من (ج ز ر) تصغير الجَزَر: نبات يؤكل طازجا ومخللا والجزر: الأرض التي ينحسر عنها البحر، والجزر: ما يصلــح أن يذبح من الإبل.
من (ج ز ر) تصغير الجَزَر: نبات يؤكل طازجا ومخللا والجزر: الأرض التي ينحسر عنها البحر، والجزر: ما يصلــح أن يذبح من الإبل.
فرع: فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، والجمع فُرُوعٌ، لا يُكَسَّر على غير
ذلك. وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة: كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ
أَي أَعالِيها. وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه. وفي حديث قيام رمضان: فما كنا
نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر؛ ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ: على أَن لهم
فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ؛ ومنه حديث عطاء:
وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين؟ فقال: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على
أَعْلاهما وتَرْمِيهما. وفي الحديث: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا:
فَرْعُها، قال: وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:
مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما
يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ
إِنما يريد أَعالِيَهما. وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ
وطرَفه. الأَصمعي: من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فالقضيب التي عملت من
غُصْنٍ واحد غير مشقوق، والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب. وقال أَبو
حنيفة: الفَرْعُ من خير القِسِيِّ. يقال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قال
أَوس:على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها،
ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ
يقال: قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق؛ وقال:
أَرْمي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ،
وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ
وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وبالقاف أَيضاً. وفَرَعَ الشيءَ
يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه. وقيل: تَفَرَّعَ فلانٌ
القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر:
وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ،
هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ
وفَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه. وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال:
تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ،
ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دارما
والفَرْعةُ: رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة، وجمعها فِراعٌ؛ ومنه قيل: جبل
فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ. ويقال: ائْتِ فَرْعةً
من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، وهي أَماكنُ مرتفعة. وفارعةُ الجبل:
أَعلاه. يقال: انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله. وتِلاعٌ فَوارِعُ:
مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وبذلك سميت المرأَة فارِعةً. ويقال: فلان فارِعٌ. ونَقاً
فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طويل. والمُفْرِعُ: الطويلُ من كل شيء. وفي حديث شريح:
أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث، وكان مسروق يجعله الفارِعَ من
المال.والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ. والفارِعُ: العالي.
والفارِعُ: المُسْتَفِلُ. وفي الحديث: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ
(* قوله« أعطى
يوم حنين إلخ» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: اعطى العطايا إلخ.)
فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ.
وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر. وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالية مُشْرِفة
عريضة. ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وقيل مرتفعها، وكل عالٍ طويلٍ
مُفْرِعٌ. وفي حديث ابن زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي
يَطُولُهم ويَعْلُوهم، ومنه حديث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ
(* قوله«تفرع
الناس» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: النساء.) طُولاً. وفَرْعةُ الطريقِ
وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كله: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وقيل: ما
ظهر منه وارتفع، وقيل: فارِعتُه حواشِيه. والفُرُوعُ: الصُّعُود.
وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً:
عَلاه. ويقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم. وفَرَعْتُ قوْمي أَي
عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا. وأَفْرَعَ في
قومِه وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد:
فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً
مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ
شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ. وتَفَرَّعَ القومَ:
رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه. وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم
وعُلْياهُنَّ. يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم
والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم. وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ
وانْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول:
أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى
الانْحِدارِ:
فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي،
لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي
إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر:
إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها،
ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد
وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل:
صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد. وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ
في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ. وحكى ابن بري عن
أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في
التفريع بمعنى الانحدار:
فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا
جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا
قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛
قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛
وبعده:
فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه
مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا
وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد:
إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني،
وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي
قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو
الانْحِدارُ. وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت. قال ابن
الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن
همّام السّلُولي:
فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي،
أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ
(* قوله «سراً» تقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.)
وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ
صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها
وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ. وبئس ما أَفْرَعَ به أَي
ابتدأَ. ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.
والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان
أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون،
وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب:
كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه
فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ
رئاس وحام: فحلانِ. وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ. تقول: أَفْرَعَ
القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم. وأَفْرَعُوا:
نُتِجُوا. والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما
يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ. والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية
إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا
يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم
بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر:
إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا،
كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ
وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث:
فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه
كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ
فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن
تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل
كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ
فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر
أَزْمةً في شدَّة برد:
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الـ
ـأَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا
أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله:واسأَلِ القرية
أَي أَهل القرية. ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك
والهَيْدَبُ:الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال. والعَبامُ: الثَّقِيلُ.
والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال:
فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ،
مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ
أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة. والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله،
وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله
وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.
وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم. وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛
قال حسان بن ثابت:
وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه،
إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ
والفَرْعُ: الشعر التام. والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ
الشعَر. وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.
والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ. وفَرْعُ المرأَة:
شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ. وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال
للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ
لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة. وفي
حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال: الفُرعان،
قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.
وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت. والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في
القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة.
وأَفرَعَ به: نزل. وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.
وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس. وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها
وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بين
القوم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وفي الحديث: أَن جاريتين جاءتا
تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلــي فأَخذتا بركبتيه
فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ ويقال منه: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً،
وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد. وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال: كنت
عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده
في البيت، فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم. وفي حديث علقمة: كان
يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ، قال ابن الأَثير: وذكره الهرويّ في
القاف، وقال: قال أَبو موسى وهو من هَفَواته. والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ،
وجمعه فَرَعةٌ، وهو مثل الوازِعِ. وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فيهما.
وأَفْرَعُوا من سفَره: قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم. وفرَعَ فرسَه
يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قال أَبو النجم:
بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ
نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ
(* قوله« بمفرع إلخ» سيأتي إِنشاده في مادة عتل) :
من مفرع الكتفين حر عطله
شمر: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر
يرثي عبيد بن أَيوب:
ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي،
إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا
وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها.
وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة. والإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَى
الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً. وأَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها. وأَفْرَعَ
اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشى:
صَدَدْت عن الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ،
صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ
المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، يعني أَنَّ المَساحِل
أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم.
وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دمها، وقيل له افْتِراعٌ
لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه. قال
يزيد بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قال: وهو مُشَبَّه
بأَوَّلِ النِّتاجِ. والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء. وأُفْرِعَ
بسيد بني فلان: أُخِذَ فقتل. وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم: قتلتها
وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب:
أَفْرَعْتِ في فُرارِي،
كأَنَّما ضِرارِي
أرَدْتِ، يا جَعارِ
وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. والفُرارُ: الضأْن، وأَما ما ورد في الحديث: لا
يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ ههنا:
المُوَسْوِسُ.
والفَرَعةُ: القَمْلةُ العظيمة، وقيل: الصغيرةُ، تسكن وتحرك، وبتصغيرها
سميت فُرَيْعةُ، وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ. والفِراعُ:
الأَوْدِيةُ.والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كلها:
أَسماء رجال. وفارِعة: اسم امرأَة. وفُرْعانُ: اسم رجل. ومَنازِلُ بن
فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ. والأَفْرَعُ: بطن من حِمْيَرٍ.
وفَرْوَعٌ: موضع؛ قال البريق الهذلي:
وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ،
وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ
وفارِعٌ: حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْيَسُ بن
صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه:
قَتَلْتُ به فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه
سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ
وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً،
وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ
والفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ:
ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا
طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ
والفُرْعُ: موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود
وفي الحديث ذكر الفُرْع، بضم الفاء وسكون الراء، وهو موضع بين مكة
والمدينة، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما يكون من الحَرّ، قال أَبو
خِراشٍ:وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه
ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ
قال: وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة؛ قال أَبو سعيد في قول
الهذلي:
وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو
عِ، مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال
قال: هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين، وهو أَشدّ ما يكون من الحر، فإِذا
جاءت الفروغُ، بالغين، وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا
فَيْحَ يومئذ.
فقق: فَقَّ النخلةَ: فَرَّج سعفها لــيصل إلى طَلْعها فيُلْقِحها.
والفَقْفَقة: نُبَاح الكلب عند الفَرَق، وفي التهذيب: والفَقْفَقَةُ
حكاية عُوَاءَات الكلاب. والإنْفِقاقُ: الإنْفِراج، وفي المحكم: الفَقُّ
والإنْفِقاق انفراجُ عُوَاء الكلب، والفَقْفَقةُ حكاية ذلك.
ورجل فَقَاقَةٌ، بالتخفيف، وفَقْفَاقة: أحمق مخلّط هُذَرَة، وكذلك
الأُنثى، وليست الهاء فيها لتأنيث الموصوف بما هي فيه، وإنما هي أمارة لما
أُريد من تأنيث الغاية والمبالغة. والفَقَقَة: الحَمْقى. الفراء: رجل
فََقْفاقٌ مخلّط. والفَقَاقَة والفَقْفاق: الكثير الكلام الذي لا غَناءَ عنده.
والفَقْفَقَة في الكلام: كالفَيْهَقَة، وقيل: هو التخليط فيه.
وفَقَقْت الشيء إذا فتحته. وانْفَقّ الشيء انْفِقاقاً أي انفرج. ويقال:
انْفَقَّت عَوَّة الكلب أَي انفرجت. شمر: رجل فَقَاقة أَي أَحمر.
وفَقْفَقَ الرجلُ إذا افتقر فقراً مُدْقعاً.
لحس: اللَّحْسُ باللسان، يقال: لَحِس القَصْعَة، بالكسر. واللَّحْسَة:
اللَّعْقَة. والكلب يَلْحَس الإِناء لَحْساً: كذلك، وفي المَثل: أَسْرَع
من لحْسِ الكلب أَنفه. ولحِسْت الإِناء لَحْسَة ولُحْسَة ولَحَسَه
لَحْساً: لَعِقَه. وفي حديث غَسْل اليَدِ من الطعام: إِن الشيطان حَسَّاسٌ
لَحَّاسٌ أَي كثير اللَّحْسِ لما يَصِل إِليه. تقول: لَحِسْت الشيء أَلْحَسه
إِذا أَخذتَه بلسانك، ولَحَّاسٌ للمبالغة. والحَسَّاس: الشديد الحِسّ
والإِدْراك.
