Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يبلغ

دَفَوْتُ

دَفَوْتُ الجَرِيحَ،
وأدْفَيْتُهُ ودافَيْتُهُ: أجْهَزْتُ عليه.
ورجلٌ أدْفَى: مُنْحَنٍ.
وعُقابٌ دَفْواءُ: مُعْوَجَّةُ المِنْقارِ.
والدَّفْواءُ: الناقةُ الطَّويلةُ العُنُقِ.
والتَّدافِي: التَّدارُكُ، والتَّداوُلُ، وأن يَسيرَ البعيرُ سَيْراً مُتجافياً. وأدْفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ: لُغَتان في الهَمْزِ.
وأدْفَى الظَّبْيُ: طالَ قَرْناهُ حتى كادا أن يَبْلُغــا اسْتَهُ.
وأُدْفُو، بالضم: ة قُرْبَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ،
ود بين أُسْوانَ وإسْنَى،
منه محمدُ بنُ علِيٍّ الأُدْفُوِيُّ النَّحْوِيُّ، له تَفْسيرٌ أربَعُونَ مُجَلَّداً.

أمس

أ م س

تقول أصبح سالماً وأمس، كأن لم تغن بالأمس.
(أمس) الْفرس صَار فِي يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بَيَاض لَا يبلغ التحجيل وَفُلَانًا الشَّيْء جعله يمسهُ وَفُلَانًا شكوى شكا إِلَيْهِ
(أمس) - وفي الحَدِيث "حتَّى يَنظُر في وُجوهِ المُومِسات" . ظاهِرُه من هذا الباب، وهو من باب الواوِ مع المِيمِ، يذُكَر هُناك إن شاء الله.
أمس
أمْسِ: مَكْسُوْرَةٌ، وإذا نَسَبْتَ إليه قُلْتَ: أَمْسِيٌّ، والأمُوْسُ جَمْعُه. والمُؤْمِسُ: الذي يخَالِفُكَ أبداً، وقد آمَسَ إيْمَاساً.
(أمس)
الْيَوْم الَّذِي قبل الْيَوْم الْحَاضِر وَقد يدل على الْمَاضِي مُطلقًا وَهُوَ مَبْنِيّ على الْكسر قَالُوا أَمن الدابر لَا يعود وَإِذا نكر أَو أضيف أَو دخلت عَلَيْهِ ال أعرب تَقول كل غَد صائر أمسا وَكَانَ أمسنا طيبا وَكَانَ الأمس طيبا (ج) أموس وآمس وآماس
أمس
أَمْس [مفرد]: ج آمَاس وآمُس وأُمُوس: اليوم الذي قبل اليوم الحاضر، وقد يُطلق على الماضي عامّةً على سبيل المجاز، وهي كلمة مبنيّة على الكسر، وتعرب إذا أضيفت أو اقترنت بـ (أل) "وصل الوفدُ أمس وحضر المؤتمر اليوم- أَمْسِ الدَّابِرُ لن يعود [مثل]- {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ}: مطلق الزمن الماضي" ° أوّل أمس/ أوّل من أمس/ أمس الأوّل: ما قبل البارحة- الأمس البعيد: الماضي البعيد- الأمس القريب: الماضي القريب. 
[أمس] أمْسِ: اسمٌ حرِّك آخره لالتقاء الساكنين. واختلفت العرب فيه، فأكثرهم يبنيه على الكسر معرفةً، ومنهم من يُعربه معرفةً. وكلُّهم يعربه إذا دخل عليه الألف واللام أو صيَّره نكرة، أو أضافه. تقول: مضى الأَمْسُ المبارك، ومضى أَمْسُنا، وكلُّ غدٍ صائرٌ أمسا. وقال سيبويه: قد جاء في ضرورة الشعر مذ أمس بالفتح. وأنشد: لقد رأيت عجبا مذ أمسا * عجائزا مثل السعالى خمسا * يأكلن ما في رحلهن همسا * لا ترك الله لهن ضرسا * قال: ولا يصغر أمس كما لا يصغر غدا، والبارحة، وكيف، وأين، ومتى، وأى، وما، وعند، وأسماء الشهور والاسبوع غير الجمعة.
أ م س: (أَمْسِ) اسْمٌ حُرِّكَ آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ يَبْنِيهِ عَلَى الْكَسْرِ مَعْرِفَةً وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْرِبُهُ مَعْرِفَةً وَكُلُّهُمْ يُعْرِبُهُ نَكِرَةً وَمُضَافًا وَمُعَرَّفًا بِاللَّامِ فَيَقُولُ كُلُّ غَدٍ صَائِرٌ أَمْسًا وَمَضَى أَمْسُنَا وَذَهَبَ الْأَمْسُ الْمُبَارَكُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قَدْ جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ مُذْ أَمْسَ بِالْفَتْحِ. وَلَا يُصَغَّرُ أَمْسِ كَمَا لَا يُصَغَّرُ غَدٌ وَالْبَارِحَةُ وَكَيْفَ وَأَيْنَ وَمَتَى وَأَيٌّ وَمَا وَعِنْدَ وَأَسْمَاءُ الشُّهُورِ وَالْأُسْبُوعِ غَيْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. 
أم س

أَمْسِ من ظروف الزمان مبني على الكسرِ إلا أن ينكر أو يعرّف وربما بُنِيَ على الفتح والنسبة إليه إمْسِيٌّ على غيرِ قياسٍ قال ابن جِنِّي امتعنوا من إظهار الحرف الذي يعرّف به أمْسِ حتى اضطُّروا لذلك إلى بنائِه لتَضَمُّنِه معناه ولو أظهروا ذلك الحرفَ فقالوا مَضَى الأَمْسُ بما فيه لما كان خُلْفاً ولا خَطَأَ فأما قولُه

(وإني وَقَفْتُ اليَوْمَ والأمْسِ قَبْلَه ... ببابِكَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ)

فإنّ ابنَ الأعرابيِّ قد رواه الأَمْسِ والأَمْسَ جراً ونَصْباً فمن جَرَّه فعلى الباب فيه وجعل اللام مع الجر زائدة واللام معرفة له مرادة فيه وهو نائب عنها ومُضَمِّنٌ لها وكذلك قوله والأمس هذه اللام زائدة والمعرفة له مرادة فيه محذوفة منه يدل على ذلك بناؤُه على الكَسْرِ وهو في موضع نَصْبٍ كما يكون مَبْنِياً إذا لم تظهر اللام في لفظه وأما من قال والأَمْسَ فَنَصَب فإنه لم يُضَمِّنْه معنى اللام فيبنيه لكنه عرّفه كما عرّف اليوم بها وليست هذه اللام في قول من قال والأَمْسَ فنصب هي تلك اللام التي في قول من قال والأَمْسِ فجرّ تلك لا تظهر أبداً لأنها في تلك اللغة لم تُسْتَعْمَل مُظْهَرة ألا ترى أن من ينصب غير من يجرّ فكل منهما لغة وقياسهما على ما نطق به منها لا تُداخِلُ أُخْتَها ولا نسبةَ في ذلك بينها وبينها
أمس
} أَمْس، مثلَّثة الآخِر، من ظُروف الزَّمان مَبنِيَّةٌ على الكسْر، إلاّ أَنْ يُنَكَّرَ أَو يُعَرَّفَ، ورُبَّما بُنِيَ على وَقَالَ ابْن هِشَام على القَطْرِ: إنَّ البِناءَ على الْفَتْح لُغَةٌ مَردودَةٌ، وأَمّا البِناءُ على الضَّمِّ فَلم يَذْكره أَحدٌ من النُّحاةِ. فَفِي قَول المصنِّف حِكَايَة التَّثْلِيث نظَرٌ حقَّقه شيخُنا، وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي قبلَ يومكَ الَّذِي أَنتَ فِيهِ بلَيْلة. قَالَ ابْن السِّكِّيت: تَقول: مَا رأَيْتُه مُذْ أَمْسِ، فَإِن لم تَرَهُ يَوماً قبل ذَلِك قلْتَ: مَا رأَيْته مُذْ أَوَّلَ مِنْ أَوَّلَ من أَمس، وَقَالَ ابْن بُرْزُجَ: وَيُقَال: مَا رأَيتُه قبل أَمس بيَومٍ، يُرِيد من أول من أَمس، وَمَا رأَيته قبل البارحة بليلةٍ.
وَفِي الصِّحاح: أَمْس اسمٌ حُرِّكَ آخِرُه لالتقاءِ السَّاكنين، وَاخْتلفت الْعَرَب فِيهِ، فأَكْثرُهم يَبنيه على الكَسْر مَعرِفةً، وَمِنْهُم مَن يُعربُه مَعْرِفَةً، وكلُّهم يُعرِبُه إِذا دخل عَلَيْهِ الأَلِفُ وَاللَّام أَو صَيَّرَه نَكِرَةً أَو أضافَه. قَالَ ابْن بَرِّيٍّ: اعْلَمْ أَنَّ أَمْس مَبنِيَّةٌ على الْكسر عِنْد أَهل الحِجاز، وَبَنُو تَميمٍ يُوافِقونَهم فِي بنائها على الكسْر فِي حَال النَّصْب والجَرِّ، فَإِذا جَاءَت أَمس فِي مَوضِع رَفع أَعرَبوها فَقَالُوا: ذَهَبَ أَمْسُ بِمَا فِيهِ، لأَنَّها مَبنِيَّةٌ، لِتَضَمُّنها لامَ التَّعْرِيف، والكسرة فِيهَا لالتقاءِ السَّاكِنين، وأَمّا بَنو تَميمٍ فيَجعلونَها فِي الرَّفع مَعدولَةً عَن الأَلِف وَاللَّام، فَلَا تُصرَف للتَّعريف والعَدل، كَمَا لَا تَصْرِفُ سَحَراً إِذا أَرَدْتَ بِهِ وَقتاً بعَينه، للتعريف وَالْعدْل، قَالَ واعْلَمْ أَنَّكَ، إِذا نَكَّرْتَ أَمْسِ أَو عَرَّفتَها بالأَلِف وَاللَّام أَو أَضَفْتَها أَعْرَبْتَها، فَتَقول فِي التَّنكير: كُلُّ غَدٍ صائرٌ {أَمْساً، وَتقول فِي الْإِضَافَة وَمَعَ لَام التَّعريف: كَانَ} أَمسُنا طَيِّباً، وَكَانَ الأَمْسُ طَيِّباً. قَالَ: وَكَذَلِكَ لَو جَمَعْتَه لأَعْرَبْتَه. وسُمِعَ بعضُ الْعَرَب يقولُ: رأَيْتُه أَمْسٍ، مُنَوَّناً، لأَنَّه لمّا بُنِيَ على الكَسْر شُبِّه بالأَصوات، نَحْو غاق فنُوِّنَ وَهِي لُغَةٌ شاذَّةٌ. ج،! آمُسٌ، بالمَدِّ وضَمِّ الْمِيم. {وأُمُوسٌ، بالضَّمِّ،} وآماسٌ كأَصْحابٍ، وَشَاهد الثَّانِي قَول الشَّاعِر:
(مَرَّتْ بِنَا أَوَّل مِنْ {أُمُوسِ ... تَمِيسُ فِينَا مِشْيَةَ العَروسِ)
قَالَ الزّجّاج: إِذا جَمَعْتَ أَمْس على أَدْنَى العَدَد قلتَ: ثلاثَةُ آمُسٍ، مثلُ فَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وثلاثةُ} آماسٍ، مثلُ فَرْخٍ وأَفراخٍ، فَإِذا كَثُرَتْ فَهِيَ {الأُمُوسُ، مثلُ فَلْسٍ وفُلُوسٍ. وَمِمَّا يستدرَك عَلَيْهِ:} آمَسَ الرَّجُلُ: خالَفَ. قَالَ أَبو سعيد: والنِّسْبَةُ إِلَى أَمْس {- إمْسِيٌّ، بالكَسر، على غير قِياسٍ، وَهُوَ الأَفصَحُ. قَالَ العَجّاجُ: وجَفَّ عَنهُ العَرَقُ} - الإمْسِيُّ)
ورُويَ جَوازُ الْفَتْح عَن الفَرَّاءِ، كَمَا نَقله الصَّاغانِيّ. {والمَأْمُوسَةُ: النَّارُ، فِي قَول الأَحمر الباهليِّ، وَلم يُسْمَع إلاّ فِي شِعره، وَهِي الأَنيسَةُ والمَأْنُوسَةُ، كَمَا سيأْتي.} وأَماسِيَةُ، بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمِيم، كُورَةٌ واسِعَةٌ بِبِلَاد الرُّوم، مِنْهَا: العِزُّ مُحَمَّد بن عثمانَ بن صَالح رَسُول {- الأَماسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنَفِيُّ، سَمع فِي الحِجاز على أَبيه، وتوفِّيَ سنة، ووَلَدُه مُحَمَّد ممَّنْ سَمعَ.

أمس: أَمْسِ: من ظروف الزمان مبني على الكسر إِلا أَن ينكر أَو يعرَّف،

وربما بني على الفتح، والنسبة إِليه إِمسيٌّ، على غير قياس. قال ابن جني:

امتنعوا من إِظهار الحرف الذي يعرَّف به أَمْسِ حتى اضطروا بذلك إِلى

بنائه لتضمنه معناه، ولو أَظهروا ذلك الحرف فقالوا مَضَى الأَمسُ بما فيه

لما كان خُلْفاً ولا خطأً؛ فأَما قول نُصيب:

وإِني وَقَفْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه

ببابِكَ، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ

فإِن ابن الأَعرابي قال: روي الأَمْسِ والأَمْسَ جرّاً ونصباً، فمن جره

فعلى الباب فيه وجعل اللام مع الجر زائدة، واللام المُعَرَّفة له مرادة

فيه وهو نائب عنها ومُضَمن لها، فكذلك قوله والأَمس هذه اللام زائدة فيه،

والمعرفة له مرادة فيه محذوفة عنه، يدل على ذلك بناؤه على الكسر وهو في

موضع نصب، كما يكون مبنيّاً إِذا لم تظهر اللام في لفظه، وأَما من قال

والأَمْسَ فإِنه لم يضمنه معنى اللام فيبنيه، لكنه عرَّفه كما عرَّف اليوم

بها، وليست هذه اللام في قول من قال والأَمسَ فنصب هي تلك اللام التي في

قول من قال والأَمْسِ فجرّ، تلك لا تظهر أَبداً لأَنها في تلك اللغة لم

تستعمل مُظْهَرَة، أَلا ترى أَن من ينصب غير من يجرّ؟ فكل منهما لغة

وقياسهما على ما نطق به منهما لا تُداخِلُ أُخْتَها ولا نسبة في ذلك بينها

وبينها. الكسائي: العرب تقول: كَلَّمتك أَمْسِ وأَعجبني أَمْسِ يا هذا، وتقول

في النكرة: أَعجبني أَمْسِ وأَمْسٌ آخر، فإِذا أَضفته أَو نكرته أَو

أَدخلت عليه الأَلف والسلام للتعريف أَجريته بالإِعراب، تقول: كان أَمْسُنا

طيباً ورأَيت أَمسَنا المبارك ومررت بأَمسِنا المبارك، ويقال: مضى

الأَمسُ بما فيه؛ قال الفراء: ومن العرب من يخفض الأَمْس وإِن أَدخل عليه

الأَلف واللام، كقوله:

وإِني قَعَدْتُ اليومَ والأَمْسِ قبله

وقال أَبو سعيد: تقول جاءَني أَمْسِ فإِذا نسبت شيئاً إِليه كسرت

الهمزة، قلت إِمْسِيٌّ على غير قياس؛ قال العجاج:

وجَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسيُّ

وقال العجاج:

كأَنَّ إِمْسِيّاً به من أَمْسِ،

يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ

الجوهري: أَمْسِ اسم حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين، واختلفت العرب فيه

فأَكثرهم يبنيه على الكسر معرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه إِذا

أَدخل عليه الأَلف واللام أَو صيره نكرة أَو أَضافه. غيره: ابن السكيت:

تقول ما رأَيته مُذْ أَمسِ، فإِن لم تره يوماً قبل ذلك قلت: ما رأَيته مذ

أَوَّلَ من أَمْسِ، فإِن لم تره يومين قبل ذلك قلت: ما رأَيته مُذ

أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْسِ. قال ابن الأَنباري: أَدخل اللام والأَلف على

أَمس وتركه على كسره لأَن أَصل أَمس عندنا من الإِمساء فسمي الوقت بالأَمر

ولم يغير لفظه؛ من ذلك قول الفرزدق:

ما أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضى حُكومَتُهُ،

ولا الأَصيلِ ولا ذي الرأْي والجَدَلِ

فأَدخل الأَلف واللام على تُرْضى، وهو فعل مستقبل على جهة الاختصاص

بالحكاية؛ وأَنشد الفراء:

أَخفن أَطناني إِن شكين، وإِنني

لفي شُغْلٍ عن دَحْليَ اليَتَتَبَّعُ

(* قوله «أخفن أطناني إلخ» كذا بالأصل هنا وفي مادة تبع.)

فأَدخل الأَلف واللام على يتتبع، وهو فعل مستقبل لما وصفنا. وقال ابن

كيسان في أَمْس: يقولون إِذا نكروه كل يوم يصير أَمْساً، وكل أَمسٍ مضى فلن

يعود، ومضى أَمْسٌ من الأُموس. وقال البصريون: إِنما لم يتمكن أَمْسِ في

الإِعراب لأَنه ضارع الفعل الماضي وليس بمعرب؛ وقال الفراء: إِنما

كُسِرَتْ لأَن السين طبعها الكسر، وقال الكسائي: أَصلها الفعل أُحذ من قولك

أَمْسِ بخير ثم سمي به، وقال أَبو الهيثم: السين لا يلفظ بها إِلا من كسر

الفم ما بين الثنية إِلى

الضرس وكسرت لأَن مخرجها مكسور في قول الفراء؛ وأَنشد:

وقافيةٍ بين الثَّنِيَّة والضِّرْسِ

وقال ابن بزرج: قال عُرامٌ ما رأَيته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ، وأَتاني

أَمْسِ الأَحْدَثَ، وقال بِجادٌ: عهدي به أَمْسَ الأَحْدَثَ، وأَتاني أَمْسِ

الأَحْدَثَ، قال: ويقال ما رأَيته قبل أَمْسِ بيوم؛ يريد من أَولَ من

أَمْسِ، وما رأَيته قبل البارحة بليلة. قال الجوهري: قال سيبويه وقد جاء في

ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح؛ وأَنشد:

لقد رأَيتُ عَجَباً، مُذْ أَمْسا،

عَجائزاً مِثْلَ السَّعالي خَمْسا

يأْكُلْنَ في رَحْلِهنَّ هَمْسا،

لا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا

قال ابن بري: اعلم أَن أَمْسِ مبنية على الكسر عند أَهل الحجاز وبنو

تميم يوافقونهم في بنائها على الكسر في حال النصب والجرّ، فإِذا جاءَت أَمس

في موضع رفع أَعربوها فقالوا: ذهب أَمسُ بما فيه، وأَهل الحجاز يقولون:

ذهب أَمسِ بما فيه لأَنها مبنية لتضمنها لام التعريف والكسرة فيها لالتقاء

الساكنين، وأَما بنو تميم فيجعلونها في الرفع معدولة عن الأَلف واللام

فلا تصرف للتعريف والعدل، كما لا يصرف سَحَر إِذا أَردت به وقتاً بعينه

للتعريف والعدل؛ وشاهد قول أَهل الحجاز في بنائها على الكسر وهي في موضع

رفع قول أُسْقُف نَجْران:

مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ،

وطُلوعُها من حيثُ لا تُمْسِي

اليَوْمَ أَجْهَلُ ما يَجيءُ به،

ومَضى بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ

فعلى هذا تقول: ما رأَيته مُذْ أَمْسِ في لغة الحجاز، جَعَلْتَ مذ اسماً

أَو حرفاً، فإِن جعلت مذ اسماً رفعت في قول بني تميم فقلت: ما رأَيته

مُذ أَمْسُ، وإِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تميم أَهل الحجاز في بنائها على

الكسر فقالوا: ما رأَيته مُذ أَمسِ؛ وعلى ذلك قول الراجز يصف إِبلاً:

ما زالَ ذا هزيزَها مُذْ أَمْسِ،

صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ

فمذ ههنا حرف خفض على مذهب بني تميم، وأَما على مذهب أَهل الحجاز فيجوز

أَن يكون مذ اسماً ويجوز أَن يكون حرفاً. وذكر سيبويه أَن من العرب من

يجعل أَمس معدولة في موضع الجر بعد مذ خاصة، يشبهونها بمذ إِذا رفعت في

قولك ما رأَيته مذ أَمْسُ، ولما كانت أَمس معربة بعد مذ التي هي اسم، كانت

أَيضاً معربة مع مذ التي هي حرف لأَنها بمعناها، قال: فبان لك بهذا غلط من

يقول إن أَمس في قوله:

لقد رأَيت عجبا مذ أَمسا

مبنية على الفتح بل هي معربة، والفتحة فيها كالفتحة في قولك مررت

بأَحمد؛ وشاهد بناء أَمس إِذا كانت في موضع نصب قول زياد الأَعجم:

رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بني مَعَدٍّ،

وأَنت اليومَ خَيْرٌ منك أَمْسِ

وشاهد بنائها وهي في موضع الجر وقول عمرو بن الشَّريد:

ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً،

وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ

وكذا قول الآخر:

وأَبي الذي تَرَكَ المُلوك وجَمْعَهُمْ،

بِصُهابَ، هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ

قال: واعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف واللام أَو

أَضفتها أَعربتها فتقول في التنكير: كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً، وتقول في

الإِضافة ومع لام التعريف: كان أَمْسُنا طَيِّباً وكان الأَمْسُ طيباً؛ وشاهده

قول نُصَيْب:

وإِني حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه

ببابِك، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب

(* ذكر هذا البيت في صفحة ؟؟ وفيه: وإِني وقفت بدلاً من: وإني حبست. وهو

في الأغاني: وإني نَوَيْتُ.)

قال: وكذلك لو جمعته لأعربته كقول الآخر:

مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ،

تَمِيسُ فينا مِشْيَةَ العَرُوسِ

قال الجوهري: ولا يصغر أَمس كما لا يصغر غَدٌ والبارحة وكيف وأَين ومتى

وأَيّ وما وعند وأَسماء الشهور والأُسبوع غير الجمعة. قال ابن بري: الذي

حكاه الجوهري في هذا صحيح إِلا قوله غير الجمعة لأَن الجمعة عند سيبويه

مثل سائر أَيام الأُسبوع لا يجوز أَن يصغر، وإِنما امتنع تصغير أَيام

الأُسبوع عند النحويين لأَن المصغر إنما يكون صغيراً بالإِضافة إِلى ما له

مثل اسمه كبيراً،وأيام الأُسبوع متساوية لا معنى فيها للتصغير، وكذلك غد

والبارحة وأَسماء الشهور مثل المحرّم وصفر.

أمس: أول أمس، وأول من أمس، وأول أمسين، وأول من أمسين: اليوم الذي قبل أمس (فوك).
أمسيّ: المنسوب إلى أمس.
أمس
أمْسِ: اسم لليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه بليلة، وحُرِك آخره لالتقاء الساكنين. وقال الكسائي: تقول العرب كلمتك أمسِ وأعجَبْتَني أمسِ يا هذا، وتقول في النكرة: أعجبني أمسِ وأمسٌ آخر. وقال غيره: اختلفت العرب فيه، فأكثرهم يبنيه على الكسر مَعرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه معرفة، وكلهم يعربه إذا دخل عليه الألف واللام أو صيَّرهُ نكرة أو إضافة، يقول مضى الأمسُ المبارك ومضى أمسنا وكلُّ غدٍ صائرٌ أمْسَاً. وقال سيبويه: قد جاء في ضرورة الشِّعرِ مُذْ أمسَ - بالفتح -؛ وأنشد:
لقد رأيتُ عجباً مُذْ أمْسا ... عجائزاً مثل الأفاعي خمسا
يأكلن ما في رَحْلِهِنَّ هَمْسا ... لا ترك الله لهُنَّ ضِرسا
وزادَ أبو زيد:
فيهم عجوزٌ لا تساوي فلسا ... لا تأكل الزُّبدَةَ الاّ نَهْسا
قال: ولا يُصغَّر أمْسِ كما لا يُصَغَّرُ غَدٌ والبارِحة وكيف وأين ومتى وأيُّ وما وعند وأسماء الشهور والأسبوع غير الجمعة. وقال أبو سعيد: إذا نسبت إلى أمْسِ كسرتَ الهمزة فَقُلتَ: إمْسي؛ على غير قياس، قال العجّاج يصف جملاً:
كأنَّه حينَ ونَى المَطِيُّ ... وجَفَّ عنه العَرَق الإمْسِيُّ
قُرقُورُ ساجٍ ساجُهُ مِطْليٌّ ... بالقِيرِ والضَّبّاتِ زَنْبَرِيَّ
وقال الفرَاء: أمسْيّ - بالفتح - جائز والكسر أفصح، قال ومن العرب من يَخْفِض الأمْس وإن أدْخل عليه الألف واللام، وأنشد لِنُصَيْب يمدح عبد العزيز بن مروان:
وإني ظَلِلتُ اليومَ والأمْسِ قَبْلَهُ ... بَبابك حتّى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ
وبعض العرب يقول: رأيتُه أمْسٍ؛ فَيُنَوَّنْ، لأنَّه لمّا بُني على الكسر شُبِّهَ بالأصوات نحو غاقٍ فَنَوَّن، وهذه لُغَةٌ شاذة.
وقال الزجَّاج: إذا جَمَعْتَ أمْسِ على أدنى العدد قُلتَ: ثلاثةُ آمُسٍ - مثال فَلْسٍ وأفْلُسٍ -، ويجوز ثلاثة آماسٍ - مثال فَرْخٍ وأفْراخٍ وزَنْدٍ وأزنادٍ -، فإذا كَثُرَت فهي الأَموسَ - مثال فَلْسٍ وفُلُوسٍ -، قال:
مُرَّت بنا أولَّ من أُمُوسِ ... تَميسَ فينا مِشيَةَ الَروسِ
وأنشد قُطْرُب:
مَرَّت بنا أولَ من أمْسَيْنَه ... تجرُّ في مَحْفَلِها الرِّجْلَيْنهْ

أثر

أثر: {آثرك}: فضلك. {أثارة}: بقية تؤثر عن الأولين.
(أ ث ر) : (أَثَرَ) الْحَدِيثَ رَوَاهُ وَمِنْهُ مَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا أَيْ مَا تَلَفَّظْتُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي هِيَ (بِأَبِي) لَا ذَاكِرًا بِلِسَانِي ذِكْرًا مُجَرَّدًا عَنْ النِّيَّةِ وَلَا مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهَا (وَالْمَأْثُرَةُ) وَاحِدَةُ الْمَآثِرِ وَهِيَ الْمَكَارِمُ لِأَنَّهَا تُؤْثَرُ أَيْ تُرْوَى وَالْإِيثَارُ الِاخْتِيَارُ مَصْدَرُ آثَرَ عَلَى أَفْعَلَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الطَّلَاقِ عَلَى أَنْ تُؤْثِرَ الْعَذَابَ عَلَى صُحْبَتِهِ أَيْ تَخْتَارَهُ.
أث ر

فيه أثر السيف وآثاره. قال:

أداعيك ما مستصحبات على السري ... حسان وما آثارها بحسان

وجاء على أثره وإثره، وكان هذا إثر ذاك أي بعده. وما تأثر إلي أثراً إذا لم يصطنعك بشيء. ووجدت ذلك في الأثر أي السنة، وفلان من حملة الآثار. وفرس أثير: عظيم أثر الحافر. وحديث مأثور يأثره أي يرويه قرن عن قرن. ومنه السيف المأثور: للقديم المتوارث كابراً عن كابر، وقيل الذي له أثر أي فرند. يقال: ما أحسن أثر هذا السيف وإثره! ولهم مآثر أي مساع يأثرونها عن آبائهم. وسمنت الناقة على أثارةٍ من شحم وهي البقية منه. وعن ابن الأعرابي: أغضبني فلان على أثارة غضب أي على أثر غضب كان قبل ذلك. وهم على أثارة من علم أي بقية منه يأثرونها عن الأولين، وتقول: إذا أثرت فأعلم آثر، وإن عثرت فأسلم عاثر. وعن النضر: أثرت أن أفعل كذا بوزن علمت، وآثرت أن أقول الحق، وهو أثيري أي الذي أوثره وأقدمه، وله عندي أثرة: وهو ذو أثرة عند الأمير. واستأثر عليك بكذا، واستأثر الله تعالى بفلان إذا مات مرجواً له الرحمة. وإذا استأثر الله بشيء فآله عنه. وفي الحديث: " سترون بعدي أثرة " أي يستأثر أمراء الجور بالفيء. وافعل هذا آثراً ما وآثر ذي أثير أي أولاً قال الحارث بن مرارة الحنظلي:

رأتني قد بللت برأس طرف ... طويل الشخص آثر ذي أثير
أثر قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: ذَاكِرًا فَلَيْسَ من الذ
الأثر: له ثلاثة معانٍ: الأول، بمعنى: النتيجة، وهو الحاصل من الشيء، والثاني بمعنى العلامة، والثالث بمعنى الجزء.
(أثر) عَلَيْهِ أثرا وأثرة وأثرة وأثرى فضل نَفسه عَلَيْهِ فِي النَّصِيب فَهُوَ أثر وَأَن يفعل كَذَا فضل وعَلى الْأَمر عزم وَله فرغ لَهُ وَبِه حذقه ومرن عَلَيْهِ
أثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهِيَ تَحت قدمَي هَاتين مِنْهَا دم ربيعَة بْن الْحَارِث إِلَّا سدانة الْكَعْبَة وسقاية الْحَاج.
أ ث ر: (الْأَثْرُ) بِوَزْنِ الْأَمْرِ فِرِنْدُ السَّيْفِ، وَ (الْمَأْثُورُ) السَّيْفُ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَلَيْسَ مِنَ (الْأَثْرِ) الَّذِي هُوَ الْفِرِنْدُ وَ (أَثَرَ) الْحَدِيثَ ذَكَرَهُ عَنْ غَيْرِهِ فَهُوَ (آثِرٌ) بِالْمَدِّ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَمِنْهُ حَدِيثٌ (مَأْثُورٌ) أَيْ يَنْقُلُهُ خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ، وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ» قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا (آثِرًا) أَيْ مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ حَلَفَ بِهِ يَعْنِي لَمْ أَقُلْ: إِنَّ فُلَانًا قَالَ وَأَبِي لَا أَفْعَلُ كَذَا، وَقَوْلُهُ ذَاكِرًا لَيْسَ مِنَ الذِّكْرِ بَعْدَ النِّسْيَانِ بَلْ مِنَ التَّكَلُّمِ كَقَوْلِكَ ذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ كَذَا، وَخَرَجَ فِي (إِثْرِهِ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ فِي أَثَرِهِ، وَ (الْأَثَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ وَضَرْبَةِ السَّيْفِ، وَسُنَنُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (آثَارُهُ) وَ (اسْتَأْثَرَ) بِالشَّيْءِ اسْتَبَدَّ بِهِ وَالِاسْمُ (الْأَثَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِفُلَانٍ إِذَا مَاتَ وَرُجِيَ لَهُ الْغُفْرَانُ، وَ (الْمَأْثَرَةُ) بِفَتْحِ الثَّاءِ وَضَمِّهَا الْمَكْرُمَةُ لِأَنَّهَا تُؤْثَرُ أَيْ يَذْكُرُهَا قَرْنٌ عَنْ قَرْنٍ وَ (آثَرَهُ) عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْإِيثَارِ، وَ (أَثَارَةٌ) مِنْ عِلْمٍ بَقِيَّةٌ مِنْهُ، وَكَذَا الْأَثَرَةُ بِفَتْحَتَيْنِ، وَ (التَّأْثِيرُ) إِبْقَاءُ الْأَثَرِ فِي الشَّيْءِ. 
[أثر] الأَثْرُ: فِرِنْدُ السيفِ. قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعيُّ إلاّ بالفتح. قال وأنشدني عيسى ابن عمر الثَقفيّ : جَلاها الصَيْقَلونَ فأَخْلَصوها * خِفافاً كُلَّهَا يَتَقي بأَثْرِ - أي كلُّها يستقبلك بفِرِنْده. والمأثورُ: السَيفُ الذي يقال إنَّه من عمل الجنِّ. قال الأصمعي: وليس من الأثْرِ الذي هو الفرِنْد. والأَثْرُ أيضاً: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديثَ، إذا ذكرْتَه عن غيرك. ومنه قيل: حديثٌ مأثورٌ، أي ينقلُه خَلَفٌ عن سلفٍ. قال الأعشى: إنَّ الذي فيه تَمارَيْتما * بُيِّنَ للسامع والآثر - ويروى: " بين ". وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع عمر رضى الله عنه يحلف بأبيه، فنهاه عن ذلك، قال عمر: " فما حلفت به ذاكرا ولا آثرا " أي مخبرا عن غيرى أنه حلف به. يقول: لا أقول إن فلانا قال: وأبى لا أفعل كذا وكذا. وقوله ذاكرا ليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما يعنى متكلما به، كقولك: ذكرت لفلان حديث وكذا وكذا. والاثر بالضم: أثر الجِراحِ يَبقى بعد البرء، وقد يثقَّل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. قال الشاعر:

بيض مفارقها باق بها الاثر * وفى الناس من يحمل هذا على الفرند والاثره أيضا: أن يسحى باطنُ خفِّ البعير بحديدةٍ لُيقْتَصَّ أثره. تقول منه: أثرت البعير فهو مأثور، وتلك الحديدة مئثرة وتؤثور أيضا على تفعول بالضم. وأما ميثرة السرج فغير مهموز والاثر بالكسر أيضا: خلاصة السَمْن. وتقول أيضاً: خرجْت في إثْرِهِ، أي في أَثَرِهِ. والأَثَرُ بالتحريك: ما بقي من رسْم الشئ وضربة السيف. وسنن النبي صلى الله عليه وسلم: آثاره. واستأثر فلان بالشئ، أي استبد به، والاسم الأَثَرَةُ بالتحريك. واسْتَأْثَرَ الله بفلان، إذا ماتَ ورُجيَ له الغفرانُ. وحكى ابن السكيت: رجل أثر على فعل بضم العين، إذا كان يستأثر على أصحابه، أي يختار لنفسه أفعالاً وأخلاقاً حسنةً. والمَأْثرَة بفتح الثاء وضمها: المكرمة، لانها تؤثر، أي تذكر ويأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها. وآثرت فلانا على نفسي، من الإيثار. وقولهم: أَفعلُ هذا آثِراً مَّا، وآثِرَ ذي أَثيرٍ، أي أوَّلَ كلَّ شئ. قال عروة بن الورد: وقالوا ما تَشاء فقلتُ أَلْهو * إلى الإصباحِ آثِرَ ذي أَثيرِ - وفلان أثيرى، أي خلصاني. وشئ كثير أثير، إثباع له مثل بَثيرٌ. أبو زيد: الأَثيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الأَثَر في الأرض بخْفِّها أو حافرها. وأَثارَةٌ من عِلمٍ، أي بقيّة منه. وكذلك الاثرة بالتحريك. ويقال: سمنت الابل على أثازة، أي بقية شحم كان قبل ذلك. والتأثير: إبقاء الاثر في الشئ.
أثر سدن رفد قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهُوَ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حُسَيْنِ قَوْله: المأثرة هِيَ المكرمة. وَيُقَال: إِنَّهَا إِنَّمَا سميت مأثرة لِأَنَّهَا تُؤثر ويأثرها قرن عَن قرن أَي يتحدث بهَا كَقَوْلِك: أثرتُ الحَدِيث آثُرهُ أثرا وَلِهَذَا قيل: حَدِيث مأثور فمأثُره مفعُلة من هَذَا - أَي من أثرت. قَالَ: سَمِعت الْكسَائي يَقُول: الْعَرَب تَقول فِي كل الْكَلَام: فعلت فعلة بِفَتْح الْفَاء إِلَّا فِي حرفين: حَجَجْتُ حُجّة وَرَأَيْت رُؤية. وَأما قَوْله: سدانة الْبَيْت فَإِنَّهُ يَعْنِي خدمته يُقَال مِنْهُ: سَدَنْتُه أسدُنه سدانة وَهُوَ رَجُل سَادِن من قوم سدنة وهم الخدم وَكَانَت السِدانة واللواء فِي الْجَاهِلِيَّة فِي بني عَبْد الدَّار وَكَانَت السِقاية والرفادة إِلَى هَاشم بْن عَبْد منَاف ثُمَّ صَارَت إِلَى عَبْد الْمطلب ثُمَّ إِلَى الْعَبَّاس وَأقر ذَلِك رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم عَليّ حَاله فِي الْإِسْلَام والسَّدانة هِيَ الحِجابة. وَأما قَوْله: دم ربيعَة بْن الْحَارِث فَإِن ابْن الْكَلْبِيّ أَخْبرنِي أَن ربيعَة لم يقتل وَقد عَاشَ بعد رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم دهرًا إِلَى زمَان عُمَر وَلكنه قتل ابْن لَهُ صَغِير فِي الْجَاهِلِيَّة فأهدر النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم دَمه فِيمَا أهْدر قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ: دم ربيعَة بْن الْحَارِث لِأَنَّهُ ولي الدَّم فنسبه إِلَيْهِ. وَأما الرفادة فَإِنَّهَا شَيْء كَانَت [قُرَيْش -] ترافد بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة فَيخرج كل إِنْسَان مِنْهُم بِقدر طاقته فَيجْمَعُونَ من ذَلِك مَالا عَظِيما أَيَّام الْمَوْسِم فيشترون بِهِ الجَزَر وَالطَّعَام وَالزَّبِيب للنبيذ فَلَا يزالون يُطعِمون النَّاس حَتَّى يَنْقَضِي الْمَوْسِم وَكَانَ أول من قَامَ بذلك وسنه هَاشم بْن عَبْد منَاف وَيُقَال: إِنَّه سمي هَاشم لهَذَا لِأَنَّهُ هشم الثَّرِيد واسْمه عَمْرو وَفِيه يَقُول الشَّاعِر: [الْكَامِل]

عَمْرو العُلا هَشَمَِ الثريدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَال مَكَّة مُسْنِتَون عِجَافُ

ثُمَّ قَامَ بعده عبد الْمطلب ثُمَّ الْعَبَّاس فَقَامَ الْإِسْلَام وَذَلِكَ فِي يَد الْعَبَّاس وكَانَ فِي زمن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ثُمَّ لم تزل الْخُلَفَاء تفعل ذَلِك إِلَيّ الْيَوْم. وَقَوله: تَحت قدمي هَاتين يَعْنِي أَنِّي قد أهدرت ذَلِك كُله وَهَذَا كَلَام الْعَرَب يَقُول الرجل للرجل إِذا جرى بَينهمَا شَرّ ثُمَّ أَرَادَ الصُّلْح: اجْعَل ذَلِك تَحت قَدَمَيْك أَي أبْطلهُ وارجع إِلَى الصُّلْح.
أثر: أَثِرْتُ بأنْ أفْعَلَ كذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ: أي اخْتَرْتُ.
وافْعَلْ هذا آثِراً مَا وإثْراً مَا وآثِرَ ذي أثِيْرٍ: أي إنْ أخَّرْتَ ذلك الفِعْلَ فافْعَلْ هذا إمَّا لا؛ وقيل: إمّا لي: أي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. ويُقالُ: أثِيْرَةَ ذي أثِيْرٍ وإثْرَةَ ذي أثِيْرٍ: أي افْعَلْهُ مُؤْثِراً له على غَيْرِه.
وهذا أمْرٌ يُؤْثَرُ به الدَّهْرُ: أي يُصْلَحُ به، وهو في الكَذِبِ وما شابَهَه. والأَثَرُ: بَقِيَّةُ ما تَرَى من كُلِّ شَيْءٍ.
وأَثَرُ السَّيْفِ: ضَرْبَتُه. وأُثْرُهُ: فِرِنْدُه ووَشْيُه، والسَّيْفُ مَأْثُوْرٌ، ويَجُوْز أنْ يَكونَ الذي يَأْثُرُه قَرْنٌ عن قَرْنٍ.
وأثْرُ الحَدِيْثِ: أنْ يَأْثُرَه قَوْمٌ عن قَوْمٍ؛ أي يُحَدَّثُ به في آثارِهم أي من بَعْدِهم. والمَصْدَرُ: الأَثَارَةُ. والأَثِرُ: الحاكي للحَدِيْثِ.
ومَرَرْتُ بالأرْنَبِ فاسْتَثَرْتُها، وكذلك الصَّيْدُ.
والإِثْرُ: الاسْتِقْفاءُ والاتِّبَاعُ، والأَثَرُ أيضاً، ذَهَبْتُ في إثْرِه، وهذا أَثَرُه.
وأغْضَبَني على أثَارَةِ غَضَبٍ: أي على أَثَرِ غَضَبٍ:انَ.
وسَمِنَتِ الإِبِلُ على أثَارَةٍ. ومنه قوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " أوْ أَثَارَةٍ من عِلْمٍ " أي بَقِيَّةٍ منه، وجَمْعُها أَثَارَاتٌ.
والأَثَارُ: الأثَرُ بوَزْنِ فَلاَحٍ وفَلَحٍ. والإِثَارُ: جَمْعُ أثَرٍ.
والمَأْثُرَةُ: المَكْرُمَةُ التي يَأْثِرُها قَوْمٌ عن آبَائهم ويَتَوَارَثُوْنَها، والجَمِيْعُ المَآثِرُ، وهي المَأْثَرَةُ أيضاً.
والأثِيْرُ: الكَرِيْمُ عليكَ الذي تُؤْثِرُه بفَضْلِكَ وصِلَتِكَ، والمَرْأَةُ أثِيْرَةٌ، والمَصْدَرُ الأَثَرَةُ.
والأَثَرَةُ أيضاً: الحاجَةُ.
وإنَّ عليهم لأَثَرَةَ ذاك: أي سِيْمَاه.
ودارٌ أَثِرَةٌ: كَثِيْرَةُ الآثَارِ.
والأَثِيْرَةُ من الدَّوَابِّ: العَظِيْمَةُ الأَثَرِ في الأرْضِ بحافِرِها.
وأَثَرَ فلانٌ فِعْلَ أبيه: اقْتَفَاه؛ يَأْثُرُه أُثُوْراً.
واسْتَأْثَرَ اللهُ بفلانٍ: إذا ماتَ.
ورَجُلٌ أَثَرٌ: يَسْتَأْثِرُ على أصْحَابِه، وهي الإِثْرَةُ. وأخَذْتُه بلا أُثْرى عليكَ ولا أَثْرَةَ: أي لم أسْتَأْثِرْ عليكَ.
وما تَأَثَّرَ فلانٌ إليَّ أَثَراً: أي لم يَصْطَنِعْ عندي صَنِيْعَةً.
والمِئْثَرَةُ مَهْمُوْزَةٌ: سِكِّيْنٌ يُؤَثَّرُ بها في بَطْنِ فِرْسِنِ البَعِيْرِ.
والأُثُوْرُ: جَمْعُ أُثْرٍ وهي سِمَةٌ في باطِنِ خُفِّ البَعِيْرِ يُقْتَفَرُ بها أثَرُه.
والأَثِرُ والواثِرُ: الذي يُؤَثِّرُ تَحْتَ خُفِّ البَعِيْرِ؛ الرَّفِيْقُ بذلك.
والإِثْرُ: خِلاَصُ الزُّبْدِ والسَّمْنِ، وجَمْعُه أُثُوْرٌ.
والإِثَارُ: عِصَابَةٌ يُشَدَّ بها ضَرْعُ الشّاةِ إذا كانَ عَظِيماً طَوِيْلاً، يُقال: عَنْزٌ مَأْثُوْرَةٌ.
وأرْضٌ مَأْثُوْرَةٌ: إذا كانَ المالُ يَرْعاها.
وبِئْرٌ مَأْثُوْرَةٌ: قد اخْتُفِيَتْ قَبْلَكَ فانْدَفَنَتْ ثُمَّ أثَرْتَها أنْتَ.
والتُّؤْثُوْرُ: سِمَةٌ تكونُ في باطِنِ الخُفِّ، والحَدِيْدَةُ التي يُعْلَمُ بها: المِئْثَرَةُ؛ ويُرْشَمُ بها الطَّعَامُ في البَيْدَرِ. وهو أيضاً: الجِلْوَازُ.
[أثر] نه- فيه: ستلقون بعدي "أثرة"- بفتحتين اسم من أثر يؤثر إيثاراً إذا أعطى- أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء. والاستيثار: الانفراد بالشيء، ومنه: حديث إذا "استأثر" الله بشيء. وحديث عمر رضي الله عنهكالصف الأول وإنما هو في الحظوظ الدنيوية. وفيه: ودنيا "مؤثرة" مفعولة من الإيثار- أي يختارون الدنيا على الآخرة ويحرصون على جمع المال. و"إعجاب المرء برأيه" أن لا يرجع إلى العلماء فيما فعل بل يكون مفتي نفسه فيه. و"رأيت أمراً" يشرح في "الأمر". وفيه "أثرنا" ولا "تؤثر" علينا- أي لا تختر علينا غيرنا فتعززه وتذللنا أي لا تغلب علينا أعداءنا. و"أرضنا" من الإرضاء أي أرضنا عنك. نه: كل دم و"مأثرة" في الجاهلية- أي مكارمها ومفاخرها التي تؤثر أي تروى.
[أث ر] الأَثَرُ بقِيَّةُ الشَّيْءِ والجمعُ آثارٌ وأُثُورٌ وخَرَجْتُ فِي إِثْرِه وفي أَثَرِه أَي بَعْدَه وائْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْتُه تَبِعْتُ أَثَرَه عن الفارِسيِّ وأَثَّرَ في الشَّيْءِ تَرَك فيه أَثَرًا والآثارُ الأَعْلامُ والأَثِيرَةُ من الدَّوابِّ العَظِيمَةُ الأَثَرِ في الأَرْضِ بخُفِّها وحافِرِها بَيِّنَةُ الأثارَةِ وحكى اللِّحْيانِيُّ عن الكِسائيِّ ما يُدْرَى لَهُ أَيْنَ أَثَرٌ وما يُدْرَى لَهُ ما أَثَرٌ أَي ما يُدْرَى أَيْنَ أَصْلُه ولا ما أَصْلُه وأَثَرَ خُفَّ البَعِيرِ يَأْثُرُه أَثْرًا وأَثَّرَه حَزَّهُ والأَثَرُ سِمَةٌ في باطِنِ خُفِّ البَعِيرِ يُقْتَفى بها أَثَرُه والجمع أُثُورٌ والمِئْثَرَةُ والتُّؤْثُورُ حَدِيدَةٌ يُؤْثَرُ بها أَسْفَلُ خُفِّ البَعِيرِ ليُعْرَف أَثَرُه في الأَرْضِ وقِيلَ الأُثْرَةُ والثُّؤْثُورُ والثَّأْثُورُ كُلُّها عَلامَةٌ تَجْعَلُها الأَعْرابُ في باطِنِ خُفِّ البَعِير ورَأَيْتُ أُثْرَتَه وثُؤْثُورَه أَي مَوْضِعَ أَثَرِه من الأَرْضِ والأَثَرُ الخَبَرُ والجمعُ آثارٌ وقولَهُ تَعالَى {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} يس 12 أَي نَكْتُب ما أَسْلَفُوا من أَعْمالِهم ونَكْتُبُ آثارَهُم أَي من سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كُتِبَ له ثَوابُها ومن سَنَّ سُنَّةٌ سَيِّئَةً كُتِبَ عَلَيه عِقابُها وأَثَرَ الحِدِيثَ عن القَوْمِ يَأْثُرُه ويَأْثِرُه أَثْرًا وأَثارَةً وأُثْرَةً الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِيِّ أَنْبَأَهُم بما سُبِقُوا فيهِ من الأَثَرِ وقِيلَ حَدَّثَ به عَنْهُم في آثارِهِم والصَّحِيحُ عنِدي أَنّ الأُثْرَةَ الاسمُ وهي المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَة وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَتُه وأَثارَتُه بَقِيَّةٌ مِنه تُؤْثَرُ أَي تُرْوَى وتُذكَرُ وقُرِىءَ {أو أَثْرَةٍ من علم} و {أو أَثَرَةٍ من علم} و {أو أثارة} الأحقاف 4 والأَخيرةُ أَعْلَى وقالَ الزَّجّاجُ أَثارَةٌ في مَعْنى عَلامَة ويَجُوز أَنْ يكونَ عَلَى مَعْنَى بَقِيَّةٍ ويَجُوزُ أَن يكونَ ما يُؤْثَرُ من العِلْمِ وسَمِنَت النّاقَةُ على أَثارَةٍ أَي عَلَى عَتِيقِ شَحْمٍ كانَ قَبْل ذلِكَ قالَ الشَّمّاخُ

(وذَاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْه ... نَباتًا في أَكِمَّتِهِ قَفارًا)

وغَضِبَ على أَثارَةٍ قَبْلَ ذاك أَي قَدْ كانَ قَبْلَ ذلك مِنْهُ غَضَبٌ ثم ازْدادَ بعد ذلِك غَضَبًا هذه عن اللِّحْيانِيّ والأُثْرَةُ والمَأْثَرَةُ والمَأْثَرَةُ المَكْرُمَةُ المُتَوارَثَةُ وأَثَرَه أَكْرَمَه ورَجُلٌ أَثِيرٌ مَكِينٌ مُكْرَمٌ والجَمْعُ أُثَراء والأُنْثَى أَثِيرَةٌ وآثَرَه عَلَيه فَضَّلَه وفي التَّنْزِيلِ {لَقَدْءَاثَركَ اللهُ عَلَيْنَا} يوسف 91 وأَثِرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذا أَثَرًا وأَثَرَ وآثَرَ كُلِّه فَضَّلَ وقَدَّم واسْتَاْثَرَ بالشَّيْءِ على غَيْرِه خَصَّ به نَفْسَه قال الأَعْشَى

(اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوَفاءِ وبالعَدْلِ ... وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلاَ)

وفي الحَدِيثِ إِذا اسْتَأْثَرَ اللهُ بشَيْءٍ فالْهَ عَنْهُ ورَجُلٌ أَثُرٌ وأَثِرٌ يَسْتَأْثِرُ على أَصْحابِه في القَسْمِ وفي الأَثَرَةُ وكذلِكَ الأُثْرَةُ والإثْرَةُ قالَ

(ما آثَرُوكَ بها إِذْ قَدَّموكَ لَها ... لكِن بكَ اسْتَأْثَرُوا إِذْ كانَت الإثَرُ)

وهي الأُثْرَى قالَ

(فقُلْتُ لَه يا ذِئْب هَلْ لكَ في أَخٍ ... يُواسِي بِلا أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ)

واسْتَأْثَرَ اللهُ فلانًا وبفُلانٍ إِذا ماتَ وهو مِمَّنْ تُرْجَى له الجَنَّةُ والأَثْرُ والإثْرُ والأُثْرُ فِرِنْدُ السَّيْفِ ورَوْنَقُه والجَمْعُ أُثورٌ قال عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ

(بِيضٍ عَلَيْهِنَّ الأُثُورُ بواتِكَا ... )

فأَمّا ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ من قولِه

(فإِنِّي إِن أَقَعْ بكَ لا أُهَلِّل ... كَوقْعِ السَّيْفِ ذِي الأَثَرِ الفِرِنْدِ)

فإِنَّ ثَعْلَبًا قالَ إِنّما أَرادَ ذِي الأَثْرِ فحَرّكَه للضَّرُورَةِ ولا ضَرُورَةَ هُنا عِنْدِي لأَنَّه لو قالَ ذِي الأَثْرِ فسَكَّنَه عَلَى أَصْلِه لصارَ بِ مُفاعَلَتُن إِلى مَفاعِيلُنْ وهذا لا يَكْسِرُ البَيْتَ لكنَّ الشاعِرَ إِنَّما أَرادَ تَوْفِيَةَ الجُزْءِ فحَرَّكَ لذلك ومِثْلُه كَثِيرٌ وأَبْدَل الفِرِنْد من الأَثَرِ وسَيْفٌ مَأْثُورٌ في مَتْنِه أَثْرٌ وقيلَ هُوَ الَّذِي يُقالَ إِنَّه تَعْمَلُه الجِنُّ ولَيْسَ من الأَثْرِ الَّذِي هو الفِرِنْدُ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(إِنِّي أُقَيِّدُ بالمَأْثُورِ راحِلَتِي ... ولا أُبالِي ولو كُنّا عَلَى سَفَرٍ)

وعِنْدِي أَنَّ المَأْثُورَ مَفْعُولٌ لا فِعْلَ لَه كما ذَهَبَ إِليه أَبُو عَليٍّ في المَفْؤُودِ الَّذِي هو الجَبانُ وأَثَرُ الوَجْهِ وأُثُرُه ماؤُه ورَوْنَقُه وأَثَرُ السَّيْفِ ضَرْبَتُه وأَثْرُ الجُرْحِ أَثَرُه يَبْقَى بعدَما يَبْرَأُ والإثْرُ والأُثْرُ خُلاصَةُ السَّمْنِ إِذا سُلِئَ وقِيلَ هو اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ قالَ

(والإثْرُ والصَّرْبُ مَعًا كالآصِيَةْ ... )

الآصِيَةُ حَساءٌ يُصْنَعُ بالتَّمْرِ ويُقالُ افْعَلْهُ آثِرًا ما وأَثِرًا ما أَي إِن كُنْتَ لا تَفْعَلُ غَيْرَه فافْعَلْه وقِيلَ افْعَلْه مُؤْثِرًا له على غيرِه وما زائِدة وهي لازِمَةٌ لا يَجُوزُ حَذْفُها لأَنَّ مَعْناهُ افْعَلْه آثِرًا مُخْتارًا له مَعْنِيّا له مِن قَوْلِكِ آثَرْتُ أَنْ أَفْعَلَ كذا وكذا ولَقِيتُه آثِرًا ما وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْنِ وذِي يَدَيْنِ وآثِرَ ذِي آثِيرٍ أَي أَوَّلَ شَيْءٍ ولَقِيتُه أَوَّلَ ذِي أَثِيرٍ وافْعَلْه أَوَّلَ ذِي آثِيرٍ وإِثْرَ ذِي أَثِيرٍ وقِيلَ الأثِيرُ الصُّبْحُ وذُو أَثِيرٍ وَقْتُه قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ (فقالُوا ما تُرِيدُ فقُلْتُ أَلْهُو ... إِلى الإصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِيرِ)

وحَكَى اللِّحْيانِيُّ إِثْرَ ذي أَثِيرَيْنِ وإِثَرَ ذِي أَثِيرَيْنِ وإِثْرَةً ما والأُثْرَةُ الجَدْبُ والحالُ غَيْرُ المَرْضِيَّةِ قال الشّاعِرُ

(إِذا خافَ من أَيْدِي الحَوادِث أُثْرَةً ... كَفاهُ حِمارٌ من غَنِيٍّ مُقَيَّدُ)

ومنه قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الحَوْضِ وأَثَرَ الفَحْلُ الناقَةَ يَأْثُرُها أَثْرًا أَكْثَرَ ضِرابها

أثر: الأَثر: بقية الشيء، والجمع آثار وأُثور. وخرجت في إِثْره وفي

أَثَره أَي بعده. وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته: تتبعت أَثره؛ عن الفارسي.

ويقال: آثَرَ كذا وكذا بكذا وكذا أَي أَتْبَعه إِياه؛ ومنه قول متمم بن نويرة

يصف الغيث:

فَآثَرَ سَيْلَ الوادِيَّيْنِ بِدِيمَةٍ،

تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً، من النَّبْتِ، خِرْوعا

أَي أَتبع مطراً تقدم بديمة بعده.

والأَثر، بالتحريك: ما بقي من رسم الشيء. والتأْثير: إِبْقاءُ الأَثر في

الشيء. وأَثَّرَ في الشيء: ترك فيه أَثراً. والآثارُ: الأَعْلام.

والأَثِيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الأَثَر في الأَرض بخفها أَو حافرها بَيّنَة

الإِثارَة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرى له أَيْنَ أَثرٌ وما

يدرى له ما أَثَرٌ أَي ما يدرى أَين أَصله ولا ما أَصله.

والإِثارُ: شِبْهُ الشِّمال يُشدّ على ضَرْع العنز شِبْه كِيس لئلا

تُعانَ.

والأُثْرَة، بالضم: أَن يُسْحَى باطن خف البعير بحديدة ليُقْتَصّ

أَثرُهُ. وأَثَرَ خفَّ البعير يأْثُرُه أَثْراً وأَثّرَه: حَزَّه. والأَثَرُ:

سِمَة في باطن خف البعير يُقْتَفَرُ بها أَثَرهُ، والجمع أُثور.

والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور، على تُفعول بالضم: حديدة يُؤْثَرُ بها خف

البعير ليعرف أَثرهُ في الأَرض؛ وقيل: الأُثْرة والثُّؤْثور والثَّأْثور،

كلها: علامات تجعلها الأَعراب في باطن خف البعير؛ يقال منه: أَثَرْتُ

البعيرَ، فهو مأْثور، ورأَيت أُثرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي موضع أَثَره من

الأَرض. والأَثِيَرةُ من الدواب: العظيمة الأَثرِ في الأَرض بخفها أَو

حافرها.وفي الحديث: من سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَرِه

فليصل رحمه؛ الأَثَرُ: الأَجل، وسمي به لأَنه يتبع العمر؛ قال زهير:

والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَلٌ،

لا يَنْتَهي العمْرُ حتى ينتهي الأَثَرُ

وأَصله من أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض، فإِنَّ من مات لا يبقى له أَثَرٌ

ولا يُرى لأَقدامه في الأَرض أَثر؛ ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي:

قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثره؛ دعا عليه بالزمانة لأَنه إِذا زَمِنَ

انقطع مشيه فانقطع أَثَرُه. وأَما مِيثَرَةُ السرج فغير مهموزة.

والأَثَر: الخبر، والجمع آثار. وقوله عز وجل: ونكتب ما قدّموا وآثارهم؛

أَي نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم ونكتب آثارهم أَي مَن سنّ سُنَّة حَسَنة

كُتِب له ثوابُها، ومَن سنَّ سُنَّة سيئة كتب عليه عقابها، وسنن النبي،

صلى الله عليه وسلم، آثاره.

والأَثْرُ: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديث آثُرُه إِذا ذكرته عن غيرك. ابن

سيده: وأَثَرَ الحديثَ عن القوم يأْثُرُه ويأْثِرُه أَثْراً وأَثارَةً

وأُثْرَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَنبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر؛

وقيل: حدّث به عنهم في آثارهم؛ قال: والصحيح عندي أَن الأُثْرة الاسم وهي

المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ. وفي حديث عليّ في دعائه على الخوارج: ولا

بَقِيَ منكم آثِرٌ أَي مخبر يروي الحديث؛ وروي هذا الحديث أَيضاً بالباء

الموحدة، وقد تقدم؛ ومنه قول أَبي سفيان في حديث قيصر: لولا أَن يَأْثُرُوا

عني الكذب أَي يَرْوُون ويحكون. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه حلف

بأَبيه فنهاه النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذلك، قال عمر: فما حلفت به

ذاكراً ولا آثراً؛ قال أَبو عبيد: أَما قوله ذاكراً فليس من الذكر بعد

النسيان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، وقوله ولا

آثِراً يريد مخبراً عن غيري أَنه حلف به؛ يقول: لا أَقول إِن فلاناً قال

وأَبي لا أَفعل كذا وكذا أَي ما حلفت به مبتدئاً من نفسي، ولا رويت عن أَحد

أَنه حلف به؛ ومن هذا قيل: حديث مأْثور أَي يُخْبِر الناسُ به بعضُهم

بعضاً أَي ينقله خلف عن سلف؛ يقال منه: أَثَرْت الحديث، فهو مَأْثور وأَنا

آثر؛ قال الأَعشى:

إِن الذي فيه تَمارَيْتُما

بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ

ويروى بَيَّنَ. ويقال: إِن المأْثُرة مَفْعُلة من هذا يعني المكرمة،

وإِنما أُخذت من هذا لأَنها يأْثُرها قَرْنٌ عن قرن أَي يتحدثون بها. وفي

حديث عليّ، كرّم الله وجهه: ولَسْتُ بمأْثور في ديني أَي لست ممن يُؤْثَرُ

عني شرّ وتهمة في ديني، فيكون قد وضع المأْثور مَوْضع المأْثور عنه؛ وروي

هذا الحديث بالباء الموحدة، وقد تقدم. وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَته

وأَثارَتُه: بقية منه تُؤْثَرُ أَي تروى وتذكر؛ وقرئ:

(* قوله: «وقرئ إلخ»

حاصل القراءات ست: أثارة بفتح أو كسر، وأثرة بفتحتين، وأثرة مثلثة

الهمزة مع سكون الثاء، فالأثارة، بالفتح، البقية أي بقية من علم بقيت لكم من

علوم الأولين، هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به، وبالكسر

من أثار الغبار أريد منها المناظرة لأنها تثير المعاني. والأثرة بفتحتين

بمعنى الاستئثار والتفرد، والأثرة بالفتح مع السكون بناء مرة من رواية

الحديث، وبكسرها معه بمعنى الأثرة بفتحتين وبضمها معه اسم للمأثور المرويّ

كالخطبة اهـ ملخصاً من البيضاوي وزاده). أَو أَثْرَةٍ من عِلْم

وأَثَرَةٍ من علم وأَثارَةٍ، والأَخيرة أَعلى؛ وقال الزجاج: أَثارَةٌ في معنى

علامة ويجوز أَن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أَن يكون على ما يُؤْثَرُ

من العلم. ويقال: أَو شيء مأْثور من كتب الأَوَّلين، فمن قرأَ:

أَثارَةٍ، فهو المصدر مثل السماحة، ومن قرأَ: أَثَرةٍ فإِنه بناه على الأَثر كما

قيل قَتَرَةٌ، ومن قرأَ: أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة

والرَّجْفَةِ. وسَمِنَتِ الإِبل والناقة على أَثارة أَي على عتيق شحم كان قبل ذلك؛

قال الشماخ:

وذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عليه

نَباتاً في أَكِمَّتِهِ فَفارا

قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون قوله أَو أَثارة من علم من هذا لأَنها

سمنت على بقية شَحْم كانت عليها، فكأَنها حَمَلَت شحماً على بقية شحمها.

وقال ابن عباس: أَو أَثارة من علم إِنه علم الخط الذي كان أُوتيَ بعضُ

الأَنبياء. وسئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الخط فقال: قد كان نبيّ

يَخُط فمن وافقه خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِين خَطَّ

ذلك النبيّ، عليه السلام، فقد علِمَ عِلْمَه. وغَضِبَ على أَثارَةٍ قبل

ذلك أَي قد كان

(* قوله: «قد كان إلخ» كذا بالأصل، والذي في مادة خ ط ط

منه: قد كان نبي يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه، فلعل ما هنا رواية، وأي

مقدمة على علم من مبيض المسودة). قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك

غضباً؛ هذه عن اللحياني. والأُثْرَة والمأْثَرَة والمأْثُرة، بفتح الثاء

وضمها: المكرمة لأَنها تُؤْثر أَي تذكر ويأْثُرُها قرن عن قرن يتحدثون بها،

وفي المحكم: المَكْرُمة المتوارثة. أَبو زيد: مأْثُرةٌ ومآثر وهي القدم

في الحسب. وفي الحديث: أَلا إِنَّ كل دم ومأْثُرَةٍ كانت في الجاهلية

فإِنها تحت قَدَمَيّ هاتين؛ مآثِرُ العرب: مكارِمُها ومفاخِرُها التي تُؤْثَر

عنها أَي تُذْكَر وتروى، والميم زائدة. وآثَرَه: أَكرمه. ورجل أَثِير:

مكين مُكْرَم، والجمع أُثَرَاءُ والأُنثى أَثِيرَة.

وآثَرَه عليه: فضله. وفي التنزيل: لقد آثرك الله علينا. وأَثِرَ أَن

يفعل كذا أَثَراً وأَثَر وآثَرَ، كله: فَضّل وقَدّم. وآثَرْتُ فلاناً على

نفسي: من الإِيثار. الأَصمعي: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك. وفلان

أَثِيرٌ عند فلان وذُو أُثْرَة إِذا كان خاصّاً. ويقال: قد أَخَذه بلا

أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستأْثر على غيره ولم يأْخذ

الأَجود؛ وقال الحطيئة يمدح عمر، رضي الله عنه:

ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها،

لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ

أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ، وكأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة وهي

الأَثَرَة؛ وقول الأَعرج الطائي:

أَراني إِذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته،

فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِير

قال: يريد المأْثور الذي أَخَذَ فيه؛ قال: وهو من قولهم خُذْ هذا

آثِراً. وشيء كثير أَثِيرٌ: إِتباع له مثل بَثِيرٍ.

واسْتأْثَرَ بالشيء على غيره: خصَّ به نفسه واستبدَّ به؛ قال الأَعشى:

اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ وبالـ

ـعَدْلِ، ووَلَّى المَلامَة الرجلا

وفي الحديث: إِذا اسْتأْثر الله بشيء فَالْهَ عنه. ورجل أَثُرٌ، على

فَعُل، وأَثِرٌ: يسْتَأْثر على أَصحابه في القَسْم. ورجل أَثْر، مثال

فَعْلٍ: وهو الذي يَسْتَأْثِر على أَصحابه، مخفف؛ وفي الصحاح أَي يحتاج

(*

قوله: «أي يحتاج» كذا بالأصل. ونص الصحاح: رجل أثر، بالضم على فعل بضم العين،

إذا كان يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أخلاقاً إلخ). لنفسه أَفعالاً

وأَخلاقاً حَسَنَةً. وفي الحديث: قال للأَنصار: إِنكم ستَلْقَوْنَ

بَعْدي أَثَرَةً فاصْبروا؛ الأَثَرَة، بفتح الهمزة والثاء: الاسم من آثَرَ

يُؤْثِر إِيثاراً إِذا أَعْطَى، أَراد أَنه يُسْتَأْثَرُ عليكم فَيُفَضَّل

غيرُكم في نصيبه من الفيء. والاستئثارُ: الانفراد بالشيء؛ ومنه حديث عمر:

فوالله ما أَسْتَأْثِرُ بها عليكم ولا آخُذُها دونكم، وفي حديثة الآخر

لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال: أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أَي إِيثارَه

وهي الإِثْرَةُ، وكذلك الأُثْرَةُ والأَثْرَة؛ وأَنشد أَيضاً:

ما آثروك بها إِذ قدَّموك لها،

لكن بها استأْثروا، إِذا كانت الإِثَرُ

وهي الأُثْرَى؛ قال:

فَقُلْتُ له: يا ذِئْبُ هَل لكَ في أَخٍ

يُواسِي بِلا أُثْرَى عَلَيْكَ ولا بُخْلِ؟

وفلان أَثيري أَي خُلْصاني. أَبو زيد: يقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك

أُؤَاثرُ أَثْراً. وقال ابن شميل: إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يوم كذا

وكذا، أَي إِن كان لا بد أَن تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا. ويقال: قد

أَثِرَ أَنْ يَفْعلَ ذلك الأَمر أَي فَرغ له وعَزَم عليه. وقال الليث: يقال

لقد أَثِرْتُ بأَن أَفعل كذا وكذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ. ويقال: افعل هذا

يا فلان آثِراً مّا؛ إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا.

واسْتَأْثرَ الله فلاناً وبفلان إِذا مات، وهو ممن يُرجى له الجنة ورُجِيَ له

الغُفْرانُ.

والأَثْرُ والإِثْرُ والأُثُرُ، على فُعُلٍ، وهو واحد ليس بجمع:

فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه، والجمع أُثور؛ قال عبيد بن الأَبرص:

ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا

سُيوفاً، عليهن الأُثورُ، بَواتِكا

وأَنشد الأَزهري:

كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ،

عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ

وأَثْرُ السيف: تَسَلْسُلُه وديباجَتُه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي

من قوله:

فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَلِّكْ،

كَوَقْع السيفِ ذي الأَثَرِ الفِرِنْدِ

فإِن ثعلباً قال: إِنما أَراد ذي الأَثْرِ فحركه للضرورة؛ قال ابن سيده:

ولا ضرورة هنا عندي لأَنه لو قال ذي الأَثْر فسكنه على أَصله لصار

مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن، وهذا لا يكسر البيت، لكن الشاعر إِنما أَراد توفية

الجزء فحرك لذلك، ومثله كثير، وأَبدل الفرنْدَ من الأَثَر. الجوهري: قال

يعقوب لا يعرف الأَصمعي الأَثْر إِلا بالفتح؛ قال: وأَنشدني عيسى بن عمر

لخفاف بن ندبة وندبة أُمّه:

جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخُلَصُوها

خِفاقاً، كلُّها يَتْقي بأَثْر

أَي كلها يستقبلك بفرنده، ويَتْقِي مخفف من يَتَّقي، أَي إِذا نظر

الناظر إِليها اتصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إِليها، ويقال تَقَيْتُه

أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه. وسيف مأْثور: في متنه أَثْر، وقيل: هو

الذي يقال إِنه يعمله الجن وليس من الأَثْرِ الذي هو الفرند؛ قال ابن

مقبل:إِني أُقَيِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَتي،

ولا أُبالي، ولو كنَّا على سَفَر

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ المَأْثور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِليه

أَبو علي في المَفْؤُود الذي هو الجبان. وأُثْر الوجه وأُثُرُه: ماؤه

ورَوْنَقُه وأَثَرُ السيف: ضَرْبَته. وأُثْر الجُرْح: أَثَرهُ يبقى بعدما

يبرأُ. الصحاح: والأُثْر، بالضم، أَثَر الجرح يبقى بعد البُرء، وقد يثقل مثل

عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وأَنشد:

عضب مضاربها باقٍ بها الأُثر

هذا العجز أَورده الجوهري:

بيضٌ مضاربها باقٍ بها الأَثر

والصحيح ما أَوردناه؛ قال: وفي الناس من يحمل هذا على الفرند. والإِثْر

والأُثْر: خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ وهو الخَلاص والخِلاص، وقيل: هو

اللبن إِذا فارقه السمن؛ قال:

والإِثْرَ والضَّرْبَ معاً كالآصِيَه

الآصِيَةُ: حُساءٌ يصنع بالتمر؛ وروى الإِيادي عن أَبي الهيثم أَنه كان

يقول الإِثر، بكسرة الهمزة، لخلاصة السمن؛ وأَما فرند السيف فكلهم يقول

أُثْر. ابن بُزرُج: جاء فلان على إِثْرِي وأَثَري؛ قالوا: أُثْر السيف،

مضموم: جُرْحه، وأَثَرُه، مفتوح: رونقه الذي فيه. وأُثْرُ البعير في ظهره،

مضموم؛ وأَفْعَل ذلك آثِراً وأَثِراً. ويقال: خرجت في أَثَرِه وإِثْرِه،

وجاء في أَثَرِهِ وإتِْرِه، وفي وجهه أَثْرٌ وأُثْرٌ؛ وقال الأَصمعي:

الأُثْر، بضم الهمزة، من الجرح وغيره في الجسد يبرأُ ويبقى أَثَرُهُ. قال

شمر: يقال في هذا أَثْرٌ وأُثْرٌ، والجمع آثار، ووجهه إِثارٌ، بكسر الأَلف.

قال: ولو قلت أُثُور كنت مصيباً. ويقال: أَثَّر بوجهه وبجبينه السجود

وأَثَّر فيه السيف والضَّرْبة.

الفراء: ابدَأْ بهذا آثراً مّا، وآثِرَ ذي أَثِير، وأَثيرَ ذي أَثيرٍ

أَي ابدَأْ به أَوَّل كل شيء. ويقال: افْعَلْه آثِراً ما وأَثِراً ما أَي

إِن كنت لا تفعل غيره فافعله، وقيل: افعله مُؤثراً له على غيره، وما زائدة

وهي لازمة لا يجوز حذفها، لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنيّاً

به، من قولك: آثرت أَن أَفعل كذا وكذا. ابن الأَعرابي: افْعَلْ هذا

آثراً مّا وآثراً، بلا ما، ولقيته آثِراً مّا، وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْن وذي

يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِير أَي أَوَّل كل شيء، ولقيته أَوَّل ذِي أَثِيرٍ،

وإِثْرَ ذي أَثِيرٍ؛ وقيل: الأَثير الصبح، وذو أَثيرٍ وَقْتُه؛ قال عروة بن

الورد:

فقالوا: ما تُرِيدُ؟ فَقُلْت: أَلْهُو

إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِير

وحكى اللحياني: إِثْرَ ذِي أَثِيرَيْن وأَثَرَ ذِي أَثِيرَيْن وإِثْرَةً

مّا. المبرد في قولهم: خذ هذا آثِراً مّا، قال: كأَنه يريد أَن يأْخُذَ

منه واحداً وهو يُسامُ على آخر فيقول: خُذْ هذا الواحد آثِراً أَي قد

آثَرْتُك به وما فيه حشو ثم سَلْ آخَرَ. وفي نوادر الأَعراب: يقال أَثِرَ

فُلانٌ بقَوْل كذا وكذا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ، وذلك

إِذا إِبصر الشيء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقَه.

والأُثْرَة: الجدب والحال غير المرضية؛ قال الشاعر:

إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْرَةً،

كفاهُ حمارٌ، من غَنِيٍّ، مُقَيَّدُ

ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْرَةً

فاصبروا حتى تَلْقَوني على الحوض.

وأَثَر الفَحْلُ الناقة يأْثُرُها أَثْراً: أَكثَرَ ضِرابها.

أثر
أثَرَ يَأثُر، أَثْرًا وأَثَارةً، فهو آثِر، والمفعول مَأْثور
• أثَر المجرمَ: تبع أثره.
• أثَر الحديثَ: نقله ورواه عن غيره "لم يُؤْثَر عنه مثل هذا القول- {إِنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ}: يُورث ويُنقل عن السلف". 

أثِرَ/ أثِرَ على يَأثَر، أثَرًا وأثَرةً وأُثْرةً وأُثْرى، فهو أثِر، والمفعول مَأْثور (للمتعدِّي)
• أثِر أن يدرُس: فضّل "أثِر أن يهاجر من بلاده: ".
• أثِر عليه: فضَّل نفسه عليه في النصيب. 

آثرَ يُؤثر، إيثارًا، فهو مُؤثِر، والمفعول مُؤثَر
• آثر الشَّيءَ: فَضَّله واختاره "آثر البقاءَ بجوار والديه- {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} ".
• آثره بسِرِّه: اختصّه به.
• آثره على نفسه: قدَّمه واختصَّه بالخير " {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ". 

أثَّرَ بـ/ أثَّرَ على/ أثَّرَ في يؤثِّر، تأثيرًا، فهو مُؤثِّر، والمفعول مُؤثَّر به
• أثَّر الحادثُ بصحَّته/ أثَّر الحادثُ على صحَّته/ أثَّر الحادثُ في صحَّته: ترك أثرًا فيها "أثَّر الاستعمارُ في الشُّعوب- {فَأَثَّرْنَ بِهِ نَقْعًا} [ق]: أظهرن أثرًا". 

ائتثرَ يأتثر، ائْتِثارًا، فهو مُؤتثِر، والمفعول مُؤتثَر
• ائتثره: تتبّع أثره. 

استأثرَ/ استأثرَ بـ يستأثر، استئثارًا، فهو مُستأثِر، والمفعول مُستأثَر
• استأثر اللهُ فلانًا/ استأثر اللهُ بفلان: توفّاه.
• استأثر بالشَّيء: خصّ به نفسه، استبدَّ وانفرد به "استأثر البخيلُ بماله- الاستئثار بالحكم أمر يتنافى ومبادئ الحرِّيَّة- استأثر الموضوع باهتمام كبير" ° استأثر بالانتباه: استرعاه- استأثر بالسُّلطة: استبدَّ بها- استأثر بحصّة الأسد: أعطى لنفسه النصيب الأكبر.
• استأثره بالشّيء: أعطاه إيَّاه دون غيره من الناس "استأثره بعطفه وكرمه". 

تأثَّرَ/ تأثَّرَ بـ/ تأثَّرَ لـ/ تأثَّرَ من يتأثَّر، تأثُّرًا، فهو مُتأثِّر، والمفعول مُتأثَّر (للمتعدِّي)
• تأثَّر الشَّخصُ: ظهر عليه الأثر "تأثَّر نفسيًّا بوفاة صديقه".
• تأثَّر الشَّيءَ: تتبّع أثره.
• تأثَّر الشَّاعرُ بمن سبقه: سار على نهجه أو تطبَّع به، جعل منه أثرًا فيه "تأثَّر الكاتبُ بأساليب الأدب الغربيّ- رفض أن يتأثّر بالأحداث الجارية".
• تأثَّر بمصابنا/ تأثَّر لمصابنا: حزن حزنًا شديدًا "ظهرت عليه علامات التأثُّر".
• تأثَّرَ من تحامل رئيسه عليه: غضب، انفعل معنويًّا. 

أَثَارة [مفرد]:
1 - مصدر أثَرَ.
2 - بقيَّة؛ مابقي من الشّيء أو من أصوله " {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} ".
3 - علامة. 

أثْر [مفرد]: مصدر أثَرَ. 
59 - 
أَثَر [مفرد]: ج آثار (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِرَ/ أثِرَ على.
2 - علامة، بقيَّة، رسم متخلِّف من شيء ما "آثار أقدام/ ديار متهدّمة- يخفي آثار جريمته/ العدوان- لا تطلب أَثَرًا بعد عين [مثل]: يُضرب لمن يطلب أثر الشّيء بعد فوات عينه- كيف أُعاوِدك وهذا أثر فأسك [مثل]: يُضرب لمن لا يَفِي بالعهد- {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} " ° أصبح أثرًا بعد عين/ صار أثرًا بعد عين: غاب بعد أن كان حاضرًا، زال، اندثر واختفى- اقتفى أثره: تتبَّعه خطوة خطوة- على أَثَره/ في أَثَره: في عقبه مباشرة، بعده.
3 - تأثير، انطباع "لا أثر له- كان للخبر أثر عميق في نفسي" ° أبعد الأَثَر/ أعمق الأَثَر/ أكبر الأَثَر: تأثير عظيم- بَعيد الأَثَر: ذو أثر كبير.
4 - عمل " {وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءَاثَارًا فِي الأَرْضِ}: فسِّرت الآثار هنا بالحصون والقصور والتقاليد الموروثة- {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} ".
5 - ما خلّفه السَّابقون " {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} ".
6 - عمل أدبيّ أو فكريّ ونحوه، مؤلَّف أو كتاب "ترك العقَّاد آثارًا كثيرة".
7 - سبب أو نتيجة "تُوفّي من أَثَر الجرح الذي أُصيب به- آثار مترتّبة على حضوره المؤتمر".
8 - حديث، خبر مرويّ أو سُنّة باقية "جاء في الأَثَر- وجدت ذلك في الأَثَر".
9 - بقيّة قليلة، أو قدر ضئيل "أَثَر من المرارة".
• علم الآثار: العلم الخاصّ بدراسة القديم من تاريخ الحضارات الإنسانيّة، أو علم معرفة بقايا القوم من أبنية وتماثيل ونقود وفنون وحضارة ° عالِم الآثار: من يدرس الآثار ويهتمّ بمعرفتها- دار الآثار: متحف يضم آثارًا معيَّنة.
• الأَثَر الرَّجعيّ: (قن) سريان قانون جديد على المدَّة التي سبقت صدوره. 

أَثِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أثِرَ/ أثِرَ على. 

إثْر [مفرد]: عقِب، بَعْد "يسير/ خرج في إثْره- تساقطت الضحايا إثْر وقوع الانفجار- تُوفّي إثْر حادث أليم- {قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى إِثْرِي} [ق] " ° في إثره: في عقبه مباشرة. 

أَثَرة [مفرد]: ج أَثَرات (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِرَ/ أثِرَ على.
2 - أنانيّة، تفضيل الإنسان نفسه على غيره "سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً [حديث]: يستأثر أمراء الجور بالفيء".
3 - أثارة؛ بقيَّة " {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [ق] ".
4 - منزلة "لفلان عندي أَثَرة".
• الأَثَرة: (نف) الأنانيَّة وحُبّ النَّفس، وتطلق على ما لا يهدف إلاّ إلى نفعه الخاصّ، عكسها الإيثار. 

أُثْرة [مفرد]: مصدر أثِرَ/ أثِرَ على. 

أُثْرى [مفرد]: مصدر أثِرَ/ أثِرَ على. 

أَثَريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَثَر: "اكتشاف أَثَريّ".
2 - عالم آثار، عالم متخصِّص في معرفة القديم من تاريخ الحضارات الإنسانيّة "لهذا الأَثَريّ الفضل في اكتشاف معظم منجزات الحضارة الإسلاميّة".
3 - قديم مأثور، خاصّ بآثار شيء لم يعد موجودًا "قطعة أَثَريّة: ذات قيمة- لُغة أَثَريّة: قديمة ميِّتة، غير مستعملة". 

أَثير [مفرد]: مفضَّل على غيره "إنّه كاتب أَثير عندي".
• الأَثير:
1 - (فز) وسط افتراضيّ يعمّ الكون ويتخلّل جميع أجزائه، وُضِعَ لتعليل انتقال الضَّوء أو الصَّوت أو الحرارة في الفراغ "نقلت وقائع المؤتمر عبر موجات الأَثير" ° على جناح الأَثير: بواسطة المذياع أو الرَّاديو والموجات الكهربائيّة.
2 - (كم) سائل عضويّ طيّار، لا لون له، يُستخدم مذيبًا في الصِّناعة، ومخدِّرًا في الطِّبّ.
• الأثير الملحيّ: (كم) مركَّب عضويّ منتشر في الموادّ الدسمة والأزهار والثِّمار. 

أثيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أَثير: "مادة أثيريّة".
2 - مصدر صناعيّ من أَثير: حالة من الخفة والنشاط والشفافيّة والنقاوة "إنها تتميّز بجمال خلاّب وأثيريّة شفّافة". 

إيثار [مفرد]: مصدر آثرَ.
• الإيثار:
1 - (نف) مذهب يرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشخصيّ، وعكسه الأَثَرة.
2 - (نف) اتِّجاه اهتمام الإنسان وميول الحبّ فيه نحو غيره وقبل ذاته، سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب. 

إيثاريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إيثار.
• الإيثاريَّة:
1 - (سف) مذهب يعارض الأَثَرة، ويرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشَّخصيّ.
2 - (نف) اتّجاه اهتمام الإنسان وميول الحبّ فيه نحو غيره وقبل ذاته سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب. 

استئثاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استئثار.
 2 - مصدر صناعيّ من استئثار: أنانيَّة، حبّ النفس ورفض إشراك الآخرين في الشَّيء "تغلبه نزعته الاستئثاريَّة دائمًا". 

تأثُّر [مفرد]:
1 - مصدر تأثَّرَ/ تأثَّرَ بـ/ تأثَّرَ لـ/ تأثَّرَ من.
2 - رقَّة الحِسّ. 

تأثُّريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تأثُّر: انفعاليَّة.
• التَّأثُّريَّة:
1 - (بغ) الانطباعيّة، مذهب يرى أن النَّقد الأدبيّ لا يخضع لقواعد عقليّة بقدر ما يخضع للذّوق الشّخصيّ والتَّأثر الذّاتيّ.
2 - (دب) حركة أدبيَّة تهتمّ باستخدام التَّفاصيل والأشياء المترابطة في الذِّهن وتصوّر انطباعات حسّيَّة وغير موضوعيَّة ولا تخضع لتصوير الواقع الموضوعيّ.
3 - (طب) القدرة على الاستجابة للمنبّهات.
4 - (فن) اتِّجاه يقوم على التَّعبير عن تأثّرات الفنَّان أكثر من التَّعبير عن ظاهر الأشياء. 

تأثير [مفرد]:
1 - مصدر أثَّرَ بـ/ أثَّرَ على/ أثَّرَ في ° تأثير جانبيّ: مفعول سلبيّ لدواء ونحوه- دواء ذو تأثير سحريّ: قويّ المفعول.
2 - نفوذ، قدرة على إحداث أثر قويّ "فلان ذو تأثير كبير- تحت تأثير السُّكْر/ المرض- وافق تحت تأثير والده".
3 - انفعال في العقل والقلب، تحرُّك المشاعر أو اهتزازها "تأثير الخوف".
• التَّأثير: (نف) إحساس قويّ مُلْحَق بعواقب فعّالة. 

تأثيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تأثير.
2 - مصدر صناعيّ من تأثير: قدرة العمل الفنِّيّ على تحريك مشاعر المتلقِّي والتأثير فيها.
3 - (حي) حساسية خاصَّة في الكائنات الحيَّة تجعلها مستجيبة للمنبهات "تأثيريّة خلويّة".
4 - (دب) تأثير أديب أو تيار أدبيّ على آخر.
• التَّأثيريَّة: (فز) خاصّيّة في الدَّائرة الكهربائيَّة تتميَّز بحثّ القوَّة الدَّافعة الكهربائيَّة في الدَّائرة نفسها أو المجاورة لها عند تغيُّر التيّار في أيّ من الدَّائرتين. 

مُؤثِّر [مفرد]: ج مُؤثِّرات:
1 - اسم فاعل من أثَّرَ بـ/ أثَّرَ على/ أثَّرَ في.
2 - فعَّال أو ذو أثر قويّ "ألقى خطبة مؤثِّرة- دواء مُؤثِّر- قوَّةٌ مُؤثِّرة للأمم المتّحدة".
3 - عامل "يخضع الوضع في المنطقة لمُؤثِّرات خارجيَّة وداخليَّة".
• المُؤثِّر: (شر) منتهى عصبيّ يوصِّل التَّنبيه العصبيّ إلى العضلة أو الغدّة أو أيّ عضو كان.
• المُؤثِّرات الصَّوتيَّة: (فن) الأصوات المصاحبة التي يتمّ تسجيلها ومزجها على الحوار والتعليق أثناء الفيلم أو المسرحيّة عن طريق استخدام التسجيلات المحفوظة، كاستخدام الأصوات المقلِّدة لصوت الرَّعْد أو الانفجار أو غيرهما. 

مآثِرُ [جمع]: مف مأثُرة: أعمال خيّرة، مكارم متوارَثة، أفعال حميدة "صاحب مآثِر حميدة في الجمعيّة- من مآثِر هذا العالم الجليل النزاهة والصدق". 

مأثور [مفرد]: ج مأثورات: اسم مفعول من أثَرَ ° قول مأثور/ كلمة مأثورة: مثَل سائر أو حكمة تداولها الناس تميّزت بالدلالة مع الإيجاز، ولزمت صورة معيّنة لا تتغيّر في الاستعمال كلامًا وكتابة.
• المأثورات الشَّعبيَّة: (دب، فن) الإبداع الشفاهيّ للشعوب البدائيّة والمتحضِّرة على السّواء، ويشمل الكلمات المنظومة أو المنثورة، والملاحم والسِّيَر الشَّعبيّة والرّقصات والأغاني والأمثال والألغاز والحكايات الشعبيّة، وتدخل فيها أيضًا المعتقدات والعادات والتقاليد، وتضمّ إلى هذه العناصر: الفنون والحِرف اليدويّة التقليديّة. 
(أثر) فِيهِ ترك فِيهِ أثرا
أثر
أَثَرُ الشيء: حصول ما يدلّ على وجوده، يقال: أثر وأثّر، والجمع: الآثار. قال الله تعالى: ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا [الحديد/ 27] ، وَآثاراً فِي الْأَرْضِ [غافر/ 21] ، وقوله: فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ [الروم/ 50] .
ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدّم: آثار، نحو قوله تعالى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ [الصافات/ 70] ، وقوله: هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي [طه/ 84] .
ومنه: سمنت الإبل على أثارةٍ ، أي: على أثر من شحم، وأَثَرْتُ البعير: جعلت على خفّه أُثْرَةً، أي: علامة تؤثّر في الأرض ليستدل بها على أثره، وتسمّى الحديدة التي يعمل بها ذلك المئثرة.
وأَثْرُ السيف: جوهره وأثر جودته، وهو الفرند، وسيف مأثور. وأَثَرْتُ العلم: رويته ، آثُرُهُ أَثْراً وأَثَارَةً وأُثْرَةً، وأصله: تتبعت أثره.
أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ [الأحقاف/ 4] ، وقرئ: (أثرة) وهو ما يروى أو يكتب فيبقى له أثر.
والمآثر: ما يروى من مكارم الإنسان، ويستعار الأثر للفضل، والإيثار للتفضل ومنه:
آثرته، وقوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ [الحشر/ 9] وقال: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا [يوسف/ 91] وبَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا [الأعلى/ 16] .
وفي الحديث: «سيكون بعدي أثرة» أي:
يستأثر بعضكم على بعض.
والاستئثار: التفرّد بالشيء من دون غيره، وقولهم: استأثر الله بفلان، كناية عن موته، تنبيه أنّه ممّن اصطفاه وتفرّد تعالى به من دون الورى تشريفاً له. ورجل أَثِرٌ: يستأثر على أصحابه.
وحكى اللحياني : خذه آثراً ما، وإثراً ما، وأثر ذي أثير .
أثر: آثره به: اختصه به، ففي أخبار ص152: مؤاثرتك بكتبك (راجع: استأثر).
وآثر شيئا على شيء: فضله عليه غير أن المفعول يحذف أحيانا فيكون معنى الفعل أيضا: أعطاه وأداه (معجم المختارات).
وآثر على فلان بالشيء، أو آثر إلى فلان بالشيء: أعطاه إياه وهذا تفسير كاترمير، ويقول مونج ص365 وما يليها: ((آثر معناه فضل فلانا على فلان أو شيئا على شيء، ومنه هنا صار معناها: فضل فلانا على نفسه في ملك شيء. وأخيرا أصبحت تعني أيضا أكثر من العطاء عطاء الدراهم والأشياء الثمينة. وقد نقل هذا النص: ((الإيثار بالشيء أن تعطيه لغيرك مع احتياجك إليه)) وهو يرى أن معنى آثره به هو آثره به على نفسه. (راجع رياض النفوس ص47 و) ففيه: ((وقد حضر ما يأكل غير إنه آثر بها الفقير على نفسه)) وبعد ذلك ((آثرنا بما عندنا هذا الرجل الفقير)) وهو يذكر أمثلة كثيرة. وأضيف اليها ما جاء في عباد 2: 115 (راجع 3: 208) وابن جبير 288، وابن بطوطة 1: 104، 232، 234، 345، 2: 25، 54، 72، 138، 166، 179، 338، 3: 255، 269، 337، 4: 286، والمقدمة 2: 238، وتاريخ البربر 1: 407، وكرتاس 36، 42، 189، 221. والمقري 1: 590، 595، 597، والخطيب 72 ق. وتعني كلمة إيثار في كل هذه الأمثلة الكرم والإحسان.
واستأثر: اختص به (بيديا 31، راجع ما ذكرنا في آثر)، واستأثره بالشيء: أعطاه إياه خاصا به عن غيره من الناس. (تاريخ البربر 1: 130).
أثر: رفاة الأولياء وما بقي من ذخائرهم (بطوطة 1: 95)، وأثر وجمعها آثار: المنقول كالأثاث وغيره (الإدريسي 103، ألف ليلة 3: 8).
ولما كانت كلمة أثر تعني الخبر المنقول والسنة الباقية وكان الكثير من هذه الأخبار المنقولة تعني غالبا بالكشف عن المستقبل (راجع المقدمة 2: 179) فان لفظ ((أثر حدثاني)) (جبير 76) صار يعني ((التنبؤات المكتوبة)) (بدرون 212، أخبار 154، بيان 2: 275) وصحح بهذا المعنى ما جاء في معجم ألفاظ بدرون ومعجم ألفاظ البيان. وكلمتا عين وأثر اللتان وردتا في عباد 1: 306) تدلان على معناهما المعروف ومصراع البيت فيه ومعناه ((وانك لا تقول لي شيئا غير معروف)).
والأثر: التأثير الدائم المستمر وبخاصة أثر الأفلاك (المقدمة 1: 191، 202، 204، 2: 187، 3: 108، وفي حيان - بسام (2: 116 و): كان بصيرا بالآثار العلوية عالماً بالأفلاك والهيئة.
والأثر خط المحراث (المعجم اللاتيني وهمبرت 178).
والأثر وجمعه آثار: الأرض الزراعية تتوارثها أسرة واحدة (صفة مصر 11: 488 أثْرَة: أثر، انطباع ومجازاً: الإحساس والشعور (بوشر).
آثر: أفضل، (معجم المختار، عبد الواحد 109) وفي حيان - بسام (3: 142 و) ((وملأ قلبه وعينه بالمطعم الذي كان آثر الأشياء عنده)).
أثارة: بقية الشيء، ففي المقدمة (2: 185) اثارة من النبوة، أي بقية من النبوة.
ويقال: أثارة من علم، وأثارة علم.
واثارة وحدها (راجع: لين) تعني التنبؤ بالمستقبل. (بربر 1: 23، 136، 2: 11. المقري 2: 752، راجع فليشرب) وفي ابن عبد الملك (86ق): ذكر لأصحابه قبل موته بمدة ما يتوقع من حلول الفتنة على رأس أربعمائة وما يحملها فيها من أثارة. ومعنى هذه الكلمة ((أثارة)) ليس واضحا لدي في نص تاريخ البربر (1: 476): ((لأثارة من الخير والعبادة وصلت بينهم وبينه. وقد ترجمها دى سلان بما معناه: لقد وصلت بينه وبينهم العبادة وأفعال الخير)).
مَأثْرة وجمعها مآثر: اثر الفكر ونتاجه (عباد 1: 12) والحيلة (بطوطة 4: 356 أن صحت كتابتها).
مُؤَثّر. قوة مؤثرة: ذات أثر، وقوة النفس المبتكرة والفكر المبدع (بوشر).

