Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يدرك

دمر

(دمر)
فلَان دُمُورًا ودمارا هلك فَهُوَ دامر وَعَلَيْهِم دُمُورًا دخل بِغَيْر إِذن وهجم هجوم الشَّرّ وَفِي الحَدِيث (من يسْبق طرفه اسْتِئْذَانه فقد دمر)
(دمر) الشَّيْء أباده وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تدمر كل شَيْء بِأَمْر رَبهَا} وَالْقَوْم وَعَلَيْهِم أهلكهم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {دمر الله عَلَيْهِم وللكافرين أَمْثَالهَا}
د م ر : دَمَرَ الشَّيْءُ يَدْمُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الدَّمَارُ مِثْلُ: الْهَلَاكِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ دَمَّرَهُ اللَّهُ وَدَمَّرَ عَلَيْهِ. 
[دمر] فيه: من اطلع في بيت قوم بغير إذن فقد "دمر" أي هجم ودخل بغير إذن، من الدمار الهلاك لأنه هجوم بما يكره، يريد إساءة المطلع كإساءة الدامر. ومنه: فدحا السيل فيه حتى "دمر" المكان، أي أهلكه من دمره تدميرًا ودمر عليه، ويروى حتى دفن المكان، وأراد بهما دروس الموضع وذهاب أثره.
د م ر: (الدَّمَارُ) الْهَلَاكُ يُقَالُ: (دَمَّرَهُ) اللَّهُ (تَدْمِيرًا) وَ (دَمَّرَ) عَلَيْهِ بِمَعْنًى. وَدَمَرَ أَيْ دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ سَبَقَ طَرْفُهُ اسْتِئْذَانَهُ فَقَدْ دَمَرَ» وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (تَدْمُرُ) بَلَدٌ بِالشَّأْمِ. 

دمر


دَمَرَ(n. ac. دَمَاْر
دَمَاْرَة
دُمُوْر)
a. Perished, came to nought.
b. ['Ala], Intruded or burst in upon.
دَمَّرَ
a. [acc.
or
'Ala], Destroyed, exterminated, annihilated.
b. Fumigated his hiding-place with burnt hair (
hunter ).
دَاْمَرَa. Passed the night awake or watching.

تَدَمَّرَ
a. ['Ala], Murmured, grumbled at.
b. Got angry.

دَاْمِرa. Loser.
b. Small hooded cloak or cape. —
دَمَاْر دَمَاْرَة
دُمُوْر
Perdition, ruin, destruction.
تَدْمُر
a. Palmyra.
دمر
قال: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً
[الفرقان/ 36] ، وقال: ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء/ 172] ، وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف/ 137] ، والتدمير: إدخال الهلاك على الشيء، ويقال: ما بالدّار تَدْمُرِيٌّ ، وقوله تعالى: دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
[محمد/ 10] ، فإنّ مفعول دمّر محذوف.
[دمر] الدَمارُ: الهَلاَكُ. يقال: دَمَّرَهُ تَدْميراً، ودَمَّرَ عليه بمعنىً. وتَدْميرُ الصائِدِ: أن يُدَخِّن قُتْرَتَهُ بالوَبَرِ لئلاَّ يَجِدَ الوَحْشُ ريحَهُ فيه. قال أوس بن حجر: فلاقى عليها من صباح مدمرا * لناموسه بين الصفيح سقائف - ودَمَرَ يَدْمُر دُموراً: دخلَ بغير إذْن. وفي الحديث: " مَنْ سَبَقَ طرفه استئذانه فقد دمر ". وتدمر: بلد بالشام. ويربوع تَدْمُريٌّ، إذا كان صغيراً قصيراً.
دمر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من اطَّلّعَ فِي بَيت بِغَيْر إِذن فقد دمر. قَالَ الْكسَائي: قَوْله: دمر - يَعْنِي دخل يَقُول: لِأَن الاسْتِئْذَان إِنَّمَا هُوَ من الْبَصَر. يُقَال مِنْهُ: قد دمرت على الْقَوْم أدمر عَلَيْهِم 17 / الف [دُمُورًا -] . / قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا يكون الدمور إِلَّا أَن يدْخل عَلَيْهِم بِغَيْر إِذن فَإِن دخل بِإِذن فَلَيْسَ بدمور. وَمثل هَذَا حَدِيث حُذَيْفَة أَنه اسْتَأْذن عَلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: أما عَيْنَاك فقد دخلتا وَأما إستك فَلم تدخل.
د م ر

حل بهم الدمار، وقد دمروا يدمرون، وهو خاسر دامر. ودمرهم الله ودمر عليهم وهو إهلاك مستأصل. ودمرت على القوم: هجمت عليهم بغير استئذان دموراً. تقول: إذا دخلت الدور، فإيّاك والدمور؛ وما بالدار تدمريّ أي أحد من الدمور.

ومن المجاز: هو يدامر الليل كله: يكابده، ومعناه يفنيه بالسهر. وفلان مدمر: للصائد الماهر لأنه يدمر على الصيود. قال أوس:

فلافى عليها من صباح مدمرا ... لناموسه من الصفيح سقائف

وقيل هو الذي يدخّن بالوبر لئلا يجد الوحش ريحه لأنه يهجم عليه من غير أن يحس به من الدمور.
دمر
الدَمَارُ: اسْتِئْصَالُ الهَلَاكِ، دَمرَهُم ودَمّرَ عليهم.
وتَدْمُرُ: اسْمُ مَدِيْنَةٍ بالشَام. والتَدْمُرِيُّ: ضَرْبٌ من اليَرابِيْعِ لَئِيْمُ الخِلْقَةِ غَلِيْظُ اللَحْمِ. وُيوْصَفُ الرَّجُلُ اللَئيمُ بالتَدْمُرِيِّ. وما بها تَدْمُرِي: أي أحَدٌ. وما رَأيْتُ تَدْمُرِتاً أحْسَنَ منها: للمَرأةِ الجَمِيْلَةِ. وأذُنٌ تَدْمُرِيَّة: صَغِيْرَةٌ جِدّاً. ودَمَرْتُ الدّارَ: دَخَلْتُها.
والدُّموْرُ: الدُخُوْلُ على القَوْم بلا إذْنٍ.
والتدْمِيْرُ: تَدْخِيْنُ الصائدِ نامُوْسه لئلايَجِدَ الصَّيْدُ رائِحَتَه. وهو خاسِرٌ دامِرٌ، وخَسِرٌ دَمِرٌ. وتَمْر دامِرٌ: فاسِد.
ودامَرَ فلان اللَيْلَ: سَهِرَه وكابَدَه. وإنه لَدَيْمُرِي: أي حَدِيْدٌ غَلِقٌ. وشاةٌ دَمْرَاءُ: قَلِيْلَةُ اللَبَنِ، وشِيَاة دُمْرٌ.
دمر: دمر: وكل مشتقاتها تصحيف ذمر. وهذا التصحيف موجود دائماً تقريباً في طبعة دي سلان لتاريخ البربر: (انظر رسالة إلى فليشر ص143). وقد أشار صاحب محيط المحيط إلى ذلك فقال: وتدمَر بمعنى تذمر من تصحيف العامة.
دَمَّر. دمَّر الشيء عليه: أباده وأتلفه. (هو جفلايت ص49) وانظر (ص70 رقم57).
ودمَّر: بدّد، اسرف، ضيّع، فرّط. (فوك، الكالا) والمصدر منه تدمير بمعنى تبذير المال وتبديده والتفريط فيه وتضييعه، واسم المفعول: مُدَمَّر أي مُبدد ومُبذر ومضيع. ومفرط فيه.
تدمَّر: تخرب، وتقوض، وتهدم (بيان 1: 206).
وتدمر: باد، وفنى، وتلف، وخرب (بوشر).
وتدمر: اضمحل، وتبدد، وتبذر (فوك).
دَمَر: تبذير، تبديد المال (فوك).
دمرية: (يظهر أنها مأخوذة من اللفظة الرومانية ( dama داما) (انظر الفرنسية: damret أي غنجة غندورة والأسبانية: dameria والإيطالية: damerino) : فتاة كريمة المنبت، فتاة من عائلة شريفة (بوشر).
دمير (بالتركية دمور أو دمير: حديد ودمور الآتي: آلات حديد) وهي آلة من الحديد أو الصفر يستخدمها الأساكفة لتسوية الجلد وتمليسه (شيرب).
دَمِيرة: فصل زيادة النيل (لين عادات 2: 33).
الدَميريّ: زراعة الأراضي الواطئة حين يبدأ النيل بالزيادة (صفة مصر 17، 17: 81).
دَمُّور: خام، نسيج من القطن غليظ بعض الغلظ ينسج في نوبية، ويتخذ منه سكانها قمصاناً وغيرها من الثياب. ويتبادلون به ويستعملونه استعمال النقود أيضاً (بركهارت نوبية ص216، دسكرياك ص415).
دامرا: (هو فيما يقول صاحب محيط المحيط معرب طومار لبردعة الفرس) وجمعه دوامر، وهو ثوب إلى الكشح يلبس فوق الثياب (محيط المحيط).
دُومَرِي: عامية تُدْمًري يقال: ما فيها دومري أي أحد (محيط المحيط).
[د م ر] دَمَرَ الَقْومُ يَدْمُرُونَ دَماراً: هَلَكوا. ودَمَرَهُم اللهُ، ودَمَّرَهُمْ، وفي التنزيل: {فدمرناهم تدميرا} [الفرقان: 36] . ودَمَّرَ عَلَيْهمِ كذِلكَ. ورَجُلٌ دِامرٌ: هالِكٌ لا خَيْرَ فيهِ، يُقال: رَجُلٌ خاسِرٌ دامِرٌ، عن يَعْقُوبَ كدابِرٍ. وحَكَى اللٍّ حْيانَيُّ أَنَّه على البَدَلِ، وقال: خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ، فأتْبَعُوهما خَسرِاً، وعندِي أنَّ خَسِراً على فِعْلِه، وِدَمراً ودَبِراً على النَّسَبِ. وقِيلَ: دَمَرَ عليهم يَدْمُرُ دَمْراً، ودُمُوراً: دَخَلَ بغيرِ إِذْنٍ. وقِيلَ: هَجَمَ، وهو نَحْوُ ذلك. ومنه قوله: ((من نَظَرَ فقَدْ دَمَرَ)) . والمُدَمِّرُ: الصّائِدُ يُدَخِّنُ فِي قُتْرِتَه بأَوْبارِ الإِبلِ كَيْلاً تَجِدَ الوَحْشُ رِيحُه. والدُّمارِيُّ، والتُّدْمُرٍ يُّ، والتَّدْمُرِيُّ من اليَرابِيعِ: اللَّئِيمُ الخِلْقَةَ، المَكْسُوُّ البَراثِن، وقيل: وهو الماعِزُ مِنْها، وفيهِ قِصَرٌ وصِغَرٌ، ولا أَظْفارَ في ساقَيْهِ، ولا يُدْرَكُ سَرِيعاً، وهو أصْغرُ من الشُّفارِيِّ، قالَ:

(وإنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها ... شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ والمُقَصَّعَا ... )

والتَّدُمرِيُّ: اللَّئِيمُ من الرِّجالِ. والتَّدْمُرِيَّةُ من الكِلابِ: التي لَيْسَتْ بَسلُوقِيَّةِ ولا كُرْدِيَّةٍ. وتَدْمُرُ: مَدِينَةٌ بالشّأْمِ، قال النّابِغَة:

(وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قد أَذِنْتُ لَهُم ... يَبْنُونَ تَِدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ)
دمر
دمَرَ يَدمُر، دَمَارًا، فهو دامِر
• دمَر الشَّخصُ: هلكَ "دَمَرَ القومُ بسبب الحرب- حلَّ بهم الدَّمار". 

تدمَّرَ يتدمَّر، تَدَمُّرًا، فهو مُتَدَمِّر
• تدمَّر الشَّيءُ: تَضَرَّر ولحِقَ به خرابٌ شامِلٌ، تخرَّب، تقوَّض، باد وتبدَّد "تدمَّرت مدينة من أثر الحرب". 

دمَّرَ/ دمَّرَ على يُدمِّر، تدميرًا، فهو مُدَمِّر، والمفعول مُدَمَّر
• دَمَّرَ الشَّيءَ: حَطَّمه وأباده، بدَّده وضيَّعه "حَرْبٌ مُدَمِّرةٌ- مَبْنًى مُدَمَّرٌ: مهدَّم تمامًا- الظلمُ إن دام دمَّر والعدلُ إن دام عمّر- {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}: تُهلك وتحطِّم" ° دمَّر
 مستقبله: أفناه، ضيَّعه.
• دمَّر القومَ/ دمَّر على القوم: أهلكَهُم، هجم هجوم الشرِّ "دمَّرتِ العاصفةُ على النَّاس زرعَهم- {دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}: أهلك واستأصل". 

تدمير [مفرد]: مصدر دمَّرَ/ دمَّرَ على.
• تدمير مُتعمَّد: (سك) إهلاك موجَّه عن بعد يستهدف صاروخًا أو مركبة بعد الإطلاق بسبب خلل في الأداء أو لأسباب أمنيَّة. 

دَمَار [مفرد]:
1 - مصدر دمَرَ.
2 - خراب وهلاك "خلَّف الزلزالُ وراءه الخرابَ والدَّمارَ" ° أسلحة الدَّمار الشَّامل: الأسلحة الذريَّة أو النَّوويَّة. 

مُدَمِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل دمَّرَ/ دمَّرَ على.
2 - (سك) سفينة حربيّة سريعة ومجَهّزة بمختلف آلات الهجوم مثل المدافع والطوربيدات والصَّواريخ الموجّهة "المدَمِّرات الحربيّة أحد أسس المعارك الحديثة".
• مُدمِّرة الدَّبَّابات: (سك) مركبة مسلَّحة عالية السُّرعة مجهَّزة بمدافع مضادَّة للدَّبّابات. 

دمر: الدَّمارُ: اسْتِئْصالُ الهلاك. دَمَرَ القوم يَُدْمُرونَ دَماراً:

هلكوا. ودَمَرَهُم: مَقَتَهُم، ودَمَرَهُمُ الله ودَمَّرَهُمْ

تَدْمِيراً. وفي التنزيل العزيز: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً؛ يعني به فرعون وقومه

الذين مُسِخُوا قِرَدة وخنازير؛ ودَمَّرَ عليهم كذلك. وفي حديث ابن عمر:

قد جاء السَّيْلُ بالبَطْحاء حتى دَمَّرَ المكانَ الذي كان يصلي فيه أَي

أَهلكه. يقال: دَمَّرَه تدميراً ودَمَّرَ عليه بمعنى؛ ويروى: دَفَنَ

المكانَ، والمراد منها دُرُوسُ الموضع وذهابُ أَثره. ورجلٌ دَامِرٌ: هالك لا

خير فيه. يقال: رجلٌ خاسِرٌ دامِرٌ؛ عن يعقوب. كَدَابِرٍ، وحكى اللحياني

أَنه على البدل وقال: خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ فأَتبعوهما خَسِراً؛ قال

ابن سيده: وعندي أَن خَسِراً على فعله ودَمِراً ودَبِراً على النسب. وما

رأَيت من خَسَارَتِهِ ودَمَارَتِهِ ودَبارَته.

وقد دَمَرَ عليهم يَدْمُرُ دَمْراً ودُمُوراً: دخل بغير إِذن، وقيل:

هجم، وهو نحو ذلك؛ ومنه قوله في الحديث: من نظر من صِيْرِ باب فقد دَمَرَ؛

قال أَبو عبيد وغيره: دَمَرَ أَي دخل بغير إِذن، وهو الدُّمُورُ، وقد

دَمَرَ يَدْمُرُ دُمُوراً ودَمَقَ دَمْقاً ودُمُوقاً. وفي الحديث أَيضاً: من

سبق طَرْفُه استئذانَه فقد دَمَر أَي هَجَمَ ودخل بغير إِذن، وهو من

الدَّمارِ الهلاكِ لأَنه هجوم بما يكره، وفي رواية: من اطَّلَعَ في بيت قوم

بغير إِذنهم فقد دَمَر، والمعنى أَن إِساءَة المُطَّلِع مثلُ إِساءة

الدامر.

والمُدَمِّرُ: الصائد يُدَخِّنُ في قُتْرَتِه للصيد بأَوْبارِ الإِبل

كيلا تجد الوَحْشُ رِيحُه، وفي الصحاح: وتدمير الصائد أَن يُدَخِّنَ

قُتْرَتَهُ؛ وقال أَوْسُ ابن حَجَرٍ:

فَلاقَى عليها، من صَبَاحَ، مُدَمِّراً

لِنَامُوسِهِ من الصَّفيحِ سَقَائِفُ

(* قوله «من الصفيح» كذا بالأصل، ومثله في الأساس، والذي في الصحاح بين

الصفيح).

والدُّمارِيُّ والتَّدْمُرِيُّ والتُّدْمُريُّ من اليرابيع: اللَّئِيمُ

الخِلْقَةِ المكسورُ البَراثِنِ الصُّلْبُ اللَّحْمِ، وقيل: هو الماعز

ومنها وفيه قِصَرٌ وصِغَرٌ ولا أَظفار في ساقيه ولا يدرك سريعاً، وهو أَصغر

من الشُّفارِيِّ؛ قال:

وإِنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها:

شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا

قال: وأَما ضَأْنُها فهو شُفَارِيُّها، وعلامة الضأْن فيها أَن له في

وسط ساقه ظفراً في موضع صِيْصِيَةِ الديك. ويوصف الرجل اللئيم

بالتَّدْمُرِيّ. ابن سيده: والتَّدّمُرِيُّ اللئيم من الرجال. والتَّدْمُرِيَّةُ من

الكلاب: التي ليست بِسَلُوقِيَّةٍ ولا كدْرِيَّة.

وتَدْمُرُ: مدينة بالشام؛ قال النابغة:

وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قد أَذِنْتُ لهم

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ

الفراء عن الدُّبَيْرِيَّةِ: يقال ما في الدار عَيْنٌ ولا عَيِّنٌ ولا

تَدْمُرِيٌّ ولا تُدْمُرِيٌّ ولا تامُورِيٌّ ولا دُبِّيٌّ ولا دِبِّيٌّ

بمعنى واحد.

دمر

1 دَمَرَ, aor. ـُ (T, M, A, Msb, &c.,) inf. n. دَمَارٌ (T, M, MF, TA) and دَمَارَةٌ (MF, TA) and دُمُورٌ, (MF,) or دَمَارٌ is a simple subst., (Msb,) and دُمُورٌ is an inf. n. of دَمَرَ in a trans. sense, (TA,) It (a people, T, M, A, or a thing, Msb) perished: (T, M, A, Msb, TA:) or perished utterly. (TA.) A2: See also 2.

A3: دَمَرَ عَلَيْهِمْ, (S, * M, A, K,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. دُمُورٌ (S, M, A, K) and دَمْرٌ, (M,) He intruded upon them; went, or came, in to them without permission: (S, * M, A, K: *) or intruded upon them in an evil manner. (K.) It is said in a trad., مَنْ سَبَقَ طَرْفُهُ اسْتِئْذَانَهُ فَقَدْ دَمَرَ He whose look precedes his asking permission [does that which is as bad as the act of him who] enters without permission. (S, * TA.) And it is said, إِذَا دَخَلْتَ الدُّورَ إِيَّاكَ وَ الدُّمُورَ When thou enterest houses, [meaning, desirest to enter them,] beware of entering without permission. (A.) 2 دمّرهُ, (S, Msb,) and دمّرهُمْ, (T, M, A,) and دمّر عَلَيْهِ, (T, S, Mgh, Msb,) and عَلَيْهِمْ, (M, A,) inf. n. تَدْمِيرٌ; (T, S, M, K;) and ↓ دَمَرَهُمْ, (M, TA,) inf. n. دُمُورٌ, (K, TA,) and, accord. to the K دَمَارٌ [which is omitted in the CK] and دَمَارَةٌ, but this is wrong, (MF, TA,) for the second and third of these three inf. ns., (TA,) or all of them, (MF,) are of دَمَرَ in the intrans. sense explained above; (MF, TA;) He (God, M, TA) destroyed, (S, M, Mgh, Msb, K, *) or destroyed utterly, (A, TA,) him, or it, or them. (S, M, A, Mgh, Msb, TA.) And دمّر السَّيْلُ المَكَانَ The torrent destroyed the place. (TA from a trad.) A2: دمّر, (TK,) inf. n. as above, (S, K,) He (a sportsman) fumigated his قُتْرَة [or lurking-place] with fur, or soft hair, [of camels,] in order that the wild animals might not perceive his smell. (S, K.) [See also the act. part. n., below.]3 دامر اللَّيْلَ (tropical:) He passed the night sleepless: (A:) or he endured, or braved, the difficulty, or trouble, of the night, and passed it sleepless. (K.) دَمِرٌ: see دَامِرٌ, in two places.

دَمْرَآءُ A ewe, or she-goat, having little milk. (K.) b2: And One short in make. (TA.) A2: Applied to a woman, and to others, [i. e. applied also to a company of people, جَمَاعَةٌ, (TK,)] Wont to intrude upon others; to go, or come, in to them without permission. (K, * TA.) دَمَارٌ, (S, A, Msb,) a simple subst., (Msb,) and ↓ دَمَارَةٌ (MF, TA) and ↓ دُمُورٌ, (MF, [but see 1,]) Perdition: (S, A, Msb, &c.:) or utter perdition. (TA.) You say, حَلَّ بِهِمُ الدَّمَارُ Perdition [or utter perdition] befell them. (A.) And مَارَأَيْتَ وَدَبَارَتِهِ ↓ مِنْ خَسَارَتِهِ وَدَمَارَتِهِ [What sawest thou of his error and his perdition and his state of destruction?]. (T.) دُمُورٌ: see the next preceding paragraph.

دَمَارَةٌ: see دَمَارٌ, in two places.

دُمَارِىٌّ: see تَدْمُرِىٌّ.

دَامِرٌ A man in a state of perdition, in whom is no good. (M.) And رَجُلٌ خَاسِرٌ دَامِرٌ (Yaakoob, T, M, A) and ↓ خَسِرٌ وَدَمِرٌ (Lh, T, M) [A man erring and perishing]: Lh says that ↓ دَمِرٌ in the latter phrase is an imitative sequent to خَسِرٌ: but [ISd says,] I think that خَسِرٌ is a verbal epithet, and دَمِرٌ a possessive epithet. (M.) [See also art. خسر.]

دَامِرِىٌّ: see تَدْمُرِىٌّ.

دَيْمُرِىٌّ A sharp and pertinacious man. (K.) [And so ذَيْمُرِىٌّ, q. v.]

تَدْمُرِىٌّ, applied to a man, Ignoble, or mean. (M.) b2: يَرْبُوعٌ تَدْمُرِىٌّ (T, S, M) and تُدْمُرِىٌّ and ↓ دُمَارِىٌّ (M) A jerboa that is small and short: (S:) or of vile make, (T, M,) with broken nails, (M,) and tough flesh: (T, TA:) or the kind called the مَاعِز of jerboas, (T, M,) short and small, without nails to its legs, and not quickly overtaken: it is smaller than the شُفَارِىّ: (M:) this latter is the ضَأْن thereof, and is characterized by its having a nail in the middle of its leg, in the place of the spur of the cock. (T.) b3: Hence, (TA,) أُذُنٌ تَدْمُرِيَّةٌ (assumed tropical:) A small ear. (K.) A2: Any one: so in the saying, مَا فِى الدَّارِ تَدْمُرِىٌّ (Fr, T, K *) and تُدْمِرِىٌّ (K) and ↓ دَامِرِىٌّ (A, TA) [There is not in the house any one]; like تَأْمُرِىٌّ

&c. (TA.) One says also of a beautiful woman, مَا رَأَيْتُ تَدْمُرِيًّا أَحْسَنَ مِنْهَا, (K, TA,) i. e. [I have not seen] any one [more beautiful than she]. (TA.) A3: تَدْمُرَيَّةٌ an appellation of Certain dogs, not such as are called سَلُوقِيَّة nor such as are called كُرْدِيَّة. (M.) مُدَمَّرٌ A sportsman who fumigates his قُتْرَة [or lurking-place] with fur, or soft hair, (M, A,) of camels, (M,) in order that the wild animals may not perceive his smell. (M, A.) b2: And hence, or because he rushes upon the game unperceived, and [as it were] without permission, (tropical:) A skilful, or skilled, sportsman. (A.)
دمر
: (الدُّمُورُ) ، بالضّم، (والدَّمَارُ والدَّمَارَةُ) ، بفتحهما: (الإِهلاكُ) . يُقَال: دَمَرَهم اللَّهُ دُمُوراً، أَي أَهْلَكَهُم والدَّمَارُ والدَّمَارةُ: اسْتِئصالُ الهَلاكِ. دَمَرَ القَوْمُ يَدْمُرُونَ دَمَاراً: هَلَكُوا. (كالتَّدْمِيرِ) . يُقَال: دَمَرَهُم اللَّهُ ودَمَّرهم. وَفِي الكِتَاب العَزيز {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً} (الْفرْقَان: 36) يَعْنِي بِهِ فِرْعَوْنَ وقَومَه الَّذين مُسِخُوا قِرَدَةً وخَنَازِيرَ. ودَمَّر عَلَيْهِم، كذالك. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر (قد جاءَ بالبَطْحَاءِ حَتّى دَمَّرَ المكانَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ) أَي أَهلَكَه. هاكذا جَاءَ هاذَا البابُ مُتَعدِّياً بِنَفسِهِ وبالتَّضْعِيف ولازِماً، كَمَا فِي الْمُحكم وغَيرْه. وَقَالَ شَيخنَا: فِيهِ تَفْسِير اللّازم بالمُتَعَدِّي وَلَا دَاعِيَ لَهُ، والمصادِرُ الثّلاثَة كلّها من اللَّازم، فالأَوْلَى أَن يَقُول: الدَّمَارُ: الهَلاَكُ، كَمَا قَالَه غَيْره، ثمَّ قَالَ: وأَشدُّ مِنْهُ فِي الإِيهام والوُقوعِ فِي الأَوهامِ بعد قَوْله كالتَّدْمِير، فَهُوَ صَرِيح فِي أَن دَمَرَ الثُّلاثِيّ يكون مُتَعدِّياً وَلَا قائِلَ بِهِ. بل دَمَرَ كنَصَر: هَلَكَ. ودَمَّرَه تَدْمِيراً: أَهْلَكَه، كَمَا فِي الصِّحَاح والمصباح وَغَيرهمَا، انْتهى.
وأَنت خَبِير بأُنَّ المُصَنِّفَ تابِعٌ لابْنِ سِيدَه فِي إِيرَادِ عِبَارَته غَالِباً، وَهُوَ قد صَرَّحَ بأَنَّ دَمَرَ الثلاثيّ يأْتِي مُتَدِّياً بنَفْسه ولازِماً. وَمن مصادره الدُّمُور والدَّمارُ. والدَّمارة من مصَادر دمر اللّازم، فَلَا يتَوَجَّه الممُ للمُصنِّف إِلاَّ من حيثُ إِنه خَلَطَ المصادرَ وَلم يُصَرِّح بِمَا هُوَ المَشْهُور فِي الْبَاب، وَهُوَ كَوْنُه لَازِما، وإِلاّ فتَفْسِيرُه بالإِهلاك فِي محَلِّه، كَمَا نقلْناه. فتَأَمَّلْ.
وَفِي الأَساس؛ التَّدْمِير: الإِهلاكُ المُسْتَأْصِلُ.
(ودَمَرَ) عَلَيْهِم (دُمُوراً) ، بالضّمّ، ودَمْراً، بِفَتْح فسُكون: (دَخَل) عَلَيْهِم (بغَيْرِ إِذْنِ، و) قيل: (هَجَمَ هُجُومَ الشَّرِّ) ، وَهُوَ نَحْو ذالك، وَمِنْه الحَدِيث: (مَنْ نَظَرَ من صِيرِ بَاب فقدْ دَمَرَ) قَالَ أَبو عُبَيْد وغَيْرُه: أَي دَخَلَ بغيرِ إِذْنٍ، ومثلُه دَمَقَ دُمُوقا ودَمْقاً. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (مَنْ سَبَقَ طَآحفُه استِئْذانَه فقد دَمَرَ) . أَي هَجَمَ ودَخَلَ بِغَيْر إِذْن، وَهُوَ من الدَّمَار: الهَلاكِ، لأَنَّه هُجومٌ بِمَا يُكرَه. وَفِي رِوَايَة: (من اطَّلَع فِي بَيْتِ قومٍ بغيرِ إِذْنِهم فقد دَمَرَ) . والمعنَى: إِن إِساءَة المُطَّلِع مِثْلُ إِساءَةِ الدَّامِر.
وَمن سجعات الأَساس: إِذا دَخَلْتَ الدُّورَ، فإِيَّاك والدُّمُورَ.
(وتَدْمُرُ، كتَنْصُر: بنْتُ حَسّانَ ابنِ أُذَيْنَةَ، بهَا سُمِّيتْ مَدِينَتُها) بالشَّام. قَالَ النّابِغَة:
وخَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قد أَذِنْتُ لَهُم
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
(والتَّدْمُرِيُّ) ، بِفَتْح الأَوَّل وضمّ الثّالِث: (فَرسٌ لبَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد) بنِ ذُبيانَ، نَقله الصِّغانيّ تَشْبِيهاً لَهَا بجِنْسٍ من اليَرابِيع يُقَال لَهُ التَّدْمُرِيّ، كَمَا نُبَيِّنه.
(و) فِي الْمُحكم: التَّدْمُرِيُّ: (اللَّئِيمُ) من الرِّجَال.
(و) يُقَال: (مَا بِه) وَنقل الفَرَّاءُ عَن الدُبَيْرِيّة: مَا فِي الدّار (تَدْمُرِيٌّ، ويُضَمُّ) أَوّلُه، وكذالِك دَامِرِيّ، كَمَا فِي الأَساس (أَي أَحَدٌ) . وكذالك لَا عَيْنٌ وَلَا تامُورِيّ وَلَا دُبِّيّ وَقد تَقَدَّم شيءٌ من ذالك.
(ويُقَالُ للجَمِيلَةِ: مَا رأَيتُ تَدْمُرِيًّا أَحْسَنَ مِنْهَا) ، أَي أَحداً.
(وأُذُنٌ تَدْمُرِيَّةٌ: صَغِيرَةٌ) ، على التَّشْبِيه.
(والدَّمْرَاءُ: الشَّاةُ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ) . وَهِي أَيضاً القَصِيرَةُ الخِلْقَةِ.
(و) الدَّمْرَاءُ: (الهَجُومُ من النّسَاءِ وغَيْرِهِنّ) من غير إِذْنٍ.
(ودُمَّرُ، كسُكَّر: عَقَبَةٌ بدِمَشْقَ) مُشِرفةٌ على غُوطَتِها.
(و) من المَجاز: يُقَال للصَّائد المَاهِر هُوَ مُدَمِّر، و (تَدْميرُ الصائِدِ: أَن يُدَخِّنَ قُتْرَتَه بالوَبَرِ لَئِلّا يَجِدَ الوَحْشُ رِيحَهُ) ، لأَنَّه يَهْجُم عَلَيْهِ بغَيْر إِذْنٍ وَلَا يُحَسُّ بِهِ.
(و) من المَجَاز: (دَامَرْتُ اللَّيْلَ) كلَّه، أَي (كابَدْتُهُ وسَهِرْتُه) . وَفِي الأَسَاس: قَضَيْتُه بالسَّهَر.
(و) يُقَال: (إِنه لَدَيْمُرِيٌّ) ، أَي (حَدِيدٌ عَلِقٌ) ، ككَتِف.
(ودَمِيرَةُ، كسَفِينَةٍ: قَرْيَتَانِ) بِمصْر، (بالسَّمَنُّودِيَّةِ) القِبْلِيَّة والبَحرِيّة، وَقد يُضَاف إِليهما بَعضُ الكُفُورِ فيطلَق على الكُلِّ الدَّمَائر.
(من إِحْدَاهُمَا) أَبُو أَيُّوبَ (عبدُ الوهَّابِ بنُ خَلَف) بنِ عُمَرَ بنِ يزِيدَ بن خَلَفٍ الدَّمِيريّ، تُوفِّي بهَا بعد سنة 270 قَالَه ابنُ يُونس. (وعبدُ الْبَاقِي بنُ الحَسَنِ) الدَّميريّ، (محدِّثانِ) .
قلْت: ومِمّن نَزَلَ الدَّميرَة وانْتَسَب إِليها أَبو غَسّانَ مالِكُ بنُ يَحْيَى بنِ مالِكِ بن كبر بن راشدِ الهَمْدَانِيّ، انْتقل من الْكُوفَة إِلى الدَّمِيرة وسَكَن بهَا، وَكَانَ يَقْدمُ فُسْطَاطَ مصر أَحياناً فيحدِّث بهَا، تُوفِّيَ سنة 274، وأَبو الْحسن عليُّ بنُ الحَسَن بنِ عَلِيّ بنِ المُثَنَّى بن زِيادٍ الدَّمِيرِيّ، بَغْدَادِيّ، قَدِم مصرَ وتُوفِّيَ بدَمِيرَةَ سنة 259. وأحمدُ بنُ إِسحاق الدَّمِيرِيّ المِصريّ، رَوَى عَنهُ الطَّبَرَانيّ فِي المُعْجمِ. وَمن المُتَأَخِّرين من أَهْل الدَّمِيرةِ: الكَمَالُ الدَّمِيريّ صاحِبُ حَيَاةِ الحَيَوان، وترجمته مَعْلُومة، وعَبْدُ الرّحِيم بنُ عبد المُنْعم بن خَلَف الدَّمِيريّ، مِمّن رَوَى عَنهُ أَبو الْحرم القَلاَنسيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجلٌ دَامرٌ: هالِكٌ لَا خَيْرَ فِيه. يُقَال: رَجُلٌ خاِسرٌ دَامِرٌ، عَن يَعْقُوبَ، كدَابِرٍ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه على البَدَل، وَقَالَ: خَسِرٌ ودَبِرٌ ودَمِرٌ، فأَتْبَعُوهما خَسِراً، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّ خَسِراً على فعْلِه، ودَمِراً ودَبِراً على النَّسَب، وَمَا رأَيتُ من خَسَارَتِه ودَمَارتَه ودَبَارَته.
والدُّمَارِيّ، بالضَّمّ، والتَّدْمُرِيّ بالفَتْح ويُضَمّ: من اليَرابيعِ: اللّئيمُ الخِلْقةِ، المَكْسورُ البَراثِنِ، الصُّلْبُ اللَّحْمِ. وَقيل: هُوَ المَاعِزُ مِنْهَا، وَفِيه قِصْرٌ وصِغَرٌ، وَلَا أَظفارَ فِي ساقَيْه، وَلَا يُدْرَك سَرِيعاً، وَهُوَ أَصغَرُ من الشُّفَارِيّ، قَالَ:
وإِنّي لأَصْطَادُ اليَرابِيع كُلَّها
شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّنَعَا
قَالَ: وأَمَّا ضَأْنُها فَهُوَ شُفَارِيُّها وعَلامةُ الضَّأْن فِيهَا أَنّ لَهُ فِي وَسطِ ساقِه ظُفراً فِي مَوضِعِ صِيصِيَةِ الدِّيك.
والتَّدْمُرِيَّة عَن الكِلاب: الَّتِي لَيست بسَلُوقِيَّةٍ وَلَا كُدْرِيَّة.
وتُدْمِير: بلدٌ بالأَندلس، سكنها أَهلُ تُدْمِيرِ مصرَ، فسُمِّيَت بهم، كغَيرِها من أَكثرِ بلادِ الأَندلس.
ودمرو الخَمَّارة: قَرْيَة بِمصْر بالغَرْبِيَّة.
(د م ر) : (وَدَمَّرَ) عَلَيْهِ أَهْلَكَهُ.

دعثر

دعثر: دعثر: عرقص، ضرب الأرض برجليه (الكالا).
تدعثر: تعثر (محيط المحيط).

دعثر


دَعْثَر
a. Destroyed, ruined ( a reservoir ).

دُعْثُوْر
a. Ruined reservoir.
د ع ث ر: (الدَّعْثَرَةُ) بِفَتْحِ الدَّالِ الْهَدْمُ وَ (الْمُدَعْثَرُ) الْمَهْدُومُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا إِنَّهُ
لَــيُدْرِكُ الْفَارِسَ (فَيُدَعْثِرُهُ» أَيْ يَهْدِمُهُ وَيُطَحْطِحُهُ يَعْنِي إِذَا صَارَ رَجُلًا. 
[دعثر] الدعثرة: الهدم. والمدعثر: المهدوم. وفي الحديث: " لا تقتلوا أولادَكم سِرّاً، إنَّه لــيُدْرِكُ الفارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ "، أي يهدمه ويطحطحه. يعنى بعد ما صار رَجُلاً. والدُعْثورُ: الحَوْضُ المتثلِّمُ. وقال الشاعر : وقلن على الفردوس: أَوَّلُ مَشْرَبٍ * أَجَلْ جَيْرِ إِنْ كانت أبيحت دعاثره.
[دعثر] في ح الغيل: أنه لــيدرك الفارس "فيدعثره" أي يصرعه ويهلكه، وإثبات ضرره على أن المؤثر الحقيقي هو الله تعالى، ونفيه فيما تقدم لرد زعم الجاهلية أنه سبب مستقل. نه: والمراد النهي عن الغيلة أي الجماع حال الإرضاع إذ ربما حملت وفسد لبنها، واسم ذلك اللبن الغيل بالفتح، يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال مائلًا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر. 

دعثر: الدَّعْثَرُ: الأَحمق. ودُعْثُورُ كل شيء: حُفْرَتُه.

والدُّعْثُورُ: الحوض الذي لم يُتَنَوَّقْ في صَنْعَتِه ولم يُوَسَّعْ، وقيل: هو

المَهدَّمُ؛ قال:

أَكُلَّ يَوْمٍ لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ؟

إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ

يقول: أَكلَّ يوم تكسرين حوضك حتى يُصْلَحَ؟ والدعاثير: ما تهدّم من

الحياض. والجَوَابي والمَرَاكِي إِذا تكسر منها شيء، فهو دُعْثُور. وقال

أَبو عدنان: الدُّعْثُورُ يُحْفَرُ حفراً ولا يبنى إِنما يحفره صاحب الأَوّل

يومَ وِرْدِه.

والدَّعْثَرَةُ: الهَدْمُ. والمُدَعْثَرُ: المهدوم.

والدُّعْثُورُ: الحوض المُثَلَّمُ؛ وقال الشاعر:

أَجَلْ جَيْرِ إِن كانت أُبيحَتْ دَعاثِرُهْ

وكذلك المنزل؛ قال العجاج:

مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَتْ دَعاثِرَا

أَراد دعاثيرا فحذف للضرورة. وقد دَعْثَرَ الحوضَ وغيره: هَدَمَهُ. وفي

الحديث: لا تقتلوا أَولادكم سرّاً، إِنه لَــيُدْرِكُ الفارسَ

فَيُدَعْثِرُهُ؛ أَي يَصْرَعُهُ ويُهْلِكُه يعني إِذا صار رجلاً؛ قال: والمراد النهي

عن الغِيلَةِ، وهو أَن يجامع الرجل المرأَة وهي مرضع فربما حملت، واسم

ذلك اللبن الغَيْلُ، بالفتح، فإِذا حملت فسد لبنها؛ يريد أَن من سوء أَثره

في بدن الطفل وإِفساد مزاجه وإِرخاء قواه أَن ذلك لا يزال ماثلاً فيه

إِلى أَن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإِذا أَراد منازلة قِرْنٍ في الحرب وهن

عنه وانكسر، وسبب وَهْنِهِ وانكساره الغَيْلُ. وأَرض مُدَعْثَرَةٌ:

موطوءَة. ومكان دِعْثارٌ: قد سَوَّسَهُ الضَّبُّ وحَفَرَهُ؛ عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

إِذا مُسْلَحِبٌّ، فَوْقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ،

يُجِدُّ بِدعْثارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها

قال: الضَّب يَحْفِرُ من سَرَبه كل يوم فيغطي نبيثة الأَمس، يفعل ذلك

أَبداً.

وجَمَلٌ دِعَثْرٌ: شديد يُدَعْثِرُ كل شيء أَي يكسره؛ قال العجاج:

قد أَقْرَضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا،

ما أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا

حتى أَعَدَّتْ بازِلاً دِعَثْرَا،

أَفْضَلَ من سَبْعِينَ كانت خُضَرَا

وكان قد اقترض من ابنته حَزْمَةَ سبعين درهماً للمُصَدِّقِ فأَعطته ثم

تقاضته فقضاها بكراً.

دعثر
: (الدَّعْثَرُ: الأَحْمَقُ) .
(و) الدَّعْثَرَةُ، (بِهاءٍ: الهَدْمُ والكَسْرُ) وَقد دَعْثَرَ الحَوْضَ وغَيْرَه: هَدَمَه. ودَعْثَرَه: صَرَعَه وكَسَره. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم سِرًّا، إِنَّه لَــيُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُه) أَي يَصْرعُه ويُهْلِكه، يَعْنِي إِذا صارَ رجُلاً. قَالَ ابنُ الأَثير: والمُرَاد النَّهْيُ عَن الغِيلَة، فإِنّ الوَلَدَ إِذا فَسَدَ لَبَنُه فَسَدَ مِزَاجُه فَلَا يُطَاعِن قِرنَه، بل يَهِي ويَنْكَسِرُ عَنهُ، وسَبَبُه الغَيْل.
(والدُّعْثُور، بالضَّمّ، حَوْضٌ لم يُتَنَوَّق فِي صَنْعَتِه) وَلم يُوَسَّع، (أَو هُوَ المُتَهَدِّم المُتَثَلِّم) ، وكذالك المَنْزل، جَمْعه دَعاثِيرُ ودَعَاثِرُ. قَالَ:
أَكُلَّ يَوْم لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ
إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ
يَقُول: أَكُلَّ يَوْم تَكْسِرين حَوْضَك حتّى يُصْلَح.
والدَّعاثِيرُ: مَا تَهَدَّم من الحِيَاض، والجَوَابِي والمَراكِي إِذا تَكَسَّرَ مِنْهَا شيْءٌ فَهُوَ دَعْثُور.
وَقَالَ أَبو عَدْنَان: الدُّعْثُورُ يُحْفَر حَفْراً وَلَا يُبْنَى، إِنما يَحْفِره صاحِبُ الأَوّل يَوْمَ وِرْدِه. وَقَالَ العَجَّاج:
مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصبَحَت دَعَاثِرَا قيل: أَراد دَعَاثِير فَحذف للضَّرُروة.
وَقَالَ آخر:
أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كانتْ أُبِيحَتْ دَعَاثِرُهْ
(و) الدُّعْثُور (مِنَ النَّعَمِ: الكَثِيرُ) .
(و) دُعْثُور (بنُ الْحَارِث) الغَطَفَانيّ، وَقيل المُحَاربيّ: (صَحَابِيّ) جاءَ نقلُه (عَن) أَبي بَكْرٍ مُحَمّدِ بنِ أحمدَ (العَسْكَرِيّ) ، وَفِي حديثٍ عَجِيبِ الإِسنادِ، والأَشبهُ غَوْرَثٌ. وَيُقَال: غَوْرَكٌ.
(وجَمَلٌ دِعَثْرٌ، كسِبَحْل: شَدِيدٌ يُدَعْثِرُ كُلَّ شَيْءٍ) ، أَبي يَكْسِره. قَالَ العَجَّاج:
قد أَقْرضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا
مَا أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا
حَتَّى أَعَدْتُ بَازِلاً دعَثْرَا
أَفْضَلَ من سَبْعِينَ كانتْ خُضْرَا
وَكَانَ قد اقتَرَض من ابْنَتِه حَزْمَةَ سبعِينَ دِرْهماً للمُصَدِّق، فأَعْطَتْه ثمّ تَقَاضَتْه فقَضَتْه فَقَضَاهَا بَكْراً.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
المُدَعْثَر: المَهْدُوم.
وأَرضٌ مُدَعْثَرَةٌ: مَوْطوءَةٌ.
وَمَكَان دِعْثَارٌ: قد سَوَّسِ الضَّبُّ وحَفَرَه، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وأَنشد:
إِذَا مُسلَحِبٌّ فَوقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ
يُجِدُّ بِدِعْثَارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها
قَالَ: الضَّبّ يَحْفر من سَرَب كلّ يَوم، فيُغَطِّي نَبِيثَةَ الأَمْسِ، يَفعل ذالك أَبَداً.

دثر

دثر: {المدثر}: المتدثر بثيابه.
(د ث ر) : (الدِّثَارُ) خِلَافُ الشِّعَارِ وَهُوَ كُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ عَلَيْكَ مِنْ كِسَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ وَالْجَمْعُ دُثُرٌ.
د ث ر: (الدِّثَارُ) بِالْكَسْرِ وَكُلُّ مَا كَانَ مِنَ الثِّيَابِ فَوْقَ الشِّعَارِ وَقَدْ تَدَثَّرَ أَيْ تَلَفَّفَ فِي الدِّثَارِ. وَ (دَثَرَ) الرَّسْمُ دَرَسَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (تَدَاثَرَ) أَيْضًا. 
(دثر) - في حديث أبي الدَّردَاءِ، رضي الله عنه: "إنَّ القَلبَ يَدثُر كما يَدثُر السَّيف" .
: أي يَصْدأ، وأَصلُ الدُّثُور الدُّرُوسُ.
- ومنه حديثُ عائشة، رضي الله عنها: "دَثَر مَكانُ البيتِ فلم يَحُجَّه هودٌ عليه الصلاة والسلام" .
د ث ر : الدِّثَارُ مَا يَتَدَثَّرُ بِهِ الْإِنْسَانُ وَهُوَ مَا يُلْقِيهِ عَلَيْهِ مِنْ كِسَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ فَوْقَ الشِّعَارِ وَتَدَثَّرَ بِالدِّثَارِ تَلَفَّفَ بِهِ فَهُوَ مُتَدَثِّرٌ وَمُدَّثِّرٌ بِالْإِدْغَامِ وَدَثَرَ الرَّسْمُ دُثُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ دَرَسَ فَهُوَ دَاثِرٌ. 

دثر


دَثَرَ(n. ac. دُثُوْر)
a. Was effaced, obliterated; was forgotten.
b. Got rusty.
c. Got dirty, was soiled.

دَثَّرَa. Covered over ( with a garment ).
b. Arranged its nest (bird).
c. Destroyed.

تَدَثَّرَa. Wrapped himself up in his clothes.
b. Rode.

إِنْدَثَرَa. see I (a)b. Was destroyed, ruined.

دَثْرa. Abundant (wealth).
دَاْثِرa. Perishing.
b. Negligent, careless.

دِثَاْر
(pl.
دُثُر)
a. Loose outer garment, cloak.
b. Coverlet, mosquito-curtain.

دِثَاْرَىa. see 26
دَثُوْرa. Lazy, slothful; laggard, sluggard.
دثر
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
أصله المتدثّر فأدغم، وهو المتدرّع دِثَاره، يقال: دَثَرْتُهُ فَتَدَثَّرَ، والدِّثَار: ما يتدثّر به، وقد تَدَثَّرَ الفحل الناقة: تسنّمها، والرّجل الفرس: وثب عليه فركبه، ورجل دَثُور: خامل مستتر، وسيف داثر:
بعيد العهد بالصّقال، ومنه قيل للمنزل الدارس:
داثر، لزوال أعلامه، وفلان دِثْرُ مالٍ، أي: حَسَنُ القيام به.
(دثر)
الشَّيْء دثورا قدم ودرس وَيُقَال دثر الْمنزل بلي وتهدم وَالثَّوْب اتسخ وَالسيف وَنَحْوه صدئ لبعد عَهده بالصقل وَيُقَال دثر الْقلب غفل ودثرت النَّفس كَذَلِك وَفِي الحَدِيث (إِن الْقلب يدثر كَمَا يدثر السَّيْف) وَفُلَان كبر وأسن وَالشَّجر أَوْرَق وتشعبت أغصانه

(دثر) الطَّائِر أصلح عشه وعَلى الْمَيِّت نضد عَلَيْهِ الصخر وَيُقَال دثر عَلَيْهِ (بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول) وَفُلَانًا ألبسهُ الدثار وغطاه
باب الدال والثاء والراء معهما د ث ر، ث ر د يستعملان فقط

دثر: الدُّثورُ: كَثْرةُ المال، ويقال: هم أهلُ دَثرٍ [ومالٌ دَبْرٌ بمعناه] . ودَثَرَ أي دَرَسَ فهو داثِرٌ،

[ورُوي عن الحَسَن أنه قال: حادِثوا هذه القلوبَ بذكر الله فإنها سريعةُ الدُثور]

والدِّثار من فعل المتدثر. ثرد: الثَّريدة معروفة. والتَّثريدُ في الذَّبيحةِ: تفسيخُ الجِلْد وتركُ الإِجهاز عليها، والكلالة أداة للذَّبْح

[دثر] الدَثْرُ بالفتح: المال الكثيرُ. يقال: مال دثر، وما لان دثر، وأَمْوالٌ دَثْرٌ. وعَكَرٌ دَثْرٌ، أي كثيرٌ، وهو من الأوَّل إلاَّ أنَّه جاء بالتحريك. والدِثار: كلُّ ما كان من الثِياب فوق الشعار. وقد تدثر، أي تلفف في الدِثار وتَدثَّرَ الفَحْلُ الناقَة، أي تسنَّمها. وتَدثَّر الرجلُ فرسَه، إذا وثَبَ عليه فركِبه. والدُثور: الدروس. وقد دَثَرَ الرَسْمَ وتداثر. والدثور: الرجل الخامل النوؤم. ودثر الطائر تدثيرا، أصلح عشه.
دثر
الدَثْرُ: كَثْرَةُ المالِ. وقَوْلُ لَبِيْدٍ: وفي المقامِ تَدَاثُرُ من ذلك. وأدْثَرَ الرَّجُلُ: اقْتَنى دَثْراً من المالِ. ودَثَرَ الشيْءُ فهو داثِر: أي دِارِس. والدِّثَارُ: اسْمُ ما تَدَثرَ به مُدَثرٌ. وإذا رَكِبَ الفَرَسَ ووَثبَ عليه فقد تَدَثَّرَه. ورَجُلٌ دَثُوْرُ الضُّحى: أي نَؤُوْمٌ يَتَدَثَّرُ بِدِثَارِه للنَّوْمِ. وقيل: هو الخامِلُ ودُثرَ على القَتِيْلِ: أي نُضِدَ عليه الصّخْرُ.
والشّيْءُ الدّاثِرُ: القَدِيْمُ. ودَثَرَ السَّيْفُ دَثْراً ودُثُوْراً: أي قَدُمَ. وفلان دِثْرُ مالٍ: إذا باشَره بنَفْسِه. والدّاثِرُ من الرجَالِ: الذي لا يَعْبَأ بالزِّيْنَةِ.
د ث ر

لبس الدثار فوق الشعار، وهو متدثر بالكساء ومدّثّر به، ودثره صاحبه، وفلان دثور الضحى: يتدثر فينام. قال الكميت:

ولم ألقه بدثور الضحى ... أمال السبات عليه الدّثارا

ودثر المنزل، وهو دراس داثر. وتقول: فلان جدّه عاثر، ورسمه داثر.

ومن المجاز: تدثر الفحل الناقة: تسنّمها. وتدثّر الرجل فرسه وتجلّله إذا وثب عليه فركبه. وقال ابن مقبل:

أصاخت له فدر اليمامة بعدما ... تدثّرها من وبله ما تدثّرا

أي ركبها المطر وعلاها والفدر الأوعال. ورجل دثور: خامل. وفلان دثاري: كسلان ساكن لا يتصرف. وهو يتدثر بالمال: للمتموّل. وماله دثر. وذهب أهل الدثور بالأجور. وسيف داثر. بعيد عهد بالصقال، وقد دثر دثورا. ومنه حديث الحسن " حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور " ورجل داثر: لا يعبأ بالزينة وصبغة النفس بالأدهان وغيرها.
دثر قدع طلع بن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الْحسن حادِثُوا هَذِه القُلوبَ بِذكر الله فإنَّها سريعةُ الدُّثُور واقْدَعُوا هَذِه الأنفُسَ فَإِنَّهَا طُلَعةٌ. قَوْله: سَريعةُ الدُّثُور يَعْنِي رُوُس ذكر الله [تبَارك وَتَعَالَى -] مِنْهَا يُقَال للمنزل وَغَيره إِذا عَفَا ودَرَسَ: قد دَثَر فَهُوَ دَاثِر [قَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

أشاقَتْكَ أخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثرِ

وَهُوَ كثير فِي الشّعْر] . [والدّثُور فِي غير هَذَا كَثْرَة الْأَمْوَال وَاحِدهَا دَثْر يُقَال: هُم أهل دَثْر ودُثُور وَمِنْه الحَدِيث الآخر حِين قيل: يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثور بالأجُور. وَاحِد الدُّثور دَثْر وَفِيه لُغَة أُخْرَى: دَبْرٌ بِالْبَاء] . وَقَوله: اقْدَعُوها يَعْنِي كفُّوها وامْنَعُوها كَمَا تقْدَع الدَّابَّة باللّجام إِذْ كبَحْتها قَالَه الْكسَائي. وَقَوله: فإنّها طُلَعةٌ هَكَذَا يرْوى الحَدِيث وَقَالَ الْأَصْمَعِي: طلعة وَحكي عَن بعض الماضين أَحْسبهُ الزَّبرقان بن بدر أنّه قَالَ: إنّ أبغضَ كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعة الخُبَأة يَعْنِي الَّتِي تكْثر الِاطِّلَاع والاختباء. وَالَّذِي أَرَادَ الْحسن أَن النُّفُوس تطلع إِلَى هَواهَا وتشتهيه حَتَّى تردّي صَاحبهَا يَقُول: فامنعوها عَن ذَلِك.

أَحَادِيث مُحَمَّد سِيرِين رَحمَه الله
[د ث ر] دَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ: دُثُوراً، وانْدَثَرَ: قَدُمَ ودَرَسَ، واسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ ذلكَ للحَسَبِ اتِّساعاً، فَقالَ:

(في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفَ مُسامحٍ ... عِنْدَ الفَضالِ قَدِيمُهُم لم يَدْثُرِ)

اي: حَسَبُهمُ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ. وسَيْفٌ داثِرٌ: بَعِيدُ العَهْدِ بالصِّقالِ. ورَجُلٌ خاسِرٌ داثِرٌ، إتباع، وبعضُهم يَقُول: دابِرٌ. وقِيلَ: الدّاثِرُ هنا: الهالِكُ. وتَدَثَّرَ بالثَّوْبِ: اشْتَمَلَ به داخِلاً فيه. والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ به، وقِيلَ: هو ما فَوْقَ الشِّعارِ. ورَجُلٌ دَثُورٌ: مُتَدَثِّرٌ، عن ابنِ الأَعرابِيِّ، وأنشَدَ:

(أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُم ... قِلِيلٌ إذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ) والدَّثُور: الكَسْلانُ، عن كُراع. والدَّثُورُ أيضاً: الخامِلُ. والدَّثْر: المالُ الكَثِيرُ، لا يُثَنَّي ولا يَجْمَعُ، وقيل: هو الكَثُيِر مِن كُلِّ شَيْءِ. ودَثَرَ الشَّجَرُ: أَوْرَقَ وَتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه. ودِاثٌ ر: اسم. قالَ السِّيرافِيُّ: لا أَعْرِفُه إِلا دَثَّاراَ. وتَدَثَّرَ فَرَسَهُ رَكَبِها وجالَ في مَتْنِها، وقِيلَ: رَكِبَها من خَلْفِها. ويُسْتعارُ في غيرِ هَذا، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصفُ غَيْثاً:

(أصاخَتْ لَه فُدرُ اليَمامَةِ بَعْدَ ما ... تَدَثَّرَها من وَبْلِه ما تَدَثَّراَ)
دثر
ادَّثَّرَ/ ادَّثَّرَ بـ يدَّثَّر، فهو مُدَّثِّر، والمفعول مُدَّثَّر به
• ادَّثَّر الشَّخصُ: غطَّى جسمَه، أو ألقى على جسده كِساءً يقيه من البرد " {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ} ".
• ادَّثَّر بالثَّوب: تلفَّف به وتغطَّى. 

اندثرَ يندثر، اندثارًا، فهو مُنْدَثِر
• اندثر الأَثَرُ: قَدُمَ وانمحَى وخفي "اندثَرَ المنزِلُ: خرِبَ وانهَدَم".
• اندثرتِ الدَّولةُ/ اندثرتِ الحضارةُ: زالت وامَّحت "قامت دولٌ واندثرت دُوَلٌ- اندثر كثيرٌ من العادات والتَّقاليد- اندثرت بعضُ القيم الثَّقافيّة". 

تدثَّرَ/ تدثَّرَ بـ يتدثَّر، تدثُّرًا، فهو مُتَدَثِّر، والمفعول مُتدثَّر به
• تدثَّر الشَّخصُ:
1 - لبس الدِّثارَ وهو ثوبٌ يُلْبَس فوق ما يلي الجسدَ من ملابس.
2 - ادّثّر؛ غَطَّى جسمَه، أو ألقَى على جَسَدِه كِساءً يقيه من البرد "تدثَّر من البرد- {يَاأَيُّهَا الْمُتَدَثِّرُ} [ق] ".
• تدثَّر الشَّخصُ بالثَّوبِ: ادَّثَّر به، تلفّف به وتغطّى "تدثَّر بعباءةٍ/ بمِعْطف" ° فلانٌ يتدثَّر بالمال: كناية عن غِناه. 

دثَّرَ يُدثِّر، تَدْثيرًا، فهو مُدَثِّر، والمفعول مُدَثَّر
• دثَّر فلانٌ فلانًا:
1 - غَطَّاه بِغطاءٍ يُسْتَدْفَأُ به من البرد "فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي فَدَثَّرُونِي [حديث]- {يَاأَيُّهَا الْمُدَثَّرُ} [ق]: المغطَّى بالثياب- {يَاأَيُّهَا الْمُدَثِّرُ} [ق]: المغطِّي نفسه بالثياب".
2 - ألبَسَه الدِّثارَ، وهو ثوبٌ يُلْبَس فوق ما يلي الجسدَ من ملابس. 

دِثار [مفرد]: ج دُثُر:
1 - ثوب يلبس فوق ما يلي الجسد من ملابس "ليس له من دِثارٍ في البرد إلاّ ثوب رقيق".
2 - غطاء
 يُسْتدفأ به من البرد "تمدّد على طول دثارك [مثل] ". 

مُدَّثِّر [مفرد]: اسم فاعل من ادَّثَّرَ/ ادَّثَّرَ بـ.
• المدَّثِّر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 74 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ وخمسون آية. 

دثر: الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ. وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ

الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ؛ واستعار بعض الشعراء

ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال:

في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ،

عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ

أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ. وسيفٌ داثِرٌ: بعيد العهد،

بالصِّقالِ. ورجل خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، وقيل: الدَّاثِرُ هنا الهالك، وروي عن

الحسن أَنه قال: حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة

الدُّثُورِ؛ قال أَبو عبيد: سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ

منها، يقول: اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله.

ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نِسْيانِها، تقول للمنزل وغيره إِذا عَفَا

ودَرَسَ: قد دَثَرَ دُثُوراً؛ قال ذو الرمة:

أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ

وقال شمر: دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها، ودُثُورُ

النفوس: سُرْعَةُ نسيانها. ودَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ.

وقال ابن شميل: الدَّثَرُ الوَسَخُ. وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ.

ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ. وسيف داثِرٌ: وهو البعيد العهد بالصِّقالِ؛

قال الأَزهري: وهذا هو الثواب يدل عليه قوله: حادِثُوا هذه القلوبَ أَي

اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ

السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ؛ ومنه قول لبيد:

كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ

أَي جُلِيَ وصُقِلَ؛ وفي حديث أَبي الدرداء: أَن القلب يَدْثُرُ كما

يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف، وأَصل

الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي

رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب. وفي حديث عائشة: دَثَرَ مكانُ البيت فلم

يَحُجَّهُ هود، عليه السلام.

ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً: أَصلح عُشَّهُ.

وتَدَثَّرَ بالثوب: اشتمل به داخلاَ فيه. والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ

به، وقيل: هو ما فوق الشِّعارِ. وفي الصحاح: الدِّثار كل ما كان فوق الثياب

من الشعار. وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار. وفي حديث

الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ؛ الدِّثارُ: هو الثوب الذي يكون فوق

الشِّعارِ، يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ. ورجل دَثُورٌ:

مُتَدَثِّرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ

قليلٌ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟

والدِّثارُ: الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ. يقال:

تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً، فهو مُدَّثِّرٌ،

والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت. وقال الفرّاء في قوله

تعالى: يا أَيها المُدَّثِّرُ؛ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إِذا نام. وفي

الحديث: كان إِذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني؛ أَي غَطُّوني

بما أَدْفَأُ به.

والدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عن كراع. والدَّثُور أَيضاً: الخامل النَّؤُوم.

والدَّثْرُ، بالفتح: المال الكثير، لا يثنى ولا يجمع، يقال: مال دَثْرٌ

ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ، وقيل: هو الكثير من كل شيء؛ وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ

بِالأُجُورِ؛ قال أَبو عبيد: واحد الدُّثُور دَثْرٌ، وهو المال الكثير؛ يقال: هم

أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ، ومالٌ دَثْرٌ؛ وقال امرؤ القيس:

لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ

مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ

يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء

ليستقيم له الشعر. الجوهري: وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء

بالتحريك. وفي حديث طَهْفَةَ: وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ؛ أَراد

بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير. أَبو عمرو: المُتَدَثِّر من الرجال

المَأْبُونُ، قال: وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ

والمِثْفَارُ. ورجل دَثْرٌ: غافل، وداثِرٌ مثله؛ وقول طفيل:

إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها

رِكابَ عِرَاقِيٍّ، مَواقِيرَ تَدْفَعُ

الدَّثُور: البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ.

ودَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه.

ودَاثِرٌ: اسم؛ قال السيرافي: لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً. وتَدَثَّرَ

فَرَسَه: وَثَبَ عليها فركبها، وفي المحكم: ركبها وجال في مَتْنِها، وقيل:

ركبها من خلفها؛ ويستعار في مثل هذا، قال ابن مقبل يصف غيثاً:

أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ، بعدما

تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا

وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها.

دثر

1 دَثَرَ, (T, S, M, K, &c.,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. دُثُورٌ, (T, S, M, K, &c.,) said of a trace, or mark, of a house; or of what remains, cleaving to the ground, marking the place of a house; (S, Msb, K, TA;) or of a place of abode, (T, A,) &c.; (T;) or of a thing; (M;) It became covered with sand and dust blown over it by the wind: this is the primary signification: (TA:) or it became effaced, or obliterated, (T, S, M, A, K, TA,) by the blowing of the winds over it; (TA;) as also ↓ تداثر, (S,) or ↓ اندثر: (M, K:) and it became old; (M, K;) as also ↓ اندثر, (M,) or ↓ تداثر. (K.) By one of the poets it is metaphorically said of a man's reputation, meaning (tropical:) It became worn out of regard or notice; became effaced, or obliterated. (M, TA.) b2: And, said of a man, (assumed tropical:) He became overcome by old age and emaciation. (T, TA.) b3: Also, said of a garment, (T, K,) inf. n. as above, (T,) It became dirty. (T, K.) b4: And, said of a sword, (T, A, K,) inf. n. as above, (A,) (tropical:) It became sullied from remaining long unfurbished; (A;) it became rusty. (T, K.) Hence the trad. of El-Hasan, حَادِثُوا هٰذِهِ القُلُوبَ بِذِكْرِ اللّٰهُ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ [explained in art. حدث]. (Sh, T, A, TA.) دُثُورٌ attributed to the heart is (assumed tropical:) The having the remembrance of God effaced from it: and attributed to the mind, (assumed tropical:) The being quick to forget. (Sh, T, K.) A2: دَثَرَ الشَّجَرُ, (K,) inf. n. as above; (TA; [in which, by a strange mistake, الرجل is put for الشجر;]) or ↓ دثّر; (so in the M, accord. to the TT;) The trees put forth their leaves (M, K, TA) and their branches. (M, TA.) 2 دثّرهُ, (A, TA,) inf. n. تَدْثِيرٌ, (TA,) He covered him (A, TA) with a دِثَار, (A,) or with something by which he should be rendered warm. (TA.) It is said that Mohammad, when a revelation came down to him, used to say, دَثِّرُونِى

دَثِّرُونِى Cover ye me with something whereby I may become warm. Cover ye me &c. (TA from a trad.) b2: دُثِّرَ عَلَى القَتِيلِ Large masses of stone were compactly put together, one upon another, over the slain person. (K.) b3: And دَثَّرَ, (S,) inf. n. as above, (S, K,) It (a bird) put to rights, or adjusted, its nest; put it into a right, or proper, state. (S, K.) b4: See also 1, last sentence.4 ادثر, (K, TA,) like أَكْرَمَ, (TA,) or ↓ ادّثر, (so in some copies of the K,) He acquired much wealth. (K, TA.) [See دَثْرٌ.]5 تدثّر, (T, S,) and تدثّر بِدِثَارٍ, (Msb, TA,) and اِدَثَّرَّ, inf. n. اِدَثُّرٌّ, (T,) He wrapped himself with a دثار: (T, S, Msb, TA:) and تدثّر بِالثَّوْبِ he enveloped himself entirely with the garment. (M, K.) b2: [Hence,] هُوَ يَتَدَثَّرُ بِالمَالِ (tropical:) He is abundant in wealth. (A, TA.) A2: تدثّر النَّاقَةَ (tropical:) He (a stallion) mounted, or leaped, the she-camel. (S, A, K.) b2: And تدثّر فَرَسَهُ (tropical:) He (a man) leaped upon, and rode, his horse: (T, S, M, A, L, B: in the K, for فَرَسَهُ, in some copies, is erroneously put قَرِينَهُ; and in others, قِرْنَهُ, which is also wrong: TA:) or rode, and wheeled about upon the back of, his horse: (M:) or mounted his horse from behind. (TA.) b3: Ibn-Mukbil uses the verb metaphorically in describing rain; saying, أَصَاخَتْ لَهُ فُدْرُ اليَمَامَةِ بَعْدَمَا تَدَثَّرَ هَا مِنْ وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا (tropical:) [The large mountain-goats of El-Yemámeh listened to it, after there had fallen upon it, of its shower of big drops, what fell]. (M, TA.) 6 تَدَاْثَرَ see 1; each in two places.7 إِنْدَثَرَ see 1; each in two places.8 إِدْتَثَرَ see 4.

دَثْرٌ (tropical:) Much property or wealth; or many camels or the like: (T, S, M, K:) or much, or many, of any thing or things: (M:) [the sing. and dual and pl. are alike; as in the case of its syn. دِبْرٌ or دَبْرٌ:] you say, [using it as an epithet,] مَالٌ دَبْرٌ, (T, S, K,) and مَالَانِ دَثْرٌ, and أَمْوَالِ دَثْرٌ: (S, K:) [but sometimes دُثُورٌ is used as its pl.; for] you say أَهْلُ دَثْرٍ and أَهْلُ دُثُورٍ: (A 'Obeyd, T:) you also say ↓ مَالٌ دِثْرٌ: (T:) and the expression ↓ عَسْكَرٌ دَثَرٌ, meaning a numerous army, occurs thus written: (S:) an instance is found in a verse of Imra-el-Keys, where it is thus for the sake of the metre. (TA.) b2: Also Abundance of herbage, and the like; or abundant herbage, and the like. (TA.) b3: See also دَاثِرٌ.

دِثْرٌ: see دَثْرٌ.

A2: دِثْرٌ مَالٍ A good manager of property, or of camels or the like. (K.) دَثَرٌ Dirt, or filth. (K.) A2: See also دَثْرٌ.

دِثَارٌ Any garment, (S, M, * A, Mgh, Msb, K,) such as a كِسَآء &c., which a man throws upon himself (Mgh, Msb) over the شِعَار [or garment that is next the body]: (S, M, A, Msb, K:) or one with which a person envelopes himself entirely: (M:) or a garment which one wears for warmth above the شعار: (T, TA:) pl. دُثُرٌ. (Mgh.) b2: It is said in a trad. respecting the Assistants (الانصار) [of Mohammad], أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ, meaning (assumed tropical:) Ye are the persons of distinction, and the [other] people are the vulgar. (TA.) [See also شِعَارٌ.] b3: أَبُو دِثَارٍ and بَيْتُ أَبِى دِثَارٍ The thin curtain (كِلَّة) by which one protects himself from gnats, or musquitoes; the musquito-curtain: [see an ex. in the first paragraph of art. بعض:], or ابو دثار is an appellation of the gnat, or musquito; because it is concealed in the daytime; or because a دثار is wanted to protect one from its annoyance. (TA.) دَثُورٌ: see مُتَدَثِّرٌ. b2: Applied to a man, (tropical:) Obscure; of no reputation: (S, A, K:) a great sleeper: (S, K:) slow: (K:) heavy; that scarcely moves from his place: (TA:) lazy: (Kr, M:) and in like manner ↓ دَثَارِىٌّ, lazy; quiet; that does not occupy himself with his affairs. (A.) دِثَارِىٌّ: see what next precedes.

دَاثِرٌ, applied to a trace, or mark, of a house; or to what remains, cleaving to the ground, marking the place of a house; Being covered with sand and dust blown over it by the wind; or being effaced, or obliterated, by the blowing of the winds over it. (A, * Msb, * TA.) You say فُلَانٌ جَدُّهُ عَاثِرٌ وَ رَسْمُهُ دَاثِرٌ (assumed tropical:) Such a one's good fortune is at an end, and his vestige is being effaced. (A.) b2: In a state of perdition. (M, K.) Hence the saying فُلَانٌ خَاسِرٌ دَاسِرٌ [Such a one is erring, in a state of perdition]: or it is here an imitative sequent [merely corroborative; for خاسر has also the same signification]: (M, TA:) and some say دَابِرٌ. (M.) b3: A sword (tropical:) sullied by remaining long unpolished; rusty. (Az, T, M, * A, K.) b4: (tropical:) Negligent; inconsiderate; (L, K;) as also ↓ أَدْثَرُ (K) and ↓ دثر [written without the syll. signs]: (L:) (tropical:) one who does not care for, or esteem, finery. (A.) أَدْثَرُ: see the last sentence above.

متدثّر, (AA, T, K, [evidently, مُتَدَثَّرٌ, though written in the CK مُتَدَثِّر, see 5, third and fourth sentences,]) applied to a man, (AA, T,) (assumed tropical:) I. q.

مَأْبُونُ (AA, T, K) and مِثْفَرٌ &c. (AA, T.) مُتَدَثِّرٌ and مُدَّثِّرٌ Wrapped in a دِثَار; wearing a دثار; (T, M, * A, * Msb, TA;) as also ↓ دَثُورٌ: (IAar, M:) you say فُلَانٌ دَثُورُ الضُّحَى Such a one wraps himself with a دثار and sleeps in the morning after sunrise. (A.)
دثر
: (الدَّثْرُ) ، بالفَتْح (: المَالُ الكَثِيرُ) ، لَا يُثنأ وَلَا يُجْمَع. يُقَال: (مَالٌ) دَثْرٌ، (ومَالانِ) دَثْرٌ، (وأَموالٌ دَثرٌ) . وَقيل: هُوَ الكَثِير من كُلّ شَيْءٍ. وَفِي الحَدِيث (ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ) . قَالَ أَبو عُبَيد. يُقَال: هم أَهلُ دَثْر ودُثُور، وَهُوَ مَجَاز. وأَما عَسْكَرٌ دَثِرٌ، أَي كَثِير، كَمَا نَقله الجوهريّ وَغَيره، فالتَّحْرِيك فِيهِ لِضَرُورَة الشِّعْر، قَالَ امرؤُ القَيْس:
لعَمْرِي لقَوْمٌ قد تَرَى فِي دِيَارِهمْ
مَرابِطَ للأَمْهَارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ
والأَصل الدَّثْر، فحرَّك الثاءَ ليَسْتَقِيم لَهُ الوزْنُ.
(و) عَن ابْن شُمَيْل: الدَّثَرُ، (بالتَّحْرِيك: الوَسَخُ) ، وَقد دَثَرَ دَثُوراً، إِذا اتَّسخَ.
(و) دَثِرٌ: (بلاَ لامٍ: حِصْنٌ باليمنِ) ، من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقيّة.
(والدُّثُورُ: الدُّرُوسُ، كالانْدِثارِ) ، وَقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَدَاثَرَ وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ وعَفَا. قَالَ ذُو الرُّمّة:
أَشاقَتْكَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ
واستعار بعضُ الشُّعَراءِ ذالك للحَسَبِ اتّساعاً فَقَال:
فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ
عنْد القِتَالِ قَديمُهُمْ لمْ يَدْثُرِ
أَي حَسَبُهم لم يَبْلَ وَلَا دَرَسَ.
(و) الدُّثُور (للنَّفْسِ: سُرعَةُ نِسْيَانِها) ، قَالَه شَمِرٌ. (و) الدُّثُور (للقَلْب: امِّحَاءُ الذِّكْرِ مِنْهُ) ودُرُوسُه، قَالَه شَمِرٌ.
ومِن المَجاز مَا رُوِي عَن الحَسَن أَنَّه قَالَ (حادِثُوا هاذِه القُلُوبَ بذِكْر الله فإِنَّها سَرِيعَةُ الدُّثُور) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعِني دُرُوس ذِكْرِ الله وامّحاءَهُ مِنْهَا. يَقُول: اجْلُوهَا واْسِلُوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الَّذِي عَلاهَا، بذِكْر الله. زَاد الأَزهريّ: كَمَا يُحَادَث السَّيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ. وَمِنْه قَول لَبِيد:
كمِثل السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
أَي جُلِيَ وصُقِلَ.
وَفِي حَديث أَبِي الدَّرْداءِ (إِنَّ القَلْبَ يَدْثَر كَمَا يَدْثُرُ السَّيْفُ فجِلاؤُه ذِكْر الله) أَي يَصْدأُ كَمَا يَصْدأُ السَّيْف. وأَصل الدُّثُور الدُّرُوسُ، وَهُوَ أَن تَهُبّ الرِّياحُ على المَنْزل فتُغَشِّيَ رُسُوَه الرَّمْلَ وتُغَطِّيَه بالتُّرَاب. وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (دَثَرَ مكانُ البَيْتِ فَلم يَحُجَّه هُودٌ، عَلَيْهِ السلامُ.
(و) الدَّثُور، (بالفَتْحِ: البَطِيءُ) الثَّقِيل الَّذِي لَا يكَاد يَبْرحُ مكانَه. قَالَ طُفَيْل:
إِذَا ساقَهَا الرَّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها
رِكَابَ عِرَاقِيَ مَوَاقِيرَ تُدْفَعُ
والدُّثُورُ أَيضاً (: الخامِلُ النَّؤُومُ) ، وَهُوَ مَجَاز.
(والدَّاثِرُ: الهالِكُ) ، وَمِنْه قَوْلهم: فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ، وَقَالَ بَعْضٌ: هُوَ إِتباعٌ. (و) الدّاثِر: (الغافِلُ، كالأَدْثَرِ) . والّذِي فِي اللِّسَان: رَجُلٌ دَثْرٌ: غافِلٌ، وداثِرٌ مثلُه.
وَفِي الأَساس: رجلٌ دَاثِرٌ: لَا يَعْبَأُ بالزِّينَة، وَهُوَ مَجَاز.
(وتَدَثَّرَ بالثَّوبِ: اشْتَمَلَ بِهِ) دَاخِلاً فِيهِ وتَلَفَّفَ.
(و) من المَجَاز: تَدَثَّرَ (الفَحْلْ النّاقَةَ: تَسَنَّمَها) ، هاكذا فِي الأُصول، ومِثْلُه فِي الأُمَّهَات اللُّغَويةُ، وَفِي بعض النُّسخ: تَشَمَّمَها. والأَوَّلَ أَصَحّ. (و) من المَجَاز: تَدَثَّرَ (الرجلُ قَرِينَه) ، هاكذا فِي نُسخَتِنَا، وَفِي أُخرَى: قِرْنَه، وَكِلَاهُمَا غَلَطٌ وتصحيفٌ. وَالصَّوَاب: فَرَسَه، كَمَا فِي الأَساس واللِّسَان والبَصَائِر: (وَثَبَ عَلَيْه فَركِبَه) . وَفِي التَّهْذيب: وَثَبَ عَلَيْهَا فَرَكِبَها. وَفِي المُحْكَم: رَكِبَها وجالَ فِي مَتْنِها. وَقيل: رَكِبَهَا من خَلْفِها، كتَجَلَّلَها، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. ويُسْتَعار فِي مثل هاذا. قَالَ ابنُ مُقبِل يَصِف غَيْثاً.
أَصَاخَتْ لَهُ فَدُرْ اليَمَامَةِ بَعْدَما
تَدثَّرَهَا مِن وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (المُتَدَثِّر) من الرِّجال: (المَأْبُون) ، قَالَ: وَهُوَ المُتَدَأَمُ والمُتَدَهَّم والمِثْفَر والْمِثْفَار.
(والدِّثَارُ، بالكَسْر) : مَا يُتَدَثَّر بِهِ. وقيلَ: هُوَ (مَا فَوْقَ الشِّعَارِ مِن الثِّيَابِ) . وَقيل: هُوَ الثَّوْب الَّذِي يُستَدْفَأُ بِهِ من فَوقِ الشِّعَارِ. يُقَال: تَدثَّرَ فلانٌ بالدِّثَار تَدَثُّراً، وادَّثَرَ ادِّثاراً، فَهُوَ مُدَّثِّر، والأَصل مُتَدَثِّر، أَدغِمت التَّاءُ فِي الدَّال وشُدِّدتْ. وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قولِه تَعالَى {يأَيُّهَا الْمُدَّثّرُ} (المدثر: 1) يَعنِي المتدَثِّر بثِيباه إِذا نَام. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ يَقُول: دَثِّرُوني دَثِّرُون) أَي غَطُّوني بِمَا أَدْفَأُ بِهِ. وَفِي حدث الأَنْصار: (أَنتم الشِّعَارُ والنّاس الدِّثارُ) يَعْنِي أَنتم الخَاصَّةُ والنّاسُ العَامَّة. (وَدَثَر الشَّجَرُ) دُثُوراً. (أَوْرَقَ) وتَشَعَّبَت خِطْرَتُه.
(و) دَثَرَ (الرَّسْمُ) وغيرُه. (دَرَسَ) وعَفَا بهُبُوبِ الرِّياحِ عَلَيْهِ، (كتَداثَرَ) ، يُقَال: فُلانٌ جَدُّه عاثِرٌ، ورَسْمُه داثِرٌ.
(و) عَن ابْن شُمَيْل: دَثَرَ (الثَّوبُ) دُثُوراً: (اتّسَخَ. و) دَثَرَ (السَّيْفُ) ، إِذا (صَدِىءَ، فَهُوَ داثِرٌ) ، وَهُوَ البَعِيد العَهْد بالصِّقَال، وَهُوَ مَجاز.
(و) يُقَال: (هُوَ دِثْرُ مَالٍ، بالكسْر) ، إِذا كَانَ (حَسَن القِيَامِ بِهِ) .
(ودِثَارٌ القَطَّانُ الضَّبِّيّ) ، وَهُوَ دِثَارُ ابنُ أَبِي حَبِيب، روى عَنْه الثَّوْرِيّ، كَذَا فِي تارِيخ البُخَارِيّ. (ويَزِيدُ ابنُ دِثَار) بن عَبِيد بن الأَبرص (التَّابِعِيّ) الكُوفيّ، يَرْوِي عَن علَيَ، وَعنهُ سِمَاكُ بنُ حَرْب، وَهُوَ شاعِرٌ أَسَدِيّ. (ومُحَارِب بنُ دِثَار) ابنِ كُرْدُوس بن قبرقاس بن جَعْوَنَة السَّدُوسيّ القَاضِي أَبو المُطَرِّف، مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشعآَةَ وَمِائَة، روَي لَهُ الجَمَاعَة، (وابنُهُ دِثَارٌ) ، روى مُحَارِب عَن جابرٍ وَابْن عُمَر، وَعنهُ الثَّوْرِيّ، (مُحَدِّثون) .
(وأَدْثَرَ) الرجلُ، كأَكْرَمَ، إِذا (اقْتَنَى دَثْراً مِنَ الْمَال) أَي الكَثِيرَ مِنْهُ.
(وتَدْثِيرُ الطَّائِرِ، إِصلاحُهُ عُشَّه) ، وَقد دَثَّرَ.
(ودُثِرَ عَلَى القَتِيلِ) ، كعُنِيَ، (نُضِّدَ عَلَيْهِ الصَّخْرُ) تَنْضِيداً.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
دَثَرَ الرّجلُ، إِذا عَلَتْه كَبْرَةٌ واسْتِسْنَانٌ.
ورَجُلٌ دَثُورٌ، كصَبُور: مُتَدَثِّر، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. وأَنشد:
أَلَمْ تَعْلمِي أَنَّ الصّعَالِيكَ نَوْمُهُم
قليلٌ إِذَا نَامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ
ودَثَّرَه تَدْثِيراً: غَطّاه.
والدَّثُور: الكَسْلان، عَن كُراع. والدَّثْر: بِفَتْح فَسُكون: الخِصْبُ، والنّبَاتُ الكَثِير.
والدَّثُور: الثَّقِيل، وفلانٌ دَثُورُ الضُّحَى: يتَدَثَّر فَينَامُ.
وَرجلٌ دِثَارِيٌّ: كَسْلاَن لَا يتَصَرَّف.
وَهُوَ يتَدَثَّر بِالْمَالِ، للمُتَموِّل، كَذَا فِي الأَساس.
ودَاثِرٌ: اسْم. والدَّاثِر: المَنْزل الدَّارِسُ، لذَهابِ أَعْلامه.
وأَبو دِثَارٍ اسمٌ للظُّلَّة الَّتِي يُتوَقَّى بهَا من البَعُوض. وَمِنْه:
لَنِعْمَ البَيتُ بَيْتُ أَبِي دِثَارٍ
إِذا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا
قَالَهُ الثَّعَالَبِيّ فِي المُضعًّف والمَنْسُوب. وَقَالَ شيخُنَا: وَقَالَ قومٌ؛ هُوَ كُنْيَة البَعُوضِ، لدُثُوره بالنَّهَار، أَو للاحْتِياج إِلَى دِثَارٍ مِن أَذاه.
ودارَةُ داثِر: مَوضِع.
دثر: دثر: مصدره دثر في معجم فوك.
دثّر (بالتشديد): ألجأ، آوى (الكالا).
أدثر: محا، أطمس، أزال، لاشى (عباد 1: 38).
تدثر: التجأ، أوى، لاذ (الكالا).
ديثُور: تين بدري، ناضج قبل الأوان ويقال: ديفور أيضاً (محيط المحيط).
تَدَثّر: ملجأ، مأوى، ملاذ (الكالا).
[دثر] فيه: ذهب أهل "الدثور" بالأجور، الدثور جمع دثر وهو المال الكثير، يستوي فيه الواحد وغيره. ن: هو بضم دال في الجمع وبفتحها في دثر، وفيه فضل الغنى الشاكر على الفقير الصابر، واختلف فيه الخلف والسلف. ك: هو الكثير من كل شيء ولذا بينه بالأموال، قوله: أدركتم من سبقكم، أي من أهل الأموال في الدرجات ولم يدركــكم أحد بعدكم لا من أصحاب الأموال ولا من غيرهم، ولا يمتنع أن يفوق الذكر مع سهولته الأعمال الشاقة نجو الجهاد وإن ورد: أفضل الأعمال أحمزها، لأن في الإخلاص في الذكر من المشقة سيما الحمد حال الفقر ما يصير به أعظم ولأن ثواب كلمة الشهادة أكثر من كل شاق. نه ومنه: وابعث راعيها في "الدثر" وقيل: أراد هنا الخصب والنبات الكثير. ش: هو بفتح دال وسكون مثلثة. نه وفي ح الأنصار: أنتم الشعار والناس "دثار" هو ثوب فوق الشعار، أي أنتم الخاصة والناس العامة. ومنه ح: "دثروني" أي غطوني بما أدفأ به. وفيه: القلب "يدثر" كما "يدثر" السيف فجلاؤه ذكر الله، أي يصدأ، وأصل الدثور الدروس وهو أن يهب الرياح على المنزل فتغشى رسومه الرمل وتغطيه بالتراب. وفيه:"دثر" مكان البيت فلم يحجه هود. ومنه: حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة "الدثور" يعني دروس ذكر الله امحاءه منها، يقول اجلوها واغسلوا الرين والطبع الذي علاها بذكر الله، ودثور النفس سرعة نسيانها.

دبب

(دبب) : الدَّبَّةُ الرَّمل: المُسْتَويَة.
(دبب) : الدَّبوبُ: الغارُ البَعِيدُ القَعْرِ.
(د ب ب) : (الدَّبَّابَةُ) الضَّبْرُ وَهُوَ شَيْءٌ يُتَّخَذُ فِي الْحُرُوبِ يَدْخُلُ فِي جَوْفِهِ الرِّجَالُ ثُمَّ يُدْفَعُ فِي أَصْلِ حِصْنٍ فَيَنْقُبُونَهُ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَتُكْرَهُ الدَّبَّابَاتُ وَالطُّبُولُ وَالْبُوقَاتُ فَلَا آمَنُ مِنْ أَنْ يَكُونَ تَحْرِيفُ الدَّبَادِبِ جَمْعَ دَبْدَبَةٍ وَهُوَ شِبْهُ الطَّبْلِ.
(دبب) - في حديث عمر، رضي الله عنه: وسُئِل : "كيف تَصْنَعُون بالحُصون؟ قال: نَتَّخِذ دَبَّابَات، يَدخُل فيها الرِّجالُ يَحفِرون"
الدَّبَّابَة: جِلد مُربَّع يُقرَّب إلى الحصون، يدخل تَحتَه الرِّجال يَنْقُبُونَها، يَقِيهم مِمّا يُرْمَوْن به من فَوْق، فإن جُعِل مُكنَّسا كهيئة النَّعش سُمِّي ضَبُورًا أو ضَبْرًا.
- في حَدِيثٍ: "عَمِلَ عنده عُلَيِّم يُدَبِّب"
: أي يَدرُج على المَشْي رُويدًا.
د ب ب: (دَبَّ) يَدِبُّ بِالْكَسْرِ (دَبًّا) وَ (دَبِيبًا) وَكُلُّ مَاشٍ عَلَى الْأَرْضِ (دَابَّةٌ) . وَقَوْلُهُمْ: أَكْذَبُ مَنْ (دَبَّ) وَدَرَجَ، أَيْ أَكْذَبُ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ. وَ (مَدِبُّ) السَّيْلِ بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا مَوْضِعُ جَرْيِهِ وَكَذَا (مَدِبُّ) النَّمْلِ فَالِاسْمُ مَكْسُورٌ وَالْمَصْدَرُ مَفْتُوحٌ وَكَذَا ((الْمَفْعَلُ)) مِنْ كُلِّ مَا كَانَ عَلَى فَعَلَ يَفْعِلُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ. 

دبب


دَبَّ(n. ac. دَبّ
مَدْبَب
دَبِيْب)
a. Crept, crawled along; went on all fours.
b. [Fī], Spread, diffused itself throughout ( the
body: illness ).
أَدْبَبَa. Made to crawl, toddle (child).

دَبَّة
(pl.
دِبَاْب)
a. Mound of sand.
b. Down; soft fur.
c. Receptacle for oil.

دِبَّةa. Creeping, crawling.

دُبّ
(pl.
دِبَبَة
أَدْبَاْب)
a. Bear.

دُبَّةa. She-bear.
b. Way, road.
c. Quality, disposition.

دَبَبa. Down; soft fur or hair.
b. Calf.

أَدْبَبُa. Downy; furry, hairy.

مَدْبَب
مَدْبِب
(pl.
مَدَاْبِبُ)
a. Track, course ( of water ).
دَاْبِبَة
(pl.
دَوَاْبِبُ)
a. That which creeps, crawls.
b. Beast of burden; she-ass.

دَبِيْبa. Insect.

دَبُوْبa. Tale-bearer, mischief-maker.

دَبَّاْبa. see 21t (a)b. Quadruped.

دَبَّاْبَةa. Testudo, musculus ( machine formcrly used in
sieges ).
دُوَيْبَّة
a. see 21t
دَيْبُوْب
a. see 26
د ب ب :
دَبَّ الصَّغِيرُ يَدِبُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَبِيبًا وَدَبَّ الْجَيْشُ دَبِيبًا أَيْضًا سَارُوا سَيْرًا لَيِّنًا وَكُلُّ حَيَوَانٍ فِي الْأَرْض دَابَّةٌ وَتَصْغِيرُهَا دُوَيْبَّةٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ دُوَابَّةٌ بِقَلْبِ الْيَاءِ أَلِفًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَخَالَفَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَأَخْرَجَ الطَّيْرَ مِنْ الدَّوَابِّ وَرُدَّ بِالسَّمَاعِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45] قَالُوا أَيْ خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ حَيَوَانٍ مُمَيِّزًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُمَيِّزٍ وَأَمَّا تَخْصِيصُ الْفَرَسِ وَالْبَغْلِ بِالدَّابَّةِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ فَعُرْفٌ طَارِئٌ وَتُطْلَقُ الدَّابَّةُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ الدَّوَابُّ وَالدُّبُّ حَيَوَانٌ خَبِيثٌ وَالْأُنْثَى دُبَّةٌ وَالْجَمْعُ دِبَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ وَالدَّبْدَبَةُ شِبْهُ طَبْلٍ وَالْجَمْعُ دَبَادِبُ. 
د ب ب

يقال في السيف له أثر: كأنه مدب النمل، ومداب الذر. وزحفوا إلى الحصن بالدبابات. وما أكثر دببة هذا البلد، وأرض مدبّة. ولهم دبدبة أي جلبة، وقد أجلبوا ودبدبوا.

ومن المجاز: دب الشراب في عروقه. وقال ذو الرمة:

كأنه في الضحى ترمي الصعيد به ... دبابة في عظام الرأس خرطوم

وما بالدار دبّي. وهو يدب بين القوم بالنمائم. ودبت عقار به علينا. وهو يدب علينا عقاربه، ويحرّش علينا أقاربه؛ وركب دبّ فلان ودبّة فلان إذا أخذ طريقته. قال:

إن يحيى وهذيل ... ركبا دب طفيل

ودب الجدول، وأدب إلى أرضه جدولاً. قال الكميت:

حتى طرقن خليجاً دب جدوله ... من المعين عليه البتر تصطخب

وقال الأخطل:

إذا خاف من نجم عليها ظماءة ... أدبّ إليها جدولاً يتسلسل

وإنه ليدب دبيب الجدول.
[دبب] دبَّ على الأرض يَدِبُّ دبييا. وكل ماش على الارض دابَّةٌ ودبيبٌ. والدابة: التي تُرْكَبُ. ودابَّةُ الأرض: أحد أَشراطِ الساعةِ. وقولهم " أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ " أي أكذب الأحياء والأموات. ودَبَّ الشيخ، أي مشى مشياً رويداً. وأدببت الصبى، أي حملته على الدبيب. ويقال: ما بالدار دُبِّيٌّ ودبى، أي أحد. قال الكسائي: هو من دببت، أي ليس فيها من يدب. وكذلك ما بها دعوى ودورى وطوري لا يتكلم بها إلا في الجحد. ودبب الوجه: زغبه. والدب من السباع، والانثى دُبَّةٌ. وأرضٌ مَدَبَّةٌ، أي ذات دِبَبَةٍ. ومَدِبُّ السيل ومَدَبُّهُ: موضع جَرْيِهِ. يقال: تَنَحَّ عن مَدِبِّ السيلِ، ومَدَبِّهِ ومَدِبِّ النمل وَمَدّبِّهِ، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح. وكذلك المفعل من كل ما كان على فعل يفعل .والدبة التي للدَهْنِ. والدَبَّةُ أيضاً: الكثيبُ من الرمل. ودببت دبة خفية، بالكسر. والدبة بالضم: الطريق. قال الشاعر: طها هذريان قل تغميض عينه * على دبة مثل الخنيف المرعبل يقال: دعني ودُبَّتي، أي دعني وطريقتي وسَجِيَّتي. وناقةٌ دَبوبٌ: لا تكاد تمشي من كثرة لحمها، إنما تَدِبُّ. وتقول: فَعَلْتُ كذا من شُبَّ إلى دُبَّ، وإن شئت نَوَّنْتَ، أي من الشباب إلى أن دببت على العصا. والدبدبة: ضرب من الصوت. وأنشد أبو مَهْدي: عاثور شَرٍّ أَيَّما عاثورِ * دَبْدَبَةَ الخيلِ على الجسور
[دبب] ""دابة" الأرض" قيل: طولها ستون ذراعًا ذات قوائم ووبرا، وقيل: مختلفة الخلقة تشبه عدة من الحيوانات، يتصدع جبل الصفا فتخرج منه ليلة جمع، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، لايدركــها طالب ولا يعجزها هارب، تضرب المؤمن بالعصا وتكتب في وجهه: مؤمن، وتطبع الكافر بالخاتم وتكتب في وجهه: كافر. غ: "إلا "دابة" الأرض" الأرضة. نه وفيه: نهى عن "الدباء" هو القرع جمع دباءة كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب، والنهي منسوخ، وذهب مالك وأحمد إلى بقائه، ووزنه فعال أو فعلاء. ك: هو بضم دال وشدة باء ومد القرع اليابس وهو اليقطين، وحكى القصر. ط: ونهى عن هذه الأواني لأنها غليظة لا يترشش منها الماء وانقلاب ما هو أشد حرارة إلى الإسكار أسرع فيسكر ولا يشعر بخلاف الدم فإنها لرقتها تنشق إذا تغير فلما استقر حرمة المسكر في نفوسهم نسخ ذلك. ن: هو القرع أو الوعاء من يابسه. ومنه: يتتبع "الدباء" من حوالي القصعة، أي من جميع جوانبه، وح: كل مما يليك، لئلا يستقذر جليسه وهو صلى الله عليه وسلم يتبرك بأثاره. نه: قال لنسائه: أيتكن صاحبة الجمل "الأديب" تنبحها كلاب الحوأب، الأدب الكثير وبر الوجه، وفك الإدغام لأجل الحوأب، ومر في الحاء. وفيه: وحملها على حمار من هذه "الدبابة" أي الضعاف التي تدب في المشي ولا تسرع. ومنه ح: عنده غليم "يدبب" أي يدرج في المشي رويدًا. وفيه: كيف تصنعون بالحصون؟ قالوا: نتخذ "دبابات" يدخل فيها الرجال، الدبابة آلة تتخذ من جلود وخشب يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه وتقيهم ما يرمون من فوق. وفيه: اتبعوا "دبة" قريش ولا تفارقوا الجماعة، الدبة بالضم الطريقة والمذهب. وفيه: لايدخل الجنة "ديبوب" ولا قلاع، هو الذي يدب بين الرجال والنساء ويسعى للجمع بينهم، وقيل: هو النمام لقولهم فيه إنه ليدب عقاربه، وياؤه زائدة. ط: "دب" إليكم داء الأمم، أي سار فيكم داء الأمم الماضية، الحسد بدل منه، وضمير هي للبغضاء، ويأكل مر في الهمز. غ: "الدبة" الموضع الكثير الرمل، وبالكسر المصدر.
دبب
دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في دَبَبْتُ، يَدِبّ، ادْبِبْ/ دِبَّ، دَبًّا ودبيبًا، فهو دَابّ، والمفعول مَدْبوب عليه
• دبَّ الشَّيخُ: مشَى مَشيًا بطيئًا متمهّلاً "دَبّ القومُ إلى عدوّهم ليلاً- وما زال يفعله مذ شبّ إلى أن دَبّ: مذ كان شابًّا إلى أن دبّ على العصا- زَعَمَتْني شيخًا ولست بشيخٍ ... إنّما الشَّيخ مَن يدبُّ دبيبا" ° أكذبُ مَنْ دَبَّ ودرَج: أكذبُ الأحياءِ والأموات- دَبَّ الرَّجلُ على العَصا: تقدّمت به السّنّ وكَبُر- دبَّ بين القوم بالنَّمائم/ دبَّت عقاربُه على القوم: أوقع بينهم، انتشرت نمائمه وأذاه وأعمل الوشايَة بين النَّاس.
• دبَّتِ الحَيَّةُ أو الدُّودةُ ونحوُهما: زحفَت، مَشَت مَشيًا بطيئًا "رضيع يدِبُّ على الأرض".
• دَبَّ الإنسانُ أو الحيوانُ على الأرض: مشَى مع إحداثِ صوتٍ بقدميه "دَبَّ الحصانُ في مِشيته- إنّ الله يسمع دبيب النَّملة السَّوداء في الليلة الظَّلماء على الصَّخرة الصمَّاء"? كُلّ من هَبَّ ودَبَّ: كلّ إنسان، عامّة الناس.
• دبَّ الشَّيءُ في الشَّيء: سَرَى فيه وانتشر "دَبَّ الشَّرابُ في عُروقه- دَبّتِ الصّحّةُ في بدنه- دَبَّ الشَّكُّ في نَفْسِه- أحَسَّ بدبيب الفرحة في نفسه- دبَّ البِلَى في الثَّوب"? دبَّ الخلافُ بينهم: وقع. 

دبَّبَ يدبِّب، تَدْبيبًا، فهو مُدَبِّب، والمفعول مُدَبَّب
• دبَّب الصَّانِعُ قِطْعةَ الحديد: جَعَلَ لها رأسًا حادًّا، أسنَّها وشحَذها "دبَّب قضيبًا/ سَهْمًا: صَيَّره مُسْتدَقّ الرأس". 

دابَّة [مفرد]: ج دوابُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في.
2 - كُلُّ ما يَمْشي على الأرضِ ذكرًا كان أو أنثى، عاقلاً كان أو غير عاقل " {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} - {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ
 لاَ يُؤْمِنُونَ} ".
3 - ما يُرْكبُ من الحيوان أو يُحمَل عليه، كالفرس والبغل ونحوِهما.
• دابَّة الأرْض: حيوان يُعَدُّ ظهورُه من أشراط السَّاعة أو أوَّل علاماتها، الأرضة التي ذكرها الله تعالى في قصّة سليمان عليه السَّلام " {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} ". 

دَبّ [مفرد]: مصدر دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في. 

دُبّ [مفرد]: ج دِباب ودِبَبَة، مؤ دُبَّة، ج مؤ دُبَّات ودُبَب: (حن) حيوانٌ من الثَّدييّات اللَّواحم وفصيلة الدُّبِّيّات، يغتذي بالأغذية النباتيّة والحيوانيّة، ضخم الجثّة، رأسُه كَلْبيّة الشّكل، أنفه أسودُ كبيرٌ، وأذُنه منقبضة وقوائمُه قصيرة قويّة، يمشي على باطن أقدامِه، بعض أنواعِه يستطيع العَدْوَ والتسلّقَ والسباحةَ، ويقبل التعلُّم والتدرُّب، أقوى حواسّه السمع والشمّ، وهو ليليّ النشاط ° جلَب الدُّبّ إلى كَرْمه [مثل]: يُضرب لمن يجلب الأذى لنفسه.
• الدُّبّ الأَبْيَضُ: (حن) حيوان من الثَّدييّات اللَّواحم وفصيلة الدُّبّيّات، يعيش في المناطق القطبيّة الشماليّة، ذو فراء أبيض سميك، وطبقة غليظة من الشّحم، يتغذَّى على الأسماك والأعشاب.
• الدُّبّ الأسمرُ: (حن) حيوان من الثَّدييّات اللَّواحم وفصيلة الدُّبِّيّات، يعيش في جبال وغابات أوربا وآسيا وأمريكا، يتغذَّى على الثمار والحبوب واللُّحوم والعسل، كما يأكل الحشرات والحشائشَ والحيوانات الحيّة والميِّتة.
• الدُّبُّ الأَصْغَرُ: (فك) سبعةُ نجومٍ تشاهد جهة القطب الشّماليّ قرب الدُّبّ الأكبر، تكوِّنُ أربعةٌ منها مُرَبّعًا، وثلاثةٌ تكوِّن ذَنَبًا له، وفي نهايته النَّجم القطبيّ.
• الدُّبُّ الأَكْبرُ: (فك) سبعةُ نجومٍ تُشاهد في القطب الشّماليّ قًُرْب الدُّبّ الأصغر، وهي على صورة نجوم الدُّبّ الأَصْغر ولكنّها أكبر منها.
• آذان الدُّبّ:
1 - (نت) نبات طويل له عناقيدُ من الأزهار الصَّفراء وأوراق مُخمليّة.
2 - (نت) نبات يعيش حَوْلين له عناقيدُ ورديَّة حمراء وبنفسجيَّة. 

دَبَّابَة [مفرد]:
1 - آلةٌ كانت تُتَّخذ قديمًا للحَرْب وهَدْم الحُصُون، يختبئ الجنودُ في جوفها ثمَّ تُدفَعُ بشدَّة تجاه الحِصْن فتنقُبه وتهدِمُه.
2 - (سك) سَيَّارة ضخمةٌ مُصَفّحة بصفائح الحديد، تحيط السلاسلُ بدواليبها وهي مزوّدة برشّاشات ومدافِعَ، يحتمى فيها الجنود ويهجمون منها على عدوِّهم "اقتحمت الدّبّاباتُ العربيّة خطّ بارليف ودمّرته".
• مُدمِّرة الدَّبَّابات: (سك) مَرْكبة مسلّحة عالية السّرعة مجهَّزة بمدافع مضادّة للدَّبَّابات. 

دبيب [مفرد]: مصدر دبَّ/ دبَّ على/ دبَّ في. 

دُوَيْبَّة [مفرد]: تصغير دابَّة. 
[د ب ب] دَبَّ النَّمْلُ، وغَيْرُه من الحَيَوانِ، يَدِبُّ دَبّا، ودَبِيباً: مَشَى على هَيْنَتِه. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: دَبَّ دَبِيباً، ولم يُفَسِّرْ ولا عَبَّرَ عنه. وإِنّه لخَفِيُّ الدِّبَّة: أي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ. ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْمِ والإناءِ يَدِبُّ دَبِيباً: سَرَى. ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ، والبِلَى في الثَّوْبِ، والصُّبْحُ في الغَبَشِ، كُلُّه من ذلك. ودَبَّتْ عقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأذاهُ. والدَّابَّةُ: اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوانِ، مُمَيِّزَةً وغيرَ مُمَيِّزًَةَ، وفي التَّنِزِيلِ: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه} [النور: 45] ولّما كانَ لِمْن يَعْقِلُ ولِما لا يَعْقِلُ قيل ((فمنهم)) ولو كان لما لا يعقل لِقيلَ: فمِنْهَا، أو فمِنْهُنَّ، ثم قالَ: ((مَنْ يَمْشِي علَى بَطْنِه)) وإنْ كانَ أَصْلُها لمِا لا يَعْقِلُ؛ لأنّه لما خَلَطَ الجَماعَةَ، فقالَ: ((فمِنْهُمْ)) جُعِلَت العِبارَةُ بمَنْ، والمَعْنَى كُلُّ نَفْسٍ دابَّةِ. وقولُه تعالى: {ما ترك على ظهرها من دابة} [فاطر: 45] . قِيل: إنَّما أرادَ العُمُومَ، يَدُلُّ على ذلك قولُ ابنِ عَبّاس: ((كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ في جَحِره بذَنْبِ ابنِ آدَمَ)) . ولّما قالَتِ الخَوارِجُ لقَطَرِىِّ: اخْرُجْ إِلينْا يا دابَّةُ، فأَمَرَهُمْ بالاسْتِغْفارِ، تَلَوُا الآيةَ حُجَّةً عليه. وقد غَلَب هذا الاسمُ على ما يُرْكَبُ من الدَّوابِّ، وهو يَقَعُ على المُذكَّرِ والُمؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصِّفَةُ. وذُكِرَ عن رُؤْبَةَ أنَّه كانَ يَقُولُ: قَرِّبْ ذاكَ الدّابَّةَ لِبرْذَوْنٍ له، ونَظِيرُه من المَحْمُول على المَعْنَى قولُهم: هذا شاةٌ، قالَ الخَلِيلُ: ومثلُه قولُه تعالى: {هذا رحمة من ربي} [الكهف: 98] . وقولُه تَعالَى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض} [النمل: 82] جاءَ في التَّفْسيِرِ أنَّها تَخْرُجُ بِتهامَةَ، تَخْرُجُ بين الصَّفا والمْرُوَةِ، وجاء أيضاً أنَّها تَخْرُجُ ثلاثَ مَرّاتٍ من ثلاثَةٍ أَمْكِنَة، وأَنَّها تَنْكُتُ في وَجْهِ الكافِرِ نَكْتَةً سَوْداءَ، وفي وَجْهِ المُؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ، فتَفْشُو نُكْتَةُ الكافِر حتى يَسْوَدَّ منها وَجْهُه أَجْمَعٌ، وتَفْشُو نَكْتَهُ المُؤْمِنِ حتّى يَبْيَضَّ مِنْها وَجْهُه أَجْمَعُ، فتَجْتَمِعُ الجَماعَةُ على المائِدَة، فيُعْرَفُ المُؤْمِنُ من الكافِرِ. ويُرْوَى عن ابن عَبّاسٍ أَنَّه قال: أَوَّلُ أَشْراطِ السّاعَةِ خُرُوجُ الدَّابَّةِ، وطُلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْربِها. وقالُوا في المَثَلِ: ((أَعْيَيْتِنيٍ من شُبٍّ إلى دُب)) ، أي منذُ شَبَبْتِ إلى أن دَبَبْتِ على العَصَا. ويَجُوزُ مِنْ شُبَّ إلى دُبَّ على الحكايَةَ، وقد أنْعَمْتُ شرحَ هذه المَسْئلةِ في الكتاب المُخَصِّصِ. ورَجُلٌ دَيْبُوبٌ: نَمّامٌ، كأَنَّه يَدِبُّ بالنَّمائِمِ. وقِيلَ: دَيْبُوبٌ: يَجْمَعُ بين الرِّجالِ والنِّساءِ، فَيْعُولٌ من الدَّبِيبِ. ودُبَّةُ الرَّجُلِ: طَرِيقُه الذي يَدُبُّ عليها. وما بها دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ: أي ما بها أَحَدٌ يَدِبُّ. وأَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلاً، فدَبَّ أَهْلُها: لما لَبِسُوه من أَمْنِه، واسْتشَعَرُوهُ من بَركَتِه ويُمْنِه. قال كُثَيِّرٌ.

(بَلَوْهُ فأَعْطَوْهُ المَقادَةَ بَعْدَما ... أَدَبَّ البِلادَ سَهْلَها وجِبالَها)

ومَدَبُّ السَّيْلِ ومِدِبُّه: مَجْراهُ، وأَنْشَدَ الفارِسِيُّ:

(وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيِّ يَأْدُو ... مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعاراَ)

والدَّبّابةُ: التي تُتَّخَذَ للحُرُوبِ، ثُمّ تَدْفَعُ في أَصْلِ حِصْنٍ، فيَنْقُبُونَ وهُمْ في جَوْفِها، سُمِّيتْ بذلك لأنَّها تُدْفَعَ فتَدِبُّ. والدَّبدَبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ؛ لأنّها أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُها نَقْلاً. والدَّبْدَبَةُ: كُلُّ سُرْعَةٍ في تَقارُبِ خَطْوِ. والدُّبَّةُ: الحالُ. ورَكِبْتُ دُبَّتَه ودُبَّةُ: أي لَزِمْتُ حالَه وطَرِيقَتُه، وَعمِلْتُ عَمَلَه، قالَ:

(إِنَّ يَحْيَى وهُذَيْل ... رَكِبَا دُبَّ طُفَيْل) وكانَ طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُساتِ من غَيْرِ دَعْوَةٍ. والدُّبُّ الكُبْرَى: من بَناتِ نَعْشٍ، وقِيلَ: إنّ ذِلكَ يقعُ على الكُبْرَى والصُّغْرَى، فيُقال لكُلِّ واحِدَة مِنْهُما: دُبٌّ، فإذا أَرادُوا فَصْلَهُما قالُوا: الدُّبُّ الأَصْغَرُ، والدُّبُّ الأَكْبَرُ. والدُّبُّ: ضَرْبٌ من السِّباعِ، عَرَبِيَّةٌ صِحِيحَةٌ، والجمعُ: أَدْبابٌ ودِبَبَةٌ، والأُنْثَى دُبَّةٌ. وأرْضٌ مَدَبَّةٌ: من الدِّبَبَةِ. والدَّبَّةٌ: التي يَجْعَلُ فيها البَزْرُ والزَّيتُ، والجَمْعُ: دبابٌ، عن سِيبَوَيِه. والدُّبّاءُ: القَرْعُ، واحِدَتُه دُبّاءةُ. وقال اللِّحْيانِيُّ: ومما تُؤَخِّذُ به نِساءُ الأَعْرابِ الرِّجالَ: ((أَخَّذْتُه بِدُبّاء، مملأ مِنَ الماءِ، مُعَلَّقِ بِترْشاء، فلا يَزالُ في تِمْشاء، وعَيْنُه في تِبْكاء)) ، ثم فسَّرهَ فقالَ: التِّرْشاءُ: الحَبْلُ والتِّمْشاءُ: المَشْيُ، والتِّبْكاءُ: البُكاء. والدَّبَّةُ كالدُّبّاءِ، ومنه قولُ الأَعْرَابِيِّ: قاتَلَ اللهُ فُلانَةَ، كأَنّ بطْنَها دَبَّةٌ. والدَّبَّةُ: الكَثِيبُ من الرَّمْلِ، والجمعُ: دبِابٌ، عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ، وأَنْشَدَ:

(كأَنَّ سَلْمَى إذا ما جِئْتُ طارِقَها ... وَأَخْمَدَ اللَّيْلُ نارَ المُدْلِجِ السّارِى)

(تِرْعِيبَةٌ في دَمٍ أو بَيْضَةٌ جُعِلَتْ ... في دَبَّةٍ من دبِابِ الرَّمْلِ مِهْيارِ)

والدَّبُوبُ: السَّمِينُ من كُلِّ شيءٍ. والدَّبِبُ والدَّبَيانُ: كَثْرَةُ الشَّعَر والوَبَرِ. رَجُلٌ أَدَبُّ، وامْرَأَةٌ دَبّاءُ ودَبِبَةٌ: كَثِيرةُ الشَّعَرِ في جَبِيِنها، وبَعيرٌ أَدَبُّ: أَزَبُّ. فأَمّا قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((لَيْتَ شِعْرِى أَيتَّكُنَّ صاحَبةُ الجَمَلِ الأَدْيَبِ، تَخْرُجُ فتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ)) فإِنَّما أَظْهَرَ فيه التَّضْغِيفَ ليُوازِنَ به الحَوْأَبَ. وقيلَ: الدَّبَبُ: الزَّغَبُ، وهو الدَّبَّةُ أيضاً على مِثالِ حَبَّةٍ، والجَمْعُ: دَبٌّ، مثلُ حَبٍّ، حكاه كُراعُ، ولم يَقُل: الدَّبَّةُ: الزَّغَبَةُ بالهاءِ. وقد سَمَّوْا دُبّا، وهو دُبُّ بنُ مُرَّةَ بنِ شَيْبانَ، وهم قَوْمُ دَرِمٍ الذي يُضْرَبُ به المَثَلُ، فيُقال: ((أَوْدَى دَرِمٌ)) وقد سُمِّىَ وًَبَرَةُ بنُ حَيْدانَ - أَبُو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ - دُبّا. ودَبُوبٌ: مَوْضِعٌ، قال ساعِدَة بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلَيُّ: (وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها ... دُفاقٌ فعَرْوانُ الكَرَاثِ فَضِيمُها)

ودَبّابٌ: أَرْضٌ، قال الرّاعِي:

(كأًَنَّ هِنْداً ثَنَاياهَا وبَهْجَتَها ... لما الْتَقَيْنا لَدَى أَدْحالِ دَبّابِ)

(مَوْلِيَّةٌ أَنُفٌ جادَ الرَّبِيعُ لَها ... عَلَى أَبارِيقَ قد هَمَّتْ بإِعشْابِ)

والدَّبْدَبَةُ: كُلُّ صوتِ أَشْبَهَ صَوْتَ وَقْعِ الحَوافِرِ عَلَى الأَرْضِ الصُّلْبَةِ. والدَّبْدابُ: الطَّبْلُ، وبه فُسَّرَ قولُ رُؤْبَةَ:

(أو ضَرْبُ ذِي جَلاجِل ودَبْدابْ ... )

دبب: دَبَّ النَّمْلُ وغيره من الحَيَوانِ على الأَرضِ، يَدِبُّ دَبّاً

ودَبِيباً: مشى على هِينَتِه. وقال ابن دريد: دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً، ولم يفسره، ولا عَبَّر عنه. ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً، وإِنه لخَفِيُّ الدِّبَّة أَي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ. ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً.

وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه على الدَّبيب.

ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْم والإِناءِ والإِنْسانِ، يَدِبُّ دَبيباً: سَرى؛ ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ، والبِلى في الثَّوْبِ، والصُّبْحُ في الغَبَشِ: كُلُّه من ذلك. ودَبَّتْ عَقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاهُ.

ودَبَّ القومُ إِلى العَدُوِّ دَبيباً إِذا مَشَوْا على هيِنَتِهِم، لم يُسْرِعُوا. وفي الحديث: عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ في الـمَشْيِ رُوَيْداً، وكلُّ ماشٍ على الأَرض: دابَّةٌ ودَبِيبٌ.

والدَّابَّة: اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ

مُمَيِّزة. وفي التنزيل العزيز: واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ ولـمَّا كان لِما يَعقِلُ، ولما لا يَعْقِلُ، قيل:

فَمِنْهُم؛ ولو كان لِما لا يَعْقِلُ، لَقِيل: فَمِنْها، أَو فَمِنْهُنَّ، ثم قال: مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ وإِن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ، لأَنـَّه لـمَّا خَلَط الجَماعَةَ، فقال منهم، جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ؛ والمعنى: كلَّ نفس دَابَّةٍ. وقوله، عز وجل: ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ؛ قيل من دَابَّةٍ من الإِنْسِ والجنِّ، وكُلِّ ما يَعْقِلُ؛ وقيل: إِنَّما أَرادَ العُمومَ؛ يَدُلُّ على ذلِكَ قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ، في جُحْرِهِ، بذَنْبِ ابنِ آدمَ. ولما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ: اخْرُجْ إِلَيْنا يا دَابَّةُ، فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ، تَلَوا الآية حُجَّةً عليه. والدابَّة: التي تُرْكَبُ؛ قال: وقَدْ غَلَب هذا الاسْم على ما يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ، وهو يَقَعُ عَلى الـمُذَكَّرِ والـمُؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصفَةُ. وذكر عن رُؤْبة أَنـَّه كان يَقُول: قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ، لِبِرْذَوْنٍ لهُ. ونَظِيرُه، من الـمَحْمُولِ عَلى الـمَعْنى، قولهُم: هذا شاةٌ، قال الخليل: ومثْلُه قوله تعالى: هذا رَحْمَة من رَبِّي. وتَصْغِير الدابَّة: دُوَيْبَّة، الياءُ ساكِنَةٌ، وفيها إِشْمامٌ مِن الكَسْرِ، وكذلك ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ في كلِّ شيءٍ.

وفي الحديث: وحَمَلَها على حِمارٍ مِنْ هذه الدِّبابَةِ أَي الضِّعافِ

التي تَدِبُّ في الـمَشي ولا تُسْرع.

ودابَّة الأَرْض: أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ. وقوله تعالى: وإِذا وَقَع

القَوْلُ عَلَيْهم، أَخْرَجْنا لَهُم دَابَّةً من الأَرض؛ قال: جاءَ في

التَّفْسِير أَنـَّها تَخرُج بِتِهامَةَ، بين الصَّفَا والـمَرْوَةِ؛ وجاءَ أَيضاً: أَنها تخرج ثلاثَ مرَّات، من ثَلاثة أَمـْكِنَةٍ، وأَنـَّها تَنْكُت في وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وفي وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَة الكافر، حتّى يَسْوَدَّ منها وجهُه أَجمعُ، وتَفْشُو نُكْتَةُ الـمُؤْمِن، حَتى يَبْيَضَّ منها وجْهُه أَجْمَع، فتَجْتَمِعُ الجماعة على المائِدَة، فيُعْرفُ المؤْمن من الكافر وَوَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض في حديث أَشْراطِ الساعَة؛ قيل: إِنَّها دابَّة، طولُها ستُّون ذِراعاً، ذاتُ قوائِمَ وَوَبرٍ؛ وقيل: هي مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً من الحيوانات، يَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا، فَتَخْرُج منهُ ليلَةَ جَمْعٍ، والناسُ سائِرُون إِلى مِنىً؛ وقيل: من أَرْضِ الطائِفِ، ومَعَها عَصَا مُوسى، وخاتمُ سُليمانَ، علَيْهِما السلامُ، لا يُدْرِكُــها طالِبٌ، ولا يُعْجزُها هارِبٌ، تَضْرِبُ المؤْمنَ بالعصا، وتكتب في وجهه: مؤْمن؛ والكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ، وتَكْتُبُ فيهِ: هذا كافِرٌ. ويُروى عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما. قال: أَوَّل أَشْراطِ السَّاعَة خُروجُ الدَّابَّة، وطلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْرِبها.

وقالوا في الـمَثَل: أَعْيَيْتَني مِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍّ، بالتنوين، أَي

مُذْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْت على العصا. ويجوز: من شُبَّ إِلى دُبَّ؛

على الحكاية، وتقول: فعلت كذا من شُبَّ إِلى دُبَّ، وقولهم: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحْياءِ والأَمـْواتِ؛ فدَبَّ: مَشَى؛

ودَرَجَ: مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُه. ورجل دَبُوبٌ ودَيْبُوبٌ: نَمَّامٌ، كأَنه

يَدِبُّ بالنَّمائِم بينَ القَوْمِ؛ وقيل: دَيْبوبٌ، يَجْمَعُ بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ، فَيْعُولٌ، من الدَّبِيبِ، لأَنـَّه يَدِبُّ بَيْنَهُم ويَسْتَخْفِي؛ وبالمعنيين فُسِّر

قوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا يَدْخُلُ الجَنَّة دَيْبُوبٌ ولا قَلاَّعٌ؛ وهو كقوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا يدخُّل الجنَّة قَتَّات. ويقال: إِنَّ عَقارِبَه تَدِبُّ إِذا كان يَسْعى بالنَّمائِم. قال الأَزهري: أَنشدني المنذريُّ، عن ثعلب، عن ابن الأَعرابي:

لَنا عِزٌّ، ومَرْمانا قَريبٌ، * ومَوْلىً لا يَدِبُّ مع القُرادِ

قال: مَرْمانا قريبٌ، هؤُلاء عَنَزةُ؛ يقول: إِنْ رأَيْنا منكم ما نكره،

انْتَمَيْنا إِلى بني أَسَدٍ؛ وقوله يَدِبُّ مع القُرادِ: هو الرجُل يأْتي

بشَنَّةٍ فيها قِرْدانٌ، فيَشُدُّها في ذَنَبِ البَعيرِ، فإِذا عضَّه منها قُرادٌ نَفَر، فَنَفَرَتِ الإِبِلُ، فإِذا نَفَرَتْ، اسْتَلَّ منها بَعيراً. يقال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ: هو يَدِبُّ معَ القُرادِ. وناقَةٌ دَبُوبٌ: لا تَكادُ تَمْشِي من كثرة لَحمِها، إِنما تَدِبُّ، وجمعُها دُبُبٌ، والدُّبابُ مَشْيُها.

والمدبب(1)

(1 قوله «والمدبب» ضبطه شارح القاموس كمنبر.) : الجَمَل الذي يمشي دَبادِبَ.

ودُبَّة الرَّجُل: طريقُه الذي يَدِبُّ عليه.

وما بالدَّارِ دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ يَدِبُّ. قال الكسائي: هو من دَبَبْت أَي ليس فيها مَن يَدِبُّ، وكذلك: ما بها دُعْوِيٌّ ودُورِيٌّ وطُورِيٌّ، لا يُتَكَلَّم بها إِلا في الجَحْد.

وأَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلاً، فَدَبَّ أَهلُها، لِمَا لَبِسُوه من أَمـْنِه، واسْتَشْعَرُوه من بَرَكَتِه ويُمْنِه؛ قال كُثَيِّر عزة:

بَلَوْهُ، فأَعْطَوْهُ الـمَقادةَ بَعْدَما * أَدَبَّ البِلادَ، سَهْلَها وجِبالَها

ومَدَبُّ السَّيْلِ ومَدِبُّه: موضع جَرْيهِ؛ وأَنشد الفارسي:

وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيِّ، يأْدُو * مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارا

يقال: تَنَحَّ عن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّه، ومَدَبِّ النَّمْلِ ومَدِبِّه؛ فالاسم مكسورٌ، والمصدر مفتوحٌ، وكذلك الـمَفْعَل من كلِّ ما كان

على فَعَلَ يَفْعِل(2)

(2 قوله «على فعل يفعل» هذه عبارة الصحاح ومثله القاموس، وقال ابن الطيب ما نصه: الصواب ان كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين أَو مكسورها فان المفعل منه فيه تفصيل يفتح للمصدر ويكسر للزمان والمكان إِلا ما شذ وظاهر المصنف والجوهري أَن التفصيل فيما يكون ماضيه على فعل بالفتح ومضارعه على يفعل بالكسر والصواب ما أصلنا ا هـ من شرح القاموس.). التهذيب: والـمَدِبُّ موضعُ دَبِيبِ النَّمْلِ وغيره.

والدَّبَّابة: التي تُتَّخَذ للحُروبِ، يَدْخُلُ فيها الرِّجالُ، ثم تُدفَع في أَصلِ حِصْنٍ، فيَنْقُبونَ، وهم في جَوْفِها، سِمِّيَت بذلك لأَنها تُدْفع فتَدِبُّ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال: كيفَ تَصْنَعون

بالحُصونِ؟ قال: نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ يدخُل فيها الرجالُ. الدَّبابةُ: آلةٌ

تُتَّخَذُ من جُلودٍ وخَشَبٍ، يدخلُ فيها الرجالُ، ويُقَرِّبُونها من

الحِصْنِ الـمُحاصَر ليَنْقُبُوه، وتَقِيَهُم ما يُرْمَوْنَ به من فوقِهم. والدَّبْدبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ، لأَنـَّه أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُها نقْلاً.

وفي التهذيب: الدَّبْدَبةُ العُجْرُوفُ من النَّمْلِ؛ وكلُّ سرعة في

تَقارُبِ خَطْوٍ: دَبْدَبَةٌ؛ والدَّبْدَبَةُ: كلُّ صوتٍ أَشْبَهَ صوتَ وَقْعِ الحافِرِ

على الأَرضِ الصُّلْبةِ؛ وقيل: الدَّبْدَبَةُ ضَرْبٌ من الصَّوْت؛ وأَنشد أَبو مَهْدِيٍّ:

عاثُور شَرٍّ، أَيُما عاثُورِ، * دَبْدَبَة الخَيْلِ على الجُسورِ

أبو عَمْرو: دَبْدَبَ الرجلُ إِذا جَلَبَ، ودَرْدَبَ إِذا ضَرَبَ بالطَّبْلِ.

والدَّبْدابُ: الطَّبْلُ؛ وبه فُسِّرَ قول رؤْبة:

أَوْ ضَرْبِ ذي جَلاجِلٍ دَبْدابِ

وقول رؤبة:

إِذا تَزابَى مِشْيَةً أَزائِبا، * سَمِعْتَ، من أَصْواتِها، دَبادِبا

قال:

تَزَابَى مَشَى مَشْيَةً فيها بُطْءٌ.

قال: والدَّبادِبُ صَوْت كأَنه دَبْ دَبْ، وهي حكاية الصَّوْتِ. وقال

ابن الأَعرابي: الدُّبادِبُ والجُباجِبُ (1)

(1 قوله «والجباجب» هكذا في الأَصل والتهذيب بالجيمين.): الكثيرُ الصِّياح والجَلَبَة؛ وأَنشد:

إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَبدلي قَرِدَ القَفا، * حَزابِيَةً، وهَيَّباناً جُباجِبا

أَلَفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه * من الصُّوف نِكْثاً، أَو لَئيماً دُبادِبا

والدُّبَّة: الحالُ؛ ورَكِبْتُ دُبَّتَهُ ودُبَّه أَي لَزِمْت حالَه وطَريقَتَه، وعَمِلْتُ عَمَلَه؛ قال:

إِنّ يَحْيَى وهُذَيلْ رَكبَا دُبَّ طُفَيْلْ

وكان طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُسات من غيرِ دَعْوة. يقال: دَعْني ودُبَّتي أَي دَعني وطَريقَتي وسَجِيَّتي. ودُبَّة الرجلِ: طَريقَتُه من خَيرٍ

أَو شرٍّ، بالضم. وقال ابن عباس، رضي اللّه عنهما: اتَّبعوا دُبَّة

قُرَيشٍ، ولا تُفارِقوا الجماعة. الدُّبّة، بالضم: الطَّريقة والمذْهَب.

والدَّبَّةُ: الموضعُ الكثيرُ الرَّمْل؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْر الشَّديدِ، يقال: وَقَع فلانٌ في دَبَّةٍ من الرَّمْلِ، لأَن الجَمَل، إِذا وَقَع فيه، تَعِبَ. والدُّبُّ الكبِيرُ: من بَناتِ نَعْشٍ؛ وقيل: إِنَّ ذلك يَقَع على الكُبرَى والصُّغْرَى، فيُقالُ لكل واحد منهما دُبٌّ، فإِذا أَرادوا فصْلَها، قالوا: الدُّبُّ الأَصغر، والدُّبُّ الأَكبر.

والدُّبُّ: ضربٌ من السِّباع، عربية صحيحة، والجمع دِبابٌ ودِبَبَة، والأُنـْثى دُبَّة.

وأَرض مَدَبَّة: كثيرة الدِّبَبَة.

والدَّبَّة: التي يُجْعَل فيها الزَّيْت والبِزْر والدُّهن، والجمع دِبابٌ، عن سيبويه. والدَّبَّة: الكثِيبُ من الرَّمْل، بفتح الدال، والجمع

دِبابٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنْ سُلَيْمَى، إِذا ما جِئتَ طارِقها، * وأَخْمَدَ الليلُ نارَ الـمُدْلِجِ السارِي

تِرْعِيبَةٌ، في دَمٍ، أَو بَيْضَةٌ جُعِلَت * في دَبَّةٍ، من دِبابِ الليلِ، مِهْيارِ

قال: والدُّبَّة، بالضم: الطريق؛ قال الشاعر:

طَهَا هِذْرِيانٌ، قَلَّ تَغْميضُ عَيْنِه * على دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ الـمُرَعْبَلِ

والدَّبُوبُ: السَّمينُ من كلِّ شيءٍ.

والدَّبَبُ: الزَّغَب على الوجه؛ وأَنشد:

قشر النساءِ دَبَب العَرُوسِ

وقيل: الدَّبَبُ الشَّعَر على وجْه المرأة؛ وقال غيره: ودَبَبُ الوَجْه

زَغَبُه. والدَّبَبُ والدَّبَبانُ: كثرةُ الشَّعَر والوَبرِ.

رَجُلٌ أَدَبُّ، وامرأَةٌ دبَّاءُ ودَبِبَةٌ: كثيرة الشَّعَرِ في جَبِينِها؛ وبعيرٌ أَدَبُّ أَزَبُّ. فأَما قول النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في الحديث لنسائه: لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، تَخْرُجُ فَتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟ فإِنما أَراد الأَدَبَّ، فأَظْهَر التَّضْعيفَ، وأَراد الأَدَبَّ، وهو الكثير الوَبرِ؛ وقيل: الكثيرُ وَبَرِ الوجهِ، لِيُوازِن به الحَوْأَبِ. قال ابن الأَعرابي: جَمَلٌ أَدَبُّ كثيرُ الدَّبَبِ؛ وقد دَبَّ يَدَبُّ دَبَباً. وقيل: الدَّبَبُ الزَّغَبُ، وهو أَيضاً الدَّبَّةُ، على مثال حَبَّةٍ، والجمع دَبٌّ، مثل حَبٍّ، حكاه كراع، ولم يقل: الدَّبَّة الزَّغَبَةُ، بالهاءِ.

ويقال للضَّبُعِ: دَبابِ، يُريدون دبِّي، كما يقال نَزَالِ وحَذارِ.

ودُبٌّ: اسمٌ في بَني شَيْبان، وهو دُبُّ بنُ مُرَّةَ ابنِ ذُهْلِ بنِ

شَيْبانَ، وهُمْ قوم دَرِمٍ الذي يُضْرَبُ به المثل، فيقال: أَوْدَى

دَرِمٌ. وقد سُمِّيَ وَبْرةُ بنُ حَيْدانَ أَبو كلبِ بنِ وبرةَ دُبّاً.

ودبوبٌ: موضعٌ. قال ساعدَة بنُ جُؤَيَّة الهذلي:

وما ضَرَبٌ بيضاءُ، يَسْقِي دَبُوبَها * دُفاقٌ، فَعُرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها

ودَبَّابٌ: أَرض. قال الأَزهري: وبالخَلْصَاءِ رَمْلٌ يقال له الدَّبَّاب، وبِحذائِهِ دُحْلانٌ كثيرة؛ ومنه قول الشاعر:

كأَنّ هِنْداً ثَناياها وبَهْجَتَها، * لـمَّا الْتَقَيْنَا، لَدَى أَدْحالِ دَبَّابِ

مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ، جادَ الربيعُ بها * على أَبارِقَ، قد هَمَّتْ بإِعْشابِ

التهذيب، ابن الأَعرابي: الدَّيدَبون اللهو.

والدَيْدَبانُ:الطَّلِيعَة وهو الشَّيِّفَةُ. قال أَبو منصور: أَصله

دِيدَبان فغَيَّروا الحركة(1)

(1 قوله «أصله ديدبان فغيروا الحركة إلخ» هكذا في نسخة الأصل والتهذيب بأيدينا. وفي التكملة قال الأزهري الديدبان الطليعة فارسي معرب وأصله ديذه بان فلما أَعرب غيرت الحركة وجعلت الذال دالاً.)، وقالوا: دَيْدَبان، لـمَّا أُعْرِب

وفي الحديث: لا يدخلُ الجنَّة دَيْبُوبٌ، ولا قَلاَّعٌ؛ الدَّيْبُوبُ:

هو الذي يَدِبُّ بين الرجالِ والنساءِ للجمع بينهم، وقيل: هو النَّمَّام، لقولهم فيه: إِنه لَتَدِبُّ عَقَارِبُه؛ والياء فيه زائدة.

دبب نقر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام / فِي الأوعية الَّتِي نهى [عَنْهَا -] النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من الدُبّاء والحَنْتَم والنَّقِير والمُزَفَّت. وَقد جَاءَ تَفْسِيرهَا كلهَا أَو أكثيرها فِي الحَدِيث عَن أبي بكرَة قَالَ: أما الدُّبَّاء فَإنَّا معاشر ثَقِيف كُنَّا بِالطَّائِف نَأْخُذ الدُّبَّاء فخرط فِيهَا عناقيد الْعِنَب ثمَّ ندفنها حَتَّى تهدر ثمَّ تموّت. وَأما النقير فَإِن أهل الْيَمَامَة كَانُوا ينقرون أصل النَّخْلَة ثمَّ يشدخون فِيهِ الرطب والبسر ثمَّ يَدعُونَهُ حَتَّى يهدر ثمَّ يموّت. وَأما ال
دبب
: ( {دَبَّ) النَّمْلُ وغَيْرُه مِن الحَيَوَانِ على الأَرْضِ (} يَدِبُّ {دَبًّا} ودَبِيباً) أَي (مَشَى على هِينَتِهِ) وَلم يُسْرِعْ، عَن ابْن دُرَيْد، ودَبَّ الشَّيْخُ: مَشَى مَشْياً رُوَيْداً، قَالَ:
زَعَمَتْنِي شَيْخاً ولَسْتُ بِشَيْخٍ
إِنَّمَا الشَّيْخُ مَنْ {يَدِبُّ دَبِيباً
ودَبَّ القَوْمُ إِلى العَدْوِّ دَبِيباً إِذا مَشَوْا عَلَى هِينَتِهِم لَمْ يُسْرِعُوا، وَفِي الحَدِيث (عِندَهُ غُلَيِّمٌ} يُدَبّب) أَي يَدْرُج فِي المَشُيِ رُوَيْداً (و) {دَبَبْتُ} أَدِبُّ {دِبَّةً خَقِيَّةً، و (هُوَ خَفِيُّ} الدِّبَّةِ، كالجِلْسَةِ أَي الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ من الدَّبيب (و) الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ من الدَّبِيبِ (و) من الْمجَاز دَبَّ (الشَّرَابُ) فِي الجِسْمِ والإِنَاءِ والإِنْسَانِ والعُرُوقِ يَدِبُّ دَبِيباً (و) كَذَا دَبَّ (السَّقَمُ فِي الجسْمِ، و) دَبَّ (البِلَى فِي الثَّوْبِ) والصُّبْحُ فِي الغَبَشِ، كلُّ ذَلِك بمعنَى (سَرَى، و) من الْمجَاز أَيضاً: دَبَّتْ (عَقَارِبُه) بِمَعْنَى (سَرَتْ نَمَائِمُه وأَذَاهُ) ، وَهُوَ يَدِبُّ بَيْنَنَا بالنَّمَائِم.
(وَهُوَ) رَجُلٌ ( {دَبُوبٌ} ودَيْبُوبٌ) نَمَّامٌ، كأَنه يَدِبُّ بالنَّمَائِمِ بَيْنَ القَوْمِ، (أَو {الدَّيْبُوبُ) هُوَ (الجَامعُ بَيْنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ) فَيْعُولٌ مِنَ} الدَّبِيبِ، لأَنَّه يَدِبُّ بينَهُم ويَسْتَخْفِي، وبالمَعْنَيَيْنِ فُسِّرَ قوْلُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ دَيْبُوبٌ وَلاَ قَلاَّعٌ) وَيُقَال: إِنَّ عَقَارِبَه تَدِبُّ إِذا كانَ يَسْعَى بالنَّمَائِمِ، قَالَ الأَزهريّ: أَنْشَدَنِي المُنْذِرِيُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأَعْرَابيّ:
لَنَا عِزٌّ ومَرْمَانَا قَرِيبٌ
ومَوْلًى لاَ يدِبُّ مَعَ القُرَادِ
هؤلاءِ عَنَزَةُ، يَقُول: إِنْ رَأَيْنَا مِنْكُم مَا نَكْرَهُ انْتَمَيْنَا إِلى بَنِي أَسَدٍ، وقولُه يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ هُوَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِشَنَّةٍ فِيهَا قِرْدَانٌ فيَشُددُّهَا فِي ذَنَبِ البَعِيرِ فإِذا عضَّهُ مِنْهَا قُرَادٌ نَفَرَ فنَفَرَتِ الإِبلُ فإِذا نَفَرَت اسْتَلَّ مِنْهَا بَعِيراً، يُقَال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ: هُوَ يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ، (و) كل ماشٍ على الأَرض:! دَابَّةٌ ودَبِيبٌ.
و (الدَّابَّة) اسمُ (مَا دَبَّ مِنَ الحَيَوَانِ) مُمَيِّزهِ وغيرِ مُمَيِّزهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيز: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مّن مَّآء فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَى بَطْنِهِ} (النُّور: 45) ولَمَّا كَانَ لِمَا يَعْقِلُ ولِمَا لاَ يَعْقِلُ قِيلَ (فَمِنْهُمْ) وَلَو كَانَ لِمَا لَا يَعْقِلُ لقِيلَ فَمِنْهَا أَو فَمِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَمْشِي على بَطنِهِ، وإِن كَانَ أَصْلُهَا لِمَا لَا يعقلُ لأَنه لَمَّا خَلَطَ الجَمَاعَةَ فَقَالَ مِنْهُم جُعِلَتِ العِبَارَةُ بِمَنْ، والمَعْنِى كُلُّ نَفْسٍ دَابَّةٍ، وقولُه عز وَجل: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ} (فاطر: 45) قيل: مِنْ دَابَّةٍ مِنَ الإِنْسِ والجِنَّ وكُلِّ مَا يَعْقِلُ، وَقيل إِنّما أَرَادَ العُمُومَ، يَدُلُّ على ذَلِك قَول ابْن عَبَّاس: (كَادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ فِي جُحْرِهِ بِذَنْبِ ابنِ آدَمَ) .
والدَّابَّةُ: الَّتِي تُرْكَبُ (و) قَدْ (غَلَبَ) هَذَا الاسمُ (عَلَى مَا يُرْكَبُ) مِنَ الدَّوَابِّ، (و) هُوَ (يَقَعُ علَى المُذَكَّرِ) والمؤنث، وحَقِيقَتُه الصِّفَةُ، وذُكِرَ عَن رُؤبَةَ أَنَّه كَانَ يقولُ: قَرِّبْ ذَلِك الدَّابَّةَ. لِبِرْذَوْنٍ لَهُ، ونَظِيرُهُ مِنَ المَحْمُولِ على المَعْنَى قولُهُمْ: هَذَا شَاةٌ، قَالَ الخليلُ: وَمثله قولُه تَعَالَى: {2. 027 هَذَا رَحْمَة من رَبِّي} (الْكَهْف: 98) وتَصْغِيرُ الدَّابَّة! دُوَيْبَّةٌ، اليَاءُ سَاكِنَةٌ، وفيهَا إِشْمَامِ مِنَ الكَسْرِ، وَكَذَلِكَ ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جَاءَ بعدَهَا حَرْفٌ مُثَقَّلٌ فِي كلّ شيْءٍ (ودَابَّةُ الأَرْضِ مِنْ) أَحَدِ (أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَو أَوَّلُهَا) كَمَا روى عَن ابْن عَبَّاس قِيلَ: إِنَّهَا دَابَّةٌ طُولُهَا سِتُّونَ ذِرَاعاً، ذاتُ قَوَامٍ وَوَبَرٍ، وقيلَ هِيَ مُخْتَلِفَةُ الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً مِن الحَيَوَانَاتِ (تَخْرُجُ بِمَكَّةَ مِنْ جَبَل الصَّفَا يَنْصَدِعُ لَهَا) لَيْلَةَ جَمْعٍ (والنَّاسُ سَائِرُونَ إِلى مِنًى، أَوْ مِنْ) أَرْضِ (الطَّائِفِ، أَو) أَنها تخْرُجُ (بثَلاَثَةِ أَمْكِنَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ) كَمَا ورد أَيضاً، وأَنَّهَا تَنْكُتُ فِي وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وَفِي وجخهِ المُؤمِنِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَةُ الكافرِ حَتَّى يَسْوَدَّ مِنْهَا وَجْهُه أَجْمَعُ، وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِنِ حَتَّى يَبْيَضَّ مِنْهَا وَجْهُه أَجْمَعُ، فيجتمع الجماعةُ على المائدةِ فيُعْرَف المؤمنُ من الْكَافِر، وَيُقَال إِن (مَعهَا عَصَا مُوسَى وخَاتَم سُلَيْمَان عَلَيْهِمَا) الصَّلَاة و (السلامُ، تَضْرِبُ المؤمِنَ بالعصا وتَطْبَعُ وَجْهَ الكافرِ بالخَاتَم فيَنْتَقِشُ فِيهِ: هَذَا كافِرٌ) .
(و) قَوْلهم: (أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي) أَكْذَبُ (الأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ) ، فدَبَّ: مَشَى، ودَرَجَ: مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُهُ.
( {وأَدْبَبْتُهُ) أَيِ الصَّبِيَّ: (حَمَلْتُه عَلَى} الدَّبِيبِ) .
(و) {أَدْبَبْتُ (البِلاَدَ: ملأْتُهَا عَدْلاً} فَدَبَّ أَهْلُهَا) لِمَا لَبِسُوهُ مِنْ أَمْنِهِ واستشعروه منْ بَرَكَتِهِ ويُمْنِه، قَالَ كُثيّر:
بَلَوْهُ فَأَعْطَوْهُ المَقَادَةَ بَعْدَمَا
{أَدَبَّ البِلاَدَ سَهْلَهَا وجِبَالَهَا
(ومَا بالدّارِ} دُبِّيٌّ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ) ، أَي مَا بهَا (أَحَدٌ) ، قَالَ الكسائيّ، هُوَ من {دَبَبْتُ، أَي لَيْسَ فِيهَا من يَدِبُّ، وَكَذَلِكَ: مَا بِهَا منْ دُعْوِيَ ودُورِيّ وطُورِيّ، لَا يُتَكَلَّمُ بهَا إِلاَّ فِي الجَحْدِ.
(} ومَدَبُّ السَّيْلِ والنَّمْلِ و) {مَدِبُّهُمَا (بكَسْرِ الدَّالِ: مَجْرَاهُ) أَي مَوْضِعُ جَرْيِهِ، وأَنشد الفارسيّ:
وقَرَّبَ جَانِبَ الغَرْبِيِّ يَأْدُو
} مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يُقَال: تَنَحَّ عَن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّهِ، ومَدَبِّ النَّمْلِ وَمدِبِّهِ، وَيُقَال فِي السَّيْفِ: لَهُ أُثْرٌ كأَنَّهُ مَدَبُّ النَّمْلِ ومَدَبُّ الذَّرِّ (الاسْمُ مكسُورٌ، والمصدرُ مفتوحٌ، وَكَذَا) لَك (المَفْعَلُ من كلِّ مَا كَانَ على فَعَلَ يَفْعِلُ) مَفْعِلٌ بالكَسْرِ، وَهِي قاعدةٌ مُطَّرِدَةٌ، كَذَا ذكرهَا غيرُ واحدٍ، وَقد تبعَ المصنفُ فِيهَا الجوهريّ، والصوابُ أَنَّ كلّ فِعْل مضارُعه يَفْعِلُ بِالْكَسْرِ سواءٌ كَانَ ماضيه مفتوحَ العَيْنِ أَو مكسورَها فإِن المَفْعلَ مِنْهُ فِيهِ تَفْصِيلٌ، يُفْتَحُ للْمَصْدَرِ ويُكْسَرُ لِلزَّمَانِ والمَكَانِ،إِلاَّ مَا شَذَّ، وظاهِرُ المصنفِ والجوهريّ أَنَّ التفصيلَ فِيمَا يكون ماضيه على فَعَل بالفَتْحِ ومضارعه يَفْعِلُ بالكَسْرِ وَالصَّوَاب مَا أَصَّلْنَا، قَالَه شيخُنَا.
(و) قَالُوا فِي المَثَلِ (أَعْيَيْتَنِي (مِن شُبَّ إِلَى {دُبَّ، بِضَمِّهِمَا، ويُنَوَّنَانِ) أَي (منَ الشَّبَابِ إِلى أَنْ دَبَّ عَلَى العَصَا) ويجوزُ (من شُبَّ إِلى دُبَّ) على الحِكَايَةِ وتقولُ: فَعَلْتُ كَذَا مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ.
(وطَعْنَةٌ} دَبُوبٌ) : تَدِبُّ بالدَّمِ (و) كَذَا (جِرَاحَةٌ دَبُوبٌ) أَي (يَدِبُّ الدَّمُ مِنْهَا سَيَلاَناً) وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ قولُ المُعَطَّلِ الهُذَلِيِّ:
واسْتَجْمَعُوا نَفَراً وزَادَ جَبَانَهُمْ
رَجُلٌ بِصَفْحَتِهِ دَبُوبٌ تَقْلِسُ
أَي نَفَرُوا جَمِيعاً.
ونَاقَةٌ دَبُوبٌ، لاَ تَكَادُ تَمْشِي من كَثْرَةِ لَحْمِهَا، إِنَّمَا تَدِبُّ، وجَمْعُهَا دُبُبٌ، {والدُّبَابُ: مَشْيُهَا.
(} والأَدَبُّ) كالأَزَبِّ (: الجَمَلُ الكَثِيرُ الشَّعَرِ، و) {الأَدْبَبُ (بإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ) أَي بِفَكِّ الإِدْغَامِ (جَاءَ فِي الحَدِيثِ) أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَالَ لِنِسَائِهِ: (لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ (صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ) تَخْرُجُ فَتَنْبَحُهَا كِلاَبُ الحَوْأَبِ) أَرَادَ الأَدَبَّ، وَهُوَ الكَثِيرُ الوَبَرِ أَو الكَثِيرُ وَبَرِ الوَجْهِ، وهاذَا لِمُوَازَنَتِهِ الحَوْأَب، قَالَ ابْن الأَعرابيّ: جَمَلٌ أَدَبُّ: كَثِيرُ الدَّبَبِ، وقَدْ دَبّ يَدَبُّ دَبَباً.
(} والدَّبَّابَةُ، مُشَدَّدَةً: آلَةٌ تُتَّخَذ) من جُلُودٍ وخَشَبٍ (لِلْحُرُوبِ) يَدْخُلُ فِيهَا الرِّجَالُ (فَتُدْفَعُ فِي أَصلِ الحِصْنِ) المُحَاصَرِ (فَيَنْقُبُونَ وهُمْ فِي جَوْفِهَا) ، وَهِي تَقِيهِم مَا يُرْمَوْنَ بِهِ مِنْ فَوْقِهِم، سُمِّيَتْ بذلكَ لأَنها تُدْفَعُ فَتَدِبُّ، وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (كَيْفَ تَصْنَعُونَ بالحُصُونِ؟ قَالَ: نَتَّخِدُ دَبَّابَاتٍ تَدْخُلُ فِيهَا الرِّجالُ) .
(والدَّبْدَبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ) بالضَّمِّ (مِن النَّمْلِ) لاِءَنَّهَا أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُهَا نَقْلاً، وَفِي (التَّهْذِيب) :! الدَّبْدَبَةُ العُجْرُوفُ مِنَ النَّمْلِ. ( {والدُّبَّةُ، بالضَّمِّ: الحَالُ) والسَّجيَّةُ (والطَّرِيقَةُ) الَّتِي يُمْشَى عَلَيْهَا (} كالدُّبِّ يُقَال: رَكِبْتُ {دُبَّتَهُ} ودُبَّهُ، أَي لَزِمْتُ حَالَهُ وطَرِيقَتَه وعَمِلْتُ عَمَلَه قَالَ:
إِنَّ يَحْيَى وهُذَيَلْ
رَكِبَا {دُبَّ طُفَيْلْ
وكانَ طُفَيْلٌ تَبَّاعاً لِلْعُرُسَاتِ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةِ. يُقَال: دَعْنِي} ودُبَّتِي، أَي طَرِيقَتِي وسَجِيَّتِي، {ودُبَّةُ الرَّجُلِ طَرِيقَتُهُ من خَيْرٍ أَو شعرَ، وَقَالَ ابْن عباسٍ (اتَّبِعُوا دُبَّةَ قُرَيْشٍ وَلاَ تُفَارِقُوا الجَمَاعَةَ) } الدُّبَّةُ بالضَّمِّ: الطَّرِيقَةُ والمَذْهَبُ، والدُّبَةُ بالضَّمِّ: الطَّرِيقُ، قَالَ الشَّاعِر:
طَهَا هُذْرُبَانٌ قَلَّ تَغْمِيضُ عَيْنهِ
عَلَى {دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ
والدُّبَّةُ (: ع قُرْبَ بَدْرٍ) .
(و) } الدَّبَّةُ (بالفَتْحِ: ظَرْفٌ لِلْبَزْرِ والزَّيْتِ) والدُّهْنِ، والجَمْعُ {دِبَابٌ، عَن سِيبويهِ، (و) الدَّبَّةُ (: الكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ والجَمْعُ دِبَابٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
كَأَنَّ سُلَيْمَى إِذا مَا جِئْتَ طَارِقَهَا
وأَحْمَدَ اللَّيْلُ نَارَ المُدْلِجِ السَّارِي
تِرْعِيبَةٌ فِي دَمٍ أَوْ بَيْضَةٌ جُعِلَتْ
فِي دَبَّةٍ من دِبَابِ اللَّيْلِ مِهْيَارِ
(و) الدَّبَّةُ (: الرَّمْلَةُ الحَمْرَاءُ أَو المُسْتَوِيَة) وَفِي نُسْخَة، أَو الأَرْض المُسْتَوِيَةُ وَفِي (لِسَان الْعَرَب) الدَّبَّة: المَوْضِعُ الكَثِيرُ الرَّمْلِ، يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْرِ الشَّدِيدِ، يقالُ وَقَعَ فلانٌ فِي دَبَّةٍ من الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَمَلَ إِذا وَقَعَ فِيهِ تَعِبَ، (و) الدَّبَّةُ أَيضاً (الفَعْلَةُ الوَاحِدَةُ) منَ الدَّبِيبِ (وَج) دِبَابٌ (كَكِتَابٍ) الأَولُ عَن سِيبَوَيْهٍ، وَالثَّانِي عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، كَمَا تقدم، (و) الدَّبَّة (: الزَّغَبُ على الوَجْهِ، وَج دَبٌّ) مثل حَبَّةٍ وحَبَ، حَكَاهُ كُرَاع، ولَمْ يَقُلِ: الدَّبَّة: الزَّغَبَةُ، بالهَاءِ (و) الدَّبَّةُ بالفَتْحِ (بَطَّةٌ مِنَ الزُّجَاجِ خاصَّةً) .
(و) الدِّبَّةُ، (بالكَسْرِ:} الدَّبِيبُ) يقالُ: مَا أَكْثَرَ دِبَّةَ هَذَا البَلدِ. (والدُّبُّ بالضَّمِّ: سَبُعٌ م) معروفٌ عربيّة صَحِيحَة، كُنْيَتُهُ: أَبُو جُهَيْنَةَ، وهُوَ يُحِبُّ العُزْلَةَ، ويَقْبَلُ التَّأْدِيبَ، ويَسْفِدُ أُنْثَاهُ مُضْطَجِعاً فِي خَلْوَةٍ، ويَحْرُمُ أَكْلُهُ، وَعَن أَحْمَدَ: لاَ بَأْسَ بِهِ (وهِيَ) {دُبَّةٌ (بِهَاءٍ ج} أَدْبَابٌ {ودبَبَةٌ كَعِنَبَةٍ) ، وأَرْضٌ} مَدَبَّةٌ: كَثِيرَةُ {الدِّبَبَةِ.
(و) دُبٌّ (اسْمٌ) فِي بَنِي شَيْبَانَ، وهُوَ دُبُّ بْنُ مُرَّةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَ، وهُمْ قَوْمُ دَرِمٍ الَّذِي يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فَيُقَال: (أَوْدَى دَرِمٌ) .
وقَدْ سُمِّيَ وَبَرَةُ بن صَيْدَانَ أَبُو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ دُبًّا (و) : الدُّبُّ (الكُبْرَى مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ) هِيَ نُجُومٌ مَعروفَةٌ (قيل: و) يَقع ذَلِك على (الصُّغْرَى أَيضاً) فيقالُ لكلِّ واحدٍ مِنْهُمَا دُبٌّ، (فإِنْ أُرِيدَ الفَصْلُ قِيلَ: الدُّبُّ الأَصْغَرُ والدُّبُّ الأَكْبَرُ. والمُبَارَكُ بنُ نَصْرِ اللَّهِ) بنِ (} - الدُّبِّيّ، فَقِيهٌ حَنَفِيٌّ) كَأَنَّهُ مُسِبَ إِلى قَرْيَةٍ بِالْبَصْرَةِ الْآتِي ذكرُها، وَهُوَ مُدَرِّسُ الغِيَاثِيَّةِ، مَاتَ سنة 528.
( {والدُّبَّاءُ) هُوَ (القَرْعُ) ، قَالَه جماعَة من اللغويين، وَقيل:} الدُّبَّاءُ: المستديرُ مِنْهُ، وَقيل: اليابِسُ، وَقَالَ ابْن حَجَرٍ: إِنه سَهْوٌ من النَّوَوِيِّ، وَهُوَ اليَقْطِينُ، وَقيل: ثَمَرُ اليَقْطِينِ، وذَكَره هُنَا بِنَاء عَلى أَن هَمْزَتَهُ زائدةٌ، وأَن أَصله (دبب) وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ المصنّف وجماعةٌ، وَلذَلِك قَالَ فِي (دبى) : الدُّبَّاءُ فِي الباءِ ووهِمَ الجوهرِيّ. وَقَالَ الخفاجيُّ فِي (شرح الشفاءِ) : أَخْطَأَ مَنْ خَطَّأَ الجوهريَّ، لأَن الزَّمَخْشَرِيّ ذكره فِي المُعْتَلِّ، وَوَجهه أَن الْهمزَة للإِلْحاق، كَمَا ذَكرُوهُ، فَهِيَ كالأَصلية كَمَا حَرَّروه، وجوَّز بعضُهم فِيهِ القَصْرَ، وأَنكره القُرْطبيُّ وَفِي (التوشيح) : الدُّبَّاءُ وَيجوز قَصْرُه: القَرْعُ، وقيلَ خَاصٌّ بالمُسْتَدِيرِ، وَهُوَ ( {كالدَّبَّةِ، بالفَتْحِ، الوَاحِدَةُ) } دُبَّاءَةٌ (بهاءٍ) والقَصْرُ فِي الدُّبَاءِ لُغَةٌ، حَكَاهَا القَزَّازُ فِي (الْجَامِع) وعِيَاضٌ فِي (الْمطَالع) ، وَذكرهَا الهَرَوِيُّ فِي الدَّال مَعَ الباءِ على أَنها فِي (دبب) ، فهمزتُه زائدةٌ والجوهريُّ فِي المعتلّ على أَنها منقلبة.
{والدُّبَّاءَةُ: الجَرَادَةُ مَا دَامَت مَلساءَ قَرعاءَ قبلَ نَبَاتِ أَجْنحتها، وَقيل: بِهِ سمى الدُّبَّاءِ لملاسَتِهِ، ويُصَدِّقُه تسميتُهم بالقَرْعِ، قَالَه الزمخشريّ: وأَرْضٌ} مَدْبُوَّةٌ {ومَدْبِيّةٌ: تُنْبِتُ الدُّبَّاءَ.
(} والدَّبُوبُ: الغَارُ القَعِيرُ، و) الدَّبُوبُ (: السَّمِينُ من كُلِّ شيْءٍ و: ع بِبِلَاد هُذَيْلٍ) قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الْهُذلِيّ:
ومَا ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَسْقِي {دَبُوبَها
دُفَاقٌ فَعَرْوان الكَرَاثِ فَضِيمُهَا
(} والدَّبَبُ {والدَّبَبَانُ، مُحَرَّكَتَيْنِ: الزَّغَبُ) على الوَجْهِ، وَقيل: الدَّبَبُ: الشَّعَرُ على وَجهِ المَرْأَةِ، ودَبَبُ الوَجْهِ: زَغَبُه، (أَو) الدَّبَبُ والدَّبَبَانُ (: كَثْرَةُ الشَّعَرِ) والوَبَرِ، (هُوَ} أَدَبُّ، وهِيَ {دَبَّاءُ} ودَبِبَةٌ كفَرِحَة) : كَثِيرَةُ الشَّعَرِ فِي جَبِينِهَا، وبَعِيرٌ {أَدَبُّ: أَزَبُّ، وَقد تَقَدَّم.
(} والدَّبْدَبَةُ:) كُلُّ سُرْعَةٍ فِي تَقَاربِ خَطْوٍ، أَو (كُلُّ صَمْتٍ: كَوْقْعِ الحَافِر على الأَرْضِ الصُّلْبَةِ) ، وقيلَ: {الدَّبْدَبَةُ: ضَرْبٌ منَ الصَّوْتِ، وأَنْشَدَ أَبُو مَهْدِيَ:
عَاثُورُ شَرَ أَيُّمَا عَاثُورِ
دَبْدَبَةُ الخَيْلِ عَلَى الجُسُورِ
قَالَه الجوهريُّ، وَقَالَ التَبريزِيّ: الصَّوَاب أَنَّهَا دَنْدَنَة، بنُونَيْنِ، وَهُوَ أَنْ يَسْمَعَ الرَّجُلَ وَلَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وتَقَّبَ بِهِ كلامَ الجوهريّ، والصوابُ مَا قَالَه الجوهريّ.
(و) الدَّبْدَبَةُ (: الرَّائِبُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ، أَوْ) هُوَ (أَخْصَرُ مَا يكونُ من اللَّبَنِ،} كالدَّبْدَبَى، كجَحْجَبَى) . ( {والدَّبْدَابُ: الطَّبْلُ) وَبِه فُسِّرَ قولُ رؤبة:
أَوْ ضَرْبُ ذِي جَلاَجِلٍ} ودَبْدَابْ
وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: دَبْدَبَ الرَّجُلُ إِذا جَلَّبَ، ودَرْدَبَ، إِذَا ضَربَ بالطَّبْلِ، والدَّبَادِبُ فِي قَوْلِ رُؤبة:
إِذَا تَزَابَى مِشْيَةً أَزَائبَا
سَمِعْتَ مِنْ أَصْوَاتِهَا {دَبَادِبَا
قَالَ: تَزَابَى: مَشَى مِشْيَةً فِيهَا بُطْءٌ،} والدَّبَادِبُ: صَوْتٌ كأَنَّهُ: دَبْ دَبْ وَهِي حِكَايَةُ الصَّوْتِ.
( {والدُّبَادِبُ) كَعُلاَبِطٍ (: الرَّجُلُ الضَّخْمُ) وعَنِ ابنِ الأَعْرَابيّ: الدُّبَادِبُ والجُبَاجِبُ (: الكَثِيرُ الصِّيَاحِ) : والجَلَبَة، وأَنشد:
إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَبْدِلِي قَرِدَ القَفَا
حَزَابِيَةً وَهَيَّبَاناً جُبَاجِبَا
أَلَفَّ كَأَنَّ الغَازِلاَتِ مَنَحْنَهُ
مِنَ الصُّوفِ نِكْثاً أَو لَئيماً} دُبَادِبَا
(و) دَبَابٌ (كسَحَابٍ جَبَلٌ لِطيِّىءٍ) لِبَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْهُم، ومَاءٌ بِأَجَإٍ.
(و) {دِبَابٌ (ككِتَاب: ع بالحِجَازِ كَثِيرُ الرَّمْلِ) كَأَنَّهُ سُمِّيَ بالدَّبَّةِ.
(و) } دَبَابِ (كقَطَامِ: دُعَاءٌ للضَّبُعِ) يُقَالُ لَهُ: دَبَابِ ويُرِيدُونَ (دِبِّي) كَمَا يُقَالُ: نَزَالِ وحَذَارِ.
(و) {دَبَّابٌ (كشَدَّادٍ: ع، واسمٌ، و) قَالَ الأَزهريّ: وبالخَلْصَاءِ (رَمْلٌ) يقالُ لَهُ الدَّبَّابُ، وبحِذَائِه دُحْلاَنٌ كَثِيرَةٌ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
كَأَنَّ هِنْداً ثَنَايَاهَا وبَهْجَتَهَا
لَمَّا الْتَقَيْنَا لَدَى أَدْحَالِ} دَبَّابِ
مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ جَادَ الرَّبِيعُ بِهَا
عَلَى أَبَارِقَ قَدْ هَمَّتْ بِإِعْشَابِ
(و) {دُبَّى (كَرُبَّى: ع بالبَصْرَةِ) والنِّسْبَةُ إِليه} - دُبَّاوِيٌّ {- ودُبِّيٌّ.
(و) } الدَّبَبُ (كَسَبٍ: وَلَدُ البَقَرَةِ أَوَّلَ مَا تَلِدُهُ) نَقله الصاغانيّ.
(! ودِبَّى حَجَلْ، بالكَسْرِ) وفتْحِ الحاءِ والجيمِ (لُعْبَةٌ لَهُمْ) ، عَن الفَرّاءِ. وَفِي الحَدِيث (وحمَلَهَا على حِمَارٍ مِن هَذِه {الدِّبَابَةِ أَيِ الضِّعَافِ الَّتِي تَدِبُّ فِي المَشْيِ وَلَا تُسرع.
} والمِدْبَبُ كمِنْبَرٍ: الجَمَلُ الَّذِي يَمْشِي دَبَادِبَ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: دَبَّ الجَدْوَلُ، {وأَدَبَّ إِلَى الرَّوْضَةِ جَدْوَلاً، وإِنَّهُ} لَيَدِبُّ دَبِيبَ الجَدْوَلِ.
وشَجَرَةُ {الدُّبِّ: شَجَرَةُ النِّلْكِ، نَقَلَه الصاغانيّ.
وكَكَتَّانٍ: دَبَّابُ بنُ محمدٍ، عَن أَبِي حازمٍ الأَعْرَجِ، ومُرَّةُ بنُ دَبَّابٍ البَصْرِيُّ تَابِعِيٌّ، وأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الدَّبَّابِ الزَّاهِدُ، عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَرَجِ بن} الدَّبَّابِ، عَن ابنِ المَادِح مَاتَ سنة 619 وحَفِيدُه أَبُو الفَضْلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الدَّبَّابِ الوَاعِظُ، سَمعَ من أَبِي جَعْفَرِ بنِ مُكرم وَعنهُ: أَبُ العَلاَءِ الفَرَضِيُّ، وكانَ جَدُّهُمْ يَمْشِي بِسُكُونٍ، فَقِيلَ لَهُ: الدَّبَّابُ، ودَبَّابُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عامرِ بنِ الْحَارِث بنِ سعدِ بنِ تَيْم بنِ مُرَّةَ مِنْ رَهْطِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وابْنُهُ الحُوَيْرِثُ بنُ دَبَّابٍ، وآخَرُونَ.

