا خَرَّقْتَه.

وفي حديث أَبي الدرداء ذَكَر الأَبْدَال فقال: ليسوا بنَزَّاكين ولا

مَعْجِبِينَ ولا مُتَماوِتِينَ؛ النَّزَّاك: الذي يَعِيبُ الناس. يقال:

نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه، كما يقالُ: طَعَنْتُ عليه وفيه، وأَصله من

النَّيْزَكِ

للرُّمْح القصير. وفي حديث ابن عَوْنٍ وذُكِرَ عنده شَهْرُ بن حَوْشَبٍ

فقال: إِن شَهْراً نَزَكُوه أَي طعنوا عليه وعابوه.

نقق

نقق: نَقَّ الظَّليمُ والدجاجةُ والحَجَلةُ والرَّخَمةُ والضَّفادع

والعقرب تَنِقُّ نَقيقاً ونَقْنَقَ: صوَّت؛ قال جرير يصف الخنزير والحَبّ في

حاويائه:

كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ في حَاوِيائه

فَحِيح الأَفَاعِي، أَو نَقِيق العَقارب

والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض ولا تنِقُّ لأنها ترجِّع في صوتها، ونقَّت

الدجاجة وتَقْنَقت؛ ومنه قول يزيد بن الحَكَم:

ضفادِعُها غَرْقَى لَهُنَّ نَقِيقُ

وقيل: النَّقِيقُ والنَّقْنَقةُ من أَصوات الضفادع يفصل بينهما المَدّ

والترجيع، والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض، وكذلك النعامة. ونَقَّ الضِّفْدَع

ونَقْنَق: كذلك، وقيل هو صوت يفصل بينه مدّ وترجيع. وضفدع نَقَّاق

ونَقُوق، وجمع النَّقُوق نُقُق؛ قال رؤْبة:

إذا دَنا منهنَّ أَنقاضُ النُّفُقْ

ويروى النُّقَق على من قال جُدَد في جُدُد، ومن قال رُسْل قال نُقّ؛

أَنشد ثعلب:

على هنين وهَنَات نُقّ

والنَّقَّاق: الضفدع، صفة غالبة؛ تقول العرب: أَرْوَى من النَّقَّاق أَي

الضفدع. والنَّقَّاقة: الضفدعة؛ والنَّقْنَقة: صوتها إذا ضُوعِف وربما

قيل ذلك للهِرِّ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو عمرو:

أَطعَمْت راعِيَّ من اليَهْيَرِّ،

فظَلَّ يَبْكي حَبِجاً بشَرِّ،

خلف اسْتِهِ مثل نَقيق الهِرِّ

وفي رِجْزِ مسيلمة: يا ضِفْدَع نقّي كم تنقّين النَّقِيقُ صوت الضفدع،

وإذا رجّع صوته قيل نَقْنَق. وفي حديث أُم زرع: ودايِسٍ ومُنِقّ؛ قال

أَبو عبيد: هكذا رواه أَصحاب الحديث ومُنِقّ، بالكسر، قال: ولا أَعرف

المُنِقّ، وقال غيره: إن صحت الرواية فيكون من النَّقِيق الصوت، يريد أَصوات

المواشي والأنعام تصفه بكثرة أَمواله، ومُنِقّ من أَنَقَّ إذا صار ذا

نَقِيقٍ أو دخل في النقيق. وفي رواية أُخرى: دايس للطعام ومنِقّ؛ وقال أَبو

عبيد أَيضاً: إنما هو مُنَقٍّ من نقَّيت الطعام.

والنَّقْنَقُ: الظليم، والنِّقْنِقُ، والجمع النَّقانِقُ.

