Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وعي

مَرْيَعٌ

مَرْيَعٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الياء، وعيــن مهملة، وهو من الرّيع والنماء: اسم موضع بين نجران وتثليث على طريق المختصر من حضرموت، وهو لبني زبيد، قال أبو زياد: مريع هي جبال وثنايا وأودية من بلاد بني زبيد، قال القحيف العقيلي:
أمن أهل الأراك هدى تريع، ... نعم شقنا لهم لو نستطيع
زيارتهم ولكن أحصرتنا ... حروب لا نزال لها نشيع
خليل وامق شفق عليها، ... له منها ابن أربعة رضيع
مريع منهم وطن فشقنا، ... بعيد من له وطن مريع
وقال العمراني: المريع واد باليمن في ميمية ابن مقبل.

قشب

(قشب) : القَشِيبُ: الأَبيضُ.
(قشب) - في حديث عمر: "اغْفِر للأَقْشَاب الخَبَائث"
جمع قِشْبٍ؛ وهو مَنْ لَا خَيرَ فيه.
(قشب) الشَّيْء خلطه بِشَيْء يُفْسِدهُ يُقَال قشب الطَّعَام خلطه بالسم فَهُوَ مقشب وبسوء لطخه بِهِ وَفُلَانًا ريح الشَّيْء آذته
ق ش ب

ثوب قشيب، وثياب قشب. وسيف قشيب: حديث عهدٍ بالجلاء. وسمعتهم يقولون: هذا طريق قشيب. قذر، وفيه قشب: قذر، وقشبه الصبيان. وتقول العرب: ما رأينا حيّةً إلا مقتولةً، ولا نسراً إلا مقشّباً أي مسموماً من القشب وهو السم.

ومن المجاز: رجل مقشّب النسب، وقشّبه: عابه واغتابه. وقشبه بسوء: لطخه به.
(قشب)
الشَّيْء بالشَّيْء قشبا خلطه وأفسده وَالطَّعَام خلطه بالسم وَفُلَانًا سقَاهُ السم وَفُلَانًا بِعَيْب نَفسه عابه بِهِ وبسوء لطخه بِهِ وَفُلَانًا ريح كَذَا آذته وَالسيف صقله فَهُوَ قشيب

(قشب) الثَّوْب وَنَحْوه قشابة كَانَ جيدا نظيفا وَالسيف كَانَ حَدِيث الْعَهْد بالجلاء فَهُوَ قشيب (ج) قشب وقشبان
(ق ش ب) : (الْقَشْبُ) الْخَلْطُ (وَمِنْهُ) الْقِشْبُ السُّمُّ لِأَنَّهُ أَشْيَاءُ تُخْلَطُ بِالسُّمِّ ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ مَا يُسْتَقْذَر قِشْبٌ (وَمِنْهُ) قَشَبَهُ وَقَشَّبَهُ إذَا أَذَاهُ (وَعَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ رِيحَ طِيبٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ مَنْ (قَشَبَنَا) أَيْ مَنْ أَصَابَنَا بِهَذِهِ الرَّائِحَة وَاَلَّذِي اسْتَخْبَثَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مُخَالَفَتُهُ السُّنَّةَ وَتَطَيُّبُهُ وَقْتَ الْإِحْرَامِ.
قشب
القَشْبُ: خَلْطُ السَّمِّ بالطَّعام. والسَّمُّ: القِشْبُ. وكذلك كلُّ شَيْءٍ خَلَطْتَه أو قَذِرْتَه فقد قَشَبْتَه. وقَشِبَ الشَيْء قَشَباً فهو قَشِبٌ.
ورَجُلٌ مُقَشَّبٌ: مَمْزُوْجُ الحَسَبِ باللُّؤم. وسَيْفٌ قَشِيْبٌ: حَدِيثُ الجلاء، وكلُّ شَيْءٍ طَرِيءٍ حَسَنٍ. وقد قَشُبَ قَشَابَةً: أي خَلَصَ وحَسُنَ. ومَكانٌ قَشِيبُ الكَلإِ: أي يابِسٌ هَشِيمٌ.
والقشبُ: الفَحْلُ الهابُّ. والقَذَرُ. والرَّكِيْكُ الضَّعيفُ. وقَشَبَه بشَرِّ: رَماه به.
وقَشَبَ الرًّجُلُ: اكْتَسَبَ حَمْداً وذَمَّاً.
قشب
قشُبَ يَقشُب، قَشَابَةً، فهو قَشِيب
• قشُب الثَّوبُ:
1 - جدَّ ونظُف "قشُبت ستائرُ النّوافذ".
2 - صار خَلَقًا مهترئًا "قشُب الثوبُ من كثرة لبسه". 

قَشَابة [مفرد]: مصدر قشُبَ. 

قَشيب [مفرد]: ج قُشُب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قشُبَ. 
[قشب] نه: في ح رجل على جسر جهنم: يا رب «قشبني» ريحها، أي سمني، وكل مسموم قشيب ومقشب. ط: فيعطي الله - بالنصب مفعول يعطي، أن فعل ذلك - أي صرف الوجه. ك: قشبني، بفتح شين معجمة مخفقة، وفي اللغة مشددة. نه: ومنه: من «قشبنا»، أي ريح الطيب في حالة الإحرام قشب كما أن ريح النتن قشب، ما أقشب بينهم - أي ما أقذره! والقشب - بالفتح: خلط السم بالطعام. وح عمر لبعض بنيه: «قشبك» المال، أي أفسدك وذهب بعقلك. وح: اغفر «للأقشاب»، هي جمع قشب، رجل قشب خشب بالكسر - إذا كان لا خير فيه. وفيه: إنه مر وعليه «قشبانيتان»، أي بردتان خلقتان، وقيل: جديدتان، والقشيب من الأضداد، وكأنه منسوب إلى قشبان جمع قشيب، وقيل: نسبته إلى الجمع غير مرضي ولكنه بناء مستطرف كالأنبجاني.
[قشب] القَشْبُ: الخلط. وأنشد الأصمعيّ للنابغة: فَبِتُّ كأنَّ العائداتِ فَرَشْنَني * هَراساً به يُعْلى فِراشي ويُقْشَبُ ونَسرٌ قَشيبٌ، إذا خلِط له في لحم يأكله سَمٌّ، فإذا أكله قَتَله، فيؤخذ منه ريشه. قال الهذلى : به يدع الكمى على يديه * يخر تخاله نسرا قشيبا قوله " به " يعنى بالسيف. والقَشيب: الجديد. وسيفٌ قشيب: حديثُ عهدٍ بالجِلاءِ. ورجلٌ قِشْبٌ خِشْبٌ بالكسر، إذا كان لا خير فيه. والقِشْبُ أيضاً: السَمُّ، والجمع أقشاب، عن أبي عمرو، قال: وقَشَبَهُ قِشْباً: سقاه السَمَّ. وقَشَبَ طعامَه، أي سَمَّه، وقَشَبَه أيضاً، إذا ذكره بسوء. تقول: قَشَبَهُ بقبيح، أي لَطَخه به. قال الفرّاء: قَشَبَ الرجلُ واقتشب، إذا اكتسب حمدا أو ذما. حكاه عنه أبو عبيد. وقشبنى ريحُه تقشيباً، أي آذاني، كأنَّه قال: سمَّني ريحه. ورجل مقشَّب الحسب، إذا مزج حسبه.

قشب


قَشَبَ(n. ac. قَشْب)
a. [acc. & Bi], Mixed with.
b. Poisoned.
c. Corrupted, vitiated, demoralized.
d. Injured, harmed; annoyed; displeased.
e. [acc. & Bi], Defiled, polluted with; aspersed, upbraided
reproached, charged with.
f. Forged, fabricated a lie.
g. Polished (sword).
h. Acquired, merited ( praise, blame ). —
i. Deprived of reason.

قَشُبَ(n. ac. قَشَاْبَة)
a. Was bright (sword); was new, clean (
garment ).
قَشَّبَa. see I (d) (e).
c. Poisoned, mixed with poison (food).
d. [La], Poisoned (person).
e. [ coll. ], Was cracked, chapped
(skin).
تَقَشَّبَa. Was rusty; rusted (sword).
b. [ coll. ]
see II (e)
إِقْتَشَبَa. see I (h)
إِسْتَقْشَبَa. Deemed unclean.

قِشْب
(pl.
أَقْشَاْب)
a. Poison.
b. A certain leafless plant.
c. Rust.
d. Dirt; refuse, rubbish.
e. Worthless man.
f. Dry, tough, hard.
g. [art.], The body.
قِشْبَةa. see 2 (e)
قَشَبa. see 2 (a) (d).
c. [ coll. ], Crack, chap.

قَشِبa. see 25 (b)
قَاْشِبa. Mixer.
b. Tailor.
c. Weak.

قَشِيْبa. Poisoned; mixed with poison.
b. (pl.
قُشْب
قُشُب
10), New; white.
c. Bright, polished, shining (sword).
d. Worn, old; rusty, dirty.

قُشْبَاْنِيَّةa. Old, shabby clothing.

N. P.
قَشَّبَa. see 25 (a)
مُقَشَّبُ الْحَسَب
a. A man of mixed descent.
باب القاف والشين والباء معهما ق ش ب، ش ق ب، ش ب ق، ب ش ق مستعملات

قشب: كل شيء قدرته فقد قَشَبْتَه فهو قَشِبٌ. والقَشْبُ: خلط السم بالطعام. والقِشْبُ اسم السم، وكذلك كل شيء يخلط به شيء يفسده فقد قَشَبْتَه. ورجل مُقَشَّبٌ أي ممزوج الحسب. وقَشِبَ الشيء فهو قَشِبٌ أي خولط بالقذر. والقَشِبُ: كل شيء حسن طري ناعم. وَالقشِيبُ: الجديد، وقد قَشُبَ قَشابةً. وسيف قَشيبٌ: حديث الجلاء

. شقب: الشِّقْبُ، والجمع الشِّقَبَةُ: مواضع دون الغيران في لهوب الجبال ولصوب الأودية توكر فيها الطير، قال:

فصبحت والطير في شِقابها ... جمة تيارٍ إذا طما بها

والشَّوْقَبُ: الطويل جداً من النعام والرجال والإبل، قال ذو الرمة:

[شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح] خدب شَوْقبٌ خَشِبُ

. شبق: الشَّبَقُ: شدة الغلمة، ورجل شَبِقٌ، وامرأة بالهاء، وقد شَبِقَ شَبَقاً، قال رؤبة:

لا يترك الغيرة من عهد الشَّبَقْ

. يصف الحمار.

بشق: ولو اشتُقَّ من فعل الباشِق بَشَقَ لجاز، وهي فارسية عربت للأجدل الصغير. 
قشب: قشب (بالتشديد)، قشبت يده وشفته: أصابهما القشب. (انظر قشب) ومقشب: جاسئ، كانب، غليظ. بوشر.
قشب: فسرت بالسم، وبالخط أي يخلط بشيء يقومه فيقتلز (ديوان الهذليين ص194، البيت 61). قشب: شثن، شثونة، كنب (بوشر). وفي محيط المحيط: والقشب عند العامة خشونة مع تقشر تصيب الشفتين واليدين من ملاقاة الريح الشديدة البرد. وذلك يقع أحيانا العجين.
قشبة: اسم حجازي لقشور تجلب إلى مكة تشبه ما غلط من قشر السليخة الحمراء تشوبه خضرة يسيرة، طعمه فيه قبوضة وعفوصة يسيرة، يستعملونه في بحورات النساء، يؤتى به من اليمن. أول الاسم قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم ياء بواحدة من تحتها مفتوحة بعدها هاء ساكنة (ابن البيطار 2: 302).
قشوب، والجمع قشوبات: قصرية، مبولة (الكالا).
قشاب، قشابة، قشابية: اسم لباس مغربي، وهو جلباب أو قميص من الصوف أو من نسيج الكتان أو القطن لا بنيقة (ياقة) له ولا كمين أو له كمان قصيران يلبس بدل القفطان أو فرقه. أنظر الملابس ص264، ديفريمري مذكرات ص328، مملوك 2: 148، براكس ص16، فلوجل مادة 67 ص6، كاييه 1: 55، 83، 88، 90، 106) وفي (ص160). منه: (يطلق اسم قشاب على قطعة من النسيج طولها ذراعان وعرضها ثلاثة أرباع الذراع على الأقل طويت طيتين وخيط عرض النسيج بعضه مع بعض وتركت في أعلاه فتحتان لمرور الذراعين وفتحة في أعلاه لمرور الرأس. وهو قميص بلا نيقة ولا أكمام).
وقد ظننت من قبل أن هذه الكلمة من لغة الماليين Mandingues، وقد أخطأت في ذلك، لأن كاييه يقول (3: 297) إن هذا اللباس يسمى عند هؤلاء القوم بالدوركي.
مقشب: ملوح بالشمش. (هلو).
الْقَاف والشين وَالْبَاء

القشب: الْيَابِس الصلب.

وقشب الطَّعَام: مَا يلقى مِنْهُ مِمَّا لَا خير فِيهِ.

وقشب الطَّعَام يقشبه قشباً، وَهُوَ قشيب، وقشبه: خلطه بالسم.

وكل مَا خلط فقد قشب.

ونسر قشيب: قتل بالغلثي، قَالَ:

يخر نخالة نسراً قشيبا

والقشب، والقشب: السم. وَالْجمع: أقشاب.

وقشب لَهُ: سقَاهُ السم.

وكل قذر: قشب، وقشب.

وقشب الشَّيْء، واستقشبه: استقذره.

وقشب الشَّيْء: دنس.

وقشب الشَّيْء: دنسه.

وَرجل قشب خشب: لَا خير فِيهِ.

وقشبه بالقبيح قشباً: لطخه وعيــره.

وَرجل مقشب: ممزوج الْحسب باللؤم.

وقشب الرجل يقشب قشباً، واقتشب: اكْتسب حمداً أَو ذماً.

وقشبه بشرٍ: إِذا رَمَاه بعلامة من الشَّرّ يعرف بهَا.

وَقَالَ عمر لبَعض بنيه: " قشبك المَال ": أَي ذهب بعقلك.

والقشب، والقشيب: الْجَدِيد والخلق، يُقَال: ثوب قشيب، وريطة قشيب أَيْضا. وَالْجمع: قشب. قَالَ ذُو الرمة:

كَأَنَّهَا حلل موشية قشب

وَقد قشب قشابة.

وَقَالَ ثَعْلَب: قشب الثَّوْب: جد ولطف.

والقشب: نَبَات يشبه الْمقر يسمو من وَسطه قضيب، فَإِذا طَال تنكس من رطوبته، وَفِي رَأسه ثَمَرَة يقتل بهَا سِبَاع الطير.

والقشبة: الخسيس من النَّاس، يَمَانِية.

والقشبة: ولد القرد. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا ادري مَا صِحَّته؟ وَالصَّحِيح: القشة. وَقد تقدم.

قشب: القِشْبُ: اليابس الصُّلْب.

وقِشْبُ الطعام: ما يُلْقَى منه مما لا خير فيه. والقَشْبُ، بالفتح: خَلْطُ السُّمِّ بالطعام. ابن الأَعرابي: القَشْب خَلْطُ السُّمِّ وإِصلاحُه حتى يَنْجَعَ في البَدن ويَعْمَلَ؛ وقال غيره: يُخْلَط للنَّسْر في اللحم حتى يقتله. وقَشَبَ الطعامَ يَقْشِـبُه قَشْباً، وهو قَشِـيبٌ، وقَشَّبَه: خَلَطَه بالسمِّ. والقَشْبُ: الخَلْط، وكلُّ ما خُلِطَ، فقد قُشِبَ؛ وكذلك كل شيء يُخْلَطُ به شيء يُفْسِدُه؛ تقول: قَشَّبْتُه؛ وأَنشد:

مُرٌّ إِذا قَشَّبَه مُقَشِّبُه

وأَنشد الأَصمعي للنابغة الذبياني:

فَبِتُّ كأَنَّ العائداتِ فَرَشْنَنِـي * هَراساً، به يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ

ونَسْرٌ قَشِـيبٌ: قُتِلَ بالغَلْثَى أَو خُلِطَ له، في لحم يأْكُلُه، سُمٌّ، فإِذا أَكلهُ قتَله، فيُؤْخَذ ريشُه؛ قال أَبو خراش الـهُذَليّ:

بِه نَدَعُ الكَمِـيَّ، على يَدَيْهِ، * يَخرُّ، تَخالهُ نَسْراً قَشِـيبا

وقوله به: يعني بالسيف، وهو مذكور في بيت قبله؛ وهو:

ولولا نحنُ أَرْهَقَه صُهَيْبٌ، * حُسامَ الـحَدِّ مُطَّرِداً خَشِـيبا

والقِشْبُ والقَشَبُ: السُّمُّ، والجمع أَقْشابٌ.

يقال: قَشَبْتُ للنَّسْر، وهو أَن تَجْعل السُّمَّ على اللحم، فيأْكله

فيموت، فيؤخذ ريشه.

وقَشَّبَ له: سَقاه السُّمَّ. وقَشَبَه قَشْباً: سَقاه السُّمَّ.

وقَشَّبني ريحُه تَقْشِـيباً أَي آذاني، كأَنه قال: سَمَّني ريحُه. وجاء

في الحديث: أَن رجلاً يَمُرُّ على جِسْر جهنم فيقول: يا رب! قَشَّبَنِـي ريحُها؛ معناه: سَمَّني ريحُها؛ وكلُّ مسموم قَشِـيبٌ ومُقَشَّبٌ. وَرُوِيَ عن عمر أَنه وَجَدَ من مُعاوية ريحَ طِـيبٍ، وهو مُحْرِمٌ، فقال: مَنْ قَشَبَنا؟ أَراد أَن ريحَ الطيب على هذه الحال مع الإِحرام ومُخالَفةِ السنة قَشْبٌ، كما أَن ريح النَّتْن قَشْبٌ، وكلُّ قَذَرٍ قَشْبٌ وقَشَبٌ.وقَشِبَ الشيءَ (1)

(1 قوله «وقشب الشيء» ضبط بالأصل والمحكم قشب كسمع.

ومقتضى القاموس انه من باب ضرب.) واسْتَقْشَبه: اسْتَقْذَره. ويقال: ما أَقْشَبَ بَيْتَهم أَي ما أَقْذَر ما حولَه من الغَائط ! وقَشُبَ الشيءُ: دَنُسَ. وقَشَّبَ الشيءَ: دَنَّسَه. ورجل قِشْبٌ خِشْبٌ، بالكسر: لا خير فيه.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اغْفِرْ للأَقْشاب، جمع قِشْبٍ، وهو مَنْ لا خير فيه. وقَشَبه بالقبيح، قَشْباً: لَطَّخَه به، وعَيَّــرَه، وذكره بسُوء. التهذيب: والقَشْبُ مِن الكلام الفِرَى؛ يقال: قَشَّبَنا فلانٌ أَي رَمانا بأَمر لم يكن فينا؛ وأَنشد:

قَشَّبْتَنا بفَعالٍ لَسْتَ تارِكَه، * كما يُقَشِّبُ ماءَ الجُمَّةِ الغَرَبُ

ويروى ماء الـحَمَّة، بالحاء المهملة، وهي الغدير.

ابن الأَعرابي: القاشِبُ الذي يَعِـيبُ الناسَ بما فيه؛ يقال: قَشَبَه

بعَيْبِ نَفْسه. والقاشِبُ: الذي قِشْبُه ضَاوِيٌّ أَي نَفْسُه. والقاشِبُ: الخَيَّاط الذي يَلْقُطُ أَقشابه، وهي عُقَدُ الخُيوط، ببُزاقه إِذا لَفظ بها. ورجل مُقَشَّبٌ: مَمْزُوجُ الـحَسَبِ باللُّؤْم، مَخْلوط

الـحَسَب. وفي الصحاح: رجل مُقَشَّبُ الـحَسَب إِذا مُزِجَ حَسَبُه. وقَشَبَ الرجلُ يَقْشِبُ قَشْباً وأَقْشَبَ واقْتَشَبَ: اكْتَسَبَ حَمْداً أَو ذَمّاً. وقَشَبَه بشَرٍّ إِذا رماه بعلامة من الشَّرِّ، يُعْرَفُ بها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال لبعض بنيه: قَشَبَكَ المالُ أَي أَفْسَدَك وذَهَبَ بعَقْلك.

والقَشِبُ والقَشِـيبُ: الجَديدُ والخَلَقُ. وفي الحديث: أَنه مَرَّ وعليه قُشْبَانِـيَّتانِ؛ أَي بُرْدتانِ خَلَقانِ، وقيل: جديدتان. والقَشِـيبُ: من الأَضداد، وكأَنه منسوب إِلى قُشْبانٍ، جمع قَشِـيبٍ، خارجاً عن القياس، لأَنه نسب إِلى الجمع؛ قال الزمخشري: كونه منسوباً إِلى الجمع غير مَرْضِـيٍّ، ولكنه بناء مستطرف للنسب كالأَنْبَجانيّ. ويقال: ثوب قَشِـيبٌ، ورَيْطَةٌ قَشِـيبٌ أَيضاً، والجمع قُشُبٌ؛ قال ذو الرمة:

كأَنها حُلَلٌ مَوْشِـيَّةٌ قُشُبُ

وقد قَشُبَ قَشابةً. وقال ثعلب: قَشُبَ الثوبُ: جَدَّ ونَظُفَ. وسيف

قَشِـيبٌ: حديث عَهْدٍ بالجِلاءِ. وكلُّ شيءٍ جديدٍ: قَشيبٌ؛ قال لبيد:

فالماءُ يَجْلُو مُتُونَهُنَّ، كما * يَجْلُو التلاميذُ لُؤْلُؤاً قَشِـبا

والقِشْبُ: نبات يُشْبِهُ الـمَقِرَ (1)

(1 قوله «يشبه المقر» كذا بالأصل والمحكم بالقاف والراء وهو الصبر وزناً ومعنى. ووقع في القاموس المغد بالغين المعجمة والدال وهو تحريف لم يتنبه له الشارح يظهر لك ذلك بمراجعة

المادّتين.) ، يَسْمُو من وَسَطِه قَضيبٌ، فإِذا طال تَنَكَّسَ مِنْ

رُطُوبته، وفي رأْسه ثَمرةٌ يُقْتَلُ بها سِـباعُ الطَّيْرِ.

والقِشْبة: الخَسيسُ من الناس، يَمانية. والقِشْبةُ: ولد القِرْدِ؛ قال

ابن دريد: ولا أَدري ما صحّتُه، والصحيح القِشَّةُ، وسيأْتي ذكره.