بين

بين: البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون البَينُ الفُرْقةَ،

ويكون الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وهو من الأَضداد؛

وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر:

لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها،

فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها

وقال قيسُ بن ذَريح:

لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى،

ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ

فالبَينُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر:

كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ

بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ

وأَنشد أَيضاً:

ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل

قال ابن سيده: ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً. وفي التنزيل

العزيز: لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئَ بينكم

بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف،

يريدُ ما بينكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً، وقرأَ ابن

كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ

عامر وحمزة بينُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بينُكم أَي

وَصْلُكم، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال:

معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد

تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد

تقطَّع ما بينَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود

لِمَنْ قرأَ بينَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ

بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم، قال: ولا يجوز حذفُ

الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام

زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه

خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما

خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم

شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد

تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر

الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين:

أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو

الودُّ بينََكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم، وإن

كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ

الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن

استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً،

لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل،

أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك

به خيرٌ من رؤْيتك إياه. وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛ وأَنشد

ثعلب:فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى

بَبَيْنُونةٍ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

والمُبايَنة: المُفارَقَة. وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. وغُرابُ

البَين: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة:

ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ،

وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ

حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه

جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ

وقال أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ،

فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق. وتقول: ضربَه

فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُبِينٌ. وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ

القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ

من الرِّيق، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق. وفي الحديث في صفته، صلى

الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن

قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً. وحكى الفارسيُّ

عن أَبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن

يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من

الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى

بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً. وفي حديث الشَّعْبي قال: سمعتُ النُّعْمانَ

بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ

عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي

إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟

قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟

فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري،

أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في

البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ

واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ. وفي حديث

الصديق: قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.

وحكى الفارسي عن أَبي زيد: بانَ وبانَه؛ وأَنشد:

كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،

غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ

وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة

إذا انفصلا. وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.

وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ

(*

قوله «وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه

سقطاً). ذاتُ بَيْنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً. وفي حديث ابن

مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ

منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها

طلاقُه. والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ

المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. ويقال: بانَتْ

يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً

وبَيْنونةً؛ قال الطرماح:

أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة

ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ

إذا تزوَّجْنَ. وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى

زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن

بيت أَبيها. وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛

يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ. وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو

ماتوا. وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ ما بين الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي

التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل:

البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو علي

الفارسي:

إِنَّك لو دَعَوْتَني، ودُوني

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ،

لقُلْتُ: لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني

فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ

الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو

المَنْزَعُ. وقال بعضهم: بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في

جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها:

يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما

إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ

أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ

فيها إرنانها ذوات

(* قوله «ارنانها ذوات إلخ» كذا بالأصل. وفي التكملة:

والبيت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار

بوائن لسعة أجوافها إلخ. وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة

وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا

الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين).

الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل

في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قال ابن بري، رحمه الله:

البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ. والبائنةُ: البئرُ

البعيدةُ القعر الواسعة، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن

جرابِها كثيراً. وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا

يُصيبَها فتنخرق؛ قال:

دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها،

لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها

وتقول: هو بَيْني وبَيْنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون

إلا من اثنين، وقالوا: بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده

سيبويه:

فبَيْنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا

مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ

إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ

بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن، وقد علمنا أَن

هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما

عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ

والمالُ بين زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها

بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ

أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه،

والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ،

وأَوانَ الخليفةُ عبدُ

المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان

مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى:

واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا

إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر:

بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه،

يوماً، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ

وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر، والذي

يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها

(* قوله: «والذي ينشد إلى وبخفضها؛ هكذا

في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً). قال ابن بري: ومثلُه في جواز الرفع

والخفض بعدها قولُ الآخر:

كُنْ كيفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ،

لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ

بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ،

زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ

قال ابن بري: وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد الأَرقط:

بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه،

إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه

وقال آخر:

بيْنا كذلك، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ

تَسْبي وتَقْتُل، حتى يَسْأَمَ الناسُ

وقال القطامي:

فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي

عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر

قال ابن بري: وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا

تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما، وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى؛ ومما يدل

على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن

هَرْمة في باب النَّسيبِ من الحَماسةِ:

بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا

عِ سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا

خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذكـ

ـراكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِيّاً

ومثله قول الأَعشى:

بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْـ

ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ،

رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حتى

عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ

ومثله قول أَبي دواد:

بَيْنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ را

ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ

وفي الحديث: بَيْنا نحن عند رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه

رجلٌ؛ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، ويقال بَيْنا

وبَيْنما، وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى جملة من فعلٍ

وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر، ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى، قال:

والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيراً،

تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه؛ ومنه

قول الحُرَقة بنت النُّعمان:

بَيْنا نَسوسُ الناسَ، والأَمرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

وأَما قوله تعالى: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه

جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وقال الفراء: معناه

جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم القيامة أَي هُلْكاً،

وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال. الجوهري: وبَيْن بمعنى وسْط، تقول:

جلستُ بينَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفيف، وهو ظرفٌ، وإن جعلته

اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بينُكم، برفع النون، كما قال أَبو

خِراش الهُذلي يصف عُقاباً:

فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ،

فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا

الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة: روي عن أَبي

الهيثم أَنه قال الكواكب البَبانيات

(* وردت في مادة بين «البابانيات» تبعاً

للأصل، والصواب ما هنا). هي التي لا يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما

يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وهي شامية، ومَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها

القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وهو بَيْنَ القُطب،

وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى، وقال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد يقول إذا كان

الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء، وإن كان اسماً

مصدريّاً خفضْتَه، ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ، قال: فسأَلت

أَحمد بن يحيى عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من

الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم

الحقيقي؛ وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد:

بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه،

ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

وجائز: وبهْجَتُه، قال: وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ، وكذلك

المصدر. ابن سيده: وبَيْنا وبينما من حروف الابتداء، وليست الأَلف في

بَيْنا بصلةٍ، وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، وبينما بَين

زِيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي بَيْنَ الجيِّد

والرَّديء، وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح، والهمزة المخفَّفة

تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ؛ وقالوا: بَين بَين، يريدون التَّوَسُّط كما قال

عَبيد بن الأَبرص:

نَحْمي حَقيقَتَنا، وبعـ

ـض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا

وكما يقولون: همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف

اللين، وهو الحرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهي بين الهمزة

والأَلف مثل سأَل، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ، وإن كانت

مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل لَؤُم، إلا أَنها ليس لها تمكينُ

الهمزة المحققة، ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلاً

لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن

ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة،

فالمفتوحة نحو قولك في سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ،

والمضمومة نحو قولك في لؤُم لؤُم، ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها

ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها، قال

الجوهري: وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بيت عبيد بن الأَبرص:

وبعض القومِ يسقط بين بينا

أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به؛ قال ابن بري: قال السيرافي كأَنه قال

بَينَ هؤلاء وهؤلاء، كأَنه رجلٌ يدخل بينَ فريقين في أَمرٍ من الأُمور

فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه؛ قال الشيخ: ويجوز عندي أَن يريد بينَ الدخول في

الحرب والتأَخر عنها، كما يقال: فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر أُخرى.

ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم

أَتيته؛ وقوله:

وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى

بِقانِئِه، إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ

أَي بائن. والبَيانُ: ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. وبانَ

الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فهو بَيِّنٌ، والجمع أَبْيِناءُ، مثل هَيِّنٍ

وأَهْيِناء، وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُبينٌ؛ قال الشاعر:

لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها،

لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ

قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن وأَهْيِناء،

قال: صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ. وأَبَنْتُه أَي

أَوْضَحْتُه. واستَبانَ الشيءُ: ظهَر. واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. وتَبَيَّنَ

الشيءُ: ظَهَر، وتَبيَّنْتهُ أَنا، تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى.

وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد؛

ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى

مُتبيِّنات، ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها. وفي

المثل: قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وقال ابن ذَريح:

وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى

شُحوباً، وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم

(* قوله «الأشاحم» هكذا في الأصل). قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب،

ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب. والتَّبْيينُ: الإيضاح. والتَّبْيين أَيضاً:

الوُضوحُ؛ قال النابغة:

إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها،

والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد

يعني أَتَبيَّنُها. والتِّبْيان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما

تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار

والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء. ومنه حديث آدم

وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ

فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ

أَمثاله بالفتح. وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُبين؛ يريد النساء

أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ، وقيل في التفسير: إن

المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به

الأَصنام، والأَوّل أَجود. وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا

يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة. قال

ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته، ولا أَن

يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه

حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه

وبَيَّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة:

تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً،

كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا

أَي تُبَيِّنُها، ورواه عليّ

بن حمزة: تُبيِّن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي

عَينين. ويقال: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة،

فهو مُبينٌ، بمعناه. ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب

البَيِّن، وقيل: معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة

وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ

بمعنى واحد. ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه

وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبينٌ أَن

نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ

الأَنبياء. قال أَبو منصور: ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين. قال أَبو

منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه

حتى تَبيَّن لك. قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ

المجرمين؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ

استِبانة، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأَكثرُ القراء

قرؤُوا: ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.

ويقال: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تبيَّنَ الأَمرُ

يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ

ومتعدّ. وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ

شيءٍ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر

الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّنْت

الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون

اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب

والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء

والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا

إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد:

قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه،

وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا،

والمعنيان متقاربان. وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا،

وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً. وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُبين،

قال: وهو التِّبيان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان

مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت. وقال

كراع: التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.

وبينهما بَينٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه

بَيْناً. والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح. والبَيان: الإفصاح

مع ذكاء. والبَيِّن من الرجال: الفصيح. ابن شميل: البَيِّن من الرجال

السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج. وفلانٌ

أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً. ورجل بَيِّنٌ: فصيح، والجمع

أَبْيِناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شمر:

قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ، ويَلْتَئي

على البَيِّنِ السَّفّاكِ، وهو خَطيبُ

قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء. وحكى اللحياني في جمعه

أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا

فَيْعِلاً بفاعل حين قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً

وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فنادر، والأَقيَس

في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابنُ عباس عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛

قال: البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب

مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ

عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ

بِبَيانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ

وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة

أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه

وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ،

فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من البيانِ لسِحْراً. وفي

الحديث عن أَبي أُمامة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ

والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛

أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ

فظاهر، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق

والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ،

ولذلك قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ البيان، لأَنه ليس كلُّ

البيانِ مذموماً. وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه

البيانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه

البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ،

عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس

جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ

ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ

وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: البَيْنُ الفصلُ

(* قوله «البين الفصل إلخ»

كذا بالأصل). بين الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ،

وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ. والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يقال: بانه

يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بينهما

لَبَيْناً لا غير. وقوله في الحديث: أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه

أَي يُعْرب ويَشهد عليه. ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت

عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحَبيب القُشَيْري:

من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها

عنها، وحاضنةٍ لها مِيقارِ

قوله: تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها. والبائنُ

والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها

عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية. الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت

عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق

به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب. والباناةُ: النَّبْلُ

الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب. وللناقة حالِبانِ:

أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب

الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى

البائنَ. والبَيْنُ: الفراق. التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ

أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به

ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها،

والجمع البُيَّنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان

يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب،

والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن

شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت:

يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ،

من الحالبَيْنِ، بأَن لا غِرارا

قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها،

والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها. والبِينُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر

مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بين

الأَرْضَيْن. والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما

يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ،

قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:

لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها،

من أَهلِ رَيْمانَ، إلا حاجةً فينا

بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به،

أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا

(* قوله «بسرو» قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير). ومَن كسَر

التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال:

والتذكير أَصْوَبُ. ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو البِينُ.

وبِينٌ: موضعٌ قريب من الحيرة. ومُبِينٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛

قال حَنْظلةُ بن مصبح:

يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ،

على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ

التارك المَخاضَ كالأُرومِ،

وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ

جمع بين النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز

للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ

مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب. وبَيْنونةُ: موضع؛ قال:

يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا،

جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا

(* قوله «بألوان» في ياقوت: بأرواح).وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ

القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ

ويَبْرِين. التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ. وعَدَنُ

أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَبْيَن، وقال: أَبْيَن

موضع، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَبْيَن اسمُ

قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن. الجوهري: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب

إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَبْيَنَ. والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في

اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس

لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله

هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ

اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج

دُهْنُ البانِ. التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه

الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها

ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ

الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس

بن الخَطيم:

حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها،

كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ

ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي

ن) على (ب و ن).

بين بين المشهور: هو أن يجعل الهمزة بينها وبين مخرج الحرف الذي منه حركتها، نحو سئل، وغير المشهور هو أن يجعل الهمزة بينها وبين حرف منه حركة ما قبلها نحو سؤل.
بَيْن: موضوع للخلافة بين الشيئين ووسْطهما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} [الكهف:32] وبَيْنَ يستعمل تارة اسماً وتارة ظرفاً، ويقال هذا الشيء بين يديك: أي قريباً منك كذا في "المفردات".
(بين) - في الحديث: "مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَناتٍ حتى يَبِنَّ أو يَمُتْنَ".
قَولُه: يَبِنّ بِفَتْح اليَاء: أىْ يتزَوَّجْن. يقال: أَبانَ فُلانٌ بِنْتَه وَبيَّنَها، إذا زوَّجهَا، وبانَتْ من البَيْن وهو البعد، كأَنَّه أَبعدَها عن منزله.
- في الحديث: "بَينْا نَحنُ عندَ رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جَاءَه رَجُل".
قيل: أصل بَيْنَا بَيْن، أُشبِعَت فَتحتُه، فتولَّدت منها أَلِف، وقد يُزادُ فيه ما، فيُقال: بينَما، وكِلاهُما ظرفَا زَمان، بِمَعْنى المُفاجَأة، يُضَافَان إلى جملة من فِعْل وفاعِلِه، أو مُبْتَدإٍ وخَبَرِه، ويَحتاجان إلى جَواب يَتمّ به المَعْنَى.
- في الحَدِيث: "أَولُ ما يُبِين على أحدكم فَخِذُه". : أي يُعرِب ويَشْهَد عليه ويُقال للفَصِيح: البَيِّن، والجَمعُ الأَبيِنَاء، وهو أبيَن من سَحْبان.

بين


بَانَ (ي)(n. ac. بَيْن
بَيَاْن
تَبْيَاْن)
a. Was clear, distinct, evident, manifest.
b.(n. ac. بَيْن
بُيُوْن
بُيُوْنَة
بَيْنُوْنَة )
a. ['An], Was separated from.
بَيَّنَa. Showed, proved, demonstrated; expounded
explained.
b. Separated, distinguished.
c. see I (a)
بَاْيَنَa. Left, abandoned, forsook.

أَبْيَنَa. see I (a)b. Separated, severed, cut off.

تَبَيَّنَa. Was clear, lucid.
b. Rendered clear, explained, elucidated.
c. Scrutinized, investigated.

تَبَاْيَنَa. Became separate.

إِسْتَبْيَنَa. see I (a)b. Rendered clear, &c.
c. Recognized as clear &c.

بَيْنa. Separation.
b. Distinction, difference.

بِيْنa. Region.

بَاْيِنa. Clear, distinct, evident, manifest.
b. Divorced (wife).
بَيَاْنa. Exposition, argument, demonstration.
b. Eloquence; perspicacity.

بَيِّنa. see 21 (a)
بَيِّنَة []
a. Proof; testimony.

بَيْن
a. Between, amongst.

بَيْنَمَا
a. Whist.

بَيْن ذَلِك
a. Meanwhile.

بَيْن يَدَيْه
a. Before him: in his presence.

فِيْمَا بَيْن
a. In between: amongst.

بُيُوْرَدِي — بُيُوْرلُدِي
T.
a. Firman; decree.
(ب ي ن) : (الْبَانُ) ضَرْبٌ مِنْ الشَّجَرِ الْوَاحِدَةُ بَانَةٌ (وَمِنْهُ) دُهْنُ الْبَانِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَوْ قَالَ اشْتَرِ لِي بَانًا ثُمَّ اخْلِطْهُ بِمِثْقَالٍ مِنْ مِسْكٍ فَمَعْنَاهُ دُهْنُ بَانٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ (وَبَانَ الشَّيْءُ) عَنْ الشَّيْءِ انْقَطَعَ عَنْهُ وَانْفَصَلَ بَيْنُونَةً وَبُيُونًا (وَقَوْلُهُمْ أَنْتِ بَائِنٌ) مُؤَوَّلٌ كَحَائِضٍ وَطَالِقٍ (وَأَمَّا طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ وَطَلَاقٌ بَائِنٌ) فَمَجَازٌ وَالْهَاءُ لِلْفَصْلِ (وَيُقَالُ بَانَ الشَّيْءُ) بَيَانًا وَأَبَانَ وَاسْتَبَانَ وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ إذَا ظَهَرَ وَأَبَنْتُهُ وَاسْتَبَنْتُهُ وَتَبَيَّنْتُهُ عَرَفْتُهُ بَيِّنًا (وَقَوْلُ) الْفُقَهَاءِ كَصَوْتٍ لَا يَسْتَبِينُ مِنْهُ حُرُوفٌ وَخَطٌّ مُسْتَبِينٌ كُلُّهُ صَحِيحٌ (وَالْبَيِّنَةُ) الْحُجَّةُ فَيْعِلَةٌ مِنْ الْبَيْنُونَةِ أَوْ الْبَيَانِ (وَفِي حَدِيثِ) زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَيِّنَتَكَ نُصِبَ عَلَى إضْمَارِ أَحْضِرْ (وَقَوْلُهُ) فِي إصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ يَعْنِي الْأَحْوَالَ الَّتِي بَيْنَهُمْ وَإِصْلَاحُهَا بِالتَّعَهُّدِ وَالتَّفَقُّدِ وَلَمَّا كَانَتْ مُلَابِسَةً لِلْبَيْنِ وُصِفَتْ بِهِ فَقِيلَ لَهَا ذَوَاتُ الْبَيْنِ كَمَا قِيلَ لِلْأَسْرَارِ ذَاتُ الصُّدُورِ لِذَلِكَ (وَبَيْنَ) مِنْ الظُّرُوفِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ وَلَا يُضَافُ إلَّا إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا وَمَا قَامَ مَقَامَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَقَدْ يُحْذَفُ الْمُضَافُ إلَيْهِ وَيُعَوَّضُ عَنْهُ مَا أَوْ أَلِفٌ فَيُقَالُ بَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا وَبَيْنَا نَحْنُ كَذَا (وَأَبْيَنُ) صَحَّ بِفَتْحِ الْأَلِفِ فِي جَامِعِ الْغُورِيِّ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ أُضِيفَ عَدَنُ إلَيْهِ وَقَدْ قِيلَ بِالْكَسْرِ.
بين من اللَّه والعجلة من الشَّيْطَان فَتَبَيَّنُوا. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: التبين مثل التثبت فِي الْأُمُور والتأني فِيهِا وَقد روى عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود أَنه كَانَ يقْرَأ {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوْا} وَبَعْضهمْ / فَتَثَبَّتُوْا / والمعني قريب بعضه من بعض. وَأما الْبَيَان فَإِنَّهُ من الْفَهم وذكاء الْقلب مَعَ اللِّسَان اللسن وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِن من الْبَيَان سحرًا وَذَلِكَ أَن قيس بْن عَاصِم والزبرقان بْن بدر وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم قدمُوا على النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عمرا عَن الزبْرِقَان فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا فَلم يرض الزبْرِقَان بذلك فَقَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه إِنَّه ليعلم أَنِّي أفضل مِمَّا قَالَ وَلكنه حسدني مَكَاني مِنْك فَأثْنى عَلَيْهِ عَمْرو شرا ثُمَّ قَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه مَا كذبت عَلَيْهِ فِي الأولى وَلَا فِي الْآخِرَة وَلكنه أرضاني فَقلت بِالرِّضَا وأسخطني فَقلت بالسخط فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن من الْبَيَان سحرًا. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ من حَدِيث عباد بْن عباد المهلبي عَن مُحَمَّد ابْن الزبير الْحَنْظَلِي قَالَ وحَدثني أَبُو عَبْد اللَّه الْفَزارِيّ عَن مَالك بْن دِينَار قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أَبِين من الْحجَّاج إِن كَانَ ليرقى الْمِنْبَر فيذكر إحسانه إِلَى أهل الْعرَاق وصفحه عَنْهُمْ وإساءتهم إِلَيْهِ حَتَّى أَقُول فِي نَفسِي: وَالله إِنِّي لأحسبه صَادِقا [و -] إِنِّي لأظنهم ظالمين [لَهُ -] فَكَانَ الْمَعْنى وَالله أعلم أَنه يبلغ من بَيَانه أَنه يمدح الْإِنْسَان فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله ثُمَّ يذمه فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله الآخر فَكَأَنَّهُ قد سحر السامعين بذلك فَهَذَا وَجه قَوْله: إِن من الْبَيَان سحرًا.
بين: بانَ يَبِيْنُ بَيْنُوْنَةً وبَيْناً وبُيُوْناً: أي انْقَطَعَ.
والبَيْنُ: الفِرَاقُ. وغُرَابُ البَيْنِ سُمِّيَ بذلك لأنَّه إذا قَصَدَ أهلُ الدار للنُّجْعَةِ وَقَعَ في بُيُوْتِهم يَتَقَمْقَمُ، وقيل: لأنَّه بانَ عن نوحٍ صلى الله عليه وسلم.
والبَيْنُ: الوَصْلُ، من قَوْلِه عِزَّ وجَلَّ: " لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم ".
وبانَتْ يَدُ النّاقَةِ عن جَنْبِها بَيْنُوْنَةً وبُيُوْناً.
وقَوْلُه: بَيْنَا فلانٌ: مَعْنَاه بَيْنَما.
وقَوْسٌ بائنٌ: للَّتي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها.
والبائِنَةُ: النَّخْلَةُ الطَّوِيْلَةُ العُذُوْقِ.
والبَيُوْنُ من الأَبْآرِ: التي بانَ مَوْقِفُ الشّارِبَةِ عن جِرَابِها لاعْوِجَاجِها. وقيل: هي الواسِعَةُ الرَّأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَلِ فتَبِيْنُ أشْطَانُها من بُعْدِها.
وطَلَبَ الرَّجُلُ البائنَةَ إلى أبَوَيْهِ: أي أنْ يُبِيْنَاه بمالٍ يَتَفَرَّدُ به، وأَبَانَه أَبَوَاه إبَانَةً. وعِنْدَهُ من المالِ ما يُبِيْنُه.
وأبَانَ فلانٌ بِنْتَه وبَيَّنَها: أي زَوَّجَها. وبانَتِ الجارِيَةُ: تَزَوَّجَتْ.
ويُقال للطُّبْيَيْنِ اللَّذَيْنِ من الشِّقِّ الأَيْمَنِ: البَائِنَانِ. والبَائنُ: الذي يَحْلُبُ النّاقَةَ من شِقِّها الأيْمَنِ؛ من قَوْلِهم: بانَ فلانٌ يَبِيْنُ: أي يَأْخُذُ على يَمِيْنِه، وقيل: البائنُ: الذي يُمْسِكُ العُلْبَةَ.
وهو خِيَارُ المالِ ومُبِيْنُه: بمَعْنىً واحِدٍ.
والبَيَانُ: مَعْرُوْفٌ، بانَ الشَّيْءُ، وأَبَانَ إبَانَةً، وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبَانَ، وفي المَثَلِ: " قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ ".
والبَيِّنُ من الرِّجَالِ: الفَصِيْحُ.
والبَيِّنَةُ: البَيَانُ. وقَوْمٌ أبْيِنَاءُ.
وتَبَيَّنْ في أمْرِكَ: أي تَثَبَّتْ.
والبِيْنُ بكَسْرِ الباءِ من الأرْضِ: الذي لا يُدْرَكُ طَرَفَاه. وهي النّاحِيَةُ أيضاً.
ومَبَايِنُ الحَقِّ: مَوَاضِحُه.
والأَبْيَنُ: الغَرِيْبُ.
ورَجُلٌ أَبْيَنُ المَرَافِقِ: أي أَبَدُّ، وقَوْمٌ بِيْنُ المَرَافِقِ، ومن الإِبِلِ كذلك.
وعَدَنُ أَبْيَنَ ويَبْيَنَ.
وبَيَّنَ الشَّجَرُ وعَيَّنَ: أوَّل ما يَنْبُتُ فيَظْهَر من أُصُوْلِ وَرَقِه.
وبَيَّنَ القَرْنُ: نَجَمَ.
[بين] فيه: أن من "الن" لسحراً، البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، قيل: معناه أن يكون على أحد حق وهو أقوم بحجته فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، فإن السحر قلب الشيء في عين الإنسان، ألا ترى أن البليغ يمدح إنساناً حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه. ومنه: البذاء و"البيان" شعبتان من النفاق، أي خصلتان منشأهما النفاق، أما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما البيان فالمراد منه التعمق في النطق، والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس،حقيقتها وإن كانت شريعته القضاء بالظاهر. و"بين" الله الخلق من الأمر أي فرق بينهما حيث عطف أحدهما على الآخر، وكيف لا والأمر قديم والخلق حادث.
ب ي ن: (الْبَيْنُ) الْفِرَاقُ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (بَيْنُونَةً) أَيْضًا. وَالْبَيْنُ الْوَصْلُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقُرِئَ « {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ} [الأنعام: 94] » بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فَالرَّفْعُ عَلَى الْفِعْلِ أَيْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ وَالنَّصْبُ عَلَى الْحَذْفِ يُرِيدُ مَا بَيْنَكُمْ. وَ (الْبَوْنُ) الْفَضْلُ وَالْمَزِيَّةُ وَقَدْ (بَانَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَبَاعَ، وَبَيْنَهُمَا (بَوْنٌ) بِعِيدٌ وَ (بَيْنٌ) بَعِيدٌ، وَالْوَاوُ أَفْصَحُ، فَأَمَّا بِمَعْنَى الْبُعْدِ فَيُقَالُ: إِنَّ بَيْنَهُمَا (بَيْنًا) لَا غَيْرُ. وَ (الْبَيَانُ) الْفَصَاحَةُ وَاللَّسَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» وَفُلَانٌ (أَبْيَنُ) مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَفْصَحُ مِنْهُ وَأَوْضَحُ كَلَامًا. وَ (الْبَيَانُ) أَيْضًا مَا (يَتَبَيَّنُ) بِهِ الشَّيْءُ مِنَ الدَّلَالَةِ وَغَيْرِهَا. وَ (بَانَ) الشَّيْءُ يَبِينُ (بَيَانًا) اتَّضَحَ فَهُوَ (بَيِّنٌ) وَكَذَا (أَبَانَ) الشَّيْءُ فَهُوَ (مُبِينٌ) وَ (أَبَنْتُهُ) أَنَا أَيْ أَوْضَحْتُهُ وَ (اسْتَبَانَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (اسْتَبَنْتُهُ) أَنَا عَرَفْتُهُ وَ (تَبَيَّنَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (تَبَيَّنْتُ) أَنَا، تَتَعَدَّى هَذِهِ الثَّلَاثَةُ وَتَلْزَمُ. وَ (التَّبْيِينُ) الْإِيضَاحُ وَهُوَ أَيْضًا الْوُضُوحُ، وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ (بَيَّنَ) الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ أَيْ تَبَيَّنَ. وَ (التِّبْيَانُ) مَصْدَرٌ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمَصَادِرَ إِنَّمَا تَجِيءُ عَلَى التَّفْعَالِ بِفَتْحِ التَّاءِ كَالتَّذْكَارِ وَالتَّكْرَارِ وَالتَّوْكَافِ وَلَمْ يَجِئْ بِالْكَسْرِ إِلَّا (التِّبْيَانُ) وَالتِّلْقَاءُ. وَضَرَبَهُ (فَأَبَانَ) رَأَسَهُ مِنْ جَسَدِهِ أَيْ فَصَلَهُ فَهُوَ (مُبِينٌ) . وَ (الْمُبَايَنَةُ) الْمُفَارَقَةُ وَ (تَبَايَنَ) الْقَوْمُ تَهَاجَرُوا. وَتَطْلِيقَةٌ (بَائِنَةٌ) وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ. وَغُرَابُ (الْبَيْنِ) هُوَ الْأَبْقَعُ، وَقَالَ أَبُو الْغَوْثِ: هُوَ الْأَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَأَمَّا الْأَسْوَدُ فَهُوَ الْحَاتِمُ فَإِنَّهُ يَحْتِمُ بِالْفِرَاقِ. وَ (بَيْنَ) بِمَعْنَى وَسْطَ تَقُولُ جَلَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ كَمَا تَقُولُ جَلَسَ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ ظَرْفٌ فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا أَعْرَبْتَهُ تَقُولُ: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ، بِرَفْعِ النُّونِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (بَيْنَ بَيْنَ) أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ. وَ (بَيْنَا) فَعْلَى أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ فَصَارَتْ أَلِفًا وَ (بَيْنَمَا) زِيدَتْ عَلَيْهِ مَا وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، تَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا، أَيْ أَتَانَا بَيْنَ أَوْقَاتِ رَقْبَتِنَا إِيَّاهُ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بَعْدَ بَيْنَا إِذَا صَلَحَ فِي مَوْضِعِهِ بَيْنَ. وَغَيْرُهُ يَرْفَعُ مَا بَعْدَ بَيْنَا وَبَيْنَمَا عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ. 
بين: بان الشيء: ظهر واتضح، ومضارعه: يبان في معجم بوشر والمصدر بينونة. ففي ابن حيان (ص78): كان مع بسالته شاعراً محسنا قديم البيوته (البينونة) بمكانه في المصاف في عهد الأمير محمد.
بَيَّن (بالتشديد) وضد، ودقق، واقنع (هلو) وفي معجم الكالا aprovar وهذا هو معنى prouver بالفرنسية (أي أثبت، برهن، أقام الدليل) (نبريجا، فيكتور) لئن هذا هو معنى الفعل بالعربية. وفي معجم لين: بيّنه he proved it ( أي أثبته وحققه وبرهنه).
بيّن حكمه: أظهر سطوته (بوشر).
بَيّن دعوى: دافع عنها (بوشر).
بيّن صورة: صورها ورسمها (بوشر).
بيّن اللفظ: تلفظه بوضوح (بوشر).
باين. باينه من: غايره وخالفه (بوشر). وميز الحق من الباطل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص334): كان القاضي شديد المباينة في الحق قليل المداراة فيه.
وباينه به: أظهر وأعلن ففي ابن حيان (ص69و): باين سعيد بن مستنة بخلعان الأمير عبد الله. وفيه (ص69ق): ثم باين آخر ذلك كله بالانتكاث وجاهز بالخلعان.
أبان. يقال أبان عن نفسه: دافع عن نفسه، ففي رياض النفوس (ص73و) في كلامه عن قاض أوقف عن القضاء: أبان عن نفسه وكشف عن الشبه المرفوعة عليه.
تبيّن: توضح، تكشف، ظهر أثره. وتبين من غيره: تميز منه (بوشر).
وتبين: شَفَّ، بان من خلال جسم شفاف (الكالا).
وتبين: ثبت بالدليل (فوك) وفُسِّر (فوك).
وتبين: رأي، أدرك، ميز (معجم الادريسي البكري ص121) وفي المستعيني مادة سندروس: ويقال إن أهل الهند يفرغونه على موتاهم ليتبينوا منهم (مَنْ هُم) في كل وقتٍ.
تباين من: تضاد، تناقض (بوشر).
بَيْن. بين البصرة إلى مكة أي بين البصرة ومكة (معجم أبي الفداء).
بَيْنُهم بالبين، أو بَينُهُم لبين، أو إلى بين، أو مع بين. ذكر هذا في معجم فوك وهو مرادف لقولهم بعضهم لبعض. وبين البينين: بين الاثنين (بوشر).
بانة: بون، مسافة ما بين الشيئين (بوشر).
بينة (أسبانية): عقاب، قصاص (الكالا وفيه pena) .
بيان: توضيح، تبيِين (بوشر) وكانوا إذا كانت الكلمة غير واضحة في مخطوطة ما أعادوا كتابتها على الهامش وأضافوا إليها: بيان.
وبيان: شرح، عرض، تقرير (بوشر) وحجة وثيقة أعلام، مذكرة، عريضة، استرحام، قائمة جرد، جرد، (بوشر، معجم البلاذري) وبرنامج، منهج، خطة عمل (بوشر). ولوحة أو جدول فيه وصف لبلد، أو علم، أو فن (بوشر).
بيان البيت أو بيان المطرح: عنوان البيت، ويقال بيان فقط (بوشر).
بيان مختصر: قائمة الحساب، كشف الحساب، وفي اصطلاح التجار: مجمل السلع الموجودة (بوشر).
بيان الأسعار: قائمة الأسعار (تعريفة) (بوشر).
بيان كتاب: كراس مطبوع للدعاية (بوشر) علم بيان الدفع: جدول مفصل لمجموع الحساب (بوشر).
بَيَانِيّ: مُبَيَّن، موضع (بوشر).
بَيُونِي، (معرب Bayonne) غليون، ضرب من السفن الشراعية الكبرى القديمة (الكالا galeon) .
بَيّنة: شهادة، حجة، دليل، وفي معجم فوك إنها تجمع على بُيُون جمع تكسير.
وبينة: شاهد (فوك) وفي كتاب محمد ابن الحارث (ص238): زدني بينة أي جئني بشاهد آخر.
تباين: تضاد، تناقض (بوشر).
تبيين: توضيح (بوشر).
مباينة. حرف المباينة: حرف اضراب يبطل ما قبله ويثبت ما بعده. فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله (بوشر).
متباين. متباينون: تابعون لملوك مستقلين. (دي سلان، تاريخ البربر 1: 442).
وعدد متباين (في إصلاح الحساب): عدد لا يحتويه عدد آخر.
ب ي ن : بَانَ الْأَمْرُ يَبِينُ فَهُوَ بَيِّنٌ وَجَاءَ بَائِنٌ عَلَى الْأَصْلِ وَأَبَانَ إبَانَةً وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ وَاسْتَبَانَ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْوُضُوحِ وَالِانْكِشَافِ وَالِاسْمُ الْبَيَانُ وَجَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا إلَّا الثُّلَاثِيَّ فَلَا يَكُونُ إلَّا لَازِمًا.

وَبَانَ الشَّيْءُ إذَا انْفَصَلَ فَهُوَ بَائِنٌ وَأَبَنْتُهُ بِالْأَلِفِ فَصَلْتُهُ وَبَانَتْ الْمَرْأَةُ بِالطَّلَاقِ فَهِيَ بَائِنٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَبَانَهَا زَوْجُهَا بِالْأَلِفِ فَهِيَ مُبَانَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ التَّوْسِعَةِ وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَالْمَعْنَى مُبَانَةٌ قَالَ الصَّغَانِيّ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.

وَبَانَ الْحَيُّ بَيْنًا وَبَيْنُونَةً ظَعَنُوا وَبَعُدُوا وَتَبَايَنُوا تَبَايُنًا إذَا كَانُوا جَمِيعًا فَافْتَرَقُوا.

وَالْبِينُ بِالْكَسْرِ مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُكَ مِنْ حَدَبٍ وَغَيْرِهِ.

وَالْبَيْنُ بِالْفَتْحِ مِنْ الْأَضْدَادِ يُطْلَقُ عَلَى الْوَصْلِ وَعَلَى الْفُرْقَةِ وَمِنْهُ ذَاتُ الْبَيْنِ لِلْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَقَوْلُهُمْ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ أَيْ لِإِصْلَاحِ الْفَسَادِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَالْمُرَادُ إسْكَانُ الثَّائِرَةِ وَبَيْنَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَاه إلَّا بِإِضَافَتِهِ إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَالْمَشْهُورُ فِي الْعَطْفِ بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ بِالْوَاوِ لِأَنَّهَا لِلْجَمْعِ الْمُطْلَقِ نَحْوُ الْمَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ
بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلُ 
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الدَّخُولَ اسْمٌ لِمَوَاضِعَ شَتَّى فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ الْمَالُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبِهَا يَتِمُّ الْمَعْنَى وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ 
أَوْقَدَتْهَا بَيْنَ الْعَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
قَالَ ابْنُ جِنِّي الْعَقِيقُ مَكَانٌ وَشَخْصَانِ أَكَمَةٍ.

وَيُقَالُ جَلَسْتُ بَيْنُ الْقَوْمِ أَيْ وَسْطَهُمْ وَقَوْلُهُمْ هَذَا بَيْنَ بَيْنَ هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ وَالتَّقْدِيرُ بَيْنَ كَذَا وَبَيْنَ كَذَا.

وَالْمَتَاعُ بَيْنَ بَيْنَ أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ.

وَبَيْنَ الْبَلَدَيْنِ بَيْنٌ أَيْ تَبَاعُدٌ بِالْمَسَافَةِ.

وَأَبْيَنُ وِزَانُ أَحْمَرَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرِ بَنِي عَدَنَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ عَدَنُ أَبْيَنَ وَكَسْرُ الْهَمْزَةِ لُغَةٌ.

وَأَبَانُ اسْمٌ لِجَبَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبَانُ الْأَسْوَدُ لِبَنِي أَسَدٍ وَالْآخَرُ أَبَانُ الْأَبْيَضُ لِبَنِي فَزَارَةَ وَبَيْنَهُمَا نَحْوُ فَرْسَخٍ وَقِيلَ هُمَا فِي دِيَارِ بَنِي عَبْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ أَفْعَلَ لَكِنَّهُ أَعَلُّ بِالنَّقْلِ
وَلَمْ يُعْتَدَّ بِالْعَارِضِ فَلَا يَنْصَرِفُ قَالَ الشَّاعِرُ
لَوْ لَمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ وَاحِدٌ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَعْتَدُّ بِالْعَارِضِ فَيَصْرِفُ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ إلَّا الْعَلَمِيَّةُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
دَعَتْ سَلْمَى لِرَوْعَتِهَا أَبَانَا
وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ فَيَكُونُ مَصْرُوفًا عَلَى قَوْلِهِمْ. 
[بين] البَيْنُ: الفراق. تقول منه: بانَ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونَةً. والبَيْنُ: الوصلُ وهو من الأضداد. وقرئ: (لقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمً) بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أي تقطَّعَ وصلكم، والنصب على الحذف، يريد ما بينكم. والبون: الفضل والمزية. يقال بانَهُ يَبونُهُ ويَبينُهُ، وبينهما بَوْنٌ بعيدٌ وبَيْنٌ بعيدٌ، والواو أفصح. فأمَّا في البعد فيقال: إنَّ بينهما لبينا لا غير. والبيان: الفصاحة واللسن. وفي الحديث: " إنَّ من البيان لسحراً ". وفلان أَبْيَنُ من فلانٍ، أي أفصح منه وأوضح كلاماً. وأبين: اسم رجل نسب إليه عدن، يقال عدن أبين. والبيان: ما يتبين به الشئ من الدلالة وغيرها. وبان الشئ بَياناً: اتَّضَحَ فهو بَيِّنٌ، والجمع أبيناء، مثل هين وأهيناء. وكذلك أبان الشئ فهو مُبينٌ. قال: لو دَبَّ ذَرٌّ فوق ضاحي جِلْدِها لأبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ وأَبَنْتُهُ أنا، أي أوضحته. واستبان الشئ: وضح. واستبنته أنا: عرفته. وتبين الشئ: وضح وظهر. وتَبَيَّنْتُهُ أنا، تتعدَّى هذه الثلاثة ولا تتعدَّى. والتَبْيينُ: الإيضاح. والتَبيِينُ أيضاً: الوضوح. وفي المثل: " قد بَيَّنَ الصُبحُ لذي عينين "، أي تبين. قال النابغة:

إلا أوارى لايا ما أبينها * أي ما أتبينها. والتبيان: مصدر: وهو شاذ لان المصادر إنما تجئ على التفعال بفتح التاء. مثل التذ كار والتكرار والتوكاف، ولم يجئ بالكسر إلا حرفان، وهما التبيان والتلقاء. وتقول: ضربَه فأبانَ رأسه من جسده وفصله، فهو مبين. ومبين أيضا: اسم ماء. قال : يا ريها اليوم على مبين على مبين جرد القصيم فجاد بالميم مع النون، وهو جائز للمطبوع، على قبحه. يقول: يارى ناقتي على هذا الماء. فأخرج مخرج النداء وهو تعجب. والمباينة: المفارقة. وتَبايَنَ القومُ: تهاجروا وتباعدوا. والبائنُ: الذي يأتي الحلوبة من قِبَلِ شمالها. والمعلى: الذى يأتيها من قبل يمينها. وتطليقةٌ بائِنَةٌ، وهي فاعلةٌ بمعنى مفعولة. والبائِنَةُ: القوسُ التي بانَتْ عن وترِها كثيراً. وأما التى قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهى البانية، يتقديم النون، وكلاهما عيب. والباِئِنَةُ: البئرُ البعيدةُ القعرِ الواسعةُ. والبَيونُ مثله، لأنَّ الأَشْطانَ تَبينُ عن جرابها كثيرا. قال جرير يصف خيلا : يشنفن للنظر البعيد كأنما إرنانها ببوائن الاشطان وغراب البين يقال هو الابقع. قال عنترة: ظمن الذين فراقهم أتوقع وجرى بينهم الغراب الابقع حرق الجناح كأن لحيى رأسه جلمان بالاخبار هش مولع وقال أبو الغوث: غراب البَيْنِ هو الأحمر المنقار والرجلين، فأمَّا الأسود فهو الحاتم، لأنّه عندهم يحتم بالفراق. وبَيْنَ بمعنى وَسَطْ، تقول: جلست بَيْنَ القوم كما تقول: وسط القوم بالتخفيف، وهو ظرف، وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: جلست بَيْنَ القوم كما تقول وسط القوم بالتخفيف. وهو ظرف وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: (لقد تقطع بينكم) برفع النون، كما قال الهذلى  فلاقته ببلقعة براح فصادف بين عينيه الجبوبا وتقول: لقيته بعيدات بين، إذا لقيته بعد حين ثم أمسكت عنه ثم أتيته. وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الجيِّد والردئ. وهما اسمان جعلا اسما واحدا وبنيا على الفتح. والهمزة المخففة تسمى بين بين، أي همزة بين الهمزة وحرف اللين، وهو الحرف الذى منه حركتها، إن كانت مفتوحة فهى بين الهمزة والالف مثال سأل، وإن كانت مكسورة فهى بين الهمزة والياء مثل سئم، وإن كان مضمومة فهى بين الهمزة والواو مثل لؤم. وهى لا تقع أولا أبدا لقربها بالضعف من الساكن، إلا أنها وإن كانت قد قربت من الساكن ولم يكن لها تمكن الهمزة المخففة فهى متحركة في الحقيقة. وسميت بين بين لضعفها، كما قال عبيد بن الابرص: يحمى حقيقتنا وبعض القوم يسقط بين بينا أي يتساقط ضعيفا غير معتد به. وبينا: فَعْلى أشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وبينما زيدت عليها مَا، والمعنى واحد. تقول: بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رقبتنا إياه. والجمل مما تضاف إليها أسماء الزمان، كقولك: أتيتك زمن الحجاج أمير، ثم حذفت المضاف الذى هو أوقات وولى الظرف الذى هو بين الجملة التى أقيمت مقام المضاف إليها، كقوله تعالى: (واسأل القرية) . وكان الاصمعي يخفض بعد بينا ما إذا صلح في موضعه بين، وينشد قول أبى ذؤيب بالكسر: بينا تعنقه الكماة وروغه يوما أتيح له جرئ سلفع وغيره يرفع ما بعد بينا وبينما على الابتداء والخبر. والبين بالكسر: القطعة من الأرض قدر منتهى البصر والجمع بيون. قال ابن مقبل يخاطب الخيال: بسرو حمير أبوال البغال به أنى تسديت وهنا ذلك البينا ومن كسر التاء والكاف ذهب بالتأنيث إلى ابنة البكري صاحبة الخيال، والتذكير أصوب. والبين أيضا: الناحية، عن أبى عمرو.
بين
بَيْن موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما. قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً [الكهف/ 32] ، يقال: بَانَ كذا أي: انفصل وظهر ما كان مستترا منه، ولمّا اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل في كلّ واحد منفردا، فقيل للبئر البعيدة القعر: بَيُون، لبعد ما بين الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها. وبان الصبح:
ظهر، وقوله تعالى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [الأنعام/ 194] ، أي: وصلكم. وتحقيقه: أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارة إلى قوله سبحانه: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء/ 88] ، وعلى ذلك قوله: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى الآية [الأنعام/ 94] .
و «بَيْن» يستعمل تارة اسما وتارة ظرفا، فمن قرأ: بينكم [الأنعام/ 94] ، جعله اسما، ومن قرأ: بَيْنَكُمْ جعله ظرفا غير متمكن وتركه مفتوحا، فمن الظرف قوله: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات/ 1] ، وقوله: فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً [المجادلة/ 12] ، فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ [ص/ 22] ، وقوله تعالى: فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما [الكهف/ 61] ، فيجوز أن يكون مصدرا، أي:
موضع المفترق. وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ [النساء/ 92] . ولا يستعمل «بين» إلا فيما كان له مسافة، نحو: بين البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعدا نحو: الرجلين، وبين القوم، ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرّر، نحو: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ [فصلت/ 5] ، فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً [طه/ 58] ، ويقال: هذا الشيء بين يديك، أي: متقدما لك، ويقال: هو بين يديك أي:
قريب منك، وعلى هذا قوله: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ [الأعراف/ 17] ، ولَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا [مريم/ 64] ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا [يس/ 9] ، مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ [المائدة/ 46] ، أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا [ص/ 8] ، أي: من جملتنا، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [سبأ/ 31] ، أي: متقدّما له من الإنجيل ونحوه، وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال/ 1] ، أي: راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة.
ويزاد في بين «ما» أو الألف، فيجعل بمنزلة «حين» ، نحو: بَيْنَمَا زيد يفعل كذا، وبَيْنَا يفعل كذا، قال الشاعر:
بينا يعنّقه الكماة وروغه يوما أتيح له جريء، سلفع.
يقال: بَانَ واسْتَبَانَ وتَبَيَّنَ نحو عجل واستعجل وتعجّل وقد بَيَّنْتُهُ. قال الله سبحانه: وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ [العنكبوت/ 38] ، وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ [إبراهيم/ 45] ، ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة/ 256] ، قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ [آل عمران/ 118] ، وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ [النحل/ 39] ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ [آل عمران/ 97] ، وقال: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ [البقرة/ 185] . ويقال: آية مُبَيَّنَة اعتبارا بمن بيّنها، وآية مُبَيِّنَة اعتبارا بنفسها، وآيات مبيّنات ومبيّنات.
والبَيِّنَة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة، وسمي الشاهدان بيّنة لقوله عليه السلام: «البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر» ، وقال سبحانه: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ [هود/ 17] ، وقال: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [الأنفال/ 42] ، جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ [الروم/ 9] .
والبَيَان: الكشف عن الشيء، وهو أعمّ من النطق، لأنّ النطق مختص بالإنسان، ويسمّى ما بيّن به بيانا. قال بعضهم: البيان يكون على ضربين:
أحدهما بالتسخير، وهو الأشياء التي تدلّ على حال من الأحوال من آثار الصنعة.
والثاني بالاختبار، وذلك إما يكون نطقا، أو كتابة، أو إشارة. فممّا هو بيان بالحال قوله: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
[الزخرف/ 62] ، أي: كونه عدوّا بَيِّن في الحال. تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ [إبراهيم/ 10] .
وما هو بيان بالاختبار فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 43- 44] ، وسمّي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران/ 138] .
وسمي ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا، نحو قوله: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة/ 19] ، ويقال: بَيَّنْتُهُ وأَبَنْتُهُ: إذا جعلت له بيانا تكشفه، نحو: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، وقال: نَذِيرٌ مُبِينٌ [ص/ 70] ، وإِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ [الصافات/ 106] ، وَلا يَكادُ يُبِينُ [الزخرف/ 52] ، أي: يبيّن، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف/ 18] .
[ب ي ن] البَيْنُ الفرقة والوصل وهو يكون اسمًا وظرفا متمكنًا وفي التنزيل {لقد تقطع بينكم} الأنعام 94 أي وصلكم ومن قرأ {بينكم} بالنصب احتمل أمرين أحدهما أن يكون الفاعلُ مضمرا أي لقد تقطع الأمر أو العقد أو الود بينكم والآخر ما كان يراه الأخفش من أن يكون بينكم وإن كان منصوب اللفظ مرفوع الموضع بفعله غير أنه أقِرَّت عليه نصبه الظرف وإن كان مرفوع الموضع لا طراد استعمالهم إياه ظرفًا إلا أن استعمال الجملة التي هي صفة للمبتدأ مكانه أسهلُ من استعمالها فاعلة لأنه ليس يلزم أن يكون المبتدأ اسمًا محضًا كلزوم ذلك في الفاعل ألا ترى إلى قولهم تسمع بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أن تراه أي سماعك به خير من رؤيتك إياه وقد بان الحيُّ بَيْنًا وبَيْنُونَةً أنشد ثعلب

(فَهَاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهوى ... بِبَيْنُونَةٍ يَنْأى بِهَا مَنْ يُوادِعُ) وبان الشيء بَيْنَا وبُيُونًا وبَيْنُونَةً انقطع وأَبَنْتُهُ أنا وأبان الرجل ابْنَهُ بمال فبانَ بَيْنًا وَبُيونًا وبَيْنُونَةً وحكى الفارسيُ عن أبي زيدٍ طلب إلى أبويه البايِنة أي أن يُبِيناهُ بمال ولا تكون البايِنَةُ إلا من الأبوين أو أحدهما وحكى عنه بان عنه وبانه وأنشد

(كأنَّ عَيْنَيَّ وقد بانوني ... )

(غَرْبَانِ في جدولٍ مَنْجَنونِ ... )

وتباين الرجلان بان كل واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا وبَانَتِ المرأة عن الرجلِ وهي باين انفصلت عنه بطلاق وتطليقةٌ باينةٌ بالهاء لا غيرُ وبِئْرٌ بَيُونٌ واسعةٌ ما بين الجالَيْن وأنشد أبو علي الفارسي

(إنكَ لو دَعوْتني ودوني ... )

(زوراءُ ذاتُ منزعٍ بَيُونِ ... )

(لقلتُ لبيكَ إذا تدعوني ... )

وأبان الدلو عن طي البِئْرِ حاد بها عنه لئلا يصيبَها فتنخرقَ قال

(دَلْوُ عراكٍ لجَّ بي مَنِينُها ... )

(لم تر قبلي ماتحًا يُبِينُها ... )

ويقال هو بيني وبينه ولا يعطف عليه إلا بالواو لأنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْنَا نحن كذلك إذ حدث كذا قال أنشده سيبويه

(بَيْنَا نحنُ نرقبهُ أتانا ... مُعَلِّقَ وَفْضَةٍ وزنادِ راعي)

إنما أراد بينَ نحن نرقبه أتانا فأشبع الفتحة فحدثت بعدها الألف فإن قيل فلمَ أضاف الظرفَ الذي هو بَيْنَ وقد علمنا أن هذا الظرفَ لا يضاف من الأسماء إلا إلى ما يدل على أكثر من الواحد أو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائرِ حروف العطف نحوُ المال بَيْنَ القوم والمال بَيْنَ زيدٍ وعمرو وقوله نحن نرقبه جملة والجملة لا مذهب لها بعد هذا الظرف فالجواب أن ها هنا واسطةً محذوفًا وتقدير الكلام بَيْنَ أوقاتِ نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رِقْبَتَنا إياه والجمل مما يضاف إليها أسماء الزمان نحوَ أتيتُكَ زمنَ الحجّاجُ أمِيرٌ وأوانَ الخليفة عبد الملكِ ثم إنه حذف المضاف الذي هو أوقات وأَوْلَى الظرفَ الذي كان مضافًا إلى المحذوف الجملةَ التي أقيمت مُقام المضافِ إليها كقوله تعالى {واسأل القرية} يوسف 82 أي أهلها وبَيْنَا وبينما من حروف الابتداء وليست الألف في بينا بصلةٍ وقالوا بَيْنَ بَيْنَ يريدون التوسط قال عَبيد

(نَحْمي حَقيقَتنا وبعضُ ... القومِ يَسْقطُ بَيْنَ بَيْنَا)

وكما يقولون همزةُ بَيْنَ بَيْنَ أي أنها بين الهمزة وبين الحرف الذي عنه حركتها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والألف وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو إلا أنها ليس لها تَمَكُّنُ الهمزة المحققة وهي مع ما ذكرنا من أمرها في ضُعفها وقلة تمكنها بزنة المحققة ولا تقع الهمزة المخففة أولاً أبدًا لقربها بالضُّعف من الساكن فالمفتوحة نحو قولِكَ في سألَ سالَ والمكسورةُ نحو قولك في سئِمَ سَيِمَ والمضمومةُ نحو قولك في لَؤُمَ لَوُمَ وهو معنى قول سيبويه بين بين أي أنها ضعيفة ليس لها تَمَكُّنُ المحققة ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها ولقيتُهُ بُعَيْدَاتٍ بَيْنٍ إذا لقيتَهُ بعد حينٍ ثم أمسكتَ عنه ثم أتيتَهُ وقوله

(وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشِّربُ والأذى ... بقانِئِةٍ أنّي من الحيِّ أَبْيَنُ)

أي بائِنُ وقالوا بانَ الشيءٌ واستَبانَ وتَبَيّنَ وأبان وبَيَّنَ وفي المثل قد أفصح الصبح لذي عينين أي تبين وقال ابن ذَريحٍ (وللحبِّ آياتٌ تُبَيِّنُ بالفتى ...شحوبا وتَعْرَى من يديه الأشاجِعُ)

هكذا أنشده ثعلَبٌ ويُروى تَبَيَّنَ بالفتى شحوبٌ وقوله تعالى {وهو في الخصام غير مبين} الزخرف 18 يريد النساءَ أي الأنثى لا تكاد تستوي في الحجة ولا تُبينُ وقيل في التفسير إن المرأة لا تكاد تَحتج بحجة إلا عليها وقد قيل إنه يُعْنَى به الأصنام والأول أجود وقوله تعالى {والكتاب المبين} الدخان 2 الزخرف 2 مَعْنَى المُبِينِ الذي أبان طرق الهدى من طُرُق الضلالة وأبان كل ما تحتاجُ إليه الأُمَّةُ وقوله جلَّ وعزَّ {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} الطلاق 1 أي ظاهرةٍ مُتَبَيَّنَةٍ قال ثعلبٌ يقول إذا طلقها لم يحل لها أن تخرج من بيته ولا أن يخرجها هو إلا بَحَد يقام عليها ولا تَبِيْنُ عن الموضع الذي طلقت فِيه حتى تنقضي العِدّة ثم تخرج حيث شاءت وبنتُهُ أنا وأَبَنْتُهُ واستنبتُهُ وبينتُهُ كل ذلك تبينتُهُ ورُوي بيت ذي الرمة

(تُبَيِّنُ نِسبةَ المَرْثيِّ لُؤمًا ... كما بَيَّنَتْ في الأَدَمِ العَوَارَا)

أي تتبينها كما تَبَيَّنْتَ ورواه على بن حمزة تُبَيِّنُ نسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّن الصبحُ لذي عينين قال سيبويه وهو التبيانُ وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حِدَةٍ ولو كان مصدرًا لَفَتَحْتَ كالتَّقْتَال فإنما هو من بَيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْتُ وقال كُرَاعُ التبيان مصدر ولا نظير له إلا التلقاءُ وقد تقدم وبينَهُمَا بَيْنٌ أي بُعدٌ لغة في بَوْنٍ والواو أعلى وقد بانه بيْنًا والبيان الإفصاح مع ذكاء ورجلٌ بَيِّنٌ فصيح والجمع أَبْنِيَاءُ صحت الياء بسكون ما قبلها وحكى اللحياني في جمْعه أَبْيَانٌ وبُينَاء فأما أبيان فكَميتٍ وأموات قال سيبويه شبهوا فَيْعِلاً بفاعِل حين قالوا شاهد وأشهاد قال ومثلُهُ يعني مَيْتًا وأمواتًا قَيْلٌ وأقوالٌ وكَيْسٌ وأكْيَاسٌ وأما بُينَاءُ فنادِرٌ والأقيس في كل ذلك جمعه بالواو والنون وهو قول سيبويه ونخلة بايِنَةٌ فارقت كَبَايِسَها الكوافيرَ وامتدت عراجينُها وطالت حكاه أبو حنيفة وأنشد لِخُبَيبٍ القشيري

(من كل بائِنَةٍ تُبِينُ عُذُوقَها ... عَنْها وَحَاضِنةٍ لها ميقارِ)

قوله تُبِينُ عُذُوقها يعني أنها تُبِينُ عُذُوقها عن نفسِها والباينُ والباينةُ من القِسيِّ التي بانت من وترِهَا وهو ضِدُّ البانِيَة إِلا أنهُمَا عيبٌ والبَانَاة مقلوبٌ عن الباينة والباناةُ النَّبْلُ الصغارُ حكاه السُّكَرىُّ عن أبى الخطّابِ وللناقة حالبانِ أحدهما يُمسِكُ العُلْبَةَ من الجانب الأيمنِ والآخر يَحْلُبُ من الجانب الأيسر والذي يَحْلُبُ يسمى المُستَعْلِي والذي يُمسِكُ يُسمَّى البايِنَ والبِينُ من الأرضِ قدرُ مدِّ البصر وقيل هو ارتفاع في غِلَظٍ وقيل هو الفصلُ بينَ الأرْضَيْنِ والبِينُ أيضًا الناحية وبَيْنٌ موضعٌ قريب من الحِيرَة ومُبينٌ موضعٌ أيضًا قال

(يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ... )

(على مُبينٍ جَرَدِ القَصيمِ ... )

جمع بين النون والميم وهذا هو الإكفاءُ وبَيْنَونَةُ موضعٌ قال

(يا ريحَ بينُونةَ لا تَذْمِينَا ... )

(جئتِ بألوانِ المُصَفَّرِينا ... )

وهُمَا بَيْنونَتانِ بَينُونةُ القُصْوَى وبينونة الدنيا وكلتاهما في شِقِّ بَني سعد بَيْنَ عُمَانَ ويَبْرِينَ وَعَدَنُ أبْيَنَ وَيْبَينَ موضع وحَكى السيرافيُّ عَدَنُ إِبْيَنَ وقال إِبْيَنُ موضع ومثَّلَ سيبويه بإبينَ ولم يُفسِّره والبَان شجرٌ يسمُو ويطول في استواءٍ مثلَ نباتِ الأَثلِ وورقهُ أيضًا هدب كهَدَبِ الأَثل وليس لخشبه صلابةٌ واحَدِتُهُ بَانَةٌ قال أبو زيادٍ من العضَاه البانُ وله هدبٌ طِوَالٌ شديد الخضرة ينبُتُ في الهَضْبِ وثمرته تشبه قرونَ اللوبياءِ إلا أن خضرتها شديدةٌ وفيها حَبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُستخرج دهن البَانِ ولاستواء نباتها ونبات أفنانِها وطُولها ونَعْمَتِها شبه الشعراءُ الجارية الناعمةَ ذاتَ الشَّطاطِ بها فقيل كأنها بانةٌ وكأنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن الخَطِيم

(حَوْراءُ جَيْداءُ يُستضاءُ بها ... كأنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ)

وإنما قَضَيْنَا على ألفِ البانِ بالياءِ وإن كانَتْ عينًا لغلبةَ ب ي ن على ب ون النون والميم والياءُ

(النون والميم والياء)
بين
بانَ يَبين، بِنْ، بَيانًا وتِبيانًا، فهو بائن وبَيِّن
• بان الشَّيءُ: ظهر واتّضح "بان الفجر/ كلامُه- بانت الحقيقَةُ- الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ [حديث]- {لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} ". 

بانَ عن/ بانَ من يَبين، بِنْ، بَيْنًا وبينونةً، فهو بائن، والمفعول مبين عنه
• بان الشَّخصُ عنه/ بان الشَّخصُ منه: بَعُد وانفصل، انقطع عنه وفارقه "بانتِ المرأةُ عن/ من زوجها: انفصلت عنه بطلاق". 

أبانَ يُبين، أبِنْ، إبانةً، فهو مُبِين، والمفعول مُبان (للمتعدِّي)
• أبان الأمرُ: بان، ظهر واتّضح "أبان الحقُّ- {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} ".
• أبان الشَّخصُ: أفصح عما يريد، أظهر الكلامَ "أبان المؤلِّف عن فكرته- كلامه غير واضح فهو لا يُبين- {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} ".
• أبان الشَّيءَ: أوضحه وأظهره "أبان ما في القضيّة من غموض". 

استبانَ يستَبين، اسْتَبِنْ، اسْتِبانَةً، فهو مُستَبِين، والمفعول مُستبان (للمتعدِّي)
• استبان الأمرُ: بان، وضح وظهرت معالمه "استبان الحقُّ- {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} - {وَءَاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} ".
• استبان الشَّيءَ:
1 - استوضحه "استبان ما أشكل عليه في البحث".
2 - عرفه، تعرّفه جيدًا "استبان صدقَ قوله". 

استبيَنَ يستبين، استبيانًا، فهو مُسْتَبْيِن، والمفعول مُسْتَبْيَن
• استبيَن الأمرَ: استبانه؛ استوضحه. 

باينَ/ باينَ بـ يباين، مباينةً، فهو مُبايِن، والمفعول مُبايَن
• باين فلانًا: هجرَه وفارَقه.
• باين الشَّيءَ: خالَفه وغايَره "يُباين الإسلامُ كلّ الأفكار الوضيعة".
• باين بالشَّيء: أظهره وأعلنه. 

بيَّنَ يبيِّن، تَبْيينًا وتِبيانًا، فهو مُبيِّن، والمفعول مُبَيَّن (للمتعدِّي)
• بيَّن الشَّجرُ: ظهر ورقُه أو ثمرُه.
• بيَّن الأمرَ: أوضحه وكشَفه وأظهره وعرّفه "بيَّن القائد أهمَّ أسباب الخلل في الجيش- {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} - {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} - {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} ". 

تبايَنَ يتباين، تبايُنًا، فهو مُتباين
• تباين الصديقان: افترقا، تهاجرا، تقاطعا، تباعدا "تباينا وسار كلّ منهما في اتجاه مستقل" ° تباين ما بينهما: تفارقا وتهاجرا.
• تباين الأمران: تغايرا واختلفا "اتفقت الكلمتان في اللفظ وتباينتا في المعنى".
• تباينتِ الأسبابُ: اختلفت، تباعدت وتفاوتت. 

تبيَّنَ يتبيَّن، تبيُّنًا، فهو متبيِّن، والمفعول مُتبيَّن (للمتعدِّي)
• تبيَّن الشَّيءُ: مُطاوع بيَّنَ: بان، ظهر واتّضح، ثبت بالدليل وتأكَّد " {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ".
• تبيَّن الشَّيءَ: تأمّله حتّى اتّضح " {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} " ° تبيَّن وجهَ السَّداد/ تبيَّن وجهَ الصَّواب: عرفه. 

إبانة [مفرد]: مصدر أبانَ. 

استبانة [مفرد]: مصدر استبانَ. 

استبيان [مفرد]:
1 - مصدر استبيَنَ.
2 - استطلاع المعلومات وفقًا لصيغة معيّنة، يستعان به في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لدراسة الاتِّجاهات والميول ومعرفة آراء النّاس في أمر ما، أو مجموعة من الأسئلة المطبوعة التي يتمُّ توجيهها إلى الأشخاص للحصول على معلومات حول موضوع ما "أجمعت الاستبيانات على رفض التطبيع مع إسرائيل". 

استبيانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبيان.
2 - مصدر صناعيّ من استبيان.
• دراسة استبيانيَّة: دراسة استطلاعيّة يستعان بها في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لمعرفة اتجاهات النَّاس وميولهم وآرائهم في أمرٍ ما "أسئلة استبيانيّة: استيضاحيّة استفهاميّة". 

بائن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بانَ وبانَ عن/ بانَ من.
2 - امرأة انفصلت عن زوجها بطلاق.
• طلاق بائن: (فق) لا رجعة فيه إلاّ بعقد جديد "طلَّق الرّجُلُ زوجتَه طلاقًا بائنًا". 

بَيان [مفرد]: ج بيانات (لغير المصدر):
1 - مصدر بانَ.
2 - فصاحة، إبداء المقصود بلفظ حسن ومنطق فصيح معبّر "اشتهر الخطيب بقوّة بيانه- إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا [حديث]- {خَلَقَ الإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} ".
3 - دليل وحجّة، شرح وتوضيح "من ادَّعى شيئًا فعليه البيان- {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} " ° غنِيّ عن البيان: واضح تمامًا، بدهيّ.
4 - بلاغ يعلن للنَّاس فيه أمور تخصُّهم، تصدره حكومة أو مؤسّسة "بيان وزاريّ/ رئاسة الجمهوريّة" ° بيان الأسعار: قائمة الأسعار، أو نشرة توضح الأسعار تصدر عن الجهات المختصَّة- بيان صُحُفيّ: تصريح يعلن للجمهور عن طريق رجال الصحافة والإعلام- بيان مشترك: إعلان يصدر عن طرفين أو أكثر.
5 - (سق) آلة موسيقية لها أصابع بيضٌ وسودٌ يُنْقر عليها بالأنامل.
• علم البَيان: (بغ) علم يراد به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة من تشبيه ومجاز وكناية.
• بَيان الدَّخل: (قص) تقرير حسابيّ يلخِّص بنود الإيرادات وبنود المصروفات ويبيِّن الفروق بينهما؛ أي الدخل الصافي خلال مدّة معطاة، وهو يوضح الأسباب التي أدّت إلى الربح أو الخسارة ويعرف أيضًا ببيان الأرباح والخسائر.
• بَيان وقائع: (قن) حقائق وأَدِلَّة تُقدَّم لدعم ادّعاء.
• عَطْف البَيان: (نح) التابع المشبَّه بالصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله.
• علم بَيان الدَّفع: جدول مفصل لمجموع الحساب ° بيان الشُّحْنة: وثيقة تعطي تفاصيل وتعليمات خاصة بشحنة من البضائع.
• بَيان الميزانيَّة: (قص) تقرير ماليّ مفصَّل يعرض وضع الأصول والخصوم وحقوق الملكيّة في شركة ما حتى تاريخ معيَّن، هو عادة نهاية كلّ شهر، ويغطِّي التقرير الماليّ المعلومات عن تلك الفترة فقط. 

بِيان [مفرد]: (انظر: ب ي ا ن - بِيان). 

بيانات [جمع]: مف بيان
• بيانات/ مجموعة بيانات:
1 - معلومات تفصيليّة حول شخص أو شيءٍ ما يمكن من خلالها الاستدلال عليه.
2 - (حس) رموز عدديّة وغيرها من المعلومات الممثَّلة بشكل ملائم لمعالجتها بالحاسوب.
• قاعِدة بيانات: (حس) مجموعة بيانات منظَّمة بحيث توفِّر سهولة الاستعادة. 

بَيانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بيان.
• الرَّسم البيانيّ/ الخطُّ البيانيّ: (جب) خطّ يبيّن الارتباط
 بين متغيّرين أو أكثر.
• الصُّورة البيانيَّة: (بغ) التَّعبير عن المعنى المقصود بطريق التَّشبيه أو المجاز أو الكناية أو تجسيد المعاني. 

بيانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بيان.
2 - مصدر صناعيّ من بيان.
• البيانيَّة: (سف) طائفة من غلاة الشِّيعة، أتباع بيان بن سمعان التَّميمي الذي ظهر في أواخر الدولة الأمويَّة، وينسب إليهم أنهم يقولون: إن روح الله تحلّ في بعض الآدميين فيؤلهونهم. 

بَيْن [مفرد]:
1 - مصدر بانَ عن/ بانَ من.
2 - بُعْد وفُرْقَة "أصلح ذات البَيْن- بينهما بَيْنٌ شاسع- من لم يبتْ والبينُ يصدع قلبَه ... لم يَدْرِ كيف تُفتّت الأكبادُ" ° ذات البَيْن: الحال، ما بين القوم من القرابة والنَّسب والمودّة أو العداوة والبغضاء- غراب البَيْن: مَنْ يُتَشاءم به لأنّه نذير الفرقة، مَنْ يُنذر بسوء أو بمصيبة في كل مناسبة. 

بَيْنَ [كلمة وظيفيَّة]: ظرف زمانيّ أو مكانيّ مبهم يتَّضح معناه بإضافته، ولا يضاف إلا لما يدلّ على أكثر من واحد، أمَّا إذا أُضيف إلى واحد فيجب أن يُعطف عليه بالواو، ويجب تكراره مع الضَّمير "وقف المدرسُ بين تلاميذه- يقع منزله بين دار عمّه ودار خاله- سأسافر بين الظّهر والعصر- {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} " ° بين حين وآخر/ بين الفَيْنة والفَيْنة: أحيانًا، من وقت إلى آخر- بين سمع النَّاس وبَصَرهم: جِهارًا- بين ظهرانيهم: في وسطهم- بين عَشِيَّةٍ وضُحاها/ بين يوم وليلة: فجأةً، في وقت قصير جدًّا- بين يديه: تحت تصرُّفه، أمامه، لديه- بيني وبينك: أي سرّ قائم بيننا.
• بَيْنَ بَيْنَ: مركّب ظرفيّ مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب حال بمعنى التوسّط بين الشيئين، فإن خرج عن الظرفية أعرب بإضافة الأول إلى الثاني "هذا التمر ليس بالجيِّد ولا الرّديء لكنه بينَ بينَ- همزة بينَ بينَ: بين الهمزة المحققة وحرف اللِّين"? حَلٌّ بين بين: مقبول- عملُك بَيْن البَيْنَيْن/ عملُك بَيْن بَيْن: متوسِّط في صفته. 

بَيْنا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن ا - بَيْنا). 

بينما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن م ا - بينما). 

بينونة [مفرد]: مصدر بانَ عن/ بانَ من ° بينونة صغرى: ما يمكن للزَّوجين فيها العودة بعقد ومهر جديدين، طلاق له رجعة- بينونة كبرى: لا تصحّ المراجعة فيها إلاّ بعد أن تتزوّج الزَّوجة زوجًا آخر، طلاق لا رجعة فيه. 

بينيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَيْن: "العلاقات البينيّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَيْن.
• التِّجارة البينيَّة: (جر) تجارة تقوم على تبادل الصَّادرات والواردات بين الدُّول "تحرص الدَّولة على دعم التِّجارة البينية مع جميع الدُّول العربيَّة". 

بَيِّن [مفرد]: ج أَبْيِناء وأبْيان وبُيَناء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بانَ ° كلامٌ بيِّن. 

بَيِّنَة [مفرد]:
1 - حجَّة واضحة، برهان، دليل "الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث]- {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} " ° على بيِّنة منه: عالم به واثق منه.
2 - (فق) شهادة، أو كل ما يثبت الحق ويُفصل به بين الخصوم.
• البيِّنة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 98 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثماني آيات.
• بيِّنة ظرفيَّة: (قن) دليل متعلّق بالعديد من الملابسات التي قد يستدلّ منها القاضي أو هيئة المُحلِّفين على حقيقة الواقعة التي هي موضع الجدل. 

تَبايُن [مفرد]:
1 - مصدر تبايَنَ.
2 - تضادّ، تناقض ° تباين الصُّورة: حالة يختلف فيها شكل وحجم الصورة في كل عين.
3 - (دب) جمع الأفكار والصُّور الشِّعريّة المختلفة بعضها بجانب بعض ليُبرز كلّ منها دلالةَ الأخريات.
4 - (سف) حال موضوعين متساويين في الذهن أو متعاقبين يتقابلان وفي تقابلهما ما يُبرز كُلاًّ منهما في الشعور.
5 - (قص) الفرق بين سعر الطَّلب وسعر العرض للسلعة. 

تِبيان [مفرد]: مصدر بانَ وبيَّنَ. 

مُباينة [مفرد]: مصدر باينَ/ باينَ بـ.
• حرف المباينة: (نح) حرف إضراب يبطل ما قبله ويثبت
 ما بعده، فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله. 

مُبين [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أبانَ.
2 - واضح بليغ "يعدّ القرآن أنموذج الكلام المبين- نصر مبين- {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}: كاشف، مُعبِّر عن المقصود" ° العدوّ المبين: الذي يجاهر بالعداوة- الكتاب المُبين: القرآن الكريم.
3 - بيِّن ظاهر " {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} ".
4 - مُظهر للحقّ من الباطل " {تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءَانٍ مُبِينٍ} ".
5 - مُضيء " {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} ".
6 - عظيم " {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} ". 

مُبيِّن [مفرد]: اسم فاعل من بيَّنَ.
• المُبيِّن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المبيِّن أمرَه في صفات الألوهيَّة والوحدانيَّة. 

مُتبايِنة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل تبايَنَ.
2 - (جب) علاقة رياضية بين كَمِّيَّتين تدلّ على أنّ إحدى الكَمِّيَّتين أكبر أو أصغر من الأخرى، مثل 6 (5 أو 5) 6. 

بين

1 بَانَ, (M, Mgh, Msb, K,) [aor. ـِ inf. n. بَيْنُونَةٌ and بُيُونٌ (M, Mgh, K) and بَيْنٌ, (M, K,) It (a thing) became separated, severed, disunited, or cut off, (M, Mgh, Msb, K,) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (Mgh.) And بَانَتْ, (M, K,) or بَانَتْ بِالطَّلَاقِ, (Msb,) She (a wife) became separated by divorce, (M, Msb, K,) عَنِ الرَّجُلِ from the man. (M, K.) And بَانَتٌ said of a girl, [She became separated from her parents by marriage;] she married: (ISh, T:) as though she became at a distance from the house of her father. (ISh, TA.) And بَانَ, (M,) or بَانَ بِمَالٍ, aor. ـِ (T,) inf. n. بُيُونٌ (T, M) and بَيْنٌ, (M,) He became separated from his father, or mother, or both, by property [which he received from him, or her, or them,] (Az, T, M,) to be his alone: (Az, T:) and ElFárisee states, on the authority of Az, that one] says also, بَانَ عَنْهُ and بَانَهُ [the former app. meaning he became separated thus from him, i. e., from his father; and the latter being syn. with

أَبَانَهُ, q. v.]. (M.) And بَانَ الخَلِيطُ, inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, [The partner, or copartner, or sharer, &c., became separated from the person, or persons, with whom he had been associated.] (T.) and بَانَتْ يَدُ النَّاقَةِ عَنْ جَنْبِهَا, inf. n. بُيُونٌ, [The fore leg of the she-camel became withdrawn, or apart, from her side.] (T.) And بَانَ, (S, M, Msb,) and بَانُوا, (K,) aor. ـِ (S,) inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, (S, M, Msb, K,) He separated himself, or it separated itself; (S; [in one copy of which it is said of a thing;]) and they separated themselves: (K:) or it (a tribe, M, Msb) went, journeyed, went away, or departed; and went, removed, retired, or withdrew itself, to a distance, or far away, or far off. (Msb.) b2: بَانَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (T, Msb,) inf. n. بَيَانٌ; (T, S, Mgh, K;) and ↓ ابان, (T, S, M, &c.,) inf. n. إِبَانَةٌ; (T, Msb;) and ↓ بيّن, (T, S, M, &c.,) inf. n. تَبْيِينٌ; (S;) and ↓ تبيّن; and ↓ استبان; (T, S, M, &c.,) all signify the same; (T, M, Msb;) i. e. It (a thing, T, S, M, Mgh, or an affair, or a case, Msb) was, or became, [distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Mgh, Msb, K:) and it was, or became, known. (K.) You say, بَانَ الحَقُّ [The truth became apparent, &c.; or known]; as also ↓ ابان. (T.) and الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ ↓ قَدْ بَيَّنَ The dawn has become apparent to him who has two eyes: a prov.: (S, M:) applied to a thing that becomes altogether apparent, or manifest. (Har p. 542.) And it is said in the Kur [ii. 257], الرُّشْدُ مِنَ الغَىِّ ↓ قَدْ تَبَيَّنَ [The right belief hath become distinguished from error]. (TA.) and the lawyers, correctly, use the phrase, كَصَوْتٍ لَا مِنْهُ حُرُوفٌ ↓ يَسْتَبِينُ [Like a sound whereof letters are not distinguishable]. (Mgh.) b3: [It seems to be indicated in the TA that بَانَ, aor. ـِ inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, also signifies It was, or became, united, or connected; thus having two contr. meanings; but I have not found the verb used in this sense, though بَيْنٌ signifies both disunion and union.]

A2: بَانَهُ, aor. ـِ inf. n. بَيْنٌ: see بَانَهُ, aor. ـُ inf. n. بَوْنٌ, in art. بون.

A3: See also 2, in two places.2 بيّن, intrans., inf. n. تَبْيِينٌ: see 1, in two places. b2: You say also, بيّن الشَّجَرُ The trees, (K,) or the leaves of the trees, (TA,) appeared, when beginning to grow forth. (K, TA.) and بيّن القَرْنُ (tropical:) The horn came forth. (K, TA.) A2: بيّن بِنْتَهُ: see 4. b2: بيّنهُ, (T, Msb, K,) inf. n. تَبْيِينٌ (T, S) and ↓ تِبْيَانٌ (T, S, * K *) and تَبْيَانٌ; (K;) the second of which three is an anomalous inf. n., (T, S, K,) for by rule it should be of the measure تَفْعَالٌ; (T, S;) but تَبْيَانٌ is not known except accord. to the opinion of those who allow the authority of analogy, which opinion is outweighed by the contrary; (TA;) and تِبْيَانٌ is the only inf. n. of its measure except تِلْقَآءٌ, (T, S,) accord. to the generality of the leading authorities; but some add تِمْثَالٌ, as inf. n. of مَثَّلَ; and El-Hareeree adds to these two, in the Durrah, تِنْضَالٌ, as inf. n. of نَاضَلَهُ; and Esh-Shiháb adds, in the Expos. of the Durrah, تِشْرَابٌ, as inf. n. of شَرِبَ الخَمْرَ; asserting تَشْرَابٌ also to have been heard, agreeably with analogy; [and to these may be added تَبْكَآءٌ and تِمْشَآءٌ, and perhaps some other instances of the same kind;] but some disallow تِفْعَالٌ altogether as the measure of an inf. n., saying that the words transmitted as instances thereof are simple substs. used as inf. ns., like طَعَامٌ in the place of إِطْعَامٌ; (MF, TA;) and Sb says that تِبْيَانٌ is not an inf. n.; for, where it so, it would be تَبْيَانٌ; but it is, from بَيَّنْتُ, like غَارَةٌ from أَغَرْتُ; (M, TA;) [He made it distinct, as though separate from others; and thus,] he made it (namely, a thing, T, S, Mgh, or an affair, or a case, Msb) apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (S, Msb, K;) as also ↓ ابانهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِبَانَةٌ; (Msb;) and ↓ تبيّنهُ; (S, * Msb, K;) and ↓ استبانهُ: (Mgh, Msb, K:) [بيّنهُ is the most common in this sense: and often signifies he explained it: and he proved it:] and ↓ all these verbs signify also he made it known; he notified it: (K:) or ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies, (S,) or signifies also, (Mgh,) I knew it, or became acquainted with it, [or distinguished it,] (S, Mgh,) clearly, or plainly; (Mgh;) and so ↓ تَبَيَّنْتُهُ; (S, * Mgh;) [and بَيَّنْتُهُ, as appears from an ex. in what follows, from a verse of En-Nábighah:] ↓ بِنْتُهُ and ↓ أَبَنْتُهُ and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ and بَيَّنْتُهُ all signify the same as ↓ تَبَيَّنْتُهُ [app. in all the senses of this verb]: (M:) or, of all these verbs, ↓ بَانَ is only intrans.: (Msb:) and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies I looked at it, or into it, (namely, a thing,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, in order that it might become apparent, manifest, evident, clear, or plain, to me: (T, TA:) and ↓ تبيّنهُ he looked at it, or into it, (namely, an affair, or a case,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, or deliberately, in order to know its real state by the external signs thereof. (T.) A poet says, وَمَا خِفْتُ حَتَّى بَيَّنَ الشِّرْبُ وَالأَذَى

↓ بقَانِئَةٍ أَنِّى مِنَ الحَىِّ أَبْيَنُ [And I feared not until the drinking, or the time of drinking, and molestation, made manifest, or plainly showed, by a deep-red (sun), that I was separated from the tribe: see قَانِئٌ]. (M.) and it is said in the Kur [xvi. 91], وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَىْءٍ [And we have sent down to thee the Scripture to make manifest everything]; meaning, we make manifest to thee in the Scripture everything that thou and thy people require [to know] respecting matters of religion. (T.) See also بَيَانٌ, in the latter half of the paragraph. En-Nábighah says, إِلَّا الأَوَارِىَّ مَّا أُبَيِّنُهَا [Except the places of the confinement of the beasts: with difficulty did I distinguish them]; meaning ↓ أَتَبَيَّنُهَا. (S.) You say also, مَا ↓ تَبَيَّنَ يَأْتِيهِ, meaning He sought, or endeavoured, to see, or discover, what would happen to him, of good and evil. (M in art. بصر.) [See also 5, below.]

سَبِيلَ المُجْرِمِينَ ↓ وَلِتَسْتَبِينَ, in the Kur [vi. 55], means And that thou mayest the more consider, or examine, repeatedly, in order that it may become manifest to thee, the way of the sinners, O Mohammad: (T:) or that thou mayest seek, or endeavour, to see plainly, or clearly, &c.; syn. وَلِتَسْتَوْضِحَ سَبِيلَهُمْ: (Bd:) but most read, وَلِيَسْتَبِينَ سيبلُ المجرمين; the verb in this case being intrans. (T.) 3 باينهُ, (K,) inf. n. مُبَايَنَةٌ, (S,) He separated himself from him; or left, forsook, or abandoned, him: (S, TA:) or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him; or cut him off from friendly or loving communion or intercourse, being so cut off by him; or cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him. (K.) [And It became separated from it.]4 ابان, intrans., inf. n. إِبَانَةٌ: see 1, in two places.

A2: ابانهُ, (inf. n. as above, TA,) He separated it, severed it, disunited it, or cut it off. (M, Msb, K, TA.) You say, ضَرَبَهُ فَأَبَانَ رَأْسَهُ (S, K) He smote him and severed his head, مِنْ جَسَدِهِ from his body. (S, TA.) And ابان المَرْأَةَ He (the husband) separated the woman, or wife, by divorce. (Msb.) And ابان بِنْتَهُ, and ↓ بيّنها, (T, K,) inf. n. of the former as above, and of the latter تَبْيِينٌ, (TA,) He married, or gave in marriage, his daughter, (T, K,) and she went to her husband: (T:) from بَيْنٌ signifying "distance:" as though he removed her to a distance from the house, or tent, of her mother. (TA.) And ابان ابْنَهُ بِمَالٍ, (M,) or ابانهُ أَبَوَاهُ, (T,) He separated from himself his son, (M,) or his two parents separated him from themselves, (T,) by [giving him] property, (T, M,) to be his alone: (T:) mentioned on the authority of Az. (T, M.) And ابان الدَّلْوَ عَنْ طِىِّ البِئْرِ He drew away the bucket from the casing of the well, lest the latter should lacerate the former. (M.) b2: See also 2, in three places. b3: [Hence, ابان signifies also He spoke, or wrote, perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, as to meaning; or, with eloquence: from بَيَانٌ, q. v.] And ابان عَلَيْهِ He spoke perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, and gave his testimony, or evidence, or gave decisive information, against him, or respecting it. (TA.) [The verb thus used is for ابان كَلَامَهُ, and شَهَادَتَهُ.] One says of a drunken man, مَا يُبِينُ كَلَامًا He does not speak plainly, or distinctly; lit., does not make speech plain, or distinct. (Ks, T in art. بت.) b4: [مَا أَبْيَنَهُ How distinct, apparent, manifest, evident, clear, or plain, is it! See an ex. voce بَسُلَ. b5: And How perspicuous, or chaste, or eloquent, is he in speech, or writing! how good is his بَيَان!]5 تبيّن, intrans.: see 1, in two places.

A2: As a trans. verb: see 2, in seven places. b2: [Hence, الأَمْرَ being understood,] He sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge [of the thing], until he knew [it]; he examined, scrutinized, or investigated: (Bd in xlix. 6:) he sought, or endeavoured, to make the affair, or case, manifest, and to settle it, or establish it, and was not hasty therein: (Idem in iv. 96:) or he acted, or proceeded, deliberately, or leisurely, in the affair, or case; not hastily: (Ks, TA:) or it has a signification like this: in the Kur ch. iv. v. 96 and ch. xlix. v. 6, some read فَتَبَيَّنُوا, and others فَتَثَبَّتُوا; and the meanings are nearly the same: التَّبَيُّنُ was said by Mohammad to be from God, and العَجَلَةٌ [i. e. "haste"] from the devil. (T.) 6 تباينا They two (namely, two men, and two copartners,) became separated, each from the other: (M, TA:) or they forsook, or abandoned, each other; or cut each other off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, each other. (K.) And تباينوا They, having been together, became separated: (Msb:) or they forsook, or abandoned, one another; or cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, one another. (S.) b2: [Hence, They two were dissimilar: and they two (namely, words,) were disparate; whether contraries or not: and they two (namely, numbers,) were incommensurable.]10 استبان, intrans.: see 1.

A2: As a trans. verb: see 2, in six places.

بَانٌ a coll. gen. n.: n. un. with ة: see art. بون.

بَيْنٌ has two contr. significations; (T, S, Msb;) one of which is Separation, or disunion [of companions or friends or lovers]. (T, S, M, Msb, K.) Hence, ذَاتُ البَيْنِ as meaning Enmity, and vehement hatred: and the saying لِإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ, i. e. For the reforming, or amending, of the bad, or corrupt, state subsisting between the people, or company of men; meaning for the allaying of the discord, enmity, rancour, or vehement hatred: (Msb:) [but this has also the contr. meaning, as will be seen below: and it is explained as having a vague import; for it is said that] فِى إِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ means In the reforming, or amending, of the circumstances subsisting between the persons to whom it relates, by frequent attention thereto. (Mgh.) [Hence also,] غُرَابُ البَيْنِ [The raven of separation or disunion; i. e., whose appearance, or croak, is ominous of separation: said by some to be] the غراب termed أَبْقَعُ [i. e. in which is blackness and whiteness; or having whiteness in the breast]; (S, K;) so described by the poet 'Antarah: (S:) or that which is red in the beak and legs; but the black is called الحَاتِمُ, because it makes [or shows] separation to be absolutely unavoidable, (Abu-1-Ghowth, S, K,) according to the assertion of the Arabs, i. e., by its croak: (Msb in art. حتم:) [or it is any species of the corvus:] Hamzeh says, in his Proverbs, that this name attaches to the غراب because, when the people of an abode go away to seek after herbage, it alights in the place of their tents, searching the sweepings: (Har p. 308:) but accord. to the Kádee of Granada, Aboo-'Abd-Allah Esh-Shereef, this appellation, so often occurring in poetry, properly signifies camels that transport people from one district, or country, to another; and he cites the following verses: غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ بِجَهَالَةٍ

يَلْحَوْنَ كُلُّهُمُ غُرَابًا يَنْعَقُ مَا الذَّنْبُ إِلَّا لِلْأَبَاعِرِ إِنَّهَا مِمَّا يُشَتِّتُ جَمْعَهُمْ وَيُقَرِّقُ

إِنَّ الغُرَابَ بِيُمْنِهِ تُدْنُو النَّوَى

وَتُشَتِّتُ الشَّمْلَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ [Those have erred whom I have seen, with ignorance, all of them blaming a raven croaking: the fault is not imputable save to the camels; for they are of the things that scatter and disperse their congregation: verily the place that is the object of a journey is brought near by the raven's lucky omen; but the she-camels discompose the united state]: and Ibn-'Abd-Rabbih says, زَعَقَ الغُرَابُ فَقُلْتُ أَكْذَبُ طَائِرٍ

إِن لَّمْ يُصَدِّقْهُ رُغَآءُ بَعِيرِ [The raven cried; and I said, A most lying bird, if the grumbling cry of a camel on the occasion of his being laden do not verify it]. (TA in art. غرب.) b2: Also Distance, (S, M, Msb, K,) by the space, or interval, between two things. (Msb.) You say, بَيْنَ البَلَدَيْنِ بَيْنٌ Between the two countries, or towns, &c., is a distance, of space, or interval: (Msb:) and بَيْنَهُمَا بَيْنٌ Between them two is a distance, with ى when corporeal distance is meant: (Idem in art. بون:) or إِنَّ بَيْنَهُمَا لَبَيْنٌ [Verily between them two is a distance], not otherwise, in the case of [literal] distance. (S.) And you say also, بَيْنَهُمَا بَيْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M *) and بَوْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M, * Msb * in art. بون) Between them two [meaning two men] is a [wide] distance; (M;) i. e. between their two degrees of rank or dignity, or between the estimations in which they are commonly held: (Msb in art. بون:) in this case, the latter is the more chaste. (S.) You also say, [using بين to denote An interval of time,] لَقِيتُهُ بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ

[I met him after, or a little after, an interval, or intervals,] when you have met him after a while, and then withheld yourself from him, and then come to him. (S, M, K. See also بَعْدُ.]) A2: Also Union [of companions or friends or lovers]; (T, S, M, Msb, K;) the contr. of the first of the significations mentioned above in this paragraph. (T, S, Msb.) [Hence ذَاتُ البَيْنِ as meaning The state of union or concord or friendship or love subsisting between a people or between two parties; this being likewise the contr. of a signification assigned to the same expression above: whence the phrase, إِفْسَادُ ذَاتِ البَيْنِ (occurring in the S and K in art. ابر, and often elsewhere,) The marring, or disturbance, of the state of union or concord &c.: and] hence the saying, سَعَى فُلَانٌ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ مِنْ عَشِيرَتِهِ [Such a one laboured for the improving of the state of union or concord &c. of his kinsfolk; but in this instance, the meaning given in the second sentence of this paragraph seems to be more appropriate]. (Ham p. 569.) b2: ذَاتُ بَيْنِهِمْ may also be used as meaning The vacant space (سَاحَة) that is between their houses, or tents. (Ham p. 195.) A3: بَيْن is also an adverbial noun, [as such written بَيْنَ,] (S, M, Mgh, Msb, K,) capable of being used as a noun absolutely: (M, K:) it relates only to that which has space, as a country; or to that which has some number, either two or more, as two men, and a company of men; and denotes [intervention in] the interval between two things, or the middle, or midst, of two things, (Er-Rághib, TA,) or the middle of a collective number: (S:) [thus it signifies Between, and amidst, and among:] its meaning is [therefore] vague, not apparent unless it is prefixed to two or more [words, or to a word signifying two or more], or to what supplies the place of such a complement: (Msb:) it must necessarily be prefixed, and may not be otherwise than in the manners just explained: (Mgh:) [i. e.] it may not be prefixed to any noun but such as denotes more than one, or to a noun that has another conjoined to it by و, (M,) not by any other conjunction, (M, Msb,) acc0ord. to the usage commonly obtaining. (Msb.) You say بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ [Between the two men]: (Er-Rághib, TA:) and المَالُ بَيْنَ القَوْمِ [The property is between the company of men]: (M, Msb, Er-Rághib: *) and المَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو [The property is between Zeyd and 'Amr]: and هُوَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ [He, or it, is between me and him]: (M:) and جَلَسْتُ بَيْنَ القَوْمِ I sat in the middle of [or amidst or among] the company of men: (S, K:) and بَيْنَكُمَا البَعِيرَ فَخُذَاهُ, with البعير in the accus. case, [See between you two the camel, therefore take him], a saying heard by Ks: (Lin art. عند:) and فَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ [The state subsisting among them became bad, or marred, or disturbed]: (S and K in art. ميط:) and بَيْنَ الأَيَّامِ (M and K in art. ندر) and فِيمَا بَيْنَ الأَيَّامِ (S and Msb in that art.) [In, or during, the space of (several) days]: and عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ, in the Kur [ii. 63], is an ex. of its being prefixed to a single word supplying the place of more than one; (Mgh, Msb;) the meaning being, Of middle age, between that which has been mentioned; namely, the فَارِض and the بِكْر. (Bd.) Some allow that two words to the former of which بَيْنَ is prefixed may be connected by فَ, citing as an evidence the phrase used by Imra-el-Keys, بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ [as though meaning Between Ed-Dakhool and Howmal]: but to this it has been replied that الدخول is a name applying to several places; so that the phrase [means amidst Ed-Dakhool &c., and] is similar to the saying, المَالُ بَيْنَ القَوْمِ [mentioned above, or جَلَسْتُ بَيْنَ القَوْمِ, also mentioned above]. (Msb.) [You say also, بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ, and بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ

&c., meaning In the midst of them. (See art. ظهر.) And بَيْنَ يَدَيْهِ, and بَيْنَ يَدَيْهِمْ, meaning Before him, and before them. بَيْن is also often used absolutely as a noun: thus it is in the Kur lxxxvi. 7, يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ Coming forth from between, or amidst, the spine and the breast-bones: and in xxxvi. 8 of the same, وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدًّا And we have placed before them (lit. between their hands) a barrier.] It is said in the Kur [vi. 94], لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ, as some read; or بَيْنَكُمْ, as others: (T, S, M:) the former means Verily your union hath become dissevered: (AA, T, S, M:) the latter, that which was between you; (مَا بَيْنَكُمْ, Ibn-Mes'ood, T, S, or الَّذِى كَانَ بَيْنَكُمْ, IAar, T;) or the state wherein ye were, in respect of partnership among you: (Zj, T:) or the state of circumstances, or the bond, or the love, or affection, [formerly subsisting] among you, or between you; or, accord. to Akh, بَيْنَكُمْ, though in the accus. case as to the letter, is in the nom. case as to the place, by reason of the verb, and the adverbial termination is retained only because the word is commonly used as an adv. n.: (M:) AHát disapproved of the latter reading; but wrongly, because what is suppressed accord. to this reading is implied by what precedes in the same verse. (T.) b2: [It is often used as a partitive, or distributive; as also مَا بَيْنَ: for ex.,] you say, هُمْ بَيْنَ حَاذِفٍ وَقَاذِفٍ, (S and TA in art. قذف,) or هُمْ مَا بَيْنَ حَاذفٍ وقاذفٍ, (TA in art. حذف,) i. e. [They are partly, or in part,] beating with the staff, or stick, and [partly, or in part,] pelting with stones; [or some beating &c., and the others pelting &c.] (S and TA, both in art. قذف, and the latter in art. حذف.) [See also an ex. in a verse cited voce خَيْطَةٌ.] b3: هٰذَا بَيْنَ بَيْنَ means This (namely, a thing, S, or a commodity, Msb) is between good and bad: (S, Msb, K:) or of a middling, or middle, sort: (M:) these two words being two nouns made one, and indecl., with fet-h for their terminations, (S, Msb, K,) like خَمْسَةَ عَشَرَ. (Msb.) الهَمْزَةُ المُخَفَّفَةُ [i. e. the hemzeh uttered lightly] is called هَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ, (S, M, K, *) i. e. A hemzeh that is between the hemzeh and the soft letter whence is its vowel; (S, M;) or هَمْزَةُ بَيْنِ بَيْنٍ, the first بين with kesreh but without tenween, and the second with tenween, (Sharh Shudhoor edh-Dhahab,) [i. e. the hemzeh &c.:] if it is with fet-h, it is between the hemzeh and the alif, as in سَاَلَ, (S, M,) for سَأَلَ; (M;) if with kesr, it is between the hemzeh and the yé, as in سَيِمَ, (S, M,) for سَئِمَ; (M;) and if with damm, it is between the hemzeh and the wáw, as in لَوُمَ, (S, M,) for لَؤُمَ: (M:) it is never at the beginning of a word, because of its nearness, by reason of feebleness, to the letter that is quiescent, (S, M,) though, notwithstanding this, it is really movent: (S:) it is thus called because it is weak, (Sb, S, M,) not having the power of the hemzeh uttered with its proper sound, nor the clearness of the letter whence is its vowel. (M.) 'Obeyd Ibn-El-Abras says, تَحْمِى حَقِيقَتَنَا وَبَعْ ضُ القَوْمِ يَسْقُطُ بَيْنَ بَيْنَا i. e. [Thou defendest what we ought to defend, or our banner, or standard, while some of the people, or company of men,] fall, one after another, in a state of weakness, not regarded as of any account: (S:) or it is as though he said, between these and these; like a man who enters between two parties in some affair, and falls, or slips, or commits a mistake, and is not honourably mentioned in relation to it: so says Seer: (IB, TA:) or between entering into fight and holding back from it; as when one says, Such a one puts forward a foot, and puts back another. (TA.) b4: ↓ بَيْنَا and ↓ بَيْنَمَا are of the number of inceptive حُرُوف: (M, K:) this is clear if by حروف is meant "words:" that they have become particles, no one says: they are still adv. ns.: (MF, TA:) the former is بَيْنَ with its [final] fet-hah rendered full in sound; and hence the ا; (Mughnee in the section next after that of وا, and K;) [i. e.,] it is of the measure فَعْلَى [or فَعْلَا] from البَيْن, the [final] fet-hah being rendered full in sound, and so becoming ا; and the latter is بَيْنَ with مَا [restrictive of its government] added to it; and both have the same meaning [of While, or whilst]: (S:) or the ا in the former is the restrictive ا; or, as some say, it is a portion of the restrictive ما [in the latter]: (Mughnee ubi suprà:) and these do not exclude بَيْنَ from the category of nouns, but only cut it off from being prefixed to another noun: (MF, TA:) they are substitutes for that to which بَيْنَ would otherwise be prefixed: (Mgh:) some say that these two words are adv. ns. of time, denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly; and they are prefixed to a proposition consisting of a verb and an agent, or an inchoative and enunciative; so that they require a complement to complete the meaning. (TA.) One says, بَيْنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ إِذْ حَدَثَ كَذَا [While we were in such a state as that, lo, or there, or then, such a thing happened, or came to pass]: (M, Mgh, * K: *) and بَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا [While we were thus]: (Mgh:) and بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا [While we were looking, or waiting, for him, he came to us]; (S, M;) a saying of a poet, cited by Sb; (M;) the phrase being elliptical; (S, M;) meaning بَيْنَ أَوْقَاتِ نَحْنُ نَرْقُبُهُ, (M,) i. e., بَيْنَ

أَوْقَاتِ رِقْبَتِنَا إِيَّاهُ [between the times of our looking, or waiting, for him]. (S, M.) As used to put nouns following بَيْنَا in the gen. case when بَيْنَ might properly supply its place; as in the saying (of Aboo-Dhu-eyb, which he thus recited, with kesr, S), بَيْنَا تَعَنُّقِهِ الكُمَاةَ وَرَوْغِهِ يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِىْءٌ سَلْفَعُ [Amid his embracing the courageous armed men, and his guileful eluding, one day a bold, daring man was appointed for him, to slay him]: (S, K:) in [some copies of] the K, تَعَنُّفِهِ; but in the Deewán [of the Hudhalees], تعنّقه: [in the Mughnee, ubi suprà, تَعَانُقِهِ:] the meaning is بَيْنَ تَعَانُقِهِ; the ا being added to give fulness to the sound of the [final] vowel: (TA:) As used to say that the ا is here redundant: (Skr, TA:) others put the nouns following both بَيْنَا and بَيْنَمَا in the nom. case, as the inchoative and enunciative. (Skr, S, K.) Mbr says that when the noun following بينا is a real subst., it is put in the nom. case as an inchoative; but when it is an inf. n., or a noun of the inf. kind, it is put in the gen., and بينا in this instance has the meaning of بَيْنَ: and Ahmad Ibn-Yahyà says the like, but some persons of chaste speech treat the latter kind of noun like the former: after بينما, however, each kind of noun must be in the nom. case. (AA, T.) [See an ex. in a verse cited towards the end of art. اذ.]

بَيْنَا see بَيْنٌ بَيْنَمَا see بَيْنٌ بِينٌ A separation, or division, (T, M, K,) between two things, (T,) or between two lands; (M, K;) as when there is a rugged place, with sands near it, and between the two is a tract neither rugged nor plain: (T:) an elevation in rugged ground: (M, K:) the extent to which the eye reaches, (T, M, K,) of a road, (T,) or of land: (M:) a piece of land extending as far as the eye reaches: (T, S:) and a region, tract, or quarter: (AA, T, M, K:) pl. بُيُونٌ. (S, TA.) بَيَانٌ is originally the inf. n. of بَانَ as syn. with تَبَيَّنَ, and so signifies The being [distinct or] apparent &c.; (Kull;) or it is a subst. in this sense: (Msb:) or a subst. from بَيَّنَ, [and so signifies the making distinct or apparent &c.,] being like سَلَامٌ and كَلَامٌ from سَلَّمَ and كَلَّمَ. (Kull.) b2: Hence, conventionally, (Kull,) The means by which one makes a thing [distinct,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Er-Rághib, TA, Kull:) this is of two kinds: one is [a circumstantial indication or evidence; or] a thing indicating, or giving evidence of, a circumstance, or state, that is a result, or an effect, of a quality or an attribute: the other is a verbal indication or evidence, either spoken or written: [see also بَيِّنَةٌ:] it is also applied to language that discovers and shows the meaning that is intended: and an explanation of confused and vague language: (Er-Rághib, TA:) or the eduction of a thing from a state of dubiousness to a state of clearness: or making the meaning apparent to the mind so that it becomes distinct from other meanings and from what might be confounded with it. (TA.) b3: Also Perspicuity, clearness, distinctness, chasteness, or eloquence, of speech or language: (T, S:) or simply perspicuity thereof: (Har p. 2:) or perspicuity of speech with quickness, or sharpness, of intellect: (M, K:) or perspicuous, or chaste, or eloquent, speech, declaring, or telling plainly, what is in the mind: (Ksh, TA:) or the showing of the intent, or meaning, with the most eloquent expression: it is an effect of understanding, and of sharpness, or quickness, of mind, with perspicuity, or chasteness, or eloquence, of speech: (Nh, TA:) or a faculty, or principles, [or a science,] whereby one knows how to express [with perspicuity of diction] one meaning in various forms: (Kull:) [some of the Arabs restrict the science of البيان to what concerns comparisons and tropes and metonymies; which last the Arabian rhetoricians distinguish from tropes: and some make it to include rhetoric altogether:] Esh-Shereeshee says, in his Expos. of the Maká-mát [of El-Hareeree] that the difference between بَيَانٌ and ↓ تِبْيَانٌ is this: that the former denotes perspicuity of meaning; and the latter, the making the meaning to be understood; and the former is to another person, and the latter to oneself; but sometimes the latter is used in the sense of the former: (TA:) or the former is the act of the tongue, and the latter is the act of the mind: (Har p. 2:) or the former concerns the verbal expression, and the latter concerns the meaning. (Kull.) It is said in a trad., إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا (S) or لَسِحْرًا (TA) [Verily there is a kind of eloquence that is enchantment: see this explained in art. سحر]. The saying in the Kur [lv. 2 and 3], خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ means He hath created the Prophet: He hath taught him the Kur-án wherein is the manifestation of everything [needful to be known]: or He hath created Adam, or man as meaning all mankind: He hath [taught him speech, and so] made him to discriminate, and thus to be distinguished from all [other] animals:(Zj, T:) or He hath taught him that whereby he is distinguished from other animals, namely, the declaration of what is in the mind, and the making others to understand what he has perceived, for the reception of inspiration, and the becoming acquainted with the truth, and the learning of the law. (Bd.) b4: It is also applied to Verbosity, and the going deep, or being extravagant, in speech, and affecting to be perspicuous, or chaste, therein, or eloquent, and pretending to excel others therein; or some بيان is thus termed; and is blamed in a trad., as a kind of hypocrisy; as though it were a sort of self-conceit and pride. (TA.) بِئْرٌ بَيُونٌ A well of which the rope does not strike against the sides, because its interior is straight: or that is wide in the upper part, and narrow in the lower: or in which the drawer of water makes the rope to be aloof from its sides, because of its crookedness: (T:) or deep and wide; (S, K;) because the ropes are wide apart from its sides; (S;) as also ↓ بَائِنَةٌ: (S, TA:) or that is wide between the two [opposite] sides: (M:) pl. [regularly of the latter epithet] بَوَائِنُ. (T, S.) بَيِّنٌ [Distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (T, S, Msb, K;) as also ↓ بَائِنٌ (T) and ↓ مُبِينٌ: (T, S:) pl. [of mult.] أَبْيِنَآءُ (S, K) and [of pauc.] بَيِنَةٌ. (K.) Hence, الكِتَابُ

↓ المُبِينٌ [as applied to the Kur, q. v. in xii. 1, &c.,] The clear, plain, or perspicuous, book or writing or scripture: or, as some say, this means the book &c. that makes manifest all that is required [to be known]: (T:) or, of which the goodness and the blessing are made manifest: or, that makes manifest the truth as distinguished from falsity, and what is lawful as distinguished from what is unlawful, and that the prophetic office of Mohammad is true, and so are the narratives relating to the prophets: (Zj, T:) or, that makes manifest the right paths as distinguished from the wrong. (M, TA.) And كَلَامٌ بَيِّنٌ Perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, language. (T.) b2: A man, or thing, bearing evidence of a quality &c. that he, or it, possesses. (S and K and other Lexicons passim.) b3: A man (M) perspicuous, or clear, or distinct, in speech or language; or chaste therein; or eloquent; (ISh, T, M, K;) fluent, elegant, and elevated, in speech, and having little hesitation therein: (ISh, T:) pl. أَبْيِنَآءُ (T, M, K) and بُيَنَآءُ and [of pauc.]

أَبْيَانٌ: (Lh, M, K:) the second of these pls. is anomalous: the last is formed by likening فَعِيلٌ to فَاعِلٌ: [for بَيِّنٌ is a contraction of بَيِينٌ:] but the pl. most agreeable with analogy is بَيِّنُونَ: so says Sb. (M.) بَيِّنَةٌ An evidence, an indication, a demonstration, a proof, a voucher, or an argument, (Mgh, TA,) such as is manifest, or. clear, whether intellectual or perceived by sense; (TA;) [originally بَيِينَةٌ,] of the measure فَعِيلَةٌ, from بَيْنُونَةٌ, [see 1, first sentence,] and بَيَانٌ [q. v.]: (Mgh:) and the testimony of a witness: pl. بَيِّنَاتٌ. (TA.) بَائِنٌ In a state of separation or disunion; or separated, severed, disunited, or cut off; (M, * Msb;) as also ↓ أَبْيَنُ, occurring in a verse cited above, voce بَيِّنَ. [Hence,] اِمْرَأَةٌ بَائِنٌ A woman separated from her husband by divorce; (M, Msb, K;) as also ↓ مُبَانَةٌ: the former without ة: (Msb:) like طَالِقٌ and حَائِضٌ: you say [to a wife] أَنْتِ بَائِنٌ [Thou art separated from me by divorce.] (Mgh.) b2: طَلَاقٌ بَائِنٌ is a tropical phrase; and so is طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ; (Mgh;) [signifying the same as] تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (S, M, Msb, K) (tropical:) A divorce that is [as it were] cut off; i. q. ↓ مُبَانَةٌ [in the second and third of these phrases, and ↓ مُبَانٌ in the first]: (ISk, Msb:) بائنة being here used in the sense of a pass. part. n.: (S, Sgh, Msb:) or it [is a possessive epithet, and thus] means having separation: this kind of divorce is one in the case of which the man cannot take back the woman unless by a new contract; (TA;) nor without her consent. (MF in art. بت.) b3: قَوْسٌ بَائِنَةٌ, (S, M, K,) and بَائِنٌ, (M, K,) A bow that is widely separate from its string: (S, M, K:) contr. of بَانِيَةٌ; (S, M;) this signifying one that is so near to its string as almost to stick to it: (S:) each of these denotes what is a fault. (S, M.) b4: بِئْرٌ بَائِنَةٌ: see بَيُونٌ. b5: نَخْلَةٌ بَائِنَةٌ A palm-tree of which the racemes have come forth from the spathes, and of which the fruit-stalks have grown long. (AHn, M.) b6: البَائِنُ also signifies He who comes to the milch beast [meaning the she-camel, when she is to be milked,] from her left side; (S, K;) and المُعَلِّى, he who comes to her from her right side: (S:) or the former, he who stands on the right of the she-camel when she is milked, and holds the milking-vessel, and raises it to the milker, who stands on her left, and is called المُسْتَعْلِى: (T:) two persons are engaged in milking the she-camel; one of them holds the milking-vessel on the right side, and the other milks on the left side; and the milker is called المُسْتَعْلِى and المُعَلِّى; and the holder, البائن: (M:) pl. بُيَّنٌ. (T.) It is said in a prov., اِسْتُ البَائِنِ أَعْرَفُ, or, as some say, أَعْلَمُ; meaning (assumed tropical:) He who has superintended an affair, and exercised himself diligently in the management thereof, is better acquainted with it than he who has not done this. (T. [See Freytag's Arab. Prov. i. 606.]) b7: طَوِيلٌ بَائِنٌ Excessively tall, far above the stature of tall men. (TA.) A2: See also بَيِّنٌ.

طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ البَائِنَةَ He asked, or begged, of his two parents, the separation of himself from them, by [their giving him] property, (Az, T, M,) to be his alone. (T.) أَبْيَنُ: see بَائِنٌ.

A2: فُلَانٌ أَبْيَنُ مِنْ فُلَانٍ Such a one is more perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, in speech or language, than such a one. (S, TA.) تِبْيَانٌ an anomalous inf. n. (T, S, K) of 2, q. v.: (T:) or a subst. used as an inf. n.; (MF, TA;) i. e., a subst. from 2. (Sb, M, TA.) See بَيَانٌ.

مُبَانٌ; and its fem., with ة: see بَائِنٌ, in three places.

مُبِينٌ Separating, severing, disuniting, or cutting off; (S, K;) as also مُبْيِنٌ, like مُحْسِنٌ: (K:) but [the right reading in the K may be وَمُبِينٌ كَمُحْسِنٍ, meaning "and مُبِينٌ is like مُحْسِنٌ:" if not,] مُبْيِنٌ is a mistake. (TA.) A2: See also بَيِّنٌ, in two places.

مَبَايِنُ الحَقِّ [in which the former word is app. pl. of مُبِينَةٌ] signifies The things that make the truth to be apparent, manifest, evident, clear, or plain; or the means of making it so; syn. مَوَاضِحُهُ. (TA.)
بين: البين: الوصل، ومنه {لقد تقطع بينكم}. ويقع أيضا على الفرق [الفراق]، فهو من الأضداد.
ب ي ن

بان عنه بيناً وبينونة. وباينه مباينة. ولقيته غداة البين. وبئر بيون: بعيدة القعر. قال:

إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات منزع بيون

لقلت لبيه لمن يدعوني

وطول بائن، ونخلة بائنة: طويلة. قال العباس ابن مرداس:

فرط العنان كأن ملجمها ... في رأس بائنة من النخل

ورجل أبين المرفق: أبد، ورجال بين المرافق. وبان مرفق الناقة عن جنبها. قال الطرماح:

بأفتل عن سعدانة الزور بائن

وقوس بائن: بان وترها عن كبدها. وبينهما بين وهي الأرض قدر مد البصر. وعليك بذاك البين فانزله. وبينا نحن كذلك إذ جاء فلان. وبينما نتحدث إذ طلع. وبان لي الشيء وتبين وبين، وأبان واستبان، وبينته وأبنته وتبينته واستبنته. وجاء ببيان ذلك وبينته أي بحجته. ومن بينات الكرم التواضع. ورجل بين: فصيح ذو بيان. وما أبينه، وما رأيت أبين منه، وقوم أبيناء. وتقول لحالبي الناقة: من البائن ومن المستعلي. قال:

يبشر مستعلياً بائن ... من الحاليين بأن لا غراراً

البائن من عن يمينها. وهذه مباين الحق ومواضحه، وظهرت أمارات الخير وتبايينه. وتبين في أمرك: تثبت وتأن.

غور

غ و ر: (غَوْرُ) كُلِّ شَيْءٍ قَعْرُهُ يُقَالُ: فُلَانٌ بِعِيدُ (الْغَوْرِ) . وَالْغَوْرُ أَيْضًا الْمُطَمْئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ. وَالْغَوْرُ تِهَامَةُ وَمَا يَلِي الْيَمَنَ. وَمَاءٌ (غَوْرٌ) أَيْ غَائِرٌ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ كَدِرْهَمٍ ضَرْبٍ وَمَاءٍ سَكْبٍ. وَ (الْغَارُ) وَ (الْمَغَارُ) وَ (الْمَغَارَةُ) كَالْكَهْفِ فِي الْجَبَلِ. وَجَمْعُ (الْغَارِ) (غِيرَانٌ) وَتَصْغِيرُهُ (غُوَيْرٌ) . وَ (الْغَارُ) ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. وَ (الْغَارَةُ) الِاسْمُ مِنَ (الْإِغَارَةِ) عَلَى الْعَدُوِّ. وَ (غَارَ) أَتَى الْغَوْرَ فَهُوَ (غَائِرٌ) وَبَابُهُ قَالَ، وَلَا يُقَالُ: أَغَارَ. وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَنَّ (أَغَارَ) لُغَةٌ. وَ (غَارَ) الْمَاءُ سَفَلَ فِي الْأَرْضِ وَبَابُهُ قَالَ وَدَخَلَ. وَكَذَا بَابُ (غَارَتْ) أَيْ عَيْنُهُ دَخَلَتْ فِي رَأْسِهِ. وَغَارَتْ عَيْنُهُ تَغَارُ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (أَغَارَ) عَلَى الْعَدُوِّ (إِغَارَةً) وَ (مُغَارًا) بِالضَّمِّ. وَكَذَا (غَاوَرَهُمْ مُغَاوَرَةً) . وَ (مُغِيرَةُ) اسْمُ رَجُلٍ وَقَدْ تُكْسَرُ مِيمُهُ. وَ (التَّغْوِيرُ) إِتْيَانُ الْغَوْرِ. يُقَالُ: (غَوَّرَ) وَ (غَارَ) بِمَعْنًى. 
(غور) : التَّغْوِيرُ: الهَزيَمةُ والطَّرَدُ.
غور: {الغار}: النقب. {غورا}: غائرا، وصف بالمصدر. {مغارات} {مغارات}: ما يغورون فيه، أي يغيبون.
(غور) المَاء ذهب فِي الأَرْض وسفل فِيهَا وَفُلَان أَتَى الْغَوْر وعينه غارت وَالشَّمْس وَنَحْوهَا غربت وَالنَّهَار زَالَت شمسه
غور
الغَوْرُ: المُنْهَبِطُ من الأرض، يقال: غَارَ الرجل، وأَغَارَ، وغَارَتْ عينه غَوْراً وغُئُوراً ، وقوله تعالى: ماؤُكُمْ غَوْراً [الملك/ 30] ، أي: غَائِراً. وقال: أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً [الكهف/ 41] . والغارُ في الجبل. قال: إِذْ هُما فِي الْغارِ [التوبة/ 40] ، وكنّي عن الفرج والبطن بِالْغَارَيْنِ ، والْمَغَارُ من المكان كالغور، قال: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا
[التوبة/ 57] ، وغَارَتِ الشّمس غِيَاراً، قال الشاعر:
هل الدّهر إلّا ليلة ونهارها وإلّا طلوع الشّمس ثمّ غيارها
وغَوَّرَ: نزل غورا، وأَغَارَ على العدوّ إِغَارَةً وغَارَةً. قال تعالى: فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً
[العاديات/ 3] ، عبارة عن الخيل.
غور: غار: تستعمل أحياناً بمعنى غوَّر: جعل المياه تغيض في الأرض. ففي تاريخ البربر (1: 634): خرَّب بلاده وقطع شجرائها وبِغَوْر مياهها.
غار: في معجم فريتاج ومعجم بوشر، ومضارعه يغير وهو تصحيف أغار بمعنى هجم على العدو.
غَوَّر: جعل المياه تغيض في الأرض (معجم الطرائف).
هون يغوّر: هنا تغوص الأقدام بسبب رطوبة الأرض. (بوشر).
تغوّر الماء: غاض الماء. (المقدمة 2: 283) تصحيح السيد دي سلان. وفي المعجم المنصوري: مغيض هو حيث يغيض الماء أي يتغوّر. استغار ل: أغار علي أي هجم علي. ففي حيّان (ص91 و): وصار العسكر مستغيراً لحصول العصاة.
غار: عشّ، وكر، كنّ. (ألكالا).
كرز الغار: كرز يشبه الغار، ثمر شجر الغار وهو الرند، كرز غاري (بوشر).
غَوْر: جمعه غِيار (ديوان الهذليين ص402 البيت 42).
غَوْر: عميق، لا ينفذ إليه، يقال سرّ غور، وفيه غور، ورجل بعيد الغور: داهية. (بوشر).
غَؤُور. جدول غَؤُور: يجري في جوف الأرض، ماء جوفي. (معجم اًإدريسي).
غَوَّار، والجمع غوّارون، وهي غَوَّارة: من يتبضّع (يتسوّق)، يشتري من السوق .. ومن يتموّن. (ألكالا).
غَوَّار: مستنقع، منقع، مَوْحِل. (بوشر).
غَوَّار: دُرْدور، دوّامة في مياه البحر. (بوشر).
مغار: الطعام يشتريه المتسوّق من السوق، غارة. (أخبار ص35).
مُغير: لصّ، سارق، قاطع طريق. (باين سميث 1293).
مَغَارَة: غار، مَغار، كهف. وتجمع على مغارات ومغاير. (بوشر).
غ و ر

صبّحتهم الغارة، وأتتهم المغيرات صبحاً. وبينهم التغاور والتناحر. وفلان مغامر مغاور، ومغوار من قومٍ مغاوير. وتقول: بنو فلان مساكنهم المغارات، ومكاسبهم الغارات. وأتيته عند الغائرة وهي القائلة. وغوّروا بنا فقد أرمضتمونا، وغوّروا، ساعةً ثم ثوّروا؛ أي نزلوا وقت القائلة. قال جرير:

أنخن لتغويرٍ وقد وقد الحصى ... وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم

وتقول: غارت عينك غؤورا. وغار ماؤك غوراً. وغرا نجمك غياراً وتغوّر. قال لبيد:

سريت بهم حتى تغوّر نجمهم ... وقال النّعوس نوّر الصبح فاذهب

وتقول: فلان أغار وأنجد، حتى أغاث وأنجد.

ومن المجاز: باتوا يستغورون الله أي يقولون: اللهمّ غرنا منك بخيرٍ أي انفعنا وهو من الغارة. قال:

فلا تيأسا واستغورا الله إنه ... إذا الله سنّى عقد شيء تيسّرا

وفلان يسعى لغاريه أي لبطنه وفرجه. قال:

ألم تر أن الدهر يوم وليلة ... وأن الفتى يسعى لغاريه دائباً

وعرفت غور هذه المسئلة. وفلان بعيد الغور: متعمّق النّظر، وهو بحر لا يدرك غوره. وغوّر النهار إذا زالت الشمس. وبني هذا البيت على غائرة الشمس إذا ضرب مستقبلاً لمطلعها. وحبل غار الفتل. وفرس مغار: شديد المفاصل.
(غور) - في حديثِ عُمَر- رضي الله عنه -: "أَهَا هُنَا غُرْتَ"
: أي إلى هذا ذَهَبْت.
- وفي حَجِّ أَهلِ الجَاهِلِيَّة: "أَشْرِق ثَبِيرُ كَيْما نُغِير"
: أي نَذْهَب سَريعًا. وأَغَار: أَسرَع في العَدْوِ.
وقيل: نُغِير على لُحومِ الأَضَاحِي؛ من الإغارةِ . وقيل: نَدْخُل الغَورَ . يُقالُ: أَغارَ: إذا أَتَى الغَوْرَ، وهو تِهَامَة، وغَارَ فيه: أَفصَح.
- وفي حَديثِ قَيْسِ بنِ عَاصِم - رضي الله عنه -: "كُنتُ أُغَاوِرُهُم في الجَاهِلِيَّة" : أي أُغِير عليهم، ويُغِيرونَ عَليَّ - مفاعلة - من أَغارَ إغارةً على العَدوِّ، وهي النَّهْب، والاسْمُ الغَارَة كالطَّاقَةِ، من أَطاقَ إطاقَةً، وهو من الوَاوِ كالطَّاقَةِ من الطَّوْق، ولأنه أكثر ما يقال: رَجلٌ مِغْوَارٌ إلا أنّ جمع الغَارةِ الغِيرَ، كقامَة وقِيَم.
- في حديث عَلِيٍّ - رَضي الله عنه -: "قال يَومَ الجَمَل: ما ظَنُّك بامْريءٍ جَمَع بَيْنَ هَذَين الغَارَيْن"
قال الأَصمَعِيُّ: أي الجَيْشَيْن، وقالوا: لَقِي غَارٌ غَارًا.
والغَارُ: الجَماعةُ.
- في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "عَسىَ الغُوَيرُ أَبؤُسًا" .
قيل: غُوَيْر تَصْغِير غَارٍ. وقيل: هو مَوضِع. وقيل: ماء.
ومَعنَاه: رُبَّما جَاءَ الشَّرُّ من مَعْدِن الخير.
غور
غارَ الرَّجُلُ: أتى الغَوْرَ وهو تِهَامَةُ، ويُقال أغارَ. والمُسْتَغارُ: الذي يُريدُ هُبُوطَ أرْضٍ وغَوْرٍ.
وغَوْر كُلِّ شَيْءٍ: بُعْدُ قَعْرِه وغارت النجوم وغارَ القَمَرُ والعَيْنُ والماء تَغُوْرُ غُؤوْراً. وغارَتِ الشَّمْسُ غِيَاراً. وغوَّرَ النَّجْمُ أيضاً.
وغوَّرَ الرَّجُلُ تَغْوِيراً: إذا قالَ قَيْلُولةً. والغائرةُ: القائلةُ. وغارَ النَّهارُ: اشْتَدَّ حَره. والغائرةُ: الهاجِرَةُ. والتَّغْوِيْرُ: النُّزُوْلُ عند الغائرة. والغَوْرَةُ: الغائرةُ.
وغارا الفَم: نِطْعَاهُ في الحَنَكَيْنِ. ومَغَارَةٌ في الجَبَل كالسَّرَب. ولُغَةٌ في الغَيْرَة. ونَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيح على الوُقُود. والجَمْعُ الكثيرُ من الناس. والقَبِيلةُ العَظِيمةُ.
والغارانِ: البَطْنُ والفَرْجُ، هو عَبْد غارَيْهِ. والغارُ: الفَسَادُ.
ومَثَلٌ " عَسى الغُوَيْرُ أبْؤسا " وهو ماءٌ، وقيل: غارٌ.
والغارَةُ، والفِعْلُ الإِغارَةُ. ورَجُلٌ مِغْوارٌ: كثير الغارات. والمُغِيرةُ: خَيْلٌ قد أغارَتْ. وال
غِيَرُ: جَمْعُ الغارة. والغارَةُ: العَدْوُ، يُقال: عَدَا غَارَةَ الثَّعْلَبِ. وأغارَ الرَّجُلُ: أسرع في عَدْوِه. وفي المَثَل: " أشْرِقْ ثَبِيْرُ كَيْما نغِيرَ ".واسْتَغَارَ الجُرْحُ: إذا تَوَرَّمَ. وغارَ فيه الطَّعامُ والشَّرابُ يَغُوْرُ: أي نَجَعَ. وما اغْتَرْت بشَيْءٍ: أي ما انْتَفَعْت. وهذا كلامٌ لا غور له - بضمِّ الغَيْن -: أي هو باطِلٌ لا نَفْعَ فيه. واسْتَغْوِرِ اللَّهَ: أي اسْتَمِره. وغارَني يَغُوْرُني: من الدِّيَة.
والغائرَةُ: السُّرَةُ.

غور


غَارَ (و)(n. ac. غَوْر)
غِيَار []
غُؤُوْر [] )
a. Descended, went down ( into the valley, into the
lowlands ).
b. [Fī], Penetrated into; sank, subsided into; disappeared
in.
c. [Fī], Examined, investigated, inquired into, made
researches into.
d. Was hot, sultry (day).
e. Halted, slept, journeyed at noon.
f.(n. ac. غُوُوْر), Was deep-set, sunken (eye).
g.(n. ac. غِوَاْر
غُوُوْر), Set (star).
h.(n. ac. غِوَاْر) [acc. & Bi], Bestowed upon, blessed with ( good :
God ).
i. [acc.
or
Ila], Helped, aided.
j. Gave blood-wite to. II
see I (a) (b)
d. (e), (g)
f. Routed, put to flight.
g. Caused to disappear (springs). III
see IV (a)
أَغْوَرَ
a. ['Ala], Invaded, attacked, made a raid into; plundered.
b. Galloped; went quickly; pressed on.
c. [Ila
or
Bi], Came to...for help.
d. Made to sink (eye).
e. Twisted hard (rope).
f. Took another wife.

تَغَوَّرَa. see I (a)
. VI, Attacked, plundered each other's territory.

إِغْتَوَرَa. Derived benefit.

إِسْتَغْوَرَa. see IV (a)b. ( و), Asked help, asked plenty of (God).
c. ( ا), Became fat; was swollen.
d. Descended, desired to descend into a low
country.

غَوْرa. Bottom, underneath.
b. Low ground.
c. see 21
غَار (pl.
غِيْرَان []
أَغْوَار [] )
a. Hollow, cavity; cave, cavern; grotto, grot.
b. Dimple of the chin.

غَوْرَة []
a. [art.], The sun.
b. Siesta; mid-day halt.

غَارَة [] ( pl.
reg. )
a. Raid, foray, incursion; invasion.
b. Plunder, pillage.
c. Horsemen.
غِوَرa. Blood-wite.

مَغَاَر [] مَغَارَة [مَغْوَرَة
17t
a. A ], ( pl.

مَغَاوِر [] )
a. Cavern, cave; grotto, grot.

غَائِر []
a. Sinking, subsiding, disappearing (water).

غَائِرَة []
a. see 1t (b) & 21c. Noon, mid-day.

مِغْوَار [] (pl.
مَغَاْوِيْرُ)
a. Raider; fighter; warlike; warrior.

مُغَاوِر [ N.
Ag.
a. III]
see 45
مُغِيْر
a. see 45
مُغَار مُغَارَة
a. see 17t
شَنَّ الغَارَة
a. He scattered the horsemen : made a sudden
attack.

بَعِيْد الغَوْر
a. Profound, deep; inscrutable.
غور قَالَ [أَبُو عبيد -] : وأخبرناه الْكَلْبِيّ بِغَيْر هَذَا قَالَ: الغوير مَاء لكَلْب مَعْرُوف يُسمى الغُوَير وَأَحْسبهُ قَالَ: هُوَ نَاحيَة السماوة قَالَ: وَهَذَا الْمثل إِنَّمَا تَكَلَّمت بِهِ الزباء وَذَلِكَ أَنَّهَا لما وجّهتْ قَصيرا اللَّخْمي بالعِير ليحمل لَهَا من برّ الْعرَاق وألطافه وَكَانَ يطْلبهَا بذحل جَذيمة الأبرش فَجعل الْأَحْمَال صناديق وَقد قيل غَرَائِر وَجعل فِي كل وَاحِد مِنْهَا رجلا مَعَه السِّلَاح ثمَّ تنكّب بهم الطَّرِيق المَنْهَجَ وَأخذ على الغوَير فسالتْ عَن خَبره فَأخْبرت بذلك فَقَالَت: عَسى الغوير أبؤسا. تَقول: عَسى أَن يَأْتِي [ذَلِك -] الطَّرِيق بشرّ واستنكرت شَأْنه حِين أَخذ على غير الطَّرِيق. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا القَوْل أشبه عِنْدِي صَوَابا من القَوْل الأول وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر بِهَذَا الْمثل أَن يَقُول للرجل: لَعَلَّك صَاحب هَذَا المنبوذ حَتَّى أثنى عَلَيْهِ عريفه خيرا. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه جعل المنبود حُرّا وَلم يَجعله مَمْلُوكا لواجده وَلَا للْمُسلمين. وَأما قَوْله للرجل: لَك وَلَاؤُه فَإِنَّمَا نرَاهُ فعل ذَلِك لأنّه لما التقطه فأنقذه من الْمَوْت وأنقذه من أَن يَأْخُذهُ غَيره فيدّعي رقبته جعله مَوْلَاهُ لهَذَا كأنّه الَّذِي أعْتقهُ وَهَذَا حكم تَركه النَّاس وصاروا إِلَى أَن جعلُوه حُرّا وَجعلُوا ولاءه للْمُسلمين وحريرته عَلَيْهِم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْعَرَبيَّة أَنه نصب أبؤسا وَهُوَ فِي الظَّاهِر فِي مَوضِع رفع وَإِنَّمَا نرى أَنه نصب لِأَنَّهُ على طَرِيق النصب وَمَعْنَاهُ: كَأَنَّهُ أَرَادَ عَسى الغوير أَن يحدث أبؤسا وَأَن يَأْتِي بأبؤس فَهَذَا طَرِيق النصب وَمِمَّا يُبينهُ قَول الْكُمَيْت: [الْبَسِيط]

عَسى الغُوَيرُ بِإِبْآسٍ وإغوارِ

(غ و ر) : (الْغَارَةُ) اسْمٌ مِنْ أَغَارَ الثَّعْلَبُ أَوْ الْفَرَسُ إغَارَةً وَغَارَةً إذَا أَسْرَعَ فِي الْعَدْوِ (وَمِنْهُ) كَيْمَا نُغِيرَ ثُمَّ قِيلَ لِلْخَيْلِ الْمُغِيرَةِ الْمُسْرِعَة غَارَةٌ (وَمِنْهُ) وَشَنُّوا الْغَارَةَ أَيْ وَفَرَّقُوا الْخَيْلَ (وَأَغَارَ) عَلَى الْعَدُوِّ أَخْرَجَهُ مِنْ جَنَابِهِ بِهُجُومِهِ عَلَيْهِ (وَمِنْهُ) وَلَوْ أَغَارَ إنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْمَقَاصِيرِ عَلَى مَقْصُورَةٍ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِنْ أَعَانَ إنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْمَقَاصِيرِ إنْسَانًا عَلَى مَتَاعِ مَنْ يَسْكُنُ مَقْصُورَةً أُخْرَى وَكَأَنَّهُ أَصَحُّ وَإِنْ كَانَ الْأَوَّلُ أَكْثَر وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ وَكَذَلِكَ إنْ أَغَارَ بَعْضُ أَهْلِ تِلْكَ الْمَقَاصِير عَلَى مَقْصُورَةٍ فَسَرَقَ مِنْهَا وَخَرَجَ بِهِ مِنْهَا إلَى صَحْنِ الدَّارِ قُطِعَ وَالْمَقْصُورَةُ حُجْرَةٌ مِنْ حُجَرِ دَارٍ وَاسِعَةٍ مُحْصَنَةٌ بِالْحِيطَانِ (وَالْغَارُ) الْكَهْفُ وَجَمْعُهُ غِيرَانٌ وَبِتَصْغِيرِهِ جَرَى الْمَثَلُ عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُسًا وَقِيلَ هُوَ مَاءٌ لِكَلْبٍ يُضْرَبُ لِكُلِّ مَا يُخَافُ أَنْ يَأْتِي مِنْهُ شَرٌّ وَقَدْ تَمَثَّلَ بِهِ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حِين أَتَاهُ سُنَيْنٌ أَبُو جَمِيلَةَ بِمَنْبُوذٍ وَمُرَادَهُ اتِّهَامُهُ إيَّاهُ أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْمَنْبُوذِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ ذَلِكَ قَالَ عَرِيفُهُ أَيْ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَعْرِفَة إنَّهُ وَإِنَّهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا أَرَادَ أَنَّهُ أَمِينٌ وَأَنَّهُ عَفِيفٌ وَالْبَأْسُ الشِّدَّةُ وَقِصَّةُ الْمَثَلِ وَتَمَامُ شَرْحِهِ فِي الْمُعْرِبِ وَفِيهِ
مَا لِلْجِمَالِ مَشْيِهَا وَئِيدَا
بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِ وَالْمَعْنَى مَا لِمَشْيِ الْجِمَالِ ثَقِيلًا هَكَذَا رُوِيَ عَنْ الْقُتَبِيُّ (وَالْغَارُ) شَجَرٌ عَظِيمٌ وَرَقُهُ أَطْوَلُ مِنْ وَرَقِ الْخِلَافِ طَيِّبُ الرِّيحِ وَحَمْلُهُ يُقَالُ لَهُ الدهمست (وَالْغَارُ) أَيْضًا مِكْيَالٌ لِأَهْلِ نَسَفَ وَهُوَ مِائَةُ قَفِيزٍ (وَالْغُورُ) لِأَهْلِ خُوَارِزْمَ وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ سُخًّا وَالسُّخُّ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ مَنًّا وَهُوَ قَفِيزَانِ وَالْغَارُ عَشْرَة أَغْوَارٍ.
غ و ر : الْغَوْرُ بِالْفَتْحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَعْرُهُ وَمِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ بَعِيدُ الْغَوْرِ أَيْ حَقُودٌ وَيُقَالُ عَارِفٌ بِالْأُمُورِ وَغَارَ فِي الْأَمْرِ إذَا دَقَّقَ النَّظَرَ فِيهِ وَالْغَوْرُ الْمُطْمَئِنُّ مِنْ الْأَرْضِ وَالْغَوْرُ قِيلَ يُطْلَقُ عَلَى تِهَامَةَ وَمَا يَلِي الْيَمَنَ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَا بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ وَالْبَحْرِ غَوْرٌ وَتِهَامَةُ فَتِهَامَةُ أَوَّلُهَا مَدَارِجُ ذَاتِ عِرْقٍ مِنْ قِبَلِ نَجْدٍ إلَى مَرْحَلَتَيْنِ وَرَاءَ مَكَّةَ وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ إلَى الْبَحْرِ فَهُوَ الْغَوْرُ وَغَوْرٌ بِالضَّمِّ بِلَادٌ مَعْرُوفَةٌ بِطَرَفِ خُرَاسَانَ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ وَغَالِبُهَا الْجِبَالُ وَيَجُوزُ دُخُولُ الْأَلِفِ وَاللَّامِ فَيُقَالَ الْغَوْرُ كَمَا يُقَالُ حِجَازٌ وَالْحِجَازُ وَيَمَنٌ وَالْيَمَنُ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَقَوْلُهُمْ لَا تُوطَأُ سَبَايَا غَوْرٍ الْمُرَادُ غَوْرُ الْحِجَازِ فَيَكُونُ بِالْفَتْحِ وَإِنَّمَا نُكِّرَ لِيَعُمَّ فَإِنَّ كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْ تِلْكَ الْمَوَاضِعِ يُسَمَّى غَوْرًا وَقِيلَ الْمُرَادُ بِلَادُ خُرَاسَانَ فَيُضَمُّ وَالْمَفْتُوحُ هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الرَّافِعِيُّ وَهُوَ الظَّاهِرُ فَإِنَّهُ الْمُتَدَاوَلُ عَلَى أَلْسِنَةِ الْفُقَهَاءِ وَلِأَنَّهُ السَّابِقُ وَالتَّمْثِيلُ بِالسَّابِقِ أَوْلَى لِأَنَّ الْحُكْمَ بِهِ عُرْفٌ وَعَلَيْهِ يُقَاسُ وَإِذَا وَقَعَ التَّمْثِيلُ بِالثَّانِي بَقِيَ الْأَوَّلُ كَأَنَّهُ غَيْرُ وَاقِعٍ وَلَا مَحْكُومٍ فِيهِ بِشَيْءِ.

وَغَارَ الْمَاءُ غَوْرًا ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ فَهُوَ غَائِرٌ وَغَارَ الرَّجُلُ غَوْرًا أَتَى الْغَوْرَ وَهُوَ الْمُنْخَفِضُ مِنْ الْأَرْضِ وَأَغَارَ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ الرُّبَاعِيَّ وَخَصَّهُ بِالثُّلَاثِيِّ.

وَغَارَتْ الْعَيْنُ غُئُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ انْخَسَفَتْ.

وَأَغَارَ الْفَرَسُ إغَارَةً وَالِاسْمُ الْغَارَةُ مِثْلُ أَطَاعَ إطَاعَةً وَالِاسْمُ الطَّاعَةُ إذَا أَسْرَعَ فِي الْعَدْوِ وَأَغَارَ الْقَوْمُ إغَارَةً أَسْرَعُوا فِي السَّيْرِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ أَيْ حَتَّى نَدْفَعَ لِلنَّحْرِ ثُمَّ أُطْلِقَتْ الْغَارَةُ عَلَى الْخَيْلِ الْمُغِيرَةِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَشَنُّوا الْغَارَةَ أَيْ فَرَّقُوا الْخَيْلَ وَأَغَارَ عَلَى الْعَدُوِّ هَجَمَ عَلَيْهِمْ دِيَارَهُمْ وَأَوْقَعَ بِهِمْ.