والنِّقْنيقُ: الخشبة التي يكون عليها المصلوب. ونَقْنَقَتْ عينُه

نَقْنقةً: غارت؛ كذا حكاه يعقوب في الأَلفاظ؛ وأَنشد الليث:

خُوص ذوات أَعْيُنٍ نَقانِقِ،

خُصّتْ بها مجهولة السَّمالِقِ

وقال غيره: نَقْنقَتْ بالتاء وأَنكره ابن الأَعرابي وقال: نَقْتَق،

بالتاء، هَبَطَ، وفي المصنف تَقْتَقَت، بتاءين، قال ابن سيده: وهو

تصحيف.

طخف

طخف: الطَّخْفُ والطَّخافُ: السَّحابُ المُرْتَفِع الرقيقُ؛ قال صخر

الغي:

أَعَيْنَيَّ، لا يَبْقى على الدَّهْر قادِرٌ

بِتَيْهُورةٍ، تحت الطَّخافِ العصائبِ

وروي الطِّخاف على أَنه جمع طَخْفٍ، والطَّخْفُ: شيء من الهمّ يَغْشى

القلب. ووجَدَ على قلبه طَخْفاً وطَخَفاً أَي غَمّاً. والطَّخْفُ وطِخْفةُ،

بالكسر

(* قوله «طخفة بالكسر» اقتصر عليه تبعاً للجوهري. والذي في

القاموس وسبقه ياقوت: زيادة الفتح.): موضعان؛ قال:

خُدارِيّة صَقْعاء أَلْصَقَ رِيشَها،

بِطِخْفةَ، يومٌ ذو أَهاضِيبَ ماطِرُ

قال ابن بري: البيت للحَرِث بن وَعْلَة الجَرْمِيّ؛ والذي في شعره:

خُدارِيّة صَقْعاء لَبَّدَ رِيشَها،

من الطَّلِّ، يومٌ ذو أَهاضِيبَ ماطر

وقال جرير:

بطِخْفةَ جالَدْنا المُلُوكَ وخَيْلُنا،

عَشِيَّةَ بِسْطامٍ، جَرَيْنَ على نَحْبِ

وقال الحذْلَمي:

كأَنَّ فوقَ المَتن من سَنامِها

عَنْقاء، من طِخْفةَ أَو رِجامِها

ومنه يوم طِخْفةَ لبني يَرْبُوعٍ على قابُوسَ بن المنذر ابن ماء السماء.

وضرْب طِلَخْفٌ، بزيادة اللام، مثل حِبَجْرٍ أَي شَديد؛ قال حسان:

أَقَمْنا لكم ضَرْباً طِلَخْفاً مُنَكِّلاً،

وحُزناكُمُ بالطَّعْنِ منْ كلِّ جانِب

وقال آخر:

ضَرْباً طِلَخْفاً في الطُّلى سَخِينا

والطَّخْفُ: اللبن الحامِضُ؛ وقال الطرماح:

لم تُعالِجْ دَمْحقاً بائتاً،

شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعِ

اللَّدْمُ: اللَّعْقُ. والدَّعاعُ: عِيالُ الرَّجل. وقال بعض الأعراب:

الطَّخيفَة واللَّخيفةُ الخَزيرةُ؛ رواه أبو تراب، وقيل: الطخْفُ اللبَن

الحامِض.

نشج

نشج: النَّشِيج: الصَّوت. والنَّشِيج: أَشدُّ البُكاء، وقيل: هي

مَأَقَةٌ يرتفع لها النفَسُ كالفُؤَاق. وقال أَبو عبيد: النَّشِيجُ مِثْلُ

البُكاء للصبيِّ إِذا رَدَّدَ صوتَه في صدرِه ولم يُخْرجه. وفي حديث عمر، رحمه

الله: أَنه صلى الفجرَ بالناس فقَرأَ سورة يوسف، حتى إِذا جاء ذِكرُ

يوسف بَكى حتى سُمِعَ نَشِيجُه خَلْفَ الصُّفوف؛ والفعْلُ من ذلك كلِّه

نَشَجَ يَنْشِجُ. وفي حديثه الآخرِ: فنَشَجَ حتى اختَلَفَتْ أَضلاعُه. وفي

حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: شَجِيّ النَّشِيجِ؛ أَرادت أَنه