وقولهم: تَرَكْتُ فلاناً بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها، هو مِثل قولهم
بِمَباحِث البقر أَي بالمكان القَفْر بحيث لا يُدْرَى أَين هو، وقال ابن
سيده: أَي بِفَلاةٍ من الأَرض. قال: ومعناه عندي بحيث تَلْعَق البَقَرُ ما
على أَولادِها من السَّابِياءِ والأَغْراسِ، وذلك لأَن البَقَر
الوَحْشِيَّة لا تلِد بالمَفاوز؛ قال ذو الرمة:
تَرَبَّعْنَ، منْ وَهْبِين أَو بِسُوَيْقةٍ،
مَشَقَّ السَّوابي عن رُؤوس الجَآذِر
قال: وعندي أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فقط أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها
لأَن المَفْعَل إِذا كان مصدراً لم يُجْمع؛ قال ابن جِنِّي: لا تخلو
مَلاحِس ههنا من أَن تكون جمع مَلْحَس الذي هو المصدر أَو الذي هو المكان، فلا
يجوز أَن يكون ههنا مكاناً لأَنه قد عمل في الأَولاد فنصبَها، والمكان
لا يعمل في المفعول به كما أَن الَّزمان لا يعمل فيه، وإِذا كان الأَمر
على ما ذكرناه كان المضاف هنا محذوفاً مقدَّراً كأَنه قال: تَرَكْتُه
بِمَلاحِسِ
(* قوله «كأَنه تركته بملاحس إلخ» هكذا في الأصل، ولعل فيه سقطاً
والأصل تركته بمكان ملاحس إلخ.) البقَر أَولادَها، كما أَن قوله:
وما هِيَ إِلا في إِزارٍ وعِلْقَةٍ،
مُغارَ ابن هَمَّام على حَيِّ خَثْعَما
محذوفُ المضاف، أَي وقَتَ إِغارَة ابن همام على حَيِّ خَثْعَم، أَلا
تراه قد عَدَّاه إِلى قوله على حَيِّ خَثْعَما؟ ومَلاحِس البقَرِ إِذاً
مصدرٌ مجموع مُعْمَل في المفعول به كما أَن قوله:
مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه بِيَثْرِب
كذلك وهو غريب. قال ابن جني: وكان أَبو علي، رحمه اللَّه، يورِد
مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّريف المتعجِّب منه.
واللَّحْسُ: أَكل الجَراد الخَضِرَ والشجرَ، وكذلك أَكلُ الدُّودَةِ
الصُّوف. واللاَّحُوس: الحريص، وقيل: المَشؤوم يَلْحَس قومَه، على المَثَل،
وكذلك الحاسُوس واللَّحُوس من الناس الذي يَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب.
والمِلْحَسُ: الشجاع كأَنه يأْكل كلَّ شيء يرتفع له. ويقال: فلان
أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْيَس. وفي حديث أَبي الأَسْوَد: عليكم فلاناً
فإَنه أَهْيَس أَلْيَس أَلَدُّ مِلْحَس، هو الذي لا يظهر له شيء إِلا أَخذه،
مِفْعَل من اللَّحْس.
ويقال: الْتَحَسْت منه حَقِّي أَي أَخذتُه، وأَصابتهم لَواحِس أَي
سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شيء؛ قال الكميت:
وأَنتَ رَبِيعُ الناس وابْنُ رَبيعِهِمْ،
إِذا لُقِّبَتْ فيها السِّنُونُ اللَّواحِسَا
وأَلْحَسَت الأَرض: أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب، وقيل: هو أَن تَخْرُج
رؤوس البقل فيراه المال فيطمَع فيه فيَلْحَسَه إِذا لم يقدِر أَن يأْكل منه
شيئاً، واللَّحْس: ما يظهر من ذلك. وغَنَم لاحِسة: ترعَى اللَّحْس. ورجل
مِلْحَس: حريصٌ، وقيل: المِلْحَس والمُلْحِس الذي يأْخذُ كلَّ شيء يقدِر
عليه.
صلطح: الثصَّلْطَحة: العريضة من النساء. واصْلَنطَحت البَطْحاءٌ: اتسعت؛
قال طُرَيْحٌ:
أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ، ولم
تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ
يمدحه بأَنه من صَمِيم قريش، وهم أَهل البَطْحاء. ونَصْلٌ مُصَلْطَحٌ:
عريض. ومكان سُلاطِحٌ: عريض؛ ومنه قول الساجع: صُلاطِح بُلاطِح؛ بلاطح
إِتباعٌ. والصَّلَوْطَحُ: موضع
(* قوله « والصلوطح موضع» ذكره المجد هنا وفي
سلطح أيضاً بالسين كالمؤلف. وياقوت اقتصر عليه بالسين، وأنشد البيت
بالسين، فقال: لقيط بن يعمر الأزدي: اني يعيني إلخ . . . وبعده:
طوراً أراهم وطوراً لا أَبينهم * إذا تواضع خدر ساعة لمعا)
قال:
إنِّي بعَيْني إِذا أَنَّتْ حُمُولُهُمُ
بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ، لا يَنْظُرْن من تَبِعا
عيل: عالَ يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلة وعُيولاً وعِيُولاً ومَعِيلاً:
افتقر. والعَيِّلُ: الفقير، وكذلك العائل؛ قال الله تعالى: وَوَجَدَك عائلاً
فأَغْنى. وفي الحديث: إِن الله يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال؛ العائل:
الفقير؛ ومنه حديث صِلة: أَمَّا أَنا فلا أَعِيلُ فيها أَي لا أَفْتقر. وفي
حديث الإِيمان: وترى العالَة رؤوسَ الناس؛ العالة: الفقراء، جمع عائل،
وقالوا في الدعاء على الإِنسان: ما لَه مالَ وعالَ، فمالَ: عَدَلَ عن الحق،
وعالَ: افتقر. وقال مرَّة
(* قوله «وقال مرة إلخ» هي عبارة المحكم، ولعل
فاعل القول ابن جني المتقدم في عبارته كما يعلم بالوقوف عليها): مالَ
وعالَ بمعنى واحد افتقر واحتاج. ورجل عائلٌ من قوم عالةٍ وعُيَّلٍ؛ قال:
فَتَرَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أَبناؤُهم،
وبَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد
والاسم العَيْلة. والعَيْلة والعالةُ: الفاقة. يقال: عالَ يَعِيل
عَيْلةً وعُيولاً إِذا افتقر. وفي التنزيل: وإِن خِفْتُمْ عَيْلةً؛ وقال
أُحَيْحة:
فهَلْ من كاهِنٍ أَو ذي إِلَهٍ،
إِذا ما كان من ريِّي قُفُول
(* قوله «ربي» هكذا في الأصل).
أُراهِنُه فيَرْهَنُني بَنِيه،
وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقول
وما يَدْري الفقيرُ مَتى غِناه،
وما يَدْري الغَنِيُّ مَتى يَعِيل
وما تَدْري، إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً،
بأَيِّ الأَرض يُدْرِكُك المَقِيل
وهو عائلٌ وقوم عَيْلة. وفي الحديث: ما عالَ مُقْتَصِدٌ ولا يَعِيل أَي
ما افتقر. والعالةُ: جمع عائل، تقول: قوم عالةٌ مثل حائكٍ وحاكةٍ؛ قال
ابن بري: ومنه الحديث: أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنياء خَيرٌ من أَن تتركهم
عالة يتَكَفَّفُون الناس أَي فقراء. وعِيالُ الرجل وعَيِّله: الذين
يَتَكَفَّل بهم ويَعولهم؛ قال:
سَلامٌ على يَحْيى ولا يُرْجَ عِنْدَه
وَلاءٌ، وإِن أَزْرى بعَيِّلِه الفَقْرُ
وقد يكون العَيِّلُ واحداً، ونسوة عَيائل، فخصَّص النسوة. ورجل
مُعَيَّلٌ: ذو عِيال. ويقال: عنده كذا وكذا عَيِّلاً أَي كذا وكذا نفساً من
العيال.
ويقال: ترَك يَتامى عَيْلى أَي فقراء؛ وواحد العِيال عَيِّلٌ، ويجمع
عَيائل، فعمَّ ولم يُخَصّص.
وعَيَّلَ عِيالَه: أَهملهم؛ قال:
لقد عَيَّلَ الأَيتامَ طعْنةُ ناشرَه
وقيل: عَيَّلهم صَيَّرَهم عِيالاً. وعَيَّل فلان دابَّته إِذا أَهملها
وسيَّبَها؛ وأَنشد:
وإِذا يَقومُ به الحَسِيرُ يُعَيَّل
أَي يُسَيَّب. قال ابن سيده: وعالَ الرجلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ
كله كَثُر عِيالُه، فهو مُعِيلٌ، والمرأَة مُعِيلة؛ وقال الأَخفش: صار ذا
عِيال. ابن الكلبي: ما زِلْت مُعِيلاً من العَيْلة أَي محتاجاً، ابن
الأَعرابي: العِيَلُ
(* قوله «ابن الاعرابي العيل إلخ» كذا ضبط في الأصل
بالكسر وكذا ضبط شارح القاموس بالعبارة نقلاً عن ابن الاعرابي، والذي في نسخة
من التهذيب: العيل، مضبوطاً بضمتين) العَيْلة، والعِيلُ جمع العائل وهو
الفقير، والعِيلُ جمع العائل وهو المُتَكَبِّر والمتبختر. وقال يونس:
يقال طالت عَيْلتي إِياك، بالياء، أَي طالما عُلْتُك. وأَعال الذئبُ والأَسد
والنِّمِر يُعِيل إِعالةً إِذا التَمس شيئاً؛ والعَيِّل منهن: الملتمس
الباحث، والجمع عَياييل على غير قياس؛ أَنشد سيبويه:
فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُر
وعالَ في مشْيه يَعِيل عَيْلاً، وهو عَيَّال، وتعَيَّل: تبختر وتمايل
واختال، وتَعَيَّلَ يَتَعَيَّل إِذا فعل ذلك. وفلان عَيَّالٌ: متعيِّل أَي
متبختر. وعالَ في الأَرض يَعِيل عَيْلاً وعُيولاً وعِيُولاً: ضرَب فيها،
وهو عَيَّال
(* قوله «ضرب فيها وهو عيال إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة
المحكم: وعال في الارض عيلاً وعيولاً وعيولاً وهو عيال ذهب إلخ) ذهَب ودار
كعارَ؛ قال أَوس في صفة فرس:
لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيةٌ
كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّالٌ بأَوصال
أَي متبختر، ويروى عَيَّار، وقد تقدم ذكره. والعَيَّال: المتبختر في
مشيه؛ قال ابن بري: والمشهور في رواية من رواه عَيَّال أَن يكون تمام البيت
بآصال أَي يخرج العَيَّال المتبختر بالعَشِيَّات، وهي الأَصائل،
متبختراً، والذي ذكره الجوهري عَيَّال بأَوصال في ترجمة رزب، وليس كذلك في شعره
إِنما هو على ما ذكرناه. وجمع عَيَّال المتبختر عَيايِيلُ؛ قال حكيم ابن
مُعَيَّة الرَّبَعي من تميم يصف قَناةً نبتت في موضع محفوف بالجبال
والشجر:حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ وحُظُر،
في أَشَبِ الغِيظان مُلْتَفِّ السَّمُر،
فيه عَيايِيلُ أُسودٌ ونُمُر
الحُظُر: الموضع الذي حوله شجر كالحَظِيرة؛ قال ابن بري: ومن العَيْل
التبختُر قول حميد:
.... لم تَجِدْ لها
تَكالِيفَ إِلاَّ أَن تَعِيلَ وتَسْأَما
وامرأَة عَيَّالةٌ: متبخترة. وعالَ الفرسُ يَعِيل عَيْلاً إِذا ما
تَكفَّأَ في مِشْيته وتمايل، فهو فرس عَيَّالٌ، وذلك لكرمه، وكذلك الرجل إِذا
تبختر في مِشْيته وتمايل. وأَعالَ الرجلُ وأَعْوَل إِعْوالاً أَي حَرَص
وترَك أَولاده يَتامى عَيْلى أَي فقراء. وعالَني الشيءُ يَعِيلني عَيْلاً
ومَعِيلاً: أَعْوَزني وأَعْجَزَني. وعالَ الميزانُ يَعِيل: جار، وقيل:
زاد؛ قال أَبو طالب ابن عبد المطلب:
جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ ونَوْفَلاً
عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غيرِ آجِل
بميزانِ صِدْقٍ، لا يُغِلُّ شَعِيرةً،
له شاهِدٌ من نَفْسِه غيرُ عائِل
ومكيال عائلٌ: زائد على غيره؛ هذه عن ابن الأَعرابي. وعالَ للضَّالَّةِ
(* قوله «وعال للضالة» كذا في الأصل باللام، وهو الذي في نسختي النهاية
والمحكم والتهذيب، وفي القاموس ونسختين من الصحاح: وعال الضالة، من غير
لام) يَعِيل عَيْلاً وعَيَلاناً إِذا لم يَدْرِ أَين يَبْغِيها. روى صخر بن
عبد الله بن بُرَيدة عن أَبيه عن جده قال: بَيْنا هو جالس بالكوفة في
مجلس مع أَصحابه فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: إِنَّ من
البَيانِ لسِحْراً، وإِنَّ من العِلم جَهْلاً، وإِنَّ من الشِّعر
حِكَماً، وإِن من القول عَيْلاً؛ قيل: قوله عَيْلاً عَرْضُك كلامَك على من لا
يريده وليس من شأْنه كأَنه لم يَهْتَدِ لمن يطلب كلامَه فَعَرَضه على من
لا يريد. يونس: لا يَعُول أَحد على القَصْد أَي لا يحتاج، ولا يَعِيل
مثله.والتعييل: سُوءُ الغِذاء. وعَيَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَيَّبه في
المفازة؛ قال ابن بري: شاهده قول الباهلي:
نَسْقي قَلائصَنا بماء آجِنٍ،
وإِذا يَقُوم به الحَسِيرُ يُعَيَّل
أَي إِذا حَسِر البعير أُخِذَتْ عنه أَداته وتُركَ مُهمَلاً بالفلاة.
