Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يموت

قسو

(ق س و) : (دِرْهَمٌ قَسِيٌّ) أَيْ رَدِيءٌ ذُو غِشٍّ مِنْ نُحَاسٍ وَغَيْرِهِ وَجَمْعُهُ قِسْيَانُ كَصَبِيِّ وَصِبْيَان.
ق س و : قَسَا يَقْسُو إذَا صَلُبَ وَاشْتَدَّ فَهُوَ قَاسٍ وَقَسِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ وَالْقَسْوَةُ اسْمٌ مِنْهُ. 
ق سورة والقساور وهو الأسد من القسر.

ومن المجاز: قسور العشب كما يقال استأسد، وعن عبض العرب: وجدت عشباً قسوراً، وغلام قسور وقسورة: قويَ وانتهى شبابه. ويعزى إلى عليّ رضي الله عنه:

أنا الذي سمتني أمي حيدره ... أضركم ضرب غلامٍ قسوره
قسو
القَسْوَة: الصَّلاَبَةُ في كلِّ شَيْءٍ، قَسَا يَقسو فهو قاس. وقَلْبٌ قاسٍ.
ولَيْلَة قاسِيَةٌ: شدِيدةُ الظُّلْمَة. والمُقَاساةُ: مُعَالَجةُ الأمْرِ الشَّدِيدِ ومُكابَدَتُّه.
والقِسْيَانُ من الدراهِم: التي خالَطَها غِش، واحِدُها قَسِيٌ، ويقال قَسا الدِّرْهَمُ يَقْسُو، وأصْلُ قِسْيَانٍ: قِسْوَانٌ.
والقَسِيُّ: الشَّدِيْدُ البَعِيْدُ، قَرَبٌ قَسِيٌّ.
وقَسَا - مَقْصور -: اسْمُ جَبَلٍ. وقُرِىء: " جَعلْنا قُلُوبَهُم قَسِيَّةً " وهي التي ليست بخالِصَةِ الإيمانِ؛ كالدَّراهِم القَسِيَّة.

قسو


قَسَا(n. ac. قَسْو
قَسْوَة
قَسَاْوَة)
a. Was hard (heart).
b. Was bad, spurious (money).
قَسَّوَa. Hardened.
b. [acc. & 'Ala], Hardened against (heart).

قَاْسَوَa. Endured, supported, bore.
b. [ coll. ], Was hard, harsh with.

أَقْسَوَa. see II (a)
قَاسٍ (pl.
قُسَاة [] )
a. Hard; unfeeling; severe.

قَسَاوَة []
a. Hardness; hardheartedness; severity.

قَسِيّ [] (pl.
قِسْيَان [] )
a. see 21b. Bad, spurious (money).
مَقْسَاة لِلْقَلْب
a. Heart-hardening (crime).
قَسْوَر
a. A certain plant.
b. Lion.

قَسْوَرَة
a. see supra
(a)b. (pl.
قَسَاْوِ4ُ), Mighty, strong; courageous.
c. Lion.
d. Shooter, caster, slinger.

قِسْيَبّ
a. see under
قَسَبَ
قسو
القَسْوَةُ: غلظ القلب، وأصله من: حجر قَاسٍ، والْمُقَاسَاةُ: معالجة ذلك. قال تعالى:
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ
[البقرة/ 74] ، فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ
[الزمر/ 22] ، وقال: وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ [الحج/ 53] ، وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً [المائدة/ 13] ، وقرئ: قَسِيَّةً أي: ليست قلوبهم بخالصة، من قولهم: درهم قَسِيٌّ، وهو جنس من الفضّة المغشوشة، فيه قَسَاوَةٌ، أي: صلابة، قال الشاعر:
صاح القَسِيَّاتُ في أيدي الصيّاريف
قسو: قسا عليه: صار ضده، قاومه (كوسج طرائف ص82) وفيه: قسا قلبي عليه.
قسا على فلان: كان قاسيا فظا عليه (فوك).
قسى (بالتشديد): جعله صلبا قاسيا. (بوشر، محيط المحيط، معجم الطرائف).
قسى: جعله أليما غاشما. (فوك).
قسى: قاسى، كابد، عاني، تألم، تعذب (فوك).
قسى: قاسى المأبون: انبعثت منه رائحة كريهة (الكالا).
قاسى: هو ما يسمى باللاتينية fello ( الكالا).
تقسى: اغتم، تكدر، حزن. ففي ألف ليلة (برسل 7: 79): لا تتقسى، وفي ماكن: لا تحزن. (انظر بعد ذلك: قسوة ومقسى).
قسوة: الغلظ والصلابة والشدة في كل شيء، وجمود القلب وعدم رحمته. (المعجم اللاتيني- العربي ومنه قصوة، فوك، البيان 1: 86 في المقدمة).
قساوة: قسوة، (فوك، الكالا).
قاس: في معجم بوشر: رجل قاصي (كذا).
رجل عبوس، صارم. وعديم الرحمة (فوك، الكالا) وفي المعجم اللاتيني-العربي: قاصى القلب.
مقسى، وهي مقسية: حزين. (ألف ليلة برسل 7: 122) وفي ماكن (4: 197، 201، 284): حزين.
الْقَاف وَالسِّين وَالْوَاو

قسا الْقلب يقسو قسوة: اشْتَدَّ وعسا.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة: الْقَسْوَة فِي الْأَزْمِنَة، فَقَالَ: " من أَحْوَال الازمنة فِي قسوتها ولينها ... " وَلَيْلَة قاسية: شَدِيدَة الظلمَة.

والمقاساة: مكابدة الْأَمر الشَّديد.

وَيَوْم قسى: شَدِيد من حَرْب أَو شَرّ.

وَقرب قسي: شَدِيد، قَالَ:

وَهن بعد الْقرب القسي ... مسترعفات بشمرذلي

وَدِرْهَم قسي: رَدِيء. وَالْجمع: قسيان، قلبت الْوَاو يَاء للكسرة قبلهَا: كقنية.

وَقد قسا يقسو، قَالَ الْأَصْمَعِي: كَأَنَّهُ إِعْرَاب قاشي.

وقسي بن مُنَبّه: أَخُو ثَقِيف.
ق س و
حجر قاسٍ: صلب " وهو أقسى من الصخر ".


ومن المجاز: قسا قلبه عليّ، وفيه قسوة وقساوة. وقاسيت الأمر: عالجت شدّته. وقست الدارهم تقسو: ردؤت. ودرهمٌ قسيٌّ، ودراهم قسية: لأن ما خلص فضّة فيه لين والردئ جاسٍ صلب. قال أبو زبيد الطائيّ:

لها صواهل في صم السلام كما ... صاح القسيّات في أيدي الصياريف

الضمير للمساحي التي حفر بها قبر عثمان رضي الله عنه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: كيف يدرس العلم، فقالوا: كما يخلق الثوب ويقسو الدرهم، فقال: لا ولكن دروس العلم يموت العلماء.

ومن مجاز المجاز: قول الشّعبيّ لأبي الزّناد: تأتينا بهذه الأحاديث قسيّةً وتأخذها منّا طازجةً وهذا كلام قسيٌّ، كما يقال: كلامٌ زائفٌ وبهرجٌ. ويوم قسيٌّ وليلٌ قسيّ: شديد من بردٍ أو شدّة ظلمةٍ أو شرّ، وهذه عشيةٌ قسيةٌ: باردة، وقسا ليلنا: أظلم، وعامٌ قسي: قحط. وسرنا سيراً قسياً. وأرض قاسية: لا تنبت شيئاً.
قسو
قسا/ قسا على يَقسُو، اقْسُ، قَسَاوَةً وقَسْوةً وقَسْوًا، فهو قاسٍ وقَسيّ، والمفعول مقسوّ عليه
• قَسَا الحَجَرُ: صَلُب واشتدّ وغلُظ "قَسَا الزمنُ/ قلبُه- {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ}: ذهبت منه الرحمة واللِّين".
• قسَا الأستاذُ على تلاميذه: عاملهم بقسوة وشدَّة "قسَا الدهرُ على فلان- كان قاسيًا عليه/ معه/ في معاملته/ أثناء كلامه- فَقَسَا ليزدجروا ومن يكُ حازمًا ... فليقسُ أحيانًا على مَن يرحمِ". 

قاسى/ قاسى من يقاسِي، قاسِ، مُقاسَاةً، فهو مُقاسٍ، والمفعول مُقَاسًى
• قاسَى الشّخصُ الألمَ/ قاسَى الشّخصُ من الألم: كابده وعانى شدَّته، عانى بسبب الألم "قاسَى آلامَ المرض/ المحَن والمصائب/ الجوعَ- قاسَوا الآلامَ في المعركة". 

قسَّى يقسِّى، قَسِّ، تقسيةً، فهو مقسٍّ، والمفعول مقسًّى
• قسَّى قلبَه: جعله قاسيًا، جافًّا، خاليًا من الرَّحمة قليل الإحساس والشُّعور "قسَّته التَّجاربُ والشَّدائد التي مرَّ بها". 

تقسية [مفرد]: مصدر قسَّى. 

قاسٍ [مفرد]: ج قَاسُون وقُسَاة وقُسيّ، مؤ قاسية، ج مؤ قاسِيات وقَواسٍ: اسم فاعل من قسا/ قسا على: " {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قُسِيَّةً} [ق]: يابسة صلبة" ° أَرْض قاسية: لا تنبت شيئًا- لَيْلَةٌ قاسية: شديدة الظُّلمة. 

قَسَاوة [مفرد]: ج قَسَاوات (لغير المصدر):
1 - مصدر قسا/ قسا على.
2 - غِلْظة وقلَّة رَحْمة "قَسَاوة الجنود على الأسرى- قَسَاوة العادات/ الطِّباع". 

قَسْو [مفرد]: مصدر قسا/ قسا على. 

قَسْوة [مفرد]: مصدر قسا/ قسا على. 

قَسِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسا/ قسا على: "قلبٌ قَسِيّ- شتاء قَسِيّ: شديد البرودة". 
قسو
: (و ( {قَسَا قَلْبُه) } يَقْسُو ( {قَسْواً} وقَسْوَةً {وقَساوَةً} وقَساءً) ، بالمدِّ: (صَلُبَ وغَلُظً) ، فَهُوَ {قاسٍ؛ وقولُه تَعَالَى: {ثمَّ} قَسَتْ قُلُوبُكم مِن بَعْد ذلكَ} : أَي غَلُظتْ ويَبِسَتْ وعَسَتْ، فتَأْوِيل {القَسْوةِ فِي القَلْبِ ذَهاب اللِّيْن والرَّحْمة والخُشُوع مِنْهُ.
وأَصْلُ} القَسْوَة: الصَّلابَةُ مِن كلِّ شيءٍ.
(و) مِن المجازِ: {قَسَا (الدِّرْهَمُ) } يَقْسُو {قَسْواً: (زافَ) ، أَي رَدأَ؛ (فَهُوَ} قَسِيٌّ) ، كغَنِيَ، (ج {قِسْيانٌ) ، كصَبِيَ وصِبْيانٍ؛ قُلِبَتِ الواوُ للكسْرَةِ قَبْلها.
وقالَ الأصْمعِي: كأَنَّه إعْرابُ قاشِي؛ ومثْلُهُ لابنِ السيِّدِ فِي كتابِ الفرقِ.
وظاهِرُ كلامِ المصنِّفِ وغيرِهِ أنَّه عَرَبيٌّ. قالَ شَيْخُنا: ووَجْهُه على أنَّه فَعِيل من} القَسْوةِ أَي أَنَّه شَديدٌ صلبٌ لقلَّةِ فضَّتِه.
وقيلَ: دِرْهمٌ {قَسِيٌّ ضَرْبٌ مِن الزُّيوفِ، أَي فِضَّته صُلْبة رَدِيئةٌ ليسَتْ بلَيِّنةٍ. وَفِي الحديثِ: (وَكَانَت زُيوفاً} وقِسْياناً) ، وقالَ مُزَرِّد:
وَمَا زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامَةٍ
وخَمْسِمِىءٍ مِنْهَا {قَسِيٌّ وزائِفُ ويقالُ أَيْضاً: دَرَاهِمُ} قَسِيَّةٌ {وقَسِيَّاتٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي ذُؤَيب:
لَهَا صَواهِلُ فِي صُمِّ السِّلامِ كَمَا
صاحَ} القَسِيَّاتُ فِي أَيْدي الصَّياريفِ (و) يقالُ: (الذَّنْبُ {مَقْساةٌ للقَلْبِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي، (أَي} يُقْسِيهِ {إقْساءً) ؛) وَقد} أَقْساهُ الذَّنْبُ: أَي جَعَلَه قاسِياً. وعنْدِي {مَقْساةٌ: أَي مَا يَحْملُه على} القَساوَةِ.
(و) مِن المجازِ: ( {قَاساهُ) } مُقاساةً: إِذا (كابَدَهُ) وعالَجَ شِدَّته.
(ويَوْمٌ) {قَسِيٌّ، (وقَرَبٌ) } قَسِيٌّ، (وعامٌ! قَسِيٌّ، كغَنِيَ) فِي الكُلِّ: أَي (شَديدٌ من حَرَ أَو بَرْدٍ أَوْ قَحْطٍ ونحوِه) .
(وَفِي الصِّحاحِ: يومٌ قَسِيٌّ أَي شديدٌ مِن حَرْبٍ أَو شَرَ. وبخطِّ أَبي سَهْل: من حَرَ أَو شَرَ؛ وقَرَبٌ {قَسِيٌّ: شديدٌ؛ قالَ أَبو نُخَيْلة:
وهُنَّ بَعْد القَرَبِ} القَسِي ِّمُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّوعامٌ قَسِيٌّ: ذُو قَحْطٍ؛ نقلَهُ الأَزْهرِي؛ وأَنْشَدَ للراجزِ:
ويُطْعِمُونَ الشحمَ فِي العامِ {القَسِيّ قُدماً إِذا مَا احْمَرَّ آفاقُ السُّمِيّ وأَصْبَحَتْ مِثْلَ حَواشِي الأَتْحَمِيّ وقالَ شَمِرٌ: العامُ} القَسِيُّ الشَّديدُ لَا مَطَرَ فِيهِ.
( {وقَسَا: ة بمِصْرَ) مِن أَعْمالِ جَزيرَةِ قويسنا.
(و) أَيْضاً: (قارَةٌ لتَمِيمٍ) ؛) جاءَ فِي شِعْرٍ، أَي فِي قوْلِ ابنِ أَحْمر:
بجَوَ من} قَساً ذَفِرِ الخُزامى
تَهادى الجِرْبِياء بِهِ الحَنِيناوهو حَبْلٌ مِن حِبالِ الدَّهْناءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لرجُلٍ من بَني ضبةَ:
لنا إبِلٌ لم تَدْرِ مَا الذُّعْرُ بَيْتُها
بتِعْشارَ مَرْعاها! قَسًا فصَرائِمُه هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهذِيب: قَسا، غَيْر مجْرَى: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
سَرَتْ تَخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبَيْ قَسا
وحُبَّ بهَا مِن خابِطِ الليلِ زائرُوقالَ أَيْضاً: ولكنَّني أُفْلِتُّ مِن جانِبَيْ {قَسا
أَزُورُ امْرأً مَحْضاً كرِيماً يَمانِيايُقْصَرُ (ويُمَدُّ) ، كِلاهُما عَن ثَعْلب.
قَالَ ابنُ سِيدَه:} وقَساءٌ مَوْضِعٌ أَيْضاً؛ وَقد قيلَ: هُوَ {قَسًى بعَيْنِه.
(و) } قُساءٌ، (كغُرابٍ: جَبَلٌ) ؛) عَن ابنِ برِّي.
قالَ الوَزيرُ المَغْربي: قُساءُ اسْمُ موضِعٍ، غيْرُ مَصْروفٍ.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: وكلُّ اسْمٍ على فُعالٍ فإنَّه يَنْصَرِفُ، فأَمَّا قُساء فَلَا يَنْصرفُ لأنَّه فِي الأصْلِ {قُسَواء على فُعَلاء. (} وأَقْسَى: سَكَنَهُ) ، أَي هَذَا المَوْضِع؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
(و) {قِساءٌ، (ككِساءٍ: ع) عنْدَ ذاتِ العُشَرِ من مَنازِلِ حاجِّ البَصْرَةِ بينَ ماوِيَةَ واليَنْسوعة؛ كَذَا فِي التكْمِلَةِ، وَهُوَ يَنْصرفُ؛ قالَهُ الوَزيرُ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي:} قِسَاءٌ اسْمُ جَبَلٍ، يَنْصرفُ؛ كَذَا قَالَ ابنُ الأنْبارِي. وَقد قَصَرَه ذُو الرُّمّة فقالَ:
أُولَئِكَ أشباه القلاصِ الَّتِي طوتْ
بِنَا البُعدَ من نعفى {قَسَا فالمصانعِ (} والأَقْسَيانُ: نَبْتٌ.
(و) أَيْضاً: (عَلَمٌ.
( {وقَسِيُّ بنُ مُنَبِّهٍ، كغَنِيَ: أَخُو ثَقِيفٍ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: لَقَبُ ثَقيفٍ. قالَ أَبو عبيدٍ: لأنَّه مَرَّ على أبي رِغال وَكَانَ مُصَدِّقاً فقَتَله فقيلَ:} قَسَا قَلْبه فسُمِّي {قَسِيًّا؛ قالَ شاعِرُهم:
نحنُ} قَسِيُّ! وقَسا أَبُونا قُلْت: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهري وَهُوَ المُوافِقُ لقوْلِ أَئِمَّةِ النَّسَبِ.
قَالَ أَبو عبيدٍ القاسِمُ بنُ سَلام مِن النَّسَّابَة: وَلَد مُنَبِّهُ بنُ بكْرِ بنِ هوَازن ثَقِيفاً، واسْمُه {قَسِيٌّ، وأُمُّه أُمَيْمة بنْتُ سعْدِ بنِ هُذَيْل بنِ مدركة، إِلَى آخِرِ مَا قَالَ.
(وذُو قَسِيَ) ، كغَنِيَ: (طَرِيقُ اليَمَنِ إِلَى البَصْرَةِ.
(} وقُسَياءُ، كشُرَكاءَ: جَبَلٌ) أَو وادٍ باليَمامَةِ.
( {وقُسَيَّانُ، كعُلَيَّانَ: وادٍ) قُرْبَ اليَمامَةِ، (أَو صَحْراءُ) بهَا.
(و) } قُسَيانُ، (كعُثْمانَ: ع بالعَقِيقِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَجَرٌ قاسٍ: صُلْبٌ.
وأَرضٌ {قاسِيَةٌ: لَا تُنْبتُ شَيْئا.
ورجُلٌ} قسياوة على فعلاوة؛ حَكَاهُ أَبو حيَّان عَن اللَّحياني.
{والقَسِيَّةُ: الشَّديدَةُ.
وعَشِيَّةٌ} قَسِيَّةٌ: بارِدَةٌ.
ولَيْلَةٌ {قاسِيَةٌ: شَديدَةُ الظَّلْمةِ.
} والقَسِيُّ: الشيءُ المَرْذُول.
ومِن مجازِ المجازِ قَوْلُ الشَّعْبي لأبي الزِّنادِ: تَأْتِينا بِهَذِهِ الأحادِيث {قَسِيَّة وتَأْخُذُها منَّا طازِجَةً، أَي تأْتِينا رَدِيئةً وتأْخُذُها خالِصَةً مُنقَّاة.
وسِرْنا سَيْراً} قَسِيًّا: أَي شَديداً.
وكلامٌ {قَسِيٌّ كَمَا يقالُ زائِفٌ وبَهْرجٌ.
وذُو} قُساء، بالضمِّ: جَبَلٌ عنْدَ ذاتِ العُشَرِ مَنْزِل لحاجِّ البَصْرَةِ بينَ ماوِية والينسوعة؛ قالَ الفَرَزْدق:
وَقَفْتُ بأَعْلى ذِي قُساء مَطِيَّتيأُمَيِّلُ فِي مَرْوانَ وابنِ زِيادِوقالَ نَهْشلُ بنُ حَرِّيَ: تَضَمَّنها مَشارِفُ ذِي {قُساءٍ مَكانَ النَّصْلِ من بَدَنِ السِّلاحِوقُرِىءَ: {وجَعَلْنا قُلُوبَهم} قَسِيّة} ، وَهِي الَّتِي ليسَتْ بخالِصَةِ الإيمانِ.
وَفِي ياقوت: {القِسَى، كإلَى: مَوْضِعٌ؛ كَذَا عَن ابنِ السيِّد.

جأى

(جأى)
عَلَيْهِ جأيا عض وَالشَّيْء جأوا وجأيا حَبسه وأمسكه وَفِي الْمثل (أَحمَق لَا يجأى مرغه) لَا يحبس لعابه يضْرب لمن لَا يكتم سره وغطاه وستره والسر كتمه وَالثَّوْب خاطه وَأَصْلحهُ والسقاء والنعل رقعهما وَالْقدر جعل لَهَا جئاوة وَالْغنم حفظهَا
ج أ ى: فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ «لِأَنْ أَطَّلِيَ (بِجِوَاءِ) قِدْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَّلِيَ بِالزَّعْفَرَانِ» وَهُوَ وِعَاءُ الْقِدْرِ أَوْ شَيْءٌ تُوضَعُ عَلَيْهِ مِنْ جَلْدٍ أَوْ خَصَفَةٍ. 
(جأى) - وفي حَدِيثِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوج: "وتَجْأَى الأَرضُ من نَتْنِهم حين يَمُوتُــون".
كذا رُوِي بالهَمْز، ولعَلَّه لُغَة، في قَولِهم: جَوِيَ الماءُ إذا نَتِنَ يَجْوَى، ويكون مَعْنَاه: تُنْتِن الأَرضُ من رِيحِ جِيَفِهم.
يقال: مَاءٌ جَوًى وجَوٍ، ومِياهٌ جَوًى أَيضا وجَوِيَّة: أي مُتَغَيِّرة وإن كان محفوظا بهَذا الَّلفْظ. فيُمكن أن يكون تُجْأَى على صِيغَة ما لَم يُسَمَّ فَاعِله، من قَولِهم: سَمِعتُ سِرًّا فما جَأَيتُه جَأْياً: أي ما كَتمتُه، ويكون مَعْناه: تَنْكَتِم الأَرضُ ويَسْتَتِر سِرُّها بكَثْرة جِيَفِهم لأنها تغطِّي وَجهَ الأرضِ، ويكون من قَولِهم: أصابَتْهم جَأوةٌ: أي سَنَةٌ شَدِيدَة،: أي لا تُنبِتُ الأَرضُ شيئا مِمَّا وَقَع على وَجهِها من جِيَفِهم، والله أعلم.

جَدْجَدَ

(جَدْجَدَ)
(هـ) فِيهِ «فأتَيْنَا عَلَى جُدْجُد مُتَدَمِّن» الجُدْجُد بِالضَّمِّ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا هُوَ الجُدّ، وَهُوَ الْبِئْرُ الْجَيِّدَةُ الْمَوْضِعِ مِنَ الْكَلَأِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ «الجُدْجُد يَمُوت فِي الوَضوء قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ» . هُوَ حَيَوَانٌ كالجَراد يُصَوّت فِي اللَّيْلِ. قِيلَ: هُوَ الصَّرْصَر.

حَتْفٌ

(حَتْفٌ)
[هـ] فِيهِ «مَنْ مَاتَ حَتْفَ أنْفِه فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» هُو أنْ يَموت عَلَى فِرَاشِه كَأَنَّهُ سَقَط لأنْفه فَمات. والحَتْف: الْهَلَاكُ. كَانُوا يَتَخَيَّلُون أَنَّ رُوح الْمَرِيضِ تَخْرُج مِنْ أنْفه فَإِنْ جُرح خَرجَتْ مِنْ جِرَاحَتِه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ «مَا مَاتَ مِنَ السَّمكِ حَتْف أنْفِه فَلَا تأكُلْه» يَعْني الطَّافِيَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرة:
والمَرْء يَأتي حَتْفُه منْ فَوْقه
أَيْ إِنَّ حِذْرَه وجُبْنه غَيْرُ دَافِعٍ عَنْهُ المَنيَّة إِذَا حَلَّت بِهِ. وَأَوَّلُ مَن قَالَ ذَلِكَ عَمْرو بْنُ مَامَة فِي شِعْره، يُريد أَنَّ المَوْتَ يَجيئه من السَّماء. [هـ] وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ «إِنَّ صاحِبهَا قَالَ لَها: كُنْت أَنَا وأنْت كَمَا قِيلَ: حَتْفَها تَحْمِل ضَأنُ بأظْلاَفها» هَذَا مثَل. وَأَصْلُهُ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ جَائِعًا بِالْبَلَدِ القَفْر، فوَجد شَاةً وَلَمْ يَكُنْ مَعَه مَا يَذْبَحُها بِهِ، فبَحثَت الشَّاة الأرضَ فظَهَر فِيهَا مُدْيَةٌ فذبَحها بِهَا، فصَار مثَلاً لكُلّ مَن أعَانَ عَلَى نَفْسِه بسُوء تَدْبيره.