أسد

أ س د: (الْأَسَدُ) جَمْعُهُ (أُسُودٌ) وَ (أُسُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مَقْصُورٌ مِنْهُ مُثَقَّلٌ وَأُسْدٌ مُخَفَّفٌ مِنْهُ وَ (آسُدٌ) وَ (آسَادٌ) بِمَدِّ أَوَّلِهِمَا كَأَجْبُلٍ وَأَجْبَالٍ وَالْأُنْثَى (أَسَدَةٌ) وَأَرْضٌ (مَأْسَدَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ أَيْ ذَاتُ أُسْدٍ وَ (أَسِدَ) الرَّجُلُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ فَدَهِشَ مِنَ الْخَوْفِ، وَأَسِدَ أَيْضًا صَارَ كَالْأَسَدِ فِي أَخْلَاقِهِ وَبَابُهُمَا طَرِبَ، وَفِي الْحَدِيثِ «إِذَا دَخَلَ فَهِدَ وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ» وَ (اسْتَأْسَدَ) عَلَيْهِ اجْتَرَأَ. وَ (الْإِسَادَةُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِي الْوِسَادَةِ. 

أسد: الأَسَد: من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل،

وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة،

وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي.

وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة:

كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان: يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة: ويقال

لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة

للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب.

واستأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل:

إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم

شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا

وأَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه. وقيل لامرأَة

من العرب: أَيّ الرجال زوجك؟ قالت: الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل فهِدَ،

ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في

الشجاعة. يقال: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ. وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ

أَسَداً إِذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف. واستأْسد عليه:

اجترأَ.وفي حديث لقمان بن عاد: خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد

يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية. وأَسد عليه: غضب؛ وقيل: أَسد عليه سفه.

واستأْسد النبت: طال وعظم، وقيل: هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته،

وقيل: هو إِذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم:

مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ،

يقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ

وقال أَبو خراش الهذلي:

يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ،

له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل

قوله: يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني

حُمُراً وردت الماء. والعَرمَض: الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد

النبت. والنجيل: النزّ والطين.

وآسَدَ بين القوم

(* قوله «وآسد بين القوم» كذا بالأصل وفي القاموس مع

الشرخ كضرب أفسد بني القوم.): أَفسد . وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً: هيجه

وأَغراه، وأَشلاه دعاه. وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها؛ وقال

رؤْبة:

تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد

والمؤسِدُ: الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه. وآسدت

الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف. وآسدَ السيرَ

كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده: وعسى أَن يكون مقلوباً عن

أَسأَد.ويقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح.

وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسمان. والأَسَدُ: قبيلة؛ التهذيب: وأَسَد أَبو

قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وأَسَد أَيضاً:

قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار. والأَسْد: لغة في الأَزد؛

يقال: هم الأَسْد شنوءة. والأَسْديّ، بفتح الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في

شعر الحطيئة يصف قفزاً:

مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ

أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا

مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه،

والعادية: الآبار. والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه

الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب. قال: ووهم من جعله في فصل أَسد،

وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو

جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: وليس بجمع

تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت

الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.

أسد: هو عند أهل الكيمياء الذهب، ملك المعادن، كما أن الأسد يسمى ملك الوحوش (ديفي 10).
[أسد] نه فيه: إن خرج "أسد" أي صار كالأسد في الشجاعة من أسد واستأسد إذا اجترأ والأسد مصدره. ن: من أسد بكسر السين. نه ومنه: خذي مني أخي ذا "الأسد" أي ذا القوة الأسدية.
(أسد) - في حديث لُقْمان بن عاد: "خُذِى مني أَخِى ذَا الأَسَد".
كأنه وصَفَه بالشَّجاعة. يقال: أَسِدَ واستأْسَد إذا اجتَرأ.
- ومنه ما في حديث أُمِّ زَرْع: "إن خَرَج أَسِدَ".
ويقال: أسِد الرجلُ إذا خَرِف ودُهِشَ عند رؤية الأَسد.
(أ س د) : (أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ) بِالْفَتْحِ وَكَذَا أُسَيْدٍ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ وَكَذَا عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ (وَأُسَيْدٌ) أَبُو ثَعْلَبَةَ رُوِيَ فِيهِ الضَّمُّ (وَأُسَيْدُ) بْنُ حُضَيْرٍ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ وَكَذَا أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ وَكَذَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ.
أس د

في أرض بني فلان مأسدة، وأكثر المآسد في بلاد اليمن.

ومن المجاز: استأسد عليه أي صار كالأسد في جرأته. واستأسد النبت: طال وجن وذهب كل مذهب. قال أبو النجم:

مستأسد ذبانه في غيطل

وآسد الكلب بالصيد: أغراه به. وآسد بين الكلاب: هارش بينها. وآسد بين القوم: أفسد.
أسد
الأسَدُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الآسَادُ والأسْدُ والأسُوْدُ، والانثى أسَدَة. واسْتَأْسَدَ فُلانٌ: صارَ في حَمْلَتِه كالأسَدِ.
واسْتَاْسَدَ النَّبَاتُ: طالَ والْتَفَّ. والأسَدُ: في بُرُوْجِ السَّمَاءِ. وأَسَدْتُ بَيْنَ القَوْمِ: أغْرَيْت بينهم. والمُؤْسِدُ: الكَلّابُ الذي يُشْلي الكِلَابَ للصَّيْدِ. ورَجُلٌ أسِيْد بَيِّنُ الإسَادَةِ؛ من قَوْمٍ أُسَدَاءَ. وأسَدٌ أسِيْدٌ: أي شَدِيْدٌ.
وأَسِدَ الرَّجُلُ: إذا طارَ عَقْلُه؛ يَأسَدُ. ورَجُلٌ أَسِدٌ: إذا رَأى الأسَدَ ذَهَبَ قَلْبُه.
وأَسِدَ - أيضاً -: اسْتَأْسَدَ على الناسِ. واسْتُؤْسِدَ: هُيِّجَ. ويقولونَ: أُسَادَةٌ ووُسَادَةٌ وإسَادَة ووِسَادَةٌ.
[أسد] الأَسَدُ جمعه أَسُودٌ، وأَسُدٌ مقصورٌ مثقَّلٌ منه، وأُسْدٌ مخفَّفٌ، وآسد، وآساد مثل أجبل وأجبال. قال أبو زيد: الاثنى أسدة. وأسد: أبو قبيلة من مضر، وهو أسد بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر. وأسد ايضا: قبيلة من ربيعة، وهو أسد ابن ربيعة بن نزار. وأرض مأسدة: ذات أُسْدٍ. وأَسِدَ الرجلُ بالكسر، إذا رأى الأَسَدَ فَدهِش من الخوف. وأَسِدَ أيضاً: صار كالأَسَدِ في أخلاقه. وفي الحديث: " إذا دخلَ فَهِدَ، وإذا خرج أَسِدَ ". واسْتَأْسَدَ عليه: اجترأ واسْتَأْسَدَ النبتُ: قَويَ والتف. قال أبوخراش الهذلى:

له عرمض مستأند ونجيل  وآسدت الكلب وأوسدته: أغريته بالصيد. والواو منقبلة عن الالف. وآسدت بين القوم: أفسدت. والاسد لغة في الازد، يقال هم الاسد أسد شنوءة. والاسدي: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة . والاسادة لغة في الوسادة.
أس د

الأَسَدُ من السِّبَاع ومعروفٌ والجَمْعُ آسادٌ وأُسُودٌ وأُسُدٌ والأنثى أَسَدَةٌ وأَسَدٌ آسِدٌ على المبالغةِ كما قالوا عَرَادٌ عَرِدٌ عن ابن الأعرابيِّ وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد نادر كقَوْلِهم حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحقَّة وأرضٌ مَأْسَدةٌ كثيرة الأُسُودِ واسْتَأْسَدَ الأسدَ دَعَاهُ قال مُهَلْهِلٌ

(إنِّي وَجَدْتُ زُهَيْراً في مآثِرِهم ... شِبْهِ اللُّيُوثِ إذا اسْتأسَدَتْهَم أَسِدُوا)

وأَسِدَ الرجلُ واسْتَأْسَدَ صار كالأَسَد وقيل لامْرَأَةٍ من العَرَب أَيُّ الرِّجَالِ زَوْجُك فقالت الذي إنْ خَرَجَ أَسِدَ وإن دَخَلَ فَهِدَ ولا يَسْأَلُ عما عَهِدَ وأَسَدَ عَلَيْه غَضِب وقيل أَسَدَ عليه سَفِهَ واسْتَأَسَدَ النَّبْتُ طالَ وعَظُم وقيل هو أن يَنْتَهَيَ في الطُّولِ ويَبْلُغَ غايَتَه وقيل هو إذا بَلَغَ والْتَفَّ وأَسَدَ بين القَوْمِ أَفْسَدَ وآسَدَ الكلبَ بالصَّيْدِ أَغْراهُ وآسَدَ السَّيْرَ كأسْأَدَه عن ابن جِنِّي وعَسَى أن يكونَ مَقْلُوباً عن أَسْأَدَ والأَسَدُ قَبِيلَةٌ وأُسَيْد وأَسِيدٌ اسْمان 
أسد
أسِدَ/ أسِدَ على يأسَد، أَسْدًا، فهو آسِد، والمفعول مأسود عليه
• أسِد الرَّجُلُ: تطبَّع بطباع الأَسَد "إذا دخل فهِد وإذا خرج أسِد: يدخل متراخيًا ويخرج قويًّا".
• أسِد على الخصم: اجترأ عليه ونال من كرامته. 

استأسدَ/ استأسدَ على يستأسد، استئسادًا، فهو مُستأسِد، والمفعول مستأسَد عليه
• استأسد الرَّجلُ: صار كالأَسَد جرأةً وشجاعةً "استأسد في مقاومة العدوّ".
• استأسد على الخصم: اجترأ وأقدم على مهاجمته "يستأسد على من يحاول إذلاله". 

تأسَّدَ يتأسَّد، تأسُّدًا، فهو مُتَأَسِّد
• تأسَّد الرَّجلُ: صار كالأَسَد. 

أَسْد [مفرد]: مصدر أسِدَ/ أسِدَ على. 

أَسَد [مفرد]: ج آساد وأُسْد وأُسُد وأُسُود، مؤ أَسَدة:
1 - (حن) حيوان مفترس شديد الضراوة من فصيلة السِّنّوريّات ورُتْبة اللَّواحم، يشمل الذكر والأنثى ويطلق على الأنثى أسدة ولَبُؤَة، وله في العربيّة أسماء كثيرة أشهرها الليث والضيغم والغضنفر والضرغام "رأيت أسدًا- هذا الشِّبل من ذاك الأسد: يشبه الابن أباه في صفاته- *أَسَد عليّ وفي الحروب نعامةٌ*" ° أسد الله: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه- بين فكَّيّ الأسد: في خطر، في مأزق- حِصَّة الأسد: الجزء الأكبر.
2 - شجاع جريء كالأسد "رجل أسد" ° هم أُسْدُ الشَّرَى: أشدّاءُ شجعان.
• الأَسَد: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه الخامس بين السّرطان والعذراء، وزمنه من 23 من يولية إلى 22 من أغسطس.
• أَسَدُ البحر: (حن) حيوان لبون من زعنفيَّات الأقدام يألف حياة الماء.
 • داء الأسد: (طب) نوع من الجُذَام، سمِّي بذلك لمشابهة وجه صاحبه وجه الأسد. 

مَأْسَدة [مفرد]: ج مَأْسَدات ومآسدُ ومآسيدُ: مكانٌ تكثرُ فيه الأسودُ وتألفُه "اشتهرت بعض بلاد أفريقيا بمآسدها". 

أبد

[أب د] الأَبَدُ: الدَّهْرُ والجَمْعُ: آبادٌ، وأُبُودٌ. وأَبَدٌ أبِيدٌ، كقَوْلِهم: دَهْرٌ دَهِيرٌ. ولا أَفْعَلُ ذلِكَ أَبَدَ الأَبِيدِ. وأَبَدَ الآبادِ، وأَبَدَ الدَّهْرِ، وأَبِيدَ الأَبِيدِ، وأَبَدَ الأَبَدِيةَّ، وأَبَدَ الآبِدِينَ، ليسَتْ على النَّسَبِ؛ لأنه لو كانَ كَذِلكَ لكانُوا خُلَقاءَ أن يَقُولُوا: الأَبَدِيِّينَ، ولم نَسْمَعْه، وعندِي أَنّه جَمْعُ الأَبَدِ بالواوِ والنُّونِ، على التَّشْنِيعِ والتَّعْظِيمِ، كما قالوُا: أَرَضُونَ. وقالُوا في المَثَلِ: ((طالَ الأَبَدُ على لُبَدِ)) يُضْرَبُ ذلك لكُلِّ ما قَدُمَ. وأَبَدَ بالمَكانِ يَأْبًُدُ أُبُوداً: أقامَ. وأَبَدَتِ الوَحْشُ تَأبِدُ وتَأْبُدُ أُبُوداً، وتَأَبَّدَتْ: تَوَحَّشَتْ. والأَوابِدُ: والأُبَّدُ: الوَحْشُ، الذَّكَرُ آبَدٌ، والأُنُثَى آبَدَةٌ، وقِيلَ: سُمِّيَتْ بذلك لبَقائِها على الأَبَدِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: لم يَمُتْ وَحْشِيٌّ حَتْفَ أَنْفِه قَطُّ إِنّما مَوْتُه عَنْ آفَةٍ، وكذِلكَ الحَيَّةُ فيما زَعَمُوا. وقال عِدِيُّ بنُ زَيْدٍ:

(وذِي تَنَاوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ ... يَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهاراَ)

عَنَى بالأَمْهارِ جِحاشَها. وأَفْلَيْنَ: صِرْنَ إِلى أَنْ كَبِرَ أَوْلادُهُنَّ، واسْتَغْنَتْ عن الأُمَّهاتِ. والأَبُودُ: كالآبِدِ، قالَ ساعِدَةَ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:

(أَرَى الدَّهْرَ لا يَبْقَى عَلَى حَدَثانِه ... أَبُودٌ بأَطْرافِ المَناعَةِ جَلْعَدُ)

وتَأَبَّدًَتِ الدّارُ: خَلَتْ من أَهْلِها وصارَ فِيها الوَحْشُ تَرْعاه. وأَتانٌ آبَدٌ: وَحْشَّيةٌ. والآبَدَةُ: الدَّاهِيَةُ تَبْقَى على الأَبَدِ. والآبَدَةُ: الكَلَمَةُ أو الفَعْلَةُ الغَرِيبَةُ. والإِبدُ:؛ الجَوارِحُ من المال، وهي الأَمَةُ والفَرَسُ الأُنْثَى والأَتانُ. وقالُوا: ((لَنْ يَبْلُغَ الجَدَّ النَّكِدْ، إلاّ الإبِدْ)) . يَقولُ: لَنْ يَصِلَ إِليه فيَذْهَبَ بنَكَدِه إِلاَّ المالُ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ المالُ. وأَبَدَ عليه أَبَداً: غَضِبَ، كعَبَدَ. وأَبِيدَةُ: مَوْضِعٌ، قالَِ:

(فما أَبِيدَةُ مِنْ أَرْضِ فأَسْكَنَها ... وإِنْ تَجاوَرَ فِيها الماءُ والشَّجَرُ)

ومَأْبِدٌ: موضِع. وعِنْدِي أنّه ما بِدٌ على مِثال فاعِلِ، وقد تَقَدَّمَ، وتَقَدَّمَ شاهِدُه منِشِعْرِ أبِي ذُؤَيْبٍ. 
أ ب د: (الْأَبَدُ) الدَّهْرُ وَالْجَمْعُ (آبَادٌ) بِوَزْنِ آمَالٍ وَ (أُبُودٌ) بِوَزْنِ فُلُوسٍ وَ (الْأَبَدُ) أَيْضًا الدَّائِمُ. 
[أبد] الأبَد: الدهر، والجمع آبادٌ وأبودٌ. يقال أَبَدٌ أبيدٌ، كما يقال دهرٌ داهرٌ . ولا أفعله أبد الا بيد، وأبد الآبدين كما يقال: دهر الداهرين، وعَوضَ العائضين. والأَبَدُ أيضاً: الدائم. والتأبيدُ: التخليد. وأَبَدَ بالمكان يَأْبدُ بالكسر أبوداً، أي أقام به. وأبَدَتِ البهيمة تَأْبُدُ وتَأْبِدُ، أي توحَّشَتْ. والأَوابِدُ: الوحوش. والتأبيد : التوحش. وتأبد المنزل، أي أقفر وأَلِفَتْهُ الوحوش. وجاء فلان بآبِدةٍ، أي بداهيةٍ يبقى ذكرُها على الأَبدِ. ويقال للشوارد من القوافي، أَوابِدُ. قال الفرزدق: لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بلَؤْمِ أبيكُمُ * وأَوابِدي بتَنَحُّلِ الأَشْعارِ - وأَبِدَ الرجل، بالكسر: غضب. وأبِدَ أيضاً: توحَّش، فهو أبد. قال أبو ذؤيب: فافتن بعد تمام الظمء ناجية * مثل الهراوة ثنيا بكرها - أبد أي ولدها الاول قد توحش معها. والابد، على وزن الابل الولود، من أمة أو أتان. وقولهم: ان يقلع الجد النكد * إلا بجد ذى الابد * في كل ما عام تلد * والابد ههنا: الامة: لان كونها ولودا حرمان وليس بجد، أي لا تزداد إلا شرا.

أبد: الأَبَدُ: الدهر، والجمع آباد وأُبود؛ وفي حديث الحج قال سراقة بن

مالك: أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد؟ فقال: بل هي للأَبد؛

وفي رواية: أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ؟ فقال: بل لأَبَدِ أَبَدٍ؛ وفي

أُخرى: بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر. وأَبَدٌ أَبيد: كقولهم دهر

دَهير. ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد

وأَبعدَ الأَبَدِيَّة؛ وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك

لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ؛ قال ابن سيده: ولم نسمعه؛ قال:

وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون، على التشنيع والتعظيم كما قالوا

أَرضون، وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ

العائضين، وقالوا في المثل: طال الأَبعدُ على لُبَد؛ يضرب ذلك لكل ما قدُمَ.

والأَبَدُ: الدائم والتأْييد: التخليد.

وأَبَدَ بالمكان يأْبِد، بالكسر، أُبوداً: أَقام به ولم يَبْرَحْه.

وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً؛ كذلك. وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي

توحشت. وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً: توحشت.

والتأَبُّد: التوحش. وأَبِدَ الرجلُ، بالكسر: توحش، فهو أَبِدٌ؛ قال

أَبو ذؤَيب:

فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ، ناجيةً،

مثل الهراوة ثِنْياً، بَكْرُها أَبِدُ

أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها.

والأَوايد والأُبَّدُ: الوحش، الذكَر آبد والأُنثى آبدة، وقيل: سميت

بذلك لبقائها على الأَبد؛ قال الأَصمعي: لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما

موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا؛ وقال عديّ بن زيد:

وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ،

يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا

يعني بالأَمهار جحاشها. وأَفلين: صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن

الأُمهات. والأُبود: كالأَوابد؛ قال ساعدة بن جؤَية:

أَرى الدهر لا يَبقْى، على حَدَثانه،

أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ

قال رافع بن خديج: أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم

فحبسه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ

الوحش، فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا؛ الأَوابد جمع آبدة؛ وهي

التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس؛ ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها

وخلفتهم الوحش بها؛ قد تأَبدت؛ قال لبيد:

بِمِنىَ، تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها

وتأَبد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش. وفي حديث أُم زرع: فأَراح عليّ

من كل سائمةٍ زَوْجَيْن، ومن كل آبِدَةٍ اثنتين؛ تريد أَنواعاً من ضروب

الوحوش؛ ومنه قولهم: جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش.

وتأَبَّدت الدار: خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه. وأَتان أَبَدٌ:

وحشية. والآبدة: الداهية تبقى على الأَبد. والآبدة: الكلمة أَو الفعلة

الغريبة. وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد. ويقال للشوارد

من القوافي أَوابد؛ قال الفرزدق:

لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ،

وأوابِدِي بتَنَحُّل الأشعارِ

ويقال للكلمة الوحشية: آبدة، وجمعها الأَوابد. ويقال للطير المقيمة

بأَرضٍ شتاءَها وصيفها: أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد، فإِذا

كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع، والأَوابد ضد القواطع من الطير. وأَتان

أَبِد: في كل عام تلد. قال: وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ

وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم

يسمع عن العرب؛ ابن شميل: الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام؛ قال أَبو منصور:

أَبَلٌ وأَبِد مسموعان، وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن

ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ. وقال أَبو مالك: ناقة أَبِدَةٌ إِذا كانت

ولوداً، قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة؛ قال الأَزهري: وأَحسبهما لغتين أَبِد

وإِبِدٌ. الجوهري: الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان؛

وقولهم:

لن يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ،

إِلا بَجَدِّ ذي الإِبِدْ،

في كلِّ ما عامٍ تَلِدْ

والإِبِد ههنا: الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد

إِلا شرّاً. والإِبِدُ: الجوارح من المال، وهي الأَمة والفرس الأُنثى

والأَتان يُنْتَجن في كل عام. وقالوا: لن يبلغ الجدّ النكِد، إِلا الإِبِد،

في كل عام تلد؛ يقول: لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه

المال.

ويقال: وقف فلان أَرضه مؤَبَّداً إِذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث.

وقال عبيد بن عمير: الدنيا أَمَدٌ والآخرة أَبَدٌ. وأَبِدَ عليه أَبَداً:

غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً.

وأَبيدَةُ: موضع؛ قال:

فما أَبِيدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها،

وإِن تَجاوَرَ فيها الماءُ والشجر

ومأْبِد: موضع؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه مابِد على فاعل، وستذكره في

مبد. والأُبَيْدُ: نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة الدُّخْنة

فيها حب صغير أصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً.

الأبد: هو الشيء الذي لا نهاية له.
الأبد: مدة لا يتوهم انتهاؤها بالفكر والتأمل البتة.
الأبد: هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل، كما أن الأزل استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي.
[أبد] وفيه: إن لهذه الإبل "أوابد"- جمع أبدة وهي التي تأبدت أي توحشت ونفرت من الإنس. ومنه: ومن كل أبدة اثنين- تريد أنواعاً من ضروب الوحش. ومنه قولهم: جاء "بابدة"- أي أمر عظيم ينفر منه ويستوحش. وتأبدت الديار: خلت من سكانها. ن: من نصر وضرب. نه: و"الأبد": الدهر. ومنه ح: ألعامنا أم "لأبد"؟ فقال: بل "لأبد"- أي لآخر الدهر.
أب د

لا أفعله أبد الآباد، وأبد الأبيد، وأبد الآبدين. ونقول: رزقك الله عمراً طويل الآباد، بعيد الآماد، وأبدت الدواب وتأبدت: توحشت، وهي أوابد ومتأبدات. وفرس قيد الأوابد وهي نفر الوحوش. وقد تأبد المنزل: سكنته الأوابد. وتأبد فلان: توحش. وطيور أوابد خلاف القواطع.

ومن المجاز: فلان مولع بأوابد الكلام وهي غرائبه، وبأوابد الشعر وهي التي لا تشاكل جودة. قال الفرزدق:

لن تدركوا كرمي بلؤم أبيكم ... وأوابدي بتنحل الأشعار

وقال النابغة:

نبئت زرعة والسفاهة كاسمها ... يهدي إليّ أوابد الأشعار

وجئتنا بآبدة ما نعرفها.
أبد
الأبِدَهُ: الغَرِيْبَةُ من الكَلامِ. وذَهَبُوا أبَابِيدَ: أي تَفَرَّقوا. وآبَادُ الدهْرِ: طَوَالُ الدهْرِ.
ولا آتِيْكَ أبَدَ الأبِيْدِ وأبَدَ الأبَادِ وأبَدَ الأبِدِيْنَ: أي أبَداً، وأبَدَ الأبَدِيَّةِ. وُيقال للَّذي ذَهَبَتْ أسْنَانُه من طُوْلِ عُمْرِه: إنه لأبِد وهُما أبِدَانِ وهُمْ أبُد. وهو - أيضاً -: العالِمُ بالأمُوْرِ. وأبَدَ بالمَكَانِ: أقَامَ به.
والأوَابِدُ: الوَحْشُ. والطَّيْرُ التي تُقِيْمُ بارْضٍ شِتَاءَها وصَيْفَها أبَداً. وأوَابِدُ الشعْرِ: ما لا يُشَاكِلُ غَيْرَه من الشِّعْرِ. والآ بدَةُ: الداهِيَةُ. وناقَةَ أبِدَة: إذا كانتْ وَلُوْداً. والإبِدُ: الجَوَارِحُ من المالِ. والأتَانُ.
وأبِدَ عليه: إذا غَضِبَ عليه.
أبد
قال تعالى: خالِدِينَ فِيها أَبَداً [النساء/ 122] . الأبد: عبارة عن مدّة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجرأ الزمان، وذلك أنه يقال:
زمان كذا، ولا يقال: أبد كذا.
وكان حقه ألا يثنى ولا يجمع إذ لا يتصور حصول أبدٍ آخر يضم إليه فيثنّى به، لكن قيل:
آباد، وذلك على حسب تخصيصه في بعض ما يتناوله، كتخصيص اسم الجنس في بعضه، ثم يثنّى ويجمع، على أنه ذكر بعض الناس أنّ آباداً مولّد وليس من كلام العرب العرباء.
وقيل: أبد آبد وأبيد أي: دائم ، وذلك على التأكيد.
وتأبّد الشيء: بقي أبداً، ويعبّر به عما يبقى مدة طويلة.
والآبدة: البقرة الوحشية، والأوابد:
الوحشيات، وتأبّد البعير: توحّش، فصار كالأوابد، وتأبّد وجه فلان: توحّش، وأبد كذلك، وقد فسّر بغضب.
(أ ب د) : (الْأَبَدُ) الدَّهْرُ الطَّوِيلُ قَالَ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ سَلَفُوا
لَا يُبْعِدُ اللَّهُ إخْوَانًا لَنَا سَلَفُوا ... أَفْنَاهُمْ حَدَثَانُ الدَّهْرِ وَالْأَبَدِ
وَقَالَ النَّابِغَةُ
يَا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ ... أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الْأَبَدِ
(وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ» يَعْنِي صَوْمَ الدَّهْرِ وَهُوَ أَنْ لَا يُفْطِرَ فِي الْأَيَّامِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا وَقَوْلُهُمْ كَانَ هَذَا فِي آبَادِ الدَّهْرِ أَيْ فِيمَا تَقَادَمَ مِنْهُ وَتَطَاوَلَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي السِّيَرِ قَدْ دُعُوا فِي آبَادِ الدَّهْرِ وَرُوِيَ فِي بَادِي الدَّهْرِ أَيْ فِي أَوَّلِهِ وَأَمَّا آبَادِيٌّ فَتَحْرِيفٌ (وَأَوَابِدُ) الْوَحْشِ نُفَّرُهَا الْوَاحِدَةُ آبِدَةٌ مِنْ أَبَدَ أُبُودًا إذَا نَفَرَ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَطَلَبَ لِنُفُورِهَا مِنْ الْإِنْسِ أَوْ لِأَنَّهَا تَعِيشُ طَوِيلًا وَتَأَبَّدَ تَوَحَّشَ.
أبد
أبَدَ/ أبَدَ بـ يَأبُد ويَأبِد، أُبُودًا، فهو آبِد، والمفعول مَأْبود به

• أبَد الحيوانُ: توحَّش وانقطع عنه الناس.
• أبَد الشَّخصُ: انقطع عن النَّاس.
• أبَد الشَّاعرُ: أتى في شعره بما لا يُفهَم معناه.
• أبَد بالمكان: أقام به ولم يبرحه. 

أبَّدَ يؤبِّد، تأبيدًا، فهو مُؤَبِّد، والمفعول مُؤَبَّد
• أبَّد ذِكْرَه: خلَّده وأبقاه على الدَّهر "أبَّدوا ذِكْر الأبطال بتذكير الناس بأعمالهم". 

تأبَّدَ يتأبَّد، تأبُّدًا، فهو مُتأبِّد
• تأبَّد الشَّيءُ: بقي أمدًا طويلاً "تأبَّد ذِكْرُه في البلاد".
• تأبَّد الحيوانُ: توحَّش. 

أَبَد [مفرد]: ج آباد وأُبود: دهر طويل غير محدود "لن تعيش إلى الأَبَد- رزقك الله عُمرًا طويل الآباد بعيد الآماد- الدنيا أمد والآخرة أَبَد- طال الأَبَد على لُبَد [مثل]: يُضرَب للشّيء الذي يُعمَّر ويمرّ عليه دهر طويل" ° رحل إلى الأَبَد: مات- لا أفعل ذلك أَبَد الآباد/ لا أفعل ذلك أَبَد الآبدين/ لا أفعل ذلك أَبَد الأَبَديْن/ لا أفعل ذلك أَبَد الدَّهْر/ لا أفعل ذلك إلى الأَبَد/ لا أفعل ذلك للأَبَد: دومًا، مدى الدَّهْر، ما دام الزمان، إلى ما لا نهاية.
• الأَبَد:
1 - (جو) أطول مرحلة من مراحل الزَّمن الجيولوجيّ، ولا يقلّ مداها عن مئات الملايين من السِّنين.
2 - (سف) استمرار الوجود في المستقبل. 

أَبَدًا [كلمة وظيفيَّة]: ظرف زمان لتأكيد المستقبل ويدلّ على الاستمرار ويستعمل مع الإثبات والنفي، مدى الدَّهْر "لا أفعله أَبَدًا- {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} " ° دائمًا أَبَدًا: باستمرار. 

أَبَديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَبَد.
2 - ما لا نهاية له، باقٍ بلا نهاية "هلاك/ حُبّ أَبَديّ" ° الحياة الأَبَديَّة: الحياة الآخرة. 

أَبَديَّة [مفرد]: ج أبديات: مصدر صناعيّ من أَبَد: دوام لا نهاية له "الحياة الأُخْرويَّة تتَّسم بالخلود والأَبَدِيَّة- فكِّر في الأَبَدِيَّة". 

أُبُود [مفرد]: مصدر أبَدَ/ أبَدَ بـ. 

أوابِدُ [جمع]: مف آبِدة:
1 - أشياء عجيبة وغريبة "أوابِدُ الكلام" ° أوابِدُ الأشعار/ أوابِدُ الشِّعْر: ما لا مثيل لها- أوابِدُ الدُّنيا: عجائبها- أوابِدُ الطَّيْر: التي تُقيم بأرضها شتاءَها وصَيفها.
2 - وُحوش ° أوابِدُ الوحش: هي التي توحَّشت ونفرت من الإنس- فرسٌ قَيْد الأوابِد: لا تفلت منه الوحوش لسرعته فكأنّه قَيْد لها. 

تأبيد [مفرد]:
1 - مصدر أبَّدَ.
2 - (قن) حُكْم بالسِّجن طوال الحياة، وقد يُخفَّف إلى عشرين عامًا "حوكم بالتأبيد لاتّجاره في المخدِّرات". 

مُؤَبَّد [مفرد]: اسم مفعول من أبَّدَ.
• الحُكْم المُؤَبَّد/ السِّجن المُؤَبَّد: (قن) حكم بالسّجن مدى الحياة، ويخفَّف إلى عشرين عامًا "حُكِم عليه بالسّجن المُؤَبَّد". 

أهب

(أهب)
لِلْأَمْرِ استعد
(أهب) الله الرّيح أثارها وَالسيف هزه وَفُلَانًا من نَومه أيقظه
(أ هـ ب) : (الْإِهَابُ) الْجِلْدُ غَيْرُ الْمَدْبُوغِ وَالْجَمْعُ أُهُبٌ بِضَمَّتَيْنِ وَبِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ لَهُ مُحَمَّد - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
أ هـ ب : (تَأَهَّبَ) اسْتَعَدَّ وَ (أُهْبَةُ) الْحَرْبِ عِدَّتُهَا وَجَمْعُهَا (أُهَبٌ) وَ (الْإِهَابُ) الْجِلْدُ مَا لَمْ يُدْبَغْ. 
[أهب] تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. وأُهْبَةُ الْحَرْبِ: عُدَّتُها والجَمْعُ أُهَبٌ. والإهابُ: الجِلدُ ما لم يُدْبَغ، والجمعُ أَهَبٌ على غير قياس، مثل: أدم وأفق وعمد، جمع أديم وأفيق وعمود. وقد قالوا أهب بالضم، وهو قياس.
أ هـ ب

أخذ للسفر أهبته وتأهب له. وبنو فلان جاعوا حتى أكلوا الأهب. وكاد يخرج من إهابه في عدوه. قال أبو نواس في طردياته:

تراه في الحضر إذا هاهابه ... كأنما يخرج من إهابه
[أهب] نه: وفي البيت "أهب" عطنة بضم همزة وهاء وبفتحهما: جمع إهاب وهو الجلد، وقيل: قبل الدباغ. ومنه: لو جعل القرآن في "إهاب" ما احترق، قيل: كان هذا معجزة في زمنه صلى الله عليه وسلم كما يكون في عصور الأنبياء، وقيل: من علم القرآن لم تحرقه نار الآخرة، والإهاب الجسم الحافظ له. ومنه: حقن الدماء في "أهبها" أي أجسادها. ك: إلا "أهبة" ثلاثة جمع إهاب بفتحات وبضمتين، و"أهاب" موضع بنواحي المدينة. ط ومنه: حتى يبلغ المساكن "إهاب" بكسر همزة وروي يهاب بكسر تحتية وفتحها أي يكثر سوادها. ن: "ليتأهبوا أهبة" غزوهم بضم همزة وسكون هاء أي يستعدوا بما يحتاجون إليه في سفرهم.
(أهـ ب)

اخذ لذَلِك الْأَمر أُهْبَتَه: أَي هَيئته وعدته وَقد أهَّبَ لَهُ، وتَأهَّبَ.

والإهابُ: الْجلد من الْبَقر وَالْغنم والوحش، وَالْجمع القيل آهِبَةٌ أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

سودُ الوُجُوهِ يَأكَلونَ الآهِبَهْ

وَالْكثير أُهُبٌ وأَهَبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أهَبٌ: اسْم للْجمع، وَلَيْسَ بِجمع إهابٍ، لِأَن فَعَلاً لَيْسَ مِمَّا يكسر عَلَيْهِ فِعالٌ.

وأُهْبانُ: اسْم فِيمَن أَخذه من الإهابِ، فَإِن كَانَ من الهِبَةِ فالهمزة بدل من الْوَاو، وَسَيَأْتِي ذكره هُنَالك.
أهـب
تأهَّبَ لـ يتأهَّب، تأهُّبًا، فهو متأهِّب، والمفعول متأهَّب له
 • تأهَّب للأمر: استعدَّ له، أعدّ له عُدَّته، تجهَّز "تأهَّب للقتال/ للرَّحيل" ° في حالة تأهُّب: في استعدادٍ تامّ لتنفيذ الأوامر. 

إهاب [مفرد]: ج آهِبَة وأُهُب
• الإهاب:
1 - جلد مغلّف لجسم الحيوان قبل أن يُدبغ "إهاب الفرس نظيف" ° غضُّ الإهاب: ذو جلدٍ طريّ ناعم، صغير السّن- كاد الشَّخصُ يخرج من إهابه: من شدَّة الغَيْظ والضِّيق- كاد الفرس يخرج من إهابه: كان سريع العدو.
2 - (حي) غلاف يحيط بالنَّبات والجذور وبعض الحيوانات كالأصداف ونحوها. 

أُهْبة [مفرد]: ج أُهُبات وأُهْبَات وأُهَب: استعداد "أخذ للأمر أُهْبته: استعدّ له، أعدّ له عُدّته" ° أُهْبة الحرب: عُدّتها- على أُهْبة السَّفر: على وشك أن يسافر. 

أهب: الأُهْبَةُ: العُدَّةُ.

تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. وأَخَذ لذلك الأَمْرِ أُهْبَتَه أَي هُبَتَه وعُدَّتَه، وقد أَهَّبَ له وتَأَهَّبَ. وأُهْبَةُ الحَرْبِ: عُدَّتُها، والجمع أُهَبٌ.

والإِهابُ: الجِلْد من البَقَر والغنم والوحش ما لم يُدْبَغْ، والجمع

القليل آهِبَةٌ. أَنشد ابن الأَعرابي:

سُودَ الوُجُوهِ يأْكُلونَ الآهِبَهْ

والكثير أُهُبٌ وأَهَبٌ، على غير قياس، مثل أَدَمٍ وأَفَقٍ وعَمَدٍ، جمع

أَدِيمٍ وأَفِيقٍ وعَمُودٍ، وقد قيل أُهُبٌ، وهو قِياس. قال سيبويه:

أَهَبٌ اسم للجمع، وليس بجمع إِهابٍ لأَن فَعَلاً ليس مـما يكسر عليه فِعالٌ.

وفي الحديث: وفي بَيْتِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أُهُبٌ عَطِنةٌ أَي جُلودٌ في دِباغِها، والعَطِنَةُ: الـمُنْتِنةُ التي هي في دِباغِها.

وفي الحديث: لو جُعِلَ القُرآنُ في إِهابٍ ثم أُلْقِيَ في النار ما

احْتَرَقَ. قال ابن الأَثير: قيل هذا كان مُعْجِزةً للقُرآن في زمن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كما تكونُ الآياتُ في عُصُور الأَنْبِياء. وقيل: المعنى: من عَلَّمه اللّه القُرآن لَم تُحْرِقْه نارُ الآخِرة، فجُعِلَ جسْمُ حافِظِ القرآن كالإِهابِ له.

وفي الحديث: أَيُّما إِهابٍ دُبِغَ فقد طَهُرَ. ومنه قول عائشة في صفة أَبيها، رضي اللّه عنهما: وحَقَنَ الدِّماء في أُهُبها أَي في

أَجْسادِها.وأُهْبانُ: اسم فيمن أَخَذَه من الإِهاب، فإِن كان من الهبة، فالهمزة بدل من الواو، وهو مذكور في موضعه. وفي الحديث ذِكْرُ أَهابَ(1)

(1 قوله «ذكرأهاب» في القاموس وشرحه: }و{في الحديث ذكر أهاب }كسحاب{ وهو }موضع قرب المدينة{ هكذا ضبطه الصاغاني وقلده المجد وضبطه ابن الأثير وعياض وصاحب

المراصد بالكسر ا هـ ملخصاً. وكذا ياقوت.)، وهو اسم موضع بنواحِي الـمَدينةِ بقُرْبها. قال ابن الأَثير:

ويقال فيه يَهابُ بالياءِ.

أهب: أُهْبَة: أهبة الحرب وهي عدة الحرب (بوشر). وفي النويري، أسبانيا 476: فيقال إنه كان يشرب مع جاريتين له فأتاه محمد وهو على أهبة فقتله.
وبزة، ثوب (مملوك 2: 71) وجمعه أهب (مملوك 2: 72).

لَيْلَة الرغائب وَلَيْلَة الْبَرَاءَة

لَيْلَة الرغائب وَلَيْلَة الْبَرَاءَة: كَمَا قَالَ زين الْمُحدثين الشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي رَحمَه الله فِي رِسَالَة (موصل المريد إِلَى المُرَاد) أَن طَرِيق الْمُحدثين هُوَ أَخذ الْعَمَل بالمنصوص. الَّذِي ثَبت بِالنَّقْلِ الصَّحِيح، أَو جَوَاز الْعَمَل بِالْحَدِيثِ الضَّعِيف فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وَلَا سِيمَا عِنْدَمَا تَتَعَدَّد الطّرق وتتعاضد. وَطَرِيقَة الْفُقَهَاء اعْتِبَار الْمَعْنى وَعلة الحكم قَاعِدَة الْبَاب. باستثناء أَن يَقع نَص فِي مقابلها كَمَا ثَبت فِي تَحْقِيق الْقيَاس وَأكْثر صلوَات الْأَيَّام والأسابيع وَالْأَشْهر ومراسيم لَيْلَة الرغائب تكون لَيْلَة الْجُمُعَة الأول من رَجَب تقضى بشكل وَكَيْفِيَّة خَاصَّة وَالْمَشْهُور فِي أوساط الْمَشَايِخ هُوَ من هَذَا الْقَبِيل، وَقد أَنْكَرُوا إِنْكَار غَرِيبا على من يمْنَع أَو يشنع عَلَيْهَا. والْحَدِيث الَّذِي ينقلونه فِي هَذَا الْبَاب مطعون فِيهِ. وَكَذَلِكَ الصَّلَوَات الَّتِي تصلى فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَالَّتِي يسميها الْعَامَّة بليلة الْبَرَاءَة وَكَذَلِكَ فِي يَوْم عَاشُورَاء وأمثال ذَلِك لَهَا الحكم نَفسه. وَكَذَلِكَ قيام اللَّيْل وَتَطْوِيل السَّجْدَة والدعاة وزيارة الْقُبُور وَالدُّعَاء لأَهْلهَا وَالِاسْتِغْفَار لَهُم. فَلم يثبت سوى الصَّوْم والتوسعة فِي الطَّعَام يَوْم عَاشُورَاء، وَأَحَادِيث التَّوسعَة فِي الطَّعَام ضَعِيفَة وتعدد الطّرق أنقص من جبرها، أما فِيمَا يخص صَوْم يَوْم عَاشُورَاء فقد ورد التَّأْكِيد التَّام عَلَيْهِ.
وَطَرِيقَة أَكثر مَشَايِخ ديار الْعَرَب، خُصُوصا أهل الْمغرب مُوَافقَة لطريقة الْمُحدثين. وَقَالَ: فِي الْأَخْذ بِالصَّحِيحِ كِفَايَة من الطَّالِب واستغناء عَمَّا سواهُ. (انْتهى) . وَقد قَالَ فِي شرح (سفر السَّعَادَة) فِي بَاب صَلَاة الرغائب أَنه لم يتَبَيَّن شَيْء فِي صَلَاة الرغائب وَصَلَاة النّصْف من شعْبَان وَصَلَاة الْإِيمَان، وَصَلَاة النّصْف من رَجَب وَصَلَاة لَيْلَة الْقدر، وَصَلَاة كل من رَجَب وَشَعْبَان ورمضان، وَهَذِه الصَّلَاة وأمثالها كتبت فِي أوراد بعض مَشَايِخ الطَّرِيقَة واقترنت بهم، والْحَدِيث لم يبلغ الصِّحَّة لَدَى مَشَايِخ الحَدِيث وَبَعْضهمْ يرى فِيهِ مُبَالغَة عَظِيمَة. وَقد قَالَ السَّيِّد أَحْمد بن زَرُّوق وَهُوَ من مشاهير مَشَايِخ ديار الْعَرَب فِي وَصَايَاهُ، ((لَا تقل بِصَلَاة الْأَيَّام والأسابيع)) . (انْتهى) . (]حرف الْمِيم [)
لَيْلَة الرغائب وَلَيْلَة الْبَرَاءَة: أما الأولى فَهِيَ لَيْلَة أول الْجُمُعَة من رَجَب والرغائب جمع الرَّغْبَة الَّتِي بِمَعْنى الْعَطاء الْكثير - وَأما الثَّانِيَة فَهِيَ لَيْلَة الْخَامِس عشر من شعْبَان - والبراءة بَرَاءَة من النيرَان وَالْمَغْفِرَة من الْعِصْيَان وهما ليلتان مباركتان - وللفقهاء والصلحاء فيهمَا صلوَات وأذكار وَلَكِن لم يثبت شَيْء من ذَلِك عِنْد الْمُحدثين الأخيار.
وَفِي شرح عين الْعلم لملا عَليّ الْقَارِي قدس سره. وَفِي الْإِحْيَاء أما لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فيصلى فِيهَا مائَة رَكْعَة سُورَة الْإِخْلَاص عشر مَرَّات وفاتحة الْكتاب مرّة كَانُوا لَا يتركونها - فَقَالَ الْعِرَاقِيّ حَدِيث بَاطِل - وَصَلَاة الرغائب وَهِي لَيْلَة أول الْجُمُعَة من رَجَب يصلى اثْنَا عشر رَكْعَة بست تسليمات يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بعد الْفَاتِحَة سُورَة الْقدر ثَلَاثًا وَالْإِخْلَاص اثْنَي عشر مرّة وَبعد الْفَرَاغ يصلى على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سبعين مرّة وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ وَهِي بِدعَة مُنكرَة كَمَا صرح بِهِ النَّوَوِيّ وَغَيره انْتهى - وَفِي الْبَحْر الرَّائِق شرح كنز الدقائق وَفِي أَوَاخِر شرح منية الْمُصَلِّي وَمن المندوبات إحْيَاء لَيْلَة النّصْف من شعْبَان كَمَا وَردت بِهِ الْأَحَادِيث وَذكرهَا فِي التَّرْغِيب والترهيب مفصلة. وَالْمرَاد بإحياء اللَّيْل قِيَامه وَظَاهره الِاسْتِيعَاب وَيجوز أَن يُرَاد غالبه وَيكرهُ الِاجْتِمَاع على إحْيَاء لَيْلَة فِي الْمَسَاجِد. قَالَ فِي الْحَاوِي الْقُدسِي وَلَا يصلى تطوع بِجَمَاعَة غير التَّرَاوِيح وَمَا رُوِيَ من الصَّلَاة فِي الْأَوْقَات الشَّرِيفَة كليلة الْقدر وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَلَيْلَة الْعِيد وعرفة وَالْجُمُعَة وَغَيرهَا فُرَادَى انْتهى. وَمن هَا هُنَا يعلم كَرَاهَة الِاجْتِمَاع فِي صَلَاة الرغائب الَّتِي تفعل فِي رَجَب لَيْلَة أول جُمُعَة مِنْهُ فَإِنَّهَا بِدعَة وَمَا يحتال لَهَا أهل الرّوم من نذرها ليخرج من النَّفْل وَالْكَرَاهَة فَبَاطِل وَقد أوضحه الْعَلامَة الجلبي رَحمَه الله تَعَالَى وَأطَال فِيهِ إطالة حَسَنَة كَمَا هُوَ دأبه انْتهى. وَفِي شرح الْأَشْبَاه والنظائر للحموي رَحمَه الله تَعَالَى قَوْله وَيكرهُ الِاقْتِدَاء فِي صَلَاة الرغائب وَصَلَاة الْبَرَاءَة وَصَلَاة الرغائب هِيَ الَّتِي فِي رَجَب فِي لَيْلَة أول جُمُعَة مِنْهُ وَصَلَاة الْبَرَاءَة هِيَ الَّتِي تفعل لَيْلَة نصف شعْبَان وَإِنَّمَا كره الِاقْتِدَاء فِي صَلَاة الرغائب وَمَا ذكر بعْدهَا لِأَن أَدَاء النَّفْل بِجَمَاعَة على سَبِيل التداعي مَكْرُوه إِلَّا مَا اسْتثْنِي كَصَلَاة التَّرَاوِيح. قَالَ ابْن أَمِير الْحَاج فِي الْمدْخل وَقد حدثت صَلَاة الرغائب بعد أَربع مائَة وَثَمَانِينَ من الْهِجْرَة وَقد صنف الْعلمَاء فِي إنكارها وذمها وتسفيه فاعلها وَلَا تغتر بِكَثْرَة الفاعلين لَهَا فِي كثير من الْأَمْصَار انْتهى.فِي تذكرة الموضوعات: لصَاحب مجمع الْبحار وَحَدِيث صَلَاة الرغائب مَوْضُوع بالِاتِّفَاقِ وَفِي اللآلي فضل لَيْلَة الرغائب واجتماع الْمَلَائِكَة مَعَ طوله وَصَوْم أول خَمِيس وَصَلَاة اثْنَي عشر رَكْعَة بعد الْمغرب مَعَ الْكَيْفِيَّة الْمَشْهُورَة مَوْضُوع رِجَاله مَجْهُولُونَ. قَالَ شَيخنَا وفتشت جَمِيع الْكتب فَلم أجدهم. وَفِي شرح مُسلم للنووي احْتج الْعلمَاء على كَرَاهَة صَلَاة الرغائب بِحَدِيث " لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بِقِيَام وَلَا تختصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيام ". فَإِنَّهَا بِدعَة مُنكرَة من بدع الضَّلَالَة والجهالة وفيهَا مُنكرَات ظَاهِرَة قَاتل الله تَعَالَى واضعها. وَقد صنف الْأَئِمَّة مصنفات نفيسة فِي تقبيحها وتضليل مصليها ومبدعها ودلائله أَكثر من أَن تحصى. وَفِي الْمُخْتَصر حَدِيث صَلَاة نصف شعْبَان بَاطِل. وَلابْن حبَان من حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ إِذا كَانَ لَيْلَة النّصْف من شعْبَان قومُوا لَيْلهَا وصوموا نَهَارهَا ضَعِيف. وَفِي اللآلي مائَة رَكْعَة فِي نصف شعْبَان بالإخلاص عشر مَرَّات مَعَ طول فَضله للديلمي وَغَيره مَوْضُوع وَجُمْهُور رُوَاته من الطّرق الثَّلَاث مَجَاهِيل وضعفاء انْتهى. والطرق الثَّلَاث هِيَ الْمَرْفُوع وَالْمَوْقُوف والمقطوع. وَفِي مَا ثَبت من السّنة فِي أَيَّام السّنة للشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي قدس سره وَاخْتلفت الْآثَار فِي إحْيَاء لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَقَالَ بِهِ من التَّابِعين خَالِد بن معدان وَمَكْحُول ولقمان بن عَامر وَخَالف فِي ذَلِك عَطاء وَابْن أبي مليكَة وَغَيرهم وَعَلِيهِ أَصْحَاب مَالك وَالشَّافِعِيّ. وخَالِد بن معدان ولقمان بن عَارِم كَانَا يلبسان فِيهَا أحسن الثِّيَاب ويكتحلان وَيقومَانِ فِي الْمَسْجِد تِلْكَ اللَّيْلَة. وَفِي تَنْزِيه الشَّرِيعَة فِي الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة حَدِيث عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يَا عَليّ من صلى مائَة رَكْعَة فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ الله أحد أحد عشرَة مرّة " الحَدِيث. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِيهِ مَجَاهِيل وضعفاء - وَقَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ أما صَلَاة الرغائب وَصَلَاة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فليستابِسنتَيْنِ بل هما بدعتان قبيحتان مذمومتان - وَلَا تغتر بِذكر أبي طَالب الْمَكِّيّ لَهما فِي قوت الْقُلُوب وَلَا بِذكر حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ لَهما فِي الْإِحْيَاء وَلَا بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُور فيهمَا فَإِن ذَلِك بَاطِل. وَقد صنف عز الدّين بن عبد السَّلَام كتابا نفيسا فِي إبطالهما وَأطَال الإِمَام الْمَذْكُور فِي فَتَاوَاهُ أَيْضا ذمهما وتقبيحهما وإنكارهما - وَقَالَ الشَّيْخ ابْن حجر الْمَكِّيّ هَذَا مَذْهَبنَا وَمذهب الْمَالِكِيَّة وَآخَرين من الْأَئِمَّة وَمذهب أَكثر عُلَمَاء الْحجاز وَمذهب فُقَهَاء الْمَدِينَة. وَقد صنف الشَّيْخ الْمَذْكُور كتابا فِي هَذَا الشَّأْن انْتهى - وَأما صَلَاة التَّسْبِيح فَالصَّحِيح أَن الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِيهَا صَحِيحَة ورواتها ثِقَات فَلَا تلْتَفت إِلَى الِاخْتِلَاف واترك الاعتساف.

عرس

(عرس) : عَرَسَ عَنِّي: عَدَل عني.
(عرس) المسافرون أعرسوا
(عرس) : أَعْرَسَه: لَزمَه.
(عرس)
عَن الشَّيْء عرسا عدل وَالْبَعِير شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك فَهُوَ عارس وعراس

(عرس) فلَان عرسا بطر ودهش وَلزِمَ الْقِتَال فَلم يبرحه فَهُوَ عرس وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَيُقَال عرس الشَّرّ بَينهم لزم ودام وبالشيء لزمَه وألفه يُقَال عرس الصَّبِي بِأُمِّهِ
عرس خرس عذر نقع طخا أَبُو عبيد: الَّلخْلَخَانِيَّة العُجْمة يُقَال رجل لَخْلَخانِيٌّ وَامْرَأَة لخلخانية إِذا كَانَا لَا يفصحان قَالَ البعيث بن بشر: (الطَّوِيل)

سيترُكُها إِن سَلَّم الله جارَها ... بَنو اللخلخانيّات وَهِي رُتُوع

أَرَادَ بني العجميات] .
(عرس) - في الحَدِيث: "أنّه عَرَّسَ" .
: أي نَزَل للنَّوم والاسْتِراحة - والتَّعْرِيسُ: النُّزول لِغَيْر إقامَة. وقيل: هو النُّزُولُ آخِرَ الليل. - في الحديث: "فأصبح عَرُوسًا"
يُقال: للرَّجل عَرُوسٌ، كما يقال للمرأة، وذلك إذا أعَرسَا، أو أَعرسَ أَحدُهما بالآخر.
والعُرسُ: الطَّعام الذي يُتَّخَذ لذلك، وهي مؤنثة.
ع ر س

" هو أنقى من الخير من طست العروس " أي لا خير عنده، " ولا مخبأ لعطر بعد عروس ". وشهدنا عرس فلان فيا لها من عرس، ورأينا عرسه فيا لها من عرس، والعرس مؤنثة. قال:

إنا وجدنا عرس الخياط ... مذمومة لئيمة الحواط وفلان يتعرّس لامرأته أي يتحبب إليها. وهذه عرائس الإبل وعطراتها: لكرامها. وهو أمنع من عرس الأسد في عريسه وهي لبوته. وما نزلوا غير تعريسة كحسوة طائر. ومالي بأرض الهوان من معرس ساعة.
عرس
العِرسُ: امْرَأةُ الرجُل. ولبوءة الأسَد. والعَرُوْس: الرجُل والمَرْأةُ جميعاً. وأعْرَسَ بامْرأتِه. والعرس: الطعَامُ يُتخَذُ للعَرُوس، وهي مؤنثة. وتَعَرسَ لامْرأته: تَحببَ إليها.
وفي المَثَل: " أنْقى من الخَيْر من طَسْتِ العَرُوْس " و " أحْيا من عَرُوْس ".
وعَرَائِسُ النُّوْقِ: كرامُها. والعريْس والعِريسَةُ: الشجَرُ المُلْتَفُّ تأوي إليه الأسْد. واعْتَرَسَ: اتخَذَ أجَمَةً. والتعْرِيْسُ: نُزولٌ خَفيفٌ في آخِر الليْل.
وابنُ عِرْس: دوَيبةٌ دوْنَ السنَوْر، والجَميعُ بَناتُ عِرْس ذَكَراً كان أو أنْثى. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الضَبْغ لَوْنُه لَوْنُ ابنِ عِرْس. وعَرَسْتُ البَعيرَ: شَددْتَ عُنُقَه إلى إحدى يَدَيْه وهو بارِكٌ. والحَبْلُ: العِرَاس. واعْتَرَسَ الفَحْلُ الناقَة: قَفَز على رَقَبَتِها وكْرَهَها على البرُوْك. والعَيرسُ: الشجَاعُ لا يَبْرَحُ مكانه في القِتال. والمُتَحَيرُ الدهِشُ؛ جميعاً. وعَرِسَ الكَلْبُ عن الصيْد: خرقَ فلم يَدْنُ منه. وعرِس به: لَزمَه.
واعْتَرسُوا عنه: تَفَرقوا.
(ع ر س) : (أَعْرَسَ) الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ بَنَى عَلَيْهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي مُتْعَةِ الْحَجِّ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا بِهِنَّ مُعْرِسِينَ هَكَذَا بِالتَّخْفِيفِ يَعْنِي مُلِمِّينَ (وَالْعُرْسُ) بِالضَّمِّ الِاسْم (وَمِنْهُ) «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ» أَيْ إلَى طَعَامِ عِرَاسٍ (وَعِرْسُ الرَّجُلِ) بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ (وَمِنْهَا) ابْنُ عِرْسٍ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ رَاسُو وَأَمَّا عَرَّسَ بِهَا فِي حَدِيث مَيْمُونَةَ بِمَعْنَى أَعْرَسَ فَخَطَأٌ إنَّمَا التَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَكَذَا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ عَرِسْتُ وَأَنَا عَبْدٌ وَأَخَذَهُ مِنْ عَرِسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ فِي الْقِتَال إذَا لَزِمَهُ أَوْ مِنْ عَرِسَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ إذَا أَلِفَهَا خَطَأٌ آخَر لِأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْحَدِيثِ اتِّخَاذ الْعُرْسِ أَوْ الْعِرْسِ وَذَاكَ مِنْ بَابِ أَفْعَل لَا غَيْرُ.
عرس وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ فِي مُتعة الْحَج: قد علمت أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قد فعلهَا وَأَصْحَابه وَلَكِنِّي كرهت أَن يَظلوا بِهن مُعرِسين تَحت الْأَرَاك ثمَّ يُلّبون بِالْحَجِّ تقطر رؤوسهم. قَالَ أَبُو عبيد: المُعرس الَّذِي يغشى امْرَأَته واصله من العُرس شبه بذلك وَإِنَّمَا نهى عَن هَذَا لِأَنَّهُ كره الْمُتْعَة يَقُول: فَإِذا أحلّ من عمرته أَتَى النِّسَاء ثمَّ أهلّ بِالْحَجِّ فَنهى عَن ذَلِك وَقد رويت الرُّخْصَة عَنهُ. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ: نعم الْمَرْء صُهيب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَالْمعْنَى وَالْوَجْه فِيهِ أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ أنّ صهيبا إِنَّمَا يُطِيع الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حبّا [لَهُ -] لَا مَخَافَة عِقَابه يَقُول: فَلَو لم يكن عِقَاب يخافه مَا عصى الله [عز وَجل -] أَيْضا ومثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بَعضهم أَنه قَالَ: مَا أحبّ أنْ أعبُدَ اللهَ لِطمع فِي ثَوَاب وَلَا مَخَافَة عِقَاب فَأَكُون مثل عبد السوء إِن خَافَ موَالِيه أطاعهم وَإِن لم يخفهم عصاهم وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أعبد الله حُبّا لَهُ.
ع ر س: (الْعَرُوسُ) نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ مَا دَامَا فِي أَعْرَاسِهِمَا. يُقَالُ: رَجُلٌ عَرُوسٌ وَرِجَالٌ (عُرُسٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَامْرَأَةٌ (عَرُوسٌ) وَنِسَاءٌ (عَرَائِسُ) . وَ (الْعِرْسُ) بِالْكَسْرِ امْرَأَةُ الرَّجُلِ وَالْجَمْعُ (أَعْرَاسٌ) . وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى (عِرْسَيْنِ) . وَ (ابْنُ عِرْسٍ) دُوَيْبَّةٌ يُجْمَعُ عَلَى بَنَاتِ عِرْسٍ. وَكَذَلِكَ ابْنُ آوَى وَابْنُ مَخَاضٍ وَابْنُ لَبُونٍ وَابْنُ مَاءٍ. تَقُولُ: بَنَاتُ آوَى وَبَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَبَنَاتُ مَاءٍ. وَحَكَى الْأَخْفَشُ: بَنَاتُ عِرْسٍ وَبَنُو عِرْسٍ وَبَنَاتُ نَعْشٍ وَبَنُو نَعْشٍ. وَ (الْعُرْسُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ (أَعْرَاسٌ) وَ (عُرُسَاتٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ. وَقَدْ (أَعْرَسَ) فُلَانٌ أَيِ اتَّخَذَ عُرْسًا. وَأَعْرَسَ بِأَهْلِهِ بَنَى بِهَا. وَكَذَا إِذَا غَشِيَهَا. وَلَا تَقُلْ: عَرَّسَ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. قُلْتُ: قَوْلُهُ بَنَى بِهَا هُوَ أَيْضًا مِمَّا تَقُولُهُ الْعَامَّةُ وَهُوَ خَطَأٌ كَذَا ذَكَرَهُ فِي [ب ن ى] وَ (التَّعْرِيسُ) نُزُولُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَقَعُونَ فِيهِ وَقْعَةً لِلِاسْتِرَاحَةِ ثُمَّ يَرْتَحِلُونَ، وَ (أَعْرَسُوا) فِيهِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْمَوْضِعُ (مُعَرَّسٌ) بِالتَّشْدِيدِ وَ (مُعْرَسٌ) بِوَزْنِ مُخْرَجٍ. وَ (الْعِرِّيسُ) وَ (الْعِرِّيسَةُ) مَكْسُورَيْنِ مُشَدَّدَيْنِ مَأْوَى الْأَسَدِ. 
ع ر س : الْعَرُوسُ وَصْفٌ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى مَا دَامَا فِي إعْرَاسِهِمَا وَجَمْعُ الرَّجُلِ عُرُسٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ وَجَمْعُ الْمَرْأَةِ عَرَائِسُ وَعَرِسَ بِالشَّيْءِ أَيْضًا لَزِمَهُ وَيُقَالُ الْعَرُوسُ مِنْ هَذَيْنِ وَأَعْرَسَ بِامْرَأَتِهِ بِالْأَلِفِ دَخَلَ بِهَا وَأَعْرَسَ عَمِلَ عُرْسًا وَأَمَّا عَرَّسَ بِامْرَأَتِهِ بِالتَّثْقِيلِ عَلَى مَعْنَى الدُّخُولِ فَقَالُوا هُوَ خَطَأٌ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَرَّسَ إذَا نَزَلَ الْمُسَافِرُ لِيَسْتَرِيحَ نَزْلَةً ثُمَّ يَرْتَحِلُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَقَالُوا عَرَّسَ الْقَوْمُ فِي الْمَنْزِلِ
تَعْرِيسًا إذَا نَزَلُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَالْإِعْرَاسُ دُخُولُ الرَّجُلِ بِامْرَأَتِهِ.

وَالتَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ لِيَسْتَرِيحَ.

وَعِرْسُ الرَّجُلِ بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِرْسٌ أَيْضًا وَالْعُرْسُ بِالضَّمِّ الزِّفَافُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْعُرْسُ وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهِيَ الْعُرْسُ وَالْجَمْعُ عُرْسَاتٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى إيرَادِ التَّأْنِيثِ وَالْعُرْسُ أَيْضًا طَعَامُ الزِّفَافِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلطَّعَامِ.

وَابْنُ عِرْسٍ بِالْكَسْرِ دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الْفَأْرَ وَالْجَمْعُ بَنَاتُ عِرْسٍ. 
[عرس] العَروسُ نعت، يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعراسِهِما. يقال: رجلٌ عروسٌ من رجال عُرُسٍ، وامرأةٌ عَروسٌ من نساء عَرائِسَ. وفي المثل: " كادَ العَروسُ يكون أميراً ". والعِرْسُ بالكسر: امرأةُ الرجل، ولبؤةُ الأسد ; والجمعُ أعراسٌ. قال الشاعر : ليثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيستِه * بالرَقْمَتَيْن له أجر وأعراس * وربما سمى الذكر والأنثى عِرْسينِ. قال علقمة : حتَّى تَلافى وقَرْنُ الشمسِ مرتفعٌ * أُدْحِيَّ عرسين فيه البيض مركوم * وابن عرسٍ: دُوَيْبَّةٌ تسمى بالفارسية " راسو "، ويجمع على بنات عرس. وكذلك ابن آوى، وابن مخاض، وابن لبون، وابن ماء. يقال: بنات آوى، وبنات مخاض، وبنات لبون وبنات ماء. وحكى الاخفش: بنات عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والعرسي: لون من الصبغ، شبه بلون ابن عِرْسٍ. والعَرْسُ بالفتح: حائطٌ يُجْعَلُ بين حائطَي البيت الشتويِّ لا يبلغ به أقصاه، ثم يسقف، ليكون البيت أدفأ. وإنَّما يفعل ذلك في البلاد الباردة. ويسمى بالفارسية " بيچهـ ". يقال بيت معرس. وذكر أبو عبيد في تفسيره شيئا آخر غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والعرس: طعام الوليمة، يذكر ويؤنث. قال الراجز: إنا وجدنا عرس الحناط * لثيمة مذمومة الحواط * ندعى مع النساج والخياط * والجمع الاعراس والعرسات. وقد أَعْرَسَ فلان، أي اتَّخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأهله، إذا بنى بها، وكذلك إذا غَشيَها. ولا تقل عرس. والعامة تقوله. قال الراجز يصف حمارا: يعرس أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا * وعرست البعير أعرسه بالضم عَرْساً، أي شددت عنقه إلى ذراعه وهو باركٌ. واسم ذلك الحَبْلِ العِراسُ. والعَرَسُ، بالتحريك: الدَهَشُ. وقد عرس الرجل بالكسر، أي دهش، فهو عَرِسٌ. وعَرِسَ به أيضاً: لزمه. والتَعريسُ: نزولُ القوم في السفر من آخر الليل، يَقُعون فيه وقعةً للاستراحة ثم يرتحلون. وأَعْرَسُوا لغةٌ فيه قليلة. والموضعُ مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والعِرِّيسُ بالتشديد والعِرِّيسَةُ: مأوى الاسد. وذات العرائس: موضع.
[عرس] فيه: إذا "عرس" بليل توسد لبنة وإذا "عرس" عند الصبح نصب ساعده نصبًا ووضع رأسه في كفه، التعريس نزول المسافر آخر الليلة نزلة للاستراحة والنوم، وأعرس بمعناه، والمعرس موضع التعريس، ومنه "معرس" ذي الحليفة عرس به النبي صلى الله عليه وسلم. ط: وذلك لئلا يتمكن من النوم فيفوته الفجر. ن: وقيل: هو النزول أي وقت كان، وأراد الأول بح: وإذا "عرستم" فاجتنبوا الطرق، وهو أمر إرشاد لأن الحشرات ذوات السموم تمشي في الليل على الطرق لسهولتها ولتأكل ما يسقط من مأكول ورمة. ط: يطرق فيها الحشرات وذوات السموم والسباع لتلتقط ما يسقط من المارة. ن: أتى في "معرسة"، بضم ميم وفتح عين وتشديد راء. ومنه: ويدخل من طريق "المعرس"، وهو موضع على ستة أميال من المدينة، ومخالفة الطريق تفاؤلًا بتغير الحال إلى أكمل منه. ك: ومنه: "فعرس" ثم حتى يصبح، وثم بفتح ثاء أي نزل هناك حتى يدخل في الصباح. ومنه: لو "عرست" بنا، أي نزلت بنا آخر الليل فاسترحنا، وقيل: هو النزول في الليل مطلقًا، ويشهد له ح: نزلوا معرسين. ج: ومنه: "عرس" من وراء الجيش. وح: أتى وهو في معرسه"،أي أتاه ملك وهو فيه. نه: وفي ح أبي طلحة: "أعرستم" الليلة، من أعرس إذا دخل بامرأته عند بنائها، والمراد هنا الوطء ولا يقال فيه: عرس. ك، زر: همزة الاستفهام فيه مقدرة، وضبط بتشديد راء فلا تقدر، وخطئ بأنه في النزول، وقيل: هو لغة في أعرس، وهذا السؤال للتعجب من صبرها- وقد مر في أصاب من ص: نه: ومنه ح النهي عن متعة- إلخ: ولكني كرهت أن يظلوا بها "معرسين"، أي ملمين بنسائهم. وفيه: فأصبح "عروسًا"، هو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر. وفيه: إن ابنتي "عريس" وقد تمعط شعرها، هي مصغر العروس، ولم يظهر التاء للحرف الرابع مقامه. ومنه: كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي "عرس" أم خرس، يريد طعام الوليمة وهو ما يعمل عند العرس يسمى باسم سببه. غ: هو طعامها واسم من أعرس. ن: هو بضم راء وسكونها لغتان. ومنه: دعانا "عروسط، يعني رجلًا تزوج قريبًا. ط: ومنه: و"عروسط القرآن سورة الرحمن، والمراد زينة أو الزلفى إلى المحبوب فإنه كلما كرر "فبأي آلاء ربكما" كأنه يجلو-، نعمة من نعمة السابغة على الثقلين ويمن عليهم بها. ج: ومنه ح عائشة: ظللت في آخر يومك "معرسًا"، أي داخلًا بامرأة.
عرس
أعرسَ/ أعرسَ بـ/ أعرسَ لـ يُعرس، إعراسًا، فهو مُعْرِس، والمفعول مُعْرَس به
• أعرس الشَّابُّ: اتَّخذ زوجةً.
• أعرس بالمرأة: تزوَّجها، دخَل بها.
• أعرس الرَّجُلُ لابنه: أقام حفلاً لتزويجه. 

عُرْس [مفرد]: ج أعراس: حفل زفاف وتزويج "ليلة عُرسِه- دعوة لحضور عُرس".
• ابن عُرْس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عِرْس [مفرد]
• ابن عِرْس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عَروس [مفرد]: ج عُرُس وعِرْسانُ، مؤ عَروس، ج مؤ عرائِسُ
• العَروسُ:
1 - المرأةُ عند زواجها ° جهاز العَروس: ما تقوم العروُس بتحضيره من ثياب وغيرها أثناء استعدادها للزَّواج- عروس الشِّعر: أجودُه- لَيْلَةُ العَروس: يُشَبَّه بها ما يُوصف بالحُسْن.
2 - الرَّجلُ عند زواجه "كاد العروس يكون أميرًا [مثل]- فَأَصْبَحَ عَرُوسًا [حديث] ".
• العَروسان: العريس والعروسة "سافر العروسان لقضاء شهر العسل في الغردقة". 

عَروسة [مفرد]: ج عرائِسُ:
1 - عروس؛ المرأة عند زواجها "زفاف/ أمّ العروسة".
2 - دمية على شكل بنت تلعب بها البنات "عروسة من قطن- عروسة متحرّكة" ° مَسْرَح العرائس: مسرح خاصّ بعرض ألعاب الدّمى.
• عروسة البحر: نوعٌ من السَّمك. 

عريس [مفرد]: ج عِرْسان: عروس؛ الرَّجل عند زواجه "زفافُ/ أمّ/ بدلة العريس- دعوة من العريس". 
عرس: عَرَّس (بالتشديد): خيمّ في العراء، بات ونام في الصحراء (تاريخ البربر 2: 385).
وانظر السطر التالي.
عَرَّس: توقف في جهة ما. ويقال: عرَّس ب (تاريخ البربر 2: 279).
عَرَّس ب: مكث فيه زمناً، ففي تاريخ البربر (2: 155): ومضى في وجهه إلى بجاية فغرس بساحتها ثلاثاً. والصواب: فعرَّس كما جاء ففي مخطوطتنا رقم 1350.
عَرَّس على: خيمَّ وعسكر قرب مدينة لمحاصرتها. (تاريخ البربر:283).
عَرَّس: كدَّس كوَّم، ركم (فوك).
عَّرس المتاع: فرَّع البضائع (معجم الادريسي).
عرَّس: أعرس، اتخذ عروساً (فوك).
تعرَّس في: مكث في، أستقر في (فوك).
تعرَّس: تكدَّس، تكوّم، تراكم (فوك).
عَرِسة: (بفتح العين وكسرها): ابن عرس، سرعوب، ابن مِقرض وهو حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر، همبرت ص64 وفيه عِرْسة بكسر العين، باجني مخطوطات وفيه هَرْسة).
عِرْسة، وجمعها عِرَس: كومة، كدسة. (فوك). وفي القسم الأول منه: عِرْسة وعِرْصة.
عُرْسيّ: زواجي، زفافي (بوشر).
العُرْسيَّة: عند المولدين المهتمون بأمور العُرس (محيط المحيط).
عَرُوس. عرائس: جمع عروس للذكر.
(فوك، الكالا) والجمع عَراس في معجم الكالا من خطأ الطباعة.
عَرُوس الفقهاء: اسم أطلق على أحد كبار الصوفية. ففي المقري (1: 583): عروس الفقهاء وأمير المتجردين.
عَرْوس: نيلوفر. (المستعيني مادة: نيلوفر).
عرائس النيل: زهور النيلوفر (بوشر).
عَروُس: آلة حربية، منجنيق، قذافة، عرّادة.
(معجم البلاذري). وينقل كاترمير في تاريخ المغول (ص284) عبارة وردت عند مير خوند فيها: عروسك آلة حربية.
عَروُس: نوع من السمك (الادريسي ص 162).
عَروُس: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
وفي ياقوت (4: 842) كلام عن طيور جميلة تسمى عرائس السر.
العروس: اسم منارة في جامع دمشق.
(المقري 1: 720).
عرَيس: وردت في ألف ليلة (1: 165، 325، باين سميث 1204، 1411، 1607). عَروُسة: أنظر المعنى الخاص لهذه الكلمة عند أهل مصر (لين عادات 2: 290).
عَرُوسَة المياه: حورية الماء، ربةً الينابيع، تزعم الأساطير اليونانية أنها تقيم في البحيرات والأنهار وتمنحها الحياة (بوشر).
عَروُسةَ: لفَاح، يبروح، نبات عشبي من الفصيلة الباذنجانية (المستعيني مادة ببروح).
عروسة الفيران: ابن عرس، حيوان من الفصيلة السرعوبية ورتبة اللواحم يأكل الفيران. (فوك الكالا، أبو الوليد ص796).
عريسة (عُرَيسْة؟): ابن مِقرضْ، حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر).
العروسالة: ابن عرس. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( Mustela) ابن عرس وهو العروسالَّة) واللاحقة أسبانية.
عُرَيْوس، وعُرَيوْسة: لُعْبة، دُمْية (ألكالا).
عَرَّاسي: صنف من الخبز يؤكل في الأعراس (ألكالا).
مُعَرّس: بيت ريفي. (المقري 1: 447) مُعَرَّس: انظر مُعَرّص في معجم فوك.
(ع ر س)

عَرِسَ الرجل عَرَسا فَهُوَ عَرِس: بطر. وَقيل أعيا ودهش. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى إِذا أدْرَكَ الرَّامي وَقد عَرِسَتْ ... عنهُ الكِلابُ فَأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ

عداهُ بعن، لِأَن فِيهِ معنى جبنت وتأخرت. وَأَعْطَاهَا: أَي أعْطى الثور الْكلاب مَا وعدها من الطعْن، ووعده إِيَّاهَا انه كَانَ يتهيأ ويتحرف إِلَيْهَا ليطعنها. وعَرِسَ الشَّيْء عَرَسا: اشْتَدَّ. وعَرِس بِهِ عَرَسا: لزمَه. وعَرِسَ عَرَسا، فَهُوَ عَرِس: لزم الْقِتَال فَلم يبرحه. وعَرِس الصَّبِي بِأُمِّهِ عَرَسا: ألفها ولزمها.

والعُرْس، والعُرُس: مهنة الإملاك وَالْبناء. وَقيل طَعَامه خَاصَّة، أُنْثَى وَقد تذكر. وتصغيرها: بِغَيْر هَاء، وَهُوَ نَادِر، لِأَن حَقه الْهَاء إِذْ هُوَ مؤنث، على ثَلَاثَة أحرف، وَالْجمع: أعراسٌ، وعُرُسات، من قَوْلهم: عَرِس الصَّبِي بامه على التفؤل.

والعَرُوس: نعت للرجل وَالْمَرْأَة. رجل عَروس فِي رجال أعْراس، وَامْرَأَة عَرُوس، فِي نسْوَة عَرائس.

وعِرْسُ الرجل: امْرَأَته. قَالَ:

وحَوْقَلٍ قَرَّبَهُ مِن عِرْسِهِ ... سَوْقِى وَقد غابَ الشِّظاظُ فِي أسْتِهِ

أَرَادَ أَن هَذَا المسن كَانَ على الرحل، فَنَامَ فحلم بأَهْله، فَذَلِك معنى قَوْله: " قربه من عرسه "، لِأَن هَذَا الْمُسَافِر لَوْلَا نَومه، لم ير أَهله. وَهُوَ أَيْضا عِرْسُها، لِأَنَّهُمَا اشْتَركَا فِي الِاسْم، لمواصلة كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، وإلفه إِيَّاه. قَالَ العجاج:

أنجَبُ عِرْسٍ جُبَلا وعِرْسِ

أَي أَنْجَب بعل وَامْرَأَة. وَأَرَادَ: أَنْجَب عِرْسٍ وعِرْس جبلا. وَهَذَا يدل على أَن مَا عطف بِالْوَاو، بِمَنْزِلَة مَا جَاءَ فِي لفظ وَاحِد، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب عِرْسَين جبلا، لَوْلَا إِرَادَة ذَلِك لم يجز هَذَا، لِأَن جبلا وصف لَهما جَمِيعًا، ومحال تَقْدِيم الصّفة على الْمَوْصُوف: وَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب رجل وَامْرَأَة. وَجمع العِرْس الَّتِي هِيَ الْمَرْأَة، وَالَّذِي هُوَ الرجل: أعراسٌ. واستعاره الْهُذلِيّ للأسد فَقَالَ: لَيْثٌ مُدِلٌّ هِزَبْرٌ حَوْل غابَتِه ... بالرَّقْمَتين لَهُ أجْرٍ وأعراسُ

وَهُوَ عِرْسُها أَيْضا. واستعاره بَعضهم للظليم والنعامة، فَقَالَ:

كبَيْضَة الأُدْحِىّ بينَ العِرْسَينْ

وَقد عَرَّسَ وأعْرَسَ: اتخذها عِرْسا، وَدخل بهَا، وَكَذَلِكَ عَرَّس بهَا، وأعرس.

والمُعْرِسُ: الَّذِي يغشى امْرَأَته.

والعِرِّيَسُة والعِرّيسُ: الشّجر الملتف. وَهُوَ مأوى الْأسد. قَالَ رؤبة:

أغْيالَهُ والأجَمَ العِرّيسا

وصف بِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: والأجم الملتف، أَو أبدله، لِأَنَّهُ اسْم. وَفِي الْمثل: " كمُبتَغِي الصَّيدِ فِي عِرّيسَةِ الأسَدِ ". فَأَما قَول جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجمِي فيهمْ وعِرّيسِي

فَإِنَّهُ عَنى منبت أَصله فِي قومه.

والمُعَرِّس: الَّذِي يسير نَهَاره، ويُعَرِّس: أَي ينزل أول اللَّيْل. وَقيل: التَّعْرِيس: النُّزُول فِي آخر اللَّيْل. وعَرَّس الْمُسَافِر: نزل فِي وَجه السحر. وَقيل: التَّعرِيس: النُّزُول فِي المعهد أَي حِين كَانَ، من ليل أَو نَهَار. قَالَ زُهَيْر:

وعَرَّسُوا سَاعَة فِي كُثْبِ أسْنُمَةٍ ... ومنهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْترَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قَلِيلا قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ

واعْترَسُوا عَنهُ: تفَرقُوا.

والعَرْسُ: الْحَائِط يوضع بَين حائطي الْبَيْت، لَا يبلغ بِهِ أقصاه، ثمَّ يوضع الْجَائِز من طرف ذَلِك الْحَائِط الدَّاخِل إِلَى أقْصَى الْبَيْت، ويسقف الْبَيْت كُله. وَالصَّاد فِيهِ لُغَة. وَقد تقدم.

وعَرَّسَ الْبَيْت: عمل لَهُ عَرْسا.

وعَرَسَ الْبَعِير يَعْرِسُهُ، ويَعْرِسُهُ عَرْسا: شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارك.

والعِراسُ: مَا عُرِسَ بِهِ.

واعْترس الْفَحْل النَّاقة: أبركها للضراب.

والإعْراس: وضع الرَّحَى على الْأُخْرَى للطحن. قَالَ ذُو الرمة:

كأنَّ على إعْرَاسِهِ وبِنائِهِ ... وَئيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ ضَبرَت ضَبْرا

أَرَادَ: على مَوضِع إعراسه.

وَابْن عْرس: دُوَيْبَّة دون السنور، أشتر أصلم أصك. وَالْجمع: بَنَات عِرْس، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى.

والعِرْسِيُّ: ضرب من الضبع، سمي بِهِ للونه، كَأَنَّهُ يشبه لون ابْن عِرْس.

والعَرُوسِيُّ: ضرب من النّخل. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والعُرَيْساءُ: مَوضِع.

والمَعْرَسانِيَّاتُ: أَرض. قَالَ الأخطل:

وبالمَعْرسانِيَّاتِ حَلَّ وأرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطا منهُ مَطافيلُ حُفَّلُ

عرس

1 عَرِسَ بِهِ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَسٌ, (TA,) He kept, or clave, to him or it; (S, O, Msb, K;) as also ↓ أَعْرَسَهُ. (O, K.) From this, and from another signification of the same verb, which see below, عَرُوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) You say, عَرِسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ The man kept, or clave, to his opponent or adversary, in fight. (Mgh.) And عَرِسَ الصَّبِىُّ بِأُمِّهِ, (TA,) or أُمَّهُ, (Mgh,) The child kept to his mother. (Mgh, TA.) And عَرِسَ الشَّرُّ بِهِمْ Evil clung, or stuck fast, to them, and continued. (TA.) b2: [Hence, perhaps,] عَرِسَ الشَّىْءُ, [or, perhaps, الشَّرُّ,] inf. n. as above, The thing [or evil or mischief] became vehement, or severe, or distressful. (TA.) A2: عَرِسَ, aor. ـَ inf. n. عَرَسٌ, He (a man) was, or became, fatigued: (TA:) or عَرِسَ, (IKtt,) or عَرِسَ عَنِ الجِمَاعِ, (Msb,) he (a man) was, or became, fatigued, or weak, and so disabled, or incapacitated, from copulation; syn. كَلَّ, (Msb,) and أَعْيَا, (IKtt, Msb,) عن الجماع. (IKtt.) From this, and from another signification of the same verb, mentioned above, عَرُوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) b2: Also He was, or became, confounded or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشَ: (S, O, K:) and so عَرِشَ. (TA.) b3: and عَرِسَ عَنْهُ He held back, or refrained, from him, or it, through cowardice. (TA.) b4: And عَرِسَ عَلَىَّ مَا عِنْدَهُ i. q. اِمْتَنَعَ [i. e. What he had was unattainable, or difficult of attainment, to me]. (IAar, O, K. [In the CK, علَى is put for عَلَىَّ.]) A3: عَرَسَ البَعِيرَ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O, TA) and عَرِسَ, (TA,) inf. n. عَرْسٌ, (S, O,) He bound the camel's fore shank to his neck, (S, O, K,) while he was lying down, (S, O,) with the rope called ↓ عِرَاسٌ: (S, O, K:) or, as some say, he bound the neck of the camel to both of his fore legs. (TA.) 2 عرّسوا, (Msb, K,) inf. n. تَعْرِيسٌ; (S, Mgh, O, Msb;) and ↓ اعرسوا; (S, O, K;) but the former is the more common; (K;) the latter, rare; (S, O;) They alighted (S, Mgh, O, Msb, K) during a journey, (S, Mgh, O, Msb,) in the last part of the night, (S, Mgh, O, K,) for a rest, (S, O, Msb, K,) and made their camels lie down, and took a nap, or slight sleep, (TA,) and then departed, (S, Msb,) and continued their journey, at daybreak: (TA:) [see also 2 in art. عوه:] or they journeyed all the day, and alighted in the first part of the night: (TA:) or they alighted (Az, Msb, TA) in a usual place of resort (TA) at any time of the night or day. (Az, Msb, TA.) [Hence,] لَيْلَةُ التَّعْرِيسِ The night in which the Apostle of God slept: (O, K:) the story of which is well known, in the biographies of him and in the traditions. (TA.) [It was when he was returning from the siege and capture of Kheyber: he halted in the latter part of the night, and unintentionally slept until the time of the prayer of daybreak had passed. See “ Mishcàt ul-Masábìh,” vol. i., p. 146.]

A2: See also 4.

A3: عُرِّسَ, inf. n. as above, It (a chamber) had an عَرْس [q. v.] made to it. (TA.) 4 اعرس He made, or prepared, a marriagefeast. (S, O, Msb, K, TA.) b2: [He became a bridegroom.] And اعرس بِأَهْلِهِ, (S, O, K,) or بِامْرَأَتِهِ, (Mgh, * Msb,) He had his wife conducted to him on the occasion of the marriage; syn. بَنَى

بِهَا, (T, S,) or بَنَى عَلَيْهَا; (Mgh, O, K;) as also بها ↓ عرّس; (TA;) or this latter is only used by the vulgar; (S, O, TA;) or is a mistake: (Mgh, Msb:) and he abode with his wife during the days of and after that event: (TA:) [and] he went in to his wife (IAth, Msb) [a signification which may be meant to be included in the explanation بني بها or بنى عليها] on the occasion of that event; meaning, he compressed her; وَطْءٌ being thus called إِعْرَاسٌ because it is a consequence of إِعْرَاس [properly so termed]: (IAth:) the phrase also signifies [simply] he compressed his wife. (S, TA.) A2: See also 2: A3: and see عَرِسَ بِهِ.5 تعرّس لِامْرَأَتِهِ He manifested, or showed, love, or affection, to his wife, (A, Ibn-'Abbád, O, K,) and kept to her. (TA.) [App. originally signifying He behaved like a bridegroom (عَرُوس) to his wife.]

عَرْسٌ A wall which is placed between the two [main lateral] walls of the winter-chamber, not reaching to the further end thereof, (S, O, K, TA,) then the beam is laid from the inner extremity of that wall to the further end of the chamber, (TA,) and it is roofed over, (S, O, K, TA,) i. e. the whole chamber is roofed over: what is between the two walls [above mentioned] is [called] a سَهْوَة [q. v.], and what is beneath the beam [app. with what is screened by the middle wall from the portion (of the chamber) in which is the entrance] is the مُِخْدَع: (TA:) this is done for the sake of more warmth, and only in cold countries: (S, O, K, TA:) and it is called in Pers\. بيجه [correctly پيچه]: (S, TA:) and عَرْصٌ is [said to be] a dial. var. thereof. (TA.) عُرْسٌ (Az, S, Msb, K) and ↓ عُرُسٌ (Az, S, K) substs. from أَعْرَسَ as signifying “ he had his wife conducted to him on the occasion of his marriage,” and “ he went in to her: ” (Az, TA:) The ceremony of conducting a bride to her husband: (Msb:) or the ministration, or performance, of a marriage, and of the ceremony of conducting the bride to her husband: (TA:) or [simply] marriage: or coitus: syn. نِكَاحٌ: (K, TA:) because this is the real thing intended by الإِعْرَاس: (TA:) in the first of these senses, it is masc. and fem.; or, accord. to some, fem. only: as masc., its pl. is أَعْرَاسٌ; and as fem., its pl. is عُرُسَاتٌ. (Msb.) Hence [the trad.], إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ When any one of you is invited to a marriage-feast, or a feast given on the occasion of the conducting of a bride to her husband, let him consent. (Mgh.) b2: And hence, (Az, TA,) A marriage-feast: (A 'Obeyd, Az, S, O, K:) or a feast made on the occasion of conducting a bride to her husband: (Msb:) in this sense it is masc.: (Msb:) or mase, and fem.: (S, O:) or fem., and sometimes mase. (Az, TA.) A rájiz says, إِنَّا وَجَدْنَا عُرُسَ الحَنَّاطِ لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ [Verily we found the marriage-feast of the wheatseller to be mean, discommended for the managers: see also حُوَاطَةٌ]. (Az, S, O, TA.) Pl. as above, i. e., أَعْرَاسٌ and عُرُسَاتٌ. (S, O, K.) [See an ex. voce خُرْسٌ.] b3: [And hence,] A state of rejoicing. (IB, voce مَأْتَمٌ, q. v.) b4: The dim. is [عُرَيْسٌ,] without ة; which is extr., [accord. to those who hold it to be fem. only,] for [accord, to them] it should have ة, being a fem. n. of three letters. (TA.) عِرْسٌ A man's wife: (S, Mgh, O, Msb, K:) and a woman's husband: (O, Msb, K:) pl. (in both senses, TA) أَعْرَاسٌ: (S, O, Msb, K, TA:) the dual, عِرْسَانِ, is sometimes applied to the male and female, (S, O,) or husband and wife: (TA:) and to a male and female ostrich: (IB:) and the sing., to the mate of the lion: (S, A, O, K:) and the pl. is applied, metaphorically, by Málik Ibn-Khuweylid El-Hudhalee, to lions. (TA.) A2: اِبْنُ عِرْسٍ [The weasel; and a weasel;] a certain small animal, (Lth, S, O, Msb, K,) well known, (TA,) resembling the rat (الفَأْرَة), (Msb,) smaller than the cat, (Lth, O, TA,) having the lower lip cleft (أَشْتَرُ), and very short ears, as though they were amputated, (Lth, O, K,) and having a canine tooth; (TA;) called in Persian رَاسُوْ: (S, Mgh:) the name is determinate and indeterminate: (TA:) pl. بَنَاتُ عِرْسٍ, (S, Msb, K,) applied to the males and the females; (O, K;) like as you say اِبْنُ آوَى and اِبْنُ مَخَاضٍ and اِبْنُ لَبُونٍ and اِبْنُ مَآءٍ, and in the pl. بَنَاتُ آوَى and بَنَاتُ مَخَاضٍ and بَنَاتُ لَبُونٍ and بَنَاتُ مَآءٍ; or, accord. to Akh, you say بَنَاتُ عِرْسٍ and بَنُو عِرْسٍ, like بَنَاتُ نَعْشٍ and بَنُو نَعْشٍ. (S, O.) عِرِسٌ One who quits not the place of conflict, by reason of courage. (TA.) b2: العَرِسُ The lion: (O, K:) because he keeps to the preying upon men; or because he keeps to his covert, or retreat. (O, * TA.) A2: Also Confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشٌ. (S, O, K.) عُرُسٌ: see عُرْسٌ.