كان يُحْزِنُ مَن يسمعه يَقرأُ. أَبو عبيد: النَّشِيجُ مِثْلُ بُكاءِ

الصبيِّ إِذا ضُرِبَ فلم يُخْرِجْ بكاءَه وردَّدَه في صدرِه، ولذلك قيل

لِصَوت الحمار: نَشِيج. ابن الأَعرابي: النَّشِيجُ من الفَمِ، والخَنِينُ

والنَّخِيرُ من الأَنْفِ. ونَشَجَ الباكي يَنْشِجُ نَشْجاً ونَشِيجاً إِذا

غُصَّ بالبُكاءِ في حَلقِه من غير انْتِحابٍ؛ وفي التهذيب: وهو إِذا

غَصَّ البُكاءَ في حَلْقِه عند الفَزْعة. وفي حديث وَفاةِ النبي، صلى الله

عليه وسلم: فَنَشَجَ الناسُ يبكون؛ النَّشِيجُ: صوتٌ معه تَوَجُّعٌ وبُكاءٌ

كما يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءَه ونَحيبَه في صدرِه. والطَّعْنَة تَنْشِجُ

عند خروج الدَّمِ: تَسْمَعُ لها صَوتاً في جَوفِها، والقِدْرُ تَنْشِجُ

عند الغَلَيانِ. وعَبْرةٌ نُشُجٌ: لها نَشِيجٌ. والحِمار يَنْشِجُ

نَشِيجاً عند الفَزَعِ؛ وقال أَبو عبيد: هو صَوتُ الحِمارِ، مِن غير أَن

يَذكُرَ فزَعاً. ونَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِيجاً: ردَّدَه في صَدرِه؛ وكذلك

نَشَجَ الزِّقُّ والحُبُّ والقِدرُ إِذا غَلى ما فيه حتى يُسْمَع له صوتٌ.

والضِّفْدَعُ يَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه؛ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ

ماءَ مَطَر:

ضَفادِعُه غُرْقَى، رِواءٌ كأَنها

قِيانُ شُروبٍ، رَجْعُهنَّ نَشِيج

أَي رَجْعُ الضَّفادِع، وقد يَجوز أَن يكونَ رَجْعَ القِيانِ. ونَشَجَ

المُطَرِِّبُ يَنْشِجُ نَشِيجاً: جاشَتْ به

(* قوله: جاشت به: هكذا في

الأصل. وفي سائر المعاجم: نشج المُطرِبُ فصَلَ بين الصوتين ومدّ؛ وقد يكون

سقط شيء من كلام المؤلف.) ؛ قال أَبو ذؤيب يصف قُدوراً:

لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ، كأَنها

ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَش غارُها

والنَّشِيجُ: مَسِيلُ الماء

(* قوله «والنشيج مسيل الماء» كذا بالأصل.)

والجمع أَنْشاج. أَبو عمرو: الأَنْشاجُ مَجاري الماءِ، واحدها نَشَجٌ،

بالتحريك؛ وأَنشد شمر:

تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنهمُ فَعُتائِدُهْ،

فذو سَلَمٍ أَنْشاجُه، فسَواعِدُهْ

والنَّشِيجُ: صَوتُ الماء يَنْشِجُ، ونُشُوجُه في الأَرض أَن يُسْمَعَ

له صوتٌ؛ قال هميان:

حتى إِذا ما قَضَتِ الحَوائِجا،

ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلانِجا

منها، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا

ثَمُّوا: أَصْلَحوا.

والنُّوشَجانُ: قبيلة أَو بلدٌ؛ قال ابن سيده: وأُراه فارسيّاً.

قلمس

قلمس: القَلَمَّسُ: البحرُ؛ وأَنشد:

فَصَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما

وبحر قَلَمَّسٌ، بتشديد الميم، أَي زاخر، قال: واللام زائدة.

