Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يخفف

طبع

الطبع: ما يقع على الإنسان بغير إرادة، وقيل: الطبع، بالسكون: الجِبِلَّة التي خلق الإنسان عليها.
بَاب الطَّبْع

غريزتي وخليقتي وضريبتي ونحيزتي وسليقتي وخيمي وشيمتي ونحيتتي وشمائلي وسجيتي وجبلتي وخلقتي ودربتي وبنيتي وعادتي وشنشنتي وديدني وإجرياي 
ط ب ع: (الطَّبْعُ) السَّجِيَّةُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا الْإِنْسَانُ. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَ (الطَّبِيعَةُ) مِثْلُهُ وَكَذَا (الطِّبَاعُ) بِالْكَسْرِ وَ (الطَّبْعُ) الْخَتْمُ وَهُوَ التَّأْثِيرُ فِي الطِّينِ وَنَحْوِهِ. وَ (الطَّابَعُ) بِالْفَتْحِ الْخَاتَمُ وَالْكَسْرُ فِيهِ لُغَةٌ. وَ (طَبَعَ) عَلَى الْكِتَابِ خَتَمَ. وَطَبَعَ السَّيْفَ وَالدِّرْهَمَ عَمِلَهُمَا وَطَبَعَ مِنَ الطِّينِ جَرَّةً وَبَابُ الْكُلِّ قَطَعَ. 
(ط ب ع) : (الطَّبْعُ) ابْتِدَاءُ صَنْعَةِ الشَّيْءِ يُقَالُ (طَبَعَ) اللَّبِنَ وَالسَّيْفَ إذَا عَمِلَهُمَا وَطَبَعَ الدَّرَاهِمَ إذَا ضَرَبَهَا وَقَوْلُ شَمْسِ الْأَئِمَّةِ السَّرَخْسِيِّ مَا يَذُوبُ وَيَنْطَبِعُ أَيْ يَقْبَلُ الطَّبْعَ وَهَذَا جَائِزٌ قِيَاسًا وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ وَفِي الصِّحَاحِ الطَّبْعُ الْخَتْمُ وَهُوَ التَّأْثِيرُ فِي الطِّينِ وَنَحْوِهِ يُقَالُ طَبَعَ الْكِتَابَ وَعَلَى الْكِتَابِ إذَا خَتَمَهُ وَالطَّابَعُ الْخَاتَمُ (وَمِنْهُ) طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ إذَا خَتَمَ فَلَا يَعِي وَعْظًا وَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ.
ط ب ع : الطَّبْعُ الْخَتْمُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ وَطَبَعْتُ الدَّرَاهِمَ ضَرَبْتُهَا وَطَبَعْتُ السَّيْفَ وَنَحْوَهُ عَمِلْتُهُ وَطَبَعْتُ الْكِتَابَ وَعَلَيْهِ خَتَمْتُهُ وَالطَّابَعُ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا
مَا يُطْبَعُ بِهِ وَالطَّبْعُ بِالسُّكُونِ أَيْضًا الْجِبِلَّةُ الَّتِي خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَلَيْهَا.

وَالطَّبْعُ بِالْفَتْحِ الدَّنَسُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَشَيْءٌ طَبِعٌ مِثْلُ دَنِسٍ وَزْنًا وَمَعْنًى.

وَالطَّبِيعَةُ مِزَاجُ الْإِنْسَانِ الْمُرَكَّبُ مِنْ الْأَخْلَاطِ. 
طبع / وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: استعيذوا بِاللَّه من طمع يهدي إِلَى طبع. قَوْله: إِلَى طبع الطَّبْع الدنس وَالْعَيْب وكل شين فِي دين أَو دنيا فَهُوَ طبع يُقَال مِنْهُ: رجل طبع. وَمِنْه حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز: لَا يتَزَوَّج من الموَالِي فِي الْعَرَب إِلَّا الأشر البَطِر وَلَا يتَزَوَّج من الْعَرَب فِي الموَالِي إِلَّا الطمِع الطَّبْع وَقَالَ الْأَعْشَى يمدح هَوْذَة بْن عَليّ الْحَنَفِيّ: [الْبَسِيط]

لَهُ أكاليل بالياقوت فصّلها ... صواغها لَا ترى عيّبا وَلَا طبعا
ط ب ع

طبع السيف الدرهم: ضربه. وهو طباع حسن الطباعة، وطبع الكتاب وعلى الكتاب: ضرب عليه الخاتم، ورأيت الطابع في يد الطابع. وطبع السيف: ركبه الصدأ الكثير، وسيف طبع. وطبع الإناء: أتأقه. وتطبع النهر حتى إنه ليندفق. ورأيت طبعاً وأطباعاً تجري. وعن بعض العرب في وصف امرأة: جناءة ثمارها. طفارة أطباعها؛ وهي الأنهار المملوءة. وناقة مطبعة: سمينة أو مثقلة.

ومن المجاز: طبع الله على قلب الكافر. وإن فلاناً لطمع طبع: دنس الأخلاق: " ورب طمع، يهدي إلى طبع ". وقال المغيرة بن حبناء:

وأمك حين تنسب أم صدق ... ولكن ابنها طبع سخيف

وهو مطبوع على الكرم، وقد طبع على الأخلاق المحمودة، وهو كريم الطبع والطبيعة والطباع والطبائع. وهو متطبع بكذا. وهذا كلام عليه طبائع الفصاحة.
[طبع] الطَبْعُ: السجيّهُ التي جُبِلَ عليها الإنسان، وهو في الأصل مصدرٌ، والطَبيعَةُ مثله، وكذلك الطِباعُ. والطَبْعُ: الخَتْمُ، وهو التأثير في الطين ونحوه. والطابَعُ بالفتح: الخاتَمُ. والطابع بالكسر: لغة فيه. وطبعت على الكتاب، أي ختمتُ. وطَبَعْتُ الدرهم والسيف، أي عَمَلْتُ. وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً . والطَبَّاع: الذي يعملها. والطِبْعُ بالكسر: النهرُ، والجمع أَطْباعٌ، عن الاصمعي. ويقال: هو اسم نهرٍ بعينه. قال لبيد: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيهُمُ * كرَوايا الطِبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ * والطَبَعُ بالتحريك: الدنَسُ، يقال منه: طَبِعَ الرجلُ بالكسر. وطَبِعَ أيضاً بمعنى كَسِلَ. وطَبِعَ السيفُ، أي علاه الصدأ. وقال الراجز  * إنا إذا قلت طخارير القزع * * نفحلها البيض القليلات الطبع * وطبعت السقاء وغيره تَطْبيعاً: ملأته، فَتَطَبَعَ، أي امتلأ. وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ، أي مُثَقَّلَةٌ بالحمل، قال الراجز:

وأين وسق الناقة المطبعه * ويروى: " الجلنفعه ".
طبع
الــطبَعُ: صَدأ السيف، وقد يُسَكَنُ أيضاً. ودَنَسُ الأخْلاق، يُقال: رَجُل طَبعٌ طَمِعٌ.
والطباعُ: الذىِ يَعْمَلُ السيُوفَ، وقد طَبَع طَبْعــاً. وصنعَتُه الطبَاعَة. وهو مَطْبوع على كذا.
والطبَاعُ: ما جُيلَ في الانسان من طِبَاع المأْكَل والمَشْرَب. والطبِيْعَة: الاسْمُ. وله طابع حَسَن: أي طَبيعة حَسَنَة.
وطَبَعَ اللَّهُ الخَلْقَ: خَلقَهم.
والــطبْعُ: الخَتْمُ. والطابَعُ: الخاتَم. وهذا طُبْعَــان الأمير: أي طِيْنه الذي تُخْتًم به الكُتُب.
وطَبَعْــتُ الإناءَ وطَبَّعْــتُه: مَلأته. والــطًبْعُ: ملْءُ المِكْيال والإناء. وتــطَبَّعَ النَهرُ: تَدَفق.
والــطبْعُ: المَزَادة.
والأطْبَاع: مَغَائضُ الماء.
والطبُّوْعُ - على وَزْنِ كلوبٍ - دابة شديدةُ الأذى.
[طبع] نه: فيه: من ترك ثلاث جمع "طبع" الله على قلبه، أي ختم عليه وغشاه ومنعه ألطافه، والطبع بالسكون الختم وبالحركة الدنس وأصله من الوسخ والدنس يغشيان السيف، من طبع السيف، ثم استعمل في الأنام وغيرها من القبائح. ومنه: أعوذ من طمع يهدي إلى "طبع"، أي شين وعيب، ويرون أن الطبع هو الرين؛ مجاهد: الرين أيسر منه وهو أيسر من الإقفال. ط: أي طمع يسوقني إلى شين في الدين وإزراء بالمروءة. نه: ومنه: لا يتزوج من العرب في الموالي إلا الطمع "الطبع". وفيه: فإن أمين مثل "الطابع" على الصحيفة، هو بالفتح الخاتم؛ يريد أنها تختم على الدعاء وترفع كفعل الإنسان بما يعز عليه. ط: فإن عليه "طابع" الشهداء، هو بالفتح والكسر لغة، أي علامة الشهداء. وفي ح الجمعة: "طبعت" فيها طينة آدم، أي جعلت صلصالًا أي طينًا مطبوخًا بالنار، ومطابقته للجواب من اجتماع أمور عظام فيها ولا شك أن خلق آدم يوجب شرفًا، وكذا وفاته وقيام الساعة لأنهما موصلان لأرباب الكمال إلى النعيم، وفيها البطشة أي الأخذ الشديد أي يوم القيامة، وفي آخر ثلاث ساعات ساعة، فيه تجريد نحو: في البيضة عشرون رطلًا. نه: كل الخلال "يطبع" عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب، أي يخلق عليها، والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر، وهو بكسر طاء اسم مؤنث. وفي "لها طلع" هو "الطبيع" في كفراه، هو بوزن قنديل لب الطلع، وكفراه وعاؤه. وفيه: ألقى الشبكة "فطبعها" سمكًا، أي ملاها، تطبع النهر امتلأ وطبعته ملأته.

طبع


طَبَعَ(n. ac. طَبْع)
a. [acc.
or
'Ala], Stamped, sealed; made an impression or mark on;
printed (book); punched; struck, coined (
money ); made, fashioned, shaped, moulded
manufactured.
b. [pass.] ['Ala], Was made, shaped like, according to.
طَبِعَ(n. ac. طَبَع)
a. Was, became dirty, filthy; was rusty.

طَبَّعَa. Stamped, sealed, marked &c. deeply.
b. Filled full (measure).
c. Sullied, dirted, stained.
d. [ coll. ], Broke in, dressed
trained (animal).
تَطَبَّعَa. Acquired, contracted (habit).
b. Was affected.
c. Showed signs, gave evidence of; had such
& such a character.
d. Was filled, was full (measure).
e. [ coll. ], Was broken in
trained (animal).
إِنْطَبَعَa. Was stamped, sealed, marked; was printed
&c.

طَبْع
(pl.
طِبَاْع)
a. Impression, seal, stamp; mark, print, imprint
impress.
b. Make, fashion, form, shape, mould; nature, character
disposition, temperament.

طَبْعَةa. Proof, proofsheet; slip, impression.

طِبْع
(pl.
أَطْبَاْع)
a. Full measure; quantity.
b. River; canal.
c. see 4
طَبَعa. Dirt, stain, filth; rust.

طَبِعa. Rusty; sordid, filthy; vicious.

مَطْبَع
مَطْبَعَة
17t
(pl.
مَطَاْبِعُ)
a. Printing-works.

مِطْبَعَة
(pl.
مَطَاْبِعُ)
a. Printing-press.

طَاْبِع
(pl.
طَوَاْبِعُ)
a. Stamp, seal, signet-ring.
b. see 23
طِبَاْعa. Character, disposition, temperament; acquired
habit.

طِبَاْعَةa. Printing ( art of ), typography.

طَبِيْعَة
(pl.
طَبَاْئِعُ)
a. see 23b. Nature, quality; constitution; temperament.

طَبِيْعِيّa. Natural, innate.
b. Physical.

طَبَّاْعa. Maker of swords.
b. Potter.
c. Printer.

طَبُّوْعa. Crab-louse.

طُبْعَاْنa. Sealing-wax.

N. P.
طَبڤعَa. Stamped, sealed; marked; printed.
b. Innate.
c. Natural, unaffected.
d. Talented, gifted.

N. P.
طَبَّعَ
a. [ coll. ], Broken in, trained (
animal ).
N. Ac.
تَطَبَّعَa. see 23
طَابَع
a. see 21 (a)
عِلْم الطَبِيْعِيَّات
a. Physical science, physics.
طبع
الطَّبْعُ: أن تصوّر الشيء بصورة مّا، كَطَبْعِ السّكّةِ، وطَبْعِ الدّراهمِ، وهو أعمّ من الختم وأخصّ من النّقش، والطَّابَعُ والخاتم: ما يُطْبَعُ ويختم. والطَّابِعُ: فاعل ذلك، وقيل للطَّابَعِ طَابِعٌ، وذلك كتسمية الفعل إلى الآلة، نحو:
سيف قاطع. قال تعالى: فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ
[المنافقون/ 3] ، كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
[الروم/ 59] ، كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ
[يونس/ 74] ، وقد تقدّم الكلام في قوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7] ، وبه اعتبر الطَّبْعُ والطَّبِيعَةُ التي هي السجيّة، فإنّ ذلك هو نقش النّفس بصورة مّا، إمّا من حيث الخلقة، وإمّا من حيث العادة، وهو فيما ينقش به من حيث الخلقة أغلب، ولهذا قيل:
وتأبى الطِّبَاعُ على الناقل
وطَبِيعَةُ النارِ، وطَبِيعَةُ الدّواءِ: ما سخّر الله له من مزاجه. وطِبْعُ السَّيْفِ، صدؤه ودنسه، وقيل:
رجلٌ طَبِعٌ ، وقد حمل بعضهم: طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ
[محمد/ 16] ، وكَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ
[يونس/ 74] ، على ذلك، ومعناه: دنّسه، كقوله: بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ [المطففين/ 14] ، وقوله: أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ [المائدة/ 41] ، وقيل: طَبَعْتُ المكيالَ: إذا ملأته، وذلك لكون الملء كالعلامة المانعة من تناول بعض ما فيه، والطَّبْعُ: المَطْبُوعُ، أي: المملوء: قال الشاعر: كروايا الطّبع همّت بالوحل
(ط ب ع)

الطَّبِيَعُة: الخليقة.

والطِّباع: كالطَّبيعة، مؤنث، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي: الطِّباع: وَاحِد مُذَكّر كالنحاس والنجار.

وَحكى الَّلحيانيّ: " لَهُ طابعٌ حسن " بِكَسْر الْبَاء، أَي طبيعة، وَأنْشد:

لَهُ طابِعٌ يَجري عَلَيْهِ وإنَّما ... تُفاضِلُ مَا بينَ الرّجال الطَّبائعُ

وطبعَه الله على الْأَمر يَطْبَعُه طَبْعا: فطره. وطَبَعَ الْخلق يَطْبَعُهُمْ طَبْعا: خلقهمْ. وَهِي طَبيعته الَّتِي طُبع عَلَيْهَا، وطُبِعَها، وَالَّتِي طُبِعَ، عَن الَّلحيانيّ. لم يزدْ على ذَلِك: أَرَادَ الَّتِي طُبِع صَاحبهَا عَلَيْهَا.

وطَبَعَ الدِّرْهَم وَالسيف وَغَيرهمَا، يطْبَعُهُ طَبْعا: صاغه.

والطَّبَّاع: الَّذِي يَأْخُذ الحديدة المستطيلة، فيطبع مِنْهَا سَيْفا أَو سكينا أَو نَحْو ذَلِك. وصَنْعته الطِّباعة.

وطَبَعَ الشَّيْء وَعَلِيهِ يطْبَعُ طَبْعا: ختم.

والطَّابَع والطَّابِع: الْخَاتم الَّذِي يخْتم بِهِ. الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ وَأبي حنيفَة.

وطَبَعَ الله على قلبه: ختم، على الْمثل. وطَبَع الْإِنَاء والسقاء يطْبَعُه طَبْعا، وطَبَّعَه فتَطَبَّع: ملأَهُ. وطِبْعُه: ملؤه.

وتَطَبَّع النَّهر بِالْمَاءِ: فاض بِهِ من جوانبه.

والطِّبْع: النَّهر. قَالَ لبيد:

فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُم ... كَرَوَايا الطِّبْع هَمَّتْ بالوَحَلْ

وَقيل: الطَّبع هُنَا: المَاء الَّذِي طُبِعَت بِهِ الرِّوَايَة، أَي ملئت. والطبع أَيْضا: مغيض المَاء. وَكَأَنَّهُ ضد. وَجمع ذَلِك كُله: أطباعٌ، وطِباع. وناقة مُطْبَعَة، ومُطَبَّعة. مثقلة بحملها. على الْمثل بِالْمَاءِ. قَالَ عويف لقوافي:

عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانْشَجَرَتْ بِنا ... طِوَالُ الهَوَادي مُطْبَعاتٌ منَ الوِقْرِ

وقرية مُطَبَّعَةٌ طَعَاما: مملؤة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَقيل تَحَّملْ فوقَ طَوقِك إنَّها ... مُطَبَّعَةٌ مَنْ يأْتِها لَا يَضِيرُها

وطَبِعَ السَّيْف وَغَيره طَبَعا، فَهُوَ طَبِع: صدئ. قَالَ جرير:

وَإِذا هُززتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبةَ ... وخَرَجْت لَا طَبِعا وَلَا مَبْهُورَا

وطَبِعَ الثَّوْب طَبَعا: اتسخ.

وَرجل طَبِع: طمع، متدنس الْعرض، ذُو خلق دنيء، لَا يستحي من سوءة. وَقد طَبِعَ طَبَعا. قَالَ ثَابت قطنة:

لَا خَير فِي طَمَعٍ يُدْنِى إِلَى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تكفِيني

وَمَا أَدْرِي من أَيْن طَبَع: أَي طَلَع.
طبع: طَبع: طبع على ثلاثين مثقالاً: وضع ثلاثين مثقالاً في ورقة وختمها (عباد 1: 313).
طبع: وَسَم بحديدة حارة (لين) وفي ريشادسون (مراكش 2:237): واستولى الباي على إبل- رعيته وغيرها فوسمت بسمة الباي ووسم بالحديدة الحارة على أرجلها.
طبع في: أثر في، انتقل اليه، ويقال ذلك عمن تنتقل رائحته إلى الملابس.
ففي ابن البيطار (1:51): الاشنة في طَبْعها قبولُ الرائحة من كل ما جاورها ولذلك تجعل جسداً في الذرائر إذا جعلت جسداً فيها لم تطبع في الثوب.
طبع في عقله: ثبتَ في ذهنه ورسخه (بوشر).
طبع على: وسَّخ، دنس، لوث. وفي عباد (2:175): ولم يكن يملك غير ثلاثين ديناراً وضعها في حذائه وطبع عليها دَمُهَ (انظر طبع بمعنى لطخة، بقعة، ويمكن أن تقرأ طبَّع (انظر الكلمة) أو الاحتفاظ بما جاء في المخطوطة وهو وأطْبَعَ ما دامت أطْبَع (انظر الكلمة) تدل على معنى طبع. طبع: أزال التصلب والتوتر ويستعمل مجازاً (بوشر).
طَبَّع (بالتشديد): جعله طبيعياً (فوك) طبّع: لَيَّن، طرّي، جعله ليناً، طرّياً، لدناً، رخصاً (بوشر).
طبَّع الدابة: راضها وذللها (بوشر، محيط المحيط) يطبَّع: يمكن ترويضه وتذليله (بوشر).
طبَّع: أقلم النبات الغريب المجلوب في البلد (بوشر).
طبَّع: صنع، صاغ، شكّل (بوشر).
طبَّع: دنّس، وسّخ، لوَّث (فوك) وانظر: طبع.
أطْبَع: طَبَع، ختم (فوك) وفي ألكالا: مطبع بمعنى واضع الختم وفيه: consignar وقد ترجمها ب رشم وأختمَ.
أطبع: وفّق، لاءم، طابق (ألكالا)
مُطْبعِ: موفق. مصلح، وسيط (ألكالا). أطبَع: نسَّق، حسّن، زيّن، زخرف، جمّل (ألكالا) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص19 ق): وكذلك أنال الفَعَلة والبَنائين والصُنّاع بركات وخيرات حين استحسن ما صنعوه ووضعوه، وجاءوا به على الغرض الذي بفذ به الأمر المطاع بالوصف الذي سمعوه، واستقر في أفهامهم فانطبعوا في بنائه واطبعوه، وشادوا في ذلك بناء الخورنق والسدير.
أطبْع: وافق (ألكالا).
أطبع: عاير الذهب (ألكالا).
أطبع: دنَس، لطخ، لوّث (انظر: طَبْعَ).
تطبَّع. بِطَبْع: تخلق بأخلاق، ويقال: الطَبْع يغلب التَطَبُّع أي الطبع أغلب (بوشر).
تطبعَّ: تدنس، تلطخ، تلوث (فوك) انطبع: خضع، دان، استسلم، وافق في الرأي امتثل (ألكالا) وفيه apanarenformar غير اني ارى أن هذا خطأ: وصوابه apanarse conformar انطبع: انثنى، انطوى، خضع، ويقال: ما انطبع (بوشر) ولا ينطبع: جموح، صعب الترويض (بوشر) وانظر عبارة ابن صاحب الصلاة التي نقلتها في مادة اطبع. (عباد 1: 41) = (المقري 2: 625) وفي (إضافات) رأي السيد فليشر خطأ منه إنه يجب ابدال انطباعها بانطياعها. وقد أخطأ لين أيضاً لتخطئته جوليوس.
انطبع: كان ذا موهبة وقريحة يقول الشعر عفو الخاطر، وهي ضد تكلف. ففي كتاب عبد الواحد (ص227): قلَّة انطباعها وظهور تكلُّفها (يدرون ص3، ابن خلكان 1: 384، ابن جبير ص222، المقري 1: 583).
استطبع: وجده ذا موهبة وقريحة وأنه مَطْبُوع (المقري 2: 177).
طَبْع: جبلّة، مزاج، بنية. وتجمع على طباع (بوشر) وطبيعة، فطرة، خلق، سحية وتجمع على أطباع (بوشر).
من احتبس طبعه: من أصيب بالانسداد والكظام (ابن الجوزي ص147 ق).
طَبْع: بمعنى المثال والصيغة، (تجمع عند ألكالا على طبائع).
طَبْع وجمعها أطباع: طريقة، أسلوب، نمط، (بوشر).
طَبْع، وجمعها أطباع: نوع، صنف، ضرب. (بوشر بربرية، هلو).
وجمعها طُبُوع: صفة: خاصية، وعارض، طارئ (ألكالا).
طَبع: عنصر مادة (بوشر).
طَبْع: موهبة شعرية (عباد 1: 326 رقم 7).
طَبْع، وفاق، اتفاق، تعاقد، معاهدة (ألكالا).
ويقال أيضاً: طبع: طبع بشرط (ألكالا).
طَبْع: لطافة، ظرافة، رقة (ألكالا).
طَبْع: احتكار، استئثار (ألكالا).
طَبْع: لطخة، وجمعها طبوع. ففي ابن البيطار (2: 545) نقلاً عن الادريسي: وهو يقلع الآثار والطبوع السود عن الثياب البيض ويزيلها.
طَبْع (في الموسيقى) لحن: طبقة الغناء (ألكالا) ونصف طبع: نصف طبقة الغناء نصف لحن (الكالا) خرج من الطبْع: نشر، خرج عن اللحن (ألكالا).
أخرج من الطَبْع: أخرج عن اللحن (ألكالا).
قليل الطبع: نشاز، خارج عن اللحن (ألكالا).
قِلَّة الطبع: تنافر (ألكالا).
بقلة الطبع: بتنافر (ألكالا) طَبْع وجمعها طبوع: لحن موسيقى، نغم (ألكالا) وفيه ( canto cosa puntada طبع الغنا) (هوست ص258) وفي المقري (1: 120): اندفع يغني بصوت ندى، وطبع حسن.
طَبْع وجمعها طُبُوع: موسيقى، فن الغناء (ألكالا) وقد ذكر هذا في مادة musayca obra antigua وهذا يعني موازييك، فسيفساء، وهذه خطأ، فالكلمات العربية تختص بالموسيقى وليس لها علاقة بالموازييك والفسيفساء.
طبع مُثَنَّى: تناغم، توافق الأنغام (ألكالا) طبع خامسة (كذا): خماسية، فاصلة خماسية في الموسيقى (ألكالا) طَبْعَة. طبعة ثانية: إعادة الطبع (بوشر).
طبعته مسهولة: عنده إسهال خفيف (بوشر).
طبعة: وحل، طين، مَوْحَل، جورة، وحِله، حمأة. (همبرت ص41 جزائرية ص175) وفي الجزائر: وحل، وطين، وفي قسطنطينية: ركام من الطين (مارتن ص 170).
طِبَاع: كلمة مؤنثة (فليشر على المقري 1: 626، بريشت ص208 رسالة إلى السيد فليشر ص87).
طَبِيعَة. عِلْم الطبيعة: علم الفيزياء (حيان-بسام 3:28 ق) طبائع في الكيمياء القديمة: العناصر الأربعة.
(دي سلان المقدمة 3: 211 رقم 1).
يُعقل الطبيعة: يسبب السداد والكظام (ابن البيطار 1: 24) احتبست الطبيعة: حصل له انسداد وكظام. وقد تكرر ذكر هذا عند شكوري (ص204 ق).
ويقال أيضاً تعذَّرت طبيعته (ص213 و).
واستمساك في الطبيعة (ص213 و) واعتقال في الطبيعة (ص213 و).
الاحتقان للطبيعة: اخذ حقنة شرجية (المقري 3: 133).
طبيعي: عنصري، نسبة إلى العنصر (بوشر).
طبيعي: فيزياوي، عالم الفيزياء (بوشر، معجم المنصوري مادة شفيف ومواضع أخرى)
فيلسوف طبيعي: فيلسوف مادي، ومذهب الطبيعين: الذين يعتبرون الطبيعة المبدأ الأول (بوشر).
طبيعي: أخلاقي، أدبي (المعجم اللاتيني العربي) الابن الطبيعي: ابن زنا، ولد غير شرعي، نغل. (همبرت ص 30).
طَبائِعيّ: فيزوياوي، عالم الفيزياء (بوشر).
الأطباء الطبائعية زيشر 20:209).
طَبّاع: ضارب النقود، من يسك النقود (معجم البلاذري).
طَبَّاع: من يطبع الكتب ونحوها، عامل مطبعة (بوشر).
طابَع وطابِع: تجمع على طوابِع (فوك، ألكالا، بوشر).
صاحب الطابع: الوزير الأول في تونس (بلاكيبر 2: 201، مجلة الشرق 4: 88).
طابع: مسحة، صبغة، وتستعمل مجازاً بمعنى سمات الوجه الخاصة (الثعالبي لطائف ص 108). طابع وجمعها طوابع: مكتوب مختوم يخطر به القاضي شخصاً للحضور أمامه، انذار، إخطار رسمي. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص237، 238، 286): فقال له يا قاضي المسلمين أن فلانا غصبني دارا فقال له عمرو بن عبد الله القاضي خُذْ به طابعا فقال له الرجل الضعيف مثلي يسير إلى مِثْله بطابع لَسْتُ آمنَهُ على نفسي فقال له القاضي خُذْ فيه طابعا كما آمُرُك فاخذ الرجل طابعه ثم توجه إليه به- فلم يكن إلا ساعة إذ رجع الرجل الضعيف فقال له يا قاضي أني عرضتُ عليه الطابع عن بُعْدِ ثم هربتُ إليك فقال له عمرو اجلسّ سَيُقْبل. وفيه (ص295): قام عليه بعض أهلها في مال ادَّعاه في يديه فبعث فيه بطابع فلما وقف إليه بطابع القاضي زجره وأمر بضربه وفي (ص296) فقال له القاضي جالس في المسجد وهذا طابعه وهو يأمرك بالنزول إليه فقال سمعاً وطاعة.
طابع: إشارة: علامة لحذف وشطب وإلغاء صك وعقد (ألكالا).
طابع وجمعها طوابع: شكل من أشكال الفسيفساء (معجم ابن جبير ص21).
طابع وجمعها طوابع: قرص، دواء، عقَّار صلب مسطح الشكل، ففي شكوري (ص214 و) بعد أن ذكر أسماء العناصر التي تدخل في تركيب العقاقير تُدق فرَادى وتُجمع بماء الورد وتعمل طوابع. طابع الأسد أو طابع الحصى أي خاتم الأسد وخاتم الحصى: نوع من الطلسمات، وضعت في المقدمة (3:130).
تَطْبيِعَة: لطخة (فوك).
مطْبع وجمعها مطابع: مطبعة، آلة للطبع (بوشر).
مطْبَعجي: مطبعي، عامل المطبعة (بوشر).
مطبوع: مألوف: لا تكلف فيه: ويقال أسلوب مطبوع (المقدمة 3: 351، تاريخ البربر 1: 24).
مَطْبُوع: من يتكلم أو يكتب بسهولة على البديهة، بلا تكلف. ففي حيان (ص33 ق): وكان مطبوعاً يسهل القول عليه. وفي المقري 1:542): مطبوع النوادر.
مَطْبُوع: ظريف، لطيف، (ألكالا) وشعر مَطْبُوع: رشيق، أنيق، بديع (عبد الواحد ص21) وانظر ابن جبير (ص96) وفي زيشر (7:368) وزن مطبوع (فلوجل وزن ظريف).
مَطْبُوع: شكلي، صوري (ألكالا).
مَطْبُوع ب: مقصَّب، مزركش، مرقم، ففي ألف ليلة (برسل 4: 151) فقدَّم له المملوك شمشك مطبوع. بالابريسم والحرير الأخضر مَطْبُوع: دوكا، نقد ذهبي في البندقية قديما (= مثقال ذهب) (هوست ص280)

طبع: الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها

الإِنسان. والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي:

الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري: ويجمع طَبْعُ

الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه

ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه

ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه. والطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال

مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي: الطَّبْعُ

المِثالُ. يقال: اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه

وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه. وحكى اللحياني: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي

طَبِيعةٌ؛ وأَنشد:

له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما

تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ

وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه. وطبَع اللهُ

الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم

طبْعاً: خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي

طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها. وفي

الحديث: كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي

يخلق عليها. والطِّباعُ: ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا

يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر.

والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ

الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه. والطَّبّاعُ: الذي يأْخذ

الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو

نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً: عَمِلْت،

والطَّبّاعُ: الذي يعمَلها. والطبْعُ: الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه.

وفي نوادر الأَعراب: يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف

الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ

وعليه يَطْبَعُ طبْعاً: ختم. والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر: الخاتم

الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة. والطابِعُ والطابَعُ:

مِيسَم الفرائض. يقال: طبَع الشاةَ. وطبَع الله على قلبه: ختم، على المثل.

ويقال: طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي

وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير. وقال أَبو إِسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم

واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال

ا تعالى: أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل: كلاَّ بلْ رانَ على

قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن

الأَثير: كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد: الرَّيْنُ أَيسر من

الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا

تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو

تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره. وفي الحديث:

من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه

ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدَّنَسُ، وأَصله

من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من

الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ. وفي حديث الدُّعاء: اخْتِمْه

بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم،

يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه.

وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع:

مَلأَه. وطِبْعُه: مِلْؤُه. والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ

فيه من شدّة مَلْئِه. قال: ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا

يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت. وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه

وتَدَفَّق.

والطِّبْعُ، بالكسر: النهر، وجمعه أَطباع، وقيل: هو اسم نهر بعينه؛ قال

لبيد:

فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ،

كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

وقيل: الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل: الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ

به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قال الأَزهري: ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في

بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من

الماءِ، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب. والطِّبْعُ في بيت

لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس

ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث

بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض

شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً،

إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛

قال: وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأَن

الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ

عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً

إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن

المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت

أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم. قال الأَزهري: ويجمع الطِّبْعُ

بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب. وفي الحديث: أَلقى الشَّبكةَ

فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها. والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ

وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ. وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ:

مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي:

عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا

طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ

(* قوله «تسديناك» تقدم في مادة شجر تعديناك.)

قال الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال: وأَنشد غيره:

أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟

وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟

ويروى الجَلنْفَعهْ. وقال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهري: وتكون

المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها. وقِربة

مُطبَّعة طعاماً: مملوءة؛ قال أَبو ذؤيب:

فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها

مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها

وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جرير:

وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ،

وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا

قال ابن بري: هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ. وطَبِعَ الثوبُ

طَبَعاً: اتَّسَخَ. ورجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء

لا يستَحْيي من سَوأَة. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: لا يتزوج من الموالي

في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ

الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ:

لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ،

وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني

قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛

قال: وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية:

ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ،

وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا

قال: ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ

أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة:

وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا،

منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا

أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم. والمُطَبَّع: الذي نُجِّسَ،

والمَأْبيُّ: الماء الذي تأْبى الإِبل شربه. وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع.

وطَبِعَ: بمعنى كَسِلَ. وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ

السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ

أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل

بالأَشياء الحُلْوة. قال الأَزهري: هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي

وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال: ويقال إِنها لحكيم بن

مُعَيّة الرَّبَعِيّ:

إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ،

وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ،

نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ،

من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ

مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ،

يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ

لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ،

تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ

من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ

وفي الحديث: نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ

وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد: الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك. وكل شَينٍ في

دِين أَو دُنيا، فهو طبَع.

وأما الذي في حديث الحسن: وسئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد، فقال: هو

الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ،

وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه.

طبع

1 طَبَعَ, aor. ـَ inf. n. طَبْعٌ, He sealed, stamped, imprinted, or impressed; syn. خَتَمَ: (Msb:) [and, as now used, he printed a book or the like:] تَبْعٌ and خَتْمٌ both signify the making an impression in, or upon, clay and the like: (S, Mgh, O, K:) or, as Er-Rághib says, the impressing a thing with the engraving of the signet and stamp: (TA in this art. and in art. ختم: [see more in the first paragraph of the latter art:]) and he says also that طَبْعٌ signifies the figuring a thing with some particular figure; as in the case of the طَبْع of the die for stamping coins, and the طَبْع of coins [themselves]: but that it is more general in signification than خَتْمٌ, and more particular than نَقْشٌ; as will be shown by what follows: accord. to Aboo-Is-hák the Grammarian, طَبْعٌ and خَتْمٌ both signify the covering over a thing, and securing oneself from a thing's entering it: and IAth says [in like manner] that they held طَبْعٌ to be syn. with رَيْنٌ [inf. n. of رَانَ]: but Mujáhid says that رَيْنٌ denotes less than طَبْعٌ; and طَبْعٌ, less than إِقْفَالٌ [or the “ closing with a lock: ” this he says with reference to a phrase in the Kur xlvii. 26]. (TA.) You say, طَبَعَ الكِتَابَ, (Mgh, Msb,) and طَبَعَ عَلَى

الكِتَابِ, (S, Mgh, Msb, K, *) He sealed (خَتَمَ, S, Mgh, Msb, K,) the writing, or letter. (S, Mgh, Msb.) And طَبَعَ He branded, or otherwise marked, the sheep, or goat. (O. [See طَابَعٌ.]) And طَبَعَ اللّٰهُ عَلَى قَلْبِهِ (tropical:) God sealed [or set a seal upon] his [i. e. an unbeliever's] heart, so that he should not heed admonition, nor be disposed to that which is good; (Mgh;) or so that belief should not enter it: (O:) [and in like manner, خَتَمَ عَلَيْهِ, q. v.:] in this, regard is had to the طَبْع, and the طَبِيعَة, which is the natural constitution or disposition; for it denotes the characterizing of the soul with some particular quality or qualities, either by creation or by habit, and more especially by creation. (Er-Rághib, TA.) b2: Also He began to make, or manufacture, a thing: and he made [a thing] as in instances here following. (Mgh.) You say, طَبَعَ مِنَ الطِّينِ جَرَّةً He made, [or fashioned, or moulded,] of the clay, a jar. (S, O, K.) And طَبَعَ اللَّبِنَ, (Mgh, TA,) and السَّيْفَ, (S, Mgh, O, K,) and الدِّرْهَمُ, (S, O, K,) He made (S, Mgh, O, K) [the crude bricks, and the sword, and the dirhem]: or طَبَعَ الدَّرَاهِمَ he struck (Mgh, Msb) with the die (Msb) [i. e. coined, or minted,] the dirhems, or money. (Mgh, Msb.) And [hence] one says, طَبَقَهُ اللّٰهُ عَلَى الأَمْرِ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) God created him with an adaptation, or a disposition, to the thing, affair, state, condition, or case; or adapted him, or disposed him, by creation, [or nature], thereto. (TA.) And طُبِعَ عَلَى الشَّىْءِ (assumed tropical:) He (a man, O, TA) was created with an adaptation, or a disposition, to the thing; or was adapted, or disposed, by creation [or nature], thereto; syn. جُبِلَ, (IDrd, O, K, TA,) or فُطِرَ. (Lh, TA.) b3: Also, (aor. as above, TA, and so the inf. n., O, TA,) He filled (Er-Rághib, O, K, TA) a measure for corn or the like, (Er-Rághib, TA,) or a leathern bucket, (O, K, TA,) and a skin, (O, TA,) &c.; (O;) and so ↓ طبّع, (S, O, K,) inf. n. تَطْبِيعٌ: (S, O:) because the quantity that fills it is a sign that prevents the taking a portion of what is in it [without the act's being discovered]. (Er-Rághib, TA.) b4: And طَبَعَ قَفَاهُ, (IAar, O, K,) inf. n. as above, (IAar, O,) He struck the back of his neck with his hand; (IAar, O, K;) i. e. the back of the neck of a boy: if with the ends of the fingers, one says, قَذَّ قَفَاهُ. (IAar, O.) b5: مَا أَدْرِى مِنْ أَيْنَ طَبَعَ means I know not whence he came forth; syn. طَلَعَ. (TA.) A2: طَبِعَ, (aor.

طَبَعَ,] inf. n. طَبَعٌ, said of a sword, It was, or became, rusty, or overspread with rust: (S:) or very rusty, or overspread with much rust. (K, TA: from an explanation of the aor. : but this is written in the CK and in my MS. copy of the K, and in the O, يُطْبَعُ. [An explanation of طَبَعٌ in the O and K confirms the reading يَطْبَعُ; and another confirmation thereof will be found in what follows in this paragraph.]) b2: Said of a thing, (Msb,) or of a garment, or piece of cloth, (TA,) inf. n. طَبَعٌ, It was, or became, dirty; (Msb, TA;) and ↓ تطّبع is likewise said [in the same sense] of a garment, or piece of cloth. (M and TA voce رَانَ, in art. رين.) b3: Said of a man, (assumed tropical:) He was or became, filthy or foul [in character]. (S.) And (assumed tropical:) He was, or became, sluggish, lazy, or indolent. (S.) One says of a man, يَطْبَعُ, (O, K,) like يَفْرَحُ, (K,) meaning (assumed tropical:) He has no penetrative energy, sharpness, or effectiveness, in the affairs that are the means, or causes, of attaining honour, like the sword that is overspread with much rust. (O, K.) A3: طُبِعَ, (O, K,) inf. n. طَبْعٌ, (O,) said of a man, (assumed tropical:) He was rendered [or pronounced] filthy or foul [in character]; (O, K;) on the authority of Sh; (O;) and so طَبِعَ, like فَرِحَ; (TA as on the authority of Sh; [but this I think doubtful;]) and disgraced, or dishonoured: (K:) and ↓ طُبِّعَ, (O, TA,) inf. n. تَطْبِيعٌ, (TA,) he was rendered [or pronounced] filthy or foul [in character], (O, TA,) and blamed, or discommended. (O.) 2 طبّع, inf. n. تَطْبِيعٌ, He sealed well [or much, or he sealed a number of writings &c.]. (KL: in which only the inf. n. is mentioned.) b2: And He loaded [a beast heavily, or] well. (KL.) b3: See also 1, a little after the middle.

A2: تَطْبِيعٌ signifies also The rendering unclean, dirty, filthy, or impure. (O, K.) b2: See 1, last sentence.5 تطبّع (assumed tropical:) He affected what was not in his natural disposition. (Har p. 236.) You say, تطبّع بِطِبَاعِهِ (tropical:) He affected, or feigned, his [i. e. another's] natural dispositions. (O, K, TA.) b2: Also It (a vessel) became full or filled: (S, O, K:) quasi-pass. of طبّعهُ. (S.) And تطبّع بِالمَآءِ It (a river, or rivulet,) overflowed its sides with the water, and poured it forth abundantly. (TA.) b3: See also 1, last quarter.7 يَذُوبُ وَيَنْطَبِعُ, a phrase of Es-Sarakhsee, meaning [It melts, and then] it admits of being sealed, stamped, imprinted, or impressed, is allowable on the ground of analogy, though we have not heard it [as transmitted from the Arabs of pure speech]. (Mgh.) b2: [Golius has erroneously expl. انطبع as meaning “ Mansuetus, edoctus, obsequens fuit; ” on the authority of the KL; evidently in consequence of his having found its inf. n. (اِنْطِبَاعٌ) written in a copy of that work for اِنْطِياعٌ, the reading in my own copy.]8 الاِطِّبَاعُ for الاِضْطِبَاعُ see in art ضبع.

طَبْعٌ, originally an inf. n., (S,) signifies (assumed tropical:) A nature; or a natural, a native, or an innate, disposition or temper or the like; or an idiosyncrasy; syn. سَجِيَّةٌ (S, O, K, TA) or جِبِلَّةٌ (Msb) and خَلِيقَةٌ; (TA;) to which a man is adapted by creation; (S, O, Msb, K, TA;) [as though it were stamped, or impressed, upon him;] as also ↓ طَبِيعَةٌ; (S, O, K, TA;) or this signifies his مِزَاج [i. e. constitution, or temperament, or aggregate natural constituents], composed of the [four] humours; (Msb; [see مِزَاجٌ;]) and ↓ طِبَاعٌ; (S, O, K, TA;) or this last signifies, (K,) or signifies also, (O,) with the article ال prefixed to it, what is, or are, constituted in us in consequence of food and drink &c. (مَا رُكِّبَ فِينَا مِنَ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَغْيَرِ ذٰلِكَ [in which مطعم and مشرب are evidently used as inf. ns. agreeably with general analogy]), (O, K, TA,) by غير ذلك being meant such as straitness and ampleness [of circumstances], and niggardliness and liberality, (TA,) of the natural dispositions that are inseparable from us; (O, K, TA;) and this word is fem., (O, TA,) like طَبِيعَةٌ, as is said in the M; or it is sing. and masc. accord. to Abu-l-Kásim Ez-Zejjájee; and it is also pl. of طَبْعٌ, as it is said to be by Az; (TA;) [and those who have asserted it to be fem. may have held it to be a pl.;] and ↓ طَابِعٌ is syn. with طِبَاعٌ [as a sing.]; (K, TA;) or, as Lh says, it is syn. with

↓ طَبِيعَةٌ; of which the pl. is طَبَائِعُ. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Model, make, fashion, or mould: as in the saying, اِضْرِبْهُ عَلَى طَبْعِ هٰذَا (assumed tropical:) [Make thou it, fashion it, or mould it, according to the model, make, fashion, or mould, of this]. (IAar, O, L, K, TA.) طِبْعٌ A river, or rivulet; (As, T, S, O, K, TA;) so called because first dug [and filled] by men; having the meaning of مَطْبُوعٌ, like قطْفٌ in the sense of مَقْطُوفٌ; not applied to any of those cleft by God, such as the Tigris and the Euphrates and the Nile and the like thereof: (Az, TA:) pl. أَطْبَاعٌ [properly a pl. of pauc.,] (As, S, O,) or طُبُوعٌ, as heard by Az from the Arabs, and طِبَاعٌ: (TA:) or الطِّبْعُ, as some say, is the name of a particular river: (S, O:) or it is also thus applied, i. e. to a particular river. (K.) b2: And i. q. مَغِيضُ مَآءٍ [i. e. A place where water sinks, or goes away, into the earth; or where water enters into the earth; and where it collects]: (O, K:) pl. أَطْبَاعٌ. (O, TA.) b3: And The quantity sufficient for the filling of a measure for corn or the like, and of a skin, (O, K, TA, [والسِّقآءُ in the CK being a mistake for وَالسِّقَآءِ,]) such as does not admit of any addition: and the quantity that a vessel holds, of water. (TA.) A2: See also the next paragraph, in two places.

طَبَعٌ Dirtiness, (S, Msb,) or dirt: (S:) or, as also ↓ طِبْعٌ, rustiness, or rust, (O, K, TA,) upon iron; (TA;) and dirtiness, or dirt, (O, K, TA,) covering the sword: (TA:) or the former signifies much dirtiness or dirt, from rust: (Lth, O, K:) pl. أَطْبَاعٌ. (K. [See طَبِعَ, of which طَبَعٌ is the inf. n.]) b2: Also (tropical:) Disgrace, or dishonour; (A'Obeyd, O, K, TA;) and so ↓ طِيْعٌ; (TA;) it is in religion, or in respect of worldly things. (A'Obeyd, TA.) Thábit-Kutneh says, in a verse ascribed by Et-Tanookhee to 'Orweh Ibn-Udheyneh, لَا خَيْرَ فِى طَمَعٍ يَهْدِى إِلَى طَبَعٍ

وَغُفَّةٌ مِنْ قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِينِى

[There is no good in coveting, or covetousness, that leads to disgrace: and a sufficiency of the means of subsistence contents me]: (O, TA:) يَهْدِى in this case means يُؤَدِّى. (O.) طَبِعٌ Rusty; applied to a sword. (TA.) b2: Dirty. (Msb.) b3: Applied to a man, (O,) (tropical:) Filthy, or foul, base, ignoble, mean, or sordid, in disposition; that will not be ashamed of an evil action or saying. (O, K, TA.) b4: And (assumed tropical:) Sluggish, lazy, or indolent. (TA.) طُبْعَانُ الأَمِيرِ The clay with which the prince, or governor, seals. (O, K.) طِبَاعٌ, as a sing. and a pl.: see طِبْعٌ.

طِبَاعَةٌ The art, or craft, of the طَبَّاع, or manufacturer of swords, (O, K, TA,) or of knives, or of spear-heads, or the like. (TA.) b2: [Also, as used in the present day, The art of printing.]

طَبِيعَةٌ: see طَبْعٌ, in two places. [It generally signifies] The مِزَاج [or nature, as meaning the constitution, or temperament, or aggregate natural constituents, of an animal body, or any other thing, for instance,] of medicine, and of fire, which God has rendered subservient [to some purpose or purposes]. (TA.) [Hence the phrase يَبَسَتْ طَبِيعَتُهُ, meaning He became costive. and الطَّبَائِعُ الأَرْبَعُ The four humours of the body: see خِلْطٌ and مِزَاجٌ.]

طَبِيعِىٌّ Natural; i. e. of, or relating to, the natural, native, or innate, disposition, or temper, or other quality or property; like جِبِلِّىٌّ; meaning essential; resulting from the Creator's ordering of the natural disposition in the body. (Msb in art. جبل.) [Hence, العِلْمُ الطَّبِيعِىُّ Natural, or physical, science.]

طَبَّاعٌ A manufacturer of swords, (O, K, TA,) or of knives, or of spear-heads, or the like. (TA.) طَبُّوعٌ A certain venomous دُوَيْبَّة [or insect]: (El-Jáhidh, O, K, TA:) or, (K,) as said to Az by a man of Egypt, an insect (دُوَيْبَّة) (O) of the same kind as the قِرْدَان [or ticks], (O, K,) but (O) the bite of which occasions intense pain; (O, K;) and sometimes, or often, he that is bitten by it becomes swollen [app. in the part bitten], and is relieved by sweet things: Az says that it is with the Arabs [called, or what is called,] the نِبْر [which is expl. as meaning the tick; or an insect resembling the tick, which, when it creeps upon the camel, causes the track along which it creeps to swell; or as being smaller than the tick, that bites, and causes the place of its bite to swell; &c.]: (O:) [accord. to Dmr, as stated by Freytag, i. q. قَمْقَامَةٌ, which is expl. as applied to a small tick; and a species of louse, that clings tightly to the roots of the hair, app. meaning a crab-louse:] what is known thereof [or by this appellation] now is a thing of the form of a small emaciated tick, that sticks to the body of a man, and is hardly, or not at all, severed, except by the application of mercury. (TA.) طِبِّيعٌ The heart (لُبّ) of the طَلْع [as meaning the spathe of the palm-tree]; (O, K;) so called because of its fulness; expl. in a trad. of El-Hasan El-Basree as meaning the طَلْع [i. e., in this case, agreeably with general usage, the spadix of the palm-tree] in its كُفُرَّى [i. e. spathe], the كُفُرُّى being the envelope of the طَلْع. (O, TA.) طَابَعٌ and ↓ طَابِعٌ (S, O, Msb, K, &c.) i. q. خَاتَمٌ (S, O) and خَاتِمٌ (O) [meaning A signet, seal, or stamp; i. e.] a thing with which one seals, stamps, imprints, or impresses: (Msb, TA:) [and also a seal, or stamp, as meaning a piece of clay or wax or the like, or a place in a paper &c., impressed, or imprinted, with the instrument thus called:] and accord. to ISh, the former, (O,) or each, (K,) signifies the مِيسَم [which means the instrument for the branding or otherwise marking, and the brand or other mark,] of the فَرَائِض [or beasts that are to be given in payment of the poor-rate: see طَبَعَ الشَّاةَ]. (O, K.) One says, ↓ الطَّابِعُ طَابِعٌ [The signet, &c., is a thing that seals, &c.]; which is like the attribution of the act to the instrument. (Er-Rághib, TA.) And كَلَامٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الفَصَاحَةِ (tropical:) [Language upon which is the stamp of chasteness, or perspicuity, &c.]. (TA.) طَابِعٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see also طَبْعٌ.

مَطْبَعٌ A place where anything is sealed, stamped, imprinted, or impressed. And, as used in the present day, A printing-house; as also مَطْبَعَةٌ.]

مُطْبَعَةٌ, applied to a she-camel: see the next paragraph.

مُطَبَّعٌ Filled: so its fem. in the phrase قِرْبَةٌ مُطَبَّعَةٌ طَعَامًا [A skin filled with food]. (TA.) b2: And مُطَبَّعَةٌ applied to a she-camel, Filled with fat and flesh, so as to be rendered firm in make: (Az, TA:) or [simply] fat. (Z, TA.) b3: And, (TA,) so applied, Heavily laden; (S, O, K, TA;) and [in like manner] ↓ مُطْبَعَةٌ a she-camel heavily burdened by her load. (TA.) b4: and مُهْرٌ مُطَبَّعٌ A colt trained, or rendered tractable or manageable. (TA.) مُطْبُوعٌ [pass. part. n. of طَبَعَ in all its senses]. b2: You say, هُوَ مَطْبُوعٌ عَلَى الكَرَمِ (tropical:) [He is created with an adaptation, or a disposition, to generosity]. (TA.)
طبع
طبَعَ/ طبَعَ على يَطبَع، طَبْعًا وطِباعةً، فهو طَابِع، والمفعول مَطْبوع
• طبَع الكتابَ: أنتج نسخًا منه بواسطة الطابعة "طبع رسالة الدكتوراه/ لوحة جميلة/ صُوَر الفيلم/ أوراق النقد".
• طبَع اللهُ النَّاسَ: خلقهم وأنشأهم على صورة معينة ° طُبع الشخصُ على شيء: جُبِلَ عليه، اتّصف به.
• طبَع القُماشَ بالألوان: رسَمه ونقَش عليه.
• طبَع تاريخًا في ذهنه: سجّله، ثبّته "طبَع تاريخَ زواجه في ذاكرته".
• طبَعه على الكرم: عوَّده ونشَّأه "طُبع على حب الخَيْر".
• طبَع الشَّيءَ/ طبَع على الشَّيء: ختمه، وضع عليه علامة مميزة "طبع الغلاف- {وَطَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: ختم عليها وغطَّاها فلا يعي أصحابها شيئًا ولا يوفّقون لخير"? طبع الشَّيء بطابعه: ترك فيه أثره- طبع قُبلةً على خدِّه: قبّله. 

انطبعَ/ انطبعَ بـ/ انطبعَ في يَنطبِع، انطِباعًا، فهو مُنطبِع، والمفعول مُنطبَع به
• انطبع الكتابُ: مُطاوع طبَعَ/ طبَعَ على: ظهر بصورة ما.
• انطبع بالأخلاق الحميدة: اتّسم بحُسْن الخُلُق "انطبع بحُسن التصرّف في الأمور".
• انطبعت الفكرةُ في ذهنه: ترسّخت وثبتت "انطبع أثرُ الزلزال في ذاكرة السكان". 

تطبَّعَ بـ يَتطبَّع، تَطبُّعًا، فهو مُتطبِّع، والمفعول مُتطبَّع به
• تطبَّع بأخلاق والده: مُطاوع طبَّعَ: اكتسبها وتخلّق بها "تطبعّت الفتاةُ بطابع الحياء". 

طبَّعَ يُطبِّع، تطبيعًا، فهو مُطبِّع، والمفعول مُطبَّع
• طبَّع المُهْرَ: علّمَه الانقياد والمطاوعة.
• طبَّع القُماشَ بالألوان: بالغ في رسمه والنقش عليه.
• طبَّع ابنَه على حُبّ الخير: عوّده عليه "طبّع صديقه على حُسن التعامل مع الآخرين- طبّع الحيوانات المفترسة بالحديقة: عودها على الانقياد والمطاوعة".
• طبَّع العلاقاتِ بين البلدين: جعلها طبيعيّة عاديَّة "طبّع التعاملات بين البنوك- تسعى إسرائيل إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربيّة- بين الدولتين تطبيع سياسيّ واقتصاديّ". 

انطباع [مفرد]: ج انطباعات (لغير المصدر):
1 - مصدر انطبعَ/ انطبعَ بـ/ انطبعَ في.
2 - تأثُّر "لم يترك حديثه في النفس أيّ انطباع- كان للكلام انطباع حسن- ترك الخبر انطباعا على وجهه".
3 - (دب) شعور يُحسّ به القارئ نتيجة لقراءته الأثر الأدبيّ.
4 - (دب) تأثُّر الكاتب بما يشهده في الحياة الواقعيّة ثمّ يُعبِّر عنه كتابة مثلما يحدث في أدب الرحلات أو ذكريات الصبا.
5 - (سف) نوعٌ من الشعور يجيء ردّ فعل لمؤثر خارجيّ. 

انطباعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انطباع.
2 - مصدر صناعيّ من انطباع: ما يدلُّ على الحالة الذهنيّة والنفسيَّة للإنسان.
3 - (دب) حركة أدبيّة تهتم باستخدام التفاصيل والأشياء المترابطة في الذهن التي تصوِّر انطباعات حسيّة وغير موضوعيّة. 

تطبُّع [مفرد]: مصدر تطبَّعَ بـ ° الطَّبْع يغلب التَّطبُّع [مثل].
• تطبُّع ثقافيّ: (فن) عملية اكتساب شخص ثقافة دون ثقافة قومه وبيئته. 

طابَع/ طابِع1 [مفرد]: ج طوابعُ:
1 - بطاقة ورقيَّة صغيرة، تُلصق على الأوراق والسلع "وضع طابع البريد على الرسالة" ° طابع أميريّ/ طابع دمغة/ طابع ماليّ: طابع يُستعمل في المعاملات الإداريَّة والماليَّة- طابع تذكاريّ: طابع بريديّ أُصْدِر لتخليد ذكرى معيَّنة.
2 - كُلُّ ما يُميَّز به "له طابعٌ مميَّز- هذا خطاب عليه طابع الفصاحة". 

طابِع2 [مفرد]: ج طابعون (للعاقل) وطبَعَة (للعاقل):
1 - اسم فاعل من طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - عامل الطباعة "طابع ماهر- يعمل طابعًا بالمطابع الأميريّة".
3 - طبيعة، صفة غالبة، ما يُتأثَّر به من خُلق الإنسان وسجاياه "مُعلِّم له طابع خاصّ- شابٌّ عليه طابِع التُّقى" ° طابع اقتصاديّ/ طابع سياسيّ/ طابع عسكريّ/ طابع محلِّيّ: اتجاه، صفة- طبعه
 بطابعه: أثّر فيه بأخلاقه. 

طابِعة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - آلة الطِّباعة "طابعة إلكترونيَّة- طبعت الكتاب على طابعة كهربائيّة- طابعة الليزر: طابعة تستخدم أشعة الليزر للطباعة بسرعة فائقة". 

طِباعة [مفرد]:
1 - مصدر طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - حرفة طبع النُّسخ المتعدّدة من الكتابة أو الصور بواسطة الآلة (حرفة الطابِع أو الطبّاع) "أحرف طباعيَّة- حبر طِباعة- ورث الطِّباعة عن أبيه وجدِّه" ° دار الطِّباعة: المَطْبَعة، مكان الطَّبْع.
• الطِّباعة الحريريَّة: أسلوب في الطِّباعة باستخدام صفيحة رقيقة من معدن أو ورق مقوَّى أو مشمّع لها مسامُّ لكي يدخل الحبر من خلالها، بحيث يوضع التَّصميم على هذه الصفيحة ويتمُّ إدخال الحبر من خلال هذه الصَّفيحة إلى المادَّة المطبوعة.
• طباعة أوفست: طباعة عن طريق الانتقال غير المباشر للصورة خاصة باستعمال صفيحة معدنية أو ورقية لتحبير الجزء المطاطي الدّوّار من الآلة الطابعة والذي ينقل الحبر للورق. 

طبَّاع [مفرد]: ج طبّاعون وطبَّاعة:
1 - صيغة مبالغة من طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - عاملُ الطباعة "طبّاع ماهر- يعمل طبّاعًا في مطبعة يدويّة". 

طَبْع [مفرد]: ج طِباع (لغير المصدر):
1 - مصدر طبَعَ/ طبَعَ على ° إعادة طَبْع- تحت الطَّبْع: يجري طبعه- صالحٌ للطَّبْع: عبارة تعني الموافقة على طبع نصٍّ تمّ تصحيحه ومراجعته- مُسوّدة الطَّبْع/ تجربة الطَّبْع: صورة الطَّبْع الأولى.
2 - خُلُق وسجيَّة جُبِلَ عليها الإنسان "كان حادّ الطبع- رجلٌ بارد الطبع".
3 - (دب) عدم التكلُّف "الإلهام الشعري بين الطّبع والتكلُّف".
4 - (نف) جِبلَّة؛ سلوك مكتسب أو موروث يميّز فردًا عن آخر.
• طَبْعًا: أكيد بلا ريب "طَبْعًا سيدافع عن وطنه بكلّ ما يملك" ° بالطبع: بكل تأكيد.
• علم الطِّباع: (نف) دراسة الصفات الأكثر ديمومة من شخصيّة الإنسان بمعناها الاجتماعيّ والأخلاقيّ. 

طَبْعَة [مفرد]: ج طَبَعَات وطَبْعات:
1 - اسم مرَّة من طبَعَ/ طبَعَ على: "صدر من الكتاب ثلاثُ طَبَعات- طبعة أخيرة" ° طبعة مُحقّقة: طبعة موثقة ومقابلة على النُّسخ المختلفة للمخطوطة- طبعة مزيدة: طبعة عليها إضافات لم تكن موجودة في الطبعة الأولى- طبعة معدَّلة: طبعة أُحدث فيها تغيير- طبعة منقحة: طبعة هُذِّبت وأُصلحت.
2 - مجموع النُّسخ المطبوعة بمرّة واحدة من كتاب أو جريدة "الطبعة الأولى/ الأصليّة: أول إصدار لجريدة في اليوم، أو طبعة نشرت من عمل أدبي- الطبعة التجارية: كتاب يُنشر بهدف التوزيع لعامّة الناس عبر بائعي الكتب- الطبعة المدرسية: طبعة معدّة للاستخدام في المدارس أو الجامعات".
3 - أَثَر، بصمة، علامة مطبوعة "طبعة خاتم". 

طَبْعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى طَبْع.
2 - لفظ يُطلق على ما يُولد مع الإنسان من صفات وعلى ما هو مجبول عليه "كُرهٌ طَبْعيّ للكذب- حُبٌّ طَبْعيّ للوالدين". 

طَبَعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى طبيعة: بحذف الياء، والفصيح النسبة إلى الكلمة مع ثبوت الياء فيقال: طبيعيّ. 

طبيعة [مفرد]: ج طبائع:
1 - مخلوقات الله من أرض وسماء وجبال وأودية ونبات وغيرها "ارتمى في أحضان الطبيعة- تجوّل السُّيَّاح في أرجاء الطبيعة" ° الطَّبائع الأربع: الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة- خوارق الطَّبيعة: عجائبها- ما وراء الطبيعة: عالم الغيب، الميتافيزيقا.
2 - طبع، فطرة، خلقٌ وسجيّة "له طبيعة سمحة- طبيعته محمودة في معاملاته" ° طبائع النُّفوس والأشياء: خصائصها وصفاتها.
3 - عادة، أمر مألوف "تحدَّث في المجلس بطبيعته: دون تكلُّف" ° بطبيعة الحال: من البديهي، طبعًا، بالتأكيد- على الطَّبيعة: طبيعي.
• علم الطَّبيعة: (فز) فيزياء، علم يبحث عن طبائع المادّة وصورها من حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة، ومعرفة قوانين تبدُّلها من حيث الصلابة والسيولة والغازيّة "اجتهد في دراسته لعلم الطبيعة- قام بأبحاث عديدة وناجحة في علم الطبيعة".
• طبيعة صامتة: تمثيل لأشياء لا حياة فيها كالفاكهة في
 الرسم أو التصوير. 

طبيعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى طبيعة: "بالحديقة مناظر طبيعيّة خلاّبة- مشهد طبيعيّ ساحر" ° أمرٌ طبيعيّ: عادي ومألوف- الفلسفة الطَّبيعيَّة: دراسة الطبيعة والكون المحسوس- علوم طبيعيّة: علوم تبحث في ظواهر وقوانين الطبيعة كالفيزياء والكيميَاء وعلم الأحياء والجيولوجيا- فوق الطَّبيعيّ: مرتبط بقوى خارقة للطبيعة- قانون طبيعيّ: مأخوذ من الطبيعة وهو بخلاف القانون الوضعي- مِن الطبيعيّ: مما لا شك فيه، من المألوف المعتاد- وفاة طبيعيّة: بدون قتلٍ أو انتحار.
2 - غير مصنوع "ارتدت الفتاةُ عباءة من الحرير الطبيعي- تزيّنت المرأة بعقد من اللؤلؤ الطبيعي- تعمل السيارة بالغاز الطبيعي".
3 - (فز) وصف لعنصر أو معدن ما يُوجد غير مُتَّحد بغيره من العناصر مثل اليورانيوم الطبيعيّ.
• المذهب الطَّبيعيّ: الاتّجاه إلى استخدام المنهج التّجريبي في العلوم الإنسانيّة.
• الانتقاء الطَّبيعيّ: (حي) عمليّة طبيعيّة أو اصطناعيّة تُفضِّل أو تسبِّب بقاء وتكاثر نوع واحد من الكائنات الحيّة على الأخرى التي تموت أو تفشل في التَّكاثر.
• علاج طبيعيّ: (طب) علاج عن طريق أداء تمارين رياضية، واستخدام وسائل طبيعيّة كأشعة الشمس والتدليك، أو عن طريق الحفز بالكهرباء لتسهيل الأداء والنمو الطبيعيّ.
• النَّزعة الطَّبيعيَّة: (دب، فن) نظريَّة تقول بأن الفنّ يجب أن يُحاكي الطَّبيعة كما هي من غير تكلُّف ولا تصنُّع.
• جغرافيا طبيعيَّة: (جغ) علم يدرس الظّواهر الطبيعيّة لسطح الأرض بمظاهرها الحاليّة، بما في ذلك بنية السطح والمناخ وتوزيع الحياة النباتية والحيوانية.
• حدود طبيعيَّة: (جغ) حواجز جغرافيَّة كالجبال والأنهار والصحاري التي تفصل بين المجتمعات والتي تضمن وحدة المجتمع وتماسكه. 

طَبِيعيَّات [جمع]
• علم الطَّبِيعيَّات: (فز) علم يبحث عن طبائع الأشياء وما جعله الله فيها من خصائص وقوًى. 

مَطبعة [مفرد]: ج مَطْبعات ومَطابُعُ: اسم مكان من طبَعَ/ طبَعَ على: "يعمل في مطبعة حكومية- أنشأت المؤسسة مطبعة على الطراز الحديث". 

مِطبعة [مفرد]: ج مِطْبعات ومَطابِعُ: اسم آلة من طبَعَ/ طبَعَ على: طابعة، آلة لطباعة الورق "اشتريت مِطبعة حديثة". 

مَطْبوع [مفرد]: ج مطبوعون (للعاقل) ومطبوعات (للمؤنث وغير العاقل):
1 - اسم مفعول من طبَعَ/ طبَعَ على: "شاعرات مطبوعات: يأتين بالشعر دون تكلُّفه".
2 - مادة ورقية مطبوعة "قانون/ قلم المطبوعات- مَطْبوعات دوريّة/ شهريّة".
3 - شخص يتصرّف حسب طبيعته من غير تكلُّف "العربي مَطْبوعٌ على الكرم: شيمته الكرم". 
طبع
الطَّبْعُ، والطَّبيعَةُ، والطِّباعُ، ككِتابٍ: الخَليقَةُ والسَّجِيَّةُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، زادَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَي الطَّبْعُ فِي الأَصلِ مَصدَرٌ، وَفِي الحَدِيث: الرِّضاعُ يُغَيِّرُ الطِّباعُ أَو الطِّباعُ، ككِتابٍ: مَا رُكِّبَ فِينَا من المَطعَمِ والمَشرَبِ، وَغير ذلكَ من الأَخلاق الّتي لَا تُزايِلُنا، المُرادُ من قولِه: وَغير ذَلِك، كالشِدَّةِ والرَّخاءِ، والبُخلِ والسَّخاءِ. والطِّباعُ مؤَنَّثَةٌ، كالطَّبيعةِ، كَمَا فِي المُحكَمِ.
وَقَالَ أَبو الْقَاسِم الزَّجّاجِيُّ: الطِّباعُ واحِدٌ مُذَكَّرٌ، كالنِّحاسِ والنِّجارِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: ويُجمَعُ طَبعُ الإنسانِ طِباعاً، وَهُوَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ من الأَخلاقِ وغيرِها. والطِّباعُ: واحِدُ طِباعِ الإنسانِ، على فِعالٍ، نَحو مِثالٍ ومِهادٍ، ومثلُه فِي الصِّحاحِ والأَساسِ، وغيرِ هؤلاءِ من الكُتُبِ، فَقَوْل شيخِنا: ظاهِرُه، بل صَريحُه، كالصِّحاح أَنَّ الطِّباعَ مفرَدٌ، كالطِّبْعِ والطِّبيعَةِ، وَبِه قَالَ بعضُ من لَا تَحقيقَ عندَه، تقليداً لِمثلِ المُصَنِّفِ، والمَشهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجُمهورُ أَنَّ الطِّباعَ جَمعُ طَبْعٍ. يُتَعَجَّبُ من غرابَتِه ومَخالَفَته لِنُقولِ الأَئمَّةِ الّتي سَرَدناها آنِفاً، ولَيتَ شِعري مَن المُراد بالجُمهور هَل هم إلاّ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كالجوهَرِيِّ وابنِ سِيدَه والأَزْهَرِيِّ والصَّاغانِيِّ، ومِن قَبلِهِم أَبي القاسِم الزَّجّاجِيُّ فهؤلاءِ كُلُّهُم نقلوا فِي كتُبِهِم أَنَّ الطِّباعَ مُفرَدٌ، وَلَا يَمنعَ هَذَا أَنْ يكونَ جَمعاً للطَّبع من وَجهٍ آخَرَ، كَمَا يَدُلُّ لهُ نَصُّ الأَزْهَرِيِّ، وَأرى شيخَنا رحمَه الله تَعَالَى لم يُراجِعْ أُمَّهاتِ اللُّغةِ فِي هَذَا المَوضِعِ، سامَحَه الله تَعَالَى، وَعَفا عَنّا وَعنهُ، وَهَذَا أَحدُ المَزالِق فِي شَرحِه، فتأَمّلْ، كالطَّابِعِ، كصاحِبٍ، فِيمَا حَكَاهُ اللِّحيانِيُّ فِي نوادرِه، قَالَ: لَهُ طابِعٌ حسَنٌ، أَي طَبيعَةٌ، وأَنشدَ:
(لَه طابِعٌ يَجري عَلَيْهِ وإنَّما ... تُفاضِلُ مَا بينَ الرِّجالِ الطَّبائِعُ)
وطَبَعَه اللهُ على الأَمر يطْبَعه طَبعاً: فطَرَه، وطَبَعَ الله الخَلقَ على الطَّبائع الّتي خلَقَها، فأَنشأَهُم عَلَيْهَا، وَهِي خَلائقُهُم، يَطبَعُهم طَبعاً: خَلَقَهم، وَهِي طَبِيعَته الَّتِي طُبِعَ عَلَيْهَا. وَفِي الحَديثِ: كُلُّ الخِلالِ يُطْبَعُ عَلَيْهَا المُؤْمِنُ إلاّ الخِيانَةَ والكَذِبَ، أَي يُخلَقُ عَلَيْهَا. منَ المَجاز: طَبَعَ عَلَيْهِ، كمَنَع، طَبعاً: خَتَمَ، يُقَال: طَبَعَ اللهُ على قلبِ الكافِرِ، أَي خَتَمَ فَلَا يَعي، وَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ، قَالَ أَبو إسحاقَ النَّحْوِيُّ: الطَّبْعُ والخَتْمُ واحِدٌ، وَهُوَ التَّغطِيَةُ على الشيءِ، والاستيثاقُ مِن أَن يَدخُلَهُ شيءٌ، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: أَمْ على قُلوبٍ أَقفالُها، وَقَالَ عزَّ وجَلَّ: كَلاّ بلْ رانَ على قُلوبِهِمْ) مَعناهُ غَطَّى على قُلوبِهِم، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الطَّبْعَ هُوَ الرَّيْنُ، قَالَ مُجاهِدٌ: الرَّيْنُ أَيسر من الطَّبع، والطَّبعُ أَيسرُ من الإقفالِ، والإقفال: أَشَدُّ من ذلكَ كُلِّه، قلتُ: والّذي صَرَّحَ بِهِ الرَّاغِبُ أَنَّ الطَّبْعَ أَعَمُّ من الخَتْمِ، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبا. الطَّبْعُ: ابتداءُ صَنعَةِ الشيءِ،وسيأْتي فِي مَوضِعِه، إِن شاءَ الله تَعَالَى. قَالَ الليثُ: الطِّبْعُ، بالكَسرِ: مَغيضُ الماءِ، جَمعُه أَطْباعٌ، وأَنشدَ: فلَمْ تَثْنِهِ الأَطباعُ دُونِي وَلَا الجُدُرْ وعَلى هَذَا هُوَ معَ قولِ الأَصمعيِّ الْآتِي: إنَّ الطِّبْعَ هُوَ النَّهْر: ضِدٌّ، أَغفلَه المُصَنِّفُ، ونَبَّه عَلَيْهِ صاحِبُ اللِّسان. الطِّبْعُ: مِلءُ الكَيْلِ والسِّقاءِ حتّى لَا مَزيدَ فيهمَا من شِدَّةِ مَلْئِها، وَفِي العبابِ: والطِّبْعُ المَصدَر، كالطَّحْنِ والطِّحْن، وَفِي اللسانِ: وَلَا يُقال فِي المَصدَرِ الطَّبْعُ، لأَنَّ فِعلَهُ لَا يُخَفَّف كَمَا يُخَفَّف فِعلُ مَلأَ، فتأَمَّلْ بينَ العِبارَتين، وَقَالَ الرَّاغِب: وَقيل: طبعْتُ المِكيالَ، إِذا) مَلأْتَه، وذلكَ لِكَونِ المَلءِ الْعَلامَة مِنْهَا المانِعَة من تناوُل بعض مَا فِيهِ. الطَّبْعُ: نَهْرٌ بعينِهِ، قَالَ الأَصمعِيُّ: الطَّبْعُ: النَّهْرُ مُطلَقاً، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(فَتَوَلَّوا فاتِراً مَشْيُهُمُ ... كرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلم يعرف الليثُ الطِّبْعَ فِي بيتِ لَبيدٍ، فتحَيَّرَ فِيهِ، فمرَّةً جَعَلَه المِلءَ، وَهُوَ: مَا أَخَذَ الْإِنَاء من الماءِ، ومرّةً جَعَلَه الماءَ، قَالَ: وَهُوَ فِي المَعنيَيْن غيرُ مُصيبٍ، والطِّبْعُ فِي بيتِ لَبيدٍ: النَّهْر، وَهُوَ مَا قَالَه الأَصْمَعِيّ، وسُمِّي النهرُ طِبْعاً لأنّ الناسَ ابْتَدَءوا حَفْرَه، وَهُوَ بِمَعْنى المَفعول، كالقِطْفِ بِمَعْنى المَقْطوف، وأمّا الْأَنْهَار الَّتِي شَقَّها الله تَعالى فِي الأرضِ شَقّاً، مثل دِجْلَةَ والفُراتِ والنيلِ وَمَا أَشْبَهها، فإنّها لَا تُسمّى طُبوعاً، وإنّما الطُّبوع: الأنهارُ الَّتِي أَحْدَثَها بَنو آدَم، واحْتَفَروها لمَرافِقِهم، وقولُ لَبيدٍ: هَمَّتْ بالوَحَلْ. يدلُّ على مَا قَالَه الأَصْمَعِيّ لأنّ الرَّوايا إِذا وُقِرَت المَزايدُ مَمْلُوءَةً ناءً، ثمّ خاضتْ أَنهَارًا فِيهَا وَحَلٌ، عَسُرَ عَلَيْهَا المَشيُ فِيهَا، والخروجُ مِنْهَا، وَرُبمَا ارتَطمَتْ فِيهَا ارْتِطاماً إِذا كَثُرَ فِيهَا الوحَلُ، فشَبَّه لبيدٌ القومَ الَّذين حاجُّوه عِنْد النعمانِ بنِ المُنذِر، فَأَدْحَضَ حُجَّتَهم حَتَّى زَلِقوا، فَلم يتكلَّموا، بروايا مثْقَلةٍ خاضتْ أَنْهَاراً ذاتَ وَحَلٍ، فتساقَطَتْ فِيهَا، واللهُ أعلم. الطِّبْع، بالكَسْر: الصدَأُ يركبُ الحَديد، والدَّنَسُ والوسَخُ يَغْشَيان السيفَ، ويُحرَّكُ فيهمَا ج: أَطْبَاعٌ، أَي جَمْعُ الكلِّ ممّا تقدّم. أَو بِالتَّحْرِيكِ: الوسَخُ الشديدُ من الصدَإ، قَالَه اللَّيْث. منَ المَجاز: الطَّبَع: الشَّيْنُ والعَيبُ فِي دِينٍ أَو دنيا، عَن أبي عُبَيْدٍ، وَمِنْه الحَدِيث: اسَتعيذوا باللهِ من طَمَعٍ يهدي إِلَى طَبَعٍ بَينهمَا جناسُ تَحريفٍ، وَقَالَ الْأَعْشَى:
(مَن يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ ... إِذا تعَمَّمَ فوقَ التاجِ أَو وَضَعَا)

(لَهُ أكاليلُ بالياقوتِ زَيَّنَها ... صَوَّاغُها لَا ترى عَيْبَاً وَلَا طَبَعَا)
وَقَالَ ثابتُ قُطْنَةَ، وَهُوَ ثابتُ بن كَعْبِ بن جابرٍ الأَزْديُّ، وأنشدَه القَاضِي التَّنوخِيُّ فِي كتابِ الفرَجِ بعدَ الشِّدَّة لعُروَةَ بنِ أُذَيْنةَ:
(لَا خيرَ فِي طَمَعٍ يهدي إِلَى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيشِ تَكْفيني)
والطابِع، كهاجَر وتُكسَرُ الباءُ عَن اللِّحيانيِّ وَأبي حنيفَة: مَا يَطْبَعُ ويَخْتِم، كالخاتَم والخاتِم، وَفِي حديثِ الدُّعَاء: اخْتِمْه بآمين، فإنّ آمينَ مثلُ الطابَعِ على الصَّحيفةِ أَي الخاتَم، يريدُ أنّه يُختَمُ عَلَيْهَا، وتُرفَعُ كَمَا يَفْعَلُ الإنسانُ بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الطابَع: مِيسَمُ الفَرائِضِ، يُقَال: طَبَعَ الشاةَ. قَالَ ابْن عَبَّاد: يُقَال: هَذَا طُبْعانُ الْأَمِير، بالضَّمّ، أَي: طِينُه الَّذِي يَخْتِمُ بِهِ. الطَّبَّاع،)
كشَدَّادٍ: الَّذِي يأخذُ الحَديدةَ المُستَطيلَةَ، فَيَطْبَعُ مِنْهَا سَيْفَاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً، أَو نحوَ ذَلِك. ويُطلَقُ على السَّيَّافِ وغيرِه. الطِّبَاعَة ككِتابَةٍ: حِرفَتُه على القياسِ فِيمَا جاءَ من نَظائرِه. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: طُبِعَ الرجلُ على الشيءِ، بالضَّمّ، إِذا جُبِلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ اللحيانيُّ: فُطِرَ عَلَيْهِ. قَالَ شَمِرٌ: طَبِعَ الرجلُ، كفَرِحَ: إِذا دَنِسَ. وطُبِعَ فلانٌ: إِذا دُنِّسَ وعِيبَ وشِينَ، قَالَ: وأنشدَتْنا أمُّ سالمٍ الكِلابِيَّةُ:
(ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأهلُ كلُّهمْ ... وتُبْغِضُ أَيْضا عَن تُسَبَّ فتُطْبَعا)
قَالَ: ضمَّتْ التاءَ وفتحتْ الباءَ وَقَالَت: الطِّبْع: الشَّيْن، فَهِيَ تُبغِضُ أَن تُشانَ وَعَن تُسَبَّ، أَي أنْ، وَهِي عَنْعَنَةُ تَميمٍ. منَ المَجاز: فلانٌ يَطْبَعُ، إِذا لم يكن لَهُ نَفاذٌ فِي مكارمِ الْأُمُور، كَمَا يَطْبَعُ السيفُ إِذا كَثُرَ الصَّدأُ عَلَيْهِ، قَالَه الليثُ، وأنشدَ:
(بِيضٌ صَوارِمُ نَجْلُوها إِذا طَبِعَتْ ... تَخالُهُنَّ على الأبْطالِ كَتّانا)
منَ المَجاز: هُوَ طَبِعٌ طَمِعٌ، ككَتِفٍ، فيهمَا، أَي دَنيءُ الخُلُقِ لَئيمُه، دَنِس العِرْضِ لَا يَستَحي من سَوْأَةٍ، قَالَ المُغيرَةُ بنُ حَبْنَاءَ يشكو أَخَاهُ صَخْرَاً:
(وأمُّكَ حِين تُذكَرُ أمُّ صِدقٍ ... ولكنَّ ابنَها طَبِعٌ سَخيفُ)
وَفِي حديثِ عمر بن عبد الْعَزِيز، رَحمَه الله تَعالى: لَا يَتَزَوَّجُ من العربِ فِي المَوالي إلاّ كلُّ طَمِعٍ طَبِعٍ، وَلَا يتزوَّجُ من الموَالِي فِي العربِ إلاّ كلُّ أَشِرٍ بَطِرٍ. الطَّبُّوع، كتَنُّور: دُوَيْبَّةٌ ذَات سمٍّ، نَقله الجاحظ، أَو هِيَ من جِنسِ القِرْدان، لعَضَّتِه ألمٌ شديدٌ، وَرُبمَا وَرِمَ مَعْضُوضُه، ويُعَلَّلُ بالأشياءِ الحُلوة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: كَذَا سَمِعْتُ رجلا من أهلِ مِصرَ يَقُول ذَلِك، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ النِّبْرُ عِنْد العربِ. قلتُ: والمعروفُ مِنْهُ الْآن شيءٌ على صورةِ القُرادِ الصغيرِ المَهزول، يَلْصَقُ بجَسَدِ الْإِنْسَان، وَلَا يكادُ يَنْقَطِعُ إلاّ بحَملِ الزِّئبَقِ، قَالَ أعرابيٌّ من بَني تَميمٍ يذكرُ دَوابَّ الأرضِ، وَكَانَ فِي باديةِ الشَّام:
(وَفِي الأرضِ، أَحْنَاشٌ وسَبعٌ وخارِبٌ ... ونحنُ أَسارى وَسْطَها نَتَقَلَّبُ)

(رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشِبْثانُ ظُلمَةٍ ... وأَرْقَطُ حُرْقوصٌ، وَضَمْجٌ وَعَنْكَبُ)
الطِّبِّيع، كسِكِّيت: لُبُّ الطَّلْع، سُمِّي بذلك لامتِلائِه، من طَبَعْتُ السِّقاءَ، إِذا ملأتَه. وَفِي حديثِ الحسَنِ البَصْريِّ أنّه سُئِلَ عَن قَوْله تَعالى: لَهَا طَلْعٌ نَضيدٌ فَقَالَ: هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُرّاه، والكُفُرَّى: وعاءُ الطَّلْع. وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ، كمُعَظّمة: مُثْقَلَةٌ بالحِملِ، قَالَ:
(أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ ... وأينَ حِمْلُ الناقةِ المُطَبَّعَهْ)

ويُروى الجَلَنْفَعَة. والتَّطْبيع: التَّنْجيس، قَالَ يزيدُ بنُ الطَّثَريَّة:
(وَعَن تَخْلِطي فِي الشِّربِ يَا لَيْلَ بَيْنَنا ... من الكَدِر المأبِيّ شِرْباً مُطبَّعا)
أرادَ: أَن تَخْلِطي وَهِي لغةُ تَميمٍ، والمُطبَّع الَّذِي نُجِّسَ، والمَأْبِيّ: الَّذِي تأبى الإبلُ شُربَه. منَ المَجاز: تطَبَّعَ بطِباعِه، أَي تخَلَّقَ بأخلاقِه. تطَبَّعَ الإناءُ: امْتَلَأَ، وَهُوَ مُطاوِعُ طَبَعَه، وطَبَّعَه.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الطابِع، كصاحِبٍ: الناقِش. وَقيل للطابِع طابِعٌ وَذَلِكَ كنِسبَةِ الفِعلِ إِلَى الآلةِ، نَحْو سَيْفٌ قاطِعٌ، قَالَه الراغبُ، وَمن سَجَعَاتِ الأساسِ: رَأَيْتُ الطابَع فِي يدِ الطابِع.
وجمعُ الطَّبْع: طِبَاعٌ وأَطْبَاعٌ. وجمعُ الطَّبيعَة: طَبائِع. وطَبَعَ الشيءَ، كَطَبَعَ عَلَيْهِ. وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ، كمُعَظَّمةٍ: سَمينةٌ، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَيكون المُطَبَّعَةُ: النَّاقة الَّتِي مُلِئَت شَحْمَاً ولَحْمَاً، فَتَوَثَّقَ خَلْقُها. وقِربَةٌ مُطَبَّعةٌ طَعاماً: مَمْلُوءةٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(فقيلَ تحَمَّلْ فوقَ طَوْقِكَ إنَّها ... مُطبَّعَةٌ مَن يَأْتِها لَا يَضيرُها)
وتَطبَّعَ النهرُ بالماءِ: فاضَ بِهِ من جوانبِه وتدفَّق. وَجمع الطِّبْع، بالكَسْر: طِباع. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: ويُجمَع الطِّبْع بِمَعْنى النهرِ على الطُّبُوع، سَمِعْتُه من الْعَرَب. وَقَالَ غيرُه: ناقةٌ مُطْبَعَةٌ، كمُكرَمةٍ: مُقَلَةٌ بحِملِها، على المثَل، قَالَ عُوَيْفُ القَوافي:
(عَمْدَاً تسَدَّيْناكَ وانْشَجرَتْ بِنَا ... طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٌ من الوِقْرِ)
والطَّبِع، ككَتِفٍ: الكَسِلُ، قَالَ جَريرٌ: وَإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبَةٍ وخَرَجْتَ لَا طَبِعاً وَلَا مَبْهُورا قَالَ ابنُ بَرِّيّ. وسَيفٌ طَبِعٌ، ككَتِفٍ: صَدِئُ. وطَبِعَ الثوبُ طَبَعَاً: اتَّسخَ. وطُبِّعَ، بالضَّمّ تَطْبِيعاً: دُنِّسَ، عَن شَمِرٍ. وَمَا أَدْرِي من أَيْن طَبَعَ، أَي طَلَعَ. ومُهرٌ مُطَبَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مُذَلَّلٌ. ومنَ المَجاز: هُوَ مَطْبُوعٌ على الكرِم. وكَريم الطِّبَاع. وكلامٌ عَلَيْهِ طابِعُ الفَصاحَة.

الرُّمّةُ

الرُّمّةُ:
بضم أوّله، وتشديد ثانيه وقد يخفّف، ولفظ الأصمعي في كتابه: ما ارتفع من بطن الرمّة، يخفف ويثقّل هذا لفظه، فهو نجد، والرمة: فضاء، وقد ذكرنا أن الرمة ما بقي من الحبل بعد تقطّعه، وجمعه رمم، ومنه سمّي ذو الرمّة لأنّه قال في أرجوزة له:
أشعث مضروب القفا موتود ... فيه بقايا رمّة التقليد
يعني ما بقي في رأس الوتد من رمّة الطّنب المعقود
فيه، ومن هذا يقال: أعطيته الشيء برمّته أي بجماعته، وأصله الحبل يقلّد به البعير، يعني أعطاه البعير بحبله، وأما الرّمة، بالتخفيف، فذكره أبو منصور في باب ورم وخفّفه ولم يذكر التشديد وقال: بطن الرّمّة واد معروف بعالية نجد، وقال أبو عبيد السكوني: في بطن الرمّة منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة ومنه إلى العسيلة، وقال غيره: أصل الرمة واد يصب من الدهناء، وقد ذكر في الدهناء، وقال ابن دريد: الرّمة قاع عظيم بنجد تنصبّ فيه أودية، ويقال بالتخفيف، وقال العاصمي: سمعت أبا المكارم الأعرابي وابن الأعرابي يقولان الرمة طويلة عريضة تكون مسيرة يوم تنزل أعاليها بنو كلاب ثمّ تنحدر فتنزل عبس وغيرهم من غطفان ثم تنحدر فتنزل بنو أسد، وفي كتاب نصر: الرمة، بتخفيف الميم، واد يمرّ بين أبانين يجيء من المغرب، أكبر واد بنجد يجيء من الغور والحجاز أعلاه لأهل المدينة وبني سليم ووسطه لبني كلاب وغطفان وأسفله لبني أسد وعبس ثمّ ينقطع في رمل العيون ولا يكثر سيله حتى يمدّه الجريب واد لكلاب، وقال الأصمعي: الرّمّة واد يمرّ بين أبانين يستقبل المطلع ويجيء من المغرب وهو أكبر واد بعمله. والرمة، يخفف ويثقل: فضاء تدفع فيه أودية كثيرة وهي أوّل حدود نجد، وأنشد:
لم أر ليلة كليل مسلمه ... أنّى اهتديت والفجاج مظلمة
لراكبين نازلين بالرّمه
فهذا شاهد على التخفيف وهو أشيع وأكثر، قال الأصمعي: بطن الرمة واد عظيم يدفع عن يمين فلجة والدّثينة حتى يمرّ بين أبانين الأبيض والأسود وبينهما نحو ثلاثة أيّام، قال: ووادي الرمة يقطع بين عدنة والشربّة فإذا جزعت الرمة مشرقا أخذت في الشربّة وإذا جزعت الرمة في الشمال أخذت في عدنة، وبين الرمة والجريب واد يصبّ في الرمة، والذي قرأته في كتاب الأصمعي في جزيرة العرب رواية ابن دريد عن عبد الرحمن بن عمة وقد ذكر نجدا فقال: وما ارتفع من بطن الرمة، يخفف ويثقل هذا لفظه، فهو نجد، قال: والرمة فضاء تدفع فيه أودية كثيرة، وتقول العرب على لسان الرمّة:
كلّ بنيّ فإنّه يحسيني ... إلّا الجريب فإنه يرويني
وبين أسفل الرمة وأعلاها سبع ليال من الحرة حرّة فدك إلى القصيم وحرّة النار، قال: والرمة تجيء من الغور والحجاز، فأعلى الرمة لأهل المدينة وبني سليم ووسطها لبني كلاب وغطفان وأسفلها لبني أسد وعبس ثمّ ينقطع في الرمل رمل العيون، وما بين الرمة والجريب يقال له الشربّة كما يذكره، وقال أبو مهدي الأعرابي: تقول العرب قالت الرّمة حيث كانت تتكلّم:
كلّ بنيّ يسقين ... حسيّة فيهنين
غير الجريب يروين
قال: وذاك أن الرمة لا يكثر ماؤها وسيلها حتى يمدّها الجريب، وقالت امرأة كانت تنسج:
لشقّتي أعظم من بطن الرّمه ... لا تستطيع مثلها بنت أمه
إلّا كعاب طفلة مقوّمه

أنن

[أنن] أَنَّ الرجل يَئِنُّ من الوجع أَنيناً. قال ذو الرمة:

كما أَنَّ المريضُ إلى عُوَّادِهِ الوَصِب * والأُنانُ بالضم مثل الأَنينِ. وقال المغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخراً: أراك جمعتَ مسألةً وحِرْصاً وعند الفَقْر زَحَّاراً أنانا وكذلك التأنان. قال الراجز إنا وجدنا طرد الهوامل خيرا من التأنان والمسائل وماله حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقة ولا شاة. ويقال: لا أفعله ما أنّ في السماء نجمٌ، أي ما كان في السماء نجمٌ، لغةٌ في عَنَّ. وما أَنَّ في الفُرات قطرةٌ، أي ما كانت في الفرات قطرة. ولا أفعله ما أَنَّ في السماء ماء. وإن وأن: حرمان ينصبان الاسماء ويرفعان الاخبار. فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر. وقد يخففــان فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل. وقد تزاد على أن كاف التشبيه تقول: كأنه شمس، وقد تجفف أيضا فلا تعمل شيئا. قال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " كأن وريديه ". وقال آخر: ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقان ويروى: " ثدييه " على الاعمال. وكذلك إذا حذفتها، إن شئت نصبت وإن شئت رفعت قال طرفة:

ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى * يروى بالنصب على الاعمال، والرفع أجود، قال تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) . وإنى وإنني بمعنى، وكذلك كأنى وكأنني، ولكني ولكننى، لانه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التى تلى الياء. وكذلك لعلى ولعلنى، لان اللام قريبة من النون. وإن زدت على إن " ما " صار للتعيين، كقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) لانه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه. وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه، تقول: أريد أن تقوم، والمعنى أريد قيامك، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع، إلا أنها لا تعمل، تقول: أعجبني أن قمت، والمعنى أعجبني قيامك الذى مضى. وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل. تقول: بلغني أن زيد خارج. قال الله تعالى: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها) وأما إن المكسورة فهى حرف للجزاء، يوقع الثاني من أجل وقوع الاول، كقولك: إن تأتني آتك، وإن جئتني أكرمتك. وتكون بمعنى " ما " في النفى كقوله تعالى: (إن الكافرون إلا في غرور) . وربما جمع بينهما للتأكيد، كما قال الراجز الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا أكثر منه قرة وقارا وقد تكون في جواب القسم، تقول: والله إن فعلت، أي ما فعلت. وأما قول عبد الله ابن قيس الرقيات: بكرت على عواذلى يلحيننى وألومهنه ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه أي إنه قد كان كما يقلن. قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب، يكتفى منه بالضمير لانه قد علم معناه. وأما قول الاخفش إنه بمعنى نعم، فإنما يريد تأويله، ليس أنه موضوع في اللغة لذلك. قال: وهذه الهاء أدخلت للسكوت. قال: وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل، كقوله تعالى: (وما يشعر كم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) . وفي قراءة أبى: (لعلها) . وأن المفتوحة المخففة قد تكون بمعنى أي، كقوله تعالى: (وانطلق الملا منهم أن امشوا) . وأن قد تكون صلة للما، كقوله تعالى: (فلما أن جاء البشير) وقد تكون زائدة، كقوله تعالى: (وما لهم ألا يعذبهم الله) ، يريد: وما لهم لا يعذبهم الله. وقد تكون إن المكسورة المخففة زائدة مع ما، كقولك: ما إن يقوم زيد. وقد تكون مخففة من الشديدة، فهذه لا بد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد، كقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) ، وإن زيد لاخوك، لئلا تلتبس بإن التى بمعنى ما للنفي. وأما قولهم: أنا، فهو اسم مكنى، وهو للمتكلم وحده، وإنما بنى على الفتح فرقا بينه وبين أنالتى هي حرف ناصب للفعل، والالف الاخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف، فإن توسطت الكلام سقطت، إلا في لغة رديئة، كما قال حميد ابن بحدل: أنا سيف العشرة فاعرفوني حميدا قد تذريت السناما واعلم أنه قد توصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه. تقول: أنت، وتكسر للمؤنث، وأنتم، وأنتن. وقد تدخل عليها كاف التشبيه تقول: أنت كأنا وأنا كأنت، حكى ذلك عن العرب. وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر وإنما تتصل بالمظهر، تقول: أنت كزيد ولا تقول أنت كى، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حسن وفارق المتصل.
(أ ن ن) : (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ» أَيْ مَخْلَقَةٌ وَمَجْدَرَةٌ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنْ إنَّ التَّوْكِيدِيَّةِ وَحَقِيقَتُهَا مَكَانُ قَوْلِ الْقَائِلِ إنَّهُ عَالِمٌ وَإِنَّهُ فَقِيهٌ.
أ ن ن

أنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً. وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:

فقلت سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب

يعني الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
(أنن) - في حَديِث لَقِيط بنِ عَامِر: " ويَقُولُ ربُّك عزَّ وجل: وإنَّه"
فيه قَولِان: أحدُهما: أن يكون بمَعْنَى نَعَم، والهاء للوَقْف، والآخر: أن تَجعلَ الكَلَام مُختَصراً مُقْتَصِرا مِمَّا بَعدَه عليه، كأنه قال: "وإِنّه كَذَلَك"، أو إنه على ما تَقُول، كما قال الشاعر : بَكَرتْ علىَّ عَوازِلى ... يَلْحَيْنَنِي وألومُهُنَّه
ويَقُلنَ شَيبٌ قد عَلاَ ... ك وقد كَبِرْت فقُلْت: إنَّه
- ومنه حديث فَضالَة بن شَرِيك "أَنَّه أَتَى ابنَ الزُّبَير وقال: إنَّ ناقَتِى قد نَقِب خُفُّها فاحْمِلْنى، فقال ابنُ الزّبير: ارقَعْها بجِلْد واخْصِفْها بهُلْب وانْجُد بها يبرُدْ خُفُّها، وسِرْ بها البَردَين .
فقال فَضَالَة: إنما أَتيتُك مُستَحْمِلا لا مُسْتَوصِفاً، لا حَمَل اللهُ ناقةً حملَتْنِي إليكَ، فقال ابنُ الزُّبَيْر: إنَّ ورَاكِبِها".
: أي نَعَمَ مَعَ راكِبِها، وهذا على القَولِ الأوّل.
- في الحَدِيث: "مَئِنَّة من فِقْه الرّجل".
قيل: هي مَفْعِلة من لَفْظَة "إنَّ" التي هي للتَّأكيد والمُبالَغَة، كما تقول: إنَّ زيدًا عاقِل: أي مُبَالغ في العَقْلِ، وكذا يبنون مَفْعَلة بفَتْح العَيْن في هذا المعنى: كمَجْبَنة ومَحْزَنة ومَبْخَلة، وهذا للوَاحِد والجَمْع بلفظ واحد، وكُلُّ ما دَلَّك على شيء فهو مَئِنَّةٌ له، وقيل: هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله:
* إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * 
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله".
وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح.
أنن
أنَّ أنَنْتُ، يَئِنّ، ائْنِنْ/ إنَّ، أنًّا وأنينًا، فهو آنّ
• أنَّ المريضُ: تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّ جريح/ متوجِّع".
• أنَّ بابٌ: أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين "أنَّتِ الرِّيحُ".
• أنَّت القوسُ ونحوُها: رنَّ وترُها في امتداد. 

أنَّنَ يؤنِّن، تأنينًا، فهو مُؤَنِّن
• أنَّنَ المريضُ: أنَّ، تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّن مصاب". 

أنَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف توكيد ونصب من أخوات إنَّ يدخل على الجملة الاسميّة فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وإذا دخلت عليه (ما) كفَّته عن العمل "علمت أنّ الحقَّ منتصرٌ- {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} - {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} - {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- على أنَّ ... : للاستدراك. 

أَنّ [مفرد]: مصدر أنَّ. 

أنَّة [مفرد]: ج أنَّات:
1 - اسم مرَّة من أنَّ: "مات ولم نسمعْ له أنَّة".
2 - أنين، تأوُّه، إخراج النفس بصوتٍ فيه توجُّع وتحزُّن "توجّعتُ من أنّات الجريح- أنَّة ألم" ° أنَّات وآهات. 

أنين [مفرد]:
1 - مصدر أنَّ.
2 - صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا "للساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين". 
أنن قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ فِي الحَدِيث غير هَذَا. قَوْله: فَإِن ذَلِك مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَإِن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مُكَافَأَة مِنْكُم لَهُم. كحديثه الآخر: من أزلّت عَلَيْهِ نعْمَة فليكافئ بهَا فَإِن لم يجد فليظهر ثَنَاء حسنا فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: فَإِن ذَاك يُرِيد هَذَا الْمَعْنى وَهَذَا اخْتِصَار من كَلَام الْعَرَب وَهُوَ من أفْصح كَلَامهم اكْتفى مِنْهُ بالضمير [لِأَنَّهُ قد علم مَعْنَاهُ وَمَا أَرَادَ بِهِ الْقَائِل -] وَقد بلغنَا عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى عمر بْن عبد الْعَزِيز من قُرَيْش يكلمهُ فِي حَاجَة [لَهُ -] فَجعل يمت بقرابته فَقَالَ [عمر -] : فَإِن ذَاك ثمَّ ذكر لَهُ حَاجته فَقَالَ: لَعَلَّ ذَاك. لم يزدْ على أَن قَالَ: فَإِن ذَاك وَلَعَلَّ ذَاك أَي إِن ذَاك كَمَا قلت وَلَعَلَّ حَاجَتك أَن تقضي وَقَالَ ابْن قيس الرقيات: [الْكَامِل]

بكرت على عواذلي ... يلحينني وألومهنّهْ ... وَيَقُلْنَ شيب قد علا ... ك وَقد كَبرت فَقلت إنّهْ

أَي أَنه [قد كَانَ] كَمَا تقلن. والاختصار فِي كَلَام الْعَرَب كثير لَا يُحْصى وَهُوَ عندنَا أعرب الْكَلَام وأفصحة وَأكْثر مَا وَجَدْنَاهُ فِي الْقُرْآن من ذَلِك قَوْله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسَى إنِ أضْرِبْ بِّعَصّاكَ الْبَحْرَ فَأنْفَلَقَ} إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَضَربهُ فانفلق وَلم يقل: فَضَربهُ لِأَنَّهُ حِين قَالَ: أَن اضْرِب بعصاك علم أَنه قد ضربه وَمِنْه قَوْله: {وَلَا تحلقوا رؤوسكم حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضْاً أوْ بِه أَذًى مِّنْ رَأسِه فَفِدْيَةٌ مِّنْ صيَام} وَلم يقل: فحلق ففدية من صِيَام اختصر وَاكْتفى مِنْهُ بقوله: وَلَا تحلقوا[رءوسكم -] وَكَذَلِكَ قَوْله: {قَالَ مُوْسى أتّقُوْلُوْنَ لِلْحَقَ لَمَّا جَاءَكُمْ أسِحْرٌ هَذا ولاَ يُفلِحُ السَّاحِرُوْنَ} وَلم يخبر عَنْهُم فِي هَذَا الْموضع أَنهم قَالُوا: إِنَّه سحر [و -] لَكِن لما قَالَ [تبَارك وَتَعَالَى -] : أَسِحْرٌ هَذَا علم أَنهم قد قَالُوا: إِنَّه سحر وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ انْدَاداً لَيضل عَنْ سَبِيلِه قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَليْلا إنْكَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} - يُقَال فِي التَّفْسِير: [مَعْنَاهُ -] أَهَذا أفضل أم من هُوَ قَانِت فَاكْتفى بالمعرفة بِالْمَعْنَى وَهَذَا أَكثر من أَن يحاط بِهِ وَأنْشد للأخطل: [الرجز]

لما رأونا والصليبَ طالعا ... ومار سرجيس وموتا ناقعا

خلوا لنا راذان والمزارعا ... كَأَنَّمَا كَانُوا غُرابا وَاقعا أَرَادَ فطار فَترك الْحَرْف الَّذِي فِيهِ الْمَعْنى لِأَنَّهُ قد علم مَا أَرَادَ.
أ ن ن: (أَنَّ) الرَّجُلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ بِالْكَسْرِ (أَنِينًا) وَ (أُنَانًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ وَ (تَأْنَانًا) وَ (إِنَّ) وَ (أَنَّ) حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الِاسْمَ وَيَرْفَعَانِ الْخَبَرَ. فَالْمَكْسُورَةُ مِنْهُمَا يُؤَكَّدُ بِهَا الْخَبَرُ وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ، وَقَدْ تُخَفَّفَانِ، فَإِذَا خُفِّفَتَا فَإِنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ. وَقَدْ تُزَادُ عَلَى أَنَّ كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ كَأَنَّهُ شَمْسٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ كَأَنَّ أَيْضًا فَلَا تَعْمَلُ شَيْئًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْمِلُهَا. وَ (إِنِّي) وَ (إِنَّنِي) بِمَعْنًى وَكَذَا كَأَنِّي وَكَأَنَّنِي وَلَكِنِّي وَلَكِنَّنِي لِأَنَّهُ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ وَهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلِي الْيَاءَ وَكَذَا لَعَلِّي وَلَعَلَّنِي لِأَنَّ اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إِنَّ مَا صَارَتْ لِلتَّعْيِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: 60] الْآيَةَ لِأَنَّهُ يُوجِبُ إِثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ. وَ (أَنْ) تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ فَتَنْصِبُهُ تَقُولُ: أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ، أَيْ أُرِيدُ قِيَامَكَ فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ كَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مَصْدَرٍ قَدْ وَقَعَ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ تَقُولُ أَعْجَبَنِي أَنْ قُمْتَ أَيْ أَعْجَبَنِي قِيَامُكَ الَّذِي مَضَى. وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً عَنِ الْمُشَدَّدَةِ فَلَا تَعْمَلُ تَقُولُ بَلَغَنِي أَنْ زَيْدٌ خَارِجٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} [الأعراف: 43] فَأَمَّا إِنِ الْمَكْسُورَةُ فَهِيَ حَرْفٌ لِلْجَزَاءِ يُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ وَإِنْ جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20] وَرُبَّمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ:

مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا
وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُ أَيْ مَا فَعَلْتُ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ. أَيْ إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُكْتَفَى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مَعْنَاهُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْأَخْفَشِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى نَعَمْ فَإِنَّمَا يُرِيدُ تَأْوِيلَهُ لَيْسَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلَتْ لِلسُّكُوتِ. وَقَالَ: وَأَنَّ الْمَفْتُوحَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 109] وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ لَعَلَّهَا. وَأَنِ الْمَفْتُوحَةُ الْمُخَفَّفَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} وَأَنْ قَدْ تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: 96] وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] يُرِيدُ وَمَا لَهُمْ لَا يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ تَكُونُ إِنِ الْمُخَفَّفَةُ الْمَكْسُورَةُ زَائِدَةً مَعَ مَا كَقَوْلِكَ مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الشَّدِيدَةِ، وَهَذِهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] وَإِنْ زَيْدٌ لَأَخُوكَ لِئَلَّا تَلْتَبِسَ بِإِنِ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. وَ (أَنَا) اسْمٌ مَكْنِيٌّ وَهُوَ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنِ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ وَالْأَلِفُ الْأَخِيرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ فَإِنْ تَوَسَّطَتِ الْكَلَامَ سَقَطَتْ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ كَقَوْلِهِ:

أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي
وَتُوصَلُ بِهَا تَاءُ الْخِطَابِ فَيَصِيرَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ تَقُولُ أَنْتَ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ وَأَنْتُمْ وَأَنْتُنَّ. وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ أَنْتَ كَأَنَا وَأَنَا كَأَنْتَ وَكَافُ التَّشْبِيهِ لَا تَتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بِالْمُظْهَرِ تَقُولُ أَنْتَ كَزَيْدٍ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ وَلَا تَقُولُ أَنْتَ كَـ (ي) إِلَّا أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُظْهَرِ فَلِذَلِكَ حَسُنَ قَوْلُهُمْ أَنْتَ كَأَنَا وَفَارَقَ الْمُتَّصِلَ. 
[أن ن] أَنَّ يَئِنُّ أنّا وأَنِينًا وأْنَاناً تأوَّه ورجلٌ أنَّانٌ وأُنَّانٌ وأُنَنَةٌ كثيرُ الأَنِينِ وقيل الأُنَنَةُ الكثير النَّثِّ للشكوى وامرأة أنَّانة كذلك وفي بعض وصايا العرب لا تتخذها حنَّانَةً ولا مَنَّانَةً ولا أنَّانَةً ومَالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أي ناقةٌ ولا شاةٌ وقيل الحانَّةُ الناقة والآنَّةُ الأَمَةُ تَئِنُّ من التعب وأنَّتِ القوس تَئِنُّ أَنِينًا أَلانَتْ صوتَها ومدَّتْهُ حكاه أبو حنيفة وأنشد قول رؤبة

(تَئِنُّ حِيْنَ يَجْذِبُ المَخْطُومَا ... )

(أَنِيْنَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيْمَا ... )

والأُنَنُ طائر يضرب إلى السواد له طَوْقٌ كهيئة طَوْقِ الدُّبْسِيّ أحمر الرجلين والمنقار وقيل هو الوَرَشَانُ وقيل هو مثل الحمام إلا أنه أسود وصوتُه أنين أُوْهْ أُوْهْ وإِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يفعل ذاك أي خَلِيقٌ وقيل مَخْلَقَةٌ من ذاك وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقد يجوز أن تكون مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً فهو على هذا ثلاثي وأتاه على مَئِنَّة ذاك أي حينه ورُبَّانه وفي الحديث مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْه الرجل أي بَيانٌ منه وأنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّا صبَّه وفي كلام الأوائل أُنَّ ماءً ثم اغْلِهِ حكاه ابن دريد قال وكان ابن الكلبي يرويه أُنَّ ماءً ويزعم أن أُنَّ تصحيف وإِنَّ حرف تأكيد وقوله عز وجل {إن هذان لساحران} طه 63 أخبر أبو علي أن أبا إسحاق ذهب فيه إلى أن إنَّ هنا بمعنى نعم وهذان مرفوع بالابتداء وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة وأن تقديره نعم هذان لهما ساحران وحكى عن أبي إسحاق أنه قال هذا الذي عندي فيه والله أعلم وقد بين أبو عليٍّ فساد ذلك فغنِينا نحن عن إيضاحه هنا فأما قوله عز وجل {إِنَّا كُلَّ شَيٍ خَلَقْناه بِقَدَرٍ} القمر 49 {إنا نحن نحيي ونميت} ق 43 ونحو ذلك فأصله إنَّنَا ولكن حذفت إحدى النونين من إِنَّ تخفيفًا وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف وهي أضعف ومن العرب من يبدل همزتها هاءً مع اللام كما أبدلوها في هَرَقْتُ فيقول لَهِنَّكَ لرجُلُ صدقٍ قال سيبويه وليس كل العرب تتكلم بها قال الشاعر

(أَلا يَا سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى ... لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَرِيمُ)

وحكى ابن الأعرابي هِنَّك وواهِنَّكَ وذلك على البدل أيضًا وأنَّ كإنَّ في التأكيد إلا أنه تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاءً ولذلك قال سيبويه وليس إِنَّ كأنَّ إنَّ كالفعل وأنَّ كالاسم ولا تدخل اللام مع المفتوحة فأما قراءة سعيد بن جبير {إلا إنهم ليأكلون الطعام} الفرقان 20 بالفتح فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله

(لَهِنَّكِ في الدُّنَيا لَبَاقِيةُ العُمْرِ ... )

ولا أفعل كذا ما أنَّ في السماء نجما حكاه يعقوب ولا أعرف ما وجه فتح أنَّ هنا إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال ما ثبت أنَّ في السماء نجمًا أو ما وجد أنَّ في السماء نجمًا وحكى اللحياني ما أنَّ ذلك الجبل مكانه وما أنَّ حراءً مكانه ولم يُفسره وكأنَّ حرف تشبيه إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف قال ابن جني إن سأل سائل فقال ما وجه دخول الكاف هاهنا وكيف أصل وضعها وترتيبها فالجواب أن أصل قولنا كأنَّ زيدًا عمروٌ إنما هو إِنَّ زيدًا كعمرو فالكاف هنا تشبيه صريح وهي متعلقة بمحذوف وكأنك قلت إن زيدًا كائنٌ كعمرو وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذي عليه عقدوا الجملة فأزالوا الكاف من وسط الجملة وقدموها إلى أَوَّلِها لإفراط عنايتهم بالتشبيه فلما أدخلوها على إنَّ من قبلها وجب فتح إنَّ لأنَّ المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ولا تقع إلا أوَّلاً أبدا وبقي معنى التشبيه الذي كان فيها وهي متوسطةٌ بحالِهِ فيها وهي متقدمة وذلك قولهم كأنَّ زيدًا عمروٌ إلا أنَّ الكاف الآن لما تقدمت بطل أن تكون معلقة بفعل ولا بشيء في معنى الفعل لأنها فارقت الموضع الذي يمكن أن تتعلق فيها بمحذوف وتقدمت إلى أوَّل الجملة وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلقة بخبر إنَّ المحذوف فزال ما كان لها من التعلق بمعاني الأفعال وليست هاهنا زائدة لأن معنى التشبيه موجود فيها وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها فإن قلت إنَّ الكاف في كأنَّ الآن ليست متعلقة بفعل وليس ذلك بمانع من الجر فيها ألا ترى أن الكاف في قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} الشورى 11 ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارَّةٌ ويؤكد عندك أيضًا هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها وذلك قولك عجبت من أنك قائم وأظن أنك منطلق وبلغني أنك كريم فكما فَتَحْتَ أنَّ لوقوعها بعد العوامل قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضًا في كأنك قائم لأن قبلها عامًلا قد جرَّها وأما قول الراجز

(فَبَادَ حَتَّى لَكَأنْ لَمْ يَسْكُنِ ... )

(فَالْيَومَ أَبْكِي وَمَتَى لَمْ يُبْكِني ... )

فإنه أكد الحرف باللام وقوله

(كَأنَّ دَرِيئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا ... لِنَصْلِ السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ)

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأنَّ في الظرف الزماني الذي هو لما التقينا وجاز ذلك في كأنَّ لما فيها من معنى التشبيه وقد تخفف أَنْ ويرفع ما بعدها قال الشاعر

(أَنْ تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُما ... مِنِّي السَّلامَ وأَنْ لاْ تُعْلِما أحَدا)

قال ابن جني سألت أبا عليٍّ فقلت لم رفع تقرآن فقال أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآنِ قال أبو عليٍّ وأولى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعلَ بلا عوض ضرورة وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون قال وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن قال شبه أنْ بما فلم يُعملها في صلتها وهذا مذهب البغداديّين قال وفي هذا بُعْدٌ وذلك أنَّ أنْ لا تقع إذا وصلت حالاً أبدًا إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أنْ قام زيد ويسرني أنْ يقوم ولا تقول يسرني أن يقوم وهو في حال قيام وما إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا نحو قولك ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى وكل واحدة منها موقع صاحبتها ومن العرب من ينصب بها مخففة وتكون إنَّ في موضع أَجَلْ وحكى سيبويه ائْتِ السوقَ أَنَّك تشتري لنا شيئًا أي لَعَلَّكَ وعليه وجه قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} الأنعام 109 إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له قال الفارسي فسألت عنه أَوَانَ القراءة أبا بكر فقال هو كقول الإنسان إنَّ فلانًا يقرأ ولا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وتبدل من همزة أنَّ مفتوحةً عَيْنٌ فيقال علمت عَنَّك منطلق وقالوا لا أَفْعَلُهُ ما أنَّ في السماء نجم وما أنَّ في الفرات قطرة أي ما كان وحكى اللحياني ما أنَّ في فراتٍ قطرةٌ وقد ينصب ولا أفعَلَهُ ما أنَّ السماءَ سماءٌ قال اللحياني ما كان وإنما فسره على المعنى وأَنَّى كلمة معناها كيف ومِنْ أَيْنَ
أنن
: (} أَنَّ) الرَّجلُ مِن الوَجَعِ ( {يَئِنُّ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (} أَنًّا {وأَنِيناً} وأُناناً) ، كغُرابٍ، وظاهِرُ سياقِه الفتْح وليسَ كذلكَ، فقد قالَ الجوْهرِيُّ {الأُنانُ، بالضمِّ، مثْلُ} الأَنِينِ، وأَنْشَدَ للمُغِيرةِ بنِ حَبْناء يَشْكو أَخاهُ صَخْراً:
أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً وَعند الفَقْرِ زَحَّاراً {أُنانا وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النِّسْعَتَينِ كَمَا} أَنَّ المَرِيضُ إِلَى عُوَّادِه الوَصِبُوذَكَرَ السِّيرافيُّ أَنَّ {أُناناً فِي قوْلِ المُغيرة ليسَ بمصْدَرٍ فيكونُ مثْل زَحَّار فِي كوْنِه صفَةً.
(} وتَأْناناً) :) مَصْدَر أَنَّ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للقيط الطَّائيّ، ويُرْوَى لمالِكِ بنِ الرَّيْب، وكِلاهُما مِن اللّصوصِ: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِخيراً من! التَّأْنانِ والمَسائِل ِوعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِمَلْقوحةً فِي بَطْنِ نابٍ حائِلِ أَي (تَأَوَّهَ) وشَكَا مِنَ الوَصبِ، وكذلكَ: أَنَتَ يأْنِتُ أَنِيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً.
(ورَجُلٌ {أُنانٌ، كغُرابٍ، وشَدَّادٍ وهُمَزَةٍ: كثيرُ} الأَنينِ) .
(قالَ السِّيرافِيّ: قوْلُ المُغِيرة زَحَّار {وأُنان صِفَتان وَاقِعَتان مَوْقِع المَصْدرِ.
وقيلَ:} الأُنَنَةُ: الكثيرُ الكَلامِ، والبَثِّ والشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل،
(وَهِي {أُنَّانَةٌ) ، بالتَّشديدِ، وَفِي بعضِ وَصايَا العَرَبِ: لَا تَتَّخِذْها حَنَّانةً وَلَا مَنَّانة وَلَا أَنَّانةً.
وقيلَ:} الأَنَّانَةُ هِيَ الَّتِي ماتَ زَوْجُها وتَزَوَّجتْ بعْدَه، فَهِيَ إِذا رأَتِ الثَّانِي {أَنَّتْ لمُفارَقَتِه وتَرحَّمَتْ عَلَيْهِ؛ نَقَلَهُ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(و) يقالُ: (لَا أَفْعَلُه مَا} أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْمٌ) ، أَي (مَا كانَ) فِي السَّماءِ نَجْمٌ، لُغَةٌ فِي عَنَّ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللّحْيانيّ.
وَفِي المُحْكَم: وَلَا أَفْعَل كَذَا مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً؛ حَكَاهُ يَعْقوب، وَلَا أَعْرفُ مَا وَجْه فَتْحِ أَنَّ، إِلاَّ أَنْ يكونَ على توهُّمِ الفِعْل، كأَنَّه قالَ: مَا ثَبَت أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً، أَو مَا وُجِدَ أنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً.
وحَكَى اللّحْيانيُّ: مَا أَنَّ ذلكَ الجَبَل مَكانَه، وَمَا أَنَّ حِراءً مكانَه، وَلم يفسّره.
( {وأَنَّ الماءَ) } يؤُنُّه {أَنّاً: (صَبَّه) ؛) وَفِي كَلامِ الأوائِلِ: أنَّ مَاء ثمَّ أَغْلِه: أَي صُبَّه ثمَّ أَغْلِه؛ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وكانَ ابنُ الكلْبي يَرْوِيه أُزَّ مَاء ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحيفٌ.
(و) يقالُ: (مَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا} آنَّةٌ) :) أَي (ناقةٌ وَلَا شاةٌ) ؛) كَذَا فِي الصِّحاحِ والأساسِ.
(و) قيلَ: لَا (ناقَةٌ وَلَا أَمَةٌ) ، فالحانَّةُ: الناقَةُ، {والآنَّةُ: الأَمَةُ تَئِنُّ منَ التَّعَبِ.
(و) } الأُنَنُ، (كصُرَدٍ: طائِرٌ كالحَمامِ) إلاَّ! أنَّه أَسْودُ، لَهُ طَوْقٌ كطَوْقِ الدُّبْسِيّ، أَحْمرُ الرِّجْلَيْن والمِنْقارِ، (صَوْتُه {أَنينٌ: أُوهْ أُوهْ) .) وقيلَ: هُوَ مِنَ الوَرَشانِ.
(وإِنَّهُ} لَمَئنَّةٌ أَن يَكونَ كَذَا: أَي خَليقٌ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ الأَصْمَعيُّ: سأَلَنِي شعْبَةُ عَن! مَئِنَّة فقلْتُ: هُوَ كقوْلِكَ عَلامة وخَلِيق؛
(أَو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ مِن أَنَّ، أَي جَديرٌ بأَنْ يقالَ فِيهِ إِنَّهُ كَذَا) .
(وَفِي الأَساسِ: هُوَ مَئِنَّةٌ للخَيْرِ ومَعْسَاةٌ: من أَن: (وعَسَى أَي هُوَ محلُّ لأنَّ؛ يقالُ فِيهِ: إنَّه لخيِّرٌ وعَسَى أَنْ يفعَلَ خيْراً.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إِنَّه لَمِئِنَّةٌ أَنْ يفعَلَ ذلكَ، وإنَّهم لمَئِنَّةٌ أنْ يفْعَلوا ذلكَ بمعْنَى إنَّه لخَلِيق؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْزِل مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بهمَئِنَّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنَّاتِوقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذلكَ ومَظِنَّة أَنْ يفْعَل ذلكَ؛ وأَنْشَدَ:
مَئِنَّةٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوجِ قالَ الأَزْهرِيُّ: فلانَّ مَئِنَّةً، عِنْدَ اللّحْيانيِّ، مبدِلٌ الهمزةَ فِيهَا مِن الظاءِ فِي المَظِنَّة، لأنَّه ذَكَر حُروفاً تُعاقِبُ فِيهَا الظاءُ الهَمْزَةَ، مثْل قَوْلهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ، وَقد أَفَرَ وظَفَرَ أَي وَثَبَ.
وَفِي الفائِقِ للزَّمَخْشريّ: مَئِنَّةٌ مَفْعِلَةٌ مِن أنَّ التَّوْكِيدِيَّة غَيْر مُشْتَقّة مِن لفْظِها، لأنَّ الحُروفَ لَا يُشْتَق مِنْهَا، وإنَّما ضُمَّنَتْ حُرُوف تَرْكِيبها الإيضَاحِ الدَّلالَةِ على أنَّ معْناها فِيهَا، والمعْنى مَكان يقولُ القائِلُ أنَّه كَذَا؛ وقيلَ: اشْتُقَّ مِن لفْظِها بعْدَما جعَل اسْما كَانَ قَول، انْتهى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَفِي الاشْتِقاقِ قَبْل أَو بَعْد لَا يَخْفى مَا فِيهِ مِن مُخالَفَةِ القواعِدِ الصَّرْفيَّة فتأَمَّل.
وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً، فعلى هَذَا ثلاثيٌّ، يأْتي فِي مَأَنَ. ( {وتَأَنَّنْتُه} وأَنَّنْتُهُ) :) أَي (تَرَضَّيْتُهُ.
(وبِئْرُ {أَنَّى، كحَتَّى) ، ويقالُ بالموحَّدَةِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ، (أَو) أُنَا، (كَهُنا) وَهَكَذَا ضَبَطَه نَصْر، (أَو إِنِي، بكسْرِ النُّونِ المُخَفَّفَةِ) ، وعَلى الأَخِيرَيْن اقْتَصَرَ ياقوتُ، فمحلُّ ذِكْرِه فِي المُعْتلِّ: (مِن آبارِ بَني قُرَيْظَةَ بالمَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
قالَ نَصْر: وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غَزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّضير.
(وأَنَّى تكونُ بمعْنَى حيثُ وكيفَ وأَيْنَ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {فأْتوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم} ، يَحْتَمل الوُجُوه الثلاثَةَ؛ وقوْلُه: أَنَّى لكَ هَذَا، أَي مِن أَيْنَ لكَ، (وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ) ، كقوْلِهِم: أَنَّى يكُنْ أَكُنْ.
(} وإِنَّ) ، بالكسْرِ، ( {وأَنَّ) ، بالفتْحِ: (حَرْفَانِ) ، للتَّأْكِيدِ، (يَنْصِبانِ الاسْمَ ويَرْفَعانِ الخَبَرَ؛ وَقد تَنْصِبُهُما) ، أَي الاسْم والخَبَر إنَّ (المَكْسورَةُ، كقولِهِ) :
(إِذا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيلِ فَلْتَأْتِ ولتَكُن (خُطاكَ خِفافاً} إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا) فالحُرَّاس اسْمها والأُسْد خَبَرها، وكِلاهُما مَنْصوبانِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّم سَبْعينَ خَرِيفاً) وَقد يَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ فيكونُ اسْمُها ضَميرَ شأنٍ مَحْذوفاً نَحْو) الحدِيْث: ((إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيامَةِ المُصَوِّرونَ) ؛ والأَصْلُ! إِنَّه) .
(وَمِنْه أَيْضاً قوْلُه تعالَى: {إِنَّ هذانِ لساحِرانِ} ؛ تَقْديرُه إنَّه كَمَا سَيَأْتي قرِيباً إنْ شاءَ اللَّه تَعَالَى.
(والمَكْسورَةُ) مِنْهُمَا (يُؤَكَّدُ بهَا الخَبَرُ، وَقد تُخَفَّفُ فتَعْمَلُ قَلِيلا وتُهْمَلُ كَثيراً) .
(قالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَتْ أَنَّ على الأَسْماءِ والصِّفاتِ فَهِيَ مُشَدَّدَة، وَإِذا وَقَعَتْ على فِعْل أَو حَرْفٍ لَا يتمكَّن فِي صِفةٍ أَو تَصْريفٍ فخفّفْها، نقولُ: بَلَغَني أَن قد كانَ كَذَا وَكَذَا، تخفِّف مِن أَجْل كانَ لأَنَّها فِعْل، وَلَوْلَا قَدْ لم تحسن على حالٍ مِن الفِعْل حَتَّى تعْتَمد على مَا أَو على الهاءِ كقوْلِكَ {إنَّما كانَ زيْدٌ غائِباً، وبَلَغَنِي أَنَّه كانَ إخْوَتك غيباً، قالَ: وكذلِكَ بَلَغَني أنَّه كانَ كَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُها إِذا اعْتمدَتْ، ومِن ذلِكَ:} إنْ رُبّ رَجُلٍ، فتخَفّف، فَإِذا اعتمدَتْ قلْتَ: إنَّه رُبَّ رجُلٍ، شدَّدْتَ، وَهِي مَعَ الصِّفاتِ مُشَدَّدَة إنَّ لكَ وإِنَّ فِيهَا وإنَّ بكَ وأَشْبَاهها، قالَ: وللعَرَبِ فِي إِنَّ لُغَتانِ: إِحْدَاهما التَّثْقِيل، والأُخْرَى التَّخْفِيف، فأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فإنَّه يَرْفَعُ بهَا إلاَّ {أَنَّ نَاسا مِن أَهْلِ الحِجازِ يخفِّفــونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقِيلَة، وقُرىءَ: {} وإِنْ كلاّ لما ليُوَفِّيَنَّهُم} ؛ خفَّفوا ونَصَبُوا؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ فِي تخْفِيفِها مَعَ المُضْمر:
فلوْ {أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتَنِيفِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَديقُوأَنْشَدَ القَوْل الآخر:
لقد عَلِمَ الضَّيْفُ والمُرْمِلونإذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالا} بأَنْكَ رَبيعٌ وغَيْثٌ مَريعوقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا:
وقالَ أَبو طالِبٍ النّحويُّ فيمَا رَوَى عَنهُ المُنْذريّ: أَهْل البَصْرة غَيْر سِيْبَوَيْه وذَوِيه يقُولُونَ العَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّديدةَ وتُعْمِلُها؛ وأَنْشَدُوا: وصَدْرٍ حسن النَّحْر {كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَرادَ} كأَنَّ فخفَّف وأَعْمَل. (وَعَن الكوفيينَ: لَا تُخَفَّفُ) .
(قالَ الفرَّاءُ: لم يُسْمَع أَنَّ العَرَبَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلاَّ مَعَ المَكْنيّ لأنَّه لَا يتبيّن فِيهِ إعْراب، فأَمَّا فِي الظاهِرِ فَلَا، وَلَكِن إِذا خَفَّفوها رَفَعُوا، وأمّا مَنْ خَفَّف {وإِنْ كلاَّ لَما ليُوَفِّيَنَّهم} ، فإنَّهم نصَبُوا كُلاًّ بِلَنُوَفِّيَنَّهم كأَنَّه قالَ: وإِن لَنُوَفِّيَنَّهم كُلاًّ، قالَ: وَلَو رُفِعَت كُلاّ لصلَح ذلكَ، تقولُ: إنْ زيدٌ لقائمٌ.
(وتكونُ) إنَّ (حَرْفَ جَوابٍ بمعْنَى نَعَمْ كَقَوْله) ، هُوَ عبيدُ اللَّهِ بنُ قَيْس الرُّقَيّات:
بَكَرَتْ عليَّ عَواذِلييَلْحَيْنَنِي وأَلُومُهُنَّهْ (ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا (كَ وَقد كَبِرْتَ فقُلْتُ {إِنَّهْ) أَي: إِنَّه كَانَ كَمَا يَقُلْن.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهَذَا اخْتِصارٌ مِن كَلامِ العَرَبِ يُكْتَفى مِنْهُ بالضَّميرِ لأَنَّه قد عُلِم معْناهُ.
وأَمَّا قَوْلُ الأَخْفش إنَّه بمعْنَى نَعَمْ فإنَّما يُريدُ تأْوِيلَه ليسَ} أَنه موضُوعٌ فِي أَصْلِ اللّغَةِ كذلِكَ، قالَ: وَهَذِه الْهَاء أُدْخِلت للسكوتِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ومِن ذلِكَ أَيْضاً قَوْله تعالَى: {إِن هذانِ لَساحِرانِ} ؛ أَخْبَرَ أَبُو عليَ أنَّ أَبا إسْحاق ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَن إنَّ هُنَا بمعْنَى نَعَمْ، وهذانِ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ، وأنَّ اللامَ فِي لَساحِران داخِلَةٌ على غيرِ ضَرُورَةٍ، وَأَن تَقْديرَه نَعَمْ هذانِ هُما ساحِرانِ؛ وَقد رَدّه أَبو عليَ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، وبَيَّن فَسادَهُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو إسْحاق النّحويُّ: قَرَأَ المدنيُّونَ والكُوفيُّون إلاَّ عَاصِمًا: إنَّ هذانِ لَساحِران، ورُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ: إنْ هذانِ، بتخْفِيفِ إنْ؛ وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ و: إِنَّ هذينِ لَساحِران، بتَشْدِيدِ إنَّ ونَصْبِ هذينِ؛ قالَ: والحجَّةُ فِي إنَّ هذانِ لَساحِرانِ، بالتَّشْديدِ والرَّفْع، أنَّ أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى عَن أَبي الخطَّاب أنّها لغةٌ لكنانَةَ، يَجْعلونَ أَلفَ الاثْنَيْن فِي الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على لفْظٍ واحِدٍ. ورَوَى أَهْلُ الكُوفَة والكِسائي والفرَّاءُ: أنَّها لُغَةٌ لبَني الحرِثِ بنِ كَعْبٍ، قالَ: وقالَ النَّحويُّون القُدَماء: هَهُنَا هاءٌ مُضْمرَةٌ، المعْنَى: إنَّه هذانِ لَساحِرانِ.
قالَ أَبو إسْحاق: وأَجْودُ الأَوْجه عنْدِي أَن إنَّ وَقَعَتْ مَوْقعَ نَعَمْ، وأَنَّ اللامَ وَقَعَتْ مَوْقِعَها، وأَنَّ المعْنَى نَعَمْ هذانِ لَهما ساحِرانِ، قالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الجَوْدةِ مَذْهبُ بني كِنانَةَ وبَلْحَرِثِ بنِ كَعْبٍ، فأَمَّا قراءَةُ أَبي عَمْرٍ وفلا أُجيزُها لأَنَّها خِلافُ المصْحَف؛ قالَ: وأَسْتحْسن قِراءَةَ عاصِمٍ، اه.
(وتُكْسَرُ إنَّ) فِي تسْعَةِ مَواضِع.
الأَوّل: (إِذا كانَ مَبْدُؤاً بهَا لَفْظاً أَو مَعْنًى) ليسَ قَبْلها شيءٌ يُعْتَمدُ عَلَيْهِ، (نحْو: إِنَّ زَيْداً قائِمٌ.
(و) الثَّاني: (بَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ) نَحْو: (أَلاَ إِنَّ زَيْداً قائمٌ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {أَلاَ! إنَّهم حِين يثنون صدورَهم} .
(و) الثَّالِثُ: أَنْ يكونَ (صِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ) نَحْوَ قَوْله تعالَى: { (وآتَيْناهُ من الكُنوزِ مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ) لتنوء بالعصْبةِ أولى القُوَّة} .
(و) الرَّابع: أَنْ تكونَ (جَوابَ قَسَمٍ سواءٌ كانَ فِي اسمِها أَو خَبَرِها اللَّامُ أَوْ لمْ يَكُنْ) ، هَذَا مَذْهَب النَّحويِّين يقُولُون: واللَّه إنَّه لقائِمٌ، {وإِنَّه قائِمٌ، وقيلَ: إِذا لم تأْتِ باللاَّم فَهِيَ مَفْتوحَة: واللَّهِ أَنَّك قائِمٌ؛ نَقَلَهُ الكِسائي، وقالَ: هَكَذَا سَمِعْته مِنَ العَرَبِ.
(و) الخامِسُ: أَنْ تكونَ (مَحْكِيَّةً بالقَوْلِ فِي لُغَةِ من لَا يَفْتَحُها قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {} إِنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ} ) ، قالَ الفرَّاءُ: إِذا جاءَتْ بَعْدَ القَوْلِ وَمَا تصرَّف مِنَ القَوْل وكانتْ حكايَةً لم يَقَعْ عَلَيْهَا القوْلُ وَمَا تصرَّف مِنْهُ فَهِيَ مكْسُورَةٌ، وَإِن كانتْ تفْسِيراً للقوْلِ نَصَبَتْها وذلِكَ مثْل قَوْل اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وقوْلِهم {إنَّا قَتَلْنا المَسِيحَ عيسَى ابْن مَريَمَ} ، كسَرْتَ لأنَّها بعْدَ القَوْلِ على الحِكايَةِ.
(و) السَّادِسُ: أَنْ تكونَ (بعدَ واوِ الحالِ) نحْوَ: (جاءَ زَيدٌ وإِنَّ يَدَهُ على رأْسِه.
(و) السَّابِعُ: أَنْ تكونَ (موضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ) نحْو: (زَيْدٌ إِنَّهُ ذَاهِبٌ، خِلافاً للفَرَّاءِ.
(و) الثَّامِنُ: أَنْ تكونَ (قَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ) نحْوَ قوْلِهِ تعالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ} إِنَّكَ لرَسولُهُ) } .) قالَ أَبو عبيدٍ: قالَ الكِسائيُّ فِي قوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وإنَّ الذينَ اخْتَلَفوا فِي الكِتابِ لفي شقاقٍ بَعِيدٍ} ، كُسِرَتْ إنَّ لمَكانِ الَّلامِ الَّتِي اسْتَقْبلتها فِي قوْلهِ: لَفِي، وكذلِكَ كلُّ مَا جاءَك مِن أنَّ فكانَ قَبْله شيءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فإنَّه مَنْصوبٌ، إِلاَّ مَا اسْتَقْبَله لامٌ فإنَّ الَّلامَ تَكْسِره.
قلْتُ: فأمَّا قِراءَة سعيدِ بنِ جُبَيْر: إِلَّا! أَنَّهم ليأْكلُونَ الطَّعامَ بالفتْح فإنَّ الَّلامَ زائِدَةٌ.
(و) التَّاسِعُ: أَنْ تكونَ (بَعْدَ حَيثُ) ، نحْو: (اجلِس حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ) .) فَهَذِهِ المَواضِعُ التِّسْع الَّتِي تُكْسَرُ فِيهَا إنَّ. وفاتَهُ:
مَا إِذا كانتْ مُسْتأْنَفَة بَعْدَ كَلامٍ قدِيمٍ ومَضَى، نحْو قوْلهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْزُنك قَوْلُهم إنَّ العزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} ، فإنَّ المعْنَى اسْتِئْنافٌ، كأَنَّه قالَ: يَا محمدُ إنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَميعاً؛ وكَذلِكَ إِذا وَقَعَتْ بَعْدَ إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّة فإنَّها تُكْسَر سواءٌ اسْتَقْبلَتْها اللامُ أَو لمْ تَسْتقْبلْها كقوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَرْسَلْنا قَبْلَك مِنَ المُرْسَلِين إلاّ {إِنَّهم ليأَكلُونَ الطَّعامَ} ؛ فَهَذِهِ تُكْسَر وَإِن لم تَسْتَقْبلْها لامٌ.
(وَإِذا لَزِمَ التَّأْوِيلُ بمَصْدَرٍ فُتِحَتْ وذلِكَ بَعْدَ لَوْ) ، نَحْو (لَوْ} أَنَّكَ قائِمٌ لقُمْتُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: والمَفْتوحَةُ وَمَا بَعْدَها فِي تأْوِيلِ المَصْدَرِ، (و) أَنَّ (المَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عَن) إنَّ (المَكْسورَةِ فَصَحَّ أَنَّ {أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ} كَإِنَّما) .
(وَفِي التَّهْذيبِ: أَصْلُ إنَّما مَا مَنَعت إنَّ عَن العَمَلِ، ومعْنَى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا زِدْتَ على إنَّ مَا صارَ للتَّعْيِين كقوْلِه تَعَالَى: {إنَّما الصَّدَقاتُ للفُقراءِ والمَساكِينِ} ، لأنَّه يُوجِبُ إثْباتَ الحَكْمِ للمَذْكورِ ونَفْيَه عمَّا عَداه؛ اه.
(واجْتَمعا فِي قوْلِهِ تعالَى: {قُلْ إِنَّما يُوحَى إليَّ أَنَّما إلهُكُمْ إلللههٌ واحِدٌ} ، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِّفَةِ على المَوْصوفِ، والثَّانيةُ لعَكْسه) ، أَي لِقَصْرِ المَوْصوفِ على الصِّفَةِ. (وقولُ من قالَ) مِن النَّحويِّين: (إِنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَةِ) ، وَإِلَيْهِ أَيْضاً يُشيرُ نَصّ الجَوْهرِيّ، (مَرْدودٌ، و) أَنَّ (المَفْتوحَة) قد (تكونُ لُغَةً فِي لَعَلَّ كقَوْلِكَ: إئْتِ السُّوقَ! أَنَّكَ تَشْتَرِي) لنا (لَحْماً) أَو سَويقاً، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
(قيلَ: ومِنهُ قِراءَةُ مَن قَرَأَ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ {أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنونَ) } .
(قالَ الفارِسِيُّ: سأَلْتُ عَنْهَا أَبا بكْرٍ أَوانَ القِراءَةِ فقالَ: هُوَ كقَوْلِ الإنْسان إنَّ فلَانا يَقْرأُ فَلَا يَفْهَم، فتَقُول أَنْتَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّه لَا يَفْهَم.
وَفِي قِراءَةِ أُبَيَ: لَعَلّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنون؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحُطائِطِ بنِ يَعْفُر؛ وقيلَ: هُوَ لدُرَيْدٍ:
أَرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً} لأنَّني أَرى مَا تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّداقالَ الجَوْهرِيُّ: وأَنْشَدَه أَبو زيْدٍ لحاتِمٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ الصَّحيحُ.
قالَ: وَقد وَجَدْته فِي شعْرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنيّ.
قلْتُ: هُوَ فِي الأَغاني لحُطائِطٍ وساقَ قصَّته.
وقالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
أَعاذِكَ مَا يُدْريكِ أنَّ مَنِيَّتيإلى ساعةٍ فِي اليومِ أَو فِي ضُحَى الغَدِ؟ أَي لَعَلَّ مَنِيَّتي.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ على مَا ذَكَرْناهُ قوْلُه تعالَى: {وَمَا يُدْرِيكَ لعَلَّه يَزَّكَّى} ، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعَةَ تكونُ قَرِيبا} .

أنن: أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً، قال ذو الرمة:

يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين، كما

أَنَّ المرِيضُ، إلى عُوَّادِه، الوَصِبُ

والأُنانُ، بالضم: مثل الأَنينِ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه

صخراً:

أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً،

وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا

وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار

في كونه صفة، قال: والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر، قال: وكذلك

التأْنانُ؛ وقال:

إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ

(* قوله «إنا وجدنا إلخ» صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو:

بين الرسيسين وبين عاقل).

وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ

مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ.

ملقوحة: منصوبةٌ بالعِدَة، وهي بمعنى مُلْقَحَةً، والمعنى أَنها عِدةٌ

لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سيده: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه. التهذيب: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ

نَئِيتاً بمعنى واحد. ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ: كثيرُ الأَنين، وقيل:

الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى، ولا يشتقّ منه فعل، وإذا

أَمرت قلت: إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على

تَلْيينِها، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع

الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى. ويقال للمرأَة: إنِّي، كما يقال للرجل

اقْررْ، وللمرأَة قِرِّي، وامرأَة أنّانةٌ كذلك. وفي بعض وصايا العرب: لا

تَتّخِذْها حَنَّانةً

ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً. وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ

ولا شاةٌ، وقيل: الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب.

وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً: أَلانت صوتَها ومَدّته؛ حكاه أَبو حنيفة؛

وأَنشد قول رؤبة:

تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما،

أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما.

والأُنَنُ: طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد، له طَوْقٌ

كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وقيل: هو

الوَرَشان، وقيل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ

أُوهْ. وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ، وقيل: مَخْلَقة من ذلك،

وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فعلى

هذا ثلاثيٌّ. وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه. وفي حديث

ابن مسعود: إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل

أَي بيانٌ منه. أَبو زيد: إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك، وأَنتما

وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك؛ قال

الشاعر:

ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به،

مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ

به تجاوزت عن أُولى وكائِده،

إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات.

أَول حكاية

(* قوله «أول حكاية» هكذا في الأصل). أَبو عمرو: الأَنّةُ

والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد؛ وقال دُكَيْن:

يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ،

مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ،

مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ

يقال: مكان من هلاكِ النفوس، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ

لِمَئِنّةٍ، قال: وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة، والخَروسُ: البَكْرةُ

التي ليست بصافية الصوتِ، والجَروسُ، بالجيم: التي لها صوت. قال أَبو عبيد:

قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت: هو كقولك عَلامة وخَليق، قال

أََبو زيد: هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة؛ قال أبو عبيد: يعني أَن هذا

مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه، قال: وكلُّ شيءٍ دلَّكَ

على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له؛ وأَنشد للمرّار:

فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا: عَرِّسوا

من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّسِ

قال أَبو منصور: والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير

المَئِنّة صحيحٌ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة

للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ، وهي في

مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن.

اللحياني: هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك؛ وأَنشد:

إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ،

ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ

مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ

فكأَن مَئِنّةً، عند اللحياني، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في

المَظِنَّة، لأَنه ذكر حروفاً

تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ، منها قولُهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ

والظَّهَرةِ. وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب. وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا

صبَّه. وفي كلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه؛

حكاه ابن دريد، قال: وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ

تصحيفٌ. قال الخليل فيما روى عنه الليث: إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ

الأَلفِ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء، قال: وإذا كانت

مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام

قديم ومَضَى، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ

الأَلفُ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف. وقال الفراء في إنَّ: إذا جاءت بعد

القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما

تصرَّف منه فهي مكسورة، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله

عز وجل: ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً؛ وكذلك المعنى

استئنافٌ كأَنه قال: يا محمد إن العزَّة لله جميعاً، وكذلك: وقوْلِهم إنَّا

قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على

الحكاية، قال: وأَما قوله تعالى: ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ

اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها

القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ، ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاماً حسَناً

أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام

والكلامُ منصوبٌ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها، قال: وقد تكون إنَّ

بعد القول مفتوحةً

إذا كان القول يُرافِعُها، منْ ذلك أَن تقول: قولُ عبد الله مُذُ اليومِ

أَن الناس خارجون، كما تقول: قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم. وقال

الليث: إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على

فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها، تقول: بلغني أَن قد

كان كذا وكذا، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل، ولولا قَدْ لم تحسن على

حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً،

وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً، قال: وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا،

تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ، ومن ذلك قولك: إنْ رُبَّ رجل، فتخفف، فإذا

اعتمدَتْ قلت: إنه رُبَّ رجل، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ

فيها وإنَّ بك وأَشباهها، قال: وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة: إحداهما

التثقيل، والأُخرى التخفيف، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ

ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفــون وينصبون على توهُّم الثقيلة، وقرئَ: وإنْ

كلاً لما ليُوفّينّهم؛ خففوا ونصبوا؛ وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر:

فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني

فِراقَك، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صديقُ

وأَنشد القول الآخر:

لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون،

إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا،

بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع،

وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا

قال أَبو عبيد: قال الكسائي في قوله عز وجل: وإنَّ الذين اختلفوا في

الكتاب لفي شقاق بعيد؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي،

وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب، إلا

ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة

على كل حال، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل: وما

أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ؛ فهذه تُكْسر وإن

لم تستقبلها لامٌ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك: والله إنه

لقائمٌ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ: واللهِ أَنَّكَ قائم، قال: هكذا سمعته

من العرب، قال: والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ. وقال أَبو

طالب النحوي فيما روى عنه المنذري: أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون

العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها؛ وأَنشدوا:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر،

كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ

أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ، قال: وقال الفراء لم نسمع العربَ

تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب، فأَما

في الظاهر فلا، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً

لمَا ليُوَفِّيَنَّهم، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه قال:

وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ، قال: ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك، تقول: إنْ

زيدٌ لقائمٌ. ابن سيده: إنَّ حرف تأْكيد. وقوله عز وجل: إنَّ هذانِ

لساحِران، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى

نَعَمْ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير

ضرورة، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران، وحكي عن أَبي إسحق أَنه قال:

هذا هو الذي عندي فيه، والله أَعلم. قال ابن سيده: وقد بيَّن أَبو عليٍّ

فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا. وفي التهذيب: وأَما قول الله عز

وجل: إنَّ هذان لَساحِران، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما قال فيه

النحويون فحَكَيْت كلامه. قال: قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً: إنَّ

هذان لَساحِران، وروي عن عاصم أَنه قرأَ: إنْ هذان، بتخفيف إنْ، وروي عن

الخليل: إنْ هذان لساحِران، قال: وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران،

بتشديد إنّ ونصْبِ هذين، قال أَبو إسحق: والحجةُ في إنّ هذان لساحِران،

بالتشديد والرفع، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ،

يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: رأَيت

الزيدان، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء: أَنها لغة لبني الحرث بن

كعب، قال: وقال النحويون القُدَماء: ههنا هاءٌ مضمرة، المعنى: إنه هذانِ

لساحِران، قال: وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم؛ وأَنشدوا لابن قيس

الرُّقَيَّات:

بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي

يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ

ويَقُلْنَ: شَيْبٌ قدْ علاّ

كَ، وقد كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ.

أَي إنه قد كان كما تَقُلْن؛ قال أَبو عبيد: وهذا اختصارٌ من كلام العرب

يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه؛ وقال الفراء في هذا: إنهم

زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر، كما

فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي، في الرفع والنصب والجر، قال: فهذا جميع

ما قال النحويون في الآية؛ قال أَبو إسحق: وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت

موقع نَعَمْ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما

ساحران، قال: والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن

كعب، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف، قال:

وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران. وقال غيرُه: العرب تجعل

الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه، والمراد إنه لكذلك، وإنه على ما

تقول، قال: وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس

أَنه موضوع في اللغة لذلك، قال: وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت. وفي حديث

فَضالة بن شَريك: أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال: إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها

فاحْمِلْني، فقال: ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها

البَرْدَين، فقال فَضالةُ: إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً، لا

حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير: إنّ وراكِبَها أَي

نعَمْ مع راكبها. وفي حديث لَقيط ابن عامر: ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي

وإنه كذلك، أَو إنه على ما تقول، وقيل: إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف،

فأَما قوله عز وجل: إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت،

ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً،

وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ، وهي أَضعف، ومن العرب من

يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت، فتقول:

لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قال سيبويه: وليس كلُّ العرب تتكلم بها؛ قال

الشاعر:أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى،

لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم

وحِكى ابن الأَعرابي: هِنّك وواهِنّك، وذلك على البدل أَيضاً. التهذيب

في إنّما: قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل، ومعنى إنما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله:

وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي

المعنى: ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي، وأَنَّ:

كإن في التأْكيد، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها

هاءً، ولذلك قال سيبويه: وليس أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، وأَنَّ

كالاسْمِ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر: إلاَّ

أَنهم ليأْكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله:

لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ

الجوهري: إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ،

فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر،

وقد يُخَفِّفــان، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ،

وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه، تقول: كأَنه شمسٌ، وقد تخفف أَيضاً

فلا تعْمَل شيئاً؛ قال:

كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب

ويروى: كأَنْ ورِيدَيْهِ؛ وقال آخر:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ،

كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ

ويروى ثَدْيَيْه، على الإعمال، وكذلك إذا حذفْتَها، فإن شئت نصبت، وإن

شئت رفعت، قال طرفة:

أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى،

وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هل أَنتَ مُخْلدي؟

يروى بالنصب على الإعمال، والرفْعُ أَجود. قال الله تعالى: قل أَفغَيْرَ

الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون، قال النحويون: كأَنَّ

أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه، وهي حرفُ تشبيه، والعربُ تنصب به

الاسمَ وترفع خبرَه، وقال الكسائي: قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك

أميرُنا فتأْمُرُنا، معناه لستَ أََميرَنا، قال: وكأَنَّ أُخرى بمعنى

التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معناه لَيْتَني

قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه، ولذلك نُصِب فأُجيدَه، وقيل: تجيء كأَنَّ

بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء، وكأَنك خارجٌ؛ وقال

أَبو سعيد: سمعت العرب تُنشِد هذا البيت:

ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ

وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً

فخفف وأَعْمَل، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ، ومَن رفع أَراد كأَنها

ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشد:

كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ،

ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ.

قال: يريد كأَنما فقال كأَمَّا، والله أَعلم. وإنِّي وإنَّني بمعنى،

وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه

الحروف، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء، وكذلك

لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون، وإن زِدْتَ على إنَّ ما

صارَ للتَّعيين كقوله تعالى: إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء، لأَنه يُوجِبُ

إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه. وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل

في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه، تقول: أُريد أن تقومَ، والمعنى أُريد قيامَك،

فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع، إلا أَنها لا

تَعْمَل، تقول: أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى، وأَن

قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل، تقول: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛

وفي التنزيل العزيز: ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها؛ قال

ابن بري: قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ،

واسمها مقدَّرٌ

في النيَّة تقديره: أَنه تِلْكُمْ الجنة. ابن سيده: ولا أَفعل كذا ما

أَنَّ في السماء نجْماً؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ، إلا أَن

يكون على توهُّم الفعل كأَنه قال: ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً، أَو

ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً. وحكى اللحياني: ما أَنَّ ذلك الجَبَل

مكانَه، وما أَن حِراءً مكانَه، ولم يفسّره وقال في موضع آخر: وقالوا لا

أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما

عَرَضَ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ

أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ، قال: وقد يُنْصَب، ولا أَفْعَله ما أَنَّ

في السماء سماءً، قال اللحياني: ما كانَ وإنما فسره على المعنى.

وكأَنَّ: حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف؛ قال ابن جني: إن سأَل

سائلٌ فقال: ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها؟

فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو،

فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت: إنَّ زيداً كائنٌ

كعمْرو، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ،

فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم

بالتشبيه، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ، لأَنَّ

المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً، وبقِي معنى

التشبيه الذي كانَ فيها، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها، وهي متقدّمة، وذلك

قولهم: كأَنَّ زيداً

عمروٌ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً

بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن

تتعلَّق فيه بمحذوف، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة، وزالت عن الموضع الذي كانت

فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني

الأَفعال، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها، وإن كانت قد

تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ

التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة؛ قال ابن سيده: فأَقوى

الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف، وإن

قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من

الجرِّ فيها، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى: ليس كمِثْله شيءٌ، ليست

متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً

هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل

الجارّة وغيرها، وذلك قولهم: عجِبتُ مِن أَنك قائم، وأَظنُّ أَنك منطلق،

وبلغَني أَنك كريمٌ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ

الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها؛ وأَما

قول الراجز:

فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ،

فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي

(* قوله «لكأن لم يسكن» هكذا في الأصل بسين قبل الكاف). فإنه أَكَّد

الحرف باللام؛ وقوله:

كأَنَّ دَريئةً، لمّا التَقَيْنا

لنَصْل السيفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما

التَقَيْنا، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه، وقد تُخَفَّف أَنْ

ويُرْفع ما بعدها؛ قال الشاعر:

أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ، وَيحَكُما

منِّي السلامَ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

قال ابن جني: سأَلت أَبا عليّ، رحمه الله تعالى، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟

فقال: أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن؛ قال أَبو علي: وأَوْلى أَنْ

المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة، قال: وهذا على كل حال وإن

كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون، قال: وقرأْت على

محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ، قال: شبَّه أَنْ

بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها، وهذا مذهب البَغْداديّين، قال: وفي هذا

بُعْدٌ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً، إنما هي للمُضيّ أَو

الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام، ويُسرُّني أَن تقوم، ولا تقول سَرَّني

أَن يقوم، وهو في حال قيام، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال

أَبداً نحو قولك: ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن،

فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ

صاحبتها، ومن العرب من يَنصب بها مخففة، وتكون أَنْ في موضع أَجْل. غيره:

وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ، وحكى سيبويه: إئتِ السوقَ أَنك تشتري

لنا سَويقاً أَي لعلك، وعليه وُجِّه قوله تعالى: وما يُشْعِركم أَنها إذا

جاءت لا يؤْمنون؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم، قال

الفارسي: فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال: هو كقول الإنسان إنَّ

فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم، فتقول أَنتَ: وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ

(*

قوله «إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم» هكذا

في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين). وفي قراءة أُبَيٍّ:

لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون؛ قال ابن بري: وقال حُطائِط بن يعْفُر،

ويقال هو لدُريد:

أَريني جَواداً مات هَزْلاً، لأَنَّني

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا

وقال الجوهري: أَنشده أَبو زيد لحاتم قال: وهو الصحيح، قال: وقد وجدته

في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني؛ وقال عدي بن زيد:

أَعاذِلَ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي

إلى ساعةٍ في اليوم، أَو في ضُحى الغَدِ؟

أَي لعل منيتي؛ ويروى بيت جرير:

هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا

نرى العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِيامِ

قال: ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه: وما

يُدْريك لعله يَزَّكَّى، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً. وقال ابن

سيده: وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول: علمتُ عَنَّكَ منطلق.

وقوله في الحديث: قال المهاجرون يا رسول الله، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا،

إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا، فقال: تَعْرفون ذلك لهم؟ قالوا:

نعم، قال: فإنَّ ذلك؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ

اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم؛ ومنه حديثه الآخر: من أُزِلَّتْ

إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ

ذلك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ

الله، إنَّ عبدالله، قال: وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم

الفصيح. وأَنَّى: كلمة معناها كيف وأَين. التهذيب: وأَما إنْ الخفيفةُ

فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه قال: إنْ تقع في موضع

من القرآن مَوْضعَ ما، ضَرْبُ قوله: وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ

لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه؛ معناه: ما مِن أَهل الكتاب، ومثله: لاتَّخَذْناه من

لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين؛ أَي ما كنا فاعلين، قال: وتجيء إنْ في موضع

لَقَدْ، ضَرْبُ قوله تعالى: إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً؛ المعنى:

لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم، ومثله: وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك، وإنْ

كادوا ليَسْتَفِزُّونك؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ، ضَرْبُ قوله: اتَّقُوا اللهَ

وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين،

وكذلك قوله تعالى: فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله؛

معناه إذْ كنتم، قال: وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع

إذْ أَيضاً، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا، من ذلك قوله عز وجل: لا

تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا؛ مَنْ خَفضَها

جعلَها في موضع إذا، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب؛ ومنه قوله

تعالى: وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ؛ من خفضها جعلها

في موضع إذا، ومن نصبها ففي إذ. ابن الأَعرابي في قوله تعالى: فذَكِّرْ

إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى؛ قال: إنْ في معنى قَدْ، وقال أَبو العباس: العرب

تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد، قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولونه

فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فقالوا: نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما

قام زيد. وقال الفراء: إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء، والعرب تُجازِي بحروف

الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ

وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما. وسئل ثعلبٌ: إذا قال الرجل لامرأَته إن

دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، متى تَطْلُق؟ فقال: إذا

فَعَلَتْهما جميعاً، قيل له: لِمَ؟ قال: لأَنه قد جاء بشرطين، قيل له:

فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ؟ فقال: هذه مسأَلةُ محال

لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ، قيل له: فإن قال أَنت طالِقٌ إذا

احْمَرَّ البُسْرُ؟ قال: هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ، قال

الأَزهري: وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ

طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها

بموته أَو بموتِها، قال: وهو قول الكوفيين، ولو قال إذا لم أُطَلِّقْك

ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق، فسكتَ مدَّةً

يمكنه فيها الطّلاق، طَلُقَت؛ قال ابن سيده: إنْ بمعنى ما في النفي

ويُوصل بها ما زائدة؛ قال زهير:

ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ

تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ

قال ابن بري: وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ

القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه:

ورجَّ الفتى للْخَيْر، ما إنْ رأَيْتَه

على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ

وقال ابن سيده: إنما دخَلت إنْ على ما، وإن كانت ما ههنا مصدريةً،

لِشَبَهَها لفظاً

بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما

المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ، أَلا ترى أَنك لو لم

تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها؟

قال سيبويه: وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا، أَلْزَموها ما عوضاً، وهذا

أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً

ما، فيُلْزمون ما، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ،

واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل، وإن كان ليْس مِثْلَه، وإنَّما هو شاذ، ويكونُ

الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ. وفي حديث بيع الثمر: إمّا لا فلا تبَايَعُوا

حتى يَبْدُوَ صلاَحُه؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات

كثيراً، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث، وأَصلها إنْ وما ولا،

فأُدْغِمت النونُ في الميم، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالت العربُ

لا إمالةً

خفيفةً، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً، وهي خطأٌ،

ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ

الجزاء، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك: إنْ تأْتني آتِك،

وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى: إنِ

الكافرون إلاّ في غُرور؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما قال الأَغْلَبُ

العِجْليُّ:

ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَارا

قال ابن بري: إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر، قال: وقد تكون في

جواب القسم، تقول: والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت، قال: وأَنْ قد تكون بمعنى

أَي كقوله تعالى: وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال: وأَن قد تكون

صِلةً

لِلَمَّا كقوله تعالى: فلما أَنْ جاء البشيرُ؛ وقد تكون زائدةً كقوله

تعالى: وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم

الله؛ قال ابن بري: قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً

لِلَمّا وقد تكون زائدةً، قال: هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي

الزائدةُ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ، قال: وقد تكونُ

زائدةً مع ما كقولك: ما إنْ يقُومُ زيد، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد

من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله

تعالى: إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك، لئلا يلتبس بإنْ

التي بمعنى ما للنفي. قال ابن بري: اللامُ هنا دخلت فرقاً

بين النفي والإيجاب، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ

ولا خبر، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له، وقد تدخُلُ هذه

اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً، ومع الفاعل في قولك إن قام

لزيدٌ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، يريدون

إنْ، فيُبْدِلون، وتكون زائدةً مع النافية. وحكى ثعلب: أَعْطِه إنْ شاء

أَي إذا شاء، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه. وأَنْ

تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ، قال سيبويه: وقولُهم

أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً

انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما، وهي ما للتوكيد، ولَرِمَت

كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل، كما كانت الهاءُ

والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء؛ فأَما قول الشاعر:

تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ،

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ،

تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي

فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني، فأَبدل العينَ

مكان الهمزة، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ، وهي مذكورة في موضعها، ويجوز أَنْ يكون

أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي

كانت قول قَتْلاً قَتْلاً

أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به؛ وقوله:

إني زَعيمٌ يا نُوَيْـ

ـقَةُ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح،

أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ

مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح.

قال ثعلب: قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل

عنهما، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم، وتكون

زائدة مع لما التي بمعنى حين، وتكون بمعنى أَي نحو قوله: وانْطَلَق

الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال بعضهم: لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي

ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ

إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها،

ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، وحكى ثعلب أيضاً:

أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء، ولا تُعْطِه إلا أَن

يشاءَ، معناه إذا شاء فأَعْطِه. وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ: قال له

ارْكَبْها، قال: إنها بَدنةٌ، فكرر عليه القولَ فقال: ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت

بَدنةً. التهذيب: للعرب في أَنا لغاتٌ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ

عليها قلت أَنا بوزن عَنَا، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك، بوزن

عَنَ فَعَلْتُ، تحرّك النون في الوصل، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير

المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها، ومن العرب من يقول أَنا

فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن، ومنهم مَن يُسَكِّنُ

النونَ، وهي قليلة، فيقول: أَنْ قلتُ ذلك، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى

آنَ قلتُه؛ قال عديّ:

يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ،

مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟

وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ:

أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني،

أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ، فاعْرِفوني

وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع،

فإن قيل: لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا؟ فقيل:

لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا، وأَما أَنْتَ

فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه، فلذلك

ثُنِّيَ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت

النوناتُ فحُذِفت إحداها، وقيل إنَّا، وقوله عز وجل: إنَّآ أَو إِيَّاكم

(الآية) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا

على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك، معناه إني وإنك، فافْهمه؛ وقال:

إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم،

فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ

إنَّا تثنيةُ إني في البيت. قال الجوهري: وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ

مكنيٌّ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً

بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي

لبيان الحركة في الوقف، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما قال:

أَنا سَيْفُ العَشيرةِ، فاعْرفوني

جميعاً، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا

واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير

أَن تكون مضافة إليه، تقول: أَنت، وتكسر للمؤَنث، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ، وقد

تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول: أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ؛ حكي ذلك عن

العرب، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر، وإنما تتصل بالمُظهر، تقول:

أَنتَ كزيدٍ، ولا تقول: أَنت كِي، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان

بمنزلة المُظْهَر، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل. قال ابن سيده: وأَنَ اسم

المتكلم، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت، مَرْويّ عن قطرب أَنه

قال: في أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ

فعلت، وأَنَهْ فعلت؛ حكى ذلك عنه ابن جني، قال: وفيه ضعف كما ترى، قال ابن

جني: يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً

من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء

قِبَلَه، فهي بدل من الأَلف، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان

الحركة كما أُلحقت الأَلف، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في

كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا

للسكوت: وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ. وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ

أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وتقول في التثنية

أَنْتُما، قال ابن سيده: وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في

أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ

يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما،

يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً، على حدّ زيد وزيدان. ويقال: رجل

أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ.

أن

أن: أنْ، خفيفة: نصف اسم وتمامه بفِعْل، كقولك: أُحِبُّ أن ألقاك، أي: أحبّ لقاءك، فصار (أن) و (ألقاك) في الميزان اسماً واحداً. وإنْ، خفيفة: حرف مَجازاةٍ في الشَّرط.. وجحود بمنزلة (ما) ، كقولك: إنْ لَقيتُ ذاك، أي: ما لقيت. وإنّ وأنّ ثقيلة، مكسورة الألف ومفتوحة الألف، وهي تنصب الأسماء، فإِذا كانت مبتدأ ليس قبلها شيء يعتمد عليه، أو كانت مستأنفة بعد كلام قد تمّ ومضى، فأتيتَ بها لأمرٍ يعتمدُ عليها كسرتَ الألف، وفيما سوى ذلك تنصب ألفها. وإذا وقعتْ على الأَسْماء والصّفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على اسمٍ أو فعلٍ لا يتمكّن في صِفةٍ، أو تَصريفٍ فخفّفْها، تقول: بلغني أن قد كان كذا يخفّف مِنْ أَجْلِ (كان) لأنّها فِعْل، ولولا (قد) لم يَحْسُنْ على حالٍ مع الفعل حتّى تعتمد على (ما) ، أو على الهاء في قولك: إِنّما كان زيد غائبا.. كذلك بلغني أنّه كان كذا فشدّدها إذا اعتمدت على اسم. ومن ذلك: قولك: إنْ ربّ رجلٍ: فإِذا اعتمدت قلت: إنّه ربّ رجلٍ ونحو ذلك، وهي في الصّفاتِ مشدّدة، فيكون اعتمادُها على ما بعدَ الصّفات، إنّ لك، وإنّ فيها، وإن بك وأشباهها. وللعَرَب في (إنّ) لغتان: التّخفيف والتّثقيل، فأمّا من خفّف فإِنّه يَرْفَعُ بها، إلاّ أنّ ناساً من أهل الحجاز يُخَفِّفــونَ، وينصبون على توهّم الثقيلة، وقُرِىءَ: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ خفّفوا ونصبوا (كلاًّ) . وأمّا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ فَمَنْ خفّف فهو بلغة الذين يخفِّفــون ويرفعون، فذلك وَجْهٌ، ومنهم مَنْ يجعل اللاّم في موضع (إلاّ) ، ويجعل (إنْ) جَحْداً، على تفسير: ما هذان إلاّ ساحرانِ، وقال الشّاعر:

أَمْسَى أبانُ ذليلاً بَعْدَ عزّته ... وإن أبانُ لَمِنْ أَعْلاجِ سوراء  

ويقال: [تكون] (إنّ) في مَوْضع (أَجَلْ) فيكسِرونَ ويثقلون، فإِذا وقفوا في هذا المعنى قالوا: إنّهْ.. تكون الهاء صلةً في الوقوف، وتَسْقط [الهاء] إذا صرفوا  ...

وبلغنا عن عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيْر أن أعرابيّاً أتاه فسأله فحرمه، فقال: لعن اللَّه ناقةً حملتني إليك، فقال ابنُ الزُّبير: إنّ وراكِبَها

، أي: أَجَلْ. فأمّا تميم فإِنّهم يَجْعلونَ ألِفَ كلّ أنّ وأَنْ، منصوبة، من المُثَقَّل والمُخَفَّف: عيناً، كقولك: أريد عَنْ أكلمك، و [بلغني عنّك مقيم] . وأنّ الرّجل يَئنُّ: من الأنين، قال: 

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُوّاده، الوَصِبُ

ورَجُلٌ أُنَنةٌ: [كثير الكَلامِ والبثِ والشَّكْوَى] ، وهو البليغُ القَوّالةُ، والجميع، الأُنَن، ولا يشتق منه فِعْلٌ. ومن الأنين يُقالُ: أَنَّ يَئِنُّ أنيناً، وأنّاً وأنّةً، وإذا أمرت قلت: اينَنْ لأن الهمزتين إذا التقتا فسكنتِ الأخيرة اجتمعوا على تليينها. ويقال للمرأة: إنّي، كما يُقالُ للرَّجُلِ: اقْرِرْ، وللمرأة قرّي. وإنّما يُقاس حرف التّضعيف على الحَرَكةِ والسُّكون بالأمثلة من الفِعْل فحيثما سكنت لام الفعل فأَظْهِرْ حرفي التَّضْعيف على ميزان ما كان في مثاله، نحو قولك للرّجل في الأمر: افْعَلْ مجزومة اللاّم، فتقول في باب التَّضْعيف: اغضضْ واقررْ وامْدُدْ، فإِذا تَحَرّكتْ لام الفعل فمثال ذلك من التّضعيف مُدْغم الحرفين، يقال للمرأة: افّعَلِي فتحرّكَتِ اللاّم قلت: غُضِّي وقَرّي وإنّي وجِدِّي فهذا قياس المجزوم كلّه في باب التّضعيف، لذلك قلت: اينَنْ.
أنْ
لها استعمالات:
تُقدَّر قبلها لامُ العلّة:
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}
أيضاً:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} .
أي لأن رآه استغنى. أيضاً:
{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} .
أيضاً:
{يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} .
أي لأن تؤمنوا. أيضاً:
{ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}
والعلة تُراعَى وجوداً وعدماً، كقول عمرو : فَعَجَّلْنَا الْقِرَى أنْ تَشْتِمُونَا
أي لِشتمِكم، ومعناه: لئلا تشتِمونا، كما تقول: هذا دواء للحمى، أي لدفع الحمى . ومنه قوله تعالى:
{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} .
لحاظاً لضلالتكم، أي لكيلا تضلوا. وكذلك:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} .
وكذلك:
{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} .
أيضاً: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} .
أيضاً:
{وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} .
ودل القرآن على تضمن النفي حيث جاء:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} .
فلولا تضمنت "أن" نفياً لما اتبعت بالنفي . وكذلك:
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} .
فلولا تضمنت نفياً لما أُتبِعت بقوله "أبداً" .
و "عن" الجارّة:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} .
وأيضاً:
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} . أيضاً:
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} .
أيضاً:
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} .
أيضاً:
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ} الآية.
و"مِنْ":
{بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} .
أي عجبوا من أن ...
وباء الجر:
{وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} .
وأيضاً:
{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} . و"على":
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا} .
أي على أن تعتدوا، كما قال تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} .
أيضاً:
{وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ} .
"أن" تأتي للبيان كقوله تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} .
أيضاً:
{وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} .
فإن أردت قدّرت "بأن صدُّوكم" أيضاً، و "حَزَناً على ألا يجدوا" ولعل منه:
{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
يُقدَّر قبلها أيضاً ما هي بيانه، مثلاً: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} .
أي قائلاً وآمراً أن لا تشركْ أو بأن لا تشرك.
أيضا: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} .
أي تأمرك بأن تقول لنا أو تأمرنا أن ...
ولعل منه:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} .
أي وأمرك أن لا تسجد . ولعل منه:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية.
أي وتخافون، أو مخافة أن ...
ومن :
{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} .
وأيضاً: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} .
أيضاً:
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا}
ومن السابع:
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا} .
أي ملهِمين أو مبشرين بأن لا تخافوا.
ومن البيان قوله تعالى:
{قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَنِ} .
ومنه:
{لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}
أن
أَنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف مصدريّ ينصب المضارع، ولا يؤثِّر في الماضي "ما عابني أن سبقني الجُهَّالُ- {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ".
2 - حرف مصدريّ مُخَفَّف من (أنّ) ينصب الاسم ويرفع الخبر، بشرط أن يكون اسمه ضميرًا محذوفًا " {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} ".
3 - حرف يكونُ مفسِّرًا بمعنى (أي) " {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} ".
4 - حرف زائد للتوكيد " {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} ". 
[أن] إنْ بمعنى ما في النفي وتُوصَلُ بها ما زائدة قال زُهَيْرٌ

(مَا إِنْ يَكَادُ يُخَلِّيهم لِوِجْهَتِهمْ ... تَخالُجُ الأَمْرِ إِنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ)

وقوله أنشده سيبويه

(وَرَجِّ الفَتَى للخَيْرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ ... عَلَى السِّنِّ خَيْرًا لا يزالُ يَزِيدُ)

فإنما دخلت إنْ على ما وإن كانت ما هنا مصدرية لشبهها لفظا بما النافية التي تُؤَكَّدُ بإنْ وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّرُ ما المصدرية إلى أنها كأنَّها ما التي معناها النفي أفلا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى الأخرى لم يَجُزْ لك إلحاق إِنْ بها قال سيبويه وقولهم افعل كذا وكذا إمَّا لا ألزموها ما عوضًا وهذا أحرى إذ كانوا يقولون آثِرًا ما فيُلزمون ما شبهوها بما يَلْزَمُ من النونات في لأفعلنَّ واللامِ في إن كان ليفعل وإن كان ليس مثلَه وإنما هو شاذ وتكون للشرط نحو إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ وحكى ابن جني عن قُطْرُبٍ أن طَيِّئًا تقول هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ يريدون إنْ فيبدلون وتكون زائدة مع ما النافية وحكى ثعلب أعْطِه إنْ شاء أي إذا شاء ولا تُعْطِهِ إنْ شاء معناه إذا شاء فلا تعطه وأَنْ تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن في معنى أَنَّ قال سيبويه وقولهم أمَّا أنت منطلقًا انطلقت معك إنما هي أَنْ ضُمَّتْ إليها ما وهي ما التوكيد ولزمت كراهيةَ أن يجحفوا بها لتكونَ عِوَضًا من ذهاب الفعل كما كانت الهاء والألف عوضًا في الزنادقة واليماني من الياء فأما قول الشاعر

(تَعَرَّضَتْ لِي بمكانٍ حِلِّ ... )

(تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ... )

(تَعَرُّضًا لَمْ يأْلُ عَنْ قَتْلاً لِي ... )

فإنه أراد لم يألُ أنْ قتلاً لي أي أن قتلني قتلاً فأبدل العين مكان الهمزة وهذه عَنْعَنَةُ تميم وقد تقدمت ويجوز أن يكون أراد الحكاية كأنه حكى النصب الذي كان معتادًا من قولها في بابه أي كانت تقول قتلاً قتلاً أي أنا أقتله قتلاً ثم حكى ما كانت تَلْفِظُ به وقوله

(إنِّي زَعِيمٌ يا نُويْقَةُ ... إِنْ نَجوْتِ مِنَ الرَّوَاحِ)

(أَنْ تَهْبِطِينَ بِلادَ قَوْمٍ ... يُرْتِعُونَ مَعَ الطِّلاَحِ) قال ثعلب قال الفراء هذه أنْ الدائرةُ يَليها الماضي والدائم فتبطل عنهما فلما وليها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم وتكون زائدة مع لمَّا التي بمعنى حين وتكون معنى أَيْ نحو قوله تعالى {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} ص 6 قال بعضهم لا يجوز الوقوف عليها لأنها تأتي ليعير بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبلها فالكلام شديد الحاجة إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها فيحسب ذلك امتنع الوقوف عليها وحكى ثعلب أيضًا أعْطِهِ إِلا أَنْ يشاءَ أي لا تعطه إذا شاء ولا تعطه إلا أن يشاء معناه إذا شاء فأعطه وأَنَ اسم المتكلم فإذا وقفت ألحقت ألفًا للسكوت ورُوِيَ عن قطرب أنه قال في أَنَ خمس لغات أَنَ فَعَلْتُ وأَنَا فَعَلْتُ وآاْنَ فَعَلْتُ وأَنْه فَعَلْتُ وأَنَّهْ فَعَلْتُ حكى كل ذلك عنه ابن جني وفيه ضعف كما ترى قال ابن جني يجوز أن تكون الهاء في أنَّهْ بدلاً من الألف في أَنَا لأن الأكثر في الاستعمال إنما هو أنا بالألف والهاء قليلة فهي بدل من الألف ويجوز أن تكون الهاء أُلحقت لبيان الحركة كما أُلحقت الألف ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كِتَابِيَهْ وحِسَابِيَهْ وأنت ضمير المخاطب الاسم أَنْ والتاءُ علامة المخاطب والأنثى أَنْتِ وتقول في التثنية أنتما وليس بتثنية أنْتَ إذ لو كان تثنيةً لوجب أن تقول في أَنْتَ أنتان إنما هو اسم مصوغ يدل على التثنية كما صيغ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضَرَبْتُكُما وهما يدل على التثنية وهو غير مُثنًى على حَدٍّ زيد وزيدان
إِن
: ( {إنْ: المكْسورَةُ الخَفيفَةُ) لَهَا اسْتِعمالاتٌ خَمْسةٌ:
الأَوَّل: أَنَّها (تكونُ شَرْطيَّةً) كقوْلِهِ تَعَالَى: { (إنْ يَنْتَهوا يُغْفَرْ لَهُم مَا قَدْ سَلَفَ) } ،) وقَوْلِه تَعَالَى: { (} وإنْ تَعودُوا فَعُدْ) } .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ حَرْفٌ للجَزاءِ يُوقِعُ الثانيَ مِن أَجْلِ وُقوع الأوَّل كقوْلِكَ: إنْ تأْتِني إتِك، وإنْ جِئْتني أَكْرَمْتُك؛ انْتَهَى.
وسُئِلَ ثَعْلَب: إِذا قالَ الرَّجلُ لامْرَأَتِه إِن دَخلتِ الدَّارَ إنْ كَلَّمتِ أَخاكِ فأنْتِ طالِقٌ، مَتى تَطْلُق؟ فقالَ: إِذا فَعَلَتْهما جَمِيعاً، قيلَ لَهُ: لِمَ؟ قالَ: لأنَّه قَدْ جاءَ بشَرْطَيْن، قيلَ لَهُ: {فإنْ قالَ لَهَا أَنتِ طالِقٌ} إنِ احْمَرَّ البُسْرُ؟ فقالَ: هَذِه مَسْأَلةُ مُحالٍ لأَنَّ البُسْرَ لَا بُدَّ أَنْ يَحْمَرَّ، قيلَ لَهُ: فإنْ قالَ لَهَا: أَنتِ طالِقٌ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ؟ فقالَ: هَذَا شَرْطٌ صَحيحٌ تطلُقُ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وقالَ الشافِعِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فيمَا أُثْبِت لنا عَنهُ: إنْ قالَ الرَّجلُ لامْرَأَتِه: أَنْتِ طالِقٌ إِن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَثْ حَتَّى يُعْلَم أنَّه لَا يُطَلِّقُها بموتِه أَو بموْتِها، قالَ: وَهُوَ قولُ الكُوفِيِّين، وَلَو قالَ: إِذا لم أُطَلِّقْك ومَتى مَا لم أُطَلِّقْك فأَنْتِ طالِقٌ، فسكَتَ مدَّةً يمكنُه فِيهَا الطَّلاقَ، طَلُقَتْ.
(وَقد تَقْتَرِنُ) إِنْ (بِلا فيَظُنُّ الغِرُّ أَنَّها إلاَّ الاسْتِثْنائيَّةُ) وليسَ كذلِكَ (نحْوُ) قوْلِه تَعَالَى: { (إلاَّ تَنْصُروه فقد نَصَرَه اللَّهُ) } ،) وقَوْله تَعَالَى: { (إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم} .
(والثَّاني: أَنْ (تكونَ نافِيَةً) بمعْنَى مَا (وتَدْخُلُ على الجُمْلَةِ الإِسْمِيَّةِ) والفِعْلِيَّةِ؛ فالاسْمِيَّة نحْو قوْله تَعَالَى: { (إنِ الكَافرونَ إلاَّ فِي غُرورٍ) } ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ (والفِعْليَّة) نحْو: ( {إنْ أَرَدْنا إلاَّ الحُسْنى) } .
(قالَ الجَوْهرِيُّ: ورُبُّمَا جُمِعَ بينَ إنْ وَمَا النافِيَتَيْن للتَّأْكيدِ، كَمَا قالَ الأَغْلَبُ العِجْليُّ:
مَا إنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغاراأَكْثَرَ مِنْهُ قِرَّةً وقَاراقالَ ابنُ بَرِّي: إنْ هُنَا زائِدَةٌ وليسَتْ نَفْياً كَمَا ذكرَ.
(وقولُ مَن قالَ: لَا تَأْتي نافِيَةً إلاَّ وبعدَها إلاَّ أَو لمَّا {كإِن: كُلُّ نَفْسٍ لمَّا عَلَيْهَا حافظٌ} ، مَرْدودٌ بقَوْلِهِ، عزَّ وجَلَّ: {إِن عِنْدَكُم مِن سُلْطانٍ بِهَذَا) } ،) وقَوْله تَعَالَى: { (قُلْ إِن أَدْري أَقَريبٌ مَا توعَدونَ} .
(والثَّالِث:) أَنَّها (تكونُ مُخَفَّفَةً مِن الثَّقيلَةِ فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ، فَفِي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ، وَفِي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها) ، وَقد تَقدَّمَ عَن الليْثِ أنَّ مَن خَفَّفَ يَرْفَع بهَا، وأَنَّ نَاسا مِن الحِجازِ يُخَفِّفــونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقيلَة، ومِثَالُ الإِهْمالِ {إنْ هذانِ لَساحِرانِ} ، وَهِي قِراءَةُ عاصِمٍ والخَلِيلِ.
(وحَيْثُ وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها لامٌ مَفْتوحَةٌ فاحْكُم بأَنَّ أَصْلَها التَّشْديدُ) ؛) قالَ الجوْهرِيُّ: وَقد تكونُ مُخفَّفَةً من الشَّديدَةِ فَهَذِهِ لَا بُدَّ من أَنْ تدْخُلَ اللامُ فِي خَبَرِها عِوضاً عمَّا حُذِفَ مِن التَّشْديدِ كقَوْلِه تعالَى: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ لمَّا عَلَيْهَا حافظٌ} ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوكَ، لئَلاَّ تَلْتَبِس {بإنْ الَّتِي بمعْنَى مَا للنَّفي.
قالَ ابنُ بَرِّي: اللامُ هُنَا دَخَلَتْ فرْقاً بينَ النَّفي والإِيجَاب،} وإنْ هَذِه لَا يكونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ، فقَوْلُه: دَخَلَت اللامُ فِي خبرِها لَا معْنًى لَهُ، وَقد تدخُلُ هَذِه اللامُ مَعَ المَفْعولِ نَحْو: إنْ ضَرَبتِ لزَيداً، وَمَعَ الفاعِلِ نَحْو قوْلِكَ: إنْ قامَ لزيدٌ.
(و) الرَّابع:) أَن (تكونَ زائِدَةً) مَعَ مَا (كقَوْله:
(مَا إنْ أَتَيْتُ بشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ وَمِنْه أَيْضاً قَوْلُ الأَغْلَب العِجْليّ الَّذِي تقدَّمَ.
وَفِي المحْكَم: إنْ بمعْنَى مَا فِي النَّفْي وتُوصَلُ بهَا مَا زائِدَة، قالَ زهيرٌ:
مَا إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ (و) قَدْ (تكونُ بمعْنَى قَدْ) ، وَهُوَ الخامِسُ من اسْتِعْمالاتِها، (قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تعالَى: {فذَكِّر (إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) } ،) أَي قد نَفَعَتْ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ أَبو العبَّاسِ: العَرَبُ تقولُ: إِن قامَ زيدٌ بمعْنَى قَدْ قامَ زيدٌ؛ قالَ: وقالَ الكِسائيُّ: وسَمِعْتُهم يقُولُونَه فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسَأَلْتُهم فَقَالُوا: زيدٌ قد قامَ نُريدُ، وَلَا نُريدُ مَا قامَ زيدٌ.
ورَوَى المُنْذريُّ عَن ابنِ اليَزِيدي عَن أَبي زيْدٍ أَنَّه تَجِيءُ إنْ فِي موْضِعِ لقَدْ، مثْل قَوْله تَعَالَى: {إنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لمفْعولاً} ،) المعْنَى لقَدْ كانَ مِن غيرِ شكَ مِنَ القوْمِ، ومثْلُه: {وإنْ كادُوا لَيَفْتِنونَك} ، {وَإِن كادُوا ليَسْتَفِزُّونَك} ؛ وقَوْله تَعَالَى: { (واتَّقوا اللَّهَ) وذَروا مَا بقيَ مِنَ الرِّبا (إِن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) } ) ظاهِرُ سِياقِه أنَّ إنْ هُنَا بمعْنَى قَدْ، وَالَّذِي رَوَاه ابنُ اليزيدي عَن أَبي زيْدٍ أنَّه بمعْنَى إِذْ كُنْتُم، ومِثْلُ قَوْلُه تعالَى: {فردُّوه إِلَى اللَّهِ والرَّسولِ إنْ كُنْتُم تُؤْمِنُون باللَّهِ} ،) وقَوْله تَعَالَى: { (لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنينَ) } ،) أَي قَدْ شاءَ؛ (و) كذلِكَ (قَوْلُه) ، أَي الشَّاعِر:
(أتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا أَي قَدْ حُزَّتا؛ ويصحُّ أَنْ تكونَ بمعْنَى إِذْ (وغَيْر ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فِيهِ مُحقَّقٌ، أَو كُلُّ ذَلِك مُؤَوَّلٌ) .
(قُلْتُ: وَقد تكونُ بمعْنَى إِذا نحْو قَوْلِه تعالَى: {لَا تَتَّخِذُوا آباءَكُم وإِخْوانَكم أَوْلِياءَ إِن اسْتَحَبُّوا} ؛ وكذلِكَ قَوْله تَعَالَى: وامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نفْسَها للنبيِّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد تُزادُ إنْ بَعْدَ مَا الظَّرْفيَّة كقوْلِ المَعْلوطِ بنِ بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه:
ورجَّ الْفَتى للخَيْر مَا إنْ رأَيْتَهعلى السِّنِّ خيرا لَا يَزالُ يَزِيدُوقد تكونُ فِي جوابِ القَسَمِ تقولُ: واللَّهِ إِن فَعَلْت، أَي مَا فَعَلْت.