عِرْسِىٌّ A certain dye; (K;) a certain colour of dye, likened to the colour of the اِبْنُ عِرْس [or weasel]. (S, O.) عِرَاسٌ: see 1, last sentence.

عَرُوسٌ A bridegroom: and a bride: i. e., a man, and a woman, during the period of their إِعْرَاس or أَعْرَاس [thus differently written in different MSS.]; (S, A, O, Msb, K;) or when the one goes in to the other: (IAth:) you say رَجُلٌ عَرُوسٌ [a bridegroom, vulgarly, in the present day, ↓ عَرِيس,] and اِمْرَأَةٌ عَرُوسٌ [a bride, vulgarly, in the present day, ↓ عَرُوسَة]: (S:) and عُرُوسٌ is a dial. var. of the same: (IAar, TA:) pl. mase.

عُرُسٌ (S, O, Msb, K) and أَعْرَاسٌ; (TA;) and pl. fem. عَرَائِسُ. (S, O, Msb, K.) [See عَرِسَ, in two places.] It is said in a prov., كَادَ العَرُوسُ يَكُونُ أَمِيرًا [The bridegroom was near to being a prince]. (S: in the O, مَلِكًا.) The dim. is عُرَيِّسٌ, without the addition of ة to distinguish the fem., because of the fourth letter. (TA.) b2: [Hence,] أَبْيَاتٌ عَرَائِسُ (tropical:) Verses of which the words are marked with diacritical points: for, as Esh-Shereeshee says, the Arabs used to adorn the bride by speckling her cheeks with saffron: opposed to أَبْيَاتٌ عَوَاطِلُ. (Har p. 610.) b3: [Hence also,] عَرَائِسُ الإِبِلِ (assumed tropical:) The high-bred of camels. (A.) عَرِيس: see the next preceding paragraph.

عَرُوسَة: see the next preceding paragraph.

عِرِّيسٌ and عِرِّيسَةٌ, [the latter the more common,] A thicket: (L:) the covert, or retreat, of the lion, (S, O, K, TA,) in a thicket. (TA.) [It is said in a prov.,] كَمُبْتَغِى الصَّيْدِ فِى عِرِّيسَةِ الأَسَدِ [Like the seeker of game in the covert of the lion]: from a verse of Et-Tirimmáh. (Z, O. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 360.] (TA.) b2: Also the former, The place of growth [or origin] of the stock of a man, among his people. (TA.) عِرِّيسَةٌ: see the next preceding paragraph.

مُعْرَسٌ: see what next follows.

مُعَرَّسٌ (S, O, K) and ↓ مُعْرَسٌ, (O, K,) [the former of which is the more common,] A place where people alight (S, O, K) during a journey, (S,) in the last part of the night, for a rest, (S, O, K,) and make their camels lie down, and take a nap, or slight sleep, (TA,) after which they depart, (S,) and continue their journey, at daybreak: (TA:) or a place where people alight in the first part of the night, after journeying all the day: or a usual place of resort where people alight at any time of the night or day. (TA.) b2: Also the former, A chamber (بَيْت) having an عَرْس [q. v.] made to it. (S, O, K.)

عرس: العَرَسُ، بالتحريك: الدَّهَشُ. وعَرِسَ الرجل وعَرِشَ، بالكسر

والسين والشين، عَرَساً، فهو عَرِسٌ: بَطِرَ، وقيل: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وقول

أَبي ذؤيب:

حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وقد عَرِسَتْ

عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ

عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى

الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ

ويتحرّف إِليها ليطعنُها. وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً: اشتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ

بينهم: لزِمَ ودامَ. وعَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَه. وعَرِسَ عَرَساً، فهو

عَرِسٌ: لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه. وعَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً:

أَلِفَها ولزمها.

والعُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وقيل: طعامه خاصة،

أُنثى تؤنثها العرب وقد تذكر؛ قال الراجز:

إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ

لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ،

نُدْعى مع النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ

وتصغيرها بغير هاء، وهو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة

أَحرف. وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتي عُرَيِّسٌ وقد

تَمَعَّطَ شعرها؛ هي تصغير العَرُوس، ولم تلحقه تاء التأْنيث وإِن كان مؤنثاً

لقيام الحرف الرابع مَقامه، والجمع أَعْراسٌ وعُرُسات من قولهم: عَرِسَ

الصبي بأُمه، على التَّفاؤل.

وقد أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأَهله إِذا بَنَى بها

وكذلك إِذا غشيها، ولا تَقُلْ عَرَّسَ، والعامة تقوله؛ قال الراجز يصف

حماراً:

يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا،

أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا

وفي حديث عمر: أَنه نَهَى عن مُتعة الحج، وقال: قد علمت أَن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، فعَله ولكني كرهت أَن يَظَلوا مُعْرِسين بهن تحت

الأَراكِ، ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم؛ قوله مُعْرِسِين أَي

مُلِمِّين بنسائهم، وهو بالتخفيف، وهذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى

إِعراساً أَيام بنائه عليها، وبعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد

بنائه عليها. وفي حديث أَبي طلحة وأُم سُليم: فقال له النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم: أَعْرَسْتُمُ الليلة؟ قال: نعم؛ قال ابن الأَثير: أَعْرَسَ

الرجل، فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، وأَراد به ههنا الوطء

فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس، قال: ولا يقال فيه عَرَّسَ.

والعَرُوسُ: نعت يستوي فيه الرجل والمرأَة، وفي الصحاح: ما داما في

إِعْراسهما. يقال: رجل عَرُوس في رجال أَعْراس وعُرُس، وامرأَة عَرُوس في

نسوة عَرائِس. وفي المثل: كاد العَرُوس يكون أَميراً. وفي الحديث: فأَصبح

عَرُوساً. يقال للرجل عَرُوسٌ كما يقال للمرأَة، وهو اسم لهما عند دخول

أَحدهما بالآخر. وفي حديث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال

أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟ قال أَبو عبيد في قوله عُرْس: يعني

طعام الوليمة وهو الذي يعمل عند العُرْس يسمى عُرْساً باسم سببه. قال

الأَزهري: العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها،

وكل واحد من الزوجين عَرُوس؛ يقال للرجل: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كذلك،

ثم تسمى الوليمة عُرْساً. وعِرْسُ الرجل: امرأَته؛ قال:

وحَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ

سَوْقي، وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ

أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنى

قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لولا نومُه لم يَرَ أَهله، وهو

أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه

وإِلفِهِ إِياه؛ قال العجاج:

أَزْهَر لم يُولَدُ بِنَجْمٍ نَحْسِ،

أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ

أَي أَنجب بعل وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا، وهذا يدل على

أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب

عِرْسَيْن جُبِلا، لولا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً ومحال

تقديم الصفة على الموصوف، وكأَنه قال: أَنْجَبُ رجل وامرأَة. وجمع

العِرْس التي هي المرأَة والذي هو الرجل أَعْراسٌ، والذكر والأُنثى عِرْسانِ؛

قال علقمة يصف ظَلِيماً:

حتى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ،

أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ

قال ابن بري: تلافى تدارك. والأُدْحِيُّ: موضع بيضِ النعامةِ. وأَراد

بالعِرْسَينِ الذكر والأُنثى، لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه.

والمَرْكُوم: الذي رَكِبَ بعضه بعضاً. ولَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ وقد استعاره

الهذلي للأَسد فقال:

لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه

بالرَّقْمَتَيْنِ، له أَجْرٍ وأَعْراسُ

قال ابن بري: البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي؛ وقبله:

يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ،

في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ

الرَّزَّام: الذي له رَزيم، وهو الزئير. والفَرَّاس: الذي يَدُقَ عُنُقَ

فَريسَتِه، ويسمى كل قَتْل فَرْساً. والهزير: الضخْم الزُّبْرَة. وذكر

الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غايَتِهِ: عند خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه.

ورقْمَهُ الوادي: حيث يجتمع الماء. ويقال: الرقمة الروضة. وأَجْرٍ: جمع

جَرْوٍ، وهو عِرْسُها أَيضاً؛ واستعاره بعضهم للظَّليم والنعامة فقال:

كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين العِرْسَيْنْ

وقد عَرَّسَ وأَعْرَسَ: اتخذها عِرْساً ودخل بها، وكذلك عَرَّس بها

وأَعْرَس. والمُعْرِسُ: الذي يغشى امرأَته. يقال: هي عِرْسُه وطَلَّتُه

وقَعيدتُه؛ والزوجان لا يسمِّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء واتخاذ

العُرْسِ، والمرأَة تسمى عِرْسَ الرجل في كل وقت. ومن أَمثال العرب: لا مُخْبَأَ

لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ؛ قال المفضَّل: عَرُوسٌ ههنا اسم رجل تزوج امرأَة،

فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَين عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه،

فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عروس، وقيل: إِنها قالته بعد موته. وفي الحديث:

أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة

عُرْس فليُجِب.

والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشجر الملتف، وهو مأْوى الأَسد في خِيسه؛ قال

رؤبة:

أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا

وصف به كأَنه قال: والأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: وفي المثل:

كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ

وقال طرَفة:

كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ

فأَما قوله جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم وعِرِّيسي

فإَنه عنى منبت أَصله في قومه.

والمُعَرِّسُ: الذي يسير نهاره ويُعَرِّسُ أَي ينزل أَول الليل، وقيل:

التَعْريسُ النزول في آخر الليل. وعَرَّس المسافر: نزل في وجه السَّحَر،

وقيل: التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار؛ قال

زهير:

وعَرَّسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ،

ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ

وقال غيره: والتَّعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل، يَقَعُون

فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون وينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع

انفجار الصبح سائرين؛ ومنه قول لبيد:

قَلَّما عَرَّسَ حتى هِجْتُه

بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ

وأَنشدت أَعرابية من بني نُمير:

قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ،

ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ

وفي الحديث: كان إِذا عَرَّسَ بليل تَوسَّد لَبِينَةً، وإِذا عَرَّسَ

عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً ووضع رأْسه في كفه. وأَعْرَسُوا: لغة فيه

قليلة، والموضع: مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والمُعَرَّسُ: موضع التَعْريس، وبه

سمي مُعَرَّسُ ذي الحُليفة، عَرَّس به، صلى اللَّه عليه وسلم، وصلى فيه

الصبح ثم رحل. والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بائع الأَعراسِ، وهي

الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْسٌ وعُرْسٌ. قال: وقال أَعرابي بِكَمِ

البَلْهاء وأَعْراسُها؟ أَي أَولادها.

والمِعْرَسُ: السائق الحاذق بالسياق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا

كَسِلوا عَرَّسَ بهم والمِعْرَسُ: الكثير التزويج. والعَرْس: الإِقامة في

الفرحِ.

والعَرَّاس بائع العُرُسِ، وهي الحبال، واحدها عَريسٌ. والعَرْسُ:

الحبل. والعَرْسُ: عمود في وسط الفُِسطاطِ. واعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ وقال

الأَزهري: هذا حرف منكر لا أَدري ما هو. والبيت المُعَرَّسُ: الذي عُمِلَ

له عَرْسٌ، بالفتح. والعَرْسُ: الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به

أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت

ويسقَف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهوة، وما كان تحتَ الجائِز فهو

المُخْدع، والصاد فيه لغة، وسيذكر. وعَرَّسَ البيتَ: عِمل له عَرْساً.

وفي الصحاح: العَرْسُ، بالفتح، حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا

يُبلغ به أَقصاه، ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذلك في

البلاد الباردة، ويسمى بالفارسية بيجه، قال: وذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً

غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث.

وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً: شد عنُقه مع يديه جميعاً

وهو بارك. والعِراسُ: ما عُرِسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو

العَكْسُ، واسم ذلك الحبل العِكاسُ.

واعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. والإِعْراس: وضع الرحى على

الأُخرى؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ على إِعْراسِه وبِنائِه

وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً

أَراد على موضع إِعْراسه.

وابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ

أَصَكُّ له ناب، والجمع بنات عِرْسٍ، ذكراً كان أَو أُنثى، معرفة ونكرة

تقول: هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلاً وهذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل، ويجوز في المعرفة

الرفع ويجوز في النكرة النصب؛ قاله المفضل والكسائي. قال الجوهري: وابن

عِرْسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو، ويجمع على بنات عِرْسٍ، وكذلك ابن

آوى وابن مَخاض وابن لَبُون وابن ماء؛ تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات

لبون وبنات ماء، وحكى الأَخفش: بنات عِرْسٍ وبنو عِرْسٍ، وبنات نَعْش

وبنو نعش.

والعِرْسِيُّ: ضرب من الصِّبغ، سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْس

الدابة.

والعَرُوسِي: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنيفة.

والعُرَيْساء: موضع. والمَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل:

وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ،

بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِيلُ حُفَّلُ

وذات العَرائِسِ: موضع. قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء جبالاً من نقْيان

رمالها يقال لها العَرائِسُ، ولم أَسمع لها بواحد.

عرس
العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه:
أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا
أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً.
وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس.
وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكاً. وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس.
ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس.
ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكَبَيْهِ ... عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ
ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة - على ساكنيها السلام - مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم.
والعروس: من حصون النِّجاد باليمن.
وباليمن - أيضاً -: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين.
والعِرْس - بالكسر -: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة:
كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه ... وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي
والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً:
ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ
وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ
أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ.
وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم:
فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْفُرُهُ ... كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَشْهُوْمُ
حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ
وابن عِرْس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ " وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون " وبنات ماء " وحَكى الأخفَش: " بنات عرس وبنو عِرس و " بنات نعش وبنو نعش.
والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ.
وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه - بالضم - عَرْساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: العِراس - بالكسر -.
والعَرْسُ - بالفتح -: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة.
والعَرَس - بالتحريك -: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل - بالكسر - فهو عَرِس.
وعَرِسَ به - أيضاً -: لَزِمَه.
وعَرِسَ - أيضاً -: إذا بَطِرَ.
وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ.
والعَرِسُ - مثال كَتِفٍ -: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد:
عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها ... عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَعْتِيْمُ
وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ - بالفتح -: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ. والعَرْسُ - أيضاً -: الحَبْلُ.
والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح.
والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها.
والعَرّاسُ - بالفتح والتشديد -: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ.
والمِعْرَسُ - بكسر الميم -: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم.
والمِعْرَسُ - أيضاً -: الكثير التزوُّج.
والعُرَساء - مثال شُهَداء -: موضع.
والعُرْسُ والعُرُسُ - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال:
إنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ ... لئيمةً مَذمومَةَ الحُوّاطِ
نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ ... وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآباطِ
وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال:
تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُرْسُ ... إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْسُ
زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ... ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ
فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ
ويروى: " اجْتَمَعَ الناس "، ويروى: " مائَراتٌ " بَدَل " زَلَحْلَحَاتٌ "، ولُغَةُ دُكَيْنٍ " فاضَتْ " بالضاد، ولغة غيره " فاظَت " بالظّاء.
وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات.
والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير:
إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم ... مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي
وقال رؤبة:
مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا ... أغْيالَها والأجَمَ العِرِّيْسا
وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
أبَنَّ عِرِّيْسَةً عُنّابُها أشِبٌ ... ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ
وقال الطِّرِمّاح:
يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُم ... كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيْسَةِ الأسَدِ
والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِهِ ... يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ
وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ:
لَهانَ عليها ما يقولُ ابْنُ دَيْسَقٍ ... إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ
وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه.
وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْساً.
وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال:
يُعْرِسُ أبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا
والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ.
وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي - صلى الله عليه وسلّم - وأصحابه - رضي الله عنهم - فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير:
لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَماوِيّاً مَوَارِدُهُ ... من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي
وقال ذو الرمَّة:
زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لَعِبَتْ ... به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ
مُعَرِّساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ ... وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ
وقال لَبيد - رضي الله عنه - يصف رفيقَه:
قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُهُ ... بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار.
وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه.
واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ.
وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو.
وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها.
والتركيب يدل على المُلازَمة.
عرس
العَرُوسُ: نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيه الرجُلُ والمَرْأَةُ، وَفِي الصّحاح: مَا دَامَا فِي إِعْرَاسِهِما، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهُوَ اسْمٌ لَهُمَا عِنْد دُخُولِ أَحَدِهما بالآخرِ، وَفِي الحَدِيثِ: فَأَصْبَحَ عَرُوساً وَفِي المَثَلِ: كادَ العَرُوسُ يكونُ أَمِيراً. وَمن العَرُوسِ للمَرْأَةِ قولُ أَبِي زُبيْدٍ الطائيّ:
(كأَنّ بنَحْرِهِ وبمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيراً بَات تَعْبَؤُه عَرُوسُ)
وهُم عُرُسٌ، بضمَّتَيْنِ، وأَعْرَاسٌ، وهُنَّ عَرائسُ. والعَرُوسُ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ النِّجَادِ.
وقَولُهم فِي المَثَل: لَا عِطْرَ بَعْد عَرُوسٍ، أَوّلُ من قالَ ذلِكَ امْرأَةٌ اسْمُهَا أَسْماءُ بنتُ عبدِ الله العُذْرِيَّة، وَاسم زَوْجِها، وَكَانَ مِن بَنِي عَمِّها، عَرُوسٌ، وماتَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَها رجلٌ من قَوْمِهَا أَعْسَرُ أَبْخَرُ بَخِيلٌ دَمِيمٌ، يُقَال لَهُ: نَوْفَل، فلمّا أَرادَ أَنْ يَظْعَنَ بهَا قالَتْ: لَو أَذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبَكَيْتُ عنْدَ رَمْسه. فقالَ: افْعَلي، فقالَتْ: أَبْكيكَ يَا عرس الأَعْرَاس، هَكَذَا بضَمِّ الرّاءِ فِي النُّسَخ، وصَوابه بالوَاو يَا ثَعْلَباً فِي أَهْله وأَسَداً عنْدَ النّاس، هَكَذَا بالنُّون فِي النُّسَخ، وَصَوَابه بالمَوَحَّدة، مَعَ أَشْيَاءَ لَيْسَ يَعْلَمهَا النّاس. فقالَ: وَمَا تلْكَ الأَشْياءُ: فَقَالَ: كانَ عَن الهِمَّة غيرَ نَعّاس، ويُعْمِلُ السَّيْف صَبِيحاتِ أَنْبَاس، هَكَذَا فِي النُّسَخ، بالنُّون والمَوْحَّدة على النُّون، وَفِي التَّكْملَة: صَبِيحاتِ البَاس، ولعلّه الصوابُ، أَو صَبِيحات امْبَاس، بالميمِ بدل َ النُّونِ، على لُغَةِ حِمْير، كَمَا يَنْطِقُ بهَا أَهْلُ اليَمنِ، ثمَّ قَالَ: يَا عَرُوسُ الأَغَرّ الأَزْهر، الطّيِّب الخِيم الكَرِيم المَحْضَر، مَعَ أَشْياءَ لَا تُذْكَر. فقالَ: وَمَا تِلْكَ الأَشْياءُ قَالَ: كَانَ عَيُوفاً للخَنَا والمُنْكَر، طَيِّب النَّكْهةِ غَيْر أَبْخَر، أَيْسر غَير أَعْسَر. فَعرف الزَّوجُ أَنَّها تُعرِّضُ بِهِ، فلمّا رَحَلَ بِها قَالَ: ضُمِّي إِليكِ عِطْرَك، وَقد نَظَر إِلَى قَشْوةِ عِطْرِها مَطْرُحةً، فقَالَتْ: لَا عِطْرَ بعْدَ عَرُوسٍ، فذهَبَتْ مثَلاً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هَكَذَا. أَو المثَلُ: لَا مَخْبأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ قَالَ المُفَضَلُ: تَزَوَّد رَجلٌ يُقَال لَهُ: عَرُوسٌ امْرأَةً فهُدِيتْ إِليه فَوَجَدَهَا تَفِلَةً: ونَصُّ المفضَّلِ: فلمّا هُدِيتْ لَهُ وَجَدَها نَغِلَةً، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ عِطْرُكِ فَقَالَت: خَبَأْتُه، فَقَالَ لَهَا: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ، وَقيل: إِنّها قالَتْهُ بعد مَوْتِه، فذَهَبَتْ مَثَلاً. قَالَ الصّاغَانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَن لَا يُؤَخَِّرُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بالوَاو، وَصَوَابه: لَا يُدَّخَرُ عَنهُ نَفِيسٌ. والعَرُوسَيْنِ: حِصْنٌ باليَمَنِ، كَذَا يُقَال بالياءِ. ووَادِي العَرُوسِ: ع، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشرِّفَةِ، على طريقِ الحاجِّ إِلى العِراقِ. والعِرْسُ، بالكَسر: امرأَةُ الرجُلِ فِي كلِّ وَقْتٍ، قَالَ الشَّاعِر:)
(وحَوْقَلٍ قَرَّبهُ مِنْ عِرْسِهِ ... سَوْقِي وقَدْ غابَ الشِّظَاظُ فِي اسْتِهِ)
وعِرْسُها أَيْضاً: رَجُلُها، لأَنَّهما اشْتَركَا فِي الاسْمِ، لمُواصَلَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا صاحِبَه وإِلفِه إِياه. قَالَ العَجّاج:
(أَزْهَرُ لم يُولَدْ بِنَجْمِ نحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ)
أَي أَنْجَبُ بَعْلٍ وامرأَةٍ، وأَرادَ أَنْجَب عِرسٍ وعِرْسٍ جُبِلاَ، وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ مَا عُطِفَ بِالْوَاو بمنزلةِ مَا جاءَ فِي لفْظٍ وَاحِدٍ، فكأَنَّه قَالَ: أَنْجَبُ عِرْسَيْنِ جُبِلاَ، لَوْلَا إِرادَةُ ذلِكَ لم يَجُزْ هَذَا، لأَنَّ جُبِلاَ وَصْفٌ لَهما جَمِيعاً، ومُحَالٌ تقديمُ الصِّفَةِ على المَوْصُوف. وجَمْعُ العِرْسِ الّتِي هِيَ المَرْأَةُ، والّذِي هُوَ الرَّجُلُ: أَعْرَاسٌ، والذَكَرُ والأُنْثَى عِرْسَانِ، قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً:
(حتَّى تَلافَى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فِيهِ البَيْضُ مَرْكُومُ)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: تَلافَى: تَدَارَكَ، والأُدْحِيُّ: مَوضع بَيْضِ النَّعامَةِ. وَأَرَادَ بالعِرْسَيْنِ الذَكَرَ والأُنْثَى، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِرْسٌ لصاحِبِه. ولَبْؤَةُ الأَسَدِ: عِرْسُه، ج أَعْرَاسٌ، وَقد اسْتَعارَهُ الهُذَلِي للأَسَدِ، فَقَالَ:
(لَيْثٌ هِزَيْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِهِ ... بالرَِّقْمَتَيْنِ لَهُ أَجْرٍ وأَعْرَاسُ)
أَجْرٍ: جَمْع جَرْوٍ. والبيتُ لمالِكِ ابنِ خالِد الخُنَاعِيِّ. وابنُ عِرْسٍ بالكَسْر: دُوَيْبَّةٌ معروفةٌ دُونَ السِّنَّوْرِ، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَسَكُّ، لَهَا نابٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: تُسَمَّى بالفَارِسيّة: راسُو، ج: بَنَاتُ عِرْسٍ، هَكَذَا يُجْمَع الذَكَرُ والأُنْثَى المَعْرِفةُ والنَّكِرة، تَقول: هَذَا ابنُ عِرْسٍ مُقْبِلاً، وَهَذَا ابنُ عِرْسٍ آخَرُ مُقْبِلٌ. ويجوزُ فِي المَعْرِفَة الرَّفْعُ، وَيجوز فِي النكرَة النَّصبُ، قَالَه المُفَضَّل والكِسَائِيُّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ بعد ذِكْرِ الجَمْع، وَكَذَلِكَ ابنُ آوَى وابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ وابنُ ماءٍ تَقول: بَنَاتُ آوَى، وبَنَاتُ مَخَاضٍ وبَناتُ لَبْونٍ، وبَناتُ ماءٍ. وحَكَى الأَخْفَشُ: بَناتُ عِرْسٍ وبَنُو عِرْسٍ، وبَناتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ. والعِرْسِيُّ، بالكَسْر: صِبْغٌ من الأَصْبَاغِ، سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه كأَنَّهُ يُشْبِه لَوْنَ ابنِ عِرْسٍ، الدّابَّةِ. وعَرَسَ البَعِيرَ يَعْرِسُهُ ويَعْرُسُه عَرْساً، مِن حَدِّ ضَرَب وكَتَب: شَدَّ عُنُقَه إِلى ذِرَاعِه وَهُوَ بارِكٌ، وَذَلِكَ الحَبْلُ: عِرَاسٌ، ككِتَابٍ، يُقَال: العَرْسُ: إِيثاقُ عُنُقِ البَعِيرِ مَعَ يَدَيْه جَمِيعاً، فإِنْ كانَ إِلى إِحْدَى يَدَيْهِ فَهُوَ العَكْسُ، واسمُ الحَبْلِ العِكَاسُ، وسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِه.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ وتَأَخَّرَ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: العَرْسُ، بالفَتْح: عَمُودٌ فِي وَسَطِ الفُسْطَاطِ.
والعَرْسُ أَيضاً: الإِقَامَةُ فِي الفَرَح. والحَبْلُ. وأَيضاً: الفًَِيلُ الصَّغِيرُ، ويُضَمُّ فِي هذِه، ج أَعْرَاسٌ،)
وبائِعُهَا عَرَّاسٌ ومُعَرِّسٌ، كشَدَّادٍ ومُحَدِّثٍ، ويُرْوَى أَيضاً مِعْرَسٌ، كمِنْبَرٍ، قالَ: وقالَ أَعْرَابِيٌّ: بِكَم البَلْهَاءُ وأَعْرَاسُهَا: أَيْ أَولادُهَا. والعَرْسُ: حائِدٌ. يُجْعَلُ بينَ حائِطَي البَيْتِ الشَّتَوِيِّ لَا يُبْلَغُ بِهِ أَقْصاهُ، ثمّ يُوضَعُ الجَائِزُ مِن طَرَف ذلِكَ الحائِطِ الداخِلِ إِلى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسَقَّفُ البَيْتُ كلُّهُ، فَمَا كانَ بَيْنَ الحائِطَيْنِ فَهُوَ سَهْوَةٌ، وَمَا كانَ تحتَ الجائِزِ فَهُوَ المُخْدَع، والصادُ فِيهِ لُغَةٌ، وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه. زادَ الجَوْهَرِيُّ: لِيَكُونَ البيتُ أَدْفَأَ، وإِنَّمَا يَكُوُنُ ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ بالبِلادِ البارِدَةِ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة: بِيجَهْ، وذلكَ البَيْتُ مُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي عُمِل لَهُ عَرْسٌ، وَقد عُرِّسَ تَعْرِيساً. قالَ الجَوْهَرِيُّ: وذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِه شَيْئاً غيرَ هَذَا لم يَرْتَضِه أَبُو الغَوْثِ. والعَرَسُ، محرَّكةً: الدَّهَشُ، يُقَال: عَرِسَ، كفَرِح، بِالسِّين والشين، عَرَساً فَهُوَ عَرِسٌ ككَتِفٍ. وَفِي حَدِيثِ حَسّان بنِ ثابِتٍ: أَنّه كانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعامٍ قَالَ: أَفِي خُرْسٍ أَو عُرْسٍ أَو إِعْذَار العُرْسُ، بالضَّمِّ وبضَمَّتين: مِهْنَةُ الإِمْلاكِ والبِنَاءِ، وقِيلَ: طَعَامُه خاصَّةً، وَقَالَ أَبو عبيد، فِي قَوْله عُرس: يَعْنِي طَعَام الوَلِيمَةِ، هُوَ الّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ العُرسُ، يُسَمَّى عُرٍْ اً باسمِ سَبَبِه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرسُ: اسمٌ مِن أَعْرَسَ الرَّجُلُ بأَهْلِه، إِذا بَنَى عَلَيْهَا ودَخَلَ بِهَا، ثُم تُسَمَّى الوَلِيمَةُ عُرساً، وَهُوَ أُنْثَى تُؤَنِّثُهَا العَرَبُ، وَقد تُذَكَّر، قَالَ الرّاجِزُ: إِنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ لَئِيمةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ نُدْعَى مَعَ النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ ج أَعْرَاسٌ وعُرُسَاتٌ، بضَمَّتَيْنِ. والعُرسُ أَيضاً: النِّكَاحُ، لأَنَّهُ المَقْصُودُ بالذَّاتِ من الإِعْراس.
والعَرِسُ ككَتِفٍ: الأَسَدُ لِلُزُومِه افْتِراسَ الرِّجَالِ، أَو لِلُزُومِهِ عَرِينَه. والعُرَسَاءُ، كالشَّهَداءِ فِي جَمْع شَهِيدٍ: ع، نَقَله الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَه، وإِنَّمَا هُوَ: العُرَيْسَاءُ، كَمَا ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ، وذَكَرَه الصّاغَانِيُّ أَيضَاً. وعَرِسَ الرجُلُ، كفَرِحَ، عَرَساً: بَطِرَ، فَهُوَ عَرِسٌ، يُروَى بالسِّينِ والشِّينِ جَمِيعاً. وعَرِسَ بِهِ عَرَساً: لَزِمَهُ، وعَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمِّه عَرَساً: لَزِمَها وأَلِفَها، كأَعْرَسه. وعَرِسَ عَلَيَّ مَا عِنْدَه: امْتَنَعَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: السّائِقُ الحاذِقُ السِّيَاقِ، إِذا نَشِطُوا ساَرَ بِهِم، وإِذا كَسِلُوا عَرَّس بهِم، أَي نَزَلَ بهم. والعِرِّيسُ، كسِكِّيتٍ، وبِهَاءٍ: الشَّجَرُ المُلتَفُّ، مَأْوَى الأَسَدِ فِي خِيسِه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَغْيَالَه والأَجَمَ العِرِّيسَا) وَصَفَ بِهِ، كَأَنَّه قالَ: والأَجَمَ المُلْتَفَّ، أَو أَبْدَلَه لأَنَّه اسمٌ. وَفِي الْمثل: كمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّيسةِ الأَسَدِ.
وَقَالَ طَرَفَةُ: كلُيُوثٍ وَسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ وذاتُ العَرائِسِ: ع، قَالَ غَسّانُ ابنُ ذُهَيْلٍ السَّلِيطِيُّ:
(لَهانَ عَلَيْهَا مَا يَقُولُ ابنُ دَيْسَقٍ ... إِذا مَا رَغَتْ بينَ اللِّوَى والعَرَائِسِ)
وأَعْرَسَ الرجُلُ: اتَّخّذَ عُرْساً، أَي وَلِيمَةً. وأَعْرَسَ بأَهْلِه: بَنَى عَلَيْهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَنَى بهَا، وَكَذَا عَرَّسَ بهَا، وأَنْكَره ابنُ الأَثِير، ونسَبَه الجَوْهَرِيُّ للعامَّة. وأَعْرَسَ القَوْمُ فِي السَّفَرِ: نَزَلُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ للاسْتِراحَةِ، ثمّ أَناخُوا ونامُوا نَوْمةً خَفِيفَةً، ثمّ سارُوا مَعَ انفِجَارِ الصُّبْح سائِرِين، كعَرَّسُوا تَعْرِيساً، وَهَذَا أَكْثَرُ، واَعْرَسُو لُغَةٌ قَلِيلةٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
(قَلَّمَا عَرَّس حتَّى هِجْتُه ... بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ) وأَنْشَدَت أَعْرابِيَّةٌ من بَنِي نُمَيْرٍ:
(قد طَلَعَتْ حَمْرَاءُ فَنْطَلِيسُ ... ليسَ لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيسُ)
وَقيل: التَّعْرِيسُ: أَن يَسِيرَ النهارَ كلَّه ويَنْزِلَ أَوّلَ اللَّيْلِ، وَقيل: هُوَ النُّزُولُ فِي المَعْهَد، أَيَّ حِينٍ كَانَ من ليلٍ أَو نَهارٍ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
(وعَرَّسُوا ساعَةً فِي كُثْبِ أَسْنُمَةٍ ... ومنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ)
والمَوْضِعُ: مُعْرَسٌ، كمُكْرَمٍ، ومُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، وَمِنْه سُمِّيَ مُعَرِّسُ ذِي الحُلَيْفَةِ، عَرَّس فِيهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم، وصلَّى فِيهِ الصُّبْحَ ثمّ رَحَلَ. وقالَ اللَّيْثُ: اعْتَرَسُوا عَنهُ، إِذا تَفَرَّقوا، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَر، لَا أَدْرِي مَا هُو. وتَعَرَّس لامْرَأَتِه: تَحَبَّبَ إِليها وأَلِفَهَا، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، ونَقَلَه ابنُ عبَّادٍ أَيضاً. ولَيْلَةُ التَّعْرِيسِ، هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي نَام فِيهَا رَسُولُ اللهُ صَلَّى اللهُ تَعَالَى علَيه وسلَّم، والقِصَّة مَشْهُورةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ والحَدِيثِ. ومِما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: عَرِسَ الرَّجُلُ عَرَساً، كفَرِحَ: أَعْيَا، وَقيل: أَعْيَا عَن الجِمَاعِ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ. وعَرِسَ عَنهُ: جَبُنَ وتَأَخَّرَ، قالَ أَبو ذُؤَيْب:
(حَتَّى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي وقَدْ عَرِسَتْ ... عَنْهُ الكِلاَبُ فأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ) والشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، كَمَا سيأْتِي. وعَرِسَ الشيْءُ عَرَساً: اشْتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ)
بينَهم: شَبَّ وَدَام والعَرِسُ، ككَتِفٍ: الذِي لَا يَبْرَحُ مَوْضِعَ القِتَالِ شَجَاعَةً. والعُرُوسُ، بالضّمِّ: لُغَةٌ فِي العَرُوسِ، بالفَتْحِ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وتَصْغِيرُه: عُرَيِّسٌ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عُمَر: أَنَّ امْرَأَةً قالَتْ لَهُ: إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ قد تَمَعَّطَ شَعَرُهَا. وإِنَّمَا لم تُلْحِقه تاءَ التَّأْنِيثِ وإِنْ كانَ مُؤَنَّثاً، لِقِيَامِ الحَرْفِ الرّابِعِ مَقَامَهُ، وتَصْغِيرُ العُرْسِ بالضّمّ، بغيرِ هاءٍ، وَهُوَ نادِرٌ، لأَنَّ حَقَّه الهاءُ، إِذ هُوَ مُؤَنَّثٌ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ. وأِعرَسَ بهَا، إِذا غَشِيَهَا، والعامّة تَقول عَرَّس بِهَا، قَالَ الراجِز يَصِف حِماراً:
(يُعْرِسُ أَبْكاراً بهَا وعُنَّساً ... أَكْرَمُ عِرْسٍ بَاءَةٌ إِذْ أَعْرَسَا)
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه نَهَى عَن مُتْعَة الحَجِّ، وَقَالَ: قد عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَعَلَه ولكنْ كَرِهْتُ أَن يَظَلُّوا مُعْرِسِينَ بهِنَّ تَحْتَ الأَراكِ، أَي مُلِمِّينَ بالنِّسَاءِ، وَهَذَا يَدُلُّ أنَّ إِلمامَ الرَّجُلِ بأَهْلِه يُسَمَّى إِعْرَاساً أَيّامَ بِنائِه عَلَيْهَا، وبَعدَ ذَلِك، لأَنَّ تَمتُّعَ الحاجِّ بامْرأَتِه يكونُ من بَعْدِ بِنائِه عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَر: أَعْرَسْتُم اللَّيْلَة قَالَ: نَعَم قَالَ ابنُ الأَثِير: أَعْرَس فَهُوَ مُعْرِسٌ، إِذا دَخَلَ بامْرأَتِه عندَ بِنائِهَا وأَرادَ بهِ هُنَا الوَطْءَ، فسَمّاه إِعْرَاساً، لأَنّه من تَوابِعِ الإِعْرَاسِ، قالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ: عَرَّس. والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: الذِي يَغْشَى امْرَأَتَه، وَقيل: هُوَ الكَثِيرُ التَّزَوُّجِ، وقِيل: هُوَ الكَثِيرُ النِّكَاح. وعَرَسَ البَعِيرَ عَرْساً: أوْثَقه بالعِرَاسِ، وَهُوَ الحَبْلُ، قالَه ابنُ القَطّاع. والعِرِّيسُ، كسِكِّيت: مَنْبِتُ أَصْلِ الإِنْسانِ فِي قَوْمه، قالَ جَرِيرٌ: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وعِرِّيسِي والعَرّاسُ، كشَدّادٍ: بائِعُ الأَعْراسِ، وَهِي الحِبَالُ. وأَعْرَسَ الفَحْلُ النّاقَةَ: أَبْرَكَها للضِّرَابِ، وَفِي التَّكْملَة: أَكْرَهَها للبُرُوكِ. والإِعْرَاسُ: وَضْعُ الرَّحَى عَلَى الأُخْرَى، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(كأَنَّ عَلى إِعْرَاسِه وبِنَائه ... وَئِيدَ جِيَادٍ قُرَّحٍ ضَبَرَتْ ضَبْرَا)
أَرادَ: على مَوْضِع إِعْرَاسِه. والعَرُوسُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ، رَحَمَه الله. وَهَذِه عرائسُ الإِبل، لكِرَامِهَا، حَكاه الزَّمَخْشَرِيّ.
والعُرَيْسَاءُ: مَوْضعٌ، عَن ابْن دُرَيْدِ. والمَعْرَسَانِيَّاتُ: أَرْضٌ، قَالَ الأَخْطَل:
(وبالمَعْرَسَانِيَّات حَلَّ وأَرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطَا مِنْهُ مَطَافِيلُ حُفَّلُ)
قَالَ الأَزْهَريّ: وَرأَيْتُ بالدَّهْناءِ جِبَالاً مِنْ نِقْيَانِ رِمَالِهَا يُقَالُ لَهَا: العَرَائِسُ، وَلم أَسْمَعْ لَهَا بوَاحِدٍ.
وعُرْسٌ، بالضّمّ: مَوْضِعٌ ببلدِ هُذَيْل. وسُوقُ بني العَرُوسِ: قَرْيَة من أَعْمال مِصْر. والعَرُوس) بَلْدةٌ باليَمن من أَعمال الحَجَّة. ومحمّد بن أَحْمد بن العُرَيِّسة، بالضَّمّ وَتَشْديد التحتيّة الْمَكْسُورَة، سَمِع أَبا الوَقْت، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّه. وعُرْسُ بنُ عَمِيرَةَ الكِنْدِيُّ، بالضّمّ، وَكَذَا عُرْسُ بنُ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ العامِرِيُّ. وعُرْسُ بن قَيْس بنِ سَعِيدٍ الكِنْدِيُّ: صحابِيُّون. وعُرْسُ بنُ فَهْدٍ المَوْصِلِيُّ، وأَبُو الغَنَائِم عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ بن عُرْسٍ ومحمّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عُرْس: مُحَدَّثُون. وأَبُو عبدِ اللهِ محمَّدِ بنُ عبدِ اللهِ بن عِرْسٍ المِصْرِيّ، بالكَسْرِ: من شُيُوخِ الطَّبَرانِيّ، والقاضِي مَحْمُودُ بنُ أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيُّ، يُلَقَّبُ بانِ عِرْسٍ، رَوَى عَن الناصِرِ لدينِ اللهِ بالإِجازَة، ضبَطه ابْن نُقْطَة بالكَسرِ.

عرس


عَرَسَ(n. ac. عَرْس)
a. Bound (camel).
b. Was cheerful, gay. _ast;

عَرِسَ(n. ac. عَرَس)
a. Was merry, boisterous.
b. [Bi], Kept, clave, held fast to.
c. Became severe.
d. ['An], Was fatigued, was incapacitated from.
e. ['An], Held back, refrained from.
f. Was perplexed, confused.

عَرَّسَa. Halted ( at night ).
أَعْرَسَa. Gave a marriage-feast.
b. Brought the bride home.
c. see (عَرِسَ) (b) & II.
تَعَرَّسَ
a. [La], Showed affection to.
عَرْسa. Partition, wall.
b. Tentpole.

عِرْس
(pl.
أَعْرَاْس)
a. Spouse: husband; wife.

عِرْسِيّa. A certain dye.

عُرْس
(pl.
أَعْرَاْس)
a. Wedding, marriage.
b. Marriage-feast; festivities, rejoicings.

عُرُس
( pl.

عُرُسَات )
a. see 3
عَرِيْس
a. [ coll. ]
see 26 (a)
عَرُوْس
(pl.
عُرُس)
a. Betrothed: bridegroom.
b. see 26t
عَرُوْسَة
(pl.
عَرَاْئِسُ)
a. Betrothed; bride.

عِرِّيْس
عِرِّيْسَة
30ta. Thicket; haunt of of a lion.

N. P.
عَرَّسَأَعْرَسَa. Halting-place, encampment, bivouac.

إِبْن عِرْس (
pl.
a. بَنَات عِرْس ), Weasel.

طرم

(ط ر م) : (الطَّارِمَةُ) بَيْتٌ كَالْقُبَّةِ مِنْ خَشَبٍ وَالْجَمْعُ الطَّارِمَاتُ.
ط ر م: (الطَّارِمَةُ) بَيْتٌ مِنْ خَشَبٍ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
ط ر م

بأسنانه طرامة: خضرة. وهو مليح الطرمتين وهما البياضان ف وسط الشفتين، يقال للسفلى: الطرمة، وللعليا: الثرمة فغلبوا. ورأيته قاعداً في الطارمة وهي بيت من خشب كالقبة. وطرمح البناء: طوله، ومنه: الطرماح.

طرم


طَرِمَ(n. ac. طَرْم)
a. Flowed out of the hive (honey).
b.(n. ac. طَرَم), Was full of honey (hive).
أَطْرَمَa. Became covered with tartar (tooth).

تَطَرَّمَa. Was shy, embarrassed.

طَرْم
طِرْم
2a. Honey; honey-comb.

طُرَاْمَةa. Tartar.

طُرْمُوْث (pl.
طَرَاْمِيْ4ُ)
a. Weak.
b. Bread.
[طرم] الطرم بالكسر : الزبد. قال الشاعر يصف النساء:

ومنهنّ مثلُ الشَهْدِ قد شِيبَ بالطِرْمِ . * والطِرْمُ أيضاً في بعض اللغات: العَسَلُ. والطِرْيَمُ: السحاب الكثيف. قال رؤبة:

في مكفهر الطريم الشرنبث * والطرامة بالضم: الخضرة على الأسنان وقد أَطْرَمَتْ أسنانهُ. والطارمة: بيت من خشب، فارسي معرب. 
طرم
الطَرْمُ: الشهْدُ. وقيل: الزُبْدُ.
وطَرَمَتِ النَّحْلُ تَطْرِمُ طَرْماً: إذا سَوَتْ مَوْضِعَها للتَّعْسِيْلِ. والطرْيَمُ: الشُّهْدُ أيضاً. والطَرْمُ: اسْمُ الكانُوْنِ.
والطِّرْمَةُ: البَثْرَةُ في وَسَطِ الشفَةِ السُّفْلَى. والطارِمَةُ - دَخِيْلٌ -: بَيْت كالقُبةِ من خَشَبِ. والطُّرَامَةُ: الوَسَخُ على الِإنسانِ. وقيل: اَلقَلَحُ في الأسْنَانِ، أطْرَمَتْ أسْنَانُه إطْراماً، وطُرِمَ فلانٌ. وتَطَرْيَمَ الرجُلُ في كَلَامِه: إذا الْتَاثَ فيه. وتَطَرْيَمَ في الطِّيْنِ: تَلَوَطَ به. وطَرْيَمَ الماءُ: عَرْمَضَ وخَبُثَ.
وكُلُ شَيْءٍ طَبَّقَ فقد طَرْيَمَ.
وطَرْيَمَ الوِرْدُ على الماءِ: كَثُرَ. والطَرْيَمَةُ: في الصَّخَبِ؛ وفي الغَلْيِ، وهي لكُلِّ ما فارَ وغَلى. وفلانٌ يَطِيْرُ طِرْيَمُه: إذا كانَ يَطِيْرُ حِدَةً وفُحْشاً.
والطَرْيَمُ: السَّحَابُ الكَثِيْفُ.
والطَّرَاطِمُ: العَجَمُ. والطُرْمُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ.
[ط ر م] الطِّرْمُ: العَسَلُ عَامَّةً، وقيل: الطِّرْمُ، والطَّرْمُ، والطِّرْيَمُ: العَسَلُ إذا امتَلأتِ البُيُوتُ خاصَّة، وقَدْ طَرِمَتْ. والطِّرْمُ: الشُّهْدُ، وقِيلَ: الزُّبْد. والطِّرْيَمُ: السِّحابُ الكَثِيفُ. والطِّرْيمُ: الطِّويلُ، حَكاهُ سيبَويِه. ومَرَّ طِرَيمٌ من اللَّيِل، أي: وقْتٌ، عن اللِّحِيانِيِّ. والطُّرْمةُ والطِّرْمُ: الكَانَونُ. والطُّرامَةُ: الرِّيقُ اليابِسُ على الفَمِ من العَطِشِ، وقِيلَ: هو ما يجِفَّ على فَمِ الرَّجُلِ من الرِّيقِ، من غَيرِ أَنْ يُقَيَّدَ بالعَطَشِ. والطُّرامَةُ أيضاً: الخُضْرَةُ على الأَسنانِ وهو أَشَفُّ من القَلَحِ، وقد أَطْرَمَتْ، قَالَ:

(إنّيِ قَلَيْتُ خَنِينَها إذْ أَعْرَضَتْ ... ونَواجِذَاً خُضْراً من الإطْرامِ)

وقَالَ اللِّحِيانيُّ: الطُّرامَة: بَقَّيُه الطَّعامِ بَيْنَ الأَسنانِ. وأَطْرَمَ فوه: تَغَيَّر عنها. والطِّرمَةُ، والطٌّ رْمةُ، والطَّرْمُه: النَّبْرةُ في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْياً، وهي في السُّفلَي التُّرْفَةُ، فإذا ضَمُّوها قالُوا: الطِّرْمَتانِ، فَغَلَّبّوا لَفْظَ الطِّرْمِة [على التُّرْفَةِ] . والطَّرْمةُ؛ بفتح الطاء: الكَبِدُ. والطَّارِمَةُ: بَيْتٌ من خَشَبِ كالقُبَّةِ، وهو دَخِيلٌ.
طرم: طريمة وجمعها طَرِائم: سرير خشب (ألكالا).
ويفسر فكتور بهذا الكلمة الأسبانية tarima وقد أصبحت تدل على سرير من خشب على الطريقة المغربية. ومنصة يبلغ ارتفاعها ثلاث أو أربع درجات يوضع عليها عادة سرير الملك (انظر المادة التالية) طارمة: يظهر أن معناها ظُلةَّ في عبارة الاغاني طبعة بولاق (6: 187) وانا مدين بها إلى السيد دي غويه، وهي: وهو جالس على سرير أبنوس وعليه قبَّة فوقها طارمة ديباج اصفر وهو يشرف على بستان في داره، وانظر ألف ليلة (1: 447) ففيها: خرج ضوء المكان وكان معه الوقاد يتفرجان تحت الطاروة.
طارمة: وجدت هذه الكلمة اسما أطلق على بناية. ففي تاريخ البربر (1: 505) فأوطن طرابلس فبنى مقعداً لِملكه بسور مما يلي البحر سمَّاه طارمة. وأرى إنها واق مفتوح طيارة (انظر الكلمة) التي تسمى أيضاً ظُلَّة ورواق.
طارمة: غرفة في المركب (بوشر).
طَارمة: قمرية في سفينة، قمارة (محيط المحيط) ابن بطوطة 2: 354، تاريخ البربر 2: 215) طارمة وجمعها طَوارم: سرير، مضجع (فوك).
وانظر المادة السابقة، ويقول بوسيبه أن طارمة وتجمع طارمات وطوارم وهي اسفل السَّدة ويفسر هذه الكلمة الأخيرة بأنه لوح مساحته متران في متر ونصف يوضع في زاوية غرف المغاربة وهي ضيقة مستطيلة عليها ستارة تتخذ سريراً للنوم.
طارمة: في تلمسان نوع السراديب، ومسكن في طبقة منخفضة عن الأرض (بوسييه).
طارمة: خزانة في حائط، طولاب في حائط (بوسييه).
إطْرَامَة، وجمعها أطاريم: غدّة أو خُراج ودّمل وبائي يؤدي إلى الموت. وعند نبريجا: غدّة وبائية وعند فكتور: غدّة طاعون.
إطرامة: وباء، طاعون (ألكالا).

طرم: الطِّرْمُ، بالكسر: العسَلُ عامة، وقيل: الطِّرْمُ والطَّرْمُ

والطِّرْيَمُ العسَلُ إذا امتَلأَتِ البيوتُ خاصةً. والطَّرْمُ والطِّرْمُ:

الشَّهْدُ، وقيل: الزُّبْدُ؛ قال الشاعر يصف النساء:

فمِنْهُنَّ مَنْ يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ،

ومنهنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قد شِيبَ بالطِّرْمِ

أَنشده الأَزهري وقال: الصواب:

ومنهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قد شِيبَ بالطِّرْم

وحكي عن ابن الأَعرابي قال: يقال للنَّحْل إذا مَلأَ أَبْنِيَتَه من

العَسَلِ: قد خَتَمَ، فإذا سَوَّى عليه قيل: قد طَرِمَ، ولذلك قيل للشَّهْدِ

طَرْمٌ وطِرْمٌ. والطَّرَمُ: سَيَلانُ الطِّرْمِ من الخَلِيَّةِ، وهو

الشَّهْدُ؛ قال ابن بري: شاهد الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشاعر:

وقد كنتِ مُزْجاةً زماناً بخَلَّةٍ،

فأَصبَحتِ لا تَرْضَينَ بالزَّغدِ والطِّرْمِ

قال: والزَّغْدُ الزُّبْدُ؛ وأَنشد لآخر:

فأُتينا بزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ،

بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ

قال: الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ، والحَتِيُّ سَويقُ المُقْلِ، والتامِكُ

السَّنامُ، والثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ.

والطِّرْيَمُ: السحابُ الكثيفُ؛ قال رؤبة:

فاضْطَرَّه السَّيْلُ بوادٍ مُرْمِثِ

في مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ

قال ابن بري: ولم يجئ الطِّرْيَمُ السحابُ إلا في رجز رؤبة؛ عن ابن

خالويه، قال: والطِّرْيَمُ العسلُ أَيضاً. والطِّرْيَمُ: الطويلُ؛ حكاه

سيبويه. ومَرَّ طِرْيَمٌ من الليل أي وقتٌ؛ عن اللحياني.

والطُّرْمَةُ والطُّرْمُ: الكانون.

والطُّرامةُ: الرِّيق اليابسُ على الفم من العطش، وقيل: هو ما يجِفُّ

على فم الرجل من الريق من غير أَن يُقيد بالعطش. والطُّرامَةُ، بالضم

أَيضاً: الخُضْرَة تَرْكَبُ على الأَسنان وهو أشَفُّ من القَلَح، وقد

أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً؛ قال:

إني قَنِيتُ خَنِينَها، إذْ أَعْرَضَتْ،

ونَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرام

وقال اللحياني: الطُّرامَةُ بَقِيَّةُ الطعام بين الأَسنان. واطَّرَمَ

فُوه: تغيَّر.

والطُّرْمَة والطَّرْمَة والطِّرْمَةُ: نُتُوءٌ

في وسط الشفة العُليا، وهي في السُّفْلى التُّرْفَةُ، فإذا جمعوا قالوا

طُرْمتين، فغَلَّبوا لفظ الطُّرْمة على التُّرْفَة. والطُّرْمَةُ:

بَثْرَةٌ

تخرج في وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَى. والطَّرْمة، بفتح الطاء: الكبد.

والطارِمَةُ: بيتٌ من خَشَب كالقبة، وهو دخيل أَعجمي مُعَرَّبٌ. وقال في

ترجمة طرن: طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا إذا اخْتَلَطوا من السُّكْر. ابن بري:

الطَّرْمُ اسم موضع؛ قال الأَعز بن مأْنوس:

طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ،

بالطَّرْم باتَ خيالُها يَسْرِي

ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال: الطَّرْمُ،

بفتح أَوله وإسكان ثانيه، مدينة وَهْشُِوذانَ الذي هَزَمَه عَضُدُ الدولة

فَنَّاخُسْرو؛ قال: قاله أَبو عبيد البكري في مُعْجم ما اسْتَعْجَمَ.

باب الطاء والراء والميم معهما ط ر م، ط م ر، ر ط م، ر م ط، م ط ر، م ر ط كلهن مستعملات

طرم: الطِّرْمُ في قولٍ: الشَّهْد، وفي قولٍ: الزُّبد. قال الشّاعر:

[فمِنْهُنَّ من يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ] ... ومِنْهنَّ مِثْلُ الشَّهْد قد شيب بالطرم  يعني: الزُّبد. وقال:

[فأُتينا بزغبد وحَتيٍّ] ... بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ

والطُّرْمُ: الكانون. والطُّرْمة: البَثرة في وسط الشَّفَة السُّفْلَى، والتُّرفةُ في العُليا، فإذا جمعوا قالوا: طُرْمتين، بتغليب الطُّرْمة على التُّرْفة. والطِّرْيَمُ: السَّحابُ الكَثيفُ، قال رؤبة :

في مُكْفِهرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبثِ

وقيل: الطِّرْيَم ما يكونُ فوقَ الماءِ من دمن وغُثاء. والطُّرامة: خُضرة في الأسنان، وقد أَطْرَمَتْ أَسْنانُه. والطّارمة، دخيل: وهو بيت كالقُبّة، من خشب.

طمر: طَمَرَ فلانٌ شيئاً، أي: خَبَّأَهُ حيثُ لا يُدْرَي. والمَطمورةُ: حُفْرة، أو مكانٌ تحت الأرض قد هيىء خفيّاً، يُطمَرُ فيه طعام أو مال . والطِّمْرُ: الثّوبُ الخَلَق. والطُّمرورُ: نعت الفَرَس الجواد. والطُّمُور: شِبْهُ الوُثُوب. وطامِرُ بن طامِر، أي: بُرْغُوث بن بُرْغُوث.

رطم: رَطَمْتُ الشَّيء رَطْمأ فارْتَطَم، أي: أَوْحَلْتُه فوَحِلَ. وارتطم فلانٌ في أَمْرٍ فلا مَخْرَج له منه. والرَّطوم: من نعت الحر الكبيرة الواسعة.

رمط: الرَّمطُ: مَجمَعُ العُرْفُط ونحوه من شَجَر العِضاه كالغيضة. وأنكره بعضٌ وقال: إنّما هو الرَّهَط والرّهاطة، وهو ما اجتمع من العُرْفُط.

مطر: المَطَرُ: الاسم [وهو الماء المُنْسَكِبُ من السَّحاب] ، والمَطرُ: فِعْلُهُ. والمطرة: الواحدة. ويوم مَطيرٌ: ماطِرٌ. ووادٍ مَطيرٌ: ممطور. ومَطَرَتْنا السّماءُ تَمْطُرُهُمْ مَطَراً، وأَمطَرَتْهُمُ [السّماء] وهو أَقْبَحُهُما. وأَمطَرهم اللهُ مَطَراً أو عذاباً. ورجلٌ مُستَمطِرٌ: طالبُ خيرٍ من إنسانٍ. ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: قد احتاج إلى المَطَر، وإن لم يُمْطَرْ، قال خُفاف [بن نُدبة:] لم يكس من وَرَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عودا

يصف القَحْط، وقال رؤبة:

والطَّيرُ تَهْوِي في السّماء مُطرَّا

يعني: مسرعة. وجاءتِ الخَيلُ مُتَمَطِّرة، [أي: مسرعة] يَسبِقُ بعضُها بعضاً.

مرط: المَرْطُ: نتفُك الشَّعر والرِّيش والصّوف عن الجسد، [تقول] : مَرَطتُ شَعْرَهُ فانمرط، وقد تَمَرَّط الذِّئب إذا سقط شَعْرُهُ وبقي شيء قليل، فهو أَمْرَطُ. والأَمْرَطُ: من لا شَعر على جَسَدة إلاّ قليل، فإنْ ذهَبَ كُلُّه فهو أَمْلَطُ، وقد مَرِط مَرَطأ. وسَهْمٌ أَمرَطُ: سَقَطَ قُذَذُه. وسَهمٌ مِراطٌ: لا ريشَ عليه والجميعُ [مرُط] ، وقيل: قد يُقالُ: سهم مُرُط، وجَمعُه: أمراط، قال ذو الرُّمّة:

.... كالقِداح الأمراط  ....

والمُرَيطاء: ما بين الصدر إلى العانة. والمُرُوطُ: سُرعة المَشْي والعَدْو، والخيل يَمْرُطنَ مروطأ. وفَرَسٌ مَرَطَى: سريع، وهو يَعْدُو المَرَطَى: [وهو ضرب من السير] ، قال:

يَعْدُو بيَ المَرَطَى والريح معتدل

والمرط: رِداءٌ من صُوفٍ أو خَزٍّ أو كَتّان، وجَمْعُه: مُرُوط.
طرم

(الطِّرْمُ، بالكَسْرِ والفتحِ: الشَّهْدُ) .
(و) قيل: (الزُّبْدُ) ، وأنشدَ الجوهريُّ لشاعرٍ يصفُ النِّساءَ:
(فَمِنْهُنَّ مَنْ يُلفَى كَصَابٍ وَعَلْقَمٍ ... ومِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرْم)
وأَنْشَدَه الأزهريُّ وَقَالَ: الصَّوابُ:
(وَمِنْهُنَّ مِثْلُ الزُّبْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرمِ ... )

(و) قَالَ الجوهريُّ: الطِّرْمُ، بِالْكَسْرِ: (العَسَلُ) فِي بعض اللُّغات.
وَقَالَ غَيره: هُوَ العَسَلُ (إِذا امْتَلأتْ مِنْهُ البُيُوتُ) خَاصَّة.
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الطِّرْمِ: العَسَلِ قولُ الشَّاعِر:
(وقَدْ كُنْتِ مُزْجَاةً زَمَاناً بِخَلَّةٍ ... فَأَصْبَحْتِ لَا تَرْضَيْنَ بالزَّغْدِ والطِّرْمِ)

قَالَ: والزَّغْدُ: الزُّبْدُ. وَقَالَ الآخَرُ:
(فَأُتِينَا بِزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ ... بَعْدَ طِرْمٍ وَتامِكٍ وثُمَالِ)

قَالَ: الزَّغْبَدُ: الزُّبْدُ. والحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْلِ. والتّامِكُ: السَّنَامُ. والثُّمَالُ: رَغْوَةُ اللَّبَنِ.
(وَقد طَرِمَتْ، بِالْكَسْرِ) : إِذا امْتَلأَتْ.
(و) الطُّرامةُ (كثُمامَةٍ: الخُضْرةُ) تَرْكَبُ (على الأَسْنانِ) كَمَا فِي الصِّحاح، والأَساس.
وَفِي المُحْكَم: وَهُوَ أَشَفُّ مِنَ القَلَحِ.
وَقَالَ غَيره: هُوَ الرِّيقُ الْيَابِسُ على الفَمِ من العَطَشِ.
وَقيل: هُوَ مَا يَجِفُّ على فَمِ الرَّجُلِ من الرِّيقِ، من غير أَن يُقَيَّدَ بالعَطَش.
(وَقد أَطْرَمتْ) أَسنانُه، قَالَ:
(إِنِّي قَنِيتُ خَنِينَها إِذْ أَعْرَضَتْ ... وَنَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرَام)

(و) قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطُّرامةُ: (بَقِيَّةُ الطَّعامِ) ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ: بَقِيَّةُ اللَّحْمِ (بَيْنَ الأَسْنانِ) .
(و) قد (اطْرَمَّ فُوهُ) اطْرِمَاماً، أَوْ أَطْرَمَ إِطْرَاماً: (تَغَيَّرَ لذَلِك) .
(والطّرْمَةُ: مثلَّثَةً: النَّبْرَةُ) فِي (وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا) وَهِي فِي السُّفْلَى التُّرْفَةُ، فَإِذا ثَنَّوْهما قالُوا: الطُّرْمتانِ، فَغَلَّبُوا لفظَ الطُّرْمَةِ على التُّرْفَةِ.
وَيُقَال: الطُّرْمَةُ: بَثْرةٌ تخرجُ فِي وَسَطِ الشَّفّةِ السُّفْلَى، هكّذا وقعَ فِي بعض الأُصُولِ. وَفِي الأَساس هُوَ مَليحُ الطُّرْمَتَيْن، وهما بَياضانِ فِي وَسَطِ الشَّفَتَيْنِ، يُقال للسُّفْلَى: الطُّرْمَةُ، وللعُلْيَا التُّرْفَةُ، فَغُلِّبا.
والطَّرْمَةُ، (بالفَتْحِ: الكَبِدُ) .
(والطُّرْمُ، بالضَّمِّ: الكانُونُ، كالطُّرْمَةِ) هَكَذَا فِي النُّسَخ. وَوقعَ فِي اللِّسان: الطُّرَامةُ، كثُمامَةٍ.
(و) الطُّرْمُ: (شَجَرٌ) .
(و) الطَّرَمُ، (بالتَّحْرِيك؛ سَيَلانُ) الطِّرْمِ، وَهُوَ (العَسَلُ من الخَلِيَّةِ) .
وَحَكى الأَزْهريُّ عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: يُقال للنَّحْلِ إِذَا مَلأَ أَبْنِيَتَهُ من العَسَل: قد خَتَمَ، فَإِذا سَوَّى عَلَيْهِ قيل. قد طَرِمَ، وَلذَلِك قِيلَ للشَّهْدِ: طَرْمٌ.
(وَتَطَرَّمَ فِي كَلَامه: الْتَاثَ) .
(وَتَطَرْيَمَ فِي الطِّينِ) : إِذَا (تَلَوَّثَ) . [بِهِ]
(وَطَرْيَمَ الماءُ) : إِذا (خَبُثَ، وَعَرْمَضَ) ، أَي طَحْلَبَ.
(و) طَرْيَمَ (الشيءُ) : إِذا (طَبَّقَ) ، أَي صَارَ طَبَقاً على طَبَقٍ.
(و) الطِّرْيَمُ (كَحِذْيَمٍ: العَسَلُ) ، عَن ابْن بَرِّي، زادَ ابنُ سِيدَه: إِذا امْتَلَأت البُيُوتُ خَاصَّةً.
(و) أَيضاً (السَّحَابُ الكَثِيفُ) ، نَقله الجوهريُّ، وأَنْشَدَ لِرُؤبَةَ:
(فاضْطَرَّهُ السَّيلُ بوَادٍ مُرْمِثِ ... )

(فِي مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ ... )

(قَالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَجِئ الطِّرْيَمُ: السَّحابُ إِلَّا فِي رَجَز رُؤْبَةَ، عَن ابنِ خَالَوَيْهِ.
(وطار طِرْيَمُه) : إذَا (احْتَدَّ) غَضَباً، وَهُوَ مجَاز.
[] وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
مَرَّ طِرْيَمٌ من اللَّيل - كحِذْيَمٍ - أَيْ: وَقْتُ، عَنِ اللِّحْيانِىّ.
والطِّرْيَمُ أَيضاً: الطَّوِيلُ من النَّاس، عَن سِيبَوَيْهِ، ونَقَله أبُو حَيَّان أَيْضا.
وأَيضاً الزَّبَدُ يَعْلُو الخَمْرَ، نَقَلَه أَبو حَيَّان.
والطَّارِمَة: بَيْتٌ من خَشَب، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، نَقَله الجَوْهَرِى، زَادَ الأزهرِيّ: كالقُبَّةِ، وَهُوَ دَخِيل.
وَقَالَ الأَزهريُّ فِي تَرْجَمَةِ (طرن) : طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا: إِذا اخْتَلَطُوا من السُّكْرِ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّي: الطَّرْم: مَوْضِعٌ، قَالَ ابنُ مَأْنُوسٍ:
(طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ ... بالطَّرْم بَاتَ خَيالُها يَسْرِي)

قَالَ صاحِبُ اللِّسَان: ورأيتُ حاشِيَةً بخَطّ الشَّيخ رَضِيِّ الدِّين الشَاطِبِيِّ قَالَ: الطَّرْمُ، بالفَتْحِ: مدينةُ وَهْشُذَانَ الَّذِي هَزَمَهُ عَضُدُ الدَّولة فَنَّاخُسْرُو، وقَالَه أبُو عُبَيدٍ البَكْرِيُّ فِي مُعْجَمِ مَا اسْتَعْجَمَ.

عدا

عدا
عدا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ع د و - عدَا). 
(عدا) عدوا وعدوا وتعداء وعدوانا جرى وَعَلِيهِ عدوا وعدوا وعداء وعدوانا ظلمه وَتجَاوز الْحَد واللص على الشَّيْء عداء وعدوانا وعدوانا سَرقه وَعَلِيهِ وثب وَفُلَانًا عَن الْأَمر عدوا وعدوانا صرفه وشغله وَمِنْه (فَمَا عدا مِمَّا بدا) وَالْأَمر وَعنهُ جاوزه وَتَركه
و (عدا) من أدوات الِاسْتِثْنَاء تنصب مَا بعْدهَا على أَنَّهَا فعل وتجره على أَنَّهَا حرف جر وَإِذا دخلت عَلَيْهَا (مَا) المصدرية وَجب نصب مَا بعْدهَا على المفعولية تَقول جَاءَ الْقَوْم عدا مُحَمَّدًا وَعدا مُحَمَّد وَمَا عدا مُحَمَّدًا
(عدا) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنه أُهدِى له لبن بمَكَةَ فعَدَّاه"
قال الأصمَعِىّ: عَدَّى الشَّىءَ يُعَدِّيه، إذا صَرفَه عن الشيءِ. وعَدّهِ عنك: أي اصْرِفْه، وعَدِّ عن كذا: أي انْصَرِف عنه، ومعناه أَنّه صَرَفَه إلى مُهْدِيه ولم يَقبَلْه، أو قَبِلَه وصَرفَه إلى غيره، وتَعدَّى مَأْخُوذٌ من عُدْوَةِ الوَادِى وهو جانبه، أي مَضىَ إليه.
- في حَديث خَيْبَر: "فخَرجَت عَادِيَتُهم"
: أي الذين يَعدُونَ على أَرْجُلِهم، وهم العَدِىُّ أَيضًا.
- في الحديث: "المُعْتَدِى في الصَّدقة كَمانِعها"
وفي رواية: "في الزَّكاة"
قيل: هو أن يُعْطِيَها غيرَ مُستَحِقِّيها. وقيل: أراد أيضا، إذا أَجحفَ برَبِّ المَالِ في أخْذِ الخِيارِ؛ لأنه إذا فعل ذلك رُبَّما مَنَع رَبَّ المَالِ في السَّنَة الأُخرَى، فيكون سَبَبَ ذلك العامِلُ. فشَرَكَه في الإِثمِ.
- في حديث قُسٍّ : "فإذا شَجَرةٍ عَادِيَّةٍ"
: أي قَدِيمة كأنها نُسِبت إلى عَادٍ ، وكذا نَسَبوا كُلَّ قَديمٍ إلى عَادٍ وإن لم يُدرِكْهم، وبِئْر عَادِيَّة كذلك.
ع د ا: (الْعَدُوُّ) ضِدُّ الْوَلِيِّ وَالْجَمْعُ (الْأَعْدَاءُ) يُقَالُ: (عَدُوٌّ) بَيِّنُ (الْعَدَاوَةِ) وَ (الْمُعَادَاةِ) وَالْأُنْثَى (عَدُوَّةٌ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ نَحْوُ: رَجُلٌ صَبُورٌ وَامْرَأَةٌ صَبُورٌ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا جَاءَ نَادِرًا قَالُوا: هَذِهِ عَدُوَّةُ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا أَدْخَلُوا فِيهَا الْهَاءَ تَشْبِيهًا بِصَدِيقَةٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ يُبْنَى عَلَى ضِدِّهِ. وَ (الْعِدَا) بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْأَعْدَاءُ وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْمٌ عِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا أَيْ أَعْدَاءٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: قَوْمٌ أَعْدَاءٌ وَعِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ قُلْتَ: (عُدَاةٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْعَادِي) الْعَدُوُّ. وَ (تَعَادَى) الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ. وَ (الْعَدَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ تَجَاوُزُ الْحَدِّ فِي الظُّلْمِ. يُقَالُ (عَدَا) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ سَمَا وَ (عَدَاءً) بِالْمَدِّ وَ (عَدْوًا) أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَقَرَأَ الْحَسَنُ عُدُوًّا مِثْلُ سُمُوٍّ. وَ (عَدَا) فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وَبِغَيْرِ مَا تَقُولُ جَاءَنِي الْقَوْمُ عَدَا زَيْدًا وَمَا عَدَا زَيْدًا بِنَصْبِ مَا بَعْدَهَا. وَ (عَدَاهُ) يَعْدُوهُ (عَدْوًا) جَاوَزَهُ. وَ (التَّعَدِي) مُجَاوَزَةُ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِهِ يُقَالُ: (عَدَّاهُ تَعْدِيَةً فَتَعَدَّى) أَيْ تَجَاوَزَ. وَ (عَدٍّ) عَمَّا تَرَى أَيِ اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْهُ. وَ (الْعُدْوَانُ) الظُّلْمُ الصُّرَاحُ وَقَدْ (عَدَا) عَلَيْهِ (عَدْوًا) وَ (عُدُوًّا) وَ (اعْتَدَى) عَلَيْهِ وَ (تَعَدَّى) عَلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (عَوَادِي) الدَّهْرِ عَوَائِقُهُ. وَ (الْعُدْوَةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا جَانِبُ الْوَادِي وَحَافَتُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَ (الْعَدْوَى) طَلَبُكَ إِلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ يُقَالُ: (اسْتَعْدَيْتُ) الْأَمِيرَ عَلَى فُلَانٍ (فَأَعْدَانِي) أَيِ اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فَأَعَانَنِي وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْعَدْوَى) وَهِيَ الْمَعُونَةُ. وَ (الْعَدْوَى) أَيْضًا مَا يُعْدِي مِنْ جَرَبٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَهُوَ مُجَاوَزَتُهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى غَيْرِهِ. يُقَالُ: أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ أَوْ مِنْ عِلَّةٍ بِهِ أَوْ مِنْ جَرَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا عَدْوَى» أَيْ لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا. وَ (الْعَدْوُ) الْحُضْرُ تَقُولُ: (عَدَا) يَعْدُو (عَدْوًا) وَ (أَعْدَى) فَرَسَهُ. وَأَعْدَى فِي مَنْطِقِهِ أَيْ جَارَ. وَدَفَعْتُ عَنْكَ (عَادِيَةَ) فُلَانٍ أَيْ ظُلْمَهُ وَشَرَّهُ. 
عدا
العَدُوُّ: التّجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب، فيقال له: العَدَاوَةُ والمُعَادَاةُ، وتارة بالمشي، فيقال له: العَدْوُ، وتارة في الإخلال بالعدالة في المعاملة، فيقال له: العُدْوَانُ والعَدْوُ. قال تعالى: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وتارة بأجزاء المقرّ، فيقال له: العَدْوَاءُ. يقال: مكان ذو عَدْوَاءَ ، أي: غير متلائم الأجزاء. فمن المُعَادَاةِ يقال:
رجلٌ عَدُوٌّ، وقومٌ عَدُوٌّ. قال تعالى: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [طه/ 123] ، وقد يجمع على عِدًى وأَعْدَاءٍ. قال تعالى: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ [فصلت/ 19] ، والعَدُوُّ ضربان:
أحدهما: بقصد من المُعَادِي نحو: فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ [النساء/ 92] ، جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان/ 31] ، وفي أخرى: عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ [الأنعام/ 112] .
والثاني: لا بقصده بل تعرض له حالة يتأذّى بها كما يتأذّى ممّا يكون من العِدَى، نحو قوله:
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ
[الشعراء/ 77] ، وقوله في الأولاد: عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
[التغابن/ 14] ، ومن العَدْوِ يقال: فَعَادَى عِدَاءً بين ثور ونعجة
أي: أَعْدَى أحدهما إثر الآخر، وتَعَادَتِ المواشي بعضها في إثر بعض، ورأيت عِدَاءَ القوم الّذين يَعْدُونَ من الرَّجَّالَةِ. والاعْتِدَاءُ:
مجاوزة الحقّ. قال تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا
[البقرة/ 231] ، وقال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
[النساء/ 14] ، اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
[البقرة/ 65] ، فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها
[البقرة/ 229] ، وقال: فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
[المؤمنون/ 7] ، فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ
[البقرة/ 178] ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ
[الشعراء/ 166] ، أي: مُعْتَدُونَ، أو مُعَادُونَ، أو متجاوزون الطّور، من قولهم: عَدَا طوره، وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
[البقرة/ 190] . فهذا هو الاعْتِدَاءُ على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة، لأنه قال:
فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 194] ، أي: قابلوه بحسب اعْتِدَائِهِ وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه.
ومن العُدْوَانِ المحظور ابتداء قوله: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ [المائدة/ 2] ، ومن العُدْوَانِ الذي هو على سبيل المجازاة، ويصحّ أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
[البقرة/ 193] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير باغ لتناول لذّة، وَلا عادٍ
أي متجاوز سدّ الجوعة. وقيل: غير باغ على الإمام ولا عَادٍ في المعصية طريق المخبتين . وقد عَدَا طورَهُ: تجاوزه، وتَعَدَّى إلى غيره، ومنه: التَّعَدِّي في الفعل. وتَعْدِيَةُ الفعلِ في النّحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عَدَا كذا يستعمل في الاستثناء، وقوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، أي: الجانب المتجاوز للقرب.
[عدا] العَدُوُّ: ضدُّ الوَليِّ ; والجمع الأعداءُ، وهو وصفٌ ولكنّه ضارع الاسمَ. يقال: عَدَوٌّ بيِّن العَداوَةِ والمعاداة، والانثى عدوة. قال ابن السكيت: فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء، نحو رجل صبور وامرأة صبور، إلا حرفا واحدا جاء نادرا، قالوا هذه عدوة الله. قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء. تشبيها لها بصديقة، لان الشئ قد يبنى على ضده. والعدا، بكسر العين: الأعْداءُ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له. قال ابن السكيت: ولم يأت فِعَلٌ في النُعوت إلا حرف واحد، يقال: هؤلاء قومٌ عِدًا، أي غرباء، وقومٌ عدا أي أعداء. وأنشد لسعد بن عبد الرحمن بن حسان : إذا كنت في قوم عدا لست منهم * فكل ما علفت من خبيث وطيب قال: ويقال قوم عِدًا وعُدًا، أي أعْداءٌ، مثل سوى وسوى. قال الأخطل: ألا يا اسْلَمي يا هندُ هندَ بني بَدْرِ * وإنْ كانَ حَيَّاناً عُدًا آخر الدهر يروى بالضم والكسر. وقال ثعلب: يقال قوم أعْداءٌ وعِدًا بكسر العين، فإن أدخلت الهاء قلت عداة بالضيم. (*) والعادي: العَدُوُّ. قالت امرأةٌ من العرب: أشْمَتَ ربّ العالمين عادِيَكَ. وتَعادى القوم من العَداوَة. وتَعادى ما بينهم أي فسَد. وتَعادى: تباعد. قال الأعشى يصف ظبيةً وغزالها: وتَعادى عنه النهارَ فما تَعْ‍ * جوهُ إلا عُفافَةً أو فواق يقول: تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئبُ بها على ولدها. والعِداءُ بالكسر والمدّ: الموالاة بين الصيدَين تَصْرَع أحدَهما على إثر الآخر في طَلَق واحد. قال امرؤ القيس: فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ * دِراكاً ولم يُنْضَحْ بماء فيُغْسَلِ والعَداءُ بالفتح والمدّ: طَوارُ كلّ شئ، وهو ما انقاد معه من عَرْضِهِ وطوله. والعَداءُ أيضاً: تجاوُز الحدّ والظُلم. يقال عَدا عليه عَدْواً وعُدُوًّا وعَداءً، ومنه قوله تعالى: (فيَسُبُّوا الله عَدْوًا بغير علم) . وقرأ الحسن: (عدوا) مثل جلوس. وعدا: فعل يستثنى به مع ما وبغير ما، تقول: جاءني القوم ما عدا زيداً وجاءوني عدا زيداً، تنصب ما بعدها بها، والفاعل مضمرٌ فيها. وعداه يعدوه، أي جاوزه. وما عدا فلانٌ أن صنع كذا. ومالي عن فلان مَعْدًى، أي لا تَجاوُز لي إلى غيره. يقال: عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى، أي تجاوز. وعَدِّ عما ترى، أي اصرف بصرَك عنه. وتَعادى القومُ، إذا أصاب هذا مثلُ داءٍ هذا من العَدْوى، أو يموت بعضهم في إثر بعض. قال الشاعر: فمالك من أروى تَعادَيْتِ بالعَمى * ولاقيتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا والعُدْوانُ: الظُلم الصراح. وقد عَدا عليه، وتَعَدَّى عليه، واعْتَدى كلُّه بمعنًى. وعَوادي الدهر: عوائقه. قال الشاعر : هَجَرَتْ غَضوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وَليكَ تَشْعَبُ والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانبُ الوادي وحافَتُه. قال الله تعالى: (إذ أنتم بالعُدْوَةِ الدُنيا وهُمْ بالعدوة القصوى) . والجمع عداء، مثل برمة (*) وبرام، ورهمة ورهام، وعديات . وقال أبو عمرو: العُدْوَةُ والعِدْوَةُ: المكان المرتفع. والعَدْوى: طلبُك إلى والٍ ليُعْدِيَكَ على من ظلمك، أي ينتقم منه. يقال: اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فأعْداني عليه، أي استعَنت به عليه فأعانَني عليه، والاسم منه العَدْوى، وهي المَعونَةُ. والعَدْوى أيضاً: ما يُعْدي من جَربٍ أو غيره، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال: أعْدى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ، أو من عِلَّة به أو جربٍ. وفى الحديث: " لا عدوى " أي لا يعدى شئ شيئا. والعَدو: الحُضّرُ. وأعْدَيْتُ فرسي واسْتَعْدَيْتُهُ، أي استحضرته. وأعْدَيْتَ في منطقك، أي جرت. وفلان مَعْدِيٌّ عليه، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر: وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني * أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا الأصمعي: العُدَواءُ على وزن الغُلَواءِ: المكان الذي لا يطمئنُّ من قَعد عليه. يقال: جئتُ على مركبٍ ذي عُدَواءَ، أي ليس بمطمئنٍّ ولا مستو. وأبو زيد مثله. الاصمعي: نمت على مكان مُتَعادٍ، إذا كانَ متفاوتاً ليس بمستوٍ. وهذه أرض مُتَعادِيَةٌ: ذات جِحَرَةٍ ولخاقيقَ: وعُدَواءُ الشغلِ أيضا: موانعه. قال العجاج يصف ثورا يحفر كناسا. وإن أصاب عدواء احرورفا * عنها وولاها ظلوفا ظلفا والعدواء أيضا: بعد الدار. ويقال: إنَّه لعَدَوانٌ بفتح العين والدال، أي شديد العَدْوِ. وذئبٌ عَدَوانٌ أيضاً: يَعْدو على الناس. ومنه قولهم: السطان ذو عدوان وذو بدوان. وعدوان بالتسكين: قبيلة، وهو عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان. والعادية من الإبل: المقيمة في العِضاهِ لا تفارقها، وليست ترعى الحَمْض. وقال كثَّير: وإنّ الذي يبغي من المال أهلُها * أوارِكُ لمَّا تأتلفْ وعَوادي يقول: أهل هذه المرأة يطلُبون من مهرها مالا يكون ولا يمكن، كما لا تأتلف هذه الابل الاوارك والعوادي. وكذلك العادِياتُ. وقال: رأى صاحبي في العادِياتِ نَجيبَةً * وأمْثالَها في الواضعاتِ القَوامِسِ ودفعتُ عنك عادِيَةَ فلانٍ، على أي ظلمه وشرَّه. والعَدِيُّ: الذين يَعْدونَ على أقدامهم، وهو جمع عاد مثل غاز وغزى. وقال : لما رأيت عدى القومِ يَسْلُبُهُمْ * طَلْحُ الشَواجِنِ والطَرْفاءُ والسلم وعدى من قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنسبة إليه عدوى. وعدى بن مناة من الرباب رهط ذى الرمة. وعدى في بنى حنيفة. وعدى في فزارة. وبنو العدوية: قوم من حنظلة وتميم. والعدوية من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع، يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل. يقال: أصابت الابل عدوية. وسموأل بن عادياء ممدود. قال النمر بن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته * والخل والخمر التى لم تمنع وقد قصره المرادى في الشعر فقال: بنى لنا عاديا حصنا حصينا * إذا ما سامنى ضيم أبيت
[عدا] فيه: لا "عدوى" ولا صفر، العدوى اسم من الإعداء، كالبقوى من الإبقاء، أعداه الداء بأن يصيبه مثل ما بصاحب الداء بأن يكون ببعير جرب مثلًا فيتقي مخالطته بابل أخرى حذرًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها ويظنون أنه بنفسه يتعدى فأبطله الإسلام وأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يمرض وينزل الداء، ولذا قال: فمن أعدى الأول، أي من أين صار فيه الجرب. ك: أي لا عدوى بطبعه ولكن بقضائه وإجراء العادة، فلذا نهى عن إيراد الممرض على المصح، وقال: وفر من المجذوم، وقيل: إنه مستثنى من لا عدوى. ط: العدوى مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير وهو بزعم الطب في سبع: الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية، فأبطله الشرع أي لا تسري علة إلى شخص، وقيل: بل نفى استقلال تأثيره بل هو متعلق بمشيئة الله، ولذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل والسفينة المعيبة، وأجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عامة، وأرى القول الثاني أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث والأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد. بغوي: وقيل: إن الجذام ذو رائحة تسقم من أطال صحبته ومؤاكلته ومضاجعته، وليس من العدوى بل من باب الطب كما يتضرر بأكل ما يعاف وشم ما يكره والمقام في مقام لا يوافق هواه، وكله بإذن اللهوفلم "يعد" أن رأى الناس- ويشرح في كاف. غ: "فمن "اعتدى" عليكم" أي ظلمكم "فاعتدوا" عليه" أمر إباحة لا ندب. "ولا "تعد" عينك عنهم"، لا تجاوزهم إلى غيرهم. "وأولادكم "عدوا" لكم" أي سببًا إلى معاصي الله، يستوي فيه الواحد وغيره. و"العدواء" الأرض الصلبة.

عدا: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً

وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قال رؤبة:

من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ

وحكى سيبويه: أَتيْته عَدْواً، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل،

وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع. وقالوا: هو مِنِّي

عَدْوةُ الُفَرَس، رفعٌ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه، وقد أَعْداه

إذا حَمَله على الحُضْر. وأَعْدَيْتُ فرسي: اسْتَحضَرته. وأَعْدَيْتَ في

مَنْطِقِكَ أَي جُرت. ويقال للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قال الله

تعالى: والعادِياتِ ضَبْحاً؛ قال ابن عباس: هي الخَيْل؛ وقال علي، رضي الله

عنه: الإِبل ههنا. والعَدَوانُ والعَدَّاء، كلاهما: الشَّديدُ العَدْوِ؛

قال:

ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر:

وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ

وقال الأَعشى:

والقارِحَ العَدَّا، وكلّ طِمِرَّةٍ

لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها

أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم

بذلك. وقال بعضهم: فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو، وذئْبٌ عَدَوانٌ

إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ؛ وأَنشد:

تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ،

نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ،

وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي

والعِداء والعَداءَ: الطَّلَق الواحد، وفي التهذيب: الطَّلَق الواحد

للفرس؛ وأَنشد:

يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

وقال: فمن فَتَحَ العينَ قال جازَ هذا إلى ذاك، ومن كَسَر العِدَاء

فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ، من العَدْو وهو الحُضْر، حتى يَلْحقَه.

وتَعادىَ القومُ: تَبارَوْا في العَدْو. والعَدِيُّ: جماعةُ القومِ

يَعْدون لِقِتال ونحوه، وقيل: العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة، وذلك

لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ

وهو منه؛ قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي:

لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم

طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يَسْلُبهم: يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم، وهذا البيت استشهد به

الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم، قال: وهو جمع عادٍ

مثل غازٍ وغَزِيٍّ؛ وبعده:

كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ،

إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم

والشَّواجِنُ: أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة، يقول: لمَّا

هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. وفي حديث لُقْمان: أَنا

لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ؛ العاديَة: الخَيْل تَعْدو، والعادي

الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد، وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ؛

ومنه حديث خيبر: فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم.

قال ابن سيده: والعاديةُ كالعَدِيِّ، وقيل: هو من الخَيْلِ خاصَّة، وقيل:

العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان؛ قال أبو ذؤيب:

وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما

تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِيحُ

ويقال: رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون

الفُرْسان. وقال أَبو عبيد: العَدِيُّ جماعة القَوْم، بلُغةِ هُذَيل.

وقوله تعالى: ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ

عَدْواً بغير علم، وقرئ: عُدُوّاً مثل جُلُوس؛ قال المفسرون: نُهُوا قبل

أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها،

وقوله: فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم؛ أَي فيسبوا الله عُدْواناً

وظُلْماً، وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام، لأَن المعنى

فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً، ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله

للظلم، ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً.

يقال في الظُّلْم: قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي

ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر، وقرئ: فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً، بفتح

العين وهو ههنا في معنى جماعة، كأَنه قال فيسُبُّوا الله أَعداء، وعَدُوّاً

منصوب على الحال في هذا القول؛ وكذلك قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ

عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ؛ عَدُوّاً في معنى أَعداءً، المعنى كما

جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَعداء، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك

من الأَنبياء وأُممهم، وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به، وشياطينَ

الإِنس منصوب على البدل، ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول

ثان وشياطين الإنس المفعول الأول. والعادي: الظالم، يقال: لا أَشْمَتَ

اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ. قال أَبو بكر: قولُ العَرَب

فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه. ويقال:

فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان

وعَدُوُّ فلان، فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال: هو خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ

التأْنيثِ لازمةٌ له، ومن قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه

بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور؛ قال الأَزهري: هذا إِذا

جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً

مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك. وقوله

تعالى: فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين؛ أَي فلا سَبيل، وكذلك قوله: فلا

عُدْوانَ عليَّ؛ أَي فلا سبيل عليَّ. وقولهم: عَدَا عليه فَضَربه بسيفه،

لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم. وعَدَا

عَدْواً: ظَلَمَ وجار. وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِيَ عليه أَي

سُرِقَ مالُه وظُلِمَ. وفي الحديث: ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ

غَنَمٍ؛ العادي: الظَّالِمُ، وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء. وفي

الحديث: ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي

الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا قَطْعَ على

عادِي ظَهْرٍ. وفي حديث ابن عبد العزيز: أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً

فلم يَرَ قَطْعَه وقال: تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ؛ العادِية: من عَدَا

يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه، والظَّهْرُ: ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء،

ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ. وقوله

تعالى: فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ قال يعقوب: هو فاعِلٌ من عَدَا

يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ. قال: وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ

فقلب، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان: الظُّلْم. وقوله تعالى: ولا

تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان؛ يقول: لا تَعاوَنوا على المَعْصية

والظُّلْم. وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً

وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى، كُلُّه: ظَلَمه. وعَدَا بنُو فلان على بني

فلان أَي ظَلَمُوهم. وفي الحديث: كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم

الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء؛ العَداءُ، بالفتح والمد: الظُّلْم

وتَجاوُز الحدّ. وقوله تعالى: وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا

تَعْتَدوا؛ قيل: معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا

تَقتلوا غَيْرَهُمْ، وقيل: ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل

النِّساءِ والأَطفال. وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه، كلاهما:

تَجاوَزَة. وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ: جاوَزَهُ على المَثَل. ويقال: ما يَعْدُو

فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه. والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشيء إِلى

غَيْرِه، يقال: عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ. وقوله: فلا تَعْتَدُوها أَي

لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها، وكذلك قوله: ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله؛

أَي يُجاوِزْها. وقوله عز وجل: فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم

العادُون؛ أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به، وقوله عز وجل: فمن

اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغــه ويُغْنِيه

من الضرورة، وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ. يقال:

تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته. وقد قالت العرب:

اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ، كأَن معناه جاز عن الحق إِلى

الظلم. وعَدَّى عن الأَمر: جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه. وفي الحديث:

المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها، وفي رواية: في الزَّكاة؛ هُو أَن

يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها، وقيل: أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ

خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما

في الإِثم سواء. وفي الحديث: سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ؛ هو

الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة. وقوله

تعالى: فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم؛

سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلين

واحدةٌ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية؛ والعرب تقول: ظَلَمني

فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا،

والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل

قوله: وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها؛ السيئة الأُولى سيئة، والثانية مُجازاة

وإن سميت سيئة، ومثل ذلك في كلام العرب كثير. يقال: أَثِمَ الرجلُ

يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً.