رَقَبَ

(رَقَبَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الرَّقِيبُ» وَهُوَ الحافظُ الَّذِي لَا يَغِيب عَنْهُ شيءٌ، فعيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ارْقُبُوا مُحّمدا فِي أَهْلِ بَيْته» أَيِ احفَظُوه فِيهِمْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا مِنْ نَبيّ إلَّا أُعْطِي سَبْعَةَ نُجَباء رُقَبَاء» أي حَفَظة يكونون معه. (هـ) وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ: «مَا تُعدُّون الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا يَبْقى لَهُ وَلَد، فَقَالَ: بَلِ الرَّقُوب الَّذِي لَمْ يُقَدِّم مِنْ وَلَدِه شَيْئًا» ، الرَّقُوب فِي اللُّغَةِ: الرَّجُلُ والمرأةُ إِذَا لَمْ يَعش لَهُمَا وَلَد، لِأَنَّهُ يَرْقُبُ موتَه ويرصُدُه خَوْفًا عَلَيْهِ، فَنَقَلَه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الَّذِي لَمْ يُقَدَّم مِنَ الْوَلَدِ شَيْئًا:
أَيْ يموتُ قَبْله، تَعْريفا أَنَّ الْأَجْرَ وَالثَّوَابَ لِمَنْ قَدَّم شَيْئًا مِنَ الوَلَد، وأنَّ الاعْتداد بِهِ أكثرُ، والنَّفعَ فِيهِ أعظمُ. وأنَّ فّقْدَهم وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا عَظِيمًا فَإِنَّ فقْدَ الأجْر وَالثَّوَابِ عَلَى الصَّبْرِ وَالتَّسْلِيمِ للقضاءِ فِي الآخرِة أعظمُ، وأنَّ المسْلم ولَدُه فِي الْحَقِيقَةِ مَنْ قدَّمه واحْتَسبه، ومَن لَمْ يُرْزَق ذَلِكَ فَهُوَ كَالَّذِي لَا وَلَد لهُ. وَلَمْ يقَلُه إبْطالاً لِتَفْسِيرِهِ اللُّغَوي، كَمَا قَالَ: إِنَّمَا المحرُوب مَنْ حُرِب دِيَنه، لَيْسَ عَلَى أَنَّ مَن أُخِذ مالُه غَيْرُ محرُوب.
(هـ) وَفِيهِ «الرُّقْبَى لِمَنْ أُرْقِبَهَا» هُوَ أَنْ يَقُولَ الرجُل لِلرَّجُلِ قَدْ وهَبتُ لَكَ هَذِهِ الدَّارَ، فَإِنْ مُتَّ قَبْلي رجَعَت إِلَيَّ، وَإِنْ مُتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَكَ. وَهِيَ فُعْلى مِنَ الْمُرَاقَبَةِ؛ لِأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبِهِ. وَالْفُقَهَاءُ فِيهَا مُختلِفون، مِنْهُمْ مَنْ يجعلُها تَمليكا، وَمِنْهُمْ مَن يجعلُها كالعارِيَّة، وَقَدْ تَكَرَّرَتِ الأحاديثُ فِيهَا.
وَفِيهِ «كَأَنَّمَا أعتَقَ رَقَبَةً» قَدْ تَكَرَّرَتِ الأحاديثُ فِي ذكْر الرَّقَبَةِ وعِتْقِها وتحْريرها وفَكّها وَهِيَ فِي الْأَصْلِ العنُقُ، فجعِلت كِنَايَةً عَنْ جميعِ ذَاتِ الإنسانِ؛ تسمِيةَ لِلشَّيْءِ ببعضِه، فَإِذَا قَالَ: أعْتِقُ رَقَبَةً، فَكَأَنَّهُ قَالَ أعْتِق عَبْداً أَوْ أُمَّةً.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «ذَنبُه فِي رَقَبَتِهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَسْم الصَّدقات «وَفِي الرِّقابِ»
يُرِيدُ المُكَاتِبين مِنَ العبِيد يُعْطَون نصِيباً مِنَ الزَّكَاةِ يَفُكُّونَ بِهِ رِقَابَهُمْ، وَيَدْفَعُونَهُ إِلَى مَوَالِيهِمْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرين «لَنَا رِقَابُ الْأَرْضِ» أَيْ نَفْس الْأَرْضِ، يعْني مَا كَانَ مِنْ أَرْضِ الخَراج فَهُوَ لِلْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ شيءٌ؛ لِأَنَّهَا فُتحَت عَنْوة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ «والرَّكائِب المُناخة لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عليهنَّ» أَيْ ذَواتُهنَّ وأحمالُهن.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الخيْل «ثُمَّ لَمْ يَنْس حقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وظُهورها» أَرَادَ بِحَقّ رِقَابِهَا الإحسانَ إِلَيْهَا، وَبِحَقِّ ظُهُورِهَا الحَمْلَ عَلَيْهَا. (س) وفى حديث حفر بئر زمزم.
فغارسهم اللهِ ذِي الرَّقِيب الرَّقِيبُ: الثَّالِثُ مِنْ سِهام المَيْسِر وَفِي حَدِيثِ عُيَينة بْنِ حِصْن ذِكرُ «ذِي الرَّقِيبَةِ» وَهُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ القافِ:
جَبَل بخيَبر.

غَرِقَ

(غَرِقَ)
فِيهِ «الحَرِقُ شَهِيدٌ، والغَرِق شَهيد» الغَرِق بِكَسْرِ الرَّاءِ: الَّذِي يَمُوت بالغَرَق: وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي غَلَبَه الماءُ وَلَمْ يَغْرَقْ، فَإِذَا غَرِقَ فَهُوَ غَرِيق.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يأتِي عَلَى النَّاس زمانٌ لَا يَنْجُو [مِنْهُ ] إلاَّ مَنْ دَعَا دُعَاءَ الغَرِق» كأنَّه أرادَ إلاَّ مَن أخْلَص الدُّعاء، لِأَنَّ مَن أشْفَى عَلَى الْهَلَاكِ أخْلَصَ فِي دُعائه طَلَبَ النَّجاةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الغَرَق والحَرق» الغَرَق بِفَتْحِ الرَّاءِ: المَصْدَر.
(س) وَفِيهِ «فلمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احمرَّ وَجْهُه واغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ» أَيْ غَرِقَتَا بالدُّموع، وَهُوَ افْعَوْعَلَت مِنَ الغَرَق.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَحْشِي «أَنَّهُ مَاتَ غَرِقاً فِي الخَمْر» أَيْ متُنَاهِياً فِي شُرْبها والإكْثار مِنْهُ، مُسْتَعار مِن الغَرِق.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «فعَمِل بالمَعاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أعْمالَه» ، أَيْ أَضَاعَ أَعْمَالَهُ الصَّالِحةَ بِمَا ارْتَكَب مِنَ المَعاصِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَقَدْ أَغْرَقَ فِي النَّزْع» أَيْ بَالغَ فِي الأمْر وَانْتَهَى فِيهِ. وأصْلُه مِنْ نَزْع القَوْس ومدِّها، ثُمَّ استعير لمن بالع فِي كُلِّ شَيْءٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَكْوَعِ «وَأَنَا عَلَى رِجْلِي فَأَغْتَرِقُها» يُقَالُ: اغْتَرَقَ الفَرسُ الخيْلَ إِذَا خالَطها ثُمَّ سَبَقَها. واغْتِرَاق النَّفَس: اسْتِيعابُه فِي الزَّفير.
ويُروى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وقد تقدَّم. (س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وذَكَر مَسْجِد الكُوفة «فِي زَاوِيِته فارَ التَّنُّورُ*، وَفِيهِ هَلك يَغُوثُ ويَعُوقُ وَهُوَ الغَارُوق» هُوَ فاعُول مِنَ الغَرَق، لأنَّ الغَرَق فِي زَمَانِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مِنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «وغُرَقاً فِيهِ دُبَّاء» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَعْرُوفُ «مَرَقاً» .
والغُرَق: الْمَرَقُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ «الغُرْقَة بِالضَّمِّ: مِثْلَ الشُّربة مِنَ اللَّبن وَغَيْرِهِ، والجَمْع غُرَق» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَتَكُونُ أصُولُ السَّلْق غُرْقَة» وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «فَصَارَتْ غُرْقَة» وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ: أَيْ ممَّا يُغْرف.
غَرِقَ، كَفَرِحَ، فَهو غَرِقٌ وغارِقٌ وغَريقٌ من غَرْقَى،
والغَرِقَةُ، كفَرِحَةٍ: أرْضٌ تَكونُ في غايَةِ الرِّيِّ.
والغارُوقُ: مَسْجدُ الكوفَة، لأَنَّ الغَرَقَ كانَ منه، وفي زاويَةٍ له فارَ التَّنُّورُ.
والغُرْقَةُ، بالضمِّ: مِثْلُ الشَّرْبَةِ من اللَّبَنِ ونحوِهِ، ج: كصُرَدٍ.
وغَرِقَ، كفَرِحَ: شَرِبَهَا،
وـ زَيْدٌ: اسْتَغْنَى.
وكَزُفَرَ: د باليَمَنِ لهَمْدَانَ، وأُقيمَ الغَرْقُ مُقَامَ المَصْدَرِ الحَقِيقِيِّ، أي: إِغْراقاً.
وغَرْقُ: ة بِمَرْوَ، وليْسَ تَصْحِيفَ: غَزَقَ بالزاي، مُحرَّكةً، منها: جُرْموزُ بنُ عبدِ اللهِ المُحَدِّثُ.
والغِرْقِئُ، هَمْزَتُهُ زائِدَةٌ، وهذا مَوْضِعُهُ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ.
وغَرْقَأتِ الدَّجاجَةُ بَيْضَتَها: باضَتْهَا وليس لها قِشْرٌ يابِسٌ. وكزُبَيْرٍ: وادٍ لِبَنِي سُلَيمٍ.
وغَرَقْتُ من اللَّبَنِ: أخَذْتُ منه كُثْبَةً.
وإنه لَغَرِقُ الصَّوْتِ، ككَتِفٍ: مُنْقَطِعُه مَذْعُورٌ.
والغِرْياقُ، كجِرْيالٍ: طائِرٌ.
وأغْرَقَه في الماءِ: غَرَّقَهُ،
وـ الكأْسَ: مَلأَهَا،
وـ النازِعُ في القَوْسِ: اسْتَوْفَى مَدَّها،
كغَرَّقَ تَغْرِيقاً.
ولِجامٌ مُغَرَّقٌ بالفِضَّةِ، كَمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ: مُحَلًّى.
والتَّغْرِيقُ: القَتْلُ، وأصْلُهُ: أنَّ القابِلَةَ كانتْ تُغَرِّقُ المَوْلُودَ في ماءِ السَّلَى عامَ القَحْطِ لِــيَمُوتَ، ثم جُعِلَ كلُّ قَتْلٍ تَغْرِيقاً.
واسْتَغْرَقَ: اسْتَوْعَبَ،
وـ في الضَّحِكِ: اسْتَغْرَبَ.
واغْتَرَقَ الفَرَسُ الخَيْلَ: خالَطَها ثم سَبَقَها،
وـ النَّفْسُ: اسْتَوْعَبَتْ في الزَّفِيرِ،
وـ البَعيرُ التَّصْدِيرَ: ضَخُمَ بَطْنُهُ، فاسْتَوْعَبَ الحِزَامَ حتى ضاقَ عنه،
كاسْتَغْرَقَهُ.
وفُلانَةُ تَغْتَرِقُ نَظَرَهُمْ، أي: تَشْغَلُهُم بالنَّظَرِ إليها عن النَّظَرِ إلى غَيْرِهَا لِحُسْنِها.
واغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ: دَمَعَتَا كأنها غَرِقَتْ في دَمْعِهَا.
وغاريقون، أو أغاريقون: أصْلُ نَباتٍ، أو شيءٌ يَتَكَوَّنُ في الأَشْجارِ المُسَوَّسَةِ، تِرْياقٌ للسُّمُومِ، مُفتِّحٌ، مُسْهِلٌ لِلْخِلْطِ الكَدِرِ، مُفَرِّحٌ، صالِحٌ لِلنَّسا والمَفاصِلِ، ومَنْ عُلِّقَ عليه لا يَلْسَعُه عَقْرَبٌ.