قشب

1 قَشْبٌ signifies The act of mixing. (S, Mgh, O, K.) You say, قَشَبَ, aor. ـِ inf. n. قَشْبٌ, He mixed. (K.) And قُشِبَ, said of anything, It was mixed. (M.) b2: And قَشَبَهُ, aor. and inf. n. as above, He corrupted, or vitiated, it: (K, TA:) or he mixed it (i. e. anything) with a thing that corrupted, or vitiated, it. (TA.) b3: [Hence,] قَشَبَ الطَّعَامَ, (S, M,) aor. and inf. n. as above, (M,) He poisoned the food; (S;) he mixed the food with poison; as also ↓ قشّبهُ: (M, TA:) or قَشَبَ signifies he mixed poison, and so prepared it that it should take effect upon the body. (IAar, TA.) b4: And قَشَبَهُ, (S, O, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., He gave him poison to drink; (S, O, K;) and (TA) so لَهُ ↓ قشّب. (M, TA.) And قَشَبَ النَّسْرَ He put poison on flesh-meat for the vulture, that he might eat it and die, and he might take his feathers. (AA, TA.) b5: And [hence] قَشَبَنِى رِيحُهُ; (K, TA;) and (TA) ريحه ↓ قَشَّبَنِى, inf. n. تَقْشِيبٌ; (S, TA;) His, or its, odour annoyed me: (S, K, TA:) as though meaning it poisoned me. (S, TA.) قَشَبَهُ and ↓ قشّبهُ both signify He, or it, annoyed him. (Mgh.) And قَشَبَهُ الدُّخَانُ means The smoke annoyed him by its odour; and oppressed, or overpowered, him. (O.) قَشْبٌ [in a case of this kind], (O, K,) as inf. n. of قَشَبَ, aor. ـِ (K,) means The affecting [a person] with what is displeasing, or hateful, and with what is deemed unclean, or filthy: (O, K: [in the former القَشْبُ is expl. by the words الاصابةُ بما يُكْرَهُ ويُسْتَقْذَرُ; which, as well as what here follows, shows that an assertion in the TK (copied from the TA, and adopted by Freytag) respecting the explanation in the K, is erroneous:]) and hence the saying of 'Omar, when he perceived the odour of perfume from Mo'áwiyeh when the latter was a pilgrim, مَنْ قَشَبَنَا [i. e. Who has affected us with what is displeasing &c.?]; likening the odour of perfume in this case to a stink. (O.) b6: قَشْبٌ also signifies The depriving [one] of reason; (K, TA;) from the same word as signifying the act of “ corrupting,” or “ vitiating: ” (TA:) and its verb is قَشَبَ, aor. ـِ (K, TA.) 'Omar said to one of his sons, قَشَبَكَ المَالُ (M, O, TA) i. e. Wealth has deprived thee of thy reason: (M:) or has corrupted, or vitiated, thee, and deprived thee of thy reason. (O, TA.) b7: And قَشَبَهُ, (S, M, O, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (M, K,) (assumed tropical:) He spoke evil of him: (S, O:) (tropical:) he aspersed him, or upbraided him, (M, K, TA,) بِشَىْءٍ with a thing; (K, TA;) and so ↓ قشّبهُ, inf. n. تَقْشِيبٌ: (accord. to some copies of the K, and said in the TA to be agreeable with usage:) and (tropical:) he reproached him with disgraceful conduct. (M, K, TA.) You say, قَشَبَهُ بِقَبِيحٍ (tropical:) He charged, or upbraided, him with something bad, evil, abominable, or foul. (S, O, TA.) And قَشَبَهُ بِشَرٍّ (assumed tropical:) He cast upon him an evil imputation that was a mark whereby he should, or would, be known. (M, TA.) And قَشَبَهُ بِعَيْبِ نَفْسِهِ (assumed tropical:) He imputed to him, or charged him with, his own vice, or fault. (IAar, TA.) And قَشَبَنَا (assumed tropical:) He reproached, or upbraided, us with, or accused us of, a thing that was not in us: (O:) [or] he commanded us to forbear from a thing that was not in us. (TA.) And قَشَبَ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) He forged, or fabricated, a lie, or falsehood. (K, TA.) A2: قَشَبَ اِلسَّيْفَ, (O, K,) aor. and inf. n. as above, (K,) He polished the sword; (O, K;) removed its قِشْب [i. e. rust]. (O.) A3: And قَشَبَ, (S, M, K,) aor. and inf. n. as above; (M, K;) or قَشِبَ, with kesr; (O, as on the authority of Fr;) He (a man, S, M, O) gained, or acquired, praise or blame; (Fr, S, M, O, K;) as also ↓ اقتشب. (S, M, K.) A4: قَشُبَ, (Th, M, K,) aor. ـُ inf. n. قَشَاَبةٌ, (K,) It (a garment, Th, M, TA) was new and clean: (Th, M, TA:) or it was white and clean. (K, TA.) b2: And قَشُبَ, (thus written in my copy of the TA,) or قَشِبَ, (thus in a copy of the M,) It (a thing) was, or became, unclean, dirty, or filthy. (M, TA.) 2 قشّب: see the preceding paragraph, in five places. b2: Also, He rendered a thing unclean, dirty, or filthy. (M, TA.) 4 مَا أَقْشَبَ بَيْتَهُمْ How unclean, dirty, or filthy, is their tent or house! (O,) or, what surrounds their tent or house, by reason of the human excrement, or ordure! (TA.) 8 إِقْتَشَبَ see 1, last sentence but two.10 استقشبهُ He deemed it (i. e. a thing) unclean, dirty, or filthy. (M, TA.) قَشْبٌ inf. n. of قَشَبَ [q. v.] b2: [The explanations of this word by Golius and Freytag, by the former as an epithet applied in two contr. senses to a sword, and by the latter as a subst. (from a misstatement in the TK mentioned above), are erroneous.]

قِشْبٌ Poison; (S, M, Mgh, O, K;) because consisting of things mixed together; (Mgh;) as also ↓ قَشَبٌ: (M, K:) pl. of the former أَقْشَابٌ. (S, M.) b2: And [hence, app.,] A certain plant, (M, O, K,) resembling the مَقِر, (M, [which is generally said to mean the aloe, and by AHn to be a certain plant consisting of leaves without branches, agreeably with what follows, in the O and K resembling the مَفْد,]) from the middle whereof there rises a stalk, which, when it grows tall, bends down its top by reason of its succulence, or suppleness; having upon its head a fruit (ثَمَرَةٌ, M, O, [in the TA عقدة,]) with which birds of prey are killed, (M, O,) being poisoned therewith by its being put into flesh and thrown where they alight: he who prepares it stops up his nose; if he do not, it injures him; and people fear to pasture their cattle near to the places of its growth lest the animals should come in contact with it and should break it or bruise it and it should exhale its odour upon them and kill them: thus says AHn, on the authority of some one or more of the Arabs of the desert, of the Saráh (السَّرَاة). (O.) b3: And Anything unclean, dirty, or filthy; as also ↓ قَشَبٌ: (M, TA:) or anything that is deemed unclean, dirty, or filthy. (Mgh.) b4: Rust (K, TA) upon iron: (TA:) or dirt upon a sword. (A, TA.) b5: The refuse, that is thrown away, as being of no good, of طَعَام [i. e. wheat, or other food]. (M, TA.) b6: See also [the pl.]

أَقْشَابٌ, voce قَاشِبٌ. b7: Also, i. e. قِشْبٌ A man in whom is no good; (K, TA;) and (TA) so قِشْبٌ خِشْبٌ; (S, M, O, TA;) or this means with whom is no good: the latter word is an imitative sequent. (TA in art. خشب.) [See also قِشْبَةٌ.]

b8: And Dry, or tough, and hard. (M, TA. [Like قَسْبٌ.]) A2: And القِشْبُ signifies The نَفْس [here meaning جَسَد, i. e. body, as is shown below, voce قَاشِبٌ]. (O, K.) قَشَبٌ: see قِشْبٌ, in two places.

قَشِبٌ: see قَشِيبٌ.

قِشْبَةٌ A low, vile, ignoble, or mean, man, (IDrd, M, O, K, TA,) possessing no good: (TA:) of the dial. of El-Yemen. (IDrd, M, O, TA.) [See also قِشْبٌ, last quarter.] b2: And The young one of the ape, or of the monkey: (M, O, K:) so, IDrd says, some assert; (O;) but he doubted its correctness; (M, O, TA;) and the right word is قِشَّةٌ. (M, TA.) قَشِيبٌ Food mixed with poison: (M, TA:) and anything poisoned; as also ↓ مُقَشَّبٌ. (Nh, TA.) [Hence,] نَسْرٌ قَشِيبٌ A vulture for which poison is mixed in flesh-meat, which he eats, and which kills him; and then his feathers are taken: (S, O:) a vulture killed by means of غَلْثَى

[q. v.]. (M, TA.) A2: And White, (O, K,) and clean. (K.) b2: And, (S, M, O, K,) as also ↓ قَشِبٌ, (M,) New: (S, M, O, K:) b3: and Old, and worn-out: (M, O, K:) thus having two contr. meanings: (O, K:) the former used alike as masc. and fem.; applied to a garment; and its pl. is قُشُبٌ [and by contraction قُشْبٌ, mentioned by Golius on the authority of Meyd]. (M.) b4: And the former, applied to a sword, (S, O, K,) Polished: (K:) or recently polished: (S, O:] b5: and, (O, K,) so applied, (A, O, K,) Rusty: (O, K:) or dirty: (A:) thus, again, having two contr. meanings. (O, K) قُشْبَانِيَّتَانِ (occurring in a trad., O) Two old and worn-out [garments of the kind called] burdehs (بُرْدَتَانِ): (O, K, TA:) or, as some say, new: (Nh, TA:) the assertion that قُشْبَانٌ is a pl. of قَشِيبٌ, and that قُشْبَانِيَّةٌ is a rel. n. from this pl., is one upon which no reliance is to be placed, (O, K,) for a rel. n. is not formed from a pl. [unless from a pl. of the class of أَنْصَارٌ]: it is an innovated form of rel. n. (O.) قَاشِبٌ [act. part. n. of قَشَبَ; Mixing: &c.]. b2: One who imputes to others, or charges them with, vices, or faults, that are in himself. (IAar, TA.) b3: And A tailor (O, K) who ejects his ↓ أَقْشَاب, i. e. the knots of the threads, [meaning who spits them out,] when he ejects them. (O.) A2: And [A man] weak in respect of the body (ضَعِيفُ النَّفْسِ); (K, TA;) i. e. (TA) one whose قِشْب [meaning body] is weak, or emaciated; (O, TA;) by his فِشْب being meant his نَفْس [as syn. with جَسَد]. (O.) مُقَشَّبٌ Poison with which medicaments [or drugs] are mixed to render it potent. (Ham p.

331.) See also قَشِيبٌ, first sentence. b2: And, (M, K,) or مُقَشَّبُ الحَسَبِ, (S,) (tropical:) A man whose grounds of pretension to respect are mixed (S, M, K, * TA) with ignobleness. (M, TA.)
قشب
: (القَشْبُ: الخَلْط) ، وكُلُّ مَا خُلِطَ، فقد قُشِبَ، وَكَذَلِكَ كلّ شَيْءٍ يُخْلَطُ بِهِ شَيْءٌ يُفْسِدُهُ، تَقُولُ: قَشَبْتُهُ. وأَنشدَ الأَصْمَعِيُّ للنّابغة الذُّبْيانِيِّ: فَبِتُّ كَأَنَّ العَائِداتِ فَرَشْنَنِي
هَراساً بِهِ يُعْلَى فِراشِي ويُقْشَبُ
(و) يُقَال القَشْبُ: (سَقْيُ السَّمِّ) ، وخَلْطُهُ بالطَّعَامِ. والمنقولُ عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ: القَشْبُ: خَلْطُ السَّمّ وإِصلاحُه حَتَّى يَنْجَعَ فِي البَدَن ويَعْمَلَ. وقَشَبَ الطَّعَامَ يَقْشِبُهُ قَشْباً، وَهُوَ قَشِيبٌ.
وقَشَّبَهُ، أَي مُشَدَّداً: خَلَطَهُ بالسَّمِّ.
ونَسْرٌ قَشِيبٌ: قُتِلَ بالغَلْثَى، أَو خُلِطَ لَهُ فِي لَحْمٍ يأْكُلُه سَمٌّ، فإِذا أَكلَه قَتَلَهُ فيؤخَذُ رِيشُه. قَالَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ:
بِهِ نَدَعُ الكَمِيَّ عَلَى يَدَيْهِ
يَخِرُّ تَخَالُهُ نَسْراً قَشيبَا
عَن أَبي عَمْرٍ و: قَشَبْتُ للنَّسْرِ: هُوَ أَن تَجْعَل السَّمَّ على اللَّحْمِ حتّى يَأْكُلَهُ فيموتَ، فيؤخَذَ رِيشُه، وقَشَّبَ لَهُ: سقاهُ السَّمَّ، وقَشَبه قَشْباً: سَقاهُ السّمَّ.
(و) القَشْبُ: (الإِصابَةُ بالمَكْرُوهِ) من القَوْل (والمُسْتَقْذَر) فِي نُسخَتِنَا بالجرِّ على أَنَّهُ عَطْف على الْمَكْرُوه، وصوابُهُ بالرَّفع، والتّقدير: والقَشْبُ المُسْتَقْذَرُ، بدليلِ مَا يأْتي؛ يُقَال: قَشَبَ الشَّيْءَ، واسْتَقْشَبَهُ: اسْتَقْذَرَهُ: ويُقَال: مَا أَقْشَبَ بَيْتَهُم، أَي: مَا أَقْذَرَ مَا حَوْلَهُ من الغائطِ.
وقَشُبَ الشَّيْءُ: دَنُسَ، وكُلُّ قَذَرٍ: قَشْبٌ وقَشَبٌ.
وقَشَّبَ الشَّيْءَ: دَنَّسَهُ.
(و) القَشْبُ: (الافْتِرَاءُ) يُقَال: قَشَّبَنا، أَي: نَهَانَا عَن أَمر لم يكُن فِينَا، وأَنشدَ:
قَشَّبتْنَا بِفَعَالٍ لسْتَ تارِكَه
كَمَا يُقَشِّب ماءَ الجُمَّةِ الغَرَبُ (و) القَشْبُ: (اكْتِسابُ الحَمْدِ) ، وَعَلِيهِ اقْتصر فِي بعض الأُصول، وصوابُهُ كَمَا فِي نسختنا زِيَادَة (أَو الذمِّ) ، ومثلُه فِي الصَّحاح، وَهُوَ قولُ الفرّاءِ، وَحكى عَنهُ أَبو عُبَيْدٍ (كالاقْتِشَابِ) يُقَال: قَشَب، واقْتَشَبَ.
(و) القَشْبُ أَيضاً: (الإِفْسَادُ) . وكلّ شيْءٍ يُخْلَط بِهِ شَيْءٌ يُفْسِدُهُ، تَقول: قَشَبْتُهُ، وَقد تقدَّمَ.
(و) من المَجَاز، القَشْبُ: (اللَّطْخُ بالشَّيْءِ) ، يُقَال: قَشَبَهُ بالقَبِيح، قَشْباً: لَطَّخَه. وَفِي نسخةٍ أُخْرَى هُنا زِيَادَةُ قولِهِ: كالتَّقْشِيبِ، وَهُوَ وارِدٌ فِي كَلَامهم.
(و) من المَجَازِ، القَشْبُ: (التَّعْيِير) ، وذِكْرُ الرَّجُلِ بالسُّوءِ. وَقد وُجِدَ فِي بعض النُّسَخِ: التَّعْبِير، بالمُوَحَّدَةِ، وَهُوَ خطأٌ. (و) فِي حديثِ عُمَرَ، رضيَ الله عَنهُ، قَالَ لبعضِ بنيهِ: (قَشَبَكَ المالُ) من القَشْبِ، وَهُوَ الإِفساد، و (إِزالَةُ العَقْلِ) ، أَي: أَفسَدَك، وذهَبَ بعَقْلك.
(و) القَشْبُ: (صَقْلُ السَّيْفِ) ، يُقَال: قَشَبَه: إِذا جَلاَه وصقَلَه، (وفِعْلُ الكُلِّ) قَشَبَ يَقْشِبُ، (كضَرَبَ) يَضْرِبُ.
(و) القِشْبُ، (بالكَسْرِ: النَّفْسُ) ، وسيأْتي.
(و) القِشْب: (والِدُ مالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ) هاكذا فِي نسختنا (بن) من غير أَلف، وصوابُهُ (ابْن) لكَوْنِ بُحَيْنَةَ أُمَّهُ. قَالَ شيخُنا: وَالْمَعْرُوف أَنَّ القِشْبَ جَدٌّ لعَبْدِ الله، وبُحَيْنَة زوجَةُ مالِكٍ، لَا والدتُهُ وَلَا والدُهُ، لاِءَنّه عبدُ اللَّهِ بْنُ مالِكِ بنِ القِشْبِ، وسيَأْتي فِي بحن.
(و) القِشْبُ: (نَبَاتٌ كالمَغْدِ) يَسمو من وَسَطِه قَضِيبٌ، فإِذا طالَ، تَنَكَّسَ من رُطُوبته، وَفِي رأْسه عُقْدَةٌ يُقْتَلُ بهَا سِباعُ الطَّيْرِ. (و) القِشْبُ: (الصَّدَأُ) على الْحَدِيد.
(و) فِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ: (اغْفِرْ لِلأَقْشَاب) جمع قِشْبٍ، وَهُوَ (مَنْ لَا خَيْرَ فيهِ) . وَمن ذالك قولُهم: رجَلٌ قِشْبٌ، وَقد تقدّم.
(و) القِشْبُ: (السَّمُّ، ويُحَرَّك) ، وَالْجمع أَقْشابٌ. يُقَال: قَشَبْتُ النَّسْرَ، وَهُوَ أَن تَجْعَلَ السَّمَّ على اللَّحْمِ حتّى يأْكُلَهُ، فيموتَ، فيُؤْخَذَ رِيشُهُ.
وقَشَبَ لَهُ: سَقاهُ السَّمَّ، وقَشَبه قَشْباً: سَقاهُ السَّمَّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا.
(وسَيْفٌ قَشِيبٌ) أَي: (مَجْلُوٌّ) ، وَعبارَة الصَّحاح: حديثُ عَهْدٍ بالجِلاءِ؛ ومثلُهُ فِي فَصِيح ثَعلب (و) سَيْفٌ قَشِيبٌ: (صَدِىءٌ) وَعبارَة الأَساس: قَذِرٌ، وفيهِ قَشْبٌ: أَي قَذَرٌ، (ضِدٌّ) . "
(والقَشِيبُ: قَصْرٌ باليَمَنِ) .
(و) القَشِيبُ: (الجَدِيدُ، والخَلَقُ) ، كالقَشِب والقَشِيبَةِ، (ضِدٌّ) .
(و) القَشِيب: (الأَبْيَضُ، والنَّظِيفُ) يُقَال: ثَوْبٌ قَشيبٌ، وريْطَةٌ قَشِيبٌ، أَيضاً. وَالْجمع قُشُبٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كَأَنَّها خِلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ
وَقد (قَشُبَ، ككَرُم، قَشَابةً) ، وَقَالَ ثَعْلَب: قَشُبَ الثَّوْبُ: جَدَّ ونظفَ. وسيْفٌ قَشِيبٌ: حديثُ عَهْدٍ بالجِلاءِ.
وكُلُّ شَيْءٍ جَدِيدٍ: قَشِيبٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
فالماءُ يجْلُو مُتُونَهُنَّ كَمَا
يَجْلُو التَّلامِيذُ لُؤْلُؤاً قَشِبَا
(والقِشْبَةُ بالكَسْرِ: الرَّجُلُ الخَسِيسُ) الذَّنِيءُ الَّذِي لَا خَيْرَ عنْدَه، يَمَانِيَةٌ.
(و) القِشْبَةُ: (وَلَدُ القِرْد) قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدرِي مَا صِحَّتهُ، والصَّحِيحُ: القِشَّةُ، وسيأْتِي ذِكْرُهُ.
(و) قُشَابٌ (كغُرَابٍ: ع) .
(و) فِي حَدِيثٍ: أَنه (مَرَّ النَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلَيْهِ قُشْبانِيَّتانِ) بالضَّمِّ، (أَي: بُرْدَتَانِ خَلَقانِ) ، وَفِي نسخةٍ: خَلقَتانِ، وَقيل: جَديدتانِ، كَمَا فِي النِّهَاية. (و) القَشِيبُ من الأَضدادِ. حاصِل كلامِ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الفائِقِ، وابْنِ الأَثيرِ فِي النّهاية: أَنَّ (قَوْل الزّاعِمِ: إِنَّ) بِالْكَسْرِ (القُشْبَانَ جَمْعُ قَشِيبٍ، و) إِنّ (القُشْبَانِيَّةَ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ) ، أَيْ: إِلى الجَمْع، خارجٌ عَن القِياسِ، غَيْرُ مَرْضِيَ من القَوْل، و (لَا مُعَوَّلَ عَلَيْهِ) ؛ لأَنّ الْجمع لَا يُنْسَبُ إِليه، ولاكِنَّهُ بناءٌ مسْتَطْرَفٌ للنسب، كالأَنْبجانِيّ.
(والقاشِبُ: الخَيّاطُ) الّذي يَلْقُط أَقْشَابَه، وَهِي عُقَدُ الخُيُوطِ، ببُزاقِهِ إِذا لَفَظَ بهَا (و) القاشِبُ: الَّذِي قِشْبُهُ ضَاوٍ، وَهُوَ (الضَّعِيفُ النَّفْسِ) .
و (قَشَبَنِي رِيحُهُ: آذَانِي) ، كقَشَّبَنِي تَقْشِيباً، كأَنَّهُ قَالَ: سَمَّنِي رِيحُهُ. وجاءَ فِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجُلاً يَمُرُّ عَلى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فيَقُولُ: يَا رَبّ قَشَّبَني رِيحُهَا، وأَحْرَقَني ذَكاؤُهَا) ، مَعْنَاهُ: سَمَّنِي. وكلّ مسمُومٍ: قَشِيبٌ، ومُقَشَّب. كَذَا فِي النّهَاية.
وَفِي التَّوْشِيح: قَشَبَهُ الدُّخَانُ: مَلأَ خَياشِيمَهُ، وأَخَذَ بكَظَمِه. انْتهى. ورُوِيَ عَن عُمَرَ: (أَنَّهُ وَجَدَ من مُعَاوِيَةَ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، رِيحَ طِيبٍ، وَهُوَ مُحَرِمٌ، فَقَالَ: مَنْ قَشَبَنَا؟) ، أَراد أَنّ رِيحَ الطِّيبِ على هاذه الْحَال مَعَ الإِحْرام ومخالفَةِ السُّنَّة قَشْبٌ، كَمَا أَنّ رِيحَ النَّتْنِ قَشْبٌ، وكلّ قَذَرٍ: قَشْبٌ، وقَشَبٌ.
(و) من المَجَاز: (رَجُلٌ مُقَشَّبٌ، كمُعَظَّمٍ) ، أَي: ممزوجُ الحَسَبِ باللُّؤْمِ (غَيْرُ خالِصٍ) .
وممّا لم يذكُرْهُ المُصَنِّفُ:
القِشْبُ، بِالْكَسْرِ: اليابسُ الصُّلْبُ. وقِشْبُ الطَّعَامِ، بِالكَسْرِ: مَا يُلْقَى مِنْهُ ممّا لَا خير فيهِ.
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: القاشِبُ: الَّذِي يَعِيبُ النّاسَ بِمَا فيهِ، يُقَال: قَشَبَهُ بعَيْبِ نفسِه. وَقَالَ غَيره: وقَشبهُ بِشَرَ: إِذا رَمَاه بعَلامَةٍ من الشَّرِّ يُعرَفُ بهَا.
وَلم يذكُرِ المُصَنّف (نَسْرٌ قَشِيب) وَهُوَ فِي مُصَنَّفَاتِ الغَرِيب، وَقد قدَّمْنا شَرحَهُ.