قال الله تعالى: ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً؛ أَي جزاءً لإِثْمِه. وقوله:

إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون ما أُمرُوا به.

والعَدْوَى: الفساد، والفعلُ كالفعل. وعَدا عليه اللِّصُّ عَداءً

وعُدْواناً وعَدَواناً: سَرَقَه؛ عن أَبي زيد. وذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. وذِئْبٌ

عَدَوانٌ: يَعْدُو على الناسِ؛ ومنه الحديث: السلطانُ ذو عَدَوانٍ وذو

بَدَوانٍ؛ قال ابن الأَثير: أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ، من قولك: ما

عَداك أَي ما صَرَفَك. ورجلٌ مَعْدُوٌّ عليه ومَعْدِيٌّ عليه، على قَلْب

الواوِ ياءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حكاها سيبويه؛ وأَنشد لعبد يَغُوث بن وَقَّاص

الحارثِي:

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني

أَنا الليث، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا

أُبْدِلَت الياءُ من الواو اسْتِثْقالاً. وعدا عليه: وَثَب؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عارِمٍ الكلابي:

لقد عَلمَ الذئْب الذي كان عادِياً،

على الناس، أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ

وقد يكون العادي هنا من الفساد والظُّلم. وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً

وعُدْواناً وعَدّاه، كلاهما: صَرَفَه وشَغَله. والعَداءُ والعُدَواءُ

والعادية، كلُّه: الشُّغْلُ يَعْدُوك عن الشيء. قال مُحارب: العُدَواءُ عادةُ

الشُّغْل، وعُدَواءُ الشُّغْلِ موانِعُه. ويقال: جِئْتَني وأَنا في

عُدَواءَ عنكَ أَي في شُغْلٍ؛ قال الليث: العادِيةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر

يَعْدُوك عن أُمورك أَي يَشْغَلُك، وجمعها عَوَادٍ، وقد عَداني عنك أَمرٌ

فهو يَعْدُوني أَي صَرَفَني؛ وقول زهير:

وعادَكَ أَن تُلاقِيها العَدَاء

قالوا: معنى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، ويقال: معنى قوله عادَكَ عادَ لك

وعاوَدَك؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابِي:

عَداكَ عن رَيَّا وأُمِّ وهْبِ،

عادِي العَوادِي واختلافُ الشَّعْبِ

فسره فقال: عادي العوادي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ، وهذا كقوله

زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ. والعُدَواءُ: إِناخةٌ قليلة.

وتعادَى المكانُ: تَفاوَتَ ولم يَسْتوِ. وجَلَس على عُدَواءَ أَي على غير

استقامة. ومَرْكَبٌ ذُو عُدَواءَ أَي ليس بمُطْمَئِنٍّ؛ قال ابن سيده: وفي بعض

نسخ المصنف جئتُ على مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مصروف، وهو خطأٌ من أَبي عُبَيد

إِن كان قائله، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.

والتَّعادِي: أَمكنةٌ غير مستويةٍ. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة:

وكان في المسجد جَراثِيمُ وتَعادٍ أَي أَمكنة مختلفة غير مُستوية؛ وأَما

قول الشاعر:

منها على عُدَواء الدار تَسقِيمُ

(* قوله «منها على عدواء إلخ» هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم: هام الفؤاد بذكراها وخامره)

قال الأَصمعي: عُدَواؤه صَرْفُه واختلافه، وقال المؤرّج: عُدَواء على

غير قَصْدٍ، وإذا نام الإنسانُ على مَوْضِعٍ غير مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ

وانْخفاضٌ قال: نِمْتُ على عُدَواءَ. وقال النضر: العُدَواءُ من الأَرض

المكان المُشْرِف يَبْرُكُ عليه البعيرُ فيَضْطَجعُ عليه، وإلى جنبه مكانٌ

مطمئنٌ فيميل فيه البعير فيتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، وتَوَهُّنه

أَن يَمُدَّ جسمَه إلى المكان الوَطِئ فتبقى قوائمه على المُشْرِف ولا

يَسْتَطيع أَن يقومَ حتى يموت، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عمرو: العُدَواءُ

المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه مُتطأْطِئٌ، وهو المُتَعادِي. ومكانٌ

مُتَعادٍ: بعضُه وبعضُه مُتطامِن ليس بمُسْتوٍ. وأَرضٌ مُتعادِيةٌ: ذاتُ

جِحَرة ولَخاقِيق. والعُدَواءُ، على وَزْن الغُُلَواءِ: المكان الذي لا

يَطْمَئِنُ مَن قَعَد عليه.

وقد عادَيْتُ القِدْر: وذلك إذا طامَنْتَ إحدى الأَثافيِّ ورَفَعْت

الأُخْرَيَيْن لتميل القِدْر على النار.وتعادَى ما بينهم: تَباعَدَ؛ قال

الأَعشى يصف ظَبْيَة وغَزالها:

وتعادَى عنه النهارَ، فمَا تَعْـ

ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

يقول: تباعَدُ عن وَلَدها في المَرعى لئلا يَسْتَدِلَّ الذَّئبُ بها على

ولدِها. والعُدَواءُ: بُعْدُ الدار. والعَداءُ: البُعْد، وكذلك

العُدَواءُ. وقومٌ عِدًى: متَابعدون، وقيل: غُرباءُ، مقصورٌ يكتب بالياء،

والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ قال

الشاعر:

إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ منهم،

فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب

قال ابن بري: هذا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي، وقيل: هو

لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي، وقال ابن السيرافي: هو لدُودانَ بنِ

سَعْدٍ الأَسَدِي، قال: ولم يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًى، ومكانٌ

سِوًى، وماءٌ رِوًى، وماءٌ صِرًى، ومَلامةٌ ثِنًى، ووادٍ طِوًى، وقد جاء

الضمُّ في سُوًى وثُنًى وطُوًى، قال: وجاء على فِعَل من غير المعتلِّ لحمٌ

زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة؛ قال عليّ بنُ حمزة: قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ،

بالكسرة، لا غيرُ، فأما في الأعداءِ فيقال عِدًى وعُُدًى وعُداةٌ. وفي حديث

حبيب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر، رضي الله عنه، عن حِمْصَ قال: رَحِمَ

الله عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَىَ

(* في النهاية:

العدى بالكسر الغرباء والاجانب والأعداء، فأما بالضم قهم الأعداء خاصة.) ؛

العِدَى، بالكسر: الغُرَباءَ، أراد أنه يعزل قَوْمه من الولايات ويوَلي

الغُربَاء والأَجانِبَ؛ قال: وقد جاء في الشعر العِدَى بمعنى الأَعْداءِ؛

قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري:

فأَمَتْنا العُداةَ من كلِّ حَيٍّ

فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ العِداءُ

قال: وهذا يتوجه على أَنه جمع عادٍ، أَو يكون مَدَّ عِدًى ضرورة؛ وقال

ابن الأعرابي في قول الأَخطل:

أَلا يا اسْلَمِي يا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

وإنْ كان حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ

قال: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدًى إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا

أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ. وقومٌ عِدًى إذا كانوا حَرْباً، وقد رُوِي هذا

البيتُ بالكسر والضم، مثل سِوًى وسُوًى. الأَصمعي: يقال هؤلاء قومِ عدًى ،

مقصور، يكون للأعداء وللغُرَباء، ولا يقال قوم عُدًى إلا أَن تدخل الهاء

فتقول عُداة في وزن قضاة، قال أَبو زيد: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم

وتَفَرُّقُهم.

والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيق، يكون للواحد والاثنين والجمع والأُنثى

والذكَر بلفظٍ واحد. قال الجوهري: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ، وهو وصْفٌ

ولكِنَّه ضارع الاسم. قال ابن السكيت: فَعُولٌ إذا كان في تأْويل فاعلٍ كان

مُؤَنَّثُه بغير هاء نحو رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور، إلا حرفاً واحداً

جاءَ نادراً قالوا: هذه عَدُوَّة لله؛ قال الفراء: وإنما أَدخلوا فيها

الهاء تشبيهاً بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ، ومما وضَع به ابن

سيده من أَبي عبد الله بن الأَعرابي ما ذكره عنه في خُطْبة كتابه المحكم

فقال: وهل أَدَلُّ على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قولِ أَبي عبدِ

الله بنِ الأَعرابي في كتابه النوادر: العَدوّ يكون للذكر والأُنثى بغير

هاء، والجمع أَعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى، فأَوْهم أَن هذا

كلَّه لشيءٍ واحد؟ وإنما أَعداءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً

كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ، لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً متساويانِ

في العِدَّةِ والحركة والسكون، وكون حرف اللين ثالثاً فيهما إلا بحسب

اختلاف حَرفَيِ اللَّين، وذلك لا يوجبُ اختلافاً في الحكم في هذا، أَلا

تَراهم سَوَّوْا بين نَوارٍ وصَبورٍ في الجمع فقالوا نُوُرٌ وصُبُرٌ، وقد

كان يجب أَن يكسَّر عَدُوٌّ على ما كُسّرَ عليه صَبُورٌ؟ لكنهم لو فعلوا

ذلك لأَجْحفوا، إذ لو كَسَّروه على فُعُلٍ للزم عُدُوٌ، ثم لزم إسكان الواو

كراهية الحركة عليها، فإذا سَكَنَت وبعدها التنوين التقى ساكناًًً ُ ئُ

آؤآؤ ٍُى

ُْدٌ ، وليس في الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة، فإن أَدَّى إلى ذلك

قياس رُفِضَ، فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عُدٍ،

فتَنَكَّبت العرب ذلك في كل معتلِّ اللام على فعول أَو فَعِيل أَو فَعال أَو

فِعالٍ أَو فُعالٍ على ما قد أَحكمته صناعة الإعرابِ، وأَما أَعادٍ فجمعُ

الجمع، كَسَّروا عَدُوّاً على أَعْداءٍ ثم كَسَّروا أَعْداءً على أَعادٍ

وأَصلُه أَعاديّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأن حرفَ اللَّين إذا ثبَت رابعاً في

الواحدِ ثبتَ في الجمع، واكان ياء، إلا ان يُضْطَرَّ إليه شاعر كقوله

أَنشده سيبويه:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

ولكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الياءَين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع

مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قال: ولا يمتنع أَن يجيء على الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ،

فكذلك لا يمتنع أَن يقال أَعادِيّ، وأَما عُداةٌ فجمع عادٍ؛ حكى أَبو زيد

عن العرب: أَشْمَتً اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ، وهذا مُطَّرِدٌ في باب

فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ، يعني أَن يُكَسَّر على فُعلَةٍ كقاضٍ

وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ، وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة

عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، وهذا شبيه بلفظِ أَكثرِ الناس في توهُّمِهم أَن كُماةً

جمعُ كَمِيٍّ، وفعيلٌ ليس مما يكسَّر على فُعَلةٍ، وإنما جمعُ سحٍَِمِيٍّ

أَكماءٌ؛ حكاه أَبو زيد، فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَى شجاعتَه

وشهادَتَه كتَمها، وأَما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع، لأن فِعَلاً

وفُعَلاً ليسا بصيغتي جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة وربما كانت لفَعْلة، وذلك

قليل كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر، والله أَعلم.

والعَداوة: اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ، يقا: عَدُوٌّ بَيِّنُ العَداوة،

وفلانٌ يُعادِي بني فلان. قال الله عز وجل: عسَى اللهُ أَن يَجْعلَ بينَكم

وبينَ الذين عادَيْتم منهمْ مَوَدَّة؛ وفي التنزيل العزيز: فإِنَّهم

عَدَوٌّ لي؛ قال سيبويه: عَدُوٌّ وصْفٌ ولكنه ضارَع الاسم، وقد يُثنَّى

ويُجمع ويُؤَنَّث، والجمع أَعْداءٌ، قال سيبويه: ولم يكسرَّ على فُعُلٍ، وإن

كان كصَبُورٍ، كراهية الإِخْلالِ والاعْتلال، ولم يكسَّر على فِعْلانٍ

كراهية الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن ليس بحاجز حصِين، والأعادِي جمع

الجمع. والعِدَى، بكسر العين، الأَعْداءُ، وهوجمعٌ لا نظير له، وقالوا في

جَمْعِ عَدُوَّة عدايا لم يُسْمَعْ إلا في الشعر. وقوله تعالى

هُمفاحْذَرْهُم؛ قيل: معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَى، وقيل: معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ

لأَنهم كانوا أَعْداء النبي،صلى الله عليه وسلم، ويُظهرون أَنهم معه.

والعادي: العَدُوُّ، وجَمْعُه عُداةٌ؛ قالت امرأَة من العرب:

أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ

وقال الخليل في جماعة العَدُوِّ عُدًى وعِدًى، قال: وكان حَدُّ الواحد

عَدُو،بسكون الواو، ففخموا آخره بواو وقالوا عَدُوٌّ، لأنهم لم يجدوا في

كلام العرب اسماً في آخره واو ساكنة، قال: ومن العرب من يقول قومٌ عِدًى،

وحكى أَبو العباس: قومٌ عُدًى، بضم العين، إلا أَنه قال: الاخْتِيار إذا

كسرت العين أن لا تأْتيَ بالهاء، والاختيارُ إذا ضَمَمْتَ العينَ أَن

تأْتيَ بالهاء؛ وأَنشد:

مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى

بلَيلى، وإن لم تَجْزني ما أَدِينُها

وقد عادَاه مُعاداةً وعِداءً، والاسمُ العَداوة، وهو الأَشدُّ عادياً.

قال أَبو العباس: العُدَى جمع عَدوّ، والرُّؤَى جمع رؤيَةٍ، والذُّرَى جمع

ذِرْوَة؛ وقال الكوفيون: إنما هو مثل قُضاة وغُزاة ودُعاة فحذفوا الهاء

فصارت عُدًى، وهو جمع عادٍ. وتَعادَى القومُ: عادَى بعضُهم بعضاً. وقومٌ

عِدًى: يكتب بالياء وإن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التي في أَوَّله،

وعُدًى مثله، وقيل: العُدَى الأَعْداءُ، والعِدَى الأَعْداءُ الذين لا

قَرابة بينك وبينَهُم، قال: والقول هو الأَوّل. وقولُهم: أَعْدَى من

الذئبِ، قال ثعلب: يكون من العَدْوِ ويكون من العَداوَة، وكونُه من العَدْوِ

أَكثر، وأُراه إنما ذهب إلى أَنه لا يقال أَفْعَل من فاعَلْت، فلذلك جاز

أَن يكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة. وتَعادَى ما بينَهم: اخْتَلف.

وعَدِيتُ له: أَبْغَضْتُه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن شميل: رَدَدْت عني

عادِيَةَ فلان أَي حِدَّته وغَضبه. ويقال: كُفَّ عنا عادِيَتَك أَي ظُلْمك

وشرّك، وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغِية والثاغية. يقال: سمعت راغِيَةَ

البعير وثاغية الشاة أَي رُغاء البعير وثُغاء الشاة، وكذلك عاديَةُ الرجل

عَدْوُه عليك بالمكروه.والعُدَواء: أَرض يابسة صُلْبة ورُبَّما جاءت في

البئر إذا حُفِرَتْ، قال: وقد تَكُون حَجَراً يُحادُ عنه في الحَفْرِ؛ قال

العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:

وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عَنْها، وَوَلاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا

أَكَّد بالظُّلَّفِ كما يقال نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه

جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً، وهذا الرجز أَورده الجوهري شاهداً على عُدَواءِ

الشُّغْلِ موانِعِه؛ قال ابن بري: هو للعجاج وهو شاهد على العُدَواء الأرضِ

ذات الحجارة لا على العُدَواء الشُّغْلِ، وفسره ابن بري أَيضاً قال :

ظُلَّف جمع ظالِف أَي ظُلُوفُهِ تمنع الأَذى عنه؛ قال الأزهري: وهذا من قولهم

أَرض ذاتُ عُدَواءَ إذا لم تكن مستقيمة وَطِيئةً وكانت مُتَعادِيةً. ابن

الأَعرابي: العُدَواءُ المكان الغَلِيظ الخَشِن. وقال ابن السكيت: زعم

أَبو عمرو أَن العِدَى الحجارة والصُّخور؛ وأَنشد قول كُثَيَّر:

وحالَ السَّفَى يَيني وبَينَك والعِدَى،

ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ النَّقيبة ماجِدُ

أَراد بالسَّفَى ترابَ القبر، وبالعِدَى ما يُطْبَق على اللَّحد من

الصَّفائح.

وأَعْداءُ الوادي وأَعْناؤه: جوانبه؛ قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ

العِدَى، وهي الحجارة والصخور:

أَو اسْتَمَرّ لَمسْكَنٍ، أَثْوَى به

بِقَرارِ ملْحَدةِ العِداءِ شَطُونِ

وقال أَبو عمرو: العِداءُ، ممدودٌ، ما عادَيْت على المَيّت حينَ

تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه، الواحدة عِداءة. ويقال

أَيضاً: العِدَى والعِداءُ حجر رقيق يستر به الشيء، ويقال لكلِّ حجر يوضع

على شيء يَسْتُره فهو عِدَاءٌ؛ قال أُسامة الهذلي:

تالله ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى

قد ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى،

مُغادَراً تحتَ العِداء والثَّرَى

معناه: ما حُبِّي عليّاً بخَطَاٍ. ابن الأعرابي: الأعْداء حِجارَة

المَقابر، قال: والأدْعاء آلام النار

(* قوله «آلام النار» هو هكذا في الأصل

والتهذيب.)

ويقال: جـئْـتُك على فَرَسٍ ذي عُدَواء، غير مُجْرىً إذا لم يكن ذا

طُمَأْنينة وسُهولة.

وعُدَوَاءُ الشَّوْق: ما بَرَّح بصاحبه.

والمُتَعَدِّي من الأفعال: ما يُجاوزُ صاحبَه إلى غيره. والتَّعَدِّي في

القافِية: حَرَكة الهاء التي للمضمر المذكر الساكنة في الوقف؛

والمُتَعَدِّي الواوُ التي تلحقُه من بعدها كقوله:

تَنْفُشُ منه الخَيْل ما لا يَغْزِ لُهُو

فحَركة الهاء هي التَّعَدِّي والواو بعدها هي المُتَعَدِّي؛ وكذلك قوله:

وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي

حركة الهاء هي التَّعَدِّي والياء بعدها هي المُتَعَدِّي، وإنما سميت

هاتان الحركتان تَعَدِّياً، والياء والواوُ بعدهما مُتَعَدِّياً لأنه

تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عن الواجبِ، ولا يُعْتَدُّ به في الوزن لأنّ الوزنَ قد

تَناهى قبلَه، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

وعَدَّاه إليه: أَجازَه وأَنْفَذَه.

ورأيتهم عدا أَخاك وما عدَا أَخاكَ أَي ما خَلا، وقد يُخْفَض بها دون ما

، قال الجوهري: وعَدَا فعل يُسْتَثْتى به مع ما وبغير ما ، تقولُ جاءَني

القومُ ما عَدَا زيداً، وجاؤوني عدًا زيداً، تنصبُ ما بعدها بها

والفاعلُ مُضْمَر فيها. قال الأَزهري: من حروف الاستثناء قولهم ما رأَيت أَحداً

ما عَدَا زيداً كقولك ما خلا زيداً، وتَنْصب زيداً في هذَيْن، فإذا

أَخرجتَ ما خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ ما رأيتُ أَحداً عدَا زيداً وعدا زيدٍ وخلا

زَيْداً وخَلا زيدٍ، النصب بمعنى إلاَّوالخفضُ بمعنى سِوى.

وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ

لك عليها، هذه عن ابن الأَعرابي. ويقال: تعَدَّ ما أَنت فيه إلى غيره أَي

تجاوَزْه. وعدِّ عما أَنت فيه أَي اصرف هَمَّك وقولَك إلى غيره.

وْعَدَّيْتُ عني الهمَّ أَي نحَّيته. وتقول لمن قَصَدَك: عدِّ عنِّي إلى غيري:

ويقال: عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَي جافِها، وما عدا فلانٌ أَن صَنعَ كذا،

وما لي عن فلانٍ مَعْدىً أَي لا تَجاوُزَ لي إلى غيره ولا قُصُور دونه.

وعَدَوْته عن الأمر: صرَفْته عنه. وعدِّ عما تَرَى أَي اصرف بصَرَك عنه.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فيهما نبيذٌ

فشَرِبَ من إحداهما وعَدَّى عن الأُخرى أَي تَرَكها لما رابه منها. يقال: عدِّ

عن هذا الأمرِ أَي تجاوَزْه إلى غيره؛ ومنه حديثه الآخرُ: أَنه أُهْدِيَ

له لبن بمكة فعدَّاه أَي صرفه عنه.

والإعْداءُ: إعْداءُ الحرب. وأَعداه الداءُ يُعديه إعداءً: جاوزَ غيره

إليه، وقيل: هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ.

وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به: جوّزه إليه، والاسم من كل ذلك

العَدْوى. وفي الحديث: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا

غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً. وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث، وهو اسمٌ

من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ. والعَدْوى:

أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن

يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه، فقد أَبطَله

الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الأَمر ليس كذلك، وإنما الله تعالى هو الذي

يُمرض ويُنْزلُ الداءَ، ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له، صلى الله

عليه وسلم: إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها،

فقال النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، للذي خاطبه: فمَن الذي أَعدَى البعيرَ

الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب؟ قال الأَزهري: العَدْوَى أَن يكون

ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته

حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه.

ويقال: إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى

يَجْرَبَ، وقد نَهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، مع إنكاره العَدْوى، أَن

يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها

العَدْوَى. والعَدْوَى: اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي، فهو مُعْدٍ، ومعنى

أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره، أَو أَجاز جَرَباً بغيره

إِليه، وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ. وتعادَى القومُ أَي

أَصاب هذا مثلُ داء هذا. والعَدْوَى: طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ

ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه. قال ابن سيده: العَدْوَى النُّصْرَة

والمَعُونَة. وأَعْداهُ عليه: نَصَره وأَعانه. واسْتَعْداهُ: اسْتَنْصَره

واستعانه. واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه. وأَعْداهُ

عليه: قَوَّاه وأَعانه عليه؛ قال يزيد ابن حذاق:

ولقد أَضاءَ لك الطَّريقُ، وأَنْهَجَتْ

سُبُلُ المكارِمِ، والهُدَى يُعْدي

أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك على الطَّريقِ ويُعينُك؛

وقال آخر:

وأَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ

فتُعْطِي، وقد يُعْدِي على النَّائِلِ الوُجْدُ

ويقال: اسْتَأْداه، بالهمزة، فآداه أَي أَعانَه وقَوَّاه، وبعضُ أَهل

اللغة يجعل الهمزة في هذا أَصلاً ويجعل العين بدلاً منها. ويقال: آدَيْتُك

وأَعْدَيْتُك من العَدْوَى، وهي المَعونة. وعادى بين اثنين فصاعِداً

مُعاداةً وعِداءً: وإلي؛ قال امرؤ القيس:

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ،

وبين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

ويقال: عادى الفارِسُ بين صَيْدَيْن وبين رَجُلَين إِذا طَعَنهما طعنتين

مُتَوالِيَتَيْن. والعِدَاء، بالكسر، والمُعاداة: المُوالاة والمتابَعة

بين الاثنين يُصرَعُ أَحدهما على إِثر الآخر في طَلَقٍ واحد؛ وأَنشد

لامرئ القيس:

فعادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونَعْجةٍ

دِراكاً، ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

يقال: عادَى بين عَشَرة من الصَّيْد أَي والى بينها قَتْلاً ورَمْياً.

وتعادَى القومُ على نصرهم أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا. وعِداءُ كلِّ شيءٍ

وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه: طَوَارُه، وهو ما انْقادَ معه

مِن عَرْضِه وطُولِه؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن

العلاء:بَكَتْ عَيْني، وحَقَّ لها البُكاءُ،

وأَحْرَقَها المَحابِشُ والعَدَاء

(* قوله« المحابش» هكذا في الأصل.)

وقال ابن أَحمر يخاطب ناقته:

خُبِّي، فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ

إِلاّ العَداءُ، وإِلا مكنع ضرر

(* قوله« إلا مكنع ضرر» هو هكذا في الأصل.)

ويقال: لَزِمْت عَداءَ النهر وعَدَاءَ الطريق والجبلِ أَي طَوَاره. ابن

شميل: يقال الْزَمْ عَدَاء الطريق، وهو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه. ويقال:

خُذْ عَداءَ الجبل أَي خذ في سَنَدِه تَدورُ فيه حتى تعلُوَه، وإِن

اسْتَقام فيه أَيضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَه. وقال ابن بزرج: يقال الْزَمِ عِدْوَ

أَعْدَاءِ الطريقِ

(* قوله« عدو أعداء الطريق» هكذا في الأصل والتهذيب.)

والْزَمْ أَعْدَاء الطريق أَي وَضَحَه. وقال رجل من العرب لآخر:

أَلَبناً نسقيك أَم ماءً؟ فأَجاب: أَيَّهُما كان ولا عَدَاءَ؛ معناه لا بُدَّ من

أَحدهما ولا يكونن ثالث.

ويقال: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ.

قال الأَزهري: والتَّعْداءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز.

والعِدَى والعَدَا: الناحية؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَعْداءٌ.

والعُدْوةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عن كراع. والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوةُ

والعَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الوادي؛ حكى اللحياني هذه الأَخيرةَ عن يونس.

والعُدْوة: سنَدُ الوادي، قال: ومن الشاذِّ قراءة قَتادة: إِذ أَنتم

بالعَدْوةِ الدنيا.والعِدْوة والعُدْوة أَيضاً: المكان المرتفع. قال الليث:

العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادي، ويقال عِدْوة. وفي التنزيل: إِذ أَنتم

بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القُصْوى؛ قال الفراء: العُدْوة شاطئُ

الوادي، الدنيا مما يَلي المدينة، والقُصْوَى مما يلي مكة، قال ابن السكيت:

عُدْوةُ الوادي وعِدْوتُه جانبُه وحافَتُه، والجمع عِدًى وعُدًى؛ قال

الجوهري: والجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ؛

قال ابن بري: قال الجوهري الجمع عِدَياتٌ، قال: وصوابه عِدَاواتٌ ولا

يجوز عِدِواتٌ على حدّ كِسِراتٍ. قال سيبويه: لا يقولون في جمع جِرْوةٍ

جِرِياتٌ، كراهة قلْب الواو ياءً، فعلى هذا يقال جِرْوات وكُلْياتٌ

بالإِسكان لا غيرُ. وفي حديث الطاعون: لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادياً له

عُدْوتانِ؛ العدوة، بالضم والكسر: جانبُ الوادي، وقيل: العُدوة المكان المرتفع

شيئاً على ما هو منه. وعَداءُ الخَنْدَقِ وعَداء الوادي: بطنُه وعادَى

شعرَه: أَخَذَ منه. وفي حديث حُذَيْفَة: أَنه خرج وقد طَمَّ رأْسَه فقال:

إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا يُصيبُها الماء جَنابةً، فمن ثَمَّ عاديتُ رأْسي

كما تَرَوْنَ؛ التفسير لشمر: معناه أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ

الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر، وقال غيره: عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه

ولم أَدْهُنْه، وقيل: عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضْوء وغُسْلٍ.

ورَوَى أَبو عَدْنانَ عن أَبي عبيدة: عادَى شعره رَفَعَه، حكاه الهَرَويّ في

الغريبين، وفي التهذيب: رَفَعَه عند الغسلِ. وعادَيْت الوسادةَ أَي

ثَنَيْتُها. وعادَيْتُ الشيءَ: باعَدْته. وتَعادَيْتُ عنه أَي تَجَافَيْت. وفي

النوادر: فلان ما يُعادِيني ولا يُواديني؛ قال: لا يُعاديني أَي لا

يُجافِيني، ولا يُواديني أَي لا يُواتيني.

والعَدَوِيَّة: الشجر يَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربيع.قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل، يقال: أَصاب المالُ عَدَويَّةً، وقال

أَبو حنيفة: لم أَسمَعْ هذا من غير أَبي زِيادٍ. الليث: العَدَوِيَّة من

نبات الصيف بعد ذهاب الربيع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل،

تقول: أَصابت الإِبلُ عَدَويَّةً؛ قال الأَزهري: العَدَويَّة الإِبل التي

تَرْعى العُدْوة، وهي الخُلَّة، ولم يضبط الليث تفسير العَدَويَّة فجعله

نَباتاً، وهو غلط، ثم خَلَّط فقال: والعَدَويَّة أَيضاً سِخالُ الغنم،

يقال: هي بنات أَربعين يوماً، فإِذا جُزَّت عنها عَقِيقتُها ذهب عنها هذا

الاسم؛ قال الأَزهري: وهذا غلط بل تصحيف منكر، والصواب في ذلك

الغَدَويَّة، بالغين، أَو الغَذَويَّة، بالذال، والغِذاء: صغار الغنم، واحدها

غَذِيٌّ؛ قال الأَزهري: وهي كلها مفسرة في معتل الغين، ومن قال العَدَويةُ

سِخال الغنم فقد أَبْطَل وصحَّف، وقد ذكره ابن سيده في مُحكَمِه أَيضاً فقال:

والعَدَويَّة صِغارُ الغنمِ، وقيل: هي بناتُ أَربعين يوماً.

أَبو عبيد عن أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً

وهو أَن يَمُوتَ بعضهم في إِثْر بعض. قال ابن سيده: وتَعادَى القومُ

وتَعادَتِ الإِبلُ جميعاً أَي مَوَّتَتْ، وقد تَعادَتْ بالقَرْحة. وتَعادَى

القوم: ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ في شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ واحد؛ قال:

فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعادَيْت بالعَمى،

ولاقَيْتِ كَلاّباً مُطِّلاً وراميا

يدعُو عليها بالهلاكِ.

والعُدْوة: الخُلَّة من النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها

الإِبلُ قيل إِبل عُدْويَّةٌ على القِياسِ، وإِبلٌ عَدَويَّة على غَيْرِ

القِياسِ، وعَوادٍ على النَّسَبِ بغير ياء النَّسَبِ؛ كلّ ذلك عن ابن

الأَعرابي. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعى الحَمْضَ قال كُثَيِّر:

وإِنَّ الذي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها

أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي

ويُرْوى: يَبْغِي؛ ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون في مَهْرِها من

المالِ ما لا يُمْكن ولا يكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ

والعَوادي، فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوادِيَ على هذَيْن القولين هي التي تَرْعى

الخُلَّةَ والتي تَرْعَى الحَمْضَ، وهما مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن

الخُلَّة ما حَلا من المَرْعى، والحَمْض منه ما كانت فيه مُلُوحَةٌ،

والأَوارك التي ترعى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ ولا خُلَّة، إِنما هو شجر عِظامٌ.

وحكى الأَزهري عن ابن السكيت: وإِبلٌ عادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة ولا

تَرْعَى الحَمْضَ، وإِبلٌ آركة وأَوَارِكُ مقيمة في الحَمْضِ؛ وأَنشد بيت كثير

أَيضاً وقال: وكذلك العادِيات؛ وقال:

رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً،

وأَمْثالها في الواضِعاتِ القَوامِسِ

قال: ورَوَى الرَّبيعُ عن الشافعي في باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ

وأَوارِكَ، قال: والفرق بينهما ما ذكر. وفي حديث أَبي ذرّ: فقَرَّبوها

إِلى الغابة تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو في الشَّجَر؛ يعني الإِبلَ أَي

تَرْعى العُدْوَةَ، وهي الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل.

قال الجوهري: والعادِيةُ من الإِبل المُقِيمة في العِضاهِ لا تُفارِقُها

وليست تَرْعَى الحَمْضَ، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: فإذا شَجَرة

عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ، وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ، صلى

الله عليه وعلى نَبيِّنا وسلم، وكلّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لم

يُدْرِكْهُم. وفي كتاب عليٍّ إِلى مُعاوية: لم يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا

وعادِيُّ طَوْلِنا على قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا.

وتَعدَّى القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن

اشْتِراء اللَّحْمِ، وتَعَدَّوْا أَيضاً: وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ

فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ وقول سَلامَة بن جَنْدَل:

يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها،

ولَوْ تَعادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب

معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ وقول الكميت:

يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الـ

أَبعدِ، هَلْ في مطافِهِ رِيَب؟

قال: عَدْوة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هل يَرى رِيبةً تَريبهُ. وقال

الأَصمعي: عداني منه شر أَي بَلَغني، وعداني فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ

يَعْدُوني عَدْواً؛ وفلان قد أَعْدَى الناس بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً،

وقد جلَسْتُ إِليه فأَعْداني شرًّا أَي أَصابني بشرِّه. وفي حديث عليّ،

رضي الله عنه، أَنه قال لطَلْحَة يومَ الجَمَل: عرَفْتَني بالحجاز

وأَنْكَرْتني بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا؟ وذلك أَنه كان بايَعه بالمَدِينة

وجاءَ يقاتله بالبَصْرة، أَي ما الذي صَرَفَك ومَنَعك وحملك على

التَّخَلّف، بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم في الطاعة والمتابعة، وقيل: معناه ما

بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي، وقيل: معنى قوله ما عَدَا مِمَّا

بدَا أَي ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَي ما شَغَلك؛ وأَنشد:

عداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي

عَجايا كلُّها، إِلاَّ قَلِيلاَ

وقال الأَصمعي في قول العامة: ما عدَا مَنْ بَدَا،

هذا خطأٌ والصواب أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا، على الاستفهام؛ يقول: أَلمْ

يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم، ولو أَراد الإِخبار قال: قد عَدَا منْ

بَدانا بالظلم أَي قد اعْتَدَى، أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا. قال أَبو

العباس: ويقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظاهراً

جِهاراً.وعَوادي الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قال الشاعر:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يتَجَنَّبُ،

وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ

وقال المازني: عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى؛ وأَنشد:

وما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلاَّ،

حتى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلاَّ

وعَدِيٌّ: قَبيلَةٌ. قال الجوهري: وعَدِيٌّ من قُرَيش رهطُ عُمر بن

الخطاب، رضي الله عنه، وهو عَدِيُ بن كَعْب بن لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ

بن مالكِ بنِ النَّضْرِ، والنسبة إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ، وحُجَّة

مَن أَجازَ ذلك أَن الياءَ في عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصحيح في

اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عليها فقالوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ، جَرَى

مَجْرَى حَنِيفٍ فقالوا عَدَيِيٌّ كما قالوا حَنَفِيٌّ، فِيمَن نُسِب إِلى

حَنِيفٍ. وعَدِيُّ بن عبد مَناة: من الرِّباب رَهْطِ ذي الرُّمَّة،

والنسبة إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ، وعَدِيٌّ في بني حَنيفة، وعَدِيٌّ في فَزارة.

وبَنُو العَدَوِيَّة: قومٌ من حَنْظلة وتَمِيمٍ.وعَدْوانُ، بالتسكين:

قَبيلَةٌ، وهو عَدْوانُ بن عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ؛ قال الشاعر:

عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوا

نَ، كانوا حيَّةَ الأَرضِ

أَراد: كانوا حَيَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ موضع الجمع. وبَنُو

عِدًى: حَيٌّ من بني مُزَيْنَة، النَسَبَ إِليه عِداويٌّ نادرٌ؛ قال:

عِداوِيَّةٌ، هيهاتَ منكَ محلُّها

إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أُوارَةِ. ومَعْدِ يكرَبَ: من جَعله مَفْعِلاً كان له

مَخْرَج من الياء والواو، قال الأَزهري: مَعْدِيكرَب اسمان جُعِلا اسماً

واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً، وهو الفتح. وبنو عِداءٍ

(* قوله« وبنو عداء

إلخ» ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين، وفي

القاموس: وبنو عداء، مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ.): قبيلة؛ هن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلمْ تَرَ أَنَّنا، وبَني عِداءٍ،

توارَثْنا من الآباء داءَ؟

وهم غيرُ بني عِدًى من مُزينة. وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ، ممدودٌ؛ قال

النَّمِر بن تَوْلب:

هَلاَّ سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه،

والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع

وقد قصَره المُرادِي في شِعْره فقال:

بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً،

إِذا ما سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ

طيف

(طيف) طوف (فِي التَّعَدِّي واللزوم)

طيف


طَافَ (ي)(n. ac. طَيْفمَطَاف [] )
a. Appeared (spectre).
طَيَّفَa. see
طَوَفَ
طَيَّفَ
طَيْفa. Apparition, phantom, spectre, ghost.
b. Madness, insanity.
c. Anger, rage, frenzy.

طَاْيِفa. see under
طَوَفَ

طِيَاْفa. Blackness of the night.

طِيْلَة
a. see under
طَوَلَ
ط ي ف: (طَيْفُ) الْخَيَالِ مَجِيئُهُ فِي النَّوْمِ. تَقُولُ: طَافَ الْخَيَالُ مِنْ بَابِ بَاعَ وَ (مَطَافًا) أَيْضًا. وَقَوْلُهُمْ: (طَيْفٌ) مِنَ الشَّيْطَانِ. كَقَوْلِهِمْ: لَمَمٌ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَقُرِئَ: «إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ» وَ « (طَائِفٌ) مِنَ الشَّيْطَانِ» وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. 
ط ي ف : طَافَ الْخَيَالُ طَيْفًا مِنْ بَابِ بَاعَ أَلَمَّ وَطَيْفُ الشَّيْطَانِ وَطَائِفُهُ إلْمَامُهُ بِمَسٍّ أَوْ وَسْوَسَةٍ وَيُقَالُ أَصْلُهُ الْوَاوُ وَأَصْلُهُ يَطُوفُ لَكِنَّهُ قُلِبَ إمَّا لِلتَّخْفِيفِ وَإِمَّا لُغَةٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فِي بَابِ الْوَاوِ وَالطَّيْفُ وَالطَّائِفُ مَا أَطَافَ بِالْإِنْسَانِ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْخَيَالِ وَقَالَ فِي بَابِ الْيَاءِ الطَّيْفُ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. 
[ط ي ف] طافَ الخَيالُ يَِطِيفُ طَيْفاً، أَلَمَّ في النَّومِ، قَالَ:

(أَنَّي أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ... ومُطافُه لكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ)

وأَطاف لُغَةٌ. والطَّيفُ، والطِّيفُ: الخَيالُ نَفْسُه، الأَخيرةُ عن كُراعَ. والطَّيْفُ: المَسُّ من الشَّيْطانِ، وفي التَّنْزيِلٍ: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} [الأعراف: 201] . وقد أطافَ، وتَطَيَّفَ، وكِلْتَا الكَلِمتَيَنِ مُشْتَركَةٌ بين الياءِ والوَاوِ.
[طيف] طيْفُ الخيال: مَجيئُه في النوم. قال : ألا يا لقوْمٍ لطيف الخيال أرق من نازِحٍ ذي دَلالِ تقول منه طافَ الخيالُ يَطيفُ طَيْفاً ومَطافاً. قال : أَنَّى ألَمَّ بك الخيالُ يَطيفُ ومَطافُهُ لك ذِكْرَةٌ وشُغوف وقولهم: طَيْفٌ من الشيطان، كقولهم: لَمَمٌ من الشيطان. قال أبو العِيال الهذلي:

فإذا بها وأبيكَ طيف جنون * وقرئ: {إذا مسهم طيف من الشيطان} و {طائف من الشيطان} وهما بمعنى.
(طيف) - في الحديث: "فطَاَف بي رَجُلٌ وأنا نائِمٌ "
من الطَّيْف، وهو الخَيالُ الذي يُلِمُّ بالقَلْب. يُقال منه: طَافَ يَطِيفُ ويَطُوف طَيْفًا وطَوْفًا، فهو طَائِف. وأَصلُه طَيِّف، وكان قَبلَ ذلك طَيُوفًا، فَعلَى هذا هو من الوَاوِ، فأَمَّا من الطَّوَاف: فَطَاف يَطُوف لا غَيْر. - في الحديث: "لا تَزال طائفَةٌ من أُمَّتىِ على الحقِّ"
سُئِل إسحاقُ بنُ رَاهَوَيْه عن معناه، فقال: الطَّائِفةُ دُونَ الأَلْف وســيَبْلُغ هذا الأَمرُ إلى أن يكون عَدَدُ المُتَمسِّكين بمَا كان عليه رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَلفاً يُسَلِّى بذلك أَلاَّ يُعْجِبَهم كَثْرةُ أَهلِ البَاطلِ.
[طيف] في ح المبعث: قد أصاب هذا الغلام لمم أو "طيف" من الجن، أي عرض له عارض منهم، وأصل الطيف الجنون ثم استعمل في الغضب ومس الشيطان ووسوسته ويقال له: طائف، وقرئ بهما ""طئف" من الشيطان تذكروا" طاف يطيف ويطوف طيفًا وطوفًا، ومنه: "طيف" الخيال الذي يراه النائم. ومنه: "فطاف" بي رجل وأنا نائم. ط: أي جاءني في النوم رجل. نه: وفيه: لا تزال "طائفة" من أمتي على الحق، الطائفة الجماعة من الناس، وتقع على الواحد كأنه أراد نفسا طائفة؛ ابن راهويه: هي دون الألف وســيبلغ هذا الأمر إلى أن يكون عدد المتمسكين بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ألفا، يسلي بذلك أن لا يعجبهم كثرة أهل الباطل. مد: "و"طائفة" قد أهمتهم" هم المنافقون- ومر مزيد في طوف. نه: ومنه: لأقطعن منه "طائفا"، أي بعض أطرافه، والطائفة القطعة من الشيء، ويروى بباء وقاف- ومر. ك: فجعل "يطيف" بالجمل، أي يلم به ويقاربه، قال: الثمن والجمل لك، أي ثمن جمل اشتريته والجمل المشتري كلاهما لك. 
طيف
ابن دريد: الطَّيْفُ: الخيال الطّائف في المنام، يقال: طَيْفُ الخيال وطائف الخيال. وقال غيره: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي:
ألا يا لَقَوْمٍ لطيفِ الخيا ... ل أرقَ من نازحٍ ذي دلال
تثول منه: طاف الخيال يَطِيْفُ طَيْفاً ومَطَافاً، قال تميم بن أبي بن مقبل:
طافَ الخيال بنا ركباً يمانينا ... ودون ليلى عَوَادٍ لو تعدينا
وقال كعب بن زهير رضي الله عنه:
أنى ألمَّ بكَ الخيال يَطِيْفُ ... ومَطَافُهُ لك ذكرةٌ وشُعُوْفُ
وطَيْفٌ من الشيطان وطائفٌ من الشيطان: بمعنى، كقولهم: لَمَمٌ من الشيطان. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وأبو حاتم قوله تعالى:) طَيْفٌ من الشيطان (والباقون: طائفٌ. وقال أبو العيال الهذلي:
ومنحتني فَرَضِيت حين منحتني ... فإذا بها وأبيك طَيْفَ جنون
وقال ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: الطَّيْفُ في الآية: الغضب.
وقال المفضل: طافَ الخيال يَطُوْفُ طَوْفاً، وغنما قيل طَيْفُ الخيال لأن أصله طَيِّفٌ؛ مثل ميتٍ وميتٍ من مات يموت.
وقال الأزهري: الطَّيْفُ في كلام العرب: الجنون، وقيل للغضب طَيْفٌ لأن عقل من غَضِبَ يعزب حتى يتصور في صورة المجنون الذي زال عقله.
وبان الطَّيْفَانِ - والطَّيْفَانُ أمه -: وهو خالد بن علقمة بن مرثدٍ أحد بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارمِ، شاعر فارسٌ.
وابن الطَّيْفَانِيَّةِ - والطَّيْفايَّةُ أمه -: وهو عمرو بن قبيصة أحد بني زيد بن عبد الله بن دارم.
وأطاف وطَيَّفَ وتَطَيَّفَ بمعنى؛ عن ابن دريد.

طيف

1 طَافَ الخَيَالُ, aor. ـِ inf. n. طَيْفٌ (S, O, Msb, K) and مَطَافٌ; (S, O, K;) thus says As: (TA:) and طَافَ, aor. ـُ inf. n. طَوْفٌ; (O, K;) thus says El-Mufaddal: (O, TA:) The خيال [i. e. apparition, or phantom,] came (S, O, Msb, K) in sleep. (S, O, K.) And طاف بِهِ الخَيَالُ The خيال came to him, or visited him, (أَلَمَّ بِهِ,) in sleep. (TA in art. طوف,) 2 طيّف, inf. n. تَطْيِيفٌ, He went round or round about, or circuited, much, or often; as also طوّف: (K:) but, (TA,) IDrd says, ↓ اطاف and طيّف and ↓ تطيّف are the same in meaning: (O, TA:) therefore what is said in the K requires consideration: ↓ تطيّف signifies as above. (TA.) 4 اطاف: see the next preceding paragraph: and see also art. طوف.5 تَطَيَّفَ see 2, in two places.

طَيْفٌ An apparition, a phantom, a spectre, or an imaginary form, (خَيَالٌ,) coming in sleep; (IDrd, O, K;) one says طَيْفُ خَيَالٍ and ↓ طَائِفُ خَيَالٍ [meaning thus]: (IDrd, O:) or anything that obscures the sight, [arising] from a vain suggestion of the Devil: (Lth, TA:) or a jinnee, and a human being, and a خَيَال, that comes to, or visits, a man [generally in sleep]; as also ↓ طَائِفٌ; so says IF in art. طوف: (Msb:) both of these words signify alike; i. e. a thing like the خَيَال; and a thing that comes to one, or visits one: (Fr, TA:) and ↓ طِيفٌ, with kesr, signifies a خَيَال itself: (Kr, TA:) or [طَيْفٌ is properly, or originally, an inf. n.; and] طَيْفُ الخَيَالِ signifies the coming of the خيال in sleep: (S, O, K: *) accord. to El-Mufaddal, (O,) one says طَيْفٌ as meaning طَائِفُ خَيَالٍ because it is originally [طَيْوِفٌ, and then] طَيِّفٌ; like مَيِّتٌ and مَيْتٌ from مَاتَ, aor. ـُ (O, K.) طَيْفُ الشَّيْطَانِ and ↓ طَائِفُهُ signify The Devil's visitation, by touch, or madness or insanity, (بِالْمَسِّ,) or by vain prompting or suggestion: (Msb:) or طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ signifies A touch, or slight degree, or somewhat [of a taint or an infection], of insanity or possession, from the Devil; syn. لَمَمٌ; occurring in the Kur vii. 200, accord. to one reading; another reading being مِنَ الشَّيْطَانِ ↓ طَائِفٌ, which signifies the same. (S, O. [See also طَوْفٌ.]) One says also طَيْفُ جُنُونٍ [A touch, or slight degree, of insanity, or diabolical possession]. (S, O.) And طَيْفٌ [alone] signifies Insanity, or diabolical possession: (O, K:) so says A 'Obeyd, on the authority of ElAhmar: (TA:) and this is said by Az to be the meaning of the word in the language of the Arabs. (O, TA.) b2: And (assumed tropical:) Anger: (I'Ab, Mujáhid, O, K:) because the intellect of the angry departs [for a time] so that he assumes the the likeness of the insane, or possessed: (O, TA:) said by I'Ab to mean thus in the Kur vii.

200. (TA.) طِيفٌ: see the next preceding paragraph.

طِيَافٌ The blackness of night: or this is [طِنَافٌ,] with ن. (TA.) طَائِفٌ: see طَيْفٌ, in four places: and see art. طوف. Quasi طيل طِيلٌ: طِيلٌ: طِيلَةٌ: طِيَلَةٌ: طِيَلٌّ: طِيَالٌ: and طَيِّلَةٌ: see in art. طول.
طيف
{الطَّيْفُ: الغَضَبُ وَبِه فَسَّرَ ابنَ عَبّاسٍ قولَه تَعَالَى: إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطانِ وَهُوَ قولُ مُجاهِد أَيضاً. وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الطَّيْفُ فِي كلامِ العَربِ، الجُنُونُ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْد عَن الأَحْمَرِ، قالَ: قِيلَ للغَضَبِ: طَيْفٌ، لأَنّ عَقْلَ من غَضِبَ يَعْزُبُ، حَتَّى يَتَصَّورَ فِي صُورةِ المَجْنُونِ الَّذِي زالَ عقلُه. وقالَ اللَّيْثُ: كلُّ شيءٍ يَغْشَى البَصَرَ من وَسْواسِ الشَّيْطانِ، فَهُوَ} طَيْفٌ. وَقَالَ ابْن دريدٍ: لطَّيْفُ: الخَيالُ: {الطّائِفُ فِي المَنامِ يُقال: طَيْفُ الخَيالِ،} وطائِفُ الخَيالِ. اأَو طَيْفُ الخَيالِ: مَجِيئُه فِي المَنامِ قَالَ أُمَيَّةُ الهُذَليُّ:
(أَلا يَا لَقَوْمِي {لِطَيْفِ الخَيالِ ... أَرَّقَ من نازِحٍ ذِي دَلالِ)
} وطافَ الخيالُ يَطِيفُ {طَيْفاً} ومَطافاً هَذَا قولُ الأَصْمَعِيِّ، وقالَ أَبو المُفَضَلِ: يَطُوفُ {طَوْفاً فَهِيَ واويَّةٌ يائِيَّةٌ، وَقَالَ كَعْبٌ بنُ زُهَيْرٍ:
(أَنَّى أَلمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ... } ومَطافُه لكَ ذِكْرَةٌ وشُعُوفُ)
وإِنما قِيل {لطائِفِ الخَيالِ: طَيْفٌ لأَنَّ أَصْلَه} طَيِّفٌ كَميْتٍ ومَيِّتٍ، من ماتَ يَمُوتُ وقرأَ ابنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووالكِسائِيُّ ويَعْقُوبُ وأَبو حاتمٍ قولَه تعالَى: طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطانِ والباقُونَ {طائِفٌ وَقَالَ الفَرّاءُ: الطّائِفُ والطَّيْفُ سواءٌ، وَهُوَ مَا كانَ كالخَيالِ، والشَّيء يُلِمُ بكَ. وابنُ} الطَّيْفانِ، كالحَيْرانِ: خالِد ابنُ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، أَحَدُ بَنِي مالِكِ ابنِ يَزِيدَ بن دارِمٍ شاعِرٌ فارِسٌ {وطَيْفانُ أُمُّه. وابنُ} الطَّيْفانِيَّةِ: عمْرُو بنُ قَبِيصَة أَحَدُ بَنِي يَزِيدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دارِمٍ، وَهِي أُمُّه شاعرٌ أَيضاً، نقَلَه الصاغانِي. {وطَيَّفَ} تَطْيِيفاً، {وطَوَّفَ أَكْثَرَ} الطَّوافَ وإِنّما ذَكَر {طَوَّفَ وَهُوَ واوِيٌّ اسْتِطْراداً، ونَصُّ الجَمْهَرةِ لابنِ دُرَيْدٍ:} وأَطافَ، {وطَيَّفَ،} وتَطَيَّفَ بِمَعْنَىً، فتَأَمّلْ.
وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ:! الطِّيفُ، بالكسرِ: الخَيالُ نفسُه، عَن كُراعٍ. {والطّيافُ ككِتابٍ: سَوادُ اللَّيْلِ، وقِيلَ: هُوَ بالنُّون، وَقد تَقَدم، وَبِهِمَا رَوِى مَا أَنْشَدَه اللَّيْثُ: عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ} طِيافَا {وتَطَيَّفَ: أَكْثرَ} الطَّوافَ.
طيف
طافَ/ طافَ بـ/ طافَ على/ طافَ في يَطِيف، طِفْ، طَيْفًا، فهو طائف، والمفعول مَطِيفٌ به (انظر: ط و ف - طافَ/ طافَ بـ/ طافَ على/ طافَ في). 

طَيْف [مفرد]: ج أطياف (لغير المصدر) وطُيوف (لغير المصدر):
1 - مصدر طافَ/ طافَ بـ/ طافَ على/ طافَ في.
2 - خيال يراه النائم، ما يُلِمّ بالشَّخص من وسوسة "انجلى طيفُها عنه- لم يَطُل ليلي ولكن لم أنم ... ونفَى عني الكرَى طيفٌ ألمّ" ° طَيْفُ الخيال: ما يراه الشخص في النوم أو الخيال.
3 - (فز) صورة تحدث عند مرور الضوء الأبيض في منشور زجاجي فينْحَلّ إلى سبعة أنوار ملوّنة هي التي نراها في قوس قزح "تحليل طيفيّ- رؤية/ هيئة طيفيّة- طيف شمسي" ° ألوان الطَّيف: البنفسجي والنيلي والأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر. 

مِطياف [مفرد]: (فز) مقياس الطّيف، ويستخدم لتشكيل الطُّيوف ودراستها وقياس أطوال موجات الضَّوء المنبعث من مصادر مختلفة "مِطياف مُصوِّر". 

طيف: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:

أَلا يا لقومي لِطَيْفِ الخيا

لِ، أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلال

وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومطَافاً: أَلَمَّ في النوم؛ قال كعب بن

زهير:

أَنَّى أَلمَّ بك الخَيالُ يَطيفُ،

ومطافُه لك ذكْرةٌ وشُعُوفُ

وأَطافَ لغة. والطَّيْفُ والطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه؛ الأَخيرة عن كراع.

والطَّيْفُ: المَسّ من الشيطان، وقرئ: إذا مسهم طيف من الشيطان، وطائف

من الشيطان، وهما بمعنى؛ وقد أَطاف وتَطَيَّف. وقولهم طَيفٌ من الشيطان

كقولهم لَمَم من الشيطان؛ وأَنشد بيت أَبي العِيال الهذلي:

فإذا بها وأَبيك طَيْفُ جُنونِ

وفي حديث المبعث: فقال بعض القوم: قد أَصاب هذ الغلامَ لَممٌ أَو طَيْفٌ

من الجنّ أَي عَرضَ له عارِضٌ منهم، وأَصل الطيف الجنون ثم استعْمل في

الغضب ومَسِّ الشيطان. يقال: طاف يَطيف ويَطُوفُ طَيْفاً وطَوْفاً، فهو

طائف، ثم سمي بالمصدر؛ ومنه طيف الخيال الذي يراه النائم. وفي الحديث: فطاف

بي رجل وأَنا نائم.

والطِّيافُ: سَوادُ الليل؛ وأَنشد الليث:

عِقْبان دَجْنٍ بادَرَت طِيافا

طفف

(طفف) مُبَالغَة فِي طف وَالشَّمْس دنت للغروب والطائر بسط جناحيه وَبِه الْفرس وَنَحْوه وثب وَبِه كَذَا دَفعه إِلَيْهِ وحاذاه بِهِ أَو جعله يتعداه وعَلى فلَان أعطَاهُ أقل مِمَّا أَخذ مِنْهُ وَعَلِيهِ أَو على عِيَاله قتر وضيق والمكيال وَنَحْوه بخسه ونقصه
طفف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: كلكُمْ بَنو آدم طَفُّ الصَّاع لم تَمْلَئوه لَيْسَ لأحد على أحد فضل إِلَّا بالتَّقْوى وَلَا تسابّوا فَإِن السُّبَّة أَن يكون الرجل فَاحِشا بذيا جَبَانًا. قَالَ أَبُو عبيد: الطفّ هُوَ أَن يقرب الْإِنَاء من الامتلاء من غير أَن يمتلئ يُقَال: هُوَ طَفّ الْمِكْيَال وطفافه إِذا كرب أَن يملأه وَمِنْه التطفيفُ فِي الْكَيْل إِنَّمَا هُوَ نقصانه أَي أَنه لم يمْلَأ إِلَى شفته إِنَّمَا هُوَ دون ذَلِك وَقَالَ الْكسَائي [يُقَال مِنْهُ -] : إِنَاء طَفَّانُ إِذا فعل ذَلِك بِهِ فِي الْكَيْل. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَتَى عبد الله ابْن رَوَاحَة أَو غَيره من أَصْحَابه يعودهُ فَمَا تحوّز لَهُ عَن فرَاشه.
(طفف)
(هـ) فيه «كلّكم بنو آدم طَفُّ الصّاعِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إلاَّ بالتَّقْوَى» أَيْ قَريبٌ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ. يُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكْيال وطِفَافُهُ وطَفَافُهُ: أَيْ مَا قَرُب من ملئه. وقيل: هو ماعلا فَوْقَ رَأسِه. وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا: طُفَاف بِالضَّمِّ. وَالْمَعْنَى كُلُّكُم فِي الاْنِتساب إِلَى أبٍ واحدٍ بمنزلةٍ واحدةٍ فِي النْقصِ والتقَّاصُر عَنْ غَايَةِ التَّمام. وشبَّههُم فِي نُقْصانِهم بالمَكِيل الَّذِي لَمْ يَبْلُغ أَنْ يَمْلأ المِكْيال، ثُمَّ أعْلمهُم أَنَّ التَّفاضُل لَيْسَ بالنَّسَب ولكنْ بالتَّقْوَى.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ إِسْرَافِيلَ «حَتَّى كأنَّه طِفَافُ الْأَرْضِ» أَيْ قُرْبها.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لرجُل: مَا حبَسَكَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ؟ فَذَكَر لَهُ عُذْرا، فَقَالَ عُمَرُ:
طَفَّفْتُ» أَيْ نَقَصْتَ. والتَّطْفِيف يَكُونُ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ والنَّقص.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «سَبَقْتُ الناسَ، وطَفَّفَ بِيَ الفَرس مَسْجدَ بَني زُرَيْق» أَيْ وَثَبَ بِي حَتَّى كادَ يُساوي المسْجدَ. يُقَالُ: طَفَّفْتُ بفُلاَنَ موضعَ كَذَا: أَيْ رَفَعْتُه إِلَيْهِ وحَاذَيْتْه بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفة «أَنَّهُ اسْتَسقَى دهِقْاناً فَأَتَاهُ بقَدَحٍ فضَّة فحذَفه بِهِ، فَنَكَّس الدِّهْقان وطَفَّفَه القدحُ» أَيْ عَلا رَأْسَه وتَعدَّاه.
وَفِي حَدِيثِ عرضِ نَفْسِه عَلَى الْقَبَائِلِ «أَمَّا أحدُهما فطُفُوفُ البَرِّ وأرْض العَرَب» الطُّفُوف:
جمعُ طَفّ، وَهُوَ سَاحِل البَحْر وَجَانِبُ البرِّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ يُقْتَل بالطَّفِّ» سُمّي بِهِ لِأَنَّهُ طَرَف البرِّ ممَّا َيلي الفُرَات، وَكَانَتْ تَجْري يَوْمَئِذٍ قَرِيبًا مِنْهُ.
طفف: {للمطففين}: الذين لا يوفون الكيل.
ط ف ف : الطَّفِيفُ مِثْلُ الْقَلِيلِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَمِنْهُ قِيلَ لِتَطْفِيفِ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ تَطْفِيفٌ وَقَدْ طَفَّفَهُ فَهُوَ مُطَفِّفٌ إذَا كَالَ أَوْ وَزَنَ وَلَمْ يُوفِ وَطِفَافُهُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ مَا مَلَأَ أَصْبَارَهُ وَيُقَالُ الطُّفَافَةُ بِالضَّمِّ مَا فَوْقَ الْمِكْيَالِ. 
ط ف ف: (الطَّفِيفُ) الْقَلِيلُ وَ (طَفُّ) الْمَكُّوكِ مَا مَلَأَ أَصْبَارَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ» وَهُوَ أَنْ يَقْرُبَ أَنْ يَمْتَلِئَ فَلَا يَفْعَلَ. وَ (التَّطْفِيفُ) نَقْصُ الْمِكْيَالِ وَهُوَ أَلَّا تَمْلَأَهُ إِلَى أَصْبَارِهِ. وَ (طَفَّفَ) بِهِ الْفَرَسُ وَثَبَ بِهِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. 
(ط ف ف) : (طَفُّ) الصَّاعِ وَطَفَّفَهُ وَطِفَافُهُ مِقْدَارُهُ النَّاقِصُ عَنْ مِلْئِهِ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ» مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّكُمْ فِي الِانْتِسَابِ إلَى أَبٍ وَاحِدٍ بِمَنْزِلَةٍ ثُمَّ شَبَّهَهُمْ فِي نُقْصَانِهِمْ بِالْمَكِيلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلَأَ الْمِكْيَالَ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ أَيْ كُلُّكُمْ قَرِيبٌ بَعْضُكُمْ مَنْ بَعْضٍ لِأَنَّ طَفَّ الصَّاعِ قَرِيبٌ مَنْ مِلْئِهِ.
[طفف] الطَفيفُ: القليلُ. وطِفافُ المكُّوك وطفافه، بالكسر والفتح: ماملا أصبارَه. وكذلك طَفَّ المكُّوك وطَفَفُهُ. وفي الحديث: " كُلُّكُمْ بنو آدمَ طَفُّ الصاعٍ لم تَمْلَؤُوهُ " وهو أن يَقرُب أن يمتلئ فلا يفعل. والطف أيضا: اسم موضع بناحية الكوفة. والطفاف والطفافة بالضم: ما فوقَ المكيال. وإناءٌ طَفَّانٌ، إذا بلغ الكيل طُفافَهُ. تقول منه: أطْفَفْتُهُ. والتَطْفيفُ: نقصُ المكيال، وهو أن لا تملاه إلى أصباره. وقول ابن عمر رضي الله عنه حين ذكر أن النبي صلّى الله عليه وسلم سَبَّقَ
طفف [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر حِين ذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبّق الْخَيل قَالَ: كنت فَارِسًا يَوْمئِذٍ فسبقت النَّاس فطَفَّفَ بِي الْفرس مَسْجِد بني زُرَيق - قَالَ: حَدثنَا ابْن علية عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر. قَوْله: طفف بِي مَسْجِد بني زُرَيْق يَعْنِي أَن الْفرس وثب بِهِ حَتَّى كَاد يُسَاوِي الْمَسْجِد وَمن هَذَا قيل: إِنَاء طَفّان وَهُوَ الَّذِي قد قَرُب أَن يمتلئ فيساوي أَعلَى الْمِكْيَال وَلِهَذَا سمي التطفيف فِي الْكَيْل قَوْله تَعَالَى: {وَيْلٌ لَلْمُطَفّفِيْنَ} ويروى عَن سلمَان أَنه قَالَ: الصَّلَاة مكيال فَمن وفى وُفي لَهُ وَمن طفف فقد سَمِعْتُمْ مَا قَالَ الله عز وَجل فِي المطففين -] .
طفف
طفَّفَ/ طفَّفَ على يُطفِّف، تطفيفًا، فهو مُطفِّف، والمفعول مُطفَّف
• طفَّف المكيالَ والميزانَ: نقصهما وبخسهما، لم يوفِّهما "طفَّف الوزن فلم يربح حلالاً- {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ".
• طفَّف الرجلُ على عياله: ضيَّق عليهم وبَخِلَ. 

طفيف [مفرد]: قليل، ضئيل، محدود، بسيط "يحصل على دخل طفيف- حدثت تغييرات طفيفة في العالم العربي- لم يكن بينهما سوى اختلاف طفيف". 

مُطفِّف [مفرد]: اسم فاعل من طفَّفَ/ طفَّفَ على.
• المُطفِّفين: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 83 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستّ وثلاثون آية. 
(طفف) - في حديث حُذَيْفَة، - رضي الله عنه -، "أنه استَسْقَى دِهْقانًا، فأَتَاه بِقَدَح فِضَّة، فحَذَفه به، فنكَّسَ الدِّهْقَانُ وطَفَّفَه القَدحُ"
قال ابن الأَعرابى: طَفَّف لَه بِحَجرٍ وأَطَفَّ : إذا أَهوَى له به.
وطَفَّف الفَرسُ الحائطَ: عَلَاه، وهذا مَعنَى الحديث.
- وفي حديث ابنِ عُمَر، - رضي الله عنهما -، "سَبقْتُ الناسَ وطفَّف بِى الفَرسُ مَسجِد بَنى زُرَيْق"
يَعنى وَثَب بي حتى كَاد يُساوِى المَسْجد، ومن هَذَا إناءٌ طَفَّانُ، إذا قَرُب من الامتِلاء وأن يُساوِىَ أَعْلَى المِكْيال، من طَفَّ إذا أسرعَ.
- وفي صِفَة إسْرافِيلَ، عليه السلام، "حتى كَأَنَّه طِفافُ الأَرضِ"  : أي قُرْبها، كما يُقالُ: بَلَغ الكَيلُ طِفَافَه - بالفتح والكسر -: أي قريبًا من رَأسِه
وقيل: الطِّفاف ما فوق المِكْيال. ويقال: لِمَا فَوقَه - بضَمِّ الطَّاءِ أيضا - ويكون طَفَّ بمعنى طَفَا. ويقال: خُذ ما طَفَّ لك واسْتَطَفَّ وأَطَفَّ: أي تَهيَّأ ودَنَا وارتَفَع.
والطَّفُّ: ساحِلُ البَحْر وفِناءُ الدَّار ومنه: الطَّفُّ الذي في طَريِق العِراقِ، يَجىء ذكرهُ في مقَتَل الحُسَينْ - رضي الله عنه -.
[طفف] فيه: كلكم بنو آدم "طف" الصاع، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، أي قريب بعضكم من بعض، يقال: طف المكيال وطفافه، أي ما قرب من ملئه، وقيل: هو ما علا فوق رأسه؛ يعني كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى. ط: وطف حال مؤكدة، أو مرفوع بدل أو خبر محذوف، وبالصاع حال، أي مقابل بمثله، وبالرجل فاعل كفى، والتميز محذوف أي نقصًا. نه: ومنه ح صفة إسرافيل: حتى كأنه "طفاف" الأرض، أي قربها. وفي ح عمر لمن ذكر له عذرًا في حبسه عن العصر: "طففت"، أي نقصت، والتطفيف يكون بمعنى الوفاء والنقص. ومنه ح ابن عمر: سبقت الناس و"طفف" بي الفرس مسجد بني زريق، أي وثب بي حتى كاد يساوي المسجد، طففت بفلان موضع كذا أي رفعته إليه وحاذيته به. ج: لكل شيء وفاء و"تطفيف"، هو نقص الكيل، واراد هنا نقص الصلاة. نه: وفيه: استسقى دهقانًا فأتاه بقدح فضة فحذفه به فنكس الدهقان و"طففه" القدح، أي علا رأسه وتعداه. وفي ح: عرض نفسه على قبائل أما أحدهما "فطفوف" البر وأرض العربن هو جمع طف وهو ساحل البحر وجابب البر. ومنه ح مقتل الحسين: إنه يقتل "بالطف"، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات وكانت تجري يومئذ قريبًا منه. ش: هو بفتح مهملة وتشديد فاء موضع يعرف بكر بلاء.
ط ف ف

قتل الحسين رضي الله عنه بطف الفرات وهو شاطئه وما ارتفع من جانبه. و" خذ ما طف لك واستطف ": ما ارتفع لك. وما يطف له شيء إلا أخذه. قال علقمة يصف الظليم:

يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم

واستطف له الأمر. واستطفت حاجته: تهيأت وتيسرت. واستطف السنام: ارتفع. قال علقمة:

قد عريت حقبة حتى استطف لها ... كتر كحافة عس القين ملموم

وإناء طفان وقربان: قارب أن يمتليء وشارفه. وأعطاني طفاف المكيال وطفافه وطففه وطفه: مقداره الناقص عن ملئه. وفي الحديث " كلّكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه ". قال جندب ابن ضمرة:

لنا صاع إذا كلنا طفاف ... نطففها ونوفي للوفيّ

وطفف المكيال. وشيء طفيف: قليل. وما بقي في الإناء إلا طفافة: شيء يسير. وأطف له السيف وغيره: أهوى به إليه وغشيه به. قال عديّ:

أطف لأنفه الموسى قصير ... ليجدعه وكان به ضنيناً

ومن المجاز: طفّف على عياله: قتر عليهم. وطففت الشمس: دنت للغروب. وأتانا عند طفاف الشمس: عند دنوّها للغروب. وفي الحديث " فطفف بي الفرس مسجد بني زريق " أي غشي بي وأدناني.
[ط ف ف] طَفَّ الشَّيءُ يَطِفُّ، وأَطفَّ، واسْتطَفَّ: دَنَا وتَهَيَّأَ وأَمْكَنَ، وقِيلَ: أَشْرَفَ، وبَدَاَ ليُؤْخَذَ، والمَعْنَيَانِ مُتَجاوِرانِ، تَقُولُ العَربُ: خُذْ ما طَفَّ لَكَ، وأَطَفَّ، واسْتَطَفَّ. وأَطَفَّه هَوَ: مَكَّنَه. والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أرْضِ العَربِ عَلَى رِيفِ العِراقٍ، مُشْتَقٌّ من ذَلِكَ. وطَفُّ الفُراتِ: شَطُّه، سُمِيّ بذلك لدُنُوِّه، قَالَ شُبْرُمَةُ بن الطُّفَيلِ:

(كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عَلَيهم ... إِوَزٌّ بأَعْلَى الطًّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ)

وقِيلَ: الطَّفُّ: سَاحِلُ البَحرَ، وفِناءُ الدّارِ. وأَطَفَّ له: أهْوَى له لِيخْتِلَه. وأَطَفَّ له: طَبِنَ. وطَفَّ له بحَجَرٍ، وأَطَفَّ: رَفَعَه لِيَرْمِيهَ. وطَفَفُ المَكُّوكِ، وطَفَافُه، وطِفَافَه: ما بَقَيَ فيه بعد المَسْحِ على رَأْسِه، وقِيلَ: هُو مِثلُ جَمَامِه، وقِيلَ: هُو مِلْؤُه، وكَذَلِكَ كُلُّ إناءٍ. وطُفَافُ الإنَاءِ: أَعْلاه. وإنَاءٌ طَفّانُ: بَلغَ الكَيْلُ طَفَافَه، وقِيلَ: طَفَّانُ: مَلاّنُ، عَنْ ابنِ الأَعْرابِيّ. وأَطَفَّه، وطَفَّفَه: أَخَذَ ما عَلَيْه. والطُّفَافَةُ: ما قَصُرَ عَنْ مِلءْ الإناءِ من شَرَابٍ وغَيْرِه. وَطِفافُ اللَّيلِ: سَوَادُه، عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيّ. وطَفَّفَ عَلَى الرَّجُلِ: إذا أَعْطَاه أَقَلَّ ممّا أَخَذَ منه. والتَّطْفِيفُ: البَخْسُ في الكَيْلِ والوَزْنِ. فَأَمَّا قَوْلُه تَعالَي: {ويل للمطففين} [المطففين: 1] فَقِيلًَ: التَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ به صَاحِبه في كَيْلٍ أَوْ وَزْنٍ، وقَد يكونُ النَّقصُ لِيَرجِعَ إلى مِقدارِ الحَقِّ، فَلا يُسمَّي تَطْفِيفاً، ولا يُسمَّي بالشَّيْءِ اليَسيرِ مُطَفِّفاً على إطْلاقِ الصِّفَةِ، حَتَّي يَصِيرَ إلى حالٍ تَتَفَاحَشُ. والطَّفَفُ: التَّقْتيِرُ، وقَدْ طَفَّفَ عليه. والطَّفِيفُ: الخَسِيسُ الحَقُير. وطَفَّ الحائِطَ طَفّا: عَلاهُ. والطَّفْطَفَةُ: كُلُّ لَحْمٍ أو جِلْدٍ، وقِيلً: هي الخَاصِرةُ: وقِيلَ: هي ما رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:

(وسَوداءَ مِثْلِ التُّرسِ نَازَعْتُ صُحْبَتِي ... طَفَاطِفَها لَم نَسْتَطِعُ دُونَها صَبْراً)

والطَّقْطَافُ: النَّاعِمُ الرَّطْبُ من النّباتِ، قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رِئالا:

(أَوَيْنَ إلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ طَفْطَافٌ الرُّبُولِ)
طفف
الطَّفِيْفُ: القليل.
وقال ابن دريد: شيء طَفِيْفٌ: غير تام.
وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه - بالفتح والكسر -: ما ملأ أصباره. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشاً بذياً. وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى، ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن.
والطَّفَافُ - بالفتح -: سَوَادُ الليل، قال:
عقبان دجن بادرت طَفافا ... صيدا وقد عاينت الأسدفا
وإناء طَفّانُ: إذا بلغ الكيل طِفافَه.
والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ: ما فوق المكيال. وقال ابن دريد: الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره.
والطَّفُّ: موضع بناحية الكوفة. وقال ابن دريد: الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمي طَفّاً لأنه دنا من الريف؛ من قولهم: أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ: أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي:
ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ ... أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّتِ
وقال أيضاً:
تبيت سُكارى من أمية نوَّماً ... وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها
وقال غيره: طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها: إذا شددت قوائمها كلها.
وطَفَّ الشيء من الشيء: إذا دنا منه.
وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي: إذا رفعته.
وقال ابن عبّاد: طافَّةُ البستان: ما حواليه، والجمع: طَوَافُّ.
والطَّافَّةُ: ما بين الجبال والقيعان.
وقال غيره: الطَّفُّ: الشاطئ.
وقال الليث: طَفُّ الفرات: شاطئ الفرات.
وطَفُّ الشيء: جانبه.
والطَّفْطَفَةُ: الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ - بالكسر - عن أبي زيد. وقيل: كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ. وقال ابن دريد: الطَّفْطَفَةُ: اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال:
معاود قتل الهاديات شِواؤه ... من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ
وقال أب ذؤيب الهذلي:
وأشعث ماله فضلات ثولٍ ... على أركان مهلكةٍ زَهُوقِ
قليل لَحْمُهُ إلا بقايا ... طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ
ويروى: ممحوصٍ.
والطَّفْطَافُ: أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام:
أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ ... لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ
أي: أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول.
وطَفْطافُ البحر: شاطئه، كالطَّفِّ.
ومر يَطفُّ: أي يسرع. وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات. ويقال: خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ: أي خذ ما ارتفع لك أمكن.
وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه: أي أشرف عليه.
وأطْفَفْتُ الكيل: أبلغت المكيل طِفافَه.
وقال ابن عبّاد: أطَفَّتِ الناقة: ألقت ولدها لغير تمام.
وأطَفَّ للأمر: طَبِنَ له.
وأطَفَّ عليه بحجر: تناوله به.
وقال أبو زبد: أطَفَّ عليه: أي اشتمل عليه فذهب به.
وأطَفَّ له: إذا أراد ختله، قال:
أطَفَّ لها شَئن البنان جُنَادفَ
والتَّطْفِيْفُ: نقص المكيال، قال الله تعالى:) ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن (.
وقال ابن عباد: طَفَّفَ الطائر: بسط جناحيه.
طَفَّفَ به الفرس: وثب به. وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل؛ فقال: كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ. أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم:
إذا ما تلقته الجراثيم لم يخم ... وطَفَّفَها وثباً إذا الجري أعقبا
وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أنه استسقى دهقاناً فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح.
ويقال: خذ ما اسْتَطَفَّ لك: أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة:
قد عُرِّيَتْ زمناً حتى اسْتَطَفَّ لها ... كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُوْمُ
والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله.

طفف: طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طَفّاً وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ: دَنا وتَهيَّأً

وأَمكن، وقيل: أَشرف وبدا ليؤخذ، والمَعْنيانِ مُتجاوران، تقول العرب:

خذ ما طفَّ لك وأَطفَّ واستَطَفَّ أَي ما أَشرف لك، وقيل: ما ارتفع لك

وأَمكن، وقيل: ما دنا وقرُب، ومثله: خذ ما دقّ لك واسْتَدقَّ أَي ما

تهيَّأَ. قال الكسائي في باب قناعة الرجل ببعض حاجته: يحكى عنهم خذ ما طف لك

ودَعْ ما استطفَّ لك أَي ارْضَ بما أَمكنك منه. الليث: أَطفَّ فلان لفلان

إذا طَبَنَ له وأَراد خَتْله؛ وأَنشد:

أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنان جُنادِف

قال: واسْتطَفَّ لنا شيء أَي بدا لنا لنأخذه؛ قال علقمة يصف ظليماً:

يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه

وما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ

وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد بيت علقمة قال: الظَّلِيمُ

يَنْقُف رأْس الحنظلة ليستخرج هَبيدَه ويَهْتَبِده، وهبيدُه شَحمُه، ثم قال:

والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أَياماً، ثم يُضرب

ضَرْباً شديداً ثم يخرج وقد نقَصَت مرارته، ثم يُشَرَّر في الشمس ثم

يطحن ويستخرج دُهنه فيُتداوى به؛ وأَنشد:

خذي جَجَرَيْك فادَّقي هَبيدا،

كِلا كلْبَيْكِ أَعْيَا أَن يَصِيدا

وأَطَفَّه هو: مَكَّنه. ويقال: أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَى فصبر أَي

أَدناه منه فقطعه.

والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أَرض العرب على رِيف العراق، مشتق من ذلك.

وطفُّ الفرات: شَطُّه، سمي بذلك لدُنُوِّه؛ قال شُبْرمة بن الطُّفَيْل:

كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عليهِمُ

إوَزٌّ، بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحَناجِرِ

وقيل: الطفُّ ساحل البحر وفِناء الدار. والطفُّ: اسم موضع بناحية

الكوفة. وفي حديث مَقْتل الحسين، عليه السلام: أَنه يُقتل بالطفِّ، سمي به

لأَنه طرَفُ البرّ مما يلي الفُرات وكانت تجري يومئذ قريباً منه. والطَّفُّ:

سَفْحُ الجبَل أَيضاً. وفي حديث عَرْضِ نفسه على القبائل: أَما أَحدهما

فطُفُوفُ البرّ وأَرض العرب؛ الطفُوف: جمع طَفٍّ، وهو ساحل البحر وجانب

البرّ.

وأَطَفَّ له بحجر: رَفَعَه ليرميَه. وطَفَّ له بحجر: أَهوى إليه ليرميه.

الجوهري: الطُّفافُ والطُّفافة، بالضم، ما فوق المكيال. وطَفُّ

المَكُّوكِ وطفَفُه وطَفافُه وطِفافُه مثل جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه، بالفتح

والكسر: ما مَلأَ أَصْباره، وفي المحكم: ما بقي فيه بعد المسح على رأْسه في

باب فَعالٍ وفِعال، وقيل: هو مِلْؤه، وكذلك كلُّ إناء، وقيل: طفافُ

الإناء أَعْلاه. والتطفيفُ: أَن يؤخذ أَعلاه ولا يُتَمَّ كيلُه، فهو

طَفَّانُ. وفي حديث حُذيفة: أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فحذفه

به، فنَكَّس الدِّهْقانُ وطفَّفَه القدَحُ أَي عَلا رأْسه وتعدّاه، وتقول

منه: طَفَّفْتُه. وإناء طَفَّان: بلغ المِلءُ طِفافَه، وقيل: طَفَّان

مَلآن؛ عن ابن الأَعرابي. وأَطَفَّه وطَفَّفَه: أَخذ ما عليه، وقد

أَطْفَفْتُه. ويقال: هذا طَفُّ المِكيال وطَفافه وطِفافه إذا قارَب مِلأَه ولمَّا

يُمْلأ، ولهذا قيل للذي يُسيء الكيل ولا يُوَفِّيه مُطَفِّف، يعني أَنه

إنما يبلغ به الطَّفاف. والطُّفافةُ: ما قَصُرَ عن ملء الإِناء من شَراب

وغيره. وفي الحديث: كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ لم تَمْلَؤُوه، وهو أَن

يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فلا يفعلَ؛ قال ابن الأَثير: المعنى كلُّكم في

الانتِساب إلى أَبٍ واحد بمنزلة واحدة في النقْص والتقاصُر عن غايةِ

التَّمامِ، وشَبَّههم في نُقْصانهم بالكيل الذي لم يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ،

ثم أَعلمهم أَن التفاضُل ليس بالنسب ولكن بالتقْوى. وفي حديث آخر: كلُّكم

بنو آدم طفُّ الصاعِ بالصاع أَي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض فليس لأَحد

فضْلٌ على أَحد إلا بالتقوى لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه فليس لأَحد

أَن يقرُب الإناء من الامتلاء، ويصدق هذا قوله: المسلمون تتكافأُ دماؤهم.

والتطفيفُ في المِكيال: أَن يقرب الإناء من الامتلاء. يقال: هذا طَفُّ

المِكيال وطَفافُه وطِفافه. وفي حديث في صفة إسرافيلَ: حتى كأَنه طِفافُ

الأَرض أَي قُرْبَها. وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ: سوادُه؛ عن أَبي

العَمَيْثَل الأَعرابي. والطفاف: سواد الليل؛ وأَنشد:

عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا

صَيداً، وقد عايَنَتِ الأَسْدافا،

فهي تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا

وطَفَّفَ على الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه. والتطفيفُ:

البَخْسُ في الكيل والوزن ونقصُ المِكيال، وهو أَن لا تملأَه إلى أَصْبارِه. وفي

حديث ابن عمر حين ذكر أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَبَّقَ بين

الخيلِ: كنتُ فارساً يومئذ فسبَقْت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني

زُرَيْقٍ حتى كاد يُساوي المسجدَ؛ قال أَبو عبيد: يعني أَن الفرس وثَبَ بي

حتى كاد يُساوي المسجد. يقال: طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَي دفعته إليه

وحاذيته به؛ ومنه قيل: إناءٌ طَفَّانُ وهو الذي قَرُب أَن يَمْتَلئَ

ويساوي أَعْلى المِكيال، ومنه التطفيفُ في الكيل. فأَما قوله تعالى: ويلٌ

للمُطَفِّفِين، فقيل: التطفيفُ نَقْصٌ يخون به صاحبه في كيل أَو وزن، وقد

يكون النقصُ ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفاً، ولا يسمى بالشيء

اليسير مُطَفِّفاً على إطلاق الصفة حتى يصيرَ إلى حال تتفاحش؛ قال أَبو إسحق:

المُطفِّفون الذين يَنْقُصون المِكيالَ والميزان، قال: وإنما قيل للفاعل

مُطَفِّفٌ لأَنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفِيفَ

الطفيف، وإنما أُخذ من طَفِّ الشيء، وهو جانبه، وقد فسره عز وجل بقوله:

وإذا كالُوهم أَو وزَنوهم يُخسِرون، أَي يَنْقُصون. والطِّفافُ والطَّفاف:

الجِمام. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال لرجل: ما حَبَسك عن صلاة

العصر؟ فذكر له عُذْراً فقال عمر: طَفَّفْتَ أَي نَقَصْتَ. والتطفيفُ يكون

بمعنى الوفاء والنقص.

والطفَفُ: التقتير، وقد طَفَّفَ عليه.

والطَّفِيفُ: القليل. والطَّفِيفُ: الخسيس الدونُ الحقيرُ.

وطَفَّ الحائطَ طَفّاً: علاه.

والطَّفْطَفةُ والطِّفْطِفَةُ: كل لحم أَو جلد، وقيل: هي الخاصرةُ،

وقيل: هي ما رَقَّ من طرف الكبد؛ قال ذو الرمة:

وسوداء مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتي

طَفاطِفَها، لم نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا

التهذيب: الطَّفْطَفةُ والطِّفْطفَةُ معروفة وجمعها طَفاطِفُ؛ وأَنشد:

وتارةً يَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا

قال: وبعض العرب يجعل كلَّ لحم مضطرب طَفْطَفة وطِفطِفة؛ قال أَبو ذؤيب:

قَلِيلٌ لحمُها إلا بقايا

طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ

أَبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ والطِّفْطِفةُ والخَوْشُ والصُّقْلُ

والسولاّ

(* قوله «والسولا» كذا بالأصل، ورُسم في شرح القاموس: بألف ممدودة.)

والأَفَقةُ كله الخاصرة. أَبو زيد: أَطَلَّ على ما له وأَطفَّ عليه معناه

أَنه اشتمل عليه فذهب به.

والطَّفطافُ: الناعم الرَّطْبُ من النبات؛ قال الكميت يصف رِئالاً:

أَوَيْنَ إلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ،

مآكلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبولِ

يعني فِراخَ النَّعام وأَنهنَّ يَأْوِين إلى أُم مُلاطِفة تُكسِّر لهن

أَطْرافَ الرُّبُول، وهي شجر. المفضَّل: الطَّفْطافُ ورق الغُصون؛

وأَنشد:تَحْدُمُ طَفْطافاً من الرُّبُولِ

(* قوله «نحدم» كذا بالأصل.)

وقيل: الطَّفطاف أَطراف الشجر.