عَمِلَ

(عَمِلَ)
فِي حَدِيثِ خَيْبَرَ «دَفَع إِلَيْهِمْ أرضَهم عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوها مِنْ أمْوالهم» الاعْتِمَال:
افْتِعال، مِنَ العَمَل: أَيْ أنَّهم يَقُومون بِمَا تَحْتاج إِلَيْهِ مِنْ عِمَارة وزِرَاعة وَتَلْقِيحٍ وَحِرَاسَةٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
(س) وَفِيهِ «مَا تَركْتُ بَعْد نَفقة عِيَالي ومَؤنة عَامِلِي صَدَقةٌ» أَرَادَ بِعياله زَوْجَاتِه، وبعَامِلِه الخليفةَ بَعْدَهُ. وَإِنَّمَا خَص أزْوَاجه لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ نِكاحُهُنَّ فجَرتْ لهنَّ النَّفقة، فإنَّهنَّ كالمعْتدّات.
والعَامِل: هُوَ الَّذِي يتَولَّى أُمور الرَّجُلِ فِي مالِه ومِلْكه وعَمَلِه، وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّذِي يَسْتَخْرج الزَّكَاةَ: عَامِل. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَالَّذِي يأخُذه العَامِل مِنَ الأجْرة يُقَالُ لَهُ:
عُمَالَة بِالضَّمِّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قَالَ لابْن السَّعْدِي: خُذْ مَا أُعْطِيتَ فَإِنِّي عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَمَّلَنِي» أَيْ أَعْطَانِي عُمَالَتِي وأجْرةَ عَمَلِي. يُقَالُ مِنْهُ: أَعْمَلْتُه وعَمَّلْتُه. وَقَدْ يكونُ عَمَّلْتُه بِمَعْنَى وَلَّيْتُه وجَعَلْتُه عَامِلا.
وَفِيهِ «سُئل عَنْ أَوْلَادِ الْمُشركين فَقَالَ: اللَّهُ أعلَم بِمَا كَانُوا عَامِلِين» قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
ظاهِرُ هَذَا الْكَلَامِ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يُفْتِ السائلَ عَنْهُمْ، وأنَّه ردَّ الأمْرَ فِي ذَلِكَ إِلَى عِلم اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أنَّهم مُلْحَقون فِي الْكُفْرِ بِآبَائِهِمْ، لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ عَلِم أنَّهم لوْ بَقوا أحْيَاء حَتَّى يكْبَرُوا لعَمِلُوا عَمَل الكُفَّار. ويَدلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «قُلْت: فَذَرَارِيّ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: هُم مِنْ آبَائِهِمْ، قُلْتُ: بِلاَ عَمَل؟ قَالَ: اللَّهُ أعْلم بِمَا كَانُوا عَامِلِين» .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فِيهِ أنَّ كُلَّ مَوْلود إِنَّمَا يُولَد عَلَى فِطْرتِه الَّتِي وُلدَ عَلَيْهَا مِنَ السَّعَادَةِ والشَّقاوة، وَعَلَى مَا قُدِّر لَهُ مِنْ كُفْرٍ وَإِيمَانٍ، فكُلٌّ مِنْهُمْ عَامِل فِي الدُّنيا بالعَمَلِ الْمَشَاكِلِ لِفِطْرته، وَصَائِرٌ فِي العاقِبة إِلَى مَا فُطِر عَلَيْهِ، فَمِنْ عَلامات الشَّقاوة للطِّفْل أَنْ يُولَد بَيْنَ مُشركَيْن فيحْملانِه عَلَى اعْتِقاد دِينهما ويُعَلِّمانِه إِيَّاهُ، أَوْ يَمُوتَ قبْل أَنْ يَعْقِل ويَصِف الدِّين، فيُحْكم لَهُ بحُكم وَالِدَيْه، إِذْ هُوَ فِي حكْم الشَّرِيعَةِ تَبَعٌ لَهُما.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «ليْس فِي العَوَامِل شَيْءٌ» العَوَامِل مِنَ البَقَر: جَمْعُ عَامِلَة، وَهِيَ الَّتِي يُستقى عَلَيْهَا وَيُحْرَثُ وَتُسْتَعْمَلُ فِي الْأَشْغَالِ، وَهَذَا الْحُكْمُ مُطَّردٌ فِي الْإِبِلِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ «أنَّه أُتِيَ بشَرابٍ مَعْمُول» قِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ اللَّبن والعَسل والثَّلْج.
وَفِيهِ «لَا تُعْمَل المَطِيُّ إلاَّ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ» أَيْ لَا تُحَثُّ وتُساق. يُقَالُ: أَعْمَلْتُ.
النَّاقَةَ فعَمِلَت، وناقةٌ يَعْمَلَة، ونُوقٌ يَعْمَلَات.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الإسْرَاء والبُراق «فعَمِلَتْ بأذُنَيها» أَيْ أسْرعت، لِأَنَّهَا إِذَا أسْرعتْ حرَّكت أذُنَيها لِشِدّة السَّير.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ لُقمان «يُعْمِلُ النّاقةَ والسَّاقَ» أخْبَر أَنَّهُ قَوِيٌّ عَلَى السَّيْر راكِباً وَمَاشِيًا، فَهُوَ يَجْمع بَيْنَ الأَمْريْن، وَأَنَّهُ حاذِق بالرُّكوب والمَشي.

عَلِمَ

(عَلِمَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّه تَعَالَى «الْعَلِيمُ» *
هُوَ الْعَالِمُ المُحيطُ عِلْمُه بِجَمِيعِ الأشْياء ظاهِرها وباطِنها، دَقِيقِها وجَلِيلِها، عَلَى أتَمِّ الإمْكان. وفَعِيل مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ.
(هـ) وَفِيهِ ذِكْرُ «الْأَيَّامَ المَعْلُومات» هِيَ عَشْرُ ذِي الحِجَّة، آخِرُهَا يَوْمُ النَّحْر.
(هـ) وَفِيهِ «تَكُونُ الأرضُ يومَ القيامةِ كقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأحَد» المَعْلَم:
مَا جُعِل عَلَامَة للُّطُرق والحُدودِ، مِثْل أَعْلَام الحَرَم ومَعَالِمه المَضْروبة عَلَيْهِ. وَقِيلَ: المَعْلَم: الأثَر، والعَلَم: المنَارُ والجبَل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيَنْزلَنَّ إِلَى جَنْبِ عَلَم» .
(س) وَفِي حَدِيثِ سُهَيْل بْنِ عَمْرٍو «أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ الشَّفَةِ» الأَعْلَم: المَشْقُوق الشَّفَة العُلْيا، والشَّفَةُ عَلْمَاء.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِنَّكَ غُلَيِّم مُعَلَّم» أَيْ مُلْهَم للصَّواب والخَير، كقوله تعالى «مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ» أَيْ لَهُ مَنْ يُعَلِّمُه.
وَفِي حَدِيثِ الدَّجّال «تَعَلَّمُوا أنَّ ربَّكم ليْس بأعْوَرَ» .
وَالْحَدِيثِ الْآخَرِ «تَعَلَّمُوا أنه ليس برى أحدٌ مِنْكُمْ ربَّه حَتَّى يَمُوتَ» قِيلَ هَذَا وأمْثالُه بِمَعْنَى اعْلَمُوا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ يَحْمِل أبَاه ليَجُوزَ بِهِ الصّراطَ، فيَنْظر إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَيْلاَمٌ أمْدَرُ» العَيْلَام: ذكَر الضِّبَاع، وَالْيَاءُ وَالْأَلِفُ زَائِدَتَانِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «قَالَ لِحَافِر الْبِئْرِ: أخْسَفتَ أَمْ أَعْلَمْت؟» يُقَالُ: أَعْلَم الحافِرُ إِذَا وَجَد البِئر عَيْلَماً: أَيْ كَثِيرَةَ الْمَاءِ، وَهُوَ دُون الخَسْف.

عَضَا

(عَضَا)
[هـ] فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
أَيْ جَزَّأُوه أجْزاء» ، عِضِين: جَمْعُ عِضَة، مِنْ عَضَّيْتُ الشَّيْءَ إِذَا فَرَّقْته وجَعَلتَه أَعْضَاء.
وَقِيلَ: الأصلُ: عِضْوَة، فحُذِفَت الواوُ وجُمعَت بِالنُّونِ، كَمَا عمِل فِي عِزِين جَمْعُ عِزْوَة.
وفسَّرها بعضُهم بالسِّحر، من العَضْه والعَضِيهة . وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ، فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ «مَا لَوْ أنَّ رَجُلًا نَحَر جَزُورا وعَضَّاها قَبْلَ غُروب الشَّمْسِ» أَيْ قَطَّعَها وفَصَّل أَعْضَاءها.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَعْضِيَةَ فِي مِيراثٍ إِلَّا فِيمَا حَمَل القَسْمَ» هُوَ أَنْ يموتَ الرجُلُ ويدَعَ شَيْئًا إِنْ قُسِمَ بَيْنَ ورَثَته استضَرُّوا أَوْ بَعْضهم، كالجَوهَرة والطَّيْلَسان والحمَّام وَنَحْوِ ذَلِكَ، مِنَ التَّعْضِيَة: التَّفْريق.