موت

الموت: صفة وجودية خلقت ضدًا للحياة، وباصطلاح أهل الحق: قمع هوى النفس، فمن مات عن هواه فقد حَيَى بهداه.
بَاب الْمَوْت

مَاتَ وَفَاتَ وفطس ورهق وَتلف وَهلك وباد وفاد وفاظت نَفسه وَقضى نحبه ودعي فَأجَاب
بَاب أَسمَاء الْمَوْت

الْمَوْت والحتف والمنون وشعوب والسام وَالْحمام والردى والحين والثكل والوفاة والهلاك 
الموت الأحمر: مخالفة النفس.

الموت الأبيض: الجوع؛ لأنه ينور الباطن، ويبيض وجه القلب، فمن ماتت بطنته حَيَتْ فطنته. 

الموت الأخضر: لبس المرقع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها، لاخضرار عيشه بالقناعة.

الموت الأسود: هو احتمال أذى الخلق، وهو الفناء بالله لشهود الأذى منه برؤية فناء الأفعال في فعل محبوبه.
موت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي [عَلَيْهِ] السَّلَام حِين قَالَ لعوف بن مَالك: امْسِك سِتا تكون قبل السَّاعَة: أولهنَّ موت نَبِيكُم عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا وَكَذَا وموتان تكون فِي النَّاس كقُعاص الْغنم وهدنة تكون بَيْنكُم وَبَين بني الْأَصْفَر فيغدرون بكم فيسيرون إِلَيْهِم فِي ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غَايَة اثْنَا عشر ألفا وَبَعْضهمْ يَقُول: غابة. 
(م و ت) : (الْمَوَاتُ) الْأَرْضُ الْخَرَابُ وَخِلَافُهُ الْعَامِرُ وَعَنْ الطَّحَاوِيِّ (هِيَ) مَا لَيْسَ بِمِلْكٍ لَأَحَدٍ وَلَا هِيَ مِنْ مَرَافِقِ الْبَلَدِ وَكَانَتْ خَارِجَةَ الْبَلَدِ سَوَاءٌ قَرُبَتْ مِنْهُ أَوْ بَعُدَتْ فِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (أَرْضُ الْمَوَاتِ) هِيَ الْبُقْعَةُ الَّتِي لَوْ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى أَدْنَاهُ مِنْ الْعَامِرِ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ لَمْ يَسْمَعْهُ أَقْرَبُ مَنْ فِي الْعَامِرِ إلَيْهِ (مَاتَ مَوْتًا) مِنْ بَابَيْ طَلَبَ وَلَبِسَ (وَالْمَوْتَةُ) الْمَرَّةُ وَالْمِيتَةُ الْحَالَةُ وَالْمَيِّتَةُ لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهَا (وَمَوَّتَتْ الْبَهَائِمُ) وَقَعَ فِيهَا الْمَوْتَانُ أَيْ الْمَوْتُ الْعَامُّ (وَبَلَدٌ مَيْتٌ وَأَرْضٌ مَيْتَةٌ) هَامِدَةٌ لَا نَبَاتَ بِهَا.
م و ت: (الْمَوْتُ) ضِدُّ الْحَيَاةِ. (مَاتَ) يَمُوتُ وَيَمَاتُ أَيْضًا فَهُوَ (مَيِّتٌ) وَ (مَيْتٌ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَقَوْمٌ (مَوْتَى) وَ (أَمْوَاتٌ) وَ (مَيِّتُونَ) وَ (مَيْتُونَ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [الفرقان: 49] وَلَمْ يَقُلْ: مَيِّتَةً. وَ (الْمَيْتَةُ) مَا لَمْ تَلْحَقْهُ الذَّكَاةُ. وَ (الْمُوَاتُ) بِالضَّمِّ الْمَوْتُ. وَ (الْمَوَاتُ) بِالْفَتْحِ مَا لَا رُوحَ فِيهِ. وَالْمَوَاتُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ. وَ (الْمَوَتَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ: (أَمَاتَهُ) اللَّهُ وَ (مَوَّتَهُ) أَيْضًا. وَ (الْمُتَمَاوِتُ) مِنْ صِفَةِ النَّاسِكِ الْمُرَائِي. 
موت: موت: دونت ما يأتي: أشهر موته، أعلن عن وفاته (ألف ليلة، برسل 276) إلا أنني اعتقد أن هناك خطأ ما في هذا النص أو الاستشهاد.
تموت: جدها عند (فوك) في مادة mori؛ وانظر فيما بعد (اسم المفعول).
استموت (وردت عند فريتاج والأغلب 14 والبربربة 1: 486، 1، 505 .. الخ).
استومت: أغمي عليه، سكنت حركته كالميت (فوك: esmortir) وإذا أريد لهذا الفعل أن يكون مطابقا لمعناه في اللهجة القطالونية يصبح مرادفا ل: esmortu irse.
استومت: انطفأ، خبا، همد النار أو الفتيل ... الخ (الكالا).
موت: قاحل تماما ففي (البكري 7: 147): جبل موت لا عمارة حوله (وفيه 3: 158): جبل كبير موت -كذا. المترجم- لا ينبت شيئا.
موت: اصطلاح هندي، نوع من أنواع الحبوب، انظر (ابن بطوطة 3: 131 - 2 مع الملاحظة).
ميت، ميت والجمع موتان: (دي يونج).
ميت: فإن، بائد، قابل للموت، مميت، قاتل (القرآن الكريم، كليلة ودمنة 250، 1 وملاحظات ص107).
ميت: ماء راكد (معجم الجغرافيا).
ميت: الخمرة التي فقدت طعمها بسبب الطبخ (معجم الطرائف).
موتة وتجمع بإضافة الألف والتاء: الموت، طريقة الموت (بوشر، محيط المحيط، معجم الجغرافيا، ألف ليلة 1، 24، 1): تمن علي أي موتة تمون بها وأي قتلة تقتل بها.
موتان: طاعون. وباء. (معجم المنصوري، البكري 177: 6، موللر 1863: 2، 9 و1: 7) (انظر الهامش السابق المرقم 284 - المترجم).
موات والجمع مواتات: الصحارى (أماري 5: 19) (انظر الهامش السابق المرقم 284).
مواتة: جاء في (فوك): يعمل مواته على esmortiment facit؛ وهذا التعبير بالقطالونية معناها غثيان أو انها، كما يقال، أغمي عليه ولعلها لمن تظاهر بالسقوط مغشيا عليه.
تمويت: غنغرة، حالة الجسد الذي فارقته الحياة ودب فيه التفسخ (بوشر).
غير مماتي: خالد (المعجم اللاتيني العربي). خطيئة مميتة: عند النصارى خلاف العرضية (انظر الهامش السبق المرقم 284 - محيط المحيط).
متموت: مشرف على الموت، محتضر، منازع (وباللاتينية moribundus) .
متماوت: الذي يبدو عليه الموت (انظر الكلمة في مادة قلطي).

موت


مَاتَ (و),(n. ac. مَوْت)
a. Died; expired; passed away.
b. Ceased; died away, died down ( wind & c. ); became motionless.
c.(n. ac. مَوَاْت
مَوَتَاْن), Was barren, waste, deserted (land).
d. Became as though dead.
e. Slept.
f. Was worn (garment).
g. [Min], Died of (envy).
h. Became poor &c.
i. Became old.

مَوَّتَa. Caused to die; put to death, killed.
b. Died in great numbers (cattle).
c. see IV (d)
مَاْوَتَa. Tolerated.

أَمْوَتَa. see II (a)b. Lost by death, was bereaved of.
c. Mortified (passions).
d. Cooked thoroughly.
e. [pass.], Was obsolete (word).
f. Had plague-stricken cattle.
g. Beggared.

تَمَاْوَتَa. Feigned death.
b. Mortified himself.

إِسْتَمْوَتَa. Sought, courted death.
b. [La], Sought eagerly after; slaved at.
c. Regained flesh.

مَوْتa. Death; lifelessness; decease.

مَيْتa. see 25 (a)
مَوْتَة []
a. see 1
مَيْتَة []
a. Corpse; carcase; carrion.
b. Unfruitful, barren.

مِيْتَة [] (pl.
مِيَط [ ])
a. Manner of death; death.

مُوْتَة []
a. Epilepsy; lipothymy; swoon.
b. Insanity.

مَمَات []
a. Death.

مَائِت []
a. Dying; moribund.

مَوَاتa. Inanimate thing; thing.
b. Uncultivated land.

مُوَاتa. see 33 (a) (b).
مَيِّت [] (pl.
مَوْتَى []
أَمْوَات [ 38 ] & reg. )
a. Dead; lifeless; inanimate.
b. see 1tI (b)c. Unbeliever.

مَوَّات []
a. see 21
مَوْتَان []
a. Cattle-plague, murrain, epizooty.
b. Pest, plague.
c. see 25 (a)
مُوْتَان []
a. see 33 (a) (b).
مَوَتَان []
a. Death; mortality.
b. Property; immovables.
c. see 22 (b)
مُمِيْت [ N. Ag.
a. IV], Deadly, mortal.
b. Bereaved.

مُمَات [ N. P.
a. IV], Mortified.
b. Obsolete (word).
إِمَاتَة [ N.
Ac.
a. IV], The putting to death.
b. Mortification.

مُتَمَاوِت [ N.
Ag.
a. VI], Feigning death.
b. Ascetic, anchorite.

مُسْتَمِيْت [ N.
Ag.
a. X], Seeking death; intrepid.
b. Strenuous.
c. Pellicle of an egg.

مَيْتُوْتَة
a. see 1
مَوْت أَبْيَض
a. Natural death.

مَوْت أَحْمَر
a. Death by the sword.

مَوْت أَسْوَد
a. Strangulation.

مَوْت مَائِت
a. Violent death.

مَوْتَان الفُؤَاد
a. Apathetic, phlegmatic, inert.

مَا أَمْوَتَهُ
مَا أَمْوَتَ قَلْبُهُ
a. How apathetic, phlegmatic, inert he is!
[موت] الموتُ: ضدُّ الحياة. وقد مات يموت ويمات أيضا. قال الراجز: بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن أن تماتى فهو ميِّتٌ ومَيْتٌ. وقومٌ مَوْتى وأمواتٌ، وميتون وميتون. وأصل ميت ميوت على فيعل، ثم أدغم. ثم يخفف فيقال ميت. قال الشاعر وقد جمعهما في بيت: ليس من مات فاستراح بمَيْت * إنَّما المَيْتُ ميت الاحياء ويستوى فيه المذكر والمؤنث، قال الله تعالى: (لنُحْيِيَ به بلدَةً مَيْتاً) ولم يقل ميتة. قال الفراء: يقال لمن لم يمت: إنه مائت عن قليل وميت. ولا يقولون لمن مات: هذا مائِتٌ. والمَيْتَةُ: ما لم تلحقه الذكاة . والميتة بالكسر، كالجِلسة والرِكبة. يقال: مات فلان مِيتةً حسنةً. وقولهم: ما أَمْوَتَهُ، إنما يراد به ما أموت قَلْبَهُ، لأنَّ كلَّ فعل لا يتزيَّد لا يتعجَّب منه. والمُواتُ، بالضم: الموت. والمَواتُ بالفتح: ما لا روحَ فيه. والمَواتُ أيضاً: الأرض التي لا مالكَ لها من الآدميِّين، ولا ينتفع بها أحد. ورجلٌ مَوْتانُ الفؤادِ، وامرأةٌ موتانة الفؤاد. والموتان، بالتحريك: خلاف الحيَوان. يقال: اشترِ المَوَتانَ ولا تشترِ الحيوان، أي اشترِ الأرضَ والدُورَ ولا تشترِ الرقيقَ والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأرض: التي لم تُحْيَ بعد. وفي الحديث: " مَوَتانُ الأرضِ لله ولرسوله، فمن أحيا منها شيئاً فهو له ". والمُوتانُ بالضم: موتٌ يقع في الماشية. يقال: وَقَعَ في المال موتانٌ. وأماتَه الله ومَوَّتَهُ، شدِّد للمبالغة. وقال: فعُرْوَةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً وها أنذا أُمَوَّتُ كُلَّ يومِ وأَماتَتِ الناقةُ، إذا مات ولدها، فهي مُميتٌ ومُميتَةٌ. قال أبو عبيد: وكذلك المرأة. وجمعها مَماويتُ. ابن السكيت: أَماتَ فلانٌ، إذا مات له ابنٌ أو بَنون. والمُتَماوِتُ، من صفة الناسك المُرائي. وموتٌ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ، يؤخذ من لفظه ما يؤكَّد به. والمستميت للأمر: المسترسِل له. قال رؤبة : وزَبَدُ البحرِ له كَتيتُ * والليلُ فوقَ الماءِ مستميتُ والمستميت أيضاً: المستقتِل الذي لا يبالي في الحرب من الموت. والموتة بالضم: جنس من الجنون والصَرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمالُ عقله، كالنائم والسكران. ومؤتة بالهمز: اسم أرض قتل بها جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه.
موت
أنواع الموت بحسب أنواع الحياة:
فالأوّل: ما هو بإزاء القوَّة النامية الموجودة في الإنسان والحيوانات والنّبات. نحو قوله تعالى:
يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها
[الروم/ 19] ، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً [ق/ 11] .
الثاني: زوال القوّة الحاسَّة. قال: يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا
[مريم/ 23] ، أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [مريم/ 66] .
الثالث: زوال القوَّة العاقلة، وهي الجهالة.
نحو: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
[الأنعام/ 122] ، وإيّاه قصد بقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى
[النمل/ 80] .
الرابع: الحزن المكدِّر للحياة، وإيّاه قصد بقوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ
بِمَيِّتٍ
[إبراهيم/ 17] .
الخامس: المنامُ، فقيل: النّوم مَوْتٌ خفيف، والموت نوم ثقيل، وعلى هذا النحو سمّاهما الله تعالى توفِّيا. فقال: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام/ 60] ، اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها
[الزمر/ 42] ، وقوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ
[آل عمران/ 169] فقد قيل: نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبّه على تنعّمهم، وقيل: نفى عنهم الحزن المذكور في قوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ
[إبراهيم/ 17] ، وقوله: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران/ 185] فعبارة عن زوال القوّة الحيوانيَّة وإبانة الرُّوح عن الجسد، وقوله:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ
[الزمر/ 30] فقد قيل: معناه: ستموت، تنبيها أن لا بدّ لأحد من الموت كما قيل:
والموت حتم في رقاب العباد
وقيل: بل الميّت هاهنا ليس بإشارة إلى إبانة الرُّوح عن الجسد، بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كلّ حال من التّحلُّل والنَّقص، فإن البشر ما دام في الدّنيا يموت جزءا فجزءا، كما قال الشاعر:
يموت جزءا فجزءا
وقد عَبَّرَ قوم عن هذا المعنى بِالْمَائِتِ، وفصلوا بين الميّت والمائت، فقالوا: المائت هو المتحلّل، قال القاضي عليّ بن عبد العزيز :
ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والْمَيْتُ: مخفَّف عن الميِّت، وإنما يقال: موتٌ مائتٌ، كقولك: شِعْرٌ شَاعِرٌ، وسَيْلٌ سَائِلٌ، ويقال: بَلَدٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ، قال تعالى: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ
[فاطر/ 9] ، بَلْدَةً مَيْتاً
[الزخرف/ 11] وَالمَيْتةُ من الحَيوان: ما زال روحه بغير تذكية، قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [المائدة/ 3] ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً [الأنعام/ 145] والْمَوَتَانُ بإزاء الحيوان، وهي الأرض التي لم تَحْيَ للزَّرع، وأرض مَوات. ووقع في الإبل مَوَتَانٌ كثير، وناقة مُميتةٌ، ومُميتٌ:
مات ولدها، وإِمَاتَةُ الخمر: كناية عن طَبْخها، والمُسْتَمِيتُ المتعرِّض للموت، قال الشاعر:
فأعطيت الجعالة مستميتا
والمَوْتَةُ: شِبه الجنون، كأنه من موْتِ العلم والعقل، ومنه: رجل مَوْتَانُ القلب، وامرأة مَوْتانةٌ.
م و ت

مات موتةً لم يمتها أحد، ومات ميتة سوء، وأماته الله، وهو ميّت وميت، وهم موتى وأموات وميتون. وموّتت البهائم. وأكل الميتة. وفلان مستميت: مسترسل للموت كمستقتل. قال:

فأعطيت الجعالة مستميتاً ... خفيف الحاذ من فتيان جرم

واستميتوا صيدكم ودابتكم: انتظروا حتى تبينوا أنه قد مات. ووقع في الناس والمال موتان وموتان بالفتح والضم مع سكون الواو. وتماوت الثعلب.

ومن المجاز: أحيا الله البلد الميت، وهو يحي الموات والموتان، واشتر من الموتان، ولا تشتر من الحيوان. وأمات الشيء طبخاً، وأميتت الخمر: طبخت. ورجل موتان الفؤاد إذا لم يكن حركاً حي القلب. وامرأة موتانة الفؤاد. وهو مستميت إلى كذا: مستهلك إليه يظن أنه إن لم يصل إليه مات. قال:

وصاحب صاحبته زميت ... ليس إلى الزاد بمستميت

واستمات الشيء: استرخى. قال:

قامت تريك بشراً مكنوناً ... كغرقىءِ البيض استمات ليناً

وماتت النار: خمدت. قال ذو الرمة:

ربلاً وأرطى نفت عنه ذوائبه ... كواكب القيظ حتى ماتت الشهب

ومات العجاج: سكن. قال ذو الرمة:

سخاويّ ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمّت بهنّ الحزاور

السخواء: الأرض السهلة وجمعها: سخاويّ. ومات الثوب: أخلق. ومات الطريق: انقطع سلوكه. وبلد تموت فيه، الريح كما يقال: تهلك فيه أشواط الرياح. قال محمد بن ذؤيب:

فلاة تموت الريح في حجراتها ... يحار القطا فيها عن الأفرخ الطحل

وماتت الريح: سكنت. قال أبو النجم:

بحر يكلّل بالسديف جفانه ... حتى تموت شمال كلّ شتاء

ومات فوق الرحل إذا استثقل في نومه. قال ذو الرمة:

إذا مات فوق الرحل أحييت روحه ... بذكراك والصهب المراسيل جنّح

مائلة في السير. وماوت قرنه: صابره وثابته. قال يصف ثوراً وكلاباً:

فأيقنّ أن لاقينه أن يومه ... بذي الرّمث إن ماوتنه يوم أنفس

أي يوم أنفسها: أطولها عمراً. وفلان مات من الغمّ، ويموت من الحسد، وموتٌ مائتٌ: شديد. وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشبّ فلان بنين إذا شبّوا له. قال الأخطل:

مدمية حراً من الوجه حاسراً ... كأن لم تمت قبلي غلاماً ولا كهلاً

وبه موتة: فتور في العقل. وأخذته الموتة: الغشي. وبها موتة: فتور في عينيها كأنها وسنى. قال الأخطل:

فقد تهازلني المستبعلات وقد ... يعتاقني عند ذات الموتة الأنق

وفلان متماوت: يسكّن أطرافه رياء. وفي حديث عائشة: لا تمت علينا ديننا أماتك الله. وأمات غضبه: سكّنه. قال أبو النجم:

نهذهم هذّ الحريق القصبا ... بالمشرفيّات يمتن الغضبا
م و ت : مَاتَ الْإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتًا وَمَاتَ يُمَاتُ مِنْ بَابِ خَافَ لُغَةٌ وَمِتُّ بِالْكَسْرِ أَمُوتُ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ وَهِيَ مِنْ بَابِ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَمِثْلُهُ مِنْ الْمُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ وَزَادَ ابْنُ الْقَطَّاعِ كِدْتَ تَكُودُ وَجِدْتَ تَجُودُ وَجَاءَ فِيهِمَا تَكَادُ وَتَجَادُ فَهُوَ مَيِّتٌ
بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ... إنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
وَأَمَّا الْحَيُّ فَمَيِّتٌ بِالتَّثْقِيلِ لَا غَيْرُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] أَيْ سَيَمُوتُونَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَمَاتَهُ اللَّهُ وَالْمَوْتَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فِي الْفَرْقِ مَاتَ الْإِنْسَانُ وَنَفَقَتْ الدَّابَّةُ وَتَنَبَّلَ الْبَعِيرُ وَمَاتَ يَصْلُحُ فِي كُلِّ ذِي رُوحٍ وَتَنَبَّلَ عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ كَذَلِكَ.

وَالْمُوَاتُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ مِثْلُ الْمَوْتِ وَمَاتَتْ الْأَرْضُ مَوَتَانًا بِفَتْحَتَيْنِ وَمَوَاتًا بِالْفَتْحِ خَلَتْ مِنْ الْعِمَارَةِ وَالسُّكَّانِ فَهِيَ مَوَاتٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَقِيلَ الْمَوَاتُ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ وَالْمَوَتَانُ الَّتِي لَمْ يَجْرِ فِيهَا إحْيَاءٌ وَمَوَتَانُ الْأَرْضِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْمَوَتَانُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَوْتُ وَهُوَ أَيْضًا ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ اشْتَرِ مِنْ الْمَوَتَانِ وَلَا تَشْتَرِ مِنْ الْحَيَوَانِ وَكَانَتْ الْعَرَبُ تُسَمِّي النَّوْمَ مَوْتًا وَتُسَمِّي الِانْتِبَاهَ حَيَاةً وَرَجُلٌ مَوْتَانُ الْفُؤَادِ وِزَانُ سَكْرَانَ أَيْ بَلِيدٌ وَالْمِيتَةُ بِالْكَسْرِ لِلْحَالِ وَالْهَيْئَةِ وَمَاتَ مِيتَةً حَسَنَةً وَالْمَيْتَةُ مِنْ الْحَيَوَانِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَالْجَمْعُ مَيْتَاتٌ وَأَصْلُهَا مَيِّتَةٌ بِالتَّشْدِيدِ قِيلَ وَالْتُزِمَ التَّشْدِيدُ فِي مَيِّتَةِ الْأَنَاسِيِّ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ وَالْتُزِمَ التَّخْفِيفُ فِي غَيْرِ الْأَنَاسِيِّ فَرْقًا بَيْنَهُمَا وَلِأَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذِهِ أَكْثَرُ مِنْ الْآدَمِيَّاتِ فَكَانَتْ أَوْلَى بِالتَّخْفِيفِ وَالْمَوْتَى جَمْعُ مَنْ يَعْقِلُ وَالْمَيِّتُونَ مُخْتَصٌّ بِذُكُورِ الْعُقَلَاءِ وَالْمَيِّتَاتُ بِالتَّشْدِيدِ لِإِنَاثِهِمْ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلْحَيَوَانَاتِ كُلُّ جَمْعٍ عَلَى لَفْظِ مُفْرَدِهِ وَالْأَمْوَاتُ جَمْعُ مَيْتٍ مِثْلُ بَيْتٍ وَأَبْيَاتٍ قَالَ تَعَالَى {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] وَالْمُرَادُ بِالْمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ أَوْ قُتِلَ عَلَى هَيْئَةٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ إمَّا فِي الْفَاعِلِ أَوْ فِي الْمَفْعُولِ فَمَا ذُبِحَ لِلصَّنَمِ أَوْ فِي حَالِ الْإِحْرَامِ أَوْ لَمْ يُقْطَعْ مِنْهُ الْحُلْقُومُ مَيْتَةٌ وَكَذَا ذَبْحُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَا يُفِيدُ الْحِلَّ وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لِلْحِلِّ مَا فِيهِ نَصٌّ

وَمُؤْتَةُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ قَرْيَةٌ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ بِطَرَفِ الشَّامِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ أَهْلُهُ إلَى الْحِجَازِ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ الْكَرْكِ وَبِهَا وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ. 
(موت) - في الحديث : "الحمد لله الذي أَحيانَا بعد ما أَماتَنَا"
معنى الإمَاتة هَا هُنا مع إحاطَةِ العِلم مِنَّا: أَنَّ الحياةَ في حالتَى اليَقظَةِ والنومِ غَيرُ زائلة؛ هو أنه جَعَل النومَ الذي يَكُون معه زَوَالُ العَقلِ، وسُكُون الحَرَكات بمَنزِلَةِ الموتِ الذي يَكُون بهِ عدَمُها وبُطْلَانها؛ تَشبِيهاً وتَمِثيلاً، لا تَحِقيقًا.
وقال بَعضُ أهْلِ الُّلغَةِ: اَلموتُ في كَلامِ العَرَبِ: السُّكُونُ.
يُقالُ: ماتَتِ الرِّيحُ: سَكَنَت وَرَكَدَت، وأنشَد:
يا لَيْت شِعْرِى هل تَمُوتُ الرِّيحُ
فأسْكُنَ اليَومَ وأَسْتَرِيحُ
ثُمّ عَقَّبَه بقَوْلهِ عليه الصَّلاة والسَّلام: "وإليه النُّشُور"؛ ليَدُلَّ بإعَادَةِ اليَقَظةِ بَعْدَ النَّوْمِ علَى إثباتِ البعْثِ بَعدَ الموْتِ.
وقيل: الموتُ أنواعٌ بحَسَبَ أَنواعِ الحَياةِ: الأوَّل: ما هُوَ بإِزَاءَ القُوَّةِ النامِيَةِ الموَجُودةِ في الَحيواناتِ والنَّباتِ، نحو قوله تعالى: {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} .
الثاني؛ زَوَال القُوَّة الحِسِّيَّةِ، نحو قَولِهِ تَعالى - في قِصَّةِ مَرْيَم عليها السَّلامُ -: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} ، وقولُه تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ} .
الثالث؛ زَوال القُوَّة العَاقِلَة؛ وهي الجَهالَة نَحو قَولِه تَعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ، {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} .
الرابعُ؛ الحُزنُ المُكَدِّرُ لِلحياةِ، قال: وإيَّاه قَصَد بقَوْله تعالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ،
وَمِنه الحديث: "مَثَل ابنِ آدم وإلى جنبه تِسعَةٌ وتِسعون مَنِيَّةً، إن أَخطأتْه اَلمنايَا وقع في الهَرَم حتى يَمُوت "
الخامِسُ: المَنَام وقد قيل: المنَامُ : المَوْتُ الخفيفُ، والمَوتُ: النَّوْمُ الثَّقِيلُ؛ ولهذَا قيل: النَّوم أَخُو الموت وأَنشدَ:
ليْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ
إنَّما الميْتُ مَيّتُ الأَحْيَاءِ
وقال آخر:
المَوتُ مَوْتانِ: مَوتٌ دنا أَجلٌ
ومَوتُ وَالٍ يقُال قد عُزِلَا
وقال آخر:
لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلَي
إنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجال
وقال آخر :
مَوْتُ التَّقِىّ حَياةٌ لا انِقطاعَ لها
قَدْ ماتَ قَوْمٌ وهُم في النَّاسِ أَحْياءُ
ولغَيْره:
مَن شَاخِ قد ماتَ وهو حيٌّ
يَمْشى على الأرضِ مَشْيَ الهالكِ - في الخبر: "أَوَّلُ مَن مات إبلِيسُ؛ لأَنَّه أَوَّل مَنْ عَصىَ"
- وفي قِصَّة موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "قيل له: إنَّ هامانَ قد ماتَ، فَلَقِيَه موسى حَيًّا، فَسأَل رَبَّهُ تَبارَك وتعالى، فقال له: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَن أَفْقَرتُه فَقَدْ أَمَتُّه"
قال أبُو عُبيد: يقال مَيِّتٌ لمَن لَم يَمُت، وَمَيْتٌ لِمن مَاتَ، كَأَنَّه ذَهَبَ إلى قَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} هذا لمَن لَم يَمُتْ وسيموت.
- في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "اللَّبَنُ لا يَمُوتُ"
قيل: أَراد أَنَّ الصَّبِىَّ إذَا رَضَعَ امْرأةً مَيِّتَةَ حَرُمَ عَلَيْه مِن ولَدِها، وقَراباتِها مَن يُحرَّم عليه مِن قَراباتِ الحيَّةِ ووَلَدِها إذا رَضَعَها.
وقيل: معناه إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْى فأُوجِرَه الصَّبِىُّ أَو أُدِمَ له، أو دِيفَ في دَواءٍ، أَو سُقْيَة، أَوْ سُعِط به، لم يَكُن رَضاعًا، ولكنَّه يَحرُم به ما يَحرُم بالرَّضاعِ، لِأَنَّ اللبن لا يبطُل عَمَلُه بِمُفارقَةِ الثَّدْىَ . - في الحديث: "مَوَتَانُ الأَرضِ لله وَلرَسُولِهِ"
يعنى المَواتَ مِن الأَرْضِ، وقيل: فيه لُغتَان: سُكُون الوَاوِ وَفَتحها.
وَرجلٌ مَوْتانُ الفؤاد: مَيِّتُه، وامرأةٌ موتانَةُ الفُؤادِ.
- وفي الحديث : "مُوْتَانٌ يأخُذُ فيكم كقُعَاص الغَنَمِ"
: أي مَوْتٌ. يُقالُ: وقَعَ المُوتانُ في الغَنَم ونحوه. ومنه المُوات - بضَمِّ المِيمِ -، والقُعَاص: الهَلاكُ المُعَجَّلُ.
- في الحديث: "ولا مُتَماوِتِين "
يُقَال: تَماوَتَ؛ إذَا أظْهَرَ مِن نَفسِهِ العِبادَةَ والزُّهْدَ، وهو مِن بِناء التَّكلُّف، مِثْل تناوَمَ.
- ونَظَرَتْ عَائشَةُ - رضي الله عنها: "إلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخَافُتًا، فَقالَت: ما لِهذَا ؟ فقيل: إنَّه مِن القُرَّاءِ، فقالَت: كان عُمَرُ - رضي الله عنه - سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إذَا مَشَى أَسْرَعَ، وإذَا قال أسْمَع، وإذَا ضَرَبَ أوْجَعَ"
- ورَأى عُمَرُ - رضي الله عنه - رَجُلًا يَمْشى مُطَأْطِئًا، فقال: "ارفَع رَأْسَك، فإنَّ الإسلامَ لَيْسَ بمَرِيضٍ"
- ورأى رجُلاً مُتَماوتًا، فقال: "لا تُمِتْ علَيَنا دِينَنَا، أماتَكَ الله "
[موت] نه: فيه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما "أماتنا"، أي أنامنا، وهو تشبيه في زوال العقل والحركة لا تحقيق، وقيل: الموت في العرب يطلقالشديد والوصب المؤلم والإملال الذي يفضي إلى كفران النعمة ونسيان الذكر. مف: ميتة السوء- بفتح سين، كالهدم والتردي والغرق والحرق واللدغ والإدبار في الغزو. ط: كيف أنت إذا عليك أمراء "يميتون" الصلاة عن أوقاتها، أي ما حالك حين ترى من هو حاكم عليك متهاونًا في الصلاة يؤخرها عن وقتها المختار، إن صليت معهم فأتتك فضيلة أول وقتها، وإن خالفته خفت أذاه وفاتتك فضيلة الجماعة، وعليك- خبر كان، شبه الصلاة المؤخرة بجيفة منتنة تنفر عنها الطباع، وفيه حث على الجمع بين الفضيلتين، ولو اختار أحدهما فالمختار الانتظار إن لم يفحش التأخير حذرًا من الفتنة، وقد وقع هذا التأخير زمن بني أمية، قوله: فهي لكم وهي عليهم، يعني إذا صليتم في أول وقتها ثم تصلون معهم يكون منفعة صلاتكم لكم ومضرة الصلاة عليهم لتأخيرهم، فصلوا عليهم ما صلوا القبلة- أي نحو القبلة. وفيه: فاقرؤها عند "موتاكم"، أي إذا كان يس تمحو الخطايا فاقرؤها عند من شارف الموت حتى يسمعها ويجريها على قلبه فيغفر له ما أسلفه. وح: جيء "بالموت"، أي يمثل بكبش أعين فيذبح، ليشاهدوه بأعينهم، ثم إن المعاني ينكشف للناظرين انكشاف الصور في هذه الدار- هذا وما أحببنا أن نؤثر الإقدام في سبيل لا معلم بها فاكتفينا بالمرور عن الإلمام. ش: حياتي خير لكم و"موتى" خير لكم، وتمامه: أما حياتي فأسن لكم السنن وأشرع لكم الشرائع، وأما موتى فإن أعمالكم تعرض علي، فما رأيت منها حسنًا حمدت الله، وما رأيت منها سيئًا استغفرت الهل تعالى. وح: إحياء سنة "أميتت"- مر في سن. غ: "و "لا تموتن" إلا وأنتم مسلمون" هو أمر بالإقامة على الإسلام. و"كنتم "أموتًا"" نطفًا في الأرحام.
موت
ماتَ1 يَموت، مُتْ، مَوْتًا، فهو مائِت ومَيْت ومَيِّت
• مات الحيُّ: فارقته الحياةُ، فارقت الرُّوحُ جسدَه "مات رمْيًا بالرُّصاص/ شَنْقًا- {إِنَّكَ مَائِتٌ وَإِنَّهُمْ مَائِتُونَ} [ق]- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} - {قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} " ° مات حَتْفَ أنفِه: مات على فراشه بصورة طبيعيّة من غير قتل أو حرق أو غرق أو ما شابه ذلك- مات عن ثمانين سنة: بلغ عمره ثمانين سنة حين فارقته الحياةُ- مات من الجوع: كان به جوعٌ شديد.

• ماتَتِ الرِّيحُ: سكنت، همدت.
• ماتتِ النّارُ: خمدت، بَرَدَ رَمَادُها فلم يبق من الجمر شيءٌ.
• ماتت مشاعِرُه نحو الآخرين: تبلَّدت "ماتت أحاسيسُه"? مات حِسّه الفَنِّي: فُقِدَ ذلك الحسّ.
• مات اللَّفظُ: أُهمل وتُرك استعمالُه.
• مات فلانٌ: نام واستثقل في نومه. 

ماتَ2 يموت، مُتْ، مَوَاتًا، فهو مَوَات
• ماتَتِ الأرضُ أو المكانُ: خلت من العمارة والسُّكّان "عمّر أرضًا مواتًا- ماتتِ المدينةُ بعدما أصابها الزلزال" ° مات الطريقُ: لم يسلكه أحد. 

أماتَ يُميت، أمِتْ، إماتةً، فهو مُمِيت، والمفعول مُمَات
• أمات الشَّخصَ: قتله وقضى عليه "أمات الوباءُ جمهرةً من النَّاس- {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} - {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} - {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} " ° أُمِيتَتِ الكلمةُ: تُرِك استعمالُها، هُجِرت- السَّبع المميتة: الغضب، والغيرة، والحَسَد، والشَّره، والشَّهوة، والكِبْر، والكسَل تعتبر مميتة للرّوح.
• أمات غرائِزَه/ أمات شهواتِه: كبتها وسيطر عليها "أمات غضبَه: سكّنه- أمات نفسَه: قهرها وأذلّها". 

استماتَ/ استماتَ لـ يستميت، اسْتَمِتْ، استماتةً، فهو مُستمِيت، والمفعول مستماتٌ له
• استمات الشَّخصُ:
1 - طاب نفسًا بالموت وثبت غير مبالٍ، طلب الموتَ "استمات الجُنديُّ دفاعًا عن وطنه- ما كان في الجيش إلاّ كلّ مستميت مقدام".
2 - ذهب في طلب الشّيءِ كلّ مذهب "إنّه مستميت في الحصول على الجائزة- استمات العالمُ في الدفاع عن مكتشفاته العلميّة".
• استمات للأمر: استرسل فيه "جاهد جهاد المُستميت- استمات لهواها- كان مستميتًا في أداء واجبه". 

تماوتَ يتماوت، تَماوُتًا، فهو مُتماوِت
• تماوَت الشَّخصُ:
1 - تظاهر بالموت وهو حيٌّ "تَمَاوَت الثَّعلبُ- تماوت البطلُ في المسرحيَّة".
2 - أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزُّهد والصَّوْم. 

مَوَّتَ يموِّت، تمويتًا، فهو مُمَوِّت، والمفعول مُموَّت
• موَّتهُ: أماتَهُ، قتله وقضى عليه "موَّت الزلزالُ سكّانَ القرية". 

إماتة [مفرد]: مصدر أماتَ. 

استماتة [مفرد]: مصدر استماتَ/ استماتَ لـ. 

مُسْتميت [مفرد]: اسم فاعل من استماتَ/ استماتَ لـ. 

مَمات [مفرد]: مَوْت " {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} ". 

مُميت [مفرد]: اسم فاعل من أماتَ.
• المُميت: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: جاعل الحيّ ميِّتًا بسلب الحياة، وإحداث الموت فيه. 

مَوات [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ2.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ2.
3 - أرض خالية من السُّكّان لا ينتفع بها أحد، وليست ملكًا لأحد "يتمنّى هذا الفلاح الحصولَ على أرض موات فيجعلها خصبة- إحياء المَوَات". 

مَوْت [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ1.
2 - ما يضعف الطبيعة ولا يلائمها، كالخوف والحزن " {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} " ° خطر الموت: يقصد بهذه العبارة تنبيه الأشخاص بعدم لمس أو الاقتراب من أي شيء مسجَّل عليه: خطر الموت- فلانٌ بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت- فلانٌ على فِراش الموت: يحتضر.
• مَوْت الملك: (رض) نقلة حجر في لعبة الشطرنج تحصر الملك وتُنْهي اللّعبة.
• الموت المدنيّ: (قن) الحرمان من الحقوق المدنيّة نتيجة الإدانة بالخيانة أو جريمة كبرى أخرى.
• أمنية الموت: (نف) رغبة في هدم الذّات يرافقها عادة اكتئاب ويأس وتقريع للذّات. 

مَيْت [مفرد]: ج أَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيِّت، مَنْ فارق الحياةَ، الشّخص الذي مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ" ° دَمُ الميْت في عنقه: أي: كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميت وليس به " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ". 

مَيْتَة [مفرد]: ج مَيْتات ومَيَتات: (حن) حيوان مات حَتْف أنفه، أو على هيئة غير مشروعة، وهو ممّا يُحرَّمُ أكلُه عند المسلمين "دجاجة ميتة- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} ". 

مِيتَة [مفرد]: ج مِيتات: اسم هيئة من ماتَ1: حال من أحوال الموت "مات فلان مِيتَةً سوِيَّة/ جاهليّة- مات مِيتة الأبطال". 

مَيِّت [مفرد]: ج مَيِّتُون وأَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيْت، مَنْ فارق الحياةَ، الشَّخص الذي
 مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ- {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} " ° دَمُ الميِّت في عنقه: أي كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميّت وليس به " {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ". 

موت: الأَزهري عن الليث: المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى. غيره:

المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة. والمُواتُ، بالضم: المَوْتُ. ماتَ

يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَيرة طائيَّة؛ قال:

بُنَيَّ، يا سَيِّدةَ البَناتِ،

عِيشي، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي

(* قوله «بني يا سيدة إلخ» الذي في

الصحاح بنيتي سيدة إلخ. ولا نأمن إلخ.)

وقالوا: مِتَّ تَموتُ؛ قال ابن سيده: ولا نظير لها من المعتل؛ قال

سيبويه: اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ، قال:

ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في

فَعِل. قال كراع: ماتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فيه مَوِتَ، بالكسر، يَمُوتُ؛

ونظيره: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هو دَوِمَ، والاسم من كل ذلك المَيْتةُ.

ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ؛ وقيل: المَيْتُ الذي ماتَ، والمَيِّتُ

والمائِتُ: الذي لم يَمُتْ بَعْدُ. وحكى الجوهريُّ عن الفراء: يقال لمنْ لم يَمُتْ

إِنه مائِتٌ عن قليل، ومَيِّتٌ، ولا يقولون لمن ماتَ: هذا مائِتٌ. قيل:

وهذا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قال الله

تعالى: إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ

الرَّعْلاء، فقال:

ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ،

إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ

إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً،

كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ

فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً،

وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ

فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ.

وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون.

وقال سيبويه: كان بابُه الجمع بالواو والنون، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه

كثيراً، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة

والسكون، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد. والقولُ في

مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ، لأَنه مخفف منه، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة

ومَيْتٌ، والجمع كالجمع. قال سيبويه: وافق المذكر، كما وافقه في بعض ما

مَضى، قال: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ. وفي التنزيل العزيز: لِنُحْيِيَ به

بَلدةً مَيْتاً؛ قال الزجاج: قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد؛ وقد

أَماتَه اللهُ. التهذيب: قال أَهل التصريف مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه

مَيْوِتٌ على فَيْعِل، ثم أَدغموا الواو في الياء، قال: فَرُدَّ عليهم وقيل إِن

كان كما قلتم، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ، فقالوا: قد علمنا

أَن قياسه هذا، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه، فرددناه إِلى

لفظ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل. وقال آخرون: إِنما كان في

الأَصل مَوْيِت، مثل سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الياء في الواو، ونقلناه فقلنا

مُيِّتٌ. وقال بعضهم: قيل مَيْت، ولم يقولوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذوات

العلة تخالف أَبنية السالم. وقال الزجاج: المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد،

إِلاَّ أَنه يخفف، يقال: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعنى واحد، ويستوي فيه

المذكر والمؤَنث؛ قال تعالى: لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً، ولم يقل مَيْتةً؛

وقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت؛ إِنما معناه،

والله أَعلم، أَسباب الموت، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا

مَحالَة.وموتُ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ

به.وفي الحديث: كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ، هو أَمر بالموت؛

والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة، مع حصول الغَرضِ

للشِّعار، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة

الليل؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ: من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي

فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما.

وقوله تعالى: فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون؛ قال أَبو إِسحق: إِن

قال قائل كيف ينهاهم عن الموت، وهم إِنما يُماتون؟ قيل: إِنما وقع هذا

على سعة الكلام، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قال: والمعنى الزَمُوا

الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ من

المَوْت. غيره: والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛

يقال: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وفي حديث الفتن: فقد ماتَ مِيتةً

جاهليةً، هي، بالكسر، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال

والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ.

أَبو عمرو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ. والمَيْتةُ: ما لم

تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّكونُ. وكلُّ ما سَكنَ، فقد ماتَ، وهو

على المَثَل. وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فلم يَبْقَ من

الجمر شيء. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ

وسَكَنَتْ؛ قال:

إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ،

فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ

ويروى: فأَقْعُدَ اليوم. وناقَضُوا بها فقالوا: حَيِيَتْ. وماتَت

الخَمْرُ: سكن غَلَيانُها؛ عن أَبي حنيفة. وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا

نَشَّفَتْه الأَرضُ، وكل ذلك على المثل. وفي حديث دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لله

الذي أَحيانا بعدما أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سمي النومُ مَوْتاً

لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لا تحقيقاً. وقيل:

المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون؛ يقال: ماتت الريحُ أَي

سَكَنَتْ. قال: والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة: فمنها ما هو

بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى:

يُحْيي الأَرضَ بعد موتها؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كقوله تعالى:

يا ليتني مِتُّ قبل هذا؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة، وهي الجهالة،

كقوله تعالى: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى؛

ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة، كقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ

من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ؛ ومنها المَنام، كقوله تعالى: والتي لم

تَمُتْ في مَنامها؛ وقد قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم

الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ

والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية، وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَوّلُ من ماتَ إِبليس

لأَنه أَوّل من عصى. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قيل

له: إِن هامان قد ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فقال له: أَما تعلم أَن من

أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه؟ وقول عمر، رضي الله عنه، في الحديث:

اللَّبَنُ لا يموتُ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عليه

من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها؛

وقيل: معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه

يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ

ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لضرورة

الاستعمال.

وفي حديث البحر: الحِلُّ مَيْتَتُه، هو بالفتح، اسم ما مات فيه من

حيوانه، ولا تكسر الميم.

والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يقع في المال

والماشية. الفراء: وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ، وهو الموتُ. وفي الحديث:

يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم. المُوتانُ، بوزن البُطْلانِ:

الموتُ الكثير الوقوع.

وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد للمبالغة؛ قال الشاعر:

فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً،

فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ

ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فيها الموتُ.

وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وفي الصحاح: إِذا مات له ابنٌ أَو

بَنُونَ.

ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وكذلك الناقةُ

إِذا مات ولدُها، والجمع مَمَاويتُ. والمَوَتانُ من الأَرض: ما لم

يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر، على المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، من ذلك. وفي

الحديث: مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله، فمن أَحيا منها شيئاً، فهو له.

المَواتُ من الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً

لأَحَدٍ، وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم، والمَوَتانُ: ضِدُّ

الحَيَوانِ. وفي الحديث: من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به؛ المَواتُ: الأَرض

التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها

مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شيء فيها. ويقال: اشْتَرِ المَوَتانَ، ولا

تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ، ولا تشتر الرقيق

والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد. ورجل يبيع

المَوَتانَ: وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو

الحيوان. والمَوات، بالفتح: ما لا رُوح فيه. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض

التي لا مالك لها من الآدميين، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ.

ورجل مَوْتانُ الفؤَاد: غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه

بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. وقولهم: ما أَمْوَتَه

إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ، لا

يُتَعَجَّبُ منه. والمُوتةُ، بالضم: جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري

الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران. والمُوتة:

الغَشْيُ. والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من

الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فقيل له: ما هَمْزُه؟ قال: المُوتةُ. قال

أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنونُ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس

والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وقال ابن شميل: المُوتةُ

الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ؛ وقال اللحياني: المُوتةُ

شِبْهُ الغَشْية.

وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ.

واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت.

والمُسْتَمِيتُ: الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون. والمُسْتَميتُ: الذي

يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه، ولهذا حتى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ

كفَر النعمة.

ويقال: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وهو حيٌّ.

والمُتَماوِتُ: من صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد:

سمعت ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.

ويقال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا؟ وذلك إِذا

أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته. وقال ابن المبارك: المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من

نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وليس كذلك.

وفي حديث أَبي سلمَة: لم يكن أَصحابُ محمد، صلى الله عليه وسلم،

مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين. يقال: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه

التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن العبادة والزهد والصوم؛ ومنه حديث عمر،

رضي الله عنه: رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ

الإِسلام ليس بمريض؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً، فقال: لا تُمِتْ علينا

ديننا، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَظَرَتْ إِلى رجل

كادً يموت تَخافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ قيل: إِنه من القُرَّاءِ، فقالت:

كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ، وإِذا قال أَسْمَعَ،

وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع.

والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ للموت، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ

هذا النحو.

واسْتماتَ الرجلُ: ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قال:

وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، ولم أُضِعْ

سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ

يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي. وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة: ذهب فيهما

كلَّ مَذْهَب؛ قال:

قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا،

كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا

أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب. والمُسْتَميتُ للأَمْر:

المُسْتَرْسِلُ له؛ قال رؤْبة:

وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ،

والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ

ويقال: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ.

والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي، في الحرب، الموتَ. وفي

حديث بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وهم الذي

يُقاتِلون على الموت. والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بعد الهُزال، عنه أَيضاً؛

وأَنشد:

أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ،

تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها

جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال، كقوله تعالى: وإِقامَ الصلاةِ.

ومُؤْتة، بالهمز: اسم أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب، رضوان الله

عليه، بموضع يقال له مُوتة، من بلاد الشام. وفي الحديث: غَزْوة مُؤْتة،

بالهمز. وشيءٌ مَوْمُوتٌ: معروف، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ.

موت
: ( {مَاتَ} يَمُوتُ) {مَوْتاً.
(و) } مَاتَ ( {يَمَاتُ) ، وَهَذِه طَائِيّة، قَالَ الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةَ البَنَاتِ
عِيشِي وَلَا نَأْمَنُ أَنْ} - تَمَاتِي
(و) مَاتَ ( {يَمِيتُ) .
قَالَ شَيخنَا. وظاهِرُه أَنّ التَّثْلِيثِ فِي مضارِع ماتَ مُطْلَقاً، وليسَ كَذَلِك، فإِنّ الضّمَّ إِنّما هُوَ فِي الوَاوِيّ كَيقُولُ، من قَالَ قَوْلاً، والكسْرُ إِنّما هُوَ فِي اليَائِيّ كيَبِيعُ، من بَاعَ، وَهِي لُغَةٌ مَرْجُوحة، أَنكرها جماعةٌ، وَالْفَتْح إِنّما هُوَ فِي المَكْسورِ الماضِي، كَعَلِمِ يَعْلَم، ونَظِيره من المُعْتَلّ خَافَ خَوْفاً.
وَزَاد ابْن القطاع وَغَيره:} مِتَّ، بالكسرِ فِي الْمَاضِي،! تَمُوتُ بالضَّم، من شواذِّ هَذَا البابِ لِما قَرَّرْناه مَرّات: أَنّ فَهَلَ المَكْسور لَا يكون مضارعُه إِلاّ مَفْتُوحاً كعَلِم يَعْلَمُ، وشذّ من الصّحيح نَعِمَ يَنْعُم، وفَضِلَ يَفْضُل، فِي أَلفاظِ أُخَرَ، وَمن المُعْتَلّ العينِ {مِتّ بالكَسْر} تَمُوت، ودِمْتَ تَدُوم.
وجماعةٌ اقتصروا هُنَا على هاذه اللُّغَةِ، وجَعَلُوها ثالِثَةً، وَلم يَتَعَرَّضوا {لماتَ كَباعَ؛ لأَنّه أَقَلُّ من هاذا، ومنْهِمُ الشِّهابُ الفَيُّومِيّ فِي المِصْبَاح فإِنَّه قَالَ: مَاتَ الإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتاً، وماتَ يَماتُ من بَاب خَافَ (لُغَةٌ) ومِتُّ بالكَسْرِ أَمُوت، لُغةٌ ثَالِثَة، وَهِي من بابِ تَدَاخِلِ اللُّغَتَيْنِ، وَمثله من المُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ، وَزَاد ابنُ القَطَّاع: كِدْتَ تَكُودُ، وجِدْتَ تَجُودُ، وجاءَ فيهمَا تَكَادُ وتَجَاد. انْتهى.
قلت: وَهُوَ مأْخُوذٌ من كلامِ ابنِ سِيدَه، وَقَالَ كُراع: مَاتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فِيهِ مَوِتَ بالكَسْرِ يَمُوت، ونظيرهُ دِمْت تَدُوم، إِنما هُوَ دَوِمَ.
(فَهُوَ} مَيْتٌ) ، بالتَّخْفيف، ( {ومَيِّتٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، هاكذا فِي نسختنا، وَالَّذِي فِي الصّحاح تَقْدِيمُ المُشَدَّد على المُخَفَّفِ بضَبْطِ القَلَم.
وماتَ (ضِدُّ حَيِيَ) ، قَالَ الأَزْهَريّ عَن اللَّيْث:} المَوْتُ خَلْقٌ من خَلْق الله تَعالَى. وَقَالَ غيرُه: المَوْتُ {والمَوَتَانُ ضِدّ الْحَيَاة.
(و) من المَجاز: المَوْتُ: السُّكُون، يقالُ: (ماتَ: سَكَنَ) ، وكل مَا سَكَنَ فقد مَاتَ، وَهُوَ على المَثَل، وَمن ذَلِك قولُهم: ماتَت الرِّيحُ، إِذا رَكَدتْ وسَكَنَتْ، قَالَ:
إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَمُوتَ الرِّيحُ
فأَسْكُنُ اليَوْم وأَسْتَريحُ
وَمن ذَلِك قولُهم؛} ماتَت الخَمْرَة: سَكَن غَلَيَانُها، عَن أَبي حنيفةَ.
(و) من المَجاز أَيضاً: مَاتَ الرَّجُلُ، وهَمَدَ، وهَوَّمَ إِذا (نَام) ، قَالَه أَبو عَمْرو. وَمن الْمجَاز أَيضاً: ماتَت النّارُ مَوْتاً: بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ من الجَمْر شَيْءٌ.
وماتَ الحَرُّ والبرْدُ: بَاخَ.
وماتَ الماءُ بهاذا المَكان، إِذا نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ.
(و) ماتَ الثَّوْبُ (: بَلِيَ) ، وكلُّ ذالكَ على المَثَل.
وعبارَةُ الأَساس: وَمَات الثَّوْبُ: أَخْلَقَ، وماتَ الطَّريقُ: انْقَطَع سُلوكُه، وبلدٌ يَمُوت فِيهِ الرِّيحُ، كَما يُقَالُ: تَهْلِكُ فِيهِ أَشْواطُ الرِّياح. وَمَات فَوْقَ الرَّحْل: اسْتَثْقَلَ فِي نَوْمِه، كلُّ ذَلِك على المَثَل.
وَفِي اللّسان فِي دعاءِ الانْتباه: (الحَمْدُ لله الّذِي أَحيانَا بعد مَا {أَماتَنا وإِلَيْه النُّشُورُ) سَمَّى النَّومَ} موْتاً؛ لأَنّه يزولُ مَعَه العَقْلُ والحَركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لَا تحْقيقاً.
وَقيل: المَوْتُ فِي كَلَام العَرَب يُطْلَقُ على السُّكُون.
وقالَ الأَزْهريّ ومِثلُه فِي المُفْردات لأَبي القَاسم الرَّاغب مَا نَصُّه: الموتُ يَقَعُ على أَنْواعٍ بحَسَبِ أَنواعِ الحَياة؛ فَمِنْهَا مَا هُوَ بإِزاءِ القُوَّةِ النّامِيَةِ المَوْجُودَةِ فِي الحَيَوان والنّباتِ، كقولِه تَعَالَى: {يُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ {مَوْتِهَا} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 50) وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ الحِسِّيَّةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يالَيْتَنِى} مِتُّ قَبْلَ هَاذَا} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 23) .
وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ العَاقِلَة، وَهِي الجَهَالَةُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَوَ مَن كَانَ {مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 122) {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ} الْمَوْتَى} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 52) .
وَمِنْهَا: الحُزْنُ والخَوْفُ المُكَدِّرُ للحَية، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ {بِمَيّتٍ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 17) .
وَمِنْهَا: المَنامُ، كقولِه تَعالى: {وَالَّتِى لَمْ} تَمُتْ فِى مَنَامِهَا} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 42) وَقد قِيل: المنامُ: المَوْتُ الخَفيفُ، والمَوْتُ: النَّومُ الثَّقِيلُ.
وَقد يُسْتَعارُ الْمَوْت للأَحوالِ الشَّاقّةِ، كالفَقْرِ، والذُّلِّ، والسُّؤالِ، والهرم، والمَعْصِيَةِ وغيرِ ذالك، وَمِنْه الحَدِيث: (أَوَّل من ماتَ إِبْلِيسُ؛ لأَنّه أَوّلُ من عَصَى) وَفِي حَدِيثِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلَام، (قيلَ لَهُ: إِنَّ هامَانَ قد مَاتَ، فلَقِيَه فسَأَلَ ربَّه، فقالَ لَهُ: أَما تَعْلَمُ أَنَّ من أَفْقَرْتُه فقَدْ {أَمتُّه؟ :) وقَولُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ فِي الحَدِيث: (اللَّبَنُ لَا يمُوت) أَرادَ أَنَّ الصَّبِيَّ إِذا رَضِعَ امْرأَةً مَيّتةً حرُمَ عَلَيْهِ من وَلدِها وقَرابَتِها مَا يَحْرُمُ عليهِ مِنْهُم لَو كَانَت حيَّةً وَقد رَضِعَها، وَقيل: مَعْنَاهُ: إِذا فُصِل اللَّبَنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَه الصَّبِيُّ فإِنه يَحْرُم بِهِ مَا يُحْرُم بالرَّضاع، وَلَا يَبْطُل عملُه بمفَارقَة الثَّدْي، فإِنّ كلَّ مَا انْفَصَل من الحَيّ} ميِّتٌ إِلا اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ، لِضَرُورةِ الاستِعْمالِ. انْتهى.

(أَو المَيْتُ، مُخَفَّفَةً: الَّذِي ماتَ) بالفِعْل.
(والمَيِّتُ) ، مشدّدة، (والمَائِتُ) ، على فَاعل: (الَّذِي لم يَمُتْ بَعْدُ) ، ولاكنه بصَدَدِ أَن يَمُوت.
قَالَ الخليلُ: أَنشَدني أَبو عَمْرو:
أَيا سَائِلي تَفْسِيرَ مَيْتٍ ومَيِّتٍ
فَدُونك قد فَسَّرْتُ إِن كُنْتَ تَعْقِلُ
فمَن كَانَ ذَا رُوحٍ فذالك مَيِّتٌ
وَمَا المَيْتُ إِلاّ مَن إِلى القَبْرِ يُحْمَلُ
وَحكى الجوهريّ عَن الفرّاءِ: يُقال لِمَنْ لم يَمُتْ: إِنّه مائِتٌ عَن قليلٍ، ومَيِّتٌ، وَلَا يَقُولون لمن مَاتَ: هَذَا مَائِتٌ.
قيل: وَهَذَا خَطَأُ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُح لما قَدْ ماتَ وَلما سَيَمُوت، قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قلتُ: وَمن هُنا أَخَذَ صاحبُ القَامُوس مَا جَعَله تَحْقِيقاً، وَقد تَحامَل عَلَيْهِ شيخُنا فِي شَرْحه. وجَمَعَ بَين اللُّغَتَين عدِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ فَقَالَ:
لَيْسَ من ماتَ فاسْتراحَ بِمَيْت
إِنّما {المَيْتُ} ميِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما {المَيْتُ من يَعِيشُ شَقِيّاً
كاسِفاً يُمَصَّصُون ثِماداً
فأُناسٌ يُمَصَّصُون ثِماداً
وأُناسٌ حُلُوقُهم فِي الماءِ
فجعلَ المَيْتَ} كالمَيِّتِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ أَهلُ التَّصْرِيف: مَيِّتٌ كأَنَّ تَصْحِيحَه {مَيْوِتٌ على فَيْعل، ثمَّ أَدْغَمُوا الواوَ فِي الياءِ، قَالَ: فَرُدَّ علَيْهِم، وقِيل: إِنْ كَانَ كَمَا قُلْتُم فيَنْبَغِي أَن يكونَ مَيِّتٌ على فَعِّل، فَقَالُوا: قد عَلمنا أَنّ قياسَه هاذا، ولاكِنّا تَركْنا فِيهِ القياسَ مَخافَةَ الاشتباهِ، فردَدْناه إِلى لَفْظِ فَيْعِل، لأَنّ ميِّت على لَفْظِ فَيْعِلٍ.
وَقَالَ آخَرُونَ: إِنّما كَانَ فِي الأَصْل مَوْيِت مثل سيِّدٍ وسَوْيِدٍ، فأَدْغَمْنا الياءَ فِي الْوَاو، ونَقَلْناه، فقُلْنا: مَيِّت.
وَقَالَ بَعضهم: قيل: مَيْتٌ وَلم يَقُولوا: مَيِّتْ؛ لأَنَّ أَبنية ذَواتِ العِلَّة تُخالِفُ أَبنيةَ السَّالِم.
وَقَالَ الزجّاج: المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشديد، إِلَّا أَنَّه يُخَفَّف، يُقَال: مَيْتٌ} ومَيِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد، ويَستَوِى فِيهِ المذكَّرُ والمُؤَنَّث، قَالَ تَعَالَى: {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {مَّيْتاً} (سُورَة الْفرْقَان الْآيَة: 49) وَلم يَقُل} مَيْتَةً، انْتهى.
وَقَالَ شَيْخُنا بعد أَن نَقَلَ قولَ الخليلِ عَن أَبي عَمْرو مَا نصُّه: وعَلى هَذِه التَّفْرقة جماعةٌ من الفُقَهاءِ والأُدباءِ، وعندِي فِيهِ نَظَرٌ؛ فإِنهم صَرّحوا بأَنّ المَيْتَ مخفَّفَ الياءِ مأَخُوذٌ ومُخَفَّفٌ من المَيِّتِ المُشَدّد، وإِذا كَانَ مأْخُوذاً مِنْهُ فَكيف يُتَصَوَّرُ الفرقُ فيهمَا فِي الإِطْلاقِ، حتَّى قَالَ العَلاّمة ابْن دِحْيَة فِي كتاب التَّنْوِير فِي مولِد البَشِير النَّذِيرِ: بأَنَّه خطأٌ فِي القياسِ ومُخالِفٌ للسّماع، أَما القياسُ: فإِن (مَيْت) المُخَفَّفَ إِنما أَصْلُه مَيِّتٌ المُشَدّد، فخُفِّف، وتَخفيفُه لم يُحْدِث فِيهِ مَعْنًى مخالِفاً لمعناه فِي حَال التَّشْديدِ، كَمَا قَالَ: هَيْنٌ وهيِّن ولَيْنٌ ولَيِّن، فَكَمَا أَن التَّخْفِيفَ فِي هيِّن ولَيِّنٍ لم يُحِلْ مَعْنَاهُمَا، كذالك تخفيفُ مَيِّتٍ. وأَما السَّماع فإِنّا وَجَدْنا العربَ لم تَجْعَل بينَهُما فَرْقاً فِي الاستعمالِ، وَمن أَبْيَنِ مَا جاءَ فِي ذَلِك قَوْلُ الشّاعر:
لَيْسَ منْ ماتَ فاسْتَراحَ بِمَيْت
نّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ
وَقَالَ آخر:
أَلا يَا لَيْتَنِي والمَرْءُ مَيْتُ
وَمَا يُغْنِي عَن الحَدَثانِ لَيْتُ
فَفِي البيتِ الأَوّل سَوّى بيْنَهُما، وَفِي الثّاني جعَلَ المَيْتَ المُخَفَّفَ للحَيِّ الَّذِي لم {يَمُتْ، أَلاَ تَرى أَنّ مَعْنَاهُ: والمرءُ} سَيَمُوت، فجَرَى مَجْرَى قولهِ: {إِنَّكَ {مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ} مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قَالَ شيْخُنا: رَأَيْتُ فِي المِصْباح فَرْقاً آخر، وَهُوَ أَنّه قَالَ: المَيْتَةُ من الحَيَوانِ جمعهَا {مَيْتات، وأَصلُها مَيِّتَة بالتَّشْدِيد، قيل: والتُزِم التَّشْديدُ فِي مَيِّتَةِ الأَناسِيّ؛ لأَنّه الأَصلُ، والْتُزِم التَّخفِيف فِي غير الأَناسِيِّ فَرْقاً بينَهُما؛ ولأَن استعمالَ هاذه أَكثرُ فِي الآدِمّيات، وكانتْ أَوْلى بالتَّخْفِيفِ.
(ج:} أَمْواتٌ {ومَوْتَى،} ومَيِّتُونَ {ومَيْتُونَ) .
قَالَ سيبويهِ: كانَ بابُه الجمعَ بالواوِ والنّون؛ لأَنّ الهاءَ تدخل فِي أُنثاه كثيرا، لاكنّ فَيْعَلاً لمّا طابق فاعِلاً، فِي العِدّة والحَرَكةِ والسّكون، كَسَّروه على مَا قَدْ يُكَسَّر عَلَيْهِ فاعِلٌ؛ كشاهدٍ وأَشهادٍ، والقولُ فِي} مَيْتٍ كالقَوْل فِي {ميِّتٍ لأنّه كالقول فِي مخَفَّفٍ مِنْهُ.
وَفِي المصْباح: مَيْتٌ} وأَمْواتٌ كبَيْتٍ وأَبْياتٍ.
(وَهِي) الأُنْثى ( {مَيِّتَةٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، (} ومَيْتَةٌ) ، بالتَّخفيف، (! ومَيِّتٌ) ، مُشَدّداً بِغَيْر هاءٍ، ويُخَفّف، والجمعَ كالجَمْعِ.
قَالَ سيبويهِ: وافقَ المُذَكَّر كَمَا وافَقَه فِي بعضِ مَا مَضَى، قالَ: كأَنّه كُسِّرَ معيْت، وَفِي التَّنْزِيلِ: الْعَزِيز {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {ميْتاً} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 49) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ: ميْتاً؛ لأَنّ البَلْدَة والبَلَدَ واحدٌ، وَقَالَ فِي محلَ آخرَ المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشْدِيدِ، إِلا أَنّه يُخَفّف، يقالُ: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعْنى واحدٌ، ويستوى فِيهِ المُذَكّر والمُؤَنّث.
(} والمَيْتَةُ: مَا لَمْ تلْحقْهُ الذَّكاةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
والمَيْتة: مَا لَمْ تُدْرَكح تَذْكِيَتُه.
وَقَالَ النَوويّ فِي تَهذيبِ الأَسماءِ واللّغات: قَالَ أَهلُ اللّغةِ والفقهاءُ: الميْتَةُ: مَا فارقَتْه الرُّوحُ بِغَيْر ذَكاة، وَهِي مُحَرَّمةٌ كُلُّها إِلاّ السَّمَكَ والجَراد فإِنَّهما حلاَلانِ بإِجْماع المُسْلِمينَ.
وَفِي الْمِصْبَاح: المرادُ {بالمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ: مَا ماتَ حَتْفَ أَنْفِه، أَو قُتِلَ على هَيْئَةٍ غيرِ مَشْروعة، إِمّا فِي الفاعِلِ أَو فِي المَفْعُول.
قَالَ شيخُنا: فَقَوله: فِي عُرْفِ الشَّرعِ، يُشيرُ إِلى أَنّه لَيْسَ لُغَةً مَحْضَةً، وَنسبه النَّووِيّ للفُقهاءِ وأَهلِ اللّغةِ إِمّا مُرادَفةً، أَو تَخْصِيصاً، أَو نَحْو ذالك. مِمَّا لَا يَخْفى.
(و) المِيتَةُ، (بالكَسْرِ، للنَّوْعِ) من الموْت.
وَفِي اللِّسَان: المِيتَ: الحالُ من أَحْوالِ المَوْتِ، كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: ماتَ فلانٌ مِيتَةً حَسَنَةً، وَفِي حديثِ الفِتَنِ (فَقَدْ ماتَ} مِيتَةً جاهِلِيَّةً) هِيَ بالكَسْرِ: حالةُ المَوْتِ، أَي كَمَا يَمُوت أَهلُ الجَاهِليّة من الضَّلالِ والفُرْقةِ، وجَمعُها {مِيَتٌ.
(و) قَوْلهم: (مَا} أَمْوَتَه، أَي مَا! أَمْوَتَ قَلْبَه؛ لأَنَّ كلَّ فِعْل لَا يَتَزَيَّدُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْه) تَبِع فِيهِ الجَوْهَرِيَّ وغيرَه، وَهُوَ إِشارةٌ إِلى أَنّه يَبْبَغي أَن يُحْمَلَ على مَوْتِ القَلْبِ؛ لأَنَّ الموتَ لَا يُتَعجَّبُ مِنْه؛ لأَنَّ شرطَ التَّعَجُّب أَن يكونَ مِمَّا يَقْبلُ الزّيادةَ والتّفاضُلَ، وَمَا لَا يَقْبَلُ ذَلِك {كالمَوْتِ والفَناءِ والقَتْل لَا يجوزُ التَّعجُّبُ مِنْهُ، كَمَا عُرف فِي العَربِيَّة.
(} والمُواتُ، كغُراب: المَوْتُ) مُطلقًا، وَمِنْهُم من خَصَّه {بالموتِ يَقَعُ فِي الماشِيَةِ كَمَا يأْتي.
(و) من المجازِ: أَحيَا الله البلدَ الميِّتَ، وَهُوَ يُحْيِي الأَمْواتَ.
} والمَوَاتُ هُوَ (، كسَحَابٍ: مالاَ رُوحَ فيهِ،) .
(وأَرضٌ) مَواتٌ: (لَا مَالِكَ لَهَا) من الآدَمِيِّينَ، وَلَا يُنْتَفعُ بِها، وَزَاد النَّوَويّ: وَلَا ماءَ بهَا، كَمَا يُقال: أَرْضٌ مَيِّتَةٌ.
( {والموَتانُ بالتَّحرِيكِ: خلافُ الحَيَوانِ، أَو أَرْضٌ لم تُحْيَ بَعْدُ) ، وَهُوَ قَول الفرّاءِ، وَقَالُوا: حُرِّك حَمْلاً على ضِدّه وَهُوَ الحَيَوان، وكِلاهُما شاذَ؛ لأَن هاذا الوَزنَ من خصائصِ المصَادِرِ، فاستعمالُه فِي الأَسماءِ على خلافِ الأَصْل، كَمَا قُرِّرَ فِي التَّصْريفِ.
وَفِي اللِّسان:} الموَتَانُ من الأَرْضِ: مَا لمْ يُسْتَخْرَجْ وَلَا اعْتُمِرَ، على المَثَل، وأَرضٌ مَيِّتَةٌ ومَوَاتٌ، من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: ( {مَوَتَانُ الأَرْضِ لله ولِرَسُولِه، فَمن أَحْيَا مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ لَه) المَوَاتُ من الأَرْضِ مثلُ} المَوَتَانِ، يَعني {مَواتَها الَّذِي ليسَ مِلْكاً لأَحَد. وَفِيه لُغتانِ: سُكونُ الواوِ، وفَتْحُها مَعَ فتحِ الْمِيم.
وَفِي الحَدِيث: (من أَحْيَا} مَوَاتاً فَهُوَ أَحَقُّ بهِ) المَوَاتُ: الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَلم تُعْمَرْ، وَلَا جَرَى عَلَيْهَا مِلْكُ أَحَدٍ، وإِحْياؤُها: مُباشَرَةُ عِمارَتِها، وتَأْثِيرُ شَيْءٍ فِيهَا.
ويُقالُ: اشْتَرِ المَوَتَانَ، وَلَا تَشْتَرِ الحَيَوانَ، أَي اشْتَرِ الأَرَضينَ والدُّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الرّقيقَ والدَّوابَّ.
وَيُقَال: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ، وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ المَتاعَ، وكلَّ شيْءٍ غيرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا روح فَهُوَ الحَيَوانُ. (و) {المُوتَان} والمُوَاتُ (، بالضّمّ: مَوْتٌ يَقَعُ فِي المَاشِيَةِ) والمالِ (ويُفْتحُ) وهاذا نَقَلَه أَبو زَيْد فِي (كتاب خبئة) عَن أَبي السَّفَرِ، رَجُلٍ من تميمٍ.
وقالَ الفرّاءُ: وقَعَ فِي المَال مَوْتانٌ ومُوَاتٌ، وَهُوَ المَوْتُ، وَفِي الحَدِيث (يكونُ فِي النّاس مُوتَانٌ كقُعاصِ الغَنَمِ) ، وَهُوَ بوَزْنِ البُطْلان: الموتُ الكثيرُ الوُقوعِ، وَزَاد ابْن التِّلِمْسانِيّ أَنّ الضَّمَّ لُغةُ تميمٍ، والفَتْح لغةُ غيرِهم.
قلتُ: وَهُوَ يُخالِف مَا نَقَله أَو زيدٍ عَن رَجخل من بني تَميمٍ، كَمَا تقدم.
(و) من المَجاز: أَماتَ الرَّجُلُ: ماتَ وَلَدُه، وَعبارَة الأَساس: وأَماتَ فُلانٌ بَنِينَ: مَاتُوا لَهُ، كَمَا يُقَال: أَشَبَّ (فلَان) بَنِينَ: (إِذا) شَبُّوا لَهُ، وَفِي الصّحاح: أَماتَ الرَّجُلُ: إِذا ماتَ لَهُ ابنٌ أَو بَنُون.
و (أَماتَتِ المَرْأَةُ والنَّاقَةُ) ، إِذا (ماتَ وَلَدُها) ، قالَ الجَوْهَرِيّ: مَرْأَة {مُمِيتٌ} ومُمِيتَةٌ: مَاتَ وَلَدُها، أَو بَعْلُها، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ إِذا ماتَ وَلَدُها، والجمعُ مَمَاوِيتُ.
(و) من المَجازِ: يُقَال: ضَرَبْتُه {فَتَماوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
و (} المُتَماوِتُ) : من صفةِ (النَّاسِكِ المُرائِي) الَّذِي يُظْهِرُ أَنه {كالمَيِّتِ فِي عِباداتِه رِياءً وسُمْعَةً، قالُوا: هُوَ الَّذِي يُخْفِي صَوْتَه، ويُقِلُّ حَرَكاتِه، كأَنّه ممّن يَتَزَيّا بزِيِّ العُبَّادِ، فكأَنّه يَتَكَلَّفُ فِي اتّصافِه بِمَا يَقْرُبُ من صِفاتِ الأَمواتِ، ليُتَوَهَّمَ ضَعْفُه من كثرةِ العِبادَةِ.
وَفِي الأَساس: يقَالُ: فلانٌ} مُتَماوِتٌ، إِذا كَانَ يُسَكِّنُ أَطْرَافَه رِيَاءً.
وَفِي اللّسان: قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمّاد: سَمِعْتُ ابنَ المُبارَكِ يَقُول:! المُتَماوِتُون: المُراءُونَ. وَفِي حَدِيث أَبي سَلَمةَ: (لم يَكُنْ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُتَحَزّقِينَ وَلَا {مُتَماوِتِينَ) يُقَال:} تَماوَتَ الرَّجُلُ إِذا أَظهَر من نَفْسِه التَّخَافُتَ والتَّضاعُفَ من العِبادَةِ والزُّهْدِ والصَّوْمِ، وَمِنْه حديثُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ (رأَى رَجُلاً مُطَأْطِئاً رأْسَه فقالَ: ارْفَعْ رأْسَكَ فإِنّ الإِسْلامَ ليْسَ بِمَرِيض) (ورأَى رَجُلاً مُتَماوِتاً فقالَ: لَا {تُمِتْ عَلَيْنا دِينَنَا} أَماتَكَ الله) . وَفِي حديثِ عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا (نَظَرتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَموتُ تَخَافُتاً فقالَتْ: مَا لهذَا؟ قيل: إِنّه من القُرّاءِ، فَقَالَت: كَانَ عُمَرُ سيِّدَ القُرّاءِ، كَانَ إِذا مَشَى أَسْرَعَ (وإِذا قَالَ أَسْمَعَ) وإِذا ضَرَبَ أَوْجَعَ) .
وَيُقَال: ضَرَبْتُه {فتَمَاوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
(و) من المَجازِ قولُهم: (رَجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ) أَي (بَلِيدٌ) غيرُ ذَكِيَ وَلَا فَهِمٍ، كأَنَّ حَرارَةَ فَهْمِهِ بَرَدَتْ} فماتَتْ.
وَفِي الأَساس: رجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ لم يَكُنْ حَرِكاً حَيَّ القَلْبِ.
(وَهِي بهاءٍ) ، يُقَال: امرأَةٌ {مَوْتَانَةُ الفُؤاد.
(و) من المَجازِ: وبِهِ} مُوتَةٌ، (! المُوتَةُ، بالضَّمِّ: الغَشْيُ) وفُتُورٌ فِي العَقْل، (والجُنُونُ) ؛ لأَنّه يَحْدُث عَنهُ سُكونٌ كالمَوْتِ.
وَفِي اللِّسَان: المُوتَةُ: جِنْسٌ من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَرِي الإِنْسانَ، فإِذا أَفاقَ عادَ إِلَيْه عَقْلُه، كالنّائمِ والسَّكْرانِ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان يَتَعَوَّذُ بِاللَّه من الشَّيْطانِ وهَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه، فَقيل لَهُ: مَا هَمْزُه؟ قالَ: المُوتَةُ) .
قَالَ أَبُو عُبيدٍ: المُوتَة: الجُنُون، يُسَمَّى هَمْزاً؛ لأَنّه جَعَلَه من النَّخْسِ والغَمْزِ، وكلُّ شيْءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: المُوتَةُ: الَّذِي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غَيْرِه، ثمَّ يُفِيقُ.
وَقَالَ اللِّحْيانيّ: المُوتَةُ: شِبْهُ الغَشْيَةِ.
(و) {مُؤْتَةُ بالهَمْزَةِ: اسْمُ (أَرْضٍ بالشَّام) ، وَقد جاءَ ذِكحرُه فِي الحَدِيثِ (وذُكهر فِي مأَت) وإِنّما أَعادَه هُنَا إِشارةً إِلى أَنّه قد رَوَاهُ غيرُ واحدٍ من أَهل الغَرِيبِ بِغَيْر هَمْزٍ، فَفِي المِصْباح: مُؤْتَةُ، بالهَمْزِ، وِزَانُ غُرْفة، ويَجُوز التّخفيفُ: قَرْيَةٌ من البلْقاءِ بطَرِيقِ الشامِ الَّذِي يخْرُج مِنْهُ أَهلُه للحِجاز، وَهِي قَريبَةٌ من الكَرَكِ.
(وذُو المُوتَةِ: فَرَسٌ لبَنهي أَسَدٍ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَمثله للصّاغانيّ، والصّوابُ: لبَنِي سَلُولَ، كَمَا حقَّقَه ابنُ الكَلْبِيّ، من نَسْلِ الحَرُون، كَانَ يأْخُذُه شِبْهُ الجُنُونِ فِي الأَوْقات، قَالَ ابنُ الكَلْبيّ: وكانَ إِذا جَاءَ سَابِقاً أَخَذَتْه رِعْدَةٌ فيَرْمِي نَفْسَه طَوِيلاً، ثمَّ يَقُوم فيَنْتَفِض ويُحَمْحِمُ، وَكَانَ سَابق النَّاس، فأَخَذَهُ بِشْرُ بن مَرْوانَ بالكُوفَةِ بأَلْفِ دِينارٍ، فبَعَثَ بِهِ إِلى عبد المَلِكِ.
(و) من المَجاز: (} المُسْتَمِيتُ: الشُّجاعُ الطَّالِبُ {للمَوْتِ) ، على حدّ مَا يجِىءُ عَلَيْهِ بَعْضُ هَذَا النَّحْوِ.
وَفِي اللِّسَان: المُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالهي فِي الحَرْبِ من المَوتِ، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ: (أَرَى القَوْمَ} مُسْتَمِيتِينَ) أَي مُسْتَقْتِلِينَ، وهم الَّذين يُقاتِلُون على المَوْت.
(و) المُسْتَمِيتُ (: المُسْتَرْسِلُ للأَمْرِ) ، قَالَ رُؤْبَة:
وزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ
واللَّيْلُ فوقَ الماءِ! مُسْتَمِيتُ
وَفِي الأَساس: فِي الْمجَاز: وهُوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذا: مُسْتَهْلِكٌ إِليه يَظُنُّ أَنّه إِن لم يَصِلْ إِليه ماتَ. وَفِيه فِي الْحَقِيقَة: وفُلانٌ مُسْتَمِيتٌ: مُسْتَرْسِلٌ للمَوْتِ، كمُسْتَقْتِلٍ.
{واسْتَمِيتُوا صَيْدَكُم، ودَابَّتَكُم، أَي انْتَظِرُوا حَتَّى تَتَبَيَّنُوا أَنّه ماتَ.
(و) المُسْتَمِي: (غِرْقِيىءُ البَيْضِ) ، قَالَ:
قَامَتْ تريكَ بَشَراً مَكْنُونَا
كغرْقِىءِ البَيْضِ} اسْتَماتَ لِينَا
أَي ذَهَبَ فِي اللِّينِ كُلَّ مَذْهَبٍ، كَمَا سَيَأْتِي.
(و) القَومُ ( {أَماتُوا) ، إِذا (وَقَعَ المَوْتُ فِي إِبِلهِمْ) .
(و) } أَماتَ الله (الشَّيْءَ) و (مَوَّتَه) ، بالتَّشْدِيدِ للمُبالَغَة، قَالَ الشَّاعِر:
فَعُرْوَةُ ماتَ {مَوْتاً مُسْتَرِيحاً
فها أَنَذَا} أُمَوَّتُ كُلَّ يوْمِ
(و) من المَجازِ: أَماتَ (اللَّحْمَ) ومَوّتَهُ، إِذا (بالَغَ فِي نُضْجِهِ وإِغْلائِه) .
{وأُمِيتَتِ الخَمْرُ: طُبِخَتْ، وسَكَنَ غَلَيانُها، وَفِي حَدِيثِ البَصَلِ والثُّومِ ((من أَكلَهما) } فَلْيُمِتْهُما طَبْخاً) أَي يُبالغ فِي نُضْجِهما وطَبْخِهما؛ لتَذْهَبَ حِدَّتُهما ورائِحَتُهما.
(و) من المَجازِ أَيضاً: فلَان {يُمَاوِتُ قِرْنَه، (} المُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ) والمُثَابَتَةُ.
( {واسْتَماتَ) الرَّجُلُ، (: ذهَبَ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ كُلَّ مَذْهَبٍ، قَالَ:
وإِذْ لَمْ أُعْطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ولَمْ أُضِعْ سِهَامَ الصِّبَا} للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يَعْنِي الَّذِي اسْتَماتَ فِي طَلَبِ الصِّبَا واللَّهْوِ والنِّساءِ، كلّ ذَلِك عَن ابْن الأَعْرابيّ.
وَقَالَ: سْتَماتَ الشَّيْءُ فِي اللِّينِ والصَّلابَةِ: ذَهَبَ مِنْها كُلَّ مَذْهَبٍ.
(و) اسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا (سَمِن بعدَ هُزَال) ، عَن ابْن الأَعرابي (والمَصْدَرُ {الاسْتِماتُ) وأَنشد:
أَرَى إِبِلِي بَعْدَ} اسْتِماتٍ ورَتْعَةٍ
تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها جاءَ بهِ على حَذْفِ الهاءِ مَعَ الإِعْلالِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِقَامَ الصَّلواة} (سُورَة الْأَنْبِيَاء، الْآيَة: 73) .
وَفِي الأَساسِ: فِي الْمجَاز: {واسْتَماتَ الشَّيْءُ اسْتَرْخَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} مَوَّتَتِ الدَّوابُّ: كثرَ فِيهَا المَوْتُ.
وماتَ الرَّجُلُ، إِذا خَضَعَ لِلْحَقِّ.
واسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا طَابَ نَفْساً بِالمَوْتِ.
{والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَجَانُّ وليسَ بِمَجْنُونٍ.
والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَخَاشَعُ ويَتَواضَعُ لهَذَا حتّى يُطْعِمَه، وَلِهَذَا حتّى يُطْعِمَه، فإِذا شَبِعَ كَفَرَ النِّعْمَةَ.
وَيُقَال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم، أَي انْظُرُوا أَماتَ أَم لَا؛ وَذَلِكَ إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ فِي مَوْتِه.
وَقَالَ ابْن المُبارك: المُسْتَميتُ: الَّذِي يُرِى من نَفْسِه الخَيْرَ والسُّكونَ وَلَيْسَ كَذَلِك.
وشيْءٌ مَوْمُوتٌ: مَعْرُوف، وَقد ذُكِرَ فِي أَمت.
وَيُقَال: اسْتَماتَ الثَّوْتُ ونَامَ، إِذا بَلِيَ.
وَمن المجازِ: فلانٌ} مائِتٌ من الغَمِّ ويَمُوتُ من الحَسَدِ.
ومَوْتٌ مائِتٌ: شَديدٌ.
وأَبو بَكْرٍ يَمُوتُ بن المُزَرّع بن يَمُوتَ العَبحديّ، مُحَدِّث، واسْمه مُحَمّد، ولقبُه يَمُوتُ.
{وتَمُوتُ، بالفوقيّة: امرأَةٌ قَالَ فِيهَا أَبُوها أَبو فِرْعَوْنَ:
سَمَّتْتُها إِذْ وُلِدَتْ تَمُوتُ
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ
ليْسَ لمن ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ
موت
ماتَ يَمُوْتُ. ومَيتٌ أصْلُه مَيْوِتٌ، ويقولونَ: مَيْت. والمَيْتَةُ: ما لم تُدْرَكْ ذَكاتُه. والمِيْتَةُ: المَوْت. والمَوْتَةُ: الواحِدَةُ منه، والمُوْتَانُ والمُوَاتُ كذلك. ومُوْتَانُ الأرْضِ: التي لم تُعْمَرْ بَعْدُ. والمَوَاتُ: ما لم يَكُنْ ذا رُوْحٍ. والمَوَتَانُ مِثْل المَوَاتِ في الأرْضِ. والمُوْتَةُ: الجُنُوْنُ. ومُؤْتَةُ: اسْمُ أرْض. وهو مُسْتَمِيْتٌ إلى كذا: أي يَظُن أنه إنْ لم يَصِلْ إليه ماتَ. وقيل: هو الخاضِعُ الذَّلِيْلُ، واسْتَمَاتَ الشيْءُ: اسْتَرْخَى. وقيل: هو الذي يَتَجَانُ وليس بمَجْنُوْنٍ. والمُسْتَقْتِلُ في الحَرْبِ. والمُوْتَةُ في الكلامِ: فُتُوْر وضَعْفٌ؛ منه.
ورَجُل مَوْتَانُ الفُؤادِ: إذا لم يَكنْ حَرِكاً. والمُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ في الحَرْب. وناقَةٌ مُمِيْتٌ ومُمِيْتَةٌ: تَمُوْتُ أولادُها. وأمَاتَ فلانٌ بَنِيْنَ: أي ماتَ له بَنُوْنَ. وأمَاتَ الناسُ: وَقَعَ المَوتُ في إبِلِهم. ومَوْتٌ مائتٌ: شَدِيْد. وهو يَمَاتُ من الوَجَعِ: إذا اشْتَدَّ وَجَعُه.

موت

1 مَاتَ, aor. ـُ (inf. n. مَوْتٌ; Msb,) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, like خَافَ, originally خَوِفَ, MF) [sec. per. مِتَّ,] aor. ـَ (S, K,) which latter is of the dial. of Teiyi; (TA;) and مَاتَ, (in which the medial radical letter is originally ى, like بَاعَ, MF) aor. ـِ (K,) a form which some have disapproved; (MF;) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, Kr,) sec. Pers\. مِتَّ, aor. ـُ like دَامَ, (originally دَوِمَ, Kr,) aor. ـُ (Kr, Msb, &c.,) and like the sound verbs نَعِمَ, aor. ـْ and فَضِلَ, aor. ـْ (TA,) of the class of words in which two dial. forms are intermixed; (Msb;) He died; contr. of حَيِى. (K,) b2: [مَاتَ عَنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ He died having passed away from, i. e. leaving behind him, sons and daughters. And مَاتَ عَنْ ثَمَانِينَ سَنًة He died having passed beyond eighty years; i. e. being eighty years old.] b3: اللَّبَنُ لَا يَمُوتُ [The milk will not die], in a saying of 'Omar, in a trad., means, that if a child sucks the milk of a dead woman, it becomes unlawful for him afterwards to marry any of her relations who would be unlawful to him if he sucked her milk while she was living: or it means, that, if milk taken from the breast of a woman is given to a child to drink, and he drinks it, the consequence is the same; that the effect of the milk in producing this consequence is not annulled by its separation from the breast; for whatever is separated from a living being is termed ميت, or dead, except the milk and hair and wool on account of the necessity of making use of these. (TA.) b4: مَاتَتِ الأَرْضُ, inf. n. مَوَتَانٌ and مَوَاتٌ, (tropical:) The land became destitute of cultivation and of inhabitants. (Msb.) b5: مَاتَ (tropical:) It (soil) became deprived of vegetable life. Hence an expression in the Kur, xxx. 18. (Az, Er-Rághib.) b6: مَاتَ (tropical:) He became deprived of sensation; [dead as to the senses]. So in the Kur, xix. 23: [but this appears to me doubtful]. (Az, Er-Rághib.) b7: مَاتَ (tropical:) He became deprived of the intellectual faculty; [intellectually dead;] or ignorant. Hence an expression in the Kur, vi. 122; and another in the Kur, xxvii. 82; and xxx. 51. (Az, Er-Rághib.) b8: مَاتَ (tropical:) [He became as though dead with grief, or sorrow, and fear;] he experienced grief, or sorrow, and fear, that disturbed his life. Hence what is said in the Kur, xiv. 20. (Az, Er-Rághib.) b9: مَاتَ (tropical:) He or it, was or became, still, quiet, or motionless. (K.) b10: ماتَتِ الرِّيح (tropical:) The wind became still, or calm. (TA.) b11: مَاتَ (tropical:) He slept. (AA, K.) b12: مَاتَتِ النَّارُ, inf. n. مَوْتٌ, (tropical:) [The fire died away;] the ashes of the fire became cold, or cool, and none of its live coals remained. (TA.) b13: مَاتَ (tropical:) It (heat or cold) became assuaged. (TA.) b14: مَاتَ (tropical:) It (water) became dried up by the earth. (TA.) b15: مَاتَ (and ↓ استمات, TA.) (tropical:) It (a garment, TA,) wore out; became worn out. (A, K.) b16: مات (tropical:) It (a road) ceased to be passed along. (TA.) b17: بَلَدٌ تَمُوتُ فِيهِ الرِّيحُ [A town, or country, &c., in which the wind becomes broken, or loses its force]. (TA.) b18: مَاتَ فُوقُ الرَّجُلِ (tropical:) The man slept heavily; became heavy in his sleep. (TA.) b19: يَمُوتُ مِنَ الحَسَدِ (tropical:) [He dies, or will die, of envy]. (TA.) b20: مَاتَ (tropical:) He became poor; was reduced to poverty: he became a beggar. (TA.) b21: (tropical:) He became base, abject, vile, despicable, or ignominious. (TA.) b22: (tropical:) He became extremely aged, old and weak, or decrepit. (TA.) b23: (tropical:) He became disobedient, or rebellious. Iblees is said, in a trad., to be أَوَّلُ مَنْ مَاتَ because he was the first who became disobedient, or rebellious. (TA.) b24: مَاتَ (assumed tropical:) He (a man) became lowly, humble, or submissive, to the truth. (TA.) 2 مَوَّتَتِ الدَّوَابُّ The beasts of carriage died in great numbers; or deaths amongst them were frequent. (TA.) b2: See 4.3 مَاْوَتَ [ماوتهُ,] inf. n. مُمَاوَتَةٌ, He vied with him in patience, (K,) and in firmness, or steadiness, or the like. (TA.) [In the K, the inf. n. is expl. by مُصَابَرَة; and in the TA, by مُثَابَتَة also.]4 اماتهُ and ↓ موّتهُ (but the latter has an intensive signification, S,) He (God) caused him to die; put him to death; killed him. (S, K.) b2: امات (tropical:) He (a man) lost a son, or sons, by death. (ISk, S.) b3: امات فُلَانٌ بَنِينَ Such a man lost sons by death. (A.) b4: اماتت She (a woman, AO, S, K, and a camel, S, K.) lost her offspring by death. (S, K.) b5: اماتوا Death [or a mortal disease] happened among their camels. (K.) b6: مَا أَمْوَتَهُ signifies مَا أَمْوَتَ قَلْبَهُ [(tropical:) How dead is his heart !] for one does not wonder at any action that does not increase: (S, K:) therefore what is here meant is not literally death. (TA.) b7: اماتهُ (tropical:) He (God) rendered him poor; reduced him to poverty. (TA, from a trad.) b8: اماتهُ (tropical:) He [or it] caused him to sleep. Ex., in a prayer said on awaking, الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا Praise be to God who hath awaked us after having caused us to sleep ! (L.) b9: يُمِيتُ اللَّيْلَ (assumed tropical:) He sleeps during the night. (W, p. 9.) b10: امات اللَّحْمَ, (and ↓ موّتهُ, TA,) He took extraordinary pains in thoroughly cooking, and in boiling, the meat. (K.) And in like manner, onions, and garlic, so as to deprive them of their strong taste and odour. (TA.) b11: أُمِيتَتِ الخَمْرُ The wine was cooked, and ceased to boil. (TA.) b12: [اماتهُ is also employed in various other senses, agreeably with the senses of the primitive verb.]6 ضَرَبْتُهُ فَتَمَاوَتَ (tropical:) I beat him and he feigned himself dead, being alive. (TA.) b2: (tropical:) He pretended to be weak and motionless by reason of acts of devotion and fasting: [see the act. part. n. below]. (TA.) 10 استمات [He sought death: &c.: see مُسْتَمِيتٌ]. b2: إِسْتَمِيتُوا صَيْدَكُمْ, and دَابَّتَكُمْ, Wait until ye ascertain that your game, and your beast of carriage, has died. (A.) b3: استمات [properly, He sought, or courted, death;] i. q. استقتل; (S, K; in art. قتل;) meaning he cared not for death, by reason of his courage. (JM, in art. قتل.) b4: استمات (assumed tropical:) He (a man) was pleased with death; content to die. (TA.) b5: استمات (assumed tropical:) He (a man, TA.) tried every way, or did his utmost, in seeking a thing. (IAar, K.) b6: استمات, inf. n. إِستِمَاتٌ, (occurring thus with the final ة elided, (TA,) (assumed tropical:) He (a man, and a camel, IAar,) became fat after having been emaciated, (IAar, K.) b7: استمات (tropical:) It (a thing) became relaxed, loose, or flabby. (A.) b8: استمات لِينًا (assumed tropical:) It attained the utmost degree of softness: said of a fine skin, that is likened to the thin pellicle that adheres to the white of an egg: and of other things, as also استمات فِى اللِّينِ: and in like manner, فِى الصَّلَابَةِ, in hardness. (TA.) See مُسْتَمِيتٌ b9: And see 1.

مَوْتٌ (and ↓ مَوَتَانٌ, TA,) Death; lifelessness; contr. of حَيَاةٌ: (S, TA:) as also ↓ مُوَاتٌ, (S, K,) and ↓ مَمَاتٌ. [Occurring in the Kur, vi. 163, xvii. 77, and xlv. 20,] (S, * TA, in art. حى, and Jel, in vi. 163.) [See also مُوتَانٌ, below: and see 1.] Or ↓ مَوَتَانٌ, signifies much death, like as حَيَوَانٌ signifies much life. (Msb, in art. حى.) b2: المَوْتُ الأَبْيَضُ, and الجَارِفُ, and اللَّافِتُ, and الفَاتِلُ, Sudden death. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b3: المَوْتُ الأَحْمَرُ Death by slaughter with the sword. (IAar, in T, TA, art. فلت.) b4: المَوْتُ الأَسْوَدُ Death by drowning, and by suffocation. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b5: بَنَاتُ المَوْتِ (assumed tropical:) [The daughters of death;] meaning deadly arrows. (A, TA, voce جَعْبَةٌ, q. v.) مَيْتٌ: see مَيِّتٌ. b2: أَرْضٌ مَيْتَةٌ: see مَوَاتٌ: Unfruitful land; like as ارض حَيَّةٌ means fruitful land, or land abounding with herbage. (TA, in art. حى.) b3: مَيْتَةٌ Carrion: whatsoever hath not been killed in the manner prescribed by the law. (K, Jel, ii. 168.) See مَيِّتٌ.

مُوتَةٌ (tropical:) A fainting, or swoon; (K;) and languor in the intellect: (TA:) or [an affection] like a fainting, or swoon: (Lh:) madness, or insanity, or diabolical possession; syn. جُنُونٌ; (AO, K;) because it occasions a stillness like death: (TA:) or a kind of madness or diabolical possession (جُنُونٌ), and epilepsy, that befalls a man; on the recovery from which, his perfect reason returns to him, as to one who has been sleeping, and to one who has been drunk. (S.) [See هُمْزٌ.]

مِيتَةٌ A kind, mode, or manner, of death: (S, K:) pl. مِيَتٌ. (TA.) b2: مَاتَ فُلَانٌ مِيتَةً

حَسَنَةً Such a one died a good kind of death. (S.) b3: مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً He died a pagan kind of death, in error and disunion. (TA, from a trad.) مَوْتَانُ الفُؤَادِ (tropical:) A man who is [dead, or] not lively, in heart: (A:) a man who is stupid, dull, unexcitable, or not to be rendered brisk, sprightly, or lively; (S,. K;) as though the heat of his intelligence had cooled and died: (TA:) fem. with ة. (S, K.) b2: See مُوتَانٌ and مَوَاتٌ.

مُوتَانٌ (Fr, S, K) and ↓ مَوْتَانٌ (K) and ↓ مُوَاتٌ (Fr) Death, [or a mortal disease, or a murrain,] that befalls camels or sheep or the like. (Fr, S, K.) The first is of the dial. of Temeem: the second, of the dial. of others. (Et-Tilimsánee.) b2: وَقَعَ فِى المَالِ مُوتَانٌ, and ↓ مُوَاتٌ, Death [or a mortal disease] happened among the camels &c. (Fr.) b3: Also, The like among men. Ex., from a trad., يَكُونُ فِى النَّاسِ مُوتَانٌ كَقُعَاصِ الغَنَمِ There will be, among men, a mortality, or much death, [or mortal disease], like the قُعَاص that befalls sheep or goats. (TA.) مَوَتَانٌ (assumed tropical:) Inanimate things, or goods; dead stock; such as lands and houses [&c.]; (S;) contr. of حَيَوَانٌ [q. v.] (S, K.) It is made of this measure to agree in measure with its contr.

حيوان: both these words deviate from the constant course of speech; being of a measure properly belonging to inf. ns. (TA.) [See also مَوَاتٌ.] b2: إِشْتَرِ المَوَتَانَ وَلا تَشْتَرِ الحَيَوَانَ Buy lands and houses [or the like], and buy not slaves and beasts of carriage [&c.]. (S.) b3: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتَانَ A man who sells utensils or furniture or the like, and anything but what has life. (L.) b4: See also مَوْتٌ.

مَوَاتٌ That wherein is no spirit or life; an inanimate thing. (S, K.) [See also مَوَتَانٌ.]

b2: مَوَاتٌ (you say أَرْضٌ مَوَاتٌ, TA,) (tropical:) Land that has no owner (S, K) of mankind, and of which no use is made, or from which no advantage is derived, (S,) and in which is no water: such as is also called ↓ أَرْضٌ مَيْتَةٌ: (En-Nawawee:) land that has not been sown, nor cultivated, nor occupied by any man's camels

&c.: ↓ مَوَتَانٌ signifies the same as مُوَاتٌ (مَوَاتٌ?), namely, land that is no man's property; and is also written مَوْتَانٌ: (L:) or مَوَتَانٌ signifies land that has not yet been brought into a state of cultivation: (Fr, S, L, K:) in a trad. it is said, that such land is the property of God and his Apostle; and whosoever brings into a state of cultivation such land, to him it belongs. (S.) مُوَاتٌ: see مَوْتٌ and مُوتَانٌ.

مَيِّتٌ and ↓ مَيْتٌ signify the same, [Dead, or dying]: (Zj, S, K:) the former is originally مَيْوِتٌ, of the measure فَيْعِلٌ: (S:) the latter is contracted from the former; and is both masc. and fem.; (Zj, S;) as is also the former. (Zj.) 'Adee Ibn-Er-Raalà says, ↓ لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ

إِنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَآءِ [He who has died and become at rest is not dead: the dead is only the dead of the living]. (S, TA.) Or ↓ مَيْتٌ signifies One who has died (actually, TA,); and مَيِّتٌ, as also ↓ مَائِتٌ, one who has not yet died, (K,) but who is near to dying: or, accord. to a verse cited by AA, to Kh, مَيْتٌ is applied to him who is borne to the grave; [i. e., who is dead, or lifeless]; and مَيِّتٌ, to him who [is dying, but] has life in him. (TA.) Fr says, you say of him who has not died, إِنَّهُ مَائِتٌ, عَنْ قَلِيلٍ ↓ and مَيِّتٌ; but you do not say of him who has died ↓ هذا مَائِتٌ: (S:) but some say, that this is an error, and that مَيِّتٌ is applicable to that which will soon die. Those who assert that ميّت is applicable only to the living adduce the following words of the Kur, [xxxix. 31,] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ: (TA:) i. e. Verily thou wilt die, and verily they will die. (Msb.) MF observes, that مَيْتٌ is asserted to be contracted from مَيِّتٌ; and if so, that there can be no difference in their meanings: that the making a difference between them is contrary to analogy; agreeably with which, they should be like هَيْنٌ and هَيِّنٌ, and لَيْنٌ and لَيِّنٌ: and also contrary to what has been heard from the Arabs; for they made no difference in their use of these two words. (TA.) [See also what is said of مَيْتَةٌ, below.] The pls. are أَمْوَاتٌ and مَوْتَى and مَيِّتُونَ and مَيْتُونَ. (S, K.) The first of these is pl. of مَيِّتٌ, and consequently of مَيْتٌ, because this latter is contracted from the former: as مَيِّتٌ is of the measure فَيْعِلٌ, and this measure resembles فَاعِلٌ, it has received a form of pl. which is sometimes applicable to the measure فاعل: (Sb:) or اموات is [only] pl. of مَيْتٌ. (Msb.) [The second form (which is applied to rational beings, Msb,) is also pl. of ميّت and ميت.] The third and fourth are [only] applied to rational beings. (Msb.) The fem. epithet is مَيِّتَةٌ and مَيْتَةٌ and مَيِّتٌ (K, TA) and مَيْتٌ. (TA; and so in some copies of the K, in the place of مَيِّتٌ.) مَيِّتَةٌ is an epithet applied to a female rational being; [and its pl. is مَيِّتَاتٌ:] مَيْتَةٌ, to a female brute, for the sake of distinction; and its pl. is مَيْتَاتٌ: the latter is contracted because it is more in use than the former epithet applied to a female rational being: (Msb:) the pl. of ميّت and ميت as fem. epithets is as above [أَمْوَاتٌ and مَوْتَى]. (TA.) b2: ↓ مَيْتَةٌ signifies That which has not been slaughtered (AA, S, K) [in the manner prescribed by the law, i. e., carrion]: or that of which the life has departed without slaughter: so in the classical language and in the language of practical law: all such is unlawful to be eaten, except fish and locusts, which are lawful by universal consent of the Muslims: (En-Nawawee:) or, in the common acceptation of the language of law, what has died a natural death, or been killed in a state or manner different from that prescribed by the law, either the agent or the animal killed not being such as is so prescribed; as that which is sacrificed to an idol, or slaughtered [by a person] in the state of إِحْرَام, or not by having the throat cut, and that which it is unlawful to eat, such as a dog: (Msb:) [and any separated part of an animal of which the flesh is not lawful food: see عَاجٌ.] b3: بَلَدٌ مَيِّتٌ A tract of land without herbage, or pasture, (Msb, in art. بلد.) b4: مَيِّتٌ (assumed tropical:) An unbeliever; like as حَىٌّ means a Muslim. (TA, in art. حى.) مَيِّتٌ and مَيْتٌ are employed in various other senses, agreeably with the senses of the verb.]

مَائِتٌ: see مَيِّتٌ. b2: فُلَانٌ مَائِتٌ فى الغَمِّ (tropical:) [Such a one is dying, or absorbed, in grief]. (TA.) b3: مَوْتٌ مَائِتٌ A severe, painful, or violent, death: (TA:) like لَيْلٌ لَائِلٌ: the latter word being added to corroborate the former. (S.) مَمَاتٌ: see مَوْتٌ.

مُمِيتٌ and مُمِيتَةٌ (tropical:) A woman, and a she-camel, that has lost her offspring by death: (S:) and a woman who has lost her husband by death: (TA:) pl. مَمَاوِيتُ. (S.) مُتَمَاوِتٌ (tropical:) [Feigning himself dead]. b2: (tropical:) An epithet applied to A hypocritical devotee, (S, K,) who pretends to be like one dead in his devotion, who lowers his voice, and moves little: as though he were one who put on the outward appearance of devotees, and constrained himself to characterize himself by the characteristics of the dead, that he might be imagined to be weak by reason of much devotion. (TA.) مُسْتَمِيتٌ A courageous man, who seeks, or courts death: (K:) a man who seeks to be slain; who cares not, in war, for death: (S:) abandon-ing, or devoting, himself to death, (مسْتَرْسِلٌ لِلْمَوْتِ,) as also مُسْتَقْتِلٌ. (A.) b2: (assumed tropical:) Abandoning, or devoting himself to a thing, or affair; syn. مُسْتَرْسِلٌ لِأَمْرٍ. (S, K.) b3: هَوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذَا, as also مُسْتَهْلِكٌ, (tropical:) He [is devoted to such a thing, so that he] imagines that he shall die if he do not attain it. (A.) b4: Ru-beh says, وَزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ وَاللَّيْلُ فَوْقَ المَاءِ مُسْتَمِيتُ [And to the froth of the sea there was a sound like that of boiling, and night impended over the water]. (S.) [It is implied in the S that مستميت here signifies مُسْتَرْسِل.] b5: (assumed tropical:) One who feigns himself to be insane, or possessed by a devil; not being really so. (TA.) b6: (assumed tropical:) One who feigns lowliness, or submissiveness, in voice, &c., to this man until he feeds him, and to this until he feeds him, and, when he is satiated, is ungrateful to his benefactors. (TA.) b7: (assumed tropical:) One who makes a show of being good and quiet or tranquil, and is not so in reality. (Ibn-El-Mubárak.) A2: مُسْتَمِيتٌ The thin pellicle that adheres to the white of an egg. (K.) [See 10: and see also مُسْتَمِيثٌ, in art. ميث.]

رب

رب
الرَّبُّ في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حدّ التمام، يقال رَبَّهُ، وربّاه ورَبَّبَهُ. وقيل: (لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن) . فالرّبّ مصدر مستعار للفاعل، ولا يقال الرّبّ مطلقا إلا لله تعالى المتكفّل بمصلحة الموجودات، نحو قوله: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ/ 15] .
وعلى هذا قوله تعالى: وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً
[آل عمران/ 80] أي:
آلهة، وتزعمون أنهم الباري مسبّب الأسباب، والمتولّي لمصالح العباد، وبالإضافة يقال له ولغيره، نحو قوله: رَبِّ الْعالَمِينَ [الفاتحة/ 1] ، ورَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [الصافات/ 126] ، ويقال: رَبُّ الدّار، ورَبُّ الفرس لصاحبهما، وعلى ذلك قول الله تعالى:
اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ [يوسف/ 42] ، وقوله تعالى: ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ [يوسف/ 50] ، وقوله: قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ [يوسف/ 23] ، قيل:
عنى به الله تعالى، وقيل: عنى به الملك الذي ربّاه ، والأوّل أليق بقوله. والرَّبَّانِيُّ قيل: منسوب إلى الرّبّان، ولفظ فعلان من: فعل يبنى نحو:
عطشان وسكران، وقلّما يبنى من فعل، وقد جاء نعسان. وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ الذي هو المصدر، وهو الذي يربّ العلم كالحكيم، وقيل: منسوب إليه، ومعناه، يربّ نفسه بالعلم، وكلاهما في التحقيق متلازمان، لأنّ من ربّ نفسه بالعلم فقد ربّ العلم، ومن ربّ العلم فقد ربّ نفسه به. وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ، أي: الله تعالى، فالرّبّانيّ كقولهم: إلهيّ، وزيادة النون فيه كزيادته في قولهم: لحيانيّ، وجسمانيّ . قال عليّ رضي الله عنه: (أنا ربّانيّ هذه الأمّة) والجمع ربّانيّون. قال تعالى:
لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ [المائدة/ 63] ، كُونُوا رَبَّانِيِّينَ [آل عمران/ 79] ، وقيل: ربّانيّ لفظ في الأصل سريانيّ، وأخلق بذلك ، فقلّما يوجد في كلامهم، وقوله تعالى:
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ
[آل عمران/ 146] ، فالرِّبِّيُّ كالرّبّانيّ. والرّبوبيّة مصدر، يقال في الله عزّ وجلّ، والرِّبَابَة تقال في غيره، وجمع الرّبّ أرْبابٌ، قال تعالى: أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف/ 39] ، ولم يكن من حقّ الرّبّ أن يجمع إذ كان إطلاقه لا يتناول إلّا الله تعالى، لكن أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم، لا على ما عليه ذات الشيء في نفسه، والرّبّ لا يقال في التّعارف إلّا في الله، وجمعه أربّة، وربوب، قال الشاعر:
كانت أربّتهم بهز وغرّهم عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا
وقال آخر:
وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي وقبلك ربّتني فضعت ربوب
ويقال للعقد في موالاة الغير: الرِّبَابَةُ، ولما يجمع فيه القدح ربابة، واختصّ الرّابّ والرّابّة بأحد الزّوجين إذا تولّى تربية الولد من زوج كان قبله، والرّبيب والرّبيبة بذلك الولد، قال تعالى:
وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ
[النساء/ 23] ، وربّبت الأديم بالسّمن، والدّواء بالعسل، وسقاء مربوب، قال الشاعر:
فكوني له كالسّمن ربّت بالأدم
والرَّبَابُ: السّحاب، سمّي بذلك لأنّه يربّ النبات، وبهذا النّظر سمّي المطر درّا، وشبّه السّحاب باللّقوح. وأَرَبَّتِ السّحابة: دامت، وحقيقته أنها صارت ذات تربية، وتصوّر فيه معنى الإقامة فقيل: أَرَبَّ فلانٌ بمكان كذا تشبيها بإقامة الرّباب، وَ «رُبَّ» لاستقلال الشيء، ولما يكون وقتا بعد وقت، نحو: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] .
باب الرّاء والباء ر ب، ب ر مستعملان

رب: الرِّبِّيُّون: الّذين صبروا مع الأنبياء، نسبوا إلى العبادة والتّألّه في معرفة الرُّبوبيّة للَّه، الواحد: رِبِّيٌّ. ومن ملك شيئاً فهو رَبُّه، لا يُقال بغير الإضافة إلاّ للَّهِ عزّ وجل. ورجلٌ ربّابيّ نسب إلى الرّبّاب، حيّ من ضَبَّة. والرَّبابُ: السَّحابُ الذي فيه ماء، الواحدةُ: رَبابة، وأَرَبَّتِ السَّحابة بهذه البلدة: أدامَتْ بها المَطَر، قال:

أربّ بها عارضٌ مُمْطِرُ  وأرضٌ مِربابٌ: أَرّبَّ بها المطر، ومرب أيضا، لا يزال بها مطر، وكذلك مَصَلّ، فيها صِلالٌ من مَطَر، أي: أمطار متفرّقة، شيء بعد شيء، قال :

[بأوّل ما هاجت لك الشوق دمنة] ... بأجرع مقفار مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

ورَبَبْتُ قَرابةَ فُلانٍ رَبّاً، أي: زدت فيها لئَلاّ يَعْفوا أَثَرُها. ورَبَبْتُ الصّبيّ والمهر، يُخَفَّفُ ويُثَقَلُ، قال الرّاجز:

كان لنا وهو فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ

والرَّبيبةُ: الحاضِنةُ. ورَبَبْته وربّبته: حضنته. وربيبةُ الرَّجُل: ولد امرأته من غيره، والرّبيب: يُقال لزوج الأمّ لها ولد من غيره، ويقال لامرأة الرّجل إذا كان له ولدٌ من غيرها: ربيبة وهو الرّابّ، وهي: الرّابّة، والجميع: الرّوابّ. والرُّبَّى: الشّاة من حين تَلِدُ إلى عِشْرين يوماً، ويقال: الشّاةُ في رِبابها إلى ذلك الوَقْت، قال:

حَنينَ أمّ البَوِّ في رِبابها

والسِّقاءُ يُرَبَّبُ: [أي: يُجْعَلُ فيه الرُّبّ] . والشَّيء يُرَبَّبُ بخل أو عسل. والجَرّةُ تُرَبَّبُ فتُضَرَّى تربيباً. ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ: مطبوخٌ بالطِّيب، قال في وصف الزِّق :

لنا خِباءٌ وراوُوقٌ ومُسْمِعةٌ ... لدى حِضاجٍ، بجَوْنِ القار، مَرْبوبِ

ويُرْوَى: لدى حِضَجْرٍ، وهو الزِّقُ العظيم. والرَّبْرَبُ: القطيع من بقر الوحش. والرَّبَّةُ: نَباتٌ في الصَّيْف، والجميع: الرِّبب. والرُّبّ: السُّلافُ الخاثر من كلّ شيءٍ من الثِّمار. والإرباب: الدُّنُوّ من كل شيء، قال ذو الرُّمّة في وَصْف الشَّوْل :

فَيُقْبِلْنَ إِرْباباً ويُعْرِضُنَ رَهْبةً ... صُدُودَ العَذارَى واجَهَتْها المجالسُ

ورُبَّ: كلمة تُفْرِدُ واحداً من جميع يقع على واحد يُعْنَى به الجميع، كقولك: رُبَّ خَيْرٍ لَقِيته، ويقال: رُبّتما كان ذلك، وكُلٌّ يخفِّفُ الباء، كقوله :

ألا رُبَ ناصرٍ لك من لويٍّ ... كريمٍ لو تناديه أجابا والرِّبابة: خِرْقةٌ تُجْعلُ فيها القِداح، هذلية، واشتقاقه من ربَبتُ الشّيء، أي: جمعته، قال :

[بأوّل ما هاجت لك الشوق دمنة ... بأجرع مِقْفارٍ] مَرَبٍّ مُحَلّلِ

بر: البّرُّ: خلافُ البَحْرِ، ونقيضُ الكِنِّ، تقول: خَرَجْت برّاً وجَلَسْتُ برّا، على النّكرة تستعمله العرب. والبَرِّيَّةُ: الصَّحراء. والبَرُّ: البارُّ بذوي قَرابته. وقومٌ بَرَرةٌ وأبرارٌ. وتقول: ليس ببرّ وهو بارٌّ غداً. والمصدر والاسم: البِرّ، مستويان. وبَرَّتْ يَمِينُه، أي: صَدَقَتْ، وأَبَرَّها اللَّهُ، أي: امضاها على الصِّدْق، وأَبْرَرْتُ يميني إبراراً. وبَرَّ اللَّهُ حَجَّكَ فهو مبرورٌ.. وفلانٌ يَبُرُّك، [أي] : يطيعك، قال:

يَبَرُّك، النّاسُ ويَفْجُرونكا

والبَرِيرُ: حِمْل الأراك. وقد أَبَرَّ عليهم، أي: غلبهم. وابترّ فلانٌ، أي: انتصب منفرداً من أصحابه. والبَرْبرة: كَثْرةُ الكلامِ، والجَلَبة باللِّسان، قال: (.....) كلّ غَدورٍ بَرْبارْ

وبَرْبَر: جِيلٌ من النّاس سَيِّىء الخلْق، ويُقالُ إنّهم من وَلَد برُ بن قيس بن عيلان. والبُرُّ: الحِنطة. والبُرْبُور: الجَشيشُ من البُرّ.

رب

1 رَبَّهُ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. رَبٌّ, (M,) [He was, or became, its رَبّ, or lord, possessor, owner, &c.;] he possessed, or owned, it; had possession of it, and command, or authority, over it; (M, K;) namely, a thing; (K;) syn. مَلَكَهُ. (M, K.) [and in like manner, He was, or became, his رَبّ, or lord, &c.] You say, رَبَبْتُ القَوْمَ, [inf. n. as above and مَرَبَّةٌ and رِبَابَةٌ,] I ruled, or governed, the people; syn. سُسْتُهُمْ; i. e. I was, or became, over them [as their lord, master, or chief]. (S.) and طَالَتْ مَرَبَّتُهُمُ النَّاسَ and رِبَابَتُهُم Their ruling, or governing, the people continued long. (M, K. *) The saying of Safwán, (T, S,) on the day of Honeyn, (T,) لَأَنْ يَرُبَّنِى رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أُنْ يَرُبَّنِى رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ means [Assuredly that a man of Kureysh] should be over me (T, S) as رَبّ [or lord, &c.], and as master, or chief, having command, or authority, over me, (T,) [is more pleasing to me than that a man of Hawázin should be lord, &c., over me.] b2: Also, (S, M, Mgh, K,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. رَبٌّ, (S, Mgh, M,) He reared, fostered, brought up, fed, or nourished, him; i. q. رَبَّاهُ; (S, M, Mgh, K;) namely, his child, (S,) or a child, (M, K,) either his own or another's; taking good care of him, and acting as his guardian, (M,) until he attained to puberty, or to the utmost term of youth: (M, K:) and so ↓ ربّبهُ, (Lh, S, M, Mgh, K,) or this has a more emphatic signification, (TA,) inf. n. تَربِيبٌ (Lh, M, Mgh, K) and تَرِبَّةٌ; (Lh, M, K;) and ↓ تربّبه; (S, M, K;) and ↓ ارتبّهُ: (M, K:) [in like manner, also,] ↓ رَبْرَبَ signifies he reared, fostered, or brought up, an orphan: (AA, T:) and accord. to IDrd, (M,) رَبِبْتُهُ is a dial. var. [of رَبَبْتُهُ]: (M, K:) he says also that the verb is used in like manner in relation to the young one of an animal other than man; and he used to cite this ex.: كَانَ لَنَا وَهْوَ فَلُوٌّ نِرْبِبُهْ [He belonged to us when he was a young weaned, or one-year-old, colt, we rearing him]; with the letter characteristic of the aor. meksoor, to show that the second letter of the preterite is meksoor, accord to the opinion of Sb in respect of a case of this kind; and this, he says, is peculiar to the dial. of Hudheyl in this species of verb. (M, TA.) رَبَّتِ المَرْأَةُ صَبِيَّهَا, used tropically, means (tropical:) The woman patted her child repeatedly on its side in order that it might sleep. (A, TA.) [See 2 in art. ربت.] [It is said that] the primary signification of الرَّبُّ is التَّرْبِيَةُ; i. e. The bringing a thing to a state of completion by degrees. (Bd in i. l.) A poet says, (S,) namely, Hassán Ibn-Thábit, (TA,) مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَآءَ صَافِيَةٍ

حَائِرُ البَحْرِ ↓ مِمَّا تَرَبَّبَ [Than a white, clear, pearl, of those which the depth of the sea has brought to maturity]; meaning a pearl which the shell has reared, or brought to maturity in the bottom of the water. (S, TA.) And the phrase لَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا occurs in a trad., meaning [Thou hast wealth] which thou preservest, and of which thou takest care, and which thou fosterest like as the man fosters his child. (TA.) b3: [Hence,] المَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ وَالثَّرَى The rain causes the plants, or herbage, and the moisture [of the earth] to increase. (M.) and السَّحَابُ يَرُبُّ المَطَرَ The clouds collect and increase the rain. (M.) And رَبَّ, (T, S, M, K, TA,) aor. ـُ inf. n. رَبٌّ and رِبَابٌ and رِبَابَةٌ; (Lh, M, TA;) and ↓ ربّب; (M, TA;) (tropical:) He increased, (M, K, TA,) or rightly disposed, and completed, (T, S,) a benefit, or benefaction. (T, S, M, TA.) b4: رَبَّ الأَمْرَ, (M, Msb, K,) aor. ـُ , inf. n. رَبٌّ (M, Msb) and رِبَابَةٌ, (M,) (tropical:) He put the affair into a right, or proper, state; adjusted it, arranged it, ordered it, or rightly disposed it; (M, K;) and established it firmly: (M:) or he managed, conducted, or regulated, the affair: (Msb:) [perhaps from رَبَّ signifying “ he reared,”

&c.; but more probably, I think, from what next follows.] b5: رَبَّ, (T, S, M, K,) aor. ـُ (T, M,) inf. n. رَبُّ (T, M, K) and رُبٌّ; (K) and ↓ ربّب; (M;) He seasoned a skin (T, S, K) for clarified butter (T, S) with رُبّ [i. e. rob, or inspissated juice], (T, S, K,) of dates, (TA,) which imparts a good odour to it, (S, TA,) and prevents the flavour and odour of the butter from being spoiled: (TA:) or he seasoned a skin with رُبّ, and a jar with tar or pitch: or, as some say, رَبَبْتُهُ signifies I smeared it over, and prepared it properly. (M.) ↓ رَبَّ and ↓ ربّب, (K,) or the latter, but the former also is allowable, (M,) (tropical:) He made oil, or ointment, good, and sweet, or fragrant, or he perfumed it, (M, K, * TA,) accord. to Lh, by infusing in it jasmine or some other sweet-smelling plant. (M, TA.) See also مُرَبَّبٌ, below. b6: رَبَّ also signifies He collected, or congregated, (K, TA,) people: (TA:) [and so, probably, ↓ ربّب: see رَبَبٌ.] You say, فُلَانٌ يَرُبُّ النَّاسَ Such a one collects, or congregates, to him the people. (T, S, M.) A2: رَبَّ, aor. ـِ see 4 A3: رَبَّتْ, (Lh, M, K,) aor. ـُ (so in the M,) or ـِ (MF, TA,) inf. n. رَبٌّ, (M, TA,) or رِبَابٌ, (S, K, [in each of which this is mentioned as the inf. n. whence the epithet رُبَّى,]) said of a ewe or she-goat, She brought forth: (Lh, M, K:) or, as some say, she conceived: or, accord. to some, there is no verb to the epithet رُبَّى: (M:) Az says that it has no verb: (Msb:) [but] ↓ رِبَابٌ is an inf. n. used in relation to a ewe or she-goat as meaning her being in the state of such as is termed رُبَّى

[q. v.]: (S, M, * Msb, * K: *) and in relation to a she-camel, as in the ex. cited by Munteji' Ibn-Nebhán to As, حَنِينَ أُمِّ البَوِّفِى رِبَابِهَا [The yearning cry of the mother of the young camel in the time of her having recently brought forth]: (S:) and used also in relation to a woman as meaning her having recently brought forth: or her state within two months after having brought forth: or within twenty days: whence the phrase, in a trad., حَمْلُهَا رِبَابٌ, meaning She becomes pregnant soon after having brought forth. (TA.) 2 ربّب: see 1, in five places. b2: [Also He preserved with رُبّ, i. e., rob, or inspissated juice: see مُرَبَّبٌ.]4 اربّ بِالمَكَانِ, (T, M, A, K, *) inf. n. إِرْبَابٌ; (T;) and ↓ رَبَّ, (M, K,) aor. ـِ (MF, TA;) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place, (T, M, A, K, *) not quitting it; (T;) like

أَلَبَّ: (T, A:) and the former, [or each,] he kept, or clave, to the place. (M.) And اربّتِ الإِبِلُ بِالمَوْضِعِ (T,) or بِمَكَانِ كَذَا, (S,) The camels kept, or clave, (T, S,) to the place, (T,) or to such a place, and remained in it. (S.) and اربّت النَّاقَةُ, (S,) or اربّت النَاقة بِالفَحْلِ, and بِوَلَدِهَا, (M,) The she-camel kept to the stallion, (S, M,) and to her young one, (M,) and affected it. (TA.) And اربّت السَّحَابَةُ (S, M, A) بِأَرْضِهِمْ (A) (tropical:) The cloud continued raining [in their land]. (S, * M.) And اربّت الجَنُوبُ (assumed tropical:) The south, or southerly, wind continued. (T, S.) b2: الإِرْبَابُ also signifies The drawing near, or approaching, (S, M, K,) a thing, (S, M,) of any kind. (M.) 5 تربّب الأَرْضَ, (M, A, K,) and الرَّجُلَ, (M, K,) He asserted himself to be the ربّ [or lord, &c.,] of the land, (M, A, K,) and of the man. (M, K.) b2: See also 1, in two places, in the former half of the paragraph.

A2: تربّبوا They collected themselves together, or congregated; or they became collected or congregated. (S.) 6 ترابّوا They united in a confederacy, league, or covenant. (M, TA.) [App. from the fact of some confederates dipping their hands into رُبّ: see رِبَابٌ.]8 ارتبّهُ: see 1. b2: تَرْتَبُّ الشَّعَرَ [She adjusts, or arranges, and composes, or collects together, the hair], said of a woman, is from [الرَّبُّ signifying]

الإِصْلَاحُ and الجَمْعُ. (M.) b3: اُرْتُبَّ العِنَبُ The grapes were cooked so as to become رُبّ [or rob], used to give a relish to bread. (AHn, M.) R. Q. 1 رَبْرَبَ: see 1.

رَبْ: see رَأَبَ, of which it is an imperative.

رُبَ and رَبَ and رُبُ and رُبْ and رَبْ; and رُبَمَا and رَبَمَا &c.: see رُبَّ.

رَبٌ: see the next paragraph, last sentence but one.

رَبٌّ A lord, a possessor, an owner, or a proprietor, syn. مَالِكٌ, (T, IAmb, S, M, A, Msb, K,) of a thing, (T,) of anything, (S, M, A, K,) or of an irrational thing; (Msb;) a person who has a right, or just title or claim, to the possession of anything; or its صَاحِب [which is syn. with مَالِك]; (M, A, K;) رَبٌّ and مَالِكٌ and صَاحِبٌ all signifying in Pers\. خُدَاوَنْد: (KL:) and a lord, master, or chief; (Msb, TA;) or a lord, master, or chief, to whom obedience is paid: (IAmb, TA:) and a lord, ruler, governor, regulator, or disposer; (TA;) an orderer, a rectifier, or a reformer: (IAmb, TA:) a rearer, fosterer, bringer-up, feeder, or nourisher: and a completer, or an accomplisher: (TA:) it is an epithet, like نَمٌّ from نَمَّ: or an inf. n. used as an intensive epithet; like عَدْلٌ; (Ksh and Bd * in i. l;) originally signifying the “ bringing (a thing) to a state of completion by degrees;” (Bd, ibid.;) then used in the sense of مَالِكٌ: (Ksh and Bd ibid.:) the pl. [of pauc.] is أَرْبَابٌ and [of mult.]

رُبُوبٌ, (M, K,) and accord. to Sh, رِبَابٌ also, (TA,) signifying أَصْحَابٌ, (K,) and ↓ رَبُوبٌ is app. a quasi-pl. n.: (M:) the fem. is ↓ رَبَّةٌ; of which the pl. is رَبَّاتٌ. (T.) Whoever possesses a thing is its رَبّ: you say, هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ [He is the possessor, or owner, or master, of the beast], and الدَّارِ [of the house], (T,) and المَالِ [of the property, or cattle]; (Msb;) and البَيْتِ ↓ هِىَ رَبَّةُ [She is the owner, or mistress, of the house or tent]. (T.) With the article ال, it is [properly] applied only to God: (T, S, M, A, Msb, K:) He is رَبُّ الأَرْبَابِ [The Lord of lords]. (T. [Thus the pl. with the article ال is applied to created beings.]) To any other being it is not [properly] applied but as a prefixed noun governing another noun as its complement in the gen. case [or in a similar manner]. (S.) The pagan Arabs, however, sometimes applied it to A king, (S,) or to a lord as meaning a master or chief: (Msb:) El-Hárith says, (S, Msb,) i. e. Ibn-Hillizeh, (S,) وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يُوْ مِ الحِيَارَيْنِ وَالبَلَآءُ بَلَآءُ (S, Msb,) i. e. And he (meaning El-Mundhir Ibn-Má-es-Semà, or, as some say, 'Amr Ibn-Hind,) was the king [or lord] and witness of our fighting on the day of El-Hiyárán (the name of a place), and the trial was a hard trial. (EM, p. 285: [in which الحَيَارَيْنِ is erroneously put for الحِيَارَيْنِ.]) Some forbid that a man should be called the رَبّ of his slave: (Msb:) it is said in a trad. that the slave shall not say to his master, رَبّى, because it is like attributing a partner to God: (TA:) but رَبّ is sometimes used in the sense of lord as meaning master or chief prefixed to a noun signifying a rational being governed by it in the gen. case: thus in the saying of the Prophet, حَتَّى تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّهَا [So that the female slave shall bring forth him who will become her master], or ↓ رَبَّتَهَا [her mistress], accord. to different transmitters; (Msb;) relating to the signs of the hour of resurrection: i. e., the female slave shall bring forth to her master a child that shall be as a master [or mistress] to her because like his [or her] father in rank: meaning that captives and concubines shall be numerous. (TA.) As to the phrase in the Kur [xii. 42], اُذْكُرْنِى عِنْدَ رَبِّكَ [Mention thou me in the presence of thy lord], Joseph thus addressed his fellow-prisoner agreeably with the acceptation in which he [the latter] understood the words. (TA.) A similar instance also occurs in the same chapter, in the verse immediately preceding. (Msb.) In another verse, [23 of the same ch.,] إِنَّهُ رَبِّى

[Verily he is my lord] may refer to Joseph's master or to God. (M, TA.) The words of the Kur [lxxxix. 28 and 29], اِرْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً

مَرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عَبْدىِ, as some read, [instead of عِبَادِى,] may mean Return to thine owner, [approving, approved,] and enter into my servant. (M, TA.) b2: Without the article ال, as some say, (L, TA,) it is sometimes written and pronounced ↓ رَبٌ, without teshdeed; (L, K;) as in the following verse, cited by El-Mufaddal, وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ رَبٌ غَيْرُ مَنْ يَعْطِى الحُظُوظَ وَيَرْزُقُ [And the peoples have known that there is not above him a lord beside Him who gives the portions of mankind and of others and grants the means of subsistence]. (L.) And Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th] mentions the phrase لَا وَرَبِيكَ لَا

أَفْعَلُ, for لَا وَرَبِّكَ [i. e. No, by thy Lord, I will not do such a thing]; the [latter] ب being changed into ى because of the reduplication. (M, K: * in the CK رَبْيِكَ.) رُبَّ is a word of which there are seventy dial. vars., all mentioned by Zekereeyà El-Ansáree in his great Expos. of the “ Munferijeh,” but only eighteen of which are mentioned in the K, including some that are formed with the affix ت, some with the affix مَا, and some with both these affixes together; as follows: (TA:) رُبَّ (T, S, M, Msb, Mughnee, K, &c.) and رَبَّ (T, M, Mughnee, K) and رُبُّ, (Mughnee,) and ↓ رُبَ (T, S, M, Mughnee, K) and رَبَ (T, M, Mughnee, K) and رُبُ and رُبْ (Mughnee, K) and رَبْ; (Mughnee;) and ↓ رُبَّتَ (T, S, M, Msb, Mughnee, K) and رَبَّتَ (M, Mughnee, K) and رُبُّتَ and رُبَّتُ and رَبَّتُ and رُبُّتُ and رُبَّتِ and رَبَّتِ and رُبُّتِ and رَبُّت (TA) and رُبَّتْ and رَبَّتْ (Mughnee) and رُبُّتْ, (TA,) and ↓ رُبَتَ (T, Mughnee, K) and رَبَتَ (Mughnee, K) and رُبُتَ and رُبْتَ and رَبْتَ and رُبَتُ and رَبَتُ and رُبُتُ and رُبْتُ and رَبْتُ and رُبَتِ and رَبَتِ and رُبُتِ and رَبُتِ and رُبْتِ and رَبْتِ (TA) and رُبَتْ and رَبَتْ (Mughnee) and رُبُتْ; (TA;) and رُبَّمَا (T, S, M, K) and رَبَّمَا (M, K) and رُبُّمَا, (TA,) and ↓ رُبَمَا (T, K) and رَبَمَا (K) and رُبُمَا and رُبْمَا and رَبْمَا; (TA;) and ↓ رُبَّتَمَا (T, S, M, K) and رَبَّتَمَا (M, K) and رُبُّتَمَا and رُبَّتُمَا and رَبَّتُمَا and رُبُّتُمَا and رُبَّتْمَا and رَبَّتْمَا and رُبُّتْمَا, (TA,) and ↓ رُبَتَمَا and رَبَتَمَا (M, K) and رُبُتَمَا and رُبْتَمَا and رَبْتَمَا and رُبَتُمَا and رَبَتُمَا and رُبُتُمَا and رُبْتُمَا and رَبْتُمَا and رُبَتْمَا and رَبَتْمَا and رُبُتْمَا: (TA:) [of all these, the most common are رُبَّ and رُبَّمَا: and] ↓ رُبَّتَ is the most common of the forms that have the affix ت: (Mughnee and K on the letter ت:) and the forms with teshdeed are more common than the [corresponding] forms without teshdeed. (M.) It is a word, (M,) or particle, (T, S, Mughnee, K,) governing the gen. case: (S, M, Mughnee, K:) or a noun, (K, TA,) [i. e. an indecl. noun,] in the opinion of the Koofees and some others; but this opinion is rejected by Ibn-Málik in the Tesheel and its Expos., and by AHei, and by IHsh in the Mughnee. (TA.) Accord. to some, (K, TA,) it is used to denote a small number, (T, M, Msb, K, TA,) always, (TA,) or mostly: (Msb, TA:) [thus it may be rendered Few if we render the noun following it as a pl.; and scarce any if we render the noun following as a sing. or a pl.:] it is the contr. of كَمْ when this latter is not used interrogatively: (T:) [and with مَا affixed, restricting it from government, it may be rendered Few times, or seldom:] or it is used to denote a large number; (K, TA;) i. e. always: so says IDrst: (TA:) [thus used, but such is not always the case, it may be rendered Many, whether we render the noun following it as a sing. or as a pl.: and with مَا affixed, Many times, many a time, oftentimes, ofttimes, often, or frequently:] or it is used to denote a small and a large number; (Mughnee, K;) often the latter, and seldom the former: (Mughnee:) or it is used in a case of boasting, or glorying, (K, TA,) exclusively of other cases, (TA,) to denote a large number: (K, TA:) or it does not denote by itself either a small number or a large number; but one or the other of these meanings is inferred from the context: (K:) [but sometimes neither of these meanings can be clearly inferred from the context: in these cases, it may be rendered Some: and with مَا affixed, Sometimes:] accord. to Er-Radee, its primary meaning is to denote a small number, but it has been so much used to denote a large number as to be in this latter sense as though it were proper, and in the former sense as though it were tropical, requiring context [to explain it]. (Marginal note in my copy of the Mughnee.) [Without the affix ما,] it governs an indeterminate noun (T, * S, Msb, Mughnee, K) only, (T, S, K,) and a pronoun. (S, M, Mughnee.) You say, رُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فِيهِ [Few, or many, days have I gone forth early therein]: (T:) and رُبَّ رَجُلٍ قَائِمٌ [Few, or many, men are standing]: (M:) and رُبَّ رَجُلٍ قَامَ [Few, or many, men stood]: (Msb:) and in like manner, رُبَّتَ ↓ رَجُلٍ ; (Msb;) for the ت in this case is not a denotative of the fem. gender. (Msb.) The pronoun affixed to it is of the third Pers\., (S, M,) and is [generally] sing. and masc., (S, Mughnee,) though it may be followed by a fem. and by a dual and by a pl.: (S:) notwithstanding its being determinate in the utmost degree, its use in this manner is allowable because it resembles an indeterminate noun in its being used without the previous mention of the noun to which it relates; and hence it requires a noun to explain it: (IJ, M:) it annuls the government of رُبَّ; (TA;) and the indeterminate noun that follows it is put in the accus. case as a specificative: (S, Mughnee:) thus you say, رُبَّهُ رَجُلًا قَدْ ضَرَبْتُ [Few, or many, men I have beaten]: (S, M: *) but accord. to the Koofees, you say رُبَّهُ رَجُلًا, (S,) and رُبَّهَا امْرَأَةً, (M,) and رُبَّهُمَا رَجُلَيْنش, and رُبَّهُمْ رِجَالًا, and رُبَّهُنَّ نِسَآءً: he who puts the pronoun in the sing. [in all cases] holds it to be allusive to something unknown; and he who does not put it in the sing. [when it is not followed by a sing. noun] holds it to be used in reply to a question, as though it were said to a man, “Hast thou not any young women? ” and he answered, رُبَّهُنَّ جَوَارٍ قَدْ مَلَكْتُ [Few, or many, young women have I possessed]: Ibn-Es-Sarráj says that the grammarians are as though they were of one consent in holding رُبَّ to be a replicative [app. meaning in a case of this kind, with an affixed pronoun]: (S:) [but it is not always a replicative in a case of this kind; though perhaps it was originally:] AHeyth cites as an ex.

وَرُبَّهُ عَطِبًا أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ [And many a perishing man have I saved from perdition]. (TA. [But the reading commonly found in grammars is مِنْ عَطَبِهْ from his state of perdition.]) The following is an ex. of the use of رُبَّ to denote a small number, [or rather to denote singleness,] أَلَا رُبَّ مَوْلُودٍ وَلَيْسَ لَهُ أَبٌ وَذِى وَلَدٍ لَمْ يَلْدِهِ أَبَوَانِ [Now surely scarce an instance is there of anyone born not having a father, and of anyone having offspring whom two parents have not procreated]; meaning [our Lord] Jesus and Adam: (Mughnee: [but I have substituted يَلْدِهِ for يَلْدَهُ, the reading in my copy of that work: لَمْ يَلْدِهِ is for لَمْ يَلِدْهُ, for the sake of the metre; like as لِمْ أَجْدِ is for لَمْ أَجِدْ:]) and among the many exs. of its use to denote a large number, is the saying, in a trad., يَا رُبَّ كاَسِيَةٍ فِى الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ القِيٰمَةِ [O, many a female having clothing in the present state of existence will be naked on the day of resurrection!]; and the saying of an Arab of the desert, after the ending of Ramadán, يَا رُبَّ صَائِمِهِ لَنْ يَعصُومَهُ وَيَا رُبَّ قَائِمِهِ لَنْ يَقُومَهُ [O, many a keeper of its fast shall not keep its fast again! and O, many a passer of its nights in prayer, or per-former of its تَرَاوِيح, shall not pass its nights in prayer, or perform its تراويح, again!]. (Mughnee.) [But in this last ex., and in others, it relates to few in comparison with others, though many abstractedly.] b2: مَا is affixed to رُبَّ &c. in order that a verb may follow it; (S, Mughnee;) and the verb that follows it is generally a preterite, (T, Mughnee,) as to the letter and the meaning: (Mughnee:) you say, رُبَّمَا جَآءَنِى فُلَانٌ [Seldom, or often, such a one came to me, or has come to me]: (T:) sometimes the verb is a future; (T, Mughnee;) but only when it expresses an event of which one is certain: (T:) so in the saying in the Kur [xv. 2], رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ, (T, S, M, Mughnee), meaning Often [will those who have disbelieved wish that they had been Muslims]; (Mughnee, Jel;) or seldom, (Zj, T, M, Jel,) because terrors will bereave them of their reason so that they will but seldom recover reason to wish this; (Jel;) for God's threat is true, as though it had come to pass, and therefore the verb here is equivalent to a preterite [which is often used in the Kur and elsewhere in this manner]. (T.) مَا is also sometimes affixed when a noun follows, (T, Mughnee,) or a nominal proposition, and generally restricts رُبَّ

&c. from governing: thus, Aboo-Duwád says, رُبَّمَا الجَامِلُ المُؤَبَّلُ فِيهِمْ وَعَنَا جِيجُ بَيْنَهُنَّ المِهَارُ

[Sometimes, or often, the numerous herd of camels is among them, and there are swift horses, among which are the colts]: another says, making رُبَّ, with مَا affixed, to govern, رُبَّمَا ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيلٍ

قَيْنِ بُصْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلَآءَ [Many a stroke with a polished sword of the forging of Busrà, (the Bozrah of the Bible, a city famous for its sword-blades,) and many a wide spear-wound; or, perhaps, few strokes &c.]: (Mughnee: [but I have substituted قَيْنِ for بَيْنَ, which is the reading in my copy of the Mughnee, an evident mistranscription:]) and another, cited by IAar, says, غَارَةٍ ↓ مَاوِىَّ يَا رُبَّتَمَا شَعْوَآءَ كَاللَّذْعَةِ بِالْمِيسَمِ [Máweeyeh, (مَاوِىَّ being an apocopated proper name of a woman, originally مَاوِيَّةُ,) O, many a raid spreading widely and dispersedly, like the burn with the branding-iron]. (T. [In the TT, as from the T, I find, here, بَلْ in the place of يا, which I find in a copy of the T, and which is the reading commonly known.]) رُبٌّ Rob, or inspissated juice, (دِبْس,) of any fruit; i. e., (M, TA,) the first, or clear, juice of the thick residuum of any fruit after it has been pressed (M, K, TA) and cooked: (M, TA:) thick طِلَآء [or expressed juice; such as the inspissated juice of dates, with which a skin for clarified butter is seasoned; see 1, in the latter half of the paragraph]: (S:) or what flows from fresh ripe dates, like honey, when it has been cooked [and so rendered thick]; before which it is called صَقْرٌ: (Msb in the present art. and in art. صقر:) what is prepared by coction from, or of, dates: (TA:) expressed juice of grapes, and of apples, &c., cooked and [so] thickened: (KL:) and dregs, (K,) or black dregs, (IDrd, M,) of clarified butter, (IDrd, M, K,) and of olive-oil: (IDrd, M:) pl. رُبُوبٌ and رِبَابٌ (S) [and pl. pl. (i. e. pl. of رُبُوبٌ) رُبُوبَاتٌ, which means sorts, or species, of رُبّ]

A2: See also رُبَّى.

رَبَّةٌ: see رَبٌّ, in three places. b2: الرَّبَّةُ was also the name of A Kaabeh [or square temple], (M, K,) in Nejrán, (M,) belonging to [the tribe of] Medh-hij (M, K) and Benu-l-Hárith-Ibn-Kaab, who held it in honour. (M.) In a trad. of 'Orweh (K, TA) Ibn-Mes'ood Eth-Thakafee, (TA,) it is applied to El-Lát (اللَّاتُ), (K, TA,) the rock which [the tribe of] Thakeef worshipped, at Et-Táïf. (TA.) And in another trad., it is said to be the name of A temple of [the tribe of] Thakeef, which, when they became Muslims, was demolished by El-Mugheereh. (TA.) b3: and رَبَّةٌ, (K,) or دَارٌ رَبَّةٌ, (M,) signifies A large house or mansion. (M, K.) A2: See also رُبَّى.

رُبَّةٌ A party, division, sect, or distinct body or class, of men: (M:) or a large assembly or company: (K:) or a myriad; i. e. ten thousand: (M, K:) or thereabout: (M:) and ↓ رِبّةٌ signifies the same: (M, K:) or this signifies a company [of men]: (T:) the pl. of the former is رِبَابٌ: (S, M:) and that of the latter is أَرِبَّةٌ: (T, K:) by Th [and in the K], the former pl. is said to be a pl. of رِبَّةٌ; but this is a mistake. (M.) b2: [Hence, the pl.] رِبَابٌ signifies Companions. (K.) b3: And hence [also], i. e., as pl. of الرُّبَةُ, (S, M,) الرِّبَابُ is an appellation of The [confederate] tribes of Dabbeh; (M, K, TA;) or Teym and 'Adee and 'Okl; (T, TA;) or Teym and 'Adee and 'Owf and Thowr and Ashyab; (TA; [but for the orthography of the last of these names I have found no authority; it is written in the TA اشيب, without any syll. signs;]) and Dabbeh was their paternal uncle; (TA;) or five tribes which united in a confederacy, consisting of Dabbeh and Thowr and 'Okl and Teym and 'Adee: (S:) they were thus called because of their division into distinct bodies; (M;) or because they collected themselves (As, Th, S, TA) in distinct bodies: (Th, M, TA:) or because they united in a confederacy against Temeem Ibn-Murr: (AO, M, TA:) or because they dipped their hands in some رُبّ, and formed a confederacy over it: (As, T, M, K:) or, as some say, because they congregated, and became like the رِبَاب [or bundle] of arrows [used in the game called المَيْسِر]: (TA:) the rel. n. is ↓ رُبِّىٌّ, formed from the sing., (Sb, S, M,) accord. to a rule generally observed except when a [single] man has a pl. word for his name, as كِلَابٌ &c. (S, TA.) b4: The sing. (رُبَّةٌ) also signifies Plenty, or abundance, of the means of subsistence: (K:) and constant, or inseparable, prosperity. (Khálid Ibn-Jembeh, TA.) A2: See also رُبَّى.

رِبَّةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence. b2: [Hence its pl.] أَرِبَّةٌ signifies Confederates; (S, IB, K;) [or] it is for ذَوُو أَرِبَّةٍ

having covenants; أَرِبَّةٌ being said by AAF to be pl. of رِبَابٌ in the sense of عَهْدٌ. (IB, TA.) A2: Also A species of plant, (S, M, Msb, K,) of the [season called] صَيْف, (M,) remaining in the end of the صَيْف: (Msb:) or the name of a number of plants which do not dry up in the صَيْف, remaining green in the winter and the صيف [or summer]; among which are the حُلَّب and the رُخَامَى and the مَكْر and the عَلْقَى or عَلْقًى: [see رَبْلٌ:] or a certain soft, or tender, herb, or leguminous plant: (TA:) or any plant that is green in the hot season: or certain species of trees, or of plants, undefined: (M:) pl. رِبَبٌ. (S, Msb.) [In the dial. of Egypt, Alexandrian trefoil (بِرْسِيم, q. v.,) of the second and third crops.] b2: Also A certain tree: as some say, the tree of the خَرُّوب [an appellation generally applied to the carob, or locust-tree]. (M, K.) رَبَبٌ, (S, M, K,) or مَآءٌ رَبَبٌ, (S, TA,) Much water, (S, M, K,) collected together: (M:) or sweet-water: (S, K:) accord. to Th, it means مَا رَبَّبَهُ الطِينُ [app. such (water) as the clay has collected; for تَرَبَّبَ signifying تَجَمَّعَ is probably quasi-pass. of رَبَّبَ, so that this last seems to signify جَمَّعَ]. (M.) رُبَتَ and رَبَتَ &c.; and رُبَتَمَا and رَبَتَمَا &c.: see رُبَّ.

رَبَابٌ Clouds: (M:) or white clouds: (S, K:) or clouds that one sees beneath other clouds, (S,) or clouds suspended beneath other clouds, (M,) sometimes white and sometimes black: (S, M:) this latter is said by IB to be the signification commonly known: (TA:) or clouds consisting of an accumulation of parts: (A 'Obeyd, T:) n. un. with ة. (A 'Obeyd, S, K.) Hence الرَّبَابُ as a proper name of a woman. (A 'Obeyd, T, S.) A2: Also A certain instrument of diversion, [meaning, of music,] (K,) having strings, (TA,) with which one plays [lit. beats]. (K.) [The رباب in common use among the Arabs in the present day is a kind of viol. A specimen of it is figured and described in my work on the Modern Egyptians. Being an instrument of remarkable simplicity, it is probably similar to the ancient رباب.] Memdood Ibn-'Abd-Allah El-Wásitee Er-Rabábee became proverbial for his musical skill with the رباب. (K.) A3: See also رُبَّانٌ.

رُبَابٌ: see رُبَّى, of which it is an anomalous pl.: A2: and see also رُبَّانٌ.

رِبَابٌ: see رِبَابَةٌ, in two places. b2: Also (tropical:) Tithes, or tenths; syn. عُشُورٌ: (S, M, K:) from the same word signifying “ a covenant. ” (S.) b3: In the phrase يُعْطِيهَا الأَمَانَ رِبَابُهَا, ending a verse of Aboo-Dhu-eyb, describing some asses, رِبَاب is said to signify An oath, or a promise, which the owner of the asses takes of a people to permit those asses to water: or the poet means that the person giving those asses permission to water gives to their owner an arrow, of those used in the game called المَيْسِر, [as a token,] to show that they have received permission to water, and that no one may offer them any opposition: (TA:) some say that رِبَابُهَا here means their owners: (M:) [holding this last opinion,] Sh says that رِبَاب in this verse is a pl. of رَبٌّ. (TA.) A2: It is also a pl. of رُبَّةٌ; (S, M;) not of رِبَّةٌ, as it is said to be by Th [and in the K]. (M.) A3: See also 1, last sentence.

A4: And see رُبَّانٌ.

رَبُوبٌ: see رَبِيبٌ.

A2: See also رَبٌّ, of which it is said in the M to be app. a quasi-pl. n.

رَبِيبٌ Reared, fostered, brought up, fed, or nourished; [and taken good care of, until the age of puberty; (see 1;)] as also ↓ مَرْبُوبٌ; (S, M, K;) both applied to a boy: (S, M:) and in like manner applied to a horse: (M:) or the latter epithet, applied to a horse, (tropical:) tended well, or taken good care of: (A:) the former is also applied to a gazelle; (IAar, K in art. دخل;) [as meaning (assumed tropical:) brought up in, or near, the house or tent, and there fed;] like أَهْلِىٌّ: (TA in that art.:) and [its fem.] رَبِيبَةٌ is applied to a ewe or she-goat, (شَاةٌ, K,) meaning (assumed tropical:) brought up in the tent, or house, for the sake of her milk; (S, K; [see also رُبَّى;]) pl. رَبَائِبُ; (S;) this last being applied to sheep or goats that are tied near to the tents, or houses, and there fed, and that do not go forth to pasture; (M, TA;) of which it is said that none are to be taken for the poor-rate. (TA.) b2: [Hence, A step-son,] a man's wife's son (T, S, M, A, Msb, K) by another husband; (T, S, M, A, K;) as also ↓ رَبُوبٌ: (T, K:) pl. أَرِبَّآءُ. (Msb.) And رَبِيبَةٌ [A step-daughter;] a woman's husband's daughter by another wife: (S:) or a man's wife's daughter (T, M, A, Mgh, Msb, K) by another husband; (T, M, A;) because he rears her: (Mgh:) pl. رَبَائِبُ (A, Mgh, Msb) and sometimes رَبِيبَاتٌ. (Msb.) b3: Also, and ↓ رَابٌّ, (T, M, K,) both syn., like شَهِيدٌ and شَاهِدٌ, and خَبِيرٌ and خَابِرٌ, (TA,) or the latter, (T, S,) mentioned by IAar, is the correct term, (T,) [A step-father;] the husband of a mother (T, S, M, K) who has a child by another husband. (T.) And رَبِيبَةٌ and ↓ رَابَّةٌ, (T,) or the latter [only], (S, K,) [A stepmother;] the wife of a father (T, S, K) who has a child by another wife. (T.) رَبِيبَةٌ also signifies [A foster-mother;] a woman who has the charge of a child, who carries him, and takes care of him, and rears, or fosters, him; (Th, S, M, Msb, K;) like ↓ رَابَّةٌ; the former being of the measure فَعِلَيةٌ in the sense of فَاعِلَةٌ. (Msb.) أَربَّآءُ النَّبِىّ [meaning The foster-fathers of the Prophet] is an appellation given to the people [of the tribe of Saad] among whom Mohammad was suckled; as though اربّآء were pl. of رَبِيبٌ [as it is said to be in one of the senses mentioned above]. (TA.) b4: And رَبِيبٌ signifies also A confederate; a person with whom one unites in a confederacy, league, or covenant. (M, K.) b5: And A king. (M, K.) رِبَابَةٌ: see رُبُوبِيَّةٌ.

A2: Also A covenant, compact, confederacy, or league; (S, M, K;) as also ↓ رِبَابٌ, (M, K,) of which latter, in this sense, the pl. is أَرِبَّةٌ. (AAF, IB, TA.) [See رِبَّةٌ, second sentence.]) A3: And A thing [or case] resembling a quiver (كِنَانَة), in which the arrows of the game called المَيْسِر are enclosed together: (S:) or a piece of skin, (T,) or a piece of thin skin, (Lh, M, TA,) in which the arrows are enclosed, (Lh, T, M, TA,) resembling a quiver (كنانة): (TA:) or a piece of rag, (M, K, TA,) or of skin, (TA,) in which the arrows are enclosed (M, K, TA) or bound: (TA:) or a piece of thin skin which is bound upon the hand of the man who takes forth the arrows (K, TA) of that game, (TA,) lest he should know the feel of an arrow for the owner of which he has an affection: (K, TA:) or a small cord with which the arrows are bound [together]: or the arrows [themselves] collectively: (M, K:) sometimes it is used in this last sense: (S:) and ↓ رِبَابٌ also seems to be used in like manner; as meaning the رِبَابَة of the arrows of the game of الميسر. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce أَفَاضَ in art. فيض.]

رُبُوبَةٌ: see رُبُوبِيَّةٌ.

رَبَابىٌّ A player on the رَبَاب [q. v.]. (MA, K.) رَبُوبِىٌّ, (M, K,) with fet-h [to the ر], (K,) a rel. n. from الرَّبُّ, deviating from rule: so in the phrase عِلْمٌ رَبُوبِىٌّ [Knowledge, science, or doctrine, relating to the Lord, i. e., to God]. (M, K.) رُبُوبِيَّةٌ [Lordship; or the state, or quality, of such as is termed رَبٌّ i. e. a lord, a possessor, an owner, or a proprietor; &c.: and, with the article ال particularly godship, godhead, or deity:] a subst. from الرَّبُّ; (T, * S, * M, K;) as also ↓ رِبَابَةٌ [which seems to be properly an inf. n. of 1 in the sense first explained]. (M, K.) A2: Also, (M, K,) or ↓ رُبُوبَةٌ, (so in a copy of the K,) The state, or condition, of a مَمْلُوك [or slave]. (M, K.) رُبَّتَ and رَبَّتَ &c.; and رُبَّتَمَا and رَبَّتَمَا &c.: see رُبَّ, in five places.

رُبَّى, applied to a ewe or she-goat (شَاةٌ), (S, M, &c.,) That has brought forth: (M, Msb, K:) and so if her young one has died: (M, K:) or that has recently brought forth: (Lh, S, M, Mgh, Msb, K:) or that has brought forth twenty days before: (M:) or that has brought forth two months before: (El-Umawee, S, M:) or that is followed, (M,) or accompanied, (As, Mgh,) by her young one: (As, M, Mgh:) or that is confined in the tent, or house, for the sake of her milk: (Msb: [see also رَبِيبَةٌ, voce رَبِيبٌ:]) accord. to Az, (S, Msb,) it is applied to a she-goat, (S, M, Msb,) and رَغُوثٌ is applied to a ewe: (M:) accord. to others, the former is applied to a she-goat and a ewe, and sometimes to a she-camel: (S, Msb:) the pl. is ↓ رُبَابٌ, (As, T, S, M, Mgh, Msb, K,) which is extr. [in form]: (M, K:) Lh mentions the phrase غَنَمٌ رُبَابٌ, or رِبَابٌ, which, he says, is rare. (M.) b2: See also رُبَّانٌ, in two places.

A2: A benefit, favour, boon, or good. (AA, T, K.) [See an ex. in the first paragraph of art. جشأ.] b2: A want; (AA, T, K;) as in the saying, لِى عِنْدَ فُلَانٍ رُبَّى [I have a want for such a one to supply, or accomplish]. (AA, T.) A3: A child's nurse; syn. دَايَةٌ. (AA, T. In one copy of the T بابه; and in the TA راية. [Perhaps the right reading is رَابَّةٌ, meaning a foster-mother.]) A4: A firm knot: (AA, T, K:) [and so, app., ↓ رُبَّانٌ, if correctly written thus, in the instance here following.] You say, إِنْ كُنْتَ

إِزْرِكَ ↓ بِى تَشهدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ بِرُبَّانِ, (TA,) or بِرُبَّا

إِزْرِكَ (so in the TT, as from the M, [as though for بِرُبَّى,]) and مِنع رُبَّى إِزْرِكَ, (T, TA,) a prov., meaning (assumed tropical:) If thou place thy reliance upon me, then let me weary myself, and enjoy thou relaxation and rest: (T, TA:) here رُبَّى [properly] signifies a firm knot. (T.) [See also a similar prov. in Freytag's Arab. Prov. i. 24.]) A5: Also a name of Jumádà-l-Oolà [the fifth month of the Arabian calendar]; and so ↓ رُبٌّ: (M, K:) and likewise, (K,) or accord. to Kr, (M,) a name of Jumádà-l-Ákhireh [the sixth month]; and so ↓ رُبَّةُ: (M, K:) and this last likewise, (K, there expressly said to be with damm,) or ↓ رَبَّةُ, (so accord. to the M as transcribed in the TT,) a name of Dhu-l-Kaadeh [the eleventh month]: (M, K:) thus these months were called in the Time of Ignorance. (M. [See also شَهْرٌ: and see رُنَّى or الرُّنَّى, in art. رن.]) رَبِّىٌّ: see رَبَّانِىٌّ. b2: And for its pl., رَبِّيُّونَ, see رِبِّىٌّ, in two places.

رُبِّىٌّ rel. n. of رُبَّةٌ, q. v. (Sb, S, M.) b2: See also its pl., رُبِّيُّونَ, in the next paragraph, in two places.

رِبِّىٌّ sing. of رِبِّيُّونَ (T, S, K,) which signifies Thousands (Fr, Th, T, S, K) of men: (S, K:) accord. to Akh, it is from الرَّبُّ; and if so, it is ↓ رَبِّيُّونَ, with fet-h to the ر: but accord. to Fr, it is from رِبَّةٌ, meaning “ a company: ” (Th, T:) Zj says that it is رِبِّيُّونَ and ↓ رُبِّيُّونَ, with kesr to the ر and also with damm to the ر, and signifies a numerous company: he adds that رِبَّةٌ is said by some to signify “ ten thousand; ” and that ربّيُون is said to signify learned, pious, patient men; and that each of these sayings is good: accord. to Aboo-Tálib, it signifies numerous companies: (T:) [in the Kur iii. 140,] El-Hasan read ↓ رُبِّيُّونَ; and Ibn-' Abbas, ↓ رَبِّيُّونَ; the former with damm, and the latter with fet-h, to the ر. (L, TA.) b2: See also رَبَّانِىٌّ.

رَبَّانٌ: see the next paragraph, in four places.

رُبَّانٌ The first, or beginning, or commencement, or the first and fresh state, of anything; (As, A 'Obeyd, T;) [and so ↓ رَبَّانٌ &c., as appears from what follows.] You say, أَتَيْتُهُ فِى رُبَّانِ شَبَابِهِ, (T,) and شبابه ↓ رَبَّانِ, or شبابه ↓ رِبَّانِ, (accord. to different copies of the T,) and شبابه ↓ رُبَابِ, (T,) and شبابه ↓ رَبَابِ, or شبابه ↓ رِبَابِ, (accord. to different copies of the T,) and شبابه ↓ رُبَّى, all meaning [I came to him] in the beginning, or first and fresh state, of his youth. (T.) and اِفْعَلْ ذٰلِكَ الأَمْرَ بِرُبَّانِهِ Do thou that thing in its first and fresh state: so accord. to ISk: and hence, he says, ↓ شَاةٌ رُبَّى [explained above]. (S.) And أَخَذْتُ الشَّىْءَ بِرُبَّانِهِ, (As, S, K, *) and ↓ بِرَبَّانِهِ, with damm and with fet-h, (K,) i. e. [I took the thing] in its first state: (K:) or altogether, (As, S, K,) not leaving of it aught. (As, S.) They said also, ذَرْهُ بِرُبَّانٍ [app. meaning Leave thou him early, before he acquire more power]: and Th cites the following [as an ex.]: فَذَرْهُمْ بِرُبَّانٍ وَإِلَّا تَذَرْهُمُ يُذِيقُوكَ مَا فِيهِمْ وَإِنْ كَانَ أَكْثَرَا [which seems to mean Then leave thou them early, before they acquire more power; for if thou do not, or wilt not, leave them, they will make thee to taste what is in them, though it be more]. (M.) b2: Also, accord. to A 'Obeyd, The chief, or main, part or portion of a constellation: or, accord. to As, the aggregate thereof: or, accord. to AO, ↓ رَبَّانٌ, with fet-h, has this meaning: (T:) or both signify a company or an assembly, or an aggregate or assemblage. (K, TA.) A2: Also A captain of sailors (Sh, K) in the sea; (Sh;) and so ↓ رُبَّانِىٌّ: (Sh, K:) one skilled in navigation: pl. [or rather coll. n. of the latter]

رُبَّانِيَّةٌ. (TA voce رَهْنَامَجٌ.) A3: See also رُبَّى, in two places.

رِبَّانٌ: see the next preceding paragraph, second sentence.

رَبَّانِىٌّ (T, S, M, A, K) and ↓ رِبِّىٌّ (M,) or ↓ رِبِّىٌّ, (A, KL,) One who devotes himself to religious services or exercises, or applies himself to acts of devotion; (S, A, K;) who possesses a knowledge of God: (T, S, K, KL:) or a learned man: (T:) or the first signifies, (M,) or signifies also, (K,) and so the second, (M,) i. q. حَبْرٌ [i. e. a learned man, or particularly of the Jews, &c.; or a good, or righteous, man]; (M, K;) and a lord, or master, of knowledge or science: or a worshipper of the Lord (الرَّبّ): (M:) or a learned man, a teacher of others, who nourishes people with the small matters of knowledge, or science, before the great: (IAar, T:) or a learned man firmly grounded in knowledge, or science, and religion: or a learned man who practices what he knows and instructs others: or one of high rank in knowledge, or science: or learned with respect to what is lawful and what is unlawful, and what is commanded and what is forbidden: (TA:) رَبَّانِىٌّ is a rel. n. from رَبَّانٌ; or from الرَّبُّ meaning “ God: ” (TA, and some copies of the K:) the ا and ن being added to give intensiveness to the signification; (M;) or, as Sb says, to denote a special reference to the knowledge of the Lord, as though the word signified one possessing a knowledge of the Lord exclusively of other branches of knowledge; (T;) so that it is like لِحْيَانِىٌّ, (T, M, and so in some copies of the K,) meaning “ long-bearded,” (T,) or “ largebearded,” (M,) and رَقَبَانِىٌّ, “thick-necked,” and شَعْرَانِىٌّ, “having much hair: ” (T:) or it is a Syriac word; (TA, and some copies of the K;) or Hebrew; and was unknown to the [pagan] Arabs, and known only to the men of law and science: (TA:) the pl. is رَبَّانِيُّونَ, (T, S,) occurring in the Kur iii. 73 (S) [and v. 48 and 68].

رُبَّانِىٌّ: see رُبَّانٌ, last sentence but one.

رَبَّانِيَّةٌ The quality denoted by the epithet رَبَّانِىٌّ [q. v.]. (A.) رَبْرَبٌ A herd (T, S, M, K) of oxen, (T,) [i. e.] of wild oxen (بَقَر الوَحْش): (S, M, K:) or, as some say, of gazelles: or, accord. to Kr, a number of [wild] oxen together, less than ten: it has no sing., or n. un. (M.) رَابٌّ; and its fem., with ة: see رَبِيبٌ in three places.

أَرِبَّةٌsaid in the T and K to be pl. of رِبَّةٌ [q. v.]: and said by AAF to be pl. of رِبَابٌ.

مَرَبٌّ A place of collecting (T, S, M, A) of people: (M, A:) a place of alighting: (M, K:) a place of abiding, or dwelling, and congregating. (M.) [Hence,] مَرَبُّ الإِبِلِ The place where the camels keep, or remain. (T, S.) b2: [Hence also,] فُلَانٌ مَرَبٌّ (assumed tropical:) Such a one is a person who collects, or congregates, people. (T, S, M, K. *) [and hence,] فُلَانٌ مَرَبٌّ لِبَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one is an object of resort for his counsel and authority to the sons of such a one. (TA in art. جمع.) A2: Also, and ↓ مِرْبَابٌ, (M, K,) Land abounding with plants, or herbage; (K;) or with رِبَّة [q. v.]: (TA:) or land in which there ceases not to be moisture; and so ↓ مَرَبَّةٌ: or ↓ مرْبَابٌ signifies land abounding with plants, or herbage, and with people. (M.) مُرِبٌّ Anything keeping, or cleaving, to a thing. (M. [See its verb, 4]) You say نَاقَةٌ مُرِبٌّ A she-camel keeping to, and affecting, her young one, and the stallion. (Az, TA.) And إِبِلٌ مَرَابُّ [originally مَرَابِبُ, pl. of مُرِبٌّ,] Camels keeping in a place; remaining in it. (T, S.) and فَقْرٌ مُرِبٌّ (assumed tropical:) Constant, inseparable, poverty: occurring in a trad.: or the epithet there is مُلِبٌّ. (IAth.) مَرَبَّةٌ: see مَرَبٌّ.

مُرَبَّبٌ Made [or preserved] with رُبّ [or inspissated juice]; (S, K;) like as مُعَسَّلٌ signifies “ made [or preserved] with عَسَل [or honey]: ” (S:) you say زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّبٌ and مُرَبًّى [ginger so preserved]: and ↓ مُرَبَّبَاتٌ signifies Preserves, or confections, made with رُبّ; (S, K;) and in like manner مُرَبَّيَاتٌ, except that this is from التَّرْبِيَةُ [inf. n. of رَبَّى]. (S.) b2: Also Oil of which the grain (حَبّ [perhaps a mistranscription for حُبّ i. e. jar]) whence it has been prepared, or taken, has been perfumed (↓ رُبِّبَ): (T, TA:) or oil perfumed with sweet-smelling plants; as also ↓ مَرْبُوبٌ and مُرَبًّى. (A.) مُرَبَّبَاتٌ: see the next preceding paragraph.

مِرْبَابٌ: see مَرَبٌّ, in two places.

مَرْبُوبٌ: see رَبِيبٌ. b2: Also A slave; a bondman; syn. مَمْلُوكٌ [lit. possessed, and now particularly applied to a male white slave]. (M, K.) العِبَادُ مَرْبُوبُونَ لِلّٰهِ means [Mankind (lit. the servants of God) are] bondmen (مَمْلُوكُونَ) [to God]. (M.) b3: A skin for clarified butter &c. seasoned with رُبّ [or inspissated juice]. (T, S.) [And A jar smeared with tar or pitch: see 1.] b4: See also مُرَبَّبٌ.