شذا

(شذا)
الْمسك شذوا قويت رَائِحَته وانتشرت وَفُلَان تطيب بالمسك
ش ذ ا: الشَّذَا حِدَّةُ ذَكَاءِ الرَّائِحَةِ. 
[شذا] الشَذا مقصورٌ: الأذى والقال: قد آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ. والشَذا: ذباب الكلب، وقد يقع على البعير، الواحدة شَذاةٌ. وقال الخليل: يقال للجائع إذا اشتدَّ جوعُه: ضَرِمَ شَذاهُ. والشَذا: الملحُ. والشَذا: حِدّة ذكاء الرائحة. والشَذاةُ: بقية القوّة والشِدّة. قال الراجز: فاطِمُ ردى لى شذا من نفسي * وما صَريمُ الأمرِ مثل اللَبْسِ والشَذا: ضرب من السفن، الواحدة شَذاةٌ. والشَذا: شجرٌ. والشَذا: كِسَرُ العودِ. قال ابن الإطنابة : إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثيابها * ذكى الشذا والمندلي المطير 

شذا: شَذا كلِّ شيءٍ: حَدُّه. والشَّذاةُ: الحِدَّةُ، وجمعها شَذَواتٌ

وشَذاً. التهذيب في ترجمة شَدا بالدال المهملة قال: قال أَبو بكر الشَّدا

حَدُّ كلِّ شيء، يكتب بالأَلف. قال: والشَّذا من الأَذى؛ وأَنشد:

فلوْ كان في ليْلى شَذاً من خُصومَةٍ،

للوَّيْتُ أَعْناقَ المطِيِّ المَلاويا

وأَنشده الفراء شَداً، بالدال، وأَنشده غيره شَذاً، بالذال المعجمة،

وأَكثر الناس على الدال، وهو الحدُّ؛ قال ابن بري: ومنه قول أَوس:

أَقولُ فأَمَّا المُنْكَراتِ فأَتَّقي،

وأَمَّا الشَّذا، عَنِّي، المُلِمَّ فأَشْذِبُ

وقال أَسماء بن خارجة:

يا ضَلَّ سَعْيُكَ ما صَنَعْتَ بما

جَمَّعْتَ من شُبٍّ إلى دُبِّ؟

فاعْمِدْ إلى أَهْلِ الوَقِير، فَما

يَخْشى شَذاك مُقَرْقَمُ الإزْبِ

وضَرِمَ شَذاهُ: اشتَدَّ جُوعُه، يقال ذلك للجائِعِ؛ قال الطرِمَّاح:

يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذاهُ،

شَجٍ لخُصومَة الذِّئْبِ الشَّنُونِ

والشَّذا، مقصورٌ: الأَذى والشرُّ.

والشَّذاةُ: ذُبابٌ، وقيل: ذبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يقع على الدواب

فيُؤْذِيها، والجَمع شَذاً، مقصور، وقيل: هو ذُبابٌ يعضّ الإبلَ، وقيل: الشَّذا

ذُبابُ الكلْب، وقيل: كل ذُبابٍ شَذاً؛ وأَنشد ابن بري ليزيد بن الحكم يصف

قداحاً:

يقيها الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً، وتارةً

يُقَلِّبها فيكفِّه ويَذوقُ

يقول: لا يترك الذباب يسقُطُ عليها؛ وقال آخر:

عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ من الشَّذا

قال: وقد يقع هذا الذُّبابُ على البعير، الواحدة شذاةٌ. وأَشْذى

الرجلُ: آذى، ومنه قيل للرجل: آذيْتَ وأَشْذيْتَ. ابن الأَعرابي: شَذا إذا آذى،

وشَذا إذا تطيَّبَ بالشَّذْوِ وهو المِسْكُ، ويقال: وهو رائحة المسك.

وفي حديث علي، عليه السلام: أَوْصَيْتُهم بما يجب عليهم من كفِّ الأَذى

وصرف الشَّذا؛ هو بالقصر الشَّرُّ والأَذى. وكل شيءٍ يُؤْذي فهو شَذاً؛

وأَنشد:

حَكَّ الجِمال جُنوبَهنَّ من الشَّذا

ويقال: إني لأَخشى شَذاة فلان أَي شَرَّه. وقال الليث: شَذاتهُ شدَّتهُ

وجَرْأَته. والشَّذاةُ: بقية القوَّة والشِّدَّة؛ قال الراجز:

فاطِمَ رُدِّي لي شَذاً من نَفْسي،

وما صَريمُ الأَمر مثلُ اللَّبْسِ

والشَّذا: كِسَر العود الصغار، منه. والشَّذا: كِسَر العود الذي

يُتَطيَّب به. والشَّذا: شِدَّةُ ذكاءِ الريح الطَّيِّبة، وقيل: شِدَّة ذكاءِ

الريح؛ قال ابن الإطْنابة:

إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها

ذكيُّ الشَّذا، والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ

قال ابن بري: ويقال البيتُ للعُجَير السَّلولي، ويروى: إذا اتَّكأَتْ.

قال: وقال ابن ولاَّد الشَّذا المِسك في بيت العُجَير. والشَّذا: المِسْك؛

عن ابن جني، وهو الشَّذْوُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إن لك الفَضلَ على صُحْبَتي،

والمِسكُ قد يَسْتَصحِبُ الرَّامِكا

حتى يظلَّ الشَّذْوُ، من لوْنهِ،

أَسْودَ مَضْنوناً به حالِكا

وقال الأَصمعي: الشَّذا من الطيب يكتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد:

ذكيُّ الشَّذا والمندليُّ المطيَّرُ

قال: وقال أَبو عمرو بن العلاء الشَّذْوُ لونُ المِسك؛ وأَنشد:

حتى يظلِّ الشَّذْوُْ من لونهِ

قال ابن بري: والشِّذْيُ، بكسر الشين، لونُ المسك؛ عن أَبي عمرو وعيــسى

بن عمر؛ وأَنشد:

حتى يظلَّ الشِّذْيُ من لوْنهِ

قال: وذكره ابن ولاَّدٍ بفتح الشين وغُلِّط فيه، وصحح ابن حمزة كسر

الشين. والشَّذا: الجرب. والشَّذاةُ: القطْعة من الملحِ، والجمع شَذاً.

والشَّذا: شجرٌ ينبُت بالسَّراةِ يُتَّخذ منه المَساوِيك وله صمغٌ.

والشَّذا: ضربٌ من السُّفن؛ عن الزجاجي، الواحدة شَذاةٌ؛ قال أَبو منصور:

هذا معروف ولكنه ليس بعربي. قال ابن بري: الشَّذاةُ ضرْبٌ من السُّفُن،

والجمع شَذَواتٌ.

وَرِقانُ

وَرِقانُ:
بالفتح ثم الكسر، والقاف، وآخره نون، بوزن ظربان، ويروى بسكون الراء، قال جميل:
يا خليليّ إنّ بثنة بانت ... يوم ورقان بالفؤاد سبيّا
والصواب ما أثبتناه في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: خير الجبال أحد والأشعر وورقان، وهو جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصبّ ماؤه إلى رثم، قال نوفل بن عمارة بن الوليد:
أرى نزوات بينهنّ تفاوت، ... وللدهر أحداث وذا حدثان
أرى حدثا ميطان منقلع به، ... ومنقطع من دونه ورقان
قال عرّام بن الأصبغ في أسماء جبال تهامة: ولمن صدر من المدينة مصعدا أوّل جبل يلقاه من عن يساره ورقان وهو جبل عظيم أسود كأعظم ما يكون من الجبال ينقاد من سيالة إلى المتعشّى بين العرج والرويثة، ويقال للمتعشى الجيّ، وفي ورقان أنواع الشجر المثمر وغير المثمر وفيه القرظ والسّمّاق والخزم وفيه أوشال وعيــون عذاب، والخزم: شجر يشبه ورقه ورق البرديّ وله ساق كساق النخلة تتخذ منه الأرشية الجياد، وسكان ورقان بنو أوس بن مزينة وهم أهل عمود، وقال أبو سلمة يمدح الزبير:
إنّ السّماح من الزبير محالف ... ما كان من ورقان ركن يافع
فتحالفا لا يغدران بذمّة، ... هذا يجود به وهذا شافع

الإنسان المثالى

الإنسان المثالى
أجمل الله الإنسانية المثالية وما ينتظرها من الجزاء المادى والروحى في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة 7، 8). فالإنسان المثالى هو ذلك الذى يؤمن ويعمل صالحا، وقد فصل القرآن في مواضع كثيرة هذا العمل الصالح فمنه ما يرتبط بالله، ومنه ما يرتبط بالناس، ومنه ما يعود إلى الشخص نفسه.
أما ما يرتبط بالله فأن يؤدّى فرائضه في محبة وخشوع، ويصلى ذاكرا جلاله، وعظمته، وإذا أصغى إلى آيات الله سجد لما فيها من عظمة وحكمة قائلا: سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 108)، لا يغيب ذكر الله عنه، مفكرا في خلق السموات والأرض، رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 191 - 194). وفي ذكر الله ورقابته دائما إحياء للضمير الإنسانى، وإقامة هذا الضمير رقيبا على أعمال المرء، فلا يفعل منفردا ما يخجل من فعله مع الجماعة، وإذا حيى الضمير، وقويت شوكته، كان للإنسان منه رقيب على نفسه، فى كل ما يأتى من الأمور وما يدع، وتربية الضمير هو الهدف الرئيسى للتربية، والغرض الأول الذى يرمى إليه المربون.
أما صلته بالناس فصلة رفق وحب وعطف، يفى بالعهد إن عاهد، ويؤدى الأمانة إن اؤتمن، ويربأ بنفسه عن اللغو، فلا يضيع وقته سدى فيه، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (المؤمنون 1 - 8). وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (المعارج 24، 25). ويؤتون: الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ (البقرة 177). يأمرون بالصدقة والمعروف، ويصلحون بين الناس، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (النساء 114). وهو هنا لا يكتفى بأن يكون المرء صالحا في نفسه، بل لا بدّ أن يكون عضوا نافعا في جماعته، وقوة عاملة فيها، فهو يتصدق، ويأمر غيره بالصدقة، ويصلح بين الناس ويأمر غيره بالإصلاح بينهم، ولا يكتفى القرآن بأن يقف المرء موقف الواعظ المرشد فحسب، بل من الواجب أن يأخذ بحظه من الخير الذى يدعو إليه ولهذا وبخ القرآن أولئك الذين يدعون إلى الخير، وينسون أنفسهم فى قوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (البقرة 44).
والإنسان الكامل هو ذلك الذى يبذل جهده في خدمة جماعته، ويعمل على النهوض بها، فلا يعيش كلّا، ولا يقبل أن يرضى غروره، بأن يسمع ثناء على ما لم يفعل، أما هؤلاء الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (آل عمران 188).
ومن أكبر سماته أنه يدفع السيئة بالحسنى، فيؤلف القلوب النافرة، ويستل الخصومة من صدر أعدائه، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (فصلت 34، 35). وأنت ترى القرآن يعترف بأن هذا الخلق لا يتصف به إلا من كان ذا قدم عظيمة في التفوق في مراتب الكمال، وذا حظ عظيم منه. ويتصل بهذه الصفة كظم الغيظ والعفو عن الناس، وهما مما مجد القرآن إذ قال: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران 133، 134). وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (الشورى 37).
وهو عادل، يقول الحق ولا يحيد عنه، ولا يصرفه عن قوله ذو قرابة أو عداوة، وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى (الأنعام 152). كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (المائدة 8).
قد طهر قلبه، فلا يحمل لأحد غلا ولا موجدة، ويسأل الله السلامة من شر ذلك قائلا: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (الحشر 10). ولا يسعد إنسان في حياته، إذا كان يحمل في قلبه ضغنا على أحد، أو حسدا أو غلا، فإن ذلك يقلب الحياة شقاء، وينغص على المرء أيامه ولياليه فضلا عن ضياع الوقت، وما أجمل الحياة إذا طهر قلب المرء، وبعد عنه ما يئوده من هموم الحقد والحسد، حينئذ يعمل في طمأنينة، ويجاهد في سكينة.
وحسنت صلته بجاره ذى القربى والجار الجنب، ولذلك أثره في سعادة الحياة، والطمأنينة فيها، ويعامل الناس برفق، فلا يغره منصب يظفر به، ولا مال يحويه، ولا
يدفعه ذلك إلى تعاظم أو كبر، ولا يخرجه ما يظفر به إلى البطر والمرح، وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 18، 19).
يرد التحية بأحسن منها، وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (النساء 86). ولا يدخل بيتا غير بيته حتى يستأذن، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (النور 27، 28). ويجلس مع الناس في رفق. فلا يجد غضاضة في أن يفسح لغيره من مجلسه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (المجادلة 11).
وإذا كانت السخرية بالغير، بأى لون من ألوان السخرية، مدعاة إلى تأصل العداء، وتقطع الصلات، كان الإنسان النبيل هو من يجتنب السخرية من الناس، وعيــبهم، ولمزهم بألقاب يكرهونها، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الحجرات 11).
ومن أهم أخلاق الإنسان المثالى الصبر، وقد أثنى به الله كثيرا، وحث عليه كثيرا، وجعله خلة لا يظفر بها إلا الممتازون من الناس، ذوو الحظ الكبير من الرقى الخلقى، قال سبحانه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة 155 - 157). وقال: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ (الحج 34، 35). وقال: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (الزمر 10). ومما يرتبط بالصبر شديد الارتباط مقابلة الأحداث ونوازل الحياة، بل ما تأتى به من سعادة وخير، فى هدوء وطمأنينة، فلا يستفزه فرح، ولا يثيره حزن ولا ألم، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (الحديد 23).
ويسير في إنفاقه سيرا مقتصدا لا تقتير فيه ولا تبذير، وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (الفرقان 67)، وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُوراً وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (الإسراء 26 - 29). وهو لذلك يأكل ويشرب، ويستمتع، فى غير إسراف ولا خيلاء، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف 31)، ويأخذ بحظه من الحياة الدنيا في غير تكالب عليها، ولا جعل الاستمتاع بها الهدف الأساسى في الحياة.
ويكره القرآن للمرء أن يتبجّح بالقول، فيدعى أنه سيفعل ويفعل، ثم تنجلى كثرة القول عن تقصير معيب في العمل، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (الصف 2، 3).
ويحسن أن أوجه النظر هنا إلى أن القرآن لا يبرئ الإنسان من فعل السوء، ولا ينزهه عن الإثم، ولكن الذى يأخذه عليه هو أن يتمادى في العصيان، ويصرّ على ما يفعل، فلا يندم، ولا يتوب، أما أبواب الجنة فمفتحة لأولئك وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (آل عمران 135، 136).
وهذه بعض آيات من القرآن يصف بها أولئك المثاليين، إذ يقول: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (الفرقان 63 - 67).

غدف

(غدف)
لَهُ فِي الْعَطاء غدفا أَكثر
(غ د ف) : (الْغُدَافُ) غُرَابُ الْقَيْظِ وَيَكُون ضَخْمًا وَافِيَ الْجَنَاحَيْنِ.
غدف:
غَدْفَة: منديل تقنع به نساء الوهابيين رؤوسهن. (باشنيق ص37) وانظر: غُدْفة في معجم لين.
غ د ف : الْغُدَافُ غُرَابٌ كَبِيرٌ وَيُقَالُ هُوَ غُرَابُ الْقَيْظِ وَالْجَمْعُ غِدْفَانٌ مِثْلُ غُرَابٍ وَغِرْبَانٍ. 
غدف
غُداف [مفرد]: (حن) غراب أسود اللون، ضخْم، كبير الجناحين. 
[غدف] نه: فيه ح: "أغدف" على عليّ وفاطمة سترًا، أي أرسله، ومنه: أغدف الليلة سدوله- إذا أظلم. ومنه ح: لنفس المؤمن أشد ارتكاضًا على الخطيئة من العصفور حين "يغدف" به، أي تطبق عليه الشبكة فيضطرب ليفلت منها.
غ د ف: (الْغُدَافُ) غُرَابُ الْقَيْظِ. وَ (أَغْدَفَ) الصَّيَّادُ الشَّبَكَةَ عَلَى الصَّيْدِ أَرْخَاهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِكَاضًا مِنَ الذَّنْبِ يُصِيبُهُ مِنَ الْعُصْفُورِ حِينَ يُغْدَفُ بِهِ» . 

غدف


غَدَفَ(n. ac. غَدْف)
a. [La & Fī], Was profuse, liberal, generous to .... in (
giving ).
غَدَّفَa. see Ib. [ coll. ], Cursed, swore at.
c. [ coll. ], Blasphemed.

أَغْدَفَ
a. [acc. & Ala], Let fall, lowered over; threw over.
b. Fell, covered the earth (darkness).

إِغْتَدَفَ
a. [Min], Received much from.
b. Cut.

غِدْفَةa. Royal apparel.

غَدَفa. Ease, abundance, luxury.

مِغْدَف
(pl.
مَغَاْدِفُ)
a. Oar; paddle.

غَاْدِفa. Rower, oarsman; sailor.

غُدَاْف
(pl.
غِدْفَاْن)
a. Crow; vulture.
b. Black hair, raven locks.

غُدَاْفِيّa. Black, raven-black.

غَاْدُوْفa. see 20
إِغْدَوْدَف [إِغْدَوْدَفَ]
a. see IV (b)
غ د ف

أغدفت دوني قناعها وأغدفت سترها إذا أرسلته. وأغدف بالصيد إذا ألقيت عليه الشبكة فأحيط به. وفي الحديث " إنّ قلب المؤمن أشدّ اضطراباً من الذّنب يصيبه من العصفور حين يغدف به " وأغدف بالمرأة: دخل بها. أنشد الجاحظ:

يبيت أبوك بها مغدفاً ... كما ساور الهرّة الثعلب

ومن المجاز: أغدف الليل إذا أرخى سدوله وأظلم، ومنه: الغداف: للغراب الأسود وللشّعر، يقال: شعر غداف، كأنه غداف. وأغدف البحر: اعتكرت أمواجه. وتقول: أتيته حين أسدف الليل وأسجف، وأرخى قناعه وأغدف.
غدف
الغِدْفَةُ: لِباسُ المُلْكِ. والدُّجى. وأشباهُهما حتّى الغُرْلَة. والإغْدَافُ: إرْسالُ القِناع على الوَجْه. وأغْدَفَ اللَيْلُ واغدَوْدَف: إذا أرْخى سُدُوْلَه. والغُدَافُ: غُراب ضَخْمٌ وافِرُ الجَناحَيْنِ. والشَعرُ الطَويلُ الأسودُ: غُدَاف. وأغْدِفَ في خِتانِ الصبِي: أي اسْتُؤصِل.
والقَوْمُ في غَدَفٍ من عَيْشِهم: أي خِصْب.
وغَدَفَ فلانٌ للناس في العَطاءِ. واغْتَدَفُوا: أي أخَذوا كثيراً منه.
وغُدَافُ: اسْمُ رَجُل. وأغْدِفَ بالصَيْدِ: إذا ألْقِيَ عليه الشَّبَكَةُ فَيُصْطاد. وأغْدَفَ الرجُلُ بالمَرْأةِ: إذا جامَعَها. والغِدَف: الأسَدُ.
غدف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد اللَّه [بْن عَمْرو -] لنَفس الْمُؤمن أَشد ارتكاضا من الْخَطِيئَة من العصفور حِين يُغْدَف بِهِ. [قَوْله: يُغْدَفُ بِهِ -] الإغداف: الْإِرْسَال للثوب والستر وَنَحْوه قَالَ عنترة: [الْكَامِل]

إِن تُغدِفي دوني القناع فإنني ... طَب بأخْذِ الفارِسِ المستلئِم

[يَقُول: إِن ترسلي قِناعكِ وتحتجبي مني فَإِنِّي كَذَلِك -] . وَقَوله: حِين يغدف بِهِ يَعْنِي [حِين -] ترسل عَلَيْهِ الشَّبَكة أَو الحبالة أَو مَا يُنْصَبُ لَهُ.
باب الغين والدال والفاء معهما غ ذ ف، ف ذ غ يستعملان فقط

غدف: الغِدْفَة: لباسُ المَلَكِ والغُولِ والدجى وشبهه. والإِغْدافُ: إرسالُ القِناعِ، قال عنترة:

إن تغدفي دوني القناعَ فإنَّني ... طبٌّ بأخُذِ الفارسِ المستَلْئِمِ

وأغْدَفَ اللَّيْلُ وأغدَوْدَفَ أي: أرخى سُدْفَتَه. والغُدافُ: غُرابُ القَيْظ، ضَخْمٌ وافرُ الجَناحَيْن. والغُدافُ: الشعر الطويل الأسود، قال:

ركبَ في جناحكَ الغُدافِ

فدغ: الفَدْغُ كسرُ كل أجوف مثل حبةِ العنبِ. ويقال في الذبح بحجرٍ: إن لم يَفْدَغِ الحلقوم فكل (أراد إن لم يثرده) . والفَدَغُ: التواء في القدم، ورجرٌ أَفْدَغُ: مائلُ القدمينِ.
غدف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قيل [لَهُ -] : هَذَا عليّ وَفَاطِمَة قَائِمين بَالسُّدة فَأذن لَهما فدخلا فأغدف عَلَيْهِمَا خميصة سَوْدَاء. قَوْله: أغدف عَلَيْهَا يَعْنِي أرسل عَلَيْهِمَا وَمِنْه قيل: أغدفت الْمَرْأَة قناعها إِذا أَرْسلتهُ على وَجههَا [لتستره -] قَالَ عنترة: [الْكَامِل]

إِن تُغْدفْي دُوْنِي القِنَاعَ فانَّني ... طب بِأخذ الْفَارِس المستلئم

73 - / ب / يَعْنِي كَأَنَّهَا ازدرته فَقَالَ مَا قَالَ. وَقد رُوِيَ فِي حَدِيث آخر: إنّ قلب الْمُؤمن أَشد اضطرابًا من الذَنَب يُصِيبهُ من العصفور حِين يغدف بِهِ. وَبَعض النَّاس يحملهُ على هَذَا الْمَعْنى فَإِن كَانَ مِنْهُ فَهُوَ أَن تلقي عَلَيْهِ الشبكة أَو الحبالة فيصاد كَمَا يُرْسل السّتْر وَغَيره وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء أشبه مِنْهُ بِهَذَا.
الْغَيْن وَالدَّال وَالْفَاء

الغُداف: الغُراب، وخصّ بَعضهم بِهِ غُراب القيظ الضَّخم الوافر الجناحين.

وَشعر غُداف: اسود دوافر، وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

تَصَيَّدُ شُبان الرِّجَال بفاحم غُداف وتَصطادين عُثاً وجُدْجُدا وجَناح غُداف: اسود طَوِيل.

وَقيل: كل اسود حالك: غُداف.

واسود غدافيٌّ، نُسِبَ إِلَى الغُداف.

واغدودف اللَّيْل، واغدف: اقبل وارخى سُدوله.

واغدف قناعه: ارسله على وَجهه، وَفِي الحَدِيث: حِين قيل لَهُ: هَذَا عَليّ وَفَاطِمَة قَائِمين بالسُّدة، فَأذن لَهما فدضخلا، فأغدف عَلَيْهِمَا خَميصةً سَوْدَاء، أَي: أرسلها.

واغدف بالطائر، واغدَف عَلَيْهِ: أرسل عَلَيْهِ الشبكة، وَفِي الحَدِيث: " إِن قلب الْمُؤمن اشد اضطرابا من الْخَطِيئَة يُصِيبهَا من الطَّائِر حِين يغدف بِهِ ".

والغِدفَةُ: لباسُ الْملك.

والغِدْفة، والغَدَفَة: لِبَاس الفول والدَّجْر وَنَحْوهمَا.

وعيــش مُغْدِف: مُلبس وَاسع.

واغدف فِي ختان الصَّبِي: استأصله، عَن اللحياني.

وَعِنْدِي: أَن اغدف: ترك مِنْهُ، وأسْحت: استأصله.

وأغدف الْبَحْر: اعتكرت أمواجه.

والغادف: الملاح، يَمَانِية.