طفف
{الطَّفِيفُ: الشيءُ القَلِيلُ نَقله الجوهرِيُّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الطَّفِيفُ: الغَيْرُ التّامِّ.} وطَفُّ المَكُّوكِ والإِناءِ، وَكَذَلِكَ {طَفَفُه، مُحَرَّكَةً،} وطَفافُهُ بالفَتْح ويُكْسَرُ: مَا مَلأَ أَصْبارَه نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وَلم يَذْكُر الإِناءَ. أَو: هُوَ مَا بَقِيَ فِيه بعدَ مَسْحِ رَأْسِه كَمَا فِي المُحْكَمِ. أَو هُوَ جَمَامُه بالكسرِ والفتحِ. أَو هُوَ مِلْؤُهُ يُقال: هَذَا {طَفُّ المِكْيالِ، وطَفافُه: إِذا قارِبَ مِلأَه، وَفِي الحَدِيثِ: كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصّاعِ لَمْ تَمْلَؤُوه وَهُوَ أَنْ يَقْرُبَ أَنْ يمتَلِئَ فَلَا يفْعَل، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاهُ كُلُّكُم فِي الانْتِسابِ إِلى أَبٍ واحدٍ بمَنْزِلَةٍ واحدةٍ، فِي النَّقْصِ والتَّقاصُرِ عنْ غايَةِ التَّمامِ، وشَبَّهَهُمْ فِي نُقْصانِهم بالكَيْلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلأَ المِكْيالَ، ثمَّ أَعْلَمَهُم أَنَّ التَّفاضُلَ ليسَ بالنَّسبِ، وَلَكِن بالتَّقْوَى. أَو} طُفافُ الإِناءِ، {وطُفافَتُه، بضَمِّهِما: أَعْلاهُ وَفِي الصِّحاحِ: هما مَا فَوْقَ المِكْيال.
(و) } الطَفافُ كسَحابٍ، وكِتابٍ: سَوادُ اللّيْلِ عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابِيّ، وأَنْشَد: عِقْبانُ دَجْنٍ بادَرَتْ {طَفافَا صَيْداً وَقد عايَنَتِ الأَسْدَافَا فَهْيَ تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافَا وإِناءٌ} طَفّانُ: بَلَغَ الكيْلُ طُفافَهُ تَقُولُ مِنْهُ: {أَطْفَفْتُه، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ الَّذِي قَرُبَ أَنْ يَمْتَلِئَ ويُساويَ أَعْلاهُ.} والطُّفافَةُ، بالضمّ،! والطَّفَفَة محركةً: مَا فَوْقَ المِكْيالِ الأُوْلَى عَن الجوهريِّ أَو الأُولى: مَا قَصُرَ عَن مِلْءِ الإِناء من شَرابٍ وغيرِه، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. {والطَّفُّ: ع، قُرْبَ الكُوفَةِ وَبِه قُتِلَ الإِمامُ الحُسَيْنُ رضِيَ اللهُ عَنهُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه طَرَفُ البَرِّ مِمَّا يَلِي الفُراتَ، وَكَانَت يَوْمَئِذٍ تجرِي قَرِيباً مِنْهُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الطَّفُّ: مَا أَشْرَفَ من أَرْضِ العَرَبِ على رِيفِ العِراقِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنما سُمِّيَ {طَفّاً لأَنّه دَنَا من الرِّيفِ، قَالَ أَبو دَهْبَلٍ الجُمَجِيُّ:
(أَلاَ إِنَّ قَتْلَى الطَّفِّ من آلِ هاشِمٍ ... أَذَلَّتْ رِقابَ المُسْلِمِينَ فذَلَّتِ)
وقالَ أَيْضا:
(تَبِيتُ سَكَارَى من أُمَيَّةَ نُوَّماً ... } وبالطَّفِّ قَتْلَى مَا يَنامُ حَميمُها)
وقِيلَ: طَفُّ الفُراتِ: مَا ارْتَفَع مِنْهُ من الجانِبِ، وَقيل: هُوَ الشّاطِئُ مِنْهُ، قَالَه اللَّيْثُ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ: كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ علَيْهِمُإِوَزٌّ بأَعَلَى الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ)
{كالطَّفْطافِ وَهُوَ شاطِئُ البَحْرِ.} وَطفَّه برِجْلِه، أَو بِيَدِه: إِذا رَفَعَه عَن ابنِ دُرَيْدٍ. (و) {طَفَّ الشيءُ مِنْهُ: إِذا دَنَا وَمِنْه سُمِّي الطَّفّ، كَمَا تَقدّم. وطَفَّ النّاقَةَ} يَطُفُّها {طَفّاً: شَدَّ قَوائِمَها نَقله الصّاغانِيُّ.
وقولُهم: خُذْ مَا طَفَّ لَكَ،} وأَطَفَّ لكَ،! واسْتَطَفَّ لَك: أَي خُذْ مَا ارْتَفَعَ لَكَ، وأَمْكَنَ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وزادَ غيرُه: دَنَا مِنْكَ وتَهَيَّأَ، وقِيلَ: أَشْرَفَ وَبَدا لِيُؤْخَذَ، والمَعْنَيان متَجاوِرانِ، ومثلُه: خُذْ مَا دَقَّ لَك واسْتَدَقَّ: أَي مَا تَهَيّأَ، قَالَ الكِسائِيُّ، فِي بَاب قَناعَةِ الرَّجُلِ ببعضِ حاجَتِه، يَحْكِي عَنْهُم خُذْ مَا طَفَّ لكَ ودَعْ مَا {اسْتَطَفَّ لَكَ: أَي ارْضَ بِمَا يُمْكِنُكَ مِنْهُ. وقالَ ابنُ عبّادٍ:} الطَّافَّةُ: مَا بينَ الجِبالِ والقِيعانِ، وَمن البُسْتانِ: مَا حَوالَيْه والجمعُ {طَوَافُّ.} والطَّفْطَفَة بِالْفَتْح ويُكْسَرُ وَكَذَا: الخَوْشُ، والصُّقْلُ، والسَّوْلاءُ، والأَفَقَةُ كُلُّه: الخاصِرَةُ نَقَله أَبو عَمْرٍ و، ونُقِلَ الكسرُ عَن أَبِي زَيْدٍ أَيضاً، وَاقْتصر الجوهرِيُّ على الفَتْحِ. أَو هِيَ: أَطْرافُ الجَنْبِ المُتَّصَلَةُ بالأَضْلاعِ. أَو كُلُّ، لَحْمٍ مُضْطَرِبٍ {طِفْطَفَةٌ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن بعض العَربِ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(قَليلٌ لَحْمُهُ إِلاّ بَقَايَا ... } طَفاطِفِ لَحْمٍ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ)
أَو هِيَ: الرَّخْصُ مِنْ مَراقِّ البَطْنِ نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ: وأَنْشَدَ:
(مُعاوِدُ قَتْلِ الهادِياتِ شِواؤُه ... من الوَحْشِ قُصْرضى رَخْصَةٌ {وطَفاطِفُ)
وَفِي اللِّسانِ: وَقيل: هِيَ مَا رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وسَوْداءَ مثلِ التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتِي ... } طَفاطِفَها لَمْ نَسْتَطِعْ دُونَها صَبْرَا)
ج: طَفاطِفُ وَقد تقدّم شاهدُه. {والطَّفْطافُ: أَطْرافُ الشَّجَرِ نَقله الجوهريُّ، وأَنشَدَ للكُمَيْتِ يَصفُ فِراخَ النَّعامِ:
(أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ} طَفْطافُ الرُّبُولِ)
وَقَالَ غَيْرُه:! الطَّفْطافُ هُنَا: النّاعِمُ الرَّطْبُ من النَّباتِ، وَقَالَ المُفَضَّل: ورَقُ الغُصونِ. وفَرَسٌ {طَفّافٌ، كشَدّادٍ، وَكَذَلِكَ} طَفٌّ، وخَفٌّ، ودَفٌّ أَخَواتٌ بمَعْنىً واحدٍ، وَقد تَقَدَّم الأَخيرانِ، كَمَا فِي العُبابِ. {وأَطَفَّ عليهِ، وأَطَلَّ عَلَيْهِ: أَي أَشْرَفَ عَلَيْهِ. (و) } أَطَفَّ الكَيْلَ: أَبْلَغَه {طَفافَهُ نَقله الجوهريُّ، وَقيل: أَخَذَ مَا عليهِ. (و) } أَطَفَّت النّاقَةُ: وَلَدَتْ لغيرِ تَمامٍ، نَقله ابْن عبادٍ، ونَصُّه فِي المُحِيطِ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغَيْرِ تَمامٍ. وَقَالَ اللَّيْثٌُ: أَطَفَّ فُلانٌ للأَمْرِ: إِذا طَبَنَ لهُ وأَرادَ خَتْلَه، وأَنْشَدَ: أَطَفَّ لَهَا شَثْنُ البَنانِ جُنادِفُ وأَطَفَّ عليهِ بحَجَرٍ: تَناوَلَه بهِ عَن ابنِ عَبّادٍ.)
وأَطَفَّ لَهُ: إِذا أَرادَ خَتْلَه هُوَ مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِ اللَّيْثِ الذِي تَقَدَّم. وأَطَفَّ عليهِ ونصُّ أَبِي زَيْدٍ فِي النَّوادِر، أَطَلَّ على مَا لَهُ، وأَطَفَّ عَلَيْهِ: مَعْناه: أَنّه اشْتَمَلَ عَلَيْهِ، فذَهَب بِهِ.
{وطَفَّفَ} تَطْفِيفاً: بَخَس فِي الكَيْلِ والوَزْنِ، ونَقَصَ المِكْيالَ وَهُوَ أَنْ لَا يَمْلأَه إِلَى أَصْبارِه، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَيْلٌ {للمُطَفِّفِينَ} فالتَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ بِهِ صاحبُه فِي كَيْلٍ أَو وَزْنٍ، وَقد يَكُونُ النَّقْصُ ليَرْجِعَ إِلَى مِقدارِ الحَقِّ فَلَا يُسَمَّى {تَطْفِيفاً، وَلَا يُسَمّى بالشيءِ اليسيرِ} مُطَفِّفاً على إطْلاقِ الصِّفَةِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى حَال تَتَفاحَشُ، وَقَالَ أَبو إِسحاقَ: {المُطَفِّفُونَّ: الَّذين يَنْقُصُونَ المِكْيالَ والمِيزانَ، قالَ: وإِنما قِيلَ للفاعِلِ:} مُطَفِّفٌ، لأَنه لَا يكادُ يَسْرِقُ فِي المِكْيالِ والمِيزانِ إلاّ الشيءَ الخَفِيفَ الطَّفِيفَ، وَإِنَّمَا أُخِذَ من طَفِّ الشَّيءِ وَهُوَ جانِبُه، وَقد فَسَّرَه عزَّ وجَلَّ بقولهِ: وَإِذا كَالُوهُمُ أَو وَزَنُوهُم يُخْسِرُونَ أَي: يُنْقِصُونَ. (و) {طَفَّفَ الطّائِرُ: بَسَطَ جَناحَيْهِ عَن ابنِ عَبّادٍ. طَفَف بِهِ الفَرَسُ: إِذا وَثَبَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه حديثُ ابْن عمرَ رضيَ الله عَنْهُما لمّا ذَكَرَ أَنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَّقَ بينَ الخَيلِ، فقالَ: كنتُ فارِساُ يومَئذٍ، فسَبَقْتُ النّاسَ حَتَّى طَفَّفَ بيَ الفَرَسُ مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ أَي: وَثَبَ بِي حَتَّى جازَه، قَالَ الجَحافُ بن حَكِيمٍ:
(إِذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَوائِيمُ لم يَحُمْ ... } وطَفَّفَها وَثْباً إِذا الجَرْيُ أَعْقَبَا)
{وطَفْطَفَ الرجلُ: اسْتَرْخَى فِي يَدِ خَصْمِه عَن ابنِ عبّادِ.
قالَ الصاغانيُّ: والتركيب يدل على قلَّة الشَّيْء، وَقد شَذَّ عَنهُ أطف فلَان لفُلَان: إِذْ طَبَنَ لَهُ، وأَرادَ خَتْلَه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:} اسْتَطَفَّتْ حاجَتُه: إِذا تَهَيَّأَتْ ويُسِّرَتْ. {واستَطَفَّ السِّنَامُ: ارتفعَ.} وأَطَفَّه هُوَ: مَكَّنَه. ويُقال: أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَي قَصِيرٌ أَي: أَدْناهُ مِنْهُ فَقَطَعَه.
وإِناءٌ {طَفّانُ: مَلآنُ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.} والطَفُّ: فِناءُ الدّار.! وطَفَّفَ الإِناءَ: أَخَذَ مَا عَلَيْهِ. {وطَفَّفَ على الرَّجُلِ: إِذا أَعْطاهُ أَقَلَّ ممّا أَخَذَ مِنْهُ.} وطَفَّفْتُ بفلانٍ مَوْضِعَ كَذَا: رَفَعْتُه إِلَيْهِ، وحاذَيْتُه بهِ. وطَفَّفَ: نَقَصَ، وأَيْضَاً: وَفِّي. وطَفَّفَ على عِيالهِ: قَتَّرَ، وَهُوَ مجَاز. {والطَّفِيفُ: الخَسِيسُ الدُّونُ الحَقِيرُ.} وطَفّ الحائِطَ طَفَّا: عَلاَه. {والطُّفافَةُ بالضمِّ: الشيءُ اليَسِيرُ يبقَى فِي الإِناءِ،} وأَطَفَّ لَهُ السَّيْفَ: أَهوَى بهِ إِليه، وغَشِيَهُ بِهِ. {وطَفَّفَت الشَّمْسُ: دَنَتْ للغُروبِ. وأَتانَا عِنْدَ) } طَفافِ الشَّمْسِ: أَي عندَ دُنُوِّها للغُروبِ، وَهُوَ مجازٌ.

طفف


طَفَّ(n. ac. طَفّ)
a. [Min], Was near to, within the reach of.
b. [acc. & Bi], Raised, lifted with.
طَفَّفَa. Spread out, flapped its wings (bird).
b. Leapt, jumped, bounded (horse).

أَطْفَفَa. Filled up (measure).
b. ['Ala], Grasped, seized; comprehended, comprised
contained.
c. [La], Was skilful in, knew, understood.
d. [La], Laid traps for, endeavoured to ensnare.
e. ['Ala], Was within the reach of; was imminent.

إِسْتَطْفَفَa. see IV (e)
طَفّa. Edge, border, margin; limit.
b. see 4
طَفَفa. Excess, overflow.

طَاْفِفَةa. Mountainboundary.
b. Hedge, fence.

طَفَاْف
طِفَاْف طُفَاْفَةa. see 4
طَفِيْفa. Little in quantity; incomplete
b. Unimportant, paltry.
c. [ coll. ], Overflow.

طَفَّاْفa. Swift, light, brisk.

طَفَّاْنُa. Full, overflowing, brimful.

طلع

(طلع) - في حديث الحَسَن: "أَنَّ هَذِه الأَنفُسَ طُلَعَةٌ" : أي مُسارِعَة إلى الأُمُور يَروِيه بَعضُهم بفَتْح الطَّاءِ وكَسْرِ الَّلام .
قال الأصمَعِىّ: هو بِضَمِّ الطاءِ وفَتحْ الَّلام: أي كَثِيرةُ التَّطُّلع إلى هَوَاهَا وما تَشْتَهيه حتى تُرْدِى صاحِبَها، وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تُبرِزُ رَأْسَها للنَّظَرِ وتؤَخِّره مَرَّةً بعد أُخرَى.
- في حديث سَيف بن ذى يَزَن: "أَطلعتُك طِلْعَه"
: أي أَعْلمتُكَه، والطِّلْع - بالكَسْر - الاسمُ، من قَولِهم: اطَّلَع على الشىّءِ، إذا أشرَف عليه أو عَلِمَه. وهو بِطِلَع الوَادِى: أي بحذائِه. والطَّلْع: وِعاءُ مَبْدأ البُسْر والتَّمرِ.
- في الحديث: "كان كِسْرَى يَسْجُد للطَّالِع"
الطَّالِع ها هُنَا من السِّهامِ؛ الذي يُجاوِز الهَدَف ويعَلوه، وقد أَطلعَه الرَّامِى وكانوا يَعُدُّونه كالمُقَرطِس، وسُجُودُه له أن يَتَطامَن له إذا رَمَى: أي يُسلِم لِرامِيه ويَسْتَسْلم.
- في صِفَة القرآن: "لكل حدٍّ مُطَّلَع"
قال ابن خُزَيْمة: أي مُنْتَهَك يَنْتَهكه مُرْتكِبه. ومعَنَى الحديث: أَنَّ الله تَعالَى لم يُحرِّم حُرمَةً إلاَّ عَلِم أن سَيَطَّلِعُها مُسْتَطلِع.
وقال أبو عبيد: أي لكل حَدٍّ مَصْعَد: أي يُصْعَد منه في مَعِرفَة عِلمِه. والمُطَّلع : المَصْعَد من أَسفَل إلى المكانِ المُشْرِف، وهذا من الأَضْدَادِ.
وقال الحسن: أي جَماعَة يَطَّلعُون يعملون به.
(طلع) النّخل خرج طلعه والكيل وَنَحْوه ملأَهُ
(طلع)
الشَّمْس أَو الْكَوْكَب طلوعا بدا وَظهر من علو. وَيُقَال: طلع مِنْهُ أَو فِيهِ على كَذَا عرفه فِيهِ وَالنَّخْل خرج طلعها وَعَلِيهِ أقبل وهجم وأتى فَجْأَة وَعنهُ غَابَ حَتَّى لَا يرَاهُ والسهم وَنَحْوه عَن الهدف جاوزه وَالشَّيْء وَفِيه علاهُ وَصعد فِيهِ وَالْمَكَان بلغه وقصده
[طلع] نه: فإنه لا يربع على "ظلعك" من ليس يحزنه أمرك، هو بالسكون العرج، من ظلع فهو ظالع، أي لا يقيم عليك حال ضعفك وعرجك إلا من يهتم لأمرك ويحزنه أمرك، وربع في المكان إذا أقام به. ومنه: ولا العرجاء البين "ظلعها". وح على يصف الصديق: علوت إذا "ظلعوا"، أي انقطعوا وتأخروا لتقصيرهم. وح: ليستأن بذات النقب و"الظالع"، أي بذات الجرب والعرجاء. وفيه: أعطى قومًا أخاف "ظلعهم"، هو بفتح لام أي ميلهم عن الحق وضعف إيمانهم، وقيل: ذنبهم، وأصله داء في قوائم الدابة تغمز منها، ورجل ظالع أي مائل مذنب. ك: أخاف "طلعهم"- بفتحتين. غ: ومنه: أربع على "ظلعك"، أي ارفق بنفسك أي أنك ضعيف فانته عما لا تطيقه.
طلع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن لِأَن أعلم أَنِّي بريءٌ من النِّفاق أحَبُّ إليّ من طِلاع الأَرْض ذَهَبا. قَالَ الْأَصْمَعِي: طِلاع الأَرْض مِلْؤُها يُقَال: قَوس طِلاع الكفَّ إِذا كَانَ عَجْسها يمْلَأ الْكَفّ قَالَ أَوْس بن حجر يصف قوسا: (الطَّوِيل)

كَتُومٌ طِلاعُ الكفّ لَا دون مِلئها ... وَلَا عَجْسها عَن مَوضِع الكفِّ أفْضَلا

قَالَ أَبُو عبيد: وأحسب الطَّلاع إِنَّمَا هُوَ أَن يُطالع الشَّيْء بالشَّيْء حَتَّى يُساويه فَجعل مِلأ الأَرْض يُسَاوِي أَعْلَاهَا وَكَذَلِكَ مَا أشبهه. 
طلع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين قَالَ عِنْد مَوته: لَو أنّ لي مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا لافتديت بِهِ من هول المُطَّلع. قَالَ الْأَصْمَعِي: المطلع هُوَ مَوضِع الِاطِّلَاع من إشراف إِلَى انحدار. قَالَ أَبُو عبيد: فشبّه مَا أشرف عَلَيْهِ من أَمر الْآخِرَة بذلك وَقد يكون المطلع المصعد من أَسْفَل إِلَى الْمَكَان المشرف وَهَذَا من الأضداد. وَمِنْه حَدِيث عبد الله فِي ذكر الْقُرْآن: لكلّ حرف مِنْهُ حدّ ولكلّ حدّ مُطَّلَع. قيل: مَعْنَاهُ لكل حدّ مَصْعَد يصعد إِلَيْهِ يَعْنِي فِي معرفَة علمه وَمِنْه قَول جرير ابْن الخطفي: [الْكَامِل]

إِنِّي إِذا مُضَرٌ عليّ تّحَدَّبَتْ ... لاقيتُ مُطَّلَع الجِبالِ وُعُورا

يَعْنِي مَصْعدها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَوْله: لكل حدّ مُطَّلَع يَقُول: مأتيً يُؤْتى مِنْهُ وَهُوَ شَبيه الْمَعْنى بالْقَوْل الأول يُقَال: مُطَّلع هَذَا الْجَبَل من مَكَان كذاوكذا أَي مصعده ومأتاه.
طلع
طَلَعَ الشمسُ طُلُوعاً ومَطْلَعاً. قال تعالى:
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
[طه/ 130] ، حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
[القدر/ 5] ، والمَطْلِعُ: موضعُ الطُّلُوعِ، حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ
[الكهف/ 90] ، وعنه استعير: طَلَعَ علينا فلانٌ، واطَّلَعَ. قال تعالى: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ
[الصافات/ 54] ، فَاطَّلَعَ
[الصافات/ 55] ، قال: فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى
[غافر/ 37] ، وقال: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ [مريم/ 78] ، لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى
[القصص/ 38] ، واسْتَطْلَعْتُ رأيَهُ، وأَطْلَعْتُكَ على كذا، وطَلَعْتُ عنه: غبت، والطِّلاعُ: ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ والإنسان، وطَلِيعَةُ الجيشِ: أوّل من يَطْلُعُ، وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ : تُظْهِرُ رأسَها مرّةً وتستر أخرى، وتشبيها بالطُّلُوعِ قيل: طَلْعُ النَّخْلِ.
لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ
[ق/ 10] ، طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ
[الصافات/ 65] ، أي: ما طَلَعَ منها، وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ
[الشعراء/ 148] ، وقد أَطْلَعَتِ النّخلُ، وقوسٌ طِلَاعُ الكفِّ: ملءُ الكفِّ.
(ط ل ع) : (طُلُوعُ) الشَّمْسِ مَعْرُوفٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ كُلُّ مَا بَدَا لَكَ مِنْ عُلُوٍّ فَقَدْ طَلَعَ (وَقَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) حَتَّى تَطْلُعَ الدَّرْبَ قَافِلًا أَيْ تَخْرُجَ مِنْهُ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْجَارِّ أَوْ مِنْ (طَلَعَ) الْجَبَلَ إذَا عَلَاهُ (وَأَطْلَعَ) مِنْ بَابِ أَكْرَمَ لُغَةٌ فِي اطَّلَعَ بِمَعْنَى أَشْرَفَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الَّتِي اطَّلَعَتْ فَهِيَ طَالِقٌ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ (وَالطَّلِيعَةُ) وَاحِدَةُ الطَّلَائِعِ فِي الْحَرْبِ وَهُمْ الَّذِينَ يُبْعَثُونَ لِيَطَّلِعُوا عَلَى أَخْبَارِ الْعَدُوِّ وَيَتَعَرَّفُوهَا قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ وَقَدْ يُسَمَّى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فِي ذَلِكَ طَلِيعَةً وَالْجَمِيعُ أَيْضًا إذَا كَانُوا مَعًا (وَفِي كَلَامِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -) الطَّلِيعَةُ الثَّلَاثَةُ وَالْأَرْبَعَةُ وَهِيَ دُونَ السَّرِيَّةِ (وَالطَّلْعُ) مَا يَطْلُعُ مِنْ النَّخْلَةِ وَهُوَ الْكِمُّ قَبْلَ أَنْ يَنْشَقَّ وَيُقَالُ لِمَا يَبْدُو مِنْ الْكِمِّ طَلْعٌ أَيْضًا وَهُوَ شَيْءٌ أَبْيَضُ يُشْبِهُ بِلَوْنِهِ الْأَسْنَانَ وَبِرَائِحَتِهِ الْمَنِيَّ وَقَوْلُهُ) طَلْعُ الْكُفُرَّى إضَافَةُ بَيَانٍ وَأَطْلَعَ النَّخْلُ خَرَجَ طَلْعُهُ (وَأَطْلَعَ) نَبْتُ الْأَرْضِ خَرَجَ (وَطِلَاعُ الْإِنَاءِ) مِلْؤُهُ لِأَنَّهُ يَطْلُعُ مِنْ نَوَاحِيهِ عِنْدَ الِامْتِلَاءِ.
ط ل ع : طَلَعَتْ الشَّمْسُ طُلُوعًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَمَطْلِعًا بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا وَكُلُّ مَا بَدَا لَك مِنْ عُلُوٍّ فَقَدْ طَلَعَ عَلَيْكَ وَطَلَعْتُ الْجَبَلَ طُلُوعًا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْ عَلَوْتُهُ وَطَلَعْتُ فِيهِ رَقَيْتُهُ وَأَطْلَعْتُ زَيْدًا عَلَى كَذَا مِثْلُ أَعْلَمْتُهُ وَزْنًا وَمَعْنًى فَاطَّلَعَ عَلَى افْتَعَلَ أَيْ أَشْرَفَ عَلَيْهِ وَعَلِمَ بِهِ وَالْمُطَّلَعُ مُفْتَعَلٌ اسْمُ مَفْعُولٍ مَوْضِعُ الِاطِّلَاعِ مِنْ الْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ إلَى الْمُنْخَفِضِ وَهَوْلُ الْمُطَّلَعِ مِنْ ذَلِكَ شَبَّهَ مَا يُشْرِفُ عَلَيْهِ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ بِذَلِكَ وَالطَّلِيعَةُ الْقَوْمُ يُبْعَثُونَ أَمَامَ الْجَيْشِ يَتَعَرَّفُونَ طِلْعَ الْعَدُوِّ بِالْكَسْرِ أَيْ خَبَرَهُ وَالْجَمْعُ طَلَائِعُ.

وَالطَّلْعُ بِالْفَتْحِ مَا يَطْلُعُ مِنْ النَّخْلَةِ ثُمَّ يَصِيرُ ثَمَرًا إنْ كَانَتْ أُنْثَى وَإِنْ كَانَتْ النَّخْلَةُ ذَكَرًا لَمْ يَصِرْ ثَمَرًا بَلْ يُؤْكَلُ طَرِيًّا وَيُتْرَكُ عَلَى النَّخْلَةِ أَيَّامًا مَعْلُومَةً حَتَّى يَصِيرَ فِيهِ شَيْءٌ أَبْيَضُ مِثْلُ الدَّقِيقِ
وَلَهُ رَائِحَةٌ ذَكِيَّةٌ فَيُلْقَحُ بِهِ الْأُنْثَى وَأَطْلَعَتْ النَّخْلَةُ بِالْأَلِفِ أَخْرَجَتْ طَلْعَهَا فَهِيَ مُطْلِعٌ وَرُبَّمَا قِيلَ مُطْلِعَةٌ وَأَطْلَعَتْ أَيْضًا طَالَتْ. 

طلع


طَلَعَ(n. ac. طُلُوْع)
a. Rose, appeared (sun); sprouted, shot up (
vegetation ); came through (tooth).
b. Ascended (mountain).
c.
(n. ac.
طُلُوْع) ['Ala], Came to; came upon; fell upon.
d. Reached, arrived at.
e. ['An], Absented himself from.
f. [Min], Went out from; arose, originated from.
g. ['Ala], Knew, understood, mastered.
h. [ coll. ], Became; turned out
ended ill or well.
i. ['Ala] [ coll. ], Occurred to, came
into ( the mind of ).
طَلَّعَa. Sprouted, budded (palm-tree).
b. Filled (measure).
c. Raised; made to go up higher.
d. [Ala] [ coll. ], Looked at, saw
caught sight of.
طَاْلَعَa. Inspected, examined, surveyed; contemplated;
studied.
b. [acc. & Bi], Explained, expounded to.
أَطْلَعَa. Appeared, rose (star).
b. Sprouted, budded (plant).
c. [acc. & 'Ala], Acquainted with, informed of, communicated to
taught, imparted to.
d. [Ila], Conferred upon (benefit).
e. Vomited.
f. ['Ala], Came to; came upon.
تَطَلَّعَa. Was full (measure).
b. [Ila], Looked at; looked forward to, expected.
c. [Fī], Considered, contemplated, scrutinized, gazed upon.
d. ['Ala], Looked for, sought.
e. see VIII (a)
إِطْتَلَعَ
(ط)
a. Knew, was acquainted with; learned.
b. ['Ala], Saw, perceived; looked at, gazed upon; studied;
scrutinized; inspected, examined.
c. see I (c) (d).
إِسْتَطْلَعَa. Made inquiries about; sought to know, to find
out.

طَلْعa. Spadix; spathe ( of the palmtree ).
b. Number; quantity, measure.
c. see 2 (a)
طَلْعَةa. Aspect, look; face, countenance.
b. Ascent, acclivity; slope, incline.

طِلْعa. Height, acclivity.
b. Tract, region.

مَطْلَع
مَطْلِع
(pl.
مَطَاْلِعُ)
a. Place of rising ( of the stars & c. ).
b. Height; watch-tower.
c. Introduction ( of a poem ).
d. Ladder.

طَاْلِع
(pl.
طَوَاْلِعُ)
a. Rising; appearing.
b. New moon.
c. Early dawn.
d. Horoscope.
e. Arrow that overshoots the mark.
f. A kind of noria.

طِلَاْع
(pl.
طُلْع)
a. Measure; fulness.

طَلِيْعَة
(pl.
طَلَاْئِعُ)
a. Scout.
b. Advanced guard.

طُلُوْع
(pl.
طُلُوْعَات)
a. Rising, ascent.
b. [ coll. ], Pustule, gathering.

طُلَعَآءُa. Vomit.

N. Ag.
طَاْلَعَa. Student.

N. Ag.
إِطْتَلَعَa. Powerful; high, eminent.

طَوْلَع
a. see 43
[طلع] طَلَعَتِ الشمسُ والكوكبُ طُلوعاً ومَطْلِعاً ومطلعاً. والمَطْلَعُ والمَطْلِعُ أيضاً: موضعُ طلوعها. قال ابن السكيت: طَلَعْتُ على القوم، إذا أتيتهم. وقد طَلَعتُ عنهم، إذا غبتَ عنهم. وطَلِعْتُ الجبل بالكسر، أي علوته. وفى الحديث: " لا يهيدنكم الطالِعُ "، يعني الفجر الكاذب . واطَّلعتُ على باطن أمره، وهو افْتَعَلْتُ. وطالعه بكتبه. وطالعت الشئ، أي اطلعت عليه. وتطلعت إلى ورود كتابك. والطَلْعَةُ: الرؤية . والطَلْعُ: طَلْعُ النخلة. واطلعَ النخلُ، إذا خرج طلعُهُ. وأطْلَعْتُكَ على سِرِّي. ونخلةٌ مُطْلِعَةٌ أيضاً، إذا طالَتِ النخيلَ، أي كانت أطولَ من سائرها. وأَطلَعَ الرامي، أي جاز سهمُه من فوق الغَرَض. وأَطْلَعَ، أي قاء. والطلعاء، مثال الغلواء: القئ. واستطلعت رأى فلان. والطِلْعُ بالكسر: الاسم من الإطِّلاع. تقول منه: اطَّلِعْ طِلْعَ العدوِّ. ويقال أيضاً: كُنْ بطِلْعِ الوادي وطلع الوادي، بالفتح والكسر، كلاهما صواب. والمطلع: المأتى. يقال: أين مُطَّلَعُ هذا الأمر، أي مأتاه، وهو موضع الإطِّلاعِ من إشرافٍ إلى انحدارٍ. وفي الحديث: " مِنْ هَوْلِ المُطَّلع " شبَّه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك. وطَليعَةُ الجيش: من يُبْعَثُ ليَطَّلِعَ طِلْعَ العدوِّ. وطِلاعُ الشئ: ملؤه. قال الشاعر يصف قوسا كتوم طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مِلْئِها * ولا عَجْسُها عن موضع الكَفِّ أفضلا * وقال الحسن: لان أعلم أنى برئ من النفاق أحبُّ إليَّ من طِلاعِ الأرض ذهبا. قال الاصمعي: طلاع الارض: ملؤها. ونفس طلعة، مثال همزة، أي تكثر التطلع للشئ. وكذلك امرأة طلعة. قال الزبرقان بن بدر: " إنَّ أَبْغَضَ كنائني إلى الطلعة الخبأة ". وطويلع: ماء لبنى تميم بالشاجنة ناحية الصمان. وقال : وأى فتى ودعت يوم طويلع * عشية سلمنا عليه وسلما
طلع
طَلَعَتِ الشَمْسُ طُلُوْعاً وطَلْعاً ومَطْلَعاً.
والمَطْلِعُ: المَكانُ. والوَقْت، وكذلك الطِّلاَع: ما طَلَعَت عليه الشَمْسُ من الأرْض.
وطَلَعَ علينا: هَجَمَ. وأقْبَلَ، طُلُوْعاً. وطَلْعَتُه: رُؤيتُه.
وطَلَعَ عَنّا طُلُوْعاً: أدْبَرَ. وأطْلَعَ رَأسَه واطلَعَ: أشْرَفَ على الشًيْء. والطَلاعُ: الاطَلاَع نَفْسُه. وأطْلَعْتُه على ما لم يَعْلَمْه، والاسْمُ: الطلْعُ؛ تقول: أطْلِعْني طِلْعَ هذا الأمْرِ.
وطالَعْتُه: أتَيْتَه فَعَرَفْتَ ما عِنده. والطلِيْعَةُ: الدَيدَبَانُ، يُقال لِوَاحد وجَمَاعَةٍ، والجَمع الطَلائع.
ونَفْسُه طُلَعَةٌ إلى هذا الأمْر وانَها لَتطًلع إليه: أي تُنَازعُ.
وامْرأةٌ طُلَعَة: تَنْظُر تارةً وتَنْتَحي أخْرى. وأطْلَعَتِ النًخْلَةُ: أخْرَجَت طَلْعَها، الواحدة: طَلْعَة، وهي شَحْمُها، ويُجْمَع الطلْعُ على الطلُوْع. وكذلك يُقال: أطْلَعَ نَبْتُ الأرض: أي خَرَجَ.
ونَخْلَة مُطْلِعَةٌ: التي إِذا طالَتِ النًخْلُ كانتْ أطْوَلَ منها.
والطلَعَاءُ: القَيء، وقد أطْلَعَ: أي قاءَ، وهو من: طَلَعْتُ كَيْلَه فَتَطَلًعَ: أي مَلأته ففاض.
وقَدَحٌ طِلاعٌ: أي مُمْتَلىء. وكذلك عَيْنٌ طِلاعٌ، ومنه: قَوْسٌ طِلاعٌ: أي يَمْلأ مقبضُها الكَف.
والطالِعُ من السهَام: الذي تَجَاوَزَ الغَرَضَ من أعْلاه شيئاً.
وفُلان بِطِلْع الوادي: أي بحِذَائه. والمَطْلَعُ: الطَريقُ في الجَبَل، يُقال: طَلَعْتُ الجَبَلَ وأطلَعْتُه: أي صَعِدْته. وأطْلَعْتُ من الجانب الآخَر: أي انْحدَرْت.
وفي مَثَل: " هو على مَطْلَع الثنِية ": أي ظاهِرٌ بارِز، ومِثْلُه: " الشَر يُلْقى مَطالِعَ الأكَم ".
وهو مُطلِعٌ لذلك الأمْر: أي عالٍ وقاهِر. ويُقال: عافَاكَ اللَهُ من رَجُل لم يَتَطَلَعْ في فِيّ: أي لم يَتَعَقًبْ كَلامي. والمُطلِعُ: الذي يَبْطِش ويُخَاصِم فوقَ قدْرِه. وهو يَتَطَلع: أي يَزِيْفُ في مِشْيته. وأخَذْتُ مالَه واسْتَطْلَعْتُه: ذَهَبْت به.
واسْتَطْلَعْتُ رَأْيَه: نَظَرْت ما عندَه. وطُويلِعُ: ماءٌ لِتميم.
[طلع] فيه: لكل حرف حد ولكل حد "مطلع"، أي لكل حد مصعد يصعد إليه من معرفة علمه، والمطلع مكان إطلاع من موضع عال، مطلع هذا الجبل من مكان كذا أي مأتاه ومصعده، وقيل: معناه أن لكل حد منتهكًا ينتهكه مرتكبه.حتى "تطلع" الثريا، أي مع الفجر الكاذب صباحًا ويقع في أول فصل الصيف عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز. ك: ثم "طلع" المنبر- بفتح لام، أي أتاه، وبكسرها أي علاه. وح: حيث "يطلع" قرنا الشيطان، أي من أهل المشرق، فإن الشيطان ينتصب في محاذاة المطلع ليطلع جانبي رأسه فيقع السجدة من عبدة الشمس له. والمطلع الطلوع، هو بفتح لام مصدر وبكسرها اسم مكان. ن: "طلعة" ذكر- بالإضافة، وهو غشاء عليه. بي: حتى "تطلع" الشمس من مغربها، طلوعها منه إما بانعكاس حركة الفلك أو بحركة نفسها. ز: أي بسرعة حركة نفسها من المغرب عكس حركتها الحسية بواسطة حركة الفلك الأعظم. بي: والأول أظهر، وهل يستمر طلوعها بقية عمر العالم أو يومًا فقط لم يرد فيه شيء ومر في تاب. ك: أين تذهب هذه أي الشمس "فتطلع" من مغربها، أي عند قيام الساعة، والحديث مختصر وهو أنها تذهب حتى تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن، يقال لها: ارجعي من حيث تطلع، فتطلع من مغربها، فظهر أن الاستئذان إنما هو بالطلوع عن المشرق. ط: إذا لقد كان يقوم حين "يطلع" الفجر، أي إذا كان كذا أي يطول في القراءة لقد كان يقوم في الصلاة أول الوقت في الغلس.
ط ل ع

طلعت الشمس ومطلعها، وللشمس مطالع ومغارب. وأطلعها الله تعالى.

ومن المجاز: طلع علينا فلان: هجم. وطلع عنا: غاب. وطلع فلان من بعيد. وما هذا الإنسانفي طالعة إبلكم: في أولها. وحيّا الله تعالى طلعتك. وطلعت المرأة من خبائها. وامرأة طلعة قبعة. وعن الزبرقان: أبغض كنائني إلى الطلعة الخبأة. وإن نفسك لطلعة إلى هذا الأمر. وإنها لتطلع إليه أي تنازع. وتطلعت إلى ورود كتابك. وطلع النخل وأطلع: أخرج طلعه. وطلع النبات واطلع: خرج. وطلع السهم عن الهدف: جاوزه، وسهم طالع: واقع فوق العلامة وهو يعدل بالمقرطس. قال المرار:

لها أسهم لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي طوالع

ورمى فأطلع وأشخص إذا مر سهمه على رأس الغرض. وملأت له القدح حتى كاد يطلع من نواحيه، ومه: قدح طلاع: ملآن. وقوس طلاع الكف: عجسها يملأ الكف. قال أوس:

كتوم طلاع الكف لا دون ملئها ... ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا

وتطلع الماء من الإناء. وطلع كيله: ملأه جداً حتى تطلع. وعافى الله رجلاً لم يتطلع في فيك أي لم يتعقب كلامك. وعين طلاع: ملأى من الدمع. قال:

أمروا أمرهم لنوًى شطون ... فنفسي من ورائهم شعاع

وعيني يوم بانوا فاستمروا ... لنيّتهم وما ربعوا طلاع

ولو أن لي طلاع الأرض ذهباً. واستطلعت رأي فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:

ألمّا بذات الخال فاستطلعا لنا ... على العهد باق ودها أم تصرما

وأطلع فلان إذا قاء وهو الطلعاء. وأطلعني على الأمر. وأطلعتك طلعه. واطلعت عليه. وفلان يطلع الوادي وبلبب الوادي: بحذائه. وطلعت الجبل واطلعته: علوته. قال القطامي:

يخفون طوراً وأحياناً إذا طلعوا ... طوداً بدا لي من أجمالهم بادي

وقال الطرماح:

وأثنى ثنايا المجد لم نطلع لهاعلى رغم من لم يطلع منقب المجد ومطلع هذا الجبل من مكان كذا: مصعده. قال جرير:

إني إذا مضر عليّ تحدبت ... لاقيت مطلع الجبال وعورا

ومن أين مطلع هذا الأمر: من أين مأتاه. ولكل أمر مطلع إما وعر وإما سهل. وهو طلاع أنجد. وأعوذ بالله من هول المطلع: من هول ما يأتيه ويطلع عليه من أمر الآخرة. وهذا لك مطلع الأكمة أي حاضر بين ومعناه أنه قريب منك في مقدار ما تطلع الأكمة. ويقال: الشر يلقى مطالع الأكم أي بارزا مكشوفاً. واطلعته عيني: اقتحمته وازدرته. واطلعت الفجر: نظرت إليه حين طلع. قال:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجنينسيم الصبا من حيث يطلع الفجر وروي: يطلع أي يطلع. وفلان مطلع لهذا الأمر: عال له قادر عليه. وأتيت قومي فطالعتهم: نظرت ما عندهم. واطلعت عليه. وطالعت ضيعتي. وأنا أطالعك بحقيقة الأمر: أطلعك عليه. وطالعني كل وقت بكتبك.
(ط ل ع)

طَلَعَتِ الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم، تطْلُعُ طُلُوعا ومَطْلِعا، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من مصَادر " فَعَل يفْعُل " على مَفعِل، وَالْفَتْح فِيهِ لُغَة، وَهُوَ الْقيَاس، وَالْكَسْر أشهر. وآتيك كل يَوْم طَلَعَتْه الشَّمْس: أَي طَلعت فِيهِ. وَفِي الدُّعَاء: طَلَعَت الشَّمْس وَلَا تَطْلُع بِنَفس أحد منا. عَن الَّلحيانيّ أَي لَا مَاتَ وَاحِد منا مَعَ طُلوعها. أَرَادَ: وَلَا طَلَعَتْ، فَوضع الْآتِي مَوضِع الْمَاضِي. وأطلع: لُغَة فِي ذَلِك كُله. قَالَ رؤبة:

كأنَّهُ كَوكبُ غَيْمٍ أطْلَعا

وطِلاع الأَرْض: مَا طَلَعَت عَلَيْهِ الشَّمْس مِنْهَا. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " لَو أَن لي طِلاعَ الأَرْض ذَهَبا لافتديت بِهِ من هول المطلع ". وَقيل: طلاع الأَرْض: ملؤُهَا حَتَّى يُطالِعَ أَعْلَاهُ أَعْلَاهَا، فيساويه. وَمِنْه قَول أَوْس بن حجر، يصف قوسا وَغلظ معجسها:

كَتُومٌ طِلاعُ الكَفّ لَا دُونَ مِلْئِها ... وَلَا عَجْسُها عَن مَوضِع الكَفّ أفْضَلا

وطَلَع الرجل على الْقَوْم يَطْلَعُ ويطلُع طُلوعا، وأطْلَع: هجم. الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ. وطَلَع عَلَيْهِم: غَابَ. وَهُوَ من الأضداد.

وطَلْعة الرجل: شخصه وَمَا طَلَع مِنْهُ.

وتطَلَّعه: نظر إِلَى طَلْعَته نظر حب أَو بغضة أَو غَيرهمَا. وَفِي الْخَبَر عَن بَعضهم: انه كَانَت تَطَلَّعُه الْعين صُورَة.

وطَلِعَ الْجَبَل، وطَلَعَه يطْلَعُه طُلُوعا: رقِيه. وطَلَعَت سنّ الصَّبِي: بَدَت شباتها. وكل باد من علو: طالع. وَفِي الحَدِيث: هَذَا بسر قد طَلَع الْيمن، أَي قَصدهَا من نجد.

وأطلَعَ رَأسه: إِذا أشرف على شَيْء. وَكَذَلِكَ اطَّلَع، وأطلعَ غَيره، واطَّلَعَه. وَالِاسْم: الطَّلاعُ.

وأطْلَعَه على الْأَمر: أعلَمه بِهِ. وَالِاسْم: الطِّلْعُ.

وطَلَعَ على الْأَمر يَطْلُع طُلوعا، واطَّلَعَه، وتَطَلَّعَه: علمه.

وطالَعَهُ: أَتَاهُ فَنظر مَا عِنْده. قَالَ قيس ابْن ذريح:

كأنَّكَ بِدْعٌ لم تَرَ النَّاسَ قَبلَهمْ ... وَلم يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَن يُطالِعُ

واسْتَطْلَعَ رَأْيه: نظر مَا هُوَ.

والطَّلِيعة: الْقَوْم يبعثون لمطالعة خبر الْعَدو. الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء. وطَليعة الْقَوْم: الَّذِي يَطْلُع من الْجَيْش.

وَامْرَأَة طُلَعَة: تكْثر التَّطَلُّع. وَنَفس طُلَعَة: شهمة متطلعة. على الْمثل. وَكَذَلِكَ الْجَمِيع. وَفِي كَلَام حسن: إِن هَذِه النُّفُوس طُلَعة، فاقدعوها بالمواعظ، وَإِلَّا نرعت بكم إِلَى شَرّ غَايَة.

وَرجل طِلاَّع أنجد: غَالب للأمور. قَالَ:

وَقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دُونَ هَمَّهِ ... وَقد كَانَ لَوْلَا القُلُّ طَلاع أنْجُدِ

وتَطَلَّع الرجل: غَلبه وأدركه، أنْشد ثَعْلَب:

وأحْفَظُ جارِي أنْ أُخالِطَ عِرْسَهُ ... ومَوْلايَ بالنَّكْرَاءِ لَا أتَطَلَّعُ

والطِّلْع من الْأَرْضين: كل مطمئن فِي كل ربو، إِذا طَلَعْتَ رَأَيْت مَا فِيهِ. وطِلْع الأكمة: مَا إِذا علوته مِنْهَا، رَأَيْت مَا حولهَا.

ونخلة مُطْلِعَة: مشرفة على مَا حولهَا.

والطَّلْع: نور النَّخْلَة، مَا دَامَ فِي الكافور. الْوَاحِدَة: طَلْعة. وطَلَع النّخل طُلُوعا، وأطْلَعَ وطَلَّع: أخرج طَلْعَه.

وأطْلَعَ الشّجر: أوْرَق. وأطْلَعَ الزَّرْع: بدا.

والطُّلَعاء: الْقَيْء.

وأطْلَع الرجل: قاء.

وقوس طِلاعُ الْكَفّ: يمْلَأ عجسها الْكَفّ، وَهَذَا طِلاع هَذَا: أَي قدره. وَمَا يسرني بِهِ طِلاع الأَرْض ذَهَبا: أَي ملؤُهَا.

وَهُوَ بِطَلْعِ الْوَادي، وطِلْعِ الْوَادي: أَي ناحيته. أجْرى مجْرى وزن الْجَبَل.

والاطِّلاعُ: النجَاة عَن كرَاع.

وأطْلَعَتِ السَّمَاء: بِمَعْنى أقلعت.

وطُوَيْلِع: مَاء لبني تَمِيم.
طلع
طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من يَطلُع، طُلُوعًا، فهو طالِع، والمفعول مطلوع (للمتعدِّي)
• طلَع القمرُ أو الشمسُ أو النورُ: بدا وظهر وانكشف "طلَع البدرُ- طلَعت النجومُ- {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ} ".
• طلَع النباتُ: نبَت "طلَع الزرعُ- طلَعت الخُضرةُ" ° طلَعت سِنُّه: برزت.
• طلَعت النخلةُ: خرج طلعها.
• طلَع الجبلَ/ طلَع في الجبل: صَعِدَه وعلاه "طلَع السُّلّم- طلَع في الطائرة".
• طلَعَ بالشَّيء: أظهره، أتى به جديدًا "طلع بفكرة رائعة".
• طلَع على القوم:
1 - أقبل عليهم، أتاهم "طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ [حديث] ".
2 - هجَم عليهم "طلَع عليهم اللِّصُّ لَيْلاً".
• طلَع من بيته: خرَج منه "طلَع من البلاد". 

أطلعَ يُطلع، إطلاعًا، فهو مُطِلع، والمفعول مُطلَع (للمتعدِّي)
• أطلع النَّخلُ: خرج طَلْعُه.
• أطلع الشَّجرُ أو النَّباتُ: أورق.
• أطلع الزَّرعَ بالماء: جعله يبدو ويظهر.
• أطلعه السِّرَّ/ أطلعه على السِّرِّ: أعلمه به، أظهره له "أطلعه على ما حدث في غيابه- أطلعه على مكنون نفسه- {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} ". 

استطلعَ يستطلع، استطلاعًا، فهو مُستطلِع، والمفعول مُستطلَع
• استطلع الرَّأيَ ونحوَه: طلَب الاطّلاعَ عليه وأراد معرفته واستكشافه "استطلع رأيَ صديقه في مسألة- استطلع مواقعَ/ أخبار العدوّ- استطلع هلالَ رمضان".
• استطلع الشَّخصَ:
1 - طلَب طلوعَه.
2 - سأله عن حقيقة أمره. 

اطَّلعَ/ اطَّلعَ إلى/ اطَّلعَ على يَطَّلِع، اطِّلاعًا، فهو مُطَّلِع، والمفعول مُطَّلَع
• اطَّلع الأمرَ/ اطَّلع على الأمر: تعرّف عليه، علم به "اطّلع المحامي على ملف القضيَّة- اطّلع الخبر- {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} ".
• اطَّلع إلى المستقبل: نظر إليه "اطّلع إلى التطور التكنولوجي- {لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} ".
• اطَّلع على المكان: أشرف عليه. 

تطلَّعَ إلى/ تطلَّعَ في يتَطلَّع، تطلُّعًا، فهو مُتطلِّع، والمفعول مُتطلَّع إليه
• تطلَّع إلى عينيه/ تطلَّع في عينيه: نظر إليهما "تطلَّع في وجوه النَّاس".
• تطلَّع إلى لقاء صديقه: ترقَّب حدوثه بشوق، طمح إليه، تمنَّاه ورغب فيه "تطلَّع إلى ما وراء المستقبل- تطلَّع إلى حياة أفضل" ° فلانٌ كثير التَّطلُّعات: طموح- فلانٌ يتطلَّع في فم فلان: يتعقَّب كلامه. 

طالعَ/ طالعَ في يُطالِع، مطالعةً، فهو مُطالِع، والمفعول مُطالَع
• طالَع البحثَ/ طالع في البحث: قرأه، أدام النَّظرَ فيه "طالع كتابًا في الشِّعر- طالع روايةً قصيرة" ° قاعة المطالعة: حجرة في مكتبة عامّة تُخصَّص للقراءة والاطِّلاع.
• طالعه بالأمر: عرضه عليه. 

استطلاع [مفرد]:
1 - مصدر استطلعَ.
2 - بحث حول موضوع معين يشمل وصفًا لمختلف جوانبه من خلال مجموعة أسئلة توجَّه إلى مجموعة أشخاص للحصول على معلومات حول موضوع البحث ° استطلاع رأي: طريقة فنِّيَّة لجمع المعلومات التي تُستخدم في استطلاع رأي مجموعة من الناس في مكان مُعيَّن ووقت مُعيَّن عن موضوع مُعيَّن، ويتمّ ذلك بمقابلة أفراد هذه المجموعة وسؤالهم أو توزيع الأسئلة عليهم للإجابة عنها- استطلاعٌ صَحَفِيّ: بحث يقوم
 به كاتب أو أكثر، ويشتمل على تحقيق مكان أو حادث بالوصف والتصوير، أو عملية إعداد الأخبار أو المعلومات في تقارير- حُبُّ الاستطلاع: الميل إلى الاطلاع والمعرفة- رحلة استطلاعيَّة: رحلة للتعرف على الأشياء وجمع المعلومات.
3 - محاولة لاكتشاف مواقع العدوّ وضبط تحرّكاته وجمع معلومات عن وسائل دفاعه لتقدير قوّته الحقيقيّة "تقوم الأقمار الصناعيّة بالدور الأكبر في عمليات الاستطلاع" ° طائرة استكشاف أو استطلاع: طائرة تجمع معلومات عن مكان معين، وتقوم بالتقاط الصور لمعرفة حالة العدو. 

تطلُّع [مفرد]:
1 - مصدر تطلَّعَ إلى/ تطلَّعَ في.
2 - رغبة مُلحّة تدفع الفرد إلى تحقيق مستوى أفضل مما هو فيه. 

طالِع [مفرد]: ج طالعون (للعاقل) وطُلّع وطَوَالع:
1 - اسم فاعل من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من.
2 - (فك) ما يتنبّأ به المنجِّم من الحوادث بطلوع كوكب معين "قرأ/ كشف طالعه" ° حسن الطَّالع: محظوظ- سَيِّئ الطالع: سيِّئ الحظ. 

طَلْع [جمع]: جج أَطْلُع وطُلُوع: (نت) غلاف يشبه الكوز ينفتح عن حبٍّ منضود فيه مادّة إخصاب النخلة " {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} ". 

طَلْعة [مفرد]: ج طَلَعات وطَلْعات:
1 - اسم مرَّة من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من.
2 - ما طلع من كلّ شيء "طلعة نخل/ نبات".
3 - وجه، رؤية "أنا مشتاق إلى طلعتك" ° بهيُّ الطَّلعة: جميل الخلق، ذو حُسن وجمال- مَهيب الطلعة: موضع الاحترام.
4 - ارتفاع ممتدّ ينحدر قليلاً من سطح الأرض أو غيره.
5 - (سك) قيام طائرة أو تشكيلة طائرات بالتحليق فوق مناطق العدو إما للاستكشاف وإما لضرب أهداف العدو "قام الطّيار بعدة طلعات- فشِلت أول طلعة للعدوّ". 

طُلَعَة [مفرد]: صيغة مبالغة من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: كثير التطلُّع أو الطلوع (يستوي فيها المذكر والمؤنث). 

طَلاَّع [مفرد]: صيغة مبالغة من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: كثير الطلوع "طلاّع إلى المعالي" ° طلاّع الثّنايا: مجرّب للأمور يُحسن تدبيرها بمعرفته وجودة رأيه، جَلْد يتحمل المشاقّ أو ساعٍ لمعالي الأمور. 

طُلوع [مفرد]: مصدر طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من. 

طَليعة [مفرد]: ج طَلائِعُ
• طليعة الجيش ونحوه:
1 - مقدّمته، تقال للواحد والجمع "طلائع المحاربين- كان في طليعة الشعراء المجدّدين" ° في الطليعة: متقدِّم، من الأوائل.
2 - من يُبعث قُدَّام الجيش ليطَّلع على أحوال الأعداء. 

طَليعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى طَليعة: من يتقدَّم أهل زمانه بجرأته وطموحه وبراعته ° الرُّوّاد الطَّليعيّون: جماعة نشطة في الاختراعات وتطبيق تقنيات جديدة في حقل معيَّن، خاصّة في الفنون.
• الأدب الطَّليعيّ: (دب) الأدب الذي يقوم بدور السّلف وبدور مُمهِّد السّبيل لأمر ما. 

مُطَّلِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اطَّلعَ/ اطَّلعَ إلى/ اطَّلعَ على.
2 - مثقف، قارئ، يعرف الكثير من فروع المعرفة "ناقد مطَّلع". 

مَطْلَع1 [مفرد]: مصدر ميميّ من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: " {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ". 

مَطْلَع2/ مَطْلِع [مفرد]: ج مطالِعُ:
1 - اسم زمان من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: وقت الطُّلوع "مطلع الشمس السادسة صباحًا".
2 - اسم مكان من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: " {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ} [ق]- {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} ".
3 - أوَّل الشيء "مَطْلَع الشَّباب- مَطْلَع القصيدة: أوّل بيت فيها".
4 - سُلّم، ومِصْعَد.
5 - (سق) مُقدّمة المعزوفة الموسيقيّة "مَطلع أغنية". 

طلع: طَلَعَتِ الشمس والقمر والفجر والنجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً

ومَطْلَعاً ومَطْلِعاً، فهي طالِعةٌ، وهو أَحَد ما جاء من مَصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ

على مَفْعِلٍ، ومَطْلَعاً، بالفتح، لغة، وهو القياس، والكسر الأَشهر.

والمَطْلِعُ: الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس، وهو قوله: حتى إِذا بلغ

مَطْلِعَ الشمس وجدها تَطْلُع على قوم، وأَما قوله عز وجل: هي حتى مَطْلِعِ

الفجر، فإِن الكسائي قرأَها بكسر اللام، وكذلك روى عبيد عن أَبي عمرو

بكسر اللام، وعبيد أَحد الرواة عن أَبي عمرو، وقال ابن كثير ونافع وابن عامر

واليزيدي عن أَبي عمرو وعاصم وحمزة: هي حتى مَطْلَع الفجر، بفتح اللام،

قال الفراء: وأَكثر القراء على مطلَع، قال: وهو أَقوى في قياس العربية

لأَن المطلَع، بالفتح، هو الطلوع والمطلِع، بالكسر، هو الموضع الذي تطلع

منه، إِلا أَن العرب تقول طلعت الشمس مطلِعاً، فيكسرون وهم يريدون المصدر،

وقال: إِذا كان الحرف من باب فعَل يفعُل مثل دخل يدخل وخرج يخرج وما

أَشبهها آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين،إِلا أَحرفاً من الأَسماء

أَلزموها كسر العين في مفعل، من ذلك: المسجِدُ والمَطْلِعُ والمَغْرِبُ

والمَشْرِقُ والمَسْقِطُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَجْزِرُ والمسْكِنُ

والمَنْسِكُ والمَنْبِتُ، فجعلوا الكسر علامة للاسم والفتح علامة للمصدر،

قال الأَزهري: والعرب تضع الأَسماء مواضع المصادر، ولذلك قرأَ من قرأَ: هي

حتى مطلِع الفجر، لأَنه ذَهَب بالمطلِع، وإِن كان اسماً، إِلى الطلوع مثل

المَطْلَعِ، وهذا قول الكسائي والفراء، وقال بعض البصريين: من قرأَ

مطلِع الفجر، بكسر اللام، فهو اسم لوقت الطلوع، قال ذلك الزجاج؛ قال

الأَزهري: وأَحسبه قول سيبويه. والمَطْلِعُ والمَطْلَعُ أَيضاً: موضع طلوعها.

ويقال: اطَّلَعْتُ الفجر اطِّلاعاً أَي نظرت إِليه حين طلَع؛ وقال:

نَسِيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلَعُ الفَجْرُ

(* قوله« نسيم الصبا إلخ» صدره كما في الاساس:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني)

وآتِيكَ كل يوم طَلَعَتْه الشمسُ أَي طلَعت فيه. وفي الدعاء: طلعت الشمس

ولا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد منا؛ عن اللحياني، أَي لا مات واحد منا مع

طُلُوعها، أَراد: ولا طَلَعَتْ فوضع الآتي منها موضع الماضي، وأَطْلَعَ لغة

في ذلك؛ قال رؤبة:

كأَنه كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعا

وطِلاعُ الأَرضِ: ما طَلعت عليه الشمسُ. وطِلاعُ الشيء: مِلْؤُه؛ ومنه

حديث عمر، رحمه الله: أَنه قال عند موته: لو أَنَّ لي طِلاعَ الأَرضِ ذهباً؛

قيل: طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حتى يُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَيُساوِيَه.

وفي الحديث: جاءه رجل به بَذاذةٌ تعلو عنه العين، فقال: هذا خير من

طِلاعِ الأَرض ذهباً أَي ما يَمْلَؤُها حتى يَطْلُع عنها ويسيل؛ ومنه قول

أَوْسِ بن حَجَرٍ يصف قوساً وغَلَظَ مَعْجِسها وأَنه يملأُ الكف:

كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها،

ولا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا

الكَتُوم: القَوْسُ التي لا صَدْعَ فيها ولا عَيْبَ. وقال الليث: طِلاعُ

الأَرضِ في قول عمر ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ من الأَرض، والقول الأَوَّل،

وهو قول أَبي عبيد:

وطَلَعَ فلان علينا من بعيد، وطَلْعَتُه: رُؤْيَتُه. يقال: حَيَّا الله

طَلْعتك. وطلَع الرجلُ على القوم يَطْلُع وتَطَلَع طُلُوعاً وأَطْلَع: هجم؛

الأَخيرة عن سيبويه. وطلَع عليهم: أَتاهم. وطلَع عليهم: غاب، وهو من

الأَضْداد. وطَلعَ عنهم: غاب أَيضاً عنهم. وطَلْعةُ الرجلِ: شخْصُه وما طلَع

منه. وتَطَلَّعه: نظر إِلى طَلْعَتِه نظر حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غيرهما.

وفي الخبر عن بعضهم: أَنه كانت تَطَلَّعُه العين صورةً. وطَلِعَ الجبلَ،

بالكسر، وطلَعَه يَطْلَعُه طُلُوعاً: رَقِيَه وعَلاه. وفي حديث السُّحور:

لا يَهِيدَنَّكُمُ الطالِعُ، يعني الفجر الكاذِب. وطَلَعَتْ سِنُّ الصبي:

بَدَتْ شَباتُها. وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ طالِعٌ. وفي الحديث: هذا بُسْرٌ قد

طَلَعَ اليَمَن أَي قَصَدَها من نجْد. وأطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف على

شيء، وكذلك اطَّلَعَ وأَطْلَعَ غيرَه واطَّلَعَه، والاسم الطَّلاعُ.

واطَّلَعْتُ على باطِنِ أَمره، وهو افْتَعَلْتُ، وأَطْلَعَه على الأَمر:

أَعْلَمَه به، والاسم الطِّلْعُ. وفي حديث ابن ذي بزَن: قال لعبد المطلب:

أَطْلَعْتُك طِلْعَه أَي أَعْلَمْتُكَه؛ الطِّلع، بالكسر: اسم من اطَّلَعَ على

الشيء إِذا عَلِمَه. وطَلعَ على الأَمر يَطْلُع طُلُوعاً واطَّلَعَ

عليهم اطِّلاعاً واطَّلَعَه وتَطَلَّعَه: عَلِمَه، وطالَعَه إِياه فنظر ما

عنده؛ قال قيس بم ذريح:

كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ،

ولَمْ يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَنْ يُطالِعُ

وقوله تعالى: هل أَنتم مُطَّلِعُون فاطَّلَع؛ القرَّاء كلهم على هذه

القراءة إِلا ما رواه حسين الجُعْفِيّ عن أَبي عمرو أَنه قرأَ: هل أَنتم

مُطْلِعونِ، ساكنة الطاء مكسورة النون، فأُطْلِعَ، بضم الأَلف وكسر اللام،

على فأُفْعِلَ؛ قال الأَزهري: وكسر النون في مُطْلِعونِ شاذّ عند النحويين

أَجمعين ووجهه ضعيف، ووجه الكلام على هذا المعنى هل أَنتم مُطْلِعِيّ وهل

أَنتم مُطْلِعوه، بلا نون، كقولك هل أَنتم آمِرُوهُ وآمِرِيَّ؛ وأَما

قول الشاعر:

هُمُ القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه،

إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما

فوجه الكلام والآمرون به، وهذا من شواذ اللغات، والقراء الجيدة الفصيحة:

هل أَنتم مُطَّلِعون فاطَّلَعَ، ومعناها هل تحبون أَن تطّلعوا فتعلموا

أَين منزلتكم من منزلة أَهل النار، فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَى قَرِينَه في

سواء الجحيم أَي في وسط الجحيم، وقرأَ قارئ: هل أَنتم مُطْلِعُونَ، بفتح

النون، فأُطْلِعَ فهي جائزة في العربية، وهي بمعنى هل أَنتم طالِعُونَ

ومُطْلِعُونَ؛ يقال: طَلَعْتُ عليهم واطَّلَعْتُ وأَطْلَعْتُ بمعنًى

واحد.واسْتَطْلَعَ رأْيَه: نظر ما هو. وطالَعْتُ الشيء أَي اطَّلَعْتُ عليه،

وطالَعه بِكُتُبه، وتَطَلَّعْتُ إِلى وُرُودِ كتابِكَ. والطَّلْعةُ:

الرؤيةُ. وأَطْلَعْتُك على سِرِّي، وقد أَطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَّلَعْتُ

بمعنى واحد، وطَلَعْتُ في الجبل أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فيه حتى

لا يراك صاحبُكَ. وطَلَعْتُ عن صاحبي طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عنه.

وطَلَعْتُ عن صاحبي إِذا أَقْبَلْتَ عليه؛ قال الأَزهري: هذا كلام العرب.

وقال أَبو زيد في باب الأَضداد: طَلَعْتُ على القوم أَطلُع طُلُوعاً إِذا

غِبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْكَ، وطلَعت عليهم إِذا أَقبلت عليهم حتى يروك.

قال ابن السكيت: طلعت على القوم إِذا غبت عنهم صحيح، جعل على فيه بمعنى عن،

كما قال الله عز وجل: ويل لمطففين الذين إِذا اكتالوا على الناس؛ معناه عن

الناس ومن الناس، قال وكذلك قال أَهل اللغة أَجمعون. وأَطْلَعَ الرامي

أي جازَ سَهْمُه من فوق الغَرَض. وفي حديث كسرى: أَنه كان يسجُد للطالِعِ؛

هو من السِّهام الذي يُجاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه؛ قال الأَزهري: الطالِع

من السهام الذي يقَعُ وراءَ الهَدَفِ ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ؛ قال

المَرَّارُ:

لَها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَى،

ولا شاخِصاتٌ، عن فُؤادي، طَوالِعُ

أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِيبُ فُؤادَه وليست بالتي تقصُر دونه أَو

تجاوزه فتُخْطِئُه، ومعنى قوله أَنه كان يسجد للطالع أَي أَنه كان يخفض رأْسه

إِذا شخَص سهمُه فارتفع عن الرَّمِيّةِ وكان يطأْطئ رأْسه ليقوم السهم

فيصيب الهدف.

والطَّلِيعةُ: القوم يُبعثون لمُطالَعةِ خبر العدوّ، والواحد والجمع فيه

سواء. وطَلِيعةُ الجيش: الذي يَطْلُع من الجيش يُبعث لِيَطَّلِعَ طِلْعَ

العدوّ، فهو الطِّلْعُ، بالكسر، الاسم من الاطّلاعِ. تقول منه: اطَّلِعْ

طِلْعَ العدوّ. وفي الحديث: أَنه كان إِذا غَزا بعث بين يديه طَلائِعَ؛

هم القوم الذين يبعثون ليَطَّلِعُوا طِلْع العدوّ كالجَواسِيسِ، واحدهم

طَلِيعةٌ، وقد تطلق على الجماعة، والطلائِعُ: الجماعات؛ قال الأَزهري:

وكذلك الرَّبِيئةُ والشَّيِّفةُ والبَغِيَّةُ بمعنى الطَّلِيعةِ، كل لفظة

منها تصلح للواحد والجماعة.

وامرأَة طُلَعةٌ: تكثر التَّطَلُّعَ.ويقال: امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ،

تَطْلُع تنظر ساعة ثم تَخْتَبئُ. وقول الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ: إِن

أَبْغَضَ كنائِني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَي التي تَطْلُعُ كثيراً ثم

تَخْتَبِئُ. ونفس طُلَعةٌ: شَهِيّةٌ مُتَطَلِّعةٌ، على المثل، وكذلك

الجمع؛ وحكى المبرد أَن الأَصمعي أَنشد في الإِفراد:

وما تَمَنَّيْتُ من مالٍ ولا عُمُرٍ

إِلاَّ بما سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ

وفي كلام الحسن: إِنَّ هذه النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ وإِلا

نَزَعَتْ بكم إِلى شَرِّ غايةٍ؛ الطُّلَعةُ، بضم الطاء وفتح اللام:

الكثيرة التطلّع إِلى الشيء أَي أَنها كثيرة الميْل إِلى هواها تشتهيه حتى تهلك

صاحبها، وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام، وهو بمعناه،والمعروف

الأَوَّل.

ورجل طَلاَّعُ أَنْجُدٍ: غالِبٌ للأُمور؛ قال:

وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دونَ هَمِّه،

وقد كانَ، لولا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ

وفلان طَلاَّعُ الثَّنايا وطَلاَّعُ أَنْجُدٍ إِذا كان يَعْلُو الأُمور

فيَقْهَرُها بمعرفته وتَجارِبِه وجَوْدةِ رأْيِه، والأَنْجُد: جمع

النَّجْدِ، وهو الطريق في الجبل، وكذلك الثَّنِيَّةُ. ومن أَمثال العرب: هذه

يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ، وهي اليمين التي تَجْعل لصاحبها

مَخْرَجاً؛ ومنه قول جرير:

ولا خَيْرَ في مالٍ عليه أَلِيّةٌ،

ولا في يَمِينٍ غَيْرِ ذاتِ مَخارِمِ

والمَخارِمُ: الطُّرُقُ في الجبال، واحدها مَخْرِمٌ. وتَطَلَّعَ الرجلَ:

غَلَبَه وأَدْرَكَه؛ أَنشد ثعلب:

وأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرسَه،

ومَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ

قال ابن بري: ويقال تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه ووافَيْتَه؛ وقال:

تَطالَعُني خَيالاتٌ لِسَلْمَى،

كما يَتَطالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ

وقال: كذا أنشده أَبو علي. وقال غيره: إِنما هو يَتَطَلَّعُ لأَن

تَفاعَلَ لا يتعدّى في الأكثر، فعلى قول أَبي عليّ يكون مثل تَخاطأَتِ النَّبْلُ

أَحشاءَه، ومِثْلَ تَفاوَضْنا الحديث وتَعاطَيْنا الكأْسَ وتَباثَثْنا

الأَسْرارَ وتَناسَيْنا الأَمر وتَناشَدْنا الأَشْعار، قال: ويقال

أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا بمعنى طَلَعَتْ؛ قال الكميت:

كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ، في عِشائِها،

بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ

والطِّلْعُ من الأَرَضِينَ: كلُّ مطمئِنٍّ في كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ

رأَيتَ ما فيه، ومن ثم يقال: أَطْلِعْني طِلْعَ أَمْرِكَ. وطِلْعُ

الأَكَمَةِ: ما إِذا عَلَوْتَه منها رأَيت ما حولها. ونخلة مُطَّلِعةٌ:

مُشْرِفةٌ على ما حولها طالتِ النخيلَ وكانت أَطول من سائرها. والطَّلْعُ:

نَوْرُ النخلة ما دامِ في الكافُور، الواحدة طَلْعةٌ. وطَلَعَ النخلُ طُلوعاً

وأَطْلَعَ وطَلَّعَ: أَخرَج طَلْعَه. وأَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ

إِطْلاعاً وطَلَعَ الطَّلْعُ يَطْلُعُ طُلُوعاً، وطَلْعُه: كُفُرّاه قبل أَن

ينشقّ عن الغَرِيضِ، والغَرِيضُ يسمى طَلْعاً أَيضاً. وحكى ابن الأَعرابي عن

المفضل الضبّيّ أَنه قال: ثلاثة تُؤْكَلُ فلا تُسْمِنُ: وذلك الجُمَّارُ

والطَّلْعُ والكَمْأَةُ؛ أَراد بالطَّلْع الغَرِيض الذي ينشقّ عنه

الكافور، وهو أَوَّلُ ما يُرَى من عِذْقِ النخلة. وأَطْلَعَ الشجرُ: أَوْرَقَ.

وأَطْلَعَ الزرعُ: بدا، وفي التهذيب: طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ يَطْلُع

وظهَر نباتُه.

والطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء: القَيْءُ، وقال ابن الأَعرابي:

الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ وهو القيْءُ. وأَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً:

قاءَ.وقَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ: يملأُ عَجْسُها الكفّ، وقد تقدم بيت أَوس بن

حجر: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ وهذا طِلاعُ هذا أَي قَدْرُه. وما يَسُرُّني

به طِلاعُ الأَرض ذهباً، ومنه قول الحسن: لأَنْ أَعْلم أَنِّي بَرِيءٌ من

النِّفاقِ أَحَبُّ إِليَّ من طِلاعِ الأَرض ذهباً.

وهو بِطَلْعِ الوادِي وطِلْعِ الوادي، بالفتح والكسر، أَي ناحيته، أُجري

مجرى وزْنِ الجبل. قال الأَزهري: نَظَرْتُ طَلْعَ الوادي وطِلْعَ

الوادي، بغير الباء، وكذا الاطِّلاعُ النَّجاةُ، عن كراع. وأَطْلَعَتِ السماءُ

بمعنى أَقْلَعَتْ.

والمُطَّلَعُ: المَأْتى. ويقال: ما لهذا الأَمر مُطَّلَعٌ ولا مُطْلَعٌ

أَي ما له وجه ولا مَأْتًى يُؤْتى إِليه. ويقال: أَين مُطَّلَعُ هذا

الأَمر أَي مَأْتاه، وهو موضع الاطِّلاعِ من إِشْرافٍ إِلى انْحِدارٍ. وفي حديث

عمر أَنه قال عند موته: لو أَنَّ لي ما في الأَرض جميعاً لافْتَدَيْتُ به

من هَوْلِ المُطَّلَعِ؛ يريد به الموقف يوم القيامة أَو ما يُشْرِفُ

عليه من أَمر الآخرة عَقِيبَ الموت، فشبه بالمُطَّلَعِ الذي يُشْرَفُ عليه

من موضع عالٍ. قال الأَصمعي: وقد يكون المُطَّلَعُ المَصْعَدَ من أَسفل

إِلى المكان المشرف، قال: وهو من الأَضداد. وفي الحديث في ذكر القرآن: لكل

حرْف حَدٌّ ولكل حدٍّ مُطَّلَعٌ أَي لكل حدٍّ مَصْعَدٌ يصعد إِليه من معرفة

علمه. والمُطَّلَعُ: مكان الاطِّلاعِ من موضع عال. يقال: مُطَّلَعُ هذا

الجبل من مكان كذا أَي مأْتاه ومَصْعَدُه؛ وأَنشد أَبو زيد

(* قوله« وأنشد

أبو زيد إلخ» لعل الأنسب جعل هذا الشاهد موضع الذي بعده وهو ما أنشده

ابن بري وجعل ما أنشده ابن بري موضعه) :

ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِيَّتُه،

إِلاَّ وَجَدْت سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا

وقيل: معناه أَنَّ لكل حدٍّ مُنْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَي

أَنَّ الله لم يحرِّم حُرْمةً إِلاَّ علم أَنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ،

قال: ويجوز أَن يكون لكل حدٍّ مَطْلَعٌ بوزن مَصْعَدٍ ومعناه؛ وأَنشد ابن

بري لجرير:

إني، إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ،

لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا

قال الليث: والطِّلاعُ هو الاطِّلاعُ نفسُه في قول حميد بن ثور:

فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ ورُقْبةً،

بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وطَرْفاً مُقَسَّما

قال الأَزهري: وكان طِلاعاً أَي مُطالَعةً. يقال: طالَعْتُه طِلاعاً

ومُطالَعةً، قال: وهو أَحسن من أَن تجعله اطِّلاعاً لأَنه القياس في العربية.

وقول الله عز وجل: نارُ اللهِ المُوقَدةُ التي تَطَّلِع على الأَفْئِدةِ؛

قال الفراءُ: يَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة، قال: والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد

يكونان بمعنى واحد، والعرب تقول: متى طَلَعْتَ أَرْضنا أَي متى بَلَغْت

أَرضنا، وقوله تطَّلع على الأَفئدة، تُوفي عليها فَتُحْرِقُها من اطَّلعت

إِذا أَشرفت؛ قال الأَزهري: وقول الفراء أَحب إِليَّ، قال: وإِليه ذهب

الزجاج. ويقال: عافى الله رجلاً لم يَتَطَلَّعْ في فِيكَ أَي لم يتعقَّب

كلامك.أَبو عمرو: من أَسماء الحية الطِّلْعُ والطِّلُّ.

وأَطْلَعْتُ إِليه مَعْروفاً: مثل أَزْلَلْتُ. ويقال: أَطْلَعَني فُلان

وأَرْهَقَني وأَذْلَقَني وأَقْحَمَني أَي أَعْجَلَني.

وطُوَيْلِعٌ: ماء لبني تميم بالشَّاجِنةِ ناحِيةَ الصَّمَّانِ؛ قال

الأَزهري: طُوَيْلِعٌ رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحية الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ

قريبة الرِّشاءِ؛ قال ضمرة ابن ضمرة:

وأَيَّ فَتًى وَدَّعْتُ يومَ طُوَيْلِعٍ،

عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليه وسَلَّما

(* قوله« وأي فتى إلخ» أنشد ياقوت في معجمه بين هذين البيتين بيتاً وهو:

رمى بصدور العيس منحرف الفلا

فلم يدر خلق بعدها أين يمما)

فَيا جازيَ الفِتْيانِ بالنِّعَمِ اجْزِه

بِنُعْماه نُعْمَى ، واعْفُ إن كان مُجْرِما

طلع

1 طَلَعَتِ الشَّمْسُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ [notwithstanding the faucial letter], (Msb, JM, TA,) inf. n. طُلُوعٌ and مَطْلَعٌ and مَطْلِعٌ, (S, O, Msb, K,) the second and third both used as inf. ns., and also as ns. of place [and of time], (S, O, K,) but the former of them is preferable on the ground of analogy as an inf. n., and the latter as a n. of place (Fr, O) or of time, (Zj, O,) The sun rose, (MA,) or appeared; (K;) and in like manner طَلَعَ is said of the moon, (TA,) and of a star, or an asterism; (S, O, K;) and so ↓ اِطَّلَعَ; (K;) [and ↓ أَطْلَعَ, for] أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا means طَلَعَت [i. e. The Pleiades rose], as in a verse of El-Kumeyt [in which, however, the verb may, consistently with the metre, be a mistranscription for اطَّلَعَت]; (IB, TA); and أَطْلَعَ is syn. with طَلَعَ in the saying of Ru-beh, كَأَنَّهُ كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعَا [As though it, or he, were a star in the midst of clouds, that had risen]. (TA.) One says also, آتِيكَ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْهُ الشَّمْسُ, meaning طَلَعَتْ فِيهِ [i. e. I will come to thee every day in which the sun rises]: and it is said in a prayer, طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا تَطْلُعُ بِنَفْسِ أَحَدٍ مِنَّا [meaning The sun has risen, and may it not have risen with the soul of any one of us]; i. e., may not any one of us have died with its rising: the future being put in the place of the preterite. (TA.) b2: And طَلَعَ is said of anything that appears to one from the upper part [of a thing, or that comes up out of a thing and appears]. (Mgh, Msb.) It is said in the Ksh that الطُّلُوعُ signifies The appearing by rising, or by becoming elevated. (TA.) One says, طَلَعَتْ سِنُّ الصَّبِىِّ (tropical:) The tooth of the child showed its point. (K, TA.) And طَلَعَ الزَّرْعُ, [aor. ـُ inf. n. طُلُوعٌ, (tropical:) The seed-produce began to come up, and showed its sprouting forth: (T, TA:) and الزَّرْعُ ↓ أَطْلَعَ (tropical:) The seed-produce appeared: (TA:) and نَبْتُ الأَرْضِ ↓ أَطْلَعَ (assumed tropical:) The plants, or herbage, of the earth, or land, came forth: (Mgh:) and الشَّجَرُ ↓ أَطْلَعَ (tropical:) The trees put forth their leaves. (TA.) And طَلَعَ النَّخْلُ, (O, K,) aor. ـُ inf. n. طُلُوعٌ; (TA;) and (O, K) ↓ أَطْلَعَ; (Zj, S, Mgh, O, K;) or أَطْلَعَتِ النَّخْلَةُ; (Msb;) (assumed tropical:) The palm-trees, or -tree, put forth the طَلْع [q. v.]; (Zj, S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ طلّع, (L, K, TA,) inf. n. تَطْلِيعٌ. (L, TA. [These verbs, in this sense, are app. derived from the subst. طَلْعٌ; but this is obviously from طَلَعَ.]) b3: One says also, مَلَأْتُ لَهُ القَدَحَ حَتَّى يَكَادَ يَطْلُعُ مِنْ نَوَاحِيهِ [I filled for him the drinking-vessel until it nearly overflowed from its sides]. (TA.) And المَآءُ فِى الإِنَآءِ ↓ تَطَلَّعَ (assumed tropical:) The water in the vessel poured forth [or overflowed] from its sides. (TA.) b4: And طَلَعَ الجَبَلَ, (Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. طُلُوعٌ, (Msb, TA,) (tropical:) He ascended upon the mountain; (Mgh, Msb, K, TA;) the prep. [عَلَى] being suppressed; (Mgh;) as also طَلِعَ, with kesr; (K;) and الجَبَلَ ↓ اِطَّلَعَ signifies the same as طَلَعَهُ: (TA: [see also مُضْطَلِعٌ, in art. ضلع:]) accord. to ISk, one says, طَلِعْتُ الجَبَلَ, with kesr, meaning (assumed tropical:) I ascended upon the mountain; (S, O;) but others say, طَلَعْتُ, with fet-h. (O.) And (tropical:) He ascended the mountain: (TA:) [or] طَلَعْتُ فِى

الجَبَلِ means (assumed tropical:) I ascended the mountain. (Msb. [See also another explanation of this latter phrase in what follows.]) b5: And طَلَعَ عَلَيْنَا, aor. ـَ and طَلُعَ; and ↓ اِطَّلَعَ; (assumed tropical:) He (a man) came to us; (K;) and came upon us suddenly, or at unawares: (TA:) and طَلَعَ عَنْهُمْ he became absent, or absented himself, or departed, from them: (K:) or طَلَعَ عَلَى القَوْمِ he came forth upon the people, or party: and he looked upon them: (MA:) accord. to ISk, طَلَعْتُ عَلَى القَوْمِ means I came to the people, or party: and طَلَعْتُ عَنْهُمْ I became absent, or absented myself, or departed, from them: (S, O:) and عَلَيْهِمْ ↓ أَطْلَعْتُ signifies the same as طَلَعْتُ: (O:) and طَلَعْتُ عَنْهُمْ has the same meaning [also] as طَلَعْتُ عَنْهُمْ expl. above, accord. to ISk; عَلَى being put in the place of عن: accord. to Az [likewise], طَلَعْتُ عَلَى القَوْمِ, inf. n. طُلُوعٌ, means I became absent from the people, or party, so that they did not see me: and also I advanced, or approached, towards them, so that they saw me: thus having two contr. meanings: and accord. to Az, the Arabs said, طَلَعْتُ فِى الجَبَلِ, inf. n. طُلُوعٌ, as meaning I retired, or went back, into the mountain, so that my companion did not see me: [see another explanation of this phrase in what precedes:] and طَلَعْتُ عَنْ صَاحِبِى, inf. n. طُلُوعٌ, I retired, or went back, from my companion: and طَلَعْتُ عَنْ صَاحِبِى [in which عَنْ seems to be evidently a mistranscription for عَلَى] I advanced, or approached, towards my companion. (TA.) [In all of these phrases, طَلَعَ and طَلَعْتُ may be correctly rendered He, and I, came forth, or went forth. And hence,] it is said in a prov., هٰذِهِ يَمِينٌ قَدْ طَلَعَتْ فِى المَخَارِمِ [expl. in art. خرم, voce مَخْرِمٌ]. (Az, TA.) b6: For another meaning of طَلَعَ followed by عَلَى, see اِطَّلَعَ [which is more common as having that meaning]. b7: طَلَعَ is also syn. with قَصَدَ: so in the phrase طَلَعَ بِلَادَهُ (tropical:) [He tended, repaired, betook himself, or went, to, or towards, his country]: (K, TA:) and so in the saying, in a trad., هٰذَا بُسْرٌ قَدْ طَلَعَ اليَمَنَ, (so in the O,) or هذا بُرٌّ, (so in the TA,) (tropical:) [These are ripening dates, or this is wheat, that have, or has, gone to, or towards, El-Yemen,] meaning from Nejd. (TA.) b8: And syn. with بَلَغَ; as also ↓ اِطَّلَعَ: (O, K:) so the former in the saying, طَلَعَ أَرْضَهُمْ (tropical:) [He reached, or arrived at, their land]; (K, TA;) and مَتَى طَلَعْتَ أَرْضَنَا (tropical:) [When didst thou reach, or arrive at, our land?]: (O, TA:) and so the latter verb in the saying, هٰذِهِ الأَرْضَ ↓ اطّلع [He reached, or arrived at, this land]: (O, K:) and hence, (TA,) عَلَى الأَفْئِدَةِ ↓ الَّتِى تَطَّلِعُ, in the Kur [civ. 7], means (assumed tropical:) Whereof the pain shall reach the hearts: (Fr, O, TA:) or which shall rise above the hearts, (O, TA,) [or overwhelm them,] and burn them. (TA.) 2 طلّع said of the palm-tree: see 1, former half. b2: طلّعهُ, inf. n. تَطْلِيعٌ, meaning He put it forth, or produced it, is a vulgar word. (TA.) b3: طلّع كَيْلَهُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He filled his measure. (O, K.) 3 طالعهُ, (S, O, K,) inf. n. مُطَالَعَةٌ and طِلَاعٌ, (K,) i. q. اِطَّلَعَ عَلَيْهِ; (S, O, K;) i. e., a thing: (S, O:) Lth says that طِلَاعٌ is syn. with اِطِّلَاعٌ; but Az disapproves this: (O:) [the verb is correctly explained in what here follows:] one says, طَالَعْتُ ضَيْعَتِى, meaning نَظَرْتُهَا وَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا (tropical:) [I inspected, or considered with my eye, my estate, and obtained a knowledge of it, or acquainted myself with its condition]: (TA:) or مُطَالَعَةٌ signifies the inspecting a thing well, in order to obtain a knowledge of it. (KL.) [Hence, مُطَالَعَةُ الكُتُبِ (assumed tropical:) The studying, and perusing, of books.]

A2: See also the next paragraph, latter half, in three places.4 أَطْلَعَ see 1, former half, in five places. b2: اطلعت النَّخْلَةُ signifies also (assumed tropical:) The palm-tree became tall. (Msb.) b3: And اطلع, also, (tropical:) He made his arrow to pass above the butt. (S, O, K, TA.) b4: and (tropical:) He vomited. (S, O, K, TA.) b5: And اطلعت السَّمَآءُ i. q. أَقْلَعَت [i. e. (assumed tropical:) The rain cleared away]. (TA.) b6: اطلع followed by عَلَى: see 1, latter half: b7: and see also 8. b8: And اطلع as syn. with أَشْرَفَ: see 8, in two places.

A2: اطلع رَأْسَهُ (assumed tropical:) [He raised his head, looking at a thing; or] he looked at a thing from above; syn. أَشْرَفَ عَلَى

شَىْءٍ. (TA.) b2: اطلعهُ عَلَى كَذَا (assumed tropical:) He made him acquainted with such a thing; acquainted him with it, or made him to know it. (Msb.) إِطْلَاعٌ signifies (assumed tropical:) The making to know, and to see. (KL.) For an ex. [of the latter meaning], in the pass. form of the verb, see 8. You say, اطلعهُ عَلَى سِرِّهِ, (S, O, K, TA,) (tropical:) He made him to know, (TA,) or revealed, or showed, to him, (O, K, TA,) his secret. (O, K, TA.) [See also 8, last sentence.] And بِحَقِيقَةِ الأَمْرِ ↓ أَنَا أُطَالِعُكَ meansأُطْلِعُكَ عَلَيْهِ (tropical:) [I will acquaint thee with the truth of the case]. (TA.) And similar to this is the saying, بِكُتُبِكَ ↓ طَالِعْنِى (TA [and a similar phrase is mentioned without explanation in the S]) [meaning (assumed tropical:) Acquaint thou me with thy letters: and also, by means of thy letters; for] one of the meanings of مُطَالَعَةٌ is The making one to know a thing by writing. (KL.) [And in like manner,] one says also, بِالحَالِ ↓ طالع, (O, K,) inf. n. مُطَالَعَةٌ and طِلَاعٌ, (TA,) (assumed tropical:) He showed, exhibited, or manifested, the case. (O, K.) b3: You say also, اطلع إِلَيْهِ مَعْرُوفًا (assumed tropical:) He did to him, or conferred upon him, a benefit, benefaction, or favour. (O, K.) b4: And اطلع فُلَانًا (assumed tropical:) He made such a one to hasten, or be quick. (O, K, TA.) 5 تطلّع (tropical:) It became full [to the top, or so as to overflow]; said of a measure for corn or the like. (O, K, TA.) b2: See also 1, former half. b3: and (assumed tropical:) He was proud, or self-conceited, [or lofty,] or was quick, with an affected inclining of his body from side to side, (زَافَ,) in his gait: (O:) or so تطلّع فِى مِشْيَتِهِ: (K:) app. syn. with تَتَلَّعَ, meaning he advanced his neck, and raised his head. (TA.) b4: And (tropical:) He raised his eyes, looking [for a thing, or towards a thing]. (K, TA.) You say, تطلّع إِلَى وُرُودِهِ (tropical:) He raised his eyes, looking for its, or his arrival. (K, TA.) And تَطَلَّعْتُ إِلَى

وُرُودِ كِتَابِكَ (S, O, TA) (tropical:) I raised my eyes, looking, (TA,) or I looked continually, (PS,) for the arrival of thy letter: (TA, PS:) or i. q. اِنْتَظَرْتُ [agreeably with what here follows, and with an explanation of the inf. n. in the KL]. (PS.) And تطلّع إِلَى لِقَائِهِ (assumed tropical:) He looked for the meeting him. (MA.) And [hence] one says, عَافَى اللّٰهُ رَجُلًا لَمْ يَتَطَلَّعْ فِى فَمِكَ, meaning (tropical:) [May God preserve from disease, or harm, a man] who has not sought to find some slip, or fault, in thy speech: (O, K, TA:) mentioned by Az, (O, TA,) and by Z. (TA.) [Hence likewise,] التَّطَلُّعُ signifies also الإِشْرَافُ [as meaning (tropical:) The being eager, or vehemently eager, agreeably with what here follows]. (TA.) And التَّطَلُّعُ إِلَى الشَّىْءِ (tropical:) The inclining of the soul to the love of the thing, and the desiring it so that the man perishes. (TA.) and تَطَلُّعُ النَّفْسِ (assumed tropical:) The desiring, or yearning, or longing, of the soul. (TA.) [See an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. صبر.]

A2: تطلّعهُ (tropical:) He looked at him with a look of love or of hatred. (TA.) b2: And (tropical:) He overcame him, and overtook him; namely, a man. (TA.) b3: See also 6. b4: And see 8.6 تَطَالَعَتْهُ i. q. طَرَقَتْهُ [i. e. (assumed tropical:) She, or it, or they (referring to irrational things), came to him in the night]: Aboo-'Alee cites [as an ex.], تَطَالَعُنِى خَيَالَاتٌ لِسَلْمَى

كَمَا يَتَطَالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ [Apparitions of Selmà come to me in the night, like as the creditor comes in the night to exact the debt]: but accord. to another, or others, it is only ↓ يَتَطَلَّعُ, because تَفَاعَلَ is generally intrans.: so that accord. to Aboo-'Alee, it is like تَفَاوَضْنَا الحَدِيثَ and تَعَاطَيْنَا الكَأْسَ and تَنَاشَدْنَا الأَشْعَارَ. (IB, TA.) 8 اِطَّلَعَ: see 1, first sentence: b2: and near the middle of the paragraph, in two places: b3: and last sentence, in three places. b4: Also (assumed tropical:) i. q. أَشْرَفَ [meaning as expl. in the next sentence]; as also ↓ أَطَلَعَ, of the class of أَكْرَمَ. (Mgh.) One says, اِطَّلَعْتُ مِنْ فَوْقِ الجَبَلِ and ↓ أَطْلَعْتُ (assumed tropical:) [I looked, or looked down, from above the mountain]. (TA.) And اِطَّلَعْتُ الفَجْرَ (tropical:) I looked at the dawn when it rose. (O, TA. *) And اِطَّلَعْتُ عَلَيْهِ (tropical:) I looked down, or from above, upon him, or it; syn. أَشْرَفْتُ. (TA.) [Hence,] هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ, in the Kur [xxxvii. 52 and 53], means (assumed tropical:) Would ye [be of those who] look to see (تُحِبُّونَ

أَنْ تَطَّلِعُوا) where is your place of abode among the people of Hell? and he (i. e. the Muslim) shall look (فَاطَّلَعَ المُسْلِمُ) and see his [former] associate in the midst of Hell-fire: but some read ↓ هل انتم مُطْلِعُونَ فَأَطْلِعَ [in the CK فاطَّلَعَ, but it is expressly said in the O that the hemzeh is with damm and the ط quiescent and the ل with kesr; the meaning being (assumed tropical:) Are ye of those who will make me to see? and he shall be made to see; as is indicated in the O and TA]. (K, O.) b5: and (assumed tropical:) He saw. (KL.) You say, اطّلع عَلَيْهِ meaning (assumed tropical:) He saw it. (MA.) [Hence,] it is said in a prov., بَعْدَ اطِّلَاعٍ إِينَاسٌ (O, TA) i. e. (assumed tropical:) After appearance [or rather sight, is knowledge, or certain knowledge]. (Fr, TA in art. انس. [See Freytag's Arab. Prov. i. 181.]) b6: And اطّلع عَلَيْهِ, (Msb, TA,) and اطّلعهُ, and ↓ تطلّعهُ, and عليه ↓ طَلَعَ, inf. n. طُلُوعٌ, (K, TA,) and ↓ أَطْلَعَ عليه, (TA,) (tropical:) He got, or obtained, sight and knowledge of it: (Msb, TA: *) or [simply] he knew it; namely, an affair, or a case, or an event. (K, TA.) One says, اطّلع عَلَى بَاطِنِهِ, (K,) or اضّلع عَلَى بَاطِنِ أَمْرِهِ, (S, O,) (tropical:) He became acquainted with, or obtained knowledge of, or knew, his inward, or intrinsic, state or circumstances, or the inward, or intrinsic, state or circumstances of his affair or case. (K, * TA.) And-accord. to some, اِطِّلَاعُ الحِجَابِ means (assumed tropical:) The stretching out the head [and looking over the veil of Paradise or of Hell]; for he who examines into a thing stretches out his head to see what is behind the veil, or covering. (TA voce حِجَابٌ, q. v.) [And one says also, اطّلع فِيهِ, meaning (assumed tropical:) He looked into it: see an ex. voce هَدَرَ.] b7: اِطَّلَعَتْهُ عَيْنِى means (tropical:) My eye regarded him with contempt. (TA.) A2: [اِطَّلَعَ is used sometimes for اِضْطَلَعَ, as is shown in art. ضلع: see مُضْطَلِعٌ: and see an instance in the first paragraph of art. علو.]

A3: And accord. to Kr, اِلِا طّلَاعُ signifies also النَّجَاةُ. (TA. [But I think that both words are mistranscribed, and that Kr explained الإِطْلَاعُ as meaning النِّجَآءُ, i. e. The acquainting with a secret.]) 10 استطلعهُ signifies طَلَبَ طُلُوعَهُ (assumed tropical:) [He sought, or desired, its, or his, coming forth, or appearance]. (Har p. 47.) [And hence, (assumed tropical:) He sought, or desired, to elicit, or to discover, it: he sought, or desired, information respecting it, مِنْهُ of him: and he asked him to tell him a thing. (See Har pp. 134 and 82.)] You say, استطلع رَأْىَ فُلَانٍ (S, O, K, TA) (tropical:) He looked to see what was the opinion, or advice, of such a one, (O, K, TA,) and what would be shown to him [thereof] respecting his affair, or case. (O, K.) It is doubly trans. [as shown above]: you say, اِسْتَطْلَعْتُ زَيْدًا رَأْيَهُ; as well as استطلعت رَأْىَ زَيْدٍ. (Har p. 322.) b2: And (assumed tropical:) He took it away, or went away with it. (Ibn-'Abbád, O, K.) Yousay, استطلع مَالَهُ (assumed tropical:) He took away, or went away with, his property. (TA.) طَلْعٌ (assumed tropical:) The طَلْع [i. e. spadix, or spadix in its spathe, and sometimes, the spathe alone,] of the palm-tree: (S, O:) the إِغْرِيض [or spadix] of the palm-tree, from over which the كَافُور [or spathe] bursts open longitudinally; or the flowers of the palm-tree, while in the كافور; (TA;) a thing that comes forth from the palm-tree, as though it were two soles, or sandals, closed together, with the حِمْل [meaning flowers] compactly disposed between them, and having the extremity pointed; or the ثَمَرَة [or produce] of the palm-tree, in the first stage of its appearance, the covering [or spathe] of which is called the كُفُرَّى (K, TA) and the كَافُور, (TA,) and what is within this the إِغْرِيض, because of its whiteness; (K, TA;) or the طَلْع is what comes forth from the palm-tree and becomes dates if the tree is female; and if the tree is male it does not become dates, but is eaten in its fresh state, or is left upon the palm-tree a certain number of days until there becomes produced in it a white substance like flour, [i. e. the pollen,] having a strong odour, and with this the female is fecundated; (Msb;) or a certain white thing that appears from the كِمّ [or spathe] of the palm-tree, to the colour of which [that of] the teeth are likened, and to the odour thereof [that of] the sperma: and also, [sometimes,] the كِمّ [or spathe] that comes forth from the palm-tree, before it bursts open longitudinally: [and this is also called the كُفُرَّى, for] the phrase طَلْعُ الكُفُزَّى is an instance of the prefixing of a noun to an explicative thereof: (Mgh:) [or this phrase may mean the spadix of the spathe of a palm-tree: طَلْعٌ, it should be added, is sometimes used as a coll. gen. n.: and its n. un. is with ة: thus in explanations of إِغْرِيضٌ &c.] In the Kur xxxvii. 63, it is applied to (tropical:) The fruit, or produce, of the tree called الزَّقُّوم, in the bottom of Hell, metaphorically, because partaking of the form of the طلع of dates, or because coming forth from the tree. (Bd.) A2: Also (assumed tropical:) i. q. مِقْدَارٌ [as meaning Number, or quantity]: (K, TA:) so in the phrase الجَيْشُ طَلْعُ أَلْفٍ [The army consists of the number of a thousand]. (K, * TA).