مُرْتَبٌّ One who confers a benefit, or benefits. (K.) b2: And One on whom a benefit is conferred, or on whom benefits are conferred. (K.)
(رب)
الْوَلَد رَبًّا وليه وتعهده بِمَا يغذيه وينميه ويؤدبه فالفاعل راب وَالْمَفْعُول مربوب وربيب وَهِي (بتاء) وَالْقَوْم رَأْسهمْ وساسهم وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعَ ابْن الزبير (لِأَن يربنِي بَنو عمي أحب إِلَيّ من أَن يربنِي غَيرهم) وَالشَّيْء ملكه وَجمعه وَالنعْمَة رَبًّا وربابا وربابة حفظهَا ونماها وَالشَّيْء أصلحه وَمَتنه وَيُقَال رب الْأَمر وبالمكان لزمَه وَأقَام بِهِ فَلم يبرحه والدهن طيبه وأجاده
رب: الرِّبِّيُّ والرَّبّانِيُّوْنَ: نُسِبُوا إلى الرَّبِّ تَبَارَكَ وتَعَالى؛ وإلى التَّأَلُّهِ والعِبَادِةِ.
وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فهو رَبُّه ورَبِيْبُه. وإنَّه لَمَرْبُوْبٌ بَيِّنُ الرُّبُوْبَةِ: أي مَمْلُوْكٌ. ورَبَّني يَرُبُّني رَبّاً: أي تَوَلَّى أمْري ومَلَكَه. وجَمْعُ الرَّبِّ أرْبَابٌ ورُبُوْبٌ.
والمَرْبُوْبُ: المَحْظُوْرُ عليه.
والرَّبُّ: السَّيِّدُ أيضاً، رَبَّبَه على نَفْسِه.
وفُلانٌ مَرْبُوْبُ المَنْزِلِ: أي مَحْفُوْظُ المَنْزِلِ.
والرُّبّانُ: رَبُّ السَّفِيْنَةِ وسَيِّدُها، والجَمِيْعُ الرَّبَابِنَةُ.
والرَّبَابُ: اسْمٌ لأحْيَاءِ ضَبَّةَ، والنِّسْبَةُ إليهم رِبَابِيٌّ، وسُمُّوا بذلكَ لأنَّهم تَرَبَّبُوا أي تَجَمَّعُوا. والمَرَبُّ: المَجْمَعُ.
ورَجُلٌ رِبِّيٌّ: حَسَنُ القِيَامِ على اليَتِيْمِ. وهو العالِمُ أيضاً.
وتَرَبَّبَ أرْضَ كذا: أي زَعَمَ أنَّه رَبُّها.
وأرْضٌ تَرْتَبُّ الثَّرى: أي تُمْسِكُه.
والرَّبَبُ والرَّبَابُ: السَّحَابث الذي فيه ماءٌ، الواحِدَةُ رَبَابَةٌ. وأَرَبَّتِ السَّحَابُ: دامَ مَطَرُها. وأرْضٌ مَرَبٌّ: لا يَزَالُ بها مَطَرٌ، ومِرْبَابٌ: كذلك.
ومالٌ عليه رُبَّةُ الرَّبِيْعِ: أي مَسْحَتُه.
وأرْضٌ رَبَّةٌ ومَرَبٌّ ورَابَّةٌ: أي مُمْسِكَةٌ للثَّرى.
ورَبَّ المَرْعى الماشِيَةَ: أي أعْجَبَها ووَافَقَها. والمَكانُ رَابٌّ لها، وهي مُرَبَّةٌ به، أو مُرِبٌّ به: أي سَدِكٌ به.
ومَرَبٌّ من النّاسِ والوُحُوْشِ: مَسْكَنُها. وأرَبَّ بالمَكانِ: أقَامَ به. والمَكانُ مِرْبَابٌ ومَرَبٌّ.
ورَبٌّ من مَطَرٍ ورُبٌّ: لَيْسَ بكَثِيرٍ.
ورَبَبْتُ نِعْمَتِي عِنْدَه رَبّاً: إذا زِدْت فيها.
ورَبَبْتُ المُهْرَ والصَّبِيَّ، ويُثَقَّلُ أيضاً. والرَّبِيْبَةُ: الحاضِنَةُ.
ورَبِيْبَةُ الرَّجُلِ: ابْنَةُ امْرَأَتِه، وابْنُها أيضاً.
والرّابُّ: زَوْجُ المَرْأَةِ، ويُخَفَّفُ أيضاً.
والرّابُّ أيضاً: ابْنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ، وكذلك الرَّبُ مُخَفَّفٌ بمَعْنى المُشَدَّدِ.
وأُرِبَّ فلانٌ فلاناً: أي جُعِلَ رَبِيْباً له؛ إِرْبَاباً. وتَرَبَّبْتُه وارْتَبَبْتُه: بمَعْنى رَبَبْتُه. ورَبَبْتُ في بَني فلانٍ أَرُبُّ رَبَابَةً: أي نَشَأْتُ.
ورَبِيْبُ الفَلاَةِ: الظَّبْيُ والوَحْشُ.
والرَّبِيْبُ والرَّبَبُ: التّلْمِيْذُ.
والتَّرْبِيْبُ: أنْ تُرَبِّبَ شَيْئاً بعَسَلٍ وبخَلٍّ. ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ: مَطْبُوْخٌ.
ورَبَبْتُ أمْري أَرُبُّه رِبَابَةً: أي أصْلَحْته. وتَرَكْتُه في رِبَابَةِ أمْرِهم: أي في إصْلاَحِه. والرَّبُوْبُ: ما يُصْلَحُ به.
والرَّبُوْبُ من الغَنَمِ: التي تَرْضَعُها فيها.
والرَّبْرَبُ: القَطِيْعُ من بَقَرِ الوَحْشِ.
والرُّبّى: الشّاةُ الحَدِيْثَةُ النِّتَاجِ، والجَمِيْعُ رُبَابٌ ورِبَابٌ. وهي في رِبَابِها ما بَيْنَها وبَيْنَ عِشْرِيْنَ يَوْماً. ورَبَّتِ النَّعْجَةُ والشّاةُ تَرُبُّ رَبّاً: إذا وَضَعَتْ.
والرُّبّى: أوَّلُ الشَّبَابِ.
والعَيْشُ برُبّانِه: أي بِحِدْثَانِه. وأتَيْتُه على رُبّانِ ذاكَ: أي حِيْنِه.
وفي المَثَلِ: " إنْ كُنْتَ بي تَشُدُّ أزْرَكَ فأَرْخِ برُبّانٍ أزْرَكَ ".
ورُبّى: اسْمُ جُمَادى الأُوْلى في الجاهِلِيَّةِ، وقد ذَكَرَه بالنُّوْنِ.
والرِّبَّةُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ في الصَّيْفِ، والجَمِيْعُ الرِّبَبُ.
والرُّبُّ: سُلاَفُ الخاثِرِ من كُلِّ شَيْءٍ. ورَبَبْتُ الطَّعَامَ وهو مَرْبُوْبٌ: جَعَلْت فيه الرُّبَّ.
والرِّبَابَةُ: جَمِيْعُ القِدَاحِ، وقيل: خِرْقَةُ القِدَاحِ، والكِنَانَةُ أيضاً.
والرَّبَابُ: صاحِبُ الرِّبَابَةِ.
والرِّبَابُ: الوِعَاءُ. والعُشُوْرُ. والعَهْدُ والمِيْثَاقُ، وجَمْعُه أَرِبَّةٌ. ورُبَّ: كَلِمَةٌ تُفْرِدُ واحِداً من جَمِيعٍ، وتُخَفَّفُ. ويقولونَ: رُبَّةَ ما كانَ ذاكَ؛ ورُبَةَ مُشَدَّدٌ ومُخَفَّفٌ. وتُفْتَحُ الرَّاءُ من رُبَّ. ويقولون: لَرُبَّتي أجْرَأُ من فلانٍ: أي رُبَّما كُنْتُ كذلك. ورَبَةُ رَجُلاً قائماً.
وماءٌ رَبَبٌ: أي كَثِيْرٌ. وقَوْمٌ مُرِبُّوْنَ: كَثُرُوْا وكَثُرَتْ أمْوَالُهم.
والرِّبَّةُ: الجَمَاعَةُ من النَّاسِ، وجَمْعُها الرِّبَابُ. والرَّبَابَةُ: نَحْوُ الرِّبَّةِ.
والرِّبَابَةُ: الإِحْسَانُ. والتَّعَهُّدُ. وحُسْنُ السِّيَاسَةِ. وقيل: المَمْلَكَةُ.
والرُّبّانُ: رُكْنٌ ضَخْمٌ من أَجَأٍ وسَلْمى؛ سُمِّيَ رُبّاناً لارْتِفَاعِه.
(رب) حرف خفض لَا يجر إِلَّا النكرَة وَهُوَ فِي حكم الزَّائِد فَلَا يتَعَلَّق بِشَيْء فَإِذا لحقتها مَا الزَّائِدَة كفتها عَن الْعَمَل فَتدخل على المعارف وَالْأَفْعَال وَقد تخفف وَقد تلحقها تَاء التَّأْنِيث وَتَكون للتقليل أَو التكثير بِحَسب سِيَاق الْكَلَام

ورك

(ورك) : إِنَّه لمَوْرُوكٌ في هذِه الإِبِل، ليسَ له مِنْها شَيءٌ.
(ورك) (يورك) وركا عظمت وركاه فَهُوَ أورك وَهِي وركاء وَيُقَال وركت الورك وَالرجل (يَرك) وروكا اضْطجع كَأَنَّهُ وضع وركه على الأَرْض
(ورك) على الدَّابَّة ثنى رجله وَوضع إِحْدَى وركيه فِي السرج وعَلى الْأَمر قدر عَلَيْهِ وَفِي الْوَادي عدل فِيهِ وَذهب وَفِي الْيَمين نوى غير مَا نَوَاه مستحلفه وَالشَّيْء جعله حِيَال وركه وَالْمَكَان جاوزه وَخَلفه
ورك:
ورك: ورّك على: مال استند على، اعتمد على، نام على (فوك) (الكالا): توريكة.
وارك: جاوز، ترك جانباً (المقري 13:118:1).
تورك على = ورّك على المعنى الذي أعطيته (فوك، الكالا، المقري 2:253:1).
وَرّك (وِرْك في المعاجم): (ديوان الهذليين 193، البيت 5 و235، البيت 18).
و ر ك : الْوَرِكُ أُنْثَى بِكَسْرِ الرَّاءِ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ بِكَسْرِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَهُمَا وَرِكَانِ فَوْقَ الْفَخِذَيْنِ كَالْكَتِفَيْنِ فَوْقَ الْعَضُدَيْنِ وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا أَيْ مُتَّكِئًا عَلَى إحْدَى وَرِكَيْهِ وَالتَّوَرُّكُ فِي الصَّلَاةِ الْقُعُودُ عَلَى الْوَرِكِ الْيُسْرَى وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ جَلَسَ مُتَوَرِّكًا إذَا رَفَعَ وَرِكَهُ. 
(و ر ك) : (الْوَرِكَانِ) هُمَا فَوْقَ الْفَخْذَيْنِ كَالْكَتِفَيْنِ فَوْقَ الْعَضُدَيْنِ وَيُقَالُ نَامَ (مُتَوَرِّكًا) أَيْ مُتَّكِئًا عَلَى إحْدَى وَرِكَيْهِ (وَالتَّوَرُّكُ) فِي التَّشَهُّدِ وَضْعُ الْوَرِكِ عَلَى الرِّجْلِ الْيُمْنَى وَمِنْهُ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ «أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالتَّوَرُّكِ فِي الْأَرْضِ الْمُسْتَحِيلَةِ فِي الصَّلَاةِ» أَيْ الْمُعْوَجَّةِ غَيْرِ الْمُسْتَوِيَةِ (وَأَمَّا حَدِيثُ) النَّخَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ (التَّوَرُّكَ) فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يُرِيدُ وَضْعَ الْأَلْيَتَيْنِ أَوْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأَرْضِ.
و ر ك: (الْوَرِكَ) مَا فَوْقَ الْفَخِذِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَقَدْ
تُخَفَّفُ مِثْلُ فَخِذٍ وَفَخْذٍ. (والتَّوَرُكُ) عَلَى الْيُمْنَى وَضْعُ الْوَرِكِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الرِّجْلِ الْيُمْنَى. وَأَمَّا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ: «إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ التَّوَرُّكَ فِي الصَّلَاةِ» فَإِنَّمَا يُرِيدُ وَضْعَ الْأَلْيَتَيْنِ أَوْ أَحَدِهُمَا عَلَى الْأَرْضِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: «نَهَى أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ مُتَوَرِّكًا» وَ (تَوَرَّكَ) عَلَى الدَّابَّةِ أَيْ ثَنَى رِجْلَهُ وَوَضَعَ إِحْدَى وِرِكَيْهِ فِي السَّرْجِ. 

ورك


وَرَكَ
a. [ يَرِكُ] (n. ac.
وَرْك
وُرُوْك), Rested, lay on the hip.
b. Struck on the hip.
c. Placed on his hip.
d.(n. ac. وُرُوْك) [Bi], Remained in.
e. Bent the leg ( in dismounting ).
f. Sat onesidedly (horseman).
g. ['Ala], Was competent for.
وَرِكَ(n. ac. وَرَك)
a. Was large (hip); was large-hipped.
b. see supra
(a)
وَرَّكَa. see I (c) (f), (g).
d. Necessitated; occasioned.
e. [acc. & 'Ala], Imputed to, charged with.
وَاْرَكَa. Crossed (mountain).
تَوَرَّكَa. see I (a) (c), (d)
e. (g).
f. Carried on the hip (child).
g. [Fī], Rested on his hips in (prayer).
h. ['An], Loitered over.
تَوَاْرَكَa. see I (a)
وَرْك
(pl.
أَوْرَاْك)
a. Hip; haunch; hip-bone.
b. Band, company.

وَرْكَىa. Source.

وِرْكa. see 1 (a)b. End of the bow.

وِرْكَىa. see 1ya
وَرَكa. see 1 (a)
وَرِكa. see 1
أَوْرَكُ
(pl.
وُرْك)
a. Large-hipped.

مَوْرِك
مَوْرِكَةa. see 23 (a)
مِوْرَكَة
مِوْرَكa. see 23
وَاْرِك
وَاْرِكَةa. see 23 (a)
وِرَاْك
(pl.
وُرْك
وُرُك
10)
a. Front of the saddle.
b. Cloth, cushion ( for the saddle ).

وَرْكَاْنَةa. see 14
مِوْرَاْكa. see 23
هُوَ مُوْرِك فِى هٰذَا
الْمَال
a. None of this property belongs to him.

إِنَّهُ لَمُوَرَّك فِى هٰذَا
َلْأَمْر
a. He is innocent in this matter.
(ورك) - في الحديث: "جَاءتْ فاطمَةُ مُتَوَرِّكَةً الحسَنَ - رضي الله عنهما" : أي حامِلَتَهُ على وَرِكِها، وهو فَوقَ الفخذين.
- في الحديث: "احذَرُوا فِتنَة الأحْلَاسِ. قيل: وَمَا هي؟ قال: حَرَبٌ، وهَرَبٌ، ثم فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَنُها مِن تحتِ قَدَمَىْ رَجُلٍ من أَهلِ بَيْتِى، يَزعُمُ أنه منِّى وليس مِنّي، ثم يُصَالِح النَّاس على رَجُل كَوَرِكٍ، على ضِلَعٍ، ثم فتنَة الدُّهَيْماء، لا تَدَع أحداً إلاَّ لطَمَتْهُ"
قيل: إنما شَبَّهَهَا بالأحْلِاس؛ لدَوامِها، أو لسَوَادِ لَونِها، والحَربُ: ذَهابُ المالِ والأَهْلِ. والدَّخَنُ: الدُّخَانُ، والفسَاد.
وقوله: "كوَرِكٍ على ضِلَعٍ"
: أي لاَ يثبُتُ أمرُه، لأنَّ الضِّلَع لَا يَقُومُ بالوَرِكِ ولا تحمله؛ لاختِلَافِ ما بينهما، وبُعدِه وفي ضِدِّه مِن بَابِ المُوافَقَةِ.
يقال: كَكَفٍّ في سَاعِدٍ، وكسَاعِدٍ في ذِرَاع: أي هو غَير خليق للمُلكِ، وصَغَّرَ الدُّهَيمَاء عَلى مَذهَب المذَّمَّةِ لهم.
وقد ذَكّرُوا لفظَة "الوَرِك" إلا إنَّا أَردنَا تَفْسِيرَ الحديث جملةً لإشكَالِ أَلفَاظِه. 
ورك
الوَرِكَانِ: هُما فَوْقَ الفَخِذَيْن كالكَتِفَيْن فَوْقَ العَضُدَيْن، والوَرِكُ مُؤنَّثَةٌ، وقد يُخَفَّفُ ويُسَكَّنُ. وتَصْغِيْرُه وُرَيْكَةٌ وأُرَيْكَةٌ - بالهَمْز -.
والتَّوْرِيْكُ: كأنَّه يُلْزِمُه إيّاه. وَرَّكَ على دابَّتِه وتَوَرَّكَ عليها: أي وَضَعَ وَرِكَه عليها.
والمُوْرَكَةُ: شَيْءٌ يَتَّخِذُه الراكِبُ شِبْهُ مِصْدَغَةٍ يَجْعَلُها تَحْتَ وَرِكِه على الرَّحْل. وهو - أيضاً -: المَوْضِعُ الذي أمَامَ قادِمَةِ الرَّحْلِ.
والوِرَاكُ: شَيْءٌ يُتَّخَذُ نَحْوَ صُفَّةٍ يُغَشِّي آخِرَةَ الرَّحْل، والجميعُ الوُرُكُ. ويُقال: وَرَكْتُ على السَّرْجِ - مُخَفَّفٌ - وَرْكاً: إذا رَكِبْتَه.
ووَرَكْتُ إليه فأنا أرِكُ وَرْكاَ: إذا لَجَأْت إليه. ووَرَكَ الحِمَارُ على الأتَانِ يَرِكُ: إذا وَضَعَ حَنَكَه على قَطَاتِها. ويُقال: وارِكٌ على حارِكٍ.
وفلانٌ حاوٍ على فلانٍ وَرْكاً: إذا كانَ في يَدِه لا يَعْصِيه، وأصْلُه في الرَّحْل.
وثَنى وَرْكَه: أي رِجْلَه فنَزَلَ عن الدابَّةِ.
وتَوَرَّكَ في خَرْئه: تَلَطَّخَ به.
والتَّوَرُّك: التَّبَطُّؤُ عن الحاجَة.
ووَرَّكْتُ الجَبَلَ تَوْرِيكاً: أي جاوَزْته، من قوله:
لَمّا وَرَّكَتْ أرَكاً
والوَرَكانَةُ: هي الألْيَانَةُ من النِّساء، والوَرْكاءُ مِثْلُها. وهي من النُّوقِ: العَظِيمةُ الوَرِكَيْن.
والأوْرَكُ: نَعْتُ العَظِيم الوَرِكَيْن، وجَمْعُه وُرْكٌ. والوَرْكُ من السَّفِيْنَةِ: مَقْعَدُ الاشْتِيَام.
والقَوْمُ عَلَيَّ وَرْكٌ واحِدٌ: أي اجْتَمَعُوا عَلَيَّ.
ووَرَكَ بالمَكانِ يَرِكُ: أقَامَ به.
[ورك] نه: فيه: كره أن يسجد "متوركا"، هو أن يرفع وركيه في السجود حتى يفحش في ذلك، وقيل هو أن يلصق أليتيه بعقبيه في السجود؛ الأزهري: هو ضربان: سنة بأن ينحى رجليه في التشهد الأخير ويلصق مقعدته بالأرض وهو من وضع الورك عليها، والورك ما فوق الفخذ وهي مؤنثة، ومكروه بأن يضع يديه على وركيه في الصلاة وهو قائم وقد نهى عنه. ومنه: كان لا يرى بأسًا أن "يتورك" الرجل على رجله اليمنى في الأرض المستحيلة، أي يضع وركه على رجله، وهي غير المستوية. وح: كان يكره "التورك" في الصلاة. وح: لعلك من الذين يصلون على "أوراكهم"، فسر بمن يسجد ولا يرتفع عن الأرض ويعلي وركه لكنه يفرج ركبتيه فكأنه يعتمد على وركه. وفيه: جاءت فاطمة "متوركة" الحسن، أي حاملته على وركها. وفيه ذكر فتنة تكون: ثم يصطلح الناس على رجل "كورك" على ضلع، أي يصطلحون على أمر واه لا نظام له ولا استقامة، لأن الورك لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه لاختلاف ما بينهما وبعده - ومر في حلس. وفيه: حتى أن رأس ناقته ليصيب "مورك" رحله، المورك والموركة: المرفقة التي تكون عند قادمة الرحل يضع الراكب رجله عليها ليستريح من وضع رجله في الركاب، أراد أنه بالغ في جذب رأسها ليكفها عن السير. ن: المورك - بفتح ميم وكسر راء. تو: وبسكون واو، وفتح القاضي الراء، وهوقطعة من أدم محشوة شبه المخدة قدام الرحل. نه: وفيه: كان ينهي أني جعل في "وراك" صليب، هو ثوب ينسج وحده يزين به الرحل، وقيل نمرقة تلبس مقدم الرحل ثم تثني تحته. وفيه: من يستحلف إن كان مظلومًا "فورك" إلى شيء جزى عنه، التك نية ينويها الحالف غير ما ينويه مستحلفه، من وركت في الوادي - إذا عدلت فيه وذهبت. در: التوريك: التروية.
[ورك] الوَرِكُ: ما فوق الفخذ، وهي مؤنَّثة. وقد تخفف مثل فَخِذٍ وفَخْذٍ. قال الراجز:

ما بينَ وَرْكَيْها ذِراعٌ عَرْضا * وربَّما قالوا ثَنى وَرِكَهُ فنزَل. وقد ورك يرك وروكا، أي اضطجمع، كأنَّه وضع وَرِكَهُ على الأرض. والتورك على المينى: وضع الورك في الصلاة على الرِجل اليمنى. وأمَّا حديث إبراهيم أنَّه كان يكره التَوَرُّكَ في الصلاة، فإنَّما يريد وضع الأليتين أو إحداهما على الأرض. ومنه الحديث الآخر: " نهى أن يسجدَ الرجلُ مُتَوَرِّكاً ". وتَوَرَّكَ على الدابَّة، أي ثنى رجلو ووضع إحدى وركيه في السرج. وكذلك التَوْريكُ. وتَوَرَّكَتِ المرأةُ الصبيَّ، إذا حملتْه على وَرِكِها. قال الأصمعي: وَرَّكْتُ الجبل تَوْريكاً، أي جاوزته. ووَرَكْتُهُ وَرْكاً، أي جعلته حِيالَ وَرِكي، حكاه عنه أبو عبيد في المصنَّف. قال زهير: ووَرَّكْنَ في السوبانِ . يَعْلونَ مَتْنَهُ عليهن دَلُّ الناعمِ المُتَنَعِّمِ ويقال: وَرَّكْنَ، أي عَدَلْنَ. ووَرَّكَ فلان ذَنْبه على غيره، أي قَرَفَهُ به. وإنَّه لمُورَّكٌ في هذا الامر، أي ليس فسه ذنب. وقولهم: هذه نعلٌ مَوْرِكَةٌ، بتسكين الواو ، ومورك أيضا، عن أبي عبيد، إذا كانت من الوَرَكِ، يعني نَعْلَ الخُفِّ. وقال أبو عبيدة: المَوْرِكُ والمَوْرِكَةُ: الموضعُ الذي يثني الراكبُ رِجله عليه قدام واسطة الراحل إذا مل من الركوب. قال: والوارِكُ: النُمْرُقَةُ التي تُلبسُ مُقَدَّمَ الرحلِ ثم تُثنى تحتَه يُزَيَّنُ بها. والجمع وُرُكٌ قال زهير: مُقْوَرَّةٌ تتَبارى لا شَوارَ لها إلاَّ القُطوعُ على ألاجواز والورك
ورك
ورَكَ يرِك، رِكْ، وَرْكًا، فهو وارك، والمفعول موروك (للمتعدِّي)
• ورَك الشَّخْصُ: اعتمد على وَرِكه.
• ورَك الشَّخْصَ: ضربه في وَرِكِه. 

ورِكَ يورَك، وَرَكًا، فهو أوركُ
• ورِك الشَّخْصُ: عظُمت وَرِكاه. 

تورَّكَ/ تورَّكَ في يَتورَّك، تورُّكًا، فهو مُتورِّك، والمفعول مُتورَّك فيه
• تورَّكَ الشَّخصُ: ورَك، اعتمد على وركه.
• تورَّك في الصَّلاة: وضع ورِكه اليمنى على رجله اليُمنى منصوبة مصوِّبًا أطراف أصابعها إلى القبلة، ويلصق وَرِكَه اليسرى بالأرض مخرجًا لرجله اليسرى من جهة يمينه "جلس مُتَوَرِّكًا". 

أوركُ [مفرد]: ج وُرْك، مؤ وَرْكاءُ، ج مؤ وَرْكاوات ووُرْك: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ورِكَ. 

وراك [مفرد]: (طب) ألم أو مرض يصيب الوَرك أو مفصل الوَرك. 

وَرْك1 [مفرد]: مصدر ورَكَ. 

وَرْك2/ وَرِك/ وِرْك [مفرد]: ج أَوْراك:
1 - ما فوق الفَخِذ (مؤنّث) وهما وَرِكان "أُصيب ورِكُه الأيمن لمّا سقط من فوق الشّجرة- فلانة عظيمة الأوراك" ° فوارتا الوركين/ نُقرتا الوركين: ثقباهما.
2 - منطقة خلفية للحوض، تبدأ من الخصر إلى الفخذ. 

وَرَك [مفرد]: مصدر ورِكَ. 
(ور ك)

الوَرِك: فَوق الْفَخْذ كالكتف فَوق الْعَضُد، أُنْثَى.

وَالْجمع: أوراك، لَا يكسر على غير ذَلِك، استغنوا بِبِنَاء أدنى الْعدَد، قَالَ ذُو الرمة:

ورملٍ كأوراك العَذَارَى قطعتُه ... إِذا أَلْبَستْه المُظْلِماتُ الحنادِس

شبه كُثْبَان الأنقاء بأعجاز النِّسَاء، فَجعل الْفَرْع أصلا وَالْأَصْل فرعا، والعُرف عكس ذَلِك. وَهَذَا كَأَنَّهُ يخرج مخرج الْبَالِغَة: أَي قد ثَبت هَذَا الْمَعْنى لأعجاز النِّسَاء وَصَارَ كَأَنَّهُ الأَصْل حَتَّى شبهت بِهِ كُثْبَان الأنقاء.

وَحكى اللحياني: إِنَّه لعَظيم الْأَوْرَاك، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء من الورِكين ورِكا، ثمَّ جمع على هَذَا.

والوَرَك: عِظَمُ الوَرِكين.

وَرجل أَوْرَك: عَظِيم الوَرِكين.

وثنى وَرْكه فتزل: جعل رجلا على رجل أَو ثنى رجله كالمتربع. ووَرَك وَرْكا، وتورّك، وتوارك: اعْتمد على وَرِكه، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تواركتُ فِي شِقّي لَهُ فانتهزْتُه ... بفتخاء فِي شَدِّ من الخَلْق لينُها

وتورّك الصبيّ: جعله فِي وركه مُعْتَمدًا عَلَيْهَا، قَالَ الشَّاعِر:

تبيَّنْ أَن أُمّك لم تَورَّكْ ... وَلم تُرضعْ أَمِير المؤمنينا

ويروى: تُؤَرَّك: من الأريكة، وَهِي السرير. وَقد تقدم: ونعل مَوْرِك، ومَوْرِكةٌ: من حِيَال الوَرِك.

ومَوْرِك الرجل، ومَوْرِكته، ووِرَاكه: الْموضع الَّذِي يضع عَلَيْهِ الرَّاكِب رجله.

وَقيل: الوِرَاك: ثوب يزين بِهِ المَوْرِك، وَأكْثر مَا يكون من الْحبرَة.

وَالْجمع: وُرُك.

وَقيل: الوِرَاك، والمَوْرِوكة: قادمة الرحل.

والمَوْرِوكة: كالمِصْدَغة يتخذها الرَّاكِب تَحت وَرِكه.

ووَرَك الْحَبل وَرْكا: جعله حِيَال وَركه.

وَكَذَلِكَ: ورَّكه، قَالَ بعض الأغفال:

حَتَّى إِذا ورَّكت من أُيَيري

سوادَ ضِيفيه إِلَى الْقصير

رَأَتْ شُحُوبِي وبذَاذَ شَوْري

ووَرَك على الْأَمر وُرُوكا، وورَّك، وتورّك: قدر عَلَيْهِ.

ووارك الْجَبَل: جاوزه.

وورَّك الشَّيْء: أوجبه.

وورَّك الذَّنب عَلَيْهِ: حمله، وَاسْتَعْملهُ سَاعِدَة فِي السَّيْف فَقَالَ:

فورّك لَيْنا لَا يثمثَم، نَصْلُه ... إِذا صاب أوساطَ العظامِ صميمُ

أَرَادَ: نصله صميم. ووَرَك بِالْمَكَانِ وُروكا: أَقَامَ.

وَكَذَلِكَ: تورّك بِهِ، عَن اللحياني، قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد: التورّك: التبطّؤ عَن الْحَاجة، وَأرى اللحياني حكى عَن أبي الْهَيْثَم الْعقيلِيّ: تورّك فِي خُرْئه: كتضَوَّك.

والوِرْك: جَانب الْقوس ومجرى الْوتر مِنْهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

هَل وصل غانية عَضّ العشيرُ بهَا ... كَمَا يَعَضّ بِظهْر الغارب القَتَبُ

إلاّ ظنون كوِرْك الْقوس إِن تُرِكت ... يَوْمًا بِلَا وَتَرٍ فالوِرْكُ منقلِب

عض العشير بهَا: لَزِمَهَا.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: ورك الشَّجَرَة: عجزها.

والورك: الْقوس المصنوعة من وركها، وَأنْشد للهذلي:

بهَا منَحِصٌ غير جافي القُوَى ... إِذا مُطْىَ حَنَّ بوَرْكٍ حُدَالِ

أَرَادَ: مطى فأسكن الْحَرَكَة.

والوَرِكانُ، بِفَتْح الْوَاو وَكسر الرَّاء: مَا يَلِي السِّنْخَ من الْفَصْل.

ورك: الوَرِكُ: ما فوق الفَخذِ كالكتف فوق العضد، أنثى، ويخفف مثل فخِذٍ

وفَخْذٍ؛ قال الراجز:

جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّاً،

تُصْبَحُ مَحْضاً وتُعَشَّى رَضّا

ما بينَ دِرْكَيْها ذِراعٌ عَرْضَا

لا تُحبسُ التقبيلَ إلاَّ عَضَّا

والجمع أوْراكٌ، لا يكسَّر على غير ذلك، اسْتَغْنَوْا ببناء أدنى

العَدَدَ؛ قال ذو الرمة:

ورَمْل كأوْراكِ العَذارى قَطَعَْتُهُ،

إذا ألْبَسَتْه المُظْلِماتُ الحَنادِسُ

شبَّه كُثْبان الأَنقاء بأعجاز النساء فجعل الفرع أصلاً والأصل فرعاً،

والعُرْف عكس ذلك، وهذا كأنه يخرج مخرج المبالغة أي قد ثبت هذا المعنى

لأعجاز النساء، وصار كأنه الأصل فيه حتى شبهت به كثبان الأنقاء. وحكى

اللحياني: إنه لعظيم الأوْراك، كأنهم جعلوا كل جزء من الوَركَيْنِ وَرِكاً ثم

جمع على هذا. الليث: الوَرِكان هما فوق الفخذين كالكتفين فوق العـضدين.

والوَرَكُ: عِظَمُ الوَركَيْنِ. ورجل أوْرَكُ: عظيم الوَركَيْنِ. وفلان

وَرَكَ على دابته وتَوَرَّكَ عليها إذا وضع عليها وَرْكَه فنزل، بجزم الراء،

يقال منه: وَرَكْتُ أركُ. وثَنى وَرْكَه فنزل: جعل رجلاً على رجل أو ثنى

رجله كالمتربع. ووَرَكَ وَرْكاً وتَوَرَّكَ وتَوارَك: اعتمد على وَرِكه؛

أنشد ابن الأَعرابي:

تَوارَكْتُ في شِقِّي له، فانْتَهَزْتُه

بفَتْخاءَ في شَدٍّ من الخَلْقِ لِينُها

وفي الحديث: لعلك من الذين يُصَلُّون على أوْراكهم؛ فُسِّرَ بأنه الذي

يسجد ولا يرتفع على الأرض ويُعْلي وَرِكَه لكنه يُفَرِّج ركبتيه فكأنه

يعتمد على وَرِكه.

وفي حديث مجاهد: كان لا يرى بأساً أن يَتَوَرَّك الرجل على رجله اليمنى

في الأَرض المُسْتَحِيلة في الصلاة أي يضع وركه على رجله، والمستحيلة غير

المستوية. قال أبو عيد: التَّوَرُّك على اليمنى وضعُ الوَرك عليها، وفي

الصحاح: وضع الورك في الصلاة على الرجل اليمنى. وفي حديث إبراهيم: أنه

كان يكره التَّوَرُّكَ في الصلاة؛ يعني وضع الأَلْيَتَيْن أو إحداهما على

عَقِبَيْه، وقال الجوهري: هو وضع الألْيتين أو إحداهما على الأَرض؛ قال

أبو منصور: التَّوَرُّك في الصلاة ضربان: أحدهما سُنَّة والآخر مكروه، فأما

السنة فأنْ يُنْحِي رجليه في التشهد الأخير ويُلْزِقَ مقعَدته بالأرض

كما جاء في الخبر، وأما التَّوَرُّك المكروه فأن يضع يديه على وركيه في

الصلاة وهو قائم وقد نهي عنه. وقال أبو حاتم: يقال ثَنى وَرِكَه فنزل ولا

يجوز وَرْكه في ذا المعنى إنما هو مصدر وَرَكَ يَرِكُ وَرْكاً، ويسمى ذلك

الموضع من الرِّجل المَوْرِكَةَ لأن الإنسان يثني عليه رجله ثَنْياً، كأنه

يتربع ويضع رجلاً على رجل، وأما الوَرِكُ نفسها فلا يستطيع أن يثنيها

لأنها لا تنكسر. وفي الوَرك لغات: الوَرِكُ والوَرْكُ والوِرْك. وفي حديث

عبد الله: أنه كره أن يسجد الرجل مُتَورِّكاً أو مضطجعاً. قال أبو عبيد:

قوله متورِّكاً أي أن يرفع وَركيه إذا سجد حتى يُفْحِش في ذلك، وقوله: أو

مضطجعاً يعني أن يتضامّ ويُلصِقَ صدره بالأرض ويَدَعَ التَّجافيَ في

سجوده، ولكن يكون بين ذلك، قال: ويقال التورُّك أن يُلْصق أليتيه بعقبيه في

السجود؛ قال الأَزهري: معنى التورُّك في السجود أن يُوَرِّكَ يُسْراه

فيجعلَها تحت يمناه كما يَتَوَرَّك الرجل في التشهد، ولا يجوز ذلك في السجود،

قال: وهذا هو الصواب. قال بعضهم: التَّوَرُّك أن يَسْدِلَ رجليه في جانب

ثم يسجد وهو سابِلُهما، والراكب إذا أعيا فيتورَّك فيثني رجليه حتى

يجعلهما على مَعْرَفَة الدابة، وأمِرَ النساءُ أن يتَوَرَّكن في الصلاة وهو

سَدْلُ الرجلين في شِقِّ السجود ونُهيَ الرجال عن ذلك، قال: وأنكر التفسير

الأول أن يرفع وَركه حتى يُفْحِشَ. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه:

يتورَّك المصلي في الرابعة ولا يتورك في الفجر ولا في صلاة الجمعة لأن فيها

جلسة واحدة، وكان يتورَّك في الفجر لأن التورّك إنما جعل من طول القعود.

ويَتَوَرَّك الرجل للرجل فيَصْرَعُه: وهو ان يَعْتَقِلَه برجله. ابن

الأَعرابي: ما أَحسن رِكَتَه ووُرْكَه، من التَّوَرُّك.

ويقال: وَرَكْتُ على السرج والرحل وَرْكاً ووَرَّكْتُ تَوْريكاً وثَنى

وَرْكَه، بجزم الراء. وتَوَرَّكَ على الدابة أَي ثنى رجله ووضع إِحدى

وَرِكَيْه في السرج، وكذلك التَّوْرِيك؛ قال الراعي:

ولا تُعْجِلِ المَرْءَ قَبْلَ الوُرُو

كِ، وهي بُركْبَتِه أَبْصَرُ

وتَوَرَّكَتِ

المرأَة الصبيَّ إِذا حملته على وَرِكها. وفي الحديث: جاءت فاطمة

مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أَي حاملته على وَرِكها. وتَوَرَّك الصبيَّ: جعله في

وركه معتمداً عليها؛ قال الشاعر:

تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّك لم تَوَرَّكْ،

ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنينا

ويروى: تُؤَرَّك من الأَرِيكة، وهي السرير، وقد تقدَّم.

ونعل مَوْرِكٌ ومَوْرِكةٌ، بتسكين الواو: من حِيال الوَرِك، وفي الصحاح:

إِذا كانت من الوَرِكِ يعني نَعْلَ الخفِّ، وقال أَبو عبيدة: المَوْرِكُ

والمَوْرِكة الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قُدَّام واسِطَةِ الرحْل

إِذا مَلَّ من الركوب؛ قال ابن سيده: مَوْرِك الرَّحْل ومَوْرِكَته

ووِراكُه الموضع الذي يضع فيه الراكب رجله، وقيل: الوراكُ ثوب يُزَيَّنُ به

المَوْرِكُ، وأَكثر ما يكون من الحِبَرة، والجمع وُرُك؛ وأَنشد:

إِلا القُتُود على الأَوْراكِ والوُرُك

وقيل: الوِراك اوالمَوْرَكة قادِمة الرحْل. والمِوْرَكة: كالمِصْدَغَة

يتخذها الراكب تحت وَرِكِه. وفي حديث عر، رضي الله عنه: أَنه كان يَنْهى

أَن يُجْعل في وِراكٍ صَلِيبٌ؛ الوراكُ: ثوب ينسج وحده يزين به الرحل،

وقيل هو النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقدّمَ

الرحل ثم تُثْنى تحته. أَبو عبيدة: الوُراك رَقْم يُعْلى المِوْركَةَ

ولها ذُؤابةُ عُهونٍ، قال: والمَوْرِكةُ حيث يَتَوَرَّك الراكب على تِيكَ

التي كأَنها رفادَة من أَدَمٍ، يقال لها مَوْرِكة ومَوْرِكٌ. والمَوْرِكُ:

حبل يُحَف به الرحل، قال: والمِيْرَكة تكون بين يدي الرحل يضع الرجل

رجله عليها إِذا أَعيا وهي المَوْرِكة؛ وأَنشد:

إِذا حَرَّدَ الأَكتافَ مَوْرُ المَوارِك

أَبو زيد: الوِراكُ الذي يُلْبَسُ المَوْرِكَ، ويقال: هي خرقة مزينة

صغيرة تُغَطِّي المَوْرِكَة، ويقال: وَرَك الرجلُ على المَوْرِكَة. الجوهري:

الوِراكُ النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقَدِّمَ الرَّحْلِ ثم تُثْنى

تحته يزين بها، والجمع وُرُك؛ قال زهير:

مُقْوَرَّة تَتَبارَى لا شَوارَ لها

إِلا القُطوعُ، على الأَجْوازِ، والوُرُك

(* في ديوان زهير: مُقَوَّرة بدل مُقورَّة والأنساع بدل الأجواز).

وفي الحديث: حتى إِن رأْس ناقته لتُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْله؛ المَوْرِكُ:

المِرْفَقَة التي تكون عند قادِمةِ الرحل يَضعُ الراكب رجله عليها

ليستريح من وضع رجله في الركاب، أَراد أَنه قد بالغ في جذب رأْسها إِليه ليكفها

عن السير.

ووَرَك الحَبْلَ وَرْكاً: جعله حِيالَ

وَرِكه، وكذلك وَرَّكَه؛ قال بعض الأَغْفال:

حتى إِذا وَرَّكْتُ من أُيَيْرِي

سَوادَ ضِيفَيْهِ إِلى القُصَيْرِ،

رَأَتْ شُحوبي وبَذاذَ شَوْرِي

وأَنشد الجوهري لزهير:

ووَرَّكْنَ بالسُّوبان يَعلونَ مَتْنَه،

عليهنَّ دَلُّ الناعِمِ المُتَنَعِّمِ

ويقال: وَرَّكْنَ أَي عَدَلْنَ. وورَّكت الجبلَ توركاً إِذا جاوزته.

ووَرَكَ على الأَمر وُروكاً ووَرَّكَ وتَوَرَّك: قَدَر عليه. ووارَكَ الجبل:

جاوزه. ووَرَّك الشيء: أَوجبه. والتَّوْرِيكُ: تَوْرِيكُ الرجل ذنبه

غيره كأَنه يُلْزِمُه إِياه. ووَرَّكَ فلان ذنبه على غيره تَوْريكاً إِذا

أَضافه إِليه وقَرَفَه به. وإِنه لمُوَرِّكٌ في هذا الأَمر أَي ليس له فيه

ذنب. ووَرَّكَ الذنبَ عليه: حَمَلَه؛ واستعمله ساعدةُ في السيف فقال:

فَوَرَّكَ لَيْناً لا يُثَمْثَمُ نَصْلُه،

إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَميمُ

أَراد نَصْلُه صميمٌ أَي يُصَمِّمُ في العظم. ووَرَّكَ ليناً أَي أَماله

للضرب حتى ضرب به يعني السيف. وفي حديث النخعي في الرجل يُسْتَحْلَف

قال: إِن كان مظلوماً فَوَرَّكَ إِلى شيء جزى عنه التَّوْرِيك، وإِن كان

ظالماً لم يَجْز عنه التوريك، كأَنَّ التوريكَ في اليمين نية ينويها الحالف

غير ما ينويه مُسْتَحْلِفُه، من وَرَّكْتُ في الوادي إِذا عدلت فيه

وذهبت، وقد وَرَكَ يَرِكُ وُروكاً أَي اضطجع كأَنه وضع وَرِكه على الأَرض.

ووَرَكَ بالمكان وُروكاً: أَقام، وكذلك تَوَرَّك به؛ عن اللحياني. قال: وقال

أَبو زياد التَّوَرُّك التّبَطُّؤُ عن الحاجة. قال ابن سيده: وأَرى

اللحياني حكى عن أَبي الهيثم العُقَيْليّ تَوَرَّكَ في خُرْئِه كتَضَوَّكَ.

والوِرْكُ: جانب القوس ومَجْرى الوَتَرِ منها؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:هل وصَلُ غانيةٍ عَضَّ العَشيرُ بها،

كما يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِبِ القَتَبُ،

إِلاَّ ظُنونٌ كوِرْكَ القَوْس، إِن تُرِكت

يوماً بلا وَتَرٍ، فالوِرْكُ مُنْقَلبُ

عَضَّ العشيرُ

بها: لزمها. وقال أَبو حنيفة: وَرِكُ الشجرة عَجُزها. والوَرْكُ

والوِرْك: القَوْسُ المصنوعة من وَرِكها؛ وأَنشد للهذلي:

بها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى،

إِذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ

أَراد مُطِيَ فأَسكن الحركة. والوَرِكانِ، بفتح الواو وكسر الراء:؛ ما

يلي السِّنْخَ من النَّصْل. وفي الحديث: أَنه ذكر فتنة تكون فقال: ثم

يصطلح الناس على رجل كوَرِكٍ على ضِلع أَي يصطلحون على أَمر واهٍ لا نظام له

ولا استقامة، لأَن الوَرِكَ لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه لاختلاف

ما بينهما وبُعده.

ورك
! الوَرْكُ، بالفَتْحِ والكَسرِ، وككَتِفٍ ثلاثُ لُغاتٍ، الأُولَى مُخَفَّفَةٌ عَن الأَخِيرَةِ كفَخِذٍ وفَخْذٍ: مَا فَوْقَ الفَخِذِ كالكَتِفِ فوقَ العَضُدِ مُؤَنَّثَةٌ قَالَ الراجِزُ: مَا بَيْنَ {وَرْكَيها ذِراعٌ عَرضَا لَا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضَّا ج:} أَوْراكٌ لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ اسْتَغْنَوْا ببِناءِ أَدْنَى العَدَدِ، قَالَ ذُو الرمَّةِ:
(ورَمْلٍ {كأَوْراكِ العَذارَى قَطَعْتُه ... إِذا أَلْبَسَتْهُ المُظْلِماتُ الحَنادِسُ)
شَبَّه كُثْبانَ الأَنْقاءِ بأَعْجازِ النِّساءِ، فجَعَلَ الفَزعَ أَصْلاً، والأَصلَ فَرعا، والعُرفُ عَكْسُ ذَلِك، وَهَذَا كأَنَّه يَخْرُجُ مَخْرَجَ المُبالغةِ، أَي قد ثَبَتَ هَذَا المَعْنَى لأَعْجازِ النِّساءِ، وَصَارَ كَأَنَّهُ الأَصْلُ فِيهِ، حتّى شبِّهَتْ بِهِ كُثْبانُ الأَنْقاءِ.
وحَكَى اللِّحْيانيُّ: إِنّه لعَظِيمُ} الأَوْراكِ كأَنَّهُم جعلُوا كُلَّ جُزْءٍ من {الوَرِكَيْن} وَرِكًا، ثمَّ جُمِعَ على هَذَا.
{والوَرَكُ، مُحَرَكَةً: عِظَمُها، والنّعْتُ} أَوْرَكُ يُقال: رجُلٌ أَوْرَكُ: إِذا كانَ عَظِيمَ الوَرِكَين.
وَهِي {وَرْكاءُ قالَه اللَّيثُ.
} ووَرَكَ الرّجُلُ {يَرِكُ} وَرْكًا كوَعَدَ يَعِد وَعْداً.
وكَذلكَ {تَوَرَّكَ} وتَوارَكَ: إِذا اعْتَمَدَ على {وَرِكِه وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابي:
(} تَوارَكْتُ فِي شِقِّي لَهُ فانْتَهَزتُه ... بفَتْخاءَ فِي شَد من الخَلْقِ لِينُها)
{وتَوَرَّكَ فُلانٌ الصَّبي: جَعَلَه عَلَى وَرِكِه مُعْتَمِداً عَلَيْهَا، وَمِنْه الحَدِيثُ: جاءَتْ} مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أَي حامِلَتَه على {وَركِها، وَقَالَ الشّاعِر:)
(تَبَيّن أَنَّ أُمَّكَ لَم} تُوَرِّكْ ... وَلم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا)
ويروى تُؤَرَّكْ من الأَرِيكَةِ، وَهِي السَّرِيرُ، وَقد تَقدَّمَ.
(و) {تَوَرَّكَ فِي الصَّلاةِ: إِذا وَضَعَ} الوَرِكَ عَلَى الرجْلِ اليُمْنَى كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهَذَا سُنَّةٌ وَمِنْه حَدِيث مُجاهِدٍ: كانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ! يَتَوَرَّكَ الرَّجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى فِي الأَرضِ المُستَحِيلَةِ فِي الصلاةِ. أَو تَوَرَّكَ: وَضَعَ أَليتيهِ أَو إِحْداهُما على الأرْضِ كَذَا نَصُّ الصِّحاحِ، وجاءَ فِي حَدِيث إِبْراهِيمَ النَّخَعِي: عَلَى عَقِبَيه وَهَذَا مَنْهى عَنْهُ، وجاءَ فِي حَدِيثٍ: لَعَلَّكَ من الَّذِينَ يُصَلّونَ على {أَوْراكِهِم وفُسِّرَ بأَنه الَّذِي يَسجُدُ وَلَا يَرتَفعُ على الأَرْضِ ويُعْلِي وَرِكَه لكنَّه يُفَرِّجُ رُكْبتيهِ، فكأَنَّه يَعْتَمِدُ على وَرِكِه، وقالَ أَبو عُبَيدٍ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَبدِ الله: أَنّه كَرِهَ أَنْ يَسجُدَ الرَّجُلُ} مُتَورِّكًا أَو مُضْطَجعًا أَي: أَن يَرفَعَ {وَركَيه إِذا سَجَدَ حَتّى يُفْحِشَ فِي ذَلِك، أَو مُضْطَجِعًا يَعْنِي أَنْ يتَضامَّ ويُلْصِقَ صَدْرَه بالأَرْضِ ويَدَعَ التَّجافي فِي سُجُودِه، قَالَ الأَزْهَرِيّ: معنى} التَّوَرُّكِ فِي السُّجودِ أَن {يُوَرِّكَ يُسراهُ فيَجْعَلَها تحتُ يمْناهُ كَمَا يَتَوَرَّكُ الرجلُ فِي التَّشَهُّدِ، وَلَا يَجُوزُ ذَلِك فِي السّجودِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوابُ، وَمَا قالَه أَبُو عُبَيدٍ فإِنّه غيرُ مَعْرُوفٍ.
وتورَّكَ على الدّابَّةِ: إِذا ثنى رِجْله وَوَضع أَحَدَ} وَرِكيهِ فِي السَّرجِ ليَنْزِل أَو لِيَستريحَ وَذَلِكَ إِذا أَعْيَا فيسدِل رِجْليهِ عَلى مَعْرَفةِ الدّابَّةِ.
ومِنْهُ: لَا {تَرِكْ فإِنَّ} الوُرُكُ مَصْرَعَةٌ، وَقد {وَرَكَ على السَّرجِ أَو الرَحْلِ} وَركًا، قَالَ الراعِي:
(وَلَا تُعْجِلِ المَرءَ قبل {الوُرُوكِ ... وَهي برُكبَتِه أَبْصَرُ)
وتوَرَّك عَن الحاجَةِ: تبَطَّأَ نَقله اللِّحْيانيُ عَن أبي زِيادٍ، وَهُوَ مَجاز.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وأرَى اللِّحْيانيَ حَكى عَن أبي الهَيثم العُقيلِيٍّ: توَرَّك فِي خُرئِه كتصَوَّك أَي: تَلَطَّخَ بِهِ.
} ومَوْرِكُ الرَّحْلِ كمَجْلِس {ومَوْرِكَتُه،} ووارِكُه، {ووِرَاكُه بالكسرِ: المَوْضِعُ الَّذِي يَجْعَلُ عليهِ الرّاكِبُ رِجْلَه وَفِي المُحْكَمِ: يَضًع فِيهِ الرَّاكِبُ رِجْلَه، وَقَالَ أَبُو عُبَيدَةَ:} المَوْرِكُ {والمَورِكَةُ: المَوْضِعُ الَّذِي يَثْنى الرّاكِبُ رِجْلَه عليهِ قُدّامَ واسِطَةِ الرَّحْلِ إِذا مَل مِنَ الرُّكُوبِ، وَمِنْه الحَديث: حَتَّى إِن رَأْسَ ناقتِه لتصِيبُ} مَوْرِكَ رِجْلِه أَرادَ أَنّه قد بالَغَ فِي جَذْبِ رَأْسِها إِليه ليكفهَا عَن السَّيرِ.
(و) ! الوِراكُ ككِتاب: ثَوْبٌ يُزَيَّن بهِ المَوْرِكُ وأَكْثَرُ مَا يَكُونُ من الحِبَرَةِ وُرُكٌ ككُتُبٍ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيدَةَ قَالَ: {الوِراكُ: النُّمْرُقَةُ الَّتِي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثمَّ تُثْنَى تَحْتَه تُزَيَّنُ بِهِ، وأَنْشَدَ لزُهَير:
(مُقْوَرَّةٌ تَتَبارَى لاشَوَارَ لَها ... إِلا القُطُوعُ على الأَجْوازِ} والوُرُكُ)
وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله تعالَى عَنهُ: أَنَّه كانَ يَنْهى أَنْ يُجْعَلَ فِي {وِراكٍ صَلِيبٌ قالُوا: هُوَ ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَنُ)
بِهِ الرَحلُ.
وقالَ أَبو عُبَيدٍ: الوِراكُ: رَقْمٌ يُعْلَى} المَوْرِكَةَ وَله ذُؤابَةُ عُهُونٍ كَذَا نَصّ العُبابِ، ونَصُّ اللِّسانِ: وَلها ذُؤابَةُ عُهُون، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الوِراكُ: الَّذِي يُلْبَسُ المَوْرِكَةَ أَو هِيَ خِرقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَةٌ تُغَلطِي المَوْرِكَةَ. ويُقال: {وَركَ الرَّجُلُ على المَوْرِكَةِ.
} والمِوْرَكَةُ، كمِكْنَسَةٍ: قادِمَةُ الرَّحْل {كالمِوْراكِ كَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي اللِّسانِ} كالوِراكِ، أَي ككِتاب، وَقَالَ أَبو عَمْرو: هِيَ {المِيرَكَةُ، وسيأْتي.
والمِوْرَكَةُ أَيْضًا: مِثْل المِصْدَغَة يَتَّخذُها الرّاكبُ تحْت} وَرِكِه ويَحْتضنُ الواسطَ بمَأبِضها، وهُوَ مُنْثَنَى الرُّكْبَةِ، نَقَلَه الزمَخْشَرِيُّ.
{ووَرَك الحَبلَ أَو الرَّحْلَ} يَرِكُ كَوعَدَ يَعِدُ وَركًا: جَعَله حِيال وَرِكهِ، {كوَرَّكه} تَوْرِيكًا، وَالَّذِي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيدٍ عَن الأَصْمَعِي: وَرَكَ الجَبَلَ وَركًا: جَعَلَه حِيالَ وَرِكِه، هَكَذَا هُوَ بالجِيمِ والمُوَحَّدَةِ، وأَنْشَدَ قولَ زُهَيرٍ:
( {ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ يَعْلُون مَتْنَه ... عَليهِنَّ دَلُّ الناعِمِ المْتَنَعِّمِ)
وأَنْشَدَ غَيره فِي} التَّوْرِيكِ لبَعْضِ الأَغْفالِ: حَتَّى إِذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيرِي سوادَ ضِيفيهِ إِلى القُصَيرِ رَأَتْ شُحُوبي وبَذاذَ شَورِي وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: وَرَكَ بالمكانِ يَرِكُ {وُرُوكًا كقُعُودٍ: أَقامَ بهِ، قَالَ اللِّحْيانيُّ:} كتَورَّكَ بهِ. ووَرَكَ عَلَى الأَمْرِ وُرُوكًا بالضمِّ: قَدَرَ عليهِ {كوَرَّكَ} تَورِيكًا {وتَوَرَّكَ.
ووَرَكَ الحِمارُ على الأَتانِ وَرْكًا} ووُرُوكًا: إِذا وَضَعَ حَنَكَه على قَطاتِها، نَقَله الصّاغاني.
ووَرَكَ الرَجُلُ يَرِكُ وَرْكًا: ثَنَى وَرِكَه عَلَى الدّابَّةِ ليَنْزِلَ وذلِك إِذا مَلَّ مِنَ الركُوبِ، قَالَ أَبو حاتِم: يُقالُ: ثَنى {وَرِكَه فنَزَلَ، وَلَا يَجُوز} وَرْكَه فِي ذَا المَعْنَى، إِنّما هُوَ مَصْدَرُ وَركَ يَرِكُ وَركًا. ووَرَكَ فُلانًا يَرِكُه وَرْكًا: ضَرَبَه فِي وَرِكِهِ.
{ووارَكَ الجَبَلَ: إٍ ذَا جاوَزَه.
} ووَرَّكَه تَوْرِيكًا: أوْجَبَه.
وَمن المَجازِ: وَرَّكَ الذَّنْب عَلَيهِ إِذا حَمَلَه وأَضافَه إِليهِ وقَرَفَه بِهِ، كَأَنَّهُ يُلْزِمُه إِيّاهُ، وَمِنْه قَوْلُ الحَسَنِ: مَنْ أَنْكَرَ القَدَرَ فقَدْ فَجَر، ومَنْ وَرَّكَ ذَنْبَه عَلَى الله فقَدْ كَفَر.) وِإنَّه {لمُوَرَّكٌ كمُعَظَّمٍ فِي هَذَا الأَمْرِ، أَي: لَيسَ لَه فِيه ذَنْبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ومِنْه} تَوْرِيكُ العُلَماءِ فِي مُصَنَّفاتِهِم على بَعْضٍ.
{والوِرْكُ، بالكسرِ: جانِبُ القَوْسِ ومَجْرَى الوَتَرِ مِنْها عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وأَنْشَدَ:
(هَلْ وَصْلُ غانِيَة عَضَّ العَشِيرُ بِها ... كَمَا يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِب القَتَبُ)

(إِلا ظُنُونٌ} كَوِركِ القَوْسِ إِنْ ترِكَتْ ... يَوْمًا بِلا وَتَرٍ {فالوِرْكُ مُنْقَلِبُ)
ورَوَى الفَرّاءُ فيهِ الفَتْحَ أَيْضًا وَقَالَ: هُوَ مَوضِع العِجْسِ.
وَقَالَ أَبو حنيفَة:} الوَرْكُ: القَوْسُ المَصْنُوعَةُ مِن {وَرِكِ الشَّجَرَةِ أَي عَجُزِها وقالَ غيرُه: أَي أَصْلِها، وأَنْشَدَ للهُذَلِي:
(بِها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى ... إِذا مُطْىَ حَنَّ} بِوَرْكٍ حُدالْ)
وقالَ الأَصْمَعِي: {الوِرْكُ: أَشَدُّ مَوْضِع فيهِ، وقالَ ابنُ حَبِيب عَنْهُ: الوِرْكُ: أَصْل القَضِيبِ، وَهُوَ أَشَدُّ لَهُ،} ووِرْكُه أَشَدُّه. قلتُ: والهذَلِي هُوَ أُمَيَّةُ بن أبي عائِذٍ يَصِفُ قَوْسًا، وقولُه مُطْىَ: أَرادَ مُطِيَ فأسْكَنَ الحَرَكَة.
(و) {الوُرُكُ بِالضَّمِّ وبضَمَّتَينِ: جمع} وِراكٍ بالكسرِ وَقد تَقَدَّمَ شَاهِدُه من قولِ زُهَيرٍ قَريبًا، واقْتَصَرَ المُصَنِّفُ هُنَا على أَحَدِ الوَجْهَين.
{والوَرِكانِ بكسرِ الرّاءِ: مَا يَلِي السِّنْخ مِنَ الأَصْلِ وظاهِرُ سِياقِ المُصَنِّفِ يَقْتَضِي أَنه بالفَتْحِ، وَهُوَ غَلَطٌ.
وكوَرِثَ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ والصَوابُ كوَعَدَ، كَمَا فِي اللِّسانِ والصِّحاحِ} وُرُوكًا: اضْطَجَعَ كأَنه وَضَعَ وَرِكَه على الأرضِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وقَوْلُهم: هَذِه نَعْل {مَوْرِكَةٌ، كمَوعِدَةٍ، وَمثل مَوعِد أَيضًا عَن أبي عُبَيدٍ، نقلهما الجَوْهَرِيُّ. وزادَ غيرُه} مَوْرُوكة: إِذا كَانَت من {الوَرِكِ أَي: مِنْ نعْلِ الخُفِّ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ، وَقَالَ بَعْضُهم إِذا كانتْ من حِيالِ الوَرِكِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو:} المِيرَكَةُ، كمِيجَنَة تكُونُ بَيْنَ يَدَي الكُورِ يَضَعُ الرّاكِبُ عَليها رِجْله إِذا أَعْيَا وَهِي المِورَكةُ كمِكنسَة التّي تقدَّمَتْ، وَلَو ذكرَها هُناكَ كَانَ أَحْسَن، والجَمع المَوارِكُ، قَالَ: إِذا جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ {المَوارِكِ وَقَالَ أَبو عَمْرو:} الإِيراكُ من قوْلِهِم: هُوَ {مُورِكٌ فِي هذِه الإِبِل كمُحْسِن أَي: ليسَ لَهُ مِنْها شيءٌ وَهُوَ مَجَازٌ.
ومنَ المَجازِ:} التَّوْرِيكُ فِي اليَمِينِ قالَ إِبْراهِيمُ النَّخَعِيّ: هُوَ نِيَّةٌ يَنْوِيها الحالِفُ غَيرَ مَا نَوَاهُ مُستَحْلِفُه، وَبِه فسَّرَ قولَ الرَّجُلِ يُستَحْلَفُ إِنْ كانَ مَظْلُومًا فوَرَّكَ إِلى شَيْء جَزَى عَنهُ التَّوْرِيكُ وإِنْ كانَ ظالِمًا لم يَجْزِ عَنهُ التَّوْرِيكُ.
(و) {الوَرِكَةُ كفَرِحَةٍ: رَمْلَةٌ باليَمامَةِ غَرِبيَّها، وَقَالَ نَصْرٌ: مَوْضعٌ باليَمامَةِ عِنْد الغُزَيْزِ. مَاء لتَمِيم.)
} ووَركانُ: مَحَلَّةٌ بأَصْفَهانَ مِنْهَا عائِشَةُ بنت الحَسَنِ بنِ إِبْراهِيمَ العالِمَةُ الواعِظَة عَن أبي عبدِ اللِّه مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ بنِ مَنْدَه، وعَنْها أمُّ الرضَي ضَوْءُ بنتُ مُحَمَّدِ بنِ عَلي الحبّالِ، مَاتَت سنة.
{والوَرْكاءُ: الأَلْيانَةُ من النِّساءِ} كالوَرَكانَة وَهَذِه بالتَّحْرِيكِ، كَمَا قَيَّدَه الصّاغاني، وسِياقُ المُصَنِّف يَقْتَضِي أَنّه بالفَتْحِ.
قالَ (و) {الوَرْكاءُ: مَوْلِدُ إِبْراهِيمَ الخَلِيل صَلّى الله عليهِ وسَلَّم.
وَمن المَجازِ القَوْمُ عَلىَ} وَرْكٌ واحِدٌ بالفَتْحِ، وككَتِف أَي: إلْبٌ واحِدٌ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغاني.
وقالَ الفَرّاءُ: يُقال: إِنّ عِنْدَه {لوَرْكَى خَبَرٍ، كسَكْرَى ويُكْسر، أَي: أَصْلُ خَبَر نقَلَه الصّاغانيُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} تَوَرَّكَ على دابَّتِه: إِذا وَضَعَ عَلَيْهَا وِرْكَه فنَزَلَ، بجزمِ الرّاءِ.
{ووَرَكَ وَرْكًا: اعْتَمَدَ على وَرِكِه.
} وتَوَرَكَّ الرَّجُلُ الرَّجَلَ: اعْتَقَلَه برِجْلِه فصَرَعَه.
وقالَ ابنُ الأعْرابِي: مَا أحْسَنَ رِكَتَه {ووُرْكَة، من} التَّوَرُّكِ.
{والتَّوْرِيكُ عَلَى الدَّابَّةِ،} كالتَّوَركِ.
وقالَ الأَصْمَعِي: وَرَّكَت الإِبِل {تَوْرِيكًا، أَي: جاوَزَته.
وقولُ زُهَيرٍ: ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ إِلَخ يُقال:} وَرَّكَت الإِبِلُ مَوْضِعَ كَذَا: إِذا خَلَّفَتْهُ وراءَ أَوْراكِها، ويُقال: {وَرَّكْنَ: أَي عَدَلْنَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
} ووَرَّكَ عَلَيْهِ السَّيفَ: حَمَلَه، قالَ ساعَدَةُ: {فَوَرَّكَ لَينًا لَا يُثَمْثِمُ نَصْلُه إِذا صابَ أَوْساطَ العِظامِ صَمِيمُ أَرادَ: نَصْلُه صَمِيم، أَي: يُصَمِّمُ فِي العَظْمِ، وَمعنى} وَرَّكَ لَينًا أَي: أمالَه للضَّربِ حَتّى ضَرَبَ بهِ، يَعْنِي: السَّيفَ، وَهُوَ مجَاز.
ووَرَّكَ فِي الوادِي: إِذا عَدَلَ فيهِ وذَهَبَ.
وَفِي المَثَلِ:! كوَرِكٍ على ضِلَعٍ وَقد جاءَ ذِكْره فِي الحَدِيث، ثمَّ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ، فَقَالَ: ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ عَلَى رَجُلٍ كوَرِكٍ على ضِلَعٍ أَي يَصْطَلِحُوِنَ على أَمْرٍ واهٍ لَا نِظامَ لَهُ وَلَا اسْتَقَامَةَ، لأنَّ الوَرِكَ لَا يَستَقِيمُ على الضِّلَعِ، وَلَا يَتَرَكَّبُ عليهِ، لاخْتِلافِ مَا بَينَهُما وبُعْدِه.
وَمن المَجازِ: {الوَرِكُ من السَّفِينَةِ: موضِعُ الاسْتِيامِ، يُقال: قَعَدَ المَلاّح على وَرِكِ السَّفِينَةِ.)
وَهُوَ} مَوْرُوكٌ فِي هَذِه الإِبِلِ: مثل {مُورِكٍ كمُحْسِن، عَن أبي عَمْرو.
ونامَ} مُتَوَرِّكًا: مُتَّكئًا على أَحدِ {وَرِكَيهِ.
وعُمَرُ بنُ حَفْصٍ} - الوَرْكِيُ: مُحَدِّثٌ مَنْسوبٌ إِلى {وَرْكَةَ، وَهِي قَريَة بُبَخَارى.
(ورك)

ورك



وَرِكٌ What is above the thigh; [the haunch; or hip; and often signifying only the hip-bone; and the hip as meaning the joint of the thigh?] (S, K, &c.) مَوْرِكٌ of a camel's saddle: see 8 in art. عقل.
و ر ك

ورّك على الدابة وتورّك: ركبها واضعاً رجله بين يدي الواسط وهو مقدّم الرحل على الموركة وهي شبه مصدغة يجعلها تحت رجله ويحتضن الواسط بمأبضها وهو منثني الركبة. وزيّن رحله بالوراك وهو قطعة من حبرة أو أديم يحفّ بها الرحل وقد تجعل على الموركة: وسجد متورّكاً وهو أن يلصق وركيه بعقبيه ولا يتجافى. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: " أنه كره أن يسجد الرجل متوركاً أو مضطجعاً ". ونام متورّكاً متكئاً على أحد وركيه.

ومن المجاز: قعد الملاّح على ورك السفينة، وهم عليّ وركٌ واحد إذا تألبوا عليه. وورّكوا في الوادي: عدلوا. قال زهير:

وورّكن في السّوبان يعلون متنه ... عليهن دلّ الناعم المتنعّم

وورّك عليه السيف: حمله عليه. قال ساعدة ابن جؤيّة:

فورّك لينا لا يثمثم نصله ... إذا صاب أوساط العظام صميم

لا يردّ. وورّك عليه ذنبه. وعن الحسن: من أنكر القدر فقد فجر، ومن ورّك ذنبه على الله فقد كفر. وتورّك عن الحاجة: تبطّأ عنها. وقال القطاميّ:

وقد تعرّجت لما ورّكت أركاً ... ذات الشمال عن أيماننا الرحل

أي خلّفته.

مني

(مني) لكذا وفْق لَهُ وبكذا ابْتُلِيَ بِهِ
مني: {الأماني}: التلاوة والأكاذيب أو ما يتمناه الإنسان. {ما تمنون}: من المني. {تمنى}: تقدر وتخلق. 

مني


مَنَى(n. ac. مَنْي)
a. [acc. & Bi], Tried, tested; afflicted.
b. Tried; determined.
c. [acc. & La], Measured, meted out to.
d. [pass.] [La], Was favoured in.
مَنَّيَa. Made to wish for.

مَاْنَيَa. Put off, delayed; granted a delay to.
b. Waited for.
c. Rewarded.
d. Cajoled.
e. Came or rode behind.

تَمَنَّيَa. Wished for, desired.
b. Read.
c. Invented; altered, falsified.
d. Lied.

إِمْتَنَيَa. Came to Mina.

مُِنْيَة [مِنْيَة
3t ], pl.
مُِنًى [مِنَي
9 ])
a. Wish, desire.
b. Intention, object, aim.

مَنًاa. see 25t
مَانٍa. Definer; determinator.

مَنِيَّةً [] (pl.
مَنَايَا)
a. Fate, destiny; death.

تَمَنٍّ [ N. Ac.
a. V ], (pl.
تَمَنِّيَات)
see 2t
أُمْنِيَّة (
pl.
a. أَمَانِيّ أَمَانٍ )
see 3t
مُتَمَنَّيَات
a. Wishes, objects, aims, endeavours.

مَنِي (pl.
مَنِيْن)
a. Who? Which?

مَنَيْن
a. Which two?
م ن ي : وَمِنًى اسْمُ مَوْضِعٍ بِمَكَّةَ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ فَيُصْرَفُ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: وَمِنًى ذَكَرٌ وَالشَّامُ ذَكَرٌ وَهَجَرَ ذَكَرٌ وَالْعِرَاقُ ذَكَرٌ وَإِذَا أُنِّثَ مُنِعَ.

وَأَمْنَى الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَتَى مِنًى وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ وَسُمِّيَ مِنًى لِمَا يُمْنَى بِهِ مِنْ الدِّمَاءِ أَيْ يُرَاقُ.

وَمَنَى اللَّهُ الشَّيْءَ مِنْ بَابِ رَمَى قَدَّرَهُ وَالِاسْمُ الْمَنَا مِثْلُ الْعَصَا وَتَمَنَّيْتُ كَذَا قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَنَا وَهُوَ الْقَدْرُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُقَدِّرُ حُصُولَهُ وَالِاسْمُ الْمُنْيَةُ.

وَالْأُمْنِيَّةُ وَجَمْعُ الْأُولَى مُنًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى وَجَمْعُ الثَّانِيَةُ الْأَمَانِيُّ.

وَالْمَنِيُّ مَعْرُوفٌ وَمَنَى يَمْنِي مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَالْمَنِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالتَّخْفِيفُ لُغَةٌ فَيُعْرَبُ إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ وَاسْتَمْنَى الرَّجُلُ اسْتَدْعَى مَنِيَّهُ بِأَمْرٍ غَيْرِ الْجِمَاعِ حَتَّى دَفَقَ وَجَمْعُ الْمَنِيِّ مُنْيٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ لَكِنَّهُ أُلْزِمَ الْإِسْكَانَ لِلتَّخْفِيفِ. 
[م ن ي] المَنَى القدَرُ مناهُ اللهُ يَمنِيه قَدَّرَهُ والمَنَى والمِنيِّة المَوتُ لأنَّهُ قُدِّر علينا قال أبو قلابةَ الهُذَليُّ

(ولا تقولنْ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُهُ ... حتَّى تلاقِيَ ما يَمْنِي لك الماني)

وامتَنيتُ الشيءَ اختلَقتُهُ ومُنِيْتُ بكذا وكذا ابتُليتُ به ومُنِيْنَا له وُفِّقْنَا وداري مَنَى داركَ أي إزاءها وقُبَالَتَها والمَنَى القصد وقول الأخطل

(أمستْ منَاهَا بأرضٍ ما يُبَلِّغُهَا ... بصاحِبِ الهَمِّ إلا الجَسْرةُ الأُجُدُ)

قيل أراد قَصْدَهَا وأنَّثَ على قولك ذهبتْ بعض أصابعه وإن شئت أضمرتَ في أمستْ كما أنشده سيبويه من قوله

(إذا ما المرءُ كان أبوه عَبْسٌ ... فحسبُك ما تريدُ إلى الكَلاَمِ)

وقد قيل إنه أراد مَنانِ لَها فحذف وقَد تقدم والمَنِيُّ ماءُ الرجلِ وجمعه مُنْيٌ حكاه ابن جني وأنشد

(أسْلَمْتُمُوهَا فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ ... مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخِذَيْن كالمُومِ)

وقَدْ مَنَيْتُ منْيًا وأَمْنَيْتُ وَمِنًى بمكة يُصْرَف ولا تُصْرَف سُمِّيتْ بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أي يُراقُ وقال ثعلبٌ هو من قولهم مَنَى الله عليه المَوتَ أي قَدَّره لأن الهَدْيَ يُنْحَرُ هنالِكَ وامتَنَى القومُ وأَمْنَوا أَتوا مِنًى وَمِنًى موضعٌ آخَرُ بِنَجدٍ قيل إياه عَنَى لَبِيْدٌ بقَوله (عَفَتِ الديارُ مَحلُّها فَمُقامُها ... بِمِنًى تأبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجامُهَا)

وتَمنَّى الشيءَ أَرَادَهُ وَمَنَّاهُ إياهُ وبه وهِيَ المُنْيَةُ والمِنْيَةُ وَالأُمنِيَّةُ وتَمَنَّى الكتاب قرَأهُ وكتبه وفي التنزيل {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي قرأ وتلا وقال الشاعر

(تمنّى كتابَ اللهِ أول ليلةٍ ... وآخره لاقى حِمامَ المقادر)

وقال آخر

(تَمَنَّى كِتابَ الله آخِرَ لَيْلِه ... تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ)

أي تلا كتاب الله مُتَرسلاً فيه كما تلا داودُ الزبورَ مترسلاً فيه وتَمنَّى كَذَبَ وتَمَنَّى الحديث اخترعهُ وَالمُنْيَةُ والمِنْيَةُ أيام الناقة التي لم يُسْتَبَنْ فيهَا لقاحُهَا مِنْ حِيالِها فمُنيةُ البِكْرِ التي لم تَحمِلْ قبل ذلك عَشْرُ ليالٍ ومُنْيَةُ الثِّنْيِ وهو البطنُ الثاني خَمْسَ عَشْرة ليلةً فإذا مَضتْ عُرِفَ ألاقِحٌ هِيَ أم لا غيرُ لاقحٍ وقد استَمْنِيتُهَا والمُنوةُ كالمُنية قُلِبت الياءُ واوًا للضمَّة أنشد أبو حنيفةَ لثعلبَةَ ابن عُبَيْدٍ يصف النخْلَ

(تنادَوا بجدٍّ واشمَعلّتْ رِعَاؤُهَا ... لعشرين يومًا من مُنُوَّتها تَمْضي)

فجعل المنوَّة للنخل ذَهَابا إلى التشبيه لَهَا بالإبل وأراد العشرين يومًا مِنْ مُنُوَّتِها مضَتْ فوضع يفْعلُ موضع فَعَلْت وهو واسع حكاه سيبويه فقال اعلمْ أن أفْعَلُ قد تقع موقع فَعَلْتُ وأنشد

(ولقد أمرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني ... فمضيتُ ثُمَّتَ قُلْتُ لا يَعْنِيني)

أراد ولقد مَرَرْتُ ومَنَيْتُ الرجل مَنْيًا اختَبَرتُه ومُنِيْتُ به مَنْيًا بُلِيتُ ومَانَيْتُهُ جازيتُهُ ومَانَيْتُهُ لَزِمْتُهُ ومانَيتُهُ انتظرتُهُ وطاولتُهُ وأنشد يَعْقُوبُ

(من أجلِها بِفتْيَةٍ مانَوْني ... )

وأنشد لغيلان بن حُريثٍ

(إِلاَّ يَكُن فيها هُرَارٌ فإنني ... بسلٍّ يُمَانيها إلى الحَوْل خَائفُ)

وتَمَنٍّ بَلَدٌ بين مكة والمدينة قال كُثَيِّر عزة

(كأن دموعَ العينِ لما تخلَّلَتْ ... مخارِمَ بِيضًا من تمنٍّ جِمالُها)

(قُلِبْنَ غُرُوبًا من سُمَيْحَةَ أُنْزِعَتْ ... بِهِنّ السَّوَاني فَاستدارَ مَحالُها)

مني: المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر:

دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ

مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره. ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي

قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ:

لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَه المَنى

إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ

أَي ساقَه القَدَرُ. والمَنى والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.

وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة

الهذلي:

ولا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه،

حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني

وفي التهذيب:

حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني

أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد الجوهري عجز بيت:

حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وقال ابن بري فيه: الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو:

لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ،

إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ

واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ،

حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم:

لا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ،

حتى تلاقَي ما يمني لك الماني

فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ،

بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ

فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى

تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك

خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا

لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر:

مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا

أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ

أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ. وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا

الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال

ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب:

مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها

جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ

فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.

وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته.

ومُنِيتُ بكذا وكذا: ابْتُلِيت به. ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه

ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. ويقال: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي

ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته

إِذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا. ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها

وقُبالَتها. وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن

خالويه:

تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ،

خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها

فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ،

حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها

وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء. وفي

حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع

أَي حِذاءه وقَصْدَه. والمَنى: القَصْدُ؛ وقول الأَخطل:

أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها،

بصاحِبِ الهَمِّ، إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ

قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت

أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه:

إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ،

فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ

وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛

التهذيب: وأَما قول لبيد:

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ

قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج:

قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما

أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف

الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة.

والمَنِيُّ، مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن

بري للأَخطل يهجو جريراً:

مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ،

أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا

قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ:

أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً،

وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟

وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد:

أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ،

مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ

وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. وفي التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ

يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى

الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج

المنيّ.

ومَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يصرف ولا

يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن

قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.

وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش

مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى

القوم إِذا نزلوا مِنًى. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى.

الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. ومِنًى: موضع

آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله:

عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها

بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل.

والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر

بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح. وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ

المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي

القائلة:هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها،

أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟

وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه

ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول

عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ

المُتَمنِّية. والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت

الأَلف فقيل منية على فعلة

(*قوله« فقيل منية على فعلة» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة

حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى،

ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ

مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ

والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون

وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث: إِذا

تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية:

فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر

المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إِذا سأَل اللهَ

حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو

بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى

وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً.

وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ

والأُمْنِيَّةُ. وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه. وفي التنزيل العزيز:

إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا

فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله

عنه:تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه،

وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ

(* قوله« أول ليله وآخره» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة

وآخرها.)

والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن؛ وقال آخر:

تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه،

تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ

أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً

فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا

مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن

يُوقَّاه. وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا

أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ

أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي

تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال

ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس،

يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة. وفي

حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر

في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك

فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي

القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إِذا قرأَ. والتَّمَنِّي: الكَذِب. وفلان

يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو

الكذب. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا

شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت

أَي ما كَذَبْت. والتَّمنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا

قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث

التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب:

فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ،

إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ

وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له. وتَمَنَّى الحَديث:

اخترعه. وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء

تَمَنَّيْته؟

معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له. ويقول الرجل: والله ما

تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته. وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة

الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل

إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها

من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم

يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في

مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي

لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة

ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح،

وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد

أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال:

والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن

اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال

في قول الشاعر:

قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ،

والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ

قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها.

كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ،

كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ

قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال:

وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون

قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة،

والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ. وقال

أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما

هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها،

فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ

الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي

مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد

امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة:

وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها

إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها

نَتُوجٍ، ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له،

إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها

ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر

لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما

يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى

له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً:

وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها،

مِنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها

فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.

وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي

يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو

عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير

مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم

تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال

الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في

شعره:

نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له

بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه

البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل

الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل

يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل.

والمُنُوَّةُ

(* قوله« والمنوة» ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم، وقال

في شرح القاموس: هي بفتح الميم.): كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛

وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل:

تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها

لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي

فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين

يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه

فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد:

ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني،

فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني

أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر

بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ. ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه

مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً

بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه. ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي

لأَجْزِيَنَّك جزاءك. ومانَيْته مُماناة: كافأْته، غير مهموز. ومانَيْتُك: كافأْتك؛

وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو:

نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها،

ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ

وقال آخر:

أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ،

وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري

ومانَيْتُه: لَزِمْته. ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.

والمُماناة: المُطاولةُ. والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب:

عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني،

وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ،

مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني

أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي. وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى

المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن

حُريث:

فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ، فإِنَّني

بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ

والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي

صُخَيْرة:

إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ،

وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ

والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو:

صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ،

ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ

قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك. وقال سعيد: المُناوة

المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ.

وتَمَنٍّ: بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة:

كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لما تَحَلَّلَتْ

مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها،

قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ

بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها

والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ. والمُماناةُ: المُداراةُ.

والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب. والمُماناةُ: المكافأَةُ. ويقال

للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي.

والمَنا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور

يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من

الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن

سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء،

وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى

مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ.

قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة

والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم

صَنَم كان لأَهل الجاهلية. وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ

الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها

مَنَوِيٌّ. وفي الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم

المذكور. وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة. وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن

مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي:

أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ

على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ

قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد

غلط الطائي في قوله:

إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه،

بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه

ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.

مني
: (ي ( {مَناهُ اللَّهُ} يَمْنِيه) {مَنْياً: (قَدَّرَهُ) .
(} والمانِي: القادِرُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي قِلابَة الهُذَلي:
فَلَا تَقُولَنَّ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه حَتَّى تُلاقِيَ مَا {يَمْنى لكَ} المانِي أَي مَا يُقدِّرُ لكَ القادِرُ.
وَفِي التهذيبِ:
حَتَّى تَبيَّنَ مَا يَمْنِي لكَ الماني وَقَالَ ابنُ برِّي: البَيْتُ لسُوَيْدِ بنِ عامِرٍ المُصْطلِقي، وَهُوَ:
لَا تَأْمَنِ المَوتَ فِي حِلَ وَلَا حَرَمٍ إنَّ! المَنايا تُوافي كلَّ إنْسانِ واسْلُكْ طَرِيقَكَ فِيهَا غَيْرَ مُحْتَشِمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْني لكَ المَانِيوفي الحديثِ: أنَّ مُنْشداً أَنْشَدَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لَا تَأْمَنَنَّ وإنَّ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْنِي لكَ المَانِيفالخَيْرُ والشَرُّ مَقْرونانِ فِي قَرَنٍ بكُلِّ ذلِكَ يَأْتِيَك الجَدِيدانِفقالَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أَدْرَكَ هَذَا لأَسْلَمَ.
قُلْت: وَفِي أَمالِي السيِّدِ المُرْتَضى مَا نَصّه: أَنَّ مُسْلماً الخُزَاعي ثمَّ المُصْطلِقي قالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْشَدَه مُنْشدٌ قولَ سُوَيْدِ بنِ عامِرِ المُصْطلِقِي: لَا تَأْمَنَنَّ، الخ، وَفِيه:
فكلّ ذِي صاحِبٍ يَوْماً يفارقهوكلّ زادٍ وإنْ أَبْقَيْته فانِيثم ساقَ بَقِيَّةَ الحديثِ؛ كَذَا وَجَدْته بخطِّ العلاَّمَة عبْدِ القادِرِ بنِ عُمَر البَغْدادِي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
ويقالُ: {مَنَى اللَّهُ لكَ مَا يسُرُّكَ، أَي قَدَّرَهُ لَك؛ قيل: وَبِه سُمِّيَت} المَنِيَّةُ للمَوْتِ لأنَّها مُقَدَّرَةٌ بوَقْتٍ مَخْصوصٍ؛ وقالَ آخَرُ:
{مَنَتْ لكَ أَنْ تُلاقِيَني المَناياأُحادَ أُحادَ فِي الشَّهْر الحَلالِ (أَو) } مَناهُ اللَّهُ بحبِّها {يَمْنِيه مَنْياً: (ابْتَلاهُ) بحُبِّها.
(و) قيلَ: مَناهُ يَمْنِيه إِذا (اخْتَبَرَهُ.
(} والمَنَا) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَبَ بالياءِ؛ (المَوْتُ،! كالمَنِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، لأنَّه قُدِّرَ عَلَيْنا. وَقد مَنى اللَّهُ لَهُ المَوْتَ يَمْنِي؛ وجَمْعُ المَنِيَّةِ المَنايا.
وقالَ الشَّرقيُّ بنُ القُطامِي: المَنايا الأحْداثُ، والحِمامُ: الأجَلُ، والحَتْفُ: القَدَرُ، {والمَنُونُ: الزَّمانُ.
وقالَ ابنُ برِّي: المَنِيَّة قَدَرُ المَوْتِ؛ أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ:
} مَنايا تُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأهْلِها
جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجُبْلِفجعلَ المَنايا تُقَرِّب المَوْتَ وَلم يَجْعَلْها المَوْت.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَنِيَّةُ الأجَلُ المُقَدَّرُ للحَيَوانِ.
(و) {المَنَى: (قَدَرُ اللَّهِ) تَعَالَى، يُكْتَبُ بالياءِ؛ قالَ الشاعرُ:
دَرَيْتُ وَلَا أَدْرِي} مَنَى الحَدَثانِ وَقَالَ صَخْرُ الغِيِّ:
لعَمْرُ أَبي عَمْرِو لَقَدْ ساقَهُ المَنَى
إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِومنه قولُهم: ساقَهُ المَنى إِلَى دَرْكِ المُنَى.
(و) المَنَى: (القَصْدُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُ الأَخْطَل:
أَمْسَتْ {مَناها بأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُها
لصاحِبِ الهَمِّ إلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُقيلَ: أَرادَ قَصْدَها وأَنَّثَ على قوْلِكَ ذَهَبَتْ بعضُ أَصابِعِهِ؛ ويقالُ: إنَّه أَرادَ مَنازِلَها فحذَفَ؛ ومِثْلُه قولُ لبيدٍ:
دَرَسَ} المَنا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ قالَ الجَوْهرِي: وَهِي ضَرُورَةٌ قَبِيحَةٌ.
قُلْت: وَقد فَسَّر الشَّيْباني فِي الجيمِ قوْلَ الأخْطَل بمعْنًى آخَر سَيَأْتِي قرِيباً.
( {ومُنِيَ بِكَذَا، كعُنِيَ: ابْتُلِيَ بِهِ) ، كأَنَّما قُدِّرَ لَهُ وقُدِّرَ لَهَا.
(و) } مُنِيَ (لكذا: وُفِّقَ) لَهُ.
( {والمَنِيُّ، كغَنِيَ) ، وَهُوَ مُشَدَّد: والمَذْيُ والوَدْيُ مُخَفَّفان، وَقد يُخَفَّفُ فِي الشِّعْرِ، (و) قولُه: (كإلَى) ، غَلَطٌ صوابُه بِهِ ويُخَفَّفُ، (} والمَنْيَةُ، كرَمْيَةٍ) للمَرَّةِ من الرَّمْي وضَبَطَه الصَّاغاني فِي التكملةِ بِضَم الميمِ وَهُوَ الصَّوابُ؛ (ماءُ الرَّجُلِ والمرأَةِ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وجماعَةٌ على ماءِ الرَّجُلِ؛ وشاهِدُ التَّشْديدِ قولُه تَعَالَى: {أَلم يَكُ نُطْفَة مِن {مَنِيَ} يُمْنًى} ؛ أَي يُقَدَّرُ بالعِدَّةِ الإلهيَّةِ مَا تكوّن مِنْهُ؛ وقُرِىءَ {تُمْنَى بالتاءِ على النّطْفةِ.
وسُمِّي} المَنِيّ لأنَّه يُقَدَّرُ مِنْهُ الحَيَوانُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للأخْطَل يَهْجُو جَرِيرًا:
مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبي سُواجٍ
أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ يُعاباوشاهِدُ التَّخْفِيفِ قولُ رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضِ؛ أَنْشَدَهُ ابنُ برِّي:
أَتَحْلِفُ لَا تَذُوقُ لنا طَعاماً
وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ (ج {مُنْيٌ، كقُفْلٍ) ؛) حَكَاهُ ابنُ جنِّي وأَنْشَدَ:
أَسْلَمْتُمُوها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ
مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخْذَيْنِ كالمُومِ (} ومَنَى) الرَّجُلُ يمني {مَنْياً (} وأَمْنَى) {إِمْناءً (} ومَنَّى) ! تَمْنِيَةً، كلُّ ذلكَ (بمعْنًى) ؛) وعَلى الأوَّلَيْن اقْتَصَر الجَوْهرِي والجماعَةُ. ( {واسْتَمْنَى: طَلَبَ خُرُوجَهُ) واسْتَدْعاهُ.
(} ومِنَى، كإلَى. ة بمكَّةَ) ، تُكْتَبُ بالياءِ، (وتُصْرَفُ) وَلَا تُصْرَفُ. وَفِي الصِّحاح: مَوْضِعٌ بمكَّة، مُذَكَّرٌ يُصْرَفُ. وَفِي كتابِ ياقوت: {مِنًى، بالكسْرِ والتَّنْوينِ فِي الدَّرجِ. (سُمِّيَتْ) بذلكَ (لِما يُمْنَى بهَا من الدِّماءِ) ، أَي يُراقُ.
وقالَ ثَعْلب: هُوَ مِن قوْلِهم: مَنَى اللَّهُ عَلَيْهِ المَوْتَ، أَي قَدَّرَهُ لأنَّ الهَدْيَ يُنْحَرُ هُنالِكَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: لأنَّ الكبْشَ مُنِيَ بِهِ أَي ذُبِحَ.
وقالَ ابنُ عُيَيْنَة: أُخِذَ مِن المَنايا، أَو لأنَّ العَرَبَ تُسَمَّى كلَّ محلَ يُجْتَمَع فِيهِ مِنًى، أَو لِبُلُوغِ الناسِ فِيهِ} مُناهُم؛ نقلَهُ شيْخُنا.
ورُوِي عَن (ابنِ عبَّاسٍ) رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: سُمِّيَتْ بذلكَ (لأنَّ جِبْريلَ، عَلَيْهِ السّلام، لمَّا أَرادَ أَنْ يُفارِقَ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام، (قَالَ لَهُ: تَمَنَّ، قالَ: أَتَمَنَّى الجَنَّةَ، فسُمِّيَتْ مِنًى لأُمْنِيَّةِ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام؛ وَهَذَا القولُ نقلَهُ ياقوتٌ غَيْر مَعْزُوَ.
قالَ شيْخُنا: مكَّةَ نَفْسُها قَرْيَةٌ، ومِنَى قَرْيةٌ أُخْرَى بَيْنها وبينَ مَكَّة أَمْيالٌ، فَفِي كَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ، انتَهَى.
وقالَ ياقوتٌ: مِنَى بُلَيْدَةٌ على فَرْسَخ من مكَّةَ طُولُها مِيلان تعمرُ أَيامَ المَوْسِم وتَخْلُو بَقِيَّة السَّنَةِ إلاَّ ممَّنْ يَحْفَظُها، وقَلَّ أَن يكونَ فِي الإسْلامِ بَلَدٌ مَذْكورٌ إِلاَّ ولأهْلِه بمِنَى مضْرَبٌ.
ومِنَى: شعْبَان بَيْنهما أَزِقَّةٌ، والمسْجِدُ فِي الشارِعِ الأيْمَن، ومَسْجِد الكَبْشِ بقُرْبِ العَقَبَةِ الَّتِي تُرْمَى عَلَيْهَا الجَمْرَةُ، وَبهَا مَصانِعُ وآبارٌ وخاناتٌ وحَوانِيتٌ، وَهِي بينَ جَبَلَيْن مُطِلَّيْن عَلَيْهَا؛ قالَ: وكانَ أَبو الحَسَنِ الْكَرْخِي يَحْتَجُّ بجوازِ الجُمُعَةِ بهَا أَنَّها من مكَّةَ كمِصْرٍ واحِدٍ، فلمَّا حَجَّ أَبو بكْرٍ الجصَّاص ورأَى بُعْدَ مَا بَيْنهما اسْتَضْعَف هَذِه العلَّةَ وقالَ: هَذِه مِصْرٌ مِن أمْصارِ المُسْلِمِين تعمّرُ وَقْتاً وتَخْلُو وَقْتاً، وخُلُوُّها لَا يُخْرِجُها عَن حَدّ الأمْصارِ، وعَلى هَذِه العلَّةِ كانَ يَعْتَمِدُ القاضِي أَبو الحُسَيْن القَزْوِينِي.
قالَ البشّارِي: وسأَلَنِي يَوْماً كم يَسْكنُها وسَطَ السَّنَةِ مِن الناسِ؟ قُلْتُ: عِشْرُونَ إِلَى الثَّلاثِينَ رجُلاً، وقلَّ أَن تجِدَ مَضْرباً إِلَّا وَفِيه امْرأَةٌ تَحْفَظه؛ فقالَ: صَدَقَ أَبو بَكْرٍ وأَصابَ فيمَا عَلَّلَ؛ قَالَ: فَلَمَّا لَقِيت الفَقِيه أَبا حَامِدٍ البغولني بنَيْسابُورَ حَكَيْتُ لَهُ ذلكَ، فقالَ: العلَّةُ مَا نَصّها الشَّيْخ أَبو الحَسَن، أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {ثمَّ محلّها إِلَى البيتِ الْعَتِيق} ؛ وقالَ: {هَديا بَالغ الكعْبَة} . وإنَّما يَقَعُ النّحْرُ بمِنَى.
(و) مِنى: (ع آخَرُ بنَجْدٍ) .
(قالَ نَصْر: هِيَ هضبَةٌ قُرْبَ ضرية فِي ديارِ غَنِيَ بنِ أَعْصر زادَ غيرُهُ: بينَ طخفَةَ وأَضاخَ، وَبِه فسّر قولَ لبيدٍ:
عَفَتِ الدِّيارُ محلُّها فمُقامُها! بمِنَى تَأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها (و) أَيْضاً: (ماءٌ قُرْبَ ضَرِيَّةَ) فِي سَفْحِ جَبَل أَحْمرِ مِن جِبالِ بَني كِلابٍ للضِّبابِ مِنْهُم؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه كغَنِيَ، بالتَّشْديدِ.
ونقلَ ياقوت عَن الأصْمعي: أنَّ مِنَى جَبَلٌ حَوْلَ حمى ضَرِيَّة؛ وأَنْشَد: أَتْبَعْتهم مُقْلَةً إنْسانُها غَرِقٌ
كالفَصّ فِي رَقْراق الدَّمْعِ مَغْمُورُحتى تَوارَوا بشَعْفِ والجِبَال بِهم
عَن هضب غَوْلٍ وَعَن جَنْبي مِنًى زورُ ( {وأَمْنَى) الرَّجُلُ؛ عَن ابنِ الأعْرابِي؛ (} وامْتَنَى) ؛) عَن يُونس؛ (أَتَى مِنَى أَو نَزَلَها) ؛) التَّفْسِير الأوَّل ليونس، وَالثَّانِي لابنِ الأعرْابي؛ ومِن ذلكَ لُغْز الحَريرِي فِي فتْيَا العَرَبِ: هَل يَجِبُ الغُسْل على مَنْ {أَمْنَى؛ قالَ: لَا وَلَو ثنى.
(} وتمنَّاهُ) {تَمَنّياً: (أَرادَهُ) .
(قَالَ ثَعْلَب: التَّمنِّي حديثُ النَّفْسِ بِمَا يكونُ وَبِمَا لَا يكونُ.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير:} التَّمنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأمْر المَرْغوب فِيهِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {تَمَنَّيْتُ الشيءَ أَي قَدَّرْتُه وأَحْبَبْتُ أَن يَصِيرَ إليَّ مِن} المَنى وَهُوَ القَدر.
وَقَالَ الرَّاغبُ: التمنِّي تَقْديرُ شيءٍ فِي النَّفْسِ وتَصْوِيرُه فِيهَا؛ وَذَلِكَ قد يكونُ عَن تَخْمِين وظَنَ، ويكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبِناء على أَصْلٍ، لَكِن لما كَانَ أَكْثَره عَن تَخْمِين صارَ الكَذِبُ لَهُ أَمْلَك فأَكْثَر التَّمنِّي تَصَوّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ.
( {ومَنَّاهُ إيَّاه و) مَنَّاهُ (بِهِ} تَمْنِيَةً) :) جَعَلَ لَهُ {أُمْنِيّته؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ولأضِلنَّهم} ولأُمنِّيَنّهم} (وَهِي {المُنْيَةُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر،} والأُمْنِيَّةُ، بالضَّمِّ) ، وَهِي أُفْعُولَةٌ وجَمْعُها {الْأَمَانِي. قالَ اللَّيْث: رُبَّما طُرِحَتِ الهَمْزَةُ فقيلَ} مُنْيَة على فُعْلَة.
قالَ الأزْهرِي: وَهَذَا لَحْنٌ عنْدَ الفُصَحاءِ إنَّما يقالُ مُنْية على فُعْلَة وجَمْعُها {مُنًى، ويقالُ:} أُمْنِيَّةٌ على أُفْعُولَة، وجَمْعُها {أَمانيُّ بتَشْديد الياءِ وتَخْفِيفِها.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الأُمْنِيَّةُ الصُّورَةُ الحاصِلَةُ فِي النَّفْسِ مِن {تَمَنّى الشَّيء. وشاهِدُ} المنى أَنْشَدَه القالِي: كأَنَّا لَا تَرانا تارِكِيها
بعِلَّةِ باطِل {ومُنَى اغْتِرارِوشاهِدُ الأمانيِّ قولُ كَعْب:
فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ
إنَّ الأمانيَّ والأحْلامَ تَضْلِيلُ (} وتَمَنَّى) {تَمَنِّياً: (كَذَبَ) ، وَهُوَ تَفَعُّل مِن} مَنَى {يَمْنِي إِذا قَدَّرَ لأنَّ الكاذِبَ يُقدِّرُ فِي نَفْسِه الحديثَ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: لمَّا كانَ الكَذِبُ تَصَوُّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وإيرَاده باللّفْظِ صارَ التَّمَنِّي كالمَبْدإ للكَذِبِ فصحَّ أنْ يُعَبَّرَ عَن الكذِبِ} بالتَّمنِّي، وعَلى ذلكَ مَا رُوِي عَن عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: مَا تَمَنَّيْتُ مُنْدُ أَسْلَمْت، أَي مَا كَذَبْت، انتَهَى.
ويقالُ: هُوَ مَقْلُوبُ تمين مِن المَيْنِ وَهُوَ الكذِبُ.
(و) {تَمَنَّى (الكِتابَ: قَرَأَهُ) وكَتَبَه؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشَّيطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ؛ أَي قَرَأَ وتَلا فَأَلْقَى فِي تِلاوَتِه مَا ليسَ فِيهِ؛ قالَ الشاعرُ يَرْثي عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ أَوَّلَ لَيْلِه
وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِوقالَ آخَرُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ آخِرَ لَيْلةٍ
} تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِأَي تَلا كتابَ اللَّهِ مُتَرسِّلاٍ فِيهِ.
قالَ الأزْهري: والتَّلاَوَةُ سُمِّيَت أُمْنِيَّة لأنَّ تَالِي القُرْآنِ إِذا مَرَّ بآيَةِ رَحْمَةٍ! تَمَنَّاها، وَإِذا مَرَّ بآيَةِ عَذَابٍ تَمَنَّى أَن يُوقَّاه.
وقالَ الرَّاغِبُ: قولُه تَعَالَى: {وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاَّ أمانيَّ} . قالَ مُجَاهِد: مَعْناه إلاَّ كذِباً؛ وَقَالَ غيرُهُ: إلاَّ تِلاوَةً. وقولُه تَعَالَى: {أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي {أُمْنِيَّتِه} ؛ وَقد تقدَّمَ أَنَّ التَّمنِّي كَمَا يكونُ عَن تَخْمِين وظنَ قد يكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبناءٍ على أَصْلٍ، ولمَّا كانَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا مَا كانَ يُبادِرُ إِلَى مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين على قَلْبِه حَتَّى قيلَ لَهُ: {وَلَا تَعْجَل بالقُرآنِ من قَبْلِ أَنْ يَقْضى إليكَ وَحْيَهُ} ، {لَا تُحرِّك بِهِ لِسانَكَ لتَعْجَلَ بِهِ} ، سَمَّى تِلاوَتَه على ذلكَ تَمَنِّياً ونَبَّه أنَّ للشَّيْطانِ تَسَلّطاً على مثْلِه فِي أُمْنِيَّتِه، وذلكَ من حيثُ بَيَّن أنَّ العَجَلَةَ من الشَّيْطانِ.
(و) تَمَنَّى (الحديثَ: اخْترَعَهُ وافْتَعَلَهُ) وَلَا أَصْلَ لَهُ؛ وَمِنْه قولُ رَجُل لِابْنِ دَأْبٍ وَهُوَ يُحدِّثُ: هَذَا شيءٌ رَوَيْتَه أَمْ شيءٌ} تَمَنَّيْتَه؟ أَي افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْتَه وَلَا أَصْلَ لَهُ. ويقولُ الرَّجُل: واللَّه مَا {تَمَنَّيْت هَذَا الكلامَ وَلَا اخْتَلَقْته.
(} والمُنْيَةُ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوْهرِي على الضَّم. ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيت عَن الفرَّاء الضَّم والكسَر مَعًا؛ (والمَنْوَةُ) ، بِالْفَتْح، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ المَنُوَّةُ، بفتحٍ فضمٍ فتَشْديدِ وَاو؛ (أَيامُ النَّاقةِ الَّتِي لم يُسْتَيْقَنْ) ؛) وَفِي المُحْكم: لم يَسْتَبِنْ؛ (فِيهَا لِقاحُها من حِيالها) .) ويقالُ للناقَةِ فِي أَوَّل مَا تُضْرَبُ: هِيَ فِي! مُنْيَتِها، وَذَلِكَ مَا لم يَعْلَموا بهَا حَمْل أَمْ لَا. ( {فمُنْيَةُ البِكْرِ الَّتِي لم تَحْمِلْ عَشْرُ لَيالٍ} ومُنْيَةُ الثَّنيِّ: وَهُوَ البَطْنُ الثَّاني، خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً) ، قيلَ: وَهِي مُنْتَهى الأيَّام (ثمَّ) بَعْد مُضِي ذلكَ (تُعْرَفُ أَلاقحٌ هِيَ أمْ لَا) ؛) هَذَا نَصُّ ابنِ سِيدَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {مُنْيَةُ الناقَةِ الأيامُ الَّتِي يُتَعَرَّفُ فِيهَا أَلاقحٌ هِيَ أَمْ لَا، وَهِي مَا بينَ ضِرابِ الفَحْلِ إيَّاها وبينَ خَمْس عَشْرَةَ لَيْلة، وَهِي الأيَّام الَّتِي يُسْتَبْرَأُ فِيهَا لَقاحُها من حِيالِها. يقالُ: هِيَ فِي مُنْيَتها، انْتهى.
وَقَالَ الأصْمعي:} المُنْيَةُ مِن سَبْعَةِ أَيَّام إِلَى خَمْسَة عَشَرَ يَوْماً تُسْتَبْرأُ فِيهَا الناقَةُ تردُّ إِلَى الفَحْل فَإِن قرَّت عُلِم، أنَّها لم تَحْمِلْ، وَإِن لم تقرّ عُلِمَ أنَّها قد حَمَلَتْ؛ نقلَهُ القالِي.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: مُنْيَةُ القِلاصِ سَواء عَشرُ ليالٍ؛ وقالَ غيرُهُ: المُنْيَةُ الَّتِي هِيَ المُنْيَة سَبْع، وَثَلَاث للقِلاصِ وللجِلَّةِ عَشْرَ لَيالٍ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثَمِ: قُرِىءَ على نُصَيْر وأَنا حاضِرٌ ( {أَمْنَتِ) الناقَةُ، (فَهِيَ} مُمْنٍ {ومُمْنِيَةٌ) :) إِذا كانتْ فِي مُنْيَتِها؛ (وَقد} اسْتَمْنَيْتُها) .
(قَالَ ابنُ الأعْرابي: البِكْرُ من الإِبِلِ {تُسْتَمْنَى بَعْدَ أَرْبَع عشرَةَ وإحْدَى وعِشْرين، والمُسِنَّةُ بَعْد سَبْعةِ أَيامٍ؛ قالَ:} والاسْتِمْناءُ أَنَّ يأْتِي صاحِبُها فيَضْربَ بيدِهِ على صَلاها ويَنْقُرَ بهَا، فَإِن اكْتارَتْ بذَنَبِها أَو عَقَدَتْ رأْسَها وجَمَعَتْ بينَ قُطْرَيْها عُلِم أنَّها لاقِحٌ؛ وقالَ فِي قولِ الشاعرِ:
قامَتْ تُرِيكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ والعَيْنُ شاحِبةٌ والقَلْبُ مَسْتُورُكأنَّها بصَلاها وهْي عاقِدَةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُقال: مَسْتُور إِذا لَقِحَتْ ذهبَ نَشاطُها. ( {ومُنِيتُ بِهِ، بالضَّمِّ، مَنْياً) ، بِالْفَتْح: أَي (بُلِيتُ بِهِ) ، وَقد} منَاهُ {مَنْياً بَلاهُ.
(} ومَاناهُ) مُمَاناةً: (جازَاهُ) ؛) عَن أَبي سعيدٍ.
(أَو) {مَاناهُ: (أَلْزَمَهُ) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ لَزِمَهُ.
(و) مَاناهُ: (ماطَلَهُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ طاوَلَهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لغَيْلانِ بنِ حُرَيْث:
فإلاّ يَكُنْ فِيهَا هُرارٌ فإِنَّني
بسِلَ} يُمانِيها إِلَى الحَوْلِ خائِفُأَي يُطاوِلُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لأبي صُخَيْرَة:
إيَّاك فِي أَمْرِكَ والمُهاواهْ
وكَثْرَةَ التَّسْوِيفِ {والمُماناهْ (و) مَاناهُ: (دارَهُ.
(و) أيْضاً: (عاقَبَهُ فِي الرُّكوبِ.
(} وتَمَنَ: د بَين الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْن. قالَ نَصْر: هِيَ ثَنِيةُ هَرْشَى على نصفِ طريقِ مكَّةَ والمَدينَةِ. رَوَى ابنُ أَبي ذئبٍ عَن عِمْران بنِ قُشَيْر عَن سالمِ بنِ سبلان: سَمِعْت عائِشَةَ وَهِي بالبِيض من {تَمَنَ بسَفْح هَرْشى وأَخَذْت مرْوَة مِن المَرْوِ، فَقَالَت: وَدَدْت أَني هَذِه المَرْوَة، انتَهَى.
وَقَالَ كثيِّرُ عزَّة:
كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ لما تَحَلَّلَتْ
مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنَ جمالُهاقلين غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ
بِهِنَّ السَّوانِي فاسْتَدارَ مَحالُها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} امْتَنَيْت الشيءَ: اخْتَلَقْته.
! والمُتَمَنِّي: جماعَةٌ مِن العَرَبِ عُرِفُوا بذلكَ، مِنْهُم: عامِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الشجبِ بنِ عبْدِ ودّ لُقِّبَ بِهِ لكوْنِه {تَمَنَّى رقاش، امْرأَة مِن عامِر الأَجْدار وأَسَر بداءِ بنِ الحارِثِ فنالَهُما. وبفَتْح النونِ: نَصْر بن حجَّاج السِّلمي وكانَ وَسِيماً تَفْتَتِنُ بِهِ النِّساءُ، وَفِيه تقولُ الفُرَيْعةُ بنْتُ هَمَّام:
هَلْ مِنْ سَبيلٍ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَها
أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حجَّاجِ؟ وَهِي} المُتَمَنِّيَةُ، وَهِي أُمُّ الحجَّاجِ بنِ يُوسُف، فنَفاهُ عُمَر قائِلاً: لَا {تَتَمنَّاكَ النِّساء، وكَتَبَ عبْدُ الملِكِ إِلَى الحجَّاج: يَا ابْنَ} المُتَمَنِّيَة، أَرادَ أُمَّه هَذِه.
{والمَنِيُّ، كغَنِيَ: ماءٌ بضَرِيَّة؛ ضَبَطَه نَصْر وتَبِعَه ياقوت.
} والأمانِيُّ: الأكاذِيبُ والأحادِيثُ الَّتِي تتمنى.
{وامْتُنِيَ للفَحْل، بِالضَّمِّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة يَصِفُ بَيْضَة:
نَتُوجٍ وَلم تُقْرَفْ بِمَا} يُمْتَنَى لَهُ
إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُهاوأَنْشَدَ نُصَيْر لذِي الرُّمَّة أَيْضاً:
وحتّى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ {امْتِنائِها
مِنَ الصَّيْف مَا اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها} وامْتَنَتِ الناقَةُ فَهِيَ {مُمْتَنِية إِذا كانتْ فِي} مُنْيَتِها؛ رواهُ أَبُو الهَيْثم عَن نُصَيْر؛ قالَ: قُرِىءَ عَلَيْهِ ذلكَ وأَنا حاضِرٌ.
{ومَناهُ} يَمْنِيه: جَزاءُ.
والمِناوَةُ، بِالْكَسْرِ: الجَزاءُ. يقالُ: لأَمْنِينَّكَ مِناوَتَكَ، أَي لأَجْزِيَنَّكَ جَزَاءَكَ؛ عَن أَبي سعيدٍ؛ ونقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً. ويقالُ: هُوَ بمنى مِنْهُ وحرًى.
{ومَناهُ: أَي مَطَلَهُ.
} والمُمَاناةُ: المُكافَأَةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لسَبْرة بنِ عَمْرو:
{نُمانِي بهَا أَكْفاءَنا ونُهِبنُها
ونَشْربُ فِي أَثْمانِها ونُقامِرُوقالَ آخَرُ:
} أُمانِي بهَا الأَكْفاء فِي كلِّ مَوْطِنٍ
وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحِينَ وأَقْتَرِي والمُمَاناةُ: الانْتِظارُ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو:
عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباح لَوْنِيوجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ اليَوْنِ مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ {مَانَوْنِي أَي: انْتَظَرُوني حَتَّى أُدْرِكَ بُغْيَتي؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قَالَ ابنُ برِّي:} المُماناةُ فِي هَذَا الرجزِ بمعْنَى المُطاوَلة لَا الانْتِظار.
ونقلَ ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي عَمْرو: {مانَيْتُكَ مُذ اليومِ أَي انْتَظَرْتُكَ.
} ومَنَّى {تَمْنِيّةً: نَزَلَ مِنًى، لُغَةٌ فِي} أَمْنَى {وامْتَنَى؛ نقلَهُ الصَّاغاني؛ وكَذلكَ} مَنَى بالتّخْفيفِ؛ عَنهُ أَيْضاً.
{والمِنْيَةُ، بالكسرِ: اسْمٌ لعدَّةِ قُرًى بمِصْر جاءَتْ مُضافَةً إِلَى أَسْماء، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلفْظِ التَّثْنِيةِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الجَمْع، وَنحن نَذْكُر ذَلِك مرتبين على الأقاليم:
فَمَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ: مِن الشَّرْقيةِ:} مِنْيَةُ مَسْعود، وناجِيَةَ، ورَوْق، وجُحَيْش، وردِيني، وقَيْصَر، وفراة، واشنة، وكِنانَةَ وفيهَا ولد السراج البَلْقِيني،! ومِنْيَةُ سُهَيْل، وأَبي الحُسَيْن، وعاصِمٍ وَقد دَخَلْتها، والسِّباع وتُعْرَفُ {بمِنْيَةِ الخَنازِيرِ الْآن، ومِنْيَةُ بَصَل، ومُحْسِن، وراضِي، وبوعَزّى، وثَعْلَب، ونَما، وجَابِر، والنَّشاصِي، والدرَّاج، وصُرَد، والأمْلَس، وربيعَةَ البَيْضاء، وبوخالِدٍ، ويَرْبُوع، وبوعلي، وعقبَةَ وَهِي غَيْر الَّتِي فِي الجِيزَة، وطيِّىءٍ، والذويبِ، ووَرْعان، ومقلد، والقرشي، ولوز، وغُرَاب، وبشَّار، وَيزِيد، ورَمْسِيس، وَخيَار، ويَعِيش، وسعادة، وَصَيْفِي، وياللَّه، والمعلى، والأَمراء، والفرماوي.
وممَّا جاءَتْ بصِيغَةِ التَّثْنِيةِ مِن هَذَا الإقليم:} مِنْيتا الشَّرف وَالْعَامِل،! ومِنْيَتا عُمَر وَحَمَّاد، ومِنْيتا العطَّار والفزاريين، ومِنْيَتا حمل وحبِيب، ومِنْيَتا فرج وهُما الطرطيري والراشدي، ومِنْيَتا يمَان ومحرز.
وَمَا جاءَتْ بصبغَةِ الجَمْع: مُنَى مَرْزُوق، ومُنَى جَعْفَر، ومُنَى مغنوج، ومُنَى غصين.
وَفِي المرتاحية: على صيغَةِ الإفْرادِ: مِنْيَةُ الشَّامِيِّين، ومِنْيةُ سمنود وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ بزو وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ شحيرة، ونقيطة، وعوام، وخَيْرُون، والعَامِل، وشافِع، والصَّارِم، وقوريل، وغرون وَهِي مِنْيَةُ أَبي البَدْر، وقرموط، وغشماشة، وبجانة، والشبول، وَعَاصِم، وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، وجلموه ومعاند، وَعلي، والبَقْلي، والمفضلين، وَصَالح، وحماقة، وفضالة، وفوسا، والأخْرس وبصيغَةِ الجَمْع: منى سندوب.
وَفِي الدقهلية: على صيغَةِ الإفْراد: مِنْيَةُ السُّودان، والحلوج، وعبْدِ المُؤْمِن، وكرسوس، والنّصَارَى وهُما اثْنَتان، وطلوس، وحازم، وبوز كرى، وجديلة، وبوعبد اللَّه وَقد دَخَلْتها، وَشَعْبَان، ومرجا بن سليل، والغر، وبَدْر بنُ سلسيل، والجفاريين، والشاميين، ورومي، والخياريين، والزمام.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: {مِنْيَتا طاهِرٍ وأمامَة،} ومِنْيَتا فاتِكٍ ومزاح، ومِنْيَتا السويد والطبل.
وَفِي جَزيرَةِ قويسنا: مِنْيَةُ زفتى جواد، وتاج الْعَجم، والعبسي، وعافية وَقد دَخَلْتها، والأمير، والفزاريين وَهِي شبْرًا هارس، وسلكا، وحيون، وَإِسْحَاق، وسراج وَقد دَخَلْتها، وَأَبُو شيخة وَقد دَخَلْتها، والموز والشريف، والحرون وَهِي البَيْضاء، وأَبو الحُسَيْن.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا الوفيين والجمالين، ومِنْيَتا خشيبة والرخا.
وَفِي الغربية: مِنْيَةُ السُّودان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، ومِنْيَةُ مسير، وردّاد، وأَبي قُحَافَة، ورديبيه، والأشْراف وَقد دَخَلْتها، وحبِيب، وأوْلاد شرِيف، وَالديَّان، وسراج وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، والقيراط وَمِنْهَا البُرْهان القيراطي الشاعِرُ، وابشان، وَيزِيد، والكتاميين.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيتا اللَّيْث وهَاشِم، ومِنْيَتا أمويه والجنان.
وَفِي السمنودية: مِنْيَةُ حوى، وَمَيْمُون، وأَبْيض لجامه، وشنتنا، والسبز، وَخيَار، والسُّودَان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وَعَيَّاش، والبندر أَو اللّيْث، وهَاشِم، والطويلة، وَحسان، وَأَبُو السيار، وخضر، وغزال، وطوخ، والنَّصارَى وتُعْرَفُ بمِنْيَةِ بَرَكَات، وحويت، وسَيْف الدَّوْلة، والداعي، والقصرى، وَيزِيد، وَبدر وَقد دَخَلْتها، وخميس وَقد دَخَلْتها، وجكو.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا بَدْرٍ وحَبيب، ومِنْيَتا سلامين وَأَبُو الْحَارِث وَقد دَخَلْتُ الأخيرَة، ومِنْيَتا حُبَيْش الْقبلية والبحرية.
وبصيغَةِ الجَمْع: منى أبي ثَوْر. وَفِي الدنجاوية: مِنْيَةُ الأحْلاف، ودَبُّوس وَقد دَخَلْتها، وحجاج.
وَفِي المنوفية: مِنْيَةُ زوبر وَقد دَخَلْتها، وعَفيف وَقد دَخَلْتها، وأُمّ صالِحٍ، ومُوسَى، والقصرى، وصُرَد وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وسود، والعز، وَخلف وَقد دَخَلْتها.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيتا خاقَان وتُعْرَفُ بالمِنْيَتَيْن وَقد دَخَلتها.
وبصيغَةِ الجَمْع منى وَاهِلَة وَقد دَخَلْتها.
وَفِي جزيرَة بَني نَصْر: مِنْيَةُ الْملك، وفطيس، والكراء، وشهالة، وحرى.
وَفِي البُحَيْرَة: مِنْيَةُ سَلامَة، وبَني حمَّاد، وزرقون، وبَني مُوسَى، وطراد والزناطرة.
وَفِي حَوْف رَمْسيس: مِنْيَةُ يزِيد، وعطية، والجبالى.
وَفِي الجيزية: مِنْيَةُ القائِد فضل، وعقبَةَ، وأَبي عليَ، ورهينة، والشماس وَهِي دَيْر الشمع، والصَّيَّادِين، وتاج الدولة، وبوحميد.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيَتا قادوس وأندونة.
وبصيغَةِ الجَمْع منى البوهات، وَمنى الْأَمِير.
وَفِي الأطفيحية: مِنْيَةُ الباساك.
وَفِي الفيومية: مِنْيَةُ الدِّيك، والبطس، وأَقْنَى، والأسقف.
وَفِي البهنساوية: مِنْيَةُ الطوى، وَالديَّان، وَعَيَّاش.
وَفِي الأشمونين: مُنْيَةُ بَني خصيب وَهَذِه بضمِّ الْمِيم خاصّةً وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ الْعِزّ.
وَقد ذَكَرَ ياقوتُ فِي مُعْجمه بعضَ قُرًى بمِصْر تُسَمَّى هَكَذَا مِنْهَا: مِنْيَةُ الأصْبَغ شَرْقي مِصْر إِلَى الأصْبَغ بنِ عبدِ العزيزِ، ومِنْيَةُ أَبي الخُصَيبِ على شاطِىءِ النِّيل بالصَّعيدِ الأدْنى قالَ: أَنْشَأَ فِيهَا بَنُو اللمطي أَحَد الرُّؤساء جامِعاً حَسَناً وَفِي قبْلتِها مقامُ إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السّلام. ومِنْيَةُ بُولاق والزُّجاج كِلاهُما بالإسْكَنْدريةِ، وَفِي الأخيرَةِ قَبْرُ عتْبَة بن أبي سُفْيانِ، ومِنْيَة زِفْتا، ومِنْيَةُ غَمْر على فوهةِ النِّيل، ومِنْيَةُ شِنْشِنا شمَالي مِصْر، ومِنْيَةُ الشِّيرَج على فَرْسخ من مِصْر، ومِنْيَةُ القائِدِ فَضْل على يلأمَيْن من مِصْر فِي قبْلتِها، ومِنْيَةُ قُوص هِيَ ربضُ مَدِينَة قُوص، ومُنَى جَعْفَر لعدَّةِ ضِياعٍ شمَالي مِصْر.
ومِنْيَةُ عَجَب بالأنْدَلُسِ مِنْهَا: خلفُ بنُ سعيدٍ المُتوفي بالأنْدَلُس سَنَة 305.
قُلْت: والنِّسْبَةُ إِلَى الكلِّ مِنْياوِيٌّ، بالكسْر؛ وَإِلَى مُنْيَة أَبي الخصيبِ {مُناوِيّ بِالضَّمِّ، وَإِلَى مُنْيَة عَجَب} مُنّييّ.
وأَبو {المَنِيّ، كعَدِيَ: جدُّ البَدْرِ محمدِ بنِ سعيدٍ الْحلَبِي الحَنْبلِي نَزِيل القاهِرَة، رَفيق الذَّهبي فِي السّماع.
ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي المَنِيِّ البُرُوجِرْدِي عَن أَبي يَعْلى بنِ الفرَّاء، وعُمَر بنُ حميدِ بنِ خَلَف بن أبي المُنَى البَنْدَنِيجي عَن ابْن البُسري. وأَبو المنيِّ بنُ أَبي الفَرَج المسدي سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطة.
(م ن ي) : (مِنًى) اسْمٌ لِهَذَا الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ وَالصَّرْفُ وَقَدْ يُكْتَبُ بِالْأَلِفِ وَاشْتِقَاقُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْمُنْيَةُ وَالْأُمْنِيَّةُ) وَاحِدٌ جَمْعُهُمَا مُنًى وَأَمَانِيُّ وَقَدْ تَمَنَّاهَا (وَالْمُتَمَنِّيَةُ) امْرَأَةٌ مَدَنِيَّةٌ عَشِقَتْ فَتًى مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ لُقِّبَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهَا
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
وَقِيلَ هِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ هَمَّامٍ أُمُّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَمْزَةُ الْأَصْبَهَانِيُّ وَكَمَا قِيلَ بِالْمَدِينَةِ أَصَبُّ مِنْ الْمُتَمَنِّيَةِ قَالُوا بِالْبَصْرَةِ أَدْنَفُ مِنْ الْمُتَمَنِّي وَقِصَّتُهُمَا فِي الْمُعْرِبِ.
م ن ي

مني الله لك الخير. وما تردي ما يمني لك الماني. قال:

ولا تقولن لشيء لست أفعله ... حتى تبيّن ما يمنى لك الماني

وأنا راض بمنى الله: بقدره، وتقول: ساقه المنى، إلى درك المنى. قال:

لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى ... إلى جدثٍ يزوي له بالأهاضب

وقال:

سأعمل نصّ العيسي حتى يكفّني ... غنى المال يوماً أو منى الحدثان

وهو منّي بمنى ميل، وداره منى داري: بحذائها، ومنه: المنيّة والمايا. قال زهير:

كعوف بن شماس يرشح شعره ... إلى أسديّ يا منيّ فأسجحي

أي تعالي يا منيّة فهذا وقتك. وثمنّي على الله أمنيّة وأمانيّ ومنيّة ومنًى، ومني بكذا: بلي به، وهو ممنوّ به، ولأمنونك بما لم تمن بمثله. وأمنى الرجل ومنى. وقرىء: " أفرأيتم ما تمنون ".
مني
منَى يَمنِي، امْنِ، مَنْيًا، فهو مانٍ، والمفعول مَمْنِيّ
• منَى اللهُ الأمرَ: قدَّره "وما تدرِي ما يُمنَى لك".
• مناه اللهُ بمحنة: ابتلاه بها، أصابه (انظر: م ن و - مَنا) "مُنِيَ بخسائر فادحة- سيُمْنَون بهزيمة إن خالفوا منهج المدرِّب: " ° مُنِيَ بالهزيمة: تكبَّدها- مُنِيَ بكذا: ابتُليَ به- مُنِيَت جهودُه بالفشل: أخفقت، لم تنجح. 

أمنى يُمني، أَمْنِ، إمناءً، فهو مُمْنٍ
• أمنى الرَّجلُ: أخرج المنيّ وهو (سائل مبيضّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة وتفرزه غُدد التناسل عند الذّكر) " {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} ".
• أمنى الحاجُّ: أتى منًى (بلد قرب مكّة ينزله الحجّاج أيّام التشريق وتُنحر فيه الذّبائحُ). 

استمنى يستمني، اسْتَمْنِ، استمناءً، فهو مُستمنٍ
• استمنى الصَّبيُّ: مارس العادة السريَّة، طلب اللّذة الجنسيَّة منفردًا باستنزال المنيّ بدون جِماع. 

تمنَّى/ تمنَّى لـ يتمنَّى، تمَنَّ، تَمَنّيًا، فهو مُتمَنٍّ، والمفعول مُتمَنًّى
• تمنَّى الطَّالبُ النَّجاحَ: رغب في حصوله وتحقيقه
 وهو غالبا صعب التحقيق، طلبه وأراده، أحبّه "تمنّى التوفيقَ والسّدادَ- تمنّى على الله طولَ العمر لوالديه- تمنّى بصبره تحقيق أمله- تمنّى منه الاستقامة- ما كلّ ما يتمنّى المرءُ يدركه ... تأتي الرِّياحُ بما لا تشتهي السّفنُ".
• تمنَّى الشَّخصُ الكتابَ: قرأه وتلاه " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}: ألقى في تلاوته ما ليس فيها".
• تمنَّى أن يسافر/ تمنَّى له أن يسافر: رغب في سفره "تمنّى له الخيرَ". 

منَّى يمنِّي، مَنِّ، تَمنِيَةً، فهو مُمَنٍّ، والمفعول مُمَنًّى
• منَّى الأبُ ابنَه السَّفَرَ إلى الخارج/ منَّى الأبُ ابنَه بالسَّفر إلى الخارج: جعله يحبُّه ويرغب في تحقيقه أو الحصول عليه "منَّاه بربحٍ وفير- {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا} " ° منَّى نفسَه: وعدها، علَّلها.
• منَّى الشّيطانُ الإنسانَ: خادعه، ألقى في قلبه طولَ الأمل والحياة " {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ} ". 

إمناء [مفرد]: مصدر أمنى. 

أُمنيَة [مفرد]: ج أمنيَات وأمانٍ: بغية ومطلب، رغبة مرجوّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه. 

أُمْنِيَّة [مفرد]: ج أمنيّات وأمانِيّ (لغير المصدر):
1 - أمْنية؛ بُغْية ومطلب، رغبةٌ مرجوَّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه "عَبّر عن أمنيّة السّفر إلى الصين".
2 - حديث النَّفس ومشتهياتها " {وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ} ".
3 - قراءة، تلاوة " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ". 

استمناء [مفرد]: مصدر استمنى. 

تَمَنٍّ [مفرد]: ج تمنّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تمنَّى/ تمنَّى لـ ° تمنِّياتي لك بالصِّحة والعافية: دعاء بالحفظ أو الشفاء من ألم أو مرض.
2 - تعلّق النفس بالآمال والأحلام "مع تمنيّاتي بالتوفيق- *وما نيلُ المطالب بالتَّمنّي*".
3 - طلب المستحيل أو ما فيه بُعْدٌ. 

تمنية [مفرد]: مصدر منَّى. 

مَناة [مفرد]: (انظر: م ن ا ة - مَناة). 

مَنَويّ [مفرد]: خاصّ أو شبيه بالمنيّ، محتوٍ أو ناتج أو منتج للمنيّ.
• الحيوان المَنَوِيّ:
1 - (حي) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبيضة أي: بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت.
2 - (حي) الأعضاء التَّناسليّة النَّاضجة في الذُّكور التي تتكوَّن من خلية دائريَّة أو أسطوانيّة الشَّكل، لها نواة وعنق وذيل رفيع متحرّك.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليّة ثنائيّة الصبغيّات تمرّ بالانقسام المنصِّف لتكوّن أربع نُطيفات.
• قناة مَنَويَّة: (حي) مجرى الخُصية يحمل المنيّ إلى الخارج وخاصّة الجزء الذي يجري من البربخ إلى القناة الدافقة. 

مِنَى/ مِنًى [مفرد]: بلدة قريبة من مكّة ينزلها الحجّاج أيّام التشريق يرمون فيها الجمار. 

مَنْي [مفرد]: مصدر منَى. 

مُنْيَة [مفرد]: ج مُنُيات ومُنْيات ومُنًى: أمنيَّة، رغبة مرجوَّة، مطلب يُراد تحقيقه "كانت مُنيتُه الحصول على الكأس الفضيّ- لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلاّ لصابر" ° يَوْمُ المُنى: يوم تحقُّق ما يُرجى تحقُّقه. 

مَنِيّ [مفرد]: ج مُنْي: (حي) نطفة، سائل مُبْيَضٌّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة، ينشأ من إفرازات الخصيتين ويختلط به إفراز الحوصلتين المنويتين والبروستاتا، يخرج من القضيب إثر جماع أو نحوه " {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} " ° سيلان المنيّ: طرح المَنِيّ اللاإراديّ دون هَزَّة الجماع. 

منيَّة [مفرد]: ج منيّات ومَنايا: موت، وفاة "أدركته المنيَّةُ" ° أودت به المنيّةُ: مات- المنايا ولا الدّنايا: الدَّعوة إلى عزّة النَّفس والتّحذير من الخِسَّة- هو يخوض المنايا: يلقي بنفسه في المهالك. 

قصر

قصر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس قُصِر الرجالُ على أَربع من أجل أَمْوَال الْيَتَامَى. قَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْمُنْذر عَن سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: قُصِر الرِّجَال على أَربع يَعْنِي أنّهم حُبسوا على أَربع وَلم يُؤذَن لَهُم فِي نِكَاح أَكثر منهنّ وَذَلِكَ لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى: {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوْا فِي اليْتَاَمَى فَأنْكِحُوْا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} . قَالَ: حدّثنَاهُ ابْن علية عَن أَيُّوب عَن سعيد بن جُبَير فِي هَذِه الْآيَة وَذكروا الْيَتَامَى فَنزلت {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا} إلىقوله: {فَاِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوْا فَوَاِحَدةٌ} يَقُول: فَكَمَا خِفْتُمْ أَن لَا تقسطوا فِي الْيَتَامَى فَكَذَلِك خَافُوا أَن لَا تعدلوا بَين النِّسَاء. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا تَأْوِيل قَوْله: قُصِر الرِّجَال على أَربع من أجل أَمْوَال الْيَتَامَى.

قصر


قَصَرَ(n. ac. قُصُوْر)
a. ['An], Fell short of, did not reach; failed to attain, to
accomplish; left, relinquished; desisted, abstained from;
quitted, ceased from.
b. [Bi], Fell short, failed; was cheap.
c. [Fī], Stopped, became remiss in.
d. Ceased, left off.
e.(n. ac. قَصْر), Shortened; cut, clipped; curtailed, contracted;
abridged, abbreviated; narrowed, cramped.
f.(n. ac. قَصْر), Confined, restricted; restrained.
g. [acc. & Fī], Secluded, shut, pent up in.
h. [acc. & 'Ala], Restricted to; confided exclusively to (
affair ).
i. ['Ala], Appropriated, retained for (himself).
j. [acc. & 'An], Withheld, debarred from.
k.(n. ac. قَصْر
قِصَاْرَة), Cleaned, whitened, bleached, fulled (
cloth ).
l. see IV (e)
قَصِرَ(n. ac. قَصَر)
a. Had a stiff neck.

قَصُرَ(n. ac. قَصْر
قِصَر
قِصَاْرَة)
a. Was, became short; was too short.
b. ['An], Was too short for.
c. Was niggardly.

قَصَّرَa. Shortened, curtailed; clipped.
b. see I (a) (c), (k).
e. [Fī], Was slow over, remiss in; failed over.
f. Was stingy over.

قَاْصَرَ
a. [ coll. ], Punished, chastised.

أَقْصَرَa. see I (a) (f).
c. Ceased, left off (rain).
d. Was weak, powerless; was old.
e. Was afternoon, evening; was late; came in the
afternoon, in the evening.
f. Brought forth short children.

تَقَصَّرَa. Became shortened, contracted; shrank.
b. [Bi], Clung, was attached to.
c. see I (d)
تَقَاْصَرَa. Appeared, feigned himself short, small.
b. Became abject, contemptible.
c. see I (a)
& V (a).
إِقْتَصَرَ
a. ['Ala], Limited, restricted himself to.
b. ['Ala
or
Bi], Was satisfied, contented with.
إِسْتَقْصَرَa. Deemed short, too short; considered remiss.

قَصْرa. Shortness, brevity, smallness, littleness.
b. Remissness, negligence, slothfulness;
powerlessness.
c. Restriction.
d. Limit, end; utmost.
e. Afternoon; evening.
f. (pl.
قُصُوْر), Castle, palace; pavilion; fortress; mansion.
g. Fire-wood.

قِصْرَىa. see 4t (c)
قِصْرِيّa. Corn left in the ear ( after threshing ).

قُصْرَةa. see 1 (a) (b).
قُصْرَىa. see 4t (c)b. The shortest rib.
c. (pl.
قُصَر), fem. of
أَقْصَرُ
(a).
قَصَرa. see 1 (b)b. Stiff neck.
c. see 4t (c)
قَصَرَة
(pl.
قَصَر
أَقْصَاْر
38)
a. Base of the neck; nape; neck.
b. Piece, fragment; remains.
c. Husks of corn.

قِصَرa. see 1 (a)
أَقْصَرُ
(pl.
أَقَاْصِرُ)
a. Shorter; shortest.
b. (pl.
قُصْر), One having a stiff neck.
مَقْصَر
(pl.
مَقَاْصِرُ
مَقَاْصِيْرُ)
a. see 1 (e)b. Insufficiency; smaller quantity; less.

مَقْصَرَةa. see 1 (e)
مَقْصِرa. see 1 (e) & 17
(b).
مِقْصَر
مِقْصَرَة
20ta. Stick, staff, beater.

قَاْصِرa. see 25 (a)b. Minor; ward.
c. Cold (water).
قَصَاْرa. see 1 (b) (d).
قِصَاْرa. Shortening, clipping ( of hair ).

قِصَاْرَةa. Cleaning, bleaching, fulling.

قُصَاْرa. see 1 (d)
قُصَاْرَةa. see 4t (c)b. see مَقْصُوْرَة
(a).
قُصَاْرَىa. see 1 (d)
قَصِيْر
(pl.
قِصَاْر قُصَرَآءُ)
a. Short; small; dwarfish; dwarf.
b. Short, contracted; restricted.

قَصِيْرَة
(pl.
قِصَاْر قَصَاْئِرُ
& reg. )
a. fem. of
قَصِيْر
(a), (b).
c. Confined, secluded; kept at home.

قَصُوْرَةa. see 25t (c)b. Nuptial chamber, alcove.

قُصُوْرa. see 1 (b)
قَصَّاْرa. Cleaner, bleacher, fuller.

قَصْرَآءُa. fem. of
أَقْصَرُ
(b).
مَقَاْصِرُ
a. [art.], The close of the evening.
مَقَاْصِيْرُa. see 44
N. P.
قَصڤرَa. Shortened; limited, restricted; restrained.
b. Terminating with a single alif (noun).
c. Cleaned, bleached, whitened, fulled.
d. [ coll. ], Bleached cloth.

N. Ag.
قَصَّرَa. Niggardly, stingy.
b. see 28c. Impotent; incapable.

N. Ac.
قَصَّرَa. Shortening; contraction; curtailment;
abridgment.
b. Incapacity; incompetency; insufficiency;
inadequateness.
c. see 1 (b)
مَقْصُوْرَة (pl.
مَقَاْصِرُ
مَقَاْصِيْرُ)
a. Enclosure: chamber, apartment, sanctuary; cabinet
closet.
b. Chancel ( of a church ).
c. see 25t (c) & 26t
(b) & N. P.
قَصڤرَ
تِقْصَار تِقْصَارَة (pl.
تَقَاْصِيْر)
a. Collar, necklace.

قَوْصَرَّة (pl.
قَوَاصِر)
a. Date-basket.
b. Woman.

قَاصِر الطَّرْف
a. Modest, unpretentious.

قَاسِر اليَد
a. Powerless, impotent.
b. Niggardly.

قَصِيْر النَّسَب
a. One whose father is well-known.

هُوَ مُقَاصِرِي
a. His palace, mansion &c. is opposite mine.

هُوَ إِبْن عَمِّي
قَُصْرَةً
هُوَ إِبْن عَمِّي
قَصِيْرَةً
a. He is my cousin german.

قَُصَارُك أَن تَفْعَل
هٰذَا
قُصَارَاك أَن تَفْعَل
هٰذَا
a. That will be as much as thou canst do.

جَآءَ مُقْصِرًا
a. He came at dusk.
رَضِيَ بِمَقْصَِر مِمَّا كَان
يُحَاوِلُ
a. He was content with less than he was seeking.

لَيْسَ عَنْعُ مِن مَقْصَر
a. It is impossible to keep him off.

قَيْصَر
a. see under
قَيَصَ

قَصْطَل
a. Dust.
باب القاف والصاد والراء معهما ق ص ر، ص ق ر، ق ر ص، ر ق ص مستعملات

قصر: القَصْرُ: الغاية، وهو القُصار والقُصَارى، قال العباس بن مرداس:

للهِ دركَ لم تمنى موتنا ... والموتُ، ويحكَ، قصرُنا والمرجعُ

والقَصْرُ: المجدل أي الفدن الضخم. وجمع المَقصُورةِ مقاصيرُ، وهو حيث يقوم الإمام في المسجد. وهذا قَصْرُكَ أي أجلك وموتك وغايتك. واقتَصَرَ على كذا أي قنع به. وقال في وصية: والشك لبني عمي قَصْرة أي يُقْصرٌ به عليهم خاصة لا يعطى غيرهم. واقتَصَرَ على أمري أي أطاعني. والقَصْرُ: كفك نفسك عن شيء، وقَصَرْتُ نفسي على كذا أقصرها قصرا. وقَصَرْتُ طرفي أي لم أرفعه إلى ما لا ينبغي. وقاصِرُ الطرف قريب من الخاشع. قاصِراتُ الطَّرْفِ*

في القرآن أي قَصَرْنَ طرفهن على أزواجهن لا يرفعن إلى غيرهم ولا يردن بدلاً. وقَصرْت لجام الدابة. وقَصرْتُ الصلاة قَصْراً وقصرتها. والقاصِرُ: كل شيء قَصَرَ عنك، وأقصَرَ عما كان عليه. وتقاصَرَتْ إليه نفسه ذلاً. وقَصَرْتُ عن هذا الأمر أقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً، وأقْصَرْتُ عنه أي كففت، قال الشاعر:

لولا حبائلُ من نعم علقتُ بها ... لأقْصَرَ القلبُ عنها أي إقصارِ

وقَصَر عني الوجع قُصُوراً أي ذهب. وقَصَرَ عني الغضب مثله إذا لم تغضب ونحو ذلك. وامرأة مقصورةُ الخطو، شبهت بالمقيد الذي يُقَصِّر القيد خطوه. وقَصَرْتُ بفلان أي أعطيته مخسوساً، والتَّقصير فيما يشبه من هذا المعنى. وقَصُرَ الشيء قِصَراً، وهو خلاف طال طولاً وقَصَّرْتُه أي صيرته قَصيراً. والمقصُورةُ: المحبوسة في بيتها وخدرها لا تخرج، قال:

من الصيفِ مقصُورٌ عليها حجالها

والمقصُورُ من نعت الحجال، والقصيرةُ: المرأة المحجوبة في الحجلة. وتقاصَرْتُ عن الشيء إذا لم أبلغه على عمد. والمقصُورةُ: كل ناحية الدار على حيالها محصنة، قال:

ومن دون ليلى مصمتات المقاصِرِ

والقُصَيْرَى: الضلع التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن، والقصرى جائز. والقَصَارُ يَقصُرُ الثوب قَصْراً وقِصارةً، والقِصارةُ فِعله. والقَوْصَرَّة: وعاء للتمر من قصب، ويخفف في لغة، قال:

أفلحَ من كانَ له قَوْصَرَّهْ ... يأكلُ منها كلَّ يومٍ مَرَّهْ

والقَصَرُ: كعابر الزرع الذي يخرج من البر وفيه بقية من الحب، وهي القُصْرى والقُصارةُ. والقَصَرةُ: أصل العنق، وكذلك عنق النخلة أيضاً، ويجمع القَصَرَ والقَصَراتِ. وقال أبو عبيدة: كان الحسن يقرأ إنها ترمي بشرر كالقَصَرِ، كأنه جمالات صفر ويفسر أن الشرر يرتفع فوقهم كأعناق النخل ثم ينحط عليهم كالأينق السود. والقَصَرُ داء يأخذ في القَصَرةِ فتغلظ، وبعير قَصِرٌ، ويجوز في الشعر أقصَرُ، قد قَصِرَ قَصَراً من قَصِرٌ، وهو الكزاز. وجاءت نادرة عن الأعشى [وهي] جمع قصيرة على قِصارة قال:

لا ناقصي حسب ولا ... أيد إذا مدت قِصاره

والقَصرُ معروف، وجمعه قصور والقَصْرُ: قبل اصفرار الشمس لأنك تقتصِرُ على أمر قبل غروب الشمس سميت بهذا. وأقصرَنْا: صرنا في ذلك الوقت.

صقر: الصَّقْرُ من الجوارح، وبالسين جائز. والصّاقِرةُ والصّاقُورة: النازلة الشديدة، لم يسمع إلا بالصاد والصّاقُورةُ: اسم السماء الدنيا. والصّاقُورةُ: باطن القحف المشرف على الدماغ فوقه كأنه قعر قصعة. والصّاقُورةُ: المطرقة. والصَّقْر لغة في السَّقر، وهو شدة الوقع، قال:

إذا مالت الشمس اتقى صَقَراتِها

يعني شدة وقع الشمس. والصَّقرُ: ما تحلب من العنب والتمر من غير عصر. وما مصل من اللبن فآنمازت خثارته، وصفت صفوته فإذا حمضت كانت صباغاً طيباً، ويجوز بالسين. والصَّوْقَريرُ: حكاية صوت طائر يُصوقِرُ ، في صياحه تسمع نحو هذه النغمة في صوته. ولا تنكر السين في كل صاد تجيء قبل القاف.

قرص: قَرَصَه بلسانه وإصبعه يَقْرُصُه قَرْصاً أي تقبض على الجلد بإصبعين غمزة توجعه. ولا تزال تقرصني منهم قَرْصةٌ أي كلمة مؤذية، قال:

قَوارصُ تأتيني وتحتقرونَها ... وقد يملأ القطرُ الإِناء فيفعمُ

والقُرْصُ من الخبز وشبهه، والجميع القِرَصة، والواحدة الصغيرة قُرْصةٌ، والتذكير أعم. والقُرصُ: عين الشمس عند الغروب. ولبن وشراب قارِصٌ: يحذي اللسان. والقَريصُ لغة في القريس. وقَرصتُ العجين: قطعته قُرْصةً. وكل ما أخذت شيئاً بين شيئين وعصرت أو قطعت فقد قَرَصْتَه. والقُرّاصُ: نبات، قال الأخطل:

كأنه من ندى القُرّاصِ مختضب

الواحدة قُرّاصةٌ

رقص: الرَّقصُ والرِّقصُ والرَّقصانُ ثلاث لغات. ولا يقال يَرقُصُ إلا للاعب والإبل ونحوه، وما سوى ذلك ينقز ويقفز. والسراب أيضاً يرقُصُ، والحمار إذا لاعب عانته، قال:

حتى إذا رَقَصَ اللوامع بالضحَى ... واجتابَ أرديةَ السرابِ ركامُها

والنبيذ إذا جاش [فهو يرقُصُ] ، قال حسان:

بزجاجةٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها ... رَقْصَ القَلوصِ براكب مستعجل
قصر: {قاصرات الطرف}: قصرن أبصارهن على أزواجهن. {مقصورات}: مخدرات، والحجلة تسمى المقصورة.
(قصر) فلَان عَن الْأَمر تَركه وَهُوَ لَا يقدر عَلَيْهِ وَفِي الْأَمر تهاون فِيهِ وَفِي الْعَطِيَّة قللها فَهُوَ مقصر وَالشَّيْء صيره قَصِيرا وَالصَّلَاة قصرهَا وشعره وَمن شعره حذف مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله وَالثَّوْب دقه وبيضه فَهُوَ مقصر
القصر: في اللغة الحبس، يقال، قصرت اللقحة على فرس، إذا جعلت لبنها له لا لغيره، وفي الاصطلاح: تخصيص شيء بشيء وحصره فيه، ويسمى الأمر الأول: مقصورًا، والثاني: مقصورًا عليه، كقولنا في القصر بين المبتدأ والخبر: إنما زيد قائم وبين الفعل والفاعل، نحو: ما ضربت إلا زيدا، والقصر في العروض: حذف ساكن السبب الخفيف، ثم إسكان متحركه، مثل إسقاط نون فاعلاتن وإسكان تائه، ليبقى: فاعلات، ويسمى: مقصورًا.

القصر الحقيقي: تخصيص الشيء بالشيء بحسب الحقيقة وفي نفس الأمر بأن لا يتجاوزه إلى غيره أصلًا، والقصر الإضافي، هو الإضافة إلى شيء آخر، بألا يتجاوزه إلى ذلك الشيء، وإن أمكن أن يتجاوزه إلى شيء آخر في الجملة.
(قصر) - في حديث سَلْمانَ: "قال لَأبي سُفيانَ - رضي الله عنهما - لقد كَان في قَصَرة هذا مَوَاضِعُ لَسُيُوفِ المُسلمين"
القَصَرَةُ: أَصْلُ الرَّقَبة والشَّجَرة.
والقَصَرُ: دَاءٌ يأخذ في العُنُق فيَلْتَوِى منه.
: أي كان في الأَوْقات أَهْلًا لأن يُقتَل لو كانوا حُرصَاءَ علي قَتْلِهِ.
- في الحديث: "لئِنْ كنْتَ أقْصَرْتَ الخُطبةَ لقد أعْرَضْتَ المسأَلةَ"
: أي جِئتَ بالخُطبة قَصيرةً.
وأَقْصَرَتْ: ولدَت قِصارًا، وأَعْرضَتْ: ولدت عِراضًا.
- في حديث عمر: "أنّه مَرَّ برجُل قَدْ قَصَر الشَعرَ في السُّوقِ فعاقَبَه"
: أي جَزَّه. وإنما عاقَبَه لأنّ الرِّيحَ تَحْمِلُه فتُلقيه في الَأطعِمةِ.
- في حديث عَلْقَمَةَ: "إذَا خَطَب في نِكاحٍ قَصرَّ دون أَهلِهِ " : أي خَطَب إلى مَنْ هو دُونَه.
(قصر)
عَن الْأَمر قصورا عجز وكف عَنهُ والسهم عَن الهدف لم يبلغهُ وَالطَّعَام نقض وغلا وَالنَّفقَة بالقوم لم تبلغ بهم مقصدهم وَالشَّيْء قصرا أَخذ من طوله فَجعله أقل طولا والقيد ضيقه وَيُقَال قصر لَهُ من قَيده قَارب وَالصَّلَاة وَمِنْهَا صلى ذَات الْأَرْبَع الرَّكْعَات اثْنَتَيْنِ بِحَسب ترخيص الشَّرْع وَالشعر قصّ مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله وَالشَّيْء على الْأَمر رده إِلَيْهِ وَيُقَال قصر الشَّيْء على كَذَا لم يُجَاوز بِهِ إِلَى غَيره وَقصر در نَاقَته على فرسه جعلهَا لَهُ خَاصَّة وَقصر غلَّة كَذَا على عِيَاله جعلهَا لَهُم خَاصَّة وقصرها على نَفسه أمْسكهَا لنَفسِهِ وَالشَّيْء حَبسه وَيُقَال قصر نَفسه على كَذَا حَبسهَا عَلَيْهِ وألزمها إِيَّاه وَالدَّار حصنها بالحيطان وَالثَّوْب قصرا وقصارة دقه وبيضه واللون أزاله أَو خففه (محدثة)

(قصر) قصرا أَخذه وجع فِي عُنُقه فالتوى فَهُوَ قصر وأقصر وَهِي قصرة وقصراء

(قصر) الشَّيْء قصرا وقصرا وقصارة ضد طَال فَهُوَ قصير (ج) قصار وقصراء وَهِي قَصِيرَة (ج) قصار وقصارة
قصر ربع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمُزَارعَة أَن أحدهم كَانَ يشْتَرط ثَلَاثَة جداول والقُصارة وَمَا سقِِي الرّبيع وَنهى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن ذَلِك.قَوْله: يشْتَرط ثَلَاثَة جداول يَعْنِي أَنَّهَا كَانَت تشْتَرط على الْمزَارِع أَن يَزْرَعهَا خَاصَّة لربّ المَال. وَأما القُصارة فَإِنَّهُ مَا بَقِي فِي السنبل من الْحبّ بَعْدَمَا يداس ويُدْرَس وَأهل الشَّام يسمونه القِصْري. وَكَذَلِكَ [يرْوى -] فِي حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ: كُنَّا نخابر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنصيب من القِصْري وَمن ذكا وكَذَا فَقَالَ النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو يمنحها أَخَاهُ. وَأما مَا سقِِي الرّبيع فَإِن الرّبيع النَّهر الصَّغِير مثل الْجَدْوَل وَالسري وَنَحْوه وَجمعه أربعاء. وَإِنَّمَا كَانَت هَذِه شُرُوطًا يشترطها رب المَال لنَفسِهِ خَاصَّة سوى الشَّرْط على الثُّلُث وَالرّبع فنرى أَن نهي النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن الْمُزَارعَة إِنَّمَا كَانَ لهَذِهِ الشُّرُوط لِأَنَّهَا مَجْهُولَة لَا يدْرِي أتسلم أَو تعطب فَإِذا كَانَت الْمُزَارعَة على غير هَذِه الشُّرُوط بِالثُّلثِ أَو الرّبع أَو النّصْف فَهِيَ طيبَة إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
ق ص ر : قَصَّرْتُ الصَّلَاةَ وَمِنْهَا قَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ قَالَ تَعَالَى {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} [النساء: 101] وَقُصِرَتْ الصَّلَاةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ مَقْصُورَةٌ.
وَفِي حَدِيثٍ «أَقَصُرَتْ الصَّلَاةُ» وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَقْصَرْتُهَا وَقَصَّرْتُهَا وَقَصَرْتُ الثَّوْبَ قَصْرًا بَيَّضْتُهُ وَالْقِصَارَةُ بِالْكَسْرِ الصِّنَاعَةُ وَالْفَاعِلُ قَصَّارٌ وَقَصَرْتُ عَنْ الشَّيْءِ قُصُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ عَجَزْتُ عَنْهُ وَمِنْهُ قَصَرَ السَّهْمُ عَنْ الْهَدَفِ قُصُورًا إذَا لَمْ يَبْلُغْهُ وَقَصَرَتْ بِنَا النَّفَقَةُ لَمْ تَبْلُغْ بِنَا مَقْصِدَنَا فَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ مِثْلُ خَرَجْتُ بِهِ وَأَقْصَرْتُ عَنْ الشَّيْءِ بِالْأَلِفِ أَمْسَكْتُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ قَصَرْتُ قَيْدَ الْبَعِيرِ قَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَيَّقْتُهُ وَقَصَرْتُ عَلَى نَفْسِي نَاقَةً أَمْسَكْتُهَا لِأَشْرَبَ لَبَنَهَا فَهِيَ مَقْصُورَةٌ عَلَى الْعِيَالِ يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا أَيْ مَحْبُوسَةٌ وَقَصَرْتُهُ قَصْرًا حَبَسْتُهُ وَمِنْهُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] وَمَقْصُورَةُ الدَّارِ الْحُجْرَةُ مِنْهَا وَمَقْصُورَةُ الْمَسْجِدِ أَيْضًا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ مُحَوَّلَةٌ عَنْ اسْمِ الْفَاعِلِ وَالْأَصْلُ قَاصِرَةٌ لِأَنَّهَا حَابِسَةٌ كَمَا قِيلَ حِجَابًا مَسْتُورًا أَيْ سَاتِرًا وَأَقْصَرْتُ عَلَى كَذَا اكْتَفَيْتُ بِهِ وَقَصُرَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ قِصَرًا وِزَانُ عِنَبٍ خِلَافُ طَالَ فَهُوَ قَصِيرٌ وَالْجَمْعُ قِصَارٌ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ قَصَّرْتُهُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] .
وَفِي لُغَةٍ قَصَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَقْصَرْتُهُ إذَا أَخَذْتَ مِنْ طُولِهِ وَقَصْرُ الْمَلِكَ مَعْرُوفٌ جَمْعُهُ قُصُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْقَوْصَرَّةُ بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُتَّخَذُ مِنْ قَصَبٍ. 
ق ص ر: (الْقَصْرُ) وَاحِدُ (الْقُصُورِ) . وَقَوْلُهُمْ: (قَصْرُكَ) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَ (قَصَارُكَ) بِفَتْحِ الْقَافِ فِيهِمَا وَ (قُصَارَاكَ) بِضَمِّ الْقَافِ أَيْ غَايَتُكَ وَآخِرُ أَمْرِكَ وَمَا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهِ. وَ (الْقَوْصَرَّةُ) بِالتَّشْدِيدِ مَا يُكْنَزُ فِيهِ التَّمْرُ مِنَ الْبَوَارِي وَقَدْ تُخَفَّفُ. وَ (الْقَصَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَصْلُ الْعُنُقِ وَالْجَمْعُ (قَصَرٌ) وَمِنْهُ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: « {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ} [المرسلات: 32] » وَفَسَّرَهُ بِقَصَرِ النَّخْلِ يَعْنِي أَعْنَاقَهَا. قُلْتُ: قَالَ الْهَرَوِيُّ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَرَّهُ بِأَعْنَاقِ الْإِبِلِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فُسِّرَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ بِأَعْنَاقِ الْإِبِلِ وَبِأَعْنَاقِ النَّخْلِ. وَ (قَصَرَ) الشَّيْءَ حَبَسَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (مَقْصُورَةُ) الْجَامِعِ. وَ (قَصَرَ) عَنِ الشَّيْءِ عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يَبْلُغْهُ وَبَابُهُ دَخَلَ يُقَالُ: قَصَرَ السَّهْمُ عَنِ الْهَدَفِ. وَ (قَصُرَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ ضِدُّ طَالَ يَقْصُرُ (قِصَرًا) بِوَزْنِ عِنَبٍ. وَ (قَصَرَ) مِنَ الصَّلَاةِ وَقَصَرَ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا لَمْ يُجَاوِزْ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَامْرَأَةٌ (قَاصِرَةُ) الطَّرْفِ لَا تَمُدُّهُ إِلَى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَ (قَصَرَ) الثَّوْبَ دَقَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (الْقَصَّارُ) وَ (قَصَّرَهُ تَقْصِيرًا) مِثْلُهُ. وَالتَّقْصِيرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَالشَّعْرِ مِثْلُ الْقَصْرِ. وَالتَّقْصِيرُ فِي الْأَمْرِ التَّوَانِي فِيهِ. وَ (الْقَصِيرُ) ضِدُّ الطَّوِيلِ وَالْجَمْعُ (قِصَارٌ) . وَ (قَيْصَرُ) مَلِكُ الرُّومِ. وَ (الِاقْتِصَارُ) عَلَى الشَّيْءِ الِاكْتِفَاءُ بِهِ. وَ (أَقْصَرَ) عَنْهُ كَفَّ وَنَزَعَ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ. فَإِنْ عَجَزَ قُلْتَ: قَصَرَ عَنْهُ بِلَا أَلِفٍ مَعَ فَتْحِ الصَّادِ. وَ (أَقْصَرَ) مِنَ الصَّلَاةِ لُغَةٌ فِي قَصَرَ. وَأَقْصَرَتِ الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ أَوْلَادًا قِصَارًا وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وَإِنَّ الْقَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ» وَ (اسْتَقْصَرَهُ) عَدَّهُ مُقَصِّرًا أَوْ قَصِيرًا. 
(ق ص ر) : (الْقَصْرُ) الْحَبْسُ (وَمِنْهُ) مَقْصُورَةُ الدَّارِ لِحُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهَا (وَمَقْصُورَةُ) الْمَسْجِدِ مَقَامُ الْإِمَامِ (وَقَصْرُ الصَّلَاةِ) فِي السَّفَرِ أَنْ يُصَلِّيَ ذَاتَ الْأَرْبَعِ رَكْعَتَيْنِ (وَقَصْرُ الثِّيَابِ) أَنْ يَجْمَعَهَا الْقَصَّارُ فَيَغْسِلَهَا (وَحِرْفَتُهُ الْقِصَارَةُ) بِالْكَسْرِ (وَالْقُصُورُ) الْعَجْزُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي حَجَرِ الْكَعْبَةِ (قَصَرَتْ) بِهِمْ النَّفَقَةُ وَيَشْهَدُ لِهَذَا لَفْظُ مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ عَجَزَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ وَالْبَاء فِيهِمَا لِلتَّعَدِّيَةِ وَالْمَعْنَى عَجَزُوا عَنْ النَّفَقَةِ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَالْفِعْلُ مِنْهَا كُلِّهَا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْقِصَرُ) خِلَافُ الطُّولِ (وَالْقُصْرَى) تَأْنِيثُ الْأَقْصَرِ تَفْضِيل الْقَصِير وَأُرِيدَ بِسُورَةِ النِّسَاء (الْقُصْرَى) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1] (وَفِيهَا) {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ} [الطلاق: 4] وَالْمَشْهُورَة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} [النساء: 1] (وَبِالطُّولَى) سُورَةُ الْبَقَرَةِ (وَفِيهَا) {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وَالْغَرَضُ مِنْ نُزُولِ تِلْكَ بَعْدَ هَذِهِ بَيَانُ حُكْمِ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَأَمَّا الْقُصْوَى بِالْوَاوِ فَتَصْحِيفٌ (وَأُمِرْنَا بِإِقْصَارِ) الْخُطَبِ أَيْ بِجَعْلِهَا قَصِيرَةً وَمِنْهُ لَئِنْ (أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ) لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَيْ جِئْتَ بِهَذِهِ قَصِيرَةً مُوجَزَةً وَبِهَذِهِ عَرِيضَةً وَاسِعَةً وَالْحَلْقُ أَفْضَلُ مِنْ (التَّقْصِيرِ) وَهُوَ قَطْعُ أَطْرَافِ الشَّعْرِ وَفِي التَّنْزِيلِ {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] (وَالْقَصْرُ) وَاحِدُ الْقُصُورِ (وَقَصْرُ) ابْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ الْكُوفَةِ وَبَغْدَادُ مِنْهُ عَلَى لَيْلَتَيْنِ (وَالْقُصَارَةُ) مَا فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ السُّنْبُلِ بَعْدَ التَّنْقِيَةِ وَكَذَلِكَ (الْقِصْرِيُّ) بِكَسْرِ الْقَاف وَسُكُون الصَّادِ (وَالْقُصْرَى) بِوَزْنِ الْكُفُرَّى السَّنَابِلُ الْغَلِيظَةُ الَّتِي تَبْقَى فِي الْغِرْبَالِ بَعْدَ الْغَرْبَلَةِ (وَالْقَوْصَرَّة) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُتَّخَذُ مِنْ قَصَبٍ (وَقَوْلُهُمْ) وَإِنَّمَا تُسَمَّى بِذَلِكَ مَا دَامَ فِيهَا التَّمْرُ وَإِلَّا فَهِيَ زِنْبِيلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى عُرْفِهِمْ.
قصر
القَصْرُ: المِجْدَلُ. وفلان مُقاصِري: أي قَصْرُه بقبالةِ قَصْري.
والمَقْصًورَةُ - والجميع المَقاصِيرُ -: الدّارُ الواسِعَةُ المُحَصنَةُ الحِيطانِ. وحَيْثُ يَقُومُ الإِمامُ في المَسْجِد. والقَصْرُ: غايَةُ الشَّيْءِ، وهو القَصارُ والقُصَارى.
وهذا قَصْرُه: أي أجَلُهُ ومَوْتُه. وقُصْرَانُكَ أنْ تَهْرَمَ.
واقْتَصِرْ على هذا الأمْرِ: أي أقْنَعْ به. والقُصُرَة والقُصْرَةُ: الأقرَبُ من الرَّجُلَ.
والقَصْرُ: كَفُّكَ نَفْسَكَ عن شَيْءٍ، قَصَرْتُ نَفْسي أقْصُرُها قَصراً.
وقَصَرْتُ اللِّجامَ، وكذلك الصَّلاةَ، قَصْراً، وقَصرْتُها تَقْصِيراً.
والقاصِرُ: كل شَيْءٍ قَصُرَ عنكَ. واقْتَصَرَ فلان على أمري: أي أطاعَني.
وتَقَاصَرَتْ نفسُه ذُلاً. وقَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فلانٍ لِيَشْرَبَ لَبَنَها.
وهو ابنُ عَمّي مَقْصًورةً وقُصْرَةً: أي دِنْيَةً، وكذلك قَصِيرةً وقَصْرَةً.
ورَضِيَ فلانٌ بِمَقْصَرٍ: أي بأرْضٍ دُوْنٍ.
وأقصرَ الرَّجُلُ عن الأمْرِ إقْصاراً: انْتَهى عنه. وقَصرْتُ عن الأمْرِ أقْصُرُ عنه قَصْراً وقُصُوراً.
وقَصَرَ السَّهْمُ عن الهَدَف، والرَّجُلُ عن الغَضَب. وقَصَّرَ رَأيَهُ تَقْصِيراً.
وقَصَرْتُ طَرْفي: إذا لم تَرْفَعْه إلى ما لا يَنْبَغي، ومنه قولُه عزَّ وجلَّ: " قاصرَاتُ الطَّرْفِ ": أي اقْتَصَرْنَ على أزْواجِهنَّ. وقيل: المَقْصُورة المَحْبُوسَةُ في بَيْتها وخدْرِها لا تَخْرُجُ. ومَقْصُوْرَةُ الخَطْوِ: شُبِّهَتْ بالمُقَيَّدِ. والمَقْصُوْرُ: من نَعْتِ الحِجَال.
والقَصَائرُ من النِّساء: التي تُحْجَبُ عن الناس، وامْرَأةٌ قَصُورٌ وقَصِيرةٌ بمعنىً.
والمُقَصرُ: الذي يُخِسُّ العَطِيَّةَ ويُقِلُّ، قَصَّرْتُ بفلانٍ.
والقِصَرُ: نَقِيْض الطُّول، قَصُرَ يَقْصُرُ قِصَراً، وقَصَّرْتُه أنا تَقْصِيراً: إذا جَعَلْتَه كذلك. والقِصارَةُ: القَصِيرةُ؛ نادِرٌ.
والقَصْرُ: قبل اصْفِرارِ الشَّمْس، لأنَّ الإنسانَ يَقْصُر عن قَضَاء حاجَتِه. وآخِرُ النَّهار، ويُقال منه: قَصَرْنا واقْتَصَرْنا، وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً ومَقْصِراً، وقَصَرْنا وأقْصَرْنا: من قَصْرِ العَشِيِّ.
والقَصّارُ: يَقْصُرُ الثَّوْبَ قَصْراً وقِصَارة.
والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِّلَع التي تَلي الشاكِلَةَ بين الجَنْبِ والبَطْنِ.
والقُصَيْرى والقُصَيْرَيَاتُ: الأفْعى من الحَياتِ.
والقَصَرَةُ: أصْلُ العنق، والقُصَيْرى أيضاً. وقَصَرَةُ النَّخْل كذلك، وجَمْعُه قَصَرَات.
والاقْتِصارُ: القَبْضُ بالرَّقَبَة. وهو - أيضاً -: داءٌ يأْخُذُ في القَصَرَةِ حتّى يَغْلُظَ من داءٍ، بَعِيرٌ قَصِرٌ وأقْصَرُ، وهو كالكُزَاز.
والتَّقْصيرُ: كَيَّةٌ على كُلِّ دابَّةٍ فَرُبَّما بَرَأ، تقول: قَصَّرْتُ عُنُقَ البَعِيرِ أقَصِّرُها.
والقِصَارُ: مِيْسَمٌ أسْفَلَ العُنُقِ، قَصَرْتُ البَعِيرَ أقْصُرُه فهو مَقْصُور.
والقَصَرُ: كَعابِرُ الزَّرْع الذي يَخْلُصُ من البُرِّ وفيه بَقِيَّةٌ من الحَبِّ.
والقَصَرُ: بَقِيَّةُ الشَّجَرِ. والزًّمِكّى للطائرِ. وقَيْصَرُ: اسْمُ مَلِكٍ رُوْمِيّ.
والقَوْصَرَّةُ: وِعاءٌ من قَصَبِ للتَّمْرِ، وُــيخَفَّف.
وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ: إذا تَدَاخَلَ وتَقَاصَرَ.
والقَصَاوِرُ: من أسماء الأسَدِ؛ كالقَسَاوِرِ.
والتِّقْصارُ: القلادة، وكذلك المِقْصَرُ يكونُ من المِسْكِ.
والمِقْصَرَةُ: العِقْدُ الذي يكونُ في العُنُقِ، وجَمْعُها مَقَاصِرُ. وقيل: المَقَاصِرُ السُّتُورُ، والواحدة مَقْصُورَةٌ. وهي الإِكَامُ، الواحد مَقْصِرٌ. ومَخَاصِرُ الطُّرقِ. والغِيْرَانُ.
وشاةٌ مُقْصِرَةٌ وقد أقْصَرَتْ إقْصاراً: وهي التي كُفَّ أطرافُ أسنانِها وقَصُرَتْ وكُفَّتْ ثَنِيتُها.
وأقْصَرَتِ النَعْجَةُ: أسَنَّتْ، فهي مُقْصِر. وقَصَرَه على هذا الأمْرِ: أي قَسَرَه وَقَهَرَه. وقَصَرَ الطَّعامُ قُصُوراً: غَلا وارْتَفَعَ.
وتَقَصرْتُ بِفلانٍ: تعللت به؛ تقصراً. الأقَيْصِرُ: صَنَمٌ.
[قصر] القَصْرُ: واحد القُصورِ. وقَصْرُ الظلام اختلاطه، وكذلك المقصرة . والجمع المقاصر، عن أبى عبيد. وأنشد لابن مقبل يصف ناقته: فبعثتها تقص المقاصر بعدما * كربت حياة النار للمتنور - وقد قصر العشى يقصر قصورا، إذا أمسيت. قال العجاج:

حتى إذا ما قصر العشى * ويقال: أتيته قصرا، أي عشيا. وقال : كأنهم قصرا مصابيح راهب * بموزن روى بالسليط ذبالها - وقولهم: قصرك أن تفعل ذاك، وقُصاراك أن تفعل ذاك بالضم ، وقَصاراكَ أن تفعل ذاك بالفتح، أي غايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه. قال الشاعر: إنما أنفسنا عارية * والعَوارِيُّ قُصارى أن تُرَدّْ - ورضي فلان بِمَقْصِرٍ مما كان يحاول، بكسر الصاد، أي بدون ماكان يطلب. ويقال: هو ابن عمه قصرة بالضم، ومقصروة أيضا، أي دِنْياً. والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِلْعُ التي تلي الشاكِلةَ، وهي الواهنةُ في أسفل الأضلاع. والقُصَيْرى أيضاً: أفعى. والقوصرة بالتشديد: هذا الذى يُكنَز فيه التمر من البواريِّ. قال الراجز : أفلح من كانت له قوصرة * يأكل منها كل يوم مره - وقد يخفَّفُ. والقَصَرَةُ بالتحريك: أصل العنق. والجمع قصر. وبه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما:

(إنها ترمى بشرر كالقصر) *، وفسره بقصر النخل، يعنى الاعناق . والقصارة بالضم: ما بقي في السُنبل من الحبّ بعد ما يُداس، وكذلك القصرى بالكسر، وهو منسوب. والقصر أيضا، داءٌ يأخذ في القَصَرَةِ، يقال: قَصِرَ البعيرُ بالكسر يَقْصَرُ قَصَراً. قال ابن السكيت: هوداء يُصيبه في عنقه فيلتوي، فيُكْوى في مفاصل عنقه فربَّما برأ. وقَصِرَ الرجلُ أيضاً، إذا اشتكى ذلك. وقصرت الشئ بالفتح أقصره قَصْراً: حبسته، ومنه مَقْصورةُ الجامع. وقَصَرْنا، من قَصْرِ العَشِيِّ، أي أمسينا. وقَصَرْتُ السِتْر: أرخيته. وقَصَرْتُ عن الشئ قصورا: عجزت عنه ولم أبلغه. يقال: قَصَرَ السهمُ عن الهدف. وقصر الشئ بالضم يَقْصُرُ قِصَراً: خلافُ طالَ. وقَصَرْتُ من الصلاة بالفتح أقْصُرُ قَصْراً. وقصرت الشئ على كذا، إذا لم تجاوز به إلى غيره. يقال: قصرت اللحقة على فرسى، إذا جعلتَ دَرَّها له. وامرأة قاصِرَةُ الطرفِ: لا تمدُّه إلى غير بعلها. وماءٌ قاصِرٌ، أي بارد. وقَصَرْتُ الثوبَ أقْصُرُهُ قَصْراً: دَقَقْتُهُ، ومنه سمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوبَ تَقْصيراً، مثلُه. والتَقْصيرُ من الصلاة، ومن الشَعْرِ، مثل القَصْرِ. والتَقْصير في الأمر: التواني فيه. والقَصيرُ: خلاف الطويل، والجمع قِصارٌ. والأقاصِرُ: جمع أقْصَرَ، مثل أصْغَرَ وأصاغِرَ. وأنشد الأخفش:

وأصْلالُ الرجالِ أقاصره * وأما قولهم في المثل: " لا يطاع لقصير أمر "، فهو قصير بن سعد اللخمى، صاحب جذيمة الابرش . وفرس قصير، أي مقربة لا تُتْرَكُ أن تَرودَ لنفاستها. قال الشاعر : تراها عنذ قبتنا قصيرا * ونبذ لها إذا باقت بؤوق - وامرأةٌ قَصيرَةٌ وقَصورةٌ، أي مَقصورةٌ، في البيت لا تترك أن تخرج. قال كثير: وأنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصيرَةٍ * إليَّ وما تدري بذاكَ القَصائِرُ - عَنيتُ قَصيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ * قِصارَ الخُطى شَرُّ النساءِ البَحاتِرُ - وأنشد الفراء: " قصورة "، وكذا ابن السكيت. والبحاتر مر ذكره. وقيصر: ملك الروم. والاقتصار على الشئ: الاكتفاء به. وأقْصَرْتُ عنه: كففت ونزعت مع القدرة عليه، فإن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا ألفٍ. وأقْصَرْنا، أي دخلنا قصر العشى، كما تقول: أمسينا من المساء. وأقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قصرت. وأقصرت المرأة: ولدت أولاد قصارا. وفى الحديث: " إن الطويلة قد تقصر، وإن القصيرة قد تطيل ". وأقصرت النعجة والمعز، فهى مُقْصِرٌ، إذا أسَنَّتا حتَّى تَقْصُرَ أسنانهما. حكاها يعقوب. واستقصره، أي عده مقصرا، وكذلك إذا عده قَصيراً. والتِقْصارُ والتِقْصارَةُ، بكسر التاء: قلادةٌ شبيهةٌ بالمخنقة، والجمع التقاصير. 
[قصر] فيه: من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به ومن لم يكن فليجعل له بها أصلًا ولو «قصرة»، وهو بالفتح والحركة أصل الشجرة، وجمعها قصر، أراد فليتخذ له بها ولو نخلة واحدة، والقصرة أيضًا العنق وأصل الرقبة. ومنه ح سلمان لأبي سفيان: لقد كان في «قصرة» هذا مواضع لسيوف المسلمين، وذا قبل أن يسلم فإنهم كانوا حراصًا على قتله، وقيل: بعد إسلامه. وح: إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب الأقبل «القصير القصرة» صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء وأهل الأرض. وح: «ترمي بشرر «كالقصر»» كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاثة أذرع أو أقل ونسميه القصر، يريد قصر النخل وهو ما غلظ من أسفلها، أو أعناق الإبل جمع قصرة. وح: من شهد الجمعة فصلى ولم يؤذ أحدًا «بقصره» إن لم يغفر له جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارته في الجمعة التي تليها، يقال: قصرك أن تفعل كذا، أي حسبك وغايتك، وكذا قصاراك وقصارك، وهو من معنى القصر: الحبس، لأنك إذا بلغت الغاية حبستك، والباء زائدة، وجمعته - بالنصبأخف من الحلق، وكان فيهم من بادر إلى الطاعة وحلق ولم يراجع فقدمهم في الدعاء، وذلك في حجة الوداع، وقيل: في الحديبية حين أمرهم بالحلق فلم يفعلوا طمعًا في دخول مكة. وح: ثم «أقصر» عن الصلاة، بفتح همزة من الإقصار وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه يقول: قصرت عنه - بلا ألف؛ قوله: أخبرني عن الصلاة، أي عن وقتها.
قصر
قصَرَ بـ/ قصَرَ عن يَقصُر، قُصُورًا، فهو قاصِر، والمفعول مَقْصور به
• قصَرتِ النفسُ بكذا: طلبت القليلَ الخسيس منه "قصَر الشّحاذُ بلقمة عيشه- قاصر الطموح/ الرؤية/ النظر/ الفكر".
• قصَر عن تسديد دَيْنِه: عَجَزَ عنه "قصَر السهمُ عن
 الهدف: لم يبلغه". 

قصَرَ يَقصُر ويَقْصِر، قَصْرًا، فهو قاصِر، والمفعول مَقْصور
• قصَر الثَّوبَ: أخذ من طوله فجعله أقلَّ طولاً، ضدّ مدّه "قصَر الشَّعْر: قصَّ منه ولم يستأصله".
• قصَر الصَّلاةَ: صَلَّى ذات الأرْبَع الرَّكَعَات رَكْعتين فقط حسب ترخيص الشّرْع " {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ} ".
• قصَر الطَّرْفَ: غضَّهُ أو حبسه عن النظر.
• قصَر المحادثةَ على موضوع واحد: حصرها فيه، لم يتجاوزه إلى غيره "قصَر نفقته على عياله- قصَر نفسَه على فعل الخير- قصَر نشاطَه على السِّياسة".
• قصَر فلانًا في بيته: حبسَه وألزمه إيّاه. 

قصُرَ يَقصُر، قِصَرًا وقَصْرًا، فهو قصير
• قصُر فلانٌ/ قصُر الشّيءُ: قلّ طولُه وامتدادُه، عكس طال "قصُر النَّهارُ في فصل الشتاء- لا تمدَّنَّ إلى المعالي يدًا قصُرت عن المعروف: الحثّ على عمل المعروف". 

أقصرَ/ أقصرَ عن يُقصر، إقصارًا، فهو مُقْصِر، والمفعول مُقْصَر
• أقصر الثَّوبَ: قصَره، جعله قصيرًا، أخذ من طوله، عكس طوَّله.
• أقصر الكلامَ: جاء به قصيرًا.
• أقصر عن فعل الخير: كفّ عنه وهو يقدِرُ عليه. 

استقصرَ يستقصر، استقصارًا، فهو مُسْتقصِر، والمفعول مُسْتَقْصَر
• استقصر الشَّيءَ: عدّه قصيرًا "استقصرتِ الثَّوبَ فلم تَرْتَدِه".
• استقصر فلانًا: عدّه مُقصِّرًا "استقصره في المهمّة التي أوكلها إليه". 