والقَلَمَّسُ أَيضاً: السيد العظيم. والقَلَمَّسُ: البئر الكثيرة الماء من

الرَّكابا كالقَلَنْبَس. يقال: إِنها لقَلَمَّسَة الماء أَي كثيرة الماء لا

تَنزَح. ورجل قَلَمَّسٌ إِذا كان كثير الخير والعطيَّة. ورجل قَلَمَّسٌ: واسع

الخلق

(* قوله «واسع الخلق» في شرح القاموس واسع الحلق.). والقَلَمَّسُ:

الداهية من الرجال، وقيل: القَلَمَّسُ الرجل الداهية المنكَرُ البعيدُ

الغَوْرِ. والقَلَمَّسُ الكِنانيُّ: أَحدُ نَسَأَةِ الشهور على العرب في

الجاهلية، فأَبطل اللَّه النَّسيءَ بقوله: إِنما النَّسيءُ زيادة في

الكفر.

طخخ

طخخ: طخ الشيءَ يَطُخُّه طخّاً: أَلقاه من يده فأَبعَد. والمِطَخَّةُ:

خشبة يُحدَّد أَحد طرفيها ويلعب بها الصبيان. والطَّخُّ كناية عن النكاح؛

وقد طخّ المرأَة يطخّها طَخّاً؛ وروي عن يحيى بن يَعْمَر أَنه اشترى

جارية خُراسانية ضخمةً فدخل عليه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال: نهم

المِطَخَّة والطخُوخ: الشرِسُ في الخلق وسوء العشرة والمعاملة؛ طخَّ طخّاً: شرس في

معاملته.

والطَّخْطَخة: استواء الشيء وتسويته كنحو السحاب يكون فيه جُوَبٌ ثم

يتَطخطخ أَي ينضم بعضه إِلى بعض. وتطخطخ السحابُ إِذا كانت فيه جُوَب ثم

انضم واستوى؛ وسحاب طخطاخ. أَبو عبيد: المتطخطخ من الغيم الأَسودُ. وتطخطخ

الليل: أَظلم وتراكم يكون بغيم وبغير غيم، ومثله تدخدخ، وذلك إِذا كان غيم

يستر ضوء النجوم، وذلك إِذا لم يكن فيه قمر، ولا أَدري ما طخطخه؛ وليل

طُخاطِخ وقد طخطخَه السحاب.

ويقال للرجل الضعيف النظر: متطخطخ، والجمع متطخطخون. ابن سيده:

والمُطَخْطِخ الضعيف البصر. وقد طخطخ الليل بصره إِذا حجبته الظلمة عن انفساح

النظر.

والطخطخة: حكاية بعض الضحك. وطخطخ الضاحك قال: طيخ طيخ، وهو أَقبح

القهقهة، وربما حكى صوت الحلى ونحوه به.

والطَّخطاخ: اسم رجل.

قفخل

قفخل: القُفاخِليَّة: النَّبِيلة العظيمة النَّفِيسة من النساء؛ حكاها

ابن جني.

حقا

حقا: الحَقْوُ والحِقْوُ: الكَشْحُ، وقيل: مَعْقِدُ الإزار، والجمع

أَحْقٍ وأَحْقاء وحِقِيٌّ وحِقاء، وفي الصحاح: الحِقْو الخَصْرُ ومَشَدُّ

الإزار من الجَنْب. يقال: أَخذت بحَقْوِ فلان. وفي حديث صِلةِ الرحم قال:

قامت الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ؛ لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة من

الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يَستمسك القريبُ بقريبه والنَّسيب

بنسيبه، والحِقْو فيه مجاز وتمثيل. وفي حديث النُّعمان يوم نِهُاوَنْدَ:

تَعاهَدُوها بَيْنكم في أَحْقِيكمْ؛ الأَحْقي: جمع قلّة للحَقْو موضع

الإزار. ويقال: رَمى فلانٌ بحَقْوه إذا رَمى بإزاره. وحَقاهُ حَقواً: أَضابَ

حَقْوَه. والحَقْوانِ والحِقْوانِ: الخاصِرَتان. ورجلٌ حَقٍ: يَشْتَكي

حَقْوَه؛ عن اللحياني. وحُقِيَ حَقْواً، فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ: شَكا