والغادف، والمِغدفة، والغادوف، والمِغْدف: المجداف.
غدف
الغُدَافُ: غُرابُ القَيْظِ، والجَمْعُ: غِدْفانٌ. ورُبَّما سَمَّوا النَّسْرَ الكَثِيرَ الرِّيشِ غُدافاً، وكذلك الشَّعَرُ الطَّويلُ الأسْوَدُ والجَنَاحُ الأسْوَدُ، قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليم وبيضه: يكسوهُ وحفاً غُدافاً من قطيفته ذاةِ الفُضول مع الإشفاق والحدب وغُدافٌ: من الأعلام.
وقال رُؤْبَةُ:
رُكِّبْتُ من جَنَاحِكَ الغُدافي ... من القُدَامى لا مِنَ الخَوَافِي
وقال العَجّاجُ:
بُدِّلَ بعد رِيْشِهِ الغُدَافي ... قَنَازِعاً من زَغَبٍ خِفَافِ
وقال ابنُ دريد: الغادِفُ: المَلاّحُ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ.
وقال غيرهُ: القَوْمُ في غَدَفٍ من عيشهم - بالتَّحريك -: أي في نَعْمَةٍ وخصب وسعة.
والغدفُّ - مثالُ هجفٍّ -: الأسدُ.
وقال ابنُ عبّاد: غَدَفَ له في العطاء: أي أكثر ووسَّع.
وأغْدَفت المرأةُ قناعها: أي أرسلته على وجهها، قال عنترةُ لن شدّاد:
إِنْ تُغْدِفي دوني القِنَاعَ فإنَّني ... طَبٌّ بأخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئمِ
وأغْدَفَ اللَّيْلُ: إذا أرخى سُدوله. وأغْدَفَ الصَّياد الشبكة على الصيد: أسبلها عليه. ومنه حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - حين قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسّدَّةِ: فأذِنَ لهما فدخلا فأدف عليهما خَمِيْصَةً سوداء. وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: لَنَفْسُ المُؤمن أشدُّ ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يُغْدَفُ به.
وقال اللِّحْيَانيُّ: أغْدَفَ في خِتانِ الصَّبيِّ وأسْحَتَ: إذا اسْتَأْصَلَ، ويًقال: إذا تُغْدِفْ ولا تُسْحِتْ.
وقال ابن عَبّاد: أغْدَفَ الرجلُ بالمرأة: إذا جامعها.
واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ: إذا أخَذَ منه شيئاً كثيراً.
واغْتَدَفْتُ الثَّوْبَ: قَطَعْتُه: والتَّرْكيبُ يدُلُّ على سَتْرٍ وتَغْطِيَةٍ.

غدف: الغُداف: الغُراب، وخص بعضهم به غُراب القيظ الضخْمَ الوافِرَ

الجناحين، والجمع غُدْفانٌ، وربما سُمّي النَّسْرُ الكثيرُ الريشِ غُدافاً،

وكذلك الشعر الأَسود الطويل والجناح الأَسود. وشعرٌ غُداف: أَسود وافر؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجال بفاحِم

غُدافٍ، وتَصْطادين عُثّاً وجُدْجُدا

(* قوله «عثاً» بالثاء المثلثة كما في مادة عثت فما وقع في هذا البيت في

مادة جدد عشاً بالشين المعجمة تبعاً للاصل خطأ.)

وقال رؤبة:

رُكِّب في جناحِك الغُدافي

من القُدامى ومن الخَوافي

وجَناح غُداف: أَسود طويل؛ قال الكميت يصف الظَّليمَ وبَيْضَه:

يَكْسُوه وحْفاً غُدافاً من قَطيفته

ذاتِ الفُضُولِ مع الإشفاق والحَدَب

ويقال: أَسود غُدافيٌّ إذا كان شديد السواد نُسبَ إلى الغُداف، وقيل: كل

أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ.

واغدَوْدَفَ الليلُ وأَغْدَفَ: أَقْبَل وأَرخى سُدُولَه. وأَغْدَفَ

الليلُ ستوره إذا أَرسل ستور ظُلَمه؛ وأَنشد:

حتى إذا الليلُ البَهِيمُ أَغْدَفا

وأَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها: أَرسلته. وأَغْدَف قِناعَه: أَرسله على

وجهه؛ قال عنترة:

إنْ تُغْدِفي دوني القِناعَ، فإنني

طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم

وأَغْدَفَ عليه سِتْراً: أَرْسله. وفي الحديث: أَنه أَغْدَفَ على عليّ

وفاطِمة، عليهما السلام، سِتراً أَي أَرسله؛ روي أَنه حين قيل له هذا عليّ

وفاطمة قائمينِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لهما فدخلا، فأَغْدَفَ عليهما

خَمِيصةً سوداء أَي أَرسلها. وأَغدف بالطائر وأَغدف عليه: أَرسل عليه الشبكة.

وفي الحديث: إنَّ قلْب المؤمن أَشَدُّ اضْطِراباً من الخَطيئة يُصيبُها من

الطائر حين يُغْدَفُ به؛ أَراد حين تُطْبَقُ الشِّباكُ عليه فيضطرب

ليُفْلَتَ؛ وأَغدفَ الصيادُ الشبكة على الصيد.

والغِدْفَةُ: لِباسُ المَلِك. والغِدفةُ والغَدَفَةُ: لباس الفول

(*

قوله «والغدفة لباس الفول» كذا ضبط في الأصل.) والدَّجْر ونحوهما.

وعَيْــش مُغْدِف: مُلْبس واسع. والقومُ في غِدافٍ من عيشتهم أَي في

نَعْمة وخصْب وسعَة. وأَغْدَفَ في خِتان الصبيّ: استأْصَله؛ عن اللحياني، قال

ابن سيده: وعندي أَن أَغْدَف ترك منه وأَسْحَتَ استأْصله. وقال اللحياني:

أَغْدَف في خِتان الصبي إذا لم يُسْحِت، وأَسْحَت إذا استأْصل. ويقال:

إذا خَتَنْت فلا تُسحت، ومعنى لم يُغْدف أَي لم يُبْق شيئاً كبيراً من

الجلد، ولم يَطْحر: لم يَسْتأْصل. وأَغْدَف البحر اعْتَكرَت أَمْواجه.

والغادِفُ: المَلاَّح، يمانية. والغادِفُ والمِغدَفةُ والغادوف

والمِغْدَفُ: المِجْدافُ، يمانية.

واغْتَدفَ فلان من فلان اغْتِدافاً إذا أَخذ منه شيئاً كثيراً.

غدف

1 غَدَفَ لَهُ فِى العَطَآءِ, (aor.

غَدُفَ, inf. n. غَدْفٌ, TK,) He was profuse to him in giving. (Ibn-'Abbád, O, K.) 4 اغدفت قِنَاعَهَا She (a woman, S) let down, or let fall, her [head-covering called] قناع upon her face. (S, K.) 'Antarah says, إِنْ تُغْدِفِى دُونِى القِنَاعَ فَإِنَّنِى

طَبٌّ بِأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ (S,) i. e. If, O my beloved, thou let down before me the head-covering, meaning if thou veil thyself from me, I am expert in capturing the mail-clad horseman: then how should I lack power to capture thee? (EM p. 236.) b2: [Hence,] اغدف اللَّيْلُ (tropical:) The night let down its curtains [of darkness]. (S, K.) b3: And الشَّبَكَةَ عَلَى الصَّيْدِ He (a sportsman, or fowler, or the like,) let fall the net upon the object, or objects, to be captured. (S, K.) Hence, (TA,) it is said in a trad., إِنَّ قَلْبَ المُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِكَاضًا مِنَ الذَّنْبِ يُصِيبُهُ مِنَ العُصْفُورِ حِينَ يُغْدَفُ بِهِ (S, TA,) i. e. [Verily the heart of the believer is more vehemently agitated in consequence of the offence that he purposes than the sparrow] when the net is made to cover it, whereupon it struggles to escape: (TA:) or مِنَ الخَطِيْئَةِ [i. e. in consequence of the sin that he is tempted to commit]. (So in the O, instead of مِن الذنب يصيبه.) b4: اغدف بِهَا (assumed tropical:) He compressed her, (Ibn-'Abbád, O, K,) i. e., a woman: (Ibn-'Abbád, O:) or, as in the A, he went in to her. (TA.) b5: اغدف said of the sea [app. from the same verb said of the night] (tropical:) It became confusedly agitated in its waves; expl. by the words اِعْتَكَرَتْ أَمْوَاجُهُ. (TA.) b6: And (assumed tropical:) He slept. (AA, TA in art. سدف.) b7: And, accord. to Lh, (O,) اغدف said of the circumciser (O, K, TA) of a boy (O) means He cut off entirely the prepuce; (O, K, TA;) like أَسْحَتَ; (O, TA;) but ISd holds that the latter has this meaning, and the former means he left somewhat thereof: (TA:) one says to the circumciser, لَا تُغْدِفْ وَلَا تُسْحِتْ, (O, TA,) but this means Leave not thou much of the skin, nor cut off entirely. (TA.) 8 اغتدف مِنْهُ He (a man, O) took from him (another man, O) much. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And اغتدف الثَّوْبَ He cut the garment, or piece of cloth. (Ibn-'Abbád, O, K.) 12 اِغْدَوْدَفَ It (the night) came with its darkness. (TA.) غَدَفٌ A state of ease, and plentifulness, or ampleness: so in the saying, القَوْمُ فِى غَدَفٍ مِنْ عَيْشِهِمْ (O, K *) or مَعِيشَتِهِمْ (TA) [The people, or party, are in a state of ease, &c., in respect of their means of subsistence]: thus in the O and TS: but in the L, من معيشتهم ↓ فى غُدافٍ. (TA.) غُدْفَةٌ A thing in the form of the [head-covering called] قِنَاع, worn by the women of the Arabs of the desert. (TA.) غِدْفَةٌ The apparel of the king. (TA.) غُدَافٌ The crow, (S, O, K, TA,) or, as some say, the large crow, (TA,) of the summer, or hot season: (S, O, K, TA:) or, accord. to some, in an absolute sense, the crow: (TA:) or the large crow that is full in the wings: (JK:) or the black crow: (MA:) pl. غِدْفَانٌ. (S, O.) b2: and A vulture having abundant plumage (S, O, K) is sometimes thus called: (S, O:) pl. as above. (K.) b3: And Long, (S, O, K, TA,) abundant, (TA,) black hair. (S, O, K, TA.) b4: Also A black wing. (S, K, TA.) And Anything intensely black is termed غُدَافٌ, and ↓ أَسْوَدُ غُدَافِىٌّ. (TA.) A2: See also غَدَفٌ.

غُدَافِىٌّ: see the next preceding paragraph.

مغدف, [app. مُغْدِفٌ, or perhaps taken from a mistranscription for مُغْدِقٌ,] as an epithet applied to means of subsistence (عَيْشٌ), signifies Smooth and ample. (TA.) [Freytag mentions مُغَدَّفٌ and مُغَدَّقٌ, each having the fem. with ة, as signifying Copious, applied to rain: both from the “ Fákihet el-Khulafà,” p. 141, l. 3; where the word is مغدقة, evidently مُغْدِقَة, and rhyming with مُطْبِقَة.]
غدف
الغُدافُ، كغُرابٍ: غُرابُ القَيْظِ نقَلَه الجوْهَرِيُّ، زادَ غيرُه: الضَّخْمُ، وأَطْلَقه بَعْضُهم، فَقَالَ: هُوَ الغُرابُ مُطْلَقاً ورُبَّما سُمِّيَ النَّسْرً الكَثِيرُ الرِّيشِ غُدافاً ج: غِدْفانٌ بالكَسْرِ. والغُدَافُ: علَم رجُلٍ.
والغُدَافُ: الشَّعْرُ الطَّوِيلُ الأَسْودُ الوافِرُ، قالَ الكمُيْتُ يَصِفُ الظَّلِيمَ وبيْضَه:
(يَكْسُوُه وَحْفاً غُدافاً من قَطِيفَتِه ... ذاتِ الفُضُولِ مَعَ الإِشْفاقِ والحَدَبِ)
واَنشَدَ ابنُ الْأَعرَابِي:
(تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرِّجالِ بفاحِمٍ ... غُدافٍ وتَصْطادِينَ عُثّاً وجُدْجُدَا)
والغُدَافُ: الجَناحُ الأَسْودُ قالَ رُؤْبَةُ: رُكِّبَ فِي جَناحِكَ الغُدافِي من القُدامَى وَمن الخَوافِي ويُقالُ: أَسْوَدُ غُدافِيٌّ: إِذا كَانَ شَدِيدَ السَّوادِ، وَقيل: كُلُّ أَسْوَدَ حالِكٍ غُدافٌ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الغادِفُ: المَلاحُ لُغةٌ يَمانِيّةٌ. قالَ: والغَادُوفُ: المِجْدافُ بلُغَتِهِمْ كالمِغْدَفِ كمِنْبَرٍ، وَكَذَلِكَ المِغْدَفَةُ بالهاءِ. ويُقال: هُمْ فِي غَدَفٍ من مَعِيشَتِهِم مُحَرَّكَةً: أَي نَعْمَة وخِصْبٍ وسَعَةٍ كَمَا فِي العُبابِ والتّكْمِلَة، ووَقَع فِي اللِّسانِ فِي غِدافٍ من عِيشَتِهمْ. والغِدَفُّ كهِجَفِّ: الأَسَدُ نقلَه الصّاغانِيُّ. وقالَ ابنُ عبّادٍ: غَدَفَ لهُ فِي العَطاءِ: أَي أَكْثَرَ ووَسَّعَ. وأَغْدَفَت المَرْأَةُ قِناعَها: أَي أِرْسَلَتْه على وَجْهِها قَالَ عَنْتَرَةُ:)
(إِنْ تُغْدِفِي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِي ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ)
وَمن المَجازِ: أَغْدَفَ اللَّيْلُ: إِذا أَقْبَلَ، وأَرْخَى سُدُولَه قالَ: حَتَّى إِذا اللَّيْلُ البَهيمُ أَغْدَفا وأَغْدَفَ الصَّيّادُ الشَّبَكَةَ عَلى الصَّيْدِ: إِذا أَسْبَلَها عليهِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: فأَغْدَفَ عَلَيْهما خَمِيصَةً سَوْداءَ أَي عَلى عليِّ وفاطِمَةَ رَضِي الله عَنْهُمَا. وأَغْدَفَ الخاتِنُ: اسْتَأْصَلَ الغُرْلَةَ كأَسْحَتَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنِدِي أَنّ أَغْدَفَ: تَرَكَ مِنْهُ، وأَسْحَتَ: اسْتَأْصَلَه، ويُقال: إِذا خَتَنْتَ فَلَا تُسْحِتْ وَلَا تُغْدِفْ، وَمعنى لم يُغْدِفْ. أَي لم يُبْقِ شَيْئا كَثِيراً من الجِلْدِ، وَلم يُطْحِرْ: لم يَسْتَأْصِل. وأَغْدَفَ الرَّجُلُ بِها أَي بالمَرْأَةِ: إِذا جامَعَها نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ، وَفِي الأَساسِ: دَخَل بهَا. واغْتَدَفَ فلانٌ مِنْهُ اغْتِدافاً: أَخذَ مِنْهُ شَيْئا كَثِيراً كَمَا فِي اللِّسانِ والمُحِيطِ. واغْتَدَفَ الثَّوْبَ: قَطَعَه كَمَا فِي المُحِيط.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: اغْدَوْدَفَ اللَّيْلُ: أَقْبَلَ بظَلامِه. وأَغْدَفَ عليهِ: أَرْسَلَ عَلَيْهِ الشَّبَكَة، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنّ قَلْبَ المُؤْمنِ أَشَدُّ ارْتِكاضاً من الذَّنب يُصِيبُه من العُصْفُورِ حِين يُغْدَفُ بِهِ نَقله الجوْهريُّ، أَراد: حِين تُطْبِقُ الشِّباكُ عَلَيْهِ فيضطَّربُ ليُفْلتَ مِنْها. والغِدْفَةُ بالكَسر: لباسُ المَلكِ. وبالضَّمِّ: كهيْئَةِ القِناعِ تَلْبسُه نساءُ الأَعْرابِ. وعيْــشٌ مُغْدِفٌ: مُلْبِسٌ واسِعٌ. وأَغْدَفَ البحْرُ: اعْتَكرتْ أَمْواجُه، وَهُوَ مجازٌ.
[غدف] الغُدافُ: غراب القيظ، والجمع غِدْفانٌ. وربَّما سمُّوا النسر الكثير الريش غُدافاً، وكذلك الشعر الأسود الطويل، والجناح الأسود. قال الكميت يصف الظليم وبيضه: يكسوه وَحْفاً غُدافاً من قَطِيفَتِهِ ذاتِ الفضولِ مع الاشفاق والحدب وأغدفت المرأة قناعها، أي أرسلته على وجهها. قال عنترة: إن تُغْدِفي دوني القناعَ فإنَّني طبٌّ بأخْذِ الفارس المُسْتَلْئِمِ وأغْدف الليل، أي أرخى سدوله. وأغْدَفَ الصيادُ الشبكةَ على الصيد. وفي الحديث: " إنَّ قلب المؤمن أشدُّ ارتكاضاً من الذَنْبِ يصيبه، من العصفور حين يُغْدَفُ به ".

الخرابات

الخرابات:
[في الانكليزية] Tavern
[ في الفرنسية] Taverne

في اللغة: بمعنى مكان شرب الخمر (خمارة). وفي اصطلاح الصّوفية عبارة عن:
خراب الصّفات البشريّة وفناء الوجود الجسمي والروحاني. والخراباتي صفة للرجل الكامل الذي تصدر عنه بدون اختياره المعارف الإلهية.

والخراب: هو أيضا خراب عالم البشرية.
هكذا في بعض الرسائل. وفي كشف اللغات يقول: الخرابات عبارة عن المظهر الجلالي الذي بسببه يصبح السّالك فانيا وممحوّا من تجلّي القهّار فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً. آية (الاعراف/ 143) وهذا كناية عنه. وقيل الخرابات هي المعتزل الذي يقيم فيه المرشد والشيخ فإذا ألحّ المريد لكي يصل إليه فالشيخ يجذبه بحيث يصبح فاقدا للــوعي والعقل. وقال في شرح «گلشن»: ان المراد من الخرابات هو مقام الوحدة. والخراباتي هو الرجل الفاني الذي فرغ من وجوده، وقد ضاع نفسه في عالم العدل فلا يرضى بإضافة فعل أو وصف أو وجود لنفسه ويرى ذلك في الحقيقة كفرا.

بله

(بله) : ما بَلْهُكَ أَلاَّ تَفْعَلَ كذا: أَي مالَكَ.
(بله)
بلها وبلاهة ضعف عقله وغلبت عَلَيْهِ الْغَفْلَة فَهُوَ أبله وَهِي بلهاء (ج) بله

بله


بَلِهَ(n. ac. بَلَاْهَة)
a. Was foolish, stupid, silly.

بَاْلَهَa. Humbugged, befooled.

تَبَلَّهَa. see I
أَبْلَهُ
(pl.
بُلْه)
a. Foolish, stupid, silly; simpleton, moon-calf.

بَلْه
a. [ imp-particle ], Let alone.
b. [ inter. ], How? What?
c. Irrespective of.
d. Condition, case, state.

بَلْهَوَان
a. [ coll. ], Acrobat.
بله: بله والمصدر بلهان (ألف ليلة 1: 776) وفي معجم فوك (مادة ebetare) بَلِهَ بدل بَلُهَ والمصدر بُلُوهة.
بَلَّه. بلَّهه: جعله أبله (فوك، بوشر) تبلَّه: صار أبله (فوك، الكالا).
تباله، في الأغاني 84: تبالهن بالعرفان لما عرفنني. أي تظاهرن بأنهن لا يعرفنني.
بَلَه: غفلة، حماقة، جنون (الكالا، ابن الأثير 10: 404).
أبله: أحمق، بليد، مجنون (ألكالا، بوشر).
بله
البَلَهُ: الغَفْلَةُ عن الشَّرِّ، وفي الحديث: " أكْثَرُ أهْلِ الجَنَّةِ الُبْلُه ". والتَّبَلُّهُ: تَطَلُّبُ الضّالَّةِ. وبَلْهَ: كلمةٌ في معنى كَيْفَ. وفي معنى فَصْلٍ. وَدْع، وعَلى وفي المَثَل: " تُحْرِقُكَ النارُ أنْ تَراها بَلْهَ أنْ تَصْلاها ". وفي فلانٍ بُلَهْيِنَةٌ: أي بَلَهٌ ورُعُوْنَةٌ، والنُّونُ زائدةٌ. وبُلَهْنيَةُ العَيْشِ: طِيْبُه وغَفْلَتُه.
ب ل هـ : بَلِهَ بَلَهًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ عَقْلُهُ فَهُوَ أَبْلَهُ وَالْأُنْثَى بَلْهَاءُ وَالْجَمْعُ بُلْهٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ خَيْرُ أَوْلَادِنَا الْأَبْلَهُ الْغَفُولُ بِمَعْنَى أَنَّهُ لِشِدَّةِ
حَيَائِهِ كَالْأَبْلَهِ فَيَتَغَافَلُ وَيَتَجَاوَزُ فَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالْبَلَهِ مَجَازًا. 
(بله) - في الحَدِيث: "بَلْهَ ما اطَّلعْتُم عليه" .
بَلْه: مِن أَسماءِ الأَفعال كَرُوَيد، وصَهْ، ومَهْ. يقال: بَلْه زيدًا: أي دَعْه واتْرُكْه. ويُوضَع مَوضِعِ المَصْدر، فيقال: بَلْه زَيدٍ بالِإضافَةِ، كما يُقال: تَرْكَ زَيدٍ، ويُقْلَب في هذا الوَجْه فيقال: بَهْل زيدٍ؛ لأَنّ حالَ الِإعراب مَظنَّة التَّصرّف، وقوله: "ما اطَّلعَتْم عليه" يُحتَمل أن يكون مَنْصوب المَحَلّ ومَجْرُورَة على الُّلغَتِين. ورُوِى بيتُ كَعْبِ بن مَالِك الأَنصارِىّ:
تَذَرُ الجماجِمَ ضاحِياً هاماتُها ... بَلْهَ الأَكُفِّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ
على الوَجْهين أيضا".
ب ل هـ: رَجُلٌ (أَبْلَهٌ) بَيِّنُ (الْبَلَهِ) وَ (الْبَلَاهَةِ) وَهُوَ الَّذِي غَلَبَتْ عَلَيْهِ سَلَامَةُ الصَّدْرِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَسَلِمَ، وَ (تَبَلَّهَ) أَيْضًا وَالْمَرْأَةُ (بَلْهَاءُ) وَفِي الْحَدِيثِ: «أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ (الْبُلْهُ) » يَعْنِي الْبُلْهَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا لِقِلَّةِ اهْتِمَامِهِمْ بِهَا، وَهُمْ أَكْيَاسٌ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ. وَ (تَبَالَهَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (بَلْهَ) بِمَعْنَى دَعْ وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ وَقِيلَ مَعْنَاهَا سِوَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ بُلْهَ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ» . 
ب ل هـ

خير أولادنا الأبله العقول، وخير النساء البلهاء الخجول. قال:

ولقد لهوت بطفلة مبالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها وتباله فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:

تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا

وتقول: هذا ما أظهره لك بله ما أضمره أي دع ما أضمره فهو خير مما أظهره.