وَالْغَارُ مَا يُنْحَتُ فِي الْجَبَلِ شِبْهَ الْمَغَارَةِ فَإِذَا اتَّسَعَ قِيلَ كَهْفٌ وَالْجَمْعُ غِيرَانٌ مِثْلُ نَارٍ وَنِيرَانٍ وَالْغَارُ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَبَّدُ فِيهِ فِي جَبَل حِرَاءٍ وَالْغَارُ الَّذِي أَوَى إلَيْهِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ وَهُوَ مُطِلٌّ عَلَى مَكَّةَ. 
[غور] فيه: إنه أقطع بلالًا معادن القبلية جلسيها و"غوريها"، الغور ما انخفض من الأرض والجلس ما ارتفع منها، غار- إذا أتى الغور، وأغار لغية. وفيه: إنه سمع ناسًا يذكرون القدر فقال: إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدي "الغور"، غور كل شيء عمقه وبعده، أي يبعد أن تدركوا حقيقة علمه كالماء الغائر السائب لما ورد على عمر بفتح نهاوند قال: ويحك ما وراءك فوالله ما بت هذه الليلة إلا "تغويرًا"، يريد بقدر النومة القليلة التي تكون عند القائلة، يقال: غوّر القوم- إذا قالوا، ومن رواه: تغريرًا- جعله من الغرار، وهو النوم القليل. ومنه ح الإفك: فأتينا الجيش "مغورين"، أي نزلوا للقائلة. وفيه: أهاهنا "غرت"،ولزم أطراف الأرض، و"غيران" الشعاب، هي جمع غار وهو الكهف. ن: كان صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت، قيل: لعله: غازيًا- فصحف، كما في أخرى: في بعض مشاهد؛ القاضي: قد يراد بالغار الجيش لا الكهف. مد: "أو ماغارت" أي غيرانًا. ك: وفيه: حتى يصبح وينظر- أي ينتظر، وأغار - أي هجم عليهم من غير علم. ط: ومنه: كان "يغير" إذا طلع الفجر، أي يسري إلى بلاد الكفار للإغارة وينتظر إلى الصباح ليعرف بالأذان أنه بلاد الإسلام فيمسك أو أنه بلاد الكفار فيغير، قوله: على الفطرة- أي أوقعتها على الإسلام، أي استمر الفطرة ولم يغيرها والداه. ك: ومنه: "يغيرون" على من حولها، بضم ياء، ويجوز فتحها من غار. ج: فلما بلغنا "المغار"، بضم ميم الإغارة، وبفتحها موضعها. وح: شن "الغارة"، أي النهب، أي فرقها في كل ناحية. غ: كل شيء دخلت فيه فغبت فهو مغارة، ومنه غور تهامة. و"ماؤها "غورا"" غائرًا، ماء غور ومياه غور، غوّر: نام قليلًا. ج: كان يمر بالتمر "الغائرة"، أي الملقاة في الأرض وحدها، من غار الفرس- إذا انقلب وذهب هاهنا وهاهنا. ش: ثم "يغور" ما وراءه من القلب، روي بغين معجمة بمعنى تذهبه وتدفنه، وبمهملة بمعنى فسده، والقلب- بضمتين جمع قليب: البئر، والواو مشددة من التفعيل، وقيل: ساكنة.
[غور] غور كل شئ: قعره. يقال: فلانٌ بعيد الغَوْرِ. والغَوْرُ: المطمئن من الارض. والغور: تهامة وما يلي اليمن. وماء غور، أي غائر، وصف بالمصدر، كقولهم: درهم ضرب، وماء سكب، وأذن حشر. والغار: كالكهف في الجبل، والجمع الغيرانُ. والمَغارُ مثل الغارِ، وكذلك المَغارَةُ. وربَّما سمُّوا مَكانسَ الظباءِ مَغاراً. قال بشر: كأنَّ ظِباء أسْنُمَةٍ عليها * كَوانِسَ قالِصاً عنها المَغارُ - وتصالغارِ غُوَيْرٌ. وفي المثل: " عسى الغويرأبؤسا $ ". قال الاصمعي: أصله أنه كان غارٌ فيه ناسٌ، فانهار عليهم، أو أتاهم فيه. عدو فقتلوهم، فصار مثلا لكل شئ يخاف أن يأتي منه شر. وقال ابن الكلبى: الغوير ماء لكلب، وهو معروف. وهذا المثل تكلمت به الزباء لما تنكب قصير اللخمى بالاجمال الطريق المنهج، وأخذ على الغوير. والغاران: البطن والفرج. قال الشاعر: آلم ترأن الدهرَ يومٌ وليلةٌ * وأنَّ الفتى يسعى لغارَيْهِ دائبا - والغارُ: الجيش. يقال: التقى الغارانِ، أي الجيشان. والغارُ: ضرب من الشجر، ومنه دُهن الغارِ. قال عديُّ بن زيد: رُبَّ نارٍ بِتُّ أرْمُقُها * تَقْضَمُ الهِنْديَّ والغارا - والغار: الغَيْرَةُ وقال أبو ذؤيب يشبه غليان القدر بصخب الضرائر:

ضرائر حرمى تفاحش عراها والغارة: الخيل المغيرة. قال الشاعر : ونحن صبحنا آل نَجْرانَ غارةً * تميمَ بنَ مُرٍّ والرماح النوادسا - يقول: سقيناهم خيلا مغيرة. ونصب تميم بن مر على أنه بدل من غارة. والغارة: الاسم من الإغارَةِ على العدو وحبلٌ شديد الغارةِ، أي شديد الفتل، عن الاصمعي. وغارَ يَغورُ غَوْراً، أي أتى الغَوْرُ، فهو غائِرٌ. قال: ولا يقال أغار. وغارَ الماء غَوْراً وغُؤوراً، أي سفل في الأرض. وغارَتْ عينه تَغورُ غَوْراً وغُؤوراً: دخلت في الرأس. وغارَتْ تَغارُ لغة فيه. وقال ابن أحمر:

أغارت عينه أم لم تغارا * وغارت الشمس تغور غِياراً، أي غَرَبَتْ. قال أبو ذؤيب: هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارها * وإلا طُلوعُ الشمسِ ثم غِيارُها - أبو عبيد: غارَ النهار، أي اشتدَّ حرّه. وغارَهُ بخيرٍ يَغورُهُ ويَغيرُهُ، أي نفعه. يقال: اللهم غُرْنا منك بغيثٍ أي أغثنا به. وأغار على العدو يُغيرُ إغارةً ومُغاراً، وكذلك غاوَرَهُم مُغاوَرَةً. ورجلٌ مِغْوارٌ ومُغاوِرٌ، أي مقاتل، وقومٌ مَغاويرُ، وخيلٌ مُغيرَةٌ. ومغيرة: اسم رجل، وقد تكسر الميم، كما يقال منتن ومنتن. والمغيرية: صنف من السبائية، نسبوا إلى مغيرة بن سعيد، مولى بجيلة. وأغَرْتُ الحبلَ، أي فتلته، فهو مُغارٌ. وأغارَ فلانٌ أهلَه، أي تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ. وأغارَ، أي شَدَّ العَدْوَ وأسرع. وكانوا يقولون: " أشْرِقْ ثَبيرُ، كَيْما نُغير "، أي نسرع للنحر. ومنه قولهم: أغارَ إغارَةَ الثعلب: إذا أسرع ودفع في عَدْوِه. وقال بشر بن أبي خازم: فعد طلابها وتعد عنها * بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ - واختلفوا في قول الاعشى: نَبِيٌّ يرى ما لا يَرَوْنَ وذِكُرُهُ * أغار لَعَمْري في البلاد وأنْجَدا - قال الأصمعيّ: أغارَ بمعنى أسرع، وأنجد أي ارتفع. ولم يُرْد أتى الغَوْرَ ولا نَجْداً. وليس عنده في إتيان الغَوْرِ إلا غار. وزعم الفراء أنها لغة، واحتج بهذا البيت. وناس يقولون: أغار وأنجد، فإذا أفردوا قالوا: غار، كما قالوا هناني الطعام ومرأنى، فإذا أفردوا قالوا: أمرانى. والتغوير: إتيانُ الغَوْرِ. يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنًى. والتَغْويرُ: القيلولة. يقال: غَوِّروا، أي انزلوا للقائلة. قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ. واستَغارَ، أي سَمِنَ ودخل فيه الشحم. وربَّما قالوا: اسْتغارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ. وتَغاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.
غور
غارَ/ غارَ في يَغُور، غُرْ، غَوْرًا وغُئُورًا، فهو غائر وغَوْر، والمفعول مغور فيه
• غارتِ الشّمسُ: غربت وغابت عن النظر.
• غارَ فلانٌ بعيدًا: مشى وابتعد، اختفى سواء بغيابه أو بخسف الأرض به، مضى وارتحل غير مرغوب فيه.
• غارَ الماءُ في الأرض: ذهب فيها وسفَل "غار الخِنْجرُ في صدره: دخل، نفذ- جرحٌ غائر: نافذ، عميق- {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} " ° غارت عينُه: دخلت في رأسه- غار في الأمر: دقَّق النظر فيه- غُرْ من وجهي: اغرُب، ابتعدْ عنِّي. 

أغارَ/ أغارَ على يُغير، أغِرْ، إغارةً، فهو مُغير، والمفعول مُغار (للمتعدِّي)
• أغار الحبلَ: شدّ فتله.
• أغار أهلَه: تزوّج عليهم.
• أغار الجيشُ على العَدُوِّ: شنَّ غارةً عليهم، هجم عليهم من كلِّ جهة "أغارتِ الطائراتُ على المدينة- أغار القراصنةُ على هذه الشَّواطئ- عدوٌّ مُغير غاشم" ° أغار إغارة الثَّعلب: إذا أسرع ودفع في عدوّه. 

إغارة [مفرد]: مصدر أغارَ/ أغارَ على. 

غُئُور [مفرد]: مصدر غارَ/ غارَ في. 

غائر [مفرد]: اسم فاعل من غارَ/ غارَ في. 

غار1 [مفرد]: ج أغوار وغِيران:
1 - (جو) كهف، مغارة، بيت منقور في الجبل "غار حراء/ ثور- {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} " ° أغوار النَّفس: أعماقها.
2 - (شر) أخدود بين اللَّحْيَيْن وهما منبتا شعر اللحية عند الإنسان "أصوات غاريّة".
• الغاران:
1 - البطن والفرج ° هو عبد غارَيْه: بطنِه وفرجِه.
2 - الجيشان العظيمان.
3 - العظمان اللذان فيهما العَيْنان. 

غار2 [جمع]: (نت) شجر دائم الخُضرة ينمو في حوض البحر المتوسط يصلح للتَّزيين، أزهاره صغيرة القدّ وثماره زيتونيَّة الشكل والحجم، زرقاء اللون يستخرج منها زيت فاخر الصنف يدخل في صناعة الطُيُوب ° عاد مكلّلاً بالغار: عاد منتصرًا.
• إكليل الغار: مجد يكتسبه الإنسان بسبب نبوغه في فنّ أو علم? جنَى إكليلَ الغار: عاد منتصرًا. 

غارة [مفرد]: هجوم على العدوّ من كلِّ جهة سواء بالجنود المقاتلين أو بالطائرات والدبَّابات أو نحو ذلك "إنذار بوقوع غارات جويَّة" ° شنّ غارة عليهم: هاجمهم- صبحناهم غارة: سقيناهم خيلاً مغيرة- غارة جوّيّة: هجوم تشنّه الطَّائرات المعادية على الأهداف المدنيّة والعسكريّة- غارة شعواء: متفرِّقة. 

غَوْر [مفرد]: ج أغوار (لغير المصدر) وغِيران (لغير المصدر):
1 - مصدر غارَ/ غارَ في.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غارَ/ غارَ في: عميق، بعيد، ذاهبٌ في الأرض ° أغوار النَّفس: أعماقها- بعيد الغور: عميق، داهية، متعمّق النظر- جاء بالغَوْر والمَوْر: بالماء والتراب- سبَر غورَ الأمر: خَبَره، تحرَّاه وتقصّاه- سبَر غوْره: تعرّف حقيقتَه وسرَّه- عرَف غَوْر المسألة: عرَف حقيقتَها- غَوْر الإناء/ غَوْر البحر: قَعْرُه، عُمقُه.
3 - كلُّ منخفض من الأرض، قعر كلّ شيء "انتقل من الجبل إلى الغور".
• حبْل سَبْر الغَوْر: ثقالة من رصاص تربط بحبل وتدلّى لمعرفة العمق ° يسبر الغَوْر: يقيس عمقَ المياه وخاصّة باستعمال خيط مُثَقَّل. 

غُور [مفرد]: غائر، عميق لا تناله الدِّلاء " {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غُورًا} [ق] ". 

مَغار [مفرد]: ج مغارات: اسم مكان من غارَ/ غارَ في: غارٌ، كهْف " {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} ". 

مَغارة [مفرد]: ج مغارات ومغاوِر:
1 - اسم مكان من غارَ/ غارَ في: مكان تُشنُّ عليه الغارات من كلِّ جانب "مستودع الغاز مغارة العدوّ الليلة- لا تصلح الأحياء السكنيّة مغاراتٍ لهجمات العدوّ".
2 - غارٌ، كهف "كان الإنسان القديم يسكن في المغارات- عثر على كنز في مغارة". 

مِغوار [مفرد]: ج مغاويرُ: صيغة مبالغة من غارَ/ غارَ في: كثير الغارات على أعدائه، مقاتل شجاع ° فرسٌ مغوار: سريع. 

مُغيريَّة [جمع]: فرقة من السَّبئيَّة ينتسبون إلى المغيرة بن سعيد العِجليّ. 
(غ ور)

غور كل شَيْء: قَعْره.

وغور تهَامَة: مَا بَين ذَات عرق وَالْبَحْر، وَهُوَ الْغَوْر.

وغار الْقَوْم غورا، وغؤورا، واغاروا، وغوروا، وتغوروا: اتوا الْغَوْر، قَالَ جرير:

يَا أم حزرة مَا رَأينَا مثلكُمْ ... فِي المنجدين وَلَا بغور الغائر

وَقَالَ الْأَعْشَى:

نَبِي يرى مَا لَا ترَوْنَ وَذكره ... اغار لعمري فِي الْبِلَاد وانجدا

وَقَالَ جميل:

وَأَنت امْرأ من نجد واهلناتهام وَمَا النجدي والمتغور

وغار فِي الشَّيْء غورا، وغؤورا، وغيارا، عَن سيبوبه: دخل.

واغار عينه، وَغَارَتْ عينه غؤورا وغورا، وغورت: دخلت فِي الرَّأْس.

وغار المَاء غورا وغؤورا وغور: ذهب فِي الأَرْض.

وَقَالَ اللحياني: غَار المَاء، وغور: ذهب فِي الْعُيُون.

وَمَاء غور: غائر، وصف بالمدر، وَفِي التَّنْزِيل: (إِن اصبح ماؤكم غورا) .

وَغَارَتْ الشَّمْس غيارا، وغؤورا، وغورت: غربت. وَكَذَلِكَ: الْقَمَر والنجوم.

والغار: كالكهف فِي الْجَبَل، وَقَالَ اللحياني: هُوَ شبه الْبَيْت فِيهِ.

وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ المنخفض فِي الْجَبَل.

وكل مطمئن من الأَرْض: غَار، قَالَ:

تؤم سِنَانًا وَكم دونه ... من الأَرْض محدودبا غارها والغار: الَّذِي يأوى ليه الْوَحْش. وَالْجمع من كل ذَلِك الْقَلِيل: أغوار، عَن ابْن جني، وَالْكثير: غيران.

والغور: كالغار فِي الْجَبَل.

والمغارة: كالغار. وَفِي التَّنْزِيل: (لَو يَجدونَ ملْجأ أَو مغارات أَو مدخلًا) وغار فِي الْغَار يغور غورا، وغؤورا: دخل.

والغار: مَا خلف الفراشة من أَعلَى الْفَم.

وَقيل: هُوَ الْأُخْدُود الَّذِي بَين اللحيين.

وَقيل: هُوَ دَاخل الْفَم.

والغاران: العظمان اللَّذَان فيهمَا العينان.

والغاران: فَم الْإِنْسَان وفرجه، قَالَ:

ألم أَن الدَّهْر يَوْمًا وَلَيْلَة ... وَأَن الْفَتى يسْعَى لغاريه دائبا

وَقيل: هما الْبَطن والفرج.

والغار: الْجمع الْكثير من النَّاس، وَمِنْه قَول الاحنف فِي انصراف الزبير: " وَمَا اصْنَع بِهِ إِن كَانَ جمع بَين غارين من النَّاس ثمَّ تَركهم وَذهب ".

والغار: ورق الْكَرم.

بِهِ فسر بَعضهم قَول الاخطل:

آلت إِلَى النّصْف من كلفاء أثأفها ... علج ولثمها بالجفن والغار والغار: شجر عِظَام، لَهُ ورق طوال، أطول من ورق الْخلاف، وَحمل اصغر من البندق اسود يقشر، لَهُ لب يَقع فِي الدَّوَاء، ورقه طيب الرّيح يَقع فِي الْعطر، يُقَال لثمره: الدهمشت، واحدته: غَارة.

والغار: الْغُبَار، عَن كرَاع.

واغار الرجل: عجل فِي الشَّيْء وَغَيره.

واغار فِي الأَرْض: ذهب.

وَالِاسْم: الْغَارة.

وَعدا الرجل غَارة الثَّعْلَب: أَي مثل عدوه، فَهُوَ مصدر كالصماء من قَوْلهم: اشْتَمَل الصماء.

وَالِاسْم: الغوير، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

بساق إِذا أولى العدى تبددوا ... يخْفض ريعان السعاة غويرها

واغار على الْقَوْم إغارة، وغارة: دفع عَلَيْهِم الْخَيل.

وَقيل: الإغارة: الْمصدر، والغارة: الِاسْم، وَهُوَ الصَّحِيح.

وتغاور الْقَوْم: اغار بَعضهم على بعض.

والغارة: الْجَمَاعَة من الْخَيل إِذا اغارت.

وَرجل مغوار بَين الغوار: كثير الغارات.

وَفرس مغوار: سريع، وَقَالَ اللحياني: فرس مغوار: شَدِيد الْعَدو، قَالَ طفيل:

عناجيج من آل الْوَجِيه وَلَا حق ... مغاوير فِيهَا للأريب معقب

واغار الْفرس: اشْتَدَّ عدوه فِي الْغَارة وَغَيرهَا.

والمغيرة، والمغيرة: الْخَيل الَّتِي تغير. وَقَالُوا اشرق ثبير كَيْمَا نغير: أَي تنفر وتدفع للحجارة.

وَقَالَ يَعْقُوب: الإغارة هُنَا: الدّفع أَي: تسرع للنحر وتدفع للحجارة.

واغار فلَان بني فلَان: جَاءَهُم لينصروه، وَقد تعدى بالى. وغارهم الله بِخَير يغورهم: أَصَابَهُم بخصب ومطر.

وغارهم يغورهم غورا: مارهم.

واستغور الله: سَأَلَهُ الْغيرَة، انشد ثَعْلَب:

فَلَا تعجلا واستغورا الله إِنَّه ... إِذا الله سنى عقد شَيْء تيسرا

ثمَّ فسره فَقَالَ: " استغورا " من الْميرَة، وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ: اسألوه الخصب إِذْ هُوَ مير الله خلقه.

وَالِاسْم: الْغيرَة، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن غَار هَذِه يائية وواوية.

والغائرة: نصف النَّهَار.

والغائرة: القائلة.

وغور الْقَوْم: دخلُوا فِي القائلة.

وغوروا: نزلُوا فِي القائلة، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف الْكلاب والثور:

وغورن فِي ظلّ الغضا وتركنه ... كقرم الهجان الادر المتشمس

وغوروا: سَارُوا فِي القائلة.

والتغوير: نوم ذَلِك الْوَقْت.

والإغارة: شدَّة الفتل.

وحبل مغار: مُحكم الفتل.

وَفرس مغار: شَدِيد المفاصل.

واستغار فِيهِ الشَّحْم: استطار.

واستغارت الجرحة: تورمت.

ومغيرة: اسْم.

وَقَول بَعضهم: مُغيرَة، فَلَيْسَ اتِّبَاعه لأجل حرف الْحلق كشعير وبعير، إِنَّمَا هُوَ من بَاب منتن. وَمن قَوْلهم: أَنا أخؤوك وأبنؤوك، والقرفصاء وَالسُّلْطَان، وَهُوَ منحدر من الْجَبَل.

والغار: مَوضِع بِالشَّام. والغورة، والغوير: مَاء لكَلْب فِي نَاحيَة السماوة، وإياه عنت الزباء الملكة بقولِهَا: عَسى الغوير أبؤسا، وَقد تقدم معنى عَسى هَاهُنَا فِي بَابه، قَالَ ثَعْلَب: أَتَى عمر بمنبوذ، فَقَالَ: عَسى الغوير أبؤسا، أَي: عَسى الرِّيبَة من قبلك، وَهَذَا لَا يوفق مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ.

غور: غَوْرُ كلِّ شيء: قَعْرُه. يقال: فلان بعيد الغَوْر. وفي الحديث:

أَنه سَمِع ناساً يذكرون القَدَرَ فقال: إنكم قد أُخذتم في شِعْبَين

بَعيدَي الغَوْرِ؛ غَوْرُ كل شيء: عُمْقه وبُعْده، أَي يَبْعُد أَن تدركوا

حقيقةَ علمه كالماء الغائرِ الذي لا يُقْدَر عليه؛ ومنه حديث الدعاء: ومن

أَبْعَدُ غَوْراً في الباطل مني. وغَوْرُ تهامةَ: ما بين ذات عرْق والبحرِ

وهو الغَوْرُ، وقيل: الغَوْرُ تهامةُ وما يلي اليمنَ. قال الأَصمعي: ما

بين ذات عرق إلى البحر غَوْرٌ وتهامة. وقال الباهلي: كل ما انحدر مسيله،

فهو غَوْرٌ.

وغارَ القومُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا:

أَتَوا الغَوْرَ؛ قال جرير:

يا أُمَّ حزْرة ، ما رأَينا مِثْلَكم

في المُنْجدِينَ ، ولا بِغَوْرِ الغائِرِ

وقال الأَعشى:

نَبيّ يَرَى ما لا تَرَون، وذِكْرُه

أَغارَ ، لَعَمْري ، في البلاد وأَنْجدا

وقيل: غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر. وقال الفراء: أَغارَ لغة

بمعنى غارَ، واحتج ببيت الأَعشى. قال محمد بن المكرم: وقد روي بيتَ

الأَعشى مخروم النصف:

غارَ ، لَعَمْرِي ، في البلاد وأَنْجَدا

وقال الجوهري: غارَ يَغُورُ غَوْراً أَي أَتى الغَور، فهو غائِرٌ. قال:

ولا يقال أَغارَ؛ وقد اختلف في معنى قوله:

أَغار، لعمرِي ، في البلاد وأَنجدا

فقال الأَصمعي: أَغارَ بمعنى أَسرع وأَنجد أَي ارتفع ولم يرد أَتى

الغَوْرَ ولا نَجْداً؛ قال: وليس عنده في إتيان الغَوْر إلا غارَ؛ وزعم الفراء

أَنها لغة واحتج بهذا البيت، قال: وناسٌ يقولون أَغارَ وأَنجد، فإِذا

أَفْرَدُوا قالوا: غارَ، كما قالوا: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، فإِذا

أَفردوا قالوا: أَمْرَأَنِي. ابن الأَعرابي: تقول ما أَدري أَغارَ فلانٌ أَم

مار؛ أَغارَ: أَتَى الغَوْرَ، ومارَ: أَتَى نجداً. وفي الحديث: أَنه

أَقطع بلالَ ابنَ الحرث مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها؛

قال ابن الأَثير: الغَورُ ما انخفض من الأَرض، والجَلْسُ ما ارتفع منها.

يقال: غارَ إذا أَتى الغَوْرَ، وأَغارَ أَيضاً، وهي لغة قليلة؛ وقال جميل:

وأَنتَ امرؤٌ من أَهل نَجْدٍ، وأَهْلُنا

تِهامٌ، وما النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ؟

والتَّغْوِيرُ: إتيان الغَوْر. يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنى.

الأَصمعي: غارَ الرجلُ يَغُورُ إذا سارَ في بلاد الغَورِ؛ هكذا قال الكسائي؛

وأَنشد بيت جرير أَيضاً:

في المنْجِدينَ ولا بِغَوْر الغائر

وغارَ في الشيء غَوْراً وغُؤوراً وغِياراً، عن سيبويه: دخل. ويقال: إنك

غُرْتَ في غير مَغارٍ؛ معناه طَلَبْتَ في غير مطْلَبٍ. ورجل بعيد

الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه. وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ

غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَتْ: دخلت في الرأْس، وغَارت تَغارُ لغة فيه؛ وقال

الأَحمر:

وسائلة بظَهْر الغَيْبِ عنّي:

أَغارَت عينُه أَم لم تَغارا؟

ويروى:

ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ:

أَغارت عينهُ أَمْ لم تَغارا؟

وغار الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ: ذهب في الأَرض وسَفَلَ فيها.

وقال اللحياني: غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذهب في العيون. وماءٌ غَوْرٌ: غائر،

وصف بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: قل أَرأَيتم إِنْ أَصبَحَ ماؤُكم

غَوْراً؛ سمي بالمصدر، كا يقال: ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودرهم ضَرْبٌ أَي

ضُرب ضرباً. وغارَت الشمسُ تَغُور غِياراً وغُؤوراً وغَوَّرت: غربت،

وكذلك القمر والنجوم؛ قال أَبو ذؤيب:

هل الدَّهْرُ إلا لَيْلةٌ ونَهارُها،

وإلا طلُوع الشمس ثم غِيارُها؟

والغارُ: مَغارةٌ في الجبل كالسَّرْب، وقيل: الغارُ كالكَهْف في الجبل،

والجمع الغِيرانُ؛ وقال اللحياني: هو شِبْهُ البيت فيه، وقال ثعلب: هو

المنخفض في الجبل. وكل مطمئن من الأَرض:غارٌ؛ قال:

تؤمُّ سِناناً، وكم دُونه

من الأَرض مُحْدَوْدِباً غارُها

والغَوْرُ: المطمئن من الأَرض. والغارُ: الجُحْرُ الذي يأْوي إليه

الوحشيّ، والجمع من كل ذلك، القليل: أَغوارٌ؛ عن ابن جني، والكثيرُ: غِيرانٌُ.

والغَوْرُ: كالغار في الجبل. والمَغارُ والمَغارةُ: كالغارِ؛ وفي

التنزيل العزيز: لويَجِدون مَلْجأً أَو مَغارات مُدَّخَلاً؛ وربما سَمَّوْا

مكانِسَ الظباء مَغاراً؛ قال بشر:

كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ عليها

كَوانِس ، قالصاً عنها المَغارُ

وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ. وغارَ في الأَرض يَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً:

دخل. والغارُ: ما خلف الفَراشة من أَعلى الفم، وقيل: هو الأُخدود الذي بين

اللَّحْيين، وقيل: هو داخل الفم، وقيل: غارُ الفم نِطْعا في الحنكين. ابن

سيده: الغارانِ العَظْمان اللذان فيهما العينان، والغارانِ فمُ الإِنسان

وفرجُه، وقيل: هما البطن والفرج؛ ومنه قيل: المرء يسعى لِغارَيْه؛ وقال:

أَلم تر أَنَّ الدهْرَ يومٌ وليلة،

وأَنَّ الفتَى يَسْعَىْ لِغارَيْهِ دائبا؟

والغارُ: الجماعة من الناس. ابن سيده: الغارُ الجمع الكثير من الناس،

وقيل: الجيش الكثير؛ يقال: الْتَقَى الغاران أَي الجيشان؛ ومنه قول

الأَحْنَفِ في انصراف الزبير عن وقعة الجمل: وما أَصْنَعُ به إن كان جَمَعَ بين

غارَيْنِ من الناس ثم تركهم وذهب؟ والغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ وبه فسر

بعضهم قول الأَخطل:

آلَتْ إلى النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها

عِلْجٌ، ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ

والغارُ: ضَرْبٌ من الشجر، وقيل: شجر عظام له ورق طوال أَطول من ورق

الخِلاف وحَمْلٌ أَصغر من البندق، أَسود يقشر له لب يقع في الدواء، ورقُه

طيب الريح يقع في العِطر، يقال لثمره الدهمشت، واحدته غارةٌ، ومنه دُهْنُ

الغارِ؛ قال عدي بن زيد:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها،

تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغارا

الليث: الغارُ نبات طيب الريح على الوُقود، ومنه السُّوس. والغار:

الغبار؛ عن كراع.

وأَغارَ الرجلُ: عَجِلَ في الشيء وغيّره. وأَغار في الأَرض: ذهب، والاسم

الغارة. وعَدَا الرجلُ غارةَ الثعلب أَي عَدْوِه فهو مصدر كالصَّماء، من

قولهم اشْتَملَ الصَّماءَ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

فَعَدِّ طِلابَها، وتَعَدَّ عنها

بِحَرْفٍ، قد تُغِيرُ إذا تَبُوعُ

والاسم الغَويِرُ ؛ قال ساعدة يبن جؤية:

بَساقٍ إذا أُولى العَديِّ تَبَدَّدُوا،

يُخَفِّضُ رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها

والغارُ: الخَيْل المُغِيرة؛ قال الكميت بن معروف:

ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارةً:

تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا

يقول: سقيناهم خَيْلاً مُغِيرة، ونصب تميم بن مر على أَنه بدل من غارة؛

قال ابن بري: ولا يصح أَن يكون بدلاً من آل نجران لفساد المعنى، إِذ

المعنى أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نجران بتميم بن مُرٍّ وبرماح أَصحابه، فأَهل

نجران هم المطعونون بالرماح، والطاعن لهم تميم وأًصحابه، فلو جعلته بدلاً من

آل نَجْران لا نقلب المعنى فثبت أَنها بدل من غارة. وأَغار على القوم

إِغارَةً وغارَةً: دفع عليهم الخيل، وقيل: الإِغاة المصدر والغارة الاسم من

الإِغارة على العدوّ؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح. وتغاوَرَ القوم: أَغار

بعضهم على بعض. وغاوَرَهم مُغاورة، وأَغار على العدوّ يُغير إِغارة

ومُغاراً.

وفي الحديث: مَنْ دخل إلى طعامٍ لم يُدْعَ إِليه دَخل سارقاً وخرج

مُغيراً؛ المُغير اسم فاعل من أَغار يُغير إِذا نَهَب، شبَّه دُخوله عليهم

بدُخول السارق وخروجَه بمَن أَغارَ على قوم ونَهَبَهُم.وفي حديث قيس بن

عاصم: كنت أُغاوِرُهم في الجاهلية أَي أُغِير عليهم ويُغِيرُون عليّ،

والمُغاورَة مُفاعلة؛ وفي قول عمرو بن مرة:

وبيض تَلالا في أَكُفِّ المَغاوِرِ

المَغاوِرُ، بفتح الميم: جمعُ مُغاوِر بالضم، أَو جمع مِغْوار بحذف

الأَلف أَو حذْفِ الياء من المَغاوِير. والمِغْوارُ: المبالِغُ في الغارة.

وفي حديث سهل، رضي الله عنه: بَعثَنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في

غَزارةٍ فلما بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِي، قال ابن الأَثير:

المُغارُ، بالضم، موضع الغارةِ كالمُقامِ موضع الإِقامة، وهي الإِغارةُ نفسها

أَيضاً. وفي حديث عليّ: قال يومَ الجمل: مل ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بين

هذين الغارَيْنِ؟ أَي الجَيّشين؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه أَبو موسى في

الغين والواو؛ وذكره الهروي في الغين والياء، وذكر حديث الأَحْنَف

وقولهفي الزبير، رضي الله عنه، قال: والجوهري ذكره في الواو، قال: والواوُ

والياءُ متقاربان في الانقلاب؛ ومنه حديث فِتْنة الأَزْدِ: ليَجْمعا بين هذين

الغارَيْن. والغَارَةُ: الجماعة من الخيل إِذا أَغارَتْ. ورجلِ مغْوار

بيّن الغِوار: مقاتل كثير الغاراتِ على أَعدائِه، ومٌغاورٌ كذلك؛ وقومٌ

مَغاوِيرُ وخيل مغيرةٌ. وفرسٌ مِغْوارٌ: سريع؛ وقال اللحياني: فرسٌ

مِعْوارٌ شديد العَدْوِ؛ قال طفيل:

عَناجِيج من آل الوَجِيه، ولاحِقٍ،

مَغاويرُ فيها للأَريب مُعَقَّبُ

الليث: فرس مُغارٌ شديد المفاصل. قال الأَزهري: معناه شدَّة الأَسْر

كأَنه فَتِل فَتْلاً. الجوهري: أَغارَ أَي شدَّ العَدْوَ وأَسرع. وأَغارَ

الفرسُ إِغارةً وغارةً: اشْتدّ عَدْوُه وأَسرع في الغارةِ وغيرها،

والمُغِيرة والمِغىرة: الخيل التي تُغِير. وقالوا في حديث الحج: أَشْرِقْ ثَبِير

كَيْما نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع للنحر وندفع للحجارة؛ وقال يعقوب:

الإِغارةُ هنا الدفع أَي ندفع للنفر، وقيل: أَرادَ نُغِير على لُحوم

الأَضاحي، من الإِغارة: النهبِ، وقيل: نَدْخل في الغَوْرِ، وهو المنخفض من

الأَرض على لغة من قال أَغارَ إِذا أَتى الغَوْرَ؛ ومنه قولهم: أَغارَ

إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع ودفع في عَدْوِه. ويقال للخيل المُغِيرة: غارةٌ.

وكانت العرب تقول للخيل إذا شُنَّت على حيٍّ نازلين: فِيحِي فَياحِ أَي

اتَّسِعي وتفرّقي أَيتُها الخيل بالحيّ، ثم قيل للنهب غارة، وأَصلها

الخيل المُغيرة؛ وقال امرؤ القيس:

وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل

والسِّرحان: الذئب، وغارتهُ: شدَّةُ عَدْوِه. وفي التنزيل العزيز:

فالمُغيرات صُبْحاً. وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إذا أَعطاه الدّية؛

رواه ابن السكيت في باب الواو والياء. وأَغارَ فلانٌ بني فلان: جاءهم

لينصروه، وقد تُعَدَّى وقد تُعَدَّى بإلى. وغارَهُ بخير يَغُورُه ويَغِيرُه

أَي نفعه. ويقال: اللهم غُِرْنا منك بغيث وبخير أَي أَغِثّنا به. وغارَهم

الله بخير يَغُورُهم ويَغِيرُهم: أَصابهم بِخصْب ومطر وسقاهم. وغارَهم

يَغُورُهم غَوْراً ويَغِيرُهم: مارَهُم.

واسْتَغْوَرَ اللهَ: سأَله الغِيرةَ؛ أَنشد ثعلب:

فلا تَعْجلا، واسْتَغْوِرا اللهَ، إِنّه

إذا الله سَنَّى عقْد شيء تَيَسَّرا

ثم فسّره فقال: اسْتَغْوِرا من الميرَةِ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن

معناه اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هو مَيْرُ الله خَلْقه هذه يائية واوية. وغار

النهار أَي اشتدّ حرّه.

والتَّغْوِير: القَيْلولة. يقال: غوِّروا أَي انزلوا للقائلة. والغائرة:

نصف النهار. والغائرة: القائلة. وغَوَّر القوم تَغْويراً: دخلوا في

القائلة. وقالوا: وغَوَّروا نزلوا في القائلة؛ قال امرؤ القيس يصف الكلاب

والثور:

وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغضا، وتَرَكْنَه

كقَرْم الهِجان القادِرِ المُتَشَمِّس

وغَوَّروا: ساروا في القائلة. والتغوير: نوم ذلك الوقت. ويقال: غَوِّروا

بنا فقد أَرْمَضْتُمونا أَي انزلوا وقت الهاجرة حتى تَبْرُد ثم

تَرَوّحوا. وقال ابن شميل: التغوير أَن يسير الراكب إلى الزّوال ثم ينزل. ابن

الأَعرابي: المُغَوِّر النازل نصف النهار هُنَيْهة ثم يرحل. ابن بزرج:

غَوَّر النهار إذا زالت الشمس. وفي حديث السائب: لما ورد على عمر، رضي الله

عنه، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قال: وَيْحَك ما وراءك؟ فوالله ما بِتُّ هذه الليلة

إلا تَغْوِيراً؛ يريد النومة القليلة التي تكون عند القائلة. يقال:

غَوَّر القوم إذا قالوا، ومن رواه تَغْرِيراً جعله من الغِرار، وهو النوم

القليل. ومنه حديث الإفْك: فأَتينا الجيش مُغَوِّرِين؛ قال ابن الأَثير:

هكذا جاء في روايةٍ، أَي وقد نزلوا للقائلة. وقال الليث: التَّغْوِير يكون

نُزولاً للقائلة ويكون سيراً في ذلك الوقت؛ والحجةُ للنزول قولُ الراعي:

ونحْن إلى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ،

يَقِسْنَ على الحَصى نُطَفاً لقينا

وقال ذو الرمة في التَّغْوير فجعله سيراً:

بَرَاهُنَّ تَغْوِيري، إذا الآلُ أَرْفَلَتْ

به الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ

ورواه أَبو عمرو: أَرْقَلَت، ومعناه حركت. وأَرفلَت: بلغت به الشمس

أَوساط الحَزْوَراتِ؛ وقول ذي الرمة:

نزلنا وقد غَارَ النهارُ ، وأَوْقَدَتْ،

علينا حصى المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها

أَي من قربها كأَنك تنالها. ابن الأَعرابي: الغَوْرَة هي الشمس. وقالت

امرأَة من العرب لبنت لها: هي تشفيني من الصَّوْرَة، وتسترني من الغَوْرة؛

والصَّوْرة: الحكة. الليث: يقال غارَتِ الشمس غِياراً؛وأَنشد: فلمَّا

أَجَنَّ الشَّمْسَ عنيّ غيارُها والإِغارَة: شدة الفَتْل. وحبل مُغارٌ:

محكم الفَتْل، وشديد الغَارَةِ أَي شديد الفتل. وأَغَرْتُ الحبلَ أَي

فتلته، فهو مُغارٌ؛ أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مصدر حقيقي، والغَارَة اسم يقوم

المصدر؛ ومثله أَغَرْتُ الشيء إِغارَةً وغارَة وأَطعت الله إِطاعةً

وطاعةً. وفرس مُغارٌ: شديد المفاصل. واسْتَغار فيه الشَّحْم: استطار وسمن.

واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تورَّمت؛ وأَنشد للراعي:

رَعَتْهُ أَشهراً وحَلا عليها،

فطارَ النِّيُّ فيها واسْتَغارا ويروى: فسار النِّيُّ فيها أَي ارتفع،

واستغار أَي هبط؛ وهذا كما يقال:

تَصَوَّبَ الحسنُ عليها وارْتَقَى

قال الأَزهري: معنى اسْتَغار في بيت الراعي هذا أَي اشتد وصَلُب، يعني

شحم الناقة ولحمها إذا اكْتَنَز، كما يَسْتَغير الحبلُ إذا أُغِيرَ أَي

شدَّ فتله. وقال بعضهم: اسْتَغارُ شحم البعير إِذا دخل جوفه ،قال: والقول

الأَول. الجوهري: اسْتغار أي سمن ودخل فيه الشحمُ.

ومُغِيرة: اسم. وقول بعضهم: مِغِيرَةُ، فليس اتباعُه لأَجل حرف الحلق

كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ؛ إِنما هو من باب مِنْتِن، ومن قولهم: أَنا أُخْؤُوك

وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وهو مُنْحُدُر من الجبل.

والمغيرية: صنف من السبائية نسبوا إلى مغيرة بن سعيد مولى بجيلة.

والغار: لغة في الغَيْرَة؛ وقال أَبو ذؤيب يشّبه غَلَيان القدور بصخب

الضرائر:لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها

ضَرائر حِرْميٍّ، تَفَاحشَ غارُها

قوله لهن، هو ضمير قُدورٍ قد تقدم ذكرها. ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج

باللحم. وحِرْميّ: يعني من أَهل الحَرَم؛ شبّه غليان القُدُور وارتفاعَ

صوتها باصْطِخاب الضرائر، وإنما نسبهنّ إلى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول

من اتخذ الضرائر. وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تزوّج عليها؛ حكاه أَبو عبيد

عن الأصمعي. ويقال: فلان شديد الغَارِ على أَهله، من الغَيْرَة. ويقال:

أَغار الحبْلَ إغارة وغارَة إذا شدَّ فَتْله. والغارُ موضع بالشام،

والغَوْرة والغوَيْر: ماء لكلب في ناحية السَّماوَة مَعْروف. وقال ثعلب: أُتِيَ

عمر بمَنْبُوذٍ؛ فقال:

عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا

أَي عسى الريبة من قَبَلِكَ، قال: وهذا لا يوافق مذهب سيبويه. قال

الأَزهري: وذلك أَن عمر اتَّهَمَه أَن يكون صاحب المَنْبوذ حتى أَثْنَى على

الرجُل عَرِيفُهُ خيراً، فقال عمر حينئذٍ: هو حُرٌّ وَوَلاؤه لك. وقال

أَبو عبيد: كأَنه أَراد عسى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُساً ؤأَن يأْتي

بأَبؤُس؛ قال الكميت:

قالوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لهم:

عسى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ

وقيل: إِن الغُوَير تصغير غارٍ. وفي المثل: عسى الغُوَيْر أَبؤُسا؛ قال

الأَصمعي: وأَصله أَنه كان غارٌ فيه ناس فانهارَ أَو أَتاهم فيه عدوّ

فقتلوهم فيه، فصار مثلاً لكل شيءٍ يُخاف أَن يأْتي منه شرّ ثم صغَّر الغارُ

فقيل غُوَير؛ قال أَبو عبيد: وأَخبرني الكلبي بغير هذا، زعم أَن

الغُوَيْر ماء لكلب معروف بناحية السَّماوَة، وهذا المثل إِنما تكلَّمت به

الزِّباء لما وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إلى العِراق ليَحْمل لها

من بَزِّه، وكان قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال

صناديقَ فيها الرجالُ والسلاح، ثم عدَل عن الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب

بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج، وأَخذ على الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ

وقالت: عسى الغُوَيْر أَبؤُسا، جمع بأُس، أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس

والشرِّ، ومعنى عسى ههنا مذكور في موضعه. وقال ابن الأَثير في المَنْبُوذ

الذي قال له عمر: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، قال: هذا مثَل قديم يقال عند

التُّهَمة، والغُوَيْر تصغير غار، ومعنى المثَل: ربما جاء الشرّ من مَعْدن

الخير، وأَراد عمر بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وادّعيته لَقِيطاً،

فشهد له جماعة بالسَّتْر فتركه. وفي حديث يحيى بن زكريا، عليهما السلام:

فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب؛ الغِيران جمع غارٍ وهو

الكَهْف، وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين. وأَما ما ورد في حديث عمر، رضي الله

عنه: أَههنا غُرْت، فمعناه إِلى هذا ذهبت، واللَّه أَعلم.

غور
. {الغَوْرُ، بالفَتْح: القَعْرُ من كلِّ شيْءٍ وعُمْقُه وبُعدُه. ورَجُلٌ بَعيدُ الغَوْرِ: أَي قَعِيرُ الرَّأْيِ جَيِّدُه.
وَفِي الحَدِيث أَنّه سَمع نَاسا يَذْكُرُون فِي القَدَر فَقَالَ: إِنَّكُمْ قد أَخَذْتُم فِي شِعْبَيْن بَعِيدَيِ الغَوْرِ، أَي يَبْعُدُ أَنْ تُدْرِكُوا حَقيقةَ عِلْمِه، كالمَاءِ} الغائرِ الَّذِي لَا يُقْدَر عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيثُ: ومَنْ أَبْعَدُ {غَوْراً فِي الباطِلِ مِنّي} كالغَوْرَي، كسَكْرَى، وَمِنْه حَدِيثُ طَهْفَةَ بنِ أَبي زُهَيْر النَّهْدِيّ، رَضِي الله عَنهُ: أَتَيْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ {غَوْرَى تِهامَةَ بأَكْوارِ المَيْسِ، تَرْتَمِي بِنَا العيِسُ. وغَوْرُ تِهَامَةَ: مَا بَيْنَ ذاتِ عِرْق مَنْزلٍ لحاجِّ العِرَاق وَهُوَ الحَدُّ بَين نَجْد وتِهَامَةً إِلى البَحْرِ، وَقيل: الغَوْرُ: تِهَامَةُ وَمَا يَلِي اليَمَنَ. وقالَ الأَصمعيُّ: مَا بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى البَحْرِ} غَوْرُ تِهَامَةَ. وَقَالَ الباهِلِيُّ: كُلُّ مَا انْحَدَر مَسِيلُه مُغَرِّباً عَن تِهَامَةَ فَهُوَ غَوْر. (و) {الغَوْرُ: ع مُنْخَفِضٌ بَين القُدْسِ وحَوْرَانَ، مَسيرَةَ ثَلاثَةِ أَيّام فِي عَرْضِ فَرْسَخَيْن وَفِيه الكَثيبُ الأَحْمَرُ الَّذِي دُفنَ فِي سَفْحِه سيّدنا مُوسَى الكَلِيمُ، عَلَيْهِ وعَلى نَبِيّنا أَفْضَلُ الصَّلاة والتَّسْلِيم، وَقد تَشَرَّفْتُ بِزيارَته. والغَوْر: ع بدِيارِ بني سُلَيم.
والغَوْرُ: أَيضاً ماءٌ لِبَنِي العَدَوِيّة. (و) } الغَوْرُ: إِتْيَانُ {الغَوْرِ،} كالغُؤُورِ، كقُعُودٍ {والإِغَارَةِ} والتَّغْويرِ والتَّغَوُرِ يُقَال: {غارَ القَوْمُ} غَوْراً {وغُؤُوراً،} وأَغارُوا، {وغَوَّرُوا،} وتَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ، قَالَ جَرِيرٌ:
(يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنا مِثْلَكُمْ ... فِي المُنْجِدِينَ وَلَا {بِغَوْرِ} الغَائرِ)
وَقَالَ الأَعْشَى:
(نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وذِكْرُهُ ... أَغارَ لَعَمْرِي فِي البِلادِ وأَنْجَدَا)
وقِيلَ: {غارُوا} وأَغارُوا: أَخَذُوا نَحْوَ الغَوْرِ. قَالَ الفَرّاءُ: أَغارَ: لُغَةٌ فِي غَارَ. واحتجَّ بِبَيْتِ الأَعْشَى. قَالَ صاحبُ اللِّسَان: وَقد رُوِىَ بَيْتُ الأَعْشَى مَخْرُومَ النِّصف: غارَ لَعْمرِي فِي البِلادِ وأَنْجَدَا. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: {غَارَ} يَغُورُ {غَوْراً، أَيْ أَتَى} الغَوْرَ، فَهُوَ! غائرٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ: {أَغارَ. وَقد اخْتُلفَ فِي مَعْنَى قولِه: أَغارَ لَعَمْري فِي البِلاد وأَنْجَدَا. فَقَالَ الأصمعيّ: أَغارَ، بمعْنَى أَسْرَعَ، وأَنْجَدَ، أَي ارْتَفَعَ، وَلم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ وَلَا نَجْداً. قَالَ: ولَيْس عِنْده فِي إِتْيَان} الغَوْر إِلاّ {غارَ.
وزَعَمَ الفَرّاءُ أَنَّهَا لُغَةٌ، واحتجّ بِهَذَا البَيْت. انْتهى. قُلْتُ: وَقَالَ ابنُ القَطَّاع فِي التَّهْذِيب: ورَوَى الأَصمعيّ:} أَغَارَ لَعَمْرِي فِي الْبِلَاد وأَنْجَدَا. وَقَالَ لَو ثَبَتَت الرِّوَايَةُ الأُولَى لَكَانَ أَغار هَا هُنَا بِمَعْنى أَسْرَع، وأَنْجَدَ ارْتَفع، وَلم يُرِدْ أَتَى {الغَوْرَ ونَجْداً. وَلَيْسَ يَجُوز عِنْد فِي إِتْيَان} الغَوْر إِلاّ)
غارَ. انْتهى. قُلْتُ: وناسٌ يَقُولُونَ: {أَغارَ وأَنْجَدَ، فإِذَا أَفْرَدُوا قَالُوا: غارَ، كَمَا قالُوا، هَنَأَني الطَّعَامُ ومَرَأَنِي فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا: أَمْرَأَني. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: تَقول: مَا أَدْرِي: أَغارَ فلانٌ أَم مارَ. أَغَارَ: أَتَى الغَوْر. ومارَ: أَتَى نَجْداً. وَقَالَ ابنُ الأَثير: يُقَال:} غارَ: إِذا أَتى الغَوْر، {وأَغارَ أَيضاً، وَهِي لغةٌ قَليلَة. والتَّغْوِيرُ: إِتْيَانُ الغَوْرِ. يُقَالُ:} غَوَّرْنا {وغُرْنَا، بِمَعْنى. والغَوْرُ، أَيضاً: الدُّخُول فِي الشَّيْءِ،} كالغُؤُور، كقُعُود، والغِيَار، ككِتَاب الأَخِيرَةُ عَن سيبَوَيْه. ويُقَال: إِنَّك {غُرْتَ فِي غَيرِ} مَغَارٍ، أَي دَخَلْتَ فِي غيرِ مَدْخَل. والغَوْرُ، أَيضاً: ذَهابُ الماءِ فِي الأَرض، {كالتَّغْوير، يُقَال: غارَ الماءُ} غَوْراً {وغُؤوراً} وغَوَّرَ: ذَهَبَ فِي الأَرْض وسَفَلَ فِيهَا. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: غاضَ. واقْتَصَرَ على المَصْدَر الأَوّل. وَقَالَ اللَّحْيَانِيُّ: {غارَ الماءُ} وغَوَّرَ: ذَهَبَ فِي العُيُون. (و) {الغَوْرُ: الماءُ} الغائرُ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ! غَوْراً. سَمّاه بالمَصْدَر، كَمَا يُقَال: ماءٌ سَكْبٌ، وأُذُنٌ حَشْرٌ، ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ. والغَوْرُ المُطْمَئِنّ من الأَرْض، وَمثل الكَهف فِي الجَبَل كالسَّرَبِ، {كالمَغَارَة،} والمَغَارِ، ويُضَمّان، {والغَارِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأَ أَو} مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً. {وغَارَتِ الشمسُ} تَغُورُ {غِيَاراً، بالكَسر،} وغُؤوراً، بالضَّمّ، {وغَوَّرَتْ: غابَتْ، وَكَذَلِكَ القَمَرُ والنُّجُومُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
(هَلِ الدَّهْرُ إِلاّ لَيْلَةٌ ونَهَارُهَا ... وإِلاَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ} غِيَارُهَا)
أَو {الغارُ: كالبَيْتِ فِي الجَبَل، قَالَه اللَّحْيَانيّ، أَو المُنْخَفِضُ فِيهِ، قَالَه ثَعْلَب، أَو كُلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْض} غارٌ، قَالَ الشاعِر:
(تَؤُمُّ سِنَاناً وكَمْ دُونَهُ ... من الأَرْضِ مُحْدَوْدِباً {غَارُهَا)
أَو هُوَ الجُحْرُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْه الوَحْشيُّ، ج، أَي الجَمْعُ من كلِّ ذَلِك، القَلِيلُ} أَغْوَارٌ، عَن ابنِ جِنِّى والكثيرُ {غيرَانٌ. وتصغير} الغارِ {غُوَيْرٌ. والغارُ: مَا خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ، أَو الأُخْدُودُ الَّذِي بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ، أَو هُوَ داخِلُ الفمِ وَقيل: غارُ الفَمِ: نِطْعاهُ فِي الحَنْكَيْن. والغارُ: الجَمَاعَةُ من الناسِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الجَمْعُ الكَثِيرُ من النّاس. والغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ، وَبِه فَسَرَّ بَعضُهُم قَوْلَ الأَخْطَل:
(آلَتْ إِلى النِّصْفِ من كَلْفَاءَ أَثْأَفَها ... عِلْجٌ ولَثَّمهَا بالجَفْنِ} والغَارِ)
والغَارُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر. وَقيل: شَجَرٌ عِظَامٌ لَهُ وَرَقٌ طِوَالٌ، أَطْوَلُ من وَرَق الخِلافِ، وحَمْلٌ أَصْغَرُ من الُبْنُدق، أضسْوَدُ القِشْرِ، لَهُ لُبٌّ يَقَع فِي الدَّواءِ، ووَرَقُه طَيِّبُ الرِّيح يَقع فِي)
العِطْرِ، يُقَال لِثَمَرِه الدَّهْمَشْت، واحِدَتُه {غَارَةٌ، وَمِنْه دُهْن الغَارِ، قَالَ عَدِيُّ بن زَيْد:
(رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها ... تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ} والغَارَا)
والغَارُ: الغُبَارُ، عَن كُرَاع. والغَارُ: بنُ جَبَلَةَ المُحَدِّث، هَكَذَا ضَبَطَه البُخَاريّ، وَقَالَ حَدِيثُه مُنْكَرٌ فِي طَلاقِ المُكْرَهِ. أَو هُوَ بالزّايِ الْمُعْجَمَة، وَهُوَ قولُ غَيْرِ البخاريّ قلتُ: رَوَى عَنهُ يَحْيَى الوُحَاظِيُّ وجماعَةٌ، وضَبَطَهُ الذَّهَبِيّ فِي الدِّيوَان، فَقَالَ: غازِي بنُ جَبَلَةَ، بزاي وياءٍ، وَفِيه: وَقَالَ البُخَارِيّ: الغارُ براءٍ. والغَارُ: مِكْيَالٌ لأَهْلِ نَسَفَ، وَهُوَ مائَةُ قَفيزٍ، نَقله الصاغانيّ.
والغارُ: الجَيْشُ الْكثير، يُقَال: الْتَقَى {الغَارَانِ، أَي الجَيْشَانِ. وَمِنْه قولُ الأَحْنَفِ فِي انْصِراف الزُّبَيْرِ عَن وقَعْةِ الجَمَلَ: وَمَا أَصْنَعُ بِهِ أَنْ كَانَ جَمَعَ بَيْنَ} غَارَيْنِ من الناسِ ثمّ تَرَكَهُمْ وذَهَبَ.
والغَارُ: لُغَةٌ فِي {الغِيرَة، بِالكسر، يُقَال: فلانٌ شَديدُ الغارِ على أَهْله، أَي} الغَيْرَة. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: غَارَ الرَّجُلُ على أَهله {يَغَارُ} غَيْرَةً {وغاراً. وَقَالَ أَبو ذُؤَيْب، يُشَبِّه غَلَيَانَ القِدْرِ بصَخَبِ الضَّرائر:
(لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّهَا ... ضَرَائِرُ حِرْمِىٍّ تَفاحَشَ} غارُهَا)
{والغَارَانِ: الفَمُ والفَرْجُ، وقِيل: هُمَا البَطْنُ والفَرْجُ، وَمِنْه قِيلَ: المَرْءُ يَسْعَى} لِغَارَيْهِ، وَهُوَ مَجازٌ.
قَالَ الشَّاعرُ:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ ولَيْلَةٌ ... وأَنَّ الفَتَى يَسْعَى لِغَارَيْهِ دائِبَا)
قَالَ الصاغانيّ: هَكَذَا وَقَعَ فِي المُجْمَلِ والإِصلاحِ، وتَبِعَهُم الجوهَريُّ، والرِّوايَة عانِيا والقافية يائيه والشّعْرُ لزُهَيْرِ بنِ جَنابٍ الكَلْبِيّ. وقالَ ابنُ سِيدَه: {الغَارَانِ: العَظْمَان اللَّذَانِ فِيهما العَيْنَانِ.
وأَغَارَ الرَّجُلُ: عَجَّلَ فِي المَشْيِ وأَسْرَعَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ، وَبِه فسّر بَيت الأَعْشَى السَّابِق.
وأَغارَ: شَدَّ الفَتْلَ، وَمِنْه: حَبْلٌ مُغَارٌ: مُحْكَمُ الفَتْلِ، وشديدُ الغَارَةِ، أَي شَدِيدُ الفَتْلِ. وأَغَارَ: ذَهَبَ فِي الأَرْضِ، والاسمُ الغَارَة. وأَغارَ على القَوْم} غارَةً {وإِغارَةً. دَفَعَ عَلَيْهِم الخَيْلَ، وقِيل:} الإِغَارَةُ المَصْدَرُ، {والغَارَةُ الاسْمُ من الإِغَارَةِ على العَدُوّ. قَالَ ابنُ سيدَه: وَهُوَ الصَّحِيح. وأَغارَ على العَدُوِّ} يُغِيرُ {إِغارَةً} ومُغَاراً، {كاسْتَغارَ. وأَغارَ الفَرَسُ} إِغَارَةً {وغَارَةً: اشْتَدَّ عَدْوُهُ وأَسْرَعَ فِي} الغَارَةِ وغَيْرِهَا، وفَرَسٌ مُغَارٌ: يُسْرِعُ العَدْوَ. وغَارَتُه: شِدَّةُ عَدْوِه. وَمِنْه قولُه تعالَى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً. قلتُ: ويُمْكِن أَن يُفَسَّرَ بِهِ قَوْلُ الطِّرِمّاح السابقُ: أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ} المُغَارُ. وأَغارَ فُلانٌ بِبَنِي فُلانٍ: جاءَهُمْ ليَنْصُرُوهُ ويُغِيثُوهُ، وَقد يُعَدَّى بإِلَى، فيُقَال: جاءَهُم ليَنْصُرَهُمْ أَو) لِيَنْصُروه، قَالَ ابنُ القَطّاع. ويُقَالُ: {أَغارَ} إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ، إِذا أَسْرَع ودَفَعَ فِي عَدْوِه. وَمِنْه قَوْلُهُم فِي حَدِيثِ الحَجّ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع إِلى النَّحْرِ ونَدْفَع للحِجَارَة. وَقَالَ يَعْقُوبُ: {الإِغَارَةُ هُنَا: الدَّفْع، أَي نَدْفَعُ للنَّفْرِ. وَقيل: أَرادَ: نُغِيرُ على لُحُومِ الأَضاحي، من الإِغارَة: النَّهْب. وقيلَ: نَدْخُلُ فِي الغَوْرِ، وَهُوَ المُنْخَفِض من الأَرض، على لُغَةِ من قَالَ: أَغَارَ، إِذا أَتَى الغَوْرَ. ورجلٌ} مِغْوارٌ، بَيِّن {الغِوَارِ، بكَسْرِهمَا: مُقَاتِلٌ كَثِيرُ} الغارَاتِ، وَكَذَلِكَ {المُغَاوِرِ.
وغَارَهُم الله تَعَالَى} يَغُورُهُم {ويَغِيرُهُم} غِياراً: مَارَهم، وبخَيْرٍ: أَصَابَهُم بخصْب ومَطَرٍ وسَقَاهُم، وبرِزْق: أَتاهُم. {وغَارَهُمْ أَيضاً: نَفَعَهُم قَالَه ابنُ القَطَّاع. والاسْمُ الغِيرَة بالكَسْرِ، يائيّة وواويّة، وسُيذْكر فِي الياءِ أَيضاً، وَهُوَ مَجازٌ. وغارَ النَّهَارُ: اشْتَدَّ حَرُّه. وَمِنْه:} الغائرَةُ، قَالَ ذُو الرُّمِّة:
(نَزَلْنا وَقد غارَ النَّهَارُ وأَوْقَدَتْ ... عَلَيْنا حَصَى المَعْزاءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا)
وَمن المَجَاز: {اسْتَغْوَرَ الله تعالَى، أَي سَأَلَهُ} الغِيرَةَ، بالكَسْر، أَنشد ثَعْلَب:
(فَلَا تَعْجَلاَ {واسْتَغْوِرَا الله إِنّه ... إِذَا الله سَنَّى عَقْدَ شَيْءٍ تَيَسَّرَا)
ثمَّ فَسَّره فَقَالَ:} اسْتَغْوِرَا، من {الغِيرَة، وَهِي المِيرَة. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ مَعْنَاهُ اسْأَلُوه الخِصْبَ. وَقد} غارَ لَهُمْ {غياراً: مارَهُم ونَفَعُهم، وَكَذَا غارَهُم غِيَاراً. وَيُقَال: ذَهَبَ فلانٌ يَغِيرُ أضهْلَه، أَي يَمِيرُهُم، وَمن ذَلِك قولُهم: اللهُمَّ غرْنَا، بكَسْرِ الغَيْنِ وضَمّها من} يَغُور ويَغِيرُ، بَغِيث. وَكَذَا بخَيْر ومَطَرٍ: أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه واسْقِنا بِهِ، وسُيذْكَر فِي الياءِ أَيضاً. {والغَائرَةُ: القَائلَةُ.} والغائِرَةُ: نِصْفُ النَّهَار، من قَوْلهم: غارَ النَّهارُ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّه. {والتَّغْويرُ: القَيْلُولَةُ.
و (} غَوَّرَ {تَغْوِيراً: دَخَلَ فِيهِ، أَي نِصْف النَّهَارِ. ويُقال أَيضاً:} غَوَّرَ {تَغْوِيراً، إِذا نَزَلَ فِيه للقائِلَة.
وَمن سَجَعَات الأَساس:} غَوَّرُوا ساعَةً ثُمّ ثَوَّرُوا. قَالَ جَرِيرٌ:
(أَنَخْنَ {لتَغْوِير وقدْ وَقَدَ الحَصَى ... وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوقَ الجَمَاجمِ)
وغَار نَجْمُك} غِيَاراً {وتَغَوَّرَ. قَالَ لَبِيد:
(سَرَيْتُ بِهم حَتَّى} تَغَوَّرَ نَجمُهمْ ... وقالَ النَّعُوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فاذْهَبِ)
وَقَالَ امْرُؤ القَيْسِ يَصف الكلابَ والثَّور.
(وغَوَّرْنَ فِي ظِلِّ الغَضَا وتَرَكْنَه ... كقَرْمِ الهجَانِ الفادِرِ المُتَشَمِّسِ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: {المُغَوِّر: النازلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهَةً ثمّ يَرْحَلُ. ويُقَال أَيضاً:} غَوَّر {تَغْويراً، إِذا نامَ فِيهِ، أَي نِصْف النّهَار،} كغارَ، وَمِنْه حديثُ السَّائِب، لمّا وَرَد على عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ) بَفَتْح نَهاوَنْدَ، قَالَ: وَيْحَك: مَا وَرَاءَك: فواللهِ مَا بتُّ هَذِه اللَّيْلَةَ إِلاَّ تَغْويراً يُريدُ النَّوْمَةَ القَلِيلَةَ الَّتِي تكون عِنْد القائِلَةِ. ومَنْ رَواه تَغْوِيراً جَعَلَه من الغِرَار، وَهُوَ النَّوْمُ القَلِيلُ. ويُقَال أَيضاً: {غَوَّر} تَغْوِيراً: سارَ فِيهِ، قَالَ ابنُ شُمَيْل: {التَّغْويرُ: أَنْ يَسِيرَ الراكِبُ إِلى الزَّوَال ثمَّ يَنْزل. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّغْوِيرُ: يكُونُ نُزُولاً لِلْقَائِلَةِ، ويكونُ سَيْراً فِي ذَلِك الوَقْتِ، والحُجّةُ للنُّزُولِ قَولُ الرّاعِي:
(ونَحْنُ إِلى دثفُوفِ} مُغَوِّراتٍ ... تَقِيسُ عَلَى الحَصَى نُطَفاً بَقِينَا) وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي {التَّغْوير، فجَعَلَه سَيْراً:
(بَرَاهُنَّ} - تَغْوِيرِي إِذا الآلُ أَرْفَلَتْ ... بِهِ الشَّمْسُ أُزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ)
ورَواهُ أَبو عَمْرو: أَرْقَلَت، أَي حَرَّكَتْ. وفَرَسٌ {مُغَارٌ: شَديدُ المَفَاصِلِ.} واسْتَغَارَ الشَّحْمُ فِيه، أَي فِي الفَرَسِ: اسْتَطارَ وسَمِنَ وَفِي كَلام المصنّف نَظَرٌ، إِذْ لم يَذْكُر آنِفاً الفرسَ حتّى يَرْجِعَ إِليه الضَّمِير كَمَا تَراه، وأَحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُ الجوهريّ: اسْتَغارَ أَي سَمِنَ ودَخَلَ فِيهِ الشَّحْمُ، وَهُوَ تفسيرٌ لقَوْلِ الرّاعِي:
(رَعَتْه أَشْهُراً وخَلاَ عَلَيْهَا ... فطارَ النِّيُّ فِيهِ {واسْتَغارَا)
ويُرْوَى: فسارَ النِّيُّ فِيهَا، أَي ارْتَفَعَ. واسْتَغارَ، أَي هَبَطَ. وَهَذَا كَمَا يُقَال: تَصَوَّبَ الحُسْنُ عَلَيْهَا وارْتَقَى. قَالَ الأَزهريّ: معنى} اسْتَغارَ فِي بَيْت الراعِي هَذَا، أَي اشْتَدَّ وصَلُبَ، يَعْنِي شَحْمَ الناقَةِ ولَحْمَها إِذا اكْتَنَز، كَمَا يَسْتَغِيرُ الحَبْلُ إِذا أُغِيرَ، أَي اشْتَدَّ فَتْلُه. وَقَالَ بعضُهم: اسْتَغارَ شَحْمُ البَعيرِ، إِذا دَخَلَ جَوْفَه. قَالَ: والقَوْلُ الأَوّلُ. (و) {اسْتَغارَت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تَوَرَّمَتْ.} ومُغِيرَةُ، بضَمٍّ وتُكْسَرُ المِيمُ فِي لغَةِ بعضِهِم، وَلَيْسَ إِتْبَاعاً لحَرْف الحَلْق كشِعِير وبِعِير كَمَا قِيلَ: اسمٌ.
وَمِنْهُم! مُغِيرَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَخْنَسِ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والمَعْرُوفُ عِنْد المُحَدِّثِينَ أَنَّهُ مُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَس بن شَرِيق الثَّقَفِيّ، من بَنِي {غِيَرَةَ بنِ عَوْفِ بنِ ثُقَيْفٍ، حَليف بَنِي زُهْرَة، قُتِلَ يَوْمَ الدّار كَذَا فِي أَنْسَاب ابنِ الكَلْبيّ. ومثْلُه معجَم ابْن فَهْد، والتَّجْريد للذَّهَبِيّ. وَفِي بَعْضِ النُّسخ: وَابْن الأَخْنَسِ وَهَذَا يَصِحّ لَو أَنَّ هناكَ فِي الصَّحَابَة مَن اسْمُه} مُغِيرَةُ بنُ عَمْرو، فَلْيُتَأَمَّل.
ومُغيرَةُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطَّلِب، مشهورٌ بكُنْيَتِهِ، سَمّاه جماعةٌ، مِنْهُم الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار وابنُ الكَلْبِيّ، وَقد وَهِمَ ابنُ عبدِ البَرِّفي الاسْتِيعابِ هُنَا، فجَعَلَه أَخَا أَبِي سُفْيَانَ، فتَنَبَّهْ. وَفِي الصَّحَابَةِ رَجُلٌ آخَر اسْمُه {المُغِيرَةُ بنُ الحارِثِ الحَضْرَمِيُّ. ومُغِيرة بنُ سَلْمانَ الخُزاعِيُّ، رَوَى عَنهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وحَدِيثُه فِي سُنَنِ النَّسَائيّ مُرْسَلٌ. ومُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ بن أَبي عَامر بن مَسْعُودِ بنِ مُعتِّب)
الثَّقَفِيُّ، من بَني مُعَتِّبِ بنِ عَوْف، وَهُوَ مَشْهُور. ومُغِيرَةُ بنُ نَوْفَل بنِ الْحَارِث ابنِ عبدِ المُطَّلِب، لَهُ روايَةٌ. ومُغِيرَةُ بنُ أَبي ذِئْبٍ هِشَام ابنِ شُعْبَةَ القُرَشيّ العامِرِيّ، وُلِدَ عامَ الفَتْح، ورَوَى عَن عُمَرَ، وَهُوَ جَدُّ الفَقِيه محمّدِ بنِ عبدِ الرّحْمن بنِ المُغِيرَةِ بن أَبي ذِئْب المَدَنِيُّ: صَحَابيُّونَ، رَضِيَ الله عَنْهُم. وفاتَهُ من الصَّحَابَةِ مُغِيرَةُ بنُ رُوَيْبَة رَوَى عَنهُ أَبو إِسْحَاقَ، خَرَّج لَهُ ابنُ قانِع ومُغيرَةُ بنُ شِهَاب المَخْزُومِيّ، قيل: إِنّه وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ من الهِجْرَة. وَفِي المُحَدِّثِين خَلْقٌ كثيرٌ اسْمُهُم المُغِيرَة.} والغَوْرَةُ: الشَّمْسُ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وَمِنْه قولُ امرأَةٍ من العَرَبِ لِبِنْت لَهَا: هِيَ تَشْفِينِي من الصَّوْرة، وتَسْتُرُني من الغَوْرَة. وَقد تَقَدَّم أَيضاً فِي الصَّاد. (و) {الغَوْرَةُ:} الغائرَة، وَهِي القائِلَةُ، نَقله الصاغانيّ.َ بالبَأْسِ والشّرّ، ومَعْنَى عَسَى هُنَا مذكورٌ فِي مَوْضِعه. قَالَ أَبو عُبَيْد: هَكَذَا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ. وَقَالَ ثَعْلَب: أُتِىَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فَقَالَ: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا. أَي عَسَى الرِّيبَةُ من قَبْلِكَ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرُ: هَذَا مَثَلٌ قَدِيم يُقَال عِنْد التُّهَمَة، وَمَعْنَاهُ رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر، وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً، فَشَهِدَ لَهُ جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه. زادَ الأَزهريّ: فَقَالَ عُمَرُ حينئذٍ: هُوَ حُرٌّ، ووَلاؤُه لَكَ.)
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: كأَنَّه أَرادَ: عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُساً، وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس. قَالَ الكُمَيْتُ:
(قالُوا أَساءَ بَنو كُرْز فقُلْتُ لَهُم ... عَسَى الغُوَيْرُ بإِبْاسٍ {وإِغْوارِ)
أَو هُوَ، أَي الغُوَيْرُ فِي المَثَل تَصْغِيرُ} غارٍ، لأَنّ أُناساً كانُوا فِي غارٍ فانْهَارَ عَلَيْهم، أَو أَتاهُمْ فِيهِ عَدُوٌّ فقَتَلُوهُم فِيهِ، فصارَ مَثَلاً لكلِّ مَا يُخافُ أَنْ يَأْتِيَ مِنْهُ شَرٌّ، ثمّ صُغِّر الغارُ فقِيلَ {غُوَيْرٌ. وَهَذَا قَول الأَصْمَعيّ. (و) } غَارَهُمْ {يَغُورُهُمْ} ويَغِيرُهُم: نَفْعَهُم. (و) {اغْتَارَ: امْتَارَ وانْتَفَعَ. (و) } اسْتَغَارَ: هَبَطَ أَو أَرادَ هُبُوطَ أَرضٍ {غَوْرٍ، وَهَذَا الأَخِير نَقله الصَّاغانيُّ، وَهُوَ المُسْتَغِير.} والغَوَارَةُ، كسَحَابة: ة بجَنْبِ الظَّهْرَانِ، نَقله الصاغانيّ. {وغُورِينُ، بالضَّمّ: أَرضٌ، نَقله الصاغانيّ.} وغُورِيَانُ، بالضمّ أَيضاً: ة بمَرْوَ نَقله الصاغانيّ. وذُو! غَاوَرَ، كهَاجَر: رجلٌ من بَنِي أَلْهانِ بن مالكٍ أَخي هَمْدانَ ابنِ مالِك. {والتَّغْوِيرُ: الهَزيمَةُ والطَّرْدُ، وَقد غَوَّرَ تَغْويراً.} والغَارَة: السُّرَّةُ. نَقله الصاغانيّ، كأَنّهَا {لِغُؤُورِهَا.} والغِوَر، كعِنَبٍ: الدِّيَةُ، لغةٌ فِي الغِيَرِ، باليَاءِ، يُقَال: غارَ الرّجُلَ {يَغُورُه ويَغِيرُه، إِذا أَعْطَاه الغِيَرَة،} والغِوَرَة، وَهِي الدِّيَةُ رَوَاهُ ابنُ السِّكّيت فِي الوَاو والياءِ، وسيُذْكَر فِي الياءِ أَيضاً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {أَغارَ صِيتُه، إِذا بَلَغَ الغَوْرَ. وَبِه فَسَّرَ بَعْضٌ بَيْتَ الأَعْشَى السابِقَ.
} والتَّغْوِيرُ: إِتْيَانُ الغَوْرِ. يُقَال: {غَوَّرْنا} وغُرْنا، بمَعْنىً. وَقَالَ الأَصمعيّ: {غارَ الرَّجُلُ} يَغُورُ، إِذا سارَ فِي بِلَاد الغَوءرِ وَهَكَذَا قَالَ الكسَائيّ. {وغارَ الشَّيْءَ: طَلَبَهُ. يُقَال:} غُرْتَ فِي غَيْرِ {مَغارٍ، أَي طَلَبْتَ فِي غير مَطْلَب.} وأَغارَ عَيْنَه، {وغارَتْ عَيْنُه} تَغُورُ {غَوْراً} وغُؤُوراً، {وغَوَّرَتْ: دَخَلَتْ فِي الرَّأْس.} وغارَتْ {تَغَارُ، لُغَةٌ فِيهِ. وَقَالَ ابنُ أَحْمَر:
(وسائِلَةٍ بظَهْرِ الغَيْبِ عَنّي ... } أَغارَتْ عَيْنُه أَمْ لَمْ تَغَارَا)
{والغَوِيرُ، كأَمِيرٍ: اسمٌ من أَغارَ غارَةَ الثّعْلَب. قَالَ ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة:
(بساقٍ إِذَا أُولَى العَدِىِّ تَبَدَّدُوا ... يُخْفِّض رَيْعَانَ السُّعَاةِ} غَوِيرُهَا)
{والغَارَةُ: الخَيْلُ} المُغِيرَة، قَالَ الكُمَيْت بنُ مَعْرُوف:
(ونَحْنُ صَبَحْنَا آلَ نَجْرانَ غَارَةً ... تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادسَا)
يقولُ: سَقَيْنَاهُم خَيْلاً مُغِيرَةً. {وغَاوَرُوهُم} مُغاوَرَةً: أَغارُوا، بعضُهم على بَعْض. وَمِنْه حَدِيثُ قَيْس بنِ عَاصِم: كنتُ {أُغَاوِرُهم فِي الجاهِلِيَّة.} والمَغَاوِرُ، كمَسَاجِدَ، فِي قَوْل عَمْرو ابْن مُرَّةَ: وبَيْض تَلاَلاَ فِي أَكُفِّ المَغَاوِرِ. يحتَمِل أَنْ يكونَ جَمْعَ {مُغَاوِر بالضمّ، أَو جَمْعَ} مِغْوار بالكَسْر بحَذْف الأَلِف أَو حَذْف الياءِ من المَغَاوِير. {والمِغْوَارُ: المُبَالِغُ فِي الغارَة.} والمُغَارُ، بالضّمّ:) مَوْضِع الغَارَة، كالمُقَام مَوضِع الإِقَامَة. وَمِنْه حَدِيثُ سَهْل: فلَمّا بَلَغْنا {المُغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي وَهِي} الإِغَارَةُ نَفْسُهَا أَيضاً، قَالَه ابنُ الأَثير. وقومٌ {مَغَاوِيرُ. وخَيْلٌ} مِغيرَةٌ، بضَمّ المِيمِ وَكَسْرِها.
وفَرَسٌ {مِغْوَارٌ: سَريع. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: شَدِيدُ العَدْوِ، والجمْع} مَغاوِيرُ، قَالَ طُفَيْلٌ:
(عَناجِيحُ من آلِ الوَجيهِ ولاحِقٍ ... {مَغَاوِيرُ فِيهَا للأَرِيبِ مُعَقَّبُ)
وَقَالَ اللَّيْثُ: فَرَسٌ} مُغَارٌ، بالضّمّ: شَدِيدُ المَفَاصِل. قَالَ الأَزهريّ: معناهُ شِدَّةُ الأَسْرِ، كأَنَّه فُتِلَ فَتْلاً. قلتُ: وَهُوَ مَجَازٌ. وَبِه فَسَّرَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ بَيْتَ الطِّرِمّاح السابِق: أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ. كَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا من أَحَاسِن الكَلام ومَحَاسِن الكِرَام لابْنِ النُّعْمَان بَشيرِ بنِ أَبي بَكْر الجَعْفَرِيِّ التِّبْرِيزيّ. {والغَارَةُ: النَّهْبُ، وأَصْلُهَا الخيْلُ المُغِيرَة. وَقَالَ امْرُؤ القَيْس:} وغَارَةُ سِرْحَانٍ وتَقْرِيبُ تُتْفُلِ. {وغَارَتُه: شِدَّة عَدْوِهُ. وَقَالَ ابنُ بُرُزْج:} غَوَّر النَّهَارُ، إِذا زالَت الشَّمْسُ، وَهُوَ مجَاز. {والإِغارَةُ: شِدَّة الفَتْلِ. وحَبْلٌ مُغَارٌ: مُحْكَمُ الفَتْل. وشديدُ الغَارَةِ، أَي شَدِيدُ الفَتْلِ.
} فالإِغَارَةُ مصدرٌ حقيقيّ، {والغَارَةُ اسمٌ يَقُومُ مَقامَ المَصْدَر.} واسْتَغَارَ: اشْتَدَّ وصَلُبَ واكْتَنَزَ.
{والمُغِيرِيَّة: صِنْفٌ من الخَوارِج السَّبَئِيَّةَ نُسِبُوا إِلى} مُغِيرَةَ بنِ سَعِيد، مَوْلَى بَجِيلَة. زَاد الْحَافِظ: المَقْتُول على الزَّنْدَقَة. قلتُ: وَقَالَ الذَّهَبيّ فِي الدّيوان: حَكَى عَنهُ الأَعْمَشُ أَنَّ عَلِيّاً كَانَ قَادِرًا عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى أَحْرَقُوه بالنَّار. {وأَغَارَ فُلانٌ أَهْلَه، أَي تَزَوَّج عَلَيْهَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصمعيّ. والغَارُ: مَوْضعٌ بالشَّأْم. وغَارُ حِرَاءٍ وغارُ ثَوْر: مَشْهُورانِ. وغَارَ فِي الأُمُور: أَدَقَّ النَّظَرَ، كأَغَارَ، ذكرَهُ ابنُ القَطّاع، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِنْه عَرَفْتُ غَوْرَ هَذِه المَسْأَلةِ. وفُلانٌ بَعِيدُ الغَوْر: مُتَعَمِّقُ النَّظَرِ. وَهُوَ بَحْرٌ لَا يُدْرَك غَوْرُه.} والمُغيرِيُّون: بَطْنٌ من مَخْزُوم، وهُمْ بَنُو {المُغيرَةِ بنِ عَبْد الله بنِ عُمَرَ بن مَخْزُوم. قَالَ عُمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ منْهُم، يَعْني نَفْسَه:
(قِفِى فانْظُري يَا أَسْمَ هَلْ تَعْرفينَهُ ... أَهذا} - المُغِيريُّ الَّذِي كَانَ يُذْكَرُ)
وَيُقَال: بُنِيَ هَذَا البَيْتُ على {غائِرَةِ الشَّمْسِ إِذا ضُرِبَ مُسْتَقْبِلاً لمَطْلَعِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وفارِسُ بنُ مُحَمّدِ بن مَحْمُودِ بن عيسَى} - الغُوريّ، بالضَّمِّ: حَدَّثَ عَن البَاغَنْدِيّ. ووَلَدهُ أَبو الفَرج محمّدُ بنُ فارِسِ بن الغُوريّ حَدَّثَ. وأَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ مُوسَى الغُورِيّ، ذكره المالِينيّ. وحُسَامُ الدِّين الغُورِيُّ قاضِي الحَنَفِيَّة بِمصْر، ذُكِرَ أَنه نُسِبَ إِلى جَبَل بالتُّرْك. والغَوْرُ، بالفَتْح: نَاحِيَةٌ واسِعَة، وقَصَبَتُهَا بَيْسَانُ. وذاتُ الغَار: وَادٍ بالحِجازِ فَوْق قَوْرَان

غور

1 غَارَ, (As, Fr, IAar, S, Msb, &c.,) aor. ـُ (S, &c.,) inf. n. غَوْرٌ (S, K) and غُؤُورٌ; (K;) and ↓ اغار, (Fr, Msb,) inf. n. إِغَارَةٌ; (K;) but IAth says that this form of the verb is of rare occurrence, (TA,) and As disallows it; (S, Msb, TA;) and ↓ غوّر, inf. n. تَغْوِيرٌ; (S, K;) and ↓ تغوّر; (K, TA;) He came to the غَوْر, (As, Fr, IAar, S, Msb, K,) i. e., low land or country, (Msb,) [or the region so called, in Arabia:] or غار signifies he journeyed in the region of the غور: (As, TA:) or غار and ↓ اغار signify he took his way towards the غَوْر. (TA.) There is a difference of opinion respecting the saying of El-Aashà, نَبِىٌّ يَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ لَعَمْرِى فِى البِلَادِ وَأَنْجَدَا ↓ أَغَارَ [meaning, accord. to the first explanation of اغار, A prophet who seeth what ye see not, and whose fame has come to the low lands, by my life, or by my religion, in the several regions, and has come to the high lands]: As says that اغار signifies has gone quickly; and انجد, has risen; and that the poet does not mean has come to the low lands nor to the high lands; holding غار only to signify the coming to the low land: but Fr asserts that اغار is a dial. var. of غار; and cites this verse as authority: and some say اغار وانجد, but when they do not conjoin the two verbs they say غار; like as they say هَنَأَنِى الطَّعَامُ وَمَرَأَنِى, but when they do not conjoin these two verbs they say أَمْرَأَنِى: (S:) As also mentions another relation of the second hemistich, commencing اغام [app. a mistake for أَقَامَ or some other word]: (IKtt:) and there is another relation, accord. to which the second hemistich is مَخْرُوم, commencing with غَارَ. (L.) You say also غَارَ وَأَنْجَدَ meaning (assumed tropical:) He became famous in the low countries and the high. (A in art. نجد.) b2: غار فِى شَىْءٍ, inf. n. غَوْرٌ and غُؤُورٌ (K) and غِيَارٌ, (Sb, K,) He, or it, entered [or entered deeply] into a thing. (K.) b3: [Hence,] غار فِى أَمْرٍ (tropical:) He examined minutely [or deeply] into an affair; (IKtt, Msb;) as also ↓ اغار. (IKtt.) You say فُلَانٌ بِعِيدُ الغَوْرِ (tropical:) Such a one is a deep examiner: (TA:) or acquainted [deeply] with affairs: or very rancorous, malevolent, malicious, or spiteful. (Msb.) [See also غَوْرٌ, below.]

b4: غار المَآءُ, (Lh, S, Msb, K,) فِى الأَرْضِ (K,) inf. n. غَوْرٌ (Lh, S, K, &c.) and غُؤُورٌ; (S, TA;) and ↓ غوّر, (Lh, TA,) inf. n. تَغْوِيرٌ; (K;) The water sank, (S, IKtt,) or went away, (Msb, K,) into the ground, or earth: (S, Msb, K:) or went away into the sources, or springs. (Lh.) b5: غَارَتِ الشَّمْسُ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. غِيَارٌ (S, K) and غُؤُورٌ; (K;) and ↓ غوّرت; (K;) The sun set: (S, K:) and in like manner one says [غار and ↓ غوّر] of the moon and of a star. (TA.) b6: غَارَتْ عَيْنُهُ, aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غَوْرٌ (S, TA) and غُؤُورٌ; (S, Msb, TA;) and غَارَتْ, aor. ـَ (S, TA;) and ↓ غوّرت; (TA;) His eye sank, or became depressed, (lit. entered,) in the head; (S, TA;) i. q. اِنْخَسَفَتْ. (Msb.) b7: غار النَّهَارُ (assumed tropical:) The day became intensely hot [app., like غَوَّرَ, meaning when the sun had declined from the meridian]: (K:) hence الغَائِرَةُ [q. v.]. (TA.) b8: See also 2.

A2: غَارَ شَيْئًا, aor. ـُ He sought for, or after, a thing. (TA.) A3: غَارَهُمْ, and غَارَ لَهُمْ, [aor. ـُ inf. n. غِيَارٌ, He (God) bestowed upon them غِيرَة, (K,) i. e. مِيرَة [a provision of corn, or wheat, &c.]. (TA.) [See also art. غير.] b2: He benefited them; (S in art. غير, and TA;) and so غَارَهُمْ بِخَيْرٍ: (S:) and غَارَهُمْ, aor. ـُ (K,) inf. n. غِيَارٌ; (TA;) or غَارَهُمْ بِخَيْرٍ; (TA;) He (God) bestowed upon them abundance of the produce of the earth, and rain: (K, TA:) and غَارَهُمْ بِرِزْقٍ He bestowed upon them means of subsistence. (TA.) You say also اَللّٰهُمَّ غُرْنَا بِغَيْثٍ, (K,) and بِمَطَرٍ, and بِخَيْرٍ, (TA,) and غُرْنَا مِنْكَ بِغَيْثٍ, (S,) O God, aid us, or succour us, with rain (S, K) from Thee, (S,) and with prosperity. (TA.) [See also art. غير.]

A4: غَارَ الرَّجُلَ, aor. ـُ and يَغِيرُهُ, He gave the man the bloodwit [which is termed غِوَرٌ and غِيَرٌ]: (ISk, TA:) and so غَيَّرَهُ. (TA in art. غير.) A5: غَارَ عَلَى أَهْلِهِ, aor. ـَ inf. n. غِيرَةٌ [or rather غَيْرَةٌ (see art. غير)] and غَارٌ, [He was jealous of his wife.] (IKtt.) غَارٌ and غَيْرَةٌ, (S, so in my two copies,) or غَارٌ and غِيرَةٌ, with kesr, (K,) signify the same. (S, K.) You say فُلَانٌ شَدِيدُ الغَارِ عَلَى

أَهْلِهِ i. e. الغيرة [Such a one is vehemently jealous of his wife]. (TA.) See also art. غير.2 غوّر, inf. n. تَغْوِيرٌ: see 1, in five places. b2: Also He slept in the middle of the day; (S, * K, TA;) and so ↓ غَارَ. (K, TA.) b3: And He alighted (Lth, S, K, TA) to sleep (Lth, S, TA) in the middle of the day. (Lth, S, K, TA.) and غَوِّرُوا بِنَا Make ye the camels to lie down with us during the vehement midday-heat. (JM and TA in art. رمض.) IAar says that ↓ مُغَوِّرٌ signifies One alighting in the middle of the day for a little while and then departing [i. e. resuming his journey]. (TA.) And مَا بِتُّ هٰذِهِ اللَّيْلَةَ إِلَّا تَغْوِيرًا occurs in a trad. as meaning [I did not tarry, or have not tarried, this night,] save in taking a nap [like the sleep in the middle of the day]. (TA.) b4: Also He entered upon the middle of the day. (K, TA.) b5: And He journeyed in the middle of the day: (Lth, K:) or he (a rider upon a camel, or upon a horse or other beast,) journeyed until the declining of the sun from the meridian, and then alighted. (ISh, TA.) b6: And غوّر النَّهَارُ (tropical:) [app. The day became intensely hot when] the sun declined from the meridian. (Ibn-Buzurj, TA. [See also غَارَ النَّهَارُ.]) A2: غوّرهُ, inf. n. as above, He put it, or made it to enter, into a low, or depressed, place: he hid, or concealed, it; or caused it to disappear. (Har p. 165.) b2: and غوّر, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) signifies also He routed, defeated, or put to flight; and he drove away. (K, * TA.) 3 غَاْوَرَ see 4; and see also 6.4 اغار عَيْنَهُ [He made his eye to sink, or become depressed, in his head: see 1]. (TA.) A2: اغار as intrans.: see 1, in four places. b2: Also He went away in, or into, the country, or land. (K.) b3: And, (S, K, &c.,) inf. n. إِغَارَةٌ (S, Mgh, Msb) and غَارَةٌ, (Mgh,) or the latter is a simple subst., [or quasi-inf. n.,] (Msb,) He hastened, (K,) or was quick, (Msb,) in walking, or marching, or journeying: (Msb, K:) he was quick, (S, Mgh, Msb, K,) and pushed, or pressed, on, or forward, (دَفَعَ, S,) in his running; (S, Mgh, Msb;) said of a horse, (Mgh, Msb,) and of a fox: (S, Mgh:) he (a horse, K) ran vehemently, and was quick, (S, K,) in a غَارَة [or raid, or sudden attack upon a people, or their dwellings,] &c. (K.) Hence the saying, (in a trad. respecting the pilgrimage, TA,) أَشْرِقْ ثَبِيرْ كَيْمَا نُغِيرْ [Enter thou upon the time of sunrise, Thebeer, (the name of a mountain near Mekkeh,)] that we may proceed quickly, (S, K,) or push, or press, on, or forward, (Yaakoob, Msb,) to the sacrifice of the pilgrimage: (S, Msb, K:) or to the return from Minè: (Yaakoob:) or that we may plunder the meats of the sacrifices: or that we may enter into the low land. (TA. [See also 2 in art. شرق.]) Hence also the saying, أَغَارَ

إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ He was quick, and pushed, or pressed, on, or forward, like as does the fox. (S.) b4: اغار عَلَى العَدُوِّ, (S, Msb,) and عَلَى القَوْمِ, (K,) inf. n. إِغَارَةٌ (S, K) and غَارَةٌ, (K,) or the latter is a simple subst., [or quasi-inf. n., as in the case mentioned above,] (TA,) and مُغَارٌ, (S, TA,) He made [a raid, or hostile or predatory incursion, into the territory of the enemy; or] a sudden, or an unexpected, attack [upon the enemy, or] upon the territory or dwellings of the enemy, [with a party of armed horsemen, generally meaning a predatory incursion,] and engaged with them in conflict; (Msb,) or he urged the horses upon, or against, the people; as also ↓ استغار: (K, TA:) and in like manner you say العَدُوَّ ↓ غاور, inf. n. مُغَاوَرَةٌ and غِوَارٌ. (S.) See also 6. And اغار الذِّئْبُ فِى الغَنَمِْ The wolf made an incursion among the sheep or goats; (K * and TA in art. شع;) as also ↓ استغار. (TA ibid.) b5: Also اغار عَلَيْهِ He plundered it; took it by pillage. (TA.) b6: And اغار بِبَنِى فُلَانٍ, and sometimes إِلَى بنى فلان, He came to the sons of such a one to aid, or succour, them: (IKtt, K:) or to be aided, or succoured, by them. (IKtt.) A3: اغار, (S, K,) inf. n. إِغَارَةٌ and quasi-inf. n. غَارَةٌ, (TA,) signifies also He twisted hard (S, K) a rope. (S.) A4: اغار أَهْلَهُ He married another in addition to his wife [and so caused her to be jealous: see 1]. (S.) [See also art. غير.]5 تَغَوَّرَ see 1, first signification.6 تغاوروا They made [raids, or hostile or predatory incursions, into each other's territories; or] sudden attacks, one upon another, or one party upon the dwellings of another party, and engaged in conflict, one with another; or urged their horses one upon, or against, another; expl. by ↓ أَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: (S, K:) and so ↓ غاوروا, inf. n. مُغَاوَرَةٌ. (TA.) 8 اغتار He procured مِيرَة [or provision of corn, or wheat, &c.]. (TA.) b2: And He derived, or obtained, benefit, advantage, or profit. (K.) 10 إِسْتَغْوَرَ He, or it, descended: (TA:) or he desired to descend into a low land or country. (K, TA.) b2: See also 4, in two places.

A2: Also He became fat; and fat entered into him: (S, TA:) or you say, استغار الشَّحْمُ فِيهِ fat spread in him; and he became fat; (K, TA;) the pronoun referring to a horse, which is not mentioned in the K; but the explanation in the S is better: or, accord. to Az, استغار is said of the fat and flesh of a she-camel, meaning it became hard, and compact; like the rope of which one says يَسْتَغِيرُ i. e. it is twisted hard: or, accord. to some, said of the fat of a camel, it means it entered his inside. (TA.) b2: استغارت said of a wound, (قَرْحَةٌ, S, in the K جُرْحَة,) means It became swollen. (S, K.) A3: اِسْتَغْوَرَ اللّٰهَ He asked, or begged, of God, غِيرَة, (K, TA,) i. e. مِيرَة [provision of corn, or wheat, &c.]. (TA.) غَارٌ A cave, or cavern; syn. كَهْفٌ; (S, K;) in a mountain; (S;) as also ↓ مَغَارَةٌ and ↓ مَغَارٌ (S, K) and ↓ مُغَارَةٌ and ↓ مُغَارٌ and ↓ غَوْرٌ: (K: [but غَارٌ in this sense is omitted in the CK:]) or what resembles a كهف in a mountain, [only differing in being less large,] like a سَرَب: (TA:) or what is hewn out in a mountain, resembling a مَغَارَة: when it is large, or spacious, it is called كهف: (Msb:) or what resembles a house, or chamber, in a mountain: (Lh, K:) or a low, or depressed, place in a mountain: (Th, K:) or any low, or depressed, land, country, or ground: (K:) see also غَوْرٌ [and خَوْرٌ]: or the hole, or burrow, to which a wild animal betakes itself: (K: [see an instance in art. سمو, conj. 8:]) and sometimes ↓ مَغَارٌ is applied to the coverts of gazelles, among trees: (S:) the dim. of غَارٌ is غُوَيْرٌ: (S, K:) [of which see two exs. (a prov. and a verse) voce بُؤْسٌ:] and the pl. (of pauc., TA) أَغْوَارٌ (IJ, K) and (of mult., TA) غِيرَانٌ. (S, Msb, K.) b2: Also The portion of the upper part of the mouth which is behind the فَرَاشَة [or thin bone of the palate]: or the hollow (أُخْدُود) which is between the two jaws: or the interior of the mouth: (K: [for دَاخِلَ الفَمِ, in the CK, I read دَاخِلُ الفم, as in the TA:]) or, as some say, the two parts whereof each is called نِطْعٌ, [app. meaning the anterior part of the palate and the corresponding part next the lower gums,] in the حَنَكَانِ [or the palate and the part corresponding to it below]. (TA.) b3: And الغَارَانِ signifies The [sockets of the eyes; or] two bones in which are the eyes. (ISd, K.) b4: And The belly and the pudendum: (S:) or the mouth and the pudendum. (K.) Hence the saying of a poet, يَسْعَى لِغَارَيْهِ [He works, or earns, for his belly, or his mouth, and his pudendum]. (S, TA.) A2: Also (غَارٌ) An army: (S, K:) or a numerous army. (TA.) You say اِلْتَقَى الغَارَانِ The two armies met. (S.) b2: And A company, or body, of men: (TA:) or a numerous company or body of men. (ISd, K.) A3: And I. q. غَيْرَةٌ, (S,) or غِيرَةٌ. (K.) [See 1, last signification.]

A4: And A kind of tree, (S, Mgh, K,) of large size, (Mgh, K,) having leaves longer than those of the خِلَاف, (Mgh, TA,) and a fruit [or berry] smaller than the hazel-nut, which is black, and which, being divested of its covering, discloses a heart that is employed in medicine [that is designed to produce a narcotic or an intoxicating effect: the berries are called حَبُّ الغَارِ]: its leaves have a sweet odour, (Mgh, TA,) and are employed in perfume: (TA:) its fruit is called [in Persian] دَهْمَسْت: (Mgh, TA:) and it has an oil, (K,) which is called دُهْنُ الغَارِ: (S:) [it is the bay-tree; or female laurel-tree; the laurus nobilis; also called the sweet bay; of which there are several sorts, as the broad-leaved bay, the narrow-leaved bay, &c.: it is commonly supposed to be the laurus of the ancients:] n. un. with ة. (TA.) b2: And The leaves of the grapevine. (K.) غَوْرٌ The bottom, or lowest part, of anything; (S, Msb, K;) as also ↓ غَوْرَى: (K:) and its depth. (TA.) b2: You say, عَرَفْتُ غَوْرَ هٰذِهِ المَسْأَلَةِ (tropical:) [I have become acquainted with the bottom of this question]. (TA.) And فُلَانٌ بَعِيدُ الغَوْرِ (S) (tropical:) Such a one is deep and excellent in judgment; one who examines deeply. (TA.) [See also 1.] And هَوَ بَحْرٌ لَا يُدْرَكُ غَوْرُهُ (tropical:) [He is a sea whereof the bottom shall not be reached]. (TA.) And مَنْ

أَبْعَدُ غَوْرًا فِى البَاطِلِ مِنِّى (tropical:) [Who is deeper in knowledge with respect to what is vain, or false, than I?]. (TA, from a trad.) b3: Low, or depressed, land, country, or ground; (S, Msb, K;) [like خَوْرٌ;] as also ↓ غَارٌ. (K.) b4: See also غَارٌ, in the first of its senses expl. above.

A2: Applied to water, i. q. غَائِرٌ [Sinking, or going away, into the ground, or earth]: (S, K:) an inf. n. used as an epithet, like مَآءٌ سَكْبٌ, and دِرْهَمٌ ضَرْبٌ. (S.) غِوَرٌ A bloodwit; syn. دِيَةٌ: (K, TA:) a dial. var. of غِيَرٌ: (TA:) or the latter is a pl., of which the sing. is غِيرَةٌ. (AA, K in art. غير, q. v.) غَارَةٌ, a subst. from أَغَارَ; A going away into a country, or land. (TA.) b2: A quick running, (Mgh, Msb,) or vehement running, (TA,) of a horse, (Mgh, Msb, TA,) and of a fox; (Mgh;) as also ↓ غَوِيرٌ, of a fox. (TA.) b3: [A raid; or an incursion into the territory of an enemy; or a sudden, or an unexpected, attack upon an enemy, or upon the territories or dwellings of an enemy, with a party of armed horsemen, and engagement with them in conflict; an urging of horses upon, or against, a people; generally, a hostile, or predatory, incursion: or the making such an incursion:] a subst. [or quasi-inf. n.] from أَغَارَ عَلَى

العَدُوِّ. (S, TA.) b4: And Plunder, or pillage. (TA.) b5: And hence, (Mgh, Msb,) [Horsemen making a raid, or a sudden, or an unexpected, attack, upon an enemy, or upon the dwellings of an enemy, and engaging with them in conflict: horsemen urging their horses upon, or against, a people:] i. q. ↓ خَيْلٌ مُغِيرَةٌ: (S, Mgh, Msb, TA:) and one says also ↓ خيل مِغِيرَةٌ, with kesr. (TA.) You say شَنَّ عَلَيْهِمُ الغَارَةَ i. e. He scattered, (S in art. شن, and Mgh * and Msb, *) or poured, (K in art. شن,) upon them [the horsemen making a raid, or sudden attack, and engaging in conflict, or the horsemen urging their horses]. (S, K.) The poet (El-Kumeyt Ibn-Maaroof, TA) says, وَنَحْنُ صَبَحْنَا آلَ نَجْرَانَ غَارَةً

تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ وَالرِّمَاحَ النَّوَادِسَا [And we gave as a morning-drink to the people of Nejrán a troop of horsemen making a raid, or sudden attack, upon them, or urging their horses against them, namely the tribe of Temeem Ibn-Murr, and the piercing spears]: he means, سَقَيْنَاهُمْ خَيْلًا مُغِيرَةً: and تميم بن مرّ is put in the accus. case as a substitute for غارة. (S, TA.) A2: حَبْلٌ شَدِيدُ الغَارَةِ means A rope twisted hard; or hard in respect of the twisting; (S, TA;) غَارَةٌ being in this case [as in that first mentioned above] a subst. standing in stead of the inf. n. إِغَارَة: (TA:) and so ↓ حَبْلٌ مُغَارٌ; (S, TA;) applied to a rope that is twisted with another. (TA voce مِسْحَلٌ.) A3: And الغَارَةُ signifies The navel: (Sgh, K:) app. so called because of its depth. (Sgh, TA.) الغَوْرَةُ The sun. (IAar, K, TA.) A2: See also غَائِرَةٌ.

غِيرَةٌ Abundance of the produce of the earth: and rain: and i. q. مِيرَةٌ [a provision of corn, or wheat, &c.]: belonging to this art. and to art. غير. (TA.) A2: [See also 1, last signification.]

غَوْرَى: see غَوْرٌ.

غَوِيرٌ: see غَارَةٌ, second sentence.

غَائِرَةٌ i. q. قَائِلَةٌ [app. as syn. with قَيْلُولَةٌ, i. e. A sleeping in the middle of the day; though the primary signification of قَائِلَةٌ is that which here next follows]; (S, O, K;) as also ↓ غَوْرَةٌ. (O, K.) b2: And The middle of the day [itself]. (K.) b3: And one says, بُنِىَ هٰذَا البَيْتُ عَلَى غَائِرَةِ الشَّمْسِ, meaning (tropical:) [This house, or tent, was, or has been, built, or set up,] facing the place of sunrise. (TA.) مَغَارٌ: see غَارٌ, in two places. b2: Also A place of entrance: and a place where a thing is sought for: you say, إِنَّكَ غُرْتَ فِى غَيْرِ مَغَارٍ Verily thou hast entered into that which is not a place of entrance: and verily thou hast sought in that which is not a place where a thing is sought for. (TA.) مُغَارٌ: see غَارٌ.

A2: Also A place of a غَارَة [or raid, or sudden attack upon an enemy, or upon the dwellings of an enemy, with a party of armed horsemen, &c.]. (TA.) A3: See also غَارَةٌ, last sentence but one. b2: Hence, (tropical:) A horse strong, or compact, in make; as though twisted: (Az, TA:) or a horse strong in the joints: (Lth, TA:) or, applied to a horse, i. q. مُضَمَّرٌ [made lean, or light of flesh; &c.: see 2 in art. عير: and see also مِعَارٌ in that art.]. (Aboo-Sa'eed Ed-Dareer, TA in art. عير.) And A horse that runs swiftly. (TA. [But in this last sense, the word should be, accord. to rule, as here next follows.]) مُغِيرٌ A horse swift in running: [see also what next precedes:] and ↓ مِغْوَارٌ [likewise] signifies a swift horse: or this latter, accord. to Lh, vehement in running: and its pl. is مَغَاوِيرُ. (TA.) b2: خَيْلُ مُغِيرَةٌ and مِغِيرَةٌ: see غَارَةٌ.

مُغَوِّرٌ: see 2.

مَغَارَةٌ and مُغَارَةٌ: see غَارٌ, first sentence.

مِغْوَارٌ: see مُغِيرٌ. b2: Also A fighting man; and so ↓ مُغَاوِرٌ: (S:) or the former signifies one who occupies himself much in غَارَات [or raids, or sudden attacks upon enemies, or upon the dwellings of enemies, with armed horsemen, &c., pl. of غَارَةٌ]; (K, TA;) as also ↓ مُغَاوِرٌ: (TA:) pl. مَغَاوِيرُ: (S:) and مَغَاوِرُ may be a contracted pl. of مِغْوَارٌ or a pl. of مُغَاوِرٌ. (TA.) مُغَاوِرٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

برن

[برن] ك فيه: تمر "برنى" بمفتوحة فساكنة وبنون تمر أصغر مدور من أجود التمر.
ب ر ن

نزلنا به فأطعمنا الخبز الفرني، والنمر البرني. ورأيت عنده براني العسل جمع برنية.
(ب ر ن) : (الْبَرْنِيُّ) نَوْعٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ (وَالْبَرْنِيَّةُ) إنَاءٌ مِنْ خَزَفٍ وَقِيلَ مِنْ الْقَوَارِيرِ (وَمِنْهُ) كَبَرَانِيِّ الْعَطَّارِ.
ب ر ن: (الْبَرْنِيُّ) ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ وَ (الْبَرْنِيَّةُ) إِنَاءٌ مِنْ خَزَفٍ. وَ (يَبْرِينُ) مَوْضِعٌ يُقَالُ: رَمْلُ يَبْرِينَ. 
برن: البَرْنِيُّ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ أحْمَرُ مُشْرَبٌ صُفْرَةً.
والبَرَانِيُّ بِلُغَةِ العِرَاقِيِّيْنَ: الدِّيَكَةُ الصِّغَارُ، والواحِدَةُ بَرْنِيَّةٌ.
والبَرْنِيَّةُ شِبْهُ فَخّارَةٍ خَضْرَاءَ.
[برن] البَرْنِيُّ: ضربٌ من التمر. قال الراجز: المطعمان اللحم بالعشج  وبالغداة كسر البرنج فأبدل من الياء المشددة جيما. والبرنية: إناء من خزف. ويبرين: موضع ذو رمل، يقال رمل يبرين.
[ب ر ن] البَرْنِيُّ ضَرْبٌ من التَّمْرِ أَصْفَرُ مُدَوَّرٌ وهو أَجْوَدُ التَّمْرِ واحِدَتُه بَرْنِيَّةٌ قالَ أَبو حَنِيفَةَ أَصْلُه فارِسِيٌّ قال إِنَّما هُو بارِنِيّ فالبارُ الحَمْلُ ونِي تَعْظِيم ومُبالغَةٌ وقولُ الرّاجِزِ

(خالِي عُوَيْفٌ وأَبُو عَلِجِّ ... )

(المُطْمِعانِ الشَّحْمَ بالعَشِجِّ ... )

(وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ ... )

(يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ ... )

فإِنَّه أَرادَ أبو عَلِيِّ وبالعَشِيِّ والبَرْنِيِّ وبالصِّيصِيِّ فأبْدَلَ من الياءِ المُشَدَّدَةِ جِيمًا والبَرانِي الدِّيْكَةُ الصِّغارُ حِينَ تُدْرِكُ واحِدَتُها بَرْنِيَّةٌ بلُغَةِ أهْلِ العِراقِ والبَرْنِيَّةُ شِبْهُ فَخّارَتٍ ضَخْمَةٍ خَضْراءَ ورُبَّما كانَتْ من القَوارِيرِ
برن: بَرّن: ثقب بالمثقاب (البرينة) (الكالا).
بِرْن (أسبانية): ضرب من شجر البلوط (الكالا borne arbol) .
بَرْني: ضرب من التمر، ويسمى اليوم بِرني بالكسر (بركهارت رحلة في بلاد العرب 2: 213، برتون 1: 384) - وجنس من العنب برتون 1: 387 وهو فيه بِرني.
بُرْني وجمعه براني: نوع من الصقور (معجم الأسبانية ص243، جيون ص221 وفيه birni) .
بَرْنِيّة بالفتح وفي المغرب بُرْنِية بالضم. وقد ضبطت الكلمة بهذا الشكل في معجم المنصوري، وفي معجم الأسبانية: ( albornia) وهي اللفظة الأسبانية bernia أيرلندة. وهي في معجم فكتور: رداء أو ثوب مبطن بفراء جلد الذئب أو أي جلد ذي فراء. ورداء ذو قلنسوة يلبسه القرويون على الطراز الايرلندي.
وفي معجم الأكاديمية: نسيج غليظ من الصوف مختلف الألوان تتخذ منه الأردية التي يطلق عليها نفس الاسم.
بُروُن وجمعها برارين: جرة، قلة (فوك).
بَرِّينة (بالأسبانية berrena) وتجمع على بَرِّينات، وبِرّيِنة بالكسر وتجمع على بَرارين: مثقب، بريمة (معجم الأسبانية 375 - 6، ابن العوام 1: 561، فوك، انظر سيمونية 272).
ب ر ن : الْبَرْنِيَّةُ بِفَتْحِ الْأَوَّلِ إنَاءٌ مَعْرُوفٌ وَالْبَرْنِيُّ نَوْعٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ وَنَقَلَ السُّهَيْلِيُّ أَنَّهُ أَعْجَمِيٌّ وَمَعْنَاهُ حَمْلٌ مُبَارَكٌ قَالَ بِرٌّ حَمْلٌ وَنِيٍّ جَيِّدٌ وَأَدْخَلَتْهُ الْعَرَبُ فِي كَلَامِهَا وَتَكَلَّمَتْ بِهِ.

يَبْرِينُ وَزْنُهُ يَفْعِيلٌ وَهُوَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالزِّيَادَةِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُعْرِبُهُ كَجَمْعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَهُوَ نَادِرٌ فِي
الْأَوْزَانِ وَمِثْلُهُ يَقْطِينٌ وَيَعْقِيدٌ وَهُوَ عَسَلٌ يُعْقَدُ بِالنَّارِ وَيَعْضِيدٌ وَهُوَ بَقْلَةٌ مُرَّةٌ لَهَا لَبَنٌ لَزِجٌ وَزَهْرَتُهَا صَفْرَاءُ وَفِي كِتَابِ الْمَسَالِكِ أَنَّهُ اسْمُ رَمْلٍ لَا تُدْرَكَ أَطْرَافُهُ عَنْ يَمِينِ مَطْلَعِ الشَّمْسِ مِنْ حِجْرِ الْيَمَامَةِ وَسُمِّيَ بِهِ قَرْيَةٌ بِقُرْبِ الْأَحْسَاءِ مِنْ دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ. 

برن



بَرْنِىٌّ A sort of dates, (T, S, M, Msb, K,) well known, (K,) the best of dates, (M,) or of the best of dates, (Msb,) red, intermixed, or tinged, with yellow, having much لِحَآء [i. e. flesh, or pulp], and very sweet, (T,) or yellow, and round: (M:) n. un. with ة: (M:) it is an arabicized word, originally بَرْنِيكْ, i. e. good, or excellent, fruit: (K:) accord. to AHn, of Persian origin, i. e., بَارْنِىْ; بار meaning fruit, and نى denoting egregiousness: (M:) accord. to Suh, a foreign, or Persian, word, meaning blessed [or good or excellent] fruit; بَرٌ meaning fruit; and هِنِى, good or excellent [or wholesome]: the Arabs introduced it into their language: (Msb:) or, accord. to the Moajam of El-Bekree, it is from بَرْنٌ, the name of a town, or village. (TA.) It is converted by a rájiz into بَرْنِجّ; the double ى being changed into [double] ج. (S, M.) b2: You say also نَخْلٌ بَرْنِىٌّ and نَخْلَةٌ بَرْنِيَّةٌ [Palm-trees, and a palm-tree, of which the dates are of the sort described above]. (T.) بَرْنِيَّةٌ n. un. of بَرْنِىٌّ.

A2: Also A kind of vessel, (S, Mgh, Msb, K,) well known, (Msb,) of baked clay: (S, Mgh, K:) or, as some say, of those that are termed قَوَارِير [i. e. flasks, or bottles, generally of glass]; such as are used by the seller of perfumes: (Mgh:) or a thing like a vessel of baked clay, big, or bulky, and green: and sometimes of the kind termed قوارير: (M:) or a thing like vessels of baked clay, big, or bulky, and green; of the kind termed قوارير that are thick, with wide mouths: (Lth, T:) pl. بَرَانِىٌّ. (Mgh.) A3: And A cock: (IAar, T:) or a young cock, (M, K,) when it attains to maturity, (M,) or when it begins to do so: (K:) of the dial. of El-'Irák: (M:) pl. as above. (T, M, K.)

برن: البَرْنيُّ: ضرْبٌ من التمر أَصْفَرُ مُدَوّر، وهو أَجود التمر،

واحدتُه بَرْنِيّةٌ؛ قال أَبو حنيفة: أَصله فارسي، قال: إنما هو بارِنيّ،

فالبار الحَمْلُ، ونِيّ تعظيمُ ومبالغة؛ وقول الراجز:

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ،

المُطْعِمانِ اللحْمَ بالعَشِجِّ.

وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ،

يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ

فإنه أَراد: أَبو عليّ وبالعشيّ والبرنّي والصِّيصِيّ، فأَبدل من الياء

المشددة جيماً. التهذيب: البَرْنِيُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب

بصُفْرة كثير اللِّحاء عَذْب الحَلاوة. يقال: نخلةٌ بَرْنِيَّة ونخلٌ

بَرْنِيٌّ؛ قال الراجز:

بَرْنِيّ عَيْدانٍ قَليل قشْرُهْ

ابن الأَعرابي: البَرْنِيُّ الدِّيَكةُ، وقيل: البَرَانيُّ، بلغة أَهل

العراق، الدِّيَكةُ الصِّغارُ حين تُدْرِك، واحدتُها بَرْنِيّة.

والبَرْنِيَّةُ: شبْهُ فخّارةٍ ضخمةٍ خَضْراء، وربما كانت من القَواريرِ الثِّخانِ

الواسعةِ الأَفْواه. غيره: والبَرْنيَّة إناءٌ من خَزَفٍ. ويَبْرينُ:

موضع، يقال: رملُ يَبْرينَ؛ قال ابن بري: حقُّ يَبْرينَ أَنْ يُذْكَر في

فصل بَرَى من باب المعتل لأنّ يبرينَ مثل يَرْمينَ، قال: والدليل على صحة

ذلك قولهم يَبْرونَ في الرفع ويبرين في النصب والجر، وهذا قاطعٌ بزيادة

النون؛ قال: ولا يجوز أَن يكون يَبْرين فَعْلْينَ، لأَنه لم يأْتِ له

نظيرٌ، وإنما في الكلام فِعْلينٌ مثلُ غِسْلينٍ، قال: وهذا مذهب أَبي العباس،

أَعني أَن يَبْرين مثلُ يَرْمين، قال: وهو الصحيح.

برن
: (البَرْنِيُّ) ، بالفتْحِ: (تَمْرٌ م) مَعْروفٌ أَصْفَرُ مُدَوَّرٌ، وَهُوَ أَجْودُ التَّمْر، واحِدَتُه بَرْنِيَّةٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: ضَرْبٌ مِن التَّمْرِ أَحْمَرُ مُشْرَبٌ بصُفْرةٍ كثيرُ اللِّحاءِ عَذْب الحَلاوَةِ.
يقالُ: نَخْلَةٌ بَرْنِيَّةٌ، ونَخْلٌ بَرْنِيٌّ؛ قالَ الرَّاجِزُ:
بَرْنِيُّ عَيْدانٍ قَليلٌ قشْرُهْ وَهُوَ (مُعَرَّبٌ) و (أَصْلُه بَرنِيكْ، أَي الحِمْلُ الجَيِّدُ) .
(وقالَ أَبو حَنيفَةَ: إنَّما هُوَ بارِنيُّ، فالبارُ الحَمْلُ، ونِيٌّ تَعْظيمٌ، ومُبالَغَةٌ، وقوْلُ الرَّاجزِ:
وبالغَداةِ فلق البَرْنِجِّ أَرادَ البَرْنِيَّ فأُبْدَلَ مِن الياءِ جِيماً.
(وعليُّ بنُ عبدِ الرحمانِ بنِ الأَشْقَرِ بنِ البَرْنِيِّ) ، عَن نَصْرِ بنِ الحَسَنِ الشاسيّ، هَكَذَا ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
قالَ الحافِظُ: صَوابُه عبْدُ الرحمانِ بنُ عليَ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا ذَكَرَه ابنُ النجَّارِ أَيْضاً وَلم يَذْكرْ مَنْ رَوَى عَنهُ؛ وَقد رَوَى عَنهُ سبْطُه أَبو الفَرَجِ ذاكرُ اللَّهِ بنُ إبْراهِيمَ أَحَدُ شيوخِ ابنِ النجَّارِ، ماتَ سَنَة 601.
(وسِتُّ الأدَبِ: بِنْتُ المُظَفَّرِ بنِ البَرْنِيِّ، رَوَيَا) .
(قُلْتُ: وأَخُوها أَبو إسْحاق إبراهيمُ نَزِيلُ المَوْصِلِ رَوَى عَن ابنِ البطي وَهُوَ والدُ ذَاكِر اللَّهِ المَذْكُور، وأَبو بكْرٍ حدَّثَ أَيْضاً، وأَبو طاهِرِ بنُ عبْدِ الرّحمانِ بنِ الأشْقَر سَمِعَ مِن ابنِ الحُصَيْنِ، وأَبو مَنْصورٍ أحمدُ ذَاكر اللَّه حدَّثَ عَن القاضِي أَبي الحُسَيْنِ بنِ أَبي يَعْلى الفرَّاء، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حدَّثَ عَنهُ، ماتَ سَنَة 608، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، ومحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ المُظَفَّر المَذْكُور سَمِعَ مِنْهُ الدّمياطيّ.
(والبَرْنِيَّةُ: إناءٌ من خَزَفٍ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: شبْهُ فخَّارَةٍ ضخْمةٍ خَضْراء، ورُبَّما كانتْ مِن القَوارِيرِ الثّخانِ الواسِعَةِ الأَفْواه.
(و) البَرْنِيَّةُ: (الدَّيكُ الصَّغيرُ أَوَّلَ مَا يُدْرِكُ، ج بَرانِيٌّ) ، لُغَةٌ عَربيَّةٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: البَرْنِيُّ الدِّيكَةُ.
(ويَبْرينُ، أَو أَبْرينُ، ع) ؛) قالَ الأَزْهرِيُّ: قَرْيَةٌ ذاتُ نَخْلٍ وعيونٍ عَذْبَةٍ، (بحِذاءِ الأَحْساءِ) فِي دِيارِ بَني سعْدٍ.
هُنَا ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى مُقَلِّداً للجَوْهرِيِّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: حَقّ يَبْرِين أنْ يُذْكَرَ فِي فَصْلِ بَرَى مِن بابِ المُعْتل، لأنَّ يَبْرينَ مثْل يَرْمينَ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي العَبَّاس وَهُوَ الصَّحيحُ. قالَ: والدَّليلُ على صحَّةِ ذلكَ قَوْلُهم فِي الرَّفْع: يَبْرونَ، ويَبْرينَ فِي النّصْبِ والجرِّ، وَهَذَا قاطِعٌ بزيادَةِ النونِ؛ قالَ: وَلَا يجوزُ أَنْ يكونَ يَبْرينَ فَعْلينَ لأنَّه لم يأْتِ لَهُ نظيرٌ، وإنّما فِي الكَلامِ فِعْلينٌ مثْلُ غِسْلينٍ.
(وأَبْرِينَةُ، ويُكْسَرُ: ة بمَرْوَ.
(وبُرِينُ، بالضَّمِّ) وكسْرِ الرَّاءِ؛ (لَقَبُ (عبدِ اللَّهِ أَبي هِنْدٍ الدَّارِيُّ صَحابِيٌّ) .) ويقالُ: اسْمُهُ بُرِيرُ، كَمَا وُجِدَ بخطِّ أَبي العَلاءِ الفَرَضِيِّ؛ وقيلَ: بر، وقيلَ: يَزيدُ، وقيلَ: هُوَ أَبو هِنْدِ بنُ بر، وَقيل: أَبو البرَّاءأَخُو تَمِيمٍ الدَّارِيّ، وقيلَ: ابنُ عَمِّه، وَفِيه اخْتِلافٌ كثيرٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
برنٌ: قَرْيةٌ وإليها نُسِبَ التَّمْر؛ كَمَا فِي معْجمِ البَكْري.
وبريانُ: قرْيَةٌ ببَلَخ عَن المَالِيني.
وبرنوةُ: قَرْيَةٌ مِن قُرَى نَيْسابُورَ.
وبُرْيانَةُ، بالضمِّ: قَرْيَةٌ بالأَنْدَلُسِ شَرْقي قُرْطُبَة.
وبَرَنُ، محرَّكةً: مَدينَةٌ بالهِنْدِ، وَمِنْهَا: الإمامُ ضِياءُ الدِّيْن المُحْتسبُ مُؤَلِّفُ كِتابِ الاحْتِسَابِ وغيرِهِ.
وبيرونُ بالسِّنْدِ: كَذَا فِي صفاتِ الأَطبَّاء لابنِ أَبي ضبعَةَ.
قُلْتُ: مِنْهَا أَبو الرّيحان المُنَجِّم واسْمُه أَحمدُ بنُ محمدٍ مُؤَلِّفُ كتابِ الجَماهِر فِي الجَواهِرِ، والتَّفْهِيم فِي التَّنْجيم.

بهم

بهم: {البهيمة}: الحيوان الذي لا يعقل.
(بهم) : بنو أسَد يذَكِّرونَ الإِبْهَامَ، فيقولونَ: هذا إِبْهَامٌ.
ب هـ م

أبهم الباب أغلقه. أنشد سيبويه:

الفارجي باب الأمير المبهم

واللون البهيم: ما لا شية فيه أي لون كان إلا الشهبة. يقال ليل بهيم، وليال دهم بهم. وفلان بهمة من البهم: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه. وقيل: سمي بالبهمة التي هي الصخرة المصمتة المبهمة.

ومن المجاز: أمر مبهم: لا مأتي له. وأبهم فلان عليّ الأمر وكلام مبهم: لا يعرف له وجه واستبهم عليه الأمر: استغلق. واستبهم على الرجل: أرتج عليه. وصوت بهيم: لا ترجيع فيه.
(بهم) - في الحديث: "أَنّ بَهمةً مرت بين يَدَيْه وهو يُصلَّى".
قال الليث: هي اسْمُ للذَّكَر والأُنثَى من أَولادِ بَقَر الوَحْش والغَنَم والماعز. وقيل: البَهْمَة: السَّخْلَة.
- وفي الحَديثِ: "أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال للرَّاعِى: ما وَلَّدت؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَح مَكانَها شاةً".
ولولا أن البَهْمة اسمٌ لِجِنس خَاصٍّ، لَمَا كان في سُؤاله عليه الصلاة والسلام الرَّاعى وإجابته عنه ببَهْمة كَثِيرُ فائدةٍ؛ إذ يُعرَف أَنَّ ما تَلِد الشَّاةُ، إنّما يكون ذَكَراً أو أُنثَى. فلما أَجابَ عنه بِبَهْمة. قال: اذْبَح مكانها شَاةً، دَلَّ على أنه اسمٌ للأُنثَى دون الذَّكَر. : أي دَعْ هذِه الأُنثَى في الغَنَم للنَّسل، واذبَح مَكانَها ذَكَرًا، والله عز وجَلّ أعلم.

بهم


بَهَمَ(n. ac. بَهَاْمَة)
a. Left vague, doubtful; concealed.

بَهَّمَa. Was silent, perplexed, confounded.
b. Weaned ( lambs, calves ).
أَبْهَمَa. Was dubious, vague, obscure.
b. Closed, locked.
c. see Id. [acc. & 'An], Turned away from.
تَبَهَّمَa. see IV (a)
إِنْبَهَمَa. see IV (a)
إِسْتَبْهَمَa. see IV (a)b. ['Ala], Was closed against.
بَهْمَةa. Young animal.

بُهْمَة
(pl.
بُهَم)
a. Rock.
b. Intrepid, dauntless.
بُهْمَىa. A species of barleygrass.

أَبْهَمُ
(pl.
بُهْم)
a. Mute.

بَاْهِم
(pl.
بَوَاْهِمُ)
a. [ coll. ], Thumb; middle finger;
big toe.
بَهِيْم
(pl.
بُهُم)
a. Black.
b. Deaf.

بَهِيْمَة
(pl.
بَهَاْئِمُ)
a. Beast, brute, animal.

بَهِيْمِيّa. Bestial, brutish, animal.

بَهِيْمِيَّةa. Animal nature.

بَهْمُوْتa. Dragon.

N. P.
أَبْهَمَa. Vague, dubious; equivocal.

N. Ac.
أَبْهَمَa. Dubiousness, incertitude, vagueness;
equivocation.
b. [ pl.
أَبَاْهِمُ
أَبَاْهِيْمُ], Thumb; middle finger; big toe.
ب هـ م : (الْبِهَامُ) جَمْعُ بَهْمٍ وَ (الْبَهْمُ) جَمْعُ (بَهْمَةٍ) وَهِيَ وَلَدُ الضَّأْنِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَالسِّخَالُ أَوْلَادُ الْمَعْزِ فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْبِهَامُ وَالسِّخَالُ قِيلَ لَهُمَا جَمِيعًا بِهَامٌ وَبَهْمٌ أَيْضًا. وَأَمْرٌ (مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ. وَ (أَبْهَمَ) الْبَابَ أَغْلَقَهُ. وَالْأَسْمَاءُ (الْمُبْهَمَةُ) عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ هِيَ أَسْمَاءُ الْإِشَارَاتِ. وَ (اسْتَبْهَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامُ اسْتَغْلَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً (بُهْمًا) » أَيْ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، وَقِيلَ أَصِحَّاءُ. وَ (الْإِبْهَامُ) الْإِصْبَعُ الْعُظْمَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَبَاهِيمُ) . وَ (الْبَهِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْبَهَائِمِ) . وَالْفَرَسُ (الْبَهِيمُ) هُوَ الَّذِي لَا يَخْلِطُ لَوْنَهُ شَيْءٌ سِوَى لَوْنِهِ وَالْجَمْعُ (بُهُمٌ) كَرَغِيفٍ وَرُغُفٍ. 
بهم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة حُفَاة بهما. قَالَ أَبُو عَمْرو: البهم وَاحِدهَا بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالط لَونه لون سواهُ من سَواد كَانَ أَو غَيره قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: بهما - يَقُول: لَيْسَ فيهم شَيْء من الْأَعْرَاض والعاهات الَّتِي تكون فِي الدُّنْيَا من الْعَمى وَالْعَرج والجذام والبرص وَغير ذَلِك من صنوف الْأَمْرَاض وَالْبَلَاء وَلكنهَا أجسام مُبْهمَة مصححة لخلود الْأَبَد. وَفِي بعض الحَدِيث تَفْسِيره قيل: وَمَا البهم قَالَ: لَيْسَ مَعَهم شَيْء. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذَا أَيْضا من هَذَا الْمَعْنى يَقُول: أَنَّهَا أجساد لَا يخالطها شَيْء من الدُّنْيَا كَمَا أَن البهيم من الألوان / لَا يخالطه غَيره 23 / ب وَلَا يُقَال فِي الْأَبْيَض: بهيم.
بهم
البُهْمَة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكلّ ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مُبْهَم.
ويقال: أَبْهَمْتُ كذا فَاسْتَبْهَمَ، وأَبْهَمْتُ الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبَهيمةُ:
ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خصّ في التعارف بما عدا السباع والطير.

فقال تعالى: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ [المائدة/ 1] ، وليل بَهِيم، فعيل بمعنى مُفْعَل ، قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعنّ فيه فلا يدرك، وفرس بَهِيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميّزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: «يحشر الناس يوم القيامة بُهْماً» أي: عراة، وقيل: معرّون مما يتوسّمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.
والبَهْم: صغار الغنم، والبُهْمَى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها ، نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها. 
بهم: أبهم: جعله أبله، بليداً (بوشر).
انبهم عليه الأمر: خفي وأشكل. ففي ألف ليلة (1: 346): ورأته قد اختفى وكثر نحوله ورَقَّ إلى أن صار كالخلال وانبهم عليها أمره فلم تتحقق إنه هو.
استبهم. استبهام: استغلاق الكلام وعدم وضوحه (بوشر).
بُهام وجمعه بُهامات: بجيع، حوصل، أبو جراب (المعجم اللاتيني، الكالا) وبومة صمعاء (المعجم اللاتيني) وفيه: ulula هام وبُهَام.
بهيم: حيوان، وحش، ابله، بليد، غبي، فظ، أحمق (بوشر، همبرت 238) حمار (باجني 60، براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348، ريشاردسون مراكش 1: 219) رذال الناس وحثالتهم (معجم البيان).
بَهَامة: بلاهة، حماقة، بلادة، غباء (بوشر، همبرت 238) فظاظة، غلظ الخلق (بوشر).
بهيمة: حيوان، وحش، بليد، أبله، غبي (بوشر).
وبهائم: ماشية، أنعام (هوست 293، الكالا وفيه صاحب بهائم: ganadero de ganado mayor باهم. باهم الرجل: إبهام الرجل وهو الإصبع الكبير في القدم (بوشر).
أَبْهَم. يقال: أبهم ما يكون أي كثير الغباء (بوشر).
ومؤنثه: بهماء، ففي البكري ص16: في بهماء تلك الصحارى أي في مجاهل تلك الصحارى (دي سلان).
إبهام: ازدواج (بوشر)، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر ويسمى التوجيه أيضاً.
مُبْهَم حديث لا يعرف عن راويه غير اسمه، يقال حديث مبهم (دي سلان المقدمة 2: 484).
مُبَهَّم: أحمق، أبله، بليد، غبي (هلو).
بهم البَهْمَةُ اسمٌ للذَّكَرِ والأُنْثَى مِنْ أَولاَدِ بَقَرِ الوَحشِ وَغيرِهَا. والبِهَامُ جَمْعُ بَهِيْمَةٍ من أولاد المِعزى. والبُهْمى نَباتٌ تجِدُ به الإِبلُ وَجْداً شَديداً ما دامَ أَخْضَر، والواحدةُ بُهْمَاةٌ. وأَبْهَمَتِ الأَرضُ نَبتَ علَيها البُهْمَى. والإِبْهَامُ الإِصبَعُ الكُبْرَى، والجَمعُ الأَبَاهِيمُ. وإِبْهَامُ الأمْرِ أَنْ يَشْتَبِهَ فلاَ يُعْرَفُ وَجْهُهُ. واسْتَبْهَمَ الأَمْرُ اسْتِبْهَاماً. وأَبْهَمْتُه فأَنَا مُبْهِمٌ وهوَ مُبْهَمٌ. وبَابٌ مُبْهَمٌ مُغلقٌ لا يُهْتَدَى لِفَتْحِهِ. والبَهِيمُ مِنَ الأَلْوَانِ مَا كَانَ لَوناً وَاحِداً لا شِيَةَ فيه. وصَوتٌ بَهِيمٌ لا يُرْجَعُ فيهِ. ولَيلٌ بَهيمٌ لا ضَوءَ فيه. والبُهْمَةُ الأبْطال. والكَتيبَةُ أيضاً. والجَماعةُ منَ النَّاس. وبَهَّمَ الرَّجلُ سُئِلَ عنِ الأَمْرِ فَأَطرقَ وَتحَيَّرَ. وكذلك إذا لم يُقَاتِلْ. وأَبْهَمْتُ الرَّجُلَ عَنْ كَذَا نَحَّيْتَه عنه. وتَبَهَّمَ عليه كلامُه أُرْتِجَ. وفي الحديث " يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمَاً " وَفُسِّرَ على أنَّ البَهِيمَ والمُبْهَمَ التَّامُّ الخَلْق، فمعناه أنَّهم يُحشَرونَ غير مَنْقوصِينَ بل وُفَاةَ الخَلْق. وقيل بل عُرَاةً لا شيءَ عليهم يُوارِيهم. وبَهَّمْتُ أَي أَدمْتُ النَّظَرَ إلى الشَّيءِ نَظَراً من غَيرِ أنْ يَشْفِيَني بَصَري منه.
[بهم] البِهامُ: جمع بَهْمٍ. والبَهْمُ: جمع بَهْمَةٍ، وهي أولاد الضأن. والبهمة اسم للمذكر والمؤنث. والسخال أولاد المعزى، فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا: بهام وبهم أيضا. وأنشد الاصمعي : لو أننى كنت من عاد ومن إرم غذى بهم ولقمانا وذا جدن لان الغذى السخلة. وقد جعل لبيد أولاد البقر بِهَاماً بقوله: والعينُ ساكنةٌ على أَطْلائِها عوذاً تأَجَّلَ بالفضاء بِهامُها ويقال: هم يُبَهِّمُونَ البَهْمَ تَبْهيماً، إذا أفردوه عن أمّهاته فَرعَوْهُ وحده. أبو عبيدة: البهمة بالضم: الفارس الذى لا يدرى من أين يُؤْتى، من شدّة بأسه، والجمع بُهَمٌ. ويقال أيضاً للجيش بُهْمَةٌ، ومنه قولهم: فلان فارسُ بُهْمَةٍ وليثُ غابةٍ. وأمرٌ مُبْهَمٌ، أي لا مَأْتى له. وأَبْهَمْتُ البابَ: أغلقتُه. والأسماء المُبْهَمَةُ عند النحويِّين هي أسماء الإشارات، نحو قولك: هذا، وهؤلاء، وذاك وأولئك. واسْتَبْهَمَ عليه الكلام، أي استغلَقَ. وتَبَهَّمَ أيضا، عن أبى زيد، إذا أرتج عليه. وفى الحديث: " يحشر الناس حفاة عراة بهما "، أي ليس معهم شئ. ويقال أصخاء. والابهام: الإصبع العَظمى، وهي مؤنَّثة، والجمع الأباهيمُ. والبَهيمَةُ: واحدة البَهائِمِ. وهذا فرس بهيم، وهذا فرس بهيم، أي مُصْمَتٌ، وهو الذي لا يخلط لونه شئ سوى لونه. والجمع بهم، مثل رغيف ورعف. وبهمى: نبت، قال سيبويه: تكون واحدة وجمعا. وألفها للتأنيث فلا تنون. وقال قوم: ألفها للالحاق، والواحدة بهماة. وقال المبرد: هذا لا يعرف، ولا تكون ألف فعلى بالضم لغير التأنيث. وأبهمت الارض: كثر بهماها.
باب الهاء والميم، والباء معهما ب هـ م مستعمل فقط

بهم: البَهْمَةُ: أسمٌ للذّكر والأُنثى من أولادِ بَقَرِ الوَحْش وضروب الغَنَم، والجميع: البَهْم والبِهام. والبَهْمُ أيضاً: صِغارُ الغَنَم. والبُهْمَي: نباتٌ تَجِدُ به الغَنَم وجداً شديداً ما دام أَخْضَرَ. فإذا يَبِسَ هرَّ شوكُه وامتنع. الواحد: بُهْمَي أيضا، ويقال للواحدة بُهماة أيضا. والإِبُهْام: الإِصْبَع الكُبْرَى [التي تلي المُسَبِّحة] ، والجميع: الأباهيم. [ولها مفصلان] وأَبْهَم الأَمْر، أي: اشْتَبَهَ، لا يُعْرَف وجهُه. واستَبْهَمَ عليَّ هذا الأمرُ. وكان ابن عباس سئل [عن قوله عز وجل] : وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ فلم يُبِّينْ أَدُخِلَ بها أم لا، فقال، أَبْهَمَوا ما أبهم الله . وباب مبهم: لا يهتدي لفتحه، قال الشاعر :

وكم من شُجاعٍ مارَسَ الحرب دهرَهُ ... فغاصَ عليهِ المَوْتُ والبابُ مُبْهَمُ

والبَهيمُ: ما كان من الألوان لوناً واحداً لا شِيَةَ فيه من الدُّهْمَة والكُمْتة. وصَوْتٌ بهيم، أي: لا ترجيعَ فيه.. وليلُ بهيمٌ: لا ضوءَ فيه إلى الصَّباح. والبهيمة: ذات أربع قوائم من دواب البر والبحر. ويحشر النّاسُ يومَ القيامةِ [غُرْلاً] بُهْماً ،

أي: ليس بهم شيء مما كان في الدُّنيا، نحو العَمَى والعَرَج، والجُذام والبَرَص. ويقال: بل عُراةُ ليس معهم شيءٌ من متاعِِ الدُّنيا. والبُهْمةُ: الأبطال، قال متممّ بن نويرة :

وللشَّرْب فابكي مالِكاً ولبُهمةٍ ... شديدٍ نواحيها على من تشجّعا
(ب هـ م) : (الْبَهْمَةُ) وَلَدُ الشَّاةِ أَوَّلُ مَا تَضَعُهُ أُمُّهُ وَهِيَ قَبْلَ السَّخْلَةِ (وَأَبْهَمَ الْبَابَ) أَغْلَقَهُ (وَفَرَسٌ بَهِيمٌ) عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ لَا يُخَالِطُهُ غَيْرُهُ (وَكَلَامٌ مُبْهَمٌ) لَا يُعْرَفُ لَهُ وَجْهٌ (وَأَمْرٌ مُبْهَمٌ) لَا مَأْتَى لَهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَرْبَعٌ مُبْهَمَاتٌ النَّذْرُ وَالنِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ» تُفَسِّرُهُ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى وَهِيَ الصَّحِيحَةُ «أَرْبَعٌ مُقْفَلَاتٌ» وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا مَخْرَجَ مِنْهُنَّ كَأَنَّهَا أَبْوَابٌ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهَا أَقْفَالٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ» ذُكِرَ فِي مَوْضِعَيْنِ أَمَّا فِي الصَّوْمِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ قَوْله تَعَالَى {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] مُطْلَقٌ فِي قَضَاءِ الصَّوْمِ لَيْسَ فِيهِ تَعْيِينٌ أَنْ يُقْضَى مُتَفَرِّقًا أَوْ مُتَتَابِعًا فَلَا تَلْزَمُوا أَنْتُمْ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ عَلَى الْبَتِّ وَالْقَطْعِ وَأَمَّا عَنْ النِّكَاحِ فَمَعْنَاهُ أَنَّ النِّسَاءَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} [النساء: 23] مُبْهَمَةٌ غَيْرُ مَشْرُوطٍ فِيهِنَّ الدُّخُولُ بِهِنَّ وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي أُمَّهَاتِ الرَّبَائِبِ يَعْنِي أَنَّ قَوْله تَعَالَى {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] صِفَةٌ لِلنِّسَاءِ الْأَخِيرَةِ فَتُخَصَّصُ بِهَا فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ تَخَصَّصَتْ الرَّبَائِبُ أَيْضًا لِأَنَّهَا مِنْهَا بِخِلَافِ النِّسَاءِ لِلْأُولَى فَإِنَّهَا لَمْ تَدْخُلْ تَحْتَ هَذِهِ الصِّفَةِ وَكَانَتْ مُبْهَمَةً وَفِي امْتِنَاعِهَا عَنْ ذَلِكَ وُجُوهٌ ذَكَرْتُهَا فِي الْمُعْرِبِ (فِي الْحَدِيثِ) «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ» أَيْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ هَذِهِ فَبِهَا فِي نِعْمَ.
[بهم] فيه: يحشر الناس عراة حفاة "بهما" جمع بهيم. وهو في الأصل من لا يخالط لونه لون سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمي والعور والعوج وإنما هي أجساد مصححة للأبد في الجنة أو النار، وروى زيادة تفسير البهم بمن ليس معهم شيء من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأول في المعنى. ومنه ح: في خيل دهم "بهم". مخ: والأسود "البهيم" من الكلب والخيل الذي لا يخالط لونه لون غيره. ن: عليكم بالأسود "البهيم" أي خالص السواد والنقطتان بيضاوان فوق عينيه. ط: جعله شيطاناً لخبثها فإنه أضرإنما سأله ليعلم أذكراً ولد أم أنثى وإلا فتولد أحدهما معلوم. تو: بهمة بفتح موحدة. ن: ولنا "بهيمة" مصغر بهمة صغير أولاد الضأن. غ: الأنعام كلها بهائم لأنها استبهمت عن الكلام.
ب هـ م : الْبَهْمَةُ وَلَدُ الضَّأْنِ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ بَهْمٌ مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَجَمْعٌ الْبَهْمِ بِهَامٌ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَتُطْلَقُ الْبِهَامُ عَلَى أَوْلَادِ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ إذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيبًا فَإِذَا انْفَرَدَتْ قِيلَ لِأَوْلَادِ الضَّأْنِ بِهَامٌ وَلِأَوْلَادِ الْمَعْزِ سِخَالٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْبَهْمُ صِغَارُ الْغَنَمِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ لِأَوْلَادِ الْغَنَمِ سَاعَةَ تَضَعُهَا الضَّأْنُ أَوْ الْمَعْزُ ذَكَرًا كَانَ الْوَلَدُ أَوْ أُنْثَى سَخْلَةٌ ثُمَّ هِيَ بَهْمَةٌ وَجَمْعُهَا بَهْمٌ.

وَالْإِبْهَامُ مِنْ الْأَصَابِعِ أَيْ عَلَى الْمَشْهُورِ وَالْجَمْعُ إبْهَامَاتٌ وَأَبَاهِيمُ وَاسْتَبْهَمَ الْخَبَرُ وَاسْتَغْلَقَ وَاسْتَعْجَمَ بِمَعْنَى أَبْهَمْتُهُ إبْهَامًا إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ نِكَاحُهَا لِرَجُلٍ هِيَ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِ كَمُرْضِعَتِهِ.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ لَوْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّهَا لِأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ وَحَلَّتْ لَهُ بِنْتُهَا وَهَذَا التَّحْرِيمُ يُسَمَّى الْمُبْهَمَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَحِلُّ بِحَالٍ وَذَهَبَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَى جَوَازِ نِكَاحِ الْأُمِّ إذَا لَمْ يَدْخُلْ بِالْبِنْتِ وَقَالَ الشَّرْطُ الَّذِي فِي آخِرِ الْآيَةِ يَعُمُّ الْأُمَّهَاتِ وَالرَّبَائِبَ وَجُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ عَلَى خِلَافِهِ لِأَنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إلَى أَنَّ الْخَبَرَيْنِ إذَا اخْتَلَفَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الِاسْمَانِ بِوَصْفٍ وَاحِدٍ فَلَا يُقَالُ قَامَ زَيْدٌ وَقَعَدَ عَمْرٌو الظَّرِيفَانِ وَعَلَّلَهُ سِيبَوَيْهِ بِاخْتِلَافِ الْعَامِلِ لِأَنَّ الْعَامِلَ فِي الصِّفَةِ هُوَ الْعَامِلُ فِي الْمَوْصُوفِ وَبَيَانُهُ فِي الْآيَةِ أَنَّ قَوْلَهُ {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] يَعُودُ عِنْدَ هَذَا الْقَائِلِ إلَى نِسَائِكُمْ وَهُوَ مَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ وَإِلَى رَبَائِبِكُمْ وَهُوَ مَرْفُوعٌ وَالصِّفَةُ الْوَاحِدَةُ لَا تَتَعَلَّقُ بِمُخْتَلِفَيْ الْإِعْرَابِ وَلَا
بِمُخْتَلِفَيْ الْعَامِلِ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَالْبَهِيمَةُ كُلُّ ذَاتِ أَرْبَعٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ وَكُلُّ حَيَوَانٍ لَا يُمَيِّزُ فَهُوَ بَهِيمَةٌ وَالْجَمْعُ الْبَهَائِمُ. 
بهـم
أبهمَ يُبهم، إبهامًا، فهو مُبهِم، والمفعول مُبهَم (للمتعدِّي)
• أبهم الأمرُ: خَفِيَ وأشكل واشتبه، كان غير واضح "تعقّدت القضيّة وأبهمت".
• أبهم فلانٌ الأمرَ: أخفاه وأشكله، وجعله غامضًا غير مفهوم "يتّصف أسلوب هذا الكاتب بالإبهام". 

استبهمَ/ استبهمَ على يستبهم، استبهامًا، فهو مُستبهِم، والمفعول مُستبهَم عليه
• استبهم الأمرُ/ استبهم الأمرُ على الشَّخص: استغلق وأشكل "استبهمت عليه المعادلة الرياضيّة فلم يفهمها- اسْتُبْهِم عليه الكلامُ". 

انبهمَ ينبهم، انبهامًا، فهو مُنْبَهِم
• انبهمَ الأمرُ: استبهم، استغلق وأشكل "فسَّر ما انبهم على طُلاّبه". 

إبهام [مفرد]: ج إبهامات (لغير المصدر {وأباهمُ} لغير المصدر) وأباهيمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أبهمَ.
2 - ازدواج، وهو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم يحتمل معنيين متضادين "إبهام لغة/ أسلوب".
• الإبهام: (شر) الإصبع الغليظة الخامسة من أصابع اليد والرِّجل وهي ذات سُلامَيَين (مؤنّثة وقد تذكَّر) "هذه بصمة إبهامه اليمنى". 

أَبْهَمُ [مفرد]: ج بُهْم، مؤ بهماءُ، ج مؤ بُهْم: أعجمُ لا يُفْصح "الحيوان مخلوق أبهمُ". 

بَهْمَة [مفرد]: ج بَهَمات وبَهْمات وبِهام وبَهْم: صغير الضَّأن (للذكر والأنثى) "صَغيرين نَرْعَى البَهْمَ يا ليتَ أنَّنا ... إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البَهْم". 

بُهْمَة [مفرد]: ج بُهْمات وبُهَم: رجلٌ لا يُدرى من أين يُؤتى لشدّة بأسه.
• البُهمة من اللَّيالي: التي لا يَطْلُعُ فيها القمر. 

بَهيم [مفرد]: ج بُهْم وبُهُم:
1 - أسود حالك "ليلٌ بهيمٌ" ° فرسٌ بهيم: على لون واحد، ليس فيه لون يخالف معظم لونه.
2 - حيوان، أبله، بليد، غبيّ.
• صوت بهيم: ما لا ترجيع فيه. 

بَهيمة [مفرد]: ج بهائمُ:
1 - كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرِّ والبحر، ماعدا السِّباع.
2 - المواشي، الأنعام، الحيوانات الدَّاجنة " {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ} ".
• البهيمة: الحيوان مطلقًا "كان الإقطاعيون يعاملون الفلاحين معاملة البهائم". 

بَهيميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَهيمة. 

بَهيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَهيمة ° شهوة بهيميّة/ غريزة بهيميّة: حيوانيّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَهيمة: وطء الحيوانات سواء أجراه الرجل مع أنثى الحيوان أو أجراه ذكر الحيوان مع المرأة، وهو دليل على شذوذ وانقلاب الحسّ التناسليّ فيهما. 

مُبْهَم [مفرد]: ج مبهمات:
1 - اسم مفعول من أبهمَ.
2 - ما يصعب إدراكه، ما لا مأتى له.
3 - غامض، لا يتحدد المقصود منه، لا يُعرف له وجه "عبارات مبهمة- كلامٌ/ رسمٌ مُبهَم" ° طريق مبهم: خفيّ لا يستبين- حديث مبهم: لا يُعرف عن راويه غير اسمه.
• المبهم من الظُّروف: (نح) ما ليس له حدود تحصره مثل: فوق، تحت، أمام، خلف.
• الأسماء المبهمة: (نح) أسماء الإشارة والموصول والضَّمائر وهي معارف غير محدَّدة المعنى بذاتها. 

بهم

2 بهّموا البَهْمِ, inf. n. تَبْهِيمٌ, They separated the بهم [i. e. lambs, or kids, or both,] from their mothers, (S, K,) and pastured them alone. (S.) A2: بهّموا بِالمَكَانِ, inf. n. as above, They stayed, or remained, in the place; (K, TA;) did not quit it. (TA.) b2: Also بهّم, said of a man, (assumed tropical:) He continued looking at a thing without his being relieved by doing so. (JK.) b3: (assumed tropical:) He was silent, and confounded, or perplexed, when asked respecting a thing. (JK.) b4: (assumed tropical:) He did not fight, or engage in conflict. (JK.) 4 ابهم, (K,) inf. n. إِبْهَامٌ, (JK,) (assumed tropical:) It (a thing, or an affair,) was, or became, dubious, confused, or vague, (JK, K, TA,) so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed; (JK, TA;) as also ↓ استبهم; (JK, K, TA;) for which grammarians often use ↓ انبهم; but this has not been heard in the [classical] language of the Arabs: (MF, TA:) [said to be] from بَهِيمٌ denoting a colour, whatever it be, except that which is termed شُهْبَة, in which is no colour differing therefrom. (Har p. 50.) A2: He closed, or locked, a door; (S, Mgh, TA;) [or, so that one could not find the way to open it; (see مُبْهَمٌ;)] and stopped it up. (TA.) [and hence,] one says of the thumb, تُبْهِمُ الكَفَّ, meaning It closes upon [the palm of] the hand, as a cover. (TA.) b2: [Hence also,] (assumed tropical:) He made a thing, or an affair, to be dubious, confused, or vague, (JK, TA, *) so that there was no way, or manner, of knowing it, (TA,) or so that one knew not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK:) [in the former sense, or meaning (assumed tropical:) he made it to be dubious, confused, or vague,] said of speech, or language, (K in art. غمض, &c.,) and of information, or news, or a narration; (Msb;) contr. of أَوْضَحَ; (TA in art. غمض;) i. q. لمْ يُبَيِّنْ. (Msb.) b3: (assumed tropical:) He made, or held, a thing to be vague, or indefinite. (Mgh.) b4: And, said of a prohibited thing, (assumed tropical:) He made it, or held it, to be not allowable in any manner, nor for any cause: (Az, TA:) or to be prohibited unconditionally. (Mgh.) [See مُبْهَمٌ.] b5: (assumed tropical:) He made a man to turn away, or withdraw, or retire, (JK, K,) عَنْ كَذَا from such a thing, (JK,) or عَنِ الأَمْرِ from the affair. (K.) A3: ابهمت الأَرْضُ The land produced what is termed بُهْمَى: (JK, K:) or produced much thereof. (S.) 5 تَبَهَّمَ see 10.7 إِنْبَهَمَ see 4.10 إِسْتَبْهَمَ see 4. b2: You say, استبهم عَلَيْهِ الأَمْرُ (tropical:) The affair was as though it were closed against him, so that he knew not the way in which to engage in it, or execute it; syn. أُرْتِجَ عَلَيْهِ. (TA.) and استبهم عَلَيْهِ, (K,) or استبهم عليه الكَلَامُ, (S, TA,) (assumed tropical:) Speech was as though it were closed against him; or he was, or became, impeded in his speech, unable to speak, or tongue-tied; (S, * K, TA;) syn. اِسْتَغْلَقَ; (S;) and عليه كَلَامُهُ ↓ تبهّم [signifies the same]; syn. أُرْتِجَ; (JK, S; *) on the authority of Az. (S.) And استبهم الخَبَرُ (assumed tropical:) The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَغْلَقَ, and اِسْتَعْجَمَ. (Msb.) بَهْمٌ is pl. of ↓ بَهْمَةٌ, (S, Msb, K,) as are also ↓ بَهَمٌ and بِهَامٌ, (K,) [or rather بَهْمٌ is a coll. gen. n., and ↓ بَهْمَةٌ is its n. un., and ↓ بَهَمٌ is a quasi-pl. n., and] بِهَامٌ is pl. of بَهْمٌ, (S, Msb,) and بِهَامَاتِ is a pl. pl. [i. e. pl. of بِهَامٌ]: (K:) ↓ بَهْمَةٌ signifies A lamb, and is applied to the male and the female; (S, Msb;) or, accord. to a trad. in which it occurs, it is a name for the female; (IAth, TA;) but بِهَامٌ, which is applied to lambs when they are alone, as سِخَالٌ is to kids when they are alone, is also applied to lambs and kids together: (S, * Msb:) or, accord. to IF, بَهْمٌ signifies young lambs or goats: (Msb:) and accord. to Az, (Msb,) or A'Obeyd, (TA,) ↓ بَهْمَةٌ is applied to a lamb or goat, whether male or female, after the period when it is termed سَخْلَةٌ, which is when it is just brought forth; (Msb, TA;) and its pl. is ابهم: (Msb: [so in my copy of that work, as though meant for أَبْهُمٌ; but perhaps a mistranscription for البَهْمُ:]) or it is applied to a lamb or goat when just brought forth, i. e., before it is termed سَخْلَةٌ: (Mgh: [and this is agreeable with its application in a trad. cited by IAth:]) or to the young one, not, as in the K, young ones, (TA,) of the sheep, and of the goat, and of an animal of the bovine kind (K, TA) both wild and not wild, alike to the male and the female, while small; or, as some say, when it has attained to youthful vigour: (TA:) Lebeed applies بِهَامٌ to the young ones of [wild] animals of the bovine kind: (S, TA:) accord. to Th, بَهْمٌ signifies young kids. (TA.) b2: سَعْدُ البِهَامِ One of the Mansions (K, TA) of the Moon: (TA:) or two stars which are not of the Mansions of the Moon. (S and L and K in art. سعد, q. v.) بَهَمٌ: see بَهْمٌ, in two places.

بَهِمٌ an epithet of which only the fem. form is mentioned. You say] أَرْضٌ بَهِمَةٌ Land abounding with what is termed بُهْمَى: (AHn, K:) the word بهمة is a possessive epithet. (TA.) بَهْمَةٌ: see بَهْمٌ, in four places.