A3: See also the next paragraph, in three places.

طِلْعٌ (tropical:) a subst. from الاِطِّلَاعُ: [meaning Knowledge:] whence the saying, اِطَّلَعَ طِلْعَ العَدُوِّ (tropical:) [He learned the knowledge of the enemy; meaning he obtained knowledge of the state, or case, or tidings, or of the secret, or of the inward, or intrinsic, or secret, state or circumstances, of the enemy]; (S, O, K, TA;) [for] طِلْعَ العَدُوِّ means خَبَرَهُ, (Msb,) or سِرَّهُ, (PS,) or بَاطِنَ أَمْرِهِمْ: (Har p. 82:) and [hence also] one says, أَطْلَعْتُهُ طِلْعَ أَمْرِى, meaning (tropical:) I revealed, or showed, to him my secret. (O, K, TA.) A2: Also (assumed tropical:) An elevated place, above what is around it, from which one looks down (يُطَّلَعُ [in the CK erroneously يُطْلَعُ]); as also ↓ طَلْعٌ. (K, TA.) You say, عَلَوْتُ طِلْعَ الأَكَمَةِ, meaning (assumed tropical:) I ascended upon a part of the hill from which I overlooked what was around it. (IDrd, O, TA.) b2: And (assumed tropical:) i. q. نَاحِيَةٌ [A side, or an adjacent tract, or a region, &c.]; as also ↓ طَلْعٌ. (K.) One says, كُنْ بِطِلْعِ الوَادِى and ↓ طَلْعِ الوادى [i. e. بِطَلْعِ الوادى also, meaning, as is indicated in the TA, (assumed tropical:) Be thou in the side, &c., of the valley]: (S, O:) and one says also, فُلَانٌ طِلْع الوَادِى, without ب [(assumed tropical:) Such a one is in the side, &c., of the valley]. (O.) b3: And (assumed tropical:) Any depressed piece of ground: or such as has in it a hill: (K:) [i. e.,] as expl. by As, any depressed piece of ground having in it a hill from which, when you ascend upon it, you see what is in it. (O.) A3: Also the serpent: (AA, O, K:) like طِلٌّ. (TA.) طَلِعٌ (tropical:) [Desirous, eager, or vehemently eager].

نَفْسٌ طَلِعَةٌ and نُفُوسٌ طَلِعَةٌ, like فَرِحَةٌ [in form], mean (tropical:) A soul, and souls, desirous, eager, or vehemently eager. (TA.) [See also طُلَعَةٌ.]

طَلْعَةٌ (tropical:) The aspect; or countenance; syn. رُؤْيَةٌ: (S, O, K, TA:) or person and aspect: (L, TA:) or face: (K:) so in the saying, حَيَّا اللّٰهُ طَلْعَتَهُ (tropical:) [May God preserve his aspect, &c.]. (O, K.) نَفْسٌ طُلَعَةٌ, means نَفْسٌ تُكْثِرُ التَّطَلُّعَ لِلشَّىْءِ, (S, O,) or إِلَى الشَّىْءِ, (K, TA,) i. e. (tropical:) A soul that inclines much to the love of the thing [that it would obtain], and desires it so that the man perishes: and طُلَعَةٌ is used also as applied to a pl., so that one says also نُفُوسٌ طُلَعَةٌ, (TA,) or أَنْفُسٌ طُلَعَةٌ, meaning souls eager, or vehemently eager, for the objects of their love and appetence. (O.) [See also طَلِعٌ.] And in like manner one says اِمْرَأَهٌ طُلَعَةٌ, (S,) or اِمْرَأَةٌ طُلَعَةٌ خُبَأَةٌ: (TA:) or this latter means (tropical:) A woman that comes forth (تَطْلُعُ [in the CK erroneously تَطَّلِعُ]) at one time (مَرَّةً

[omitted in the CK]) and conceals herself at another: (O, K, TA:) and in like manner one says امرأة طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ. (TA.) طُلَعَآءُ, (S, O, K,) like غُلَوَآءُ [in form], (S, O,) (tropical:) Vomit: (S, O, K, TA;) as also ↓ طَوْلَعٌ: (IAar, O, K:) or the former signifies a little vomit. (K voce قَنَسٌ.) طَلَاعٌ, like سَحَابٌ [in form], the subst. from الاطلاع [app. الإِطْلَاعُ, i. e. a subst. syn. with

إِطْلَاعٌ; like as صَلَاح is with إِصْلَاحٌ, and فَسَادٌ with إِفْسَادٌ]. (TA.) طِلَاعٌ (tropical:) A thing sufficient in quantity, or dimensions, for the filling of another thing, (S, O, K, TA,) accord. to A 'Obeyd, so as to overflow [an addition not always agreeable with usage]: (TA:) pl. طُلْعٌ. (K.) طِلَاعُ الأَرْضِ ذَهَبًا means (tropical:) What would suffice for the filling of the earth, of gold: (As, S, O, TA:) or, accord. to Lth, what the sun has risen, or appeared, upon, to which Er-Rághib adds and man. (TA.) and you say قَوْسٌ طِلَاعُ الكَفِّ (tropical:) A bow of which the part that is grasped is sufficient in. size for the filling of the hand. (S, * O, * TA.) And هٰذَا طِلَاعُ هٰذَا (assumed tropical:) This is of the quantity, or measure, or size, of this. (TA.) طَلُوعٌ (assumed tropical:) Aspiring to, or seeking the means of attaining, lofty things, or eminence. (Ham p. 655.) طَلِيعَةٌ, of an army, (assumed tropical:) [A scout; and a party of scouts;] a man, (S, O, K, TA,) and a party of men, (O, K, TA,) that is sent, (S, O, K, TA,) and goes forth, (TA,) to obtain knowledge of the state, or case, or tidings, or of the secret, or of the inward, or intrinsic, or secret, state or circumstances, of the enemy, (لِيَطَّلِعَ طِلْعَ العَدُوِّ, S, O, K, TA,) like the جَاسُوس; (TA;) a man, (Mgh,) or a party of men, (Mgh, Msb,) sent (Mgh, Msb) before another party (Msb) to acquaint himself, or themselves, with the tidings, or state, or case, of the enemy; (Mgh, Msb;) accord. to the 'Eyn, applied to a single man, and to a number of men when they are together; and as used by [the Hanafee Imám] Mohammad, three, and four; more than these being termed سَرِيَّةٌ: (Mgh:) pl. طَلَائِعُ. (Mgh, O, Msb, O, Msb, K.) طَلَّاعُ الثَّنَايَا and طَلَّاعُ الأَنْجُدِ (tropical:) [lit. A man wont to ascend mountain-roads; meaning] a man experienced in affairs; wont to surmount them by his knowledge and his experience and his good judgment: or who aspires to lofty things, or the means of attaining eminence: (O, K, TA: [see also ثَنِيَّةٌ:]) أَنْجُدٌ being pl. of نَجْدٌ; which means “ a road in a mountain,” like ثَنِيَّةٌ [of which ثَنَايَا is the pl.]. (TA.) An ex. of the former phrase is presented by a verse of Soheym Ibn-Wetheel cited in art. جلو: and an ex. of the latter by the saying of Mohammad Ibn-AbeeShihádh Ed-Dabbee, said by ISk to be of Ráshid Ibn-Dirwás, وَقَدْ يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دُونَ هَمِّهِ وَقَدْ كَانَ لَوْلَا القُلُّ طَلَّاعَ أَنْجُدِ [Certainly, or sometimes, or often, poverty withholds the young man from attaining his purpose; and certainly, or sometimes, or often, but for poverty, he would be a surmounter of affairs by his knowledge &c.]. (O, TA.) A2: قَدَحٌ طَلَّاعٌ (tropical:) A full drinking-vessel. (TA.) And عَيْنٌ طَلَّاعٌ [or طَلَّاعَةٌ?] (tropical:) An eye filled with tears. (TA.) طَالِعٌ [Rising, or appearing, as a star &c.:] anything appearing from the upper part [of a thing, or that comes up out of a thing and appears]: (TA:) [or appearing by rising, or by becoming elevated. (See 1.)] b2: [Hence,] one says, طَالِعُهُ سَعِيدٌ, meaning His star [is fortunate]. (TA.) b3: [Hence also,] الطَّالِعُ means The false dawn: (S:) or so الطَّالِعُ المُصْعِدُ. (O.) b4: And The هِلَال [or moon when near the sun, showing a narrow rim of light; probably the new moon, from the sight of which the commencement of the month was reckoned; as appears from what follows]. (O, K.) مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ طَالِعَيْنِ is mentioned as heard from some of the Arabs of the desert, meaning مُنْذُ شَهْرَيْنِ [i. e. I have not seen thee for two months, or during the period since two new moons]. (O.) b5: Also The arrow that falls behind the butt: (Az, O, K:) or that passes beyond the butt, going over it: (TA:) and KT says that they used to reckon that falling above the mark as that which hit the butt: pl. طَوَالِعُ. (O, TA.) It is said of one of the kings, accord. to Sgh, [in the O,] كَانَ يَسْجُدُ لِلطَّالِعِ, (TA,) meaning as expl. in art. سجد: (O, TA: *) or it may mean that he used to lower himself, or bend himself down, to the rising هِلَال, by way of magnifying God. (O, TA.) b6: طَالِعَةُ الإِبِلِ means (assumed tropical:) The first, or foremost, of the camels. (TA.) طَوْلَعٌ: see طُلَعَآءُ.

مَطْلَعٌ and مَطْلِعٌ are inf. ns.: and signify also The place [and the time] of rising of the sun [&c.]: (S, O, K: [see 1, first sentence:]) but by Fr the former is explained as meaning the rising, and the latter as meaning the place of rising: and some of the Basrees say that when one reads حَتَّى مَطْلِعِ الفَجْرِ [in the last verse of ch. xcvii. of the Kur], with kesr to the ل, the meaning is, [until] the time of rising [of the dawn]: (O, TA:) [the pl.] مَطَالِعُ signifies the places [and the times] of rising of the sun [&c.]. (TA.) b2: مَطْلَعُ الجَبَلِ means (assumed tropical:) The place of ascent of the mountain. (TA.) And you say, هٰذَا لَكَ مَطْلَعَ الأَكَمَةِ, meaning (assumed tropical:) This is present before thee; i. e. as near to thee as if thou hadst to ascend for it the hill. (TA.) b3: مَطْلَعُ القَصِيدَةِ means (tropical:) The beginning of the قصيدة [or ode]. (TA.) b4: See also مُطَّلَعٌ.

مُطْلِعٌ (assumed tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ) putting forth its طَلْع [q. v.]; and sometimes they said مُطْلِعَةٌ. (Msb.) b2: And the latter, (assumed tropical:) A palm-tree taller than the other palm-trees [around it or adjacent to it]. (S, O, K.) مُطَّلَعٌ (assumed tropical:) [A place to which one ascends: or] a place of ascent from a low spot to a place that overlooks. (As, TA.) Hence, (TA,) it is said in a trad. (O, K) of the Prophet, (O,) مَانَزَلَ مِنَ القُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ وَلِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ وَلِكُلِّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ i. e. (O, K) (assumed tropical:) Not a verse of the Kur-án has come down but it has an apparent and known [or exoteric] interpretation and an intrinsic [or esoteric] interpretation, (TA voce ظَهْرٌ, where see more,) [and every word has a scope, and every scope has] a place [meaning point] to which the knowledge thereof may ascend, (O, K, TA,) or, as some say, something that may be violated, God not having forbidden a thing that should be held sacred without his knowing that some one would seek to elicit it. (TA.) b2: And i. q. مَأْتًى; (S, O, K, TA;) مُطَّلَعُ الأَمْرِ meaning مَأْتَاهُ; (S, O, TA;) as also الأَمْرِ ↓ مَطْلَعُ; (TA;) i. e. (assumed tropical:) The way, or manner, of attaining to the doing, or performing, of the affair. (TA.) One says, مَالِهٰذَا الأَمْرِ مُطَّلَعٌ (assumed tropical:) There is no way, or manner, of attaining to the doing, or performing, of this affair. (TA.) And أَيْنَ مُطَّلَعُ هٰذَا الأَمْرِ i. e. مَأْتَاهُ (assumed tropical:) [Where is the way of attaining to the doing, or performing, of this affair?]. (S, O, TA.) b3: And (tropical:) An elevated place from which one looks towards a low place. (S, O, Msb, K, TA.) To this is likened the scene of the events of the world to come, (S, O, Msb, K, TA,) after death, i. e. the station of the day of resurrection, (TA,) in the saying of 'Omar, لَوْ أَنَّ مَا فِى

الأَرْضِ جَمِيعًا لَأَفْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ المُطَّلَعِ (tropical:) [If all that is in the world belonged to me, assuredly I would ransom myself therewith from the terror of the place whence one will look down on the day of resurrection]: (S, * O, Msb, * K, * TA:) or المُطَّلَع means that which is looked upon of such hardships as the interrogation of [the angels] Munkar and Nekeer, and the pressure of the grave, and its solitude, and the like; and is [ for المُطَّلَعِ عَلَيْهِ, or] originally an inf. n. in the sense of الاِطِّلَاع: or it may be a noun of time, and thus applied to the day of resurrection. (Har p.

344-5.) مُطَّلِعٌ Strong, or powerful; high, or eminent; one who subdues, or overcomes: (K:) or strong, or powerful; as also مُضْطَلِعٌ: or the latter has this meaning, from الضَّلَاعَةُ; and the former signifies high, or eminent; one who subdues, or overcomes: (O:) accord. to ISk, one says, هُوَ مُضْطَلِعٌ بِحَمْلِهِ [“ he is one who has strength to bear it ”]; but not مُطَّلِعٌ بحمله. (TA.) [See, however, مُضْطَلِعٌ, in art. ضلع.]

مُطَالَعٌ [pass. part. n. of 3, q. v.]. One says, الشر تلقى مُطَالَعَ الاِسْمِ, [thus in my original, app. الشَّرَّ تَلْقَى الخ,] meaning بَارِزًا مَكْشُوفًا [i. e., if I rightly read it, (assumed tropical:) Evil thou wilt find to be that whereof the name is manifest, or overt; so that, when it is mentioned, it is well known]. (TA.)
طلع
طَلَعَ الكَوْكَبُ والشمسُ والقمَرُ طُلوعاً، ومَطْلَعاً، بفتحِ اللامِ على القياسِ، ومَطْلِعاً بكسرِها، وَهُوَ الْأَشْهر، وَهُوَ أحد مَا جاءَ من مصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ على مَفْعِلٍ. وأمّا قَوْله تَعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ فإنّ الكِسائيَّ وَخَلَفاً قرآه بِكَسْر اللَّام، وَهِي إِحْدَى الرِّوايتَيْن عَن أبي عمروٍ. قلتُ: وَهِي روايةُ عُبَيْدٍ عَن أبي عمروٍ. وَقَالَ ابنُ كَثيرٍ ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ واليَزيديُّ عَن أبي عمروٍ، وعاصِم وحَمْزَة بفتحِ اللَّام، قَالَ الفرّاء: وَهُوَ أقوى فِي الْقيَاس، لأنّ المَطْلَع، بالفَتْح: الطُّلُوع، وبالكَسْر: الموضعُ الَّذِي تَطْلُعُ مِنْهُ، إلاّ أَن العربَ تَقول: طَلَعَتْ الشمسُ مَطْلِعا، فيَكسِرونَ وهم يُرِيدُونَ المصدرَ، وَكَذَلِكَ: المَسجِد، والمَشرِق، والمَغرِب، والمَسقِط، والمَرفِق، والمَنسِك، والمَنبِت، وَقَالَ بعضُ البَصْريِّين: مَن قرأَ مَطْلِعَ الفَجرِ بكسرِ اللامِ فَهُوَ اسمٌ لوَقتِ الطُّلوع، قَالَ ذَلِك الزَّجَّاج، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأحسَبَه قولَ سِيبَوَيْهٍ: ظَهَرَ، كَأَطْلَع. وهما، أَي المَطْلَع والمَطْلِع: اسمانِ للمَوضِع أَيْضا، وَمِنْه قَوْله تَعالى: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلعَ الشمسِ. طَلَعَ على الأمرِ طُلوعاً: عَلِمَه، كاطَّلَعَه، على افْتَعلَه، وَتَطَلَّعَه اطِّلاعاً وَتَطَلُّعاً، وَكَذَلِكَ اطَّلَع عَلَيْهِ، والاسمُ الطِّلْع، بالكَسْر، وَهُوَ مَجاز. وطَلَعَ فلانٌ علينا، كَمَنَع ونَصَرَ: أَتَانَا وهَجَمَ علينا، وَيُقَال: طَلَعْتُ فِي الجبَلِ طُلوعاً، إِذا أَدْبَرْتَ فِيهِ حَتَّى لَا يراكَ صاحِبُك، وطَلَعْتُ عَن صَاحِبي، إِذا أَقْبَلتَ عَلَيْهِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا كلامُ العربِ، وَقَالَ أَبُو زيدٍ فِي الأضْداد: طَلَعْتُ على القومِ طُلوعاً، إِذا غِبْتَ عَنْهُم حَتَّى لَا يَرَوْكَ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: طَلَعْتُ على القومِ، إِذا غِبتَ عَنْهُم، صحيحٌ، جُعِلَ على فِيهِ بِمَعْنى عَن كقَولِه تَعَالَى: وَإِذا اكْتالوا على الناسِ مَعْنَاهُ عَن الناسِ، وَمن النَّاس، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أهلُ اللُّغَة أَجْمَعون. قلتُ: وَمن الاطِّلاعِ بِمَعْنى الهُجومِ قَوْله تَعالى: لَو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِم أَي لَو هَجَمْتَ عَلَيْهِم، وأَوْفَيْتَ عَلَيْهِم. طَلَعَت سِنُّ الصبِيِّ: بَدَتْ شَبَاتُها، وَهُوَ مَجاز،)
وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ: طالِعٌ. طَلَعَ أَرْضَهم: بَلَغَها، يُقَال: مَتى طَلَعْت أَرْضَنا أَي مَتى بَلَغْتها، وَهُوَ مَجاز، وطَلَعْتُ أَرْضِي، أَي بَلَغْتُها. طَلَعَ النخْلُ يَطْلُعُ طُلوعاً: خَرَجَ طَلْعُه، وَسَيَأْتِي مَعْنَاهُ قَرِيبا، نَقله الصَّاغانِيّ كَأَطْلَعَ، كَأَكْرَم، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قولُ الزّجّاج. وطَلَّعَ تَطْلِيعاً، نَقله صاحبُ اللِّسان. طَلَعَ بلادَه: قَصَدَها، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه الحديثُ: هَذَا بُسْرٌ قد طَلَعَ اليمنَ أَي قَصَدَها من نَجْدٍ. طَلَعَ الجبَلَ يَطْلَعه طُلوعاً: عَلاه ورَقِيَه، كطَلِعَ، بالكَسْر، وَهُوَ مَجاز، الأخيرُ نَقله الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. يُقَال: حَيَّا اللهُ طَلْعَتَه، أَي رُؤيَتَه وشَخْصَه وَمَا تطَلَّع مِنْهُ، كَمَا فِي اللِّسان، أَو وَجْهَه، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الصِّحَاح. والطالِع: السهْمُ الَّذِي يقَعُ وراءَ الهدَفِ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يُجاوِزُ الهدفَ ويَعلوه، وَقَالَ القُتَيْبيُّ: هُوَ السهمُ الساقِطُ فوقَ العَلامَةِ، ويُعْدَلُ بالمُقْرطِسِ، قَالَ المَرّارُ بنُ سعيدٍ الفَقْعَسيُّ:
(لَهَا أَسْهُمٌ لَا قاصِراتٌ عَن الحَشا ... وَلَا شاخِصاتٌ عَن فُؤَادِي طَوالِعُ)
أخبرَ أنّ سِهامَها تُصيبُ فؤادَه، وَلَيْسَت بِالَّتِي تَقْصُرُ دُونَه، أَو تُجاوِزُه فتُخطِئُه. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: رُوِيَ عَن بعضِ الْمُلُوك قَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ كِسْرى كَانَ يسجدُ للطالِع. قيل: مَعْنَاهُ أنّه كَانَ يَخْفِضُ رَأْسَه إِذا شَخَصَ سَهْمُه، فارتفعَ عَن الرَّمِيَّةِ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ رَأْسَه، ليَتقَوَّمَ السهمُ، فيُصيبَ الدَّارَة. قَالَ الصَّاغانِيّ: وَلَو قيل: الطالِع: الهلالُ، لم يَبْعُدْ عَن الصَّوَاب، فقد جاءَ عَن بعضِ الْأَعْرَاب: مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ طالِعَيْن، أَي مُنْذُ شَهْرَيْن، وأنَّ كِسْرى كَانَ يَتطامَنُ لَهُ إِذا طَلَعَ إعْظاماً لله عزَّ وجلَّ. منَ المَجاز: رجلٌ طَلاّعُ الثَّنايا، وطَلاّعُ الأَنْجُدِ، كشَدّادٍ، أَي مُجَرِّبٌ للأمور، ورَكّابٌ لَهَا أَي غالِبٌ يَعْلُوها، ويقهرُها بمَعرِفَتِه وتَجاربِه وجَوْدَةِ رَأْيِه، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَؤُمُّ مَعالي الْأُمُور. والأنْجُد: جَمْعُ نَجْدٍ، وَهُوَ الطريقُ فِي الْجَبَل، وَكَذَلِكَ الثَّنِيَّة، فَمن الأوّل: قولُ سُحَيْم بن وَثيلٍ:
(أَنا ابنُ جَلا وطَلاّعِ الثَّنايا ... مَتى أَضَعُ العِمامَةَ تَعْرِفوني)
وَمن الثَّانِي: قولُ مُحَمَّد بن أبي شِحَاذٍ الضَّبِّيِّ وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: هُوَ لراشِدِ بنِ دِرْواسٍ:
(وَقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه ... وَقد كَانَ، لَوْلَا القُلُّ، طَلاّعَ أَنْجُدِ)
والطَّلْع: المِقْدار، تَقول: الجَيشُ طَلْعُ ألفٍ، أَي مِقدارُه. الطَّلْع من النخْلِ: شيءٌ يَخْرُجُ كأنّه نَعْلانِ مُطبِقانِ، والحَمْلُ بَينهمَا مَنْضُودٌ، والطَّرَفُ مُحَدَّدٌ، أَو هُوَ مَا يَبْدُو من ثَمَرَتِه فِي أوّلِ ظُهورِها، وقِشْرُه يُسَمَّى الكُفُرَّى والكافور، وَمَا فِي داخلِه الإغْريضُ، لبَياضِه، وَقد ذُكِرَ كلٌّ)
مِنْهُمَا فِي مَوْضِعه، وَفِيه تَطْوِيلٌ مُخِلٌّ بمُرادِه، وَلَو قَالَ: ومنَ النخلِ: الإغْريضُ يَنْشَقُّ مِنْهُ الكافور، أَو: وَمن النَّخْل: نَوْرُه مَا دامَ فِي الكافورِ، كَانَ أَخْصَرَ. الطِّلْع، بالكَسْر: الاسمُ من الاطِّلاع، وَقد اطَّلَعَه، واطَّلَع عَلَيْهِ، إِذا عَلِمَه، وَقد تقدّم، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَمِنْه اطَّلِعْ طِلْعَ العدُوِّ أَي عِلْمَه، وَمِنْه أَيْضا حَدِيث سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنَ قَالَ لعبدِ المُطَّلِبِ: أَطْلَعْتُكَ طِلْعَهُ، وَسَيَأْتِي قَرِيبا. الطِّلْع: المكانُ المُشرِفُ الَّذِي يُطَّلَعُ مِنْهُ، يُقَال: عَلَوْتُ مِنْهَا مَكَانا تُشرِفُ مِنْهُ على مَا حَوْلَها، قَالَه ابْن دُرَيْدٍ. قَالَ: الطِّلْع: الناحيةُ، يُقَال: كن بطِلْعِ الْوَادي، وَيُقَال أَيْضا: فلانٌ طِلْعَ الْوَادي، بغيرِ الباءِ، أُجرِيَ مُجرى وَزْنِ الجبَل، قَالَه الأَزْهَرِيّ، ويُفتَح فيهمَا قَالَ الجَوْهَرِيّ: الكسرُ والفتحُ كِلَاهُمَا صوابٌ، وَفِي العُباب: كِلَاهُمَا يُقَال. قَالَ الأَصْمَعِيّ: الطِّلْعُ كلُّ مُطمَئِنٍّ من الأرضِ أَو ذاتِ رَبْوَةٍ إِذا طَلَعْتَه رَأَيْتَ مَا فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ أَبُو عمروٍ: من أسماءِ الحَيّةِ: الطِّلْعُ والطِّلُّ. منَ المَجاز: أَطْلَعْتُه طِلْعَ أَمْرِي، بالكَسْر، أَي أَبْثَثْتُه سِرِّي، وَمِنْه حديثُ ابنِ ذِي يَزَنَ المُتَقدِّم. منَ المَجاز: لَو أنّ لي طِلاعَ الأرضِ ذَهَبَاً لافْتَدَيْتُ مِنْهُ. قَالَه عُمرُ رَضِيَ الله عَنهُ عِنْد مَوْتِه، طِلاعُ الشيءِ، ككِتابٍ: مِلْؤُه حَتَّى يَطْلُعَ ويَسيل، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَالَ الليثُ: طِلاعُ الأرضِ: مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمسُ، زادَ الراغبُ: والإنسانُ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يصفُ قَوْسَاً:
(كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لَا دونَ مِلْئِها ... وَلَا عَجْسُها عَن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا)
ج: طُلْعٌ، بالضَّمّ، ككِتابٍ وكُتْبٍ. منَ المَجاز: نَفْسٌ طُلَعَةٌ، كهُمَزَةٍ: تُكثِرُ التَّطَلُّعَ إِلَى الشيءِ، أَي كثيرةُ المَيلِ إِلَى هَواها، تَشْتَهيه حَتَّى تُهلِكَ صاحبَها، المُفرَدُ والجمعُ سَواءٌ، وَمِنْه حَدِيث الحسَن: إنّ هَذِه النفوسَ طُلَعَةٌ، فاقْدَعوها بالمَواعِظ، وإلاّ نَزَعَتْ بكم إِلَى شَرِّ غايةٍ. وَحكى المُبَرِّدُ أنّ الأَصْمَعِيّ أنشدَ فِي الْإِفْرَاد:
(وَمَا تمَنَّيْتُ من مالٍ ومِن عُمُرٍ ... إلاّ بِمَا سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ)
منَ المَجاز: امرأةٌ طُلَعَةٌ خُبَأَةٌ، كهُمَزةٍ فيهمَا، أَي تَطْلُعُ مرّةً وتَخْتَبِئُ أُخرى، وَيُقَال: هِيَ الكثيرةُ التَّطلُّعِ والإشرافِ، وَكَذَلِكَ امرأةٌ طُلَعةٌ قُبَعةٌ. وَفِي قولِ الزَّبْرَقانِ بنِ بدرٍ: إنّ أَبْغَضَ كَنائني إليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة. وَقد مرَّ فِي حرفِ الْهمزَة. وطُوَيْلِعٌ، كقُنَيْفِذٍ: عَلَمٌ، وَهُوَ تصغيرُ طالِعٍ. طُوَيْلِعٌ: ماءٌ لبَني تَميم، بناحيةِ الصَّمَّان، بالشاجِنَة، نَقله الجَوْهَرِيّ، قلتُ: وَهُوَ فِي وادٍ فِي طريقِ البَصْرةِ إِلَى اليَمامةِ بَين الدَّوِّ والصَّمَّانِ أَو: رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحيةِ الشواجِن، عَذْبَةُ الماءِ، قريبةُ)
الرِّشاء. قَالَه الأَزْهَرِيّ. وهما قولٌ واحدٌ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ:
(وأيُّ فَتى وَدَّعْتُ يَوْمَ طُوَيْلِعٍ ... عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليهِ وسَلَّما)
وأنشدَ الصَّاغانِيّ لضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَة النَّهْشَليّ:
(فَلَوْ كنتَ حَرْبَاً مَا وَرَدْتُ طُوَيْلِعاً ... وَلَا حَرْفَه إلاّ خَميساً عَرَمْرَما)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الطَّوْلَع، كَجَوْهَرٍ، وَقَالَ غيرُه: الطُّلَعاءُ، كالفُقهاءِ: القَيءُ، وَهُوَ مَجاز، وَلَو مَثَّلَ الأخيرَ بالغَلْواءِ كَانَ أَحْسَن. وطَليعَةُ الجَيش: من يَطْلُعُ من الْجَيْش، ويُبعَثُ ليَطَّلِعَ طِلْعَ العدوِّ، كالجاسوس، للواحدِ والجميع، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَكَذَلِكَ الرَّبيئةُ، والشِّيفَة، والبَغِيَّةُ بِمَعْنى الطَّليعة، كلُّ لفظةٍ مِنْهَا تصلُحُ للواحدِ والجَماعةِ ج: طَلائِع، وَمِنْه الحَدِيث: كَانَ إِذا غَزا بَعَثَ بينَ يَدَيْهِ طَلائِعَ. وأَطْلَعَ إطْلاعاً: قاءَ، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفاً: أَسْدَى مثل أزَلَّ إِلَيْهِ مَعْرُوفا، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعَ الرَّامِي: جازَ سَهْمُه من فوقِ الغرَضِ، يُقَال: رمى فَأَطْلَعَ، وأَشْخَصَ، قَالَه الأسْلَميُّ، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعَ فلَانا: أَعْجَلَه، وَكَذَلِكَ أَرْهَقه، وأَزْلَقه، وأَقْحَمه، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعه على سِرِّه: أَظْهَره وأَعْلَمه، وأبَثَّه لَهُ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه أَطْلَعتُكَ طِلْعَ أَمْرِي.
ونَخلةٌ مُطْلِعَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: مُشرِفَةٌ على مَا حَوْلَها، طالتْ النَّخيلَ وَكَانَت أَطْوَلَ من سائرِها. وطَلَّعَ كَيْلَه تَطْلِيعاً: ملأَه جِدّاً حَتَّى تطَلَّعَ، وَهُوَ مَجاز. واطَّلَعَ على باطنِه، كافْتَعَلَ: ظَهَرَ، قَالَ السَّمينُ فِي قَوْله تَعالى: أَطَّلَعَ الغَيبَ: إنّه يَتَعَدَّى بنَفسِه، وَلَا يَتَعَدَّى بعلى، كَمَا توَهَّمه بعضٌ، حَتَّى يكونَ من الحذفِ والإيصال، نَقله شيخُنا، ثمّ قَالَ: وَلَكِن استدلَّ الشِّهابُ فِي العنايةِ بِمَا للمُصنِّف، فَقَالَ: لَكِن فِي القاموسِ: اطَّلَعَ عَلَيْهِ. فكأنّه يَتَعَدَّى وَلَا يتعدَّى، والاستِدلالُ بغيرِ شاهدٍ غيرُ مفيدٍ. انْتهى. قلتُ: الَّذِي صرَّحَ بِهِ أئمّة اللُّغَة أنّ طَلَعَ عَلَيْهِ، واطَّلَع عَلَيْهِ، وأَطْلَعَ عَلَيْهِ بِمَعْنى واحدٍ، واطَّلَع على باطنِ أمرِه، واطَّلَعه: ظَهَرَ لَهُ وعَلِمَه، فَهُوَ يتعدَّى بنَفسِه وبعلى، كَمَا فِي اللِّسان والعُباب والصحاح، وَكفى بهؤلاءِ قُدوَةً، لَا سِيَّما الجَوْهَرِيّ إِذا قالتْ حَذامِ، فَلَا عِبرَةَ بقولِه: والاستِدلالُ بِهِ إِلَى آخِرِه، وَكَذَا كلامُ السَّمينِ يُتأَمَّلُ فِيهِ، فإنّ إنكارَه قُصورٌ. اطَّلَعَ على هَذِه الأَرْض: بَلَغَها، وَمِنْه قَوْله تَعالى: الَّتِي تَطَّلِعُ على الأفئِدَة، قَالَ الفَرّاءُ: أَي يَبْلُغُ ألَمُها الأفئدة، قَالَ: والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد يكون بِمَعْنى واحدٍ، وَقَالَ غيرُه: أَي تُوفِي عَلَيْهَا فتُحرِقُها، من اطَّلَعتُ عَلَيْهِ، إِذا أَشْرَفْتُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقولُ الفَرّاءِ أحَبُّ إليَّ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجّاج.
والمُطَّلِعُ للمَفْعول: المَأْتِي، يُقَال: مَا لهَذَا الأمرِ مُطَّلَعٌ، أَي وَجْهٌ، وَلَا مَأْتَىً يُؤْتى إِلَيْهِ. وَيُقَال:)
أينَ مُطَّلَعُ هَذَا الأمرِ، أَي مَأْتَاه، هُوَ مَوْضِعُ الاطِّلاعِ من إشْرافٍ إِلَى انحِدارٍ، وَهُوَ مَجاز.
وقولُ عمرَ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ: لَو أنّ لي مَا فِي الأرضِ جَمِيعًا لافْتَديْتُ بِهِ من هَوْلِ المُطَّلَع. يريدُ بِهِ المَوقِفَ يومَ القيامةِ، تشبيهٌ لما يُشرِفُ عَلَيْهِ من أمرِ الآخِرَةِ عَقيبَ الموتِ بذلك، أَي: بالمُطَّلَع الَّذِي يُشرِفُ عَلَيْهِ من مَوْضِعٍ عالٍ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: وَقد يكون المُطَّلَع: المَصعَدُ من أسفلَ إِلَى المكانِ المُشرِف، قَالَ: وَهُوَ من الأضداد، وَقد أَغْفَله المُصَنِّف، وَمن ذَلِك فِي الحَدِيث: مَا نَزَلَ من القُرآنِ آيةٌ إلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ، ولكلِّ حرفٍ حَدٌّ، ولكلِّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ أَي مَصْعَدٌ يُصعَدُ إِلَيْهِ، يَعْنِي من معرفةِ عِلمِه، وَمِنْه قولُ جَريرٍ يهجو الأخْطلَ:
(إنّي إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ ... لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعورا)
هَكَذَا أنشدَه ابنُ بَرّيّ والصَّاغانِيّ وَمن الأولِ قولُ سُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ:
(مُقْعِياً يَرْمِي صَفاةً لم تُرَمْ ... فِي ذُرا أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ)
وَقيل: معنى الحَدِيث: أنّ لكلِّ حدٍّ منْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرتَكِبُه، أَي أنّ الله لم يُحرِّم حُرمةً إلاّ عَلِمَ أنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ. منَ المَجاز: المُطَّلِعُ، بكسرِ اللامِ: القويُّ العالي القاهِر، من قولِهم: اطَّلَعتُ على الثَّنِيَّةِ، أَي عَلَوْتُها، نَقله الجَوْهَرِيّ فِي ضلع وروى أَبُو الهيثَمِ قَوْلَ أبي زُبَيْدٍ:
(أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنَى أُنُفٌ ... للنّائِباتِ وَلَوْ أُضْلِعْنَ مُطَّلِعُ)
أُضْلِعْنَ: أُقِلْنَ. ومُطَّلِعٌ وَهُوَ القويُّ على الأمرِ المُحتَمِل، أرادَ مُضْطَلِعٌ فَأَدْغَم، هَكَذَا رَوَاهُ بخطِّه، قَالَ: ويُروى: مُضْطَلِعٌ وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال: هُوَ مُضْطَلِعٌ بحِملِه، كَمَا تقدّم، ويُروى قولُ ابنِ مُقبِلٍ:
(إنّا نقومُ بجُلاّنا فَيَحْمِلُها ... مِنّا طَويلُ نِجادِ السيفِ مُطَّلِعُ)
ويُروى مُضْطَلِعٌ وهما بِمَعْنى. وطالَعَه طِلاعاً، بالكَسْر، ومُطالَعةً: اطَّلَع عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز، يُقَال: طالَعْتُ ضَيْعَتي، أَي نَظَرْتُها، واطَّلَعْتُ عَلَيْهَا، وَقَالَ الليثُ: هُوَ الاطِّلاعُ، وأنشدَ لحُمَيدِ بنِ ثَوْرٍ:
(فكانَ طِلاعاً من خَصاصٍ ورِقْبَةٍ ... بأَعيُنِ أَعْدَاءٍ وَطَرْفاً مُقَسَّما)
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قولُه: طِلاعاً، أَي: مُطالَعةً، يُقَال: طالَعْتُه طِلاعاً ومُطالَعةً، قَالَ: وَهُوَ أحسنُ من أنْ تَجْعَله اطِّلاعاً لأنّه القياسُ فِي العربيَّة. طالَعَ بِالْحَال: عَرَضَها، طِلاعاً، ومُطالَعةً. منَ المَجاز: تطَلَّعَ إِلَى وُرودِه أَو ورودِ كِتابِه: اسْتَشرفَ لَهُ، قَالَ مُتَمِّم بن نُوَيْرةَ، رَضِيَ الله عَنهُ:)
(لَاقَى على جَنْبِ الشَّريعةِ لاطِئاً ... صَفْوَانَ فِي ناموسِه يَتَطَلَّعُ)
تطَلَّعَ فِي مَشْيِه: زافَ نَقَلَه الصَّاغانِيّ، كأنّه لغةٌ فِي تتَلَّعَ، إِذا قدَّمَ عُنُقَه وَرَفَعَ رَأْسَه. تطَلَّعَ المِكيالُ: امْتَلأَ، مُطاوِعُ طلَّعَه تَطْلِيعاً. منَ المَجاز: قولُهم: عافى اللهُ رجُلاً لم يَتَطَلَّعْ فِي فَمِكَ، أَي لم يَتَعَقَّبْ كَلامَك، حَكَاهُ أَبُو زيدٍ، وَنَقله الزَّمَخْشَرِيّ والصَّاغانِيّ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: اسْتَطْلَعَه: ذَهَبَ بِهِ، وَكَذَا اسْتَطلعَ مالَه. منَ المَجاز: اسْتَطلعَ رَأْيَ فلَان، إِذا نَظَرَ مَا عِنْده، وَمَا الَّذِي يَبْرُزُ إِلَيْهِ من أمرِه، وَلَو قَالَ: وَرَأْيه: نَظَرَ مَا هُوَ، كَانَ أَخْصَر. وقَوْله تَعالى: هَل أنتُم مُطَّلِعون، فاطَّلَعَ بتشديدِ الطاءِ وفتحِ النونِ، وَهِي القراءةُ الجيِّدةُ الفَصيحةُ أَي هَل أنتُم تُحِبُّون أَن تَطَّلِعوا فتعلموا أَيْن مَنْزِلة الجَهَنَّمِيِّين، فاطَّلَع المُسلِم، فَرَأى قَرينَه فِي سَواءِ الجَحيم، أَي فِي وسَطِ الجَحيم وَقَرَأَ جماعاتٌ وهم ابنُ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا وسعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو البَرَهْسَم، وعمّارُ مولى بَني هاشمٍ: هَل أنتُم مُطْلِعون كمُحسِنون فأُطْلِعَ بضمِّ الهمزةِ وسكونِ الطاءِ وكسرِ اللَّام، وَهِي جائزةٌ فِي العربيّةِ على معنى: هَل أَنْتُم فاعِلون بِي ذَلِك. وَقَرَأَ أَبُو عمروٍ وعمار المذكورُ، وَأَبُو سِراجٍ، وابنُ أبي عَبْلَة، بكسرِ النُّون، فأُطلِع، كَمَا مرَّ. قلتُ: وَهِي روايةُ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ عَن أبي عمروٍ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهِي شاذَّةٌ عِنْد النَّحْوِيِّين أَجْمَعين، ووَجْهُه ضعيفٌ، وَوَجْهُ الكلامِ على هَذَا الْمَعْنى: هَل أَنْتُم مُطْلِعِيَّ، وَهل أَنْتُم مُطْلِعوه، بِلَا نونٍ، كقولِك: هَل أَنْتُم آمِروه، وآمِريَّ. وأمّا قولُ الشَّاعِر:
(همُ القائِلونَ الخَيرَ والآمِرونَه ... إِذا مَا خَشُوا من مُحْدَثِ الأمرِ مُعْظَما) فَوَجْهُ الكلامِ: والآمِرونَ بِهِ، وَهَذَا من شَواذِّ اللُّغَات. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الطالِع: الفَجرُ الكاذِب، نَقله الجَوْهَرِيّ. اطَّلَع عَلَيْهِ: نَظَرَ إِلَيْهِ حِين طَلَعَ، وَهُوَ مَجاز، نَقله الصَّاغانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ، وصاحبُ اللِّسان، وَمِنْه قولُ أبي صَخْرٍ الهُذَليِّ:
(إِذا قلتُ هَذَا حينَ أَسْلُو يَهيجُني ... نَسيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلعُ الفَجْرُ)
وَيُقَال: آتيكَ كُلَّ يَومٍ طَلَعَتْه الشَّمسُ، أَي طلَعَتْ فِيهِ. وَفِي الدُّعاءِ: طلعَت الشَّمسُ وَلَا تَطلُعُ بنفسِ أَحَدٍ مِنّا، عَن اللِّحيانِيِّ، أَي لَا ماتَ واحِدٌ مِنّا مَعَ طُلوعِها. أَرادَ: وَلَا طَلَعَتْ، فوضَعَ الآتيَ مِنْهَا مَوضِعَ الْمَاضِي. وأَطْلَعَ: لُغَةٌ فِي طَلَعَ، قالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّهُ كَوكَبُ غُيْمٍ أَطْلَعا ومطالِعُ الشَّمسِ: مَشارِقُها، ويُقال: شَمسُ مَطالِع، أَو مَغارِب. وتَطَلَّعَه: نظَرَ إِلَيْهِ نَظَرَ حُبٍّ أَو) بُغْضٍ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَطْلَعَ الجَبَلَ، كطَلَعَه، نَقله الزَّمخْشَرِيُّ. وأَطْلَعَ رأْسَهُ، إِذا أَشرَف على شيءٍ. والاسمُ من الاطِّلاع: طَلاعٌ، كسَحابٍ. والطُّلوعُ: ظُهورٌ على وَجْهِ العُلُوِّ والتَّمَلُّكِ، كَمَا فِي الكَشَّافِ. ويُقال: أَنا أُطالِعُكَ بِحَقِيقَة الأَمر، أَي أُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ، وَكَذَا قولُهُم: طالِعني بكٌ تُبِكَ. واطَّلَعْتُ من فوقِ الجَبَلِ، وأَطْلَعْتُ بمَعنى واحِد. ونَفْسٌ طَلِعَةٌ، كفَرِحَة: شَهِيَّةٌ مُتَطَلِّعَةٌ، على المَثَلِ، وَبِه رُويَ قولُ الحَسَنِ: إنَّ هَذِه النُّفوسَ طَلِعَةٌ، وطَلَّعَه تَطليعاً، أَخرجَه، عامِّيَّةُ. وَمن أَمثال الْعَرَب: هَذِه يَمينٌ قد طلعَت فِي المَخارِمِ، وَهِي الْيَمين الَّتِي تجعلُ لِصاحبِها مَخرَجاً، وَمِنْه قولُ جَريرٍ:
(وَلَا خَيْرَ فِي مالٍ عَلَيْهِ أَلِيَّةٌ ... وَلَا فِي يَمينٍ غيرِ ذاتِ مَخارِمِ)
والمَخارِمُ: الطُّرُقُ فِي الجِبال. وتطَلَّعَ الرَّجُلَ: غلبَه وأَدركَه، وأَنشدَ ثعلَبٌ:
(وأَحفَظُ جاري أَن أُخالِطَ عِرْسَه ... ومَولايَ بالنَّكراءِ لَا أَتَطَلَّعُ)
وَقَالَ ابْن برّيّ: ويُقال: تطالَعْتُهُ: إِذا طرَقْتُهُ، وأَنشدَ أَبو عليٍّ: تَطالَعُني خَيالاتٌ لسَلمى كَمَا يَتطالَعُ الدَّيْنُ الغَريمُ قَالَ: كَذَا أَنشدَهُ، وَقَالَ غيرُه: إنَّما هُوَ يَتَطَلَّع، لأَنَّ تَفاعَلَ لَا يَتعَدَّى فِي الأَكثَرِ، فعلى قولِ أَبي عليٍّ يكونُ مثلَ تَفاوَضْنا الحَديثَ، وتعاطَيْنا الكأْسَ، وتناشَدْنا الأَشعارَ. قالَ: ويُقال: أَطْلَعَتِ الثُّرَيّا، بمَعنى طَلَعَتْ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ فِي عِشائها ... بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ)
وأَطْلَعَ الشَّجَرُ: أَورَقَ. وأَطْلَعَ الزَّرْعُ: ظَهَرَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي التَّهْذِيب: طلعَ الزَّرْعُ طُلوعاً، إِذا بدأَ يَطْلُعُ وظَهَرَ نباتُه. وقَوسٌ طِلاعُ الكَفِّ: يَملأُ عَجْسُها الكَفَّ، وَقد تقدَّمَ شاهِدُه. وَهَذَا طِلاعُ هَذَا، ككِتابٍ، أَي قَدْرُه. والاطِّلاعُ: النَّجاةُ، عَن كُراع. وأَطْلَعَتْ السماءُ، بِمَعْنى أَقْلَعَتْ. ومَطْلَعُ الأمرِ، كَمَقْعَدٍ: مَأْتَاه ووَجْهُه الَّذِي يُؤتى إِلَيْهِ، ومَطْلَعُ الجبلِ: مَصْعَدُه، وأنشدَ أَبُو زيدٍ:
(مَا سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَتْ ثَنِيَّتُه ... إلاّ وَجَدْتُ سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا)
وطالِعَةُ الإبلِ: أوَّلُها. وَكَذَا مَطْلَعُ القَصيدةِ: أوَّلُها، وَهُوَ مَجاز. وتطَلُّعُ النَّفْسِ: تشَوُّفُها ومُنازَعَتُها. وَيَقُولُونَ: هُوَ طالِعُه سعيدٌ: يَعْنُونَ الكَوكبَ. وملأْتُ لَهُ القدَحَ حَتَّى كادَ يَطْلَعُ من نواحيه، وَمِنْه قدَحٌ طِلاعٌ، أَي مَلآن، وَهُوَ مَجاز، وعَينٌ طِلاَعٌ: مَلأى من الدمع، وَهُوَ مَجاز.
وتطَلَّعَ الماءُ من الإناءِ: تدَفَّقَ من نواحيه. وَيُقَال: هَذَا لَك مَطْلَعُ الأكَمَةِ، أَي حاضِرٌ بَيِّنٌ، وَمَعْنَاهُ)
أنّه قريبٌ منكَ فِي مِقدارِ مَا تَطْلُعُ لَهُ الأكَمَةُ، وَيُقَال: الشرُّ يُلقى مَطالِعَ الأكمِ. أَي بارِزاً مكشوفاً. واطَّلَعَتْه عَيْني: اقْتحمَتْه وازْدَرتْه، وكلُّ ذَلِك مَجازٌ. وَفِي المثَل: بعدَ اطِّلاعٍ إيناسٌ.
قَالَه قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ فِي سِباقِه حُذَيْفة بنَ بدرٍ لمّا اطَّلَعتْ فرسُه الغَبْراءُ، فَقَالَ قيسٌ ذَلِك فذهبتْ مَثَلاً، والإيناس: النظَرُ والتثَبُّت، وَذَلِكَ لأنّ الغَبْراءَ سَبَقَت فِي المكانِ الصُّلبِ، فلمّا صِرْنَ فِي الوعَثِ سَبَقَ داحِسٌ بقُوَّتِه، فَلِذَا قَالَ: رُوَيْدَ يَعْلُون الجَدَدْ وإيّاه عَنى الشَّمَّاخُ بقولِه:
(ليسَ بِمَا ليسَ بِهِ باسٌ باسْ ... وَلَا يَضُرُّ البَرَّ مَا قالَ الناسْ)
وإنّه بعدَ اطِّلاع إيناسْ ويُروى: قبلَ اطِّلاعٍ. أَي قبلَ أنْ تطَّلِعَ تُؤْنِسُ بالشيءِ. والمَلِكُ الصالحُ طَلائِعُ بنُ رُزَّيْك، وزيرُ مِصر، الَّذِي وَقَفَ بِرْكَةَ الحَبَشِ على الطالِبِيِّين، وَسَيَأْتِي ذِكرُه فِي رزك.
طلع وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: مَا نزل من الْقُرْآن آيَة إِلَّا لَهَا 
ط ل ع: (طَلَعَتِ) الشَّمْسُ وَالْكَوْكَبُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (مَطْلِعًا) أَيْضًا بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا. وَ (الْمَطْلَعُ) أَيْضًا بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا مَوْضِعُ طُلُوعِهَا. وَ (طَلِعَ) الْجَبَلَ بِالْكَسْرِ (طُلُوعًا) عَلَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَهِيدَنَّكُمُ (الطَّالِعُ) » يَعْنِي الْفَجْرَ الْكَاذِبَ. قُلْتُ: أَيْ لَا تَكْتَرِثُوا لَهُ فَتَمْتَنِعُوا عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ. وَ (اطَّلَعَ) عَلَى بَاطِنِ أَمْرِهِ وَهُوَ افْتَعَلَ. وَطَالَعَهُ بِكُتُبِهِ. وَ (طَالَعَ) الشَّيْءَ أَيِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ. وَ (تَطَلَّعَ) إِلَى وُرُودِ كِتَابِهِ. وَ (الطَّلْعَةُ) الرُّؤْيَةُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنَا مُشْتَاقٌ إِلَى طَلْعَتِكَ. وَ (الطَّلْعُ) طَلْعُ النَّخْلَةِ، وَ (أَطْلَعَ) النَّخْلُ أَخْرَجَ (طَلْعَهُ) . وَ (أَطْلَعَهُ) عَلَى سِرِّهِ.
وَ (اسْتَطْلَعَ) رَأْيَهُ. وَ (الْمُطَّلَعُ) الْمَأْتَى، يُقَالُ: أَيْنَ مُطَّلَعُ هَذَا الْأَمْرِ أَيْ مَأْتَاهُ. وَهُوَ أَيْضًا مَوْضِعُ (الِاطِّلَاعِ) مِنْ إِشْرَافٍ إِلَى انْحِدَارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلِعِ» شَبَّهَ مَا أَشْرَفَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ بِذَلِكَ. وَ (طُوَيْلَعٌ) مُصَغَّرًا مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ. 

نَشَقَ

(نَشَقَ)
(س [هـ] ) فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنْشِقُ فِي وضُوئه ثَلَاثًا» أَيْ يَبْلُغ الماءُ خَياشِيمَه وَهُوَ مِنَ اسْتِنْشَاقِ الرِّيحِ، إِذَا شَمَمْتَها مَعَ قُوَّةٍ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ للِشيطان نَشُوقاً وَلَعُوقاً ودِساما» النَّشُوقُ بِالْفَتْحِ: اسمٌ لكلِّ دواءٍ يُصَبُّ فِي الْأَنْفِ، وَقَدْ أَنْشَقْتُهُ الدَّواءَ إِنْشَاقاً. يَعْنِي أَنَّ لَهُ وَساوِسَ، مَهْمَا وَجَدتْ مَنْفَذاً دَخَلَت فِيهِ.

نَخْشَبُ

نَخْشَبُ: د، والنِّسْبَةُ: نَخْشَبِيٌّ ونَسَفِيٌّ على التَّغْييرِ. 
نَخْشَبُ:
بالفتح ثم السكون، وشين معجمة مفتوحة، وباء موحدة: من مدن ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند وليست على طريق بخارى فإن القاصد من بخارى إلى سمرقند يجعل نخشب عن يساره وهي نسف نفسها المذكورة في بابها، بينها وبين سمرقند ثلاث مراحل، ينسب إليها الحافظ عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم بن رمضان بن علي بن أفلح أبو محمد بن أبي جعفر بن أبي بكر النسفي النخشبي العاصمي أحد الأئمة، مات سنة 456، قاله هبة الله الأكفاني، سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عمر وأبا القاسم علي بن محمد الصحّاف وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب الأصبهاني وأبا طالب بن غيلان وأبا محمد الجوهري وأبا علي المذهب وأبا عبد الله الصوري وأبا العباس جعفر بن محمد المستغفري النخشبي بها وقدم دمشق وحدث بها، روى عنه عبد العزيز الكناني وأبو بكر الخطيب وغيرهما، قال:
ولم يبلغ الأربعين، ومات بنخشب سنة 452.

عمي

(ع م ي) : (عَمِيَ) عَلَيْهِ الْخَبَرُ أَيْ خَفِيَ مَجَازٌ مِنْ عَمَى الْبَصَرِ.
(عمي) فلَان عمى ذهب بَصَره كُله من عَيْنَيْهِ كلتيهما فَهُوَ أعمى (ج) عمي وعميان وَهِي عمياء (ج) عمي وَالْقلب أَو الرجل ذهبت بصيرته وَلم يهتد إِلَى خير فَهُوَ أعمى وَهِي عمياء (ج) عمي وَهُوَ عَم وَهِي عمية من قوم عمين وَالْأَخْبَار والأمور عَنهُ وَعَلِيهِ خفيت والتبست وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فعميت عَلَيْهِم الأنباء يَوْمئِذٍ} وَيُقَال عمي عَلَيْهِ طَرِيقه إِذا لم يهتد إِلَيْهِ وَفُلَان عماية لج فِي الْبَاطِل وغوي
ع م ي

قوم عمون. وأتانا صكة عميّ أي في الهاجرة: وأعوذ بالله من الأعميين وهما السيل المائج، والفحل الهائج. وفلان في غواية وعماية. وتقول: وعظته فأصمعته وأعميته، ورميته بالنصح فأنميته وما أصميته. قال:

فأصممت عمراً وأعميته ... عن الجود والفخر يوم الفخار

وتقول: رمت به الأسفار أبعد مراميها، وخبط في مجاهل الأرض ومعاميها.
ع م ي : عَمِيَ عَمًى فَقَدَ بَصَرَهُ فَهُوَ أَعْمًى وَالْمَرْأَةُ عَمْيَاءُ وَالْجَمْعُ عُمْيٌ مِنْ بَابِ أَحْمَرَ وَعُمْيَانٌ أَيْضًا وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْمَيْتُهُ وَلَا يَقَعُ الْعَمَى إلَّا عَلَى الْعَيْنَيْنِ جَمِيعًا وَيُسْتَعَارُ الْعَمَى لِلْقَلْبِ كِنَايَةً عَنْ الضَّلَالَةِ وَالْعَلَاقَةُ عَدَمُ الِاهْتِدَاءِ فَهُوَ عَمٍ وَأَعْمَى الْقَلْبِ وَعَمِيَ الْخَبَرُ خَفِيَ وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ عَمَّيْتُهُ وَالْعَمَاءُ مِثْلُ السَّحَابِ وَزْنًا وَمَعْنًى. 

عمي


عَمِيَ(n. ac. عَمًى [ ])
a. Was, became blind; was ignorant; was foolish
senseless.
b. ['An], Was blind to; ignored; overlooked, failed to see.
c. ['Ala], Was dark, obscure, dubious, puzzling to.

عَمَّيَa. Blinded; dazzled.
b. Rendered dark, obscure &c., obscured.

أَعْمَيَa. see II (a)
تَعَمَّيَa. see I (a)
تَعَاْمَيَa. Feigned blindness; feigned ignorance
stupidity.

عَمًىa. Blindness.

عَمَوِيّ []
a. Like a blind man.

عَمٍ (pl.
عَمُوْن)
a. see 14
أَعْمًى [] (pl.
عُمْي [ ]عُمَاة []
عُمْيَان [ 35 ]
أَعْمَآء [] )
a. Blind.
b. Dark, obscure.

أَعْمَوِيّ []
a. see 4yi
مَعْمَاة [] (pl.
مَعَامٍ [] )
a. Waste, wild, desert.

عَمَايَة []
a. Blindness.
b. Error.

عَمِيَّة []
a. see 22t
عَمْيَان []
a. [ coll. ], Blind.
أَعْمَآء []
a. [art.], The blind; the ignorant; the foolish.
b. The wilds, deserts.

مُعَمًّى [ N. P.
a. II], Obscure, unintelligible, enigmatical; enigma
riddle, puzzle.

عُمًّى
a. At the point of death.

عُمِيَّة
a. see 22t
عَمَاوَة
a. [ coll. ]
see 22t
الأَعْمَيَانَ
a. Flood & fire.

عَمِي القَلْب
a. Foolish; ignorant, without understanding
senseless.

قُتِلَ عِمِيًّا
a. He was slain by an unknown murderer.

مَا أَعْمَاهُ
a. How blind is his mind!

عَمَّا (a. for
عَنْ مَا )
see under
عَنْ
باب العين والميم و (واي) معهما ع م ي، م ع و، ع وم، ع ي م، م ي ع مستعملات

عمي: العَمَى: ذَهابُ البَصرَ، عَمِيَ يَعْمَى عَمىً. وفي لغة اعمايَّ يَعمايُّ اعمِيياء، أرادوا حَذْوَ ادهَامَّ ادهيماماً فأخرجوه على لفظٍ صحيح كقولك ادهامَّ: اعمايَّ. ورَجُلٌ أعْمَى وامرأة عَمْياءُ لا يَقَعُ على عَيْنٍ واحدةٍ. وعَمِيَت عَيْناهُ. وعَينانِ عَمياوان. وعَمْياوات يَعني النساء. ورجالُ عُمْيٌ. ورَجُلٌ عَمٍ، وقَومٌ عَمُون من عَمَى القَلْب، وفي هذا المعنى [يُقال] ما أعماه، ولا يُقال، من عَمَى البَصرَ، ما أعماه لأنّه نَعْتٌ ظاهرٌ تُدركُه الأبصار. ويقال: يجوز فيما خَفِيَ من النُّعوت وما ظَهَرَ خلا نَعْتٍ يكون على أَفْعَلَ مُشَدَّد الفعل مثل اصفَرَّ واحمرَّ. والعَمايَةُ: الغَوايةُ وهي اللَّجاجة. والعَمايَةُ والعَماء: السَّحابُ الكثيفُ المُطبِقُ، ويقال للَّذي حَمَلَ الماءَ وارتَفَعَ، ويقال للَّذي هَراقَ ماءَه ولما يَتَقَطَّع، تَقَطَّعَ الجَفْل والجَهامُ. والقِطعةُ منها عماءة، وبَعضٌ يُنكِره ويَجعَلُ العَماءَ اسماً جامعاً. وقال الساجعُ: أشَدُّ بَرْدِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياءُ في غِبِّ السَّماء تحت ظِلِّ عَماء. والعَمْيُ على لفظ الرَّمْيُ: رَفْعُ الأمواجِ القَذَى والزَّبَد في أعاليه، قال:

رَهَا زَبَداً يَعمِي به المَوْج طاميا

والبعيرُ إذا هَدَرَ عَمَى بلغامِه على هامتِه عَمْياً. والتَّعمِيَة: أن تُعَمِّي شيئاً على إنسانٍ حتى تُلْبَه عليه لَقْماً ، وجمع العَماء أعماء كأنه جعل العماء اسماً ثمّ جمعه على الأعماء، قال رؤبة :

وبَلَدٍ عاميةٍ اعماؤُهُ

والعُمِّيَةُ: الضَّلالة، وفي لغة عِمِّيَة. والاعتماء: الاختيار، قال:

سيل بينَ النّاسِ أيًّا يَعْتمي

والمَعامي: الأرضُ المجهُولة.

معو: المَعْوُ: الرُّطَبُ الذي أَرْطَبَ بُسْرُه أجمَعُ، الواحدةُ مَعْوَة لا تَذنيبَ فيها ولا تَجزيع. والمُعاء: من أصواتِ السنانير، معا يمعو أومغا يَمْغُو لونان أحدُهما من الآخر، وهُما أرفَعُ من الصئي. معي: ومَعًى ومِعًى واحدٌ، ومِعَيانِ وأمعاءٌ وهو الجميعُ ممّا في البَطْن ممّا يتردَّدُ فيه من الحَوايا كُلِّها. والمِعَى: من مَذانب الأرض، كُلُّ مِذْنَبٍ يُناصي مِذْنَباً بالسَّنَد، والذي في السَّفْح هو الصُّلْب، قال:

تحبو إلى أصلابه أمعاؤه

[وهما مَعاً وهم مَعاً ، يُريدُ به جماعة. ورجل إمَّعَة على تقدير فِعَّلة: يقول لكلٍ أنا مَعَك، والفعل نَأْمَعَ الرجُلُ واسْتَأْمَعَ . ويقال للَّذي يتردَّدُ في غير ضَيعَةٍ إمَّعَة،

وفي الحديث: اغْدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ولا تَغْدُ إمَّعَة] .

عوم: العَوْمُ: السِّباحة. والسَّفينةُ والإبِلُ والنُّجُوم تَعُومُ في سيرها، قال:

وهُنَّ بالدَّوِّ يَعُمْنَ عَوْماً

وفَرَس عَوّام: يَعُومُ في جَرْيه. والعامُ: حَوْلٌ يأتي على شَتْوةٍ وصَيْفَةٍ، ألِفُها واو، ويُجمَع على الأعوام. ورَسْمٌ عامِيٌّ أو حَوْليٌّ: أتَى عليه عامٌ، قال العجّاج:

مِن أنْ شَجاكَ طَلَلٌ عامِيُّ

والعامَةُ: تُتَّخَذُ من أغصان الشَّجر ونحوه، تُعْبَر عليها الأنهار كعُبُور السُّفُن، وهي تَموجُ فوْقَ الماء، وتُجمَعُ عامات. والعام والعومةوالعامَةُ: هامَةُ الراكب إذا بدا لك رأسُه في الصَّحْراء وهو يَسيرُ. ويقال: لا يُسَمَّى رأسُه عامةً حتّى تَرَى عِمامةً عليه. والإعتِيامُ: اصطِفاء خِيارِ مالِ الرَّجُل، يُقال: اعتَمْتُ فلاناً، واعتَمْتُ أَفْضَلَ مالِهِ. والمَوْتُ يَعْتامُ النُّفُوس، قالَ طَرَفة:

أَرَى المَوْتَ مِعْيَامَ الكِرامِ ويَصْطَفي ... عَقيلةَ حالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

عيم: العَيْمانُ: الذي يَشْتَهي اللَّبَنَ شَهْوَةً شَديدةً، والمرأة عَيْمَى. وقد عِمْتُ إلى اللَّبَن عَيْمَةً شديدة وعَيَماً شديداً. وكل مَصْدرٍ مثلهُ ممّا يكون فَعْلان وفَعْلى، فإذا أَنَّثْتَ المصدر فقُلْ على فَعْلةٍ خفيفة، وإذا طَرَحْتَ الهاءَ فَثَقِّلْ نحو الحَيَرْ والحَيرَة.

ميع: مَاعَ الماءُ يميع مَيْعاً إذا جرى على وجه الأرض جَرْياً مُنْبسطاً في هيئته، وكذلك الدَّمُ. وأَمَعْتُه إماعةً، قال :

بساعِدَيْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ ... منَ الدِّماءِ مائِعٌ ويُبَّسُ

والسَّرابُ يَميعُ. ومَيْعَةُ الشَّبابِ: أوَّلُه ونشاطه. والمَيْعَة والمائعة: من العِطْر. والمَيْعَة: اللبنى . 
عمي
عمِيَ/ عمِيَ على/ عمِيَ عن يَعمَى، اعْمَ، عَمًى، فهو أعمى وعَمٍ، والمفعول مَعمِيٌّ عليه
• عمِي الشَّخصُ:
1 - فقد بصره كلَّه، لم ير "أصيب في حادث فعميت عيناه- {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا} ".
2 - ذهب بصر قلبه، وجهل، ولم يهتدِ إلى خير " {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} " ° عمِي قلبُه: ضلّ وتعطَّلت قوى الإدراك والفطنة فيه.
• عمِي عليه الأمرُ: التبس واشتبه وخفِي "عمِي عليه طريقهُ: لم يهتد إليه- {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ} ".
• عمِي عن الشّيء: خفي عنه، ولم يهتدِ إليه "عمِي عن معايب فلان- عمِي عن الأخبار". 

أعمى يُعمي، أَعْمِ، إعماءً، فهو مُعْمٍ، والمفعول مُعمًى
• أعمى شخصًا: صيّره أعمى، أفقده بصرَه "ضربه على عينه فأعماه- حُبُّكَ الشَّيءَ يُعمِي ويُصِمّ [مثل]- {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}: جعلهم غير قادرين على التَّمييز والإدراك" ° أعماه الحقدُ أو الغضبُ أو الحُبّ: غطّى على بصره فلم يرَ الحقيقةَ- ما أعماه!: ما أشدَّ عمى قلبه وذهاب بصيرته!. 

تعامى/ تعامى عن يتعامى، تَعامَ، تعاميًا، فهو مُتعامٍ، والمفعول مُتعامًى عنه
• تعامى الرَّجُلُ: تظاهر بالعمى، ادّعى أنّه لا يرى.
• تعامى عن الحقيقة: أخفاها عن نفسه وتظاهر أنّه يجهلها ولا يراها، تغافل عنها، تجاهلها "تعامى عن الخطر/ المعارضة/ معايبه". 

عمَّى يعمِّي، عَمِّ، تعميةً، فهو مُعمٍّ، والمفعول مُعمًّى
• عمَّى الشَّخصَ: أعماه، أفقده بصرَه، صيَّره أعمى ° عمَّى العقلَ والتَّفكيرَ: جعله غير قادر على التَّمييز والإدراك.
• عمَّى عليه الكلامَ: أخفاه ولبَّسه وجعله غير واضح يَصعُب فهمُه وإدراكُه "عمَّى عليه الفكرةَ/ الأسلوبَ/ النصّ/ المعنى- {وَءَاتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعَمَّاهَا عَلَيْكُمْ} [ق]- {وَءَاتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} ". 

إعماء [مفرد]: مصدر أعمى. 

أعمى [مفرد]: ج عُمْي وعُميان، مؤ عمياءُ، ج مؤ عمياوات وعُمْي:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عمِيَ/ عمِيَ على/ عمِيَ عن ° أعمى البصيرة: الذي لا يدرك وجه الصواب- أعمى القلب: لا يهتدي إلى الصَّواب- تقليد أعمى: خالٍ من التبصُّر والرَّويّة- ثقة عمياء: ثقة مطلقة- حُبٌّ أعمى: لا يقبل اعتراضًا- خضوع أعمى: خضوع مطلق- طاعة عمياء: طاعة دون معرفة الأسباب- يَخبِط في عمياء: يسير على غير هدًى، يفعل الشيءَ عن جهل.
2 - اسم تفضيل من عمِيَ/ عمِيَ على/ عمِيَ

عن: أشدّ عمي " {فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} ".
• الأعميان:
1 - السَّيل والحريق.
2 - النَّار واللَّيل. 

تعمية [مفرد]: مصدر عمَّى. 

عَمٍ [مفرد]: ج عَمون، مؤ عَمِية: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عمِيَ/ عمِيَ على/ عمِيَ عن. 

عَماية [مفرد]: ضلال، غَوايَة ولَجاجَة في الباطل "انكشفت عنه عَمايته- لم يعبأ بالنُّصح وظلَّ على عَمايته". 

عَمًى [مفرد]: مصدر عمِيَ/ عمِيَ على/ عمِيَ عن.
• العمى اللَّيليّ: (طب) ضعف البصر الشَّديد في اللَّيل ومن أسبابه نقص فيتامين (أ) أو عوامل وراثيّة.
• العَمَى القِرائيّ: (طب) عدم القُدْرة على القِراءة النَّاتج عن إصابات في الدِّماغ.
• العمى الكُلِّي: (طب) فقدان الرُّؤية كلِّيًّا خاصَّة عندما يَحدُث بدون تغيُّرات مرضيَّة على العين.
• العمى الحركيّ: (طب) عدم القدرة على جعل الحركات متوافقة أو التَّحكّم بالأشياء نتيجة غياب القدرة الحسيَّة لدى الشَّخص.
• عمى الألوان الثُّنائيّ: (طب) نَوْع من عمى الألوان بحيث يمكن تَمْييز لونين فقط من الألوان الرَّئيسيَّة الثلاثة.
• عمى الألوان: (طب) عجز في التَّمييز بين الألوان خاصّة الأحمر والأخضر، ويرجع ذلك إلى عيب في مخاريط شبكيَّة العين. 

مُعَمًّى [مفرد]: اسم مفعول من عمَّى.
• المُعَمَّيات: الأشياء غير الواضحة والمُلْبِسة، والتي تحتاج إلى وقت لفكِّ رموزها وألغازها "أعياه تفكيره في الوصول إلى حلّ لتلك الطلاسم والمعمَّيات". 
الْعين وَالْمِيم وَالْيَاء

العَمَى: ذهَاب الْبَصَر كُله. عَمِىَ عَمىً واعْمَايَّ وتَعَمَّى فِي معنى عَمِيَ، أنْشد الْأَخْفَش:

صَرَفْتَ وَلم تصْرِفْ أوَاناً وبادَرَتْ ... نُهاكَ دُمُوعُ العَيْنِ حَتَّى تَعَمَّتِ فَهُوَ أْعَمى وعَمٍ، وَالْأُنْثَى عَمْياءُ وعَمِيَةٌ وَأما عَمْيَةٌ فعلى حد فَخْذٍ فِي فَخِذٍ خففوا مِيم عَمِيَةٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

وأْعماه وعَمَّاهُ: صيره أعْمى، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وعَمَّى عَلَيْهِ الموتُ يَأتِي طَريقَةُ ... سِنانٌ كَعَسْرَاءِ العُقابِ مِنهبُ

يَعْنِي بِالْمَوْتِ السنان فَهُوَ بدل من الْمَوْت ويروي: وعَمَّى عَلَيْهِ الْمَوْت بَابَيْ طَرِيقه. يَعْنِي عَيْنَيْهِ.

والعَمَى ذهَاب نظر الْقلب، وَالْفِعْل كالفعل وَالصّفة كالصفة إِلَّا انه لَا يُبني فِعْلُه على افْعالَّ لِأَنَّهُ لَيْسَ بمحسوس، وَإِنَّمَا هُوَ على الْمثل وافْعالَّ إِنَّمَا هِيَ للمحسوس فِي اللَّوْن والعاهة.

وَقَوله تَعَالَى (ومَا يَسْتَوِي الأعْمَى والبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الحَرور) قَالَ الزّجاج: هَذَا مثل ضربه الله للْمُؤْمِنين والكافرين. الْمَعْنى: وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى عَن الْحق وَهُوَ الْكَافِر، والبصير وَهُوَ الْمُؤمن الَّذِي يبصر رشده، (ولَا الظُّلُماتُ وَلَا النورُ) الظلماتُ: الضَّلَالَة. والنور: الْهدى. (ولَا الظِّلُّ وَلَا الحَرُورُ) أَي لَا يَسْتَوِي أَصْحَاب الْحق الَّذين هم فِي ظلّ من الْحق وَلَا أَصْحَاب الْبَاطِل الَّذين هم فِي حر دَائِم.

وَقَول الشَّاعِر:

وثَلاثٍ بَين اثْنَتَيْنِ بهَا يُرْ ... سِلُ أْعمَى بِمَا يَكيدُ بَصيرَا

يَعْنِي الْقدح، جعله أعمى لِأَنَّهُ لَا بصر لَهُ، وَجعله بَصيرًا لِأَنَّهُ يصوب إِلَى حَيْثُ يقْصد بِهِ الرَّامِي.

وتعامى: اظهر العَمَى، يكون فِي الْعين وَالْقلب.

وَقَوله تَعَالَى (ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أْعمَى) قيل هُوَ مثل قَوْله (ونَحْشُرُ المجرِمينَ يَوْمَئِذ زُرْقا) وَقيل أعْمَى عَن حجَّته، وتأويله انه لَا حجَّة لَهُ يَهْتَدِي إِلَيْهَا، لِأَنَّهُ لَيْسَ للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسُل، وَقد بشر وأنذر ووعد وأوعد، وَقَوله تَعَالَى: (صُمّ بكمٌ عُمْيٌ) هُوَ على الْمثل جعلهم فِي ترك الْعَمَل بِمَايبصرون ووعى مَا يسمعُونَ بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لِأَن مَا بَين من قدرته وصنعته الَّتِي يعجز عَنْهَا المخلوقون دَلِيل على وحدانيته.

والأْعمَيَان: السَّيْل والجمل الهائج. وَقيل: السَّيْل والحريق، كِلَاهُمَا عَن يَعْقُوب قَالَ:

وَهَبْتُ إخاءَكَ للأَعْمَيَينِ ... ولِلأثرَمَينِ ولَمْ أظْلِمِ

والعَمْياءُ والعَمايَةُ والعُميَّةُ والعَمِيَّةُ كُله: الغواية واللجاجة فِي الْبَاطِل.

والعُمِّيَّةُ والعِمِّيَّةُ: الْكبر، من ذَلِك حكى اللحياني: تَركتهم فِي عُمِّيَّةٍ وعِمِّيَّةٍ، وَهُوَ من العَمَى.

وقتيل عِمِّيَّا أَي لم يدر من قَتله، وَفِي الحَدِيث هُوَ قَتِيل عِمِّيَّا.

والأَعماءٌ: المجاهل يجوز أَن يكون وَاحِدهَا عَمىً. وأعماء عامِيَةٌ على الْمُبَالغَة قَالَ رؤبة:

وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعْماؤُه ... كأنَّ لَوْنَ أرْضِهِ سَمَاؤُهُ

وَقَوله عامِيَةٍ أْعماؤُهُ أَرَادَ متناهية فِي العَمى على حد قَوْلهم ليل لائِل، وَكَأَنَّهُ قَالَ: أْعماؤُه عامِيَةٌ. فَقدم وَأخر، وقلما يأْتونَ بِهَذَا الضَّرْب من المبالغ بِهِ إِلَّا تَابعا لما قبله كَقَوْلِه شُغل شَاغِل ولَيل لائِل لكنه اضْطر إِلَى ذَلِك فَقدم وَأخر.

ولقيته صَكَّةَ عُمَىّ وصَكَّةَ أْعَمى أَي فِي أَشد الهاجرة حرا، وَذَلِكَ أَن الظبي إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحر طلب الكناس وَقد برقتْ عينه من بَيَاض الشَّمْس ولمعانها فيسدر بَصَره حَتَّى يصك بِنَفسِهِ الكناس لَا يبصره. وَقيل: هُوَ أَشد الهاجرة حرا. وَقيل: حِين كَاد الْحر يَعْمِي من شدته، وَلَا يُقَال فِي الْبرد. وَقيل: حِين يقوم قَائِم الظهيرة. وَقيل: عُمَىٌّ: الْحر بِعَيْنِه: وَقيل: عُمَىّ: رجل من عدوان كَانَ يُفْتِي فِي الْحَج فاقبل مُعْتَمِرًا وَمَعَهُ ركب حَتَّى نزلُوا بعض الْمنَازل فِي يَوْم شَدِيد الْحر، فَقَالَ عُمَىّ: من جَاءَت عَلَيْهِ هَذِه السَّاعَة من غَد وَهُوَ حرَام لم يقْض عمرته فَهُوَ حرَام إِلَى قَابل. فَوَثَبَ النَّاس يضْربُونَ حَتَّى وافوا الْبَيْت وَبينهمْ وَبَينه من ذَلِك الْموضع ليلتان جوادان. فَضرب مثلا. وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْمَسْأَلَة من جِهَة النَّحْو فِي كتَابنَا الموسوم بالمخصص.

وَقَوله: يَحْسَبُه الجاهِلُ مَا كَانَ عَمَى ... شَيخا على كُرْسِيِّه مُعَمَّما

أَي إِذا نظر إِلَيْهِ من بعيد، فَكَأَن العَمَى هُنَا الْبعد، يصف وطب اللَّبن، يَقُول إِذا رَآهُ الْجَاهِل من بعد ظَنّه شَيخا مُعَمَّما لبياضه.

والعَماءُ: السَّحَاب الْمُرْتَفع. وَقيل الكثيف، وَقيل: هُوَ الْغَيْم الكثيف الممطر. وَقيل: هُوَ الرَّقِيق، وَقيل: هُوَ الْأسود. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الْأَبْيَض. وَقيل: هُوَ الَّذِي هراق مَاءَهُ وَلم يتقطع تقطع الجفال، واحدته عَماءَةٌ.

وعَمَى الشَّيْء عَمْيا: سَالَ.

وعَمَى الموج عَمْيا: رمى بالقذى وَدفعه.

وعَمَى الْبَعِير بلغامه عَمْيا: هدر فَرمى بِهِ ايا كَانَ وَقيل: رمى بِهِ على هامته.

واعْتَمَى الشَّيْء اخْتَارَهُ. وَالِاسْم العِمْيَةُ.
عمي
: (ي ( {عَمِيَ، كرَضِيَ،} عَمًى) ، مَقْصورٌ: (ذَهَبَ بَصَرُهُ كُلُّهُ) ، أَي مِن كِلْتا العَيْنَيْن، وَلَا يَقَعُ هَذَا النَّعْتُ على الواحِدَةِ بل عَلَيهما، تقولُ: {عَمِيَتْ عَيْناهُ، (} كاعْمايَ {يَعْمايُ} إعْمِياءً) ، كارْعَوَى يَرْعوي ارْعِواءً.
قالَ الصَّاغاني: أَرادُوا حَذْوَ ادْهامَّ يدْهامُّ فأَخْرَجُوه على لَفْظٍ صحِيحٍ وكانَ فِي الأصْلِ ادْهامَمَ فأَدْغَموا، فلمَّا بَنَوا اعْمايَا على أصْلِ ادْهامَمَ اعْتَمَدتِ الياءُ الأخيرَةُ على فَتْحةِ الياءِ الأُولى فصارَتْ أَلِفاً، فلمَّا اخْتَلَفا لم يكنْ للإدْغامِ فِيهِ مَساغٌ كمَساغِهِ فِي المِيمَيْن. (وَقد تُشَدَّدُ الياءُ) فيكونُ كادْهامَّ يَدْهامُّ ادْهِيماماً؛ قَالَ الصَّاغاني: وَهُوَ تكلّفٌ غَيْر مُسْتَعْملٍ.
( {وتَعَمَّى) :) فِي مَعْنى} عَمِيَ، (فَهُوَ {أَعْمَى} وعَمٍ) ، مَنْقوصٌ، (مِن) قوْمٍ ( {عُمْيٍ} وعُمْيانٍ {وعُماةٍ) ، بالضمِّ فِي الكُلِّ الأخيرُ (كأَنَّه جَمْعُ} عامٍ) كرُماةٍ ورَامٍ، (وَهِي {عَمْياءُ} وعَمِيَةٌ) كفَرِحَةٍ. (و) أَمَّا ( {عَمْيَةٌ) فكفَخْذٍ فِي فخِذٍ خَفَّفُوا المِيمَ؛ وامْرأَتانِ} عَمْياوانِ، ونِساءٌ {عَمْياواتٌ.
(} وعَمَّاهُ {تَعْمِيَةٌ: صَيَّرَهُ} أَعْمَى) ؛) وَمِنْه قولُ ساعِدَةَ بنِ جُؤيَّة:
! وعَمّى عَليهِ المَوْتُ بابَيْ طَريقِه وبابَيْ طَريقِه يَعْني عَيْنَيْه. (و) {عَمَّى (معنى البَيْتِ) } تَعْمِيَةً: أَي (أَخْفاهُ) ، وَمِنْه {المُعَمَّى مِنَ الأشْعارِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ:} التَّعْمِيةُ: أَن {تُعَمِّيَ على إنْسانٍ شَيْئا فتُلَبِّسَه عَلَيْهِ تَلْبيساً.
(} والعَمَى أَيْضاً: ذهابُ بَصَرِ القَلْبِ) ، وَفِي المُحْكم: نَظَر القَلْب؛ (والفِعْلُ والصِّفَةُ مِثْلُهُ فِي غَيْرِ افْعالَّ) ، أَي لَا يُبْنى فِعْلُه على افْعالَّ لأنَّه ليسَ بمَحْسوسٍ، إنَّما هُوَ على المَثَل، تقولُ: رجُلٌ عَمِي القَلْبِ أَي جاهِلٌ. وامْرأَةٌ {عَمِيَةٌ عَن الصَّوابِ} وعَمِيَةُ القَلْبِ، وقومٌ {عَمُون.
(وتقولُ: مَا} أَعْماهُ، فِي هَذِه) ، أَي إنَّما يُرادُ بِهِ مَا {أَعْمَى قَلْبَه، لأنَّ ذلكَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الكَثِيرُ الضلالِ (دون الأولى) لأنَّ مَا لَا يَتَزَيَّد لَا يُتَعَجَّب مِنْهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقولُه تَعَالَى: {ومَنْ كانَ فِي هَذِه} أَعْمى فهُو فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وأَضَلُّ سَبيلاً} .
قالَ الراغِبُ: الأوَّلُ اسْمُ الفاعِلِ وَالثَّانِي قيلَ مِثْله، وقيلَ هُوَ أَفْعَلُ من كَذَا، أَي للتَّفْضِيل، لأنَّ ذلكَ مِن فقْدَانِ البَصِيرَةِ، ويَصحُّ أَنْ يقالَ فِيهِ مَا أَفْعَله، فَهُوَ أَفْعَل مِن كَذَا؛ وَمِنْهُم مَنْ جَعَلَ الأوَّل مِن {عَمَى القَلْب، والثَّاني على عَمَى البَصَرِ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ أَبو عَمْرٍ و، رحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فأَمَالَ الأوّل لما كانَ مِن عَمَى القَلْبِ وتَرَكَ الإمالَةَ فِي الثَّانِي لما كَانَ اسْماً، والاسْمُ أَبْعَد من الإمالَةِ.
(} وتَعامَى) الرَّجُلُ: (أَظْهَرَهُ) ، يكونُ فِي العَيْنِ والقَلْب.
وَفِي الصِّحاح: أَرَى مِن نفْسِه ذلكَ. ( {والعَماءَةُ} والعَمايَةُ {والعَمِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ ويضمُّ) فِي الأخيرِ: (الغَوايَةُ واللُّجَاجُ) فِي الباطِلِ.
(} والعُمِّيَّةُ، بالكسْرِ والضَّمّ مُشدَّدتي الميمِ والياءِ: الكِبْرُ أَو الضَّلالُ) وَهُوَ مِن ذلكَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رايَةٍ {عِمِّيَّة) ، أَي فِي فِتْنَةٍ أَو ضلالٍ، وَهِي فِعِّيلَةٌ مِن} العَمَى، الضَّلالَةِ كالقِتالِ فِي العَصَبِيَّةِ والأَهْواءِ؛ رُوِي بالوَجْهَيْن.
(وقُتِلَ) فلانٌ ( {عِمِّيًّا) ، وَهُوَ فِعِّيلى مِن} العَمَى، (كرِمِّيًّا) مِن الرَّمْي وخِصِّيصَى من التَّخْصِيصِ، وَهِي مَصادِرٌ، أَي (لم يُدْرَ مَنْ قَتَلَهُ) ومَنْ قَتَلَ، كذلكَ فحكْمُه حكْمُ قَتِيلِ الخَطَأِ تَجِبُ فِيهِ الدِّيَّةُ.
( {والأَعْماءُ: الجُهَّالُ، جَمْعُ} أَعْمَى) ، كَذَا فِي النُّسخِ.
وَفِي المُحْكم: {الأَعْماءُ المَجاهِلُ، يجوزُ كَوْن واحِدُها} عَمًى.
ووَقَع فِي بعضِ نسخِ المُحْكم الجاهِلُ، وَهُوَ غَلَطٌ، وكذلكَ سِياقُ المصنِّف فِيهِ غَلَطٌ من وَجْهَيْن: الاوَّل: تَفْسِيرُ الأَعْماءِ بالجُهَّالِ وَإِنَّمَا هِيَ المَجاهِلُ؛ وَالثَّانِي: جَعَلَهُ جَمْعاً {لأَعْمى وإنَّما هِيَ جَمْعُ عَمًى، فتأَمَّل.
(و) الأَعْماءُ: (أَغْفالُ الأرضِ الَّتِي لَا عِمارَةَ بهَا) ، أَو لَا أَثَرَ للعمارَةِ بهَا؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ قالَ رُؤْبة:
وبَلَدٍ} عامِيةٍ {أَعْماؤُهُ
كأَنَّ لَوْنَ أَرْضِه سَماؤُهُ (} كالمَعامِي) ، الواحِدَةُ! مَعْمِيَّةٌ قِياساً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع بواحِدَتِها.
قُلْت: واحِدَتُها {عَمًى على غيرِ قِياسٍ.
(و) } الأَعماءُ: (الطِّوالُ مِن النَّاسِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابي، هُوَ جَمْعُ {عامٍ كنَاصِرٍ وأَنْصارٍ.
(} وأَعْماءٌ {عامِيَةٌ مُبالَغَةٌ) ، كَمَا فِي قولِ رُؤْبَة السَّابِقِ، أَي مُتناهِيَةٌ فِي} العَمَى كَلَيْلٍ لائِلٍ وشُغلٍ شاغِلٍ، كأَنَّه قالَ: {أَعماؤُهُ} عامِيَةٌ، فقدَّمَ وأَخَّرَ، وقلَّما يَأْتُون بِهَذَا الضَّرْب من المُبالَغِ بِهِ إلاَّ تابِعاً لمَا قَبْلَه، لكنَّه اضْطُرَّ.
(ولَقِيتُه صَكَّةً {عُمَيَ، كسُمَيَ) ، هَذَا هُوَ المَشْهورُ فِي المَثَلِ وَبِه جَاءَ لَفْظُ الحديثِ. (و) صَكَّةٌ (} عُمْيٍ) ، بالضَّمِّ وسكونِ الميمِ: جاءَ هَكَذَا (فِي الشّعْرِ) ، يَعْني قوْلَ رُؤْبة:
صَكَّةَ عُمْيٌ زاخراً قد أُتْرِعَا
إِذا الصَّدى أَمْسَى بهَا تَفَجَّعَا أَرادَ صكَّةَ {عُمَيَ فَلم يَسْتَقِم لَهُ فقالَ عُمْيٍ.
(و) يقالُ أَيْضاً: صَكَّة (} أَعْمَى) ، وَفِي الحَدِيث: (نَهَى عَن الصَّلاةِ إِذا قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ صَكَّةَ عُمَيَ) ، (أَي فِي أَشَدِّ الهاجِرَةِ حَرًّا) ، وَلَا يقالُ إلاَّ فِي القَيْظِ، لأنَّ الإنْسانَ إِذا خَرَجَ وَقْتَئِذٍ لم يَقْدرْ أَنْ يَمْلأَ عَيْنَيْه من ضوءِ الشمْسِ.
وقالَ ابنُ سيدَه: لأنَّ الظَّبْيَ يَطْلُبُ الكِنَاسَ إِذا اشْتَدَّ الحرُّ وَقد بَرَقَتْ عَيْنُه مِن بياضِ الشمْسِ ولَمعانِها، فيَسْدَرُ بَصَرُه حَتَّى يَصُكَّ كِناسَه لَا يُبْصِرُه. وَفِيه أَيْضاً: أنَّه كانَ يَسْتَظِلّ بظِلِّ جفْنَةِ عبدِ اللهِ بنِ جدْعان صَكَّةَ {عُمَيَ، يُرِيدُ الهاجِرَةَ، والأصْلُ فِيهَا أنَّ} عُمَيَّا مُصَغَّرٌ مُرَخَّمٌ كأَنَّه تَصْغيرُ أَعْمَى؛ قالَهُ ابنُ الأَثِيرِ؛ أَي أنَّه يَصِيرُ {كالأَعْمى، وقيلَ: حينَ كادَ الحَرُّ} يَعْمِي من شِدَّتِه.
(أَو {عُمَيٌّ: اسمٌ للحَرِّ) بعَيْنِه.
(أَو) عُمَيٌّ (رجُلٌ) ، من عدْوانَ، (كانَ) يفيضُ بالحاجِّ عنْدَ الهاجِرَةِ وشدَّةِ الحرِّ؛ كَمَا فِي النِّهايَةِ؛ أَو كانَ (يُفْتِي فِي الحجِّ فجاءَ فِي رَكْبٍ) مُعْتمراً (فَنَزَلُوا مَنْزلاً فِي يومٍ حارَ فَقَالَ: من جاءَتْ عَلَيْهِ هَذِه السَّاعَةُ من غَدٍ وَهُوَ حَرامٌ) لم يقضِ عُمْرَتَه (بَقيَ حَراماً إِلَى قابِلٍ فوَثَبُوا) يَضْرِبُون (حَتَّى وافَوُا البَيْتَ من مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ جادِّينَ) فضُرِبَ مَثَلاً؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(أَو) عُمَيٌّ: (اسمُ رجُلٍ) من العَمالِقَةِ (أَغارَ على قَوْمٍ ظُهْراً فاجْتاحَهُم) ، أَي اسْتَأْصَلَهُم فنُسِبَ الوَقْتُ إِلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي النّهايَة: فضُربَ بِهِ المَثَلُ فيمَنْ يَخْرُج فِي شدَّةِ الحَرِّ، وَلَهُم كَلامٌ واسِعٌ فِي شرْحِ المَثَل والحدِيثِ غالِبٌ مَا ذَكَرُوه يَرْجِعُ إِلَى مَا شَرَحْناه.
(} والعَمَاءُ) بالمدِّ، ووُجِدَ فِي النسخِ بالقَصْرِ وَقد جاءَ فِي رِوايَةٍ هَكَذَا؛ (السَّحابُ المُرْتَفِعُ) ؛) وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: أَيْنَ كانَ ربُّنا قبْلَ أنْ يَخْلقَ خَلْقَه؟ فقالَ: (كانَ فِي! عَماءٍ تَحْتَه هَواءٌ وفَوْقَه هَواءٌ) .
(أَو) هُوَ السَّحابُ (الكَثِيفُ، أَو) الغيمُ الكَثِيفُ (المُمْطِرُ، أَو) هُوَ (الرَّقِيقُ، أَو الأسْودُ، أَو الأبْيَضُ، أَو هُوَ الَّذِي هَرَاقَ ماءَهُ) وَلم يَتَقَطَّع تَقَطُّع الجفالِ، أَو الَّذِي حَمَلَ الماءَ وارْتَفَعَ.
وقالَ أَبُو زيْدٍ: هُوَ شِبْهُ الدُّخان يَرْكَبُ رؤُوسَ الجِبالِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ أَبو عبيدٍ فِي تفْسِيرِ الحديثِ: لَا نَدْري كيفَ كانَ ذلكَ {العَماءُ. وعَلى رِوايَةِ القَصْر قيلَ: كَانَ فِي عِمًى أَي ليسَ مَعَه شيءٌ، وقيلَ: هُوَ كلُّ أَمْرٍ لَا تُدْرِكُه العُقُولُ وَلَا يَبْلُغُ كُنْهَه الوَصْفُ، وَلَا بُدَّ فِي قوْلِه: أَيْنَ كانَ رَبُّنا مِن مُضافٍ مَحْذُوفٍ فيكونُ التَّقديرُ: أَيْنَ كانَ عَرْشُ رَبِّنا، ويدلُّ عَلَيْهِ قوْلُه: وكانَ عَرْشُه على الماءِ.
وقالَ الأزْهري: نَحن نُؤْمِن بِهِ وَلَا نُكيِّفُه بصَفَةٍ، أَي نجْرِي اللّفْظَ على مَا جاءَ عَلَيْهِ مِن غَيْرِ تأْوِيلٍ.
(} وعَمَى) الماءُ وغيرُه ( {يَعْمِي) ، من حَدِّ رَمَى: (سَالَ) ، وكذلكَ هَمَى يَهْمِي.
(و) عَمَى (المَوْجُ) يَعْمِي: (رَمَى بالقَذَى) وَدَفَعَه إِلَى أَعالِيهِ.
وَفِي الصِّحاح: إِذا رَمَى القَذَى والزَّبَد.
(و) عَمَى (البَعيرُ بلُغامِه) يَعْمِي: إِذا (هَدَرَ فرَمَى بِهِ على هامَتِهِ أَو) رَمَى بِهِ (أَيًّا كانَ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه: (} واعْتَماهُ: اخْتارَهُ) ، وَهُوَ قَلْبُ اعْتَامَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (والاسْمُ {العِمْيَةُ) ، بالكسْرِ.
(و) } اعْتَماهُ {اعْتِماءً: (قَصَدَهُ.
(و) فِي الحديثِ: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن} الأَعْمَيَيْنِ) ،) قيلَ: (الأَعْمَيانِ: السَّيْلُ والحَريقُ) لِمَا يُصِيبُ مَنْ يُصيبانِهِ مِن الحَيْرَةِ فِي أَمْرِه، أَو لأَنَّهما إِذا وَقَعا لَا يُبْقِيان موضِعاً وَلَا يَتَجَنَّبان شَيْئا {كالأَعْمى الَّذِي لَا يَدْرِي أَيْنَ يَسْلكُ، فَهُوَ يَمْشِي حيثُ أَدَّته رِجْلُه.
(أَو) هُما السَّيْلُ (واللّيْلُ، أَو) هُما السَّيْلُ المائجُ (والجَمَلُ الهائِجُ.
(و) قالَ أَبو زَيدٍ: يقالُ: (تَرَكْناهُمْ} عُمَّى، كرُبَّى: إِذا أَشْرَفُوا على الموْتِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي. وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاح: تَرَكْناهُم فِي عَمًى.
( {وعَمايَةُ: جَبَلٌ) فِي بِلادِ هُذَيْلٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ (وثَنَّاهُ الشَّاعِرُ) ، المُرادُ بِهِ جَريرُ بنُ الخطفي، (فقالَ:} عَمايَتَيْنِ) ، أَرادَ {عَمايَةَ وصاحِبَه وهُما جَبَلانِ؛ قالَهُ شُرَّاحُ التَّسْهيل وغيرُهُم، نقلَهُ شَيْخُنا.
وقالَ نَصْر فِي مُعْجمه:} عَمايَتَانِ جَبَلانِ، العُلْيا اخْتَلَطَتْ فِيهَا الحريشُ وقُشَيْرُ وبلعجلان، والقُصْيا هِيَ لهُمْ شَرْقِيّها كُلّه ولباهِلَةَ جَنُوبَيْها ولبلعجلان غَرْبَيْها؛ وقيلَ: هِيَ جِبالٌ حُمْرٌ وسُودٌ سُمِّيَت بِهِ لأنَّ الناسَ يضلون فِيهَا يَسِيرُونَ فِيهَا مَرْحَلَتَيْن.
(و) يَقُولُونَ: (عَما واللهِ) وهَما واللهِ: (كأَما واللهِ) يُبْدِلونَ من الهَمْزةِ عَيْناً وهَاءً، ومِنْهُم مَنْ يقولُ: غَمار الله، بمعْجمةٍ كَمَا سَيَأْتي.
( {وأَعْماهُ: وَجَدَهُ} أَعْمَى) ، كأَحْمَدَه وَجَدَهُ مَحْموداً.
( {والعَمَى) ، مَقْصورٌ: (القامَةُ والطُّولُ) .) يقالُ: مَا أَحْسَنَ عَمَى هَذَا الرَّجلِ، أَي طُولَه أَو قامَتَه.
(و) أَيْضاً: (الغُبارُ.
(} والعامِيَةُ: البَكَّاءَةُ) مِن النِّساءِ.
( {والمُعْتَمِي: الأَسَدُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} العامِيَةُ: الِّدارسَةُ.
{والعَمْياءُ: اللَّجاجَةُ فِي الباطِلِ.
والأمْرُ} الأعْمى: العَصَبِيَّةُ لَا يَسْتَبِينُ مَا وجْهُه. {والعُمِيَّةُ، كَغَنِيَّةٍ: الدَّعْوَةُ} العَمْياءُ. وقولُ الَّراجزِ يَصِفُ وَطْبَ اللّبَنِ لبياضِه:
يَحْسَبُه الجاهِلُ مَا كانَ {عَمَى شَيخا على كُرْسيِّه مُعَمَّمَاأَي يَنْظرُ إِلَيْهِ مِنَ البَعِيدِ} فالعَمَى هُنَا البُعْدُ.
ورجُلٌ {عَامٍ: رامٍ.
} وعَمانِي بِكَذَا: رَمانِي، من التُّهْمَةِ.
{وعَمَى النَّبْتُ يُعْمِي واعْتَم} واعْتَمَى: ثلاثُ لُغاتٍ.
{وعمَيْتُ إِلَى كَذَا} عَمَياناً وعطِشْتُ عَطَشاناً: إِذا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ لَا تُريدُ غيرَهُ.
{وعَمِيَ عَن رُشْدِهِ وحُجَّتِه: إِذا لم يَهْتَدِ؛ وعَمِيَ عَلَيْهِ طَريقُه كَذلكَ.
وعَمِيَ عَلَيْهِ الأمْرُ: الْتَبَسَ، وَكَذَا} عمِّي، بالتَّشديدِ، وَبِهِمَا قُرىءَ قولُهُ تَعَالَى: { {فعَمِيَتْ عَلَيْهِم الأَنْباءُ} .
} والعَمايَةُ {والعَماءَةُ: السَّحابَةُ الكثيفَةُ المُطْبَقَةُ ويقُولونَ للقِطْعَةِ الكَثيفَةِ؛} عَماءَةٌ؛ وبعضُهم ينْكرُه ويَجْعَلُ الْعَمى اسْماً جامِعاً.
{والعَامِي: الَّذِي لَا يُبْصِرُ طَريقَه.
وأَرضٌ} عمْياءُ {وعامِيَةٌ. ومَكانٌ أَعْمَى: لَا يُهْتَدَى فِيهِ.
والنِّسْبَةُ إِلَى} الأعْمَى: {أَعْمَوِيٌّ، وَإِلَى عَمٍ} عَمَوِيٌّ.
{والعَمايَةُ: بقِيَّةُ ظُلْمَةِ اللّيْل.
} وأَعْماهُ اللهُ: جعَلَهُ {أَعْمًى؛ نقلَهُ الجَوْهرِيُّ.