ومن المجاز: هو في شباب أبله وعيــش أبله، يراد غفل صاحبهما عن الطوارق. قال رؤبة:

بعد غداني الشباب الأبله

ومنه: هو في بلهنية من عيشه. تقول: لازلت ملقى بتهنيه، مبقى في بلهنيه. وجمل أبله وناقة بلهاء: لا تنحاش من ثقل كأنها حمقاء. وفلان يتبله في المفازة أي يتعسف من غير هداية ولا مسئلة.
[بله] فيه: ولا خطر على قلب بشر "بله" ما اطلعتم عليه، أي دع ما اطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموها من لذاتها. ن: أي فالذي لم يطلعكم عليه أعظم، وقيل: معناه غير، وقيل: كيف. كه" بمفتوحة وفتح هاء بمعنى دع، وسوى، أي سوى ما ذكر في القرآن، وذخرا بالنصب متعلق بأعددت، ومعنى الأول دع ما اطلعتم عليه فإنه يسير في جنب ما ادخر لهم. الخطابي: اتفق النسخ على رواية من بله والصواب إسقاط كلمة من. نه وفيه: أكثر أهل الجنة "البله" جمع أبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير، وقيل: من غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها وأقبلوا على آخرتهم، فأما الأبله وهو من لا عقل له فغير مراد. ن: البله أي سواد الناس وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للشبه فتدخل عليهم الفتنة، وأما العارفون والعلماء العاملون والصلحاء المتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى. ش: البله بفتحتين الغفلة. غ: الأبله الغافل عن الشر والشاب الناعم. ومنه: بلهنية العيش والذي لا عقل له. نه: فإن خير أولادنا "الأبله" العقول يريد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو عقول.
[بله] رجلٌ أَبْلَهُ بيِّن البَلَهِ والبَلاهَةِ، وهو الذي غلبتْ عليه سلامةُ الصدر. وقد بَلِهَ بالكسر وتبله. والمرأة بلهاء. وفى الحديث: " أكثرُ أهل الجنّة البُلْهُ " يعني البُلْهَ في أمر الدنيا، لِقِلَّةِ اهتمامهم بها، وهم أكْياسٌ في أمر الآخرة. قال الزبرِقان بن بدرٍ: " خيرُ أولادنا الأبْلَهُ العَقولُ "، يريد أنَّه لشدّة حيائه كالأَبْلَهِ وهو عَقولٌ. ويقال شبابٌ أَبْلَهُ، لما فيه من الغَرارة، يوصف به كما يوصف بالسُلوِّ والجنون، لمضارعته هذه الأسباب. وعيــشٌ أَبْلَهُ: قليل الغموم. وقال : بعد غدانى الشباب الابله وتباله: أرى من نفسه ذلك وليس به. وهو في بلهنية من العيش، أي سعة، صارت الالف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عن سيبويه. وبله: كلمةٌ مبنيةٌ على الفتح مثل كيف، ومعناها دع. قال كعب بن مالك يصف السيوف: تذر الجماجم ضاحيا هاماتها * بله الاكف كأنها لم تخلق قال الاخفش: بله هاهنا بمنزلة المصدر، كما تقول ضرب زيد. ويجوز نصب " الاكف " على معنى دع الاكف. وقال ابن هَرْمَةَ: تمشي القَطوفُ إذا غَنَّى الحُداةُ بها * مِشْيَ النَجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةِ النَجُبا ويقال: معناها سِوى. وفي الحديث: " أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، بَلْهَ ما أَطْلعتُهُمْ عليه ".
(ب ل هـ)

البَلَهُ: الْغَفْلَة عَن الشَّرّ وَأَن لَا يُحسنهُ، بَلِهَ بَلَها، وَهُوَ أبْلَهُ، وابْتُلِه كبَلِهَ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ الَّذِي يَأمُلُ الدُّنيا لَمُبْتَلَهٌ ... وكُلُّ ذِي أمَلٍ عَنْهَا سَيُشتَغَلُ

والبَلْهاءُ من النِّسَاء: الْكَرِيمَة المزيرة الْغيرَة المغفلة.

والتَّبالُهُ، والتَّبَلُّه: اسْتِعْمَال البَلَهِ.

والتَّبَلُّه: تطلب الضَّالة.

والتَّبَلُّهُ: تعقب الطَّرِيق من غير هِدَايَة وَلَا مَسْأَلَة، الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ.

والبُلَهْنِيَةُ: الرخَاء وَسعد الْعَيْش.

وعيــش أبْلَهُ: وَاسع.

وبَلْهَ كلمة مَعْنَاهَا: دع، قَالَ كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ:

تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِيا هاماتُها ... بَلْهَ الأكُفَّ كأنَّها لم تُخْلَقِ

يَقُول: هِيَ تقطع الْهَام فدع الأكف، أَي فَهِيَ أَجْدَر أَن تقطع الأكف، وَفِي الْمثل: " تحرقك النَّار أَن ترَاهَا بَلْهَ أَن تصلاها " يَقُول: تحرقك النَّار من بعيد فدع أَن تدْخلهَا، وَمن الْعَرَب من يجربها يَجْعَلهَا مصدرا، كَأَنَّهُ قَالَ: ترك، وَقَوله صلى الله ليه وَسلم: " يَقُول الله تَعَالَى: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ، وَلَا أذن سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، بَلْهَ مَا أطلعتهم عَلَيْهِ " قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره: بَلْهَ مَعْنَاهَا: كَيفَ، وَقيل مَعْنَاهُ: دع مَا أطلعتهم عَلَيْهِ.

والبَلْهاء: نَاقَة، وَإِيَّاهَا عَنى قيس بن عيزارة الْهُذلِيّ بقوله:

وَقَالُوا: لَنا البَلْهاءُ أوَّلَ سُؤْلَةٍ ... وأغْراسُها واللهُ عَنِّي يُدافِعُ 
بلهـ
بلِهَ يَبلَه، بَلَهًا وبَلاهَةً، فهو أَبْلَه
• بلِه الشَّخصُ: ضَعُفَ عَقْلُه وغلبت عليه الغَفْلَةُ وقلَّ تمييزُه "بلاهة مبكرة- بلِه مع تقدّمه في السِّنِّ" ° ما أَبْلَهَ فلانًا: ما أشدَّ بلاهته. 

تبالهَ يتباله، تَبالُهًا، فهو مُتبالِه
• تبالَه الشَّخصُ: تَصنَّع وتظاهر بالبلاهة والغَفْلة "عندما سُئِل عن فعلته تباله وراح يهزّ رأسه". 

تبلَّهَ يتبلَّه، تَبَلُّهًا، فهو مُتبلِّه
• تبلَّه الشَّخصُ: بلِه، ضَعُفَ عقله وغلبتْ عليه الغَفْلَةُ وقلَّ تمييزُه. 

أَبْلَه [مفرد]: ج بُلْه وبُلَهاءُ، مؤ بَلْهاءُ، ج مؤ بُلْه: صفة
 مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بلِهَ: أحمق لا تمييز له، مجنون، غبيّ، ضعيف العقل تغلب عليه الغفلة. 

بَلاهَة [مفرد]: مصدر بلِهَ. 

بَلْهَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر مبنيٌّ على الفتح، منقول عن مصدر، بمعنى (دعْ) وما بعده منصوب "بَلْهَ هذا الأمرَ- *بَلْهَ الأكفَّ كأنَّها لم تخلق*".
2 - اسم استفهام بمعنى (كيف) مبني على الفتح، وما بعده مرفوع "*بَلْهَ الأكفُّ كأنَّها لم تخلق*".
3 - مصدر ويكون ما بعده مجرورًا "بَلْهَ الشرِّ: الزم ترك الشرِّ". 

بَلَه [مفرد]:
1 - مصدر بلِهَ.
2 - هَبَل، عته، جنون، حماقة، غفلة "تصرّف ببَلَه". 

بله: البَلَهُ: الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ؛ بَلِهَ، بالكسر،

بَلَهاً وتَبَلَّه وهو أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ،

وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ

(* قوله «سيشتغل»

كذا بضبط الأصل والمحكم، وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين).

ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ، وهو الذي غلب عليه سلامة

الصدر وحُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ

التصرف فيها، وأَقبلوا على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها، فاستحقوا أَن

يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة، فأَما الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ

في الحديث، وهو قوله، صلى الله عليه وسلم: أَكثرُ أَهلِ

الجنة البُلْهُ، فإِنه عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم، وهم

أَكياسٌ في أَمر الآخرة. قال الزِّبْرقانُ بن بدر: خيرُ أَولادِنا

الأَبْلهُ العَقُولُ؛ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله، وهو عَقُول، وقد

بَلِه، بالكسر، وتَبَلَّه. التهذيب: والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو

غافلٌ عن الشرّ لا يَعْرِفه؛ ومنه: أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه. وقال النضر:

الأَبْلَه الذي هو مَيِّت الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه

له. وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله اسْتَراح البُلْهُ، قال: هم

الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ

والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء، والمرأَة بَلْهاء؛ وأَنشد، ابن شميل:

ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ

بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها

أَراد: أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا

تَفْطَن لما في ذلك عليها؛ وأَنشد غيره:

من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

يقول: لم تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها، فهي

ناعمة عَفِيفةٌ. والبَلْهاءُ من النساء: الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ

المُغَفَّلةُ. والتَّبَالُه: استعمالُ البَلَه. وتَبالَه أَي أَرى من

نفسه ذلك وليس به. والأَبْلَه: الرجلُ الأَحمق الذي لا تمييز له، وامرأَة

بَلْهاء. والتَّبَلُّهُ: تطلُّبُ الضالَّة. والتَّبَلُّه: تَعَسُّفُ

الطريق على غير هداية ولا مسأَلة؛ الأَخيرة عن أَبي علي. قال الأَزهري: والعرب

تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي فيها ولا

يستقيم على صَوْبِها؛ وقال لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ

والرواية المعروفة: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ.

والبُلَهْنِيَةُ: الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش. وهو في بُلَهْنِيةٍ من

العيش أَي سعَةٍ، صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عند

سيبويه.وعيــش أَبْلَهُ: واسعٌ قليلُ الغُمومِ؛ ويقال: شابٌّ أَبْلَه لما فيه من

الغَرارة، يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه

الأَسبابَ. قال الأَزهري: الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ: يقال عَيْش

أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً؛ ومنه قول رؤبة:

إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ،

بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ،

بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ

يريد الناعم؛ قال ابن بري: قوله خلق المُمَوَّه، يريد خَلَقَ الوجه الذي

قد مُوِّه بماء الشباب، ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش، وهو نَعْمته

وغَفْلَتُه؛ وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن يَعْمُر الإِياديّ:

ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ

لا تَفْزَعُونَ، وهذا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟

وقال ابن شميل: ناقة بَلْهاء، وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء مَكانةً

ورَزانةً كأَنها حَمْقاء، ولا يقال جمل أَبْلَهُ. ابن سيده: البَلْهاء ناقةٌ؛

وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله:

وقالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ

وأَغْراسُها، واللهُ عني يُدافِعُ

(* قوله «البلهاء أول» كذا بالمحكم بالرفع فيهما).

وفي المثل: تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقول

تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها؛ قال: ومن العرب من يَجُرُّ

بها يجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ، وقيل: معناه سِوَى، وقال ابن

الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال: قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها على،

وقال الفراء: مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما أَشبهها من حروف الخفض،

وقال الليث: بَلْه بمعنى أَجَلْ؛ وأَنشد:

بَلْهَ إِني أَخُنْ عهداً، ولم

أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا

عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قلبِ

بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه. قال ابن الأَثير: بَلْهَ من أَسماء

الأَفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ، تقول: بَلْهَ زيداً، وقد توضع موضع المصدر

وتضاف فتقول: بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد، وقوله: ما اطلعتم عليه يحتمل

أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه على التقديرين، والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم

عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها. قال أَبو عبيد: قال الأَحمر وغيره

بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه، وقال الفراء: كُفَّ ودَعْ ما

اطَّلعتم عليه، وقال كعب بن مالك يصف السيوف:

نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا

قَدَماً، ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ

تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً هاماتُها،

بَلْهَ الأَكفَّ، كأَنها لم تُخْلَقِ

يقول: هي تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ

الأَكف؛ قال أَبو عبيد الأَكف: ينشد بالخفض والنصب، والنصبُ على معنى دع

الأَكف، وقال الأَخفش: بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زيدٍ، ويجوز

نصب الأَكف على معنى دع الأَكف؛ قال ابن هَرْمة:

تَمْشي القَطُوفُ، إِذا غَنَّى الحُداةُ بها،

مَشْيَ النجيبةِ، بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا

قال ابن بري: رواه أَبو عليّ:

مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا

وقال أَبو زبيد:

حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً،

أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ ما أَسَعُ

أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد، ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به

وأَقدر عليه، قال الجوهري: بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف. قال

ابن بري: حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه

زيداً كما تقول رُوَيْدَ زيداً، فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت

بمنزلة المصدر معربةً، كقولهم: رُوَيدَ زيدٍ، قال: ولا يجوز أَن تقدّره مع

الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف، والله تعالى أَعلم.

بله

1 بَلِهَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. بَلَهٌ, (S, * Msb, K, * TA,) [and irregularly بَلَاهَةٌ and بُلَهْنِيَةٌ, (see بَلَهٌ, below,)] He was, or became, أَبْلَه [q. v.]; as also ↓ تبلّه; (S, K;) and ↓ ابتله: (TA:) or he was, or became, weak in intellect. (Msb.) b2: Also He was unable to adduce his argument, proof, or evidence, (K, TA,) by reason of his heedlessness, and his smallness, or lack, of discrimination. (TA.) 3 مُبَالَهَةٌ The showing stupidity [in an action or in one's actions, i. e. the acting stupidly,] with any one. (KL.) [You say, بالههُ He acted stupidly, or in the manner of him who is termed أَبْلَه, with him.]4 ابلههُ He found him, or knew him by experience, to be أَبْلَه [q. v.]. (K.) 5 تبلّه: see 1. b2: And see 6. b3: Also (tropical:) He journeyed, or proceeded, or pursued his way, without any sign of the road, or any track, to guide him, (Az, K, TA,) without following the right course, (Az, TA,) and without asking [to be directed]. (K, TA.) b4: And (assumed tropical:) He prosecuted a search after a stray, or lost, beast. (JK, K.) 6 تباله He feigned بَلَه, or the attribute denoted by the term أَبْلَه: (S:) or he made use of that attribute [as a mask]; i . q. اِسْتَعْمَلَ البَلَهَ; as also ↓ تبلّه. (K.) 8 إِبْتَلَهَ see 1.

بَلْهَ is an indecl. word with fet-h for its termination, like كَيْفَ, and means دَعْ [Let alone, or say nothing of]; (S;) [i. e.] it is a noun for دَعْ; indecl.; (Mughnee, K;) a verbal noun, meaning دَعْ and أُتْرُكْ; (IAth, TA;) and the noun that follows it, when it is thus used, is in the accus. case; (Mughnee, K;) i. e. it is indecl., with fet-h for its termination, when the noun following it is in the accus. case; so that you say, بَلْهَ زَيْدًا [Let alone Zeyd, or say nothing of Zeyd]; like as you say, رُوَيْدَ زَيْدًا: (IB, TA:) and it is also an inf. n. in the sense of التَّرْكُ; likewise with fet-h for its termination, but decl.; and when it is thus used, the noun that follows it is in the gen. case; (Mughnee, K;) or it is put in the place of an inf. n., meaning تَرْكَ [which is virtually the same as اُتْرُكْ and دَعْ], and is prefixed to a noun in the gen. case; so that you say, بَلْهَ زَيْدٍ, i. e. تَرْكَ زَيْدٍ [which is virtually the same as بَلْهَ زَيْدًا explained above; for تَرْكَ زَيْدٍ is originally اُتْرُكْ زَيْدًا تَرْكًا, like as فَضَرْبَ الرِّقَابِ in the Kur xlvii. 4 is originally فاضْرِبُوا الرِّقَابَ ضَرْبًا]; (IAth, TA;) for in this case it cannot be regarded as a verbal noun, since verbal nouns are not prefixed to other nouns, governed by them in the gen. case: (IB, TA:) and it is also a noun syn. with كَيْفَ [How?]; likewise with fet-h for its termination, indecl.; and when it is thus used, the noun that follows it is in the nom. case. (Mughnee, K.) A poet says, describing swords, (S, Mughnee,) namely, Kaab Ibn-Málik, (S,) تَذَرُ الجَمَاجِمَ ضَاحِيًا هَامَتُهَا بَلْهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقِ [They leave the skulls with their crowns lying open to the sun (let alone, or say nothing of, the hands) as though they had not been created]: (S, Mughnee:) he says, when they cut, or cut off, the crowns, then let alone, or say nothing of, the hands (فَدَعِ الأَكُفَّ): i. e., they are more fit for cutting off the hands: (TA:) Akh says that بله is here in the place of an inf. n.; that it is as when you say, ضَرْبَ زَيْدٍ: but الاكفّ may be in the accus. case; so that the meaning may be دَعِ الأَكُفَّ: (S:) the verse is thus recited in two different ways: and also بَلْهَ الأَكُفُّ [how then must be the case of the hands?]. (Mughnee.) And hence the prov., تُحْرِقُكَ النَّارُ إِنْ تَرَاهَا بَلْهَ أَنْ تَصْلَاهَا, i. e. The fire will burn thee if thou see it from a distance: then let alone, or say nothing of, (فَدَعْ,) thy entering into it. (TA.) A strange instance occurs in the Saheeh of El-Bukháree, in the explanation of the آلم of the chapter of السَّجْدَة [the 32nd ch. of the Kur]: he says, God says [by these three letters], أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرِ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا مِنْ بَلْهِ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ: (Mughnee, K: *) or ما أَطَلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ: (so in some copies of the K:) thus بله is used as a decl. word, governed in the gen. case by من, and deviating from the three meanings [explained above]: (Mughnee, K:) but the reading commonly known is, على قلب بشر بَلْهَ مَ أَطْلَعْتُهُمْ عليه; and this is the reading in the work of J, [the S,] and in the Nh, and other lexicological works: (TA:) it has been explained by غَيْر; [so that the meaning of the sentence as first related above is, I have prepared for my righteous servants what eye hath not seen, nor ear heard, nor hath it occurred to the mind of man, as a treasure for the future, (obviously taken from Isaiah lxiv. 4, quoted by St. Paul in 1 Cor. ii. 9,) save, or except, that with which ye have become acquainted, or that with which I have acquainted them; and the same, with the omission of “ as a treasure for the future, “is the meaning of the sentence as related in the S and Nh &c.;] (Mughnee, K;) i. e. سِوَى, as in the S; (TA;) and this corroborates, (Mughnee,) or is agreeable with, (K,) the opinion of those who reckon بله as an exceptive word: (Mughnee, K:) and as meaning أَجَلْ [app. a mistranscription for أَجْل; i. e., it has been explained also as meaning I have done all this because of my promise to them; (مِنْ أَجْلِ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ because of that with which I have acquainted them;) and thus it may have been read by SM, for he has written اجل without any syll. signs; and has given no other ex. of بله in the sense here intended except one commencing with the words, بَلْهَ انِّى لَمْ أَخُنْ عَهْدًا, which may mean because I have not broken a covenant, or yea, verily I have not &c., accord. as we read أَنِّى or إِنِّى]: or as meaning كُفَّ [or rather كُفَّ عَنْ] and دَعْ [let alone, or say nothing of; but this explanation must relate to the sentence as given in the S and Nh]: (K, but omitted in an excellent copy of that work:) or, accord. to El-Ahmar, it means, in this trad. [as commonly known], كَيُفَ [how? which seems to be the least suitable of all these explanations]. (TA.) IAmb relates, on the authority of others, that بَلْهَ is also syn. with عَلَى: [but I think that this is a mistake, arising from a misunderstanding of what here follows:] Fr says that he who makes it to govern a gen. case regards it as used in the manner of عَلَى, and similar particles governing the gen. case. (TA.) b2: مَا بَلْهَكَ means مَا بَالُكَ [What is thy state, or condition, or case?]: (K, TA:) or مَا لَكَ [which often has this meaning: see the letter ل]. (So in some copies of the K.) بَلَهٌ and ↓ بَلَاهَةٌ [both properly inf. ns.; see 1;] The attribute, or quality, denoted by the epithet أَبْلَهٌ [q. v.]; (S, K;) i. e. heedlessness: (K:) or heedlessness of evil; (JK in explanation of the former, and K;) &c.; (K;) and ↓ بُلَهْنِيَةٌ signifies the same; and stupidity and languor. (JK.) بَلَهَآءُ: see أَبْلَهُ.

بُلَهْنِيَةٌ, (K,) or بَلَهْنِيَةُ العَيْشِ, (JK,) or مِنَ العَيْشِ, (S,) (tropical:) An easy and a plentiful, (S, K, TA,) or a pleasant and heedless, (JK, TA, *) state, or condition, of life: (JK, S, K, TA:) from عَيْشٌ أَبْلَهُ [q. v.]: (Har p. 216:) the word بلهنية is rendered quasi-coordinate to the quinqueliteral-radical class by ا at the end, which is changed into ى because of the kesreh before it: (S in art. بلهن:) it is like رُفَغْنِيَةٌ and رُفَهْنِيَةٌ: IB says that it should be mentioned in art. بله, and means عَيْشٌ أَبْلَهُ; the ن and ى being augmentative, to render it quasicoordinate to خُبَعْثِنَةٌ: it is mentioned in the K [and S] in arts. بلهن and بله: (TA in art. بلهن:) the ن is augmentative accord. to Sb. (S in the present art.) One says, لَا زِلْتَ مُلَقًّى بِتَهْنِئَةٍ

مُبَقًّى فِىبُلَهْنِيَةٍ (tropical:) [Mayest thou not cease to be greeted with congratulation, and made to continue in an easy and a plentiful state of life]. (A, K.) b2: See also بَلَهٌ.

بَلَاهَةٌ: see بَلَهٌ.