بُهْمَةٌ A rock, or great mass of stone or of hard stone, (K, TA,) that is solid, not hollow. (TA.) b2: And hence, accord. to some, (TA,) or because his condition is such that one knows not how to prevail with him, (Ham pp. 334 and 610,) A courageous man, (K, and Ham ubi suprà,) or a horseman, (AO, S,) to whom one knows not the way whence to gain access, or whence to come, (AO, S, K,) by reason of his great might, or valour: (AO, S:) or, as in the Nawádir, رَجُلٌ بُهْمَةٌ signifies a man who will not be turned from a thing that he desires to do: (TA:) it is not applied as an epithet to a woman: (IJ, TA:) pl. بُهَمٌ. (S, A.) You say, هُوَ بُهْمَةٌ مِنَ البُهَمِ, meaning (assumed tropical:) He is a courageous man, of those to whom the approach is as though it were closed against his adversaries. (A, TA.) Accord. to IJ, it is an inf. n. used as an epithet, though having no verb. (TA.) [Hence,] it applies to one and to a number of persons. (Ham p. 494.) [For] it signifies also b3: (assumed tropical:) An army: (S, K:) or courageous men, or courageous men clad in armour; because one knows not the way in which to fight with them: or, as some say, a company of horsemen: (TA:) pl. as above. (K.) b4: (assumed tropical:) A difficult affair or case; (K, TA;) such that one cannot find the way to perform it, or manage it: pl. as above. (TA.) You say, وَقَعَ فِى بُهْمَةٍ لَا يُتَّجَهُ لَهَا (assumed tropical:) [He fell into a difficult, or an embarrassing, case, which one knew not the way to manage]. (TA.) The pl. is also explained as meaning (assumed tropical:) Dubious, confused, or vague, affairs or cases. (TA.) b5: (assumed tropical:) Blackness. (TA.) b6: And البُهَمُ (assumed tropical:) The three nights in which the moon does not [visibly] rise. (TA.) بُهْمَى, a word both sing. and pl., (Sb, S, K,) its alif [written ى] being a denotative of the fem. gender, wherefore it is without tenween; (Sb, S;) or [it is written بُهْمًى, with tenween, for it is a coll. gen. n., and] its n. un. is بُهْمَاةٌ, (S, K, and so in the JK,) its alif, some say, being a letter of quasi-coordination; but Mbr says that this is not known, and that the alif in a word of the measure فُعْلى is nought but a denotative of the fem. gender; (S;) and the n. un. بهماة is anomalous; (El-'Ash-moonee's Expos. of the Alfeeyeh of Ibn-Málik, § التأنيث;) [A species of barley-grass; app. hordeum murinum, or common wall-barley-grass;] a certain plant, (Lth, JK, S, K,) well known; (K;) the sheep and goats, (Lth, TA,) or the camels, (JK,) are vehemently fond of it as long as it is green; (Lth, JK, TA;) but when it dries up, its prickles bristle out, and it repugns; (Lth, TA;) it is of the herbs (بُقُول) that are termed أَحْرَاز [app. here meaning slender and sweet] when fresh and when dry, and comes forth at first undistinguishably as to species, from the earth, like as does corn; then it becomes like corn, and puts forth prickles like those [that compose the awn, or beard,] of the ear of corn, which, when they enter the noses of the sheep or goats and the camels, cause pain to their noses, until men pull them out from their mouths and their noses; and when it becomes large, and dries up, it is a pasture that is fed upon until the rain of the next year falls upon it, when its seed that has fallen from its ears germinates beneath it. (AHn, TA.) بَهِيمٌ Black: (K:) pl. بُهُمٌ. (TA.) And [app. used also as a subst., signifying] A black ewe (K, TA) in which is no whiteness: pl. as above and بُهْمٌ. (TA.) b2: Applied to a horse, to the male and the female, (S, * Mgh, * K,) Of one, unmixed, colour; in which is no colour differing from the rest: (S, Mgh, K:) pl. بُهُمٌ. (S.) لَا أَغَرُّ وَ لَا بَهِيمٌ [Not having a star, or blaze, on the forehead or face, nor of one, unmixed, colour, or not white nor black, (some such proposition as “This is a horse” being understood before لا,)] is a prov. applied to a dubious, confused, or vague, affair or case. (TA.) b3: A colour of one kind, (JK,) in which is no colour differing from the rest, (JK, and Har p. 50,) whatever colour it be, except that which is termed شُهْبَة: (Har ubi suprà:) or a colour that is clear, pure, or unmixed, not resembling any other, (AA, K, * TA,) whether it be black or any other colour, (AA, TA,) except, as Z says, that which is termed شُهْبَة. (TA.) b4: A night in which is no light (JK, TA) until the dawn. (TA.) b5: (tropical:) A sound, or voice, in which is no trilling, or quavering, or reiteration in the throat or fauces. (JK, K, * TA. *) b6: Perfect, or complete, in make; as also ↓ مُبْهَمٌ: pl. بُهْمٌ: so in the phrase in a trad. (respecting the day of resurrection, TA), يُحْشَرُ النَّاسُ بُهْمًا, i. e. Mankind shall be congregated perfect, or complete, in make, without mutilation, or defect: (JK:) or the meaning here is, sound, or healthy: (S:) or not having any of the diseases or noxious affections of the present state, as blindness, and elephantiasis, and leprosy, and blindness of one eye, and lameness, &c.: (A'Obeyd, K, * TA:) or naked; (JK, K;) not having upon them anything to conceal them: (JK:) or not having with them anything (S, TA) of worldly goods or commodities. (TA.) b7: (assumed tropical:) Unknown. (El-Khattábee, TA.) A2: See also إِبْهَامٌ.

بَهِيمَةٌ [A beast; a brute;] any quadruped, (Akh, M, Msb, K,) even if in the water, (Akh, M, K,) [i. e.,] of the land and of the sea; (Msb;) and (so in the Msb, but in the K “or”) any animal that does not discriminate: (Zj, Msb, K:) pl. بَهَائِمُ. (S, Msb, K.) بَهِيمِى Of, or relating to, beasts, or brutes.]

بَهِيمِيَّةٌ The nature of beasts, or brutes.]

أَبْهَمُ: see مُبْهَمٌ, in two places. b2: Also i. q. أَعْجَمُ [app. as meaning Destitute of the faculty of speech or articulation, like the beasts]. (K.) إِبْهَامٌ The thumb, and the great toe; (M, K;) the greatest إِصْبَع, (JK, T, S,) that is next to the forefinger, having two joints, so called because it closes upon [the palm of] the hand, as a cover; (T, TA;) the greatest of the أَصَابِع in the hand and in the foot: (M, K:) of the fem. gender, (S, Msb,) accord. to common repute; (Msb;) and sometimes masc.: (Lh, M, K:) and ↓ بَهِيمٌ signifies the same; mentioned by Az in the T, and by others; but Az adds that one should not say بِهَامٌ: (TA:) the pl. of ابهام is أَبَاهِيمُ (JK, S, M, Msb, K) and أَبَاهِمُ, (M, K,) which latter is used by poetic license for the former, (M,) and إِبْهَامَاتٌ. (Msb.) أَقْصَرُ مِنْ إِبْهَامِ الضَّبِّ [Shorter than the great toe of the (lizard called) ضبّ], and من ابهام القَطَاةِ [than the back toe of the (bird called) قطاة], and من ابهام الحُبَارَى [than the back toe of the (bird called) حبارى], are proverbs of the Arabs. (Har p. 335.) مُبْهَمٌ, applied to a door, Closed, or locked, (JK, K,) so that one cannot find the way to open it: (JK, TA:) and stopped up: (TA:) or having a lock upon it, with which it is fastened. (Mgh.) b2: A wall in which is no door. (TA.) b3: A chest having no lock [by means of which it may be opened]. (IAmb, TA.) b4: I. q. مُصْمَتٌ [as meaning Solid; not hollow; in the CK أَصْمَتُ, which signifies the same]; as also ↓ أَبْهَمُ: (K:) having no fissure in it: and ↓ the latter, applied to a heart is said to mean (assumed tropical:) impenetrable by admonition. (TA.) b5: (assumed tropical:) A thing, or an affair, made to be dubious, confused, or vague; (JK;) [such that there is no way, or manner, of knowing it; (see the verb;)] or such that one knows not the way, or manner, in which it should be engaged in, done, executed, or performed: (JK, S, Mgh, TA:) (assumed tropical:) speech, or language, [that is dubious, confused, or vague,] such that there is no way, or manner, of knowing it: (Mgh, TA:) applied to a road, (assumed tropical:) unapparent, or hardly apparent: (TA:) and, applied to the ordinance respecting the making up for the days in which one has broken a fast, [and to many other cases,] (assumed tropical:) undefined; in this instance meaning, as to whether the days may be interrupted, or whether they must be consecutive. (Mgh.) [Hence,] مُبْهَمَاتٌ (assumed tropical:) Difficult things, or affairs, such that one cannot find the way to perform them. (TA.) and الأَسْمَآءُ المُبْهَمَةُ, so termed by the grammarians, (assumed tropical:) The nouns of indication, (S, K,) such as هٰذَا and هٰؤُلَآءِ and ذَاكَ and أُولَائِكَ: (S:) accord. to Az, الحُرُوفُ المُبْهَمَةُ signifies (assumed tropical:) the particles which have no derivatives, and of which the roots are not known, as الَّذِى and مَا and مَنْ and عَنْ and the like. (TA.) b6: Applied to a vow, and to [certain ordinances respecting] marriage and divorce and emancipation, (assumed tropical:) From which there is no getting out, or extricating of oneself; as though they were closed doors with locks upon them: (Mgh:) and, applied to prohibited things, (assumed tropical:) not allowable in any manner, (T, K, TA,) nor for any cause; (T, TA;) or prohibited unconditionally; (Mgh;) as the prohibition of [the marriage with] the mother, and the sister, (T, Mgh, * K, TA,) and the like: (T, TA:) such a woman is said to be مُبْهَمَةٌ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [absolutely prohibited to the man; as though she were closed against him, or inaccessible to him]. (Msb. [But in this last work it seems to be مثبْهِمَةٌ, which is not agreeable with common usage.]) In the copies of the K, بُهْمٌ and بُهُمٌ are given as pls. of this word: but it seems that there is an omission or a misplacement in the passage; for these are said to be pls. of بَهِيمٌ, as shown above. (TA.) b7: (assumed tropical:) In a state of swooning or insensibility, speechless, and without discrimination; in consequence of a blow [&c.]. (TA.) b8: See also بَهِيمٌ.

مُسْتَبْهِمٌ عَنِ الكَلَامِ (assumed tropical:) Debarred from the faculty of speech. (Niftaweyh, TA.)

بهم: البَهِيمةُ كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم من دَوابّ البرِّ والماء،

والجمع بَهائم. والبَهْمةُ: الصغيرُ من أَولاد الغَنَم الضأْن والمَعَز

والبَقَر من الوحش وغيرها، الذكَرُ والأُنْثى في ذلك سواء، وقل: هو بَهْمةٌ

إذا شبَّ، والجمع بَهْمٌ وبَهَمٌ وبِهامٌ، وبِهاماتٌ

جمع الجمعِ. وقال ثعلب في نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ وبه فسِّر

قول الشاعر:

عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي

عَجايا كلُّها إلا قليلا

أَبو عبيد: يقال لأَوْلاد الغنَم ساعة تَضَعها من الضأْن والمَعَز

جميعاً، ذكراً كان أَو أُنثى، سَخْلة، وجمعها سِخال، ثم هي البَهْمَة الذكَرُ

والأُنْثى. ابن السكيت: يقال هُم يُبَهِّمون البَهْمَ إذا حَرَمُوه عن

أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، وإذا اجتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لها

جميعاً بِهامٌ، قال: وبَهِيمٌ

هي الإبْهامُ للإصْبَع. قال: ولا يقال البِهامُ، والأبْهم كالأَعْجم.

واسْتُبْهِم عليه: اسْتُعْجِم فلم يَقْدِرْ على الكلام. وقال نفطويه:

البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام أَي مُنْغَلِق ذلك عنها. وقال الزجاج في

قوله عز وجل: أُحِلَّتْ لكم بَهِيمة الأَنْعامِ؛ وإنما قيل لها بَهِيمةُ

الأَنْعامِ لأَنَّ كلَّ حَيٍّ لا يَميِّز، فهو بَهِيمة لأَنه أُبْهِم عن

أَن يميِّز. ويقال: أُبْهِم عن الكلام.

وطريقٌ مُبْهَمٌ إذا كان خَفِيّا لا يَسْتَبين. ويقال: ضرَبه فوقع

مُبْهَماً أَي مَغْشيّاً عليه لا يَنْطِق ولا يميِّز. ووقع في بُهْمةٍ لا

يتَّجه لها أَي خُطَّة شديدة. واستَبْهَم عليهم الأَمرُ: لم يدْرُوا كيف

يأْتون له. واسْتَبْهَم عليه الأَمر أَي استَغْلَق، وتَبَهَّم أَيضاً إذا

أُرْتِجَ عليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده:

أَعْيَيْتَني كلَّ العَيا

ءِ، فلا أَغَرَّ ولا بَهِيم

قال: يُضْرَب مثلاً للأَمر إذا أَشكل لم تَتَّضِحْ جِهتَه واستقامَتُه

ومعرِفته؛ وأَنشد في مثله:

تَفَرَّقَتِ المَخاضُ على يسارٍ،

فما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ

وأَمرٌ مُبْهَمِ: لا مَأْتَى له. واسْتَبْهَم الأَمْرُ إذا اسْتَغْلَق،

فهو مُسْتَبْهِم. وفي حديث عليّ: كان إذا نَزَل به إحْدى المُبْهَمات

كَشَفَها؛ يُريدُ مسألةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها

أُبْهِمت عن البيان فلم يُجْعل عليها دليل، ومنه قيل لِما لا يَنْطِق

بَهِيمة.

وفي حديث قُسٍّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ

(* قوله «تجلو دجنات» هكذا في الأصل

والنهاية بالتاء، وفي مادة دجن من النهاية: يجلو دجنات بالياء).

الدَّياجي والبُهَم؛ البُهَم: جمع بُهْمَة، بالضم، وهي مُشكلات الأُمور. وكلام

مُبْهَم: لا يعرَف له وَجْه يؤتى منه، مأخوذ من قولهم حائط مُبْهَم إذا لم

يكن فيه بابٌ. ابن السكيت: أَبْهَمَ عليّ الأَمْرَ إذا لم يَجعل له

وجهاً أَعرِفُه. وإبْهامُ الأَمر: أَن يَشْتَبه فلا يعرَف وجهُه، وقد

أَبْهَمه. وحائط مُبْهَم: لا باب فيه. وبابٌ مُبْهَم: مُغلَق لا يُهْتَدى لفتحِه

إذا أُغْلِق. وأبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته وسَدَدْته. وليلٌ بَهيم: لا

ضَوء فيه إلى الصَّباح. وروي عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل: إن

المُنافِقين في الدَّرْك الأسْفَل من النار، قال: في تَوابيت من حديدٍ

مُبْهَمةٍ عليهم؛ قال ابن الأَنباري: المُبْهَة التي لا أَقْفالَ عليها. يقال:

أَمرٌ مُبْهَم إذا كان مُلْتَبِساً لا يُعْرَف معناه ولا بابه.

غيره: البَهْمُ جمع بَهْمَةٍ وهي أَولادُ الضأْن. والبَهْمة: اسم

للمذكّر والمؤنث، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى، فإذا اجتمع البهامُ والسِّخالُ

قلت لهما جميعاً بهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً؛ وأَنشد الأَصمعي:

لو أَنَّني كنتُ، من عادٍ ومِن إرَمٍ،

غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وذا جَدَنِ

لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة؛ قال ابن بري: قول الجوهري لأَن الغَذِيَّ

السَّخْلة وَهَم، قال: وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كان

يُغَذّى بلُحوم البَهْم، قال وعليه قول سلمى بن ربيعة الضبّيّ:

أَهلَك طَسْماً، وبَعْدَهم

غَذِيَّ بَهْمٍ وذا جَدَنِ

قال: ويدل على ذلك أَنه عطف لُقْماناً على غَذِيَّ بَهْمٍ، وكذلك في بيت

سلمى الضبيّ، قال: والبيت الذي أَنشده الأَصمعي لأفْنون التغلبي؛ وبعده:

لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم من مُهَوّلةٍ

أَخا السُّكون، ولا جاروا عن السَّنَنِ

وقد جَعل لَبيد أَولادَ البقر بِهاماً بقوله:

والعينُ ساكنةٌ على أَطلائِها

عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها

ويقال: هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إذا أَفرَدُوه عن أُمَّهاته

فَرَعَوْه وحْدَه.

الأَخفش: البُهْمَى لا تُصْرَف. وكلُّ ذي أَربع من دوابِّ البحر والبرّ

يسمَّى بَهِيمة.

وفي حديث الإيمان والقَدَر: وترى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل

والبَهْم يَتطاوَلون في البُنْيان؛ قال الخطابي: أَراد بِرِعاءِ الإبِل

والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الذين يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث ولا

تَسْتَقِرُّ بهم الدار، يعني أن البلاد تفتَح فيسكنونها ويَتطاوَلون في

البُنْيان، وجاء في رواية: رُعاة الإبل البُهُم، بضم الباء والهاء، على نعت

الرُّعاة وهم السُّودُ؛ قال الخطابي: البُهُم، بالضم، جمع البَهِيم وهو

المجهول الذي لا يُعْرَف. وفي حديث الصلاة: أَنَّ بَهْمَةً مرّت بين يديه

وهو يصلِّي، والحديث الآخر: أَنه قال للراعي ما ولَّدت؟ قال: بَهْمة،

قال: اذْبَحْ مكانَها شاةً؛ قا ابن الأَثير: فهذا يدل على أَن البَهْمة اسم

للأُنثى لأَنه إنما سأله ليعلَم أذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثى، وإلاَّ فقد

كان يَعْلم أَنه إنما ولَّد أَحدَهما.

والمُبْهَم والأبْهَمُ: المُصْمَت؛ قال:

فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم

أَي الذي لا صَدْع فيه؛ وأَما قوله:

لكافرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه

فقيل في تفسيره: أَبْهَمُه قلبُه، قال: وأَراه أَراد أَنَّ قلب الكافر

مُصْمَت لا يَتَخَلَّله وعْظ ولا إنْذار. والبُهْمةُ، بالضم الشجاع،

وقيل: هو الفارس الذي لا يُدْرَى من أَين يُؤتى له من شدَّة بأْسِه، والجمع

بُهَم؛ وفي التهذيب: لا يَدْرِي مُقاتِله من أَين يَدخل عليه، وقيل: هم

جماعة الفُرْسان، ويقال للجيش بُهْمةٌ، ومنه قولهم فلان فارِس بُهْمةٍ

وليثُ غابةٍ؛ قال مُتَمِّم بن نُوَيْرة:

وللِشرْب فابْكِي مالِكاً، ولِبُهْةٍ

شديدٍ نَواحِيها على مَن تَشَجَّعا

وهُم الكُماة، قيل لهم بُهْمةٌ لأَنه لا يُهْتَدى لِقِتالهم؛ وقال غيره:

البُهْمةُ السوادُ أَيضاً، وفي نوادر الأَعراب: رجل بُهْمَةٌ إذا كان لا

يُثْنَى عن شيء أَراده؛ قال ابن جني: البُهْمةُ في الأَصل مصدر وُصف به،

يدل على ذلك قولهم: هو فارسُ بُهْمةٍ كما قال تعالى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ

عَدْلٍ منكم، فجاء على الأَصل ثم وصف به فقيل رجل عَدْل، ولا فِعْل له،

ولا يُوصف النساءُ بالبُهْمةِ.

والبَهِيمُ: ما كان لَوناً واحداً لا يُخالِطه غيره سَواداً كان أَو

بياضاً، ويقال للَّيالي الثلاث التي لا يَطْلُع فيها القمر بُهَمٌ، وهي جمع

بُهْمةٍ. والمُبْهَم من المُحرَّمات: ما لا يحلُّ بوجْهٍ ولا سبب كتحريم

الأُمِّ والأُخْت وما أَشبَهه. وسئل ابن عباس عن قوله عز وجل: وحَلائلُ

أَبنائِكم الذين من أَصلابِكم، ولم يُبَيّن أَدَخَل بها الإبنُ أَمْ لا،

فقال ابن عباس: أَبْهِموا ما أَبْهَمَ الله؛ قال الأَزهري: رأَيت كثيراً

من أَهل العلم يذهَبون بهذا إلى إبهام الأَمر واستِبهامِه، وهو إشْكالُه

وهو غلَطٌ. قال: وكثير من ذَوي المعرفة لا يميِّزون بين المُبْهَم وغير

المُبْهَم تمييزاً مُقْنِعاً، قال: وأَنا أُبيّنه بعَوْن الله عز وجل،

فقوله عز وجل: حُرِّمت عليكم أُمَّهاتُكم وبنَاتُكم وأَخواتُكم وعَمّاتُم

وخالاتُكم وبَناتُ الأخِ وبناتُ الأُخْتِ، هذا كله يُسمَّى التحريمَ

المُبْهَم لأَنه لا يحلُّ بوجه من الوجوه ولا سبب من الأَسباب، كالبَهِيم من

أَلوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تُخالِف مُعْظم لونِه، قال: ولمَّا سئل ابن

عباس عن قوله وأُمهاتُ نِسائِكم ولم يُبيِّن الله الدُّخولَ بهنَّ أَجاب

فقال: هذا من مُبْهَم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم، سواء

دَخَلْتم بالنساء أَو لم تَدْخُلوا بهن، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْنَ عليكم من

جميع الجهات، وأَما قوله: ورَبائبُكم اللاتي في حُجوركم من نِسائكم

اللاتي دََخَلْتم بهنّ، فالرَّبائبُ ههنا لسْنَ من المُبْهمات لأَنَّ وجهين

مُبيَّنَين أُحْلِلْن في أَحدِهما وحُرِّمْن في الآخر، فإذا دُخِل

بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمت الرَّبائبُ، وإن لم يُدخل بأُمَّهات الربائب لم

يَحْرُمن، فهذا تفسيرُ المُبْهَم الذي أَراد ابنُ عباس، فافهمه؛ قال ابن

الأَثير: وهذا التفسير من الأَزهري إنما هو للرَّبائب والأُمَّهات لا

للحَلائل، وهو في أَول الحديث إنما جَعل سؤال ابنِ عباس عن الحَلائل لا عن

الرّبائب. ولَونٌ بهيم: لا يُخالطه غيرُه. وفي الحديث: في خيل دهْمٍ بُهْمٍ؛

وقيل: البَهِيمُ الأَسودُ. والبَهِيمُ من الخيل: الذي لا شِيةَ فيه، الذكَر

والأُنثى في ذلك سواء، والجمع بُهُم مثل رغِيفٍ ورُغُف. ويقال: هذا فرس

جواد وبَهِيمٌ

وهذه فرس جواد وبَهِيمٌ، بغير هاء، وهو الذي لا يُخالط لونَه شيء سِوى

مُعْظَم لونِه. الجوهري: وهذا فرس بَهِيمٌ

أَي مُصْمَتٌ. وفي حديث عياش ابن أَبي ربيعة: والأسود البَهيمُ كأَنه من

ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ

(* قوله «كأنه المصمت» الذي في النهاية: أي

المصمت). الذي لا يُخالِطُ لونَه لون غيرُه. والبَهيمُ من النِّعاج:

السَّوداءُ التي لا بياض فيها، والجمع من ذلك بُهْمٌ وبُهُمٌ فأما قوله في

الحديث: يُحْشَر الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً بُهْماً أَي ليس

معهم شيء، ويقال: أَصِحَّاءَ؛ قال أَبو عمرو البُهْمُ واحدها بَهيم وهو

الذي لا يخالِط لَونَه لونٌ سِواه من سَوادٍ كان أَو غيره؛ قال أَبو عبيد:

فمعناه عندي أَنه أَراد بقوله بُهْماً يقولُ: ليس فيهم شيءٌ من الأَعراض

والعاهات التي تكون في الدنيا من العَمى والعَوَر والعَرَج والجُذام

والبَرَص وغير ذلك من صُنوف الأَمراض والبَلاءِ، ولكنها أَجسادٌ مُبْهَمَة

مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، وقال غيره: لِخُلود الأَبَدِ في الجنة أَو

النار، ذكره ابن الأثير في النهاية؛ قال محمد بن المكرم: الذي ذكره الأَزهري

وغيره أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، وقول ابن الأَثير في الجنة أَو

في النار فيه نَظَر، وذلك أَن الخلود في الجنة إنما هو للنَّعيم المحْضِ،

فصحَّة أَجْْسادِهم من أَجل التَّنَعُّم، وأَما الخلود في النار فإنما هو

للعذاب والتأسُّف والحَسرة، وزيادةُ عذابِهم بعاهات الأَجسام أَتمُّ في

عُقوبتهم، نسأَل الله العافية من ذلك بكرمه. وقال بعضهم: رُوي في تمام

الحديث: قيل وما البُهْم؟ قال: ليس معهم شيء من أَعراض الدنيا ولا من

متاعِها، قال: وهذا يخالف الأَول من حيث المعنى. وصَوْتٌ بَهِيم: لا تَرْجيع

فيه.

والإبْهامُ من الأَصابع: العُظْمى، معروفة مؤنثة؛ قال ابن سيده: وقد

تكون في اليَدِ والقدَم، وحكى اللحياني أنها تذكَّر وتؤنَّثُ؛ قال:

إذا رأَوْني، أَطال الله غَيْظَهُمُ،

عَضُّوا من الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ

وأَما قول الفرزدق:

فقد شَهدَت قَيْسٌ فما كان نَصْرُها

قُتَيبةَ، إلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ

فإنما أَراد الأَباهِيم غير أَنه حذف لأَنَّ القصِيدةَ ليست مُرْدَفَة،

وهي قصيدة معروفة. قال الأَزهري: وقيل للإصْبَع إِبْهامٌ

لأَنها تُبْهِم الكفّ أَي تُطْبِقُ عليها. قال: وبَهِيم هي الإبْهام

للإصبع، قال: ولا يقال البِهامُ. وقال في موضع آخر: الإبْهام الإصْبَع

الكُبْرى التي تلي المُسَبِّحةَ، والجمع الأَباهِيم، ولها مَفْصِلان.

الجوهري: وبُهْمى نَبْت، وفي المحكم: والبُهْمى نَبْت؛ قال أَبو حنيفة:

هي خير أَحْرار البُقُولِ رَطْباً ويابساً وهي تَنْبُت أَوَّل شيء

بارِضاً، وحين تخرج من الأَرض تَنْبت كما يَنْبُت الحَبُّ، ثم يبلُغ بها

النَّبْت إلى أَن تصير مثل الحَبّ، ويخرج لها إذا يَبِسَتْ شَوْك مثل شوك

السُّنْبُل، وإذا وَقَع في أُنوف الغَنَم والإِبل أَنِفَت عنه حتى يَنْزِعه

الناسُ

من أَفواهها وأُنوفِها، فإذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كانت كَلأً

يَرْعاه الناس حتى يُصِيبه المطَر من عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت من تحتِه حبُّه

الذي سقَط من سُنْبُله؛ وقال الليث: البُهْى نَبْت تَجِد به الغنَم

وَجْداً شديداً ما دام أَخضر، فإذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، ويقولون

للواحد بُهْمى، والجمع بُهْمى؛ قال سيبويه: البُهْمى تكون واحدة وجمعاً

وأَلفها للتأنيث؛ وقال قومٌ: أَلفها للإلْحاق، والواحدة بُهْماةٌ؛ وقال

المبرد: هذا لا يعرف ولا تكون أَلف فُعْلى، بالضم، لغير التأنيث؛ وأَنشد ابن

السكيت:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً،

وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها

والعرب تقول: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه من

خِيار المَرْتَع في جَناب الدَّار؛ وقال بعض الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نحو

الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف من نَبات البُرِّ، وهي أَنْجَعُ المَرْعَى

في الحافرِ ما لم تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قال ابن سيده: هذا قولُ أَهل

اللغة، وعندي أَنّ مَن قالُ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة له بِجُخْدَب، فإذا

نزع الهاء أَحال إعْتِقاده الأَول عما كان عليه، وجعل الأَلف للتأنيث

فيما بعد فيجعلها للإلْحاق مع تاء التأنيث ويجعلها للتأنيث إذا فقد

الهاء.وأَبْهَمَتِ الأَرض، فهي مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها،

قال: كذلك حكاه أَبو حنيفة وهذا على النسب. وبَهَّم فلان بموضع كذا إذا

أَقام به ولم يَبْرَحْهُ.

والبهائم: إسم أَرض، وفي التهذيب: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى على لَون

واحد؛ قال الراعي:

بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذا مَعارِكٍ

أَتى دونه، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم

والأَسماءُ المُبْهَمة عند النحويين: أَسماء الإشارات نحو قولك هذا

وهؤلاء وذاك وأُولئك، قال الأَزهري:

الحُروف المُبْهَمة التي لا اشتقاقَ لها ولا يُعْرف لها أُصول مثل الذي

والذين وما ومَن وعن

(* قوله «ومن وعن» كذا في الأصل والتهذيب ونسخة من

شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن). وما

أَشبهها، والله أَعلم.

بهـم

(البَهِيمَةُ) ، كَسَفِينَةٍ: (كُلُّ ذاتِ أَرْبَعِ قَوائِمَ ولَوْ فِي الماءِ) كَذَا فِي المُحْكَم، وَهُوَ قولُ الأَخْفَش، (أَو كُلّ حَيٍّ لَا يُمَيِّزُ) فَهُوَ بَهِيمَةٌ، نَقله الزَّجّاج فِي تَفْسِير قَوْله - تَعَالَى - {أَحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَمِ} ، (ج: بَهائِمُ) .
(والبَهْمَةُ) ، بالفَتْح: الصَّغِيرُ من (أَوْلاد) الغَنَمِ (الضَّأْنِ والمَعَزِ والبَقَرِ) من الوَحْش وغَيْرها، الذَّكَر والأُنْثَى فِي ذلِكَ سَواءٌ. وَقيل: هُوَ بَهْمَةٌ، إِذا شَبَّ. وَفِي سِياق المصنِّف نَظَرٌ؛ لأَنَّ البَهْمَةَ مفردٌ، فالأَوْلَى: وَلَدُ الضَّأْنِ، وبِما ذكرنَا يَزُول الإِشْكال.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المَعَزِ، وَبِه فَسّر قَول الشَّاعِر: (عَدانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ... عَجايا كُلَّها إِلاَّ قَلِيلاً)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقال لأَوْلادِ الغَنَمِ ساعَةَ تَضَعها من الضَّأْن والمَعَز جَمِيعًا ذَكرًا كَانَ أَو أُنْثَى: سَخْلَة، وجمعُها: سِخالٌ، ثُمَّ هِيَ البَهْمَةُ للذَّكَر والأُنْثَى، (ج: بَهْمٌ) بِحَذْفِ الهاءِ، (ويُحرَّكُ، وبِهامٌ) ، بالكَسْرِ، و ((جج)) ؛ أَي: جَمْع الجَمْع: (بِهاماتٌ) ، بالكَسْر أَيْضا، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَإِذا اجْتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لَهَا جَمِيعًا: بِهامٌ.
وَفِي الصِّحَاح: البِهامُ: جَمْعُ بَهْمٍ، والبَهْمُ: جَمْع بَهْمَةٍ.
قلتُ: فَإِذن البِهامُ جَمْعُ الجَمْع، ثمَّ قَالَ: وَأنْشد الأصمعيُّ لأفْنُون التَّغْلَبِيِّ:
(لَوْ أَنَّنِي كُنْتُ من عادٍ وَمن إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقمانًا وذَا جَدَنِ)

لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةُ، قَالَ: وَقد جَعَلَ لبيدٌ أولادَ البَقَر بِهاماً بقوله:
(والعِينُ ساكِنَةٌ على أَطْلائها ... عُوذًا تَأَجَّل بالفَضاءِ بِهامُها)

وَقَالَ ابْن بَرّي: قولُ الجوهريّ: لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةَ وَهَمٌ. قَالَ: وإِنَّما غُذِيُّ بَهْمِ: أَحَدُ أَمْلاكِ حِمْيَر كَانَ يُغَذَّى بِلُحُومِ البَهْم. قَالَ: وَعَلِيهِ قَوْلُ سُلْمِيِّ بنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ:
(أَهْلَكَ طَسْمًا وبَعْدَهُم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ)

قَالَ: ويدلُّ على ذَلِك أنّه عطفَ لُقمانًا على غَذِيّ بَهْم، وَكَذَلِكَ فِي بَيت سُلْمِي الضَّبِّيِّ، انْتهى.
وَفِي الحَدِيث أنّه قَالَ للرّاعِي: ((مَا وَلَّدتَ؟ قَالَ: بَهْمَةً، قَالَ: اذْبَحْ مَكانَها شَاة)) قَالَ ابنُ الأَثِير: فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّ البَهْمَةَ اسمٌ للأُنْثَى؛ لأنّه إِنّما سألَه لِيَعْلَمَ أَذَكَراً وَلَّدَ أَمْ أُنْثَى، وإلاَّ فقد كَانَ يعلم أنّه إِنّما وَلَّد أَحَدهما. وَفِي حَدِيث الْإِيمَان: ((تَرَى الحُفاةَ العُراةَ رعاءَ الإِبِل والبَهْمِ يَتطاوَلُون فِي البُنْيان)) ، قَالَ الخَطّابِيُّ: أرادَ الأَعْرابَ وأصحابَ البَوادِي الَّذِين يَنْتَجِعون مَواقِعَ الغَيْثِ، تُفْتح لَهُم البلادُ فيسكنونَها ويتطاولونَ فِي الْبُنيان.
(والأَبْهَمُ) مثل (الأَعْجَم) .
(واسْتَبْهَمَ عَلَيْهِ) الكلامُ؛ أَي: (اسْتَعْجَمَ فَلم يَقْدِرْ على الكَلامِ) ، وَيُقَال: اسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمْرُ؛ أَي: أُرْتِجَ عَلَيْه، وَهُوَ مجَاز.
(والبُهْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُطَّةُ الشَّدِيدَةُ) والمُعْضِلَة، يُقَال: وَقَعَ فِي بُهْمَةٍ لَا يُتَّجه لَهَا، جمعه بُهَمٌ، كَصُرَدٍ.
(والبُهْمَة: (الشُّجاعُ) ، وَفِي الصِّحَاح: هُوَ الفارِسُ (الَّذِي لَا يُهْتَدَى) ، وَفِي الصِّحَاح: لَا يُدْرَى (من أَيْنَ يُؤْتَى) من شِدَّةِ بَأْسِه، عَن أبي عُبَيْدة، والجَمْع بُهَمٌ. وَفِي التَّهْذِيب: لَا يَدْرِي مُقاتِلُهُ من أَيْن يَدْخُلُ عَلَيْهِ. وَفِي النَّوَادِر: رَجُلٌ بُهْمَةٌ: إِذا كَانَ لَا يُثْنى عَن شيءٍ أَرَادَهُ. وَفِي الأساس: هُوَ بُهْمَةٌ من البُهَمِ؛ للشُّجاعِ الَّذِي يَسْتَبْهِمُ على أقرانِهِ مَأْتاه. (و) قيل: سُمِّي بالبُهْمَة الَّتِي هِيَ (الصَّخْرَةُ) المُصْمَتَة.
(و) البُهْمَةُ (الجَيْشُ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَوْلُهم: فلانٌ فارِسُ بُهْمَةٍ ولَيْثُ غابَةٍ، قَالَ مُتَمِّم:
(وللشَّرْبِ فابْكِي مالِكاً ولبُهْمَةٍ ... شَدِيدٍ نَواحِيها عَلَى مَنْ تَشَجَّعا)

وهُم الكُماة، قيل لَهُم: بُهْمَة؛ لأنّه لَا يُهْتَدَى لِقِتالهم، وَقيل: هُمْ جماعةُ الفرسان. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: البُهْمَة فِي الأَصْل مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ يَدُلُّ على ذَلِك قولُهم: هُوَ فارِسُ بُهْمَةٍ، كَمَا قَالَ الله _ تَعالَى _ {وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم} فجَاء على الأصْلِ، ثمَّ وُصِفَ بِهِ فَقيل: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. ولاتُوصف النّساء بالبُهْمَة. (ج) : بُهَمٌ، (كَصُرَدٍ) .
(و) قَالَ ابْن السّكيت: (بَهَّمُوا البَهْمَ تَبْهِيمًا) : إِذا (أَفْرَدُوه عَن أُمَّهاتِه) فَرَعَوْهُ وَحْدَه، (و) بَهَّمُوا (بالمَكانِ) تَبْهِيمًا (أَي: أقامُوا) بِهِ ولَمْ يَبْرَحُوه.
(وَأَبْهَمَ الأَمْرُ) إِبْهامًا: (اشْتَبَه) فَلم يُدْرَ كَيفَ يُؤَتَى لَهُ، (كاسْتَبْهَمَ) .
قَالَ شيخُنا: والنُّحاة يَقُولُونَ فِي أبوابِ الحالِ والتَّمْيِيز: المُفَسَّر لما انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَم، بل الصّوابُ اسْتَبْهَم، وتوقَّفْتُ مَرَّة لاشْتِهاره فِي جَمِيع مُصَنَّفاتِ النَّحْو أُمهاتِها وشُرُوحِها، ثمَّ رَأَيْت الراغِبَ تَعَرَّض لَهُ ونَقَلَه عَن شَيْخه العَلاّمة أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ
سَمْعانَ الغِرْناطِيِّ، وَقَالَ: إنّ انْبَهَم غَيْرُ مسموع، وإِنَّ الصَّوَاب اسْتَبْهَمَ كَمَا قُلْتُ، ثمَّ زَاد: لأَنَّ انْبَهَمَ انْفَعَلَ وَهُوَ خاصٌّ بِمَا فِيهِ عِلاجٌ وَتَأْثِيرٌ، فَلَمَّا رأيتُه حَمِدْتُ الله لذَلِك وشَكَرْتُه، انتهَى.
(و) أَبْهَمَ (فُلانًا عَن الأَمْرِ) : إِذا (نَحّاه) .
(و) أَبْهَمَتِ (الأَرْضُ) فَهِيَ مُبْهِمَة: (أَنْبَتَت البُهْمَى) ، بالضَّمّ مَقْصُورًا؛ اسْم (لِنَبْتٍ، م) مَعْرُوف، قَالَ أَبُو حنيفَة: البُهْمَى: من أَحْرار البُقول رَطْبًا ويابِسًا، وَهِي تنْبت أوَّلَ شيءٍ بارِضًا حِين تَخْرُج من الأَرْض تَنْبُت كَمَا يَنْبُت الحَبُّ، ثمَّ تَبْلُغ إِلَى أنْ تَصِيرَ مثلَ الحَبِّ ويَخْرُج لَهَا شَوْكٌ مثل شَوْك السّنْبُلِ، وَإِذا وَقَعَ فِي أُنُوفِ الغَنَم والإبلِ أَنِفَتْ عَنهُ حَتَّى تَنْزِعَه الناسُ من أَفْواهِها وَأُنُوفِها، فَإِذا عَظُمَت البُهْمَى وَيَبِسَتْ كَانَت كَلأً يُرْعَى حَتَّى يُصِيبَهُ المَطَرُ من عامٍ مُقْبِلٍ فيَنْبُت من تَحْتِهِ حَبُّه الَّذِي سَقَطَ من سُنْبُلِه. وَقَالَ اللّيث: البُهْمَى نَبْتٌ تَجِدُ بِهِ الغَنَمُ وَجْداً شَدِيدًا مَا دَامَ أَخْضَرَ، فَإِذا يَبِسَ هَرَّ شَوْكُه وامْتَنَعَ، (يُطْلَقُ لِلْواحِدِ والجَمِيع) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: البُهْمَى يكون واحِداً وَجَمْعًا، وَأَلِفُها للتَّأْنِيثِ. (أَو واحِدَتُه بُهْماةٌ) وَأَلِفُها للإِلْحاقِ. وَقَالَ المُبَرِّد: هَذَا لَا يُعْرَف وَلَا تَكُون أَلِفُ فُعْلَى بالضَّمّ لغَيْرِ التَّأنيث، وَأنْشد ابنُ السِّكّيت:
(رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً ... وَصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها)

(وأَرْضٌ بَهِمَةٌ، كَفَرِحَةٍ) أَي: (كَثِيرَتُهُ) على النَّسَب، حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ.
(والمُبْهَمُ، كَمُكْرَمٍ: المُغْلَقُ من الأَبْواب) لَا يُهْتَدَى لِفَتْحه، وَقد أَبْهَمَه، أَي: أَغْلَقَه وسَدَّهُ، (و) المُبْهَمُ: (المُصْمَتُ كالأبْهَمِ) ، قَالَ:
(فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأَبْهَمِ ... )

أَي: الَّذِي لَا صَدْعَ فِيهِ. وأمّا قَوْله:
(لكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه ... )

قيل: أَرَادَ أنَّ قَلْبَ الكافِرِ مُصْمَتٌ لَا يَتَخَلَّلُه وَعْظ وَلَا إِنْذار.
(و) المُبْهَم (من المُحَرَّمات: مَا لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ) وَلَا سَبَبٍ (كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْتِ) وَمَا أشبهه. وسُئِلَ ابنُ عَبّاس عَن قَوْله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَحَلَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَبِكُم} وَلم يُبَيّن أَدَخَل بهَا الابْنُ أمْ لَا؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ. قَالَ الأَزْهريُّ: رأيتُ كثيرا من أهلِ العِلْمِ يذهبون بِهَذَا إِلَى إِبْهامِ الأَمْر واسْتِبْهامِهِ وَهُوَ إِشْكالُه، وَهُوَ غَلَط، قَالَ: وَكثير من ذَوِي المَعْرِفة لَا يُمَيِّزون بَين المُبْهَم وَغير المُبْهَم تَمْييزًا مُقْنِعًا، قَالَ: وَأَنا أُبَيّنُه بعَوْن الله _ تعالَى _. فقولُه عَزَّ وَجَلَّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّتُكُمْ وَخَلَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} هَذَا كُلُّه يُسَمَّى التَّحْرِيمَ المُبْهَم؛ لأنَّه لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ من الوُجوه وَلَا بِسَبَبٍ من الأَسْباب، كالبَهِيم من أَلْوان الخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِفُ مَعْظَمَ لَوْنِهِ.
قَالَ: ولمّا سُئل ابنُ عباسٍ عَن قَوْله - تعالَى - {وَأُمَّهَتُ نِسَائِكُمْ} وَلم يُبَيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بِهِنَّ أجابَ فَقَالَ: هَذَا من مُبْهَمِ التَّحْرِيم الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْر التَّحْرِيم، سواءٌ دَخَلْتُم بالنّساءِ أَو لَمْ تَدْخُلُوا بهنّ، فأُمَّهاتُ نِسائكم حُرِّمْنَ عَلَيْكُم من جَمِيع الجِهات. وَأما قَوْله: {وَرَبَئِبُكُمُ الَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فالربائبُ هُنَا لسْن من المُبْهَمات، لأنَّ لَهُنَّ وَجْهَيْن مُبَيَّنَيْن أُحْلِلْن فِي أَحَدِهما وَحُرِّمْنَ فِي الآخَرِ، فَإِذا دُخِلَ بِأُمَّهاتِ الرِّبائبِ حَرُمَت الرّبائبُ، وإنْ لم يُدْخَل بِأُمَّهات الرَّبائبِ لم يَحْرُمْن. فَهَذَا تَفْسِير المُبْهَم الَّذِي أَرَادَ ابنُ عَبّاسٍ، فافْهَمْه. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا التَّفْسِير من الأَزْهَرِيِّ إِنّما هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا لِلْحلائل، وَهُوَ فِي الحَدِيث إِنّما جَعَلَ سؤالَ ابنِ عَبّاس عَن الحَلائل لَا عَن الرَّبائب. (ج: بُهْمٌ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن) هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَلَعَلَّ فِي الْعبارَة سقطا أَو تَقْدِيمًا وتأخيرًا فإنّ هَذَا الْجمع إنّما ذَكرُوهُ للبَهِيم بِمَعْنى النَّعْجة السَّوداء، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(والبَهِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (الأَسْوَدُ) ، جَمْعُهُ بُهُمٌ، كَرَغِيفٍ ورُغُفٍ.
وَيُرْوَى حَدِيث الْإِيمَان والقَدَر: ((والحُفاةُ العُراةَ رِعاءً الإبلِ البُهْمَ)) على نَعْتِ الرِّعاء وهُمُ السُّودُ.
(و) البَهِيمُ: (فَرَسٌ لِبَني كِلابِ بن رَبِيعَةَ. و) البَهِيمُ: (مَا لَا شِيَةَ فِيهِ) تُخالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِه (من الخَيْل) يكون (لِلذَّكَرِ والأُنْثَى) ، يُقال: هَذَا فَرَسٌ جَوادٌ وبَهِيمٌ، وَهَذِه فَرَسٌ جَوادٌ وَبَهِيمٌ، بِغَيْر هَاء، وَالْجمع بُهْم. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ؛ أَي: مُصْمَتٌ. وَفِي حَدِيث عَيّاش بن أبي رَبِيعَةَ: ((والأَسْودُ البَهِيمُ كَأَنَّهُ من ساسَمٍ)) ، أَي المُصْمَت الَّذِي لَا يُخالِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ غيرُه.
(و) البَهِيمُ: (النَّعْجَةُ السَّوْداءُ) الَّتِي لَا بَياضَ فِيهَا، جَمْعُهُ بُهْمٌ وَبُهُمٌ.
(و) البَهِيمُ: (صَوْتٌ لَا تَرْجِيعَ فِيهِ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: البَهِيمُ: (الخَالِصُ الَّذِي لم يَشُبْهُ غيرُه) من لَوْنٍ سِواهُ، سَوادًا كَانَ أَو غَيْرَه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِلاَّ الشُّهْبَة.
(و) فِي الحَدِيث: (( (يُحْشَرُ النَّاس) يومَ القِيامَة حُفاةً عُراةً غُرْلاً (بُهْمًا)) بالضَّمِّ، أَي: لَيْسَ بِهم شَيْءٌ مِمّا كَانَ فِي الدُّنيا) ، من الأَمْرَاض والعاهات (نَحْوُ) العَمَى والجُذامِ (والبَرَصِ) والعَوَرِ (والعَرجِ) وغَيْرِ ذَلِك من صُنُوف الأَمْرَاضِ والبَلاءِ، وَلكِنَّها أَجْسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلُود الأَبَدِ، قَالَه أَبو عُبَيْد، (أَو عُراةً) : لَيْسَ مَعَهُم من أَعْراضِ الدُّنْيا وَلَا من مَتاعِها شَيءٌ.
(والبَهائمُ: جِبالٌ بالحِمَى) على لَوْنٍ واحِدٍ (وماؤُها يُقال لَهُ المُنْبَجِسُ) ، وَقد أهمله المصنّف فِي ((ب ج س)) . (و) قيل: اسمُ (أَرْضٍ) قَالَ الراعِي:
(بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعارِكٍ ... أَتَى دُونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم)

(وذُو الأباهِيم: زيدٌ القُطَعِيُّ) من بَنِي قُطَيْعَةَ (شاعرٌ) ، والأباهِيمُ جَمْع الإِبْهام كَمَا يُقَال: ذُو الْأَصَابِع.
(والإِبْهامُ، بالكَسْرِ) من الْأَصَابِع: العُظْمَى، معروفةٌ مُؤَنَّثة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكون (فِي اليَدِ والقَدَمِ: أَكْبَرُ الأصابِع: و) حَكَى اللّحيانيّ أنّها (قَدْ تُذَكَّر) وتُؤَنَّث. وَقَالَ الأزْهَريّ: الإِبْهام: الإصْبَعُ الكُبْرَى الَّتِي تَلِي المُسَبِّحَة، وَلها مَفْصِلان، سُمِّيت: لأنّها تُبْهِمُ الكَفَّ، أَي: تُطْبِقُ عَلَيْهَا، (ج: أَباهِيمُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللَّهُ غَيْظَهُمُ ... عَضَّوا من الغَيْظِ أَطْرافَ الأباهِيمِ)

(و) يُقال: (أَباهِمُ) لِضَرُورَة الشّعر كَقَوْل الفَرَزْدَق.
(فَقَد شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ)

قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِنَّمَا أرادَ الأباهِيمَ غير أَنَّه حَذَفَ؛ لأنّ القصيدةَ لَيست مُرْدَفَةً، وَهِي قصيدةٌ مَعْرُوفَة.
(وسَعْدُ البِهامِ، كَكِتابٍ: من المَنازِلِ) القَمَرِيّة.
(والأَسْماءُ المُبْهَمَة: أَسْماءُ الإشاراتِ عِنْد النُّحاةِ) نَحْو قَوْلك: هذَا وَهَؤُلَاء وذَاكَ وأُولئِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وَقَالَ الأزهريّ: الحُروفُ المُبْهَمَةُ الَّتِي لَا اشْتِقاقَ لَها وَلَا تُعْرَفُ لَهَا أُصُولٌ، مثل: الَّذِي، والَّذِينَ، وَمَا، ومَنْ، وَعَنْ وَمَا أَشْبَهها.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَهِيمُ، كَأَمِيرٍ: اسمٌ للإِبْهامِ الّتي هِيَ الإِصْبَعُ، نَقله الأزهريّ. قَالَ: وَلَا يُقال لَهَا بِهامٌ. وَقد أنكر شيخُنا عَلى ((ابنِ أبي زَيْدٍ القَيْرَوَانيّ)) حِين ذَكَر البَهِيمَ فِي رِسالتَه بِمَعْنى الإِبْهام، ونَدّد عَلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَجْهَ لَهُ، مَعَ أَنّه موجودٌ فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه من كُتُبِ اللَّغَة.
وَقَالَ نِفْطَوَيْه: البَهْمَةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَن الكَلامِ، أَي: مُنْغَلِقٌ ذَلِك عَنْها.
وتَبَهَّمَ: إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
وَيُقَال: ((لَا أَغَرّ وَلَا بَهِيم)) يُضرب مثلا للأَمْرِ إِذا أَشْكَل وَلم تَتَّضِح جِهَتُه واسْتِقامَتُه وَمَعرِفَتُه.
وطَرِيقٌ مُبْهَمٌ: إِذا كَانَ خَفِيًّا لَا يَسْتَبِينُ.
ويُقال: ضَرَبَه فَوَقَع مُبْهَمًا أَي: مَغْشِيًّا عَلَيْهِ لَا يَنْطِقُ وَلَا يُمَيِّز.
وأَمْرٌ مُبْهَمٌ: لَا مَأْتَى لَهُ.
والمُبْهَمات: المُعْضِلات الشاقَّة.
والبُهَمُ، كصُرَدٍ: مُشْكِلاتُ الأُمُورِ.
وكَلامٌ مُبْهَمٌ: لَا يُعْرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ.
وحائِطٌ مُبْهَمٌ: لم يكنْ فِيهِ بابٌ.
وَأَبْهَمَ [عَلَيْهِ] الأَمْرَ إِبْهامًا: لم يَجْعَل لهُ وَجْهًا يَعْرِفه.
ولَيْلٌ بَهِيمٌ: لَا ضَوْءَ فِيهِ إِلَى الصَّباح.
وصَنادِيقُ مُبْهَمَةٌ: لَا أَقْفالَ لَها، عَن ابنِ الأَنْبارِيّ.
وغَذِيُّ بَهْمٍ: أَحَدُ مُلوك اليَمَن، عَن ابْن برِّي، وَقد تقدّم.
والبَهِيمُ: المَجْهُول الَّذِي لَا يُعْرَف، عَن الخَطّابِيّ.
والبُهْمَةُ: السَّواد، وَيُقَال لِلّيالِي الثّلاث الَّتِي لَا يَطْلُع فِيهَا القَمَرُ: البُهَمُ، كَصُرَد.
وعبدُ الرِّحمنِ بن بَهْمان، يَأْتِي ذكره فِي النُّون. [] 
(بهم) : خَرَج بالبَهْمَاءِ: إِذا لم يُؤَامِرْ أَحَداً، ولا يَدْرِي ما بينَ يَدَيْه، وقيل: بالبَهْماء، أَي عَلَى كُلِّ حال.

بلل

(بلل) : بَلَّتْ ناقَتُه في الأَرْضِ: ذَهَبَتْ، مثل: أَبَلَّتُ.
ب ل ل

في صدره غله، وما في لسانه بله. وما في سقائه بلال وهو ما يبل به. ويقال: اضربوا في الأرض أميالاً، تجدوا بلالاً؛ وما فيه بلالة، ولا علالة. وريح بليل: باردة مع مطر. وبل من مرضه وأ

بلل


بَلِلَ(n. ac. بَلَل)
a. Obtained, got possession of.

بَلَّلَa. see بَلَّ
(a).
أَبْلَلَa. Yielded, bore fruit.
b. see I (b)
تَبَلَّلَإِبْتَلَلَa. Was moist, damp, wet.
b. see I (b)
إِسْتَبْلَلَa. see I (b)
بَلّa. Moistness, dampness, humidity.

بِلّa. Convalescence.
b. Allowable, lawful.
c. Wealth, competence.

بِلَّةa. moisture, dew.
b. Good fortune; sustenance; health, soundness.

بَلَلa. Moist, damp, wet.
b. see 1
بُلَلa. Seed, grain.

بَلَاْل
بِلَاْل
بُلَاْلa. Water; dew, moisture.

بَلِيْلa. Damp air.

بَلَّاْنُ
G.
a. Hot bath.
b. Bathing attendant.
c. Fern.

بَلْ
a. But; on the contrary; nay; in fact; much more
rather.
(بلل) - في حَدِيث لُقْمان: "ما شَىءٌ أَبلَّ للجِسْم من اللَّهو".
وهو شَهِىّ كلَحم العُصفُور: أي أَشدُّ تَصحيحًا وموافَقةً له، من قولهم: بلَّ من مَرضِه وأبل: إذا أَفرَق منه. - في حديث المُغِيرة "بَلِيلَةُ الِإرْعاد"
: أي لا تزال تُوعد وتُهَدِّد يقال: أَوعد إذا هوَّل بالوَعِيد، والبَلِيلَة: من البلَلَ، يقال: هو بَلِيلُ الرِّيق بذِكرِ فلان، إذا كان لا يزال يَجرِى لسانُه بذِكره، ولا تُصِيُبك مِنّى بالَّة: أي خَيْر.
- في الحديث: "إنَّ لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبِلالها".
البِلَال، قيل: هو جمع البَلَل مثل جَمَل وجِمَال يَعنِى أَصِلُكم في الدُّنْيا، ولا أُغِنى عَنكُم من الله شَيئًا.
- في الحديث: "مَنْ قَدَّر في مَعِيشته بَلَّه الله تعالى".
قال أبو عمرو: أي أغْناه.
- في حديث عُمَر: "إن رَأيتَ بَلَلًا من عَيْشٍ".
: أي خِصْباً، لأَنه يكون مع وجُودِ المَاءِ.
ب ل ل : بَلَلْتُهُ بِالْمَاءِ بَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَابْتَلَّ هُوَ وَالْبِلَّةُ بِالْكَسْرِ مِنْهُ وَيُجْمَعُ الْبَلُّ عَلَى بِلَالٍ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَالِاسْمُ الْبَلَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَقِيلَ الْبِلَالُ مَا يُبَلُّ بِهِ الْحَلْقُ مِنْ مَاءٍ وَلَبَنٍ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَبَلَّ فِي الْأَرْضِ بَلًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ذَهَبَ وَأَبْلَلْتُهُ أَذْهَبْتُهُ وَبَلَّ مِنْ مَرَضِهِ وَأَبَلَّ إبْلَالًا أَيْضًا بَرَأَ.

وَبَلْ حَرْفُ عَطْفٍ وَلَهَا مَعْنَيَانِ أَحَدُهُمَا إبْطَالُ الْأَوَّلِ وَإِثْبَاتُ الثَّانِي وَتُسَمَّى حَرْفَ إضْرَابٍ نَحْوَ اضْرِبْ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا وَخُذْ دِينَارًا بَلْ دِرْهَمًا وَالثَّانِي الْخُرُوجُ مِنْ قِصَّةٍ إلَى قِصَّةٍ عَنْ غَيْرِ إبْطَالٍ وَتُرَادِفُ الْوَاوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} [البروج: 20] {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} [البروج: 21] وَالتَّقْدِيرُ وَهُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ وَقَوْلُ الْقَائِلِ لَهُ عَلَيَّ دِينَارٌ بَلْ دِرْهَمٌ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي لِأَنَّ الْإِقْرَارَ لَا يُرْفَعُ بِغَيْرِ تَخْصِيصٍ. 
[بلل] فيه: "بلوا" أرحامكم ولو بالسلام أي ندوها بصلتها، لما رأوا بعض الأشياء يتصل بالنداوة ويتفرق باليبس استعاروا البلل للوصل واليبس للقطيعة. ومنه ح: فإن لكم رحماً "سأبلها ببلالها" وهو جمع بلل وهو كل ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيرهما أي أصلكم في الدنيا. ط: "البلال" بكسر الباء، وقيل شبه القطيعة بالحرارة يطفئ بالماء. ش: ويروى بفتحها على المصدر. نه: ما تبض "ببلال" أي مطر وقيل لبن. ومنه: رأيت "بللا" من عيش أي خصباً لأنه يكون مع الماء. غبل" الصدور وساوسه. و"بللت" به ظفرت. وح: لست أحل زمزم لمغتسل وهي لشارب حل و"بل" أي مباح أو شفاء. نه: من قولهم "بل" من مرضه وأبل، وبعضهم يجعله إتباعاً لحل ويمنعه الواو. ج: بل من مرضه إذا زال عنه وكذا المغمى عليه. ومنه: فإذا "أبل" عنه أي زال ما يعرضه عند الوحي. نه وفيه: من قدر في معيشته "بلة" الله أي أغناه. وفي كلام على: فإن شكوا انقطاع شرب أو "بالة" يقال لا تبلك عند يبالة أي لا يصيبك مني ندى ولا خير. وفيه: "بليلة" الإرعاد أي لا تزال ترعد وتهدد، والبليلة الريح فيها ندى، والنجوب أبل الرياح وجعل الإرعاد مثلاً للوعيد والتهديد، من أرعد الرجل وأبرق إذا تهدد وأوعد. وفيه: ما شيء "أبل" للجسم من اللهو، وهو شيء كلحم العصفور أي أشد تصحيحاً وموافقة له. وفيه: ثم يحضر على "بلته" بضم باء أي على ما فيه من الإساءة والعيب. وفيه: ألست ترعى "بلتها" البلة نور العضاه قبل أن ينعقد.
ب ل ل: (الْبِلَّةُ) بِالْكَسْرِ النَّدَاوَةُ. وَ (الْبِلُّ) الْمُبَاحُ. وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي زَمْزَمَ: «لَا أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وَبِلٌّ» أَيْ مُبَاحٌ وَقِيلَ أَيْ شِفَاءٌ مِنْ قَوْلِهِمْ (بَلَّ) الرَّجُلُ وَ (أَبَلَّ) إِذَا بَرَأَ، وَعَلَى الْقَوْلَيْنِ لَيْسَ بِإِتْبَاعٍ. وَ (بِلَالُ) بْنُ حَمَامَةَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَبَشَةِ وَالْبَلَلُ النَّدَى. وَ (الْبَلْبَلَةُ) وَ (الْبَلْبَالُ) الْهَمُّ وَوِسْوَاسُ الصَّدْرِ. وَ (الْبُلْبُلُ) طَائِرٌ وَ (بَلَّ) مِنْ مَرَضِهِ يَبِلُّ بِالْكَسْرِ (بَلًّا) أَيْ صَحَّ وَكَذَا (أَبَلَّ) وَ (اسْتَبَلَّ) . وَ (بَلَّهُ) نَدَّاهُ وَبَابُهُ رَدَّ، وَ (بَلَّلُهُ) شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ (فَابْتَلَّ) هُوَ. وَ (بَلَّ) رَحِمَهُ وَصَلَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ» أَيْ نَدُّوهَا بِالصِّلَةِ. وَ (بَلْ) حَرْفُ عَطْفٍ وَهُوَ لِلْإِضْرَابِ عَنِ الْأَوَّلِ لِلثَّانِي كَقَوْلِكَ: مَا جَاءَنِي زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو، وَمَا رَأَيْتُ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا وَجَاءَنِي أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ، تَعْطِفُ بِهِ بَعْدَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ جَمِيعًا، وَرُبَّمَا وَضَعُوهُ مَوْضِعَ رُبَّ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ:

بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ
يَعْنِي رَبُّ مَهْمَهٍ كَمَا يُوضَعُ الْحَرْفُ مَوْضِعَ غَيْرِهِ اتِّسَاعًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} قَالَ الْأَخْفَشُ عَنْ بَعْضِهِمْ: إِنَّ بَلْ هُنَا بِمَعْنَى إِنَّ فَلِذَلِكَ صَارَ الْقَسَمُ عَلَيْهَا. 
بلل
بلَّ بَلَلْتُ، يَبُلّ، ابْلُلْ/ بُلَّ، بَلاًّ وبِلَّةً وبَلالاً وبَلَلاً، فهو بالّ، والمفعول مَبْلول
• بلَّ الثَّوبَ وغيرَه: ندَّاهُ ورطّبه بالماء ونحوه "بَلّ شَعْره- ماتَبُلُّ إحدى يديه الأخرى [مثل]: يُضرب للرجل الشحيح" ° بُلُّوا أرحامكم: صِلوها- بلَّ يدَ فلان: أعطاه مالاً لقضاء مصلحة، رشاه.
• بلَّ الرِّيقَ: ارْتَوى "بلَّ حلقَه: شرِب"? بلَّ شوقه من أحد: أشبع رغبته منه ونعم برؤيته وحديثه. 

ابتلَّ يبتلّ، ابَتلِلْ/ ابتَلَّ، ابْتِلالاً، فهو مُبتَلّ
• ابتلَّ الثَّوبُ وغيرُه: تندّى وتشرَّب بالماء ونحوه "ابتلّت الأرضُ بماءِ المطر". 

بلَّلَ يبلِّل، تَبْلِيلاً، فهو مُبلِّل، والمفعول مُبلَّل
• بلَّل الثَّوبَ وغيرَه: بلَّه، ندَّاه ورطَّبه بالماء ونحوه "بلّل المطرُ الطُّرقَ- بلَّله بالماء". 

تبلَّلَ يتبلَّل، تبلُّلاً، فهو مُتبلِّل
• تبلَّلَ الثَّوبُ وغيرُه: مُطاوع بلَّلَ: ابتلَّ، تندّى وتشرَّب بالماء ونحوه "تبلّل الأولادُ بماء الحديقة". 

بَلال [مفرد]: مصدر بلَّ. 

بُلالة [مفرد]: ندًى، بقيّة من النّداوة "ما أغنتني البُلالة عن الماء الذي أروي به عطشي". 

بَلّ [مفرد]: مصدر بلَّ. 

بَلَل [مفرد]: ج بِلال (لغير المصدر) وبُلاّن (لغير المصدر):
1 - مصدر بلَّ.
2 - نُدُوَّة، نَدًى، رطوبة. 

بَلَّة [مفرد]: اسم مرَّة من بلَّ ° زاد الطِّينَ بَلَّة: زاد الأمرَ سوءًا أو خطورةً. 

بِلَّة [مفرد]:
1 - مصدر بلَّ ° زاد الطِّينَ بِلَّةً: زاد الأمرَ سوءًا أو خطورةً.
2 - اسم هيئة من بلَّ.
3 - رزق وخَيْر. 

بُلُولة [مفرد]: أثر ماء "أحسّ ببُلولة في ثيابه". 

بَليلَة/ بِليلَة [مفرد]: قمح أو ذُرَة تُغْلى في الماء وتؤكَل، وقد يُضاف عليها اللّبن والسّكر وغيرهما "يُقْبل الأطفالُ على تناول البَليلة". 
[بلل] ريحٌ بَلَّةٌ، أي فيها بلل. وجاءنا فلان يأتنا بهَلَّةٍ ولا بَلَّةٍ، قال ابن السكيت: فالهَلّةُ من الفرح والاستهلال، والبَلَّةُ من البَلَلِ والخير. وقولهم: ما أصاب هَلَّةً ولا بَلَّةً، أي شيئاً. والبُلَّةُ بالضم: ابْتِلالُ الرطب. قال الراجز يصف الحمر، حتى إذا أهرأن بالاصائل وفارقتها بلة الاوابل يقول: سرن في برد الرواح إلى الماء بعد ما يبس الكلأ. والأَوابِلُ: الوحوشُ التي اجتزأتْ بالرُطْبِ عن الماء. والبِلَّةُ، بالكسر: النداوة. والبل: المباح، ومنه قول العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه في زمزم: " لا أحلها لمغتسل، وهى لشارب حل وبل ". قال الاصمعي: كنت أرى أن بلا إتباع حتى زعم المعتمر بن سليمان أن بلا في لغة حمير مباح. قال أبو عبيد: شفاء، من قولهم بل الرجل من مرضه وأبل، إذا برأ. وأما قول خالد بن الوليد: " أما وابن الخطاب حى فلا، ولكن ذاك إذا كان الناس بذى بلى وذى بلى " قال أبو عبيد. يريد تفرق الناس وأن يكونوا طوائف مع غير إمام يجمعهم، وبعد بعضهم من بعض. قال: وكذلك كل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه، فهو بذى بلى. قال: وفيه لغة أخرى: بذى بليان، وهو فعليان، مثل صليان. وأنشد الكسائي: ينام ويذهب الاقوام حتى يقال أتوا على ذى بليان يقول: إنه أطال النوم ومضى أصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى موضع لا يعرف مكانهم من طول نومه. وبلال بن حمامه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة. ويقال أيضا: في سقائك بلال، أي ماء. وكل ما يُبَلُّ به الحَلْقُ من الماء واللبن فهو بِلالٌ. ومنه قولهم: " انْضَحُوا الرَحِمَ ببِلالِها " أي صِلوها بِصِلَتِها ونَدُّوها. قال أوس : كأَنِّي حَلَوْتُ الشِعْرَ حينَ مَدَحْتُهُ صفا صخرة صماء يبس بلالها ويقال: لا تَبُلُّكَ عندي بالَّةٌ، أي لا يصيبك مني ندىً ولا خيرٌ. ويقال أيضاً: لا تَبُلُّكَ عندي بَلالِ، مثال قَطامِ. قالت ليلى الا خليلية: فلا وأبيك يا ابْنَ أبي عَقيلٍ تَبُلَّكَ بعدها عندي بلال  فلو آسيته لَخَلاكَ ذَمّ وَفَارَقَكَ ابنُ عَمِّكَ غَيْرَ قالِ ابنُ أبي عقيلٍ كان مع تَوْبَةَ حين قُتِلَ، فَفَرَّ عنه وهو ابن عمِّه. ويقال: طويتُ فلاناً على بُلَّتِهِ وبُلالَتِهِ، وبُلولِهِ وبُلولَتِهِ وبُلُلَتِهِ وبُلَلَتِهِ، إذا احتملتَه على ما فيه من الاساءة والعيب، وداريته وفيه بقيةٌ من الودّ. قال الشاعر: طَوَيْنا بَني بِشْرٍ على بُلَلاتِهِمْ وذلك خيرٌ من لِقاءِ بَني بِشْرِ يعني باللقاء الحربَ. وجمعُ البلة بلال، مثل برمة وبرام. قال الراجز: وصاحب مرامق داجيته على بلال نفسه طويته وطويت السقاء على بللته إذا طويته وهوند. والبَلَلٌ: النَدى. والبَليلُ والبَليلَةُ: الريحُ فيها ندىً. والجَنوبُ أَبَلُّ الرياحِ. والبلبلة والبلبال: الهم، ووسواس الصدرِ. والبُلْبُلُ: طائرٌ. والبُلْبُلُ من الرجال: الخفيف. وقال:

قلائص رسلات وشعث بلابل * وتبلبلت الالسن، أي اختلطتْ. وتَبَلْبَلَتِ الإِبلُ الكلأَ، إذا تتبّعتْه فلم تدعْ منه شيئاً. وبَلَّ من مرضه يَبِلُّ بالكسر بَلاًّ، أي صَحَّ. وقال: إذا بَلَّ من داءٍ به خالَ أنَّه نَجا وبه الداءُ الذي هو قاتِلُهْ يعني الهَرَمَ. وكذلك أَبَلَّ واسْتَبَلَّ، أي برأ من مرضه. قال الشاعر يصف عجوزا: صمحمحة لا تشتكى الدهر رأسها ولو نكزتها حية لابلت وبله يبله بالضم: نداه. وبَلَّلَهُ، شدّد للمبالغة فابْتَلَّ. ويقال أيضاً: بَلَّ رَحِمَهُ، إذا وصلَها. وفي الحديث. " بُلُّوا أرحامكم ولو بالسَّلام " أي نَدُّوها بالصلة. وقولهم: بَلّكَ الله بابْنٍ، أي رزقَكَه، يدعو له. وبَلِلْتَ به، بالكسر، إذا ظفِرْتَ به وصار في يدك. يقال: لئن بَلَّتْ بك يدي لا تفارقني أو تؤدِّيَ حقى. قال ابن أحمر: وبلى إن بللت بأريحى من الفتيان لا يضحى بطينا ويروى: " فبلى يا غنى ". ورجل أبل بين البلل، إذا كان حلاّفاً ظلوماً. وذكر أبو عبيدة أن الأَبَلَّ الفاجر. وأنشد للمسيَّب بن عَلَسٍ: أَلا تَتقَّونَ الله يا آلَ عامِرٍ وهل يَتَّقي الله الأَبَلُّ المُصَمَّمُ وقال الأصمعي: أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالاً، إذا امتنع وغَلَبَ. وقال الكسائي: رجلٌ أَبَلُّ وامرأةٌ بَلاَّءُ، وهو الذي لا يُدْرَكُ ما عنده من اللؤم. وصفاة بلاء، أي ملساء. وبل، مخفف: حرف يعطف بها الحرف الثاني على الاول فيلزمه مثل إعرابه، وهو للاضراب عن الاول للثاني، كقولك: ما جاءني زيد بل عمرو، وما رأيت زيدا بل عمرا، وجاءني أخوك بل أبوك، تعطف بها بعد النفى والاثبات جميعا. وربما وضعوه موضع رب، كقول الراجز :

بل مهمه قطعت بعد مهمه * يعنى رب مهمه، كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعا. وقال آخر :

بل جوز تيهاء كظهر الحجفت * وقوله تعالى: {ص والقرآنِ ذي الذكر. بل الذين كفروا في عزة وشقاق} قال الاخفش عن بعضهم إن بل هاهنا بمعنى إن، فلذلك صار القسم عليها. قال: وربما استعملت العرب في قطع كلام واستئناف آخر، فينشد الرجل منهم الشعر فيقول بل:

ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا * ويقول بل * وبلدة ما الانس من آهالها * قوله " بل " ليست من البيت ولا تعد في وزنه ولكن جعلت علامة لانقطاع ما قبله. قال: وبل نقصاتها مجهول، وكذلك هل وقد، إن شئت جعلت نقصانها واو اقلت: بلو، هلو، قدو، وإن شئت جعلته ياء ومنهم من يجعل نقصانها مثل آخر حروفها فيدغم فيقول: بل، وهل، وقد بالتشديد
[ب ل ل] البَلَلُ والبِلَّةُ النُّدُوَّةُ قال بَعْضُ الأَغْفالِ

(وقِطْقِطْ البِلَّةِ في شُعَيْرِ ... )

أَرادَ وبِلَّةُ القِطْقِطِ فَقَلَبَ والْبِلالُ كالبِلَّةِ وبَلَّهُ بالماءِ وغَيْرِه يَبُلُّهُ بَلاّ وبِلَّةً وبَلَّلَهُ فابْتَلَّ وتَبَلَّلَ قال ذو الرُّمَّةِ

(وما شَنَّتَا خَرْقَاءَ واهيتا الكُلَى ... سقى بِهما ساقٍ ولَمَّا تَبَلَّلا)

والبِلالُ المَاءُ والبُلاَلَةُ البَلَلُ والبُلاَلُ جَمْعُ بِلَّةٍ نادرٌ واسْقِهِ على بُلَّتِهِ أي ابْتِلالِهِ وبُلَّةُ الشبابِ وبَلَّتُه طَراؤُهُ والفَتْحُ أعلى والبَلِيلُ رِيحٌ بارِدَةٌ مَعَ ندًى ولا تُجْمَعُ قال أبو حنيفة إذا جاءت الريحُ مع بَرْدٍ ويُبْسٍ ونَدًى فَهْيَ بَلِيلٌ وقد بَلَّتْ تَبِلُّ بُلُولاً فأمَّا قولُ زيادٍ الأعْجَمِ (إِنِّي رَأَيْتُ عِداتَكُمْ ... كالغَيْثِ لَيْسَ لَه بَليلُ)

فَمَعْناهُ أنَّهُ لَيْسَ لها مَطْلٌ فَيُكَرِّرَها كما أن الغَيْثَ إذا كانَتْ معه رِيحٌ بَلِيلٌ كَدَّرَتْهُ وبَلَّ رَحِمَهُ يَبُلُّها بَلاّ وبِلالاً وَصَلَها وبُلُّوا أَرْحامَكُم وَلَوْ بالسَّلامِ صِلُوها وقَوْلُه

(والرِّحْمَ فابْلُلْها بخَيْر البُلاَّنْ ... )

(فإنَّها اشتُقَّتْ مِنَ اسمِ الرَّحْمانْ ... )

يجوز أن يكونَ البُلاَّنُ اسمًا واحدًا كالغُفْرانِ والرُّجْحانِ وأَنْ يكونَ جَمْعَ بَلَلٍ الذي هو الاسمُ لا المَصْدَرُ وإن شِئْتَ جَعَلْتَه المَصْدَرَ لأن بَعْضَ المصادِرِ قد تُجْمَعُ كالشُّغْلِ والعَقْلِ والمَرَضِ وبَلَّكَ الله ابْنًا وبَلَّكَ به بَلاّ أَيْ رَزَقَكَ إِيَّاهُ والبِلَّةُ الخَيْرُ والرِّزْقُ والبِلُّ الشِّفاءُ ويُقالُ ما قَدِمَ بِهِلَّةٍ ولا بلَّةٍ وقد تَقَدَّمَ شَرْحُهُ وَمَا أحْسَنَ بِلَّةَ لسانِهِ أَيْ طَوْعَهُ بالعبارَةِ وإِسْماحَهُ وسَلاسَتُهُ وَوُقُوَعَهُ على مَوْضِعِ الحُروفِ واسْتِمرارَهُ على المَنْطِقِ وبَلَّ يَبِلُّ بُلُولاً وأَبَلَّ نَجَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وَأنشد

(مِنْ صَقْعِ بَانٍ لاَ تَبِلُّ لُحَمُهْ ... )

لُحْمَةُ البَازِي الطَّائِرُ يُطْرَحُ لَهُ أَوْ يَصِيْدُهُ وَبَلَّ مِن مَرَضِهِ يَبِلُّ بَلاّ وَبَلَلاً وَبُلُولاً واستَبَلَّ وَأَبَلَّ بَرَأَ وَابتَلَّ وتَبَلَّلَ حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدَ الهُزالِ وقَالوا هُو لَكَ حِلٌّ وَبِلٌّ فَبِلٌّ شِفَاءٌ مِن قَولِهم بَلَّ من مَرَضِهِ إذا بَرَأَ ويُقَالُ بِلٌّ مُبَاحٌ مُطْلَقٌ يَمَانِيةٌ حِمْيَرِيَّةٌ ويقالُ بِلٌّ إِتْبَاعٌ لِحِلٍّ وكذلكَ يقالُ للمُؤَنَّث هِي لكَ حِلٌّ وَبِلٌّ على لَفْظِ المُذكَّرِ ومنه قول عبد المُطَّلب في زمْزَمَ لاَ أُحِلُّها لمُغْتسلٍ وهي لشارِبٍ حِلٌّ وَبِلٌّ قال الأصمعي كنتُ أُرَى أَنَّ بِلاّ إِتبَاعٌ لحِلٍّ حتَّى زَعَمَ المُعْتَمرُ بنُ سليْمَانَ أنَّ بِلاّ مُبَاحٌ وَذَهَبَتْ بُلَّةُ الإِبِلِ أي ذَهَبَ ابْتلالُ الرُّطْبِ عَنهَا وَطَوَيتُ الثَّوبَ على بُلَلَتِهِ وبَلَّتِهِ وَبِلالِهِ أَي على رُطُوبَتِهِ وانْصَرفَ القَومُ بِبُلُلَتِهم وَبُلَلَتِهم وَبُلُوْلَتِهم أَي وفيْهم بَقِيَّةٌ وَطَوَاهُ على بُلُلَتِهِ وَبُلُوْلَتِهِ وبَلَّتِهِ أَي عَلَى ما فيه منَ العَيْبِ وقيلَ عَلَى بَقِيَّةِ وُدِّه وهو الصَّحيحُ واطوِ سِقَاءَكَ عَلَى بُلَلَتِهِ أَي وفيهِ بَلَلٌ لا يتكسَّرُ وبَلِلْتُ بِه بَلَلاً ظَفِرْتُ وبَلِلْتُ به بَلَلاً صَلِيتُ وشَقِيتُ وَبَلِلْتُ به بَلَلاً وَبَلالَةً وبُلُولَةً وَبَلَلْتُ مُنِيْتُ به وعَلِقْتُهُ وَبَلِلْتُهُ لَزِمْتُهُ قال

(دَلْوٌ تَمَأَىْ دُبِغَتْ بالحُلَّبِ ... )

(بَلَّتْ بَكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ ... )

(فَلاَ تُقَعْسِرَهَا ولكن صَوِّبِ ... )

تُقَعْسِرْهَا أَي تُعَازّهَا وَرَجلٌ بَلٌّ بالشيءِ لِهِجٌ قالَ

(وَإِنِّي لَبَلٌّ بالقَرِيْنَةِ ما ارعَوَتْ ... وَإِنِّي إِذا صَرَّمْتُهَا لَصَرُومُ)

وَلاَ تبُلُّكَ عندي بَالَّةٌ وبَلاَلِ قالَتْ لَيْلَى الأَخيلِيّة

(فَلاَ وَأَبِيكَ يا بنَ أَبي عَقِيلٍ ... تَبُلُّكَ بَعدَها فِينَا بَلاَلِ)

وَأَبَلَّ الرّجُلُ ذَهَبَ في الأَرضِ وَأَبَلَّ أَعْيَا فَسَادًا وَخُبْثًا وَالأَبَلُّ الشَّدِيدُ الخُصُومَةِ الجَدِلُ وقيلَ هو الَّذِي لاَ يَسْتَحيي وَقيلَ هوَ الشَّدِيدُ اللُّؤْمِ الَّذِي لا يُدْرَكُ ما عِندَهُ وقيل هوَ المَطُولُ وقيلَ الفَاجِرُ والأُنْثَى بَلاَّءُ وقد بَلَّ بَللاً في كُلِّ ذلكَ عَن ثَعلَبٍ وَأَبَلَّ عَلَيهِ غَلَبَهُ قال سَاعِدَةُ

(أَلا يَا فتًى ما عَبدُ شَمْسٍ بِمِثْلِهِ ... يُبَلُّ عَلَى العادِي وَتُؤْبَى المخاسِفُ)

البَاءُ فِي بِمِثْلِهِ مُتَعَلِّقَةُ بَقَولِهِ يُبَلُّ وقولُهُ ما عَبدُ شَمْسٍ تَعظِيمٌ كقولك سُبْحَانَ اللهِ مَا هُو ومَنْ هو لاَ تُريدُ الاستِفهَامَ عَنْ ذاتِهِ تعالى إِنَّما هُو تَعظيمٌ وَتفْخِيمٌ وخَصْمٌ مِبَلٌّ ثَبْتٌ وَرَجُلٌ بَلٌّ وَأَبَلُّ مَطُولٌ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ وَأَنْشَدَ

(جِدَالَكَ مَالاً وَبلاّ حَلُوفا ... )

والبلَّةُ نَوْرُ السَّمُرِ والعُرفُطِ وبِلاَلٌ اسمُ رَجُلٍ وَبِلاَلُ أَبَاذَ مَوْضِعٌ والبُلْبُلُ طَائِرٌ حَسَنُ الصَّوْتِ ويَدْعُوهُ أَهْلُ الحجازِ النُّغَرَ والبُلْبُلُ قَناةُ الكُوْزِ التي تَصبُّ الماء والبُلْبُلَةُ الكُوْزُ الَّذِي فيه بُلْبُلٌ إِلى جَنْبِ رَأْسِهِ والبَلْبَلَةُ اختلاَطُ الألْسِنَةِ والبَلْبَلَةُ والبَلاَبِلُ والبَلْبَالُ شِدَّةُ الهَمِّ والوَسَاوِسُ وحَدِيْثُ النَّفْسِ فَأَمَّا البِلْبَالُ بالكسر فَمَصْدَرٌ وبَلْبَلَ القَومَ بَلْبَلَةً وبِلْبَالاً حَرَّكَهُم وهَيَّجَهُم والاسمُ البَلْبَالُ والبَلْبَالُ البُرَحَاءُ في الصَّدْرِ وَكَذَلِكَ البَلْبَالَةُ عن ابن جِنّيٍّ وَأَنْشَدَ (فَبَاتَ مِنْهُ القَلْبُ فِي بَلْبَالَهْ ... ينْزُوْ كَنَزْوِ الظًّبْيِ في الحِبَالَهْ)

ورَجُلٌ بُلْبُلٌ وبُلاَبِلٌ خَفِيفٌ في السَّفَرِ مِعْوَانٌ وقالَ ثَعْلَبٌ غُلاَمٌ بُلْبُلٌ خَفِيفٌ في السَّفَرِ فَقَصَرهُ عَلَى الغُلاَمِ وبُلْبُولٌ اسمُ بَلَدٍ

بلل: البَلَل: النَّدَى. ابن سيده. البَلَل والبِلَّة النُّدُوَّةُ؛ قال

بعض الأَغْفال:

وقِطْقِطُ البِلَّة في شُعَيْرِي

أَراد: وبِلَّة القِطْقِط فقلب. والبِلال: كالبِلَّة؛ وبَلَّه بالماء

وغيره يَبُلُّه بَلاًّ وبِلَّة وبَلَّلهُ فَابْتَلَّ وتَبَلَّلَ؛ قال ذو

الرمة:

وما شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِيَة الكُلَى،

سَقَى بهما سَاقٍ، ولَمَّا تَبَلَّلا

والبَلُّ: مصدر بَلَلْت الشيءَ أَبُلُّه بَلاًّ. الجوهري: بَلَّه

يَبُلُّه أَي نَدَّاه وبَلَّلَه، شدّد للمبالغة، فابْتَلَّ. والبِلال: الماء.

والبُلالة: البَلَل. والبِلال: جمع بِلَّة نادر. واسْقِه على بُلَّتِه أَي

ابتلاله. وبَلَّة الشَّباب وبُلَّتُه: طَرَاؤه، والفتح أَعلى. والبَلِيل

والبَلِيلَة: ريح باردة مع نَدًى، ولا تُجْمَع. قال أَبو حنيفة: إِذا

جاءت الريح مع بَرْد ويُبْس ونَدًى فهي بَلِيل، وقد بَلَّتْ تَبِلُّ

بُلولاً؛ فأَما قول زياد الأَعجم:

إِنِّي رأَيتُ عِدَاتِكم

كالغَيْث، ليس له بَلِيل

فمعناه أَنه ليس لها مَطْل فَيُكَدِّرَها، كما أَن الغَيْث إِذا كانت

معه ريح بَلِيل كدَّرَتْه. أَبو عمرو: البَلِيلة الريح المُمْغِرة، وهي

التي تَمْزُجها المَغْرة، والمَغْرة المَطَرة الضعيفة، والجَنُوب أَبَلُّ

الرِّياح. وريح بَلَّة أَي فيها بَلَل. وفي حديث المُغيرة: بَلِيلة

الإِرْعاد أَي لا تزال تُرْعِد وتُهَدِّد؛ والبَليلة: الريح فيها نَدى، جعل

الإِرعاد مثلاً للوعيد والتهديد من قولهم أَرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا

تَهَدَّد وأَوعد، والله أَعلم. ويقال: ما سِقَائك بِلال أَي ماء. وكُلُّ ما

يُبَلُّ به الحَلْق من الماء واللَّبن بِلال؛ ومنه قولهم: انْضَحُوا

الرَّحِمَ بِبلالها أَي صِلُوها بصِلَتِها ونَدُّوها؛ قال أَوس يهجو الحكم بن

مروان بن زِنْبَاع:

كأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ، حين مَدَحْتُه،

صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها

وبَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً: وصلها. وفي حديث النبي،صلى

الله عليه وسلم: بُلُّوا أَرحامَكم ولو بالسَّلام أَي نَدُّوها بالصِّلة.

قال ابن الأَثير: وهم يُطْلِقون النَّداوَة على الصِّلة كما يُطْلِقون

اليُبْس على القَطِيعة، لأَنهم لما رأَوا بعض الأَشياء يتصل ويختلط

بالنَّداوَة، ويحصل بينهما التجافي والتفرّق باليُبْس، استعاروا البَلَّ لمعنى

الوصْل واليُبْسَ لمعنى القَطِيعة؛ ومنه الحديث: فإِن لكم رَحِماً

سأَبُلُّها بِبلالِها أَي أَصِلُكم في الدنيا ولا أُغْنِي عنكم من الله شيئاً.

والبِلال: جمع بَلَل، وقيل: هو كل ما بَلَّ الحَلْق من ماء أَو لبن أَو

غيره؛ ومنه حديث طَهْفَة: ما تَبِضُّ بِبِلال، أَراد به اللبن، وقيل

المَطَر؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: إِنْ رأَيت بَلَلاً من عَيْش أَي

خِصْباً لأَنه يكون مِنَ الماء. أَبو عمرو وغيره: بَلَلْت رَحِمي أَبُلُّها

بَلاًّ وبِلالاً وَصَلْتها ونَدَّيْتُها؛ قال الأَعْشَى:

إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها،

ووِصَالِ رَحْم قد بَرَدْت بِلالَها

وقول الشاعر:

والرَّحْمَ فابْلُلْها بِخيْرِ البُلاَّن،

فإِنها اشْتُقَّتْ من اسم الرَّحْمن

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون البُلاَّن اسماً واحداً كالغُفْران

والرُّجْحان، وأَن يكون جمع بَلَل الذي هو المصدر، وإِن شئت جعلته المصدر لأَن

بعض المصادر قد يجمع كالشَّغْل والعَقْل والمَرَض. ويقال: ما في سِقَائك

بِلال أَي ماء، وما في الرَّكِيَّة بِلال.

ابن الأَعرابي: البُلْبُلة الهَوْدَج للحرائر وهي المَشْجَرة. ابن

الأَعرابي: التَّبَلُّل

(* قوله «التبلل» كذا في الأصل، ولعله محرف عن التبلال

كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس).

الدوام وطول المكث في كل شيء؛ قال الربيع بن ضَبُع الفزاري:

أَلا أَيُّها الباغي الذي طالَ طِيلُه،

وتَبْلالُهُ في الأَرض، حتى تَعَوَّدا

وبَلَّك اللهُ ابْناً وبَلَّك بابْنٍ بَلاًّ أَي رَزَقَك ابناً، يدعو

له. والبِلَّة: الخَيْر والرزق. والبِلُّ: الشِّفَاء. ويقال: ما قَدِمَ

بِهِلَّة ولا بِلَّة، وجاءنا فلان فلم يأْتنا بِهَلَّة ولا بَلَّة؛ قال ابن

السكيت: فالهَلَّة من الفرح والاستهلال، والبَلَّة من البَلل والخير.

وقولهم: ما أَصاب هَلَّة ولا بَلَّة أَي شيئاً. وفي الحديث: من قَدَّر في

مَعِيشته بَلَّه الله أَي أَغناه. وبِلَّة اللسان: وقوعُه على مواضع الحروف

واستمرارُه على المنطق، تقول: ما أَحسن بِلَّة لسانه وما يقع لسانه إِلا

على بِلَّتِه؛ وأَنشد أَبو العباس عن ابن الأَعرابي:

يُنَفِّرْنَ بالحيجاء شاءَ صُعَائد،

ومن جانب الوادي الحَمام المُبَلِّلا

وقال: المبَلِّل الدائم الهَدِير، وقال ابن سيده: ما أَحسن بِلَّة لسانه

أَي طَوْعَه بالعبارة وإِسْماحَه وسَلاسَته ووقوعَه على موضع الحروف.

وبَلَّ يَبُلُّ بُلولاً وأَبَلَّ: نجا؛ حكاه ثعلب وأَنشد:

من صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه

لُحْمَة البَازِي: الطائرُ يُطْرَح له أَو يَصِيده. وبَلَّ من مرضه

يَبِلُّ بَلاًّ وبَلَلاً وبُلولاً واسْتَبَلَّ وأَبَلَّ: برَأَ وصَحَّ؛ قال

الشاعر:

إِذا بَلَّ من دَاءٍ به، خَالَ أَنه

نَجا، وبه الداء الذي هو قاتِله

يعني الهَرَم؛ وقال الشاعر يصف عجوزاً:

صَمَحْمَحة لا تشْتكي الدَّهرَ رأْسَها،

ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ

الكسائي والأَصمعي: بَلَلْت وأَبْلَلْت من المرض، بفتح اللام، من

بَلَلْت. والبِلَّة: العافية. وابْتَلَّ وتَبَلَّل: حَسُنت حاله بعد الهُزال.

والبِلُّ: المُباحُ، وقالوا: هو لك حِلٌّ وبِلٌّ، فَبِلٌّ شفاء من قولهم

بَلَّ فلان من مَرَضه وأَبَلَّ إِذا بَرَأَ؛ ويقال: بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق،

يمانِيَة حِمْيَريَّة؛ ويقال: بِلٌّ إِتباع لحِلّ، وكذلك يقال للمؤنث:

هي لك حِلٌّ، على لفظ المذكر؛ ومنه قول عبد المطلب في زمزم: لا أُحِلُّها

لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ، وهذا القول نسبه الجوهري للعباس بن عبد

المطلب، والصحيح أَن قائله عبد المطلب كما ذكره ابن سيده وغيره، وحكاه ابن

بري عن علي بن حمزة؛ وحكي أَيضاً عن الزبير بن بَكَّار: أَن زمزم لما

حُفِرَتْ وأَدرك منها عبد المطلب ما أَدرك، بنى عليها حوضاً وملأَه من ماء

زمزم وشرب منه الحاجُّ فحسده قوم من قريش فهدموه، فأَصلحه فهدموه بالليل،

فلما أَصبح أَصلحه فلما طال عليه ذلك دعا ربه فأُرِيَ في المنام أَن

يقول: اللهم إِني لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ فإِنك تكفي

أَمْرَهم، فلما أَصبح عبد المطلب نادى بالذي رأَى، فلم يكن أَحد من قريش

يقرب حوضه إِلا رُميَ في بَدَنه فتركوا حوضه؛ قال الأَصمعي: كنت أَرى أَن

بِلاًّ إِتباع لحِلّ حتى زعم المعتمر بن سليمان أَن بِلاًّ مباح في لغة

حِمْيَر؛ وقال أَبو عبيد وابن السكيت: لا يكون بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لمكان

الواو. والبُلَّة، بالضم: ابتلال الرُّطْب. وبُلَّة الأَوابل: بُلَّة

الرُّطْب. وذهبت بُلَّة الأَوابل أَي ذهب ابتلال الرُّطْب عنها؛ وأَنشد

لإِهاب ابن عُمَيْر:

حتى إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل،

وفارَقَتْها بُلَّة الأَوابل

يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الروائح إِلى الماء بعدما يَبِسَ الكَلأ،

والأَوابل: الوحوش التي اجتزأَت بالرُّطْب عن الماء. الفراء: البُلَّة بقية

الكَلإِ.

وطويت الثوب على بُلُلَته وبُلَّته وبُلالته أَي على رطوبته. ويقال:

اطْوِ السِّقاء على بُلُلَته أَي اطوه وهو نديّ قبل أَن يتكسر. ويقال: أَلم

أَطْوك على بُلُلَتِك وبَلَّتِك أَي على ما كان فيك؛ وأَنشد لحَضْرَميّ

بن عامر الأَسدي:

ولقد طَوَيْتُكُمُ على بُلُلاتِكم،

وعَلِمْتُ ما فيكم من الأَذْرَاب

أَي طويتكم على ما فيكم من أَذى وعداوة. وبُلُلات، بضم اللام: جمع

بُلُلة، بضم اللام أَيضاً، وقد روي على بُلَلاتكم، بفتح اللام، الواحدة

بُلَلة، بفتح اللام أَيضاً، وقيل في قوله على بُلُلاتكم: يضرب مثلاً لإِبقاء

المودة وإِخفاء ما أَظهروه من جَفَائهم، فيكون مثل قولهم اطْوِ الثوبَ على

غَرِّه ليضم بعضه إِلى بعض ولا يتباين؛ ومنه قولهم: اطوِ السِّقاء على

بُلُلِته لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جَافٌّ تكسر، وإِذا طُوِيَ على بَلَله لم

يَتَكسَّر ولم يَتَباين. وانصرف القوم ببَلَلتهم وبُلُلتهم وبُلولتهم أَي

وفيهم بَقِيّة، وقيل: انصرفوا ببَلَلتِهم أَي بحال صالحة وخير، ومنه

بِلال الرَّحِم. وبَلَلْته: أَعطيته. ابن سيده: طواه على بُلُلته وبُلولته

وبَلَّته أَي على ما فيه من العيب، وقيل: على بقية وُدِّه، قال: وهو

الصحيح، وقيل: تغافلت عما فيه من عيب كما يُطْوَى السِّقاء على عَيْبه؛

وأَنشد:وأَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِي بُلولتَه،

طَيَّ الرِّدَاء على أَثْنائه الخَرِق

قال: وتميم تقول البُلولة من بِلَّة الثرى، وأَسد تقول: البَلَلة. وقال

الليث: البَلَل والبِلَّة الدُّون. الجوهري: طَوَيْت فلاناً على بُلَّته

وبُلالته وبُلُوله وبُلُولته وبُلُلته وبُلَلته إِذا احتملته على ما فيه

من الإِساءة والعيب ودَارَيْته وفيه بَقِيّة من الوُدِّ؛ قال الشاعر:

طَوَيْنا بني بِشْرٍ على بُلُلاتهم،

وذلك خَيْرٌ من لِقَاء بني بِشْر

يعني باللِّقاء الحَرْبَ، وجمع البُلَّة بِلال مثل بُرْمَة وبِرَام؛ قال

الراجز:

وصاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَيْتُه،

على بِلال نَفْسه طَوَيْتُه

وكتب عمر يَسْتحضر المُغيرة من البصرة: يُمْهَلُ ثلاثاً ثم يُحْضَر على

بُلَّته أَي على ما فيه من الإِساءة والعيب، وهي بضم الباء.

وبَلِلْتُ به بَلَلاَ: ظَفِرْتُ به. وقيل: بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت به؛

حكاها الأَزهري عن الأَصمعي وحده. قال شمر: ومن أَمثالهم: ما بَلِلْت من

فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظَفِرْتُ، والأَفْوَق: السهم الذي انكسر

فُوقُه، والناصِل: الذي سقط نَصْلُه، يضرب مثلاً للرجل المُجْزِئ الكافي

أَي ظَفِرْت برجل كامل غير مضيع ولا ناقص. وبَلِلْت به بَلَلاً: صَلِيت

وشَقِيت. وبَلِلْت به بَلَلاَ وبَلالة وبُلولاً وبَلَلْت: مُنِيت به

وعُلِّقْته. وبَلِلْته: لَزِمْته؛ قال:

دَلْو تَمَأْى دُبِغَتْ بالحُلَّب،

بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب،

فلا تُقَعْسِرْها ولكن صَوِّب

تقعسرها أَي تعازّها. أَبو عمرو: بَلَّ يَبِلُّ إِذا لزم إِنساناً ودام

على صحبته، وبَلَّ يَبَلُّ مثلها؛ ومنه قول ابن أَحمر:

فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ

من الفِتْيان، لا يَمْشي بَطِينا

ويروى فبَلِّي يا غنيّ. الجوهري: بَلِلْت به، بالكسر، إِذا ظَفِرت به

وصار في يدك؛ وأَنشد ابن بري:

بيضاء تمشي مِشْيَةَ الرَّهِيص،

بَلَّ بها أَحمر ذو دريص

يقال: لئن بَلَّتْ بك يَدي لا تفارقني أَو تُؤَدِّيَ حقي. النضر:

البَذْرُ والبُلَل واحد، يقال: بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل. ورجل

بَلٌّ بالشيء: لَهِجٌ ؛ قال:

وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ ما ارْعَوَتْ،

وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم

ولا تَبُلُّك عندي بالَّة وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لا يُصيبك مني خير

ولا نَدًى ولا أَنفعك ولا أَصدُقك. ويقال: لا تُبَلُّ لفلان عندي بالَّة

وبَلالِ مصروف عن بالَّة أَي ندًى وخير. وفي كلام عليّ، كرم الله وجهه:

فإِن شكوا انقطاع شِرْب أَو بالَّة، هو من ذلك؛ قالت ليلى الأَخْيَلية:

نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عنه،

كما صَدَر الأَزَبُّ عن الظِّلالِ

فلا وأَبيك، يا ابن أَبي عَقِيل،

تَبُلُّك بعدها فينا بَلالِ

فلو آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ،

وفارَقَكَ ابنُ عَمَّك غَيْر قالي ابن أَبي عَقِيل كان مع تَوْبَة حين

قُتِل ففر عنه وهو ابن عمه. والبَلَّة: الغنى بعد الفقر. وبَلَّت

مَطِيَّتُه على وجهها إِذا هَمَتْ ضالَّة؛ وقال كثيِّر:

فليت قَلُوصي، عند عَزَّةَ، قُيِّدَتْ

بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ منها فَضَلَّتِ

فأَصْبَح في القوم المقيمين رَحْلُها،

وكان لها باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ

وأَبَلَّ الرجلُ: ذهب في الأَرض. وأَبَلَّ: أَعيا فَساداً وخُبْثاً.

والأَبَلُّ: الشديد الخصومة الجَدِلُ، وقيل: هو الذي لا يستحي، وقيل: هو

الشديد اللُّؤْمِ الذي لا يُدْرَك ما عنده، وقيل: هو المَطول الذي يَمْنَع

بالحَلِف من حقوق الناس ما عنده؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للمرَّار بن سعيد

الأَسدي:

ذكرنا الديون، فجادَلْتَنا

جدالَك في الدَّيْن بَلاًّ حَلوفا

(* قوله «جدالك في الدين» هكذا في الأصل وسيأتي ايراده بلفظ: «جدالك

مالاً وبلا حلوفا» وكذا أورده شارح القاموس ثم قال: والمال الرجل

الغني).وقال الأَصمعي: أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالاً إِذا امتنع

وغلب.قال: وإِذا كان الرجل حَلاَّفاً قيل رجل أَبَلُّ؛ وقال الشاعر:

أَلا تَتَّقون الله، يا آل عامر؟

وهل يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ؟

وقيل: الأَبَلُّ الفاجر، والأُنثى بَلاَّء وقد بَلَّ بَلَلاً في كل ذلك؛

عن ثعلب. الكسائي: رجل أَبَلُّ وامرأَة بَلاَّء وهو الذي لا يُدْرَك ما

عنده من اللؤم، ورجل أَبَلُّ بَيِّن البَلَل إِذا كان حَلاَّفاً ظَلوماً.

وأَما قول خالد بن الوليد: أَمَّا وابنُ الخطاب حَيٌّ فَلا ولكن إِذا

كان الناس بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى؛ قال أَبو عبيد: يريد تَفَرُّقَ الناس

وأَن يكونوا طوائف وفِرَقاً من غير إِمام يجمعهم وبُعْدَ بعضهم من بعض؛

وكلُّ من بَعُد عنك حتى لا تَعْرِف موضعَه، فهو بذي بِلِّيٍّ، وهو مِنْ

بَلَّ في الأَرض أَي ذهب؛ أَراد ضياعَ أُمور الناس بعده، قال: وفيه لغة

أُخرى بذي بِلِّيَان، وهو فِعْلِيَان مثل صِلِّيان؛ وأَنشد الكسائي:

يَنام ويذهب الأَقوام حتى

يُقالَ: أَتَوْا على ذي بِلِّيان

يقول: إِنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إِلى موضع لا

يَعْرِف مكانَهم من طول نومه. وأَبَلَّ عليه: غَلَبه؛ قال ساعدة:

أَلا يا فَتى، ما عبدُ شَمْسٍ بمثله

يُبَلُّ على العادي وتُؤْبَى المَخاسِفُ

الباء في بمثله متعلقة بقوله يُبَل، وقوله ما عبدُ شمس تعظيم، كقولك

سبحان الله ما هو ومن هو، لا تريد الاستفهام عن ذاته تعالى إِنما هو تعظيم

وتفخيم.

وخَصمٌ مِبَلٌّ: ثَبْت. أَبو عبيد: المبلُّ الذي يعينك أَي يتابعك

(*

قوله «يعينك اي يتابعك» هكذا في الأصل، وفي القاموس: يعييك ان يتابعك) على

ما تريد؛ وأَنشد:

أَبَلَّ فما يَزْداد إِلاَّ حَماقَةً

ونَوْكاً، وإِن كانت كثيراً مخارجُه

وصَفاة بَلاَّء أَي مَلْساء. ورجل بَلٌّ وأَبَلُّ: مَطول؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

جِدَالَكَ مالاً وبَلاًّ حَلُوفا

والبَلَّة: نَوْرُ السَّمُر والعُرْفُط. وفي حديث عثمان: أَلَسْتَ

تَرْعى بَلَّتَها؟ البَلَّة: نَوْرُ العِضاهِ قبل أَن ينعقد. التهذيب:

البَلَّة والفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر، قال: وأَول ما يَخْرُج البرَمة ثم

أَول ما يخرج من بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نحو بَدْو البُسْرة فَتِيك

البَرَمة، ثم ينبت فيها زَغَبٌ بِيضٌ هو نورتها، فإِذا أَخرجت تيك سُمِّيت

البَلَّة والفَتْلة، فإِذا سقطن عنن طَرَف العُود الذي يَنْبُتْنَ فيه

نبتت فيه الخُلْبة في طرف عودهن وسقطن، والخُلْبة وعاء الحَب كأَنها وعاء

الباقِلاء، ولا تكون الخُلْبة إِلاَّ للسَّمُر والسَّلَم، وفيها الحب وهن

عِراض كأَنهم نِصال، ثم الطَّلْح فإِن وعاء ثمرته للغُلُف وهي سِنَفة

عِراض.

وبِلال: اسم رجل. وبِلال بن حمامة: مؤذن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، من الحبشة.

وبِلال آباد: موضع.

التهذيب: والبُلْبُل العَنْدَليب. ابن سيده: البُلْبُل طائر حَسَن الصوت

يأْلف الحَرَم ويدعوه أَهل الحجاز النُّغَر. والبُلْبُل: قَناةُ الكوز

الذي فيه بُلْبُل إِلى جنب رأْسه. التهذيب: البُلْبلة ضرب من الكيزان في

جنبه بُلْبُل يَنْصَبُّ منه الماء. وبَلْبَل متاعَه: إِذا فرَّقه

وبدَّده.والمُبَلِّل: الطاووس الصَّرَّاخ، والبُلْبُل الكُعَيْت.

والبَلْبلة: تفريق الآراء. وتَبَلْبَلت الأَلسن: اختلطت. والبَلْبَلة:

اختلاط الأَلسنة. التهذيب: البَلْبلة بَلْبلة الأَلسن، وقيل: سميت أَرض

بابِل لأَن الله تعالى حين أَراد أَن يخالف بين أَلسنة بني آدم بَعَث ريحاً

فحشرهم من كل أُفق إِلى بابل فبَلْبَل الله بها أَلسنتهم، ثم فَرَّقتهم

تلك الريح في البلاد. والبَلْبلة والبَلابل والبَلْبال: شدَّة الهم

والوَسْواس في الصدور وحديث النفس، فأَما البِلْبال، بالكسر، فمصدر. وفي حديث

سعيد

بن أَبي بردة عن أَبيه عن جده قال: قال رسول الله،

صلى الله عليه وسلم: إِن أُمتي أُمة مرحومة لا عذابٍ عليها في الآخرة،

إِنما عذابها في الدنيا البلابل والزلازل والفتن؛ قال ابن الأَنباري:

البلابل وسواس الصدر؛ وأَنشد ابن بري لباعث

بن صُرَيم ويقال أَبو الأَسود الأَسدي:

سائلُ بيَشْكُرَ هل ثَأَرْتَ بمالك،

أَم هل شَفَيْت النفسَ من بَلْبالها؟

ويروى:

سائِلْ أُسَيِّدَ هل ثَأَرْتَ بِوائلٍ؟

ووائل: أَخو باعث بن

صُرَيم. وبَلْبَل القومَ بَلْبلة وبِلْبالاً: حَرَّكهم وهَيَّجهم،

والاسم البَلْبال، وجمعه البَلابِل. والبَلْبال: البُرَحاء في الصَّدر، وكذلك

البَلْبالة؛ عن ابن جني؛ وأَنشد:

فبات منه القَلْبُ في بَلْبالَه،

يَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْيِ في الحِباله

ورجل بُلْبُلٌ وبُلابِل: خَفِيف في السَّفَر معْوان. قال أَبو الهيثم:

قال لي أَبو ليلى الأَعرابي أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَي ظَريف خَفيف. ورجل

بُلابِل: خفيف اليدين وهو لا يَخْفى عليه شيء. والبُلْبُل من الرجال:

الخَفِيفُ؛ قال كثير بن

مُزَرِّد:

سَتُدْرِك ما تَحْمي الحِمارة وابْنُها

قَلائِصُ رَسْلاتٌ، وشُعْثٌ بَلابِل

والحِمارة: اسم حَرَّة وابنُها الجَبَل الذي يجاورها، أَي ستدرك هذه

القلائص ما منعته هذه الحَرَّة وابنُها.

والبُلْبول: الغلام الذَّكِيُّ الكَيِّس. وقال ثعلب: غلام بُلْبُل خفيف

في السَّفَر، وقَصَره على الغلام. ابن السكيت: له أَلِيلٌ وبَلِيلٌ، وهما

الأَنين مع الصوت؛ وقال المَرَّار بن سعيد:

إِذا مِلْنا على الأَكْوار أَلْقَتْ

بأَلْحِيها لأجْرُنِها بَليل

أَراد إِذا مِلْنا عليها نازلين إِلى الأَرض مَدَّت جُرُنَها على الأَرض

من التعب. أَبو تراب عن زائدة: ما فيه بُلالة ولا عُلالة أَي ما فيه

بَقِيَّة. وبُلْبُول: اسم بلد. والبُلْبُول: اسم جَبَل؛ قال الراجز:

قد طال ما عارَضَها بُلْبُول،

وهْيَ تَزُول وَهْوَ لا يَزول

وقوله في حديث لقمان: ما شَيْءٌ أَبَلَّ للجسم من اللَّهْو؛ قال ابن

الأَثير: هو شيء كلحم العصفور أَي أَشد تصحيحاً وموافقة له.

ومن خفيف هذا الباب بَلْ، كلمة استدراك وإِعلام بالإِضْراب عن الأَول،

وقولهم قام زيد بَلْ عَمْرٌو وبَنْ زيد، فإِن النون بدل من اللام، أَلا

ترى إِلى كثرة استعمال بَلْ وقلة استعمال بَنْ، والحُكْمُ على الأَكثر لا

الأَقل؟ قال ابن سيده: هذا هو الظاهر من أَمره، قال: وقال ابن جني لست

أَدفع مع هذا أَن تكون بَنْ لُغَةً قائمة بنفسها. التهذيب في ترجمة بَلى:

بَلى تكون جواباً للكلام الذي فيه الجَحْد. قال الله تعالى: أَلَسْتُ

بربكم قالوا بَلى؛ قال: وإِنما صارت بَلى تتصل بالجَحْد لأَنها رجوع عن

الجَحْد إِلى التحقيق، فهو بمنزلة بَلْ، وبَلْ سَبِيلها أَن تأَتي بعد الجَحْد

كقولك ما قام أَخوك بَلْ أَبوك، وما أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك، وإِذا قال

الرجل للرجل: أَلا تقوم؟ فقال له: بَلى، أَراد بَلْ أَقوم، فزادوا

الأَلف على بَلْ ليحسن السكوت عليها، لأَنه لو قال بَلْ كان يتوقع

(* قوله

«كان يتوقع» اي المخاطب كما هو ظاهر مما بعد) كلاماً بعد بلْ فزادوا الأَلف

ليزول عن المخاطب هذا التوهم؛ قال الله تعالى: وقالوا لن تمسنا النار

إِلا أَياماً معدودة، ثم قال بَعْدُ: بَلى من كسب سيئة، والمعنى بَلْ من كسب

سيئة، وقال المبرد: بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جَحْد أَو

إِيجاب، قال: وبَلى تكون إِيجاباً للمَنْفِيِّ لا غيرُ. قال الفراء: بَلْ تأْتي

بمعنيين: تكون إِضراباً عن الأَول وإِيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار

لا بَلْ ديناران، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها،

وهذا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه. قال الفراء: والعرب

تقول بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله، يجعلون اللام فيها نوناً، وهي لغة

بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ.

الجوهري: بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ، يعطف بها الحرف الثاني على الأَول فيلزمه

مثْلُ إعرابه، فهو للإضراب عن الأَول للثاني، كقولك: ما جاءَني زيد بَلْ

عمرو، وما رأَيت زيداً بَلْ عمراً، وجاءني أَخوك بَلْ أَبوك تعطف بها بعد

النفي والإِثبات جميعاً؛ وربما وضعوه موضع رُبَّ كقول الراجز:

بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ

يعني رُبَّ مَهْمَهٍ كما يوضع غيره اتساعاً؛ وقال آخر:

بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ

وقوله عز وجل: ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عِزَّةٍ وشقاق؛ قال

الأَخفش عن بعضهم: إِن بَلْ ههنا بمعنى إِن فلذلك صار القَسَم عليها؛

قال: وربما استعملت العرب في قَطْع كلام واستئناف آخر فيُنْشد الرجل منهم

الشعر فيقول:

. . . . . . بل

ما هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا

ويقول:

. . . . . . بل

وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها،

تَرى بها العَوْهَقَ من وِئالِها،

كالنار جَرَّتْ طَرَفي حِبالِها

قوله بَلْ ليست من البيت ولا تعدّ في وزنه ولكن جعلت علامة لانقطاع ما

قبله؛ والرجز الأَول لرؤبة وهو:

أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ،

بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ

والثاني لسُؤْرِ الذِّئْبِ وهو:

بَلْ جَوْزِتَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ،

يُمْسي بها وُحُوشُها قد جُئِفَتْ

قال: وبَلْ نُقْصانها مجهول، وكذلك هَلْ وَقَدْ، إِن شئت جعلت نقصانها

واواً قلت بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ، وإِن شئت جعلته ياء. ومنهم من يجعل

نقصانها مثل آخر حروفها فيُدْغم ويقول هَلٌّ وبَلٌّ وقَدٌّ، بالتشديد. قال ابن

بري: الحروف التي هي على حرفين مثل قَدْ وبَلْ وهَلْ لا يقدّر فيها حذف

حرف ثالث كما يكون ذلك في الأَسماء نحو يَدٍ ودَمٍ، فإِن سميت بها شيئاً

لزمك أَن تقدر لها ثالثاً، قال: ولهذا لو صَغَّرْتَ إِن التي للجزاء لقلت

أُنَيٌّ، ولو سَمَّيت بإِن المخففة من الثقيلة لقلت أُنَيْنٌ، فرددت ما

كان محذوفاً، قال: وكذلك رُبَ المخففة تقول في تصغيرها اسمَ رجل

رُبَيْبٌ، والله أَعلم.

بلل
{البَلَلُ، مُحرَّكةً،} والبِلَّةُ {والبِلالُ، بكسرهما،} والبُلالَةُ، بالضّمّ: النُّدْوَةُ. قد {بَلَّه بالماءِ} يَبُلُّه {بَلاًّ بِالْفَتْح} وبِلَّةً، بِالْكَسْرِ، {وبَلَّلَه: أَي نَدَّاه، وَالتَّشْدِيد للمُبالَغة، قَالَ أَبُو صَخْرٍ الْهُذلِيّ:
(إِذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبِي لذِكْرِها ... كَمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ} بَلَّلَه القَطْرُ)
وصَدرُ الْبَيْت فِي الحَماسة: وَإِنِّي لَتَعْرُوني لِذِكْراكِ نَفْضَةٌ وَالرِّوَايَة مَا ذكرتُ. {فابْتَلَّ} وتَبلَّلَ قَالَ، ذُو الرُّمّة:
(وَمَا شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيةِ الكُلَى ... سَقَى بِهِما ساقٍ ولَمْ {تَتَبَلَّلا)

(بأضْيَعَ مِن عَينيكَ للدَّمْعِ كُلَّما ... تَوَّهمْتَ رَبْعاً أَو تَذكَّرتَ مَنْزِلا)
(و) } البِلالُ ككِتابٍ: الماءُ، ويُثَلَّثُ يُقال: مَا فِي سِقائه {بِلالٌ وكُلُّ مَا} يُبَلُّ بِهِ الحَلْقُ من ماءٍ أَو لَبَنٍ، فَهُوَ {بِلالٌ، قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعرَ حينَ مَدَحْتُهُ ... مُلَمْلمةً غَبراءَ يَبساً} بِلالُها) ويُقال: اضْرِبُوا فِي الأرضِ أَمْيالاً تَجِدُوا {بِلالا.} والبِلَّةُ، بالكسرِ: الخَيرُ والرِّزْقُ يُقال: جَاءَ فُلانٌ فَلم يأتِنا بِهِلَّةٍ وَلَا بِلَّة، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: فالهِلَّةُ: مِن الفَرَحِ والاستِهْلال، والبِلَّةُ: مِن البَلَلِ والخَير. مِن المَجاز: البِلَّةُ: جَرَيانُ اللِّسان وفَصاحَتُه، أَو وقُوعُه على مَواضِع الحُروفِ، واستِمرارُه علَى المَنْطِق، وسَلاسَتُه تَقول: مَا أحسَنَ {بِلَّةَ لسانِه، وَمَا يَقعُ لِسانُه إلّا علَى} بِلَّتِه.
وَفِي الأساس: مَا أحسَنَ بِلَّةَ لِسانِه: إِذا وَقَع على مَخارِج الْحُرُوف. قَالَ اللَّيثُ: {البِلَّةُ و} البَلَلُ: الدُّونُ، أَو {البِلَّةُ: النَّداوَةُ وَهَذَا قد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكرار. (و) } البِلَّةُ: العافِيَةُ مِن المَرض. قَالَ الفَرّاءُ: البِلَّةُ: الوَلِيمَةُ. قَالَ غيرُه: {البُلَّةُ بالضّمّ: ابتِلالُ الرُّطْبِ قَالَ إهابُ بن عُمَير: حَتّى إِذا أَهْرَأْنَ بالأصائِلِ وفارَقَتْها} بُلَّةُ الأَوابِلِ يقولُون: سِرنَ فِي بَردِ الرَّواحِ إِلَى المَاء بعدَ مَا يَبِس الكَلأُ. والأَوابِلُ: الوُحوشُ الَّتِي اجْتَزأتْ بالرُّطْب عَن المَاء. (و) {البُلَّةُ: بَقِيَّةُ الكَلأ عَن الفَرّاء. (و) } البَلَّةُ بالفَتْحِ: طَراءَةُ الشَّبابِ عَن ابنِ عَبّاد.
ويُضَمُّ. البَلَّةُ: نَوْرُ العِضاهِ، أَو الزَّغَبُ الَّذِي يكونُ بعدَ النَّوْرِ عَن ابنِ فارِس. قِيل: البَلَّةُ: نَوْرُ العُرفُطِ والسَّمُرِ. وَقَالَ أَبُو زَيد:! البَلَّةُ: نَوْرَةُ بَرَمَة السَّمُر. قَالَ: وأوّلُ مَا تَخْرُج: البَرَمةُ، ثمَّ أوّلُ)
ماتخرُج مِن بَدْءِ الحَبَلَة: كعْبُورَةٌ نَحْو بَدْء البُسْرَة، فتِيك البَرَمَةُ، ثمَّ يَنْبُت فِيهَا زَغَبٌ بِيضٌ، وَهُوَ نَوْرَتُها، فَإِذا أخرجت تِلْكَ، سُمِّيت البَلة، والفَتْلة، فاذا سَقَطنَ عَن طرَف العُود الَّذِي يَنْبُتن فِيهِ، نَبَتَتْ فِيهِ الخُلْبَةُ فِي طرَف عُودهنّ. وسقَطن. والخُلبة: وعاءُ الحَبّ، كَأَنَّهَا وعاءُ الباقلاء، وَلَا تكون الخُلبَةُ، إِلَّا للسَّلم والسَّمُر فِيهَا الحَبُّ. أَو {بَلَّةُ السَّمُر: عَسَله عَن ابْن فارِس، قَالَ: ويُكسَر.
قَالَ الفَرّاء:} البَلَّة: الغِنَى بعدَ االفَقْرِ، {كالبُلَّى، كرُبَّى. (و) } البَلَّةُ: بَقيَّةُ الكلأِ، ويُضَمّ وَهَذِه قد تقدّمت، فَهُوَ تَكرارٌ. البَلَّةُ: القَرَظ {والبَليلُ كأمِيرٍ: رِيحٌ بارِدةٌ مَعَ نَدىً وَهِي الشّمال، كَأَنَّهَا تَنْضَحُ الماءَ من بردهَا للواحِدة والجَميع. وَفِي الأساس: رِيحٌ} بَلِيلٌ: بارِدةٌ بِمَطَرٍ. وَفِي العُباب: والجَنُوبُ: {أَبَلُّ الرِّياح، قَالَ أَبُو ذُؤَيبٍ، يصف ثَوْراً:
(ويَعُوذُ بالأَرْطَى إِذا مَا شَفَّهُ ... قَطْرٌ وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ)
قد} بَلَّتْ {تَبِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب بُلُولاً بالضّمّ.} والبِلُّ، بِالْكَسْرِ: الشِّفاءُ من قَوْلهم: بَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه: إِذا بَرأ، وَبِه فَسَّر أَبُو عبيد حَدِيث زَمْزم: لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ، وَهِي لِشارِبٍ حِلٌّ {وبِلٌّ. قِيل:} البِلُّ هُنَا: المُباحُ نقلَه ابنُ الأثِير، وغيرُه من أئمّة الغَرِيب. ويُقال: حِلٌّ وبلٌّ أَي حَلالٌ ومُباحٌ. أَو هُوَ إتْباعٌ وَيمْنَعُ مِن جَوازِه الواوُ، وَقَالَ الأصمَعِي: كنت أرى أنّ بِلّاً إتْباعٌ، حتّى زَعم المُعْتَمِرُ بن سُليمان أَن {بِلاًّ فِي لُغة حِمْير: مُباحٌ، وكَرَّر لاخْتِلَاف اللَّفْظ، توكيداً. قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ أَوْلَى لأنّا قَلَّما وجدنَا الإتْباعَ بواو العَطْف. مِن المَجاز:} بَلَّ رَحِمَه {يَبُلُّها} بَلاًّ بِالْفَتْح! وبلالاً، بِالْكَسْرِ: أَي وَصَلَها وَمِنْه الحديثُ: {بُلُّوا أرحامَكُم وَلَو بالسَّلامِ أَي نَدُّوها بالصِّلَة. ولمّا رأَوا بعضَ الْأَشْيَاء يَتَّصلُ ويختلِطُ بالنَّداوة، ويحصُلُ بينَهما التَّجافِي والتَّفرُّقُ باليُبس، استعارُوا البَلَّ لِمعنى الوَصْلِ، واليُبس لمَعْنى القَطِيعة، فَقَالُوا فِي المَثَل: لَا تُوبسِ الثَّرَى بيني وبينَك، وَمِنْه حديثُ عمرَ بن عبد الْعَزِيز: إِذا استشنَّ مَا بَيْنك وبينَ اللَّهِ} فابْلُلْه بالإحسانِ إِلَى عِباده وَقَالَ جَرِيرٌ:
(فَلَا تُوبسُوا بَيني وبَينَكُمُ الثَّرَى ... فإنّ الَّذِي بَيني وبَينَكُمُ مُثْرِي)
وَفِي الحَدِيث: غَيرَ أنّ لَكُم رَحِماً سَأَبُلُّها {ببِلالِها أَي سَأصِلُها بصِلَتِها، قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ حِينَ مَدَحْتُهُ ... مُلَمْلمةً غَبراءَ يَبساً} بِلالُها)
(و) {بَلالِ كقَطامِ: اسمٌ لِصِلةِ الرَّحِمِ وَهُوَ مصروفٌ عَن} بالَّةٍ، وَسَيَأْتِي شاهِدُ قَرِيبا. {وَبلَّ الرجُلُ} بُلُولاً بالضّم {وأَبَلَّ: نَجا مِن الشِّدَّة والضِّيق. وبَلَّ مِن مَرضِه:} يَبِلُّ بِالْكَسْرِ {بَلّاً بِالْفَتْح} وبَلَلاً مُحرَّكةً)
{وبُلولاً بالضّمّ: أَي صَحَّ، وَأنْشد ابْن دُرَيْدٍ:
(إِذا} بَلَّ مِن داءٍ بِهِ ظَنَّ أنَّهُ ... نَجا وَبِه الداءُ الَّذِي هُو قاتِلُهْ)
{واسْتَبَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه، مِثْل} بَلَّ. {وابْتَلَّ الرجُلُ} وتَبَلَّلَ: حَسُنَتْ حالُه بعدَ الهُزال نَقله الزَّمَخْشَرِي. وانْصَرَفَ القومُ {ببَلَلَتِهم، مُحرَّكةً وبضمَّتين،} وبُلُولَتِهم، بالضّم: أَي وَفِيهِمْ بَقِيَّةٌ أَو انصرفوا بحالٍ حَسنةٍ. مِن المَجاز: طَواهُ علَى بُلَّتِه، بالضّم، ويُفْتَح، {وبُلُلَتِه بضمَّتين وتُفْتَح اللامُ الأُولى} وبُلُولَتِه وَهَذِه لُغة تَمِيم {وبُلُولِه،} وبُلالَتِه، بضمِّهن، {وبَلَلَتِه،} وبَلَلاتِه، {وبَلالَتِه، مَفتوحاتٍ،} وبُلَلاتِه، بضمّ أوَّلها فَهِيَ لُغاتٌ عشرَة: أَي احتَملْتُه كَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب: أَي احتَمَله على مَا فِيهِ مِن العَيْبِ والإساءة أَو دارَيتُه كَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب: أَو داراه وَفِيه بَقِيَّةٌ مِن الوُدِّ أَو تَغافَلَ عمّا فِيه، قَالَ الشَّاعِر:
(طَوَيْنا بني بِشْرٍ علَى {بَلَلاتِهِمْ ... وذلكَ خَيرٌ مِن لِقاءِ بني بِشْرِ)
يَعْنى باللِّقاء الحَربَ. وجَمْعُ} البُلَّة: {بِلالٌ، كبُرْمَةٍ وبِرامٍ، قَالَ الراجِز: وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجيتُهُ علَى} بِلالِ نَفْسِهِ طَوَيْتُهُ وَقَالَ حَضْرَمِي بن عَامر الأسَدِيّ:
(وَلَقَد طَوَيتُكُمُ علَى {بُلَلاتِكُمْ ... وعلمتُ مَا فِيكُم مِن الأذرابِ)
يُرْوَى بالضّمّ وبالتَّحْرِيك. يُقال: طَوَيتُ السِّقاءَ علَى} بُلُلَتِه بضمّ الْبَاء وَاللَّام وتُفْتَحُ اللّامُ أَي الأُولى: إِذا طَويْتَه وهُو نَدٍ مُبتَلٌّ قبلَ أَن يتكسَّرَ. {وبَلِلْتُ بِهِ، كفَرِح: ظَفِرْت بِهِ، وَصَارَ فِي يَدِي، حَكَاهُ الأزهريُّ، عَن الأصمَعِيّ وحدَه. وَمِنْه المَثَلُ:} بَلِلْتُ مِنْهُ بأَفْوَقَ ناصِلٍ، يُضْرَبُ للرجُلِ الكامِل الكافِي: أَي ظَفِرتُ برجُلٍ غيرِ مضَيَّعٍ وَلَا ناقِصٍ، قَالَه شَمِرٌ. أَيْضا: صَلِيتُ بِهِ وشُفِيتُ هكهذا فِي النُّسَخ وَالصَّوَاب: شَقِيتُ. (و) {بَلِلْتُ فُلاناً: لَزِمتُه ودُمتُ علَى صُحْبَتِه، عَن أبي عَمْرو. (و) } بَلِلْتُ بِه {أَبَلُّ} بَلَلاً مُحرَّكةً {وبَلالَةً كسَحابَةٍ} وبُلُولاً بالضمّ: مُنِيتُ بِهِ وعُلِّقْتُه يُقال: لَئِنْ! بُلَّتْ يَدِي بِكَ لَا تُفارِقني أَو تُؤدِّيَ حَقِّي، قَالَ عَمْرو بن أحْمَر الباهِلِيُّ:
(فإمّا زَلَّ سَرجٌ عَن مَعَدٍّ ... وأجْدَرُ بالحوادِثِ أَن تَكُونا)

(فَبِلِّى إِن {بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ ... مِن الفِتْيانِ لَا يُضْحِي بَطِينا)
وَقَالَ ذُو الرّمَّة، يصف الثَّورَ والكِلاب:)
(بَلَّتْ بِهِ غَيرَ طَيَّاشٍ وَلَا رَعِشٍ ... إذْ جُلْنَ فِي مَعْرَكٍ يُخْشَى بِهِ العَطَبُ)
وَقَالَ طَرَفةُ بن العَبد:
(إِذا ابْتَدَر القَومُ السِّلاحَ وجَدتَنِي ... مَنِيعاً إِذا} بَلَّتْ بقائِمهِ يَدِي)
{كَبَلَلْتُ، بالفَتح} أَبَلُّ {بُلُولاً، عَن أبي عَمْرو. وَمَا} بَلِلْتُ بِهِ، بالكسَر {أَبَلُّه} بَلاًّ: مَا أَصبتُه وَلَا عَلِمتُه.
{والبَلُّ: اللَّهجُ بالشيءِ وَقد بل بِهِ} بَلاًّ، قَالَ:
(وِإني {لَبَلٌّ بالقَرِينةِ مَا ارْعَوَتْ ... وَإِنِّي إِذا صَرَّمْتُها لَصَرُومُ)
قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي:} البَلّ: مَن يَمْنَعُ بالحَلِفِ مَا عِندَه مِن حُقُوقِ الناسِ وَهُوَ المَطُول، قَالَ المَرّارُ الأَسديّ:
(ذَكَرنا الدُّيُونَ فجادَلْنَنَا ... جِدالَكَ مَالا {وبَلاًّ حَلُوفا)
المالُ: الرجُلُ الغَنيُّ، يُقَال: رَجُلٌ مالٌ، وَالْوَاو مُقْحَمةٌ. وَعلي بنُ الْحسن بنِ} البَلِّ البَغدادِيّ، مُحَدِّثٌ سَمِع أَبَا الْقَاسِم الرَّبَعِيّ. وابنُ أَخِيه هبةُ الله بنُ الْحُسَيْن بنِ! البَلِّ، سَمِع قاضِيَ المارَسْتان.
وفاتَه أَبُو المُظَفَّر مُحَمَّد بن عَليّ بن البَلّ الدًّورِيّ، سَمِع من ابْن الطَّلاية، وغيرِه، وبنتُه عائشةُ، حدَّثتْ بِالْإِجَازَةِ عَن الشَّيْخ عبد القادِر. وابنُ أَخِيه عليُّ بنُ الْحُسَيْن بنِ عَليّ بن البَلّ، سَمِع من سعيد بن البَنّاء، وغيرِه. مِن المَجاز: يُقال: لَا {تَبُلُّكَ عِندَنا} بالَّةٌ، أَو {بَلالِ، كقَطامِ: أَي لَا يُصِيبُك خَيرٌ ونَدًى، قَالَت ليلى الأَخْيَلِيَّةُ:
(فَلا وأبيكَ يَا ابنَ أبي عَقِيلٍ ... تَبُلُّكَ بعدَها فِينَا} بَلالِ)

(فإنّكَ لَو كَرَرْتَ خَلاكَ ذَمٌّ ... وفارقَكَ ابنُ عَمِّكَ غير قالِي)
ابنُ أبي عَقِيل، كَانَ مَعَ تَوْبةَ حينَ قُتِل، ففَرَّ عَنهُ، وَهُوَ ابنُ عَمِّه. {وأَبَلَّ السَّمُرُ: أَثْمَر. (و) } أَبلَّ المَرِيضُ: بَرَأ مِن مَرضِه، {كبَلَّ} واسْتَبلَّ، قَالَ يصِفُ عَجُوزاً:
(صَمَحْمَحَةٌ لَا تَشْتَكي الدَّهْرَ رَأْسَها ... وَلَو نَكَزَتْها حَيَّةٌ {لأَبَلَّتِ)
(و) } أَبَلَّتْ مَطِيَّتُه علَى وَجْهها: إِذا همَتْ بالتَّخفيفِ ضالَّةً {كبَلَّتْ، كَمَا سَيَأْتِي. (و) } أَبَلَّ العُودُ: جَرَى فِيهِ الماءُ وَفِي العُباب: جَرَى فِيهِ نَبْتُ الغَيثِ. أبَلَّ الرجُلُ: ذَهَب فِي الأَرْض عَن أبي عُبيد كبَلَّ يُقال: {بَلَّتْ ناقتُه: إِذا ذَهَبتْ. (و) } أَبَلَّ الرجُلُ: أَعْيا فَساداً أَو خُبْثاً وَأنْشد أَبُو عبيد:
(أَبَلَّ فَمَا يَزْدادُ إلّا حَماقَةً ... ونَوْكاً وَإِن كَانَت كثيرا مَخارِجُهْ)
أَبلَّ عَلَيْهِ: غَلَبه وبَين عَلَيه وغَلَبه، جِناسٌ. وَقَالَ الأصمَعِي: أبَلَّ الرجُلُ: إِذا امتَنَع وغَلَب، قَالَ)
ساعِدَةُ:
(أَلا يَا فَتًى مَا عَبْدُ شَمْسٍ بمِثْلِهِ ... {يُبَلُّ علَى العادِي وتُؤْبَى المَخاسِفُ)
} والأَبَلُّ مِن الرِّجَال: الأَلَدُّ الجَدِلُ،! كالبَلِّ. أَيْضا: مَن لَا يَسْتَحْيي. قِيل: هُوَ المُمْتَنِعُ الغالِبُ. قِيل: هُوَ الشَّدِيدُ اللُّؤمِ الَّذِي لَا يُدْرَكُ مَا عِندَه مِن اللّؤم، عَن الكِسائي. قِيل: هُوَ اللَّئيمُ المَطُولُ عَن ابْن الْأَعرَابِي الحَلَّافُ الظَّلُومُ المانِعُ مِن حُقوقِ الناسِ {كالبَلِّ وَقد تَقَدّم. قِيل: هُوَ الفاجِرُ عَن أبي عُبيدة، وَأنْشد لِابْنِ عَلَس:
(أَلا تَتَّقُون اللَّهَ يَا آلَ عامِرٍ ... وهَل يَتَّقِى اللَّهَ} الأَبَلُّ المُصَمِّمُ)
وَهِي {بَلَّاءُ، ج:} بُلٌّ بِالضَّمِّ، وَقد {بَلَّ} بَلَلاً مُحرَّكةً، فِي كلّ ذَلِك، عَن ثَعْلَب. وخَصْمٌ {مِبَلٌّ بكسرِ الْمِيم: أَي ثَبْتٌ وَقَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ الَّذِي يُتابِعُكَ على مَا تُرِيدُ. وككِتابٍ:} بِلالُ بنُ رَباحٍ أَبُو عبدِ الرَّحْمَن، وقِيل: أَبُو عبد الله، وقِيل: أَبُو عَمْرو، وَهُوَ ابنُ حَمامَةَ المؤذِّنُ، وحَمامَةُ أمُّهُ مولاةُ بني جُمَح، كَانَ مِمَّن سَبق إِلَى الْإِسْلَام، رَوى عَنهُ قَيسُ بن أبي حازِم، وابنُ أبي لَيلَى، والنَّهْدِي، مَاتَ على الصَّحِيح بدِمَشْقَ، سنةَ عشْرين. (و) {بِلالُ بنُ مالِكٍ بَعثه رسولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي سَرِيَّةٍ سنةَ خمس، ذكره ابنُ عبد البَرِّ. بِلالُ بن الحارِث بن عُصْم، أَبُو عبد الرَّحْمَن: المُزَنِيّان قَدِم سنةَ خمسٍ، فِي وَفْد مُزَيْنَة، وَكَانَ يَنْزِلُ الأَشْعَرَ والأَجْرَد، وراءَ الْمَدِينَة، وأقطعه رسولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم العَقِيقَ، روى عَنهُ ابْنه الْحَارِث، وعَلْقمةُ بن وقَّاص، مَاتَ سنةَ سِتٍّ. بِلالٌ آخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ يُقَال: هُوَ الأنْصارِيّ، ويُقال: هُوَ بِلالُ بنُ سَعْد: صَحابيون، رَضِي اللَّهُ تعالَى عَنْهُم. وبلالُ آباد: ع بفارِسَ، وآبادُ، بالمَدّ، وَالْمعْنَى: عِمارَةُ بِلال.} والبُلْبُلُ، بالضّمِّ: طائِرٌ م معروفٌ وَهُوَ العَنْدَلِيبُ كَمَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي المُحْكَم: طَائِرٌ حَسَنُ الصّوتِ، يألَفُ الحَرَمَ، ويَدْعوه أهلُ الحِجاز: النُّغَرَ. (و) {البُلْبُلُ: الرجُلُ الخَفِيفُ فِي السَّفَر المِعْوانُ. وَقَالَ أَبُو الهَيثَم: قَالَ لي أَبُو لَيلَى الْأَعرَابِي: أَنْت قُلْقُلٌ} بُلْبُلٌ: أَي ظَرِيفٌ خَفِيفٌ {- كالبُلْبُلِيِّ بِالْيَاءِ، وَهُوَ النَّدُسُ الخَفِيفُ. (و) } البُلْبُلُ: سَمَكٌ قَدْرَ الكَفِّ عَن ابنِ عَبّاد. وإبراهيمُ بن {بُلْبُلٍ عَن مُعاذِ بن هِشام. وحَفِيدُه بُلْبُلُ بن إِسْحَاق: مُحدِّثان رَوى عَن جَدّه. وإسماعيلُ بن} بُلْبُلٍ، وزيرُ المُعتمِد، مِن الكُرماء. وفاتَه بُلْبُلُ بن حَرب السَّزخَسِيّ، ويُقال: البَصْرِيّ، كانَ رفيقَ عَليّ بنِ المَدينيّ، فِي الْأَخْذ عَن سُفيانَ بن عُيَينة، وكُنيته أَبُو بكر. قَالَ الْحَافِظ: وزَعم مَسلمةُ بن قَاسم أَن اسمَه أحمدُ بن عبد الله بن مُعَاوِيَة، واسْتَغْربه ابنُ الفَرَضِيّ. {وبُلْبُل الواسِطِيُّ لَقَبُ عبدِ الله)
بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الحَدّاد، شيخ لِبَحْشَل الواسِطِي. وبُلْبُلُ بن هَارُون، بَصْرِيٌّ. وَمُحَمّد بن} بُلْبُلٍ، قَاضِي الرَّقَّة، شيخٌ لأبي بكر المُقْرِئ. وأحمدُ بن الْقَاسِم، أَبُو بكر الأنْماطِيّ، لقبه بُلْبُلٌ أَيْضا. وأحمدُ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الواسِطِيُ، لَقبه بُلْبُلٌ، أَيْضا، رَوى عَن شاذّ بن يحيى. وسَعيدُ بن مُحَمَّد بن بُلْبُلٍ، شيخُ أحمدَ بن عَليّ الطَّحّان، حَدَّث عَنهُ فِي المُؤتلِف والمُختلِف. وَأحمد بن مُحَمَّد بن بُلْبُلٍ بن صبيح البَشِيرِيّ، روى عَنهُ أَبُو الشَّيخ، وابنُ عَدِيّ. وسَهْلُ بن إِسْمَاعِيل بن بُلْبُلٍ، أَبُو غانِم الواسِطِيُّ، رَوى عَنهُ أَبُو عَليّ بن جنكان، قَالَ خَمِيس: كَانَ صَدُوقاً،يُعْرفَ موضعُه، وَيُقَال: بِذِي بَلِيٍّ، كوَلِيٍّ، ويُكْسَر، يُقَال أَيْضا: بِذِي بَلَيانٍ، مُحرَّكةً مخفَّفةً، وبِلِيَّانٍ، بكسرتين مُشدَّدة الْيَاء، وبذِي بِلٍّ بِالْكَسْرِ، وبِذِي {بِلَّيانٍ، بِكَسْر الْبَاء وَفتح اللَّام المشدَدة، بِذي بَلَّيانٍ بِفَتْح الْبَاء وَاللَّام)
المشدَّدة، بِذِي بَلْيانٍ، بِالْفَتْح وسُكونِ اللَّام وتَخفيفِ الْيَاء فَهِيَ اثْنتا عشْرةَ لُغَةً. فِيهِ لغةٌ أُخْرَى ذكرهَا أَبُو عُبيد: يُقَال: ذَهَب فلانٌ بِذي هِلِّيانَ، وذِي} بِلَّيانَ وَهُوَ فِعْلِيان، مثل صِلِّيان وَقد يُصْرَفُ، أَي حيثُ لَا يُدْرَى أَيْن هُوَ وَأنْشد الكِسائيّ:
(يَنامُ ويَذْهَبُ الأقْوامُ حَتَّى ... يُقالَ أَتَوْا علَى ذِي {بِلِّيانِ)
يَقُول: إِنَّه أَطَالَ النَّومَ وَمضى أصحابُه فِي سَفَرهم، حتّى صَارُوا إِلَى مَوضعٍ لَا يَعرِفُ مَكانَهم مِن طُولِ نوْمِه. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وصَرفه على مَذهبِه. أَو هُوَ عَلَمٌ للبُعْدِ غيرُ مَصْروفٍ، عَن ابنِ جِنىِّ. أَو هُوَ ع وراءَ اليَمنِ، أَو من أعمالِ هَجَرَ، أَو هُوَ أَقْصَى الأرضِ، وَقَول خالِدِ بن الوَلِيد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، حِين خَطب الناسَ، فَقَالَ: إنّ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ اسْتَعْملَني على الشَّام، وَهُوَ لَهُ مُهِمٌّ، فَلَمَّا أَلْقَى الشامُ بَوانِيَه وَصَارَ بَثْنيَّةً وعَسَلاً عَزلنِي واستعملَ غيرِي، فَقَالَ رجلٌ: هَذَا واللهِ هُوَ الفِتْنَةُ، فَقَالَ خالدٌ: أَما وابنُ الخَطّاب حَيٌّ فَلا، وَلَكِن ذَاك إِذا كَانَ الناسُ بِذِي} - بِلِّيٍّ وذِي {- بِلَّي. قَالَ أَبُو عُبيد: يُريدُ تَفرُّقَهم وكونَهم طوائِفَ بِلَا إمامٍ يجمعُهم وبُعْدَ بعضِهم عَن بَعْضٍ وَكَذَلِكَ كلُّ مَن بَعُدَ عَنْك حَتَّى لَا تعرِفَ مَوضعَه، فَهُوَ بِذي بِلَّي، وَهُوَ مِن} بَلَّ فِي الأَرْض، إِذا ذَهَب، أَرَادَ: ضياعَ أمورِ الناسِ بَعْدَه. يُقَال: مَا أحسَنَ بَلَلَهُ، مُحرَّكةً: أَي: تَجَمُّلَه.
! والبَلَّانُ، كشَدَّادٍ: الحَمّامُ، ج: {بَلَّاناتٌ والألفُ والنُّون زائدتان، وَإِنَّمَا يُقال: دَخلْنا البَلَّاناتِ، عَن أبي الْأَزْهَر، لِأَنَّهُ يَبُلّ بمائِه أَو بعَرَقِه مَن دَخَله، وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَفِي حَدِيث ابْن عمرَ رَضِي الله عَنْهُمَا: سَتَفْتَحُونَ أَرْضَ العَجَمِ، وسَتجِدُونَ فِيهَا بُيوتاً يُقال لَهَا:} البَلَّاناتُ، فَمَن دَخلها وَلم يَستَتِرْ فَلَيْسَ مِنّا. قلت: وأَطْلَقوا الآنَ {البَلّانَ، علَى مَن يَخْدُم فِي الحَمّام، وَهِي عامِيَّةٌ، وَعَلِيهِ قولُهم فِي رجُلٍ اسمُه مُوسَى، وَكَانَ يَخْدُمِ فِي الحَمّام، فِيمَا أنشدَنِيه الأديب اللُّغويُّ، عبد الله بن عبد الله بن سَلامَة:
(هَيالِيَ البَلَّانُ مُوسَى ... خَلْوَةً تُحْيِي النُّفُوسا)

(قيلَ مَا تَعْمَلُ فِيها ... قُلتُ أسْتَعْمِلُ مُوسَى)
} والمُتَبلِّلُ: الأسَدُ وَسَيَأْتِي وَجْهُ تسميتِه قَرِيبا. {والبَلْبالُ بِالْفَتْح: الذِّئْبُ نقلَه الصاغانيّ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: الحَمَامُ المُبَلِّلُ كمُحَدِّثٍ: الدائِمُ الهَدِيرِ وَأنْشد:
(يُنَفِّزنَ بالحَيحاءِ شاءَ صُعائِدٍ ... ومِن جانِبِ الوادِي الحَمَامَ} المُبَلِّلا)
قَالَ: (و) {المُبَلِّلُ: الطاوُوسُ الصَّرَّاخُ، كشَدّادٍ أَي كثيرُ الصَّوت. (و) } البُلَلُ كَصُرَدٍ: البَذْرُ عَن ابنِ شُمَيل،)
لِأَنَّهُ {يُبَلُّ بِهِ الأرضُ. مِنْهُ قولُهم:} بَلُّوا الأرضَ: إِذا بَذَرُوها {بالبُلَلِ. (و) } البَلِيلُ كأَمِيرٍ: الصَّوْتُ قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(دَنَوْنَ فكُلُّهُنَّ كذاتِ بَوٍّ ... إِذا خَافَتْ سَمِعْتَ لَهَا {بَلِيلا)
قولُهم: قَلِيلٌ} بَلِيلٌ: إتْباعٌ لَهُ. قَالَ ابنُ عَبّاد: يُقال: هُو! بِلُّ {أَبْلالٍ، بِالْكَسْرِ: أَي داهِيَةٌ كَمَا يُقال: صِلُّ أَصْلالٍ.} وتَبَلْبَلَت الأَلْسُنُ: أَي اخْتَلَطَتْ: قِيل: وَبِه سُمِّيَ بابلُ العِراق، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه. (و) {تَبَلْبَلَت الإبِلُ الكَلأَ: أَي تَتَبَّعَتْه فَلم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا. (و) } البُلابِلُ كعُلابِطٍ: الرَّجُلُ الخَفِيفُ فِيمَا أَخَذ {كالبُلْبُلِ، كقُنْفُذٍ، وَقد تقدّم. ج:} بَلابِلُ بِالْفَتْح قَالَ كُثَيّر بن مُزَرِّد:
(سَتُدْرِكُ مَا تَحْمِى الحِمارَةُ وابنُها ... قَلائِصُ رَسْلاتٌ وشُعْثٌ بَلابِلُ)
والحِمارَةُ: اسمُ حَرَّةٍ، وابنُها: الجَبَلُ الَّذِي يُجاوِرُها. {والمُبِلُّ بضَمّ الْمِيم: مَن يُعْيِيكَ أَن. يُتابِعَك على مَا تُرِيد نَقله أَبُو عبيد، وَقد} أَبَلّ {إبْلالاً، وَأنْشد:
(أَبلَّ فَمَا يَزْدادُ إلّا حَماقَةً ... ونَوْكاً وَإِن كانَتْ كثيرا مَخارِجُهْ)
(و) } بُلَيلٌ كزُبَيرٍ: شَرِيعَةُ صِفِّينَ نَقله الصاغانيّ. بُلَيلٌ: اسمُ جَماعةٍ مِنْهُم بُلَيْل بنُ بِلال بن أُحَيحَةَ، أَبُو ليلى، شَهِد أُحُداً، ذكره ابنُ الدبَّاغ وَحْدَه فِي الصَّحابة. وَمَا فِي البِئرِ {بالُولٌ: أَي شَيْء مِن المَاء. (و) } البُلَلَةُ كهُمَزَةٍ: الزِّيُّ والهَيْئةُ يُقَال: إِنَّه لَحَسَنُ البُلَلَةِ، عَن ابنِ عَبّاد. قَالَ: وَكَيف {بُلَلَتُكَ} وبُلُولَتُكَ، مضمومتين: أَي كَيفَ حالُكَ. {وتَبَلَّل الأَسَدُ فَهُوَ} مُتَبَلِّلٌ: أثارَ بمَخالِبهِ الأرضَ وَهُوَ يَزْأَرُ عندَ القِتال، قَالَ أُمَيَّةُ بنِ أبي عائذٍ الْهُذلِيّ:
(تَكَنَّفَني السِّيدانِ سِيدٌ مُواثِبٌ ... وسِيدٌ يُوالِي زَأْرَه! بالتَّبَلُّلِ)
وَجَاء فِي أُبُلَّتِه، بالضمّ: أَي قَبِيلَتِه وعَشيرَتِه. وَفِي ضَبطِه قُصُورٌ بالِغٌ، فإنَّ قولَه بالضّمّ يدُلّ على أنَّ مَا بعده ساكِنٌ، واللّامُ مُخَفَّفة، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ بضمَّتين وَتَشْديد اللَّام مَعَ فتحهَا، ومَحَلّ ذَكره فِي أَب ل فَإِن الْألف أصليّة، وَقد أَشَرنَا لَهُ هُنَاكَ، فراجِعْه. {وبَلْ: حَرْفُ إضْرابٍ عَن الأوّلِ للثَّانِي إِن تَلاها جُملة، كَانَ معنى الإضْرابِ: إمَّا الإبْطالَ، ك سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ وإمّا الانتِقالَ مِن غَرَضٍ إِلَى غَرَضٍ آخَرَ كَقَوْلِه تَعَالَى: فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدنْيَا وَإِن تَلَاهَا مُفْرَدٌ فَهِيَ عاطِفةٌ يُعْطَفُ بهَا الحرفُ الثَّانِي على الأوّل. ثمَّ إِن تَقدَّمها أمرٌ أَوْ إيجابٌ، كاضرِبْ زيدا} بَلْ عمرا، وَقَامَ زيدٌ بَلْ عمرٌ و، فَهِيَ تَجْعَلُ مَا قبلَها كالمَسْكُوتِ عَنهُ. وَإِن تقدَّمها نَفْع أَو نَهْيٌ فَهِيَ لتَقْرِيرِ مَا قبلَها على حالِه، وجَعْلِ ضِدِّه لِما بعدَها، وأُجِيز أَن)
تكونَ ناقِلَةً معنى النَّفْيِ والنَّهْيِ إِلَى مَا بعدَها، فيَصِحُّ أَن يُقال: مَا زيدٌ قَائِما بَلْ قاعِداً، مَا زيدٌ قائمٌ بل قاعِدٌ، وَيخْتَلف المَعْنَى. وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ المُبَرّدُ: بَلْ حكمهَا الاستدراكُ أَيْنَمَا وَقعت، فِي جَحْدٍ أَو إِيجَاب،! وبلى يكون إِيجَابا للمَنْفِيّ لَا غيرُ. وَقَالَ الفَرّاء: بَلْ: يَأْتِي بمَعْنَيَيْن: يكون إضراباً عَن الأول، وإيجاباً للثَّانِي، كَقَوْلِك: عِنْدِي لَهُ دِينارٌ لَا بل دِيناران، وَالْمعْنَى الآخر: أَنَّهَا تُوجب مَا قبلَها وتوجب مَا بعدَها، وَهَذَا يُسَمَّى الاستدراكَ لِأَنَّهُ أَرَادَهُ فنَسِيَه، ثمّ استَدْرَكه. ومَنع الكُوفيُّون أَن يُعطَفَ بِها بعدَ غيرِ النَّهْى وشِبهِه، لَا يُقال: ضربتُ زيدا بل أَبَاك. وَقَالَ الراغِبُ: بَلْ: للتَّدارُك، وَهُوَ ضَرْبَان، ضَربٌ يُناقِضُ مَا بعدَه مَا قبلَه، لَكِن رُبّما يُقْصَد لتصحيحِ الحُكْم الَّذِي بعده إبطالُ مَا قبلَه، ورُبّما قُصِد تصحيحُ الَّذِي قبلَه وإبطالُ الثَّانِي، وَمِنْه قَوْلهوَكَذَلِكَ هَلْ قَدْ إِن شئتَ جعلتَ نُقصانَه واواً، فَقلت: بَلْوٌ، وهَلْوٌ، وقَدْوٌ وَإِن شِئْت جعلتَه يَاء، وَمِنْهُم من يَجْعَل نُقْصانَ هَذِه الحُروفِ مِثْلَ آخِرِ حُروفِها، فيُدْغِم فَيَقُول: بَلّ وهلّ وقدّ، بِالتَّشْدِيدِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: بَنُو {بَلَّالٍ، كشَدَّادٍ: قَومٌ مِن ثمالَةَ، كَمَا فِي العُباب، وقالَ الأميرُ: رَهْطٌ مِن أَزْدِ السَّراة، غَدَرُوا بعُرْوةَ أخِي أبي خِراشٍ، فقَتلُوه، وأَخَذُوا مالَه، وَفِي ذلِك يَقُولُ أَبُو خِراش:
(لعن الإلهُ وَلَا أُحاشِي مَعْشَراً ... غَدَرُوا بِعُرْوَةَ مِن بني بَلَّالِ)
وَقَالَ الرُّشاطِيُّ: وَفِي مَذْحِج: بَلَّالُ بن أنس بن سَعْد العَشِيرَة، وَمن وَلَده عبدُ اللَّهِ بن ذِئاب بن الْحَارِث، شَهِد صِفِّينَ، مَعَ عَليّ رَضِي اللَّهُ تعالَى عَنهُ. وكغُرابٍ: أحمدُ بن مُحَمَّد بنِ} بُلالٍ المُرْسِيّ النَّحويُّ، كَانَ فِي أثْنَاء سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، شرح غَرِيبَ المُصَنَّف لأبي عُبيد، ذكره ابنُ الأبّار. وَأَبُو البَسّام {- البِلَّالِيّ، حكى عَنهُ أَبُو عَليّ القالِيّ، شِعْراً. وَقَالَ الفَرّاء:} بَلَّتْ مَطِيَّته على وَجْهِها: إِذا هَمَتْ ضالَّةً، قَالَ كُثَيِّر:
(فليتَ قَلُوصِي عندَ عَزَّةَ قُيِّدَتْ ... بحَبلٍ ضعيفٍ غُرَّ مِنْهَا فضَلَّتِ)

(وغُودِرَ فِي الحَيِّ المُقيمينَ رَحْلُها ... وَكَانَ لَهَا باغٍ سِوايَ {فبَلَّتِ)
قَالَ:} والبَلَّةُ: الغِنَى. وَقَالَ غيرُه: رِيحٌ {بَلَّة: أَي فِيهَا} بَلَلٌ. {والبَلَلُ: الخِصْبُ. وقولُهم: مَا أصَاب هَلَّةَ وَلَا} بَلَّةً: أَي شَيْئا. {والبَلَلُ، مُحرََّكةً: الشَّمالُ البارِدَةُ، عَن ابنِ عَبّاد.} والبَلِيلَةُ: الرِّيحُ فِيهَا نَدًى. {والبَلِيلَةُ: الصِّحَّةُ. وَأَيْضًا: حِنْطَةٌ تُغْلَى فِي المَاء وتُؤْكَلُ. وصَفاةٌ} بَلَّاءُ: أَي مَلْساءُ. {وبَلَّةُ الشَّيْء،} وبَلَلَتُه: ثَمَرتُه، عَن ابْن عَبّاد. {والبُلْبُولُ، كسُرسُورٍ: طائِرٌ مائيٌّ أصغَرُ مِن الإِوَز.
} وبُلَيبِلٌ، مُصغَّراً: من الأَعلام. وشَبرَا {بُلُولَة: قريةٌ بمِصْرَ، وَهِي المعروفَةُ بشُرُ نْبُلالَةَ، وَسَيَأْتِي ذِكُرها. وبِلالُ بن مِرْداسٍ: مِن شُيوخ أبي حَنِيفَة، رَحمَه الله تَعَالَى. وَفِي التابِعِين مَن اسمُه بِلالٌ، كَثِيرُونَ. وبلالُ بن البَعِير المُحارِبِيّ، تقدَّم فِي ب ع ر. والشَّمْسُ مُحَمَّد بن عليٍّ العَجْلُونيّ، الْمَعْرُوف} - بالبِلالِيّ، بِالْكَسْرِ، وُلِد سنةَ وَتُوفِّي سنة، وَهُوَ مخْتَصِر الْإِحْيَاء. {والبُلَّى، كرُبَّى: تَلٌّ قَصِيرٌ قُربَ ذاتِ عِرْق، ورُبّما يُثَنَّى فِي الشِّعر.} والبِلالُ، بالكسرِ: جَمْعُ بَلَّةٍ، نادِرٌ. {والبُلَّانُ، كرُمّان: اسمٌ كالغُفْران، أَو جَمْع} البَلَلِ الَّذِي هُوَ المَصْدَر، قَالَ الشَّاعِر: والرحْمَ {فُابْلُلْها بخَيرِ} البُلّان فَإِنَّهَا اشْتُقَّتْ مِن اسْمِ الرَّحْمن {والتَّبْلالُ: الدَّوامُ وطُولُ المُكْثِ فِي كلِّ شيءٍ، وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي للرَّبيع بن ضَبُع الفَزارِيّ:
(أَلا أَيهَا الباغِي الَّذِي طالَ طِيلُهُ ... } وتَبْلالُهُ فِي الأرضِ حتَّى تَعَوَّدا)
{والبَلُّ} والبَلِيلُ: الأَنِينُ مِن التَّعب، عَن ابنِ السِّكّيت. وَحكى أَبُو تُرابٍ، عَن زَائِدَة: مَا فِيهِ {بُلالَةٌ وَلَا عُلالَة: أَي مَا فِيهِ بَقِيَّةٌ. وَفِي حَدِيث لُقمان: مَا شَيءٌ} أَبَلَّ للجِسْمِ مِن اللَّهْو أَي أشَدُّ تَصْحِيحاً ومُوافَقةً لَهُ. 