عمي: العَمَى: ذهابُ البَصَر كُلِّه، وفي الأزهري: من العَيْنَيْن

كِلْتَيْهِما، عَمِيَ يَعْمَى عَمًى فهو أَعْمَى، واعمايَ يَعْمايُ

(*وقد تشدد

الياء كما في القاموس.)

اعْمِياءَ، وأَرادوا حَذْوَ ادْهامَّ يَدْهامُّ ادْهِيماماً فأَخْرَجُوه

على لفْظٍ صحيح وكان في الأصل ادْهامَمَ فأَدْغَمُوا لاجْتماع

المِيمَين، فَلما بَنَوا اعْمايَا على أَصل ادهامَمَ اعتمدت الياءُ الأَخيرة على

فَتْحَةِ الياء الأُولى فصارت أَلِفاً، فلما اختلفا لم يكن للإدْغامِ فيها

مَساغٌ كمساغِه في المِيمين، ولذلك لم يَقولوا: اعمايَّ فلان غير

مستعمل. وتَعَمَّى: في مَعْنى عَمِيَ؛ وأَنشد الأخْفَش:

صَرَفْتَ، ولم نَصْرِف أَواناً، وبادَرَتْ

نُهاكَ دُموعُ العَيْنِ حَتَّى تَعَمَّت

وهو أَعْمَى وعَمٍ، والأُنثى عَمْياء وعَمِية، وأَما عَمْية فَعَلى حدِّ

فَخْذٍ في فَخِذٍ، خَفَّفُوا مِيم عَمِيَة؛ قال ابن سيده: حكاه سيبويه.

قال الليث: رجلٌ أَعْمَى وامْرَأَةٌ عَمْياء، ولا يقع هذا النَّعْتُ على

العينِ الواحِدَة لأن المعنى يَقَعُ عليهما جميعاً، يقال: عَمِيتْ

عَيْناهُ، وامرأتانِ عَمْياوانِ، ونساءٌ عَمْياواتٌ، وقومٌ عُمْيٌ. وتَعامى

الرجلُ أَي أَرَى من نفسه ذلك. وامْرَأَةٌ عَمِيةٌ عن الصواب، وعَمِيَةُ

القَلْبِ، على فَعِلة، وقومٌ عَمُون. وفيهم عَمِيَّتُهم أَي جَهْلُهُم،

والنِّسْبَة إلى أَعْمَى أَعْمَويٌّ وإلى عَمٍ عَمَوِيٌّ. وقال الله عز وجل:

ومَن كان في هذه أَعْمَى فهُو في الآخرة أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً؛ قال

الفراء: عَدَّدَ الله نِعَم الدُّنْيا على المُخاطَبين ثم قال من كان في هذه

أَعْمَى، يَعْني في نِعَم الدُّنْيا التي اقْتَصَصْناها علَيكم فهو في

نِعَمِ الآخرة أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً، قال: والعرب إذا قالوا هو أَفْعَلُ

مِنْك قالوه في كلِّ فاعل وفعِيلٍ، وما لا يُزادُ في فِعْلِه شيءٌ على

ثَلاثة أَحْرُفٍ، فإذا كان على فَعْلَلْت مثل زَخْرَفْت أَو على افْعَلَلت

مثل احْمَرَرْت، لم يقولوا هو أَفْعَلُ منكَ حتى يقولوا هو أَشدُّ

حُمْرَةً منك وأَحسن زَخْرفةً منك، قال: وإنما جازَ في العَمَى لأنه لم يُرَدْ

به عَمَى العَيْنَينِ إنما أُرِيد، والله أَعلم، عَمَى القَلْب، فيقال

فلانٌ أَعْمَى من فلان في القَلْبِ، ولا يقال هو أَعْمَى منه في العَيْن،

وذلك أَنه لمَّا جاء على مذهب أَحَمَر وحَمْراءَ تُرِك فيه أَفْعَلُ منه

كما تُرِكَ في كَثيرٍ، قال: وقد تَلْقى بعض النحويين يقولُ أُجِيزُه في

الأَعْمَى والأَعْشَى والأَعْرَج والأَزْرَق، لأَنَّا قد نَقُول عَمِيَ

وزَرِقَ وعَشِيَ وعَرِجَ ولا نقول حَمِرَ ولا بَيضَ ولا صَفِرَ، قال الفراء:

ليس بشيء، إنما يُنْظر في هذا إلى ما كان لصاحبِهِ فِعْلٌ يقلُّ أَو

يكثُر، فيكون أَفْعَلُ دليلاً على قِلَّةِ الشيء وكَثْرَتِه، أَلا تَرَى

أَنك تقولُ فلان أَقْوَمُ من فلانٍ وأََجْمَل، لأَنَّ قيام ذا يزيدُ على

قيام ذا، وجَمالَهُ يزيدُ على جَمالِه، ولا تقول للأَعْمَيَيْن هذا أَعْمَى

من ذا، ولا لِمَيِّتَيْن هذا أَمْوتُ من ذا، فإن جاء شيءٌ منه في شعر فهو

شاذٌّ كقوله:

أَمَّا المُلوك، فأَنت اليومَ أَلأَمُهُمْ

لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ

وقولهم: ما أَعْماهُ إنما يُراد به ما أَعْمَى قَلْبَه لأَنَّ ذلك ينسبُ

إليه الكثيرُ الضلالِ، ولا يقال في عَمَى العيونِ ما أَعْماه لأَنَّ ما

لا يَتزَيَّد لا يُتَعَجَّب منه. وقال الفراء في قوله تعالى: وهُوَ

عَلَيْهِم عَمًى أُولئك يُنادَوْنَ من مكانٍ بَعيدٍ؛ قرأَها ابنُ عباس، رضي الله

عنه: عَمٍ. وقال أَبو معاذ النحويّ: من قرأَ وهُو علَيهم عَمًى فهو

مصدرٌ. يقا: هذا الأمرُ عَمًى، وهذه الأُمورُ عَمًى لأَنه مصدر، كقولك: هذه

الأُمور شُبْهَةٌ ورِيبةٌ، قال: ومن قرأَ عَمٍ فهو نَعْتٌ، تقول أَمرٌ

عَمٍ وأُمورٌ عَمِيَةٌ. ورجل عَمٍ في أَمرِه: لا يُبْصِره، ورجل أَعْمَى في

البصر؛ وقال الكُمَيت:

أَلا هَلْ عَمٍ في رَأْيِه مُتَأَمِّلُ

ومثله قول زهير:

ولكِنَّني عَنْ عِلْمِ ما في غَدٍ عَمٍ

والعامِي: الذي لا يُبْصرُ طَريقَه ؛ وأَنشد:

لا تَأْتِيَنِّي تَبْتَغِي لِينَ جانِبي

بِرَأْسِك نَحْوي عامِيًا مُتَعاشِيَا

قال ابن سيده: وأَعْماه وعَمَّاهُ صَيَّره أَعْمَى؛ قال ساعدة بنُ

جُؤيَّة:

وعَمَّى علَيهِ المَوْتُ يأْتي طَريقَهُ

سِنانٌ، كعَسْراء العُقابِ ومِنْهَب

(* قوله « وعمى الموت إلخ » برفع الموت فاعلاً كما في الاصول هنا، وتقدم

لنا ضبطه في مادة عسر بالنصب والصواب ما هنا، وقوله ويروى: وعمى عليه الموت بابي طريقه

يعني عينيه إلخ هكذا في الأصل والمحكم هنا، وتقدم لنا في مادة عسر

أيضاً: ويروى يأبى طريقه يعني عيينة، والصواب ما هنا.)

يعني بالموت السنانَ فهو إذاً بدلٌ من الموت، ويروى،

وعَمَّى عليه الموت بابَيْ طَريقه

يعني عَيْنَيْه. ورجل عَمٍ إذا كان أَعْمَى القَلْبِ. ورجل عَمِي

القَلْب أَي جاهلٌ. والعَمَى: ذهابُ نَظَرِ القَلْبِ، والفِعْلُ كالفِعْلِ،

والصِّفةُ كالصّفةِ، إلاَّ أَنه لا يُبْنَى فِعْلُه على افْعالَّ لأَنه ليس

بمَحسوسٍ، وإنما هو على المَثَل، وافْعالَّ إنما هو للمَحْسوس في

اللَّوْنِ والعاهَةِ. وقوله تعالى: وما يَسْتَوِي الأَعْمَى والبَصير ولا

الظُّلُماتُ ولا النُّورُ ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال الزجاج: هذا مَثَل

ضَرَبه اللهُ للمؤمنين والكافرين، والمعنى وما يَسْتَوي الأَعْمَى عن الحَق،

وهو الكافِر، والبَصِير، وهو المؤمن الذي يُبْصِر رُشْدَهُ، ولا

الظُّلماتُ ولا النورُ، الظُّلماتُ الضلالات، والنورُ الهُدَى، ولا الظلُّ ولا

الحَرورُ أَي لا يَسْتَوي أَصحابُ الحَقِّ الذينَ هم

في ظلٍّ من الحَقّ ولا أَصحابُ الباطِلِ الذين هم في حَرٍّ دائمٍ؛ وقول

الشاعر:

وثلاثٍ بينَ اثْنَتَينِ بها يُرْ

سلُ أَعْمَى بما يَكيِدُ بَصيرَا

يعني القِدْحَ ، وجَعَله أَعْمى لأَنه لا بَصَرَ لَهُ، وجعله بصيراً

لأَنه يُصَوِّب إلى حيثُ يَقْصد به الرَّامِي. وتَعامَى: أَظْهَر العَمَى،

يكون في العَين والقَلب. وقوله تعالى: ونَحشُرُه يومَ القيامة أَعْمَى؛

قيلٍ: هو مثْلُ قوله: ونحشرُ المُجْرِمِينَ يومئذٍ زُرْقًا؛ وقيل: أَعْمَى

عن حُجَّته، وتأْويلُه أَنَّه لا حُجَّة له يَهْتَدي إلَيْها لأَنه ليس

للناس على الله حجةٌ بعد الرسُل، وقد بَشَّر وأَنْذَر ووَعَد وأَوْعَد. وروي

عن مجاهد في قوله تعالى: قال رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني أَعْمى وقد كُنْتُ

بصيراً، قال: أَعْمَى عن الحُجَّة وقد كنتُ بصيراً بها. وقال نَفْطَوَيْه:

يقال عَمِيَ فلانٌ عن رُشْدِه وعَمِيَ عليه طَريقُه إذا لم يَهْتَدِ

لِطَرِيقه. ورجلٌ عمٍ وقومٌ عَمُونَ، قال: وكُلَّما ذكرَ الله جل وعز العَمَى

في كتابه فَذَمَّه يريدُ عَمَى القَلْبِ. قال تعالى: فإنَّها لا تَعْمَى

الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى القُلوبُ التي في الصدورِ. وقوله تعالى: صُمٌّ

بُكْمٌ عُمْيٌ، هو على المَثَل، جَعَلهم في ترك العَمَل بما يُبْصِرُون

ووَعْي ما يَسْمعُون بمنزلة المَوْتى، لأَن ما بَيّن من قدرتِه وصَنعته

التي يَعْجز عنها المخلوقون دليلٌ على وحدانِيَّته. والأعْمِيانِ:

السَّيْلُ والجَمَل الهائِجُ، وقيل: السَّيْلُ والحَرِيقُ؛ كِلاهُما عن يَعقوب.

قال الأَزهري: والأَعْمَى الليلُ، والأَعْمَى السَّيْلُ، وهما الأَبهمانِ

أَيضاً بالباء للسَّيْلِ والليلِ. وفي الحديث: نَعُوذُ بالله مِنَ

الأَعْمَيَيْن؛ هما السَّيْلُ والحَريق لما يُصيبُ من يُصيبانِهِ من الحَيْرَة

في أَمرِه، أَو لأَنهما إذا حَدَثا ووَقَعا لا يُبْقِيان موضِعاً ولا

يَتَجَنَّبانِ شيئاً كالأَعْمَى الذي لا يَدْرِي أَينَ يَسْلك، فهو يَمشِي

حيث أَدَّته رجْلُه؛ وأَنشد ابن بري:

ولما رَأَيْتُك تَنْسَى الذِّمامَ،

ولا قَدْرَ عِنْدَكَ للمُعْدِمِ

وتَجْفُو الشَّرِيفَ إذا ما أُخِلَّ،

وتُدْنِي الدَّنيَّ على الدِّرْهَمِ

وَهَبْتُ إخاءَكَ للأَعْمَيَيْن،

وللأَثْرَمَيْنِ ولَمْ أَظْلِمِ

أُخِلَّ: من الخَلَّة، وهي الحاجة. والأَعْمَيانِ: السَّيْل والنارُ.

والأَثْرَمان: الدهْرُ والموتُ.

والعَمْيَاءُ والعَمَايَة والعُمِيَّة والعَمِيَّة، كلُّه: الغَوايةُ

واللَّجاجة في الباطل. والعُمِّيَّةُ والعِمِّيَّةُ: الكِبرُ من ذلك. وفي

حديث أُم مَعْبَدٍ: تَسَفَّهُوا عَمايَتَهُمْ؛ العَمايةُ: الضَّلالُ، وهي

فَعالَة من العَمَى. وحكى اللحياني: تَرَكْتُهم في عُمِّيَّة وعِمِّيَّة

، وهو من العَمَى. وقَتيلُ عِمِّيَّا أَي لم يُدْرَ من قَتَلَه. وفي

الحديث: مَنْ قاتَلَ تحتَ راية عِمِّيَّة يَغْضَبُ لعَصَبَةٍ أَو يَنْصُرُ

عَصَبَةً أَو يَدْعو إلى عَصَبَة فقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةً جاهلِيَّةً؛ هو

فِعِّيلَةٌ من العَماء الضَّلالِة كالقتالِ في العَصَبِيّةِ

والأَهْواءِ، وحكى بعضُهم فيها ضَمَّ العَيْن. وسُئل أَحْمدُ بن حَنْبَل عَمَّنْ

قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ قال: الأَمرُ الأَعْمَى للعَصَبِيَّة لا تَسْتَبِينُ

ما وجْهُه. قال أَبو إسحق: إنما مَعنى هذا في تَحارُبِ القَوْمِ وقتل

بعضهم بعضاً، يقول: مَنْ قُتِلَ فيها كان هالكاً. قال أَبو زيد :

العِمِّيَّة الدَّعْوة العَمْياءُ فَقَتِيلُها في النار. وقال أَبو العلاء:

العَصَبة بنُو العَمِّ، والعَصَبيَّة أُخِذَتْ من العَصَبة، وقيل: العِمِّيَّة

الفِتْنة، وقيل: الضَّلالة؛ وقال الراعي:

كما يَذُودُ أَخُو العِمِّيَّة النَّجدُ

يعني صاحبَ فِتْنَةٍ؛ ومنه حديث الزُّبَير: لئلا يموتَ مِيتَةَ

عِمِّيَّةٍ أَي مِيتَةَ فِتْنَةٍ وجَهالَةٍ. وفي الحديث: من قُتِلَ في عِمِّيّاً

في رَمْيٍ يكون بينهم فهوخطأٌ، وفي رواية: في عِمِّيَّةٍ في رِمِّيًّا

تكون بينهم بالحجارة فهو خَطَأٌ؛ العِمِّيَّا، بالكسر والتشديد والقصر،

فِعِّيلى من العَمَى كالرِّمِّيَّا من الرَّمْي والخِصِّيصَى من

التَّخَصُّصِ، وهي مصادر، والمعنى أَن يوجَدَ بينهم قَتِيلٌ يَعْمَى أَمرُه ولا

يَبِينُ قاتِلُه، فحكمُه حكْمُ قتيلِ الخَطَإ تجب فيه الدِّية. وفي الحديث

الآخر: يَنزُو الشيطانُ بينَ الناس فيكون دَماً في عَمياء في غَير ضَغِينَة

أَي في جَهالَةٍ من غير حِقْدٍ وعَداوة، والعَمْياءُ تأْنيثُ الأَعْمَى،

يُريدُ بها الضلالة والجَهالة. والعماية: الجهالة بالشيء؛ ومنه قوله:

تَجَلَّتْ عماياتُ الرِّجالِ عن الصِّبَا

وعَمايَة الجاهِلَّيةِ: جَهالَتها. والأعماءُ: المَجاهِلُ، يجوز أن يكون

واحدُها عَمىٌ. وأَعْماءٌ عامِيَةٌ على المُبالَغة؛ قال رؤبة:

وبَلَدٍ عَامِيةٍ أَعْماؤهُ،

كأَنَّ لَوْنَ أَرْضِه سَماؤُهُ

يريد: ورُبَّ بَلَد. وقوله: عامية أَعْماؤُه، أَراد مُتَناهِية في

العَمَى على حدِّ قولِهم ليلٌ لائلٌ، فكأَنه قال أَعْماؤُه عامِيَةٌ، فقدَّم

وأَخَّر، وقلَّما يأْتون بهذا الضرب من المُبالَغ به إلا تابعاً لِما

قَبْلَه كقولهم شغْلٌ شاغلٌ وليلٌ لائلٌ، لكنه اضْطُرَّ إلى ذلك فقدَّم

وأَخَّر. قال الأَزهري: عامِيَة دارِسة، وأَعْماؤُه مَجاهِلُه. بَلَدٌ

مَجْهَلٌ وعَمًى: لا يُهْتدى فيه.

والمَعامِي: الأَرَضُون المجهولة، والواحدة مَعْمِيَةٌ، قال: ولم

أَسْمَعْ لها بواحدةٍ. والمعامِي من الأَرَضين: الأَغْفالُ التي ليس بها أَثَرُ

عِمارَةٍ، وهي الأَعْماءُ أَيضاً. وفي الحديث: إنَّ لنا المَعامِيَ؛

يُريدُ الأَراضِيَ المجهولة الأَغْفالَ التي ليس بها أَثَرُ عِمارةٍ،

واحدُها مَعْمًى، وهو موضِع العَمَى كالمَجْهَلِ. وأَرْضٌ عَمْياءُ وعامِيةٌ

ومكانٌ أَعْمَى: لا يُهْتَدَى فيه؛ قال: وأَقْرَأَني ابنُ الأَعرابي:

وماءٍ صَرىً عافِي الثَّنايا كأَنَّه،

من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضوارِبِ

عَمٍ شَرَكَ الأَقْطارِ بَيْني وبَيْنَه،

مَرَارِيُّ مَخْشِيّ به المَوتُ ناضِب

قال ابن الأَعرابي: عَمٍ شَرَك كما يقال عَمٍ طَريقاً وعَمٍ مَسْلَكاً،

يُريدُ الطريقَ ليس بيّن الأَثَر، وأَما الذي في حديث سلمان: سُئِلَ ما

يَجِلُّ لنا من ذمّتِنا؟ فقال: من عَماك إلى هُداكَ أَي إذا ضَلَلْتَ

طريقاً أَخَذْتَ منهم رجُلاً حتى يَقِفَكَ على الطريق، وإنما رَخّص سَلْمانُ

في ذلك لأَنَّ أَهلَ الذمَّة كانوا صُولِحُوا على ذلك وشُرِطَ عليهم،

فأَما إذا لم يُشْرَط فلا يجوزُ إلاَّ بالأُجْرَة، وقوله: من ذِمَّتِنا أَي

من أَهلِ ذِمَّتِنا.

ويقال: لقيته في عَمايَةِ الصُّبحِ أَي في ظلمته قبل أن أَتَبَيَّنَه.

وفي حديث أَبي ذرّ: أَنه كان يُغِيرُ على الصِّرْمِ في عَمايةِ الصُّبْحِ

أَي في بقيَّة ظُلمة الليلِ. ولقِيتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى

أَي في أَشدَّ الهاجِرَةِ حَرّاً، وذلك أَن الظَّبْيَ إذا اشتَدَّ عليه

الحرُّ طَلَبَ الكِناسَ وقد بَرَقَتْ عينُه من بياضِ الشمسِ ولَمعانِها،

فيَسْدَرُ بصرُه حتى يَصُكَّ بنفسِه الكِناسَ لا يُبْصِرُه، وقيل: هو

أَشدُّ الهاجرة حرّاً، وقيل: حين كادَ الحَرُّ يُعْمِي مِن شدَّتِه، ولا يقال

في البرْد، وقيل: حين يقومُ قائِمُ الظَّهِيرة، وقيل: نصف النهار في

شدَّة الحرّ، وقيل: عُمَيٌّ الحَرُّ بعينه، وقيل: عُمَيٌّ رجلٌ من عَدْوانَ

كان يُفتي في الحجِّ، فأَقبل مُعْتَمِرًا ومعه ركبٌ حتى نَزَلُوا بعضَ

المنازل في يومٍ شديدِ الحَرِّ فقال عُمَيٌّ: من جاءتْ عليه هذه الساعةُ

من غَدٍ وهو حرامٌ لم يَقْضِ عُمْرَتَه، فهو حرامٌ إلى قابِلٍ، فوثَبَ

الناسُ يَضْرِبون حتى وافَوُا البيتَ، وبَينهم وبَينَه من ذلك الموضِع

ليلتانِ جوادان، فضُرِبَ مَثلاً. وقال الأزهري: هو عُمَيٌّ كأَنه تصغيرُ

أَعْمى؛ قال: وأَنشد ابن الأعرابي:

صَكَّ بها عَيْنَ الظَّهِيرة غائِراً

عُمَيٌّ، ولم يُنْعَلْنَ إلاّ ظِلالَها

وفي الحديث: نَهى رسولُ الله،صلى الله عليه وسلم،عن الصلاة نصفَ النهار

إذا قام قائم الظهيرة صَكَّةَ عُمَيٌّ؛ قال: وعُمَيٍّ تصغير أَعْمى على

التَّرْخيم، ولا يقال ذلك إلا في حَمارَّة القَيْظِ، والإنسان إذا خَرَج

نصفَ النهارِ في أَشدّ الحرِّ لم يَتَهَيّأْ له أَن يَمْلأَ عينيه من عَين

الشمس، فأَرادُوا أَنه يصيرُ كالأَعْمَى، ويقال: هو اسم رجلٍ من

العَمالِقةِ أَغارَ على قومٍ ظُهْراً فاسْتَأْصَلَهم فنُسِبَ الوقتُ إِليه؛ وقولُ

الشاعر:

يَحْسَبُه الجاهِلُ، ما كان عَمَى،

شَيْخاً، على كُرْسِيِّهِ، مُعَمَّمَا

أَي إِذا نظَرَ إِليه من بعيد، فكأَنَّ العَمَى هنا البُعْد، يصف وَطْبَ

اللَّبن، يقول إِذا رآه الجاهلُ من بُعْدٍ ظَنَّه شيخاً معَمَّماً

لبياضه.

والعَماءُ، ممدودٌ: السحابُ المُرْتَفِعُ، وقيل: الكثِيفُ؛ قال أَبو

زيد: هو شِبهُ الدُّخانِ يركب رُؤوس الجبال؛ قال ابن بري: شاهِدُه قولُ

حميدِ بن ثورٍ:

فإِذا احْزَأَلا في المُناخِ، رأَيتَه

كالطَّوْدِ أَفْرَدَه العَماءُ المُمْطِرُ

وقال الفرزدق:

ووَفْراء لم تُخْرَزْ بسَيرٍ، وكِيعَة،

غَدَوْتُ بها طبّاً يَدِي بِرِشائِها

ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه،

كنَجْمِ الثُّرَيَّا أَسْفَرَتْ من عَمائِها

ويروى:

إِذْ بَدَتْ من عَمائها

وقال ابن سيده: العَماء الغَيْمُ الكثِيفُ المُمْطِرُ، وقيل: هو

الرقِيقُ، وقيل: هو الأَسودُ، وقال أَبو عبيد: هو الأَبيض، وقيل: هو الذي هَراقَ

ماءَه ولم يَتَقَطَّع تَقَطُّعَ الجِفَالِ، واحدتُه عماءةٌ. وفي حديث

أَبي رَزين العُقَيْلي أَنه قال للنبي،صلى الله عليه وسلم: أَين كان

ربُّنا قبلَ أَن يخلق السمواتِ والأَرضَ؟ قال: في عَماءٍ تَحْتَه هَواءٌ

وفَوْقَه هَواءٌ؛ قال أَبو عبيد: العَماء في كلام العرب السحاب؛ قاله الأَصمعي

وغيرُه، وهو ممدودٌ؛ وقال الحرث بن حِلِّزَة:

وكأَنَّ المنون تَرْدِي بنا أَعْـ

ـصم صمٍّ، يَنْجابُ عنه العَماءُ

يقول: هو في ارتفاعه قد بلَغ السحابَ فالسحابُ يَنْجابُ عنه أَي ينكشف؛

قال أَبو عبيد: وإِنما تأَوَّلْنا هذا الحديث على كلام العرب المَعْقُول

عنهم ولا نَدْري كيف كان ذلك العَماءُ، قال: وأَما العَمَى في البَصَر

فمقصور وليس هو من هذا الحديث في شيء. قال الأَزهري: وقد بلَغَني عن أَبي

الهيثم، ولم يعْزُه إِليه ثقةٌ، أَنه قال في تفسير هذا الحديث ولفظِه إِنه

كان في عمًى، مقصورٌ، قال: وكلُّ أَمرٍ لا تدرِكه القلوبُ بالعُقولِ فهو

عَمًى، قال: والمعنى أَنه كان حيث لا تدْرِكه عقولُ بني آدمَ ولا

يَبْلُغُ كنهَه وصْفٌ؛ قال الأَزهري: والقولُ عندي ما قاله أَبو عبيد أَنه

العَماءُ، ممدودٌ، وهو السحابُ، ولا يُدْرى كيف ذلك العَماء بصفةٍ تَحْصُرُه

ولا نَعْتٍ يحدُّه، ويُقَوِّى هذا القولَ قولُه تعالى: هل يَنْظُرون إِلا

أَن يأْتِيَهُم الله في ظُلَلٍ من الغَمام والملائكة، والغَمام: معروفٌ في

كلام العرب إِلا أَنَّا لا ندْري كيف الغَمامُ الذي يأْتي الله عز وجل

يومَ القيامة في ظُلَلٍ منه، فنحن نُؤْمن به ولا نُكَيِّفُ صِفَتَه، وكذلك

سائرُ صِفاتِ الله عز وجل؛ وقال ابن الأَثير: معنى قوله في عَمًى مقصورٌ

ليسَ مَعَه شيءٌ، قال: ولا بد في قوله أَين كان ربنا من مضاف محذوف كما حزف

في قوله تعالى: هل ينظرون إِلا أَن يأْتيهم الله، ونحوه، فيكون التقدير

أَين كان عرش ربّنا، ويدلّ عليه قوله تعالى: وكانَ عرْشُه على الماء.

والعَمايَةُ والعَماءَة: السحابَةُ الكثِيفة المُطْبِقَةُ، قال: وقال

بعضهم هو الذي هَراقَ ماءَه ولم يَتَقَطَّع تَقَطُّع الجَفْل

(* قوله: «هو

الذي ... إلخ.» اعاد الضمير إلى السحاب المنويّ لا إلى السحابة.)

والعربُ تقولُ: أَشدُّ بردِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياء في غبِّ سَماء

تحتَ ظِلِّ عَماء. قال: ويقولون للقِطْعة الكَثِيفة عَماءةٌ، قال: وبعضٌ

ينكرُ ذلك ويجعلُ العماءَ اسْماً جامعاً.

وفي حديث الصَّوْم: فإِنْ عُمِّيَ عَلَيكُمْ؛ هكذا جاء في رواية، قيل:

هو من العَمَاء السَّحابِ الرقِيقِ أَي حالَ دونَه ما أَعْمى الأَبْصارَ

عن رُؤيَتِه.

وعَمَى الشيءُ عَمْياً: سالَ. وعَمى الماءُ يَعْمِي إِذا سالَ، وهَمى

يَهْمِي مثله؛ قال الأَزهري: وأَنشد المنذري فيما أَقرأَني لأَبي العباس عن

ابن الأَعرابي:

وغَبْراءَ مَعْمِيٍّ بها الآلُ لم يَبِنْ،

بها مِنْ ثَنَايا المَنْهَلَيْنِ، طَريقُ

قال: عَمَى يَعْمي إِذا سالَ، يقول: سالَ عليها الآلُ. ويقال: عمَيْتُ

إِلى كذا وكذا أَعْمِي عَمَياناً وعطِشْت عَطَشاناً إِذا ذَهَبْتَ إِليه

لا تُريدُ غيره، غيرَ أَنَّك تَؤُمُّه على الإِبْصار والظلْمة، عَمَى

يَعْمِي. وعَمَى الموجُ، بالفتح، يَعْمِي عَمْياً إِذا رَمى بالقَذى

والزَّبَدِ ودَفَعَه. وقال الليث: العَمْيُ على مِثالِ الرَّمْي رفعُ الأَمْواج

القَذَى والزَّبَد في أَعالِيها؛ وأَنشد:

رَها زَبَداً يَعْمي به المَوْجُ طامِيا

وعَمى البَعِيرُ بلُغامه عَمْياً: هَدَرَ فرمَى به أَيّاً كان، وقيل:

رَمى به على هامَته. وقال المؤرج: رجلٌ عامٍ رامٍ. وعَماني بكذا وكذا:

رماني من التُّهَمَة، قال: وعَمى النَّبْتُ يَعْمِي واعْتَمَّ واعْتَمى،

ثلاثُ لغاتٍ، واعْتَمى الشيءَ: اخْتاره، والاسم العِمْيَة. قال أَبو سعيد:

اعْتَمَيْتُه اعْتِماءً أَي قَصَدته، وقال غيره: اعْتَمَيته اختَرْته، وهو

قَلب الاعْتِيامِ، وكذلك اعتَمْته، والعرب تقول: عَمَا واللهِ، وأَمَا

واللهِ، وهَمَا والله، يُبْدِلون من الهمزة العينَ مرَّة والهاءَ أُخْرى، ومنهم

من يقول: غَمَا والله، بالغين المعجمة. والعَمْو: الضلالُ، والجمع أَعْماءٌ.

وعَمِيَ عليه الأَمْرُ: الْتَبَس؛ ومنه قوله تعالى: فعَمِيَتْ عليهمُ

الأَنباء يومئذٍ. والتَّعْمِيَةُ: أَنْ تُعَمِّيَ على الإِنْسانِ شيئاً

فتُلَبِّسَه عليه تَلْبِيساً. وفي حديث الهجرة: لأُعَمِّيَنَّ على مَنْ

وَرائي، من التَّعْمِية والإِخْفاء والتَّلْبِيسِ، حتى لا يَتبعَكُما أَحدٌ.

وعَمَّيتُ معنى البيت تَعْمِية، ومنه المُعَمَّى من الشِّعْر، وقُرئَ:

فعُمِّيَتْ عليهم، بالتشديد. أَبو زيد: تَرَكْناهُم عُمَّى إِذا

أَشْرَفُوا على الموت. قال الأَزهري: وقرأْت بخط أَبي الهيثم في قول

الفرزدق:غَلَبْتُك بالمُفَقِّئ والمُعَمَّى،

وبَيْتِ المُحْتَبي والخافِقاتِ

قال: فَخَر الفرزدق في هذا البيت على جرير، لأَن العرب كانت إِذا كان

لأَحَدهم أَلفُ بعير فقأَ عينَ بعيرٍ منها، فإِذا تمت أَلفان عَمَّاه

وأَعْماه، فافتخر عليه بكثرة ماله، قال: والخافقات الرايات. ابن الأَعرابي:

عَمَا يَعْمو إِذا خَضَع وذَلَّ. ومنه حديث ابنِ عُمر: مَثَلُ المُنافق

مَثَلُ الشاةِ بينَ الرَّبيضَيْنِ، تَعْمُو مَرَّةً إِلى هذه ومَرَّةً إِلى

هذه؛ يريد أَنها كانت تَمِيلُ إِلى هذه وإِلى هذه، قال: والأَعرف

تَعْنُو، التفسير للهَرَويِّ في الغريبَين؛ قال: ومنه قوله تعالى: مُذَبْذَبينَ

بينَ ذلك.

والعَمَا: الطُّولُ. يقال: ما أَحْسَنَ عَما هذا الرجُلِ أَي طُولَه.

وقال أَبو العباس: سأَلتُ ابنَ الأَعرابي عنه فعَرَفه، وقال: الأَعْماءُ

الطِّوال منَ الناسِ.

وعَمايَةُ: جَبَلٌ من جبال هُذَيْلٍ. وعَمايَتانِ:جَبَلان معروفان.

عفا

عفاء.

عَفا قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: العفاء مَمْدُود وَهُوَ الدُّرُوس والهلاك وَقَالَ زُهَيْر يذكر دَارا: (الوافر)

تَحَمَّل أهلُها مِنْهَا فبانوا ... على آثارِ مَن ذهبَ العفاءُ

وَهَذَا كَقَوْلِهِم: عَلَيْهِ الدبار إِذا دَعَا عَلَيْهِم أَن يدبر فَلَا يرجع. حَدِيث أَبى الْعَالِيَة رَحمَه الله
(عفا) - في حديث أُمِّ سَلَمةَ: "لا تُعَفِّ سَبِيلاً"
: أي لا تَطْمِسْها
عفا
العَفْوُ: القصد لتناول الشيء، يقال: عَفَاه واعتفاه، أي: قصده متناولا ما عنده، وعَفَتِ الرّيحُ الدّار: قصدتها متناولة آثارها، وبهذا النّظر قال الشاعر:
أخذ البلى أبلادها
وعَفَتِ الدّار: كأنها قصدت هي البلى، وعَفَا النبت والشجر: قصد تناول الزيادة، كقولك:
أخذ النبت في الزّيادة، وعَفَوْتُ عنه: قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه، فالمفعول في الحقيقة متروك، و «عن» متعلّق بمضمر، فالعَفْوُ: هو التّجافي عن الذّنب. قال تعالى: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ
[الشورى/ 40] ، وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى [البقرة/ 237] ، ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ [البقرة/ 52] ، إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ [التوبة/ 66] ، فَاعْفُ عَنْهُمْ [آل عمران/ 159] ، وقوله: خُذِ الْعَفْوَ
[الأعراف/ 199] ، أي:
ما يسهل قصده وتناوله، وقيل معناه: تعاط العفو عن الناس، وقوله: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ [البقرة/ 219] ، أي: ما يسهل إنفاقه. وقولهم: أعطى عفوا، فعفوا مصدر في موضع الحال، أي: أعطى وحاله حال العافي، أي: القاصد للتّناول إشارة إلى المعنى الذي عدّ بديعا، وهو قول الشاعر:
كأنّك تعطيه الذي أنت سائله
وقولهم في الدّعاء: «أسألك العفو والعافية» أي: ترك العقوبة والسّلامة، وقال في وصفه تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً
[النساء/ 43] ، وقوله: «وما أكلت العافية فصدقة» أي:
طلّاب الرّزق من طير ووحش وإنسان، وأعفيت كذا، أي: تركته يعفو ويكثر، ومنه قيل: «أعفوا اللّحى» والعَفَاء: ما كثر من الوبر والرّيش، والعافي: ما يردّه مستعير القدر من المرق في قدره.
ع ف ا: (الْعَفَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ التُّرَابُ. قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: إِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي فَأَكَلْتُ رَغِيفًا وَشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاءً فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ. وَ (عَفْوُ) الْمَالِ مَا يَفْضُلُ عَنِ النَّفَقَةِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: « {وَيَسْأَلُونَكَ مَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] » . قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199] أَيْ خُذِ الْمَيْسُورَ مِنْ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ. قَالَ وَيُقَالُ: أَعْطَاهُ عَفْوَ مَالِهِ يَعْنِي أَعْطَاهُ بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَيُقَالُ: (أَعْفِنِي) مِنَ الْخُرُوجِ مَعَكَ أَيْ دَعْنِي مِنْهُ. وَ (اسْتَعْفَاهُ) مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ أَيْ سَأَلَهُ (الْإِعْفَاءَ) . وَ (عَافَاهُ) اللَّهُ وَ (أَعْفَاهُ) بِمَعْنًى وَالِاسْمُ (الْعَافِيَةُ) وَهِيَ دِفَاعُ اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ. وَتُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ يُقَالُ: (عَافَاهُ) اللَّهُ عَافِيَةً. وَ (عَفَا) الْمَنْزِلُ دَرَسَ وَ (عَفَتْهُ) الرِّيحُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ وَبَابُهُمَا عَدَا. وَعَفَتْهُ الرِّيحُ أَيْضًا شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (تَعَفَّى) الْمَنْزِلُ مِثْلُ عَفَا. وَ (عَفَا) عَنْ ذَنْبِهِ أَيْ تَرَكَهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَبَابُهُ عَدَا. وَ (الْعَفُوُّ) عَلَى فَعُولٍ الْكَثِيرُ الْعَفْوِ. وَ (عَفَا) الشَّعْرُ وَالنَّبْتُ وَغَيْرُهُمَا كَثُرَ وَبَابُهُ سَمَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95] أَيْ كَثُرُوا. وَ (عَفَاهُ) غَيْرُهُ بِالتَّخْفِيفِ وَ (أَعْفَاهُ) إِذَا كَثَّرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَمَرَ أَنْ تُحْفَى الشَّوَارِبُ وَتُعْفَى اللِّحَى» وَ (عَفَاهُ) مِنْ بَابِ عَدَا، وَ (اعْتَفَاهُ) أَيْضًا إِذَا أَتَاهُ يَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ. وَ (الْعُفَاةُ) طُلَّابُ الْمَعْرُوفِ الْوَاحِدُ (عَافٍ) .
[عفا] العَفاءُ بالفتح والمدّ: التراب. وقال صفوان بن محرز: إذا دخلتُ بيتي فأكلتُ رغيفاً وشربتُ عليه ماءً فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيدة: العفاءُ: الدروسُ، والهلاكُ. وأنشد لزهير يذكر داراً: تحمَّلَ أهلها عنها فبانوا * على آثارِ من ذهب العَفاءُ قال: وهذا كقولهم: عليه الدَبارُ، إذا دعا عليه أن يُدبِر فلا يرجع. والعِفاءُ بالكسر والمد: ما كثُر من ريش النعام ووبَر البعير. يقال: ناقة ذات عِفاءٍ. والعَفْوُ: الأرضُ الغُفْلُ التي لم توطأ وليست بها آثار. قال الشاعر : قبيلةٌ كشِراكِ النَعْلِ دارِجةٌ * إن يَهْبِطوا العَفْوَ لم يوجد لهم أثر والعفو والعفو والعفو: الجحش. وكذلك العَفا بالفتح والقصر، والانثى عفوة. قال ابن السكيت: العفا بالكسر. وأنشد المفضل لحنظلة بن شرقي : بضرب يزيل الهام عن سَكَناتِهِ * وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العِفَا هم بالنهق وعفو المال: ما يفضل عن النفقة. يقال: أعطيته عفو المال، يعني بغير مسألة. قال الشاعر: خُذي العَفْوَ منِّي تستديمي مودَّتي * ولا تنطُقي في سورتي حين أغضب وعفوة الشئ بالكسر: صفوته. يقال: ذهبتْ عِفْوَةُ هذا النبت أي لينه وخيره. وأكلت عِفْوَةَ الطعام والشراب، أي خياره. ويقال: اعْفِني من الخروج معك، أي دعني منه. واسْتعْفاه من الخروج معه، أي سأله الإعفاء منه. وعافاه الله وأعْفاه بمعنى، والاسم العافية، وهى دفاع الله عن العبد وتوضع موضع المصدر. يقال: عافاه الله عافية. والعافية: كل طالب رزق من إنسان (*) أو بهيمةٍ أو طائرٍ. وعافِيَةُ الماء: وارِدَتُهُ. والعِفاوَةُ بالكسر: ما يرفع من المرق أوَّلاً يُخَصُّ به من يُكرم. قال الكميت: وبات وليدُ الحيّ طيَّانَ ساغباً * وكاعِبُهُمْ ذاتُ العِفاوَةِ أسْغَبُ تقول منه: عَفَوْتُ له من المرق، إذا غرفت له أوَّلاً وآثرتَه به. وقال بعضهم: العِفاوَةُ بالكسر: أوَّل المرق وأجوده. والعُفاوة بالضم: آخره، يردُّها مستعير القِدر مع القدر. يقال منه: عَفَوتُ القِدر، إذا تركتَ ذلك في أسفلها. وأنشد لعوفِ بن الأحوص الباهليّ : فلا تسأليني واسألي عن خليقتي * إذا ردَّ عافي القِدر من يستعيرُها وقال الأصمعيّ: العافي: ما ترك في القدر. وأنشد هذا البيت. وعَفَتِ الريحُ المنزلَ: درَسَتْه. وعفا المنزل يَعْفو: درس، يتعدى ولا يتعدى. وتعفت الدرّ: دَرَسَتْ. وعفَّتُها الريح، شدّد للمبالغة. وقال: أهاجَكَ ربعٌ دارِسُ الرسم باللِوى * لأسماَء عَفي آيهُ المور والقطر ويقال أيضاً: عَفَّى على ما كان منه، إذا أصلح بعد الفساد. والعُفِيُّ: جمع عافٍ، وهو الدارس. وعَفَوْتُ عن ذنبه، إذا تركته ولم تعاقبْه. والعَفُوُّ، على فَعولٍ: الكثير العَفْوِ. وعَفا الماء، إذا لم يطرقه شئ يكدره. وعَفا الشَعر والبنتُ وغيرهما: كثُر. ومنه قوله تعالى: (حَتَّى عَفَوُا) أي كثروا. وعفَوْتُهُ أنا وأعْفَيْتُهُ أيضاً، لغتان، إذا فعلتَ ذلك به. وفى الحديث: " أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى ". والعافي: الطويل الشعر. وعفوته، أي أتيتُه أطلب معروفُه. وأعْتَفَيْتُهُ مثله. والعُفاةُ: طلاّب المعروف، الواحد عافٍ. وقد عَفا يَعْفو. وفلانٌ تَعْفوهُ الأضيافُ وتَعْتَفيه الأضياف، وهو كثير العُفاةِ وكثير العافِيَةِ، وكثير العفى. 
[عفا] فيه: "العفو" تعالى، من العفو: التجاوز عن الذنب وترك العقاب، وأصله المحو والطمس، عفا يعفو. وفيه: "عفوت" عن الخيل والرقيق فأدوا زكاة أموالكم، أي تركت لكم أخذ زكاتها وتجاوزت عنه، ومنه: عفت الريح الأثر، إذا محته. ومنه ح أم سلمة لعثمان: "لا تعف" سبيلًا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحبها، أي لا تطمسها. ومنه ح: سلوا الله "العفو والعافية والمعافاة"، فالعفو محو الذنوب، والعافية السلامة من الأسقام والبلايا وهي الصحة وضد المرض كالثاغية بمعنى الثغاء، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل: من العفو وهو أن يعفو عن الناس ويعفوا عنه. ن: سلوا الله "العافية" وهي متناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن في الدين والدنيا والآخرة. ط:أي يكون المدينة مخلاة بها للسباع والوحوش، وقيل: أراد مذللة قطوفها، أي ممكنة منها، أي على أحسن أحوالها. ومنه: لولا أن تجد صفية لتركته حتى تأكله "العافية"، تجد أي تحزن وتجزع. ط: ما سكت عنه فهو "عفو"، أي لا يؤخذون به. وفيه: كلكم مذنب إلا من "عافيته"، هو تنبيه على أن الذنب مرض. غ: هو كثير "العافية"، أي يغشاها السؤال. نه: وفيه: ترك أتانين و"عفوا"، هو بالكسر والضم والفتح: الجحش، والأنثى عفوة. غ: هو ولد الحمار.

عفا: في أَسماءِ الله تعالى: العَفُوُّ، وهو فَعُولٌ من العَفْوِ، وهو

التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس،

وهو من أَبْنِية المُبالَغةِ. يقال: عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ

وعَفُوٌّ، قال الليث: العَفْوُ عَفْوُ اللهِ، عز وجل، عن خَلْقِه، والله تعالى

العَفُوُّ الغَفُور. وكلُّ من اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ

عنه. قال ابن الأَنباري في قوله تعالى: عَفَا الله عنكَ لمَ أَذِنْتَ

لهُم؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ من قولهم عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها

ومَحَتْها، وقد عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظُ اللازم

والمُتَعدِّي سواءٌ. قال الأَزهري: قرأْت بخَطّ شمر لأَبي زيد عَفا الله تعالى عن

العبد عَفْواً، وعَفَتِ الريحُ الأَثر عفاءً فعَفَا الأَثَرُ عُفُوّاً. وفي

حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: سَلُوا اللهَ العَفْو والعافية والمُعافاة،

فأَما العَفْوُ فهو ما وصفْناه من مَحْو الله تعالى ذُنوبَ عبده عنه، وأَما

العافية فهو أَن يُعافيَهُ الله تعالى من سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ وهي الصِّحَّةُ

ضدُّ المَرَض. يقال: عافاهُ الله وأَعْفاه أَي وهَب له العافية من العِلَل

والبَلايا. وأَما المُعافاةُ فأَنْ يُعافِيَكَ اللهُ من الناس ويُعافِيَهم

منكَ أَي يُغْنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أَذاهم عنك وأَذاك عنهم، وقيل:

هي مُفاعَلَة من العفوِ، وهو أَن يَعْفُوَ عن الناس ويَعْفُوا هُمْ

عنه. وقال الليث: العافية دِفاعُ الله تعالى عن العبد. يقال: عافاه اللهُ

عافيةً، وهو اسم يوضع موضِع المصدر الحقيقي، وهو المُعافاةُ، وقد جاءَت مصادرُ

كثيرةٌ على فاعلة، تقول سَمعْت راغِيَة الإِبل وثاغِيَة الشاءِ أَي سمعتُ

رُغاءَها وثُغاءَها. قال ابن سيده: وأَعْفاهُ الله وعافاهُ مُعافاةً

وعافِيَةً مصدرٌ، كالعاقِبة والخاتِمة، أَصَحَّه وأَبْرأَه. وعَفا عن ذَنْبِه

عَفْواً: صَفَح، وعَفا الله عنه وأَعْفاه. وقوله تعالى: فمَن عُفِيَ له من

أَخيه شيءٌ فاتِّباعٌ بالمعروف وأَداءٌ إِليه بإِحسانٍ؛ قال الأَزهري:

وهذه آية مشكلة، وقد فسَّرها ابن عباس ثم مَنْ بعدَه تفسيراً قَرَّبوه على

قَدْر أَفْهام أَهل عصرهم، فرأَيتُ أَن أَذكُر قولَ ابن عباس وأُؤَيِّدَه

بما يَزيدهُ بياناً ووُضوحاً، روى مجاهد قال: سمعت ابنَ عباسٍ يقول كان

القصاصُ في بني إِسرائيلَ ولم تكن فيهم الدِّيَة، فقال الله عز وجل لهذه

الأُمَّة: كتِب عليكم القِصاصُ في القَتْلى الحرُّ بالحُرِّ والعبدُ

بالعبدِ والأُنثْى بالأُنْثى فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباع بالمعروف

وأَداءٌ إِليه بإِحسان؛ فالعَفْوُ: أَن تُقْبَلَ الديَةُ في العَمْدِ، ذلك

تخفيفٌ من ربِّكم مما كُتِبَ على من كان قَبْلَكم، يطلُب هذا بإِحسانٍ

ويُؤَدِّي هذا بإحسانٍ. قال الأَزهري: فقول ابن عباس العَفْوُ أَن تُقْبَل

الديَة في العَمْد، الأَصلُ فيه أَنَّ العَفْو في موضوع اللغة الفضلُ،

يقال: عَفا فلان لفلان بماله إِذا أَفضَلَ له، وعفَا له عَمَّا له عليه إِذا

تَرَكه، وليس العَفْو في قوله فمن عُفِيَ له من أَخيه عَفْواً من وليِّ

الدَّمِ، ولكنه عفوٌ من الله عز وجل، وذلك أَنَّ سائرَ الأُمَم قبلَ هذه

الأُمَّة لم يكن لهم أَخذُ الدِّية إِذا قُتِلَ قتيل، فجعَله الله لهذه

الأُمة عَفْواً منه وفَضْلاً مع اختيار وَليِّ الدمِ ذلك في العمْد، وهو قوله

عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيءٌ فاتّباعٌ بالمعروف؛ أَي مَن عَفا

اللهُ جَلَّ اسمُه بالدّية حين أَباحَ له أَخْذَها، بعدما كانت مَحْظُورةً

على سائر الأُمم مع اختياره إِيَّاها على الدَّمِ، فعليه اتِّباع بالمعروف

أَي مطالبَة للدِّية بمعرُوف، وعلى القاتل أَداءُ الديَةِ إِليه

بإحْسانٍ، ثم بَيَّنَ ذلك فقال: ذلك تخفيفٌ من ربكم لكم يا أُمَّة محمدٍ، وفَضْل

جعله الله لأَوْلِياءِ الدم منكم، ورحمةٌ خصَّكم بها، فمن اعْتَدَى أَي فمن

سَفَك دَمَ قاتل وليِّه بعدَ قبولِه الدِّيَة فله عذاب أَليم، والمعنى

الواضح في قوله عز وجل: فمن عُفِيَ له من أَخيه شيء؛ أي من أُحِلَّ لَه

أَخذُ الدِّية بدلَ أَخيه المَقتول عفْواً من الله وفَضْلاً مع اختياره،

فلْيطالِبْ بالمَعْروف، ومِن في قوله مِنْ أَخيه معناها البدل، والعَرَبُ

تقولُ عرَضْتُ له من حَقِّه ثَوْباً أَي أَعْطَيْته بدَل حقّه ثوباً؛ ومنه

قول الله عز وجل: ولو نَشاءُ لَجَعَلْنا منكُم ملائكَة في الأَرض

يَخْلُقُون؛ يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأَرض، والله أَعلم. قال

الأَزهري: وما علمت أَحداً أَوضَح من مَعْنى هذه الآية ما أَوْضَحْتُه. وقال ابن

سيده: كان الناسُ من سائِر الأُمَمِ يَقْتُلون الواحدَ بالواحدِ، فجعل الله

لنا نحنُ العَفْوَ عَمَّن قتل إِن شِئْناه، فعُفِيَ على هذا مُتَعَدٍّ،

أَلا تراه مُتَعَدِّياً هنا إِلى شيء؟ وقوله تعالى: إِلاَّ أَنْ يَعْفُون

أَو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النِّكاح؛ معناه إِلا أَن يَعْفُوَ

النساء أَو يعفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاح، وهو الزَّوْجُ أَو الوَليُّ إِذا

كان أَباً، ومعنى عَفْوِ المَرْأَة أَن تَعْفُوَ عن النِّصْفِ الواجبِ

لها فتَتْرُكَه للزوج، أَو يَعْفُوَ الزوج بالنّصفِ فيُعْطِيَها الكُلَّ؛

قال الأَزهري: وأَما قولُ الله عزَّ وجلَّ في آية ما يجبُ للمرأَة من نصف

الصَّداق إِذا طُلِّقَت قبل الدخول بها فقال: إِلاَّ أَن يعفُونَ أَو

يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَة النكاحِ، فإن العَفْوَ ههنا معناهُ الإِفْضالُ

بإعْطاء ما لا يَجبُ عليه، أَو تركُ المرأَة ما يَجبُ

لها؛ يقال: عَفَوْتُ لِفلان بمالي إِذا أَفْضَلْت له فأَعْطَيْته،

وعَفَوْت له عمَّا لي عليه إِذا تركْتَه له؛ وقوله: إِلاَّ أَن يَعْفُونَ

فِعْلٌ لجَماعَةِ النِّساءِ يطلِّقُهُنَّ أَزْواجُهُنَّ قبل أَن

يَمَسُّوهُنَّ مع تسمية الأَزْواجِ لهنَّ مُهورَهُنَّ، فيَعْفُون لأَزْواجِهِنَّ بما

وَجَب لهن من نِصفِ المْهرِ ويَتْرُكْنَه لَهُم، أَو يَعْفُوَ الذي بيدِه

عُقْدةُ النكاحِ، وهو الزوج، بأَن يُتَمِّمَ لها المَهْر كله ، وإِنما

وَجَبَ لها نصْفُه، وكلُّ واحد من الزَّوْجين عافٍ أَي مُفْضِلٌ، أَما

إِفْضالُ المرأَةِ فأَن تتركَ للزوج المُطَلِّق ما وجَبَ لها عليه من نِصف

المَهْر، وأَما إِفْضاله فأَنْ يُتِمَّ لها المَهْرَ كَمَلاً، لأَنَّ

الواجِبَ عليه نصْفُه فيُفْضِلُ مُتَبَرِّعاً بالكلِّ، والنونُ من قوله

يعفُون نونُ فِعلِ جماعةِ النساءِ في يَفْعُلْنَ، ولو كان للرجال لوجَبَ أَن

يقال إِلاَّأَن يعفُوا، لأَنَّ أَن تنصب المستقبلَ وتحذف النونَ، وإِذا لم

يكن مع فعلِ الرجال ما ينْصِب أَو يجزِم قيل هُم يَعْفُونَ، وكان في

الأَصل يَعْفُوُون، فحُذِفت إِحْدى الواوينِ استثقالاً للجمع بينهما، فقيل

يَعْفُونَ، وأَما فِعلُ النساء فقِيلَ لهُنَّ يَعْفُونَ لأَنه على تقدير

يَفْعُلْنَ. ورجل عَفُوٌّ عن الذَّنْبِ: عافٍ. وأَعْفاهُ من الأَمرِ:

بَرَّأَه. واسْتَعْفاه: طَلَب ذلك منه. والاسْتِعْفاءُ: أَن تَطْلُب إِلى مَنْ

يُكَلِّفُكَ أَمراً أَن يُعْفِيَكَ مِنْه. يقال: أَعْفِني منَ الخرُوجِ

مَعَك أَي دَعْني منه. واسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه أَي سأَله

الإِعفاءَ منه. وعَفَت الإِبلُ المَرعى: تَناولَتْه قَريباً. وعَفاه يَعْفُوه:

أَتاه، وقيل: أَتاه يَطْلُب معروفه، والعَفْوُ المَعْروف، والعَفْوُ

الفضلُ. وعَفَوْتُ الرجلَ إذا طَلَبْتَ فضلَه. والعافية والعُفاةُ والعُفَّى:

الأَضْيافُ وطُلاَّب المَعْرُوف، وقيل: هم الذين يَعْفُونك أي يأْتونك

يَطْلبُون ما عندك. وعافيةُ الماء: وارِدَتُه، واحدهم عافٍ. وفلان تَعْفُوه

الأَضْيافُ وتَعْتَفيه الأَضْيافُ وهو كثير العُفَاةِ وكثيرُ العافية

وكثيرُ العُفَّى. والعافي: الرائدُ والوارِدُ لأَن ذلك كلَّه طلبٌ؛ قال

الجُذامي يصف ماءً :

ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ

أَي وارِدِه أَو مُسْتَقِيه. والعافيةُ: طُلاَّبُ الرزقِ من الإِنسِ

والدوابِّ والطَّيْر؛ أَنشد ثعلب:

لَعَزَّ عَلَيْنا، ونِعْمَ الفَتى

مَصِيرُك يا عَمْرُو، والعافِيهْ

يعني أَنْ قُتِلْتَ فصِرْتَ أُكْلةً للطَّيْر والضِّباعِ وهذا كلُّه

طَلَب. وفي الحديث: مَن أَحْيا أَرضاً مَيِّتَةً فهي له، وما أَكَلَتِ

العافيةُ منها فهو له صَدقةٌ، وفي رواية: العَوافي. وفي الحديث في ذكرِ

المدينة: يتْرُكُها أَهلُها على أَحسنِ ما كانت مُذَلَّلة للعَوافِي؛ قال أَبو

عبيد: الواحدُ من العافية عافٍ، وهو كلُّ من جاءَك يطلُب فضلاً أَو رزقاً

فهو عافٍ ومُعْتَفٍ، وقد عَفَاك يَعْفُوكَ، وجمعه عُفاةٌ ؛ وأَنشد قول

الأَعشى:

تطوفُ العُفاةُ بأَبوابِه،

كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثنْ

قال: وقد تكونُ العافيةُ في هذا الحديث من الناسِ وغيرهم، قال: وبيانُ

ذلك في حديث أُمّ مُبَشِّرٍ الأَنصارية قالت: دخل عَليَّ رسُول الله،صلى

الله عليه وسلم، وأَنا في نَخْلٍ لي فقال: مَن غَرَسَه أَمُسْلِمٌ أَم

كافرٌ؟قلت: لا بَلْ مُسْلِمٌ، فقال: ما من مُسْلِمٍ يَغْرِس غَرْساً أَو يزرَع

زرعاً فيأْكلُ منه إِنسانٌ أَو دابَةٌ أَو طائرٌ أَو سَبُعٌ إِلا كانت

له صدقةً . وأَعطاه المالَ عَفْواً بغير مسألةٍ؛ قال الشاعر:

خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَديمي مَوَدّتي،

ولا تَنْطِقِي في سَوْرَتي حين أَغضَبُ

وأَنشدَ ابن بري:

فتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً، وهْي وادِعَة،

حتى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ

وقال حسان بن ثابت:

خُذْ ما أَتى منهمُ عَفْواً، فإن مَنَعُوا،

فلا يَكُنْ هَمَّكَ الشيءُ الذي مَنَعُوا

قال الأَزهري: والمُعْفِي الذي يَصْحَبُكَ ولا يَتَعَرَّضُ لمَعْروفِك،

تقولُ: اصْطَحَبْنَا وكلُّنا مُعْفٍ؛ وقال ابن مقبل:

فإنَّكَ لا تَبْلُو امْرَأً دونَ صُحْبةٍ،

وحتى تَعيشا مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا

وعَفْوُ الملِ: ما يُفْضُلُ عن النَّفَقة. وقوله تعالى: ويَسْأَلونك

ماذا يُنُفِقون قُلِ العَغْوَ؛ قال أَبو إسحق: العَفْوُ الكثرة والفَضْلُ،

فأُمِرُوا أَن يُنُفِقوا الفَضْل إلى أَن فُرِضَت الزكاةُ. وقوله تعالى:

خُذِ العَفْوَ؛ قيل: العَفْو الفَضْلُ الذي يجيءُ بغيرِ كُلْفَةٍ، والمعنى

اقْبَلِ المَيْسُورَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ ولا تَسْتَقْصِ عليهم

فيَسْتَقْصِيَ اللهُ عليك مع ما فيه من العَداوة والبَغْضاءِ. وفي حديث ابن الزبير:

أَمَرَ اللهُ نَبيَّه أَن يأَخُذ العَفْوَ من أَخْلاقِ الناسِ؛ قال: هو

السَّهْل المُيَسَّر، أَي أَمرَه أَن يَحْتَمِل أَخْلاقَهُم ويَقْبَلَ

منها ما سَهُل وتَيَسَّر ولا يستَقْصِيَ عليهم. وقال الفراء في قوله تعالى:

يسأَلونك ماذا يُنْفِقون قل العَفْو؛ قال: وجه الكلام فيه النصبُ، يريدُ

قل يُنْفِقُون العَفْوَ، وهو فضلُ المال؛ وقال أَبو العباس: مَنْ رَفَع

أَراد الذي يُنْفِقون العَفْوُ، قال: وإنما اختار الفراء النصبَ لأن ماذا

عندنا حَرْفٌ واحد أَكثرُ في الكلام، فكأنه قال: ما يُنْفِقُون، فلذلك

اخْتِيرَ النَّصبُ، قال: ومَنْ جَعلَ ذا بمَعْنى الذي رَفَعَ، وقد يجوز أن

يكونَ ماذا حرفاً، ويُرْفَع بالائتناف ؛ وقال الزجاج: نَزَلَت هذه

الآية قبلَ فرض الزكاة فأُمروا أَن يُنْفِقوا الفَضْلَ إلى أَن فُرضَت

الزكاةُ، فكان أَهلُ المَكاسِب يأْخذُ الرجلُ ما يُحْسِبه في كل يوم أَي ما

يَكْفِيه ويَتَصَدَّقُ بباقيِه، ويأخذُ أَهلُ الذَّهَب والفِضَّة ما

يَكْفِيهم في عامِهِمْ وينفِقُون باقيَهُ، هذا قد روي في التفسير، والذي عليه

الإجماع أَنَّ الزَّكاةَ في سائرِ الأشياء قد بُيِّنَ ما يَجْبُ فيها،

وقيل: العَفْوُ ما أَتَى بغَيرِ مسألةٍ. والعافي: ما أَتى على ذلك من غير

مسأَلةٍ أَيضاً؛ قال:

يُغْنِيكَ عافِيه وعِيدَ النَّحْزِ

النَّحْزُ: الكَدُّ والنَّخْس، يقول: ما جاءَكَ منه عَفْواً أَغْناكَ

عن غيره. وأَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَي في سُهُولة وسَراحٍ.

ويقال: خُذْ من مالِه ما عَفا وصَفا أَي ما فَضَل ولم يَشُقَّ عليه. وابن

الأعرابي: عَفا يَعْفُو إذا أَعطى، وعَفَا يَعْفُو إذا تَرَكَ حَقّاً،

وأَعْفَى إذا أَنْفَقَ العَفْوَ من ماله، وهو الفاضِلُ عن نَفَقَتِه. وعَفا

القومُ: كَثُرُوا. وفي التنزيل: حتى عَفَوْا؛ أَي كَثُرُوا. وعَفا

النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فهو عافٍ: كثُرَ وطالَ. وفي الحديث :

أَنهصلى الله عليه وسلم، أَمَرَ بإعْفاء اللِّحَى؛ هو أَن يُوفَّر شَعَرُها

ويُكَثَّر ولا يُقَصَر كالشَّوارِبِ، من عَفا الشيءُ إذا كَثُرَ وزاد. يقال:

أَعْفَيْتُه وعَفَّيْتُه لُغتان إذا فعَلتَ به كذلك. وفي الصحاح:

وعَفَّيْتُه أَنا وأَعْفَيْتُه لغتان إذا فعَلْتَ به ذلك؛ ومنه حديث القصاص: لا

أَعْفَى مَنْ قَتَل بعدَ أَخْذِ الدِّيَةِ؛ هذا دُعاء عليه أَي لا كَثُر

مالُه ولا اسْتَغنى؛ ومنه الحديث: إذا دخَل صَفَرُ وعَفا الوَبَرُ

وبَرِئَ الدَّبَر حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ، أَي كَثُرَ وبرُ

الإبلِ، وفي رواية: وعَفا الأَثَرُ، بمعنى دَرَس وامَّحَى. وفي حديث مُصْعَبِ

بن عُمَير: إنه غلامٌ عافٍ أَي وافي اللَّحم كثيرُه. والعافي: الطويلُ

الشَّعَر. وحديث عمر، رضي الله عنه: إنَّ عامِلَنا ليسَ بالشَّعِثِ ولا

العافي، ويقال للشَّعَرِ إذا طال ووَفى عِفاءٌ؛ قال زهير:

أَذلِكَ أَمْ أَجَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ،

عَلَيْهِ، مِنْ عَقِيقَتِهِ، عِفاءُ؟

وناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ: كثيرةُ الوَبَر. وعَفا شَعْرُ ظَهْرِ البعيرِ:

كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دَبَرَه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

هَلاَّ سَأَلْت إذا الكَواكِبُ أَخْلَفَت،

وعَفَتْ مَطِيَّة طالِبِ الأَنْسابِ

فسره فقال: عَفَت أَي لم يَجِد أَحدٌ كريماً يرحلُ إليه فعَطَّل

مَطِيَّته فسَمِنت وكَثُر وَبَرُها. وأَرضٌ عافيةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفَرَ

وكثر. وعَفْوَةُ المَرْعَى: ما لم يُرْعَ فكان كثيراً. وعَفَتِ الأَرضُ

إذا غَطَّاها النبات؛ قال حُمَيْد يصف داراً:

عَفَتْ مثلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ فأَصْبَحَتْ

بها كِبرياءُ الصَّعْبِ، وهيَ رَكُوبُ

يقول: غَطاها العشْبُ كما طَرَّ وَبَرُ البعيرِ وبَرَأَ دَبَرُه.

وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قبل أَن يُسْتَقَى منه، وهو من الكثرة. قال الليث:

ناقةٌ عافيةُ اللَّحْمِ * كثيرةُ اللحم، ونوقٌ عافياتٌ؛ وقال لبيد:

بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُوم

ويقالُ: عَفُّوا ظَهْرَ هذا البعيرِ أَي دَعُوه حتى يَسْمَن. ويقال:

عَفَا فلانٌ على فلان في العلمِ إذا زاد عليه؛ قال الراعي:

إذا كان الجِراءُ عَفَتْ عليه

أَي زادت عليه في الجَرْيِ؛ وروى ابن الأعرابي بيت البَعيث:

بَعِيد النَّوَى جالَتْ بإنسانِ عَيْنه

عِفاءَةُ دَمْعٍ جالَ حتى تَحَدَّرا

يعني دَمْعاً كَثُرَ وعَفَا فسالَ. ويقال: فلانٌ يعفُو على مُنْيةِ

المتَمَنِّي وسؤالِ السائلِ أَي يزيد عطاؤُه عليهما؛ وقال لبيد:

يَعْفُو على الجهْدِ والسؤالِ، كما

يَعْفُو عِهادُ الأمْطارِ والرَّصَد

أَي يزيدُ ويُفْضُلُ. وقال الليث: العَفْوُ أَحلُّ المالِ وأَطْيَبُه.

وعَفْوُ كلِّ شيءٍ: خِيارُه وأَجْوَدُه وما لا تَعَب فيه، وكذلك عُفاوَتُه

وعِفاوتُه. وعَفا الماءُ إذا لم يَطأْهُ شيءٌ يُكَدِّرُه.

وعَفْوةُ المالِ والطعامِ والشَّرابِ وعِفْوَتُه؛ الكسر عن كراعٍ: خياره

وما صفا منه وكَثُرَ، وقد عَفا عَفْواً وعُفُوّاً.

وفي حديث ابن الزبير أَنه قال للنابغة: أَمَّا صَفْوُ أَموالِنا فلآلِ

الزُّبَيْرِ، وأما عَفْوُه فإن تَيْماً وأَسَداً تَشْغَلُه عنكَ. قال

الحَرْبي: العَفْوُ أَحَلُّ المالِ وأَطيَبُه، وقيل: عَفْوُ المالِ ما

يَفْضُلُ عن النَّفَقة؛ قال ابن الأثير: وكِلاهما جائزٌ في اللغة، قال :

والثاني أشبَه بهذا الحديث. وعَفْوُ الماءِ: ما فَضَل عن الشَّارِبَةِ وأُخذَ

بغيرِ كُلْفةٍ ولا مزاحمة عليه. ويقال: عفَّى على ما كان منه إذا أَصلَح

بعد الفساد.

أبو حنيفة: العُفْوَة، بضم العين، من كل النبات لَيِّنُه وما لا مَؤُونة

على الراعية فيه.

وعَفْوة كلّ شيء وعِفَاوتُه؛ الضم عن اللحياني: صَفْوُه وكثرَتُه، يقال:

ذَهَبَتْ عِفْوَة هذا النَّبْت أَي لِينُه وخَيرُه؛ قال ابن بري: ومنه

قول الأخطل :

المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا

عِفْواتِه، ويُقَسِّمُوه سِِجالا

والعِفاوةُ: ما يرفع للإنسان من مَرَقٍ. والعافي: ما يُرَدُّ في

القِدْرِ من المَرَقةِ إذا اسْتُعِيرَتْ. قال ابن سيده: وعافِي القِدْرِ ما

يُبْقِي فيها المُسْتَعِير لمُعِيرِها؛ قال مُضَرِّس الأَسَدي:

فلا تَسْأَليني، واسأَ ما خَلِيقَتي،

إذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعيرُها

قال ابن السكيت: عافي في هذا البيت في موضع الرَّفْع لأَنه فاعل، ومَن

في موضع النَّصْب لأنه مفعول به، ومعناه أَنَّ صاحبَ القِدرِ إذا نَزَلَ

به الضَّيْفُ نَصَبَ لهم قِدْراً، فإذا جاءهُ مَنْ يستعير قِدْرهُ فرآها

منصوبَةً لهُم رجَعَ ولم يَطْلُبْها، والعافي: هو الضَّيْفُ، كأَنه

يرُدُّ المُسْتَعِير لارْتِدادِه دونَ قضاءِ حاجَته، وقال غيرُه: عافي

القِدْرِ بقِيَّة المَرَقة يردُّها المستَعيرُ، وهو في موضع النَّصْبِ، وكانَ

وجه الكلام عافِيَ القدر فترَك الفتح للضرورة. قال ابن بري: قال ابن السكيت

العافي والعَفْوة والعِفاوة ما يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ من مَرَقٍ

وما اخْتَلَط به، قال: وموضِعُ عافي رَفْعٌ لأَنه هو الذي رَدَّ

المُسْتَعِير، وذلك لكلَب الزمان وكونه يمنَع إعارَة القِدْرِ لتِلك البَقِيَّة.

والعِفاوةُ: الشيءُ يُرْفَع من الطَّعام للجارية تُسَمَّنُ فَتُؤثَرُ به؛

وقال الكميت:

وظَلَّ غُلامُ الحَيّ طَيّانَ ساغِباً،

وكاعِبُهُم ذاتُ العِفاوَةِ أَسْغَبُ

قال الجوهري: والعِفارة، بالكسر، ما يُرْفَعُ من المَرَقِ أَوَّلاً

يُخَصُّ به مَنْ يُكْرَم، وأَنشد بيت الكميت أَيضاً، تقول منه: عَفَوْت له

منَ المَرَق إذا غَرَفْتَ له أَوَّلاً وآثَرْتَهُ به، وقيل: العفاوة،

بالكسر، أَوّل المَرَقِ وأَجودُه، والعُفاوة، بالضم، آخِرهُ يردُّها

مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مع القِدْرِ؛ يقال منه: عَفَوْت القِدْرَ إذا تركت ذلك في

أَسفلها.

والعِفاء، بالمدِّ والكَسْر: ما كَثُر من الوَبَر والرِّيشِ،الواحِدَةُ

عِفاءَةٌ؛ قال ابن بري: ومنه قول ساعدة بن جؤية يصف الضبع:

كمَشْيِ الأَفْتَلِ السَّارِي عليه

عِفاءٌ، كالعَباءَةِ، عَفْشَلِيلُ

وعِفَاءُ النَّعام وغيره: الريشُ الذي على الزِّفِّ الصِّغار، وكذلك

عِفاءُ الدِّيكِ ونحوه من الطير، الواحدة عِفاءَةٌ، ممدودة. وناقةٌ ذاتِ

عِفاءٍ، وليست همزة العِفاءِ والعِفاءَةِ أَصْلِيَّة، إنما هي واو قلبتْ

أَلِفاً فمُدَّت مثل السماء، أَصلُ مَدَّتِها الواو، ويقال في الواحدة:

سَماوَة وسَماءَة، قال: ولا يقال للرِّيشة الواحدة عِفاءَةٌ حتى تكون كثيرة

كَثيفة؛ وقال بعضُهم في همزة العِفاء: إنَّها أَصلِيَّة؛ قال الأزهري:

وليست همزتها أَصليَّة عند النحويين الحُذَّاقِ، ولكنها همزةٌ ممدودة،

وتصغيرها عُفَيٌّ. وعِفاءُ السَّحابِ: كالخَمْل في وجْهِه لا يَكادُ يُخْلِفُ.

وعِفْوَةُ الرجُل وعُفْوَتُه: شَعَر رَأْسِه.

وعَفا المَنزِلُ يَعْفُو وعَفَت الدارُ ونحوُها عَفاءً وعُفُوّاً

وعَفَّت وتَعَفَّت تَعَفِّياً: دَرَسَت، يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى، وعَفَتْها

الرِّيحُ وعَفَّتْها، شدّد للمبالغة؛ وقال:

أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ، باللِّوَى،

لأَسماءَ عَفَّى آيَةُ المُورُ والقَطْرُ؟

ويقال: عَفَّى اللهُ على أَثَرِ فلان وعَفا الله عليه وقَفَّى الله على أَثَرِ

فلانٍ وقَفا عليه بمعنًى واحدٍ. والعُفِيُّ: جمع عافٍ وهو الدارسُ.

وفي حديث الزكاة: قد عَفَوْتُ عن الخَيل والرَّقيقِ فأَدُّوا زَكَاةَ

أَموالِكم أَي ترَكْتُ لكم أَخْذَ زكاتها وتجاوَزْت عنه، من قولهم عَفَت

الريحُ الأَثَرَ إذا طَمَسَتْه ومَحَتْه؛ ومنه حديث أَُم سلمة: قالت

لعثمان، رضي الله عنهما: لا تُعَفِّ سبيلاً كان رسول الله،صلى الله عليه وسلم ،

لَحَبَها أَي لا تَطْمِسْها؛ ومنه الحديث: تَعافَوُا الحُدُود فيما بينكم؛

أَي تجاوَزُوا عنها ولا تَرْفَعُوها إ فإني متى علمْتُها أَقَمْتُها. وفي

حديث ابن عباس: وسُئل عما في أَموال أَهلِ الذِّمَّةِ فقال العَفْو أَي

عُفِيَ لهم عَمَّا فيها من الصَّدَقَة وعن العُشْرِ في غَلاَّتهم. وعَفا

أَثَرهُ عَفاءً: هَلَك، على المَثَل؛ قال زهير يذكر داراً:

تَحَمَّلَ أَهلُها منها فبانُوا،

على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ

والعَفاءُ، بالفتح: التُرابُ؛ روى أَبو هريرة، رضي الله عنه، عن

النبيِّ،صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إذا كان عندك قوتُ يومِكَ فعَلى الدنيا

العَفاءُ. قال أَبو عبيدة وغيرُه: العَفاءُ التراب، وأَنشد بيتَ زهير يذكر

الدارَ، وهذا كقولهم: عليه الدَّبارُ إذا دَعا عليه أَنْ يُدْبِرَ فلا

يَرْجِع. وفي حديث صفوانَ ابنِ مُحْرِزٍ: إذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ

رغيفاً وشَرِبْتُ عليه ماءً فعَلى الدُّنْيا العَفاءُ. والعَفاءُ: الدُّرُوس

والهَلاكُ وذهاب الأَثَر . وقال الليث: يقال في السَّبِّ بِفيِهِ

العَفاءُ،وعليه العَفاءُ، والذئبُ العَوّاءُ؛ وذلك أَنَّ الذئب يَعْوِي في إثْرِ

الظاعِنِ إذا خَلَت الدار عليه، وأَما ما ورد في الحديث: إنَّ

المُنافِقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كان كالبعير عَقَلَه أَهلُه ثم أَرْسَلوه فلم

يَدْرِ لِمَ عَقَلُوه ولا لِمَ أَرسَلوه؛ قال ابن الأثير: أَُعْفِيَ

المريض بمعنى عُوفِيَ. والعَفْوُ: الأَرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليست بها

آثارٌ. قال ابن السكيت: عَفْوُ البلاد ما لا أَثَرَ لأَحدٍ فيها بِمِلْكٍ.

وقال الشافعي في قول النبي،صلى الله عليه وسلم من أَحْيا أَرْضاً ميتَة فهي

له: إنما ذلك في عَفْوِ البلادِ التي لم تُمْلَكْ؛ وأَنشد ابن السكيت:

قَبيلةٌ كَشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ،

إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهم أَثَرُ

قال ابن بري: الشِّعْر للأَخطَل؛ وقبله:

إنَّ اللَّهازِمَ لا تَنْفَكُّ تابِعَةً،

هُمُ الذُّنابَى وشِرْبُ التابِع الكَدَرُ

قال: والذي في شعره:

تَنْزُو النِّعاجُ عليها وهْي بارِكة،

تَحْكي عَطاءَ سُويدٍ من بني غُبَرا

قبيلةٌ كشِراكِ النَّعْل دارجةٌ،

إنْ يَهْبِطُوا عَفْوَ أَرضٍ لا ترى أَثرَا

قال الأزهري: والعَفَا من البلاد، مقصورٌ، مثلُ العَفْو الذي لا ملْك

لأَحد فيه. وفي الحديث: أَنه أَقْطَعَ من أَرض المدينة ما كان عَفاً أَي

ما ليس لأحد فيه أَثَرٌ، وهو من عَفا الشيءُ إذا دَرَس أو ما ليس لأحد فيه

مِلْكٌ، من عفا الشيءُ يَعْفُو إذا صَفا وخلُص. وفي الحديث: ويَرْعَوْن

عَفاها أَي عَفْوَها.

والعَفْوُ والعِفْو والعَفا والعِفا، بقصرهما: الجَحشُ، وفي التهذيب:

وَلَد الحِمار: وَلَد الحِمار؛ وأَنشد ابن السكيت والمُفَصَّل لأَبي

الطَّمحان حَنْظَلة بن شَرْقيِّ:

بضَرْبٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناتِه،

وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ

والجمع أَعْفاءٌ وعِفاءٌ وعِفْوةٌ. والعِفاوة، بكسر العين: الأَتانُ

بعَينِها؛ عن ابن الأعرابي. أَبو زيد: يقال عِفْوٌ وثلاثة عِفَوَةٍ مثلُ

قِرَطَةٍ، قال: وهو الجَحْشُ والمُهْرُ أَيضاً، وكذلك العِجَلَة والظِّئَبة

جمع الظَّأْبِ، وهو السلْفُ. أَبو زيد: العِفَوَةُ أَفْتاءُ الحُمُر،

قال: ولا أَعلم في جميع كلام العرب واواً متحركة بعد حرف متحرك في آخر

البناء غيرَ واوِ عِفَوَةٍ، قال: وهي لغة لقَيس، كَرهُوا أَن يقولوا عفاة في

موضع فِعَلة، وهم يريدون الجماعة، فتَلْتَبس بوُحْدانِ الأَسماء، وقال :

ولو متكَلِّف أَن يَبنيَ من العفو اسماً مفْرداً على بناء فِعَلة لقال

عِفاة. وفي حديث أبي ذرّ، رضي الله عنه: أَنه ترك أَتانَيْن وعِفْواً؛

العِفْو، بالكسر والضم والفتح: الجَحْش، قال ابن الأثير: والأُنثى عُفٌوة

وعِفْوَة. ومعافًى: اسم رجل؛ عن ثعلب.

عظي

باب العين والظاء و (واي) معهما ع ظ ي، وع ظ، مستعملان

عظي: العَظايَةُ على خلقة سام أبرص، أو أُعَيظِم منهُ شيئاً، والذّكر يقال له اللحم غير أنه إذا لم تَرَ قوائمها ظَنَنْتَ أن رأسها رأسُ حيّةٍ. وتجمع: عَظاء، وثلاث عَظايات، والعَظاءَةُ: لغة فيها.

وعظ: العِظَةُ: الموعظة. وَعَظْتُ الرّجلَ أَعِظُهُ عِظَةً وموعظة: واتَّعَظَ: تقبّل العِظَةَ، وهو تذكيرُك إيّاه الخيرَ ونحوَه ممّا يرقُّ له قلبُهُ. ومن أمثالِهم المعروفة: لا تَعِظيني وتَعَظْعَظي، أي: اتَّعظي أنتِ ودَعي موعظتي. 
عظي
: (ي ( {عَظِيَ الجَمَلُ، كرَضِيَ،} عَظًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ {عَظٍ) ، مَنْقوصٌ، (} وعَظْيانٌ: انْتَفَخَ بَطْنُهُ من أَكْلِ العُنْظُوانِ) ، اسْمٌ (لشَجَرٍ) ، فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجْتَرَّهُ وَلَا أنْ تَبْعَرَه، وقيلَ: أَكْثَر مِن أَكْلِه فتوَلَّد وجْعٌ فِي بَطْنِه.
( {والعَظايَةُ: دُوَيْبَّةٌ كسامِّ أَبْرَصَ) أُعَيْظِمُ مِنْهُ شَيْئا؛} والعَظاءَةُ لُغَةٌ فِيهِ لأَهْلِ العاليَةِ، والأَوْلى لُغَةُ تمِيمٍ؛ (ج {عَظاءٌ) بالمدِّ،} وعَظايا أَيْضاً.
وقالَتْ أَعْرابيَّةٌ وضَرَبَها مَوْلاها؛ رماكَ اللهُ بدَاءٍ لَا دَواءَ لَهُ إلاَّ أَبْوالَ {العَظاءِ، وذلكَ مَا لَا يُوجَدُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} عَظاهُ {عَظْياً: ساءَهُ بأَمْرٍ يأْتِيهِ إِلَيْهِ.
والعَظاءَةُ: بِئْرٌ بَعِيدَةُ القَعْرِ عَذْبةٌ بالمَضْجَع بينَ رَمْل السُّرَّة وبِيشَة.
وقالَ نَصْر:} العَظاءَةُ ماءٌ مُسْتَوٍ بعضُه لبَني قَيْس بنِ جَزْء وبعضُه لبَني مالِكِ بنِ الأخْرمِ بنِ كَعْب بنِ عَوْفِ بنِ عبدٍ.
الْعين والظاء وَالْيَاء

العَظايَةُ على خلقَة سَام أبرص أُعيظم مِنْهَا شَيْئا، والعظاءة لُغَة، والجميع عظايا وعظاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا همزت عظاءة وَإِن لم يكن حرف الْعلَّة فِيهَا طرفا لأَنهم جَاءُوا بِالْوَاحِدِ على قَوْلهم فِي الْجَمِيع عظاء. قَالَ ابْن جني وَأما قَوْلهم عظاءة وعباءة وصلاءة فقد كَانَ يَنْبَغِي لما لحقت الْهَاء آخرا وَجرى الْإِعْرَاب عَلَيْهَا وقويت الْيَاء ببعدها عَن الطّرف أَن لَا تهمز وَأَن لَا يُقَال إِلَّا عظاية وعباية وصلاية فَيقْتَصر على التَّصْحِيح دون الإعلال، وَأَن لَا يجوز فِيهِ الْأَمْرَانِ كَمَا اقْتصر فِي نِهَايَة وغباوة وشقاوة وسعاية ورماية على التَّصْحِيح دون الإعلال إِلَّا أَن الْخَلِيل رَحمَه الله قد علل ذَلِك فَقَالَ: انهم إِنَّمَا بنوا الْوَاحِد على الْجمع فَلَمَّا كَانُوا يَقُولُونَ عظاء وعباء وصلاء فيلزمهم إعلال الْيَاء لوقوعها طرفا أدخلُوا الْهَاء وَقد انقلبت اللَّام همزَة فَبَقيت اللَّام معتلة بعد الْهَاء كَمَا كَانَت معتلة قبلهَا. قَالَ: فَإِن قيل أَو لست تعلم أَن الْوَاحِد أقدم فِي الرُّتْبَة من الْجمع وَأَن الْجمع فرع على الْوَاحِد؟ فَكيف جَازَ للْأَصْل وَهُوَ عظاءة أَن يَبْنِي على الْفَرْع وَهُوَ عظاء؟ وَهل هَذَا إِلَّا كَمَا عابه أَصْحَابك على الْفراء وَقَوله: إِن الْفِعْل الْمَاضِي إِنَّمَا بني على الْفَتْح لِأَنَّهُ حمل على التَّثْنِيَة فَقيل ضرب لقَولهم ضربا؟ فَمن أَيْن جَازَ للخليل أَن يحمل الْوَاحِد على الْجمع، وَلم يجز للفراء أَن يحمل الْوَاحِد على التَّثْنِيَة؟ فَالْجَوَاب: أَن الِانْفِصَال من هَذِه الزِّيَادَة يكون من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن بَين الْوَاحِد وَالْجمع من المضارعة مَا لَيْسَ بَين الْوَاحِد والتثنية. أَلا تراك تَقول: قصر وقصور وقصراً وقصوراً وَقصر وقصور فتعرب الْجمع إِعْرَاب الْوَاحِد وتجد حرف إِعْرَاب الْجمع حرف إِعْرَاب الْوَاحِد وَلست تَجِد فِي التَّثْنِيَة شَيْئا من ذَلِك إِنَّمَا هُوَ قصران أَو قَصْرَيْنِ. فَهَذَا مَذْهَب غير مَذْهَب قصر وقصور أَو لَا ترى إِلَى الْوَاحِد تخْتَلف مَعَانِيه كاختلاف مَعَاني الْجمع؟ لِأَنَّهُ قد كَون جمع أَكثر من جمع كَمَا يكون الْوَاحِد مُخَالفا للْوَاحِد فِي أَشْيَاء كَثِيرَة وَأَنت لَا تَجِد هَذَا إِذا ثنيت إِنَّمَا تنتظم التَّثْنِيَة مَا فِي الْوَاحِد الْبَتَّةَ وَهِي لضرب من الْعدَد الْبَتَّةَ لَا يكون اثْنَان أَكثر من اثْنَيْنِ كَمَا تكون جمَاعَة أَكثر من جمَاعَة. هَذَا هُوَ الْأَمر الْغَالِب وَإِن كَانَت التَّثْنِيَة قد يُرَاد بهَا فِي بعض الْمَوَاضِع أَكثر من الِاثْنَيْنِ فَإِن ذَلِك قَلِيل لَا يبلغ اخْتِلَاف أَحْوَال الْجمع فِي الْكَثْرَة والقلة فَلَمَّا كَانَت بَين الْوَاحِد وَالْجمع هَذِه النِّسْبَة وَهَذِه المقاربة جَازَ للخليل أَن يحمل الْوَاحِد على الْجمع، وَلما بعد الْوَاحِد من التَّثْنِيَة فِي مَعَانِيه ومواقعه لم يجز للفراء أَن يحمل الْوَاحِد على التَّثْنِيَة كَمَا حمل الْخَلِيل الْوَاحِد على الْجَمَاعَة.