حَقْوه؛ قال الفراء: بُنِيَ على فُعِلَ كقوله:

ما أَنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ

قال: بناه على جُفِيَ، وأَما سيبويه فقال: إنما فَعَلوا ذلك لأَنهم

يَميلون إلى الأَخَفِّ إذ الياء أَخَفُّ عليهم من الواو، وكل واحدة منهما

تدخل على الأُخْرى في الأَكثر، والعرب تقول: عُذْتُ بحَقْوِه إذا عاذ به

ليَمْنَعه؛ قال:

سَماعَ اللهِ والعلماءِ أَنِّي

أَعوذُ بحَقْوِ خالك، يا ابنَ عَمْرِو

وأَنشد الأَزهري:

وعُذْتُمْ بِأَحْقاءِ الزَّنادِقِ، بَعْدَما

عَرَكْتُكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها

وقولهم: عُذْتُ بحَقْوِ فلان إذا اسْتَجَرْت به واعْتَصَمْت. والحَقْوُ

والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كله: الإزارُ، كأَنه سُمِّي بما يُلاثُ

عليه، والجمع كالجمع. الجوهري: أَصل أَحْقٍ أَحْقُوٌ على أَفْعُلٍ فحذِف

لأَنه ليس في الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أَدّى قياسٌ

إلى ذلك رفض فأُبْدِلت من الكسرة فصارت الآخرة ياء مكسوراً ما قبلها، فإذا

صارت كذلك كان بمنزلة القاضي والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين،

والكثير في الجمع حُقِيٌّ وحِقِيٌّ، وهو فُعُول، قلبت الواو الأُولى ياء

لتدغم في التي بعدها. قال ابن بري في قول الجوهري فإذا أَدَّى قياسٌ إلى

ذلك رُفِض فأُبدلت من الكسرة قال: صوابه عكس ما ذكر لأَن الضمير في قوله

فأُبدلت يعود على الضمة أَي أُبدلت الضمة من الكسرة، والأَمر بعكس ذلك،

وهو أَن يقول فأُبدلت الكسرة من الضمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه أَعطَى النساءَ اللاتي غَسَّلْنَ ابْنَتَه حين ماتَتْ حَقْوَهُ

وقال: أَشْعِرْنها إيَّاهُ؛ الحَقْو: الإزار ههنا، وجمعه حِقِيٌّ. قال ابن

بري: الأَصل في الحِقْوِ معقدُ الإزار ثم سمي الإزار حَقْواً لأَنه يشد

على الحَقْوِ، كما تسمى المَزادة راوِيَة لأَنها على الراوِية، وهو الجمَل.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للنساء: لا تَزْهَدْنَ في جَفَاءِ

الحَقْوِ أَي لا تزهدن في تَغْليظ الإزار وثخَانَتِه ليكون أَسْتَر لَكُنَّ.

وقال أَبو عبيد: الحِقْو والحَقْو الخاصرة. وحَقْو السهمِ: موضع الريش،

وقيل: مُسْتَدَقُّه من مُؤَخَّره مما يلي الريش. وحَقْوُ الثَّنِيَّةِ:

جانباها.

والحَقْوُ: موضع غليظ مرتفع على السيل، والجمع حِقَاءٌ؛ قال أَبو النجم

يصف مطراً:

يَنْفِي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائِه

وقال النضر: حِقِيٌّ الأَرض سُفُوحُها وأَسنادُها، واحدها حَقْوٌ، وهو

السَّنَد والهَدَف. الأَصمعي: كل موضع يبلغه مَسِيلُ الماء فهو حَقْوٌ.