أَبْلَهُ Heedless: (K:) or heedless of evil (K, TA) by reason of his goodness: (TA:) or simple, foolish, or of little sense, without discrimination: (K:) or weak in intellect: (Msb:) accord. to En-Nadr, (TA,) one whose evilness is dead, (K, TA,) so that he is not cognizant of it: (TA:) good in disposition; having little cognizance, or understanding, of subtilties; or having little skill therein: (K:) or one whose predominant quality is freedom of the bosom, or heart, or mind, from evil affections; (S, K, TA;) and good opinion of men: (TA:) simple-hearted: (TK:) naturally disposed to goodness, and therefore heedless of evil, not knowing it: (T, TA:) or heedless with respect to the present world and its people and their corruptness and malevolence, but intelligent and skilled in the law with respect to that which is commanded and that which is forbidden: (Ah-mad Ibn-Hambal, TA:) fem. بَلْهَآءُ: (S, Msb, K: *) pl. بُلْهٌ: (S, Msb:) and ↓ بُلَهَآءُ, a pl., [as though the sing. were بَلِيهٌ,] signifies dull, stupid, or wanting in intelligence: but this is post-classical. (TA.) Hence, شَابٌّ أَبْلَهُ [A youth, or young man, who is heedless, &c.], because of his inexperience in affairs: the epithet is applied to a youth in like manner as freedom from care, or thought, and like as insanity, are attributed to him. (S.) and خَيْرُ أَوْلَادِنَا الأَبْلَهُ العَقُولُ (tropical:) [The best of our children is the heedless, &c., that has much intelligence]; (S, Msb;) a saying of Ez-Zibrikán Ibn-Bedr; (S;) meaning such as, by reason of his bashfulness, is like the ابله, (S, Msb,) so that he feigns heedlessness, and passes over things, (Msb,) though he has much intelligence; (S;) or such as is thought to be stupid, but, when examined, is found to be [very] intelligent. (IAth, TA in art. عقل.) And أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ, a trad., meaning Most of the people of Paradise are the بُلْه [or heedless, &c.,] with respect to the present world, because of their being little concerned thereby, while they are intelligent with respect to the world to come; (S;) or they are thus termed because they are heedless of their affairs in the present world, and unskilful in the management thereof, and busy themselves with their affairs relating to the world to come. (TA.) b2: بَلْهَآءُ, applied to a woman, Generous, strong-hearted, (مَزِيرَةٌ, for المَرِيرَةُ in the copies of the K is a mistake for المَزِيرَةُ, with زاى, TA, [app. here meaning bold,]) inexperienced in affairs, and simple, or unintelligent. (K, * TA.) ISh cites a poet as applying this epithet to a young girl with whom he had sported, and who acquainted him with her secrets, by reason of her inexperience, and want of cunning, not knowing what that implied against her. (TA.) b3: Also, applied to a she-camel, (tropical:) That does not take fright, and flee from a thing, (ISh, A, K,) by reason of staidness, (ISh, K,) or heaviness, (A,) as though she were stupid. (ISh, A, K.) One does not say جَمَلٌ أَبْلَهُ. (ISh, TA.) b4: شَبَابٌ أَبْلَهُ (tropical:) Soft, or delicate, youth; (T, A, K;) as though he who enjoys it were heedless of nocturnal accidents or calamities. (A, K.) b5: And عَيْشٌ أَبْلَهُ (tropical:) A soft, or delicate, or pleasant, or plentiful and easy, life: (K, TA:) or a life in which are few anxieties: (CK:) or a life in which are few griefs, or sorrows. (S.) [See also بُلَهْنِيَةٌ.]
بله
: (رجُلٌ أبْلَهُ بَيِّنُ البَلَهِ) ، محرّكةً، (والبَلاهَةِ) ، أَي (غافِلٌ، أَو عَن الشَّرِّ) لَا يُحْسِنُه، (أَو أَحْمَقٌ لَا تَمْييزَ لَهُ.
(و) قالَ النَّضْرُ: هُوَ (المَيِّتُ الَّداءِ، أَي من شَرُّه مَيِّتٌ) لَا ينْبَه لَهُ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ: (أَكْثَرُ أَهْلِ الجنَّةِ البُلْهُ) .
(و) قيلَ: هُوَ (الحَسَنُ الخُلُقِ، القَليلُ الفِطْنَةِ لَمَداقِّ الأُمورِ) ؛) وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً.
(أَو من غَلَبَتْهُ سَلامَةُ الصَّدْرِ) وحُسْنُ الظَّنِّ بالناسِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً، لأنَّهم أَغْفَلوا عَن أَمْرِ دُنْياهم فجَهِلوا حِذْقَ التَّصَرُّفِ فِيهَا وأَقْبَلوا على آخِرَتِهم فشَغَلُوا أَنْفُسَهم بهَا، فاسْتَحَقُّوا أَنْ يكونُوا أَكْثَر أَهْل الجنَّةِ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: يعْنِي البُلْهَ فِي أَمْرِ الدُّنْيا لقلَّةِ اهْتِمامِهم بهَا وهم أَكياسٌ فِي أَمْرِ الآخِرَةِ.
قالَ الزِّبْرقانُ بنُ بَدْرٍ: خيرُ أَوْلادِنا الأبْلهُ العَقُولُ، يريدُ أَنَّه لشِدَّةِ حَيائِه كالأَبْلَهِ، وَهُوَ عَقُولٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَبْلَهُ الَّذِي طُبِع على الخَيْرِ فَهُوَ غافِلٌ عَن الشرِّ لَا يَعْرِفه؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ.
وقالَ أَحمدُ بنُ حَنْبَل فِي تفْسِيرِ قَوْلِه اسْتَراحَ البُلْهُ، قالَ: هُم الغافِلُونَ عَن الدُّنْيا وأَهْلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فَإِذا جَاؤُوا إِلَى الأمْرِ والنَّهْي فهُمُ العُقَلاءُ الفُقهاءُ.
(بَلِهَ، كفَرِحَ) ، بَلَهاً (وتَبَلَّه) ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، (وبَلِهَ، كفَرِحَ أَيْضاً: عَيِيَ عَن حُجَّتِهِ) لغَفْلتِه وقلَّةِ تَمْيِيزِهِ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ فِي (عَيْشٍ أَبْلَهَ وشَبابٍ أَبْلَهَ) ، أَي (ناعِمٍ كأَنَّ صاحِبَهُ غافِلٌ عَن الطَّوارِقِ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
وَفِي الصِّحاحِ: شبابٌ أَبْلَه لمَا فِيهِ مِن الغَرارَةِ، يُوصَفُ بِهِ كَمَا يُوصَفُ بالسُّلُوِّ والجُنُونِ لمُضَارَعَتِه هَذِه الأسْبابَ.
وعَيْــشٌ أَبْلَهُ: قَليلُ الغُمومِ؛ قالَ رُؤْبة:
بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ قالَ الأَزْهرِيُّ: يُريدُ الناعِمُ.
(و) مِن المجازِ: (البَلْهاءُ: النَّاقَةُ) الَّتِي لَا (تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزَانَةً) ؛) وَفِي الأساسِ: لَا تَنْحاشُ من ثِقَلٍ؛ (كأَنَّها حَمْقاءُ) .
(وَمَا ذَكَرَه المصنِّفُ هُوَ قَوْلُ ابنِ شُمَيْل؛ زادَ: وَلَا يقالُ جَمَلٌ أَبْلَهُ.
(و) البَلْهاءُ: (ناقَةٌ م) ، أَي مَعْروفَةٌ، وإيَّاها عَنَى قَيْسُ بنُ العَيْزارَةَ الهُذَليُّ بقوْلِه:
وَقَالُوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ وأَغْراسُها واللَّهُ عنِّي يُدافِعُ (و) البَلْهاءُ: (المرأَةُ الكَرِيمَةُ المَرِيرَةُ) ؛) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: المَزيرَةُ، بالزّاي؛ (الغَرِيرَةُ المُغَفَّلَةُ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيَّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِهاأَرادَ: أَنَّها غِرٌّ لَا دَهاءَ لَهَا فَهِيَ تُخْبِرني بأَسْرارِها وَلَا تَفْطَن لما فِي ذلِكَ عَلَيْهَا.
(والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ كالتَّبالُهِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: تَبَالَهَ أَرَى مِن نفْسِه ذلِكَ وليسَ بِهِ.
(و) التَّبَلُّه: (تَطَلُّبُ الضَّالَّةِ.
(و) أَيْضاً: (تَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هدايةٍ وَلَا مسأَلةٍ) ؛) عَن أَبي عليَ، وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: العَرَبُ تقولُ فلانٌ يتَبَلَّه تَبَلُّهاً إِذا تَعَسَّفَ طَريقاً لَا يهْتدِي فِيهَا وَلَا يَسْتَقِيم على صَوْبِها.
(وأَبْلَهَهُ: صادَفَهُ أَبْلَهَ.
(وبَلْهَ) ، كَلِمةٌ مَبْنيَّةٌ على الفَتْحِ (ككَيْفَ، اسمٌ لِدَعْ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: مَعْناها دَعْ.
(و) أَيْضاً: (مَصْدَرٌ بمعْنَى التركِ.
(و) أَيْضاً: (اسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ وَمَا بَعْدَها مَنْصوبٌ على الأوَّلِ) ، وَمِنْه قولُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ يَصِفُ السُّيوفَ:
تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِياً هاماتُهابَلْهَ الأَكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِيقولُ: هِيَ تَقْطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ، أَي هِيَ أَجْدَرُ أَنْ تَقْطعَ الأَكفَّ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: هَذَا مَا أَظْهِرُ لكَ بَلْهَ مَا أُضْمِرُه، أَي دَعْ مَا أُضْمِره فَهُوَ خَيْرٌ.
وَفِي المَثَلِ: تُحْرِقُك أَنْ تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقولُ تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَنْ تدخلَها؛ وَمِنْه قوْلُ ابْن هَرْمة: تَمْشِي القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بهامَشْيَ النَّجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُباوقالَ أَبو زبيد:
حَمَّال أَثْقالٍ أَهْلِ الوُدِّ آوِنةًأُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ مَا أَسَعُأَي دَعْ مَا أُحِيطُ بِهِ وأَقْدَرُ عَلَيْهِ.
و (مَخْفُوضٌ على الثَّاني) ؛) وَمِنْه قَوْلُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ المَذْكُور:
بَلْهَ الأكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ فِي رِوايَةِ الأَخْفَشِ، قالَ: هُوَ هُنَا بمنْزِلَةِ المَصْدرِ كَمَا تقولُ ضَرْبَ زيْدٍ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: بَلْهَ مِن أَسْماءِ الأفْعالِ بمعْنَى دَعْ واتْرُكْ، وَقد تُوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ وتُضافُ فتقولُ: بَلْهَ زَيْدٍ أَي تَرْكَ زَيْدٍ.
و (مَرْفوعٌ على الثَّالثِ) ، أَي إِذا كانَ مُرادفاً لكَيْفَ، وَبِه فَسَّرَ الأحْمر الحدِيثَ: بَلْهَ مَا اطَّلَعْتهم عَلَيْهِ، أَي كَيْفَ.
(وفَتْحُها بناءٌ على الأوَّلِ والثَّالِثِ) ، وَفِيه إشارَةٌ للرّدِّ على الجوْهرِيِّ فِي قوْلِه مَبْنيَّة على الفَتْحِ ككَيْفَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: حَقُّه أَنْ يقولَ مَبْنيَّة على الفَتْحِ إِذا نَصَبْتَ مَا بعْدَها فقلْتَ بَلْهَ زيْداً كَمَا تقولُ رُوَيْدَ زَيْداً.
(إعرابٌ على الثَّاني) ، أَي إِذا قُلْتَ بَلْهَ زَيْدٍ كَانَت بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ مُعْربةً، كقَوْلِهم رُوَيْدَ زيْدٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَلَا يَجوزُ أَن تقدِّرَه مَعَ الإضافَةِ اسْماً للفِعْلِ لأنَّ أَسْماءَ الأفْعالِ لَا تُضافُ.
(وَفِي تَفْسِيرِ سُورَةِ السَّجدةِ من) كتابِ صَحِيحِ (البُخارِي) :) أَعْدَدْتُ لعبَادِي الصْالحين مَا لَا عينٌ رأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ (وَلَا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهٍ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ، فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَةً بمِنْ خارِجَةً عَن المَعاني الثَّلاثَةِ) ؛) والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ: على قَلْبِ بَشَرٍ بَلْه مَا أطلعتهم عَلَيْهِ. قالَ ابنُ الأثيرِ: يُحْتَمل أَنْ يكونَ مَنْصوب المَحلِّ ومَجْروراً على التَّقْديرَيْن، والمعْنَى دَعْ مَا اطَّلَعْتُهم عَلَيْهِ وعَرَفُوه من نَعِيم الجنَّةِ ولذَّاتِها. وَهَذِه الرِّوايَةُ هِيَ الَّتِي فِي كتابِ الجوْهرِيّ والنِّهايَة وغيرِهِما مِن أُصُولِ اللغَةِ.
(وفُسِّرَتْ بغيرِ، وَهُوَ مُوافِقٌ لقَوْلِ من يَعُدُّها من أَلْفاظِ الاسْتِثْناءِ وبمعْناها) ، وَبِه فُسِّر أَيْضاً قَوْلُ ابْن هَرْمة: بَلْهَ الجِلَّةِ التّجُبا؛ أَي سِوَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو بمعْنَى أَجَلْ) ؛) وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
بَلْهَ إنِّي لم أَخُنْ عهدا ولمأَقْتَرِفْ ذَنبا فتَجْزِيني النِّقَمْ (أَو بمعْنَى كُفَّ ودَعْ) مَا أَطْلَعْتهم عَلَيْهِ، وَهُوَ قولُ الفرَّاءِ.
(و) يقالُ: (مَا بَلْهُكَ) ، أَي (مَا بالُكَ.
(والبُلَهْنِيَةُ، بضمِّ الباءِ) وفتْحِ اللامِ وسكونِ الهاءِ وكسْرِ النونِ: (الرَّخاءُ وسَعَةُ العَيْشِ) ، صارَتِ الألِفُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، والنّونُ زائِدَةٌ عنْدَ سِيْبَوَيْه.
وقيلَ: بُلَهْنِيَةُ العَيْشِ نعْمَتُه وغَفْلَتُه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للَقِيطِ بنِ يَعْمُر الإيادِيّ:
مَا لي أَراكُمْ نِياماً فِي بُلَهْنِيَةٍ لَا تَفْزَعُونَ وَهَذَا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟ (و) مِن سَجَعاتِ الأساسِ: (لَا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَةٍ مُبَقًّى فِي بُلَهْنِيَةٍ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ابتُلِهَ الرَّجُلُ كبَلِهَ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
إنَّ الَّذِي يَأْمُل الدُّنْيا لمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذِي أَمَلٍ عَنْهَا سيُشْتَغَلُوبَلْهَ بمعْنَى على؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَنْبارِي عَن جماعَةٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: مَنْ خَفَضَ بهَا جَعَلَها بمنْزِلَةِ على وَمَا أَشْبَهها مِن حُرُوفِ الخَفْضِ.
والبُلَهاءُ، ككُرَماء: البُلَداءُ، مُوَلَّدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بلجه:) بُلْجَيه، بضمَ فسكونٍ ففتحٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من الدقهلية والنِّسْبَةُ بلجيهيُّ.
(بله) اسْم فعل بِمَعْنى دع وَيكون مَا بعْدهَا مَنْصُوبًا ومصدر وَيكون مَا بعْدهَا مجرورا أَبُو بِمَعْنى كَيفَ وَيكون مَا بعْدهَا مَرْفُوعا
بله وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول الله [تبَارك - و -] تَعَالَى: أعددتُ لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر بَلْه مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ. قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره: قَوْله: بَلْهَ - مَعْنَاهُ كَيفَ مَا اطلعتم عَلَيْهِ قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ كف مَا اطلعتم عَلَيْهِ ودع مَا اطلعتم عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكِلَاهُمَا مَعْنَاهُ جَائِز قَالَ فِي ذَلِك كَعْب بْن مَالك الْأَنْصَارِيّ يصف السيوف:

[الْكَامِل]

تَذرُ الجماجمَ ضاحيًا هاماتُها ... بَلْهَ الأكفَّ كَأَنَّهَا لم تُخْلَقِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: والأكف ينشد بالخفض وَالنّصب [وَالنّصب -] على معنى دع الأكف وقَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي: [الْبَسِيط]

حمّالُ أثقالِ أهلِ الودَّ آونَةً ... أعطيهم الجَهْدَ مني بَلْهَ مَا أسعُ

وَقَالَ ابْن هرمة: [الْبَسِيط] تَمْشِي القَطوفُ إِذا غَنَّى الحُداة ُبها ... مَشى النجيبة بَلْهَ الْجِلَّة النجبا

ذَأَمَ 

(ذَأَمَ) الذَّالُ وَالْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةٍ وَعَيْــبٍ. يُقَالُ أَذْأَمْتَنِي عَلَى كَذَا، أَيْ أَكْرَهْتَنِي عَلَيْهِ. وَيَقُولُونَ ذَأَمْتُهُ، أَيْ حَقَرْتُهُ. وَالذَّأْمُ الْعَيْبُ، وَهُوَ مَذْءُومٌ. فَأَمَّا الذَّانُ بِالنُّونِ، فَلَيْسَ أَصْلًا، لِأَنَّ النُّونَ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنْ مِيمٍ. قَالَ: رَدَدْنَا الْكَتِيبَةَ مَلْمُومَةً ... بِهَا أَفْنُهَا وَبِهَا ذَانُهَا

لخص

ل خ ص

لخّص الكلام تلخيصاً، وكلامٌ ملخصٌ. وفي جفنه لخصٌ وهو أن يكون لحيماً، وجفن لخصٌ. ورجل ألخص.
ل خ ص: (التَّلْخِيصُ) التَّبْيِينُ وَالشَّرْحُ. 
[لخص] نه: فيه: إنه "لتلخيص" ما التبس على غيره، هو التقريب والاختصار، لخصت القول- إذا اقتصرت فيه واختصرت منه ما يحتاج إليه.
(لخص) الشَّيْء أَخذ خلاصته وَالْقَوْل قربه وَاخْتَصَرَهُ وَالشَّيْء بَينه وَشَرحه وَيُقَال لخص لي خبرك بَينه شَيْئا بعد شَيْء فَهُوَ ملخص
لخص اللخص أن يكون الجفن الأعلى لحيماً والنعت ألخص. وضرع لخص كثير اللحم. ولخصت البعير ألخصه إذا نظرت إلى شحم عينيه؛ ولا يكون إلاَّ في المنحور؛ فتنظر أترى شحماً أم لا. وإن في البعير للخصة وهو أن يكوى م ورائها برضيفة، وهو اللخوص وجمعه لخص. ولخصت الكتاب تلخيصاً بينته وحبرته.

لخص


لَخِصَ
(a. n. ac
لَخَص), Had the upper eye-lid fleshy.
b. Was swollen, bumpy (eye).
لَخَّصَa. Extracted the essence of.
b. Explained, elucidated; summed up
recapitulated.
c. [La], Explained to.
d. Made near.

لَخِصa. Swollen.

أَلْخَصُ
(pl.
لُخْص)
a. Swollen-eyed.

N. P.
لَخَّصَa. Sum, substance; result; conclusion.

N. Ac.
لَخَّصَa. Summary; analysis; résumé.
لخص: وضح (باللاتينية exphanare) ( فوك).
لخّص (بالتشديد): استخرج، استخلص (بوشر).
لخّص: حسب. عدّ (عبد الواحد 33، 11).
تلخص: (انظرها في معجم فوك اللاتيني في مادة comentari) .
تلخص: مستخلص وخلاصة، نبذة صغيرة، مذكرة (بوشر) يدونها، في الغالب، المؤلفون.
تلخيص وجمعها تلاخيص: التزام، سند إقرار بِدَين (فوك cautio ودوكانج أيضاً).
[لخص] التَلخيصُ: التبيينُ والشرحُ. واللَخَصُ: أن يكون الجفنُ الأعلى لَحيماً. وقد لَخِصَ الرجلُ فهو ألْخَصٌ. وضرع لخيص، بكسر الخاء، أي كثير اللحم لا يكاد اللبن يخرج منه إلا بشدة.

لخص

2 لَخَّصَ لخّصهُ, (A, TA,) inf. n. تَلْخِيصٌ, (S, A, K,) He explained, expounded, or interpreted, it; (S, A, K;) he made it clear; (A, K;) namely, language: (A:) تَلْخِيصٌ and تَبْيِينٌ and شَرْحٌ and تَخْلِيصٌ all signify the same: (A:) he went to the utmost point in explaining it, expounding it, interpreting it, and making it plain: namely, a thing; as also لحّصهُ. (TA.) You say, لَخِّصْ لِى خَبَرَكَ Explain thou to me thy news, or information, thing after thing. (TA.) And it is said in a trad. of 'Alee, قَعَدَ لِتَلْخِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ He sat to make clear what was confused and dubious to others. (TA.) b2: He made it near: [the inf. n. being explained in the TA by التقريب; but I incline to think that this is a mistranscription, for التّعْرِيبُ; and that the meaning is, he made it clear, plain, distinct, or perspicuous:] he abridged it: he restricted, or limited, himself in it, namely, a saying, and abridged of it what was needful. (TA.) مُلَخَّصٌ The sum or result or conclusion [of a thing]. (TA.)
لخص
لخَّصَ يلخِّص، تلخيصًا، فهو مُلخِّص، والمفعول مُلخَّص
• لخَّص الكلامَ/ لخَّص المقالةَ:
1 - اختصرها وأوجزها "لخَّص الكتابَ- يُلَخَّص قولُه فيما يلي كذا- لخّص المحاضرة في كلمات".
2 - بيَّنه وشرحه "لخِّصْ كلامَك لأفهم ما تريد منه".
• لخَّص الشَّيءَ: أخذ خلاصتَه. 

مُلخَّص [مفرد]: ج مُلخَّصات:
1 - اسم مفعول من لخَّصَ.
2 - حاصل القول "ملخَّص الدَّرس/ الأحداث- ملخَّصات الكتب".
3 - (قن) جُزْء من عقد رسميّ أو حُكْم يُنْسَخ بحروفه، وتكون له قُوَّةُ الإثبات التي للسَّند الأصليّ.
• ملخَّص الدَّعوى: (قن) مُذكِّرة بأهمّ وقائع الدعوى ونقاطها القانونيّة. 

لخص: التَّلْخِيصُ: التبيين والشرح، يقال: لَخّصْت الشيء ولَحّصْته،

بالخاء والحاء، إِذا استقصيت في بيانه وشرحه وتَحْبِيره، يقال: لَخِّصْ لي

خبرك أَي بيِّنْه لي شيئاً بعد شيء. وفي حديث عليّ، رضوان اللّه عليه:

أَنه قعد لِتَلْخِيص ما الْتَبَس على غيره؛ والتَّلْخِيصُ: التقريب

والاختصار، يقال: لَخّصْت القول أَي اقتصرت فيه واختصرت منه ما يُحْتَاج

إِليه.واللَّخَصةُ: شَحْمة العين من أَعلى وأَسفل. وعيــن لَخْصاءُ إِذ كثر

شحمها. واللَّخَصُ: غِلَظُ الأَجفان وكثرةُ لحمها خلقة، وقال ثعلب: هو سُقوطُ

باطن الحِجاج على جفن العين، والفعل من كل ذلك لَخِصَ لَخَصاً فهو

أَلْخَصُ. وقال الليث: اللَّخَصُ أَن يكون الجفنُ الأَعْلى لَحِيماً، والنعت

اللَّخِصُ. وضرْعٌ لَخِصٌ، بكسر الخاء، بَيِّنُ اللَّخَصِ أَي كثيرُ اللحم

لا يكاد اللبن يخرج منه إِلا بشدة. واللَّخصتانِ من الفرس: الشحْمتان

اللتان في جوف وَقْبَي عينيه، وقيل: الشحمة التي في جوف الهَزْمةِ التي فوق

عينه، والجمع لِخَاصٌ.

ولَخَصَ البعيرَ يَلْخَصُه لَخْصاً: شقَّ جفْنَه لينظر هل به شَحْمٌ أَم

لا، ولا يكون إِلا منحوراً، ولا يقال اللَّخْصُ إِلا في المنحور، وذلك

المكان لَخَصةُ العينِ فمثل قَصَبةٍ، وقد أُلْخِصَ البعيرُ إِذا فُعِل به

هذا فظهر نِقْيُه. ابن السكيت: قال رجل من العرب لقومه في سَنَةٍ

أَصابتهم: انظروا ما لَخِصَ من إِبلي فانحَرُوه وما لم يَلْخَصْ فارْكَبُوه أَي

ما كان له شحم في عينيه. ويقال: آخرُ ما يبقى من النِّقْي في السُّلامَى

والعينِ، وأَوّل ما يَبْدو في اللسان والكرش.