بقل

[بقل] في صفة مكة: و"أبقل" حمضها، أبقل المكان إذا خرج بقله، فهو باقل ولا يقال مبقل. وحين "بقل" وجهه أي ابتدأ نبات لحيته.
(بقل)
الشَّيْء بقلا ظهر وَالْأَرْض أنبتت البقل والمرعى اخضر وَوجه الْغُلَام نبت شعره والماشية جمع لَهَا البقل

بقل


بَقَلَ(n. ac. بَقْل)
a. Germinated, put forth (earth).

بَقَّلَأَبْقَلَa. see I
بَقْل
(pl.
بُقُوْل)
a. Vegetable, herb.

بَقْلَةa. Purslain.

بَقَّاْلa. Greengrocer, herbalist.

بَاْقُوْل
(pl.
بَوَاْقِيْلُ)
a. Goblet.

بَقْلَاوَا
a. A kind of confectionery.

بُوْقَال
a. see 40
supra.

بَقَّم
a. Brazil-wood.
b. Red dye.
بقل
قوله تعالى: بَقْلِها وَقِثَّائِها
[البقرة/ 61] ، البَقْلُ: ما لا ينبت أصله وفرعه في الشتاء، وقد اشتق من لفظه لفظ الفعل، فقيل: بَقَل، أي:
نبت، وبَقَل وجه الصبيّ تشبيها به ، وكذا بَقَلَ ناب البعير، قاله ابن السكّيت .
وأَبْقَلَ المكان: صار ذا بقل فهو مُبْقِلٌ، وبَقَلْتُ البقل: جززته، والمَبْقَلَة: موضعه.
ب ق ل : الْبَقْلُ كُلُّ نَبَاتٍ اخْضَرَّتْ بِهِ الْأَرْضُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَأَبْقَلَتْ الْأَرْضُ أَنْبَتَتْ الْبَقْلَ فَهِيَ مُبْقِلَةٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَجَاءَ أَيْضًا بَقْلَةً وَبَقِيلَةً وَأَبْقَلَ الْمَوْضِعُ مِنْ الْبَقْلِ فَهُوَ بَاقِلٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَأَبْقَلَ الْقَوْمُ وَجَدُوا بَقْلًا وَالْبَاقِلَا وَزْنُهُ فَاعِلَا يُشَدَّدُ فَيُقْصَرُ وَيُخَفَّفُ فَيُمَدُّ الْوَاحِدَةُ بَاقِلَّاةٌ بِالْوَجْهَيْنِ. 
ب ق ل

أبقلت الأرض إذا اخضرت بالنبات، وبلد باقل وبقل. قال عمرو بن قميئة:

يهب المخاض على غواربها ... زبد الفحول معانها بقل

وتبقلت الإبل وابتقلت. قال أبو النجم:

تبقلت في أول التبقل ... بين رماحي مالك ونهشل

وبقلها راعيها. وأبقل الشجر: خرج وقت الربيع في أعراضه شبه أعناق الجراد، ويقال حينئذ: صار الشجر بقلة واحدة. وفلان لا يعرف البواقيل، من الشواقيل، فالباقول الكوب والشاقول عصا قدر ذراع في رأسها زج، يشد إليها المساح حبله، ثم يرزها في الأرض، ويتضبطها حتى يمد الحبل.

ومن المجاز: بقل وجه الغلام وبقل. وبقل ناب البعير: نجم. قال أبو وجزة:

فسل أسباب شوق من لبانتها ... بباقل الناب كالقرقور وساج
بقل
البَقْلُ: ما ليس بشَجَرٍ. وابْتَقَلَ القَوْمُ: رَعَوْا بَقلاً. والإِبلُ تَبْتَقِل وتَتَبَقَّل: إذا سَمِنَتْ من رَعْي البَقْل.
والباقِلُ: ما يَخْرُجُ في أعْرَاض الشَّجَرِ أيّامَ الرَّبيع قَبْلَ أنْ يَسْتَبِيْنَ وَرَقُه.
وأبْقَلَ الشَّجَرُ. وأبْقَلَتِ الأرْضُ فهي مُبْقِلَةٌ. وأبْقَلَ المَكانُ فهو باقِلٌ، ولا يُقال مُبْقِلٌ المَبْقَلَةُ: ذاتُ البَقْل. ويقولون لِبَقْل الرَّبيع: البُقْلَةُ.
وبَلَدٌ بَقِلٌ ومبْقِلٌ. وأرْضٌ بَقِيْلَةٌ.
والباقِلّى: الفُوْلُ، وُيقال باقِلاءُ أيضاً. والغُلامُ إذا خَرَجَ وَجْهُه قيل: بَقَلَ وَجْهُه. وبَقَلَ نابُهُ يَبْقُلُ بُقُولاً: إذا شَقَأ.
وباقِلٌ: اسْمُ رَجُلٍ عَييٍ، وفي المَثَل: " أعْيَا من باقِلٍ " وله حَدِيث مَشْهُورٌ.
والباقُوْلُ: كُوزٌ لا عُرْوَةَ له، وجَمْعُه بَوَاقِيْلُ. وقَوْلُ الكُمَيْتِ:
وبَقَّلَها مَنْ لا يُرِيْدُ ابْتِقَالَها
يَصِفُ الحَرْبَ، أي ساسَها ورَاعَها.
(ب ق ل) : (الْبَقْلُ) مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مِنْ الْعُشْبِ وَعَنْ اللَّيْثِ هُوَ مِنْ النَّبَاتِ مَا لَيْسَ بِشَجَرٍ دَقَّ وَلَا جَلَّ وَفَرْقُ مَا بَيْنَ الْبَقْلِ وَدِقِّ الشَّجَرِ أَنَّ الْبَقْلَ إذَا رُعِيَ لَمْ يَبْقَ لَهُ سَاقٌ وَالشَّجَرُ تَبْقَى لَهُ سُوقٌ وَإِنْ دَقَّتْ وَعَنْ الدِّينَوَرِيِّ الْبَقْلَةُ كُلُّ عُشْبَةٍ تَنْبُتُ مِنْ بَزْرٍ وَعَلَى ذَا يُخَرَّجُ قَوْلُهُ فِي الْأَيْمَانِ الْخِيَارُ مِنْ الْبُقُولِ لَا مِنْ الْفَوَاكِهِ وَيُقَالُ كُلُّ نَبَاتٍ اخْضَرَّتْ لَهُ الْأَرْضُ فَهُوَ بَقْلٌ وَقَوْلُهُمْ بَاعَ الزَّرْعَ وَهُوَ بَقْلٌ يَعْنُونَ أَنَّهُ أَخْضَرُ لَمَّا يُدْرِكُ وَأَبْقَلَتْ الْأَرْضُ أَيْ اخْضَرَّتْ بِالنَّبَاتِ (وَيُقَالُ بَقَلَ) وَجْهُ الْغُلَامِ كَمَا يُقَالُ اخْضَرَّ شَارِبُهُ (وَالْبَاقِلَّا) بِالْقَصْرِ وَالتَّشْدِيدِ أَوْ بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيفِ هَذَا الْحَبُّ الْمَعْرُوفُ الْوَاحِدَةُ بَاقِلَّاةُ أَوْ بَاقِلَّاءَةٌ (وَقَوْلُهُ) لِأَنَّ بَيْنَ الْبَاقِلَّتَيْنِ فَضَاءً مُتَّسَعًا غَلَطٌ وَالصَّوَابُ بَيْنَ الْبَاقِلَّاتَيْنِ بِالتَّاءِ وَقَبْلَهَا أَلِفٌ مَقْصُورَةٌ أَوْ مَمْدُودَةٌ وَالنِّسْبَةُ عَلَى الْأَوَّلِ بَاقِلِّيٌّ وَعَلَى الثَّانِي بَاقِلَّائِيٌّ.
ب ق ل: (الْبَقْلُ) مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ (بَقْلَةٌ) وَالْبَقْلَةُ أَيْضًا الرِّجْلَةُ وَهِيَ الْبَقْلَةُ الْحَمْقَاءُ وَ (الْمَبْقَلَةُ) مَوْضِعُ الْبَقْلِ وَقِيلَ كُلُّ نَبَاتٍ اخْضَرَّتْ لَهُ الْأَرْضُ فَهُوَ (بَقْلٌ) . وَ (بَقَلَ) وَجْهُ الْغُلَامِ خَرَجَتْ لِحْيَتُهُ وَبَابُهُ دَخَلَ وَلَا يُقَالُ بَقَّلَ بِالتَّشْدِيدِ. وَ (أَبْقَلَتِ) الْأَرْضُ أَخْرَجَتْ بَقْلَهَا. وَ (الْبَاقِلَّا) إِذَا شَدَّدَتِ اللَّامَ قَصَرْتَ وَإِذَا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ الْوَاحِدَةُ (بَاقِلَّاةٌ) وَ (بَاقِلَاءَةٌ) . وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَعْيَا مِنْ (بَاقِلٍ) هُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ وَكَانَ اشْتَرَى ظَبْيًا بِأَحَدَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَقِيلَ لَهُ: بِكَمِ اشْتَرَيْتَهُ فَفَتَحَ كَفَّيْهِ وَفَرَّقَ أَصَابِعَهُ وَأَخْرَجَ لِسَانَهُ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى أَحَدَ عَشَرَ فَانْفَلَتَ الظَّبْيُ فَضَرَبُوا بِهِ الْمَثَلَ فِي الْعَيِّ. وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

وَلَمْ تَذُقْ مِنَ الْبُقُولِ فُسْتُقَا
ظَنَّ هَذَا الْأَعْرَابِيُّ أَنَّ الْفُسْتُقَ مِنَ الْبَقْلِ، هَكَذَا يُرْوَى بِالْبَاءِ وَأَنَا أَظُنُّهُ بِالنُّونِ لِأَنَّ الْفُسْتُقَ مِنَ النُّقْلِ لَا مِنَ الْبَقْلِ. 
[بقل] البَقْلُ معروف، الواحدة بَقْلَةٌ. والبَقْلَةُ أيضاً: الرِجْلَةُ، وهي البَقْلَةُ الحمقاء. والمَبْقَلَةُ: موضع البَقْلِ. ويقال: كلُّ نبات اخضرّت له الأرضُ فهو بَقْلٌ. قال الشاعر : قومٌ إذا نَبَتَ الربيعُ لهم نَبَتَتْ عَداوَتُهُمْ مع البَقْلِ وبَقَلَ وجهُ الغلام يَبْقُلُ بُقولاً: خرجتْ لحيته. ولا تقل بَقَّلَ بالتشديد. قال ابن السكيت: بَقَلَ نابُ البعير، أي طلع. وأَبْقَلَ الرِمْثُ، وذلك إذا أَدْبى وظهرت خُضْرَةُ ورقِه فهو باقل. ولم يقولوا مبقل، كما قالوا أورس فهو وارس، ولم يقولوا مورس. وهو من النوادر. وأبقلت الارض: خرج بقلها. قال عامر ابن جوين الطائى فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها ولم يقل أبقلت ، لان تأنيث الارض ليس بتأنيت حقيقي. وابتقل الحمار، أي رعى البقل. قال الهذَلي : تاللهِ يَبْقى على الأيام مبتقل جون السراة رباع سنة غرد أي لا يبقى. وتبقل مثله. قال أبو النجم:

تبقلت في أول التبقل * والباقلا، إذا شدّدت اللام قصرْتَ، وإذا خففت مددت ، الواحد باقلاة على ذلك. وقولهم في المثل: " أعيا من باقل " هو اسم رجل من العرب، وكان اشترى ظبيا بأحد عشر درهما، فقيل له: بكم اشتريته؟ ففتح كفيه وفرق أصابعه وأخرج لسان، يشير بذلك إلى أحد عشر، فانفلت الظبى، فضربوا به المثل في العى. قال حميد يهجو ضيفا له: أتانا وما داناه سبحان وائل بيانا وعلما بالذى هو قائل فما زال عنه اللقم حتى كأنه من العى لما أن تكلم باقل وقول الراجز : برية لم تعرف المرققا ولم تذق من البقول فستقا ظن هذا الاعرابي أن الفستق من البقل. وهكذا يروى بالباء، وأنا أظنه بالنون، لان الفستق من النقل وليس من البقل. 
بقل
بقَلَ يَبقُل، بَقْلاً، فهو باقِل
• بقَلَتِ الأرضُ: أنبَتَتِ البقْلَ.
• بقَل الفَلاَّحُ: جمع البقْلَ من الحقْلِ. 

أبقلَ يُبقل، إبقالاً، فهو مُبْقِل وباقِل (على غير قياس)
• أبقلَتِ الأرضُ: بقَلت، أخرجت بَقْلَها. 

باقِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بقَلَ.
2 - اسم مفعول من أبقلَ:
 على غير قياس. 

باقِلاَءُ [جمع]: (نت) فول، نبات عُشبيّ حَوْليّ من الفصيلة القرنيّة تؤكل قرونُه مطبوخة وكذلك بذورُه. 

باقِلَّى [مفرد]: (نت) باقِلاء، فول، نبات عُشبيّ حَوْليّ من الفصيلة القرنيَّة تُؤكل قرونُه مطبوخة وكذلك بذورُه. 

بِقالة [مفرد]:
1 - مهنة بائع البُقول والأغذية غير المطهيّة ونحوهما.
2 - مَحَلّ بيع البقول وغيرها من السِّلع. 

بَقّال [مفرد]: ج بقَّالون وبقَّالة: بائع البُقول والأغذية غير المطهيّة ونحوهما "اشتريت جُبْنًا من البقَّال". 

بَقْل1 [مفرد]: مصدر بقَلَ. 

بَقْل2 [جمع]: جج بُقول وأبقال، مف بَقْلة: (نت) كلّ نباتٍ عُشبيّ يغتذي الإنسان به أو بجزء منه كالخسّ والخيار والجزر، ويكثر إطلاقه الآن على الحبوب الجافّة لبعض الخضروات كالفاصوليا واللُّوبيا والفول والعدس ° بقْل شهر وشوْك دهْر: وصف من يقلُّ خيرُه ويكثر شرّه- ذكور البقْل: ما غلظ ضاربًا طعمه إلى المرارة.
• بقلة الأمهات: (نت) عشبة برّيّة طبيّة من فصيلة الشفويَّات ساقها تعلو نحو 100 سم أزهارها صغيرة القدّ ورديّة اللّون.
• بقلة الغزال: (نت) نبات عطريّ طبّيّ من فصيلة الشَّفويَّات وهو عشبة حُزميّة مُعَمَّرة: يستعمل في بعض المستحضرات الطبيّة أخصّها علاجات القلب.
• بقلة زهراء: (نت) رِجْلَة. 

مَبْقلة [مفرد]: ج مَباقِلُ: اسم مكان من بقَلَ: مكان البَقْل "كان له في حديقته مَبْقلة صغيرة". 
(ب ق ل)

بقل الشَّيْء: ظهر.

والبقل من النَّبَات: مَا لَيْسَ بشجر دق وَلَا جلّ وَحَقِيقَة رسمه: أَنه مَا لم تبْق لَهُ أرومة على الشتَاء بعد مَا يرْعَى.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مَا كَانَ مِنْهُ ينْبت فِي بزره، وَلَا ينْبت فِي أرومة فاسمه: البقل.

وَقيل: كل نابتة فِي أول مَا تنْبت فَهُوَ البقل. واحدته: بقلة. وَفِي الْمثل: " لَا تنْبت البقلة إِلَّا الحقلة ": الحقلة: القراح الطّيب من الأَرْض.

وبقلت الارض، وأبقلت: انبتت البقل، قَالَ دَاوُد بن أبي دَاوُد، حِين سَأَلَهُ أَبوهُ: مَا الَّذِي أعاشك؟، قَالَ: أعاشني بعْدك مبقل ... آكل من حوذانه وأنسل

قَالَ ابْن جني: مَكَان مبقل، هُوَ الْقيَاس، وباقل، اكثر فِي السماع، وَالْأول مسموع أَيْضا.

وبقل الرمث يبقل بقلا، وبقولا، وأبقل، فَهُوَ بَاقِل، على غير قِيَاس، كِلَاهُمَا: فِي أول مَا ينْبت قبل أَن يخضر.

وَأَرْض بقيلة، وبقلة: مبقلة، الْأَخِيرَة على النّسَب: أَي ذَات بقل وَنَظِيره: رجل نهر: أَي يَأْتِي الْأُمُور نَهَارا.

وأبقل الشّجر: خرج فِي أعراضه مثل أضفار الطير وأعين الْجَرَاد قبل أَن يستبين ورقه فَيُقَال: حِينَئِذٍ: صَار بقلة وَاحِدَة.

وَاسم ذَلِك الشَّيْء: الباقل.

وبقل النبت يبقل بقولا، وأبقل: طلع.

وأبقله الله.

وبقل وَجه الْغُلَام يبقل بق، وأبقل، وبقل: خرج شعره، وَكره بَعضهم التَّشْدِيد.

وأبقله الله: أخرجه، وَهُوَ على الْمثل بِمَا تقدم.

وبقل نَاب الْبَعِير يبقل بقولا: طلع، على الْمثل أَيْضا.

والبقلة: بقل الرّبيع.

وَأَرْض بقلة، وبقيلة، ومبقلة، ومبقلة وبقالة، وعَلى مِثَاله: مزرعة ومزرعة وزراعة.

وابتقلت الْمَاشِيَة، وتبقلت: رعت البقل. وَقيل: تبقلها: سمنها من البقل.

وتبقل الْقَوْم، وابتقلوا، وابقلوا: تبقلت ماشيتهم.

وَخرج بتبقل: أَي يطْلب البقل.

وبقلة الضَّب: نبت، قَالَ أَبُو حنيفَة: ذكرهَا أَبُو نصر، وَلم يُفَسِّرهَا.

والباقلي، والباقلاء: الفول. واحدته: باقلاة وباقلاءة. وَحكى أَبُو حنيفَة: الباقلي، بِالتَّخْفِيفِ وَالْقصر، قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: وَاحِدَة الباقلاء: باقلاء، فَإِذا كَانَ ذَلِك فالواحد والجميع فِيهِ سَوَاء، وَأرى الْأَحْمَر حكى مثل ذَلِك فِي: الباقلي.

والبوقال، بِضَم الْبَاء: ضرب من الكيزان، حَكَاهُ كرَاع، وَلم يُفَسر مَا هُوَ، ففسرناه بِمَا علمنَا.

وباقل: اسْم رجل يضْرب بِهِ الْمثل فِي العي.

والبقل: بطن من الأزد، وهم: بَنو بَاقِل.

وَبَنُو بقيلة: بطن من الْحيرَة.

بقل: بَقَلَ الشيءُ: ظهَر. والبَقْل: معروف؛ قال ابن سيده: البَقْل من

النبات ما ليس بشجر دِقًّ ولا جِلًّ ، وحقيقة رسمه أَنه ما لم تبق له

أُرومة على الشتاء بعدما يُرْعى، وقال أَبو حنيفة: ما كان منه ينبت في

بَزْره ولا ينبت في أُرومة ثابتة فاسمه البقْل، وقيل: كل نابتة في أَول ما

تنبت فهو البَقْل، واحدته بَقْلة، وفَرْقُ ما بين البَقْل ودِقِّ الشجر أَن

البقل إِذا رُعي لم يبق له ساق والشجر تبقى له سُوق وإِن دَقَّت. وفي

المثل: لا تُنْبِتُ البَقْلَة إِلا الحَقْلة؛ والحَقْلَة: القَراح

الطَّيِّبة من الأَرض.

وأَبْقَلَت: أَنبتت البَقْل، فهي مُبْقِلة. والمُبْقِلة: ذات البَقْل.

وأَبْقَلَت الأَرضُ: خَرَجَ بَقْلها؛ قال عامر بن جُوَين الطائي:

فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها،

ولا أَرْض أَبْقَل إِبْقَالَها

ولم يقل أَبْقَلت لأَن تأْنيث الأَرض ليس بتأْنيث حقيقي. وفي وصف مكة:

وأَبْقَل حَمْضُها، هو من ذلك. والمَبْقَلة: موضع البَقْل؛ قال دُوَاد

بن أَبي دُوَاد حين سأَله أَبوه: ما الذي أَعاشك؟ قال:

أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ،

آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ

قال ابن جني: مكان مُبْقِل هو القياس، وباقل أَكثر في السماع، والأَوَّل

مسموع أَيضاً. الأَصمعي: أَبْقَل المكانُ فهو باقل من نبات البَقْل،

وأَوْرَسَ الشجرُ فهو وارس إِذا أَوْرَق، وهو بالأَلف. الجوهري: أَبْقَل

الرِّمْت إِذا أَدْبَى وظهرت خُضْرة ورقه، فهو باقل. قال: ولم يقولوا

مُبْقِل كما قالوا أَوْرَسَ فهو وارس، ولم يقولوا مورِس، قال: وهو من النوادر،

قال ابن بري: وقد جاء مُبْقِل؛ قال أَبو النجم:

يَلْمَحْنَ من كل غَميسٍ مُبْقِل

قال: وقال ابن هَرْمة:

لَرُعْت بصَفْراءِ السُّحالةِ حُرَّةً،

لها مَرْتَعٌ بين النَّبِيطَينِ مُبْقِل

قال: وقالوا مُعْشِب؛ وعليه قول الجعدي:

على جانِبَيْ حائر مُفْرد

بَبَرْثٍ، تَبَوَّأْتُه مُعْشِب

قال ابن سيده: وبَقَل الرِّمْثُ يَبْقُل بَقْلاً وبُقُولاً وأَبْقَل،

فهو باقل، على غير قياس كلاهما: في أَول ما ينبت قبل أَن يخضرَّ. وأَرض

بَقِيلة وبَقِلة مُبْقِلة؛ الأَخيرة على النسب أَي ذات بَقْل؛ ونظيره: رجل

نَهِرٌ أَي يأْتي الأُمور نهاراً. وأَبقل الشجرُ إِذا دنت أَيام الربيع

وجرى فيها الماء فرأَيت في أَعراضها مثل أَظفار الطير؛ وفي المحكم: أَبْقَل

الشجرُ خرج في أَعراضه مثل أَظفار الطير وأَعْيُنِ الجَرَادِ قبل أَن

يستبين ورقه فيقال حينئذ صار بَقْلة واحدة، واسم ذلك الشيء الباقل. وبَقَل

النَّبْتُ يَبْقُل بُقولاً وأَبْقَل: طَلَع، وأَبْقَله الله. وبَقَل وجهُ

الغلام يَبْقُل بَقْلاً وبُقُولاً وأَبقل وبَقَّل: خَرَجَ شعرُه، وكره

بعضهم التشديد؛ وقال الجوهري: لا تَقُلْ بَقَّل، بالتشديد. وأَبقله الله:

أَخرجه، وهو على المثل بما تقدم. الليث: يقال للأَمرد إِذا خرج وجهه: قد

بَقَل. وفي حديث أَبي بكر والنسَّابة: فقامَ إِليه غلام من بني شيبان حين

بَقَل وجهُه أَي أَول ما نبتت لحيته. وبقَلَ نابُ البعير يَبْقُل

بُقولاً: طَلَع، على المثل أَيضاً، وفي التهذيب: بَقَل نابُ الجمل أَول ما

يطلع، وجَمَلٌ باقل الناب.

والبُقْلة: بَقْل الرَّبِيع؛ وأَرض بَقِلة وبَقيلة ومَبْقَلة ومَبْقُلة

وبَقَّالة، وعلى مثاله مَزْرَعَة ومَزْرُعَة وزَرَّاعة. وابْتَقَل القومُ

إِذا رَعَوا البَقْل. والإِبل تَبْتَقِل وتَتَبَقَّل، وابْتَقَلَت

الماشية وتَبَقَّلت: رَعَت البَقْل، وقيل: تَبَقُّلُها سِمَنُها عن البَقْل.

وابْتَقَلَ الحمار: رَعَى البَقْل؛ قال مالك

بن خويلد الخُزاعي الهذلي:

تاللهِ يَبْقَى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ،

جَوْنُ السَّرَاةِ رَبَاعٍ سِنُّه غَرِدُ

أَي لا يَبْقَى، وتَبَقَّل مثله؛ قال أَبو النجم:

كُوم الذُّرَى من خَوَل المُخَوَّل

تَبَقَّلتْ في أَوَّل التَّبَقُّل،

بَيْنَ رِمَاحَيْ مالِكٍ ونَهْشَل

وتَبَقَّل القومُ وابْتَقَلُوا وأَبْقَلوا: تَبَقَّلت ماشيتُهم. وخَرَجَ

يَتَبَقَّل أَي يطلب البَقْل. وبَقْلة الضَّبّ: نَبْت؛ قال أَبو حنيفة:

ذكرها أَبو نصر ولم يفسرها. والبَقْلة: الرِّجْلة وهي البَقْلة

الحَمْقاء. ويقال: كُلُّ نَبات اخْضَرَّت له الأَرضُ فهو بَقْل؛ قال

الحرثبن دَوش الإِيادِيّ يخاطب المُنْذِر

بنَ ماء السماء:

قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِيعُ لهم،

نَبَتَتْ عَدَاوتُهم مع البَقْل

الجوهري: وقولُ أَبي نُخَيْلة:

بَرِّيَّةٌ لم تأْكل المُرَقَّقا،

ولم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقا

(* قوله: بريّة، وفي رواية أُخرى: جارية).

قال: ظَنَّ هذا الأَعرابي أَن الفُسْتُق من البَقْل، قال: وهكذا يُرْوى

البَقْل بالباء، قال: وأَنا أَظنه بالنون لأَن الفُسْتُق من النَّقْل

وليس من البَقْل.

والباقِلاءُ والباقِلَّى: الفُول، اسم سَوادِيٌّ، وحَمْلُه الجَرْجَر،

إِذا شدَّدت اللام قَصَرْت، وإِذا خَفَّفْت مَدَدْت فقلت الباقلاء، واحدته

باقِلاَّة وباقِلاَّءَة، وحكى أَبو حنيفة الباقِلَى، بالتخفيف والقصر،

قال: وقال الأَحمر واحدة الباقِلاء باقلاء، قال ابن سيده: فإِذا كان ذلك

فالواحد والجمع فيه سواء، قال: وأَرى الأَحمر حكى مثل ذلك في الباقلَّى.

قال: والبُوقَالُ، بضم الباء، ضَرْب من الكِيزَان، قال: ولم يفسِّر ما

هو ففسرناه بما عَلِمْنا.

وباقِلٌ: اسم رجل يضرب به المثل في العِيِّ؛ قال الأُموي: من أَمثالهم

في باب التشبيه: إِنه لأَعْيَا من باقل، قال: وهو اسم رجل من ربيعة وكان

عَييّاً فَدْماً؛ وإِياه عَنى الأُرَيْقِط في وَصْف رَجُل مَلأَ بطنَه حتى

عَيِيَ بالكلام فقال يَهْجُوه، وقال ابن بري: هو لحميد الأَرْقَط:

أَتَانَا، وما داناه سَحْبانُ وائلٍ

بَيَاناً وعِلْماً بِالذي هو قائل،

يَقُول، وقد أَلْقَى المَرَاسِيَ للقِرَى:

أَبِنْ ليَ ما الحَجَّاجُ بالناس فاعل

فَقُلْتُ: لعَمْرِي ما لهذا طَرَقْتَنا،

فكُلْ، ودَعِ الإِرْجافَ، ما أَنت آكل

تُدَبِّل كَفَّاه ويَحْدُر حَلْقُه،

إِلى البَطْنِ، ما ضُمَّتْ عليه الأَنامل

فما زال عند اللقم حتى كأَنَّه،

من العِيِّ لما أَن تَكَلَّم، باقل

قال: وسَحْبان هو من ربيعة أَيضاً من بني بكْر كان لَسِناً بليغاً؛ قال

الليث: بلغ من عِيِّ باقل أَنه كان اشترى ظَبْياً بأَحد عشر دِرْهماً،

فقيل له: بِكَم اشتريت الظبي؟ ففتح كفيه وفرَّق أَصابعه وأَخرج لسانه يشير

بذلك إِلى أَحد عشر فانفلت الظبي وذهب فضربوا به المثل في العِيّ.

والبَقْل: بطن من الأَزْد وهم بَنُو باقل. وبَنُو بُقَيْلة: بطن من

الحِيرَة. ابن الأَعرابي: البُوقالة الطِّرْجهَارَة.

بقل

1 بَقَلَ: see 4, in two places. b2: [Hence,] said of a boy's face, (S, Mgh, K,) aor. ـُ inf. n. بُقُولٌ, (S,) (tropical:) It put forth its beard, (S, TA,) or hair; (K;) as also ↓ ابقل and ↓ بقّل; (K;) or this last is not allowable: (S:) similar to اِخْضَرَّ said of a boy's mustache. (Mgh.) b3: And said of a camel's tush, (tropical:) It cut, or came forth. (ISk, S, TA.) b4: (assumed tropical:) It (a thing, TA) appeared: (K, TA:) derived from بَقْلٌ, q. v. (TA.) A2: He collected [plants, or herbs, of the kind termed] بَقْل for his camel. (Fr, K.) b2: بَقَلَ البَقْلَ He cut the بقل: so in the “ Mufradát. “ (TA.) 2 بقّل, inf. n. تَبْقِيِلٌ, He (a pastor) left camels to pasture upon بَقْل (TA.) b2: And, [hence, app.,] inf. n. as above, i. q. سَاسَ (Sgh, K.) Yousay, بقّل الدَّايَّةَ, i. e. سَاسَهَا, meaning He tended, or took care of, the beast well. (TK.) A2: See also 1.4 ابقلت الأَرْضُ The land produced [plants, or herbs, of the kind termed] بَقْل: (Msb:) or produced its بقل: (S:) or produced plants, or herbage: (K:) or became green with plants, or herbage: (Mgh:) and ↓ بَقَلَت signifies the same: (IDrd, K:) both are chaste words. (IDrd, TA.) In like manner one says also of a place, ابقل, (JK, Msb,) from بَقْلٌ. (Msb.) b2: ابقل الرِّمْثُ The [tree, or shrub, called] رمث became green; as also ↓ بَقَلَ: (K:) or it put forth what resembled young wingless locusts, and the greenness of its leaves became apparent. (S. [See also حَنَطَ.]) And ابقل الشَّجَرُ The trees put forth their بَاقِل [q. v., app. buds,] in the days of the رَبِيع [or spring], before their leaves became apparent: (JK:) or they put forth, in the time of the ربيع in their sides, what resembled the necks of locusts. (TA.) b3: See also 1.

A2: ابقل القَوْمُ The people, or company of men, found [plants, or herbs, such as are termed] بَقْل. (Msb.) b2: See also 8.

A3: ابقل وَجْهَهُ (tropical:) He (God) made his (a boy's) face to put forth its hair, (K, TA,) meaning, its beard. (TA.) 5 تبقّل He went forth seeking [plants, or herbs, of the kind called] بَقْل. (K.) b2: See also 8, in three places.8 ابتقل الحِمَارُ and ↓ تبقّل; (S;) or ابتقلت المَاشِيَةُ, (K,) or الإِبِلُ, (JK,) and ↓ تبقّلت; (JK, K;) The ass, or the beasts, or camels, pastured upon [plants, or herbs, of the kind called] بَقْل: (S, K:) or became fat from pasturing upon بقل. (JK.) b2: And ابتقل القَوْمُ The people, or company of men, had their cattle pasturing upon بَقْل; as also ↓ تبقّلوا and ↓ ابقلوا: (K:) or they pastured their cattle upon بقل. (JK.) بَقْلٌ a word of which the meaning is well known; (S;) [Leguminous, or tender, plants; such as we term herbs; i. e. plants, or vegetables, that may be gathered, with the hand, or depastured down to the ground, and that are only annuals;] plants which are neither shrubs nor trees; (Lth, JK, * Mgh;) such as, when depastured, have no stem remaining; thus differing from trees and shrubs, which have stems remaining [when they have been depastured]: (Lth, Mgh:) or the herbs, or herbage, produced by [the rain, or the season, called] the رَبِيع: (Mgh:) or whatever herbs, or plants, grow from seed, (AHn, Mgh, K,*) not upon a permanent أَرُومَة [i. e. root-stock, or root]: (AHn, K:) and accord. to this definition may be explained the saying that the cucumber is of the things termed بُقُولٌ [pl. of بَقْلٌ, meaning sorts, or species, of بَقْل], not of those termed فَوَاكِهُ: (Mgh:) or the kind of which the root and branch do not last in the winter: (Er-Rághib, TA:) or, it is said, (S, Mgh,) any plants, or herbs, whereby the earth becomes green: (S, IF, Mgh, Msb:) [pl. of pauc. أَبْقَالٌ: the pl. of mult. has been mentioned above:] the n. un. is with ة, i. e. بَقْلَةٌ. (S, K.) Hence the prov., لَا تُنْبِتُ البَقْلَةَ إِلَّا الحَقْلَةُ [Nothing produces the leguminous, or tender, plant, or herb, but the clear and open piece of good land]: (TA:) [i. e., only a good parent produces good offspring: (see Freytag's Arab. Prov. ii. 516:)] it is said to be applied to the case of a vile saying proceeding from a vile man. (TA in art. حقل.) The saying بَاعَ الزَّرْعَ وَ هُوَ بَقْلٌ means [He sold the seedproduce] when it was green, not yet ripe. (Mgh.) b2: البَقْلَةُ, also, and البَقْلَةُ الحَمْقَآءُ, (S,) or بَقْلَةُ الحَمْقَآءِ, (K,) or all these, (TA,) signify the same as الرِّجْلَةُ [i. e. Purslane; called by these names in the present day]; (S, K;) and so البَقْلَةُ اللَّيِّنةُ and البَقْلَةُ المُبَارَكَةُ: or this last, i. q. الهِنْدَبَآءُ [i. e. wild and garden succory, or endive]. (K.) b3: بَقْلَةُ الأَنْصَارِ i. q. الكُرْنُبُ [or الكُرْنَبُ, q. v., the name now given to Cabbage: in the CK الكُرْنَبُ]. (K.) b4: بَقْلَةُ الخَطَاطِيفِ [Chelidonium, or celandine; thus called in the present day;] i. q. العُرُوقُ الصُّفْرُ. (K.) b5: بَقْلَةُ المَلِكِ i. q. الشَّاهْتَرَجُ [Fumaria officinalis, or common fumitory]. (K.) b6: البَقْلَةُ البَارِدَةُ i. q. اللَّبْلَابُ [now commonly applied to the Dolichos lablab of of Linnæus; but Golius explains the former appellation by hedera, i. e. ivy, though only as on the authority of the K]. (K.) b7: البَقْلَةُ الذَّهَبِيَّةُ i. q. القِطْفُ [or القَطَفُ, a name now given to Atriplex, or orache: Golius explains the former appellation by spinachium seu atriplex; and the latter, in its proper art., by atriplex herba, and androsœnum]. (K.) b8: البَقْلَةُ اليَهُودِيَّةُ [Sonchus, or sow-thistle; thus called in the present day]. (TA voce خُبَّازٌ, q. v.) b9: البَقْلَةُ اليَمَانِيَّةُ [Blitum, or blite; and particularly the species called strawberry blite;] a certain herb. (K.) b10: البَقْلَةٌ الأُتْرُجِيَّةُ [Citrago, or balmgentle;] a certain herb. (K.) b11: بَقْلَةُ الضَّبِّ and بَقْلَةُ الرُّمَاةِ and بَقْلَةُ الرَّمْلِ and [in the CK “ or ”]

بَقْلَةُ البَرَارِى and البَقْلَةُ الحَمْضَآءُ, (K, TA,) or بَقْلَةُ الحَامِضَةُ, (CK,) are also Certain herbs. (K.) b12: بُقُولُ الأَرْجَاعِ A certain plant proved by experience to remove pains from the belly. (K, TA.) بَلَدٌ بَقِلٌ and ↓ مُبْقِلٌ [A country, or region, or district, producing plants, or herbs, of the kind termed بَقْل. (JK.) And أَرْضٌ بَقِلَةٌ, (Msb, K,) [in the CK بَقْلَةٌ, but it is] like فَرِحَةٌ, (TA,) and ↓ بَقِيلَةٌ and ↓ مُبْقِلَةٌ, (JK, Msb, K,) Land producing بَقْل: (Msb:) or producing plants, or herbage: (K:) and the first and ↓ second of these, (K,) and ↓ بَقَّالةٌ, erroneously written in the copies of the K بَقَّالَةٌ, without teshdeed, (TA,) and ↓ مَبْقَلَةٌ and ↓ مَبْقُلَةٌ, (K,) land having, or containing, بَقْل (K, * TA) of [the rain, or season, called] the رَبِيع: (K:) or ↓ مَبْقَلَةٌ [used alone, as a subst.,] signifies a land having, or containing, بَقْل; (JK;) or a place of بَقْل: (S:) and ↓ بَاقِلٌ [app. as meaning producing بَقْل] is applied as an epithet to a place; (JK, Msb;) but not ↓ مُبْقِلٌ; (JK;) or this last sometimes occurs, thus applied. (IJ, IB.) بُقْلَةٌ The [plants, or herbs, termed] بَقْل of [the rain, or season, called] the رَبِيع. (JK, K, TA.) أَرْضٌ بَقِيلَةٌ: see بَقِلٌ, in two places.

بُقُولِىٌّ Of, or relating to, the plants, or herbs, termed بَقْل: from the pl. بُقُولٌ.]

بَقَّالٌ [properly A green-grocer; i. e.] a seller of تَرَهْ [Persian for بَقْل]: and [by extension of its application] a shop-keeper: (KL:) or a seller of dry fruits: (Ibn-Es-Sem'ánee, TA:) vulgarly, a seller of eatables [of various kinds, and particularly of dried and salted provisions, cheese, &c.; a grocer]; correctly, بَدَّالٌ. (AHeyth, T in art. بدل, K.) b2: أَرْضٌ بَقَّالةٌ : see بَقِلٌ.

بَاقلٌ: see بَقِلٌ. b2: Also, as an epithet applied to the [tree, or shrub, called] رِمْث, (S, K,) Becoming green: (K:) or putting forth what resemble young wingless locusts, and showing the greenness of its leaves: they did not say ↓ مُبْقِلٌ [in this sense], in like manner as [it is commonly asserted that] they did not say مُورِسٌ, from أَوْرَسَ, but وَاِرسٌ. (S.) b3: Also What comes forth, or come forth, in the sides of trees, in the days of the رَبِيع [or spring], before their leaves become apparent. (JK.) [See 4.]

بَاقِلًّى and بَاقِلَآءٌ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) the former with teshdeed and the latter without tesh-deed, (S, Mgh, Msb,) and بَاقلًى, (K,) [every one with tenween when it has not the article ال, for] the n. un. is with ة, (S, Mgh, Msb, K,) i. e. بَاقِلَّاةٌ and بَقِلَآءَةٌ (S, Mgh, Msb) [and بَقِلَاةٌ] or the sing. and pl. are alike, (El-Ahmar, K,) [and if so, the word may be fem., as Ibn-Buzurj, cited in the TA voce هِنْدَبٌ, asserts بَقِلَآء to be, and therefore in every case without tenween,] i. q. فُولٌ [Beans; or the bean; faba sativa of Jussieu; vicia faba of Linnæus]; (JK, K;) a name of the dial. of the Sawád [of El-'Irák]; its produce is called الجِرْجِرُ; (TA; [but see جَرْجِيرٌ; and see تُرْمُسٌ;]) [or it is applied to the plant and to its produce;] a certain well-known حَبّ [or grain]: (Mgh:) the eating of it produces exhalations (K) of a gross kind, (TA,) and bad dreams, and سَدَر, (K,) i. e. vertigo, (TA,) and anxiety, and gross humours; but it is good for the cough, and for rendering the body fruitful (تَخْصِيب البَدَن); when properly qualified [app. by seasoning or by some admixture] (إِذَا أُصْلِحَ), it preserves the health; and in its green state, together with ginger, it has the utmost effect in strengthening the venereal faculty: (K:) the pl. is بَوَاقِلُ: and the dim. of باقّلى is ↓ بُوَيْقِلَةٌ and ↓ بُوَيْقِلْيَةٌ, the latter with the ل quiescent because kesreh is disapproved in so long a word; [both forms indicating that باقلّى is held to be fem.;] and that of باقلآء is بُوَيْقِلَآء [with or without tenween accord. as it is held to be masc. or fem.], or, if one will, he [who holds باقلآء to be fem.] may say ↓ بُوَيْقلَةٌ, suppressing the augmentative meddeh, and adding ة to indicate the fem. gender; and that of باقلّاة is ↓ بُوَيْقِلَاةٌ. (TA.) b2: البَاقِلَّى القبْطِىُّ [app. the same as الباقّلى المِصْرِىُّ mentioned in the K voce تُرْمُسٌ, &c., i. e. The Egyptian bean; an appellation said to be applied by some in the present day to the colocasia; but what it properly denotes is doubtful;] a certain plant, the grain of which is smaller than the فُول [or bean]: (K:) the people of Egypt know it by the name of الجَامِسَة, with جيم, and with the unpointed سين: he who says that it is the تُرْمُس is in error. (Ibn-Beytár, cited by De Sacy in his “ Relation de l'Égypte par Abd-allatif,” q. v., p. 97.) بَاقِلِّىٌّ and بَاقِلَائِىٌّ rel. ns. of بَاقِلّى and بَاقِلَآء, respectively. (Mgh.) بَاقُولٌ, (JK, A, O,) or ↓ بُوقَالٌ, (K,) A mug (كُوزٌ) having no عُرْوَة [or handle]; (JK, O, K;) i. q. كُوبٌ: (A, TA:) [in Spanish bokal, (Golius,) which favours the form in the K; but the Spanish word may be from بُوقَالَةٌ, if from the Arabic:] pl. بَوَاقِيلُ. (JK, A, TA.) بُوقَالٌ: see what next precedes.

بُوقَالَةٌ A kind of drinking-vessel, like a طَاس, or like a كَأْسِ; syn. طَرْجَهَارَةٌ. (IAar, TA.) [See also بَاقُولٌ.]

بُوَيْقِلَةٌ: see بَاقِلٍّى, in four places.

بُوَيْقِلَاةً: see بَاقِلٍّى, in four places.

بُوَيْقِلَاةٌ: see بَاقِلٍّى, in four places.

مُبْقِلٌ: see بَقِلٌ, in three places: b2: and see بَاقِلٌ.

مَبْقَلَةٌ: see بَقِلٌ, in three places.

مَبْقُلَةٌ: see بَقِلٌ, in three places.
بقل
بَقَلَ الشَّيْء: ظَهَرَ وَقد اشتُقّ لفظ فِعْل مِن لفظِ البَقْلِ. بَقَلَت الأرضُ: أنْبتَتْ، وبَقَلَ الرِّمْثُ: اخْضَرَّ، كأَبْقَلَ، فيهِما. قَالَ ابنُ دُرَيد: يُقال: بَقَلتْ وأبْقَلَتْ: إِذا أنْبتت البَقْلَ، لُغتان فصيحتان.
وأبْقَلَ الرِّمْثُ: إِذا أَدْبَى وظَهَرت خضْرَةُ وَرَقِه فَهُوَ باقِلٌ وَلم يَقُولُوا: مقِلٌ، كَمَا قَالُوا: أَوْرَسَ فَهُوَ وارِسٌ، وَلم قُولُوا: مُورِسٌ، وَهَذَا مِن النَّوادِر، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ عَامر بن جُوَيْن الطائيُّ.
(فَلَا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... وَلَا رَوْضَ أبْقَلَ إبقالها)
قَالَ الصَّاغَانِي: والنَّحوِيّون يَروُونه: وَلَا أَرضَ وَيَقُولُونَ: وَلم يقُلْ: أبْقَلَتْ لِأَن تأنيثَ الأَرْض لَيْسَ بحقيقيّ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقد جَاءَ مُبقِلٌ. قَالَ أَبُو النَّجْم. يَلْمَحْنَ مِن كُلِّ غَمِيسٍ مُبقِلِ وَقَالَ دُواد بن أبي دُواد، حينَ سَأَلَهُ أَبوهُ: مَا الَّذِي أعاشَك: أعاشَنِي بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ مِن حَوْذانِهِ وأَنْسِلُ قَالَ ابنُ جِنّى: مَكانٌ مُبقِلٌ، هُوَ القِياس، وباقِلٌ أكثرُ فِي السَّماع، والأوّلُ مسموعٌ أَيْضا.
والأرضُ بَقِيلَةٌ وبَقِلَةٌ كسَفِينةٍ وفَرِحةٍ، ومُبقِلَةٌ الأخيرةُ علَى النَّسَب، كَمَا قَالُوا: رَجُلٌ نَهِرٌ: أَي أتَى الأُمورَ نَهاراً. من المَجاز: بَقَلَ وَجْهُ الغُلامِ: إِذا خَرَج شَعْرُه يَعْنِي لِحيتَه، يَبْقُل بُقُولاً كأَبْقَلَ وبَقَّلَ والأخيرةُ أنكرها بعضٌ. وأبْقَله اللَّهُ تعالَى: أظهره وأخْرجَه. قَالَ الفَرّاءُ: بَقَلَ لِبَعيره: إِذا جَمَعَ البَقْلَ كَمَا يُقال: حَشَّ لَهُ، مِن الحَشِيش وَفِي المُفْرَدات: بَقَل البَقْلَ: جَزَّه. والبَقْلُ: مَا نَبَت فِي بَزْرِه لَا فِي أُرُومةٍ ثابِتةٍ عَن أبي حنيفةَ. وَقَالَ ابنُ فارِس: البَقْلُ: كلُّ مَا اخضرَّتْ بِهِ الأرضُ. وَأنْشد الصَّاغَانِي لِلْحَارِثِ بن دَوْس الإيادِي:)
(قَومٌ إِذا نَبَتَ الرَّبيعُ لَهُم ... نَبتَتْ عَداوَتُهُم مَع البَقْلِ)
والفرقُ مَا بينَ البَقْلِ ودِقِّ الشَّجَر: أَن البَقْلَ إِذا رُعِيَ لم يَبقَ لَهُ ساقٌ، والشَّجرُ تَبقَى لَهُ سُوقٌ، وَإِن دَقَّتْ. وَقَالَ الراغِبُ: البَقْلُ مَا لَا يَنْبُت أصلُه وفرعُه فِي الشِّتاء. وتَبقَّلَ: خرَج يطلُبه.
والبَقْلَةُ بِهاءٍ: واحِدَتُه وَمِنْه المَثَلُ: لَا تُنْبِتُ البَقْلَةَ إلاَّ الحَقْلَةُ، والحَقْلَةُ: القَراحُ الطَّيبةُ مِن الأَرْض، كَمَا سَيَأْتِي. البُقْلَةُ: بالضّمّ: بَقْلُ الرَّبيع خاصَّةً والأرْضُ بَقِلَةٌ كفَرِحةٍ وبَقِيلَةٌ وَقد ذكرهمَا المصنِّف قَرِيبا، فَهُوَ تَكرارٌ وبَقالَةٌ كسَحابةٍ، كَمَا هُوَ فِي النّسَخ، والصّوابُ بِالتَّشْدِيدِ: ومَبقَلَةٌ كمَرْحَلَةٍ، وَهُوَ الأكثرُ مَبقُلَةٌ بضمّ الْقَاف أَيْضا: أَي ذاتُ بَقْلٍ، وعَلى مِثالِه: مَزْرَعة ومَزْرُعة وزِراعة. يُقال: كُلِ البَقْلَ وَلَا تسْأَل عَن المَبْقَلة، قَالَ:
(كُلِ البَقْلَ مِن حيثُ تُؤْتَى بِهِ ... وَلَا تَسْأَلنَّ عنِ المَبْقَلَهْ)
وابْتَقَلَت الماشِيةُ وتَبقَّلَتْ: رَعَت البَقْلَ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلِيُّ:
(تاللَّهِ يَبقَى على الأيّامِ مُبتَقِلٌ ... جَوْنُ السَّراةِ رَباعٍ سِنُّه غَرِدُ)
وَقَالَ أَبُو النَّجم: تَبَقَّلَتْ مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ بَين رِماحَىْ مالِكٍ ونَهْشَلِ ابْتَقَل القَومُ: رَعَتْ ماشِيَتُهم البَقْلَ، كأبْقَلُوا. وبَقْلَةُ الضَّبِّ: نَبتٌ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ذكرهَا أَبُو نَصْر وَلم يُفَسِّرها. والباقِلَّي مُشدَّداً مَقْصُورا ويُخَفَّفُ مَعَ القَصْر، عَن أبي حَنِيفة والباقِلَاءُ، مُخفَّفةً ممدودةً قِيلَ: إِذا خَفَّفْتَ اللامَ مَددْتَ، وَإِذا شَدَّدْتَها قَصَرتَ: الفُولُ اسمٌ سَوادِيٌّ، وحَمْلُه الجِرْجَرُ.
الواحِدةُ بهاءٍ، أَو الواحِدُ والجَمِيعُ سَواءٌ حَكَاهُ الأحمرُ، فِي المُخفَّف والمُشَدَّد. وتصغيرُ الباقِلَاء: بُوَيْقِلَةٌ، لِأَن العربَ تجمعها بَواقِلَ، ومَن صغَّرها على جِهَتها، قَالَ: بُوَيْقِلْيَة، بِسُكُون اللَّام، كَراهِيةً للكسر مَعَ طولِ الْكَلِمَة، ومَن جَعل الألفَ زَائِدَة مَعَ الْهَاء قَالَ: بُوَيْقِلاة، ومَن قَالَ: الباقلاء، بِالتَّخْفِيفِ والمَدّ، قَالَ: بُوَيْقِلاء، فَإِن شَاءَ قَالَ: بُوَيْقِلَة، فحَذف المَدَّةَ الزائدةَ، وَجَاء بهاءٍ تدلُّ على التَّأْنِيث. وأَكْلُهُ يُولِّدُ الرِّياحَ الغَليظةَ والأحلامَ الرَّدِيَّةَ والسَّدَرَ مُحرَّكةً، وَهُوَ دَوَرانُ الرَّأْسِ والهَمَّ وأخْلاطاً غَلِيظةً، ويَنفَعُ للسُّعال وتَخْصِيب البَدَنِ، ويحفظُ الصِّحَّةَ إِذا أصْلِحَ، وأَخْضَرُه بالزَّنْجَبِيلِ لِلباءَةِ، غايَةٌ. والباقِلَّى القِبْطِيُّ: نَباتٌ حَبه أصغَرُ مِن الفُولِ، والبَقْلَةُ اليَمانِيَّةُ، وبَقْلَةُ) الضَّبِّ وَهَذِه قد ذُكِرت قَرِيبا، فهوَ تكرارٌ. وبَقْلَةُ الرُّماةِ، وبَقْلَةُ الرَّمْلِ، أَو بَقْلَةُ البَرارِيّ، والبَقْلَةُ الحامِضَةُ، والبَقْلَةُ الأُتْرُجِّيَّةُ: حَشائِشُ، وبَقْلَةُ الأنصارِ: الكُرُنْبُ، وبَقْلَةُ الخَطاطِيفِ: العُرُوقُ الصُّفْرُ، والبَقْلَةُ المُبارَكةُ: الهِنْدَباءُ، أَو هِيَ الرِّجْلَةُ وَكَذَا البَقْلَةُ اللَّيِّنةُ، وَكَذَا بَقْلَةُ الحَمْقاءِ والبَقْلةُ الحَمْقاء. وبَقْلَةُ المَلِكِ الشاهْتَرَجُ، والبَقْلَةُ البارِدَةُ: اللَّبلابُ، والبَقْلةُ الذَّهَبِيَّةُ: القَطْفُ، وبُقُولُ الأَوجاعِ: نَبْتٌ مُخْتَبَرٌ مُجَرَّبٌ فِي إزالَةِ الأوجاعِ مِن البَطْن. والبُوقالُ، بالضّمّ: كُوزٌ بِلا عُرْوَةٍ وَالَّذِي فِي العُباب: الباقُولُ: كُوزٌ لَا عُرْوةَ لَهُ. وَفِي الأساس: فُلانٌ لَا يَعرِفُ البَواقِيل مِن الشَّواقِيل. فالباقُولُ: الكُوبُ، والشَّاقُولُ: عَصاً قَدْرُ ذِراع، فِي رأسِها زُجٌّ. فِي المَثَلِ: أَعْيا مِن باقِلٍ هُوَ رَجُلٌ مِن رَبِيعةَ، كَانَ اشْتَرَى ظَبياً بأحدَ عَشَرَ دِرهماً، فسُئِل عَن شِرائه، ففَتح كَفَّيه وأخرَج لِسانَه، يُشِيرُ بذلك إِلَى ثَمَنِه وَهُوَ أحدَ عَشَرَ فانْفَلتَ الظَّبي فضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فِي العِيِّ.
وأنشدَ المَرزُبانيُّ، فِي تَرْجَمَة حُمَيدٍ الأَرقَط، قَالَ: وَكَانَ حُمَيدٌ بَخِيلاً هَجّاءً للضِّيفان، نَزل بِهِ ضَيفٌ، فَقَالَ يَهْجُوه:
(أتانَا وَمَا دَاناه سَحْبانُ وائِلٍ ... بَياناً وعِلْماً بِالَّذِي هُوَ قائِلُ)

(تُدَبِّلُ كَفَّاه وَيَحْدُرُ حَلْقُه ... إِلَى البَطْنِ مَا حازت إِلَيْهِ الأنامِلُ)

(فَمَا زَالَ عِنْدَ اللَّقْم حَتَّى كأنَّهُ ... مِن العِيِّ لَمّا أَن تَكلَّمَ باقِلُ)
قَالَ الصَّاغَانِي: وَلَيْسَت القِطعة فِي ديوانه. وَبَنُو بَاقِلٍ: حَيٌّ مِن الأزْد، وَيُقَال لَهُم: بَقْلٌ، أَيْضا ونَصُّ الجَمهرةِ: وَفِي الأَزْدِ حَيٌّ يُقال لَهُم: بَقْلٌ، بِالْفَتْح، وهم بَنُو باقِلٍ. وبَنُو بُقَيلَةَ، كجُهَينَةَ: بَطْنٌ مِن الْحيرَة، مِنهم عبدُ المَسِيح بن بُقَيْلَةَ، وغيرُه. وبَقَّلَ تَبقِيلاً: ساسَ نقلَه الصَّاغَانِي.
والبَقَّالُ كشَدَّادٍ لِبَيّاعِ الأطعِمة. وَقَالَ ابنُ السَّمعانيّ: هُوَ مَن يبيعُ اليابِسَ مِن الْفَاكِهَة عامِيَّةٌ، والصَّحِيحُ: البَدَّالُ بِالدَّال وَقد تَقدَّم هُنَاكَ. ومحمّدُ بن أبي القاسِم بن بابجوك زين الْمَشَايِخ أَبُو الْفضل الخوارَزْمِيُّ البَقّالُ المعروفُ بالآدَميّ والعَجَمُ يَزِيدُون آخِرَه يَاء هِيَ ياءُ العُجْمة، لَا ياءُ النِّسْبة، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ السَّمْعَانِيّ: إمامٌ بارِعٌ ذُو تَصانِيفَ حَسَنةٍ أَخذ عَن الزَّمَخْشَرِيّ، وخَلَفه فِي حَلْقَتِه، وحَدَّث عَن أبي طاهِر السِّنْجِيّ، وعُمرَ بن محمّد الفَرغُولِيّ، وَمَات سنةَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: بقَلَ نابُ البَعِيرِ: إِذا طَلَع، عَن ابنِ السِّكِّيت، وَهُوَ مَجازٌ. وأبْقَل الشَّجَرُ: خَرَج وَقْتَ الرِّبيع، فِي أَعراضِه شِبْهُ أعْناقِ الجَراد. وبَقَّلَ الراعِي الإبِلَ، تَبقيلاً: خَلَّاها ترعاه. وَأَبُو باقِل الحَضْرَميُّ،) مُحدِّثٌ. والبُوقالَة، بالضّمّ: الطَّرجَهارَةُ، عَن ابنِ الأعر أبي. وَأَبُو المِنهال بُقَيلَة الأَكبر الأشْجَعِيُ، وَأَبُو المِنهال أَيْضا بُقَيلَةُ الأصغَر، واسمُه جابِرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الأشْجَعِي: شاعِران.
وبَقِيلٌ، كأمِيرٍ: جَدّ أبي قَيْلَةَ عِياض بن عِياض بن عَمْرو بن جَبَلةَ بن هَانِئ التِّنْعيّ، عَن أَبِيه، عَن أبي مَسْعُود، وَعنهُ سَلَمةُ بن كُهَيلٍ. وتَبقَّلَت الماشِيةُ: سَمِنتْ عَن أكل البَقْلِ. وكزُبَيرٍ: بُقَيلٌ الْأَصْغَر، ابْن أسلَمَ بن ذُهْل بن بكر بن بُقَيْل الْأَكْبَر، وَهُوَ شُعْبةُ بن هَانِئ بن عَمْرو بن ذُهْل بن شَراحِيل بن حَبِيب بن عُمَير، مِن وَلَده أَوْس بن صمعج بن بُقَيل. وَأَبُو جَعْفَر البَقْلِيُّ مُحَمَّد بن عبد الله البَغدادِيّ، مُحدِّثٌ. وزاوِيةُ البَقْلِيّ: قَريةٌ بِمصْرَ.
(بقل) الشّجر ظهر فِي أَطْرَافه وريقات خضر تشبه أظفار الطير فِي الرّبيع والماشية أرعاها البقل والنبات عده من نوع البقل

بطل

[بطل] الباطِلُ: ضدّ الحق، والجمع أَباطيلُ على غير قياس، كأنهم جمعوا إبطيلا. وقد بطل الشئ يَبْطُلُ بُطْلاً وَبُطولاً وبُطْلاناً، وأَبْطَلَهُ غيره. ويقال: ذهب دمه بُطْلاً، أي هَدراً. والبَطَلُ: الشجاعُ، والمرأة بَطَلَةٌ. وقد بَطُلَ الرجل بالضم يَبْطُلُ بُطولَةً وبَطَالةً، أي صار شجاعاً. وبَطَلَ الأجيرُ بالفتح بَطالةً، أي تعطل فهو بطال. 
ب ط ل

هو باطل بين البطلان. وبطال بين البطالة بالكسر. وقد بطل بالفتح. وبطل بين البطالة بالفتح، وقد بطل بالضم. ويقال: لبطل الرجل هذا في التعجب من البطل، ولبطل القول هذا في التعجب من الباطل. وقال فلان قولاً بطلاً، وساق كلمات خطلاً؛ من الخطل، وأعوذ بالله من البطلة وهم الشياطين. وأبطل فلان: جاء بالباطل. وجاء بالأضاليل والأباطيل. ولقد تبطل ولدك، وشر الفتيان المتبطل المتعطل. وبطله فلان، وكانت فلانة شجاعة بطلة. وذهب دمه بطلاً.
بطل البُطْلُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الباطِلِ، بَطَلَ يَبْطُلُ بُطْلًا وباطِلاً. وأبْطَلْتُه: جَعَلْته باطِلاً. وأبْطَلَ: جاءَ ببَاطِلٍ، وهومُبْطِلٌ. وبَيْنَهُم أبْطُوْلَةٌ: أي يَتَبَطَلُوْنَ.
وجاءَنا بالبُطلاَتِ: نحو التُّرَّهَاتِ. والتبْطِيْلُ: فِعْلُ البَطَالَةِ والجَهَالَةِ. والبَطَلُ: الشُّجَاعُ الذي تَبْطُلُ جِرَاحَتُه، بَطَل بَين البُطُوْلَةِ والبَطَالَةِ، وامْرَأةٌ بَطَلَة من نِسَاءٍ بَطَلاتٍ، والجَميعُ الأبْطَالُ.
ب ط ل: (الْبَاطِلُ) ضِدُّ الْحَقِّ، وَالْجَمْعُ (أَبَاطِيلُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَأَنَّهُمْ جَمَعُوا إِبْطِيلًا. وَقَدْ (بَطَلَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (بُطْلًا) أَيْضًا بِوَزْنِ صُلْحٍ وَ (بُطْلَانًا) بِوَزْنِ طُغْيَانٍ. وَ (الْبَطَلُ) الشُّجَاعُ وَالْمَرْأَةُ بَطَلَةٌ وَقَدْ (بَطُلَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ سَهُلَ وَظَرُفَ أَيْ صَارَ شُجَاعًا. وَ (بَطَلَ) الْأَجِيرُ (يَبْطُلُ) بِالضَّمِّ (بَطَالَةً) بِالْفَتْحِ أَيْ تَعَطَّلَ فَهُوَ (بَطَّالٌ) . 
(بطل) - في حَدِيث الأَسوَد بن سَرِيع: "كُنتُ أُنشِدُ النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا دَخَل عُمَر: قال: اسكُتْ، إنّ عُمَر لا يُحِبّ البَاطِل".
أراد بالبَاطِل صِناعةَ الشِّعر، واتّخاذَه كَسْباً، يَمدَحون للدُّنيا ويَذُمُّون لها، كما قال تعالى: {أَلمْ تَرَ أنَّهم في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} الآية.
فأَمَّا ماكان يُنشدُه النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، فإنه ثَناءٌ على اللهِ عَزَّ وجَلّ، ولكنه خَافَ أن لا يَفْرِق الأَسودُ بين ذَلِك، وبَيْن سَائِره، فأَعلَمه ذلك، والله تَعالَى أَعلَم. 

بطل


بَطَلَ
(n. acc.
بُطْل
بُطُوْل
بُطْلَاْن)
a. Was vain, futile, ineffectual, unprofitable; went for nothing, was wasted.
b. Was false, spurious, unfounded, unreal.
c.(n. ac. بَطَاْلَة) [Fī], Jested with.
d. Was inactive, idle; was unoccupied, unemployed.

بَطُلَ(n. ac. بَطَاْلَة
بِطَاْلَة
بُطُوْلَة)
a. Was brave, courageous, valiant, heroic.

بَطَّلَa. see IV (a)
أَبْطَلَa. Annulled, nullified, cancelled, abrogated, repealed
abolished; wasted; vitiated.
b. Lied.

تَبَطَّلَa. Was brave, courageous, valiant, heroic.
b. see) I (c).
بُطْلa. Unsubstantial, unreal.
b. Vanity.
c. Lie, falsehood.

بَطَل
(pl.
أَبْطَاْل)
a. Brave, courageous, intrepid; warrior, hero.

بَاْطِلa. False, incorrect, erroneous, unfounded;
spurious.
b. Vain, futile, worthless; null, void, invalid.
c. Vanity.
d. Falsehood, lie.
e. Devil, fiend.
f. Sorcery; sorcerer.
g. Incest.

بَطَاْلَةa. Vacation, holiday; leisure.
b. see 27t
بِطَاْلَةa. see 22t (a)
بُطُوْلَةa. Bravery, heroism.

بَطَّاْلa. Null, void, invalid.
b. Unemployed; lazy; idle; idler, vagabond.

بُطْلَاْنa. see 3
أَبَاْطِيْلُa. Vanities, frivolities.

بُطُْم
a. Terebinth-tree.
b. Turpentine (aromatic).
[بطل] نه فيه: لا يستطيعه "البطلة" قيل: هم السحرة. أبطل إذا جاء بالباطل. ط وقيل: سحرة البيان تحدوا فيها بقوله: فأتوا بسورة، فأفحموا من قوله إن من البيان لسحرا، وقيل: أي أصحاب البطالة والكسالة لا يستطيعون قراءة ألفاظها وتدبر معانيها والعمل بها. وفيه: "لا يبطله" جور جائر أي لا يجوز ترك الجهاد بكون الإمام جائرا، ولا بكونه عادلا لا يحتاجون بعدله إلى الغنائم ولا يخافون من الكفار بسببه ويجوز كونه خبرا وتأكيدا للجملة السابقة. وح: نكحت بغير إذن وليها فنكاحها "باطل" قد اضطر فيه الحنفية فتارة يتجاسرون بالطعن في سنده من غير مطعن، وتارة يعارضون بحديث الأيم أحق بنفسها، وهو يحتمل إرادة من وليها في كل شيء من العقد وغيره وإرادة أحق برضاها حتى لا تزوج بلا إذن بخلاف البكر، وقوم خصصوا بالأمة والصغيرة، وقوم أولوه "بصدد البطلان" باعتراض الأولياء إذا كان بغير كفؤ. ك: ما خلا الله "باطل" أي فان أو غير ثابت أو خارج عن حد الانتفاع أي ما خلا الله وصفاته وما كان له من الصالحات كالإيمان والثواب. نه: قال صلى الله عليه وسلم لمن أنشده الشعر حين دخل عمر: اسكت إن عمر لا يحب "الباطل" أي صناعة الشعر واتخاذه كسبا بالمدح والذم، فأما ما كان أنشده النبي صلى الله عليه وسلم فليس من ذلك، ولكنه خاف أن لا يفرق الأسود بينه وبين سائره فأعلمه ذلك. وفيه: "بطل" مجرب أي شجاع بطل، بالضم بطالة وبطولة. غ: لا يأتيه "الباطل" أي إبليس لا يزيد فيه ولا ينقص. 
ب ط ل : بَطَلَ الشَّيْءُ يَبْطُلُ بُطْلًا وَبُطُولًا وَبُطْلَانًا
بِضَمِّ الْأَوَائِلِ فَسَدَ أَوْ سَقَطَ حُكْمُهُ فَهُوَ بَاطِلٌ وَجَمْعُهُ بَوَاطِلُ وَقِيلَ يُجْمَعُ أَبَاطِيلَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الْأَبَاطِيلُ جَمْعُ أُبْطُولَةٍ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَقِيلَ جَمْعُ إبْطَالَةٍ بِالْكَسْرِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَبْطَلْتُهُ وَذَهَبَ دَمُهُ بُطْلًا أَيْ هَدَرًا وَأَبْطَلَ بِالْأَلِفِ جَاءَ بِالْبَاطِلِ وَبَطَلَ الْأَجِيرُ مِنْ الْعَمَلِ فَهُوَ بَطَّالٌ بَيِّنُ الْبَطَالَةِ بِالْفَتْحِ وَحَكَى بَعْضُ شَارِحِي الْمُعَلَّقَاتِ الْبِطَالَةَ بِالْكَسْرِ وَقَالَ هُوَ أَفْصَحُ وَرُبَّمَا قِيلَ بُطَالَةٌ بِالضَّمِّ حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهَا وَهِيَ الْعُمَالَةُ وَرَجُلٌ بَطَلٌ أَيْ شُجَاعٌ وَالْجَمْعُ أَبْطَالٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْفِعْلُ مِنْهُ بَطُلَ بِالضَّمِّ وِزَانُ حَسُنَ فَهُوَ حَسَنٌ.
وَفِي لُغَةٍ بَطَلَ يَبْطُلُ مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ بَطَلٌ بَيِّنُ الْبَطَالَةِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبُطْلَانِ الْحَيَاةِ عِنْدَ مُلَاقَاتِهِ أَوْ لِبُطْلَانِ الْعَظَائِمِ بِهِ قَالَ بَعْضُ شَارِحِي الْحَمَاسَةِ يُقَالُ رَجُلٌ بَطَلٌ وَامْرَأَةٌ بَطَلَةٌ كَمَا يُقَالُ شُجَاعَةٌ. 
بطل
البَاطِل: نقيض الحق، وهو ما لا ثبات له عند الفحص عنه، قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ [الحج/ 62] وقد يقال ذلك في الاعتبار إلى المقال والفعال، يقال: بَطَلَ بُطُولًا وبُطْلًا وبُطْلَاناً، وأَبْطَلَهُ غيره. قال عزّ وجلّ: وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف/ 118] ، وقال تعالى:
لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ [آل عمران/ 71] ، ويقال للمستقلّ عمّا يعود بنفع دنيويّ أو أخرويّ: بَطَّال، وهو ذو بِطَالَةٍ بالكسر.
وبَطَلَ دمه: إذا قتل ولم يحصل له ثأر ولا دية، وقيل للشجاع المتعرّض للموت: بَطَل، تصوّرا لبطلان دمه، كما قال الشاعر:
فقلت لها: لا تنكحيه فإنّه لأوّل بُطْلٍ أن يلاقي مجمعا
فيكون فُعْلا بمعنى مفعول، أو لانّه يبطل دم المتعرّض له بسوء، والأول أقرب.
وقد بَطُلَ الرجل بُطُولَة، صار بَطَلًا، وبُطِّلَ:
نسب إلى البَطَالة، ويقال: ذهب دمه بُطْلًا أي:
هدرا، والإِبطال يقال في إفساد الشيء وإزالته، حقّا كان ذلك الشيء أو باطلا، قال الله تعالى:
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ [الأنفال/ 8] ، وقد يقال فيمن يقول شيئا لا حقيقة له، نحو:
وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ [الروم/ 58] ، وقوله تعالى: وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ [غافر/ 78] أي: الذين يبطلون الحقّ.
[ب ط ل] بَطَلَ الشَّيءُ يَبْطُلُ بُطْلاً، وبُطُولاً، وبُطلاناً: ذَهَبَ ضَيَاعاً وخُسْراً، وأَبْطَلَه هو. وبَطَلَ في حَدِيثِه بَطَالَةً، وأَبْطَلَ: هَزَلَ. والاسْمُ البُطْلُ. والباطِلُ: نَقِيضُ الحَقِّ، والجمعُ: أَباطِيلُ، على غير قِياسٍ، كأنَّه جَمعُ إبطالٍ أو إِبْطِيلِ، هَذا مَذْهبُ سِيبَوَيهِ. وقَالَ أبو حاتِمٍ: واحِدَةُ الأباطيلِ أُبْطُولَهًٌ، وقَالَ ابنُ دُرَيدٍ: واحِدَتُها إِبطالَةٌ. ودَعْوَى باطِلٌ، وباطِلَةٌ، عن الزَّجَّاجِ. وأَبْطَلَ: جاءَ بالباطِلِ. ورجُلٌ بَطَّالٌ: ذُو باطِلِ. وقَالُوا: باطِلٌ بَيِّنُ البُطُولِ. وتَبَطَّلُوا بَيْنَهم: تَدَاوَلُوا الباطِلَ، عَنِ اللِّحيانِيّ، وقَالَ: بينَهم أُبْطُولَةٌ يَتَبطَّلُونَ بها، أي: يَقُولُونَها، ويَتَداوَلُونَها: وقَولُه عَزَّ وجَلَّ: {قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} [سبأ: 49] قِيلَ: الباطِلُ هُنَا: إبليسُ، أرادَ ذُو الباطِل، أيْ صاحِبُ الباطلِ، وهو إِبِليسُ. ورَجُلٌ بَطَلٌ، بَيِّنُ البَطَالَةِ والبُطُولَةِ: شُجاعٌ تَبْطُلُ جِراحَتُه فَلاَ يَكْتَرِثُ لها، ولا تَبْطُلُ نَجادَتهُ، وقِيلَ: هو الذي تَبْطُلُ عِندَه دِماءُ الأَقرانِ، من قِومٍ أَبْطالِ. وبَطَّالٌ بَيَّنُ البَطَالَةِ، وقد بَطُلَ وتَبَطَّلَ، قَالَ أبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:

(ذَهَبَ الشَّبابُ وفاتَ منه ما مَضَي ... ونَضَا زُهيرُ كَرِيهتَيِ وتَبَطُّلِي)

وجَعلَه أَبُو عُبيدٍ من المَصادرِ التي لا أَفعالَ لها. وحَكَي ابنُ الأَعرابِيّ: بَطَّالٌ بَيِّنُ البَطَالَةٍ، بالفتَح، يَعْنِي به البَطَلَ. وامْرأَةٌ بَطَلةٌ، والجمعُ بالأَلِفِ والتَّاءِ، ولا تُكَسَّرُ على فِعالٍ؛ لأنَّ مُذكَّرَها لم يُكَسَّرْ عليه.

بطل: بَطَل الشيءُ يَبْطُل بُطْلاً وبُطُولاً وبُطْلاناً: ذهب ضيَاعاً

وخُسْراً، فهو باطل، وأَبْطَله هو. ويقال: ذهب دَمُه بُطْلاً أَي هَدَراً.

وبَطِل في حديثه بَطَالة وأَبطل: هَزَل، والاسم البَطل. والباطل: نقيض

الحق، والجمع أَباطيل، على غير قياس، كأَنه جمع إِبْطال أَو إِبْطِيل؛ هذا

مذهب سيبويه؛ وفي التهذيب: ويجمع الباطل بواطل؛ قال أَبو حاتم: واحدة

الأَباطيل أُبْطُولة؛ وقال ابن دريد: واحدتها إِبْطالة. ودَعْوى باطِلٌ

وبَاطِلة؛ عن الزجاج. وأَبْطَل: جاء بالباطل؛ والبَطَلة: السَّحَرة، مأْخوذ

منه، وقد جاء في الحديث: ولا تستطيعه البَصَلة؛ قيل: هم السَّحَرة. ورجل

بَطَّال ذو باطل. وقالوا: باطل بَيِّن البُطُول. وتَبَطَّلوا بينهم:

تداولوا الباطل؛ عن اللحياني. والتَّبَطُّل: فعل البَطَالة وهو اتباع اللهو

والجَهالة. وقالوا: بينهم أُبْطُولة يَتَبَطَّلون بها أَي يقولونها

ويتداولونها. وأَبْطَلت الشيءَ: جعلته باطلاً. وأَبْطل فلان: جاء بكذب وادَّعى

باطلاً. وقوله تعالى: وما يبدئ الباطل وما يعيد؛ قال: الباطل هنا

إِبليس أَراد ذو الباطل أَو صاحب الباطل، وهو إِبليس. وفي حديث الأَسود

بن سَرِيع: كنت أُنشد النبي،صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عمر قال:

اسكت إِن عمر لا يحبُّ الباطل؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالباطل صِناعَة

الشعر واتخاذَه كَسْباً بالمدح والذم، فأَما ما كان يُنْشَدُه النبيُّ،صلى

الله عليه وسلم، فليس من ذلك ولكنه خاف أَن لا يفرق الأَسود بينه وبين

سائره فأَعلمه ذلك.

والبَطَل: الشجاع. وفي الحديث: شاكي السلاح بَطَل مُجَرَّب. ورجل بَطَل

بَيِّن البَطالة والبُطولة: شُجَاع تَبْطُل جِرَاحته فلا يكتَرِثُ لها

ولا تَبْطُل نَجَادته، وقيل: إِنما سُمّي بَطَلاً لأَنه يُبْطِل العظائم

بسَيْفه فيُبَهْرجُها، وقيل: سمي بَطَلاً لأَن الأَشدّاءِ يَبْطُلُون عنده،

وقيل: هو الذي تبطل عنده دماء الأَقران فلا يُدْرَك عنده ثَأْر من قوم

أَبْطال، وبَطَّالٌ بَيِّن البَطالة والبِطالة. وقد بَطُل، بالضم، يَبْطُل

بُطولة وبَطالة أَي صار شجاعاً وتَبَطَّل؛ قال أَبو كبير الهذلي:

ذهَبَ الشَّبَابُ وفات منه ما مَضَى،

ونَضَا زُهَير كَرِيهَتِي وتَبطّلا

وجعله أَبو عبيد من المصادر التي لا أَفعال لها، وحكى ابن الأَعرابي

بَطَّال بَيِّن البَطَالة، بالفتح، يعني به البَطَل. وامرأَة بَطَلة، والجمع

بالأَلف والتاء، ولا يُكَسَّر على فِعَال لأَن مذكرها لم يُكَسَّر عليه.

وبَطَل الأَجيرُ، بالفتح، يَبْطُل بَطالة وبِطالة أَي تَعَطَّل فهو

بَطَّال.

بطل: بَطَلَ: كف عن، ترك، انقطع. ففي بوشر: بطل يحكي أي كف عن الكلام. وفي طرائف عربية لدى ساسي (1: 150).
بطلت من السوق: تركته. - وذهب ضياعاً (بوشر).
وبطلت الجمعة: تعطلت فلم تصل (ابن الأثير 10: 339).
وبَطَل: خاب، لم ينجح (بوشر) وفسد (هلو).
وبطل صوته = فقد صوته (ذهب وتعطل) (الأغاني (29، 8) في كلامه عن شخص فلج) - بطل منه مشيه = لم يعد يستطيع المشي (ابن البيطار 1: 202) - وانقطع وانفصل افترق (بوشر) - ويُبْطل: يُلغي، ينسخ (بوشر).
وبطل: فقد شعوره، فقد حركته (الأغاني 29، 11 في كلامه عن رجل أصابه الفالج). وفي تاريخ أبي الفداء (3: 274): فأصاب يوسف المذكور فالج وبطل جانبه الأيسر (أماري 442، زيشر 20: 489).
وبطل: قص القصص (زيشر 20: 498).
بَطّل (بالتضعيف): عطل وقوض (بوشر).
وأبطل المقاصد (الخطط): عدل عنها (بوشر) - وأزال ونزع (بوشر) - وبطّل العزومة ألغاها (بوشر) - وبطّل العادة: تركها (بوشر).
وبَطّل: حرف، زور، لفق (الكالا).
وزال وانقطع، وأزال وقطع، (فوك، بوشر، المقري 2: 358). وفي ألف ليلة (1: 251): بطل خياطته: تركها، وفي ص337: بطّلت البكاء: انقطعت عن البكاء وتركته. وفي ص348: بطّل عنه الضرب: قطعه عنه. (4: 161) وفي (1: 666): بطل هذا الكلام: اتركه وانقطع عنه وفي ص888: بطل الشغل: اتركه.
وبطلت أروح إلى عنده: انقطعت عن الذهاب إلى بيته وتركت الذهاب إلى بيته (بوشر) - وبطّل: ترك العمل وتعطل (فوك، بوشر) يقال مثلاً: بطل في نهار العيد (بوشر) - وفرغ من العمل، وصار في عطلة. (بوشر) - وأفسد عضواً منه وأصابه بعاهة (فوك).
أبطل: حل، فسخ، يقال مثلا: إبطال الشركة حلها وفسخها (بوشر) - وأفسد (الخطة) وأحبطها (بوشر) - ومنع، وكظم، وأخمد (بوشر) - وجعله باطلاً (بوشر، القزويني 1: 239) - وبطّل العادة: تركها. - وأبطل الغرور: أزال غروره وإعجابه بنفسه - وأبطل التناسب: أزال التناسب وجعله يتفاوت. - وأبطل قوله: دحضه وفنده. - وابطل الضربة: احترز منها وتجنبها (بوشر) - وأكل وأضعف حد السيف وغيره (الكالا) - وأفسد عضواً منه أو أصابه بعاهة (الكالا).
تبطَّل: تعطل، انقطع، ففي ألف ليلة (1: 189) فتبطل عنه الضرب. - وطوَّف بلا عمل ولا غاية (الكالا).
وأصيب بعاهة فتعطل جسمه (فوك).
بَطْل: بلشون، مالك الحزين. (دوماس حياة 431، المقري).
بَطَل: شجاع، قوي (بوشر) - وبطّال لا عمل له (الثعالبي، لطائف 123) - وشاعر بطل: خليع، ماجن (معجم المتفرقات).
بَطَلِيّ: نسبة إلى بطل، شجاعي. (بوشر) بُطلان: مصدر بطل بمعنى أَكَلّ وأضعف (حد السيغ وغيره) (الكالا) - والشجة والكسر تسببهما ضربة واحدة (الكالا) - والفالج (الكالا) والمفلوج (فوك).
بَطالة: بُطلان، فساد الشيء وسقوط حكمه (بوشر) - وعطلة رجال القضاء - وبَطالة الكُتّاب: عطلة الدراسة، وتعطيل الدراسة (بوشر) وعطلة المدرسة (همبرت 116) فوك في مادة cessare ( ترك) و ocisri ( قطع).
والبطالة: الهزل، والمجون (مصدر بَطِل) (معجم ابن بدرون، وعباد 1: 276 رقم 97).
وأهل البطالة: المضحكون، المهرجون (ابن جبير 267).
بطّال، ومؤنثه بطّالة: باطل، لا طائل فيه، عبث، لغو. (رولاند، بوشر، ألف ليلة 1: 320).
وحجة بطّالة: فاسدة، لا سند لها ولا دليل (بوشر).
وبطّال: عاطل (بوشر)، من لا عمل له - ألف ليلة 3: 425، 4: 467) - وبطّال: من هو في عطلة عن العمل (همبرت 116) ومن هو في عطلة الدراسة (بوشر).
وأرض بطالة: بور، غير مزروعة، ضد: عَمّالة. (الترجمة اللاتينية القديمة للميثاق الصقلي عند لِلّو 14).
وورق بطال: خال، لا كتابة فيه (ألف ليلة 1: 314) وكان ياقوت يكتب ((بطال)) وأحياناً يكتب ((خالٍ لم يأت فيه شيء)) تحت بعض العناوين حين لا يجد اسماً جغرافياً مؤلفاً من حروف هذا العنوان ليكتبه (انظر 5: 53).
وبطال: بليد، أبله، أحمق (لايت 15).
ويطلق أهل المدينة المنورة اسم ((البطالين)) على أخس طبقات الخصيان، وهم خدم مسجد الرسول الموكلون بتنظيفه (برتون 1: 357).
باطل: يقال عن الرجل ذهب باطلاً = (عند لين في مادة بَطَل) ذهب دمه بُطلا (ديوان امرئ القيس 39) - وباطل: تافه - وشيء باطل، ترهة، لغو (بوشر) - وخرافة، معتقد لا سند له (بوشر) - وزهيد لا ثمن له (معجم الأسبانية 234، فوك) - وبباطل: زوراً (الكالا) - وحلف في الباطل: حلف كاذباً (الكالا) - وباطلاً وبالباطل، وفي الباطل: ضياعاً، هدراً (الكالا، فوك) - وذهب بالباطل أو في الباطل: ذهب ضياعاً. (بوشر).
بواطِلي: مخاتل مخادع، غشاش (ألكالا) أباطيل: ذكرها بوشر في مادة ( Vanite) جمعاً ل ((باطل)): خرافات أقاصيص لا سند لها، لغو (بوشر).
مُبَطِّل: مزيف، مخادع (الكالا).
مَبْطول: كليل، لا حد له (الكالا) - مفلوج، ذو عاهة (معجم الأسبانية 235، شياباريلي) وسقيم، واهن، ضعيف (الكالا).
بطل
بَطَلَ الشيءُ بُطْلاً وبُطُولاً وبُطْلاناً، بضمِّهنّ: ذَهَب ضَياعاً وخُسْراً وَمِنْه قولُه تعالَى: وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَوْلهمْ: ذَهب دَمُه بُطْلاً: أَي هَدَراً، وَقَالَ الراغِبُ: وبَطَل دَمُه: إِذا قُتِل وَلم يَحصُلْ لَهُ ثَأْرٌ وَلَا دِيَةٌ. وأَبْطَلَه: غَيَّره. والإبْطالُ: يُقال فِي إِفْسَاد الشَّيْء وإزالَتِه، حَقّاً كَانَ ذَلِك الشَّيْء أَو باطِلاً، قَالَ تَعالَى: لِيُحِقَّ الحَقَّ ويُبطِلَ البَاطِلَ. بَطِلَ فِي حَدِيثه بَطالَةً: هَزَلَ وَكَانَ بَطّالاً. ظاهِرُ سِياقِه أَنه مِن حَدِّ نَصَر، والصوابُ أَنه مِن حَدّ عَلِمَ، كَمَا هُوَ فِي الجَمْهَرة.
كأَبْطَلَ. بَطَلَ الأجِيرُ مِن حَدِّ نَصَر، بَطالَةً: أَي تَعَطَّلَ فَهُوَ بَطّالٌ. والباطِلُ: ضِدُّ الحَقِّ وَهُوَ مَا لَا ثَباتَ لَهُ عندَ الفَحْصِ عَنهُ، وَقد يُقال ذَلِك فِي الاعتِبار إِلَى المَقال والفِعال، قَالَ اللَّهُ تعالَى: لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ. ج: أَباطِيلُ على غيرِ قِياسٍ، كَأَنَّهُمْ جَمعُوا إبْطِيلاً، وَقَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ جَمْعُ إبطالَةٍ، وأُبْطُولَةٍ. وَقَالَ كعبُ بن زُهَير رَضِي الله عَنهُ:
(كانَتْ مَواعِيدُ عُرقُوبٍ لَها مَثَلاً ... وَمَا مَواعِيدُه إلاَّ الأَباطِيلُ)
ويُروَى: وَمَا مَواعِيدُها. وأَبْطَلَ الرجُلُ: جَاءَ بِه أَي بالباطِل، وادَّعَى غيرَ الحَقِّ، قَالَه اللَّيثُ.
وَقَالَ قَتادَةُ: الباطِلُ: إبْلِيسُ، وَمِنْه قولُه تعالَى: وَمَا يُبدِئ الْبَاطِلُ وَما يُعِيدُ وَمِنْه أَيْضا قولُه تعالَى: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ أَي لَا يَزِيدُ فِي القُرآنِ وَلَا يَنْقُصُ. ورَجُلٌ بَطّالٌ كشَدّادٍ: ذُو باطِلٍ بَيِّنُ البُطُولِ بالضّمّ. وتَبَطَّلُوا بَينَهم: تَداوَلُوا الباطِلَ نَقلَه الْأَزْهَرِي.
ورَجُلٌ بَطَلٌ، مُحرَّكةً عَن اللَّيث وبَطَّالٌ كشَدَّادٍ بَيِّنُ البَطالَةِ والبُطُولَةِ: أَي شُجاعٌ تَبْطُلُ جِراحَتُه فَلَا يَكْتَرِثُ لَها وَلَا تَكُفُّه عَن نَجْدَتِه، قَالَه اللَّيْثُ، أَو لِأَنَّهُ يُبْطِلُ العَظائِمَ بسيفِه، فيُبَهْرِجُها. وَقَالَ الراغِبُ: وقِيل للشّجاع المُتَعرِّضِ للْمَوْت: بَطَلٌ تَصوُّراً لبُطلانِ دَمِه،، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(وقالُوا لَها لَا تَنْكَحِيه فإنَّهُ ... لِأَوَّلِ بُطْلٍ أَن يُلاقِىَ مَجْمَعَا)
فيكونُ فَعَلٌ: بمَعْنى مَفْعُولٍ. أَو لِأَنَّهُ تَبطُلُ عِندَه دِماءُ الأَقْران فَلَا يُدْرك عِنْده من ثأر. وعِبارةُ الراغِب: أَو لِأَنَّهُ يُبطِلُ دَمَ مَن تَعرَّض لَهُ بسُوءٍ، قَالَ: والأَوّلُ أقْربُ. ج: أبْطالٌ. وَهِي بِهاءٍ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا يُقال: امرأةٌ بَطَلَةٌ، عَن أبي زيد. وَقد بَطُلَ، ككَرُمَ بُطولَةً وبَطَالةً. وتَبَطَّلَ: تَشجَّع، قَالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(ذَهَب الشَّبابُ وفاتَ مِنهُ مَا مَضَى ... ونَضا زُهَيرُ كَرِيهَتِي وتَبَطَّلا)
والبُطَّلاتُ جَمْعُ بُطَّلٍ كسُكَّرٍ: التُّرَّهاتُ عَن ابنِ عَبّاد، ونَصُّه فِي المُحِيط: جَاءَ بالبُطَّلات، وَهِي كالتُّرَّهات. يُقال: بَيْنَهم أُبْطُولَةٌ، بالضّمّ، وإبْطالة، بالكسرِ: أَي باطِلٌ والجَمْع: أباطِيلُ، وَقد تقَدّم ذَلِك عَن أبي حاتِمٍ، عَن الأصمَعِيّ. فِي الحَدِيث: اقْرَؤوا سُورةَ البَقَرةِ فإنّ أخْذَها بَرَكةٌ وتَزكَها حَسرةٌ، وَلَا تَستطيعُها البَطَلَةُ السَّحَرةُ والتفسيرُ فِي الحَدِيث، كَمَا فِي العُباب. وَفِي الأساس: أعوذُ بِاللَّه مِن البَطَلة: أَي الشَّياطِين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الباطِلُ: الشِّركُ، وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: وَيمْحُو اللَّهُ الْباطِلَ. والبُطَالَةُ، بِالْكَسْرِ والضّمّ، لُغتان فِي البَطالَة، بِالْفَتْح: بمَعْنى الشَّجاعة، الكَسرُ نقلَه اللَّيث، والضَّمّ حَكاه بَعْضٌ، وَنَقله صاحبُ المِصباح. وَيُقَال: لبَطُلَ الرجلُ هَذَا فِي التعجُّب مِن التَّبَطل، ولبَطُلَ القولُ هَذَا فِي التعجُّب مِن الباطِل. وشَرُّ الفِتْيان المُتَبَطِّلُ. وأبْطَله: جَعله باطِلاً. والتَّبْطِيلُ: فِعْلُ البَطالَة، وَهِي اتِّباعُ اللَّهوِ والجَهالة. والبَطَّالُ، كشَدَّاد: المُشْتَغِلُ عمّا يعودُ بنَفْعٍ دُنْيوِيٍّ أَو أخرَوِيٍّ، وفِعْلُه: البِطَالةُ، بِالْكَسْرِ. والمُبْطِلُ: مَن يقولُ شَيْئا، لَا حَقيقةَ لَهُ، قَالَه الراغِبُ. وكشَدّادٍ: أَبُو عبد الله محمدُ بن إِبْرَاهِيم بن مُسلِم بن البَطَّال البَطّالِي اليَماني من، صَعْدةَ، نزل المِصِّيصةَ، وحدَّث بهَا بعدَ سنةِ عشرٍ وثلثمائة. وبَنُو أبي الباطِل: قَبِيلَةٌ باليَمني، مِن عَك. والباطِلِيَّةُ: مَحَلَّةٌ بالقاهِرة. والبَطْلان: مَن ضَعُفَتْ قُواه، عامِيَّةُ.

بطل

1 بَطَلَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. بُطْلٌ and بُطُولٌ and بُطْلَانٌ, [of which the last seems to be the most common,] (S, Msb, K, KL, &c.,) It (a thing) was, or became, بَاطِل, as meaning contr. of حَقّ; (S;) [i. e.,] it was, or became, false, untrue, wrong or incorrect, fictitious, spurious, unfounded, unsound, (KL,) vain, unreal, naught, futile, worthless, useless, unprofitable, (KL, PS,) devoid of virtue or efficacy, ineffectual, null, void, of no force, or of no account; (Msb;) it went for nothing, as a thing of no account, (S, Msb, K,) or as a thing that had perished or become lost. (K.) [It is said of an assertion or allegation and the like, and of a deed, &c.] Hence the saying in the Kur [vii. 115], وَ بَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [And what they were doing became vain, or null; or went for nothing, as a thing of no account]. (TA.) And ذَهَبَ دَمُهُ بُطْلًا His blood went for nothing, [unretaliated, and uncompensated by a mulet,] as a thing of no account. (S, Msb.) And بَطَلَ دَمُهُ [signifies the same; or] He was slain without there being obtained for him either blood-revenge or blood-wit. (Er-Rághib, TA.) b2: See also the inf. n. بُطُولٌ below, voce بَطَّالٌ. b3: لَبَطُلَ القَوْلُ [How false, untrue, wrong or incorrect, &c., is the saying!] is said in wonder at that which is بَاطِل. (TA.) b4: بَطَلَ, (S, K,) or بَطَلَ مِنَ العَمَلِ, (Msb,) aor. ـُ (TA,) inf. n. بَطَالَةٌ (S, Msb, K, KL) and بِطَالَةٌ, which is mentioned by one of the expositors of the Mo'allakát, and said to be the more chaste, and sometimes one says بُطَالَةٌ, to make it accord with its contr. عُمَالَةٌ, (Msb,) He (a hired man, or hireling,) was, or became, idle, unoccupied, or without work. (S, Msb, * K, KL. [See also 5.]) [Hence, يَوْمُ بَطَالَةٍ A day of idleness; a holiday.] b5: بِطَالَةٌ, with kesr, also signifies The being diverted from that which would bring profit in the present life or in the life to come. (TA.) b6: See also 2. b7: بَطَلَ فِى حَدِيثِهِ, (K,) aor. ـُ so it seems to be from the context in the K, but correctly بَطِلَ, aor. ـَ as in the JM; (TA;) inf. n. بَطَالَةٌ (K) [and app. بُطُولٌ also; see بَطَّالٌ]; He jested, or joked, or was not serious or in earnest, in his discourse; as also ↓ ابطل. (K.) A2: بَطُلَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. بَطَالَةٌ (S, Msb, K, KL) and بِطَالَةٌ (Lth, Msb, TA) and بُطَالَةٌ (TA) and بُطُولَةٌ, (S, K, KL,) He (a man) was, or became, courageous, brave, or stronghearted, on the occasion of war, or fight; such as is termed بَطَلٌ, q. v.; (S, Msb, K, KL;) as also ↓ تبطّل: (K:) or this last signifies he affected courage, &c.; he made himself, or constrained himself to be, courageous, &c.; syn. تَشَجَّعَ. (TA.) b2: لَبَطُلَ الرَّجُلُ [How courageous, &c., is the man!] is said in wonder at التَّبَطُّل [i. e. courage, &c., or the affecting of courage, &c.]. (TA.) 2 التَّبْطِيلُ [inf. n. of بطّل] signifies ↓ فِعْلُ البطالهِ, [in which the latter word is written in the TA without any indication of the vowel of the ب,] i. e. The pursuit of vain, or frivolous, diversion or sport, and foolish, or ignorant, conduct. (TA.) [See بِطَالَةٌ, above, and the phrase next following it.]

A2: See also 4.4 ابطل He said, or spoke, what was false, or untrue; (Mgh, Msb, K;) [contr. of أَحَقَّ;] he lied: (Mgh:) he made a false, or vain, claim or demand; he claimed, or demanded, for himself that which was not right, or just. (Lth, TA.) b2: See also 1.

A2: ابطلهُ [and vulgarly ↓ بطّلهُ] He made it, or rendered it, [and he proved it to be,] بَاطِل, i. e. false, untrue, wrong or incorrect, fictitious, spurious, unfounded, unsound, vain, unreal, naught, futile, worthless, useless, unprofitable, (S, * L, K, TA,) devoid of virtue or efficacy, ineffectual, null, void, of no force, or of no account; (Msb, TA;) he nullified it, annulled it, abolished it, cancelled it; whether it was true or false, right or wrong, authentic or spurious, valid or null; (TA;) he made it to go for nothing, as a thing of no account, or as a thing that had perished or become lost. (K.) Hence, ابطل شَهَادَتَهُ He annulled his testimony. (TA in art. زور.) And لِيُحِقَّ الحَقَّ وَ يُيْطِلَ البَاطِلَ, in the Kur [viii. 8, meaning That He might establish that which is true, and annul that which is false]. (TA.) 5 تبطّلوا بَيْنَهُمْ They took it by turns to say, or to do, that which was false, wrong, vain, futile, or the like; syn. تَدَالُوا البَاطِلَ. (Az, K.) b2: [تبطّل, said in the Mgh to be from البَطَالَةُ, (see بَطَلَ, or بَطَلَ مِنَ العَمَلِ,) app. signifies, as its part. n. (q. v. voce بَطَّالٌ) indicates, He became unoccupied and lazy.]

A2: See also 1, near the end of the paragraph.

بُطْلٌ [originally an inf. n. of 1, and mentioned therewith, first sentence:] i. q. بَاطِلٌ, q. v. (Ham p. 114.) بَطَلٌ, said to be the only epithet of its measure except حَسَنٌ; (TA in art. حسن;) applied to a man, Courageous, brave, or strong-hearted, on the occasion of war, or fight; [commonly used as a subst., meaning a man of courage or valour, a brave man, a hero;] (S, Msb, K;) as also ↓ بَطَّالٌ; (K;) one whose wound goes for nothing, so that he does not care for it, (Lth, K,) and it does not withhold him from the exercise of his courage; (Lth, TA;) or the blood of whose adversaries goes for nothing with him, (K,) unrevenged: (TA:) or for this reason he is thus called; (TA;) or because life is annulled, or made to go for nothing, on the occasion of encountering him, and severe misfortunes are annulled by him, (Msb,) or by his sword, and made to be of no account: (TA:) and so ↓ بَطَلَةٌ applied to a woman; (S, Msb, K;) accord. to one of the expositors of the Hamáseh; (Msb;) but Az says that this is not allowable: (IDrd, TA:) the pl. of بَطَلٌ is أَبْطَالٌ. (Msb, K.) بَطَلَةٌ: see بَاطِلٌ: A2: and see also بَطَلٌ.

بَطْلَانُ One whose powers have become weak: but this is a vulgar word. (TA.) بُطَّلَاتٌ (pl. of بُطَّلٌ, TA) False, or vain, things; or unprofitable sayings. (Ibn-'Abbád, K.) Yousay, جَآءَ بِالبُطَّلَاتِ He uttered false, or vain, things; &c. (El-Moheet, TA.) بَطَّالٌ, applied to a man, signifies بَيِّنٌ ↓ ذُو بَاطِلٍ

↓ البُطُولِ [app. meaning Having a vain, or false, object or pursuit; manifesting the having such an object or pursuit: or, accord. to an explanation of ذو باطل by Bd in xxxviii. 26, i. q. مُبْطِلٌ and عَابِثٌ, i. e. jesting, or joking; (see بَطَلَ فِى

حَدِيثِهِ, or بَطِلَ;) or saying what is untrue: and playing, or sporting, and doing that in which is no profit; as also ↓ بَاطِلٌ, q. v.]: (K:) one who jests, or jokes, in his discourse: one who is diverted from that which would bring profit in the present life or in that which is to come: (TA:) idle; unoccupied: (S, Msb:) or exceedingly, or extremely, idle: (KL:) or unoccupied and lazy; as also ↓ مُتَبَطِّلٌ. (Mgh.) [In the present day it is commonly used as signifying Bad, worthless, and useless; applied to a man and to anything.]

A2: See also بَطَلٌ.

بَاطِلٌ contr. of حَقٌّ; (S, K;) i. e. False, untrue, wrong or incorrect, fictitious, spurious, unfounded, unsound, (KL,) vain, unreal, naught, futile, worthless, useless, unprofitable, (KL, PS,) devoid of virtue or efficacy, ineffectual, null, void, of no force, or of no effect; (Msb;) that proves, when inquired into, or investigated, to be false, wrong, unfounded, unsound, or not established; applying to a saying, and [sometimes] to a deed: (TA:) [going for nothing, as a thing of no account, or as a thing that has perished or become lost: (see the verb, 1, first sentence:) often used as a subst., meaning a false, or vain, saying, or assertion, or allegation; a lie; a falsehood: and a false, or vain, deed, or action, or affair, or thing; &c.:] and ↓ بُطْلٌ is syn. therewith, (Ham p. 114,) and so are ↓ أُبْطُولَةٌ and ↓ إِبْطَالَةٌ: (K:) the pl. of بَاطِلٌ is بَوَاطِلُ; (Msb;) and بُطُلٌ occurs as a pl. of the same; (Ham p. 360;) or its pl. is أَبَاطِيلُ, contr. to analogy, (S, Msb,) as though the sing. were إِبْطِيلٌ; (S;) or, accord. to AHát, this is pl. of ↓ أُبْطُولَةٌ, or, as some say, of ↓ إِبْطَالَةٌ, (Msb,) or, accord. to As and AHát and IDrd, of both these; (TA;) and signifies false, or vain, sayings and actions or deeds. (K in art. هتر, &c.) You say, قَدْ قُلْتَ بَاطِلًا [Thou hast said a false, or vain, saying; a lie; a falsehood]; like as you say, قَدْ قُلْتَ حَقًّا. (Ham p. 360.) And يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ [They devour the possessions of men by false pretence]. (Kur ix. 34.) And ↓ بَيْنَهُمْ أُبْطُولَةٌ and ↓ إِبْطَالَةٌ [Between them is false, or vain, speech, or discourse, &c.]; syn. بَاطِلٌ. (K.) b2: The belief in a plurality of Gods: so explained as occurring in the Kur xlii. 23. (TA.) b3: See also بَطَّالٌ, in two places. [Hence,] بَاطِلًا In play, or sport; acting unprofitably; or aiming at no profit. (Jel in iii. 188 and xxxviii. 26.) b4: البَاطِلُ Iblees: so in the Kur [xxxiv. 48], where it is said, مَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَ مَا يُعِيدُ [explained in art. بدأ]: (Katádeh, K:) and again [xli. 42], where it is said, لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ, [accord. to some,] meaning that Iblees shall not add to the Kur-án nor diminish therefrom: (TA:) ↓ بَطَلَةٌ [is its pl., and] signifies devils: (A, TA:) or enchanters. (O, K.) إِبْطَالَةٌ: see بَاطِلٌ; for each in three places.

أُبْطُولَةٌ: see بَاطِلٌ; for each in three places.

مُبْطِلٌ One who says a thing in which is no truth, or reality: (Er-Rághib, TA:) one who embellishes speech with lies: (Bd in xxx. 58:) one who says, or does, false, or vain, things. (Jel ibid.] [See also its verb, 4.]

مُتَبَطِّلٌ: see بَطَّالٌ.
بطل
بطَلَ1 يَبطُل، بُطْلاً وبُطْلانًا وبُطولاً، فهو باطِل
• بطَل دَمُ القَتيلِ ونحوُه: ذَهَب ضَياعًا وهدرًا " {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ".
• بطَل العَقْدُ ونحوُه: فَسَدَ وسقَط حُكْمه "بطَل البيعُ/ الدّليل- نَقْضُ شرط من شروط العقد مدعاة لبُطْلانه- زواج باطِلٌ- إذا حضَر الماءُ بطَل التَّيمُّم". 

بطَلَ2 يَبطُل، بَطالةً وبِطالةً، فهو بَطّال
• بطَل العاملُ:
1 - تعطَّل عن العمل، عَدِم الوظيفة ولم يجد ما يرتزق منه "في الأزمات الاقتصاديّة يَزداد عدد العمّال البطَّالين".
2 - عطل، لم يجد عملاً يَتّفق مع استعداده أو مع قدراته ومؤهّلاته نظرًا لحالة سوق العمل "يزداد معدّل البِطالة في مصر". 

بطُلَ يَبطُل، بُطولةً، فهو بَطَل
• بطُل المقاتلُ: شَجُع واستَبْسل وضحَّى "بطُل الجنديُّ في ساحة المعركة- يُعَدّ خالد بن الوليد بطلاً من أبطال التاريخ". 

أبطلَ يُبطل، إبطالاً، فهو مُبْطِل، والمفعول مُبْطَل (للمتعدِّي)
• أبطل الشَّخصُ: جاء بالباطل، أتى بغير الصحيح " {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ}: الكافرون المكذِّبون".
• أبطل الحُكْمَ ونحوَه: ألغاه، فسخه حقًّا كان أو باطلاً "أبطل القاضي البيعَ/ القرارَ/ الوصيَّةَ- هذا العمل من مُبطلات بيع السِّلعة" ° مانع مُبْطل: يحول دون إقامة مراسيم الزواج.
• أبطل الأمرَ: أفسده، محَقه وضيَّعه " {لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى} "? أبطل مفعول قنبلة: أعطبها ومنع انفجارها- أبطل قولَه: فنّده، دحضه. 

بطَّلَ يبطِّل، تَبْطيلاً، فهو مُبطِّل، والمفعول مُبطَّل (للمتعدِّي)

• بطَّلَ العاملُ: بَطل2، تعطّل عن العمل "بَطَّل أخوك من عمله وانساق وراء اللّهو".
• بطَّل العاملَ: عطَّله.
• بطَّل عقدًا وغيرَه: أَلْغاه، فسَخه، أَوْقَفَه، عطّل العملَ به "بطَّل القرارَ- صدر قانون جديد بطَّل أحكامَ القانون السابق- بطَّل العملَ: قطعه".
• بطَّل العادةَ السَّيِّئة: تركها. 

تبطَّلَ يتبطّل، تَبَطُّلاً، فهو مُتبَطِّل
• تبطَّلَ الشَّخصُ: بطَل2، تعطَّل عن العمل "أدّت الأزمةُ الاقتصاديّة إلى تبطّل أكثر العمال". 

أباطيلُ [جمع]: مف أُبطولة:
1 - لفظ يُطلق على كلّ أشكال الباطل وكلّ ماهو عبث وغرور (يستعمل عادة في صيغة الجمع).
2 - أمورٌ لاثَبات لها، أو لا خيرَ فيها ولا فائدةَ. 

إبطال [مفرد]:
1 - مصدر أبطلَ.
2 - (طب) عمليّة وقف نشاط مادّة ما أو تأثيرها. 

باطِل [مفرد]: ج أباطيلُ وبُطُل وبَواطِلُ، مؤ باطِلة، ج مؤ باطِلات وبَواطِلُ:
1 - اسم فاعل من بطَلَ1 ° ذهَب دمه باطِلاً: قُتل ولم يؤخذ له ثأر ولا ديّة- ذهَب عملُه باطلاً: خاليًا من الفائدة.
2 - ما لا ثبات له عند الفحص عنه، عكس الحقّ "اتّهام/ زواجٌ باطل- للباطل جَوْلة ثم يضمحلّ [مثل]- {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} ".
3 - لغو وعبث، خرافات وأقاصيص لا سند لها، عديم الأثر " {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً} " ° كلامٌ باطِل: كلام فارغ، لا خير فيه.
4 - ظُلْم وبَغْيٌ، تحريف وتزوير " {لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} ".
5 - وهْم وكذِب " {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} ".
6 - كفر وضلال " {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ} ".
7 - (فق) ما وقع غير صحيح من أصله، بخلاف الفاسد الذي يقع صحيحًا في جملته ويعوزه بعض الشرط ليتم.
• عقدٌ باطِل: (قن) عقد يشوبه البطلان بسبب فقدان أحد شروط صحّته. 

بَطالة/ بِطالة [مفرد]: مصدر بطَلَ2 ° بَطالة مقنَّعة: عدد الموظّفين الزّائد عن الحاجة في الهيئات والمصالح الحكوميَّة- يَوْمُ بطالة: يوم عطلة.
• معدَّل البطالة: (قص) القياس الاقتصاديّ الذي يوضع فيه السكان العاطلون القادرون على العمل والراغبون فيه بالنسبة للعمال المشتغلين في مجتمع سكّانيّ معيَّن. 

بَطّال [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطَلَ2: كثير التوقّف عن العمل، مَنْ لا يجد عملاً مع استعداده وقدرته عليه.
2 - أبله، أحمق.
3 - سيِّئ "رجلٌ بطَّال". 

بَطَل [مفرد]: ج أبْطال، مؤ بَطَلَة، ج مؤ بَطَلات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطُلَ ° مُكْرَه أخاك لا بطل: وصف المرء الذي يُجبر على أمر ليس من شأنه.
2 - مِقْدام، شجاع "شابٌّ بطل".
3 - (رض) مُتميِّز ومُتفوّق في مجاله الرياضيّ "بَطَل في كرة اليد/ المصارعة".
4 - (فن) مَن يلعب دورًا أساسيًّا في رواية أو مسرحيّة ° بطل ثان: شخصيّة تلي البطل في الأهمية في المسرح أو الدراما.
• بَطَلٌ مُزَيَّف: (فن) مصطلح يُطلق على الشّخص الرئيسيّ في القصّة، المجرّد من صفات البطولة ويتميّز عادة بدناءة النَّفْس وعدم التَّقيّد بالمُثُل العليا. 

بُطْل [مفرد]: مصدر بطَلَ1. 

بُطْلان [مفرد]:
1 - مصدر بطَلَ1.
2 - (قن) فساد العقد القانونيّ وسقوطه، أو هو انعدام أثر التصرُّف بالنسبة إلى المتعاقد وبالنسبة إلى الغير لعدم توافر ركن من أركان التصرُّف أو شرط من شروط صحته. 

بُطول [مفرد]: مصدر بطَلَ1. 

بُطولة [مفرد]:
1 - مصدر بطُلَ.
2 - (رض) تفوّق في الألعاب الرياضيّة.
3 - (فن) دور رئيسيّ في عمل مسرحيّ أو سينمائيّ "أدَّى دور البطولة في الفيلم باقتدار كبير". 
(ب ط ل) : (أَبْطَلَ) كَذَّبَ وَحَقِيقَتُهُ جَاءَ بِالْبَاطِلِ (وَتَبَطَّلَ) مِنْ الْبَطَالَةِ وَرَجُلٌ بَطَّالٌ وَمُتَبَطِّلٌ أَيْ مُتَفَرِّغٌ كَسْلَانُ.

بلغ

(بلغ) الشيب فِي رَأسه ظهر والفارس مد يَده بعنان فرسه ليزِيد فِي جريه وَالشَّيْء أبلغه وَفُلَانًا الشَّيْء أبلغه إِيَّاه
(بلغ)
الشّجر بلوغا وبلاغا حَان إِدْرَاك ثمره والغلام أدْرك وَالْأَمر وصل إِلَى غَايَته وَمِنْه {حِكْمَة بَالِغَة} وَالشَّيْء بلوغا وصل إِلَيْهِ

(بلغ) بلاغة فصح وَحسن بَيَانه فَهُوَ بليغ (ج) بلغاء وَيُقَال بلغ الْكَلَام

بلغ


بَلَغَ(n. ac. بُلُوْغ)
a. Hurried along, hastened.
b. Threw open (door).
c. Deflowered.

بَلِغَ(n. ac. بَلَغ)
a. Was bewildered, dazed, stupefied.
b. see IX
بَلُغَ(n. ac. بَلُغ)
a. see IX
أَبْلَغَa. Threw open (door).
إِبْلَغَّa. Was black and white, piebald.

بُلْغَةa. see 4
بَلَغa. Black and white (colour).
b. Variegated marble.
c. Door, gate.

أَبْلَغُ
(pl.
بُلْغ)
a. Black and white, piebald.

بَلْغَآءُa. see 14
العَيْن البَلْقَآء
a. Impudence, brazenness, audacity.
بلغ
البَلْغ: البَلِيغُ من الرِّجال، قد بَلُغَ بَلاغَةً.
وبَلَغَ الشَّيْءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً، وبَلَّغْتُه وأبْلَغْتُه. وكذلك الإبْلاغ في الرِّسالة.
وله بَلاغ وبلْغَةٌ وتَبَلُغٌ: أي كِفَايَةٌ.
والمُبَالَغَةُ: أنْ تَبْلُغَ من العَمَل جَهْدَكَ. ويقولون: " بَلَغَ مِنْي البِلَغِيْنَ " أي الجهد.
واللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغ، ويُنْصَبُ العَيْنُ والغَيْنُ.
والبَلِبْغُ من الرِّجال: الذي لا يُسْقِطُ في كلامِه كثيراً.
والتَّبْلِغَةُ: الحَبْلُ الذي يُوصَلُ به الرِّشَاءُ إلى الكَرَب، وتُجْمَعُ تَبَالِغَ. والبالِغَاءُ: الأكارعُ.
ب ل غ: (بَلَغَ) الْمَكَانَ وَصَلَ إِلَيْهِ وَكَذَا إِذَا شَارَفَ عَلَيْهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة: 234] أَيْ قَارَبْنَهُ. وَ (بَلَغَ) الْغُلَامُ أَدْرَكَ وَبَابُهُمَا دَخَلَ. وَ (الْإِبْلَاغُ) وَ (التَّبْلِيغُ) الْإِيصَالُ، وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْبَلَاغُ) ، وَالْبَلَاغُ أَيْضًا الْكِفَايَةُ. وَشَيْءٌ (بَالِغٌ) أَيْ جَيِّدٌ. وَ (الْبَلَاغَةُ) الْفَصَاحَةُ وَ (بَلُغَ) الرَّجُلُ صَارَ (بَلِيغًا) وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (الْبَلَاغَاتُ) كَالْوِشَايَاتِ. وَ ((الْبِلِغِينُ)) الدَّاهِيَةُ، وَهُوَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَ (بَالَغَ) فِي الْأَمْرِ إِذَا لَمْ يُقَصِّرْ فِيهِ. وَ (الْبُلْغَةُ) مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنَ الْعَيْشِ وَ (تَبَلَّغَ) بِكَذَا أَيِ اكْتَفَى بِهِ. 
[بلغ] بَلَغْتَ المكان بُلوغاً: وصلت إليه، وكذلك إذا شارفتَ عليه. ومنه قوله تعالى: {فإذا بلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} أي قارَبْنَهُ. وبَلَغَ الغلامُ: أدرك. والإِبْلاغُ: الإيصالُ، وكذلك التَبْليغُ، والاسمُ منه البَلاغُ. والبَلاغُ أيضاً: الكفاية. ومنه قول الراجز * تزج مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغ * وبَلَّغْتُ الرسالةَ. وبَلَّغَ الفارسُ، إذا مَدَّ يدَه بعنان فرسه ليزيد في جَرْيه. وشئ بالغ، أي جيد. وقد بَلَغَ في الجودة مَبْلَغاً. ويقال: أمرُ اللهِ بَلْغٌ بالفتح، أي بالِغٌ من قوله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره . قال الفراء: يقال اللهم سمع لا بلغ، وسمع لا بلغ، معناه يسمع به ولا يتم. وقال الكسائي: إذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: اللهم سمع لا بلغ، وسمع لا بلغ، وسمعا لا بلغا. وقولهم: أحمق بِلْغٌ بالكسر، أي هو مع حماقته يبلغ ما يريده. يقال بلغ ملغ . والبلاغة: الفصاحةُ. وبَلُغَ الرجلُ بالضم، أي صار بليغا. والبلاغات، كالوشايات. والبلغين: الداهية. وفي الحديث أن عائشة قالت لعليّ رضي الله عنهما حين أُخِذَتْ: " بَلَغْتَ مِنَّا البُِلَغينَ ". وبالَغَ فلانٌ في أمري، إذا لم يقصِّر فيه. والبُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العَيش. وتَبَلَّغَ بكذا، أي اكتفَى به. وَتَبَلَّغَتْ به العِلَّةُ، أي اشتدّتْ. والبالِغاءُ: الا كارع فيه لغة أهل المدينة. قال أبو عبيد: وأصلها بالفارسية " پايها ".
ب ل غ : بَلَغَ الصَّبِيُّ بُلُوغًا مِنْ بَاب قَعَدَ احْتَلَمَ وَأَدْرَكَ وَالْأَصْلُ بَلَغَ الْحُلُمَ وَقَالَ ابْنُ الْقُطَّاعِ بَلَغَ بَلَاغًا فَهُوَ بَالِغٌ وَالْجَارِيَةُ بَالِغٌ أَيْضًا بِغَيْرِ هَاءٍ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قَالُوا جَارِيَةٌ بَالِغٌ فَاسْتَغْنَوْا بِذِكْرِ الْمَوْصُوفِ وَبِتَأْنِيثِهِ عَنْ تَأْنِيثِ صِفَتِهِ كَمَا يُقَالُ امْرَأَةٌ حَائِضٌ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ: جَارِيَةٌ بَالِغٌ وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُهُ وَقَالُوا امْرَأَةٌ عَاشِقٌ وَهَذَا التَّعْلِيلُ وَالتَّمْثِيلُ يُفْهِمُ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يُذَكَّرُ الْمَوْصُوفُ وَجَبَ التَّأْنِيثُ دَفْعًا لِلَّبْسِ نَحْوَ مَرَرْتُ بِبَالِغَةٍ وَرُبَّمَا أُنِّثَ مَعَ ذِكْرِ الْمَوْصُوفِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ بَلَغَ بَلَاغًا فَهُوَ بَالِغٌ وَالْجَارِيَةُ بَالِغَةٌ وَبَلَغَ الْكِتَابُ بَلَاغًا وَبُلُوغًا وَصَلَ وَبَلَغَتْ الثِّمَارُ أَدْرَكَتْ وَنَضِجَتْ وَقَوْلُهُمْ لَزِمَ ذَلِكَ بَالِغًا مَا بَلَغَ مَنْصُوبٌ عَنْ الْحَالِ أَيْ مُتَرَقِّيًا إلَى أَعْلَى نِهَايَاتِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ بَلَغْت الْمَنْزِلَ إذَا وَصَلْتُهُ وقَوْله تَعَالَى {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة: 234] أَيْ فَإِذَا شَارَفْنَ انْقِضَاءَ الْعِدَّةِ.
وَفِي مَوْضِعٍ {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] أَيْ انْقَضَى أَجَلُهُنَّ وَبَالَغْتُ فِي كَذَا بَذَلْتُ الْجُهْدَ فِي تَتَبُّعِهِ.

وَالْبُلْغَةُ مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنْ الْعَيْشِ وَلَا يَفْضُلُ يُقَالُ تَبَلَّغَ بِهِ إذَا اكْتَفَى بِهِ وَتَجَزَّأَ وَفِي هَذَا بَلَاغٌ وَبُلْغَةٌ وَتَبَلُّغٌ أَيْ كِفَايَةٌ وَأَبْلَغَهُ السَّلَامَ وَبَلَّغَهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ أَوْصَلَهُ

وَبَلُغَ بِالضَّمِّ بَلَاغَةً فَهُوَ بَلِيغٌ إذَا كَانَ فَصِيحًا طَلْقَ اللِّسَانِ. 
(ب ل غ) : بَلَغَ الْمَكَانَ بُلُوغًا وَبَلَّغْتُهُ الْمَكَانَ تَبْلِيغًا وَأَبْلَغْتُهُ إيَّاهُ إبْلَاغًا (وَفِي الْحَدِيثِ) عَلَى مَا أَوْرَدَهُ الْبَيْهَقِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ بِرِوَايَةِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ " مَنْ ضَرَبَ " وَفِي رِوَايَةٍ «مَنْ بَلَغَ حَدًّا فِي غَيْرِ حَدٍّ فَهُوَ مِنْ الْمُعْتَدِينَ» بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ السَّمَاعُ، وَأَمَّا مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ الْفُقَهَاءِ مِنْ التَّثْقِيلِ إنْ صَحَّ فَعَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَلَا فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» وقَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [المائدة: 67] عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي، وَالتَّقْدِيرُ مَنْ بَلَّغَ التَّعْزِيرَ حَدًّا، أَوْ إنَّمَا حَسُنَ الْحَذْفُ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: " فِي غَيْرِ حَدٍّ عَلَيْهِ "، وَاَلَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ قَوْلُهُمْ: لَا يَجُوزُ تَبْلِيغُ غَيْرِ الْحَدِّ الْحَدَّ، وَقَوْلُ صَاحِبِ الْمَنْظُومَةِ الْوَهْبَانِيَّةِ:
لَا يَبْلُغُ التَّعْزِيرُ أَرْبَعِينَا
لَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ اسْتِعْمَالُ التَّبْلِيغِ جَاءَ بِاللُّغَةِ الْأُخْرَى، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ مَنْ أَقَامَ حَدًّا فِي مَوْضِعٍ لَيْسَ فِيهِ حَدٌّ وَإِنَّمَا نَكَّرَهُ لِكَثْرَةِ أَنْوَاعِ الْحَدِّ وَقَوْلُهُمْ: " لَا يُبْلَغُ بِالتَّعْزِيرِ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ " بِالرَّفْعِ، مِنْ بَلَغْت بِهِ الْمَكَانَ إذَا بَلَّغْتُهُ إيَّاهُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْحَاكِمِ الْجُشَمِيِّ وَفِي حِدَاءِ الْأَبْصَارِ لِلْإِمَامِ أَنْ يَبْلُغَ فِي التَّعْزِيرِ مَبْلَغَ الْحَدِّ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْأَوَّلِ (قَوْلُهُ) وَإِنَّمَا تُبْلِغُهُ مَحَلَّهُ بِأَنْ يُذْبَحَ فِي الْحَرَمِ (وَقَوْلُهُ) فَلَهُ أَنْ تَبْلُغَ عَلَيْهَا إلَى أَهْلِهِ الصَّوَابُ بُلُوغُهُ وَ " فَلَهُ أَنْ يَبْلُغَ " لِأَنَّ التَّبَلُّغَ الِاكْتِفَاءُ وَهُوَ غَيْرُ مُرَادٍ فِيهَا.
بلغ
البُلُوغ والبَلَاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكانا كان أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدّرة، وربما يعبّر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء: بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [الأحقاف/ 15] ، وقوله عزّ وجلّ:
فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة/ 232] ، وما هُمْ بِبالِغِيهِ [غافر/ 56] ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ [الصافات/ 102] ، لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ [غافر/ 36] ، أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ [القلم/ 39] ، أي: منتهية في التوكيد.
والبَلَاغ: التبليغ، نحو قوله عزّ وجلّ: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ [إبراهيم/ 52] ، وقوله عزّ وجلّ:
بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ [الأحقاف/ 35] ، وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [يس/ 17] ، فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ [الرعد/ 40] .

والبَلَاغ: الكفاية، نحو قوله عزّ وجلّ: إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ [الأنبياء/ 106] ، وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ
[المائدة/ 67] ، أي: إن لم تبلّغ هذا أو شيئا مما حمّلت تكن في حكم من لم يبلّغ شيئا من رسالته، وذلك أنّ حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشدّ، وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأمّا قوله عزّ وجلّ: فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق/ 2] ، فللمشارفة، فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها.
ويقال: بَلَّغْتُهُ الخبر وأَبْلَغْتُهُ مثله، وبلّغته أكثر، قال تعالى: أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي [الأعراف/ 62] ، وقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة/ 67] ، وقال عزّ وجلّ: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ [هود/ 57] ، وقال تعالى: بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ [آل عمران/ 40] ، وفي موضع: وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا [مريم/ 8] ، وذلك نحو: أدركني الجهد وأدركت الجهد، ولا يصحّ: بلغني المكان وأدركني.
والبلاغة تقال على وجهين:
- أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوبا في موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه ، ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة.
- والثاني: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له، وقوله تعالى: وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً [النساء/ 63] ، يصح حمله على المعنيين، وقول من قال : معناه قل لهم: إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم، وقول من قال: خوّفهم بمكاره تنزل بهم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ، والبلغة: ما يتبلّغ به من العيش.
(ب ل غ)

بلغ الشَّيْء يبلغ بلوغاً: وصل وانْتهى.

وابلغه هُوَ، وبَلَّغه.

وَقَول أبي قيس بن الاسلت السّلمِيّ:

قَالَت وَلم تَقصد لقيل الخَنَى مَهْلاَ فقد ابلَغت أسْماعِي

إِنَّمَا هُوَ من ذَلِك، أَي: قد انْتَهَت فِيهِ وأنعمت.

وتبلَّغ بالشَّيْء: وصل بِهِ إِلَى مُرَاده.

وَبلغ مَبلغ فلانٍ، ومَبلغته.

والبلاغ: مَا ابلغك.

وَفِي التَّنْزِيل: (إِلَّا بلاغا من الله ورسالاته) ، أَي: لَا أجد منَجْىً إِلَّا أَن ابلغ مَا ارسلت بِهِ.

وَبلغ الْغُلَام: احْتَلَمَ، كَأَنَّهُ بلغ وَقت الْكتاب عَلَيْهِ والتكليف.

وَكَذَلِكَ: بلغت الْجَارِيَة.

وَبلغ النَّبت: انْتهى.

وتبالغ الدِّباغ فِي الْجلد: انْتهى فِيهِ، عَن أبي حنيفَة.

وبَلَغت النخلةُ، وَغَيرهَا من الشّجر: حَان إِدْرَاك ثَمَرهَا، عَنهُ أَيْضا. وَأمر بَالغ. وبَلْغٌ: قد بَلَغ أَيْن أُرِيد بِهِ، قَالَ الْحَارِث بن حِلّزة:

فهداهم بالأسودين وَأمر الل هـ بَلْغٌ يشقى بِهِ الاشقياء

وجيش بَلْغٌ، كَذَلِك.

وسَمْعٌ لَا بَلْغ، وسِمْعٌ لَا بِلْغ، وَقد ينصب كل ذَلِك، وَذَلِكَ إِذا سَمِعت امراً مُنْكرا، أَي: يُسمع بِهِ وَلَا يَبْلُغ.

وأحمق بَلْغٌ، وبِلْغٌ، أَي: صدى حماقته يبلغ مَا يُريدهُ.

وَقيل، بَالغ فِي الحُمق.

وَاتبعُوا فَقَالُوا: بِلْغٌ مِلْغ.

وَقَوله تَعَالَى: (أم لكم أَيْمَان علينا بَالِغَة) . قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ مُوجبَة أبدا قد حلفنا لكم أَن نفى بهَا.

وَقَالَ مرّة: أَي قد انْتَهَيْت إِلَى غايتها.

وَقيل: يَمينٌ بَالِغَة: مُؤَكدَة.

وَالْمُبَالغَة: أَن تبلغ من الْأَمر جهدك.

وَأمر بَالغ: جَيِّد.

وَرجل بليغ، وبَلْغ، وبِلْغ: حسن الْكَلَام فصيحه، يبلغ بِعِبَارَة لِسَانه كُنه مَا فِي قلبه.

وَالْجمع: بُلغاء.

وَقد بلُغ بلاغة.

وقولٌ بليغ: بَالغ.

وَقد بَلُغ.

والبلَغْن: البلاغة، عَن السيرافي، وَقد مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ.

والبلَغْن، أَيْضا: النمام، عَن كرَاع.

وتبلغ بِهِ مرضُه: اشْتَدَّ.

وبَلغ بِهِ البَلَغينن بِكَسْر الباءَ وَفتح اللَّام وتخفيفها، عَن ابْن الْأَعرَابِي، إِذا استقصى فِي شَتمه وآذاه.

وبَلّغ الشيبُ فِي رَأسه: ظهر أول مَا يظْهر، وَقد تقدّمت بِالْعينِ. وَزعم البصريون أَن ابْن الْأَعرَابِي صحف فِي نوادره، فَقَالَ: مَكَان " بَلَّغَ ": بَلَّغ الشَّيب، فَلَمَّا قيل لَهُ، إِنَّه تَصْحِيف، قَالَ: بَلَّعَ، وبَلّغ.

قَالَ أَبُو بكر الصُّولي: وقُريء يَوْمًا على أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب، وَأَنا حَاضر هَذَا، فَقَالَ: الَّذِي اكْتُبْ: بَلّغ، كَذَا قَالَ بالغين مُعْجمَة.

والبِالغاء: الأكارع، وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ: بايها.

والتَّبْلغة: سير يُدْرج على السِّية حَيْثُ انْتهى طرف الْوتر ثَلَاث مرارٍ أَو أَرْبعا، لكَي يثبت الْوتر حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، جعل " التْبلغة " اسْما، كالتودية والتَّنهية، لَيْسَ بمصدر، فتفهمه.
بلغ:
بَلَغ (بإضمار غايته): بذل جهده في عمل شيء، ففي كليلة ودمنة (ص239): وابلغ لك في الكرامة. وفي (ص211): وذلك يمنعني من كثير مما أريد أن أبلغه من كرامتك. - وبلغ (بإضمار غايته أيضاً): وصل أعلى مراتب الشرف، ففي أخبار (ص25) شرف وبلغ - (وبإضمار غايته أيضا: يقال بلغت الأموال أي صارت من الكثرة بحيث وجبت عليها الزكاة (معجم الماوردي) وبلغ بفلان: رفعه إلى مراتب الشرف (أخبار 82). بَلَّغ بالإضمار: أوصله إلى غايته (معجم البيان، أخبار ص76) - وبلغ (بالإضمار): روى حديث الرسول (المقري 2: 663).
وبَلّغ: أعاد أقوال الإِمام (انظر مُبَلّغ) (مملوك 2، 2: 72) وفي لب الألباب 252 فسرت كلمة المُكَبِّرِ ب ((المُبْلِغ)) تكبير الإمام ولكن يجب تصحيحها ب ((المبَلِّغ)) ومثله في كوزج طرائف، ففي ص119: وكان القاضي يُبْلِغ عند التكبير، قلها: يُبَلِّغ.
وبَلَّغ: أملى كتاباً (همبرت 107) - وبلَّغهم الأمر: عرضه عليهم (بوشر) - وبلغ الحاكم شيئاً: شكاه إليه، ووشى به إلى الحاكم (بوشر).
بالغ: غالى، أفرط (بوشر) يقال بالغ في وصف الشيء أي غالى وأفرط في وصفه (بوشر) وفي نفس المعنى يقال: بالغ في شيء، ففي النويري أسبانيا 448: وله مناقب كثيرة بالغ أهل الأندلس فيها حتى قالوا يشبه بعمر بن عبد العزيز - وبالغ الثمنَ: غالى فيه. ففي حيان - بسان (تعليقاتي 181): وهو أول من بالغ الثمن بالأندلس في شراء القينات. وقد أشرت هناك، لكيلا يظن أن الصواب بالغ في الثمن، إذ ليس في مخطوطة ب كلمة ((في)) وأن فوك يذكر في معجمه (انظر: excedere) بالغ متعدياً إلى المفعول.
بَلَغ: زهرى، مرض عضو التناسل (بلجراف 2: 31).
بُلْغَة: تجمع على بُلْغات (فوك) أو بُلَغ (بوشر) أو بلاغي (دومب): وهي في المغرب نعل يتخذ من الحلفاء (فوك وفيه: avarca d'esparl أي نعل من الحلفاء) ويذكر ابن عبد الملك (ص166و) في ترجمته لابن عسكر مؤرخ ملقة (ولد نحو سنة 584 وتوفي سنة 636) شعراً لهذا العالم ((في صفة النعل المتخذة من الحلفآء وهي التي يسميها أهل الأندلس ومن صاقبهم من أهل العدوة بالبُلْغة (كذا) وهي من قصيدة طويلة في مدح المأمون أبي العلاء بن المنصور من بني عبد المؤمن، وفيها يقول:
لتبليغها المضطر تدعى ببلغة ... وإن قست بالتشبيه شبهتها نعلا
ولا تزال كلمة بلغة تستعمل اليوم في المغرب وفي مصر. وتنطق بُلغة بالضم (عوادة 598 بوشر) والأكثر بَلْغة بالفتح، ويطلقونها على ضرب من الأحذية تشبه أحذيتنا، إذ أن إمام قسطنطينية يقول: وأما البلغة فهي تقرب من النعل الرومي (معجم البربر، عوادة 598 براكس 4، وعند بوشر bottine) أو يطلق على الخف أو البابوج (سندوفال 308، فلوجل 67: 26 صفة مصر 18، القسم الثاني ص388).
بلاغ: إدراك (بوشر، دى ساسي طرائف 2: 66).
وبلوغ، وبلاغ السن: سن البلوغ (بوشر).
وبلاغات: أخبار، وشايات، ففي ابن القوطية ص44و: ((بلغت الوزراء وأكابر الناس عنه بلاغات منكرة)).
بليغ، أسلوب بليغ: رصين يبلغ أثره إلى النفس، ومؤثر (بوشر) وجرح بليغ: بالغ، عميق (ألف ليلة 1: 82) وبليغاً: بالغاً عميقاً مميتاً (بوشر).
بلوغه: لقلق (أبو الوليد 786) وهي صيغة أخرى لكلمة ((بُلُّوجة)) انظر الكلمة.
بالغ: عبد بلغ الخامسة عشر أو جاوزها (بركهارت نوبية 210 وانظر دسكيراك 506) وجرح بالغ: جرح عميق (بوشر) وشديد بالغ: عظيم الشدة والقوة (بوشر) وقاصر بالغ: شيء نهائي. (الكالا وفيه final cosa) والقاصر بالغ أي والنتيجة وللانتهاء من الأمر (الكالا).
الابالغي (تركية): تروته، سمك منقوش.
أَبْلَغ: أحسن بياناً (بوشر) وابلغ غاية: أقصى درجة (بوشر).
تبليغ = تعريف: إعلام، إشعار، تأشيرة الموظف (ابن بطوطة 3: 407).
وتبليغ: عند البلاغيين يراد به أن الشاعر استعمل الحشو من الكلام ليتوصل به إلى اقامة الوزن (معجم بدرون).
مَبْلَغ: مقدار من المال، حصة، سهم، سفتجة (بوشر).
مُبَلَّغ: الذي بُلِّغ أي أعلم بأمر والذي استلم أمراً (ابن بطوطة 3: 427) وأرى أن ترجمتها صحيحة ولذلك فإني أرى أن يكون النص ((يُنْكِر الُبَلَّغ)) بدل ((يُنْكَر المُبلِغ)).
مُبَلِّغ: شارح (أو مقرر) للدعاوى (بوشر) وواش، نمام - ومبلغ الحاكم: مخبر، عين، مرشد (إلى أصحاب الجرائم) (بوشر) - والموظف الذي يكتب التأشيرة (ابن بطوطة 3: 407) - والموظف في المسجد الجامع يعيد بصوت جهوري بعض ما يقال لإقامة الصلاة وبعض ما يقوله الإمام أو الخطيب (مملوك 2، 2: 79، وانظر صفة مصر 12: 228 وبرتون 1: 298).
مُبالغ: من يبالغ في أمر، مغالٍ - ومسهب، مفرط في الشرح، ومبهرج الكلام المفرط في تفخيمه، والمتكلف للكلام (ضد طبيعي، تلقائي) (بوشر).
بلغ
بلغْتُ المكان بلوغاً: وصلْت إليه، وكذلك إذا شارفْت عليه، قال الله تعالى:) فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ (أي قاربنه.
وقوله تعالى:) إنَّ الله بالِغٌ أمْرَهْ (أي يبْلغ ما يريد.
وقوله تعالى:) أيمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ (أي مُؤكَّدة.
وبلغ الغلام: أدرك. وبلغ في الجودة مَبلغاً.
وثناء أبلغ: أي مُبالغ فيه، قال رؤبة يمدح المُسبِّح بن الحَوَارِي بن وزياد بن عمرو العَتَكي:
بَلْ قُلْ لِعَبْدِ الله بَلِّغْ وابْلُغِ ... مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنَاءِ الأبْلَغِ
وشيء بالغ، أي جيد. وقال الشافعي؟ رحمه الله - في كتاب النَّكاح: جارية بالغ؛ بغير هاء وهو فصيح حُجة في اللغة. وقال الأزهري: سمعت فُصحاء العرب يقولون: جارية بالغ وامرأة عاشق ولحية ناصل، ولو قيل بالغة لم يكن خطأ، لأنه الأصل.
ويقال: بُلِغَ فلان؟ على ما لم يُسمَّ فاعله - أي جُهِد، وأنشد أبو عُبيد:
إنَّ الضَّبَابَ خَضَعَتْ رِقابُها ... للسَّيْفِ لمّا بُلِغَتْ أحِسَابُها
أي: مجهودها، وأحسابها: شُجَاعتها وقوتها ومناقِبها.
وقال ابن عبّاد: التَّبْلغة: الحبل الذي يوصل به الرِّشاء إلى الكَرَب، والجمْع: التَّبالغ.
وقال الفَرّاء: أحمق بَلْغ وبَلْغَة وبِلْغٌ؟ بالفتح والكسر -: أي هو مع حماقته يبلغ ما يريد، ويقال: بِلْغٌ مِلْغٌ.
قال: ويقال: اللهم سِمْع لا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغٌ وسِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً، ومعناه: نسمع به ولا يتم. وقال الكسائي: هذا إذا سمع الرجل خبراً لا يُعجبه.
ويقال: أمر الله يلْغٌ: أي بالغ، قال الحارث بن حِلّزَةَ اليشكري:
فَهَداهُمْ بالأسْوَدَيْنِ وأمْرُ ... اللهِ بَلْغٌ يَشْقى به الأشقياءُ
والبَلاغة: الفَصَاحة، وقد بلُغ الرجل؟ بالضم -: أي صار بَلِيْغاً أي فصيحاً يُبَلّغ بِفصاحته ما في قلبه نهاية مُراده وضميره.
والبَلاغُ: الكِفاية، قال:
تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِر المعدَةَ بالدِّباغِ
بِكِسْرَةٍ جَيَّدَةِ المضاغِ ... بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ
والبَلاَغُ: الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ. وقوله تعالى:) هذا بَلاَغٌ للناس (: أي هذا القرآن ذو بَلاغٍ للناس: أي ذو بيان كاف. وقوله تعالى:) فَهَلْ على الرُّسُلِ إلا البَلاغُ المُبيْن (أي الإبلاغ. وقوله تعالى:) لم يَلْبَثُوا إلا ساعةً من نَهارٍ بَلاغٌ (أي ذلك بَلاغٌ.
وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: كل رافِعة رَفَعت علينا من البَلاغ فقد حَرَّمْتها أن تُعْضَد أو تُخَبَط إلا لعصفور قَتَب أو مَسَد مخالة أو عصا حديدة. يعني المدينة؟ على ساكِنيها السلام -، أراد: من المُبالغين في التبليغ، يروى بفتح الباء وكسرها فإن كان بالفتح فله وَجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من الكتاب والسنة، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذين بلَّغُونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيتُ عطاءً.
والبلاغات: كالوشايات.
والبُلْغَة: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش.
والبالِغَاء: الأكارع في لُغة أهل المدينة؟ على ساكِنيها السلام -، قال أبو عُبيد: أصلها بالفارسية: بايْها.
وخطيب بِلَغ؟ مثال عِنبٍ -: أي بَلِيْغ، كقولهم: أمر بِرَح أي مُبَرِّح، ولحم زيم ومكان سِوىً ودينفِيم.
والبِلَغِيْن في قول عائشة لعلي؟ رضي الله عنهما - حين ظَفِر بها: بلغت منا البِلَغِيْن: أي الدّاهية. أرادت أن الحرب قد جَهَدتْها وبَلَغَتْ منها كل مبلغ. وفي إعرابها طريقان: أحدهما أن يُجرى الأعراب على النون ويُقَرَّ ما قبلها ياء، والثاني أن تُفتح النون أبداً ويُعْرب ما قبلها فيُقال: هذه البِلَغون ولقيت البِلَغِيْنَ وأعوْذ بالله من البِلَغِيْنَ.
والإبْلاَغُ والتَّبْلِيْغُ: افيصال، قال أبو زُبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنا النّائينَ إذْ شَحَطُوا ... أنَّ الفُؤادَ إليهمْ شَيِّقٌ وَلِعُ
وقوله تعالى:) يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ من رَبِّكَ (وقوله؟ صلى الله عليه وسلم - بلَّغوا عنِّي ولو آية وحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج.
وبَلَّغَ بكذا: أي اكتفى به، قال:
تَبَلَّغْ بأخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيْدَها ... وبالقَضمِ حتّى يُدْرِكَ الخضْمَ بالقَضْمِ
وقال عُبيد الله بن عُتبة بن مسعود، ويورى لقيس بن ذريح، والقطعة التي منها هذانِ البيتان موجودة في أسعارهما:
شَقَقْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَأْتِ فيه ... هَوَالِ فَلِيْمَ فالتَأَمَ الفُطُوْرُ تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَرَابٌ ... ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ
ويروى: " صَدَعْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ ". أي تكلّف البلوغ حتى بلغ.
وتبلّغت به العلة: أي اشتدت.
وبالَغ فلان في أمري: أي لم يُقصر.
والتركيب يدل على الوصول إلى الشيء.
بلغ
بلَغَ/ بلَغَ بـ يَبلُغ، بُلوغًا وبَلاغًا، فهو بالِغ، والمفعول مبلوغ (للمتعدِّي)
• بلَغ الغلامُ/ بلَغ الغلامُ أَشُدَّه: أدرك سنَّ الرُّشد والتَّكليف، قوي ونضِج عقلُه "بلَغ الحُلم- بلَغ الشَّجرُ: حان قطف ثماره" ° بلَغ أشدَّه: وصل مرحلة الاكتمال والقوّة.

• بلَغ المكانَ وغيرَه: وصل إليه أو شارَفَ عليه، انتهى إليه "بلغ السَّابعة من عمره- بلغ عددُ الطلاب الثلاثين- {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}: فزِعت، وهو مثل مضروب لشدَّة الخوف"? بلَغ الأمرُ ذروتَه/ بلَغ عنانَ السَّماء: وصل إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه- بلَغ السَّيْلُ الزُّبى [مثل]: يُضرب للأمر إذا اشتدَّ حتَّى جاوز الحدَّ- بلَغ غايةَ مُراده: حقَّق ما تمنَّى.
• بلَغ فلانًا النَّبأُ: وصل إلى علمه، انتهى إليه.
• بلَغ به الأمرُ: اشتدّ به، اشتدَّ عليه "بلغ به المرضُ/ الجهدُ- جرحٌ بالغ: جرح عميق".
• بلَغ الكلامُ منه كلَّ مبلغ: أَجْهده، أثّر فيه أوعليه تأثيرًا شديدًا "بلغ الجوعُ منه مبلغَه: اشتدّ عليه". 

بلُغَ يَبلُغ، بَلاغَةً، فهو بَليغ
• بلُغ الكاتبُ: صار فصيحًا وحَسُن بَيانُهُ، حسُن عنده تركيبُ الكلام واستخدامه مع فصاحة وبيان، أثَّر بأسلوبه " {وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} ". 

أبلغَ يُبلغ، إبْلاغًا، فهو مُبلِغ، والمفعول مُبلَغ
• أبلغه الخبرَ/ أبلغه بالخبر/ أبلغ الخبرَ إليه/ أبلغَ الخبرَ له: أَوْصله، أَعْلَمه، أخبره به "أبلغ النَّتيجةَ للطّالب- أبلغه السَّلامَ- {لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي} ".
• أبلغ الشُّرطةَ عن المجرم: وشى به إليها. 

بالغَ في يبالغ، مُبالغةً، فهو مُبالِغ، والمفعول مُبالَغ فيه
• بالغ في العمل: اجتهد فيه وبَذَل الجُهْدَ ولم يقصّر "بالغ في التَّرحيب بالضُّيوف".
• بالغ في الحقيقة: تزيَّد؛ غالى فيها وتجاوز الحدّ، أفرط "بالغ في التَّقدير/ المديح/ الدِّقّة/ القصَّة- هو يميل إلى المبالغة في سرد أحداث الماضي" ° مبالغ في كلِّ ما يقول: مجاوز الحدّ. 

بلَّغَ يبلِّغ، تَبْليغًا، فهو مُبلِّغ، والمفعول مُبلَّغ
• بلَّغ الخبرَ/ بلَّغ الخبرَ إلى النَّاس/ بلَّغ الخبرَ للنَّاس/ بلَّغ النَّاسَ بالخبر: أبلغه، أَوْصله إليهم، أَعْلَمهم به، أنهاه إليهم "بلَّغ النَّتيجةَ للطّالب- {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ".
• بلَّغ الشُّرطةَ عن المجرم: أبلغ عنه؛ وشى به. 

تبالغَ يتبالغ، تبالغًا، فهو مُتبالِغ
• تبالغ الشَّخصُ: تعاطى البلاغَةَ وهو غير بليغ. 

تبلَّغَ بـ يتبلَّغ، تَبَلُّغًا، فهو مُتبلِّغ، والمفعول مُتبلَّغ به
• تبلَّغ بالخبر: مُطاوع بلَّغَ: بُلِّغ به، أُخْبِر به وأُعْلِم.
• تبلَّغ بالقَلِيل: اكتفى به وقنِع "كانوا يتبلَّغون باليسير من الطعام وبالقليل من الماء". 

إبلاغ [مفرد]:
1 - مصدر أبلغَ.
2 - (قن) إخطار بمضمون ورقة من أوراق المرافعات. 

بالغ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بلَغَ/ بلَغَ بـ.
2 - ما وصل غايته " {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} " ° أضرار بالغة: جمَّة فادحة- اهتمام بالغٌ/ بالغُ الاهتمام: أقصى درجات الاعتناء- بالغ الأثر: بعيد الأثر- حجَّة بالغة: قاطعة- حكمة بالغة: بلغت غايتها- يمين بالغة: مؤكّدة. 

بَلاغ [مفرد]: ج بلاغات (لغير المصدر):
1 - مصدر بلَغَ/ بلَغَ بـ ° بلاغ السِّنّ: سنّ البلوغ.
2 - كِفاية أو ما يُتوصّل به إلى الغاية "في هذا الأمر بلاغ- {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} ".
3 - خبر أو بيان يُذاع لغرض من الأغراض، بيان أو شكوى تُرْفع للمسئول "بلاغ حربيّ/ كاذب/ للنَّائب العامّ- صدر بلاغ حكومي بشأن إجراءات السّفر" ° بلاغٌ أخير: إنذار- بلاغٌ رسميّ: موثَّق.
4 - إعلام رسميّ يُبلّغ بواسطة النَّشر أو كتاب يودعه صاحبه حكمًا في مسألة. 

بَلاغَة [مفرد]:
1 - مصدر بلُغَ ° بلاغة المنبر: قسم من علم البيان يتناول بالبحث بلاغة الخطابة من فوق المنبر- روعة البلاغة: سحرها- نَهْج البلاغة: طريقها الواضح.
2 - عكس العَيّ.
• البلاغَة: (بغ) حسن البيان وقوّة التَّأثير ومطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته "أُعجبت ببلاغة الخطيب وقوّة
 بيانه".
• علم البَلاغَة: (بغ) العلم الذي يدرس وجوه حسن البيان، وهو يشمل علوم المعاني والبديع والبيان. 

بَلاغيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَلاغَة: "كان الزَّيَّات يكثر في نثره من المحسِّنات البلاغيّة" ° الصُّور البلاغيّة: المجازات اللغويّة.
2 - مختصّ في علم البلاغة.
• الاستفهام البلاغيّ: (بغ) الاستفهام الذي لا يقصد به السُّؤال عن أمر وطلب الجواب عنه وإنمّا يُقصد به النَّفي. 

بُلْغة [مفرد]: ج بُلُغات وبُلْغات وبُلَغ:
1 - نوع من الأحذية يكثر في المغرب.
2 - كفاف من العيش أو ما يُتبلَّغ به "لا يكاد يحصل على البُلغة من العيش" ° نصيبُ بُلْغةٍ: ما يكاد يكفي من العيش. 

بُلوغ [مفرد]:
1 - مصدر بلَغَ/ بلَغَ بـ.
2 - نُضج الأعضاء التناسليّة ° سِنّ البُلوغ: العمر الذي يدرك فيه المرءُ بلوغَه، سنّ المراهقة. 

بَليغ [مفرد]: ج بُلَغاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بلُغَ ° أثر بَليغ: عميق فعَّال- أسلوب بليغ: رصين مؤثِّر يبلغ أثرُه إلى النَّفس- جُرْح بَليغ: خطير.
• التَّشبيه البَليغ: (بغ) تشبيه حُذف فيه كلّ من الأداة ووجه الشَّبه. 

تَبْليغ [مفرد]: ج تبليغات (لغير المصدر):
1 - مصدر بلَّغَ.
2 - إخْطار رسميّ، كتاب يتضمَّن الإعلام بأمر من الأمور "تسلّمتِ المرأةُ تبليغًا بحكم طلاقها".
3 - إسماع الناس كلمة الله وما أوحى به.
4 - (بغ) استعمال الشاعر للحشو من الكلام ليتوصَّل إلى إقامة الوزن. 

مُبالَغَة [مفرد]:
1 - مصدر بالغَ في ° بدون مبالغة/ بلا مبالغة: الاقتصار على الحقيقة دون مزايدة.
2 - عكس تقصير.
3 - (بغ) استعمال عبارات تتعدّى الواقع، وهي من المحسّنات المعنويَّة التي تبالغ أو تحقّر من حقيقة الأشياء.
• صِيَغ المبالغة: (نح) نوع من أسماء الفاعلين يدلّ على الكثرة والمبالغة، وكلّها سماعيّة من الفعل الثلاثيّ ومن أوزانها: فعّال، ومِفْعَال، وفَعُول، وفَعِيل، وفَعِل. 