اقتصرَ على يَقْتصِر، اقْتِصارًا، فهو مُقْتصِر، والمفعول مُقْتصَرٌ عليه
• اقتصر على الضَّروريّ: اكْتَفَى به ولم يجاوزه إلى غيره "اقْتَصَر على تناول وَجْبَةٍ واحِدةٍ في اليَوْم- كانت المظاهرات مُقتصرة على طلاّب الجامعة". 

تقاصرَ/ تقاصرَ عن يتقاصر، تقاصُرًا، فهو مُتقاصِر، والمفعول مُتقاصَرٌ عنه
• تقاصر الظِّلُّ: دنا وتقلَّص.
• تقاصرت نفسُه: تضاءلت وتصاغرت "تقاصر طموحُه أمام الكبار".
• تقاصر عن متابعة القضيَّة: أمْسَكَ عن متابعتها، تركها وهو يقدر عليها.
• تقاصر عن الوصول إلى هدفه: كفَّّ عنه وعجز. 

قصَّرَ/ قصَّرَ عن/ قصَّرَ في/ قصَّرَ من يقصِّر، تَقْصِيرًا، فهو مُقصِّر، والمفعول مُقصَّر
• قصَّر السِّرْوالَ: صَيَّره قصيرًا، عكسه طوّله "قصَّر الخُطْبةَ: اختصرها أو أخّرها- الحديث الحلو يقصِّر الأيامَ والليالي [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: يوم السرور قصير".
• قصَّر شَعْرَهُ/ قصَّر من شَعْرِه: قصَّ منه شيئًا ولم يستأصله " {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} ".
• قصَّر المريضُ عن أداء الصَّلاة: تركها لِعَجْز.
• قصَّر عن عمله/ قصَّر في عمله:
1 - أهمله وتهاون فيه، أمسَك عنه وهو قادِر عليه، تأخّر عن إتمامه، وأخلَّ به "قصَّر في العطيّة: قلَّلها وأخسَّها- قصَّر في/ عن واجباته: لم يَعْتنِ بها" ° لم يُقَصِّرْ في عمله: اجْتَهَد.
2 - كفّ وامتنع " {ثُمَّ لاَ يُقَصِّرُونَ} [ق]: يكفّون ويمتنعون". 

قاصِر [مفرد]: ج قاصِرون وقُصَّر، مؤ قاصِرة، ج مؤ قاصِرات وقُصَّر:
1 - اسم فاعل من قصَرَ وقصَرَ بـ/ قصَرَ عن.
2 - (قن) مَنْ لم يبلغ سنّ الرُّشْد فيوضع تحت حماية وعناية وصيّ "ولد قاصِر". 

قاصِرة [مفرد]: مؤنَّث قاصِر: مَنْ لم تبلغ سنَّ الرُّشْد "فتاة قاصِرة".
• قاصِرَةُ الطَّرْف: المرأة الخجولة الحييَّة التي لا تمُدُّ عينيها
 إلى غير زوْجها " {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}: نساء حيّيات عفيفات". 

قُصارَى [مفرد]: غاية الجُهْدِ، أو جهد وغاية "بذل قُصارَاه في الامتحان- بذل قُصارَى جُهْده في إحلال السّلام: غاية جُهْده" ° قُصاراك أن تفعل كذا: حسبُك، كفايتك، أو غاية جُهْدك- قُصارَى القول/ قُصارَى الأمر: باختصار/ خلاصتُه- قُصارَى المتمنّي الخيبة: وصف من يتمنّى المحال من دون سعي أو عمل. 

قَصْر [مفرد]: ج قُصُور (لغير المصدر):
1 - مصدر قصَرَ وقصُرَ.
2 - بِناية فَخْمة واسعة، بيت فاخر "قَصْر الملك/ المؤتمرات/ الرِّئاسة" ° بنى في خياله قصورًا: عاش على الأوهام.
3 - ما عظم من أصول النَّخل أو الشَّجر " {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ".
• القَصْر:
1 - خلاف المَدّ.
2 - (بغ) تخصيص شيء بآخر والهدف منه تمكين الكلام وتقريره في الذِّهْن ويكون القَصْر بأساليب متعدِّدة منها: النَّفي، والاسْتِثناء، والعطف بـ (لا) أو بـ (بل)، وتقديم ما حقّه التَّأخير "ما أنت إلاّ كريم- ما كريم إلاّ يوسف".
3 - (عر) حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التَّفعيلة وتسكين المتحرِّك الذي قبله فتصير (فعولن) (فعولْ).
• قَصْر العَيْنيّ: مقرّ المدرسة الطبيّة في القاهرة منذ الحملة الفرنسيّة اتّخذه نابليون مستشفى لجيشه ثم أنشأ فيه محمد علي مدرسة للطبِّ حوالي عام 1241 هـ/ 1825 م.
• مسحوق القَصْر: (كم) مسحوق كيماويّ أبيض يستخدم في إزالة الألوان أو تخفيفها من ألياف النَّسيج. 

قِصَر [مفرد]: مصدر قصُرَ ° قِصَر القامة- قِصَر النَّظر: وصفٌ لمن كان محدود الرُّؤية، ضيِّق الأفق. 

قصور [مفرد]:
1 - مصدر قصَرَ بـ/ قصَرَ عن ° سنّ القصور: سنّ ما قبل البلوغ- قُصور الذَّاكرة: ضعفها- قُصور المعرفة: ألاّ يكون عند المرء المعرفة اللازمة لإقرار شيء أو التحدّث عنه.
2 - (حي) نقص في أداء وظيفة عضو من أعضاء الجسم أو في جزء منه.
3 - (حي) افتقار إلى مادَّة أساسيّة كالفيتامين الذي هو ضروريّ لصحّة الكائن الحيّ.
• قصور القلب: (طب) عدم قدرة القلب على ضخِّ الدم بمعدّله الكافي فينتج عنه بعض المشاكل الصحّيّة.
• القصور الذَّاتيّ: (فز) قصور الجسم عن تغيير حالته سكونًا كانت أو حركة بسرعة منتظمة في خطٍّ مستقيم، كما يحدث من اختلال في توازن راكب سيّارة توقَّفت فجأة. 

قَصير [مفرد]: ج قِصار وقُصَراءُ، مؤ قصيرة، ج مؤ قصيرات وقصَائِرُ وقِصار:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قصُرَ: "رجل قَصِير القامة" ° طيران قصير: منخفض.
2 - محدود "منذ زمن قصير- الحياة قصيرة غير أنّها حلوة" ° دَيْن قَصِير الأجل: مستحقّ الدفع خلال فترة زمنيّة قصيرة- فلانٌ قَصير العلم: قليله- قَصِير الباع: بخيل، عاجز، غير متضلِّع، قليل الخبرة والمعرفة- قَصِير المَدَى: مُصمَّم أو محدَّد للمسافات القصيرة- قَصِير النَّظر: ليس حاذقًا، لا يفكِّر في عواقب الأمور، محدود التفكير- قَصِير النَّفَس: يتنفّس بصعوبة، يلهث سريعًا- قَصِير اليد: عاجز لا يستطيع التصرُّف في الأمور، بخيل ممسك.
• قِسْمة قَصِيرة: (جب) تقسيم عدد على آخر دون كتابة كلّ الخطوات خاصّةً إذا كان المقسوم عليه خانة واحدة.
• قِصَّة قَصِيرة: (دب) قطعة نثرية روائيّة فيها عدد قليل من الشخصيّات وتهدف إلى وحدة التأثير.
• موجة قَصِيرة: موجة كهرومغناطيسيّة لاسلكيّة طولها من 20 إلى 200 متر أو أقلّ.
• عَرْض قَصِير: فيلم قَصِير يُعرض قبل عرض الفيلم السينمائي. 

مقصور [مفرد]: اسم مفعول من قصَرَ.
• المقصور من العروض أو الضَّرب: (عر) ما حدث فيه قَصْر، وهو حذف ساكن السَّبب الخفيف وتسكين ما قبله.
• الاسم المقصور: (نح) كل اسم مُعرَب آخره ألف لازمة، مفتوح ما قبلها، مثل الغِنى. 

مَقْصورَة [مفرد]: ج مَقْصُورات ومقاصِرُ ومَقاصيرُ
• مَقْصُورَة الدار أو المسرح: حجرة خاصّة مفصُولة عن الغرف المجاورة "مَقْصُورَة ملابس التمثيل- مَقْصُورَة الحريم/

السيِّدات".
• مَقْصُورَة الإمام في المسجد: حُجْرَة يَخْتلي فيها.
• المَقْصُورَة من الشِّعر: (دب) ما كانت قافيته مختومة بألف مَقْصُورَة "قرأت مَقْصُورَة ابن دريد".
• المَقْصُورَة من النِّساء: المصونة المُخَدَّرة التي لا يُسْمَح لها بالخروج من بيتها " {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ". 
الْقَاف وَالصَّاد وَالرَّاء

الْقصر، وَالْقصر فِي كل شَيْء: خلاف الطول انشد ابْن الْأَعرَابِي:

عَادَتْ محورته إِلَى قصر

قَالَ: مَعْنَاهُ: إِلَى قصر، وهما لُغَتَانِ.

قصر قصراً، وقصارة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني فَهُوَ قصير، وَالْجمع: قصراء، وقصار. وَالْأُنْثَى: قصيرةٌ، وَالْجمع: قصارٌ وَقَالُوا: لَا وفائت نَفسِي الْقصير، يعنون النَّفس: لقصر وقته، الْفَائِت هُنَا: هُوَ الله عز وَجل. وَقَوله:

لَو كنت حبلاً لسقيتها بيه ... أَو قاصراً وصلته بثوبيه

أرَاهُ على النّسَب، لَا على الْفِعْل. وَجَاء قَوْله: " هابيه "، وَهُوَ مُنْفَصِل، مَعَ قَوْله: " ثوبيه "، لِأَن ألفها حِينَئِذٍ غير تأسيس، وَإِن كَانَ الروى حرفا مضمرا مُفردا إِلَّا انه لما اتَّصل بِالْيَاءِ قوى، فَأمكن فَصله.

وتقاصر: اظهر الْقصر.

وَقصر الشَّيْء. جعله قَصِيرا.

والقصير من الشّعْر: خلاف الطَّوِيل.

وَقصر الشّعْر: كف مِنْهُ وغض حَتَّى قصر، وَفِي التَّنْزِيل: (مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ) وَالِاسْم مِنْهُ: الْقصار، عَن ثَعْلَب، قَالَ: وَقَالَ الْفراء: قَالَ لي اعرابي بمنى: الْقصار احب إِلَيْك أم الْحلق؟ يُرِيد التَّقْصِير احب إِلَيْك أم حلق الرَّأْس.

وانه لقصير الْعلم " على الْمثل ".

وَالْقصر: خلاف الْمَدّ، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

والمقصور من عرُوض المديد والرمل: مَا أُسقط آخِره وأُسكن، نَحْو: " فاعلاتن " حذفت نونه وأسكنت تاؤه، فَبَقيَ " فاعلات " فَنقل إِلَى " فاعلان " نَحْو قَوْله:

لَا يغرن امْرأ عيشه ... كل عَيْش صائر للزوال

وَقَوله فِي الرمل:

ابلغ النُّعْمَان عني مألكاً ... أنني قد طَال حبسي وانتظار

هَكَذَا انشده الْخَلِيل، بتسكين الرَّاء، وَلَو اطلقه لجَاز مَا لم يمْنَع مِنْهُ مَخَافَة إقواء. وَقَول ابْن مقبل:

نازعت البابها لبي بمقتصر ... من الْأَحَادِيث حى زدنني لينًا

إِنَّمَا أَرَادَ: بقصير من الْأَحَادِيث فزدنني بذلك لينًا.

وقصرك أَن تفعل كَذَا، وقصارك، وقصارك، وقصيراك، وقصاراك: أَي جهدك وغايتك. قَالَ:

لَهَا تفرات تحتهَا وقصارها ... إِلَى مشرة لم تعتلق بالمحاجن

وَقصر عَن الْأَمر يقصر قصورا، وأقصر، وَقصر، وتقاصر، كُله تنْهى، قَالَ:

إِذا غم خرشاء الثمالة انفه ... تقاصر مِنْهَا للصريح فأقنعا وَقيل: التقاصر، هَاهُنَا: من الْقصر: أَي قصر عُنُقه عَنْهَا.

وَقيل: قصر عَنهُ: تَركه، وَهُوَ لَا يقدر عَلَيْهِ.

وأقصر: تَركه وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

يَقُول وَقد نكبتها عَن بلادها ... أتفعل هَذَا يَا حييّ على عمد

فَقلت لَهُ قد كنت فِيهَا مقصرا ... وَقد ذهبت فِي غير اجْرِ وَلَا حمد

قَالَ: هَذَا لص، يَقُول صَاحب الْإِبِل لهَذَا اللص: تَأْخُذ إبلي وَقد عرفتها. وَقَوله:

فَقلت لَهُ قد كنت فِيهَا مقصرا

يَقُول: كنت لَا تهب وَلَا تَسْقِي مِنْهَا.

قَالَ اللحياني: وَيُقَال للرجل إِذا أَرْسلتهُ فِي حَاجَة فقصر دون الَّذِي امرته بِهِ إِلَّا انك احببت الْقصر.

وَالْقصر: والقصرة: أَي أَن تقصر.

وتقاصرت نَفسه: تضاءلت.

وتقاصر الظل: دنا وقلص.

ورضى بمقصر مِمَّا كَانَ يحاول: أَي بِدُونِ مِنْهُ.

ورضيت من فلَان بمقصر، ومقصر: أَي أَمر دون.

وَقصر سَهْمه عَن الهدف قصوراً: خبا فَلم ينْتَه إِلَيْهِ.

وَقصر عني الوجع وَالْغَضَب، يقصر قصوراً، وَقصر: سكن.

وَقصرت أَنا عَنهُ، وَقصرت لَهُ من قَيده اقصر قصرا: قاربت.

وقصره على الْأَمر قصرا: رده إِلَيْهِ.

وَقصر الشَّيْء يقصره قصراً: حَبسه. قَالَ أَبُو دَاوُد يصف فرسا:

فقصرن الشتَاء بعد عَلَيْهِ ... وَهُوَ للذود أَن يقسمن جَار

أَي: حبسن عَلَيْهِ يشرب البانها فِي شدَّة الشتَاء. قَالَ ابْن جني: وَهَذَا جَوَاب كم. كَأَنَّهُ قَالَ: كم قصرن عَلَيْهِ؟؟ و" كم " ظرف، ومنصوبة الْموضع فَكَانَ قِيَاسه أَن يَقُول: سِتَّة اشهر، لِأَن كم سُؤال عَن قدر من الْعدَد مَحْصُور، فنكرة هَذَا كَافِيَة من مَعْرفَته، أَلا ترى أَن قَوْله: عشرُون، وَالْعشْرُونَ، وعشروك، فَائِدَته فِي الْعدَد وَاحِدَة، لَكِن الْمَعْدُود معرفَة فِي جَوَاب كم مرّة، ونكرة أُخْرَى، فَاسْتعْمل الشتَاء وَهُوَ معرفَة فِي جَوَاب " كم "، وَهَذَا تطوع بِمَا لَا يلْزم، وَلَيْسَ عَيْبا بل زَائِد على المُرَاد. وَإِنَّمَا الْعَيْب أَن يقصر فِي الْجَواب عَن مُقْتَضى السُّؤَال، فَأَما إِذا زَاد عَلَيْهِ فالفضل لَهُ. وَجَاز أَن يكون الشتَاء جَوَابا لكم من حَيْثُ كَانَ عددا فِي الْمَعْنى. أَلا ترَاهُ سِتَّة اشهر.

قَالَ: ووافقنا أَبُو عَليّ رَحمَه الله وَنحن بحلب على هَذَا الْموضع من الْكتاب وَفَسرهُ وَنحن بحلب، فَقَالَ: إِلَّا فِي هَذَا الْبَلَد فَإِنَّهُ ثَمَانِيَة اشهر.

وَمعنى قَوْله:

وَهُوَ للذود أَن يقسمن جَار

أَي انه يجيرها من أَن يغار عَلَيْهَا فتقسم، وَمَوْضِع: " أَن " نصب كَأَنَّهُ قَالَ: لِئَلَّا يقسمن، وَمن أَن يقسمن، فَحذف واوصل.

ومراة قصورة، وقصيرة: مصونة محبوسة. قَالَ كثير:

وَأَنت الَّتِي حببت كل قَصِيرَة ... إِلَيّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القصائر

عنيت قصيرات الحجال وَلم ارد ... قصار الخطى شَرّ النِّسَاء البحاتر

فَأَما قَوْله:

واهوى من النسوان كل قَصِيرَة ... لَهَا نسب فِي الصَّالِحين قصير

فَمَعْنَاه: أَنه يهوى من النِّسَاء كل مَقْصُورَة، يغنى بنسبها إِلَى ابيها إِلَى جدها لشهرته.

وسيل قصير: لَا يسيل وَاديا مسمىًّ، إِنَّمَا يسيل فروع الأودية وأفناء الشعاب وعزاز الأَرْض.

وَالْقصر من الْبناء: مَعْرُوف.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ الْمنزل. وَقيل: هُوَ كل بَيت من حجر، قرشية، سمي بذلك لِأَنَّهُ تقصر فِيهِ الْحرم: أَي تحبس. وَجمعه: قُصُور. وَفِي التَّنْزِيل: (ويَجْعَل لَك قصورا) .

والمقصورة: الدَّار الواسعة المحصنة. وَقيل: هِيَ اصغر من الدَّار، وَهُوَ من ذَلِك أَيْضا.

والقصورة، والمقصورة: الحجلة، عَن اللحياني.

وَاقْتصر على الْأَمر: لم يُجَاوِزهُ.

وَمَاء قَاصِر: يرْعَى المَال حوله لَا يُجَاوِزهُ. وَقيل: هُوَ الْبعيد عَن الْكلأ. وَقَوله انشده ثَعْلَب فِي صفة نخل:

فهن يروين بظمء قَاصِر

قَالَ: عَنى أَنَّهَا تشرب بعروقها.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَاء الْبعيد من الْكلأ: قَاصِر، ثمَّ باسط، ثمَّ مطلب.

وكلأ قَاصِر: بَينه وَبَين المَاء نبحة كلب أَو نظرك باسطا.

وكلأ باسط: قريب. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

كَذَاك ابْنة الأغيار خافي بسالة ال ... رجال وأضرار الرِّجَال أقاصره

لم يفسره، وَعِنْدِي: أَنه عَنى: حبائس قصائر.

والقصارة، والقصرى، والقصرة، والقصرى، والقصرى، وَالْقصر، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: مَا يبْقى فِي المنخل بعد الانتخال.

وَقيل: هُوَ مَا يخرج من القت بعد الدوسة الأولى، وَقيل: القشرتان اللَّتَان على الْحبَّة، سفلاهما الحشرة، وعلياهما القصرة.

والقصرة: أصل الْعُنُق. قَالَ اللحياني: إِنَّمَا يُقَال لأصل الْعُنُق قصرة، إِذا غلظت، وَالْجمع: قصر. وَفسّر بَعضهم قَوْله عز وَجل: (إِنَّهَا ترمى بشرر كالقصر) .

وأقصار: جمع الْجمع.

وَقَالَ كرَاع: القصرة: أصل الْعُنُق، وَالْجمع اقصار، وَهَذَا نَادِر إِلَّا أَن يكون على حذف الزَّائِد.

وَقيل: الْقصر: اعناق الرِّجَال وَالْإِبِل. قَالَ: لَا تدلك الشَّمْس إِلَّا حَذْو مَنْكِبه ... فِي حومة تحتهَا الهامات وَالْقصر

والقصارة: سمة على الْقصر.

وَقد قصرهَا.

وَالْقصر: أصُول النّخل وَالشَّجر وَسَائِر الْخشب. وَقيل: هِيَ بقايا الشّجر، وقريء: (إِنَّهَا ترمي بشرر كالقصر) و" كالقصر ".

فالقصر: أصُول النّخل وَالشَّجر، وَالْقصر: من الْبناء. وَقيل: الْقصر، هُنَا: الْحَطب الجزل، حَكَاهُ اللحياني عَن الْحسن.

وَالْقصر: يبش فِي الْعُنُق.

قصر قصراً، فَهُوَ قصرٌ، وأقصرُ. وَالْأُنْثَى: قصراء.

والتقصارة: القلادة، للزومها قصرة الْعُنُق.

والقصرةُ: زبرة الْحداد، عَن قطرب.

وقصرَ الصَّلَاة، وَمِنْهَا، يقصر قصراً، وَقصر: نقص.

وَقصر الطَّعَام يقصر قصوراً: نما وغلا.

وَقيل: نقص وَرخّص " ضد ".

والقصرُ، والمقصرُ، والمقصرةُ: العشيُّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يحقر: الْقصير، استغنوا عَن تحقيره بتحقير الْمسَاء.

والمقاصر، والمقاصير، الْأَخِيرَة نادرة: العشايا.

والقصريان، والقصريان: ضلعان تليان الطفطفة. وَقيل: هما اللَّتَان تليان الترقوتين.

والقصيرى: اسفل الأضلاع. وَقيل: هُوَ آخر ضلع فِي الْجنب. فَأَما قَوْله انشده اللحياني:

لَا تعدليني بظرب جعد ... كز القصيري مقرف الْمعد فعندي: أَن القصيري إِحْدَى هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي ذكرنَا فِي القصيري. وَأما اللحياني فَحكى أَن القصيري هُنَا: أصل الْعُنُق، وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي اللُّغَة إِلَّا أَن يُرِيد القصيرة، وَهُوَ تَصْغِير القصرة من الْعُنُق، فأبدل الْهَاء لاشْتِرَاكهمَا فِي أَنَّهُمَا علما تَأْنِيث.

والقصرى، والقصيرى: ضرب من الافاعي، يُقَال: قصرى قبال، وقصيري قبال.

والقصرة: الْقطعَة من الْخشب.

وَقصر الثَّوْب قصارة، عَن سِيبَوَيْهٍ، وقصره، كِلَاهُمَا: حوره.

والقصار، والمقصر: المحور للثياب، لِأَنَّهُ يدقها بالقصرة إِلَى هِيَ الْقطعَة من الْخَشَبَة.

وحرفته: القصارة.

والمقصرة: خَشَبَة الْقصار.

وَالتَّقْصِير: إخساس الْعَطِيَّة.

وَهُوَ ابْن عمي قصرةً، ومقصورةً: أَي داني النّسَب. وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

رهطُ التّلبِّ هؤلا مَقْصُورَة

قَالَ: مَقْصُورَة: أَي خلصوا فَلم يخالطهم غَيرهم من قَومهمْ. وَقَالَ اللحياني: تقال هَذِه الاحرف فِي ابْن الْعمة وَابْن الْخَالَة وَابْن الْخَال.

وتقوصر الرجل: دخل بعضه فِي بعض.

والقوصرة، والقوصرة: وعَاء من قصب يرفع فِيهِ التَّمْر. قَالَ:

افلح من كَانَت لَهُ قوصرة ... يَأْكُل مِنْهَا كل يَوْم مره

قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا احسبه عَرَبيا.

وَقَيْصَر: اسْم ملك يَلِي الرّوم.

والأقيصر: صنم كَانَ يعبد فِي الْجَاهِلِيَّة. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وأنصاب الأقيصر حِين أضحت ... تسيل على مناكبها الدِّمَاء وَابْن أُقَيْصِر: رجل بَصِير بِالْخَيْلِ.

وقاصرون، وقاصرين: مَوضِع، وَفِي النصب والخفض: قاصرين.
قصر: قصر: لهذا الفعل معان مختلفة ومن الصعب أن أقرر إن كان من الباب الأول أومن الباب الثاني أو إنه يستعمل في كلا البابين. (معجم البلاذري).
وقارن ما جاء في كتاب الخطيب (ص23 ق) وهو: على قصور في المعارف، ما جاء في طرائف كوسج (ص119) وهو: تقصيرهم في العلوم.
قصر، والمصدر قصر: كان منخفضا غير عال يقال: قصر الجدار، وقصر الباب (أماري ص390، المقري 1: 368) وفي رياض النفوس (ص98 و): فانحنى لقصر الباب. (انظر: قصير).
قصر: ضعف، وهن، وهي. ففي ماري (ص325): قصرت عزائمهم وفتر حربهم.
قصر. وقصر على: حضر، قيد، ولم يتجاوزه. ففي كتاب عبد الواحد (ص200) في كلامه عن مستشفى أنشأه السلطان: ولم يقصره على الفقراء دون الأغنياء بل كل من مرض بمراكش من غريب حمل إليه وعولج إلى أن يستريح أو يموت. وفي المقدمة (2: 45): فقصروا الآلة من الطبول والبنود على السلطان وحظروها على من سواه من عماله، وفيها (1: 20): قصرت عليهم الآمال أي حضرت فيهم الآمال ولم تتجاوزهم. وفي ملر (ص 7): شابلها مقصور على فصل، أي لا يوجد شابلها (وهو سمك يشبه السريدين يتوالد في المياه الحلوة) إلا في فصل واحد من فصول السنة.
قصر ب: نقص، أعوز، عجز. يقال مثلا: قصرت بهم النفقة= عجزت بهم النفقة= عجزوا عن النفقة. (معجم البلاذري).
قصر ب: منع من الشيء عاقه عن المشي وحبسه. يقال مثلا: قصر بهم الليل والبرد والجوع، وقد فسرت بحبسهم عن السير (معجم البلاذري).
قصر: داس، درس، دعس، وطئ برجليه، دعك، والمصدر قصارة. (فوك، ابن العوام 1: 686، 687) وانظر مادة مقصور.
قصر: ماقاله فريتاج في: قصر به القول في، لم يذكر في شرح البيت الخامس والخمسين من معلقة عمرو بن كلثوم الذي نقله، فأحذفهن وانظره في مادة قصر.
قصر (بالتشديد): انظر قصر في البداية.
قصر الشعر: قصة واجتزه. (فوك).
فصر الدركين: سحب عنان الفرس (بوشر) ولم تشدد الصاد في موضع آخر منه.
قصر أيديهم عن الضعفاء إلى الغاية: حبسهم ومنعهم من الإساءة إلى الضعفاء جدا (أبو الفدا تاريخ ما قبل الإسلام ص90). وفي معجم فليشر قصر بلا تشديد، ولا أدري إن كان هذا تصحيحا.
قصر: تأخر، يقال: قصرت الساعة (بوشر) قصر. ضربه وما قصر: ضربه وحسنا فعل (بوشر).
قصر الفرس: كل عن المشي في السفر (محيط المحيط).
قصر. من فصر به عملة: من لم تكفه أعماله الحسنة في الدخول إلى الجنة، من قعد به عمله عن ذلك. غير أن الفعل قصر يستعمل تقريبا في نفس المعنى. (معجم البلاذري) وفي كليلة ودمنة (ص191): وصاحب حسن العمل وإن قصر به القول في مستقبل الأمر كان فضله بينا في العاقبة والاختبار. أي وإن لم يستطع التكهن بالمستقبل متيقنا من ذلك.
قصر به: أهمله، لم يراع حقه. (معجم الطرائف).
قصر به: احتقره، ازدراه، استخف به (فوك) وفي شرح البيت الخامس والخمسين من معلقة عمرو بن كلثوم طبعة كوسجارتن: ازدراه وازدرابه قصر به واحتقره.
قصر بعهده: اخلف الوعد. (بوشر).
قصر عن: لم يدرك الغاية. ففي قلائد العقيان (ص58): وله نظم ونثر ما فصرا عن الغاية. (وقد جاء قصرا في المطبوع من القلائد كما جاء في المخطوطتين رقم (1 ورقم ج).
قصر بفلان عن: حبسه ومنعه عن الغاية.
ففي ابن خلكان 1: 562): قال فما لي لا أذكر مع الفحول قال قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدمن وصفتك للابعار والعطن.
قصر في: ترك، أغفل، أهمل. يقال مثلا: قصر في واجباته، وقصر في الواجب. (فوك).
قصر في حقه: لم يحترمه ولم يراعه، لم يقم بما يجب عليه نحوه. (بوشر). ويقال أيضا:
قصر معه. ففي ألف ليلة (1: 80): ما قصر اليوم معنا. وقد ترجمها لين إلى الإنكليزية بما معناه: لم يكن عاجزا أو مقصرا في خدمته في هذا اليوم.
وفي نفس هذا المعنى: لا قصرت في جواريك هؤلاء (الأغاني ص40) أي لم أتهاون في تلقين جواريك الغناء.
قصر. ما قصر في؛ ما أساء إليه، ما راعاه، ما أشفق عليه. (بوشر).
قاصر: عاقب، قاص، أخذه بذنوبه. (هلو).
تقصر: ديس عليه، وطئ عليه. (فوك).
انقصر: قصر، ضد طال. (بوشر).
اقتصر: قصر، ضد طال. (بوشر).
اقتصر على: اكتفى ب، (بوشر، دي ساسي طرائف 2: 264، عبد الواحد ص61).
استقصره: عده مقصرا فيما يجب عليه. ففي حيان (ص77 ق): وكان أبن حفصون يقوم بغارات مستمرة على إقليم قرطبة وقد انزعج أهل قرطبة من خوفه واستقصروا الأمير عبد الله في الاقصار عنه.
استقصره: لامه على قلة عطائه. ففي الأخبار (ص116): كتب إلى عبد الرحمن -يستقصره فيما يجريه عليه ويسئل له الزيادة.
استقصر على: اقتصر على، اكتفى ب. (أبو الوليد ص635).
قصر: قاعة، ردهة، حجر. (معجم (المعجم الإدريسي) وغرفة، حجرة في الطابق العلوي (همبرت ص 192). والطابق العلوي من المنزل (المعجم اللاتيني- العربي. وفي ترجمة لين ألف ليلة (2: 340 رقم 25) إلى الإنكليزية ما معناه: جناح من مبنى، سرادق، أو مجموعة شقق منفردة أو متصلة مع القسم من البناية في طرف منها. أو غرفة، حجرة في الطابق العلوي تكون في الغالب منفردة أو منفردة تقريبا. (وانظر معجم الإدريسي).
قصر: ثكنة، مركز الجند. (معجم الإدريسي).
قصر: في نجد (ابن جبير ص208) وفي أفريقية: قرية ذات سور. (معجم الإدريسي).
قصر: منع القاصر من التصرف. (بوشر).
قصر الأولاد: قصورهم الشرعي، كونهم غير راشدين. (بوشر).
قصر: قصر، إيجاز. (بوشر).
قصرة، والجمع قصرات وقصر واقصار: عنق. (معجم مسلم، ديوان امرؤ القيس ص30) وقد فسر أحد اللغويين (ص99) قصرات بأصول الأعناق.
قصرين، وقصارين: تبن، قش، موص، (باين سميث 1778).
قصرية، والجمع قصار وعند العامة قصاري نسبة إلى قصر والمصدر قصر بمعنى دعك.
ويراد المنصوري: اجانة اسم للقصعة الكبيرة التي تغسل بها الثياب وتسمى عندنا القصرية، قال ابن السيد هي منسوبة إلى القصر. وفي رحلة ابن جبير (ص110): وعلى جانب الطريق دكان مستطيل تصف عليه كيزان الماء ومراكن مملوءة للوضوء وهي القصارى الصغار.
وقصرية؛ مركن أو سطل السماك الذي يحفظ فيه السمك. ففي حيان -بسام (3: 142 ق): وطافوا بالرأس وقد محا الطين رسمه فغسلوه في قصرية سماك بسوق الحوت.
وقصرية: حوض دباغ الجلود. (بوسييه) وقصيرية: وعاء، إناء، مركن. (المعجم اللاتيني- العربي، فوك) وهي في اللغة القطلانية: تعريب Castillan وعاء من الخزف (ابن العوام 2: 402، أماري ص210 وانظر ملحفه، الجريدة الآسيوية 1849، 2: 266 رقم 1: 2: 272 رقم 1). وفي رياض النفوس (ص18 و)، فإذا رجل أسود ميت على مغسل وإذا بقصرية مملوءة ماء وكساء اسود معلق على وتد. وفي ابن ليون (ص38 ق):
فعفن الخيار في قصرية ... وحكه لغسله في قفة
ويقول فيه في كلامه في حفظ العلات: وما يقل ضعه في قصرية. (ألف ليلة 1: 576).
قصرية: وعاء من غضار تزرع فيه النباتات والرياحين والأزهار، غضارة، أصيص. (ابن العوام 1: 173، 174، 187، 310، 311، 312، 318، 643، 2: 272). وفي مخطوطة الاسكوريال (ص496) يقول: المعمار: كيف انتم مزروعين في قصرية.
قصرية: مبولة، وعاء يوضع في غرفة النوم يبال فيه (بوشر، برجرون، همبرت ص 203) وفي رياض النفوس (ص97 ق): كانت لي امرأة صالحة وكانت أقعدت وامتنعت من الصيام والقيام واحتاجت إلى القصرية. وفي ألف ليلة (2: 118): فقال له واحد منهم هات لي قصرية فاتاه بها فتغوط فيها وقال له ارم الغائط فرماة. وفي محيط المحيط: القصرية عند العامة إناء مستطيل يوضع في خرق من سرير الطفل ليندفع إليه ما يخرج منه من الفضلات.
قصور: نقص، خطأ، ما يفقد الاحترام، يقال صار منه قصور، أي اخطأ. وصار منه قصور في حقه، أي لم يفعل ما يجب عليه نحوه. (بوشر).
قصير. الكرم القصير: ضد الكرم المعرش (ابن العوام 1: 210).
قصير منخفض، غير عال، غير مرتفع. (معجم الطرائف، البكري ص29، الإدريسي ص113، أماري ص385، ابن العوام 2: 389، المقدمة 2: 218، ألف ليلة 2: 564) وانظر عبارة رياض النفوس في مادة نوالة.
قصير: يظهر أن معناها مقصر بمعنى معتوه وابله في كتاب محمد بن الحارث (ص280) ففيه أن القاضي أحمد بن زياد قد أقنعه كاتبه عمرو، الذي كان يرغب أن يحل محله، أن يقدم استقالته إلى السلطان ولو لم يقبلها، ثم: فلما خرج الكتاب من حكمه دخل عليه من خاصته رجل فقال له أنت قصير وكاتبك قصير وأنا قصير فاحذر أن يغلبك ويغلبني كاتبك عمرو، وبعد ذلك (ص281) في رواية تختلف عن هذه بعض الاختلاف: قال له أيها القاضي أن هذا الخارج عنك يعني عمرو قصير وأنا قصير وليس فينا خير.
قصير الباع: غير قادر على شيء، من ليس له قدرة ولا إمكان ولا طاقة. (بوشر).
فرس قصير المحبس (القلائد ص96) بالمعنى التي في المعاجم لفرس قصير.
قصير الرقبة: جاحد، ناكر الجميل، كافر النعمة، كنود. (فوك).
قصير القعر: قليل العمق، ويقال أيضا: قصير فقط بهذا المعنى. (معجم الإدريسي) وعند كاريت (جغرافية ص124): الطويلة والقصيرة: بئران إحداهما عميقة العمق.
قصير (اسم): قاع، منخفض رملي، والجمع قصائر واقصار، وجمع الجمع أقاصير (معجم الإدريسي) وفي ابن البيطار (2: 131) على حجارة اقاصير البحر. وفيه: بل هو شيء يوجد في بحر المشرق وببلاد الروم وباقاصير اسفاقس. وفيه: يرصدها في الاقاصير.
قصير اليد: بخيل، شحيح، وتدل قصير فقط على هذا المعنى أيضا (معجم البلاذري).
قصارة: شحة الماء ونقصه في النهر. وقد أخبرني السيد سيمونيه إنه وجد هذا المعنى في مساحة أرض بلنسية في القرن السادس عشر.
قصارين: انظر قصرين.
قاصر: عند الصرفيين من الأفعال خلاف المتعدي. (محيط المحيط).
القاصر: عند الفقهاء العاجز عن التصرفات الشرعية.
قاصر، والجمع قصر: من لم يبلغ الرشد، (بوشر).
قاصر بالغ: أمر نهائي، أمر ختامي. (الكالا).
القاصر بالغ: بالنتيجة، ختاما. (الكالا).
قاصر: طريق مختصر عرضيا، مقربة. (ابن بطوطة (1: 283).
تقصير: قصور، نقص، خطأ، ما يفقد الاحترام (بوشر).
تقصيرة: هراوة، عصا ضخمة. (بوشر) وفي حكاية باسم الحداد (ص8): فكل من مديده منكم ضربته بهذه التقصيرة كسرت يده، وقام إلى الحائط ونزل من المسمار تقصيره بتجي ذراع ونصف وحطها تحت يده (بتجي عامية تجي فأهل الشام ومصر يضيفون ب إلى الفعل المضارع). وفيه: أن ضرب أحد منا ضربه بهذه التقصيرة قتله.
مقصر: مدعكة، معمل يدعك فيه الجوخ والجلد، معمل اللباد. (ملر ص5).
مقصر: البطيء والمتأخر من الجند، وهي من مصطلح الجندية. (بوشر).
مقصر: معتوه، ابله. (جوليوس، ألف ليلة 1: 8).
مقصرة: معمل اللباد، مدعكة (بوشر).
مقصور: نسيج من الكتان مبيض (بوشر) وهو ضد النسيج الخام غير المبيض. وفي محيط المحيط: والمقصور أيضا عند العامة نسيج ابيض رقيق من القطن. ولذلك أرى أن تترجم عبارة مائة عمامة مقصورة التي ذكرت في الحلل السندسية (ص9 ق) بمائة عمامة مبيضة.
مقصور فرنجي: كريتون، قماش قطني متين مطبع وهو نوع من القماش. (بوشر).
مقصورة. مقصورة: خاصة. (ديوان الهذليين ص52، البيت السادس).
مقصورة، والجمع مقاصر أيضا. (فوك، عباد 1: 65، القلائد ص54، ملر ص18 مخطوطة 1) وقد وردت هذه الكلمة في بيت من الشعر في مخطوطة 1 وقد نشره ويجرز (ص22) كما وردت في مادة غرابة من قبل.
مقصورة: قصر. ففي عباد (1: 65).
هاتيك قينته وذلك قصره ... من بعد أي مقاصر وقيان
وفي قلائد العقيان (ص 54): وحين وصل المعتصم إلى بج آوى منها إلى جنات ومقاصر.
مقصورة: حجرة (فريتاج، كليلة ودمنة ص27، ص29) وبخاصة حجرة في حرم النساء. (فريتاج طرائف ص49، المقري 1: 225، ملر ص18).
مقصورة: حجيرة مستقلة (همبرت ص192، شيرب ديال ص75) وحجرة جانبية منفصلة (ميشيل ص97، ص144، ص229) وفي محيط المحيط: وعند المولدين هي حجرة صغيرة مرتفعة.
مقصورة: في المساجد: حجرة محاطة بسياج هي مكان الأمير حين يؤم الناس في الصلاة. وهي في الموضع الذي يجلس فيه جماعة المرتلين (الخورس) في كنائسنا. وتوجد أيضا كلمة قورة وقد فسرت بمقصورة المحراب (سيمونيه ص354) وأول من أنشأ المقصورة معاوية فيما يقال على إثر محاولة الخارجي اغتياله في المسجد بضربة بالسيف. (المقدمة 2: 62 مع تعليقه السيد دي سلان، مملوك 1، 1: 164، 2، 1: 283، لين عادات 1: 116، فوك).
وتوجد في المساجد الكبيرة أحيانا عدد من المقصورات، ففي جامع دمشق ثلاث مقصورات، يجتمع في إحداها السادة الحنفية للتدريس (مملوك 2، 1: 283)، وأن في جامع قرطبة مقصورات للنساء. (المقري 1: 360، 361).
مقصورة، خزانة الدولة، بيت المال، خزانة تحفظ فيها واردات الدولة. ففي بدرون (ص210): ودخل دمشق وكسر باب المقصورة وأخذ الأموال.
مقصورة: جوسق (في يستان). (دي ساسي طرائف 1: 13).
مقصورة: مسجد فيه ضريح. (ألف ليلة 1: 338).
مقصورة: بيت الحمام، قفص الحمام، وكوة غير نافذة يلجأ إليها الحمام (مملوك 1، 1: 164).
مقصورة للكلاب: وجار الكلاب، مرقد الكلاب. (ألف ليلة 2: 178).
مقصورة: درابزين. ففي المقري (1: 371): حظرت حول المنبر مقصورة عجيبة الصنعة.
مقصورة: درابزين من الخشب أو من البرونز يحيط بقبر تذكاري لولي من الأولياء: (لين عادات 1: 359، 2: 242، 235، برتون 1: 302).
مقصورة: سلسلة. (فوك).
مقاصري أو مقاصري: وصف يوصف به خشب الصندل الأبيض، أو الصندل الليموني اللون وهو أصهب اللون. (الكالا) وفيه صندل مقاصري أي صندل ابيض. وعند ابن وافد (ص19 ق) وفي منهاج الدكان (مخطوطة رقم 1532) في مادة جوارشن صندل: صفحة صندل مقاصري، وفي رحلة ابن بطوطة (4: 149): صفحة صغيرة فيها الصندل المقاصري. وعند ابن الجوزي (ص143 و): الصندل جيده المقاصري الأبيض، وفي رحلة ابن بطوطة (3: 250): منبر من الصندل الأبيض المقاصري.
وعند شكوري (ص211 و، ص214 و): صندل أصفر مقاصري.
وكان دودنيس يعرف هذه الكلمة لأنه في كلامه عن خشب الصندل يقول (1548): (الصنف الأصفر الباهت منه ويسمى في الصيدليات: Santalum citrinum.
وباللاتينية: santalum pallidum أو santalum odoratum وبعضهم يطلق عليه الوصف العربي مها سري، ومشازري، ومكاسري، أو مزفراني، وهذه الأخيرة هي مزغفراني أما كلمة مقاصري فقد ذكرها النويري (مخطوطة رقم 273 ص796) فقال: (يوجد عدة أصناف من الصندل أجوده الصندل الأصفر كأنه مصبوغ بالزعفران ورائحته عطرية ويسمى المقاصيري) ولم تتفق الآراء حول أصل هذه الكلمة، فبعضهم يقول إنها نسبة إلى بلد يسمى مقاصير، وبعضهم يزعم إن أحد الخلفاء العباسيين صنع من هذا الخشب مقاصير لزوجاته ومحضياته الأثيرات لديه ولذلك أطلق هذا الوصف على الصندل فقيل صندل مقاصيري.
والرأي الأول هو الأفضل لأنهم كانوا يجلبون هذا الخشب من بلدين في أقاصي الهند أحدهما اسمه مقاصير والآخر الجور، ومن هذا قيل لهذين الصنفين من الصندل المقاصيري والجوري وهذا الأخير هو الأبيض. ومن سفالة يجلب هذان الصنفان من الصندل. وكان العرب يجلبون هذا الخشب من أفريقية (انظر كرونتيز المجلد 136 ص95) وفي النص الذي لدينا يراد بها سفالة الهند كما يقول ابن البيطار (2: 224).
اقتصار. اختصار وبالاقتصار: بالاختصار، اختصارا، إيجازا (بوشر).
اقتصار في حروف الأسماء والألقاب: اختصار حروف الأسماء والألقاب وحذف بعضها. (بوشر).
مقتصر: مختصر، موجز، وجيز، (بوشر).
برهان مقتصر: قياس إضماري، قياس صوري، قياس بمقدمة واحدة، قياس مؤلف من مقدمة ونتيجة. (بوشر).
مقتصر: مجمل، خلاصة، ملخص. (بوشر).

قصر

1 قَصُرَ, aor. ـُ inf. n. قِصَرٌ (S, M, Msb, K, &c.) and قَصْرٌ (IAar, M, K) and قَصَارَةٌ, (Lh, M, K,) It (a thing, S, Msb, i. e. anything, M) was, or became, short; contr. of طَالَ. (S, M, Msb, K.) b2: [And It was, or became, too short. and قَصُرَ عَنْهُ It was, or became, too short for him, or it. b3: Hence, قَصُرَتْ يَدُهُ, and قَصُرَ بَاعُهُ, (tropical:) He had little, or no, power: and he was, or became, niggardly.]

A2: And قَصَرَ السَّهْمُ عَنِ الهَدَفِ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. قُصُورٌ, (M, Msb,) The arrow fell short of the butt; did not reach it; (S, Msb;) fell upon the ground without reaching the butt: (M:) and قَصَرَ عَنْ مَنْزِلِهِ [he fell short of his place of alighting or abode; did not reach it]. (TA.) b2: [Hence,] قَصَرَ عَنِ الأَمْرِ, (S, Msb, K,) [and قَصَرَ دُونَهُ,] aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. قُصُورٌ; (S, Msb, K;) and ↓ اقصر, (K,) inf. n. إِقَصَارٌ; (TA;) and ↓ قصّر, (K,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (TA;) and ↓ تقاصر; (K;) [He fell, or stopped, or came, short of doing the thing, or affair; he failed of doing, or accomplishing, it;] he lacked power, or ability, to do, or accomplish, the thing, or affair; (S, Msb, K;) he could not attain to it: (S:) or the first has this signification; (ISk, S, Msb;) and [in like manner] عَنْهُ ↓ قصّر, (M, K,) inf. n. تَقْصِيرٌ, (TA,) he left or relinquished it, or abstained from it, being unable to do or accomplish it: (M, K:) but عَنْهُ ↓ اقصر, he desisted or abstained from it, being able to do or accomplish it: (ISk, S, M, Msb:) such, at least, is generally the case, though both sometimes occur in one and the same sense, that which اقصر عنه generally bears: (TA:) and فِى الأَمْرِ ↓ قصّر [he fell, or stopped, or came, short in the affair: it signifies nearly the same as اقصر عنه, i. e., he fell short of accomplishing the affair; he fell short of doing what was requisite, or due, or what he ought to have done, (عَمَّا كَانَ يَنْبَغِى, or the like, being understood,) in, or with respect to, the affair: a meaning very common, and implied, though not expressed, in the M: and] he flagged, or was remiss, in the affair; syn. تَوَانَى: (S, TA:) or ↓ قصّر signifies he left, desisted from, neglected, or left undone, a thing, or part thereof, from inability: but ↓ اقصر, he left it, &c., or part thereof, with ability to do it. (Kull p. 128.) [And ↓ قصّر دُونَهُ He fell short of reaching, or attaining, it: see an ex. voce يَعْقُوبٌ.] [Hence also,] قَصَرَتْ بِنَا النَّفَقَةُ The money for expenses [fell short of what we required;] did not enable us to attain our object; (Msb;) meaning, that they were unable to pay the expenses: (Mgh:) and بِهِ ↓ قَصَّرَ

أَمَلُهُ [his hope fell short of what he required]: 'Antarah says, فَالْيَوْمَ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ [but to-day, hope hath fallen short of extending to the meeting with thee]. (TA.) [And hence, app.,] بِكَذَا نَفْسُكَ ↓ قَصَّرَتْ [Thy mind, or wish, fell short of what was requisite with respect to such a thing], said to him who has sought, or desired, little, and a mean share or lot. (TA.) And, بِفُلَانٍ ↓ قَصَّرَ [He fell short of what was required by such a one, or due to him; or] he acted meanly, and sparingly, with such a one, in a gift. [&c.] (JK [see مُقَصِّرٌ: and see two exs. of قَصَّرَ بِهِ voce أَزْرَى in art. زرى.] b3: [Also, قَصَرَ عَنِ الأَمْرِ, (M, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. قُصُورٌ; and ↓ اقصر; and ↓ قصّر and ↓ تقاصر; (M, K;) He refrained, abstained, or desisted, from the thing, or affair. (M, K.) A poet says, إِذَا غَمَّ خِرْشَآءُ الثُّمَالَةِ أَنْفَهُ مِنْهَا لِلصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا ↓ تَقَاصَرَ [When the froth of the water remaining in the drinking-trough covers his nose, he refrains from it, turning to the clear, and raises his head]: or منها ↓ تقاصر here signifies he contracts his neck from it: and it is said that عنه ↓ قصّر signifies as explained above, he left or relinquished it, &c. (M.) قَصَرَ عَنِّى الوَجَعُ, and الغَضَبُ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. قُصُورٌ, (M,) The pain, and anger, ceased from me; quitted me; (M, K;) as also قَصِرَ; (M, TA;) which latter is erroneously written in the copies of the K, قَصَّرَ: (TA:) and قَصَرْتُ أَنَا عَنْهُ [I ceased from it]. (M.) and الْمَطَرُ ↓ أَقْصَرَ The rain left off. (TA.) A3: قَدْ قَصَرَ العَشِىُّ, aor. ـُ inf. n. قُصُورٌ, [The afternoon, or evening, has come,] is said when you enter upon the مَسَآء [i. e. afternoon, or evening]: (S:) or it means has almost drawn near to night. (TA.) [See also قَصْرٌ, below.] b2: Hence, (S,) قَصَرْنَا and ↓ أَقْصَرْنَا We entered upon the عَشِىّ [i. e. afternoon, or evening]; (M, K;) the former signifies أَمْسَيْنَا; and the latter, دَخَلْنَا فِى قَصْرِ العَشِىِّ, like as you say أَمْسَيْنَا from المَسَآءُ: (S:) or the former, we came to be in the last part of the day; and the latter, we entered upon the last part of the day. (IKtt.) A4: قَصَرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K,) inf. n. قَصْرٌ; (TA;) and ↓ قصّرهُ, (M, Msb, TA;) inf. n. تَقْصِيرٌ; (TA;) and ↓ اقصرهُ; (Msb;) He made it short; (M, K, TA;) he shortened it; took from its length. (Msb.) You say قَصَرَ الشَّعَرَ, (M, Msb, K,) and قَصَرَ مِنَ الشَّعَرِ, (S,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K;) and ↓ قصّره, (Mgh, Msb, TA,) and مِنْهُ ↓ قصّر; (S;) and ↓ اقصرهُ; (Msb;) He shortened the hair; (M, K, * TA;) took from its length; (Msb;) cut its ends; (Mgh;) clipped, or shore, it. (TA.) And قَصَرَ الصَّلَاةَ, (M, Msb, TA,) and قَصَرَ مِنَ الصَّلَاةِ, (S, M, Msb,) aor. ـُ inf. n. قَصْرٌ; (S, M, Msb, TA;) and ↓ قصّرها, (M, Msb, TA,) and ↓ قصّر منها, (S, M,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (S;) and ↓ اقصرها, (Msb, TA,) and ↓ اقصر منها; (S;) but اقصرها is extr.; (TA;) He curtailed [or contracted] the prayer; (M;) he performed a prayer of four rek'ahs (رَكَعَات) making it of two; (Mgh;) in a journey. (Mgh, TA.) and الخُطْبَةَ ↓ اقصر He made the [form of words called] خطبة [delivered from the pulpit] short, or concise: (Mgh, TA: *) the doing so being commanded. (Mgh.) قَصْرٌ also signifies the contr. of مَدٌّ; (M, K;) and the verb is قَصَرَ [He contracted, or straitened]. (M.) You say قَصَرْتُ قَيْدَ البَعِيرِ; (Msb;) and قَصَرْتُ لَهُ مِنْ قَيْدِهِ; (M;) aor. ـُ inf. n. قَصْرٌ; (M, Msb;) I contracted the shackles of the camel; syn. صَيَّقُتُهُ; (Msb;) and I contracted his shackles; syn. قَارَبْتُ. (M.) [And in like manner, العَطِيَّةَ ↓ قَصَّرَ, inf. n. تَقْصِيرٌ, He made the gift scanty, or mean: or, accord. to the TK, قصّر فِى العَطِيَّةِ, which properly signifies he fell short of what he ought to have done with respect to the gift: but, though each of these phrases is doubtless correct, the former expression I hold to be that which is indicated when it is said that] التَّقْصِيرُ signifies إِخْسَاسُ العَطِيَّةِ. (M, K.) A5: قَصَرَهُ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. قَصْرٌ, (S, M, Msb, K,) He confined, restricted, limited, kept within certain bounds or limits, restrained, withheld, hindered or prevented, him, or it; syn. حَبَسَهُ. (S, M, Msb, K. *) It is said in a trad. of Mo'ádh, لَهُ مَا قَصَرَ فِى بَيْتِهِ To him belongeth what he hath held confined in, or kept within, his house or tent: (TA:) or what he hath held in possession &c. (Az, TA in art. خمر: see 10 in that art.) Yousay also قَصَرْتُ الدَّارَ, inf. n. as above, I [confined and so] defended the house by walls. (TA.) and قَصَرَ الجَارِيَةَ بِالْحِجَابِ He [confined and so] kept safe the girl by means of the veil, or covering, or the like: and in like manner you say of a horse. (TA.) And in a trad. of 'Omar it is said, قَصَرَ بِهِمُ اللَّيْلُ, (TA,) or ↓ قَصَّرَ, (L,) The night withheld them; namely a company of riders upon camels on other beasts. (L, TA.) You also say قَصَرَ الرَّجُلَ عَنِ الأَمْرِ [and قَصَرَ بِهِ and به ↓ قصّر] He withheld the man from the thing, or affair, that he desired to do. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce طَلَّاع.] And قَصَرْتُ نَفَسِى عَنْ شَىْءٍ I withheld, or restrained, myself from a thing: (JK, TA: *) and I restrained myself from inordinate desire of a thing. (TA.) Lebeed says فَلَسْتُ وَإِنْ أَقْصَرْتُ عَنْهُ بِمُقْصِرِ meaning, But although thou blame in order that I may be restrained, I do not refrain from that which I desire to do. (El-Mázinee, L.) Also, قَصَرْتُ طَرْفِى [I restrained my eye, or eyes;] I did not raise my eye, or eyes, towards that at which I ought not to look. (TA.) And قَصَرَ البَصَرَ He turned away the eye. (TA.) It is also said in a trad. of I'Ab, قُصِرَ الرِّجَالُ عَلَى أَرْبَعٍ مِنْ أَجْلِ

أَمْوَالِ اليَتَامَى Men were restricted to marrying no more than four [because of the property of the orphans which they might leave]. (TA.) and one says قَصَرْتُ نَفْسِى عَلَى الشَّىْءِ I confined, or restricted, myself to the thing, and obliged myself to do it. (TA.) [See also 8.] Hence what is said of Thumámeh, in a trad., فأَبَى أَنْ يُسْلِمَ قَصْرًا But he refused to become a Muslim by constraint and compulsion: or by force, as some say, from القَسُرُ; the س being changed into ص, as is done in many other cases. (TA.) You say also قَصَرْتُ الشَّىْءَ عَلَى كَذَا I restricted the thing to such a thing. (S, TA.) And قَصَرَهُ عَلَى الأَمْرِ, meaning, رَدَّهُ إِلَيْهِ, (M, K,) i. e., [He reduced him, to the thing, or affair; or] he appropriated him [or it, restrictively,] to the thing, or affair. (TK.) [Hence,] قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ عَلَى فَرَسِى I appropriated the milk of the milch-camel [restrictively] to my horse. (S, TA.) [And hence,] قَصَرْتُ عَلَى نَفْسِى نَاقَةً I retained for myself [restrictively] a she-camel, that I might drink her milk. (Msb.) Aboo-Du-ád says, describing a horse, فَقُصِرْنَ الشِّتَآءَ بَعْدُ عَلَيْهِ وَهُوَ لِلذَّوْدِ أَنْ يُقَسَّمْنَ جَارٌ meaning, So they were restricted to him, that he might drink their milk, during the severity of the winter, afterwards; and he is a protector to the few she-camels from their being suddenly attacked and divided in shares; مِنْ being understood before أَنْ. (M.) A6: قَصَرَ الثَّوْبَ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (S,) inf. n. قَصْرٌ (S, Mgh, Msb) and قِصَارَةٌ; (Sb, M, TA;) and ↓ قصّرهُ, (S, M,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (S;) He beat, (S, TA,) washed, (Mgh,) and whitened, (M, Msb, TA,) the cloth, or garment. (S, M, &c.) 2 قَصَّرَ see 1, throughout.4 أَقْصَرَ see 1, throughout.

A2: أَقْصَرَتْ She brought forth short children: hence the saying, إِنَّ الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وَإِنَّ القَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ [Verily the tall woman sometimes brings forth short children, and verily the short woman sometimes brings forth tall children]. (S, K. *) J is in error in saying that this is in a trad. (Sgh, K.) But IAth also asserts it to be a trad. (MF in art. طول.) 6 تقاصر He feigned, or pretended, (أَظْهَرَ,) shortness; (M, Sgh, K;) as also ↓ تَقَوْصَرَ: (Sgh, K:) or, accord. to some, these two verbs have different significations: see the latter below. (TA.) b2: [And He contracted himself, or drew himself together. (See R. Q. 1 in art. فذ.)] b3: تقاصرت نَفْسُهُ (assumed tropical:) He (lit. his spirit, or soul,) became abject, mean, contemptible, or despicable; syn. تَضَآءَلَتْ. (M.) b4: تقاصر الظِّلُّ (tropical:) The shade became contracted. (M, TA.) b5: See also 1, in two places.8 اقتصر عَلَى الأَمْرِ He confined, restricted, or limited, himself to the thing, or affair; did not exceed it. (M, K. *) b2: اقتصر عَلَى الشَّىْءِ, (S,) or على كَذَا, (Msb,) [and بِكَذَا,] He was satisfied, or content, (S, Msb,) with the thing, (S,) or with such a thing. (Msb.) b3: اقتصر عَلَى أَمْرِى He obeyed my command. (JK.) 10 استقصرهُ He reckoned, or held, him, or it, to be short. (S.) b2: He reckoned him, or held him, to fall short of doing what he ought to do: or to flagg, or be remiss: عَدَّهُ مُقَصِّرًا. (S.) Q. Q. 2 تَقَوْصَرَ, said of a man, (M,) He became contracted; lit., one part of him entered into another part; (M, K;) as though he became like a قَوْصَرَّة, from which word the verb is derived. (Z, TA.) b2: See also 6.

قَصْرٌ and ↓ قَصَرٌ and ↓ قُصْرَةٌ [like the inf. n. قُصُورٌ] The falling, or stopping, or coming, short of accomplishing an affair; or of doing what one ought, or is commanded, to do; or flagging, or remissness: you say to a man whom you have sent to accomplish some needful affair, and who has fallen short of doing what you commanded him to do, on account of heat or some other cause, مَا مَنَعَكَ أَنْ تَبْلُغَ المَكَانَ الَّذِى أَمَرْتُكَ بِهِ إِلَّا

أَنَّكَ أَحْبَبْتَ القَصْرَ, and القَصَرَ, and القُصْرَةَ, i. e. أَنْ تُقَصِّرَ [Nothing prevented thy reaching the place to which I commanded thee to go but thy loving to fall short &c.; or to flag, or be remiss]. (M, K *.) And ↓ قَصَرَةٌ, (K,) or ↓ قَصَرٌ, without ة, accord. to the Nawádir of IAar, as cited in the L, and so in the handwriting of Sgh, (TA,) and ↓ قَصَارٌ, (K,) signify Laziness; slothfulness. (IAar, Sgh, K.) An Arab of the desert is related to have said ↓ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ فَمَنَعَنِى القَصَارُ [I desired to come to thee, but laziness prevented me]. (TA.) A2: قَصْرُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا and ↓ قَصَارُكَ, (S, M, K,) and ↓ قُصَارُكَ, (M, K,) and ↓ قُصَارَاكَ, (S, M, K,) and ↓ قُصَيْرَاكَ, (M, K,) Thine utmost, or the utmost of thy power or of thine ability or of thy deed, (جُهْدُكَ, M, K, [or app., جَهْدُكَ, (see art. جهد,)] and غَايَتُكَ, S, M, K,) and the end of thy case, and that to which thou hast confined or restricted or limited thyself, (S, TA,) [or that to which thou art confined or restricted or limited,] is, or will be, thy doing such a thing. (S, M, K.) It is from قَصْرٌ signifying the “ act of confining, restricting, limiting,” &c. (TA.) And ↓ قُصْرَى also signifies the end of an affair. (Sgh, TA.) A poet says إِنَّمَا أَنْفُسُنَا عَارِيَّةٌ وَالْعَوَارِىُّ قَصَارٌ أَنْ تُرَدْ [Our souls are only a loan: and the end of loans is their being given back; تُرَدْ being for تُرَدَّ]. (S, TA.) You also say, كُلِّ بَلَآءٍ وَشِدَّةٍ ↓ المَوْتُ قُصَارِى

[Death is the end of every trial and distress]. (TA, art. حمأ.) A3: قَصْرٌ (S, M) and ↓ مَقْصَرٌ (K) and ↓ مَقْصَرَةٌ and ↓ مَقْصِرٌ (M, K) The afternoon: or evening: syn. عَشِىٌّ: (S, M, K:) or the first signifies the last part of the day: (IKtt:) or the time before the sun becomes yellow: (JK:) or the first and second signify the time of the approach of the عَشِىّ, a little before the عَصْر: (A, TA:) and the first (S, K) and second (A'Obeyd, TA) and third, (A'Obeyd, S, TA,) [the time of] the mixing of the darkness: (A'Obeyd, S, K, TA:) pl. of the second (TA) and third (S, M) and fourth, (M,) مَقَاصِرُ (S, M) and مَقَاصِيرُ, which latter is extr.; (M;) in the first sense, as signifying عَشَايَا; (M;) or in the last sense; (S;) not signifying, as it is said to do in the K, العِشَآءُ الآخِرَةُ; for this is a great mistake, app. occasioned by F's seeing the passage [in the T] of Az, [or in the M, in which I find it,] وَالمَقَاصِرُ وَالمَقَاصِيرُ العَشَايَا الأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ, and not properly considering it. (TA.) Sb says, that قَصْرٌ has no dim.; the Arabs being content to use in its stead the dim. of مَسَآءٌ. (M.) You say أَتَيْتُهُ قَصْرًا I came to him in the afternoon, or evening; syn. عَشِيًّا. (S.) And جِئْتُ قَصْرًا, and ↓ مَقْصَرًا, I came at the approach of the عَشِىّ, a little before the عَصْر. (A, TA.) And العِشَآءِ ↓ أَقْبَلَتْ مَقَاصِيرُ [The times of the mixing of the darkness of nightfall came, or advanced]. (A, TA.) A4: قَصْرٌ [A palace: a pavilion, or kind of building wholly or for the most part isolated, sometimes on the top of a larger building, i. e., a belvedere, and sometimes projecting from a larger building, and generally consisting of one room if forming a part of a larger building or connected with another building; the same as the Turkish كوشك: to such buildings we find the appellation to have been applied from very early times to the present day:] a well-known kind of edifice: (M:) a mansion, or house; syn. مَنْزِلٌ: (Lh, M, K:) or any house or chamber (بَيْت) of stone; (M, K;) of the dial. of Kureysh: (M:) so called because a man's wives and the like are confined in it: (M:) pl. قُصُورٌ. (S, M, Msb.) قَصْرُ الْمَلِكِ [The palace, or pavilion, of the king]. (Msb.) A5: Also قَصْرٌ Large and dry, or large and thick, or dry, fire-wood; حَطَبٌ جَزْلٌ. (M, K.) So in the Kur, lxxvii. 32, accord. to El-Hasan, as related by Lh. (M.) قَصَرٌ: see قَصْرٌ, in two places.

A2: The necks of men, and of camels: (M, K:) a pl. [or rather coll. gen. n.], of which the sing. [or n. un.] is قَصَرَةٌ: (M:) [see an ex. in the first paragraph of art. سندر:] or [so accord. to the M, but in the K and] ↓ قَصَرَةٌ signifies the base of the neck; (S, M, K;) the base of the neck at the place where it is set upon the upper part of the back: (Nuseyr, TA:) or the base of the neck when thick; not otherwise: (Lh, M:) pl. [or coll. gen. n.] قَصَرٌ, and pl. pl. [or pl. of قَصَرٌ] أَقْصَارٌ: (M:) or this latter is pl. of قَصَرَةٌ, (M, K,) accord. to Kr, but this is extr., unless the augmentative letter in the sing. be disregarded in its formation. (M.) I'Ab reads كَالْقَصَرِ, in the Kur, lxxvii. 32, (S, M, * TA,) and explains it as meaning Like the thick bases of necks, (M, * TA,) or as meaning كَقَصَرِ النَّخْلِ, i. e. الأَعْنَاق. (S.) [See the next signification.] You say ذَلَّتْ قَصَرَتُهُ [His neck or] the base of his neck became in a state of subjection. (TA.) And إِنَّهُ لَنَامُّ القَصَرَةِ Verily he has a large, or thick, neck. (Aboo-Mo'ádh the Grammarian.) b2: And hence, (Aboo-Mo'ádh,) (tropical:) The trunks, or lower-parts, (أُصُول, M, K, or أَعْنَاق, I'Ab, S,) of palm-trees: (S, M, K:) so explained in the Kur, ubi supra, (S, M,) by I'Ab: (S:) sing. [or n. un.] ↓ قَصَرَةٌ: the palm-tree is cut into pieces of the length of a cubit, to make fires therewith in the winter: (Aboo-Mo'ádh:) and [in the TA or] so of other trees: (M, K:) or of large trees: (Ed-Dahhák:) or [accord. to the M, but in the K and] the remains of trees. (M, K.) قَصْرَةٌ: see قُصْرَةٌ.

قُصْرَةٌ: see قَصْرٌ.

A2: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ قُصْرَةً, (S, M, K,) and ↓ قَصْرَةً, (K,) and ↓ مَقْصُورَةً, (S, M, K,) and ↓ قَصِيرَةً, (K,) [He is his cousin on the father's side,] nearly related; (S, M, K;) i. q. دِنْيًا (S, TA) and دُنْيًا: (TA:) and in like manner you say of the ابن العَمَّة and ابن الخَالَة and ابن الخَال. (Lh, M.) قُصْرَى: see قَصْرٌ.

A2: القُصْرَى (Az, S) and ↓ القُصَيْرَى (A'Obeyd, Az, S) The rib that is next to the شَاكِلَة [or flank], (A'Obeyd, Az, S,) also called الوَاهِنَةُ, (S,) and ضِلَعُ الخِلْفِ, (A'Obeyd,) at the bottom of the ribs, (S,) between the side and the belly: (Az:) or the former is the lowest of the ribs, and the latter is the highest of the ribs: (AHeyth:) or the latter is the lowest of the ribs: or the last rib in the side: or the قُصْرَيَانِ and ↓ قُصَيْرَيَانِ are the two ribs that are next to the طَفْطَفَة [or flank]: or that are next to the two collar-bones. (M, K.) قَصَرَةٌ: see قَصْرٌ: A2: and قَصَرٌ, in two places: A3: and مِقْصَرَةٌ.

قَصَارٌ: and قَصَارُكَ and قُصَارُكَ: see قَصْرٌ.

قِصَارٌ, a subst., The shortening [or clipping] of the hair. (Th, M, K. *) Fr says, An Arab of the desert said to me in Minè, القِصَارُ أَحَبُّ إِلَيْكَ

أَمِ الحَلْقُ, meaning, Is the shortening [or clipping] more pleasing to thee, or the shaving of the head? (M.) قَصِيرٌ Short; and low, i. e. having little height; contr. of طَوِيلٌ; (S, M, Msb, K;) and so ↓ قَاصِرٌ, app. a kind of rel. or possessive n., not a verbal epithet: (M:) fem. of the former [and of the latter] with ة: (M, K:) pl. of the former, masc., (S, M, Msb, K,) and fem., (M, K,) قِصَارٌ, (S, M, &c.,) and pl. masc. [applied to rational beings,] قُصَرَآءُ, (M, K,) and pl. fem. قِصَارَةٌ; (K;) ة being added by the Arabs to any pl. of the measure فِعَالٌ, as in جِمَالَةٌ and حِبَالَةٌ and ذِكَارَةٌ and حِجَارَةٌ; (Fr;) or قِصَارَةٌ is syn. with قَصِيرَةٌ, and is extr. (Sgh, K.) b2: قَصِيرَةٌ مِنْ طَوِيلَةٍ

[lit. A short thing from a tall thing; meaning,] a date from a palm-tree: a proverb; alluding to the abridgment of speech or language. (K.) b3: هُوَ قَصِيرُ اليَدِ, [and البَاعٍ, (tropical:) He has little, or no, power: or is niggardly:] and لَهُمْ أَيْدٍ قِصَارٌ [they have little, or no, power: or are niggardly]. (TA.) b4: قَصِيرُ الهِمَّةِ [Having little ambition]. (O in art. بجل.) b5: إِنَّهُ لَقَصِيرُ العِلْمِ (tropical:) [Verily he has little knowledge]. (M.) b6: قَصِيرُ النَّسَبِ [Having a short pedigree;] whose father is well known, so that when the son mentions him it is sufficient for him, without his extending his lineage to his grandfather. (K.) [See also a verse below, in this paragraph.] b7: حَدِيثٌ قَصِيرٌ, and ↓ مُقْتَصَرٌ, A [concise, or] comprehensive, and profitable, story, or narration. (TA.) A2: [I. q.

↓ مَقْصُورٌ and ↓ مَقْصُورَةٌ, Shortened; contracted: and confined; restricted; limited; &c.] b2: إِمْرَأَةٌ قَصِيرُ الخُطَى, and الخَطْوِ ↓ مَقْصُورَةُ, [A woman whose steps are shortened, or contracted;] likened to one who is shackled, whose steps are shortened, or contracted, by the shackles. (Fr.) b3: فَرَسٌ قَصِيرٌ A mare that is brought near [to the tent or dwelling], and treated generously, and not left to seek for pasture, because she is precious: (S, K:) and a mare that is kept confined. (TA.) b4: قَصِيرَةٌ, [which is extr., for by rule it should be without ة,] and ↓ قَصُورَةٌ, (Az, S, M, K,) and ↓ مَقْصُورَةٌ, (K,) A woman confined in the house, or tent, not suffered to go forth: (S, M, K:) a woman kept behind, or within, the curtain: (TA, in explanation of the last of these three epithets:) a girl kept with care, that does not go out: (Az:) the pl. of قصورة is قَصَائِرُ:] [and so, app., of قصيرة:] when you mean short in stature, you say قَصِيرَةٌ [only], and the pl. is قِصَارٌ. (TA.) Kutheiyir says وَأَنْتِ الَّتِى حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

إِلَىَّ وَمَا تَدْرِى بِذَاكَ القَصَائِرُ عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ قِصَارَ الخُطَى شَرُّ النِّسَآءِ البَحَاتِرُ (S, M) or, as Fr relates it, كُلَّ قَصُورَةً (S) [and thou art the person who hath made every female confined within the house to be an object of love to me, while the females confined within the house know not that: I mean those confined within the curtained canopies: I do not mean the short in step: the worst of women are the short and compressed]. And a poet says وَأَهْوَى مِنَ النِّسوَانِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

لَهَا نَسَبٌ فِى الصَّالِحِينَ قَصِيرُ [And I love, of women, every one that is confined within the house, that has a short pedigree, among the good]; i. e., every ↓ مَقْصُورَة, of whom it suffices to mention her descent from her father, because of his being well known. (M.) Hence, in the Kur, [lv. 72,] حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِى

الخِيَامِ [Damsels having eyes whereof the white is intensely white and the black intensely black,] confined in the pavilions, (Az, Msb,) which are of pearls, for their husbands; (Az;) concealed by curtains: (Az, Bd:) or confined to their husbands, and not raising their eyes to others: (Fr:) or having their eyes restricted to their husbands. (Bd.) And ↓ نَاقَةٌ مَقْصُورَةٌ, (TA,) or مَقْصُورَةٌ عَلَى العِيَالِ, (Msb,) A she-camel retained [restrictively] for the household, that they [alone] may drink her milk. (Msb, TA. *) b5: See also قُصْرَةٌ.

قُصَارَةٌ: see مَقْصُورَةٌ.

قِصَارَةٌ The art of [beating and] washing (Mgh) and whitening (M, Msb) clothes. (M, Mgh, Msb.) قَصُورَةٌ: see مَقْصُورَةٌ: and قَصِيرٌ.

قُصَارَى. b2: قُصَارَاكَ: see قَصْرٌ.

قُصَيْرَى. b2: قُصَيْرَاكَ: see قَصْرٌ.

A2: See also قُصْرَى.

قَصَّارٌ One who beats (S) and washes (Mgh) and whitens (M, Msb, K) clothes; (S, M, &c.;) as also ↓ مُقَصِّرٌ. (M, K.) قَاصِرٌ: see قَصِيرٌ, first signification.

A2: إِمْرأَةٌ قَاصِرَةُ الطَّرْفِ A woman restraining her eyes from looking at any but her husband. (S, K.) b2: ظِلٌّ قَاصِرٌ (tropical:) Contracting shade. (TA.) قَوْصَرَّةٌ, and (sometimes, S,) قَوْصَرَةٌ, without teshdeed, A receptacle for dates, or for dried dates, (S, M, Mgh, Msb, K,) in which they are stored, made of mats, (S,) of reeds: (M, Mgh, Msb, K:) in common conventional language only so called as long as it contains dates: otherwise it is called زَبِيلٌ: (Mgh:) thought by IDrd to be not Arabic; (M;) and he doubts respecting the authenticity of a verse in which it is mentioned, ascribed to 'Alee: (TA:) pl. قَوَاصِرُ: (K, art. كنز; &c.:) the dim. is قُوَيْصِرَّةٌ and قُوَيْصِرَةٌ. (TA.) b2: (tropical:) A woman, or wife; (IAar, K;) as also قَارُورَةٌ [q. v.]. (IAar, TA.) أَقْصُرُ More, and most, short: fem. قُصْرَى: (Mgh:) the pl. of أَقْصَرُ is أَقَاصِرُ. (S, K.) تِقْصَارٌ (S, M, K) and تِقْصَارَةٌ (S, K) A necklace, or collar, or the like, syn. قِلَادَةٌ, (S, M, K,) resembling a مِخْنَقَة: (S:) so called because it cleaves to the قَصَرَة [or base] of the neck: (M:) or a مِخْنَقَة proportioned to the قَصَرَة [or base of the neck]: (A, TA:) pl. تَقَاصِيرُ. (S, K.) رَضِىَ بِمَقْصَرٍ مِنَ الأَمْرِ, and مِنْهُ ↓ بِمَقْصِرٍ, He was content with less than he was seeking, of the thing. (TA.) And مِمَّا كَانَ يُحَاوِلُ ↓ رَضِىَ بِمُقْصِرٍ

with kesr to the ص, (S,) or بِمَقْصَرٍ مِنْهُ, (as in a copy of the M,) He was content with less than he was seeking. (S, M.) And رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ

بِمَقْصَرٍ, and ↓ بِمَقْصِرٍ, I was content with an inferior thing from such a one. (M.) A2: See also قَصْرٌ.

مَقْصِرٌ: see مَقْصَرٌ: A2: and قَصْرٌ.

جَآءَ فُلَانٌ مُقْصِرًا Such a one came when the afternoon, or evening, was almost drawing near to night. (TA.) مَقْصَرَةٌ: see قَصْرٌ.

مِقْصَرَةٌ (M, K) and ↓ قَصَرَةٌ (M, TA) The wooden implement of the قَصَّار, (M, K,) with which he beats clothes: (M:) and the ↓ latter, a piece of wood, (M, K,) of any kind; or of the jujube-tree, specially. (TA.) مُقَصِّرٌ act. part. n. of 2, q. v. and see قَصَّارٌ. b2: [Deficient in liberality or bounty:] one who makes a gift scanty, or mean. (TA.) A poet says فَقُلْتُ لَهُ قَدْ كُنْتَ فِيهَا مُقَصِّرًا [And I said to him Thou hast been deficient in liberality with respect to them; app. meaning she-camels or the like;] i. e., thou hast not given of them nor given to drink from them [of their milk]. (M.) مَقْصُورٌ and مَقْصُورَةٌ: see قَصِيرٌ, in five places. b2: See also قُصْرَةٌ. b3: مَقْصُورَةٌ An ample or a spacious [house or mansion such as is called a]

دار, which is defended by walls: (M, * K, * TA:) or it is less than a دار; (M, K;) as also ↓ قُصَارَةٌ; and is not entered by any but the owner: (K:) such a part of a house is called the مقصورة of a دار, and the قصارة thereof: (Useyd, TA:) any apartment (نَاحِيَةٌ), by itself, of a دار, when the latter is ample, or spacious, and defended by walls: (Lth, TA:) a [chamber such as is called a] حُجْرَة, of a house: (Mgh, Msb:) pl. مَقَاصِيرُ and مَقَاصِرُ. See an ex. voce مُصْمَتٌ. (Lth, TA.) And المَقْصُورَةٌ, (Lth,) and مَقْصُورَةُ مَسْجِدٍ, (Mgh, Msb,) and مَقْصُورَةُ جامِعٍ, (S,) The part which is the station of the Imám [or Khaleefeh] in a mosque: (Lth, Mgh:) so called because confined [by a railing or screen]: (S:) or, accord. to some, مقصورة, thus applied, is changed from its original form, which is قَاصِرَةٌ, an act. part. n.: (Msb:) [and, as used in the present day, that part of a mosque which is the principal place of prayer, when it is partitioned off from the rest of the building: and the railing, or screen, which surrounds the oblong monument of stone or brick or wood over a grave in a mosque; sometimes enclosing a kind of baldachin over the monument.

مَقْصُورَةٌ also signifies The chancel of a church: see مَذْبَحٌ.] And مَقْصُورَةٌ and ↓ قَصُورَةٌ A حَجَلَة [or kind of curtained canopy or baldachin, such as is prepared for a bride]. (Lh, M, K.) and the former word, A piece of ground which none but the owner thereof is allowed to tread. (TA.) مَقْصُورَةٌ: see مَقْصُورٌ.

حَدِيثٌ مُقْتَصَرٌ: see قَصِيرٌ.

قصر: القَصْرُ والقِصَرُ في كل شيء: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَصْرِ

قال: معناه إِلى قِصَر، وهما لغتان. وقَصُرَ الشيءُ، بالضم، يَقْصُرُ

قِصَراً: خلاف طال؛ وقَصَرْتُ من الصلاة أَقْصُر قَصْراً. والقَصِيرُ: خلاف

الطويل. وفي حديث سُبَيْعَةَ: نزلت سورة النساء القُصْرَى بعد الطُّولى؛

القُصْرَى تأْنيث الأَقْصَر، يريد سورة الطلاق، والطُّولى سورة البقرة

لأَن عِدَّة الوفاة في البقرة أَربعة أَشهر وعشر، وفي سورة الطلاق وَضْعُ

الحمل، وهو قوله عز وجل: وأُولاتِ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ

حَمْلَهِنّ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً جاءه فقال: عَلِّمْني عملاً

يُدْخِلُني الجنّة، فقال: لئن كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لقد أَعْرَضْتَ

المسأَلةَ؛ أَي جئت بالخِطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة عريضة يعني قَلَّلْتَ

الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة. وفي حديث عَلْقَمة: كان إِذا خَطَبَ في نكاح

قَصَّرَ دون أَهله أَي خَطَبَ إِلى من هو دونه وأَمسك عمن هو فوقه، وقد قَصُرَ

قِصَراً وقَصارَة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو قَصِير، والجمع قُصَراء

وقِصارٌ، والأُنثى قصِيرة، والجمع قِصارٌ. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً إِذا

صَيَّرْته قَصِيراً. وقالوا: لا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون

النَّفَسَ لقِصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله عز وجل. والأَقاصِرُ: جمع أَقْصَر

مثل أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش:

إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ الـ

ـرِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ

ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ

طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ

يقول لها: لا تعيبيني بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم

أَقاصِرُهم، وإِنما قال أَقاصره على حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتيان وأَجْمَله،

يريد: وأَجملهم، وكذا قوله فإِن الأَقصرين أَمازره يريد أَمازِرُهم، وواحدُ

أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ وأَقْصَر في البيت المتقدم، والأَمْزَرُ

هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِيرٌ، وهو أَمْزَرُ

منه، وهو الصُّلْبُ الشديد والشَّرْمَحُ الطويل. وأَما قولهم في المثل: لا

يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فهو قَصِيرُ بن سَعْد اللَّخْمِيّ صاحب جَذِيمَة

الأَبْرَشِ. وفرس قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ

لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، وقال ابن بري: هو لزُغْبَةَ الباهليّ وكنيته

أَبو شقيق، يصف فرسه وأَنها تُصانُ لكرامتها وتُبْذَلُ إِذا نزلت

شِدَّةٌ:وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ،

كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ

تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ،

كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ

تَراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً،

ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ

البَؤُوقُ: الداهيةُ. وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم. وقوله: وذاتُ

مَناسب يريد فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب والأُم. وسَراتُها:

أَعلاها.والكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل. والمَشِيقُ: المُداوَلُ. وتُنِيفُ:

تُشْرِفُ. والصَّلْهَبُ: العُنُق الطويل. والسَّحُوقُ من النخل: ما طال. ويقال

للمَحْبُوسة من الخيل: قَصِير؛ وقوله:

لو كنتُ حَبْلاً لَسَقَيْتُها بِيَهْ،

أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ

قال ابن سيده: أُراه على النَّسَب لا على الفعل، وجاء قوله ها بيه وهو

منفصل مع قوله ثوبيه لأَن أَلفها حينئذ غير تأْسيس، وإِن كان الروي حرفاً

مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالياء قوي فأَمكن فصله.

وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ. وقَصَّرَ الشيءَ: جعله قَصِيراً.

والقَصِيرُ من الشَّعَر: خلافُ الطويل. وقَصَرَ الشعرَ: كف منه وغَضَّ حتى

قَصُرَ. وفي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِين رُؤُوسَكم ومُقَصِّرينَ؛ والاسم منه

القِصارُ؛ عن ثعلب. وقَصَّرَ من شعره تَقْصِيراً إِذا حذف منه شيئاً ولم

يستأْصله. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مر برجل قد قَصَّر الشَّعَر

في السوق فعاقَبه؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عاقبه لأَن الريح

تحمله فتلقيه في الأَطعمة.وقال الفراء: قلت لأَعرابي بمنى: آلْقِصارُ

أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُف يريد: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حلق الرأْس.

وإِنه لقَصِير العِلْم على المَثَل.

والقَصْرُ: خلاف المَدِّ، والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والمَقْصُور:

من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت

نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلات فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله:

لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه،

كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ

وقوله في الرمل:

أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً:

انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم

يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:

نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ

من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا

إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً. والقَصْرُ:

الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد:

عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ،

لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ

بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه،

زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم

يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي

تليها أَي غايته. يقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك،

وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت

الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم:

بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف. وفي حديث معاذ: فإِنَّ

له ما قَصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه. وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة:

إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِذا

هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليلُ أَي حبسهم. وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ

الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح

أَكثر من أَربع. ابن سيده: يقال قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ

وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَصَرْتَ

عليه؛ قال الشاعر:

لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها

إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

وقال الشاعر:

إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ،

والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ

ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن

أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع. ويقال: قَصَرْتُ نفسي عن

هذا أَقْصُرها قَصْراً. ابن السكيت: أَقْصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو

يَقْدِر عليه، وقَصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى

واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد:

فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر

قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْصِرَ بي بمُقْصِرٍ عما

أُريد؛ وقال امرؤ القيس:

فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ

ويقال: قَصَرْتُ بمعنى قَصَّرْت؛ قال حُمَيْد:

فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً،

ولئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ

وأَقْصَر فلان عن الشيء يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.

والإِقْصار: الكف عن الشيء. وأَقْصَرْتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة

عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف. وقَصَرْتُ عن الشيء قصوراً:

عجزت عنه ولم أَبْلُغْهُ. ابن سيده: قَصَرَ عن الأَمر يَقْصُر قُصُوراً

وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كله: انتهى؛ قال:

إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه،

تَقاصَرَ منها للصَّرِيحَ فأَقْنَعا

وقيل: التَّقاصُر هنا من القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عنها؛ وقيل: قَصَرَ

عنه تركه وهو لا يقدر عليه، وأَقْصَرَ تركه وكف عنه وهو يقدر عليه.

والتَّقْصِيرُ في الأَمر: التواني فيه. والاقْتصارُ على الشيء: الاكتفاء

به. واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وكذلك إِذا عَدَّه قَصِيراً.

وقَصَّرَ فلانٌ في حاجتي إِذا وَنى فيها؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها:

أَتَفْعَلُ هذا يا حُيَيُّ على عَمْدِف

فقلتُ له: قد كنتَ فيها مُقَصِّراً،

وقد ذهبتْ في غير أَجْرٍ ولا حَمْدِ

قال: هذا لِصٌّ؛ يقول صاحب الإِبل لهذا اللِّص: تأْخذ إِبلي وقد عرفتها،

وقوله: فقلت له قد كنت فيها مقصِّراً، يقول كنت لا تَهَبُ ولا تَسْقي

منها قال اللحياني: ويقال للرجل إِذا أَرسلته في حاجة فَقَصَر دون الذي

أَمرته به إِما لحَرّ وإِما لغيره: ما منعك أَن تدخل المكان الذي أَمرتك به

إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ.

وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تضاءلت. وتَقَاصَر الظلُّ: دنا وقَلَصَ.

وقَصْرُ الظلام: اختلاطُه، وكذلك المَقْصَر، والجمع المَقاصر؛ عن أَبي

عبيد؛ وأَنشد لابن مقبل يصف ناقته:

فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعدما

كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

قال خالد بن جَنْيَة: المقاصِرُ أُصولُ الشجر، الواحد مَقْصُور، وهذا

البيت ذكره الأَزهري في ترجمة وقص شاهداً على وَقَصْتُ الشيء إِذا

كَسَرْتَه، تَقِصُ المقاصر أَي تَدُقُّ وتكسر. ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بكس الصاد مما

كان يُحاوِلُ أي بدونِ ما كان يَطْلُب. ورضيت من فلان بمَقْصِرٍ

ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَصَرَ سهمُه عن الهَدَف قُصُوراً: خَبا فلم ينته

إِليه. وقَصَرَ عني الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سكن،

وقَصَرْتُ أَنا عنه، وقَصَرْتُ له من قيده أَقْصُر قَصْراً: قاربت. وقَصَرْتُ

الشيء على كذا إِذا لن تجاوز به غيره. يقال: قَصَرْتُ اللِّقْحة على فرسي

إِذا جعلت دَرَّها له. وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لا تَمُدُّه إِلى غير

بعلها. وقال أَبو زيد: قَصَرَ فلانٌ على فرسه ثلاثاً أَو أَربعاً من

حلائبه يَسْقِيه أَلبانها. وناقة مَقْصورة على العِيال: يشربون لبنها؛ قال

أَبو ذؤيب:

قَصَر الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها

بالتيِّ، فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ

قَصَره على الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه. وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته.

وفي حديث إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه، يعني

حَبساً عليه وإِجباراً. يقال: قَصَرْتُ نفسي على الشيء إِذا حبستها عليه

وأَلزمتها إِياه، وقيل: أَراد قهراً وغلبةً، من القسْر، فأَبدل السين صاداً،

وهما يتبادلان في كثير من الكلام، ومن الأَول الحديث: ولتَقْصُرَنَّه على

الحق قَصْراً. وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حبسه؛ ومنه مَقْصُورة

الجامع؛ قال أَبو دُواد يصف فرساً:

فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عليه، * وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ

أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلبانها في شدة الشتاء. قال ابن جني: هذا

جواب كم، كأَنه قال كم قُصِرْن عليه، وكم ظرف ومنصوبه الموضع، فكان قياسه

أَن يقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا

كافية من معرفته، أَلا ترى أَن قولك عشرون والعشرون وعشرون؟؟ فائدته في العدد

واحدةً لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة، ونكرة أُخرى، فاستعمل الشتاء

وهو معرفة في جواب كم، وهذا تطوّع بما لا يلزم وليس عيباً بل هو زائد على

المراد، وإِنما العيب أَن يُقَصِّرَ في الجواب عن مقتضى السؤَال، فأَما

إِذا زاد عليه فالفضل له، وجاز أَن يكون الشتاء جوباً لكم من حيث كان عدداً

في المعنى، أَلا تراه ستة أَشهر؟ قال: ووافقنا أَبو علي، رحمه الله

تعالى، ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب فقال: إِلا في

هذا البلد فإِنه ثمانية أَشهر؛ ومعنى قوله:

وهو للذود أَن يقسَّمن جار

أَي أَنه يُجيرها من أَن يُغار عليها فَتُقْسَمَ، وموضع أَن نصبٌ كأَنه

قال: لئلا يُقَسَّمْنَ ومن أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. وامرأَة

قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛

قال كُثَيِّر:

وأَنتِ التي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ

إِليَّ، وما تدري بذاك القَصائِرُ

عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، ولم أُرِدْ

قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساء البَحاتِرُ

وفي التهذيب: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، ويقال للجارية المَصونة التي

لا بُروزَ لها: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الفراء:

وأَنتِ التي حببتِ كلَّ قَصُورة

وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التهذيب: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالى:

حُورٌ مقصورات في الخيام، أَي محبوسات في خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات

على أَزواجهن في الجنات؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وقال الفرّاء في

تفسير مَقْصورات، قال: قُصِرْنَ على أَزواجهن أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ

غيرهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى من سواهم. قال: والعرب تسمي الحَجَلَةَ

المقصورةَ والقَصُورَةَ، وتسمي المقصورة من النساء القَصُورة، والجمع

القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ

قِصاراً. وأَما قوله تعالى: وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ أَترابٌ؛ قال

الفراء:قاصراتُ الطَّرْف حُورٌ قد قَصَرْنَ أَنفسهنَّ على أَزواجهن فلا يَطْمَحْنَ

إِلى غيرهم؛ ومنه قول امرئ القيس:

من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ

من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا

وقال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقيَّد الذي قَصَرَ

القيدُ خَطوَه، ويقال لها: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:

قَصِيرُ الخطى ما تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى،

ولا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما

التهذيب: وقد تُجْمَعُ القَصِيرةُ من النساء قِصارَةً؛ ومنه قول

الأَعشى:لا ناقِصِي حَسَبٍ ولا

أَيْدٍ،إِذا مدَّتْ قِصارَه

قال الفراء: والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعالٍ، يقولون:

الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابن سيده:

وأَما قول الشاعر:

وأَهْوى من النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ،

لها نَسَبٌ، في الصالحين، قَصِيرُ

فمعناه أَنه يَهْوى من النساء كل مقصورة يُغْنى بنسبها إِلى أَبيها عن

نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زيد: يقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بني فلان

قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دون الناس، وقد سميت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها

قُصِرَت على الإِمام دون الناس. وفلان قَصِيرُ النسب إِذا كان أَبوه

معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفايةٌ عن الانتماء إِلى الجد الأَبعد؛ قال

رؤبة:قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني

باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني

ودخل رُؤْبةُ على النَّسَّابة البَكْريّ فقال: من أَنتف قال: رؤبة بن

العجاج. قال: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لا يُسِيل وادِياً

مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ

الأَرضِ. والقَصْرُ من البناء: معروف، وقال اللحياني: هو المنزل، وقيل: كل

بيت من حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سمي بذلك لأَنه تُقصَرُ فيه الحُرَمُ أَي

تُحْبس، وجمعه قُصُور. وفي التنزيل العزيز: ويجْعَل لك قُصُوراً.

والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة،وقيل: هي أَصغر من الدار، وهو من ذلك

أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحياني. الليث:

المَقْصُورَة مقام الإِمام، وقال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحيطان فكل

ناحية منها على حِيالِها مَقْصُورة، وجمعها مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛

وأَنشد:ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ

المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا يدخلها غير

صاحب الدار. قال أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِيرَة قد علم

صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نبتاً قدر خمسين ذراعاً أَو

أَكثر، وقُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار، قال:

وكان أَبي وعمي على الحِمى فَقَصَرَا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما.

واقْتَصَرَ على الأَمر: لم يُجاوزه.

وماء قاصِرٌ أَي بارد. وماء قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لا يجاوزه،

وقيل: هو البعيد عن الكلإِ. ابن السكيت: ماء قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كان

مَرْعاه قريباً؛ وأَنشد:

كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا،

ولم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا

والنُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، وهي البئر التي يُنْزَعُ منها باليدين

نَزْعاً، وبئر جَرُورٌ: يستقى منها على بعير؛ وقوله أَنشده ثعلب في صفة

نخل:فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ

قال: عَنى أَنها تشرب بعروقها. وقال ابن الأَعرابي: الماء البعيد من

الكلإِ قاصِرٌ باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بينه وبين الماء نَبْحَةُ

كلب أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قريب؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الر

جالِ، وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ

لم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى حَبائسَ قَصائِرَ.

والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والِقُصْرى والقَصَرُ؛ الأَخيرة عن

اللحياني: ما يَبْقى في المُنْخُلِ بعد الانتخال، وقيل: هو ما يَخْرُجُ

من القَثِّ وما يبقى في السُّنْبُل من الحب بعد الدَّوْسَةِ الأُولي،

وقيل: القِشْرتان اللتان على الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما

القَصَرة. الليث: والقَصَرُ كَعابِرُ الزرع الذي يَخْلُص من البُرِّ وفيه

بقية من الحب، يقال له القِصْرَى، على فِعْلى. الأَزهري: وروى أَبو عبيد

حديثاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في المُزارَعة أَن أَحدهم كان

يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بالضم: ما سَقى الربيعُ،

فنه النبي،صلى الله عليه وسلم، عن ذلك. قال أَبو عبيد: والقُصارة ما بقي في

السنبل من الحب مما لا يتخلص بعدما يداس، قال: وأَهل الشام يسمونه

القِصْرِيَّ بوزن القِبْطِيِّ، قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه ابن هاجَك عن ابن

جَبَلة عن أَبي عبيد، بكسر القاف وسكون الصاد وكسر الراء وتشديد الياء،

قال: وقال عثمان ابن سعيد: سمعت أَحمد بن صالح يقول هي القُصَرَّى إِذا

دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فالسنابل الغليظة هي القُصَرَّى، على فُعَلَّى.

وقال اللحياني: نُقِّيَتْ من قَصَره وقَصَلِه أَي من قُماشِه. وقال أَبو

عمرو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التبن. وقال ابن الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر

الحبة إِذا كانت في السنبلة، وهي القُصارَةُ. وذكر النضر عن أَبي الخطاب

أَنه قال: الحبة عليها قشرتان: فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ، والتي فوق

الحَشَرة القَصَرَةُ. والقَصَرُ: قِشْر الحنطة إِذا يبست. والقُصَيْراة:

ما يبقى في السنبل بعدما يداس. والقَصَرَة، بالتحريك: أَصل العنق. قال

اللحياني: إِنما يقال لأَصل العنق قَصَرَة إِذا غَلُظَت، والجمع قَصَرٌ؛ وبه

فسر ابن عباس قوله عز وجل: إِنها تَرْمي بشَرَرٍ كالقَصَر، بالتحريك؛

وفسره قَصَرَ النخلِ يعني الأَعْناقَ. وفي حديث ابن عباس في وقوله تعالى:

إِنها ترمي بشرر كالقصر؛ هو بالتحريك، قال: كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث

أَذرع أَو أَقل ونسميه القَصَر، ونريد قَصَر النخل وهو ما غَلُظَ من

أَسفلها أَو أَعناق الإِبل، واحدتها قَصَرة؛ وقيل في قوله بشرر كالقَصَر، قيل:

أَقصارٌ جمعُ الجمع. وقال كراع: القَصَرة أَصل العنق، والجمع أَقصار،

قال: وهذا نادر إِلا أَن يكون على حذف الزائد. وفي حديث سلْمانَ: قال لأَبي

سفيان وقد مر به: لقد كان في قَصَرة هذا موضع لسيوف المسلمين، وذلك قبل

أَن يسلم، فإِنهم كانوا حِراصاً على قتله، وقيل: كان بعد إِسلامه. وفي

حديث أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ في بعض ما أُنْزِلَ من الكتب الأَقْبَلُ

القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يلعنه أَهلُ

السماء وأَهل الأَرض، وَيْلٌ له ثم ويل له وقيل: القَصَر أَعناق الرجال

والإِبل؛ قال:

لا تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حذْوَ مَنْكِبِه،

في حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ

وقال الفراء في قوله تعالى: إِنها ترمي بشَرَرٍ كالقَصْر، قال: يريد

القَصْر من قُصُورِ مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان. قال: ومثله:

سَيُهْزَمُ الجمع ويُولُّون الدُّبُرَ، معناه الأَدبار، قال: ومن قرأَ كالقَصَر،

فهو أَصل النخل، وقال الضحاك: القَصَرُ هي أُصول الشجر العظام. وفي

الحديث: من كان له بالمدينة أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك به، ومن لم يكن فليجعل له

بها أَصلاً ولو قَصَرةً؛ القَصَرةُ، بالفتح والتحريك: أَصل الشجرة، وجمعها

قَصَر؛ أَراد فليتخذ له بها ولو أَصل نخلة واحدة. والقَصَرة أَيضاً:

العُنُق وأَصل الرقبة. قال: وقرأَ الحسن كالقَصْر، مخففاً، وفسره الجِذْل من

الخشب، الواحدة قَصْرة مثل تمر وتمرة؛ وقال قتادة: كالقَصَرِ يعني أُصول

النخل والشجر. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ به قَصَرةُ العُنق.

يقال: قَصَرْتُ الجمل قَصْراً، فهو مَقْصورٌ. قال: ولا يقال إِبل

مُقَصَّرة. ابن سيده: القِصارُ سِمَة على القَصَر وقد قَصَّرها. والقَصَرُ: أُصول

النخل والشجر وسائر الخشب، وقيل: هي بقايا الشجر، وقيل: إِنها ترمي بشرر

كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النخل والشجر، والقَصْر من

البناء، وقيل: القَصْر هنا الحطب الجَزْلُ؛ حكاه اللحياني عن الحسن. والقَصْرُ:

المِجْدَلُ وهو الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: داء يأْخذ في القَصَرة.

وقال أَبو معاذ النحوي: واحد قَصَر النخل قَصَرة، وذلك أَن النخلة تُقْطَعُ

قَدْرَ ذراع يَسْتَوْقِدُون بها في الشتاء، وهو من قولك للرجل: إِنه

لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كان ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ في العنق؛

قَصِرَ، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً، فهو قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى

قَصْراء؛ قال ابن السكيت: هو داء يأْخذ البعير في عنقه فيلتوي فَيُكْتَوَى في

مفاصل عنقه فربما بَرَأَ. أَبو زيد: يقال قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً

إِذا أَخذه وجع في عنقه، يقال: به قَصَرٌ. الجوهري: قَصِرَ الرجلُ إِذا

اشتكى ذلك. يقال: قَصِرَ البعير، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً.

والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بكسر التاء: القِلادة للزومها قَصَرَةَ

العُنق، وفي الصحاح: قلادة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع التَّقاصِيرُ؛ قال

عَدِيُّ بن زيد العِبَادي:

ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها،

عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارا

وقال أَبو وَجْزة السَّعْدِي:

وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى

وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها

قالوا: قِصارُها أَطواقها. قال الأَزهري: كأَنه شبه بقِصارِ المِيْسَمِ،

وهو العِلاطُ. وقال نُصَير: القَصَرَةُ أَصل العنق في مُرَكَّبِهِ في

الكاهل وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قال: ويقال لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ.

والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عن قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زيد:

قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضم شيئاً إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ

قَيْدَ بعيره قَصْراً إِذا ضيقه، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً

في السفر. قال الله تعالى: ليس عليكم جُناحٌ أَن تَقْصُروا من الصلاة، وهو

أَن تصلي الأُولى والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين، فأَما العشاءُ

الأُولى وصلاة الصبح فلا قَصْرَ فيهما، وفيها لغات: يقال قَصَرَ الصلاةَ

وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كل ذلك جائز، والتقصير من الصلاة ومن الشَّعَرِ

مثلُ القَصْرِ. وقال ابن سيده: وقَصَرَ الصلاةَ، ومنها يَقْصُر قَصْراً

وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قَصَرْتُ.

وفي حديث السهو: أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت؛ يروى على ما لم يسم

فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص. وفي الحديث: قلت لعمر إِقْصارَ الصلاةِ

اليومَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية من أَقْصَرَ الصلاةَ، لغة

شاذة في قَصَر. وأَقْصَرَتِ المرأَة: ولدت أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا

ولدت أَولاداً طِوالاً. وفي الحديث: إِن الطويلة قد تُقْصِرُ وإِن

القَصيرة قد تُطِيل؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فهي مُقْصِرٌ، إِذا

أَسَنَّتا حتى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حكاها يعقوب. والقَصْرُ والمَقْصَرُ

والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قال سيبويه: ولا يُحَقَّرُ

القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عن تَحْقيره بتحقير المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير:

العشايا؛ الأَخيرة نادرة، قال ابن مقبل:

فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعدما

كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دخلنا في قَصْرِ العَشِيِّ، كما تقول:

أَمْسَيْنا من المَساء. وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا

أَمْسَيْتَ؛ قال العَجَّاجُ:

حتى إِذا ما قَصَرَ العَشِيُّ

ويقال: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وقال كثير عزة:

كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ

بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها

همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه،

قَرابِينُ أَرْدافاً لها وشِمالَها

الأَردافُ: الملوك في الجاهلية، والاسم منه الرِّدافة، وكانت

الرِّدافَةُ في الجاهلية لبني يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يجلس الرِّدْف عن يمين

الملك، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بعده قبل الناس، وإِذا

غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مكانه فكان خليفة على الناس حتى يعود

المَلِكُ، وله من الغنيمة المِرْباعُ. وقَرابينُ الملك: جُلَساؤه وخاصَّتُه،

واحدهم قُرْبانٌ. وقوله: هم أَهل أَلواح السرير أَي يجلسون مع الملك على

سريره لنفاستهم وجلالتهم. وجاء فلان مُقْصِراً حين قَصْرِ العِشاء أَي كاد

يَدْنُو من الليل؛ وقال ابن حِلِّزَة:

آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القـ

ـناصُ قَصْراً، وقَدْ دنا الإِمْساءُ

ومَقاصِيرُ الطريق: نواحيها،واحدَتُها مَقْصَرة، على غير قياس.

والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وقيل:

هما اللتان تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ

الأَضْلاعِ، وقيل هي الضِّلَعُ التي تلي الشاكلَةَ، وهي الواهِنةُ، وقيل: هي آخر

ضِلَعٍ في الجنب. التهذيب: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ التي تلي

الشاكلة بين الجنب والبطن؛ وأَنشد:

نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه

وقال أَبو دُواد:

وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْسا

ءِ نَبَّاحٍ من الشَّعْب

أَبو الهيثم: القُصَرَى أَسفل الأَضلاع،والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛

وقال أَوس:

مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه

من اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ

قال: وقُصْرَى ههنا اسم، ولو كانت نعتاً لكانت بالأَلف واللام. قال: وفي

كتاب أَبي عبيد: القُصَيْرَى هي التي تلي الشاكلة، وهي ضِلَعُ الخَلْفِ؛

فأَما قوله أَنشده اللحياني:

لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ،

كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ

قال ابن سيده: عندي أَن القُصَيْرَى أَحد هذه الأَشياء التي ذكرنا في

القُصَيْرَى؛ قال: وأَما اللحياني فحكى أَن القُصَيْرَى هنا أَصلُ العُنُق،

قال: وهذا غير معروف في اللغة إِلا أَن يريد القُصَيْرَة، وهو تصغير

القَصَرة من العُنق، فأَبدل الهاء لاشتراكهما في أَنهما علما تأْنيث.

والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قال الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رواية عن ابن

الأَعرابي:

وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ،

كأَنَّ في مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ،

أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ في آثارِ ذَرّ

ويروى:

كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ

ابن الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وقال أَعرابي: أَردت أَن

آتيك فمنعني القَصارُ، قل: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كله

أُخْرَى الأُمور. وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وقال عَمْرُو ابن

كُلْثُوم:

أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دينا

ويقال: ما رضيت من فلان بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر من دون أَي

بأَمر يسير، ومن زائدة. ويقال: فلان جاري مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بحذاء

قَصْرِي؛ وأَنشد:

لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ،

فما بي إِليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ

يقول: لا حاجة لي في جوارهم. وجَسْرٌ: من محارب. والقُصَيْرَى

والقُصْرَى: ضرب من الأَفاعي، يقال: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ.

والقَصَرَةُ: القطعة من الخشب.

وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عن سيبويه، وقَصَّرَه، كلاهما: حَوَّرَه

ودَقَّهُ؛ ومنه سُمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوب تَقْصِيرا مثله.

والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ للثياب لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ التي

هي القِطْعَة من الخشب، وحرفته القِصارَةُ. والمِقْصَرَة: خشبة

القَصَّار. التهذيب: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً. والمُقَصِّرُ: الذي

يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العطية. وهو ابن عمي

قُصْرَةً، بالضم، ومَقْصُورةً ابن عمي دِنْيا ودُنْيا أَي داني النسب وكان ابنَ

عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

رَهْطُ الثِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورةً

قال: مقصورةً، أَي خَلَصُوا فلم يخالطهم غيرهم من قومهم؛ وقال اللحياني:

تقال هذه الأَحرف في ابن العمة وابن الخالة وابن الخال. وتَقَوْصَرَ

الرجلُ: دخل بعضه في بعض. والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مخفف ومثقل: وعاء من

قصب يرفع فيه التمر من البَوارِي؛ قال: وينسب إِلى عليّ، كرم الله وجهه:

أَفْلَحَ من كانتْ له قَوْصَرَّه،

يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه

قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. ابن الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عن

المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قال ابن بري: وهذا الرجز ينسب إِلى علي؛

عليه السلام، وقالوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النكاح. قال

ابن بري: وذكر الجوهري أَن القَوْصرَّة قد تخفف راؤها ولم يذكر عليه

شاهداً. قال: وذكر بعضهم أَن شاهده قول أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي:

وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ:

مَتَى رَأَى بي عن العُلى قَصْرا؟

قال: وقالوا ابن قَوْصَرة هنا المَنْبُوذ. قال: وقال ابن حمزة: أَهل

البصرة يسمون المنبوذ ابن قَوْصَرة، وجد في قَوصَرة أَو في غيرها، قال: وهذا

البيت شاهد عليه.

وقَيْصَرُ: اسم ملك يَلي الرُّومَ، وقيل: قَيْصَرُ ملك الروم.

والأُقَيْصِرُ: صنم كان يعبد في الجاهلية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حين أَضْحَتْ

تَسِيلُ، على مَناكِبِها، الدِّماءُ

وابن أُقَيْصِر: رجل بصير بالخيل.

وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: موضع، وفي النصب والخفض قاصِرِينَ.

قصر
. القَصْرُ، بالفَتْح، والقِصَرُ، كعِنَب، فِي كلّ شئٍ: خِلافُ الطُّولِ، لُغَتَانِ، كالقَصَارَة، بالفَتْح، وَهَذِه عَن اللَّحْيَانيّ. قَصُرَ الشيءُ، ككَرُمَ، يَقْصُر، قِصَراً، وقَصَارَةً: خِلافُ طالَ. فَهُوَ قَصِيرٌ من قُصَرَاءَ، وقِصَارٍ، وقَصِيرةٌ من قِصَارٍ وقِصَارَةِ، وَمن الأَخِير قولُ الأَعْشَى:
(لَا نَاقِصِي حَسَبٍ وَلَا ... أَيْدٍ إِذا مُدَّتْ قِصَارَهْ)
قَالَ الفَرّاءُ: والعَرَب تُدْخِل الهاءَ فِي كُلّ جمع على فِعال، يقولُون: الجِمَالَةُ والحِبَالَةُ والذِّكارَةُ والحِجَارَةُ. أَو القِصَارَةُ: القَصِيرةُ، وَهُوَ نادِرٌ، قَالَه الصّاغَانِيّ والأَقَاصِرُ: جَمْعُ أَقْصَر، مِثْلُ أَصْغَرَ وأَصاغِرَ. وأَنشد الأَخْفَش:
(إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَغْيَارِ خافِى بَسالَةَ الرِّ ... جالِ وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ)

(وَلَا تَذْهَبَنْ عَيْنَاكِ فِي كلِّ شَرْمَخٍ ... طُوَالٍ فإِنّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ)
يَقُول لَهَا: لَا تَعِيبِينِي بالقِصَرِ فإِنّ أَصْلالَ الرِجَال ودُهَاتَهم أَقَاصِرُهم، وإِنّمَا قَالَ: أَقاصِرُه على حَدِّ قَوْلهم: هُوَ أَحْسَنُ الفِتْيَانِ وأَجْمَلُه، يُرِيد: وأَجْمَلُهم: وَكَذَلِكَ قَوْله: فإِنّ الأَقْصَرِين أَمازِرثه.
وقَصَرَه يَقْصِرُه، بالكَسْر، قَصْراً: جَعَلَهُ قَصِيراً. والقَصِيرُ من الشَّعر: خِلافُ الطَّوِيلِ.الأَوّل الحديثُ: ولَتَقْصُرَنَّه على الحقِّ قَصْراً وَقَالَ أَبو دُوَادٍ يَصف فَرَساً:
(فقُصِرْنَ الشِّتَاءَ بَعْدَ عَلَيْه ... وهْوَ للذَّوْدِ أَنْ يُقْسَّمْنَ جارُ)
أَي حُبِسْنَ عَلَيْهِ يَشْرَبُ أَلْبَانَهَا فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ. والقَصْرُ: الحَطَبُ الجَزْلُ، وَبِه فَسَّرَ الحَسَنُ قولَه تَعَالَى: تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ والوَاحِدَة قَصْرَةٌ كتَمْر وتَمْرَة كَذَا حكى اللّحْيَانيّ عَنهُ. والقَصْرُ من البِنَاءِ، مَعْرُوفٌ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: هُوَ المَنْزِلُ أَو كُلُّ بَيْت من حَجَرٍ: قَصْرٌ قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بذلك لأَنّه يُقْصَرُ فِيهِ الحُرَم، أَي يُحْبَسْن. وَجمعه قُصُورٌ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: ويَجْعَل لكَقُصُوراً. والقَصْرُ: عَلَمٌ لِسَبْعَةٍ وخَمْسِينَ مَوْضِعاً: مَا بَيْنَ مَدِينةٍ، وقريةٍ، وحِصْن، ودارٍ فَمِنْهَا: قَصْرُ مَسْلَمَةَ بَيْنَ حَلَب وبالِس، بناهُ مَسْلَمَةُ بنُ عبدِ المَلِك، مِن حِجَارَة، فِي قَرْيَةٍ اسمُها ناعُورَة.
وقَصْرُ نَفِيسٍ، على مِيْلَيْنِ من المَدِينَة، يُنْسَب إِلى نَفِيسِ بنِ محمّد، من مَوالِي الأَنْصَار. وقَصْرُ عِيسَى بنِ عَلِيٍّ عَلَى دِجْلَةَ. وقَصْرُ عَفْرَاءَ بالشَّأْم، ذكره المصنّف فِي عفر. وقَصْرُ المَرْأَةِ بالقُرْبِ من البَصْرَةِ. وقَصْرُ المُعْتَضِدِ، على نَهْرِ الثَّرْثَار. وقَصْرُ الهُطَيْفِ على رَأْسِ وادِي سَهَام لِحِمْيَرَ. وقَصْرُ عِسْل بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة بالبَصْرَة، قريب من خِطّة بني ضَبّة.
وقَصْر بَنِي الجَدْماءِ بالقُرْب من المَدِينَةِ. وقَصْرُ كُلَيْبٍ بنواحِي قُوص. وقَصْرُ خاقَانَ بالجِيزَة.
وقَصْرُ المَعْنِيّ بالشَّرْقِيّة. والقَصْرُ: حِصْنٌ من حُدُودِ الوَاحِ. وجَزيرةُ القَصْرِ، وشِيبِين القَصْرِ: كِلاهُمَا فِي الشَّرْقِيّة. وقَصْرُ الشَّوْقِ: خِطّة بمِصْرَ، وتُعْرَف الْآن بالشّوك. والقَصْرُ: مدينةٌ كَبِيرَةٌ بالمَغْرِب، مِنْهَا الإِمامُ أَبو الحَسَنِ إِسماعيلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله القَصْرِيّ والإِمَامُ أَبو محمّد عَبْدُ الجَلِيلِ بنِ مُوسَى بنِ عبدِ الجَلِيلِ الأَوْسِيُّ المَعْرُوف بالقَصْرِيّ صاحبُ شعَبِ الإِيمانِ والإِمامُ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ خَلَفِ بنِ غالِب الأَنْدَلُسِيّ القَصْرِيُّ، المُتَوَفَّى بالقَصْر سنة وغَيْرُهم. والقَصْرُ: قَرْيَةٌ بالقُرْبِ مِنْ مالَقَة، وَمِنْهَا الإِمَام أَبو البَرَكَاتِ عبدُ القادِرِ بن عَلِيّ بنِ يُوُسُفَ الكَنَانيّ القَصْرِيّ، جُدُودُهُم مِنْهَا، ونَزَلُوا بفاسَ، وتَدَيَّرُوا بهَا، وَبهَا وُلِدَ سنة، وتُوُفِّي سنة ووَالِدُهُ أَبو الخَيْرِ عليّ تُوُفِّيَ سنة، وعَمّه محمّدٌ العَرَبِيّ بن يُوُسُفَ وعَمُّ والِدِه أَبو المَعَارِف عبدُ الرَّحْمن وإِخْوَتُه وابنُ عَمِّه مُفْتِي الحَضْرَة الفاسِيّة الآنَ شَيْخُنَا الفَقِيه النَّظّار عُمَرُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ يُوسُفَ بنِ العَرَبِيّ: مُحَدِّثون، وَقد حَدَّثَ عَنهُ شيوخُ) مَشَايِخِنا عالِياً. والقَصْرُ: مَوضعٌ خارِجُ القَاهِرَة. وقَصْرُ اللُّصُوص: بالعَجَم. أَعْجَبُهَا قَصْر بالعَجَم، بَناهُ بَهْرام جُوْرَ مَلِكُ الفُرْسِ من حَجَرٍ وَاحِد، قُرْبَ هَمَذَانَ. وقَصَرَه عَلَى الأَمْرِ قَصْراً: رَدَّه إِليْه. ويُقَال: قصَرْتُ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا، إِذا لم تُجَاوِزْ بِهِ غَيْرَه. وتقولُ: قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فَرَسِي: إِذا جَعَلْتَ دَرَّهَا لَهُ. وامْرَأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لَا تَمُدُّه إِلى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْد: قَصَرَ فلانٌ على فَرَسِه ثَلَاثًا أَو أَرْبَعاً من حَلائِبِه تَسْقِيهِ أَلْبَانَهَا. وقَصَرَ عَنِ الأَمْرِ يَقْصُرُ قُصُوراً كقُعُودٍ، وأَقْصَرَ، إِقْصَاراً، وقَصَّرَ تَقْصِيراً، وتَقَاصَرَ، كُلّه: انْتَهَى، كَذَا فِي المُحْكَم، وأَنشد:
(إَذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمَالَةِ أَنْفَهُ ... تَقَاصَرَ مِنْهَا للصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا)
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَقْصَرَ عَن الشَّيْءِ، إِذا نَزَعَ عَنهُ وهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه، وقَصَرَ عَنهُ، إِذا عَجَزَ عَنهُ وَلم يَسْتَطِعْه، وَرُبمَا جاءَا بِمَعْنى واحدٍ إِلاّ أَنّ الأَغْلَبَ عَلَيْهِ الأَوّل. وقَصَرَ عَنِّى الوَجَعُ والغَضَبُ يَقْصُرُ قُصُوراً، بالضَّمّ: سَكَنَ، كقَصَّرَ، المَضْبُوط عندنَا بقلم النّساخ بالتَّشْدِيد، والصَّواب كفَرِحَ.
وقِيلَ: قَصَّر عَنهُ تَقْصيراً: تَرَكَهُ وَهُوَ لَا يَقْدِر عَلَيْهِ، وأَقْصَرَ: تَرَكَهُ وكفَّ عَنهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه.
وَقَالَ اللّحْيَانيّ: وَيُقَال للرَّجُلِ إِذا أُرْسِلَ فِي حاجَةٍ فقَصَرَ دُونَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ المَكانَ الَّذِي أُمِرَ بِه إِلاَّ أَنَّه أَحَبَّ القَصْرَ، بفَتْحٍ فَسُكُونٍ، ويُحَرَّكُ، والقُصَرَة، بالضمّ، أَي أَنْ يُقَصِّر. والتَّقْصِيرُ فِي الأَمْرِ: التَّوانِي فِيهِ. وامْرَأَةٌ مَقْصُورَةٌ، وقَصُورَةٌ، وقَصِيرَةٌ: مَحْبُوسَةٌ فِي البَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَنْ تَخْرُجَ، قَالَ كُثَيِّر:
(وأَنْتِ الَّتي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليّ وَمَا تَدْرِي بِذاكَ القَصَائِرُ)

(عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ وَلم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ)
وَفِي التَّهْذِيب: قَصُورَاتِ الحِجالِ. وَهَكَذَا أَنْشَدَه الفَرّاءُ. وَفِيه: شَرُّ النّسَاءِ البَهَاتِرُ. وَاقْتصر الأَزْهريّ على القَصِيرَة والقَصُورَة، قَالَ: وَهِي الجارِيَةُ المَصُونَةُ الَّتِي لَا بُرُوزَ لَهَا. وَيُقَال: امرأَةٌ مَقْصُورَةٌ، أَي مُخَدَّرة، وتُجْمَع القَصُورة على القَصَائِر. قَالَ: فإِذا أَرادُوا قِصَرَ القامةِ قالُوا: امرأَة قَصِيرَةٌ، وتُجْمَع قِصَاراً. وسَيْلٌ قَصِيرٌ: لَا يَسِيلُ وَادِياً مُسَمَّىً، وإِنَّمَا يُسِيل فُرُوعَ الأَوْدِيَةِ وأَفْنَاءَ الشِّعَابِ وعَزَازَ الأَرْضِ. ويُقَال: هُوَ يَسْكُنُ مَقْصُورَةً من مَقَاصِيرِ دارِ زُبَيْدَة، المَقْصُورَةُ: الدّارُ الواسِعَة المُحَصَّنة بالحِيطَانِ، أَو هِيَ أَصْغَرُ من الدّارِ، وَقَالَ اللَّيْث: المَقْصُورَة: مَقَامُ الإِمَامِ. وَقَالَ: وإِذا كانَت دَارا واسِعَةً مُحَصَّنةَ الحِيطَانِ، فكُلُّ ناحِيَةٍ مِنْهَا على حِيَالِهَا مَقْصُورَةٌ. وجَمْعُهَا مَقَاصِرُ ومَقَاصِيرُ. وأَنشد: وَمن دُونِ لَيْلَى مُصْمَتَاتُ المَقَاصِرِ.)
المُصْمَتُ: المُحْكَم، كالقُصَارَة، بالضمّ، وَهِي المَقْصُورَة من الدّارِ لَا يَدْخُلُها إِلاّ صاحِبُهَا، وَقَالَ أُسَيْدٌ: قُصَارَةُ الدارِ: مَقْصُورَةٌ مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غيرُ صاحِبِ الدّارِ. قَالَ: وَكَانَ أَبِي وعَمِّي على الحِمَى، فقَصَرَا مِنْهَا مَقصورَةً لَا يَطَؤُهَا غَيْرُهما. والمَقْصُورَةُ: الحَجَلَةُ، كالقَصُورَة، كصَبُورَة، كِلاهُما عَن اللّحيانيّ. وقَصَرَهُ على الأَمْرِ، واقْتَصَرَ عَلَيْه: لم يُجَاوِزْه إِلى غَيْرِة. وماءٌ قاصِرٌ، ومُقْصِرٌ كمُحْسِنٍ: يرْعَى المالُ حَوْلَه لَا يُجَاوِزُه، أَو بَعِيدٌ عَن الكَلإِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الماءُ البَعِيدُ عَن الكَلإِ قاصرٌ، ثمّ باسِطٌ، ثمّ مُطْلِبٌ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: ماءٌ قاصرٌ، ومُقْصِرٌ، إِذا كَانَ مَرْعَاهُ قَرِيباً، وأَنشد:
(كانتْ مِيَاهِي نُزُعاً قَوَاصِرا ... ولمْ أَكُنْ أُمَارِسُ الجَرَائِرَا) النُّزُعُ: جَمْعُ نَزُوعٍ، وَهِي البِئر الَّتِي يُنْزَعُ مِنْهَا باليَدِيْن نَزْعاً، وبِئْرٌ جَرُورٌ: يُسْتَقَى مِنْهَا على بَعِيرٍ. أَو ماءٌ قاصِرٌ: بارِدٌ، وَقد قَصَرَ قَصْراً قَالَه ابنُ القَطّاع. والقُصَارَةُ بالضَّمِّ والقِصْرَى بالكَسْر والقَصَرُ، وَهَذِه عَن اللّحيانيّ، والقَصَرَةُ محرَّكَتَيْن والقُصْرَى كبُشْرَى: مَا يَبْقَى فِي المُنْخُلِ بعد الانْتِخَال، أَو هُوَ مَا يَخْرُج من القَتِّ ويَبْقَى فِي السُّنْبُل من الحَبِّ بَعْدَ الدَّوْسَةِ الأُولى، وَقَالَ اللَّيْث: القَصَرُ: كَعَابِرُ الزَّرْعِ الَّذِي يَخْلُصُ من البُرِّ وَفِيه بَقِيَّةٌ من الحَبِّ، يقَال لَهُ: القِصْرَى، على فِعْلَى، أَو، القَصَرَةُ: القِشْرَةُ العُلَيا من الحَبَّةِ إِذا كانَت فِي السُنْبُلَة، كالقُصَارَة قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَذكر النَّضْرُ عَن أَبي الخَطّابِ أَنّه قَالَ: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ: فالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ: الحَشَرَةُ، والَّتِي فَوْقَ الحَشَرَة: القَصَرَةُ. وَقَالَ غيرُه: القَصَرَةُ والقَصَرُ: قِشْرُ الحِنْطَةِ إِذا يَبِسَتْ. والقَصَرَةُ، محرّكَة: زُبْرَةُ الحَدّادِ، عَن قُطْرُب. والقَصَرَةُ: القِطْعَةُ من الخَشَب أَيَّ خَشَبٍ كَانَ، وَمِنْهُم من خَصّه بالعُنّاب. والقَصَرَةُ: الكَسَلُ، وَفِي النَّوَادِرِ لابنِ الأَعْرَابِيّ: القَصَرُ بِغَيْر هاءٍ كَذَا نَقَلَه صاحِبُ اللّسَان، وجَوَّدَهُ الصاغَانِيّ، وضَبَطَه هَكَذَا بخَطِّه، كالقَصَارِ، كسَحابٍ، وَقَالَ أَعرابيّ: أَرَدْتُ أَنْ آتيَك فمَنَعَنِي القَصَارُ. وَقَالَ الأَزهريّ: أَنشدني المُنْذِريّ رِوَايَةً عَن ابْن الأَعرابيّ:
(وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغلالَ القَصَرْ ... كَأَنّ فِي مَتْنَتِه مِلْحاً يُذَرْ)
أَو زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فِي آثَارِ ذَر ّ قَالَ: ويُرْوَى: كأَنّ فَوْقَ مَتْنِه مِلْحاً يُذَّرْ. والقَصَرَةُ: زِمِكَّى الطائرِ، وَهَذِه نقلهَا الصاغانيّ.
والقَصَرَةُ: أَصْلُ العُنُقِ وَمِنْه قَوْلُهم: ذَلَّتْ قَصَرَتُه. وَقَالَ نُصَيْرٌ: القَصَرَةُ: أَصْلُ العُنُق وَمِنْه)
قَوْلهم: ذلت قصرته وَقَالَ نصر القصيرة أصل الْعُنُق فِي مَرْكَّبه فِي الكاهِل، قَالَ: ويُقَال لعُنُقِ الإِنْسَانِ كُلِّه قَصَرَةٌ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: إِنّمَا يُقَال لأَصْلِ العُنُق قَصَرَةٌ إِذا غَلُظَت، والجَمْع قَصَرٌ، وَبِه فَسَّر ابنُ عبّاس قولَه تَعَالَى: إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَر كالقَصَرِ. وَقَالَ كُراع: وَج القَصَرَةِ أَقْصَارٌ، قَالَ الأَزْهريّ: وَهَذَا نادرٌ إِلاّ أَنْ يَكُونَ على حَذْفِ الزَّائِد. وَفِي حديثِ سَلْمَانَ، قَالَ لأَبِي سُفْيَانَ، وَقد مَرَّ بِهِ: لقد كانَ فِي قَصَرَةِ هَذَا مَوْضِعٌ لِسُيُوف المُسْلِمِينَ. وذلِك قَبْلَ أَن يُسْلِمَ فإِنّهُم كانُوا حِراصاً على قَتْلِه. وَقيل: كانَ بَعْدَ إِسْلامِه. وَفِي حَدِيث أَبي رَيْحَانَةَ: إِنّي لأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أُنْزِلَ من الكُتُب: الأَقْبَلُ، القَصِيرُ القَصَرَةِ، صاحِبُ العِرَاقَيْنِ، مبدِّل السُّنَّة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ وأَهْلُ الأَرْضِ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمّ وَيْلٌ لَهُ. وَقَالَ القِصَارُ ككِتَابٍ: سِمَةٌ عَلَيْهَا، أَي على القَصَرَة، وأَرادَ بهَا قَصَرَةَ الإِبِل، وَقد قَصَّرَها تَقْصِيراً: إِذا وَسَمَها بهَا، وَلَا يُقَال: إِبِلٌ مُقَصَّرَةٌ، قَالَه ابنُ سِيدَه.
وَقَالَ النَّضْرُ: القِصَارُ: مَيسَمٌ يُوسَمُ بِهِ قَصَرَةُ العُنُقِ، يُقَال: قَصَرْتُ الجَمَلَ قَصْراً، فَهُوَ مَقْصُورٌ.
والقَصَرُ، مُحَرَّكةً: أُصولُ النَّخْلِ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: بِشَرَر كالقَصَرِ. وَقَالَ أَبو مُعَاذ النَّحْوِيّ: واحِدُ قَصَرِ النَّخْلِ قَصَرَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّخْلَة تُقْطَعُ قَدْرَ ذِرَاع يَسْتَوْقِدُون بهَا فِي الشِّتَاءِ، وَهُوَ من قَوْلك للرَّجُل: إِنّه لَتامُّ القَصَرَةِ، إِذا كانَ ضَخْمَ الرَّقَبَةِ. وصرَّحَ فِي الأَسَاسِ أَيضاً أَنّه مَجاز. وقِيلَ: القَصَرُ: أُصولُ الشَّجَر العِظَامِ قَالَه الضَّحّاك، وقِيل: هِيَ بَقَاياها، أَي الشَّجَرِ.
وَفِي الحَدِيث: مَنْ كانَ لَهُ فِي المَدِينَةِ أَصْلٌ فَلْيَتَمَسَّكْ بِهِ، وَمن لَمْ يَكُنْ فَلْيَجْعَلْ لَهُ بِهَا أَصْلاً وَلَو قَصَرَةً، أَرادَ وَلَو أَصْلَ نَخْلَةٍ واحِدَة. وَقيل: القَصَرُ: أَعْنَاقُ النّاسِ وأَعْناقُ الإِبِلِ، جَمْع قَصَرَةٍ، والأَقْصَارُ جَمْعُ الجَمْع. قَالَ الشاعِرُ:
(لَا تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِه ... فِي حَوْمَة تَحْتَها الهامَاتُ والقَصَرُ)
والقَصَرُ: يُبْسٌ فِي العُنُق، وَفِي الْمُحكم: داءٌ يأْخُذُ فِي القَصَرَة. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: هُوَ داءٌ يأْخُذُ البَعِيرَ فِي عُنُقِه فيَلْتَوِي، فتُكْوَى مَفاصِلُ عُنُقِه فرُبَّمَا بَرَأَ. وَفِي الصّحاح: قَصِرَ البَعِيرُ، كفَرِحَ، يَقْصَرُ قَصَراً فَهُوَ قَصِرٌ، وقَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا اشْتَكَى ذَلِك. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَصِرَ الفَرَسُ يَقْصَر قَصَراً، إِذا أَخَذَه وَجَعٌ فِي عُنُقِه، يُقَال: بِهِ قَصَرٌ، وَهُوَ قَصِرٌ وأَقْصَرُ، وَهِي قَصْرَاءُ. وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: وقَصِرَ البَعِيرُ وغَيْرُه قَصَراً: وَجْعَتْه قَصَرَتُه: أَصْلُ عُنُقِهِ. والتَّقْصارُ، والتَّقْصَارَةُ، بكَسْرِهما: القِلادَة، لِلُزومِها قَصَرَةَ العُنُقِ. وَفِي الصَّحاح: قِلادَةٌ شَبِيهَةٌ بالمِخْنَقَة. وَفِي الأساس: وتَقَلَّدَتْ بالتَّقْصارِ: بالمِخْنَقَة على قَدْرِ القَصَرَة، ج تَقاصِير قَالَ عَدِيّ:)
(وأَحْوَرِ العَيْنِ مَرْبُوعٍ لَهُ غُسَنٌ ... مُقَلَّدٍ مِنْ نِظَامِ الدُّرِّ تِقْصَارَا)
وقَصَرَ الطَّعَامُ قُصُوراً، بالضمّ: نَمَا. وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: قَصَرَ قُصُوراً: غَلاَ، وقَصَر قُصُورً: نَقَصَ، وَمِنْه قُصُورُ الصَّلاةَ، وقَصَرَ قُصُوراً: رَخُصَ، وَهُوَ ضِدّ. والمَقْصرُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِل ومَرْحَلَةِ: العَشِىّ، وَكَذَلِكَ القَصْرُ. وقَصَرْنَا وأَقْصَرْنا: دَخَلْنَا فِيهِ، أَي فِي قَصْرِ العَشِىِّ، كَمَا تَقُولُ: أَمْسَيْنَا من المَسَاءِ. والمَقَاصِرُ والمَقَاصِيرُ: العِشَاءُ الآخِرَةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ: والمَقَاصِرُ والمَقَاصِيرُ: العَشَايَا، الأَخِيْرَة نادِرَةٌ كَذَا هُوَ عبارَة الأَزهريّ، وكأَنّه لَمّا رَأَى الأَخِيرَةَ لم يَلْتَفِتْ لمَا بَعْدَه، وجَعله وَصفا للعشاءِ، وَهُوَ وَهَمٌ كبيرٌ فإِنّ المقاصِيرَ اسمٌ للعِشاءِ، وَلم يُقَيِّده أَحدٌ بالآخِرَة. وَفِي التَّهْذِيب لابْنِ القَطّاع: قَصَرَ صارَ فِي قَصْرِ العَشِىِّ آخِرَ النّهَار، وأَقْصَرْنَا: دَخَلْنَا فِي قَصْرِ العَشِىّ. انْتهى. وَفِي الأساس: جئتُ قَصْراً، ومَقْصِراً، وذلِك عِنْدَ دُنُوِّ العَشِىِّ قُبَيْلَ العَصْرِ، وأَقْبَلَتْ مَقَاصِيرُ العَشِىِّ. فظَهَر بذلك كُلّه أَنَّ قَيْدَ العِشَاءِ بالآخِرَة فِي قَول المُصَنّف وَهَمٌ وغَلَط، فَتَنَبَّه. وَقَالَ سِيبَوَيْه: وَلَا يُحَقَّر القَصْر، اسْتَغْنَوْا عَن تَحْقِيرِه بتَحْقِيرِ المَساءِ. قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(فبَعَثْتُهَا تَقِصُ المَقَاصِرَ بَعْدَما ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النارِ للمُتَنوِّرِ)
ومَقَاصِيرُ الطَّبَقِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وهُو غَلَط، والصَّوابُ: مَقَاصِيرُ الطَّرِيقِ: نَوَاحِيهَا، واحدتُهَا مَقْصَرَةٌ، على غَيْر قِيَاس. والقُصْرَيَانِ، والقُصَيْرَيَانِ، بضَمّهما: ضِلْعانِ يَلِيَانِ الطِّفْطِفَةَ أَوْ يَلِيَانِ التَّرْقُوَتَيْن. والقُصَيْرَى، مَقْصُورَةً مَضْمُومَةً: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وقِيلَ هِيَ الضَّلَع الَّتِي تَلِي الشاكِلَةَ، وَهِي الوَاهِنَةُ، أَو آخِرُ ضِلَعٍ فِي الجَنْبِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: القُصْرَى والقُصَيْرَى: الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشّاكِلَةَ بَيْنَ الجَنْبِ والبَطْن. وأَنشد: نَهْدُ القُصَيْرَى يَزِينُه خُصْلَهْ.وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: القُصْرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، والقُصَيْرَى: أَعْلَى الأَضْلاعِ. وَقَالَ أَوْسٌ:
(مُعَاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه ... من اللَّحْمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ)
قَالَ: وقُصْرَى هُنَا اسمٌ، وَلَو كانَت نَعْتاً لكانَت بالأَلف والّلام. وَفِي كتاب أَبِي عُبَيْدٍ: القُصَيْرَي: هِيَ الَّتِي تَلِي الشاكِلَةَ، وَهِي ضِلَعُ الخَلْفِ، وَحكى اللّحْيَانيّ أَنَّ القُصَيْرَى أَصْلُ العُنُقِ، وأَنشد:
(لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْد ... كَزِّ القُصَيْرَى مُقْرِفِ المَعَدِّ)
قَالَ ابنُ سيدَه: وَمَا حَكَاه اللِّحْيَاني فَهُوَ قولٌ غير مَعْرُوفٍ إِلاّ أَنْ يُريدَ القُصَيْرة، وَهُوَ تصغيرُ القَصَرَة من العُنُق، فأَبْدَلَ الهاءَ لاشْتِرَاكهمَا فِي أَنّهما عَلَمَا تَأْنيثٍ. والقَصَرَى كجَمَزَى)
وبُشْرَى والقُصَيْرَى، مُصَغَّراً مَقْصوراً: ضَرْبٌ من الأَفَاعي صَغيرٌ يَقْتُلُ مَكَانَه، يُقَال: قَصَرَى قِبَالٍ وقُصَيْرَى قِبَال، وسيأْتي فِي ق ب ل. والقَصّارُ، والمُقَصِّر، كشَدّادٍ ومُحَدِّث: مُحَوِّرُ الثِّيَاب ومُبَيِّضُها، لأَنّه يَدُقُّها بالقَصَرَة الَّتِي هِيَ القطْعَةُ من الخَشَب، وَهِي من خَشَب العُنّاب، لأَنّه لَا نَارَ فِيهِ، كَمَا قَالُوا، وحِرْفَتُه القِصَارَة، بالكَسْر على القيَاس. وقَصَرَ الثوبَ قِصَارَةً، عَن سِيبَوَيْهٍ، وقَصَّرَه، كلاهُمَا: حَوَّرَه ودَقَّه. وخَشَبَتُه المِقْصَرَة، كمِكْنَسةٍ، والقَصَرَةُ، مُحَرَّكَةً، أَيضاً.
والمُقَصِّر: الذّي يُخِسُّ العَطيَّةَ ويُقِلُّهَا. . والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العَطيَّةِ وإِقلالُهَا. والتَّقْصيرُ: كَيَّةٌ للدَّوَابِّ، واسمُ السِّمَة القِصَارُ، كَمَا تَقَدّم، وهُوَ العِلاَطُ، يُقَال فِيهِ القَصْرُ والتَّقْصِيرُ، فَفِي اقْتصارِه على التَّقْصِير نوعٌ من التَّقْصِير، كَمَا لَا يَخْفَى على البَصِير. وَهُوَ ابنُ عَمِّي قَصْرَةً ويُضَمّ ومَقْصُورَةً، وقَصِيرَةً، كَقَوْلِهِم: ابنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا، أَي دانِىَ النَّسَب، وكَانَ ابنَ عَمِّه لَحّاً. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: نُقَالُ هَذِه الأَحرُف فِي ابْن العَمَّة وابنْ الْخَالَة وَابْن الْخَال. وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ: دَخَلَ بَعْضُه فِي بَعْضٍ، قَالَ الزمخشريُّ: وَهُوَ من القَوْصَرة، أَي كأَنَّهُ صارَ مِثْلَه. وَقد تقدّم للمُصَنّف ذِكْرُ تَقَوْصَرَ مَعَ تَقاصَر، تَبَعاً للصغانيّ، وَهَذَا نَصّ عِبَارَتِه: وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ مِثْلُ تَقَاصَر. وَلَا يَخْفَى أَنّ التَّداخُل غَيْرُ الإِظْهَار. وَلَو ذَكَرَ المصنّف الكُلَّ فِي مَحَلٍّ واحِد كانَ أَفْوَد. والقَوْصَرَّةُ، بالتَّشْدِيدِ وتُخَفَّف: وِعَاءٌ للتَّمْرِ من قَصَبٍ. وقِيلَ: من البَوَارِيّ. وقَيَّد صاحبُ المُغرِب بأَنَّها قَوْصَرّة مَا دَامَ بِهَا التَّمْر، وَلَا تُسَمَّى زَنْبيلاً فِي عُرْفهم هَكَذَا نَقله شَيْخُنَا. قلتُ: وَهُوَ المَفْهُوم من عبارَة الجَوْهَرِيّ قَالَ الأَزهريّ: ويُنْسَبُ إِلى عليٍّ كَرَّم الله وَجْهَه:
(أَفْلحَ مَنْ كانَتْ لَهُ قَوْصَرَّهْ ... يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يوْمٍ تَمْرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرة: لَا أَحْسَبُه عَرَبيّاً، وَلَا أَدْري صحَّةَ هَذَا البَيْت. والقَوْصَرّةُ: كنَايَةٌ عَن المَرْأَة، قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: والعَرَبُ تَكْنِى عَن المَرْأَة بالقَارُورَة والقَوْصَرَّة. قَالَ ابنُ بَرّيّ فِي شرح البَيْت السَّابِق: وَهَذَا الرَّجَزُ يُنْسَب إِلى عليّ رَضِيَ الله عَنهُ، وَقَالُوا: أَرادَ بالقَوْصَرَّةِ المَرْأَةَ، وبالأَكْل النِّكَاحَ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَذكر الجوهريّ أَنَّ القَوْصَرَّةَ قد تُخفَّفُ، وَلم يَذْكُر عَلَيْهِ شاهِداً. قَالَ وذَكَرَ بعضُهم أَنّ شاهِدَه قولُ أَبِي يَعْلَى المُهَلَّبِيّ:
(وسائِلِ الأَعْلَمَ بنَ قَوْصَرَةٍ ... مَتَى رَأَى بِي عَن العُلاَ قصرَا)
وقَيْصَرُ: لَقَبُ مَنْ مَلَكَ الرُّومَ، ككِسْرَى لَقَبُ مَنْ مَلَك فارِسَ، والنَّجَاشِيّ مَنْ مَلَك الحَبَشَة.
والأُقَيْصِر، كأُحَيْمِر: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الجاهِلِيَّة، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:)
(وأَنْصَابُ الأُقَيْصِرٍ حِينَ أَضْحَتْ ... تَسِيلُ على مَنَاكِبها الدِّمَاءُ)
وابنُ أُقَيْصِر: رجلٌ كَانَ بَصِيراً بالخَيْلِ وسِيَاسَتِه ومَعْرِفَةِ أَمَارَاتِه. وقاصِرُونَ: ع، وَفِي النَّصْبِ والخَفْضِ: قاصِرِينَ، وَهُوَ من قُرَى بالِسَ. ويُقَال: قَصْرُك أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، بالفَتْح، وقَصَارُك ويُضمّ وقُصَيْرَاكَ، مُصَغَّراً مَقْصُوراً، وقُصَارَاكَ، بضمّهما، أَي جُهْدُك وغايَتُك وآخِرُ أَمرِكَ وَمَا اقْتَصَرْت عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(إِنّمَا أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والعَوَارِيُّ قُصَارٌ أَنْ تُرَدُّ)
ويُقَال: المُتَمَنِّي قُصَارَاهُ الخَيْبَةُ. ورُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه كتب إِلى مُعَاوِيَةَ: غَرَّك عِزُّك، فَصَارَ قَصَارُ ذلِكَ ذُلَّك، فاخْشَ فاحِشَ فِعْلِك، فعَلَّك تَهْدَا بِهَذَا. وَهِي رِسَالَة تَصْحِيفِيّةٌ غريبةٌ فِي بَابهَا، وتقدّم جَوابُهَا فِي ق د ر فراجِعْه. وأَنشد أَبو زَيْد:
(عِشْ مَا بَدا لَكَ قَصْرُك المَوْتُ ... لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ)

(بَيْنَا غِنَى بَيْتٍ وبَهْجَتِه ... زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ)
قَالَ: القَصْرُ: الغايَةُ، وَكَذَلِكَ القَصَارُ، وَهُوَ من مَعْنَى القَصْرِ بِمَعْنى الحَبْسِ، لأَنّك إِذا بَلَغْتَ الغَايَةَ حَبَسْتْك. وأَقْصَرَتِ المَرْأَةُ: وَلَدَتْ أَوْلاداً قِصَاراً وأَطالَتْ، إِذا وَلَدَتْ والاً. وأَقَصَرَتِ النَّعْجَةُ أَو المَعزُ: أَسَنَّتْ، ونَصُّ يَعْقُوبَ فِي الإِصْلاحِ: وأَقْصَرَتِ النَّعْجَةُ والمَعْزُ: أَسَنَّتَا حَتَّى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسْنَانِهِمَا، فَهِيَ مُقْصِرٌ، ونصّ ابْن القَطّاع فِي التَّهْذِيب: وأَقْصَرَت البَهِيمَةُ: كَبِرَتْ حَتَّى قَصُرَت أَسْنَانُهَا. ويُقَال: إِنَّ الطَوِيْلَةَ قد تُقْصِرُ، والقَصِيرَةَ قد تُطِيلُ. وقولُ الجوهريِّ فِي الحَدِيث وَهَمٌ، فإِنّه لَيْسَ بحديثٍ بَلْ هُوَ من كَلامِ الناسِ، كَمَا حَقَّقه الصَّاغَانِي وتَبِعَه المُصَنِّف. ويُقَالُ: هُوَ جارِى مُقَاصرِى: أَي قَصْرُه بحِذاءِ قَصْرِى، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
(لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصَى مُبَاعَدَةٍ جَسْرُ ... فَمَا بِي إِلَيْهَا من مُقَاصَرَةٍ فَقْرُ)
يقولُ: لَا حَاجَةَ لي فِي مُجَاوَرَتِهم. وجَسْرٌ من مُحَارِب. والقُصَيْر، كزُبَيْرٍ: د، بساحلِ بحرِ اليَمَنِ من بَرِّ مِصْرَ وَهُوَ أَحَدُ الثُّغُورِ التّسْعَة بالدِيارِ المِصْرِيَّة. والقُصَيْرُ: ة، بدِمَشْقَ على فَرْسَخ مِنْهَا. والقُصَيْرُ: ة، بظاهِرِ الجَنَدِ باليَمَن. والقُصَيْرُ: جَزِيرَةٌ صغيرةٌ عالِيَة قُرْبَ جزيرةِ هَنْكَامَ، قَالَ الصّاغَانِيّ: ذُكِر لي أَنّ بهَا مَقَامَ الأَبْدَالِ والأَبْرَارِ. قَالَ شَيْخُنَا: وَلم يَذْكُر جَزِيرَةَ هَنْكَام فِي هَذَا الكتَاب، فَهُوَ إِحَالَةٌ على مَجْهُولٍ، والمُصنّف يَصْنَعه أَحْيَاناً. وقِصْرَانِ: ناحِيَتَانِ بالرَّيِّ، نَقله الصاغانيّ. والقَصْرَانِ: دارانِ بالقَاهِرَة مَعْرُوفَتَانِ، وخِطّهُما مشهورٌ، وهُمَا من بِنَاءِ الفَوَاطِم) مُلُوك مِصْرَ العُبَيْدِيِّين، وحَدِيثُهُمَا فِي الخِطَطِ للمقْرِيزِيّ. وتَقَصَّرْتُ بِهِ: تَعَلَّلْتُ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَسَاس. وقُصَائِرَةُ، بالضَمّ: جَبَلٌ. ويُقَال: فُلانٌ قَصِيرُ النَّسَبِ: أَبُوه مَعْرُوفٌ، إِذا ذَكَرَه الابنُ كَفَاهُ عَن الانْتِمَاءِ إِلى الجَدِّ الأَبْعَدِ، وهِيَ بهاءٍ، قَالَ رُؤْبَة: قَدْ رَفَعَ العُجّاجُ ذِكْرِى فادْعُنِيباسْمٍ إِذا الأَنْسابُ طالَتْ يَكْفِنِي ودَخَل رُؤْبَةُ عَلَى النَّسَّابَة البَكْرِىّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ قَالَ: رؤُبَةُ بنُ العَجّاج. قَالَ: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وأَنشدَ ابنُ دُرَيْد:
(أُحِبُّ مِنَ النَّسْوانِ كُلَّ قَصِيرَةٍ ... لَها نَسبٌ فِي الصالِحِين قَصِيرُ)
مَعْنَاهُ أَنّه يَهْوَى من النّساءِ كُلَّ مَقْصُورَة تَغْنَى بنَسَبِهَا إِلى أَبِيها عَن نَسَبِهَا إِلى جَدِّهَا. وَقَالَ الطائيّ:
(أَنْتُمْ بَنُو النَّسَبِ القَصيرِ وطولُكُم ... بادٍ عَلَى الكُبَراءِ والأَشْرَافِ)
قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ مِمّا يُتمادَحُ بِهِ ويُفْتَخَر، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: أَنا فلانٌ، فيُعْرَف، وَتلك صِفَةُ الأَشْرَاف، وَمن لَيْس بشَرِيفٍ لَا يُعْلَم، وَلَا يُعْرَف حتَّى يَأْتِيَ بنَسَبٍ طَوِيل يبلغُ بِهِ رَأْسَ القَبِيلَة.
وَقَالَ أُسَيْدٌ: قُصَارَةُ الأَرْضِ، بالضَّمّ: طائفةٌ قَصِيرَة مِنْهَا، وَهِي أَسْمَنُهَا أَرْضاً، وأَجْوَدُهَا نَبْتاً، قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعاً أَو أَكْثَرَ، هَكَذَا نَقله صاحبُ اللّسان والتكملة، وَهُوَ قَوْلُ أُسَيْد، وَله بَقِيّة، تَقدَّم فِي قُصَارَة الدّارِ، وَلَو جَمَعَهُمَا بالذَّكْر كَانَ أَصْوَبَ. ورَوَى أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثا عَن النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي المُزارَعة أَنّ أَحَدَهُم كَانَ يَشْترِطُ ثلاثَةَ جَدَاوِلَ والقُصَارَةَ، وفَسَّرَه فَقَالَ: هُوَ مَا بَقِيَ فِي السُّنْبُلِ من الحَبِّ مِمَّا لَا يَتَخَلَّصُ بَعْدَ مَا يُدَاسُ، فنَهَى النبيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم عَن ذَلِك. كالقِصْرِىّ، كهِنْدِىّ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وَقَالَ: هُوَ بِلُغَة الشَّأْم. قَالَ الأَزهريّ: هَكَذَا أَقْرَأَنيهِ ابْن هَاجك عَن ابْن جَبَلَةَ عَن أَبِي عُبَيْد بِكَسْر القَاف، وسُكُونِ الصادِ، وكَسْرِ الرَّاءِ، وتَشْدِيد الياءِ.
قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ: سمِعتُ أَحْمَدَ بنَ صالِح يقولُ: إِذا دِيسَ الزَّرْعُ فغُرْبِلَ، فالسَّنابِلُ الغَلِيظَةُ هِيَ القُصَرَّى، على فُعْلَّى. وَقَالَ اللَّيْث: القَصَرُ: كَعابِرُ الزّرْعِ الَّذِي يَخْلُصُ من البُرِّ وَفِيه بَقِيَّةٌ من الحَبّ يُقال لَهُ القِصْرَى، على فِعْلى. وَفِي المَثضل: قَصِيرَةٌ من طَوِيلَةٍ: أَي تَمْرَةٌ من نَخْلَة، هَكَذَا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقَالَ: يُضْرَبُ فِي اخْتِصَارِ الْكَلَام. وقَصِيرُ بنُ سَعْدٍ اللَّخْمِيّ: صاحِبُ جِذَيْمَةَ الأَبْرَشِ، وَمِنْه المَثل: لَا يُطَاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ. وفَرَسٌ قَصِيرٌ، أَي مُقْرَبَةٌ، كمُكْرَمَة، لَا تُتْرَكُ أَنْ تَرُودَ لِنَفاسَتِهَا. قَالَ زُغْبَةُ الباهِلِي يَصِفُ فَرَسَه وأَنّهَا تُصَانُ لِكَرَامَتِهَا)
وتُبْذَل إِذا نَزَلَتْ شِدَّةٌ:
(وذاتِ مَنَاسِبٍ جَرْدَاءَ بِكْرٍ ... كَأَنّ سَرَاتَهَا كَرٌّ مَشِيقُ)

(تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخَيْلِ عالٍ ... كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ)

(تراهَا عِنْد قُبَّتِنَا قَصِيراً ... ونَبْذُلُها إِذا باقتَ بَؤُوقُ)
والبَؤُوق: الدّاهيَةُ. ويقالُ للمَحْبُوسةِ من الخَيْل: قَصِيرٌ. وامرأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لَا تَمُدُّهُ، أَي طَرْفَها، إِلى غَيْرِ بَعْلِها. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قولِه تَعَالَى: وعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْف أَتْرابٌ. قَالَ: حُورٌ قَصرْنَ أَنْفُسَهُنَّ على أَزْوَاجِهنَّ فَلَا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهم. وَمِنْه قولُ امرِئ الْقَيْس:
(منَ القَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحَوِلٌ ... مِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرَا) وَفِي حَدِيث سُبَيْعَة: نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى، تُرِيدُ سُورة الطَّلاقِ، والطُّولَى: سُورةُ البَقَرَة، لأَنّ عِدَّةَ الوَفاةِ فِي البَقَرَة أَرْبَعةُ أَشْهُر وعَشْر، وَفِي سُورة الطَّلاقِ وَضْعُ الحَمْلِ، وَهُوَ قولُه عزّ وجلّ: وأُولَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَقْصَرَ الخُطْبَةَ: جاءَ بهَا قَصِيرَةً. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً: صَيَّرْتُه قَصِيراً. وقالُوا: لَا وقائتِ نَفَسِي القَصِير يَعْنُونَ النَّفَسَ لقِصرِ وقْتِه، والقَائِتُ هُنَا: هُوَ الله عَزَّ وجَلَّ، من القَوْتِ. وقَصَّرَ الشَّعَرَ تَقْصِيراً: جَزَّه. وإِنَّهُ لقَصِيرُ العِلْمِ، على المَثَل. والمَقْصُورُ من عَرُوضِ المَدِيدِ والرَّمَل: مَا أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ، نحوَ فاعِلاتُن حُذِفَتْ نُونُه وأُسْكِنَتْ تاؤُه فبَقِي فاعِلاتْ، فَنُقِلَ إِلى فاعِلانْ، نَحْو قَوْله:
(لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه ... كُلُّ عَيْشٍ صائِرٌ للزَّوالْ)
وقولُه فِي الرَّمْل:
(أَبْلَغ النُّعْمَانَ عَنّي مَأْلُكاً ... أَنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظَارْ)
والأَحَادِيثُ القِصَارُ: الجامِعَةُ المُفِيدَة. قَالَ ابنُ المُعْتَزّ:
(بَيْنَ أَقْدَاحِهم حَدِيثٌ قَصِيرٌ ... هُوَ سِحْرٌ وَمَا سواهُ كَلامُ)
وقولُه أَيضاً:
(إِذا حَدَّثْتَنِي فَاكْسُ الحَدِيثَ ال ... ذِي حَدَّثْتَنِي ثَوْبَ اخْتِصَارْ) (فَمَا حُثَّ النَّبِيذُ بمِثْلِ صَوْتِ الْ ... أَغانِي والأَحَادِيثِ القِصَارْ)
هَكَذَا أَنْشدَهُ شَيْخُنَا رَحمَه الله تعالَى. قلُت: ومثلُه قولُ ابنِ مُقْبِل:
(نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّى بمُقْتَصِرٍ ... من الأَحادِيثِ حَتَّى زِدْنَني لِينَا)
) أَراد بقَصْرٍ من الأَحادِيثِ. والقُصْرَى، كبُشْرَى: آخِرُ الأَمرِ نَقله الصاغانيّ. والقَصْرُ: كَفُّك نَفْسَك عَن أَمرٍ، وكَفَّكَها عَن أَنْ يَطْمَحَ بهَا غَرْبُ الطَّمَعِ. وَقَالَ المازِنيُّ: لستُ وإِنْ لُمْتَنِي حتّى تُقْصِرَ بِي بمُقْصِرٍ عَمّا أُرِيد والقُصُور: التَّقْصِير، قَالَ حُمَيْد:
(فلئنْ بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً ... وَلَئِن قَصَرْتُ لَكَارِهاً مَا أَقْصُرُ)
والاقْتِصارُ على الشَّيْءِ: الاكْتِفَاءُ بِهِ. واسْتَقْصَرَهُ: عَدَّه مُقْصِّراً، وَكَذَلِكَ إِذَا عَدَّه قَصِيراً، كاسْتَصْغَرَه. وتَقاصَرَتْ نَفْسُه: تَضاءَلتْ. وتَقاصَرَ الظِّلُّ: دَنَا وقَلَص. وظِلٌّ قاصِرٌ، وَهُوَ مَجاز.
والمَقْصَر، كمَقْعَدٍ: اخْتِلاطُ الظَّلامِ عَن أَبِي عُبَيْدٍ، والجمعُ المَقَاصِرُ. وَقَالَ خالِدُ بن جَنَبَة: المَقَاصِرُ: أُصُولُ الشَّجَرِ، الوَاحِدُ مَقْصُورٌ. وأَنشد لاِبْنِ مُقْبِل يَصِفُ ناقَتَه:
(فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقَاصِرَ بعدَمَا ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ)
وتَقِصُ: من وَقَصْتُ الشَّيْءَ، إِذا كَسَرْتَه، أَي تَدُقُّ وتَكْسِرُ. ورَضِيَ بمَقْصرٍ من الأَمر، بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا: أَي بدُونِ مَا كانَ يَطْلُبُ. وقَصَرَ سَهْمُه عَن الهَدَفِ قُصُوراً: خَبَا فَلم يَنْتِهِ إِليه.
وقَصَرْتُ لهُ من قَيْدِه أَقْصُرُ قَصْراً: قارَبْتُ. والمَقْصُورَةُ، ناقَةٌ يَشْرَبُ لَبَنَهَا العِيَالُ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
(قَصَرَ الصَّبُوحَ لَهَا فَشَرَّجَ لَحْمضهَا ... بالنِّيِّ فَهْيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ)
وَيُقَال: قَصَرْتُ الدارَ قَصْراً: إِذا حَصَّنْتَهَا بالحِيطانِ. وقَصَرَ الجارِيَةَ بالحِجَابِ: صانَهَا، وَكَذَلِكَ الفَرَس. وقَصَرَ البَصَرَ: صَرَفَه. وقَصَرَ الرَّجلَ عنِ الأَمْرِ: وَقَفه دونَ مَا أَرادَه. وقَصَر لِجام الدَّابَّةِ: دَقَّه قَالَه ابنُ القَطّاع. وقَصَرْتُ السِّتْرَ: أَرْخَيْتُه. قَالَ حاتِمٌ:
(ومَا تَشْكَيِنِي جارَتِي غَيْرَ أَنَّنِي ... إِذا غابَ عَنْهَا زَوْجُهَا لَا أَزُورُهَا)

(سَيْبلُغُها خَيْرِي ويَرْجعُ بَعْلُهَا ... إِلَيْهَا وَلم تُقْصَرْ عَلَىَّ ستُورُهَا)
هَكَذَا أَنشده الزمخشريّ فِي الأَساس، والمصَنِّف فِي البَصَائِر. والقَصْر: القَهْر والغَلَبَة، لُغَة فِي القَسْرِ، بالسّين، وهمَا يَتبادَلان فِي كثير من الْكَلَام. وَقَالَ الفرّاءُ: امرَأَةٌ مَقْصورَةُ الخَطْوِ، شُبِّهَتْ بالمقَيَّدِ الَّذِي قَصَرَ القَيْدُ خَطْوَه، ويقَال لَهَا: قَصِيرُ الخُطَا، وأَنشد:
(قَصِيرُ الخُطَا مَا تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَا ... وَلَا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّمَا)
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: أَبْلِغ هَذَا الكَلامَ بَنِي فُلانٍ قَصْرَةً، ومَقْصُورَةً: أَي دُونَ النَّاسِ. واقْتَصَرَ عَلَى الأَمْرِ: لَم يُجَاوِزْه. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: كَلاءٌ قاصِرٌ: بَيْنَه وبَيْنَ الماءِ نَبْحَةُ كَلْب.)
والقَصَرُ، مَحَرَّكَةً: القَصَلُ، وَهُوَ أَصْل ُ التِّبْنِ قالهُ أَبو عَمْرو. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: يقَال: نُقِّيَتْ من قَصَرِه وقَصَلِه، أَي من قُمَاشِه. والقُصَيْراةُ: مَا يَبْقَى فِي السُّنْبُلِ بَعْدَمَا يُدَاسُ هَكَذَا فِي اللِّسَان.
وقَال أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً، إِذا ضَمَّ شَيْئا إِلى أَصْله الأَوّلِ. قَالَ المُصَنّف فِي البَصَائِر: وَمِنْه سُمِّىَ القَصْرُ. وقَصَرَ فلانٌ صَلاَتَهُ يَقْصُرُها قَصْراً فِي السَّفَر، وأَقْصَرَها، وقَصَّرَها، كلُّ ذَلِك جائزٌ، والثانِيَةُ شاذَّة. وقَصَرَ العَشِىُّ يَقْصُرُ قُصُوراً، إِذا أَمْسَيْتَ. قَالَ العجّاج: حَتَّى إِذَا مَا قَصَرَ العِشىُّ. ويُقَال: أَتْيْتُه قَصْراً، أَي عَشِيّاً. وَقَالَ كُثَيّرُ عَزَةَ:
(كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابِيحُ راهِبٍ ... بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيطِ ذُبَا لَهَا)

(هُمُ أَهْلُ أَلْوَاحِ السَّرِيرِ ويَمْنِه ... قَرَابِينُ أَرْدافاً لَهَا وشِمَالَهَا)
وجاءَ فلانٌ مُقْصِرً: حينَ قَصَرَ العَشِىُّ، أَي كادَ يَدْنُو من اللَّيْل. وقَصْرُ المَجْدِ: مَعْدِنُه. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ: أَباحَ لنا قُصَورَ المَجْدِ دِينَا. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: قَالَ ابنُ حمْزَةَ: أَهْلُ البَصْرة يُسَمُّون المَنْبُوذَ ابنَ قَوْصَرَةَ، بالتَّخْفيف، وُجِدَ فِي قَوْصَرَةٍ أَو فِي غَيْرِهَا. وقَيْصَرَانُ، فِي قَوْل الفَرَزْدَقِ:
(عَلَيْهِنّ رَاحُولاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ ... مِنَ الشَأْمِ أَوْ مِنْ قَيْصَرَانَ عِلاَمُهَا)
ضَرْبٌ من الثِّيَابِ المَوْشِيَّة. وَقيل: أَرادَ من بِلادِ قَيْصَرَ قَالَه الصاغانيّ. وقَصَرْتُ طَرْفِي: لم أَرْفَعْهُ إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي. وقَصَّرَ عَن مَنْزِلِه، وقَصَّرَ بِهِ أَمَلُه. قَالَ عَنْتَرَةُ:
(أَمّلْتُ خَيْرَك هَلْ تَأْتِي مَواعِدُهُ ... فاليَوْمُ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ)
وقَصَّرَتْ بِكَ نفْسُك، إِذا طَلَبَ القَلِيلَ والحَظَّ الخَسِيسَ. واقْتَصَرْتُه ثمَّ تَعَقَّلْتُه، أَي قَبَضْتُ بَقَصَرتِه ثمّ رَكِبْتُه ثَانِيًا رِجْلِي أَمامَ الرَّحلِ. وقَصَّرْتُ نَهارِي بِهِ. وعِندَه قُوَيْصِرَّةٌ من تَمْر بالتَّشْدِيد والتَّخْفِيف: تصغيرُ قَوْصَرّة. وَهُوَ قَصيرُ اليَدِ، ولَهُم أَيْدٍ قِصَارٌ: وَهُوَ مَجاز. وأَقْصَرَ المَطَرُ: أَقْلَعَ. قَالَ امْرُؤ القَيْس: سَمَا لَكَ شَوْقٌ بَعْدَما كانَ أَقْصَرَا. ومُنْيَةُ القَصْرِىّ: قَرْيَتَان بمِصْرَ من السَّمَنُّودِيَّة والمُنُوفِيّة. والقُصَيْر، وكَوْمُ قَيْصَر: قَرْيَتان بالشَّرْقِيّة. وفيهَا أَيضاً مُنْيَةُ قَيْصَر. وأَمّا تَلْبَنْت قَيْصَر فَفِي الغَرْبِيّة. وقَصْرانُ، بالفَتْح: مَدِينَة بالسِّنْد. ووَادِي القُصُورِ: فِي دِيَارِ هُذَيْل، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ يصف سحاباً:
(فأَصْبَحَ مَا بَيْنَ وَادِي القُصُو ... رِ حَتَّى يَلَمْلَمَ حَوْضاً لَقِيفَا)
وقاصِرِينُ: من قُرَى بالِسَ. وحِصْنُ القَصْرِ: فِي شَرْقِيّ الأَنْدَلُس. وقُصُورُ: بلدةٌ باليَمَن، مِنْهَا)
عبدُ العَزِيزِ بنِ أَحْمَدَ القُصُورِىُّ، لَقِيَه البُرْهَانُ البِقَاعِيُّ فِي إِحْدَى قُرَى الطائفِ، وكَتَبَ عَنهُ شِعْراً. والأُقْصُرَيْنِ مُثَنَّى الأَقْصُر: مدينةٌ من أَعْمَالِ قُوص. وَمِنْهَا الوَلِيُّ المَشْهُورُ أَبُو الحَجّاجِ يُوسُفُ بنُ عبدِ الرَّحِيم بن عَربيٍّ القُرَشِيُّ المَهْدَوِيُّ، نزيلُ الأَقْصُرَيْن ودَفِينُهَا، وحَفِيدُه الشيخُ المُعَمَّرُ شَمْس الدِّين أَبو عَلِي محَمّد بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ يوسفَ، لبِسْنَا من طَرِيقهِ الخِرْقَةَ المَدينيّة. والقَصِير، كأَمِير: لَقَب رَبِيعَةَ بنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيّ من أَعْيَان التَّابِعين. ومحمّد بنُ الحَسَنِ بنِ قَصِيرٍ: شَيْخٌ لابْنِ عَدِيّ. وبالتَّصْغِيرِ والتَّثْقِيل: أَبو المَعَالِي محمّد بنُ عليِّ بنِ عبدِ المحْسِنِ الدِّمَشْقِيّ القُصَيِّر، رَوَى عَن سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَراينيّ. والقُصَيْر، كزُبَيْرٍ: قريةٌ بلِحْفِ جَبَلِ الطَّيْرِ بالصَّعِيد. والمَقَاصِرَةُ: قَبِيلةٌ باليَمَن. وككَتّانٍ: لقب الإِمامِ المحَدّثِ النَّسَّابَةِ أَبِي عَبْدِ الله محمدِ بنِ القاسِمِ الغَرْنَاطِيّ الشهير بالقَصّار، حَدَّثَ عَن محمّدِ بنِ خَروفٍ التُّوْنُسِيّ، وأَبِي عبدِ الله البُسْتِيّ، والخَطِيبِ أَبي عبد الله بن جَلالٍ التِّلْمْسَانِيّ، ورِضْوَانَ الجِنَوِيِّ، وأَبِي العَبّاسِ النّسولِيّ، والبَدْرِ القَرَافِيّ، ويَحْيَى الحَطّاب، وأَبي القَاسِمِ الفيحمجيّ، وأَبي العَبّاس الركالِيّ، وغيرِهم وعَنْهُ الإِمام أَبو زَيْد الفاسيُّ، وأَبو مُحَمّدِ بن عاشِر الأَنْدَلُسِيُّ، وأَبو العَبّاسِ بنُ القَاضِي، وغَيْرُهم
قصر
القِصَرُ: خلاف الطّول، وهما من الأسماء المتضايفة التي تعتبر بغيرها، وقَصَرْتُ كذا: جعلته قَصِيراً، والتَّقْصِيرُ: اسم للتّضجيع، وقَصَرْتُ كذا: ضممت بعضه إلى بعض، ومنه سمّي الْقَصْرُ، وجمعه: قُصُورٌ. قال تعالى:
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ [الحج/ 45] ، وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً [الفرقان/ 10] ، إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ [المرسلات/ 32] ، وقيل: الْقَصْرُ أصول الشّجر، الواحدة قَصْرَةٌ، مثل: جمرة وجمر، وتشبيهها بالقصر كتشبيه ذلك في قوله:
كأنّه جمالات صفر [المرسلات/ 33] ، وقَصَرْتُه جعلته: في قصر، ومنه قوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ
[الرحمن/ 72] ، وقَصَرَ الصلاةَ: جعلها قَصِيرَةً بترك بعض أركانها ترخيصا. قال: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ
[النساء/ 101] وقَصَرْتُ اللّقحة على فرسي: حبست درّها عليه، وقَصَرَ السّهمِ عن الهدف، أي: لم يبلغه، وامرأة قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لا تمدّ طرفها إلى ما لا يجوز. قال تعالى: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ
[الرحمن/ 56] . وقَصَّرَ شعره: جزّ بعضه، قال: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
[الفتح/ 27] ، وقَصَّرَ في كذا، أي: توانى، وقَصَّرَ عنه لم: ينله، وأَقْصَرَ عنه: كفّ مع القدرة عليه، واقْتَصَرَ على كذا: اكتفى بالشيء الْقَصِيرِ منه، أي: القليل، وأَقْصَرَتِ الشاة: أسنّت حتى قَصَرَ أطراف أسنانها، وأَقْصَرَتِ المرأة: ولدت أولادا قِصَاراً، والتِّقْصَارُ: قلادة قَصِيرَةٌ، والْقَوْصَرَةُ معروفة .
ق ص ر

قصرته: حبسته. وهو كالنّازع المقصور: الذي قصره قيده. وقصرت نفسي على هذا الأمر إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرت طرفي: لم أرفعه إلى ما لا ينبغي، وهنّ قاصرات الطرف: قصرنه على أزواجهن. وقصر السّتر: ارخاه. قال حاتم:

وما تشتكيني جارتي غير أنني ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها

سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تُقصَر عليّ ستورها

وجارية مقصورة، ومقصورة الخطو وقصيرةٌ وقصورة. وفرس قصير: مقرّبة. قال مالك ابن زغبة:

تراها عند قبّتنا قصيرا ... ونبذلها إذا باقت بؤوق

وقصرت هذه اللقحة على عيالي وعلى فرسي ولهم إذا جعل درّها لهم. وقصر من الصلاة قصراً وأقصر وقصّر. وأمر بإقصار الخطب. وأقصر عن الأمر: كفّ عنه وهو يقدر عليه. وقصر عنه قصوراً: عجز عنه ولم ينله. يقال: أقصر عن الصِّبا وأقصر عن الباطل. وهو يسكن مقصورة من مقاصير دار زبيدة وهي الحجرة من حجر دار كبيرة محصّنة بالحطيان. واقتصر على هذا: لا تجاوزه، واقتصرته عليه، وقصرك وقصارك وقصارك أن تفعل كذا. وجئت قصراً ومقصراً: وذلك عند دنو العشي قبيل العصر، وأقبلت مقاصر العشيّ ومقاصر الظلام، وأقصرنا. وجاء فلان مقصراً، كما تقول: موصلاً، وقصر العشيّ: دنا قصراً ومقصراً. وخذ مخاصر الطّرق ومقاصرها وهي ما يختصر منها. وثوب مقصور، وقد قصر قصراً، وقصّر ثوبك. والحلق أفضل من التقصير. وقصّر في حاجته. وقصّر عن منزلته. وقصّر به عمله. قال عنترة:

أمّلت خيرك هل تأتي مواعده ... فاليوم قصّر عن تلقائك الأمل

وقصرت بك نفسك إذا طلب القليل والحظّ الخسيس. واستقصرت فلاناً من التقصير. واستقصرت الثوب من القصر. وضرب قصراه وقصيراه: واهنته وهي أسفل أضلاعه. وهو ابن عمه قصرةً: دنيا. ورضي بمقصر ومقصر: مما كان يحاول بدونه. وذلّت قصرته وقصرهم وهي أصل العنق. وتقلّدت بالتّقصار: بالمخنقة على قدر القصرة. قال عديّ بن زيد:

وأحور العين مربوع له غسن ... مقلد من نظام الدر تقصارا

واقتصرته ثم تعقلته أي قبضت بقصرته ثم ركبته ثانياً رجلي أمام الرّحل. وتقصّرت بفلان. تعللت به. وقصّرت نهاري به. وعنده قوصرةٌ من تمر بالتخفيف والتثقيل، ومنه: تقوصر الرجل إذا تداخل.

ومن المجاز: هو قصير اليد، ولهم أيدٍ قصار. وأقصر المطر: أقلع. وقال امرؤ القيس:

سما لك شوقٌ بعد ما كان أقصرا

وقصر الظل، وظلٌّ قاصرٌ إذا عقل. وقطع قصرة النخلة. وقرأ الحسن: " بشررٍ كالقصر " أي كأعناق النخل.

عكش

(عكش) الشّعْر والنبات عكشا كثر والتف وتبلد وَالرجل قل خَيره فَهُوَ عكش وَهِي عكشة

(عكش) الْخبز يبس وَفَسَد وعلته خضرَة
ع ك ش: (عُكَّاشَةُ) بْنُ مِحْصَنٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَقَدْ يُخَفَّفُ
ع ك ش

سمعت بعضهم يقول: عكشتك بمعنى سبقتك، من قوله عليه السلام: " سبقك إليها عكّاشة " وهو عكاشة بن منحصن الأنصاريّ سمّي بالعُكّاشة وهي العنكبوت.
عكش: عَكْش: بقرة فتية. (زيشر 11: 477 رقم 3).
عَكِش: عامية عَنكَش. (محيط المحيط) في مادة عنكش.
عكاشة. لا تؤاخذني بعكاشة الخط: لا تؤاخذني على خربشة خطي أو خطي الرديء فإني أكتب بسرعة. (بوشر).
[عكش] عكاش: بالتشديد: اسم ماء لبنى نمير. ويقال لبيت العنكبوت: عكاشة، عن أبى عمرو. وعكش الشعر وتعكش، أي التوى وتلبد. وعكاشة بن محصن الاسدي من الصحابة. قال ثعلب: وقد يخفف.
ع ك ش : عُكَّاشَةُ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَهُوَ ابْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ وَهُوَ بِالتَّثْقِيلِ وَعَنْ ثَعْلَبٍ وَقَدْ يُخَفَّفُ وَفِي التَّهْذِيبِ الْعُكَّاشَةُ بِالتَّثْقِيلِ وَبِالتَّخْفِيفِ الْعَنْكَبُوتُ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. 

عكش


عَكَش(n. ac. عَكْش)
a. Gathered, collected, assembled, amassed.
b. ['Ala], Returned to the attack.
عَكِشَ(n. ac. عَكَش)
a. Was dense, tangled, matted.

تَعَكَّشَa. see (عَكِشَ)
b. Was confused, complicated, intricate, involved.
c. Spun its web (spider).
عَكِشa. Tangled, matted, dishevelled.
b. Awkward, clumsy; lout.
c. Useless, goodfor-nothing.

عَكَاْشَةa. Awkwardness, clumsiness, loutishness.

عُكَّاْش
عُكَّاْشَةa. Web, cobweb.
عكش
عكَشَ يعكُش، عَكْشًا، فهو عاكش، والمفعول مَعْكوش
• عكَش الشَّيءَ: جمعه "عكَش متاعَه مستعدًّا للرَّحيل".
 • عكَش فلانًا: أمسكه. 

عكْش [مفرد]: مصدر عكَشَ. 
عكش
عَكَشَ على القوْم: حَملَ عليهم، ومنه عُكَّاشَةُ: اسْمُ رَجُل. وعُكَّاشُ: مَوْضِعٌ. وماءٌ لِبَني نمَيْر عليه نخلٌ وقُصور. وعَكشَ الخبْزُ: تَكَرجَ. وَتَعَكشَ شَعَرُه: تَلبدَ، وشَعَرٌ عَكِشٌ. وقيل: التعكُّشُ: التجَمعُ من كُل شيء. وشَجَرَةٌ عَكِشَةٌ:مُلْتَفَةُ الأغصان. والعُكاش: ما يَلْتَوي على الشجَر كالعُصْبَة. وذَكَرُ العَنْكًبُوت، وقد عَكَشَتْ: نَسَجَت. وَرجلٌ عَكِشٌ: لا يُخْرِج من نفسِه خَيْراً. وتَعَكَشَ: تَعسر. والعوْكَشَةُ: المِذْرى الذي يُذرى به الحِنْطَةُ.
(ع ك ش) : (عُكَّاشَةُ) صَحَّ بِالتَّشْدِيدِ سَمَاعًا مِنْ الثِّقَاتِ، وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى التَّخْفِيف وَعَنْ الْفَارَابِيِّ بِالتَّشْدِيدِ لَا غَيْرُ وَهُوَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْغَنْمِيُّ الْأَسَدِيُّ قَالَ الشَّاعِر
عَشِيَّةَ إذْ رِيتُ ابْنَ أَقْرَمَ ثَابِتًا ... وَعُكَّاشَةُ الْغَنْمِيُّ عِنْدَ صِيَالِ
وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» يَعْنِي بِالدَّعْوَةِ الَّتِي دَعَا لَهُ.
الْعين وَالْكَاف والشين

عَكَشَ عَلَيْهِ: حَمَلَ.