لخص
اللَّخَصَةُ، مَحَرَّكَةً: لَحْمَةُ بَاطنِ المُقْلَة، عَن ابْنِ دُرَيْد، وَقيل: شَحْمَةُ العَيْنِ من أَعْلَى وأَسْفَلَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَحْمُ الجَفْن كُلُّه لَخْصٌ. ج لخَاصٌ، بالكَسْرِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: اللَّخَصَتَان: الشَّحْمَتَانِ اللَّتَان فِي وَقْبَى العَيْنِ. قلْت: وكَذلكَ اللَّخْصَتَانِ من الفَرَسِ. وَقَالَ غيْرُه: بل هِيَ أَي اللَّخَصَةُ من الفَرَس: الشَّحْمَةُ الَّتِي فِي جَوْفِ الهَزْمةِ، الَّتِي فَوْقَ عَيْنَيْه. ولَخِصَتْ عَيْنُه كفَرِحَ، لَخَصاً: وَرِحَ مَا حَوْلَهَا، فَهِيَ لَخْصَاءُ، والرَّجُلُ أَلْخَصُ. ويُقَال: عَيْنٌ لَخْصَاءُ، إِذا كَثُر شَحْمُها. واللَّخَصُ، مُحَرَّكَةً، أَيْضاً: غِلَظُ الأَجْفَانِ وكَثْرَةُ لَحْمهَا خلْقَةً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ سُقُوطُ بَاطنِ الحِجَاجِ على جَفْنِ العَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هُو كَوْنُ الجَفْنِ الأَعْلَى لَحيماً، والفعْلُ من كُلِّ ذلكَ: لَخصَ لَخَصاً، فَهُوَ أَلْخَصُ، قالَهُ ثَعْلَبٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ، والزَّمخْشَرِيُّ: والنَّعْتُ اللَّخِصُ، أَي ككَتِفٍ. وضَرْعٌ لَخِصٌ، ككَتفٍ: كَثيرُ اللَّحْمِ، لَا يَكادُ يَخْرُجُ لَبَنُهُ إِلاَّ بشدَّة، نَقله الجَوْهَريُّ، فهُوَ بَيِّنُ اللَّخَص. ولَخَصَ البَعيرَ، كمَنَع، يَلْخَصُه لَخْصاً: نَظَرَ إِلى شَحْمِ عَيْنِهِ مَنْحُوراً، وَذَلِكَ أَنَّكَ تَشُقُّ جِلْدَةَ العَيْنِ فتَنْظُرُ هَلْ فِيهَا شَحْمٌ أَمْ لاَ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ مَنْحُوراً، وَلَا يُقَال اللَّخْصُ إِلاَّ فِي المَنْحُورِ، وذلِكَ المَكَانُ لَخَصَةُ العَيْنِ، قَالَه اللَّيْثُ. وَقد أُلْخِصَ البَعِيرُ، إِذا فُعِلَ بِهِ ذلِكَ فظَهَر نِقْيُه. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: قَالَ أَعْرَابِيّ لِقَوْمِهِ فِي حَجْرَةٍ، أَيْ سَنَةٍ أَصابَتْهُمْ: انْظُرُوا مَا أَلْخَصَ، وَفِي اللّسَان: مَا لَخَص من إِبِلي فانْحَرُوهُ، وَمَا لم يُلْخِصْ فارْكَبُوه. أَي مَا كَانَ لَهُ شَحْمٌ فِي عَيْنَيْه. ويُقَال: آخِرُ مَا يَبْقَى من النِّقْيِ فِي السُّلاَمَى والعَيْنِ، وأَوَّلُ مَا يَبْدُو فِي اللِّسَان والكَرِشِ. والتَّلْخِيصُ: التَّبْيِينُ، والشَّرْحُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ: يُقَال: لَخَّصْتُ الشَّيءَ، بالخَاءِ، ولَحَّصْتُه أَيْضاً، بالحاءِ، إِذا استَقْصَيْتَ فِي بَيَانه وشَرْحهِ، وتَحْبِيرِه، ويُقَال: لَخِّصْ لي خَبَرَك، أَي بَيِّنْهُ لي شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، قيل: التَّلْخِيصُ: التَّخْلِيصُ. وَمِنْه حَدِيثُ عَلِيّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْه، أَنَّه قَعَدَ لِتَلْخِيصِ مَا الْتبَسَ عَلَى غَيْره. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: التّلْخِيصُ: التَّقْرِيبُ، والاخْتِصَارُ. يُقَال: لَخَّصْتُ القَوْلَ، أَي اقْتَصَرْتُ فِيهِ، واخْتَصَرْت مِنْهُ مَا يُحْتَاجُ إِليْه، وَهُوَ مُلَخِّصٌ، والشَّيْءُ مُلَخَّصٌ، ويُقَالُ: هَذَا مُلَخَّصُ مَا قَالُوه، أَي حاصِلُه وَمَا يَؤُولُ إِليْه.

لشَّفْرُ

لشَّفْرُ: لغة فيه؛ عن كراع. شمر: أَشْفارُ العين مَغْرِزُ الشَّعَرِ.

والشَّعَرُ: الهُدْبُ. قال أَبو منصور: شُفْرُ العين منابت الأَهداب من

الجفون. الجوهري: الأَشْفارُ حروف الأَجفان التي ينبت عليها الشعر، وهو

الهدب. وفي حديث سعد بن الربيع: لا عُذْرَ لَكُمْ إِن وُصِلَ إِلى رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وفيكم شُفْرٌ يَطْرِفُ. وفي حديث الشَّعْبيّ:

كانوا لا يُؤَقِّتون في الشُّفْرِ شيئاً أَي لا يوجبون فيه شيئاً مقَدَّراً.

قال ابن الأَثير: وهذا بخلاف الاجماع لأَن الدية واجبة في الأَجفان، فإِن

أَراد بالشُّفْرِ ههنا الشَّعَرَ ففيه خلاف أَو يكون الأَوَّل مذهباً

للشعبي.

وشُفْرُ كل شيء: ناحيته. وشُفْرُ الرحم وشافِرُها: حروفها. وشُفْرَا

المرأَةِ وشافِراها: حَرْفا رَحِمِها. والشَّفِرَةُ والشَّفِيرَةُ من

النساء: التي تجد شهوتها في شُفْرِها فيجيءَ ماؤها سريعاً، وقيل: هي التي تقنع

من النكاح بأَيسره، وهي نَقيضُ القَعِيرَةِ. والشُّفْرُ: حرفُ هَنِ

المرأَة وحَدُّ المِشْفَرِ. ويقال لناحيتي فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ؛

ولطرفيهما: الشُّفْرانِ، الليث: الشَّافِرَانِ من هَنِ المرأَة أَيضاً، ولا يقال

المِشْفَرُ إِلاَّ للبعير. قال أَبو عبيد: إِنما قيل مَشافِرُ الحبش

تشبيهاً بِمَشافِرِ الإِبل. ابن سيده: وما بالدار شُفْرٌ وشَفْرٌ أَي أَحد؛

وقال الأَزهري: بفتح الشين. قال شمر: ولا يجوز شُفْر، بضمها؛ وقال ذو

الرمة فيه بلا حرف النفي:

تَمُرُّ بنا الأَيامُ ما لَمَحَتْ بِنا

بَصِيرَةُ عَيْنٍ، مِنْ سِوانا، على شَفْرِ

أَي ما نظرت عين منا إِلى إِنسان سوانا؛ وأَنشد شمر:

رَأَتْ إِخْوَتي بعدَ الجميعِ تَفَرَّقُوا،

فلم يبقَ إِلاَّ واحِداً مِنْهُمُ شَفْرُ

والمِشْفَرُ والمَشْفَرُ للبعير: كالشفة للإِنسان، وقد يقال للإِنسان

مشافر على الاستعارة. وقال اللحياني: إِنه لعظيم المشافر، يقال ذلك في

الناس والإِبل، قال: وهو من الواحد الذي فرّق فجعل كل واحد منه مِشْفَراً ثم

جمع؛ قال الفرزدق:

فلو كنتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرابَتي،

ولَكِنَّ زِنْجِيّاً عَظِيمَ المَشافِرِ

الجوهري: والمِشْفَرُ من البعير كالجَحْفَلةِ من الفرس، ومَشافِرُ الفرس

مستعارة منه. وفي المثل: أَراك بَشَرٌ ما أَحارَ مِشْفَرٌ أَي أَغناك

الظاهر عن سؤال الباطن، وأَصله في البعير. والشَّفِير: حَدُّ مِشْفَر

البعير. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً قال: يا رسول

الله، إِن النُّقْبَةَ قد تكون بِمِشْفَرِ البعير في الإِبل العظيمة

فَتَجْرَبُ كُلُّها، قال: فما أَجْرَبَ الأَوَّلَ؟ المِشْفَر للبعير: كالشفة

للإِنسان والجَحْفَلَةِ للفرس، والميم زائدة.

وشَفِيرُ الوادي: حَدُّ حَرْفِه، وكذلك شَفِيرُ جهنم، نعوذ بالله منها.

وفي حديث ابن عمر: حتى وقفوا على شفير جهنم أَي جانبها وحرفها؛ وشفير كل

شيء حرفه، وحرفُ كل شيء شُفْره وشَفِيره كالوادي ونحوه. وشَفير الوادي

وشُفْرُه: ناحيته من أَعلاه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:

بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ، ولَمَّا

يُصِبْها غائِرٌ بِشَفِيرِ مأْقِ

قال ابن سيده: قد يكون الشَّفِير ههنا ناحية المَأْقِ من أَعلاه، وقد

يكون الشَّفِير لغةً في شُفْرِ العين. ابن الأَعرابي: شَفَرَ إِذا آذى

إِنساناً، وشَفَرَ إِذا نَقَّصَ. والشَّافِرُ: المُهْلِكُ ماله، والزَّافِرُ:

الشجاع. وشَفَّرَ المالُ: قَلَّ وذهب؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لشاعر

يذكر نسوة:

مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِنْ شَـ

ـفَّرَ مالٌ، أَرَدْنَ مِنْكَ انْخِلاعَا

والتَّشْفِير: قلة النفقة. وعَيْــشٌ مُشَفِّرٌ: قليلٌ ضَيِّقٌ؛ وقال

الشاعر:

قد شَفَّرَتْ نَفَقاتُ القَوْمِ بَعْدَكُمُ،

فأَصْبَحُوا لَيسَ فِيهمْ غَيْرُ مَلْهُوفِ

والشَّفْرَةُ من الحديد: ما عُرِّضَ وحُدِّدَ، والجمع شِفارٌ. وفي

المثل: أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُمْ أَي خادمهم. وفي الحديث: إِن أَنساً

كان شَفْرَةَ القوم في السَّفْرِ؛ معناه أَنه كان خادمهم الذي يكفيهم

مَهْنَتَهُمْ، شُبِّهَ بالشَّفْرَةِ التي تمتهن في قطع اللحم وغيره.

والشَّفْرَةُ، بالفتح: السِّكِّينُ العريضة العظيمة، وجمعها شَفْرٌ وشِفارٌ. وفي

الحديث: إِن لَقِيتَها نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وزِناداً فلا تهِجْها؛

الشَّفْرَةُ: السكين العريضة. وشَفَراتُ السيوف: حروفُ حَدّها؛ قال الكميت

يصف السيوف:

يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها

وُقُودَ أَبي حُباحِب والظُّبِينا

وشَفْرَةُ السيف: حدُّه. وشَفْرَةُ الإِسْكافِ: إِزْمِيلُه الذي

يَقْطَعُ به. أَبو حنيفة: شَفْرتا النَّصْلِ جانباه.

وأُذُنٌ شُفارِيَّة وشُرافِيَّة: ضخمة، وقيل: طويلة عريضة لَيِّنَةُ

الفَرْعِ. والشُّفارِيُّ: ضَرْبٌ من اليَرابِيعِ، ويقال لها ضأْنُ

اليَرابِيعِ، وهي أَسمنها وأَفضلها، يكون في آذانها طُولٌ، ولليَرْبُوعِ

الشُّفارِيّ ظُفُرٌ في وسط ساقه. ويَرْبُوع شُفارِيّ: على أُذنه شَعَرٌ.

ويَرْبُوعٌ شُفارِيٌّ: ضَخْمُ الأُذنين، وقيل: هو الطويل الأُذنين العاري

البَراثِنِ ولا يُلْحَقُ سَرِيعاً، وقيل: هو الطويل القوائم الرِّخْوُ اللحمِ

الكثير الدَّسَمِ؛ قال:

وإِنِّي لأَصْطادُ اليرابيع كُلَّها:

شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا

التَّدْمُرِيُّ: المكسو البراثن الذي لا يكاد يُلْحَقُ. والمِشْفَرُ:

أَرض من بلاد عَدِيٍّ وتَيْمٍ؛ قال لراعي:

فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ،

بِحَيْثُ الْتَقَتْ أَجْراعُهُ ومَشارِفُهْ

ويروى: مِشْفَر العَوْدِ، وهو أَيضاً اسم أَرض. وفي حديث كُرْزٍ

الفِهْرِيّ: لما أَغار على سَرْح المدينة كان يَرْعَى بِشُفَرٍ؛ هو بضم الشين

وفتح الفاء، جبل بالمدينة يهبط إِلى العَقِيقِ.

والشَّنْفَرى: اسم شاعر من الأَزْدِ وهو فَنْعَلَى؛ وفي المثل: أَعْدَى

من الشَّنْفَرَى، وكان من العَدَّائِين.

قطب

[قطب] قُطْبُ الرَّحى فيه ثلاث لغات: قُطْبُ وقَطْبُ وقِطابُ. والقُطْبُ: كوكبٌ بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفَلَك. وفلانٌ قُطْبُ بني فلانٍ، أي سيِّدهم الذي يدور عليه أمرُهم. وصاحب الجيش قُطْبُ رحَى الحرب. والقُطْبَةُ: نَصْلُ الهدف . وهرم بن قطبة الفزارى: الذى نافز إليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة. وتقول: جاء القومُ قاطبةً، أي جميعاً، وهو اسمٌ يدل على العموم. ابن الأعرابيّ: القَطيبَةُ: ألبان الإبل والغنم يُخْلطان. وقَطَبَ الشرابَ وأقْطَبَهُ بمعنًى، أي مزَجه، والاسم القِطابُ. والقَطْبُ أيضاً: القطع، ومنه قطابُ الجَيْبُ. والقَطْبُ: أن تُدْخل إحدى عُروتي الجوالق في الأخرى ثم تَثْنيها مرَّةً أخرى، فإن لم تثنها فهو السلق. قال الراجز : وحوقل ساعده قد انملق * يقول قطبا ونعما إن سلق وتقول أيضاً: قَطَبَ بين عينيه، أي جمع، فهو رجلٌ قَطوبٌ. وقَطَّبَ وجهه تقطيبا، أي عبس.
القطب: وقد يسمى غوثا باعتبار التجاء الملهوف إليه، وهو عبارة عن الواحد الذي هو موضوع نظر الله في كل زمان أعطاه الطلسم الأعظم من لدنه، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، بيده قسطاس الفيض الأعم، وزنه يتبع علمه، وعلمه يتبع علم الحق، وعلم الحق يتبع الماهيات الغير المجعولة، فهو يفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وهو على قلب إسرافيل من حيث حصته الملكية الحامل مادة الحياة والإحساس لا من حيث إنسانيته، وحكم جبرائيل فيه كحكم النفس الناطقة في النشأة الإنسانية، وحكم ميكائيل فيه كحكم القوة الجاذبة فيها، وحكم عزرائيل فيه كحكم القوة الدافعة فيها.
قطب
القُطْبُ والقُطْبَةُ: نَبات.
والقُطُوبُ: تَزَوِّي ما بَيْنَ العَيْنَيْنِ، قَطَّبَ ما بين عَيْنَيْه تَقْطِيباً في الغَضَب.
وقَطَبَ القَوْمُ: اجْتَمَعُوا، وأقْطَبُوا كذلك. وقَطَبَ الحِمارُ عانَتَه: جَمَعَها.
وقاطِبَة: اسْمٌ يُحْمَلُ على كُلِّ جِيْلٍ من الناس.
والقِطَابُ: المِزَاجُ. والقاطِبُ: المازِجُ. قَطَبْتُ الشَرَابَ وأقْطَبْتُه.
والقُطْبُ: كَوْكَبٌ بين الجَدْي والفَرْقَدَيْنِ لا يَبْرَحُ موضِعَه أبداً؛ شُبِّهَ بقُطْب الرَّحى.
والقُطْبَةُ: نَصلٌ صَغِيرٌ قَصِيْرٌ مُرَبَعٌ في السَّهْم.
والقَطِيْبَةُ: ألْبَانُ الإبل والغَنَم يُخْلَطانِ معاً. وقِرْبَةٌ مَقْطُوبَةٌ: أي مَمْلُوْءةٌ.
والقَطْبُ: أنْ تُثْنى عُرْوَةُ الجُوَالِقِ ثمَّ يَقْلِبَها عليها. وهو العَضُّ أيضاً.
(قطب) - في الحديث: "أنه أُتِيَ بنَبيذٍ فشَمَّهُ فَقَطَّب".
بالتَّخْفِيف والتَّثْقِيل: أي قَبَض ما بين عَينَيه فِعلَ العَبُوس .
- وفي حديث العباس: "ما بَالُ قُريشٍ يَلقَوْنَنا بوُجُوهٍ قاطِبَةٍ"
: أي مُقَطّبةٍ، والفَاعلُ قد يَجِيءُ بمعنى المفعُول كعِيشَةٍ رَاضِيَة: أي مَرْضِيَّة
والقَاطِبةُ: اسم كلّ جيلٍ من الناسِ. وجَاءوا قاطبَةً، وقَطَبُوا مُخففًا؛ وأَقطَبُوا: أي اجتمعوا. - وفي حديث فاطمة - رضي الله عنها -: "في يَدِها أَثَرُ قُطْب الرَّحى"
القُطْب: حَديدَةُ الرَّحَى السُّفلَى التي تَدورُ حَولَها العُلْيَا. وقُطْبُ القَوم: سَيّدُهم الذين يَلُوذُون به وَيدُورُون على أَمرهِ. وقُطْبُ رَحَى الحَربِ: رَئِيسُها.
- وفي الحديث: "فيَأخذ سَهْمَه فيَنْظُر إلى قُطْبِه، فَلَا يَرَى عَليه دمًا".
قال الأصمعي: القُطْب: نَصْل الأهْدَافِ. وقيل: القُطْبة : سَهْم صَغيرٌ تُرمَى به الأَغْرَاضُ.
ق ط ب: (قُطْبُ) الرَّحَى بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا. وَ (الْقُطْبُ) كَوْكَبٌ بَيْنَ الْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ يَدُورُ عَلَيْهِ الْفَلَكُ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ صَغِيرٌ أَبْيَضُ لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ أَبَدًا وَإِنَّمَا شُبِّهَ بِقُطْبِ الرَّحَى وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي الطَّبَقِ الْأَسْفَلِ مِنَ الرَّحَيَيْنِ يَدُورُ عَلَيْهَا الطَّبَقُ الْأَعْلَى فَكَذَا تَدُورُ الْكَوَاكِبُ عَلَى هَذَا الْكَوْكَبِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْقُطْبُ. قُلْتُ: وَكَلَامُ الْأَزْهَرِيِّ يَدُلُّ عَلَى جَرَيَانِ اللُّغَاتِ الثَّلَاثِ فِيهِ أَيْضًا وَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ نَصًّا. وَ (قُطْبُ) الْقَوْمِ سَيِّدُهُمُ الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهِ أَمْرُهُمْ. وَصَاحِبُ الْجَيْشِ قُطْبُ رَحَى الْحَرْبِ. وَجَاءَ الْقَوْمُ (قَاطِبَةً) أَيْ جَمِيعًا وَهُوَ اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الْعُمُومِ. وَ (قَطَبَ) بَيْنَ عَيْنَيْهِ جَمَعَ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَجَلَسَ فَهُوَ (قَطُوبٌ) . وَ (قَطَّبَ) وَجْهَهُ (تَقْطِيبًا) عَبَسَ. 
قطب: قطب: عند فريتاج خبن، غبن، كف (بوشر).
قطب الثوب: رتق ما انفتق منه. (محيط المحيط).
قطب الجرح واللحم: انضم، التحم. (بوشر).
قطب (بالتشديد): التأم الجرح، واندمل، والتحم. (بوشر).
قطب: لأم الجرح، وضمه، ولحمه. (بوشر).
تقطب: تصعر. (فوك).
انقطب، انقطب القوت عند العامة: لم يبق له وجود. (محيط المحيط) قطب (قطب؟): خبن أوكف للثوب لتقصيره (بوشر).
قطب: أنظر معنى هذا الكلمة عند الصوفية في (المقدمة 31: 73، ليون ص347) (وفيه الغوث وهو خطأ)، زيشر 20: 37 رقم 46، لين عادات (1: 348).
قطبة: اسم انقطب القوت عند العامة أي لم يبق له وجود. (محيط المحيط).
قطبة: عند الجغرافيين: طرف محور الأرض. (محيط المحيط).
قطبي: نسبة إلى القطب الشمالي أو الجنوبي، أو إلى نجم بين الجدي والفرقدين تبنى عليه القبلة (بوشر).
قطبية، عند الصوفية: مقام القطب. (زيشر 7: 22 رقم 4).
قطبانية، بمعنى قطبية عند الصوفية (المقري 1: 588).
قطيب: دواء، عقار. (صفة مصر 12: 130).
قطابة: خبن الثوب وكفه لتقصيره. (بوشر، بايعته بيعة القطابة: تولاه كما يتولى القطب. (زيشر 7: 30 رقم 2).
قطابة: التحام، اندمال. (بوشر).
قاطبة: جماعة، عدد كثير، ففي السعدية (النشيد السابع): وقاطبة من الأحزاب.
مقاطيب (جمع): بوابيج، أخفاف (جمع خف) وهو حذاء لا جوانب له. (باين سميث 1521).
والكلمة مشتقة من قطب بمعنى قطع. وانظرها في مادة قطرة.

قطب


قَطَبَ(n. ac. قَطْب)
a. Gathered, assembled together.
b. Assembled themselves.
c. Mixed.
d. Filled.
e. Closed the mouth of (sack).
f. Cut, cut off.
g. Angered.
h.(n. ac. قَطْب
قُطُوْب), Frowned, scowled, knit his brows.
i. [ coll. ], Mended, repaired.
j. [ coll. ], Extended from wall to
wall (cross-beam).
قَطَّبَa. see I (c) (h), (i).
أَقْطَبَa. see I (b) (c).
إِنْقَطَبَ
a. [ coll. ], Was contracted
frowning (face).
b. [ coll. ], Was mended, repaired.
c. [ coll. ], Failed, ran short (
provisions ).
قَطْبa. see 3 (a) (b).
قَطْبَةa. see 3
(a).
قِطْبa. see 3 (a) (b).
قُطْب
(pl.
قِطَبَة
قُطُوْب أَقْطَاْب)
a. Axis, pivot.
b. [art.], Pole; pole-star.
c. Chief, lord.
d. Support, main-stay.
e. see 3t (c)
قُطْبَةa. Pole ( of the earth ).
b. (pl.
قُطَب), Arrow-head.
c. A certain plant.
d. [ coll. ], Stitch.
قُطْبِيّa. Polar.

قَطِبa. see 26 (a)
قُطُبa. see 3 (a)
مَقْطِب
a. [art.], The part between the eyebrows.
قَاْطِبa. see 26 (a) (b).
قِطَاْبa. Mixture, admixture.
b. Lower part of the opening of a dress.

قُطَاْبَةa. Piece of meat.

قَطِيْبa. Mixed.
b. see 25t (b)
قَطِيْبَةa. Mixture.
b. Mixture of two sorts of milk.

قَطُوْبa. Frowning; morose, forbidding; grim.
b. [art.], The Lion.
N. P.
قَطڤبَa. see 25 (a)b. Filled.
c. [ coll. ], Stitched.

