عــيس: العَــيْسُ: ماء الفَحْل؛ قال طرفة:
سأَحْلُب عَــيْســاً صَحْن سُمّ
قال: والعَــيْس يقتل لأَنه أَخبث السُّم؛ قال شمر: وأَنشدنيه ابن
الأَعرابي: سأَحلب عنساً، بالنون، وقيل: العَــيْس ضِراب الفحل. عاس الفحلُ
الناقةَ يَعِــيسُــها عَــيْســاً: ضَرَبها.
والعِــيَس والعِــيسَــة: بياض يُخالِطُه شيء من شُقْرة، وقيل: هو لون أَبيضُ
مُشْرَب صَفاءً في ظُلمة خفِية، وهي فُعْلَة، على قياس الصُّهبة
والكُمْتة لأَنه لــيس في الأَلوان فِعْلَة، وإِنما كُسِرت لتصح الياء كبيض. وجَمل
أَعْــيَس وناقة عَــيْســاء وظَبْيٌ أَعْــيَس: فيه أُدْمَة، وكذلك الثَّور؛
قال:
وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْــيَسُ
وقيل: العِــيس الإِبل تضرب إِلى الصُّفرة؛ رواه ابن الأَعرابي وحده. وفي
حديث طهفة: تَرْتَمِي بِنَا العِــيس؛ هي الإِبل البيض مع شُقرة يســيرة،
واحدها أَعْــيَس وعَــيْســاء؛ ومنه حديث سَوادِ بنِ قارب:
وشدَّها العِــيسُ بأَحْلاسِها
ورجُل أَعْــيسَ الشَّعَر: أَبيضه. ورَسْم أَعْــيَس: أَبيض.
والعَــيْســاء: الجَرادَة الأُنثى. وعَــيْســاء: اسم جدّة غَسَّان السَّلِيطي؛
قال جرير:
أَساعِية عَــيْســاء، والضَّأْن حُفَّلٌ،
كما حاولَتْ عَــيســاء أَمْ ما عَذِيرُها؟
قال الجوهري: العِــيس، بالكسر، جمع أَعْــيَس. وعَــيْســاء: الإِبلُ البِيض
يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقرة، واحدها أَعْــيَس، والأُنثى عَــيْســاء
بَيِّنا العِــيس. قال الأَصمعي: إِذا خالط بياض الشعَر شُقْرة فهو أَعْــيَس؛
وقول الشاعر:
أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا
أَثارَا صِرْمةً حُمراً وعِــيسَــا
أَي بيضاً. ويقال: هي كرائم الإِبل.
وعِــيسَــى: اسم المسيح، صلوات اللَّه على نبينا وعليه وسلم؛ قال سيبويه:
عــيســى فِعْلَى، ولــيســت أَلفه للتأْنِيث إِنما هو أَعجمي ولو كانت للتأْنيث
لم ينصرف في النكرة وهو ينصرف فيها، قال: أَخبرني بذلك من أَثِق به، يعني
بصَرْفِه في النكرة، والنسب إِليه عِــيْسِــيٌّ، هذا قول ابن سيده، وقال
الجوهري: عِــيســى اسم عِبْرانيّ أَو سُرياني، والجمع العِــيسَــوْن، بفتح السين،
وقال غيره: العِــيسُــون، بضم السين، لأَن الياء زائدة
(* قوله «لأن الياء
زائدة» أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإمالة، وكذا يقال فيما
بعده.)، قال الجوهري: وتقول مررت بالعِــيسَــيْنَ ورأَيت العِــيسَــيْنَ، قال:
وأَجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يجزه
البَصريون وقالوا: لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنين وجَب أَن تبقى السين
مفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الأَلف أَصلية أَو غير أَصلية، وكان
الكسائي يَفْرق بينهما ويفتح في الأَصلية فيقول مُعْطَوْنَ، ويضم في غير
الأَصلية فيقول عِــيسُــون، وكذلك القول في مُوسَى، والنسبةُ إِليهما عِــيسَــويّ
ومُوسَويّ، بقلب الياء واواً، كما قلت في مَرْمًى مَرْمَوِيّ، وإِن شئت
حذفت الياء فقلت عِــيسِــيّ وموسِيّ، بكسر السين، كما قلت مَرْميّ ومَلْهيّ؛
قال الأَزهري: كأَن أَصل الحرف من العَــيَس، قال: وإِذا استعملت الفعل
منه قلت عَــيِس يَعْــيَس أَو عاس يَعِــيس، قال: وعِــيســى شبه قِعْلى، قال
الزجاج: عــيســى اسم عَجَمِيّ عُدِلَّ عن لفظ الأَعجمية إِلى هذا البناء وهو غير
مصروف في المعرفة لاجتماع العُجمة والتعريف فيه، ومَنال اشتقاقه من كلام
العرب أَن عــيســى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنيث فلا ينصرف في
معرفة ولا نكرة، ويكون اشتقاقه من شيئين: أَحدهما العَــيَس، والآخر من
العَوْس، وهو السِّياسة، فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فأَما اسم نبيّ
اللَّه فعدول عن إِــيسُــوع، كذا يقول أَهل السريانية، قال الكسائي: وإِذا
نسبت إِلى موسى وعــيســى وما أَشبهها مما فيه الياء زائدة قلت مُوسِيّ وعــيســيّ،
بكسر السين وتشديد الياء.
وقال أَبو عبيدة: أَعْــيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لم يكن فيه رطب،
وأَخْلَس إِذا كان فيه رَطْب ويابِس.