عَرِضَ

(عَرِضَ)
(هـ) فِيهِ «كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَام، دَمُه ومَالُه وعِرْضُه» العِرْض. موضعُ المدْح والذَّم مِنَ الإنْسان، سَوَاءً كَانَ فِي نَفْسه أَوْ فِي سَلَفه، أَوْ مَن يَلْزمه أمْرُه.
وَقِيلَ: هُوَ جَانبُه الَّذِي يَصُونُه مِنْ نَفْسه وحَسَبه، ويُحَامِي عَنْهُ أَنْ يُنْتَقَص ويُثْلَبَ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: عِرْض الرَّجل: نَفْسُه وبدَنُه لَا غيرُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَمَنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استَبْرأ لدِينِهِ وعِرْضِه» أَيِ احْتَاط لنَفْسِه، لَا يَجُوز فِيهِ مَعْنَى الآباءِ والأسْلافِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ضَمْضَم «اللَّهُمَّ إِنِّي تصدَّقْت بعِرْضِي عَلَى عِبادِك» أَيْ تصدَّقْت بعِرْضِي عَلَى مَن ذَكَرني بِمَا يَرْجِعُ إِلَيَّ عَيبُه.
وَمِنْهُ شِعْرُ حَسّان:
فإنَّ أبِي وَوَالِدَه وعِرْضِي ... لعِرْض محمد منكم وقاء
فهذ خاصٌّ للنَّفْسِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرداء «أقْرِضْ مِنْ عِرْضِك لِيَوْمِ فَقْرك» أَيْ مَنْ عابك وذمّك فلا تجازه، واجْعلْه قَرْضا فِي ذِمَّتِهِ لتَسْتوفيَه مِنْهُ يومَ حاجَتك فِي القِيامة.
(هـ) وَفِيهِ «لَيُّ الواجدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه» أَيْ لِصاحِب الدَّيْن أَنْ يَذمّه ويَصِفَه بسُوءِ القَضَاء.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ أَعْرَاضَكم عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمة يومِكم هَذَا» هِيَ جمعُ العِرْض المذْكُور أَوَّلًا عَلَى اختِلاف القَولِ فِيهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صفَة أَهْلِ الْجَنَّةِ «إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهم مِثْل المِسْكِ» أَيْ مِنْ مَعَاطِف أبْدَانهم، وَهِيَ المَوَاضِع الَّتِي تَعْرَق مِنَ الجَسَد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سلَمة لِعَائِشَةَ «غَضُّ الأطْراف وخَفَرُ الأَعْرَاض» أَيْ إِنَّهُنَّ للخَفَر والصَّون يتَسَتَّرُن. ويُروى بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: أَيْ يُعْرِضْنَ عَمَّا كُرِه لهُنَّ أَنْ يَنْظُرن إِلَيْهِ وَلَا يَلْتَفِتْن نَحْوَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ للحُطَيئة «فانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بأَعْرَاض المُسلِمين» أَيْ تُغَنِّي بذمِّهم وذَمِّ أسْلافِهم فِي شِعْرِك. وَفِيهِ «عُرِضَتْ عَليَّ الجنَّةُ والنَّارُ آنِفاً فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ» العُرْض بِالضَّمِّ: الجَانبُ والناحيَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا عُرْضُ وجْهِه مُنْسَحٍ» أَيْ جَانِبُه.
[هـ] وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فقدَّمْتُ إِلَيْهِ الشَّرَابَ فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ فَقَالَ: اضْربْ بِهِ عُرْض الحَائط» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «اذهَبْ بِهَا فاخْلِطْها ثُمَّ ائْتِنا بِهَا مِنْ عُرْضِها» أَيْ مِن جَانِبها.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الحَنفيِّة «كُلِ الْجُبْنَ عُرْضاً» أَيِ اشْتَره ممَّن وجَدْته وَلَا تَسْأل عمَّن عَمِله مِنْ مُسْلم أَوْ غَيره» مأخُوذٌ مِنْ عُرْضِ الشَّيْءِ، وَهُوَ ناحِيتُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجِّ «فَأَتَى جَمْرَةَ الْوَادِي فاسْتَعْرَضَها» أَيْ أَتَاهَا مِنْ جانِبها عَرْضاً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «سَأَلَ عَمْرَو بْنَ مَعْدِ يَكْرِبَ عَنْ عُلَةَ بْنِ جَلْدٍ فَقَالَ: أولئكَ فوارسُ أَعْرَاضِنا، وشِفَاء أمْرَاضِنا» الأَعْرَاض: جمعُ عُرْض، وَهُوَ النَّاحية: أَيْ يَحْمُون نواحِيَنَا وجِهَاتِنا عَنْ تَخَطُّفِ العَدُوّ، أَوْ جَمْعُ عَرْض، وَهُوَ الجيشُ، أَوْ جَمْعُ عِرْض: أَيْ يَصُونون ببَلائِهم أَعْرَاضِنا أَنْ تُذَمَّ وتُعابَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعَدِيّ بْنِ حَاتم. إنَّ وِسَادَك لَعَرِيصٌ» وَفِي رِوَايَةٍ «إِنَّكَ لعَرِيض القَفَا» َكَنى بالوِسَاد عَنِ النَّوْم، لِأَنَّ النَّائِم يتوسَّدُ: أَيْ إنَّ نومَك لَطَوِيلٌ كثيرٌ.
وَقِيلَ: كَنَى بالوِسَاد عَنْ مَوضِع الوَسَاد مِنْ رَأْسِه وعُنُقه، ويشْهدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الثَّانية، فإنَّ عِرَضَ القَفَا كِنايةٌ عَنِ السَّمَن.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَن أكَل مَعَ الصُّبح فِي صَوْمه أصْبَح عَرِيض القَفَا، لأنَّ الصَّوم لَا يُؤَثر فِيهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُحد «قَالَ للمُنهَزِمين: لَقَدْ ذَهَبْتم فِيهَا عَرِيضَة» أَيْ واسِعَة. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَئِنْ أقْصَرْتَ الخُطْبة لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ» أَيْ جِئْتَ بِالْخُطْبَةِ قَصِيرَةً، وَبِالْمَسْأَلَةِ واسعة كثيرة.
(هـ) وفيه «لكم في الوَظِيفَة الفَرِيضَةُ، ولَكُم العَارِض» العَارِض: المَرِيضَةُ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتي أَصَابها كَسْر، يُقَالُ: عَرَضَتِ النَّاقَةُ إِذَا أصَابَها آفَةٌ أَوْ كَسْر: أَيْ إِنَّا لا نأخذ ذات العيب فنصرّ بالصَّدَقة.
يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ أكَّالُون للعَوَارِض، إِذَا لَمْ يَنْحَروا إلاَّ مَا عَرَضَ لَهُ مَرَض أَوْ كَسْر، خَوْفاً أَنْ يَمُوت فَلَا يَنْتَفِعُون بِهِ، والعَرَب تُعَيِّر بأكْلِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتادة في ماشية اليتيم «تصيب مِنْ رِسْلِها وعَوَارِضِها» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث بَدَنةً مَعَ رجُل، فَقَالَ: إِنْ عُرِضَ لَهَا فانْحَرها» أَيْ إِنْ أصَابَها مَرَض أَوْ كَسْر.
(س) وَحَدِيثُ خَدِيجَةَ «أَخَافَ أنْ يَكُونَ عُرِضَ لَهُ» أَيْ عَرَضَ لَهُ الجِنّ، أَوْ أصَابَه مِنْهُمْ مَسٌّ.
(س) وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبير وَزَوْجَتِهِ «فاعْتُرِضَ عَنْهَا» أَيْ أصَابَه عَارِض مِنْ مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِ مَنَعه عَنْ إتْيانها.
(س) وَفِيهِ «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا اعْتِرَاض» هُوَ أَنْ يَعْتَرِضَ رجُلٌ بفرَسه فِي السِّباق فَيَدْخُلَ مَعَ الخَيل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُرَاقة «أَنَّهُ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ الفَرَس» أَيِ اعْتَرَضَ به الطَّريقَ يمنَعُهُما مِنَ المَسِير.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ «كُنْتُ مَعَ خَليلي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوة، إِذَا رَجُل يُقَرّبُ فَرَسا فِي عِرَاض القَوم» أَيْ يَسِيرُ حِذَاءهم مُعَارِضا لَهُمْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ ذَكَر عُمر فأخَذَ الحُسينُ فِي عِرَاضِ كَلامِه» أَيْ فِي مثْل قَوْله ومُقَابِله.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارَضَ جَنَازة أبِي طَالِبٍ» أَيْ أَتَاهَا مُعْتَرِضاً مِنْ بَعْضِ الطَّريق وَلَمْ يَتْبَعه مِنْ مَنزِله. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَارِضُه القُرآن فِي كُلِّ سَنةٍ مَرَّة، وأَنه عَارَضَه الْعَامَ مَرَّتَين» أَيْ كَان يُدَارِسُه جميعَ مَا نَزَل مِنَ الْقُرْآنِ، مِن المُعَارَضَة: المُقابلة.
وَمِنْهُ «عَارَضْتُ الكِتَابَ بِالْكِتَابِ» أَيْ قَابَلْته بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ فِي المَعَارِيض لَمنْدُوحةً عَنِ الكَذِب» المَعَارِيض: جمعُ مِعْرَاض، مِنَ التَّعْرِيض، وَهُوَ خِلافُ التَّصْرِيح مِنَ القَولِ. يُقَالُ: عَرَفْت ذَلِكَ فِي مِعْرَاض كَلَامِهِ ومِعْرَض كلامِه، بحَذْفِ الْأَلِفِ، أَخرَجه أَبُو عُبَيْدٍ وغيرُه مِنْ حَدِيثِ عِمْرَان بْنِ حُصَين وَهُوَ حَدِيثٌ مرفوعٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَمَا فِي المَعَارِيض مَا يُغْنِي المُسْلم عَنِ الكَذب؟» وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مَا أحِبُّ بمَعَارِيض الْكَلَامِ حُمْرَ النَّعَم» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن عَرَّضَ عَرَّضْنَا لَهُ- أَيْ مَنْ عَرَّضَ بالقَذْفِ عَرَّضْنَا لَهُ بتأدِيب لَا يَبلُغُ الحدَّ- ومَن صرَّح بالقذْف حَدَدْناه» .
(س) وَفِيهِ «مِنْ سَعادةِ المرءِ خِفَّةُ عَارِضَيْهِ» العَارِض مِنَ اللِّحْيَةِ: مَا يَنْبُت عَلَى عُرْض اللحْىِ فوقَ الذَّقَن.
وَقِيلَ: عَارِضَا الإنْسَانِ: صَفْحَتا خَدّيه. وخِفّتُهما كِنَايَةً عَنْ كَثْرَةِ الذِّكْرِ لِلَّهِ تَعَالَى وحَرَكتِهما بِهِ.
كَذَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ. وَقَالَ [قَالَ] ابْنُ السِّكِّيت: فلانٌ خَفيفُ الشَّفَة إِذَا كَانَ قَليلَ السُّؤالِ للنَّاس.
وَقِيلَ: أرادَ بخِفَّة العَارِضَيْن خِفَّةَ اللّحْية، وَمَا أَرَاهُ مُناسِباً.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعث أمَّ سُلَيم لتنْظُر امْرَأةً، فَقَالَ: شَمِّي عَوَارِضَها» العَوَارِض:
الأسْنانُ الَّتِي فِي عُرْض الفَمِ، وَهِيَ مَا بَيْن الثَّنايا والأضْراس، واحدُها عَارِض، أمرَهَا بِذَلِكَ لِتَبُور بِهِ نَكْهَتَها.
وَفِي قَصِيدِ كعب: تَجْلُو عَوَارِض ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَت يَعْنِي تَكْشِفُ عَنْ أسْنَانِها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَذِكْرِ سِيَاسَته فَقَالَ: «وأضْرِبُ العَرُوض» وَهُوَ بِالْفَتْحِ من الإبِلِ الَّذِي يأخُذُ يَمِينًا وشِمَالاً وَلَا يَلْزَمُ المَحَجَّة. يَقُولُ: أضْرِبُه حَتَّى يَعُود إِلَى الطَّريق. جَعَلَهُ مَثلا لحُسْن سِيَاسَتِه للأُمَّة .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِي البِجَادَين يُخاطبُ ناقةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وسُومِي ... تَعَرُّض الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
أَيْ خُذِي يَمْنَة ويَسْرة، وتَنكَّبي الثَّنَايَا الغلاَظ. وشبَّهها بالجوزَاء لِأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرضةً فِي السَّماء، لأنَّها غَيْرُ مُسْتَقِيمة الْكَوَاكِبُ فِي الصُّورة.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَن عُرُضٍ
أَيْ أَنَّهَا تَعْتَرِض فِي مَرْتَعِها.
وَفِي حَدِيثِ قَوْمِ عَادٍ «قالُوا: هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُنا»
العَارِض: السَّحاب الَّذِي يَعْتَرِض فِي أفُق السَّمَاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «فأخَذَ فِي عَرُوض آخَرَ» أَيْ فِي طَريق آخَرَ مِنَ الْكَلَامِ.
والعَرُوض: طَرِيقٌ فِي عُرْض الجبَل، والمَكان الذي يُعَارِضك إذا سِرْت. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاشُورَاءَ «فأمَرَ أنْ يُؤْذِنُوا أهْل العَرُوض» أرَادَ مَن بأكْنافِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. يُقَالُ لمكَّة وَالْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ: العَرُوض، وَيُقَالُ للرَّساتيق بِأَرْضِ الْحِجَازِ: الأَعْرَاض، واحِدُها: عِرْض، بِالْكَسْرِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ «أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى بَلغ العُرَيض» هُوَ بِضَمِّ الْعَيْنِ مصَغَّر:
وادٍ بِالْمَدِينَةِ بِهِ أمْوالٌ لأهْلِها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سَاقَ خَلِيجًا مِنَ العُرَيْض» .
(س) وَفِيهِ «ثَلاثٌ فيهنَّ البركةُ، منْهُن البَيعُ إِلَى أجَل، والمُعَارَضة» أَيْ بَيعُ العَرْض بالعَرْض، وَهُوَ بالسُّكون: المَتاعُ بِالْمَتَاعِ لَا نَقْد فِيهِ. يُقَالُ: أخَذْتُ هَذِهِ السِّلعة عَرْضا إِذَا أعْطيتَ فِي مُقابَلتِها سِلْعَة أُخْرَى.
(هـ) وَفِيهِ «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثرة العَرَض، إنَّما الغِنَى غِنَى النَّفس» العَرَض بِالتَّحْرِيكِ:
مَتاعُ الدُّنْيَا وحُطامُها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الدُّنيا عَرَضٌ حاضِرٌ يأكلُ مِنْهُ البَرُّ والفَاجرُ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِأَقْوَالِ شَبْوَةَ «مَا كانَ لَهُمْ مِنْ مِلْكٍ وعرمان ومزاهر وعُرْضَان عِرْضَان» العُرْضَان العِرْضَان : جمعُ العَرِيض، وَهُوَ الَّذِي أتَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَعَزِ سِنَةٌ، وَتَنَاوَلَ الشَّجَرَ وَالنَّبْتَ بعُرْض شِدْقه، وَهُوَ عندَ أَهْلِ الْحِجَازِ خاصَّةً الخِصِيّ مِنْهَا، ويجوزُ أَنْ يكونَ جمعَ العِرْض، وَهُوَ الوادِي الكَثير الشَّجَر وَالنَّخْلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ حَكَمَ فِي صَاحِبِ الغَنَم أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْ رِسْلِها وعِرْضَانِها» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فتَلَقَّتْه امرأةٌ مَعَهَا عَرِيضَان أهْدَتْهما لَه» وَيُقَالُ لِوَاحِدِهَا: عَرُوض أَيْضًا، وَلَا يَكُونُ إِلَّا ذَكرا. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَديٍّ «إنِّي أرْمي بالمِعْرَاض فيَخْزِقُ» المِعْرَاض بِالْكَسْرِ: سَهمٌ بِلَا ريشٍ وَلَا نَصْل، وَإِنَّمَا يُصِيب بعَرْضه دُون حدِّه.
[هـ] وَفِيهِ «خَمِّرُوا آنيَتكم وَلَوْ بعودٍ تَعْرِضُونَه عَلَيْهِ» أَيْ تَضعونه عَلَيْهِ بالعَرْض.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة «تُعْرَض الفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ» أَيْ تُوضَع عَلَيْهَا وتُبْسَط كَمَا يُبْسَط الحَصِير. وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَرْض الْجُنْد بَيْنَ يَدَيِ السُّلطان لإظْهارهِم واخْتِبارِ أحْوالهم.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ عَنْ أُسَيْفع جُهَينة «فَادَّانَ مُعْرِضا» يُرِيدُ بالمُعْرِض المُعْتَرِض: أَيِ اعْتَرَضَ لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضُه. يُقَالُ: عَرَضَ لِيَ الشَّيْءُ، وأَعْرَضَ، وتَعَرَّضَ، واعْتَرَضَ بِمَعْنًى.
وَقِيلَ: أرَادَ أنَّه إِذَا قِيلَ لَهُ: لَا تَسْتَدِن، فَلَا يَقْبل، مِن أَعْرَضَ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا وَلاَّه ظَهْرَه.
وَقِيلَ: أرَادَ مُعْرِضا عَنِ الْأَدَاءِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَكْباً مِنْ تُجَّار الْمُسْلِمِينَ عَرَّضُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ ثِيابا بِيضًا» أَيْ أهْدَوْا لَهُما. يُقَالُ: عَرَضْتُ الرجُل إِذَا أهْديتَ لَهُ. وَمِنْهُ العُرَاضَة، وَهِيَ هَدِيّة القَادِم مِنْ سَفَره.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «وَقَالَتْ لَهُ امْرَأته، وَقَدْ رَجَع مِنْ عَمَله: أَيْنَ مَا جِئت بِهِ مِمَّا يَأْتِي بِهِ العُمَّال مِنْ عُرَاضَة أهْلِهم؟» .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ وَأَضْيَافِهِ «قَدْ عُرِضُوا فأبَوْا» هُوَ بتَخْفيف الرَّاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فاعِله، ومعنَاه: أُطْعِمُوا وقُدِّم لَهُمُ الطَّعام.
(هـ) وَفِيهِ «فاسْتَعْرضهم الخَوارِجُ» أَيْ قَتَلُوهم مِنْ أَيِّ وَجْهٍ أمكنَهم وَلَا يُبَالون مَنْ قَتَلوا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «أَنَّهُ كَانَ لَا يَتأثَّم مِن قَتْل الحَرُورِيّ المُسْتَعْرِض» هُوَ الَّذِي يَعْتَرِض النَّاسَ يقتُلُهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «تَدعون أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُعْرَضٌ لَكُمْ» هَكَذَا رُوِيَ بِالْفَتْحِ. قَالَ الْحَرْبِيُّ: الصَّوَابُ بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: أَعْرَضَ الشيءُ يُعْرِضُ مِنْ بَعِيد إِذَا ظَهَرَ: أَيْ تدعُونه وَهُوَ ظاهرٌ لَكُمْ! (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ «أَنَّهُ رَأَى رجُلا فِيهِ اعْتِرَاض» هُوَ الظُّهُور والدُّخُول فِي الْبَاطِلِ والامْتِنَاع مِنَ الْحَقِّ. واعْتَرَضَ فلانٌ الشيءَ تكلَّفه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْأَهْتَمِ «قَالَ للزِّبْرِقان إِنَّهُ شَدِيدُ العَارِضَة» أَيْ شَدِيدُ النَّاحِيَةِ ذُو جَلَد وصرامةٍ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ رُفِع لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِضُ الْيَمَامَةِ» هُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ.
عُرْضَتُها طامِسُ الأعلامِ مَجْهولُ هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: بَعِيرٌ عُرْضَة لِلسَّفَرِ: أَيْ قَوِيٌّ عَلَيْهِ. وجَعلْتُه عُرْضَة لِكَذَا: أَيْ نَصَبته لَهُ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ الْحَجَّاجَ كانَ عَلَى العُرْضِ وَعِنْدَهُ ابنُ عُمَرَ» كَذَا رُوي بِالضَّمِ. قَالَ الحَرْبي:
أظنُّه أرادَ العُرُوض: جَمْع العُرْض، وَهُوَ الجيشُ.