وعَكِشَ النَّبَات وَالشعر وتَعَكَّش: كثر والتف.

والعَكِشة: شَجَرَة تلوى بِالشَّجَرِ، تُؤْكَل، وَهِي طيبَة، تبَاع بِمَكَّة وَجدّة، دقيقة لَا ورق لَهَا.

والعَكْش: جمعك الشَّيْء.

وتَعَكَّش العنكبوت: قبض قوائمه، كَأَنَّهُ ينسج.

والعَكّاش: ذكر العنكبوت.

وعُكَيشٌ وعُكَّاشةٌ وعُكَّاش: أَسمَاء.

وعَكّاشٌ بِالْفَتْح: مَوضِع، عَن كرَاع.
(باب العين والكاف والشين معهما) (ع ك ش، ش ك ع مستعملان فقط

عكش: عكش على القوم: حمل عليهم . عُكاشةٌ: اسم. قلت للخليل: من أين قلت (عكش) مهمل، وقد سمت العرب بُعكاشة؟ قال: ليس على الأسماء قياس. وقلنا لأبي الدقيش. ما الدُّقيش؟ قال: لا أدري، ولم أسمع له تفسيراً. قلنا: فتكنّيت بما لا تدري؟ قال: الأسماء والكُنى علامات، من شاء تسمى بما شاء، لا قياس ولا حتم.

شكع: شَكِعَ الرجلُ شَكَعاً فهو شاكعٌ إذا كُثر أنينه وضجره من شدة المرض. وشَكِعَ الغضبان أي: طال غضبه. والشُّكاعَى نبات دقيق العُود رِخوٌ. ويقال للمهزول: كأنه عودُ شُكاعَى، وكأنه شُكاعَى. قال ابن أحمر :

شَرِبت الشَّكاعى والْتدَدتُ ألَدَّةً ... وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المكاويا 

عكش: عكَشَ عليه: حَمَلَ. وعَكِش النباتُ والشعرُ وتعَكَّش: كَثُرَ

والتفَّ. وكلُّ شيءٍ لزم بعضُه بعضاً فقد تَعَكَّشَ. وشعرٌ عَكِشٌ

ومُتَعَكِّشُ إِذا تلبَّد. وشعر عَكِشُ الأَطراف إِذا كان جَعْداً. ويقال: شَدَّ ما

عَكِش رأَسُه أَي لزم بعضه بعضاً.

وشجرة عَكِشَةٌ: كثيرةُ الفروع مُتَشَجِّنةٌ. والعُكَّاش: اللِّوَاء

الذي يتقَشَّع الشجرَ ويَلْتوي عليه. والعَكِشةُ: شجرة تَلَوَّى بالشجر

تؤكل، وهي طيبة تباع بمكة وجُدَّةَ، دقيقة لا ورق لها. والعَكْش: جَمْعُك

الشيء. والعَوْكشة: من أَدوات الحَرَّاثين، ما تُدارُ به الأَكْداس

المَدُوسة، وهي الحِفْراة أَيضاً.

والعُكَاشة والعُكَّاشةُ: العنكبوت: وبها سمي الرجل. وتَعَكَّشَ

العنكبوتُ: قبَض قوائمه كأَنه يَنْسُج. والعُكَّاشُ: ذكَرُ العنكبوت.

وعُكَيْشٌ وعُكَّاشةُ وعَكَّاشٌ: أَسماء. وعَكَاشُ، بالفتح: موضع.

وعُكَّاش، بالتشديد، اسم ماءِ لبني نُمَير. ويقال لبيت العنكبوت: عُكَّاشةٌ؛

عن أَبي عمرو. وعُكَّاشة بن مِحْصن الأَسدي: من الصحابة، وقد يخفف.

عكش
. عَكِشَ الشَّعرُ، كفَرِحَ: الْتَوَى وتَلَبَّدَ، كتَعَكَّشَ، وكُلُّ شَيْءٍ لَزِم بَعْضُه بَعْضاً فَقَدْ تَعَكَّشَ. وعَكِشَ النَّبْتُ: كَثُر والْتَفَّ، كتَعَكَّشَ أَيْضاً. والعَكِشُ من الشَّعرِ، ككَتِفٍ: الجَعْدُ المُتَلَبِّدُ الأَطْرَافِ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، كالمُتَعَكِّشِ. وَمن المَجَازِ: العَكِشُ: الرَّجُلُ لَا يُخْرِجُ مِنْ نَفْسِه خَيْراً، وقَدْ عَكِشَ، إِذا قَلَّ خَيْرُه. وشَجَرَةٌ عَكِشةٌ: كَثِيرةُ الفُرُوعِ مُلْتَفَّة الأَغْصَانِ مُتَشَنِّجَةٌ. وعَكَشَ عَلَيْهِمْ يَعْكِشُ، مِنْ حَدِّ ضَرَبَ، عَكْشاً: عَطَفَ أَوْ حَمَلَ. وعَكَشَت العَنْكَبُوتُ: نَسَجَتْ. وعَكَشَ الشَّيْءَ عَكْشاً: جَمَعَهُ، عَن ابنِ دُرَيْد، والجَامِعُ عَكِشٌ، ككَتِفٍ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَاكِشاً، وذاكَ المَجْمُوعُ مَعْكُوشٌ. وعَكَشَتِ الكِلابُ بالثَّوْرِ: أَحاطَتْ بهِ. وعَكَشَ فُلاناً: شَدَّ وَثَاقَهُ، والمَعْرُوفُ فِيهِ عَكْبَشَ، بزِيَادَةِ المُوَحَّدَة، كَمَا تَقَدَّم. والعُكَّاشُ، والعُكّاشَةُ، كرُمَّانٍ ورُمّانَةٍ: العَنْكَبُوتُ، وَبهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ، أَو ذُكُورُهَا عُكَّاشَةٌ، عَن ابنِ عَبّاد، وعَكْشُهَا: نَسْجُهَا، أَوْ بَيْتُهَا عُكَّاشَةُ، عَن أَبِي عَمْروٍ.
وعُكّاشٌ، كرُمّانٍ: جَبَلٌ يُنَاوِحُ طَمِيَّةَ، بالقُرْبِ من مَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى، قالَ الصّاغَانِيّ: ومِنْ خُرافَاتِهِمْ: عُكَّاشٌ زَوْجُ طَمِيَّةَ، قَالَ الرّاعِي: (وكُنّا بِعُكَّاش كجَارَىْ جَنَابَةِ ... كَرِيمَيْنِِ حُمَّا بَعْدَ قُرْبٍ تَنَائِيَا)
والعُكّاشُ: اللِّوَاءُ، هَكَذَا بكَسْرِ الَّلامِ فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والصّوابُ اللَّوّاءُ، ككَتّانٍ: الّذِي يَلْتَوِي على الشَّجَرِ ويَنْتَشِرُ وَفِي المُحْكَم والتَّكْمِلَة: الَّذِي يَتَفَشَّغُ على الشَّجَرِ، ويَلْتَوِي عَلَيْه. وكرُمّانَة ويُخَفَّفُ، وهذِه عَنْ ثَعْلَبٍ عُكَّاشَةُ الغَنَوِيُّ، أَوْرَدَه ابنُ شاهِينَ فِي الصّحابَةِ من طَرِيقِ حَفْصِ ابنِ مَيْسَرَةَ، عَن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عَنهُ، وحَدِيثُه فِي سُنَنِ النَّسَائِيّ. وعُكَّاشَةُ بنُ ثَوْر بنِ أَصْغَرَ، كانَ عامِلَ النَّبِيّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، عَلَى السَّكَاسِكِ، فِيمَا قِيلَ، وقَالَ الحَافِظُ هُوَ الغَوْثِيّ، بالغَيْنِ والمُثَلَّثَةِ. وعُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنِ بنِ حُرْثَانَ بنِ قَيْسِ بنِ مُرَّةَ الأَسَدِيُّ: أَحَدُ السّابِقِينَ، كانَ من أَجْمَلِ الرِّجالِ وأَشْجَعِهِم: الصّحابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم. وعَكَّشَ الخُبْزُ تَعْكِيشاً: يَبِسَ وتَكَرَّجَ، عَن ابنِ عَبّادٍ، مِثْلُ عَشَّشَ تَعْشِيشاً. وتَعَكَّشَ الأَمْرُ: تَعَسَّرَ. وتَعَكَّشَت العَنْكَبُوتُ: قَبَضَتْ قَوَائِمَهَا كَأَنَّها تَنْسِجُ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ومِنْهُ اشْتِقَاقُ عُكّاشَة. وتَعَكَّشَ الشّيْءُ: تَقَبَّضَ وتَدَاخَلَ بَعْضُه فِي بَعْضٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: العَوْكَشَةُ: أَدَاةٌ للحَرّاثِينَ تُذَرَّى بِها الأَكْدَاسُ المَدُوسَة، وهِيَ الحِفْراةُ أَيْضاً. وككَتّانٍ، وزُبَيْرٍ: اسْمَانِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: يُقَالُ: شَدّ مَا عَكِشَ رَأْسُه، أَيْ لَزِم) بَعْضُه بَعْضاً. والعَكِشَةُ: شَجَرَةٌ تَلَوَّى بالشَّجَرِ، وهِيَ طَيِّبَةٌ تُباع بمَكَّةَ وجُدَّةَ، دَقِيقَةٌ لَا وَرَقَ لَهَا.
وأَعْكُش، بضَمّ الكافِ: مَوْضِعٌ قُربَ الكُوْفَةِ فِي قَوْلِ المُتَنَبِّي:
(فَيَالَكَ لَيْلٌ عَلَى أَعْكُشٍ ... أَحَمّ البلادِ خَفِيّ الصُّوَى)

(وَرَدْنَ الرُّهَيْمَةَ فِي حَوْزِه ... وباقِيهِ أَكْثَرُ ممّا مَضَى)
نَقله ياقوت. وعَكَاش، كسَحَابٍ: مَوضِع، وكرُمّان أَبو عُكّاشَةَ الهَمْدانِيّ، روى عَنهُ أَبو لَيْلَى الخُرَاسانِيّ. وعُكّاشَةُ بنُ أَبي مَسْعَدَة: شَاعِر واسمُ ماءٍ لبني نُمَيْرٍ، كَمَا فِي الصّحاح. وعَكَشْتُك: سَبَقْتُك، مَأْخُوذٌ من حَدِيث سَبَقَكَ بِهَا عُكّاشَة كَمَا فِي الأَسَاس.

ها

ها:
ها: الهاء على ثلاثة أوجه هي أن تكون ضميراً للغائب أو حرفاً للغيبة أو أن تستعمل ساكنة في السكت وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف مثل كلمة خمر وحرب وأرض (عبّاد في الصحائف لين 1: 87 عدد 80: 116 وعدد 237، 272، عدد 77، 2572 دي يونج في مادة ظهر).
كها: = هاكذا (دي ساسي كرست 2: 139): وإن يكُ بك أنساً ما كها الأنسُ يفعل (انظر ص391).
ها: حرف نداء أو تعجب أو مفاجأة ha ( بقطر، ألف ليلة 1: 64: 13).
فقال الحمد لله على السلامة ها ها يا خال أبو منصور.
هاتم الشيء، هاتموه، هاتوه (معجم الجغرافيا).
ها
هَا للتنبيه في قولهم: هذا وهذه، وقد ركّب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، و (ها) في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ
[آل عمران/ 66] استفهام، قال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ [آل عمران/ 66] ، ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] ، هؤُلاءِ جادَلْتُمْ
[النساء/ 109] ، ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة/ 85] ، لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ [النساء/ 143] .
و «هَا» كلمة في معنى الأخذ، وهو نقيض:
هات. أي: أعط، يقال: هَاؤُمُ، وهَاؤُمَا، وهَاؤُمُوا، وفيه لغة أخرى: هَاءِ، وهَاءَا، وهَاءُوا، وهَائِي، وهَأْنَ، نحو: خَفْنَ وقيل: هَاكَ، ثمّ يثنّى الكاف ويجمع ويؤنّث قال تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة/ 19] وقيل: هذه أسماء الأفعال، يقال: هَاءَ يَهَاءُ نحو: خاف يخاف ، وقيل: هَاءَى يُهَائِي، مثل: نادى ينادي، وقيل: إِهَاءُ نحو: إخالُ.
هُوَ : كناية عن اسم مذكّر، والأصل: الهاء، والواو زائدة صلة للضمير، وتقوية له، لأنها الهاء التي في: ضربته، ومنهم من يقول: هُوَّ مثقّل، ومن العرب من يخفّف ويسكّن، فيقال: هُو.
(ها) - في الحديث: "فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا"
كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا.
وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم.
وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب. وقال الجبَّان: لَا هَاء الله بالمَدّ، ولا ها الله، مثل: لا والله.
- في حديث عَلِىّ: "ها إنَّ"
ها هُنَا عِلْماً، وهي كَلمة تَنْبِيه يُنبَّه بها على ما يُسَاق إليه من الكلام.
الْهَاء وَالْألف

هَا: كلمة تَنْبِيه، وَقد كثر دُخُولهَا فِي قَوْلك: ذَا وَذي، فَقَالُوا: هَذَا، وهذي، وهاذاك، وهاذيك، حَتَّى زعم بَعضهم أَن ذَا لما بعد، وَهَذَا لما قرب، وَقَالُوا: هَا السَّلَام عَلَيْكُم، فها: منبهة مُؤَكدَة، قَالَ الشَّاعِر:

وقَفْنَا فقُلنا: هَا السلامُ عَليكمُ ... فَأنكَرَها ضيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وَقَالَ الآخر:

هَا إِنَّهَا تَضِقِ الصُّدورُ

لَا يَنفَعُ القُلُّ وَلَا الكثيرُ

وَمِنْهُم من يَقُول: " هَا الله " يجريه مجْرى دَابَّة فِي الْجمع بَين ساكنين، وَقَالُوا: هَا أَنْت تفعل كَذَا وَفِي التَّنْزِيل: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ) وهأنت، مَقْصُور.

و" هَا ": كِنَايَة عَن الْوَاحِدَة، تَقول: رَأَيْتهَا وضربتها، وتثنيتها " هُما " وَجَمعهَا " هُنَّ ".

وَهَا: زجر لِلْإِبِلِ، وَدُعَاء لَهَا.

وَهَا أَيْضا: كلمة إِجَابَة وتنبيه.

وَلَيْسَ لهَذَا الْبَاب مشدد. 
[ها] نه: فيه: لاتبيعوا الذالذهب إلا "هاء وهاء"، هو أن يقول كل من البيعين: ها، فيعطيه ما في يده، كحديث إلا يدًا بيد - وقيل: معناه هاك وهات، أي خذ وأعط، الخطابي: يروونه ساكنة الألف، وصوابه مدها وفتحها لأن أصلها هاك - أي خذ، فعوض عن الكاف الهمزة، ويقال: هاء، هاؤما هاؤم، وغيره يجيز فيه السكون وينزل منزلة ها التي للتنبيه. ك: هو ممدود مفتوح ويجوز الكسر أي لا تبع إلا بيعًا يقول كل من المتبايعين لصاحبه: ها، أي خذ. ج: ومنه: فأجابه صلى الله عليه وسلم بنحو من صوته "هاؤم"، هو بمعنى تعال أي خذن وأجابه صلى الله عليه ولم برفع صوته بطريق الشفقة لئلا يحبط عمله، فعذره بجهله فرفع صوته لئلا يرتفع صوت الأعرابي على صوته. نه: ومنه ح عمر لأبي موسى:"ها" وألا جعلتك عظة، أي هات من يشهد لك على قولك. ومنه ح على: "ها" إن ههنا علما - أي في صدره لو أصبت له حملة! ها - مقصورة: كلمة تنبيه للمخاطب ينبه بها على ماي ساق إليه من الكلام، وقد يقسم بها. ومنه: "لاها" الله إذا لا يعمد إلى أسد، وهاؤه بدل من الواو، وصوابه: ذا - بحذف همزة، ويجوز حذف ألف ها للساكنين، ويجوز ثبوتها لجواز الالتقاء للمد والشد، أي لا والله لا يكون ذا، أو الأمر ذا. ط: فيقول: "هاه هاه" لا أدري، فإن الدين كان ظاهرًا في أطراف العالم. غ: ""هاؤم" اقرءوا كتابيه" أي خذوا كتابي لتقفوا على نجاتي.
باب هب
هـا
ها [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى خُذْ، ويجوز مدّ ألفه: (هاء) وقد يستعمل في نهاية كل منهما ما يدل على النوع والعدد فيقال في (ها): هاكَ وهاكِ، وهاكما، وهاكم، وهاكنّ، ويقال في (هاء): هاءَ، وهاءِ، وهاؤما، وهاؤم، وهاؤنَّ " {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}: بمعنى خذوا، والميم للجمع".
2 - ضمير متَّصل للمفردة المؤنَّثة الغائبة، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ جرّ مع الاسم، وفي محل نصب أو جرّ مع الحرف "إنّها تستحقُّ الجائزة- {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} - {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ".
3 - أداة تنبيه تدخل على الإشارة غير المختصّة بالبعيد نحو هذا، ها هنا " {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} ".
4 - أداة تنبيه تدخل على ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة أو بغير اسم الإشارة "ها أنا أفعل المطلوب منِّي- ثُمّ هَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي [حديث]: من قول خالد بن الوليد رضي الله عنه إِبّان احتضاره- {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ} ".
5 - أداة تنبيه تلحق (أيّ)، و (أيّة) في أسلوبَيْ النِّداء والاختصاص " {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ".
6 - أداة تنبيه تدخل في القسم على لفظ الجلالة الله عند حذف حرف القسم نحو ها ألله، بقطع الهمزة ووصلها وكلاهما مع حذف ألفها وإثباتها.
7 - أداة تنبيه تدخل على قد "ها قد تمَّت الوحدة". 
[ها] الهاء حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وها: حرف تنبيه. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ (*) وتقول: ها أنتم هؤلاء، تجمع بين التنبيهين للتوكيد. وكذلك: ألا يا هؤلاء. وهو غير مفارق لاى، تقول: يا أيها الرجل. وها قد يكون جواب النداء، يمد ويقصر. قال الشاعر: لا بل يجيبك حين تدعوا باسمه * فيقول هاء وطال ما لبى وها للتنبيه، وقد يقسم بها، يقال: لاها الله ما فعلت، أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو، وإن شئت حذفت الالف التى بعد الهاء وإن شئت أثبت. وقولهم: لاها الله ذا، أصله لا والله هذا، ففرقت بين ها وذا، وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه، والتقدير: لا والله ما فعلت هذا، فحذف واختصر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم، وقدم ها كما قدم في قولهم: ها هو ذا، وها أنا ذا. قال زهير: تعلمن ها لعمر الله ذا قسما * فاقصد لذرعك وانظر أين تنسلك و (الهاء) قد تكون كناية عن الغائب والغائبة، تقول: ضربه وضربها. و (هو) للمذكر، و (هي) للمؤنث. وإنما بنوا الواو في هو والياء في هي على الفتح ليفرقوا بين هذه الواو والياء التى هي من نفس الاسم المكنى (322 - صحاح - 6) وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك: رأيتهو ومررت بهى ; لان كل مبنى فحقه أن يبنى على السكون، إلا أن تعرض علة توجب له الحركة. والتى تعرض ثلاثة أشياء: أحدها: اجتماع الساكنين، مثل كيف وأين. والثانى: كونه على حرف واحد، مثل الباء الزائدة. والثالث: الفرق بينه وبين غيره، مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع بعض المضارعة، فقرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع، وهو فعل الامر المواجه به، نحو افعل. وأما قول الشاعر:

ما هي إلا شربة بالحوأب * وقول بنت الحمارس:

هل هي إلا حظة أو تطليق * (*) فإن أهل الكوفة قالوا: هي كناية عن شئ مجهول، وأهل البصرة يتأولونها القصة. وربما حذفت من هو الواو في ضرورة الشعر، كما قال : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب وقال آخر : إنه لا يبرئ داء الهدبد * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي، وقال:

دار لسعدى إذه من هواكا * وربما حذفوا الواو مع الحركة، وقال  فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان قال الاخفش: وهذا في لغة أزد السراة كثير. قال الفراء: والعرب تقف على كل هاء مؤنث بالهاء، إلا طيئا فإنهم يقفون عليها بالتاء، فيقولون هذه أمت وجاريت وطلحت. وإذا أدخلت الهاء في الندبة أثبتها في الوقف وحذفتها في الوصل، وربما ثبتت في ضرورة الشعر فيضم كالحرف الاصلى، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة. وأنشد الفراء: يا رب يا رباه إياك أسل * عفراء يا رباه من قبل الاجل وقال قيس: فقلت أيا رباه أول سألتى * لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها  (*) وهو كثير في الشعر، وليس شئ منه بحجة عند أهل البصرة، وهو خارج عن الاصل. وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة، نحو: لمه، وسلطانيه، وماليه، وثم مه، يعنى ثم ماذا. وقد أتت هذه الهاء في ضروره الشعر كما قال: هم القائلون الخير والآمرونه * إذا ما خشوا من معظم الامر مفظعا فأجراها مجرى هاء الاضمار. وقد تكون الهاء بدلا من الهمزة، مثل هراق وأراق. قال الشاعر: وأتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا يعنى أذا الذى. و (هاء) : زجر للابل، وهو مبنى على الكسر إذا مددت، وقد يقصر. تقول هاهيت بالابل، إذا دعوتها، كما قلناه في حاحيت. و (ها) مقصور للتقريب، إذا قيل لك: أين أنت؟ فتقول. ها أنا ذا، والمرأة تقول. ها أنا ذه. وإن قيل لك: أين فلان؟ قلت إذا كان قريبا: ها هو ذا، وإن كان بعيدا قلت: ها هو ذاك، وللمرأة إذا كانت قريبة. ها هي ذه، وإن كانت بعيدة: ها هي تلك. و (الهاء) تزاد في كلام العرب على سبعة أضرب: أحدها: للفرق بين الفاعل والفاعلة، مثل ضارب وضاربة، وكريم وكريمة. والثانى: للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، نحو امرئ وامرأة. والثالث: للفرق بين الواحد والجمع، نحو بقرة وبقر، وتمرة وتمر. والرابع: لتأنيث اللفظة وإن لم تكن تحتها حقيقة تأنيث، نحو قربة وغرفة. والخامس: للمبالغة، مثل علامة ونسابة - وهذا مدح - وهلباجة وفقافة، وهذا ذم. وما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغاية والنهاية والداهية. وما كان ذما يذهبون به إلى تأنيث البهيمة. ومنه ما يستوى فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة. والسادس: ما كان واحدا من جنس يقع على الذكر والانثى، نحو بطة وحية. والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه: أحدها أن تدل على النسب، نحو المهالبة. والثانى تدل على العجمة، نحو الموازجة والجواربة، وربما لم تدخل فيها الهاء كقولهم: كيالج. والثالث أن تكون عوضا من حرف محذوف، نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل، نحو عدة وصفة. وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل، نحو ثبة الحوض، أصله من ثاب الماء يثوب ثوبا، وقولهم: أقام إقامة وأصله إقواما. وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل، نحو مائة ورئة وبرة.

ها: الهاء: بفخامة الأَلف: تنبيهٌ، وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهري:

الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، وهي من حُروف الزِّيادات، قال: وها حرفُ

تنبيه. قال الأَزهري: وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم

قال: ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح،

تقولُ: هذا أَخوك، ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ وأَنشد النابغة:

ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ،

فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ

(* رواية الديوان، وهي الصحيحة:

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت، * فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ)

وتقول: ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد، وكذلك أَلا يا

هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ، تقول: يا أَيُّها الرَّجُل، وها: قد تكون تلبية؛

قال الأَزهري:

يكون جواب النداء، يمد ويقصر؛ قال الشاعر:

لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه،

فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى

قال الأَزهري: والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون

الهاء بأَلف تطويلاً للصوت. قال: وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في

الإِجابة لَبَى خفيفة، ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى، ويقولون ها

إِنَّك زيد، معناه أَإِنك زيد في الاستفهام، ويَقْصُرُونَ فيقولون: هإِنَّك

زيد، في موضع أَإِنك زيد. ابن سيده: الهاء حَرف هِجاءٍ، وهو حرف مَهْمُوس

يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، ويبدل

من خمسة أَحرف وهي: الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء، وقضى عليها ابن

سيده أَنها من هـ و ي، وذكر علة ذلك في ترجمة حوي. وقال سيبويه: الهاء

وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت

مَقْصُورةٌ، لأَنها ليست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف، قال:

ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلولا أَنها على

الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء

والحاء وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ

وأَسْكَنْتَ، لأَنك لست تريد أَن تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف

الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة

عِهْ، قال: ومن هذا الباب لفظة هو، قال: هو كناية عن الواحد المذكر؛ قال

الكسائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ

فَعَلَ ذلك، قال: ومن العرب من يُخَفِّفــه فيقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحياني:

وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ وأَنشد

لعَبيد:

ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا،

فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا

وقال الكسائي: بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة

فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: وأَنشد أَبو خالد

الأَسدي:إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس

قال: وأَنشدني خَشَّافٌ:

إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ

باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ

(* قوله «سام الخسف» كذا في الأصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لما

لم يسم فاعله.)

قال: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي:

فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟

قال ابن السيرافي: الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقبله:

فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه،

كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ

وبعده:

مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ

وقال ابن جني: إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل

بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه، ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله

إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة

الشعر، وأَورد قول الشاعر: فبيناه يشري رحله؛ قال: وقال آخر:

إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ

وكذلك الياء من هي؛ وأَنشد:

دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قال الآخر:

أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو

فوقف بالواو وليست اللفظة قافيةً، وهذه المَدَّة مستهلكة في حال الوقف؟

قيل: هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى

ومُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب،

وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قوله

أَيضاً:فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ

فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَى

حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف

عليها، وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف

اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام

ولا وَقْفِ القافيةِ؟ قيل: الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له، غير أَنَّ

الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم؛ أَلا ترى

إِلى قوله:

أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ،

بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ

وقوله:

كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

ومثله كثير، كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه،

ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر. وقال الكسائي: لم أَسمعهم يلقون

الواو والياء عند غير الأَلف، وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو، فأَما

قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك

رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة، وكذلك

لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا، ودَلِيلُ ذلك أَنَّك

إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ، ومنهم من يحذفها في

الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء؛ حكى اللحياني عن الكسائي: لَهْ

مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الجوهري: وربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن

سيده: وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء، وكذلك ما أَشبهه؛ قال يَعْلَى

بن الأَحْوَلِ:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ

فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

فَلَيْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً

مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ

قال ابن جني: جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان

الهاء في لَهْ،وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة،

وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير؛ ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر:

وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ

إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها

فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو؛ وأَما قول

الشماخ:

لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ،

إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ

فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ

قبلها لُغةً، فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة،

ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة، ودليل ذلك

أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل. قال

اللحياني: قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع

والخفض وما قبل الهاء متحرك، فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام،

ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام، فيقولون: إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ

لَكَنُودٌ، بالجزم، ولِرَبِّه لكَنُودٌ، بغير تمام، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ،

وقال: التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ

الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء؛ وقال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة

يخفض ويرفع لغير تمام؛ وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي،

وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ

فخفف في موضعين، وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ

إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ، وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول:

عَلَيْهُ مالٌ، وكان يقول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قال: وقال

الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمام وغير تمام، قال: وقال

لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذيب: الليث هو

كناية تذكيرٍ، وهي كنايةُ تأْنيثٍ، وهما للاثنين، وهم للجَماعة من الرجال،

وهُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، وإِذا

أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال:

مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي، قال: وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو،

وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات، وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ

ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة

وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، وهي لكل مؤنثة غائبة، وقد جرى

ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استثقالاً للاسم على حرف واحد، لأَن الاسم

لا يكون أَقلَّ من حرفين، قال: ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين

فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه

وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم

يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك، فزادوا مع

الواو واواً؛ وأَنشد:

وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها،

وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ

كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن

مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهيثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِي

وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، وهي قالته وهُو

قاله؛ وأَنشد:

وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ،

فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ

فأَسكن. ويقال: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يريدون: ما هُو وما هِيَ؛

وأَنشد:

دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

فحذف ياء هِيَ. الفراء: يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ

(* قوله« أو

الحذل» رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر

والضم الأصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة.) عَنَى

اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يقال هذا إِذا أَشكل عليك

الشيء فظننت الشخص شخصين. الأَزهري: ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ

والياء من هِيَّ؛ قال:

أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما

تَمَنِّيكَ ما لا تَسْتَطِيعُ غُروزُ

الأَزهري: سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم

مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ، والرجل صِفة لأَيّ، تقول يا

أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة

التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام، فتَصِلُ إِلى

الأَلف واللام بأَيٍّ، وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه، وهي عِوَضٌ من الإِضافة

في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستفهام والخبر. وتقول

للمرأَةِ: يا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها ويا

أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ

المؤمنون، وليست بجَيِّدةٍ، وقال ابن الأَنباري: هي لغة؛ وأَما قول

جَرير:يقولُ لي الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ

بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا

فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها، وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل

إِليه قال له المُجِيبُ: لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ.

ويقال: هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ. ويقال: هِيَ هِيَ أَي هِيَ

الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها، وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم؛ وقال

الهذلي:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟

فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ

وقول الشنفرى:

فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً،

وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ

أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وقول الهذلي:

لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ،

فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ

أَدخلَ ها التنبيه؛ وقال كعب:

عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ،

لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا

كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة

كما يفْرُقون بينهما بالاسم: ها أَنا وها هو ذا. الجوهري: والهاء قد

تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة، تقول: ضَرَبَه وضَرَبها، وهو للمُذكَّر،

وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح

ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم

المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ

بِهِي، لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ

عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها

اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن، والثاني كونه على حَرْف واحد مثل

الباء الزائدة، والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى

على الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما

لم يُضارِعْ، وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ وأَما

قولُ الشاعر:

ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ،

فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي

وقول بنت الحُمارِس:

هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟

فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول، وأَهل البَصرة

يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بري: وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة

لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: والعرب تَقِفُ على

كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء

فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة

أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل، ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر

فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قال ابن بري: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في

عَصاهُ ورَحاهُ، قال: ويجوز كسره لالتقاء الساكنين، هذا على قول أَهل

الكوفة؛ وأَنشد الفراء:

يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ

عَفْراء، يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ

وقال قيس بنُ مُعاذ العامري، وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه

من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى، فقال له أَصحابه: هَلاَّ سأَلتَ

الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال:

دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه،

بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها

فَنادَيْتُ: يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي

لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثم أَنْتَ حَسِيبُها

فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ،

إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها

وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة، وهو خارجٌ عن

الأَصل، وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ

ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يعني ثُمَّ ماذا، وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة

الشعر كما قال:

هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ،

إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا

(* قوله« من معظم الامر إلخ» تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني

والرواية: من محدث الأمر معظما، قال: وهكذا أنشده سيبويه.)

فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار، وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل

هَراقَ وأَراقَ. قال ابن بري: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، وهي:

هَرَقْت الماء، وهَنَرْتُ الثوب

(* قوله «وهنرت الثوب» صوابه النار كما

في مادة هرق.) وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعرب يُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء؛

قال الشاعر:

وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذي

مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا

يعني أَذا الذي، وها كلمة تنبيه، وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا

هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما

قَرُبَ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ

تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام. وقالوا:

ها السَّلامُ عليكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر:

وقَفْنا فقُلنا: ها السَّلامُ عليكُمُ

فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وقال الآخر:

ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ،

لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ

ومنهم من يقول: ها اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين،

وقالوا: ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا. وفي التنزيل العزيز: ها أَنْتم

هَؤُلاءِ وهأَنْتَ، مقصور. وها، مقصور: للتَّقْريب، إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ

فقل ها أَنا ذا، والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ، فإِن قيل لك: أَيْنَ فلان؟

قلتَ إِذا كان قريباً: ها هُو ذا، وإِن كان بَعِيداً قلت: ها هو ذاك،

وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة: ها هي ذِهْ، وإِذا كانت بعيدة: ها هِيَ

تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ

بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، والثاني

للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ، والثالث

للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، والرابع

لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ،

والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ

في الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية

والنِّهاية والداهِية، وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ،

ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ،

والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة

وحَيَّة، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو

المَهالِبة، والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ

والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج، والثالث أَن تكون عوضاً

من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وهم عبدُ اللهِ

بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر. قال ابن بري:

أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، وهو الرابع،

قال الجوهري: وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو

عِدةٍ وصِفةٍ، وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل

نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وقولهم أَقام

إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل

نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال: لاها

اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، وإِن شئت حذفت

الأَلف التي بعدَ الهاء، وإِن شئت أَثْبَتَّ، وقولهم: لاها اللهِ ذا،

بغير أَلفٍ، أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بين ها وذا

وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه، والتقدير لا واللهِ ما

فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها

كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا؛ قال زهير:

تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً،

فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ

(* في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً)

وفي حديث أَبي قَتادةَ، رضي الله عنه، يومَ حُنَينٍ: قال أَبو بكر، رضي

الله عنه: لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ

يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحديث لاها اللهِ

إِذاً،

(* قوله« لاها الله إِذاً» ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما

ترى.) ، والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا

ولا واللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفيفاً، ولك في أَلف ها مَذْهبان: أَحدهما

تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، والثاني أَن

تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين.

وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها، وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ، وقد

يقصر، تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ،

ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ.

وهاءَ أَيضاً: كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ، وليس من هذا الباب. الأَزهري:

قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك، وكقولهم

النَّجاكَ، قال: وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين

والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن

المُضْمَرَ هنا فاعِلون، وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا، وإِنما هذه

الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليست باسم، ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً

لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً، قال: وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم.

ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف

التي تُبْنَى للقطع، قال الله عز وجل: هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ؛ جاء في

التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى

فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا

كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة، يدل على ذلك

قوله: إني ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في

عِيشةٍ راضِيَةٍ. وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكيت: يقال هاءَ

يا رَجُل، وهاؤُما يا رجلانِ، وهاؤُمْ يا رِجالُ. ويقال: هاءِ يا امرأَةُ،

مكسورة بلا ياء، وهائِيا يا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ؛ ولغة

ثانية: هَأْ يا رجل، وهاءَا بمنزلة هاعا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي،

وللتثنية هاءَا، وللجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ ولغة أُخرى: هاءِ يا رجل،

بهمزة مكسورة، وللاثنين هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللثنتين

هائِيا، وللجمع هائِينَ، قال: وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا، وما

أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي، قال: ونحوَ ذلك قال الكسائي، قال:

ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ؛ قال الكميت:

وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى،

إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا

قال: ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل، وهاكما هذا يا رجُلان، وهاكُمُ

هذا يا رجالُ، وهاكِ هذا يا امرأَةُ، وهاكُما هذا يا امْرأَتان،

وهاكُنَّ يا نِسْوةُ. أَبو زيد: يقال هاءَ يا رجل، بالفتح، وهاءِ يا رجل بالكسر،

وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح، ولم يَكْسِروا في الاثنين،

وهاؤُوا في الجمع؛ وأَنشد:

قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه،

إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ

ويقال هاءٍ، بالتنوين؛ وقال:

ومُرْبِحٍ قالَ لي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ:

حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي

(* قوله« ومربح» كذا في الأصل بحاء مهملة.)

قال الأَزهري: فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد. وأَما الحديث

الذي جاءَ في الرِّبا: لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء،

فقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: أَن يَقُولَ كلُّ واحد من

المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان، وقيل: معناه هاكَ

وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قال: والقول هو الأَولُ. وقال الأَزهري في موضع

آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً

بيدٍ، كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس، والأَصلُ فيه هاكَ

وهاتِ كما قال:

وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ

كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ

قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه ها وها، ساكنةَ الأَلف، والصواب

مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها

المدة والهمزة، وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ

وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه؛ ومنه حديث عمر لأَبي موسى، رضي الله

عنهما: ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك.

الكسائي: يقال في الاستفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة

الأُولى هاء، فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك، يُريدون آلرجل فَعل ذلك، وهأَنت

فعلت ذلك، وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كانت للاستفهام بهمزة

مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله:

أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لا يقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: ولو قِيلت

لكانتْ. وطيِّءٌ تقول: هَزَيْدٌ فعل ذلك، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك. ويقال:

أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء:

نُفَلِّقُ، ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ

فإِنَّ أَبا سعيد قال: في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ

بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال: ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

فها تَنْبِيه.

سوأ

سوأ: ساء. كان على أصحاب المعاجم أن يذكروا ساء ظَنُّهُ وهو كثير الورود، كما في كتاب عبد الواحد (ص205) مثلاً.
أساء. أساء إلى فلان: ألحق به ما يشينه ويقبحه. وأضرّبه واعتدى عليه (بوشر).
سُوء: المرأة السُّوء: الشرّيرة (محيط المحيط).
سُوَّة: عامية سَوْءَة: أست (فوك، ألكالا).
سوه: شعر العانة (بوشر).
سُوَّه: عامية سَوْءَة: ضرر، أذى (المقدمة 3: 378) وهذا عند دي سلان وطبعة بولاق. وفي مخطوطتنا رقم (1350): سَوْءَة.
سَوْءَةً: في هذه الكلمة كان على فريتاج أن يذكر واسَوْءَتاه أي يا للعار التي ذكرت في كليلة ودمنة (ص212)
(سوأ) - في الحديث: "قال رجل يا رسول الله: رأَيتُ كأن مِيزاناً دُلِّى من السماء، فوُزِنت أنتَ وأَبوَ بكْر إلى أن قال: فاستَاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" .
استَاءَ: هو افْتَعل من السُّوء، على زِنة اسْتَاكَ، يعني سَاءَته وأَصابَه سُوءٌ، بمَنزِلة اهْتَمَّ من الهَمّ.
- في حديث عَبدِ الملك بنِ عُمَير: "السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّد أَحبُّ إلىّ من الحَسْناءِ بِنتِ الظَّنُونِ".
يقال: رجلٌ أَسْوأُ وامرأة سَوْآء على وَزْن حَسْناء: أي قَبِيحان.
سوأ
ساءَ1 يَسوء، سُؤْ، سَوْءًا وسُوءًا وسواءً، فهو سيِّئ، والمفعول مَسُوء (للمتعدِّي)
• ساء الشَّيءُ:
1 - قبُح، ردؤ "ساءت أحوالُه/ معاملاتُه- طبعٌ/ عملٌ/ خلُقٌ سيّئ- {يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} ".
2 - ضعُف، وهَن "ساءت صحّته".
• ساءَه فشلُ صديقه: ضرّه، آلمه، أحزنه "ساءه ما سمعَه من توبيخ ولوم- {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} " ° ساء به ظنًّا: شكّ فيه، ارتاب. 

ساءَ2 يسوء، سُؤْ، سُوءًا وسَوْءًا، فهو سَيِّئ، والمفعول مَسُوء
• ساء فلانًا: فعل به ما يكره. 

أساءَ/ أساءَ إلى يُسيء، أسِئْ، إساءةً، فهو مُسيء، والمفعول مُساء (للمتعدِّي)

• أساء الشَّخصُ: أتى بالقبيح من قولٍ أو فعلٍ " {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} ".
• أساء الشَّيءَ: أفسده، لم يُحسن عمله "أساء استعمالَ السِّكِّين فجُرح- أساء معاملةَ الأطفال- أساء تقديرَ/ تقييمَ النَّتائج- أساء سمعًا فأساء إجابة [مثل] " ° أساء التَّصرُّفَ/ أساء التَّعبيرَ/ أساء الفهمَ: أخطأه ولم يُحسِنْه- أساء الظَّن فيه/ أساء الظَّن به: شكّ فيه.
• أساءه الخبرُ: ساءَه؛ ضايقه.
• أساء إليه: ألحق به أذىً أو ضررًا أو إهانةً، سبَّب له عدم الرِّضا، خدش مشاعرَه "أساء إلى من أحسن إليه- أساء إلى جاره- غفَر لمن أساء إليه". 

استاءَ من يستاء، استَأْ، اسْتِياءً، فهو مُستاء، والمفعول مُستاءٌ منه
• استاء منه: تألّم، تضايَق بسببه، تأثَّر، تكدَّر، اغتاظ "استاء من سلوكه الطَّائش- مستاءٌ من تصرُّفِك". 

سوَّأَ يسوِّئ، تسويئًا وتَسْوئةً، فهو مُسَوِّئ، والمفعول مُسوَّأ
• سوَّأه: أفسده، قبَّحه، أضرّه "سوَّأ سمعته/ أفعاله: ألحق به ما يَشينه" ° سَوِّ ولا تُسوِّئْ: أصلِح ولا تُفسد.
• سوَّأ عليه فعلَه: عابه عليه، قال له: أسأتَ "سوّأ عليه تصرُّفه". 

إساءَة [مفرد]: مصدر أساءَ/ أساءَ إلى. 

استياء [مفرد]: مصدر استاءَ من. 

تسْوِئة [مفرد]: مصدر سوَّأَ. 

ساءَ3 [كلمة وظيفيَّة]: فعل ماض جامد للذمّ بمعنى (بئس) " {سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا} - {سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} ". 

سَوْء [مفرد]: ج أسْواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ساءَ1 وساءَ2.
2 - قبح "رجل سَوْء- عمل سَوْء". 

سُوء [مفرد]: ج أسواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ساءَ1 وساءَ2.
2 - شرّ، فساد، قُبْح، نقص، عيْب، كلّ ما يَسوء، وقد تجمع على مساوئ على غير قياس "سُوء طَبْع/ خُلُق/ استعمال/ حَظّ/ إدارة/ فَهْم/ نيَّة- الحديث السُّوء سريع الانتشار [مثل أجنبيّ]- {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} " ° سُوء الإدارة: إدارة سيِّئة أو استعمال سيِّئ أو معاملة سيِّئة- سُوء الائتمان: إقدام المرء عن قصد على خيانة الثِّقة التي كانت سبب ائتمانه- سُوء السّلوك: التعامل الخاطئ مع الآخرين- سُوء الظَّنّ: الشَّكّ والارتياب- سُوء العاقبة: كارثة- سُوء الفَهْم: عدم فهمه على الوجه الصحيح- سُوء النِّيَّة: معرفة الإنسان ما ينطوي عليه عمله القانونيّ من عيوب وإجرام- سُوء حالة: وضع سيِّئ- قول السُّوء: القول القبيح- لسوء الحظّ/ لسوء الطَّالع: لعدم التَّوفيق لأسباب أقوى من الإرادة- مسَّه بسُوء: ألحق به ضررًا.
3 - لفظ يُكنى به عن البَرَص " {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} ".
• سوء هضم: (طب) توعُّك مؤقَّت بسبب تعسُّر الهضم.
• سوء التَّغذية: (طب) حالة مرضيَّة سببها نقْص في إحدى المواد الأساسيَّة في الطعام أو بعضها، مثل: الأملاح المعدنيَّة، والفيتامينات والبروتينات، وينتج عن ذلك العديد من الأمراض، مثل: فقر الدّم (الأنيميا)، ولين العظام (الكساح)، والضعف العام ونقص الوزن، وعدم النمو في الأطفال. 

سَوْءَة [مفرد]: ج سَوْءات وسَوَءات:
1 - عَوْرة، سُمِّيت بذلك لأنّ انكشافها للنَّاس يسوء صاحبَها "بدت سوءتُه- {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} ".
2 - فاحشة، كل عمل وأمر شائن "اجتنبْ السَّوْءة من القول والفعل".
• السَّوْءتان: القُبُل والدُّبُر من الرَّجل والمرأة. 

سُوأَى [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من ساءَ1: مؤنّثًا: أكثر قُبحًا.
2 - نار جهنَّم " {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} ". 

سَواء [مفرد]: مصدر ساءَ1. 

سَوّ [مفرد]: سَوْء؛ شرّ وانتقام وعذاب " {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوِّ} [ق] ". 

سَوَّة [مفرد]: ج سَوَّات: سَوْءَة؛ عَوْرة " {لِبَاسًا يُوَارِي سَوَّتَهُما} [ق] ". 

سَيِّئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ساءَ1 وساءَ2 ° سَيِّئ الحظ: غير محظوظ- سَيِّئ الخُلُق/ سَيّئ الطَّبع: صاحب خلق رديء منحطّ- سَيِّئ الظَّنِّ: لا يحسن الظَّن في أحد- مِنْ سيِّئ إلى أسوأ: يَزْداد سوءًا. 

سَيِّئة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَيِّئ: "حالة سيِّئة".
2 - ذنب، خطيئة، عكس حسنة "عُوقب على سيئاته- {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إلاَّ مِثْلَهَا} - {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ".
3 - عَيْب، نقص، مصيبة " {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} ". 

مساوِئُ [جمع]: مف مَسَاءَة وسُوء (على غير قياس): معايب، نقائص، ما يُلحق سوءًا، أو ضررًا، أو إجحافًا، مضارّ، وقد تخفّف الهمزة فتصير: (مساوي) "مساوئ الحُكم الدِّكتاتوريّ كثيرة- *ولكن عين السّخط تبدي المساويا*". 
(س و أ) : (السَّوْأَةُ) الْعَوْرَةُ.
سوأ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا قصّ عَلَيْهِ رُؤْيا فَقَالَ: فاستاء لَهَا ثمَّ قَالَ: خلَافَة نبوّةٍ ثمَّ يُؤْتِي اللَّه الْملك من يَشَاء. قَوْله: استاء لَهَا إِنَّمَا هُوَ من المساءة [أَي أَن الرُّؤْيَا ساءته فاستاء لَهَا -] إِنَّمَا هُوَ افتعل مِنْهَا كَمَا تَقول من الْهم: اهتم لذَلِك وَمن الْغم اغتم [لذَلِك -] وكَذَلِك [تَقول -] من المساءة استاء [لَهَا -] . قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا نرى مساءته كَانَت لما ذكر مِمَّا يكون من الْملك بعد الْخلَافَة [قَالَ أَبُو عبيد -] وَبَعْضهمْ يرويهِ: فاستآلها فَمن رَوَاهُ هَذِه الرِّوَايَة فمعناها التأول وَإِنَّمَا هُوَ استفعل من ذَلِك وَهُوَ وَجه حسن غير مَدْفُوع.
س و أ

فعل سيء، وأفعال سيئة، وأتى بالسيئة وبالسيئات، وفلان يحبط الحسنى بالسوءى، وقد ساء عمله، وساءت سيرته، ولساء ما وجد منه، وساء به ظناً، وساءني أمرك، وهذا مما ساءك وناءك ومما يسوءك وينوءك. وقال الجاحظ: هو من السوء: البرص. وسؤت وجه فلان. ووقاك الله من السوء ومن الأسواء وهو اسم جامع لك آفة وداء. وسؤته فاستاء. وقصت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رؤيا فاستاء لها. وهو رجل سوء، وسوأة لك، ووقعت في السوءة السوآء. قال أبو زبيد:

لم يهب حرمة النديم وحقت ... يا لقومي للسوءة السوآء

و" سوآء ولود خير من حسناء عقيم ". وسوّأت على فلان ما صنع إذا قلت له أسأت، ويقال: سو ولا تسويء. أصلح ولا تفسد.

ومن الكناية: بدت سوءته، و" بدت لهما سوآتهما " " تخرج بيضاء من غير سوء " من غير برص.
س و أ: (سَاءَهُ) ضِدُّ سَرَّهُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (مَسَاءَةً) بِالْمَدِّ وَ (مَسَائِيَةً) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالِاسْمُ (السُّوءُ) بِالضَّمِّ. وَقُرِئَ: «عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السُّوءِ» بِالضَّمِّ أَيِ الْهَزِيمَةُ وَالشَّرُّ وَقُرِئَ بِالْفَتْحِ مِنَ (الْمَسَاءَةِ) . وَتَقُولُ: هُوَ رَجُلُ سَوْءٍ بِالْإِضَافَةِ وَرَجُلُ (السَّوْءِ) وَلَا تَقُولُ: الرَّجُلُ السَّوْءُ. وَتَقُولُ: الْحَقُّ الْيَقِينُ وَحَقُّ الْيَقِينِ لِأَنَّ السَّوْءَ غَيْرُ الرَّجُلِ وَالْيَقِينَ هُوَ الْحَقُّ، وَلَا يُقَالُ: رَجُلُ السُّوءِ بِالضَّمِّ. وَ (السُّوءَى) ضِدُّ الْحُسْنَى وَهِيَ فِي الْآيَةِ النَّارُ. وَ (السَّيِّئَةُ) أَصْلُهَا سَيْوِئَةٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه: 22] مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ. 
[سوأ] ساءه يسُوءه سوْءاً، بالفتح، وَمَساءَةً وَمَسائِيَةً: نقيضُ سَرَّهُ، والاسم السوء، بالضم، وقرئ (عليهم دائرة السُوءِ) ، يَعْني الهزيمَةَ والشَّرَّ. ومن فتح، فهو من المساءة. وتقول هذا رَجُلُ سَوْءٍ بالإضافة، ثم تُدْخِلُ عليه الألفَ واللامَ، فتقول: هذا رَجُلُ السَوْءِ، قال الشاعر : وكنتُ كذئب السَوْءِ لما رأى دَماً * بصاحبه يوما أحال على الدم قال الاخفش: ولا يقال: الرجل السوء، ويقال: الحق اليقين، وحق اليقين جميعا، لان السوء ليس بالرجل واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: هذا رجل السوء بالضم. وأساء إليه: نقيض أحسن إليه. والسُوآى نقيضُ الحُسْنى، وفي القرآن: (ثم كان عاقِبَةَ الذين أساؤُا السُوآى) يَعْني النَّارَ. والسَيِّئَةُ أصلها سَيْوِئَةٌ، فقلبت الواو ياءً وأُدْغِمَتْ. ويقال: فلان سيِّئُ الاختيار، وقد يخفف، مثل: هين، وهين، ولين ولين. قال الطهوى : ولا يجزون من حسن بسئ * ولا يجزون من غِلَظٍ بِلَيْنِ وامرأة سَوْآءُ: قبيحةٌ. ويقال: له عندي ما ساءَهُ وناءَهُ، وما يسُوءُهُ ويَنُوءُهُ. ابن السكيت: سُؤْتُ به ظَنَّاً، وأسأت به الظن. قال: يثبتون الالف إذا جاءوا بالالف واللام. وقولهم ما أُنْكِرُكَ من سُوءٍ، أي لم يكن إنكاري إيَّاك من سُوءٍ رأيتُهُ بك، إنما هو لِقِلَّةِ المعرفة بك. وقيل في قوله تعالى: (تخرج بيضاء من غير سوءٍ) أي من غير بَرصٍ. والسَوْأَةُ: العَوْرَةُ، والفاحشةُ. والسوأَةُ السَوآءُ: الخَلَّةُ القبيحةُ. وسَوَّأْتُ عليه ما صنع تسوئةً وتسويئاً، إذا عِبْتَهُ عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ. يقال: إنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَيَّ. قال: وسُؤْتُ الرجُلَ سَوايَةً ومَسايَةً، مخفَّفان، أي ساءه ما رآه مني، قال سيبويه: سألته - يعنى الخليل - عن سؤته سوائية، فقال: هي فعاليه، بمنزلة علانية، والذين قالوا: سواية حذفوا الهمزة، وأصله الهمز. قال: وسألته عن مسائية، فقال: مقلوبة، وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة: والذين قالوا: مساية حذفوا الهمزة تخفيفا. وقولهم: " الخيلُ تَجْري علي مَساويها " أي إنها وإنْ كانت بها أو صاب وعيوب، فإن كرمها يحملها على الجَرْي. وتقول من السُوءِ، استاء الرجل، مثل استاع، كما تقول من الغم: اغتم.
سوأ: والسّوء نعت لكلّ شيء رديء. ساء يَسُوءُ، لازمٌ ومجاوزٌ.. وساء الشّيء: قَبُح فهو سيىء. والسُّوء: اسم جامعٌ للآفات والدّاء. وسُؤْت وَجْهَ فلان وأنا أَسُوءُهُ، مَساءةً ومَساية لغة، تقول: أردت مساءتك ومسايتك، وأسأت إليه في الصُّنْع. واستاء من السوء بمنزلة اهتم من الهمّ. وأساء فلان خياطة هذا الثّوب، وسُؤت فلانا، وسُؤت له وجهه، وتقول: [ساء ما فعل فلان صنيعاً يسوء، أي: قبح صنيعُة صنيعاً] . والسَّيَّىء والسَّيِّئة: عملان قبيحان، يصير السّيِّيء نعتاً للذَّكَر من الأعمال، والسَّيِّئة للأنثَى، قال:

والله يعفو عن السيئات والزلل  

والسَّيّئة: اسم كالخطيئة. والسُّوءَى، بوزن فُعلَى: اسم للفَعْلة السَّيِّئة، بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولة على جهة النَّعْت في حدّ أّفعل وفُعْلَى كالأَسْوَأ والسُّوءَى، رجلٌ أَسوَأ، وامرأة سُوءَى، أي: قبيحة. سوأة: اسم أبي حيّ من قيس بن عامر. والسَّوْأةُ: فرج الرَّجُل والمراة، قال الله عز وجل: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ، والعرب إذا أرادوا شيئين من شيئين هما من خِلْقةٍ في نفس الشّيء، نحو القلب واليد، قالوا: قلوبهما وايديهما ونحو ذلك. والسَّوْأةُ: كلُّ عمل وأمر شائن.. ويُقال: سَوْأَةً لفُلانٍ، نصبٌ، لأنه ليس بخبر إنّما هو شَتْم ودعاء. والسّوأة السَّوءاء: المرأة المخالفة. وتقول في النَّكرة: رجلُ سَوْءٍ، وإذا عرّفت، قلت: هذا الرجل السَّوْءُ، ولم تُضِفْ.. وتقول: هذا عَمَلُ سَوْء، ولم تقل [العمل] السّوء، لأنّ السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل لأن الفعل من الرّجل وليس الفعل من السَّوْء، كما تقول: [قول صِدْقٍ، والقولُ الصِّدْق، ورجل صِدْق، ولا تقول] : الرّجلُ الصِّدْق لأنّ الرّجل ليس من الصدق. وأمّا السُّوءُ فكلّ ما ذكر بسيىء فهو السُّوء. ويكنّى بالسُّوء عن البرص، قال [جلّ وعزّ] : تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ*

، أي: برص. ويقال: لا خير في قول السُّوء، فإِذا فتحت السِّين فهو على ما وصفنا. وإذا ضممت السّين فمعناه: لا تقل سُوءاً. وتقول: استاء فلانٌ من السُّوء، [وهو] بمنزلة اهْتَمّ من الهَمّ،

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و [على] اله وسلم: أنّ رجلاً قص عليه رؤيا فاستاء لها 

، أي: الرؤيا ساءته فاستاء لها إنّما هو افتعل منه.
س وأ

ساءَهُ سَوْءاً ومَسَائِيَةً فَعَل به ما يكره قال سيبيوه سألتُ الخليل عن سَوَائِيَة فقال هي فَعَالِيَةٌ بمنزلة عَلاَنِية قال والذين قالوا سَوايةً حذفُوا الهمزة كما حَذَفوا همزة هارٍ ولاثٍ كا اجتمع أكثرهم على تَرْك الهمز في مَلَك وأَصْلُه مَلأَكٌ وقال وسألته عن مَسَائِيةً هي مَقْلُوبة وإنما كان حدّها مَسَاوِئَةٌ فكَرِهُوا الواو مع الهمزة لأنهما حرفان مُسْتَثْقَلان واسْتاءَ هو اهْتَمَّ وسُؤْتُ له وَجْهَه قَبَّحْتُهُ وساء الشيء سَوْءاً قَبُحَ ورَجُلٌ أَسْوَءُ قَبِيحٌ والأُنْثى سَوْآء وقيل هي فَعْلاء لا أفعَل لها وفي الحديث سَوْآءُ وَلُودٌ خَيْرٌ من حَسْنَاء عقيمٌ وكل كلمة قبيحة أو فَعْلَة قبيحة سَوْآء قال أبو زُبَيْد في رَجٌ لٍ من طَيِّئ نزل به رَجُلٌ من شَيْبان فأَضافَه الطائِي وأحسن إليه وسقاه فلما أسرع الشراب في الطائي افتخر ومد يده فوثب عليه الشيباني فقطع يده فقال أبو زُبَيْد

(ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينَا ... في شَرابٍ ونَعْمة وشِواءِ ... لَمْ يَهَبْ حُرْمَةَ النَّدِيمِ وحُقَّتْ ... يَا لَقَوْمِي للسَّوْأةِ السَّوْآءِ) وخَزْيانُ سَوْآنُ من القُبْح والسُّوأى بوزن فُعْلَى خلافُ الحُسْنَى وقوله تعالى {ثم كان عاقِبَةَ الَّذِينَ أساءُوا السُّوأَى} الذين أَساءُوا هنا الذين أَشْرَكُوا وأسَاءَ خلافُ أَحْسَن وأَسَاءَ الشيءَ أَفْسَدَه ولم يُحْسِن عَمَلَه وفي المثل أساءَ كارِهاً ما عَمِل وذلك أن رجلاً أكرهه آخَرُ على عَمَلٍ فأساءَ عَمَلَه يضرب هذا للرجل يطلب الحاجة فلا يبالغ فيها والسَّيِّئَةُ الخَطِيئَةُ وقَوْلٌ سَيِّئٌ يَسُوءُ وفي التنزيل {اسْتِكْباراً في الأرض ومَكْرَ السَّيِّئ} الروم 10 فأضاف وفيه {ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بأَهْلِه} فاطر 43 والمعنى مَكْرُ الشِّرْك وقرأ ابن مسعود ومَكْراً سَيِّئاً على النَّعْتِ وقوله

(أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْأَ بفِعْلِهم ... أم كَيْفَ يَجْزُونَنِي السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ)

فإنه أراد سَيِّئاً فخفف كَلَيْنٍ من لَيِّن وهَيْنٍ من هَيِّن وأراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأنه لا يمكنه أكثر من ذلك وسَوَّأَ عَلَيْه قال أَسَأْتُ والسَّوْءَةُ الفَرْجُ ورَجُلُ سَوْءٍ يَعْمَلُ عَمَل سَوْءٍ وإذا عَرَّفْتَه وَصَفْت به وإن اللَّيلَ طَوِيلٌ ولا يَسُوءُ بالُهُ أي لا يَسُوؤني بالُه عن اللحيانيِّ قال ومعناه الدُّعاء والسُّوءُ اسم جامعٌ للآفات وقوله تعالى {وما مسني السوء} الأعراف 188 قيل معناه ما بي من جُنُونٍ لأنهم نَسَبُوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجُنُون وقوله تعالى {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} يوسف 24 قال الزجاج السُّوء خيانة صاحبه والفحشاء رُكُوب الفاحشة وقوله {أُولئكَ لهم سُوءُ الحِسَابِ} الرعد 18 قال الزجاج سُوء الحساب أن تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز عن سيئة لأن كُفْرَهُم أحبط أَعْمَالَهُم كما قال {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} محمد 1 وقيل سوءُ الحِسابِ أن يُسْتَقْصَى عليه حسابُه ولا يُتَجاوز له عن شيءٍ من سَيَّئاتِه وكلاهما فيه عطب ألا تراهم قالوا مَنْ نُوقِشَ الحساب هلك والسُّوءُ البَرَصُ وبنُو سُوءَةَ حَيٌّ من قَيْس
سوأ
السُّوءُ: كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الدّنيويّة، والأخروية، ومن الأحوال النّفسيّة، والبدنيّة، والخارجة، من فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقوله: بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
[طه/ 22] ، أي: من غير آفة بها، وفسّر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال:
إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ [النحل/ 27] ، وعبّر عن كلّ ما يقبح بِالسَّوْأَى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى
[الروم/ 10] ، كما قال:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى [يونس/ 26] ، والسَّيِّئَةُ: الفعلة القبيحة، وهي ضدّ الحسنة، قال: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً [البقرة/ 81] ، قال: لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ [النمل/ 46] ، يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود/ 114] ، ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء/ 79] ، فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا [النحل/ 34] ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون/ 96] ، وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أنس أتبع السّيّئة الحسنة تمحها» ، والحسنة والسّيئة ضربان: أحدهما بحسب اعتبار العقل والشرع، نحو المذكور في قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها [الأنعام/ 160] ، وحسنة وسيّئة بحسب اعتبار الطّبع، وذلك ما يستخفّه الطّبع وما يستثقله، نحو قوله:
فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ [الأعراف/ 131] ، وقوله: ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ [الأعراف/ 95] ، وقوله تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ
[النحل/ 27] ، ويقال: سَاءَنِي كذا، وسُؤْتَنِي، وأَسَأْتَ إلى فلان، قال: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الملك/ 27] ، وقال: لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ
[الإسراء/ 7] ، مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ [النساء/ 123] ، أي: قبيحا، وكذا قوله:
زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ [التوبة/ 37] ، عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ
[الفتح/ 6] ، أي: ما يسوءهم في العاقبة، وكذا قوله: وَساءَتْ مَصِيراً [النساء/ 97] ، وساءَتْ مُسْتَقَرًّا [الفرقان/ 66] ، وأما قوله تعالى: فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ [الصافات/ 177] ، وساءَ ما يَعْمَلُونَ [المائدة/ 66] ، ساءَ مَثَلًا
[الأعراف/ 177] ، فساء هاهنا تجري مجرى بئس، وقال: وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ [الممتحنة/ 2] ، وقوله: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الملك/ 27] ، نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو في الوجه أثر السّرور والغمّ، وقال:
سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً
[هود/ 77] :
حلّ بهم ما يسوءهم، وقال: سُوءُ الْحِسابِ [الرعد/ 21] ، وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [الرعد/ 25] ، وكنّي عن الْفَرْجِ بِالسَّوْأَةِ . قال: كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ
[المائدة/ 31] ، فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي [المائدة/ 31] ، يُوارِي سَوْآتِكُمْ [الأعراف/ 26] ، بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما [الأعراف/ 22] ، لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما
[الأعراف/ 20].
سوأ
ساءه يَسُوْؤه سَوْءً - بالفتح - ومَسَاءَةً ومَسَائيَةً: نقيض سَرَّه، والاسم السُّوء - بالضم -، وقرأ عبد الله ابن كثير وأبو عمرو:) دائرةُ السُّوْء (يعني الهزيمة والشر، وقرأ الباقون بالفتح وهو من المَسَاءَة. وقوله تعالى:) تَخْرُجْ بيضاءَ من غيرِ سُوْء (أي من غير بَرَص. وقوله جل ذكره:) لَنَصْرفَ عنه السُّوءَ (أي خيانة صاحبة العزيز. و) سُوْءُ الحِساب (: هو ألاَّ تُقْبَلَ منهم حَسنة ولا تُغفر لهم سيِّئة.
وقولهم: ما أنْكِركَ من سوء: أي لم يكن إنكاري إيّاك من سوء رأيته وإنما هو لقلة المعرفة.
والسُّوْءى: نقيض الحسنى، قال أبو الغول النَّهْشَلِيّث وليس لأبي الغول الطُّهوي:
ولا يَجْزُوْنَ من حَسَنٍ بسُوْءى ... ولا يَجْزُوْنَ من غِلَظٍ بِلِيْنِ
ويروى: " بسوءٍ " و " بِسَيءٍ ".
والسُّوْءى في قوله تعالى:) ثُم كان عاقِبَةَ الذين أساءُوا السُّوْءى (أي عاقبة الذين أشركوت النار.
وتقول: هذا رجل سَوْءٍ - بالإضافة - ثم تُدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السَّوْء؛ ويقال: الحق اليقين وحق اليقين جميعاً، لأن السَّوْءَ ليس بالرجل؛ واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: رجل السُّوءٍ - بالضم -.
والسَّيِّئةُ: أصلها سَيْوٍءئَةٌ؛ فقُلِبت الواو ياء وأدغمت. وقوله تعالى) ثمَّ بدَّلنا مكان السَّيئَةِ الحَسَنةَ (أي مكان الجَدْب والسَّنةِ الخِصْبَ والحيا. وقوله جل وعز:) ويَسْتَعْجِلُوْنَكَ بالسَّيِّئة قبلَ الحَسَنَةِ (أي يطلبون العذاب. وقوله:) وما أصابَكَ من سيئة فمن نفسِك (أي من أمْرٍ يَسُوْؤكَ.
ويقال: فلان سيئ الاختيار، وقد يُخفَّف فيقال: سيئ؛ مثل هيِّنٍ وهَيْنٍ ولَيِّنٍ ولَيْنٍ، وقد سبق الاستدلال ببيت أبي الغول.
ورجل أسوأ وامرأة سَوْءآءُ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: سَوْآءُ وَلُوْدٌ خير من حسناء عقيم، وكذلك كل خَصْلَةٍ أو فَعْلَةٍ قبيحة، قال أبو زبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
لم يَهَبْ حُرْمَةَ النَّديم وحُقَّتْ ... يا لَقَوْمٍ للسَّوْءَةِ السَّوْءآءِ
والسَّوْءَةُ: العورة والفاحشة. ويقال: له عندي ما ساءه وناءه وما يسوْؤه ويَنُوْؤه.
ابن السكِّيت: سُؤْتُ به ظنّا وأسَأْتُ به الظن قال: يُثْبِتُونَ الألف إذا جاؤوا بالألف واللام. وسُؤْتُ الرجل سَوايةً ومسايةً - مُخَفَّفَتان -: أي ساءه ما رآه مني. وزاد أبو زيد: سَوَاءَةً - بالهمز -. وقال سيبويه: سألته - يعني الخليل - عن سُؤْتُه سَوَائيَةً فقال: هي فَعَاليةُ بمنزلة علانية؛ والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة وأصلها الهمز، قال: وسألته عن مسائية فقال: مقوبة وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة؛ والذين قالوا مسايةً حذفوا الهمز تخفيفاً.
وقولُهم: الخَيل تجريعلى مَساوئها: أي إنَّها وإِن كانت بها أوصابٌ وعُيوبٌ فانَّ كَرَمَها يحمِلُها على الجَري.
وسُواءَةُ - بالضمِّ والمَدِّ -: من الأعلام.
وأساءَ: نقيضُ أحسنَ. وسَوَّأتُ عليه ما صَنَعَ تَسوئةً وتَسويئاً: إذا عِبتَه عليه وقُلتَ له: أسَأتَ، يقال: اِن أسَأتُ فَسَوّيء عَلَيَّ. وفي الحديث: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله لو أني لَقيتُ أبي في المشركين فَسمِعتُ منه مَقالةً قبيحةً لك فما صَبَرتُ أن طَعَنتُه بالرُّمح فَقتَلتُه فما سَوَّأ ذلكم عليه.
واستاءَ الرجل من السُّوء: افتَعَل؛ منه، كما تقول من الغَمِّ: اغتَمَّ، على وَزنِ اسطاعَ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " 41 - أ ": أنَّ رجلاً قَصَّ عليه رؤيا فاستاءَ لها؛ ثمَّ قال: خِلافَةُ نُبوَّةٍ ثم يؤتس الله المُلكَ مَن يشاء، ويُروى: فاستاءَ لها: أي طَلب تأويلَها بالتَأمُّل والنَّظر.

سوأ: ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً

وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً: فعل به ما يكره، نقيض سَرَّه. والاسم: السُّوءُ بالضم. وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يخففــان، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي.

قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة

عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قال:

وسأَلته عن مسائية، فقال: هي مقلوبة، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان <ص:96> مُسْتَثْقَلانِ. والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً. وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها على الجَرْي.

وتقول من السُّوءِ: اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ. وفي حديث النبي صلى اللّه

عليه وسلم: أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ

نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء. قال أَبو عبيد: أَراد

أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من الـمَساءة. ويقال:

اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك. ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل.

ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً.

والسُّوءُ: الفُجُورُ والـمُنْكَر.

ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ

ولَيْنٍ. قال الطُّهَوِيُّ:

ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ

ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابن السكيت:

وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا

بالأَلف واللام. قال ابن بري: إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ

مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ. ويقال أَسَأْت به

وإِليه وعليه وله، وكذلك أَحْسَنْت. قال كثير:

أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ

وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي. وقال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُم

أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها. وقال: ومَن أَساءَ فعليها.

وقال عزَّ وجل: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ.

وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته.

الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ

سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إِذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ:

قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها. وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قال الأُموي:

السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ. قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه. ومنه حديث عبدالملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ. وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها.

والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ الـمُخالِفة. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ. وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ.

قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ:

ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، * في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ

لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، * يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ

ويقال: سُؤْتُ وجه فلان، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً،

والـمَسايةُ لغة في الـمَساءة، تقول: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ. ويقال:

أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ. وخَزْيانُ سَوْآنُ: من القُبْح. والسُّوأَى، بوزن فُعْلى: اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى.

والسُّوأَى: خلاف الحُسْنَى. وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا. والسُّوأَى: النارُ.

وأَساءَ الرجلُ إِساءة: خلافُ أَحسَن. وأَساءَ إِليه: نَقِيضُ أَحْسَن إِليه.

وفي حديث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ

والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ. وقد كثر ذكر السَّيِّئة في

الحديث، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة.

وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه. وأَساءَ فلانٌ

الخِياطةَ والعَمَلَ. وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ. وذلك أَنَّ رجلاً

أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله. يُضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ(1)

(1 قوله «يطلب الحاجة» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.) فلا يُبالِغُ فيها.

والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوئِةٌ، فقُلبت الواو ياءً

وأُدْغِمت. وقولٌ سَيِّىءٌ: يَسُوء. والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ

قَبِيحانِ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى.

واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ. وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّءِ،

فأَضافَ.

وفيه: ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه، والمعنى مَكْرُ

الشِّرْك.وقرأَ ابن مسعود: ومَكْراً سَيِّئاً على النعت. وقوله:

أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟

فإنه أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ. وأَراد من الحُسْنَى

فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك. وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ.

ويقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي. وفي الحديث: فما سَوَّأَ عليه ذلك، أَي ما قال

له أَسأْتَ.

قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً: فيه قولان: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، والمعنى: فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه. وقيل: ضرب فلان على فلان سايةً معناه: جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق ساكن، جعلوها ياءً مشدَّدة، ثم استثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سايةٌ كما قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله.

والسَّوْأَة: العَوْرة والفاحشة. والسَّوْأَة: الفَرْجُ. الليث:

السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قال اللّه تعالى: بَدَتْ لهما سَوْآتُهما.

قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن. يقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء. وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة: وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ؟ قال ابن الأَثير: السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول

<ص:98> وفعل، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم. وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة؛ قال:

يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما.

ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول:

هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول: هذا

رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق:

وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ على الدَّمِ

قال الأَخفش: ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ،

وحَقُّ اليَّقِينِ، جميعاً، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل، واليَقِينُ هُو

الحَقُّ. قال: ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بري: وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السين فيهما، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السين، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن يقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، ولم يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم.

قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، واسم الفِعْل السُّوءُ، وقال:

السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل. قال

اللّه تعالى: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً. وتقول في

النكرة: رجل سَوْءٍ، وإِذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولم

تُضِفْ، وتقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، ولا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، ولا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ.

الفرّاء في قوله عز وجل: عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ.

قال: ودائرةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَى في القراءة

وأَكثر، وقلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السين. وقال الزجاج في قوله تعالى: الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ.

كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم،

فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم. قال: ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء، فهو

جائز. قال: ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت. وزعم الخليل وسيبويه: أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون.

قال اللّه تعالى: عليهم دائرةُ السَّوْءِ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ

بهم. قال الأَزهريّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السين مـمدودة، صحيح، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السين ممدودة، في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء، بفتح السين في السورتين. وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى:

ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة

ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فهذه مصادر، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك: عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قال: ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى: ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ ولا في قوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب، فيضم. وقرئَ قوله تعالى: عليهم

<ص:99>

دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من الـمَساءة. وقوله عز وجل:

كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ

صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة. وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاءُ. والسُّوءُ:

اسم جامع للآفات والداءِ. وقوله عز وجل: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الجُنون.

وقوله عز وجل: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم. وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه، وكلاهما فيه. أَلا تَراهم قالوا(1)

(1 قوله «قالوا من إلخ» كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.

وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة. ويقال: إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ. ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ. وقال الليث: أَمَّا السُّوءُ، فما ذكر بسَيِّىءٍ، فهو السُّوءُ.

قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإِذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءاً.

وبنو سُوءة: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.

سو

أ1 سَآءَ, (Lth, M, Msb, K,) aor. ـُ (Lth, Msb,) inf. n. سَوْءٌ, (Lth, M,) or سَوَآءٌ, like سَحَابٌ, (K,) [but the former is that which is commonly known,] It (a thing, Lth, M) was, or became, evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly. (Lth, M, Msb, K.) It is used in this sense, (IKt, TA,) or [rather] is like بِئْسَ, (Bd, Jel,) in the Kur [xvii. 34], where it is said, سَآءَ سَبِيلًا [Evil, &c., is it as a way of acting]: (IKt, Bd, Jel, TA:) which is like the saying, سَآءَ هٰذَا مَذْهَبًا [Evil, &c., is this as a way of acting or believing, &c.]: the noun being in the accus. case as a specificative. (IKt, TA.) And so in the saying, سَآءَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ صَنِيعًا [Evil, &c., as an action, is that which such a one has done]. (TA.) b2: One says also, سُؤْتُ بِهِ ظَنًّا, and أَسَأْتُ ↓ بِهِ الظَّنَّ , [lit. I was evil in opinion respecting him, or it, and I made the opinion respecting him, or it, to be evil, each virtually meaning I held, or formed, an evil opinion respecting him, or it,] the noun being determinate, with the article ال, in the latter case, (ISk, S, Msb, TA,) because it is an objective complement, for the verb is trans., (IB, TA,) and the noun being indeterminate in the former case, (IB, Msb, TA,) because it is in the accus. case as a specificative; (IB, TA;) but some allow it to be indeterminate after ↓ أَسَأْتُ, which is here the contr. of أَحْسَنْتُ. (Msb.) A2: It is also trans.: (Lth, TA:) you say, سَآءَهُ, (S, M, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. سَوْءٌ (S, M, K) and (??), with damm also, (TA, [and said to be an (??)n. in the Ksh and by Bd in ii. 46, but as it is (??) entioned as an inf. n. in the S nor in the M (??) the K, but is expressly said in all these to (??)st., I think that is should be rejected, or (??) as a quasi-inf. n. like كَلَامٌ and ثَوَابٌ (??) سَوَآةٌ (K) and سَوَآءَةٌ (Az, M, K) and (??), K,) of the measure فَعَالِيَةٌ, like (??) M,) and سَوَايَةٌ, (S, M, K,) which is a contraction of that next preceding, (Kh, S, M,) and مَسَآءٌ (M, K) and مَسَآءَةٌ, (S, M, K,) originally مَسْوَأَةٌ, (Har p. 81,) and مَسَائِيَةٌ, which is originally مَسَاوِئَةٌ, (Kh, S, M, K,) and مَسَايَةٌ, (S, M, K,) which is a contraction of that next preceding, (Kh, S,) and مَسَائِيَّةٌ, (M, K,) this last written in the L with two ى s, [i. e. مَسَاييِةٌ,] (TA,) [He did evil to him;] he did to him that which he disliked, or hated; (M, K;) he displeased, grieved, or vexed, him; contr. of سَرَّهُ. (S.) One says, سُؤْتُ الرَّجُلَ, meaning I displeased, grieved, or vexed, the man by what he saw [or experienced] from me. (S.) And أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ and مَسَائِيَتَكَ [I desired to displease, grieve, or vex, thee]. (Lth, TA.) And إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَلَا يَسُؤْ بَالُهُ [Verily the night is long, and may the state thereof not displease, grieve, or vex, me]: meaning لَا يَسُؤْنِى بَالُهُ; and expressing a prayer. (Lh, M. [In the TA, in the place of بَالُهُ is put ما له; as though meaning مَا لَهُ مِنَ الحَوَادِثِ or the like, i. e. its events, or accidents, &c.]) And لَهُ عِنْدِي مَا سَآءَهُ وَنَآءَهُ [I have, belonging to him, or I owe him, what grieved him, and oppressed him by its weight], and مَا يَسُوْؤُهُ وَيَنُوْؤُهُ [what does, or will, grieve him, &c.]. (S.) تَرَكَ مَا يَسُوْؤُهُ وَيَنُوْؤُهُ [He left, or has left, what will grieve him, and oppress him by its weight, on the day of judgment, by the responsibility that it has imposed upon him,] is a prov., said of him who has left his property to his heirs. (Meyd, TA.) It is said that El-Mahboobee was possessed of riches; and when death visited him, he desired to make a testament; so it was said to him, “What wilt thou write? ” and he answered, “Write ye, 'Such a one,' meaning himself, 'has left what will grieve him, and oppress him by its weight:' ” i. e., property which his heirs will devour, while the burden thereof will remain upon him. (Meyd, TA.) [See also 4.] b2: One says also, سُؤْتُ وَجْهَ فُلَانٍ, aor. ـُ inf. n. مَسَآءَةٌ and مَسَائِيَةٌ, (Lth, TA,) i. q. قَبَحْتُهُ [i. e. I said, May God remove the person (lit. the face) of such a one far from good, or prosperity, &c.]. (TA. [It is said in a copy of the M, that سُؤْتُ لَهُ وَجْهَهُ means قَبَّحْتُهُ: but I think that the right explanation is قَبَحْتُهُ, without tesh-deed, meaning I said to him, قَبَحَ اللّٰهُ وَجْهَكَ: see art. قبح.]) 2 سوّأ [He corrupted, or marred]. You say, سَوِّ وَلَا تُسَوِّئْ Rectify thou, and do not corrupt, or mar. (A, TA.) [See also 4.] b2: سوّأ عَلَيْهِ He said to him أَسَأْتُ [Thou hast done ill]. (M.) You say, سَوَّأْتُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ, (S,) or صَنِيعَهُ, (K,) i. e. فِعْلَهُ, (TA,) inf. n. تَسْوِئَةٌ and تَسْوِىْءٌ, I discommended to him what he had done, or his deed; and said to him أَسَأْتَ [Thou hast done ill]. (S, K.) And إِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَىَّ [If I do ill, say thou to me, Thou hast done ill]. (S.) 4 أَسَآءَ, [inf. n. إِسَآءَةٌ,] He did evil, or ill; or acted ill; contr. of أَحْسَنَ: (S, M, K:) [and so]

اسِآء فِى فِعْلِهِ. (Msb.) You say, اسآء إِلَيْهِ (S, K) and لَهُ and عَلَيهِ and بِهِ (TA) He did evil or ill, or acted ill, to him. (S, K, TA.) b2: [See also أَسْوَى, in several senses, in art. سوي.]

A2: اسآءهُ He corrupted it, or marred it; (M, K;) [did it ill;] did it not well; namely, a thing. (M.) It is said in a prov., أَسَآءَ كَارِهٌ مَا عَمِلَ [An unwilling person did ill what he did]; relating to a man who was compelled against his will, by another, to do a thing, and marred it, or did it not well: it is applied to the man who seeks an object of want and does not take pains to accomplish it. (M, Meyd. *) See also 1, in two places, in the former half of the paragraph. [And see 2.]8 استآء He experienced evil, or that which he disliked or hated, (S, * K, TA,) or displeasure, (TA,) or grief, or anxiety. (M, TA.) اِسْتَآءَ لَهَا occurs in a trad. as meaning He (the Prophet) became displeased, or grieved, or anxious, on account of it; i. e., on account of a dream that had been related to him: or, accord. to one relation, the right reading is اِسْتَآلَهَا, meaning “ he sought the interpretation of it, by consideration. ” (TA.) سَوْءٌ is an inf. n. of سَآءَ, (Lth, S, M, K,) intrans., (Lth, M,) and trans.: (S, M, K:) and is also used as an epithet, applied to a man, (M, Msb, and Ham p. 712,) and to an action. (Msb.) Yousay رَجُلُ سَوْءٍ (S, M, Msb, K) [A man of evil nature or doings; or] a man who does what is evil, displeasing, grievous, or vexatious: (M, TA:) and رَجُلُ السَّوْءِ [the man of evil nature or doings &c.]: (S, K:) and ذِئْبُ السَّوْءِ [the wolf of evil nature &c.], as in a verse cited voce أَحَالَ, in art. حول: (S:) and عَمَلُ سَوْءٍ [a deed of evil nature]: (M, Msb:) and عَمَلُ السَّوْءِ [the deed of evil nature]: (Ham p. 498:) and نَعْتُ سَوْءٍ [an epithet of evil nature]: (O and K in art. سحق:) and سَعْفُ سَوْءٍ a bad commodity: (O and TA in art. سعف:) and if you make the former word determinate [by means of the article ال], you use the latter as an epithet [also], (M, * Msb, and Ham, p. 712, *) and you say الرَّجُلُ السَّوْءُ [the evil man, or the man who does what is evil &c.]: (Msb, and Ham p. 712:) and العَمَلُ السَّوْءُ [the evil deed]: (Msb:) [this last phrase I hold to be correct, regarding السَّوْءُ in this case as originally an inf. n. of the intrans. verb سَآءَ, and therefore capable of being used as an epithet applied to anything; though] IB says that السَّوْءُ used as an epithet is applied to a man but not to a deed: (TA:) [in what here follows from the S, denying the correctness of another phrase mentioned above on the authority of lexicologists of high repute, there is, in my opinion, an obvious mistranscription, twice occurring, السَّوْءُ for السُّوْءُ, which I suppose to have passed from an early copy of that work into most other copies thereof, for I find it alike in all to which I have had access:] Akh says, one should not say الرَّجُلُ السَّوْءُ, though one says الحَقُّ اليَقِينُ as well as حَقُّ اليَقِينِ; for السَّوْءُ is not the same as الرَّجُلُ, but اليَقِينُ is the same as الحَقُّ: he says, also, nor should one say, هٰذَا رَجُلُ السُّوْءِ with damm: (S:) [here the expres-sion “ with damm ” may perhaps be meant to refer to السوء in all of the three instances above; not in the last only:] IB says, [in remarking on this passage of the S, in which he appears to have read السُّوْء, with damm, in all of the three instances,] Akh allows one's saying رَجُلُ السَّوْءِ and رَجُلُ سَوْءٍ, with fet-h to the س in both; but not رَجُلُ السُّوْءِ, with damm to the س, because السُّوْءُ is a subst., meaning “ harm, injury, hurt, mischief, or damage,” and “ evilness of state or condition; ” and رَجُل is prefixed, as governing a gen. case, only to the inf. n.: and he adds that one says, هٰذَا الرَّجُلُ السَّوْءُ, not prefixing [the former noun to the latter, but using the latter as an epithet]. (TA.) b2: See also the next paragraph, in six places.

سُوْءٌ is the subst. from سَآءَهُ; (S, M, * K;) [so, app., accord. to the generality of the lexicologists;] or inf. n. (Ksh and Bd in ii. 46) of سَيِّئٌ, (Ksh ibid.,) or of سَآءَ, aor. ـُ (Bd ibid.,) or of سَآءَهُ [q. v.]; (TA;) signifying Evilness, badness, abominableness, foulness, or unseemliness; [and displeasingness, grievousness, or vexatiousness;] as, for instance, of natural disposition, and of doings: (Ksh ubi suprà:) vitious, immoral, unrighteous, sinful, or wicked, conduct: [hence, رَمَاهُ بِسُوْءٍ: see art. رمي:] anything disapproved, or disallowed; or regarded as evil, bad, abominable, foul, or unseemly: (S, TA:) [an evil action or event:] evilness of state or condition: harm, injury, hurt, mischief, or damage: (IB, TA:) anything that is mentioned as being سَيِّئ [i. e. evil, &c.]: (Lth, TA:) any evil, evil affection, cause of mischief or harm or injury, noxious or destructive thing, calamity, disease, or malady: (M, K, TA:) [pl. أَسْوَآءٌ, accord. to a general rule.] The saying مَا أُنْكِرُكَ مِنْ سُوْءٍ means I do not disacknowledge thee in consequence of سُوْء [i. e. evilness, &c.,] that I have seen in thee, but only in consequence of my little knowledge of thee. (S.) لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوْءَ وَالفَحْشَآءَ, in the Kur [xii. 24], is said by Zj to mean, [In order that we might turn away from him] unfaithfulness to his master, and adultery. (M, TA.) And سُوْءُ الحِسَابِ, in the Kur [xiii. 18, i. e. The evilness of the reckoning], is expl. by him as meaning a reckoning in which no good work will be accepted, and no evil work passed over; because infidelity will have made the former to be of no avail: or, as some say, it means a reckoning pursued to the utmost extent, in which no evil work will be passed over. (M, TA.) لَا خَيْرَ فِى قَوْلِ السُّوْءِ means There is no good in thy saying سُوْء [i. e. a thing that is evil; قول being here used in its original sense of an inf. n.]: but if you say ↓ السَّوْء, [you use قول in the sense of مَقُول, and] the meaning is, in evil speech. (TA as from the K, but not in the CK nor in my MS. copy of the K.) سُوْءٌ accord. to one reading, and ↓ سَوْءٌ accord. to another, (K, TA, [but all that is given in this sentence as from the K is so given only on the authority of the TA, not being in the CK nor in my MS. copy of the K]) the latter of which readings is the more common, (TA,) in the phrase دَائِرَةُ السّوء, (K, TA,) in the Kur [ix. 99 and xlviii. 6], (TA,) mean Defeat, and evil; (K, TA;) and trial, or affliction, and torment; (TA;) and perdition, and destruction, or corruption: (K, TA:) and in like manner in the saying, أُمْطِرَتْ مَطَرَ السّوءِ, (K, TA,) in the Kur [xxv. 42]: (TA:) or السُّوْء means harm, injury, hurt, mischief, or damage; and evilness of state or condition; [as expl. before;] and ↓ السَّوْء, corruption, or destruction, or perdition: (K, * TA:) or السُّوْء in the phrase دَائِرَةُ السُّوْءِ means defeat and evil; and the reading ↓ السَّوْء is from [i. e. syn. with] المَسَآءَة [as inf. n.]. (S. [See also دَائِرَةٌ, in art. دور.]) Accord. to Zj, in the saying in the Kur [xlviii. 6], ↓ الظَّانِّينَ بِاللّٰهِ ظَنَّ السَّوْءِ, (TA,) meaning ظَنَّ الأَمْرِ السَّوْءِ [i. e. Who opine, of God, the opining of the evil thing], (Bd,) it is allowable to read ظَنَّ السُّوْءِ; (T, TA;) and thus some read in this instance: (Jel:) but AM says, in the saying in the Kur [xlviii. 12], ↓ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ [And ye opined the evil opining], it is read only with fet-h, and damm to the س is not allowable in this instance, for there is in it no meaning of trial, or affliction, and torment: (TA:) [for this distinction, however, I see no reason; and it is not correct; for] السوء is with fet-h and with damm to the س in the three sentences [whereof this last is one] in which it occurs in this chapter. (Jel.) b2: In the Kur vii. 188, it is said to mean (assumed tropical:) Diabolical possession; or insanity, or madness. (M, TA.) b3: (tropical:) Leprosy, syn. بَرَصٌ, (Lth, S, M, K, TA,) is said to be its meaning in the Kur xx. 23 and xxvii. 12 and xxviii. 32. (S, TA.) b4: (assumed tropical:) The fire: so in the Kur xxx. 9, accord. to the reading السُّوْءَ: (K, TA:) said to mean there Hell: but the reading commonly known is ↓ السُّوْءَى. (TA.) b5: And (assumed tropical:) Weakness in the eye. (K. [Thus, i. e. with damm to the س, in the CK and TK: in the TA said to be بالفتح; but this is evidently a mistake for بالضمّ.]) سَىْءٌ: see سَيِّئٌ.

سَوْءَةٌ The عَوْرَة [or pudendum], (S, Mgh, Msb,) i. e. (Msb) the فَرْج [which means the same, or the external portion of the organs of generation], (Lth, M, IAth, Msb, K,) of a man, and of a woman: (Lth, Msb, TA:) and the anus: (Az and TA in art. سوى:) dual سَوْءَتَانِ: and pl. سَوْآتٌ: so called because its becoming exposed to men displease [or shames] the owner thereof; (Msb;) or because of its unseemliness. (Ham p. 510.) In the Kur vii. 19, for سَوْآتِهِمَا, some read سَوَاتِهِمَا; and some, سَوَّاتِهِمَا. (Bd.) b2: In the Kur v. 34, it means The dead body, or corpse; (Bd, Jel;) because it is deemed unseemly to be seen. (Bd.) b3: Accord. to IAth, the former is the primary signification: and hence it is transferred to denote Any saying, or action, of which one is ashamed when it appears: (TA:) any evil, bad, abominable, foul, or unseemly, saying or action; (S, K, TA;) as also ↓ سَوْآءُ: (M:) any disgracing action or thing: (Lth, TA:) an evil, abominable, or unseemly, property, quality, custom, or practics; (K, TA;) as also ↓ سَوْآءُ, or ↓ سَوْءَى; (accord. to different copies of the K; [the latter perhaps fem. of ↓ أَسْوَأُ like the former, of the same class as دَفْأَى and دَنْأَى, or fem. of ↓ سَوْآنُ, like عَطْشَى fem. of عَطْشَانُ;]) or so both of these; (TA;) or so ↓ سَوْءَةٌ سَوْآءُ: (S:) [or this last means a property, &c., that is very evil &c.] One says, سَوْءَةً لِفُلَانٍ May a disgracing action or thing befall such a one; [or disgrace, or shame, to such a one;] using the accus. case because it is an expression of reviling and imprecation. (Lth, TA.) [See also سَيِّئَةٌ and سُوْءَى.] b4: ↓ السَّوْءَةُ السَّوْءَى [or ↓ السَّوْءَةُ السَّوْآءُ] also means The contrarious wife or woman. (TA.) سَايَةٌ as used in the saying ضَرَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ

سَايَةً is held by some to be originally with ء, and of the measure فَعْلَةٌ, from السَّوْءُ; so that the saying means Such a one did to such a one a thing that caused displeasure to him; and did evil to him: others hold that the saying means such a one made a way to do what he desired to such a one; in which case, ساية is of the measure فَعْلَةٌ from سَوَّيْتُ; originally سَوْيَةٌ, which is changed into سَيَّةٌ, and then into سَايَةٌ, in like manner as دِوَّانٌ is changed into دِيوَانٌ. (Aboo-Bekr, TA.) [See the same word in art. سوى.]

سَوْءَى: see سَوْءَةٌ, in two places.

سُوْءَى is [fem. of ↓ أَسْوَأُ, q. v., as meaning More, and most, evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly: and is also] a subst. signifying an evil, a bad, an abominable, a foul, or an unseemly, action; (Msb, TA;) i. q. فَعْلَةٌ سَيِّئَةٌ [and سَيِّئَةٌ alone]: in this sense, [as well as in the former,] (TA,) contr. of حُسْنَى. (S, M, K, TA.) b2: In the Kur xxx. 9, (S, TA,) accord. to the reading commonly known, (TA,) [as contr. of الحُسْنَى,] السُّوْءَى means (assumed tropical:) The fire (S, K, TA) of Hell. (TA.) See also سُوْءٌ, last explanation but one.

سَوْآءُ: see أَسْوَأُ (of which it is said by some to be fem.) in two places: b2: and see also سَوْءَةٌ, in four places.

خَزْيَانُ سَوْآنُ is [app. an instance of the alteration of the latter of two epithets to assimilate it to the former, originally خَزْيَانُ أَسْوَأُ, meaning Ashamed, or base, or vile, or ignominious, and evil, bad, &c.,] from القُبْحُ. (M, TA.) b2: See also سَوْءَةٌ.

سَيِّئٌ, [originally سَيْوِئٌ (as will be shown below, voce سَيِّئَةٌ), then سَيْيِئٌ, and then سَيِّئٌ,] applied to a thing [of any kind], (Lth, TA,) Evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly; (Lth, Msb, TA;) contr. of حَسَنٌ: (Msb:) sometimes contracted into ↓ سَىْءٌ, like as هَيِّنٌ is contracted in هَيْنٌ, and لَيّنٌ into لَيْنٌ; as in the saying of Et-Tuhawee, وَلَا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ مِسَىْءٍ

وَلَا يَجْزُونَ مِنْ غِلَظٍ بِلِينِ [And they will not requite good with evil, nor will they requite roughness with gentleness]. (S.) You say قَوْلٌ سَيِّئٌ [An evil saying; or] a saying that displeases. (M, TA.) And فَعْلَةٌ سَيِّئَةٌ [An evil action or deed]. (TA.) And it is said in the Kur [xxxv. 41], وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئٌ

إِلَّا بِأَهْلِهِ [And in the plotting of that which is evil; but the evil plotting shall not beset any save the authors thereof]. (M, TA.) One says also, فُلَانٌ سَيِّئُ الاِخْتِيَارِ [Such a one is evil in respect of choice, or preference]. (S.) [See also the next paragraph.]

سَيِّئَةٌ [fem. of سَيِّئٌ, q. v.: and also a subst., being transferred from the category of epithets to that of substs. by the affix ة], originally سَيْوِئَةٌ, (S,) An evil act or action; contr. of حَسَنَةٌ; (Msb;) a fault, an offence, or an act of disobedience; or such as is intentional; a sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment; syn. خَطِيْئَةٌ: (M, K:) pl. سَيِّئَاتٌ. (TA.) It is said in a trad., الحَسَنَةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ [The good act is between the two evil acts]; meaning that the exceeding of the just bounds is a سَيِّئَة, and the falling short thereof is a سَيِّئَة, and the pursuing a middle course between these two is a حَسَنَة. (TA.) [See also سَوْءَةٌ and سُوْءَى.] b2: Also; tropically, (tropical:) The recompense of a سَيِّئَة properly so termed [i. e. as expl. above]. (Msb in art. مكر.) b3: An evil, or evil accident; a calamity; a misfortune; (Ksh in iv. 81;) a trial, or an affliction; opposed to حَسَنَةٌ; (Ksh and Bd in iv. 80;) scarcity of herbage, or of the goods, conveniences, and comforts, of life; straitness of circumstances; and unsuccessfulness; thus [likewise] opposed to حَسَنَةٌ in the Kur iv. 80. (Er- Rághib, TA in art. حسن.) أَسْوَأُ; fem. سُوْءَى: see the latter word. One says, هُوَ أَسْوَأُ القَوْمِ He is the most evil, &c., of the people, or party; syn. أَقْبَحُهُمْ: and هِىَ السُّوْءَى

She is the most evil, &c. (Msb.) And the [common] people say أَسْوَأُ الأَحْوَالِ, meaning The [worst, or] most scanty, and weakest, of states or conditions. (Msb.) A2: [Also,] applied as an epithet to a man, (El-Umawee, M, TA,) Evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly: (ElUmawee, M, K, TA:) fem. ↓ سَوْآءُ, (El-Umawee, M, K,) which is thus applied to a woman; (ElUmawee, S, M;) or this is an instance of the measure فَععلَآءُ having no [masc. of the measure]

أَفَعَلُ. (M, TA.) See also سَوْءَةٌ, in four places. It is said in a trad. (M, TA) of the Prophet, or of 'Omar, (TA,) وَلُودٌ خَيْرٌ مِنْ حَسْنَآءَ عَقِيمٍ ↓ سَوْآءُ [An ugly prolific woman is better than a beautiful barren one]. (M, TA.) مَسَآءَةٌ an inf. n. of سَآءَهُ: (S, M, K:) and [also a subst. signifying An evil, as being] a cause of grief or vexation; contr. of مَسَرَّةٌ: originally مَسْوَأَةٌ: and therefore the pl. is ↓ مَسَاوٍ, for مَسَاوِئُ; (Msb;) signifying also vices, faults, defects, or imperfections; (S, Msb, K, TA;) and diseases; (S, TA;) and acts of disobedience: (Msb:) so in the saying, بَدَتْ مَسَاوِيهِ His acts of disobedience, and vices, faults, &c., appeared: (Msb:) and الخَيْلُ تَجْرِى عَلَى مَسَاوِيهَا Horses run, notwithstanding their vices, or faults, &c., (S, Meyd, K,) and diseases; (S, Meyd;) for their generousness impels them to do so: (S, Meyd, K: but omitted in the CK:) and in like manner, the ingenuous generous man bears difficulties, and defends, or protects, what he is bound to defend or protect, or to regard as sacred, or inviolable, though he be weak, and practises generosity in all circumstances: (Meyd, TA:) or it is applied in relation to the protection and defence of what should be sacred, or inviolable, or of wives, or women under covert, and the members of one's household, notwithstanding harm, or injury, and fear: or it means that one may seek to defend himself by means of a man though there be in him qualities disapproved: (MF, TA:) but accord. to Lh, المَسَاوِى has no proper sing., like المَحَاسِنُ: (Meyd, TA: *) accord. to some of the writers on inflection, it is the contr. of المَحَاسِنُ, and an anomalous pl. of السُّوْءُ, being originally with ء. (TA.) مَسَاوٍ: see the next preceding paragraph.
سوأ
: (} ساءَه) {يَسوءُه} سُوءًا بِالضَّمِّ و ( {سَوْءًا) بِالْفَتْح (} وَسَوَاءً) كسحاب ( {وسَوَاءَةً) كسَحَابةٍ وَهَذَا عَن أَبي زيد (} وَسَوَايَةً) كعَبَابَةِ ( {وَسَوَائِيَةً) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سأَلْتُ الخليلَ عَن} سُؤْتُه سَوَائِيَةً فَقَالَ: هِيَ فَعَالِيَة بمنزِلَة عَلاَنِيَةٍ ( {ومَسَاءَةً} ومَسَائِيَةً مَقْلُوباً) كَمَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ، نقلا عَن الْخَلِيل (وَأَصْلُه) وحْدَه ( {مَسَاوِئَة) كَرهوا الْوَاو مَعَ الْهمزَة، لأَنهما حرفانِ مُستَثْقَلانِ (و) سُؤْتُ الرجلَ سَوَايَةً و (} مَسَايَةً) يُخَفَّفــان، أَي حذفوا الْهمزَة تَخْفِيفًا كَمَا حَذفوا همزَة هَارٍ وَلاَثٍ كَمَا أَجمع أَكثرُهم على تركِ الْهَمْز فِي مَلَكٍ وأَصلُه مَلأَكٌ (! ومَسَاءً {وَمَسَائِيَّةً) هَكَذَا بِالْهَمْز فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) بالياءَين: (: فَعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ) نقيض سَرَّه، (فاسْتَاءَ هُوَ) فِي الصَّنِيع مثل اسْتَاعَ، كَمَا تَقول من الغَمُّ اغْتَمَّ، وَيُقَال: ساءَ مَا فَعَل فلانٌ صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبْحَ صَنيِعاً، وَفِي تَفسير الغَرِيب لِابْنِ قُتَيْبَة قَوْله تَعَالَى.
{} وَسَاء سَبِيلاً} (الْإِسْرَاء: 32) أَي قَبُحَ هَذَا الفعلُ فعْلاً وطَرِيقاً، كَمَا تَقول: ساءَ هَذَا مَذْهَباً، وَهُوَ مَنْصُوب على التَّمْيِيز، كَمَا قَالَ {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (النِّسَاء: 69) {واستاءَ هُوَ اسْتَهَمَّ وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن رجلا قصَّ عليهِ رُؤيا فاستاءَ لَهَا ثمَّ قَالَ: (خِلافَةُ نُبُؤّة ثمَّ يُوحتي اللَّهُ المُلكَ مَنْ يَشاء) : قَالَ أَبو عبيدٍ: أَراد أَن الرؤْيَا} ساءَتْه فاستاءَ لَهَا، افتعلَ من {المَسَاءَة، وَيُقَال: استاءَ فلانٌ بمكاني، أَي ساءَهُ ذَلِك، ويروى: (فاستآلَها) أَي طلب تَأْوِيلَها بالنَّظرِ والتأْمُّلِ، (والسُّوءُ، بِالضَّمِّ، الاسْمُ مِنْهُ) وَقَوله عز وَجل {1. 019 وَمَا مسنى السوء} (الْأَعْرَاف: 188) قيل: مَعْنَاهُ مَا بِي من جُنونٍ، لأَنهم نَسبوا النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى الجُنون، والسُّوءُ أَيضاً بِمَعْنى الفُجور والمُنكر، وَقَوْلهمْ: لَا أُنْكِرُك من سُوءٍ، أَي لم يكن إِنكاري إِيَّاك من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هُوَ لِقِلَّة المَعرفة (و) يُقَال إِن السُّوءَ (البَرَصُ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {تَخْرُجْ بَيْضَآء مِنْ غَيْرِ سُوء} (طه: 2) أَي من غير بَرَصٍ، قَالَ اللَّيْث: أَما السُّوءُ فَمَا ذُكر} بِسَيِّىءٍ فَهُوَ السُّوءُ، قَالَ: ويُكْنَى بالسُّوءِ عَن اسْمِ البَرَصِ، قلت: فَيكون من بَاب الْمجَاز.
(و) ! السُّوءُ (كُلُّ آفَةٍ) ومَرضٍ، أَي اسمٌ جامِعٌ للآفات والأَمراض، وَقَوله تَعَالَى {كَذالِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَآء} قَالَ الزّجاج: السُّوءُ:ضِدٌّ لقَولهم: هَذَا رَجُلُ صِدْقٍ، وثَوحبُ صِدْقٍ، وَلَيْسَ للسَّوْءِ هُنَا معنى فِي بَلاءٍ وَلَا عَذابٍ فَيُضَمّ، وقُرِىءَ قولُه تَعَالَى {عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْء} (أَي الهُزيمة والشَّرِّ) والبلاءِ وَالْعَذَاب (والرَّدَي والفَسَاد وكَذَا) فِي قَوْله تَعَالَى {أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْء} (الْفرْقَان: 40) بِالْوَجْهَيْنِ (أَو) أَن (المضموم) هُوَ (الضَّرَرُ) وسُوءُ الْحَال (و) السَّوْءُ (المفتوحُ) من المَسَاءَة مثل (الفَسَاد) والرَّدي (والنَّار، وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: ( {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءواْ السُّوءى} (الرّوم: 10)) قيل هِيَ جَهَنَّم أَعاذَنا اللَّهُ مِنْهَا (فِي قِراءَة) أَي عِنْد بعض القُرَّاءِ، وَالْمَشْهُور السُّوأَى كَمَا يأْتِي (ورَجُلُ سَوْءٍ) بِالْفَتْح، أَي يَعملُ عمَلَ سَوْءِ (و) إِذا عَرَّفْتَه وصَفْتَ (بِهِ) تَقول: هَذَا رَجُلُ سَوْءِ بالإِضافة وتُدْخِل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّام فَتَقول هَذَا (رَجُلُ السَّوْءِ) قَالَ الفرزدق:
وكُنْتَ كَذِئْبِ السَّوْءِ لمَّا رَأَى دَماً
بِصَاحِبِهِ يَوْماً أَحَالَ عَلَى الدَّمِ
(بالفَتحِ والإِضافة) لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّب، قَالَ الأَخفش: وَلَا يُقَال الرَّجُلُ السَّوْءُ، وَيُقَال الحَقُّ اليَقِينُ وحَقُّ اليَقِينِ، جَميعاً، لأَنّ السَّوْءَ لَيْسَ بِالرجلِ، واليَقينُ هُوَ الحَقُّ، قَالَ: وَلَا يُقَال هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، بالضمّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ. وَقد أَجازَ الأَخفَشُ أَن يُقال رَجُلُ السَّوْءِ وَرَجَلُ سَوْءٍ، بِفَتْح الين فيهمَا، وَلم يُجِزْ رَجُل السُّوءِ بِضَم السِّين، لأَن السُّوءَ اسمٌ للضُّرِّ وسُوءِ الحالِ، وإِنما يُضاف إِلى الْمصدر الَّذِي هُوَ فِعْلُه، كَمَا يُقَال: رَجُلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ، فَيقومُ مَقَامَ قَوْلِك: رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فَلهَذَا جَازَ أَن يُقال رَجُلُ السَّوْءِ بِالْفَتْح، وَلم يَجُزْ أَن يُقَال هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، بالضمّ. وَتقول فِي النّكِرة رَجُلُ سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَ قلت: هَذَا الرَّجُلُ السَّوْءُ وَلم تُضِفْ، وَتقول هَذَا عَمَلُ سَوْءٍ، وَلَا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نَعْتاً للرجل، وَلَا يكون السَّوْءُ نَعْتاً للعَمل، لأَن الفِعل من الرجُل وَلَيْسَ الفِعل من السَّوْءِ، كَمَا تَقول: قوْلُ صِدْق والقَوْلُ الصِّدْقُ ورجُلُ صدْق وَلَا تَقول رجُلُ الصِّدْق، لأَن الرجل لَيْسَ من الصدقِ.
(و) السَّوْءُ بِالْفَتْح أَيضاً: (الضَّعْف فِي العيْنِ) .
( {والسُّوأَى) بِوَزْن فُعْلَى اسمُ الفَعْلَةِ} السَّيِّئَةِ بمنزِلة الحُسْنَى للحَسنة محمولَةٌ على جِهةِ النعْتِ فِي حدِّ أَفْعل وفُعْلَى {كالأَسْوَإِ} والسُّوأَى، وَهِي (ضِد الحُسْنَى) قَالَ أَبو الغُول الطُّهَوِيُّ وَقيل: هُوَ النَّهشَلِيُّ، وَهُوَ الصَّوابُ:
وَلاَ يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسُوأَى
وَلاَ يَجْزُونَ مِنْ غِلَظ بِلِينِ
(و) قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ {أَسَاءوا} السُّوأى} (الرّوم: 10) أَي عَاقِبَة الَّذين أَشركوا (النَّارُ) أَي نَار جهنّم أَعاذَنا الله مِنْهَا.
( {وأَساءَه: أَفْسده) وَلم يُحْسن عَمله، وأَساءَ فُلانٌ الخِياطَةَ وَالْعَمَل، وَفِي الْمثل (أَساءَ كارهٌ مَا عمِل) وَذَلِكَ أَن رجُلاً أَكْرهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يُضرب هَذَا للرجُل يُطْلَبُ (إِليه) الحاجةُ فَلَا يُبالغُ فِيهَا.
(و) يُقَال أَساءَ بِهِ، وأَساءَ (إِليه) ، وأَساءَ عَلَيْهِ، وأَساءَ لَهُ (ضِدٌّ أَحْسنَ) ، معنى واستعمالاً، قَالَ كُثَيِّر:
} أَسِيئي بِنَا أَوْ أَحْسِنِى لاَ ملُولَةٌ
لَديْنَا ولاَ مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَى} (يُوسُف: 100) وَقَالَ عزَّ مِن قائلٍ {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاِنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الْإِسْرَاء: 7) وَقَالَ تَعَالَى {وَمَنْ أَسَآء فَعَلَيْهَا} (فصلت: 46) وَقَالَ جلَّ وعزَّ {وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (الْقَصَص: 77) .
( {والسَّوْأَةُ: الفَرْجُ) قَالَ اللَّيْث: يُطلق على فَرْجِ الرجُل والمرأَةِ، قَالَ الله تَعَالَى {بَدَتْ لَهُمَا} سَوْآتُهُمَا} (الْأَعْرَاف: 22) قَالَ:! فالسَّوْأَةُ: كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائِنٍ، يُقَال: سَوْأَةً لفلانٍ، نَصْبٌ لأَنه شَتْمٌ ودُعَاءٌ. (والفاحِشَةُ) والعَوْرَةُ، قَالَ ابنُ الأَثير: السَّوْأَةُ فِي الأَصل: الفَرْجُ، ثمَّ نُقِل إِلى كُلِّ مَا يُسْتَحْيَا مِنْهُ إِذا ظهَرَ من قولٍ وفِعْل، فَفِي حَديث الحُدَيْبِيَة والمُغِيرة: وهَلْ غَسَلْتَ {سَوْأَتَكَ إِلاَّ الأَمْسَ أَشار فِيهِ إِلى غَدْرٍ كَانَ المُغِيرةُ فَعلَه مَعَ قَوْمٍ صَحبوه فِي الجاهِلِيَّة فقتَلَهم وأَخَذ أَموالَهم، وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس فِي قَوْله جلّ وعزّ {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} (الْأَعْرَاف: 22) قَالَ: يَجعلانِه على} سَوْآتِهما، أَي على فُروجهما.
(وَ) السَّوْأَةُ: (الخَلَّةُ القَبِيحَةُ) أَي الخَصلَة الرَّديئة ( {كالسَّوْآءِ) وكُلُّ خَصْلَة أَو فعلة قبيحةٍ سَوْآءُ،} والسَّوْآءُ السَّوْآءُ: المرأَةُ المُخالِفة، قَالَ أَبو زُبيْدٍ فِي رجُل من طيِّيءٍ نَزَل بِهِ رجلٌ من بني شَيْبانَ فَأَضافَه الطائِيُّ وأَحسن إِليه وسقاه، فَلَمَّا أَسرع الشرابُ فِي الطائِيِّ افتخر ومدَّ يَده، فوثَب الشيبانيُّ فقطَع يَده، فَقَالَ أَبو زُبيْدِ:
ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينَا
فِي شَرابٍ ونَعْمةٍ وشواءِ
لَمْ يهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ وحُقَّتْ
يَا لَقَوْمٍ للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ
( {والسَّيِّئَةُ: الخَطهيئَةُ) أَصلُها سَيْوِئَة، قُلِبت الْوَاو يَاء وأُدْغِمت. فِي حدِيث مُطَرِّف قَالَ لابنِه لما اجتهدَ فِي العِبادةِ: خَيْرُ الأُمورِ أَوْسَاطُها، والحَسَنةُ بَين} السَّيِّئَتيْنِ، أَي الغُلُوُّ سيِّئَةٌ والتَّقصير {سيِّئَةٌ، والاقتصادُ بَينهمَا حسنةٌ، وَيُقَال: كلمةٌ حسنةٌ، وَكلمَة سَيِّئَةٌ، وفَعْلةٌ حسنةٌ، وفَعْلة سَيِّئَة، وَهِي} والسَّيِّىءُ عَملانِ قَبِيحانِ، وقَوْلٌ {سيِّىءٌ:} يسُوءُ، وَهُوَ نَعْتٌ للذَّكر من الأَعمال، وَهِي للأُنثى، واللَّهُ يعفُو عَن {السَّيِّئاتِ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {1. 020 35 ومكر} السيِّىء} (فاطر: 43) فأَضافه، وَكَذَا قولُه تَعَالَى {1. 020 وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيىء إِلَّا بأَهْله} (فاطر: 43) وَالْمعْنَى مكْر الشِّرْكِ. وقرأَ ابنُ مَسْعُود ومَكْراً {سَيِّئاً، على النْعتِ، وقولُه:
أَنَّي جَزَوْا عامِراً} سَيْئًا بِفِعْلِهِمُ
أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَنِي {السُّوأَى من الحَسَنِ
فإِنه أَراد} سَيِّئًا فَخفَّفَ، كَهيْن وهَيِّنٍ، وأَراد: من الحُسْنَى، فوضَع الحَسَن مَكَانَهُ، لأَنه لم يُمْكِنه أَكثَرُ من ذَلِك، وَيُقَال: فُلانٌ {سَيِّىءُ الاخْتِيارِ، وَقد يُخَفَّف، قَالَ الطُّهَوِيُّ:
ولاَ يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ
ولاَ يَجْزُونَ مِنْ غِلِظٍ بلِينِ
(و) قَالَ اللَّيْث: (} ساءَ) الشيءُ يسُوءُ ( {سَواءً كسَحَاب) (فعْلٌ) لازِمٌ ومُجاوِزٌ، كَذَا هُوَ مضبوط، لكنه فِي قوْلِ اللَّيْث:} سَوْأً بِالْفَتْح بدل سَوَاءٍ، فَهُوَ سَيِّىءٌ إِذا (قَبْحُ، والنَّعْتُ) مِنْهُ على وزن أَفْعَل، تَقول رجُلٌ ( {أَسْوَأُ) أَي أَقْبَحُ (و) هِيَ (} سَوْآءُ) : قَبِيحةٌ، وَقيل هِيَ فَعْلاَءُ لَا أَفْعَلَ لَهَا، وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَوْآءُ ولُودٌ خَيْرٌ مِنْ حسْنَاءَ عَقِيمٍ) قَالَ الأُمويُّ: السَّوْآءُ: القبيحة، يُقَال للرجل من ذَلِك أَسْوأُ، مهموزٌ مقصورٌ، والأُنثى سَوْآءُ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: أَخرجه الأَزهريُّ حدِيثاً عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَخرجه غيرُه حَدِيثا عَن عُمر رَضِي الله عَنهُ، وَمِنْه حدِيثُ عبدِ الملكِ بن عُميْرٍ: السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّدِ أَحبُّ إِليَّ مِن الحسْنَاء بِنْتِ الظَّنُونِ. وَيُقَال: ساءَ مَا فَعَلَ فُلانٌ صنيعاً يسُوءُ، أَي قَبْحَ صَنيِعُه صَنيعاً ( {وسَوَّأَ عَلَيْهِ صَنيِعهُ) أَي فِعْلَه (} تَسْوِئَةً {وتَسوِيئًا: عَابَهُ عَلَيْهِ) فِيمَا صَنعَه (وَقَالَ لَهُ} أَسأْتَ) يُقَال: إِنْ أَخْطَاستُ فَخَطِّئْنِي، وإِنْ أَسَأْتُ {فَسَوِّيءْ عَليَّ، كَذَا فِي الأَساس، أَي قَبِّحْ عَليّ} إِساءَتي، وَفِي الحَدِيث: فَما {سَوَّأَ عَلَيْهِ ذَلِك، أَي مَا قَالَ لَهُ أَسَأْتَ.
وَمِمَّا أَغفله المُصَنّف:
مَا فِي (الْمُحكم) : وَذَا مِمَّا} ساءَك وناءَك وَيُقَال: عِنْدِي مَا {ساءَهُ وناءَه، وَمَا} يَسُوءُه ويَنُوءَهُ.
وَفِي (الأَمثال) للميداني: (تَركَ مَا يَسُوءُهُ ويَنُوءُهُ) يُضرب لمن تَرك مالَه للْوَرَثَة، قيل: كَانَ المحبوبي ذَا يسارٍ، فَلَمَّا حضرتْه الوفَاةُ أَراد أَن يُوصِيع، فَقيل لَهُ: مَا نَكْتُب؟ فَقَالَ: اكتبوا: تَركَ فُلاَنٌ يعْني نَفْسه مَا يَسُوءُه ويَنُوءُه. أَي مَالا تأْكُلُه وَرَثَتُه ويَبْقَى عَلَيْهِ وِزْرَه.
وَقَالَ ابْن السّكيت: {وسُؤْتُ بِهِ ظَنًّا وأَسأْتُ بِهِ الظَّنَّ، قَالَ: يُثيتون الأَلف إِذا جاءُوا بالأَلف وَاللَّام، قَالَ ابْن برِّيّ: إِنما نَكَّر ظنًّا فِي قَوْله سُؤْت بِهِ ظنًّا لأَن ظَنًّا مُنتصب على التَّمْيِيز، وأَما} أَسأْت بِهِ الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعولٌ بِهِ، وَلِهَذَا أَتى بِهِ معرفَة، لأَن أَسأْتُ متعَدَ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه.
وسُؤْتُ لَهُ وجْهَ فلانٍ: قَبَّحْتُه، قَالَ اللَّيْث: ساءَ يسوءُ فِعْلٌ لازِمٌ ومُجاوِزٌ.
وَيُقَال سُؤْتُ وجْهَ فُلانِ وأَنا {أَسُوءُه مَساءَةً ومَسائِيَة،} والمَسايَةُ لغةٌ فِي المساءَةِ تَقول: أَردت مَساءَتك {ومَسايَتَك وَيُقَال أَسأْتُ إِليه فِي الصُّنْع، وخَزْيَانُ} سَوْآنُ من القُبْحِ.
وَقَالَ أَبو بكر فِي قَوْله: ضَربَ فلانٌ على فلانٍ سَايةً: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهما السَّايَةُ: الفَعْلَةُ من السَّوْءِ فتُرِك همزُها، وَالْمعْنَى فَعَل بِهِ مَا يُؤَدِّي إِلى مكروهه والإِساءَةِ بِهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ: جَعَل لما يُرِيد أَن يَفعله بِهِ طَرِيقا، فالسَّايَةُ فَعْلَةٌ من سَوَيْتُ، كَانَ فِي الأَصل سَوْيَة، فَلَمَّا اجْتمعت الواوُ والياءُ والسابقُ ساكِنٌ، جعلوها يَاء مُشدَّدَةً، ثمَّ استثقلوا التَّشْدِيد فأَتْبَعُوهما مَا قبله، فَقَالُوا: سَايَةٌ، كَمَا قَالُوا دِينَار ودِيوَان وقِيراط، والأَصل دِوَّان فاستَثْقلوا التشديدَ فأَتبعوه الكسرةَ الَّتِي قبله.
وَيُقَال إِن الليلَ طَوِيلٌ وَلَا يَسُوءُ بالُه، أَي! يسوءُني بالُه، عَن اللِّحيانيِّ، قَالَ وَمَعْنَاهُ الدعاءُ. وَقَالَ تَعَالَى {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوء الْحِسَابِ} (الرَّعْد: 18) قَالَ الزجّاج: سُوءُ الحِساب: لَا يُقبل مِنْهُم حسنةٌ وَلَا يُتَجاوز عَن سَيِّئة لأَن كُفْرَهم أَحبط أَعمالَهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (مُحَمَّد: 1) وَقيل: سُوءُ الْحساب أَن يُسْتَقْصَي عَلَيْهِ حِسابُه وَلَا يُتَجاوز لَهُ (عَن) شيءٍ من {سَيِّآتِه، وكِلاهما فِيهِ، أَلاَ تراهم قَالُوا: من نُوقِشَ الحِساب عُذِّب.
وَفِي الأَساس: تَقول: سَوِّ ولاَ} تُسوِّىءْ، أَي أَصْلِح وَلَا تُفْسِدْ.
(وبنُو {سُوأَةَ بِالضَّمِّ: حيٌّ) من قيس ابْن عليَ كَذَا لِابْنِ سَيّده.
(} وسُوَاءَةُ كَخُرافَة: اسمٌ) وَفِي (العُباب) : من الأَعلام، كَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة بتكرير سُوَاءَةَ فِي محلَّين، وَفِي نُسْخَة أُخرى بَنو أُسْوَة كَعُرْوَة، هَكَذَا مضبوط فَلَا أَدري هُوَ غلط أَم تحريفٌ، وَذكر القَلْقَشَنْدِيّ فِي (نِهاية الأَرب) بَنو سُوَاءَةَ ابنِ عامرِ بن صَعْصَة، بطْنٌ من هَوَازِن من العَدْنانية، كَانَ لَهُ ولدان حَبِيبٌ وحُرْثان قَالَ فِي (العِبَر) : وشعوبهم فِي بني حُجَير بن سُواءَة.
قلت: وَمِنْهُم أَبو جُحَيْفة وَهْب بن عبد الله المُلَقَّب بالخَيْر! السُّوائِيّ، رَضِي الله عَنهُ، روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ، قَالَ ابْن سعد: ذكرُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمتُوُفِّي وَلم يبلغ أَبو جُحيفَة الحُلُم، وَقَالَ: تُوفِّي فِي ولَايَة بِشْر بن مَرْوان، يَعْنِي بالكُوفة، وَقَالَ غَيره: مَاتَ سنة 74 فِي ولَايَة بِشْر، وعَوْنُ بنُ جُحَيْفَة سَمِع أَباه عِنْدهمَا، والمنذريّ حرر عِنْد مُسلم، كلّ ذَلِك فِي (رجال الصَّحِيحَيْنِ) لأَبي طَاهِر المَقْدِسي.
وَفِي أَشجع بَنو سُوَاءَة بن سُلَيم، وَقَالَ الْوَزير أَبو الْقَاسِم المغربي: وَفِي أَسد سُوَاءَة بن الْحَارِث بن سعد بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أَسَدَ، وسُوَاءَة بن سَعْد بن مَالك بن ثَعْلبة بن دُودَان بن أَسد، وَفِي خَثْعَم سُوَاءَة بن مَنَاة بن نَاهِس بن عِفْرِس بن خَلَف بن خَثْعم.
(و) قَوْلهم: (الخَيْلُ تَجرِي عَلَى مَسَاوِيها، أَي) أَنها (وإِن كَانَت بهَا عُيُوبٌ) وأَوْصابٌ (فإِنَّ كَرَمَها) مَعَ ذَلِك (يَحْمِلُهَا على) الإِقدام و (الجَرْيِ) . وَهَذَا الْمثل أَورده الميدانيّ والزمخشريّ، قَالَ الميدانيّ بعد هَذَا: فَكَذَلِك الحُرُّ الكريمُ يَحتمِل المُؤَنَ، ويحْمِي الذِّمار وإِن كَانَ ضَعِيفا، ويستعمِل الكَرَمَ على كلِّ حَال، وَقَالَ اليوسي فِي زهرا لأكم: إِنه يُضْرب فِي حِمَاية الحَرِيم والدَّفع عَنهُ مَعَ الضَّرَر وَالْخَوْف، وَقيل: إِن المُرَاد بِالْمثلِ، أَن الرجلَ يُستمتَع بِهِ وَفِيه الخِصالُ الْمَكْرُوهَة، قَالَه شيخُنا، {- والمَساوِي هِيَ العُيوبُ، وَقد اخْتلفُوا فِي مُفردِها، قَالَ بعضُ الصرفيين، هِيَ ضدّ المحاسِن، جمع سُوءٍ، على غير قِيَاس، وأَصله الْهَمْز، وَيُقَال: إِنه لَا وَاحِد لَهَا كالمحاسن.

وسم

وسم: الوَسْمُ: أَثرُ الكَيّ، والجمع وُسومٌ؛ أَنشد ثعلب:

ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّريمُ

وصِلِّيانٍ كِبالِ الرُّومِ،

تَرْشَحُ إِلاَّ موضِعَ الوُسومِ

يقول: تشرح أَبدانُها كلها إِلا

(* كذا بياض بالأصل)... وقد وسَمَه

وَسْماً وسِمةً إِذا أَثَّر فيه بسِمةٍ وكيٍّ، والهاء عوض عن الواو. وفي

الحديث: أَنه كان يَسِمُ إِبلَ الصدقةِ أَي يُعلِّم عليها بالكيّ. واتَّسَمَ

الرجلُ إِذا جعل لنفسه سِمةً يُعْرَف بها، وأَصلُ

الياء واوٌ. والسِّمةُ والوِسامُ: ما وُسِم به البعيرُ من ضُروبِ

الصُّوَر. والمِيسَمُ: المِكْواة أَو الشيءُ الذي يُوسَم به الدوابّ، والجمع

مَواسِمُ ومَياسِمُ، الأَخيرة مُعاقبة؛ قال الجوهري: أَصل الياء واو، فإِن

شئت قلت في جمعه مَياسِمُ على اللفظ، وإِن شئت مَواسِم على الأَصل. قال

ابن بري: المِيسَمُ اسم للآلة التي يُوسَم بها، واسْمٌ لأَثَرِ

الوَسْمِ أَيضاً كقول الشاعر:

ولو غيرُ أَخْوالي أرادُوا نَقِيصَتي،

جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِين مِيسَما

فليس يريد جعلت لهم حَديدةً وإِنما يريد جعلت أَثَر وَسْمٍ. وفي الحديث:

وفي يده المِيسمُ؛ هي الحديدة التي يُكْوَى بها، وأَصلُه مِوْسَمٌ،

فقُلبت الواوُ ياءً لكسرة الميم. الليث: الوَسْمُ أَثرُ كيّةٍ، تقول مَوْسومٌ

أَي قد وُسِم بِسِمةٍ يُعرفُ بها، إِمّا كيّةٌ، وإِمّا قطعٌ في أُذنٍ

قَرْمةٌ تكون علامةً له. وفي التنزيل العزيز: سَنَسِمُه على الخُرْطومِ.

وإِن فلاناً لدوابِّه مِيسمٌ، ومِيسَمُها أَثرُ الجَمالِ

والعِتْقِ، وإِنها كَوَسِيمةُ قَسيمةٌ. شمر: دِرْعٌ مَوْسومةٌ وهي

المُزَيَّنة بالشِّبَةِ في أَسفلِها. وقوله في الحديث: على كلِّ مِيسمٍ من

الإِنسان صَدقةٌ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية فإِن كان محفوظاً

فالمرادُ به أَن على كلّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع الله صدقةً، قال: هكذا

فُسِّرَ. وفي الحديث: بئْسَ، لَعَمْرُ الله، عَمَلُ

الشيخ المُتَوَسِّم والشابِّ المُتَلَوِّمِ؛ المُتَوَسِّم: المُتَحَلِّي

بِسمَةِ الشيوخ، وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير.

وقد تَوَسَّمْت فيه الخير أَي تفرَّسْت.

والوَسْمِيُّ: مطرُ أَوَّلِ

الربيع، وهو بعدَ الخريف لأَنه يَسِمُ الأَرض بالنبات فيُصَيِّر فيها

أَثراً

في أَوَّل السنة. وأَرضٌ مَوْسومةٌ: أَصابها الوَسْمِيُّ، وهو مطرٌ

يكون بعد الخَرَفيّ في البَرْدِ، ثم يَتْبَعه الوَلْيُ في صَميم الشّتاء، ثم

يَتْبَعه الرِّبْعيّ. الأَصمعي: أَوَّلُ

ما يَبْدُو المطرُ في إِقْبالِ الربيع ثم الصَّيْفِ ثم الحميمِ. ابن

الأَعرابي: نُجومُ الوسميّ أَوَّلُها فروعُ الدَّلْو المؤخَّر، ثم الحوتُ ثم

الشَّرَطانِ ثم البُطَيْن ثم النَّجْم، وهو آخِرُ الصَّرْفة يَسْقُط في

آخر الشتاء. الجوهري: الوَسْمِيُّ مطرُ الربيع الأَوَّلُ لأَنه يَسِمُ

الأَرض بالنبات، نُسب إِلى الوسْم. وتوَسَّمَ الرجلُ: طلبَ كلأ الوَسْمِيّ؛

وأَنشد:

وأَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم، غُدْوةً،

على وِجْهَةٍ من ظاعِنٍ مُتَوسِّم

ابن سيده: وقد وُسِمَت الأَرض؛ وقول أَبي صخر الهُذَليّ:

يَتْلُونَ مُرْتَجِزاً له نَجْمٌ

جَوْنٌ تحيَّر بَرْقُه، يَسْمِي

أَراد يَسِمُ الأَرضَ بالنبات فقَلَب. وحكى ثعلب: أَسَمْتُه بمعنى

وَسَمْتُه، فهمزتُه على هذا بدلٌ من واوٍ. وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي لا

تُجاوِزَنَّ قَدْرَك. وصدَقَني وَسْمَ قِدْحِه: كصَدَقَني سِنَّ

بَكْرِه.ومَوْسِمُ الحجّ والسُّوقِ: مُجْتَمعُهما؛ قال اللحياني: ذُو مَجاز

مَوْسِمٌ، وإِنما سُمّيت هذه كلُّها مَواسِمَ لاجتماع الناس والأَسْواق فيها

(* قوله «والأسواق فيها» كذا بالأصل). ووَسَّموا: شَهِدوا المَوْسِمَ.

الليث: مَوْسِمُ

الحجّ سُمِّيَ مَوْسِماً لأَنه مَعْلَم يُجْتَمع إِلليه، وكذلك كانت

مَواسِمُ

أَسْواقِ العرب في الجاهلية. قال ابن السكيت: كل مَجْمَع من الناس كثير

هو موْسِمٌ. ومنه مَوْسِمُ مِنىً. ويقال: وسَّمْنا مَوْسمَنا أَي

شَهِدْناه، وكذلك عرَّفْنا أي شهدنا عَرَفَة. وعَيَّدَ القومُ إذا شَهِدُوا

عِيدَهم؛ وقول الشاعر:

حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَواسِمُ

يريد أَهل المَواسِم، ويقال أَراد الإبلَ المَوْسومة. ووسَّمَ الناسُ

تَوْسِيماً: شَهِدُوا المَوْسِمَ كما يقال في العيدِ عَيَّدوا. وفي الحديث:

أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنينَ يَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَواسِم؛ هي جمع مَوْسِم

وهو الوقتُ الذي يجتمع فيه الحاجُّ كلَّ سَنةٍ، كأَنَّه وُسِمَ بذلك

الوَسْم، وهو مَفْعِلٌ منه اسمٌ للزمان لأَنه مَعْلَمٌ لهم.

وتوَسَّم فيه الشيءَ: تَخَيَّلَه. يقال: توَسَّمْتُ في فلان خيراً أي

رأَيت فيه أَثراً منه. وتوَسَّمْتُ فيه الخير أي تَفَرَّسْتُ، مأْخذه من

الوَسْمِ أي عرَفْت فيه سِمَتَه وعلامتَه.

والوَسْمةُ، أهل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفُــها، كلاهم شجرٌ له

ورقٌ يُخْتَضَبُ به، وقيل: هو العِظْلِمُ. الليث: الوَسْمُ والوَسْمةُ

شجرةٌ ورقها خِضابٌ؛ قال أَبو منصور: كلام العرب الوَسِمةُ، بكسر السين،

قاله الفراء وغيره من النحويين. الجوهري: الوَسِمةُ، بكسر السين،

العِظْلِمُ يُخْتَضَب به، وتسكينها لغة، قال: ولا تقل وُسْمةٌ، بضم الواو، وإذا

أَمرْت منه قلت: توَسَّم. وفي حديث الحسن والحسين، عليهما السلام: أَنهما

كنا يَخْضِبان بالوَسْمة؛ قيل: هي نبتٌ، وقيل: شجرٌ باليمن يُخْتَضَبُ

بوَرقه الشعرُ أَسودُ.

والمِيسَمُ والوَسامةُ: أَثر الحُسْنِ؛ وقال ابن كُلْثوم:

خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا

ابن الأَعرابي: الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ. وفي الحديث:

تُنْكَح المرأَة لمِيسَمها أَي لحُسْنها من الوَسامةِ، وقد وَسُم فهو

وَسِيم، والمرأَةُ وَسِيمةٌ؛ قال: وحكمها في البناء حكم مِيساعٍ، فهي

مِفْعَلٌ من الوَسامةِ. والمِيسمُ: الجمالُ. يقال: امرأَة ذات مِيسَمٍ إذا كان

عليها أثرُ الجمال. وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الوجه والسِّيما. وقومٌ

وِسامٌ ونسوةٌ وِسامٌ أَيضاً: مثل ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ.

ووَسُمَ الرجلُ، بالضم، وَسامةً ووَساماً، بحذف الهاء، مثل جمُل جَمالاً، فهو

وَسِيمٌ؛ قال الكميت يمدح الحُسين بن علي، عليهما السلام:

وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِيـ

ـتُ إليه القُعودَ بعد القيام

يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ، عليه

عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسام

والوِسامُ معطوفٌ على السَّرْوِ. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: وَسيمٌ

قَسِيمٌ؛ الوَسامةُ: الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ، والأُنثئ وَسيمةٌ؛

قال:لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ

على هَنواتٍ كاذبٍ مَن يقولها

أراد

(* بياض بالأصل بقد خمس كلمات) . . . . . وواسَمْتُ فلاناً

فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه بالحُسن. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لِحَفْصة لا

يَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك أوْسَمَ مِنْكِ أي أَحْسَنَ، يَعني

عائشة، والضَّرَّةُ تسمى جارة. وأَسماءُ: اسمُ امرأَةٍ مستقٌّ من الوَسامةِ،

وهمزته مبدلة من واوٍ؛ قال ابن سيده: وإنما قالوا ذلك أَن سيبويه ذكر

أَسماء في الترخيم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء، فقال أَبو

العباس: لم يكن يجب أَن يذكر هذا الاسم مع سكْران من حيثُ كان وزْنه

أَفْعالاً لأَنه جمعُ اسمٍ، قال: وإنما مُنِع الصَّرْف في العلم المذكر من

حيثُ غلَبت عليه تسمية المؤنث له فلحِق عنهد بباب سُعادَ وزَيْنَب، فقوَّى

أَبو بكر قول سيبويه إنه في الأصل وَسْماء، ثم قلبت واوه همزة، وإن كانت

مفتوحة، حَمْلاً على باب أحدٍ وأَناةٍ، وإنما شَجُع أبو بكر على ارتكاب

هذا القول لأَن سيبويه شرع له ذلك، وذلك أَنه لما رآه قد جعله فَعْلاء وعدم

تركيب «ي س م» تَطَلَّب لذلك وَجْهاً، فذهب إلى البلد، وقياسُ قولِ

سيبويه أن لا ينصرفَ، وأَسماءُ نكرةٌ لا معرفة لأنه عنده فَعْلاء، وأما على

غير مذهب سيبويه فإنها تَنصرفُ نكرةً ومعرفةً لأنها أَفعال كأَثمار،

ومذهبُ سيبويه وأَبي بكر فيها أَشبَهُ بمعنى أَسماء النساء، وذلك لأَنها

عندهما من الوَسامةِ، وهي الحُسْنُ، فهذا أَشبَهُ في تسميةِ النساء من معنى

كونها جمعَ اسمٍ، قال: وينبغي لسيبويه أن يعتقِدَ مَذهبَ أبي بكر، إذا ليس

معنى هذا التركيب على ظاهره، وإن كان سيبويه يتأَوّل عَيْنَ سيّد على

أَنها ياء، وإن عُدم هذا التركيب لأَنه «س ي د» فكذلك يتوهم أسماء من «أ س

م» وإن عدم هذا التركيب إلا ههنا.

والوسْمُ: الورَعُ، والشين لغة؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثقة.

وسم: {للمتوسمين}: للمتفرسين.
(وسم) شهد الْمَوْسِم يُقَال وسم الْحَاج وَيُقَال وسم الْمَوْسِم شهده
(و س م) : (مَوْسِمُ) الْحَاجِّ سُوقُهُمْ وَمُجْتَمَعُهُمْ مَنْ الْوَسْمِ وَهُوَ الْعَلَامَةُ (وَالْوَسِمَةُ) بِكَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِهِ شَجَرَةٌ وَرَقُهَا خِضَابٌ وَقِيلَ هِيَ الْخِطْرُ وَقِيلَ هِيَ الْعِظْلِمُ يُجَفَّفُ وَيُطْحَنُ ثُمَّ يُخْلَطُ بِالْحِنَّاءِ فَيَقْنَأُ لَوْنُهُ وَإِلَّا كَانَ أَصْفَرَ.
(وسم)
الشَّيْء (يسمه) وسما وسمة كواه فأثر فِيهِ بعلامة وَيُقَال وسمه بالهجاء وَهُوَ مَوْسُوم بِالْخَيرِ وَالشَّر وَفُلَانًا غَلبه فِي المواسمة والوسمي الأَرْض أَصَابَهَا وَفُلَانًا بوسام ميزه بِهِ

(وسم) (يوسم) وسامة ووساما جمل وَحسن حسنا وضيئا ثَابتا وَيُقَال وسم وَجهه فَهُوَ وسيم وَهِي وسيمة (ج) وسام يُقَال إِنَّه لوسيم قسيم وَإِنَّهَا لوسيمة قسيمة
وسم الوَسْمَة والوَسْمُ: شَجَرٌ وَرَقُها خِضَابٌ. وأثَرُ كَيةٍ، بَعِيْر مَوْسُوْمٌ. والمِيْسَمُ: المِكْوى، والجَميعُ المَوَاسِمُ.
وإنه لَمَوْسُوْمٌ بالخَيْرِ والشَّر: أي عليه عَلَامَتُه. وفُلانَةُ ذات مِيْسَم وجَمَالٍ، وإنها لَوَسِيْمَةٌ، وقد وَسُمَتْ وَسَامَةً.
وتَوَسمْتُ فيه خَيْراً: أي رَأيْتُه. وسُميَ الوَسْمِيُ من المَطَرِ لأنَّه يَسِمُ الأرْضَ بالنبَاتِ. وأرْض مَوْسوْمَة: أصَابَها ذلك. والمُتَوَسمُ: الذي يَطْلُبُه لِيَنْتَجِعَه. والمَوْسِمُ: مَوْسِمُ الحاج؛ لأنَّه مَعْلَمٌ يُجْتَمَعُ إليه، وكذلك كانَتْ مَوَاسِمُ أسْوَاقِ العَرَبِ في الجاهِلية. والمَوَاسِمُ: جَمَاعَةٌ من الإبِلِ تَسِمُ بوَطْئِها كُلَّ مَوْضِعٍ وَطِئَتْهُ، الواحِدَةُ مِيْسَم.
وأُسَامَةُ: من وَسَمْتُ، وهو اسْمٌ مَعْرِفَةٌ للأسَدِ، ولا يُجْمَعُ.

وسم


وَسَمَ
a. [ يَسِمُ] (n. ac.
وَسْم
سِمَة [وِسْمَة]), Branded; marked; stigmatized.
b.(n. ac. وَسْم), Surpassed in beauty.
c. [ coll. ], Sealed (
sacrament ).
وَسُمَ(n. ac. وَسَاْم
وَسَاْمَة)
a. Was handsome.
وَسَّمَa. Joined in the pilgrimage to Mecca.

وَاْسَمَa. Vied in beauty with.

تَوَسَّمَa. Recognized; perceived.
b. Sought out the spring-grass.
c. [Bi], Was dyed with.
إِوْتَسَمَ
(ت)
a. Marked, signed, distinguished himself; was marked
&c.

وَسْم
(pl.
وُسُوْم)
a. see 2t
وَسْمَةa. Leaves of the indigo-plant.

وَسْمِيّa. Vernal, spring.
b. Springrain; spring-grass.

وِسْمَة
( pl.

سِمَات )
a. Brand; mark, sign; stigma.
b. [ coll. ], Seal (
sacramental ).
c. [ coll ], Crest; coat of arms.
وَسِمَةa. see 1t
مَوْسِم
(pl.
مَوَاْسِمُ)
a. Pilgrimage.
b. Fair, annual market.
c. [ coll. ], Harvest &c.

مِوْسَم
(pl.
مَوَاْسِمُ
مَوَاْسِمُ
44I)
a. Brandingiron.
b. Trait, characteristic.

وَسَاْمَةa. Beauty, good looks.

وِسَاْمa. see 2t (a)
وَسِيْم
(pl.
وِسَاْم
وُسَمَآءُ
43)
a. Handsome, good-looking.

وَسِيْمَة
( pl.
reg. &
وِسَاْم)
a. fem. of
وَسِيْم
N. P.
وَسڤمَa. Marked, branded.

مَوْسُوْم بِالْخَيْر
a. Benign.
و س م : الْوَسِمَةُ بِكَسْرِ السِّينِ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَهِيَ أَفْصَحُ مِنْ السُّكُونِ وَأَنْكَرَ الْأَزْهَرِيُّ السُّكُونَ وَقَالَ كَلَامُ الْعَرَبِ بِالْكَسْرِ نَبْتٌ يُخْتَضَبُ بِوَرَقِهِ وَيُقَالُ هُوَ الْعِظْلِمُ وَسَمْتُ الشَّيْءَ وَسْمًا مِنْ بَابِ وَعَدَ وَالِاسْمُ السِّمَةُ وَهِيَ الْعَلَامَةُ وَمِنْهُ الْمَوْسِمُ لِأَنَّهُ مَعْلَمٌ يُجْتَمَعُ إلَيْهِ ثُمَّ جُعِلَ الْوَسْمُ اسْمًا وَجُمِعَ عَلَى وُسُومٍ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَجَمْعُ السِّمَةِ سِمَاتٌ مِثْلُ عِدَةٍ وَعِدَاتٍ.

وَاسْمُ الْآلَةِ الَّتِي يُكْوَى بِهَا وَيُعْلَمُ مِيسَمٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَأَصْلُهُ الْوَاوُ وَيُجْمَعُ تَارَةً بِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ فَيُقَالُ مَيَاسِمُ وَتَارَةً بِاعْتِبَارِ الْأَصْلِ فَيُقَالُ مَوَاسِمُ وَيُقَالُ وَسَّمْتُ تَوْسِيمًا إذَا شَهِدْتُ الْمَوْسِمَ وَهُوَ مَوْسُومٌ بِالْخَيْرِ.

وَوَسُمَ بِالضَّمِّ وَسَامَةً حَسُنَ وَجْهُهُ فَهُوَ وَسِيمٌ. 
وسم:
وسم ب: عنون (كتاباً أو فصلاً الخ .. )
(بأماري 5:121): في كتاب بمحاسن أهل صقلية. وفي (8:152): كتابه الموسوم بنزهة المشتاق (4:601).
وسّم: وضع علامة أو نقش (انظر الكلمة في فوك).
وسّم: تفكّر وتفرّس وتثبت في نظره حتى يعرف حقيقة الشيء بسمته. جاء هذا في تفسير (البيضاوي) لما ورد في الآية 75 في سورة الحجر وإشارة لما ورد في رحلة (ابن جبير 11:37) (اقرأ الكلمة على هذا النحو وفقاً لما جاء في المخطوطات الثلاث المذكورة في رقم D في إضافات).
توسّم: تعرّف على المزاج والخُلق من ملامح الإنسان (محمد بن الحارث 243): كان ربما قبل الشاهد على التوسم والفراسة.
لم يتوسم عليه القضاء: لم يخطر على باله أن يكون هذا هو القاضي (محمد بن الحارث 239): أتاه رجل لا يعرفه فلما نظر إلى زي الحداثة من الجمّة المفرَّقة والرداء المعصفر وظهور الكحل والمسواك وأثر الحناء في يديه لم يتوسم عليه القضاء.
توّسم: تنبأ بالمستقبل (الجوبري 15): يتوسمون عليهم بعقد المنديل وطرف وصرف المقنعة.
وسْم: علامة الملكية (زيتشر 169:22).
وَسمة ووُسمة (هكذا وردت في معجم المنصوري): عجينة من صبغ محروق تستعمل في نصع الأقلام الملونة (الباستيل)، النيل الأزرق (بقطر وانظر فيك 24).
و س م

وسم دابته بالميسم وسماً وسمةً، وما سمة دابّتك وسمات إبلك؟.

ومن المجاز: وسمه بالهجاء. قال الفرزدق:

لقد قلّدت جلف بني كليب ... مواسم في السوالف ثابتات

وقال:

إني امرؤ أسم القصائد للعدا ... إن القصائد شرّها أغفالها

وهو موسوم بالخير والشرّ ومتّسم به، ومنه: موسم الحاجّ ومواسم العرب: لأنها عالم كانوا يجتمعون فيها. ووسّموا نحو عيّدوا إذا شهدوا الموسم. وامرأة ذات ميسم: عليها أثر الجمال. وإنها لوسيمة قسيمة، وإنه لوسيم قسيم، وهم وهنّ وسامٌ. وتوسّمت فيه الخير: تبيّنت فيه أثره. قال:

توسّمته لمّا رأيت مهابة ... عليه وقلت الشيخ من آل هاشم

وأرض موسومة: أصابها الوسميّ، والوسميُّ. منسوب إلى وسمه الأرض بالنبات، وتوسّم الرجل: طلب نبات الوسميّ. قال الجعديّ يصف الظعائن:

وأصبحن كالدّوم النواعم غدوةً ... على وجهة من ظاعن يتوسّم

هو قيّمهنّ الذي ينتجع بهنّ، والوجهة: الوجه الذي يؤمّه.
[وسم] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم: "وسيم" قسيم، الوسامة: الحسن الوضيء، من وسم يوسم فهو وسيم. ومنه قول عمر لحفصة: لا يغرك أن كانت جارتك- أي ضرتك عائشة - "أوسم" منك، أي أحسن. وفي ح الحسنين: كانا يخضبان "بالوسمة"، هي بكسر سين وقد تسكن نبت، وقيل: شجر باليمن يخضب بورقه الشعر أسود. ط: هي بالضم ورق نبت يجعل منه النيل. ك: وكان - أي شعر رأسه ولحيته - مخضوبًا "بوسمة" - بكسر مهملة وسكونها. زر: هو العِظلمِ. وفيه: باب العلم و"الوسم"، العلم - بفتحتين: العلامة، والوسم - بمهملة على الأصح، وروى بمعجمة، والأول في الوجه والثاني في سائر البدن. ن: ومنه: نهى عن "الوسم" في الوجه، بمهملة على الصحيح، وقيل: بمهملة ومعجمة، وهو أثر كية. نه: وفيه: إنه لبث عشر سنين يتبع الحاج "بالمواسم"، هي جمع موسم وهو وقت يجتمع فيه الحاج كل سنة، وهو مفعل اسم للزمان لأنه معلم لهم، وسمه يسمه وسما: أثر فيه بكى. ومنه: كان "يسم" إبل الصدقة، أي يعلم عليها بالكي. ومنه: وفي يده "الميسم"، هي حديدة يكوى بها، وياؤه بدل من الواو لكسر ميم. وفيه: على كل "ميسم" من الإنسان صدقة - كذا روى، فإن صح فالمراد أن على كل عضو موسوم بصنع الله صدقه. وفيه: بئس لعمر الله عمل الشيخ "المتوسم" والشاب المتلوم! هو المتحلي بسمة الشيوخ. ن: سمة الخير: علامته، وتوسمت فيه كذا أي رأيت علامته. ش: ومنه: من "سمات" الحدث، بكسر سين جمع سمة. غ: "سنسمه" على الخرطوم" أي نجعل له علمًا يعرفه أهل النار.
و س م: (وَسَمَهُ) مِنْ بَابِ وَعَدَ، وَ (سِمَةً) أَيْضًا إِذَا أَثَّرَ فِيهِ (بِسِمَةٍ) وَكَيٍّ وَ (الْوَسِمَةُ) بِكَسْرِ السِّينِ الْعِظْلِمُ يُخْتَضَبُ بِهِ. وَتَسْكِينُهَا لُغَةٌ. وَلَا تَقُلْ: وُسْمَةٌ بِضَمِّ الْوَاوِ. وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ قُلْتَ: تَوَسَّمْ. وَ (الْوَسْمِيُّ) مَطَرُ الرَّبِيعِ الْأَوَّلُ لِأَنَّهُ يَسِمُ الْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ نُسِبَ إِلَى الْوَسْمِ، وَالْأَرْضُ (مَوْسُومَةٌ) . وَ (تَوَسَّمَ) الرَّجُلُ طَلَبَ كَلَأَ (الْوَسْمِيِّ) . وَ (مَوْسِمُ) الْحَاجِّ مَجْمَعُهُمْ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَعْلَمٌ يُجْتَمَعُ إِلَيْهِ. وَ (وَسَّمَ) النَّاسُ تَوْسِيمًا شَهِدُوا الْمَوْسِمَ، كَمَا يُقَالُ فِي الْعِيدِ: عَيَّدُوا. وَ (الْمِيسَمُ) الْمِكْوَاةُ وَأَصْلَ الْيَاءِ فِيهِ وَاوٌ وَجَمْعُهُ
(مَيَاسِمُ) عَلَى اللَّفْظِ وَ (مَوَاسِمُ) عَلَى الْأَصْلِ كِلَاهُمَا جَائِزٌ. وَ (الْمِيسَمُ) أَيْضًا الْجَمَالُ. وَفُلَانٌ (وَسِيمٌ) أَيْ حَسَنُ الْوَجْهِ. وَقَوْمٌ (وِسَامٌ) ، وَامْرَأَةٌ (وَسِيمَةٌ) ، وَنِسْوَةٌ (وِسَامٌ) أَيْضًا مِثْلُ ظَرِيفٍ وَظِرَافٍ وَصَبِيحَةٍ وَصِبَاحٍ. وَ (وَسُمَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ (وَسَامَةً) وَ (وَسَامًا) أَيْضًا بِحَذْفِ الْهَاءِ مِثْلُ جَمُلَ جَمَالًا. وَفُلَانٌ (مَوْسُومٌ) بِالْخَيْرِ وَقَدْ (تَوَسَّمْتُ) فِيهِ الْخَيْرَ أَيْ تَفَرَّسْتُ. (وَاتَّسَمَ) الرَّجُلُ جَعَلَ لِنَفْسِهِ (سِمَةً) يُعْرَفُ بِهَا.
[وسم] وسَمْتُهُ وَسْماً وسِمَةً، إذا أثَّرتَ فيه بسِمَةٍ وكيٍّ. والهاء عوض من الواو. (*) والوسمة، بكسر السين: والعِظْلِمُ يُختضَب به. وتسكينها لغة. ولا تقل وُسْمَةٌ بضم الواو. وإذا أمرت منه قلت: توَسَّمَ. والوَسْمِيُّ: مطر الربيع الأوَّل، لأنَّه يسِمُ الأرض بالنبات، نُسِبَ إلى الوَسْم. والأرض مَوْسومَةٌ. الأصمعيّ: تَوَسَّمَ الرجل: طلب كَلأَ الوَسْمِيِّ. وأنشد: وأَصْبَحْنَ كالدَوْمِ النواعمِ غُدْوَةً على وِجهةٍ من ظاعِنٍ مُتَوَسَّمِ ومَوْسِمُ الحاجِّ: مَجْمعهم، سمِّي بذلك لانه معلم يجتمع إليه. وقول الشاعر:

حياض عراك هدمتها المواسم * يريد أهل المواسم. ويقال: أراد الابل الموسومة. ووسم الناسُ تَوْسيماً: شهِدوا الموْسِمَ، كما يقال في العيد: عَيَّدوا. والمَيْسمُ: المكواةُ، وأصل الياء واوٌ. فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ، وإن شئت قلت مَواسِمُ على الأصل. والميسَمُ: الجَمالُ. يقال: امرأة ذات ميسَمٍ إذا كان عليها أثر الجمال. وفلانٌ وَسيمٌ، أي حسَن الوجه. وقومٌ وِسامٌ. وامرأةٌ وَسيمَةٌ، ونسوةٌ وِسامٌ أيضا، مثل ظريفة وظراف، وصبيحة وصباح. ووسم الرجل بالضم وسامة ووساما أيضاً بحذف الهاء مثل جَمُلَ جَمالاً. قال الكميت: يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وجهٍ عليه عِقْبَة السَرْوِ ظاهراً والوَسامِ وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير، وقد تَوَسَّمْتُ فيه الخير، أي تفرَّست. وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُهُ، إذا غلبتَه بالحسن. واتَّسَمَ الرجل، إذا جعل لنفسه سِمَةً يُعْرَفُ بها. وأصل التاء الواو.

وسم

1 وَسَمَ الثَّوْبَ [He marked, or put a mark on, the garment, &c.]; said of a trader, or dealer. (JK in art. رقم.) b2: وَسَمَهُ بِالهِجَآءِ [He branded him, or stigmatized him, with satire]. (TA.) See a hemistich cited voce شَكِىٌّ. b3: وَسَمَهُ He marked it [in any manner]. (Msb.) b4: وَسَمَهُ بِالقَوْلِ (tropical:) He stigmatized him, or set a mark upon him whereby he should be known, by something said. (TA in art. علظ.) b5: وَسَمْتُ الكِتَابَ [I put a superscription, or title, to the book, or writing.] (TA in art. عنو.) b6: وَسُمَ, inf. n. وَسَامَةٌ (S, Msb, K) and وَسَامٌ, (S, K,) He (a man, S) was beautiful in face: (S, Msb:) or bore the impress, or stamp, of beauty. (K.) 5 تَوَسَّمْتُ فِيهِ الخَبْرَ i. q.

تَفَرَّسْتُهُ; (S;) [I discovered, or perceived, in him good, or goodness, by right opinion formed from its outward signs;] originally, I knew its real existence in him by its outward sign. (MF.) See also Har, pp. 30, 46, 76. b2: تَوَسَّمَ He examined deliberately in order to know the real state or character of a thing by the external sign thereof. (Bd, xv.

75.) b3: He perceived a thing by forming a correct opinion from its outward signs. (TK.) سِمَةٌ A brand, or mark or figure made with a hot iron, upon an animal. (K.) And i. q. عَلَامَةٌ [A mark, sign, badge, token, symptom, &c.]. (Msb.) And The عُلْوَان [or title] of a book or writing. (TA in art. علو.) See also سِيمَةٌ and سِيمَى in art. سوم.

وَسِْمَةٌ [now applied to Woad]: i. q. عِظْلِمٌ, with which one tinges or dyes [the hands, &c.]: (S:) a certain plant, with the leaves of which one tinges or dyes [the hands, &c.]; and said to be the عِظْلِم: (Msb:) the leaves of the نِيل [or indigo-plant]: or a plant [of another species (TA)] with the leaves of which one tinges or dyes [the hands, &c.] (K.) الوَسْمِىُّ

: on the rain thus called, see نَوْءٌ.

مَوْسِمٌ [A periodical festival: a fair:] i. q. عِيدٌ. (Msb, art. عود.) b2: مَوْسِمُ الحَاجِّ The fair, and place of meeting, of the pilgrims. (Mgh.) مِيسَمٌ A brand, or mark made with a hot iron. (TA, voce خِدَادٌ.) b2: [Originally] A branding, or cauterizing, instrument [or iron]; (S, K;) a marking instrument. (Msb.) b3: An impress, or a character, of beauty. (S, K.) See an ex. in a verse cited voce أَثِمَ.
(وسم) - قوله تبارك وتعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}
: أي عَلامَتُهم؛ من قَولِهم: وَسَمْتُ الشىءَ وَسْماً؛ إذا أعلمته.
وقيل: الأصلُ في سِيَما وَسْمَا، حُوِّلَت الواوُ من موضع الفاء إلى موضع العين، كما قالوا: ما أَطْيَبه وأيْطبَه، فصار سِوْما فَجُعِلت الوَاوُ يَاءً لِسُكونِهَا وانكِسَارِ ما قبلَهَا، فصَارَ سِيمَا، ويُمَدُّ وُيقصَرُ، وُيقَال: سِيميَاء أيضاً.
- في الحديث: "تُنكح المرأةُ لِمِيسَمِها"
: أي حُسْنِها، مِنَ الوَسامَةِ؛ لأنّها أثرُ الجمالِ.
وقد وَسُمَ فهو وَسِيمٌ، والمرأةُ وسِيمَةٌ.
- ومنه في صفتِه - صلّى الله عليه وسلم -: "رَجُل وَسِيمٌ قَسِيمٌ"
وهو الحَسَنُ الثابتُ الحُسْنِ الوَضىءُ. - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "لا يَعُرُّكِ أن كانَت جارَتُكِ أَوْسَمَ مِنْكِ".
: أي أحْسَنُ.
- وفي الحديث : "أنه كان يَسِمُ إبِلَ الصَّدَقةِ"
: أي يُعلِّمُ عليها بالكَىِّ. والمِيسَمُ: آلةُ ذلك.
- وفي حديث الدَّعوةِ: "لَبِثَ عَشْرَ سِنين يَتْبَعُ الحاجَّ بالموَاسِمِ"
وهو جَمْعُ المَوْسِم ، وهو المَعْلَمُ الذي يجتمِعُ فيه الحَاجُّ؛ لأنه وُسِمَ بِسِمَةٍ لذلك.
- في الحديث: "عَلى كُلِّ مِيسَمٍ من الإنسَانِ صَدَقَة"
قال الإمامُ إسْماعِيلُ - رَحِمه الله -: إن كانَ مَحفُوظاً فمعنى المِيْسَم العَلَامَة؛ أي علَى كُلِّ عُضْوٍ مَوسُومٍ بالصُّنع: صُنع الله - عزّ وَجلّ -[صَدَقة] وَإن كَانَت الرِّواية: "مَنسِماً" - بالنُّون - فالمرادُ به العَظم.
- في حديث الحَسَن والحُسَين: - رضي الله عنهما -: "أَنّهما كانا يَخْضبَانِ بالوَسْمَةِ"
وهي نَبْتٌ. وقيل: شَجَرٌ باليَمن يُخْضَب بوَرَقِه الشَّعَر، وَالباب كلُّه مِن الأَثَر والتّأثِير.
وس م

الوسمُ أَثَرُ الكَيِّ والجَمْع وُسُومٌ أنشد ثعلب

(ظَلَّت تَلُوذُ أَمْس بالصَّرِيمِ) (وصِلِّيانٍ كَسِبَالِ الرُّومِ ... تَرْشَحُ إلا مَوْضِعَ الوُسُومِ)

يقول تَرْشَح أبدانها كلها إلا مواضع الوُسُوم لأن النار أجفتها فهي لا ترشح وَسَمَهُ وَسْماً وسِمَةً والسِّمَةُ والوِسَامُ ما وُسِمَ به البعيرُ من ضُروب الصُّوَرِ والمِيسَمُ المِكْواةُ والجمع مَوَاسِم ومَيَاسِم الأخيرة مُعاقبة والوَسْمِيُّ مَطَر أَوَّل الرَّبِيع وهو بعد الخريف لأنه يَسِمُ الأَرْضَ بالنَّباتِ وقد وُسِمَت الأَرْضُ وقول أَبِي صَخْر

(يَرْجُونَ مُرْتَجِزاً له نَجْمٌ ... جَوْنٌ تَحَيَّر بَرْقُه يَسْمِي)

أراد يَسِمُ الأرض بالنبات فقَلَب وحكى ثعلب أَسَمْتُه بمعنى وَسَمْتُه فهمزته على هذا بدل من واو وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أي لا تجاوِزَنَّ قَدْرَك وصَدَقَنِي وَسْم قِدْحِه كصَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِه ومَوْسِمُ الحجّ والسُّوق مُجْتَمعُها قال اللحياني ذو مجازٍ مَوْسِمٌ ومجنّةُ مَوْسمٌ وعُكَاظ مَوْسِمٌ ومِنىً مَوْسِم وعَرَفَة مَوْسِمٌ قال غيره ذو مجاز موسم وإنما سُمِّيَت هذه كلها مَواسِم لاجْتِماع الناس والأَسْواق فيها ووَسَّمُوا شَهِدُوا الموَسم وتَوَسَّمَ فيه الشيءَ تَخَيَّلَه والوَسِمَةُ والوَسْمَةُ أَهْل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفــها كلاهما شَجَرٌ له وَرَق يُخْتَضَبُ به وقيل هو العِظْلِمُ والمِيسَمُ والوَسامَةُ أثر الحُسْنِ وقد وَسُمَ وَسَامَةً ووِسَاماً فهو وَسِيمٌ والأُنْثَى وَسِيمَةٌ قال (لَهِنِّكِ من عَبْسِيَّةٍ لوَسِيمَةٌ ... على هَنَواتٍ كاذبٍ مَنْ يقولها)

أراد إنَّكِ وأسْماءُ اسْمُ امْرَأةٍ مُشْتَقٌّ من الوَسامة وهمزتهُ مُبْدَلَة من واوٍ وإنما قالوا ذلك أن سيبويه ذكر أسماء في الترخيم مع فَعْلان كسَكْران مُعْتدّا بها فَعْلاء فقال أبو العباس لم يكن يَجِب أن يذكر هذا الاسم مع سكران من حيث كان وزنْه أَفْعالا لأنه جمعُ اسمٍ قال وإنما مُنِع الصَّرْف في العَلَم المذَكَّر من حيث غلبت عليه تَسْمِيَةُ المُؤَنَّث له فلَحِق عنده بباب سُعَاد وزينب فقَوَّي أبو بكر قول سيبويه إنه في الأصل وَسْماء ثم قلبت واوها همزة وإن كانت مفتوحة حَمْلاً على باب أَحَدٍ وأناةٍ وإنما شَجُع أبو بكر على ارتكاب هذا القول لأن سيبويه شرع له ذلك وذلك أنه لما رآه قد جعله فَعْلاء وعَدِمَ تركيب ي س م تَطَلَّبَ لذلك وَجْهاً فذهب إلى البَدَل وقياس قول سيبويه ألا ينصرفَ أسماء نكرةً ولا معرفةً لأنها عنده فَعْلاء وأما على مذهب غير سيبويه فإنها تنصرف نكرة ومعرفةً لأنها أَفْعالُ كأَنهار ومذهب سيبويه وأبي بكر فيها أَشْبَهُ بمعنى أسماء النساء وذلك لأنها عندهما من الوَسَامَةِ وهي الحُسْنُ فهذا أشبه في تسمية النساء من معنى كونها جمعَ اسمٍ وينبغي لسيبويه أن يعتقد مذهب أبي بكر إذ ليس معنى هذا التركيب على ظاهره وإن كان سيبويه يتأوّل عَيْنَ سيدٍ على أنها ياء وإن عُدِمَ تركيب س ي د فكذلك يتوهم أسماء من أس م وإن عدم هذا التركيب إلا هاهنا والوَسْمُ الوزع والشين لغة ولَسْتُ منهما على ثقة
وسم ترب عقر حلق قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: لَميسمها فَإِنَّهُ الْحسن وَهُوَ الوَسامة وَمِنْه يُقَال: رجل وسيم وَامْرَأَة وسيمة. وَأما قَوْله: تربت يداك فَإِن أَصله أَنه يُقَال للرجل إِذا قل مَاله: [قد -] ترب أَي افْتقر حَتَّى لصق بِالتُّرَابِ. [و -] قَالَ اللَّه عز وَجل {أوْ مِسْكِيْناً ذَا مَتْرَبَةٍ} فيرون وَالله أعلم أَن النَّبِي [صلي اللَّه -] عَلَيْهِ وَسلم لم يتَعَمَّد الدُّعَاء عَلَيْهِ بالفقر وَلَكِن هَذِه كلمة جَارِيَة على أَلْسِنَة العري يَقُولُونَهَا وهم لَا يُرِيدُونَ وُقُوع الْأَمر وَهَذَا كَقَوْلِه لصفية ابْنة حُيي حِين قيل لَهُ يَوْم النَّفر: إِنَّهَا حَائِض فَقَالَ: عَقْرا حَلْقا مَا أَرَاهَا إِلَّا حابستنا. فَأصل هَذَا مَعْنَاهُ: عقرهَا اللَّه وحلقها [و -] قَوْله: عقرهَا اللَّه بِمَعْنى عقر جَسدهَا وحلقها بِمَعْنى أَصَابَهَا وجع فِي حلقها هَذَا كَمَا يُقَال: قد رَأس فلَان فلَانا إِذا ضرب رَأسه وصدره إِذا أصَاب صَدره وَكَذَلِكَ حلقه إِذا أصَاب حلقه. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا هُوَ عِنْدِي عقرا وحلقا وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ: عقري حلقي. قَالَ بعض النَّاس: بل أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله: تَربت يداك نزُول الْأَمر بِهِ عُقُوبَة لتعديه ذَوَات الدَّين إِلَى ذَوَات الْجمال والمَال وَاحْتج بقوله عَلَيْهِ السَّلَام: اللَّهُمَّ [إِنِّي -] أَنا بشر فَمن دَعَوْت عَلَيْهِ بدعوة فَاجْعَلْ دَعْوَتِي عَلَيْهِ رَحْمَة لَهُ. وَالْقَوْل الأول أعجب إليّ وأشبه بِكَلَام الْعَرَب أَلا تراهم يَقُولُونَ: لَا أَرض لَك وَلَا أم لَك وهم يعلمُونَ أَن لَهُ أَرضًا وَأما وَزعم بعض الْعلمَاء أَن قَوْلهم: لَا أَب لَك مَدْح وَلَا أم لَك ذمّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقد وجدنَا قَوْلهم: لَا أم لَك قد وُضِع مَوضِع الْمَدْح قَالَ كَعْب بْن سعد الغنوي يرثي أَخَاهُ: [الطَّوِيل]

هَوَتْ أُمه مَا يبْعَث الصبحَ غاديا ... وماذا يُؤَدِّي الليلُ حِين يؤوب

وقَالَ بعض النَّاس: إِن قَوْله: تربت يداك 13 يُرِيد بِهِ 13 استغنت يداك من الْغنى وَهَذَا خطأ لَا يجوز فِي الْكَلَام إِنَّمَا ذهب إِلَى المترب وَهُوَ الْغَنِيّ فغلط وَلَو أَرَادَ هَذَا التَّأْوِيل لقَالَ: أتربت يداك لِأَنَّهُ يُقَال: أترب الرجل إِذا كثر مَاله فَهُوَ مُترب وَإِذا أَرَادوا الْفقر قَالُوا: ترب يترب. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن امْرَأَة توفّي عَنْهَا زَوجهَا فاشتكت عينهَا فأرادوا أَن يداووها فَسئلَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن ذَلِك فَقَالَ: قد كَانَت إحداكن تمكث فِي شَرّ أحلاسها فِي بَيتهَا إِلَى الْحول فَإِذا كَانَ الْحول فَمر كلب رمته ببعرة ثمَّ خرجت أَفلا أَرْبَعَة أشهر وَعشرا قَالَ أَبُو عبيد: أما قَوْله: فَمر كلب رمته ببعرة يَعْنِي أَنَّهَا كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة تَعْتَد سنة على زَوجهَا لَا تخرج من بَيتهَا ثمَّ تفعل ذَلِك فِي رَأس الْحول لترى النَّاس أَن إِقَامَتهَا حولا بعد زَوجهَا أَهْون عَلَيْهَا من بَعرَة يرْمى بهَا كلب وَقد ذكرُوا هَذِه الْإِقَامَة حولا فِي أشعارهم قَالَ لبيد يمدح قومه: [الْكَامِل]

وهُمُ ربيع للمُجاور فيهم ... والمرملاتِ إِذا تطاول عامُها

وَنزل بذلك الْقُرْآن فِي أول الْإِسْلَام قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِيْنَ يُتَوْفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُوْنَ أزْوَاجاً وَّصِيَّةَ لاَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ اِخْرَاجٍ} ثمَّ نسخ ذَلِك بقوله عز وَجل / {يَتَرَبَّصْنَ بِاًنْفُسِهِنَّ أرْبَعَةَ اشْهُرٍ وَّعَشْراً} فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: كَيفَ لَا تصبر إحداكن قدر هَذَا وَقد كَانَت تصبر حولا
وسم
وسَمَ يسِم، سِمْ، وَسْمًا وسِمَةً، فهو واسم، والمفعول مَوْسوم
• وسَم المرءَ أو الدّابّةَ: جَعَل له علامة يُعرف بها "وَسَم فرسَهُ: كَواه فأثَّر فيه بعلامة- {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} ".
• وسَم فلانًا بكذا: ميَّزه به "وسَمه بالخير- وسَم فلانًا بطابعه: طبعه- وسَم صحيفة معدنيَّة: دَمَغها" ° وسَمَه بالعار: ألصقه به. 

وسُمَ يوسُم، وسامةً ووَسامًا، فهو وَسيم
• وسُم الوجهُ: جمُل وحسُن حُسنًا وضيئًا ثابتًا "وسُمتِ الفتاةُ". 

اتَّسمَ بـ يتَّسم، اتِّسامًا، فهو مُتَّسِم، والمفعول مُتَّسَم به
• اتَّسم الشَّخصُ بكذا: جعل لنفسه علامة أو صفة يُعرف بها، ظهر بمظهر معيَّن "اتَّسم بالخطورة/ بفعل الخير".
• اتَّسم وجهُهُ بالحُزْن: بَدَت عليه علامة شعوره به، وارتسمت عليه دلائله. 

توسَّمَ يتوسَّم، توسُّمًا، فهو مُتَوسِّم، والمفعول مُتوسَّم
• توسَّم الشَّيءَ:
1 - طلب علامَتَه.
2 - تفرَّسهُ وتأمَّل فيه "توسَّم وجْهَهُ".
• توسَّمَ الأمرَ: تدبَّره، تبصَّره وتفكَّر فيه " {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} ".
• توسَّم فيه خيرًا: توقَّعَهُ، ظنّ له الخير في المستقبل "فلان يتوسَّم في المستقبل خيرًا- توسَّم في ابنه النَّجابة" ° توسّم فيه
 الخير: تبيَّن فيه أثره. 

واسمَ يواسم، مُواسمةً، فهو مُواسِم، والمفعول مُواسَم
• واسم فُلانًا: غالبه في الحُسْن "واسَمتْ جارتها". 

وسَّمَ يُوسِّم، توسيمًا، فهو مُوسِّم، والمفعول مُوسَّم
• وسَّم فلانًا: أعطاه أو منحه وسامًا "وسَّم الرئيس نجيب محفوظ/ أحمد زويل- أقيم احتفال لتوسيم العلماء النابهين". 

سِمَة [مفرد]: ج سمات (لغير المصدر):
1 - مصدر وسَمَ.
2 - علامة، وتأشيرة "سِمَة دخول" ° سِمة شخصيَّة: خصلة أو سجيَّة/ ما يمكن أن يعتمد عليه في التفريق بين شخص معيَّن وآخر.
3 - صورة من صور الكَيِّ تُعرف بها إبل الرَّجُل، ما وُسِم به الحيوان من ضروب الصور "هذا الفرس له سِمَة على غُرَّته".
4 - علامةٌ تُوضع على تحفة فنية بمثابة توقيع وإمضاء، أو على سلعة تجاريَّة إثباتًا لصحّتها "كُلُّ سلعة لها سِمتها الخاصَّة بها".
5 - أثر يدلّ على شيء "سِمَة عبقريَّة/ سمعيَّة".
6 - شامَةٌ، خالٌ "سِمَة طبيعيَّة على الوجه". 

مَوْسِم [مفرد]: ج مواسِمُ:
1 - اسم مكان من وسَمَ.
2 - اسم زمان من وسَمَ.
3 - حَفْل، مجمع كثير من النّاس.
4 - معرض، سوق موسميَّة، وقت ظهور الشَّيء أو اجتماع النّاس له.
5 - حُلُول الوقت المناسب أو المعتاد لزراعة معيَّنة أو لجني غلّة "موسم زراعة القطن/ جني العنب/ الحصاد".
6 - زَمَنٌ معيَّن لممارسة دينيّة أو فنيّة "قرب موسم الحَجّ- الموسم المسرحيّ الجديد".
7 - أعياد كبيرة "المواسم والأعياد". 

مَوْسميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَوْسِم.
2 - فصليّ، عائد إلى فصل أو زمن مُعيَّن من السَّنة "أشغال/ منتوجات موسميَّة- الأنفلونزا مَرَض موسَميّ".
• الرِّياح الموسميَّة: رياح مداريّة وشبه مداريَّة ينعكس اتّجاهها من موسم لآخر ويكون فيها الطَّقس جافًّا ومثقلاً بالرُّطوبة في الهند وجنوب آسيا. 

مَوْسوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وسَمَ.
2 - مَنْ أُعْطيَ أو قُلِّد وِسامًا. 

وَسام [مفرد]: مصدر وسُمَ. 

وِسام [مفرد]: ج أَوْسِمة:
1 - علامة، ما وُسِمَ به الحيوان من ضروب الصُّور.
2 - نوط، ميدالية، نيشان يُعْطى لِمَنْ امتاز في عمله مكافأةً له عليه ويُعلَّق على الصَّدر "أخذ وِسامَ الاستحقاق- نال المُجِدُّ وِسامَ الشَّرف" ° زِرُّ الوِسام: شارة على شكل وردة في الوسام العسكريّ- شارة الوِسام: زِرُّه. 

وَسامة [مفرد]:
1 - مصدر وسُمَ.
2 - أثر الحُسن والجمال والعِتْق "بَدَت عليه الوَسامة". 

وَسْم [مفرد]: ج وُسوم (لغير المصدر):
1 - مصدر وسَمَ.
2 - سِمَة، علامة.
3 - دَمْغ "وَسْم البضائع". 

وَسْمِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وَسْم.
• الوَسْمِيّ: مطر الرَّبيع الأولّ "سقى الوسميُّ الحديقةَ". 