والعَيْلان: الذَّكَر من الضِّباع. وعَيْلان: اسم أَبي قَيْس بن
عَيْلان، وقيل: كان اسم فرس فأُضيف إِليه، قال الجوهري: ويقال للناس بن
مُضَر بن نِزار قَيْسُ عَيْلان، وليس في العرب عَيْلانُ غيره، وهو في
الأَصل اسم فرسه، ويقال: هو لقب مُضَر لأَنه يقال قَيْسُ بن عَيْلانَ؛ وقال
زُفَر بن الحرث:
أَلا إِنَّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ،
إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العُصَيْر تَغَنَّتِ
عظم: مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ، ويُسبِّح العبدُ
رَبَّه فيقول: سبحان رَبِّي العظيم؛ العَظِيمُ: الذي جاوَزَ قدْرُهُ
وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ.
والعِظَمُ في صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق، والله
تعالى جلَّ عن ذلك. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: أمَّا الرُّكوعُ
فعظِّمُوا فيه الربَّ أي اجْعلُوه في أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ، وعَظمةُ اللهِ
سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجبُ على العبادِ أن
يَعْلَمُوا أنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا
تَحْديدٍ. قال الليث: العَظمةُ التَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ؛ قال
الأزهري: ولا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصَفَها به الليثُ، وإذا وُصِفَ العبدُ
بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأن العظمة في الحقيقة لله عز وجل، وأما عَظَمَةُ
العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره. وفي الحديث: مَنْ تَعَظَّمَ في نفسه
لَقِيَ الله، تَبارَك وتعالى، غَضْبانَ؛ التَّعَطُّمُ في النفس: هو الكبرُ
والزَّهْوُ والنّخْوةُ. والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ: الكبرُ. وعَظَمَةُ
اللسان: ما عَظُمَ منه وغَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ، وعَكَدَتُه أصْلُه.
والعِظَمُ: خلافُ الصِّغَر. عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً وعَظامةً: كَبُرَ، وهو عظيمٌ
وعُظامٌ. وعَظَّمَ الأمرَ: كَبَّره. وأَعْظَمَه واسْتَعْظَمَه: رآه
عَظيماً. وتَعاظَمَه: عَظُمَ عليه. وأَمرٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ: لا يَعْظُم
بالإضافة إليه، وسَيْلٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ كذلك. وأَصابنا مطرٌ لا
يَتعاظَمُه شيءٌ أي لا يَعْظُمُ عِنده شيء. وفي الحديث: قال الله تعالى: لا
يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ؛ أي لا يَعْظُمُ عليَّ وعِندِي.
وأَعْظَمَني ما قُلْتَ لي أي هالَني وعَظُمَ عليَّ. ويقال: ما يُعْظِمُني أن
أفْعلَ ذلك أي ما يَهُولُني. وأَعْظَمَ الأمرُ فهو مُعْظِمٌ: صارَ عَظِيماً.
ورَماه بمُعْظَمٍ أي بعظيم. واسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إذا أَنْكرتْه. ويقال:
لا يتَعاظَمُني ما أتيتُ إليك من عَظِيم النَّيْل والعَطِيَّةِ، وسمعتُ
خبراً فأَعْظَمْتُه. وَوَصَفَ الله عذابَ النَّارِ فقال: عَذاب عَظِيم؛
وكذلك العَذاب في الدُّنْيا. ووَصَف كَيْدَ النِّساء فقال: إنَّ كيدَكُنَّ
عَظيمٌ. ورجلٌ عَظِيمٌ في المَجْدِ والرَّأْي على المَثلِ، وقد تَعظَّمَ
واسْتَعظَمَ. ولِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أي حُرْمةٌ يُعظَّمُ لهَا،
وله مَعاظِمُ مِثْلُه؛ وقال مُرقِّش:
والخالُ له مَعاظِمٌ وحُرَمْ
(* تمام البيت كما في التكملة:
فنحن أخوالك عمرك ولنــــــخال له معاظم وحرم).
وإنَّه لَعَظِيمُ المَعاظِم أي عظيمُ الحُرْمة. ويقال: تَعاظَمَني
الأَمرُ وتَعاظَمْتُه إذا اسْتَعْظَمْتَه، وهذا كما يقال: تَهَيَّبَني الشيءُ
وتهَيَّبْتُه. واسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ وتكبَّرَ، والاسم العُظْمُ.
وعُظْمُ الشيء: وَسَطُه. وقال اللحياني: عُظْمُ الأمرِ وعَظْمُه مُعْظَمُه.
وجاء في عُظْمِ النَّاسِ وعَظْمِهم أي في مُعْظَمِهم. وفي حديث ابن سيرين:
جَلَسْتُ إلى مَجْلِسٍ فيه عُظْمٌ من الأنْصارِ أي جماعةٌ كبيرةٌ منهم.
واسْتَعظَم الشيءَ: أخذ مُعظَمَه.
وعَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُها. وقال اللحياني: العظَمةُ من
الساعد ما يَلي المِرْفقَ الذي فيه العَضَلةُ، قال: والساعد نِصفْان: فنِصْفٌ
عَظَمةٌ، ونِصفٌ أَسَلةٌ، فالعَظَمةُ ما يَلي المِرْفقَ من مُسْتَغْلَظ
الذِّراعِ وفيه العَضَلةُ، والأَسَلةُ ما يَلي الكفَّ.
والعُظمةُ والعِظامةُ والعُظَّامةُ، بالتشديد، والإعْظامةُ والعظيمةُ:
ثَوْبٌ تُعظِّمُ به المرأَةُ عجيزتَها؛ وقال الفراء: العُظْمةُ شيءٌ
تُعَظِّمُ بعه المرأة رِدْفَها من مِرْفَقةٍ وغيرِها، وهذا في كلامِ بني
أَسَدٍ، وغيرُهم يقول: العِظامَةُ، بكسر العين؛ وقوله:
وإنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذي عَظِيمةٍ،
وإلاَّ فإنِّي لا إخالُكَ ناجِيا
أَراد من أَمرٍ ذي داهيةٍ عَظِيمةٍ.
والعَظْمُ: الذي عليه اللحمُ من قَصَبِ الحيوانِ، والجمع أَعْظُمٌ
وعِظامٌ وعِظامةٌ، الهاء لتأْنيث الجمع كالفِحالةِ؛ قال:
وَيْلٌ لِبُعْرانِ أبي نَعامهْ
منْكَ، ومنْ شَفْرَتِك الهُدامهْ
إذا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ،
ثم نَثرْتَ الفَرْثَ والعِظامهْ
وقيل: العِظامةُ واحدةُ العِظام، ومنه الفِحالةُ والذِّكارةُ
والحِجارةُ، والنِّقادةُ جمعُ النَّقَد، والجِمالةُ جمعُ الجمل؛ قال الله عز وجل:
جِمالاتٌ صُفْرٌ؛ هي جمعُ جِمالةٍ وجِمالٍ. وعَظَّمَ الشاةَ: قَطَّعها
عَظْماً عَظْماً. وعَظَمَه عظْماً: ضَرَبَ عِظامَه. وعَظمَ الكلْبَ عَظْماً
وأَعْظَمه إيَّاه: أطْعمَه. وفي التنزيل: فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً
فَكَسَونا العِظامَ لحماً؛ ويُقرَأُ: فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً؛ قال
الأزهري: التوحيد والجمعُ هنا جائزانِ لأنه يُعْلَم أن الإنسانَ ذو عِظامٍ،
فإذا وُحِّدَ فلأنه يَدُلُّ على الجمع ولأن معه اللحمَ، ولَفظُه لَفظُ
الواحد، وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليلٌ على الجمع ما هو
أَشدُّ من هذا؛ قال الراجز:
في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجينا
يريد في حُلوقكم عِظامٌ. وقال عز وجل: قال مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي
رَمِيمٌ؛ قال العِظام وهي جمعٌ ثم قال رميمٌ فَوحَّدَ، وفيه قولان: أَحدُهما
أن العِظامَ وإن كانت جمعاً فبناؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدارٍ
وكِتاب وجِراب وما أشبهها فوَحَّدَ النَّعْت للفظ؛ قال الشاعر:
يا عَمْروُ جِيرانُكمُ باكِرُ،
فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ
والجِيرانُ جمعٌ والباكِرُ نعتٌ للواحد، وجاز ذلك لأَن الجيرانَ لم
يُبْنَ بناءَ الجمع وهو على بناءِ عِرْفانٍ وسِرْحانٍ وما أَشْبهه، والقول
الثاني أن الرَّمِيمَ فعيلٌ بمعنى مَرْمومٍ، وذلك أن الإبلَ تَرُمُّ
العِظامَ أي تَقْضَمُها وتأْكُلها، فهي رَمَّةٌ ومَرْمومةٌ ورَمِيمٌ، ويجوز أن
يكون رَمِيمٌ من رَمَّ العَظْمُ إذا بَلِيَ يَرِمُّ. فهو رَامٌّ ورَمِيمٌ
أي بالٍ.
وعَظْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبةٌ لهم يَطْرَحُون بالليل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن
أصابَه فقد غلبَ أصحابَه فيقولون:
عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ،
لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ
وفي حديث: بَيْنا هو يَلْعَبُ مع الصِّبْيانِ وهو صَغيرٌ بِعَظْمِ
وَضَّاحٍ مَرَّ عليه يَهُودِيٌّ فقال له لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هذه
القَرْيةِ؛ هي اللُّعْبةُ المذكورةُ وكانوا إذا أَصابَه واحدٌ منهم غلَبَ
أَصْحابَه، وكانوا إذا غَلَبَ واحدٌ من الفَرِيقين ركِبَ أصْحابُه الفريقَ
الآخَرَ من المَوْضِعِ الذي يَجِدُونه فيه إلى المَوْضِعِ الذي رَمَوْا به
منه.وعَظْمُ الفَدّانِ: لَوْحُه العَريضُ الذي في رأْسِه الحديدةُ التي
تُشَقُّ بها الأرضُ، والضاد لغة. والعَظْم: خَشَبُ الرَّحْلِ بلا أَنْساعٍ
ولا أَداةٍ، وهو عَظْمُ الرَّحْلِ. وقولهم في التعجب: عَظُمَ البَطْنُ
بَطْنُك وعَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك، بتخفيف الظاء، وعُظْمَ البطنُ بطنُك،
بسكون الظاء ويَنْقُلون ضَمَّتها إلى العَيْن، بمعنى عَظُمَ، وإنما يكون
النَّقْلُ فيما يكون مَدْحاً أو ذَمّاً، وكلُّ ما حَسُنَ أن يكون على مذهب
نِعْمَ وبِئْسَ صحَّ تخفيفُه ونَقْلُ حركة وَسَطِه إلى أوّله، وما لم
يَحْسُنْ لم يُنْقَل وإن جاز تخفيفه، تقول حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك وحَسْنَ
الوَجْهُ وَجْهُك وحُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ، ولا يجوز أن تقول قد حُسْنَ
وجْهُك لأنه لا يصلــح فيه نِعْمَ، ويجوز أن تُخَفِّفَه فتقولَ قد حَسْنَ
وَجْهُك، فقِس عليه. وأَعْظَمَ الأمْرَ وعَظَّمَه: فَخَّمه. والتَّعْظيمُ:
التَّبْجيلُ.
والعَظيمةُ والمُعْظَمةُ: النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إذا
أَعْضَلَتْ. والعَظَمَةُ: الكِبْرياءُ.
وذو عُظْمٍ: عُرْضٌ من أَعْراضِ خَيْبَر فيه عيونٌ جارية ونخيلٌ عامرة.
وعَظَماتُ القَوْمِ: سادتُهم وذو شَرَفِهم. وعُظْمُ الشيء ومُعْظَمُه:
جُلُّه وأكْثَرهُ. وعُظْمُ الشيء: أكْبَرُه. وفي الحديث: أنه كان يُحَدِّثُ
لَيْلةً عن بَني إسرائيلَ لا يَقُومُ فيها إلا إلى عُظْمِ صلاةٍ؛ كأَنه
أراد لا يقومُ إلا إلى الفَريضةِ؛ ومنه الحديث: فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذلك
إلى ابنِ الدُّخْشُمِ أي مُعْظَمَه. وفي حديث رُقَيْقَةَ: انْظُرُوا
رَجُلاً طُوالاً عُظاماً أي عَظِيماً بالغاً، والفُعالُ من أَبنية المبالغة،
وأَبلغ منه فُعَّال بالتشديد.
عقم: العَقْمُ والعُقْمُ، بالفتح والضم: هَزْمةٌ تقعُ في الرَّحِم فلا
تَقْبَلُ الولدَ. عَقِمَتِ الرَّحِمُ عَقْماً وعُقِمَتْ عُقْماً وعَقْماً
وعَقَماً وعَقَمَها اللهُ يَعْقِمُها عَقْماً ورَحِمٌ عَقِيمٌ وعَقِيمةٌ
مَعْقومةٌ، والجمعُ عَقائمُ وعُقُمٌ، وما كانت عَقِيماً ولقد عُقِمَت،
فهي مَعْقومةٌ، وعَقُمَت إذا لم تَحْمِلْ فهي عَقِيمٌ وعَقُرَتْ، بفتح
العين وضَمِّ القاف. وحكى ابن الأعرابي: امرأَةٌ عقيمٌ، بغير هاءٍ، لا تَلِدُ
من نِسْوةٍ عَقائم، وزاد اللحياني: من نسوةٍ عُقْمٍ؛ قال أبو دَهْبلٍ
يمدح عبدَ الله بنَ الأَزْرق المخزوميّ، وقيل هو للحزين الليثي:
نَزْر الكلامِ منَ الحَياءِ، تَخالُه
ضَمِناً، وليس بِجِسْمِه سُقْمُ
مُتَهَلِّل بِنَعَمْ، بلا مُتباعِد،
سِيّانِ منه الوَفْرُ والعُدْمُ
عُقِمَ النِّساءُ فلن يَلِدْنَ شَبيهَه،
إن النِّساءَ بمثْلِه عُقْمُ
قال ابن بري: الفصيح عَقَمَ اللهُ رحِمَها وعُقِمَت المرأَة، ومن قال
عَقُمَتْ أو عَقِمَتْ قال أَعْقَمَها اللهُ وعَقَمَها مثل أَحْزَنْتُه
وحَزَنْتُه؛ وأنشد في العُقْمِ المَصْدر للمُخَبَّل السَّعْديّ:
عُقِمَتْ فَناعَمَ نَبْتَه العُقْمُ
وفي الحديث: سَوْداءُ وَلُودٌ خيرٌ من حَسناءَ عَقيم. قال ابن الأثير:
والمرأَةُ عَقيمٌ ومَعْقومةٌ، والرجلُ عَقِيمٌ ومَعْقومٌ. وفي كلام
الحاضرة: الرجالُ عندَهُ بُكْم، والنِّساءُ بمثلِه عُقْم. ويقال للمرأة
مَعْقومةُ الرَّحِم كأَنها مَسْدودتُها. ويقال: عُقِمَت المرأَة تُعْقَم عَقْماً
وعَقِمَتْ تَعْقَمُ عَقَماً وعَقُمتْ تَعْقُم عُقْماً، وأَعقمَ اللهُ
رَحِمَها فعُقِمتْ، على ما لم يسمّ فاعله. ورَحِمٌ معقومةٌ أي مسدودة لا
تلد ومصدره العَقْم؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:
تَلوِي بعِذْقِ خِصابٍ كلما خَطَرَتْ
عن فَرْج مَعْقومةٍ لم تَتَّبِعْ رُبَعا
ورجلٌ عَقيمٌ وعَقامٌ: لا يُولَد له، والجمع عُقَماء وعِقامٌ وعَقْمى.
وامرأة عَقامٌ ورجل عَقامٌ إذا كانا سيِّئَي الخُلُق، وما كان عَقاماً
ولقد عَقُم: تَخَلَّقه؛ وأنشد أبو عمرو:
وأنتَ عَقامٌ لا يُصابُ له هَوىً،
وذو هِمَّةٍ في المال، وهو مُضَيّعُ
ويقال للمرأة العَقِيم من سُوءِ الخُلُق: عَقُمَتْ. والدنيا عَقيمٌ أي
لا ترُدُّ على صاحبها خيراً، وبومُ القيامة يومٌ عقِيم لأنه لا يومَ
بعدهَ؛ فأما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: العقلُ عَقْلان، فأَما عقل صاحب
الدنيا فعَقيمٌ، وأما عقلُ صاحب الآخرة فمُثْمِرٌ، فالعقيمُ ههنا الذي لا
يَنفعُ ولا يرُدُّ خيراً على المثَل. والريحُ العقيمُ في كتاب الله: هي
الدَّبورُ؛ قال الله تعالى: وفي عادٍ إذ أَرسلنا عليهم الريحَ العقيم؛ قال
أبو إسحق: الريحُ العقيمُ التي لا يكون معها لَقَحٌ أي لا تأْتي بمطر
إنما هي ريحُ الإهلاك، وقيل: هي لا تُلقِحُ الشجر ولا تُنشِئُ سَحاباً ولا
تَحْمِل مَطراً، عادَلوا بها ضدَّها، وهو قولهم: رِيحٌ لاقِحٌ أي أنها
تُلْقِح الشجرَ وتُنشِئُ السَّحاب، وجاؤوا بها على حذف الزائد وله نظائر
كثيرة. ويقال: المُلْكُ عَقيمٌ لا ينفع فيه نسَبٌ لأَن الأَبَ يقتُلُ
ابنَه على المُلْك. وقال ثعلب: معناه أنه يقتل أباه وأَخاه وعَمَّه في ذلك.
والعَقْمُ: القَطْعُ، ومنه قيل: المُلك عَقيمٌ لأنه تُقطعُ فيه الأَرحام
بالقتل والعُقوق. وفي الحديث: اليمينُ الفاجرة التي يُقْتَطعُ بها مالُ
المُسلمِ تَعْقِمُ الرَّحِم؛ يريد أنها تَقْطع الصِّلة والمعروفَ بين
الناس. قال ابن الأثير: ويجوز أن يحمل على ظاهره.
وحرب عَقامٌ وعُقام وعَقيم: شديدة لا يَلوِي فيها أَحدٌ على أحد يَكْثُر
فيها القتلُ وتَبقى النساء أَيامى، ويومٌ عَقيمٌ وعُقام وعَقام كذلك.
وداءٌ عَقام وعُقام: لا يَبرأُ، والضمُّ أَفْصحُ؛ قالت ليلى:
شَفاها منَ الداءِ العُقامِ الذي بها
غُلامٌ، إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها
قال الجوهري: العَقامُ الداءُ الذي لا يُبرَأُ منه، وقياسه الضم إلا أن
المسموع هو الفتح. ابن الأَعرابي: يقال فلان ذو عُقْمِيَّاتٍ إذا كان
يُلَوِّي بخَصْمِه. والعَقامُ: اسمُ حيةٍ تسكن البحْر، ويقال: إن الأسودَ من
الحيّات يأْتي شطَّ البحر فيَصْفِر فتخرج إليه العقامُ فيتَلاوَيان ثم
يَفْترِقان، فيذهبُ هذا في البرِّ وترجع العَقامُ إلى البحر. وناقةٌ
عَقامٌ: بازلٌ شديدة؛ وأنشد ابن الأَعرابي:
وإن أَجْدَى أَظَلاَّها ومَرَّتْ
لِمَنْهَلِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ
(* قوله «لمنهلها» كذا في الأصل تبعاً للمحكم، والذي في مادة جدي منه:
لمنهبها، بالباء).
أجدَى: منْ جَدِيّة الدَّمِ.
والمَعاقِمُ: فِقَرٌ بين الفَريدة والعَجْب في مُؤخَّر الصُّلب؛ قال
خُفافٌ:
وخَيْلٍ تَنادَى لا هَوادَةَ بَيْنها،
شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ
أي ليس برَهِلٍ. والاعْتقامُ: الدُّخول في الأمر. وفي حديث ابن مسعود
حين ذكر القيامة وأَنّ اللهَ يَظهر للخَلْق قال: فيَخِرُّ المسلمون سُجوداً
لربِّ العالمين وتُعْقَمُ أصلابُ المنافقين، وقيل: المشركين، فلا
يَسجدون أي تَيْبَس مَفاصِلُهم وتصير مَشدودةً، فتبقى أصلابُهم طَبَقاً واحداً
أي تُعْقَد ويدخلُ بعضها في بعض فلا يستطيعون السجود. ويقال: عُقِمَتْ
مَفاصِلُ يَدَيه ورجليْه إذا يَبِستْ. والمَعاقِمُ: المفاصل. والمَعاقِمُ
من الخيل: المفاصل، واحدُها مَعْقِمٌ، فالرُّسْغ عند الحافر مَعْقِمٌ،
والرُّكْبة مَعْقِم، والعُرْقوب مَعْقِم، وسُمِّيت المفاصل مَعاقِمَ لأن
بعضها مُنْطبقٌ على بعض.