وقال الليث: إذا نَظَرتَ على رأْس الثَّنيَّة من ثنايا الجبل رأَيت

لِمَخْرِمَيْها حَقْوَيْنِ؛ قال ذو الرمة:

تَلْوي الثنايا، بأَحْقِيها حَواشِيَه

لَيَّ المُلاءِ بأَبْوابِ التَّفارِيجِ

يعني به السَّرابَ. والحِقاءُ: جمع حَقْوَةٍ، وهو مُرْتَفِع عن

النَّجْوة، وهو منها موضع الحَقْوِ من الرجل يتحرّز فيه الضباع من

السيل.والحَقْوة والحِقاءُ: وجَعٌ في البطن يصيب الرجلَ من أَنْ يأْكل اللحمَ

بَحْتاً فيأْخُذَه لذلك سُلاحٌ، وفي التهذيب: يورث نَفْخَةً في

الحَقْوَيْن، وقد حُقِيَ فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ إذا أَصابه ذلك الداءُ؛ قال

رؤبة:

من حَقْوَةِ البطْنِ ودَاءٍ الإغْدَادْ

فمَحْقُوٌّ على القياس، ومَحْقِيٌّ على ما قدمناه. وفي الحديث: إن

الشيطان قال ما حَسَدْتُ ابنَ آدم إلاَّ على الطُّسْأَةِ والحَقْوَة؛

الحَقْوة: وَجَع في البطن. والحَقْوة في الإبل: نحو التَّقْطِيع يأْخذها من

النُّحازِ يَتَقَطَّع له البطنُ، وأَكثر ما تقال الحَقْوة للإنسان، حَقِيَ

يَحْقَى حَقاً فهو مَحْقُوٌّ. ورجل مَحْقُوٌّ: معناه إذا اشتكى حَقْوَه.

أَبو عمرو: الحِقاءُ رِباط الجُلِّ على بَطْنِ الفَرَس إذا حُنِذَ

للتَّضْمِير؛ وأَنشد لطَلْقِ بنِ عديّ:

ثم حَطَطْنا الجُلَّ ذا الحِقاءِ،

كَمِثْلِ لونِ خالِصِ الحِنَّاءِ

أَخْبَرَ أَنه كُمَيْت. الفراء: قال الدُّبَيْرِيَّةُ يقال وَلَغَ

الكلبُ في الإناءِ ولَجَنَ واحْتَقى يَحْتَقِي احْتِقاءً بمعنىً واحد.

وحِقاءٌ: موضع أَو جَبَل.

برغ

برغ: البَرْغُ: لغة في المَرْغِ وهو اللُّعاب. ابن الأَعرابي: بَرِغَ

الرجل إِذا تَنَعَّمَ. قال الأَزهري: أَصل بَرِغَ رَبَغَ. وعَيْش رابِغٌ أَي

ناعم، وهذا مقلوب.

بغش

بغش: البَغْشُ والبَغْشة: المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر، وقيل: هما

السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم

بَغْشاً، وقيل البغشة المطَرَة الضعيفة وهي فوق الطِّشَّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ،

وبُغِشَت الأَرضُ، فهي مَبْغوشة. ويقال: أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل

من المطر. الأَصمعي: أَخَفُّ المطر وأَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم

البَغْشُ. وفي الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال: كُنَّا مع

النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، ونَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌّ من مطر،

فنادى منادي النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في

رَحْله فَلْيَفْعَلْ، وفي رواية: فأَصابنا بُغَيْش، تصْغير بَغْش وهو المطر

القليل، أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش، وقد بَغَشَت السماء تبْغَش

بَغْشاً.

دنس

دنس: الدَّنَسُ في الثياب: لَطْخُ الوسخ ونحوه حتى في الأَخلاق، والجمع

أَدْناسٌ. وقد دَنِسَ يَدْنَسُ دَنَساً، فهو دَنِسٌ: تَوَسَّخَ.