وَسيم [مفرد]: ج وِسام ووُسَماءُ، مؤ وسيمة، ج مؤ وسيمات ووِسام: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وسُمَ. 
وسم
( {الوَسْمُ: أثر الكيِّ) يكون فِي الأعضاءِ. قَالَ شَيخنَا: هَذَا هُوَ الِاسْم المُطْلَقُ العامُّ، والمحققون يسمُّون كل} سِمَةٍ باسمٍ خاصٍّ، واستوعب ذَلِك السُّهيْلي، فِي الرَّوض، وَذكر بعضه الثَّعالبي فِي فقه اللُّغة. قلت: الَّذِي ذكر السُّهيلي فِي الرَّوض: من! سمات الْإِبِل: السِّطاعُ، والرَّقْمةُ، والخِباطُ، والكِشاحُ، والعِلاطُ، وقَيْدُ الفَرَسِ، والشِّعْبُ، والمُشَيْطَنَةُ، والمُفَعَّاةُ، والقُرَمَةُ، والجُرْفَةُ، والخُطَّافُ،(وَلَوْ غَيْرُ أخْوالي أرادُوا نَقِيصَتِي ... جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرَانينِ {مِيسَما)
فَلَيْس يُريدُ جَعَلْتُ لَهُم حَدِيدَة، وَإِنَّمَا يُرِيد: جعلت أثَرَ} وَسْمٍ. (و) من الْمجَاز: (موسِمُ الحجِّ) ، كمجلِسٍ: (مُجْتَمَعُهُ) ، وَكَذَا موسم السُّوق، وَالْجمع: {مواسِمُ، قَالَ اللِّحياني: ذُو مجازٍ:} مَوْسِمٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيت هَذِه كلُّها مواسِمَ لِاجْتِمَاع النَّاس والأسواق فِيهَا. وَفِي الصِّحاح: سُمي بذلك؛ لِأَنَّهُ مَعْلَمٌ، يُجتمعُ إِلَيْهِ، قَالَ اللَّيْث: وَكَذَلِكَ كَانَت أسواقُ الجاهلِيَّة، وَأنْشد الْجَوْهَرِي:
(حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها {المواسِمُ ... )
يُرِيد: أهل المواسِمِ. (} وَوَسَّمَ {تَوْسيمًا: شَهِدَهُ) كعَرَّفَ تعريفًا، وعيَّدَ تَعْيِيدًا، عَن ابْن السَّكيت. (و) من الْمجَاز: (} تَوَسَّمَ الشيءَ) : إِذا (تَخَيَّلَهُ) ، وَفِي الأساس: إِذا تَبَيَّنَ فِيهِ أثرَهُ. (و) توسَّم فِيهِ الخيْرَ: (تَفَرَّسَهُ) ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ شَيخنَا: وَأَصله: عَلِمَ حقيقَتَهُ {بسِمَتِهِ، وَيُقَال:} تَوَسَّمَهُ: إِذا نظرَهُ من قرْنِه إِلَى قدمِهِ، واسْتَقْصى وُجُوه معرفَتِهِ، وَمِنْه شَاهد التَّلخيص:
(بَعَثوا إلىَّ عريفَهُم {يَتَوَسَّمُ ... )
(} والوَسْمَةُ) ، بِالْفَتْح، (وكَفَرِحَةٍ) ، الأولى لغةٌ فِي الثَّانِيَة، كَمَا أَشَارَ لَهُ الْجَوْهَرِي، قَالَ: وَلَا يُقَال: {وُسْمَةٌ بِالضَّمِّ، وَقَالَ الْأَزْهَرِي: كَلَام الْعَرَب:} الوَسِمَةُ، بِكَسْر السِّين، قَالَه الْفراء، وَغَيره من النَّحويين، وَفِي المُحكم: التَّثْقيل لأهل الْحجاز، وغَيرهم يُخَفِّفــونَها. وَهُوَ العِظْلِمُ، كَمَا فِي الصِّحاح، و (وَرَقُ النِّيل، أَو نَبَات) آخر (يُخْضَبُ بوَرَقِهِ) ، وَقَالَ اللَّيْث: شجرةٌ ورَقُها خِضابٌ، (وَفِيه قُوَّةٌ مُحَلِّلَةٌ) . (و) من الْمجَاز (! الميسم بِكَسْر الْمِيم، {وَالوَسَامَةُ: أَثَرُ الحُسْنِ) ، وَالجَمَالِ، وَالعِتْقِ، يُقَالُ: امْرَأَةٌ ذَاتُ} مِيسَمٍ، إِذَا كَانَ عَلَيْهَا أَثَرُ الجَمَالِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، قَالَ ابْنُ كُلْثُومٍ: خَلَطنَ بِمِيسَمٍ حَسَباً وَدِينا وفِي الحَديِثِ: ((تُنْكَحُ المَرْأَةُ {لِمِيسَمِهَا)) أَيْ: لِحُسْنِهَا، مِنَ الَوسَامَةِ. (وَقَدْ} وَسُمَ) الرَّجُلُ، (كَكَرُمَ، {وَسَامَةً،} وَوَسَاماً) أَيْضاً بِحَذْفِ الهَاءِ، مِثْلُ: جَمُلَ جَمَالاً، (بِفَتْحِهِمَا) وَهذا التَّقْيِيدُ مُسْتَغْنًى عَنْهُ، لأَنَّ الإِطْلاَقَ كَافٍ فِي ذلِكَ، قَالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ الحُسِيْنَ ابْن عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ عَلَيْه ... عِقْبَةُ السَّرْوِ ظَاهِراً {وَالوَسَامِ)
(فَهُوَ} وَسِيمٌ) ، أَيْ: حَسَنُ الوَجْهِ، {وَالسِّيمَى. وقَالَ ابنُ الأَعْرابِيٍّ:} الوَسِيم: الثَّابِتُ الحُسْنِ، كَأَنَّهُ قَدْ {وُسِمَ، وَفِي صِفَتِهِ صَلَى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم: ((} وَسِيمٌ قَسيِمٌ)) أيْ: حَسَنٌ وَضِيءٌ ثَابِتٌ. (ج: {وُسَمَاءُ) هكَذا فِي النُّسَخِ وَفِي بَعْضِها:} وَسْمَى، وَكِلاَهُمَا غَيْرُ صَوَابٍ، والصَّوَابُ: وِسَامٌ، بِالكَسْرِ، يُقَالُ: قَوْمٌ {وِسامٌ، (وَهِىَ بِهَاءٍ) ، وَجَمْعُهُ: وِسَامٌ أَيْضاً، كظَرِيفَة وظِرَافٍ، وصبَيجةٍ وصِبَاح، كَمَا فِي الصِّحاح، فَكَانَ الأَوْلَى فِي العِبَارة أَنْ يَقُولَ: فَهُو: وَسِيمٌ، وَهِيَ بِهَاءٍ، جَمْعُهُ: وِسَامٌ. (وبِهِ سَمَّوْا} أَسْماء) اسْمُ امْرَأَةٍ، مُشْتقٌّ مِنَ! الوَسَامِةِ، (وَهَمْزَتُهُ) الأُولَى مُبْدَلَةٌ (مِنْ وَاوٍ) ، قَالَ شِيْخُنَا: وَهَذَا قَوْلُ سِيبوَيْهِ، وَهُوَ الّذي صَحَّحُهُ جَماعُة، وَلذَا اخْتَارَهُ المُصَنِّف، فوزنُ أَسمَاء عَلَيْهِ فَعْلاء، وَقَالَ المُبّردُ: إِنَّه مَنْقُولٌ مِن جَمْعِ الِاسْم فَوَزْنُهُ: أَفْعَالٌ، وَهَمْزَتُه الأُولَى زَائِدَةٌ، والأَخِيرَةُ أَصْلِيَّةُ، وَتَبَعهُ ابْنُ النَّحَّاسِ، فِي شَرْحِ المُعَلَّقَاتِ، قِيلَ: والأَصْلُ كَوْنُهُ عَلَمَ مُؤَنَّثٍ، كَمَا ذَكَرَهُ هَوَ أَيْضاً، فَيُمْنَعُ وَإِنْ سُمِّى بِهِ مُذَكَّرٌ. قَالُوا: وَالتَّسْمِيَةُ بِالصِّفَاتِ كَثِيرَةٌ، دُونَقَوْله:
(حِياضُ عِرَاكٍ هَدَّمَتْها {المَواسِمُ ... )
} وتَوَسَّمَ: اخْتضَبَ {بالوَسْمَةِ. وَهُوَ} أوْسَمُ مِنْهُ، أَي: أحسنُ منْهُ. {ووَسَّمَ وجْهُهُ: حَسُنَ، وَبِه فُسِّر قَوْله:
(كَغُصْنِ الأراكِ وجْهُهُ حينَ} وَسَّما ... )
{والوَسْمُ: الوَرَعُ، والشين لغةٌ فِيهِ. قَالَ ابْن سَيّده: وَلست مِنْهَا على ثِقَة.} وَوَسِيمُ، كأميرٍ: قَرْيَةٌ بِالجيزَةِ، على ضِفَّةِ النِّيل، من الغرْبِ، وَقد دخلتُها، وَهِي على ثَلَاثَة فراسِخَ من مِصْرَ وَقد ذُكِرَتْ فِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، رَوَاهُ بكر بن سَوادَةَ، عَن أبي عطيفٍ، عَن عُمير بن رُفيع، قَالَ: قَالَ لي عمر ابْن الْخطاب: ((يَا مِصْري أَيْن {وسيمُ مِنْ قُراكُمْ؟ فَقلت: على رَأس ميلٍ، يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ)) .
وسم
الوَسْمُ: التأثير، والسِّمَةُ: الأثرُ. يقال:
وَسَمْتُ الشيءَ وَسْماً: إذا أثّرت فيه بِسِمَةٍ، قال تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
[الفتح/ 29] ، وقال: تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ
[البقرة/ 273] ، وقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
[الحجر/ 75] ، أي:
للمعتبرين العارفين المتّعظين، وهذا التَّوَسُّمُ هو الذي سمّاه قوم الزَّكانةَ، وقوم الفراسة، وقوم الفطنة. قال عليه الصلاة والسلام: «اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله» وقال تعالى:
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ
[القلم/ 16] ، أي:
نعلّمه بعلامة يعرف بها كقوله: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ [المطففين/ 24] ، والوَسْمِيُّ: ما يَسِمُ من المطر الأوّل بالنّبات. وتَوَسَّمْتُ: تعرّفت بِالسِّمَةِ، ويقال ذلك إذا طلبت الوَسْمِيَّ، وفلان وَسِيمٌ الوجه: حسنه، وهو ذو وَسَامَةٍ عبارة عن الجمال، وفلانة ذات مِيسَمٍ:
إذا كان عليها أثر الجمال، وفلان مَوْسُومٌ بالخير، وقوم وَسَامٌ، ومَوْسِمُ الحاجِّ: معلمهم الذي يجتمعون فيه، والجمع: المَوَاسِمُ، ووَسَّمُوا:
شهدوا المَوْسِمَ كقولهم: عرّفوا، وحصّبوا وعيّدوا: إذا شهدوا عرفة، والمحصّب، وهو الموضع الذي يرمى فيه الحصباء.

عقل

العقل: جوهر مجرد عن المادة في ذاته، مقارن لها في فعله، وهي النفس الناطقة التي يشير إليها كل أحد بقوله: أنا، وقيل: العقل: جوهر روحاني خلقه الله تعالى متعلقًا ببدن الإنسان، وقيل: العقل: نور في القلب يعرف الحق والباطل، وقيل: العقل: جوهر مجرد عن المادة يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف، وقيل: قوة للنفس الناطقة، وهو صريح بأن القوة العاقلة أمر مغاير للنفس الناطقة، وأن الفاعل في التحقيق هو النفس والعقل آلة لها، بمنزلة السكين بالنسبة إلى القاطع، وقيل: العقل والنفس والذهن واحد؛ إلا أنها سميت عقلًا لكونها مدركة، وسميت نفسًا؛ لكونها متصرفة، وسميت ذهنًا؛ لكونها مستعدة للإدراك.

العقل: ما يعقل به حقائق الأشياء، قيل: محله الرأس، وقيل: محله القلب.

العقل الهيولاني: هو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات، وهي قوة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال، وإنما نسب إلى الهيولي؛ لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولي الأولى الخالية في حد ذاتها من الصور كلها.

العقل: مأخوذ من عقال البعير، يمنع ذوي العقول من العدول عن سواء السبيل، والصحيح أنه جوهر مجرد يدرك الفانيات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة.

العقل بالملكة: هو علم بالضروريات، واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات.

العقل بالفعل: هو أن تصير النظريات مخزونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب، بحيث تحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت من غير تجشم كسب جديد، لكنه لا يشاهدها بالفعل.

العقل المستفاد: هو أن تحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه.
عقل قَالَ أَبُو عبيد: ويروى: لَو مَنَعُونِي عنَاقًا لقاتلتهم عَلَيْهِ. قَالَ الْكسَائي: العِقال صدقُة مصدقةُ عامٍ يُقَال: قد اُخِذَ مِنْهُم عِقال هَذَا الْعَام - إِذا أُخِذَت مِنْهُم صدقتُه قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: بعث فلَان على عِقال بني فلَان - إِذا بُعِث على صَدَقَاتهمْ. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا كَلَام الْعَرَب الْمَعْرُوف عِنْدهم. وَقد جَاءَ فِي بعض الحَدِيث غير ذَلِك. ذكر الْوَاقِدِيّ أَن مُحَمَّد بن مسلمة كَانَ يعْمل على الصَّدَقَة فِي عهد رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ يَأْمر الرجل إِذا جَاءَ بفريضتين أَن يَأْتِي بِعقاليْهما وقِرانَيهما. ويروى أَن عمر بن الْخطاب كَانَ يَأْخُذ مَعَ كل فريضةٍ عِقالا ورِواء فاذا جَاءَت إِلَى الْمَدِينَة بَاعهَا ثمَّ تصدّق بِتِلْكَ العُقُل والأروية. قَالَ: والرَّواء الْحَبل الَّذِي يقرن بِهِ البعيران. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَانَ الْوَاقِدِيّ يزْعم أَن هَذَا رأى مَالك بن أنس وَابْن أبي ذِئْب قَالَ الْوَاقِدِيّ: وَكَذَلِكَ الْأَمر عندنَا. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث والشواهد فِي كَلَام الْعَرَب على القَوْل الأول أَكثر وَهُوَ أشبه عِنْدِي بِالْمَعْنَى. قَالَ: وَأَخْبرنِي ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ: اسْتعْمل مُعَاوِيَة ابْن أَخِيه عَمْرو بن عتبَة بن أبي سُفْيَان على صدقَات كلب فاعتدى عَلَيْهِم [فَقَالَ -] عَمْرو بن العدّاء الْكَلْبِيّ: [الْبَسِيط]

سعى عِقالا فَلم يَتْرُك لنا سَبَداً ... فَكيف لَو قد سعى عمروعقالين

لأصبَح الحيّ أوبادا وَلم يَجدوا ... عِنْد التفرُّقِ فِي الهيجا جِمالينِ

قَوْله: أوبادا وَاحِدهَا: وَبَدٌ وَهُوَ الْفقر والبُؤس وَقَوله: جِمالَين يَقُول: جمالا هُنَا وجمالا هُنَا فَهَذَا الشّعْر يبيّن لَك أنَّ العقال إنّما هُوَ صَدَقَة عَام وَكَذَلِكَ حَدِيث يرْوى عَن عمر أَنه أخّر الصَّدَقَة عَام الرَّمَادَة فَلَمَّا أَحْيَا النَّاس بعث ابْن أبي ذُبَاب فَقَالَ: اعقل عَلَيْهِم عِقالين فاقسمْ فيهم عِقالا وائتني بِالْآخرِ.


عقل: {تعقلون}: تحبسون النفس عن الهوى.
العقل: هو حذف الحرف الخامس المتحرك من "مفاعلتن"، وهي اللام، ليبقى: "مفاعلتن"، فينقل إلى "مفاعلن"، ويسمى: معقولًا.
(عقل)
(س) فِي قِصَّةِ بَدْرٍ ذِكْرُ «العَقَنْقَل» هُوَ كَثِيبٌ مُتَداخِلٌ مِنَ الرَّمْل وَأَصْلُهُ ثُلاَثِيُّ.
(عقل)
عقلا أدْرك الْأَشْيَاء على حَقِيقَتهَا والغلام أدْرك وميز يُقَال مَا فعلت هَذَا مذ عقلت وَإِلَيْهِ عقلا وعقولا لَجأ وتحصن والظل عقلا انقبض وانزوى عِنْد انتصاف النَّهَار وَالشَّيْء أدْركهُ على حَقِيقَته وَالْبَعِير ضم رسغ يَده إِلَى عضده وربطهما مَعًا بالعقال ليبقى باركا وَالرجل لوى رجله على رجله وأوقعه على الأَرْض وَفُلَانًا عَن حَاجته حَبسه عَنْهَا والقتيل وداه فعقل دِيَته بِالْعقلِ فِي فنَاء ورثته وَكَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة من الْإِبِل والدواء الْبَطن أمْسكهُ بعد استطلاق وَفُلَان فلَانا عقلا فاقه فِي الْعقل

(عقل) الْبَعِير وَنَحْوه عقلا اصطك عرقوباه والتوت رجله فَهُوَ أَعقل وَهِي عقلاء (ج) عقل
ذو العقل: هو الذي يرى الخلق ظاهرًا ويرى الحق باطنًا، فيكون الحق عنده مرآة الخلق، لاحتجاب المرآة بالصور الظاهرة.

ذو العين: هو الذي يرى الحق ظاهرًا والخلق باطنًا، فيكون الخلق عنده مرآة الحق، لظهور الحق عنده واختفاء الخلق فيه، اختفاء المرآة بالصور.

ذو العقل والعين: هو الذي يرى الحق في الخلق، وهذا قرب النوافل، ويرى الخلق في الحق، وهذا قرب الفرائض، ولا يحتجب بأحدهما عن الآخر، بل يرى الوجود الواحد بعينه حقًّا من وجه، وخلقًا من وجه، فلا يحتجب بالكثرة عن شهود الواحد الرائي، ولا تزاحم في شهود الكثرة الخلقية، وكذا لا تزاحم في شهود أحدية الذات المتجلية في المجالي كثرة، وإلى المراتب الثلاثة أشار الشيخ محي الدين بن العربي -قدس الله سره- بقوله:
وفي الخلق عين الحق إن كنت ذا عين ... وفي الحق عين الخلق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى ... سوى عين شيء واحد فيه بالشكل
عقل
العَقْل يقال للقوّة المتهيّئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوّة عَقْلٌ، ولهذا قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع
كما لا ينفع الشّمس وضوء العين ممنوع
وإلى الأوّل أشار صلّى الله عليه وسلم بقوله: «ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل» وإلى الثاني أشار بقوله: «ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرّدّه عن ردى» وهذا العقل هو المعنيّ بقوله: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ
[العنكبوت/ 43] ، وكلّ موضع ذمّ الله فيه الكفّار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأوّل، نحو: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ إلى قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ونحو ذلك من الآيات، وكلّ موضع رفع فيه التّكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأوّل. وأصل العَقْل: الإمساك والاستمساك، كعقل البعير بالعِقَال، وعَقْل الدّواء البطن، وعَقَلَتِ المرأة شعرها، وعَقَلَ لسانه: كفّه، ومنه قيل للحصن: مَعْقِلٌ، وجمعه مَعَاقِل. وباعتبار عقل البعير قيل: عَقَلْتُ المقتول: أعطيت ديته، وقيل: أصله أن تعقل الإبل بفناء وليّ الدّم، وقيل: بل بعقل الدّم أن يسفك، ثم سمّيت الدّية بأيّ شيء كان عَقْلًا، وسمّي الملتزمون له عاقلة، وعَقَلْتُ عنه: نبت عنه في إعطاء الدّية، ودية مَعْقُلَة على قومه: إذا صاروا بدونه، واعْتَقَلَهُ بالشّغزبيّة : إذا صرعه، واعْتَقَلَ رمحه بين ركابه وساقه، وقيل: العِقَال:
صدقة عام، لقول أبي بكر رضي الله عنه (لو منعوني عقالا لقاتلتهم) ولقولهم: أخذ النّقد ولم يأخذ العِقَالَ ، وذلك كناية عن الإبل بما يشدّ به، أو بالمصدر، فإنه يقال: عَقَلْتُهُ عَقْلًا وعِقَالًا، كما يقال: كتبت كتابا، ويسمّى المكتوب كتابا، كذلك يسمّى المَعْقُولُ عِقَالًا، والعَقِيلَةُ من النّساء والدّرّ وغيرهما: التي تُعْقَلُ، أي: تحرس وتمنع، كقولهم: 
علق مضنّة لما يتعلّق به، والمَعْقِلُ: جبل أو حصن يُعْتَقَلُ به، والعُقَّالُ: داء يعرض في قوائم الخيل، والعَقَلُ:
اصطكاك فيها.
عقل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الشّعبِيّ لَا تعقل الْعَاقِلَة عمدا وَلَا عبدا وَلَا صُلْحًا وَلَا اعترافا قَالَ حدّثنَاهُ عبد الله بن إِدْرِيس عَن مطرف عَن الشّعبِيّ. قَوْله: عمدا يَعْنِي أَن كل جِنَايَة عمدٍ لَيست بخطأ فإنّها فِي مَال الْجَانِي خاصّةً وَكَذَلِكَ الصُّلْح مَا اصْطَلحُوا عَلَيْهِ من الْجِنَايَات فِي الْخَطَأ فَهُوَ أَيْضا فِي مَال الْجَانِي وَكَذَلِكَ الِاعْتِرَاف إِذا اعْترف الرجل بِالْجِنَايَةِ من غير بَيِّنَة تقوم عَلَيْهِ فَإِنَّهَا فِي مَاله وَإِن ادّعى أَنَّهَا خطأٌ لَا يصدق الرجل على الْعَاقِلَة. وَأما قَوْله: وَلَا عَبْداً فانَّ النَّاس قد اخْتلفُوا فِي تَأْوِيل هَذَا فَقَالَ لي مُحَمَّد بن الْحسن: إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن يقتل العَبْد حرًّا يَقُول: فَلَيْسَ على عَاقِلَة مَوْلَاهُ شَيْء من جِنَايَة عَبده إِنَّمَا جِنَايَته فِي رقبته أَن يَدْفَعهُ مَوْلَاهُ إِلَى الْمَجْنِي عَلَيْهِ أَو يفْدِيه وَاحْتج فِي ذَلِك بِشَيْء رَوَاهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا تعقل الْعَاقِلَة عمدا وَلَا صلحا وَلَا اعترافا وَلَا مَا جنى الْمَمْلُوك قَالَ مُحَمَّد: أَفلا ترى أنّه قد جعل الْجِنَايَة جِنَايَة الْمَمْلُوك وَهَذَا قَول أبي حنيفَة وَقَالَ ابْن أبي ليلى: إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن يكون العَبْد يجنى عَلَيْهِ يقْتله حرًّا ويجرحه يَقُول: فَلَيْسَ على عَاقِلَة الْجَانِي شَيْء إِنَّمَا ثمنه فِي مَاله خَاصَّة. قَالَ: فذاكرت الْأَصْمَعِي ذَلِك فَإِذا هُوَ يرى القَوْل فِيهِ قَول ابْن أبي ليلى على كَلَام الْعَرَب وَلَا يرى قَول أبي حنيفَة جَائِزا يذهب إِلَى أَنه لَو كَانَ الْمَعْنى على مَا قَالَ لَكَانَ الْكَلَام لَا تعقِل العاقِلة عَن عبد وَلم يكن: لَا تَعْقِل عبدا قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ عِنْدِي كَمَا قَالَ ابْن أبي ليلى وَعَلِيهِ كَلَام الْعَرَب.
ع ق ل

" ذهب طولاً، وعدم معقولاً ". قال الراعي:

حتى إذا لم يتركوا لعظامه ... لحماً ولا لفؤاده معقولاً

وتقول: ما لفلان مقول، ولا معقول. وما فعلت كذا منذ عقلت. وعقل فلان بعد الصبا أي عرف الخطأ الذي كان عليه. وهذا مريض لا يعقل. إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، فكيف عند الرجل العقول. وتقول: ما ينفع التحصن بالعقول، ما ينفع التمسك بالعقول؛ أي المعاقل. قال أحيحة:

وقد أعددت للحدثان حصناً ... لو أن المرء تنفعه العقول

أي المعاقل. واعتقل لسانه إذا لم يقدر على الكلام. قال ذو الرمة:

ومعتقل اللسان بغير خبل ... يميد كأنه رجل أميم

واعتقل الفارس رمحه: وضعه بين ركابه وسرجه. واعتقل الرحل والسرج وتعقلهما إذا ثنى رجله على القربوس أو القادمة. قال ذو الرمة:

أطلت اعتقال الرحل في مدلهمها ... إذا شرك الموماة أودى نظامها

وقال النابغة:

متعقلين قوادم الأكوار

واعتقل الشاة: وضع رجليها بي فخذه وساقه فاحتلبها. ولفلان عقلة يعتقل بها الناس في الصراع. وعقلته عقلة شغزبية فصرعته. وعقلت القتيل: أعطيت ديته، وعقلت عنه: لزمته دية فأدّيتها عنه، " والدية على العاقلة ". واعتقل من دمه: أخذ العقل. والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث الدية. وبنو فلان على معاقلهم الأولى. وصار دم فلان معقلة على قومه. وفي رجليه عقل أي صكك. وبعير أعقل. وبعض العقل عقال وهو داء في رجل الدابة، ودابة معقولة. واثتنى إذا عقل الظل وهو عند قيام الظهيرة. وفلان معقل قومه: يلتجئون. إليه وهو كعاقل الأروى: للمتمنع. وفلانة عقيلة قومها. ويقال للدرة: عقيلة البحر. قال ابن الرقيات:

درة من عقائل البحر بكر ... لم تخنها مثاقب اللآل

ومن المجاز: نخلة لا تعقل الإبار إذا لم تقبله.
(ع ق ل) : (عَقَلَ) الْبَعِيرَ عَقْلًا شَدَّهُ بِالْعِقَالِ (وَمِنْهُ) الْعَقْلُ وَالْمَعْقُلَةُ الدِّيَةُ (وَعَقَلْتُ) الْقَتِيلَ أَعْطَيْت دِيَتَهُ وَعَقَلْتُ عَنْ الْقَاتِل لَزِمَتْهُ دِيَةٌ فَأَدَّيْتُهَا عَنْهُ (وَمِنْهُ) الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ الَّتِي تَغْرَمُ الدِّيَةَ وَهُمْ عَشِيرَةُ الرَّجُلِ أَوْ أَهْلُ دِيوَانِهِ أَيْ الَّذِينَ يَرْتَزِقُونَ مِنْ دِيوَان عَلَى حِدَة وَعَنْ الشَّعْبِيِّ لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا وَلَا صُلْحًا وَلَا اعْتِرَافًا يَعْنِي أَنَّ الْقَتْلَ إذَا كَانَ عَمْدًا مَحْضًا أَوْ صُولِحَ الْجَانِي مِنْ الدِّيَةِ عَلَى مَالٍ أَوْ اعْتَرَفَ لَمْ تَلْزَمْ الْعَاقِلَةَ الدِّيَةُ وَكَذَا إذَا جَنَى عَبْدٌ لِحُرٍّ عَلَى إنْسَانٍ لَمْ تَغْرَمْ عَاقِلَةُ الْمَوْلَى (وَعَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ) الْمَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا أَيْ تُسَاوِيهِ فِي الْعَقْلِ فَتَأْخُذُ كَمَا يَأْخُذ الرَّجُلُ (وَفِي) حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا لَقَاتَلْتُهُمْ قِيلَ هُوَ صَدَقَةُ عَامٍ وَقِيلَ هُوَ الْحَبْلُ الْمَعْرُوفُ وَقِيلَ أَرَادَ الشَّيْءَ الْحَقِيرَ فَضَرَبَ الْعِقَالَ مَثَلًا وَهُوَ الْمُلَائِمُ لِكَلَامِهِ وَتَشْهَدُ لَهُ رِوَايَةُ الْبُخَارِيِّ عَنَاقًا وَهِيَ الْأُنْثَى مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى جَدْيًا أَوْ أَذْوَطَ وَهُوَ الْقَصِيرُ الذَّقَنِ وَكِلَاهُمَا لَا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَاتِ فَدَلَّ أَنَّهُ تَمْثِيلٌ (وَتَعَقَّلَ) السَّرْجَ وَاعْتَقَلَهُ ثَنَى رِجْلَهُ عَلَى مُقَدَّمَةِ (وَقَوْلُهُ) نَصَبَ شَبَكَةً فَتَعَقَّلَ بِهَا صَيْدٌ أَيْ نَشِبَ وَعَلِقَ مَصْنُوعٌ غَيْرُ مَسْمُوعٍ (وَاعْتُقِلَ) لِسَانُهُ بِضَمِّ التَّاء إذَا اُحْتُبِسَ عَنْ الْكَلَام وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ (وَالْمَعْقِلُ) الْحِصْنُ وَالْمَلْجَأُ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيّ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ الْمُزَنِيّ الَّذِي يُضَافُ إلَيْهِ النَّهْرُ بِالْبَصْرَةِ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ التَّمْرُ الْمَعْقِلِيُّ.
عقل
عَقَلَ الدًواء بَطْنَه: حَبَسَه. والدواءُ: عَقُوْل. وعَقَلْتُ البعيرَ: شَدَدْت يدَه. والعِقَال: الحَبْل.
والعِقَالُ: صَدَقَة الإبللِسَنَةٍ.
وإذا أخَذَ المُصَدقُ من الصدَقَة ما فيها ولم يأخذْ ثَمَنَه قيل: أخَذَ عقالاً. وكل شاة تجِب في خَمْس من الإبلإلى خمس وعشرين: عِقَال، فإذا أخَذوا بنت المَخاض تركوا ذِكْرَ العِقال.
والعقَالُ: الذي يحتمِلُ الديَةَ تامةً، وبه سمىِ عِقَال بن مجاشع.
وأعْقَلَ فلانٌ: وَجَبَ عليه عِقَالٌ. والعقِيْلَة: المرأةُ المُخدَرة. والدرَة. وسَيدُ القوم. وكَرِيْمَةُ كل شيء. والعَقْل: الحِفْظ. وثَوْب أحْمَرُ عليه شبْه الصُّلُب.
ومن شِياتِ الثياب: ما كان نقشُه طُولاً. والحِصْن، ويُسَمَى المَعْقِل أيضاً، وجمعًه عُقوْل. والديَة. وعَقَلَ الطلً: قامَ. وأعْقَلَ القوم: عَقَلَ لهم الظل. وعَقَلَهُ عُقْلَةً شَغْزَبِية فَصَرَعَه واعْتَقَلَ رِجْلَيْه. واعْتَقَلَ رُمْحَه وعَقَلَه: وَضَعَه بين رِكابِه وساقِه.
واعْتَقَلَ شَاتَه: جَعَلَ رِجْلَها بين ساقِه وفَخذِه فَحَلَبَها. واعْتَقَلَ الرجْلَ: لوى رجلَه من قدام وسطِ الرجْل على المَوْرِكَة.
واعْتُقِلَ لِسانُه: منِعَ من الكلام. واعْتِقَال المزادةِ: إدْخالُ سَيْرٍ فيما بين الخَرْزَيْنِ إذا خَرَجَ الماءُ. والعَقَلُ: اصْطِكاك الركْبَتَيْن. وبعيرٌ أعْقَل. والعُقالُ: داءٌ في رِجْلَي الدابة، ويُخَفَّفُ في لُغةِ. ودابةٌ مَعْقوْلة. والمَعْقُوْل: العَقْل.
والأعْقَلُ والعاقِل: ما تَحَصَّنَ في مَعاقل الجبال؛ من كل شيء. وعَاقِل: اسمُ جَبَلً.
وهو مَعْقِلُ قَوْمِه: يَلْجَأونَ إليه. ومَعْقُلَة: اسمُ موضعٍ. وصار دمُه مَعْقُلةً على قومِه: أي بدُوْنَه. وعَقَلْتُه: أعطَيْت دِيَتَه. وعَقَلْتُ منه: غَرمْت ديته. وا
لعَقَنْقَلُ: ما ارْتَكَمَ من الرَّمْل.
ومن الأوْدِيَة: ما اتَسَعَ ما بينَ حافَتَيْه. وشحْمَةُ الضب، وقيل: مُصْرَانُه - والعَنْقَلُ مثلُه -، وقيل: ما وَليَ الأرضَ من بطنِه، إنما يُرْمى به، وفي هذا الوجْهِ قولُهم: " أطْعِمْ أخاك من عَقَنْقَل الضب " هُزْءاً. والعَقَنْقَلُ أيضاً: القَدَحُ الضخم الواسِعُ الأعلى الضيقُ الأسفل. والسيْف، جمعُه عَقَاقِيْل.
والعَقاقِيْلُ: قُضْبانُ الكُروم وأسارِعُها. وبقايا المرَض. والعَاقُوْلُ من النَّهْرِ والوادي والأمور: ما اعْوجَ وتَلبسَ. ونَبْتٌ أيضاً، وقد عَقَلَه البعيرُ: أكَلَه؛ عَقلاً. وعاقولى: اسمُ الكوفةِ في التوراة.

عقل


عَقَلَ(n. ac. عَقْل)
a. Bound, tied, tethered.
b.(n. ac. عَقْل
مَعْقُوْل), Was, became intelligent, rational, reasonable.
c. Understood, comprehended.
d. [acc. & 'An], Paid bloodmoney, atoned for.
e. [La], Renounced (revenge).
f.(n. ac. عَقْل
عُقُوْل), Kept to the mountainheights (goat).
g. [Ila], Took refuge with.
h. Was vertical (shadow).
i.(n. ac. عَقْل), Collected, exacted (poor-rate).
j. Threw down in wrestling.
k. Combed (hair).
l. [acc. & 'An], Withheld from.
m.(n. ac. عَقْل), Astringed, constipated (medicine).
n. Set up, raised.

عَقِلَ(n. ac. عَقَل)
a. Was bow-legged, knock-kneed.
b. see supra
(b)
عَقَّلَa. see I (a) (b), (l)
d. Rendered intelligent; considered intelligent.
e. Bore grapes (vine).

عَاْقَلَa. Vied in understanding with.
b. Equalled in value (blood-money).

أَعْقَلَa. Deemed, found intelligent, reasonable.

تَعَقَّلَa. see I (b)b. Rode cross-legged.
c. [Bi & La], Made a stirrup of ( his hands ) for (
another ).
تَعَاْقَلَa. Assumed, feigned intelligence.
b. Atoned, made compensation for ( the blood
of ).
إِعْتَقَلَa. see I (a) (j), (l) & V (
b ).
e. Bound, imprisoned.
f. [pass.], Was bound.
عَقْل
(pl.
عُقُوْل)
a. Understanding, intelligence, reason; intellect mind;
sense; brain; judgment, discretion; wisdom.
b. Fortress, stronghold; refuge, asylum.
c. Blood-money.

عَقْلَةa. Impediment in speech.

عَقْلِيّa. Intellectual; rational, reasonable; mental;
metaphysical.

عُقْلَة
(pl.
عُقَل)
a. Bond; fetter, shackle.

عُقْلَىa. fem. of
أَعْقَلُ
(b).
أَعْقَلُ
(pl.
عُقْل)
a. Knockkneed; bow-legged.
b. (pl.
عُقَل
أَعَاْقِلُ
37), More intelligent &c.
مَعْقِل
(pl.
مَعَاْقِلُ)
a. Refuge, asylum; stronghold, fortress.
b. High mountain.

مَعْقُلَةa. Blood-money, ransom.
b. Obligation.

عَاْقِل
(pl.
عُقَّاْل
عُقَلَآءُ
43)
a. Intelligent, sensible; rational, reasonable; prudent
discreet, judicious; wise.
b. (pl.
عَاْقِلَة), Relatives, relations. kinsmen.
c. (pl.
عُقَّاْل) [ coll. ], Minister of the
Druses.
عَاْقِلَة
( pl.
reg. &
عَوَاْقِلُ)
a. fem. of
عَاْقِل
(a).
b. Understanding; sense, judgment.

عِقَاْل
(pl.
عُقُل)
a. Footrope, tether.
b. [ coll. ], Headband, fillet.
c. (pl.
عُقْل
عُقُل
10), Tax, tribute; poor-rate.
d. Ransom ( paid in kind ).
عَقِيْلَة
(pl.
عَقَاْئِلُ)
a. Modest, retiring woman; kept in seclusion (
woman ).
b. The best, the choice of.

عَقُوْلa. Intelligent; wise, prudent.

عَاْقُوْل
(pl.
عَوَاْقِيْلُ)
a. Bend, curve, sweep, winding; intricacy; complication
difficulty.
b. Trackless, pathless region; desert.

N. P.
عَقڤلَa. Understood; intelligible, comprehensible.
b. see I (a)
N. Ac.
إِعْتَقَلَa. see 1t
مِعْقَيْلَة
a. [ coll. ], Hooked stick, crook.

عَقِيْلَة البَحْر
a. Pearl.

عِلْم المَعْقُوْلَات
a. Metaphysics.
ع ق ل: (الْعَقْلُ) الْحِجْرُ وَالنُّهَى. وَرَجُلٌ (عَاقِلٌ) وَ (عَقُولٌ) وَقَدْ (عَقَلَ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (مَعْقُولًا) أَيْضًا وَهُوَ مَصْدَرٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ صِفَةٌ. وَقَالَ إِنَّ الْمَصْدَرَ لَا يَأْتِي عَلَى وَزْنِ مَفْعُولٍ أَلْبَتَّةَ. وَ (الْعَقْلُ) أَيْضًا الدِّيَةُ. وَ (الْعَقُولُ) بِالْفَتْحِ الدَّوَاءُ الَّذِي يُمْسِكُ الْبَطْنَ. وَ (الْمَعْقِلُ) الْمَلْجَأُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَ (مَعْقِلُ) بْنُ يَسَارٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ نَهْرٌ بِالْبَصْرَةِ وَالرُّطَبُ (الْمَعْقِلِيُّ) أَيْضًا. وَ (الْمَعْقُلَةُ) بِضَمِّ الْقَافِ الدِّيَةُ وَجَمْعُهَا (مَعَاقِلُ) . وَ (الْعَقِيلَةُ) كَرِيمَةُ الْحَيِّ وَكَرِيمَةُ الْإِبِلِ. وَعَقِيلَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَكْرَمُهُ. وَالدُّرَّةُ عَقِيلَةُ الْبَحْرِ. وَ (الْعِقَالُ) صَدَقَةُ عَامٍ. قَالَ الشَّاعِرُ يَهْجُو سَاعِيًا:

سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ
وَيُكْرَهُ أَنْ تُشْتَرَى الصَّدَقَةُ حَتَّى (يَعْقِلَهَا) السَّاعِي. قُلْتُ: أَيْ حَتَّى يَقْبِضَهَا كَذَا فَسَّرَهُ الْأَزْهَرِيُّ. وَ (عَقَلَ) الْقَتِيلَ أَعْطَى دِيَتَهُ. وَعَقَلَ لَهُ دَمَ فُلَانٍ إِذَا تَرَكَ الْقَوَدَ لِلدِّيَةِ. وَعَقَلَ عَنْ فُلَانٍ غَرِمَ عَنْهُ جِنَايَتَهُ وَذَلِكَ إِذَا لَزِمَتْهُ دِيَةٌ فَأَدَّاهَا عَنْهُ. فَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ عَقَلَهُ وَعَقَلَ لَهُ وَعَقَلَ عَنْهُ وَبَابُ الْكُلِّ ضَرَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا» قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْعَبْدُ عَلَى حُرٍّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْحُرُّ عَلَى عَبْدٍ. وَصَوَّبَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَقَالَ: لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى مَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَكَانَ الْكَلَامُ لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَنْ عَبْدٍ. وَقَالَ: كَلَّمْتُ الْقَاضِيَ أَبَا يُوسُفَ فِي ذَلِكَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ عَقَلَهُ وَعَقَلَ عَنْهُ حَتَّى فَهِمْتُهُ. وَ (عَقَلَ) الْبَعِيرَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ ثَنَى وَظِيفَهُ مَعَ ذِرَاعِهِ فَشَدَّهُمَا فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ. وَذَلِكَ الْحَبْلُ هُوَ (الْعِقَالُ) وَالْجَمْعُ (عُقُلٌ) . وَ (عَاقِلَةُ) الرَّجُلُ عَصَبَتُهُ وَهُمُ الْقَرَابَةُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ الَّذِينَ يُعْطُونَ دِيَةَ مَنْ قَتَلَهُ خَطَأً. وَقَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ: هُمْ أَصْحَابُ الدَّوَاوِينِ. وَالْمَرْأَةُ (تُعَاقِلُ) الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا أَيْ تُوَازِيهِ فَإِذَا بَلَغَ ثُلُثَ الدِّيَةِ صَارَتْ دِيَةُ الْمَرْأَةِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ. وَ (عَقَلَ) الدَّوَاءُ بَطْنَهُ أَمْسَكَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (عَاقَلَهُ فَعَقَلَهُ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ غَلَبَهُ بِالْعَقْلِ. وَ (اعْتَقَلَ) رُمْحَهُ إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ سَاقِهِ وَرِكَابِهِ. وَ (اعْتُقِلَ) الرَّجُلُ حُبِسَ. وَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ كِلَاهُمَا بِضَمِّ التَّاءِ. وَ (تَعَقَّلَ) تَكَلَّفَ الْعَقْلَ مِثْلُ تَحَلَّمَ وَتَكَيَّسَ. وَ (تَعَاقَلَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. 
ع ق ل : عَقَلْتُ الْبَعِيرَ عَقْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَهُوَ أَنْ تُثْنِيَ وَظِيفَهُ مَعَ ذِرَاعِهِ فَتَشُدَّهُمَا جَمِيعًا فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ بِحَبْلٍ وَذَلِكَ هُوَ الْعِقَالُ وَجَمْعُهُ عُقُلٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ.

وَعَقَلْتُ الْقَتِيل عَقْلًا أَيْضًا أَدَّيْتُ دِيَتَهُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ سُمِّيَتْ الدِّيَةُ عَقْلًا تَسْمِيَةً
بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّ الْإِبِلَ كَانَتْ تُعْقَلُ بِفِنَاءِ وَلِيِّ الْقَتِيلِ ثُمَّ كَثُرَ الِاسْتِعْمَالُ حَتَّى أُطْلِقَ الْعَقْلُ عَلَى الدِّيَةِ إبِلًا كَانَتْ أَوْ نَقْدًا وَعَقَلْتُ عَنْهُ غَرِمْتُ عَنْهُ مَا لَزِمَهُ مِنْ دِيَةٍ وَجِنَايَةٍ وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ عَقَلْتُهُ وَعَقَلْتُ عَنْهُ وَمِنْ الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا أَيْضًا عَقَلْتُ لَهُ دَمَ فُلَانٍ إذَا تَرَكْتَ الْقَوَدَ لِلدِّيَةِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ كَلَّمْتُ الْقَاضِيَ أَبَا يُوسُفَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ فِي ذَلِكَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ عَقَلْتُهُ وَعَقَلْتُ عَنْهُ حَتَّى فَهَّمْتُهُ.

وَفِي حَدِيثٍ «لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا» قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْعَبْدُ عَلَى الْحُرِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْحُرُّ عَلَى الْعَبْدِ وَصَوَّبَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَقَالَ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى مَا قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ لَكَانَ الْكَلَامُ لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَنْ عَبْدٍ فَإِنَّ الْمَعْقُولَ هُوَ الْمَيِّتُ وَالْعَبْدُ فِي قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ غَيْرُ مَيِّتٍ وَدَافِعُ الدِّيَةِ عَاقِلٌ وَالْجَمْعُ عَاقِلَةٌ وَجَمْعُ الْعَاقِلَةِ عَوَاقِلُ وَعَقِيلٌ وِزَانُ كَرِيمٍ اسْمُ رَجُلٍ وَعُقَيْلٌ مُصَغَّرٌ قَبِيلَةٌ.

وَالْإِبِلُ الْعُقَيْلِيَّةُ بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ مِنْ إبِلِ نَجْدٍ صِلَابٌ كِرَامٌ نَفِيسَةٌ وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا قِيلَ الْمُرَادُ الْحَبْلُ وَإِنَّمَا ضَرَبَ بِهِ مَثَلًا لِتَقْلِيلِ مَا عَسَاهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ الْإِبِلَ إلَى السَّاعِي وَيَعْقِلُونَهَا بِالْعُقُلِ حَتَّى يَأْخُذَهَا كَذَلِكَ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْعِقَالِ نَفْسُ الصَّدَقَةِ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَوْ مَنَعُونِي شَيْئًا مِنْ الصَّدَقَةِ وَمِنْهُ يُقَالُ دَفَعْت عِقَالَ عَامٍ.

وَعَقَلْتُ الشَّيْءَ عَقْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا تَدَبَّرْتُهُ.

وَعَقِلَ يَعْقَلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ ثُمَّ أُطْلِقَ الْعَقْلُ الَّذِي هُوَ مَصْدَرٌ عَلَى الْحِجَا وَاللُّبِّ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ الْعَقْلُ غَرِيزَةٌ يَتَهَيَّأُ بِهَا الْإِنْسَانُ إلَى فَهْمِ الْخِطَابِ فَالرَّجُلُ عَاقِلٌ وَالْجَمْعُ عُقَّالٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَرُبَّمَا قِيلَ عُقَلَاءُ وَامْرَأَةٌ عَاقِلٌ وَعَاقِلَةٌ كَمَا يُقَالُ فِيهَا بَالِغٌ وَبَالِغَةٌ وَالْجَمْعُ عَوَاقِلُ وَعَاقِلَاتٌ.

وَعَقَلَ الدَّوَاءُ الْبَطْنَ عَقْلًا أَيْضًا أَمْسَكَهُ فَالدَّوَاءُ عَقُولٌ مِثْلُ رَسُولٍ.

وَاعْتَقَلْتُ الرَّجُلَ حَبَسْتُهُ.

وَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ إذَا حُبِسَ عَنْ الْكَلَامِ أَيْ مُنِعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ.

وَالْمَعْقِلُ وِزَانُ مَسْجِدٍ الْمَلْجَأُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مَعْقِلُ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيّ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ نَوْعٌ مِنْ التَّمْرِ بِالْبَصْرَةِ وَنَهْرٌ بِهَا أَيْضًا فَيُقَالُ تَمْرٌ مَعْقِلِيٌّ. 
[عقل] العَقْلُ: الحِجْرُ والنهى. ورجلٌ عاقل وعقول. وقد عقل يعقل عَقْلاً ومَعْقولاً أيضاً، وهو مصدرٌ، وقال سيبويه: هو صفة. وكان يقول: إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة، ويتأول المعقول فيقول: كأنه عقل له شئ أي حبس وأيد وشدد. قال: ويستغنى بهذا عن المفعل الذى يكون مصدرا. والعقل: الدية. قال الاصمعي: وإنما سميت بذلك لان الابل كانت تعقل بفناء ولى المقتول، ثم كثر استعمالهم هذا الحرف، حتى قالوا: عقلت المقتول، إذا أعطيت ديته دراهم أو دنانير. والعقل: ثوب أحمر. قال علقمة: عَقْلاً ورَقْماً تكاد الطيرُ تخطَفه كأنّه من دَمِ الأجوافِ مَدمومُ ويقال: هما ضربانِ من البرود. والعَقْلُ: الملجأ، والجمع العُقولُ. قال أحيحة: وقد أعددت للحَدَثانِ صعبا لوان المرء تنفعه العقول والعقول بالفتح: الدواء الذى يمسك البطن. ولفلانٍ عُقْلَةٌ يَعْتَقِلُ الناسَ، إذا صارع. ويقال أيضاً: به عُقْلَةٌ من السحر، وقد عُمِلَتْ له نُشْرةٌ. والمَعْقِلُ: الملجأ، وبه سمى الرجل. ومعقل بن يسار من الصحابة، وهو من مزينة مضر ينسب إليه نهر بالبصرة، والرطب المعقلى. وأما معقل بن سنان من الصحابة فهو من أشجع. وبالدهناء خبراء يقال لها معقلة، بضم القاف، سميت بذلك لانها تمسك الماء كما يعقل الدواء البطن. قال ذو الرمة: حزاوية أو عوهج معقلية ترود بأعطاف الرمال الحرائر والمعقلة: الدية. يقال: لنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ، أي بقيَّةٌ من دِيةٍ كانت عليه. وصار دمُ فلان مَعْقُلَةً، إذا صاروا يَدونَه، أي صار غُرْماً يؤدونه من أموالهم. ومنه قيل: القوم على معاقِلِهِم الأولى، أي على ما كانوا يَتَعاقلون في الجاهلية كذا يَتَعاقلونَ في الإسلام. والعقَّالُ: ظلْعٌ يأخذ في قوائم الدابة. وقال : يا بنى التخوم لا تظلموها إن ظلم التخوم ذو عقال وذو عقال أيضا: اسم فرس. والعاقول من النهر والوادي والرمل: المعوجّ منه. وعَواقيلُ الأمور: ما التبسَ منها. وعقيل مصغر: قبيلة. وعقيل: اسم رجل. والعَقيلَةُ: كريمةُ الحيّ، وكريمة الإبل. وعقيلة كل شئ: أكرمه. والدرة عَقيلَةُ البحر. والعِقالُ: صدقةُ عامٍ. وقال : سعى عِقالاً فلم يترك لنا سَبَداً فكيف لو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْن وعلى بني فلانٍ عِقالانِ، أي صدقةُ سنتين. ويُكرهُ أن تُشترى الصدقةُ حتَّى يَعْقِلها الساعي . وعَقَلْتُ القَتيلَ: أعطيتُ ديته. وعَقَلْتُ له دمَ فلانٍ، إذا تركتَ القَوَدَ للدية. قالت كبشةُ أخت عمرو بن معد يكرب: وأرسلَ عبدُ اللهِ إذ حانَ يومُه إلى قومه لا تَعْقِلوا لهُمُ دَمي وعَقَلْتُ عن فلان، أي غَرِمتُ عنه جنايته، وذلك إذا لزمَتْه ديةٌ فأدَّيتها عنه. فهذا هو الفرق بين عَقَلْتُهُ وعَقَلْتُ عنه وعَقَلْتُ له. وفي الحديث : " لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا " قال أبو حنيفة رحمه الله: وهو أن يجنى العبد على حر. وقال ابن أبى ليلى: هو أن يجنى الحر على عبد. وصوبه الاصمعي وقال: لو كان المعنى على ما قال أبو حنيفة لكان الكلام لا تعقل العاقلة عن عبد، ولم يكن ولا تعقل عبدا. وقال: كلمت أبا يوسف القاضى في ذلك بحضرة الرشيد فلم يفرق بين عقلته وعقلت عنه، حتى فهمته. الأصمعيّ: عَقَلْتُ البعير أعْقِلُهُ عَقْلاً، وهو أن تثني وظيفَه مع ذراعه فتشدّهما جميعاً في وسط الذراع، وذلك الحبل هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ. وعَقَلَ الوَعِلُ، أي امتنع في الجبل العالي، يَعْقِلُ عُقولاً. وبه سمِّي الوعل عاقِلاً. وعاقل: اسم جبل بعينه، وهو في شعر زهير . وعاقلة الرجل: عصبته، وهم القرابة من قبل الأب الذين يُعطونَ دِيَةَ من قتله خطأً. وقال أهل العراق: هم أصحاب الدواوين. والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث ديتها، أي توازيه، فإذا بلغ ثلث الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل. وعَقَلَ الدواءُ بطنَه، أي أمسكه. وعَقَلَ الظلُّ، أي قام قائم الظهيرة. وعاقلته فعقلته أعقله بالضم، أي غلبته بالعقل. وبعيرٌ أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ بيِّنة العَقَلِ، وهو التواء في رجل البعير واتساع كثير. قال ابن السكيت: هو أن يفرط الروح حتى يصطك العرقوبان، وهو مذموم. قال الجعدى يصف ناقة:

مفروشةِ الرِجلِ فَرْشاً لم يكن عقلا * وأعقل القوم، إذا عَقَلَ بهم الظلّ، أي لجأ وقلصَ، عند انتصاف النهار. وعَقَّلتُ الإبل، من العِقالِ، شدِّد للكثرة وقال :

يعقلهن جعد شيظمى * واعتقلت الشاة، إذا وضعت رجلها بين فخذيك أو ساقيك لتحلبها. واعْتَقَلَ رمحه، إذا وضعه بين ساقه وركابه. واعْتُقِلَ الرجلُ: حُبِسَ. واعْتُقِلَ لسانه، إذا لم يقدر على الكلام. وصارعه فاعتَقَلَهُ الشعزبية، وهو أن يلوى رجله على رجله. وتَعَقَّلَ: تكلَّفَ العقلَ، كما يقال: تحلّم وتكيّس. وتَعاقَلَ: أرى من نفسه ذلك وليس به. وعقلت المرأة شعرها: مشطته. والعاقلة: الماشطة. وقولهم: " ما أعقله عنك شيئا " أي دع عنك الشك. وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يضمر فيه ما بنى على الابتداء، كأنه قال: ما أعلم شيئا مما تقول فدع عنك الشك. ويستدل بهذا على صحة الاضمار في كلامهم للاختصار. وكذلك قولهم: خذ عنك، وسر عنك. وقال بكر المازنى: سألت أبا زيد والاصمعى وأبا مالك والاخفش عن هذا الحرف فقالوا جميعا: ما ندرى ما هو؟ وقال الاخفش: أنا مذ خلقت أسأل عن هذا. والعقنقل: الكثيب العظيم المتداخل الرمل، والجمع عَقاقِل . وربَّما سمُّوا مصارين الضب عقنقلا.
الْعين وَالْقَاف وَاللَّام

العَقْل: ضد الْحمق. وَالْجمع: عُقول. عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً؛ وعَقُل، فَهُوَ عَاقل، من قوم عُقَلاء.

والمَعْقول: العَقْل، وَهُوَ أحد المصادر الَّتِي جَاءَت على " مفعول " كالميسور، والمعسور، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَأَنَّهُ عُقِل لَهُ شَيْء، أَي حبس عَلَيْهِ عَقْله. وعاقَلَه فعَقَله يَعْقُله: كَانَ أعقلَ مِنْهُ.

وعَقَلَ الشَّيْء يَعْقِله عَقْلا: فهمه.

وقلب عَقُول: فهم.

وتعاقل: اظهر انه عَاقل فهم، وَلَيْسَ بِذَاكَ.

وعَقَلَ الدَّوَاء بَطْنه يَعْقُله ويَعْقِلُه عَقْلا: أمْسكهُ. وَاسم الدَّوَاء: العَقُول.

واعتْقَلَ لِسَانه: امتسك.

وعَقَله عَن حَاجته يعْقِله، وعَقَّلَه، وتعَقَّلَه واعْتَقَلَه: حَبسه. وعَقَل الْبَعِير يَعْقِله عَقْلا، وعَقَّله، واعْتَقَله: شدَّ وظيفه إِلَى ذراعه، وَكَذَلِكَ النَّاقة. وَقد يُعْقَل العرقوبان.

والعِقال: الرِّبَاط الَّذِي يُعْقَل بِهِ. وَجمعه: عُقُل.

والعَقْل فِي الْعرُوض: إِسْقَاط الْيَاء من: " مَفاعيلن " بعد إسكانها فِي " مُفاعَلَتُنْ " فَيصير " مَفاعِلُنْ "، وبيته:

مَنازِلٌ لَفرْتنَي قِفَارٌ

كَأَنَّمَا رُسومُها سُطُورُ

وعَقَل القتيلَ يعْقِله عَقْلا: وداه. وعَقَل عَنهُ: أدَّى جِنَايَته، وَذَلِكَ إِذا لَزِمته دِيَة، أَعْطَاهَا عَنهُ. فَأَما قَوْله:

فَإِن كَانَ عَقْلٌ فاعْقِلا عَن أَخِيكُمَا ... بناتِ المَخاضِ والفِصَالَ المَقاحِمَا

فَإِنَّمَا عدَّاه، لِأَن فِي قَوْله: " اعقلوا " معنى أدُّوا وأعطوا حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ فأدّيا وأعطيا عَن أَخِيكُمَا.

وَالْمَرْأَة تُعاقِل الرجل إِلَى ثلث الدِّيَة: مَعْنَاهُ أَن موضحته وموضحتها سَوَاء، فَإِذا بلغ العقلُ ثلث الدِّيَة، صَارَت دِيَة الْمَرْأَة على النّصْف من دِيَة الرجل. وَإِنَّمَا قيل للدية عَقْل، لأَنهم كَانُوا يأْتونَ بِالْإِبِلِ فيعقلونها بِفنَاء ولي الْمَقْتُول، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قيل لكل دِيَة: عقل، وَإِن كَانَت دَنَانِير أَو دَرَاهِم.

وَلَا يَعْقِلُ حَاضر على باد: يَعْنِي أَن الْقَتِيل إِذا كَانَ فِي الْقرْيَة، فَإِن أَهلهَا يلتزمون بَينهم الدِّيَة، وَلَا يلزمون أهل الْحَضَر مِنْهَا شَيْئا.

وتَعاقَل الْقَوْم دم فلَان: عَقَلُوه بَينهم. وَفِي الحَدِيث: " إِنَّا لَا نتعاقَل المضغ "، أَي لَا نعقِل بَيْننَا مَا سهل من الشجاج، بل نلزمه الْجَانِي.

وَدَمه مَعْقُلَة على قومه: أَي غرم. وَبَنُو فلَان على مَعاقلهم الأولى: أَي على حَال الدِّيات الَّتِي كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة. وعَلى مَعاقلهم أَيْضا: أَي على مَرَاتِب آبَائِهِم. واصله من ذَلِك.

وَفُلَان عِقال المِئينِ: وَهُوَ الرجل الشريف، إِذا أُسِر فدى بمئين من الْإِبِل.

واعتَقَلَ رمحه: جعله بَين ركابه وَسَاقه. واعتَقَل شاته: وضع رجلهَا بَين سَاقه وَفَخذه، فحلبها.

والعَقَل: اصطكاك الرُّكْبَتَيْنِ. وَقيل: التواء فِي الرجل. وَقيل: هُوَ أَن يفرط الرّوح فِي الرجلَيْن، حَتَّى يصطك العرقوبان. قَالَ الْجَعْدِي:

مَفْروشة الرجلِ فَرْشا لم يكنْ عَقَلا

بعير أعْقَل، وناقة عَقْلاء. وَقد عَقِل.

والعُقَّال: دَاء فِي رجل الدَّابَّة، إِذا مَشى ظلع سَاعَة، ثمَّ انبسط. واكثر مَا يعتري فِي الشتَاء. وَخص أَبُو عبيد بالعقال الْفرس.

وداء ذُو عُقَّال: لَا يبرأ مِنْهُ.

وَذُو العُقَّال: فَحل من خُيُول الْعَرَب ينْسب إِلَيْهِ. قَالَ جرير.

إنّ الجيادَ يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا ... مِنْ نَسْلِ أعْوَجَ أَو لذِي العُقَّال

والعَقِيلة من النِّساء: الْكَرِيمَة المُخَدَّرة. واستعاره ابْن مقبل للبقرة، فَقَالَ:

عَقيلة رَمْلٍ دافعتْ فِي حُقُوِفِه ... رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحوَانَ المُدَيَّما

وعَقيلة الْقَوْم: سَيِّدهم. وعقيلة كل شَيْء: أكْرمه. وَمِنْه عَقائل الْكَلَام. وعقائل الْبَحْر: درره، واحدته: عَقِيلة. وعقائل الْإِنْسَان: كرام مَاله.

وعاقول الْبَحْر: معظمه. وَقيل: موجه. وعاقول النَّهر: مَا اعوج مِنْهُ. وكل معطف وادٍ: عاقول. وَهُوَ أَيْضا: مَا الْتبس من الْأُمُور. وَأَرْض عاقول: لَا يُهتدى لَهَا. والعَقَنْقَل: مَا أرتكم واتسع من الرمل. وَقيل: هُوَ الْحَبل مِنْهُ، فِيهِ حقفة وجرفة وتعقد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من التعقيل. فَهُوَ عِنْده ثلاثي. والعَقَنْقَل: أَيْضا من الأودية مَا عظم واتسع. قَالَ:

إِذا تَلَقَّتْهُ الدَّهاسُ خَطْرَفَا

وَإِن تلَقَّتْه العَقاقيلُ طَفَا

وعَقَنْقَل الضَّب: قانصته. وَفِي الْمثل: " أطْعم أَخَاك من عَقَنْقَل الضَّبَ ". يضْرب هَذَا عِنْد حثك الرجل على المؤاساة. وَقيل: إِن هَذَا مَوْضُوع على الهزء.

والعَقْل: ضرب من الوشى الْأَحْمَر. وَقيل: هُوَ ثوب احمر، يُجَلل بِهِ الهودج.

وعَقَلَ الرجل يَعْقِله عَقْلا، واعتَقَلَه: صرعه الشَّغْزَبيَّة.

وَلفُلَان عُقْلة يَعقِل بهَا النَّاس: يَعْنِي انه إِذا صَارَعَهم عَقَل أَرجُلهم.

والعِقال: زَكَاة عَام من الْإِبِل وَالْغنم. قَالَ:

سَعَى عِقالاً فَلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيفَ لَو قد سَعَى عَمْروٌ عِقالَينِ

والعِقال: القلوص الْفتية.

وعَقَل إِلَيْهِ يَعْقِل عَقْلاً وعُقُولا: لحاه والعَقْل: الْحصن، وَجمعه عُقُول. قَالَ:

وَقد أعْدَدْتُ للحدْثانِ عَقْلاً ... لَوَ أنَّ المرْءَ تَنْفَعُهُ العُقُولُ

وَهُوَ المَعْقِل. وَفُلَان مَعْقِل لقومِه: أَي ملْجأ، على الْمثل. قَالَ الكمين:

لقد عَلِمَ القَوْمُ أنَّا لَهُمْ ... إزاءٌ وأنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَل الظَّبي يَعْقِل عَقْلاً وعُقولا: صعَّد. وَبِه سمي الظبي عَاقِلا، على حد التَّسْمِيَة بِالصّفةِ. وعَقَلَ الظِّلُّ: إِذا قَامَ قَائِم الظهيرة.

وأعْقَل القومُ: عَقَل بهم الظل.

وعَقاقيلُ الْكَرم: مَا غرس مِنْهُ. أنْشد ثَعْلَب:

نَجُذُّ رِقابَ الأوْسِ مِنْ كلّ جانبٍ ... كجَذّ عَقاقيلِ الكرومِ خَبيرُها

وَلم يَذكرها وَاحِدًا. وعُقَّال الْكلأ: ثَلَاث بقلات يبْقين بعد انصرامه، وَهِي السعد انه، والحلب، والقطبة.

وعِقال، وعَقيل، وعُقَيل: أَسمَاء.

وعاقِل: جبل. وثناه الشَّاعِر للضَّرُورَة، فَقَالَ:

يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِليْنِ أيامِناً ... وَجَعَلْنَ أمْعَزَ رَامَتَيْنِ شِمالا

ومَعْقُلَة: خبراء بالدهناء، تمسك المَاء، حَكَاهَا الْفَارِسِي عَن أبي زيد.
[عقل] فيه: "العقل": الدية، وأصله أن من يقتل يجمع الدية من الإبل فيعقلها بفناء أولياء المقتول أي يشدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه، يقال: عقل البعير عقلًا، وجمعها عقول، والعاقلة العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهي صفة جماعة اسم فاعلة من العقل. ومنه: "لا تعقل العاقلة" عمدًا ولا عبدًا ولا صلحًا ولا اعترافًا، أي إن كل جناية عمد فإنها في مال الجاني ولا يلزم العاقلة، وكذا ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطأ، وكذا إذا اعترف الجاني بالجناية من غير بينة تقوم عليه وإن ادعى أنها خطأ لا يقبل منه ولا تلزم بها العاقلة، وأما العبد فهو أن يجني على حر فليس على عاقلة مولاه شيء من جناية عبده بل جنايته في رقبته وهو مذهب أبي حنيفة، وقيل: هو أن يجني حر على عبد فليس على عاقلة الجاني شيء بل في ماله خاصة وهو أوفق لغة إذ علىإنه يأخذ مع كل فريضة "عقالًا" ورواء. وح ابن مسلمة: يأمر من جاء بفريضتين أن يأتي "بعقاليهما" وقرانيهما. ومن الثاني ح عمر: إنه أخر الصدقة عام الرمادة فلما أحيا الناس بعث عامله فقال: "اعقل" عنهم "عقالين" فاقسم فيهم "عقالًا" وأتني بالآخر- يريد صدقة عامين. وح من استعمل على صدقات بني كلب فاعتدى عليهم فقال شاعرهم:
سعى "عفالا" فلم يترك لنا سبدا ... فكيف لو قد سعى عمرو "عقالين"
نصب عقالًا على الظرف أراد مدة عقال. ك: ومنه: نشط "العقال"، هو بكسر عين حبل يشد به الوظيف مع الذراع. وح عدى: عمدت إلى "عقالين" ولا يستبين، أي لا يظهر، وجعل أي العقالين. ن: ومنه ح: القرآن اشد تفصيًا من النعم أي الإبل من "عقلها"- بضم عين وقاف ويسكن، جمع عقال. وح: "فعقله" رجل، أي أمسك له وحبسه فركبه. وح: كانوا ينحرون البدنة "معقولة" اليسرى، أي مقيدتها، وفيه استحبابه وفاقًا للجمهور خلافًا لأبي حنيفة. ج: العقال حبل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه ملويًا. نه: وفيه: كالإبل "المعقلة"، هي المشدودة بالعقال، والتشديد للتكثير. وح: وهن "معقلات" بالفناء. وفي صحيفة عمر:
فما قلص وجدن "معقلات" ... قفا سلع بمختلف التجار
يعني ساء معقلات لأزواجهن كما تعقل النوق عند الضراب، ومنها: "يعقلهن" جعدة من سليم؛ أراد أنه يتعرض لهن فكني بالعقل عن الجماع، أي إن أزواجهن يعقلونهن وهو يعقلهن أيضًا كأن البدء للأزواج والإعادة له. وفيه: إن ملوك حمير ملكوا "معقل" الأرض وقرارها، هو جمع معقل الحصون. ومنه ح: "ليعقلن" الدين من الحجز "معقل" الأروية من رأس الجبل، أي ليتحصن ويعتصم ويلتجئ إليه كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل. ط: ومعقل مصدر أو اسم مكان، وقيل: معناه أن بعد انضمام أهل الدين إلى الحجاز ينقرضون عنه ولم يبق منهم أحد فيه. ومنه: فإنها "معقل" المسلمين من الملاحم وفسطاطها، أي يتحصن المسلمون ويلتجئون إلى دمشق كما يلتجئالأوامر والنواهي وبه يتم غرض المكلف من عبادة ما خلقت الأكوان إلا لها ولذا قال: ما خلقت خلقًا خيرًا منك، والعقل يقال لقوة منهية للعلم والعلم يستفاد منها، والأول مطبوع والثاني مسموع، والأول مراد بحديث: ما خلقت خلقًا خيرًا، والثاني بحديث: ما كسب أحد شيئًا أفضل من عقل يهديه إلى هدى، والديث موضوع عندهم. وفيه ح: فو الله ما "عقلت" صلاتي، أي ما دريت كيف أصلي وكم صليت لما فعل بي ما فعل.
عقل
عقَلَ/ عقَلَ عن يَعقِل، عَقْلاً، فهو عاقل، والمفعول معقول (للمتعدِّي)
• عقَل الغُلامُ: أدرك ومَيَّز، بلغ سِنَّ الرُّشْد "الصلاة فرض

على المسلم البالغ العاقِلِ- ما فعلت هذا منذ عَقَلْت- عقَل فلان بعد الصِّبا: أدرك الخطأ الذي كان عليه".
• عقَل الأمرَ: تدبَّره، فهمه وأدركه على حقيقته "ظنّ العاقل خير من يقين الجاهل- {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} - {يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} ".
• عقَل البعيرَ ونحوَه: ضمَّ رُسْغَ يده إلى عَضُدِه وربطهما معًا "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ [حديث]: استعد للأمر ثم اعتمد على الله" ° عقل الدَّواءُ بطنَه: أمسكه- عقلتِ الدَّهشةُ لسانَه: جعلته عاجزًا عن التكلُّم كأنّها ربطته.
• عقَل عن فلانٍ: لزمته ديته. 

اعتقلَ يعتقل، اعتقالاً، فهو مُعتَقِل، والمفعول مُعتَقَل (للمتعدِّي)
• اعْتُقِلَ لسانُه: عجز عن الكلام فجأة لصعوبةٍ أو تعذُّرٍ أو استحالة.
• اعتقل المجرمَ أو المُتَّهَمَ: ألقى القبضَ عليه وحبسَه حتى يُحاكم "اعتقلتِ الشّرطةُ هاربًا من العدالة- اعتقالٌ سياسيّ".
• اعتقل الدَّواءُ بطنَه: عقَله؛ أمسكه. 

تعاقلَ يتعاقل، تعاقُلاً، فهو مُتعاقِل
• تعاقل الفتى: تظاهَر بالفهم والحكمة والإدراك وليس به "شابٌّ مُتعاقِل". 

تعقَّلَ يتعقَّل، تعقُّلاً، فهو مُتعقِّل
• تعقَّل الغلامُ: عقَل، أدرك، ميَّز، بلغ سنَّ الرُّشْد.
• تعقَّل الرَّجلُ: تفكّر، تدبَّر، فهم وأدرك "ناقش المسألةَ بفكرٍ مُتعقِّل- تعقَّل الأمرَ على حقيقته". 

عقَّلَ يُعقِّل، تعقيلاً، فهو معقِّل، والمفعول معقَّل
• عقَّل الأبُ ابنَه: جعله يفهم الأمورَ على حقيقتها ويتدّبرها "المصائبُ تُعقِّل النَّاسَ- حاول تعقيل ابنَه الطَّائش". 

عَقْلَنَ يُعقلن، عقلنةً، فهو مُعقلِن، والمفعول مُعقلَن
• عَقْلَن معتقداتٍ: جعلها مقبولة مطابقة للعَقْل "عقَلن الفنَّ". 

اعتقال [مفرد]: ج اعتقالات (لغير المصدر): مصدر اعتقلَ.
• الاعتقال: القبض على الشّخص وسجنه "قامت إسرائيل بحملة اعتقالات واسعة في فلسطين" ° اعتقال تعسُّفيّ: تحكُّميّ- مُعَسْكَر الاعتقال: مكان يجمع فيه وقت الحرب المشتبه فيهم والمدنيّون من رعايا الدول العدوّة أو معتقلون سياسيّون. 

عاقِل [مفرد]: ج عاقلون وعُقَّال وعُقلاء، مؤ عاقلة وعاقِل، ج مؤ عاقلات وعواقِلُ: اسم فاعل من عقَلَ/ عقَلَ عن.
• غير العاقل: (نح) كل ما ليس إنسانًا.
• عاقلة الرَّجُلِ: عصبتُه "الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ [حديث] ". 

عاقول [جمع]: (نت) نبات من الفصيلة القرنيَّة تتحوَّل فروعه إلى أشواك، يكثر في أودية الصَّحراء والأراضي المهملة، وهو من أجود العلف للإبل. 

عِقال [مفرد]: ج عُقُل:
1 - جديلة من الصُّوف أو الحرير المُقَصَّب تُلَفُّ على الكوفية فوق الرَّأس "عِقالُ الشيخ- عِقالٌ ملوّن/ سعوديّ".
2 - حبلٌ يُربط به البعيرُ ونحوه "عِقالٌ لا يُحلُّ" ° أطلق الفتنة من عقالها/ أطلق الحربَ من عقالها: أثارها- أطلقه من عِقاله: فكّ قيده، ترك له حرِّيَّة التصرُّف- انطلق من عِقاله: تحرّر. 

عُقَّال [مفرد]: (طب) انقباضٌ شديد التَّوتُّر، مؤلمٌ في بعض العضلات، يسبِّب وقوفًا وقتيًّا للحركة، تشنُّج "عُقَّالٌ في السَّاق/ الفكّ". 

عَقْل [مفرد]: ج عُقول (لغير المصدر):
1 - مصدر عقَلَ/ عقَلَ عن.
2 - مركزُ الفكر والحكم والفهم والمخيِّلة، وبه يكون التفكير والاستدلال عن غير طريق الحواسّ "يتميَّز الإنسانُ عن الحيوان بالعقل- العقل السليم في الجسم السليم- إذا تمّ العقلُ نقص الكلام- ذو العقل يشقى في النَّعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشَّقاوة ينعمِ" ° أخَذ الزَّمان عقله: كبرت سنه، هرِم- أضاع عقلَه: فقد صوابَه- اختلط عقلُه: فسد،
 صار مجنونًا- العقلُ الباطِن: اللاَّشعور، اللاَّوعي- العقلُ العلميّ: هو الذي يمكن الإنسان من استنباط الصَّنائع والفنون- العقلُ المدبِّر- العقلُ النَّظريّ: هو القوّة التي تمكّن الإنسان من التجريد واستنباط المعارف والعلوم- حكَّمَ العَقْل: فوّض إليه أمرَ التَّقرير- خفيف العقل: أحمق، طائش- راجحُ العَقْلِ: كامل الرأي/ العقل- طار عَقْلُه: جُنّ- طاش عقلُه: لم يتمالكْ نفسَه عند الغضب، اختلَّ- عقلٌ إلكترونيّ: حاسب آليّ/ جهاز إلكترونيّ يشتمل على مجموعة من الآلات تنوب عن الدِّماغ البشريّ في حلّ أعقد العمليّات الحسابيّة- عقلٌ عقيم: غير منتج ولا ينفع صاحبه، لا خير فيه- فقَد عقلَه: جُنّ، أُصيب بالهوس- مُتبلِّدُ العَقْل: لا يملك سرعة البديهة أو الذكاء- مُختلُّ العَقْل: مجنون، أبلهُ- هجرة العقول: خسارة الطَّاقات الفكريَّة والتقنيَّة خاصّة من خلال الهجرة إلى دول أكثر جَذبًا.
3 - (سف) جوهر مجرّد عن المادّة مقرّه الدِّماغ، به تدرك النفس العلوم الضروريَّة والنَّظريَّة.
• العقل المنفعل: (سف) الذي يتلقَّى الفيضَ من العقل الفعَّال.
• العقل الفعَّال: (سف) آخر العقول المفارقة الذي يُعنى بعالم الكون ويفيض بالمعارفِ على العقل الإنسانيّ. 

عقلانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَقْل: على غير قياس: مُقْنِع يستند إلى تفكير عميق قائم أو مرتكز على العقل والمنطق "دليلٌ/ تصوُّرٌ عقلانيّ- نظريّة عقلانيَّة- موقف عمليّ وعقلانيّ".
• اللاَّعقلانيّ: نسبة إلى اللاّعقل، ويستخدم مصطلحًا للتَّيَّارات الفكريّة التي تنكر دورَ العقل في المعرفة. 

عقلانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَقْل.
2 - مصدر صناعيّ من عَقْل: اتِّباع العقل وتقديمه على العاطفة.
3 - (سف) مذهب فلسفيّ يقول: إنّ العقل مصدر كلّ معرفة وليس للتجربة دور فيها، وخلافه المذهب التجريبيّ.
• عصر العقلانيَّة: العصر الذي انتشر فيه المذهب العقلانيّ، خاصّة فترة حركة التنوير الفلسفيّة في إنجلترا وفرنسا والولايات المتّحدة الأمريكيّة.
• اللاَّعقلانيَّة: (سف) مذهب فلسفيّ يقدّم اللاّمعقول على المعقول ويقول بأن العالم لا يُدرك كله بالمعرفة الواضحة بل يتضمّن بقايا غير معقولة وغير قابلة للتأويل "ينتمي أدبه للخرافة واللاَّعقلانيَّة- كانت توجيهاته تتَّسم باللاَّعقلانيَّة". 

عُقْلة [مفرد]: ج عُقُلات وعُقْلات وعُقَل:
1 - غصنٌ أو جزء من غُصن ينفصل عن النَّبات ويُغرس، كغصن العنب والتِّين ونحوهما "عُقْلة عنب- عُقَل التُّوت- غرس عُقلة قصب".
2 - (رض) قضيب من خشبٍ أو معدنٍ مشدود الطَّرفين في حبلين مثبتين من أعلى في خشبةٍ معترضة "تأرجح على عُقْلة- بارع في لُعبة العُقْلة". 

عقلنة [مفرد]: (سف) نوع من الحماية الّلا إدراكيّة التي يقوم بها العقل في حالة تعرُّضِه للضّغط أو القلق لمواجهة الخوف الشخصيّ أو المشاكل. 

عقليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَقْل: ما ليس للحسِّ الباطن فيه مَدْخل، وقد يُطلق على ما لا يُدْرك هو ولا مادّته بتمامها بإحدى الحواسّ الظّاهرة سواء أُدرك بُعد مادّته أم لا "عمره العقليّ أكبرُ من عمره الحقيقيّ- المعرفة العقليَّة" ° المتخلِّف عقليًّا: المتوقّف نموّه الإدراكيّ وتطوّره- المرض العقليّ: اختلال العقل والوظائف النفسيّة.
• المذهب العقليّ: (سف) نظريّة ترى أنّ العقل هو المصدر الرَّئيسيّ للمعرفة والحقيقة الدِّينيّة وليست التَّجربة أو المرجع أو الوحي.
• تأخُّر عقليّ/ تخلُّف عقليّ: قدرة عقليَّة منخفضة غير ناتجة عن مرض عقليّ، وإنّما نتيجة ضعف النموّ الطبيعيّ للدِّماغ والجهاز العصبيّ. 

عقليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَقْل ° المعرفة العقليَّة: هي ما لا يكون للحسّ الباطن فيها مدخل، وقد تُطلق على المعرفة التي لا تُدرَك.
2 - مصدر صناعيّ من عَقْل.
• العقليَّة: (سف) مذهب القائلين بكفاية العقل دون الوحي.
• المصحَّات العقليَّة: المؤسَّسات التي تخصَّصت في أداء الخدمات والعلاج للمصابين بالأمراض العقليَّة، وقد تكون حكوميَّة أو خاصَّة. 

عَقُول [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من عقَلَ/ عقَلَ عن: مدرك
 فاهم للأمور.
2 - (طب) عامل يقبض الأنسجة أو يُوقف الإفراز أو يمنع النزيف "دواءٌ عَقُولٌ- تناول عَقُولاً".
3 - (طب) دواء يعقل البطنَ، أي يمسكه وهو ضدّ مُسهِّل. 

عقيلة [مفرد]: ج عقائِلُ
• عقيلةُ الرَّجُل: زوجته الكريمة (تُستعمل في المواقف الرسميّة) "وصل السَّيِّد الرَّئيس والسَّيِّدة عقيلتُه" ° عقيلة البحر: الدُّرَّة- عقيلة المال: أحسنه. 

مُعتَقَل [مفرد]: ج مُعْتَقَلون ومعتقلات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من اعتقلَ: شخصٌ محبوس "أُفْرِج عن جميع المعتقلين- مُعتَقَلٌ سياسيّ".
2 - اسم مكان من اعتقلَ: مَحْبِس، سجن "أُلقي المتهم في المُعتَقَل". 

مَعْقِل [مفرد]: ج معاقِلُ: حِصْن، ملجأ منيع وملاذ، مبنيّ من مادَّة قويّة "هاجمت الشرطة مَعْقِل اللصوص- فلان مَعْقِلٌ لقومه". 

مَعْقول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عقَلَ/ عقَلَ عن.
2 - منطقيّ، يقبله العقل ويمكن تصوُّره أو إدراكه وتصديقه "أمرٌ/ مشروعٌ/ استنتاجٌ/ كلامٌ معقول- برز إلى حيّز المعقول" ° غير معقول/ لا معقول: لا يقبله العقلُ ولا يصدِّقه- مَسْرَح اللاَّمعقول: نوع من المسرحيّات يؤكِّد على سُخْف وتفاهة وجود الإنسان وذلك من خلال حبكة غير منطقيّة.
• علم المعقول: علم يُبحث فيه عن العقل? علم المعقولات: علم يبحث في ما اختصّ العقل بإدراكه من المدركات.
• اللاَّ معقول:
1 - ما لا يمكن تصوّره أو إدراكه "كانت كتاباته تمثِّل نزعته إلى اللاّ معقول- يبدو هذا الزّمن وكأنه زمن اللاّ معقول".
2 - (دب) نوع من المسرح الطليعيّ لا يتقيّد فيه الكاتب بالمواصفات والعُرْف في البناء المسرحيّ حيث تظهر أحداث المسرحيَّة كأنها سلسلة من العشوائيات التي لا تربط بينها صلة ما، ويراد بهذا الأسلوب المسرحيّ إظهار ما في الحياة والشخصيّات البشريّة من تناقضات "تنتمي مسرحيّة الفرافير ليوسف إدريس إلى مسرح اللاّ معقول". 
باب العين والقاف واللام (ع ق ل، ع ل ق، ق ل ع، ل ع ق، ل ق ع مستعملات)

عقل: العَقْل: نقيض الجَهْل. عَقَل يَعْقِل عَقْلاً فهو عاقل. والمَعْقُولُ: ما تَعْقِلُه في فؤادك. ويقال: هو ما يُفْهَمُ من العَقْل، وهو العَقْل واحد، كما تقول: عَدِمْتَ َمْعُقولاً أي ما يُفْهَمُ منك من ذهْنٍ أو عَقْل . قال دغفل:

فقد أفَادَتْ لهُمْ حِلْماً ومَوْعِظةً ... لِمَنْ يكون له إرْبٌ ومَعْقُولُ

وقلبٌ عاقلٌ عَقولٌ، قال دغفل:

بلسانٍ سؤولٍ، وقَلْبٍ عَقولِ

وعَقَلَ بطنُ المريض بعد ما اسْتَطْلَقَ: اسْتَمْسَكَ. وعَقَلَ المَعْتُوهُ ونحوه والصَّبيُّ: إذا ادَرك وزَكا. وعَقَلْتُ البَعيرَ عقلاً شَدَدْت يده بالعِقالِ أي الرِّباط، والعِقالُ: صدقة عامٍ من الإبل ويجمع على عُقُل، قال عَمرو بن العَداء الكلبي:

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين

والعقلية: المرأةُ المُخَدَّرَة، المَحُبوسَة في بيتها وجمعها عَقائِلِ، وقال عبيد الله بن قيس الرُقَيّات:

درُّةٌ من عَقائِل البَحْر بِكرءٌ ... لم تَخُنْها مثاقب اللآل يعني بالعَقائل الدُرّ، واحدتها عَقيلةٌ، وقال امرؤ القيس في العقلية وهو يُريدُ المرأة المُخَدَّرةَ:

عَقيلةُ أخدانٍ لها لا دَميمةٌ ... ولا ذاتُ خلق ان تأملت جأْنب

وفلانةُ عقلية قومها وهو العالي من كلام العرب. ويُوصفُ به السيد. وعَقيلةُ كل شيءٍ: أكرمه. وعقلت القتيل عقلا: أي وديت ديته من القرابة لا من القائل، قال:

إنّي وقَتْلي سَلِيكا ثُمَّ أعقِلهُ ... كالثَّورِ يُضربُ لما عافَتِ البَقَرُ

والعَقْلُ في الرجل اصطِكاكُ الرُّكبَتَيْن، وقيل: التِواءٌ في الرِّجْل، وقيل: هو أن يُفْرِط الرَّوَحُ في الرِّجْلَيْن حتى يَصْطَكَّ العُرقوبان وهو مَذمُومٌ، قال:

أخَا الحَربْ لبّاساً إليها جِلالَها ... وليس بوَلاّجِ الخَوالِفِ أعْقَلا

وبَعيرً أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ: بينا العَقَل وهو الِتواءٌ في رجل البعير واتِّساعٌ، وقد عَقِلَ عَقَلاً. والعُقّالُ- ويخفَّف أيضاً-: داءٌ يأخذُ الدَّوابَّ في الرِّجلُين، يقال: دابة معقولة، وبها عُقّال: اذا مشت كأنها تَقْلَعُ رِجْلَيْها من صَخْرةٍ وأكثر ما يعتْريه في الشتاء. والعَقْل: ثوبٌ تَتَّخذُه نساء الأعراب، قال عَلْقمةُ بن عبدة:

عَقْلاً ورَقْماً تظلّ الطَّيْرُ تَتْبَعُه  ... كأنّه من دم الأجواف مدموم

ويقال: هي ضَرْبانِ من البروُدُ. والعقل: الحصن وجمعه العُقُول. وهو المَعْقِل ايضأ وجمعه مَعاقِلُ، قال النابغة:

وقد اْعدَدْتُ للحدثانِ حِصْنأ ... لو أنّ المرء تَنْفَعُه العُقولُ. وقال:

ولاذ بأطراف المعاقل معصما ... وأنسي أنّ الله فوقَ المعَاقِلِ

والعاقِلُ من كل شيء: ما تَحَصَّنَ في المَعاقِلِ المُتَمَنِّعَة، قال حفص الأموي:

تَظلُّ خَوْفَ الرُّماة عاقِلةً ... الى شَظايا فيهِنَّ أرجاءُ

وفُلانٌ مَعْقِل قومِه: أي يلجئون إليه اذا حَزَبَهُمْ أمْر، قال الفرزدق:

كان المُهَلَّبُ للعِراقِ سَكينةً ... وحيا الرَّبيعِ ومعقل الفرار

والعاقول: المُعَرَّج والمُلْتَوي من النّهر والوادي، ومن الأمُور المُلْتَبِس المُعْوَجّ. (وأرض عاقُول: لا يُهْدَى لها) . والعَقَنْقَل من الرّمال والتّلال: ما ارْتَكَمَ واتسع، ومن الأودية: ما عَرُضَ واتَّسعَ بين حافَتَيِه، والجمع عَقاقِلُ وَعقاقيلُ، قال العجّاج:

إذا تَلَقَّته الدِّهاسُ خَطْرَفا ... وإن تَلقَّتْه العَقَاقيلُ طَفا

يصف الثّّور الوَحْشيّ وظفره. والخَطْرَفَةُ: مِشْيَةٌ كالتّخطّي. ويقال في الصَّرْعةِ: عَقَلْتُه عَقْلَةً شَغْزَبيّةً فصَرَعْتُه. ومَعْقَلة: موضع بالبادية. وعاقِل: اسمُ جَبَل، قال:

لمن الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فعاقِلِ

علق: العَلَقُ: الدّم الجامدُ قبل أن ييبس، والقطعة علقة. والعَلَقَةُ: دُوَيَّبةُ حمراءُ تكون في الماء، تُجمع على عَلَق. والمَعْلُوقُ: الذي أخَذَ العَلَقَ بحَلْقِهِ إذا شَرِبَ. والعَلُوقُ: المرأةُ الّتي لا تُحِبُّ غير زَوْجها. ومن النوق: التي تألف الفَحْلَ ولا تَرْاَمُ البوّ، ويقال: هي الّتي يَعْلَقُ عليها وَلَدُ غيرها، قال: أفْنُونُ التّغلبي:

وكيف يَنْفَعُ ما تُعْطِي العَلوقُ به ... رئْمان أنْفٍ اذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ

والمرأة اذا أرْضَعَت ولد غيرها يقال لها عَلُوقٌ ويُجمعُ على عَلائِق، قال:

وبُدِّلْتُ من أمّ عليَّ شَفيقةٍ ... عَلوقاً وشَرّ الامّهاتِ عَلُوقُها

والعَلَقُ: ما يُعَلَّقُ به البَكرْةُ من القامَةِ، قال رؤبة:

قَعْقَعَةَ المٍحْوَرٍ خُطّافِ العَلَق

والعِلْقُ: المالُ الذي يكرُمُ عليك، تَضِنُّ به، تقول: هذا عِلْقُ مَضِنَّةٍ. وما عليه عِلْقَةٌ اذا لم يكن عليه ثيابٌ فيها خَيْرٌ والعَلاقةُ: ما تَعَلَّقْتَ به في صِناعة أو ضَيْعةٍ أو مَعيشة معتمدا عليه، أو ما ضَرَبْتَ عليه يدك من الأمُور والخُصُوماتِ ونحوها التي تحاولها. وفلانٌ ذو مِعْلاقٍ: أي شديدُ الخُصومِة والخلافِ، ويقال: مِغْلاق وإنّما عاقبوا (على حذف المضاف) ، وقال:

إنّ تَحْتَ الأحجارِ حَزْماً وعَزْماً ... وخَصيماً ألدَّ ذا مِعْلاق

ومِعْلاق الرّجل: لسانُهُ اذا كان بَليغاً. وعَلِقْتُ بفُلانٍ: أي خاصَمْتُه. وعَلِقَ بالشيء: نَشِبَ به، قال جرير:

اذا عَلِقَتْ مَخِالُبُه بقِرْنٍ ... أَصابَ القَلْبَ أو هَتَكَ الحِجابا

وعُلِّقْتُ فُلانةً: أي أحْبَبْتها. وَعَلَقَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا: أي طَنِقَ وصار. وتقول: عَلِقَتْ بقَلبي عَلاقةَ جِنِّيًّ، قال جرير:

أو لَيْتَنْي لم تُعَلِّقْني عَلائِقُها ... ولم يكنْ داخَلَ الحُب الذي كانا

وقال جميل:

ألا أيُّها الحُبُّ المُبَرّحُ هل ترى ... أخا علَق يَفْري بحُبٍّ كما أَفْري

والمِعْلاق: ما عَلَق من العِنَبِ ونحوه. وأهل اليمن يقولون: مُعْلُوق، أدخلوا الضمَّة والمدَّة، كأنهم أرادوا حَذْو بناء المُدْهُن والمُنْخُل ثم مدّوا. وتمامُه ان يكون مَمدُوداً لأنه على حذو المنطيق والمِحْضيرِ. وكل شيء عُلِّقَ عليه فهو مِعْلاقُهُ. ومِعلاقَ الباب: مِزْلاجهُ يُفتح بغير المفتاح. والمغلاق يُفْتحُ بالمِفتاح. يقالُ: عَلِّقِ البابَ وأزْلجْه، وتَعليقٌ البابِ: نَصْبُه وتَركيبُه. وعِلاقة السَّوط: سَيْرٌ في مقبضه. والعُلْقَةُ: شَجَرةُ تَبَقى في الشتاء. وكل شيء كانت عُلقِة فهو بُلْغَةٌ والإبلُ تَعْلُقُ منه فتَسْتَغْني به حتى تدرِك الرَّبيعُ وقد علَقتُ به تعلق عَلْقا اذا اَكَلَتْ منه فَتَبَلَّغت به. والعُلَّيْقَي: شَجَرٌ معروف. والعُلْقةُ من النَّبات لا تَلْبثْ أن تذهب. والعلقى: شجر، واحدته عَلْقاةٌ، قال العجاج:

فكرّ في عَلْقَى وفي مُكْورِ  ... بَيْن ثَواري الشَّمسِ والذُّرُور

والعَوْلَقُ: الغُولٌ، والكلبةُ الحريصة على الكلاب. قال الطرماح:

عوْلق الحِرصِ اذا أمْشَرتْ ... سادرت فيه سؤور المُسامي

يعني أنَّهم يودِّعون رِكابَهم ويركبونها ويزيدون في حملها. والعُليقُ: القضيم اذا علق في عُنُقِ الدّابَّة والعَليق: الشَّرابُ، قال لبيد:

اسقِ هذا وذا وذاكَ وعَلِّقْ ... لا تُسَمِّ الشّرابَ إلاّ عَليقا

وكل شيءٍ يُتَبَلَّغ به فهو عُلقةٌ

وفي الحديث: وتجتزىء بالعُلْقِة

أي تكتفي بالبلغة من الطعام.

وفي حديث الإفك: وإنمّا يأكُلْنَ العُلْقَة من الطعام.

وقولهم: ارضَ من الرَّكْبِ بالتعليق، يضربُ مثلاً للرجُلِ يُؤْمَرُ بأنْ يَقنَعَ ببعض حاجته دون إتمامها كالراكب عَليقةً من الإبِلِ ساعةً بعد ساعة) . ويقال: العَليقُ ضَرْبٌ من النَّبيذ يُتَّخذ من التمر. ومعاليقُ العِقْد: الشُّنُوفُ يُجعل فيها من كل ما يحسُنُ فيه. والعَلاقُ: ما تتعلق به الإبل فتجتزىء به وتَتَبَلَّغ، قال الأعشى:

وفلاةٍ كأنَّها ظَهرُ تُرسٍ ... ليس إلا الرجيعَ فيها عَلاقُ

(والعُلَّيْقُ: نباتٌ أخضَرُ يَتَعلَّق بالشَّجر ويَلْتَوي عليه فَيْثنيِه) . والعَلوقُ: التي قد عَلِقَت لَقاحاً. والعَلوقُ أيضاً: ما تعلقه الإبل أي ترعاه، وقيل: نَبْتٌ، قال الأعشى:

هو الواهِبُ المائة المصطفاة ... لاقَ العَلوقُ بِهِنَّ احمِرارا

(أي حَسَّنَ النبتُ ألوانها. وقيل: إنه يقول: رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاطَ بهن الاحمرار من السِّمَنِ والخِصْب. ويقال: أراد بالعَلوقِ الوَلَدَ في بطنها، وأرادَ بالاحمرار حُسن لَوْنها عند اللقح) . وَالعُلوقُ: النَّاقةُ السِّيئة الخُلُق القليلةُ الحلْبِ، لا تَرْأَمُ البو، ويعلق عليها فَصيلُ غيرها، وتَزْبِنُ ولدها أيضاً لأنها تَتَأَذَّى بمَصِّه إياها لقِلَّة لَبنِها، قال الكميت

والرَّؤُومُ الرَّفُودُ ذا السِرَّ ... مِنْهُنّ عَلوقاً يَسْقينَها وزَجورا

قعل: القُعالُ: ما تناثر عن نَوْرِ العِنَبِ وعن فاغِيةِ الحِنّاء وشِبْهه، الواحدةُ: قُعالةٌ. وأقْعَلَ النَّوْرُ: اذا انشَقَّ عن قُعالَتَه. والاقتِعالُ: أخْذُك ذلك عن الشَّجَر في يدك إذا استنفضته. والمُقْتَعِل: السَّهْمُ الذي لم يبربريا جيدا، قال لبيد:

فرشقت القوم رشقا صائِباً ... ليسَ بالعُصْل ولا بالمُقْتَعِلْ

(والاقْعيلال: الانتِصاب في الرُّكُوبِ) .

قلع: قَلَعْتُ الشَّجرَةَ واقَتَلَعْتُها فانقَلَعَت. ورجُلٌ قَلْعٌ: لا يثُبتُ على السَّرْج. وقد قَلْعَ قَلْعاً وقُلْعةً. والقالِع: دائرةٌ بمَنسِجِ الدّابّة يُتَشاءَمُ به. ويجمع قَوالِع. والمَقْلُوع: الأمير المَعْزول. قُلِعَ قَلْعاً وقُلْعَةً، قال خلف بن خليفة:

تَبَدّلْ بآذِنِك المُرْتَشي ... وأهَونُ تَعزِيِرهِ القُلْعَةُ

أي أهَونُ أدَبه أن تقْلعَه. والقُلْعَةُ: الرجُلُ الضَّعيفُ الذي اذا بُطِشَ به لم يَثْبُتْ، قال:

يا قُلْعةً ما أتَتْ قَوْماً بمُرِزئةٍ ... كانوا شِراراً وما كانوا بأخيارِ

والقَلعة من الحُصون: ما يُبْنَى منها على شَعَف الجبالِ المُمْتَنِعةِ. وقد أقلَعُوا بهذه البلاد قِلاعاً: أي بَنَوها. والمُقْلَعُة من السُّفن: العظيمةُ تُشَبَّه بالقلع من الجبال، وقال يصف السفن:

مَواخِرٌ في سماء اليَمَّ مُقْلعةٌ ... اذا عَلَوا ظَهْرَ مَوْج ثُمَّتَ انحدرُوا

شبَّه السُّفن العِظامَ بالقَلعة لعِظَمِها وارتفاعِها، وقال: )

تَكَسّرُ فَوْقَه القَلَعُ السّواري ... وجُنّ الخازِ باز بها جُنُونا

يصف السَّحابَ. والقَلَعُة: القِطعةُ من السحاب. واقْلَعَت السَّماءُ: كَفَّت عن المَطَر. وأقْلَعَتِ الحُمَّى: فَتَرَتْ فانقْطَعَتْ. والقَلَعُة: صَخرةٌ ضَخْمة تَنْقَلِعُ عن جَبَل، مُنْفَردَةٍ صَعْبَةِ المُرْتَقَى. والقَلَعيُّ: الرَّصَاصُ الجيّدُ. والسَّيفُ القَلَعيُّ: يُنْسَبُ الى القَلْعَةِ العَتيقة. والقَلعَةُ: مَوضِعٌ بالبادية تُنْسَبُ اليه السيوف، قال الراجز:

مُحارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ ... مبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ

والقُلاعُ: الطينُ الذي يَتَشقَّقُ اذا نَضَبَ عنه الماءُ. والقِطعةُ منه قُلاعة. واقلَعَ فلان عن فلان أي كَفَّ عنه.

وفي الحديث: بئْسَ الماءُ القُلَعةُ لا تدوم لصاحبها

لأنه متى شاء ارتَجَعَه.

لعق: اللَّعوقُ: اسمُ كُلِّ شيء يُلْعَقُ، من حلاوة أو دواء. لَعِقْتُه ألْعَقُه لَعْقاً، لا تُحَرِّكُ مصدره لأنه فِعْلٌ واقِعٌ، ومثل هذا لا يُحَرَّكُ مصدره، وأما عَجِلَ عَجَلاً ونَدِمَ نَدَماً فيُحَرَّك، لأنك لا تقول: عَجِلْتُ الشيء ولا نَدِمتُه لأن هذا فِعلٌ غير واقِع. والمِلْعَقَةُ: خَشَبةٌ مُعْتَرِضةُ الطرف يُؤخَذُ بها ما يُلْعَق. واللَّعْقَةُ: اسم ما تأخذه بالمِلْعقِة. والَّلْعَقُة: المرَّة الواحدة فالمَضمومُ اسم. والمفتوحُ فِعْلٌ مثلُ اللقمة واللقمة والأكلة والأكلة. واللَّعاقُ: بَقِيَّةُ ما بقي في فَمِكَ مما ابَتَلعْتَ، تقول: ما في فمي لُعاقٌ من طعامٍ كما تَقُولُ: أُكالٌ ومُصاصٌ.

وفي الحديث: إن للشَّيطان لَعوقاً ونَشُوقاً يَسْتَميلُ بهما العبد إلى هَواه.

فاللَّعُوقً اسم ما يَلْعَقُه. والنَّشُوق: اسم ما يَسْتْنشِقُه

لقع: لَقَعْتُ الشَّيءَ: رَمَيتُ به، الْقَعُه لَقْعاً. واللُّقاعةُ على بناء شُدّاخَة : الرجُلُ الداهِيةُ الذي يَتَلَقَّعُ بالكلام يرمي به رمياً، قال:

باتَتْ تَمَنِّّيها الرّبيعَ وصَوْبَهُ ... وَتْنظُرُ من لُقَّاعَةِ ذي تكاذُب

لَقَعَه بعَينِه: أصابه بها. ولَقَعَه بِبَعْرةٍ: رَماهُ بها. واللِّقاعُ: الكِساءُ الغَليظُ. وقال بعضهم: هو اللِّفاعُ لأنه يُتَلَفَّعُ به وهذا أعرف. 

عقل

1 عَقڤلَ [The inf. n.] عَقْلٌ signifies The act of withholding, or restraining; syn. مَنْعٌ. (TA.) [This is app. the primary signification, or it may be from what next follows.] b2: عَقَلَ البَعِيرَ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـِ (S, O, Msb,) inf. n. عَقْلٌ, (S, Mgh, O, Msb,) He bound the camel with the [rope called] عِقَال; (Mgh;) meaning he bound the camel's fore shank to his arm; (K;) i. e. he folded together the camel's fore shank and his arm and bound them both in the middle of the arm with the rope called عِقَال; (S, O, Msb;) and ↓ اعتقلهُ signifies the same; as also ↓ عقّلهُ; (K;) or you say, عَقَّلْتُ الإِبِلَ, from العِقَالُ, (S, O,) inf. n. تَعْقِيلٌ, (O,) [i. e. I bound the camels in the manner expl. above,] this verb being with tesh-deed because of its application to a number of objects: (S, O:) and sometimes the hocks were bound with the عِقَال. (TA.) The she-camel, also, was bound with the عِقَال on the occasion of her being covered: b3: and hence العَقْلُ is metonymically used as meaning الجِمَاعُ [i. e. (assumed tropical:) The act of compressing a woman]. (TA.) b4: عَقَلْتُ القَتِيلَ, (S, Mgh, Msb, K, *) or المَقْتُولَ, (S, O,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (Msb, TA,) means I gave, or paid, the bloodwit to the heir, or next of kin, of the slain person: (S, Mgh, O, Msb, K: *) for the camels [that constituted the bloodwit] used to be bound with the عِقَال in the yard of the abode of the heir, or next of kin, of the slain person; and in consequence of frequency of usage, the phrase became employed to mean thus when the bloodwit was given in dirhems or deenárs. (As, S, O, Msb. * [See a verse cited in the first paragraph of art. عيف.]) And [hence] one says also, عَقَلْتُ عَنْهُ, (inf. n. as above, TA,) meaning I paid for him, (the slayer, Mgh,) i. e., in his stead, (S, Mgh, O, Msb, K, *) the bloodwit that was obligatory upon him, (S, Mgh, O, K, *) or what was obligatory upon him of the bloodwit. (Msb.) And عَقَلْتُ لَهُ دَمَ فُلَانٍ I relinquished in his favour retaliation of the blood of such a one for the bloodwit. (S, O, Msb, K. *) لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا, (S, Mgh, O, Msb, K,) in a trad. (S, O, Msb) of Esh-Shaabee, (O,) or a saying of Esh-Shaabee, (Mgh, * K,) not a trad., (K,) but the like occurs in a trad. related on the authority of I'Ab, (TA,) [meaning, accord. to an expl. of the verb when trans. without a particle, mentioned above, Those who are responsible for the payment of a bloodwit in certain cases shall not pay it for an intentional act of slaying or the like, nor for the slaying or the like of a slave,] applies, accord. to Aboo-Haneefeh, to the case of a slave's committing a crime against a free person: (S, O, Msb, K: [and thus as expl. in the Mgh:]) but, (S, O, Msb, K,) accord. to Ibn-Abee-Leylà, (S, O, Msb,) it applies to the case of a free person's committing a crime against a slave; for if the meaning were as Aboo-Haneefeh says, the phrase would be لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَنْ عَبْدٍ; (S, O, Msb, K;) and As pronounced this to be correct: (S, O, Msb: *) Akmal-ed-Deen, however, in the Exposition of the Hidáyeh, says that عَقَلْتُهُ is used in the sense of عَقَلْتُ عَنْهُ, and that the context of the trad. indicates this meaning, which MF also defends. (TA.) [See also the saying لَا أَعْقِلُ الكَلْبَ الهَرَّارَ in art. هر.] b5: عَقَلَهُ, inf. n. as above, also means He set him up [app. a man] on one of his legs; [app. from عَقَلَ البَعِيرَ;] as also عَكَلَهُ: and every عَقْل is a raising. (TA.) b6: Also, [agreeably with the explanation of the inf. n. in the first sentence of this art.,] and ↓ عقّلهُ, and ↓ تعقّلهُ, (TA, [see also the first paragraph of art. عجس,]) and ↓ اعتقلهُ, (Msb, TA,) He withheld him, or restrained him, (Msb, TA,) عَنْ حَاجَتِهِ from the object of his want. (TA.) b7: and [hence,] عَقَلَ الدَّوَآءُ بَطْنَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (S, K) and عَقُلَ, (K,) inf. n. عَقْلٌ, (TA,) The medicine bound, or confined, his belly [or bowels]; syn. أَمْسَكَهُ: (S, O, Msb, K:) accord. to some, particularly after looseness: and بَطْنَهُ ↓ اعتقل signifies the same. (TA.) And يَعْقِلُ الطَّبْعَ is said of a medicine [as meaning, in like manner, It binds the bowels; is astringent]. (TA in art. حمض; &c.) And عقل البَطْنُ [app. عُقِلَ] The belly [or bowels] became bound, or confined; syn. اِسْتَمْسَكَ. (TA.) b8: عَقَلَ عَلَى القَوْمِ, [aor. ـِ inf. n. عِقَالٌ, means He collected, or exacted, the poor-rates of the people, or party; [app. from عَقَلَ البَعِيرَ; as though he bound with the rope called عِقَال the camels that he collected;] on the authority of IKtt. (TA.) 'Omar, when he had deferred [collecting] the poor-rate in the year [of drought called] عَامُ الرَّمَادَةِ, sent Ibn-AbeeDhubáb, and said, اِعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ فَاقْسِمْ فِيهِمْ عِقَالًا وَاءْتِنِى بِالآخَرِ [Collect thou from them two years' poor-rate; then divide among them one year's poor-rate, and bring to me the other]. (O.) One says of the collector of the poor-rate, يَعْقِلُ الصَّدَقَةَ [He collects, or exacts, the poor-rate]. (S, O.) b9: عَقَلَ فُلَانًا and ↓ اعتقلهُ signify He threw down such a one [in wrestling] by twisting his leg upon the latter's leg: (K, * TA:) [or] you say, الشَّغْزَبِيَّةَ ↓ صَارَعَهُ فَاعْتَقَلَهُ He wrestled with him and twisted his leg upon the leg of the latter: (S, O:) and one says of a wrestler, ↓ لِفُلَانٍ عُقْلَةٌ بِهَا النَّاسَ ↓ يَعْتَقِلُ, (S, O,) or يَعْقِلُ بِهَا النَّاسَ, i. e. [Such a one has] a [mode of] twisting his leg with another's [whereby he wrestles with men]. (TA.) b10: عَقَلَتْ شَعَرَهَا, (inf. n. عَقْلٌ, TA,) said of a woman, She combed her hair: (S, O:) or combed it in a certain manner; as also ↓ عَقَّلَتْهُ. (TA.) A2: عَقَلَ, aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ and ↓ مَعْقُولٌ, (S, O, K,) or the latter, accord. to Sb, is an epithet, [or a pass. part. n.,] for he used to say that no inf. n. has the measure مَفْعُولٌ, (S, O,) He was, or became, عَاقِل [i. e. intelligent, &c.; and so ↓ تعقّل; as though he were withheld, or restrained, from doing that which is not suitable, or befitting: see عَقْلٌ below]: and ↓ عقّل, (K, TA,) inf. n. تَعْقِيلٌ, (TA,) signifies the same, (K,) or [he possessed much intelligence, for] it is with teshdeed to denote muchness: (TA:) and عَقِلَ, aor. ـَ is a dial. var. of عَقَلَ, aor. ـِ signifying he became عَاقِل. (IKtt, TA.) b2: And عَقَلَ الشَّىْءَ, (Msb, K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ, (Msb, TA,) He understood, or knew, the thing; syn. فَهِمَهُ: (K, TA:) or i. q. تَدَبَّرَهُ [app. as meaning he looked into, considered, examined, or studied, the thing repeatedly, until he knew it]; and عَقِلَ, aor. ـَ is a dial. var. thereof. (Msb.) See also 5. b3: مَا أَعْقِلُهُ عَنْكَ شَيْئًا, (S, and so in the K accord. to my copy of the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K ↓ اَعْقَلَهُ,) meaning دَعْ عَنْكَ الشَّكَّ [Dismiss from thee doubt], is [said to be] mentioned by Sb; as though the speaker said, مَا أَعْلِمُ شَيْئًا مِمَّا تَقُولُ فَدَعْ عَنْكَ الشَّكَّ [I know not aught of what thou sayest, so dismiss from thee doubt]; and [to be] like the phrases خُذْ عَنْكَ and سِرْ عَنْكَ: Bekr El-Mázinee says, “I asked Az and As and Aboo-Málik and Akh respecting this phrase, and they all said, 'We know not what it is: ' ” (so in the S:) [but] it is a mistake, for مَا أَغْفَلَهُ; (K, TA;) and thus it is mentioned by Sb and others, with غ and ف. (TA.) نَخْلَةٌ لَا تَعْقِلُ الإِبَارَ (tropical:) A palm-tree that will not receive fecundation is a tropical phrase [perhaps from عَقَلَ meaning “ he understood ” a thing]. (A, TA.) b4: عَاقَلْتُهُ فَعَقْلْتُهُ: see 3. b5: عَقَلَ, aor. ـِ inf. n. عُقُولٌ (S, O, K) and عَقْلٌ, (K,) He (a mountain-goat, S, O) became, or made himself, inaccessible in a high mountain: (S: in the O unexplained:) or he [a gazelle) ascended [a mountain]. (K.) Accord. to Az, العُقُولُ signifies The protecting oneself in a mountain. (TA.) and one says, عَقَلَ إِلَيْهِ, aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ and عُقُولٌ, He betook himself to him, or it, for refuge, protection, covert, or lodging. (K.) b6: عَقَلَ الظِّلُّ, (S, O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. عَقْلٌ (K) [and probably عُقُولٌ also], The shade declined, and contracted, or shrank, at midday; (S, O;) the sun became high, and the shade almost disappeared. (S, O, K.) A3: عَقَلَ, (O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. عَقْلٌ, (TA,) said of a camel, He pastured upon the plant called عَاقُول. (O, K.) A4: عَقِلَ, aor. ـَ (K,) inf. n. عَقَلٌ, (S, O, K,) He (a camel) had a twisting in the hind leg, (S, O, K,) and much width [between the hind legs]: (S, O:) or had an excessive wideness, or spreading, of the hind legs, so that the hocks knocked together: (ISk, S, O:) or had a knocking together of the knees. (K.) [See also رَوَحَ.]2 عَقَّلَ see 1, in four places.

A2: عقّلهُ, inf. n. تَعْقِيلٌ, also signifies He, or it, rendered him عَاقِل [i. e. intelligent, &c.]. (O, K.) A3: And عقّل said of a grape-vine, (O, K,) inf. n. as above, (TA,) It put forth its عُقَّيْلَى, or grapes in their first, sour, state. (O, K.) 3 المَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا (S, Mgh, O, K) means The woman is on a par with the man to the third part of her bloodwit; (S, Mgh, O;) she receives like as the man receives [up to that point]: (Mgh:) i. e., [for instance,] his مُوضِحَة [or wound of the head for which the mulct is five camels] and her مُوضِحَة are equal; (K;) but when the portion reaches to the third of the bloodwit, her [portion of the] bloodwit is the half of that of the man: (S, O, K:) thus, for one of her fingers, ten camels are due to her, as in the case of the finger of the man; for two of her fingers, twenty camels; and for three of her fingers, thirty; but for four of her fingers, only twenty, because they exceed the third, therefore the portion is reduced to the half of what is due to the man: so accord. to Ibn-El-Museiyab: but Esh-Sháfi'ee and the people of El-Koofeh assign for the finger of the woman five camels, and for two of her fingers ten; and regard not the third part. (TA.) A2: ↓ عَاقَلْتُهُ فَعَقَلْتُهُ, (S, O, K, *) inf. n. of the former مُعَاقَلَةٌ, (TA,) and aor. of the latter عَقُلَ, (S, O, K,) and inf. n. عَقْلٌ, (TA,) means I vied, or contended, with him for superiority in عَقْل [or intelligence], (O, TA,) and I surpassed him therein. (S, O, K, * TA.) 4 اعقل He (a man) owed what is termed عِقَال, (O, K, TA,) i. e. a year's poor-rate. (TA.) b2: اعقل القَوْمُ The people, or party, became in the condition of finding the shade to have declined, and contracted, or shrunk, with them, at midday. (S, O.) A2: اعقلهُ He found him to be عَاقِل [i. e. intelligent, &c.]: (K:) it is similar to أَحْمَدَهُ and أَبْخَلَهُ. (TA.) b2: See also 1, last quarter.5 تعقّلهُ: see 1, near the middle: b2: and see 8, in four places. b3: تَعَقَّلْ لِى بِكَفَّيْكَ حَتَّى أَرْكَبَ بَعِيرِى, (O, K, *) a saying heard by Az from an Arab of the desert, (O,) means Put thy two hands together for me, and intersert thy fingers together, in order that I may put my foot upon them, i. e. upon thy hands, and mount my camel; for the camel was standing; (O, K; *) and was laden; and if he had made him to lie down, would not rise with him and his load. (O.) A2: [It is used in philosophical works as meaning He conceived it in his mind, abstractedly, and otherwise; and so, sometimes, ↓ عَقَلَهُ, aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ. Hence one says, هٰذَا شَىْءٌ لَا يُتَعَقَّلُ This is a thing that is not conceivable.]

A3: تعقّل as intrans.: see 1, latter half. b2: [Hence, He recovered his intellect, or understanding. b3: And] He affected, or endeavoured to acquire, عَقْل [i. e. intelligence, &c.]: like as one says تَحَلَّمَ and تَكَيَّسَ. (S, O.) [See also 6.] b4: Said of an animal of the chase, as meaning It stuck fast, and became caught, in a net or the like, it is a coined word, not heard [from the Arabs of chaste speech]. (Mgh.) 6 تعاقلوا دَمُ فُلَانٍ They paid among themselves, or conjointly, the mulct for the blood of such a one. (K.) It is said in a trad., إِنَّا لَا نَتَعَاقَلُ المَصْعَ Verily we will not pay among ourselves, or conjointly, the mulcts for slight wounds of the head, [lit. the stroke with a sword,] but will oblige him who commits the offence to pay the mulct for it: i. e. the people of the towns or villages shall not pay the mulcts for the people of the desert; nor the people of the desert, for the people of the towns or villages; in the like of the case of the [wound termed] مُوضِحَة. (TA.) And in another it is said, يَتَعَاقَلُونَ بَيْنَهُمْ مَعَاقِلَهُمُ الأُولَى [They shall take and give among themselves, or conjointly, their former bloodwits]: i. e. they shall be as they were in respect of the taking and giving of bloodwits. (TA.) And one says, القَوْمُ عَلَى مَا كَانُوا يَتَعَاقَلُونَ عَلَيْهِ [The people, or party, are acting in conformity with that usage in accordance with which they used to pay and receive among themselves bloodwits]. (S, O.) A2: تعاقل also signifies He affected, or made a show of possessing, عَقْل [i. e. intelligence, &c.], without having it. (S, O.) [See also 5.]8 إِعْتَقَلَ see 1, former half, in three places. b2: اُعْتُقِلَ said of a man, He was withheld, restrained, or confined. (S, O.) b3: And اُعْتُقِلَ لِسَانُهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and اِعْتَقَلَ, also, (Msb,) His tongue was withheld, or restrained, (Mgh, Msb, TA,) from speaking; (Mgh, Msb;) he was unable to speak. (S, Mgh, O, Msb, K.) b4: [Hence,] اعتقل الشَّاةَ He put the hind legs of the ewe, or she-goat, between his shank and his thigh, (S, O, K,) to milk her, (S, O,) or and so milked her. (K.) And اعتقل رُمْحَهُ He put his spear between his shank and his stirrup [or stirrup-leather]: (S, O, K:) or he (a man riding) put his spear beneath his thigh, and dragged the end of it upon the ground behind him. (IAth, TA.) And اعتقل الرَّحْلَ, and ↓ تعقّلهُ; (O;) or اعتقل الرِّجْلَ, (O, K,) accord. to one relation of a verse of Dhu-rRummeh, (O,) and ↓ تعقّلها; (K;) He [a man riding upon a camel] folded his leg, and put it upon the مَوْرِك: (O, K, * TA:) in the K, الوَرِك is erroneously put for المَوْرِك: (TA:) the مَوْرِك is before the وَاسِطَة [or upright piece of wood in the fore part] of the camel's saddle: (AO, in TA art. ورك:) and one says also, اعتقل قَادِمَةَ رَحْلِهِ and ↓ تعقّلها; both meaning the same [as above]: (TA:) and السَّرْجَ ↓ تعقّل and اعتقلهُ He folded his leg upon the fore part of the سرج [or saddle of the horse or the like]. (Mgh.) b5: See also 1, latter half, in three places. b6: الاِعْتِقَالُ also signifies The inserting a سَيْر [or narrow strip of skin or leather], when sewing a skin, beneath a سَيْر, in order that it may become strong, and that the water may not issue from it. (AA, O.) A2: and one says, اعتقل مِنْ دَمِ فُلَانٍ, (O, K,) and مِنْ طَائِلَتِهِ, (O,) meaning He took, or received, the عَقْل, (O, K, TA,) i. e. the mulct for the blood of such a one. (TA.) 10 إِسْتَعْقَلَ [استعقلهُ He counted, accounted, or esteemed, him عَاقِل, i. e. intelligent, &c.: for] you say of a man, يُسْتَعْقَلُ [from العَقْلُ], like as you say يُسْتَحْمَقُ [from الحُمْقُ], and يُسْتَرْأَى from الرِّئَآءُ. (AA, S in art. رأى.) عَقْلٌ an inf. n. used as a subst. [properly so termed], (Msb,) A bloodwit, or mulct for bloodshed; syn. دِيَةٌ; (As, S, Mgh, O, Msb, K;) so called for a reason mentioned in the first paragraph in the explanation of the phrase عَقَلْتُ القَتِيلَ; (As, S, Mgh, * O, Msb;) as also ↓ مَعْقُلَةٌ, (S, Mgh, O, K,) of which ↓ مِعْقَلَةٌ, with fet-h to the ق, is a dial. var., mentioned in the R; (TA;) and of which the pl. is مَعَاقِلُ: (S, O, K:) one says, ↓ لَنَاعِنْدَ فُلَانٍ ضَمَدٌ مِنْ مَعْقُلَةٍ i. e. We have a remainder of a bloodwit owed to us by such a one. (S, O.) And الأُولَى ↓ هُمْ عَلَى مَعَاقِلِهِمِ They are [acting] in conformity with [the usages relating to] the bloodwits that were in the Time of Ignorance; (K, TA;) or meaning عَلَى مَا كَانُوا يَتَعَاقَلُونَ عَلَيْهِ [expl. above (see 6)]: (S, O:) or they are [acting] in conformity with the conditions of their fathers; (K, TA;) but the former is the primary meaning: (TA:) and [hence]

عَلَى قَوْمِهِ ↓ صَارَ دَمُ فُلَانٍ مَعْقُلَةً The blood of such a one became [the occasion of] a debt incumbent on his people, or party, (S, O, K, *) to be paid by them from their possessions. (S, O.) A2: And as being originally the inf. n. of عَقَلَ in the phrase عَقَلَ الشَّىْءَ meaning [فَهِمَهُ or] تَدَبَّرَهُ; (Msb;) or as originally meaning المَنْعُ, because it withholds, or restrains, its possessor from doing that which is not suitable; or from المَعْقِلُ as meaning “ the place to which one has recourse for protection &c.,” because its possessor has recourse to it; (TA;) العَقْلُ signifies also Intelligence, understanding, intellect, mind, reason, or knowledge; syn. الحَجْرُ, (S, O,) and النُّهَى, (S,) or النُّهْيَةُ, (O,) or الحِجَا, and اللُّبُّ, (Msb,) or العِلْمُ, (K,) or the contr. of الحُمْقُ; (M, TA;) or the knowledge of the qualities of things, of their goodness and their badness, and their perfectness and their defectiveness; or the knowledge of the better of two good things, and of the worse of two bad things, or of affairs absolutely; or a faculty whereby is the discrimination between the bad and the good; (K, TA;) but these and other explanations of العَقْل in the K are all in treatises of intellectual things, and not mentioned by the leading lexicologists; (TA; [in which are added several more explanations of a similar kind that have no proper place in this work;]) some say that it is an innate property by which man is prepared to understand speech; (Msb;) the truth is, that it is a spiritual light, (K, TA,) shed into the heart and the brain, (TA,) whereby the soul acquires the instinctive and speculative kinds of knowledge, and the commencement of its existence is on the occasion of the young's becoming in the fætal state, [or rather of its quickening,] after which it continues to increase until it becomes complete on the attainment of puberty, (K, TA,) or until the attainment of forty years: (TA:) the pl. is عُقُولٌ: (K:) Sb mentions عَقْلٌ as an instance of an inf. n. having a pl., namely, عُقُولٌ; like شُغْلٌ and مَرَضٌ: (TA in art. مرض:) IAar says, (O,) العَقْلُ is [syn. with] القَلْبُ, and القَلْبُ is [syn. with] العَقْلُ: (O, K:) and ↓ المَعْقُولُ is [said to be] a subst., or name, for العَقْلُ, like المَجْلُودُ and المَيْسُورُ for الجَلَادَةُ and اليُسْرُ: (Har p. 12:) it is said in a prov., ↓ مَا لَهُ جُولٌ وَلَا مَعْقُولٌ, (Meyd, and Har ubi suprà,) meaning He has not strong purpose of mind, [to withhold, or protect, him,] like the جول [or casing] of the well of the collapsing whereof one is free from fear because of its firmness, nor intellect, or intelligence, (عَقْل,) to withhold him from doing that which is not suitable to the likes of him. (Meyd. [But see مَعْقُولٌ below.]) [Hence, أَسْنَانُ العَقْلِ (see 1 in art. حنك) and أَضْرَاسُ العَقْلِ (see ضِرْسٌ), both meaning The wisdom-teeth.]

A3: [It is said that]

عَقْلٌ also signifies A fortress; syn. حِصْنٌ. (K.) [But this seems to be doubtful.] See مَعْقِلٌ.

A4: And A sort of red cloth (S, O, K) with which the [women's camel-vehicle called] هَوْدَج is covered: (K:) or a sort of what are called بُرُود [pl. of بُرْدٌ, q. v.] or a sort of figured cloth, (K,) or, as in the M, of red figured cloth: (TA:) or such as is figured with long forms. (Har p. 416.) عُقْلَةٌ A bond like the عِقَال [q. v.]: or a shackle. (Har p. 199.) b2: [Hence it seems to signify An impediment of any kind.] One says, بِهِ عُقْلَةٌ مِنَ السِّحْرِ وَقَدْ عُمِلَتْ لَهُ نُشْرَةٌ [app. meaning In him is an impediment arising from enchantment, and a charm, or an amulet, has been made for him]. (S, O.) b3: And A [mode of] twisting one's leg with another's in wrestling. (TA.) See 1, latter half. b4: And A twisting of the tongue when one desires to speak. (Mbr, TA in art. حبس.) b5: And, in the conventional language of the geomancers, (O, K,) it consists of A unit and a pair and a unit, (O,) the sign ??: (K, TA:) also called ثِقَافٌ. (O, TA.) عَقْلِىٌّ Intellectual, as meaning of, or relating to, the intellect.]

عِقَالٌ A rope with which a camel's fore shank is bound to his arm, both being folded together and bound in the middle of the arm: pl. عُقُلٌ. (S, O, Msb.) [See also شِكَالٌ.] b2: And The poor-rate (S, Mgh, O, Msb, K) of a year, (S, Mgh, O, K,) consisting of camels and of sheep or goats. (K.) [See a verse cited in the first paragraph of art. سعو and سعى.] One says, عَلَى بَنِى فُلَانٍ عِقَالَانِ On the sons of such a one lies a poor-rate of two years. (S, O.) And hence the saying of Aboo-Bekr, لَوْ مَنَعُونِى عِقَالًا (Mgh, O, Msb) If they refused me a year's poor-rate: (Mgh, O:) and it is said that the phrase أَخَذَ عِقَالًا was used when the collector of the poor-rate took the camels themselves, not their price: (TA:) or Aboo-Bekr meant a rope of the kind above mentioned; (Mgh, O, Msb;) for when one gave the poor-rate of his camels, he gave with them their عُقُل: (O, Msb:) or (Mgh, TA) he meant thereby a paltry thing, (Mgh, Msb, TA,) of the value of the [rope called] عقال: (TA:) or he said عَنَاقًا [“ a she-kid ”]; (Mgh, TA;) so accord. to Bkh, (Mgh,) and most others: (TA:) or جُدَيًّا [“ a little kid ”]. (Mgh, TA.) b3: Also A young [she-camel such as is called] قَلُوص. (K.) b4: عِقَالُ المِئِينَ meansThe man of high rank who, when he has been made a prisoner, is ransomed with hundreds of camels. (K.) عَقُولٌ A medicine that binds, confines, or astringes, the belly [or bowels]; (S, O, Msb;) as also ↓ عَاقُولٌ; contr. of حَادُورٌ. (A in art. حدر.) A2: See also عَاقِلٌ, latter half, in two places.

عَقِيلَةٌ A woman of generous race, (S, O, K,) modest, or bashful, (S, O,) that is kept behind the curtain, (K,) held in high estimation: (TA:) the excellent of camels, (Az, S, O, K,) and of other things: (Az, TA:) or the most excellent of every kind of thing: (S, O, K:) and the chief of a people: (K:) the first is the primary signification: then it became used as meaning the excel-lent of any kind of things, substantial, and also ideal, as speech, or language: pl. عَقَائِلُ. (TA.) And العَقِيلَةُ: (K,) or عَقِيلَةُ البَحْرِ, (S, O, TA,) signifies The pearl, or large pearl: (S, O, K, * TA: *) or the large and clear pearl: or, accord. to IB, the pearl, or large pearl, in its shell. (TA.) إِبِلٌ عُقَيْلِيَّةٌ Certain hardy, excellent, highly esteemed, camels, of Nejd. (Msb.) عُقَّالٌ A limping, or slight lameness, syn. ظَلَعٌ, (so in copies of the S,) or ضَلَعٌ [which is said to signify the same, or correctly to signify a natural crookedness], (so in other copies of the S and in the O,) which occurs in the legs of a beast: (S, O:) or a certain disease in the hind leg of a beast, such that, when he goes along, he limps, or is slightly lame, for a while, after which he stretches forth; (K, TA;) accord. to A'Obeyd, (TA,) peculiar to the horse; (K, TA;) but it mostly occurs in sheep or goats. (TA.) b2: دَآءٌ ذُو عُقَّالٍ

A disease of which one will not be cured. (TA.) A2: عُقَّالُ الكَلَأِ Three herbs that remain after having been cut, which are the سَعْدَانَة and the حُلَّب and the قُطْبَة. (TA.) A3: And عَقَاقِيلُ, [a pl.] of which the sing. is not mentioned, [perhaps pl. of عُقَّالٌ, but in two senses a pl. of عَقَنْقَلٌ,] signifies The portions of a grape-vine that are raised and supported upon a trellis or the like. (TA.) عُقَّيْلَى Grapes in their first, sour, state. (O, K.) أَخَذَهُ العِقِّيلَى i. q. شَغْزَبَهُ and شَغْرَبَهُ. (Az, TA in art. شغزب.) عَاقِلٌ [act. part. n. of عَقَلَ: and as such,] The payer of a bloodwit: pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ عَاقِلَةٌ: (Msb:) the latter is an epithet in which the quality of a subst. predominates; (TA;) and signifies a man's party (S, Mgh, O, K, TA) who league together to defend one another, (S, O, K, TA,) consisting of the relations on the father's side, (S, Mgh, * O, TA,) who pay the bloodwit (S, Mgh, O, TA) [app. in conjunction with the slayer] for him who has been slain unintentionally: (S, O, TA:) it was decided by the Prophet that it was to be paid in three years, to the heirs of the person slain: (TA:) they look to the offender's brothers on the father's side, who, if they take it upon them, pay it in three years: if they do not take it upon them, the debt is transferred to the sons [meaning all the male descendants] of his grandfather; and in default of their doing so, to those of his father's grandfather; and in default of their doing so, to those of his grandfather's grandfather; and so on: it is not transferred from any one of these classes unless they are unable [to pay it]: and such as are enrolled in a register [of soldiers or pensioners or any corporation] are alike in respect of the bloodwit: (IAth, TA:) or, accord. to the people of El-'Irák, it means the persons enrolled in the registers [of soldiers or of others]: (S, O:) or it is applied to the persons of the register which was that of the slayer; who derive their subsistence-money, or allowances, from the revenues of a particular register: (Mgh:) Ahmad Ibn-Hambal is related to have said to Is-hák Ibn-Mansoor, it is applied to the tribe (قَبِيلَة) [of the slayer]; but that they bear responsibility [only] in proportion to their ability; and that if there is no عَاقِلَة, it [i. e. the bloodwit] is not to be from the property of the offender; but Is-hák says that in this case it is to be from the treasury of the state, the bloodwit not being [in any case] made a thing of no account: (TA:) the pl. of عَاقِلَةٌ thus applied is عَوَاقِلُ. (Msb.) A2: عَاقِلٌ also signifies Having, or possessing, عَقْل [i. e. intelligence, understanding, &c.; or intelligent, &c.; a rational being]; (S, O, Msb, K;) and so ↓ عَقُولٌ, (S, O, K,) or this latter has an intensive signification [i. e. having much intelligence &c.]: (TA: [see an ex. in a saying cited voce أَبْلَهُ, in art. بله:]) the former is expl. by some as applied to a man who withholds, or restrains, and turns back, his soul from its inclinations, or blamable inclinations: (TA:) and it is likewise applied to a woman, as also عَاقِلَةٌ: (Msb:) the pl. masc. is عُقَّالٌ and عُقَلَآءُ, (Msb, K,) this latter pl. sometimes used; and the pl. fem. is عَوَاقِلُ and عَاقِلَاتٌ. (Msb.) b2: عَاقِلٌ is also applied to a mountaingoat, as an epithet, signifying That protects himself in his mountain from the hunter: (TA:) [and in like manner ↓ عَقُولٌ is said by Freytag to be used in the Deewán of Jereer.] And it is [also] a name for A mountain-goat, (S, O,) or a gazelle; (K;) because it renders itself inaccessible in a high mountain. (S, O, K. *) b3: And عَاقِلَةٌ signifies A female comber of the hair. (S, O.) عَاقِلَةٌ, as a coll. gen. n.: see عَاقِلٌ; of which it is also fem.

عَاقُولٌ: see عَقُولٌ.

A2: Also A bent portion, (S, O,) or place of bending, (K,) of a river, and of a valley, (S, O, K,) and of sand: (S, O:) pl. عَوَاقِيلُ: or the عَوَاقِيل of valleys are the angles, in the places of bending, thereof; and the sing. is عَاقُولٌ. (TA.) b2: And The main of the sea: or the waves thereof. (K.) b3: And A land in which (so in copies of the K, but in some of them to which,) one will not find the right way, (K, TA,) because of its many places of winding. (TA.) b4: [Hence,] عَوَاقِيلُ الأُمُورِ What are confused and dubious of affairs. (S, O, K. *) b5: And [hence] one says, إِنَّهُ لَذُو عَوَاقِيلَ, meaning Verily he is an author, or a doer, of evil. (TA.) A3: Also A certain plant, (O, K,) well known, (K,) not mentioned by AHn (O, TA) in the Book of Plants; (TA;) [the prickly hedysarum; hedysarum alhagi of Linn.; common in Egypt, and there called by this name; fully described by Forskål in his Flora Aegypt. Arab., p. 136;] it has thorns; camels pasture upon it; and [hence] it is called شَوْكُ الجِمَالِ; it grows upon the dykes and the تُرَع [or canals for irrigation]; and has a violetcoloured flower. (TA.) [See also تَرَنْجُبِينٌ; and see حَاجٌ, in art. حيج.]

عَنْقَلٌ: see the next paragraph.

عَقَنْقَلٌ A great كَثِيب [i. e. hill, or heap, or oblong or extended gibbous hill,] of intermingled sands: (S, O:) or a كَثِيب that is accumulated (K, TA) and intermingled: or a حَبْل [or long and elevated tract] of sand, having winding portions, and حِرَف [app. meaning ridges], and compacted: (TA:) accord. to El-Ahmar, it is the largest quantity of sand; larger than the كَثِيب: (S voce لَبَبٌ:) pl. عَقَاقِلُ (S, O) and عَقَاقِيلُ (O) and عَقَنْقَلَاتٌ. (TA.) b2: And A great, wide, valley: (K:) pl. عَقَاقِلُ and عَقَاقِيلُ. (TA.) b3: Also, (S, O, K,) sometimes, (S, O,) and ↓ عَنْقَلٌ, (O, K,) The مَصَارِين [or intestines into which the food passes from the stomach], (S, O,) or قَانِصَة [which here probably signifies the same], (K,) of a [lizard of the species called] ضَبّ: (S, O, K:) or the [portion of fat termed] كُشْيَة of the ضَبّ. (TA.) أَطْعِمْ أَخَاكَ مِنْ عَقَنْقَلِ الضَّبِّ [Give thy brother to eat of the intestines, &c., of the dabb: or, as some relate it, مِنْ كُشْيَةِ الضَّبِّ:] is a prov., said in urging a man to make another to share in the means of subsistence; or, accord. to some, denoting derision. (TA.) b4: Also A [drinking-cup, or bowl, of the kind called] قَدَح. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And A sword. (Ibn-'Abbád, O, K.) أَعْقَلُ, applied to a camel, Having what is termed عَقَلٌ, i. e. a twisting in the hind leg, &c.: (S, O, K: [see the last portion of the first paragraph:]) fem. عَقْلَآءُ, applied to a she-camel. (S, K.) A2: [Also More, and most, عَاقِل, or intelligent, &c.]

مَعْقِلٌ A place to which one betakes himself for refuge, protection, preservation, covert, or lodging; syn. مَلْجَأٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ عَقْلٌ, (S, O, K,) of which the pl. is عُقُولٌ: (S, O:) but Az says that he had not heard عَقْل in this sense on any authority except that of Lth; and held العُقُولُ, which is cited as an ex. of its pl., to signify “ the protecting oneself in a mountain: ” (TA:) and مَعْقِلٌ signifies also a fortress; [like as عَقْلٌ is said to do;] syn. حِصْنٌ: (Mgh:) the pl. is مَعَاقِلُ. (TA.) Hence one says, using it metaphorically, هُوَ مَعْقِلُ قَوْمِهِ (tropical:) He is the refuge of his people: and the kings of Himyer are termed in a trad. مَعَاقِلُ الأَرْضِ, meaning The fortresses [or refuges] of the land. (TA.) b2: [It is perhaps primarily used in relation to camels; for] مَعَاقِلُ الإِبِلِ means The places in which the camels are bound with the rope called عِقَال. (TA.) مَعْقُلَةٌ and مَعْقَلَةٌ; and the pl.: see عَقْلٌ, first quarter, in five places. b2: [It seems to be implied in the S and O that the former signifies also Places that retain the rain-water.]

تَمْرٌ مَعْقِلِىٌّ, (Mgh, Msb,) or رُطَبٌ مَعْقِلِىٌّ, (S,) A certain sort of dates, (Mgh, * Msb,) [or fresh ripe dates,] of El-Basrah: (Msb:) so called in relation to Maakil Ibn-Yesár. (S, Mgh, Msb.) مُعَقَّلَةٌ is applied to camels (إِبِلٌ) as meaning Bound with the rope called عِقَال. (O, TA.) and also to a she-camel bound therewith on the occasion of her being covered: and hence the epithet مُعَقَّلَاتٌ is applied by a poet, metonymically, to women, in a similar sense. (TA.) مَعْقُولٌ [pass. part. n. of عَقَلَ in all its senses as a trans. verb. b2: Hence it signifies Intellectual, as meaning perceived by the intellect; and excogitated: thus applied as an epithet to any branch of knowledge that is not necessarily مَنْقُولٌ, which means “ desumed,” such as the science of the fundamentals of religion, and the like. b3: Hence also, Intelligible. b4: And Approved by the intellect; or reasonable.

A2: It is also said to be an inf. n.]: see 1, latter half. b2: And see عَقْلٌ, latter half, in two places.

مَعْقُولَاتٌ Intellectual things, meaning things perceived by the intellect: generally used in this sense in scientific treatises. b2: And hence, Intel-ligible things. b3: And Things approved by the intellect; or reasonable.]
عقل
العَقْل: العِلم، وَعَلِيهِ اقتصرَ كَثِيرُونَ، وَفِي العُباب: العَقْل: الحِجْرُ والنُّهْيَة، ومثلُه فِي الصِّحاح، وَفِي المُحكَم: العَقْل: ضِدُّ الحُمق، أَو هُوَ العِلمُ بصفاتِ الأشياءِ من حُسنِها وقُبحِها، وكمالِها ونُقصانِها، أَو هُوَ العِلمُ بخيرِ الخَيرَيْن وشَرُّ الشَّرَّيْن، أَو مُطلَقٌ لأمورٍ أَو لقُوَّةٍ بهَا يكون التَّمييزُ بَين القُبحِ والحُسنِ، ولمَعانٍ مُجتمِعةٍ فِي الذِّهْنِ يكون بمُقَدِّماتٍ يسْتَتِبُّ بهَا الأغْراضُ والمَصالِح، ولهَيئَةٍ مَحْمُودةٍ للإنسانِ فِي حَرَكَاتِه وكَلامِه. هَذِه الأقوالُ الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّف كلُّها فِي مُصَنِّفاتِ المَعْقولاتِ لم يُعرِّجْ عَلَيْهَا أئمّةُ اللُّغَة، وَهُنَاكَ أقوالٌ غيرُها لم يذكرْها المُصَنِّف، قَالَ الرَّاغِب: العَقْلُ يُقَال للقُوّةِ المُتَهَيِّئَةِ لقَبولِ العِلم، وَيُقَال للَّذي يَسْتَنبِطُه الإنسانُ بتلكَ القوّةِ عَقْلٌ، وَلِهَذَا قَالَ عليٌّ رَضِي الله تَعالى عَنهُ: العَقْلُ عَقْلان: مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ، فَلَا يَنْفَعُ مَطْبُوعٌ إِذا لم يكن مَسْمُوعاً، كَمَا لَا ينفعُ ضَوْءُ الشمسِ وضَوْءُ العَينِ مَمْنُوعٌ. وَإِلَى الأوّل أشارَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَا خَلَقَ اللهُ خَلْقَاً أَكْرَمَ من العَقْل، وَإِلَى الثَّانِي أشارَ بقولِه: مَا كَسَبَ أحدٌ شَيْئا أَفْضَلَ منْ عَقْلٍ يَهْدِيه إِلَى هُدىً أَو يَرُدُّه عَن رَدىً. وَهَذَا العقلُ هُوَ المَعنِيُّ بقولِه عزَّ وجلَّ: وَمَا يَعْقِلُها إلاّ العالِمون وكلُّ مَوْضِعٍ ذَمَّ اللهُ الكُفّارَ بعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إِلَى الثَّانِي دونَ الأوّل، كقَوْله تَعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهمْ لَا يَعْقِلون ونحوَ ذَلِك من الْآيَات، وكلُّ مَوْضِعٍ رَفَعَ التكليفَ عَن العَبدِ لعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إِلَى الأوّل. انْتهى. وَفِي شرحِ شيخِنا قَالَ ابنُ مَرْزُوقٍ: قَالَ أَبُو المَعالي فِي الْإِرْشَاد: العَقْل: هُوَ علومٌ ضَرورِيّةٌ بهَا يَتَمَيَّزُ العاقِلُ من غيرِه إِذا اتَّصف، وَهِي العِلمُ بوجوبِ الواجِبات، واسْتِحالَةِ المُستَحيلات، وجوازِ الجائِزات، قَالَ: وَهُوَ تفسيرُ العَقْلِ الَّذِي)
هُوَ شَرْطٌ فِي التَّكْلِيف، ولسنا نذكرُ تفسيرَه بغيرِ هَذَا، وَهُوَ عِنْد غيرِه: من الهيئاتِ والكَيفِيّات الراسِخَةِ من مَقولَةِ الكَيْف، فَهُوَ صِفةٌ راسِخةٌ توجِبُ لمن قامَتْ بِهِ إدراكَ المُدْرَكاتِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ مَا لم تتَّصِفْ بضِدِّها، وَفِي حَوَاشِي المَطالِع: العَقْل: جَوْهَرٌ مُجَرّدٌ عَن المادّةِ لَا يَتَعَلَّقُ بالبَدَنِ تعلُّقَ التَّدْبِير بل تعلُّقَ التَّأْثِير، وَفِي العَقائِدِ النَّسَفِيَّة: أما العَقلُ وَهُوَ قُوّةٌ للنَّفْسِ بهَا تَسْتَعِدُّ للعلومِ والإدراكات، وَهُوَ المَعنِيُّ بقولِهم: غَريزَةٌ يَتْبَعُها العِلمُ بالضَّرورِيّاتِ عندَ سَلامةِ الْآلَات، وَقيل: جَوْهَرٌ يُدرَكُ بِهِ الغائِباتُ بالوَسائِط، والمُشاهَداتُ بالمُشاهَدة. وَفِي المَواقِف: قَالَ الحُكماء: الجَوْهَرُ إنْ كَانَ حَالا فِي آخَرَ فصُورَةٌ، وإنْ كَانَ مَحَلاًّ لَهَا فهيولى، وَإِن كَانَ مُرَكَّباً مِنْهُمَا فجِسْمٌ، وإلاّ فإنْ كَانَ مُتعَلِّقاً بالجِسمِ تعلُّقَ التدبيرِ والتَّصَرُّفِ فَنَفْسٌ، وإلاّ فَعَقْلٌ. انْتهى. وَقَالَ قومٌ: العَقْلُ: قُوّةٌ وغَريزَةٌ أَوْدَعها اللهُ سُبحانَه فِي الإنسانِ ليَتمَيَّزَ بهَا عَن الحيَوانِ بإدراكِ الأمورِ النَّظَرِيَّة، والحقُّ أنّه نُورٌ رُوحانِيٌّ يُقذَفُ بِهِ فِي القلبِ أَو الدِّماغِ بِهِ تُدرِكُ النَّفسُ العلومَ الضروريّةَ والنظَرِيّةَ، واشْتِقاقُه من العَقْل، وَهُوَ المَنْع لمَنعِه صاحِبَه ممّا لَا يَلِيق، أَو من المَعْقِل، وَهُوَ المَلْجَأ لالْتِجاءِ صاحبِه إِلَيْهِ، كَذَا فِي التَّحْرِير لابنِ الهُمام، وَقَالَ بعضُ أهلِ الاشتِقاق: العَقلُ أصلُ مَعْنَاه المَنْعُ، وَمِنْه العِقالُ للبَعير سُمِّي بِهِ لأنّه يَمْنَعُ عمّا لَا يَلِيق، قَالَ:
(قد عَقَلْنا والعَقْلُ أيُّ وَثاقِ ... وَصَبَرْنا والصَّبْرُ مُرُّ المَذاقِ)
وَفِي الإرشادِ لإمامِ الحرمَيْن: العَقْلُ من العلومِ الضروريّة، والدليلُ على أنّه من العلومِ اسْتِحالةُ الاتِّصافِ بِهِ مَعَ تقديرِ الخُلُوِّ من جميعِ العلومِ، وَلَيْسَ العَقلُ من العلومِ النَّظريَّة إِذْ شَرْطُ النَّظَرِ تعَذُّرُ العَقْل، وَلَيْسَ العَقلُ جميعَ العلومِ الضروريّة فإنّ الضَّريرَ، وَمن لَا يُدرِكُ يتَّصِفُ بالعَقْلِ مَعَ انْتِفاءِ علومٍ ضَروريّةٍ عَنهُ، فبانَ بِهَذَا أَن العَقلَ من العلومِ الضروريّةِ وليسَ كلَّها. انْتهى.
وَقَالَ بعضُهم: اختلفَ الناسُ فِي العَقلِ من جِهاتٍ: هَل لَهُ حقيقةٌ تُدرَكُ أَو لَا قَوْلان، وعَلى أنّ لَهُ حَقِيقَة هَل هُوَ جَوْهَرٌ أَو عَرَض قَولَانِ، وَهل محَلُّه الرأسُ أَو القَلبُ قَولان، وَهل العقولُ مُتفاوِتَةٌ أَو مُتساوِيَة قَولان، وَهل هُوَ اسمُ جِنسٍ، أَو جِنسٌ، أَو نَوْعٌ ثلاثةُ أقوالٍ، فَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ قَولاً، ثمّ القائِلونَ بالجَوْهَرِيَّةِ أَو العرَضِيَّةِ اختلَفوا فِي اسمِه على أَقْوَالٍ، أَعْدَلُها قولانِ، فعلى أنّه عَرَضٌ هُوَ مَلَكَةٌ فِي النَّفسِ تَسْتَعِدُّ بهَا للعلومِ والإدراكاتِ، وعَلى أنّه جَوْهَرٌ هُوَ جَوْهَرٌ لَطيفٌ تُدرَكُ بِهِ الغائِباتُ بالوَسائِط، والمَحْسوساتُ بالمُشاهَدات، خَلَقَه الله تَعالى فِي الدِّماغ، وجعلَ نورَه فِي القَلْبِ، نَقَلَه الأَبْشِيطِيُّ، وَقَالَ ابنُ فَرْحُون: العَقلُ نُورٌ يُقذَفُ فِي القَلبِ فيسْتَعِدُّ)
لإدراكِ الأشياءِ، وَهُوَ من العلومِ الضروريّة. وَلَهُم كلامٌ فِي العَقلِ غيرُ مَا ذَكَرْنا لم نورِدْه هُنَا قَصْدَاً للاختِصار، قَالُوا: وابتداءُ وجودِه عِنْد اجْتِنانِ الولَدِ، ثمّ لَا يزالُ يَنْمُو ويزيدُ إِلَى أَن يَكْمُلَ عِنْد البُلوغ، وَقيل: إِلَى أَن يَبْلُغَ أربعينَ سَنَةً فحينَئِذٍ يَسْتَكمِلُ عَقْلَه، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، وَفِي الحَدِيث: مَا من نَبِيٍّ إلاّ نُبِّئَ بعدَ الأرْبَعين وَهُوَ يُشيرُ إِلَى ذَلِك، وقولُ ابنِ الجَوْزِيِّ إنّه مَوْضُوعٌ لأنّ عِيسَى نُبِّئَ ورُفِعَ وَهُوَ ابنُ ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سنة، كَمَا فِي حديثٍ، فاشْتِراطُه الأرْبَعين ليسَ بشَرطٍ مَرْدُودٌ لكونِه مُستَنِداً إِلَى زَعْمِ النَّصارى، والصحيحُ أنّه رُفِعَ وَهُوَ ابنُ مائةٍ وعِشرين، وَمَا وردَ فِيهِ غير ذَلِك فَلَا يصِحُّ، وَأَيْضًا كلُّ نبيٍّ عاشَ نِصفَ عُمْرِ الَّذِي قبلَه، وأنّ عِيسَى عاشَ مائَة وعِشرينَ ونَبِيُّنا عاشَ نِصفَها، كَذَا فِي تَذْكِرَةِ المَجْدولِيِّ، ج: عُقولٌ. وَقد عَقَلَ الرجلُ يَعْقِلُ عَقْلاً ومَعْقُولاً وَهُوَ مصدرٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ صِفةٌ، وَكَانَ يَقُول: إنّ المًصدرَ لَا يَأْتِي على وزنِ مَفْعُولٍ البَتَّةَ، وَيَتَأوَّلُ المَعْقولَ فَيَقُول: كأنّه عُقِلَ لَهُ شيءٌ، أَي حُبِسَ عَلَيْهِ عَقْلُه وأُيِّدَ وشُدِّدَ، قَالَ: ويُستَغنى بِهَذَا عَن المَفْعَلِ الَّذِي يكونُ مَصْدَراً، كَذَا فِي الصِّحاح والعُباب، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ:
(فقد أفادَتْ لهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً ... لِمَن يكونُ لَهُ إرْبٌ وَمَعْقُولُ)
وَمن سَجَعَاتِ الأساس: ذَهَبَ طُولاً، وعَدِمَ مَعْقُولاً. وَمَا لفُلانٍ مَقُولٌ، وَلَا مَعْقُولٌ، وَمَا فَعَلْتُه منذُ عَقَلْتُ، وَقيل: المَعْقول: مَا تَعْقِلُه بقَلْبِك. وعَقَّلَ تَعْقِيلاً، شُدِّدَ للكَثرَةِ فَهُوَ عاقِلٌ من قومٍ عُقَلاءَ وعُقَّالٍ كرُمَّانٍ، قَالَ ابنُ الأَنْبارِيّ: رجلٌ عاقِلٌ، وَهُوَ الجامِعُ لأمرِه ورأيِه، مأخوذٌ من عَقَلْتُ البَعيرَ: إِذا جَمَعْتَ قَوائِمَه، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَحْبِسُ نفسَه ويَرُدُّها عَن هَواها. عَقَلَ الدَّواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، عَقْلاً: أَمْسَكه، وخَصَّ بعضُهم بعدَ اسْتِطلاقِه، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إِذا اسْتَطلقَ بطنُ الإنسانِ ثمّ اسْتَمسكَ فقد عَقَلَ بَطْنُه. عَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمَه، فَهُوَ عَقُولٌ، يُقَال: لفُلانٍ قَلْبٌ عَقُولٌ ولِسانٌ سَؤولٌ، أَي فَهْمٌ، وَقَالَ الزِّبْرَقانُ: أحَبُّ صِبْيانِنا إِلَيْنَا الأَبْلَهُ العَقُول، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحُمْقَ فَإِذا فُتِّشَ وُجِدَ عاقِلاً، والعَقُول: فَعُولٌ مِنْهُ للمُبالَغة. عَقَلَ البَعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً: شَدَّ وَظيفَه إِلَى ذِراعِه، وَفِي الصِّحاح: قَالَ الأَصْمَعِيّ: عَقَلْتُ البعيرَ أَعْقِلُه عَقْلاً، وَهُوَ أَن تَثْنِي وظيفَه مَعَ ذِراعِه فتَشُدَّهما جَمِيعًا فِي وسَطِ الذِّراعِ، كعَقَّلَه تَعْقِيلاً، شُدِّدَ للكَثرَةِ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي الله عَنهُ أنّه قَدِمَ رجلٌ من بعضِ الفُرُوجِ عَلَيْهِ فَنَثَرَ كِنانَتَه فَسَقَطتْ صحيفَةٌ فَإِذا فِيهَا أبياتٌ مِنْهَا وَهِي من أبياتِ أبي)
المِنهالِ بُقَيْلةَ الأكبَر:
(فلمّا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفا سَلْعٍ بمُختَلَفِ التِّجارِ)

(يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤارِ)
يَعْنِي نسَاء مُعَقَّلاتٍ لأزواجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوقُ عِنْد الضِّراب. ويُروى:
... . جَعْدَةُ مِن سُلَيْمٍ ... مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى)
أرادَ أنّه يتعرَّضُ لهنَّ، فَكَنَى بالعَقْلِ عَن الجِماعِ، أَي أنّ أزواجَهُنَّ يُعَقِّلونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضا، كأنّ البَدءَ للأزواجِ، والإعادَةَ لَهُ. قلتُ: وَهَذَا الرجلُ صاحبُ الأبياتِ كَانَ وَجَّهَه عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلَى إِحْدَى الغَزَواتِ بنَواحي فارِس، وَكَانَ تَرَكَ عِيالَه بِالْمَدِينَةِ، فَبَلَغه أنّ رجُلاً من بَني سُلَيْمٍ اسمُه جَعْدَةُ يَخْتَلفُ إِلَى النِّساءِ الغائِباتِ أزواجُهُنَّ، فكتبَ إِلَى سَيِّدِنا عمرَ يشكو مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: القُرآنُ كالإبلِ المُعَقَّلَةِ أَي المَشدودَةِ بالعِقال، والتشديدُ للتكثير. واعْتَقلَه اعْتِقالاً: مثلُ عَقَلَه. عَقَلَ القَتيلَ يَعْقِلُه عَقْلاً: وَدَاهُ أَي أعطاهُ العَقلَ، وَهُوَ الدِّيَةُ. عَقَلَ عَنهُ عَقْلاً: أدّى جِنايَتَه وَذَلِكَ إِذا لَزِمَتْه دِيَةٌ فَأَعْطَاهَا عَنهُ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإنْ كَانَ عَقْلٌ فاعْقِلا عَن أَخيكُما ... بناتِ المَخاضِ والفِصالِ المَقاحِما)
عَدّاه بعن لأنّ فِي قولِه: اعْقِلوا معنى أدُّوا وأَعْطُوا، حَتَّى كأنّه قَالَ: فأَعْطِيا عَن أَخيكُما. عَقَلَ لَهُ دَمَ فلانٍ عَقْلاً: تَرَكَ القَوَدَ للدِّيَةِ، قَالَت كَبْشَةُ أختُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرِبَ:
(وَأَرْسلَ عَبْد الله إِذْ حانَ يَوْمُهُ ... إِلَى قَوْمِه لَا تَعْقِلوا لهمُ دَمي)
فَهَذَا هُوَ الفرقُ بَين عَقَلْتُه، وعَقَلْتُ عَنهُ، وعَقَلْتُ لَهُ، كَذَا فِي المُحكَم والتهذيبِ لابنِ القَطّاع، وَسَيَأْتِي قَرِيبا. عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً وعُقولاً، بالضَّمّ: صَعِدَ، وَفِي الصِّحاح عَقَلَ الوَعِلُ، أَي امْتنعَ فِي الجبَلِ العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وَبِه سُمِّي الوَعِلُ عاقِلاً، أَي على حَدِّ التسميَةِ بالصِّفةِ، وَيُقَال: وَعِلٌ عاقِلٌ: إِذا تحَصَّنَ بوَزَرِه عَن الصَّيَّاد. عَقَلَ الظِّلُّ عَقْلاً: قامَ قائِمُ الظَّهيرَة، وَذَلِكَ عِنْد انتِصافِ النَّهَار، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُورأْ بهَا ... شُعْبَةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ)
عَقَلَ إِلَيْهِ عَقلاً وعُقولاً: إِذا لَجَأَ. عَقَلَ فُلاناً: إِذا صَرَعَه الشَّغْزِبيَّةَ وَهُوَ أَن يَلْوِي رِجلَهُ على رِجْلِه كاعتقله وَالِاسْم العُقْلَةُ بالضَّمّ، قَالَ: عَلَّمَنا إخوانُنا بَنو عِجِلْ) شُرْبَ النَّبيذِ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ عَقَلَ البَعيرُ: أَكَلَ العاقولَ، اسمُ نبتٍ يَأْتِي ذِكرُه يَعْقِلُ بالكَسْر، من حدِّ ضَرَبَ، عَقلاً فِي الكُلِّ.
والعَقْل: الدِّيَةُ، وَقد عَقَلَه: إِذا وَدَاه، كَمَا تقدّم، وَمِنْه الحَدِيث: العَقلُ على المُسلِمينَ عامَّةً، وَلَا يُترَكُ فِي الإسلامِ مُفْرَجٌ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: وإنّما سُمِّيَتْ بذلك لأنّ الإبلَ كَانَت تُعْقَلُ بفناءِ ولِيِّ المَقْتول، ثمّ كَثُرَ استعمالُهم هَذَا اللفظُ حَتَّى قَالُوا: عَقَلْتُ المَقْتولَ: إِذا أَعْطَيتَ دِيَتَه دَراهِمَ أَو دَنانير، قَالَ أنسُ بنُ مُدْرِكَةَ:
(إنّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثمّ أَعْقِلَهُ ... كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لما عافِتِ البَقَرُ)
العَقْل: الحِصْنُ، وَأَيْضًا: المَلجأ والجمعُ عُقولٌ، قَالَ أُحَيْحةُ:
(وَقد أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ حِصْناً ... لوَ انَّ المَرْءَ تُحْرِزُهُ العُقولُ)
قَالَ الليثُ: وَهُوَ المَعْقِلُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أُراه أرادَ بالعُقولِ التحَصُّنَ فِي الجبَلِ، وَلم أسمعْ العَقْلَ بِمَعْنى المَعقِل لغيرِ اللَّيْث. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: العَقْل: القَلبُ، والقَلبُ: العَقْل. قلت: وَبِه فسَّر بعضٌ قَوْله تَعالى: لمن كَانَ لَهُ قَلْبٌ. العَقْل: ثَوْبٌ أَحْمَرُ يُجَلَّلُ بِهِ الهَوْدَجُ، قَالَ عَلْقَمةُ:
(عَقْلاً ورَقْماً تكادُ الطَّيْرُ تَخْطَفُه ... كأنَّه من دَمِ الأَجْوافِ مَدْمُومُ) أَو ضربٌ من الوَشْيِ، وَفِي المُحكَمِ من الوَشيِ الأحمرِ، وَقيل: ضَرْبٌ من البُرُودِ. أَيْضا: إسقاطُ اللامِ من مُفاعَلَتُنْ، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، وَفِي نسخةٍ إِسْقَاط الْيَاء، قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ غلَطٌ ظَاهر، فإسقاطُ الياءِ وكلّ خامِسٍ ساكِنٍ من الجُزءِ إنّما يُقَال لَهُ القَبْضُ، والعَقْلُ إنّما هُوَ حَذْفُ الخامِسِ المُتحرِّك، انْتهى. قلت: وَفِي المُحكَم: العَقلُ فِي العَرُوض: إسقاطُ الياءِ من مَفاعِيلُنْ بعدَ إسكانِها فِي مُفاعَلَتُنْ، فيصيرُ مَفاعِلُنْ، وبَيتُه:
(مَنازِلٌ لفَرْتَنَى قِفارٌ ... كأنّما رُسومُها سُطورُ)
العَقْلُ، بِالتَّحْرِيكِ: اصْطِكاكُ الرُّكبتَيْن، أَو التِواءٌ فِي الرِّجل، وَقيل: هُوَ أَن يُفرِطَ الرّوح فِي الرجلَيْن حَتَّى يصطك العُرْقوبانِ، وَهُوَ مَذْمُومٌ، قَالَ الجَعدِيُّ يصفُ نَاقَة:
(مَطْوِيَّةِ الزَّوْرِ طَيَّ البِئْرِ دَوْسَرَةً ... مَفْرُوشَةِ الرِّجلِ فَرْشَاً لم يكُنْ عَقَلا)
يُقَال: بَعيرٌ أَعْقَلُ، وناقةٌ عَقْلاءُ: بَيِّنَةُ العَقَل، وَقد عَقِلَ، كفَرِحَ عَقَلاً، وَهُوَ التِواءٌ فِي رِجلِ البعيرِ، واتِّساع. وتعاقَلوا دمَ فلانٍ: عقَلوه بَينهم، وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي اللهُ عَنهُ: إنّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننَا. أَي أنَّ أهلَ القُرى لَا يَعْقِلونَ عَن أهلِ البادِيَةِ، وَلَا أهلَ الباديةِ عَن أهلِ القُرى فِي) مِثلِ المُوضِحَةِ، أَي لَا نَعْقِلُ بَيْننَا مَا سَهُلَ من الشِّجاجِ، بل نُلزِمُه الجانِيَ. يُقَال: دَمُه مَعْقُلَةٌ، بضمِّ القافِ، على قَوْمِه أَي: غُرْمٌ عَلَيْهِم يُؤَدُّونَه من أموالِهم. والمَعْقُلَةُ أَيْضا: الدِّيَةُ نفسُها، يُقَال: لنا عِنْد فلانٍ ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ، أَي بَقِيَّةٌ من دِيَةٍ كَانَت عَلَيْهِ. مَعْقُلَة: خَبْرَاءُ بالدَّهْناءِ تُمسِكُ الماءَ، حَكَاهَا الفارسيُّ عَن أبي زَيْدٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد رَأَيْتُها، وفيهَا حَوايا كثيرةٌ تُمسِكُ ماءَ السماءِ دَهْرَاً طَويلا، وإنّما سُمِّيتْ مَعْقُلَةً لأنّها تُمسِكُ الماءَ كَمَا يَعْقِلُ الدواءُ البَطنَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(حُزاوِيَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقُلِيَّةٌ ... تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائرِ)
يُقَال: هم على معاقلِهم الأُولى: أَي على حَال الدِّياتِ الَّتِي كَانَت فِي الجاهليَّة، يؤدُّونَها كَمَا كَانُوا يؤدُّونَها فِي الجاهليَّة، واحِدَتُه مَعْقُلَةٌ. على مَعاقِلِهِم: على مَراتبِ آبَائِهِم، وأَصلُه من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: كتَبَ بينَ قريشٍ والأَنصارِ كِتاباً فِيهِ المُهاجِرونَ من قُرَيشٍ على رَباعَتِهِم، يتَعاقَلونَ بينَهُم مَعاقِلَهُم الأُولى، أَي يكونونَ على مَا كَانُوا عَلَيْهِ من أَخْذِ الدِّياتِ وإعطائها. وَهُوَ عِقالُ المِئينَ، ككِتابٍ: أَي الشريف الَّذِي إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمِئينَ من الإبلِ. ويُقال: فلانٌ قَيدُ مائةٍ، وعِقالُ مائةٍ، إِذا كَانَ فِداؤُهُ إِذا أُسِرَ مائَة من الإبلِ، قَالَ يزِيد بنُ الصَّعِقِ:
(أُساوِرُ بِيضَ الدَّارِعينَ وأَبتَغي ... عِقالَ المِئينَ فِي الصَّباحِ وَفِي الدَّهْرِ)
واعْتَقَلَ رُمْحَهُ: جعلَه بينَ رِكابِه وساقِه، وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: واعتقَلَ خَطِيَّاً. قَالَ ابنُ الأَثير: اعْتِقالُ الرُّمْحِ: أَنْ يجعلَهُ الرَّاكِبُ تحتَ فخِذِهِ ويَجُرَّ آخرَهُ على الأَرضِ وراءَه. اعْتَقَلَ الشَّاةَ: وضعَ رِجلَيها بينَ ساقِهِ وفَخِذِهِ فحلبَها، وَمِنْه حَدِيث عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: مَن اعتقَلَ الشّاةَ وحلبَها وأَكلَ مَعَ أَهلِهِ فقد بَرِئَ من الكِبْرِ. يُقال: اعْتَقَلَ الرِّجْلَ: إِذا ثَناها فوَضَعها على الوَرِكِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ على المَوْرِكِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (أَطَلْتُ اعتِقالَ الرِّجْلِ فِي مُدْلَهِمَّةٍ ... إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَودى نِظامُها)
أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقِها، كتَعَقَّلَها. يُقال: تَعَقَّلَ فلانٌ قادِمَةَ رَحلِهِ، بِمَعْنى اعْتَقَلَهُ، وَمِنْه قولُ النّابِغَة: مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوارِ اعْتَقَلَ من دَمِ فُلانٍ، وَمن دَمِ طائلَتِه: إِذا أَخَذَ العَقلَ، أَي الدِّيَةَ. والعِقال، ككِتابٍ: زَكاةُ عامٍ من الإِبلِ والغَنَمِ، ومه قولُ عَمرو بنِ العَدّاءِ الكَلْبِيِّ:
(سَعى عِقالاً فَلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيفَ لَو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْنِ)

(لأَصْبَحَ الحَيُّ أَوباداً وَلم يَجِدوا ... عندَ التَّفَرُّقِ فِي الهَيجا جِمالَيْنِ)
قَالَ ابنَ الأَثيرِ: نَصَبَ عِقالاً على الظَّرْفِ، أَرادَ مُدَّةَ عِقالٍ، وَمِنْه قولُ أَبي بكر الصدِّيقِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حِين امتنعَت العربُ عَن أَداءِ الزَكاةِ إِلَيْهِ: لَو مَنَعوني عِقالاً كَانُوا يؤَدُّونَه إِلَى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لَقاتَلْتُهُم عَلَيْهِ. قَالَ الكِسائيُّ: العِقالُ: صَدَقَةُ عامٍ، وَقَالَ بعضُهُم: أَرادَ أَبو بَكرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بالعِقالِ الحَبْلَ الَّذِي كَانَ يُعقَلُ بِهِ الفريضَةُ الَّتِي كَانَت تؤخَذُ فِي الصَّدَقَةِ إِذا قبضَها المَصَدِّقُ، وَذَلِكَ أَنَّه كَانَ على صَاحب الإبلِ أَنْ يؤَدِّيَ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقالاً تُعقَلُ بِهِ ورِواءً، أَي حَبلاً، وَقيل: مَا يُسَاوِي عِقالاً من حُقوقِ الصَّدَقَةِ، وَقيل: إِذا أَخَذَ المُصَدِّقُ أَعيانَ الإبلِ قِيل: أَخَذَ عِقالاً، وَإِذا أخذَ أَثمانَها قِيل: أَخذَ نَقداً، وَقيل أَرادَ بالعِقال صدَقَةَ العامِ، واختارَهُ أَبو عُبيدٍ، وَعَلِيهِ اقْتصر المُصَنِّفُ، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: وَهُوَ أَشبَهُ عِنْدِي، قَالَ الخَطّابِيُّ: إنَّما يُضرَبُ المَثَلُ فِي مثلِ هَذَا بالأَقَلِّ لَا بالأَكثَرِ، وَلَيْسَ بسائرٍ فِي لسانِهِم أَنَّ العِقالَ صدقَةُ عامٍ، وَفِي أَكثَر الرِّوايات: لَو مَنعوني عَناقاً، وَفِي أُخرى: جَدْياً، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مَا يدُلُّ على القَولينِ. قلتُ: ووَرَدَ فِي بعضِ طُرُقِ الحَدِيث: لَو مَنعوني عِقال بعيرٍ، وَهُوَ بعيدٌ عَن التَّأْويلِ. عَقالٌ: اسْمُ رَجُلٍ. العِقالُ: القَلوصُ الفَتِيَّةُ. ذُو العُقَّالِ، كرُمّانٍ: فَرَس، وسِياقُ المصنِّفِ يَقتضي أَنَّ اسمَ الفرسِ عُقّالٌ، وَهُوَ غلَطٌ، ووقعَ فِي الصحاحِ: وَذُو عُقَّالٍ: اسمُ فرَسٍ، قَالَ ابنُ برّيّ: والصَّحيح ذُو العُقّالِ، بلام التَّعريفِ، وَهُوَ فَحْلٌ من خُيولِ العَرَبِ يُنسَبُ إِلَيْهِ، قَالَ حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهداءِ رَضِي الله تَعالى عَنهُ:
(لَيْسَ عِنْدِي إلاّ سِلاحٌ ووَرْدٌ ... قارِحٌ من بَنَات ذِي العُقّالِ)

(أَتَّقي دونَهُ المَنايا بنَفسي ... وَهُوَ دوني يَغشَى صُدورَ العَوالي)
وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هُوَ فرَسُ حَوْطِ بنِ أَبي جابِرٍ الرِّياحِيِّ من بني ثعلبَةَ بنِ يَربوعٍ، وَهُوَ أَبو داحِسٍ، وابنُ أَعوَجَ لصُلْبِه ابنِ الدِّينارِيِّ بنِ الهُجَيْسِيِّ بنِ زادِ الرَّكْبِ، قَالَ جَريرٌ:
(إنَّ الجِيادَ يَبِتْنَ حولَ قِبابِنا ... من نسلِ أَعوَجَ أَو لِذي العُقّالِ)
ومَرَّ للمُصنِّفِ اسْتطرادُهُ فِي دحس فراجِعه، وَفِي الحَدِيث أَنَّه كَانَ للنبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فرَسٌ يُسَمَّى ذَا العُقّالِ. العُقّالُ: داءٌ فِي رِجلِ الدَّابَّةِ إِذا مَشى ظَلَعَ ساعَةً ثمَّ انْبَسَطَ، وأَكثَرُ مَا يَعتري فِي الشّاءِ، ويَخُصُّ أَبو عُبيدٍبالعُقّالِ الفرَسَ. وَفِي الصحاحِ: العُقّالُ: ظَلَعٌ يأْخُذُ فِي قَوَائِم الدَّابَّةِ، وَقَالَ أُحَيْحَةُ:)
(يَا بَنِيَّ التُّخومَ لَا تَظلِموها ... إنَّ ظُلمَ التُّخومِ ذُو عُقّالِ)
عَقّالٌ، كشَدّادٍ: اسمُ أَبي شَيْظَمِ بنِ شَبَّةَ المُحَدِّث عَن الزهرِيّ. العَقيلَةُ من النِّساءِ، كسَفينَةٍ: الكريمَةُ المُخَدَّرَةُ النَّفيسَةُ، هَذَا هُوَ الأَصلُ، ثمَّ استُعمِلَ فِي الكريمِ من كلِّ شيءٍ من الذّواتِ والمَعاني، وَمِنْه عَقائلُ الكلامِ. العَقيلَة، من القَومِ: سَيِّدُهُم. العقيلةُ، من كلِّ شيءٍ: أَكرَمُهُ، قَالَ طَرَفَةُ:
(أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ ويَصطَفي ... عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ)
وَمِنْه قَول عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: المُختَصُّ بعَقائلِ كَراماتِهِ. عَقيلَةُ البَحرِ: الدُّرُّ، وَقيل: هِيَ الدُّرَّةُ الكبيرَةُ الصّافِيَةُ، وَقَالَ ابنُ برّيّ: هِيَ الدُّرَّةُ فِي صَدَفَتِها. قَالَ الأَزْهَرِيّ: العَقيلَةُ: كريمَةُ النِّساءِ، والإِبلِ، وغيرِهما، والجَمْعُ العَقائلُ، وأَنشدَ الصَّاغانِيّ لطرَفَةَ أَيضاً:
(فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ ... عَقيلَةُ شَيخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ)
والعاقولُ: مُعظَمُ البَحرِ، أَو موجُهُ. أَيضاً: مَعطِفُ الْوَادي والنَّهْرِ، وَقيل: عاقولُ النَّهْرِ والواديفَقَالَ: القَبيلَةُ، إلاّ أَنَّهُم يُحَمَّلونَ بقَدَر مَا يُطيقونَ، قَالَ: فَإِن لمْ تَكُنْ عاقِلَةٌ لمْ تُجْعَلْ فِي مَال الْجَانِي، وَلَكِن تُهدَر عَنهُ، وَقَالَ إسحاقُ: إِذا لم تكن العاقِلَةُ أَصلاً فإنَّه يكونُ فِي بيتِ المالِ، وَلَا تُهدَرُ الدِّيَةُ. وعاقَلَهُ مُعاقَلَةً: غالبَهُ فِي العَقْلِ، فعَقَلَه، كنصَرَهُ، عَقلاً، أَي غلبَهُ، وكانَ أَعقَلَ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبابِ. والعُقَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: الحِصْرِمُ. وعَقَّلَهُ تَعقيلاً: جعلَه عاقِلاً. عَقَّلَ، الكَرْمُ، تَعقيلاً: أَخرَجَ عُقَّيْلاه، أَي الحِصرِمَ، وَمِنْه حديثُ الدَّجّالِ: ثُمَّ يأْتي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ ثمَّ يُمَجِّجُ، أَي يُخرِجُ العُقَّيْلَى، ثمَّ يَطيبُ طَعمُه. وأَعقلَهُ: وجدَه عاقِلاً، كأَحمدَهُ وأَبخلَه. واعْتُقِلَ لِسانُهُ مَجهولاً، أَي حُبِسَ ومُنِعَ، وَقيل: امْتُسِكَ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: مَرِضَ فلانٌ فاعْتُقِلَ لسانُه: أَي لم يَقدِرْ على الكلامِ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(ومُعتَقَلِ اللسانِ بغيرِ خَبْلٍ ... يَميدُ كأَنَّه رَجُلٌ أَميمُ)
وَمِنْه أُخِذَ العاقِلُ الَّذِي يَحبِسُ نفسَهُ ويَرُدُّها عَن هَواهَا. وعاقِلٌ: جَبَلٌ، بعينِه، نَجدِيٌّ، فِي شِعرِ زُهَيرٍ:
(لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ ... عَفا الرَّسُّ مِنْهُ فالرُّسَيْسُ فعاقِلُه)
وثَنّاهُ الشاعرُ ضَرورَةً، فَقَالَ:
(يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَيْنِ أَيامِناً ... وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتينِ شِمالا)
عاقِلٌ: سبعَةُ مَواضِعَ مِنْهَا: رَمْلٌ بينَ مكَّةَ والمَدينَة، وماءٌ لِبَني أَبانِ بنِ دارِمٍ، إمَّرَةُ فِي أَعاليه، والرُّمَّةُ فِي أَسافِلِه. وبَطْنُ عاقِلٍ: على طريقِ حاجِّ البَصرَةِ بَين رامَتينِ وإمَّرة. عاقِلُ بنُ البُكَيرِ بنِ عبدِ يالِيلَ بن ناشِبٍ الكِنانِيُّ اللَّيْثِيُّ، حليفُ بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، الصَّحابِيُّ: بَدرِيٌّ، رَضِي الله عَنهُ، وَكَانَ اسمُه غافِلاً، كَمَا فِي العُبابِ، وقِيل: نُشْبَة، كَمَا فِي معجَم ابنِ فَهدٍ، فغيَّرَه النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وسمّاهُ عاقِلاً تَفاؤُلاً. والمَرأَةُ تُعاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِها، أَي تُوازيهِ، مَعناهُ أَنَّ مُوضِحَته ومُوضِحتها سَواءٌ، فَإِذا بلغَ العقلُ ثلثَ الدِّيَةِ صَارَت دِيَةُ المرأَةِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيث ابْن المُسيَّبِ: فإنْ جاوَزَت الثُّلُثَ رُدَّت إِلَى نصفِ دِيَةِ الرَّجُلِ.
وَمَعْنَاهُ أَنَّ دِيَةَ المرأَةِ فِي الأَصلِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ، كَمَا أَنَّها تَرِثُ نصفَ مَا يَرِثُ الابْنُ، فجعلَها سَعيدٌ تُساوي الرَّجُلَ فِيمَا يكون دونَ ثُلُثِ الدِّيَةِ، تأْخُذُ كَمَا يأْخُذُ الرجلُ، إِذا جُنِيَ)
عَلَيْهَا، ولَها فِي إصبَعِ من أَصابِعِها عَشْرٌ من الإبلِ كإصبَعِ الرَّجُلِ، وَفِي إِصْبَعَيْنِ من أَصابِعِها عشرونَ من الإبلِ، وَفِي ثلاثٍ من أَصابِعِها ثَلاثُونَ كالرَّجُلِ، فَإِن أُصيبَ أَربَعٌ من أَصابِعها رُدَّتْ إِلَى عِشرينَ، لأَنَّها جاوَزَت الثُّلُثَ فرُدَّتْ إِلَى النِّصفِ مِمّا للرَّجُلِ، وأمّا الشَّافِعِيُّ وأَهلُ الكوفَةِ فإنَّهم جعلُوا فِي إصبَع المرأَةِ خَمساً من الإبلِ، وَفِي إصبَعينِ لَهَا عَشْراً، وَلم يَعتبروا الثُّلُثَ كَمَا فعلَه ابنُ المسيَّبِ. وَقَول الجوهريِّ، نقلا عَنْهُم: مَا أَعقِلُهُ عنكَ شَيْئا، أَي دَعْ عنكَ الشَّكَّ، هَذَا حرفٌ رواهُ سيبويهِ فِي بَاب الابتداءِ يُضْمَرُ فِيهِ مَا بُنيَ على الابتداءِ، كأَنَّه قَالَ: مَا أَعلَمُ شَيْئا ممّا تقولُ، فدَعْ عنكَ الشَّكَّ، ويُستَدَلُّ بِهَذَا على صِحَّةِ الإضمارِ فِي كَلَامهم للاختصارِ، وكذلكَ قولُهم: خُذْ عَنْكَ، وسِرْ عنكَ، وَقَالَ بَكْرٌ المازِنِيُّ: سألتُ أَبا زَيدٍ والأَصمعِيَّ والأَخفشَ وأَبا مالِكٍ عَن هَذَا الحرفِ فَقَالُوا جَميعاً: مَا نَدْرِي مَا هُوَ، وَقَالَ الأَخفَشُ: أَنا منذُ خُلِقْتُ أَسأَلُ عَن هَذَا، قَالَ ابنُ برّيّ: هَذَا تصحيفٌ، والصّوابُ مَا أَغفلَه عنكَ بالفاءِ والغَينِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَهَكَذَا صرَّحَ بِهِ أَيضاً أَبو محمَّدٍ إسماعيلُ بنُ محمَّد بن عَبدوس النَّيسابورِيُّ أَنَّه تصحيفٌ، والمسموع بالغين والفاءِ، كَذَا بخَطِّ أَبي سَهلٍ الهَرَوِيِّ وأَبي زَكَرِّيّا.
وقولُ الشَّعبِيِّ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، العَمْدَ وَلَا العَبْدَ، ورواهُ غيرُه: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، عَمْداً، وَلَا صُلْحاً، وَلَا اعتِرافاً، وَلَا عَبداً، أَي أَنَّ كلَّ جِنايةٍ عَمْدٍ فإنَّها فِي مَال الْجَانِي خاصَّةً وَلَا يلزَمُ العاقلَةَ مِنْهَا شيءٌ، وكذلكَ مَا اصطَلحوا عَلَيْهِ من الجناياتِ فِي الخَطَأِ، وكذلكَ إِذا اعترَفَ الْجَانِي بالجِنايَةِ من غيرِ بيِّنَةٍ تقومُ عَلَيْهِ، وَإِن ادَّعى أَنَّها خطأٌ لَا يُقبَلُ مِنْهُ، وَلَا يُلزَمُ بهَا العاقِلَةُ.
وَلَيْسَ بحديثٍ كَمَا توهَّمَه الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: هَذَا الحديثُ أَخرجَهُ الإمامُ محمَّدٍ فِي مُوَطَّئهِ بإسنادِه عَن ابنِ عبّاسٍ، ومَتْنُهُ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً وَلَا مَا جَنى المَمْلوكُ.
وكذلكَ ابنُ الأَثيرِ فِي النِّهايةِ فإنَّه سمَّاهُ حَديثاً، وَإِذا ثبتَ الحديثُ عَن ابنِ عبّاسٍ، وَلَو مَوقوفاً، سيَما إِذا كانَ فِي حُكمِ المَرفوعِ، فقولُه: ليسَ بحَديثٍ إِلَخ، مَردودٌ عَلَيْهِ، وكأَنَّه نظَرَ إِلَى الصَّاغانِيّ، قَالَ فِي العُبابِ: وَفِي حديثِ الشَّعبِيِّ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً وَلَا عَبداً وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً. فقلَّدَه فِي قَوْله ذلكَ، وذَهَلَ عَن أَنَّهُ مَروِيٌّ من طَرِيق ابنِ عبّاسٍ، وَقد أَشارَ إِلَى ذلكَ المُنلا عليّ فِي رسالةٍ ألَّفَها فِي ذَلِك، سمّاها: تشييعَ فقهاءِ الحَنفِيَّةِ لِتَشنيعِ فقهاءِ الشَّافِعِيَّةِ. ونقلَهُ شيخُنا، معناهُ: أَنْ يَجنيَ الحُرُّ، الأَولَى حُرٌّ، على عَبدٍ، خطأ، فَلَيْسَ على عاقلَةِ الْجَانِي شيءٌ إنَّما جِنايَتُهُ فِي مَاله خاصَّةً، وَهُوَ قولُ ابنُ أَبي لَيلَى، وصَوَّبَهُ الأَصمعيُّ، وَإِلَيْهِ ذهبَ الإمامُ)
الشافعيُّ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهُوَ مُوافقٌ لكَلَام العربِ، لَا أَن يَجنِيَ العَبْدُ على حُرٍّ، كَمَا توَهَّمَ أَبو حنيفَةَ، أَي فِي تَفْسِير قَول الشَّعبِيِّ السَّابِقِ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ العَمْدَ وَلَا العَبْدَ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وأَمّا العَبْدُ فَهُوَ أَن يَجنيَ على حُرٍّ فَلَيْسَ على عاقِلَةِ مَولاهُ شيءٌ من جِنايَةِ عبدِهِ، وإنَّما جِنايَتُه على رَقَبَتِه، قَالَ: وَهُوَ مَذهبُ أَبي حنيفةَ رحِمه الله تَعَالَى، هَذَا نَصُّ ابنِ الأَثيرِ، وَقد قدَّمَه على القَول الثّاني، وَفِيه تأَدُّبٌ مَعَ الإِمَام صَاحب القَولِ، وأمّا قولُ المُصنِّفِ: كَمَا توَهَّمَ إِلَى آخِره، فَفِيهِ إساءَةُ أَدَبٍ معَ الإمامِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا تَخفى، كَمَا نبَّه أَكمَلُ الدِّينِ فِي شرحِ الهِدايَةِ، وغيرُه ممَّن اعتَنى من فُقَهاءِ الحنفيَّةِ، ثمَّ قَالَ: لأَنَّه لَو كَانَ الْمَعْنى على مَا توهَّمَ، ونَصُّ النِّهايَة: إذْ لَو كانَ المَعنى على الأَوَّلِ، أَي على القَوْل الأَوَّلِ، وَهُوَ قولُ أَبي حنيفَةَ، وَلم يَقُلْ: على مَا توَهَّمَ، لأَنَّ فِيهِ إساءَةَ أَدَبٍ، ونَصُّ الأَصمَعِيِّ: لَو كَانَ المَعنِيُّ مَا قَالَ أَبو حنيفَةَ لَكَانَ الكَلامُ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَن عَبدٍ، وَلم يكن وَلَا تعقِلُ العاقِلَةُ عبدا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَلَا تعقِلُ بزِيادَةِ الْوَاو، وَهِي مُستَدْرَكَةٌ، وَقَالَ الأَصمعِيُّ: كلَّمْتُ فِي ذلكَ أَبا يوسُفَ القاضِيَ بحضرةِ الرَّشيدِ الخليفةِ فَلم يَفرُقْ بينَ عقلْتُه وعَقَلْتُ عنهُ حتّى فهَّمْتُه، هَكَذَا نَقله ابنُ الأَثير فِي النِّهاية، والصَّاغانِيّ فِي الْعباب، وابنُ القطّاعِ فِي تهذيبه، وقلَّدَهم المُصَنِّفُ فِيمَا أَوردَه هَكَذَا خَلَفاً عَن سَلَفٍ، وَقد أَجابَ عَنهُ أَكملُ الدِّينِ فِي شرحِ الهِدايَةِ، فَقَالَ: يُسْتَعْمَلُ عقَلْتُهُ بِمَعْنى عَقَلْتُ عنهُ، وسياقُ الحديثِ، وَهُوَ قولُه: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، وسياقه، وَهُوَ قولُه: وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً، يَدُلاّنِ على ذلكَ، لأَنَّ المَعنى عَمَّن تَعَمَّدَ وعَمَّن صالحَ وعَمَّن اعْتَرَفَ، انْتهى. قَالَ شيخُنا: وَلَو صَحَّ عَن أَبي يوسُفَ أَنَّه فهِمَ عَن الأَصمعيِّ خِلافَ مَا قالَه أَبو حنيفَةَ لرَجَعَ إِلَيْهِ، وعَوَّلَ عَلَيْهِ، لأَنَّه وَإِن كانَ مُفَصِّلاً لِما أُجْمِلَ من قواعِدِ أَبي حنيفَةَ فإنَّه فِي حَيِّزِ أَربابِ الاجتهادِ، وَهُوَ أَتقى لله من ارتكابِ خِلافِ مَا ثبَتَ عندهُ أَنَّه صَوابٌ، وكونُ هَذِه اللغةِ ممَّا خَفِيَ عَن الأَصمَعِيِّ والشَّافِعِيِّ لِغرابَتِها، لَا يُنافي أَنَّها وارِدَةٌ فِي بعضِ اللُّغاتِ الفَصيحَةِ الوارِدَةِ عَن بعضِ العرَبِ، وكلامُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم جامِعٌ لكَلَام الكلِّ، كَمَا عُرفَ فِي الأُصولِ العَربيَّةِ وغيرِها، فتأَمَّلْ. فِي التَّهذيبِ: يُقال: تَعَقَّلَ لَهُ بكَفَّيْهِ: أَي شبَّكَ بينَ أَصابعِهما لِيَرْكَبَ الجَمَلَ واقِفاً، وَذَلِكَ أَنَّ الْبَعِير يكونُ قَائِما مُثْقَلاً، وَلَو أَناخَهُ لم يَنْهَضْ بِهِ وبحِمْلِهِ، فيَجْمَعُ لَهُ يَدَيْهِ، ويُشَبِّكُ بينَ أَصابِعِه، حتّى يضعَ فِيهَا رِجلَهُ ويَرْكَبَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا سمعتُ أَعرابِيّاً يَقُول. والعُقْلَةُ، بالضَّمِّ فِي اصْطِلاحِ حِسابِ الرَّمْلِ: فَرْدٌ وزَوجانِ وفَرْدٌ، هَكَذَا صورَتُهُ هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيُّ قَالَ: وَهِي الَّتِي تُسَمَّى)
الثِّقاف، قَالَ شيخُنا: هُوَ لَيْسَ من اللُّغَةِ فِي شيءٍ. عُقَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: ة، بِحَورانَ، كَمَا فِي العبابِ. عُقَيْلُ: اسْمٌ، وأَبو قبيلَةٍ، وَفِي شرحِ مُسلِمٍ للنَّوَوِيِّ أَنَّ عَقيلاً كلُّه بالفتحِ، إلاّ ابنَ خالِدٍ عَن الزُّهْرِيِّ، ويَحيى بنَ عَقيلٍ، وأَب القبيلَةِ فبالضَّمِّ، قلتُ: ابنُ خالدٍ أَيْلِيٌّ، وابنُ عقيلٍ مِصرِيٌّ، روَى عَنهُ واصِلٌ مَولى ابنِ عُيَيْنَةَ، وَمن ذَلِك أَيضاً عُقَيْلُ بنُ صَالح: كُوفِيٌّ عَن الحَسَنِ، ومحمَّدُ بنُ عُقَيْلٍ الفِرْيابِيّ بمِصر، عَن قتيبَةَ بنِ سعيدٍ، وحُسَيْنُ بنُ عُقَيْل، روى التَّفسيرَ عَن الضَّحّاكِ، وعُقَيْلُ بنُ إبراهيمَ بنِ خالدٍ بنِ عُقَيْلٍ، عَن أَبيه عَن جَدِّه، وَقَوله: وأَبو قبيلَةٍ، هُوَ عُقَيْلُ بنُ كَعْبِ بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرٍ. وفاتَه: عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ فِي فَزارَةَ، وَفِي أَشْجَعَ أَيضاً عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ، والضَّحّاكُ بنُ عُقَيْلٍ: زَوْجُ الخَنساءِ الشّاعِرَةِ، وعُقَيْلُ بنُ طُفَيْلٍ الكِلابِيُّ: لَهُ ذِكْرٌ، واختُلِفَ فِي إِسْحَاق بنِ عُقَيْل شيخِ الباغَندِيّ، فضبطَه الأَميرُ وغيرُه بِالْفَتْح، وَحكى ابنُ عساكِرٍ عَن طاهِرٍ أَنَّه ضبطَهُ بالضَّمِّ. المُعَقِّلُ، كمُحَدِّثٍ، وضبطَه الحافظُ على وزن محمَّدٍ: لقَبُ ربيعَةَ بنِ كَعْبٍ المَذْحِجِيُّ، وَابْنه عَبْد الله بنُ المُعَقِّلِ لَهُ ذِكْرٌ فِي نسَبِ تَنوخ. المَعقِلُ، كمَنزِلٍ: المَلْجأُ، ويُستَعارُ، فيُقال: هُوَ مَعْقِلُ قَومِهِ: أَي مَلجؤُهُمْ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(لقد عَلِمَ القَومُ أَنّا لهُمْ ... إزاءٌ، وأَنّا لهُمْ مَعقِلُ)
قيل: هُوَ منْ عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً: إِذا صَعَّدَ وامْتَنَعَ، والجمعُ مَعاقِلُ، وَفِي حَدِيث ظَبيان: إنَّ ملوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرضِ وقرارَها، أَي حُصونَها، وَفِي حديثٍ آخر: لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الحِجازِ مَعقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأْسِ الجَبَلِ. أَي يعتصِمُ ويلتَجِئُ، وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ مَعْقِلاً، مِنْهُم: مَعقِلُ بنُ المُنذِرِ الأَنصارِيُّ السَّلَمِيُّ، عَقَبِيٌّ بَدرِيٌّ. ومَعْقِلُ بنُ يَسارِ بنِ عَبْد الله المُزَنِيُّ: شهِدَ الحُديبيَةَ ونزَلَ البَصرَةَ. ومَعقِلُ بنُ سِنانِ وهما اثْنَان أَحدهمَا: ابْن سِنَان بن مُظَهِّرٍ الأَشْجَعِيُّ، شَهِدَ الفتحَ وسكنَ المدينةَ، والثّاني: ابنُ سِنانِ بنِ بِيشَةَ المُزَنِيُّ لَهُ وِفادَةٌ. ومَعقِلُ بنُ مُقَرِّنٍ، أَبو عَمرَةَ، أَخو النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ، وهم سبعةُ إخوةٍ هاجَروا وصَحِبوا، قَالَه الواقِدِيُّ. ومَعْقِلُ بنُ أَبي الهَيْثَمِ، وَهُوَ ابنُ أُمِّ مَعْقِلٍ، وَيُقَال معقل بن أبي معقل ويُقال: مَعقِلُ بنُ الهَيثَمِ الأَسَدِيُّ، وَهُوَ واحِدٌ، روى عَنهُ سَلَمَةُ والوَليدُ أَبو زَيدٍ. وذُؤالَةُ بنُ عَوْقَلَةَ اليَمانِيُّ، وَخَبَرهُ مَوْضُوعٌ: صحابِيُّون رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُم. وكأميرٍ عَقيلُ بنُ أبي طالبٍ، كُنيَتُه أَبُو يَزيدَ أَنْسَبُ قُرَيْشٍ وأعلمَهُم بأيّامِها شَهِدَ المشاهِدَ كلَّها، وَهُوَ أَخُو عليٍّ وجَعَفْرٍ لأبَوَيْهِما، وَهُوَ الأكبرُ، روى عَنهُ ابنُه محمدٌ، وعطاءٌ، وَأَبُو صالحٍ السَّمَّان، مَاتَ زَمَنَ مُعاوِيَةَ وَقد عَمِيَ. عَقيلُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنِيُّ أَبُو حَكيمٍ، أَخُو)
النُّعمان، لَهُ وِفادَةٌ صحابِيّانِ رَضِي الله تَعالى عَنْهُمَا. والعَقَنْقَلُ، كَسَفَرْجَلٍ: الْوَادي العظيمُ المُتَّسِع، قَالَ امرؤُ القَيس:
(فلمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفافٍ عَقَنْقَلِ)
والجَمع: عَقاقِلُ وعَقاقيل، قَالَ العَجَّاج: إِذا تلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا وَإِن تلَقَّتْهُ العَقاقيلُ طَفا قيل: هُوَ الكثيبُ المُتراكِمُ المُتداخِلُ المُتَعَقِّلُ بعضُه ببعضٍ، ويُجمَعُ عَقَنْقَلاتٌ أَيْضا، وَقيل: هُوَ الحبلُ مِنْهُ، فِيهِ حِقَفَةٌ وجِرَفَةٌ وَتَعَقُّدٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من التَّعْقيل، فَهُوَ عِنْده ثُلاثِيٌّ. ربّما سَمَّوْا قانِصَةَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً، وَقيل: مَصارينُه، وَقيل: كُشْيَتُه كالعَنْقَلِ بحذفِ أوّلِ القافَيْن، وَفِي المثَل: أَطْعِمْ أخاكَ من عَقَنْقَلِ الضَّبِّ، يُضربُ عِنْد حَثِّكَ الرجُلَ على المواساةِ، وَقيل: إنّ هَذَا موضوعٌ على الهُزْءِ. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: العَقَنْقَلُ القَدَح. أَيْضا: السيفُ كَمَا فِي العُباب. وأَعْقَلَ الرجلُ: وَجَبَ عَلَيْهِ عِقالٌ، أَي زكاةُ عامٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العَقُول: العاقِل، والدَّواءُ يُمسكُ البَطنَ. وَتَعَقَّلَ: تكَلَّفَ العَقلَ، كَمَا يُقَال: تحَلَّمَ وَتَكَيَّسَ. وتعاقَل: أَظْهَرَ أنّه عاقِلٌ فَهِمٌ، وَلَيْسَ كَذَلِك. وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمَه. وعَقِلَ الرجلُ، كفَرِحَ: صارَ عاقِلاً، لغةٌ فِي عَقَلَ كَضَرَب، حَكَاهَا ابنُ القَطّاعِ وصاحبُ المِصْباح. والمَعْقَلَةُ، بفتحِ القافِ: الدِّيَةُ، لغةٌ فِي ضمِّ الْقَاف، حَكَاهُ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْض. واعْتَقلَ الدواءُ بَطْنَه، مثل عَقَلَه. وعَقَلَه عَن حاجَتِه، وعَقَّلَه وَتَعَقَّلَه واعْتَقلَه: حَبَسَه ومَنَعَه. والعِقال، ككِتابٍ: مَا يُشَدُّ بِهِ البعيرُ، والجمعُ عُقُلٌ، ككُتُبٍ، وَقد يُعقَلُ العُرْقوبان. ويُكنى بالعَقْلِ عَن الجِماعِ. وعَقَلَه عَقْلاً، وعَكَلَه: أقامَه على إِحْدَى رِجْلَيْه، وَهُوَ مَعْقُولٌ مُنْذُ الْيَوْم، وكلُّ عَقْلٍ رَفْعٌ. ومَعاقِلُ الإبلِ: حيثُ تُعْقَلُ فِيهَا. وداءٌ ذُو عُقّالٍ، كرُمَّانٍ: لَا يُبرأُ مِنْهُ. والعَقْلُ: ضَرْبٌ من المَشْطِ، يُقَال: عَقَلَت المرأةُ شَعرَها، وعَقَّلَتْه، قَالَ:
(أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها ... كَعَقْلِ العَسيفِ غَرابيبَ مِيلا)
والقُرون: خُصَلُ الشَّعرِ. والماشِطة: يُقَال لَهَا: العاقِلَة، كَمَا فِي الصِّحاح. وعَقَلَ الرجلُ على القومِ عِقالاً: سَعى فِي صَدَقاتِهم، عَن ابنِ القَطّاع. وعَقَلَ البَطنُ: اسْتَمسكَ. وَيُقَال: لفلانٍ عُقْلَةٌ يَعْقِلُ بهَا الناسَ: إِذا صارعَهم عَقَلَ أَرْجُلَهم. وَيُقَال أَيْضا: بِهِ عُقْلَةٌ من السِّحْرِ، وَقد عُمِلَتْ لَهُ نُشْرَةٌ. وَنَهْرُ مَعْقِلٍ بالبَصرَة، نُسِبَ إِلَى مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ المُزنِيِّ، رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَمِنْه)
الْمثل: إِذا جاءَ نَهْرُ اللهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقِلٍ. والرُّطَبُ المَعْقِليُّ بالبَصرةِ منسوبٌ إِلَيْهِ أَيْضا. وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ، أَي لجأَ وقَلَصَ عِنْد انتصافِ النَّهَار. وعَقاقيلُ الكَرْمِ: مَا غُرِسَ مِنْهُ، أنشدَ ثعلبٌ:
(نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانبٍ ... كجَذِّ عَقاقيلِ الكُرومِ خَبيرُها)
وَلم يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. وعُقّالُ الْكلأ، كرُمّانٍ: ثلاثُ بَقَلاتٍ يَبْقَيْن بعد انصِرامِه، وهنَّ: السَّعْدانَةُ، والحُلَّبُ، والقُطْبَة. وعاقُولة: قريةٌ بالفَيُّوم. وَمُحَمّد بنُ أحمدَ بنِ سعيدٍ الحنَفيُّ المَكِّيُّ المعروفُ كوالدِه بعَقيلَةَ، كسَفينَةٍ: ممّن أخذَ عَنهُ شيوخُنا. وَيُقَال لصاحبِ الشَّرِّ: إنّه لذُو عَواقيل. ونَخلةٌ لَا تَعْقِلُ الإبارَ: أَي لَا تَقْبَلُه، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأساس. وعَقيلُ بن مالكٍ الحِميَريُّ: صَحابيٌّ ذَكَرَه ابنُ الدَّبَّاغ. وَكَذَا مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ أَو خُلَيْدٍ، أوردهُ ابنُ قانِعٍ. ومَعْقِلُ بنُ قَيْسٍ الرِّياحِيُّ: أَدْرَكَ الجاهليّةَ مَاتَ سنة. ومَعْقِلُ بنُ خِداجٍ، ذَكَرَ وُثَيْمةُ أنّه قُتِلَ باليَمامةِ، من الصَّحَابَة.
ومَعْقِلُ بن عَبْد الله الجَزَريّ، عَن عَطاء، وَعنهُ الفِرْيابِيُّ. ومَعْقِلُ بنُ مالكٍ الباهليُّ، من شيوخِ البُخاريِّ. ومَعْقِلُ بنُ أسَدٍ العَمِّيُّ أَبُو الهَيثمِ الحافظُ، أَخُو بَهْزٍ، روى عَنهُ البُخاريُّ، مَاتَ سنة. وعِقالٌ، ككِتابٍ: عَن ابنِ عبّاسٍ، تابعيٌّ بَجَلِيٌّ. وَأَبُو عِقالٍ: محمدُ بنُ الأَغْلَبِ التَّميميُّ، أميرُ إفْريقيَّةَ لَهُ ذِكرٌ. وعَقيلَةُ بالفَتْح بنتُ عُبَيْدٍ: صحابيّة. وعَقيلَة، عَن سَلامَةَ بنتِ الحُرِّ، وعنها أمُّ عبدِ المَلِك.
(عقل) الْكَرم أخرج العقيلى وَفُلَانًا عَن حَاجته عقله عَنْهَا وَفُلَانًا جعله عَاقِلا
عقل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: إِن ابْن عَمّي شُجَّ مُوضحَة فَقَالَ: أَمن أهل القُرَى أم من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ: من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ عمر: إِنَّا لَا نتعاقل المضغ بَيْننَا.