والاعتِقام: أن يَحْفِروا البئر حتى إذا دَنَوْا من الماء حَفَروا بئراً
صغيرة في وَسَطها حتي يَصِلــوا إلى الماء فيَذُوقوه، فإن كان عَذْباً
وَسَّعوها وحفَروا بقيَّتَها، وإن لم يكن عَذْباً تركوها؛ قال العجاج يصف
ثوراً:
بسَلْهَبَيْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا،
إذا انتَحى مُعْتَقِماً أو لجَّفا
أي بقَرْنَين طويلين أي عَوَّجَ جِرابَ البئر يَمْنةً ويَسْرة.
والاعتِقامُ: المُضِيُّ في الحفر سُفْلاً. قال ابن بري: ويأْتي يَعْتَقِمُ بمعنى
يَقهَر؛ قال رؤبة بن العجاج:
يَعْتَقِمُ الأجدالَ والخُصوما
وقول الشاعر ربيعة بن مقروم الضَّبِّيِّ:
وماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ
تَعَقَّمُ في جَوانِبه السِّباعُ
أي تحْتَفِر، ويقال: ترَدَّدُ. وعاقَمْت فلاناً إذا خاصمْته.
والعَقْمُ: المِرْطُ الأحمر، وقيل: هو كلُّ ثوب أحمر. والعَقْمُ: ضرْب
من الوَشْي، الواحدة عَقْمةٌ ويقال عِقْمة؛ وأنشد ابن بري لعلقمة بن
عبَدة:عَقْماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه،
كأَنه من دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ
وقال اللحياني: العقْمةُ ضرْبٌ من ثياب الهوادج مُوَشّىً، قال: وبعضهم
يقول هي ضُروب من اللبن بيضٌ وحُمْر، وقيل: العِقْمة جمع عَقْمٍ كشَيخٍ
وشِيخةٍ، وإنما قيل للوَشْي عِقْمة لأن الصانع كان يعمَلُ، فإذا أَراد أن
يَشِيَ بغير ذلك اللون لَواه فأَغمَضه وأَظهر ما يُريد عمله.
وكلام عُقْمِيٌّ: قديمٌ قد دَرَسَ؛ عن ثعلب. والعُقِمِيُّ من الكلام:
غريبُ الغريب والعُقْمِيُّ: كلام عَقيم لا يُشتقُّ منه فِعْل. ويقال: إنه
لَعالِمٌ بعُقْمِيِّ الكلام وعُقْبيّ الكلام وهو غامض الكلام الذي لا
يعرفه الناس، وهو مثل النوادر. وقال أَبو عمرو: سأَلت رجلاً من هُذَيل عن حرف
غريب فقال: هذا كلام عُقْمِيٌّ، يعني أنه من كلام الجاهليّة لا يُعرَفُ
اليومَ، وقيل: عُقْمِيُّ الكلام أي قديمُ الكلام. وكلامٌ عُقْمِيٌّ
وعِقْمِيٌّ أَي غامضٌ. والعُقْميُّ: الرجلُ القديمُ
(* قوله «والعقميّ الرجل
القديم إلخ» ضبط في الأصل بالضم وبه صرح في القاموس، وضبط في التهذيب
والتكملة بالفتح) الكرمِ والشرفِ.
والتَّعاقُمُ: الوِرْدُ مرةً بعدَ مرةٍ، وقيل: الميم فيه بدل من باء
التعاقُبِ. والمَعْقِمُ أَيضاً: عُقْدَةٌ في التِّبْن.
سمك: السَّمَكُ: الحُوتُ من خُلْق الماء، واحدته سَمَكَة، وجمعُ
السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ
في السماء من بُرُوج الفَلَك؛ قال ابن سيده: أَراد على التشبيه لأنه
بُرْجٌ ماوِيٌّ، ويقال له الحُوتُ.
وسَمَكَ الشيء يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فارتفع.
والسَّمَاكُ: ما سُمِكَ به الشيءُ، والجمع سُمُكٌ. التهذيب: والسِّماكُ
ما سَمَكْتَ حائطاً أَو سَقْفاً. والسِّماكانِ: نجمان نَيِّرانِ أحدهما
السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماكُ الرامِحُ، ويقال إنهما رجلا الأسد،
والذي هو من منازل القمر الأَعْزَلُ وبه ينزل القمر وهو شَآمٍ، وسمي
أَعزلَ لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأعْزَل الذي لارمح معه، ويقال: سمي
أعزل لأنه إذا طلع لا يكون في أَيامه ريح ولا برد وهو أَعزل منها،
والرامح وليس هو من المنازل. وفي حديث ابن عمر: أنه نظر فإذا بالسِّماكِ فقال:
قد دنا طُلُوعُ الفجر فأوتر بركعة؛ السِّماكُ: نجم معروف، وهما
سِماكانِ: رامح وأعزل، والرامح لا نَؤْءَ له وهو إلى جهة الشَّمالِ، والأعْزَلُ
من كواكبِ الأَنْواءِ وهو إلى جهة الجَنُوبِ، وهما في برج الميزان، وطلوعُ
السِّماكِ الأَعزل مع الفجر يكون في تَشْرِين الأَول. وسَمْكُ البيت:
سَقْفُه. والسَّمْكُ: السَّقْف، وقيل: هو من أَعلى البيت إلى أَسفله.
والسَّمْكُ: القامَة من كل شيء بعيد طويل السَّمْكِ؛ وقال ذو الرمة:
نَجائِبَ من نِتاجِ بني عُزَيْرٍ،
طَِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا
وفي الحديث عن عليّ، رضوان الله عليه: أنه كان يقول في دعائه: اللهم
رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السبع؛ وهي المَسْمُوكاتُ
والمَدْحوَّاتُ في قول العامّة، وقول عليّ، رضي الله عنه، صواب.
والسَّمْك يجيء في مواضع بمعنى السقف. والسماء مَسْمُوكة أي مرفوعة كالسَّمْكِ.
وجاء في حديث علي، رضي الله عنه، أيضاً: اللهم بارئَ المَسْمُوكاتِ السبع
ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ؛ فالمسموكات السموات السبع، والمَدْحُوَّات
الأَرَضُون.
وروي عن علي، رضي الله عنه، أنه كان يقول: وسَمَكَ الله السماء سَمْكاً
رفعها. وسَمَكَ الشيء سُمُوكاً: ارتفع. والسَّامِكُ: العالي المرتفع.
وبيت مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ: طويل السَّمْك؛ قال رؤبة:
صَعَّدَكم في بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ
ويروى مُنْسَمِك. وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. وسَمَكَ
يَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. ويقال: اسْمُكْ في الرَّيْم أَي اصعد في
الدَّرَجةِ.
والسُّمَيْكاء: الحُساسُ، والحُساسُ هي الأرَضَةُ.
والمِسْماكُ: عمود من أَعمدة الخباء، وفي المحكم: يكون في الخباء
يُسْمَك به البيت؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ
سَقْبانِ، لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ
عنى بالرجلين الساقين، وفي الصحاح صقبان، بالصاد، وصقبان بدل من
مسماكين.
خلص: خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد
نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم. وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه: أَمْحَضَه.
وأَخْلَصَ الشيءَ: اختاره، وقرئ: إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين،
والمُخْلَصِين؛ قال ثعلب: يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه
تعالى، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ. الزجاج: وقوله:
واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً، وقرئ مُخْلِصاً، والمُخْلَص:
الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، والمُخْلِص: الذي
وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة: قل هو اللّه أَحد، سورة
الإِخلاص؛ قال ابن الأَثير: سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس،
أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ، وكلمة الإِخلاص
كلمة التوحيد، وقوله تعالى: من عبادنا المُخْلَصِين، وقرئ المُخْلِصين،
فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون.
والتخليص: التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ، تقول: خَلَّصْته من كذا
تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ
الغَزْلُ إِذا الْتَبَس. والإِخْلاصُ في الطاعة: تَرْكُ الرِّياءِ، وقد
أَخْلَصْت للّه الدِّينَ. واسْتَخْلَصَ الشيء: كأَخْلَصَه. والخالِصةُ:
الإِخْلاصُ. وخَلَص إِليه الشيءُ: وَصَلَ. وخَلَصَ الشيءُ، بالفتح، يَخْلُصُ
خُلوصاً أَي صار خالِصاً. وخَلَصَ الشيء خَلاصاً، والخَلاصُ يكون مصدراً
للشيء الخالِص. وفي حديث الإِسراء: فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض
أَي وَصَلْتُ وبلَغْت. يقال: خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه،
وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ ومنه حديث هِرَقْلَ: إِني أَخْلُص إِليه. وفي حديث
عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن
على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى
بما يُتَخَلّص به من الخصومة. وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه.
ويقال: هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة. وقوله عزّ وجلّ: وقالوا
ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل
معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا: جماعةُ ما في
بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا. وقوله: ومُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ على لفظ
ما، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، والذي في بطون
الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ
الأَصابِع أُصبعٌ، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها،
ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا: الأَنعامُ التي في
بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سيده: والقولُ الأَول أَبْبَنُ
لقوله ومُحَرَّمٌ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما، وقرأَ بعضهم
خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً، وأَما قوله عزّ وجلّ: قل هي للذين
آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً،
المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون، فإِذا كان يومُ
القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر، وأَما
إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ
لبيبٌ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال،
كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة.
وقوله عزّ وجلّ: إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار؛ يُقْرَأُ
بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى، فمن قرأَ بالتنوين جعل
ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى
الدار، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين
بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا، وذلك
شأْن الأَنبياء، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى
اللّه، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس
يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم. وفي الحديث: أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا: وما يومُ
الخَلاصِ؟ قال: يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ
ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض. وفي حديث
الاستسقاء: فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس.
وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه. وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ
وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً. والخالصُ من
الأَلوان: ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني.
والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ: رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر.
والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ: التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن،
وأَخْلَصَه: فَعَل به ذلك. والخِلاصُ: ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ.
والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل.
والخُلوصُ: الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ. ويقول الرجل لصاحبةِ
السَّمْنِ: أَخْلِصي لنا، لم يفسره أَبو حنيفة، قال ابن سيده: وعندي أَن
معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ. غيره: وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما
خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه
شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ من
الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بكسر الخاء، وهو
الإِثْر، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ
والقِشْدَةُ والكُدادةُ، والمصدر منه الإِخْلاصُ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ.