طَرَفَ

طَرَفَ
الجذر: ط ر ف

مثال: طَرَف عَيْنَهُ فدمعت
الرأي: مرفوضة
السبب: لشيوعها على ألسنة العامة.
المعنى: أصابها بشيء

الصواب والرتبة: -طَرَف عَيْنَهُ فدمعت [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «طَرَفَ» في المعاجم، ففي اللسان: «طَرَفْتُ عَيْنَه: إذا أصبتُها بشيء فدَمِعَتْ».
(طَرَفَ)
(هـ) فِيهِ «فَمَالَ طَرَفٌ مِنَ المُشركين عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ قِطْعَةٌ مكنهم وَجَانِبٌ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ إِذَا اشْتَكى أحدُهم لَمْ تنْزل البُرْمَةُ حَتَّى يَأتِيَ عَلَى أحَدِ طَرَفَيْهِ» أي حتى يُفِيقَ مِنْ عِلَّته أَوْ يَمُوت، لِأَنَّهُمَا مُنْتهى أَمْرِ الْعَلِيلِ. فَهُمَا طَرَفَاه: أَيْ جَانِبَاه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَتْ لابْنها عَبْدِ اللَّهِ: مَا بِي عَجَلةٌ إِلَى الْمَوْتِ حتَّى آخُذَ عَلَى أحَدِ طَرَفَيْك: إمَّا أَنْ تُسْتَخْلفَ فَتَقُرَّ عَيْني، وإمَّا أَنْ تُقْتَلَ فأحْتَسِبَك» .
وَفِيهِ «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جُعِل فِي سَرَبٍ وَهُوَ طِفْل، وجُعِل رزْقُه فِي أَطْرَافه» أَيْ كَانَ يَمُصُّ أصابِعَه فيَجِدُ فِيهَا مَا يُغَذّيه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَبيصَة بْنِ جَابِرٍ «مَا رأيتُ أقْطَعَ طَرَفاً مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ» يُريد أمْضى لِساناً مِنْهُ. وطَرَفَا الْإِنْسَانِ لِسَانه وذَكَره.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: «لَا يُدْرَي أيُّ طَرَفَيْه أطْوَل» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ طاوُس «إنَّ رَجُلًا واقَعَ الشَّرَاب الشَّديدَ فَسُقِي فَضَرِي، فَلَقد رأيتُه فِي النِّطَع وَمَا أدْرِي أيُّ طَرَفَيْه أسْرَع» أَرَادَ حَلْقَه ودُبُرَه: أَيْ أصابَهُ القَيءُ والإسهالُ فَلَمْ أدْر أيّهُما أسْرَع خُرُوجا مِنْ كَثْرتِه.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «قَالَتْ لِعَائِشَةَ: حُمَادَياتُ النِّسَاءِ غَضُّ الأَطْرَاف» أرادَت قَبْضَ الْيَدِ والرِّجل عَنِ الحَرَكَة والَّسير. يَعْنِي تَسْكين الأَطْرَاف وَهِيَ الأعْضَاء.
وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هِيَ جَمْعُ طَرْف الْعَيْنِ، أَرَادَتْ غَضّ البَصَر.
قَالَ الزَّمخشري: «الطَّرْف لَا يُثَنّي وَلَا يُجمَع لِأَنَّهُ مَصْدر، وَلَوْ جُمِعَ فَلَمْ يُسْمع فِي جَمْعه أَطْرَاف، وَلَا أَكَادُ أشُكّ أَنَّهُ تَصْحيف، والصوابُ «غَضُّ الإطْرَاق» : أَيْ يَغْضُضْن مِنْ أبْصَارِهِنَّ مُطرِقاتٍ رَامِيَاتٍ بأبْصارهنَّ إِلَى الْأَرْضِ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ نَظَر الفُجْأة قَالَ: «أَطْرِفْ بَصَرك» أَيِ اصرِفْه عمَّا وَقَعَ عَلَيْهِ وامْتَدَّ إِلَيْهِ. ويُرْوى بِالْقَافِ وسَيُذكر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ «إنَّ الدُّنْيَا قَدْ طَرَفَتْ أعيُنَكم» أَيْ طَمحَتَ بأبْصَارِكم إِلَيْهَا، مِنْ قَولِهم امرأةٌ مَطْرُوفَة بالرِّجال، إِذَا كَانَتْ طَمَّاحة إِلَيْهِمْ. وَقِيلَ طَرَفَتْ أعينُكم: أَيْ صَرَفَتها إِلَيْهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ «كَانَ لَا يَتَطَرَّفُ مِنَ البَوْل» : أَيْ لَا يَتَبَاعد، مِنَ الطَّرَف: النَّاحِيَةِ.
(س) وَفِيهِ «رأيتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ» المِطْرَف بكَسر الْمِيمِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّهَا:
الثوبُ الَّذِي فِي طَرَفَيْه عَلَمان. وَالْمِيمُ زائدةٌ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «كَانَ عَمْرٌو لمُعَاوية ــكالطِّرَاف المَمْدُود» الطِّرَاف: بيتٌ مِنْ أَدَم مَعْروف مِنْ بُيُوت الأعْرَاب.
(س) وَفِي حَدِيثِ فُضَيل «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَصْلَعَ، فطُرِفَ لَهُ طَرْفَة» أصْلُ الطَّرْف: الضَّرب عَلَى طَرَفِ العَين، ثُمَّ نُقِل إِلَى الضرْب عَلَى الرَّأس.

ضَبُبَ

(ضَبُبَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ أعْرابيا أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ، فَقَالَ: إِنّي فِي غَائِطٍ مُضِبَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّواية بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الضَّادِ، والمعْرُوف بفتحِهما. يُقَالُ أَضَبَّتْ أرضُ فُلان إِذَا كَثُرَ ضِبَابُهَا. وَهِيَ أرضٌ مَضَبَّة: أَيْ ذَاتُ ضِبَابٍ، مثْل مَأْسَدَة، ومَذْأَبَة، ومَرْبَعة: أَيْ ذَاتُ أُسُود وذئَاب ويَرَابيع. وَجَمْعُ المَضَبَّةِ: مَضَابّ، فأمَّا مُضِبَّة فَهِيَ اسمُ فَاعِلٍ مِنْ أَضَبَّتْ كأغدَّت، فَهِيَ مُغِدَّة، فَإِنْ صحَّت الرِّوَايَةُ فَهِيَ بِمَعْنَاهَا. ونَحْوٌ مِنْ هَذَا البِنَاء:
(س) الْحَدِيثُ الآخرُ: «لَمْ أَزَلْ مُضِبّاً بعدُ» هُوَ مِنَ الضَّبِّ: الغَضَبِ والحِقْدِ: أَيْ لَمْ أَزَلْ ذَا ضَبٍّ.
وَحَدِيثُ عَلِيٍّ «كلٌّ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصاحِبه» .
وَحَدِيثُ عَائِشَةَ «فغَضِب القاسِمُ وأَضَبَّ عَلَيْهَا» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ» أَيْ أَكْثَرُوا. يُقَال: أَضَبُّوا، إِذَا تكلَّموا مُتَتَابعا، وَإِذَا نَهَضُوا فِي الأمْر جَمِيعًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُفْضِي بيَدَيه إِلَى الأرضِ إِذَا سَجَد وَهُما تَضِبَّانِ دَماً» الضَّبُّ: دُون السَّيَلان، يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَرَ الدمَ القَاطر نَاقِضًا للوُضوء. يُقَالُ ضَبَّتْ لثاتُهُ دَماً:
أَيْ قَطَرت.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا زَالَ مُضِبّاً مُذ اليَوْم» أَيْ إِذَا تَكَلَّمَ ضَبَّتْ لثاتُهُ دَماً.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «إِنَّ الضَّبَّ لَــيَمُوتُ هُزَالًا فِي جُحْرِهِ بذنْب ابْنِ آدَمَ» أَيْ يُحبَس المَطَرُ عَنْهُ بشُؤْم ذُنُوبهم. وَإِنَّمَا خصَّ الضَّبّ لِأَنَّهُ أَطْوَلُ الحَيَوان نَفْساً، وأصْبَرُها عَلَى الجُوع.
ورُوي «الحُبَارَى» بَدَل الضَّبّ، لِأَنَّهَا أَبْعَدُ الطَّيْرِ نُجْعَةً.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وشُعيب عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «لَيْسَ فِيهَا ضَبُوبٌ وَلَا ثَعُول» الضَّبُوب:
الضَّيِّقَة ثقبُ الإحْليِل.
وَفِيهِ «كنتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَريق مكةَ، فأصابَتْنا ضَبَابَةٌ فرَّقَت بَيْنَ النَّاسِ» هِيَ البُخار المُتَصاعِدُ مِنَ الْأَرْضِ فِي يَوْمِ الدَّجْن، يَصِيرُ كالظُّلّة تَحجُبُ الْأَبْصَارَ لِظُلْمَتِهَا. 

صَعَقَ

(صَعَقَ)
فِيهِ «فَإِذَا مُوسى بَاطِشٌ بالعَرْش، فَلَا أدْرِي أجُوزيَ بالصَّعْقَة أَمْ لَا» الصَّعْق: أَنْ يُغشى عَلَى الإنسانِ مِنْ صَوتٍ شديدٍ يسمَعُه، وربَّما مَاتَ مِنْهُ، ثُمَّ استُعْمل فِي الْمَوْتِ كَثِيرًا.
والصَّعْقَة: المرّةُ الواحدةُ مِنْهُ. ويُريدُ بِهَا فِي الْحَدِيثِ قَوْلَهُ تَعَالَى «وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ وَذِكْرِ السَّحاب «فَإِذَا زَجَر رَعَدت، وَإِذَا رَعَد صَعِقَتْ» أَيْ أصابَت بِصَاعِقَة. والصَّاعِقَة: النارُ الَّتِي يُرْسلها اللهُ تَعَالَى مَعَ الرَّعد الشَّدِيدِ. يُقَالُ صَعِقَ الرجلُ، وصُعِقَ، وَقَدْ صَعَقَتْهُ الصَّاعِقَة. وقد تكرر ذكرُ هذه الفظة فِي الْحَدِيثِ، وكُلّها رَاجِعٌ إِلَى الغَشْي والمَوْت والعَذَاب.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «يُنْتَظر بالمَصْعُوق ثلاثا مالم يَخَافُوا عَلَيْهِ نَتْناً» هُوَ المَغْشِيُّ عَلَيْهِ، أَوِ الَّذي يموتُ فَجْأَةً لَا يُعجَّل دَفْنُه.