مضغ قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا الحَدِيث يحملهُ بعض أهل الْعلم على أَن أهل الْقرى لَا يعْقلُونَ عَن أهل الْبَادِيَة وَلَا أهل الْبَادِيَة عَن أهل الْقرى وَفِيه هَذَا التَّأْوِيل وَزِيَادَة أَيْضا أَن الْعَاقِلَة لَا تحمل السِّنَّ والموضحة والإصبَعَ وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا كَانَ دون الثُّلُث فِي قَول عمر وعليّ هَذَا قَول أهل الْمَدِينَة إِلَى الْيَوْم يَقُولُونَ: مَا كَانَ دون الثُّلُث فَهُوَ فِي مَال الْجَانِي فِي الْخَطَأ وأمّا أهل الْعرَاق فَيرَون [أَن -] المُوضَحة فَمَا فَوْقهَا على الْعَاقِلَة [إِذا كَانَ خطأ -] وَمَا كَانَ دون المُوِضحة فَهُوَ فِي مَال الْجَانِي وَإِنَّمَا سمّاها مُضّغا فِيمَا نرى أَنه صغَّرها وقللَّها / كالمضغة من الْإِنْسَان فِي خَلْقه. وَفِي حَدِيث عمر 4 / الف قَالَ: لَا يعقل أهل الْقرى الْمُوَضّحَة ويعقلها أهل الْبَادِيَة.

عقل: العَقْلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، والجمع عُقولٌ. وفي حديث عمرو بن العاص: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول: كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد، قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري:

فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً

لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول

وعَقَل، فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء. ابن الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا

جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.

والمَعْقُول: ما تَعْقِله بقلبك. والمَعْقُول: العَقْلُ، يقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.

وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه. والعَقْلُ: التَّثَبُّت في الأُمور. والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر

الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمه.

ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً. وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً. وتَعَقَّل: تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس.

وتَعاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك. وفي حديث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول؛ قال ابن الأَثير: هو

الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً، والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة. وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلاً: أَمْسَكَه، وقيل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدواء العَقُولُ. ابن الأَعرابي: يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ، ويقال: أَعْطِيني عَقُولاً، فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه. ابن شميل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه، وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً. واعْتَقَلَ

لِسانُه (* قوله «واعتقل لسانه إلخ» عبارة المصباح: واعتقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه) : امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام؛ قال ذو الرمة:

ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ،

يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم

واعْتُقِل: حُبِس. وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه: حَبَسَه. وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله: ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع، وكذلك الناقة، وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ. وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل، شُدِّد للكثرة؛ وقال بُقَيْلة (* قوله «وقال بقيلة» تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال:

يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ،

وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ

وفي الحديث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي المشدودة بالعِقال، والتشديد فيه للتكثير؛ وفي حديث عمر: كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة، منها:

فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ

قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار

(* قوله «بمختلف التجار» كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع

تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو

خطأ).

يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب؛

ومن الأَبيات أَيضاً:

يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم

أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن

يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج

والإِعادة له، وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ. والعِقالُ: الرِّباط الذي يُعْقَل به،

وجمعه عُقُلٌ. قال أَبو سعيد: ويقال عَقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا

أَقامه على إِحدى رجليه، وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ، وكل عَقْلٍ رَفْعٌ.

والعَقْلُ في العَروض: إِسقاط الياء

(* قوله «اسقاط الياء» كذا في الأصل

ومثله في المحكم، والمشهور في العروض ان العقل اسقاط الخامس المحرك وهو

اللام من مفاعلتن) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير

مَفاعِلُنْ؛ وبيته:

مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ،

كأَنَّما رسُومُها سُطور

والعَقْلُ: الديَة. وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً: وَدَاهُ، وعَقَل

عنه: أَدَّى جِنايَته، وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه، وهذا هو

الفرق

(* قوله «وهذا هو الفرق إلخ» هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى

عقله وعقل عنه وعقل له، فلعل قوله الآتي: وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر

عن محله، فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري)

بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له؛ فأَما قوله:

فإِنْ كان عَقْل، فاعْقِلا عن أَخيكما

بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما

فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِلوا

(* قوله «اعقلوا إلخ» كذا في

الأصل تبعً للمحكم، والذي في البيت اعقلات بأمر الاثنين) معنى أَدُّوا

وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما.

ويقال: اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ.

وعَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو

بن مَعْدِيكرِب:

وأَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ يومُه،

إِلى قَوْمِه: لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي

والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه، معناه أَن

مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية

المرأَة على النصف من دية الرجل. وفي حديث ابن المسيب: المرأَة تُعاقِل

الرجل إِلى ثُلُث ديتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل،

ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف

ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ

فيما يكون دون ثلث الدية، تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها، فَلها

في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، وفي إِصْبَعَيْن

من أَصابعها عشرون من الإِبل، وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن

أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث

فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل؛ وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في

إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، وفي إِصبعين لها عشراً، ولم يعتبروا

الثلث كما فعله ابن المسيب. وفي حديث جرير: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود

فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فأَمَر لهم

بنصفِ العَقْل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد

أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجناية

نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية، وإِنما قيل للدية عَقْلٌ

لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول، ثم

كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ، وإِن كانت دنانير أَو دراهم. وفي الحديث:

إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر

فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بديتها

على عاقلة الأُخرى. وفي الحديث: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين

إِلى ورَثَة المقتول؛ العاقلة: هُم العَصَبة، وهم القرابة من قِبَل

الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ، وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ، وأَصلها

اسم فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة، قال: ومعرفة العاقِلة أَن

يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل

العاقِلة، فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين، وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ

إِلى بَني جدّه، فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه، فإِن لم

يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب

حتى يعجزوا. قال: ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَقْل سواءٌ،

وقال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِين؛ قال إِسحق بن منصور: قلت

لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ؟ فقال: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر

ما يطيقون، قال: فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن

تُهْدَر عنه، وقال إِسحق: إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت

المال ولا تُهْدَر الدية؛ قال الأَزهري: والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ،

سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت

أَموالَهم، فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية

إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى

أَوليائه، وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً، وهو

حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثير: وكان

أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم

وغيرها؛ قال الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دية الخطإِ

المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه

وأَبوه، فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرين ابنة

مَخَاض، وعشرين ابنة لَبُون، وعشرين ابن لَبُون، وعشرين حِقَّة، وعشرين

جَذَعة؛ وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً: منها

ثلاثون حِقَّة، وثلاثون جَذَعة، وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ

عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا

الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ، وإِن كان القتل شِبْه

العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين، وهم العاقِلةُ. ابن

السكيت: يقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية، وقد عَقَلْت

المقتولَ أَعْقِله عَقْلاً؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل

فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال: عَقَلْت

المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير، ويقال: عَقَلْت فلاناً

إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، وعَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه

جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه. وفي الحديث: لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً ولا

عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال

الجاني خاصة، ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من

الجنايات في الخطإِ، وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم

عليه، وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة؛ وروي:

لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثير: وأَما

العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية

عبده، وإِنما جِنايته في رَقَبته، وهو مذهب أَبي حنيفة؛ وقيل: هو أَن يجني

حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء، إِنما جنايته في ماله

خاصَّة، وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنى

على الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد، ولم يكن لا

تَعْقِل عَبْداً، واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال: كلَّمت أَبا يوسف القاضي في

ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى

فَهَّمْته، قال: ولا يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ، يعني أَن القَتيل إِذا كان في

القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها

شيئاً. وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ

مُوضِحةً، فقال: أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية؟ فقال: من أَهل

البادية، فقال عمر، رضي الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا؛

معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية، ولا أَهلُ البادية عن

أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء، والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ

والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك، ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل

بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني. وتَعاقَل القومُ دَمَ

فلان: عَقَلُوه بينهم.

والمَعْقُلة: الدِّيَة، يقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي

بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه. ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه

من أَموالهم. وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال

الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في

الجاهلية، وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم، وأَصله من ذلك،

واحدتها مَعْقُلة. وفي الحديث: كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه: المُهاجِرون

من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي

يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها، وهو تَفاعُلٌ من

العَقْل. والمَعاقِل: الدِّيات، جمع مَعْقُلة. والمَعاقِل: حيث تُعْقَل الإِبِل.

ومَعاقِل الإِبل: حيث تُعْقَل فيها. وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ: وهو الرجل

لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل. ويقال: فلان قَيْدُ مائةٍ

وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال يزيد بن

الصَّعِق:

أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي

عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر

(* قوله «الصاع» هكذا في الأصل بدون نقط، وفي نسخة من التهذيب: الصباح).

واعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بين ركابه وساقه. وفي حديث أُمِّ زَرْع:

واعْتَقَل خَطِّيّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه

ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه. واعْتَقل شاتَه: وَضَعَ رجلها بين ساقه

وفخذه فَحَلبها. وفي حديث عمر: من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع

أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر. ويقال: اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى

رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك؛ قال ذو الرمة:

أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ،

إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها

أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها. ويقال: تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى

اعْتَقَلها؛ ومنه قول النابغة

(* قوله «قول النابغة» قال الصاغاني: هكذا

أنشده الازهري، والذي في شعره:

فليأتينك قصائد وليدفعن * جيش اليك قوادم الاكوار

وأورد فيه روايات اخر، ثم قال: وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره:

يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي) :

مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار

قال الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر: تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى

أَركب بعيري، وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً، ولو أَناخه لم

يَنْهَضْ به وبحِمْله، فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله

وركب.

والعَقَلُ: اصْطِكاك الركبتين، وقيل التواء في الرِّجْل، وقيل: هو أَن

يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وهو

مذموم؛ قال الجعدي يصف ناقة:

وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ،

سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا

مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ،

مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا

وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل: وهو التواء في رجل

البعير واتساعٌ، وقد عَقِلَ.

والعُقَّال: داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط،

وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء، وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ، وفي الصحاح:

العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة؛ وقال أُحَيْحة بن الجُلاح:

يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها،

إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال

وداءٌ ذو عُقَّالٍ: لا يُبْرَأُ منه. وذو العُقَّال: فَحْلٌ من خيول

العرب يُنْسَب إِليه؛ قال حمزة عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم:

لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ

قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ

أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي،

وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي

قال: وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن

الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب، قال جرير:

إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا

من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذي العُقَّال

وفي الحديث: أَنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، فَرَسٌ يُسمَّى ذا

العُقَّال؛ قال: العُقَّال، بالتشديد، داء في رِجْل الدواب، وقد يخفف، سمي

به لدفع عين السوء عنه؛ وفي الصحاح: وذو عُقَّال اسم فرس؛ قال ابن بري:

والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف. والعَقِيلة من النساء: الكَريمةُ

المُخَدَّرة، واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال:

عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه

رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما

وعَقِيلةُ القومِ: سَيِّدُهم. وعَقِيلة كُلِّ شيء: أَكْرَمُه. وفي حديث

عليٍّ، رضي الله عنه: المختص بعَقائل كَراماتِه؛ جمع عَقِيلة، وهي في

الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من

الذوات والمعاني، ومنه عَقائل الكلام. وعَقائل البحر. دُرَرُه، واحدته

عَقِيلة. والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِيلةُ البحر. قال ابن بري: العَقِيلة

الدُّرَّة في صَدَفتها. وعَقائلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهري:

العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما، والجمع العَقائلُ.

وعاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، وقيل: مَوْجه. وعَواقيلُ الأَودِية:

دَراقِيعُها في مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ. وعَواقِيلُ الأُمور: ما التَبَس

منها. وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل: ما اعوَجَّ منه؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ

عاقولٌ، وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور. وأَرضٌ عاقولٌ: لا يُهْتَدى

لها.

والعَقَنْقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض، ويُجْمَع

عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل، وقيل: هو الحَبل، منه، فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ

وتعَقُّدٌ؛ قال سيبويه: هو من التَّعْقِيل، فهو عنده ثلاثي. والعَقَنْقَل

أَيضاً، من الأَودية: ما عَظُم واتسَع؛ قال:

إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا،

وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا

والعَقنْقَلُ: الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل، والجمع عَقاقِل، قال:

وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً؛ وعَقنْقَلُ الضبّ:

قانِصَتُه، وقيل: كُشْيَته في بطنه. وفي المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل

الضبِّ؛ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة، وقيل: إِن هذا مَوْضوع

على الهُزْءِ.

والعَقْلُ: ضرب من المَشط، يقال: عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً؛

وقال:

أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها،

كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا

والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر. والماشِطةُ يقال لها: العاقِلة. والعَقْل:

ضرْب من الوَشْي، وفي المحكم: من الوَشْيِ الأَحمر، وقيل: هو ثوب أَحمر

يُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة:

عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه،

كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ

ويقال: هما ضربان من البُرود. وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلاً

واعْتَقَله: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله. ولفلان

عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس. يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم، وهو

الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال. ويقال أَيضاً: به عُقْلةٌ من السِّحر، وقد

عُمِلَت له نُشْرة. والعِقالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم؛ وفي حديث

معاوية: أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على

صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي:

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً،

فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ؟

لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، ولم يَجِدُوا،

عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا، جِمالَينِ

قال ابن الأَثير: نصَب عِقالاً على الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقال. وفي

حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه: لو

مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

لقاتَلْتُهم عليه؛ قال الكسائي: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ يقال: أُخِذَ منهم

عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ وقال بعضهم: أَراد أَبو

بكر، رضي الله عنه، بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي

كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل

أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل به، ورِواءً أَي حَبْلاً، وقيل:

أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة، وقيل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ

أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً، وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً،

وقيل: أَراد بالعِقال صدَقة العام؛ يقال: بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان

إِذا بُعِث على صَدَقاتهم، واختاره أَبو عبيد وقال: هو أَشبه عندي، قال

الخطابي: إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر، وليس

بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام، وفي أَكثر الروايات: لو

مَنَعوني عَناقاً، وفي أُخرى: جَدْياً؛ وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين،

فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً، فإِذا

جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، وحديثُ محمد بن مَسلمة: أَنه

كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يأْمر

الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما، ومن الثاني

حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْيا الناسُ بعث

عامله فقال: اعْقِلْ عنهم عِقالَين، فاقسِمْ فيهم عِقالاً، وأْتِني بالآخر؛

يريد صدقة عامَين. وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين. وعَقَلَ

المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى

يَعْقِلها الساعي؛ يقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها المصدِّق أَي

يَقبِضَها. والعِقالُ: القَلوص الفَتِيَّة. وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلاً

وعُقولاً: لجأَ. وفي حديث ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ

الأَرض وقَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَعْقِلٌ. وفي الحديث:

ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي

ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس

الجبل. والعَقْلُ: الملجأُ. والعَقْلُ: الحِصْن، وجمعه عُقول؛ قال

أُحَيحة:وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً،

لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ

وهو المَعْقِلُ؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في

الجبل؛ يقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد؛ قال:

ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث. وفلان مَعْقِلٌ لقومه أَي

مَلجأ على المثل؛ قال الكميت:

لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ

إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ

وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وبه

سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة. وعَقَل الظَّبْيُ يَعْقِلُ

عَقلاً وعُقولاً: صَعَّد وامتنع، ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ، وبه سُمِّي

الرجُل. ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ: من الصحابة، رضي الله عنهم، وهو من

مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة، والرُّطَب المَعْقِليّ. وأَما

مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً، فهو من أَشْجَع. وعَقَلَ الظِّلُّ

يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة. وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ

أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار. وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ

منه؛ أَنشد ثعلب:

نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب،

كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها

ولم يذكر لها واحداً.

وفي حديث الدجال: ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ؛ يُعَقَّلُ

الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي، وهو الحِصْرِم، ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب

طَعْمُه.

وعُقَّال الكَلإِ

(* قوله «وعقال الكلأ» ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه

شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب): ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد

انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة.

وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ: أَسماء. وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ

للضرورة فقال:

يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً،

وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا

قال الأَزهري: وعاقِلٌ اسم جبل بعينه؛ وهو في شعر زهير في قوله:

لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه،

عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟

وعُقَيْلٌ، مصغر: قبيلة. ومَعْقُلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ

الماء؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها وفيها حَوَايا

كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً، وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها

تُمْسِك الماء كما يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة:

حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ

تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر

قال الجوهري: وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ،

وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء

كأَنه قال: ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة

الإِضمار في كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛

وقال بكر المازني: سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا

الحرف فقالوا جميعاً: ما ندري ما هو، وقال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ

أَسأَل عن هذا، قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه: ما أَغْفَلَه

(* قوله

«ما أغفله» كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله

من غير نسيان) عنك، بالغين المعجمة والفاء، والقاف تصحيف.

ثمر

ثمر: {ثمر}: بضم الثاء: المال. وبفتح الثاء والميم جمع ثمرة من أثمار المأكول.
(ث م ر) : لَا قَطْعَ فِي (ثَمَرٍ) وَلَا كَثْرٍ يَعْنِي الثَّمَرَ الْمُعَلَّقَ فِي النَّخْلِ الَّذِي لَمْ يُجَذَّ وَلَمْ يُحْرَزْ.

ثمر


ثَمَرَ(n. ac. ثُمُوْر)
a. Was, or became, ripe.
b. see IV (a)
ثَمِرَ(n. ac. ثَمَر)
a. Was abundant (wealth).
ثَمَّرَa. Formed its fruit ( tree & c.).
b. Increased (wealth).
أَثْمَرَa. Bore fruit.
b. see II (b)
إِسْتَثْمَرَa. Found, or made, productive.
b. Enjoyed the usufruct of (property).

ثَمَر
(pl.
ثِمَاْر
أَثْمَاْر)
a. Fruit, produce.
b. Property, wealth. —

ثَمَرَةa. A fruit.
b. Extremity, tip; knot.
c. Core of the heart; affection.
d. Gold, or silver.

ثَمِرa. Plentiful.

ثَاْمِرa. Haricots ( dolichos lubia ).
b. Rosecoloured sorrel ( flower of ).
c. Fruitful, fertile, productive.

ثَمَاْرa. see 4
ثمر: ثَمّر: مَلَك، ففي لطائف دي ساسي (2: 148): وما أثمرّ من مال ومن ولد.
أثمر: يتعدى بالباء، ففي رحلة ابن جبير (ص151): مثمر بأنواعه الفواكة.
وأثمر الشجرة: جعلها تحمل الثمار (عبد الواحد ص81).
وأثمرت الشجرة: نمت (الكالا).
ثَمَر: أشجار، ويظهر أنها بمعنى أغصان وهو اسم جزء من القصائد المعروفة بالموشحات. ففي بسام (1: 124و): وضع عليها الموشحة دون ثمر فيها ولا أغصان.
والكلمة فيه غير واضحة وبدون نقط.
ثَمرَة: حاصل، نتاج الأرض (معجم البلاذري) ثَمْرَة: ثمرَ (ألكالا) ثَمَارَة: ثَمرَ، حقيقة ومجازا (ألكالا) ثِمارة: جمعها ثمار: شجرة مثمرة (ألكالا)
مُثْمِر: زيتون أسود (ابن العوام 1: 686، 687) مَثَامر: ثمار (كرتاس 108).
ث م ر: (الثَّمَرَةُ) وَاحِدَةُ (الثَّمَرِ) وَ (الثَّمَرَاتِ) وَجَمْعُ الثَّمَرِ (ثِمَارٌ) كَجَبَلٍ وَجِبَالٍ وَجَمْعُ الثِّمَارِ (ثُمُرٌ) مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَجَمْعُ الثُّمُرِ (أَثْمَارٌ) كَعُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ. وَ (الثُّمُرُ) أَيْضًا الْمَالُ (الْمُثَمَّرُ) يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو: «وَكَانَ لَهُ (ثُمُرٌ) » وَفَسَّرَهُ بِأَنْوَاعِ الْأَمْوَالِ وَ (أَثْمَرَ) الشَّجَرُ طَلَعَ ثَمَرُهُ وَشَجَرٌ (ثَامِرٌ) إِذَا أَدْرَكَ ثَمَرُهُ وَشَجَرَةٌ (ثَمْرَاءُ) ذَاتُ ثَمَرٍ. وَ (أَثْمَرَ) الرَّجُلُ كَثُرَ مَالُهُ وَ (ثَمَّرَ) اللَّهُ مَالَهُ (تَثْمِيرًا) كَثَّرَهُ وَ (ثَمَرُ) السِّيَاطِ عُقَدُ أَطْرَافِهَا. 
[ثمر] الثَمَرةُ: واحدة الثَمَرِ والثَمَراتِ. وجمع الثمر ثِمارٌ مثل جبل وجبال. قال الفراء: وجمع الثِمارِ ثُمُرٌ، مثل كتاب وكتب. وجمع الثُمُرِ أَثْمارٌ، مثل عنق وأعناق. والثُمُرُ أيضاً: المال المُثَمَّرُ، ويخفّف ويثقل. وقرأ أبو عمرو:

(وكان له ثُمْرٌ) *، وفسَّر بأنواع الأموال. ويقال: أَثْمَرَ الشَجَرُ، أي طلع ثَمَرُهُ. وشجر ثامِرٌ، إذا أدرك ثَمَرُه. وشجرة ثَمْراءُ، أي ذات ثمر. قال الشاعر أبو ذؤيب:

تظل على الثمراء منها جوارس * والثميرة: ما يظهر من الزُبْد قبل أن يجتمع ويبلغَ إناهُ من الصُلوحِ. يقال: قد ثَمَّرَ السِقاءُ تَثْميراً، وكذلك أَثْمَرَ، إذا ظهر عليه تحبُّبُ الزُبد. وأثمر الرجلُ، إذا كثُرَ ماله. وثَمَّرَ الله مالَه، أي كثّرهُ. وابن ثَمِيرٍ: الليلة القمراء. وثَمَرُ السياط: عقد أطرافها.
(ثمر) - في حَدِيث مُعاوِيَة، قال لِجارِيةٍ: "هل عِندَكِ قِرًى؟ قالت: نَعَم، خُبزٌ خَمِيرٌ، ولَبنٌ ثَمِيرٌ، وحَيسٌ جَمِيرٌ". اللَّبنُ الثَّمِيرُ: الذي قد تَحبَّب زُبدُه فيه فظهرَت ثَمِيرَتُه. يقال: أَثمرَ اللَّبنُ: صارت له ثَمِيرَة، والمُثمِر: الَّلبن الذي مُخِضَ فأَظْهَر الزُّبدَ: أي عِندِي لَبنٌ بزُبْدِه لم يُخرَج زُبدُه منه، والجَمِير: المُجْتَمِع، والخُبزُ الخَمِر ضِدُّ المَلَّة .
- في حَديثِ ابن مَسْعُود "أنَّه أَمَر بسَوطٍ فدُقَّت ثَمرتُه". : أي العُقْدة التي في طَرَفِها، وإِنما دَقَّها لتَلِين تَخْفِيفًا على الذي يَضْرِبُه به.
- في حديث مُعاوِية : "أنَّه قُطِعَت ثَمَرتُه".
يَعنِي نَسلَه، شَبَّهَه بثَمَرة الشَّجَر، ويجوز أن يُكْنَى بها عن العُضْو، يُرِيد انقِطاعَ شَهْوتِه، قال الشَّاعِر:
إلى عُلَيْجَيْن لم تُقطَع ثِمارُهُما ... قد طَالَ ما سَجَدا للشَّمس والنَّارِ
: أَيْ لم يُخْتَنَا
[ثمر] نه فيه: لا قطع في "ثمر" ولا كثر. الثمر الرطب ما دام في رأس النخلة فإذا قطع فهو الرطب، فإذا كنز فتمر، والثمرة واحد الثمرة ويقع على كل الثمار ويغلب على ثمر النخل والكثر الجمار. ومنه ح: زاكياً نبتها ثامراً فرعها، شجر ثامر إذا أدرك ثمره. وفيه: قبضتم "ثمرة" فؤاده، قيل للولد ثرة لأنه نتيجة الأب كالثمرة نتيجة الشجر. ومنه: ما تسأل عمن ذبلت بشرته، وقطعت ثمرته- يعني نسله، وقيل: انقطاع شهوته. وفيه: فأعطاه صفقة يده و"ثمرة" قلبه أي خالص عهده. وفي ح ابن عباس: أنه أخذ "بثمرة" لسانه أي بطرفه. ومنه ح الحد: فأتى بسوط لم تقطع "ثمرته" أي طرفه الذي يكون في أسفله. وح ابن مسعود: إنه أمر بسوط فدقت "ثمرته" وهذا لتلين تخفيفاً على الذي يضربه به. وفيه: خبز خمير، ولبن "ثمير"، وحيس جمير، الثمير الذي تحبب زبده فيه وظهرت ثميرته أي زبده، والجمير المجتع. ك: نهى عن بيع "ثمر"- التمر- بإضافة المثلثة إلى التمر مجازاً. زر: وكان له "ثمر" أي ذهب وفضة يريد بضم ثاء وميم، وقال غيره: جماعة- يريد أنه جمع ثمرة على ثمار، ثم جمع ثمار على ثمر. ن: نهى عن بيع "الثمر" بالتمر، وروى: لا تبتاعوا "الثمر" بالتمر. الأول فيهما بمثلثة والثاني بمثناة أي عن بيع الرطب بالتمر. وح: "فثمرت" اجره أي نميته. غ: "وأحيط "بثمره"" ما ثمر من مال.
ثمر: الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ، الواحِدَةُ ثَمَرَةٌ.
والثُّمُرُ: أنْوَاعُ المالِ.
وأثْمَرَتِ الشَّجَرَةُ فهي مُثْمِرَةٌ. ومَكانٌ مَثْمُوْرٌ: فيه ثَمَرٌ. ويُقالُ للثِّمَارِ: ثِيْمَارٌ.
وثَمَّرَ اللهُ مالَهُ: كَثَّرَه.
ومَالٌ ثَمِرٌ مَثْمُوْرٌ: كَثِيْرٌ، وقَوْمٌ مَثْمُوْرُوْنَ. وثَمَّرَهم اللهُ: أنْماهم. والثَّمَارُ: النَّمَاءُ. والثَّمَرُ: المالُ الكَثِيْرُ. وثَمَرَ الرَّجُلُ: تَمَوَّلَ. وأثْمَرَ الرَّجُلُ: كَثُرَ مالُه.
وثَمَرَةُ الذَّكَرِ: قُلْفَتُه، وجَمْعُها ثِمَارٌ.
وثَمَرُ السَّوْطِ: عَذَبَتُه، والجَمِيعُ الأثْمَارُ.
وطَرَفُ اللِّسَانِ: ثَمَرَتُه.
وثَمَرَةٌ من سَحَابٍ وثَمَرٌ: لَطْخٌ منه.
والثّامِرُ: نَوْرُ بَقْلَةٍ تُسَمّى الحُمّاضَ؛ وهو أحْمَرُ.
والثَّمْرَاءُ: جَبَلٌ، ويُقال: شَجَرٌ.
والمُثَمِّرُ: اللَّبَنُ إذا مُخِضَ فيُرى عليه أمْثَالُ الحَصَفِ في الجِلْدِ ثُمَّ يَجْتَمِعُ فيَصِيْرُ زُبْداً. يُقالُ: ثَمَّرَ اللَّبَنُ والسِّقَاءُ؛ وأثْمَرَ أيضاً. وهي الثَّمِيْرَةُ.
والثَّمِيْرُ: الذي لم يُخْرَجْ زُبْدُه بَعْدُ.
ويقولونَ: لا أفْعَلُه ما ثَمَرَ ابنُ ثَمِيْرٍ: وهو اللَّيْلُ المُقْمِرُ.
ث م ر

شجر مثمر، وله ثمر وثمر وثماروثمرة حسنة، واشتريت ثمرة بستانه.

ومن المجاز: دق الجلاد ثمرة سوطه، وسوط عظيم الثمرة وهي العقدة في طرفه. قال:

وإذا الركاب تكلفتها عطفت ... تمر السياط قطوفها ووساعها

وفي الحديث: " تكون في آخر الزمان فتنة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف ". وقطفت ثمرة فلان إذا طهر وهي قلفته، وقطفت ثمارهم. قال:

مازال عصياننا لله يسلمنا ... حتى دفعنا إلى يحيى ودينار

إلى عليجين لم تقطف ثمارهما ... قد طال ما سجد للشمس والنار

وفلان خصن بثمرة قلبه: بمودته. قال الكميت:

خلائق أنزلتك بقاع مجد ... وأعطتك الثمار بها القلوب

وقال ابن مقبل:

لفتاة جعفيٍّ ليالي تجتني ... ثمر القلوب بجيد آدم خاذل

وفي السماء ثمرة وثمر: لطخ من سحاب. وضربني بثمرة لسانه: بعذبتها إذا لسنك. " وكان له ثمر " أي مال، وانظر ثمر مالك ونماءه، ومال ثمر: مبارك فيه، وأثمر القوم، وثمروا ثموراً: كثر مالهم، وثمر ماله يثمر: كثر، وفلان مجدود ما يثمر له مال، وثمر ماله تثميرا. وإن لبنك لحسن الثمر، وهو ما يرى عليه إذا مخض من أمثال الحصف في الجلد، ولبن مثمر، وقد ثمر تثميراً، وأثمر إثماراً، وشرب الثميرة وهي اللبن المثمر، والعرب تقول: لقّانا الله مضيره، وأسقانا ثميره. وقال ابن مقبل:

وكنا اجتنبنا مرة ثمر الصبا ... فلم يبق منه الدهر إلا تذكرا
ث م ر : الثَّمَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالثَّمَرَةُ مِثْلُهُ فَالْأَوَّلُ مُذَكَّرٌ وَيُجْمَعُ عَلَى ثِمَارٍ مِثْلُ: جَبَلٍ وَجِبَالٍ ثُمَّ يُجْمَعُ الثِّمَارُ عَلَى ثُمُرٍ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ ثُمَّ يُجْمَعُ عَلَى أَثْمَارٍ مِثْلُ: عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ وَالثَّانِي مُؤَنَّثٌ وَالْجَمْعُ ثَمَرَاتٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبَاتٍ وَالثَّمَرُ هُوَ الْحَمْلُ الَّذِي تُخْرِجُهُ الشَّجَرَةُ سَوَاءٌ أُكِلَ أَوْ لَا فَيُقَالُ ثَمَرُ الْأَرَاكِ وَثَمَرُ الْعَوْسَجِ وَثَمَرُ الدَّوْمِ وَهُوَ الْمُقْلُ كَمَا يُقَالُ ثَمَرُ النَّخْلِ وَثَمَرُ الْعِنَبِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَثْمَرَ الشَّجَرُ أَطْلَعَ ثَمَرُهُ أَوَّلَ مَا يُخْرِجُهُ فَهُوَ مُثْمِرٌ وَمِنْ هُنَا قِيلَ لِمَا لَا نَفْعَ فِيهِ لَيْسَ لَهُ ثَمَرَةٌ.

ثُمَّ حَرْفُ عَطْفٍ وَهِيَ فِي الْمُفْرَدَاتِ لِلتَّرْتِيبِ بِمُهْلَةٍ وَقَالَ الْأَخْفَشُ هِيَ بِمَعْنَى الْوَاوِ لِأَنَّهَا اُسْتُعْمِلَتْ فِيمَا لَا تَرْتِيبَ فِيهِ نَحْوُ وَاَللَّهِ ثُمَّ وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ تَقُولُ وَحَيَاتِكَ ثُمَّ وَحَيَاتِكَ لَأَقُومَنَّ وَأَمَّا فِي الْجُمَلِ فَلَا يَلْزَمُ التَّرْتِيبُ بَلْ قَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى الْوَاوِ نَحْوُ قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} [يونس: 46] أَيْ وَاَللَّهُ شَاهِدٌ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ وَعِنَادِهِمْ فَإِنَّ شَهَادَةَ اللَّهِ تَعَالَى غَيْرُ حَادِثَةٍ وَمِثْلُهُ {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [البلد: 17] وَثَمَّ بِالْفَتْحِ اسْمُ إشَارَةٍ إلَى مَكَان غَيْرِ مَكَانِكَ وَالثُّمَامُ وِزَانُ غُرَابٍ نَبْتٌ يُسَدُّ بِهِ خَصَاصُ الْبُيُوتِ الْوَاحِدَةُ ثُمَامَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. 
باب الثاء والراء والميم معهما ث م ر، ث ر م، ر ث م، م ر ث، ر م ث مستعملات

ثمر: الثمر: حمل الشجر. والثَّمَرُ: أنواعُ المالِ، والوَلَدُ ثَمَرةُ القَلْبِ. وأثْمَرَتِ الشجرةُ. والعَقُلُ المُثمِرُ عَقْلُ المُسْلِمَ، والعَقْلُ العَقيمُ عَقلُ الكافِرِ. وثَمَرُ اللهِ: مالُكَ. والثامِرُ: نَوْرُ بَقلةٍ تُسَمَّى الحُمّاض، وهو أحمَر شديدُ الحُمْرة، قال:

من عَلَقٍ كثامِر الحُمّاضِ

وقد أَثْمَرَ السِّقاءُ إذا آن أن يَحْمَضَ، وسقاءٌ مُثمِرٌ. يقال: الثامِرُ اسمٌ للثْمرَةِ، ومن أنشَدّ: كَثَمَرِ الحُمّاض عَنَى به الحَمْلَ. وثَمَرْتُ للغَنَمِ أي خَبَطْتُ الشجَرَ لها ليَنْتَثِرَ الوَرَقُ.

ثرم: وثَرَمت الرَّجُل فثَرِم ، وثَرمْتُ ثَنِيَّتَه فانثَرمَتْ، والنَّعْت أَثرَمُ.

رثم: ورَثَمتُ أنفه، أي دققته. والرَّثَمُ: بياض على أنْفِ الفَرَس ، ورَثَمَ فهو أَرْثَمُ. والرَّثْم: تخديش وشَقٌّ من طَرَف الأَنْف حتى يخرَجَ الدم فيَقْطُر، وهو كَسْرٌ من طَرَف مَنْسِمِ البعير، يقال: رَثَم مَنْسِمَة فسالَ منه الدَّمُ، قال ذو الرمة:

تثني النقاب على عرنين أرنبة ... شماء مارنها بالمِسْكِ مَرثومُ

جَعَلَ لَطْخَ المِسكِ بالمارِنِ تشبيهاً بالدَّمِ.

مرث: المَرْث: مَرْثُكَ الشَّيءَ تَمْرُثُه في ماءٍ شِبهَ دَواءٍ وغيرِه حتى يَتَفَرَّق فيه. والصَّبيُّ يَمرُثُ أُمَّه، أي يَرضَعَها. ويَمْرُثُ الكِسْرَةَ: يَمَصُّها ويَكدِمُها. والمُراثةُ: ما بقي في فِيه.

رمث: الرِّمْثُ: ضَربٌ من الحَطَبٍ، وهو من المَراعي، وهي ضَروب كلها تُسَمَّى رِمثاً، والواحدة رِمْثَةٌ. والغالبُ عليها عند العامَّةِ أَنَّها شَجَرةٌ تُشبهُ الغَضَى، ولكنّها يَنْبَسِطُ وَرَقُها، شبيه بالأشنان. والرماثة: الرمازة. والرمث: الطوف في الماء وجمعه أرماث. ويقال: الأرماثُ خَشَبٌ يُضَمُّ بعضه الى بعض، ثم يُرْكَبْ في البَحر، الواحد رَمَثٌ، قال جميل:

تَمَنَّيْتُ من حُبِّي عُلَيَّةَ أنَّنا ... على رَمَثٍ في الشَّرْم ليسَ لنا وَفرُ
[ث م ر] الثَّمَرُ حَمْلُ الشَّجَرِ وأَنْواعِ المالِ واحَدثُه ثَمَرَةٌ وجَمْعُ الثَّمَر ثِمارٌ وثُمُرٌ جمعُ الجَمْعِ وقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ الثُّمُرُ جمعَ ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُبٍ وأَن لا يكونَ جَمْعَ ثِمارٍ لأنَّ بابَ خَشَبَةٍ وخُشُبٍ أَكثرُ من باب رِهانٍ ورُهُنٍ أَعْنِي أَنَّ جمعَ الجَمْعِ قَلِيلٌ في كَلامِهِم وحَكَى سِيبَوَيْهِ في الثَّمَرِ ثَمُرَةً وجَمْعُها ثَمُرٌ كسَمُرَةٍ وسَمُرٍ قال ولا يُكَسَّرُ لِقِلَّةِ فَعُلَةٍ في كَلامِهِم ولم يَحْكِ الثَّمُرَةَ أَحَدٌ غَيْرُه والثَّيْمارُ كالثَّمَرِ قال الطِّرِمّاحُ

(حَتّى تَركْتَ جَنابَهُم ذا بَهْجَةٍ ... وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمارِ)

ثَمَرَ الشَّجَرُ وأَثْمَرَ صارَ فيه الثَّمَرُ وقِيلَ الثّامْرُ الَّذي بَلَغَ أَوانَ أَن يُثْمِرَ والمُثْمِرُ الَّذِي فيه ثَمَرٌ وقِيلَ ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ وثامِرٌ قد نَضِجَ وقوله أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ

(والخمرُ لَيْسَت مِن أَخِيكَ ولكِنْ ... قدْ تَغُرُّ بثامِرِ الحِلْمِ)

قالَ ثامِرهُ تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ وهو النَّضِيجُ منه ويروى بآمِنِ الحِلْمِ وقِيلَ الثّامِرُ كُلُّ شَيْءٍ خَرَجَ ثَمَرُه والمُثْمِرُ الَّذي بَلَغَ أَن يُجْنَى هذه عن أَبِي حَنِيفَةَ وأَنْشَدَ

(تَجْتَنِي ثامِرَ جُدّادِه ... بَيْنَ فُرادَى بَرَمٍ أو تُؤامْ)

وقد أَخْطَأَ في هذه الرِّوايَةِ لأَنَّه قال بَيْنَ فُرادَى فجَعَلَ النِّصْفَ الأَوَّلَ من المَديدِ والنِّصْفَ الثَانِي من السَّرِيع وإِنَّما الرِّوايَةُ مِنْ فُرادَى وهي مَعْرُوفَة والثَّمَرَةُ الشَّجَرَةُ عن ثَعْلِبٍ وقال أَبو حَنِيفَةَ أَرْضٌ ثَمِيرَةٌ كَثِيرَةُ الثَّمَرِ وشَجَرَةٌ ثَمِيرَةٌ ونَخْلَةٌ ثَمِيرَةٌ مُثْمِرَةٌ وقِيلَ هُما الكَثِيرَا الثَّمَرِ والجَمْعُ ثُمُرٌ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ إِذا كَثُرَ حَمْلُ الشَّجَرةِ أَو ثَمَرُ الأَرْضِ فهي ثَمْراءُ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ

(تَظَلُّ عَلَى الثَّمْراءِ مِنها جَوارِسٌ ... مَواضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها)

وثَمَّرَ النَّباتُ بشَدِّ المِيمِ نَفَضَ نَوْرُهُ وعَقَدَ ثَمَرُه رواه أَبو حَنِيفَةَ والثُّمُرُ الذَّهَبُ والفِضَّةُ حكاهُ الفارِسِيُّ يرفَعُه إلى مُجاهدٍ في تَفْسِيرِ قَوْلِه {وكان له ثمر} الكهف 34 فيمن قَرَأَ بِه قالَ ولَيْسَ ذلِكَ بمَعْرُوفٍ في اللُّغَةِ وثَمَّرَ مالَه نَمّاه وأَثْمَرَ الرَّجُلُ كَثُرَ مالُه والعَقْلُ المُثْمِرُ عَقْلُ المُسْلِم والعَقْلُ العَقِيمُ عَقْلُ الكافِرِ والثّامِرُ نَوْرُ الحُمّاضِ قالَ

(مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمّاضِ ... )

والثّامِرُ اللُّوبِياءُ عن أَبِي حَنِيفَةَ وكلاهما اسمٌ والثَّمِيرُ من اللَّبَنِ ما لَمْ يُخْرَجْ زُبْدُه وقِيلَ الثَّمِيرُ والثَّمِيرَةُ الَّذِي ظَهَر زُبْدُه وقِيلَ الثَّمِيرَةُ أَنْ يَظْهرَ الزُّبْدُ قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ ويَبْلُغَ إِناهُ من الصُّلُوح وقد ثَمَّرَ السّقاءُ تَثمِيرًا وأَثْمَرَ وقيل المُثْمِرُ من اللَّبَن ما لم يُخْرَجُ زُبْدُه وذلِك عندَ الرّؤُوبِ وابنُ ثَمِيرٍ اللَّيلُ المُقْمِرُ قالَ

(وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وإِنْ قالَ قائِلٌ ... عَلَى زَعْمِهِم ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِيرِ)

عَلَى زَعْمِهِم ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِيرِ أَراد وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ ما أَثْمَرَ وثامِرٌ ومُثْمِرٌ اسمانِ
ثمر
أثمرَ يُثمر، إثمارًا، فهو مُثمِر، والمفعول مُثْمَر (للمتعدِّي)
• أثمر الشَّجرُ: طلع، ظهر ثمرُه " {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} ".
• أثمر العملُ: أتى بنتيجة "قدم له نصيحة مثمرة".
• أثمر مالُه: كثُر، نَما "رأس مال مُثمر- المال الحرام لا يثمر".
• أثمرت الشَّجرةُ تفاحًا: أخرجته وأظهرته "تثمر الشجرة ثمرًا حلوًا". 

استثمرَ يستثمر، استثمارًا، فهو مُستثمِر، والمفعول مُستثمَر
• استثمر المالَ ونحوه: نمّاه، وظّفه في أعمال تُدِرّ عليه ربحًا وتحقق مزيدًا من الدخل "استثمر رأس ماله في التجارة".
• استثمر الجهدَ/ استثمر المرءَ: استغلّه "تستثمر الدول المتقدِّمة وقتها أحسن استثمار". 

ثمَّرَ يثمِّر، تثميرًا، فهو مُثمِّر، والمفعول مُثمَّر (للمتعدِّي)
• ثمَّر النَّباتُ: ظهر ثمرُه.
• ثمَّر مالَه: استثمره، نمّاه وزاده "اضطلع التاجر بأعبائه وتثمير ماله". 

استثمار [مفرد]: ج استثمارات (لغير المصدر):
1 - مصدر استثمرَ ° استثمار الوظيفة: حصول موظَّف على منفعة شخصيَّة من إحدى معاملات الإدارة التي ينتمي إليها.
2 - (قص) استخدام الأموال في الإنتاج، إما مباشرة بشراء الموادّ الأوليَّة وإما بطريق غير مباشر كشراء الأسهم والسندات "تسعى الحكومة إلى تشجيع الاستثمارات العربيَّة".
3 - (قص) إنفاق في وجه من الوجوه من شأنه تحقيق مزيد من الدخل في المستقبل "استثمار زراعي".
• شهادة استثمار: (قص) سند تصدره حكومة أو شركة تضمن دفع قيمة المبلغ المستَثْمر بالإضافة إلى عائده.
• تعزيز الاستثمار: (قص) زيادة رأس المال المستثمَر بأموال مقترَضة بهدف زيادة الأرباح، ومن سلبيات هذا الأسلوب أنّه قد يزيد الخسائر.
• الاستثمار التَّراكميّ: (قص) مبدأ يتم من خلاله ادِّخار مبالغ معيَّنة بشكل دوريّ منتظم لاستثمارها بالأسهم، وهذه الطريقة مربحة للاستثمار على المدى البعيد.
• استثمار طويل الأجل: (قص) استراتيجيّة استثماريّة يتم من خلالها شراء أسهم والاحتفاظ بها كاستثمار بعيد المدى لتحقيق أعلى كمّ من العوائد، إضافة إلى تحقيق أرباح نتيجة فرق السِّعر.
• استثمار قصير الأجل: (قص) استثمار لا يزيد أجله عن ثلاث سنوات، يشمل أدوات ماليّة وسندات قصيرة الأجل، وتتيح الأدوات الماليّة قصيرة الأجل تحقيق فوائد، كما أن تقلُّب أسعارها يظلّ محدودًا ورغم ذلك فإنّها توفِّر أقلّ قدر من العائدات على المدى الطويل. 

تثمير [مفرد]:
1 - مصدر ثمَّرَ.
2 - توظيف، تنمية "لابدَّ من تثمير طاقات الشَّباب في الأعمال البنَّاءة".
3 - تفعيل وتنشيط "عمل النُّوّاب على تثمير الحوار وتقريب وجهات النَّظر". 

ثَمَرَة [مفرد]: ج ثَمَرات وثَمَر، جج أثمار وثِمار وثُمُر:
1 - ما تحمله الشجرة المثمرة " {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} " ° ثمرة قلبه: مودته وخلوص عهده، كل ما يحبه الإنسان- مِن الثمرة تعرف الشجرة [مثل]: أي أنه يحكم على الإنسان من أعماله.
2 - نَسْل، ولَد "كان زواجهما بلا ثمرة- ثمرة حسنة".
3 - كُلُّ نفع يصدر عن شيء "ثمرة الجهود/ العمل: الفائدة والنتيجة الحسنة- بدأ التصنيع يؤتي ثماره- الأعمال ثمار، والأقوال أوراق [مثل أجنبيّ] " ° ثمار المال: ما ينتجه في أوقات دوريّة- ليس له ثمرة: ليس فيه نفع.
• ثمرة الأرض: ما تنتجه الأرض من غذاء للبشر والحيوانات.
• ثمرة لبِّيَّة: (نت) ثمرة بسيطة أو صغيرة تتكوَّن من نسيج
 طريّ.
• لُبّ الثَّمرة: الطبقة الوسطى من جدار ثمرة الفاكهة، الجزء القاسي أو الليفيّ في قلب ثمرة يحتوي على البذور. 

مُستثمِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استثمرَ.
2 - (قن) كل شخص حقيقي أو معنوي يستثمر بناءً مُقامًا في عقار يملكه سواه. 

ثمر: الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ. وأَنواع المال والولد: ثَمَرَةُ

القلب. وفي الحديث: إِذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم

ثَمَرَةَ فُؤَاده، فيقولون: نعم؛ قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر

والولد ينتجه الأَب. وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية: ما تسأَل عمن

ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه، يعني نسله، وقيل: انقطاع شهوته

للجماع. وفي حديث المبايعة: فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قلبه أَي

خالص عهده. وفي حديث ابن عباس: أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي

يكون في أَسفله. والثمر: أَنواع المال، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ

جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن

لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن؛

قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم؛ وحكى سيبويه في

الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ؛ قال: ولا تُكَسَّرُ

لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره. والثَّيْمارُ:

كالثَّمَر؛ قال الطرماح:

حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ،

وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار

وأَثْمَر الشجر: خرج ثمَره. ابن سيده: وثمَرَ الشجر وأَثْمَر: صار فيه

الثَّمَرُ، وقيل: الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر. والمُثْمِر:

الذي فيه ثَمَر، وقيل: ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ، وثامِرٌ قد نَضِج. ابن

الأَعرابي: أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ، فهو

مُثْمِر، وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر، فهو ثامِرٌ، وشجر ثامِر إِذا أَدْرَك

ثَمَرُهُ. وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر. وفي الحديث: لا قطع في ثَمَرٍ

ولا كَثَرٍ؛ الثمر: هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ،

والكَثَرُ: الجُمَّارُ؛ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ

النخل. وفي حديث عليّ، عليه

السلام: زاكياً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها؛ يقال: شجر ثامِرٌ إِذا أَدرك

ثَمَرُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

والخمرُ ليست من أَخيكَ، ولـ

ـكنْ قد، تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْمِ

قال: ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ، وهو النَّضِيج منه، ويروى: بآمن

الحِلْمِ، وقيل: الثامرُ كل شيء خرج ثَمَره، والمُثْمِر: الذي بلغ أَن

يجنى؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

تَجْتَنِي ثامرَِ جُدَّادِهِ،

بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ

وقد أَخطأَ في هذه الرواية لأَنه قال بين فرادى فجعل النصف الأَوّل من

المديد والنصف الثاني من السريع، وإِنما الرواية بين فرادى وهي معروفة.

والثمرة: الشجرة؛ عن ثعلب. وقال أَبو حنيفة: أَرض ثَمِيرة كثيرة الثَّمَر،

وشجرة ثَمِيرة ونخلة ثميرة مُثْمِرة؛ وقيل: هما الكثيرا الثَّمَر، والجمع

ثُمُرٌ. وقال أَبو حنيفة: إِذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهي

ثَمْراء. والثَّمْراء: جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة؛ قال

أَبو ذؤيب الهذلي في صفة نحل:

تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جوارِسٌ،

مَراضِيعُ صُهْبُ الريش، زُغْبٌ رِقابُها

الجوارس: النحل التي تَجْرِس ورق الشجر أَي تأْكله، والمراضيع هنا:

الصغار من النحل. وصهب الريش يريد أَجنحتها، وقيل: الثَّمْراء في بيت أَبي

ذؤيب اسم جبل، وقيل: شجرة بعينها.

وثَمَّرَ النباتُ: نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه؛ رواه ابن سيده عن

أَبي حنيفة.

والثُّمُرُ: الذهب والفضة؛ حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز

وجل: وكان له ثُمُر؛ فيمن قرأَ به، قال: وليس ذلك بمعروف في اللغة.

التهذيب: قال مجاهد في قوله تعالى: وكان له ثمر؛ قال: ما كان في القرآن من

ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار. وروى الأَزهري بسنده قال:

قال سلام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى: وكان له ثَمر؛ مفتوح جمع

ثَمَرة، ومن قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله

كأَنهما كانا عنده سواء. قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول ثَمَرة ثم ثَمَر

ثم ثُمُر جمع الجمع، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق. الجوهري:

الثَّمَرة واحدة الثَّمَر والثَّمَرات، والثُّمُر المال المُثَمَّر، يخفف

ويثقل. وقرأَ أَبو عمرو: وكان له ثُمْرٌ، وفسره بأَنواع الأَموال.

وثَمَّرَ ماله: نمَّاه. يقال: ثَمَّر الله مالك أَي كثَّره. وأَثمَر الرجلُ:

كثر ماله. والعقل المُثْمِر: عقل المسلم، والعقل العقيم: عقل الكافر.

والثَّامِرُ: نَوْرُ الحُمَّاضِ، وهو أَحمر؛ قال:

مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض

ويقال: هو اسم لثَمَره وحَمْلِه. قال أَبو منصور:

أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِيناعه، كما قال:

كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ

يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ

وروي عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه وقال: قل خيراً تغنم أَو

أَمسك عن سوء تسلم؛ قال شمر: يريد أَنه أَخذ بطرف لسانه؛ وكذلك ثَمَرَةُ

السوط طرفه. وقال ابن شميل: ثَمَرة الرأْس جلدته. وفي حديث عمر، رضي الله

عنه: أَنه دق ثمَرة السوط حتى أُخِذَتْ له؛ مخففةً، يعني طرف السوط.

وثَمَر السياط: عُقَدُ أَطرافها. وفي حديث الحدّ: فأَتى بسوط لم تقطع ثَمَرته

أَي طرفه، وإِنما دق عمر، رضي الله عنه، ثمرة السوط لتلين تخفيفاً على

الذي يضرب به. والثَّامر: اللُّوبِياءُ؛ عن أَبي حنيفة، وكلاهما اسم.

والثَّمِير من اللبن: ما لم يخرج زُبْدُه؛ وقيل: الثَّمِير والثَّمِيرة الذي

ظهر زُبْدُِه؛ وقيل: الثميرة أَن يظهر الزبد قبل أَن يجتمع ويبلغ إِناهُ

من الصُّلوح؛ وقد ثَمَّر السِّقاءُ تثميراً وأَثْمَر، وقيل: المُثْمِر من

اللبن الذي ظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وذلك عند الرُّؤوب. وأَثْمَر

الزُّبْدُ: اجتمع؛ الأَصمعي: إِذا أَدرك ليُمْخَضَ فظهر عليه تَحَبُّبٌ

وزُبْدٌ، فهو المُثْمِر. وقال ابن شميل: هو الثَّمير، وكان إِذا كان مُخِضَ

فرؤي عليه أَمثال الحَصَفِ في الجلد ثم يجتمع فيصير زبداً، وما

دامت صغاراً فهو ثَمِير؛ وقد ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر، وابن لبنك

لَحَسَنُ الثَّمَر، وقد أَثْمَر مِخاضُك؛ قال أَبو منصور: وهي ثَمِيرة اللبن

أَيضاً. وفي حديث معاوية قال لجارية: هل عندك قِرًى؟ قالت: نعم، خُبزٌ

خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير؛ الثَّمير: الذي قد تحبب زبده وظهرت

ثَمِيرته أَي زبده. والجمير: المجتمع.

وابن ثَمِيرٍ: الليلُ المُقْمِرُ؛ قال:

وإِني لَمِنْ عَبْسٍ، وإِن قال قائِلٌ

على رَغْمِهمْ: ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير

أَراد: وإِني لمن عبس ما أَثمر. وثامرٌ ومُثْمرُ: اسمان.

ثمر

1 ثَمَرَ: see 4, in three places. b2: Also It (fruit) was, or became, ripe. (T.) b3: ثَمَرَ لِلْغَنَم He collected trees (which are called ثَمَر, TA [or rather shrubs]) for the sheep or goats. (K.) A2: ثَمِرَ, aor. ـَ (tropical:) It (a man's wealth) became abundant. (A, TA.) b2: فُلَانٌ مَجْدُودُ مَا يَثْمَرُ (tropical:) [Such a one is fortunate in the abundance of his wealth: or] such a one possesses wealth. (A, TA.) 2 ثمّر, inf. n. تَثْمِيرٌ, It (a plant) shook off its blossoms, [or shed them,] and organized and compacted (in the M عَقَدَ, and in the K عَقَّدَ) its fruit. (AHn, M, K.) b2: ثمّر السِّقَآءُ, inf. n. as above; and ↓ اثمر; (tropical:) The skin [of milk] showed upon it the forming of the butter in little clots: (S, M, * K:) and ثمّر اللِّبَنُ, and ↓ اثمر, (T, * A,) (tropical:) the milk, being churned, showed upon it what resembled dry scabs on the skin, (T, A,) previously to their becoming large and collecting together and forming butter: and you say of the skin [containing it], ثمّر and ↓ اثمر: (T:) and الزُّبْدُ ↓ اثمر (assumed tropical:) the butter collected together. (T.) A2: Also (assumed tropical:) He (God) made a man's wealth abundant. (S) And (tropical:) He (a man) increased, and made abundant, his wealth. (M, K.) 4 اثمر, [inf. n. إِثْمَارٌ,] It (a tree) put forth its fruit: (T, S:) or put forth its fruit yet unripe: (IAar:) or began to put forth its fruit: (T, Msb:) or bore fruit; as also ↓ ثَمَرَ, (M, K,) aor. ـُ (TA:) or ـم signifies it bore fruit; and ↓ ثَمَرَ, it attained the time of bearing fruit: or the former, it bore unripe fruit; and the latter, it bore ripe fruit: or the former, it attained the time for the plucking of its fruit; and the latter, it put forth its fruit: for it is said that] ↓ مَثْمِرٌ signifies bearing fruit; and ↓ ثَامِرٌ, that has attained the time of bearing fruit: or the former, unripe fruit; (M;) and the latter ripe fruit: (T, M:) or the former, that has attained the time for plucking; (AHn, M, K;) and the latter, that has put forth its fruit: (K:) or the latter of these epithets is applied to a tree, signifying bearing ripe fruit; and to fruit, signifying ripe. (IAar, TA.) b2: He (a man) had fruit that had come forth but that was not yet ripe. (T.) b3: (tropical:) He (a man) became abundant in wealth; (T, S, M, A, K;) as also ↓, ثَمَرَ, (A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. ثُمُورٌ. (A, TA.) b4: ↓ مَا أَثْمَرَ ابْنُ ثَمِيرٍ (tropical:) [As long as the moonlight-night renews itself, or recurs; i. e. ever]. (TA.) b5: See also 2, in four places.

A2: This verb is mentioned by most of the lexicologists only as intrans.; but it is also trans., signifying It (a tree, or (tropical:) other thing,) produced fruit, (tropical:) &c. (Shifá el-Ghaleel, MF.) b2: Also He fed a person with fruits. (TA.) ثُمْرٌ: see ثَمَرٌ, in two places.

ثَمَرٌ (T, S, M, A, Msb, K) and ↓ ثَمُرٌ (Sb, M, A) and ↓ ثِيمَارٌ, (M,) [coll. gen. ns.,] The fruit of trees; (M, K;) the several kinds of fruits; (T;) the fruit which a tree produces, whether it is eaten or not eaten: (Msb:) pl. of the first, ثِمَارٌ; and pl. pl. (i. e. pl. of ثِمَارٌ, Fr, S, M, Msb) ثُمُرٌ; and pl. pl. pl. (i. e. pl. of ثُمُرٌ, S, Msb) أَثْمَارٌ; (S, Msb, K;) and the pl. of أَثْمَارٌ is أَثَامِيرُ; (IHsh, TA:) or ثُمُرٌ is pl. of ثَمَرٌ; (AHeyth, TA;) or it may be pl. of ثَمَرَةٌ, because it is of a form more common as that of a pl. of a word of this form than of the form of ثِمَارٌ: (M:) ثَمَرَةٌ is the n. un. of ثَمَرٌ, (S, M, K,) and ثَمُرَةٌ is that of ثَمُرٌ: (Sb, M, K: *) the pl. of ثَمَرَةٌ is ثَمَرَاتٌ (S, Msb) and ↓ ثَمْرَآءُ: (K:) [or rather this last is a quasi-pl. n.:] ثَمُرَةٌ, which none but Sb mentions, has, accord. to him, no broken pl.: (M:) IHsh says that there is no word like ثَمَرٌ in its series of pls. except أَكَمٌ. (MF: see أَكَمَةٌ.) b2: Also ثَمَرٌ, (M, A, K,) or ↓ ثَمُرٌ, (T, S,) and ↓ ثُمْرٌ, (S,) and ↓ ثَمَارٌ, (K,) or ↓ ثِيمَارٌ, (M,) or ↓ ثَيْمَارٌ; (TA;) of which last three, the first (ثمار) is disapproved by several writers; and some say that it is for ثَمَرٌ, the second vowel being lengthened for the sake of metre; (MF;) (tropical:) Property, or wealth, (T, S,) increased and multiplied: (S:) or various kinds of property or wealth, (I'Ab, M, K,) increased and multiplied, and gained, or acquired, for oneself: (I'Ab, B:) or, accord. to Mujáhid, ثَمَرٌ, in the Kur, means fruit; and ↓ ثَمُرٌ, property, or wealth; but Yoo did not admit this, app. holding both to mean the same: (T:) in the Kur xviii. 32, AA read ↓ ثُمْرٌ, and explained it as signifying kinds of property or wealth. (S.) b3: ثَمَرٌ also signifies (tropical:) Gold and silver: (AAF, M, K:) so accord. to Mujáhid in the Kur xviii. 32; but this is not known in the proper language. (AAF, M.) b4: And Trees [or shrubs]: (TA:) and ثَمَرَةٌ a tree [or shrub]. (Th, M, K. [In the CK, erroneously, ثَمْرَة.]) b5: And [the n. un.]

ثَمَرَةٌ, [in the CK, erroneously, ثَمْرَة,] (tropical:) A child, or son; (K, B, TA;) as also ثَمَرَةُ القَلْبِ, [of which other meanings will be found below,] and ثَمَرَةُ الفُؤَادِ [lit., like the next preceding expression, fruit of the heart]: accord. to some, in the Kur ii. 150, الثَّمَرَات means الأَوْلَاد [or children] and الأَحْفَاد [or grandchildren, &c.]. (B, TA.) b6: (assumed tropical:) Progeny; or offspring. (K.) [Whence, app.,] قُطِعَتْ ثَمَرَتُهُ (assumed tropical:) His [power of] procreating was cut off: or his appetite for sexual intercourse. (TA from a trad.) [Another meaning of this phrase will be found below.] b7: (assumed tropical:) The fruit, as meaning the profit, of a thing: (Msb, TA:) as that of knowledge, namely, good works; and that of good works, namely, Paradise. (TA.) Hence, لَيْسَ لَهُ ثَمَرَةٌ (assumed tropical:) There is no profit pertaining to it. (Msb.) [Hence also,] ثَمَرَةُ مَالٍ (assumed tropical:) The increase of property. (A.) b8: (tropical:) The knot of the extremity, (A,) or of the extremities, (K,) of a whip; (A, K;) because like a fruit in its form and in its manner of hanging: (B, TA:) and ثَمَرٌ, the knots of the extremities of whips: (S, Mj, Mgh:) or the former signifies the end, or extremity, of a whip: (T:) or, more correctly, the tail, which is [the appendage that forms] the end, or extremity, of a whip; its عَذَبَة. (Mgh.) b9: (tropical:) The extremity, (T, K,) or tip, (A,) of the tongue: (T, A, K:) or its lower extremity. (IAth, TA.) b10: (tropical:) A man's prepuce: pl. ثِمَارٌ: so in the phrases قُطِعَتْ ثَمَرَةُ فُلَانٍ, and قُطِعَتْ ثِمَارُهُمْ, meaning (tropical:) Such a one was circumcised, and they were circumcised. (A.) [Another meaning of the former of these phrases has been mentioned above.] b11: (assumed tropical:) The skin of the head. (ISh, T, K.) b12: ثَمَرَةُ القَلْبِ [of which one meaning has been given above] also signifies (assumed tropical:) The heart's core; or the black, or inner, part of the heart; syn. سُوَيْدَاؤُهُ, and حَبَّتُهُ. (S in art حب.) [Hence,] خَصَّنِى بِثَمَرَةِ قَلْبِهِ (tropical:) [He distinguished me peculiarly, or specially,] by his love, or affection. (A, TA.) And أَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ (tropical:) [He gave him his ratification of the bargain, and] his sincerest agreement. (A, TA.) b13: فِى

السِّمَآءِ ثَمَرَةٌ and ثَمَرٌ (tropical:) In the sky is a small portion, or quantity, of cloud. (A, TA.) b14: ثَمَرُ الحِنَّآءِ: see art. حنأ. b15: See also ثَمِيرٌ.

ثَمُرٌ: see ثَمَرٌ, in three places.

ثَمِرٌ (tropical:) Wealth blessed with increase: (A, TA:) or much, or abundant, wealth; as also ↓ مَثْمُورٌ. (K.) b2: أَرْضٌ ثَمِرَةٌ: see ثَمْرَآءُ. b3: مَا نَفْسِى لَكَ بِثَمِرَةٍ (tropical:) My mind has no sweetness for thee: (K, TA:) but accord. to Z, in the A, art. تمر, the last word in this phrase is with ت, and so it is written in the K in that art., and explained as meaning طَيِّبَةٌ [or agreeably affected]. (TA.) ثَمْرَآءُ: see ثَمَرٌ, first sentence.

A2: شَجَرَةٌ ثَمْرَآءُ A tree having fruit; (S;) of which the fruit has come forth: (K:) or abounding with fruit; as also ↓ ثَمِيرَةٌ: or this latter signifies the same as ↓ مُثْمِرَةٌ; and its pl. is ثُمُرٌ. (AHn, M.) and أَرْضٌ ثَمْرَآءُ Land abounding with fruit; as also ↓ ثَمِيرَةٌ, (AHn, M, K,) or ↓ ثَمِرَةٌ. (So in some copies of the K, and in the TA.) ثَمَارٌ: see ثَمَرٌ, second sentence.

ثَمِيرٌ; fem. with ة: hence شَجَرَةٌ ثَمِيرَةٌ, and أَرْضٌ ثَمِيرَةٌ: see ثَمْرَآءُ. b2: ثَمِيرٌ also signifies (assumed tropical:) Milk of which the butter has not come forth; (M, K;) and so ↓ ثَمِيرةٌ: (K:) or both signify milk of which the butter has appeared: (M, K:) or لَبَنٌ ثَمِيرٌ, milk of which the butter has not been taken forth: (TA in art. جهر:) or milk of which the butter has formed into little clots: (IAth, TA:) and ↓ لَبَنٌ مُثَمِّرٌ [in like manner], milk fit for churning, and showing upon it the formation of little clots of butter: (As, M:) and ↓ ثَمِيرَةٌ, (as some say, M,) (tropical:) what appears, of butter, before it collects together (S, M, * K) and attains the time of its becoming in a good, or proper, state: (S, M:) and ↓ ثَمَرٌ, what is seen upon milk, when it has been churned, resembling dry scabs on the skin, (T, A,) is also termed the ↓ ثَمِيرَة of milk. (T.) [See 2.] b3: اِبْنُ ثَمِيرٍ (tropical:) The moonlight-night, (S, M, K,) when the moon is full; (TA;) [contr. of اِبْنُ سَمِيرٍ.] See 4.

ثَمِيرَةٌ fem. of ثَمِيرٌ. b2: Also a subst.: see ثَمِيرٌ, in three places.

ثَامِرٌ: see 4. b2: ثَامِرُ الحِلْمِ (tropical:) Perfect, or complete, in respect of forbearance, or clemency; like ripe fruit. (IAar, M.) b3: الثَّامِرُ The flower of the حُمَّاض [or rose-coloured sorrel]; (AHn, M, K;) which is red. (TA.) b4: The لُوبِيَآء [dolichos lubia of Forskål]. (AHn, M, K.) ثِيمَارٌ, or ثَيْمَارٌ: see ثَمَرٌ, in three places.

مُثْمِرٌ: see 4; and see also ثَمْرَآءُ. b2: عَقْلٌ مُثْمِرٌ (assumed tropical:) [Fruitful intellect;] the intellect of the Muslim: opposed to عَقْلٌ عَقِيمٌ [barren intellect;] the intel-lect of the unbeliever. (M, TA.) مُثَمِّرٌ: see ثَمِيرٌ.

مَثْمُورٌ: see ثَمِرٌ. b2: قَوْمٌ مَثْمُورُونَ (tropical:) A people, or company of men, abounding in wealth. (K, * TA.)
ثمر
الثَّمَرُ اسم لكلّ ما يتطعم من أحمال الشجر، الواحدة ثَمَرَة، والجمع: ثِمَار وثَمَرَات، كقوله تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ [البقرة/ 22] ، وقوله تعالى: وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ [النحل/ 67] ، وقوله تعالى: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ [الأنعام/ 99] ، وقوله تعالى: وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ [الرعد/ 3] ، والثَّمَر قيل: هو الثِّمَار، وقيل: هو جمعه، ويكنّى به عن المال المستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس (وكان له ثمر) [الكهف/ 34] ويقال: ثَمَّرَ الله ماله، ويقال لكلّ نفع يصدر عن شيء: ثَمَرَة كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح، وثمرة العمل الصالح الجنّة ، وثمرة السوط عقدة أطرافها تشبيها بالثمر في الهيئة، والتدلي عنه كتدلي الثمر عن الشجر، والثَّمِيرَة من اللبن: ما تحبّب من الزبد تشبيها بالثمر في الهيئة وفي التحصيل من اللبن.

قدس

(ق د س) : (الْقَادِسِيَّةُ) مَوْضِعٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُوفَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلًا وَقِيلَ سِتَّةَ فَرَاسِخ.
[قدس] القُدْسُ والقُدُسُ: الطُهْرُ، اسمٌ ومصدرٌ. ومنه قيل للجنَّة حظيرة القُدْسِ. وروح القُدُسِ: جبريل عليه السلام. وقدس بالتسكين: جبل عظيم بأرض نجد. والتقديس: التطهير. وتقدس، أي تطهَّر. والأرضُ المُقَدَّسَةُ: المطَهَّرةُ. وبيت المُقَدَّسِ والمَقْدِسِ، يشدَّد ويخفَّف، والنسبة إليه مَقْدِسِيٌّ، مثال مجلِسِيٍّ ومُقَدَّسِيّ. قال الشاعر وهو امرؤ القيس: فأدركنه يَأْخُذْنَ بالساقِ والنَسا * كما شَبْرَقَ الولدان ثوب المقدسي * يعنى يهوديا. ويقال إن القادسية دعا لها إبراهيم عليه السلام بالقدس وأن تكون محلة الحاج. والقُدُّوسُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّولٌ من القُدْسِ، وهو الطهارة. وكان سيبويه يقول: قدوس وسبوح، بفتح أوائلهما، وقد ذكرناه في ذروح. قال ثعلب: كل اسم جاء على فعول فهو مفتوح الاول، مثل سفود، وكلوب، وسمور، وشبوط، وتنور، إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر، وقد يفتحان. وكذلك الذروح بالضم وقد يفتح. والقدس بالتحريك: السَطْلُ بلغة أهل الحجاز، لأنه يُتَطَهَّرُ فيه. والقُداسُ بالضم: شئ يعمل كالجمان من فضة. قال الشاعر يصف الدموع: كنظم قداس سلكه متقطع
قدس: {المقدسة}: المطهرة. {نقدس}: نطهر. 
(قدس)
قدسا طهر

(قدس) الرجل زار بَيت الْمُقَدّس وَللَّه تقديسا طهر نَفسه لَهُ وَصلى لَهُ وعظمه وَكبره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك ونقدس لَك} وَفُلَان الله نزهه عَمَّا لَا يَلِيق بالألوهية وَالله فلَانا طهره وَبَارك عَلَيْهِ
(قدس) - في حديث بِلال بن الحَارث - رضي الله عنه: "أَقطعَه حيث يَصلُح للزَّرْع من قُدْس " وهو الموضِع المُرتَفِع الذي يَصلُح للزِّراعة، وقيل: قُدْس: جَبَل معروف مُقَدّم على آرةَ في الذِّكرِ، ولا تَنْصرِف على معنى الجَبَلةِ.
وفي الأمكنة: إنّه قُرَيْس، قال: وقَرْس وقُرَيْس: جَبَلان قُربَ المدينة.
قدس
القُدْسُ: تَنْزِيْهُ اللَّهِ عًزّ وجلَّ، وهو القُدُّوْسُ المُقَدَّسُ: المُطَهَّرُ.
ورُوْحُ القُدُس: جَبرئيلُ عليه السَّلامُ.
ورُوْحُ القُدْس: العِصْمَةُ والتَّوفيقُ. والمُقَدِّسُ: المُتَعَبِّدُ الذي يَأتي بَيْتَ المَقْدِس. وقيل: الذي يُبَرِّكُ لهم، والقُدْسُ: البَرَكة.
والقَدُّوْسُ: لُغَةٌ في القُدُّوْس. والقُدّاسُ: الجُمَانُ من فِضَّة.
والقَدّاس: حَجَرٌ يُوضَعُ في ازَاءِ الحَوْض لئلا يَحْفِرَ مَصبُّ الدَّلْوِ فَيَفْسُدَ البئر.
والقادِسُ: السَّفِينةُ، وجَمْعُها قَوَادِسُ. والقُدُسُ: قَدَحٌ نحو الغُمَرِ.
وقَدَسَ في الأرض: ذَهَبَ فيها. وفلانٌ قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به.
وشَرَفٌ قُدَاسٌ: مَنِيعٌ ضَخْمٌ.
ق د س : الْقُدْسُ بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ هُوَ الطُّهْرُ وَالْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ الْمُطَهَّرَةُ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ مِنْهَا مَعْرُوفٌ وَتَقَدَّسَ اللَّهُ تَنَزَّهَ وَهُوَ الْقُدُّوسُ.

وَالْقَادِسِيَّةُ مَوْضِعٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ مِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ عَلَى طَرَفِ الْبَادِيَةِ نَحْو خَمْسَةَ عَشَرَ فَرْسَخًا وَهِيَ آخِرُ أَرْضِ الْعَرَبِ وَأَوَّلُ حَدِّ سَوَادِ الْعِرَاقِ وَكَانَ هُنَاكَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَيُقَالُ إنَّ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ دَعَا لِتِلْكَ الْأَرْضِ بِالْقُدْسِ فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ.
ق د س

سبّحوا الله وقدّسوه، وهو القدّوس المقدّس المتقدّس ربّ لاقدس. قال: قد علم القدّوس رب القدس ... بمعدن الملك قديم الكرس

وخرج إلى البيت المقدس وإلى القدس وإلى الأرض المقدسة. قال الفرزدق:

ودع المدينة إنها مرهوبة ... واعمد لمكة أو لبيت المقدس

وقدّس الرجل: أتى بيت المقدس، كما تقول: كوّف وبصّر، ومنه قولهم: راهب مقدّس. قال امرؤ القيس يصف الثور والكلاب:

فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدس

لأن الصبيان يتمسحون بثيابه تبركا به فيمزقونها. وأنزلك الله حظيرة القدس وهي الجنة. وفي الحديث " قل وروح القدس معك " أي ومعينك جبريل عليه السلام. وقيل: وعصمة الله وتوفيقه معك. واغتسل بالقدس وهو السّطل. ولا قدّسك الله.
قدس
التَّقْدِيسُ: التّطهير الإلهيّ المذكور في قوله: وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] ، دون التّطهير الذي هو إزالة النّجاسة المحسوسة، وقوله: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
[البقرة/ 30] ، أي: نطهّر الأشياء ارتساما لك. وقيل: نُقَدِّسُكَ، أي: نَصِفُكَ بالتّقديس.
وقوله: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ
[النحل/ 102] ، يعني به جبريل من حيث إنه ينزل بِالْقُدْسِ من الله، أي: بما يطهّر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهيّ، والبيتُ المُقَدَّسُ هو المطهّر من النّجاسة، أي: الشّرك، وكذلك الأرض الْمُقَدَّسَةُ. قال تعالى: يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة/ 21] ، وحظيرة القُدْسِ. قيل: الجنّة.
وقيل: الشّريعة. وكلاهما صحيح، فالشّريعة حظيرة منها يستفاد القُدْسُ، أي: الطّهارة.
[قدس] نه: فيه"القدوس" هو الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص، وهو بالضم وقد يفتح. ومنه الأرض "المقدسة" وهي الشام وفلسطين، وبين "المقدس" لأنه موضع يتقدس فيه من الذنوب، يقال: بين المقدس، والبيت المقدَّس، وبين القدس- بضم دال وسكونها. ن: بيت المقدس- بفتح دال مشددة وبوزن المسجد. ك: فأخرجني إلى أرض "مقدسة"، هو يحتمل الإطلاق هو يحتمل الإطلاق والتقييد بأرض المسجد الأقصى. والحديث "القدسي" يتميز من القرآن بأن لفظه معجز وبواسطة جبرئيل، ويسمى القدسي والإلهي والرباني، والأحاديث وإن كان من الله لأنه لا ينطق عن الهوى إلا أنه لم يضف إلى الله تعالى، وهو مما أخبر الله فيه بالإلهام أو بالمنام بغير واسطة ملك فأخبر أمته بعبارة نفسه، فالمنظور فيه إلى المعنى وحده وفي القرآن اللفظ والمعنى. نه: إن روح "القدس" نفث في روعي، أي جبرئيل لأنه خلق من طهارة، ومنه ح: "لا قُدست" أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها، أي لا طهرت. وفيه: أقطعه حيث يصلح للزرع من "قُدس"، هو بضم قاف وسكون دال جبل معروف، وقيل: موضع مرتفع يصلح للزراعة، وقيل: إنه قريس، وهو وقرُس جبلان قرب المدينة، و"قَدَس"- بفتحتين موضع بالشام. غ: "نقدس" لك، أي نقدسك أو نطهر أنفسنا لك. والطل "قدس"، أي يتوضأ منه. ش: "تقلسًا" لا عدما، أي تنزهًا وتعظمًا، وعدمًا- بضم عين وسكون دال مصدر عدمت من سمع.

قدس


قَدُسَ(n. ac. قُدْس
قُدُس)
a. Was pure, spotless, stainless; was holy.

قَدَّسَa. Purified, sanctified; hallowed; consecrated.
b. Declared pure; praised the holiness of (
God ).
c. Blessed.
d. [La], Prayed for a blessing for.
e. Went to Jerusalem.
f. [ coll. ], Celebrated or heard
mass.
تَقَدَّسَa. Was purified, sanctified; was hallowed, consecrated;
purified himself.
b. Was holy (God).
قُدْسa. Purity; holiness, sanctity.
b. Blessing.
c. [art.], Jerusalem.
قُدْسِيّa. Holy, sacred.

قَدَسa. A certain vessel.

قُدَسa. see 10 (a)
قُدُسa. Small cup; small plate.
b. see 3
مَقْدِسa. Holy place, sanctuary

مَقْدِسِيّa. Of Jerusalem.

قَاْدِسa. Ship, vessel.

قَدَاْسَة
a. [ coll. ]
see 3 (a)
قُدَاْسa. Silver ornaments.
b. Great (dignity).
قَدِيْسa. Precious stone, gem.

قَدُوْسa. Bold.

قُدَّاْس
(pl.
قَدَاْدِيْسُ)
a. [ coll. ], Mass; the Holy
Sacrament.
b. [ coll. ], Liturgy.
قِدِّيْس
( pl.
reg. )
a. Holy; saint.

قَدُّوْس
قُدُّوْس
a. [art.], The Most Holy; All-perfect.
قَاْدُوْس
(pl.
قَوَاْدِيْسُ)
a. Trough; bucket.

N. Ag.
قَدَّسَa. Purifier; sanctifier.
b. Consecrator.
c. Monk; pilgrim; devotee.

N. P.
قَدَّسَa. Hallowed; sanctified; consecrated; purified;
blessed.
b. see 81
N. Ac.
قَدَّسَa. Purification; sanctification.
b. The praise of God.
c. Consecration.

N. Ag.
تَقَدَّسَa. Purified, sanctified; pure, holy.
b. see 31
مُقْدُسِيّ (pl.
مَقَاْدِسَة)
a. [ coll. ], Pilgrim to Jerusalem.

قُدْس الأَقْدَاس
a. The Holy of Holies.

رُوْحُ القُدْس
a. رُوْحُ القُدُس The Holy Spirit, the
Holy Ghost.
b. Gabriel.

الرُّوْحُ القُدُسُ
a. see supra
(a)
الكِتَاب المُقَدَّس
a. The Scriptures; the Bible.

أَلبَيْتُ الْمُقَدَّس
بَيْتُ الْمَقْدِس
بَيْتُ الْمَقْدِس
a. The holy place: Jerusalem.

حَظِيْرَة الْقُدُْس
a. Paradise.

الأَرْضُ المُقَدَّسَة
a. The holy land.

أَرْضُ الْقُدُْس
a. see supra.
(ق د س)

التَّقْدِيس: تَنْزِيه الله عز وجلّ.

وَهُوَ المتقدس، القدوس، الْمُقَدّس، وَيُقَال: القدوس.

قَالَ اللحياني: الْمُجْتَمع عَلَيْهِ فِي سبوح قدوس الضَّم. قَالَ: وَإِن فَتحته جَازَ، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك وَقد تقدم فِي حرف الْحَاء.

قَالَ، فَأَما الْكَلَام فِي " فعول " بعد هَذَا فالفتح كالسمور والسفود.

وَالتَّقْدِيس: التَّطْهِير والتبريك.

وَالْأَرْض المقدسة: الشَّام، مِنْهُ.

وَبَيت الْمُقَدّس، من ذَلِك أَيْضا: فإمَّا أَن يكون على حذف الزَّائِد وَإِمَّا أَن يكون اسْما لَيْسَ على الْفِعْل، كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي " الْمنْكب ".

والمقدس: الحبر.

والقدس: الْبركَة.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا قدسه الله: أَي لَا بَارك عَلَيْهِ.

قَالَ: والمقدس: الْمُبَارك.

والقداس، والقادس: حَصَاة تُوضَع فِي المَاء قدرا لري الْإِبِل، وَهِي نَحْو المقلة للْإنْسَان.

وَقيل: هِيَ حَصَاة يقسم بهَا المَاء فِي المفاوز، اسْم كالحبان.

والقدس: جمان الْفضة.

والقديس: الدّرّ، يَمَانِية.

والقادس: السَّفِينَة.

وَقيل: هُوَ صنف فِي المراكب مَعْرُوف.

وَقيل: لوح من الواحها. قَالَ الْهُذلِيّ: وتهفو بهاد لَهَا ميلع ... كَمَا حرك القادس الأردمونا

يَعْنِي: الملاحين.

والقادس: الْبَيْت الْحَرَام.

وقادس: بَلْدَة بخراسان، اعجمي.

والقادسية: من بِلَاد الْعَرَب، قيل: إِنَّمَا سميت بذلك، لِأَنَّهَا نزل بهَا قوم من أهل قادس، من أهل خُرَاسَان.

وَقدس: جبل، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَإنَّك حَقًا ايَّ نظرة عاشق ... نظرت وَقدس دونهَا ووقير

وَقدس اواره: جبل أَيْضا.
قدس: قدس (بالتشديد). قدس الله: عظمة ونزهة عما لا يليق بالألوهية. (فوك).
قدس: نذر لله، رسم، كرس. (الكالا).
قدس: ضحى، قدم قربانا. (الكالا).
قدس: أقام القداس، وهو عند النصارى صلاة مخصوصة يصلونها في أوقات معينة لها على الخبز والخمر لأجل تقديسها أي لتطهيرها والمباركة فيها. (بوشر، هلو، محيط المحيط، مملوك 2، 1: 279، المقري 2: 442).
قدس القربان: نذر القربان، وصلى صلاة نذر سر القربان المقدس. الافخار ستيا. (بوشر).
تقدس: كرس، نذر، قدس. (الكالا).
تقدس: حج إلى بيت المقدس. (بوشر، همبرت ص152).
قدس. قدس سيدنا المطران: سيادة المطران. (بوشر).
قدس أبونا الخوري: السيد الخوري. (بوشر).
قدس، والجمع أقداس: قادوس الناعورة، وهو وعاء خزفي كالجرة، تنظيم منه ومن أمثاله سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة (المقري 2: 507).
قدس. والجمع أقداس: ساعة مائية، ساعة الماء،. (البكري ص48 وما يليها).
قدس: أنبوب ماء، قسطل، قناة. مجرى ماء. (البكري ص30).
قدسي: قديس. (معجم أبي الفداء).
قدسي: اسم نسيج. (ابن بطوطة 2، 187، 311، 316، 3: 34).
قداسة: طهارة (بوشر)، وتستعمل بعض كتاب النصارى القدس والقداسة بمنزلة الحضرة في الكتابة إلى رؤساء الديانة عندهم بناء على نسبة القداسة إليهم، ويستعملونه أيضا في المخاطبة لسانا. (محيط المحيط).
قداس، والجمع قداديس: هو عند بعض النصارى صلاة مخصوصة يصلونها في أوقات معينة لها على الخبز والخمر لأجل تقديمها أي تطهيرها. (بوشر، محيط المحيط، زيشر 2: 307).
حضر القداس: استمع القداس. (بوشر) قدم قداسا: أقام قداسا، حضر قداسا. (بوشر).
قداس صغير: قداس بدون تلحين ولا ترتيل. (بوشر) قداس كبير أو قداس حبروي: قداس احتفالي ذو تلحين. وقداس يقيمه الحبر أي الكاهن. (بوشر) قداس لميت: قداس سنوي يقام لروح الميت لراحتها (بوشر).
قدوس: يذكر جاكسون في تمبكتو ص87، رقم 89، رقم 165 ص274): تلب كادس اسما للوزير الأول في مراكش، ويظهر أن هذا لقب له، وهو الطالب القدوس.
القديس: عند النصارى الفاضل المحكوم له من رؤساؤهم بتمام الصلاح والقبول عند الله. والمرأة قديسة. (بوشر، محيط المحيط).
قادس: مركب كبير أو قارب، زورق، صندل. وقد ذكرت في ديوان الهذليين (ص199، البيت 14).
قادوس (كادوس باليونانية فليشر معجم ص74)، والجمع قواديس: وعاء خزفي كالجرة، تنظم منه ومن أمثاله سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة. وقد يكون من خشب. (بوشر، ألف ليلة برسل 3: 116). وهو بالأسبانية: arcaduz, alcaduz، وبالبرتغالية alcatrus.
قادوس: طاس من الحديد المطروق. (غدامس ص109، ص261).
قادوس الحمام: شريحة الحمام، وهي جديلة من قصب تتخذ للحمتم، أو وعاء من الفخار يلجأ إليه الحمام. (بوشر، ميهرن ص32).
قادوس: اسم مكيال سعته ثلاثة أمداد بمد النبي (البكري ص62).
قادوس الطاحونة: عين الطاحونة، ثقب يلقن الحب الذي يمر به شيئا فشيئا، ووعاء كبير قمعي الشكل يلقن فيه الحب فينزل منه حبات إلى الطاحون، وهو واسع الأعلى ضيق الأسفل، وهو جزء من الطاحونة. (بوشر، ميهرن ص32، ألف ليلة برسل 2: 263).
قادوس: أنبوب، قناة، مجرى ماء. (معجم الأسبانية ص78، ابن العوام 1: 656).
قادوس والجمع قوادس: قناة ماء. مثعب، مجرى (بوشر بربرية).
وفي المقري (2: 395) في الكلام عن الورد: أهدى له في قادوس وردا أحمر وأبيض فأمر أن يملأ له دراهم. وهذه الكلمة تعني أيضا: أنبوبة، أنبوب، قسطل، كما تؤيد ذلك عبارة محرفة في ابن العوام (1: 308) وقد صححتها مستعينا بمخطوطتنا فجاءت كما يلي: ويغرس أيضا من الورد في أكتوبر في البساتين للجمال أصول مجتمعة ستة أو ثمانية ونحو ذلك في مواضع متفرقة فإذا لقحت (ألقحت) وعلقت فيدخل عليها من أعلاها قواديس مثل القنانيط (جمع قنوط) ملونة بالحنتم طول كل قادوس منها نحو ذراعين وينوف ويخرج أعالي تلك القضبان على فم كل قادوس وهو قائم ويملئ بالتراب والرمل ويسقي بالماء مرات فإذا نور الورد فيها يأتي كأنها أشجار لها سوق ملونة.
قادوس: رزمة صغيرة من الحرير (محيط المحيط).
قيدوس: صيغة أخرى لكلمة قادوس، والجمع قواديس: وعاء خزفي كالجرة، تنتظم منه ومن أمثاله سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة. (الكالا).
قيدوس: أنبوب، قناة، مجرى ماء. (الكالا).
أقدس: قديس: (دي ساي ديب 9: 467). أقدس: شديد الطهارة والنقاء والصفاء. (رولاند).
تقديس: عند دي ساسي (ديب 11: 42): ويقسم بالأناجيل الأربعة وصلواتهم وتقديساتهم. وقد ترجمها إلى الفرنسية بما معناه: وتبريكاتهم.
زيت المقدس: مرهم، بلسم، زيت البلسان. (الكالا).
المجمع المقدس! مجمع التبشير نشر الإيمان. (بوشر).
مقدسي، والجمع مقادسة (بوشر، همبرت ص152). ومقدسي (بكنجهام 1: 91): مقدسي: نسبة إلى البيت المقدس وهو حرم القدس الشريف. العامة تقول لمن زاره أو زار قبر المسيح مقدسي بضم الميم والدال وتجمعه على مقادسة. والنسبة إلى بيت المقدس مقدسي أيضا. (محيط المحيط).

قدس

1 قَدَسَ فِى الأَرْضِ He went far away into the land, or country. (Bd, ii. 28.) A2: قَدُسَ, aor. ـُ (TK,) inf. n. قُدْسٌ and قُدُسٌ, (S, A, K,) said of a thing, (TK,) It was, or became, [holy, accord. to the most common usage, or] pure. (S, * A, * K, * TK.) [It may also be said of God, as meaning, emphatically, He is holy.]2 قدّسهُ, (A,) inf. n. تَقْدِيسٌ, (S, M, K,) [He hallowed, or sanctified, him or it: he consecrated him or it]. b2: He declared Him (namely God, M, A) to be far removed, or free, from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; (M;) he declared Him to be far removed from evil; [i. e., to be holy;] and so قدّس لَهُ; from قَدَسَ فِى الأَرْضِ, explained above; (Bd, ii. 28;) the ل, in the latter case, being redundant. (Jel, ii. 28.) b3: He purified him or it; (S, M, K, Bd, ubi supra;) because he who purifies a thing removes it far from unclean things. (Bd.) Accord. to Zj, وَنُقَدِّسُ لَكَ, in the Kur, ii. 28, means, And we purify ourselves, and those who obey Thee, for, or towards, Thee. (TA.) b4: He blessed him. You say, لَا قَدَّسَهُ اللّٰهُ May God not bless him. (IAar, M.) b5: تَقْدِيسٌ also signifies The praying for a blessing. (M.) [You say, app., قَدَّسَ لَهُ, meaning, He prayed for a blessing for him.]

A2: Also قدّس He came [or went] to بَيْت المَقْدِس [i. e. Jerusalem]; like كَوَّفَ [he came or went to El-Koofeh] and بَصَّرَ [he came or went to El-Basrah]. (A.) 5 تقدّس [He, or it, was, or became, hallowed, or sanctified: he, or it, was, or became, consecrated]. b2: He (God, Msb) was far, or far removed, or free, [or clear,] from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; [i. e., He was holy;] or He removed himself far from every impurity or imperfection, &c.: (Msb, TA:) he, or it, was, or became, purified; or he purified himself. (S, K.) قُدْسٌ and ↓ قُدُسٌ [Holiness, sanctity:] purity: (S, A, Msb, K:) [each] a subst. as well as an inf. n.: (S, A, K:) the former a contraction of the latter. (Msb.) b2: Hence, (S,) حَظِيرَةُ القُدْسِ, or ↓ القُدُسِ, [The Enclosure of Holiness or Purity;] i. e., Paradise. (S, A.) b3: [Hence, also,] رُوحُ

↓ القُدُسِ, (S, A, K,) and رُوحُ القُدْسِ, accord. to the reading of Ibn-Ketheer, (Bd, ii. 81,) [The Spirit of Holiness or Purity; properly applied to The Holy Spirit, The Third Person of the Trinity, in Christian theology; generally, but incorrectly, called by the Eastern Christians among the Arabs الرُّوحُ القُدُسُ: but accord. to the Muslims,] Jibreel [i. e. Gabriel, the Archangel]; (S, A, K; and Bd, ubi supra;) as also القُدْسُ and القُدُسُ: (K, TA:) or the Spirit of Jesus: or the Gospel: or the most great name of God, by which Jesus used to raise to life the dead: (Bd, ubi supra:) or God's protection and direction. (A.) You say, رُوحُ القُدُسِ مَعَكَ, and مُعِينُكَ, Gabriel, or God's protection and direction, be with thee, and be thine aider. (A.) b4: قُدْسٌ or ↓ قُدُسٌ also signifies Blessing. (M, TA.) b5: Also, القُدْسُ and ↓ القُدُسُ i. q. البَيْتُ المُقَدَّسُ, q. v. (K,) or بَيْتُ المَقْدِسِ. (A.) b6: And ↓ أَرْضُ القُدُسِ [or ارض القُدْسِ] i. q. الارض المُقَدَّسَةُ. (TA.) قَدَسٌ A [vessel of the kind called] سَطْل; (S, A, K;) of the dial. of the people of El-Hijáz; so called because one purifies himself in it, (S, TA,) and with it. (TA.) قُدُسٌ: see قُدْسٌ, throughout.

حَدِيثٌ قُدْسِيٌّ [A holy tradition or narration]: see art. حدث.

القُدُّوسُ (S, M, A, Msb, K) and القَدُّوسُ, (S, M, K,) applied to God, (S, M, A, &c.,) as also ↓ المُتَقَدِّسُ (M, A) and ↓ المُقَدَّسُ; (A;) [all of which are nearly syn.;] القدّوس signifies [The All-holy, All-pure, or All-perfect;] He who is far removed from every imperfection or impurity, or from everything derogatory from his glory; (M, Msb;) as also المتقدّس [but not in an intensive degree]; (M;) and المقدّس signifies the same as this last; (T, TA;) or from faults and defects: (TA:) or the Pure; (S, * K;) [or the Very Pure:] or the Blessed; (Ibn-El-Kelbee, K;) [or the Greatly Blessed:] Sb used to say قَدُّوسٌ and سَبُّوحٌ, with fet-h to the first letter of each: (S:) Th says, (S,) every noun of the measure فعُّول is with fet-h to the first letter, (S, K, *) like سَفُّودٌ and كَلُّوبٌ &c., (S,) except سُبُّوحٌ and قُدُّوسٌ (S) and ذُرُّوحٌ, (S, K, but not as from Th,) and in the K is added فُرُّوجٌ; (TA;) [see سُبُّوحٌ] for these are mostly with damm, though sometimes with fet-h: (S, K: *) Lh says, all agree in pronouncing سبّوح and قدّوس with damm, though fet-h is allowable; (M;) but Az denies this agreement: (TA:) and Lh adds, that all other words of the measure فعُّول are with fet-h. (M.) بَيْتُ المَقْدِسِ: see مُقَدَّسٌ.

مُقَدَّسٌ Hallowed, or sanctified: consecrated: purified:] blessed. (M.) b2: المُقَدَّسُ, applied to God: see القُدُّوسُ. b3: البَيْتُ المُقَدَّسُ, (K,) and بَيْتُ المُقَدَّسِ, (S, K,) and [more commonly] بَيْتُ

↓ المَقْدِسِ, (M, A, K,) which [i. e. المَقْدِس] is either formed from مُقَدَّسٌ by rejecting the augmentative letter, or is a subst. not formed from a verb, like as Sb says of المَنْكِبُ, (M,) [signifying The hallowed, or consecrated, or purified, or blessed, dwelling; or the dwelling of the hallowed, &c.; are appellations of Jerusalem;] also called ↓ القُدْسُ [which is the name generally given to it in the present day] and ↓ القُدُسُ; (A, K;) because one is purified therein from sins, or because of the blessing that is therein. (TA.) b4: الأَرْضُ المُقَدَّسَةُ The [hallowed, or consecrated, or] purified land; (S, Msb, K;) or the pure land; (Fr;) or the blessed land; (IAar;) is an appellation of Damascus and Palestine and part of the Jordan: (Fr:) or Syria: (M:) and ↓ أَرْضُ القُدُسِ [or ↓ أَرْضُ القُدْسِ] signifies the same. (TA.) مُقَدِّسٌ A Christian monk [or any Christian or a Jew] who comes [or goes or performs pilgrimage or has performed pilgrimage] to القُدْس or بَيْت المَقْدِس [i. e. Jerusalem]: (A:) or a Christian monk: (K:) or a [learned Jew or other, such as is called] حَبْر. (M, TA.) Imra-el-Keys says, describing dogs and a [wild] bull, فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بِالسَّاقِ وَالنَّسَا كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدَانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ

And they (the dogs) overtook him, (namely, the bull,) seizing the shank and the sciatic vein, and tearing his skin, as the children of the Christians tear the garment of the monk that has come from بَيْت المَقْدِس, [or Jerusalem] for the purpose of obtaining a blessing from it: thus the verse is found in the handwriting of Aboo-Sahl; but in all the copies of the S, we find ثَوْبَ المُقَدَّسِى, with ى. (TA.) مَقْدِسِىٌّ and مُقَدَّسِىٌّ Of, or relating to, or belonging to, بَيْت المَقْدِس or بَيْت المُقَدَّس [i. e. Jerusalem]: a Jew. (S.) المُتَقَدِّسُ: see القُدُّوسُ.
قدس
قدُسَ يَقدُس، قَداسةً وقُدْسًا وقُدُسًا، فهو قِدِّيس
• قدُس الشّيءُ/ قدُس الشّخصُ: طَهُرَ وكان مُباركًا "قَدُسَت أعمالُهُ/ سِيرتُه- قَدُس المكانُ- {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} ". 

تقدَّسَ يتقدَّس، تقدُّسًا، فهو مُتَقدِّس
• تقدَّس الرَّجلُ: تطهَّر.
• تقدَّس اللهُ: تنزَّه "جلّ جلاله وتقدّست أسماؤُه". 

قدَّسَ/ قدَّسَ لـ يقدِّس، تقديسًا، فهو مُقدِّس، والمفعول مُقدَّس (للمتعدِّي)
• قدّس الشَّخصُ: زار بيت المَقْدِس.
• قدَّس اللهَ: عظَّمه وبجّله ونزّهه عمّا لا يليق بألوهيّته.
• قدَّس الحياةَ الزوجيّةَ: احترَمها.
• قدَّس اللهُ فلانًا: طهّره وبارك عليه ° قدَّس اللهُ سِرَّه/ قدَّس اللهُ روحَه: دعاء لميِّت بالرّحمة.
• قدَّس لله: طهّر نفسه له تعالى " {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} ". 

قادوس [مفرد]: ج قوادِيسُ:
1 - وعاء كبير قِمعيُّ الشَّكل يُلْقى فيه الحَبُّ فينزل إلى الطَّاحون.
2 - وعاء من مجموعة أوعية تديرها الساقية لنقل الماء من البئر إلى المزرعة. 

قداسَة [مفرد]:
1 - مصدر قدُسَ.
2 - لقب للمخاطبة يطلق لمن هم في مقام كنسيّ رفيع خاصَّة لمخاطبة البابا "قداسة البابا". 

قُدَّاس [مفرد]: ج قُدَّاسات وقَدَاديسُ: (دن) صلاة على الخُبْز والخَمْر بصيغة معيّنة يؤدِّيها المسيحيُّون في الكنيسة "أقاموا قُدَّاسًا على أرواح الضَّحايا" ° قُدّاس دينيّ: صلاة جماعيّة في كنيسة. 

قُدُّوس [مفرد]: صيغة مبالغة من قدُسَ: مُقدَّس، طاهر منَزّه عن النقائص.
• القُدُّوس: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الممدوح بالفضائل والمحاسن، والمنزَّه عن كلّ وصفٍ يدركه الحسّ، أو يتصوّره الخيالُ " {لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} ". 

قِدِّيس [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قدُسَ:
 طاهر.
2 - (دن) عند النَّصارى: المؤمن الذي يُتَوَفَّى طاهرًا فاضلاً، كالوَلِيّ عند المسلمين "على جُدران الكنيسة كثير من صور القدِّيسين". 

قُدْس [مفرد]: ج أقداس: مصدر قدُسَ ° أنزلك اللهُ حظيرةَ القُدْس: الجنّة- قُدْس الأقداس: المحراب الأعظم، وهو عند اليهود: مكان من الهيكل يدخله كبير الأحبار مرّة في السنة، وعند النصارى: مكان مقدّس بداخل معبد القدس حيث يحتفظ بتابوت العهد. 

قُدُس [مفرد]: ج أقداس: مصدر قدُسَ.
• روح القُدُس:
1 - الملَك جبريل عليه السَّلام.
2 - الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس. 

قُدْسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قُدْس.
2 - طاهر مبارك.
• حديث قدسيّ: (دن) حديث يحكيه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم حكاية عن الله تعالى، ويُسند مضمونه إليه، ويُسمَّى الحديث الإلهي أو الرَّباني. 

قُدْسيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من قُدْس: حُرْمة وطهارة "مكان له قدسيّته- لكلّ بيت قدسيّته". 

مُقدَّس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قدَّسَ/ قدَّسَ لـ.
2 - شيء مبارك يبعث في النّفس احترامًا وهيبة "مكان مُقدَّس- {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} " ° الأرض المقدَّسة: أرض فلسطين- البيت المقدَّس: بيت المَقْدِس- الحقّ المقدَّس: المبدأ القائل بأنّ الملوك يستخدمون الحقّ في الحكم مباشرة من الله وأنّهم عرضة للمحاسبة من الله وحده.
• الكتاب المقدَّس: (دن) العهد القديم عند اليهود، ومجموع العهدين عند النصارى. 

مُقَدِّس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قدَّسَ/ قدَّسَ لـ.
2 - من زار بيت المقدس.
3 - (دن) راهب، حَبْر. 

مَقْدِس [مفرد]
• بيت المَقْدِس: حرم القدس الشَّريف، المسجد الأقصى. 

قدس: التَّقْدِيسُ: تنزيه اللَّه عز وجل. وفي التهذيب: القُدْسُ تنزيه

اللَّه تعالى، وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس. ويقال: القُدُّوس

فَعُّول من القُدْس، وهو الطهارة، وكان سيبويه يقول: سَبُّوح وقَدُّوس،

بفتح أََوائلهما؛ قال اللحياني: المجتمع عليه في شُبُّوح وقُدُّوس الضم،

قال: وإِن فتحته جاز، قال: ولا أَدري كيف ذلك؛ قال ثعلب: كل اسم على

فَعُّول، فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود وكَلُّوب وسَمُّور وتَنُّور إِلا

السُّبُّوح والقُدُّوس، فإِن الضم فيهما الأَكثر، وقد يفتحان، وكذلك الذُّرُّوح،

بالضم، وقد يفتح. قال الأَزهري: لم يجئ في صفات اللَّه تعالى غير

القُدُّوس، وهو الطاهر المُنَزَّه عن العُيوب والنَّقائص، وفُعُّول بالضم من

أَبنية المبالغة، وقد تفتح القاف وليس بالكثير.

وفي حديث بلال بن الحرث: أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح للزرع من قُدْس

ولم يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ؛ هو، بضم القاف وسكون الدال، جبل معروف، وقيل:

هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزِّراعة. وفي كتاب الأَمكنة أَنه قَرِيس؛

قيل: قَريس وقَرْس جَبَلان قُرْب المدينة والمشهورُ المَرْوِيّ في الحديث

الأَوّل، وأَما قَدَس، بفتح القاف والدال، فموضع بالشام من فتوح

شُرَحْبيل بن حَسَنة. والقُدُس والقُدْس، بضم الدال وسكونها، اسم ومصدر، ومنه

قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس.

والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك. وتَقَدَّس أَي تطهَّر. وفي

التنزيل: ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك؛ الزجاج: معنى نُقدس لك أَي

نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. ومن هذا

قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر. والقَدَس،

بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت

المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. ابن

الكلبي: القُدُّوس الطاهر، وقوله تعالى: الملك القُدُّوس الطَّاهِر في صفة

اللَّه عز وجل، وقيل قَدُّوس، بفتح القاف، قال: وجاءَ في التفسير أَنه

المبارك. والقُدُّوس: هو اللَّه عز وجل. والقُدْسُ: البركة. والأَرض

المُقَدَّسة: الشام، منه، وبيت المَقْدِس من ذلك أَيضاً، فإِمّا أَن يكون على

حذف الزائد، وإِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه

في المَنْكِب، وهو يُخفَّف ويُثقَّل، والنسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال

مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ؛ قال امرؤ القيس:

فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا،

كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي

والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، والنون في أَدركنه

ضمير الكلاب، أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وشَبْرَقَتْ

جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي، وهو الذي

جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعوا ثيابه تبرُّكاً بها؛ والشَّبْرَقة:

تقطيعُ الثوب وغيره، وقيل: يعني بهذا البيت يهوديّاً.

ويقال للراهب مُقَدَّسٌ، وأَراد في هذا البيت بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ،

وصبيانُ النصارى يتبرَّكون به وبِمَسْحِ مِسْحِه الذي هو لابِسُه، وأَخذ

خُيُوطِه منه حتى يَتَمَزَّقَ عنه ثوبه. والمُقَدِّس: الحَبْر ُ؛ وحكى

ابن الأَعرابي: لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه. قال: والمُقَدَّس

المُبارَك. والأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة. وقال الفرَّاء: الأَرض

المقدَّسة الطاهرة، وهي دِمَشْق وفِلَسْطين وبعض الأُرْدُنْ. ويقال: أَرض مقدَّسة

أَي مباركة، وهو قول قتادة، وإِليه ذهب ابن الأَعرابي؛ وقول العجاج:

قد عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلى القُدْسِ،

أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ

بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ

أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة.

ورُوحُ القُدُس: جبريل، عليه السلام. وفي الحديث: إِن رُوحَ القُدُس

نَفَث في رُوعِي، يعني جبريل، عليه السلام، لأَنه خُلِق من طهارة. وقال

اللَّه عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وأَيَّدْناه

بِرُوحِ القُدُسِ؛ هو جبريل معناه رُوحُ الطهارة أَي خُلِق من طهارة؛ وقول

الشاعر:

لا نَومَ حتى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ،

وتَشْرَبي من خير ماءٍ بِقُدُسْ

أَراد الأَرض المقدَّسة. وفي الحديث: لا قُدِّستْ أُمَّة لا يُؤْخَذ

لضَعِيفها من قَوِيِّها أَي لا طُهِّرت. والقادِسُ والقَدَّاس: حصاة توضع في

الماء قَدْراً لِرِيِّ الإِبل، وهي نحو المُقْلَة للإِنسان، وقيل: هي

حَصاة يُقْسَمُ بها الماء في المفاوز اسم كالحَبَّان. غيره: القُدَاس الحجر

الذي يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماء في الحَوْض وغيره. والقَدَّاس: الحجر

يُنْصَب في وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِيَتِ الإِبل؛ وأَنشد أَبو

عمرو:

لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدَّاسُ،

ذاك الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ

وقال:

نَئِفَتْ به، ولقَدْ أَرى قَدّاسَه

ما إِنْ يُوارى ثم جاء الهَيْثَمُ

نَئِفَ إِذا ارْتَوى. والقُداس، بالضم: شيء يعمل كالجُمان من فِضَّة؛

قال يصف الدُّمُوع:

تَجَدَّرَ دمعُ العَيْنِ منها، فَخِلْتُه

كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ

شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه. والقَديسُ:

الدُّرُّ؛ يمانية.

والقادِس: السفينة، وقيل: السفينة العظيمة، وقيل: هو صِنْف من المراكب

معروف، وقيل: لَوْحٌ من أَلواحها؛ قال الهذلي:

وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ،

كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا

وفي المحكم:

كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا

يعني المَلاَّحين. وتَهْفُو: تَمِيل يعني الناقةَ. والمَيْلَعُ: الذي

يتحرك هكذا وهكذا. والأَرْدَمُ: المَلاَّح الحاذِق. والقَوادِس: السُّفُن

الكِبار.

والقادس: البيتُ الحرام. وقادِسُ: بلدة بخُراسان، أَعجمي. والقادِسيَّة:

من بلاد العرب؛ قيل إِنما سميت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من

أَهل خُراسان، ويقال: إِن القادسيَّة دَعا لها إِبراهيم، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام، بالقُدْسِ وأَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ، وقيل:

القادسيَّة قرية بين الكوفة وعُذَيب. وقُدْس، بالتسكين: جبل، وقيل: جبل عظيم في

نَجْدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:

فإَنك حقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ

نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دونها وَوَقيرُ

وقُدْسُ أَوارَة: جَبَلٌ أَيضا. غيره: قُدْس وآرةُ جبَلان في بلاد

مُزَيْنة معروفان بِحِذاء سُقْيا مزينة.

قدس
القُدْسُ والقُدُس - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: الطُّهْرُ؛ اسم ومَصْدَر، ومنه: حَظيرَة القُدس وروح القُدس.
والقُدُس: جَبْرَئيل - صلوات الله عليه -، قال تعالى:) وأيَّدْناه بِرُوْحِ القُدُسِ (، وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ روحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوَعي أنَّ نفساً لن تموت حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها؛ فاتَّقوا الله وأجمِلوا في الطَّلَب.
وقيل له روح القُدس لأنّه خُلِقَ من طَهارةٍ، وقال حسّان بن ثابِت رضي الله عنه: وجِبْرِيْلٌ رَسولُ اللهِ فينا ... وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ
وقُدْسٌ - بالتسكين -: جبل عظيم بأرض نجد، وأنشد أبو القاسِم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِديّ للبُغَيْتِ - بالباء المُوَحَّدَة والغَيْن المُعْجَمَة والتاء المُثَنّاة في آخِرِه -، وهو شاعِر فاتِك من جُهَيْنَة كثير الغارات:
نحنُ وَقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً ... غَداةَ الْتَقَيْنا بينَ غَيْقٍ فَعَيْهَما
ونحنُ جَلَبْنا يومَ قَدْسِ أوَارَةٍ ... قَنابِلَ خَيْلٍ تَتْرُكُ الجَوَّ أقْتَما
ونحنُ بموضُوعٍ حَمَيْنا ذِمارَنا ... بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّما
هكذا رواه الآمِديّ: " قُدْسِ أُوَارَةٍ " بتقديم الهمزة على الواو، وقال ابن دريد: قُدْسِ أُوَارَةَ جَبَلٌ معروف، وقال حسّان بن ثابِت - رضي الله عنه - يهجو مُزَيْنَةَ:
رُبَّ خالَةٍ لكَ بين قُدْسٍ وآرَةٍ ... تحتَ البَشَامِ ورفْغُها لم يُغْسَلِ
والقُدْسُ - أيضاً -: البَيْتُ المُقَدَّسُ.
والقُدَاسُ - مثال العُطاس -: شيء يُعْمَل كالجُمان من الفِضَّة، قال يَصِف الدموع:
كَنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْكُهُ مُتَقَطِّعٌ
والقُدَاس - أيضاً -: الحَجَرُ الذي يُنْصَب على مَصَبِّ الماء في الحوض. وقال ابن دريد: القُدَاسُ ويقال القُدّاسُ بالفتح والتشديد: حَجَرٌ يُطْرَح في حوض الإبِل يُقَدَّر عليه الماء فَيَقْسِمُوْنَه بينهم، يَصْنَعونَ به كما يَصْنَعونَ بالمَقْلَةِ في أسْفارِهِم، وهي الحَصَاةُ التي تُطْرَح في القَعْبِ يَتَصَافَنُوْنَ الماءَ عليها، يفعَلون ذلك عند ضِيْقِ الماء لِيَشْرَبَ كُلُّ إنْسانٍ بمِقْدارٍ، وأنشد أبو عمرو:
لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدّاسْ ... ذاكَ الحُجَيْرُ بالإزاءِ الخَنّاسْ
والحُسَيْن بن قُدَاس: من أصحاب الحديث.
وقال ابن عبّاد: شَرَفٌ قُدَاسٌ: أي منيع ضخم.
قال: والقُدُس - بضمَّتَين - وقيل القُدَسُ - مثال صُرَد -: قَدَحٌ نَحْو الغُمَرِ.
وقال ابن دريد: القادِس: حجَر المُقْلَة كالقَدّاس.
والقادِس: السفينة العظيمة، قال أُمَيَّة بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ يَصِفُ ناقَة:
وتهفو بِهَادَ لها مَيْلَعٍ ... كما اطَّرَدَ القادِسَ الأرْدَمُوْنا
المَيْلَع: الذي يتحرَّك هكذا وهكذا، والأرْدَم: الملاّح الحاذِق. وقال إبراهيم بن عليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة يمدح عبد الواحِد بن سُلَيْمان:
اليكَ كَلَّفْتُها الفَلاةَ بلا ... هادٍ ولكنْ تَؤُمُّ مُعْتَسِفَه
كأنَّها قادِسٌ يُصَرِّفُهُ الن ... نُوْتيُّ تحتَ الأمواجِ عن حَشَفَهْ
وقادِس: جزيرة غَرْبيَّ الأُنْدُلُس تُقارِب أعمال شَذُوْنَةَ.
وقادِسُ - أيضاً -: قصبة من أعمال هَرَاةَ.
والقادِسِيَّة: قرية على طريق الحاجِّ على مرحلة من الكوفَة.
ويوم القادِسِيَّة: يوم كان بين المُسْلِمين وبين الفُرْس في خلافة عمر - رضي الله عنه - سَنَةَ سِتّ عشرةَ من الهِجْرَة، وأمير العَسْكَر يومَئذٍ سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، وكان في القَصْرِ يَنْظُرُ إلى القِتالِ، فقال بعض المُسْلِمين:
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ نَصْرَهُ ... وسَعْدٌ ببابِ القادِسِيَّةِ مُعْصمُ
وقيل: مَرَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - بالقادِسِيَّة فوَجَدَ هُناكَ عَجوزاً، فَغَسَلَتْ رَأْسَه، فقال: قُدِّسْتِ من أرْضٍ، فَسُمِّيَت القادِسِيَّة، ودَعا لها أنْ تكونَ مَحَلَّةَ الحاجِّ.
وكان يقال للقادِسِيَّة: قُدَاسُ، قال بِشر بن أبي ربيعة الخَثْعَميّ:
وحَلَّت ببابِ القادِسِيَّةِ ناقَتي ... وسَعْدُ بنُ وَقّاصٍ عَلَيَّ أمِيْرُ
تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوْفِنا ... بِبابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيْرُ
وقيل: جَعَلَها قُدَيْساً لضَرورةِ الشِّعر، كما جَعَلَها الكُمَيْت قادِساً حيث يقول:
كأنّي على حُبِّي البُوَيْبَ وأهْلَهُ ... أرى بالقَرِيْنَيْنِ العُذَيْبَ وقادِسا
والقادِسِيَّة - أيضاً -: قرية قرب سُرَّ مَنْ رَأى. وقال ابن دريد: القَدِيْسُ - زَعَموا -: الدُّرُّ، لغة يمانيّة قديمة، قال: وأنشد ابن الكَلْبيّ بيتاً لِمُرَتِّع بن معاوية أبي كِندة بن مُرَتِّعٍ، ولم يذكر ابن دريد البيت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرِ ابن الكَلْبيّ في جمهرة النَسَب عندَ ذِكْرِهِ مُرَتِّعاً شيئاً مما قاله ابن دريد.
والقُدُّوْسُ: من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّوْلٌ، من القُدْس وهو الطَّهارة، ومعنى القُدُّوْسُ: الطّاهِر. وكان سِيبَوَيْه يقول: القُدُّوْسُ والسَّبُّوْحُ - بفتح أوائِلِهما -، وقال ثعلب: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّوْلٍ فهو مفتوح الأوَّل؛ مثل سَفُّوْد وكَلُّوب وسَمُّور وشَبُّوط وتَنُّور؛ إلاّ السُّبُّوح والقُدُّوْس فإِنَّ الضمَّ فيهما أكثر وقد يُفْتَحانِ، قال: وكذلك الذُّرُّوْحُ بالضم وقد يُفْتَح. وقيل: القُدُّوْسُ: المُبَارَك. وقرأ زيد بن عَليِّ: " المَلِكُ القدُّوْسُ " بفتح القاف، وقال يعقوب: سَمِعْتُ أعرابيّاً عِنْدَ الكِسَائيّ يُكَنّى أبا الدُّنيا يقرَأُ " القَدُّوْسُ " بفتح القاف، وقال رؤبة:
دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسُا ... دُعاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوسا
والقَدَسُ - بالتحريك -: السَّطْلُ بِلُغَة أهْلِ الحِجازِ، لأنَّه يُتَطَهَّرُ به.
وقَدَسُ - أيضاً -: بلدة قُرْبَ حِمْصَ، من فُتُوحِ شُرَحْبِيْل بن حَسَنَةَ - رضي الله عنه -، وحَسَنَةُ أمُّه، وأبوه عبد الله بن المُطاع، وإليها تُضافُ بُحَيْرَةُ قَدَس.
وفلان قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به.
وقد سَمَّوا قَيْدَاساً - مثال طَيْثَار - ومِقْداساً.
وقُدَيْسَة بنت الربيع: أُمُّ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزُّبَيْر بن سُهَيْل بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ.
والتَّقْديس: التَّطْهير. وقد قَدَّسَ اللهَ تعالى، قال العجّاج:
أرْسَاهُ من عَهْدِ الجِبالِ فَرَسا ... خالِقُنا فَنَحْمَدُ المُقَدَّسا
بِجَعْلِهِ فينا العَدِيْدَ الأنَسا
وقوله تعالى:) ونُقَدِّسُ لكَ (قيل: معناه نُقَدِّسُكَ، واللام صِلَة.
والأرض المُقَدَّسَة: أي المُطَهَّرَة.
وبيتُ المُقَدَّسِ - يُخَفَّف ويُشَدَّد، كَمَجْلِسِ ومُطَهَّرٍ -.
والمُقَدِّس في قول امرئ القيس، ويُروى لبِشْرِ بن أبي خازِمٍ، وهو موجود في دِيْوانيْ أشعارِهما:
فأدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسّاقِ والنَّسَا ... كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ
وكان الرّاهِب إذا نَزَلَ من الصَّوْمَعَة يُريدُ بيت المَقْدِس تَمَسَّحَ به الصِّبْيَان حتى يُمَزِّقُوا ثَوْبَه، فَفي شِعْرِ امْرئ القَيْس: كما شَبْرَقَ، وفي شِعْرِ بِشْرِ: كما خَرَّقَ.
وتَقَدَّسَ: أي تَطَهَّرَ.
والتركيب يدل على الطُّهْرِ.
قدس
القُدْسُ بالضَّم وبضَمتيْن: الطُّهرْ، اسمٌ ومَصْدَرٌ، وَمِنْه قيل للْجَنَّة: حَظِيرَةُ القُدْسُ. وقُدْسٌ، بالضمّ: جَبَلٌ عَظِيمٌ بنجدٍ قَالَ أَبو ذُؤَيبٍ:
(فإِنّك حَقّاً أَيَّ نظْرَةِ عاشِقٍ ... نَظَرْتَ وقُدْسٌ دُونَها وَوَقِيرُ) ويُرْوَى وقُفٌّ دوُنهَا، قَالَه السُّكَّريّ، وَبِه فُسِّرَ حَديثُ بِلاَلِ بن الحَارثِ: أَنَّه أَقْطعَه حَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْع منْ قُدْس، وَلم يُعْطِه حَقَّ مَسْلِمٍ. قلتُ: هَكَذَا ذَكرَوه، وَالَّذِي فِي حَديث بِلالٍ هَذَا: أَنَّه أَقْطعَهُ مَعَادِنَ القَبَلِيَّة غَوْرِيَّهَا وجَلْسِيَّهَا وحَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْع من قَرِيسٍ، بالرّاءِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والقُدْسُ: البَيْتُ المُقَدَّسَ، لأَنَّه يُتَطَهَّر فِيهِ من الذُّنُوب، أَو للبَرَكَةِ الَّتي فِيهِ، قَالَ الشّاعر: لَا نَوْمَ حَتَّى تَهْبِطي أَرْضَ العُدُسْ وتَشْرَبِي منْ خَيْرِ ماءٍ بقُدُسْ أَرادَ الأَرْضَ المُقَدَّسَة. والقُدْسُ: سَيِّدنا جِبْريلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، كرُوحِ القَدْسُ، وَفِي الحَديث: إِنَّ رُوحَ القُدْسُ نَفَثَ فِي رُوعِي، يَعنِي جِبْريلَ عَليْهِ السَّلاَم، لأَنَّهُ خُلِقَ من طَهَارَةٍ، وَفِي صِفَةِ عِيَسى عَلَيْهِ السَّلامُ: وأَيَّدْناه برُوحِ القُدُسِ مَعَناه: رُوحُ الطَّهَارَةِ، وَهُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
وقُدْسٌ الأَسَودُ، وقُدْسٌ الأَبيَضُ جَبَلانِ بالحجاز عِنْد العَرج البيَضاءُ، فِي دِيَارِ مُزَينة، وقُرْبَ الأَبْيَض ثَنِيَّةُ رَكُوبةَ، ويُقابِلُ الأَسْوَدَ جَبَلُ آرَةَ، ويُعْرَفانِ أَيْضا بقُدْسِ آرَةَ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قُدْسُ أُوَارَة، بتقديمِ الهَمَزة على الْوَاو. والقُدَاس، كغُرَابٍ: شْيءٌ يُعَمَلُ كالجُمَانِ من الفِضَّة، قَالَ الشّاعرُ يَصِفُ الدُّموع:
(تَحَدَّرَ دَمْعُ العَيْنِ منْها فخِلْتُه ... كنَظِمِ قُدَاسٍ سِلْكُه مُتَقَطِّعُ)
شَبَّهَ تَحَدُّرَ دَمْعِه بنَظْمِ القُدَاسِ إِذا إنْقَطَع سِلْكُهُ. والقُدَاسُ: الحَجَرُ يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماءِ فِي الحَوْض وغيرِه، وَقيل: يُنْصَبُ فِي وَسَطِ الحَوْضِ، إِذا غَمَرَه الماءُ رَوِيَت الإِبلُ، وَقد يُفْتَحُ مُشَدَّداً، أَي ككَتَّانٍ، عَن ابْن دُرَيْد، وَلَو قَالَ: كغُرَاب وكَتَّانٍ، سَلِمَ من هَذَا التَّطْويل، أَنْشَدَ أَبو) عَمْروٍ:
(لارِيَّ حَتَّى يَتَوَارَى قَدَّاسْ ... ذاكَ الحَجَيْرُ بالإِزاءِ الخَنّاسْ)
أَو حجَرٌ يُطْرَحُ فِي حَوْض الإِبلِ يُقَدَّرُ عَلَيْهِ الماءُ يَقْتَسِمُونَه بَيْنَهُم وَهَذَا قَولُ ابْن دُرَيْدٍ. وَقيل: هِيَ حَصَاةٌ تُوضَعُ فِي الماءِ قَدْرَ الرِّيِّ للإِبل، وَهِي نَحْوُ المَقْلَةِ للإِنْسَان. وقيلَ: هِيَ حَصَاةٌ يُقْسَمُ بهَا الماءُ فِي المَفَاوِزِ، اسمٌ كالحَبّانِ، والقُدَاسُ: المَنِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الشَّرَف، عَن ابنِ عَبّادٍ، يُقَال: شَرَفٌ قُدَاسٌ، أَي مَنِيعٌ ضَخْمٌ. والقُدسُ كصُرِدٍ وكُتُبٍ: قَدَحٌ نَحْوُ الغُمَرِ. يُتَطَهَّرُ بِهَا. والقَدِيسُ، كأَمِيرٍ: الدُّرُّ، يَمَانِيَةٌ قَدِيمةٌ، زَعَمُوا، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. والقَدَسُ، كجَبَلٍ: السَّطْلُ، حِجَازِيَّةٌ، لأَنَّهُ يُتَطَهَّرُ فِيه وبِه. وقَدَسُ: د، قُرْبَ حِمْص، مِن فُتُوحِ شُرَحْبِيلِ بنِ حَسَنَةَ، وإِليه تُضافُ جَزِيرَةُ قَدَسَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالصَّوَاب: بُحَيْرةُ قَدَسَ كَمَا فِي العُبَابِ. والقادِسُ: السَّفِينَةُ العَظِيمَةُ، قَالَه أَبو عمْروٍ، وقِيلَ: هُوَ صِنْفٌ من أَصْنافِ المَرَاكِبِ، وقِيلَ: لَوْحٌ مِن أَلْواحِهَا، وأَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ لأُمَيَّة بنِ أَبي عائِذٍ الهَذَلِيّ، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَلم أَجِدْه فِي شِعْرِه:
(وتَهْفُو بهَادٍ لَهَا مَيْلَعٍ ... كَمَا اطَّرَدَ القَادِسَ الأَرْدَمُونَا)
المَيْلَعُ: الذِي يَتَحَرَّكُ هَكَذَا وَهَكَذَا. والأَرْدَمُ: المَلاَّحُ الحَاذِقُ، وَفِي اللِّسَان: كَمَا أَقْحَمَ القَادِسَ، وَفِي المُحْكَم: كَمَا حَرَّك القادِسَ، والجَمْع: القَوَادِسُ. وقادِسٌ: جَزِيرَةٌ بالأَنْدَلُسِ غَرْبِيَّهَا قُرْبَ البَرِّ، على نِصْفِ يَوْمٍ مِنْهَا، مِنْهَا كامِلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوسُفَ القادِسيُّ، ماتَ بإِشْبِيلِيَةَ سنة وقادِسُ: قَصَبَةٌ بِهَرَاة خُرَاسَانَ، أَعْجَمِيُّ. والقادِسِيَّةُ: ة قُرْبَ الكُوفَةِ، على مَرْحَلَةٍ مِنْهُ، بينَهَا وبَيْنَ عُذَيب، يُقال: مَرَّ بِهَا إِبراهيمُ عليهِ السَّلامُ فوَجَدَ بِهَا عَجُوزاً فغَسَلَتْ رَأْسَه، فقالَ: قُدِّسْتِ مِنْ أَرْضٍ، فسُمِّيَتْ بالقادِسِيَّةِ، وَقيل: دَعَا لَهَا وأَنْ تَكُون مَحَلَّةَ الحَاجِّ، وقِيل: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلِك، لأَنَّه نَزَل بهَا قَومٌ مِنْ أَهْلِ قادِسِ خُرَاسَانَ، نَقله السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. والقُدُّوسُ، بالضَّمِّ والتّشْدِيد: مِن أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى الحُسْنَى، ويُفْتحُ، عَن سِيبَوَيْه، وَبِه قرَأَ زَيْدُ بنُ عليٍّ: الملِكُ القدُّوسُ وقَالَ يَعْقُوبُ: سَمِعتُ أَعرَابيّاً يقولُ عِنْد الكِسائِيِّ يُكْنى أَبَا الدُّنْيَا يَقْرَأُ القَدُّوس بالفَتح وحَكَى اللِّحيَانيُّ الإِجْمَاعَ علَى ضَمِّ قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ، وجَوَّزَ الفَتْحَ فِيهمَا، أَي الطَّاهِرُ المُنَزَّهُ عنِ العُيُوبِ والنَّقائصِ أَو المُبَارَكُ، هَكَذَا جاءَ فِي التَّفْسِيرِ، عَن ابنِ الكَلْبِيِّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسمٍ علَى فَعُّولٍ فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَوَّلِ غَيْر قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ وذُرُّوحٍ، هؤلاءِ الثّلاثَةُ هَكَذَا إسْتَثْنَاهَا ثَعْلَبٌ.
وَزَاد المُصَنِّف: فُرُّوج، وَلَيْسَ فِي نَصِّه: فبالضَّمِّ ويُفْتَحْنَ، وَقد أَنْكَرَ الأَزْهَرِيُّ مَا حَكاه اللِّحْيانِيُّ)
من الإِجْمَاعِ. ويُقَال: هُوَ قدُوسٌ بالسَّيْفِ، كصَبُورٍ، أَي قَدُومٌ بِه، نقلَه الصّاغانِيُّ. وسَمَّوْا قَيْدَاساً، والعامَّة تَقْلِبُ الدالُ طَاءً، ومِقْدَاساً، بالكَسْرِ، وَمن الأَوَّلِ: أَبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قَيْدَاسٍ البُونِيُّ، عَن أَبي عليِّ بنِ شاذَانَ. والتَّقْدِيسُ: التَّطْهِيرُ وتَنْزِيهُ الله عزَّ وجلَّ، وقولهُ تعالَى: ونَحْنُ نَسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدَّسُ لَكَ قالَ الزَّجّاجُ: أَي نُطَهِّرُ أَنْفُسَنا لكَ، وكذلِكَ نَفْعَلُ بِمَنْ أَطاعَك، نُقدِّسُه: أَي نُطَهِّرُه: ومِنْه الأَرْضُ المقُدَّسَةُ، أَي المُطَهَّرةُ وَهِي أَرْضُ الشامِ، وَقَالَ الفَرّاءُ: الأَرْضُ المُقَدَّسَةُ: الطّاهِرَةُ، وَهِي دِمَشْقُ وفِلَسْطِينُ وبَعْضُ الأُرْدُنِّ. وَمِنْه أَيضاً: بَيْتُ المَقْدِسِ، كمَجْلِسٍ، فإِمَّا أَنْ تكونَ علَى حذفِ الزّائدِ، وإِمَا أَنْ تكونُ اسْماً ليسَ على الفِعْلِ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْه فِي المَنْكِبِ، وَقد يُثَقَّلُ فيقالُ: بَيْتُ المُقَدَّسِ، كمُعَظَّمٍ، أَي المُطَهَّر، والنِّسْبة إِليه: مَقْدِسِيٌّ ومُقَدَّسِيٌّ. والمُقَدِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الحَبْرُ، وقِيلَ: الرَّاهِبُ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:
(فأَدْرَكْنَه يَأْخُذْنَ بالسَّاقِ والنَّسَا ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ)
هَكَذَا بخَطِّ أَبِي سَهْل، والمَوْجُودُ فِي نُسَخِ الصّحاح كُلِّهَا: ثَوْبَ المُقَدِّسِي باليَاءِ، أَي الكِلابُ أَدركتِ الثَّوْرَ فَأَخَذَتْ بساقِه ونَسَاهُ، وشَبْرقَتْ جِلَدَه كَمَا شَبْرَقَتْ وِلْدانُ النَّصَارَى ثَوْبَ الرَاهِبِ المُقَدِّسِ، وَهُوَ الَّذِي جاءَ من بَيْتَ المَقْدِسِ، فقَطَّعُوا ثِيابَة تَبَرُّكاً بهَا. وتَقَدَّسَ: تَطَهَّرَ وتَنَزَّه. وقُدَيْسَةُ، كجُهَيْنَةَ: بِنْتُ الرَّبِيع، وَهِي أَمُّ عبدِ الرَّحْمن بنِ إِبراهِيمَ بن الزُّبَيْرِ بنِ سُهَيْلِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْفِ بن عَبْد عَوْفِ ابْن الحارِث بن زُهْرَةَ بن كلاَبٍ القُرَشيِّ الزُّهْريِّ، وَلَو إقْتَصَرَ عَلى قَولهِ: أُمُّ عبدِ الرَّحْمن بن إِبراهيمَ العَوْفِيِّ القُرَشيِّ، كانَ أَخْصَرَ. والحُسَيْنُ بنُ قُدَاسٍ، كغُرَاب: مُحَدِّثٌ، رَوَى عَنهُ عبدُ الله بنُ أَبي سَعْدٍ الوَرَّاقُ، وابنُه مَحَمَّدٌ، روَى عَنهُ البَاغَنْديُّ. وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القُدْسُ: تَنْزيه الله تَعَالَى. وَهُوَ المُتَقَدِّسُ، نَقَلَهُ الاَزْهَرِيُّ.
والقُدْسُ، بالضَّمّ: المَوْضعُ المُرْتَفِعُ الَّذِي يَصْلُحُ للزِّرَاعَة، وَبِه فُسِّرَ بَعْضُ حَديثِ بِلالِ بن الْحَارِث لمُتَقَدِّم. والتَّقْديسُ: التَّبْرِيكُ، والقُدْسُ: البَرَكَةُ، وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ: لَا قَدَّسَهُ اللهُ: أَي لَا بارَكَ عَلَيْهِ. قالَ: والمُقَدَّسُ: المُبَارَكُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: أَرْضٌ مُقَدَّسةٌ: مُبَارَكَةٌ، وإِليه ذَهَبَ ابنُ الأَعْرَابيّ. والقَادِسُ: القَدَّاسُ. والقَادُوسُ: إِنَاءٌ من خَزَفٍ أَصْغَرُ مِن الجَرَّة يُخْرَج بِهِ الماءُ من السَّوَاقِي، والجَمْعُ قَوَاديسُ. والقَادِسُ: البَيْتُ الحَرَامُ، وَقَالَ يَعْقُوب: من أَسماءِ مَكَّةَ: قادِسُ، ولمقُدِّسَةُ لأَنها تُقَدِّسُ من الذُّنوبِ، أَي تُطَهِّرُ. ومُنْيَةُ قَادُوس: من قُرَى الجِيزَة بمصْرَ. والقُدَيْسُ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ للقَادسيَّة، أَولضَرُورة الشِّعْر، كَمَا جاءَ فِي شِعْر بِشْر بن رَبيعَةَ الخَثْعَميِّ:) (تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوفِنَا ... ببَابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيرُ)
كَمَا جَعَلها الكُمَيْتُ قادِساً حيثُ يَقُولُ:
(كَأَنَّي عَلَى حُبِّ البُويْبِ وأَهْلِه ... أَرَى بالقَرِيَّيْنِ العُذَيْبَ وقَادِسَاً)
والقَادِسيَّةُ أَيضاً: قَريَةٌ قُرْبَ سُرَّمَن رَأَى

قدس



قَادُوسٌ (pl. قَوَادِيسُ) An earthen or wooden pot of a water-wheel. (PU.)
ق د س: (الْقُدْسُ) بِسُكُونِ الدَّالِ وَضَمِّهَا الطُّهْرُ اسْمٌ وَمَصْدَرٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَنَّةِ: حَظِيرَةُ الْقُدْسِ. وَرُوحُ الْقُدُسِ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ (التَّقْدِيسُ) التَّطْهِيرُ. وَ (تَقَدَّسَ) تَطَهَّرَ. وَالْأَرْضُ (الْمُقَدَّسَةُ) الْمُطَهَّرَةُ. وَبَيْتُ (الْمَقْدِسِ) يُشَدَّدُ وَــيُخَفَّفُ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (مَقْدِسِيٌّ) بِوَزْنِ مَجْلِسِيٍّ وَ (مُقَدَّسِيٌّ) بِوَزْنِ مُحَمَّدِيٍّ.
وَيُقَالُ إِنَّ (الْقَادِسِيَّةَ) دَعَا لَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْقُدْسِ وَأَنْ تَكُونَ مَحَلَّةَ الْحَاجِّ. وَ (قُدُّوسٌ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ فُعُّولٌ مِنَ (الْقُدْسِ) وَهُوَ الطَّهَارَةُ. وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: (قَدُّوسٌ) وَسَبُّوحٌ بِفَتْحِ أَوَائِلِهِمَا وَقَدْ سَبَقَ فِي ذ ر ح. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى فُعُّولٍ فَهُوَ مَفْتُوحُ الْأَوَّلِ مِثْلُ سَفُّودٍ وَكَلُّوبٍ وَسَمُّورٍ وَشَبُّوطٍ وَتَنُّورٍ إِلَّا السُّبُّوحَ وَالْقُدُّوسَ فَإِنَّ الضَّمَّ فِيهِمَا أَكْثَرُ وَقَدْ يُفْتَحَانِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الذُّرُّوحُ بِالضَّمِّ وَقَدْ يُفْتَحُ. 

خفف

(خفف) الشَّيْء جعله خَفِيفا وَيُقَال خفف الثَّوْب رقق نسجه وخفف مَا بِهِ هونه لَهُ وورح عَنهُ وخفف عَنهُ أَزَال عَنهُ مشقة
(خ ف ف) : (فِي الْحَدِيثِ) «لَا سَبْقَ إلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» يَعْنِي الْإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَقَوْلُهُ يُحْمَى مِنْ الْأَرَاكِ مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ يَعْنِي أَنَّ الْإِبِلَ تَأْكُل مُنْتَهَى رُءُوسِهَا وَيَحْمِي مَا فَوْقَهَا.
خ ف ف: (الْخُفُّ) وَاحِدُ (أَخْفَافِ) الْبَعِيرِ وَهُوَ أَيْضًا وَاحِدُ (الْخِفَافِ) الَّتِي تُلْبَسُ. وَ (التَّخْفِيفُ) ضِدُّ التَّثْقِيلِ وَ (اسْتَخَفَّهُ) ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ. وَ (اسْتَخَفَّ) بِهِ أَهَانَهُ. وَ (خَفَّ) الشَّيْءُ يَخِفُّ بِالْكَسْرِ (خِفَّةً) صَارَ (خَفِيفًا) . وَ (أَخَفَّ) الرَّجُلُ خَفَّتْ حَالُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُودًا لَا يَجُوزُهَا إِلَّا الْمُخِفُّ» . 
خفف قَالَ أَبُو عبيد: وَجهه عِنْدِي أَنه يُرِيد بذلك فِي السُّجُود يَقُول: لَا تُرْسِل نَفْسك على الأَرْض إرْسَالًا ثقيلا فيؤثر فِي جَبْهَتِك أثر السُّجُود [وَيبين ذَلِك حَدِيث مُجَاهِد أَن حبيب بن أبي ثَابت سَأَلَهُ فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن يُؤثر السُّجُود فِي جبهتي فَقَالَ: إِذا سجدت فتَخافَّ. يَعْنِي خَفِّف نَفسك وجبهتك على الأَرْض. وَبَعض النَّاس يَقُول: فتجافّ وَالْمَحْفُوظ عِنْدِي بِالْخَاءِ من التَّخْفِيف] .

خفف


خَفَّ(n. ac. خَفّ
خَفَّة
خِفَّة)
a. Was light; was nimble, active.
b. Was lightly esteemed, of little account
unimportant.
c. Became lighter; diminished, decreased.
d.(n. ac. خُفُوْف) ['Ila], Hastened towards.
خَفَّفَأَخْفَفَa. Rendered light, lightened; alleviated, eased
relieved.

تَخَفَّفَa. Put on, wore boots.

تَخَاْفَفَa. Was lightened; was alleviated, eased, relieved.

إِسْتَخْفَفَa. Considered light, easy.
b. [Bi], Made light of, despised.
خِفّa. Light.
b. Small number; a few.

خِفَّةa. Lightness.
b. Levity, inconstancy, instability.
c. Slightness; unimportance; insignificance.

خُفّ
(pl.
خِفَاْف
أَخْفَاْف)
a. Boot, shoe.
b. (pl.
أَخْفَاْف), Hoof (camel); foot ( astrich).
خُفَاْفa. see 25
خَفِيْف
(pl.
خِفَاْف أَخْفَاْف
أَخْفِفَآءُ)
a. Light.
b. Frivolous, giddy.
c. Active, nimble, sprightly.
d. Unimportant, of little consequence
insignificant.

خُفُوْفa. Nimbleness, quickness, agility.

خَفَّاْفa. Boot-maker.
خ ف ف

خف الشيء خفة، فهو خفيف وخفاف وخف. وخف الميزان: شال. وشيء خف: خفيف المحمل. وخففه، وخفف عنه. واستخفه: استفزه. و" خفوا على الأرض " يعني في السجود حتى لا يؤثر الاعتماد بالجبهة. " وإذا سجدت فتخاف " وتخففوا تلحقوا. وكأنهم ليوث خفان، وهي أجمة في سواد الكوفة. وسمعت خفخفة الكلاب وهي صوت أكلها.

ومن المجاز: خفت حاله ورقت. وأخف فلان: صار خفيف الحال. وأقبل فلان مخفاً. وفاز المخفون. وفي الحديث: " إن بين أيدينا عقبة كؤداص لا يجوزها إلا المخف " وخف القوم عن أوطانهم خفوفاً. وهو خفيفالعارضين. وهو خفيف، وفيه خفة وطيش. وخفيف الروح: طريف. وخفيف القلب: ذكيّ. وخف فلان على الملك إذا قبله واستأنس به. وغلام خف: جلد. وخف فلان في عمله وفي خدمته. وخف فلان لفلان: أطاعه. وخفت الأتن للفحل: ذلت له وانقادت. واستخفه الهم والفزع، واستخف به: استهان به. وماله خف ولا حافر ولا ظلف. وجاءت الإبل على خف واحد، وعلى وظيف واحد إذا نبع بعضها بعضاً كالقطار. ووقعن في خف من الأرض وهو أطول من النعل.
[خفف] الخُفُّ: واحد أَخْفافِ البعير. والخُفُّ: واحد الخِفافِ التي تُلْبَسُ. والخُفُّ في الأرض: أغلظُ من النعل. وأما قول الراجز: يحمل في سحق من الخفاف تواديا سوين من خلاف فإنما يريد به كنفا اتخذ من ساق خف. والخف بالكسر: الخفيف، قال امرؤ القيس: يَزِلُّ الغلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه ويُلْوي بأثوابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ ويقال أيضاً: خرجَ فلانٌ في خِفٍّ من أصحابه، أي في جماعة قليلة. والتخفيف: ضد التثقيل. واسْتَخَفَّهُ: خلاف استثقله. واسْتَخَفَّ به: أهانه. ورجلٌ خَفيفٌ وخُفافٌ بالضم. وخفاف بن ندبة السلمى: أحد غربان العرب. وخف الشئ يخف خفة : صار خَفيفاً. وخَفَّ القوم خُفوفاً، أي قَلُّوا. وقد خَفَّتْ زحمتهم. وخَفَّ له في الخدمة يَخِفُّ خِفَّةً. وأَخَفَّ الرجلُ، أي خَفَّتْ حاله. وفى الحديث: إن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجوزها إلا المخف. وأخف القوم، إذا كانت دوابهم خفافا، عن أبى زيد. وخفان: موضع، وهو مأسدة، ومنه قول الشاعر: شرنبث أطراف البنان ضبارم هصور له في غيل خفان أشبل
خ ف ف : خَفَّ الشَّيْءُ خَفًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَخِفَّةً ضِدُّ ثَقُلَ فَهُوَ خَفِيفٌ وَخَفَّفْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُهُ كَذَلِكَ وَخَفَّ الرَّجُلُ طَاشَ وَخَفَّ إلَى الْعَدُوِّ خُفُوفًا أَسْرَعَ وَشَيْءٌ خِفٌّ بِالْكَسْرِ أَيْ خَفِيفٌ وَاسْتَخَفَّ الرَّجُلُ بِحَقِّي اسْتَهَانَ بِهِ وَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ حَمَلَهُمْ عَلَى الْخِفَّةِ
وَالْجَهْلِ وَأَخَفَّ هُوَ بِالْأَلِفِ إذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يُثْقِلُهُ.

وَخُفَافٌ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ وَبَنُو خُفَافٍ قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ.

وَالْخُفُّ الْمَلْبُوسُ جَمْعُهُ خِفَافٌ مِثْلُ: كِتَابٍ.

وَخُفُّ الْبَعِيرِ جَمْعُهُ أَخْفَافٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَفِي حَدِيثٍ «يُحْمَى مِنْ الْأَرَاكِ مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ» قَالَ فِي الْعُبَابِ الْمُرَادُ مَسَانُّ الْإِبِلِ وَالْمَعْنَى لَا يُحْمَى مَا قَرُبَ مِنْ الْمَرْعَى بَلْ يُتْرَكُ لِلْمَسَانِّ وَالضِّعَافِ الَّتِي لَا تَقْوَى عَلَى الْإِمَّعَانِ فِي طَلَبِ الْمَرْعَى رِفْقًا بِأَرْبَابِهَا قَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا مِثْلُ: قَوْلِهِمْ أَخَذَتْهُ سُيُوفُنَا وَرِمَاحُنَا وَالسُّيُوفُ لَا تَأْخُذُ بَلْ الْمَعْنَى أَخَذْنَاهُ بِقُوَّتِنَا مُسْتَعِينِينَ بِسُيُوفِنَا وَكَذَلِكَ مَا لَمْ تَصِلْ إلَيْهِ الْإِبِلُ مُسْتَعِينَةً بِأَخْفَافِهَا فَأَبَاحَ مَا تَصِل إلَيْهِ عَلَى قُرْبٍ وَأَجَازَ أَنْ يُحْمَى مَا سِوَاهُ. 
[خفف] نه فيه: أن بين أيدينا عقبة كؤدا لا يجوزها إلا "المخف" أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خفت حاله ودابته وإذا كان قليل الثقل، يزيد به المخف من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها. ومنه ح: نجا "المخفون". وح على لما استخلف في غزوة قال: يا رسول الله! يزعم المنافقون أنك استثقلتنيو"تخففت" مني، أي طلبت الخفة بترك استصحابي معك. وفي ح ابن مسعود: أنه كان "خفيف" ذات اليد، أي فقيرًا قليل المال والحظ من الدنيا، ويجمع الخفيف على أخفاف. ومنه ح: خرج شبان أصحابه و"أخفافهم" حُسرا، وهم من لا متاع معهم ولا سلاح، ويروى: خفافهم، وأخفاؤهم، وهما جمعًا خفيف أيضًا.: أخفاء جمع خف بكسر معجمة. ن: وهم المسارعون المستعجلون، وروى: جفاء - بضم جيم وبمد، والمراد من خرج معهم من أهل مكة للغنيمة. نه وفي ح خطبة مرضه عليه السلام: قد دنا مني "خفوف" من بين أظهركم، أي حركة وقرب ارتحال يريد الإنذار بموته صلى الله عليه وسلم. ومنه ح: قد كان منى "خفوف" أي عجلة وسرعة سير. وح: لما ذكر له قتل أبي جهل "استخفه" الفرح، أي تحرك لذل وخف وأصله السرعة. ومنه قول عبد الملك: لا تغتابن عندي الرعية فإني "لا يخفني" أي لا يحملني على الخفة فأغضب لذلك. وفيه: كان إذا بعث الخراص قال: "خففوا" الخرص فإن في المال العرية والوصية، أي لا تستقصوا عليهم فيه فإنهم يطعمون منها ويوصون. وفيه: "خففوا" على الأرض، وروى: خفوا، أي لا ترسلوا أنفسكم في السجود إرسالًا ثقيلًا فيؤثر في جباهكم. ومنه ح: إذا سجدت "فتخاف" أي ضع جبهتك على الأرض وضعًا خفيفًا، ويروى بجيم وقد مر. وفيه: لا سبق إلا في "خف" أو نصل أو حافر، أراد بالخف الإبل، أي في ذي خف وذي نصل وذي حافر، والخف للبعير كالحافر للفرس. ومنه: نهى عن حمى الأراك إلا ما لم تنله "أخفاف" الإبل، جمع خُف الجمل المسن، وقد مر في يحمي. وفيه: غليظة "الخف" استعار خف البعير لقدم الإنسان. ط: "خفف" على داود القرآن، أي القراءة فيقرأ القرآن أي الزبور قبل أن يسرج، وهو يدل على طي الزمان كما يطوي المكان، ولا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الإلهي، ويتم في قرأ. ك: وضوء "خفيفًا" أي مرة مرة، أو باستعمال الماء بخلاف عادته. وفيه: "يخففــه" عمرو بالغسل الخفيف مع الإسباغ ويقلله بالاقتصار مرة. وفي ح عائشة: إذا أعجبك حسن عمل امريء فقل: اعملوا فسيرى الله عملكم و"لا يستخفنك" أحد بأن تزكي عمله بالمعجل بل تفوض الأمر إلى الله ورسوله. مق: أي لا تتحرك لما رأيت منه ولا تغتر به، وأصل اللسرعة. زر: أي لا يستخفنك بعلمه فتن به الخير حتى تراه عاملًا على شرع الله ورسوله. وكان يحب ما "يخفف" عنهم، روى مبنيا للفاعل والمفعول، وخفف بالماضي، وكلها من التفعيل. ن: "أخف" الحدود- بالنصب، أي أجلده كأخف الحدود. وفيه: في "خفة" الطير وأحلام السباع، أي يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير وفي ظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع. غ: "لا يستخفنك" أي لا يستجهلنك. و""فاستخف" قومه" حملهم على الخفة والجهل. وأخف أغضب حتى حمل على الخفة و"تستخفونها" يخف عليكم حملها. مد: "حملت حملًا "خفيفًا" أي خف عليها ولم تلق كربا كما تلقى بعض الحبالى من الكرب. وح: يسمع بكاء الصبي "فيخف" يجيء في فتنة.
خفف
الخف: واحد أخفاف البعير. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا سبق غلا في خف أو حافر أو نصل، أراد: في ذي خف. وفي حديثه الأخر: تستن عليه بقوائمها وأخفافها، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ق ر ر. قال الراعي:
لها أمْرُها حتّى إذا ما تَبَوَّأتْ ... بأخْفَافِها مَأوىً تَبَوَّأ مَضْجَعا
والخف - أيضاً -: واحد الخفاف التي تلبس.
والخف من الأرض: أغلظ من النعل.
وإما قوله:
يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفَافِ ... تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِلافِ
فأنه يريد به كنفاً اتخذ من ساق خف.
وقولهم: رجع بخفي حنين. قال أبو عبيد: اصله أن حنيناً كان إسكافاً من أهل الحيرة؛ فساومه أعرابي بخفين حتى أغضبه؛ فأراد غيظ العرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق؛ ثم ألقى الأخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الأخر لأخذته؛ ومضى فلما انتهى إلى الأخر ندم على تركه الول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلاً. يضرب عند الياس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمر أن فقال: يا عم أنا أبن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع فقيل: رجع حنين بخفيه.
والخف - بالكسر -: الخفيف، قال امرؤ القيس:
يَزلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِهِ ... ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ
ويقال - أيضاً -: خرج فلان في خف من أصحابه: أي في جماعة قليلة.
وخفاف بن ندبة - وهي أمه -؛ وهو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد، وخفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري - رضي الله عنهم -: لهما صحبة، وأبن ندبة له شعر، وهو أحد غربان العرب.
ورجل خفاف وخفيف: بمعنى، كطوال وطويل، قال أبو النجم:
وقد جَعَلْنا في وَضِيْنِ الأحبُلِ ... جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ
أي: قلبه خفيف وبدنه ثقيل.
وخف الشيء يخف خفة: صار خفيفاً، ومنه قول عطاء بن أبى رباح: خفوا على الأرض. قال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد ذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالاً فيؤثر في جبهتك أثر السجود.
وخفان: مأسدة قرب الكوفة، وأنشدوا:
شَرَنْبَثُ أطْرَافِ البَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصْرٌ له في غِيْلِ خَفّانَ أشْبُلُ
وأنشد الليث:
تَحِنُّ إلى الدَّهْنى بخَفّانَ ناقَتي ... وأيْنَ الهَوَى من صَضوْتِها المُتَرَنِّمِ
والخفان: الكبريت. وقال الليث: الخفانة: النعامة السريعة. وكذلك أبن عباد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. وخفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته، قال الراعي:
نَفَى بالعِرَاكِ حَوَالِيَّها ... فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ
وقال أبن دريد: خفت الضبع تخف خفاً - بالفتح -: إذا صاحت. وقال أبن عباد: خفوف - مثال سفود -: الضبع.
وخف القوم: أي ارتحلوا مسرعين، قال الخطل:
خَفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا ... وأزعَجَتْهُمْ نَوىً في صَرْفِها غِيَرُ
والخفيف: جنس من العروض مبني على " فاعلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ " ست مرات.
وامرأة خفخافة: أي كأنَّ صوتها يخرج من منخريها.
وقال المفضل: الخفوف: الطائر الذي يقال له الميساق؛ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار.
وضبعان خفاخف: كثير الصوت.
وأخف الرجل: خفت حاله.
وقال أبو زيد: أخف القوم: إذا كانت دوابهم خفافاً.
وقول أبي الدرداء - رضي الله عنه -: إن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يقطعها إلا المخفف. هو من قولهم: أخف الرجل إذا خفت حاله ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره.
وعن مالك بن دينار: أنه وقع الحريق في دار كان فيها فاشتغل الناس بنقل المتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه ووثب؛ فجاوز الحريق وقال: فاز المخفون ورب الكعبة.
ويقال: أقبل فلان مخفاً.
وأخفه - أيضاً -: أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول عبد الملك بن مروان لبعض جلسائه: لا تغتابن عندي الرعية فانه لا يخفني.
والتخفيف: ضد التثقيل، قال الله تعالى:) ذلكَ تَخْفيفٌ من رَبِّكُم ورَحْمَةٌ (.
وتخفف: لبس الخف.
وقول علي - رضي الله عنه -: يا رسول الله يزعم المنافقون انك استثقلني وتخففت مني. قالها حين استخلفه في أهله ولم يمض به إلى غزوة تبوك، فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى: أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي.
وقال أبن دريد: الخفخفة: صوت الضبع. وقال غيره: خفخفة الكلاب: أصواتها عند الكل.
وقال أبن الأعرابي: خفخف: إذا حرك قميصه الجديد فسمعت له خفخفة أي صوت.
والاستخفاف: ضد الاستثقال.
وقوله تعالى:) ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون (أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله:) فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه (أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب.
واستخفه الطرب: إذا أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول أبن مسعود - رضي الله عنه -: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني قتلت أبا جهل، فاستخفه الفرح وقال: أرنيه.
وقوله تعالى:) تَسْتَخِفُّوْنَها يَوْمَ ظَعْنِكم (أي يخف عليكم حملها.
والتخاف: ضد التثاقل، ومنه حديث مجاهد - وسأله حبيب بن أبي ثابت فقال: أني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي - فقال: إذا سجدت فتخاف: أي ضع جبهتك على الأرض وضعاً خفيفاً من غير اعتماد. قال أبو عبيد: وبعض الناس يقول: فتجاف، والمحفوظ عندي بالخاء.
والتركيب يدل على شيء يخالف الثقل والرزانة.
خفف
خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ خَفَفْتُ، يَخِفّ، اخفِفْ/ خِفَّ، خِفَّةً وخَفًّا، فهو خِفّ وخَفيف، والمفعول مخفوف إليه
• خفَّ الشَّيءُ: قلّ وزنه، عكس ثَقُل " {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}: حبطت أعماله، كناية عن قلّة أعماله الصالحة- {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا}: هيِّنًا، يعني أوّل الحَمْل" ° ما خفّ حَمْله وغلا ثمنُه: قليل الوزن غالي الثَّمن.
• خفَّ الألمُ/ خفَّ المطرُ: نقص وقلّت حدَّتُه "خفّ الحمَاسُ: فتر وضعف"? خفَّتْ حالُه: صار فقيرًا.