وتَدَنَّسَ: اتَّسَخ، ودَنَّسَه غيره تَدْنِيساً. وفي حديث الإِيمان: كأَن ثيابه

لم يَمَسَّها دَنَسٌ؛ الدَّنَسُ: الوَسَخُ؛ ورجل دَنِسُ المروءَةِ،

والاسم الدَّنَسُ. ودَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فعل ما يَشِينُه.

بهتر

بهتر: البُهْتُر: القصير، والأُنثى بُهْتُرٌ وبُهْتُرَةٌ، وزعم بعضهم

أََن الهاء في بُهْتُرٍ بدل من الحاء في بُحْتُرٍ؛ وأَنشد أَبو عمرو لنجاد

الخبيري:

عِضٌّ لَئِيمٌ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ،

ليس بِجِلْحَابٍ ولا هَقَوَّرِ،

لكنه البُهْتُر وابنُ البُهْتُرِ

العِضُّ: الرجل الداهي المنكر. والجلحاب: الطويل، وكذلك الهقوّر، وخص

بعضهم به القصير من الإِبل، وجمعه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ؛ وأَنشد الفرّاء

قول كثير:

وأَنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

إِليَّ، وما تَدْرِي بذاك القَصائِرُ

عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجالِ، ولم أُردْ

قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ

أَنشده الفرّاء: البهاتر، بالهاء.

مدش

مدش: المَدَشُ: دِقةٌ في اليد واسترخاءٌ وانتشارٌ مع قلّة لحم، مَدِشَت

يدُه مَدَشاً وهو أَمْدَشُ. وفي لحمِه مَدْشةٌ أَي قلةٌ. يقال: يدٌ

مَدْشاءُ وناقة مَدْشاءُ. ابن شميل: وإنه لأَمْدَشُ الأَصابعِ وهو المُنْتَشرُ

الأَصابِع الرَّخْوُ القَصَبةِ، وقال غيره: ناقة مَدْشاءُ اليدينِ

سريعةُ أَوْبِهما في حُسْن سَيْر؛ وأَنشد:

ونازِحة الجُولَيْنِ خاشعة الصُّوَى،

قَطَعْتُ بمَدْشاءِ الذِّراعَيْنِ سَاهِم

وقال آخر:

يَتْبَعْنَ مَدْشاءَ اليَدَيْن قُلْقُلا

الصحاح: المَدَش رَخاوةُ عَصَبِ اليدِ وقلّةُ لحمِها. ورجل أَمْدَشُ

اليدِ، وقد مَدِشَ، وامرأَة مَدْشاءُ اليدِ. ابن سيده: والمَدْشاءُ من

النساء خاصة التي لا لحم على يديها؛ عن أَبي عبيد، وجمل أَمْدَشُ منه.

والمَدَشُ: قلةُ لحمِ ثَدْيِ المرأَةِ؛ عن كراع. ومَدَشَ من الطعام مَدْشاً:

أَكَل منه قليلاً. ومَدَشَ له من العطاء يَمْدُشُ: قلّلَ. التهذيب: ويقال ما

مَدَشْت به مَدْشاً ومَدُوشاً وما مَدَشَني شيئاً ولا أَمْدَشَني وما

مَدَشْتُه شيئاً ولا مَدَّشْتُه شيئاً أَي ما أَعطاني ولا أَعْطَيْتُه،

قال: وهذا من النوادر. ومَدِشَت عينُه مَدَشاً وهي مَدْشاءُ: أَظْلَمت من

جُوع أَو حرِّ شمسٍ. والمَدَشُ: تَشقّق في الرِّجْل. والمَدَشُ في الخيل:

اصْطِكاكُ بواطنِ الرُّسْغَين من شدة الفَدَغِ وهو من عيوب الخيل التي

تكون خِلْقة، والفَدَعُ النواءُ الرُّسْغ من عُرْضِه الوَحْشِيِّ. ورجل

مَدِشٌ: أَخْرَقُ كفَدِش؛ حكاه ابن الأَعرابي. والمَدَشُ: الحُمْق. وما به

مَدْشةٌ أَي مرضٌ، واللَّه أَعلم بالصواب.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.