وَقَالَت أعرابية لمولاها وَقد ضربهَا: رماك الله بداء لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا أَبْوَال العظاء. وَذَلِكَ مَا لَا يُوجد.

وعظاهُ الشَّيْء: ساءَه. وَمن أمثالهم " طلبت مَا يلهيني فَلَقِيت مَا يعظيني " أَي: مَا يسوءني أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ثمَّ تُغادِيكِ بِمَا يَعْظِيكِ

وعَظِىَ: هَلَكَ.

والعَظاءَةُ: بِئْر بعيدَة القعر عذبة بالمضجع بَين رمل السُّرَّة وبيشة. عَن الهجري.

عظي: قال ابن سيده: العَظاية على خِلْقة سامِّ أَبْرص أُعَيْظِمُ منها

شيئاً، والعَظاءَة لغة فيها كما يقال امرأَةٌ سَقَّاية وسقَّاءَة، والجمع

عَظايا وعَظاءٌ. وفي حديث عبد الرحمن بن عوف: كَفِعْلِ الهِرِّ

يَفْتَرِسُ العَظايا؛ قال ابن الأَثير: هي جمع عَظاية دُوَيْبَّة معروفة. قال:

وقيل أَراد بها سامَّ أَبْرَصَ، قال سيبويه: إِنما هُمِزَت عَظاءَة وإِن لم

يكن حرفُ العِلة فيها طَرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحد على قولهم في الجمع

عِظاء. قال ابن جني: وأَما قولهم عَظاءَة وعَباءَةٌ وصَلاءَةٌ فقد كان

ينبغي، لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخراً وجَرى الإِعرابُ عليها وقَويت الياءُ

ببعدِها عن الطرَف، أَن لا تُهْمَز، وأَن لا يقال إِلا عَظايةٌ وعَباية

وصَلاية فيُقْتَصَر على التصحيح دون الإِعلال، وأَن لا يجوز فيه الأَمران،

كما اقتُصر في نهاية وغَباوةٍ وشقاوة وسِعاية ورماية على التصحيح دون

الإِعلالِ، إِلا أَنَّ الخليل، رحمه الله، قد علل ذلك فقال: إِنهم إِنما بَنَوُا

الواحدَ على الجمع، فلما كانوا يقولون عَظاءٌ وعَباءٌ وصَلاءٌ،

فيلزَمُهم إِعلالُ الياءِ لوقوعِها طرَفاً، أَدخلوا الهاء وقد انقَلَبت اللامُ

همزَةً فبَقيت اللامُ معتلَّة بعد الهاء كما كانت معتَلَّة قبلَها، قال:

فإِن قيل أَوَلست تَعْلَم أَن الواحد أَقدَم في الرُّتْبة من الجمع، وأَن

الجمعَ فَرعٌ على الواحد، فكيف جاز للأَصل، وهو عَظاءَةٌ، أَن يبني على

الفرع، وهو عَظاء؛ وهل هذا إِلا كما عابه أَصحابُك على الفراء في قوله: إِن

الفعلَ الماضي إِنما بني على الفتح لأَنه حُمِل على التثنية فقيل ضرَب

لقولهم ضَرَبا، فمن أَين جازَ للخليل أَن يَحْمِل الواحدَ على الجمع، ولم

يجُزْ للفراء أَن يحمِل الواحِدَ على التثنية؟ فالجواب أَن الانفصال من

هذه الزيادة يكون من وجهين: أَحدهما أَنَّ بين الواحدِ والجمعِ من

المضارعة ما ليس بين الواحِدِ والتثنية، أَلا تَراك تقول قَصْرٌ وقُصُور

وقَصْراً وقُصُوراً وقَصْرٍ وقُصُورٍ، فتُعرب الجمع إعراب الواحد وتجد حرفَ

إِعراب الجمع حرف إِعراب الواحد، ولستَ تجد في التثنية شيئاً من ذلك، إِنما

هو قَصْران أَو قَصْرَيْن، فهذا مذهب غير مذهب قَصْرٍ وقُصُورٍ، أَوَ لا

ترى إِلى الواحد تختلف معانيه كاختلاف معاني الجمع، لأَنه قد يكونُ جمعٌ

أَكثرَ من جَمْعٍ، كما يكون الواحدُ مخالفاً للواحد في أَشياءَ كثيرة،

وأَنت لا تجدُ هذا إِذا ثَنَّيْت إِنما تَنْتَظِم التثنية ما في الواحد

البتة، وهي لضرب من العدد البتة لا يكونُ اثنان أَكثرَ من اثنين كما تكون

جماعة أَكثرَ من جماعة، هذا هو الأَمر الغالب، وإِن كانت التثنية قد يراد بها

في بعض المواضع أَكثر من الاثنين فإِن ذلك قليل لا يبلغ اختلاف أَحوال

الجمع في الكثرة والقلَّة، فلما كانت بين الواحد والجمع هذه النسبة وهذه

المقاربة جاز للخليل أَن يحمل الواحدَ على الجمع، ولما بَعُدَ الواحد من

التثنية في معانيه ومواقِعِه لم يجُزْ للفرّاء أَن يحمِل الواحدَ على

التثنية كما حمل الخليل الواحدَ على الجماعة. وقالت أَعرابيَّة لمولاها، وقد

ضَرَبَها: رَماكَ اللهُ بداءٍ ليس له دَواءٌ إِلا أَبْوالُ العَظاءِ وذلك

ما لا يوجد.

وعَظاه يَعْظُوه عَظْواً: اغْتاله فسَقاه ما يَقْتُله، وكذلك إِذا

تَناوَله بلسانِه. وفَعَل به ما عَظاه أَي ما ساءَه. قال ابن شميل: العَظا أَن

تأْكلَ الإِبلُ العُنْظُوانَ، وهو شجرٌ، فلا تستطيعَ أَن تَجْتَرَّه ولا

تَبْعَرَه فتَحْبَطَ بطونُها فيقال عَظِيَ الجَمَلُ يَعْظَى عَظاً

شديداً، فهو عَظٍ وعَظْيانُ إِذا أَكثر من أَكل العُنْظُوانِ فتوَلّد وجَعٌ في

بطْنه. وعَظاهُ الشيءُ يَعْظِيه عَظْياً: ساءَه. ومن أَمثالهم:طَلبتُ ما

يُلْهيني فلَقِيتُ ما يَعْظِيني أَي ما يَسُوءُني؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ثم تُغاديك بما يَعْظِيك

الأَزهري: في المثل أَردتَ ما يُلْهيني فقُلْتَ ما يَعْظِيني؛ قال: يقال

هذا للرجل يريدُ أَن يَنْصَح صاحبَه فيُخْطِىُّ ويقولُ ما يسوءُه، قال :

،ومثله أَراد ما يُحْظِيها فقال ما يَعْظِيها. وحكى اللحياني عن ابن

الأَعرابي قال: ما تَصْنع بي ؟ قال: ما عَظَاكَ وشَرَاك وأَوْرَمَك؛ يعني

ما ساءَك. يقال: قلت ما أَوْرَمَه وعَظَاه أَي قلت ما أَسْخَطهُ. وعَظى

فلانٌ فلاناً إِذا ساءَه بأَمرٍ يأْتِيه إِليه يَعْظِيه عَظْياً. ابن

الأَعرابي: عَظا فلاناً يَعْظُوه عَظْواً إِذا قَطَّعَه بالغِيبَة. وعَظِي:

هلك.

والعَظاءَةُ: بئرٌ بَعِيدة القَعْرِ عَذبة بالمَضْجَع بين رَمْل

السُّرَّة

(* قوله« رمل السرة إلخ» هكذا في الأصل المعتمد والمحكم.) وبِيشَة؛ عن

الهَجَري.

ولقي فلانٌ ما عَجاهُ وما عَظاهُ أَي لَقيَ شِدَّة. ولَقّاه اللهُ ما

عَظَاه أَي ما ساءه.

عون

عون
الْعَوْنُ: المُعَاوَنَةُ والمظاهرة، يقال: فلان عَوْنِي، أي: مُعِينِي، وقد أَعَنْتُهُ. قال تعالى:
فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ
[الكهف/ 95] ، وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ
[الفرقان/ 4] . والتَّعَاوُنُ:
التّظاهر. قال تعالى: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[المائدة/ 2] . والْاستِعَانَةُ: طلب العَوْنِ. قال:
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
[البقرة/ 45] ، والعَوَانُ: المتوسّط بين السّنين، وجعل كناية عن المسنّة من النّساء اعتبارا بنحو قول الشاعر:
فإن أتوك فقالوا: إنها نصف فإنّ أمثل نصفيها الذي ذهبا
قال: عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ
[البقرة/ 68] ، واستعير للحرب التي قد تكرّرت وقدّمت. وقيل العَوَانَةُ للنّخلة القديمة، والعَانَةُ: قطيع من حمر الوحش، وجمع على عَانَاتٍ وعُونٍ، وعَانَةُ الرّجل: شعره النابت على فرجه، وتصغيره:
عُوَيْنَةٌ.

عون


عَان (و)(n. ac. عَوْن)
a. Was middleraged; was, became a matron.

عَوَّنَ
a. [acc. & 'Ala], Helped, aided against.
b. see I
& X.
عَاْوَنَأَعْوَنَ
IVa. see II (a)
تَعَاْوَنَa. Helped, aided each other.

إِعْتَوَنَa. see VI
إِسْتَعْوَنَ
a. [acc.
or
Bi], Asked help of.
عَوْنa. Help, aid, succour.
b. (pl.
أَعْوَاْن), Helper, aid; assistant; auxiliary; servant.
c. Satllite, guard.

عَانَة [] (pl.
عُوْن)
a. She-ass.
b. Herd of wild asses.

مَعَانَة []
a. see 1 (a)
عَوَان [] (pl.
عُوْن)
a. Middle-aged.
b. Married woman; matron.
c. Long, sanguinary war.
d. Well-watered land.

عَوَانَة []
a. Sand-worm.
b. Palm-tree.
c. see 22 (d)
مِعْوَان [مِعْوَاْن
a. }, Ready to help; helper, succourer.

مُعَاوِن
a. [ N Ag. III], Helper, assistant;
coadjutant, coadjutor.
مَعُوْن مَعُوْنَة
a. Help, aid, assistance, succour.

إِعَانَة
a. Help, aid, assistance.

مُعَاوَنَة
a. see supra.

إِسْتَعَانَة
a. Appeal.

بِعَوْن اللّٰح
a. By God's help.

صَاحِب المَعُوْنَة
a. Prefect of police; chief commissioner of the
police.
[عون] في ح على: كانت ضرباته مبتكرات لا "عونًا"، هو جمع عوان وهي التي وقعت مختلسة فأحوجت إلى المراجعة، ومنه: الحرب العوان، أي المترددة، والمرأة العوان: الثيب، يعني أن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة. ك: وح: لا تكونوا "عون" الشيطان على أخيكم، أي لا تعينوا عليه الشيطان فإنه يريد خزيه فإذا دعوتم عليه بالخزي فقد أعنتموه عليه. مد: ""عوان" بين ذلك" أي نصف. و"استعينوا" على حوائجكم إلى الله بالصبر على تكاليف الصلاة من الإخلاص ودفع هواجس النفس ورعاية الأدب أو على البلايا بالصبر والالتجاء إلى الصلاة. ش: وكان "يستعين" بالخاصة على العامة، أي جعل صلى الله عليه وسلم من جزء نفسه ما يوصل الخاصة إليه ثم يبلغ الخاصة عنه للعامة، أي يستعين في الإبلاغ بخاصة الناس على عامتهم. تو: وحلق "العانة"، هو الشعر على الفرج أو منبته، قيل: يستحب حلق ما على القبل والدبر وما حولهما، ويكفي القص والنتف والنورة، وروى أنه صلى الله عليه وسلم كان ينور على عانته بيده، وقيل: يستحب للمرأة النتف. ز: ووجدت في الكتابين النون مقدمًا على ميم فتبعته.
ع و ن

الصوم عون على العفة. وهؤلاء عونك وأعوانك، وهذه عونك، واستعنته واستعنت به. وعاونته على كذا، وتعاونوا عليه. ولا تبخلوا بمعونكم وما عونكم. والكريم معوان، وهم معاوين في الخطوب. ولا بدّ للناس من معاون. وتقول: إذا قلّت المعونة، كثرت المؤنة. وقال بعض العرب: أجرّ لي سراويلي فإني لم أستعن أي أسبغها لي فإنل لم أستحدّ، قاله: لمن أراد قتله. " العوان لا تعلّم الخمرة ". ونساء وحروب عون، وقد عوّنت. ومن المستعار: امرأة متعاونة: سمينة في اعتدال ساقها ليست بخدلةٍ ولا حمشة. وقال ابن مقبل:

فباكرتها حين استعانت حقوفها ... بشهباء ساريها من القرّ أنكب

ذكر خزامى واستعانة حقوفها بالشهباء وهي الليلة ذات الضّريب أنها تلبدت بنداها، وأنكب: مائل المنكب. وحرب عوان. قال:

حرباً عواناً لاقحاً عن حولل ... خطرت وكانت قبلها لم تخطر

وتقول: فلان لا يحبّ إلا العانية، ولا يصحب إلا الحانيّه؛ أي الخمر المنسوبة إلى عانة وأصحاب الحانات.
(ع و ن) : (فِي حَدِيث بَنِي قُرَيْظَةَ) مَنْ كَانَتْ لَهُ عَانَةٌ فَاقْتُلُوهُ هِيَ الشَّعْرُ النَّابِتُ فَوْقَ الْفَرْجِ وَتَصْغِيرُهَا عُوَيْنَةٌ وَقِيلَ هِيَ الْمَنْبِتُ وَإِنَّمَا اسْمُ النَّابِتُ الشِّعْرَةُ بِالْكَسْرِ وَهُوَ الصَّوَابُ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَحِينَئِذٍ يَكُونُ فِي الْحَدِيث تَوَسُّعٌ وَمَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ دَلَّ الْإِنْبَاتُ عَلَى بُلُوغِهِ فَاقْتُلُوهُ (وَاسْتَعَنْتُهُ فَأَعَانَنِي) وَالِاسْمُ الْعَوْنُ (وَبِهِ كُنِّيَ) أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَعْوَرُ الْكُوفِيُّ يَرْوِي حَدِيثَ السُّجُودِ عَلَى الْحَصِيرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَمَا وَقَعَ فِي شَرْحِ مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ أَبُو عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - سَهْوٌ إنْ كَانَ عَلَى ظَنِّ الْإِسْنَادِ وَإِنْ كَانَ عَلَى ظَنٍّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ فَصَوَابٌ (وَالْمَعُونَةُ) الْعَوْنُ أَيْضًا (وَبِهَا سُمِّيَتْ) بِئْرُ مَعُونَةَ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ الْمَدِينَة.
ع و ن: (الْعَوَانُ) النَّصَفُ فِي سِنِّهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْجَمْعُ (عُونٌ) . وَ (الْعَوَانُ) مِنَ الْحَرْبِ الَّتِي قُوتِلَ فِيهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا الْأُولَى بِكْرًا. وَبَقَرَةٌ عَوَانٌ لَا فَارِضٌ مُسِنَّةٌ وَلَا بِكْرٌ صَغِيرَةٌ. وَ (الْعَوْنُ) الظَّهِيرُ عَلَى الْأَمْرِ، وَالْجَمْعُ (الْأَعْوَانُ) . وَ (الْمَعُونَةُ) الْإِعَانَةُ، يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ مَعُونَةٌ وَلَا (مَعَانَةٌ) وَلَا (عَوْنٌ) . قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَ (الْمَعُونُ) أَيْضًا الْمَعُونَةُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَعُونَةٍ. وَيُقَالُ: مَا أَخْلَانِي فُلَانٌ مِنْ (مَعَاوِنِهِ) وَهُوَ جَمْعُ مَعُونَةٍ. وَرَجُلٌ (مِعْوَانٌ) كَثِيرُ الْمَعُونَةِ لِلنَّاسِ. وَ (اسْتَعَانَ) بِهِ (فَأَعَانَهُ) وَ (عَاوَنَهُ) . وَفِي الدُّعَاءِ: رَبِّ (أَعِنِّي) وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ. وَ (تَعَاوَنَ) الْقَوْمُ أَعَانَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (اعْتَوَنُوا) أَيْضًا مِثْلُهُ. وَ (الْعَانَةُ) الْقَطِيعُ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ وَالْجَمْعُ (عُونٌ) . وَ (عَانَةُ) قَرْيَةٌ عَلَى الْفُرَاتِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا الْخَمْرُ. 
[عون] العَوانُ: النَصَفُ في سنِّها من كل شئ، والجمع عون. وفي المثل: " لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخمرة ". (*) وتقول منه: عونت المرأة تَعْويناً، وعانَتْ تَعونُ عَوْناً. والعَوانُ من الحروب: التي قوتِل فيها مرةً بعد مرّة، كأنَّهم جعلوا الأولى بِكْراً. وبقرةٌ عوانٌ: لا فارِضٌ مُسِنَّةٌ ولا بكرٌ صغيرةٌ، بين ذلك. والعَوْنُ: الظهيرة على الأمر، والجمع الأعْوانُ. والمَعونةُ: الإعانةُ. يقال: ما عندك معونةٌ، ولا مَعانةٌ، ولا عَوْنٌ. قال الكسائي: المعون: المعونة. قال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون يقول: نعم العون قولك (لا) في رد الوشاة وإن كثروا. وقال الفراء: هو جمع معونة، وليس في الكلام مفعل بواحدة، وقد فسرناه في مكرم . وتقول: ما أخلانى فلانٌ من مَعاوِنِهِ، وهو جمع معونة. ورجل معوان: كثير المعونة للناس. واستَعَنْتُ بفلانٍ فأعانَني وعاوَنَني. وفي الدعاء: " رَبِّ أعِنِّي ولا تُعِنْ عَلي ". وتعاونَ القوم، إذا أعان بعضهم بعضا. واعتونوا مثله، وإنما صحت الواو لصحتها في تعاونوا ; لان معناهما واحد فبن عليه، ولولا ذلك لاعتلت. والمتعاونة من النساء: التى طعنت في السنّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم. والعانَةُ: القطيع من حُمُر الوحش، والجمع عونٌ. والعانَةُ: شعر الرَكَبِ. واسْتَعانَ فلان: حلق عانته. وعانة: قرية على الفرات تنسب إليها الخمر، فيقال عانية. قال زهير :

من خمر عانة لما يعد أن عتقا  (*) وربما قالوا عانات، كما قالوا عرفة وعرفات. والقول في صرف عانات كالقو في عرفات وأذرعات.
ع و ن : الْعَوْنُ الظَّهِيرُ عَلَى الْأَمْرِ وَالْجَمْعُ أَعْوَانٌ
وَاسْتَعَانَ بِهِ فَأَعَانَهُ وَقَدْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ اسْتَعَانَهُ وَالِاسْمُ الْمَعُونَةُ وَالْمَعَانَةُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَوَزْنُ الْمَعُونَةِ مَفْعُلَةٌ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْمِيمَ أَصْلِيَّةً وَيَقُولُ هِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ الْمَاعُونِ وَيَقُولُ هِيَ فَعُولَةٌ.

وَبِئْرُ مَعُونَةَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ قِبَلَ نَجْدٍ وَبِهَا قَتَلَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ الْقُرَّاءَ وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا بَعْدَ أُحُدٍ بِنَحْوِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَتَعَاوَنَ الْقَوْمُ وَاعْتَوَنُوا أَعَانَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

وَالْعَانَةُ فِي تَقْدِيرِ فَعَلَةٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَفِيهَا اخْتِلَافُ قَوْلٍ فَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَجَمَاعَةٌ هِيَ مَنْبِتُ الشَّعْرِ فَوْقَ قُبُلِ الْمَرْأَةِ وَذَكَرِ الرَّجُلِ وَالشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَيْهِ يُقَالُ لَهُ الْإِسْبُ وَالشِّعْرَةُ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: فِي مَوْضِعٍ هِيَ الْإِسْبُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هِيَ شَعْرُ الرَّكَبِ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ اسْتَعَانَ وَاسْتَحَدَّ حَلَقَ عَانَتَهُ وَعَلَى هَذَا فَالْعَانَةُ الشَّعْرُ النَّابِتُ وَقَوْلُهُ فِي قِصَّةِ بَنِي قُرَيْظَةَ «مَنْ كَانَ لَهُ عَانَةٌ فَاقْتُلُوهُ» ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ لِهَذَا الْقَوْلِ وَصَاحِبُ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَقُولُ الْأَصْلُ مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرُ عَانَةٍ فَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ وَالْعَوَانُ النَّصَفُ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَهَائِمِ وَالْجَمْعُ عُونٌ وَالْأَصْلُ بِضَمِّ الْوَاوِ لَكِنْ أُسْكِنَ تَخْفِيفًا. 
(ع ون)

العون: الظّهْر، الْوَاحِد والاثنان والجميع والمؤنث فِيهِ سَوَاء. وَقد حكى فِي تكسيره اعوان. وَالْعرب تَقول إِذا جَاءَت السّنة: جَاءَ مَعهَا اعوانها، يعنون بِالسنةِ عَام الجدب وبالاعوان الْجَرَاد والذئاب والأمراض.

والعوين: اسْم للْجَمِيع.

وَقد استعنته واستعنت بِهِ فاعانني، وَإِنَّمَا اعْل اسْتَعَانَ وَإِن لم يكن تَحْتَهُ ثلاثي معتل، اعني انه لَا يُقَال عان يعون كقام يقوم لِأَنَّهُ وَإِن لم ينْطق بثلاثيه فَإِنَّهُ فِي حكم الْمَنْطُوق بِهِ. وَعَلِيهِ جَاءَ اعان يعين وَقد شاع الاعلال فِي هَذَا الأَصْل فَلَمَّا اطرد الاعلال فِي جَمِيع ذَلِك دلّ أَن ثلاثية وَإِن لم يكن مُسْتَعْملا فَإِنَّهُ فِي حكم ذَلِك.

وَالِاسْم العون والمعانة والمعونة والمعونة والمعون وَلم يَأْتِ مفعل بِغَيْر هَاء إِلَّا المعون والمكرم قَالَ جميل:

بثين الزمي لَا إِن لَا إِن لَزِمته ... على كَثْرَة الواشين أَي معون

وَقَالَ آخر:

ليَوْم مجد أَو فعال مكرم

وَقيل: معون جمع مَعُونَة ومكرم جمع مكرمَة.

وتعاونوا عَليّ واعتونوا: اعان بَعضهم بَعْضًا. سِيبَوَيْهٍ: صحت وَاو اعتونوا لِأَنَّهَا فِي معنى تعاونوا، فَجعلُوا ترك الاعلال دَلِيلا على انه فِي معنى مَا لابد من صِحَّته وَهُوَ تعاونوا. وَقَالَ: عاونته معاونة وعوانا صحت الْوَاو فِي الْمصدر لصحتها. فِي الْفِعْل لوُقُوع الْألف قبلهَا.

وَرجل معوان حسن المعونة. والنحويون يسمون الْبَاء حرف الِاسْتِعَانَة وَذَلِكَ انك إِذا قلت ضربت بِالسَّيْفِ وكتبت بالقلم وبريت بالمدية فكأنك قلت: استعنت بِهَذِهِ الأدوات على هَذِه الْأَفْعَال.

والعوان من الْبَقر وَغَيرهَا: النّصْف فِي سنّهَا، وَفِي التَّنْزِيل (عوان بَين ذَلِك) وَقيل الْعوَان من الْبَقر وَالْخَيْل: الَّتِي نتجت بعد بَطنهَا الْبكر، والعوان من النِّسَاء: الَّتِي قد كَانَ لَهَا زوج، وَالْجمع عون قَالَ:

نواعم بَين ابكار وَعون ... طوال مشك اعقاد الهوادي

وَقد عونت إِذا صَارَت عوانا.

وَخرب عوان: قوتل فِيهَا مرّة. وَهُوَ على الْمثل. قَالَ:

حَربًا عوانا لاقحا عَن حولل ... خطرت وَكَانَت قبلهَا لم تخطر

ونخلة عوان: طَوِيلَة، ازدية. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العوانة: النَّخْلَة فِي لُغَة أهل عمان.

والعانة: القطيع من حمر الْوَحْش. والعانة: الاتان. وَالْجمع مِنْهُمَا عون.

وعانة الْإِنْسَان: الشّعْر النَّابِت على فرجه، وَقيل: هِيَ منبت الشّعْر هُنَالك.

واستعان الرجل: حلق عانته. وَقَالَ بعض الْعَرَب وَقد عرضه رجل على الْقَتْل: اجْرِ لي سراويلي فَإِنِّي لم اسْتَعِنْ..

وَتعين كاستعان، واصله الْوَاو. فإمَّا أَن يكون تعين تفعيل، وَإِمَّا أَن يكون على المعاقبة كالصياغ فِي الصواغ، وَهُوَ اضعف الْقَوْلَيْنِ إِذْ لَو كَانَ ذَلِك لوجدنا تعون فعدمنا إِيَّاه يدل على أَن تعين تفيعل.

وَفُلَان على عانة بكر بن وَائِل: أَي جَمَاعَتهمْ وحرمتهم. هَذَا عَن اللحياني.

والعانة: الْحَظ من المَاء للارض بلغَة عبد الْقَيْس.

وعانة: قَرْيَة من قرى الجزيرة.

وتصغير كل ذَلِك عوينة.

وَأما قَوْلهم: فِيهَا عانات فعلى قَوْلهم:

رامات جمعُوا كَمَا ثنوا.

والعانية: الْخمر: منسوبة إِلَيْهَا.

وَعون وعوين وعوانة أَسمَاء. وعوانة أَيْضا: مَوضِع.

وعوانة وعوائن: موضعان قَالَ تابط شرا:

وَلما سَمِعت العوص تَدْعُو تنفرت ... عصافير رَأْسِي من بَرى فعوائنا

وَمَعَان: مَوضِع بِالشَّام على قرب مُؤْتَة قَالَ عبد الله بن رَوَاحَة:

أَقَامَت لَيْلَتَيْنِ على معَان ... واعقب بعد فترتها جموم
عون:
أعان، أعانه على البكاء، أو أعانه فقط: بكى معه، مثل ساعده وأسعده (لين، معجم البلاذري، معجم الطرائف في مادة سعد شرح الروزني للبيت الأول من معلقة امرئ القيس).
تعاون: كسب قوته، ففي تاريخ بني زيان (ص98 ق): وساروا (الأولى وصاروا) ينقلون الرمل على الحمير يتعاونون به، وفي مخطوطة فينا: يبتاعونه ويتعيشون به.
تعاون: تجسس. (بوشر).
تعاون على فلان: وشى به، نم عليه. (ألف ليلة برسل 9: 381) وفي طبعة ماكن (3: 227): نم على وهو مرادفها.
تعاون على فلان: أقام دعوى عليه. (هلو).
عَون: تابع جديد، مولي جديد، حسب التفسير المذكور في المقدمة (1: 334).
عَوْن: جمَّال. ففي رياض النفوس (ص61 و): وجميع الرفقة من الجمال والأحمال والأعوان لرجل واحد- ثم اشترى ثلاثين جملاً حتى كملها مائة جمل: أحمالها وأعوانها.
أعوان الزكاة: موظفي الكمرك. (ابن جبير ص60).
عَوْن: شرير مريد من الجن. (ألف ليلة 2: 120، 669، 670، 672) وانظر ترجمة لألف ليلة (2: 330 رقم 106).
عَون: تمثال ضخم، ورجل أو تمثال هائل، جسيم، عملاق. (بوشر).
عانة: عظم الحرقفة ويقال له أيضاً عظم العانة. (بوشر).
عانة: مثانة. (مارتن ص149).
عونة: إعانة مالية. (بوشر).
عونة: وسخرة: كلفة، عمل مجاني. (ميهرن ص32).
عَوْني: ضخم، هائل، جبار. (بوشر).
عَوان: إهانة، إذلال، تعد، ظلم، بلص (بوشر موكيت ص180) وفيه إهانة أو غرامة نقدية.
وانظر: (ديفيك ص48).
عَوَان: سعاية، نميمة. (بوشر).
عِوَان: ذكرت في معجم الكالا وهي تصحيف عنوان.
عَوين: زاد. (دومب ص61 و): وجميع الرفقة من الجمال والأحمال والأعوان لرجل واحد- ثم اشترى ثلاثين جملاً حتى كملها مائة جمل: أحمالها وأعوانها.
أعوان الزكاة: موظفي الكمرك. (ابن جبير ص60).
عَوْن: شرير مريد من الجن. (ألف ليلة 2: 120، 669، 670، 672) وانظر ترجمة لين ألف ليلة (2: 330 رقم 106).
عَون: تمثال ضخم، ورجل أو تمثال هائل، جسيم، عملاق. (بوشر).
عانة: عظم الحرقفة ويقال له أيضاً عظم العانة. (بوشر).
عانة: مثانة. (مارتن ص149).
عونة: إعانة مالية. (بوشر).
عونة: وسخرة: كلفة، عمل مجاني. (ميهرن ص32).
عَوْني: ضخم، هائل، جبار. (بوشر).
عَوان: إهانة، إذلال، تعد، ظلم، بلص (بوشر موكيت ص180) وفيه إهانة أو غرامة نقدية.
وانظر: (ديفيك ص48).
عَوَان: سعاية، نميمة. (بوشر).
عِوَان: ذكرت في معجم الكالا وهي تصحيف عنوان.
عَوين: زاد. (دومب ص61، دوماس حياة العرب ص345).
عوين: قوت، طعام. (همبرت ص2 جزائرية).
عَوينة: مكيال للحبوب. (بربروجر ص186).
عواني، وجمعها عوائية: جاسوس، واش، نمام، ساع، دساس، ناقل كلام، (بوشر).
عوانية جهنم: زبانية جهنم. (بوشر).
عوانية: إهانة، إذلال، بلص، ظلم، تعد (بوشر). وانظر: (ديفيك ص48).
إعانة: ضرب من الإتاوة (محيط المحيط).
معونة: تستعمل بمعنى الإعانة مصدر أعان أي مساعدة. ففي كليلة ودمنة (ص222): طمع في معونتي إياه.
ليلة المعونة: حفل يقيمه رجل شجاع في ضيق وعوز يقدم له المدعون فيه الهدايا والعطايا والتبرعات. (دوماس حياة العرب ص449).
معونة. وجمعها معونات: دراهم تعطى لقبيلة لتقوم بغارة أو غزوة. ففي الكامل (ص76).
نحن ضربنا الازد بالعراق ... والحيَّ من ربيعة المرَّاق
وابن سهيل قائد النفاق ... بلا معونات ولا أرزاق
معونة: ضريبة استثنائية فوق العادة بفرضها الأمير إذا فقد ما في خزانته من مال. وعلى الرغم من أنها ضريبة استثنائية فقد أصبحت منذ العهد الأموي ضريبة ثابتة، بمرور الزمن أطلق على كل الضرائب اسم معاون (معجم الادريسي ص351 - 532، 389، معجم البلاذري، معجم الطرائف).
وفي كتاب الخطيب (ص14 و): واخلاقهم في احتمال المعاون الجبايية جميلة وانظرها في مادة لقب.
وكلمة معونة تعني في عدد من الوثائق القطلونية في القرون الوسطى إما ضريبة على السفن التجارية تخصص لتجهيز الأسطول ضد المغاربة، وأما هبة تمنح لهذا الغرض. (معجم الأسبانية ص179، 80). وقد جبى الأمير عبد القادر في أيامنا هذه المعونة في حالة الضرورة القصوى. وكانت القبائل لا تحب دفع هذه الضريبة الاستثنائية مرة ثانية وكانت جبايتها سبب الخروج على السلطان مرات عديدة.
معونة: ضريبة تفرض لتموين الجيش في المعركة. (جودار 1: 150، 662).
صاحب المعونة: رئيس الشرطة- دار المعونة في القاهرة: دار الشحنة أو رئيس الشرطة، وكانت تتخذ سجناً في نفس الوقت. وتسمى أيضاً المعونة (الجريدة الآسيوية 1866، 2: 424 رقم 1) وحبس المعونة: انظر: معجم الادريسي وقد صححت فيه نصوص أبي الفدا وشرح مقامات الحريري. وفي كتاب الماوردي (ص376): ولاة الأحداث والمعاون.
معونة: يقول السيد كتال في كتابه (التاريخ الحديث لجمهورية جنوا) (المجلد الثاني ص344 وما يليها): أن علاقات جنوا مع غوطا في القسم الأول من القرن الثالث عشر أدت إلى استحداث بنك من البنوك الخاصة سمي بالمعونة وكان يقرض النقود للدولة. وأرى أن مؤسسة من هذا النوع كانت أول من استغل مناجمنا من الحديد وباع الحديد بالجملة، لأن مخازنه الكبرى لا تزال تسمى بالمعونة في (توسكانيا). وقد أرسل إلي هذه المعلومات السيد أماري.
معوني: سمير السلطان ونديمه. (الكالا).
الاستعانة عند أهل البديع: يأتي القائل ببيت غيره ليستعين به على إتمام مراده. وهي نوع من التضمين. (محيط المحيط).
عون
عانَتِ البَقَرَةُ عَوْناً: صارَتْ عَوَاناً، وهي النَّصَفُ. وعَوَّنَتِ المَرْأةُ، وهي عَوَانٌ وعَوَانَةٌ.
وحَرْبٌ عَوَانٌ: قُوْتلَ فيها مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وعَوَانَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. والعَوَانَةُ: العَيْدَانَةُ من النَّخِيْل.
والعَوَانُ: الأرْضُ المَمْطُوْرَةُ، والجَمْعُ: عُوْنٌ. والعَانَةُ: قَطِيْعٌ من الحُمُرِ الوَحْشِيَّة، والجَمْعُ: عُوْنُ. وكَواكِبُ بِيْضٌ أسْفَل من السُّعُود. وإسْبُ الرَّجُلِ، واسْتَعَانَ: حَلَقَ عانَتَه.
وعَانَاتٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ تُنْسَبُ إليه الخَمْرُ العانِيَّةُ. والعَوْنُ: المُعِيْنُ، يَقَعُ للواحِدِ والجَمْعِ والمُذَكَّر والمُؤنَّث. وما عَوَّنْتُ فيه بشَيْءٍ: أي ما أعَنْتُ. والمِعْوَانُ: الحَسَنُ المَعُوْنَةِ. والمَعْوُنُ: المَعْوْنَةُ، وليس في الكَلام مَفْعُلٌ إلاّ هذا ومَكْرُمٌ، وقيل: هما جَمْعُ مَعْوُنَةٍ ومَكْرُمَةٍ.
والتَّعْوِيْنُ: أنْ تَدْخُلَ على غَيْرِكَ في نَصِيْبه. قال أبو حاتم: تُوْلَعُ العامَّةُ في تَصْغِيْرِ العَيْنِ بِعُوَيْنَةٍ، ويقولون: ذو العُوَيْنَتَيْن، وإنما هو: العُيَيْنَتَيْنِ بالياء. وجاء: حُوْرٌ عُوْنٌ: في مَعْنى عِيْن.
عين العَيْنُ: الناظِرَةُ، والجَميعُ: العُيُوْنُ والأعْيَانُ والأعْيُنُ والأعْيُنات. والفَوّارَةُ تفور من غير عَمَل. والسَّحَابَةُ تَنْشَأُ من يَمين القِبْلَة. ونُقْرَةُ الرُّكْبَةِ. والمالُ الحاضِرُ، يُقال: هُوَ عَيْنٌ غيرُ دَيْنٍ، وصَيْخَدُ الشَّمْس. والشَّمْسُ نَفْسُها، يُقال: طَلَعَتِ العَيْنُ: والدِّيْنارُ. ومَصْدَرُ عِنْتُه: إِذا أصَبْتَه بالعَيْن. والجاسُوْسُ، ويُسَمّى ذا العَيْنَيْنِ أيضاً. والمَيْلُ في الميزان. ولُّبُّ الشَّيْءِ وخِيَارُه. ونَفْسُ الشَّيْءِ، ومنه: " لا أتْبَعُ أثَراً بَعْد عَيْنٍ ".
والعَيَنُ - بفَتْح الياء وسُكونها -: الجَماعَةُ من النّاس. وما بها عَيَنٌ وعَيْنٌ وعائنَةٌ: أي أحَدٌ.
ولَقِيْتُه أدنى عَيَنٍ وأدنى عائنَةٍ وأدنى عَيْنٍ: أي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. وبَعَثْنا عَيْناً يَعْتانُ لنا وَيَتَعَيَّنُ: أي يأْتِيْنا بالخَبَر. واعْتَانَ لنا مَنْزِلاً: ارْتادَه. واعْتَانَ: تَبَصَّرَ هل يَرى أحَداً.
وعانَ عليهم يعِيْنُ عِيَانَةً: كان عَيْناً. ونَظَرَتِ البلادُ بِعَيْنٍ أو بِعَيْنَيْنِ: طَلَعَ نَباتُها. وعانَتِ العَيْنُ عَيْناً: جَرَتْ. وسالَتْ أيضاً، ومنه العَيِّنُ: الشَّديدُ البُكاء، وهو فَيْعِلٌ. وسِقَاءٌ عَيِّنٌ - بكَسْر الياء وفَتْحِها -: وهو الجَدِيدُ في لُغَةِ طَيِّءٍ، والحَلَقُ في لُغَةِ غيرِهم. وليس في المُعْتَلِّ فَيْعَلٌ - بالفَتْح - غير هذا. وَتَعَيَّنَ: وَهَتْ مَخَارِزُه.
وقِرْبَةٌ عَيْناءُ: تَهَيَّأَتْ للخَرْق. وعَيَّنْتُها: تَتَبَّعْتَ ما تَعَيَّنَ فَدُهِنَتْ وشُحِمَت. وحَفَرْتُ البئْرَ حتّى عِنْتُ عَيْناً وأعْيَنْتُ: بَلَغْتَ العَيْنَ. وهو الرَّجُلُ عَيْنُ الرَّجُلِ وعَيْنَه - بالفَتْح - ولا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ. وهو أخُوْ عَيْنٍ وصَدِيْقُ عَيْنٍ وعَبْدُ عَيْنٍ: أي إِذا غابُوا تَغَيَّرُوْا. وأَعْيَانُ القَوْم: أشْرَافُهُم. وأوْلاَدُ الرَّجُلِ من الحَرائِر: بَنُو أعْيانٍ، وهم أعْيَانٌ. وتقول للأخْوَةِ من أبٍ وأُمٍّ ولهم أخْوَةٌ من أُمَّهاتٍ شَتّى: هؤلاءِ أعْيَانُ إخْوَتِهم. وأسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ. ويقولونَ للمَبْعُوثِ في أمرٍ إِذا اسْتُعْجِلَ: " بعَيْنٍ ما أرَيَنَّكَ ". والعَيَنُ: طائرٌ. وعِظَمُ سَوادِ العَيْنِ في سَعَةٍ، يُقال: ثَوْرٌ أعْيَنُ بَيِّنُ العِيْنَة والعَيَن، قال ذو الرُّمَّة: رَفْيقُ أعْيَنُ ذَيّالٌ.
وزَعَمَ الخَليلُ أنَّهم لا يقولونَ إلاّ: بَقَرَةٌ عَيْناءُ، والأعْيَنُ يُسْتَعْمَلُ في غيرِ البَقَرَة. وقال أيضاً: الأعْيَنُ اسْمٌ للثَّوْرِ وليس بصِفَةٍ. وهو مِعْيانٌ وعَيُوْنٌ: شَديدُ العَيْن. وقَوْمٌ عِيْنٌ وعُيُنٌ.
والعِيْنَةُ: اسْمٌ من عانَهُ بالعَيْن. وخِيَارُ المال، والجَميعُ: عِيَنٌ، واعْتَانَ: اخْتَارَ. والشَّرُّ. والفَسَادُ. والسَّلَفُ، وكأنَّه من عَيْنِ الميزانِ وهو زِيادَتُه، واعْتَانَ وتَعَيَّنَ: أخَذَ عِيْنَةً.
وعَيَّنَ الحَرْبَ واعْتَانَها: ارَّثَها. وعَيَّنَ الشَّجَرُ: نَضَرَ ونَوَّرَ. وعَيَّنْتُه: أخْبَرْتَه بمَساوئ أعْمالِه في وَجْهِه. وما عَيَّنَ لي بِشَيْءٍ: أي لم يَدُلَّني على شيْءٍ ولم يُبَيِّن. وما أعْطاني شَيْئاً أيضاً.
وعَيْناءُ ثَبِيرٍ: شَجْرَاءُ في رأسِه. وكُلُّ عَيْنَاءَ فهيَ خَضْرَاء. وقافِيَةٌ عَيْنَاءُ: نَافِذَةٌ، وقَوَافٍ عِيْنٌ.
والعَيْنَاءُ من الضَّأْنِ: البَيْضَاءُ وعَيْناها في سَوَادٍ. وأمّا قَوْلُهم: ابْنَا عِيَان أسْرَعا البَيَان، فَخَطَّانِ في الأرْض يُزْجَرُ بهما الطًّيْرُ. وإذا عُلِمَ أنَّ القامِرَ يَفُوْزُ قِدْحُه قيل: جَرى ابْنا عِيَان. وفي مَثَلٍ يُضْرَبُ عند اليأْس من كلِّ شَيْءٍ: " لا حَسَاسَ من ابْنَيْ عِيَانٍ ".
والعِيَانُ: حَلْقَةُ الفَدّانِ، وقيل: ما يُقْرَنُ به الخَشَبَةُ الطَّويلةُ من الفَدّانِ إلى المَكْرَب. والمُعَيَّنُ: المُلَوَّنُ من الجَرَاد. وثَوْبٌ مُعَيَّنٌ: يُرى في وَشْيه تَرَابِيْعُ صِغَارٌ. فأمّا المَثَل: " هَيْنٌ لَيْنٌ وَأَوْدَتِ العَيْنُ " فَيُضْرَبُ لِمَا يَذْهَبُ حُسْنُه. وفي الحَديث: " عَيْنٌ سَاهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمة " أي عَيْنُ ماءٍ لا يَنْقَطِعُ، ويَعْني بالنائمة عَيْنَ صاحبها، أي هو يَنامُ وتلك تَجْري. والماءُ المَعِيْنُ: الظّاهِرُ. وهو مَعِيْنٌ ومَعْيُوْنٌ: أي تأخُذُه العَيْنُ لِبَراعَتِه.
عون
أعانَ يُعين، أَعِنْ، إعانةً، فهو مُعين، والمفعول مُعان
• أعان صديقَه في شدَّته: ساعده، أسعفه، أغاثه "أعان جارَه/ مُحتاجًا/ يتيمًا- ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليّ [دعاء]- {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ} ". 

استعانَ/ استعانَ بـ يستعين، اسْتَعِنْ، استعانةً، فهو مُستعين، والمفعول مُستعان
• استعان صديقَه/ استعان بصديقه: طلب منه المساعدةَ والعَوْن والنصرة "استعان بالمعجم/ بالسلطة- وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ [حديث]- {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منك وحدك يا الله نطلب العون". 

تعاونَ يتعاون، تعاوُنًا، فهو مُتعاوِن
• تعاون الجيرانُ: تضامنوا، ساعد بعضُهم بعضًا "تعاون الأهلُ- تعاون الصديقان في السرَّاء والضرَّاء- لا يعجز القومُ إذا تعاونوا [مثل]- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ". 

عاونَ يعاون، مُعاونةً وعِوانًا، فهو مُعاوِن، والمفعول معاوَن
• عاون جارَه: أعانه، ساعده وأسعفه "أصبح فقيرًا يطلبِ المعاونة". 

إعانة [مفرد]: ج إعانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أعانَ.
2 - (قص) منحة تكون عادةً ماليَّة تمنحها الدّولةُ بعضَ المنشآت الصِّناعيّة أو الزِّراعيّة حماية لها من المنافسة الأجنبيّة، وتمنح كذلك للأفراد "حصل الطّالب الفائز على إعانة لإكمال دراسته". 

استعانة [مفرد]: مصدر استعانَ/ استعانَ بـ. 

تعاوُن [مفرد]:
1 - مصدر تعاونَ.
2 - (قص) مذهب اقتصاديّ شعاره الفرد للجماعة والجماعة للفرد ومظهره تكوين جماعات للقيام بعمل مشترك لمصلحة الأعضاء والاستغناء عن الوسيط "روح التَّعاوُن- التَّعاون الدَّوليّ/ الاقتصاديّ". 

تعاونيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تعاوُن.
• تأمين تعاونيّ: (جر) نظام تأمينيّ يصبح فيه الأشخاص المؤمَّن عليهم أعضاء في الشركة بحيث يدفع كلّ منهم قدرًا معينًا من الأموال لصندوق مشترك ويكون فيه الأعضاء مخوّلين بالتأمين في حالة الخسارة.
• جمعيّة تعاونيَّة: جمعيّة للأشخاص أو الأعمال التّجاريّة قائمة على التعاون والمساعدة. 

عانة [مفرد]: ج عَانات وعُون:
1 - شَعر نابت في أسفل البطن حول الفرج "من النظافة حلق العانة".
2 - شعر الرّكب في الذكور والإناث.
• عظم العانة: (شر) الجُزء الأماميّ من عَظْم المِفْصل الذي يشكل تجويف الحَوْض. 

عَوان [مفرد]: ج عُون:
1 - ما كان في منتصف السِّنّ من كُلِّ شيء " {إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} ".
2 - المرأة في منتصف عمرها.
• حرب عَوان: قُوتل فيها مرّة بعد مرّة، وهي من أشدّ الحروب "وفي الحرب العَوانِ وُلدتُ طفلا ... ومن لبن المعامعِ قد سُقِيتُ". 

عَوْن [مفرد]: ج أعوان:
1 - معين، مساعد، مساند، ظهير "هم أعوان الخير- وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ [حديث] " ° العَوْن العسكريّ: المدد والنجدة- مَدَّ له يدَ العون: أعانه، ساعده.
2 - مساعدة. 

مُعاوِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عاونَ.
2 - موظّف مساعد، يساعد غيره في عمله "معاون المدير/ النيابة/ السَّائق". 

مِعْوان [مفرد]: ج معاوينُ، مؤ مِعْوان ومِعْوانَة: كثير المساعدة للنَّاس "الكريم مِعْوانٌ- كان مِعْوانًا لكُلِّ مَنْ عرَفه- امرأة مِعْوان/ مِعْوانَة لزوجها". 

مَعونة [مفرد]: ج مَعُونات ومَعاوِن: مساعدة، إعانة "معونة الأيتام/ الشِّتاء/ المعاش- معونات للمتضرّرين- معونة عسكريّة". 

مُعين [مفرد]: اسم فاعل من أعانَ.
• المُعين: اسم من أسماء الله الحسنى.
• المُعينات البَصَريَّة: (طب) أجهزة أو عدسات تُستخدم لضعاف البصر بقصد توضيح الرُّؤية البصريّة لهم "تمّ تزويد المسنِّين بالأجهزة التّعويضيّة كالمُعينات البصريّة والسَّمعيّة والأسنان الصِّناعيَّة". 

عون

1 عَانَتْ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. عَوْنٌ, (S, TA, [but see what follows,]) said of a woman, She was, or became, such as is termed عَوَان [q. v.]; as also ↓ عَوَّنَتْ, inf. n. تَعْوِينٌ: (S, K:) and in like manner, عانت, aor. as above, inf. n. عُؤُونٌ, [or عَوْنٌ, (Ham p. 630,)] is said of a cow, accord. to Az. (TA.) 2 عَوَّنَ see 1: A2: and see also 10.

A3: تَعْوِينٌ signifies also The he-ass's leaping his she-ass much, or often. (IAar, K.) A4: And The invading another in respect of his share, or portion. (K.) 3 عَاوَنَهُ, inf. n. مُعَاوَنَةٌ and عِوَانٌ (K,) [He aided, helped, or assisted, him, being aided, &c., by him:] see 6: b2: and i. q. أَعَانَهُ: see the latter, and see also 10.4 اعانهُ [inf. n. إِعَانَةٌ] and ↓ عَاوَنَهُ signify the same, (S, * MA, K,) i. e. He aided, helped, or assisted, him. (MA.) رَبِّ أَعِنِّى وَلَا تُعِنْ عَلَىَّ [O my Lord, aid me, and aid not against me,] is said in a form of prayer. (S.) [And you say, اعانهُ عَلَي الأَمْرِ lit. He aided him against, meaning, to accomplish, or perform, the affair]. See also 6 and 10, the latter in two places.5 تَعَيَّنَ, originally تَعَوَّنَ: see 10, last sentence.6 تَعَاوَنُوا signifies بَعْضُهُمْ بَعْضًا ↓ أَعَانَ, (S, Msb, K,) They aided, helped, or assisted, one another; (MA;) as also ↓ عَاوَنُوا; (Msb;) and ↓ اِعْتَوَنُوا, (S, K,) in which the و is preserved because it is preserved in تعاونوا with which it is syn.; (Sb, S;) and also ↓ اِعْتَانُوا, accord. to IB, who cites as an ex. a verse in which نَعْتَانُ occurs; but this correctly means نَأْخُذُ العِينَةَ [belonging to art. عين]. (TA.) One says, تَعاونوا عَلَي الأَمْرِ They aided, helped, or assisted, one another [lit. against, meaning, to accomplish, the affair]. (MA.) 8 اِعْتَوَنُوا and اِعْتَانُوا: see 6, in two places.10 استعانهُ and استعان بِهِ He sought, desired, demanded, or begged, of him, aid, help, or assistance. (MA.) You say, اِسْتَعَنْتُهُ, (Mgh,) or اِسْتَعَنْتُ بِهِ, (S, Msb,) or both, (K,) ↓ فَأَعَانَنِى (S, Mgh, Msb, * K) and ↓ عَاوَنَنِى, (S, TA,) for which last, ↓ عَوَّنَنِى is erroneously put in the copies of the K; (TA;) [i. e. I sought, &c., of him, aid, &c., and he aided me.] The alteration of the infirm letter [و into ا] is made in استعان and ↓ اعان in imitation of a general rule [which requires it when that alteration is made in the unaugmented triliteral verb], though عَانَ, aor. ـُ [as their source of derivation,] is not used. (TA.) ب [i. e. بِ] is called حَرْفُ اسْتِعَانَةٍ [A particle denotative of seeking aid, &c.,] because when you say ضَرَبْتُ بِالسَّيْفِ and كَتَبْتُ بِالقَلَمِ and بَرَيْتُ بِالمُدْيَةِ, it is as though you said اِسْتَعَنْتُ بِهٰذِهِ الأَدَوَاتِ عَلَي هٰذِهِ الأَفْعَالِ [meaning I sought aid of these instruments, or made use of them as means, against, i. e. to perform, these actions of smiting &c.]. (TA.) [And you say, استعان بِنَفْسِهِ, meaning He sought self-help, or exerted himself, فِي أَمْرٍ in an affair, and عَلَيْهِ against it, or him.]

A2: استعان signifies also He shaved his عَانَة, or pubes; (S, Msb, K;) and so ↓ تَعَيَّنَ, originally تَعَوَّنَ, on the authority of ISd. (TA.) عَوْنٌ (S, Mgh, K) and ↓ مَعُونَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ مَعْوُنَةٌ, (K, TA,) with damm to the و, agreeably, with analogy, (TA, [in the CK written مَعْوَنَةٌ,]) and ↓ مَعَانَةٌ (S, Msb, K) and ↓ مَعُونٌ, (S, K,) [respecting the second and last of which see what follows,] are simply substs., (Mgh, Msb, K,) and signify Aid, help, or assistance: (S, Mgh, * Msb, * K: *) عَوْنٌ is one of those quasi-inf. ns. that govern like the inf. n., i. e. like the verb; as in the saying, إِذَا صَحَّ عَوْنُ الخَالِقِ الْمَرْءَ لَمْ يَجِدْ عَسِيراً مِنَ الآمَالِ إِلَّا مُيَسَّرَا [When the Creator's aiding the man is true, he will not find such as is difficult, of hopes, otherwise than facilitated]: (I 'Ak, § إِعْمَالُ المَصْدَرِ:) or, accord. to AHei, it is an inf. n. [having no verb]: (TA:) ↓ مَعُونَةٌ is of the measure مَقْعُلَةٌ, (Az, Msb, TA,) from العَوْنُ; (Az, TA;) or, as some say, of the measure فَعُولَةٌ, from المَاعُونُ: (Az, Msb, TA:) one says, مَا عِنْدَكَ مَعُونَةٌ and ↓ مَعَانَةٌ and عَوْنٌ [i. e. There is not with thee any aid]: (S:) and ↓ مَا أَخْلَانِى فُلَانٌ مِنْ مَعَاوِنِهِ [Such a one did not make me to be destitute of his aids]; مَعَاوِنُ being pl. of مَعُونَةٌ: (S, TA:) ↓ مَعُونٌ is said by Ks to be syn. with مَعُونَةٌ; (S;) and he says that it is the only masc. of the measure مَفْعُلٌ except مَكْرُمٌ: (TA:) an ex. of it occurs in a verse of Jemeel cited voce أَىُّ: Fr says that it is pl. [virtually, though not in the language of the grammarians,] of مَعُونَةٌ; (S, TA;) and that there is no sing. of the measure مَفْعُلٌ. (S. [On this point, see مَأْلُكٌ, voce أَلُوكٌ.]) b2: Also An aid, as meaning an aider, a helper, or an assistant, (S, Msb, K,) to perform, or accomplish, an affair; (S, Msb;) applied to a single person, (K, TA,) and also to two, (TA,) and to a pl. number, (K, TA,) and to a male, (TA,) and to a female: (K, TA:) and [particularly] a servant: (Har p. 95:) [and an armed attendant, a guard, or an officer, of a king, and of a prefect of the police, and the like:] and ↓ عَوَانِيُّ is an appellation applied to an عَوْن [or armed attendant, or a guard,] who accompanies a Sultán, without pay, or allowance: (TA in art. تأر:) أَعْوَانٌ is pl. of عَوْنٌ; (Lth, S, Msb, K;) and ↓ عَوِينٌ is a quasi-pl. n., (K,) said by AA to be syn. with أَعْوَانٌ, and Fr says the like. (TA.) The Arabs say, السَّنَةُ جَآءَتْ مَعَهَا

أَعْوَانُهَا, meaning When drought comes, [its aiders] the locusts and the flies and diseases come with it. (TA.) And عَوْنٌ signifies Anything that aids, helps, or assists, one: for instance, [one says,] الصَّوْمُ عَوْنُ العِبَادَةِ [Fasting is the aider of religious service]. (Lth, TA.) b3: See also what next follows.

أَبُو عُونٍ, with damm, Dates: and salt: (K:) or ↓ أَبُو عَوْنٍ [thus, with fet-h,] has the latter meaning; salt being metonymically thus called because its aid is sought for the eating of food. (Har p. 227.) عَانَةٌ A herd of wild asses: (S, K:) and a she-ass: (K:) pl. عُونٌ, (S, K,) and some say عَانَاتٌ. (TA.) b2: And [hence, app.,] العَانَةُ is the appel-lation of (assumed tropical:) Certain white stars, beneath the سُعُود [pl. of سَعْد, q. v.]. (K.) A2: Also The pubes; i. e. the hair of the رَكَب; (S, Msb, K;) the hair that grows above the anterior pudendum; (Mgh;) or, [as some say,] above that of a woman: (TA:) or, accord. to Az (Mgh, Msb, TA) and AHeyth, (TA,) the place of growth of the hair above the anterior pudendum of a man (Msb, TA) and of a woman; (TA;) the hair itself being called the شِعْرَة (Mgh, Msb, TA) and the إِسْب; (Msb, TA;) though it is also called عانة (Mgh, Msb) by an extension of the proper meaning (Mgh) or by an ellipsis: (Msb:) the word is originally عَوَنَةٌ: (Msb:) and the dim. is ↓ عُوَيْنَةٌ. (Mgh.) A3: فُلَانٌ عَلَي عَلَي عَانَةِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ is a saying mentioned by Lh as meaning جَمَاعَتِهِمْ وَحُرْمَتِهِمْ [i. e., app., Such a one is over the collective body, or community, and those who are under the protection, of the tribe of Bekr Ibn-Wáïl]: and it is said to mean, he is manager, orderer, or regulator, of their affairs. (TA.) A4: And عَانَةٌ is said to signify in the dial. of 'AbdEl-Keys A share of water for land. (TA.) عَوَانٌ A beast of the bovine kind, or a cow, (Az, TA,) or anything, (S, TA,) [i. e.] an animal [of any kind]. (IAar, TA,) or a woman, and a beast, (Msb,) Of middle age, (Az, IAar, Msb, TA,) between such as is advanced in age and the youthful, (Az, TA,) neither young nor old; (IAar, TA:) so in the Kur ii. 63: (S, * TA:) or a cow, and a mare, that has brought, forth after her firstborn: (K, TA: [in the CK, البَكْرُ is erroneously put for البِكْرِ:]) and a woman who has had a hasland; (K, TA;) in the M, i. q. ثَيِّبٌ: (TA:) pl. عُونٌ, (S, Msb, K,) originally عُوُنٌ. (Msb, TA.) لَا تُعَلَّمُ العَوَانُ الخِمْرَةَ is a prov. [expl. in art. خمر.]. (S, TA.) And حَرْبٌ عَوَانٌ means (assumed tropical:) A war in which fighting has occurred once [and is occurring again]; (S, K;) as though they made the first [fighting] to be a بِكْر [or first-horn], (S.) And ضَرْبَةٌ عَوَانٌ (assumed tropical:) A blow inflicted by seizing an opportunity when the object is unaware, and requiring to be repeated: pl. ضَرَبَاتٌ عُونٌ, occurring in a trad., in which the blows of 'Alee are said to have been not of this kind, but such as are termed مُبْتَكِرَاتٌ. (L. [See بِكْرٌ, last sentence.]) b2: and Land watered by rain (K, TA) between two portions of land not so watered. (TA.) b3: And [the fem. i. e.] with ة, A tall palm-tree: (S, K:) of the dial. of 'Omán, (AHn, S, TA,) or of the dial. of Azd: (TA:) or one standing alone, apart from others. (IAar, TA.) عَوِينٌ quasi pl. n. of عَوْنٌ, q. v. (K.) عَوَانَةٌ [fem. of عَوَانَةٌ, q. v.

A2: And] A certain creeping thing (دَابَّة), less than the قُنْفُذ, [or hedgehog]: (K:) accord. to As, it is like the قُنْفُذ, found in the midst of an isolated portion of sand, appearing sometimes, and turning round as though it were grinding, then diving [into the sand], and also called the طَحَن [q. v.]: (TA:) and, (K, TA,) some say, (TA,) a certain worm in the sand, (K, TA,) that turns round many times. (TA.) عُوَيْنَةٌ dim of عَانَةٌ, q. v. (Mgh.) عَوَانِيٌّ: see عَوْنٌ, عَانِيَّةٌ Wine (خَمْر [in the CK erroneously حُمُر]) of 'Anch (عَانَة), a town on the Euphrates. (S, K.) Zuheyr speaks of the wine of 'Aneh (S, TA) in a verse in which be likens to it the saliva of a woman. (TA.) And [عَانِيَّة is used as a subst.:] one says, فُلَانٌ لَا يُحِبُّ إِلَّا العَانِيَّةَ وَلَا يَصْحَبُ إِلَّا الحَانِيَّةَ i. e. [Such a one does not love aught save] the wine of 'Auch, and [does not associate save with] the vintners. (A, TA.) مَعُونٌ: see عَوْنٌ, former half; each in two places.

مَعَانَةٌ: see عَوْنٌ, former half; each in two places.

مَعُنَةٌ and مَعْوُنَةٌ, and the pl. مَعَاوِنُ: see عَوْنٌ, former half, in four places. صَاحِبُ المَعُونَةِ [as used in post-classical times] means The officer appointed for the rectifying of the affairs of the commonalty: as though he were the aider of the wronged against the wronger; i. q. الوَالِي; or, as Esh-Shereeshee says, وَالِي الجِنَايَاتِ. (Har p. 261.) And دَارُ المَعُونَةِ was the appellation of The mansion of the شِحْنَة [q. v.], in Cairo. (Abulf. Ann. vol. iii. (tropical:) . 632.) مِعْوَانٌ A man who aids, helps, or assists, people much, or often; (S, K; *) or well: (K:) pl. مَعَاوِينُ. (TA.) One says, الكَرِيمُ مِعْوَانٌ [The generous is one who aids. &c.] and هُمْ مَعَاوِينُ فِي الخُطُوبِ [They are persons who aid, &c., in affairs, or great affairs, or afflictions]. (TA.) مُتَعَاوِنَةٌ A woman advanced in age, (S, K,) but not unless with fleshiness: (S:) or, accord. to Az, symmetrical, or proportionate, in her make, so that there is no appearance of protrusion, or protuberance, of her form: and accord, to the A, a woman fat, with symmetry, or proportionateness. (TA.) b2: And بِرْذَوْنٌ مُتَعَاوِنٌ [A hackney] whose strength and age have reached their full states [so I render the explanation لَحِقَتْ قُوَّنُهُ وَسِنُّهُ, in which I suppose لحقت to mean أَدْرَكَتْ]; as also مُتَلَاحِكْ [the fem. of which, applied to a she-camel, is expl. as meaning “ strong in make ”]. (TA.)

عون: العَوْنُ: الظَّهير على الأَمر، الواحد والاثنان والجمع والمؤنث

فيه سواء، وقد حكي في تكسيره أَعْوان، والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة: جاء

معها أَعْوانها؛ يَعْنون بالسنة الجَدْبَ، وبالأَعوان الجراد والذِّئاب

والأَمراض، والعَوِينُ اسم للجمع. أَبو عمرو: العَوينُ الأَعْوانُ. قال

الفراء: ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ. وتقول: أَعَنْتُه إعانة واسْتَعَنْتُه

واستَعَنْتُ به فأَعانَني، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن تحته

ثلاثي معتل، أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه، وإن لم

يُنْطَق بثُلاثِيَّة، فإِنه في حكم المنطوق به، وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين، وقد

شاع الإِعلال في هذا الأَصل، فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن

ثلاثية وإن لم يكن مستعملاً فإِنه في حكم ذلك، والإسم العَوْن والمَعانة

والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون؛ قال الأَزهري: والمَعُونة مَفْعُلة في

قياس من جعله من العَوْن؛ وقال ناسٌ: هي فَعُولة من الماعُون، والماعون

فاعول، وقال غيره من النحويين: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل

المَغُوثة من الغَوْث، والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق، والمَشُورة من أَشارَ

يُشير، ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ، وهو شاذ لأَنه ليس في كلام

العرب مَفْعُل بغير هاء. قال الكسائي: لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ، بضم

العين، إلاَّ حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما: المَعُون، والمَكْرُم؛

قال جميلٌ:

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا إنْ لزِمْتِه،

على كَثْرة الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

يقول: نِعْمَ العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة، وإن كثروا؛ وقال آخر:

ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ

(* قوله «ليوم مجد إلخ» كذا بالأصل والمحكم، والذي في التهذيب: ليوم

هيجا). وقيل: مَعُونٌ جمع مَعونة، ومَكْرُم جمع مَكْرُمة؛ قاله الفراء.

وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا: أَعان بعضهم بعضاً. سيبويه: صحَّت واوُ

اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً

على أَنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو تعاونوا؛ وقالوا: عاوَنْتُه

مُعاوَنة وعِواناً، صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف

قبلها. قال ابن بري: يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً؛ قال

ذو الرمة:

فكيفَ لنا بالشُّرْبِ، إنْ لم يكنْ لنا

دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ، ولا نَقْدُ؟

أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم يَنْبَري لنا

فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ، شِيمَتُه الحَمْدُ؟

وتَعاوَنَّا: أَعان بعضنا بعضاً. والمَعُونة: الإِعانَة. ورجل مِعْوانٌ:

حسن المَعُونة. وتقول: ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه، وهو وجمع مَعُونة.

ورجل مِعْوان: كثير المَعُونة للناس. واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني

وعاونَني. وفي الدعاء: رَبِّ أَعنِّي ولا تُعِنْ عَليَّ. والمُتَعاوِنة من

النساء: التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم؛ قال الأَزهري:

امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ حَجْمُها. والنحويون

يسمون الباء حرف الاستعانة، وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم

وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه الأَفعال.

قال الليث: كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك، كالصوم عَوْنٌ على العبادة،

والجمع الأَعْوانُ. والعَوانُ من البقر وغيرها: النَّصَفُ في سنِّها. وفي

التنزيل العزيز: لا فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك؛ قال الفراء: انقطع

الكلام عند قوله ولا بكر، ثم استأْنف فقال عَوان بين ذلك، وقيل: العوان من

البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ. أَبو زيد: عانَتِ

البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً؛ والعَوان: النَّصَفُ التي بين

الفارِضِ، وهي المُسِنَّة، وبين البكر، وهي الصغيرة. ويقال: فرس عَوانٌ وخيل

عُونٌ، على فُعْلٍ، والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها،

وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود؛ وقال زهير:

تَحُلُّ سُهُولَها، فإِذا فَزَعْنا،

جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ.

فَزَعْنا: أَغَثْنا مُسْتَغيثاً؛ يقول: إذا أَغَثْنا ركبنا خيلاً، قال:

ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل، وأَراد أَنهم

شُجْعان، فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا. أَبو زيد: بَقَرة عَوانٌ

بين المُسِنَّةِ والشابة. ابن الأَعرابي: العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ

بين السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير. قال الجوهري: العَوَان النَّصَفُ في

سِنِّها من كل شيء. وفي المثل: لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ؛ قال ابن

بري: أَي المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ

القِناعَ بالخِمار. قال ابن سيده: العَوانُ من النساء التي قد كان لها

زوج، وقيل: هي الثيِّب، والجمع عُونٌ؛ قال:

نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ،

طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي.

تقول منه: عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً، وعانت

تَعُونُ عَوْناً. وحربٌ عَوان: قُوتِل فيها مرة

(* قوله: مرة، أي مرّةً بعد

الأخرى). كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً، قال: وهو على المَثَل؛ قال:

حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ،

خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ

وحَرْبٌ عَوَان: كان قبلها حرب؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جهل:

ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟

بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي،

لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي.

وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً؛

العُونُ: جمع العَوان، وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى

المُراجَعة؛ ومنه الحرب العَوانُ أَي المُتَردّدة، والمرأَة العَوان وهي

الثيب، يعني أَن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية.

ونخلة عَوانٌ: طويلة، أَزْدِيَّة. وقال أَبو حنيفة: العَوَانَةُ النخلة، في

لغة أَهل عُمانَ. قال ابن الأََعرابي: العَوانَة النخلة الطويلة، وبها

سمي الرجل، وهي المنفردة، ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة. قال ابن بري:

والعَوَانة الباسِقَة من النخل، قال: والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من

الرمل فتدور أَشواطاً كثيرة. قال الأَصمعي: العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون

في وسط الرَّمْلة اليتيمة، وهي المنفردة من الرملات، فتظهر أَحياناً

وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص، قال: ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ، قال:

والعَوانة الدابة، سمي الرجل بها. وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ

ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه. والعَانة: القطيع

من حُمُر الوحش. والعانة: الأَتان، والجمع منهما عُون، وقيل: وعانات.

ابن الأَعرابي: التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته. والتَّوْعِينُ:

السِّمَن. وعانة الإِنسان: إِسْبُه، الشعرُ النابتُ على فرجه، وقيل: هي

مَنْبِتُ الشعر هنالك. واسْتَعان الرجلُ: حَلَقَ عانَتَه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ،

لم يَسْتَعِنْ، وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ.

البُرام: القُرادُ، لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِقْ عانته، وحَوامي

الموتِ: حوائِمُه فقلبه، وهي أَسباب الموت. وقال بعض العرب وقد عرَضَه رجل على

القَتْل: أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ. وتَعَيَّنَ:

كاسْتَعان؛ قال ابن سيده: وأَصله الواو، فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ،

وإِما أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ، وهو أَضعف القولين

إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ، فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ

تَفَيْعَل. الجوهري: العانَة شعرُ الركَبِ. قال أَبو الهيثم: العانة

مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة، وفوق الذكر من الرجل، والشَّعَر

النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ والإِسْبُ؛ قال الأَزهري: وهذا هو

الصواب. وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي جماعتهم وحُرْمَتِهم؛ هذه عن

اللحياني، وقيل: هو قائم بأَمرهم. والعانَةُ: الحَظُّ من الماء للأَرض، بلغة

عبد القيس. وعانَةُ: قرية من قُرى الجزيرة، وفي الصحاح: قرية على الفُرات،

وتصغير كل ذلك عُوَيْنة. وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ،

جَمَعُوا كما ثَنَّوْا. والعانِيَّة: الخَمْر، منسوبة إليها. الليث:

عاناتُ موضع بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة؛ قال زهير:

كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى اغْتَبَقَتْ

من خَمْرِ عانَةَ، لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا.

وربما قالوا عاناتٌ

كما قالوا عرفة وعَرَفات، والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات

وأَذْرِعات؛ قال ابن بري: شاهد عانات قول الأَعشى:

تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً،

ورَجَّى خَيرَها عاماً فعاما.

قال: وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه:

تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين، وأَذرعاتِ بغير تنوين، وأَذرعاتَ بفتح

التاء؛ قال: وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه.

وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ

وعَوانةُ: أَسماء. وعَوانة وعوائنُ: موضعان؛ قال تأبَّط شرّاً:

ولما سمعتُ العُوصَ تَدْعو، تنَفَّرَتْ

عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا.

ومَعانُ: موضع بالشام على قُرب مُوتة؛ قال عبد الله ابن رَواحة:

أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ،

وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ.

عون
: (} العَونُ: الظَّهِيرُ) على الأمْرِ، (للواحِدِ) والاثْنَيْن (والجَمْعِ) ، والمُذَكَّرِ (والمُؤَنَّثِ، ويُكَسَّرُ {أَعْواناً) والعَرَبُ تقولُ: إِذا جاءَتِ السَّنة: جاءَ مَعهَا أَعْوانُها، يَعْنُونَ بالسَّنةِ الجَدْبَ،} وبالأَعْوانِ الجَرادَ والذباب والأَمْراضَ.
وقالَ اللَّيْثُ: كلُّ شيءٍ {أَعانَكَ فَهُوَ} عَوْنٌ لَكَ، كالصَّوْمِ عَوْنٌ على العِبادَةِ، والجَمْعُ {أَعْوانٌ.
(} والعَوينُ: اسمٌ للجمعِ) .
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {العَوينُ:} الأَعْوانُ.
قالَ الفرَّاءُ: ومثْلُه طَسِيسٌ جَمْعُ طَسَ. ( {واسْتَعَنْتُه و) } اسْتَعَنْتُ (بِهِ {فأَعانَنِي) إعانَةً (} وعَوَّنَنِي) {تَعْويناً، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ:} عاوَنَنِي، وإِنَّما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإنْ لم يكنْ تحْتَه ثلاثيٌّ مُعْتل، أَعْنِي أَنَّه لَا يُقالُ {عانَ} يَعُونُ كَقَامَ يَقُومُ لأنَّه وَإِن لم يُنْطَق بثُلاثِيِّه، فإنَّه فِي حكْمِ المَنْطوق بِهِ، وَعَلِيهِ جاءَ {أَعانَ} يُعِين، وَقد شاعَ اَلإعْلالُ فِي هَذَا الأصْلِ، فلمّا اطّرد الإِعْلالُ فِي جمِيعِ ذَلِك دَلَّ على أَنَّ ثُلاثِيَّه وَإِن لم يكنْ مُسْتَعْملاً فإنّه فِي حكْمِ ذلِكَ، (والاسمُ {العَوْنُ} والمَعانَةُ {والمَعْوَنَةُ} والمَعُوْنَةُ) ، بضمِّ الواوِ على القِياسِ، وذَكَرَ أَبو حيَّان فِي شرْحِ التَّسْهيل أنَّ العونَ مَصْدَرٌ، وصَوَّبَه عبدُ الحكِيمِ فِي حواشِي المطول. وقالَ بعضُ النّحوِيّين: {المَعُونَةُ مَفْعُلة مِن العَوْن كالمَغُوثَة مِن الغَوْثِ، والمَضُوفَة مِن أَضافَ إِذا أَشْفَق، والمَشْورَة مِن أَشارَ يُشِير، (و) مِن العَرَبِ مَنْ يحْذِفُ الهاءَ فيقولُ (} المَعُونُ) ، وَهُوَ شاذٌّ لأنَّه ليسَ فِي كَلامِ العَرَبِ مَفْعُل بغيرِ هاءٍ.
وقالَ الكِسائيّ: لَا يأْتي فِي المُذَكَّر مَفْعُلُ، بضمِّ العَيْن إلاَّ حَرْفان جاءَا نادِرَيْن لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: المَعُون، والمَكْرُم؛ قالَ جَميلٌ:
بُثَيْنَ الْزَمي لَا إنَّ لَا إنْ لزِمْتِهعلى كَثْرَة الواشِينَ أَيُّ! مَعُونِ يقولُ: نِعْمَ العَوْنُ قَوْلَك لَا فِي رَدِّ الوُشَاة، وَإِن كَثرُوا؛ وقالَ آخَرُ:
ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ وقيلَ: هُما جَمْعُ {مَعُونَة ومَكْرُمَة؛ قالَهُ الفرَّاءُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ:} والمَعُونة مَفْعُلة فِي قِياسِ مَنْ جَعَلَه مِن العَوْنِ.
وقالَ ناسٌ: هِيَ فَعُولَة مِن الماعُونِ، والمَاعُون فاعُولٌ، وَقد نَقَلَهُ الشَّهاب فِي أَوَّلِ البَقَرَةِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه الّلهُ تعالَى: وَفِيه تأَمّل وَقد مَرَّ البَحْثُ فِيهِ فِي م ل ك، ويأْتي شيءٌ مِن ذلِكَ فِي معن.
( {وتَعاوَنُوا واعْتَوَنُوا:} أعانَ بعضُهم بَعْضًا) .
قالَ سِيْبَوَيْه: صحَّت واوُ اعْتَوَنُوا لأَنَّها فِي معْنَى {تَعاوَنُوا، فجعَلُوا تَرْكَ الإِعْلالِ دَليلاً على أَنّه فِي معْنَى مَا لَا بُدَّ من صحَّتِه، وَهُوَ تَعاوَنُوا.
(و) قَالُوا: (} عاوَنَهُ {مُعاوَنَةً} وعِواناً) ، بالكسْرِ: ( {أَعانَهُ) ، صحت الواوُ فِي المَصْدَرِ لصحَّتِها فِي الفِعْل لوقُوعِ الأَلفِ قَبْلها.
(} والمِعوانُ: الحَسَنُ {المَعُونَةِ) للنَّاسِ، (أَو كثيرُها) . يقالُ: الكَرِيمُ} مِعْوانٌ، والجَمْعُ {مَعاوِينُ، وهُم مُعاوِين فِي الخُطُوبِ.
(} والعَوانُ، كسَحابٍ، من الحُروبِ: الَّتِي قُوتِلَ فِيهَا مَرَّةً) كأَنَّهم جَعَلُوا الأُولَى بكرا، وَهُوَ على المَثَلِ: قالَ:
حَرْباً {عواناً لَقِحَتْ عَن حَولَلٍ خَطَرتْ وَكَانَت قبْلها لم تَخْطُرِوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي جَهْل:
مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟ باذِلُ عَاميْنِ حَدِيثٌ سِنِّيلمِثْل هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي (و) } العَوانُ (من البَقَرِ والخَيْلِ: الَّتِي نُتِجَتْ بَعْدَ بَطْنِها البِكْرِ) .
وَفِي التَّنزيلِ العَزيزِ: {لَا فارِضٌ وَلَا بِكْرٌ! عَوانٌ بينَ ذلِكَ} .
قالَ الفرَّاءُ: انْقَطَعَ الكَلامُ عنْدَ قوْلِه وَلَا بكْرٌ، ثمَّ اسْتأْنَفَ فقالَ عَوانٌ بينَ ذلِكَ. وقالَ أَبو زيْدٍ: {عانَتِ البَقَرَةُ} تَعُونُ {عُؤُوناً: صارَتْ} عَواناً، وَهِي النَّصَفُ بينَ المُسِنَّة والشابَّةِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {العَوَانُ مِن الحيوانِ السِّنُّ بينَ السَّنَّيْنِ لَا صَغِير وَلَا كَبِيرِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: العَوَانُ النَّصَفُ فِي سِنِّها مِن كلِّ شيءٍ.
(و) العَوَانُ (مِن النِّساءِ: الَّتِي) قد (كانَ لَهَا زَوْجٌ) .
وقيلَ: هِيَ الثيِّبُ؛ كَذَا فِي المُحْكَمِ؛ (ج} عُونٌ بالضَّمِّ) . والأَصْلُ {عُوُن، كَرِهُوا الضمَّةَ على الواوِ فسكَّنُوها، وكذلِكَ يقالُ رجُلٌ جَوادٌ وقوْمٌ جُودٌ؛ قالَ زهيرٌ:
تَحُلُّ سُهُولَها فَإِذا فَزَعْناجَرَى منهنَّ بالآصالِ عُونُيقولُ: إِذا أَغَثْنا رَكِبْنا الخَيْلَ.
وقالَ آخَرُ:
نَواعِم بَين أَبْكارٍ} وعُونٍ طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي (و) {عَوانٌ: (د بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ.
(و) } العَوانُ: (الأرضُ المَمْطُورَةُ) بينَ أَرْضينِ لم تمطر.
(و) ! العَوانَةُ (بهاءٍ: النّخْلَةُ الطَّويلَةُ) ، أَزْديَّةٌ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: عُمانِيّة.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ المُنْفرِدَةُ ويقالُ لَهَا القِرْواحُ والعلْبَة، وَبهَا سُمِّي الرَّجُل.
وقالَ ابنُ بَرِّي العَوَانَةُ الباسِقَةُ مِن النَّخْلِ.
(و) أَيْضاً: (دابَّةٌ دُونَ القُنْفُذِ (.
(وقالَ الأصمعيّ: تكونُ القُنْفُذ فِي وَسَطِ الرَّمْلةِ اليَتِيمةِ المنفردة من الرَمَلات فتظهرُ أَحياناً وتَدُورُ كأَنَّها تَطْحَنُ ثمَّ تَغُوصُ، قالَ: ويقالُ لهَذِهِ الدابَّةِ الطُّحَنُ، وَبهَا سُمِّي الرَّجُلُ.
(وقيلَ: هِيَ (دودة فِي الرَّمْلِ) تَدُورُ أَشْواطاً كَثيرَةً.
(و) {عَوانَةُ: (ماءٌ بالعَرْمَةِ) بالصمَّانِ.
(} والعانَةُ: الأَتانُ.
(و) أَيْضاً: (القَطيعُ من حُمُرِ الوَحْشِ، ج {عُونٌ، بالضَّمِّ) .
وقيلَ:} وعانات.
(و) {العانَةُ: (شَعَرُ الرَّكَب) أَي النَّابِتُ على قُبُلِ المرْأَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ أَبو الْهَيْثَم: العانَةُ: مَنْبت الشَّعرَ فوْقَ القُبُلِ مِن المرْأَةِ، وفوْقَ الذّكَرِ مِن الرَّجُلِ؛ والشَّعَرُ الثابتُ عَلَيْهِمَا يقالُ لَهُ الإسْبُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوابُ.
(} واسْتَعانَ: حَلَقَهُ) ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
مِثْل البُرام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ أَي لم يَحْلِقْ {عانَتَه.
وقالَ بعضُ العَرَبِ وَقد عَرَضَه رجُلٌ على القَتْل: أَجِرْلي سَراوِيلِي فإنِّي لم أَسْتَعِنْ.
(و) } عانَةُ: (ة على الفُراتِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهِي بالُقْرِبِ مِن حديثَة النُّور؛ مِنْهَا يعيشُ بنُ الجهْمِ {العانيُّ عَن عبدِ المجيدِ بنِ أَبي رَوَّاد، وَعنهُ الحُسَيْنُ بنُ إدْرِيس؛ (يُنْسَبُ إِلَيْهَا الخَمْرُ} العانِيَّةُ) ؛ قالَ زهيرٌ:
كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرَى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ {عانَةَ لمَّا يَعْدُ أَن عَتَقاومِن سَجَعاتِ الأساس: فلانٌ لَا يُحبُّ إلاَّ} العانِيَّة وَلَا يَصْحَب إلاَّ الحانِيَّة، أَي خَمْرُ! عانَةَ وأَصْحاب الحَانَات. (و) {العانَةُ: (كَواكِبُ بيضٌ أَسْفَلَ من السُّعودِ.
(} وعانَتِ المرأَةُ) {تَعُونُ} عَوْناً، ( {وعَوَّنَتْ} تَعْويناً: صارَتْ عَواناً) ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
(وأَبو {عُونٍ، بالضَّمِّ: التَّمْرُ والمِلْحُ.
(وبِئْرُ} مَعُونَةَ، بضمِ العينِ: قُرْبَ المَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام، فِيهِ أَمْران: الأَوَّل: أَنَّ الأَولى ذِكْره فِي معن كَمَا فَعَلَه غيرُهُ، فإنَّ الميمَ أَصْليَّة كَمَا سَيَأْتي. وَالثَّانِي: أَنَّ هَذِه البِئْرَ ليْسَتْ قُرْبَ المَدينَةِ، وَالَّتِي هِيَ كذلِكَ هِيَ بِئْرُ مَغُونَةَ، بالغَيْنِ المعْجمَةِ كَمَا سَيَأْتي إنْ شاءَ الّلهُ تَعَالَى.
قالَ ابنُ إسْحق: بئْرُ مَعُونَةَ بينَ أَرْضِ بَني عامِرٍ وحرَّة بَني سُلَيم.
وقالَ عرامٌ: بينَ جِبالٍ يقالُ لَهَا أُبْلَى فِي طرِيقِ المصعدِ مِن المَدينَةِ إِلَى مكَّةَ، وَهِي لبَنِي سُلَيْم.
وقالَ الوَاقِدِيّ: فِي أَرْضِ بَني سُلَيْم وأَرْض بَني كِلابٍ، وعنْدَها كانَ قصَّة الرَّجِيع.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (التَّعْوينُ: كَثْرَةُ بَوْكِ الحِمارِ {لِعانَتِهِ) .
والتَّعْوينُ: السِّمَن.
(و) قالَ غيرُهُ:} التَّعْوينُ: (أَن تَدْخُلَ على غَيْرِك فِي نَصيبِه.
( {وعُوائِنٌ) ، كعُلابِطٍ: (جَبَلٌ) ؛ قالَ تأَبَّطَ شرّاً:
وَلما سمعتُ العُوصَ تَدْعو تنفَّرَتْعصافيرُ رأْسِي من بَرًى فعَوائِنا (و) مِن المجازِ: (} المُتَعاوِنَةُ: المرأَةُ الطَّاعِنَةُ فِي السِّنِّ) ، وَلَا تكونُ إلاَّ مَعَ كَثْرَةِ اللّحْمِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: وَهِي الَّتِي اعْتَدَلَ خَلْقُها فَلم يَبْدُ حَجْمُها.
وَفِي الأساسِ: امْرأَةٌ {مُتَعاوِنَةٌ: سَمِينَةٌ فِي اعْتِدالٍ.
(} وعَوْنٌ! وعُوَيْنٌ) ، كزُبَيْرٍ، ( {وعَوانَةُ} ومَعِينٌ) ، كأَمِيرٍ، ( {ومُعِينٌ) ، بضمِ الميمِ: (أَسْماءٌ) : فَمن الأَوَّلُ: عَونُ الدِّيْن بنُ هُبَيْرَةَ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ قراطاشي بنُ طَنْطاش العَوْنيُّ عَن ابنِ الطيوريّ، وابْنَتُه فرحةُ رَوَتْ عَن أَبي القاسِمِ السَّمَرْقَنْدِي، وأَخُوه عليُّ بنُ طنطاش عَن ابنِ شاتيل.
ومِن الثَّالثِ: أَبو} عَوانَةَ يَعْقوبُ بنُ إسْحقَ بنِ إبراهيمَ الاسْفَرايني أَحَدُ حفَّاظِ الدُّنْيا، رحِمَه الله تعالَى.
ومِن الَّرابِعِ: يَحْيَى بنُ مَعِينٍ أَبو زكريَّا المري البَغْدادِيُّ إمامُ المحدِّثِين رَوَى عَنهُ الحافِظُ البُخارِي ومُسْلم وأَبو دَاودُ وُلِدَ سَنَة 158، وماتَ بالمَدينَةِ سَنَة 233، وَحمل على أَعوادِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ومِن الخامِسِ: عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ {المُعِينيُّ البَصْريُّ عَن أَبي يَعْلَى العبْدِيّ.
وأَبو} المُعِين محمدُ بنُ محمدِ النّسفيُّ صاحِبُ التَّبْصرةِ، رَوَى عَنهُ السَّمعانيُّ.
{والمُعِينُ بنُ أَبي العبَّاسِ: قاضِي الثَّغر سَمِعَ عَنهُ الذَّهبيُّ.
} ومُعِينُ الدِّيْن بنُ أَميرِ الجَيْش الشَّاميّ، هُوَ واقِفُ المُعِينِيّة بدِمَشْقَ، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اعْتانُوا:} أَعانَ بعضُهم بَعْضًا، عَن ابنِ بَرِّي؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة: فكيفَ النا بالشُّرْبِ إنْ لم يكنْ لنادَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ وَلَا نَقْدُ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ أَمْ يَنْبَري لنافَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيْفِ شِيمَتُه الحَمْدُ؟ قلْتُ: والصَّحيحُ فِي معْنَى نَعْتان نأْخُذُ الْعينَة وَهُوَ المُناسِبُ لمَا بَعْده؛ ويُرْوَى.
فَتًى مثْلُ نَصْلِ السَّيْفِ ضَرَّتْ مَضارِبُه وَهُوَ لغيرِ ذِي الرُّمَّة.
وتقولُ: منا أَخْلاني فلانٌ مِن {مَعاوِنِه، وَهُوَ جَمْعُ} مَعُونَة.
والنَّحويّونَ يُسَمُّون الباءَ حَرْف الاسْتِعانَةِ، وذلِكَ أَنَّك إِذا قلْتَ ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ وكَتَبْتُ بالقَلَم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنَّك قُلْت اسْتَعَنْت بِهَذِهِ الأَدَوات على هَذِه الأَفْعالِ.
وَفِي المَثَل: لَا تُعَلَّم {العَوانُ الخِمْرَةَ، أَي أَنَّ المُجَرِّبَ عارِفٌ بأَمْرِه، كَمَا أَنَّ المرْأَةَ الَّتِي تَزَوَّجَتْ تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمارِ.
وضَرْبةٌ عَوانٌ: إِذا وَقَعَتْ مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إِلَى المُراجَعَةِ.
وقيلَ: هِيَ القاطِعَةُ الماضِيَةُ الَّتِي لَا تَحْتاجُ إِلَى المعاوَدَةِ.
وبِرْذَوْنٌ} مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِكٌ ومُتَلاحِكٌ إِذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه.
{وتَعَيَّنَ الرَّجُل: خَلَقَ} عانَتَه؛ وأَصْلُه الْوَاو؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
وفلانٌ على عانَةِ بكْرِ بنِ وائِلٍ: أَي جَمَاعَتهم وحُرْمَتِهم؛ عَن اللّحْيانيّ.
وقيلَ: هُوَ قائِمٌ بأَمْرِهم.
! والعانَةُ: الحَظُّ مِنَ الماءِ للأرْضِ، بلُغَةِ القَيْسِ. ويقالُ فِي {عانَة القَرْيَة المَذْكُورَة} عَانَاتٌ كَمَا قَالُوا عَرَفَة وعَرَفات؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَعْشى:
تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ورَجَّى خَيْرَها عَاما فعاماومَعانُ: موْضِعٌ بالشامِ، يأْتي ذِكْرُه فِي معن.
{والعُوَيْنةُ: تَصْغيرُ العانَةَ بمعْنَى الأَتانِ، وبمعْنَى مَنْبِتُ الشَّعَر.
وأَبو} عوينَةَ: بِئْرٌ لبعضِ العَرَبِ.
عون: {عوان}: نَصَف، بين الصغيرة والكبيرة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.