أَبو زيد: الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ
والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ
والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ. قال الأَزهري:
سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء
والثُّفْل: الخِلاصُ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ
فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة
اللبن المختلط به، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، وأَما
الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من
ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه. أَبو الدقيش: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه
يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قال: مَرَّ الفرزدق برجل من
باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق: أَتَشْتري
أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي؟ فقال: أَللّهِ عليك
لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال: أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بين
يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال:
لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه،
عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ
من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه،
بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ
فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ،
أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ
الفراء: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا
أَعطى الخَلاص، وهو مِثْل الشيء؛ ومنه حديث شريح: أَنه قضى في قَوْس
كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها. والخِلاص، بالكسر: ما أَخْلَصَته النارُ
من الذهب والفضة وغيره، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه
كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص. والخِلاصة
والخُلاصة: كالخِلاص، قال: حكاه الهروي في الغريبين.
واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وهو خالِصَتي وخُلْصاني.
وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت
مَوَدّتُهما، وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. وتقول: هؤلاء
خُلْصاني وخُلَصائي، وقال أَبو حنيفة: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ
البعيرُ سَمِن، وكذلك الناقة؛ قال:
وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا
والخَلَصُ: شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ. قال
أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق
بالشجر فيعْلق، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وله وَرْدةٌ
كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وهو طيّبُ الريح، وله حبّ كحبّ عِنَبِ
الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا
يؤكل ولكنه يُرْعَى؛ ابن السكيت في قوله:
بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ
الأَصمعي: هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ
المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه.
ويقال لكل شيء أَبيضَ: خالِصٌ؛ قال العجاج:
مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا
يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ. الليث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان
قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد:
مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما
والخالصُ: الأَبْيَضُ من الأَلوان. ثوب خالصٌ: أَبْيَضُ. وماءٌ خالص:
أَبيض. وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم، فذلك الخَلَصُ. قال: وذلك في
قَصَب العظام في اليد والرجل. يقال: خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا
بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم.
والخَلْصاءُ: ماءٌ بالبادية، وقيل موضع، وقيل موضع فيه عين ماء؛ قال
الشاعر:
أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها،
وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا
وقيل: هو الموضع بالدهناء معروف. وذو الخَلَصة: موضع يقال إِنه بيت
لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ
فَهُدِم. وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على
ذي الخَلَصة؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم،
وقيل: ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها
رسول اللّه، صلَى اللّه عليه وسلّم، جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها،
وقيل: ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثير: وفيه نظر
(* قوله «وفيه
نظر» أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو لا تضاف
الا إلخ، كذا بهامش النهاية.) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء
الأَجناس، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة
الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ
أَعجازُهن. وخالصةُ: اسم امرأَة، واللّه أَعلم.
صقر: الصَّْرُ: الطائر الذي يُصاد به، من الجوارح. ابن سيده: والصَّقْرُ
كل شيء يَصيد من البُزَاةِ والشَّواهينِ وقد تكرر ذكره في الحديث،
والجمع أَصْقُرٌ وصُقُورٌ وصُقُورَةٌ وصِقَارٌ وصِقَارَةٌ. والصُّقْرُ: جَمْعُ
الصُّقُور الذي هو جمع صَقْرٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
كَأَنَّ عَيْنَيْهِ، إِذا تَوَقَّدَا،
عَيْنَا قَطَامِيٍّ منَ الصُّقْرِ بَدَا
قال ابن سيده: فسره ثعلب بما ذكرنا؛ قال: وعندي أَن الصُّقْرَ جمع
صَقْرٍ كما ذهب إِليه أَبو حنيفة من أَن زُهْواً جمع زَهْو، قال: وإِنما
وجهناه على ذلك فراراً من جمع الجمع، كما ذهب الأَخفش في قوله تعالى: فرُهُنٌ
مَقْبُوضَة، إِلى أَنه جمع رَهْنٍ لا جمع رِهَان الذي هو جمع رَهْنٍ
هَرَباً من جمع الجمع، وإِن كان تكسير فَعْلٍ على فُعْلٍ وفُعُلٍ قليلاً،
والأُنثى صَفْرَةٌ. والصَّقْرُ: اللبن الشديد الحُمُوضَة. يقال: حَبَانا
بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الوجه، كما يقال بِصَرْبَةٍ؛ حكاهما الكسائي. وما مَصَلَ
من اللَّبن فامَّازَتْ خُثَارَته وصَفَتْ صَفْوَتُه فإِذا حَمِضَتْ كانت
صِبَاغاً طيِّباً، فهو صَقْرَة. قال الأَصمعي: إِذا بلغ اللبن من
الحَمَضِ ما ليس فوقه شيء، فهو الصَّقْرُ. وقال شمر: الصَّقْر الحامض الذي
ضربته الشمس فَحَمِضَ. يقال: أَتانا بِصَقْرَةٍ حامضة. قال: مِكْوَزَةُ: كأَن
الصَّقْرَ منه. قال ابن بُزُرج: المُصْقَئِرُّ من اللبن الذي قد حَمِضَ
وامتنع. والصَّقْرُ والصَّقْرَةُ: شدة وقعِ الشمس وحِدَّةُ حرّها، وقيل:
شدة وقْعِها على رأْسه؛ صَقَرَتْهُ صَقْراً: آذاه حَرُّها، وقيل: هو إِذا
حَمِيَتْ عليه؛ قال ذو الرمة:
إِذا ذَابَت الشمْسُ، اتَّقَى صَقَرَاتِها
بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ
وصَقَرَ النَّارَ صَقْراً وصَقَّرَهَا: أَوْقَدَها؛ وقد اصْتَقَرَتْ
واصْطَقَرَتْ: جاؤوا بها مَرَّةً على الأَصل ومَرَّةً على المضارَعة.
وأَصْقَرَت الشمس: اتَّقَدَتْ، وهو مشتق من ذلك. وصَقَرَهُ بالعصا صَقْراً:
ضربه بها على رأْسه. والصَّوْقَرُ والصَّاقُورُ: الفأْس العظيمة التي لها
رأْس واحد دقيق تكسر به الحجارة، وهو المِعْوَل أَيضاً. والصَّقْر: ضرب
الحجارة بالمِعْوَل. وصَقَرَ الحَجَرَ يَصْقُرُهُ صَقْراً: ضربه بالصَّاقُور
وكسره به.
والصَّاقُورُ: اللِّسان. والصَّاقِرَةُ: الداهية النازلة الشديدة
كالدَّامِغَةِ.
والصَّقْرُ والصَّقَرُ: ما تَحَلَّب من العِنَب والزبيب والتمر من غير
أَن يُعْصَر، وخص بعضهم من أَهل المدينة به دِبْسَ التمر، وقيل: هو ما
يسيل من الرُّطَب إِذا يبسَ. والصَّقْرُ: الدِّبس عند أَهل المدينة.
وصَقَّرَ التمر: صبَّ عليه الصَّقْرَ. ورطب صَقِرٌ مَقِرٌ: صَقِرٌ ذو صَقْرٍ
ومَقِرٌ إِتباع، وذلك التمر الذي يصلــح للدِّبس. وهذا التمر أَصْقَرُ مَنْ
هذا أَي أَكْثَرُ صَقْراً؛ حكاه أَبو حنيفة وإِن لم يك له فِعْل. وهو
كقولهم للسانين
(* قوله: «للسانين» هكذا بالأَصل). وقد تقدم مراراً.
والمُصَقَّرُ من الرطب: المُصَلِّبُ يُصَبُّ عليه الدّبس ليَلينَ، وربما جاء
بالسين، لأَنهم كثيراً ما يقلبون الصاد سيناً إِذا كان في الكلمة قاف أَو طاء
أَو عين أَو خاء مثل الصَّدْع والصِّماخ والصِّراط والبُصاق. قال أَبو
منصور: والصَّقْر، عند البَحْرَانِيِّينَ، ما سال من جِلالِ التمر التي
كُنِزَتْ وسُدِّك بعضُها فوق بعض في بيت مُصَرَّج تحتها خَوابٍ خُضْر،
فينعصر منها دِبْس خامٌ كأَنه العسل، وربما أَخذوا الرُّطَب الجَيِّد ملقوطاً
من العِذْقِ فجعلوه في بَساتِيقَ وصَبّوا عليه من ذلك الصَّقْر، فيقال له
رُطَب مُصَقِّر، ويبقى رُطباً طيباً طول السنة وقال الأَصمعي:
التَّصْقِيرُ أَن يُصَب على الرُّطَب الدِّبْسُ فيقال رُطَب مُصَقَّر، مأْخوذ من
الصَّقْرِ، وهو الدِّبْس. وفي حديث أَبي حَثْمَةَ: ليس الصَّقْر في رؤوس
النَّحل. قال ابن الأَثير: هو عسل الرُّطَب ههنا، وهو الدِّبْس، وهو في
غير هذا اللَّبَنُ الحامض. وماء مُصْقَرٌّ: متغير. والصَّقَر: ما انْحَتَّ
من ورق العِضاهِ والعُرْفُطِ والسَّلَمِ والطَّلْح والسَّمُر، ولا يقال
له صَقَرٌ حتى يَسْقط.
والصَّقْرُ: المَاءُ الآجِنُ.
والصَّاقُورَةُ: باطن القِحْف المُشْرِفُ على الدِّماغ، وفي التهذيب:
والصَّاقُور باطن القِحْفِ المُشْرِف فوق الدِّماغ كأَنه قَعْرُ قَصْعة.
وصَاقُورَةُ والصَّاقُورَةُ: اسم السماء الثَّالثة.
والصَّقَّارُ: النَّمَّامُ. والصَّقَّار: اللَّعَّانُ لغير
المُسْتَحِقين. وفي حديث أَنس: مَلْعُون كلّ صَقَّارٍ قيل: يا رسولُ الله، وما
الصَّقِّار؟ قال: نَشْءٌ يكونون في آخر الزمن تَحِيْتُهم بينهم إِذا تلاقوا
التَّلاعُن. التهذيب عن سهل بن معاذ عن أَبيه: أَن رسولُ الله، صلى الله
عليه وسلم، قال: لا تزال الأُمة على شَريعَةٍ ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم
يُقْبَضْ منهم العِلْمُ، ويَكْثُرْ فيهم الخُبْثُ، ويَظْهَرْ فيهم
السَّقَّارُونَ، قالوا: وما السَّقَّارُون يا رسولُ الله؟ قال: نَشَأٌ يكونون
في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إِذا تلاقوا التلاعنَ، وروي بالسين
وبالصاد، وفسره بالنَّمَّامِ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون أَراد به ذا
الكْبرِ والأُبَّهَةِ بأَنه يميل بخدّه. أَبو عبيدة: الصَّقْرَانِ
دَائِرتانِ من الشَّعر عند مؤخر اللِّبْدِ من ظهر الفرس، قال: وحدُّ الظهر إِلى
الصَّقْرين.
الفراء: جاء فلان بالصُّقَرِ والبُقَرِ والصُّقارَى والبُقارَى إِذا
جاءَ بالكَذِب الفاحش. وفي النوادر: تَصَقَّرْت بموضع كذا وتشكلت وتنكفت
(*
قوله: «وتشكلت وتنكفت» كذا بالأَصل وشرح القاموس). بمعنى تَلَبَّثْت.
والصَّقَّار: الكافر. والصَّقَّار: الدَّبِّاس، وقيل: السَّقَّار الكافر،
بالسين. والصَّقْرُ: القِيَادَةُ على الحُرَم؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه
الصَّقِّار الذي جاء في الحديث.