شَرَقَ

(شَرَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْحَجِّ ذَكَرَ «أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فِي غَير مَوضِع» وَهِيَ ثلاثةُ أَيَّامٍ تَليِ عِيدَ النَّحْرِ، سُمِّيت بِذَلِكَ مِنْ تَشْرِيقِ اللَّحْمِ، وَهُوَ تَقديدُه وبَسْطه فِي الشَّمْسِ ليَجِفّ، لأنَّ لُحوم الأضاَحِى كَانَتْ تُشَرَّقُ فِيهَا بمنٌى. وَقِيلَ سُمِّيت بِهِ لِأَنَّ الهَدْي والضَّحايا لَا تُنحَرُ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ: أَيْ تَطْلُع.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ المْشركين كَانُوا يَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِير كَيْمَا نُغيِر» ثَبير: جَبَل بِمِنًى، أَيِ ادْخُل أَيُّهَا الجَبَل فِي الشُّرُوقِ، وَهُوَ ضوءُ الشَّمْسِ. كَيْمَا نُغير: أَيْ نَدْفَعُ للنَّحر. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بِهَذَا سُمِّيَتْ.
وَفِيهِ «مَنْ ذَبح قَبْلَ التَّشْرِيقِ فليُعِد» أَيْ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ صلاةَ العيدِ، وَهُوَ مِنْ شُرُوقِ الشَّمْسِ لِأَنَّ ذَلِكَ وَقْتُهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا جُمْعة وَلَا تَشْرِيقَ إلاَّ فِي مِصْرٍ جَامِعٍ» أَرَادَ صلاةَ العِيدِ، وَيُقَالُ لِمَوْضِعِهَا المُشَرَّقُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوقٍ «انطَلِقْ بِنَا إِلَى مُشَرَّقِكُمْ» يَعْنِي المُصَلَّى. وَسَأَلَ أَعْرَابِيٌّ رجُلا فَقَالَ: أَيْنَ مَنْزِل الْمُشَرَّقِ، يَعْنِي الَّذِي يُصَلَّي فِيهِ الْعِيدُ. وَيُقَالُ لَمسْجد الخَيْف الْمُشَرَّقُ، وَكَذَلِكَ لسُوق الطَّائِفِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «نَهى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُق الشَّمْسُ» يُقَالُ شَرَقَتِ الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ، وأَشْرَقَتْ إِذَا أضاءَت. فَإِنْ أَرَادَ فِي الْحَدِيثِ الطُّلُوعَ فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ حَتَّى تطلُع الشَّمْسُ، وَإِنْ أَرَادَ الْإِضَاءَةَ فَقَدْ جاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ حَتَّى تَرتَفِع الشمسُ، والإضاءةُ مَعَ الِارْتِفَاعِ.
(هـ) وَفِيهِ «كَأَنَّهُمَا ظُلَّتان سَوْدَاوَان بَيْنَهُمَا شَرْقٌ» الشَّرْقُ هَاهُنَا: الضَّوءُ، وَهُوَ الشَّمْسُ، والشَّقُّ أَيْضًا.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فِي السَّمَاءِ بابٌ للتَّوبة يُقَالُ لَهُ الْمِشْرِيقُ، وَقَدْ رُدَّ حَتَّى مَا بَقِيَ إِلَّا شَرْقُهُ» أَيِ الضوءُ الَّذِي يَدْخُل مِنْ شقِّ الْبَابِ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَهْب «إِذَا كَانَ الرجُل لَا يُنْكرُ عَمَل السُّوء عَلَى أهْله جَاءَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الْقَرْقَفَنَّةُ فَيَقَعُ عَلَى مِشْرِيقِ بَابِهِ فيمكثُ أربعينَ يَوْمًا، فَإِنْ أنكَر طارَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكر مَسح بجَناَحَيه عَلَى عَينَيه فَصَارَ قُنْذُعاً ديُّوثا» .
(س) وَفِيهِ «لَا تَسْتَقْبلوا القِبلةَ وَلَا تَستَدبرُوها، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبوا» هَذَا أمرٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ كَانَتْ قِبْلتُه عَلَى ذَلِكَ السَّمْت ممَّن هُو فِي جِهَتَى الشَّمال والجَنُوب، فأمَّا مَن كَانَتْ قِبْلته فِي جِهَةِ الشَّرْقِ أَوِ الغَرْب، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُشَرِّقَ وَلَا يُغرِّب، إِنَّمَا يَجْتَنِب أَوْ يَشْتمِل.
وَفِيهِ «أناَخَتْ بِكُمُ الشُّرُقُ الجُونُ» يَعْنِي الفِتَن الَّتِي تَجِيءُ مِنْ جهَةِ الْمَشْرِقِ، جَمْعُ شَارِقٍ.
ويُروى بِالْفَاءِ. وَقَدْ تقدَّم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: إِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا كَشَرَقِ الْمَوْتَى» لَهُ مَعْنَيَانِ: أحدُهما أَنَّهُ أرادَ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ؛ لِأَنَّ الشمسَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إِنَّمَا تَلْبَثُ قَلِيلًا ثُمَّ تَغِيب، فشبَّه مَا بَقِىَ مِنَ الدُّنْيَا ببقاءِ الشَّمس تِلْكَ السَّاعَةَ، والآخَرُ مِنْ قَوْلِهِمْ شَرِق الميِّت بِرِيقِهِ إِذَا غَصَّ بِهِ، فَشَبَّهَ قِلَّة مَا بَقِيَ مِنَ الدنياَ بِمَا بَقِيَ مِنْ حيَاةِ الشَّرِقِ بريقِه إِلَى أَنْ تَخْرُجَ نفْسُه. وسُئل الحسنُ بن محمد بن الْحَنَفِيَّةِ عَنْهُ فَقَالَ:
أَلَمْ تَر إِلَى الشَّمْسِ إِذَا ارْتَفَعت عَنِ الْحِيطَانِ فصارَت بَيْنَ القُبُور كَأَنَّهَا لُجَّة، فَذَلِكَ شَرَقُ الْمَوْتَى. يُقَالُ شَرِقَتِ الشمسُ شَرَقاً إِذَا ضَعُفَ ضَوْءُهَا .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «ستُدرِكُون أَقْوَامًا يُؤَخِّرون الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ الموتَى» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قرأَ سُورَة المُؤْمِنين فِي الصَّلاة، فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذِكْرِ عِيسَى وأمِّه أخَذَته شَرْقَةٌ فركَعَ» الشَّرْقَةُ: المرَّة مِنَ الشَّرَقِ: أَيْ شَرِقَ بدَمْعه فعَيِىَ بِالْقِرَاءَةِ. وَقِيلَ أرادَ أَنَّهُ شَرِقَ بِرِيقِهِ فتَرك القِراءة وَرَكَعَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الحَرَق والشَّرَقُ شهادةٌ» هُوَ الَّذِي يَشْرَقُ بِالْمَاءِ فَــيَمُوتُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَأْكُلِ الشَّرِيقَةَ فإِنها ذَبيحةُ الشَّيْطَانُ» فَعِيله بِمَعْنَى مَفعولة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ أُبَيٍّ «اصطَلحوا عَلَى أَنْ يُعصِّبُوه فَشَرِقَ بِذَلِكَ» أَيْ غَصَّ به. وهو مجاز فيما نالَ مِنْ أمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحَلَّ بِهِ، حَتَّى كَأَنَّهُ شَيْءٌ لَمْ يَقْدِر عَلَى إساغَتِه وابتلاعِه فغصَّ بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهى أَنْ يُضحَّى بِشَرْقَاءَ» هِيَ المشْقوقةُ الأذُن باثْنَتَين. شَرَق أذُنَها يَشْرُقُهَا شَرْقاً إِذَا شقَّها. واسْم السِّمَة الشَّرَقَةُ بِالتَّحْرِيكِ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ فِي النَّاقة المُنكَسِرة: وَلَا هِيَ بفَقِىءٍ فَتَشْرَقُ عُروقُها» أَيْ تَمْتَلِئُ دَمًا مِنْ مَرضٍ يَعْرِض لَهَا فِي جَوفِها. يُقَالُ شَرِقَ الدَّمُ بِجَسَدِهِ شَرَقاً إِذَا ظَهَر ولَم يَسِل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ فِي السُّجُودِ وَهُمَا مُتَفلِّقتَان قَدْ شَرِقَ بَيْنَهُمَا الدَّم» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرمة «رأيتُ ابْنَينِ لساَلمٍ عَلَيْهِمَا ثِيابٌ مُشْرَقَة» أَيْ مُحمرّة.
يُقَالُ شَرِقَ الشَّيْءُ إِذَا اشتدَّت حُمْرَته، وأَشْرَقْتُهُ بالصِّبغ إِذَا بالَغْتَ فِي حُمْرته.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبي «سُئل عَنْ رجلٍ لَطَم عَيْنَ آخَرَ فَشَرِقَتْ بِالدَّمِ ولَمَّا يَذْهبْ ضَوْءها، فَقَالَ:
لَهَا أمْرُها حَتَّى إِذَا مَا تَبَوَّأَتْ ... بأخْفافها مَأْوًى تَبَوَّاَ مَضْجَعا
الضميرُ فِي لهاَ للإْبل يُهْمِلُها الرَّاعِي، حَتَّى إِذَا جاءْت إِلَى الموضِع الَّذِي أعْجَبَها فَأَقَامَتْ فِيهِ مالْ الرَّاعِي إِلَى مَضْجَعِه. ضَرَبَهُ مَثَلا لِلْعَيْنِ: أَيْ لَا يُحْكَم فِيهَا بشيءٍ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِر أمْرِها وما تَؤُول إِلَيْهِ، فَمَعْنَى شَرِقَتْ بِالدَّمِ: أَيْ ظَهَرَ فِيهَا وَلَمْ يَجْر مِنْهَا.

رَجَفَ

(رَجَفَ)
فِيهِ «أيُّها الناسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ
» الرَّاجِفَةُ: النَّفْخَةُ الأُولى الَّتِي يَموت لَهَا الخلائقُ، والرادِفة: النفخةُ الثانيةُ الَّتِي يَحْيَوْن لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وأصلُ الرَّجْفِ:
الحركةُ والاضطرابُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ المَبْعَث «فرجَعَ تَرْجُفُ بِهَا بَوادِرُه» .
رَجَفَ: حَرَّكَ، وتَحَرَّكَ، واضْطَرَبَ شَديداً، رَجْفاً ورَجَفاناً ورُجوفاً ورَجيفاً،
وـ الأرْضُ: زُلْزِلَتْ،
كأَرْجَفَتْ،
وـ القَوْمُ: تَهَيَّؤُوا للحرْبِ،
وـ الرَّعْدُ: تَرَدَّدَتْ هَدْهَدَتُهُ في السَّحابِ.
والرَّجْفَةُ: الزَّلْزَلَةُ.
والراجِفَةُ: النَّفْخَةُ الأولَى، والرادِفَةُ: الثانِيَةُ. وكشدَّادٍ: البَحْرُ لاضْطرابِهِ، ويومُ القِيامَةِ، والحَشْرُ، وضَرْبٌ من السَّيْرِ.
والرَّاجِفُ: الحُمَّى ذاتُ الرِّعْدَةِ.
وأرْجَفَتِ الناقةُ: جاءَتْ مُعْيِيَةً مُسْتَرْخِيَةً أُذُناهَا تَرْجُفُ بهما،
وـ القومُ: خاضُوا في أخْبارِ الفِتَنِ وَنَحْوِهَا، ومنه: {والمُرْجِفُونَ في المدينة} ،
وـ الشيءِ،
وـ به: خاضُوا فيه،
وـ الأرضُ: زُلْزِلَتْ،
كأُرْجِفَتْ، بالضم.

بَطَنَ

(بَطَنَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْباطِنُ»
هُوَ المحتَجِب عَنْ أَبْصَارِ الْخَلَائِقِ وأوْهامهم فَلَا يُدْركهُ بَصَرٌ وَلَا يُحِيطُ بِهِ وَهْمٌ. وَقِيلَ هُوَ الْعَالِمُ بِمَا بَطَن. يُقَالُ: بَطَنْتُ الْأَمْرَ إِذَا عَرَفتَ بَاطِنَهُ.
وَفِيهِ «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَان» بِطَانَة الرَّجُلِ:
صَاحِبُ سِرِّهِ وَدَاخِلَةُ أَمْرِهِ الَّذِي يُشَاوِرُهُ فِي أَحْوَالِهِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «وَجَاءَ أَهْلُ البِطَانَة يَضِجُّون» البِطَانَة: الْخَارِجُ مِنَ الْمَدِينَةِ.
وَفِي صِفَةِ الْقُرْآنِ «لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظهْرٌ وبَطْنٌ» أَرَادَ بِالظَّهْرِ مَا ظهَر بَيَانُهُ، وبالبَطْن مَا احْتِيج إِلَى تَفْسِيرِهِ.
وَفِيهِ «المَبْطُون شهِيدٌ» أَيِ الَّذِي يَمُوتُ بمَرض بَطْنه كالاسْتِسْقاء وَنَحْوِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ امْرَأَةً ماتَتْ فِي بَطَن» وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ هَاهُنَا النَّفَاس وَهُوَ أظْهَرُ، لِأَنَّ الْبُخَارِيَّ تَرْجَم عَلَيْهِ: بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَساء.
وَفِيهِ «تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوح بِطَاناً» أَيْ مُمْتلِئةَ الْبُطُونِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى وَشُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «وعَوْد غَنَمه حُفَّلاً بِطَانا» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أبِيتُ مِبْطَاناً وحَوْلي بُطُونٌ غَرْثُى» المِبْطَان الْكَثِيرُ الْأَكْلِ وَالْعَظِيمُ البَطْن.
وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ «البَطِين الأنْزَع» أَيِ الْعَظِيمُ البَطْن.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ «بَطَنَتْ بِكَ الحُمَّى» أَيْ أثَّرت فِي بَاطنك. يُقَالُ بَطَنَهُ الدَّاءُ يَبْطُنُهُ.
(س) وَفِيهِ «رَجُلٌ ارْتبطَ فَرَسًا لِيَسْتَبْطِنَهَا» أَيْ يَطْلُبَ مَا فِي بَطْنها مِنَ النَّتَاج.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «قَالَ لمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف: هَنيئا لَكَ خَرَجت مِنَ الدُّنيا بِبِطْنتِك لَمْ يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شيءٌ » ضَرَبَ البِطْنَة مَثَلًا فِي أَمْرِ الدِّينِ، أَيْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا سَلِيمًا لَمْ يَثلِم دِينَهُ شيءٌ. وتَغَضْغض الْمَاءُ: نقَص. وَقَدْ يَكُونُ ذَمًّا وَلَمْ يُرِدْ هُنا إِلَّا الْمَدْحَ.
(هـ) وَفِي صِفَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «فَإِذَا رَجُلٌ مُبَطَّن مِثْلُ السَّيف» المُبَطَّن:
الضَّامر الْبَطْنِ.
وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَد «الشَّوْط بَطِين» أَيْ بَعِيد.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «كَتب عَلَى كُلِّ بَطْن عُقولَه» البَطْن مَا دُون الْقَبِيلَةِ وَفَوْقَ الفَخِذ، أَيْ كَتَبَ عَلَيْهِمْ مَا تَغْرَمه الْعَاقِلَةُ مِنَ الدِّيَاتِ، فبيَّن مَا عَلَى كُلِّ قومٍ مِنْهَا. وَيُجْمَعُ عَلَى أَبْطُن وبُطُون.
وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «يُنادي مُنادٍ مِنْ بُطْنَان الْعَرْشِ» أَيْ مِنْ وَسَطه. وَقِيلَ مِنْ أصْله. وَقِيلَ البُطْنَان جَمْع بَطْن: وَهُوَ الْغَامِضُ مِنَ الْأَرْضِ، يُريد مِنْ دوَاخِل العَرش.
وَمِنْهُ كَلَامُ عَلِيٍّ فِي الِاسْتِسْقَاءِ «تَرْوَى بِهِ القِيعَان وَتَسِيلُ بِهِ البُطْنَان» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي «أَنَّهُ كَانَ يُبَطِّنُ لحيتَه» أَيْ يَأْخُذُ الشَّعَر مِنْ تَحْتِ الْحَنَكِ والذَّقَن.
وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ «غَسل البَطْنَة» أَيِ الدُّبُر.