مَبْلَغ [مفرد]: ج مَبالِغُ:
1 - مصدر ميميّ من بلَغَ/ بلَغَ بـ.
2 - مُنْتَهى، حدّ الشّيء ونهايته "بَلَغ مَبْلَغ الرِّجال: صار في سِنّ الرُشد، في سِنّ الرجولة- {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} " ° بلَغ الأمرُ مبلغ الجِدّ: اتّخذ طابع الجِدّ، صار جدِّيًّا.
3 - مقدار من المال، حصّة، سهم "فُقِد مَبْلغ من المال- دفع المبلغ كُلّه". 
بلغ
بَلَغَ المَكَانَ، بُلُوغاً، بالضَّمِّ: وَصَلَ إليْهِ وانْتَهَى، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: لَمْ تَكُونُوا بالغِيهِ إِلَّا بشقِّ الأنْفُسِ.
أَو بَلَغَه: شارَفَ عليْهِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَإِذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ. أَي قارَبْنَهُ: وقالَ أَبُو القاسِمِ فِي المُفْرَداتِ: البُلُوغُ والإبْلاغُ: الانْتِهَاءُ إِلَى أقْصَى المَقْصِدِ والمُنْتَهَى، مَكَاناً كَانَ، أَو زَماناً، أَو أمْرَاً منَ الأمُورِ المُقَدَّرَةِ. ورُبَّمَا يُعَبَّرُ بهِ عَن المُشارَفَةِ عليهِ، وَإِن لم يُنْتَهَ إليْهِ، فمنَ الانْتِهَاءِ: حَتَّى إِذا بَلَغَ أشُدَّهُ وبَلَغ أرْبَعِينَ سنَةً، وَمَا هُمْ ببالغِيهِ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ، ولَعلِّي أبْلُغُ الأسْبَابَ، وأيْمانٌ عَلَيْنَا بالِغَةٌ، أَي مُنْتَهِيَةٌ فِي التَّوْكيدِ، وأمّا قَوْلُه: فَإِذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فأمْسِكُوهُنَّ بمَعْرُوفٍ، فللمُشارَفَةِ فإنّهَا إِذا أنْتَهَتْ إِلَى أقْصَى الأجَلِ لَا يَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وإمْسَاكُها.
وبَلَغَ الغُلامُ: أدْرَكَ، وبَلَغَ فِي الجَوْدَةِ مَبْلَغَاً، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي المُحْكَمِ: أَي احْتَلَمَ، كأنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الكِتابِ عليْهِ والتَّكْليفِ، وكذلكَ: بَلَغَتِ الجارِيَةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَلَغَ الصَّبِيُّ والجارِيَةُ: إِذا أدْرَكَا وهُمَا بالغَانِ.
وثَنَاءٌ أبْلَغُ: مُبَالِغٌ فيهِ قالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ المُسَبِّحَ بنَ الحَوَارِيِّ بنِ زِيادِ بنِ عَمْروٍ العَتَكِيَّ: بَلْ قُلْ لِعَبْدِ اللهِ بَلِّغْ وابْلُغِ مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّناءِ الأبْلَغِ)
وشَيءٌ بالِغٌ، أَي: جَيِّدٌ، وقدْ بَلَغَ فِي الجَوْدَةِ مَبْلَغَاً.
وقالَ الشافعِيُّ رحمَهُ اللهُ فِي كتابِ النِّكَاحِ: جارِيَةٌ بالِغٌ، بغَيْرِ هاءٍ، هَكَذَا رَوَى الأزْهَرِيُّ عَن عبْدِ المَلِكِ عَن الرَّبِيعِ، عَنْهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: والشَّافِعِيُّ فَصِيحٌ حُجَّةٌ فِي اللُّغَةِ، قالَ: وسَمِعْتُ فُصَحاءَ العَرَبِ يَقُولُونَ: جارِيَةٌ بالِغٌ، وَهَكَذَا قَوْلُهُمْ: امْرَأَةٌ عاشِقٌ، ولِحْيَةٌ ناصِلٌ، قَالَ: ولوْ قالَ قائِلٌ: جارِيَةٌ بالِغَةٌ لمْ يَكُنْ خَطَأً، لأنَّهُ الأصْلُ، أَي: مُدْرِكَةٌ وقَدْ بَلَغَتْ.
ويُقَالُ: بُلِغَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: جُهِدَ وأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ: إنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقَابُها للسَّيْفِ لما بُلِغَتْ أحْسَابُها أَي: مَجْهُودُهَا، وأحْسَابُها: شَجاعَتُها وقُوَّتُهَا ومَنَاقِبُها.
والتَّبْلِغَةُ: حَبْلٌ يُوصَلُ بهِ الرِّشَاءُ إِلَى الكَرَبِ، ومنْهُ قَوْلُهم: وَصَلَ رِشَاءَهُ بتَبْلِغَةٍ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهُوَ حَبْلٌ يُوصَلُ بهِ حَتَّى يَبْلُغَ الماءَ. ج: تَبَالِغُ يُقَالُ: لَا بُدَّ لأرْشِيَتِكُمْ منْ تَبالِغَ.
وقالَ الفَرّاءُ: يُقَالُ: أحْمَقُ بَلْغٌ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، وبَلْغَةٌ، بالفَتْحِ، أَي: هُوَ مَعَ حَماقَتِهِ يَبْلُغُ مَا يُرِيدُ، أَو المُرَادُ: نِهايَةٌ فِي الحُمْقِ، بالِغٌ فيهِ.
قالَ: ويُقَالُ: اللهُمَّ سَمْعٌ لَا بَلْغٌ، وسَمْعاً لَا بَلْغاً، ويُكْسَرانِ أَي: نَسْمَعُ بهِ وَلَا يَتِمُّ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسانِ: وَلَا يَبْلُغُنَا، يُقَالُ ذلكَ إِذا سَمِعُوا أمْراً مُنْكَراً، أَو يَقُولهُ منْ سَمِعَ خَبَراً لَا يُعْجِبُه، قالَهُ الكِسَائِيُ، أَو للخَبَرِ يَبْلُغُ واحِدَهُمْ وَلَا يُحَقِّقُونَهُ.
وأمْرُ اللهِ بَلْغٌ بالفَتْحِ أَي: بالِغٌ نافِذٌ، يَبْلُغُ أيْنَ أُرِيدَ بهِ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(فهدَاهُمْ بالأسْوَدِيْنِ وأمْرُ ال ... لهِ بَلْغٌ تَشْقَى بهِ الأشْقِياءُ)
وَهُوَ من قَوْله تَعَالَى: إنَّ اللهَ بالِغُ أمْرِه.
وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلكَ، أَي: بالغٌ.
وقالَ الفَرّاءُ: رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ، بكَسْرِهِمَا: إتْباعٌ، أَي خَبِيثٌ مُتَناهٍ فِي الخَباثَةِ. والبَلْغُ بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، والبِلَغُ كعِنَبٍ، والبَلاغَي مثل: سَكَارَى وحُبَارَى ومِثْلُ الثّانِيَةِ: أمْرٌ بِرَحٌ، أَي: مُبَرِّحٌ، ولَحْمٌ زِيَمٌ، ومَكَانٌ سِوىً، ودِينٌ قِيَمٌ، وَهُوَ: البَلِيغُ الفَصِيحُ الّذِي يَبْلُغُ بعَبارَتِه كُنْهَ ضَمِيرِه، ونِهَايَةَ مُرَادِه، وجَمْعُ البَلِيغِ: بُلَغاءَ، وقدْ بَلُغَ الرَّجُلُ ككَرُمَ بَلاغَةً، قالَ شَيْخُنا: وأغْفَلَه المُصَنِّف) تَقْصِيراً، أَي: ذِكْرَ المَصْدَرِ والمَعْنَى: صارَ بَلِيغاً.
قلتُ: والبَلاغَةُ على وَجْهَيْنِ: أحَدُهُما: أنْ يَكُونَ بذاتِهِ بَلِيغاً، وذلكَ بأنْ يَجْمَعَ ثلاثَةَ أوْصَافٍ: صَوَاباً فِي مَوْضَوعِ لُغَتِه، وطِبْقاً للمَعْنَى المَقْصُودِ بهِ، وصِدْقاً فِي نَفْسِه، وَمَتى اخْتُرِمَ وَصْفٌ منْ ذلكَ كانَ ناقِصاً فِي البَلاغَة.
والثّانِي: أنْ يَكُونَ بَلِيغاً باعْتِبَارِ القائِلِ والمَقُولِ لَهُ، وهُوَ أنْ يَقْصِدَ القائِلُ بهِ أمْراً مَا، فيُوِدَهُ على وجْهٍ حَقِيقٍ أنْ يَقْبَلَهُ المَقُولُ لَهُ.
وقوْلُه تَعَالَى: وقُلْ لَهُمْ فِي أنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً، يَحْتَمِل المَعْنَييْنِ، وقولُ من قالَ: معناهُ: قُل لَهُمْ إنْ أظْهَرْتُمْ مَا فِي أنْفُسِكُمْ قُتِلْتُم، وقَوْلُ من قالَ: خَوِّفْهُمْ بمَكارِهَ تَنْزِلُ بهم، فإشارَةٌ إِلَى بَعْضِ مَا يَقْتَضيه عُمُومُ اللَّفْظِ، قالَهُ الرّاغِبُ.
وقَرَأْتُ فِي مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ، فِي تَرْجَمَةِ صُحارِ بنِ عَيّاشٍ العَبْدِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ سألَهُ مُعَاويَةُ عنِ البَلاغَةِ، فَقَالَ: لَا تُخْسئْ وَلَا تُبْطئْ.
والبَلاغُ كسَحابٍ: الكِفَايَةُ، وهُوَ: مَا يُتَبَلَّغُ بهِ ويُتَوَصَّلُ إِلَى الشَيءِ المَطْلُوبِ، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: إنَّ فِي هَذَا لبَلاغَاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ، أَي: كِفَايَةً، وَكَذَا قَوْلُ الرّاجِزِ: تَزَجَّ منْ دُنْيَاكَ بالبَلاغِ وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بِكَسْرَةِ جَيِّدَةِ المِضاغِ بالمِلْحِ أَو مَا خَفَّ منْ صِباغِ والبَلاغُ: الاسْمُ منَ الإبْلاغ والتَّبْلِيغِ، وهُمَا: الإيصالُ، يُقَالُ: أبْلَغَهُ الخَبَرَ إبْلاغَاً، وبَلَّغَهُ تَبْلِيغاً، والثّانِي أكْثَرُ، قالَهُ الرّاغِبُ، وقَوْلُ أبي قَيْسِ بنِ الأسْلَتِ الأنْصَارِيّ.
(قالَتْ ولَمْ تَقْصِدْ لقِيلِ الخَنَا ... مَهْلاً لَقَدْ أبْلَغْتَ أسْمَاعِي)
هُوَ منْ ذلكَ، أَي: قد انْتَهَيْتَ فِيهِ، وأوْصَلْتَ، وأنْعَمْتَ.
وقَوْلُه تَعَالَى: هَذَا بَلاغٌ للنّاسِ، أَي: هَذَا القُرْآنُ ذُو بَلاغٍ، أَي: بَيَانٍ كافٍ.
وقولُه تَعَالَى: فهَلْ على الرُّسُلِ إِلَّا البَلاغُ المُبِينُ، أَي: الإبْلاغُ وَفِي الحديثِ: كُلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ عَلَيْنَا، كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسانِ: عَنّا منَ البَلاغِ فقَدْ حَرَّمْتُهَا أنْ تُعْضَدَ، أَو تُخْبَطَ، إِلَّا لِعُصْفُورِ قَتَبٍ، أَو مَسَدِّ مَحالَةٍ، أَو عَصَا حَديدَةٍ، يعْنِي المدينةَ على ساكنها)
أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، ويُرْوَى بفَتْحِ الباءِ وكَسْرِهَا، فإنْ كانَ بالفَتْحِ فلَهُ وَجْهَانِ، أحَدُهُما: أَي مَا بَلَغَ من القُرْآنِ والسُّنَنِ، أَو المَعْنَى: منْ ذَوِي البَلاغ، أَي: الّذِينَ بَلَّغُونا، أَي: منْ ذَوِي التَّبْلِيغِ وَقد أقامَ الاسْمُ مُقامَ المَصْدَرِ الحَقِيقِيِّ، كَمَا تَقُول: أعْطَيْتُ عَطاءً، كَذَا فِي التَّهذِيبِ والعُبَابِ، ويُرْوَى بالكَسْر، قالَ الهَرَوِيُّ: أَي: منْ المُبالغِيِنَ فِي التَّبْلِيغِ، منْ بالَغَ يُبَالغُ مُبَالَغَةً وبَلاغاً، بالكَسْرِ: إِذا اجْتَهَدَ فِي الأمْرِ ولمْ يُقَصِّرْ، والمَعْنَى كُلُّ جَماعَةٍ أوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنَّا وتُذِيعُمَا نَقُوله، فلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ، قلتُ: وقدْ ذُكِرَ هَذَا الحديثُ فِي رفع ويُرْوَى أيْضاً: منَ البَلّاغ مِثَال الحُدّاثِ، بمَعْنَى المُحَدِّثِينَ، وَقد أسْبَقْنَا الإشَارَةَ إليْهِ، وَكَانَ على المُصَنِّف أنْ يُوردَهُ هُنَا، لتَكْمُلَ لَهُ الإحاطَةُ.
والبالِغَاءُ: الأكَارِعُ بلُغَةِ أهْلِ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، قالَ أَبُو عُبيدٍ: مُعَرِّبُ بايْهَا، أَي: أنَّ الكَلِمَةَ فارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ، فإنّ بايْ بالفَتْحِ وإسْكَانِ الياءِ: الرَّجُلُ، وَهَا: علامَةُ الجَمْعِ عِنْدَهُم، ومَعْناهُ: الأرْجُلُ ثمَّ أُطْلِقَ على أكارِعِ الشّاةِ ونَحْوِهَا، ويُسَمُّونَهَا أيْضاً: باجْهَا، وَهَذَا هُوَ المَشْهُورُ عِنْدَهُم، وَهَذَا التَّعْرِيبُ غَرِيبٌ، فتأمَّلْ.
والبَلاغاتُ: مِثْلُ الوِشايات.
والبُلْغَةُ: بالضَّمِّ: الكِفَايَةُ وَمَا يُتَبَلَّغُ بهِ منَ العَيْشِ، زادَ الأزْهَرِيُّ: وَلَا فَضْلَ فِيهِ، تَقُولُ: فِي هَذَا بَلاغٌ، وبُلْغَةٌ، أَي: كِفَايَةٌ.
والبِلَغِينَ بكَسْرِ أوَّلهِ وفَتْحِ ثانِيَه وكَسْرِ الغَيْنِ فِي قَوْلِ عائِشَةَ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهَا لعَلِيٍّ رَضِي الله عَنهُ حينَ ظفِرَ بهَا لقد بَلَغْتَ مِنّا البِلَغِينَ هَكَذَا رُوِيَ، ويُضَمُّ أوَّلُه أَي: مَعَ فَتْحِ اللامِ، ومَعْنَاهُ الدّاهِيَةُ وهُوَ مَثَلٌ أرادَتْ: بَلَغْتَ مِنّا كُلَّ مَبْلَغٍ، وقيلَ: مَعْنَاهُ أنَّ الحَرْبَ قدْ جَهِدَتْها، وبَلَغَتْ منْهَا كُلَّ مَبْلَغٍ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَثْلُ قَوْلِهِمْ: لَقِيتَ مِنّا البِرَحِينَ والأقْوَرِينَ وكُلُّ هَذَا من الدَّوَاهِي، قالَ ابنُ الأثِيرِ: والأصْلُ فيهِ كأنَّهُ قيلَ: خَطْبٌ بِلْغٌ، أَي: بَلِيغٌ، وأمْرٌ بِرَحٌ، أَي: مُبَرِّحٌ، ثُمَّ جُمِعَا على السَّلامَةِ إِيذَانًا بأنَّ الخُطُوبَ فِي شِدَّةِ نكايَتِهَا بمَنْزِلَةِ العُقَلاءِ الذينَ لَهُمْ قَصْدٌ وتَعَمُّدٌ، وقَدْ نُقِلَ فِي إعْرَابِهَا طَرِيقانِ، أحَدُهُما: أنْ يُجْرَى إعْرَابُه على النُونِ، والياءُ يُقَرُّ بحالهِ، أوْ تُفْتَحُ النُّونُ أبدا، ويُعْرَبُ مَا قَبْلَهُ، فيُقَالُ: هَذِه البِلَغُونَ، ولَقِيتُ البِلَغِينَ، وأعُوذُ باللهِ منَ البِلَغِينَ، كَمَا فِي العُبَابِ.
وبَلَّغَ الفارِسُ تَبْلِيغاً: مَدَّ يَدَهُ بعِنانِ فَرَسِه، ليَزِيدَ فِي جَرْيِه، وَفِي الأساسِ: فِي عَدْوِه.
وتَبَلَّغَ بكَذا: اكْتَفَى بهِ، ووَصَلَ مُرادَه، قالَ:
(تَبَلَّغْ بأخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيدَها ... وبالقَضْمِ حَتَّى يُدْرَكَ الخَضْمُ بالقَضْمِ)

ويُقَالُ: هَذَا تَبَلُّغٌ، أَي: بُلْغَةٌ.
وتَبَلَّغَ المَنْزِلَ: إِذا تَكَلَّفَ إليهِ البُلُوغَ حَتَّى بلغَ، ومنْهُ قَوْلُ قَيْسِ بنِ ذَرِيحٍ:
(شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فيهِ ... هَوَاكِ فليمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ)

(تَبَلَّغَ حَيْثُ لمْ يَبْلُغْ شَرابٌ ... وَلَا حُزْنٌ ولمْ يَبْلُغْ سُرُورُ)
أَي: تَكَلَّفَ البُلُوغَ حَتَّى بَلَغَ.
وتَبَلَّغَتْ بهِ العِلَّةُ، أَي: اشْتَدَّتْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، والصّاغَانِيُّ.
وبالَغَ فِي أمْرِي مُبَالَغَةً، وبِلاغاً: اجْتَهَدَ ولمْ يُقَصِّرْ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ بعَيْنِه، فهُوَ تَكْرارٌ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: البَلاغُ: الوُصُولُ إِلَى الشَّيءِ.
وبَلَغَ فُلانٌ مَبْلَغَتَه كمَبْلَغِه.
وبَلَغَ النَّبْتُ: انْتَهَى.
وتَبَالَغَ الدِّباغُ فِي الجِلْدِ: انْتَهَى فيهِ، عَن أبي حَنِيفَةَ. وبَلَغَتِ النَّخْلَةُ وغَيْرُهَا من الشَّجَرِ: حانَ إدْرَاكُ ثَمَرِهَا، عَنْهُ أيْضاً.
وَفِي التَّنْزيل: بَلَغَنِيَ الكِبَرُ وامْرَأتِي عاقِرٌ وَفِي مَوْضِعٍ: وقَدْ بَلَغْتُ منَ الكِبَرِ عِتِيّاً، قالَ الرّاغِبُ: وذلكَ مِثْلُ: أدْرَكَنِي الجَهْدُ، وأدْرَكْتُ الجَهْدَ، وَلَا يَصِحُّ بَلَغَنِي المَكَانُ، وأدْرَكَنِي.
والمَبَالِغُ: جَمْعُ المَبْلَغِ، يُقَالُ: بَلَغَ فِي العِلْمِ المَبَالِغَ.
والمَبْلَغُ، كمَقْعَدٍ: النَّقْدُ منَ الدَّراهِمِ والدَّنانِيرِ، مُوَلَّدَةٌ.
وبَلَغَ اللهُ بهِ، فَهُوَ مَبْلُوغٌ بهِ.
وأبْلَغْتُ إليْهِ: فَعَلْتُ بهِ مَا بَلَغَ بهِ الأذَى والمَكْرُوهَ البَلِيغَ.
وتَبَالَغَ فِيهِ الهَمُّ والمَرَضُ: تَنَاهَى.
وتَبَالَغَ فِي كَلامِه: تَعَاطَى البَلاغَةَ، أَي الفَصَاحَةَ ولَيْسَ منْ أهْلِها، يُقَالُ: مَا هُوَ ببَلِيغٍ وَلَكِن يَتَبَالَغُ.
وقولُه تَعَالَى: أمْ لَكُم أيْمَانٌ عليْنَا بالِغَةٌ قالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ مُوَجَبَةٌ أبدا، قدْ حَلَفْنَا لكُمْ أنْ نَفِيَ بِهَا، وقالَ مَرَّةً: أَي قد انْتَهَتْ إِلَى غايَتِها، وقيلَ: يَمِينٌ بالِغَةٌ، أَي: مُؤَكَّدَةٌ.
والمُبَالَغَةُ: أنْ تَبْلُغَ فِي الأمْرِ جَهْدَكَ.)
والبِلَغْنُ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ: البَلاغَةُ، عَن السِّيرافِيِّ، ومَثَّلَ بهِ سِيبَوَيْهِ.
والبِلَغْنُ أيْضاً: النَّمّامُ عَن كُراع.
وقيلَ: هُوَ الّذِي يُبلِّغُ للنّاسِ بَعْضِهِمْ حديثَ بَعْضٍ.
وبَلَغَ بهِ البِلَغينَ، بكَسْرِ الباءِ وفَتْحِ اللامِ، وتَخْفيفها، عَن ابنِ الأعْرابِيِّ: إِذا اسْتَقْصَى فِي شَتْمِه وأذاهُ. والبُلاّغُ، كرُمّانِ: الحُدّاثُ.
وَفِي نَوَادِرِ الأعْرابِ، لابنِ الأعْرابِيِّ: بَلَّغَ الشَّيْبُ فِي رَأْسِه تَبْلِيغاً: ظَهَرَ أوَّلَ مَا يَظْهَرُ، وكذلكَ بَلَّعَ بالعَينِ المُهْمَلَةِ، وزَعَمَ البَصْرِيُّونَ أنّ الغَيْنَ المُعْجَمَةَ تَصْحِيفٌ من ابنِ الأعْرَابِيِّ، ونَقَلَ أَبُو بَكْرٍ عَن ثَعْلَبٍ: بَلَّغَ، بالغَيْنِ مُعْجَمَةً، سَماعاً، وهُوَ حاضِرٌ فِي مجْلِسِه.
والتَّبْلِغَةُ: سَيْرٌ يُدْرَجُ على السِّيَةِ حَيْثُ انْتَهَى طَرَفُ الوَتَرِ ثلاثَ مِرارٍ، أوْ أرْبعاً، لكَي يَثْبُتَ الوَتَرُ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وجَعَله اسْماً، كالتَّوْدِيَةِ، والتَّنْهِيَةِ.
والبُلْغَةُ، بالضَّمِّ: مَداسُ الرجلِ، مِصْرِيَّةٌ مُوَلَّدَةٌ.
وحَمْقَاءُ بِلْغَةٌ، بالكَسْرِ: تأْنِيثُ قَوْلِهِمْ: أحْمَقُ بِلْغٌ.
وَأَبُو البَلاغِ جِبْرِيلُ، كسَحابٍ: مُحَدِّثُ ذكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ.
وسَمَّوْا بالِغاً.
ب ل غ

أبلغه سلامى وبلغه. بولغت ببلاغ الله: بتبليغه. قال الكميت:

فهل تبلغنيهم على نأي دارهم ... نعم ببلاغ الله وجناه ذعلب

وبلغ في العلم المبالغ. وبلغ الصبي. وبلغ الله به فهو مبلوغ به. وبلغ مني ما قلت، وبلغ منه البلغين. وأبلغت إلى فلان: فعلت به ما بلغ به الأذى والمكروه البليغ. واللهم سمعاً لا بلغاً. وتبالغ فيه المرض والهم إذا تناهى. وتبلغ بالقليل: اكتفى به، وما هي إلا بلغة أتبلغ بها. وتبلغت به العلة: اشتدت. وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ وهذا قول بليغ. وتبالغ في كلامه: تعاطى البلاغة وليس من أهلها، وما هو ببليغ ولكن يتبالغ، وبلغ الفارس: مد يده بعنان فرسه ليزيد في عدوه. ووصل رشاءه بتبلغة وهو حبيل يوصل به حتى يبلغ الماء وهو الدرك، ولا بد لأرشيتكم من تبالغ.
[بلغ] نه فيه: "البلاغ" ما يتبلغ ويتوصل به إلى الشيء المطلوب. ومنه في ح الاستسقاء: واجعل ما أنزلت لنا قوة و"بلاغاً" إلى حين. ط: أي اجعل الخير المنزل سبباً لقوتنا ومدداً لنا مدداً طويلاً. نه ومنه ح: كل رافعة رفعت علينا من "البلاغ" فليبلغ عنا يروى بفتح باء وكسرها، ومعنى الفتح أنه ما بلغ به من القرآن والسنن، أو من ذوي البلاغ أي الذين بلغونا يعني ذوي التبليغ فأقام الاسم مقام المصدر، ومعنى الكسر المبالغين في التبليغ، من بالغ يبالغ مبالغة وبلاغاً إذا اجتهد في الأمر، ويتم في رافعة. وفي ح عائشة لعلي يوم الجمل: قد بلغت منا "البلغين" بكسر باء وضمها مع فتح لام وهو مثل معناه بلغت منا كل مبلغ، مثل لقيت منه البرحين أي الدواهي، وخطب بلغ أي بليغ، وجمع جمع السلامة تشبيهاً للخطوب في شدة النكاية بالعقلاء. غ: هذا "بلاغ" أي ذو بلاغ أي بيان. والبليغ من يبلغ بلسانه كنه ما في ضميره. وأحمق "بلغ" أي مع حمقه يبلغ ما يريد.

بلغ: بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى،

وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ

بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ:

قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى:

مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي

إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ. وتَبَلَّغَ

بالشيء: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه. وفي حديث

الاسْتِسْقاء: واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين؛ البَلاغُ: ما

يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب. والبَلاغُ: ما

بَلَغَكَ. والبَلاغُ: الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز:

تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ،

وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ

وتقول: له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ

الرِّساةَ. والبَلاغُ: الإِبْلاغُ. وفي التنزيل: إِلاَّ بَلاغاً من الله

ورسالاتِه، أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ

به. والإِبلاغُ: الإِيصالُ، وكذلك التبْلِيغُ، والاسم منه البَلاغُ،

وبَلَّغْتُ الرِّسالَ. التهذيب: يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام

التبْلِيغِ. وفي الحديث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا

(* قوله« رفعت عنا»

كذا بالأصل، والذي في القاموس: علينا، قال شارحة:وكذا في العباب.) من البلاغ

فَلْيُبَلِّغْ عَنّا، يروى بفتح الباء وكسرها، وقيل: أَراد من

المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى واحد، وإِن كانت الرواية من البلاغ

بفتح الباء فله وجهان: أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن،

والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ،

فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الكسر

فقال الهرويّ: أُراه من المُبالِغين في التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً

وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر، والمعنى في الحديث: كلُّ جماعةٍ أَو نفس

تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ. وأَما قوله

عز وجل: هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ

به. وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه.

وبَلَغَ الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ،

وكذلك بَلَغَتِ الجاريةُ. التهذيب: بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا،

وهما بالِغانِ. وقال الشافعي في كتاب النكاح: جارية بالِغٌ، بغير هاء، هكذا

روى الأَزهريّ عن عبد الملك عن الربيع عنه، قال الأَزهري: والشافعي

فَصِيحٌ حجة في اللغة، قال: وسمعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ، وهكذا قولهم

امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ، قال: ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن

خطأً لأَنه الأَصل. وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا

شارَفْتَ عليه؛ ومنه قوله تعالى: فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ، أَي

قارَبْنَه. وبَلَغَ النبْتُ: انتهَى. وتَبالَغ الدِّباغُ في الجلد: انتهى فيه؛ عن

أَبي حنيفة. وبَلَغتِ النخلةُ وغيرُها من الشجر: حان إدْراكُ ثمرها؛ عنه

أَيضاً. وشيءٌ بالغ أَي جيِّدٌ، وقد بلَغَ في الجَوْدةِ مَبْلغاً.

ويقال: أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بالفتح، أَي بالِغٌ من وقوله تعالى: إِن الله

بالغ أَمره. وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ: نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به؛ قال

الحرث بن حِلِّزةَ:

فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ الْـ

ـلَهِ بَلْغٌ بَشْقَى به الأَشْقِياءُ

وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلك. ويقال: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٍ،

وقد ينصب كل ذلك فيقال: سَمعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً، وذلك

إِذا سمعت أَمراً منكراً أَي يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ. والعرب تقول للخبر

يبلغ واحدَهم ولا يحققونه: سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَي نسمعه ولا يَبْلُغنا.

وأَحْمَقُ بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه

(* قوله« من حماقته» عبارة

القاموس: مع حماقته.) يبلغ ما يريده، وقيل: بالغ في الحُمْقِ، وأَتْبَعُوا

فقالوا: بِلْغٌ مِلْغٌ.

وقوله تعالى: أَمْ لكم أَيمان علينا بالغةٌ؛ قال ثعلب: معناه مُوجَبَةٌ

أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِيَ بها، وقال مرة: أَي قد انتهت إِلى غايتها،

وقيل: يمينٌ بالغة أَي مؤكَّدةٌ. والمُبالَغةُ: أَن تَبْلُغَ في الأَمر

جُهْدَك. ويقال: بُلِغَ فلان أَي جُهِدَ؛ قال الراجز:

إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها

للسيفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها

أَي مَجْهودُها

(* قوله« أي مجهودها» كذا بالأصل، ولعله جهدت ليطابق

بلغت،) وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها. وأَمرٌ بالغ: جيد.

والبَلاغةُ: الفَصاحةُ. والبَلْغُ والبِلْغُ: البَلِيغُ من الرجال. ورجل

بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في

قلبه، والجمعُ بُلَغاءُ، وقد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً.

وقولٌ بَلِيغٌ: بالِغٌ وقد بَلُغَ. والبَلاغاتْ: كالوِشاياتِ.

والبِلَغْنُ: البَلاغةُ؛ عن السيرافي، ومثَّل به سيبويه. والبِلَغْنُ

أَيضاً: النّمَّام؛ عن كراع. والبلغن: الذي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ

بعض. وتَبَلَّغَ به مرضُه: اشتَّدّ.

وبَلَغَ به البِلَغِينَ بكسر الباء وفتح اللام وتخفيفها؛ عن ابن

الأَعرابي، إِذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وأَذاهُ. والبُلَغِينُ والبِلَغِينُ.

الدّاهيةُ: وفي الحديث: أَن عائشة قالت لأَمير المؤمنين عليّ، عليه السلام،

حين أُخِذَتْ يومَ الجملِ: قد بَلَغْتَ مِنّا البُِلَغِينَ؛ معناه أَنَّ

الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ، يروى بكسر الباء

وضمها مع فتح اللام، وهو مَثَلٌ، معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ. وقال أَبو

عبيد في قولها قد بَلَغْتَ منا البُِلَغِينَ: إنه مثل قولهم لَقِيتَ منا

البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ، وكل هذا من الدَّواهِي، قال ابن الأَثير:

والأَصل فيه كأَنه قيل: خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ، وأَمْرٌ بُرَحٌ

وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح، ثم جمعا على السلامة إِيذاناً بأَنَّ الخطوب في

شدّة نِكايَتِها بمنزلة العُقلاء الذين لهم قَصْد وتعمُّد.

وبالَغَ فلان في أَمْرِي إذا يُقَصِّر فيه.

والبُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش، زاد الأَزهري: ولا فَضْلَ

فيه.وتَبَلَّغ بكذا أَي اكتفَى به. وبَلَّغَ الشيْبُ في رأْسه: ظهر أَوّلَ

ما يظهر، وقد ذكرت في العين المهملة أَيضاً، قال: وزعم البصريون أَن ابن

الأَعرابي صحّف في نوادِرِه فقال مكان بَلّعَ بَلَّغَ الشيبُ، فلما قيل

له إِنه تصحيف قال: بَلَّعَ وبَلَّغَ. قال أَبو بكر الصُّوليُّ: وقرئ

يوماً على أَبي العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا ، فقال: الذي أَكتب بَلَّغ، كذا

قال بالغين معجمة.

والبالِغاءُ: الأَكارِعُ في لغة أَهل المدينة، وهي بالفارسية بايْها.

والتَّبْلِغةُ: سَيْر يُدْرج على السِّيَة حيث انتهى طرَفُ الوَتَر ثلاث

مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة

اسماً كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر، فتفهَّمه.

بلغ

1 بُلُوغٌ [inf. n. of بَلَغَ] and إِبْلَاغٌ [inf. n. of ↓ ابلغ, but it seems that ابلاغ is here a mistranscription for بَلَاغٌ, which is, like بُلُوغٌ, an inf. n. of بَلَغَ, and this observation will be found to be confirmed by a statement immediately following this sentence,] signify The reaching, attaining, arriving at, or coming to, the utmost point of that to which, or towards which, one tends or repairs or betakes himself, to which one directs his course, or which one seeks, pursues, endeavours to reach, desires, intends, or purposes; whether it be a place, or a time, or any affair or state or event that is meditated or intended or determined or appointed: and sometimes, the being at the point thereof: so says Abu-1-Kásim in the Mufradát. (TA: [in which it is said, in the supplement to the present art., that بَلَاغٌ signifies The reaching, attaining, arriving at, or coming to, a thing.]) You say, بَلَغَ المَكَانَ, (S, K,) and المَنْزِلَ, (Msb,) [aor. ـُ inf. n. بُلُوغٌ (S, K) [and بَلَاغٌ, as shown above], He reached, attained, arrived at, or came to, (S, Msb, K,) the place, (S, K,) and the place of abode: (Msb:) and (so in the S, but in the K “ or,”) he was, or became, at the point of reaching it, attaining it, &c. (S, K.) فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ, in the Kur [ii. 232], means And they have fully attained, or ended, their term. (Msb.) But فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ, in the same [lxv. 2], means And when they are near to attaining, or ending, their term: (S, TA:) or are at the point of accomplishing their term. (Msb, TA.) It has the first of the meanings explained above in the phrase, بَلَغَ أَشُدَّهُ [Kur xii. 22 &c., He attained his manly vigour, or full maturity, &c.]. (TA.) And in بَلَغَأَرْبَعِينَ سَنَةً [Kur xlvii. 14, He attained the age of forty years]. (TA.) and in بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ [Kur xxxvii. 100, He attained to working with him]. (TA.) In the Kur [iii. 35], occurs the phrase, وَقَدْ بَلَغَنِىَ الكِبَرُ [When old age hath come to me, or overtaken me]: and in another place [xix. 9], وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا [And I have reached the extreme degree of old age: so explained in the Expos. of the Jel]: phrases like أَدْرَكَنِىَ الجَهْدُ and أَدْرَكْتُهُ. (Er-Rághib, TA.) You say also, مَا بَلَغَ ↓ لَزِمَهُ ذٰلِكَ بَالِغًا with the accus. case as a denotative of state; meaning [That clave to him, or adhered to him, &c.,] rising to its highest degree or point; from بَلَغَ المَنْزِلَ, explained above. (Msb.) [But مَا بَلَغَ ↓ بَالِغًا more frequently means Whatever point, degree, amount, sum, quantity, number, or the like, it may reach, attain, arrive at, come to, or amount to.] And ↓ بَلَغَ فُلَانٌ مَبْلَغَهُ and ↓ مَبْلَغَتُهُ [Such a one reached, or attained, his utmost point or scope or degree]. (TA.) And ↓ بَلَغَ فِى العِلْمِ المَبَالِغَ [He attained, in knowledge, or science, the utmost degrees of proficiency]. (TA.) And بَلَغَ فِى

↓ الجَوْدَةِ مَبْلَغًا [It reached a consummate degree in goodness]. (S, K, * TA.) And بَلَغَ مِنَ الجَوْدَةِ

↓ مَبْلَغًا [He attained a consummate degree of goodliness]: said of a boy that has attained to puberty. (O, TA.) And بَلَغَ غَايَتَهُ فِى الطَّلَبِ [He did his utmost, or used his utmost power or ability, in seeking to attain an object]. (Msb in art. جهد.) And بَلَغَ أَقْصَى مَجْهُودِ بَعِيرِهِ فِى السَّيْرِ [He exerted the utmost endeavour, or effort, or power, or strength, of his camel, in journeying]. (S in art. نكث.) And بَلَغَ جَهْدَ دَابَّتِهِ i. q. جَهَدَهَا [He jaded, harassed, distressed, fatigued, or wearied, his beast]: (K in art. جهد:) and in like manner, بَلَغَ مَشَقَّتَهُ and بَلَغَ مِنْهُ المَشَقَّةَ i. q. جَهَدَهُ [and شَقَّ عَلَيْهِ, i. e. He, or it, jaded him, harassed him, &c.; ditressed him, afflicted him, oppressed him, overpowered him: thus in each of these instances, as in many similar cases, the verb with the inf. n. that follows is equivalent to the verb of that inf. n.]. (Msb in art. جهد.) [And, elliptically, بَلَغَ مِنْهُ i. q. بَلَغَ مِنْهُ المشَقَّةَ , explained above: and often meaning It took, or had, an effect upon him; it affected him: frequently said of wine and the like: and of a saying; as in the Ksh and Bd in iv. 66, where يَبْلُغُ مِنْهُمْ is followed by وَيُؤَثِرُ فِيهِ as an explicative: see also بَلِيغٌ.] and بَلَغْتَ مِنَّا البُلَغِينَ, (S, K,) and البِلَغِينَ, and كُلَّ مَبْلَغٍ: (K:) see البُلَغِينَ below. And بَلَغْتُ مِنَ الأَمْرِ المَشَقَّةَ [I experienced distress from the affair, or event]. (TA in art. مض.) [See also an ex. voce إِبِدٌ. بَلَغَنِى also signifies It has come to my knowledge, or been related to me, or been told me; or it came to my knowledge, &c.: and in this case it is generally followed by أَنَّ, or by أَنْ as a contraction of أَنَّ: for exs., see these two particles. And in like manner, بَلَغَنِى عَنْهُ Information has come to me, or information came to me, from him, or concerning him, that such a thing has happened, or had happened.] And بَلَغَ said of a letter or writing, inf. n. بَلَاغٌ and بُلُوغٌ, It reached, arrived, or came. (Msb.) And said of a plant, or of herbage, It attained its full growth: (TA:) and of a tree, such as a palm-tree &c., its fruit became ripe: (AHn, TA:) and of fruit, it became ripe. (Msb.) Also, said of a boy, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ inf. n. بُلُوغٌ, or, as IKoot says, بَلَاغٌ, (Msb,) He attained to puberty, virility, ripeness, or maturity; syn. أَدْرَكَ, (T, S, Msb, K,) and اِحْتَلَمَ; (M, Msb;) and attained a consummate degree of goodliness (بَلَغَ مِنَ الجَوْدَةِ مَبْلَغًا): (O, TA:) as though he attained the time of the writing of his marriage-contract, and of his having duties or obligations imposed upon him: (TA:) and in like manner one says of a girl, بَلَغَ, (T, TA,) or بَلَغَتْ. (TA.) b2: بَلَغَ اللّٰهُ بِهِ [God caused him to reach, attain, arrive at, or come to, his appointed end, or term of life; أَجَلَهُ, or the like, being understood]. (TA.) You say, بَلَغَ اللّٰهُ بِكَ أَكْلَأَ العُمُرِ, i. e. [May God cause thee to reach, or attain,] the extreme, or most distant, period of life! (S and TA in art. كلأ.) And فَعَلْتُ بِهِ مَا بَلَغَ بِهِ الأَذَى وَ المَكْرُوهْ [I did with him that which caused him to come to what was annoying, or hurtful, and evil]. (TA.) And بَلَغَ بِهِ البِلَغِينَ: see the last word of this phrase below. b3: بُلِغَ, like عُنِىَ, He (a man) was, or became, jaded, harasssed, distressed, fatigued, or wearied. (K.) A2: بَلُغَ, [aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. بَلَاغَةٌ, (S, Msb,) He was, or became بَلِيغ, i. e. فَصِيح [more properly signifying chaste, or perspicuous, in speech, but here meaning eloquent]; (S, * Msb, K;) and sharp, or penetrating, or effective, in tongue; (Msb;) attaining, by his speech, or diction, the utmost scope of his mind and desire. (K, * TA.) The difference between بَلَاغَةٌ and فَصَاحَةٌ is this: that the latter is an attribute of a single word and of speech and of the speaker; but the former is an attribute only of speech and the speaker: (Kull:) بلاغة in the speaker is A faculty whereby one is enabled to compose language suitable to the exigency of the case, i. e., to the occasion of speaking [or writing], with chasteness, or perspicuity, or eloquence, thereof: in language, it is suitableness to the exigency of the case, i. e., to the occasion of speaking [or writing], with chasteness or perspicuity, or eloquence, thereof. (KT.) 2 تَبْلِيغٌ and ↓ إِبْلَاغٌ [inf. ns. of بلّغ and ابلغ] signify The causing to reach, attain, arrive, or come; bringing, conveying, or delivering: (S, K, TA:) the former is the more common. (Er-Rághib, TA.) [You say, بلّغهُ المَكَانَ He caused him, or it, to reach, attain, arrive at, or come to, the place. And بلّغهُ مَقْصُودَهُ He caused him to attain his object of aim or endeavour &c.] and بَلَّغْتُ الرِّسَالَةَ [I brought, conveyed, or delivered, the message]. (S.) And بلّغهُ السَّلَامَ, (Msb,) and الخَبَرَ, (TA,) as also ↓ ابلغهُ, (Msb, TA,) He brought, conveyed, delivered, or communicated, to him the salutation, (Msb,) and he brought, &c., or told, to him the news, or information. (TA.) [and بَلَّغَنِى عَنْ فُلَانٍ He told me from such a one, or on the part of such a one, some piece of information, or that some event had happened, &c.]

A2: بلّغ الفَارِسُ, (S, A, K,) inf. n. تَبْلِيغٌ, (K,) The horseman stretched forth, or extended, his hand, or arm, with the rein of his horse, [or gave the rein to his horse,] in order that he might increase in his running. (S, A, K.) A3: بلّغ الشَّيْبُ فِى رَأْسِهِ Hoariness began to appear on his head; accord. to IAar; as also بلّع, with the unpointed ع: the Basrees assert that the former is a mistranscription; but it is related as heard from Th, by Aboo-Bekr Es-Soolee. (TA.) 3 بالغ, (S, Msb, K, &c.,) inf. n. مُبَالَغَةٌ (JK, K, &c.) and بِلَاغٌ, (K.) He exceeded the usual, or ordinary, or the just, or proper, bounds, or degree, in a thing; acted egregiously, or immoderately, or extravagantly, therein: (KL:) he strove, or laboured; exerted himself, or his power or efforts or endeavours or ability; employed himself vigorously, strenuously, laboriously, sedulously, earnestly, with energy or effectiveness; took pains, or extraordinary pains: (K, TA:) he did not fall short of doing what was requisite, or what he ought; did not flag, or was not remiss: (S, K, TA:) he exerted unsparingly his power or ability, or effort or endeavour, or the utmost thereof: (Msb:) he accomplished, or did, or attained, the utmost of his power or ability, or effort or endeavour; he did his utmost: (JK:) فِى أَمْرٍ [in an affair]: (S, K, TA:) or فِى كَذَا, meaning in the pursuit of such a thing. (Msb.) بالغ فِى كَذَا may be rendered as above, or He did such a thing much, exceedingly, egregiously, extraordinarily, immoderately, extravagantly, excessively, vehemently, energetically, superlatively, excellently, consummately, thoroughly. Hence مُبَالَغَةٌ in explanations of words; meaning Intensiveness; muchness; extraordinariness; excessiveness; vehemence; energy; emphasis; hyperbole; &c.; and sometimes, frequentative signification. Thus, إِسْمُ مُبَالَغَةٍ means A noun of intensiveness; or an intensive epithet: as شَكُورٌ

“ very thankful,” or “ very grateful; ” and حَمَّادٌ

“ a great praiser,” or “ a frequent praiser. ”]4 ابلغ, inf. n. إِبْلَاغٌ: see 2, in two places. [Hence,] ابلغ الأَمْرَ جَهْدَهُ [He brought his utmost power or ability, or effort or endeavour, to the performance, or accomplishment, of the affair]. (TA.) And أَبْلَغْتُ إِلَيْهِ i. e. فَعَلْتُ بِهِ مَا بَلَغَ بِهِ الأَذَى وَ المَكْرُوهَ [I did with him that which caused him to come to what was annoying, or hurtful, and evil]. (TA.) A2: See also 1, first sentence; where it is said that إِبْلَاغٌ is syn. with بُلُوغٌ; but this is app. a mistake.

A3: [مَا أَبْلَغَهُ, and أَبْلِغْ بِهِ, How eloquent is he !].5 تبلّغ المَنْزِلَ He constrained himself to reach, or attain, the place of abode, until, or so that, he did reach [it], or attain [it]. (K.) b2: تبلّغ بِهِ He was satisfied, or content, with it, (S, Msb, K,) and attained his desire [thereby]. (TA.) b3: تَبَلَّغَتْ بِهِ العِلَّةُ The disease, or malady, distressed him; afflicted him; became vehement, or severe, in him. (S, Z, Sgh, K.) 6 تبالغ الدِّبَاغُ فِى الجِلْدِ The tan attained its utmost effect in the skin. (AHn.) And تبالغ فِيهِ الهَّمُ, and المَرَضَ, Anxiety, or disquietude of mind, or grief, attained its utmost degree in him, and so disease, or the disease. (TA.) [This verb seems properly to signify It reached, or attained, by degrees.]

A2: تبالغ فِى كَلَامِهِ He affected eloquence (بَلَاغَة) in his speech, not being of those characterized thereby: [whence] one says, مَا هُوَ بِبَلِيغٍ

وَلٰكِنْ يَتَبَالِغُ [He is not eloquent, but he affects eloquence]. (TA.) بَلْغٌ: see what next follows, in three places: A2: and see بَالِغٌ, in two places: b2: and بَلِيغٌ, in two places.

اللّٰهُمَ سِمْعٌ لَا بِلْغٌ, and ↓ سَمْعٌ لَا بَلْغٌ, (Ks, Fr, S, K,) and ↓ سَمْعًا لَا بَلْغًا, (Ks, S, K,) and سِمْعًا لَا بِلْغًا, (K,) O God, may we hear of it (or may it be heard of, IB) but may it not be fulfilled; (Fr, S, K;) or, may it not reach us, or come to us: said on hearing of a displeasing, or hateful, or an evil, event: (L:) or on hearing tidings not pleasing to one: (Ks, S, K:) or on the coming of tidings not held to be true. (TA.) [See also art. سمع.]

A2: أَحْمَقُ بِلْغٌ, (S, K,) and ↓ بَلْغٌ, and ↓ بَلْغَةٌ, (K,) Stupid, or foolish, but, notwithstanding his stupidity, or foolishness, attaining his desire: (S, K:) or stupid, or foolish, in the utmost degree: (K, TA:) fem. حَمْقَآءُ بِلْغَةٌ. (TA.) b2: رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ (S, * K) A man who is bad, evil, or wicked, (Fr, K,) in the utmost degree. (Fr, TA.) b3: See also بَلِيغٌ.

بِلَغٌ: see بَلِيغٌ.

بَلْغَةٌ: see بِلْغٌ.

بُلْغَةٌ A sufficiency of the means of subsistence, (T, S, Msb, K,) such that nothing remains over and above it: (T, Msb:) and simply a sufficiency; enough; (JK, Msb, TA;) as also ↓ بَلَاغٌ, (JK, S, Msb, K,) meaning a thing that suffices, or contents, and enables one to attain what he seeks; (TA;) and ↓ تَبَلُّغٌ. (JK, Msb, TA.) You say, فِى هٰذَا بُلْغَةٌ, and ↓ بَلَاغٌ, and ↓ تَبَلُّغٌ, In this is a sufficiency, or enough. (Msb, TA.) And it is said in the Kur [xxi. 106], لِقَوْمٍ ↓ إِنَّ فِى هٰذَا لَبَلَاغًا عَابِدِينَ Verily in this is a sufficiency [for a people serving God]: (Bd, TA:) or a means of attaining the object sought after, or desired. (Bd.) بِلَغْنٌ: see بَلَاغَةٌ.

A2: Also A calumniator, or slanderer: (Kr, TA:) or one who conveys people's discourse to others. (TA.) البُلَغِينَ, (S,) or البِلَغِينَ, (JK,) or both, (K,) Calamity, misfortune, or disaster: (S, K:) or distress, or affliction. (JK.) Hence the saying of 'Áïsheh to 'Alee, (S, K,) when she was taken prisoner [by him], (S,) بَلَغْتَ مِنَّا البُلَغِينَ, (S, K,) and البِلَغِينَ, (K,) i. e., الدَّاهِيَةَ; meaning بَلَغْتَ

↓ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ [Thou hast distressed us, or afflicted us, in the utmost degree]: (K:) it is said to mean that the war harassed her, and distressed her in the utmost degree. (TA.) It is like البُرَحِينَ [and البِرَحِينَ] and الأَطْوَرِينَ; all meaning calamities, misfortunes, or disasters: (A'Obeyd, TA:) and is as though they said خَطْبٌ بِلَغٌ [and بُلَغٌ], meaning بَلِيغٌ, and then formed the pl. thus because they considered calamities [as personified, i. e.,] as rational beings having purpose, or design. (IAth, TA.) It is invariably thus, terminating with ى and ن: or one may say in the nom. case البُلَغُونَ, and in the accus. and gen. البُلَغِينَ. (O, K. *) You say also, بَلَغَ بِهِ البِلَغِينَ [lit. He caused him to come, i. e. he brought him, to calamity, misfortune, or disaster, or to distress, or affliction]; meaning he went to the utmost point in reviling him, and annoying him, or molesting him. (IAar, TA.) بَلَاغٌ is a subst. from تَبْلِيغٌ and إِبْلَاغٌ, meaning The bringing, conveyance, delivery, or communication, (S, K, &c.,) of a message [&c.]. (Jel in iii. 19, &c.) [It often occurs in the Kur as meaning The communication, or announcement, of what is revealed.] b2: In a trad., in which it is said, كُلُّ رَافِعَةٍ رَفَعَتْ إِلَيْنَا مِنَ البَلَاغِ, [in the CK رُفِعَتْ علينا,] it means What is communicated, or announced, (مَا بَلَغَ,) of the Kur-án and of the [statutes, or ordinances, &c., termed] سُنَن: or the meaning is, مِنْ ذَوِى البَلَاغِ, i. e., التَّبْلِيغِ, [of those who have the office of communicating, or announcing,] the simple subst. being put in the place of the inf. n.: (K, TA:) but some relate it differently, saying ↓ مِنَ البُلَّاغِ [of the communicators, or announcers,] like حُدَّاث in the sense of مُحَدِّثُون: (TA:) and some say, ↓ مِنَ البِلَاغِ, meaning مِنَ المُبَالِغِينَ فِى التَّبْلِيغِ, i. e. of those who do their utmost in communicating, or announcing. (Hr, K.) [See this trad. cited and explained more fully in the first paragraph of art. رفع.] b3: هٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ, in the Kur [xiv. last verse], means This Kur-án contains a sufficient exposition, or demonstration, for men. (TA.) b4: See also بُلْغَةٌ, in three places.

بِلَاغٌ: see بَلَاغٌ.

بَلِيغٌ i. q. فَصِيحٌ [properly signifying Chaste in speech, but here meaning eloquent]; (S, * Msb, K;) sharp, or penetrating, or effective, in tongue; (Msb;) one who attains, by his speech, or diction, the utmost scope of his mind and desire; (K, * TA;) [possessing the faculty of بَلَاغَة; (see بَلُغَ;)] as also ↓ بَلْغٌ, and ↓ بِلْغٌ, and ↓ بِلَغٌ, and ↓ بَلضاغَى, like سَكَارَي, [in the CK like سُكَارَي,] and ↓ بُلَاغَي, like حُبَارَي: (K:) or ↓ بَلْغٌ signifies a man who does not commit mistakes often in his speech: (JK:) the pl. of بَلِيغٌ is بُلَغَآءُ. (TA.) Applied to a saying, [&c.,] it also signifies Effectual, or producing an effect. (Ksh and Bd and Jel in iv. 66.) b2: [Also Surpassing in any quality: and superlative.] It is also applied to a calamity or the like [as meaning Great, severe, distressing, or afflictive]. (IAth.) بَلَاغَةٌ i. q. فَصَاحَةٌ, [as meaning Eloquence; (see بَلُغَ, of which it is the inf. n.;)] (S, Msb, *) as also ↓ بِلَغْنٌ. (Seer, TA.) b2: And [the pl.] بَلَاغَاتٌ Slanders, or calumnies. (S, K.) بَلَاغَى and بُلَاغَى: see بَلِيغٌ.

بُلَّاغٌ: see بَلَاغٌ.

بَالِغٌ Reaching, attaining, arriving at, or coming to, a place [or time, or an affair or a state or an event that is meditated or intended or determined or appointed; reaching, &c., to the utmost point or degree: and sometimes, being at the point of reaching &c.: see 1, first sentence]. (TA.) Yousay also, ↓ جَيْشٌ بَلْغٌ, meaning بَالِغٌ [An army reaching, or arriving at, its appointed place]. (K, TA.) And ↓ أَمْرُ اللّٰهِ بَلْغٌ, i. e. بَالِغٌ, (S, K,) meaning [The decree of God] reacheth, or attaineth, its intended object: (K:) from the saying in the Kur [lxv. 3], إِنَّ اللّٰهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ (S) Verily God attaineth his purpose. (Bd, Jel.) and بَالِغٌ فِى الحُمْقِ Reaching the utmost point, or degree, in stupidity, or foolishness. (TA.) and لَزِمَهُ ذٰلِكَ بَالِغًا مَا بَلَغَ: see 1: and see the sentence there next following it. (Msb.) أَيْمَانٌ بَالِغَةٌ, in the Kur lxviii. 39, means Firm covenants: (Jel:) or covenants confirmed by oaths in the utmost degree: (Bd:) or rendered obligatory for ever; sworn to, that they shall be constantly observed: or that have reached their utmost point: (Th, TA:) or يَمِينٌ بَالِغَةٌ means [an oath, or a covenant,] confirmed. (TA.) b2: Attaining, or having attained, to puberty, virility, ripeness, or maturity; applied to a boy: (T, IKoot, IKtt, Msb:) and in like manner, without ة, applied to a girl; (T, IAmb, Msb, K;) thus applied, with the mention of the noun qualified by it, by Esh-Sháfi'ee (T, Msb) and other chaste persons, of the Arabs; (T, TA;) or بَالِغَةٌ; (IKoot, Msb;) or the latter is also thus applied, with the mention of the noun which it qualifies, (T, Msb, K,) not being wrong because it is the original form; (T, TA;) and seems to be necessarily used when the noun which it qualifies is not mentioned, to prevent ambiguity. (Msb.) b3: A good, a goodly, or an excellent, thing. (S, K.) أَبْلَغُ [More, and most, effectual or efficacious: see بَلِيغٌ]. b2: ثَنَآءٌ أَبْلَغُ i. q. فِيهِ ↓ مُبَالَغٌ [Praise, or eulogy, or commendation, in which the usual, or ordinary, or the just, or proper, bounds are exceeded; such as is egregious, or immoderate, or extravagant; &c.: see 3]. (K.) تَبْلِغَةٌ A rope, or cord, with which the main well-rope (الرِّشَآء) is joined to [that which is called] the كَرَب: (K:) or a rope, or cord, that is joined to the رِشَآء so that it may reach the water: (Z, TA:) pl. تَبَالِغُ. (K.) b2: Also A thong that is wound upon the curved extremity of a bow, where the bow-string ends, three times, or four, in order that the bow-string may become firm, or fast. (AHn, TA.) تَبَلُّغٌ [an inf. n. (of 5, q. v.,) used as a subst.]: see بُلْغَةٌ, in two places.

مَبْلَغٌ [The place, and the time, which a person, or thing, reaches, attains, arrives at, or comes to: the utmost point to which, or towards which, one tends, or repairs, or betakes himself; to which one directs his course; or which one seeks, pursues, endeavours to reach, desires, intends, or purposes; whether it be a place, or a time, or any affair or state or event that is meditated or intended or determined or appointed: (see 1, first sentence:)] the utmost point, or scope, or degree, of knowledge [and of any attainment]: (Bd and Jel in liii. 31:) [the utmost degree of proficiency: a consummate degree of goodness and of any other quality: the age of puberty, virility, ripeness, or maturity: the sum, amount, or product, resulting from addition or multiplication: a sum of money: and particularly a considerable sum thereof: and] cash, or ready money, consisting of dirhems and of deenárs: in this sense, post-classical: pl. مَبَالِغُ. (TA.) You say, بَلَغَ فُلَانٌ مَبْلَغَهُ and مَبْلَغَتَهُ: and بَلَغَ فِى العِلْمِ المَبَالِغَ: and بَلَغَ فِى الجَوْدَةِ مَبْلَغًا, and مِنَ الجَوْدَةِ: for explanations of all which, see 1. And بَلَغْتَ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ: see البُلَغِينَ.

بَلَغَ فُلَانٌ مَبْلَغَتَهُ: see 1.

مُبَلِّغٌ One whose office it is, with other persons each of whom is thus called, to chant certain words, as the إِقَامَة &c., in a mosque. (See my “ Modern Egyptians, “ch. iii.)]

هُوَ مَبْلُوغٌ بِهِ [He is caused to reach, attain, arrive at, or come to, his appointed end, or term of life, (أَجَلَهُ, or the like, being understood,)] is said of the object of the phrase بَلَغَ اللّٰهُ بِهِ [which see, and the phrase next following it]. (TA.) ثَنَآءٌ مُبَالَغٌ فِيهِ: see أَبْلَغُ.

بوع

(بوع) فِي سيره أوسع الخطو فِيهِ
ب و ع: (الْبَاعُ) قَدْرُ مَدِّ الْيَدَيْنِ وَ (بَاعَ) الْحَبْلَ مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا مَدَّ بِهِ بَاعَهُ كَمَا تَقُولُ شَبَرَهُ مِنَ الشَّبْرِ. 

بوع


بَاعَ (و)(n. ac. بَوْع)
a. Extended his arms.
b. Measured by the cubit.
c. Strode along.

تَبَوَّعَa. Was measured by the cubit.
b. Sprang (serpent).
إِنْبَوَعَa. see V
بَاع (pl.
أَبْوَاع)
a. Cubit, ell.
b. Arm.
c. Rank.
d. [ art. prec. by
طَوِيْل
long ], Generous.
e. [ art. prec. by

قَصِيْر
a. short ], Avaricious.
[بوع] نه فيه: إذا تقرب العبد مني "بوعاً" أتيته هرولة؛ البوع والباع قدر مد اليدين وما بينهما من البدن، وهو هنا مثل لقرب ألطاف الله تعالى من العبد إذا تقرب إليه بالإخلاص. ك: أن تقرب إليه بقليل تفضل عليه بكثير وإن تقرب إليه بالتأني تفضل عليه بالسرعة، وقد يكون بالتوفيق له بعمل يقربه منه. ن: "البوع" بضم باء وفتحها قيل هو قدر أربعة أذرع.
ب و ع : الْبَاعُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ هُوَ مُذَكَّرٌ يُقَالُ هَذَا بَاعٌ وَهُوَ مَسَافَةُ مَا بَيْنَ الْكَفَّيْنِ إذَا بَسَطْتَهُمَا يَمِينًا وَشِمَالًا وَبَاعَ الرَّجُلُ الْحَبْلَ يَبُوعُهُ بَوْعًا إذَا قَاسَهُ بِالْبَاعِ وَالْجَمْعُ أَبْوَاعٌ وَانْبَاعَ الْعَرَقِ عَلَى انْفَعَلَ إذَا سَالَ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ امْتَدَّ وَكُلُّ رَاشِحٍ يَنْبَاعُ وَهُوَ مُنْبَاعٌ. 
بوع: بَوّع، ذكر فوك: بَوّع وتبوع في مادة ( Passus) Pasus.
باع ويجمع على باعات أيضاً (بوشر) وباع: خطوة (فوك، رسالة إلى فليشر ص91). وعند ملر (ص31) في كلامه عن كلب صيد يقول: طويل الباع أي فسيح الخطى، سريع العدو. وعند لين: باع وتبوع = مد أبواعه.
وطويل الباع أو رحب الباع لا تعني الكريم فقط، بل المقتدر أيضاً (محيط المحيط) وقصير الباع، وضيق الباع، أو قاصر الباع لا تعني البخيل فقط بل الضعيف أيضاً وفي محيط المحيط: قاصر.
بَوْع: مفصل اليد (بوشر).
[بوع] الباعُ: قَدْرُ مَدِّ اليدين. وبُعْتُ الحبلَ أَبوعُهُ بَوْعاً، إذا مددتَ باعَكَ به ; كما تقول: شَبَرْتُهُ من الشِّبْرِ. وربَّما عُبِّرَ بالباعِ عن الشَرف والكرم. قال العجَّاج:

إذا الكِرامُ ابتدروا الباعَ بدر * وقال حجر بن خالد: ندهدق بضع اللحم للباع والندى * وبعضهم تغلى بذم مناقعه * وباع الفرس في جريه، أي أبعَدَ الخطوَ ; وكذلك الناقةُ. ومنه قول الشاعر : فدع هندا وسل النفس عنها * بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ
بوع
البَوْعُ والبَاعُ: لُغَتَانِ، إلاّ أنَّ البَوْعَ في الخِلْقَةِ والبَاعَ في الكَرَم. وهو يَبُوْعُ بمالِه: أي يَبْسُطُ به باعَه. وبُعْتُ الحَبْلَ بَوْعاً: مَدَدْتَه حتَى صارَ باعاً. ويُقال: بُعْتُهُ بالباع، وكَمْ بَوْعُه، كما يُقال: ذَرَعْتُه وكَمْ ذَرْعُه، ومنه فَرَسٌ بَيِّعٌ: أي بَعِيْدُ الخَطْو. والبَوْعُ: المَكانُ المُتَهَضِّمُ في لِصْبِ جَبَلٍ. وباعَةُ الدّارِ: ساحَتُها. وانْبَاعَ عليه بالكَلام: انْبَعَثَ، ومنه المَثَلُ: " مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ ". والنَّعْجَةُ تُسَمّى: أبْوَاعَ؛ لِتَبَوُّعِها في المَشْي، وتُدْعى للحَلَبِ فيقال: أبْوَاعْ أَبْوَاعْ.
ب و ع

باع الثوب يبوعه إذا قدره بباعه، نحو ذرعه إذا قدره بذراعه. وتقول: كم بوع ثوبك وكم ذرع ثوبك وباع البعير والفرس وتبوع إذا مد باعه في سيره. وفرس طيع بيع: بعيد الخطو. قال العباس بن مرداس:

على متن جرداء السراة نبيلة ... كعالية المران بيعة القدر

ومر يتبوع. وناقة بائعة، ونوق بوائع. وما بيعت هذه الثياب حتى بيعت.

ومن المجاز: لفلان سابقة وباع. وقال العجاج:

إذا الكرام ابتدروا الباع بدر

وتبوع للمساعي: مد باعه. قال الطرماح:

يماني تبوع للمساعي ... يداه وكل ذي حسب يماني
بوع
باعَ يَبوع، بُعْ، بَوْعًا، فهو بائع، والمفعول مبوع
• باعَ الرَّجلُ الحبلَ ونحوَه: قاسَه بالباع "باع طولَ الأرضِ وعرضها ليعرف مساحتها". 

بائع [مفرد]: اسم فاعل من باع. 

باع [مفرد]: ج باعات وأبْواع وبيعان:
1 - مسافة ما بين اليدين إذا امتدت الذراعان يمينًا وشمالاً (مؤنثة وقد تُذكَّر) ° بالباعِ والذِّراع: بكلِّ طاقة وبأقصَى جهد- ضيِّق الباع/ قصير الباع: عاجز، أو بخيل، أو قليل الخبرة والمعرفة- طويل الباع/ رحب الباع/ بسيط الباع: جواد، واسع الخلق ذو معرفة وعلم، حاذق، عكسه قصير الباع.
2 - شرف وفضل وكرم "لفلان سابقة وباع- له باع طويلة في العلم". 

بَوْع [مفرد]: مصدر باعَ. 

بُوع [مفرد]: ج أبْواع:
1 - عَظْمَة تلي إبهام الرجل "لا يعرف كُوعه من بُوعه [مثل]: يُضرب لتمام الجهل والغباء".
2 - مفصل اليد. 
(ب وع)

الباع والبوع والبوع: مَسَافَة مَا بَين الْكَفَّيْنِ إِذا بسطهما، الْأَخِيرَة هذلية. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَلَو كَانَ حَبل من ثَمَانِينَ قامة ... وَخمسين بوعا نالها بالانامل

وَالْجمع ابواع.

وَبَاعَ يبوع بوعا: بسط بَاعه.

وَبَاعَ الْحَبل يبوعه بوعا: مد يَدَيْهِ مَعَه حَتَّى صَار باعا. وَقيل: هُوَ مدكه بباعك. والمعنيان مقترنان. قَالَ ذُو الرمة يصف ارضا:

ومستامة تستام وَهِي رخيصة ... تبَاع بساحات الايادي وتمسح

مستامة يَعْنِي ارضا تسوم فِيهَا الْإِبِل من السّير لَا من السّوم الَّذِي هُوَ البيع.

وتباع أَي تمد فِيهَا الْإِبِل ابواعها وايديها. وتمسح من الْمسْح الَّذِي هُوَ الْقطع كَقَوْل الله تَعَالَى (فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والاعناق) أَي قطعا.

والابل تبوع فِي سَيرهَا وتبوع: تمد أبواعها، وَكَذَلِكَ الظباء.

وَالْبَائِع: ولد الظبي إِذا بَاعَ فِي مَشْيه، صفة غالبة، وَالْجمع بوع وبوائع.

وَمر يبوع ويتبوع: أَي يتباعد بَاعه ويملأ مَا بَين خطوه.

والباع: السعَة فِي المكارم. وَقد قصر بَاعه عَن ذَلِك: لم يَسعهُ. كُله على الْمثل. وَلَا يسْتَعْمل البوع.

وَبَاعَ بِمَالِه يبوع: بسط بِهِ بَاعه، قَالَ الرماح:

لقد خفت أَن ألْقى المنايا وَلم انل ... من المَال مَا اسمو بِهِ وابوع وَرجل طَوِيل الباع أَي الْجِسْم. وطويل الباع وقصيره فِي الْكَرم، وَهُوَ على الْمثل، وَلَا يُقَال: قصير الباع فِي الْجِسْم.

وجمل بواع: جسيم.

وانباع الْعرق: سَالَ قَالَ عنترة:

ينباع من ذفرى غضوب جسرة ... زيافة مثل الفنيق المكدم

وكل راشح: منباع.

وانباع الرجل: وثب بعد سُكُون.

وانباع: سَطَا.

وَمثل " مخرنبق لينباع " أَي سَاكن ليثب أَو ليسطو.

وانباع الشجاع من الصَّفّ: برز عَن الْفَارِسِي وَعَلِيهِ وَجه قَوْله:

ينباع من ذفرى غضوب جسرة

لاعلى الاشباع كَمَا ذهب إِلَيْهِ غَيره.

بوع

1 بَاعَ, (S, TA,) aor. ـُ (TA,) inf. n. بَوْعٌ, (S, K, TA,) He extended his arms to their full reach; expl. by بَسَطَ بَاعَهُ; (TA;) and the inf. n. by مَدُّ البَاعِ; with a thing; as also ↓ تبوّع. (K.) b2: He (a camel) stretched forth his fore legs to the full (مَدَّ أَبْوَاعَهُ); as also ↓ تبوّع; and in like manner a gazelle: (TA:) and he (a horse) stepped far, or took long steps, in his running; (S, K;) and in like manner one says [بَاعَت] of a she-camel. (S.) You say, مَرَّ يَبُوعُ, and ↓ يَتَبَوَّعُ, He went along stretching forth his fore-legs to the full extent of his step. (L.) b3: بَاعَ بِالمَالِ, aor. ـُ (TA,) inf. n. بَوْعٌ, (Lth, K,) He extended his arm, or hand, [liberally, or bountifully,] with the property. (Lth, K, TA.) You say also, بُعْ بُعْ, meaning (assumed tropical:) Stretch forth thine arms, or hands, (بَا عَيْكَ,) in acts of obedience to God. (IAar.) And لِلْمَسَاعِى ↓ تَبَوَّعَ (tropical:) He stretched forth his arms (مَدَّ بَاعَهُ) [to attain means of honour and elevation]. (TA.) And ↓ مَا يُدْرَكُ تَبَوُّعُهُ (assumed tropical:) The point to which he has reached is not to be attained: (K, TA:) and, as Lh says, ↓ لَا تَبْلُغُونَ تَبَوُّعَهُ (assumed tropical:) Ye will not, or shall not, reach the point to which he has attained: originally, his length of step. (TA.) b4: ↓ إِذَا بَاعَ انْبَاعَ When he accomplishes his want, he goes away. (Har p. 592.) A2: بَاعَ الحَبْلَ, (Msb, TA,) first Pers\. بُعْتُهُ, (S,) aor. and inf. n. as above, (S, Msb, TA,) He measured the rope by the باع [or fathom]; (Msb;) he extended his باع [or arms stretched to the full reach] with the rope; (S;) or he extended the rope with his باع; or, which is nearly the same in meaning, he extended his arms with the rope until it became a باع [or fathom in measure]; (TA;) like as you say, شَبَرْتُهُ from الشِّبْرُ. (S, TA.) b2: [And hence,] يَبُوعُ الأَرْضَ He traverses the ground with wide step and quick motion. (Ham p. 720.) 5 تَبَوَّعَ see 1, in six places: b2: and see 7.7 انباع and ↓ تبوّع, said of a rope, signify the same [app. It was measured by the باع, or fathom]. (K, TA.) b2: انباعت الحَيَّةُ The serpent extended itself, after gathering itself together and coiling itself, in order to spring. (Lh, K.) b3: Also انباع, said of a man, He leaped, or sprang, after being still: or he made an assault; or leaped, or sprang, and made a violent seizure. (TA.) [Hence,] مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ Silent in order to leap, or spring, (K, and S in art. خربق,) when he finds an opportunity; (S in that art.;) on account of a misfortune which he desires [to effect]; (S, K, in that art.;) or in order to make an assault: (TA:) or looking, or waiting, for an opportunity to leap, or spring, upon his enemy, or the object of his want, when able to do so; and in like manner, مُخْرَنْطِمٌ لِيَنْبَاعَ: (TA in art. خربق:) a prov., (K,) applied to a man who is silent respecting a misfortune [which he desires to effect]; (TA;) or applied to a man who is long silent until he thinks his object inadvertent, and who is possessed of cunning: (As, TA in art. خربق:) accord. to one relation, لِيَنْبَاقَ, i. e. to bring about, or effect, a بَائِقَة, meaning a calamity, or misfortune: (K:) or لينباع may be for لَيْنَبَع, from نَبَعَ المَآءُ. (Har p. 62.) [Hence also,] انباع الشُّجَاعُ مِنَ الصَّفِّ The courageous man went, or came, out, or forth, from the rank. (AAF.) b4: انباع لِى فِى سِلْعَتِهِ He treated me in an easy manner in the sale of his commodity, or article of merchandise, and strained himself (اِمْتَدَّ) to give his consent to it. (K, TA.) And hence, ↓ اِنْبَيَاعٌ, as used by Sakhrel-Ghei in describing the conduct of a man towards a beautiful woman, or, accord. to one relation, ↓ اِبْتِيَاعٌ, The acting, or behaving, towards another, boldly, in a free and easy manner, or without shyness; syn. اِنْبِسَاطٌ; as also بَيْعٌ (TA.) b5: انباع also signifies He ran in a gentle manner, with a bending and a twisting of himself; from بَاعَ, aor. ـُ (Ahmad Ibn-'Obeyd.) b6: and he went away. (Har p. 592: see 1.) b7: And It (sweat) flowed: (Msb, K:) or, as El-Fárábee says, extended. (Msb.) 'Antarah says, describing the sweat of a she-camel, يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ

[Flowing, or extending, from the part behind the ear of a she-camel quickly angered, spirited, or tall, or tall and bulky, or strong, and bold to endure travel]: ينباع being originally يَنْبَوِعُ; or, as most of the lexicologists say, originally يَنْبَعُ, the ا being inserted after the fet-hah of the ب to render its sound full. (TA.) 8 اِبْتِيَاعٌ: see 7, in the latter half of the paragraph.

بَاعٌ A fathom; the space that is between [the extremities of] the two hands when they are extended to the right and left; (Msb;) the measure of the extension of the two arms (S, K, TA) with what is between them of the body; (TA;) as also ↓ بَوْعٌ and ↓ بُوعٌ; (K;) the last of the dial. of Hudheyl: (TA:) said by AHát to be of the masc. gender: (Msb:) pl. أَبْوَاعٌ (Msb, K) and بِيعَانٌ. (Ham p. 475.) b2: [And hence,] (assumed tropical:) The body, including the limbs; [because a fathom in height;] as in the phrase رَجُلٌ طَوِيلُ البَاعِ (assumed tropical:) A man tall in the body; which has also another meaning, to be seen below: but you do not say, قَصِيرُ البَاعِ as meaning short in the body. (TA.) b3: [Also The arms; and particularly when extended to their full reach; as also the pl.: and in like manner, the fore legs of a beast: see several examples in the first paragraph of this art.] b4: [And hence, (tropical:) Reach; power; or ability.] Yousay, هُوَ قَصِيرُ البَاعِ (tropical:) He is lacking in power, or ability: a phrase which has also another meaning, to be seen below. (TA.) And قَصُرَ بَاعُهُ عَنْ ذٰلِكَ (tropical:) He was unable to attain, or to do, or effect, that: in this case, ↓ بوع is not used. (TA.) b5: And (tropical:) Reach, power, or ability, in the means, or causes, of attaining honour; or in generous, or honourable, qualities or actions: (TA:) (tropical:) eminence; nobility; honour; generosity: (Lth, S, K:) in which senses, ↓ بوع is not used. (Lth.) A poet says, لَهُ فِى المَجْدِ سَابِقَةٌ وَ بَاعُ [He has precedence and eminence in glory, honour, dignity, or nobility]. (Lth.) And رَجُلٌ طَوِيلُ البَاعِ (tropical:) A man of large generosity. (TA.) And قَصِيرُ البَاعِ (tropical:) Niggardly: a phrase which has also another meaning, mentioned above. (TA.) بَوْعٌ and بُوعٌ: see بَاعٌ, in four places.

A2: The former also signifies A place that is broken, or crushed, (مَكَانٌ مُنْهَضِمُ,) in a small ravine (لِصْب) of a mountain. (Ibn-'Abbád, K.) بَاعَةٌ The court (سَاحَة) of a house: (Ibn-'Abbád, K:) a dial. var. of بَاحَةٌ. (TA.) بَوَّاعٌ (assumed tropical:) A large-bodied camel. (TA.) بَائِعٌ A young gazelle that stretches forth its fore legs to the full (يَبُوعُ) in going along: (K, TA:) an epithet in which the quality of a subst. is predominant: (TA:) pl. بُوعٌ (K) and بَوَائِعُ. (TA.) And ↓ أَبْوَاعُ, a determinate noun, is applied to The ewe, because she does so in going along: and she is called to be milked thereby; (Ibn-'Abbád, K;) by saying, أَبْوَاعُ أَبْوَاعُ. (Ibn-'Abbád.) Yousay also نَاقَةٌ بَائِعَةُ A she-camel that steps far, or takes long steps: pl. بَوَائِعُ. (TA.) And ↓ فَرَسٌ بَيِّعٌ, (K,) originally بَيْوِعٌ, (TA,) A horse that steps far, or takes long steps. (Z, K.) بَيِّعٌ: see بَائِعٌ.

أَبْوَاعُ: see بَائِعٌ.

مُنْبَاعٌ Anything that flows; or extends: (Msb:) anything sweating, or exuding sweat. (TA.)

بوع: الباعُ والبَوْعُ والبُوع: مَسافةُ ما بين الكفَّيْن إِذا

بسَطْتهما؛ الأَخيرة هُذَلية؛ قال أَبو ذؤيب:

فلو كان حَبْلاً من ثَمانِين قامةً

وخمسين بُوعاً، نالَها بالأَنامِل

والجمع أَبْواعٌ. وفي الحديث: إِذا تقَرَّب العبدُ مِنّي بَوْعاً أَتيته

هَرْولة؛ البَوْعُ والباعُ سواء، وهو قَدْر مَدِّ اليدين وما بينهما من

البدن، وهو ههنا مَثَلٌ لقُرْب أَلطاف الله من العبد إِذا تقرَّب إِليه

بالإِخْلاصِ والطاعةِ.

وباعَ يَبُوع بَوْعاً: بسَط باعَه. وباعَ الحبْلَ يَبُوعُه بَوْعاً:

مدَّ يديه معه حتى صار باعاً، وبُعْتُه، وقيل: هو مَدُّكَه بباعك كما تقول

شَبَرْتُه من الشَّبْر، والمعنيانِ مُتقاربان؛ قال ذو الرمة يصف أَرضاً:

ومُسْتامة تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ،

تُباعُ بساحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ

مَستامة يعني أَرضاً تَسُوم فيها الإِبل من السير لا من السَّوْم الذي

هو البيع، وتُباعُ أَي تَمُدُّ فيها الإِبل أَبواعَها وأَيدِيَها،

وتُمْسَحُ من المَسْحِ الذي هو القَطْع كقوله تعالى: فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوق

والأَعناق؛ أَي قَطَعَها. والإِبل تَبُوع في سيرها وتُبَوِّعُ: تَمُدُّ

أَبواعَها، وكذلك الظِّباء. والبائعُ: ولد الظبْيِ إِذا باعَ في مَشْيه،

صفة غالبة، والجمع بُوعٌ وبوائعُ. ومَرَّ يَبُوع ويتَبوَّع أَي يمُدّ

باعَه ويملأُ ما بين خطْوه. والباعُ: السَّعةُ في المَكارم، وقد قَصُر باعُه

عن ذلك: لم يسعه، كلُّه على المثل، ولا يُستعمل البَوْعُ هنا. وباعَ

بماله يَبُوعُ: بسَط به باعَه؛ قال الطرمَّاح:

لقد خِفْتُ أَن أَلقى المَنايا، ولم أَنَلْ

من المالِ ما أَسْمُو به وأَبُوعُ

ورجل طويل الباعِ أَي الجسمِ، وطويل الباعِ وقصيرُه في الكَرَم، وهو على

المثل، ولا يقال قصير الباع في الجسم. وجمل بَوّاع: جسيم. وربما عبر

بالباء عن الشرَف والكرم؛ قال العجاج:

إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ،

تَقَضِّيَ البازي إِذا البازِي كَسَرْ

وقال حُجر بن خالد:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى،

وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ

وفي نسخة: مَراجِلُه. قال الأَزهري: البَوْعُ والباعُ لغتان، ولكنهم

يسمون البوْع في الخلقة، فأَما بسْطُ الباع في الكَرَم ونحوه فلا يقولون

إِلا كريم الباع؛ قال: والبَوْعُ مصدر باع يَبُوعُ وهو بَسْطُ الباع في

المشي، والإِبل تَبُوع في سيرها. وقال بعض أَهل العربية: إِنَّ رِباعَ بني

فلان قد بِعْنَ من البيْع، وقد بُعْنَ من البَوْع، فضموا الباء في البوْع

وكسروها في البيْع للفرق بين الفاعل والمفعول، أَلا ترى أَنك تقول: رأَيت

إِماء بِعْنَ مَتاعاً إِذا كنَّ بائعاتٍ، ثم تقول: رأَيت إماء بُعْنَ

إِذا كنَّ مَبِيعات؟ فإِنما بُيِّن الفاعل من المفعول باختلاف الحركات وكذلك

من البَوْع؛ قال الأَزهري: ومن العرب من يُجري ذوات الياء على الكسر

وذوات الواو على الضم، سمعت العرب تقول: صِفْنا بمكان كذا وكذا أَي أَقمنا

به في الصيف، وصِفْنا أَيضاً أَي أَصابَنا مطرُ الصيف، فلم يَفْرُقُوا بين

فِعْل الفاعِلين والمَفْعولِين. وقال الأَصمعي: قال أَبو عمرو بن العلاء

سمعت ذا الرمة يقول: ما رأَيت أَفصح من أَمةِ آل فلان، قلت لها: كيف كان

المطر عندكم؟ فقالت: غِثْنا ما شئنا، رواه هكذا بالكسر. وروى ابن هانئ

عن أَبي زيد قال: يقال للإِماء قد بِعْنَ، أَشَمُّوا الباء شيئاً من

الرفع، وكذلك الخيل قد قدْنَ والنساء قد عدْنَ من مرضهن، أَشَمُّوا كل هذا

شيئاً من الرفع نحو: قد قيل ذلك، وبعضهم يقول: قُولَ. وباعَ الفرَسُ في

جَرْيه أَي أَبعد الخَطْو، وكذلك الناقة؛ ومنه قول بِشْر بن أَبي خازم:

فَعَدَّ طِلابها وتَسَلَّ عنها

بحَرْفٍ، قد تُغِيرُ إِذا تَبُوعُ

ويروى:

فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النفس عنها

وقال اللحياني: يقال والله لا تَبْلُغون تَبَوُّعَه أَي لا تَلْحَقون

شأْوَهُ، وأَصله طُولُ خُطاه. يقال: باعَ وانْباعَ وتبوَّعَ. وانْباعَ

العَرقُ: سال؛ وقال عنترة:

يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ

زَيّافةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْدَمِ

(* قوله «المكدم» كذا هو بالدال في الأصل هنا وفي نسخ الصحاح في مادة

زيف وشرح الزوزني للمعلقات أيضاً، وقال قد كدمته الفحول، وأورده المؤلف في

مادة نبع مقرم بالقاف والراء، وتقدّم لنا في مادة زيف مكرم بالراء وهو

بمعنى المقرم.)

قال أَحمد بن عبيد: يَنْباعُ يَنْفَعِلُ من باع يبوع إِذا جرى جَرْياً

ليِّناً وتثَنَّى وتلَوَّى، قال: وإِنما يصف الشاعر عرَق الناقة وأَنه

يتلوى في هذا الموضع، وأَصله يَنْبَوِعُ فصارت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح

ما قبلها، قال: وقول أَكثر أَهل اللغة أَنَّ يَنْباع كان في الأَصل

يَنْبَعُ فوُصِل فتحة الباء بالأَلف، وكلّ راشح مُنْباعٌ. وانْباع الرجلُ:

وثَب بعد سكون، وانْباعَ: سَطا، وقال اللحياني: وانْباعت الحَيَّة إِذا

بسطت نفسها بعد تَحَوِّيها لتُساوِرَ؛ وقال الشاعر:

ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياع الشُّجاعْ

ومن أَمثال العرب: مُطْرِقٌ

(* قوله «ومن أمثال العرب مطرق إلخ» عبارة

القاموس مخرنبق لينباع أي مطرق ليثب، ويروي لينباق أي ليأتي بالبائقة

للداهية.) ليَنْباعَ؛ يضرب مثلاً للرجل إِذا أَضَبَّ على داهيةٍ؛ وقول صخر

الهذلي:

لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤيتها

وكان قَبْلُ انْبِياعُه لَكِدُ

قال: انْبِياعُه مُسامَحَتُه بالبيْع. يقال: قد انْباع لي إِذا سامَحَ

في البيع، وأَجاب إِليه وإِن لم يُسامِحْ. قال الأَزهري: لا يَنْباعُ،

وقيل: البيْع والانْبِياعُ الانْبِساطُ. وفاتَح أَي كاشَف؛ يصف امرأَة

حَسْناء يقول: لو تعرَّضَت لراهب تلبَّد شعره لانْبَسَطَ إِليها. واللَّكِدُ:

العَسِرُ؛ وقبله:

والله لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها

شَيْخاً من الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ

لَفاتَح البيعَ أَي لَكاشَف الانْبساط إِليها ولَفَرَّج الخَطْو إِليها؛

قال الأَزهري: هكذا فسر في شعر الهذليين.

ابن الأَعرابي: يقال بُعْ بُعْ إِذا أَمرته بمد باعَيْه في طاعة الله.

ومثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ساكت ليَثِبَ أَو ليَسْطو. وانْباعَ

الشُّجاعُ من الصفِّ: برَز؛ عن الفارسي؛ وعليه وُجِّه قوله:

يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ

زيّافةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْدَمِ

لا على الإِشباع كما ذهب إِليه غيره.

بوع
{البَاعُ: قَدرُ مَدِّ اليَدَيْنِ ومَا بَيْنَهُمَا من البَدَنِ،} كالبَوْعِ، ويُضَمُّ، الأَخِيرَةُ هُذَلِيَّة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(فلَوْ كَانَ حَبْلاً مِنْ ثَمَانِينَ قَامَةً ... وخَمْسِينَ {بُوعاً نَالَهَا بالأَنَامِلِ)
هكَذَا فِي اللِّسَانِ، ويُرْوَى: إِذا كانَ حَبْلٌ. والَّذِي فِي الدِّيوَانِ: وتِسْعِينَ} باعاً. وأَمَّا {بُوعاً فإِنَّهُ رِوَايَةُ الأَخْفَشِ، قَالَ، يُرِيدُ باعاً. ج:} أَبْوَاعٌ. وَفِي الحَدِيثِ: إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي بَوْعاً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً وَهُوَ مَثَلٌ لِقُرْبِ أَلْطَافِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ من العَبْدِ، إِذا تَقَرَّبَ إِلَيْه بالإِخْلاصِ والطَّاعَةِ، ورُبَّمَا عُبِّر {بالبَاعِ عَن الشَّرَفِ والْكَرَم، قالَ العَجَّاجُ: إِذا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ وقَالَ حُجْرُ بنُ خَالِدٍ فِي الكَرَم:
(نُدَهْدِق بَضْعَ اللَّحْمِ} لِلبَاعِ والنَّدَى ... وبَعْضُهُمُ تَغْلِي بِذَمٍّ مناقِعُه)
وقَالَ اللَّيْثُ: {البَوْعُ} والبَاعُ لُغَتَانِ، ولكِنَّهُمْ يُسَمُّونَ البَوْعَ فِي الخِلْقَةِ، فَأَمَّا بَسْطُ الباعِ فِي الكَرَمِ ونَحْوِه فَلَا يَقُولُون إِلاّ كَرِيمَ الباعِ. وأَنشد لَهُ فِي المَجْدِ سابِقَةٌ {وَبَاعُ} والبَوْعُ: مَدُّ {الباعِ بالشَّيْءِ. يُقَالُ:} بَاعَ {يَبُوعُ} بَوْعاً: بَسَطَ {بَاعَه.} وبَاعَ الحَبْلَ {يَبُوعُهُ} بَوْعاً: مَدَّ يَدَيْهِ مَعَهُ حَتَّى صارَ {بَاعاً.} وبُعْتُه، وقِيلَ: هُوَ مَدُّكَةُ {بِبَاعِكَ، كَمَا تَقُولُ: شَبَرْتُهُ من الشِّبْرِ، والمَعْنَيَان مُتَقَارِبَانِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ أَرْضاً:
(ومُسْتَامَةٍ تُسْتَامُ وهْيَ رَخِيصَةٌ ... } تُبَاعُ بِسَاحَاتِ الأَيَادِي وتُمْسَحُ)
مُسْتَامَة: يَعْنِي أَرْضاً تَسُومُ فيهَا الإِبِلُ، من السَّيْرِ لَا مِنْ السَّوْمِ الَّذِي هُوَ البَيْعُ، {وتُبَاعُ أَي تَمُدُّ فِيهَا الإِبلُ} أَبْوَاعَها وأَيْدِيَهَا، وتُمْسَحُ من المَسْحِ الَّذِي هُوَ القَطْع.
والإِبِلُ {تَبُوعُ فِي سَيْرِها، أَيْ تَمُدُّ} أَبْوَاعَهَا، وكَذلِكَ الظِّبَاءُ، {كالتَّبَوَّع. يُقالُ:} يَبُوعُ {وَيَتَبَوَّعُ، أَيْ يَمْدُّ} بَاعَهُ، وَيَمْلاُ مَا بَيْنَ خَطْوِهِ. (و) {البَوْع: إِبْعَادُ خَطْوِ الفَرَسِ فِي جَرْيِه وكَذلِكَ النّاقَةُ، وَمِنْه قَوْلُ بِشْرِ)
بنِ أَبِي خازِمٍ:
(فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النَّفْسَ عَنْهَا ... بحَرْفٍ قَدْ تُغِيرُ إِذَا} تَبُوعُ)
(و) {البَوْعُ: بَسْطَ اليَدِ بالمَالِ، عَن اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ:
(لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَلْقَى المَنَايَا ولَمْ أَنَلْ ... من المالِ مَا أَسْمُو بِه} وأَبُوعُ)
وقالَ ابنُ عبّادٍ: البَوْعُ: المَكَانُ المُنْهَضِمُ فِي لِصْبِ جَبَلٍ.
قالَ: وبَاعَةُ الدَّارِ: سَاحَتُهَا، لُغَةٌ فِي البَاحَةِ. والبَائعُ: وَلَدُ الظّبْيِ إِذا بَاعَ فِي مَشْيِهِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، ج: بُوعٌ، بالضَّمِّ {وبَوَائِعُ. ويُقَالُ: فَرَسٌ طَيِّعُ} بَيِّعٌ، كسَيِّدٍ، أَيْ بَعِيدُ الخَطْوِ، وأَصْلُهُ بَيْوِعٌ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. والنَّعْجَةُ تُسَمَّى {أَبْوَاعَ، مَعْرِفَةً،} لِتَبَوَّعِها فِي المَشْيِ، وتُدْعَى لِلْحَلْب بِهَا فيُقَالُ: {أَبْواع أَبْوَاع، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.} وانْبَاعَ العَرَقُ: سالَ، قالَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيّ:
(! يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضَوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكْدَمِ)
وَصَفَ عَرَقَ النَّاقَةِ، وأَنَّهُ يَتَلَوَّى فِي هَذَا المَوْضِعِ، وأَصْلُه {يَنْبَوِعُ، صارَت الوَاو أَلفِاً لتَحَرُّكِها وانْفِتَاحِ مَا قَبْلَها. وقَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ} يَنْبَاع كانَ فِي الأَصْلِ يَنْبَعُ فوَصَلَ فَتْحَةَ الباءِ بالأَلِفِ للإِشْبَاع. وَقد حَقَّقْنَاه فِي رسالَتِنا: التَّعْرِيف بضَرُورِيِّ عِلْمِ التَّصْرِيف. ويُرْوَى يَنْهَمُّ. وكُلُّ راشِحٍ يَنْبَاعٌ. وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ فِي الزَّيْتِ:
(ومُطَّرِدٌ لَدْنُ الكُعُوبِ كَأَنَّمَا ... تَغَشَّاهُ {مُنْبَاعٌ مِنَ الزَّيْتِ سائِلُ)
(و) } انباعَ الحَبْلُ {وتَبَّوع بِمَعْنى وَاحِدٍ. (و) } انْبَاعَت الحَيَّةُ {انْبِياعاً، إِذا بَسَطَت نَفْسَها بعدَ تَحَوِّيها لِتُسَاوِرَ، عَن اللَّحْيَانِيِّ. قَالَ السَّفَّاح ابنُ بُكَيْرٍ يُرْثِي يَحْيَي بنَ مَيْسَرَةَ ويُرْوَى لرَجُل من بَنِي قُرَيع:
(يَجْمَعُ حِلْماً وأَناةً مَعاً ... ثُمَّتَ} يَنْبَاعُ {انْبِيَاعَ الشُّجاعْ)
قُلْتُ: وأَنْشَدَه الأَصْمَعِيّ لِبُكَيْرِ ابْن مَعْدانَ فِيمَا ذَكر كَمَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ.
(و) } انْبَاعَ لِي فُلانٌ فِي سِلْعَتِهِ، إِذا سَامَحَ لَكَ فِي بَيْعِها، وامْتَدَّ إِلَى الإِجَابَةِ إِلَيْه، وَمِنْه قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ الهُذَلِيّ:
(واللهِ لَوْ أَسْمَعَتْ مَقَالَتَهَا ... شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ رَأْسَهُ لَبِدُ)

(مَآبُه الرُّومُ أَو تَنُوخُ أَو الْ ... آطَامُ مِنْ صَوَّرانَ أَو زَبَدُ)

(لَفَاتَحَ البَيْعَ يَوْمَ رُؤْيَتِهَا ... وكَانَ قَبْلُ! انْبِيَاعُهُ لَكِدُ) يَصِفُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ، يَقُولُ: لَوْ تَعَرَّضَتْ للرَّاهِبِ المُتَلَبِّدِ شَعرُه لانْبَسَطَ إِلَيْهَا. وفاتَح: كاشَفَ.)
والبَيْعُ: الانْبِسَاطُ، ورُفِعَ انْبِيَاعهُ بلَكِدٍ، كَمَا تَقُولُ: كانَ عبدُ اللهِ أَبُوهُ قَائِمٌ. ورَوَى الجُمَحِيّ: وكانَ مِن قَبْلُ بَيْعُهُ لَكِدُ وَقَالَ ابنُ حَبِيب: ويُرْوَى: ابْتِيَاعُه. وَفِي المَثَل مُخْرَنْبِقٌ {لِيَنْبَاعَ أَيْ مُطِرقٌ لِيَثِبَ، أَوْ لِيَسْطُوَ، يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا أَضَبَّ عَلَى دَاهِيَةٍ. ويُرْوَى: لِيَنْبَاقَ، أَي لِيَأْتِيَ بالبَائِقَةِ، اسْم لِلدَّاهِيَةِ.
ويُقَالُ: فُلانٌ مَا يُدْرَكُ} تَبَوُّعُهُ. وقَالَ اللِّحْيَانِيّ: يُقَالُ: واللهِ لاَ تَبْلُغُون تَبَوَّعَهُ، أَي لَا تَلْحَقُونَ شَأْوَهُ، وأَصْلُهُ طُولُ خُطَاهُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَاعُ: السَّعَةُ فِي المَكَارِمِ، وقدقَصُرَ {بَاعُه عَنْ ذلِكَ: لَمْ يَسَعْهُ، وَهُوَ مَجازٌ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ البَوْعُ هُنَا.
ورَجُلٌ طَوِيلُ البَاعِ، أَي الجِسْمِ، وطَوِيلُ البَاعِ وقَصِيرُهُ فِي الكَرَمِ، وَهُوَ مَجَاز، وَلَا يُقَالُ: قَصِيرُ الباعِ فِي الجِسْمِ. وجَمَلٌ} بَوَّاعٌ: جَسِيمٌ. وقَالَ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ: {انْبَاعَ من} بَاعَ {يَبُوعُ، إِذا جَرَى جَرْياً لَيِّناً وتَثَنَّى وتَلَوَّى.} وانْبَاعَ الرَّجُلُ: وَثَبَ بَعْدَ سَكُونٍ، وقِيلَ: سَطَا.
والبَيْعُ {والانْبِيَاعُ: الانْبِسَاطُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ:} بُعْ بُعْ، إِذا أَمَرْتَهُ بمَدِّ {باعَيْهِ فِي طاعَةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.} وانْبَاعَ الشُّجَاعُ من الصَّفِّ: بَرَزَ، عَن الفَارِسِيّ. وناقَةٌ {بائعَةٌ: بَعِيدَةُ الخَطْوِ، ونُوقٌ} بَوَائِعُ. {وتَبَوَّعَ لِلمَسَاعِي: مَدَّ باعَهُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَهُوَ قَصِيرُ الباعِ: عَاجِرٌ وبَخِيلٌ. قَالَ أَبُو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ الأَنْصَارِيُّ:
(وأَضْرِبُ القَوْنَسَ يَوْمَ الوَغَى ... بالسَّيْفِ لَمْ يَقْصُرْ بِهِ} بَاعِي)
وبَوْعَاءُ الطِّيبِ: رَائِحَتُه، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ هُنَا، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي ــبيع.

بعض

(بعض) الشَّيْء جزأه
(بعض) الْمَكَان بَعْضًا كثر فِيهِ البعوض
البعض: اسمٌ لجزء مركب تركب الكل منه ومن غيره.
[بعض] بعض الشئ: واحد أبعاضه. وقد بَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً، أي جزَّأتُهُ، فتبعض. والبعوض: البق، الواحدة بعوضة.
ب ع ض: (بَعْضُ) الشَّيْءِ وَاحِدُ (أَبْعَاضِهِ) وَقَدْ (بَعَّضَهُ تَبْعِيضًا) أَيْ جَزَّأَهُ (فَتَبَعَّضَ) . وَ (الْبَعُوضُ) الْبَقُّ الْوَاحِدَةُ (بَعُوضَةٌ) . 
بعض
لَيْلة بَعِضَة ومَبْعُوْضَةٌ: كَثيرةُ البَعُوض. ويقولون: " كَلَّفْتَني مُخَ البَعوض ": لِما لا يكوِن.
وحُكِيَ عن بَعْضِهم: رأيْتُ غِرْباناً يَتَبَعْضَضْنَ: كأنَه يَتَناوَلُ بَعْضُها بعضاً. والبُعْضُوْضَةُ: دوَيبةٌ مِثْلُ الخُنْفَسَاء تَقْرِض الوِطابَ.

بعض


بَعَضَ(n. ac. بَعْض)
a. Stung (mosquito).
بَعَّضَa. Divided, parted; dissected, dismembered; portioned
out.

تَبَعَّضَa. Pass. of II.
بَعْض
(pl.
أَبْعَاْض)
a. Part, portion, lot.
b. Some, a few; one, some one.

بَعُوْضَة
(pl.
بَعُوْض)
a. Gnat, mosquito.

بَعْضَهُم بَعْضًا
a. Amongst themselves; each other.
بعض: بعّض بالتضعيف: فَصَّل، روى بتفصيل، أسهب (الأغاني 75).
تَبَعض منه وله: احتفظ بجزء من الشيء (معجم المتفرقات).
بَعْض: عزلة، انفراد، ففي تاريخ البربر (1: 153): مصر كبير مستبحر بالعمران البدوي معدود في آحاد الأمصار بالصحراء ضاح من ظل الملك والدول لبعضه في القفر. - على بعضهم أو في قلب بعضهم: أي بعضهم يحمل البعض الآخر أو القوي يحتمل الضعيف بمعنى ان بعضهم كفاء البعض الآخر (بوشر) - وزي بعضه: نفس الشيء (بوشر).
بَعُوض: حشرة صغيرة تنشأ من بزر الذكار (ابن العوام 1: 573).
تبعيض: تنسيق، تشكيل أجناس متلائمة متسقة (هلو).
ب ع ض

بعض الشر أهون من بعض. ويقال للرجل من القوم: من فعل كذا؟ فيقول: أحدنا أو بعضنا يريد نفسه. ومنه قول لبيد:

تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها

يريد نفيه. وهذه جارية حسانة يشبه بعضها بعضاً. وأخذوا ماله فبعضوه تبعيضاً إذا فرقوه. وبعض الشاة وبعضها. وأبعض القوم فهم مبعضون: كثر في أرضهم البعوض. وليلة مبعوضة وبعضة. وسمع بعض هذيل يقول: باتت علينا ليلة بعضة كادت تأكلنا.

ومن المجاز: كلفتني مخ البعوض أي الأمر الشديد.
بعض
بَعْضُ الشيء: جزء منه، ويقال ذلك بمراعاة كلّ، ولذلك يقابل به كلّ، فيقال: بعضه وكلّه، وجمعه أَبْعَاض. قال عزّ وجلّ: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [البقرة/ 36] ، وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً [الأنعام/ 129] ، وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [العنكبوت/ 25] ، وقد بَعَّضْتُ كذا: جعلته أبعاضا نحو جزّأته. قال أبو عبيدة:
وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، أي: كلّ الذي ، كقول الشاعر:
أو يرتبط بعض النّفوس حمامها
وفي قوله هذا قصور نظر منه ، وذلك أنّ الأشياء على أربعة أضرب:
- ضرب في بيانه مفسدة فلا يجوز لصاحب الشريعة أن يبيّنه، كوقت القيامة ووقت الموت.
- وضرب معقول يمكن للناس إدراكه من غير نبيّ، كمعرفة الله ومعرفته في خلق السموات والأرض، فلا يلزم صاحب الشرع أن يبيّنه، ألا ترى أنه كيف أحال معرفته على العقول في نحو قوله: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [يونس/ 101] ، وبقوله: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا [الأعراف/ 184] ، وغير ذلك من الآيات.
- وضرب يجب عليه بيانه، كأصول الشرعيات المختصة بشرعه.
- وضرب يمكن الوقوف عليه بما بيّنه صاحب الشرع، كفروع الأحكام.

وإذا اختلف الناس في أمر غير الذي يختص بالمنهي بيانه فهو مخيّر بين أن يبيّن وبين ألا يبيّن حسب ما يقتضي اجتهاده وحكمته، فإذا قوله تعالى:
وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، لم يرد به كل ذلك، وهذا ظاهر لمن ألقى العصبية عن نفسه، وأما قول الشاعر:
أو يرتبط بعض النفوس حمامها
فإنه يعني به نفسه، والمعنى: إلا أن يتداركني الموت، لكن عرّض ولم يصرح، حسب ما بنيت عليه جملة الإنسان في الابتعاد من ذكر موته. قال الخليل: يقال: رأيت غربانا تَتَبَعَّضُ ، أي:
يتناول بعضها بعضا، والبَعُوض بني لفظه من بعض، وذلك لصغر جسمها بالإضافة إلى سائر الحيوانات.
(ب ع ض)

بَعْضُ الشَّيْء: طَائِفَة مِنْهُ. وَالْجمع: أبعاض. حَكَاهُ ابْن جني. فَلَا أَدْرِي: أهوَ تَسَمُّح، أم هُوَ شَيْء رَوَاهُ. وَاسْتعْمل الزجاجي بَعْضًا بِالْألف وَاللَّام، فَقَالَ: وَإِنَّمَا قُلْنَا الْبَعْض وَالْكل: مجَازًا، وعَلى اسْتِعْمَال الْجَمَاعَة لَهُ مُسَامَحَة. وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة غير جَائِز، يَعْنِي أَن هَذَا الِاسْم لَا ينْفَصل من الْإِضَافَة.

وبَعَّضَ الشَّيْء فتبعَّض: فرقه فَتفرق.

وَقيل: بَعْض الشَّيْء: كُله، قَالَ لبيد:

أوْ يَعْتَلِقْ بعضَ النُّفوسِ حِمامُها

وَلَيْسَ هَذَا عِنْدِي على مَا ذهب إِلَيْهِ أهل اللُّغَة، من أَن الْبَعْض فِي معنى الْكل، هَذَا نقض، وَلَا دَلِيل فِي هَذَا الْبَيْت، لِأَنَّهُ إِنَّمَا عَنى بِبَعْض النُّفُوس نَفسه. وَقَوله تَعَالَى: (تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) بالتأنيث فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِهِ، فَإِنَّهُ أنث، لِأَن بعض السيارة سيارة، كَقَوْلِهِم: ذهبت بعض أَصَابِعه، لِأَن بعض الْأَصَابِع يكون إصبعا وإصبعين، وأصابع. وَقَوله تَعَالَى: (يُصِبْكْم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم) إِن قَالَ قَائِل: كَيفَ قَالَ: بعض الَّذِي يَعدكُم، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا وعد وَعدا وَقع الْوَعْد باسره، وَلم يَقع بعضه؟ وَحقّ اللَّفْظ: كل الَّذِي يَعدكُم. فَالْجَوَاب: أَن هَذَا بَاب من النّظر، يذهب فِيهِ المناظر إِلَى إِلْزَام حجَّته بأيسر الْأَمر. وَلَيْسَ فِي هَذَا نفي الْكل، وَإِنَّمَا ذكر الْبَعْض يُوجب لَهُ الْكل، لِأَن الْبَعْض هُوَ الْكل. وَمثل هَذَا قَول الشَّاعِر:

قدْ يُدْرِكُ المُتَأنّي بَعْضَ حاجَتِه ... وقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ

لِأَن الْقَائِل إِذا قَالَ: أقل مَا يكون للمتأني إِدْرَاك بعض الْحَاجة، واقل مَا يكون للمستعجل الزلل، فقد أبان فضل المتأني على المستعجل، بِمَا لَا يقدر الْخصم أَن يَدْفَعهُ. وَكَأن مُؤمن آل فِرْعَوْن قَالَ لَهُم: أقل مَا يكون فِي صدقه أَن يُصِيبكُم بعض الَّذِي يَعدكُم، وَفِي ذَلِك هلاككم.

والبَعُوض: ضرب من الذُّبَاب، الْوَاحِدَة: بَعُوضة.

وبَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه. وَلَا يُقَال فِي غير البَعوض. قَالَ:

لنِعُمَ البَيتُ بَيتُ أبي دِثارٍ ... إِذا مَا خافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا

قَوْله " بَعْضًا ": أَي عضا. وَأَبُو دثار: الكلة. والبعوضة: مَوضِع كَانَ للْعَرَب فِيهِ يَوْم مَذْكُور. وَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة يذكر قَتْلَى ذَلِك الْيَوْم:

على مِثلِ أصحابِ البَعُوضَة فاخْمُشِي ... لكِ الوَيْلُ حُرَّ الْوَجْه أَو يَبْكِ من بَكَى
بعض
بعَضَ يبعَض، بَعْضًا، فهو باعِض، والمفعول مَبْعوض
• بعَض البعوضُ الشَّخصَ: لسعه وآذاه، ولا تقال لغير البعوض.
• بعَض الشَّخصُ اللَّحمَ: جعله أقسامًا "بعَض الأب قطعةَ الحلوى ووزَّعها على أولاده". 

بعِضَ يَبعَض، بَعَضًا، فهو بعِض
• بعِض المكانُ: كثُر فيه البعوضُ. 

أبعضَ يُبعض، إبعاضًا، فهو مُبعِض
• أبعضَتِ الأرضُ: بعِضَت، كثُر بعوضُها. 

بعَّضَ يُبعِّض، تَبْعيضًا، فهو مُبعِّض، والمفعول مُبعَّض
• بعَّضَ اللَّحمَ وغيرَه: بعضَه، جزَّأه وفرَّقَه "بعّض ميراثًا". 

تبعَّضَ يتبعَّض، تبعُّضًا، فهو متبعِّض
• تبعَّضَ الشَّيءُ: مُطاوع بعَّضَ: تجزَّأ. 

بَعْض [مفرد]: ج أبْعاض (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَضَ.
2 - جُزْء، طائفة (مذكر) "بعض الشرّ أهون من بعض- وضع الوثائق فوق بعض/ بعضَها فوق بعض/ فوق بعضها- {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} - {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} " ° أعطه بعض ما لديك: ممَّا لديك- بعض الشَّيء: قليل منه، طائفة منه- بعض الطَّريق: أوّله أو جزء منه- بعض المماثلة: مماثلة تقريبية- بعض الوقت/ بعض الأوقات: أحيانًا.
3 - ما يُطلق على الواحد من الأشياء أو الأحياء، وقد يُستعمل لأكثر من واحد ولغير المعدود "يقول بعض الفقهاء: واحد أو عدد من الفقهاء- {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} ". 

بَعَض [مفرد]: مصدر بعِضَ. 

بَعِض [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بعِضَ. 

بَعضيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من بَعْض: كون الشيء بعضًا لآخر، أو جزءًا أو طائفة منه، خلاف كُلّيّة. 

بَعوض [جمع]: مف بَعوضة: (حن) عدّة أجناس من الحشرات الصَّغيرة المضرَّة، من فصيلة البعوض ثنائيّة الأجنحة، تغتذي الإناثُ منها بدم الإنسان وبهذا تنقل إليه عِدّة أمراض، أمّا الذُّكور فتغتذي برحيق الأزهار، له عِدّة أسماء منها النَّاموس والبَقّ " {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} " ° جناح بَعوضة: قدر تافه- كلَّفتني مُخَّ البعوض [مثل]: مَطْلبٌ يستحيل تحقيقه. 

تَبْعيض [مفرد]: ج تباعيض (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَّضَ.
2 - قطعة، جزء لا يتجزّأ عن غيره "الولد من تباعيض أبويه: من أجزائهما".
• حرف تبعيض: (نح) حرف يُقصد به الدَّلالة على جزء مِنْ كُلّ وهو حرف (مِنْ)، كما تُستعمل بعضُ معاني الحروف للدّلالة على التبعيض. 

مَبْعَضَة [مفرد]: اسم مكان من بعَضَ: أرض كثيرة البَعوضِ. 

بعض

1 بَعَضَهُ البَعُوضُ, [aor. ـَ inf. n. بَعْضٌ, The بَعُوض [or gnats, or musquitoes,] bit him; and annoyed, or molested, him. (TA.) And بُعِضُوا They were bitten by the بَعُوض: (A:) or were annoyed, or molested, thereby. (K.) بَعَضَهُ is not used in relation to anything but بَعُوض. (TA.) A poet says, praising a man who passed the night within a كِلَّة [or thin curtain used for protection from gnats, or musquitoes], which is also called أَبُو دِثَارٍ, لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْتُ أَبِى دِثَارٍ

إِذَا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا [Excellent indeed is the tent, the tent of Aboo-Dithár, when some of the people fear biting, and annoyance, or molestation, from gnats, or musquitoes]: by بعضا meaning عَضًّا. (TA.) 2 بعضهُ, inf. n. تَبْعِيضٌ, He divided it into parts, or portions, (S, A, Msb, K,) distinct, or separate, one from another. (Msb) You say, أَخَذُوا مَالَهُ فَبَعَّضُوهُ They took his property and divided it into parts, or portions. (A, TA.) And عَضَّى الشَّاةَ وَ بَعَّضَهَا [He limbed, or dismembered, the sheep, or goat, and divided it into parts, or portions]. (A, TA.) [Hence,] مِنْ in certain cases, and بِ in the like cases, as in the saying شَرِبْتُ بِمَآءِ كَذَا [“ I drank of,” i. e. “ some of, such water ”], are said to be لِلتَّبْعِيضِ [For the purpose of dividing into parts, or portions]. (Msb.) 4 ابعضوا They had بَعُوض [or gnats, or musquitoes], (K,) or abundance thereof, (A,) in their land. (A, K.) 5 تبعّض It was, or became, divided into parts, or portions. (S, K.) بَعْضٌ Some, or somewhat or some one, (lit. a thing,) of things, or of a thing: Th says that it signifies thus accord. to all the grammarians; (Msb, TA;) except Hishám, as will be seen hereafter: (TA:) or a part, or portion, (A, Msb, K,) of a thing, (Msb,) or of anything; (A, K;) whether little or much: (TA:) accord. to both these explanations, it may denote the greater part; as eight of ten: (Msb:) [thus it signifies some one or more; and it relates to persons and to other things:] pl. أَبْعَاضٌ; (S, IJ, K;) but ISd doubts whether IJ had an authority for this. (TA.) You say, بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ [Some kinds of evil are easier to be borne than some]. (A.) And جَارِيَةٌ حُسَّانَةٌ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا [A very beautiful girl, parts of whom resemble other parts]. (A.) [And ضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا Some of them beat some; i. e. they beat one another.] And لَبِثْنَا يَوْمًا

أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ [We have tarried a day or part of a day]. (Kur xviii. 18.) And one says to a man of a company of men, “Who did this? ” and he answers, أَحَدُنَا or بَعْضُنَا [Some one of us]; meaning himself. (A.) The article ال should not be prefixed to it, (K, * TA,) because it is originally a prefixed n., and as such determinate either literally or virtually, so that it does not admit another cause of being determinate; (TA;) contr. to what is said by IDrst (K, TA) and Ez-Zejjájee; for they said البَعْضُ and الكُلُّ; which, properly, as ISd says, is not allowable; and it is said in the O that IDrst, in this matter, was at variance with all the people of his age: (TA:) AHát says that the Arabs did not say الكُلُّ nor البَعْضُ, but that people used these expressions, even Sb and Akh in their two books, by reason of their little knowledge in this way: (K, * TA:) a remark, says MF, which is extr., and needs no comment: (TA:) [for who surpassed Sb and Akh in knowledge respecting matters of this kind?] AHát also relates his having told As that he had seen in the book of [that celebrated and chaste author] Ibn-ElMukaffa', العِلْمُ الكَثِيرٌ وَ لٰكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الكُلِّ [Science is large; but the acquiring of part is better than the neglecting of the whole]; and that As disapproved of it most strongly, saying that the article ال is not prefixed to بَعْضٌ and كُلٌّ because they are determinate without it: (TA:) Az, however, says that the grammarians allow its being prefixed to these two words, (Msb, TA,) though As disallows it, (TA,) because they are meant to be understood as prefixed ns.; (Msb;) or because the article is meant to be a substitute for the noun to which they should be prefixed; or, in the case of بَعْضٌ, because this word is equivalent to جُزْءٌ, which receives the article ال. (MF.) It is related of AO, that he assigned also to بَعْضٌ the contr. meaning of All; or the whole: adducing as a proof thereof the words of the Kur [xl. 29], يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى

يَعِدُكُمْ as meaning All of that with which he threateneth you will befall you: and the saying of Lebeed.

أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا [as meaning Or their death shall cling to all living creatures: or, accord. to another relation, او يَرْتَبِطْ, which means the same as او يعتلق]: thus also AHeyth explains the above-cited verse of the Kur; and thus Hishám explains the saying of Lebeed, erroneously asserting that بعض is here a pl.: (TA:) but with respect to the former instance, the Prophet had threatened them with two things, the punishment of the present world and that of the world to come; so he says, “This punishment will befall you in the present world; ”

which is part (بعض] of the two threats; without denying the punishment of the world to come: or, as Aboo-Is-hák says, he mentions the part to indicate the necessary consequence of the whole: and as to the saying of Lebeed, by بعض النفوس he means himself. (TA [app. from ISd].) أَرْضٌ بَعِضَةٌ A land abounding with بَعُوض [or gnats, or musquitoes]; (K;) as also ↓ مَبْعَضَةٌ, like as you say مَبَقَّةٌ. (TA.) And لَيْلَةٌ بَعِضَةٌ A night in which are many بَعُوض; as also ↓ مَبْعُوضَةٌ (A, K.) بَعُوضٌ [Gnats, or musquitoes;] i. q. بَقَّ [which signifies both gnats, or musquitoes, (called in Egypt نَامُوس,) and also bugs]: n. un. with ة: (S:) or pl. of بَعُوضَةٌ, (K,) which signifies i. q. بَقَّةٌ. (A, K.) A poet speaks of the humming of the بعوض of the water. (TA.) The author of the K says, in the B, that the word is taken from بَعْضٌ, because of the smallness of the body of the بعوضة in comparison with other living things. (TA.) You say, كَلَّفَنِى مُخَّ البَعُوضِ (tropical:) He imposed upon me a difficult thing: (A:) or an impossible thing. (TS, K.) أَرْضٌ مَبْعَضَةٌ: see بَعِضَةٌ لَيْلَةٌ مَبْعُوضَةٌ: see بَعِضَةٌ

بعض: بَعْضُ الشيء: طائفة منه، والجمع أَبعاض؛ قال ابن سيده: حكاه ابن

جني فلا أَدري أَهو تسمُّح أَم هو شيء رواه، واستعمل الزجاجي بعضاً

بالأَلف واللام فقال: وإِنما قلنا البَعْض والكل مجازاً، وعلى استعمال الجماعة

لهُ مُسامحة، وهو في الحقيقة غير جائر يعني أَن هذا الاسم لا ينفصل من

الإضافة. قال أَبو حاتم: قلت للأصمعي رأَيت في كتاب ابن المقفع: العِلْمُ

كثيرٌ ولكن أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الكل، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار

وقال: الأَلف واللام لا يدخلان في بعض وكل لأَنهما معرفة بغير أَلف

ولامٍ. وفي القرآن العزيز: وكلٌّ أَتَوْه داخِرين. قال أَبو حاتم: ولا تقول

العرب الكل ولا البعض، وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأَخفش في كُتُبهما

لقلة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنه ليس من كلام العرب. وقال

الأَزهري: النحويون أَجازوا الأَلف واللام في بعض وكل، وإِنَّ أَباهُ

الأَصمعيُّ. ويقال: جارية حُسّانةٌ يُشْبِه بعضُها بَعْضاً، وبَعْضٌ مذكر في

الوجوه كلها.

وبَعّضَ الشيء تَبْعِيضاً فتبَعَّضَ: فرّقه أَجزاء فتفرق.

وقيل: بَعْضُ الشيء كلُّه؛ قال لبيد:

أَو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمامُها

قال ابن سيده: وليس هذا عندي على ما ذهب إِليه أَهل اللغة من أَن

البَعْضَ في معنى الكل، هذا نقض ولا دليل في هذا البيت لأَنه إِنما عنى ببعض

النفوس نَفْسَه. قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: أَجمع أَهل النحو على أَن

البعض شيء من أَشياء أَو شيء من شيء إِلاّ هشاماً فإِنه زعم أَن قول

لبيد:أَو يعتلق بعض النفوس حمامها

فادعى وأَخطأَ أَن البَعْضَ ههنا جمع ولم يكن هذا من عمله وإِنما أَرادَ

لَبِيدٌ ببعض النفوس نَفْسَه. وقوله تعالى: تَلْتَقِطه بَعْضُ السيّارة،

بالتأْنيث في قراءة من قرأ به فإِنه أَنث لأَنّ بَعْضَ السيّارة

سَيّارةٌ كقولهم ذهَبتْ بَعْضُ أَصابعه لأَن بَعْض الأَصابع يكون أُصبعاً

وأُصبعين وأَصابع. قال: وأَما جزم أَو يَعْتَلِقْ فإِنه رَدَّهُ على معنى

الكلام الأَول، ومعناه جزاء كأَنه قال: وإِن أَخرجْ في طلب المال أُصِبْ ما

أَمَّلْت أَو يَعْلَق الموتُ نفسي. وقال: قوله في قصة مؤمن آلِ فرعون وما

أَجراه على لسانه فيما وعظ به آل فرعون: إِن يَكُ كاذباً فعليه كَذِبُه

وإِن يَكُ صادقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يَعِدُكم، إِنه كان وَعَدَهم

بشيئين: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فقال: يُصِبْكم هذا العذاب في الدنيا وهو

بَعْضُ الوَعْدَينِ من غير أَن نَفى عذاب الآخرة. وقال الليث: بعض العرب

يَصِلُ بِبَعْضٍ كما تَصِلُ بما، من ذلك قوله تعالى: وإِن يَكُ صادِقاً

يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يعدكم؛ يريد يصبكم الذي يعدكم، وقيل في قوله بَعْضُ

الذي يعدكم أَي كلُّ الذي يعدكم أَي إِن يكن موسى صادقاً يصبكم كل الذي

يُنْذِرُكم به وبتوَعّدكم، لا بَعْضٌ دونَ بَعضٍ لأَن ذلك مِنْ فعل

الكُهَّان، وأَما الرسل فلا يُوجد عليهم وَعْدٌ مكذوب؛ وأَنشد:

فيا ليته يُعْفى ويُقرِعُ بيننا

عنِ المَوتِ، أَو عن بَعْض شَكواه مقْرعُ

ليس يريد عن بَعْضِ شكواه دون بَعْضٍ بل يريد الكل، وبَعْضٌ ضدُّ كلٍّ؛

وقال ابن مقبل يخاطب ابنتي عَصَر:

لَوْلا الحَياءُ ولولا الدِّينُ، عِبْتُكما

بِبَعْضِ ما فِيكُما إِذْ عِبْتُما عَوَري

أٌَّاد بكل ما فيكما فيما يقال. وقال أَبو إِسحق في قوله بَعْضُ الذي

يعدكم: من لطيف المسائل أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِذا وَعَدَ

وعْداً وقع الوَعْدُ بأَسْرِه ولم يقع بَعْضُه، فمن أَين جاز أَن يقول

بَعْضُ الذي يَعدكم وحَقُّ اللفظ كلُّ الذي يعدكم؟ وهذا بابٌ من النظر يذهب

فيه المناظر إِلى إِلزام حجته بأَيسر ما في الأَمر. وليس في هذا معنى الكل

وإِنما ذكر البعض ليوجب له الكل لأَن البَعْضَ هو الكل؛ ومثل هذا قول

الشاعر:

قد يُدْرِكُ المُتَأَنّي بَعْضَ حاجتِه،

وقد يكونُ مع المسْتَعْجِل الزَّلَلُ

لأَن القائل إِذا قال أَقلُّ ما يكون للمتأَني إِدراكُ بَعْضِ الحاجة،

وأَقلُّ ما يكون للمستعجل الزَّلَلُ، فقد أَبانَ فضلَ المتأَني على

المستعجل بما لا يَقْدِرُ الخصمُ أَن يَدْفَعَه، وكأَنّ مؤمنَ آل فرعون قال

لهم: أَقلُّ ما يكون في صِدْقه أَن يُصِيبَكم بعضُ الذي يَعِدكم، وفي بعض

ذلك هلاكُكم، فهذا تأْويل قوله يُصِبْكم بَعْضُ الذي يَعِدُكم.

والبَعُوض: ضَرْبٌ من الذباب معروف، الواحدة بَعُوضة؛ قال الجوهري: هو

البَقّ، وقوم مَبْعُوضُونَ. والبَعْضُ: مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ

يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه وآذاه، ولا يقال في غير البَعُوض؛ قال يمدح رجلاً بات

في كِلّة:

لَنِعْم البَيْتُ بَيْتُ أَبي دِثارٍ،

إِذا ما خافَ بَعْضُ القومَ بَعْضا

قوله بَعْضا: أَي عَضّاً. وأَبو دِثَار: الكِّلة. وبُعِضَ القومُ: آذاهم

البَعُوضُ. وأَبْعَضُوا إِذا كان في أَرضهم بَعُوضٌ. وأَرض مَبْعَضة

ومَبَقّة أَي كثيرة البَعُوضِ والبَقّ، وهو البَعُوضُ؛ قال الشاعر:

يَطِنُّ بَعُوضُ الماء فَوْقَ قَذالها،

كما اصطَخَبَتْ بعدَ النَجِيِّ خُصومُ

وقال ذو الرمة:

كما ذبّبَتْ عَذْراء، وهي مُشِيحةٌ،

بَعُوض القُرى عن فارِسيٍّ مُرَفّل

مُشيحة: حَذِرة. والمُشِحُ في لغة هذيل: المُجدُّ؛ وإِذا أَنشد الهذلي

هذا البيت أَنشده:

كما ذببت عذراء غير مشيحة

وأَنشد أَبو عبيداللّه محمد بن زياد الأَعرابي:

ولَيْلة لم أَدْرِ ما كراها،

أُسامِرُ البَعُوضَ في دجاها

كلّ زجُولٍ يُتَّقَى شَذاها،

لا يَطْرَبُ السامعُ من غِناها

وقد ورد في الحديث ذكرُ البَعُوض وهو البقّ. والبَعُوضة: موضع كان للعرب

فيه يوم مذكور؛ قال متمم بن نويرة يذكر قتلى ذلك اليوم:

على مثل أَصحابِ البعوضة فاخْمُشِي،

لَكِ الويلُ حُرَّ الوجه أَو يَبْكِ مَن بكى

ورَمْل البَعُوضة: معروفة بالبادية.

ب ع ض : بَعْضٌ مِنْ الشَّيْءِ طَائِفَةٌ مِنْهُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جُزْءٌ مِنْهُ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْبَعْضُ جُزْءًا أَعْظَمَ مِنْ الْبَاقِي كَالثَّمَانِيَةِ تَكُونُ جُزْءًا مِنْ الْعَشَرَةِ قَالَ ثَعْلَبٌ أَجْمَعَ أَهْلُ النَّحْوِ عَلَى أَنَّ
الْبَعْضَ شَيْءٌ مِنْ شَيْءٍ أَوْ مِنْ أَشْيَاءَ وَهَذَا يَتَنَاوَلُ مَا فَوْقَ النِّصْفِ كَالثَّمَانِيَةِ فَإِنَّهُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ شَيْءٌ مِنْ الْعَشَرَةِ وَبَعَّضْتُ الشَّيْءَ تَبْعِيضًا جَعَلْتُهُ أَبْعَاضًا مُتَمَايِزَةً قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَجَازَ النَّحْوِيُّونَ إدْخَالَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَى بَعْضٍ وَكُلٍّ إلَّا الْأَصْمَعِيَّ فَإِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ قُلْتُ لِلْأَصْمَعِيِّ رَأَيْتُ فِي كَلَامِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَلَكِنْ أَخْذُ الْبَعْضِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكُلِّ فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ وَقَالَ كُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ فَلَا تَدْخُلُهُمَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِأَنَّهُمَا فِي نِيَّةِ الْإِضَافَةِ وَمِنْ هُنَا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ بَعْضٌ وَكُلٌّ مَعْرِفَتَانِ لِأَنَّهُمَا فِي نِيَّةِ الْإِضَافَةِ وَقَدْ نَصَبَتْ الْعَرَبُ عَنْهُمَا الْحَالَ فَقَالُوا مَرَرْت بِكُلٍّ قَائِمًا وَأَمَّا قَوْلُهُمْ الْبَاءُ لِلتَّبْعِيضِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهَا لَا تَقْتَضِي الْعُمُومَ فَيَكْفِي أَنْ تَقَعَ عَلَى مَا يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ بَعْضٌ وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] وَقَالُوا الْبَاءُ هُنَا لِلتَّبْعِيضِ عَلَى رَأْيِ الْكُوفِيِّينَ وَنَصَّ عَلَى مَجِيئِهَا لِلتَّبْعِيضِ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الْكَاتِبِ وَأَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَابْنُ جِنِّي وَنَقَلَهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَقَالَ ابْنُ مَالِكٍ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ وَتَأْتِي الْبَاءُ مُوَافِقَةً مِنْ التَّبْعِيضِيَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَتَأْتِي الْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ تَقُولُ الْعَرَبُ شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا أَيْ مِنْهُ وَقَالَ تَعَالَى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] أَيْ مِنْهَا وَقِيلَ فِي تَوْجِيهِهِ لِأَنَّهُ قَالَ {يُفَجِّرُونَهَا} [الإنسان: 6] بِمَعْنَى يَشْرَبُ مِنْهَا فِي حَالِ تَفْجِيرِهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى الزِّيَادَةِ لَكَانَ التَّقْدِيرُ يَشْرَبُهَا جَمِيعًا فِي حَالِ تَفْجِيرِهِمْ وَهَذَا التَّقْدِيرُ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ وَمِثْلُهُ يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ أَيْ يَشْرَبُ مِنْهَا وَتَجْرِي بِأَعْيُنِنَا أَيْ مِنْ أَعْيُنِنَا وَالْمُرَادُ أَعْيُنُ الْأَرْضِ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ فِي جُزْءٍ لَهُ فِي مَعَانِي الشِّعْرِ عِنْدَ قَوْلِ زُهَيْرٍ 
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَا بِثِفَالِهَا
وَضَعَ الْبَاءَ مَوْضِعَ مَعَ قَالَ وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْبَابَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ إنَّ الْبَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ مِنْ وَعَنْ وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ سَقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَاءِ كَذَا أَيْ بِهِ فَجَعَلُوهُمَا بِمَعْنًى وَذَهَبَ إلَى مَجِيءِ الْبَاءِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشَّافِعِيُّ وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ وَقَالَ بِمُقْتَضَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَنِيفَةَ حَيْثُ لَمْ يُوجِبَا التَّعْمِيمِ بَلْ اكْتَفَى أَحْمَدُ بِمَسْحِ الْأَكْثَرِ فِي رِوَايَةٍ وَأَبُو حَنِيفَةَ بِمَسْحِ الرُّبْعِ وَلَا مَعْنَى لِلتَّبْعِيضِ غَيْرُ ذَلِكَ وَجَعْلُهَا فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ أَوْلَى مِنْ الْقَوْلِ بِزِيَادَتِهَا لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ الزِّيَادَةِ فِي مَوْضِعِ ثُبُوتِهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بَلْ لَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِهِ
إلَّا بِدَلِيلٍ فَدَعْوَى الْأَصَالَةِ دَعْوَى تَأْسِيسٍ وَهُوَ الْحَقِيقَةُ وَدَعْوَى الزِّيَادَةِ دَعْوَى مَجَازٍ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَقِيقَةَ أَوْلَى وقَوْله تَعَالَى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ} [لقمان: 31] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ فَالْمَعْنَى مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ قَالَهُ الْحُجَّةُ فِي التَّفْسِيرِ وَمِثْلُهُ {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14] أَيْ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَقَالَ عَنْتَرَةُ
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدَّحْرَضَيْنِ فَأَصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
أَيْ شَرِبَتْ مِنْ مَاءِ الدَّحْرَضَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ 
شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أَيْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَقَالَ الْآخَرُ 
هُنَّ الْحَرَائِرُ لَا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ ... سُودُ الْمَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بِالسُّوَرِ
أَيْ مِنْ السُّوَرِ وَقَالَ جَمِيلٌ
فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذًا بِقُرُونِهَا ... شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ
أَيْ مِنْ بَرْدِ.
وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ الْأَبْرَصِ
فَذَلِكَ الْمَاءُ لَوْ أَنِّي شَرِبْتُ بِهِ ... إذًا شَفَى كَبِدًا شَكَّاءَ مَكْلُومَهْ
أَيْ لَوْ أَنِّي شَرِبْتُ مِنْهُ وَقَالَ النُّحَاةُ الْأَصْلُ أَنْ تَأْتِيَ لِلْإِلْصَاقِ وَمَثَّلُوهَا بِقَوْلِكَ مَسَحْتُ يَدِي بِالْمِنْدِيلِ أَيْ أَلْصَقْتُهَا بِهِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا يَسْتَوْعِبُهُ وَهُوَ عُرْفُ الِاسْتِعْمَالِ وَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا الْإِجْمَاعِ أَنَّهَا لِلتَّبْعِيضِ فَإِنْ قِيلَ هَذِهِ الْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ وَالِاسْتِدْلَالُ بِهَا يُفْهِمُ أَنَّ الْوُضُوءَ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ جَائِزَةً بِغَيْرِ وُضُوءٍ إلَى حَالِ نُزُولِهَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَالْقَوْلُ بِذَلِكَ مُمْتَنِعٌ فَالْجَوَابُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِمَّا نَزَلَ حُكْمُهُ مَرَّتَيْنِ فَإِنَّ وُجُوبَ الْوُضُوءِ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ عِنْدَ الْمُعْتَبَرِينَ فَهُوَ مَكِّيُّ الْفَرْضِ مَدَنِيُّ التِّلَاوَةِ وَلِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ نَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ وَلَمْ تَقُلْ نَزَلَتْ آيَةُ الْوُضُوءِ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ كَانَ سُنَّةً فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ حَتَّى نَزَلَ فَرْضُهُ فِي آيَةِ التَّيَمُّمِ نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ. 
بعض
بَعْضُ كُلِّ شَيْءٍ: طائِفَةٌ مِنْه، سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، يُقَالُ: بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ. ج أَبْعَاضُ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، فَلَا أَدْرِي، أَهو تَسَمُّحٌ أَم هُو شَيْءٌ رَوَاه. وَلَا تَدْخُلُهُ الَّلامُ، أَي لامُ التَّعْرِيف لأَنَّهَا فِي الأَصْلِ مُضَافَةٌ، فَهِيَ مَعرفةٌ بالإِضَافَةِ لَفْظاً أَو تَقْدِيراً، فَلَا تَقْبَل تَعْرِيفاً آخَرَ خِلافاً لابْنِ دَرَسْتَوَيْه والزَّجَاجِيِّ فإِنَّهما قَالا: البَعْضُ والكُلُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَفِيه مُسَامَحَة، وهُو فِي الحَقِيقَة غيْرُ جَائِزٍ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الاسْمَ لَا يَنْفَصِلُ عَن الإِضَافَةِ. وَفِي العُبَابِ: وَقد خَالَفَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ النَّاسَ قاطِبَةً فِي عَصْرِه، وَقَالَ النَّاقِدِيّ:
(فَتَى دَرَسْتَوِيّ إِلى خَفْضِ ... أَخْطَأَ فِي كُلِّ وَفِي بَعْضِ)

(دِمَاغُه عَفَّنَه نَوْمُه ... فصارَ مُحْتاجاً إِلى نَفْضِ)
قَالَ أَبُو حَاتم: قلت للأَصْمَعِيّ: رَأَيْت فِي كِتَابِ ابنِ المُقَفَّع: العِلْم كَثِير، ولكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خيْرٌ من تَرْكِ الكُلَّ، فأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَار وَقَالَ: الأَلفُ والَّلامُ لَا يَدْخُلاَن فِي بَعْضٍ وكُلِّ لأَنَّهُمَا مَعْرِفَةٌ بغيْرِ أَلِفٍ ولاَمٍ. وَفِي القُرْآنِ العَزيز: وكُلّ أَتُوْهُ دَاخِرِينَ. قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا تَقُولُ العَرَبُ الكُلّ وَلَا البَعْض، وَقد اسْتَعْمَلَها النَّاسُ حَتَّى سِيبَويْه والأَخْفَشُ فِي كِتَابَيْهِما لِقِلَّة عِلْمِهِما بِهذَا النَّحْوِ، فاجْتَنِبْ ذلِكَ، فإِنَّهُ ليْسَ من كَلامِ العَرَب. انْتَهَى. قَالَ شيْخُنَا: وهذَا من العَجَائِب، فَلَا يَحْتَاج إِلى كَلاَمٍ. قُلتُ: وقالَ الأَزْهَرِيُّ: النَّحْوِيُّون أَجَازُوا الأَلِفَ والَّلامَ فِي بَعْضِ وكُلٍّ، وإِنْ أَبَاهُ الأَصمَعِيُّ. قَالَ شيْخُنا أَيْ بِناءً على أَنَّها عِوَضٌ عَن المُضَافِ إِليْه، أَو غيْر ذلِكَ، وجَوَّزَهُ بَعْضٌ. على أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ، وَهُوَ يَدْخُلُ عَليْه ال فَكَذَا مَا قَامَ مَقَامَه، وعُورِضَ بأَنَّه ليْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ. والبَعُوضَةُ: البَقَّة، ج بَعُوضٌ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَقد وَرَدَ فِي الحَدِيث، وَهَكَذَا فُسِّرَ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
(يَطِنُّ بَعُوضُ المَاءِ فَوْقَ قَذَالِهَا ... كمَا اصْطَخبَت بَعْدَ النَّجِيِّ خُصُومُ)
وأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ: ولَيْلَةٍ لَمْ أَدْرِ مَا كَرَاهَا أُسَامِرُ البَعُوضَ فِي دُجَاهَا كُلّ زَجُولٍ يُتَّقَى شَذَاهَا لَا يَطْرَبُ السَّامِعُ مِنْ غِنَاهَا)
وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِر: إِنّما أُخِذَ لَفْظُه من بَعْضٍ، لصِغَرِ جِسْمه بالإِضَافَةِ إِلى سَائر الحَيَوانات. البَعُوضَةُ: مَاءٌ لبَنِي أَسَدٍ، قَرِيبُ القَعْرِ، كانَ لِلْعَرَب فِيهِ يَوْمٌ مَذْكُورٌ. قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يَذْكُرُ قَتْلَى ذلِكَ اليَوْمِ:
(على مِثْلِ أَصْحَابِ البَعُوضَةِ فاخْمِشِي ... لَكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبْكِ مَن بَكَى)
ورَمْلُ البَعُوضَةِ: مَوْضِعٌ فِي البَادِية، قالَهُ الكِسَائِيّ. وبُعِضُوا، بالضَّمِّ: آذَاهُم، وَفِي الأَساسِ: أَكَلَهُمُ البَعُوضُ. ولَيْلَةٌ بَعِضَةٌ، كفَرِحَة ومَبْعُوضَةٌ، وأَرْضٌ بَعِضَةٌ، أَي كَثِيرَتُه. وأَبْعَضُوا فهم مُبْعِضُونَ: صَارَ فِي أَرْضِهِمْ البَعُوضُ، أَو كَثُرَ، كَمَا فِي الأَسَاس. من المَجَاز: كَلَّفَنِي فُلانٌ مُخَّ البَعُوضِ، أَي مَالا يَكُون، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. وَفِي الأَساسِ: أَي الأَمْرَ الشَّدِيدَ. قَالَ اللَّيْثُ: البُعْضُوضَةُ، بالضَّمِّ: دُوَيْبَّة كالخُنْفَساءِ، تَقْرِضُ الوِطَابَ، وَهِي غيْرُ البُعْصَوصَةِ، بالصادِ، الّتي تَقَدَّم ذِكْرُها. والغِرْبانُ تَتبَعْضَضُ، أَي يَتَنَاوَلُ بَعْضُهَا بَعْضاً، نَقله الصّاغَانِيّ. وبَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً: جَزَّأْتُهُ، فتَبَعَّضَ، أَيْ تَجَزَّأَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَمِنْه: أَخَذُوا مالَه فبَعَّضُوه، أَي فَرَّقُوهُ أَجْزاءً. وبَعَضَ الشَّاةَ وبَعَّضَهَا. قَالَ الصَّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيب يَدُلُّ على تَجْزِئَةِ الشَّيْءِ، وَقد شَذَّ عَنْهُ البَعُوض. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البَعْضُ: مَصْدَرُ بَعَضَهُ البَعُوض يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّهُ، وآذَاهُ، وَلَا يَقَال فِي غيْرِ البَعُوضِ. قَالَ يَمْدَحُ رَجُلاً باتَ فِي كِلَّةٍ:
(لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْنُ أَبِي دِثَارٍ ... إِذا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا)
قَوْله بَعْضاً، أَي عَضّاً. وأَبو دِثَارٍ: الكِلَّةُ. وقَوْمٌ مَبْعُوضُونَ، وأَرْضٌ مَبْعَضَةٌ، كَمَا يُقَال: مَبَقَّة، أَيْ كَثِيرَتُهُمَا. تَذْنِيبٌ: نُقِلَ عَن أَبي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ جَعَلَ البَعْضَ من الأَضْدادِ، وأَنَّهُ يَكُون بمَعْنَى الكُلِّ واسْتَدَلَّ لَهُ بقَوْلِه تَعالى: يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم أَي كُلّه. واستَدَلَّ بِقَوْلِ لبِيد: أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُها فإِنَّهُم حَمَلُوه على الكُلِّ. قُلتُ: وَهَكَذَا فَسَّرَ أَبُو الهيْثَمِ الآيَةَ أَيضاً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وليْسَ هذَا عِنْدي على مَا ذَهَب إِليْه أَهْلُ اللُّغَةِ مِنْ أَنَّ البَعْضَ فِي مَعْنَى الكُلّ. هَذَا نَقْضٌ وَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا البَيْتِ، لأَنَّهُ إِنَّمَا عَنَى ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: أَجْمَع أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البَعْضَ شَيْءٌ من أَشيَاءَ أَو شَيْءٌ من شَيْءٍ، إِلاّ هِشَاماً فإِنَّه زَعَم أَنَّ قَوْلَ لِبيدٍ: أَوْ يَعْتَلِقْ إِلخ فادَّعَى وأَخْطَأَ أَنَّ البَعْض َ هُنَا جَمْعٌ، وَلم يَكُنْ هذَا مِنْ عَمَلِهِ وإِنّمَا أَرادَ لبِيدٌ ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ: وقَوْلُه تَعَالَى: يُصِبْكم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم أَنَّه كَانَ وَعَدَهُم بشَيئين عَذَاب الدُّنِيَا)
وعَذَاب الآخِرَة، فقَال: يُصِبْكُمْ هذَا العَذَابُ فِي الدُّنيَا، وَهُوَ بَعْضُ الوَعْدَين من غيْرِ أَنْ نَفَى عَذَابَ الآخِرَة. وَقَالَ أَبو إِسْحاقَ فِي قَوْله: بَعْضُ الَّذِي يَعِدكم من لَطِيفِ المَسَائِل أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذا وَعَدَ وَعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه وَلم يَقَعْ بَعْضُه، فمِنْ أَيْنَ جازَ أَنْ يَقُولَ بَعْض الَّذِي يَعِدُكُم، وحَقُّ اللَّفْظِ: كُلُّ الَّذِي يَعِدُكُم، وَهَذَا بَابٌ من النَّظَرِ يَذْهَبُ فِيهِ المُنَاظِرُ إِلى إِلْزَام حُجَّتِه بأَيْسَرِ مَا فِي الأَمْرِ، وليْس هَذَا فِي مَعْنَى الكُلِّ، وإِنَّمَا ذَكَرَ البَعْضَ لِيُوجِبَ لَهُ الكُلَّ، لأَنَّ البَعْضَ هُوَ الكُلُّ. ونَقَل المصَنِّف فِي البَصَائر عَن أَبِي عُبَيْدَةَ كَلاَمَهُ السَّابِقَ، إِلاّ أَنَّه ذَكَر فِي اسْتِدْلاَلِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: ولأُبَيِّنَ لكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَي كُلَّ، وذَكَر قَوْلَ لبِيدٍ أَيْضاً. قَال: هَذَا قُصُورُ نَظَرٍ مِنْهُ، وذلِكَ أَنَّ الأَشيَاءَ على أَرْبَعَةِ أَضْرُبٍ: ضَرْب فِي بَيانِهِ مَفْسَدَةٌ، فَلَا يَجُوزُ لِصَاحِبِ الشَّرِيعَةِ بَيَانُه، كوَقْتِ القِيَامَة، ووَقْتِ المَوْتِ. وضَرْب مَعْقُول يُمْكِن لِلْنَّاسِ إِدراكُه من غيْر نَبيّ، كمَعْرِفة اللهِ، ومَعْرِفَةِ خَلْقِ السَّموَاتِ والأَرْضِ، فَلَا يَلْزَمُ صَاحِبَ الشَّرْعِ أَنْ يُبَيِّنَه، أَلاَ تَرَى أَنَّه أَحالَ مَعْرِفَتُه على العُقُول فِي نَحْوِ قَولِه قُل انْظُروا مَاذَا فِي السَّموَاتِ والأَرْضِ وَقَوله: أَوْلَم يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ. وضَرْب يَجِبُ عَلَيْهِ بَيَانُه، كأَصُولِ الشَّرْعِيّات المُخْتَصَّةِ بشَرِعِهِ. وضَرْب يُمْكِنُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ بِمَا يُبَيِّنُه صاحِبُ الشَّرْع، كفُرُوعِ الأَحْكَام. فإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمْرٍ غيْرِ الَّذِي يَخْتَصُّ بالنَّبِيِّ بَيَانُه، فَهُوَ مُخَيَّر بَيْنَ أَنْ يُبَيِّنَ وبَيْنَ أَنْ لَا يُبَيِّنَ، حَسْبَ مَا يَقْتَضِيه اجْتِهَادُه وحِكْمَتُه. وأَمّا الشَّاعِرُ فإِنّهُ عَنَى نَفْسَهُ. والمَعْنَى إِلاّ أَنْ يَتَدَارَكَنِي المَوْتُ، لكِنْ عَرَّضَ ولَمْ يُصَرِّح تَفَادِياً من ذِكْرِ مَوْتِ نَفْسِه، فتَأَمَّلْ.
[بعض] نه فيه: "البعوض" البق وقيل: صغاره جمع بعوضة. ن: أصابني "بعض" الشيء أي العمى أو ضعف البصر وسماه عمياً في أخرى لقربه منها. غ: يصبكم "بعض" الذي يعدكم أي عذاب الدنيا. ك: قال "بعض" الناس، قال مشايخنا إذا قال البخاري بعض الناس أراد به الحنفية وقيل: أراد ذلك غالباً، وقيل أراده في مقام التعيير والتشنيع، ونحن نجمع شرح غوامض ما وقع تحت لفظ قال بعض الناس إذ لا يناسب ذكر حرف ما لعدم خصوصيته بشيء منه فنقول: يريد أن قولهم إن أخدمتك العبد عارية، وكسوتك هبة تحكم مع أن قصة هاجر تدل أنها هبة. ابن بطال: لا خلاف إن أخدمتك لا يقتضي التمليك، ودليل التمليك في قصة هاجر فأعطوها. وقال أيضاً: لا يجوز شهادة القاذف وإن تاب ثم قال يعني أن الحنفية ناقضوا حيث لم يجوزوا شهادة القاذف وصح النكاح بشهادته وتحكموا حيث جوزوه بشهادة المحدود دون العبد مع أنهما ناقصان عندهم وخصصوا شهادة الهلال من سائر الشهادات. وقال بعض الناس: لا يجوز إقراره بسوء الظن للورثة ثم استحسن فجوز إقراره بالوديعة أي الحنفية لا يجوز إقرار المريض لبعض الورثة لأنه مظنة أنه يريد به الإساءة بالآخر ثم ناقضوا حيث جوزوا إقراره للورثة بالوديعة ونحوه بمجرد الاستحسان من غير دليل يدل على امتناع ذلك وجواز هذه، ثم رد عليهم بأنه سوء ظن به، وبأنه لا يحل مال المسلمين أي المقر له لحديث إذا ائتمن خان. وقال أيضاً: لا حد ولا لعان ثم زعم أنهم أن طلقوا يقع يعني أنهم تحكموا حيث اعتبروا إشارة الأخرس في الطلاق دون الحد واللعان. ز: قال المذنب لعل الحافظ ذهل عن حديث ادرؤا الحدود بالشبهات، وثلاثة هزلها جد. ك: قوله: وإلا بطل الطلاق والقذف أي إن لم يقولوا بالفرق فذلك بطلان كلها لا بطلان القذف فقط، وكذا العتق أيضاً حكمه حكم القذف فيجب أن يبطل أيضاً. وقال أيضاً: الرمان والنخل ليس بفاكهة، أراد أبا حنيفة حيث قال لا يحنث بأكلهما منالمتعة فالنكاح فاسد. فإن قلت: متى قال بفساده فما معنى الاحتيال قلت: الفساد لا يوج الفسخ لاحتمال إصلاحه بحذف شرطه كما يصح عندهم الربا بحذف الزائد أو المقصود منه القول الأخير لقائل بجوازه. وقال أيضاً: إن أقام شاهدي زور أنه تزوج بكراً فأثبت القاضي نكاحها فلا بأس أن يطأها لأن مذهب الحنفي أن حكم القاضي ينفذ ظاهراً وباطناً. وقال: أن احتال بشاهدي زور على تزويج ثيب بأمرها يسعه هذا النكاح وهذا تشنيع عظيم لأنه أقدم على الحرام البين عالماً به. وقال أيضاً: إن هوى جارية يتيمة أو بكراً فأبت فاحتال بشاهدي زور على أنه تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة، لفظ "فأدركت" ظاهر أنها بعد الشهادة بلغت ورضيت، ويحتمل أنه يريد أنه جاء بشاهدين على أنها أدركت ورضيت فتزوجها فيكون داخلاً تحت الشهادة، والفاء للسببية، وحاصل الثلاثة واحد، والتكرير لكثرة التشنيع مع أن الأول في البكر والثاني في الثيب والثالث في الصغيرة أو في الأوليين ثبت الرضا بالشهادة، أو أنه قبل العقد، وفي الثالث بالاعتراف، أو أنه بعده، قال الشارح وأمثال هذه المباحث غير مناسب لوضع هذا الكتاب إذ هو خارج عن فنه.

بهش

بهش


بَهَش(n. ac. بَهْش)
a. [La], Was ready to.
b. ['An], Searched into, investigated.
c. Assembled.

بَهَّشَa. Assembled.

تَبَهَّشَa. see II
(بهش)
بهشا تهَيَّأ للضحك وَإِلَى الشَّيْء وَبِه ارْتَاحَ لَهُ وخف إِلَيْهِ وَعنهُ بحث
(بهش) - في حديث قَتادةَ، عن أَنَس في قِصَّة العُرَنِيِّينَ في مُسْنَد أبى يَعلَى: "اجتوَينا المَدِينةَ وأنْبَهشَتْ لُحومُنا".
قال ابنُ فارس: يُقال للقَوْم القِباحِ، السُّودِ الوُجوه: وُجُوه البَهْشِ.
بهش: بَهْش: صنف من البلوط (ابن البيطار 1: 132، 183) وانظر ما قلت في مادة برِينُس وهو مرادف بهش.
والمعنى الآخر (انظر فريتاج) قد ذكره ابن البيطار (1: 183) فقال: والبهش أيضاً عن أبي حنيفة، وهو رطب المقل، قال الزبير بن بكار: المقل إذا كان رطباً ولم يدرك فهو البهش.
ب هـ ش

أتينا بني فلان فبهشوا إلينا إذا أقبلوا إليهم مسرورين ضاحكين: وبهش إليه الذئب والحية إذا أقبل عليه يقصده. وأنت كالباهش الناهش. وأنت كالحية تبهش، ثم تنهش. وفلان من أهل البهش أي من أهل الحجاز، لأن البهش وهو المقل الرطب ينهت به.
بهش
البَهْشُ: رَدِيْءُ المُقْلِ. وما أُكِلَ قِرْفُه. وبَهَشْتُ إلى فلانٍ: حَنَنْتَ إليه، فهو بَهِشٌ: هَشٌّ. وبَهَشُوا: اجْتَمَعُوا. وسَيْرٌ مُتَبَهِّشٌ: سَرِيْعٌ. والبَهْشُ: البَحْثُ عن الشَّيْءِ. وتَبَاهَشَ الرَّجُلانِ بينهما بشَيْءٍ: إذا أهْوى كلُّ واحدٍ منهما لصاحِبِه بشَيْءٍ.
[بهش] بَهَشَ إليه يَبْهَشُ بَهْشاً، إذا ارتاح له وخفَّ إليه. والبهش: المقل ما دام رطبا، فإذا يبس فهو خشل. ويقال للقوم إذا كانوا سودَ الوجوه قباحا: وجوه البهش. وفي حديث عمر رضي الله عنه وقد بلغه أن أبا موسى يقرأ حرفا بلغته، قال: " إن أبا موسى لم يكن من أهل البهش "، يقول: ليس من أهل الحجاز ; لان المقل إنما ينبت بالحجاز.
ب هـ ش : (الْبَهْشُ) بِوَزْنِ الْعَرْشِ الْمُقْلُ مَا دَامَ رَطْبًا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى يَقْرَأُ حَرْفًا بِلُغَتِهِ فَقَالَ: «إِنَّ أَبَا مُوسَى لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْبَهْشِ» أَيْ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ لِأَنَّ الْمُقْلَ يَنْبُتُ بِالْحِجَازِ. 
بهش وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يُدلِع لِسَانه لِلْحسنِ بْن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام فَإِذا رأى الصَّبِي حُمرةَ اللِّسَان بهش إِلَيْهِ. قَوْله: بهِش إِلَيْهِ يُقَال للْإنْسَان إِذا نظر إِلَى الشَّيْء فأعجبه فاشتهاه فتناوله وأسرع إِلَيْهِ وَفَرح بِهِ: قد بهش إِلَيْهِ وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبنأ التَّمِيمِي يمدح رجلا: [الطَّوِيل]

سبقت الرِّجَال الباهشين إِلَى الندى ... فِعالا ومجدًا والفِعال سِباقُ

وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد - فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ أبي فَاتِحَة الْكتاب فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أنزل اللَّه فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزبُور وَلَا فِي الْفرْقَان مثلهَا إِنَّهَا السَّبع من المثاني وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أَعْطَيْت.
(ب هـ ش)

بَهَش إِلَيْهِ بِيَدِهِ يَبْهَش بَهْشا، وبَهَشَه بهَا: تنَاوله، نالته أَو قصرت عَنهُ.

وبَهَش الْقَوْم بَعضهم إِلَى بعض يَبْهَشون بَهْشا، وَهُوَ من أدنى الْقِتَال.

والبَهْشُ: المسارعة إِلَى أَخذ الشَّيْء. وَرجل باهِشٌ وبَهوشٌ.

وبَهَشْتُ إِلَى الرجل وبَهَش إِلَيّ: تهيأت للبكاء وتهيأ لَهُ.

وبَهَشَ إِلَيْهِ فَهُوَ باهِشٌ وبَهِشٌ: حن.

وبَهِشَ بِهِ: فَرح بِهِ، عَن ثَعْلَب.

والبَهْشُ: رَدِيء الْمقل، وَقيل: مَا قد أكل قرفه، وَقيل: البهش: الرطب من الْمقل، فَإِذا يبس فَهُوَ خشل، وَالسِّين فِيهِ لُغَة. وبُهَيْشةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ نفر، جد الطرماح:

أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ مَا لِنَفْرٍ ... أَرَاه غَيَّرَتْ مِنْهُ الدُّهُوُرُ

ويروى بهيسة.
[بهش] فيه: أنه يدلع لسانه للحسن فإذا رأى حمرة لسانه "بهش" إليه، يقال للإنسان إذا نظر إلى شيء فأعجبه واشتهاه وأسرع نحوه: قد بهش إليه. وح أهل الجنة: وإن أزواجه "لتبتهش" عند ذلك ابتهاشاً. وح ابن عباس: سئل عن حية قتلها فقال: هل "بهشت" إليك؟ أي أسرعت نحوك تريدك. وح: ما "بهشت" إليهم بقصبة أي ما أقبلت وأسرعت إليهم أدفعهم عني بقصبة. ك: هو بموحدة وهاء مفتوحة قاله أبو بكرة حين أرسل معاوية عبد الله بن عامر الحضرمي إلى البصرة ليأخذها من زياد وكان أميراً بها من جهة علي فبعث علي جارية بن قدامة فأحرق على ابن الحضرمي داره، ثم أمر جارية حشمه أن يشرفوا على غرفة أبي بكرة ليعرف هل هو على الاستسلام فقال حشمة: هذا أبو بكرة يراك وما صنعت بابن الحضرمي وما أنكر عليك بكلام ولا سلاح، فقال أبوب كرة: لو دخلوا على "ما بهشت" بقصبة فكيف أقاتلهم لني لا أرى القتال في الفتنة مع أحد من الفريقين. نه وفيه: قال لرجل من أهل "البهش" أي أهل الحجاز أنت؟ البهش المقل الرطب وهو من شجر الحجاز. ومنه ح عمر: أن أبا موسى لم يكن من أهل "البهش" أي ليس بحجازي. وح أبي ذر: لما سمع بخروج النبي صلى الله عليه وسلم أخذ شيئاً من "بهش" فتزوده حتى قدم عليه. وفي ح: اجتوينا المدينة و"انبهشت" لحومنا، يقال للقوم إذا كانوا سود الوجوه قباحاً: وجوه البهش.