• خفَّ اللَّونُ: بهِت وضعُف.
• خفَّ الشَّخصُ/ خفَّ عقلُه: طاش وحمُق.
• خفَّ المريضُ: شُفِي من المرض "خَفَّ الجرحُ".
• خفَّ إلى مساعدته/ خفَّ لمساعدته: أسرع ونشط لها، أسرع وبادر إليها "خفّ إلى تهنئته- خَفّ إلى العَدُوّ/ لقاء الضيوف".
• خفَّ على القلوب: أَنِسَت به وأحبَّته.
• خفَّ عن المكان: ارتحل مسرعًا.
• خفَّ في عَدْوِه: أسرع فيه.
• خفَّ للرَّجل: أطاعه. 

خفَّ2 يَخِفّ، اخفِفْ/ خِفَّ، خُفُوفًا، فهو خفيف
• خفَّ الجمعُ: قلَّ "خفَّ جمهورُ النَّاس بعد انتهاء الاجتماع". 

أخفَّ يُخفّ، أخْفِفْ/ أخِفَّ، إخفافًا، فهو مُخِفّ، والمفعول مُخَفّ (للمتعدِّي)
• أخفَّ الرَّجلُ: قلَّل متاعُه في السفر "إن كنت مُسافرًا بالطائرة فأخففْ؛ لأنّ الوزن مُحدَّد".
• أخفَّ صديقَه:
1 - أَذْهب حِلْمَه وحمله على الطيش، جعله خفيفًا.
2 - وجده خفيفًا طائشًا. 

استخفَّ/ استخفَّ بـ يستخفّ، اسْتَخْفِف/ استَخِفَّ، استخفافًا، فهو مُسْتَخِفّ، والمفعول مستخَفّ
• استخفَّ الشَّخصَ: أَخَفَّه، حمله على الخِفّة والطَّيش "حامل الهوى تعبُ ... يستخفُّه الطربُ- {وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ} ".
• استخفَّ الشَّيءَ: عدَّه أو وجده خفيفًا " {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} ".
• استخفَّ فلانًا/ استخفَّ بفلان: هزِئ واستهان به، أهانه، تجاهله وعامله بازدراء، أهمله "استخف بمواهِبه/ بالدور الذي لَعبَه/ بالقوانين/ بالفكرة/ بعقول الجماهير- {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}: استجهلهم واستهان بهم". 

تخفَّفَ/ تخفَّفَ من يتخفَّف، تخفُّفًا، فهو متخفِّف، والمفعول متخفَّف (للمتعدِّي)
• تخفَّف الحِمْلُ: صار خفيفًا.
• تخفَّف الخُفَّ: لبسه.
• تخفَّف من الحِمْل: أزال بعضَه ليَقِلّ ثِقَلُه "تخفَّف من ثيابه لشدَّة الحرّ". 

خفَّفَ/ خفَّفَ عن/ خفَّفَ من يُخفِّف، تخفيفًا، فهو مخفِّف، والمفعول مخفَّف
• خَفَّف الوزنَ/ خَفَّف من الوزن: قلَّل منه، جعله خفيفًا "خفّف الجزية/ السرعةَ- خَفَّف آلامَ/ من آلام المصابين: قلَّل من حِدَّتها" ° محلول مخفَّف: محلول خُلط به سائل آخر لتقليل كثافته.
• خفَّف المريضَ: عالجه حتى شفاه الله من مرضه.
• خفَّف الثَّوبَ: جعله رقيقًا.
• خفَّف ما بصديقه/ خفَّف عن صديقه: هَوّنَه عليه وبسَّطه، أزال عنه مشقَّة، روَّح عنه " {الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا}: يسَّر وقلَّل"? خَفِّف عنك/ خَفِّف من حُزنك: هَوِّن عليك.
• خفَّف الحرفَ: سكَّنه، ضدّ شدَّده. 

أخفُّ [مفرد]: اسم تفضيل من خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ: أقلّ وزنًا ° أخفّ الضَّرَرَيْن: أهونهما، أقلُّهما شرًّا- أخفُّ رأسًا من الذِّئب: خفيف النوم، يَقِظ- أخفّ من الفراشة/ أخفّ من الرِّيشة: خفيف الوزن. 

تخفيف [مفرد]:
1 - مصدر خفَّفَ/ خفَّفَ عن/ خفَّفَ من ° تخفيف حِدَّة التَّوتُّر: العمل على الحدِّ منه.
2 - (نح، جد) تخفُّف في النُّطق بالهمزة، وذلك بسقوطها، أو بإبدالها ألفًا أو واوًا أو ياءً، أو بالنُّطق بها بين بين.
3 - (كم) تقليل درجة التَّركيز لمحلول ما بإضافة كمية من المذيب.
• ظروف التَّخفيف: (قن) ملابسات تستدعي تخفيف الحكم على المتهم. 

تخفيفيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تخفيف.
• أسباب تخفيفيَّة/ ظروف تخفيفيَّة: (فن) ملابسات
 تستدعي تخفيف حكم على متَّهم، أو عقوبات مفروضة على دولة. 

خَفّ [مفرد]: مصدر خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ. 

خُفّ [مفرد]: ج أخفاف وخِفاف: ما يُلبس في الرِّجل من جلد رقيق، نوعٌ من الأحذية، حذاء خفيف ليس له كعب يمكن ارتداؤه ونزعه بسهولة وعادة ما يُلبس داخل البيت "مسح على خُفَّيْه في الوضوء- رجع بخُفَّيْ حُنَيْن [مثل]: يُضرب لمن عجز عن تحقيق حاجته ورجع خائبًا".
• خُفّ البعير: ما يقابل القدم عند الإنسان والحافر عند الفرس. 

خِفّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ. 

خِفَّة [مفرد]: مصدر خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ ° خِفَّة الدَّم/ خِفَّة الرُّوح/ خِفَّة الظِّلّ: لطف، رقة، تعبير يقال لمن له نفس مَرِحة- خِفَّة العقل: الطّيش- خِفَّة اليَد: مهارة يدويّة في تنفيذ الخدَع والحِيَل بسرعة لا يمكن ملاحظتها، مهارتها في العمل. 

خُفوف [مفرد]: مصدر خفَّ2. 

خَفيف [مفرد]: ج أخِفّاء وخِفاف، مؤ خَفيفة، ج مؤ خَفيفات وخِفاف:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ وخفَّ2 ° خفيف الحركة: نشيط، سريع، رشيق- خفيف الدَّم/ خفيف الظِّلّ: ظريف، لطيف- خفيف الرُّوح: لطيف، مَرِح، رقيق العشرة- خفيف السَّمع: سريع السمع- خفيف الظَّهْر/ خفيف الرِّداء: قليل العيال- خفيف العارضين: قليل شعر الوجه- خفيف العقل: أحمق، طائش- خفيف النَّوم: سريع التيقظ- خفيف اليَد: سريع في العمل، ماهر في السرقة، لصّ، نشّال- خفيف ذات اليَد: فقير، قليل المال.
2 - سريع في عمله أو سَيْره.
3 - أحمق طائش.
• الخفيف: (عر) أحد بحور الشِّعر العربيّ، ووزنه: (فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ) في كلِّ شطر.
• السَّبب الخَفيف: (عر) ما تركّب من حركة وسكون. 

مُخفِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خفَّفَ/ خفَّفَ عن/ خفَّفَ من.
2 - (كم) مادة تقلِّل تركيز محلول عند إضافتها إليه. 

خفف: الخَفَّةُ والخِفّةُ: ضِدُّ الثِّقَلِ والرُّجُوحِ، يكون في الجسم

والعقلِ والعملِ. خفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً: صار خَفِيفاً، فهو

خَفِيفٌ وخُفافٌ، بالضم وقيل: الخَفِيفُ في الجسم، والخُفاف في التَّوَقُّد

والذكاء، وجمعها خِفافٌ. وقوله عز وجل: انفروا خِفافاً وثقالاً؛ قال الزجاج

أَي مُوسرين أَو مُعْسِرين، وقيل: خَفَّتْ عليكم الحركة أَو ثَقُلَت،

وقيل: رُكباناً ومُشاة، وقيل: شُبَّاناً وشيوخاً.

والخِفُّ: كل شيء خَفَّ مَحْمَلُه. والخِفُّ، بالكسر: الخفِيف. وشيءٌ

خِفٌّ: خَفِيفٌ؛ قال امرؤ القيس:

يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه،

ويُلْوِي بأَثْوابِ العَنِيفِ الـمُثَقَّلِ

(* وفي رواية: يطير الغلامُ الخفُّ. وفي رواية أُخرى: يُزل الغلامَ

الخِفَّ.)

ويقال: خرج فلان في خِفٍّ من أَصحابه أَي في جماعة قليلة. وخِفُّ

الـمَتاعِ: خَفِيفُه. وخَفَّ المطر: نَقَص؛ قال الجعدي:

فَتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وارِمٌ

مِنْ رَبيعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ

(* قوله «فتمطى إلخ» في مادة زمخر، قال الجعدي: فتعالى زمخري وارم

مالت الاعراق منه واكتهل)

واسْتَخَفَّ فلان بحقي إذا اسْتَهانَ به، واسْتَخَفَّه الفرحُ إذا ارتاح

لأَمر. ابن سيده: استخفه الجَزَعُ والطَربُ خَفَّ لهما فاسْتَطار ولم

يثبُت. التهذيب: اسْتَخَفَّه الطَّرَب وأَخَفَّه إذا حمله على الخِفّة

وأَزال حِلْمَه؛ ومنه قول عبد الملك لبعض جُلسائه: لا تَغْتابَنَّ عندي

الرَّعِيّة فإنه لا يُخِفُّني؛ يقال: أَخَفَّني الشيءُ إذا أَغْضَبَك حتى حملك

على الطَّيْش، واسْتَخَفَّه: طَلَب خِفَّتَه. التهذيب: اسْتَخَفَّه فلان

إذا اسْتَجْهَله فحمله على اتِّباعه في غَيِّه، ومنه قوله تعالى: ولا

يَسْتَخفَّنَّكَ الذين لا يوقِنون؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: ولا

يَسْتَخِفَّنَّك، قال الزجاج: معناه لا يَسْتَفِزَّنَّك عن دينك أَي لا

يُخْرِجَنَّك الذين لا يُوقِنون لأَنهم ضُلاَّل شاكّون. التهذيب: ولا يستخفنك لا

يستفزنَّك ولا يَسْتَجْهِلَنَّك؛ ومنه: فاستخَفَّ قومَه فأَطاعوه أَي

حملهم على الخِفّة والجهل. يقال: استخفه عن رأْيه واستفزَّه عن رأْيه إذا

حمله على الجهل وأَزاله عما كان عليه من الصواب. واستخف به أَهانه.

وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه، لـمَّا استخلفه رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، في غزوة تَبُوكَ قال: يا رسول اللّه يَزْعم المنافقون أَنك

اسْتَثْقَلْتَني وتخَفَّفْتَ مني، قالها لما استخلفه في أَهله ولم يمضِ به

إلى تلك الغَزاةِ؛ معنى تخففت مني أَي طلبت الخفة بتخليفِك إياي وترك

اسْتصْحابي معك. وخَفَّ فلان لفلان إذا أَطاعه وانقاد له. وخَفَّتِ الأُتُنُ

لعَيرها إذا أَطاعَتْه؛ وقال الراعي يصف العَير وأُتُنه:

نَفَى بالعِراكِ حَوالِيَّها،

فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ

والخَذُوفُ: ولد الأتان إذا سَمِنَ. واسْتَخَفَّه: رآه خَفيفاً؛ ومنه

قول بعض النحويين: استخف الهمزة الأُولى فخففها أَي لم تثقل عليه فخفَّفها

لذلك. وقوله تعالى: تَسْتَخِفُّونها يوم ظَعْنِكم؛ أَي يَخِفُّ عليكم

حملها.

والنون الخفِيفة: خلاف الثقيلة ويكنى بذلك عن التنوين أَيضاً ويقال

الخَفِيّة.

وأَخَفَّ الرجلُ إذا كانت دوابُّه خفافاً. والـمُخِفُّ: القليلُ المالِ

الخفيف الحال. وفي حديث ابن مسعود: أَنه كان خَفِيفَ ذات اليد أَي فقيراً

قليل المال والحظِّ من الدنيا، ويجمع الخَفِيفُ على أَخفافٍ؛ ومنه

الحديث: خرج شُبّانُ أَصحابه وأَخْفافُهم حُسَّراً؛ وهم الذين لا مَتاع لهم

ولا سِلاح، ويروى: خِفافُهم وأَخِفّاؤهم، وهما جمع خَفِيف أَيضاً. الليث:

الخِفّةُ خِفَّةُ الوَزْنِ وخِفّةُ الحالِ. وخفة الرَّجل: طَيْشُه

وخِفَّتُه في عمله، والفعل من ذلك كلِّه خَفَّ يَخِفُّ خِفَّة، فهو خفيف، فإذا

كان خَفيفَ القلب مُتَوَقِّداً، فهو خُفافٌ؛ وأَنشد:

جَوْزٌ خُفافٌ قَلْبُه مُثَقَّلُ

وخَفَّ القومُ خُفُوفاً أَي قَلُّوا؛ وقد خَفَّت زَحْمَتُهم. وخَفَّ له

في الخِدمةِ يَخِفُّ: خَدَمه. وأَخفَّ الرَّجل، فهو مُخِفٌ وخَفيف وخِفٌّ

أَي خَفَّت حالُه ورَقَّت وإذا كان قليل الثَّقَلِ. وفي الحديث: إنَّ

بين أَيدِينا عَقَبَةً كَؤُوداً لا يجوزها إلا الـمُخِفّ؛ يريد المخفَّ من

الذنوب وأَسبابِ الدنيا وعُلَقِها؛ ومنه الحديث أَيضاً: نَجا

المُخِفُّون. وأَخفَّ الرجلُ إذا كان قليل الثَّقَلِ في سفَره أَو

حَضَره.والتخفيفُ: ضدُّ التثقيل، واستخفَّه: خلاف اسْتَثْقَلَه. وفي الحديث:

كان إذا بعث الخُرَّاصَ قال: خَفِّفُوا الخَرْصَ فإنَّ في المال العرِيّة

والوصيّة أَي لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه فإنهم يُطعِمون منها ويُوصون. وفي

حديث عَطاء: خَفِّفُوا على الأَرض؛ وفي رواية: خِفُّوا أَي لا تُرْسِلوا

أَنفسكم في السجود إرْسالاً ثقيلاً فتؤثِّرُوا في جِباهِكم؛ أَراد

خِفُّوا في السجود؛ ومنه حديث مجاهد: إذا سجدتَ فتَخافَّ أَي ضَعْ جبهتك على

الأَرض وَضْعاً خفِيفاً، ويروى بالجيم، وهو مذكور في موضعه.

والخَفِيفُ: ضَرْبٌ من العروض، سمي بذلك لخِفَّته.

وخَفَّ القوم عن منزلهم خُفُوفاً: ارْتحَلُوا مسرعين، وقيل: ارتحلُوا

عنه فلم يَخُصُّوا السرعة؛ قال الأَخطل:

خَفَّ القَطِينُ فَراحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا

والخُفُوفُ: سُرعةُ السير من المنزل، يقال: حان الخُفُوفُ. وفي حديث

خطبته في مرضه: أَيها الناس إنه قد دَنا مني خُفوفٌ من بين أَظْهُرِكُمْ أَي

حركةٌ وقُرْبُ ارْتِحالٍ، يريد الإنذار بموته، صلى اللّه عليه وسلم. وفي

حديث ابن عمر: قد كان مني خفوفٌ أَي عَجَلَةٌ وسُرعة سير. وفي الحديث:

لما ذكر له قتلُ أَبي جهل استخفَّه الفَرَحُ أَي تحرك لذلك وخَفَّ، وأَصله

السرعةُ. ونَعامة خَفّانةٌ: سريعة.

والخُفُّ: خُفُّ البعير، وهو مَجْمَعُ فِرْسِن البعير والناقة، تقول

العرب: هذا خُفّ البعير وهذه فِرْسِنُه. وفي الحديث: لا سَبَق إلا في خُفٍّ

أَو نَصْلٍ أَو حافر، فالخُفُّ الإبل ههنا، والحافِرُ الخيلُ، والنصلُ

السهمُ الذي يُرمى به، ولا بدّ من حذف مضاف، أَي لا سَبَقَ إلا في ذي خفّ

أَو ذي حافِرٍ أَو ذي نَصْلٍ. الجوهري: الخُف واحد أَخْفافِ البعير وهو

للبعير كالحافر للفرس. ابن سيده: وقد يكون الخف للنعام، سَوَّوْا بينهما

للتَّشابُهِ، وخُفُّ الإنسانِ: ما أَصابَ الأَرضَ من باطن قَدَمِه، وقيل:

لا يكون الخف من الحيوان إلا للبعير والنعامة. وفي حديث المغيرة: غَلِيظة

الخفّ؛ استعار خف البعير لقدم الإنسان مجازاً، والخُفّ في الأَرض أَغلظ

من النَّعْل؛ وأَما قول الراجز:

يَحْمِلُ، في سَحْقٍ من الخِفافِ،

تَوادِياً سُوِّينَ من خِلافِ

فإنما يريد به كِنْفاً اتُّخِذَ من ساقِ خُفٍّ. والخُفُّ: الذي يُلْبَس،

والجمع من كل ذلك أَخْفافٌ وخِفافٌ. وتخَفَّفَ خُفّاً: لَبِسه. وجاءت

الإبلُ على خُفّ واحد إذا تبع بعضها بعضاً كأَنها قِطارٌ، كلُّ بعير رأْسُه

على ذنب صاحبه، مقطورةً كانت أَو غير مقطورة. وأَخَفَّ الرجلَ: ذكر

قبيحه وعابَه.

وخَفّانُ: موضع أَشِبُ الغِياضِ كثير الأُسد؛ قال الأَعشى:

وما مُخْدِرٌ وَرْدٌ عليه مَهابةٌ،

أَبو أَشْبُلٍ أَضْحى بخَفّانَ حارِدا

وقال الجوهري: هو مأْسَدة؛ ومنه قول الشاعر:

شَرَنْبَث أَطْرافِ البَناننِ ضُبارِمٌ،

هَصُورٌ له في غِيلِ خَفّانَ أَشْبُلُ

والخُفّ: الجمَل الـمُسِنّ، وقيل: الضخْم؛ قال الراجز:

سأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا،

والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كيْ تَخِفّا

وفي الحديث: نهى عن حَمْيِ الأَراك إلا ما لم تَنَلْه أَخْفافُ الإبل

أََي ما لم تَبْلُغْه أَفواهُها بمشيها إليه.

وقال الأَصمعي: الخُف الجمل الـمُسِنُّ، وجمعه أَخفاف، أَي ما قَرُب من

الـمَرْعى لا يُحْمى بل يترك لـمَسانِّ الإبل وما في معناها من الضّعافِ

التي لا تَقْوى على الإمعان في طلَبِ الـمَرْعَى.

وخُفافٌ: اسم رجل، وهو خُفافُ بن نُدْبةَ السُّلمي أَحد غِرْبانِ العرب.

والخَفْخَفةُ: صوتُ الحُبارى والضَّبُعِ والخِنْزيرِ، وقد خَفْخَفَ؛ قال

جرير:

لَعَنَ الإلهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهم

ضُرِبوا بكلِّ مُخَفْخِفٍ حَنّان

وهو الخُفاخِفُ. والخَفْخَفةُ أَيضاً: صوتُ الثوب الجديد أَو الفَرْو

الجديد إذا لُبِس وحرَّكْتَه. ابن الأَعرابي: خَفْخَفَ إذا حرَّك قميصَه

الجديد فسمعت له خَفْخَفةً أَي صوتاً؛ قال الجوهري: ولا تكون الخَفْخَفةُ

إلا بعد الجَفْجَفةِ، والخَفْخَفة أَيضاً: صوت القرطاس إذا حرَّكْتَه

وقلَبته. وإنها لخَفْخافةُ الصوت أَي كأَن صوتها يخرج من أَنفها.

والخُفْخُوفُ: طائر؛ قال ابن دريد: ذكر ذلك عن أَبي الخَطاب الأَخفش،

قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحته، قال: ولا ذكره أَحد من أَصحابنا. المفضل:

الخُفْخُوفُ الطائر الذي يقال له المِيساقُ، وهو الذي يصفق بجناحيه إذا

طار.

(خفف) في صفة عبدِ الله بن مَسْعود، رضي الله عنه: "أَنَّه كان خَفِيفَ ذاتِ اليَدِ".
يقال: أَخفَّ فُلانٌ، إذا خَفَّت حالُه ودابَّتُه، وإذا كان قليل الثَّقَل فهو خِفٌّ وخَفِيفٌ، كحِبٍّ وحَبِيب.
- ومنه الحديث: "خَرَج شُبَّانُ أَصحابِه وأَخْفَافُهم حُسَّرًا"
الأَخْفاف: جمع الخِفّ، يَعنِي الذين لا سِلاحَ معهم ولا مَتاعَ.
- في حديث ابنِ عُمَر، رَضِي الله عنه: "قد كان مِنِّي خُفوفٌ"
: أي عَجَلَةٌ وسُرعَةُ سيرٍ إذا ارتحَلُوا، وهو من الخِفَّة أَيضًا.
- وفي الحديث: "لَمَّا ذُكِر له قَتلُ أَبِي جَهْل استَخَفَّه الفَرحُ"
: أي تحرَّك لذلك وخَفَّ له، وأَصلُه السُّرعة أَيضًا.
- في الحديث: "نَهَى عن حَمْيِ الأَراك إلَّا ما لم تَنلْه أَخفافُ الِإبل" . : أي ما كان كَلأً لها وتَصِل إليه.
وقال الأَصمَعِيُّ: الخُفُّ: الجَمَل المُسِنّ، أي ما قَرُب من المَرعَى لا يُحمَى. بل يُتْرك لمَسانِّ الِإبل وما في مَعْناها من الضِّعافِ التي لا تَقوَى على الِإمْعان في طَلَب المَرعَى، وأنشد:
* سأَلتُ زيدًا بعد بَكْرٍ خُفَّا * 
: أي جَمَلا مُسِنًّا.

هدي

هـ د ي

هو هادٍ من الهداة. وهداه للسبيل وإلى السبيل والسبيل هدايةً وهدًى. وهداه من الضلالة فاهتدى. وهدى هدي فلان: سار سيرته. وفي الحديث: " واهدو هديَ عمّار " وما أحسن هديه!، ورأى هديض أمره وهدية أمره: جهته. واستهديته فهداني. وهو لا يتهدّى لذلك، وتركه على مهيديته: على جهته وحالته التي كان عليها. وجاء يهادي بين اثنين ويتهادى.

ومن المجاز: هداه: تقدّمه كما يتقدّم الهادي المهديّ: وجاءت الخيل يهديها فرس أشقر. واقتنص هاديات البقر وهواديها: متقدّماتها. وضرب هاديته: عنقه. وأقبلت هوادي الخيل. وانتصب هادي الفلق. قال ذو الرمة:

حتى إذا ما جلا عن وجهه فلقٌ ... هاديه في أخريات الليل منتصب

وتوكأ على الهادية وهي العصا. وأصابه هادي السهم: نصله. قال ذو الرمة:

يمشي بزرقٍ هدت قضباً مصدّرة ... ملس المنون حداها الريش والعقب

ومنه: أهدى له وإليه هديّة لأنها تقدّم أمام الحاجة في مهدًى: في طبق. واستهدى صدّيقه. " وتهادوا تحابّوا " ورجل وامرأة مهداء. وفلان يهدّى للناس إذا كان كثير الهدايا. قال أبو خراش:

لقد علمت أم الأديبر أنني ... أقول لها هدّي ولا تذخري لحمى

وأهدى إلى الحرم هدياً وهديّاً: وهدى العروس إلى زوجها هداءً وأهداها إليه، لغة تميم هديتها بمعنى دللتها، ولغة قيس أهديتها: جعلتها هديّة.

هدي


هَدَى(n. ac. هَدْي
هِدْيَةهُدًى [ ]هِدَايَة [] )
a. Guided, directed, led aright.
b. [acc. & La
or
Ila], Guided, led, conducted to; presented, offered
brought to.
c. Was rightly guided; found his way.

هَدَّيَa. see I (b)
هَاْدَيَa. Made a present to.
b. Dined, eat with.
c. Swaggered; reeled.

أَهْدَيَa. see I (b)
تَهَدَّيَa. see I (c)
تَهَاْدَيَa. Made presents to each other.
b. Swaggered; reeled.

إِهْتَدَيَa. see I (b) (c).
c. [La], Reached, attained.
d. Outstripped.
e. see X (a)
إِسْتَهْدَيَa. Asked for guidance.
b. Asked for ( a gift ).
هَدْيa. Guidance, direction.
b. Way, manner, fashion; conduct, principles; character
disposition.
c. see 25 (b)
هَِدْيَة [هَدْيَة]
a. see 1 (b) & 25
(b).
هَدَاة []
a. Instrument.

هُدًىa. Enlightenment.
b. see 23t
أَهْدَى []
a. Better guide.

مِهْدًى []
a. Tray, salver.

هَادٍ ( pl.
reg. &
هُدَاة [] ).
a. Guide, leader, conductor, director.
b. Point, head.
c. (pl.
هَوَادٍ
[هَوَاْدِيُ]), Neck.
هَادِيَة [] ( pl.
reg. &
هَوَاْدِيُ)
a. fem. of
هَاْدِيb. Stick, staff, rod.
c. Reef, rock.

هِدَآء []
a. Weak, stupid.

هِدَايَة []
a. Guidance.
b. The right way; the way of salvation.

هَدِيّa. Bride.
b. Offering, sacrifice, victim.
c. Captive.

هَدِيَّة [] (pl.
هَدَايَا)
a. Gift, present.
b. see 25 (a) (b).
هَدُوّ []
a. see 21 (a)
هَوَادٍ []
a. Commencement, beginning.
b. Leading, foremost (camels).
مِهْدَآء []
a. Generous, liberal.

مَهْدِيّ [ N. P.
a. I], Guided, enlightened.
b. [art.], The Mahdi.
إِهْدَآء [ N.
Ac.
a. IV], Sacrifice, offering.

مُهْدَاة مَهْدِيَّة
a. Bride.

الهَادِيَات
a. The foremost animals of a herd.

مُهَيْدِيَة
a. State, condition.

هُدَيّا
a. The same thing.
b. The same way.

هُوَ عَلَى هُدًى
a. He is in the right way.

أُنْظُر هَُِدْيَةَ أَمْرِكَ
a. Consider the circumstances of your case.
(هـ د ي) : (الْهَدْيُ) السِّيرَةُ السَّوِيَّةُ (وَالْهُدَى) بِالضَّمِّ خِلَافُ الضَّلَالَةِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ " - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَاتِ فَإِنَّهَا مِنْ سُنَنِ الْهُدَى» وَرِوَايَةُ مَنْ رَوَى بِفَتْحِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الدَّالِ لَا تَحُسُّ (وَفِي) حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ اثْنَيْنِ» أَيْ يَمْشِي بَيْنَهُمَا مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا لِضَعْفِهِ (وَالْهَدْيُ) مَا يُهْدَى إلَى الْحَرَمِ مِنْ شَاةٍ أَوْ بَقَرَةٍ أَوْ بَعِيرٍ الْوَاحِدَةُ هَدْيَةٌ كَمَا يُقَالُ جَدْيٌ فِي جَدْيَةِ السَّرْجِ وَيُقَالُ (هَدِيٌّ) بِالتَّشْدِيدِ عَلَى فَعِيلٍ الْوَاحِدَةُ هَدِيَّةٌ كَمَطِيَّةٍ وَمَطِيٍّ وَمَطَايَا.
هدي
الهدية: ما أهديت من طريف ولطف، والجميع الهدايا، ولغة أهل المدينة: الهداوى. والمهدى: الطبق الذي تهدى عليه الهدايا. وفلان يهدي للناس: أي كثير الهدايا إليهم. والإهداء: أن تهدي شعراً في مدح أوهجاء. والهدي: العروس. والهداء: هداؤها إلى بيت زوجها. والهدي - يخفف ويثقل -: ما أهدى الإنسان إلى مكة من النعم. وكل ما يهديه من مال أومتاع فهو هدى، وجمعه هدي. والهدى: نقيض الضلالة. والدليل يهدي القوم.
وهديت لك: أي بينت لك. والهادي: العنق. والهادية: العصا. وغرة كل شهر: هاديتها. وكل شيء قاد شيئاً فهو هاديه. واهتدى الفرس الخيل: صار في أوائلها. ومنه هوادي الخيل، وهداها يهديها: تقدمها. والهداء: الجرل الضعيف البليد. والتهادي: مشي النساء والإبل الثقال في تمايل يميناً وشمالاً. ورجل هاد: وديع ساكن. وخذ في هديتك: أي فيما كنت فيه. وهو على مُهَيْدِيَتِهِ: أي حاله. وليس لهذا الأمر هدية ولا قبلة: أي وجه وقصد. وفعل به مهيدياتها وهدياها: أي مثلها.
هـ د ي : هَدَيْتُهُ الطَّرِيقَ أَهْدِيهِ هِدَايَةً هَذِهِ لُغَةُ الْحِجَازِ وَلُغَةُ غَيْرِهِمْ يَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ هَدَيْتُهُ إلَى الطَّرِيقِ وَلِلطَّرِيقِ وَهَدَاهُ اللَّهُ إلَى الْإِيمَانِ هُدًى وَالْهُدَى الْبَيَانُ وَاهْتَدَى إلَى الطَّرِيقِ وَهَدَيْتُ الْعَرُوسَ إلَى بَعْلِهَا هِدَاءً بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ فَهِيَ هَدِيٌّ وَهَدِيَّةٌ وَيُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَيُقَالُ هُدِيَتْ فَهِيَ مَهْدِيَّةٌ وَأَهْدَيْتُهَا بِالْأَلِفِ لُغَةُ قَيْسِ عَيْلَانَ فَهِيَ مُهْدَاةٌ.

وَالْهَدْيُ مَا يُهْدَى إلَى الْحَرَمِ مِنْ النَّعَمِ يُثَقَّلُ وَــيُخَفَّفُ الْوَاحِدَةُ هَدِيَّةٌ بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ أَيْضًا وَقِيلَ الْمُثَقَّلُ جَمْعُ الْمُخَفَّفِ وَأَهْدَيْتُ لِلرَّجُلِ كَذَا بِالْأَلِفِ بَعَثْتُ بِهِ إلَيْهِ إكْرَامًا فَهُوَ هَدِيَّةٌ بِالتَّثْقِيلِ لَا غَيْرُ وَأَهْدَيْتُ الْهَدْيَ إلَى الْحَرَمِ سُقْتُهُ وَتَهَادَى الْقَوْمُ أَهْدَى بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ وَالْهَدْيُ مِثَالُ فَلْسٍ السِّيرَةُ يُقَالُ مَا أَحْسَنَ هَدْيَهُ.

وَعَرَفَ هَدْيَ أَمْرِهِ أَيْ جِهَتَهُ وَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ اثْنَيْنِ مُهَادَاةً بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْ يَمْشِي بَيْنَهُمَا مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا لِضَعْفِهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَكُلُّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ فَهُوَ يُهَادِيهِ وَتَهَادَى تَهَادِيًا مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ إذَا مَشَى وَحْدَهُ مَشْيًا غَيْرَ قَوِيٍّ مُتَمَايِلًا وَقَدْ يُقَالُ تَهَادَى بَيْنَ اثْنَيْنِ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَمَعْنَاهُ يَعْتَمِدُ هُوَ عَلَيْهِمَا فِي مَشْيِهِ وَهَدَأَ الْقَوْمُ وَالصَّوْتُ يَهْدَأُ مَهْمُوزٌ بِفَتْحَتَيْنِ هُدُوءًا سَكَنَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهْدَأْتُهُ. 
هـ د ي: (الْهُدَى) الرَّشَادُ وَالدَّلَالَةُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. يُقَالُ: (هَدَاهُ) اللَّهُ لِلدِّينِ يَهْدِيهِ (هُدًى) . وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} [السجدة: 26] قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: مَعْنَاهُ أَوَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ. وَ (هَدَيْتُهُ) الطَّرِيقَ وَالْبَيْتَ (هِدَايَةً) عَرَّفْتُهُ هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ. وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: هَدَيْتُهُ إِلَى الطَّرِيقِ وَإِلَى الدَّارِ. قُلْتُ: قَدْ وَرَدَ (هَدَى) فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: مُعَدًّى بِنَفْسِهِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] وَقَوْلِهِ تَعَالَى -: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] . وَمُعَدًّى بِاللَّامِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف: 43] وَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} [يونس: 35] . وَمُعَدًّى بِإِلَى كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} . قَالَ: وَهَدَى وَ (اهْتَدَى) بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَهْتَدِي. وَ (الْهَدْيُ) مَا يُهْدَى إِلَى الْحَرَمِ مِنَ النَّعَمِ، يُقَالُ: مَا لِي هَدْيٌ إِنْ كَانَ كَذَا وَهُوَ يَمِينٌ. وَ (الْهَدِيُّ) أَيْضًا عَلَى فَعِيلٍ مِثْلُهُ. وَقُرِئَ: « {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196] » مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا وَالْوَاحِدَةُ (هَدْيَةٌ) وَ (هَدِيَّةٌ) . وَيُقَالُ: مَا أَحْسَنَ (هَدْيَتَهُ) بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِهَا أَيْ سِيرَتَهُ وَالْجَمْعُ (هَدْيٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ. وَيُقَالُ: هَدَى هَدْيَ فُلَانٍ أَيْ سَارَ سِيرَتَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَاهْدُوا هَدْيَ عَمَّارٍ» ، وَ (الْهَادِي) الْعُنُقُ. وَ (الْهَدِيَّةُ) وَاحِدَةُ (الْهَدَايَا) يُقَالُ: (أَهْدَى) لَهُ وَإِلَيْهِ. وَ (الْتَهَادِي) أَنْ يُهْدِيَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» . 
الْهَاء وَالدَّال وَالْيَاء

الهُدَى: ضد الضَّلال، أُنْثَى، وَقد حكى فِيهَا التَّذْكِير. قَالَ اللحياني: الهُدَى مُذَكّر. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: بعض بني أَسد يؤنثه، يَقُول: هَذِه هُدىً مُسْتَقِيمَة، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَوْله: عز وَجل: (قُلْ إنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى) أَي الصِّرَاط الَّذِي دَعَا إِلَيْهِ هُوَ طَرِيق الْحق، وَقَوله: (إنَّ عَلَيْنا لَلْهُدَى) أَي إِن علينا أَن نبين طَرِيق الهُدَى من طَرِيق الضَّلال، وَقد هَداه هُدىً، وهَدْياً، وهِدايَةً، وهِدْيَةً، وهَداهُ للدّين هُدىً، وَقَوله عز وَجل: (الَّذي أعْطَى كُلَّ شيءٍ خَلْقَه ثمَّ هَدَى) مَعْنَاهُ: خلق كل شَيْء على الْهَيْئَة الَّتِي بهَا ينْتَفع وَالَّتِي هِيَ أصلح الْخلق لَهُ، ثمَّ هداه لمعيشته، وَقيل: ثمَّ هداه لموْضِع مَا يكون مِنْهُ الْوَلَد، وَالْأول أبين.

وَقد تَهَدَّى إِلَى الشَّيْء، واهتدَى.

وَقَوله تَعَالَى: (ويَزيدُ اللهُ الَّذِينَ اهتَدَوْا هُدىً) قيل: بالناسخ والمنسوخ، وَقيل: بِأَن يَجْعَل جزاءهم أَن يزيدهم فِي يقينهم هُدىً، كَمَا أضلّ الْفَاسِق بِفِسْقِهِ، وَوضع الهُدَى مَوضِع الاهتداء.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ تَابَ من ذَنبه، وآمن بربه ثمَّ اهتدَى، أَي أَقَامَ على الْأَيْمَان.

وَقَوله تَعَالَى: (أَمَّنْ لَا يَهدِّي) بالتقاء الساكنين فِيمَن قَرَأَ بِهِ، فَإِن ابْن جني قَالَ: لَا يَخْلُو من أحد أَمريْن، إِمَّا أَن تكون الْهَاء مسكنة الْبَتَّةَ، فَتكون الْهَاء من يَهْتَدِي مختلسة الْحَرَكَة، وَإِمَّا أَن تكون الدَّال مُشَدّدَة فَتكون الْهَاء مَفْتُوحَة بحركة التَّاء المنقولة أليها، أَو مَكْسُورَة لسكونها وَسُكُون الدَّال الأولى، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إنْ مَضَى الحَوْلُ ولمْ آتِكُمُ ... بِعَنَاجٍ تَهتَدِي أحْوَى طِمِرّْ

فقد يجوز أَن يُرِيد: تهتدي بأحوى، ثمَّ حذف الْحَرْف وأوصل الْفِعْل، وَقد يجوز أَن يكون معنى تهتدي هُنَا تطلب أَن يَهْدِيَها، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: اخترجته فِي معنى استخرجته، أَي طلبت مِنْهُ أَن يخرج.

وَقَالَ بَعضهم: هداه الله الطَّرِيق، وهداه للطريق، وَإِلَى الطَّرِيق هِدايَةً، وَفِي التَّنْزِيل: (وهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) وَفِيه (اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيم) وَفِيه (وإنَّك لتَهْدِي إِلَى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ) وَفِيه (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ وهُدُوا إِلَى صِراطِ الحَميدِ) .

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: رجل هَدُوٌّ، على مِثَال عَدو، كَأَنَّهُ من الْهِدَايَة، وَلم يحكها يَعْقُوب فِي الْأَلْفَاظ الَّتِي حصرها كحسو وفسو. وهَدَيْتُ الضَّالة هِدايَةً.

والهُدَى: النَّهَار، قَالَ ابْن مقبل:

حَتَّى استَبْنتُ الهُدَى والبيدُ هاجِمَةٌ ... يَخْشَعْنَ فِي الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينَا

وَقد أَنْعَمت شرح الهُدَى من جِهَة الْإِعْرَاب فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَفُلَان لَا يَهْدِي الطَّرِيق، وَلَا يَهتَدِي، وَلَا يَهَدِّي وَلَا يَهِدِّي، وَقد قرئَ: (أمَّنْ لَا يَهَدِّي) و (لَا يَهِدِّي) .

وَذهب على هِدْيَتِه، أَي على قَصده فِي الْكَلَام وَغَيره.

وَخذ فِي هِدْيَتِك، أَي فِيمَا كنت فِيهِ.

وَنظر فلَان هِديَةَ أمره، أَي جِهَة أمره.

وضل هِدْيَتَه وهُدْيَتَه، أَي لوجهه، قَالَ:

نَبَذَ الجِوارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ ... لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤادَهُ بالمطْرَدِ

وَهُوَ على مُهَيْديَتِه، أَي حَاله، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَلَا مكبر لَهَا.

وَلَك هُدَيَّا هَذِه الفعلة، أَي مثلهَا، وَلَك عِنْدِي مثلهَا هُدَيَّاها، أَي مثلهَا، وَرمى بِسَهْم ثمَّ رمى بآخر هُدَيَّاه، أَي مثله.

وَفُلَان يَهْدِي هَدْىَ فلَان: يفعل مثل فعله.

وَمَا احسن هَدْيَه، أَي سمته وسكونه.

وَفُلَان حسن الهَدْىِ والهِدْيَةِ، أَي الطَّرِيقَة وكل مُتَقَدم هادٍ.

والهادِي: الْعُنُق، لتقدمه، قَالَ الْمفضل النكري:

جَمُومُ الشَّدِّ شائِلَةُ الذُّنابَي ... وهادِيها كَأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ وَالْجمع هَوادٍ.

وهَوادِي اللَّيْل: أَوَائِله، لتقدمها كتقدم الْأَعْنَاق، قَالَ سكين بن نَضرة البَجلِيّ:

دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عَنهُ وقدْ بدَتْ ... هَوادِي ظَلامِ الليلِ فالظِّلُّ غامِرُهْ

وهَوادِي الْخَيل: أعناقها، لِأَنَّهَا أول شَيْء من أجسادها، وَقد تكون الهَوادِي أول رعيل يطلع مِنْهَا، لِأَنَّهَا الْمُتَقَدّمَة.

والهادِيَة: الْمُتَقَدّمَة من الْإِبِل.

والهادِي: الدَّلِيل، لِأَنَّهُ يقدم الْقَوْم.

والهَدِيَّةُ: مَا أتحفت بِهِ، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِنِّي مُرْسِلَةٌ إلَيِهمْ بِهَدِيَّةٍ) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير إِنَّهَا أَهْدَت إِلَى سُلَيْمَان لبنة ذهب، وَقيل: لبن ذهب فِي حَرِير، فَأمر سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام بلبنة الذَّهَب فطرحت تَحت الدَّوَابّ حَيْثُ تبول عَلَيْهَا وتروث، فصغر فِي أَعينهم مَا جَاءُوا بِهِ. وَقد ذكر أَن الهدِيَّةَ كَانَت غير هَذَا، إِلَّا أَن قَول سُلَيْمَان (أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ) يدل على أَن الْهَدِيَّة كَانَت مَالا، وَالْجمع هَدَايا، وهَداوَي، وهَداوِي وهَداوٍ، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب.

أما هَدايا فعلى الْقيَاس، أَصْلهَا هَدِائُي، ثمَّ كرهت الضمة على الْيَاء فأسكنت، فَقيل: هَدائِي، ثمَّ قلبت الْيَاء ألفا اسْتِخْفَافًا لمَكَان الْجمع فَقيل: هَداءَا، كَمَا أبدلوها فِي مداري وَلَا حرف عِلّة هُنَاكَ إِلَّا الْيَاء، ثمَّ كَرهُوا همزَة بَين أَلفَيْنِ، لِأَن الْألف بِمَنْزِلَة الْهمزَة، إِذْ لَيْسَ حرف أقرب إِلَيْهَا مِنْهَا فيصوروها ثَلَاث همزات، فأبدلوا من الْهمزَة يَاء لخفتها، وَلِأَنَّهُ لَيْسَ حرف بعد الْألف أقرب إِلَى الْهمزَة من الْيَاء، وَلَا سَبِيل إِلَى الْألف لِاجْتِمَاع ثَلَاث ألفات، فلزمت الْيَاء بَدَلا.

وَمن قَالَ هَداوَي أبدل الْهمزَة واوا، لأَنهم قد يبدلونها مِنْهَا كثيرا، كبوس وأومن، هَذَا كُله مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وزدته أَنا إيضاحا.

وَأما هَدَاوِي فنادر.

وَأما هَدَاوٍ فعلى أَنهم حذفوا الْيَاء من هَداوِي حذفا، ثمَّ عوض مِنْهَا التَّنْوِين.

وأهْدَى الهَدِيَّةَ، وهَدَّاها.

والمِهْدَى: الْإِنَاء الَّذِي يُهْدَى فِيهِ. قَالَ: مِهداكَ أَلأَمُ مِهْديً حينَ تَنْسُبُهُ ... فُقَيرَةٌ أوْ قَبيحُ العضْدِ مَكسورُ

وَامْرَأَة مِهْداءٌ: كَثِيرَة الإهداءِ، قَالَ الْكُمَيْت:

وَإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْ ... لِ وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفيرَا

وَكَذَلِكَ الرجل.

والهِداءُ: أَن تَجِيء هَذِه بطعامها وَهَذِه بطعامها فتأكلا فِي مَوضِع وَاحِد.

والهَدِىُّ، والهَدِيَّةُ: الْعَرُوس، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بِرَقْمٍ ووَشْىٍ كَمَا نَمنَمَتْ ... بِميشَمِها المُزْدَهاةُ الهَدِىُّ

وهدَى العَروسَ إِلَى بَعْلهَا هِداءً، وأهْداها واهْتَداها، الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ وَأنْشد:

كَذبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لَا تَهْتَدُونها

والهَدِيُّ الْأَسير، قَالَ المتلمس:

كَطُرَيْفَةَ بنِ العَبْدِ كانَ هَدِيَّهُمْ ... ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّدِ

والهَدْيُ: مَا أُهْديَ إِلَى مَكَّة من النَّعَمِ، وَهُوَ الهَدِيُّ، قَالَ الفرزدق:

حَلَفْتُ بِرَبّ مَكَّةَ والمُصَلَّى ... وأعناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ

والواحدة هَدِيَّةٌ، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

إنِّي وأيْديهِم وكُلِّ هَدِيَّةٍ ... مِمَّا تَثُجُّ لهُ تَرِائبُ تَثْعَبُ

وَقَالَ ثَعْلَب: الهَدْيُ، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَة أهل الْحجاز، والهَدِيُّ، بالتثقيل، لُغَة بني تَمِيم، وَقد قرى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا (حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّه) و (الهَدِيُّ) .

وَفُلَان هَدْىُ بني فلَان وهَدِيُّهم، أَي جارهم، يحرم عَلَيْهِم مِنْهُ مَا يحرم من الهَدْيِ، وَقيل: الهَدْيُ والهَدِيُّ: الرجل ذُو الْحُرْمَة يَأْتِي الْقَوْم يستجيرهم أَو يَأْخُذ مِنْهُم عهدا فَهُوَ مَا لم يجر هَدِيٌّ. فَإِذا أَخذ الْعَهْد مِنْهُم فَهُوَ جَار لَهُم، قَالَ زُهَيْر:

فَلَمْ أرَ مَعْشراً أسَرُوا هَدِياًّ ... ولمْ أرَ جارَ بَيْتٍ يُستَباءُ

والهِداءُ: الرجل الضَّعِيف البليد.

والهَدْيُ: السّكُون.

والتَّهادِي: مشي النِّسَاء وَالْإِبِل الثقال، وَهُوَ مشي فِي تمايل وَسُكُون.

وجئتك بعد هَدْيٍ من اللَّيْل، وهَدِيٍّ لُغَة فِي هَدْءٍ، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب.
هـدي
هدَى يَهدي، اهْدِ، هُدًى وهَدْيًا وهِدايةً، فهو هادٍ، والمفعول مَهدِيّ
• هدَى الحائرَ: أرشده ودلَّه، وفَّقه، عكسه أضلّه " {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى} " ° هداه: تقدّمه كما يتقدَّم الهادي المهديَّ.
• هدَى فلانًا الطَّريقَ/ هدَاه إلى الطَّريق/ هدَاه للطَّريق/ هدَى له الطَّريقَ: عرَّفه إيّاه، وبيَّنه له، ساقه ووجَّهه "هداه الله إلى الإيمان/ للإيمان- {وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ".
• هدَى العروسَ إلى زوجها: زفَّها إليه.
• هدَى هَدْيَ فلانٍ: سار سيرَه، استرشد به "وَاهْدُوا بِهَدْيِ عَمَّار [حديث] ". 

أهدى يُهدي، أهْدِ، إهداءً، فهو مُهْدٍ، والمفعول مُهدًى
• أهدى معلِّمَه هديَّةً/ أهدى إلى مُعلِّمه هديَّةً/ أهدى لمعلِّمه هديَّةً: قدَّمها، أعطاها له إكرامًا وحُبًّا "أهدى إلى عروس/ لعروسه ساعة ذهبيّة- وإذا امرؤٌ أهدى إليك صنيعة ... من جَاهه فكأنها من ماله".
• أهدى العروسَ إلى زوجها: زفَّها إليه.
• أهدى الهَدْيَ إلى الحرم: سَاقَهُ.
• أهدى الشَّيءَ: فَرَّقَهُ "أهدى ملابسَه القديمة/ التَّمرَ".
• أهدى تحيَّاتِه: أرسلَها. 

استهدى يستهدي، اسْتَهْدِ، استهداءً، فهو مُستهدٍ، والمفعول مُستهدًى (للمتعدِّي)
• استهدى الشَّخصُ: طلب الهُدى، أي الرَّشاد "اسْتَهْدَى أباه طريقةَ العمل- استهدى الضّالُّ الطريقَ".
• استهدى الشَّيءَ: طلب أن يُهدَى إليه "استهداه التُّحفةَ فأبَى". 

اهتدى/ اهتدى إلى/ اهتدى بـ يهتدي ويَهِدِّي (على غير قياس)، اهْتَدِ، اهتداءً، فهو مُهتدٍ، والمفعول مُهتدًي (للمتعدِّي)
• اهتدى الشَّخصُ: عرَف طريق الهداية، عرف واستبان طريق الحقّ، استجاب للإرشاد والحقّ وأقام على الطّاعة "اهتدى إلى الصَّواب- {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} - {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إلاَّ أَنْ يُهْدَى} - {فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} ".

• اهتدى العاصي: طلب الهداية أو أقام عليها " {نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ} ".
• اهتدى الرَّجلُ امرأتَه: أمالها إليه.
• اهتدى الفرسُ الخيلَ: صار في أوائلها.
• اهتدى العروسَ إلى بعلها: زفَّها إليه.
• اهتدى إلى الطَّريق: عرَفها "اهتدى إلى المسجد".
• اهتدى بتعاليم الإسلام: استرشد بها "اهتدى بآراء أستاذه- يهتدي في حكمه بالمظاهر- {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} ". 

تهادى يتهادَى، تَهادَ، تهاديًا، فهو مُتهادٍ
• تهادى الحبيبان: تبادلا الهدايا "يتهادى النَّاسُ في الأعياد- وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا [حديث] ".
• تهادى المريضُ: مشى بين شخصين معتمدًا عليهما بسبب ضعفه.
• تهادت المرأةُ: مشت وهي تتمايل مشيًا غير قويّ "جاءت تتهادَى بقوامها اللَّدن". 

تهدَّى يَتهدَّى، تَهَدِّ، تَهدّيًا، فهو مُتهدٍّ
• تهدَّى فلانٌ: استرشدَ. 

هادى يهادي، هادِ، مُهاداةً وهِداءً، فهو مُهادٍ، والمفعول مُهادًى (للمتعدِّي)
• هادى القومُ: مال بعضُهم إلى بعض " {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادَوْا} [ق] ".
• هادى فلانٌ صديقَهُ: أعطى كلٌّ منهما هديَّة إلى الآخر.
• هادى المرضُ فلانًا: جعله يتمايل في مشيته "خَرَجَ أي: الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم فِي مَرَضِهِ يُهادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ [حديث] ".
• هادى خصمَه: هادنه "هادى العَدُوَّ حين عرف ما لديه من قوَّةٍ".
• هاداه الشِّعْرَ: هاجاه. 

إهداء [مفرد]:
1 - مصدر أهدى.
2 - عبارة تُكتب في صفحة مستقلة في أول الكتاب يسجّل فيها المؤلف الاعتراف بجميل وليّ نعمته أو التعبير عن الحُبّ والوفاء لفرد أو جماعة أو مكان أو فكرة ° الإهداء غير الرَّسميّ: إهداء الكتاب أو الأثر الفنيّ إلى شخص ما تقديرًا له أو اعترافًا بفضله.
3 - ملاحظة تسبق عملاً أدبيًّا أو فنيًّا آخر تهديه إلى شخص ما. 

استهداء [مفرد]: مصدر استهدى. 

اهتداء [مفرد]: مصدر اهتدى/ اهتدى إلى/ اهتدى بـ. 

تهادٍ [مفرد]:
1 - مصدر تهادى.
2 - جَرْي معتدل للفرس. 

مُهْتَدٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اهتدى/ اهتدى إلى/ اهتدى بـ.
2 - من هداه اللهُ إلى الإسلام "كثر عدد المهتدين في إفريقيا". 

مِهْداء [مفرد]: مؤ مِهْداء ومِهْداءَة:
1 - صيغة مبالغة من أهدى.
2 - الذي من عادته أن يُهدى "رجل مِهْداء- امرأة مِهْداء/ مِهْداءَة". 

هادٍ [مفرد]: ج هادون وهُداة وهوادٍ، مؤ هادية، ج مؤ هاديات وهوادٍ:
1 - اسم فاعل من هدَى.
2 - دليل، مرشد، متقدِّم "العلماء هُداة الناس إلى طريق الخير- {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} ".
• الهادي:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُبيِّن للخلق طريق الحقّ، الهادي جميع المخلوقات إلى جلب مصالحها ودفع مضارِّها " {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} ".
2 - أوّل الشِّيء "طلعت هوادي الخيل/ اللَّيل".
3 - العنق.
4 - العصا.
• المحيط الهادي: (جغ) أكبر مساحة مائية على سطح الأرض، يحيط بأمريكا وآسيا وأستراليا، مساحته نصف مساحة مجموع المحيطات الأخرى. 

هادِيَة [مفرد]: ج هاديات وهوادٍ:
1 - مؤنَّث هادٍ.
2 - متقدِّمة من كل شيء "نازلات في سيرها صاعداتٌ ... كالهوادي يهزّهنَّ الحداءُ" ° الإشارة الهادية: إشارة مثبتة على مدخل طريق سكَّة حديد لتشير إلى إمكانيّة دخول القطارات أو عدم دخولها.
3 - عَصا.
4 - صخرة ناتئة في الماء.
5 - عنق. 

هِداء [مفرد]: مصدر هادى. 

هِداية [مفرد]:
1 - مصدر هدَى: إرشاد ودلالة على ما يوصل إلى المطلوب ° منار الهداية: شخص يوزّع المعرفة أو الإلهام والوحي على الآخرين.
2 - رسالة "هِدَايةُ الأمّة". 

هُدًى [مفرد]: مصدر هدَى: "*فهل تفرد يومًا بالهدى جيل*- {قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى} " ° سار على غير هُدًى: كيفما اتّفق.
• الهُدَى:
1 - النَّهار "*حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة*".
2 - الطاَّعة " {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} ".
3 - الطَّريق، الشَّريعة " {قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى} - {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ". 

هَدْي [مفرد]:
1 - مصدر هدَى.
2 - ما يُساق إلى البيت الحرام من الأنعام للتَّصدُّق بلحمه بعد ذبحه " {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} - {وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} ".
3 - سيرة وهيئة وطريقة "سار على هديه- فلان حسن الهَدْى". 

هَدْيَة [مفرد]: ج هَدَيات وهَدْيات وهَدْي: قصد ووجهة "لا تعدل من هديتك الصَّالحة" ° خُذْ على هَدْيتك: امض في كلامك- ضلَّ هَدْيَته: ترك وجهه الذي كان يريده- فلانٌ يذهب على هَدْيته: على قَصْدِه، يمضي في كلامه- نظَر في هَدْية أمره: تفكَّر وتدبَّر. 

هُدْيَة [مفرد]: ج هُدُيات وهُدْيات: هَدْيَة. 

هِدْيَة [مفرد]: ج هِدْيات: هَدْيَة. 

هَدِيّ [مفرد]
• الهَدِيُّ:
1 - الأسير.
2 - ما يُهدى أو يُساق إلى مكَّة من النَّعم وغيره من مال أو متاع " {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدِيِّ} [ق] ".
3 - الرَّجل المحترم "هو هَدِيّ في قومه".
4 - العروس. 

هَدِيَّة [مفرد]: ج هَدِيّات وهَدايا:
1 - ما يُقدَّم لشخصٍ من الأشياء إكرامًا له وحُبًّا فيه أو لمناسبة سارّة عنده "هَدِيَّة العيد- إن الهدايا لها حظ إذا وردت ... أحظى من الابن عند الوالد الحَدِبِ- {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ} ".
2 - (فق) تقديم عين إلى شخص ما على سبيل التمليك بلا عوض. 
هدي
: (ي (} الهُدَى، بِضَم الهاءِ وفَتْحِ الَّدالِ) ؛ ضَبَطَه هَذَا لأنَّه من أوْزانِه المَشْهورَةِ؛ (الرَّشادُ والدَّلالَةُ) بلُطْفٍ إِلَى مَا يُوصِل إِلَى المَطْلوبِ، أُنْثَى (و) قد (يُذَكَّرُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح، وأنْشَدَ ابنُ برِّي ليزِيد بن خَذَّاقٍ:
وَلَقَد أَضَاءَ لكَ الطرِيقُ وَأنْهَجَتْ
سُبُلُ المَكارِمِ {والهُدَى تُعْدِي قَالَ ابنُ جنِّي: قَالَ اللَّحْياني: الهُدَى مُذَكَّر، قالَ: وقالَ الكِسائي: بعضُ بَني أَسَدٍ تُؤنِّثُه تقولُ: هَذَا} هُدًى مُسْتَقيمةٌ.
(و) {الهُدَى: (النَّهارُ) ؛ وَمِنْه قولُ ابْن مُقْبل:
حَتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدَى والبِيدُ هاجِمةٌ
يخْشَعْنَ فِي الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّيناوقد (} هَداهُ) اللهاُ للدِّيْن {يَهْدِيه (} هُدًى {وهَدْياً} وهِدايَةً! وهِدْيَةً، بكسرهما) : أَي (أَرْشَدَهُ) .
قَالَ الرَّاغبُ: {هِدايَةُ اللهاِ، عزَّ وجلَّ، للإِنْسانِ على أرْبَعَةِ أَوْجُهٍ:
الأوَّل:} الهِدايَةُ الَّتِي عَمّ بجنْسِها كلّ مُكَلَّف مِن العَقْلِ والفطْنَةِ والمَعارِفِ الضَّرُرويَّةِ، بل عَمّ بهَا كُلَّ شيءٍ حَسَب احْتِمالِه كَمَا قالَ، عزَّ وجلَّ: {الَّذِي أَعْطَى كلَّ شيءٍ خلقه ثمَّ {هَدَى} .
الثَّاني:} الهِدايَةُ الَّتِي تُجْعَل للناسِ بدُعائِه إيَّاهم على أَلْسِنَةِ الأنْبياءِ كإنْزالِ الفُرْقانِ ونَحْو ذلكَ، وَهُوَ المَقْصودُ بقولهِ، عزَّ وجلِّ: {وجَعَلْنا مِنْهُم أَئِمَّة {يَهْدُونَ بأمْرِنا} .
الثَّالث: التَّوفِيقُ الَّذِي يَخْتَص بِهِ مَنِ اهْتَدَى، وَهُوَ المَعْنيُّ بقولِه، عزَّ وجلَّ: {وَالَّذين} اهْتَدَوا زادَهُم {هُدًى} {وَمن يُؤْمِن بااِ يَهْد قَلْبه} .
الَّرابع:} الهدايةُ فِي الآخِرَةِ إِلَى الجنَّةِ المَعْنِيُّ بقولِه، عزَّ وجلَّ: {ونَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهم مِن غلَ} ، إِلَى قولهِ، {الحَمْدِ الَّذِي {هَدَانا لهَذَا} وَهَذِه} الهِدَاياتُ الأرْبَع مُتَرتِّبَة، فإنَّ مَنْ لم يَحْصَل لَهُ الأُوْلى لم يَحْصَل لَهُ الثانِيَة، بل لَا يَصحّ تَكْلِيفه، ومَنْ لم يَحْصَل لَهُ الثانِيَة لَا يَحْصَل لَهُ الثالِثَة والرَّابعَة، ومَنْ حصلَ لَهُ الرَّابِع فقد حَصَل لَهُ الثَّلاث الَّتِي قَبْله، ومَنْ حصلَ لَهُ الثالِث فقد حَصَل لَهُ اللَّذان قَبْله، ثمَّ لَا يَنْعَكِس، فقد يَحْصَل الأوَّل وَلَا يَحْصَل الثَّاني، ويَحْصَل الثَّانِي وَلَا يَحْصَل الثَّالِث، انتَهَى المَقْصود مِنْهُ.
( {فَهَدَى) لازِمٌ متعدَ، (} واهْتَدَى) ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {ويَزِيدُ ااُ الَّذين {اهْتَدَوْا هُدًى} ، أَي يَزِيدُهم فِي يَقِينِهم هُدًى كَمَا أَضَلَّ الفاسِقَ بفسْقِهووضَعَ الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتِداءِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وإنِّي لَغَفّارٌ لمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلِ صالِحاً ثمَّ} اهْتَدَى} ؛ قَالَ الزجَّاج: أَي أَقامَ على الإِيمانِ، {وهَدَى} واهْتَدَى بمعْنًى واحِدٍ.
( {وهَداهُ اللهاُ الطَّرِيقَ) } هِدايَةً: أَي عَرَّفَهُ.
قَالَ الجَوْهرِي: هَذِه لُغَةُ الحِجازِ.
قالَ ابنُ برِّي: فيُعدَّى إِلَى مَفْعولَيْن.
(و) {هَداهُ (لَهُ) } هِدايَةً: دَلَّه عَلَيْهِ وبَيَّنَه لَهُ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَوَ لَم {يَهْدِ لَهُم} ؛ قَالَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاء: أَي أَوَ لم يُبَيِّن لَهُم، نقلَهُ الجَوْهرِي وَهِي لُغَة أَهْلِ الغَوْر.
قالَ: (و) غَيْرِ أَهْل الحجازِ يقولونَ:} هَداهُ (إِلَيْهِ) ؛ حَكَاها الأخْفَش، أَي أَرْشَدَهُ إِلَيْهِ.
قالَ ابنُ برِّي: فيُعَدَّى بحرْفِ الجرِّ كأَرْشَدَ.
(ورجُلٌ هَدُوٌّ، كعَدُوَ) ، أَي ( {هادٍ) ؛ حَكَاها ابنُ الأعْرابي، وَلم يَحْكِها يَعْقوب فِي الألْفاظِ الَّتِي حَصَرها كحَسُوَ وفَسُوَ.
(وَهُوَ لَا} يَهْدي الطَّريقَ وَلَا {يَهْتَدِي وَلَا} يَهَدِّي) ، بفَتْح الياءِ والهاءِ وكَسْر الدالِ المُشدَّدةِ، (وَلَا يِهِدِّي) ، بكسْر الياءِ وفَتْحها مَعًا مَعَ كسْرِ الهاءِ والدالِ المشدَّدةِ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {أَمَّنْ لَا {يَهِدِّي إلاَّ أَنْ} يُهْدَى} ، بالْتِقاءِ السَّاكِنينِ فيمَنْ قَرَأ بِهِ؛ قالَ ابنُ جنِّي: هُوَ لَا يَخْلُو مِن أَحَدِ أَمْرَيْن: إمَّا أَنْ تكونَ الهاءُ مُسَكنةً البَتَّة فتكونَ التاءُ مِن {يَهْتَدِي مُخْتَلِسَة الحَرَكَة، وإمَّا أَنْ تكونَ الدالُ مَشدَّدَةً فتكونَ الهاءُ مَفْتوحةً بحرَكَةِ التاءِ المَنْقولَةِ إِلَيْهَا أَو مَكْسُورَةً لسُكونِها أَو سكونِ الدالِ الأُوْلى.
وَقَالَ الزجَّاج: وقُرِىءَ: أَمَّنْ لَا} يَهْدْى بإسْكانِ الهاءِ والدالِ، قالَ: وَهِي قِراءَةٌ شاذَّةٌ وَهِي مَرْوِيَّة، قالَ: وقالَ أبَو عَمْرٍ و: أَمَّنْ لَا {يَهَدى، بَفَتْحَ الهاءِ، والأصْل لَا} يَهْتَدِي.
وقرَأَ عاصِمٌ: بكسْرِ الهاءِ بمعْنَى يَهْتَدِي أَيْضاً؛ ومَنْ قَرَأَ بسُكونِ الهاءِ مَعْناهُ {يَهْتَدِي أيْضاً، فإنَّ} هَدَى {واهْتَدَى بمعْنًى.
(وَهُوَ على} مُهَيْدِيَتِه) : أَي (حالِهِ) ؛ حَكَاها ثَعْلَب، (وَلَا مُكَبَّرَ لَها) ، ورَواهُ الجَوْهرِي عَن الأصْمعي بالهَمْزِ، وَقد تقدَّمَ للمصنِّفِ هُنَاكَ.
(ولَكَ) عنْدِي (! هُدَيَّاها، مُصَغَّرَةً) ، أَي (مِثْلُها) ، يقالُ: رَمَى بسَهْمٍ ثمَّ رَمَى بآخرَ {هُدَيَّاهُ أَي مِثْلِه.
(} وهَدْيَةُ الأمْرِ مُثَلَّثْةً جِهَتُه) . يقالُ: نَظَرَ فلانٌ {هَدْيَةَ أَمْره، أَي جِهَةَ أَمْرِه؛ وضَلَّ} هِدْيَتَه {وهُدْيَتَه، أَي لوَجْهِه؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
نَبَذَ الجُوارَ وضَلَّ} هِدْيَةَ رَوْقِه
لمَّا اخْتَلَسْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِأَي تَرَكَ وَجْهَه الَّذِي كانَ يُرِيدُه وسَقَطَ لما أَنْ صَرَعْتُه، وضلَّ الموضِعَ الَّذِي كانَ يَقْصِدُه مِن الدَّهَشِ برَوْقِه؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر، وَالضَّم عَن الصَّاغاني.
( {والهَدْيُ،} والهَدْيَةُ، ويُكْسَرُ: الطَّريقةُ والسِّيرةُ) . يقالُ: فلانٌ {يَهْدِي} هَدْيَ فلانٍ، أَي يَفْعَلُ مِثْلَ فِعْلِه ويَسِيرُ سِيرَتَه. وَفِي الحديثِ: ( {واهْدُوا} بهَدْي عَمَّارٍ، أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه.
وَمَا أَحْسَنَ {هَدْيَه: أَي سَمْتَه وسُكونَه.
وَهُوَ حَسَنُ الهَدْي والهِدْيةِ: أَي الطَّريقَةِ والسِّيرةِ؛ وَمَا أَحْسَنَ} هِدْيَتَه {وهَدْيَهُ.
وَقَالَ أَبو عدنان: فلانٌ حَسَنُ} الهَدْي، وَهُوَ حُسْنُ المَذْهب فِي أُمُورِه كُلّها؛ وَقَالَ زيادُ بنُ زَيْدٍ العَدويُّ:
ويُخْبِرُني عَن غائبِ المَرْءِ {هَدْيُه
كفى} الهَدْيُ عمَّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِراوقال عِمْرانُ بنُ حِطَّان:
وَمَا كُنْتُ فِي! هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ
وَمَا كُنْتُ فِي مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ وقيلَ: {هَدْيٌ} وهَدْيَةٌ، مِثْلُ تَمْرٍ وتَمْرَةٍ.
(و) مِن المجازِ: ( {الهادِي: المُتقدِّمُ) مِن كلِّ شيءٍ، (وَبِه) سُمِّي (العُنُقُ) } هادِياً لتَقدُّمِه على سائِرِ البَدَنِ؛ قَالَ المُفَضَّل اليَشْكري:
جَمُومُ الشَّدِّ شائِلةُ الذُّنابَى
{وهادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ (والجَمْعُ:} الهوادِي) (9. يقالُ: أَقْبَلَتْ {هَوادِي الخَيْلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها.
(و) مِن المجازِ: الهَوادِي (من الَّليلِ: أَوائِلُه) لتَقَدُّمِها كتَقَدُّمِ الأعْناقِ؛ قالَ سُكَيْن بن نَضْرةَ البَجَلِيُّ:
دَفَعْتُ بكَفِّي الليلَ عَنهُ وَقد بَدَتْ
هَوادِي ظَلام الليلِ فالظِّلُّ غامِرُهْ (و) يقالُ: الهَوادِي (مِن الإبلِ: أَوَّلُ رَعِيلٍ يَطْلُعُ مِنْهَا) ، لأنَّها المُتَقدِّمَةُ، وَقد} هَدَتْ {تهْدِي إِذا تَقَدَّمَتْ.
(و) مِن المجازِ: (} الهَدِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَا أُتْحِفَ بِهِ) .
قَالَ شيْخُنا: ورُبَّما أَشْعَر اشْتراط الإتْحافِ مَا شَرَطه بَعْض مِن الإكْرامِ.
وَفِي الأساس: سُمِّيَت {هَدِيَّةً لأنَّها تقدّمٌ أَمامَ الحاجَةِ.
(ج} هَدايَا) ، على القِياسِ أَصْلُها! هَدائِي، ثمَّ كُرِهَتِ الضمَّةُ على الياءِ فقيلَ هَدائيْ ثمَّ قُلِبَت الياءُ أَلفاً اسْتِخْفافاً لمَكانِ الجَمْع فقيلَ هَداآ، ثمَّ كَرِهوا هَمْزَةً بينَ أَلِفَيْن فصَوَّرُوها ثلاثَ هَمْزاتِ فأَبْدَلوا مِن الهَمْزةِ يَاء لخفَّتِها (و) مَنْ قالَ ( {هَدَاوَى) أَبْدَلَ الهَمْزةَ واواً، هَذَا كُلّه مَذْهَبُ سِيبَوَيْه. (وتُكْسَرُ الواوُ) وَهُوَ نادِرٌ. (و) أَمَّا (} هَداوٍ) فعلى أنَّهم حَذَفُوا الياءَ مِن هَداوِي حَذْفاً ثمَّ عوِّض مِنْهَا التَّنْوين.
وقالَ أَبو زِيْدٍ: {الهَداوَى لُغَة عُلْيا مَعَدَ، وسُفْلاها} الهَدايَا.
( {وأَهْدَى) لَهُ (} الهديَّةَ) وَإِلَيْهِ ( {وهَدَّى) ، بالتَّشْديدِ، كُلُّه بمعْنى، وَمِنْه قولهُ:
أَقُول لَهَا} هَدِّي وَلَا تذخري لحمي قَالَ الْبَاهِلِيّ: {هَدّى على التكثير، أَي مرّة بعد مرّة،} وأَهْدَى إِذا كَانَ مرّة وَاحِدَة. وَأما الحَدِيث: من {هَدّى زقاقا كَانَ لَهُ مثل عتق رَقَبَة " فيروى بِالتَّخْفِيفِ من} هِدايَةِ الطَّرِيق، أَي: من عرف ضَالًّا أَو ضريرا طَرِيقه، وربوى بِالتَّشْدِيدِ، وَله مَعْنيانِ: أَحدهمَا الْمُبَالغَة من {الهِدَايَةِ، وَالثَّانِي: من} الهَدِيَّةِ، أَي من تصدق بزقاق من النّخل، وَهُوَ السِّكَّة والصف من أشجاره. ( {والمِهْدَى) بِالْكَسْرِ مَقْصُور: (الْإِنَاء) الَّذِي} يُهْدَى فِيهِ) . قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَلَا يُسمى الطَّبَق {مِهْدًى إِلَّا وَفِيه مَا} يُهْدَى. نَقله الْجَوْهَرِي، قَالَ الشَّاعِر:
مهداك ألام مهدى حِين تنسبه فقيرة أَو قَبِيح الْعَضُد مكسور (و) ! المِهْدَى: (الْمَرْأَة الْكَثِيرَة {الإِهْداءِ) هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب} المِهْدَاءُ، بِالْمدِّ فِي هَذَا الْمَعْنى، فَفِي التَّهْذِيب: امْرَأَة {مِهْدَاءُ بِالْمدِّ: إِذا كَانَت} تُهْدِي لجاراتها. وَفِي الْمُحكم: إِذا كَانَت كَثِيرَة {الإهداءِ، قَالَ الْكُمَيْت وَإِذا الخرد اغبرن من الْمحل وَصَارَت} مِهْداؤُهُنَّ عفبرا ( {والِهدَاءُ) ككساء، وَمُقْتَضى إِطْلَاقه الْفَتْح: أَن تَجِيء هَذِه بِطَعَام وَهَذِه بطام فتأكلا مَعًا فِي مَكَان وَاحِد، وَقد} هادَتْ {تُهادِي} هِداءً. (و) {الهَدِيُّ، (كغَنِيَ: الأسيرُ) ؛ وَمِنْه قولُ المُتَلَمِّس يَذْكُرُ طرفَةَ ومَقْتَل عَمْرو بن هِنْد إيَّاه:
كطُرَيْفَةَ بنِ العَبْدِ كَانَ} هَدِيَّهُمْ
ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بمُهَنَّدِ (و) أَيْضاً: (العَرُوسُ) ، سُمِّيَت بِهِ لأنَّها كالأسِيرِ عنْدَ زَوْجِها، أَو لكَوْنِها {تُهْدَى إِلَى زَوْجِها؛ قالَ أَبو ذؤيبٍ:
بِرَقْمٍ ووَشْيٍ كَمَا نَمْنَمَتْ
بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ} الهَدِيّ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:
أَلا يَا دارَ عَبْلَةَ بالطَّوِيّ
كرَجْع الوَشْم فِي كَفِّ الهَدِيِّ ( {كالهَدِيَّةِ) ، بالهاءِ.
(} وهَداها إِلَى بَعْلِها) {هِداءً (} وأَهْداها) ، وَهَذِه عَن الفرَّاء، ( {وهَدَّاها) ، بالتَّشْديدِ، (} واهْتَدَاها) : زَفَّها إِلَيْهِ: الأخيرَةُ عَن أبي عليَ وأَنْشَدَ:
كذَبْتُمْ وبَيْتِ اللهاِ لَا {تَهْتَدُونَها وَقَالَ الزَّمَخْشري: أَهْداها إِلَيْهِ لُغَةُ تَمِيم.
وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ:} اهْتَدَى الرَّجُلُ امرَأَتَه إِذا جَمَعَها إِلَيْهِ وضَمَّها.
(و) {الهَدِيُّ: (مَا} أُهْدِيَ إِلَى مكةَ) مِن النَّعَم؛ كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُهُ: ليُنْحَرَ.
وقالَ اللّيْثُ: مِن النَّعَم وغيرِهِ مِن مالٍ أَو مَتاعٍ، والعَرَبُ تُسَمِّي الإبلِ {هَدِيًّا، ويقولونَ: كم عَدِيُّ بَني فلانٍ، يَعْنُونَ الإبِلَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (هَلَكَ} الهَدِيُّ وماتَ الوَدِيُّ) ، أَي هَلَكَتِ الإِبِلُ ويَبِسَتِ النَّخِيلُ فأُطْلِق على جمِيعِ الإبِلِ وَإِن لم تَكُنْ {هَدِيًّا تَسْمِية الشَّيْء ببعضِه.
(كالهَدْي) ، بِفَتْح فَسُكُون؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلغَ الهَدْيءُ مَحِلَّه} ؛ قُرِىءَ بالتّخْفيفِ والتَّشْديدِ، والواحِدَةُ هَدْيَةٌ} وهَدِيَّةٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قَالَ ابنُ برِّي: الَّذِي قَرَأَه بالتَّشْديدِ هُوَ الأَعْرجُ وشاهِدُه قولُ الفَرَزْدق:
حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى
وأَعْناقِ {الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ وشاهِدُ الهَدِيَّةِ قولُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّة:
إنِّي وأَيْدِيهم وكلّ} هَدِيَّة
مِمَّا تَثِجُّ لَهُ تَرائِبُ تَثْعَبُ وقالَ ثَعْلَب: الهَدْيُ بالتَّخْفيفِ لُغَةُ أهْل لحجاز، وبالتّثْقيلِ على فَعِيلٍ لُغَة بَني تمِيمٍ وسُفْلى قَيْسٍ، وَقد قُرِىءَ بالوَجْهَيْن جمِيعاً: {حَتَّى يَبْلغَ {الهَدْيُ مَحلَّه} .
وقوْلُه (فيهمَا) لَا يَظْهَر لَهُ وَجْه، وكأَنَّه سَقَطَ مِن العِبارَةِ شيءٌ، وَهُوَ بَعْد قولِه إِلَى مكَّةَ والرَّجُل ذُو الحُرْمَة} كالهَدْي فيهمَا، فإنّه رُوِي فِيهِ التَّخْفيفُ والتَّشْديدُ، فتأَمَّل.
(و) {الهِداءُ، (ككِساءٍ: الضَّعيفُ البَلِيدُ) مِن الرِّجالِ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الأصْمعي: رجُلٌ} هِدانٌ {وهِداءٌ للثَّقِيلِ الوَخْمِ؛ وأَنْشَدَ للرَّاعي:
} هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ
يَرى المَجْدَ أَو يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا (و) مِن المجازِ: ( {الهادِي: النَّصْلُ) مِن السَّهْمِ لتَقدُّمِه.
(و) أَيْضاً: (الرَّاكِسُ) ، وَهُوَ الثَّوْرُ فِي وَسَطِ البَيْدرِ تَدُورُ عَلَيْهِ الثِّيرانُ فِي الدِّياسَةِ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) أَيْضاً: (الأسَدُ) لجَرَاءَتِهِ وتقدُّمِه.
(} والهادِيَةُ: العَصا) ؛ وَهُوَ مجازٌ، سُمِّيَت بذلكَ لأنَّ الرَّجلَ يُمْسكُها فَهِيَ {تَهْدِيه أَي تَتَقدَّمُه؛ وَقد يكونُ مِن} الهِدايَةِ لأنَّها تدلُّ على الطَّريقِ؛ قَالَ الأعْشى:
إِذا كانَ {هادِي الفَتَى فِي البِلا
دِ صَدْرَ القَناةِ أَطاعَ الأمِيراذَكَر أنَّ عَصاهُ تَهْدِيه.
(و) } هَادِيَةُ الضَّحْل: (الصَّخْرةُ) المَلْساءُ (اَّلناتِئةُ) ؛ كَذَا فِي النّسخ، وَفِي التكملةِ: النابِئَةَ؛ (فِي الماءِ) ، ويقالُ لَهَا أَتانُ الضَّحْل أَيْضاً؛ وَمِنْه قولُ أَبي ذؤَيْب:
فَمَا فَضْلةٌ مِن أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بهَا
مُذَكَّرةٌ عَنْسٌ {كهادِيَةِ الضَّحْلِ (} والهَداةُ: الأداةُ) زِنَةً ومعْنًى، والهاءُ مُنْقلِبَة عَن الهَمْزةِ، حكَاهُ اللَّحْياني عَن العَرَبِ.
( {والتَّهْدِيَةُ: التَّفْرِيقُ) ؛ وَبِه فُسِّر أَيْضاً قولهُ:
أَقولُ لَهَا} هَدِّي وَلَا تَذْخَري لَحْمي ( {والمَهْدِيَّةُ) ، كمَرْمِيَّةٍ: (د بالمَغْربِ) بَيْنه وبينَ القيروان من جهَةِ الجَنُوبِ مَرْحَلَتانِ اخْتَطَّه} المَهْدِيُّ الفاطِمِيُّ المُخْتَلفُ فِي نَسَبِه فِي سَنَة 303؛ وَقد نُسِبَ إِلَيْهِ جماعَةٌ مِن المحدِّثِين والفُقَهاءِ والأُدباءَ مِن كلِّ فَنَ.
(وسَمَّوْا {هَدِيَّةً كغَنِيَّةٍ وكسُمَيَّةٍ) . فمِنَ الأوَّلِ: يزيدُ بنُ هَدِيَّةَ عَن ابنِ وهبٍ؛} وهَدِيَّةُ بنُ عبدِ الوَهابِ المَرْوَزِيُّ شيخٌ لابنِ ماجَه؛ وَفِي بَني تمِيمٍ: هَدِيَّةُ بنُ مرَّةَ فِي أَجْدادِ أَبي حاتِمِ بنِ حبَّان، وعُمَرُ بنُ هَدِيَّةَ الضرَّاب عَن ابنِ بَيَان ماتَ سَنَة 571، وعبدُ الرحمانِ بنُ أَحمدَ بنِ هَدِيَّةَ عَن عبدِ الوهابِ الأنْماطي.
{وهَدِيَّةُ فِي النِّساءِ عِدَّةٌ.
ومحمدُ بنُ مَنْصور بنِ هَدِيَّةَ الفَوّيُّ شيْخُنا العالِمُ الصالِحُ حدَّثَ ببَلَدِه وكانَ مُفِيداً تُوفي سَنَة 1182 ببَلَدِه تقْرِيباً.
وَمن الثَّانِي: محمدُ بنُ} هُدَيَّةَ الصَّدفيُّ عَن عبدِ اللهاِ بنِ عَمْرٍ و. وعبدُ اللهاِ ويوسفُ ابْنَا عُثْمان بنِ محمدِ بنِ حَسَنٍ الدّقَّاق يُعْرَفُ كلٌّ مِنْهُمَا بِسبْطِ {هُدَيَّةً.
(و) مِن المجازِ: (} اهْتَدَى الفرسُ الخَيْلَ) : إِذا (صارَ فِي أَوائِلِها) وتَقَدَّمَها.
( {وتهادَتِ المرأَةُ: تَمايَلَتْ فِي مِشْيتها) من غيرِ أَن يُماشِيَها أَحَدٌ؛ قَالَ الأعْشى:
إِذا مَا تَأتَّى تُريدُ القِيام
} تَهادَى كَمَا قد رأَيْتَ البَهِيرا (وكلُّ مَنْ فَعَلَ ذلكَ بأَحَدٍ فَهُوَ {يُهادِيه) ؛ قَالَ ذُو الرُّمّة:
} يُهادِينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً
كَلِيلة حَجْمِ الكَفِّ رَيَّا المُخَلْخَل ِومنه {تَهادَى بينَ رَجُلَيْن: إِذا مَشَى بَيْنهما مُعْتمِداً عَلَيْهِمَا من ضَعْفٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الهادِي: مِن أَسْماءِ اللهاِ تَعَالَى، هُوَ الَّذِي بَصَّرَعِبادَه وعَرَّفَهم طَرِيقَ مَعْرفَتِه حَتَّى أَقَرُّوا برُبُوبِيَّتِه، {وهَدَى كلّ مَخْلوقٍ إِلَى مَا لَا بُدَّ مِنْهُ فِي بقائِهِ ودَوامِ وُجُودِه.
} والهادِي: الدَّليلُ لأنَّه يتقدَّمُ القوْمَ ويَتْبَعُونَه، أَو لكوْنِه يَهْدِيهم الطَّريقَ.
والهادِي: العَصا؛ وَمِنْه قولُ الأعْشى:
إِذا كانَ {هادِي الفَتَى فِي البِلا
دِ صَدْرَ القَناةِ أَطاعَ الأمِيراوالهادِي: ذُو السّكُون.
وأَيْضاً: لَقَبُ مُوسَى العبَّاسي.
والهادِي لدِينِ اللهاِ: أَحدُ أَئِمَّةِ الزَّيدِيَّة، وَإِلَيْهِ نُسِبَتِ} الهَدَوِيَّة. {والمَهْدِيُّ: الَّذِي قد} هَداهُ اللهاُ إلىّ الحقِّ، وَقد اسْتُعْمِل فِي الأسْماءِ حَتَّى صارَ كالأسْماءِ الغالِبَةِ، وَبِه سُمِّي {المَهْدِي الَّذِي بُشِّر بِهِ أَنَّه يَجِيءُ فِي آخرِ الزَّمان، جَعَلَنا اللهاُ مِن أَنْصارِه.
وَهُوَ أَيْضاً لَقَبُ محمدِ بنِ عبدِ الله العبَّاس الخَلِيفَة.
وَالَّذِي نُسِبَتْ إِلَيْهِ} المَهْدِيَّة: هُوَ المَهْدِيُّ الفاطِمِيُّ، تقدَّمَت الإشارَةُ إِلَيْهِ.
وَفِي أَئمَّةِ الزَّيدِيَّة مَنْ لُقِّبَ بذلكَ كَثيرٌ.
قَالَ ياقوتُ: وَفِي اشْتِقاقِ المَهْدِي عنْدِي ثلاثَةُ أَوْجُهٍ:.
أَحَدُها: أَنْ يكونَ مِن {الهُدى يَعْني أَنَّه} مُهْتدٍ فِي نَفْسِه لَا أنَّه هَدِيَّةُ غيرِه، وَلَو كانَ كذلكَ لكانَ بضمِّ الميمِ ولَيْسَ الضَّم وَالْفَتْح للتَّعْديةِ وغَيْر التَّعْديةِ.
وَالثَّانِي: أَنَّه اسْمُ مَفْعولٍ مِن {هَدَى} يَهْدِي، فعلى هَذَا أَصْلُه {مَهْدَويّ أَدْغَموا الْوَاو فِي الياءِ خُروجاً مِن الثقلِ ثمَّ كُسِرَتِ، الدالُ.
وَالثَّالِث: أنْ يكونَ مَنْسوباً إِلَى المَهْد تَشْبيهاً لَهُ بعِيسَى، عَلَيْهِ السّلام، فإنَّه تكلَّمَ فِي المَهْدِ، فَضِيلَة اخْتُصَّ بهَا، وأنَّه يأْتي فِي آخرِ الزمانِ} فيَهْدِي الناسَ مِن الضلالةِ.
قُلْت: وَمن هُنَا تَكْنيتهم بأَبي {مَهْدِي لمَنْ كانَ اسْمَه عيسَى.
} والمَهْدِيَّةُ مدينَةٌ قُرْبَ سلا اخْتَطَّها عبدُ المُؤْمِن بنُ عليَ وَهِي غَيْرِ الَّتِي تقدَّمَتْ.
! والهُدَيَّةُ، كسُمَيَّة: ماءٌ باليَمامَةِ مِن مِياهِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ وَإِلَيْهِ يُضافُ رَمْل {الهُدَيَّة، عَن أَبي زيادٍ الكِلابي، قالَهُ ياقوت.
} وتَهَدَّى إِلَى الشيءِ: {اهْتَدَى.
} واهْتَدَى: أَقامَ على {الهِدايَةِ؛ وأيْضاً طَلَبَ} الهِدايَةَ، كَمَا حَكَى سِيبَوَيْه، قَوْلهم: اخْتَرَجَهُ فِي مَعْنى اسْتَخْرَجَهُ أَي طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَخْرُجَ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ أنْشَدَه ابنُ الأعْرابي:
إنْ مَضَى الحَوْلُ وَلم آتِكُمْ
بعَناجَ {تَهْتدِي أَحْوَى طِمِرّ} والهُدَى إخْراجُ شيءٍ إِلَى شيءٍ؛ وأَيْضاً: الطاعَةُ والوَرَعُ؛ وأَيْضاً: {الهادِي؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {أَو أَجِدُ على النَّارِ} هُدًى} ، أَي {هادِياً؛ والطَّريقُ يُسَمَّى} هُدًى؛ وَمِنْه قولُ الشمَّاخ:
قد وكَّلَتْ {بالهُدى إنْسانَ ساهِمةٍ
كأَنَّه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُوذَهَبَ على} هِدْيَتِه: أَي على قَصْدِه فِي الكَلامِ وغيرِهِ.
وخُذْ فِي {هِدْيَتِك: أَي فيمَا كنتَ فِيهِ مِن الحديثِ والعَمَلِ وَلَا تَعْدِل عَنهُ؛ وَكَذَا خُذْ فِي قِدْيَتِك؛ عَن أَبي زيْدٍ وَقد تقدَّمَ.
} وهَدَتِ الخَيْلُ {تَهْدِي: تقدَّمَتْ؛ قالَ عَبيدٌ يذْكُرُ الخَيْل:
وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً
} تَهْدي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُأَي يَتَقَدَّمُهنَّ.
وَفِي الصِّحاح:: {هَداهُ تقدَّمَهُ؛ قالَ طَرفَةُ:
للفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ
حيثُ} تَهْدي ساقَهُ قَدَمُهْ وتُسَمَّى رَقَبَة الشاةِ: {هادِيَةَ.
} وهادِياتُ الوَحْش: أَوائِلُها؛ قَالَ امرؤُ القَيْس:
كأَنَّ دِماءَ {الهادِياتِ بنَحْرِه
عُصارَة حِتَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ وَهُوَ} يُهادِيه الشِّعْرَ. {وهادَاني فلانٌ الشِّعْرَ} وهادَيْتُه: مِثْلُ هاجَاني وهاجَيْتَه.
{واسْتَهْداهُ: طَلَبَ مِنْهُ} الهِدايَةَ.
{واسْتَهْدَى صَدَيقه: طلبَ مِنْهُ} الهَدِيَّة.
{والتَّهادِي:} المُهادَاةُ؛ وَمِنْه الحديثُ: ( {تَهادَوْا تَحابُّوا) .
ورجُلٌ} مِهْداءٌ، بالمدِّ: من عادَتِه أَنْ {يُهْدِيَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} وهَدَّاءُ، ككتَّانٍ: كثيرُ {الهَديةِ للناسِ؛ كَمَا فِي الأساسِ، وأَيْضاً: كثيرُ} الهِدايَةِ للناسِ.
{والمَهْدِيَّةُ: العَرُوسُ وَقد} هُدِيَتْ إِلَى بَعْلِها {هِداءً؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لزهيرٍ:
فإنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ
فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ} هِدَاءُ ويقالُ: مَالِي {هَدْيٌ إنْ كانَ كَذَا، وَهِي يمِينٌ؛ نقلَهُ الجَوْهري.
} وأَهْدَيْت إِلَى الْحرم، إهْداءً: أَرْسَلْتُ.
وَعَلِيهِ {هَدْيةٌ: أَي بَدَنَةٌ.
} والهَدْيُ {والهَدِيُّ، بالتّخْفيفِ والتَّشّديدِ: الرَّجلُ ذُو الحُرْمَة يأْتي القَوْمَ يَسْتَجِيرُ بهم، أَو يأْخُذُ مِنْهُم عَهْداً، فَهُوَ، مَا لم يَجْرَأْ ويأْخذِ العَهْدَ،} هَدِيُّ، فَإِذا أَخَذَ العَهْدَ مِنْهُم فَهُوَ حينَئِذٍ جارٌ لَهُم، قَالَ زهيرٌ:
فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا! هَدِيًّا
وَلم أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ قَالَ الأصْمعي فِي تَفْسيرِ هَذَا لبَيْتِ: هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ حُرْمَةٌ كحُرْمةِ {هَدِيِّ البَيْتِ.
وَقَالَ غيرُهُ: فلانٌ} هَدْيُ فلانٍ وهَدِيُّهم، أَي جارُهم يَحْرم عَلَيْهِم مِنْهُ مَا يَحْرُم مِن {الهَدْي، قالَ:
} هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِن أَبِيكُمُ
أَبَرُّ وأَوْفَى بالجِوارِ وأَحْمَد {ُوالهَدْيُ السُّكونُ؛ قالَ الأخْطل:
وَمَا} هَدَى {هَدْيَ مَهْزُومٍ وَلَا نَكَلا يقولُ: لم يُسْرِعْ إسْراعَ المنْهَزِمِ ولكنْ على سُكونٍ وهَدْيٍ حَسَنٍ.
} والتَّهادِي: مَشْيُ النِّساءِ والإِبِلِ الثِّقالِ، وَهُوَ مَشْيٌ فِي تَمَايلٍ وسُكونٍ.
{والمُهادَاةُ المُهادَنَةُ.
وجِئْتُه بَعْد} هَدِيَ مِن اللّيْل، أَي بعْدَ هَدْءٍ؛ عَن ثَعْلب.
{والمُهْتَدِي باللهِ العبَّاسي: مِن الخُلَفاءِ.
} والهدَةُ، بتَخْفيفِ الدالِ: موْضِعٌ بمَرِّ الظَّهْرانِ وَهُوَ مَمْدرةُ أَهْلِ مكَّةَ.
ويقالُ لَهُ أَيْضاً: {الهداةُ بزيادَةِ ألفٍ.
وقولهُ تَعَالَى: {إنَّ اللهِ لَا} يهدي كَيْد الخائِنِينَ} ، أَي لَا يَنْفُذُه وَلَا يُصْلحُهُ؛ قالَهُ ابْن القطَّاع.

هدي: من أَسماء الله تعالى سبحانه: الهادي؛ قال ابن الأَثير: هو الذي

بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته، وهَدى

كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده. ابن سيده:

الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ، والدلالة أُنثى، وقد حكي فيها التذكير؛

وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ:

ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ

سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي

قال ابن جني: قال اللحياني الهُدَى مذكر، قال: وقال الكسائي بعض بني

أَسد يؤنثه، يقول: هذه هُدًى مستقيمة. قال أَبو إِسحق: قوله عز وجل: قل إِن

هُدَى الله هو الهُدَى؛ أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ.

وقوله تعالى: إِنَّ علينا لَلْهُدَى؛ أَي إِنَّ علينا أَنْ نُبَيِّنَ

طريقَ الهُدَى من طَرِيق الضَّلال. وقد هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدايةً

وهِديةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدًى. وقال قتادة

في قوله عز وجل: وأَما ثَمُودُ فهَدَيْناهُم؛ أَي بَيَّنَّا لهم طَرِيقَ

الهُدى وطريق الضلالة فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضلالة على الهُدَى.

الليث: لغة أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك. وقوله تعالى:

أَوَلم يَهْدِ لهم؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: أَوَلم يُبَيِّنْ لهم. وفي

الحديث: أَنه قال لعليّ سَلِ اللهَ الهُدَى، وفي رواية: قل اللهم اهْدِني

وسَدِّدْني واذكر بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك

السَّهْمَ؛ والمعنى إِذا سأَلتَ الله الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ

الطَّريق وسَلِ الله الاستقامة فيه كما تتَحَرَّاه في سُلوك الطريق، لأَنَّ

سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ ولا يُفارِقُها خوفاً من الضلال، وكذلك

الرَّامِي إِذا رَمَى شيئاً سَدَّد السَّهم نحوه ليُصِيبه، فأَخْطِر ذلك بقلبك

ليكون ما تَنْويه مِنَ الدُّعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي. وقوله عز

وجل: الذي أَعْطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدَى؛ معناه خَلَق كلَّ شيء على

الهيئة التي بها يُنْتَفَعُ والتي هي أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه

لمَعِيشته، وقيل: ثم هَداه لموضعِ ما يكون منه الولد، والأَوَّل أَبين

وأَوضح، وقد هُدِيَ فاهْتَدَى. الزجاج في قوله تعالى: قُلِ اللهُ يَهْدِي

للحقِّ؛ يقال: هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الحق بمعنًى واحد، لأَنَّ

هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين، والحقُّ يَتَعَدَّى بحرف جر، المعنى: قل

الله يهدي مَن يشاء للحق. وفي الحديث: سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين

المَهْدِيّينَ؛ المَهْدِيُّ: الذي قد هَداه الله إِلى الحق، وقد اسْتُعْمِل

في الأَسماء حتى صار كالأَسماء الغالبة، وبه سُمي المهْدِيُّ الذي بَشَّر

به النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، أَنه يجيء في آخر الزمان، ويريد

بالخلفاء المهديين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً، رضوان الله عليهم، وإِن كان

عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم، وقد تَهَدَّى إِلى الشيء واهْتَدَى. وقوله

تعالى: ويَزِيدُ الله الذين اهْتَدَوْا هُدًى؛ قيل: بالناسخ والمنسوخ،

وقيل: بأَن يَجْعَلَ جزاءهم أَن يزيدهم في يقينهم هُدًى كما أَضَلَّ

الفاسِق بفسقه، ووضع الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتداء. وقوله تعالى: وإِني لَغَفّار

لمن تابَ وآمَنَ وعَمِل صالحاً ثمَّ اهْتَدَى؛ قال الزجاج: تابَ مِنْ

ذنبه وآمن برَبِّهِ ثم اهْتدى أَي أَقامَ على الإِيمان، وهَدَى واهْتَدَى

بمعنى. وقوله تعالى: إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ؛ قال الفراء: يريد

لا يَهْتدِي. وقوله تعالى: أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى،

بالتقاء الساكنين فيمن قرأَ به، فإِن ابن جني قال: لا يخلو من أَحد

أَمرين: إِما أَن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من يَهْتَدِي مختلسة

الحركة، وإِما أَن تكون الدال مشدَّدة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء

المنقولة إِليها أَو مكسورة لسكونها وسكون الدال الأُولى، قال الفراء: معنى

قوله تعالى: أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى؛ يقول: يَعْبُدون

ما لا يَقْدِر أَن يَنتقل عن مكانه إِلا أَن يَنْقُلُوه، قال الزجاج:

وقرئ أَمْ مَن لا يَهْدْي، بإسكان الهاء والدال، قال: وهي قراءة شاذة وهي

مروية، قال: وقرأَ أَبو عمرو أَمْ مَن لا يَهَدِّي، بفتح الهاء، والأَصل لا

يَهْتَدِي. وقرأَ عاصم: أم مَنْ لا يَهِدِّي، بكسر الهاء، بمعنى

يَهْتَدِي أَيضاً، ومن قرأَ أَمْ من لا يَهْدِي خفيفة، فمعناه يَهْتَدِي أَيضاً.

يقال: هَدَيْتُه فَهَدَى أَي اهْتَدَى؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولم آتِكُمُ

بِعَناجٍ تَهتدِي أَحْوَى طِمِرّْ

فقد يجوز أَن يريد تهتدي بأَحوى، ثم حذف الحرف وأَوصل الفعل، وقد يجوز

أَن يكون معنى تهتدي هنا تَطْلُب أَن يَهْدِيها، كما حكاه سيبويه من قولهم

اخْتَرَجْتُه في معنى استخرجته أَي طلبت منه أَن يَخْرُج. وقال بعضهم:

هداه اللهُ الطريقَ، وهي لغة أَهل الحجاز، وهَداه للطَّريقِ وإِلى الطريقِ

هِدايةً وهَداه يَهْدِيه هِدايةً إِذا دَلَّه على الطريق. وهَدَيْتُه

الطَّريقَ والبيتَ هِداية أَي عرَّفته، لغة أَهل الحجاز، وغيرهم يقول:

هديته إِلى الطريق وإِلى الدار؛ حكاها الأَخفش. قال ابن بري: يقال هديته

الطريق بمعنى عرّفته فيُعَدَّى إلى مفعولين، ويقال: هديته إِلى الطريق

وللطريق على معنى أَرشَدْته إِليها فيُعدَّى بحرف الجر كأَرْشَدْتُ، قال:

ويقال: هَدَيْتُ له الطريقَ على معنى بَيَّنْتُ له الطريق، وعليه قوله سبحانه

وتعالى: أَوَلمْ يَهْدِ لهم، وهَدَيْناه النَّجْدَيْن، وفيه: اهْدِنا

الصِّراطَ المستقيم، معنى طَلَب الهُدَى منه تعالى، وقد هَداهُم أَنهم قد

رَغِبُوا منه تعالى التثبيت على الهدى، وفيه: وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من

القَوْل وهُدُوا إِلى صِراطِ الحَميد، وفيه: وإِنك لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ

مُسْتَقِيم. وأَمّا هَدَيْتُ العَرُوس إِلى زوجها فلا بدّ فيه من اللام

لأَنه بمعنى زَفَفْتها إِليه، وأَمَّا أَهْدَيْتُ إِلى البيت هَدْياً فلا

يكون إِلا بالأَلف لأَنه بمعنى أَرْسَلْتُ فلذلك جاء على أَفْعَلْتُ. وفي

حديث محمد بن كعب: بلغني أَن عبد الله بن أَبي سَلِيط قال لعبد الرحمن بن

زَيْدِ بن حارِثةَ، وقد أَخَّر صلاة الظهر: أَكانوا يُصَلُّون هذه

الصلاة السَّاعةَ؟ قال: لا واللهِ، فَما هَدَى مِمّا رَجَعَ أَي فما بَيِّنَ

وما جاء بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب، إِنما قال لا واللهِ وسَكَتَ، والمَرْجُوعُ

الجواب فلم يجيءْ بجواب فيه بيان ولا حجة لما فعل من تأْخير الصلاة.

وهَدَى: بمعنى بيَّنَ في لغة أَهل الغَوْر، يقولون: هَدَيْتُ لك بمعنى

بَيَّنْتُ لك. ويقال بلغتهم نزلت: أَوَلم يَهْدِ لهم. وحكى ابن الأَعرابي:

رَجُل هَدُوٌّ على مثال عدُوٍّ، كأَنه من الهِداية، ولم يَحكها يعقوب في

الأَلفاظ التي حصرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ.

وهَدَيْت الضالَّةَ هِدايةً.

والهُدى: النَّهارُ؛ قال ابن مقبل:

حتى اسْتَبَنْتُ الهُدى، والبِيدُ هاجِمةٌ

يخْشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً، أَو يُصَلِّينا

والهُدى: إِخراج شيء إِلى شيء. والهُدى أَيضاً: الطاعةُ والوَرَعُ.

والهُدى: الهادي في قوله عز وجل: أَو أَجِدُ على النارِ هُدًى؛ والطريقُ

يسمَّى هُدًى؛ ومنه قول الشماخ:

قد وكَّلْتْ بالهُدى إِنسانَ ساهِمةٍ،

كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ

وفلان لا يَهْدي الطريقَ ولا يَهْتَدي ولا يَهَدِّي ولا يَهِدِّي، وذهب

على هِدْيَتِه أَي على قَصْده في الكلام وغيره. وخذ في هِدْيَتِك أَي

فيما كنت فيه من الحديث والعَمَل ولا تَعْدِل عنه. الأَزهري: أَبو زيد في

باب الهاء والقاف: يقال للرجل إِذا حَدَّث بحديث ثم عَدل عنه قبل أَن

يَفْرُغ إِلى غيره: خذ على هِدْيَتِك، بالكسر، وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه

ولا تَعْدِل عنه، وقال: كذا أَخبرني أَبو بكر عن شمر، وقيده في كتابه

المسموع من شمر: خذ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه، بالقاف.

ونَظَرَ فلان هِدْيةَ أَمرِه أَي جِهةَ أَمرِه. وضلَّ هِدْيَتَه

وهُدْيَتَه أَي لوَجْهِه؛ قال عمرو بن أَحمر الباهليّ:

نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه،

لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ

أَي ترَك وجهَه الذي كان يُرِيدُه وسقَط لما أَنْ صَرَعْتُه، وضلَّ

الموضعَ الذي كان يَقْصِدُ له برَوْقِه من الدَّهَش. ويقال: فلان يَذْهَب على

هِدْيَتِه أِي على قَصْدِه. ويقال: هَدَيْتُ أَي قصدْتُ. وهو على

مُهَيْدِيَتِه أَي حاله؛ حكاها ثعلب، ولا مكبر لها. ولك هُدَيّا هذه الفَعْلةِ

أَي مِثلُها، ولك عندي هُدَيَّاها أَي مثلُها. ورمى بسهم ثم رمى بآخرَ

هُدَيَّاهُ أَي مثلِه أَو قَصْدَه. ابن شميل: اسْتَبَقَ رجلان فلما سبق

أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فقال له المَسْبُوق: لم تَسْبِقْني فقال السابقُ:

فأَنت على هُدَيَّاها أَي أُعاوِدُك ثانيةً وأَنت على بُدْأَتِكَ أَي

أُعاوِدك؛ وتبالحا: وتَجاحَدا، وقال: فَعل به هُدَيَّاها أَي مِثلَها. وفلان

يَهْدي هَدْيَ فلان: يفعل مثل فعله ويَسِير سِيرَته. وفي الحديث:

واهْدُوا بهَدْي عَمَّارٍ أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه. وما

أَحسن هَدْيَه أَي سَمْتَه وسكونه. وفلان حسَنُ الهَدْي والهِدْيةِ أَي

الطريقة والسِّيرة. وما أَحْسَنَ هِدْيَتَهُ وهَدْيَه أَيضاً، بالفتح، أَي

سِيرَته، والجمع هَدْيٌ مثل تَمْرة وتَمْرٍ. وما أَشبه هَدْيَه بهَدْي

فلان أَي سَمْتَه. أَبو عدنان: فلان حَسَنُ الهَدْي وهو حُسْنُ المذهب في

أُموره كلها؛ وقال زيادةُ بن زيد العدوي:

ويُخْبِرُني عن غائبِ المَرْءِ هَدْيُه،

كفى الهَدْيُ عما غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا

وهَدى هَدْيَ فلان أَي سارَ سَيْره. الفراء: يقال ليس لهذا الأَمر

هِدْيةٌ ولا قِبْلةٌ ولا دِبْرةٌ ولا وِجْهةٌ. وفي حديث عبد الله بن مسعود:

إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية والطريقة

والنحو والهيئة، وفي حديثه الآخر: كنا نَنْظُر إِلى هَدْيهِ ودَلِّه؛

أَبو عبيد: وأَحدهما قريب المعنى من الآخر؛ وقال عِمْرانُ بنِ حطَّانَ:

وما كُنتُ في هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ،

وما كُنْتُ في مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ

(* قوله« في مخزته» الذي في التهذيب: من مخزاته.)

وفي الحديث: الهَدْيُ الصالح والسَّمْتُ الصالِحُ جزء من خمسة وعشرين

جُزءاً من النبوَّة؛ ابن الأَثير: الهَدْيُ السِّيرةُ والهَيْئة والطريقة،

ومعنى الحديث أَن هذه الحالَ من شمائل الأَنبياء من جملة خصالهم وأَنها

جُزْء معلوم من أَجْزاء أَفْعالهم، وليس المعنى أَن النبوّة تتجزأ، ولا

أَنَ من جمع هذه الخِلال كان فيه جزء من النُّبُوّة، فإِن النبوّةَ غير

مُكْتَسبة ولا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب، وإِنما هي كرامةٌ من الله تعالى،

ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ما جاءت به النبوّة ودعت إِليه، وتَخْصيصُ هذا

العدد ما يستأْثر النبي،صلى الله عليه وسلم، بمعرفته.

وكلُّ متقدِّم هادٍ. والهادي: العُنُقُ لتقدّمه؛ قال المفضل النُّكْري:

جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابي،

وهادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ

والجمع هَوادٍ. وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم: أَنه بَعَثَ إِلى

ضُباعةَ وذَبَحت شاةً فطَلَب منها فقالت ما بَقِيَ منها إِلا الرَّقَبَةُ

فبَعَثَ إِليها أَن أَرْسِلي بها فإِنها هادِةُ الشايةِ. والهادِيةُ

والهادي: العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم على البدَن ولأَنها تَهْدي الجَسَد.

الأَصمعي: الهادِيةُ من كل شيء أَوَّلُه وما تقَدَّمَ منه، ولهذا قيل:

أَقْبَلَتْ هَوادي الخيلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها. وفي الحديث: طَلَعَتْ هَوادي

الخيل يعني أَوائِلَها. وهَوادي الليل: أَوائله لتقدمها كتقدُّم

الأَعناق؛ قال سُكَيْن بن نَضْرةَ البَجَليّ:

دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عنه وقد بَدَتْ

هَوادي ظَلامِ الليلِ، فالظُّلُّ غامِرُهُ

وهوادي الخيل: أَعْناقُها لأَنها أَولُ شيء من أَجْسادِها، وقد تكون

الهوادي أَولَ رَعيل يَطْلُع منها لأَنها المُتَقَدِّمة. ويقال: قد هَدَت

تَهْدي إِذا تَقَدَّمتْ؛ وقال عَبيد يذكر الخيل:

وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً،

تَهْدي أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ

أَي يَتَقَدَّمُهن؛وقال الأَعشى وذكر عَشاه وأَنَّ عَصاه تَهْدِيه:

إِذا كان هادي الفَتى في البلا

دِ، صَدْرَ القَناةِ، أَطاع الأَمِيرا

وقد يكون إِنما سَمَّى العَصا هادِياً لأَنه يُمْسِكها فهي تَهْديه

تتقدَّمه، وقد يكون من الهِدايةِ لأَنها تَدُلُّه على الطريق، وكذلك الدليلُ

يسمى هادِياً لأَنه يَتَقَدَّم القومَ ويتبعونه، ويكون أَن يَهْدِيَهم

للطريقِ. وهادِياتُ الوَحْشِ: أَوائلُها، وهي هَوادِيها. والهادِيةُ:

المتقدِّمة من الإِبل. والهادِي: الدليل لأَنه يَقْدُمُ القومَ. وهَداه أَي

تَقَدَّمه؛ قال طرفة:

لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ به،

حيثُ تَهْدي ساقَه قَدَمُهْ

وهادي السهمِ: نَصْلُه؛ وقول امرئ القيس:

كأَنَّ دِماء الهادِياتِ بنَحْرِه

عُصارة حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ

يعني به أَوائلَ الوَحْشِ. ويقال: هو يُهادِيه الشِّعرَ، وهاداني فلان

الشِّعرَ وهادَيْتُه أَي هاجاني وهاجَيْتُه. والهَدِيَّةُ: ما أَتْحَفْتَ

به، يقال: أَهْدَيْتُ له وإِليه. وفي التنزيل العزيز: وإِني مُرْسِلة

إِليهم بهَدِيَّةٍ؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنها أَهْدَتْ إِلى

سُلَيْمَانَ لَبِنة ذهب، وقيل: لَبِنَ ذهب في حرير، فأَمر سليمان، عليه السلام،

بلَبِنة الذهب فطُرحت تحت الدوابِّ حيث تَبولُ عليها وتَرُوت، فصَغُر في

أَعينهم ما جاؤُوا به، وقد ذكر أَن الهدية كانت غير هذا، إِلا أَن قول

سليمان: أَتُمِدُّونَنِي بمال؟ يدل على أَن الهدية كانت مالاً.

والتَّهادِي: أَن يُهْدي بعضُهم إِلى بعض. وفي الحديث: تَهادُوا تَحابُّوا، والجمع

هَدايا وهَداوَى، وهي لغة أَهل المدينة، وهَداوِي وهَداوٍ؛ الأَخيرة عن

ثعلب، أَما هَدايا فعلى القياس أَصلها هَدائي، ثم كُرهت الضمة على الياء

فأُسكنت فقيل هَدائىْ، ثم قلبت الياء أَلفاً استخفافاً لمكان الجمع فقيل

هَداءا، كما أَبدلوها في مَدارَى ولا حرف علة هناك إِلا الياء، ثم كرهوا

همزة بين أَلفين لأَن الهمزة بمنزلة الأَلف، إِذ ليس حرف أَقرب إِليها

منها، فصوروها ثلاث همزات فأَبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ولأَنه ليس حرف بعد

الأَلف أَقرب إِلى الهمزة من الياء، ولا سبيل إِلى الأَلف لاجتماع ثلاث

أَلفات فلزمت الياء بدلاً، ومن قال هَداوَى أَبدل الهمزة واواً لأَنهم قد

يبدلونها منها كثيراً كبُوس وأُومِن؛ هذا كله مذهب سيبويه، قال ابن سيده:

وزِدْته أَنا إيضاحاً، وأَما هَداوي فنادر، وأَما هَداوٍ فعلى أَنهم

حذفوا الياء من هَداوي حذفاً ثم عوض منها التنوين. أَبو زيد: الهَداوي لغة

عُلْيا مَعَدٍّ، وسُفْلاها الهَدايا. ويقال: أَهْدَى وهَدَّى بمعنًى

ومنه:أَقولُ لها هَدِّي ولا تَذْخَري لَحْمي

(* قوله« أقول لها إلخ» صدره كما في الاساس: لقد علمت أم الاديبر أنني)

وأَهْدَى الهَدِيَّةَ إِهْداءً وهَدّاها.

والمِهْدى، بالقصر وكسر الميم: الإِناء الذي يُهْدَى فيه مثل الطَّبَقِ

ونحوه؛ قال:

مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًى حِينَ تَنْسُبُه،

فُقَيْرةٌ أَو قَبيحُ العَضْدِ مَكْسُورُ

ولا يقال للطَّبَقِ مِهْدًى إِلاَّ وفيه ما يُهْدَى. وامرأَة مِهْداءٌ،

بالمد، إِذا كانت تُهْدي لجاراتها. وفي المحكم: إِذا كانت كثيرة

الإِهْداء؛ قال الكميت:

وإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْـ

لِ، وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِيرا

(* قوله« اغبررن» كذا في الأصل والمحكم هنا، ووقع في مادة ع ف ر: اعتررن

خطأ.)

وكذلك الرجل مِهْداءٌ: من عادته أَن يُهْدِيَ. وفي الحديث: مَنْ هَدَى

زُقاقاً كان له مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ؛ هو من هِدايةِ الطريقِ أَي من

عَرَّف ضالاًّ أَو ضَرِيراً طَرِيقَه، ويروى بتشديد الدال إما للمبالغة من

الهِداية، أَو من الهَدِيَّةِ أَي من تصدَّق بزُقاق من النخل، وهو

السِّكَّةُ والصَّفُّ من أَشجاره، والهِداءُ: أَن تجيءَ هذه بطعامِها وهذه

بطعامها فتأْكُلا في موضع واحد. والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ: العَرُوس؛ قال أَبو

ذؤيب:

برَقْمٍ ووَشْيٍ كما نَمْنَمَتْ

بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ

والهِداء: مصدر قولك هَدَى العَرُوسَ. وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها

هِداء وأَهْداها واهْتَداها؛ الأَخيرة عن أَبي علي؛ وأَنشد:

كذَبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لا تَهْتَدُونَها

وقد هُدِيَتْ إِليه؛ قال زهير:

فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ،

فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء

ابن بُزُرْج: واهْتَدَى الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِليه وضَمَّها،

وهي مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أَيضاً، على فَعِيلٍ؛ وأَنشد ابن بري:

أَلا يا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيّ،

كرَجْعِ الوَشْمِ في كَفِّ الهَدِيّ

والهَدِيُّ: الأَسيرُ؛ قال المتلمس يذكر طَرفة ومَقْتل عَمرو بن هِند

إِياه:

كطُرَيْفةَ بنِ العَبْدِ كان هَدِيَّهُمْ،

ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّدِ

قال: وأَظن المرأَة إِنما سميت هَدِيًّا لأَنها كالأَسِير عند زوجها؛

قال الشاعر:

كرجع الوشم في كف الهديّ

قال: ويجوز أَن يكون سميت هَدِيًّا لأَنها تُهْدَى إِلى زوجها، فهي

هَدِيٌّ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول. والهَدْيُ: ما أُهْدِيَ إِلى مكة من النَّعَم.

وفي التنزيل العزيز: حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه، وقرئ: حتى يبلغ

الهَدِيُّ مَحِلَّه، بالتخفيف والتشديد، الواحدة هَدْيةٌ وهَدِيَّةٌ؛ قال ابن

بري: الذي قرأَه بالتشديد الأَعرج وشاهده قول الفرزدق:

حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى،

وأَعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ

وشاهد الهَدِيَّةِ قولُ ساعدةَ بن جُؤَيَّة:

إني وأَيْدِيهم وكلّ هَدِيَّة

مما تَثِجُّ له تَرائِبُ تَثْعَبُ

وقال ثعلب: الهَدْيُ، بالتخفيف، لغة أَهل الحجاز، والهَدِيُّ، بالتثقيل

على فَعِيل، لغة بني تميم وسُفْلى قيس، وقد قرئ بالوجهين جميعاً: حتى

يَبْلُغَ الهَدي محله. ويقال: مالي هَدْيٌ إِن كان كذا، وهي يمين.

وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلى بيت اللهِ إِهْداء. وعليه هَدْيةٌ أَي بَدَنة. الليث

وغيره: ما يُهْدى إِلى مكة من النَّعَم وغيره من مال أَو متاعٍ فهو هَدْيٌ

وهَدِيٌّ، والعرب تسمي الإِبل هَدِيًّا، ويقولون: كم هَدِيُّ بني فلان؛

يعنون الإِبل، سميت هَدِيّاً لأنها تُهْدَى إِلى البيت. غيره: وفي حديث

طَهْفةَ في صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِيُّ ومات الوَديُّ؛ الهَدِيُّ،

بالتشديد: كالهَدْي بالتخفيف، وهو ما يُهْدى إِلى البَيْتِ الحَرام من النعم

لتُنْحَر فأُطلق على جميع الإِبل وإِن لم تكن هَدِيّاً تسمية للشيء ببعضه،

أَراد هَلَكَتِ الإِبل ويَبِسَتِ النَّخِيل. وفي حديث الجمعة: فكأَنَّما

أَهْدى دَجاجةً وكأَنما أَهْدى بَيْضةً؛ الدَّجاجةُ والبَيضةُ ليستا من

الهَدْيِ وإِنما هو من الإِبل والبقر، وفي الغنم خلاف، فهو محمول على حكم

ما تُقدَّمه من الكلام، لأَنه لما قال أَهْدى بدنةً وأَهْدى بقرةً وشاة

أَتْبَعه بالدَّجاجة والبيضة، كما تقول أَكلت طَعاماً وشَراباً والأَكل

يختص بالطعام دون الشراب؛ ومثله قول الشاعر:

مُتَقَلِّداً سَيفاً ورُمْحاً

والتَّقَلُّدُ بالسيف دون الرمح. وفلانٌ هَدْيُ بني فلان وهَدِيُّهمْ

أَي جارُهم يَحرم عليهم منه ما يَحْرُم من الهَدْي، وقيل: الهَدْيُ

والهَدِيُّ الرجل ذو الحرمة يأْتي القوم يَسْتَجِير بهم أَو يأْخذ منهم

عَهْداً، فهو، ما لم يُجَرْ أَو يأْخذِ العهدَ، هَدِيٌّ، فإِذا أَخَذ العهدَ

منهم فهو حينئذ جارٌ لهم؛ قال زهير:

فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هِدِيّاً،

ولمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ

وقال الأَصمعي في تفسير هذا البيت: هو الرَّجل الذي له حُرمة كحُرمة

هَدِيِّ البيت، ويُسْتَباء: من البَواء أَي القَوَدِ أَي أَتاهم يَسْتَجير

بهم فقَتلُوه برجل منهم؛ وقال غيره في قِرْواشٍ:

هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِنْ أَبِيكُمُ،

أَبَرُّ وأُوْفى بالجِوارِ وأَحْمَدُ

ورجل هِدانٌ وهِداءٌ: للثَّقِيل الوَخْمِ؛ قال الأَصمعي: لا أَدري

أَيّهما سمعت أَكثر؛ قال الراعي:

هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ

يَرى المَجْدَ أَن يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا

(* قوله« خلاء» ضبط في الأصل والتهذيب بكسر الخاء.)

ابن سيده: الهِداء الرجل الضعيف البَليد. والهَدْيُ: السُّكون؛ قال

الأَخطل:

وما هَدى هَدْيَ مَهْزُومٍ وما نَكَلا

يقول: لم يُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم ولكن على سكون وهَدْيٍ حَسَنٍ.

والتَّهادي: مَشْيُ النِّساء والإِبل الثِّقال، وهو مشي في تَمايُل

وسكون. وجاء فلان يُهادَى بين اثنين إِذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من

ضعفه وتَمايُله. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج في مرضه

الذي مات فيه يُهادى بين رَجُلَيْن؛ أَبو عبيد: معناه أَنه كان يمشي

بينهما يعتمد عليهما من ضَعْفِه وتَمايُلِه، وكذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو

يُهاديه؛ قال ذو الرمة:

يُهادينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً،

كَلِيلةَ جَحْمِ الكَعْبِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

وإِذا فَعلت ذلك المرأَة وتَمايَلَتْ في مِشْيتها من غير أَن يُماشِيها

أَحد قيل: تَهادى؛ قال الأَعشى:

إِذا ما تأَتَّى تُريدُ القِيام،

تَهادى كما قد رأَيتَ البَهِيرا

وجئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليلِ، وهَدِيٍّ لغة في هَدْءٍ؛ الأَخيرة عن

ثعلب. والهادي: الراكِسُ، وهو الثَّوْرُ في وسط البَيْدَر يَدُور عليه

الثِّيرانُ في الدِّراسة؛ وقول أَبي ذؤيب:

فما فَضْلةٌ من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها

مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهادِيةِ الضَّحْلِ

أَراد بهادِيةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ، وهي الصخرة المَلْساء.

والهادِيةُ: الصخرة النابتةُ في الماء.

صحف

صحف
الصَّحِيفَةُ: المبسوط من الشيء، كصحيفة الوجه، والصَّحِيفَةُ: التي يكتب فيها، وجمعها:
صَحَائِفُ وصُحُفٌ. قال تعالى: صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى [الأعلى/ 19] ، يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة/ 2- 3] ، قيل: أريد بها القرآن، وجعله صحفا فيها كتب من أجل تضمّنه لزيادة ما في كتب الله المتقدّمة. والْمُصْحَفُ: ما جعل جامعا لِلصُّحُفِ المكتوبة، وجمعه: مَصَاحِفُ، والتَّصْحِيفُ:
قراءة المصحف وروايته على غير ما هو لاشتباه حروفه، والصَّحْفَةُ مثل قصعة عريضة.
صحف
الصَّحْفَةُ: كالقَصْعَةِ، والجمع صِحَافُ، قال الأعشى:
والمكاكيك والصِّحَافَ من الفِ ... ضةِ والضّامرات تحت الرِّحَالِ
وقال الكسائي: أعظم القصِاع الجفنَةُ؛ ثم القصعة تليها تُشْبِع العشرة؛ ثم الصَّحْفَة تُشْبع الخمسة؛ ثم المئكلة تُشبع الرجلين والثلاثة؛ ثم الصُّحَيْفَةُ تُشيع الرجل.
والصَّحِيْفَةُ: الكتاب، والجمع: صُحُفٌ وصَحَائفُ. وقال الليث: الصُّحُفُ: جماعة الصَّحِيفَةِ، وهذا من النوادر أن تجمع فَعِيْلَةُ على فُعُلٍ؛ مثل صَحِيْفَةٍ وصُحُفٍ وسَفِينةٍ وسُفُنٍ، وكان قياسه صَحَائفَ وسَفَائنَ.
وقول الله تعالى:) صُحُفِ إبراهيم وموسى (يعني الكتب التي أُنزلت عليهما - صلوات الله عليهما -.
وصَحِيْفَةُ الوجه: بشرة جِلْدِه، قال:
إذا بدا من وجهك الصَّحِيْفُ
قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ لرؤبة، والرواية:
أضاء من سُنَّتِكَ الصَّحِيْفُ
وقال غيره: جمع هذا على حذف الزائد فصار مثل رَغِيْفٍ ورُغًفٍ وقَضِيْبٍ وقُضُبٍ.
قال: والصَّحِيْفُ: وجه الأرض، قال:
بل مَهْمَهٍ منجرد الصَّحِيْفِ
وقال الشيباني: الصِّحَافُ: مناقع صغار تتخذ للماء، والجماع: صُحُفٌ. والذي يقرأ الصَّحِيْفَةَ ويُخطئ في القراءة: صَحَفِيٌّ - بالتحريك - وقول العامة صُحُفيٌّ - بضمتين -: لحن، والنسبة إلى الجمع نسبة إلى الواحد، لأن الغرض الدلالة على الجنس والواحد يكفي. وأما ما كان علماً كأنماري وكلابي ومَعَافِرِيٍّ ومَدَائنِيٍّ فإنه لا يرد، وكذا ما كان جارياً مجرى العلم كأنصاري وأعرابي.
والمَصْحَفُ والمِصْحَفُ والمُصْحَفُ - بالحركات الثلاث - عن ثعلب قال: والفتح لغة صحيحة فصيحة. قال الفرّاء: قد اسْتثقلت العرب الضمة في حروف وكسروا ميمها وأصلها الضم؛ من ذلك مِصْحَفٌ ومِخْدَعٌ ومِطْرَفٌ ومِغْزَلٌ ومِسْجَدٌ، لأنها في المعنى مأخوذة من أُصْحِفَ أي جُمِعَتْ فيه الصُّحُفُ؛ وأُطرِفَ أي جعل في طرفيه علمان؛ وأُجْسد أُلصق بالجسد؛ وكذلك المُغْزَلُ إنما هو أُديْر وفُتِلَ. وقال أبو زيد: تميم تقول بكسر الميم وقيس تقول بضمها.
والتَّصْحِيْفُ: الخطأ في الصَّحِيْفَةِ، يقولون: تَصَحَّفَ عليه لفظ كذا.
والتركيب يدل على انبساط في الشيء وسعة.
(صحف) الْكَلِمَة كتبهَا أَو قَرَأَهَا على غير صِحَّتهَا لاشتباه فِي الْحُرُوف

صحف


صَحَفَ
صَحَّفَa. Made a mistake ( in reading or in writing).
أَصْحَفَa. Bound, stitched together (book).

تَصَحَّفَa. Was written or read incorrectly.
b. Wrote or read incorrectly.

صَحْفَة
(pl.
صِحَاْف)
a. Large bowl or basin; dish.

مَصْحَف
(pl.
مَصَاْحِفُ)
a. Book, volume.

مِصْحَفa. see 17
صَحِيْفa. Surface of the earth; ground.

صَحِيْفَة
(pl.
صُحُف
صَحَاْئِفُ
46)
a. Page, leaf, sheet.

صَحَّاْفa. Bookseller. N. P IV
see 17
صحف
الصُّحُفُ: جَمَاعَةُ الصَّحِيْفَةِ، ويُخَفَّفُ. وسُمِّيَ المُصْحَفُ لأنَّه أُصْحِفَ: جُعِلَ جامِعَاً للصُّحُفِ. وصَحِيْفَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه. والصَّحِيْفُ: وَجْهُ الأرْضِ. والصَّحْفَةُ: شِبْهُ قَصْعَةٍ عَرِيْضَةٍ، والجَميعُ: الصِّحَافُ. والمُصَحِّفُ: الذي يَرْوي الخَطَأ على قِراءةِ الصُّحُفِ، وهو الصُّحُفيُّ أيضاً. والصِّحَافُ: شِبْهُ حَوْضٍ يُتَّخَذُ للماءِ، وجَمْعُه: صُحُفٌ.
ص ح ف

معه صحيفة وصحف وصحائف وهي قطعة من جلد أو قرطاس يكتب فيه، وهو صحفي وصحاف. وهو لحانة مصحف. وصحف الكلمة. ووجهه كورقة المصحف.

قال الراعي:

تقلّب خدّين كالمصحفي ... ن خطهما واضح أ. هر

وتقول: صحائف الكتب، خير من صحاف الذهب. والصحفة: القصعة المسلنطحة.

ومن المجاز: صن صحيفة وجهك وهي بشرته.
ص ح ف: (الصَّحْفَةُ) كَالْقَصْعَةِ وَالْجَمْعُ (صِحَافٌ) قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَعْظَمُ الْقِصَاعِ الْجَفْنَةُ ثُمَّ الْقَصْعَةُ تَلِيهَا تُشْبِعُ الْعَشَرَةَ ثُمَّ الصَّحْفَةُ تُشْبِعُ الْخَمْسَةَ ثُمَّ الْمِئْكَلَةُ تُشْبِعُ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ ثُمَّ (الصُّحَيْفَةُ) تُشْبِعُ الرَّجُلَ. وَالصَّحِيفَةُ الْكِتَابُ وَالْجَمْعُ (صُحُفٌ) وَ (صَحَائِفُ) وَ (الْمُصْحَفُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا، وَأَصْلُهُ الضَّمُّ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (أُصْحِفَ) أَيْ جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُفُ. 
(ص ح ف) : (الصَّحِيفَةُ) قِطْعَةُ قِرْطَاسٍ مَكْتُوبٍ وَجَمْعُهَا صُحُفٌ وَقَدْ جَعَلَهَا مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - اسْمًا لِغَيْرِ الْمَكْتُوبِ فِي قَوْلِهِ وَإِنْ كَانَتْ السَّرِقَةُ (صُحُفًا) لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ أَيْ مَكْتُوبٌ وَالنِّسْبَة إلَيْهَا صَحَفِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ الصَّحِيفَةِ (وَالْمُصْحَفُ) الْكُرَّاسَةُ وَحَقِيقَتُهَا مَجْمَعُ الصُّحُفِ (وَالتَّصْحِيفُ) أَنْ يَقْرَأَ الشَّيْءَ عَلَى خِلَافِ مَا أَرَادَهُ (كَاتِبُهُ) أَوْ عَلَى غَيْرِ مَا اصْطَلَحُوا عَلَيْهِ (وَالصَّحْفَةُ) وَاحِدَةُ الصِّحَافِ وَهِيَ قِطْعَةٌ كَبِيرَةٌ مُنْبَسِطَةٌ تُشْبِعُ الْخَمْسَةَ.
[صحف] الصَحْفَةُ كالقصعة، والجمع صِحافٌ. قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة، ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصحيفة تشبع الرجل. والصَحيفَةُ: الكتابُ، والجمع صُحُفٌ وصَحائِفُ. والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ. قال الفراء: وقد استثقلت العربُ الضَمَّةَ في حروفٍ فكسروا ميمها وأصلها الضمُّ، من ذلك مِصْحَفٌ، ومِخْدَعٌ، ومِطْرَفٌ، ومِغْزَلٌ، ومِجْسَدٌ، لأنَّها في المعنى مأخوذة من أصحف أي جمعت فيه الصحف، وأطرف جعل في طرفيْهِ عَلَمان، وأُجْسِدَ أُلْصِقَ بالجسد. وكذلك المغزل، إنما هو أدير وفتل. والتصحيف: الخطأ في الصحيفة.
ص ح ف : الصَّحْفَةُ إنَاءٌ كَالْقَصْعَةِ وَالْجَمْعُ صِحَافٌ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الصَّحْفَةُ قَصْعَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ.

وَالصَّحِيفَةُ قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ أَوْ قِرْطَاسٍ كُتِبَ فِيهِ وَإِذَا نُسِبَ إلَيْهَا قِيلَ رَجُلٌ صَحَفِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ وَمَعْنَاهُ يَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْهَا دُونَ الْمَشَايِخِ كَمَا يُنْسَبُ إلَى حَنِيفَةَ وَبَجِيلَةَ حَنَفِيٌّ وَبَجَلِيٌّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ صُحُفٌ بِضَمَّتَيْنِ وَصَحَائِفُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكَرَائِمَ وَالْمُصْحَفُ بِضَمِّ الْمِيمِ أَشْهَرُ مِنْ كَسْرِهَا وَالتَّصْحِيفُ تَغْيِيرُ اللَّفْظِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ الْمَعْنَى الْمُرَادُ مِنْ الْمَوْضِعِ وَأَصْلُهُ الْخَطَأُ يُقَالُ صَحَّفَهُ فَتَصَحَّفَ أَيْ غَيَّرَهُ فَتَغَيَّرَ حَتَّى الْتَبَسَ. 
(صحف) - قوله تبارك وتعالى: {صُحُفًا مُطَهَّرةً}
قيل: الصَّحِيفة لا تُسمَّى صَحِيفة حتى تكون ظرفًا للمَكْتوب فيها.
قال تعالى: {يَتْلُو صُحُفًا}
: أي ما تَتَضمَّن الصَّحِيفةُ مِمَّا كُتِب فيها، ثم قال فيها - أي في الصَّحِيفةِ - مكتوب {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} .
والمُصْحَف - بالضمّ - مُفعَل من الصُّحُف؛ أي جُعِلت فيه الصُّحُف، وبفتح الميم: مَوْضِع الصُّحُف، وبالكَسْرِ: آلةُ الصُّحُف، والمُصَحِّف: الذي يَجعَل الدَّالَ ذَالاً والحَاءَ خَاءً ونَحْوهَما، وكذلك الصُّحُفِىّ، والقِياسُ صَحَفِى كَحَنَفِىّ.- وفيه: "ولا تَسْألُ المَرأةُ طلاقَ أُخْتِها لتَسْتَفْرغ صَحْفَتَها".
الصَّحْفَة: إِناءٌ كالقَصْعَة المْبسُوطة ونحوِها، وجَمعُها: صِحَاف. وهذا مَثَلٌ يُريد به الاسْتِئثارَ عليها بحظِّها، فتكوُن كمَن اسْتَفرغ صَحْفَة غيرِه وقَلَب ما في إنائِه إلى إناء نَفْسِه. وقد تكرَّرت في الحديث
صحف كفأ نجش وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفئ مَا فِي صحفتها فَإِنَّمَا لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا وَلَا تناجشوا وَلَا يَبِيع بَعْضكُم على [بيع -] بعض. قَوْله: لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا يَعْنِي بأختها ضرّتها. وَقَوله: لتكتفئ مَا فِي صحفتها أصل الصحفة الْقَصعَة وَجَمعهَا صحاف. 75 / ب وَقَوله: / لتكتفئ إِنَّمَا هُوَ [مثل يَقُول: لَا تميل حَظّ تِلْكَ إِلَى نَفسهَا ليصير حَظّ أُخْتهَا من زَوجهَا كُله لَهَا وَإِنَّمَا قَوْله: لتكتفئ -] تفتعل من كفأت الْقدر وَغَيرهَا إِذا كببتها ففرغت مَا فِيهَا. وَقَوله: لَا تناجشوا فَإِن النجش أَن يُعْطي الرجل صَاحب السّلْعَة بسلعته أَكثر من ثمنهَا وَهُوَ لَا يُرِيد شراءها إِنَّمَا يُرِيد أَن يسمعهُ غَيره مِمَّا لَا يضّر لَهُ بهَا فيزيد لزيادته وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يرْوى عَن ابْن أبي أوفى: الناجش آكل رَبًّا خائن. وَقَوله: لَا يبع على بيع أَخِيه قد فسرناه فِي غير هَذَا الْموضع. 
[صحف] فيه: إنه كتب لعيينة بن حصن كتابًا فقال: يامحمد! أتراني حاملًا إلى قومي كتبًا "كصحيفة" المتلمس، الصحيفة الكتاب، والمتلمس أسم شاعر كان قدم هو وطرفة الشاعر على ملك فنقم عليهما أمرًا فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأمره بقتلهما وقال: قد كتبت لكما بجائزة، فأجتازا بالحية فأعطى المتلمس صحيفته صبيًا فقرأها فإذا فيها الأمر بقتله فألقاها في الماء، وقال لطرفة: أفعل كما فعلت، فأبى ومضى إلى العامل وقتله. وفيه: لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ "صحفتها"، هي إناء كالقصعة المبسوطة وجمعها صحاف، وهو مثل يريد به الاستئثار عليها بحظها فتكون كمن استفرغ صحفة غيره وقلب ما في إنائه إلى إناء نفسه. ط: الصحفة ما تشبع خمسة، والقصعة تشبع عشرة. ك: نهى للمرأة أن تسأل الرجل طلاق زوجته لينكحها ويصير لها من نفقته ما كان للمطلقة، وروى: طلاق أختها، أي ضرتها وهي أختها في الدين. وفيه: طووا "الصحف"، أي صحف المبادرين إلى الجمعة، والملائكة المذكورون غير الحفظة. وح: إلا كتاب الله وهذه "الصحيفة" مر في شىء من ش. قا: ("صحفًا منشرة) أي قراطيس تنشر، وذلك أنهم قالوا: لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء بأن أتبع محمدًا. ش: جعلت قلوب أمتك "مصاحفها"، أي جعلتهم يحفظون كتابهم عن ظهر قلب، قيل: وليس شيء من كتب الله يقرأ كله ظاهرًا إلا القراآن. ن: كأنه ورقة "مصحف"، بتثليث حركات الميم، وجه الشبه حسن البشرة والصفا والأستنارة.
(ص ح ف)

الصحيفةُ: الَّتِي يكْتب فِيهَا. وَالْجمع صحائفْ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (إِن هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولى. صُحُفِ إبراهيمَ وموسَى) يَعْنِي الْكتب الْمنزلَة عَلَيْهِمَا، عَلَيْهِمَا السَّلَام. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما صحائفُ فعلى بَابه، وصُحفٌ دَاخل عَلَيْهِ لِأَن فعلا فِي مثل هَذَا قَلِيل، وَإِنَّمَا شبهوه بقليب وقلب، وقضيب وقضب، كَأَنَّهُمْ جمعُوا صحيفا حِين علمُوا أَن الْهَاء ذَاهِبَة شبهوها بحفرة وحفار، حِين أجروها مجْرى جمد وجماد.

وصحيفةُ الْوَجْه، بشرة جلده. وَقيل: هِيَ مَا أقبل عَلَيْك مِنْهُ. وَالْجمع صَحِيفٌ. وَقَوله:

إِذا بدا من وجْهِكَ الصحيفُ

يجوز أَن يكون جمع صحيفةٍ الَّتِي هِيَ بشرة جلده وَيجوز أَن كَون أَرَادَ بالصحيفِ الصحيفةَ.

والصحيفُ: وَجه الأَرْض. قَالَ:

بل مَهْمَةٍ منجردِ الصحيفِ

وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه بالصحيفةِ الَّتِي كتب فِيهَا.

والمُصْحَفُ: الْجَامِع للصُّحُفِ الْمَكْتُوبَة بَين الدفتين، كَأَنَّهُ أصْحِفَ، وَالْكَسْر وَالْفَتْح فِيهِ لُغَة، قَالَ أَبُو عبيد: تَمِيم تكسرها، وَقيس تضمها. وَلم يذكر من فتحهَا وَلَا أَنَّهَا تفتح، إِنَّمَا ذَلِك عَن الَّلحيانيّ يحكيه عَن الْكسَائي.

والمُصحِّفُ والصُّحُفِيُّ: الَّذِي يروي الْخَطَأ عَن قِرَاءَة الصُّحُفِ باشتباه الْحُرُوف، مولدة.

والصَّحْفَةُ: شبه قَصْعَة مسلنطحة عريضة وَهِي تشبع الْخَمْسَة وَنَحْوهم، وَالْجمع صِحافٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (يُطافُ عَلَيْهِم بصِحافٍ من ذهبٍ) . والصُّحَيفةُ أقل مِنْهَا وَهِي تشبع الرجل، وَكَأَنَّهُ مصغر لَا مكبر لَهُ.
صحف: صَحْفَة: قَصْعَة، جَفْنة في معجم بوشر، وهي لا تعني قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة كما جاء في فصيح اللغة، بل هي بالعكس عند العامة فإنها لا تشبع الواحد (محيط المحيط).
صَحْفَة: إناء من النحاس للغسل بالصابون (رولاند).
صَحْفة: شمعدان (ابن جبير ص101، ص99) حيث الصواب صحفة أو صُحَيْفة بدل صفيحة، كما أشار إلى ذلك السيد دي غويه في معجم الطرائف (ص8).
صحفة: في المغرب اسم مكيال كبير (البكري ص63: 91، كرتاس ص202، 266، 277) وعند شنييه (3: 536): وفي مملكة فاس من سالة حتى الشمال يباع القمح بالصحفة والصحة والمدّ، وكل أربعة امداد تساوي صَحّة، وكل ستين مد تساوي صحفة، ولما كان المد يزن من 18 إلى 20 ليبرة (500 غرام) يكون وزن الصفة اثني عشر قنطاراً (ووزن القنطار مائة كيلو) صحفة الكاغد: ورقة القرطاس (دومب ص78).
صَحِيفُة: راحوا في صحائفه: أطيح بهم لغضبه عليهم (بوشر).
صُحَيفة: آنية للمرق (ألكالا) إناء من نحاس (هلو).
صُحَيَّفَة: في المعجم اللاتيني - العربي ( titulus) رشم وكتاب وصُحَيفَة.
صَحَّاف: حمّال، عتّال، خلاع أبواب، خبيث، نذل، لئيم، نصاب، محتال (ألكالا).
صَحَّاف: لحّاد، رمّاس (دومب ص104).
صَحَّاف: هذه الكلمة ذكرت في القسم الأول من معجم فوك في مادة لاتينية معناها قرص، حلقة من حديد، وهذا خطأ من غير شك والصواب صَحفَة.
تَصْحِيف: عند البديعيين أن يؤتى بلفظين يتفقان في صورة الأحرف ويختلفان في النقط إما مع اتفاق الحركات نحو إنّا لمبعوثون خلقاً جديداً قلْ كونوا حجارة أو حديدا، أو مع اختلافهما نحو وهم يَحْسَبون أنهم يُحِسنون صنعاً. وقد يكون بين أكثر من لفظين كقول الشاعر:
وحمرة خد إنما هي جمرة ... تذيب الحشَى أو خمرة تركها إثم
(انظر المؤلفين الذين نقل عنهم دي يونج).
ويسمى الجناس المُصَحَّف (محيط المحيط).
تَصحِيف: رطانة، لغة خاصة باصحاب مهنة أو جماعة معينة لا يفهمها غيرهم (بوشر).
الجناس المصحف: انظره في مادة تصحيف.
مُصَحَّف: عند المحدثين هو أن يخالف الراوي الثقات بالنسبة إلى النقط، فان كانت المخالفة بالنسبة إلى الشكل والإعراب سمى محرفاً.
مُصَحَّف: هو الذي يقرأ على خلاف ما أراد كاتبه أو على غير ما اصطلحوا عليه.
صحف
الصَّحَفةُ: م مَعْروفَةٌ، والجَمْعُ: صِحَافٌ، قَالَ الأَعْشى:
(والمَكَاكِيكَ والصِّحَافَ مِنَ الْفِضَّ ... ةِ والضَّامِرَاتِ تَحْتَ الرِّجالِ)
وَقَالَ ابنُ سِيدَة: الصَّفْحَةُ: شِبْهُ قَصْعَةٍ مُسْلَنْطِحَةٍ عَرِيضَةٍ، وَهِي تُشْبِعُ الخَمْسَةَ ونَحْوَهُم، وَفِي التَّنْزِيلِ: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَقَالَ الكِسَائِيُّ: أَعْظَمُ الْقِصَاع الجَفْنَةُ، ثمَّ القَصْعَةُ تَلِيها، تُشْبِعُ العَشَرَة، ثُمَّ الصَّحْفَةُ تُشْبِعُ الخَمْسَةَ، ثُمَّ المِئْكَلَةُ تُشْبِعُ الرَّجُلَيْنِ والثَّلاَثَةَ، ثُمَّ الصُّحَيْفَةُ، مُصَغَّراً، تُشْبِعُ الرَّجُلَ، هَذَا نَصُّ الكسائيِّ، وَقَالَ غيرُه فِي الأَخير: وكأَنَّه مُصَغَّرٌ لَا مُكَبَّرَ لَهُز والصَحيفَةُ: الْكتَابُ، ج: صَحَائفُ علَي الْقيَاس، وصُحُفٌ، كَكُتَب، ويُخَفَّفُ أَيضاً، وَهُوَ نَادرٌ، قَالَ اللَّيْثُ: لأَنَّ فَعيلَةَ لاَ تُجْمَعُ علَي فُعُل، قَالَ سيبَوَيْه: أَمَّا صَحائفُ فعلَي بَابه، وصُحُفٌ دَاخلٌ عَلَيْهِ، لأَنَّ فُعُلاً فِي مثْل هَذَا قليلٌ، وإِنَّما شَبَّهُوهُ بقَليبٍ وقُلُبٍ، وقَضيبٍ وقُضُبٍ، كأَنَّهم جَمَعُوا صَحيفاً حِين عَلمُوا أَنَّ الهاءَ ذَاهبَةٌ، شَبَّهُوها بحُفْرَةٍ وحِفَارٍ، حينَ أَجْرَوْها مُجْرَى جُمْدِ وجِمَادٍ، قَالَ الأَزْهَريُّ: ومثْلُه فِي النَّدْرَةِ، سَفينَةٌ وسُفًنٌ، والقياسُ: سَفَائِنُ. والصَّحيفُ، كَأَميرٍ: وَجْهُ الأَرْض، وَهُوَ مَجازٌ علَي التَّشْبيه بِمَا يُكْتَبُ فِيهِ، قَالَ الرَّاجزُ: بل مَهْمَهٍ مُنْجَرِدِ الصَّحِيفِ وَقَالَ الشَّيْبَانيُّ: الصِّحافُ، كَكتَابٍ: مَنَاقعُ صِغَارٌ تُتَّخَذُ للْمَاءِ، ج: صُحُفٌ، كَكُتُبٍ. والصَّحَفِيُّ، مُحَرَّكَةً، من يُخْطئُ فِي قرَاءَة الصَّحيفَة، وقَوْلُ العامَّة الصُّحُفِيُّ، بضَمَّتَيْن، لَحْنٌ، والنِّسْبةُ إِلَى الجَمْع نسْبَةٌ إلَى الْوَاحِد، لأَنَّ الغَرَضَ الدَّلالةُ على الجِنْس، والواحدُ يَكْفي فِي ذَلِك، وأَمَّا مَا كَانَ عَلَماً، كأَنْمَارِيٍ، وكِلاَبيٍّ، ومَعَافِرِيٍّ ومَدَائِنيٍّ، فإِنَّه لَا يُرَدُّ، وَكَذَا مَا كَانَ جَارياً مَجْرَي العَلَمِ، كأَنْصَاريٍّ، وأَعْرَابيٍّ، كَمَا فِي العُبابِ. والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةُ الْمِيمِ، عَن ثَعْلَبٍ، قَالَ: والفَتْحُ لُغَةٌ.) فَصِيحَةٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمُ تَكْسِرُها، وقَيْسُ تَضُمُّها، وَلم يَذْكُرْ مَن يَفْتَحُها وَلَا أَنَّها تُفْتَحُ، إِنَّما ذَلِك عَن اللِّحْيَانيِّ عَن الكِسَائِيِّ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: قد اسْتَثْقَلَتِ العربُ الضَّمَّةَ فِي حُروفٍ وكَسَرُوا ميمَها، وأَصْلُها الضَّمُّ، من ذَلِك: مِصْحَفٌ، ومِخْدَعٌ، ومِطْرَفٌ، ومِجْسَدٌ، لأَنَّها فِي المعنَي مَأْخُوذَةٌ من أُصْحِفَ، بالضَّمِّ: أَيْ جُعلَتْ فِيهِ الصُّحُفُ المكْتُوبةُ بَين الدَّفَّتَيْن، وجُمعَتْ فِيهِ.
والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ فِي الصَّحيفَة بأَشْباهِ الحُرُوفِ، مُوَلَّدَةٌ، وَقد تَصَحَّفَ عَلَيْه لَفْظُ كَذَا. وَمِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: صَحِيفَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وَقيل: هِيَ مَا أَقْبَلَ عليْك مِنْهُ، والجَمْعُ: صَحيفٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وقَوْلُه: إِذَا بَدَا منْ وَجْهِكَ الصَّحِيفُ يجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ صَحِيفَةٍ، الَّتِي هِيَ بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وأَن يكونَ أَرادَ بِهِ الصَّحِيفةَ. وَفِي المَثَلِ: اسْتَفْرَغَ فُلانٌ مَا فِي صَحْفَتِهِ: إِذا اسْتَأْثَرَ عليْه بحَظِّه. والصَّحَّافُ، كشَدّاَدِ: بَائِعُ الصُّحُفِ، أَو الَّذِي يَعْمَلُ الصُّحُفَ. والمُصَحِّفُ، كمُحَدِّثِ: الصَّحَفِيُّ. وأَبو داَوُدَ المَصَاحِفِيُّ: مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ.

صحف: الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وفي

التنزيل: إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى؛ يعني الكتب

المنزلة عليهما، صلوات اللّه على نبينا وعليهما؛ قال سيبويه: أَما صَحائِفُ

فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإنما

شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا

أَن الهاء ذاهبة، شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ

وجِماد. قال الأَزهري: الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع

فَعِيلةً على فُعُل، قال: ومثله سَفينة وسُفُنٌ، قال: وكان قياسهما صَحائف

وسفائِنَ. وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، وقيل: هي ما أَقبل عليك منه،

والجمع صَحِيفٌ؛ وقوله:

إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ

يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده، ويجوز أَن يكون أَراد

بالصحيف الصحيفة. والصَّحيف: وجْه الأَرض؛ قال:

بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ

وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها.

والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ

كأَنه أُصْحِفَ، والكسر والفتح فيه لغة، قال أَبو عبيد: تميم تكسرها وقيس

تضمها، ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن

الكسائي، قال الأَزهري: وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً

للصحف المكتوبة بين الدفتين، قال الفراء: يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما

يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قال: وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه

الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان، استثقلت العرب الضمة في

حروف فكسرت الميم، وأَصلها الضمّ، فمن ضَمَّ جاء به على أَصله، ومن كسره

فلاستثقاله الضِمة، وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل

مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قال أَبو

زيد: تميم تقول المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وقيس تقول المُطْرَفُ

والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قال الجوهري: أُصحِف جمعت فيه الصُّحُف،

وأُطْرِفَ جُعِل في طرفيه علمان، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قال ابن بري:

صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ وهو الزَّعْفرانُ.

وقال الجوهري: والصحيفة الكتاب. وفي الحديث: أَنه كتب لعُيَيْنَةَ بن

حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال: يا محمد، أَتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً

كصحيفة المُتَلَمِّس؟ الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: شاعر معروف واسمه عبد

المَسيح بن جَرير، وكان قدم هو وطرَفةُ الشاعر على الملك عمرو بنِ هِنْدٍ،

فنقم عليهما أَمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأْمُرُه

بقتلهما، وقال: إني قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحيرة فأَعطى المتلمسُ

صحيفته صبيّاً فقرأَها فإذا فيها يأْمر عامِلَه بقتله، فأَلقاها في الماء

ومضى إلى الشام، وقال لطرفة: افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأَبى

عليه ومضى إلى عامله فقتله، فضُرب بهما المثل.

والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ: الذي يَرْوي الخَطَأَ عن قراءة الصحف

بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة

(* في القاموس: الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة

الصحف.).

والصَّحْفة: كالقَصْعةِ، وقال ابن سيده: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ

عريضة وهي تُشْبِع الخمسةَ ونحوهم، والجمع صِحافٌ. وفي التنزيل: يُطاف عليهم

بِصِحافٍ من ذهب؛ وأَنشد:

والمَكاكِيكُ والصِّحافُ من الفِضْـ

ـضَةِ والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ

والصُّحَيْفَةُ أَقلّ منها، وهي تُشْبِعُ الرجلَ، وكأَنه مصغّر لا

مكَبَّر له. قال الكسائي: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثم القَصْعةُ تليها تشبع

العشرة، ثم الصحْفَةُ تشبع الخَمسة ونحوهم، ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلين

والثلاثة، ثم الصُّحَيْفَةُ تشبع الرجل. وفي الحديث: لا تَسْأَلِ

المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها، هو من ذلك، وهذا مثل

يريد به الاستِئْثارَ عليها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحفة غيره

وقَلَب ما في إنائه.

والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ.

باب الحاء والصاد والفاء معهما ص ح ف، ح ص ف، ف ص ح، ص ف ح، ف ح ص، ح ف ص، كلهن

صحف: الصُّحُفُ: جمع الصَحيفة، يُخَفَّف ويُثّقَّل، مثل سفينة وسُفْنُ، نادِرتان، وقياسُه صَحائف وسَفائن. وصَحيفة الوجه: بشرة جلده، قال:

إذا بَدا من وَجْهِكَ الصَحيفُ

وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن. والصَّحْفةُ شبه القَصْعة المُسْلَنْطِحة العَريضة وجمعه صِحاف. والصَّحَفِيُّ: المُصَحِّف، وهو الذي يَروي الخَطَأ عن قِراءة الصُّحُف بأشباه الحُروف.

حصف: الحصف: بثر صِغارٌ يَقيحُ ولا يعظُم ، ورُبَّما خَرَجَ في مَراقِّ البطن أيام الحَرِّ. حَصِفَ جَلْدُه حَصَفاً. والحَصافَةُ: ثخانة العَقل. رجلٌ حَصيفٌ حَصِفٌ، قال

حَديثُكَ في الشِتاءِ حَديثُ صَيْفٍ ... وشَتْويُّ الحديثِ إذا تَصيفُ

فتَخلِطُ فيه من هذا بهذا ... فما أدري أَأَحمَقُ أم حَصيفُ

ويقال: أحصَفَ نَسجَه: أحكمه. وأحصَفَ الفَرَسُ: عَدا عَدْواً شديداً، [ويقال: استَحْصَف القوم واستحصدوا إذا اجتمعوا] . قال الأعشى:

تَأوي طوائفُها إلى مَحْصُوفةٍ ... مَكرُوهةٍ يَخشىَ الكُماةُ نِزالُها

فصح: الفُصِحْ: فِطْر النَصارَى، قال الأعشى:

بهم تَقرَّبَ يومَ الفِصْح ضاحيةً

وتَفصيحُ اللَّبَن: ذَهابُ اللِّبأ عنه وكَثرةُ مَحْضة وذَهابُ رَغْوته، فَصَّحَ اللَّبَنَ تَفصيحاً. ورجلٌ فصيحٌ فَصُحَ فَصاحة، وأفصَحَ الرجلُ القَوْلَ. فلما كَثُرَ وعُرِفَ أضمَروا القَولَ واكتَفَوا بالفِعل كقَولهم: أحسَنَ وأسْرَعَ وأبْطَأَ. ويقال في الشِّعْر في وصف العُجْم: أفصَح وإن كان بغَير العربّية كقول أبي النجم:

أعجَمَ في آذانِها فصيحا

يَعني صوتَ الحمارِ. والفصيحُ في كلام العامة: المعرب. صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ: من كلِّ شيءٍ. وصَفْحا السَيْف: وَجْههاهُ. وصَفْحةُ الرجلِ: عُرْضُ صَدره وسَيْفٌ مُصَفَّحٌ [ومُصْفَح] وصَدرٌ مُصْفَحٌ: أي عَريض، قال:

وصَدري مُصْفَحٌ للمَوتِ نَهْدٌ ... إذا ضاقَت عن المَوتِ الصُدُورُ

وقال الأعشى:

أَلَسْنا نحنُ أكرَمَ إن نُسْبنا ... وأضْرَبَ بالمُهَنَّدة الصِّفاحِ

وقال لبيد:

كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذراه ... وأنواحا عليهن المَآلي

شَبَّهَ السَحَاب وظُلْمَتَه وبَرقَه بسُيُوفٍ مُصَفَّحة، والمَآلي جمع المِئلاة وهي خِرْقةٌ سَوداء بيَد النَوّاحة. وكل حَجَرٍ عَريضٍ أو خَشَبةٍ أو لَوحٍ أو حَديدة أو سَيْفٍ له طُولٌ وعَرْضٌ فهو صَفيحة، وجمعُه صَفائحُ. والصُفّاحُ من الحِجارة خاصةً: ما عَرُضَ وطالَ، الواحدة صفاحة، قال:

ويوقدن بالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

وَصَفْحتُ عنه: أي عَفَوتُ عنه. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَف صَفْحاً. وصَفَحْتُ القَومَ: عَرَضْتُهم واحداً واحداً وتَصَفَّحْتُهم: نَظَرتُ في خِلالهم هل أرَى فُلاناً، أو ما حالُهم. وقوله تعالى: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً

 هو الاِعراض. والصُفّاح من الإبِلِ: التي عَرُضَت أسنامُها ، ويُجمَع صُفّاحات وصَفافيح. والمُصافَحةُ معروفة.

فحص: الفَحْصُ: شِدَّة الطَلَب خِلالَ كُلِّ شيءٍ [تقول] : فحَصْتُ عنه وعن أمره لأَعلَمَ كنْهَ حاله. ومَفْحَصُ القَطا: موضِعٌ تُفرِّخ فيه. والدَجاجَةُ تفحَصُ برَجلَيْها وجَناحَيْها في التُراب: تَتَّخِذُ أُفحُوصةً تَبيضُ أو تربضُ فيها.

وفي الحديث: فَحَصُوا عن أوساط الرءوس

أي عَمِلوها مثلَ أَفاحيص القَطا. والمَطَرُ يَفحَص [الحصَىَ] : يقلِبُه ويُنَحِّي بعضَه عن بعض.

حفص: أمُّ حَفْصة: تُكْنَى به الدَجاجةُ. ووَلَدُ الأَسَد يُسَمَّى [حفصاً] .
صحف
تصحَّفَ يتصحَّف، تصحُّفًا، فهو مُتصحِّف
• تصحَّفتِ الكَلمةُ ونحوُها: حدث بها تحريف وتغيَّرت إلى خطأ "تصحَّفتِ الصحيفُة". 

صحَّفَ يصحِّف، تصحيفًا، فهو مُصحِّف، والمفعول مُصحَّف
• صحَّف الكَلمةَ: كتبها أو قرأها على غير صحَّتها لاشتباهٍ في الحروف، حرّفها عن وضعها "صحَّف الصِّحافيّ الخبرَ: حرَّفه". 

تَصْحيف [مفرد]: ج تصحيفات (لغير المصدر):
1 - مصدر صحَّفَ.
2 - (لغ) تحريف كلمة بتحويل وضع حروفها أو تحويل أحدها إلى آخر يشبهه في الرَّسم ويخالفه في النَّقْط.
3 - خطأ في قراءة الصُّحف أو غيرها. 

صِحَاف [جمع]: مف صَحْفة: آنية الطَّعام الكبيرة المتَّسعة " {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} ". 

صَحافة/ صِحافة [مفرد]:
1 - مهنة مَنْ يجمع الأخبارَ والآراءَ وينشرها في جريدة أو مجلَّة "يعمل أبي بالصِّحافة" ° الصِّحافة الصَّفراء: صِحَافة الإسفاف والإثارة- حُرِّيَّة الصَّحافة: حرّية التَّعبير عن الرَّأي عن طريق الصِّحافة- صِحافة الصُّور: صحافة تعتمد أساسًا على الصُّور.
2 - مجموعة الجرائد والمجلاَّت التي تصدر في بلد من البلدان أو منطقة من المناطق "الصِّحافة الأدبيَّة/ العربيَّة". 

صَحافيّ/ صِحافيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صَحافة/ صِحافة: "نشاط صِحافيّ".
2 - من يجمع الأخبارَ والآراء وينشرها في جريدة أو مجلَّة، مشتغل بالصّحافة "حضر الصِّحافيّ المؤتمرَ لإجراء بعض الحوارات- صِحّافي ّمحترف". 

صَحَفِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صَحِيفة ° استطلاعٌ صَحَفِيّ: بحث يقوم به كاتب أو أكثر، ويشتمل على تحقيق مكان أو حادث بالوصف والتصوير، أو عمليَّة إعداد الأخبار أو المعلومات في تقارير- التَّحقيق الصَّحَفيّ: الحديث الذي يدور بين أحد الصحفيين وغيره لاستبانة أمر مُهِمّ.
2 - صَحافيّ، صِحافِيٌّ.
• مراسل صحفيّ: (فن) موظّف في مؤسَّسة صحفيّة أو إذاعيّة أو تلفزيونيّة، مهمَّتُه جمع الأخبار والمقالات. 

صُحُفِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صُحُف: على غير قياس "مؤتمرٌ صُحُفِيٌّ" ° الرَّقابة الصُّحفيّة: اطِّلاع السُّلطة على الصُّحف قبل نشرها.
2 - صَحافيّ، صِحافِيٌّ. 

صَحِيفة [مفرد]: ج صَحيفات وصَحائفُ وصِحَاف وصُحُف:
1 - جريدة، إضمامة من الصَّفحات تصدر في مواعيد منتظمة بأخبار السِّياسة والاجتماع والاقتصاد والثَّقافة وغيرها "صحيفة الأهرام/ الحياة".
2 - ما يُكتب فيه من ورق ونحوه، ويُطلق على المكتوب فيه "صحيفة مصقولة- رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [حديث]- {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ}: المراد كتب الأنبياء- {الصُّحُفِ الأُولَى}: المراد التَّوراة والإنجيل والزَّبور- {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}: المراد صُحُف الأعمال" ° صحيفة الحالة الجنائيَّة- صحيفة الوجه: ما أقبل عليك منه أو بشرته- صحيفته بيضاء: سُمعته حسنة- طُوِيت صحيفتُه: مات.
3 - كتاب، قرطاس مكتوب " {رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً}: كُتُبًا منزَّلة".
• الصَّحيفة العَقاريَّة: (جر) شهادة رسميّة يوضّح فيها كلّ ما له علاقة بعقارٍ معيَّنٍ كالمساحة والحدود والدّين والرَّهن وغيرِها. 

مُصْحَف [مفرد]: ج مَصاحِفُ: كتابٌ جامعٌ للصُّحف المكتوبة "جمع مقالاته في مصحف واحد".
• المُصْحَف: القرآن الكريم "أتممت قراءةَ المُصْحَف الشّريف" ° دفَّتا المصحف: الغلافان اللّذان يكتنفانه من
 جانبيه- ضِمامتا المصحف: دفَّتاه. 

صحف

2 تَصْحِيفٌ signifies (primarily, Msb) The making a mistake (S, O, Msb, K, TA) in a صَحِيفَة, (S, O, K, TA,) by reason of the ambiguity, or dubiousness, of the letters: a postclassical term: (TA:) or the reading a thing in a manner at variance with what the writer intended, or at variance with the conventional usage thereof: (Mgh:) a secondary signification is the altering a word, or an expression, in such a manner that the meaning intended by the application [thereof] becomes altered: (Msb:) or it consists in the altering of a diacritical point [or points]; as in النفى for النقى, or vice versâ: (KT, after التَّحْرِيفُ:) one says, صحّف اللَّفْظَ He altered the word, or expression, [in such a manner that the meaning intended by the application thereof became altered, or] so that it became dubious [to the reader]. (Msb.) [See also تَحْرِيف, in the first paragraph of art. حرف.]4 أُصْحِفَ It had صُحُف [i. e. written pieces of paper or of skin] (S, O, K, TA) collected in it, (S, O,) or put in it (K, TA) between two boards. (TA.) 5 تصحّف, said of a word, or an expression, It became altered [so as to have a meaning different from that intended by the application thereof, (see 2,) or] so as to be dubious. (Msb.) One says, تصحّف عَلَيْهِ لَفْظُ كَذَا [Such a word, or such an expression, became altered so as to be dubious to him]. (O, K. *) صَحْفَةٌ [A sort of bowl;] a vessel like the قَصْعَةٌ, (S, ISd, O, Msb, K, * TA,) expanded, wide, (ISd, TA,) or a large, expanded قَصْعَة, (Mgh,) or, accord. to Z, an oblong قَصْعَة, (Msb,) that satisfies the hunger of five [men] (Ks, S, ISd, Mgh, O, TA) and the like of them: (ISd, TA:) Ks says, (S, O,) the largest sort of قَصْعَة is the جَفْنَة; next to which is the قَصْعَة [properly so called], (S, O, K,) which satisfies the hunger of ten [men]; (S, O;) then, the صَحْفَة, (S, O, K,) which satisfies the hunger of five; (S, O;) then, the مِئْكَلَة, (S, O, K,) which satisfies two men, and three; (S, O;) and then, the ↓ صُحَيْفَة, (S, O, K,) which satisfies one man: (S, O:) the pl. of صَحْفَةٌ is صِحَافٌ. (S, O, Mgh, Msb.) It is said in a prov., اِسْتَفْرَغَ فُلَانٌ مَا فِى صَحْفَتِهِ Such a one chose for himself, as his share, [or exhausted, all of] what was in his صحفة. (TA.) صَحَفِىٌّ One who makes mistakes in reading the صَحِيفَة [or writing, or written piece of paper or of skin]; incorrectly termed by the vulgar صُحُفِىٌّ, with two dammehs; (O, K;) [for the formation of a rel. n. from a pl. of this kind (i. e. from صُحُفٌ) is not allowable,] though the pl. is not restored to the sing. in forming the rel. n. in the case of proper names, such as أَنْمَارِىٌّ &c., nor in the case of words that are used in a manner like that of proper names, such as أَنْصَارِىٌ &c.: (O:) or a learner, or one who acquires knowledge, (Mgh, Msb,) from the صَحِيفَة, (Mgh,) inferior [in rank] to the مَشَايِخِ [pl. of شَيْخٌ]: (Msb:) a rel. n. from صَحِيفَةٌ; (Mgh, Msb;) like حَنَفِىٌّ and بَجَلِىٌّ from حَنِيفَةُ and بَجِيلَةُ: (Msb:) and ↓ مُصَحِّفٌ signifies the same as صَحَفِىٌّ [in the former of these senses]. (TA.) صِحَافٌ Small places that are made for water to collect and remain therein (مَنَاقِعُ صِغَارٌ تُتَّخَذُ لِلْمَآءِ): pl. صُحُفٌ. (Esh-Sheybánee, O, K.) صَحِيفٌ [appears from what here follows, to be syn. with ↓ صَحِيفَةٌ, or rather it is a coll. gen. n. of which the latter is the n. un.:] (tropical:) The surface of the ground or earth; (O, K, TA;) as being likened to the thing [i. e. paper or skin] that is written upon. (TA.) b2: See also the next paragraph.

صَحِيفَةٌ A written piece of paper (MA, Mgh, Msb) or of skin; (Msb;) a writing, or thing written; a book, or volume; a letter, i. e. an epistle; syn. كِتَابٌ; (S, O, K;) [syn. with كِتَابٌ in all of these senses; in the last of them in an anecdote related in Freytag's Arab. Prov. i.

721-2, and in Har p. 119, q. v.;] and a [portion of a book, such as is termed] كُرَّاسَة; and a register; [for] in the إِنْقَاع [a title of several books, it is said that] the كُرَّاسَة and ↓ مُصْحَف and صَحِيفَة and كِتَاب and دَفْتَر are one: (MA:) pl. صُحُفٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and صُحْفٌ, a contraction of the former, (TA,) and صَحَائِفُ, (S, O, Msb, K,) like سَفَائِنُ pl. of سَفِينَةٌ; (Lth, O;) the first of these pls. anomalous, (Lth, Sb, O, K,) the sing. being likened to قَضِيتٌ (Sb, O, TA) and قَلِيبٌ (Sb, TA) and رَغِيفٌ, (O,) of which the pls. are قُضُبٌ (Sb, O, TA) and قُلُبٌ (Sb, TA) and رُغُفٌ: (O:) [or صَحِيفٌ may be its original, as well as regular, sing.:] see the next preceding paragraph. صُحُفِ إِبْرٰهِيمَ وَمُوسَى, in the Kur [lxxxvii. last verse], means [In the books of Abraham and Moses; i. e.] the books revealed to Abraham and Moses. (O.) [صَحِيفَةٌ also means The record of the actions of anyone, that is kept in heaven: (see رَقٌّ:) one says, صَحِيفَنُهُ سَوْدَآءُ, meaning (assumed tropical:) The record of his actions is black; a phrase often used in the present day, in speaking of a bad man.] Mohammad [the Hanafee Imám] speaks of صُحُف not written upon; saying, فَإِنْ كَانَتِ السَّرِقَةُ صُحُفًا لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ [And if the stolen property be papers, or books, not having any writing upon them]. (Mgh. [See, again, رَقٌّ.]) b2: صَحِيفَةٌ signifies also A plank, board, or leaf, of a door; like صَحَائِفُ [from which it is perhaps formed by transposition, or it may be tropical in this sense]: pl. صَحِيفٌ. (MA.) b3: Also (tropical:) The external skin, or scarf-skin, of the face: (O, TA:) or as some say, the part thereof that fronts one: pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ صَحِيفٌ; or this may be used, in a verse in which it occurs, for صَحِيفَة. (TA.) b4: One says also صَحَائِفُ مِنْ شَحْمٍ [meaning (assumed tropical:) Layers of fat]. (A in art. نير.) صُحَيْفَةٌ: see صَحْفَةٌ.

صَحَّافٌ [A bookseller;] a seller of صُحُف: or [a bookbinder;] a maker [meaning binder] of صُحُف. (TA.) مَصْحَفٌ: see what next follows.

مُصْحَفٌ (Th, S, Mgh, O, Msb, K) and ↓ مِصْحَفٌ (Th, S, O, Msb, K) and ↓ مَصْحَفٌ; (Th, O, K;) the first of which is the original, (Fr, S, O, Msb,) being from أُصْحِفَ meaning as expl. above, and one of certain words that are pronounced by [some of] the Arabs with kesr to the م instead of damm because the latter is deemed by them difficult of utterance, of which words are also مِخْدَعٌ and مِطْرَفٌ and مِغْزَلٌ and مِجْسَدٌ, (Fr, S, O,) or, accord. to Az, Temeem pronounce the م with kesr, and Keys pronounce it with damm, [as do most persons in the instance of مصحف in the present day,] and Th says that مَصْحَفٌ, with fet-h, is correct and chaste; (O;) [A book, or volume, consisting of] a collection of صُحُف, (S, Mgh, O, K, TA,) written upon, and put between two boards: (TA:) [generally applied in the present day to a copy of the Kur-án:] and also signifying a [portion of a book, such as is termed]

كُرَّاسَة: but the former is the primary [and more common] signification: (Mgh:) pl. مَصَاحِفُ. (KL.) See also صَحِيفَةٌ.

مِصْحَفٌ: see the next preceding paragraph.

مُصَحِّفٌ: see صَحَفِىٌّ.

التَّعْزِير

(التَّعْزِير) (شرعا) تَأْدِيب لَا يبلغ الْحَد الشَّرْعِيّ كتأديب من شتم بِغَيْر قذف
التَّعْزِير: عُقُوبَة غير مقدرَة حَقًا لله تَعَالَى أَو العَبْد وَسَببه مَا لَيْسَ فِيهِ حد من الْمعاصِي الفعلية أَو القولية فَهُوَ تَأْدِيب دون الْحَد. وَأَصله من العزر وَهُوَ الْمَنْع والردع. وَأكْثر التَّعْزِير تِسْعَة وَثَلَاثُونَ سَوْطًا عِنْد أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وَأما عِنْد أبي يُوسُف رَحمَه الله فخمسة وَسَبْعُونَ وَفِي رِوَايَة تِسْعَة وَسَبْعُونَ وَهِي أصح عِنْده رَحمَه الله. وَصَحَّ حبس المعزر إِن كَانَ فِيهِ مصلحَة. وَعَن أبي يُوسُف رَحمَه الله أَن التَّعْزِير على قدر عظم الجرم كَمَا فِي الْمُحِيط والذخيرة وَغَيرهمَا. وَأقله ثَلَاث من الضربات كَمَا فِي الْكَافِي أَو وَاحِدَة كَمَا فِي الخزانة أَو مَا يرَاهُ الإِمَام كملامة وضربة على مَا ذكره مَشَايِخنَا كَمَا فِي الْهِدَايَة. وَالْأَصْل أَنه إِن كَانَ مِمَّا يجب بِهِ الْحَد فالأكثر وَإِلَّا فمفوض إِلَى القَاضِي كَمَا فِي فَتَاوَى قَاضِي خَان. وَللْإِمَام وَالْقَاضِي الْخِيَار فِي التَّعْزِير بِغَيْر الضَّرْب كاللطم والتعريك وَالْكَلَام العنيف والشتم غير الْقَذْف أَي الشتم الْمَشْرُوع كالشقي وَالنَّظَر بِوَجْه عبوس والأعراض. وَعَن أبي يُوسُف رَحمَه الله أَنه يجوز بِأخذ المَال إِلَّا أَنه يرد إِلَى الصاحب إِن تَابَ وَإِلَّا يصرف إِلَى مَا يرى الإِمَام وَالْقَاضِي. وَفِي مُشكل الْآثَار إِن أَخذ المَال صَار مَنْسُوخا. وَقيل إِن تَعْزِير مثل الْعلمَاء والعلوية بالإعلام بِأَن يَقُول بَلغنِي أَنَّك تفعل كَذَا وتعزير الْأُمَرَاء والدهاقين بِهِ وبالجر إِلَى بَاب القَاضِي وتعزير السوقية وَنَحْوهم بهما وبالحبس وتعزير الأخسة بِهن وبالضرب كَمَا فِي الزَّاهدِيّ وَغَيره.
نعم مَا قَالَ مرزا عبد الْقَادِر بيدل بادل رَحْمَة الله عَلَيْهِ.
(تاديبي اكرضرورت افتد بهوس ... يكدست خطاست كوشمال همه كس)

(أَي مطرب قانون بِسَاط انصاف ... دف رابه طبانجه كوب ونى را بِنَفس)

وَأَشد الضَّرْب التَّعْزِير لِأَنَّهُ جرى فِيهِ التَّخْفِيف من حَيْثُ الْعدَد فَلَا يُخَفف من حَيْثُ الْوَصْف فَيضْرب ضربا شَدِيدا لِئَلَّا يُؤَدِّي إِلَى فَوَات الْمَقْصُود وَهُوَ الانزجار وتتقي الْمَوَاضِع الَّتِي تتقي فِي الْحُدُود. وَعَن أبي يُوسُف رَحمَه الله أَنه يضْرب فِيهِ الظّهْر والآلية فَقَط. وَقيل إِن التَّعْزِير أَشد ضربا حَيْثُ يجمع فِيهِ الأسواط فِي عُضْو وَاحِد دون الْحُدُود فَإِنَّهُ يفرق فِيهَا على الْأَعْضَاء. ثمَّ حد الزِّنَا لِأَنَّهُ جِنَايَة أعظم حَيْثُ شرع فِيهِ الرَّجْم وَلِأَنَّهُ ثَبت بِالْكتاب بِخِلَاف حد الشّرْب فَإِنَّهُ ثَبت بقول الصَّحَابَة. ثمَّ حد الشّرْب لِأَن جِنَايَة الشّرْب مَقْطُوع بهَا لشهادة الشّرْب والإحضار إِلَى الْحَاكِم بالرائحة. ثمَّ حد الْقَذْف لِأَن سَببه يحْتَمل جَوَاز صدق الْقَاذِف وَقد جرى فِيهِ التَّغْلِيظ من حَيْثُ رد الشَّهَادَة الَّتِي تنزلت منزلَة قطع لِسَانه فــيخفف من حَيْثُ الْوَصْف.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحُدُود تندرئ بِالشُّبُهَاتِ والتقادم وَالتَّعْزِير لَا يتقادم وَجَاز عَفوه من جَانب الْمَجْنِي عَلَيْهِ عِنْد الطَّحَاوِيّ وَمن جَانب الإِمَام عِنْد غَيره ووفق بِأَن الأول فِي حق العَبْد وَالثَّانِي فِي حق الله تَعَالَى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.