دَبَرَ

(دَبَرَ)
(س) فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: إِذَا بَرأ الدَّبَرُ وعَفَا الأثَرُ» الدَّبَرُ بِالتَّحْرِيكِ: الجُرْح الَّذِي يَكُونُ فِي ظَهْرِ الْبَعِيرِ. يُقَالُ دَبِرَ يَدْبَرُ دَبَراً. وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَقْرَحَ خُفّ الْبَعِيرِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ قَالَ لِامْرَأَةٍ: أَدْبَرْتِ وأنْقَبْتِ» أَيْ دَبِرَ بَعيرك وحَفِيَ.
يُقَالُ: أَدْبَرَ الرَّجُل إِذَا دَبِرَ ظهرُ بَعِيرِهِ، وأنْقَب إِذَا حَفِيَ خُفُّ بَعِيرِهِ.
(هـ س) وَفِيهِ «لَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا» أَيْ لَا يُعْطي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أخَاه دُبُرَهُ وقفَاه فيُعْرض عَنْهُ ويهْجُره.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثةٌ لَا يَقْبِل اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً: رَجُلٌ أَتَى الصَّلَاةَ دِبَاراً» أَيْ بَعْدَ مَا يفوتُ وقتُها. وَقِيلَ دِبَارٌ جَمْعُ دُبُر، وَهُوَ آخرُ أوقاتِ الشَّيء، كَالْأَدْبَارِ في قوله تعالى «وَأَدْبارَ السُّجُودِ»
وَيُقَالُ فلانٌ مَا يَدْرِي قِبَالَ الأمرِ مِنْ دِبَارِهِ: أَيْ مَا أوّلُه مِنْ آخِره. وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَأْتِي الصلاةَ حِينَ أَدْبَرَ وقتُها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ إِلَّا دَبْراً» يُرْوَى بِالْفَتْحِ والضَّم، وَهُوَ منصوبٌ عَلَى الظَّرف.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «وَمِنَ النَّاسِ مَن لَا يَأْتِي الصَّلَاةَ إِلَّا دُبْراً» . وَحَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا دُبُراً» .
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا يَأْتِي الصَّلَاةَ إِلَّا دَبْرِيّاً» يُرْوَى بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِهَا، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الدَّبْرِ: آخِرِ الشَّيْءِ، وَفَتْحُ الْبَاءِ مِنْ تَغْييرات النَّسَب، وانتِصابُه عَلَى الحَال مِنْ فَاعل يَأْتِي.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «وابْعَث عَلَيْهِمْ بَأْسًا تًقْطع بِهِ دَابِرَهُمْ» أَيْ جَميعَهم حَتَّى لَا يَبقَى مِنْهُمْ أحدٌ. ودَابِرُ الْقَوْمِ: آخِرُ مَنْ يَبْقَى مِنْهُمْ ويجيءُ فِي آخِرِهِمْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أيُّما مُسْلمٍ خَلَفَ غَازِيًا فِي دَابِرَتِهِ» أَيْ مَنْ بقيَ بَعْده.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كُنْتُ أرجُو أَنْ يَعيشَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَدْبُرَنَا» أَيْ يَخْلُفَنا بَعْدَ مَوْتِنَا. يُقَالُ دَبَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا بَقِيتَ بعْده.
وَفِيهِ «إِنَّ فُلاناً أعْتَقَ غُلاما لَهُ عَنْ دُبُرٍ» أَيْ بَعْد مَوْتِهِ. يُقَالُ دَبَّرْتُ الْعَبْدَ إذَا علَّقْتَ عِتْقَه بموتِك، وَهُوَ التَّدْبِيرُ: أَيْ أنه يَعْتِقُ بعد ما يُدَبِّرُهُ سيِّده ويَمُوت. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «إِذَا زَوَّقْتُمْ مَساجدَكُم وحَلَّيتُم مَصاحفَكم فَالدَّبَارُ عَلَيْكُمْ» هُوَ بِالْفَتْحِ: الهَلاكُ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «نُصِرتُ بالصَّبا، وأهلِكَتْ عادٌ بِالدَّبُورِ» هُوَ بِالْفَتْحِ: الرّيحُ الَّتِي تُقابِل الصَّبا والقَبُول. قِيلَ سُمِّيت بِهِ لِأَنَّهَا تَأْتِي مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ كَثُر اخْتِلَافُ العُلَماء فِي جِهَاتِ الرِّياح وَمَهابِّها اخْتِلَافًا كَثِيرًا فلم نُطِل بذكر أقوالهم.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لَهُ أَبُو جَهْل يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ صريعٌ:
«لِمَنِ الدَّبَرَة» أَيِ الدَّولةُ والظَّفَرُ والنُّصْرَةُ، وتُفتح الباءُ وتُسكَّنُ. وَيُقَالُ عَلَى مَن الدَّبَرَة أَيْضًا:
أَيِ الهَزيمةُ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهى أَنْ يُضَحَّى بِمُقَابَلةٍ أَوْ مُدَابَرَةٍ» الْمُدَابَرَةُ: أَنْ يُقطعَ مِنْ مُؤخَّر أُذُن الشَّاة شَيْءٌ ثُمَّ يُتْرَكُ مُعَلَّقاً كَأَنَّهُ زَنَمةٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أَمَا سَمعْته مِنْ مُعاذ يُدَبِّرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْهُ.
قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هُوَ يُذَبِّرُه، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ: أَيْ يُتْقِنُه. قَالَ الزَّجّاج: الذَّبْرُ: القراءةُ. (هـ) وَفِيهِ «أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ» هُوَ بِسُكُونِ الْبَاءِ: النَّحْلُ .
وَقِيلَ الزَّنابير. والظُّلّة: السَّحَابُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سُكَينة «جَاءَتْ إِلَى أمِّها وَهِيَ صَغِيرَةٌ تَبْكي، فَقَالَتْ: مَا بِكِ؟ قَالَتْ: مرَّت بِي دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْني بِأُبَيْرةٍ» هِيَ تَصْغِيرُ الدَّبْرَةِ: النَّحلة.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ النَّجاشي «مَا أحِبُّ أَنْ يَكُونَ دَبْرَى لِي ذَهَبًا وأنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ» هُوَ بِالْقَصْرِ: اسْمُ جبلٍ. وَفِي رِوَايَةٍ «مَا أحِبُّ أَنَّ لِي دَبْراً مِنْ ذَهَبٍ» الدَّبْرُ بِلِسَانِهِمْ: الجبلُ، هَكَذَا فُسِّر، وَهُوَ فِي الْأُولَى مَعْرِفَةٌ، وَفِي الثَّانِيَةِ نَكِرةٌ.
وَفِي حَدِيثِ قَيْس بْنِ عَاصِمٍ «إِنِّي لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ والنابَ الْمُدْبِرَ» أَيِ الَّتِي أَدْبَرَ خَيرُها.

خَلَسَ

(خَلَسَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنِ الْخَلِيسَةِ» وَهِيَ مَا يُسْتَخْلَص مِنَ السَّبُع فَــيَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يُذكَّى، منْ خَلَسْتُ الشَّيْءَ واخْتَلَسْتُهُ إِذَا سَلَبْتُه، وَهِيَ فَعيلة بِمَعْنَى مَفْعُوِلَةٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيْسَ فِي النُّهْبة وَلَا فِي الْخَلِيسَةِ قَطْعٌ» وَفِي رِوَايَةٍ «وَلَا فِي الْخُلْسَة» أَيْ مَا يُؤْخَذُ سَلْبا ومُكابَرة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «بادِرُوا بِالْأَعْمَالِ مَرَضاً حابِساً أَوْ مَوْتاً خَالِساً» أَيْ يَخْتَلِسُكُمْ عَلَى غَفْلة.
(هـ) وَفِيهِ «سرْ حَتَّى تَأْتِيَ فَتَياتٍ قُعْساً وَرِجَالًا طُلْساً، ونِسَاءً خُلْساً» الْخُلْسُ:
السُّمْر، وَمِنْهُ «صَبيٌّ خِلَاسِيٌّ» ، إِذَا كَانَ بَيْنَ أبْيَض وأسْوَد يُقَالُ خَلَسَتْ لِحْيَتُه إِذَا شَمِطَتْ.

خَفَتَ

خَفَتَ خُفوتاً: سَكَنَ وسَكَتَ،
وـ خُفاتاً: مات فَجْأَةً.
والخَفْتُ: إسْرارُ المَنْطِقِ،
كالمُخافَتَةِ والتخافُتِ.
والخَفْتُ، وبالضم: السَّذابُ.
والخافِتُ: السَّحابُ ليس فيه ماءٌ، وزرْعٌ لم يَطُلْ.
والخَفوتُ: المرأةُ المَهْزولةُ، أو التي تُسْتَحْسَنُ وحْدَها، لا بين النِّساءِ.
وأخْفَتَتِ الناقةُ: نُتِجَتْ ليَوْمِ مَلْقَحِها.
وخُفْتَيانِ، بالضمِّ: قَلْعَتانِ بِإِرْبِلَ.
(خَفَتَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَثَل المُؤْمن كمَثَل خَافِتِ الزَّرْعِ يَميل مَرَّةً ويَعْتَدل أُخْرَى» وَفِي رِوَايَةٍ «كَمَثَلِ خَافِتَةِ الزَّرْعِ» الْخَافِتُ: والْخَافِتَةُ مَا لاَنَ وَضَعُف مِنَ الزَّرْعِ الغَضّ، ولحُوق الْهَاءِ عَلَى تَأْوِيلِ السُّنْبُلة. وَمِنْهُ خَفَتَ الصَّوت إِذَا ضَعُفَ وسكَن. يَعْنِي أَنَّ المُؤْمِنَ مُرَزَّأٌ فِي نَفْسه وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، مَمْنُوٌّ بِالْأَحْدَاثِ فِي أَمْرِ دُنْياه. ويُروى كَمَثل خَامَة الزَّرع.
وَسَتَجِيءُ فِي بَابِهَا.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نَوم المُؤْمن سُبات، وسمعُه خُفَاتٌ» أَيْ ضَعِيفٌ لَا حِسَّ لَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ «سَمْعُه خُفَاتٌ، وفَهْمُه تَارَاتٌ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ «رُبَّما خَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِرَاءَتِهِ، وَرُبَّمَا جَهَرَ» .
وَحَدِيثُهَا الْآخَرُ «أُنْزِلَتْ «وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها»
فِي الدُّعاء» وَقِيلَ فِي القِراءة. والْخَفْتُ ضِدّ الجَهْر.
وَفِي حَدِيثِهَا الْآخَرِ «نَظَرَت إِلَى رجُل كَادَ يَموت تَخَافُتاً، فَقَالَتْ مَا لِهَذَا؟ فَقِيلَ إِنَّهُ مِنَ القُرَّاء» التَّخَافُتُ: تَكَلُّف الْخُفُوت، وَهُوَ الضَّعف والسُّكونُ وإظْهارُه مِنْ غَيْرِ صحَّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صَلَاةِ الْجِنَازَةِ «كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مُخَافَتَة» هُوَ مُفَاعَلة مِنْهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.