بهش: بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بها: تناولَتْه، نالَتْهُ

أشو قَصُرت عنه. وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض يبْهَشُون بَهْشاً، وهو

من أَدْنى القِتال. والبَهْشُ: المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشيء. ورجل باهِشٌ

وبَهُوش. وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ: تَفَلُّتُه عليه. وبهشَ الرجُلَ

كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه. وقد تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما،

وإِن تَناوَلَه ولم يأْخُذُه أَيضاً، فقد بَهَش إِليه. ونَصَوْت الرجُلَ

نصواً إِذا أَخذت برأَسه. ولفلان رأْس طويل أَي شَعَر طَوِيل، وفي الحديث:

أَن رجلاً سأَل ابن عباس عن حية قتَلَها وهو مُحْرِم، فقال: هل بَهَشَتْ

إِليكَ؟ أَراد: هل أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك؟ ومنه في الحديث: ما

بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة أَي ما أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عني بقصبة. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، كان يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ

بن عليّ فإِذا رأَى حُمْرة لسانه بَهَشَ إِليه؛ قال أَبو عبيد: يقال

للإِنسان إِذا نظر إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه واشتهاه فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه

وفرح به: بَهَشَ إِليه؛ وقال المغيرة بن جنبا التميمي:

سَبَقْت الرجالَ الباهَشِينَ إِلى النَّدى،

فِعَالاً ومَجْداً، والفِعَالُ سِبَاق

ابن الأَعرابي: البَهْش الإِسراع إِلى المعروف بالفَرح. وفي حديث أَهل

الجنة: وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً. وبَهَشْتُ إِلى

الرجُل وبهَشَ إِليَّ: تَهيَّأْتُ للبكاء وتهيأَ له. وبَهَش إِليه. فهو

باهِشٌ وبَهِشٌ: حَنَّ. وبَهَشَ به: فرِح؛ عن ثعلب. الليث: رجُل بَهْش بَشّ

بمعنى واحد. وبهَشت إِلى فلان بمعنى حَنَنت إِليه. وبَهش إِليه يبهَش

بهْشاً إِذا ارتاح له وخَفّ إِليه. ويقال: بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي

اجْتَمَعُوا، قال: ولا أَعرف بحش في كلام العرب. والبَهْش: ردِيءُ المُقْل، وقيل:

ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه، وقيل: البَهْش الرَّطْب من المُقْل، فإِذا يَبس

فهو خَشْل، والسين فيه لغة. وفي الحديث: أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت؟ يعني

أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ، وهو رَطْب

المُقْل، ويابسُه الخَشْل. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، وقد بلغه أَن أَبا

موسى يقرأُ حرفاً بلُغته قال: إِنَّ أَبا موسى لم يكن من أَهل البَهْش؛

يقول: ليس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ينبت بالحجاز؛ قال الأَزهري: أَي

لم يكن حجازيّاً، وأَراد من أَهل البَهْش أَي من أَهل البلاد التي يكون

بها البَهْش. أَبو زيد: الخَشْل المقل اليابس والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ

نواه والحَتِيُّ سَويقُه. وقال الليث: البهْش رَديءُ المقل، ويقال: ما قد

أَكل قِرْفُه: وأَنشد:

كما يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ

قال أَبو منصور: والقول ما قال أَبو زيد. وفي حديث أَبي ذر: لما سمع

بخروج النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَخَذ شيئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ

حتى قَدِم عليه. وبُهَيْشة: اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح:

أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ: ما لِنَفْرٍ

أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور؟

ويروى بهيسة. ويقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً: وجوهُ

البَهْش. وفي حديث العُرَنيِّينَ: اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ

لحومُنا، هو من ذلك.

بهـش
. البَهْشُ: المُقْلُ مَا دَامَ رَطْباً، فَإِذا يَبِسَ فخَشْلٌ، هَكَذَا نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ، وزادَ: والمُلْجُ نَوَاه، والحتِيُّ سوِيقُه. والسِّينُ المُهْمَلَة لُغَةٌ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَهْشُ: رَدِيُء المُقْلِ ويُقَال: مَا قَدْ أُكِلَ قِرْفَهُ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، والقَوْل مَا قَالُه أَبُو زيْد. ورجُلٌ بَهْشٌ، أَيْ هَشٌّ بَشُّ، قَالَه اللّيْثُ. وبِلادُ البَهْشِ: الحجَازُ لأَنّ البَهْشَ يَنْبُتُ بهَا، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ، وَقد بَلَغَه أَنّ أَبا مُوسَى، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، يَقْرأُ حَرْفَاً بلُغَتِه، قالَ: إنّ أَبا مُوسَى لم يَكُنْ من أَهْلِ البَهْشِ، يقولُ: لَيْسَ هُوَ من أَهْلِ الحِجَاز. وبَهَشَ عَنْهُ، كَمَنَعَ: بَحَثَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وبَهَشَ إليْهِ يَبْهَشُ بَهْشاً، إِذا ارْتَاحَ لَهُ، وخَفَّ بارْتِيَاحٍ إلَيْه. وبَهَشَ الرَّجُلُ إِلَى شَيْءٍ بَهْشاً: تَنَاولَ الشَّيْءَ لِيَأْخُذَه ولَمْ يَأْخُذْه. وبَهَشَ الرَّجُلُ، إِذا تَهَيَّأَ للبُكَاءِ وَحْدَه، قالَه أَبو عَمْروٍ.
وبَهَشْتُ إِلَى الرّجُلِ، وبَهَشَ إليَّ: تَهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ، وتَهَيَّأَ لَهُ. وبَهَشَ إذَا تَهَيَّأَ للضَّحِكِ، أَيْضاً، فأَصْلُ البَهْشِ: الإِقْبَالُ عَلى الشَّيْء. وبَهَشَ بِيَدِه إلَيْه يَبْهَشُ بَهْشاً، وبَهَشَه بِهَا: مَدَّهَا لِيَتَنَاوَلَه، نالَتْهُ أَو قصُرَتْ عَنهُ. وقالَ اللّيْث: بَهَشَ القَوْمُ وبَحَشُوا: اجْتَمَعُوا، كتَبَهَّشُوا، قالَ الأَزْهَريّ: وَهَذَا وهَمٌ، والصّوَابُ: تَهَبَّشُوا وتحبشوا، إِذا اجْتَمَعُوا، وَلَا أَعْرِفُ بَحَشَ فِي كَلاَم العَرَب. وَقد تَقَدَّم. وبُهَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ ذِي الرُّمَّةِ، الشَّاعِر، وَهُوَ غَيْلانُ بنُ عُقْبَةَ بن بُهَيْشٍ العَدَوِيّ، ويُقَالُ فِيهِ: نَهْشَلٌ. وعَلِيُّ بنُ بُهَيْشٍ الكُوفِيّ: مُحَدِّثٌ، عَن مُصْعَبِ بن سَلام، وعَنْهُ يَحْيَى بنُ زَكَريّا بنِ شَيْبَانَ. وسَمَّوْا بَهْوَشاً، كجَرْوَلٍ، وَمِنْه بَهْوَشُ بنُ جَذِيمةَ بنِ سَعْد بن عِجْل بن لُجَيْمٍ، وأُمُّه مِنْ بَني حَنِيفَةَ، قالَه ابْن الكَلْبِيّ. وسَيْرٌ مُبَهَّشٌ، كمُعْظَّمٍ، أيّ سَرِيعُ. وبَاهشَا بَينهُمَا الشَّيْءَ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلَة بشَيْءٍ: أَهْوَى كُلّ وَاحِدٍ مِنْهما إلَى الآخَرِ بشَيْءٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ. وَفِي المحُكْمَ: تَبَاهَشَا، إِذا تَناصَبَا برُءُوسِهمَا. وَقد بَهَشَ الرّجُلَ، كأَنَّهُ يَتَنَاوَلَهُ ليَنْصُوَه، عَن ابْن عبّادٍ،) يُقَال: نَصَوْتُ الرَّجُلَ نَصْواً، إِذا أَخَذْتَ برَأْسِهِ، ولِفُلاَنٍ رَأْسٌ طَوِيلٌ، أَيْ شَعرٌ طَوِيلٌ. وممّا يُسْتَدْرَك عَليه: البَهْشُ: المُسَارَعَةُ إلَى أَخْذِ الشْيءِ، ورَجُلٌ بَاهِشٌ وبَهُوشٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال للإنْسَان إِذا نَظَر إلَى شيْءٍ فأَعْجَبَه واشْتَهَاه، فتَنَاولَه وأسْرَع نَحْوَهُ وفَرِحَ بِهِ: بَهَشَ إلَيْه. وقَالَ المُغِيرَةُ بن حَبْنَاء التَّمِيميُّ:
(سَبَقْتَ الرِّجَالَ البَاهِشينَ إِلَى النَّدَى ... فَعَالاً ومَجْداً والفَعَالُ سِبَاقُ)
وبَهَشَ القَوْمُ إلَى بَعْضٍ بَهْشاً، وهُو مِن أَدْنَى القِتَال. وبَهْشُ الصَّقْرِ الصَّيْدَ: تَفَلُّتُه عَلَيْهِ. وبَهَشَتْه، وبَهَشَتْ إلَيْكَ الحَيَّةُ: أَقْبَلَت إلَيْكَ تُرِيدُكَ. وابْتَهَشَ ابْتِهَاشاً: ابْتَهَجَ وفَرِحَ. ورَجُلٌ بَهِشٌ، ككَتِفٍ: حَنُونٌ. وبَهَشَ بهِ: فَرِحَ، عَن ثَعْلَب. وَفِي الصّحاح: ويُقال: إِذا كانُوا سُودَ الوُجوهِ قِبَاحاً: وُجُوهُ البَهْشِ. انْتهى. قُلْتُ: وَمِنْه حَدِيثُ العُرَنيِّين اجْتَوَيْنَا المَدِينَةَ، وانْبَهَشَت لُحُومُنَا. وبَهْوَاشُ: بِمصْر، قَرْيَةٌ من أَعْمَالِ المُنُوفِيّة.

غذذ

غذذ


غَذَّ(n. ac.
غَذّ)
a. Suppurated, ran, discharged (wound).

أَغْذَذَa. see I
غَاْذِذa. Purulent.
b. Lachrymal vein or duct.

غَذِيْذَةa. Pus, matter, sanies.
(غ ذ ذ) : (الْإِغْذَاذُ) الْإِسْرَاعُ (وَمِنْهُ) فَأَقْبَلَ خَالِدٌ مُغِذًّا جَوَادًا أَيْ مُسْرِعًا مِثْلَ فَرَسٍ جَوَادٍ وَمِثْلُهُ حَدِيثُ سُلَيْمَان بْن صُرَدٍ فَسِرْت إلَيْهِ مُغِذًّا جَوَادًا.
[غذذ] نه: فتأتى "كأغذ" ما كانت، أي أسرع وأنشط، أغذ يغذ إغذاذًا- إذا أسرع في السير. ومنه: إذا مررتم بأرض قوم عذبرا "فأغذوا" السير. وفيه: فجعل الدم "يغذ" من ركبته، أي يسيل، من: غذ العرق- إذا سال دمه ولم ينقطع، ويجوز من إغذاذ السير. ن: يغذ- بكسر غين وشد معجمة.
[غذذ] غذيذةُ الجرحِ: مدَّته. وقد غَذَّ الجرحُ يَغِذُّ غَذًّا، إذا سال ذلك منه. ويقال للبعير إذا كانت به دَبَرَةٌ فبرأت وهي تَنْدى، قيل: به غَاذٌّ. وتركتُ جرحَه يَغِذُّ. والمُغاذُّ من الإبل: العَيوفُ الذي يعافُ الماءَ. والاغذاذ في السير: الاسراع.
غذذ
أغذَّ/ أغذَّ في يُغذّ، أغْذِذْ/أغِذَّ، إغذاذًا، فهو مُغِذّ، والمفعول مُغَذّ
 • أغذَّ السَّيرَ/ أغذَّ في السَّير: أسرع فيه "أغذّوا السَّيرَ كي يصلوا في موعدهم- أغذّوا السَّيرَ في طلبه لكنّهم لم يدركــوه". 

غاذّ [مفرد]: (شر) عرق في العين يَسْقي ولا ينقطع.
• الغاذَّة: (شر، طب) جلدة رطبة تتحرَّك من رأس الصّبيّ، فإذا صَلُبت وصارت عظمًا فهي اليافوخ. 
غ ذ ذ

دعاني فجئته مغدّاً. وبت أغذّ، والسماء ترذ. قال:

أغذّ بها الإدلاج كل شمردل ... من القوم ضرب اللحم عاري الأشاجع

ورأيت مهزوماً يغذّ، وجرحه يغذّ؛ أي يسيل، يقال: به غاذٌّ أي جرح لا يرقأز وفي الحديث في ذكر المدينة " لتدعنها أربعين عاماً حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذّى على سواري المسجد " يقال: غدّي ببوله إذا رمى به دفعة دفعة. وعن أبي البيداء: سمعت شيخاً بالبادية يقول: لا تقبل شهادة العبد ولا شهادة العذيوط ولا شهادة المغدّى. وتيس غذوان.

ومن المجاز: غذّيَ فلان بلبان الكرم. والنار تغذّى بالحطب. وفلان خيره يتغذّى كلّ يوم أي ينمى ويزيد. قال:

عن وجه وهّاب تغذّى شيمه
(غذذ) - في الحديث: فَأَغِذُّوا السَّيْرَ"
الإغذَاذُ: الإسْراع في السَّيْر.
- وفي حديث آخَرَ: "فَجعَل الدَّمُ يَومَ الجملِ يَغُذُّ من رُكْبَةِ طَلْحةَ"
الغَاذُّ والغَاذَّة: بَثْر يَسِيلُ منه المَاءُ، وغَذِيذَةُ الجُرح: مِدَّتُه. وغَذّ العِرقُ يَغُذُّ غَذًّا؛ إذا سال ما فيه ولم يَرقَأ ، وتركتُ جُرحَه يَغُذَّ؛ وبالبَعير غاذٌّ: أي دَبرَة تَندَي، وغَذّ الجُرحُ، وأَغذَّ: إذا وَرِم، ويجوز أن يكون من إغْذَاذِ السَّيْر، أي تَتَابَعَ بالسَّيَلانِ.
- في حديث الزَّكاةِ : "كَأَغَذِّ ما كانَتْ"
من الإِغْذَاذ، وهو الإسْراع في السَّيْر، بُني علي تَقْدِير حَذْف الزَّائِد، ويجوز أن يكون من غَذَا العِرقُ يَغذُوَ، إذا لم يرقَأْ، يريد غُزْرَ أَلْبانِها.

غذذ: غَذَّ العِرْقُ يَغُذُّ غذًّا وأَغذ: سال. وغَذَّ الجُرح يَغُِذُّ

غذّاً: ورِم. والغَاذُّ: الغَرَب حيث كان من الجسد. وغَذيِذَةُ الجُرحْ:

مَدَّته وغَثِيثَتُه. التهذيب: الليث: غذ الجرح يَغُِذّ إِذا ورِم؛ قال

الأَزهري: أَخطأَ الليث في نفسير غذ، والصواب غذ الجرح إِذا سال ما فيه من

قيح وصديد. وأَغذَّ الجرحُ وأَغثَّ إِذا أَمدَّ. وفي حديث طلحة: فجعل

الدمُ يومَ الجَمَلِ يَغُِذُّ من رِكبته أَي يسيل؛ غَذَّ العِرْقُ إِذا سال

ما فيه من الدم ولم ينقطع، ويجوز أَن يكون من إِغذاذ السير. والغاذّ في

العين: عِرْقٌ يَسْقِي ولا ينقطع، وكلاهما اسم كالكاهل والغارب. وعِرْقٌ

غاذٌّ: لا يرقأُ. وقال أَبو زيد: تقول العرب للتي نَدْعوها نحن الغَرْبَ:

الغاذُّ. وغَذِيذَة الجُرح: كغَثيثته، وهي مِدَّته. وزعم يعقوب أَن

ذالها بدل من ثاء غثيثة. وروى ابن الفرج عن بعض الأَعراب: غَضَضْتُ منه

وغَذَذْتُ أَي نَقَصْتُه.

والإغذاذ: الإِسراع في السير؛ وأَنشد:

لما رأَيت القومَ في إِغْذاذِ،

وأَنه السَّيْرُ إِلى بَغْذاذ،

قمتُ فسلمتُ على مُعَاذ،

تسليمٍ مَلاَّذٍ على مَلاْذِ،

طَرْمَذَةً مني على الطِّرْمَاذِ

وفي حديث الزكاة: فتأْتي كَأَغَذِّ ما كانت أَي أَسرع وأَنشط. وأَغَذَّ

السَّيَر وأَغذ فيه: أَسرع. وأَغذَّ يُغذُّ إِغذاذاً إِذا أَسرع في

السير. وفي الحديث: إِذا مررتم بأَرض قوم قد عُذِّبوا فأَغِذُّوا السير؛ وأَما

قوله:

وإِني وإِيّاها لَحَتْمٌ مَبيتنا

جميعاً، وسَيْرانا مُغِذٌّ وذُو فَتَرْ

فقد يكون على قولهم: ليل نائم. وقال أَبو الحسن بن كيسان: أَحسب أَنه

يقال أَغَذَّ السَّيرُ نفسُه. ويقال للبعير إِذا كانت به دَبَرَةٌ فبرأَتْ

وهي تَنْدَى قيل: به غاذّ، وتَرَكَتْ جرحه يَغُِذُّ.

والمُقَاذُّ من الإِبل: العَيُوفُ يَعاف الماءَ؛ ابن الأَعرابي: هي

الغاذَّة والغاذية لرَمَّاعَةِ الصبَّي.

غذذ
: ( {غَذَّ الجُرْحُ} يَغُذُّ) ، بالضمّ، ( {ويَغِذُّ) ، بِالْكَسْرِ،} غَذًّا (: سالَ بِمَا فِيهِ) ، وَفِي بعضٍ الأُصول: مَا فِيه، أَي من قَيْحٍ وصَدِيد، ( {كأَغَذَّ) وأَغَثَّ، إِذَا أَمَدَّ، (أَو) غَذّ الجُرْحُ يغِذُّ غَذًّا (: وَرِم) ، قَالَه اللَّيْث، قَالَ الأَزهريّ: أَخطأَ الليثُ فِي تَفْسِير غَذَّ، والصَّواب غَذَّ: سَالَ، كَمَا تقدَّم. قَالَ شيخُنا: المعرُو فِي هَذَا الْفِعْل أَنّ مُضارِعه بِالْكَسْرِ فَقَط، وَهُوَ الَّذِي اقْتصر عَلَيْهِ الجوهريّ وغيرُه، وَهُوَ الموافقُ لما نَقَله فِي ش د د عَن الفَرَّاءِ، وَلم يذكُره ابنُ مَالك فِي الامِيّة وَلَا فِي الكافِية، فِي ذِي الوجهَينِ من اللازمِ، وَلَا ذَكَره ابنُ القُوطِيّة وَلَا ابْن القَطّاع وَلَا غيرهُما من أَرباب الأَفعالِ، وَلَا استدرَكه شُرَّاح التسهيلِ وَلَا شُرَّاح النَّظْمَيْنِ، فَلَا ايدرِي من أَين جاءَ بِهِ المُصَنّف انْتهى. قلْت: الَّذِي أَشار لَهُ الجوهريُّ من قَول الفَرَّاءِ هُوَ أَن مَا كَانَ من المضاعَف على فَعَلْتُ غيرَ الواقِعِ فإِن يَفْعل مِنْهُ مكسور الْعين، مثل عَفّ يَعِفّ وخَفَّ يَخِفّ، وَمَا أَشبَهه، وَمَا كَانَ وَاقعا مثل مَدَدْتُ، فإِن يَفْعل مِنْهُ مضموم إِلاَّ ثلاثَةَ أَحرُفٍ: شَدَّه يَشُدّه ويَشِدُّه، وعَلَّه يَعُلُّه ويعِلُّه، من العَلَل، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، فإِن جاءَ مثلُ هاذا مِمَّا لم نَسْمعه فَهُوَ قليلٌ، وأَصله الضمُّ. انْتهى قولُ الفَرّاءِ.
(} والغَذِيذَةُ) من الجُرْح (: المِدَّةُ) ، كالغَثِيثةِ، وَهِي القَيْحُ، وَزعم يَعقُوب أَنّ ذالَها بدعلٌ من ثاءِ غَثِيثَةٍ، ومثْله فِي كِتاب الْفرق لابنِ السَّيِّد، وَقد تقدّم فِي غَثَّ.
( {والغَاذُّ: الغَرَبُ) ، مُحرّكةً (حيثُ كانَ مِن الجَسَدِ) ، قَالَ أَبو زيد: تَقول الْعَرَب للّتي نَدعوها نَحن الغَرَبَ:} الغَاذُّ، وَيُقَال للبَعير إِذَا كانتْ بِهِ دَبَرَةٌ فَبَرَأَتْ وَهِي تَنْدَى، قيل: بِهِ {غاذٌّ، (و) } الغاذُّ (عِرْقٌ فِي العَيْنِ يَسْقِي وَلَا يَنْقَطِع) ، وَكِلَاهُمَا اسمٌ كالكاهِل والغارِب، وعِرْقٌ {غَاذٌّ: لَا يَرْقَأُ، وَفِي حَدِيث طَلْحَة (فجعَلَ الدَّمُ يَوْمَ الجَمَلِ} يَغُذُّ مِنْ رُكْبَتِه، أَي يَسِيل، {غَذَّ العِرْقُ، إِذا سَالَ مَا فِيه مِن الدَّمِ وَلم يَنْقَطِعْ، وَيجوز أَن يكون من} إِغْذاذ السَّير، (و (الحِسُّ و) {الغاذّة) بالهاءِ: رَمَّاعَةُ الصَّبِيِّ} كالغَاذِيَةِ كسَارِيَةٍ (قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ) .
( {وأَغَذّ السَّيْرَ) نَفْسه، قَالَ أَبو الْحسن بن كَيْسَان. أَحسِب أَنه يُقَال ذالك (و) المَشهور أَغذ (فِيهِ) ، أَي فِي السَّيْرِ إِغذاذا (: أَسْرَعَ) وَفِي حَدِيث الزَّكَاة (فَتَأْتِي} كَأَغَذِّ مَا كانَتْ) أَي أَسْرَع وأَنْشَط، وَفِي حديثٍ آخَرٍ (إِذَا مَرَرْتُم بأَرْضِ قَوْمٍ قد عُذِّبُوا {فأَغِذُّوا السَّيْرَ) . وأَنْشَد:
لَمَّا رَأَيْتُ القَوحمَ فِي} إِغْذَاذِ
وأَنَّه السَّيْرُ إِلى بَغْدَاذِ
قُمْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى مُعَاذ
تَسْلِيمَ مَلاَّذٍ عَلَى مَلاَّذِ
طَرْمَذَةً مِنِّي عَلَى طِرْمَاذِ
وأَمّا قولُه:
وإِنّي وإِيَّاهَا لَحَتْمٌ مَبِيتُنَا
جَمِيعاً وسَيْرَانَا {مُغِذٌّ وذُو فتْرِ
فقد يكون على حَدِّ قَولهِم لَيْلٌ نائِمٌ.
(} وغَذْغَذَ مِنه: نَقَصَه) وغَضْغَضَ منخه، كذالح، ( {كَغَذَّهُ) وغَصَّه، يُقَال مَا} غَذَذْتُكَ شَيْئا، أَي مَا نَقَصْتُ. رَوَاهُ ابنُ الفَرَجِ عَن بعضِ الأَعْرَابِ.
( {وتَغَذْغَذَ: وَثَبَ) . نقلَه الصاغانيُّ.
(} والمُغَاذُّ) ، على صِيغَةِ اسمِ الفاعِل (من الإِبِل: العَيُوفُ) ، وَهُوَ الَّذِي (يَعافُ الماءَ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
! غُذَاوِذُ، بالضمّ مَحلَّة بِسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا أَبو عمرٍ ومحمدُ بن يَعقوبَ {- الغُذَاوِذِيّ.

غمن

غمن: غُمْنَة (بالأسبانية gaumena) : حبل غليظ ضخم للسفينة، قلس، وحبل المرساة الانجر (محيط المحيط) وانظر: معجم الأسبانية (ص381).
غمن
غَمَنْتُ الجِلْدَ لِيليْنَ ويَحْتَمِلَ الدِّباغَ. وانْغَمَنَ في الأرض، وغُمِنَ فيها: إذا أدْخِلَ فيها. ولَحْم مَغْمُونٌ ومَغْمُولٌ: واحِدٌ.
[غمن] غَمَنْتُ الجلد أغْمُنُهُ بالضم، أي غَمَمْتُهُ ليتفسَّخ عنه صوفه، فهو غَمينٌ وغَميلٌ. وكذلك التمر إذا فعلت به ذلك لــيدرك.

غمن


غَمَنَ(n. ac. غَمْن)
a. Covered over; buried.
b. Covered up, made to sweat.
c. [pass.]
see VII
إِنْغَمَنَ
a. [Fī], Was buried in ( the ground ).

غُمْنَة
(pl.
غُمَن)
a. A cosmetic.
(غمن)
الْجلد غمنا دَفنه فِي الرمل لينفصل عَنهُ صوفه والبسر غطاه ليطيب وَفُلَانًا غطاه ليعرق

(غمن) فِي الأَرْض أَدخل فِيهَا
(غ م ن)

غَمِن الْجلد: غَمّه ليلين للدباغ.

وغَمَن البُسر: غَمَّه لــيدرك.

وغَمَن الرجلَ: ألْقى عَلَيْهِ الثِّيَاب ليَعرق.

ونخل مَغمون: تقَارب بعضه من بعض وَلم يَنْفَسِخ كمَغْموُل.

غمن: غَمَنَ الجِلْدَ يَغْمُنُه، بالضم، وغَمَلَهُ إذا جَمَعه بعد

سَلْخِه وتركه مَغْموماً حتى يَسْتَرْخِيَ صُوفُه؛ وقيل: غَمِّه لِيَلِينَ

للدباغ ويَنْفَسِخَ عنه صُوفه، فهو غَمِينٌ وغَميل. وغَمَنَ البُسْرَ:

غَمَّه لــيُدْرِكَ. وغَمنَ الرجلَ: أَلْقى عليه الثياب ليَعْرَق. ونَخْل

مَغْمُونٌ: تَقارَبَ بعضه من بعض ولم يَنْفَسِخ كمَغْمول. والغُمْنَة:

الغُمْرَة التي تَطْلِي بها المرأَة وجْهَها؛ قال الأَغلب:

لَيْسَتْ من اللاَّئي تُسَوَّى بالغُمَنْ.

ويقال: الغُمْنة السَّبيذاجُ.

غمن
: (غَمَنَ الجِلْدَ أَو البُسْرَ) يَغْمُنُه غَمناً: (غَمَلَهُ) ، أَمَّا غَمَنَ الجِلْدَ فَأن يُجْمَع بعْدَ سَلْخِه وَيتْرك مَغْموماً حَتَّى يَسْتَرْخِيَ صُوفُه للدِّباغِ.
وقيلَ: غَمَنَهُ: غَمَّهَ لِيَلِينَ للدِّباغِ ويَتَفَسَّخَ عَنهُ صُوفُه، (فَهُوَ غَمِينٌ) وغَمِيلٌ. وأَمَّا البُسْر فيُقالُ: غَمَنَه إِذا غَمَّه لــيُدْرِكَ.
(و) غَمَنَ (فلَانا: أَلْقَى عَلَيْهِ ثِيابَه ليَعْرَقَ.
(والغُمْنَةُ، بالضَّمِّ: الإسْفِيداجُ والغُمْرَةُ) الَّتِي (تَطْلِي بهَا المرأَةُ وَجْهَها) ؛ قالَ الأَغْلَبُ:
لَيْسَتْ من اللاَّئي تُسَوَّى بالغُمَنْ (وغُمِنَ فِي الأرضِ، كعُنِيَ: أُدْخِلَ فِيهَا فانْغَمَنَ. (وبنُو الغُمَيْنَى، بالضمِّ والقَصْر: ناسٌ بالحِيرَةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نَخْلٌ مَغْمُونٌ: يقارِبُ بَعْضُه بَعْضًا وَلم يَنْفَسِخ كمَغْمول.

غمن

1 غَمَنَ الجِلْدَ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. غَمْنٌ, (TA,) i. q. غَمَلَهُ; (K;) [see the latter;] He put together the skin after it had been stripped off, and covered it over until its wool became loose, for the purpose of tanning: (TA:) or he covered over the skin (S, TA) for two nights, for the purpose of tanning, (TA,) in order that its wool might become loosened from it: (S, TA:) and the epithet applied to it is ↓ غَمِينٌ, (S, K,) like غَمِيلٌ. (S.) b2: And غَمَنَ التَّمْرَ, (S,) or البُسْرَ, (K, TA,) has the like meaning, (S,) i. q. غَمَلَهُ; (K;) He covered over [the dates, or] the unripe dates, in order that they might become ripe; (TA:) and the epithet applied to them is ↓ مَغْمُونٌ, like مَغْمُولٌ. (TA in art. غمل.) b3: And غَمَنَ فُلَانًا [like غَمَلَهُ] He threw his clothes upon such a one, in order that he should sweat. (K.) A2: غُمِنَ فِى

الأَرْضِ means أَدْخِلَ فِيهَا [app. It, or perhaps he, was put into the earth; or made to enter into it]. (K.) 7 انغمن It, or he, entered [into the earth: see غُمِنَ (immediately preceding); of which it is expl. as denoting the consequence]. (K.) غُمْنَةٌ [A mixture of] white lead (إِسْفِيدَاج) and [the cosmetic termed] غُمْرَة [q. v.] with which a woman rubs over her face: (K:) pl. غُمَنٌ [meaning sorts thereof]. (TA.) غَمِينٌ: see 1, first sentence.

مَغْمُونٌ: see 1, second sentence. b2: Also, applied to flesh-meat, i. q. مَغْمُولٌ, q. v. (TA in art. غمل.) b3: And Palm-trees (نَخْل) near together; like مَغْمُولٌ. (TA.)

بسر

بسر
البَسْرُ: الإعْجَالُ، بَسَرَ الفَحْلُ قَلُوْصاً: ضَرَبَها قَبْلَ حِيْنِها. وهو القَهْرُ أيضاً، والباسِرُ: القاهِرُ. وتَبَسرَ الرجُلُ: طَلَبَ حاجَتَه في غَيْرِ مَوْضِعِها، وبَسَرَها: مِثْلُه. وأولُ وِدَاقِ الفَرَسِ: المُبَاسَرة. والبُسُوْرُ: العُبُوْسُ. ورَجُلٌ باسِرٌ من هَم أو فِكْرٍ. وابْتُسِرَ لَوْنُه: أي انْتُقِعَ. وتَبَسرْتُ: خَدِرْت.
والمُتَبَسرُ في قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ:
خارِج مُتَبَسرِ
هو الباسِرُ القَبِيْحُ؛ يَعْني الطرِيْقَ.
والبُسْرُ من التَمْرِ: قَبْلَ أنْ يُرْطِبَ، والواحِدَةُ بُسْرَة. وأبْسَرَ النخْلُ. والبُسْر: الماءُ الطرِي الحَدِيثُ العَهْدِ بالمَطَر، وقيل: هو البارِدُ.
وتَبَسرَ النهارُ: إذا بَرَدَ.
وابْتَسَرَ الرَّجُلُ المَرْأةَ: اقْتَضها قَبْلَ أنْ تُدْرِكَ. والبُسْرُ: الغَضُّ من كُل شَيْءٍ. والشمْسُ بُسْرَةٌ: إذا كانتْ حَمْرَاءَ لم تَصْفُ بَعْدُ. والبُسْرَةُ من النَباتِ: ما ارْتَفَعَ عن وَجْهِ الأرْضِ شَيْئاً ولم يَطُلْ؛ غَضّ أطْيَبُ ما يكون. وقيل: هو يَبِيْسُ البَقْلِ.
وبَسَرْتُ النَباتَ أبْسُرُه: رَعَيْته غَضّاً.
وتَبَسرَ الثوْرُ: أتى عُرُوْقَ النَّباتِ اليابِسِ فأكَلَها. والبِسَارُ: البَلَلُ في بُطُونِ الأرْضِ من الأحْسَاء. والبِسَارُ: مَطَرٌ يَدُوْمُ على أهْلِ السنْدِ في الصيْفِ. والباسُوْرُ: أعْجَمِيةٌ. والبَيَاسِرَةُ: قَوْمٌ من أهْلِ السنْدِ يُحَارِبونَ عن أهْلِ السُّفُنِ بأجْرَةٍ، ورَجُلٌ بَيْسَرِيٌ.
(بسر) : ماءٌ بَسْرٌ: أي باردٌ.
(بسر) - في شَرْطِ مُشْتَرى النَّخْل على البَائِع "ليس له مِبْسَار".
وهو الذي لا يَرطُب بُسرُه.

بسر


بسَرَ(n. ac. بَسْر)
a. Hastened, accelerated.
b. Anticipated, did prematurely.
c. Frowned, scowled.
d. Fecundated.

أَبْسَرَa. Was becalmed (ship).
بُسْرa. Fresh, juicy, moist.

بَسُوْرa. Lion.

بَاْسُوْر
(pl.
بَوَاْسِيْرُ)
a. Hemorrhoids, piles.
(ب س ر) : (الْبُسْرُ) غورة خرماوية يُسَمَّى بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ وَبِالْوَاحِدَةِ مِنْهُ سُمِّيَتْ بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ تَرْوِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَنْهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ بُسْرَ السُّكَّرِ وَالْبُسْرَ الْأَحْمَرَ فَاكِهَةٌ فَكَأَنَّهُ عَنَى بِالْأَحْمَرِ الَّذِي أَزْهَى وَلَمْ يَرْطُبْ أَوْ أَرَادَ ضَرْبًا آخَرَ.
(بسر)
بسرا وبسورا عجل وَأظْهر العبوس وَيُقَال بسر وَجهه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ عبس وَبسر} وبالشيء ابْتَدَأَ وَفُلَان النَّخْلَة بسرا وبسارا لقحها قبل أَوَان التلقيح والنبات رعاه غضا أول رعي والقرحة نكأها قبل النضج وَالدّين تقاضاه قبل حُلُول موعده والسقاء شرب من لبنه قبل أَن يروب والبسر خلطه بالرطب وَالتَّمْر فِي النَّبِيذ وَفِي الحَدِيث (لَا تثجروا وَلَا تبسروا)

(بسر) أُصِيب بالباسور
ب س ر

هو بسراً أطيب منه رطباً، وقد أبسرت النخلة.

ومن المجاز: ابتسر الحاجة: طلبها قبل وقتها. وابتسر الفحل الناقة: ضربها من غير ضبعة، وابتسر الجارية وابتكرها واختضرها: افتضها قبل الإدراك. وغلام بسر وجارية بسرة: غضا الشباب. ويقولون صبحته والشمس حمراء بسرة: لما يصف شعاعها. قال البعيث:

فصبحه والشمس حمراء بسرة ... بسائفة الأنقاء موت مغلس

وإن خرجت بك بثرة فلا تبسرها أي لا تفقأها، وهي بسرة غضة.
ب س ر : الْبُسْرُ مِنْ ثَمَرِ النَّخْلِ مَعْرُوفٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ الْوَاحِدَةُ بُسْرَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَمِنْهُ بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَان صَحَابِيَّةٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْبُسْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْغَضُّ وَنَبَاتٌ بُسْرٌ أَيْ طَرَى.

وَالْبَاسُورُ قِيلَ وَرَمٌ تَدْفَعُهُ الطَّبِيعَةُ إلَى كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ الْبَدَنِ يَقْبَلُ الرُّطُوبَةَ مِنْ الْمَقْعَدَةِ وَالْأُنْثَيَيْنِ وَالْأَشْفَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ فِي الْمَقْعَدَةِ لَمْ يَكُنْ حُدُوثُهُ دُونَ انْفِتَاحِ أَفْوَاهِ الْعُرُوقِ وَقَدْ تُبْدَلُ السِّينُ صَادًا فَيُقَالُ بَاصُورٌ وَقِيلَ غَيْرُ عَرَبِيِّ. 
[بسر] فيه: لا تثجروا و"لا تبسروا" البسر بفتح باء خلط البسر بالتمر وانتباذهما معاً. ومنه ح: شرط مشتري النخل على البائع ليس له "مبسار" وهو الذي لا يرطب بسره. وفيه: اللهم بك "ابتسرت" أي ابتدأت بسفري، وكل شيء أخذته غضا فقد بسرته وابتسرته، وعند المحدثين بنون وشين معجمة أي تحركت وسرت. وفيه: لما أسلمت تلقاني أمي مرة بالبشر ومرة "بالبسر" هو بالمعجمة الطلاقة وبالمهملة القطوب بسر وجهه يبسره. وفي ح الحسن: قال للوليد: التياس لا تبسر، البسر ضرب الفحل الناقة قبل أن تطلب يقول: لا تحمل على الناقة والشاة قبل أن تطلب الفحل. وفيه: كان "مبسوراً" أي به بواسير. غ: والبسر: تقاضي المال قبل محله. قا: "باسرة" شديدة العبوس ك: "البسر" المرتبة لثمرة النخل أولها طلع، ثم خلال، ثم بلح ثم بسر، ثم رطب.
ب س ر: (الْبُسْرُ) أَوَّلُهُ طَلْعٌ ثُمَّ خَلَالٌ بِالْفَتْحِ ثُمَّ بَلَحٌ بِفَتْحَتَيْنِ ثُمَّ بُسْرٌ ثُمَّ رُطَبٌ ثُمَّ تَمْرٌ، الْوَاحِدَةُ (بُسْرَةٌ) وَ (بُسُرَةٌ) وَالْجَمْعُ (بُسُرَاتٌ) وَ (بُسُرٌ) بِضَمِّ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ. وَ (أَبْسَرَ) النَّخْلُ صَارَ مَا عَلَيْهِ بُسْرًا. وَ (الْبَسْرُ) خَلْطُ الْبُسْرِ مَعَ غَيْرِهِ فِي النَّبِيذِ، وَبَابُهُ نَصَرَ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا» وَ (بَسَرَ) الرَّجُلُ وَجْهَهُ كَلَحَ وَبَابُهُ دَخَلَ يُقَالُ: عَبَسَ وَبَسَرَ. وَ (الْبَاسُورُ) وَاحِدُ (الْبَوَاسِيرِ) وَهِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي الْمَقْعَدَةِ وَفِي دَاخِلِ الْأَنْفِ أَيْضًا. 
بسر
البَسْرُ: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، نحو:
بَسَرَ الرجل الحاجة: طلبها في غير أوانها، وبَسَرَ الفحل الناقة: ضربها قبل الضّبعة ، وماء بُسْر: متناول من غديره قبل سكونه، وقيل للقرح الذي ينكأ قبل النضج: بُسْر، ومنه قيل لما لم يدرك من التمر: بُسْر، وقوله عزّ وجل: ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ
[المدثر/ 22] أي: أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته، فإن قيل: فقوله:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ
[القيامة/ 24] ليس يفعلون ذلك قبل الوقت، وقد قلت: إنّ ذلك يقال فيما كان قبل الوقت! قيل: إنّ ذلك إشارة إلى حالهم قبل الانتهاء بهم إلى النار، فخصّ لفظ البسر، تنبيها أنّ ذلك مع ما ينالهم من بعد يجري مجرى التكلف ومجرى ما يفعل قبل وقته، ويدل على ذلك قوله عزّ وجل: تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ [القيامة/ 25] .
بسر: بُسْر: التمر حين يصفر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212 وفيها بِسِر - والبُسر: المبسار وهو التمر لا يرطب بسره (بوشر). بسر السكر: انظره في مادة جيسوان.
لك بسر: ضرب من الصمغ يسمى Cancamum أو Cancame ( بوشر).
حجر البُسر: انظر ابن البيطار (1: 293) وهو يذكر ضبط الكلمة.
بسارية: سرء السمك، وبعلوط وصغار السمك يرميه الصياد، بوري، عجوم (بوشر) وتطلقه العامة على الصير وهو moenide أو Ménole ( رحلة إلى عوادة ص579، 716) - وهو السردين (برجرن) وهو بسارية باليونانية، وباليونانية الحديثة سيرو وتكتب أيضاً أبسارية (انظر دي ساسي عبد اللطيف ص285 - 8).
باسور أو باصور (انظر لين): علة في المقعدة (الكالا وتجمع على بواسير). وفي القزويني ص 114ق في الفصل الذي كتبه عن أمراض الاحليل: البواصير وتسميها العامة الليقية وعلامتها قروح غائرة حول الاحليل وربما نفذت بعضها إلى بعض إذا طالت المدة.
باسوري: نسبة إلى باسور يقال مثلاً سيلان باسوري أي نزف دم من الباسور (بوشر).
[بسر] البُسْرُ أولُه طَلْعٌ، ثم خلال، ثم بَلَحٌ، ثم بُسْرٌ، ثم رطب، ثم تمر. الواحدة بسرة وبسرة، والجمع بسرات وبسرات. وأَبْسَرَ النخلُ: صار ما عليه بُسْراً. ويقال للشمس في أوّل طلوعها بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ من النبات أوّلُها البارِضُ، وهو كما يبدو في الأرض، ثم الجَميمُ، ثم البُسْرَةُ، ثم الصَمْعاءُ، ثم الحشيشُ. قال ذو الرمة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جميماً وبُسْرَةً * وصَمْعاَء حتى آنفتها نصالها - والبسر: الماء الطرى الحديثُ العهدِ بالمطر، والجمع بِسارٌ ، مثل رمحٍ ورِماحٍ، وتَبَسَّرْتُهُ، إذا طلبْتَه. وقال الراعي: إذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأرضِ عنه * تَبَسَّرَ يَبْتَغي فيها البِسارا - وبناتُ الأرضِ: المواضعُ التي تخفى على الراعي. وبَسَرَ الرجلُ الحاجةَ بَسْراً، إذا طلبَها في غير موضِع الطلب. والبَسَرُ: أن يَنْكأَ الحِبْنُ قبل أن يَنْضَجَ أي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ. والبَسْرُ: ظَلم السِقاء. والبَسْرُ: أن تخلط البسر مع غيره في النبيذ. وفى الحديث: " لا تبسروا ولا تثجروا ". وبسر الفحل الناقة وابتسرها: إذا ضربَها من غير ضَبَعَةٍ. وبَسَرَ الرجل وجهَه بُسوراً، أي كلح. يقال: عبس وبسر. والباسور: واحد البواسير، وهى علة تحدث في المقعدة وفى داخل الانف أيضا. وأبسر المركَبُ في البحر، أي وقَف . 
بسر ثجر عقر بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الأشجّ الْعَبْدي أَنه قَالَ لِبَنِيهِ أَو غَيرهم: لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا وَلَا تُعاقِروا فَتْسُكُروا يرْوى عَن عمرَان ابْن جدير. قَوْله: لَا تَبْسُرُوا يَقُول: لَا تخلطوا البُسْرَ بِالتَّمْرِ فتنبذوهما جَمِيعًا يُقَال مِنْهُ: بَسَرْتُه أبْسُرُه بَسْراً. وَقَوله: لَا تَثْجُرُوا يَقُول: لَا تَخلِطوا ثَجير البُسْر أَيْضا مَعَ التَّمْر وثَجِيره أَن يُنبذ البُسْر وَحده ثمَّ يُؤْخَذ ثفله فَيلقى مَعَ التَّمْر. فكره هَذَا أَيْضا مَخَافَة الخليطين. وَقَوله: لَا تُعاقِرُوا يَقُول: لَا تُدْمِنوا فتسكروا ونرى أصل المُعَاقَرة من عُقْر الْحَوْض وَهُوَ أَصله عِنْد مقَام الشاربة فَيَقُول: لَا تلزموه كلزوم الشاربة أعقار الْحِيَاض. حَدِيث سَمُرَة جُنْدُب رَحمَه الله

بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب حِين أَتَى رجل عنين فَكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة فَكتب أَن: اشْتَرِ لَهُ جَارِيَة من بَيت المَال وأدْخِلْها مَعَه لَيْلَة ثمَّ سَلْها عَنهُ فَفعل سمرةُ فلمّا أصبح قَالَ: مَا صنعت قَالَ: فعلت حَتَّى حَصْحَصَ فِيهِ فَسَأَلَ الْجَارِيَة فَقَالَت: لم يَصْنَع شَيْئا فَقَالَ خَلِّ سَبِيلهَا يَا مُحَصْحِصُ حَدَّثَنِيهِ يزِيد عَن عُيَيْنَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن سَمُرَة. قَوْله: حَصْحَصَ فِيهِ الحَصْحَصَة: الْحَرَكَة فِي الشَّيْء حَتَّى يستمكن حصص ويستقر فِيهِ يُقَال: حصحصت التُّرَاب وَغَيره إِذا حركته وفحصته يَمِينا وَشمَالًا قَالَ حميد بن ثَوْر يصف بَعِيرًا قد أثقل حمله فَهُوَ يَتَحَرَّك تَحت الْحمل عِنْد النهوض فَقَالَ: (الطَّوِيل) وحَصْحَصَ فِي صُمِّ الحَصى ثَفناته ... ورامَ القيامَ سَاعَة ثمَّ صَّمما

الثفنات كل شَيْء ولي الأَرْض من الْبَعِير إِذا برك وَهِي الركبتان والفخذان والكركرة وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لعبد الله بن وهب رَئِيس الْخَوَارِج فِي زمن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: ذُو الثَّفِنات لِأَن مساجده كَانَت قد دبرت من طول الصَّلَاة مثل ثَفِناتِ البَعير.

حَدِيث عبد الله الزبير رَحمَه الله
بسر
بسَرَ يَبسُر، بَسْرًا وبُسورًا، فهو باسِر
• بسَر الشَّخصُ: أظهر العُبوس، نظر بكراهة شديدة، كلح وجهُهُ وتغيَّر لونُه في غير وقته " {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} - {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} ". 

بُسِرَ يُبسَر، بَسْرًا وبُسورًا، والمفعول مَبْسور
• بُسِر الرَّجلُ: (طب) أُصيب بالباسور؛ وهو التهاب في الشرج، ينتج عن تمدّد وريديّ مع نزف وألم. 

أبسرَ يُبسِر، إبسارًا، فهو مُبسِر
• أبسرَ النَّخلُ: صار ماعليه بُسْرًا، أي تمرًا لم ينضج. 

ابتسرَ/ ابتسرَ بـ يبتسر، ابتِسارًا، فهو مُبتسِر، والمفعول مُبتسَر
• ابتسر الحاجةَ ونحوَها: طلبها في غير أوانها أو موضعها ° ابتسر الرَّأيَ: أبداه قبل نُضْجِه.
• ابتسر بالأمرِ: ابتدأ به قبل كلّ شيء. 

ابتُسِرَ يُبْتَسر، ابتسارًا، والمفعول مُبتَسَر
• ابتُسِر الجنينُ: (طب) وُلد قبل تمام أيّامه وإن كان تامّ الخَلْق "طفل مبتَسَر: طفل ولِد قبل ميعاده الطبيعي". 

بَسْر [مفرد]: مصدر بُسِرَ وبسَرَ. 

بُسْر [جمع]: جج بِسار، مف بُسرة
• البُسْرُ:
1 - تمرُ النَّخل إذا تلوّن ولم ينضج.
2 - الماء أوَّل ما
 ينزل من السَّحاب.
3 - كل شيء غضّ طريّ. 

بُسور [مفرد]: مصدر بُسِرَ وبسَرَ. 

بواسيرُ [جمع]: مف باسور: (طب) (انظر: ب ا س و ر - باسور). 

مُبْتَسَرة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول ابتسرَ/ ابتسرَ بـ.
• الوِلادة المُبْتَسرة: (طب) خروج الطِّفل من بطن أمّه قبل استكمال فترة الحمل. 
ب س ر

البَسْرُ الإِعْجالُ وبَسَرَ الفَحْلُ النَّاقةَ يبسُرُها بَسْراً ضَربَها قبْلَ الضَّبَعَة وبَسَرَ حاجتَهُ يبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وأبْسَرَها وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها طَلَبَها في غيْر أوانها أو غيْر موضِعها أنشد ابن الأعرابيِّ

(إذا احْتجبتْ بناتُ الأرضِ عنْهُ ... تَبَسَّرَ يبتَغِي مِنْها البِسَارَا)

بناتُ الأرضِ النَّباتُ وتَبسَّرَ طلبَ النَّباتَ أي حَفَر عنْه قبْل أن يَخْرُجَ أخْبَر أنَّ الحرَّ انقطع وجاءَ القَيْظُ وبَسَرَ النَّخْلَةَ وابْتَسَرها لقَّحَها قَبْل أوان التَّلْقيح قالَ ابْن مُقْبِلٍ

(طافَتْ به العَجْمُ حتَّى نَدَّ ناهَضُها ... عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غيْر مُبْتَسَرِ)

وبَسَر الحِبْنَ بَسْراً نَكَأهُ قبل وقْتِه وبَسَر القَرْحَة يبْسُرهَا بَسْراً نَكَأها قبل النُّضْج والبَسْرُ القَهْرُ وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً عَبْسَ ووجْهٌ بَسْرٌ باسِرٌ وُصِفَ بالمصْدَرِ وتبسَّرَ النَّهارُ بَرَدَ والبُسْرُ الغَضُّ من كُلِّ شيءٍ والبُسْرُ التَّمْرُ قبل أن يُرْطِبَ لغَضَاضَتِهِ واحِدتُه بُسْرَةٌ وقدْ قيل إنه مُشْتَقٌّ من البَسْرِ الذي هو الإِعْجالُ لأنه أُخِذ قبل أوانِه وهذا ضَعيفٌ وهو البُسْرُ واحدَتُه بُسْرَةٌ قال سيبويه ولا تكَسَّرُ البُسْرَةُ إلا أن تجمعَ بالألف والتَّاء لِقلَّةِ هذا المثالِ في كلامهم وأجاز بُسْرَانٌ وتُمْرانٌ يُريدُ بهما نَوْعَيْنِ من التَّمْر والبُسْر وقد أبْسَرَتِ النَّخْلَةُ ونَخْلةٌ مُبْسِرٌ بغَيْر هاءٍ كأنَّه على النَّسَبِ ومِبْسارٌ لا يَرْطُبُ تَمْرها وبَسَرَ التّمر يَبْسُرهُ بَسْراً وبَسَّرَهُ إذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتَّمْرِ والبُسْرَةُ من النَّبتِ ما ارتفع ولم يَطُلْ لأنه حينئذٍ غَضٌّ والبُسْرَةُ الغَضُّ مِنَ البُهْمَي قال ذو الرُّمّة

(رعَتْ بأرِضَ البُهْمَي جَميماً وبُسْرَةً ... وصَمْعَاءَ حتَّى آنفَتْهَا نِصَالُها)

ورجُلٌ بُسْرٌ وامرأةٌ بُسْرَةٌ شَابَّانٍ طرِيَّانِ والبُسْرُ والبَسْرُ الماء الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمَطرِ وابتَسَرَ الشيءَ أخَذَه غَضاً طَرِياً والبَيَاسِرةُ قَوْمٌ بالسِّندِ يُؤاجرونَ أنْفُسَهُم من أهلِ السُّفْن لحرْبِ عَدُوِّهم والبِسَارُ مَطَرُ يومٍ في الصَّيْف يدُومُ على البياسِرَةِ ولا يُقْلع والمُبْسَرَاتُ رياحٌ يُسْتَدَلُّ بهُبُوبِها على المطر والباسُورُ كالناسُور أعجميٌّ وبُسْرَةُ اسم وبُسْرٌ اسم قال

(ويُدْعَى ابنَ مَنْجوفٍ سُليمٌ وأشْيَمٌ ... ولو كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلك أنْكَرَا)

بسر

1 بَسَرَ He took anything when it was fresh, juicy, moist, or not flaccid; (TA;) as also ↓ ابتسر [which is more commonly used]. (M, K, * TA.) [Hence,] بَسَرْبُ النَّبَاتَ, aor. ـُ inf. n. بَسْرٌ, I pastured [beasts] upon the herbage when it was fresh and juicy, I being the first to do so. (TA.) b2: Also, (K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (M,) i. q. أَعْجَلَ [as meaning (assumed tropical:) He was quick, or beforehand, or before the proper time, with a person or thing, or in doing, or seeking, a thing]. (M, K.) [Hence,] بَسَرَ النَّاقَةَ, (As, S, M, K,) aor. and inf. n. as above; (M;) and ↓ ابتسرها, (S, A,) and ↓ تبسّرها; (T;) (tropical:) He (the stallion) covered the she-camel without her desiring it: (As, S, A:) or before she desired it. (M, K.) And in like manner, بَسَرَ and ↓ تبسّر (tropical:) He (a stallion) covered a mare when she had only begun to feel the excitement of desire. (TA.) And ↓ ابتسر الجَارِيَةَ (tropical:) He deflowered the girl before she had attained to puberty. (A, and Msb in art. قض.) And بَسَرَ and ↓ ابتسر (assumed tropical:) He fecundated a palm-tree before the proper time for doing so. (M, K.) And بَسَرَ السِّقَآءَ, (K,) inf. n. as above, (S,) (assumed tropical:) He drank the milk of the skin, (K,) or gave it to be drunk, (S,) before it had become thick, and fit for churning. (S, K.) And بَسَرَ, (M, K,) aor. as above, (M, A,) and so the inf. n., (S, M,) (tropical:) He broke a pustule: (A:) or he squeezed a pustule, or a boil, before it was ripe: (TA:) or he laid it open by peeling off its crust, or scab, before it was ripe; (S, M, K;) as also ↓ ابسر. (K.) And, inf. n. as above, (assumed tropical:) He dug rivers when water was scarce: or sought for, or after, water [when it was scarce]: and so, accord. to Az, ↓ تبسّر. (L. [But for اذا عرا الماء او طابه, as part of the explanation, I read إِذَا عَزَّ المَاءُ أَوْ طَلَبَهُ.]) And بَسَرَ النَّهْرَ (assumed tropical:) He dug a well in [the bed of] the river, it being dry. (L. [But here, for و هو صاف, I read و هو جَافٌّ.]) Also بَسَرَ, (S, M, K,) aor. as above, (M,) and inf. n. as above (S, M) and بِسَارٌ; (M;) and ↓ ابتسر (M, A, K) and ↓ تبسّر and ↓ ابسر; (M, K;) (tropical:) He sought, sought for or after, demanded, or desired, a thing that he wanted, or needed, in an improper time: (M, K:) or in an improper place: (S, M:) or in an improper manner: (JM:) or before its time. (A.) And the first of these verbs, (tropical:) He required a debt to be paid before the time when it was due. (K, TA.) And (tropical:) He required his debtor to pay a debt before the time when it was due: from بَسَرَ النَّاقَةَ, explained above. (Sh, TA.) b3: Also, inf. n. بَسْرٌ, (assumed tropical:) He began a thing; and so ↓ ابتسر. (K.) And بَسَرَ بِهِ (TK) and به ↓ ابتسر (TA, TK) (assumed tropical:) He began with it. (TA, TK.) A2: Also, aor. ـُ inf. n. بَسْرٌ, He mixed بُسْر [or fullgrown unripe dates] with others, in beverage of the kind called نَبِيذ: the doing of which is forbidden in a trad.: (S:) or he mixed بُسْر with fresh ripe dates, or with dry dates, and made with them both together that kind of beverage. (TA.) And بَسَرَ تَمْرًا, (M, K,) aor. and inf. n. as above; and ↓ بسّرهُ (M) and ↓ ابسرهُ; (K;) He made, of dry dates, that kind of beverage, and mixed بُسْر with it. (M, K.) A3: Also, (M, K,) aor. ـُ inf. n. بَسْرٌ and بُسُورٌ, (M,) He frowned; contracted his face; or grinned, or displayed his teeth, frowning, or contracting his face, or looking sternly, austerely, or morosely; (M, K;) as also بَسَرَ وَجْهَهُ, inf. n. بُسُوزٌ: (S:) or he did so excessively: (Jel in lxxiv. 22:) or he looked with intense dislike or hatred. (TA.) 2 بَسَّرَ see 1; last sentence but one.3 بَاسَرَتْ, inf. n. مُبَاسَرَةٌ, (assumed tropical:) She (a mare) desired the stallion when she had only begun to feel the excitement of lust. (AO.) 4 ايسر: see 1, in three places. b2: Also (assumed tropical:) He dug in ground that had not been dug before. (K.) A2: ابسرالنَّخْلُ The palm-trees had dates in the state in which they are called بُسْر: (S, M: *) or produced dates that did not ripen. (TA.) 5 تبسّر: see 1, in four places. It signifies also (assumed tropical:) He sought for, or after, fresh water recently produced by rain. (S. [See بُسْرٌ.]) And (assumed tropical:) He dug for plants before they came forth: (M, TA:) [or] تبسّر نَبَاتًا has this meaning. (TA.) and (assumed tropical:) He (a [wild] bull) came to the roots of dry plants, and ate them. (K.) 8 ابتسر: see 1, in seven places.

A2: اُبْتُسِرَ لَوْنُهُ (tropical:) His colour changed, (K, TA,) and became like that of بُسْر [or full-grown unripe dates]. (TA.) بَسْرٌ: see بُسْرٌ: A2: and see also بَاسِرٌ.

بُسْرٌ Anything fresh, juicy, moist, not flaccid. (IF, M, Msb, K.) You say نَبَاتٌ بُسْرٌ A fresh plant: (Msb:) or a plant that has risen from the surface of the ground, but not grown tall; because it is then fresh and juicy: (TA:) or such is called بُسْرَةٌ [fem. of بُسْرٌ]; as also what is fresh, juicy, moist, or not flaccid, of the plant called بُهْمَى. (M.) A plant, or herbage, when it first appears in the ground is termed بَارِضٌ; then, جَمِيمٌ; then, بُسْرَةٌ; then, صَمْعَآءُ; and then, [when it is dry,] بَسْرٌ. (S.) b2: Fresh water, (S, M, K,) recently produced by rain; (S, M;) as also ↓ بَسْرٌ: (M:) or this latter signifies cold, or cool, water: (K:) pl. of the former بِسَارٌ; (S, K;) like as رِمَاحٌ is pl. of رُمْحٌ. (S.) b3: (tropical:) A young, or youthful, man, and woman: (K, TA:) or young, or youthful, and fresh; fem. with ة: (M, A:) applied, respectively, to a man and a woman; (M;) or to a boy and a girl. (A.) b4: And, with ة, (tropical:) The sun when it has just risen, (S, K, TA,) and is red, and not yet clear. (A, * TA.) [Accord. to the A, this meaning seems to be derived from that next following.] b5: بُسْرٌ and ↓ بُسُرٌ (S, M, K) [the former, only, mentioned in the A and Msb &c., as the latter is rare; coll. gen. ns., signifying Fullgrown] unripe dates; dates before they have become رُطَب; (M, K;) dates that have become coloured, but have not become ripe; (TA;) dates that have begun to colour, i. e., to become red or yellow; (Msb in art. بُلح;) dates beginning to ripen: (IAth, TA in art. بلح:) so called because fresh and juicy, and not flaccid: (M:) n. un.

بُسْرَةٌ and بُسُرَةٌ: (S, M, K:) pl. بُسْرَاتٌ (S) [or بُسْرَةٌ] and بُسُرَاتٌ: (M:) Sb says that بُسُرَةٌ [or بُسْرَةٌ or each of these] has no broken pl.; but he allows بُسْرَان and تَمْرَان, as meaning two sorts of بُسْر and of تَكْر. (M.) [J says,] بُسْرٍ in their first stage are termed طَلْعٌ; then, خَلَالٌ; then, بَلَحٌ; then, بُسْرٌ; then, رُطَبٌ; then, تَمْرٌ: (S:) but this saying of J is not good: the original thereof is termed طلع; and when they have become organized and compact (إِذَا انْعَقَدَ), they are termed سَيَابٌ or سَيَّابٌ [accord. to different copies of the K]; and when they have become green and round, جَدَالٌ and سَرَادٌ and خَلَالٌ; and when they have become somewhat large, بَغْوٌ; and when they have become large, [or full-grown,] بُسْرٌ; then, مُخَطَّمْ; then, مُوَكِّتٌ; then, تُذْنُوبٌ; then, جُمْسَةٌ [in the CK جَمِيسَةٌ]; then, ثَعْدَهٌ and خَالِعٌ and خَالِعَةٌ; and when completely ripe, رُطَبٌ and مَعْوٌ; then, تَمْرٌ. (K.) b6: [Hence,] بُسْرَةٌ signifies also (tropical:) The head, or extremity, of the penis of a dog. (K, TA.) b7: And (assumed tropical:) A kind of bead; syn.خَرَزَةٌ. (K.) بُسُرٌ: see بُسْرٌ.

بُسْرَةٌ fem. of بُسْرٌ as an epithet, and n. un. of the same as a subst.: explained with the latter.

بُسُرَةٌ n. un. of بُسُرٌ, a dial. var. of بُسْرٌ, q. v.

بَاسِرٌ and ↓ بَسْرٌ, the latter an inf. n. used as an epithet, A face frowning; or contracted; or grinning, or displaying the teeth, with a frowning, or contraction, or a stern, an austere, or a morose, look. (M.) [See 1, last sentence.] وَوُجوهٌ يَوْمئِذٍ

بَاسِرَةٌ, in the Kur lxxv. 24, means And faces on that day shall be excessively frowning or contracted, &c.: (Jel:) or expressive of dislike or hatred, and contracted. (K.) [See also بَاسِلٌ.]

بَاسُورٌ A well-known disease; (K;) a swelling, or tumour, which nature drives to every part of the body, from a humour that comes from the anus (المَقْعَدَة), and the testicles, and the edges of the labia majora of the pudendum muliebre, and other parts; and when in the anus, attended by a swelling of the veins; (Msb;) sing. of ; (S, K;) which signifies a certain disease that arises in the anus (المقعدة), [namely, the hemorrhoids, or piles, to which this term generally applies when it is used absolutely,] and also in the inside of the nose; (S;) what resembles boils in the anus: (Mgh:) sometimes the س is changed into ص: (Mgh, Msb:) and it is said that the word is not Arabic. (Msb.) مُبْسِرٌ: see what next follows.

نَخْلَةٌ مِبْسَارٌ, (M, K,) and ↓مُبْسِرٌ without ة, as though a possessive epithet, (M,) A palm-tree of which the dates do not ripen. (M, K.) [See also 4.]

مَبْسُورٌ Affected by the disease termed بَوَاسِير, pl. of بَاسُورٌ. (TA.) مُبَاسِرَةٌ (assumed tropical:) A mare desiring the stallion (AO, K *) when she has only begun to feel the excitement of lust, (AO,) or before she is fully excited by lust. (K.) [See also مُبَاشِرٌ.]

بسر: البَسْرُ: الإِعْجالُ.

وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها: ضربها قبل

الضَّبَعَةِ. الأَصمعي: إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غير ضَبعَةٍ فذلك

البَسْرُ، وقد بَسَرَها الفحلُ، فهي مَبْسُورة؛ قال شمر: ومنه يقال: بَسَرْتُ

غَرِيمي إِذا تقاضيته قبل محلّ المال، وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته

قبل أَن يَتَقَيَّحَ، وكأَنَّ البَسْرَ منه. والمَبْسُورُ: طالب الحاجة في

غير موضعها. وفي حديث الحسن قال للوليد التَّيّاسِ: لا تُبْسِرْ؛

البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب؛ يقول: لا تَحْمِلْ على الناقة

والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ، وبَسَرَ حاجته يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً

وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها: طلبها في غير أَوانها أَو في غير موضعها؛ أَنشد

ابن الأَعرابي للراعي:

إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه،

تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا

بنات الأَرض: النبات. وفي الصحاح: بناتُ الأَرضِ المواضع التي تخفى على

الراعي. قال ابن بري: قد وهم الجوهري في تفسير بنات الأَرض بالمواضع التي

تخفى على الراعي، وإِنما غلطه في ذلك أَنه ظن أَن الهاء في عنه ضمير

الراعي، وأَن الهاء في قوله فيها ضمير الإِبل، فحمل البيت على أَن شاعره وصف

إِبلاً وراعيها، وليس كما ظن وإِنما وصف الشاعر حماراً وأُتُنَه، والهاء

في عنه تعود على حمار الوحش، والهاء في فيها تعود على أُتنه؛ قال:

والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتين أَو نحوهما:

أَطَارَ نَسِيلَهُ الحَوْلِيَّ عَنْهُ،

تَتَبُّعُه المَذانِبَ والقِفَارَا

وتَبَسَّرَ: طلب النبات أَي حَفَر عنه قبل أَن يخرج؛ أَخبر أَن الحَرَّ

انقطع وجاء القيظُ، وبَسَرَ النخلة وابْتَسَرها: لَقَّحَها قبل أَوان

التلقيح؛ قال ابن مقبل:

طَافَتْ به العَجْمُ، حتى نَدَّ ناهِضُها،

عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَيرَ مُبْتَسَرِ

أَبو عبيدة: إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ وأَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ

فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ، وهي مُباسِرَةٌ ثم تكونَ وَديقاً.

والمُباسِرَةُ: التي هَمَّتْ بالفحل قبل تمام وِداقِها، فإِذا ضربها الحِصانُ في

تلك الحال، فهي مبسورة، وقد تَبسَّرَها وبَسَرَها.

والبَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ. وبَسَرَ الجِبْنَ بَسْراً: نَكَأَه قبل

وقته. وبَسَرَ وأَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه. الجوهري:

البَسْرُ أَن يَنْكَأَ الحِبْنَ قبل أَن يَنْضَجَ أَي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ.

وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً: نكأَها قبلَ النُّضْجِ. والبَسْرُ:

القَهْرُ. وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً: عَبَسَ. وَوَجْهٌ

بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: وَوُجُوهٌ يومئذٍ

باسِرَةٌ؛ وفيه: ثم عَبَسَ. وَبَسَرَ؛ قال أَبو إِسحق: بَسَرَ أَي نظر بكراهة

شديدة. وقوله: ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطِّبَةٌ قد أَيقنت أَن العذاب

نازل بها. وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ. وفي حديث سعد قال:

لما أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فكانت تلقاني مَرَّةً بالبِشْرِ

ومَرَّةً بالبَسْرِ؛ البِشْرُ، بالمعجمة: الطلاقة؛ والبَسْرُ، بالمهملة:

القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه.

وتَبَسَّرَ النهارُ: بَرَدَ. والبُسْرُ: الغَضُّ من كل شيء. والبُسْرُ:

التمر قبل أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه، واحدته بُسْرَةٌ؛ قال سيبويه: ولا

تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلاَّ أَن تجمع بالأَلف والتاء لقلة هذا المثال في

كلامهم، وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يريد بهما نوعين من التَّمْرِ

والبُسْرِ. وقد أَبْسَرَتِ النخلةُ ونخلةُ مُبْسِرٌ، بغير هاء، كله على النسب،

ومِبْسارٌ: لا يَرْطُبُ ثمرها. وفي الحديث في شرط مشترى النخل على البائع:

ليس له مِبْسارٌ، هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُه. وبَسَرَ التَّمْرَ

يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر. وروي عن

الأَشْجَع العَبْدِيِّ أَنه قال: لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا؛ فَأَما

البَسْرُ. بفتح الباء، فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتمر

وانتباذُهما جميعاً، والثَّجْرُ: أَن يؤْخذ ثَجِيرُ البُسْرِ فَيُلْقَى مع

التمر، وكره هذا حذار الخليطين لنهي النبي،صلى الله عليه وسلم، عنهما.

وأَبْسَرَ وبَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذهما. وفي الصحاح:

البَسْر أَن يُخلَط البُسْرُ مع غيره في النبيذ. والبُسْرُ: ما لَوَّنَ

ولم يَنْضِجْ، وإِذا نضِجَ فقد أَرْطَبَ؛ الأَصمعي: إِذا اخْضَرَّ حَبُّه

واستدار فهو خَلالٌ، فإِذا عظم فهو البُسْرُ، فإِذا احْمَرَّتْ فهي

شِقْحَةٌ. الجوهري: البُسْرُ

(* قوله: «الجوهري البسر» إلخ ترك كثيراً من

المراتب التي يؤول إليها الطلع حتى يصل إلى مرتبة التمر فانظرها في القاموس

وشرحه). أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر،

الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وجمعها بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ.

وأَبْسَرَ النخل: صار ما عليه بُسْراً. والبُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ: ما

ارتفع عن وجه الأَرض ولم يَطُلْ لأَنه حينئذٍ غَضٌّ. قال: وهو غَضّاً

أَطيبُ ما يكون. والبُسْرَةُ: الغَضُّ من البُهْمَى؛ قال ذو الرمة:

رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً،

وصَمْعاءَ، حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها.

أَي جعلتها تشتكي أُنُوفَها. الجوهري: البُسْرَةُ من النبات أَوّلها

البَارِضُ، وهي كما تبدو في الأَرض، ثم الجَمِيمُ ثم البُسْرَةُ ثم

الصَّمْعَادُ ثم الحشِيشُ ورَجلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابان طَرِيَّانِ.

والبُسْرُ والبَسْرُ: الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر ساعةَ

ينزل من المُزْنِ، والجمع بِسارٌ، مثل رُمْحٍ ورماح. والبَسْرُ: حَفْرُ

الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ؛ قال الأَزهري: وهو التَّيَسُّرُ؛

وأَنشد بيت الراعي:

إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ،

تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا

قال ابن الأَعرابي: بنات الأَرض الأَنهار الصغار وهي الغُدُرانُ فيها

بقايا الماء. وبَسَرَ النَّهْرَ إِذا حفر فيه بئراً وهو جافٌّ، وأَنشد بيت

الراعي أَيضاً. وأَبْسَرَ إِذا حفر في أَرض مظلومة. وابْتَسَرَ الشيءَ:

أَخَذَه غَضّاً طَرِيّاً.

وفي الحديث عن أَنس قال: لم يخرج رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في

سَفَرٍ قَطُّ إِلاَّ قال حين يَنْهَضُ من جلوسِه: اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ

وإِليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنتَ رَبِّي ورَجائي، اللهمَّ

اكْفِني ما أَهَمَّني وما لم أَهْتَمَّ به، وما أَنْتَ أَعْلَمُ به مني،

وزَوِّدْني التَّقْوَى واغْفِرْ لي ذَنْبي وَوَجِّهْني للخَيرِ أَيْنَ

تَوَجَّهْتُ، ثم يخرج؛ قولُه،صلى الله عليه وسلم: بك ابتسرت أَي ابتدأْت

سفري. وكلُّ شيء أَخذتَه غَضّاً، فقد بَسَرْتَه وابتَسَرْتَه؛ قال ابن

الأَثير: كذا رواه الأَزهري، والمحدثون يَرْوُونُه بالنون والشين المعجمة أَي

تحركتُ وسِرْتُ.

وبَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رعيته غَضّاً وكنتَ أَوَّلَ

من رعاه؛ وقال لبيد يصف غيثاً رعاه أُنُفاً:

بَسَرْتُ نَدَاهُ، لم تُسَرَّبُ وُحُوشُه

بِعِرْبٍ، كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ.

والبَيَاسِرَةُ: قَوْمٌ بالسَّنْدِ، وقيل: جِيلٌ من السند يؤاجرون

أَنفسهم من أَهل السفن لحرب عدوّهم؛ ورجل بَيْسَرِيٌّ.

والبسارُ: مطر يدوم على أَهل السند وفي الصيف لا يُقْلِعُ عنهم ساعةً

فتلك أَيام البسار، وفي المحكم: البسار مطر يوم في الصيف يدوم على

البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ. والمُبْسِرَاتُ: رياح يستدل بهبوبها على المطر.

ويقال للشمس: بُسْرَةٌ إِذا كانت حمراء لم تَصْفُ؛ وقال البعيث يذكرها:

فَصَبَّحَها، والشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ

بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ، مَوْتٌ مُغَلِّسُ

الجوهري: يقال للشمس في أَوَّل طلوعها بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ: رأْس

قَضِيبِ الكَلْبِ. وأَبْسَرَ المركَبُ في البحر أَي وَقَفَ.

والباسُور، كالنَّاسُور، أَعجمي: داء معروف ويُجْمَعُ البَوَاسِيرَ؛ قال

الجوهري: هي علة تحدث في المقعدة وفي داخل الأَنف أَيضاً، نسأَل الله

العافية منها ومن كل داء. وفي حديث عمران بن حصين في صلاة القاعد: وكان

مَبْسُوراً أَي به بواسير، وهي المرض المعروف. وبُسْرَةُ: اسْمٌ. وبُسْرٌ:

اسْمٌ؛ قال:

ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ،

ولَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا

بسر
: (بَسَرَ) ، ككَتَبَ: (أَعْجَلَ) .
(و) بَسَرَ: (عَبَسَ) أَو أَظْهَر شِدَّتَه، كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَهلُ الغَرِيب فِي نُكْتَةِ التّعاطُفِ، فِي قَوْله تعالَى: {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (المدثر: 22) . وَقَالَ أَبو إِسحاق: بَسَرَ، أَي نَظَرَ بكَرَاهةٍ شديدةٍ.
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً، أَي كَلَحَ.
وَفِي حَدِيث سَعْدٍ، قَالَ: (لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِي أُمِّي فكانَتْ تَلْقانِي مَرَّةً بالبِشْر ومَرَّةً بالبَسْر) أَي القُطُوبِ.
(و) بَسَرَ: (قَهَرَ) ، يَبْسُرُ بُسُوراً.
(و) بَسَرَ (القَرْحَةَ: نَكَأَهَا قبلَ النُّضْجِ) ، كَمَا فِي الصّحاح، (كأَبْسَرَ) ، وهاذه عَن الصّغانيّ، وَفِي الأَساس: فِي الْمجَاز: وإِنْ خَرَجَتْ بك بَثْرَةٌ فَلَا تَبْسُرْهَا: لَا تَفْقَأْهَا.
(و) بَسَرَ (النَّخْلَةَ: لَقَّحها قبلَ أَوانه) أَي التَّلْقِبحِ (كابْتَسَرها) ، قَالَ ابْن مُقْبِلٍ:
طَافَتْ بِهِ العُجْمُ حتَّى نَدَّ ناهِضُها
عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غيرَ مُبْتَسرِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: بَسَرَ (الفَحْلُ النّاقَةَ: ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَةِ) يَبْسُرها بَسْراً، قَالَ الأَصمعيُّ: إِذا ضُرِبَت النّاقةُ على غير ضَبَعَةٍ فذالك البَسْرُ، وَقد بَسَرَها الفَحْلُ فَهِيَ مَبْسُورَةٌ.
قَالَ شَمِرٌ: وَمِنْه يَقال: بَسَرْتُ غَرِيمِي، إِذا تَقَاضَيْتُه قبلَ مَحَلِّ المالِ.
وَبَسَرْتُ الدُّمَّلَ، إِذا عَصَرْتُه قبلَ أَن يَنْضَجَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: بَسَرَ (الحاجةَ: طَلَبَهَا فِي غيرِ أوَانِها) ، وَفِي الجَمْهَرةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ: فِي غيرِ وَجُهِهَا، والمَبْسُورُ: طالِبُ الحاجةِ فِي غيرِ مَوْضِعِهَا، (كأَبْسَرَ وابْتَسرَ وتَبسَّرَ) . وَقد بَسَرَ حاجتَه يَبْسُرُها بَسْراً وبِسَاراً، وابْتَسَرها وتَبَسَّرها: طَلَبَهَا فِي غير أَوانِها، أَو فِي غير موضعَها، أَنشدَ ابْن الأَعرابيِّ للرّاعِي:
إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عَنهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي مِنْهَا البِسَارَا وبَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ وتَبَسَّرَهَا، فَفِي كَلَام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ.
(و) بَسَرَ (التَّمْرَ) يَبْسُرُهُ بَسْراً (نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ بِهِ) أَي بالتَّمْر أَو الرُّطَب، (كأَبْسَرَ) وبَسَّر، ورُوِيَ عَن الأَشْجَعِ العَبْدِيِّ أَنْه قَالَ: (لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا) ؛ فأَمّا البَسْرُ فَهُوَ خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتَّمْر، وانْتِبَاذُهما جَمِيعًا، والثَّجْرُ أَن يُؤْخَذَ ثَجِيرُ البُسْرِ فيُلْقَى مَعَ التَّمْر، وكَرِهَ هاذا حذارَ الخَلِيطَيْن؛ لِنَهْيِ النبِيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم عَنْهُمَا، وَفِي الصّحاح: البَسْرُ أَن تَخْلِطَ البُسْرَ مَعَ غَيره فِي النَّبِيذ (و) بَسَرَ السِّقَاءَ: شَرِبَ مِنْهُ قبلَ أَنْ يَرُوبَ مَا فِيهِ.
(و) من المجَاز: بَسَرَ (الدَّيْنَ: تَقاضاه قبلَ مَحِلِّه) ، وَهُوَ مأْخُوذٌ مِن قولِ شَمِرٍ، وَقد تقدَّم.
(والبَسْرُ: الماءُ الباردُ) .
(و) البَسْرُ: (ابتداءُ الشَّيْءِ، كالابْتِسارِ) ، وَفِي الحَدِيث عَن أَنَسٍ، قَالَ: (لم يَخْرُجْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فِي سَفَرٍ قَطُّ إِلّا قَالَ حِين يَنْهَضُ مِن جُلُوسه: اللهُمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ، وإِليكَ تَوَجَّهْتُ، وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنت رَبِّي ورَجَائِي، اللهُمَّ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي، وَمَا لم أَهْتَمَّ بِهِ، وَمَا أَنت أَعلمُ بِهِ منِّي، وَزِّودْنِي التَّقْوى، واغْفِرْ لي ذَنْبِي، ووَجِّهْنِي للخَيْرِ أَينَ تَوَجَّهْتُ. ثمَّ يخرج) وَمعنى بكَ ابتسرتُ، أَي ابتدأَتْ سَفَرِي. قَالَ الأَزهريُّ: والمحدِّثون يَرُوُونَه بالنُّون والشِّين، أَي تَحَرَّكْتُ وسِرْتُ.
(و) البُسْرُ (بالضّمِّ) : (الغَضُّ مِن كلِّ شيْءٍ) ، نَبْتٌ بُسْرٌ، وذالك ذَا ارتفعَ عَن وَجه الأَرضِ، وَلم يَطُلْ؛ لأَنَّه حينئذٍ غَضٌّ.
(و) البَسْرُ والبُسْرُ: (الماءُ الطَّرِيُّ) الحديثُ العَهْدِ بالمَطَر ساعَةَ يَنْزِلُ مِن المُزْنِ، (ج بِسَارٌ) مثلُ رُمْحٍ ورِماح.
(و) البُسْرُ: (الشَابُّ والشُّابَّةُ) رجلٌ بُسْرٌ، وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابّانِ طَرِيّانِ.
(و) البُسْرُ: (التَمْرُ قبلَ إِرطَابِه) لغَضاضَتِه؛ وذالك إِذا لَوَّنَ وَلم يَنْضَج، وإِذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ، (والبُسْرَةُ واحِدَتْها، وتُضَمُّ السِّينُ) إِتباعاً، يُقَال: بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وبُسْرَاتٌ وبُسُرَاتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلّا أَن تُجْمَعَ بالأَلف والتّاءِ؛ لقِلَّةِ هاذا المثالِ فِي كَلَامهم، وأَجازَ: بُسْرَانٌ وتُمْرَانٌ، يُرِيدُ بهما نَوْعَيْنِ مِن التَّمْر والبُسْر.
(و) مِنَ المَجَازِ: البُسْرَةُ: (الشَّمْسُ فِي أَوَّلِ طُلُوعَها) ؛ وذالك إِذا كَانَت حمراءَ لم نَصْفُ، قَالَ البَعِيثُ يذكُرها:
فصَبَّحَها والشَّمْسُ حمراءُ بُسْرَةٌ
بسائِفَةِ الأَنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ
(و) البُسْرَةُ: (رَأْسُ قَضِيبِ الكَلْبِ) ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(و) البُسْرَةُ: (خَرزَةٌ) ، كِلَاهُمَا عَن الصّغانِيُّ.
(و) بُسْرَةُ، (بِلَا لامٍ: بنتُ أَبِي سَلَمَة رَبِيبَةُ رَسُول الله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم.
(و) بُسْرُ، (بِلَا هاءٍ: ة، ببغدادَ) على فرسَحَيْن مِنْهَا، (مِنْهَا: أَبو القاسمِ) عليُّ بنُ محمّدِ (بنِ البُسْرِيِّ) البندار، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلص، وتوفِّي سنة 474 هـ، هاكذا قالَه ابنُ نُقْطَةَ، وَقَالَ غيرُه هُوَ منسوبٌ إِلى بَيْعِ البُسْر. قَالَ الذَّهَبِيُّ: وابنُه الحُسَيْنُ شيخٌ للسِّلَفِيِّ. (والزّاهِدُ أَبو عُبَيْدٍ) البُسْرِيُّ، اسمُه محمّدُ بنُ حَسّانَ، حَكَى عَنهُ ابنهُ بَخيت، اختُلِفَ فِيهِ فَقيل: إِلى بُصْرَى، قريةٍ بِالشَّام أُبدِلَتْ صادُه سِيناً، وَهُوَ خطأٌ، والصَّواب إِلى بُسْر، قَرْيَة بحَوْرَانَ، وَهُوَ من مشاهِيرِ الصُّوفِيَّة، ذَكَره ابنُ عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشقَ، وإِذا علمْتَ ذالك فاعْلَمْ أَنّ المصنِّف قد وَهِمَ فِي ذِكْرِه مَعَ مَا قبلَه.
(و) أَبُو عبدِ الرَّحمانِ (بُسْرُ بنُ أَرْطاةَ) ، وَيُقَال: ابْن أَبي أَرطاةَ العامريُّ القرشيُّ، كَانَ مَعَ مُعاويَةَ بصِفِّينَ، وَكَانَ قد خَرِفَ آخِرَ عُمْرِه. (و) بُسْرُ (بنُ جِحاشٍ) القُرَشِيُّ، نزل الشَّامَ، رَوَى عَنهُ جُبَيْر بن نُفَير، وَيُقَال هُوَ بِشر. (و) بُسْرُ (بنُ راعِي العَيْرِ) الأَشجعيّ، الَّذِي أَكَلَ بشِمالِه، هاكذا بالعَيْن والتحتيّة والراءِ، وضَبَطَه الحافظُ فِي التَّبْصِير بِالْعينِ وَالنُّون وَالزَّاي (و) بُسْرُ (بنُ سُفْيَانَ) بن عَمرِو بنِ عُوَيْمر الخُزاعيُّ الكعبيُّ، شَهِدَ الحُدَيْبِيَة. وبُسْرُ بنُ سُليمانَ. وبُسْرُ بن عصمةَ المُزَنِيُّ، ذَكَرَهما بن ماكُولا. (و) أَبو بُسْر وَيُقَال أَبو صَفْوَانَ (عبدُ الله بنُ بُسْرٍ) المازِنِيُّ، أَحدُ مَن صَلَّى إِلى القِبْلَتَيْن. وَعبد الله بنُ بُسْرٍ النَّضْرِيُّ غير الأَول شامِيّ أَيضاً، رَوَى عَنهُ ابنُه عبد الْوَاحِد: (صَحابِيُّون) .
(و) بُسْرُ (بنُ مِحجَنٍ) الدُّؤلِيُّ، نَزَلَ المدينةَ، رَوَى عَن أَبيه، وَعنهُ زيدُ بن أَسلَمَ، قَالَه البخاريّ. (و) بُسْرُ (بنُ سَعِيدٍ) المَدَنِيُّ مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين، عَن أَبي هُرَيرَةَ، وسعدِ بن أَبي وَقّاص. (و) بُسْرُ (بنُ حُمَيْدٍ. و) بُسْرُ (بنُ عُبَيْدِ اللهِ) الحضرميّ الشاميّ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: إِن كَانَ لَيَبْلُغُنِي الحديثُ فِي المِصْرِ فأَرْحَلُ إِليه مَسيرَةَ أَيّام. وَهُوَ ثِقَةٌ حَافظ، من الرابِعَة. (وعبدُ اللهِ وسليمانُ ابْنَا بُسْرٍ) فالأَوّل حُبرانيّ، ويُكنى أَبا راشدٍ، رَوَى عَن أَبي بكر وأَبي كَبْشَةَ الأَنماريِّ، وَالثَّانِي خُزاعيٌّ، عَن خالِه مالِكِ بنِ عبد الله الخَثْعَمِيِّ الصَّحَابيِّ: (تابِعِيُّونَ) .
وفاتَه مِنْهُم:
بُسْرُ بنُ عَطِيَّةَ، عَن نَصْرِ بن عاصمٍ، ذَكَره ابْن حِبّانَ فِي ثِقَات التابِعين.
(وأَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ) بنِ بَكّارٍ، من شُيُوخِ الزنديّ، (وابنُ عَمِّه محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ) بن بَكّارٍ. (و) حَفِيدُه (أَحمدُ بنُ إِبراهِيم) ، كُنَيْتُه أَبو عبد المَلِك، حَدَّثَ عَن جَدِّه محمدِ بن عبد الله الْمَذْكُور، وَعنهُ النَّسائِيُّ (ومحمّدُ بنُ الوَليدِ) بَصْرِيُّ حافظٌ، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ، (البُسْرِيُّون: مُحَدِّثُون) ، كلُّ هؤلاءِ من وَلَدِ بُسْرِ بنِ أَرطاةَ المتقدّمِ بذِكْره.
وَمِمَّا فَاتَهُ ممّن إسمُه بُسْر:
بُسْرُ بن أَبي رُهْم الجُهنيُّ، شَهِدَ اليَمامَة، وَهُوَ صاحبُ جَبّانة بُسْر بالكُوفة، وبُسْرُ بن أَبي غَيلانَ، مولَى بني شَيْبَانَ، من مَشَايِخ الشِّيعَة. وبُسْرُ بنُ بُجَيْر بنِ رَبِيعَةَ شاعرٌ، وبُسْرُ بنُ سليمانَ بن عَامر بن حَزْن القُشَيْرِيُّ، شاعرٌ. وبُسْرُ بنُ المُغِيرة بن أَبي صُفْرَةَ ابْن أَخي المهلَّب. وبُسْرُ بنُ أَبي حَفْصَةَ، مولَى مروانَ بنِ الحَكَمِ. وبُسْرُ بنُ صبيح النَّهْشَليُّ. وبُسْرُ بن قَطَن، ولّاه عبدُ الرحمان بن الحَكَم قضاءَ كُورَة جَيَّان، ذَكَرَه ابنُ الأَبّار فِي تَارِيخه، فِيمَا نقل. ومحمّدُ بنُ بُسْرِ بنِ عبد الله بن هِشام بن زُهْرَة التَّيْمِي، عَن مالكٍ. ومحمّدُ بنُ بُسْرٍ الجُرْجانِيُّ شيخٌ لأَبِي حامدِ بنِ الحَضْرَمِيِّ، وآخَرون.
(والبِسَارةُ بالكَسْر: مَطَرٌ يَدُومُ على) أَهلِ (السِّنْدِ والهِنْد) وَفِي بعض النُّسَخ: الاقتصارُ على أَحدهما، (فِي الصَّيْف لَا يُقْلِعُ سَاعَة) ، قَالَ الصَّغَانيُّ: وبالشِّين تصحيفٌ.
قلتُ: وهم يُسَمّونه البِرساة، كَمَا هُوَ مشهورٌ على أَلسِنَتهِم، فَتلك أَيامُ البِسار، وَفِي المحْكَم البِسارُ: مَطَرُ يومٍ فِي الصَّيف يدُومُ على البَيَاسِرَةِ وَلَا يُقْلِعُ.
(والباسُورُ: عِلَّةٌ م) ، أَعجميٌّ، وَقَالَ الجوْهَرِيُّ: هِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي المَقْعَدَةِ، نسأَلُ اللهَ العافيةَ عَنْهَا، وَعَن كلّ داءٍ. (ج البَواسِيرُ) وَفِي حديثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: (وَكَانَ مَبْسُوراً) ، أَي بِهِ بَواسِيرُ.
(والبَيَاسِرَةُ: جِيلٌ بالسِّنْد) ، وَفِي نُسْخَةِ شَيْخِنَا: بِالْهِنْد، (تَسْتَأْجِرُهم النَّوَاخِذَةُ) أَهلُ السُّفُنِ (لِمُحارَبةِ العَدُوِّ، الواحِدُ بَيْسَرِيٌّ) ، يُقَال: رجلٌ بَيْسَرِين.
(ويَزِيدُ بنُ عبدِ اللهِ البَيْسَرِيُّ البَصْرِيُّ) القُرَشِيُّ (محدِّثٌ) عَن ابْن جُرَيج، وكُنْيَتُه أَبو خالدٍ.
(وَبَيْسَرِي ساكِنَةُ الآخر: كَانَ مِن أُمَرَاءِ مصرَ) . إسمُه آتش، كَذَا ذَكَره الحافظُ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: رأَيتُه، وَهُوَ مُسِنٌّ يترشّحُ للْملك، (وإِليه يُنْسَبُ قَصْرٌ، م) معروفٌ (بِالْقَاهِرَةِ) ، وَقد تهدَّم الْآن أَساسُه، وَلم يبقَ مِنْهُ أَثَرٌ.
وقَصْر البَيسَرِي، خَارج أَسيوط: قريةٌ صغيرةٌ بهَا بساتينُ.
(ونَخْلَةٌ مِبْسَارٌ: لَا تُنْضِجُ البُسْرَ) ، وَقد أَبْسَرتِ النَّخْلَةُ، ونَخلةٌ مُبْسِرٌ، بِغَيْر هاءٍ، على النَّسَب، وكذالك مِبْسَارٌ: لَا يَرْطُبُ ثَمَرُهَا. وَفِي الحَدِيث فِي شَرْط مُشْتَرِي النَّخْلِ على البَائِع: (لَيْسَ لَهُ مِبْسَارٌ) ، هُوَ الَّذِي لَا يَرْطُبُ بُسْرُهُ.
(وأَبْسَرَ) الرجلُ، إِذا (حَفَرَ فِي أَرضٍ مَظْلُومةٍ.
(و) أَبْسَرَ (المَرْكَبُ فِي البَحْر) ، أَي (وَقَفَ) .
(وابْتَسَرَ الشَّيْءَ: أَخَذَه طَرِيًّا) ، وكلُّ شيْءٍ أَخَذْتَه غَضًّا فقد بَسَرْتَه وابْتَسَرتْه.
(و) ابْتَسَرتْ (رِجْلُه: خَدِرَتْ) ، أَي نامتْ، (كتَبَسَّرَتْ) ، وهاذِه عَن الصّغانيّ.
(وابتُسِرَ لَوْنُه، بضمِّ التّاءِ) ، أَي على بناءِ المَجْهُول، إِذا (تَغَيَّرَ) وَصَارَ كالبُسْرِ، وَهُوَ مَجازٌ.
(والمُبَسِّراتُ: رِياحٌ يُسْتَدَلُّ بهبُوبِهَا على المَطَر) .
(والبَسُورُ) ، كصَبُورٍ: (الأَسَدُ) لِعُبُوسَته أَو قَهْرِه.
(وتَبَسَّر النَّهَارُ: بَرَدَ) ، نقلَه الصّغانيّ.
(و) تَبَسَّر (الثَّوْرُ: أَتَى عُرُوقَ النَّبَاتِ اليابِسِ فأَكَلَهَا) .
وَقد تَبَسَّرَ النَّبات، إِذا حَفَرَ عَنهُ قبلَ أَني خْرُجَ، وأَنشدَدَ ابْن الأَعرابيِّ للرّاعِي:
إِذا احْتَجَبَتْ بنَاتُ الأَرضِ عَنهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسَارَا
وَصَفَ حِماراً وأُتُنَه، والهاءُ فِي (عَنهُ) يعودُ إِلى حِمَارِ الوَحْشِ، وَفِي (فِيهَا) يعودُ على أُتُنِه، قَالَ ابْن بَرِّيّ: والدَّلِيلُ على ذالك قولُه قبلَ البَيْتِ بِبَيْتَيْنِ أَو نحوِهما:
أَطارَ نَسِيلَه الحَوْلِيَّ عَنهُ
تَتَبُّعُهُ المَذانِبَ والقِفَارا
أَخْبَرَ أَن الحَرَّ انقطَعَ وجاءَ القَيْظُ.
(والبَسْرَةُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (ماءٌ لبَنِي عُقَيْلٍ) ، نقلَه الصغاني.
(وبُسْرٌ، بالضَّمِّ: لَا بحَوْرَانَ) ، وإِليها نُسِبَ أَبو عُبَيْدٍ الزّاهِدُ، وَقد تقدَّم، كَمَا فِي تَارِيخ ابنِ عَسَاكِر.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا هَمَّتِ لفَرَسُ بالفَحْل وأَرادتْ أَن تَسْتَوْدِقَ فأَوّل وِدَاقِها المُبَاسَرَةُ، وَهِي مُبَاسِرَةٌ، ثمَّ تَكون وَدَيقاً. (والمُباسِرة: الَّتِي تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تمامِ وِدَاقِها) ، فإِذا ضرَبَهَا الحِصَانُ فِي تِلْكَ الحالِ فَهِيَ مَبْسُورَةٌ. وَقد تَبَسَّرَها وبَسَرَها.
(و) فِي التَّنْزِيل العزيزِ: ( {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} (الْقِيَامَة: 24) ، أَي (مُتَكَرِّهَةٌ متقطِّبةٌ) قد أَيْقَنَتْ أَنْ العذابَ نازلٌ بهَا.
ووَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ. وُصِفَ بالمَصْدَرِ.
(وقَولُ الجوهَرِيِّ: أَوَّلُ البُسْرِ طَلْعٌ ثمّ خَلَالٌ، إِلخ) أَي إِلى آخرِه، وَهُوَ قولُه: ثمَّ بَلَحٌ ثمَّ بُسْرٌ ثمَّ رُطَبٌ، ثمَّ تَمْرٌ، (غير جَيِّدٍ) ؛ لأَنه تَرَكَ كثيرا من المَراتبِ الَّتِي يَؤولُ إِليها الطَّلع بَعدُ، حَتَّى يصلَ إِلى مَرتَبةِ التَّمْر، (والصَّوابُ: أَوَّلُه طَلْعٌ فإِذا انْعَقَدَ فسيَابٌ) ، كَسَحَابٍ، وَقد تقدَّم فِي مَوضعه، (فإِذا اخْضَرَّ واستَدَارَ فجَدَالٌ وَسَرَادٌ وخَلَالٌ) ، كَسحَابٍ فِي الكُلِّ، (فإِذا كَبِرَ شَيْئا فبَغْوٌ) ، بِفَتْح الموحَّدةِ وسكونِ الغَيْن، (فإِذا عَظُمَ فبُسْرٌ) ، بالضَّمِّ، (ثمَّ مُخَطَّمٌ) ، كمُعَظَّمٍ، (ثمَّ مُوَكِّت) ، على صيغةِ إسمِ الْفَاعِل، (ثمَّ تُذْنُوبٌ) ، بالضّمِّ، (ثمَّ جُمْسَةٌ) بضمِّ الجيمِ وسكونِ الميمِ وسينٍ مهملةٍ مَفْتُوحَة، (ثمَّ ثَعْدَةٌ) ، بفتحِ المُثَلَّثةِ وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ ثمَّ دَال، (خالِعٌ وخالِعةٌ، فإِذا انْتهى نُضْجُه فرُطَبٌ ومَعْوٌ) ، فإِن لم يَنْضَج كلُّه فمُناصِف، (ثمّ تَمْرٌ) ، وَهُوَ آخِرُ المَراتِبِ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا اخْضَرَّ حَبّه واستدارَ فَهُوَ خَلَالٌ، فإِذا عَظُمَ فَهُوَ البُسْرُ، فَإِذا احْمَرَّتْ فَهِيَ شِقْحَةٌ.
(وبَسَطْتُ ذالك فِي الرَّوْض المَسْلُوف فِيمَا لَهُ إسْمَانِ إِلى أُلُوف) ، وَقد اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ بحَمْدِ اللهِ تعالَى، (فلْيُنْظَرْ إِن شاءَ اللهُ تعالَى) ، وَقد ذَكَرَ فِيهِ هاذه العبارةَ بعَيْنِها.
قَالَ شيخُنَا: وظاهِرُه أَنْ مَا قَالَه الجوهريّ خَطَأٌ، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ خِلافُ الأَوْلَى؛ لأَنّ غايةَ مَا فِيهِ تَرْكُ بعضِ المَراتبِ، الَّتِي عَدَّها أَهلُ النَّخْلِ فِي تَدْرِيجِ ثَمَرِ التَّمْرِ، وذالك لَا يكون خطأ كَمَا لَا يَخْفَى، وَقد أَوردَه كذالك صاحبُ الكِفَايَة مُسْتَوْفًى، وأَنعمتُه شَرْحاً فِي شَرْحِه، فراجِعْه.
وَقَالَ فِي قَوْله: وبَسَطْتُ، إِلخ، قلتُ: قد أَوضحتُ فِي حَواشيه أَنّ هَذَا لَيْسَ ممّا يَدْخُلُ فِيمَا لَهُ إسْمَانِ إِلى أُلُوف؛ لأَن هاذه الأَسماءَ تَختلف باختلافِ الحالاتِ، والأَوقاتِ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وَكَثِيرًا مَا ارتكبَ مثلَه فِي ذالك الْكتاب، وَهُوَ لَيْسَ مِن مَباحِثِه، فَلَا يغترّ بِمَا فِيهِ كلِّه، انْتهى.
وممّا يُستدرَكَ عَلَيْهِ:
تَبَسَّرَ: طَلَبَ النَّبَاتَ، أَي حَفَرَ عَنهُ قبلَ أَن يَخْرُجَ.
والبسْرُ: ظَلْمُ السِّقَاءِ.
وأَبْسَرَ النَّخْلُ: صارَ مَا عَلَيْهِ بُسْراً. والبُسْرَةُ: الغَضُّ مِن البُهْمَى، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً
وصَمْعَاءَ حَتَّى آنَفَتْهَا نِصَالُها
أَي جعلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَها.
وَفِي الصّحاح: البُسْرَةُ من النَّبَات: أَوَّلُها البارِضُ، وَهِي كَمَا تَبْدُو فِي الأَرض، ثمَّ الجَمِيمُ، ثمَّ البُسْرَةُ، ثمَّ الصَّمْعَاءُ، ثمَّ الحَشِيشُ.
والبَسْرُ: حَفْرُ الأَنْهَارِ إِذا عَرَا الماءُ أَوطَابَه، قَالَ الأَزهريُّ: وَهُوَ التَّبَسُّرُ، وأَنشدَ بيتَ الرّاعِي:
إِذا احْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرضِ عَنهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسَارَا
قَالَ ابْن الأَعرابيِّ: بَنَاتُ الأَرضِ: الغُدْرانُ فِيهَا بَقايا الماءِ.
وبَسَرَ النَّهْرَ، إِذا حَفَرَ فِيهِ بِئْراً، وَهُوَ جافٌّ.
وَبَسَرْتُ النَّبَاتَ أَبْسُرُ بَسْراً، إِذا رَعَيْتَه غَضًّا، وكنتَ أَوَّلَ مَن رعاه، وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ غَيْثاً رَعاه أُنفاً::
بَسَرْتُ نَدَاه لم يُسَرَّبْ وُحُوشُه
بِعِربٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ
وبُسَيْرُ بنُ أُبَيَ كزُبَيْرٍ: مِن شُعَراءِ الحَمَاسَةِ، ضَبَطَه المَرْزُبانِيُّ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ، هاكذا قالُوه، ولاكنْ ذَكَرَ الأَمِيرُ بُسَيْرَ بنَ جُبَيْرِ بنِ سَلَمَةَ القُشَيْرِيَّ، مِن أَجدادِ ظَلامةَ بنتِ مُرَّةَ جَدَّةِ عِكْرِمَةَ بنِ خالدِ بنِ الْعَاصِ، نقلَه الحافظُ.
وبسْرٌ، بالضَّمِّ: اسمٌ، قَالَ:
ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ
وَلَو كَانَ بُسْرٌ رَاءَ ذالك أَنْكَرَا
وَمن المَجاز: ابْتَسَرَ الجارِيَةَ، إِذا ابْتَكَرَها قبل إِدْراكِها.
وباسُورِين: ناحيةٌ من أَعمال المَوْصِل، فِي شرقيّ دجْلَتها، كَذَا فِي مُعجَم ياقُوت.
وأَهلُ الْيمن يُسَمُّون أَيّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عَنْهُم: أَيام البِسَارة.
بَاب الْبُسْر

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ الْبُسْر إرْسَال الْفَحْل على النَّاقة من غير ضبعة أَي شَهْوَة والبسر حفر الْأَنْهَار إِذا غزا المَاء أوطانه وَأنْشد لِلرَّاعِي

(إِذا ضلت بَنَات الأَرْض عَنهُ ... تبسر يَبْتَغِي فِيهَا البسارا)

والبسر الرجل الكريه الْوَجْه وَيُقَال بسر فلَان الْحَاجة بسرا إِذا طلبَهَا فِي غير مَوضِع الطّلب والبثر الْحسي والبثر المَال الْكثير والنشر الرّيح الطّيبَة أَو المنتنة والنشر نشر الْخَشَبَة

وَأخْبرنَا ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ البزر الْأَوْلَاد والبزر المخاط والبزر الْحبَّة وَهِي بزور الصَّحرَاء والرياحين والبزر الضَّرْب بالبيزارة وَهِي الْعَصَا والبزر الدّهن الْمَعْرُوف والكسرة فِيهِ أَكثر بزر وبزر

جدد

(جدد) الشَّيْء صيره جَدِيدا وَيُقَال جدد الْعَهْد وثوبا لبسه جَدِيدا
(جدد) : رَجُلٌ جُدٌّ، أي: ذُوجَدٍّ، مثلُ جَدِيدِ.
ج د د: الْجَدُّ أَبُو الْأَبِ وَأَبُو الْأُمِّ. وَالْجَدُّ أَيْضًا الْحَظُّ وَالْبَخْتُ وَالْجَمْعُ (الْجُدُودُ) تَقُولُ مِنْهُ: (جُدِدْتَ) يَا فُلَانُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَيْ صِرْتَ ذَا جَدٍّ فَأَنْتَ (جَدِيدٌ) حَظِيظٌ وَ (مَجْدُودٌ) مَحْظُوظٌ. وَ (جَدٌّ) بِوَزْنِ حَدٍّ وَ (جَدِّيٌّ) بِوَزْنِ مَكِّيٍّ. وَفِي الدُّعَاءِ: «وَلَا يَنْفَعُ ذَا (الْجَدِّ) مِنْكَ الْجَدُّ» أَيْ لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عِنْدَكَ غِنَاهُ وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ بِطَاعَتِكَ، وَمِنْكَ مَعْنَاهُ عِنْدَكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {جَدُّ رَبِّنَا} [الجن: 3] أَيْ عَظَمَةُ رَبِّنَا وَقِيلَ غِنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: «كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا» أَيْ عَظُمَ فِي أَعْيُنِنَا. تَقُولُ مِنَ الْعَظَمَةِ وَمِنَ الْحَظِّ أَيْضًا (جَدِدْتَ) يَا رَجُلُ بِالْكَسْرِ (جَدًّا) بِالْفَتْحِ. وَالْجَادَّةُ مُعْظَمُ الطَّرِيقِ وَالْجَمْعُ (جَوَادُّ) بِتَشْدِيدِ الدَّالِ. وَ (الْجِدُّ) بِالْكَسْرِ ضِدُّ الْهَزْلِ تَقُولُ مِنْهُ: (جَدَّ) فِي الْأَمْرِ يَجِدُّ وَيَجُدُّ وَ (أَجَدَّ) أَيْ عَظُمَ. وَ (الْجِدُّ) أَيْضًا الِاجْتِهَادُ فِي الْأَمْرِ تَقُولُ مِنْهُ: (جَدَّ) يَجِدُّ وَيَجُدُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَ (أَجَدَّ) فِي الْأَمْرِ أَيْضًا، يُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا (لَجَادٌّ مُجِدٌّ) بِاللُّغَتَيْنِ، وَفُلَانٌ مُحْسِنٌ (جِدًّا) بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. وَقَوْلُهُمْ: فِي هَذَا خَطَرٌ (جِدُّ) عَظِيمٍ أَيْ عَظِيمٌ جِدًّا. وَ (الْجُدَّةُ) بِالضَّمِّ الطَّرِيقَةُ وَالْجَمْعُ (جُدَدٌ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} [فاطر: 27] أَيْ طَرَائِقُ تُخَالِفُ لَوْنَ الْجَبَلِ. وَ (جَدَّ) الشَّيْءُ يَجِدُّ (جِدَّةً) بِكَسْرِ الْجِيمِ فِيهِمَا صَارَ (جَدِيدًا) وَهُوَ نَقِيضُ الْخَلَقِ. وَجَدَّ الشَّيْءَ قَطَعَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَثَوْبٌ جَدِيدٌ. وَهُوَ فِي مَعْنَى مَجْدُودٍ يُرَادُ بِهِ حِينَ جَدَّهُ الْحَائِكُ أَيْ قَطَعَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَنْ يَبِيدَا ... وَأَمْسَى حَبْلُهَا خَلَقًا جَدِيدًا
أَيْ مَقْطُوعًا، وَمِنْهُ قِيلٌ مِلْحَفَةٌ جَدِيدٌ بِلَا هَاءٍ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَثِيَابٌ (جُدُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ سَرِيرٍ وَسُرُرٍ. وَ (تَجَدَّدَ) الشَّيْءُ صَارَ جَدِيدًا وَ (أَجَدَّهُ) وَ (جَدَّدَهُ) وَ (اسْتَجَدَّهُ) أَيْ صَيَّرَهُ جَدِيدًا وَ (الْجَدِيدَانِ) اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَكَذَا (الْأَجَدَّانِ) . وَ (جَدَّ) النَّخْلَ أَيْ صَرَمَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَ (أَجَدَّ) النَّخْلُ حَانَ لَهُ أَنْ يُجَدَّ وَهَذَا زَمَنُ (الْجَدَادِ) وَ (الْجِدَادِ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا. 
جدد: {جُدَد}: خطوط وطرائق الواحدة جُدَّة. {جد ربنا}: عظمة ربنا. 
جدد حصد وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهي عَن جدَاد (جَداد) اللَّيْل وَعَن حَصاد اللَّيْل. قَوْله: [نهى عَن -] جدَاد (جَداد) اللَّيْل يَعْنِي أَن تُجدّ النّخل لَيْلًا والجداد (الجداد) الصرام. يُقَال: إِنَّمَا نهى عَن ذَلِك لَيْلًا لمَكَان الْمَسَاكِين أَنهم كَانُوا يحضرونه فَيتَصَدَّق عَلَيْهِم مِنْهُ لقَوْله [تبَارك و -] تَعَالَى {وآتُوْا حَقَهُ يَوْمَ حَصَادِه} فَإِذا فعل ذَلِك لَيْلًا فَإِنَّمَا هُوَ فارّ من الصَّدَقَة فَنهى عَنهُ لهَذَا وَيُقَال: بل نهى عَنهُ لمَكَان الْهَوَام أَن لَا تصيب النَّاس إِذا حصدوا أَو جدوا لَيْلًا وَالْقَوْل الأول أعجب إلىّ وَالله أعلم.
ج د د

رجل مجدود وجد: ذو جد، وهو أجد من فلان، ويقال: أغطي فلان جداً، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضاً. وجد في عيني: عظم. وسلك الجدد. وقد أجددت فسر، ومشى على الجادة، وامشوا على الجواد. وجد في الأمر وأجد، وأجد المسير. وأجاد أنت أم هازل؟ وأجدك تفعل كذا. وأرض جداء: لا ماء بها. وشاة جداء وجدود: لا لبن بها. وعلى ظهره جدة، وفي السماء جدة، وهي الطريقة. ولا أفعل ماكر الجديدان والأجدّان. وهذا زمن الجداد والحداد، وأجد النخل. وملحفة جديد، وأجد ثوباً واستجده بمعنى.

ومن المجاز: جد به الأمر، وجد جده، وهو على جد أمر. وركب جدةً من الأمر أي طريقة ورأى رأياً. وهذه نخل جاد مائه وسق أي تجدها، كما تقول: ناقة حالبة علبتين، وتحلب علبتين.

جدد


جَدَّ(n. ac. جِدَّة)
a. Was new.
b.(n. ac. جِدّ) [Fī], Was in earnest about, exerted himself over.
c.(n. ac. جَدّ), Was serious, grave, important (matter).
d. Was wealthy, rich; was respected, honoured.
e.(n. ac. جَدّ), Cut, lopped; pruned.
جَدَّدَa. Renewed; renovated, repaired, restored.
b. Repeated, reiterated.
c. Returned to the attack.
d. see I (b)
جَاْدَدَ
a. [acc. & Fī], Sued for, brought an action against.
أَجْدَدَa. see I (b)
& II (a).
تَجَدَّدَa. Was renewed, renovated, restored, repaired.

إِسْتَجْدَدَa. Renewed.
b. Began afresh.

جَدّa. Earnestness.
b. Good fortune; riches.
c. Glory, honour.
d. (pl.
جُدُوْد
أَجْدَاْد
38), Grandfather; forefather, ancestor.
جَدَّةa. Grandmother; ancestress.

جِدّa. Earnestness; determination; assiduity
diligence.
b. Exertion, effort.

جُدَّة
(pl.
جُدَد)
a. Bank, edge (river).
b. Stretch, strip, tract (land); track, way.
c. Jedda (city).
جَدَدa. Hard, level ground.

جَاْدِدَة
(pl.
جَوَاْدِدُ)
a. High-road, highway.

جَدِيْد
(pl.
جُدُد)
a. New, fresh.
b. Recent; modern.

جِدًا
a. Seriously, earnestly; extremely, exceedingly.
(ج د د) : (الْجَدُّ) الْعَظَمَةُ (وَمِنْهُ) وَتَعَالَى جَدُّكَ مِنْ قَوْلِهِمْ جَدَّ فُلَانٌ فِي عُيُونِ النَّاسِ وَفِي صُدُورِهِمْ أَيْ عَظُمَ وَالْجَدُّ الْحَظُّ وَالْإِقْبَالُ فِي الدُّنْيَا (وَمِنْهُ) لَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ أَيْ لَا يَنْفَعُ الْمَحْظُوظَ حَظُّهُ بِذَلِكَ أَيْ بَدَلَ طَاعَتِكَ يُقَالُ (جُدَّ) بِالضَّمِّ فَهُوَ مَجْدُودٌ (الْجَادَّةُ) وَاحِدَةُ الْجَوَادِّ وَهِيَ مُعْظَمُ الطَّرِيقِ وَوَسَطُهُ (وَقَوْلُهُ) أَنَا وَفُلَانٌ عَلَى الْجَادَّةِ عِبَارَةٌ عَنْ الِاسْتِقَامَةِ وَالسَّدَادِ وَالْجَدُّ فِي الْأَصْلِ الْقَطْعُ (وَمِنْهُ) جَدَّ النَّخْلَ صَرَمَهُ أَيْ قَطَعَ ثَمَرَهُ جِدَادًا فَهُوَ جَادٌّ (وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَنَّهُ نَحَلَ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا وَالسَّمَاعُ جَادَّ عِشْرِينَ وَسْقًا وَكِلَاهُمَا مَالٌ إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ نَظِيرُ قَوْلِهِمْ هَذِهِ الدَّرَاهِمُ ضَرْبُ الْأَمِيرِ وَالثَّانِي نَظِيرُ قَوْلِهِمْ عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَعْطَاهَا نَخْلًا يُجَدُّ مِنْهُ مِقْدَارُ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ التَّمْرِ وَعَلَى ذَا قَوْلُهَا نَحَلَنِي أَبِي جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا (وَمِنْهُ) الْجُدُّ بِالضَّمِّ لِشَاطِئِ النَّهْرِ لِأَنَّهُ مَقْطُوعٌ مِنْهُ أَوْ لِأَنَّ الْمَاءَ قَطَعَهُ كَمَا سُمِّيَ سَاحِلًا لِأَنَّ الْمَاءَ يَسْحَلُهُ أَيْ يَقْشِرُهُ (وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ) لَوْ شِئْنَا لَخَرَجْنَا إلَى الْجُدِّ وَقَوْلُهُ سَفِينَةٌ غَرِقَتْ فَنَاوَلَ الْوَدِيعَةَ إنْسَانًا عَلَى الْجُدِّ هَكَذَا رَوَاهُ الْكَرْخِيُّ فِي مُخْتَصَرِهِ وَجَامِعِهِ الصَّغِيرِ وَالْقُمِّيُّ فِي شَرْحِهِ بِطَرِيقَيْنِ وَفِي الْحَلْوَائِيِّ كَذَلِكَ وَفِي الْإِرْشَادِ وَشَرْحِ خُوَاهَرْ زَادَهْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ.
(جدد) - وفي حَديثِ ابنِ عُمَر: "كان رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا جَدَّ به السَّيرُ جَمَع بَينَ الصَّلاة" .
: أي انَكَمَشَ وأَسرَع يقال: جَدَّ في السَّيْر والأمرِ، يَجُدُّ بضَمِّ الجِيمِ وكَسرِها، وأجدَّ فيه أَيضاً، وَجَدَّ به الأمرُ والسَّيرُ بمعناه، وهو على جِدَّ أَمرٍ:
: أي على عَجلَته.
- في الحديث: "لا يُضَحَّى بجَدَّاء".
الجَدَّاءُ: ما لا لَبَن لها من كُلِّ حَلُوبة، من آفةٍ أَيبَسَت ضَرعَها.
وَجدَّت النَّاقة تَجَدُّ جَدَدًا، إذا يَبِستَ أَخلافُها من عَنَتٍ أَصابَها. فهي جَدَّاءُ والجَمعُ الجُدُّ، والجدَّاءُ أَيضا: الصَّغِيرة الثَّديَيْن في النِّساء.
- ومنه حَدِيثُ عَليٍّ، رضي الله عنه، في صِفَة المَرأةِ: "إنَّها جَدَّاء". قال اليَزِيديُّ: هي القَصِيرة الثّدْيَيْن، والجَدَّاء أَيضا: المَفازَةُ اليَابِسَة وكذا السَّنَةَ الجَدَّاء.
- في حَدِيثِ أَبِي سُفْيانَ: "جُدَّ ثَدْيَا أُمِّك".
: أي قُطِعا، دُعاءٌ عليه. والجَدُّ: القَطْع، والجَدِيدُ: المَقْطُوع.
- في حديثِ رُؤْيَا عَبدِ اللهِ بن سَلَام: "وإذا جَوادُّ مَنْهج عن يَمِينيِ"
الجَوادُّ: الطُّرُقُ، والمَنْهجُ: الوَاضِح، وجَادَّة الطَّرِيق: سَواؤُه وَوَسَطُه، وقيل: الجَادَّةُ: الطرَّيق الأَعْظَمُ الذي يَجمَع الطُّرقَ ولا بُدَّ من المُرورِ عليه.
- في الحديث: " [ما] على جَدِيد الأَرضِ".
: أي ما على وَجْهِها.
- في الحديث: "لا يَأْخذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخِيه لاعباً جادًّا".
: لا يَأَخذُه على سَبيلِ الهَزْل ثم يَحبِسُه فيَصيرُ ذلك جِدًّا.
- في قِصّة حُنَيْن: "كَإمرارِ الحَدِيد على الطَّسْت الجَدِيدِ". الجَدِيد يُوصَف به المُؤنَّث بلا عَلَامَة، وعند الكوفيين بِمَعْنى مَفعُول كقَتِيل وعَقِير، وعند البَصْرِيِّين بمعنى فَاعِل كعَزِيز وذَلِيلِ، ولَكِنَّه قيل في المُؤَنَّث بغَيْرها، كقَولِه تَعالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} .
جدد إِلَّا قَالَ أَبُو عبيد: الجَد - بِفَتْح الْجِيم لَا غير وهُوَ الغِني والحظ فِي الرزق وَمِنْه قيل: لفُلَان فِي هَذَا الْأَمر جَدٌّ - إِذا كَانَ مرزوقًا مِنْهُ فَتَأْوِيل قَوْله: لَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد - أَي لَا ينفع ذَا الْغَنِيّ مِنْك غناهُ إِنَّمَا يَنْفَعهُ الْعَمَل بطاعتك وَهَذَا كَقَوْلِه [تبَارك و -] تَعَالَى {لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَّلا بَنُوْنَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيْمٍ} وَكَقَوْلِه {وَما أَمْوَالُكُمْ ولاَ أَوْلادُكُمْ بِالَّتي تُقَرَّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفى إِلا من آمن وَعَمِلَ صَالِحاً} وَمثله كثير. وَكَذَلِكَ حَدِيثه الآخر قَالَ: قُمْت على بَاب الْجنَّة فَإِذا عَامَّة من يدخلهَا الْفُقَرَاء وَإِذا أَصْحَاب الْجد محبوسون - يَعْنِي ذَوي الْحَظ فِي الدُّنْيَا والغنى. 30 / ب وَقد روى / عَن الْحَسَن وَعِكْرِمَة فِي قَوْله [تبَارك وَتَعَالَى -] {وَاَنَّه تَعَاَلى جَدُّ رَبَّنَا} قَالَ أَحدهمَا: غِناه وَقَالَ الآخر: عَظمته. وعَن ابْن عَبَّاس: لَو علمت الْجِنّ أَن فِي الْإِنْس جَدًّا مَا قَالَتْ: {تَعَالَى جد رَبنَا}

[الَّذين قَالَ أَبُو عبيد: يذهب ابْن عَبَّاس إِلَى أَن الْجد إِنَّمَا هُوَ الغِنى وَلم يكن يرى أَن أَبَا الْأَب جد إِنَّمَا هُوَ عِنْده أَب وَيُقَال مِنْهُ للرجل إِذا كَانَ لَهُ جد فِي الشَّيْء: رجل مجدود وَرجل محظوظ - من الْحَظ - قالهما أَبُو عَمْرو. و [قد -] زعم بعض النَّاس أَنه إِنَّمَا هُوَ: وَلَا ينفع ذَا الجِد مِنْك الجِد - بِكَسْر الْجِيم والجِد إِنَّمَا هُوَ الِاجْتِهَاد بِالْعَمَلِ وَهَذَا التَّأْوِيل خلاف مَا دَعَا اللَّه [عز وَجل -] إِلَيْهِ الْمُؤمنِينَ ووصفهم بِهِ لِأَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابه: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوْا مِنَ الطَّيَّبَاتِ وَاعْمَلُوْا صَالِحا} فقد أَمرهم بالجِد وَالْعَمَل الصَّالح وَقَالَ {إنَّ الَّذَيْنَ آمَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لَا نُضِيعُ أجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلا} وَقَالَ {قَدْ اَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هم فِي صلَاتهم خَاشِعُوْنَ} إِلَى آخر الْآيَات وَقَالَ {جَزَاءٍ بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُوْنَ} فِي آيَات كَثِيرَة فَكيف يحثهم على الْعَمَل وينعتهم بِهِ ويحمدهم عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُول: إِنَّه لَا يَنْفَعهُمْ.
ج د د : جَدَّ الشَّيْءُ يَجِدُ بِالْكَسْرِ جِدَّةً فَهُوَ جَدِيدٌ وَهُوَ خِلَافُ الْقَدِيمِ وَجَدَّدَ فُلَانٌ الْأَمْرَ وَأَجَدَّهُ وَاسْتَجَدَّهُ إذَا أَحْدَثَهُ فَتَجَدَّدَ هُوَ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتَجَدَّ لَازِمًا وَجَدَّهُ جَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعَهُ فَهُوَ جَدِيدٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَهَذَا زَمَنُ الْجِدَادِ وَالْجَدَادِ وَأَجَدَّ النَّخْلُ بِالْأَلِفِ حَانَ جِدَادُهُ وَهُوَ قَطْعُهُ.

وَالْجَدُّ أَبُو الْأَبِ وَأَبُو الْأُمِّ وَإِنْ عَلَا.

وَالْجَدُّ الْعَظَمَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ مِنْهُ جَدَّ فِي عُيُونِ النَّاسِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا عَظُمَ وَالْجَدُّ الْحَظُّ يُقَالُ جَدِدْتُ بِالشَّيْءِ أَجَدُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا حَظِيتَ بِهِ وَهُوَ جَدِيدٌ عِنْدَ النَّاسِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَالْجَدُّ الْغِنَى.
وَفِي الدُّعَاءِ «وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» أَيْ لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عِنْدَك غِنَاهُ وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ بِطَاعَتِكَ وَالْجَدُّ فِي الْأَمْرِ الِاجْتِهَادُ وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ مِنْهُ جَدَّ يَجِدُّ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَالِاسْمُ الْجِدُّ بِالْكَسْرِ وَمِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ مُحْسِنٌ جِدًّا أَيْ نِهَايَةً وَمُبَالَغَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ مُحْسِنٌ جِدًّا بِالْفَتْحِ وَجَدَّ فِي كَلَامِهِ جَدًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضِدُّ هَزَلَ وَالِاسْمُ مِنْهُ الْجِدُّ بِالْكَسْرِ أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ» لِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُطَلِّقُ أَوْ يَعْتِقُ أَوْ يُنْكِحُ ثُمَّ يَقُولُ كُنْتُ لَاعِبًا وَيَرْجِعُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَوْله تَعَالَى {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة: 231] فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدُّ» إبْطَالًا لِأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَقْرِيرًا لِلْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ.

وَالْجُدُّ بِالضَّمِّ الْبِئْرُ فِي مَوْضِعٍ كَثِيرِ الْكَلَأِ وَالْجَمْعُ أَجْدَادٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْجَادَّةُ وَسَطُ الطَّرِيقِ وَمُعْظَمُهُ وَالْجَمْعُ الْجَوَادُّ مِثْلُ: دَابَّةٍ
وَدَوَابَّ.

وَالْجَدِيدَانِ وَالْأَجَدَّانِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

وَالْجُدَّةُ بِالضَّمِّ الطَّرِيقُ وَالْجَمْعُ الْجُدَدُ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. 
[جدد] فيه: تعالى "جدك" أي علا جلالك وعظمتك، والجد الحظ، والسعادة، والغنى. ومنه: لا ينفع ذا الجد منك الجد، أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه، وإنما ينفعه الإيمان والطاعة. ن: أي لا ينفعه حظه بالمال والولد والعظمة، وقيل: بكسر جيم أي ذا الاجتهاد منك اجتهاده في الحرص على الدنيا، أو في الهرب منك، والكسر ضعيف. ك: هما بالفتح الحظ، والغنى، أو أب الأب والأم، أي لا ينفعه إحدى نسبيه. ط: أي لا يتوصل إلى ثواب الله بالجد، وإنما هو بالجد في الطاعة، ومنك بمعنى عندك، أو بمعنى لا ينفعه حظه بدل طاعتك. ج: أو لا ينفع ذا الغنى حظه وغناه اللذان هما منك، إنما ينفعه العمل. ك: وأصحاب الجد محبوسون، بفتح جيم: الغنى، أي محبوسون على باب الجنة أو على الأعراف، أو موقوفون للحساب حتى يدخلها الفقراء. ط: غير أن أصحاب النار بمعنى لكن، والمغائرة بحسب التفريق، فإن القسم الأول بعضهم محبوس دون بعض، وأصحاب النار هم الكفار أي هم يساقون إلى النار ويوقف المؤمنون في العرصات للحساب، والفقراء هم السابقون إلى الجنة. وح: دعا بثياب "جدد" بضمتين جمع جديد ومرجد يجد. ومنه ح قس:
"أجدكما" لا تقضيان كراكما
أي أبجد منكما وهو منصوب على المصدر. وفيه: لا يضحى "بجداء" هو ما لا لبن لها من كل حلوبة لآفة أيبست ضرعها، ونجدد الضرع ذهب لبنه والجداء من النساء الصغيرة الثدي. ومنه ح على: أنها "جداء" أي قصرة الثديين. وح أبي سفيان: "جد" ثديا أمك أي قطعا، دعاء عليه. وفيه: كان لا يبالي أن يصلي في المكان "الجدد" أي المستوى من الأرض. ومنه: فوحل به فرسه في "جدد". وفيه: كان يختار الصلاة على الجد إن قدر، الجد والجدة بالضم شاطئ النهر وبه سميت المدينة التي عند مكة جدة. وفيه: وإذا "جواد" منهج عن يميني، هي الطرق جمع جادة، وهي سواء الطريق ووسطه، وقيل: الطريق الأعظم الجامع للطرق. وفيه: ما على "جديد" الأرض أي وجهها. در: "الجديد" الموت. ن: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى "يجده" بضم ياء، وروى: يجدده، وهما بمعنى. ط: أجد وأجود من عمر، فيه تنازع العاملان، قوله: بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي بعد وفاته أو بعده في هذه الخلال، قوله: من حين قبض، دليل للأول. وح: يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد دينها، اختلفوا فيه وكل فرقة حملوه على أمامهم، والأولى الحمل على العموم ولا يخص بالفقهاء، فإن انتفاعهم بأولي الأمر، والمحدثين، والقراء، والوعاظ، والزهاد أيضاً كثير، والمراد من انقضت المائة وهو حي عالم مشهور. ج: والحديث إشارة على جماعة من الأكابر على رأس كل مائة، ففي رأس الأولى: عمر بن عبد العزيز، ومن الفقهاء والمحدثين وغيرهم ما لا يحصى؛ وفي الثانية: المأمون والشافعي، والحسن بن زياد، وأشهب المالكي، وعلي بن موسى، ويحيى بن معين، ومعروف الكرخي؛ وعلى الثالثة: المقتدر، وأبو جعفر الطحاوي الحنفي، وأبو جعفر الإمامي، وأبو الحسن الأشعري، والنسائي؛ وعلى الرابعة: القادر بالله، وأبو حامد الإسفرائيني، وأبو بكر محمد الخوارزمي الحنفي، والمرتضى أخو الرضى الإمامي؛ وعلى رأس الخامسة: المستظهر بالله، والغزالي، والقاضي فخر الدين الحنفي وغيرهم. ش: في قسمه جده له، هو بفتح جيم العظمة، وضمير جده وقسمه لله تعالى، وضمير له للنبي صلى الله عليه وسلم.
[جدد] الجد: وأبو الاب وابو الأُمِّ. والجَدُّ: الحظ والبَخْتُ: والجمع الجُدودُ. تقول: جُدِدْتَ يا فلان، أي صرْت ذا جَدٍّ، فأنت جَديدٌ حظيظٌ، ومَجْدودٌ محظوظٌ، وجَدٌّ حظ، وجدى حظى . عن ابن السكيت. وفى الدعاء: " ولا ينفع ذاالجد منك الجد " أي لا ينفع ذالغنى عندك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك. ومنك، معناه عندك. وقوله:

(تَعالى جَدُّ رَبِّنا) *، أي عظمة ربنا، ويقال غناه. وفى حديث أنس رضى الله عنه: كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي عظم في أعيننا. والجدد: الأرض الصلبة. وفي المثل: " من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثارِ ". وقد أجد القوم، إذا صاروا إلى الجَدَدِ. وأَجَدَّ الطريق: صار جَدَداً. والجادَّةُ: مُعظَمُ الطريق: والجمع جَوادُّ. والجِدُّ: نقيض الهزلِ. تقول منه: جد في الامر يجد بالكسر جدا. وجد فلان في عينى يجدا جَدّاً بالفتح: عظُم. والجِدُّ: الاجتهاد في الأمور. تقول منه: جَدَّ في الأمر يَجِدُّ جَدّاً بالفتح، ويَجُدُّ. وأَجَدَّ في الأمر، مثله. قال الأصمعي: يقال إن فلاناً لجاد مجد، باللغتين جميعا. وقولهم: أجد بها أمرا، أي أجد أمره بها، نصب الامر على التمييز، كقولك، قررت به عينا أي قرت عينى به. وجاده في الامر، أي حاقه. وفلان محسن جِدّاً، ولا تقل جَدّاً. وهو على جدا أمر، أي عجلة أمر. وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمِ، أي عظيم جدّاً. وقولهم: أَجِدَّكَ وأَجَدَّك بمعنىً. ولا يتكلم به إلا مضافاً. قال الأصمعي: معناه أَبِجِدٍّ منك هذا. ونصبهما على طرح الباء. وقال أبو عمرو: معناه مالك أجد منك. ونصبهما على المصدر. قال ثعلب: ما أتاك في الشعر من قولك أجدك فهو بالكسر، فإذا أتاك بالواو وجدك فهو مفتوح. والجُدُّ بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلا. قال الاعشى يفضل عامرا على علقمة: ما جعل الجد الظنون الذى * جنب صوب اللجب الماطر - مثل الفراتي إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ - وجدة: بلد على الساحل. والجدة: الخَطَّةُ التي في ظهر الحمار تخالف لونه. والجُدَّةُ: الطريقة، والجمع جُدَدٌ. قال تعالى:

(ومن الجبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ) *، أي طرائق تخالف لون الجبل. ومنه قولهم: ركب فلان جُدَّةً من الأمر، إذا رأى فيه رأياً. وكِساءٌ مُجَدَّدٌ: فيه خطوط مختلفة. والجُدَّادُ: الخُلقانُ من الثياب، وهو معرب " كُدادْ " بالفارسية. قال الأعشى يصف خَمَّاراً: أضاَء مِظلَّتُه بالسِرا * جِ والليل غامر جدادها - وكل شئ تعقَّد بعضه في بعض من الخيوط وأغصان الشجر فهو جُدَّادٌ. قال الطرماح يصف ظبية: تجتنى ثامر جداده * من فرادى برم أو تؤام - ويقال: إنه صغار الشجر. والجدجد بالضم: صرار الليل، وهو قَفَّازٌ، وفيه شبه من الجراد، والجمع الجداجد. والجد جد بالفتح: الارض الصلبة المستوية. وقال الشاعر :

صم السنابك لا تقى بالجد جد  وجد الشئ يجد بالكسر جدة: صار جديداً، وهو نقيض الخَلَقِِ. وجددت الشئ أجده بالضم جدا: قطعته. وثوبٌ جديد، وهو في معنى مَجْدُودٍ، يراد به حين جَدَّهُ الحائك، أي قطعه. قال الشاعر : أَبى حُبِّي سُلَيْمى أَنْ يبيدا * وأًمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا - أي مقطوعاً. ومنه قيل مِلحفةٌ جديد، بلا هاء، لانها بمعنى مفعولة. وثياب جدد، مثل سرير وسرر. وتجدد الشئ: صار جَديداً. وأَجَدَّهُ، واسْتَجَدَّهُ، وجَدَّدَهُ، أي صيَّره جديداً. وبَهيَ بيتُ فلان فأَجَدَّ بيتاً من شَعَر. ويقال لمن لبس الجديد: أَبْلِ وأجد واحمد الكاسى. والجديد: وجه الارض. وقولهم: لا أفعله ما اختلف الجَديدانِ، وما اختلف الأَجِدَّانِ، يُعنى به الليلُ والنهار. وجَديدَةُ السَرجِ: ما تحت الدَّفَّتين من الرِفادة واللِبْدِ الملزق. وهما جديدتان، وهو في مولد والعرب تقول: جَدْيَةُ السرجِ وجَدِيَّةُ السرجِ . وجَدَّ النخل يَجُدُّهُ، أي صَرَمه. وأَجَدَّ النخلُ: حان له أن يُجَدّ. وهذا زمن الجِدادِ والجداد، مثل الصرام والقطاف، فكأن الفعال والفعال مطردان في كل ما كان فيه معنى وقت الفعل مشبهان في معاقبتهما بالاوان والاوان. والمصدر من ذلك كله على الفعل، مثل الجد والصرم والقطف. وجدت أخلاف الناقة، إذا أضرَّ بها الصِرارُ وقطعها، فهي ناقة مجدودةُ الأخلافِ. وامرأةٌ جَدَّاءُ: صغيرة الثدي. وفلاةٌ جَدَّاء: لا ماء بها. وتَجَدَّدَ الضَرْعُ: ذهب لبنُه. ابن السكيت: الجَدودُ: النعجةُ التي قل لبنُها من غير بأس، والجمع الجَدائِدُ، ولا يقال للعنز جَدودٌ ولكن مَصورٌ. قال: والجَدَّاءُ التي ذهب لبنُها من عيب. وجدود: موضع فيه ماء يسمى الكلاب، وكانت به وقعة مرتين. ويقال للكلاب الاول يوم جدود، وهو لتغلب على بكر بن وائل. قال الشاعر: أرى إبلى عافت جدود فلم تذق * بها قطرة إلا تحلة مقسم -
جدد
جَدَّ1 جَدَدْتُ، يَجِدّ، اجْدِدْ/ جِدَّ، جَدًّا، فهو جادّ
• جدَّ الشَّخْصُ: صار ذا حظ. 

جدَّ2/ جدَّ بـ/ جدَّ في جَدَدْتُ، يَجِدّ، اجْدِدْ/جِدَّ، جِدًّا، فهو جادّ، والمفعول مجدود به
• جدَّ الطَّالبُ: كان رصينًا لم يهزِلْ "تكلَّم بجِدٍّ" ° العناية والكَدّ يجلبان الجِدّ [مثل أجنبيّ]: يماثله القولُ العربيُّ: من المخض يبدو الزُّبد.
• جدَّ به الأمرُ: اشتدّ عليه.
• جدَّ في طلب العلم: اجتهد فيه واهتم به "جدَّ في حل المشكلة/ رعاية الأيتام- من جدّ وجد، ومن زرع حصَد [مثل] "? جدّ الجِدُّ: جاءت لحظة الاجتهاد- حمله مَحْمَل الجِدّ: اهتمّ به وعُني به.
• جدَّ في المشي: أسرع، عجَّل فيه "جدَّ في السير".
• جدَّ في أثره: تتبَّعه، اقتفى أثره "جدَّ في أثر الترقية". 

جَدَّ3 جَدَدْتُ، يَجِدّ، اجْدِدْ/جِدَّ، جِدّةً، فهو جديد
• جدَّ الشَّيءُ:
1 - صار جديدًا "جدَّ الثَّوب بعد صَبْغه".
2 - حدث بعد أن لم يكن "جدّت أمور لم نكن نتوقّعها- درسنا سمات الجِدَّة في الأدب العبّاسيّ". 

أجدَّ/ أجدَّ في يُجِدّ، أجدِدْ/ أجِدَّ، إجدادًا، فهو مُجِدّ، والمفعول مُجَدٌّ (للمتعدِّي)
• أجدَّ التِّلميذُ: اجتهد، صار ذا جِدّ واجتهاد "إنّه عاملٌ مُجدّ".
• أجدَّ الشَّيءَ: أحدثه.
• أجدَّ السَّيرَ/ أجدَّ في السَّيرِ: أسرع فيه.
• أجدَّ في الأمر: سعى واجتهد فيه، ضدّ هزَل "وما طالب الحاجات في كلّ وجهة ... من الناس إلاّ من أجدّ وشمَّرا". 

استجدَّ يستجدّ، اسْتَجْدِدْ/ اسْتَجِدَّ، استجدادًا، فهو مُستجِدّ، والمفعول مُستجَدّ (للمتعدِّي)
• استجدَّ الأمرُ: صار حديثًا "أحداث مستجِدَّة- مُستجِدَّات سياسيّة- استُجدَّتْ أحداثٌ لم تكن مُتوقَّعة- تتطلّب الظروف العالميّة المستجدّة توحُّد الصفّ العربيّ" ° جنديّ مستجِدّ: مُلتحِق حديثًا بالخدمة العسكريّة.
• استجدَّ الشَّيءَ: استحدثه وصيَّره جديدًا "استجدّ قصيدةً: نظم قصيدة جديدة- مُستجدَّات الحياة العصريّة". 

تجدَّدَ يتجدَّد، تجدُّدًا، فهو مُتجدِّد
• تجدَّد البيتُ وغيرُه: مُطاوع جدَّدَ: صار جديدًا "كُلُّ شيء يتجدَّد في الرَّبيع".
• تجدَّد نشاطُه: عاد إليه ° تجدَّد الاضطرابُ: عاد وتكرّر. 

جدَّدَ يُجدِّد، تجديدًا، فهو مُجدِّد، والمفعول مُجدَّد (للمتعدِّي)
• جدَّد الأديبُ: (دب) جاء بالجديد وأبدع وابتكر "جدّد الشعراءُ المعاصرون في شكل القصيدة- حركة التجديد في الشِّعر مستمرّة".
• جدَّد الشَّيءَ: صيَّره جديدًا حديثًا "جدَّد هواءَ الغرفة/ أثاث بيته- جدَّدت الحكومةُ قطاعَ السِّكَّك الحديديّة- جدَّد أسلوبه الروائيّ" ° جدَّد أحزانه: أثار شجونه.
• جدَّدوا انتخابَ الرَّئيس: أعادوه? جدّد الشُّربَ: استأنفه- خاطبته مُجدَّدًا في القضيَّة: مرَّة أخرى.
• جدَّد قواه: استردّها وأعاد حيويّته? جدّد نشاطه/ جدّد
 شبابَه: أخذ بعض الراحة ليعود أكثر قدرة على العمل.
• جدَّد الإجازةَ أو المعاهدةَ أو نحوَهما: مدَّد مدَّة العمل بها "جدَّد جوازَ سفره/ عضويّته"? جدَّد إيجارًا/ جدَّد عقدًا: جعل مفعوله يسري ثانيةً- جدَّد معلوماته: واظب على الاطِّلاع. 

تجدُّد [مفرد]:
1 - مصدر تجدَّدَ.
2 - إعادة تكوُّن جزء من الجسم بعد إصابته أو فقده "تجدُّد الأنسجة العظميّة" ° تجدُّد الشَّباب: عودة النشاط والحيويّة. 

تجديد [مفرد]:
1 - مصدر جدَّدَ.
2 - (دب) إتيان بما ليس مألوفًا أو شائعًا كابتكار موضوعاتِ أو أساليبَ تخرج عن النَّمط المعروف والمتَّفق عليه جماعيًّا، أو إعادة النَّظر في الموضوعات الرَّائجة، وإدخال تعديل عليها بحيث تبدو مُبْتَكَرةً لدى المتلقِّي "صار من روّاد التجديد المسرحيّ".
3 - (سة) إعادة انتخاب أحد المسئولين، كالتجديد لرئيس الجمهوريّة.
4 - (قن) إبدال التزام قديم بآخر جديد ° تجديد إيجار: عقد إيجار جديد والتزام شروط الإيجار القديم. 

تجديديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تجديد: "مدرسة/ مسرحية/ أفكار/ قيمة/ ميزة/ فنيَّة تجديديَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تجديد: محاولة بعث روح جديدة في شيءٍ أو عملٍ أو فنٍّ تحوّله إلى ما هو أفضل "لُمِحتْ آثار التجديديّة في أفكاره- بدر شاكر السيّاب وصلاح عبد الصبور من روّاد التجديديّة في إيقاع الشعر العربي". 

جادّة [مفرد]: ج جادَّات وجوادّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل جَدَّ1 وجدَّ2/ جدَّ بـ/ جدَّ في.
2 - طريق مستقيم، أو طريقٌ أعظم يجمعُ الطُّرقَ "اسلك الجادّة تصلْ آمنًا [مثل]- إيّاكُمْ وَالتّعْرِيشَ عَلَى جَوادِّ الطَّريقِ [حديث] " ° خرَج عن الجادّة: أخطأ، انحرف عن الحقِّ والصواب. 

جَدّ1 [مفرد]: ج أجداد (لغير المصدر) وجُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر جَدَّ1.
2 - أبو الأب، وأبو الأمّ وإن علا، أصل السّلالة، أصل النسب "عاش على أرض الأجداد- من يزدهي بجدوده يستأجر أمجاد الآخرين [مثل] " ° الجَدُّ الأعلى/ الجدود/ الأجداد: السَّلف. 

جَدّ2 [مفرد]: ج جُدود:
1 - جلال وعظمة "تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ [حديث]- {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا}: تعبير عن الشعور باستعلاء الله سبحانه وعظمته وجلاله عن أن يتَّخذ صاحبةً أو ولدًا".
2 - مكانة ومنزلة عند الناس.
3 - حظّ "الجَدُّ في الجِدّ والحرمان في الكسل [مثل]: الحَظُّ في الاجتهاد" ° جَدُّكَ لا كَدُّك: قد يجلب الحَظُّ ما لا يجلبه العملُ المتواصل. 

جُدَد [جمع]: مف جُدَّة وجَدِيد: علامات وخطوط ظاهرة " {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} ". 

جِدّ [مفرد]:
1 - مصدر جدَّ2/ جدَّ بـ/ جدَّ في.
2 - اسم يعني بلوغ الغاية ويُعْرب حسب موقعه في الجملة.
• جِدّ عالِمٍ/ عالم جِدًّا: بلغ الغاية في علمه "هذا خطر جِدُّ عظيم" ° جِدًّا: إلى حدٍّ بعيد، كثيرًا، حقيقةً. 

جَدَّة [مفرد]: ج جَدَّات، مذ جَدُّ: أمّ الأب أو أمّ الأمّ وإن عَلَت "كانت جدَّته أحنّ عليه من أبيه". 

جِدَّة [مفرد]: ج جِدَد (لغير المصدر):
1 - مصدر جَدَّ3.
2 - حداثة وطرافة "تميّزت أبحاثه بالجِدَّة". 

جِدِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِدّ: وقور، رصين "قضيَّة جِدِّيَّة- الأمر جدِّيّ" ° جِدّيًّا: بجِدّ- رَجُل جدِّيّ: جاد، وجيه، خبير بالأمور ذو شخصيّة جادّة مميَّزة. 

جِدِّيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من جِدّ: رصانة، رزانة تدلُّ على الحالة النفسيَّة والبدنيَّة للإنسان "عمِل/ تكلَّم بجدِّيّة".
2 - اجتهاد واهتمام بالأمر "لم يُظهر جِدِّيَّة في العمل". 

جَديد [مفرد]: ج أَجِدّة وجُدَد وجُدُد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جَدَّ3: مبتكر، مستحدث، خلاف القديم "لكلِّ جَديد بهْجة ولكلِّ قادم دهشة- {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} " ° جَديد عليه: لم يعرفه مسبقًا- لا جَديد تحت الشمس: لم يجدّ جديدٌ- مِنْ جديد: مجدَّدًا، مرَّة أخرى- وَجْهٌ جديد: يُرى لأوّل مرّة، ظهر حديثًا.
 • العَهْد الجديد: (دن) (في المسيحيّة) كتاب يحتوي الأناجيل الأربعة وأعمال الرُّسل والرَّسائل والرُّؤيا.
• الجَديدان: اللَّيْلُ والنَّهارُ، لأنّهما لا يبليان. 

مُتجدِّد [مفرد]: اسم فاعل من تجدَّدَ.
• الطاقة المُتجدِّدة: (فز) الطاقة التي تأتي من الشمس والريح والمياه، كالطاقة الشمسيّة وطاقة المدّ والكهرباء المائيّة. 

مُجَدِّد [مفرد]: اسم فاعل من جدَّدَ.
• مُجدِّد القوَّة: عامل يساعد على التَّقوية وتجديد النَّشاط الجسمانيّ بعد المرض. 
(ج د د) و (ج د ج د)

الجَدّ: أَبُو الْأَب وَأَبُو الْأُم.

وَالْجمع: أجداد، وجُدود.

والجَدّ: البخت والحظوة.

والجَدّ: الْحَظ والرزق، يُقَال: فلَان ذُو جَدّ فِي كَذَا: أَي ذُو حَظّ فِيهِ، وَفِي الدُّعَاء: " وَلَا ينفع ذَا الجَدّ مِنْك الجَدُّ ": أَي من كَانَ لَهُ حَظّ فِي الدُّنْيَا لم يَنْفَعهُ ذَلِك مِنْك الْآخِرَة.

وَالْجمع: أجداد، وأجُدّ، وجُدُود، عَن سِيبَوَيْهٍ.

وَرجل جُدّ: عَظِيم الجَدّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع: جُدُّون، وَلَا يكسّر.

وَكَذَلِكَ: جُدٌّ وجُدِّىّ ومجدود، وجَدِيد، وَقد جُدّ، وَهُوَ أجَدّ مِنْك: أَي أحظ، فَإِن كَانَ هَذَا من مجدود فَهُوَ غَرِيب؛ لِأَن التَّعَجُّب فِي مُعْتَاد الْأَمر إِنَّمَا هُوَ من الْفَاعِل لَا من الْمَفْعُول، وَإِن كَانَ من جَدِيد، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي معنى مفعول، فَكَذَلِك أَيْضا.

وَأما إِن كَانَ جَدِيد فِي معنى فَاعل فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَلِيق بِهِ التَّعَجُّب، اعني أَن التَّعَجُّب إِنَّمَا هُوَ من الْفَاعِل فِي غَالب الْأَمر، كَمَا قُلْنَا. وجَدِدت بِالْأَمر جَدّا: حظيت بِهِ خيرا كَانَ أَو شرا.

والجَدّ: العظمة، وَفِي التَّنْزِيل: (وأَنه تَعَالَى جَدُّ ربّنا) قيل: جَدّه: عَظمته، وَقيل: غناهُ. وَفِي حَدِيث أنس: " إِنَّه كَانَ الرجل منا إِذا حفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جَدّ فِينَا " أَي عظم فِي أَعيننَا.

وَخص بَعضهم بالجَدّ: عَظمَة الله عز وَجل، وَقَول أنس هَاهُنَا: يرد هَذَا لِأَنَّهُ قد أوقعه على الرجل.

وجِدّة النَّهر، وجُدّته: مَا قرب مِنْهُ من الأَرْض.

وَقيل: جِدّته وجُدَّته، وجِدّه، وجَدّه: ضفته وشاطئه، الأخيرتان عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجُدّ، والجُدّة: سَاحل الْبَحْر بِمَكَّة.

وجُدّة: اسْم مَوضِع قريب من مَكَّة، مُشْتَقّ مِنْهُ.

وجُدَّة كل شَيْء: طَرِيقَته.

وجُدَّته: علامته، عَن ثَعْلَب.

وجُدّ كل شَيْء: جالبه.

والجَدّ، والجِدّ، والجدِيد، والجَدَد، كُله: وَجه الأَرْض.

وَقيل: الجَدَد: الأَرْض الغليظة.

وَقيل: المستوية، وَفِي الْمثل: " من سلك الجَدَدَ أَمن العثار " يُرِيد: من سلك طَرِيق الْإِجْمَاع، فكنى عَنهُ بالجَدَد.

والجَدَد من الرمل: مَا اسْترق مِنْهُ وَانْحَدَرَ.

وأجَدّ الْقَوْم: علوا جديدَ الأَرْض أَو ركبُوا جَدَد الرمل، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

أجْدَدْن واستوى بهِنّ السَّهْبُ ... وعارضتهنّ جَنُوبٌ نَعْبُ

النَّعب: السريعة المر، عَن غير ابْن الْأَعرَابِي.

وأجَدَّت لَك الأَرْض: إِذا انْقَطع عَنْك الخبار ووضحت.

وجادَّة الطَّرِيق: مسلكه وَمَا وضح مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجادَّة: الطَّرِيق إِلَى المَاء.

والجُدّ: الْبِئْر الجيّدة الْموضع من الْكلأ، مُذَكّر.

وَقيل: هِيَ الْبِئْر المُغزرة.

وَقيل: الجُدّ: الْبِئْر القليلة المَاء، قَالَ الْأَعْشَى:

مَا يُجعل الجُدّ الظَّنُون الَّذِي ... جُنِّب صَوْبَ اللَّجِب الماطر

وَقيل: الجُدّ: المَاء الْقَلِيل.

وَقيل: هُوَ المَاء يكون فِي طرف الفلاة.

وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ المَاء الْقَدِيم، وَبِه فسر قَول أبي مُحَمَّد الحذلمي:

ترعى إِلَى جُدّ لَهَا مَكِينِ

وَالْجمع من ذَلِك كُله: أجداد.

ومفازة جَدّاء: يابسة، قَالَ:

وجَدّاء لَا يُرْجَى بهَا ذُو قرَابَة ... لعَطْف وَلَا يَخْشَى السُّمَاةَ رَبيبُها

السماة: الصيادون، وربيبها: وحشها: أَي أَنه لَا وَحش بهَا فيخشى القانص، وَقد يجوز أَن يكون بهَا وَحش لَا يخَاف القانص لبعدها وإخافتها، والتفسيران للفارسي.

وَسنة جَدّاء: مَحْلَة.

وشَاة جَدّاء: قَليلَة اللَّبن يابسة الضَّرع.

وَكَذَلِكَ: النَّاقة والأتان.

وَقيل: الجَدّاء من كل حلوبة: الذاهبة اللَّبن عَن عيب.

والجَدُود: القليلة اللَّبن من غير عيب.

وَالْجمع: جدائد، وجِدّاد.

وَامْرَأَة جَدّاء: صَغِيرَة الثدى.

وجَدّ الشَّيْء يجُدّه جَدّا: قطعه.

والجّدّاء من الْغنم وَالْإِبِل: المقطوعة الْأذن. وحبل جَدِيد: مَقْطُوع، قَالَ:

أبَي حُبِّى سُلَيمى أَن يَبيدا ... وأمْسَى حَبْلُها خَلَقا جَدِيدا

ومِلْحفة جَدِيدٌ، وجَدِيدة: حِين جَدّها الحائك: أَي قطعهَا.

والجِدّة: نقيض البِلى، يُقَال: شَيْء جَدِيد.

وَالْجمع: أجِدّة، وجُدُد، وجُدَد.

وَحكى اللحياني: أَصبَحت ثِيَابهمْ خُلْقانا، وخَلَقهم جُدُدا فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجمع، وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: وخلقهم جَديدا فَوضع الْجمع مَوضِع الْوَاحِد.

وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى.

وَقد قَالُوا: ملحفة جَدِيدَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهِي قَليلَة.

وَقَالَ أَبُو عَليّ: جَدّ الثَّوْب يجِدّ: صَار جَدِيدا، وَعَلِيهِ وَجه قَول سِيبَوَيْهٍ: ملحفة جَدِيدَة، لَا على مَا ذكرنَا من الْمَفْعُول.

وأجَدّ ثوبا، واستجدَّه: لبسه جَدِيدا، قَالَ:

وخَرْقٍ مَهَارِقَ ذِي لُهْلُهٍ ... أجَدَّ الأُوَامَ بِهِ مَظْمؤه

هُوَ من ذَلِك: أَي جَدّد، وأصل ذَلِك كُله الْقطع. فَأَما مَا جَاءَ مِنْهُ فِي غير مَا يقبل الْقطع فعلى الْمثل بذلك؛ كَقَوْلِهِم: جَدَّد الْوضُوء والعهد.

والأجَدّان، والجديدان: اللَّيْل وَالنَّهَار؛ وَذَلِكَ لانهما لَا يبليان أبدا.