والصَّقُّور: الدَّيُّوث، وفي الحديث: لا يَقْبَلُ اللهُ من الصَّقُّور
يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ قال ابن الأَثير: هو بمعنى الصَّقَّار،
وقيل: هو الدَّيُّوث القَوَّاد على حُرَمه.
وصَقَرُ: من أَسماء جهنم، نعوذ بالله منها، لغة في سَقَر.
والصَّوْقَرِيرُ: صَوْت طائر يُرَجِّع فتسمع فيه نحو هذه النَّغْمَة.
وفي التهذيب: الصَّوْقَرِيرُ حكاية صوت طائر يُصَوْقِرُ في صياحه يسمع في
صوته نحو هذه النغمة.
وصُقارَى: موضع.
طرق: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:
الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ؛ والطَّرْقُ: الضرب بالحصى وهو ضرب
من التَّكَهُّنِ. والخَطُّ في التراب: الكَهانَةُ. والطُّرَّاقُ:
المُتكَهِّنُون. والطَّوارِقُ: المتكهنات، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً؛ قال
لبيد:لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى، * ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ
واسْتَطْرَقَهُ: طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ
وأَصل الطَّرْقِ الضرب، ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه
يَطْرقُ بها أَي يضرب بها، وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ.
والطَّرقُ: خطّ بالأَصابع في الكهانة، قال: والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ
بالصوف فَيَتَكهَّن. قال أَبو منصور: هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير
الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى، وقد قال أَبو زيد: الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في
الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول: ابْنَيْ عِيانْ، أَسْرِعا البيان؛ وهو
مذكور في موضعه. وفي الحديث: الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من
الجِبْتِ؛ الطرقُ: الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخَطُّ في
الرمل.وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً: ضربه، واسم ذلك
العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين. وفي الحديث:
أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً؛ هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب
لَينْفشا. والمِطْرَقة: مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما؛ قال رؤبة:
عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ
إِليَّ سِراًّ، فاطْرُقي ومِيشِي
التهذيب: ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه
قولهم: اطْرُقي ومِيشِي. والطَّرْق: ضرب الصوف بالعصا. والمَيْشُ: خلط الشعر
بالصوف. والطَّرْق: الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر،
والجمع أَطْرَاق. وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت، فهو ماء
مَطْرُوق وطَرْقٌ. والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً: ماء السماء الذي تبول فيه
الإِبل وتَبْعَرُ؛ قال عدي بن زيد:
ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً، فجاءَتْ
قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ
قدَّمَتْهُ على عُقارٍ، كعَيْن الـ
ـدّيكِ، صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ
مُزَّةٍ قبل مَزْجِها، فإِذا ما
مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ
وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ، كاليا
قوت، حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ
ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب
لا جَوٍ آجِنٌ، ولا مَطْرُوقُ
ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء: الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من
التَّيَمُّم؛ هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت. والطَّرْق أَيضاً:
ماء الفحلِ. وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا
عليها وضربها. وأَطْرَقه فحلاً: أَعطاه إِياه يضرب في إِبله، يقال:
أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي. الأَصمعي: يقول الرجل للرجل
أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ؛ ومنه يقال: جاء فلان
يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ. وفي الحديث: ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي
إِعارته للضراب، واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك. وفي الحديث: من أَطْرَقَ
مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ؛ ومنه حديث ابن عمر: ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ
أَفضلَ من الطَّرْقِ، يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ
حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ، ويُطْرِقُ أَي يعير فحله
فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه. والطَّرْقُ في الأَصل: ماء الفحل، وقيل: هو
الضِّرابُ ثم سمي به الماء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: والبيضة منسوبة
إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها. واسْتَطْرَقَهُ فحلاً: طلب منه أَن
يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله. وطَرُوقَةُ الفحل: أُنثْاه، يقال: ناقة
طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل، وكذلك المرأَة. وتقول العرب:
إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها. وفي
الحديث: كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة، وكل امرأة طَرُوقَةُ
زوجها، وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها، نعت لها من غير فِعْلٍ لها؛ قال ابن
سيده: وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في
الإِنسان حين قال له النجاشي: ما تَسْقِنيي؟ قال: شراب كالوَرْس، يُطَيْب النفس،
ويُكْثر الطَّرْق، ويدرّ
في العِرْق، يشدُّ العِظام، ويسهل للفَدْم الكلام؛ وقد يجوز أَن يكون
الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً. وفي حديث الزكاة في
فرائض صدَقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل؛
المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها
في سنها، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل. ويقال
للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي
طَرْوقَتُه. ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ ويقال: لا أَطْرَقَ اللهُ
عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه. وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم
على عمر، رضي الله عنه، من مصر فجرَى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن
الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى
طَرْقها، فقام عمرو مُتَرَبَّدَ
الوجه؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها، وأَصل الطَّرْق
الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعي
يصف إِبلاً:
كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ
أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا
أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً. وناقة مِطْراق: قريبة
العهد بطَرق الفحل إِِياها. والطَّرْق: الفحل، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ؛ قال
الشاعر يصف ناقة:
مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ،
مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم
قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم
تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثتِ لِقاحاً، والطِّراق: الضِّراب،
واللؤام: الذي يلائمها. قال شمر: ويقال للفحل مُطْرِق؛ وأَنشد:
يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ، إِذا شَتَا،
والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق
وقال تيم:
وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها
جُمالِيَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟
قال: ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ. وقال
خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي، وقال: العَنَقُ
جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهري: ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه
مَطَارِيقُ، وأَما قول رؤبة:
قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ
للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ
فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض. وفي الحديث: نهى المسافر أَن
يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ، وقيل: أَصل
الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق
الباب. وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً: جاءَهم ليلاً، فهو
طارِقٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ
بخير. وجمع الطارِقَةِ طَوارِق. وفي الحديث: أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل
إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير. وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ
وأَنصار؛ قال ابن الزبير:
أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد،
وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها
وسَهَّدَها، بعد نوع العِشاء،
تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها
كنى بنبله عن الأقارب والأَهل. وقوله تعالى: والسماء والطَّارِقِ؛ قيل:
هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند بنت عتبة، قال ابن بري:
هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على
الحرب:نَحْنُ بناتُ طارِق،
لا نَنْثَني لِوامِق،
نَمْشي على النَّمارِق،
المِسْكُ في المَفَارِق،
والدُّرُّ في المَخانِق،
إِن تُقْبِلوا نُعانِق،
أَو تُدْبِرُوا نُفارِق،
فِراقَ غَيرِ وامِق
أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء، وقيل: أَرادت نحن بنات
ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره؛ قال ابن المكرم: ما أَعرف
نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع، وتارة يطلع
مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً ، وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء، فإِن كان
قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح
إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح، وإِلا فلا حقيقة له. والطَّارِقُ:
النجم، وقيل: كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل؛ وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق؛
وقد فسره الفراء فقال: النجم الثّاقِب. ورجل طُرَقَةٌ، مثال هُمَزَةٍ،
إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً. وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء
بليل. الفراء: الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه. يقال: بعير أَطرَقُ
وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ، والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد، طَرِقَ
طَرَقاً وهو أَطْرَقُ، يكون في الناس والإِبل؛ وقول بشر:
ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها
لكَذَّان الإكَامِ، به انْتِضالُ
يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل، يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ
ولا يبس. يقال: بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها
لين، وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف
ليِّن؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته:
ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ، إِذا ما
سَرى في القَوْم، أَصبح مُسْتَكِينَا
وامرأَة مَطْروقَةٌ: ضعيفة ليست بمُذكًّرَة. وقال الأَصمعي: رجل
مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف، ومصدره الطِّرِّيقةُ، بالتشديد. ويقال: في ريشه
طَرَقٌ أَي تراكب. أَبو عبيد: يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ، وهو
اللين: فيه طَرَقٌ. وكَلأٌ مَطْروقٌ: وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه.
وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه. والطَّرَقُ في الريش: أَن يكون بعضُها
فوق بعض. وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض؛ قال يصف قطاة:
أَمّا القَطاةُ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها
نعْتاً، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها:
سَكَّاءٌ مخطومَةٌ، في ريشها طَرَقٌ،
سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافيها
تقول منه: اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف. ويقال:
اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً. والإِطْراقُ: استرخاء العين.
والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلقةً. أَبو عبيد: ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ
في الجفون؛ وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:
وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه
بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ
والإِطْراقُ: السكوت عامة، وقيل: السكوت من فَرَقٍ. ورجل مُطْرِقٌ
ومِطْراقٌ وطِرِّيق: كثير السكوت. وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم،
وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض. وفي حديث نظر الفجأَة:
أَطْرِق بصَرك، الإِطْراقُ: أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً؛ وفيه:
فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت، وفي حديث آخر: فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله
وأَسكنه. وفي حديث زياد: حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي
استتروا بكم.
والطِّرِّيقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط
مُطْرِقاً فيُؤخذ. التهذيب: الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى
الرجل سقط وأَطْرَق، وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد
أَطافوا به، ويقول أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى، حتى يتَمَكن منه
فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه؛ وفي المثل:
أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا
إِنَّ النَّعامَ في القُرَى
يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ، واستعمل بعض العرب
الإِطراق في الكلب فقال:
ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها،
يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها
وقال اللحياني: يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً؛ يقال ذلك
للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ، وقيل
معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً،
والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي، وقيل: هو المكر والخديعة، وهو مذكور في
موضعه.والطُّرْقةُ: الرجل الأَحْمَق. يقال: إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من
حمقه.
وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين: لَبِس أَحدَهما على الآخر. وطارَقَ
نعلين: خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى، وجِلْدُ النعل طِراقُها. الأَصمعي:
طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا، وهو
الطَّرّاق، والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ؛ قال الشاعر:
وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ،
ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ
يعني نعال الإِبل. ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة، وكل خصيفة طِراقٌ؛ قال ذو
الرمة:
أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه
تَطَخْطُخُ الغيمِ، حتى ما لَه جُوَبُ
وطِرَاقُ النعل: ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به، طَرَقَها يَطْرُقُها
طَرْقاً وطارَقَها؛ وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ.
وأَطْراقُ البطن: ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ. وفي حديث عمر: فلِبْسْتُ
خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر. يقال: أَطْرَقَ
النعلَ وطارَقَها.
وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس: طبقاتٌ بعضها فوق بعض. وأَطراقُ القربة:
أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ، واحدها طَرَقٌ. والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة،
والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ. ابن الأَعرابي:
في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث. والمَجَانّ
المُطْرَقَة: التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة.
ويقال: أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت، وتُرْس مُطْرَق.
التهذيب: المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر، والذي
جاءَ في الحديث: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي
أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛
ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض،
ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأَول أَشهر. والطِّراق: حديد يعرَّض
ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق.
وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً؛ قال ذو الرمة يصف بازياً:
طِرَاق الخَوافي، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ،
نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ
وأَطْرَق جَناح الطائر: لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل. وأَطْرَق
عليه الليل: ركب بعضُه بعضاً؛ وقوله:
. . . . . . . . ولم
تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ
(* قوله «ولم تطرق إلخ» تقدم انشاده في مادة سلطح:
أنت ابن مسلنطح البطاح ولم * تعطف عليك الحني والولج.)
أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب. وقوله عز وجل: ولقد خلقنا فوقكم
سبعَ طَرائق؛ قال الزجاج: أَراد السمواتِ السبع، وإِنما سميت بذلك
لتراكُبها، والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض؛ وقال
الفراء: سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة.
واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني
مرة أَو مرتين، وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو
مرَّتين. وأَطْرَق إِلى اللهْو: مال؛ عن ابن الأعرابي.
والطَّرِيقُ: السبيل، تذكَّر وتؤنث؛ تقول: الطَّريق الأَعظم والطَّريق
العُظْمَى، وكذلك السبيل، والجمع أَطْرِقة وطُرُق؛ قال الأَعشى:
فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي،
تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا
وفي حديث سَبْرة: أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة؛ هي جمع طريق
على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث، فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف
وأَرْغِفة، وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن. وقولهم: بَنُو فلان
يَطَؤُهم الطريقُ؛ قال سيبويه: إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق،
وقيل: الطريق هنا السابِلةُ
فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول، والجمع أَطْرِقة
وأَطْرِقاء وطُرُق، وطُرُقات جمع الجمع؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله،
والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ
فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ
الطَّرِيق.
وأُمُّ الطَّرِيق: الضَّبُع؛ قال الكُمَيْت:
يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ،
تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها
الليث: أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال
أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا.
وبناتُ الطَّرِيق: التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية؛ قال أَبو
المثنى بن سَعلة الأَسدي:
أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ،
أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ،
مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ،
آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ،
إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ
وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر: ابتغى إِليه طَريقاً. والطريق: ما بين
السِّكَّتَينِ من النَّخْل. قال أَبو حنيفة: يقال له بالفارسية
الرَّاشْوان.والطَّرُيقة: السِّيرة. وطريقة الرجل: مَذْهبه. يقال: ما زال فلان على
طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة. وفلان حسن الطَّرِيقة، والطَّرِيقة
الحال. يقال: هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة؛ وأَما قول لَبِيد
أَنشده شمر:
فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني،
وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ
قال: طُرْقَتي عادَتي. وقوله تعالى: وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على
الطَّرِيقة؛ أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى، وقيل، على طَريقة الكُفْر،
وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم، كما قالوا العُودَ للمَنْدَل
وإِن كان كل شجرة عُوداً. وطَرائقُ الدهر: ما هو عليه من تَقَلُّبه؛ قال
الراعي:
يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ،
ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ
كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً، وفي بعض كتب ابن جني: يا عَجَبَا،
أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى: يا
أَسَفَى على يوسف. وقولُه تعالى: ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى؛ جاء في
التفسير: أَن الطَّرِيقة الرجالُ
الأَشراف، معناه بجَماعِتكم الأَشراف، والعرب تقول للرجل الفاضل: هذا
طَرِيقَة قومِه، وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم، وهؤلاء طَرِيقةُ
قومِهم، وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً
ويسلكوا طَرِيقَته. وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً: الرجالُ الأشراف. وقال
الزجاج: عندي، والله أَعلم، أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل
طَريقَتِكم المُثْلى، كما قال تعالى: واسأَلِ
القَرْية؛ أَي أَهل القرية؛ الفراء: وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا.
وقال الأَخفش: بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه.
وقال الفراء: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة
أَهْواؤنا. والطّريقة: طَرِيقة الرجل. والطَّرِيقة: الخطُّ في الشيء. وطَرائِقُ
البَيْض: خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ. وطَريقة الرمل والشَّحْم: ما
امتدَّ منه. والطَّرِيقة: التي على أَعلى الظهر. ويقال للخطّ الذي يمتدّ
على مَتْن الحمار طَرِيقة، وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه؛ قال لبيد يصف
حمار وَحْش:
فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً
الليث: كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق
بعضه ببعض فهو طَرِيقة، وكذلك من الأَلوان. اللحياني: ثوب طَرائقُ
ورَعابِيلُ بمعنى واحد. وثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عن اللحياني، وإِذا وصفت القَناة
بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق، وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة
فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم
تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة، وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن
القَنا؛ قال ذو الرمة يصف قَناة:
حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ،
فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ
والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق: نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها
عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على
قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره، تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر
إِلى الكِسْر، وفيها تكون رؤوس العُمُد، وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ
تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق. وطَرَّفوا بينهم
طَرائِق، والطَّرائق: آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ. والطَّرائق:
الفِرَق.
وقوم مَطارِيق: رَجَّالة، واحدهم مُطْرِق، وهو الرَّاجِل؛ هذا قول أَبي
عبيد، وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق. والطَّرِيقة:
العُمُد، وكل عَمُود طَرِيقة. والمُطْرِق: الوَضيع.
وتَطارق الشيءُ تتابع. واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت: تَبِع
بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد؛ قال رؤبة:
جاءتْ معاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا،
وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا
يعني الغُبار المرتفع؛ يقول: جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة.
وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا
ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض،
والواحد مِطْراق. ويقال: هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه، وقيل أَي تِلْوُه
ونظيرهُ؛ وأَنشد الأَصمعي:
فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً؛
ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا
والجمع مَطارِيق. وتَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بعضاً. ويقال: هذا
النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد. والطَّرَق: آثار الإِبل إِذا
تبع بعضُها بعضاً، واحدتها طَرَقة، وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على
أَثر واحد. ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً.
وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب: مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها
أَي على أَثرها؛ قال الأَصمعي: هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ
والرَّزْدَقُ. واطَّرَق الحوْضُ، على افْتَعل، إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد
فيه. والطَّرَق، بالتحريك: جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة. والصَّفّ
والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض:
طَرَقة. يقال: جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر
واحد.
واطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بالمطر؛ قال العجاج:
واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا
والطُّرَق والطُّرق: الجوادُّ وآثارُ المارة
تظهر فيها الآثار، واحدتها طُرْقة. وطُرَق القوس: أَسارِيعُها
والطَّرائقُ التي فيها، واحدتها طُرْقة، مثل غُرْفة وغُرَف. والطُّرَق:
الأَسارِيعُ. والطُّرَق أَىضاً: حجارة مُطارَقة بعضها على بعض.
والطُّرْقة: العادَة. ويقال: ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك.
والطِّرْق: الشَّحْم، وجمعه أَطْراق؛ قال المَرَّار الفَقْعَسي:
وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّى
أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ
وما به طِرْق، بالكسر، أَي قُوَّة، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به
عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه؛ وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة. ويقال: هذا
بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم. وقال أَبو حنيفة: الطِّرْق السِّمَن،
فهو على هذا عَرَض. وفي الحديث: لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف؛
الطَّرْق، بالكسر: القوَّة، وقيل: الشحم، وأَكثر ما يستعمل في النفي. وفي حديث
ابن الزبير
(* قوله «وفي حديث ابن الزبير إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث
النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم، الطرق الماء الذي خاضته الإبل
وبالت فيه وبعرت، ومنه حديث معاوية: وليس للشارب إلخ): وليس للشَّارِب
إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ
وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة: نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه؛
قال أَوس بن حجر:
لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ،
كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ
(* قوله «لها» في الصحاح لنا).
الليث: طَرَّقَتِ
المرأَة، وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال
طَرَّقَت ثم خَلُصت؛ قال أَبو منصور: وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا
فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً؛ قاله أَبو الهيثم، وجائز أَن
يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة؛ ومنه قوله:
قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ
يعني الداهية. ابن سيده: وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق: حان خروج
بَيْضها؛ قال المُمَزِّق العَبْدي: وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق، بكسر الزاي،
قال ابن بري: وصوابه المُمَزَّق، بالفتح، كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ
بن نَهار:
وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها
نَسِيفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
أَنشده أَبو عمرو بن العلاء؛ قال أَبو عبيد: ولا يقال ذلك في غير
القطاة. وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً: جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك. وضَرَبَه
حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب. وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً: حَبَسها
عن كَلإٍ أَو غيره، ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار؛ قاله أَبو
زيد؛ قال شمر: لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت، بالقاف، وقد قال ابن
الأعَرابي طَرَّفْت، بالفاء، إِذا طَرَده. وطَرَّقْت له من الطَّرِيق.
وطَرْقاتُ الطَّرِيق: شَرَكُها، كل شَرَكة منها طَرْقَة، والطَّرِيق: ضرْب
من النَّخْل؛ قال الأَعشى:
وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيـ
قِ، يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ
وقيل: الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة، واحدته طَرِيقة؛
قال الأَعشى:
طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ،
عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ
وقيل: هو الذي يُنال باليد. ونخلة طَرِيقة: مَلْساء طويلة.
والطَّرْق: ضرْب من أَصوات العُودِ. الليث: كل صوت من العُودِ ونحوه
طَرْق على حِدَة، تقول: تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً. وعنده طُرُوق
من الكلام، واحِدُه طَرْق؛ عن كراع ولم يفسره، وأَراه يعني ضُرُوباً من
الكلام. والطَّرْق: النخلة في لغة طيّء؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:
كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا
طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا
والطَّرْق والطِّرْق: حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ، وقيل:
الطِّرْقُ الفَخّ.. وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة. وأَطْرَق
فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة، أُخِذ من الطِّرْق وهو
الفخّ؛ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق.
والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ: نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء
التمرة والبُسْرة؛ حكاه أَبو حنيفة. وقال مرّة: الأُطَيْرِق ضرّب من النخل
وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله؛ وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن
والأُطَيْرِقِين، قال:
أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ
مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ؟
قال أَبو حنيفة: يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ.
والطَّارِقيّة: ضرْب من القلائد.
وطارق: اسم والمِطْرَقُ: اسم ناقة أَو بعير، والأَسبق أَنه اسم بعير؛
قال:
يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ
ومُطْرِق: موضع؛ أَنشد أَبو زيد:
حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ
وأَطْرِقا: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:
على أَطْرِقا بالياتُ الخيا
مِ، إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ
قال ابن بري: من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام، لأَنها في
المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا
يظلّلُون به خِيامَهم، ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها
غيرُ الثُّمام على الموضع، وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال
بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم
قصر الممدود؛ واستدل بقول الآخر:
تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا
ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان؛ قال الأَصمعي: قال
أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد، قال: نرى أَنه سمي
بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا، وهو موضع،
فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه: أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي
به البلد، وفي التهذيب: فسمي به المكان؛ وفيه يقول أَبو ذؤَيب:
على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام
وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً، فَعَلا هذا: فعل ماض. وأَطْرُق: جمع طَرِيق
فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً
نحو يمين وأَيْمُن.
والطِّرْياقُ: لغة في التِّرْياقِ؛ رواه أَبو حنيفة.
وطارِقَةُ الرجل: فَخْذُه وعَشِيرتُه؛ قال ابن أَحمر:
شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها،
وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ
النضر: نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من
ظاهر، فذلك الطِّراقُ، وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة، وقد
طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف
صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ، يقال: طَبَعَ الشَّاة.