وَيُقَال: لَا افْعَل ذَلِك مَا اخْتلف الأجَدّان والجديدان: أَي اللَّيْل وَالنَّهَار.

فَأَما قَول الْهُذلِيّ:

وَقَالَت لن ترى أبدا تَلِيداً ... بِعَيْنِك آخِرَ الدَّهْر الجديدِ

فَإِن ابْن جني قَالَ: إِذا كَانَ الدَّهْر أبدا جَدِيدا فَلَا آخر لَهُ، وَلكنه جَاءَ على أَنه لَو كَانَ لَهُ آخر لما رَأَيْته فِيهِ. والجديد: مَا لَا عهد لَك بِهِ، وَلذَلِك وصف الْمَوْت بالجديد، هذلية، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَقلت لقلبي يَا لَكَ الخيرُ إِنَّمَا ... يدلِّيك للْمَوْت الْجَدِيد حِبَابُها

وَقَالَ الْأَخْفَش والمغافص الْبَاهِلِيّ: جَدِيد الْمَوْت: أَوله.

وجَدّ النّخل يَجُدّه جَدّاً، وجِدادا، وجَدَادا، عَن اللحياني: صرمه.

وأجَدّ: حَان أَن يُجَدّ.

والجَدَاد، والجِدَاد: أَوَان الصرام.

وَقَالَ اللحياني: جُدَادة النّخل وَغَيره: مَا يُسْتأصل.

وَمَا عَلَيْهِ جُدَة، وجِدّة: أَي خرقَة.

والجِدَّة: قلادة فِي عنق الْكَلْب، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

لَو كنت كَلْب قَنِيصٍ كنتَ ذَا جِدَدٍ ... تكون إرْبتُه فِي آخِر المَرَسِ

وجَدِيدتا السَّرج والرحل: اللبد الَّذِي يلزق بهما من الْبَاطِن.

والجِدُّ: نقيض الْهزْل.

جَدّ يجِدّ، ويجُدّ جَداًّ.

وأجَدّ: حقق.

وَعَذَاب جِدّ: مُحَقّق مبالغ فِيهِ، وَفِي الْقُنُوت: " ونخشى عذابك الْجد " وجَدّ فِي أمره يجِدّ، ويجُدّ جِداًّ، وأجَدَّ: حقق.

والمُجادَّة: المحاقَّة.

وجَدّ بِهِ الْأَمر: اشْتَدَّ، قَالَ أَبُو سهم:

أخالد لَا يرضى عَن العَبْد ربُّه ... إِذا جَدّ بالشيخ العُقُوق المصمِّم

وأجِدّك لَا تفعل كَذَا، وأجَدّك، إِذا كسر، ستحلفه بحقيقته، استحلفه ببخته. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أجِدّك: مصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: أجِدًّ مِنْك، وَلكنه لَا يسْتَعْمل إِلَّا مُضَافا، قَالَ: وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ جِدّا، نَصبه على الْمصدر؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ من اسْم مَا قبله وَلَا هُوَ هُوَ.

وَقَالُوا: هَذَا الْعَالم جِدُّ العالِم، وَهَذَا عَالم جِدُّ عَالم: يُرِيد بذلك التناهي، وَأَنه قد بلغ الْغَايَة فِيمَا يصف بِهِ من الْخلال.

وصَرَّحَتْ بجِدّ، وجِدّان، وجَدّاء: يُضرب هَذَا مثلا لِلْأَمْرِ إِذا بَان.

وَقَالَ اللحياني: صرحت بجِدّان وجِدَّي: أَي بِجِدّ.

والجُدَّاد: صغَار الشّجر، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وانشد للطرماح:

تَجتني ثامرَ جُدّاده ... من فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ

والجُدّاد: صغَار العضاه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: صغَار الطلح، الْوَاحِدَة من كل ذَلِك: جُدَّادة.

والجُدَّاد: صَاحب الْحَانُوت الَّذِي يَبِيع الْخمر ويعالجها.

والجُدَّاد: الخيوط المعقدة يُقَال لَهَا: كُداد، بالنَّبطية، قَالَ الْأَعْشَى يصف خمارا:

أضاءَ مِظَلَّته بالسِّرا ... ج والليلُ غامر جُدّادِها

وجُدّ: مَوضِع، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

فَلَو أنَّها كَانَت لِقاحي كَثِيرَة ... لقد نَهِلت من مَاء جُدّ وعَلَّتِ

قَالَ: ويروى: " من مَاء حُدّ ". وَقد تقدم.

وجَدّاء: مَوضِع، قَالَ أَبُو جُنْدُب الْهُذلِيّ:

بَغَيتُهمُ مَا بَين جَدّاء والحَشَى ... وأوردتُهم ماءَ الأُثَيل وعاصما

والجُدْجُد: الأَرْض الملساء. والجُدْجُد: الأَرْض الغليظة.

والجُدْجُد: دُوَيْبَّة على خلقَة الجندب، إِلَّا أَنَّهَا سويداء قَصِيرَة، وَمِنْهَا مَا يضْرب إِلَى الْبيَاض.

وَقيل: هُوَ صرار اللَّيْل.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ دويبة تعلق الإهاب فتاكله، وانشد:

تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرِّجال بفاحم ... غُدَافٍ وتصطادِين عُثًّا وجُدْجُدا

والجُدْجُد: بثرة فِي جفن الْعين تدعى الظبظاب.

والجُدْجُد: الْحر، قَالَ الطرماح:

حتَّى إِذا صُهْبُ الجنادب ودَّعتْ ... نَوْرَ الرّبيع ولاحَهُنَّ الجُدْجُد

والأجْداد: أَرض لبني مرّة وَأَشْجَع وفزارة، قَالَ عُرْوَة بن الْورْد:

فَلَا وَألت تِلْكَ النفوسُ وَلَا أَتَت ... على رَوضة الأجداد وهْيَ جميعُ

جدد: الجَدُّ، أَبو الأَب وأَبو الأُم معروف، والجمع أَجدادٌ وجُدود.

والجَدَّة: أُم الأُم وأُم الأَب، وجمعها جَدّات. والجَدُّ: والبَخْتُ

والحَِظْوَةُ. والجَدُّ: الحظ والرزق؛ يقال: فلان ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حظ؛

وفي حديث القيامة: قال، صلى الله عليه وسلم: قمت على باب الجنة فإِذا

عامّة من يدخلها الفقراء، وإِذا أَصحاب الجدِّ محبوسون أَي ذوو الحظ والغنى

في الدنيا؛ وفي الدعاء: لا مانع لما أَعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع

ذا الجدِّ منك الجَدُّ أَي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في

الآخرة، والجمع أَجدادٌ وأَجُدٌّ وجُدودٌ؛ عن سيبويه. وقال الجوهري: أَي

لا ينفع ذا الغنى عندك أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه

(* قوله «لا ينفع

ذا الغنى منك غناه» هذه العبارة ليست في الصحاح ولا حاجة لها هنا إلاّ

أنها في نسخة المؤلف) ؛ وقال أَبو عبيد: في هذا الدعاءُ الجدّ، بفتح الجيم

لا غير، وهو الغنى والحظ؛ قال: ومنه قيل لفلان في هذا الأَمر جَدٌّ إِذا

كان مرزوقاً منه فتأَوَّل قوله: لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ أَي لا

ينفع ذا الغنى عنك غناه، إِنما ينفعه الإِيمان والعمل الصالح بطاعتك؛ قال:

وهكذا قوله: يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاَّ من أَتى الله بقلب سليم؛

وكقوله تعالى: وما أَموالكم ولا أَولادكم بالتي تقرِّبكم عندنا زلفى؛ قال

عبد الله محمد بن المكرم: تفسير أَبي عبيد هذا الدعاء بقوله أَي لا ينفع

ذا الغنى عنك غناه فيه جراءة في اللفظ وتسمح في العبارة، وكان في قوله أَي

لا ينفع ذا الغنى غناه كفاية في الشرح وغنية عن قوله عنك، أَو كان يقول

كما قال غيره أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه؛ وأَما قوله: ذا الغنى عنك

فإِن فيه تجاسراً في النطق وما أَظن أَن أَحداً في الوجود يتخيل أَن له

غنى عن الله تبارك وتعالى قط، بل أَعتقد أَن فرعون والنمروذ وغيرهما ممن

ادعى الإِلهية إِنما هو يتظاهر بذلك، وهو يتحقق في باطنه فقره واحتياجه

إِلى خالقه الذي خلقه ودبره في حال صغر سنه وطفوليته، وحمله في بطن أُمه قبل

أَن يدرك غناه أَو فقره، ولا سيما إِذا احتاج إِلى طعام أَو شراب أَو

اضطرّ إِلى اخراجهما، أَو تأَلم لأَيسر شيء يصيبه من موتِ محبوب له، بل من

موت عضو من أَعضائه، بل من عدم نوم أَو غلبة نعاس أَو غصة ريق أَو عضة

بق، مما يطرأُ أَضعاف ذلك على المخلوقين، فتبارك الله رب العالمين؛ قال

أَبو عبيد: وقد زعم بعض الناس أَنما هو ولا ينفع ذا الجِدِّ منك الجِدّ،

والجدّ إِنما هو الاجتهاد في العمل؛ قال: وهذا التأْويل خلاف ما دعا إِليه

المؤمنين ووصفهم به لأَنه قال في كتابه العزيز: يا أَيها الرسل كلوا من

الطيبات واعملوا صالحاً؛ فقد أَمرهم بالجدّ والعمل الصالح وحمدهم عليه،

فكيف يحمدهم عليه وهو لا ينفعهم؟ وفلان صاعدُ الجَدِّ: معناه البخت والحظ في

الدنيا.

ورجل جُدّ، بضم الجيم، أَي مجدود عظيم الجَدّ؛ قال سيبويه: والجمع

جُدّون ولا يُكَسَّرُ وكذلك جُدٌّ وجُدِّيّ ومَجْدُودٌ وجَديدٌ. وقد جَدَّ وهو

أَجَدُّ منك أَي أَحظ؛ قال ابن سيده: فإِن كان هذا من مجدود فهو غريب

لأَن التعجب في معتاد الأَمر إِنما هو من الفاعل لا من المفعول، وإِن كان

من جديد وهو حينئذ في معنى مفعول فكذلك أَيضاً، وأَما إِن كان من جديد في

معنى فاعل فهذا هو الذي يليق بالتعجب، أَعني أَن التعجب إِنما هو من

الفاعل في الغالب كما قلنا. أَبو زيد: رجل جديد إِذا كان ذا حظ من الرزق،

ورجل مَجدودٌ مثله.

ابن بُزُرْج: يقال هم يَجِدُّونَ بهم ويُحْظَوْن بهم أَي يصيرون ذا حظ

وغنى. وتقول: جَدِدْتَ يا فلان أَي صرت ذا جدّ، فأَنت جَديد حظيظ ومجدود

محظوظ.

وجَدَّ: حَظَّ. وجَدِّي: حَظِّي؛ عن ابن السكيت. وجَدِدْتُ بالأَمر

جَدًّا: حظيتُ به، خيراً كان أَو شرّاً. والجَدُّ: العَظَمَةُ. وفي التنزيل

العزيز: وإِنه تعالى جَدُّ ربنا؛ قيل: جَدُّه عظمته، وقيل: غناه، وقال

مجاهد: جَدُّ ربنا جلالُ ربنا، وقال بعضهم: عظمة ربنا؛ وهما قريبان من

السواء. قال ابن عباس: لو علمت الجن أَن في الإِنس جَدًّا ما قالت: تعالى

جَدُّ ربنا؛ معناه: أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب في الإِنس يدعى جَدًّا،

ما قالت الذي اخبر الله عنه في هذه السورة عنها؛ وفي حديث الدعاء: تبارك

اسمك وتعالى جَدُّك أَي علا جلالك وعظمتك. والجَدُّ: الحظ والسعادة

والغنى: وفي حديث أَنس: أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة وآل عمران جَدَّ

فينا أَي عظم في أَعيننا وجلَّ قدره فينا وصار ذا جَدّ، وخص بعضهم بالجَدّ

عظمة الله عزّ وجلّ، وقول أَنس هذا يردّ ذلك لأَنه قد أَوقعه على الرجل.

والعرب تقول: سُعِيَ بِجَدِّ فلانٍ وعُدِيَ بجدّه وأُحْضِرَ بِجدِّه

وأُدْرِكَ بِجَدِّه إِذا كان جَدُّه جَيِّداً. وجَدَّ فلان في عيني يَجِدُّ

جَدًّا، بالفتح: عظم.

وجِدَّةُ النهر وجُدَّتُه: ما قرب منه من الأَرض، وقيل: جِدَّتُه

وجُدَّتُه وجُدُّه وجَدُّه ضَفَّته وشاطئه؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي.

الأَصمعي: كنا عند جُدَّةِ النهر، بالهاء، وأَصله نبطيٌّ أَعجمي كُدٌّ

فأُعربت؛ وقال أَبو عمرو: كنا عند أَمير فقال جَبَلَةُ بن مَخْرَمَةَ: كنا عند

جُدِّ النهر، فقلت: جُدَّةُ النهر، فما زلت أَعرفهما فيه. والجُدُّ

والجُدَّةُ: ساحل البحر بمكة.

وجُدَّةُ: اسم موضع قريب من مكة مشتق منه.

وفي حديث ابن سيرين: كان يختار الصلاة على الجُدَّ إِن قدر عليه؛

الجُدُّ، بالضم: شاطئ النهر والجُدَّة أَيضاً وبه سمِّيت المدينة التي عند مكة

جُدَّةَ. وجُدَّةُ كل شيء: طريقته. وجُدَّتُه: علامته؛ عن ثعلب.

والجُدَّةُ: الطريقة في السماء والجبل، وقيل: الجُدَّة الطريقة، والجمع جُدَدٌ؛

وقوله عز وجل: جُدَدٌ بيض وحمر؛ أَي طرائق تخالف لون الجبل؛ ومنه قولهم:

ركب فلان جُدَّةً من الأَمر إِذا رأَى فيه رأْياً. قال الفراء: الجُدَدُ

الخِطَطُ والطُّرُق، تكون في الجبال خِطَطٌ بيض وسود وحمر كالطُّرُق،

واحدها جُدَّةٌ؛ وأَنشد قول امرئ القيس:

كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه

كنائِنُ يَجْرِي، فَوقَهُنَّ، دَلِيصُ

قال: والجُدَّة الخُطَّةُ السوداء في متن الحمار. وفي الصحاح: الجدة

الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه. قال الزجاج: كل طريقة جُدَّةٌ

وجادَّة. قال الأَزهري: وجادَّةُ الطريق سميت جادَّةً لأَنها خُطَّة مستقيمة

مَلْحُوبَة، وجمعها الجَوادُّ. الليث: الجادُّ يخفف ويثقل، أَمَّا التخفيف

فاشتقاقه من الجوادِ إِذا أَخرجه على فِعْلِه، والمشدَّد مخرجه من الطريق

الجديد الواضح؛ قال أَبو منصور: قد غلط الليث في الوجهين معاً. أَما

التخفيف فما علمت أَحداً من أَئمة اللغة أَجازه ولا يجوز أَن يكون فعله من

الجواد بمعنى السخي، وأَما قوله إِذا شدِّد فهو من الأَرض الجَدَدِ، فهو

غير صحيح، إِنما سميت المَحَجَّة المسلوكة جادَّة لأَنها ذات جُدَّةٍ

وجُدودٍ، وهي طُرُقاتُها وشُرُكُها المُخَطَّطَة في الأَرض، وكذلك قال

الأَصمعي؛ وقال في قول الراعي:

فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ، وقد بَدا

لهنَّ المَنارُ، والجوادُ اللَّوائحُ

قال: أَخطأَ الراعي حين خفف الجوادَ، وهي جمع الجادَّةِ من الطرق التي

بها جُدَدٌ. والجُدَّة أَيضاً: شاطئ النهر إِذا حذفوا الهاء كسروا الجيم

فقالوا جِدٌّ، ومنه الجُدَّةُ ساحل البحر بحذاء مكة.

وجُدُّ كل شيء: جانبه. والجَدُّ والجِدُّ والجَديدُ والجَدَدُ: كله وجه

الأَرض؛ وفي الحديث: ما على جديد الأَرض أَي ما على وجهها؛ وقيل:

الجَدَدُ الأَرض الغليظة، وقيل: الأَرض الصُّلْبة، وقيل: المستوية. وفي المثل:

من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العثارَ؛ يريد من سلك طريق الإِجماع فكنى عنه

بالجَدَدِ. وأَجدَّ الطريقُ إِذا صار جَدَداً. وجديدُ الأَرض: وجهها؛ قال

الشاعر:

حتى إِذا ما خَرَّ لم يُوَسَّدِ،

إِلاَّ جَديدَ الأَرضِ، أَو ظَهْرَ اليَدِ

الأَصمعي: الجَدْجَدُ الأَرض الغليظة.

وقال ابن شميل: الجَدَدُ ما استوى من الأَرض وأَصْحَرَ؛ قال: والصحراء

جَدَدٌ والفضاء جَدَدٌ لا وعث فيه ولا جبل ولا أَكمة، ويكون واسعاً وقليل

السعة، وهي أَجْدادُ الأَرض؛ وفي حديث ابن عمر: كان لا يبالي أَن يصلي في

المكان الجَدَدِ أَي المستوي من الأَرض؛ وفي حديث أَسْرِ عُقبة بن أَبي

معيط: فَوَحِلَ به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض.

ويقال: ركب فلان جُدَّةً من الأَمر أَي طريقة ورأْياً رآه.

والجَدْجَدُ: الأرض الملساء. والجدجد: الأَرض الغليظة. والجَدْجَدُ:

الأَرض الصُّلبة، بالفتح، وفي الصحاح: الأَرض الصلبة المستوية؛ وأَنشد لابن

أَحمر الباهلي:

يَجْنِي بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها،

صُمِّ السَّنابك، لا تَقِي بالجَدْجَدِ

وأَورد الجوهري عجزه صُمُّ السنابك، بالضم؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده

صمِّ، بالكسر. والوظائف: مستدق الذراع والساق. وأَسرها: شدة خلقها.

وقوله: لا تقي بالجدجد أَي لا تتوقاه ولا تَهَيَّبُه. وقال أَبو عمرو:

الجَدْجَدُ الفَيْفُ الأَملس؛ وأَنشد:

كَفَيْضِ الأَتِيِّ على الجَدْجَدِ

والجَدَدُ من الرمل: ما استرق منه وانحدر. وأَجَدَّ القومُ: علوا جَديدَ

الأَرض أَو ركبوا جَدَدَ الرمل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهن السَّهْبُ،

وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ

النعب: السريعة المَرِّ؛ عن ابن الأَعرابي.

والجادَّة: معظم الطريق، والجمع جَوادُّ، وفي حديث عبدالله بن سلام:

وإِذا جَوادُّ منهج عن يميني، الجَوادُّ: الطُّرُقُ، واحدها جادَّة وهي سواء

الطريق، وقيل: معظمه، وقيل: وسطه، وقيل: هي الطريق الأَعظم الذي يجمع

الطُّرُقَ ولا بد من المرور عليه. ويقال للأَرض المستوية التي ليس فيها رمل

ولا اختلاف: جَدَدٌ. قال الأَزهري: والعرب تقول هذا طريق جَدَد إِذا كان

مستوياً لا حَدَب فيه ولا وُعُوثة.

وهذا الطريق أَجَدّ الطريقين أَي أَوْطؤهما وأَشدهما استواء وأَقلهما

عُدَاوءَ.

وأَجَدَّتْ لك الأَرض إِذا انقطع عنك الخَبارُ ووضَحَتْ.

وجادَّة الطريق: مسلكه وما وضح منه؛ وقال أَبو حنيفة: الجادَّة الطريق

إِلى الماء، والجَدُّ، بلا هاء: البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ،

مذكر؛ وقيل: هي البئر المغزرة؛ وقيل: الجَدُّ القليلة الماء.

والجُدُّ، بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلإِ؛ قال الأَعشى

يفضل عامراً على علقمة:

ما جُعِلَ الجَدُّ الظَّنونُ، الذي

جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ

مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَى،

يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ

وجُدَّةُ: بلد على الساحل. والجُدُّ: الماء القليل؛ وقيل: هو الماء يكون

في طرف الفلاة؛ وقال ثعلب: هو الماء القديم؛ وبه فسر قول أَبي محمد

الحذلمي:

تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِ

والجمع من ذلك كله أَجْدادٌ.

قال أَبو عبيد: وجاء في الحديث فأَتَيْنا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ؛

قيل: الجُدجُد، بالضم: البئر الكثيرة الماء. قال أَبو عبيد: الجُدْجُد لا

يُعرف إِنما المعروف الجُدُّ وهي البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ.

اليزيدي: الجُدْجُدُ الكثيرة الماء؛ قال أَبو منصور: وهذا مثل الكُمْكُمَة

للكُمّ والرَّفْرَف للرَّف.

ومفازة جدّاءُ: يابسة، قال:

وجَدَّاءَ لا يُرْجى بها ذو قرابة

لِعَطْفٍ، ولا يَخْشَى السُّماةَ رَبيبُها

السُّماةُ: الصيادون. وربيبها: وحشها أَي أَنه لا وحش بها فيخشى القانص،

وقد يجوز أَن يكون بها وحش لا يخاف القانص لبعدها وإِخافتها، والتفسيران

للفارسي. وسَنَةٌ جَدَّاءُ: مَحْلَةٌ، وعامٌ أَجَدُّ. وشاةٌ جَدَّاءُ:

قليلةُ اللبن يابسة الضَّرْعِ، وكذلك الناقة والأَتان؛ وقيل: الجدَّاءُ من

كل حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عن عَيبٍ، والجَدودَةُ: القليلةُ اللبنِ من

غير عيب، والجمع جَدائدُ وجِدادٌ. ابن السكيت: الجَدودُ النعجة التي قلَّ

لبنُها من غير بأْس، ويقال للعنز مَصُورٌ ولا يقال جَدودٌ. أَبو زيد:

يُجْمَع الجَدودُ من الأُتُنِ جِداداً؛ قال الشماخ:

من الحَقْبِ لاخَتْه الجِدادُ الغَوارزُ

وفلاةٌ جَدَّاءُ: لا ماءَ بها. الأَصمعي: جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا

أَصابها شيء يقطع أَخلافَها. وناقةٌ جَدودٌ، وهي التي انقطع لبنُها. قال:

والمجَدَّدة المصَرَّمة الأَطْباءِ، وأَصل الجَدِّ القطعُ. شَمِر:

الجدَّاءُ الشاةُ التي انقطعت أَخلافها، وقال خالد: هي المقطوعة الضَّرْعِ،

وقيل: هي اليابسة الأَخلافِ إِذا كان الصِّرار قد أَضرَّ بها؛ وفي حديث

الأَضاحي: لا يضحى بِجَدَّاءَ؛ الجَدَّاءُ: لا لَبَن لها من كلِّ حَلوبةٍ

لآفةٍ أَيْبَسَتْ ضَرْعَها. وتَجَدّد الضَّرْع: ذهب لبنه. أَبو الهيثم:

ثَدْيٌ أَجَدُّ إِذا يبس، وجدّ الثديُ والضرعُ وهو يَجَدُّ جَدَداً. وناقة

جَدَّاءُ: يابسة الضَّرع ومن أَمثالهم:...

(* هنا بياض في نسخة المؤلف ولعله لم يعثر على صحة المثل ولم نعثر عليه

فيما بأيدينا من النسخ) ولا تر... التي جُدَّ ثَدْياها أَي يبسا.

الجوهري: جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَضرَّ بها الصِّرار وقطعها فهي ناقة

مُجَدَّدَةُ الأَخلاف. وتَجَدَّدَ الضرع: ذهب لبنُه. وامرأَةٌ جَدَّاءُ:

صغيرةُ الثدي. وفي حديث علي في صفة امرأَة قال: إِنها جَدَّاءُ أَي قصيرة

الثديين. وجَدَّ الشيءَ يَجُدُّهُ جدّاً: قطعه. والجَدَّاءُ من الغنم

والإِبل: المقطوعة الأُذُن. وفي التهذيب: والجدَّاء الشاةُ المقطوعة الأُذُن.

وجَدَدْتُ الشيءَ أَجُدُّه، بالضم، جَدّاً: قَطَعْتُه. وحبلٌ جديدٌ: مقطوع؛

قال:

أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبيدا،

وأَمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا

أَي مقطوعاً؛ ومنه: مِلْحَفَةٌ جديدٌ، بلا هاءٍ، لأَنها بمعنى مفعولة.

ابن سيده: يقال مِلحفة جديد وجديدة حين جَدَّها الحائكُ أَي قطعها. وثوبٌ

جديد، وهو في معنى مجدودٍ، يُرادُ به حين جَدَّهُ الحائك أَي قطعه.

والجِدَّةُ: نَقِيض البِلى؛ يقال: شيءٌ جديد، والجمع أَجِدَّةٌ وجُدُدٌ

وجُدَدٌ؛ وحكى اللحياني: أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً؛

أَراد وخُلْقانُهم جُدُداً فوضَع الواحدَ موضعَ الجمع، وقد يجوز أَراد:

وخَلَقُهم جديداً فوضَع الجمع موضع الواحدِ، وكذلك الأُنثى. وقد قالوا:

مِلْحفَةٌ جديدةٌ، قال سيبويه: وهي قليلة. وقال أَبو عليّ وغيرهُ: جَدَّ

الثوبُ والشيءُ يجِدُّ، بالكسر، صار جديداً، وهو نقيض الخَلَقِ وعليه

وُجِّهَ قولُ سيبويه: مِلْحَفة جديدة، لا على ما ذكرنا من المفعول.

وأَجَدَّ ثَوْباً واسْتَجَدَّه: لَبِسَه جديداً؛ قال:

وخَرْقِ مَهارِقَ ذي لُهْلُهٍ،

أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْؤُهُ

(* قوله «مظؤه» هكذا في نسخة الأصل ولم نجد هذه المادة في كتب اللغة

التي بأيدينا ولعلها محرفة وأصلها مظه يعني أن من تعاطى عسل المظ الذي في

هذا الموضع اشتد به العطش).

هو من ذلك أَي جَدَّد، وأَصل ذلك كله القطع؛ فأَما ما جاءَ منه في غير

ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك كقولهم: جَدَّد الوضوءَ والعهدَ. وكساءٌ

مُجَدَّدٌ: فيه خطوط مختلفة. ويقال: كَبِرَ فلانٌ ثم أَصاب فرْحَةً وسروراً

فجدَّ جَدُّه كأَنه صار جديداً.

قال: والعرب تقول مُلاَءةٌ جديدٌ، بغير هاءٍ، لأَنها بمعنى مجدودةٍ أَي

مقطوعة. وثوب جديد: جُدَّ حديثاً أَي قطع. ويقال للرجل إِذا لبس ثوباً

جديداً: أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ. ويقال: بَلي بيتُ فلانٍ ثم

أَجَدَّ بيتاً، زاد في الصحاح: من شعر؛ وقال لبيد:

تَحَمَّلَ أَهْلُها، وأَجَدَّ فيها

نِعاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلالِ

والجِدَّةُ: مصدر الجَدِيدِ. وأَجَدَّ ثوباً واسْتَجَدَّه. وثيابٌ

جُدُدٌ: مثل سَريرٍ وسُرُرٍ. وتجدَّد الشيءُ: صار جديداً. وأَجَدَّه وجَدَّده

واسْتَجَدَّه أَي صَيَّرَهُ جديداً. وفي حديث أَبي سفيان: جُدَّ ثَدْيا

أُمِّك أَي قطعا من الجَدِّ القطعِ، وهو دُعاءٌ عليه. الأَصمعي: يقال

جُدَّ ثديُ أُمِّهِ، وذلك إِذا دُعِيَ عليه بالقطيعة؛ وقال الهذلي:

رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِ

إِلينا، ولكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ

قال الأَزهري: وتفسير البيت أَن عليّاً قبيلة من كنانة، كأَنه قال

رُوَيْدَكَ عَلِيّاً أَي أَرْوِدْ بِهِمْ وارفق بهم، ثم قال جُدَّ ثديُ

أُمِّهِمْ إِلينا أَي بيننا وبينهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقرابةٌ من قِبَلِ

أُمِّهِم، وهم منقطعون إِلينا بها، وإِن كان في وِدِّهِمْ لنا مَيْنٌ أَي كَذِبٌ

ومَلَق. والأَصمعي: يقال للناقة إِنها لَمِجَدَّةٌ بالرَّحْلِ إِذا كانت

جادَّة في السير.

قال الأَزهري: لا أَدري أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة؛ فمن قال مِجَدَّة،

فهي من جَدَّ يَجِدُّ، ومن قال مُجِدَّة، فهي من أَجَدَّت.

والأَجَدَّانِ والجديدانِ: الليلُ والنهارُ، وذلك لأَنهما لا يَبْلَيانِ

أَبداً؛ ويقال: لا أَفْعَلُ ذلك ما اختلف الأَجَدَّانِ والجديدانِ أَي

الليلُ والنهارُ؛ فأَما قول الهذلي:

وقالت: لن تَرى أَبداً تَلِيداً

بعينك، آخِرَ الدَّهْرِ الجَديدِ

فإِن ابن جني قال: إِذا كان الدهر أَبداً جديداً فلا آخر له، ولكنه جاءَ

على أَنه لو كان له آخر لما رأَيته فيه.

والجَديدُ: ما لا عهد لك به، ولذلك وُصِف الموت بالجَديد، هُذَلِيَّةٌ؛

قال أَبو ذؤيب:

فقلتُ لِقَلْبي: يا لَكَ الخَيْرُ إِنما

يُدَلِّيكَ، للْمَوْتِ الجَديدِ، حَبابُها

وقال الأَخفش والمغافص الباهلي: جديدُ الموت أَوَّلُه. وجَدَّ النخلَ

يَجُدُّه جَدّاً وجِداداً وجَداداً؛ عن اللحياني: صَرَمَهُ. وأَجَدَّ

النخلُ: حان له أَن يُجَدَّ.

والجَدادُ والجِدادُ: أَوانُ الصِّرامِ. والجَدُّ: مصدرُ جَدَّ التمرَ

يَجُدُّه؛ وفي الحديث: نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن جَدادِ الليلِ؛

الجَدادُ: صِرامُ النخل، وهو قطع ثمرها؛ قال أَبو عبيد: نهى أَن تُجَدَّ

النخلُ ليلاً ونَهْيُه عن ذلك لمكان المساكين لأَنهم يحضرونه في النهار

فيتصدق عليهم منه لقوله عز وجل: وآتوا حقه يوم حصاده؛ وإِذا فعل ذلك ليلاً

فإِنما هو فارّ من الصدقة؛ وقال الكسائي: هو الجَداد والجِداد والحَصادُ

والحِصادُ والقَطافُ والقِطافُ والصَّرامُ والصِّرام، فكأَنَّ الفَعال

والفِعالَ مُطَّرِدانِ في كل ما كان فيه معنى وقت الفِعْلِ، مُشبَّهانِ في

معاقبتهما بالأَوانِ والإِوانِ، والمصدر من ذلك كله على الفعل، مثل

الجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ.

وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لابنته عائشة، رضي الله تعالى عنهما: إِني

كنت نَحَلْتُكَ جادَّ عشرين وَسْقاً من النخل وتَوَدِّين أَنكِ خَزَنْتِهِ

فأَما اليوم فهو مال الوارث؛ وتأْويله أَنه كان نَحَلَها في صحته نخلاً

كان يَجُدُّ منها كلَّ سنة عشرين وَسْقاً، ولم يكن أَقْبَضها ما نَحَلَها

بلسانه، فلما مرض رأَى النحل وهو غيرُ مقبوض غيرَ جائز لها، فأَعْلَمَها

أَنه لم يصح لها وأَن سائر الورثة شركاؤها فيها. الأَصمعي: يقال لفلان

أَرض جادٌ مائة وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زرعت، وهو كلام

عربي. وفي الحديث: أَنه أَوصى بِجادٍّ مائة وَسْقٍ للأَشعريين وبِجادِّ مائةِ

وَسْقٍ للشَّيْبِيِّين؛ الجادُّ: بمعنى المجدود أَي نخلاً يُجَدُّ منه

ما يبلغ مائةَ وَسْقٍ. وفي الحديث: من ربط فرساً فله جادٌّ مائةٍ وخمسين

وسقاً؛ قال ابن الأَثير: كان هذا في أَوّل الإِسلام لعزة الخيل وقلتها

عندهم.

وقال اللحياني: جُدادَةُ النخل وغيره ما يُسْتأْصَل. وما عليه جِدَّةٌ

أَي خِرْقَةٌ. والجِدَّةُ: قِلادةٌ في عنق الكلب، حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

لو كنت كَلْبَ قَبِيصٍ كنتَ ذا جِدَدٍ،

تكون أُرْبَتُهُ في آخر المَرَسِ

وجَديدَتا السرج والرَّحْلِ: اللِّبْدُ الذي يَلْزَقُ بهما من الباطن.

الجوهري: جَديدَةُ السَّرْج ما تحت الدَّفَّتين من الرِّفادة واللِّبْد

المُلْزَق، وهما جديدتان؛ قال: هذا مولَّد والعرب تقول جَدْيَةُ

السَّرْجِ.وفي الحديث: لا يأْخذنَّ أَحدكم متاع أَخيه لاعباً جادّاً أَي لا

يأْخذْه على سبيل الهزل يريد لا يحبسه فيصير ذلك الهزلُ جِدّاً. والجِدُّ:

نقيضُ الهزلِ. جَدَّ في الأَمر يَجِدُّ ويَجُدُّ، بالكسر والضم، جِدّاً

وأَجَدَّ: حقق. وعذابٌ جِدٌّ: محقق مبالغ فيه. وفي القنوت: ونَخْشى عذابَكَ

الجِدَّ. وجَدَّ في أَمره يَجِدُّ ويَجُدُّ جَدّاً وأَجَدَّ: حقق.

والمُجادَّة: المُحاقَّةُ. وجادَّهُ في الأَمر أَي حاقَّهُ. وفلانٌ محسِنٌ

جِدّاً، وهو على جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر. والجِدُّ: الاجتهادُ في

الأُمور. وفي الحديث: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا جَدَّ في السَّير

جَمع بين الصَّلاتينِ أَي اهتمّ به وأَسرع فيه. وجَدَّ به الأَمرُ

وأَجَدَّ إِذا اجتهد. وفي حديث أُحُدٍ: لئن أَشهَدَني الله مع النبي، صلى الله

عليه وسلم، قتلَ المشركين ليَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَجِدُّ أَي ما

أَجتهِدُ. الأَصمعي: يقال أَجَدَّ الرجل في أَمره يُجِدُّ إِذا بلغ فيه جِدَّه،

وجَدَّ لغةٌ؛ ومنه يقال: فلان جادٌّ مُجِدٌّ أَي مجتهد. وقال: أَجَدَّ

بها أَمراً أَي أَجَدَّ أَمرَه بها، نصبٌ على التمييز كقولك: قررْتُ به

عيناً أَي قرَّت عيني به؛ وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ

جِدّاً. وجَدَّ به الأَمرُ: اشتد؛ قال أَبو سهم:

أَخالِدُ لا يَرضى عن العبدِ ربُّه،

إِذا جَدَّ بالشيخ العُقوقُ المُصَمِّمُ

الأَصمعي: أَجَدَّ فلان أَمره بذلك أَي أَحكَمَه؛ وأَنشد:

أَجَدَّ بها أَمراً، وأَيقَنَ أَنه،

لها أَو لأُخْرى، كالطَّحينِ تُرابُها

قال أَبو نصر: حكي لي عنه أَنه قال أَجَدَّ بها أَمراً، معناه أَجَدَّ

أَمرَه؛ قال: والأَوّل سماعي، منه. ويقال: جدَّ فلانٌ في أَمرِه إِذا كان

ذا حقيقةٍ ومَضاءٍ. وأَجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انكمش فيه. أَبو عمرو:

أَجِدَّكَ وأَجَدَّكَ معناهما ما لَكَ أَجِدّاً منك، ونصبهما على المصدر؛

قال الجوهري: معناهما واحد ولا يُتكلم به إِلا مضافاً. الأَصمعي:

أَجِدَّكَ معناه أَبِجِدّ هذا منك، ونصبُهما بطرح الباءِ؛ الليث: من قال

أَجِدَّكَ، بكسر الجيم، فإِنه يستحلفه بِجِدِّه وحقيقته، وإِذا فتح الجيم،

استحلفه بجَدِّه وهو بخته. قال ثعلب: ما أَتاك في الشعر من قولك أَجِدَّك، فهو

بالكسر، فإِذا أَتاك بالواو وجَدِّك، فهو مفتوح؛ وفي حديث قس:

أَجِدَّكُما لا تَقْضيانِ كَراكُما

أَي أَبِجِدِّ منكما، وهو نصب على المصدر. وأَجِدَّك لا تفعل كذا،

وأَجَدَّك، إِذا كسر الجيم استحلفه بِجِدِّه وبحقيقته، وإِذا فتحها استحلفه

بِجَدِّه وببخته؛ قال سيبويه: أَجِدَّكَ مصدر كأَنه قال أَجِدّاً منك،

ولكنه لا يستعمل إِلا مضافاً؛ قال: وقالوا هذا عربيٌّ جدًّا، نصبُه على

المصدر لأَنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو؛ قال: وقالوا هذا العالمُ جِدُّ

العالِمِ، وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، يريد بذلك التناهي وأَنه قد بلغ

الغاية فيما يصفه به من الخلال.

وصَرَّحْت بِجِدٍّ وجِدَّانَ وجِدَّاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ؛ يضرب هذا

مثلاً للأَمر إِذا بان وصَرُحَ؛ وقال اللحياني: صرّحت بِجِدَّانَ

وجِدَّى أَي بِجِدٍّ. الأَزهري: ويقال صرّحت بِجِدَّاءَ غيرَ منصرف وبِجِدٍّ

منصرف وبِجِدَّ غير مصروف، وبِجِدَّانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ

وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة، وأَخرج اللبن رغوته، كل هذا في الشيء إِذا

وضَح بعد التباسه. ويقال: جِدَّانَ وجِلْدانَ صحراءَ، يعني برز الأَمر إِلى

الصحراء بعدما كان مكتوماً.

والجُدَّادُ: صغار الشجر، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للطرِمَّاح:

تَجْتَني ثامِرَ جُدَّادِه،

من فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ

والجُدَّادُ: صِغارُ العضاهِ؛ وقال أَبو حنيفة: صغار الطلح، الواحدة من

كل ذلك جُدَّادةٌ. وجُدَّادُ الطلح: صغارُه. وكلُّ شيء تَعَقَّد بعضُه في

بعضٍ من الخيوط وأَغصانِ الشجر، فهو جُدَّادٌ؛ وأَنشد بيت الطرماح.

والجَدَّادُ: صاحب الحانوت الذي يبيع الخمر ويعالجها، ذكره ابن سيده، وذكره

الأَزهري عن الليث؛ وقال الأَزهري: هذا حاقُّ التصحيف الذي يستحيي من مثله

من ضعفت معرفته، فكيف بمن يدعي المعرفة الثاقبة؟ وصوابه بالحاءِ.

والجُدَّادُ: الخُلقانُ من الثياب، وهو معرّب كُداد بالفارسية. والجُدَّادُ:

الخيوط المعقَّدة يقال لها كُدَّادٌ بالنبطية؛ قال الأَعشى يصف حماراً:

أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسرا

جِ، والليلُ غامرُ جُدَّادِها

الأَزهري: كانت في الخيوط أَلوان فغمرها الليل بسواده فصارت على لون

واحد. الأَصمعي: الجُدَّادُ في قول المسيَّب

(* قوله «الأصمعي الجدَّاد في

قول المسيَّب إلخ» كذا في نسخة الأصل وهو مبتدأ بغير خبر وان جعل الخبر

في قول المسيب كان سخيفاً) بن عَلس:

فِعْلَ السريعةِ بادَرتْ جُدَّادَها،

قَبْلَ المَساءِ، يَهُمُّ بالإِسراعِ

السريعة: المرأَة التي تسرع. وجَدودٌ: موضع بعينه، وقيل: هو موضع فيه

ماء يسمى الكُلابَ، وكانت فيه وقعة مرتين، يقال للكُلابِ الأَوّلِ: يَوْمُ

جَدود وهو لِتغْلِب على بكرِ بن وائل؛ قال الشاعر:

أَرى إِبِلِي عافَتْ جَدودَ فلم تَذُقْ

بها قَطْرَةً، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ

وجُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فلو أَنها كانت لِقاحِي كثيرةً،

لقد نَهِلتْ من ماءِ جُدٍّ وَعلَّتِ

قال: ويروى من ماء حُدٍّ، هو مذكور في موضعه.

وجَدَّاءُ: موضع؛ قال أَبو جندب الهذلي:

بَغَيْتُهُمُ ما بين جَدَّاءَ والحَشَى،

وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا

والجُدْجُدُ: الذي يَصِرُّ بالليل، وقال العَدَبَّس: هو الصَّدَى.

والجُنْدُبُ: الجُدْجُدُ، والصَّرصَرُ: صَيَّاحُ الليل؛ قال ابن سيده:

والجُدْجُدُ دُوَييَّةٌ على خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَيْداءُ قصيرة،

ومنها ما يضرب إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً، وقيل: هو صرَّارُ الليلِ وهو

قَفَّاز وفيه شَبه من الجراد، والجمع الجَداجِدُ؛ وقال ابن الأَعرابي: هي

دُوَيبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه؛ وأَنشد:

تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ

غُدافٍ، وتَصطادينَ عُشّاً وجُدْجُدا

وفي حديث عطاء في الجُدْجُدِ يموت في الوَضوءِ قال: لا

بأْس به؛ قال: هو حيوان كالجراد يُصَوِّتُ بالليل، قيل هو الصَّرْصَرُ.

والجُدجُدُ: بَثرَة تخرُج في أَصل الحَدَقَة. وكلُّ بَثْرَةٍ في جفنِ

العين تُدْعى: الظَّبْظاب. والجُدْجُدُ: الحرُّ؛ قال الطرمَّاح:

حتى إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ

نَوْرَ الربيع، ولاحَهُنَّ الجُدْجُدُ

والأَجْدادُ: أَرض لبني مُرَّةَ وأَشجعَ وفزارة؛ قال عروة بن الورد:

فلا وَأَلَتْ تلك النفُوسُ، ولا أَتَتْ

على رَوْضَةِ الأَجْدادِ، وَهْيَ جميعُ

وفي قصة حنين: كإِمرار الحديد على الطست

(* قوله «على الطست» وهي مؤنثة

إلخ كذا في النسخة المنسوبة إلى المؤلف وفيها سقط. قال في المواهب:

وسمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحديد على الطست الجديد. قال في النهاية وصف

الطست وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكر اما لأن تأنيثها إلخ)، وهي مؤنثة

بالجديد، وهو مذكر إِما لأَن تأْنيثها غير حقيقي فأَوله على الإِناء والظرف،

أَو لاءن فعيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأْنيث كما يوصف المذكر، نحو

امرأَة قتيل وكفّ خَضيب، وكقوله عز وجل: إن رحمة الله قريب. وفي حديث

الزبير: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: احبس الماء حتى يبلغ الجَدَّ،

قال: هي ههنا المُسَنَّاةُ وهو ما وقع حول المزرعة كالجدار، وقيل: هو لغة

في الجدار، ويروى الجُدُر، بالضم. جمع جدار، ويروى بالذال وسيأْتي ذكره.

جدد
: ( {الجَدّ: أَبو الأَبِ وأَبو الأُمّ) ، مَعْرُوف. (ج} أَجدادٌ {وجُدُودٌ} وجُدُودَةٌ) ، وهاذه عَن الصغانيّ، قَالَ: هُوَ مثْل الأُبُوّة والعُمومة.
(و) فلانٌ صاعِدُ {الجَدّ، مَعْنَاهُ (البَخْتُ والخَطّ) فِي الدُّنيا. وفلانٌ ذُو جَدَ فِي كَذَا، أَي ذُو حَظَ. وَفِي حَدِيث الْقِيَامَة (وإِذا أَصحابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ) ، أَي ذَوُو الحَظّ والغِنَى فِي الدُّنْيَا، وَفِي الدعاءِ: (لَا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنك الجَدُّ) ، أَي من كَانَ لَهُ حَظٌّ فِي الدُّنيا لم يَنفعْه ذالك مِنْهُ فِي الْآخِرَة. والجمْع أَجْدادٌ} وأَجُدٌّ {وجُدُودٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ. ورَجلٌ مَجْدُودٌ: ذُو جَدِّ.
(و) الجَدُّ: (الحُظْوَة والرِّزْق) ، وَيُقَال: لفُلانٍ فِي هاذا الأَمرِ جَدٌّ، إِذا كَانَ مَرْزوقاً مِنْهُ، قَالَه أَبو عبيد. وَعَن ابنِ بُزُرْج: يُقَال: هم} يَجَدُّون بهم ويَحَظُّونَ بهم، أَي يَصِيرونَ ذَوِي حَظَ وغِنًى. وَتقول: {جَدِدْتَ يَا فُلاَنُ، أَي صِرْت ذَا} جَدٍّ، فأَنت {جَديدٌ: حَظِيظٌ،} ومَجدودٌ: محظوظٌ، وَعَن ابْن السِّكّيت {وجَدِدْت بالأَمرِ} جَدًّا: حَظِيتَ بِهِ، خَيراً كَانَ أَو شَرًّا.
(و) الجَدُّ: (العَظْمَة) ، وَفِي التَّنْزِيل، {7. 027 واءَنه تَعَالَى جد رَبنَا} (الْجِنّ: 3) قيل: {جَدُّه: عَظَمتُه، وَقيل: غِنَاه. وَقَالَ مُجاهدٌ:} جَدُّ رَبِّنا: جَلالُ رَبِّنا وَقَالَ بَعضهم: عَظمةُ رَبِّنا، وهما قَريبانِ من السَّوَاءِ. وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ تبارَكَ اسْمُكَ وتَعَالَى {جَدُّك) أَي علاَ جَلالُكَ وعَظَمتُك.} والجَدّ. الحَظّ والسعادَةُ والغِنَى. وَفِي حدِيث (أَنَسٍ) أَنه (كانَ الرَّجُلُ مِنّا إِذا حَفِظَ البَقرةَ وآلَ عِمرانَ زَرْع الشَّعير سوَاءً، وَله سُنْبلة كسُنْبلة الدُّخْنَةِ، فِيهَا حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ، وَهِي مَسمَنَةٌ لِلْمَالِ جِدًّا، عَن أَبي حنيفَة.
(وأُبَّدَةُ، كقُبَّرةٍ: د، بالأَندُس) وصَرَّح الْحَافِظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وَغَيرهمَا بأَنّ دَال أُبَّدة مُعْجمَة، وصَرَّحَ بِهِ البدْر الدّمامينيّ فِي (حَواشِي المغنِي) . قلت: وَفِي (لُبّ اللُّباب) و (التكملة) إِهمال الدَّال للمصنّف.
(ومَأْبِدٌ كمَسجِدٍ: ع) بالسَّرَاة، وَهُوَ جَبَلٌ، (وغلِطَ الجَوهريُّ فَذكره فِي (ميد) ، وَقد سَبقَه فِي هاذتا التغليط الصّاغانيّ فِي (التكملة) ، وَقد ضبط بالتحتيّة على مَا ذَهبَ إِليه الجوهريّ فِي (المعجم) وَفِي (المراصد) ، فَلَا غلطَ كَمَا هُوَ ظاهرٌ، (وتَصحَّفَ عَلَيْهِ فِي الشِّعر الَّذِي أَنشدَه أَيضاً) ، كَمَا سيأْتي إِنشاده فِي ميد، إِنْ شاءَ الله تَعَالَى، لأَبي ذُؤَيب الهُذليّ. وَقد يُقَال: قد رُوِيَ بهما، فَلَا غَلَطَ وَلَا وَهَم.
(و) أَبِدَ الرَّجلُ و (تَأَبَّدَ: تَوحَّشَ. و) تأَبَّد (المَنْزِلُ: أَقْفَرَ) وأَلِفَتْه الوُحُوشُ. (و) تأَبَّدَ (الوَجْهُ: كَلِفَ) ونَمِشَ. (و) تأَبَّدَ (الرَّجلُ: طالتْ غُرْبَتُه) ، وَفِي نُسخة: عُزْبَته، بالعَيْن الْمُهْملَة والزّاي، وَهُوَ الصَّوَاب، (وقَلَّ أَرَبُهُ) ، أَي حاجتُه (فِي النِّساءِ) ، وَلَيْسَ بتصحيف تأَبَّلَ، قَالَه الصّاغانيّ.
(وأَبَدَت البَهِيمةُ تَأْبِدُ) ، بِالْكَسْرِ، (وتَأْبُدُ) ، بالضّمّ (: تَوَحَّشَت) ، وَكَذَا تأَبَّدَتْ. (و) أَبَدَ (بالمَكَانِ يَأْبِدُ) ، بِالْكَسْرِ، (أُبُوداً) ، بالضّمّ (: أَقامَ) بِهِ وَلم يَبرَحْهُ. وأَبَدْت بِهِ آبُدُ أُبُوداً، كذالك (و) من المَجاز: أَبَدَ (الشَّاعرُ) يَأْبِدُ أَبُوداً، إِذا (أَتَى بالعَويصِ فِي شِعرِه) وَهِي الأَوابدُ والغرائبُ (وَمَا لَا يُعرَف مَعناهُ) على بادِىءِ الرَّأْي.
و (نَاقَةٌ مُؤبَّدة، إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً) ، من التأَبُّد وَهُوَ التّوحُّش.
(والتَّأْبِيد: التَّخْلِيد) ، وَيُقَال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً مُؤبَّداً، إِذا جعَلَها حَبِيساً لَا تباعُ وَلَا تُورَث.
(و) من المَجاز: جاءَ فُلانٌ بآبِدة، {أَجُدُّه، بالضّمّ،} جَدًّا، قطَعْته. وحَبْلٌ {جَدِيدٌ: مَقطوعٌ. قَالَ:
أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبِيدَا
وأَمسَى حَبْلُهَا خَلَقاً} جَديدَا
قَالَ شَيخنَا: وظاهرُ هاذا البَيتِ كالمتناقِض، وَهُوَ فِي (الصّحاحِ) (اللِّسَان) . وأَورده أَهل المعانِي، انْتهى.
وَمِنْه مِلْحَفَةٌ {جَديدٌ، بِلَا هَاءٍ، لأَنّها بمعنَى مفعُولَة.
(و) عَن ابْن سَيّده: يُقَال: مِلْحَفَةٌ} جَدِيدٌ {وجَديدةٌ، و (ثَوْبٌ جَديدٌ كَمَا} جَدَّهُ الحائكُ) ، وَهُوَ فِي معنى مَجدود، يُرَاد بِهِ حِين جَدّه الحائطُ، أَي قَطَعه. وَيُقَال: ثَوبٌ {جَدِيدٌ: قِطَعَ حَديثاً (ج} جُدُدٌ كسُرُرٍ) ، بضمّتين، كقَضيب وقُضُبٍ، قَالَه ابْن قُتَيْبة وَنَقله ثَعلب. وحَكَى فتْح الدالِ أَيضاً أَبو زيد وأَبو عُبيد عَن بعض الْعَرَب، وحكَى المبرّد الْوَجْهَيْنِ، والأَكثرون على الضّمّ.
(و) {الجَدُّ، بِالْفَتْح: (صِرَامُ النَّخْلِ) وَقد} جَدّه {يَجُدّه} جَدًّا، ( {كالجِدَاد) ، بِالْكَسْرِ، (} والجَدَاد) ، بِالْفَتْح، عَن اللِّحْيَانيّ. وَقيل الحِدَاد بمهملتين قطْع النّخل خاصّة، وبمعجمتين قطع جَمِيع الثِّمار على جِهَة الْعُمُوم، وَقيل هما سَواءٌ.
( {وأَجَدَّ) النّخْلُ: (حَانَ) لَهُ (أَن} يُجَدَّ) . وَفِي (اللِّسَان) : {والجِدَاد أَوَانُ الصِّرَامِ. وَقَالَ الكسائيّ: هُوَ} الجِدَاد {والجَدَادُ، والحِصَاد والحَصَاد، والقِطَاف والقَطَاف والصِّرام والصَّرام.
(و) } الجُدُّ، (بالضّمّ: ساحلُ البَحْرِ) المتّصل (بمكّةَ) زيدت شَرفاً ونَواحيها ( {كالجُدَّة) بالهَاءِ.
(} وجُدّةُ) بِلَا لَام: اسمٌ (لموضعٍ بعَينِهِ مِنْهُ) ، أَي من سَاحل الْبَحْر. وَفِي حَدِيث ابْن سِيرِين (كَانَ يخْتَار الصَّلاةَ على {الجُدِّ إِنْ قَدَرَ عَلَيْه) . قَالَ ابْن الأَثير: الجُدّ بالضّمّ: شاطىء النّهر،} والجُدّة أَيضاً، وَبِه سُمِّيَت المدينةُ الّتي عِنْد مَكَّةَ جُدَّة. قلت: وَهِي الْآن مدينةٌ مشهورةٌ مَرْسَى السُّفنِ الْوَارِدَة من مِصْرَ والهِنْدِ واليمن والبَصْرة وَغَيرهَا. 6 قَالَ شَيخنَا: واختُلِف فِي سَبَب تَسميتها {بجُدّة، فَقيل لكَونهَا خُصَّت من جُدَّة الْبَحْر، أَي شاطئه. وَقيل سُمّيَت بجُدّة بن جَرْم بن رَبَّان لأَنّه نَزَلها، كَمَا فِي (الرَّوْض) للسُهَيْليّ، وَقيل غير ذالك. وَقَالَ البَكْريّ فِي (المعجم) : الصَّوَاب أَنّه هُوَ الَّذِي سُمِّيَ بهَا، لولادته فِيهَا.
(و) الجُدُّ بالضّمّ: (جانبُ كلِّ شيْءٍ و) الجُدّ أَيضاً (، السِّمَنُ، والبُدْنُ) ، نَقله الصغانيّ (وثَمَرٌ كثَمَرِ الطَّلْح) ، وَهُوَ الجُدَادة، وسيتأْتي قَرِيبا. (و) الجُدّ (البِئر) الّتي تكون (فِي مَوضعٍ كثيرِ الكَلإِ) ، قَالَ الأَعشَى يُفضِّل عَامِرًا على عَلْقمة:
مَا جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِر
مِثْل الفُرَاتيّ إِذا مَا طَمَى
يَقْذُف بالبُوصِيّ والمَاهرِ
(و) الجُدّ: (البِئر المُغْزِرَة، و) قيل هِيَ (القَلِيلةُ الماءِ، ضِدٌّ. و) الجُدّ (الماءُ القَلِيل، و) قيل هُوَ (الماءُ فِي طَرَفِ فَلاَةٍ. و) قَالَ ثَعْلَب: هُوَ الماءُ (القديمُ) ، وَبِه فسِّر قَول أَبي محمّد الحَذْلميّ:
تَرْعَى إِلى جُدَ لَهَا مَكِينِ
وَالْجمع من ذالك كلِّه أَجدادٌ.
(و) الجِدَّ (بِالْكَسْرِ: الاجتِهَادُ فِي الأَمْرِ) ، وَقد جَدّ بِهِ الأَمْرُ إِذا اجتهدَ. وفُلانٌ} جادٌّ مجتهِد. وَفِي حَدِيث أُحُدٍ (لَئِن أَشْهَدَني اللَّهُ معَ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَتْلَ المشرِكِينَ ليَرَيَنَّ اللَّهُ مَا {أَجِدُّ) ، أَي أَجتهد. (و) الجِدُّ (نَقِيضُ الهَزْل) ، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَأْخُذنَّ أَحدُكُم مَتاعَ أَخيه لاعباً} جادًّا) ، أَي لَا يأْخذْه على سَبِيل الهَزل فيَصير جِدًّا. (وَقد جَدَّ) فِي الأَمر (يَجِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، (ويَجُدُّ) ، بالضّمّ، جَدًّا، (! وأَجَدَّ) يُجِدّ: اجتهدَ وحَقَّقَ وَكَذَا جَدَّ بِهِ الأَمرُ وأَجَدّ، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ الأَصمعيّ: أَجدَّ الرَّجلُ فِي أَمرِه يُجدّ، إِذا بَلَغَ فِيهِ جِدَّه، وَجَدَّ لُغَة، وَمِنْه يُقال فُلانٌ جادٌّ {مُجِدُّ، أَي مَجتهد. وَقَالَ: أَجَدَّ يُجِدّ، إِذا صارَ ذَا جِدَ واجتهاد.
(و) الجِدُّ: (العَجَلَةُ) . وفلانٌ على جِدِّ أَمْرٍ، أَي عَجَلةِ أَمْرٍ. وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِذا جدَّ فِي السَّيْرِ جَمَعَ بينَ الصَّلاتَين) ، أَي اهتمَّ بِهِ وأَسرَعَ فِيهِ. (و) } الجِدُّ: (التَّحْقِيقُ) ، وَقد {جَدّ} يَجِدّ {وَيجُدُّ} وأَجَدَّ إِذا حَقَّقَ. (و) الجِدّ (المُحقَّقُ المبالَغُ فِيهِ) ، وَبِه فُسِّر دَعاءُ القُنُوت (ونَخْشَى عذابَك الجِدَّ) .
(و) الجِدّ: (وَكَفَانُ البَيْتِ) ، وَقد ( {جَدَّ} يَجِدُّ) ، بِالْكَسْرِ فَقَط، وَهُوَ نصُّ ابْن الأَعرابيّ، كَمَا تقدّم.
( {والجَدَّة) ، بِالْفَتْح: (أُمُّ الأُمِّ وأُمُّ الأَبِ) ، معروفَة، وجمْعها جَدّاتٌ.
(و) الجُدَّة، (بالضّمّ: الطَّرِيقَةُ) من كلِّ شيْءٍ، وَهُوَ مَجاز، والجمْع} جُدَدٌ، كصُرَد. {والجُدَّة: الطَّريقة فِي السَّمَاءِ والجَبلِ. قَالَ الله تَعَالَى: {} جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} (فاطر: 27) أَي طَرائقُ تُخَالِف لَونَ الجَبَل. وَقَالَ الفرّاءُ: {الجُدَد الخِطَط والطُّرُق. وَقَالَ الفرّاءُ: الجُدَد الخِطَط والطُّرُق تكون فِي الجِبَال بِيضٌ وسُودٌ وحُمْر، واحدُها جُدّة.
(و) } الجُدَّة من كل شيْءٍ (العَلاَمَةُ) ، وَهَذِه عَن ثَعْلَب. (و) فِي (الصّحاح) : الجُدَّةُ (الخُطَّةُ) الّتي (فِي ظَهْرِ الحِمَارِ تُخَالِف لَونَه) . وأَنشد الفرّاءُ قَولَ امرء الْقَيْس:
كأَنَّ سَرَاتَه وحُدّةَ مَتْنِه
كَنَائنُ يَجْرِي فَوقَهنَّ دَلِيصُ
(و) جُدَّةُ: (ع) على السَّاحل.
(و) من المَجاز: يُقَال: (رَكِبَ) فُلانٌ ( {جُدّة) من (الأَمرِ، إِذا رَأَى فِيهِ رَأْياً) ، كَذَا قَالَه الزّجّاج.
(و) الجِدَّة، (بِالْكَسْرِ: قِلاَدةٌ فِي عُنُقِ الكَلْبِ) ، جمْعه جِدَدٌ، حَكَاهُ ثَعْلَب وأَنشد:
لَو كُنْتَ كلْبَ قَنيص كُنْتَ ذَا} جِدَدٍ
تَكون أُرْبَتُه فِي آخِرِ المَرَسِ (و) {الجِدّة، بِالْكَسْرِ: (ضدُّ البِلَى) ، قَالَ أَبو عليّ وَغَيره: (جَدّ) الثَّوبُ والشيْءُ (} يَجِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، (فَهُوَ {جَدِيدٌ) ، والجمْع} أَجِدّةٌ {وجُدَدٌ} وجُدَدٌ. ( {وأَجَدَّه) أَي الثَّوبَ (} وجَدّدَه {واستَجَدَّه: صَيَّرَه) أَو لَبِسَه (} جَدِيداً، {فتَجدَّدَ) ، وأَصْلُ ذالك كُلّه القَطْع، فأَمَّا مَا جاءَ مِنْهُ فِي غير مَا يَقْبَل القَطْعَ فعلَى المثَل بذالك، وَيُقَال للرَّجل إِذا لبس ثَوباً جَدِيدا: أَبْلِ} وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ.
(و) قَوْلهم: (أَجَدَّ بهَا أَمْراً، أَي أَجَدَّ أَمرَهُ بهَا) ، نُصبَ على التَّمييز، كقَولك: قَررْتُ بِهِ عَيناً، أَي قَرَّتْ عَيْني بِهِ وَعَن الأَسمعيّ أَجَدّ فُلانٌ أَمرَه بذِّلك، أَي أَحْكمَه. وأَنشد:
أَجَدَّ بهَا أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه
لَهَا أَو لأُخْرَى كالطَّحينِ تُرَابُهَا
قَالَ أَبو نَصْر: حُكِيَ لي عَنهُ أَنه قَالَ: أَجَدَّ بهَا أَمراً، مَعنا أَجَدَّ أَمْرَه. قَالَ: والأَوّل سماعِي مِنْهُ، وَيُقَال: جَدَّ فُلان فِي أَمْرِه، إِذا كَانَ ذَا حَقِيقَةٍ ومَضاءٍ. وأَجدَّ فلانٌ السَّيْرَ، إِذا انكمشَ فِيهِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) الجُدّادُ، (كرُمّان: خُلْقَانُ الثِّيَابِ) ، معرّب كُداد بالفارسيّة جَزَمَ بِهِ الجوهَرِيّ. (و) الجُدّاد: (كُلُّ مُتعقِّدٍ بعضُه فِي بعضٍ من خَيطٍ أَو غُصْن) . قَالَ الطِّرِمّاح:
تَجْتَنِي ثامِرَ جدّادِهِ
مِنْ فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامِ
(و) {الجُدَّاد: (الجِبَال الصِّغارُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و، وَبِه فَسّرَ قَولَ الطِّرِمّاح السَّابِق، قَالَ: أَي تَجْتَنِي جُدّادَ هاذه الأَرضِ، وَفِي بعض النُّسخ حِبال: بالحاءِ، وَهُوَ تصحيفٌ.
(و) } الجَدّادُ: (ككَتَّانٍ: بائعُ الخَمْرِ) ، أَي صَاحب الحانُوتِ الَّذِي يَبِيع الخَمْرَ، (ومُعَالِجُهَا) ، ذَكَرَه ابْن سَيّده. وذَكرَه الأَزهريُّ عَن اللَّيث. وَقَالَ الأَزهريُّ: هَذَا حاقُّ التَّصْحِيفِ الّذي يَستَحِي مِن مِثله مَنْ ضَعُفَت مَعرفتُه، فَكيف بِمن يَدَّعِي المعرفةَ الثاقبةَ وَصَوَابه بالحاءِ.
(و) {الجِدَاد، (ككِتَاب: جمْع جَدُودٍ) كقِلاَص وقَلُوص (للأَتانِ السَّمِينَة) ، قَالَه أَبو زيد. قَالَ الشّمّاخ: قَالَه أَبو زيد. قَالَ الشّمّاخ:
كأَنَّ قُتُودي فَوقَ جأْبٍ مُطَرَّدٍ
من الحُقْب لاحَتْه الجِدَادُ الغوارزُ
(} والجَديدَانِ {والأَجَدّانِ: اللَّيلُ والنَّهَار) ، وذالك لأَنّهما لَا يَبلَيانِ أَبداً. وَمِنْه قَول ابْن دُريد فِي الْمَقْصُورَة.
إِنَّ} الجَدِيدَيْن إِذا مَا اسْتَوْلَيَا
على جَدِيدٍ أَدَّيَاه للْبِلَى
( {والجَدْجَدُ) كفَدْفَد: (الأَرْضُ) الملساءُ، والغَليظة، وَفِي (الصّحاح) (الصُّلْبَةُ المُستوِيَة) . وأَنشد لابْن أَحمرَ الباهليّ:
يجني بأَوظِفَةٍ شِدَادٍ أَسْرُهَا
صُمِّ السَّنَابكِ لَا تَقِي} بالجَدْجَدِ
وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: {الجَدْجَدُ: الفَيْفُ الأَملسُ.
(و) الجُدجُد، (كهُدْهُد: طُوَيْئرٌ) ، تَصغير طَائِرٍ، يَصِرُّ باللَّيْل. وَقَالَ العَدَبَّسُ: هُوَ الصَّدَى، والجُنْدب:} الجُدْجُد. والصَّرْصَر: صَيَّاحُ اللَّيلِ، وَقيل هُوَ صَرّارُ اللَّيلِ. وَهُوَ قَفّازٌ وَفِيه (شِبْه) من (الجَرَاد) ، والجمْع الجَدَاجِد. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: هِيَ دُوَيْبَّة تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكلُه. (و) الجُدْجُد: (بَثْرَةٌ تَخرُجُ فِي أَصْل الحَدَقة) . وكلُّ بَثْرَةٍ فِي جَفْنِ العَين تُدْعَى الظَّبْظَاب. قَالَ شَيخنَا: قَالُوا: هَذَا إِطلاقُ بني تَميم، وقَول العامّةِ كُدْكُد غلطٌ، قَالَه الجَواليقيّ، قَالَ ورَبيعةُ تُسمِّيهَا القَمَع.
(و) عَن ابْن سَيّده: الجُدْجُد: (دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ) إِلاّ أَنّها سُويداءُ قَصِيرَة، وَمِنْهَا مَا يَضْرِبُ إِلى الْبيَاض وَيُسمى صَرْصراً. (و) الجُدْجُد (: الحِرُ العَظِيمُ) ، وَهُوَ تَصحيف فاحشٌ والصّواب (الحَرُّ) ؛ كَذَا فِي كُتب الْغَرِيب. وأَنشد للطِّرِمّاح:
حتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادبِ وَدَّعَتْ
نَوْرَ الرَّبيعِ ولاَحَهُنَّ الجُدْجُدُ
( {والجَدَّاءُ) : المرأَةُ (الصَّغِيرةُ الثَّدْيِ) وَفِي حَدِيث عليَ فِي صِفة امرأَة (قَالَ: إِنها} جَدَّاءُ) أَي قَصيرةُ الثَّدْيَينِ. (و) الجَدَّاءُ من الغَنَم والإِبِل (المَقْطُوعَةُ الأُذُنِ. و) قيل: الجَدّاءُ من كُلِّ حَلُوبة (: الذَّاهِبةُ اللَّبَنِ) عَن عَيْبٍ. {والجَدُودَة: القليلةُ اللَّبَن من غَيرِ عَيبٍ. والجمْع} جدائدُ {وجِدَادٌ. (و) الجَدّاءُ: (الفَلاةُ بِلَا ماءٍ) . ومَفَازةٌ جَدّاءُ: يابسةٌ. قَالَ:
وجَدَّاءَ لَا يُرْجَى بهَا ذُو قَرَابَةٍ
لِعَطْفٍ وَلَا يَخشَى السُّمَاةَ رَبِيبُها
السُّمَاة: الصَّيَّادون. ورَبِيبُها: وَحْشُهَا، قَالَه أَبو عليّ الْفَارِسِي.
(و) جَدْاءُ: (ة، بالحِجاز) ، قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ:
بَغَيتُهُم مَا بينَ جَدّاءَ والحَشَى
وأَورَدْتُهمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا
(و) فِي (التَّهْذِيب) ، وَقَوْلهمْ: (صَرَّحَت} جِدّاءُ) ، غير منصرف، ( {وبجِدٍّ) ، منصرف، (} وبجِدَّ، ممنوعَةً) من الصّرْف، (! وبِجِدَّانَ) ، بِالدَّال الْمُهْملَة، وبجِذّانَ، بِالْمُعْجَمَةِ، وأَورده حَمْزَة فِي أَمثاله، وبقِدّانَ وبقِذّانَ وبجِلْدَانَ وجِلْدَا، والأَخيران من مجمع الأَمثال. وبقِرْدَحْمَةَ وبقِرْذَحْمَةَ. وأَخْرَجَ اللَّبَنُ رغوتَه، كلّ ذَلِك (يُقَال فِي شيْءٍ وَضَحَ بعدَ الْتباسِهِ) ، ويقَال جِلْذَان وجِلْدَان صحراءُ. يَعنِي بَرَزَ الأَمرُ إِلى الصحراءِ بَعْدَمَا كَانَ كتوماً، كَذَا فِي (اللّسَان) . قَالَ الصغانيّ: (وَهُوَ على الْجُمْلَة اسمُ مَوْضعٍ بِالطَّائِف لَيِّن مُستوٍ كالرَّاحَة لَا حَجَر) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب (لَا خَمَرَ) ، كَمَا هُوَ بخطّ الصاغانيّ (فيهِ يُتَوارَى بِهِ. والتاءُ) فِي صَرَّحَتْ (عبَارَة عَن القصَّة أَو الخُطَّة) ، كأَنّه قِيل: صَرّحَت القِصَّة أَو الخُطّةُ أَو نَحْو ذالك مِمَّا يَقتضيه المقامُ. قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ مأْخُوذٌ من كَلَام الميدانيّ.
(و) عَن ابْن السِّكِّيت: (الجَدُودُ) ، بالفتْح: (النَّعْجَةُ) الّتي (قَلَّ لَبنُها) من غير بأْسٍ وَيُقَال للعَنْز: مَصُورٌ وَلَا يُقَال جَدُودٌ.
(و) جَدُود: (ع) بعَيْنه من أَرض تَميم، قَريب من حَزْن بني يَربوع بن حَنظَلَةَ، على سَمْتِ اليَمامة، فِيهِ ماءٌ يُسمَّى الكُلاَب، وكانتْ فِيهِ وَقْعَةٌ مرّتين يُقَال للكُلاَب الأَوّلِ يومُ جَدُود، وَهي لتَغلِبَ على بَكْرِ بن وائِلٍ، قَالَ الشاعِر:
أَرَى إِبِلي عَافَتْ جَدُودَ فَلَم تَذُقْ
بهَا قَطْرَةً إِلاّ تَحِلّةَ مُقْسِمِ
( {وتَجَدَّدَ الضَّرْعُ: ذَهَبَ لَبَنُه) ، قَالَ أَبو الهيْثَم: ثَدْيٌ أَجَدُّ، إِذَا يَبِس. وجَدَّ الثّديُ والضَّرعُ وَهُوَ يَجَدُّ جَدَداً.
(والجَدَدُ، محرّكةً) : وَجْهُ الأَرض، وَقد تقدّم، و (مَا اسْتَرقَّ من الرَّمْلِ) وانحَدَرَ. وَقَالَ ابْن شُميل: الجَدَدُ: مَا استوَى من الأَرضِ وأَصحَرَ. قَالَ والصَّحْرَاءُ} جَدَدٌ، والفضاءُ جَدَدٌ لَا وَعْثَ فِيهِ وَلَا جَبَلَ وَلَا أَكَمَةَ، وَيكون وسعاً وقَليلَ السَّعَةِ، وَهِي أَجْدادُ الأَرضِ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (كَانَ لَا يُبالِي أَن يُصلِّيَ فِي المكانِ الجَدَدِ) أَي المستوِي من الأَرض.
(و) الجَدَدُ: (شِبْهُ السِّلْعَة بعُنُقِ البَعِير. و) الجَدَد: (الأَرضُ الغَليظَةُ) ، وقِيل: الأَرضُ الصُّلْبَة، وَقيل: (المسْتَوِيَة) ، وَفِي المثَل (مَن سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثَارَ) ، يُرِيد: مَن سَلَكَ طَريقَ الإِجماعِ. فكَنَى عَنهُ بالجَدَد.
(وأَجَدَّ: سَلَكَها) ، أَي الجَدَدَ، أَو صَار إِليها.
وأَجَدَّ القَوْمُ عَلَوْا جديدَ الأَرضِ، أَو رَكِبوا جَدَدَ الرَّمْل. وأَنشد ابْن الأَعرابيّ.
{أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ
وعارَضَتْهنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ
(و) أَجَدَّ (الطَّرِيقُ) ، إِذا (صَارَ جَدَداً) .
(و) قَالُوا: هاذا عربيٌّ جِدًّا، نَصبُه على الْمصدر، لأَنّه لَيْسَ من اسمِ مَا قبله وَلَا هُوَ هُوَ. وَقَالُوا: هَذَا العالِم جِدُّ العالِمِ، وهاذا (عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، بِالْكَسْرِ) ، أَي (مُتَنَاهٍ بالِغُ الغايَةِ) فِيمَا يُوصَفُ بِهِ من الخِلال.
(} وجَادَّهُ) فِي الأَمر {مُجادَّةً (حاقَقَه) وأَجدَّ حَقُقَ، وَقد تَقَدّم.
(وَمَا عَلَيْهِ جُدَّة، بِالْكَسْرِ والضّمّ) ، أَي (خِرْقَةٌ) . وحكَى اللِّحْيَانيّ: أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقَاناً، وخَلقُهُم جُدُداً. أَرادَ: وخُلقَانهم} جُدُداً فَوضع الواحدَ مَوضِع الجمْع.
(! وأَجَدَّتْ قَرُونِي مِنْهُ) ، بالفَتْ، أَي نفْسي، إِذا أَنتَ (تَرَكْتَهُ) .
(والجَدِيد) : مَا لَا عَهْدَ لَك بِهِ، ولذالك وُصِفَ (المَوْتُ) بالجديد، هُذليّة. قَالَ أَبو ذُؤيب:
فقُلْتُ لقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا
وَقَالَ الأَحفش والمُغَافِص الباهليّ: جَديدُ الْمَوْت: أَوّلُه.
(و) الجَديد: (نَهرٌ باليَمامةِ) أَحْدَثَهُ مَرْوَانُ بنُ أَبي الجنُوب.
(و) عَن أَبي عَمرٍ و: (أَجِدَّك لَا تَفْعَلُ) ، بِفَتْح الْجِيم وكسرهَا، وَالْكَسْر أَفصح، ولذالك اقتصرَ عَلَيْهِ، مَعْنَاهُمَا: مالَك أَجِدًّا مِنْك. ونصبهما على المصْدر. قَالَ الجوهَرِيّ: مَعْنَاهُمَا وَاحِد، و (لَا يُقال) أَي لَا يُتكلَّم بِهِ وَلَا يُستعمَل (إِلاَّ مُضافاً) ، وَقَالَ الأَصمعيّ: أَجِدَّك، مَعْنَاهُ أَبِجِد هاذا مِنْك، ونصبهما بطرْح الباءِ. (و) قَالَ اللَّيث: (إِذا كُسِرَ) الجِيم (استحلَفَهُ بحقيقته) وَجهدِّه، (وإِذا فُتِحَ استحلفَه بِبَخْتِه) وجَدّه. وَفِي حَدِيث قُسَ:
أَجِدَّ كَمَا لَا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا
أَي أَبجِدَ مِنْكُمَا. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَجِدَّك مصدر، كأَنّه قَالَ أَجِدًّا مِنْك، ولاكنه لَا يُستعمَل إِلاَّ مُضَافا. (و) قَالَ ثَعْلَب: مَا أَتاك فِي الشّعر من قَوْلك أَجِدَّك فَهُوَ بِالْكَسْرِ، و (إِذَا قُلْت بِالْوَاو فَتحْت: {وَجَدِّكَ لَا تَفْعَل) وإِنّمَا وَجَبَ الفَتْح لأَنّه صَار قَسَماً، فكأَنّه حَلَف} بجَدّه والدِ أَبِيه كَمَا يَحلِف بأَبِيه. وَقد يُرَاد القَسمُ بجَدِّه الَّذِي هُوَ بَخْتُه. وَقَالَ الشَّيْخ ابْن مَالك فِي (شرْح التسهيل) : وأَمّا قَوْلهم أَجِدَّك لَا تَفعلْ، فأَجازَ فِيهِ أَبو عليّ الفارسيُّ تَقديرَين: أَحدهما أَن تكون لَا تَفعل مَوضِع الحالِ، وَالثَّانِي أَن يكون أَصلُه أَجِدّك أَن لَا تَفعل، ثمّ حُذِفت أَنْ وبَطَلَ عَملُها. وَزعم أَبو عليَ الشَّلوبِينُ أَنَّ فِيهِ مَعْنَى القسَمِ. وَفِي الارتشاف لأَبي حَيّان: وَهَا هُنَا نُكْتَة، وَهِي أَنّ الاسمَ المضافَ إِليه جِدّ حَقُّه أَن يُنَاسب فاعِلَ الفِعْل الَّذِي بعدَه فِي التَّكلّم والخِطَاب والغَيْبَة، نَحْو أَجِدّي لَا أُكرِمك، أَجِدَّك لَا تَفعل، وأَجِدَّه لَا يَزورنا. وعلّة ذالك أَنَّه مصدر يُؤكِّد الجُملَة الّتي بعده، فَلَو أَضفْته لغير فاعِله اختلَّ التَّوكيد. كَذَا نقلَه شيخُنا فِي شَرحه.
( {والجَادَّة: مُعْظَمُ الطَّرِيقِ) ، وَقيل سَواؤُه، وَقيل، وَسَطُه، وَقيل: هِيَ الطَّريق الأَعظمُ الّذي يَجمع الطُّرُقَ وَلَا بُدَّ من المُرور عَلَيْهِ. وَقيل:} جادّة الطريقِ: مَسلَكُه وَمَا وَضَحَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: الجَادّةُ: الطَّريقُ إِلى الماءِ. وَقَالَ الزّجّاج كلّ طريقَةٍ {جُدّةٌ} وجَادّةٌ. وَقَالَ الأَزهريّ: وجَادّةُ الطَّريقِ سُمِّيَتْ جادّةً لأَنّهَا خُطَّةٌ مَلْحُوبَةٌ. (ج {جَوَادُّ) بتَشْديد الدَّال. وَقَالَ اللَّيث:} الجَادُّ يُخفّف ويُثقّل، أَما التَّخْفِيف فاشتقاقُها من الجَوَادِ إِذَا أَخرجَه على فِعْله، والمشدَّد مَخرَجه من الطّرِيق الجَدَد الواضِح. قَالَ أَبو مَنْصُور قد غلَطَ اللَّيثُ فِي الْوَجْهَيْنِ مَعًا، أَمَّا التّخفيف فَمَا عَلِمت أَحداً من أَئمّة اللُّغةِ أَجازَ، وَلَا يجوز أَن يكون فِعلُه من الجَواد بمعنَى السَّخِيّ. وأَما قَوله: إِذا شُدِّد، فَهُوَ من الأَرض الجَدَد، فَهُوَ غير صَحِيح، إِنّمَا سُمِّيَت المَحَجَّةُ المسلوكَةُ جادّةً لأَنّهَا ذَاتُ جُدّةٍ وجُدُود، وَهِي طُرُقَاتُهَا وشُرُكُهَا المخطَّطَة فِي الأَرض، وكذالك قَالَ الأَصمعيّ، وَقَالَ فِي قَول الرَّاعي:
فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العتَاقُ وَقد بَدَا
لَهُنّ المَنَارُ والجَوَادُ اللَّوَائحُ
قَالَ: أَخطأَ الرّاعي حَيْثُ خفَّفَ الجَوَادَ، وَهِي جمّع الجَادّة من الطُّرق الَّتِي بهَا جُدَد.
( {وجُدٌّ، بالضّمّ: ع) ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ، وَهُوَ اسْم ماءٍ بالجَزيرة. وأَنشد:
فَلَو أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً
لقدْ نَهِلَتْ من ماءٍ جِدَ وعَلَّتِ
ويُرْوَى: من ماءِ حُدَ، وسيأْتي.
(وجُدُّ الأَثَافِي وّجُدُّ المَوَالِي: مَوْضِعَان بعَقِيقِ المَدِينة) ، على صاحِبها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
(} وجُدَّانُ، مُشدَّدةً: ع) كأَنّه تَثنية جُدّ.
(و) جُدّانُ (بنُ جَدِيلَةَ بنِ أَسَد بن رَبيعَة) الفَرَسِ أَبو بطْنٍ كَبير، وَهُوَ بخطّ الصاغَانيّ بِفَتْح الْجِيم.
( {والجَدِيدَة قرْيتَان بمِصْرَ) ، إِحداهما من الشَّرْقِيّة، وَالثَّانِي من المرْتاحيّة.
(ومُصَغَّرَةً: الجُدَيِّدةُ: قَلعَةٌ حَصِينةٌ قُرْبَ حِصْنِ كِيفَي) ، وَفِي (التكملة) أَعمالُها متَّصلة بأَعمال حِصْن كِيفَى.
(و) } الجُدَيِّدة: (ع بنجْد، فِيهِ رَوْضَةٌ) ومناقعُ ماءٍ، وَهُوَ عامرٌ الآنَ بَين الحَرَمين.
(و) الجُدَيِّدَة: (ماءٌ بالسَّمَاوَةِ) لبنِي كَلْبٍ.
(وأَجْدَادٌ) ، بِلَا لَام، وَالصَّوَاب الأَجدادُ (ع) لبني مُرّةَ وأَشْجَعَ وَفَزارةَ. قَالَ عُرْوَةُ بن الوَرْد:
فَلَا وأَلَتْ تِلكَ النُّفُوسُ وَلَا أَتَتْ
على رَوْضَةِ الأَجدادِ وهْيَ جَميعُ
(وذُو الجَدَّينِ) ، بِالْفَتْح، (عبدُ الله بن الحارثِ) بن هَمَّام، (وعَمْرُو بنُ رَبيعة) بن عَمرو (فارسُ الضَّحْيَاءِ) ، وَيُقَال إِن فارسَ الضّحياءِ هُوَ بِسْطَام بنَ قَيسِ بن مَسْعُود بن قَيس بن خالدٍ الشَّيبانيّ، وهما قَولَانِ.
(وكزُبَيرٍ: {جُدَيدُ بنَ خَطّابٍ الكَلبيُّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْر) ، وروَى عَن عبد الله بن سَلاَمٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
هاذا الطَّريقُ أَجَدُّ الطّريقَيْنِ، أَي أَوْطَؤُهما وأَشدُّهما اسْتِوَاء وأَقلُّهما عُدَوَاءَ.} وأَجدّتْ لَك الأَرضُ، إِذا انقطَعَ عَنْك الخَبَارُ ووَضَحَت.
قَالَ أَبو عُبيدٍ: وجاءَ فِي الحَدِيث (فأَتَيْنَا عَلَى {جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ) قيل: الجُدْجُد، بالضَّمّ: البِئرُ الكثيرةُ الماءِ. قَالَ أَبو عُبيد: وهاذا لَا يُعرف إِنّما الْمَعْرُوف الجُدّ، وَهِي الْبِئْر الجَيِّدة الموضعِ من الكَلإِ. قَالَ أَبو مَنْصُور وهاذا مِثلُ الكُمْكُمة للكُمّ، والرَّفْرَفَة للرَّفّ.
وسَنةٌ جَدّاءُ: مَحْلَةٌ. وعامٌ أَجَدُّ. وشاةٌ جَدّاءُ: قليلةُ اللّبَن يابسَةُ الضَّرْع، وكذالك النَّاقة والأَتانُ.
} والجَدُودَة: القليلةُ اللَّبَنِ من غير عَيْب، والجمْع جَدائدِ. وَقَالَ الأَصمعيّ: جُدّتْ أَخلافُ النّاقةِ، إِذا أَصابَها شيْءٌ يَقطَع أَخلافَها.! والمُجَدَّدة: المُصرَّمة الأَطباءِ. وَعَن شَمرٍ: الجَدّاءُ الشَّاةُ الّتي انقطَعَ أَخلافُهَا. وَقَالَ خالدٌ: هِيَ المقطوعةُ الضَّرْعِ، وَقيل هِيَ اليابسةُ الأَخلافِ إِذا كَانَ الصِّرَارُ قد أَضَرَّ بهَا. والجَدَّاءُ من الغَنم والإِبل: المقطوعةُ الأُذنِ.
وَقَوْلهمْ {جَدّدَ الوضوءَ، والعَهْدَ، على المَثَلِ.
وكِساءٌ مُجَدَّدٌ: فِيهِ خُطُوطٌ مختلِفة.
وَفِي حَدِيث أَبي سُفيانَ (جُدَّ ثَدْيَا أُمِّك) أَي قُطِعَا، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ بالقَطِيعة، قَالَه الأَصمعيّ. وَعنهُ أَيضاً: يُقَال للنّاقَة إِنّها} لَمُجِدَّةٌ بالرَّحْل، إِذا كَانَت جادّةً فِي السَّيْر. قَالَ الأَزهريّ: لَا أَدرِي أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة: فَمن قَالَ {مِجَدَّة فَهِيَ من} جَدّ {يَجِدّ، وَمن قَالَ} مُجِدّة فَهِيَ من {أَجدَّت.
وَعَن الأَصمعيّ: يُقَال: لفُلان أَرضٌ} جادُّ مِائَةِ وَسْقٍ، أَي تُخْرِجُ مِائَةَ وَسْقٍ إِذا زُرِعَتْ. وَهُوَ كلامٌ عَربيّ. {والجادُّ بِمَعْنى المجدُود.
وَقَالَ اللِّحيانيّ:} جُدَادَةُ النَّخْلِ وغيرِه: مَا يُستأْصَل.
{وجَدِيدَتَا السَّرْجِ والرَّحْلِ: اللِّبْدُ الّذي يَلزِق بهما من الباطِن. قَالَ الجوهريّ: وهاذا مُوَلّد.
وَقَوْلهمْ: فِي هاذا خَطَرٌ جِدُّ عَظيم، أَي عظيمٌ جِدًّا.
وجَدَّ بِهِ الأَمرُ: اشتَدَّ، قَال أَبو سَهْم:
أَخالدُ لَا يَرْضَى عَن العَبْدِ رَبُّه
إِذَا جَدَّ بالشَّيخ العقُوقُ المُصمِّمُ
وَعَن الأَصمعيّ: أَجدَّ فُلانٌ أَمْرَه بذالك، أَي أَحكَمَه. وأَنشد:
أَجَدَّ بهَا أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه
لَهَا أَوْ لأُخْرَى كالطَّحِينِ تُرَابُهَا
} وجُدَّان بن جَدِيلة، بالضّمّ: بطنٌ من ربيعَة.
! والجُدّاد كرُمْان: صِغَارُ العِضَاهِ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: صِغَارُ الطَّلحِ، والواحدةُ جُدّادةٌ.
وَفِي الحَدِيث: (احُبِسِ الماءَ حَتَّى يَبلُغَ الجَدَّ) ، قَالَ ابْن الأَثير هِيَ هَا هُنَا المُسنَّة، وَهُوَ مَا وقَعَ حَولَ المَزرعةِ كالجِدَار، وَقيل هُوَ لُغَةٌ فِي الجِدار، (ويُروَى الجُدُر، بالضّمّ جمْع جِدار) ويُروَى بالذّال وسيأْتي.
والجَدُّ بن قَيْسٍ لَهُ ذِكْر.
{والجِدِّيّة بِالْكَسْرِ: قَرْيَة قُرْبَ رَشيد.
} وجُدَادٌ كغُراب: بطنٌ من خَوْلان، مِنْهُم اللَّيْثُ بن عَاصِم، وأَخوه أَبو رَجب العَلاَءُ بن عَاصِم إِمام جَامِع مصر، وجَدُّهما لأُمِّهما مِلْكَانُ بن سَعْد {- الجُدَاديّ، كَانَ شريفاً بِمصْر. وأُسيد الخَولانيّ الجُدَاديّ، شَهِدَ فتْحَ مصر وصَحِبَ عُمَر.
وَعبد الملِك بن إِبراهِيمَ الجِدّي، وقاسم بن مُحَمَّد الجِدّي، وحَفْص بن عُمَر} - الجِدّيّ، وأَحمد بن سَعِيد بن فَرْقَد الجِدّي، وَعبد الله بن إِبراهيم الجِدّي، وعليّ بن محمّدٍ القَطّان الجِدّي، كلّ هاؤلاءِ بكسرِ الْجِيم، مُحدِّثُون.
وبفتح الْجِيم أَبو سعيد بن عَبْدُوس الجَدّي، سمعَ من مالكٍ.
وأَبو عبد الله مُحَمَّد بن عُمر! - الجَدِيديّ، من أَهلِ بُخَارَا، زاهدٌ عابدٌ حدّثَ عَنهُ أَبو منصورٍ النَّسفيّ.
وَعبد الْجَبَّار بن عبد الله بن أَحمد بن الجِدّ الحربيّ، بِكسر الْجِيم محدّث، هكاذا ضَبطه مَنْصُور بن سُليم.
وَبَنُو جُدَيد، كزُبير: بطنٌ من الْعَرَب.
ج د د [جدد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جُدَدٌ بِيضٌ .
قال: الجبال طريقة بيضاء، وطريقة خضراء، وهذا مثل ضربه الله للعباد لكي يخافوه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قد غادر النّسع في صفحاتها جددا ... كأنّها طرق لاحت على أكم 

كبس

ك ب س: (الْكِبَاسَةُ) بِالْكَسْرِ الْعِذْقُ وَهُوَ مِنَ التَّمْرِ
كَالْعُنْقُودِ مِنَ الْعِنَبِ. وَ (الْكَابُوسُ) مَا يَقَعُ عَلَى الْإِنْسَانِ بِاللَّيْلِ وَيُقَالُ: هُوَ مُقَدَّمَةُ الصَّرْعِ. 
ك ب س : الْكَبِيسُ نَوْعٌ مِنْ التَّمْرِ وَيُقَالَ مِنْ أَجْوَدِهِ وَالْكِبَاسَةُ عُنْقُودُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ كَبَائِسُ. 
(كبس)
الْبِئْر وَنَحْوهَا كبسا ردمها بِالتُّرَابِ وَالشَّيْء ضغطه (مو) وعَلى فلَان أَو دَار فلَان هجم عَلَيْهِ واحتاط بِهِ والناصية الْجَبْهَة أَو الأرنبة الشّفة الْعليا أَقبلت عَلَيْهَا وَرَأسه فِي ثَوْبه كبوسا أخفاه وَأدْخلهُ فِيهِ

(كبس) فلَان كبسا أَقبلت هامته وأدبرت جَبهته فَهُوَ أكبس وَهِي كبساء وَقدم كبساء كَثِيرَة اللَّحْم غَلِيظَة محدودبة

(كبس) عَلَيْهَا اقتحم والجسد لينه بِالْأَيْدِي (مو)
[كبس] نه: فيه: إن قريشًا قالت لأبي طالب: إن ابن أخيك قد آذانا فانهه، فقال: يا عقيل! ائتني بمحمد، قال: فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجته من "كبس"، هو بالكسر بيت صغير، ويروى بنون من الكناس وهو بيت الظبي. وفيه: فوجدوا رجالًا قد أكلتهم النار إلا صورة أحدهم يعرف بها "فاكتبسوا" فألقوا على باب الجنة، أي أدخلوا رؤوسهم في ثيابهم، من كبس الرجل رأسه في ثوبه- إذا أخفاه. ومنه ح قتل حمزة: قال وحشي: فكمنت له إلى صخرة وهو "مكبس" له كتيت، أي يقتحم الناس فيكبسهم. وفيه: إن رجلًا جاء "بكبائس" من هذه النخل، هي جمع كباسة وهي العذق التام بشماريخه ورطبه. ومنه ح: "كبائس" الؤلؤ الرطب.
[كبس] كَبَسْتُ النهرَ والبئرَ كَبْساً: طممتُها بالتراب. واسم ذلك التراب كِبْسٌ بالكسر. وربَّما قالوا كَبَسَ رأسَه، أي أدخله في ثيابه. ويقال رجلٌ أكْبَسُ بيِّن الكَبَسِ ، للذي أقبلتْ هامتُه وأدبرتْ جبهتُه. والكُباسُ بالضم: العظيم الرأس. والكِباسَةُ بالكسر: العِذْقُ. وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب. والكبيس: ضربٌ من التمر. والسنة الكَبيسَةُ التي يُسْتَرَقُ منها يوم، وذلك في كلِّ أربع سنين. والكابوسُ: ما يقع على الإنسان بالليل. ويقال: هو مقدِّمة الصَرْعِ. وكَبَسوا دارَ فلان: أغاروا عليها فجأة.
ك ب س
كبس الحفرة: طمّها. وكبس رأسه في جيب قميصه: أدخله فيه؛ وهو عابس كابس. وإنه لكباس، غير خباس؛ إذا التجئ إليه كبس رأسه ولم يغتنم السعي. قال:

هو الرزء المبين لا كباسٌ ... ثقيل الرأس يحلم بالنعيق

لأنه راعي غنم. ولها قلادة من الكبيس وهو حليٌ مجوّف يكبس طيباً. ورجل أكبس: رؤاسيّ، ورأس أكبس، وهامة كبساء: عظيمة مستديرة. ووقع عليه الكابوس. وعنده كباسةٌ من بسر وكبائس وهي العذف التامّ بشماريخه.

ومن المجاز: جبهته كبستها الناصية، وناصية كابسة: مقبلة على الجبهة، وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة. وكبسوا عليهم وكبّسوا: اقتحموا عليهم. وسمعتهم يقولون: أدخله الله في الكبس، ولأدخلنّه في الكبس إذا قهره وأذلّه.
(ك ب س) : (كَبَسَ) النَّهْرَ فَانْكَبَسَ وَكَذَا كُلُّ حُفْرَةٍ إذَا طَمَّهَا أَيْ مَلَأَهَا بِالتُّرَابِ وَدَفَنَهَا (وَمِنْهُ) وَمَا كَبَسَ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ التُّرَابِ أَيْ طَمَّ وَسَوَّى وَاسْمُ ذَلِكَ التُّرَابِ (الْكِبْسُ وَالْكَبْسُ) (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ عَلَيْهِ وَضْعُ الْجُذُوعِ (وَكَبْسُ السُّطُوحِ) وَتَطْيِينُهَا يَعْنِي بِهِ إلْقَاءَ التُّرَابِ عَلَى السَّطْحِ وَتَسْوِيَتَهُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُطَيَّنَ مُسْتَعَارٌ مِنْ الْأَوَّلِ وَقَوْلُهُ فِي الْمُخْتَصَرِ حَلَفَ لَا يَأْكُلُ الرُّءُوسَ فَيَمِينُهُ عَلَى مَا يُكْبَسُ فِي التَّنَانِيرِ أَيْ يُطَمُّ بِهِ التَّنُّورُ أَيْ يُدْخَلُ فِيهِ مِنْ (كَبَسَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ) فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ إذَا أَدْخَلَهُ (وَالْكَبِيسُ) نَوْعٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعْطِيَهُ صَاعًا مِنْ الْعَجْوَةِ بِصَاعٍ مِنْ الْحَشَفِ (وَإِنَّمَا أَعْطَاهُ لِفَضْلِ) (الْكَبِيسِ) وَالْكِبَاسَةُ عُنْقُودُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ كَبَائِسُ.
كبس
الكَبْسُ: طَمُّكَ حُفْرَةً بتُرَابٍ، كَبَسَ يَكْبِسُ كَبْساً. واسْمُ التُّرَابِ: الكِبْسُ، وهو - أيضاً -: الهَوَاءُ. والجِبَالُ الكُبْسُ: هي الصِّلاَبُ الشِّدَادُ.
والأرْنَبَةُ الكابِسَةُ: هي المُقْبِلَةُ على الشَّفَةِ العُلْيا. وناصِيَةٌ كابِسَةٌ: مُقْبِلَة على الجَبْهَة.
والكابِسُ في ثَوْبِه: المُغَطّي به جَسَدَه الداخِلُ فيه.
ورَجُلٌ كُبَاسٌ: إِذا سَألْتَه حاجَةً كَبَسَ برأسِه في جَيْبِه. ويُقال: هو عابِسٌ كابِسٌ. وإنَّه لَكبَاسٌ غَيْرُ خُبَاسٍ، والخُبَاسُ: الظَّلُوْمُ.
وكابُوْسُ: كَلمةٌ يُكْنَى بها عن البُضْع، يُقال: كَبَسَها. وهو - أيضاً -: ما يَقَعُ باللَّيْل على الانسانِ فيأخُذُ بالكَظْم. والكِبَاسَة: العِذْقُ التامُّ بشَمارِيْخِه وبُسْرِه. وعامُ الكَبِيْس في حِسَابِ أهْل الشّام عن أهْل الرُّوْم: في كلِّ أرْبَع سِنِينَ يَزِيْدُونَ في شُبَاطٍ يَوْماً فَيَجْعَلُونَه تسْعَةً وَعِشْرينَ، يُسَمُّونَ العامَ الذي يَزِيْدُونَ فيه ذلك اليَوْمَ: عامَ الكَبِيْس.
والكَبِيْسُ: حَلَقِّ تُصَاغُ مُجَوَّفاً ثم تُحْشى بالطيْبِ وتُكْبَسُ. وهو - أيضاً -: التَّمْرُ الذي يُقال له أُم جِرْذَانَ. ورَأسٌ أكبسُ، وبه كَبَسٌ: أي عِظَمٌ واسْتِدارَةٌ. وجَبْهَةٌ كَبْسَاءُ. وإنَّه لَفي كِبْس غِنَىً: أي إرْثِهِ وأصْلِه.
والكُبَاسُ: العَظِيْمُ الرأس. والكَبْسَاءُ: الكَمَرَة. والأكْبَسُ من الرِّجالِ: الضَّخْمُ الهامَةِ. والنَّعْجَةُ تُسَمّى: الكَبْسَ. وتُدْعى للحَلَبِ فيُقال: كَبْسْ كَبْسْ.

كبس


كَبَسَ(n. ac. كَبْس)
a. Filled, stopped up; levelled ( well & c. ); spread (earth).
b. Pressed, squeezed, kneaded, suppled ( limb).
c. Attacked, surrounded; besieged, invested, assaulted (
town ).
d. ['Ala], Threw himself upon.
e. [acc. & Fī], Hid in, covered with ( his garment:
head ).
f. [acc. & Bi], Added to, intercalated into ( the year:
day ).
g. Compressed (woman).
h. [ coll. ], Salted, pickled (
meat ).
i. ['Ala] [ coll. ], Pressed, bore
upon.
كَبَّسَa. see I (b) (d).
c. [ coll. ], Broke in, trained (
animal ).
تَكَبَّسَa. Was pressed, kneaded, suppled.
b. see I (d)
& VII.
d. [acc.]
see I (e)e. [ coll. ], Was broken in (
animal ).
إِنْكَبَسَa. Was stopped up; was levelled.

كَبْسa. Attack, assault, charge, rush; invasion.
b. [ coll. ], Pressure.
c. [ coll. ], Maceration, pickling
salting ( of meat ).
كَبْسَةa. see 1 (a)
كِبْسa. Earth, mould.
b. Mud-hut.
c. Cavern.
d. Origin.

كُبَّسa. Steep mountains.

مِكْبَس
(pl.
مَكَاْبِسُ)
a. [ coll. ], Press;
hydraulic-press.
كَاْبِسa. Surprising, assaulting; besieger, invader.

كَاْبِسَةa. fem. of
كَاْبِسb. Aquiline (nose).
كِبَاْسَة
(pl.
كَبَاْئِسُ)
a. Bunch, raceme ( of dates ).
كَبِيْسa. Best dry dates.
b. Ball of perfume (ornament).
c. [ coll. ], Salted, pickled.

كَاْبُوْس
(pl.
كَوَاْبِيْسُ)
a. Nightmare, incubus.
b. [ coll. ], Plough-tail.

مِكْبَاْس
a. [ coll. ]
see 20
N. P.
كَبڤسَa. Filled up.
b. Attacked; besieged.
c. [ coll. ], Pressed.
d. [ coll. ], Pickled.
N. Ag.
كَبَّسَa. One hanging down his head.
b. see 21
N. P.
كَبَّسَa. Compact ( in the head ).
b. [ coll. ], Double (
flower ).
N. Ag.
كَاْبَسَa. see 21
السَّنَة الكَبِيْسَة
a. عَام الكَبِيْس The intercalary
year, leap-year.
جَآء كَابِسًَ
جَآء مُكَبِّسًا
جَآء مُكَابِسًا
a. He came suddenly, with a rush.
كُبْسُوْل
a. [ coll. ], Capsule.

كبس

1 كَبَسَ, (S, A, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. كَبْسٌ, (S,) He filled up with earth a well, (S, A, K,) and a river, (A, Mgh, K,) and a hollow, or cavity, or pit, dug in the ground. (A, Mgh.) b2: (tropical:) He covered over, or spread, with earth, and made even, a piece of ground: and in like manner, the roof of a house, before plastering it with mud or clay. (Mgh.) b3: [And He spread earth upon a roof &c. (See دَكَّ.)]

A2: Also, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) He pressed, or squeezed, [or kneaded,] a limb with the hand: (TA, art. غمز:) and ↓ كبّس, inf. n. تَكْبِيسٌ, [signifies the same, accord. to present usage: and] (tropical:) he suppled the body [by kneading, or pressing, or squeezing it, as is done in the bath,] with the hands. (TA, in the present art.) b2: And, aor. as above, (tropical:) Inivit unâ vice feminam. (K.) A3: كَبَسُوا دَارَ فُلَانٍ (tropical:) They made a sudden attack upon the house of such a one, (S, IKtt, * K,) and surrounded it. (K.) And كَبَسُوا عَلَيْهِمْ, and ↓ كبّسوا, (tropical:) They threw themselves upon them suddenly and without consideration. (A.) and in like manner, عَلَى الشَّىْءِ ↓ كبّسوا, and ↓ تكّبسوا عَلَيْهِ, (tropical:) They threw themselves upon the thing suddenly and without consideration. (TA.) A4: كَبَسَ رَأْسَهُ, [aor. as above,] He put his head within his garments: (S:) and كَبَسَ رَأْسَهُ فِى ثَوْبِهِ he hid his head in his garment, and put it within it: (K:) or he put it on in the manner of a قِنَاع, (تَقَنَّعَ,) and then covered himself with part of it. (TA.) You say also, كَبَسَ رَأْسَهُ فِى جَيْبِ قَمِيصِهِ, (A,) or بِرَأْسِهِ, (TA,) He put his head within the opening at the neck and bosom of his shirt; (A;) and so ↓ تكبّس alone. (TA.) And يَكْبِسُ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ فِى رَأْسِهِ [app. meaning, The man puts his garment as a covering over his head.] (Sh, TA.) 2 كَبَّسَ see 1, in three places.3 كَاْبَسَ [كابسهُ, inf. n. مُكَابَسَةٌ, app. syn. with مَارَسَهُ, or دَافَعَهُ: see تَايَسَ.]5 تكبّس [quasi-pass. of 2, It was, or became, pressed, or squeezed].

A2: See also 1, in two places.7 انكبس It (a river, [and a well,] and any hollow, or cavity, or pit, dug in the ground,) became filled up with earth. (Mgh.) كِبْسٌ Earth with which a well, (S, K,) or river, (K,) or any hollow, or cavity, or pit, dug in the ground, (TA,) is filled up: (S, K, TA:) earth that occupies the place of air. (TA.) كَبِيسٌ A kind of dates, (S, Msb, K,) said to be of the best kind; (Msb;) thus called when dry; but when fresh, called أُمُّ جِرْذَانٍ, which is also the name of the tree that bears them. (TA.) A2: A kind of women's ornament, made hollow, (A, L, K,) and coated with perfume, (A,) or stuffed with perfume, (L, K,) and then worn; (L;) a necklace being made of ornaments of this kind. (A.) A3: السَّنَةُ الكَبِيسَةُ, (S, K,) and عَامُ الكَبِيسِ, (L, Az, in TA, voce سُبَاطٌ, q. v.,) [The intercalary year; or leap-year; both in the Syrian, or Julian, reckoning, and in the Coptic;] the year from which, (مِنْهَا,) accord. to the S and K, but properly, for which, (لَهَا,) as in the work entitled القَوْلُ المَأْنُوسُ, a day is stolen (يُسْتَرَقُ) [and intercalated]; which is [once] in every four years; as in the S and K; for the said day is an addition thereto; (MF, TA;) the year in which the Syrians following the Greeks, add a day to the month سُبَاط, [which corresponds to February, O. S.,] making it twentynine days instead of twenty-eight, which they do once in four years; (L;) [and that in which the Copts intercalate, at the end, six epagomenæ instead of five, which, in like manner, they do once in every four years.]

كِبَاسَةٌ A raceme, (S, A, Msb, K,) or large raceme, (TA,) of a palm-tree, (A, * Msb, K, *) or of dates, like the عُنْقُود of grapes, (S,) complete, with its شَمَارِيخ, [or fruit-stalks, pl. of شِمْرَاخٌ,] (A, TA,) and its dates: (TA:) pl. كَبَائِسُ. (A, Msb.) [A كباسة of moderate size has about one hundred شماريخ; the longest شمراخ having about fifty dates, and being about two feet and a half in length; and the shortest having about thirty dates, and being about one foot in length.] b2: Also applied by AHn, to (tropical:) A raceme of [the fruit called] فُوفَل. (TA.) كَابِسٌ Charging, attacking, or assaulting. (K, * TA.) You say, جَآءَ كَابِسًا He came charging, attacking, or assaulting: (K, * TA:) as also ↓ مُكَبِّسًا, and ↓ مُكَابِسًا. (TA.) b2: Throwing himself suddenly and without consideration [upon a person or thing]. (TA.) A2: A man putting himself within his garment, covering his body with it. (TA.) كَابُوسٌ [Incubus, or nightmare;] what comes upon a man (or rather upon a sleeper, TA,) in the night, (S, K,) preventing his moving while it lasts; (K;) accord. to some, (S,) the forerunner of epilepsy. (S, K.) Some think that this is not Arabic, and that the proper word is نَيْدُلَانٌ, and بَارُوكٌ, and جَاثُومٌ. (TA.) Hence, app., (TA.) (tropical:) Modus certus coëundi: (K:) or rather, (tropical:) coïtus itself. (TA.) مُكَبَّسُ الرَّأْسِ Compact in the head. (AHeyth, T in art. ظرب.) مُكَبِّسٌ Hanging down his head in his garment: (K, * TA:) or one who throws himself suddenly and without consideration upon others, and assaults them. (K.) See also كَابِسٌ.

مُكَابِسٌ: see كَابِسٌ.
كبس: كبس العدو: باغته بالهجوم، هاجمه فجأة. (معجم بالإسبانية ص76 - 77، فريتاج طرائف ص124، حيّان ص71 ق) وفي معجم بوشر: كبس على بمعنى باغته، أخذه على غِرّة، فاجأه. وكذلك عند أبي الوليد (ص444).
ويقال كذلك: كبس منزلاً إذا حلَّ به غفلة من أهله. (معجم الطرائف، ألف ليلة341:1).
وفي معجم بوشر أقام عند. كبس القاضي: ذهب إلى الموضع لمشاهدته.
كبس: عصر، دعك. (بوشر. دي ساسي طرائف 130:2، ألف ليلة 37:1). وفي البيطار (95:1): ويكبس الحامض منهما في الجباب حتى يدرك فيكون كأنه الموز رائحته وطعمه.
كبس: رضَّ، آذى العصب (بوشر).
كبس الورم: فش الورم، أزال الورم. (بوشر).
كبس: كدَّس، رصَّ في برميل. (بوشر).
كبس: وضع في نقيع الملح. أنظر العبارة التي نقلناها في مادة مصير (المشقة من صير).
وفي معجم المنصوري بعد ذكره المعنيين اللذين ذكرهما فريتاج في مادة كبس وكابس: مكبوس: ومنه الكبوس في اللحم من المصيَّرات.
كَبَس: خلَّلَ الثمار ونقعها في الخلّ. وانظر: كَبِيس. (باين سميث 1675).
كَبَس: امتلأت معدته بالطعام. أتخم. (بوشر).
كَبَس: أضاف يوماً في شهر شباط (فبراير) في السنة الكبيسة. (دي ساسي طرائف 92:1) والمصدر ص12، ص20، ياقوت 970:4، واقرأ فيه: كَبْس).
كَبَّس (بالتشديد): دعس، دعك، لبّد، عصر، هرس، سحق كدَّس، كوَم. (بوشر).
كَبَّس: قد يظن المرء لأول وهلة أن المعنى الذي ذكره فريتاج نقلاً من معجم (هابيشت) وهو مسدَّ يجب حذفه. وإن هذا الفعل حيثما ورد في ألف ليلة (ماكن 173:2، 249، 478:4، 479) مثلاً يجب أن يبدل بالفعل كيّس (أنظر: كَيّس) كما جاء في العبارة الأخيرة من طبعة برسل (14:11، 15) وكما جاء في طبعة ماكن (479:4). غير أن الظن خطأ، وذلك لأن بوسييه الذي ألَّف معجمه دون أن يراجع معجم فريتاج يذكر الفعل مّسَّد أيضاً معنى للفعل كَبَّس. وهذان الفعلان (كَبَّس وكَيَّس) ليسا مترادفين على الرغم من الخلط بينهما في المعنى. فكبَّس معناها الأصلي ضغط، (عند بوسييه أيضاً) وتستعمل بمعنى مَسَّد ودلك باليدين أعضاء جسم الشخص الخارج من الحمّام. أمات كّيَّس فمعناها دلك الجسم ودعكه في الحمّام بقطعة صغيرة من نسيج الهلب اسمها كِيس أو كاسة. يستعمل التمسيد لابتعاث النوم أيضاً (ترجمة لين لألف ليلة 661:1، رقم 33) كما يستعمل لإيقاظ النائم (ترجمة لين لألف 400:2، رقم 19).
كبّس: وضع النِير وهو الخشبة المعترضة فوق عنق الثور أو عنق الثورين المقرونين لجرّ المحراث أو غيره، مثل كَبَس بالسريانية. ففي باين سميت (1675، 1676): الرياضة وتكبيس البهائم.
كبَّس العجلَ وغيره: مرَّنه على الحرث (محيط المحيط).
كبَّس: قهر، أخضع، كبح. (هلو).
كبَّس: رقَّدَ، طمر غصناً من النبات في الأرض لتنبت له الجذور وذلك لتكثير النبات. (معجم اللاتيني - العربي) وفيه ( propagu أُدرِكْ وأُكَبَّسُ). (بوسييه، ابن العوام 13:1، 182).
تَكَبَّس: رُقّد النبات، طُمِر منه غصن في الأرض لتنبت له الجذور. (ابن العوام 193:1).
تكابس: تزاحم، تجمّع. ففي حيّان- بسام (8:1 و) فازدحموا وتكابسوا وقتل بعضهم بعضاً.
انكبس: أُدرج، أُدخل، حُشر. (البيروني ص10، ص14).
كِبْس: تراب يُفرش على الأرض لتسويتها، وتُطلق على التراب عامة، كما تُطلق أيضاً على التراب الذي يخرج من حفرة أو الخندق أو غيرة ذلك مما يُحتفر. (المعجم الجغرافي).
كَبْسَة: سَطْو، هجوم مفاجئ، مباغتة.
(بوشر، فريتاج أمثال ص68).
كَبْسة: أي مناوشة، معركة خفيفة. (بوشر).
كَبْسون= برنج: حبوب يُؤتى بها من الهند والصين، وهي شديدة الإسهال. (سنج).
كبسون حَبَشي: نبات مسهل يخرج الدود من البطن. (سنج) (ابن البيطار 347:2).
كُباس: ضخم، الحَجَر الكباس الضخم. (الكامل ص501).
كَبُوس: أنظر قابوس.
كَبِيس: إضافة شهر إلى السنة القمرية لمساواتها بالسنة الشمسية وإضافة يوم إلى شهر شباط (فبراير) في السنة الكبيسة فيكون 29 يوماً. (بوشر).
كَبِيس: ثمار مربَّبة، ثمار معقَّدة بالسكّر. وفي (محيط المحيط): والعامة تستعمل الكبيس لما كُبِسَ في الخلَّ ونحوه من الثمار.
سَنَة كَبِيسة: سنة فيها يوم زائد، وتعود كل أربع سنوات ويكون شهر شباط (فبراير) فيها 29 يوماً. (فزك، بوشر، تقويم ص12، دي ساسي طرائف 90:1).
كَبِسيّ: عام قمريّ يضاف إليه شهر لمساواته بالعام الشمسي. (بوشر).
كَبَّاس: مَنْ اعتاد القيام بغارات عنيفة مفاجئة. (معجم الإسبانية ص76).
كَبُّوس (في ألكالا كَيَوس) وبالإسبانية caquz ( سيمونيه ص319): إسكيم، ثوب الراهب، بُرْنس، معطف رأسه ملتصق به، معطف بغطاء الرأس، قلنسوة. طرطور. وجمعها كبابيس، وكبابس (فوك، ألكالا).
كَبُّوس: شاشة بيضاء عند قبائل المغرب (شيرب).
كَبُّوس: قلنسوة، طاقية يلبسها مشايخ الدين المسلمون. (برجرن إفريقية).
كَبُّوسة (من نفس الأصل السابق): كأس الزهرة. (دومب ص75).
كابُوس، والجمع كَوابِس: شيطانية تزعم العامة إنها تتخذ صورة امرأة وتضاجع الرجال (فوك) أنظرها فيه في مادة (حبيبة).
كابُوس: أنظر قابوس.
كابُوسة: عند الفلاحين مقبض المحراث (محيط المحيط).
أكْبَس، وهي كَبْساء (ضخم، كبير، يقال: رأس أكبس وهامة كبساء، أي رأس ضخم مستدير، هامة ضخمة مستديرة. والكامل 501:14).
تَكْبِيس، والجمع تكابيس: غصن مرقَّد، أي دفن لتنمو له جذور وذلك لتكثير النبات (المعجم اللاتيني - العربي) (ابن العوام 184:1، 254، 268، 270) وهذا صواب الكلمة كما جاء في مخطوطتنا. مكْبس، والجمع مكابس: آلة يُكبس بها الصوف والورق وغيرهما. (محيط المحيط).
مُكبَس: حرْين. أسيف. كئيب. مكروب (دومب ص108).
زهر مكبَس: زهر مضاف الورق (بوشر).
مكباس الطولنبة: مِكْبس الطرنبة والطلمبة، اسطوانة متحركة صعوداً ونزولاً في ضخمة الماء. (بوشر).
كبس
كبَسَ1/ كبَسَ على يَكبِس، كَبْسًا، فهو كابِس، والمفعول مَكْبوس
• كبَس الورقَ: حَشَره، ضغَطه بقوّة ليقلّل حجمَه "كبَس ثيابًا في الحقيبة- كبَس البضائعَ: جمعها في أصغر فسحة ممكنة- كبَس النَّاسَ في مكان ضيِّق" ° آلة كابسة- ضماد كابس: يستعمل للشدّ- كبَس البِئرَ: ردمها بالتُّراب- كبَس السنة بيوم: زاد فيها يومًا.
• كبَس القومُ فلانًا/ كبَسوا مجرمًا في داره/ كبَس القومُ على فلان أو على داره: هجموا أو أغاروا عليه فجأة، وأحاطوا به "كبَستِ الشرطةُ نادي قمار- كبَس رجالُ الجمرك بيت المهرّبين". 

كبَسَ2 يَكبِس، كُبوسًا، فهو كابِس، والمفعول مكبوس
• كبَس رأسَه في ثوبه: أخفاه وأدخله فيه.
• كبَس اللّفتَ ونحوَه: أنقعه في الخل ليحمض. 

كبَّسَ/ كبَّسَ على يكبِّس، تكبيسًا، فهو مُكَبِّس، والمفعول مُكَبَّس
• كبَّس جسدَه: ليّنه بالأيدي بالضَّغط عليه؛ دلّكه "كَبَّس ساقًا- كبَّس المدلِّك ظهرَ المريض".
• كبَّس على القوم: اقتحم "كبَّس الشرطيُّ على المجرمين مخبأهم". 

تكبيس [مفرد]:
1 - مصدر كبَّسَ/ كبَّسَ على.
2 - وَضْع اليد على مريض مشفوعًا برقية.
3 - (رع) ترقيد الزّرع. 

كابسة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل كبَسَ1/ كبَسَ على وكبَسَ2.
• الكابسة: جهاز يقوم بشدّ الأشياء وضغطها بقوَّة؛ ليقلِّل حجمَها أو يجمعها في أقلّ مكان "يتمّ جمع النُّفايات بواسطة الكابسات يوميًّا- تمّ تزويد المنطقة بكابسة وأجهزة حاسوب". 

كابوس [مفرد]: ج كوابيسُ: ضغط وضيق مزعج يقع على صدر النائم كأنّه يخنقه لا يقدر معه أن يتحرّك
 "كابُوس سبّبته الحُمّى- أحسّ بكابوس- روى الكاتب في روايته كابوسًا حدث له" ° كابوس متسلِّط عليّ: قلَق فكريّ، هاجس- ما هذا الكابوس؟: ما هذا الجوّ الخانق؟ - هذا الولد كابوس أبيه: شخص مزعج. 

كَبَّاس [مفرد]: ج كبابيسُ:
1 - اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: آلة تضغط الصُّوفَ أو الورقَ أو القطنَ أو نحوها ويقال لها: كبّاسة "كبّاس القطن/ الورق".
2 - اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: أداة تدفَع غاز البترول في موقده بواسطة ضغط الهواء.
3 - اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: مِدَكّ بُندقيّة.
4 - قطعة أسطوانيّة تتحرك في أنبوب؛ لممارسة ضغط أو لنقل حركة "كبّاس مِضخَّة". 

كَبْس [مفرد]: مصدر كبَسَ1/ كبَسَ على. 

كُبْس [مفرد]: (فز) مقبس، سلك معدِنيّ قابل للانصهار يكون على مجرى تيّار كهربيّ، ينصهر إذا زاد التيّار "دورة قصيرة تذيب كُبْسًا". 

كَبْسة [مفرد]: ج كَبَسات وكَبْسات:
1 - اسم مرَّة من كبَسَ1/ كبَسَ على.
2 - هَجْمة فجائيّة أو بغتة "كَبْسة اللّصوص ليلاً" ° بكبسة زِرّ: يقال ذلك لحرب تتسبَّب فيها أجهزة دقيقة للغاية- كَبْسة الشّرطة: هجوم فجائيّ لرجال الشرطة على الخارجين على القانون.
• الكَبْسَة: أكلة خليجيّة مشهورة عبارة عن أرز مَبْخور يوضع عليه لحم أو دجاج. 

كُبُوس [مفرد]: مصدر كبَسَ2. 

كبيس [مفرد]:
1 - نوعٌ من التّمر يُكبَس بعضُه فوق بعض.
2 - خيار أو لفتٌ ونحوهما ينقع بالملح والخلّ ممزوجًا بالماء "يُعَدّ الكبيس طعامًا مُشهِّيًا". 

كبيسة [مفرد]
• السَّنة الكبيسة: (فك) السَّنة الشَّمسيّة التي يُضاف فيها يوم إلى شهر فبراير في كلّ أربع سنين؛ فيصير تسعة وعشرين يومًا، وفي السَّنوات الثَّلاث الأُخَر يكون ثمانية وعشرين، وهي السُّنون البسائط وتُعرف السنة الكبيسة بصلاحيتها للقسمة على 4 دون أن يبقى منها باقٍ، مثل سنة 1984. 

مِكْبَس [مفرد]: ج مكابِسُ: اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: كبّاس؛ عصّارة؛ آلة ضاغطة مختلفة الأشكال والأحجام تستعمل للكبس أو العصر "مِكْبَس القُطْن".
• مِكْبَس التَّرشيح: (كم) جهاز يُستخدم في الترشيح، يدفع السَّائلَ المراد ترشيحه بواسطة مضخَّة.
• مِكْبس مائِيّ: مضخَّة تستخدم لرفع جُزء من الماء إلى ارتفاع أعلى من ارتفاع المصدر. 

كبس: الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بتراب. وكبَسْت النهرَ والبئر كَبْساً:

طَمَمْتها بالتراب. وقد كَبَسَ الحفرة يَكْبِسُها كَبْساً: طَواها بالتراب

(*

قوله «طواها بالتراب» هكذا في الأَصل ولعله طمها بالتراب.) وغيره، واسم

ذلك التراب الكِبْس، بالكسر. يقال الهَواء والكِبْس، فالكِبْس ما كان نحو

الأَرض مما يسد من الهواء مَسَدّاً. وقال أَبو حنيفة: الكَبْس أَن يوضع

الجلد في حفيرة ويدفن فيها حتى يسترخِي شعَره أَو صُوفه.

والكبيسُ: حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثم يُحْشى بِطِيب ثم يُكْبَس؛ قال

عَلقمة:

مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد، ولُؤْلُؤٌ

من القَلَقِيِّ والكَبِيس المُلَوَّبِ

والجبال الكُبَّس والكُبْس: الصِّلاب الشداد. وكَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ

كُبُوساً وتَكَبَّس أدخل رأْسه في ثوبه، وقيل: تقنَّع به ثم تغطَّى

بطائفته، والكُباس من الرجال: الذي يفعل ذلك. ورجل كُباسٌ: وهو الذي إِذا

سأَلته حاجة كَبَس برأْسه في جَيْب قميصه. يقال: إِنه لكُباس غير خُباس؛ قال

الشاعر يمدح رجلاً:

هو الرُّزْءُ المُبيّنُ، لا كُباسٌ

ثَقيل الرَّأْسِ، يَنْعِق بالضَّئين

ابن الأَعرابي: رجل كُباس عظيم الرأْس؛ قالت الخنساء:

فذاك الرُّزْءُ عَمْرُك، لا كُباسٌ

عظيم الرأْس، يَحْلُم بالنَّعِيق

ويقال: الكُباس الذي يَكْبِس رأْسه في ثيابه وينام. والكابِس من الرجال:

الكابس في ثوبه المُغَطِّي به جسده الداخل فيه.

والكِبْس: البيت الصغير، قال: أَراه سمِّي بذلك لأَن الرجل يَكْبِس فيه

رأْسه؛ قال شمر: ويجوز أَن يجعل البيت كِبْساً لما يُكْبَسُ فيه أَي

يُدْخل كما يَكْبس الرجل رأْسه في ثوبه. وفي الحديث عن عَقيل ابن أَبي طالب

أَن قريشاً أَتت أَبا طالب فقالوا له: إِن ابن أَخيك قد آذانا فانْهَهُ

عنَّا، فقال: يا عَقيل انطلق فأْتني بمحمد، فانطلقت إِلى رسول اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم، فاستخرجته من كِبْس، بالكسر؛ قال شمر: من كِبْس أَي من

بيت صغير، ويروى بالنون من الكِناس، وهو بيت الظَّبْي، والأَكباس: بيوت

من طين، واحدها كِبْس. قال شمر: والكِبس اسم لما كُبِس من الأَبنية،

يقال: كِبْس الجار وكِبْس البَيت. وكل بُنيان كُبِس، فله كِبْس؛ قال

العجاج:وإِن رأَوْا بُنْيانَه ذا كِبْسِ،

تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ

والأَرْنَبَة الكابِسَة: المُقبلَة على الشفة العليا. والناصيَة

الكابِسَة: المُقبلَة على الجَبْهة. يقال: جبهة كَبَسَتها الناصية، وقد كَبَسَتِ

الناصِيَةُ الجَبْهَة.

والكُباس، بالضم: العظيم الرأْس، وكذلك الأَكبس. ورجل أَكْبس بَيِّن

الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس؛ وفي التهذيب: الذي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت

جَبْهَته. ويقال: رأْس أَكْبَس إِذا كان مستديراً ضخماً. وهامَةٌ كَبْساء

وكُباس: ضخمة مستديرة، وكذلك كَمَرَة كَبْساء وكُباس. ابن الأَعرابي:

الكِبْسُ الكَنْزُ والكِبْس الرأْس الكبير. شمر: الكُباس الذكَر؛ وأَنشد قول

الطرماح:

ولو كُنْت حُرّاً لم تَنَمْ ليلة النَّقا،

وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس وبالعَرْد

تُهْبى: يُثار منها الغبار لشدة العَمَل بها، ناقة كَبْساء وكُباس،

والاسم الكَبَس؛ وقيل: الأَكْبَس. وهامةٌ كَبْساء وكُباس: ضخمة مستديرة،

وكذلك كَمَرة كَبْساء وَكُباس. والكُباس. الممتلئ اللحم. وقدَم كَبْساء:

كثيرة اللحم غليظة مُحْدَوْدِبة.

والتَّكْبيس والتَّكَبُّس: الاقتحام على الشيء، وقد تَكَبَّسوا عليه.

ويقال: كَبَسوا عليهم. وفي نوادر الأَعراب: جاء فلان مُكَبِّساً وكابساً

إِذا جاء شادّاً، وكذلك جاء مُكَلِّساً أَي حاملاً. يقال: شدَّ إِذا حَمَل،

وربما قالوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله في ثيابه وأَخفاه. وفي حديث

القيامة: فوجَدوا رجالاً قد أَكلتهم النار إِلا صورة أَحدهم يعرَف بها

فاكْتَبَسوا فأَلْقوا على باب الجنة أَي أَدخلوا رؤُوسَهم في ثيابهم. وفي حديث

مَقْتَل حمزة: قال وَحْشِيّ فكَمَنت له إِلى صخرة وهو مُكَبّسٌٍ له كَتِيت

أَي يقتحم الناس فيَكْبِسهم، والكتيت الهَدير والغَطِيط. وقِفافٌ كُبْسٌ

إِذا كانت ضِعافاً؛ قال العجاج:

وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبْسا

ونخلة كَبُوس: حملها في سَعَفِها. والكِباسة، بالكسر: العِذْق التَّام

بشَماريخه وبُسْرِه، وهو من التمر بمنزلة العُنْقود من العِنب؛ واستعار

أَبو حنيفة الكَبائس لشجر الفَوْفَل فقال: تحمل كبائس فيها الفَوْفَل مثل

التمر. غيره: والكَبيسُ ضرْب من التمر. وفي الحديث: أَن رجلاً جاء بكَبائس

من هذه النخل؛ هي جمع كِباسة، وهو العِذْق التامُّ بشماريخه ورُطبه؛

ومنه حديث عليّ، كرم اللَّه وجهه: كَبائس اللؤْلؤ الرطْب. والكَبيس: ثمر

النخلة التي يقال لها أُمُّ جِرْذان، وإِنما يقال له الكبيس إِذا جفَّ،

فإِذا كان رطباً فهو أُمُّ جِرْذان.

وعامُ الكَبِيس في حساب أَهل الشام عن أَهل الروم: في كل أَربع سنين

يزيدون في شهر شباط يوماً فيجعلونه تسعة وعشرين يوماً، وفي ثلاث سنين يعدونه

ثمانية وعشرين يوماً، يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي

يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكَبِيس. الجوهري: والسنة الكَبِيسة التي

يُسْتَرق لها يوم وذلك في كل أَربع سنين.

وكَبَسُوا دار فلان؛ وكابوس: كلمة يكنَى بها عن البُضْع. يقال: كبَسها

إِذا فعل بها مرة. وكَبَس المرأَة: نكحها مرة. وكابُوس: اسم يكنُون به عن

النكاح. والكابُوس: ما يقع على النائم بالليل، ويقال: هو مقدَمة

الصَّرَع؛ قال بعض اللغويين: ولا أَحسبه عربيّاً إِنما هو النِّيدِلان، وهو

الباروك والجاثُوم.

وعابسٌ كابسٌ: إِتباع. وكابسٌ وكَبْس وكُبَيْسٌ: أَسماء وكُبَيْس: موضع؛

قال الراعي:

جَعَلْنَ حُبَيّاً باليمين، ونكَّبَت

كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئيدة باكِرِ

كبس
كَبَسْتُ النَّهْرَ والبِئْرَ أكْبِسُهُما كَبْساً: أي طَمَمْتُهما بالتُراب. واسمُ ذلك التُراب: كِبْسٌ - بالكسر -. ومنه حديث عقيل بن أبي طالِب - رضي الله عنه -: أنَّ قُرَيْشاً قالتْ لأبي طالِب: إنَّ ابْنَ أخيكَ قد آذانا فانْهَهُ عنّا، فقال: يا عَقِيل انطَلِق فأتِني بمحمَّد، فانْطَلَقْتُ إليه فاسْتَخْرَجْتُه من كِبْسٍ، فَجَعَلَ يَتَّبعُ الفَيْءَ من شِدَّةِ الرَّمَضِ. أي من بيتٍ صغير، قيل له كِبْس لِخَفائه، من قولهم كَبَسَ الرَّجُلُ رأسَه في ثَوْبِه: إذا أخفاه وأدخَله فيه، أوْ مِنْ كَبَسَ: أي غارَ في أصْلِ الجَبَل، من قولهم: إنَّه لفي كِبْسِ غِنىً وفي كِرْسِ غِنىً: أي في أصْلِهِ، حَكى ذلك أبو زَيد، وقيل: الكِبْسُ: بيتٌ من طين.
والكِبْسُ - أيضاً -: الرَّأْسُ الكبير.
والأكْبَسُ: الفَرْجُ الناتئ.
ورجل أكْبَس بَيِّنُ الكَبَس: وهو الذي أقْبَلَت هامَتُه وأدْبَرَت جَبْهَتُه.
والكُبَاسُ - بالضم -: العظيم الرأس.
والكُبَاسُ - أيضاً -: الذَّكَرُ، عن شَمِر، قال الطَّرِمّاح يهجو الفَرَزْدَق ويذكُر أخْتَهُ جِعْثِنَ:
ولو كُنْتَ حُرّاً لم تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقى ... وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ
وقيل: الكُبَاسُ الذَّكَرُ الضَّخم الرَّأس. وتُهبى: تُدَاس ويُثار منها الغُبار لِشِدَّةِ العَمَل بها. وقالوا - أيضاً -: فَيْشَة كُبَاسٌ.
والكُبَاسُ - أيضاً -: الذي يَكْبِسُ رأسَهُ في ثِيابِهِ ويَنام.
وفي بني يَرْبوع بن حَنْظَلَة: الكُبَاسُ بن جَعْفَر بن ثَعْلَبَة بن يَرْبوع.
وأبو الحَسَن علي بن الحَسَن بن قُسَيْم بن كُبَاسٍ المِصْريّ: من أصحاب الحديث.
والكِبَاسَة - بالكسر -: العِذْق، وهي من التَّمْر بمنزلة العُنْقود من العِنَب. وقال سَهْل بن حُنَيْف: أمَرَ رَسول الله - صلى الله عليه وسلّم - بالصَّدَقَة فجاءَ رَجُل بِكَبائِسَ من هذه السُّخَّلِ - يعني الشِّيْصَ -، فنزلت:) ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منه تُنْفِقُونَ (.
والكَبيس: ضَرْبٌ من التَّمْر.
والكَبيس - أيضاً -: حَلْيٌ مُجَوَّف، قال عَلْقَمَة بن عَبَدَة:
مَحَالٌ كأجْوازِ الجَرَادِ ولؤلؤٌ ... من القَلَقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ
مَحَالٌ: شَذْرُ ذَهَبٍ. والقَلَقِيُّ: ضَرْبٌ من الؤلؤ، وقيل: هو من القلائد المنظومة باللؤلؤ. والكبيس: حِلَقٌ تُصاغ مُجَوَّفَة ثمَّ تُحْشى طِيباً.
والسَّنة الكَبيسَة: التي يُسْتَرَقُ منها يَوم، وذلك في كُلِّ أرْبَعِ سِنِيْن.
وكُبَيْس - مُصَغّراً -: موضِع، قال الراعي يَصِف عانَةً:
جَعَلْنَ حُبَيّاً باليَمِينِ ووَرَّكَتْ ... كُبَيْساً لِوِرْدِ من ضَئيدَةَ باكِرِ
وكُبَيْسَة: عين في طرف بَرِّيَّة السَّماوَة، على أربَعَةِ أميال مِن هيت، منها تُسْلَكْ البَرِّيَّةُ.
والكابوس: ما يَقَع على الإنسان باللَّيلِ، ويقال: هو مُقَدِّمَة الصَّرْع، ومنه قولهم: كَبَسُوا دارَ فلان.
والكابوس - أيضاً -: يُكْنى به عن البُضْعِ، يقال كَبَسَها: إذا فَعَلَ بها مَرَّةً.
والكَبْس - أيضاً -: ضَرْبٌ من زَجْرِ الضَّأْنِ، ثمَّ يُسَمّى الضَّأْنُ كَبْساً، كما يُسَمّى البَغْلُ عَدَساً بِزَجْرِه.
والأرنَبَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الشَّفَةِ العُلْيا.
والنّاصِيَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الجَبْهَة، يقال: جَبْهَةٌ كَبَسَتْها النّاصِيَة. وكابِس بن ربيعة بن مالِك بن عَدِيِّ بن الأسْوَدِ بن جُشَمَ بن رَبيعة بن الحارِث ابن أسامة بن لُؤَي، وكان يُشَبَّه برسول الله - صلى الله عليه وسلّم -، فَوَجَّهَ إليه مُعاوِيَة - رضي الله عنه - إلى البصرة فأشْخَصَه، وذلك أنَّه كُتِبَ إليه: إنَّ الناسَ قد فُتِنوا بِرَجُلٍ يُشْبِه رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -، فلمّا رآه مُعاوِيَة - رضي الله عنه - قامَ فَقَبَّلَ بينَ عَيْنَيْه، وسألَه: مِمََّنْ أنتَ؟ فقال: من بَني سامَةَ بن لُوَيٍّ، فقال: كَيْفَ كُتِبَ إلَيَّ أنَّكَ من بَني ناجِيَة!؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما وَلَدَتْني وإنَّ الناسَ لَيَنْسُبُونَنا إليها. فأقْطَعَه المَرْغابَ.
وجاء فلان كابِساً: إذا جاءَ شادّاً.
وقال الفرّاء: الجِبال الكُبَّس: هي الصِّلابُ الشِّدَادُ.
وفلان عابِس كابِس: إتباعٌ له.
والتَّكْبِيْس: الإطراق. وفي حديث وحَشِيٍّ مولى جُبَيْر بن مُطْعِم - رضي الله عنهما - أنَّه قال في قِصَّة مقتل حمزة - رضي الله عنه -: كُنْتُ أطْلُبُه يومَ أُحُدٍ، فَبَيْنا أنا ألْتَمِسُه إذْ طَلَعَ عَليُّ - رضي الله عنه -، فَطَلَعَ رجُل حَذِر مَرِس كثير الالتفات، فقلتُ: ما هذا صاحِبِي الذي ألْتَمِسُ، فرأيْتُ حمزة - رضي الله عنه - يَفْري الناسَ فَرْياً، فَكَمَنْتُ له إلى صخرة وهو مُكَبِّسٌ له كَتِيْتٌ، فاعْتَرَضَ له سِباع بن أُمِّ أنمار، فقال: هَلُمَّ إلَيَّ، فاحْتَمَلَه حتى إذا بَرَقَت قَدَماه رمى به فَبَرَكَ عليه، فَسَحَطَهُ سَحْطَ الشّاةِ، ثمَّ أقْبَلَ إلَيّ مُكَبِّساً حين رآني. وذَكَرَ مَقْتَلَه لَمّا وَطِئَ على جُرْفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُه.
وقيل المُكَبِّس: هو الذي يقتحم الناسَ فَيُكَبِّسُهم.
والمُكَبِّس: فرس عُتَيْبَة بن الحارِث.
والمُكَبِّس - أيضاً -: فَرَسُ عمرو بن صُحار بن الطَّماح.
والتركيب يدل على شيئٍ يُعْلى بالشَّيءِ الرَّزين، ثم يُقاس على هذا ما يكون في معناه.
كبس
كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهُمَا كَبْساً: طَمَّهُما ورَدَمَهُمَا وطَوَاهُما بالتُّرابِ، وكذلِك الحُفْرَةَ. وذلِك التُّرابُ كِبْسٌ، بالكَسْرِ، وَهُوَ من الأَرْضِ مَا يَسُدُّ مِن الهَوَاءِ مَسَدّاً. وكَبَس رَأْسَه فِي ثَوْبِه كُبُوساً: أَخْفاهُ وأَدْخَلَه فِيهِ. وقِيلَ: تَقَنَّع ثُمَّ تَغَطَّى بطائِفَتِه. رُوِيَ عَن عَقيلِ بنِ أَبِي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ أَنّه قَالَ: إِنَّ قُرَيْشاً أَتَتْ أَبا طالِب فَقَالَت لَهُ: إِنّ ابْنَ أَخيكَ قد آذَانَا، فانْهَهُ عنّا، فقالَ: يَا عَقِيلُ إنْطَلِقْ فإئْتِنِي بُمحَمَّدٍ، فإنْطَلَقْتُ إِليه فإسْتَخْرَجْتُه منْ كِبْسٍ. قيل: مَعْنَاه مِن غَار فِي أَصْلِ الجَبَلِ، ويُرْوَى بالنُّونِ، من الكِنَاسِ، وَهُوَ بَيْتُ الظَّبْيِ. ومِن المَجَازِ: كَبَسَ دَارَه: هَجَمَ عليهِ وإحْتَاطَ بِه، وإقْتَصرَ ابنُ القَطَّاعِ على الهُجُوم. وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: وكَبَّسَ تكْبِيساً، مِثْلُه، أَي إقْتَحَمَ عليهِ.
والكِبْسُ، بالكَسْرِ: الرَّأْسُ الكَبِيرُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ على التَّشْبِيه بِمَا بَعْدَه. الكِبْسُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ مِنْ طِينٍ، سُمِّيَ بِه لأَنَّ الرَّجُلَ بَكْبِسُ فِيهِ رَأْسَه، قالَ شَمِرٌ: ويَجوز أَن يُجْعَلَ البَيْتُ كِبْساً، لِمَا يُكْبَسُ فِيهِ، أَي يُدْخَلُ، كَمَا يَكْبِسُ الرَّجُلُ ثوْبَه فِي رَأْسِهِ، وَبِه فُسَّر حَدِيثُ عَقِيلٍ السَّابِقُ، والجَمْع: أَكْبَاسٌ. والكِبْسُ: الأَصْلُ، وَيُقَال: هُوَ فِي كِبْسِ غِنىً وكِرْسِ غِنىً، أَي فِي أَصْلِهِ، حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ. والأَكْبَسُ: الفَرْجُ النّاتِيءُ، لِضَخَامَته. ورَجُلٌ أَكْبَسُ: بَيِّنُ الكَبَسِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَنْ أَقْبَلَتْ هَامَتُه وأدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ. زادَ ابنُ القَطَّاعِ: وَقد كَبِسَ كَبَساً،)
كفَرحَ. والكُبَاسُ، كغُرَابٍ: الذَّكَرُ، عَن شَمِر، وأَنْشَدَ للطِّرِمّاح:
(وَلَو كُنْتَ حُرّاً لمْ تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقَا ... وجِعْثِنُ تُهْبَي بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ)
تُهْبَي، أَي يُثَارُ مِنها الغُبَارُ، لِشدَّةِ العَمَلِ بهَا، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ العَظِيمُ، وَقد يُوصَفُ بِهِ فيُقَالُ: ذَكَرٌ كُبَاسٌ. والكُبَاسُ: العَظيمُ الرَّأْسِ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. والكُبَاسُ: مَنْ يَكْبِسُ رَأْسَه فِي ثِيَابِه ويَنَام، ويُقَال: رجُلٌ كُبَاسٌ غَيْرُ خُبَاسٍ، وَهُوَ الَّذِي إِذا سأَلتَه حاجَةً كَبَسَ برَأْسِه فِي جَيْبِ قَمِيصِه، قَالَ الشَّاعِر يَمْدَح رجُلاً:
(هُو الرُّزْءُ المُبَيِّنُ لَا كُبَاسٌ ... ثَقِيلُ الرَّأْسِ يَنْعِقُ بالضَّئِينِ)
وكُبَاسُ بنُ جَعْفَر بنِ ثَعْلَبَة ابنِ يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَة. وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ حَسَن بن قُسَيْم، كزُبَيْر، ابنِ كُبَاسٍ المِصْرِيّ: مُحَدِّثٌ، عَن أَبِي الفَتْحِ بنِ سِيبُخْتَ، وَعنهُ ابنُ ماكُولاَ. والكِبَاسَةُ، بالكَسْر: العِذْقُ الكَبِيرُ التامُّ بشَمَارِيخِه وبُسْرِه، وَهُوَ من التَّمْرِ بمَنْزِلَةِ العُنْقُودِ مِن العِنَب، والجَمْع: الكَبَائسُ، وإستعار أَبو حنيفةَ الكِبَاسَ لِشَجَرِ الفُوفَلِ، فَقَالَ: تَحْمِل كَبَائِسَ فِيهَا الفُوفَلُ. مِثْل التَّمْرِ. والكَبِيسُ، كأَمِيرٍ: ضَرْبٌ من التَّمْر، وَهُوَ ثَمَرُ النَّخْلِةِ الَّتِي يُقال لَهَا: أُمُّ جِرْذانَ، وإِنما يُقَال لَهُ: الكَبِيسُ إِذا جَفَّ، فإِذَا كَانَ رَطْباً فَهُوَ أُمّ جِرْذَانَ. ويُقَال: قِلاَدَةٌ من كَبِيسٍ، هُوَ حَلْيٌ مُجَوَّفٌ مَحْشُوٌّ طِيباً، قَالَ عَلْقَمَةُ:
(مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَرَادِ ولُؤْلُؤٌ ... منَ القَلِقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ)
وَفِي الصّحاح: السَّنَةُ الكَبِيسَةُ: الَّتِي يُسْتَرَقُ مِنْهَا يومٌ، وذلِكَ فِي كُلِّ أَرْبَعِ سِنِينَ، كَذَا نَصُّ الجَوْهَرِيِّ، وَفِي القَوْلِ المَاْنُوس: الأَوْلَى لَهَا لأَنَّ اليَوْمَ زِيَادَةٌ عَلَيْهَا، فإِنَّ الكَبِيسَ فِي حِسَابِهم فِي كُلِّ أَرْبَع سِنينَ، يَزِيدُون فِي شَهْرِ شَبَاطَ يَوْمًا، فيَجْعَلُونَه تِسْعَةً وعشْرِينَ يَوْمًا وَفِي ثَلاث سِنِين يَعُدُّونه ثَمَانيَةً وعشْرينَ يَوْمًا، يُقيمُون بذلكَ كُسُورَ حِسَاب السَّنَة، ويُسَمُّون العامَ الَّذي يَزيدُون فِيهِ: عامَ الكَبِيس. وكُبَيْسٌ كزُبَيْرٍ: ع، نَقَلَه الصّاغَانيُّ، قلتُ: وَهُوَ فِي قَوْل الرَّاعي:
(جَعَلْنَ حُبَيّاً باليَمِين ونَكَّبَتْ ... كُبَيْساً لوِرْدٍ منْ ضَئِيدَةَ بَاكِرِ)
وكُبَيْسَةُ، كجُهَيْنَةَ: عَيْنٌ فِي طَرَفِ بَرِّيَّةِ السَّماوَةِ، قُرْبَ هِيتَ، على أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا، وإِليه نُسبَ مُسْلِمُ بنُ خالدٍ الكُبَيْسيُّ، من شُيُوخ أَبي سَعْدٍ السَّمْعَانيِّ. والكَابُوسُ: مَا يَقَعُ على الإِنْسَان، الأَوْلَى: على النَّائِم، باللَّيْل، لَا يَقْدِرُ مَعَهُ أَنْ يَتَحَرَّكَ، ويُقَال: هُوَ مُقَدِّمَةٌ للصَّرْع، قَالَ بعضُ اللُّغَويّين: وَلَا أَحْسَبه عَرَبيّاً إِنَّمَا بعضُ اللُّغَويّين: وَلَا أَحْسَبه عَرَبيّاً إِنَّمَا هُوَ النِّيدِلانُ، هُوَ)
البَارُوكُ والجَاثُومُ. وكابُوسٌ: ضَرْبٌ من الجِمَاع، بلْ هِيَ كَلمَةٌ يُكْنَى بهَا عَن البُضْع، وَقد كَبَسَهَا يَكْبِسُهَا، إِذا جامَعَهَا مَرَّةً، كأَنَّهُ شُبِّهُ بالكابُوس الَّذي يَقَعُ على النَّائم مَرَّةً وَاحدَةً لَا يَقْدِرُ علَى الحَرَكَة مَعَه. وَمن المَجَاز الأَرْنَبَةُ الكَابِسَةُ، هِيَ المُقْبِلَةُ على الشَّفَةِ العُلْيَا، وَكَذَا النّاصِيَةُ الكَابِسَةُ: المُقْبِلَةُ على الجَبْهَة، وَقد كَبَسَتْ جَبْهَتَه النّاصِيَةُ. وَفِي نَوَادرِ الأَعْراب: جاءَ كَابِساً مُكَبِّساً، أَي شادّاً، وَكَذَلِكَ جاءَ مُكَابِساً، أَي حامِلاً، يُقَال: شَدِّ، إِذا حَمَلَ. ورجُلٌ عَابِسٌ، إِتْبَاعٌ لَهُ.
والجِبَالُ الكُبَّسُ، كرُكَّعٍ: الصِّلاَبُ الشِّدادُ، قَالَ الفَرّاءُ: ويُرْوَى أَيضاً: الكُبْسُ، بالضمِّ يُقَال: قِفَافٌ كُبْسٌ، قالَ العَجّاجُ: وُعْثاً وُعُوراً وقِفَافاً كُبسَاً والمُكَبِّسُ، كمُحَدِّثٍ: المُطْرِقُ برَأْسه فِي ثَوْبه. أَو مَنْ يَقْتَحِمُ النّاسَ فيَكْبِسُهم، وَمِنْه حديثُ مَقْتَلِ حَمْزَة رَضِي اللهُ عَنَّا قَالَ وَحْشيٌّ: فكَمَنْتُ لَهُ أَي حَمْزةَ وَهُوَ مُكَبِّسٌ لَهُ كَتِيتٌ أَي هَديرٌ وغَطِيطٌ. والمُكَبِّسُ: فَرَسُ عَتَيْبَةَ بن الحَارثِ بن شِهَابٍ، وأَيْضاً فَرَسُ عَمْروِ بن صُحَار بن الطَّمَّاح وكابِسُ بنُ رَبيعَةَ بن مالكِ بن عَديِّ بن الأَسْوَد بن جُشَمَ بن رَبيعَةَ ابْن الْحَارِث بن ساعِدَةَ بن لُؤيٍّ السَّاميُّ: تابعيٌّ، وكانَ يُشَبَّهُ برَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَكَانَ مُعَاويَةُ يُكْرِمُه لذَلِك، قيل: إِنَّه لمَا رَآهُ قامَ وقَبَّل مَا بَيْنَ عَيْنَيْه سَأَلَه: ممَّنْ أَنْتَ، فَقَال: من بَنِي سَامَة بن لُؤَيٍّ، فقالَ: كَيْفَ كُتِبَ إِلىَّ أَنَّكَ منْ بَنِي نَاجِيَةَ، فقَالَ: وَالله يَا أَميرَ المُؤْمنينَ، مَا وَلَدْتْني، وإِنّوأَدْخَلَه اللهُ فِي الكِبْس: أَي قَهَره وأَذلَّه، وَهُوَ مَجازٌ.
وكَامِلُ بنُ عَليِّ بن ظَفَر بن كَبَّاسٍ، ككَتَّانٍ، العُقَيْليُّ، سَمع أَبا جَعْفَر بن المُسْلِمَة. وكَبَسَ على القَوْم: حَمَل عَلَيْهِم، نقلَه ابنُ القَطاع. والكبيستانِ: شَبَكتانِ لبَني عَبْس، نقلَه نَصْرٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
(كبس) - في الحديث: "أنّ رجلًا جاء بكبائِسَ من هذه النَّخل ".
يعني الشِّيصَ. وكَبَائِسُ النَّخْلِ جمع كِبَاسَة؛ وهي العِذْق التَّامُّ بشَمَاريخه ورُطَبِه، ويُجمَع أيضًا كُبْسَاناً.
(ك ب س)

كبس الحفرة يكبسها كبسا: طواها بِالتُّرَابِ وَغَيره.

وَاسم ذَلِك التُّرَاب: الكبس.

والكبس: مَا كَانَ نَحْو الأَرْض مِمَّا يسد من الْهَوَاء مسداًّ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكبس: أَن يوضع الْجلد فِي حفيرة، ويدفن فِيهَا حَتَّى يسترخي شعره أَو صوفه.

والكبيس: حلي يصاغ مجوفا ثمَّ يحشى بِطيب ثمَّ يكبس، قَالَ عَلْقَمَة:

محَال كأجواز الْجَرَاد ولؤلؤٌ ... من القلقي والكبيس الملوب

وَالْجِبَال الكبس، والكبس: الصلاب الشداد.

وكبس الرجل يكبس كبوسا، وتكبس: أَدخل رَأسه فِي ثَوْبه.

وَقيل: تقنع بِهِ ثمَّ تغطى بطائفته.

والكباس من الرِّجَال: الَّذِي يفعل ذَلِك.

الكبس: الْبَيْت الصَّغِير، أرَاهُ سمي بذلك، لِأَن الرجل يكبس فِيهِ راسه، وَفِي الحَدِيث عَن عقيل: " فنطلقت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستخرجته من كبس " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والأرنبة الكابسة: الْمُقبلَة على الشّفة الْعليا.

والناصية الكابسة: الْمُقبلَة على الْجَبْهَة.

وَقد كبست الناصية الْجَبْهَة.

والكباس: الْعَظِيم الرَّأْس. وَكَذَلِكَ: الأكبس.

وناقة كبساء، وكباس وَهَامة كبساء، وكباس: ضخمة مستديرة.

وَكَذَلِكَ: كمرة كبساء، وكباس.

وَالِاسْم: الكبس.

وَقيل: الأكبس. والكباس: الممتلئ اللَّحْم.

وَقدم كبساء: كَثِيرَة اللَّحْم غَلِيظَة محدودبة.

والتكبيس، والتكبس: الاقتحام على الشَّيْء.

وَقد تكبسوا عَلَيْهِ.

ونخلة كبوس: حملهَا فِي سعفها.

والكباسة: العذق التَّام بشماريخه وبسره. واستعار أَبُو حنيفَة الكبائس: لشجر الفوفل، فَقَالَ: تحمل كبائس فِيهَا الفوفل مثل التَّمْر.

والكبيس: ثَمَر النَّخْلَة الَّتِي يُقَال لَهَا: أم جرذان. وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا: الكبيس إِذا جف فَإِذا كَانَ رطبا فَهُوَ أم جرذان.

وعام الكبيس فِي حِسَاب أهل الشَّام عَن أهل الرّوم: فِي كل أَربع سِنِين يزِيدُونَ فِي شهر شباط يَوْمًا، فيجعلونه تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا، وَفِي ثَلَاث سِنِين يعدونه ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا، يُقِيمُونَ بذلك كسور حِسَاب السّنة، يسمون الْعَام الَّذِي يزِيدُونَ فِيهِ ذَلِك الْيَوْم: عَام الكبيس.

وكبس الْمَرْأَة: نَكَحَهَا مرّة.

وكابوس: اسْم، يكنون بِهِ عَن النِّكَاح.

والكابوس: مَا يَقع على النَّائِم بِاللَّيْلِ.

قَالَ بعض اللغويين: وَلَا احسبه عَرَبيا إِنَّمَا هُوَ النيدلان وَهُوَ الباروك والجاثوم.

وعابس كابس: إتباع.

وكابس، وكبس، وكبيس: أَسمَاء.

وكبيس: مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

جعلن حبيباًّ بِالْيَمِينِ ونكبت ... كبيسا لورد من ضئيدة باكر 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.