N. Ag.
قَطَّبَa. see 18
N. P.
قَطَّبَa. see 18
& N. P.
قَطڤبَ
(c).
N. Ag.
تَقَطَّبَa. Contracted, frowning (face).
قَطَبًا
a. In the lump.

قِطِبَّى
a. A certain fibrous plant.

قَاطِبَةً
a. All, all together.

نَجْمَة الْقُطْب
a. The polar star.
باب القاف والطاء والباء معهما ق ط ب، ط ب ق، ق ب ط مستعملات

قطب: القُطبُ: نبات. والقُطُوبُ والقَطبُ: تزوي ما بين العينين عند العبوس، وقَطَبَ يقطِبُ قَطْباً وقَطَّبَ يُقطَّبُ تقطيباً. وقاطِبةٌ: اسم يحمل كل جيل من الناس، تقول: جاءت العرب قاطِبةً. والقِطابُ: المزاج لما يشرب وما لا يشرب. قال (أبو فروة) : قدم فريغون بجارية (قد اشتراها) من الطائف، فصيحة، قال: فدخلت عليها وهي تعالج شيئاً: فقلت: ما هذا؟ فقالت: هذه غِسلةٌ. فقلت: وما أخلاطها؟ فقالت: آخذ الزبيب الجيد فألقي لزجه وألجنه وأعثنه بالوخيف وأقطِبُه. والتعثن: التدخن، وقال:

يشرب الطرم والصريف قِطاباً

والطِّرمُ: العسل، والصريف: اللبن الحازر الحامض، وقِطاباً أي مِزاجاً، والقاطِبُ هو المازج، قال الكميت:

ولا أعد كأني كنت شاربه ... ما صرف الشاربون الخمر أو قَطَبُوا

أي مَزَجُوا. والقُطبُ: كوكب بين الجدي والفرقدين، صغير أبيض لا يبرح موضعه، شبه بقطب الرحى. وقُطبُ الرحى: الحديدة التي في الطبق الأسفل من الرحيين يدور عليها الطبق الأعلى. وتدور الكواكب على هذا الكوكب. والقُطبةُ: نصل صغير مربع في السهم ترمى به الأغراض.

طبق: الطَّبَقُ: عظيم رقيق يفصل بين الفقارين، وطَبِّقَ بالسيف عنقه أي أبانه. والطَبَقُ: كل غطاء لازم، ويقال: أطبقت الحقة وشبهها. ويقال: أطبَقَ الرحيين أي طابق بين حجريها، ومثله إِطباقُ الحنكين. والسماوات طباقٌ بعضها فوق بعض، الواحدة طبقةٌ، ويذكر فيقال: طَبَقٌ واحد. والطَّبَقَةُ: الحال، ويقال: كان فلان على طبقات شتى من الدنيا، أي حالات. وقوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ

أي حالاً عن حال يوم القيامة. والطَّبَقُ: جماعة من الناس يعدلون طبقاً مثل جماعة. وفي المثل: وافق شن طَبَقهُ، وشن قبيلة من عبد القيس أبروا على من حولهم فصادفوا قوماً قهروهم فقيل ذلك. ومن جعل الشن من القرب استحال لأن الشن لا طبق له. وأطبَقَ القوم على هذا الأمر أي اجتمعوا وصارت كلمتهم واحدة. وطابَقَتِ المرأة زوجها إذا واتته على كل الأمور كما قالت، فتلكم طابقت واستقرت، (شبه النوق بالنساء) . والمُطابَقَةُ في المشي كمشي المقيد، قال عدي:

وطابَقتُ في الحجلين مشي المقيد

وطابَقْتُ بين الشيئين: جعلتهما على حذو واحد وألزقتهما فيسمى هذا المُطابَقَ، والمُطَبَّقُ: شبه اللؤلؤ إذا قشر اللؤلؤ أخذ قشره فألزق بالغراء ونحوه بعضه على بعض فيصير لؤلؤاً أو شبهه. وانطَبَقَ فعل لازم. وتقول: لو تَطَبَّقَتِ السماء على الأرض ما فعلت.

وفي الحديث: لله مائة رحمة، كل رحمة منه كطِباق الأرض

أي تغشى الأرض كلها.

قبط: القِبْط أهل مصر وبنكها، والنسبة إليهم قِبْطيُّ وقِبْطيّةٌ، ويجمع على قَباطيّ، وهو ثياب بيض من كتان يتخذ بمصر فلما ألزمت هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، قالوا: إنسان قبطي، وثوب قُبْطِيٌّ. والقُبَّيْطَى: الناطف، وإذا ذكروا قالوا: قُبَّيْطٌ وناطف، وإذا أنثوا قالوا قبيطى.
الْقَاف والطاء وَالْبَاء

قطب الشَّيْء يقطبه قطباً: جمعه.

وقطب يقطب قطباً، وقطوباً، فَهُوَ قاطبٌ وقطوبٌ.

وقطب: زوى مَا بَين عَيْنَيْهِ وكلح من شراب وَغَيره.

وَامْرَأَة قطوب.

وقطب مَا بَين عَيْنَيْهِ: كَذَلِك.

والمقطب، والمقطب، والمقطب: مَا بَين الحاجبين.

وقطب، أَيْضا: غضب، وَهُوَ من ذَلِك.

وقطب الشَّرَاب يقطبه قطباً، وقطبه، وأقطبه، كُله: مزجه، قَالَ ابْن مقبل: أَنَاة كَأَن الْمسك تَحت ثِيَابهَا ... يقطبه بالعنبر الْورْد مقطبُ

وشراب قطيب: مقطوب.

والقطاب: المزاج، وكل ذَلِك من الْجمع.

وقطاب الجيب: مجمعه، قَالَ طرفَة:

رحيب قطاب الجيب مِنْهَا رقيقَة ... بجس الندامى بضة المتجرد

يَعْنِي: مَا يتضام من جَانِبي الجيب. وَهِي اسْتِعَارَة، وكل ذَلِك من القطب، الَّذِي هُوَ الْجمع بَين الشَّيْئَيْنِ.

قَالَ الْفَارِسِي: قطاب الجيب: أَسْفَله.

والقطيبة: لبن المعزى والضأن يقطبان: أَي يخلطان.

وَقيل: لبن النَّاقة وَالشَّاة يخلطان ويجمعان.

وَجَاء الْقَوْم بقطيبهم: أَي بجماعتهم.

وَجَاءُوا قاطبةً: أَي جَمِيعًا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يسْتَعْمل إِلَّا حَالا.

والقطب: أَن تدخل إِحْدَى عروتي الجوالق فِي الْأُخْرَى ثمَّ تجمع بَينهمَا.

وقطب الشَّيْء يقطبه قطباً: قطعه.

والقطابة من اللَّحْم، عَن كرَاع.

وقربة مقطوبة: مَمْلُوءَة، عَن اللحياني.

والقطب، والقطب، والقطب: الحديدة الْقَائِمَة الَّتِي تَدور عَلَيْهَا الرَّحَى.

وَالْجمع أقطاب، وقطوب.

وَأرى أَن أقطابا جمع قطب، وقطب، وقطب. وَأَن قطوبا جمع قطب.

والقطبة: لُغَة فِي القطب، حَكَاهَا ثَعْلَب.

وقطب الْفلك، وقطبه، وقطبه: مَدَاره.

والقطب أَيْضا: النَّجْم الَّذِي تبنى عَلَيْهِ الْقبْلَة.

وقطب كل شَيْء: ملاكه. وقطب الْقَوْم: سيدهم.

والقطبة: نصل صَغِير مربع فِي صرف سهم يغلى بِهِ فِي الاهداف.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَهُوَ من المرامي. قَالَ ثَعْلَب: وَهُوَ طرف السهْم الَّذِي يرْمى بِهِ فِي الْغَرَض.

والقطبة، والقطب: ضَرْبَان من النَّبَات. قيل: هِيَ عشبة لَهَا ثَمَرَة وَحب مثل حب الهراس.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ ضرب من الشوك يتشعب مِنْهَا ثَلَاث شوكات، كَأَنَّهَا حسك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القطب يذهب حِبَالًا على الأَرْض طولا، وَله زهرَة صفراء، وشوكة تكون، إِذا حصد ويبس، مدحرجة كَأَنَّهَا حَصَاة، وانشد:

أنشيت بالدلو أَمْشِي نَحْو آجنة ... من دون أرجائها العلام والقطب

واحدته: قُطْبَة.

وَأَرْض قُطْبَة: ينْبت فِيهَا ذَلِك النَّوْع من النَّبَات.

والقطبي: ضرب من النَّبَات يصنع مِنْهُ حَبل كحبل النارجيل، فينتهي ثمنه مائَة دِينَار عينا، وَهُوَ افضل من الكنبار.

والقطب الْمنْهِي عَنهُ: هُوَ أَن يَأْخُذ الرجل الشَّيْء ثمَّ يَأْخُذ مَا بَقِي من الْمَتَاع على حسب ذَلِك بِغَيْر وزن يعْتَبر فِيهِ بِالْأولِ، عَن كرَاع.

والقطيب: فس مَعْرُوف لبَعض الْعَرَب.

والقطيب: فرس سَابق بن صرد.

وَقُطْبَة، وقطيبة: اسمان.

والقطيبية: مَاء بِعَيْنِه. فَأَما قَول عبيد فِي الشّعْر الَّذِي كسر بعضه:

أقفر من أَهله ملحوب ... فالقطبيات فالذنوب

إِنَّمَا أَرَادَ: القطبية، هَذَا المَاء فَجَمعه بِمَا حوله.
قطب
قطَبَ1 يَقطِب، قُطُوبًا، فهو قاطِب وقَطُوب، والمفعول مَقْطوب (للمتعدِّي)
• قطَب الشَّخصُ/ قطَب الشّخصُ جبينَه: ضَمَّ حاجِبَيْه وعَبَس "رأيْتُهُ غَضْبانَ قاطِبًا". 

قطَبَ2 يَقْطِب، قَطْبًا، فهو قاطِب، والمفعول مَقْطوب وقَطِيب
• قطَب الشَّيءَ: جمعه "قطَب عروتَيْن/ طرفي النَّسيج". 

استقطبَ يستقطب، استِقطابًا، فهو مُسْتَقْطِب، والمفعول مُسْتَقْطَب
• استقطب الأمرُ اهْتمامَه: اجتذبَه، جعله يهتمّ به دون سواه "استقطبت قضيّةُ الحريّة جهود الدوْلة كُلَّها- استقطب الناسَ: جمعهم إليه وصار لهم مرجعًا وقطبًا- استقطب الآراءَ: جمعها حول رأيه وركَّزها عليه".
• استقطب شُعاعًا ضَوْئيًّا: أخضعه للاسْتَقطاب، جمع أجزاءَه في ناحِيَة واحدة. 

تقطَّبَ يتقطَّب، تقطُّبًا، فهو مُتقطِّب
• تقطَّب الوجهُ:
1 - تغطى بالتجعُّدات.
2 - عبَسَ. 

قطَّبَ يقطِّب، تقْطيبًا، فهو مُقطِّب
• قطَّب الرَّجلُ: قطَب1؛ ضَمَّ حاجبيه وعبس، زوى ما بين عينيه "لا تقطّب جبينَك ولا تفكِّر طويلاً- قطّب ما بين عينيه". 

اسْتِقطاب [مفرد]:
1 - مصدر استقطبَ.
2 - أسلوب سياسيّ تتبعه دولة كبيرة لتجذب نحوها مجموعة من الدول الصغيرة.
3 - (فز) حالة وجود قطبين متضادّيْن كما في المغناطيس، شماليّ وجنوبيّ، والكهرباء سالب وموجب.
4 - (كم) عدم تكافؤ توزيع الشحنات على ذرّتين مرتبطتين بوصلة كيميائيّة.
• اسْتِقطاب بطَّاريَّة: (كم) نقْص القُوّة المحرّكة الكهربائيَّة بسبب التفاعلات الكيميائيّة التي تحدُث في المسار. 

استقطابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اسْتِقطاب: "حركة استقطابيّة".
2 - مصدر صناعيّ من اسْتِقطاب: قابليّة الاستقطاب "استقطابيّة الضّوء".
3 - تجاذُبيّة، حالة الجذب بين قطبين متضادّين "عبّرت أفكاره عن استقطابيّة شديدة بين الخير والشرّ".
4 - نزعة لدى البعض تتَّسم بمحاولة اجتذاب بؤرة الاهتمام نحوهم "دفعته نزعته الاستقطابيّة إلى الكذب". 

قاطِبَة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قطَبَ1 وقطَبَ2.
2 - جميع "جاء المدعُوُّون قاطبةً/ قاطبة المدعوُّون: جميعًا". 

قَطْب [مفرد]: مصدر قطَبَ2. 

قُطْب [مفرد]: ج أقْطاب وقُطُوب:
1 - محور مثبَّت في الطبَق الأسْفَل من الرَّحى يدور عليه الطَّبق الأعْلَى.
2 - زعيم، رئيس دولة عظمى "الأقطاب الأربعة" ° هو قُطْب قبيلته/ هو قُطْب عائلته: سيِّدهم الذي يدور عليه أمرهم.
3 - محور، نقطة ارْتكِاز ° قُطْب سماويّ: إحدى نقطتين متعاكستين قطريًّا عندهما يقطع امتدادُ محورِ الأرضِ القُبَّة السماويَّة.
4 - (جغ) إحدى نقطتين تحدِّدان الخطَّ الوهميّ الذي يمثِّل محور دوران الأرض حول نفسها، وهما قطبان: شماليّ وجنوبيّ.
5 - (سف) صاحب مقام سامٍ من مقامات الأولياء.
6 - (فز)
 أحد طرفي دائرة كهربيّة، وهما قُطبان موجب وسالب "قُطْب سالب/ موجب".
7 - (فز) أحد طَرْفي المغنطيس، وهما قُطْبان شماليّ وجنوبيّ.
8 - (نت) نوعٌ من النَّبات يذهب حبالاً على الأرض طولاً، وله زهور صفراء، وشوك إذا أحصد ويبس يَشُقّ على الناس أن يطئوه. 

قُطْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قُطْب: "الليل/ الشَّفَق القُطْبيّ" ° الجبهة القُطْبيّة: المنطقة الواقعة بين الهواء البارد القُطْبيّ والهواء الدافئ في الأماكن المعتدلة أو الاستوائيّة- المنطقة القُطْبيّة الجَنوبيَّة/ المنطقة القُطْبيّة الشماليَّة: الأراضي والمياه المحيطة بالقُطْب الجنوبيّ / الشماليّ.
• الوهج القطبيّ: (جو) توهُّجات ضوئيّة تحدث في جوّ الأرض عند القطبين.
• النَّجمُ القُطْبيّ: (فك) نجم نيّر في طرف ذنب بنات نعش الصُّغرى، وهو الذي تتحدَّد به جهة الشّمال. 

قُطْبيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من قُطْب.
2 - (فز) خاصِّيَّة من شأنها إظهار الفَرْق بين كُلٍّ من قُطْبي مغنطيس أو مولِّد كهربائيّ. 

قَطوب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قطَبَ1: "لا يشجِّعني القَطوبُ على محادثته". 

قُطوب [مفرد]: مصدر قطَبَ1. 

قطب: قَطَبَ الشيءَ يَقْطِـبُهُ قَطْباً: جَمَعه. وقَطَبَ يَقْطِبُ

قَطْباً وقُطوباً، فهو قاطِبٌ وقَطُوبٌ.

والقُطوبُ: تَزَوِّي ما بين العينين، عند العُبوس؛ يقال: رأَيتُه

غَضْبانَ قاطِـباً، وهو يَقْطِبُ ما بين عينيه قَطْباً وقُطوباً، ويُقَطِّبُ ما بين عينيه تقطيباً. وقَطَبَ يَقْطِبُ: زَوَى ما بين عينيه، وعَبَس،

وكَلَح من شَرابٍ وغيره، وامرأَة قَطُوبٌ. وقَطَّبَ ما بين عينيه أَي جَمعَ كذلك. والـمُقَطَّبُ والـمُقَطِّبُ والـمُقْطِبُ ما بين الحاجبين.

وقَطَّبَ وجهَه تَقْطيباً أَي عَبَسَ وغَضِبَ. وقَطَّب بين عينيه أَي

جَمعَ الغُضُونَ. أَبو زيد في الجَبِـينِ: الـمُقَطِّبُ وهو ما بين

الحاجبين. وفي الحديث: أَنه أُتِـيَ بنَبيذٍ فشَمَّه فقَطَّبَ أَي قَبَضَ ما بين عينيه، كما يفعله العَبُوسُ، ويخفف ويثقل. وفي حديث العباس: ما بالُ قريش يَلْقَوْننا بوُجُوهٍ قاطبةٍ؟ أَي مُقَطَّبة.

قال: وقد يجيءُ فاعل بمعنى مفعول، كعيشة راضية؛ قال: والأَحسن أَن يكون فاعل، على بابه، مِنْ

قَطَبَ، المخففة. وفي حديث المغيرة: دائمةُ القُطوب أَي العُبُوس.

يقال: قَطَبَ يَقْطِبُ قُطوباً، وقَطَبَ الشرابَ يَقْطِـبُه قَطْباً وقَطَّبه وأَقْطَبه: كلُّه مَزَجه؛ قال ابن مُقْبِل:

أَناةٌ، كأَنَّ الـمِسْكَ تحت ثيابِها، * يُقَطِّبُه، بالعَنْبَرِ الوَرْدِ، مُقْطِبُ(1)

(1 قوله «تحت ثيابها» رواه في التكملة دون ثيابها. وقال: ويروى يبكله أي بدل يقطبه.)

وشَرابٌ قَطِـيبٌ: مَقْطُوبٌ.

والقِطابُ: الـمِزاجُ، وكل ذلك من الجمع.

التهذيب: القَطْبُ الـمَزْجُ، وذلك الخَلْطُ، وكذلك إِذا اجتمع القومُ

وكانوا أَضيافاً، فاختلَطوا، قيل: قَطبوا، فهم قاطِـبون؛ ومن هذا يقال: جاءَ القومُ قاطِـبَةً أَي جميعاً، مُخْتَلِطٌ بعضُهم ببعض.

الليث: القِطابُ الـمِزاجُ فيما يُشْرَبُ ولا يُشْرَبُ، كقول الطائفية

في صَنْعَةِ غِسْلَة؛ قال أَبو فَرْوة: قَدِمَ فَرِيغُونُ بجارية، قد

اشتراها من الطائف، فصيحةٍ، قال: فدخلتُ عليها وهي تُعالِـجُ شيئاً، فقلتُ: ما هذا؟ فقالت: هذه غِسْلة. فقلتُ: وما أَخلاطُها؟ فقالت: آخُذُ الزبيبَ الجَيِّدَ، فأُلْقِـي لَزَجَه، وأُلَجِّنُه وأُعَبِّيه بالوَخِـيف، وأَقْطِـبه؛ وأَنشد غيره:

يَشرَبُ الطِّرْمَ والصَّريفَ قِطابا

قال: الطِّرْم العَسل، والصَّريفُ اللَّبن الحارُّ، قِطاباً: مِزاجاً.

والقَطْبُ: القَطْع، ومنه قِطابُ الجَيب؛ وقِطابُ الجَيْب: مَجمَعُه؛

قال طرفة:

رَحِـيبُ قِطابِ الجَيبِ منها، رَقيقَةٌ * بجَسِّ النَّدامى، بَضَّةُ الـمُتَجَرَّدِ

يعني ما يَتَضامُّ من جانبي الجَيب، وهي استعارة؛ وكلُّ ذلك من القَطْبِ الذي هو الجمع بين الشيئين؛ قال الفارسي: قِطابُ الجَيبِ أَسفلُه.

والقَطِـيبَةُ: لَبَنُ الـمِعْزى والضأْن يُقْطَبانِ أَي يُخلَطانِ، وهي

النَّخِـيسَةُ؛ وقيل: لبنُ الناقة والشاة يُخلَطان ويُجمَعان؛ وقيل اللبنُ الحليب أَو الـحَقِـينُ، يُخلَطُ بالإِهالة. وقد قَطَبْتُ له قَطِـيبةً فشَرِبَها؛ وكلُّ مَمْزوج قَطِـيبَةٌ. والقَطِـيبة: الرَّثِـيئَةُ.وجاءَ القومُ بقَطِـيبِهم أَي بجَماعَتهم. وجاؤُوا قاطِـبةً أَي جميعاً؛ قال سيبويه: لا يُستعمل إِلاَّ حالاً، وهو اسم يَدُلُّ على العموم.

الليث: قاطبة اسم يجمع كلَّ جِـيل من الناس، كقولك: جاءَت العربُ قاطبةً. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: لما قُبِضَ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطبةً أَي جميعُهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الحديث، نكرة منصوبة، غير مضافة، ونصبها على المصدر أَو الحال.

والقَطْبُ أَن تُدْخَلَ إِحْدى عُرْوَتي الجُوالِقِ في الأُخرى عند

العَكْم، ثم تُثْنى، ثم يُجمَع بينهما، فإِن لم تُثْنَ، فهو السَّلْقُ؛ قال

جَنْدَلٌ الطُّهَويّ:

وحَوْقَلٍ ساعِدُه قد انْمَلَقْ، * يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إِنْ سَلَقْ

ومنه يقال: قَطَبَ الرجلُ إِذا ثَنَى جِلْدةَ ما بين عينيه. وقَطَبَ

الشيءَ يَقْطِـبُه قَطْباً: قَطَعه. والقُطَابة: القِطْعة من اللحم، عن

كُراع.

وقِرْبة مَقْطُوبة أَي مملوءة، عن اللحياني.

والقُطْبُ والقَطْبُ والقِطْبُ والقُطُبُ: الحديدة

القائمة التي تدور عليها الرَّحَى. وفي التهذيب: القُطْبُ القائم الذي تَدُور عليه الرَّحَى، فلم يذكر الحديدة. وفي الصحاح: قُطْبُ الرَّحى التي تَدُورُ حَوْلَـها العُلْيا. وفي حديث فاطمة، عليها السلام: وفي يدها أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَى؛ قال ابن الأَثير: هي الحديدة المركبة في وسط حجَر الرَّحَى السُّفْلى، والجمع أَقْطابٌ وقُطُوبٌ. قال ابن سيده: وأُرَى أَنَّ أَقْطاباً جمع قُطْبٍ وقُطُبٍ وقِطْبٍ، وأَنَّ قُطُوباً جمعُ قَطْبٍ.

والقَطْبة: لُغة في القُطْب، حكاها ثعلب.

وقُطْبُ الفَلَك وقَطْبُه وقِطْبُه: مَدَاره؛ وقيل القُطْبُ: كوكبٌ بين

الجَدْيِ والفَرْقَدَيْن يَدُورُ عليه الفَلَكُ، صغير أَبيضُ، لا يَبْرَحُ مكانه أَبداً، وإِنما شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَى، وهي الحديدة التي في

الطَّبَقِ الأَسْفَل من الرَّحَيَيْنِ، يدور عليها الطَّبَقُ الأَعْلى، وتَدُور الكواكبُ على هذا الكوكب الذي يقال له: القُطْبُ. أَبو عَدْنان:

القُطْب أَبداً وَسَطُ الأَربع من بَنَات نَعْش، وهو كوكب صغير لا يزول الدَّهْرَ، والجَدْيُ والفَرْقدانِ تَدُور عليه. ورأَيت حاشية في نسخة الشيخ ابن الصلاح المحدّث، رحمه اللّه، قال: القَطْبُ ليس كوكباً، وإِنما هو بقعة من السماءِ قريبة من الجَدْي. والجَدْيُ: الكوكب الذي يُعْرَفُ به القِـبلة في البلاد الشَّمالية. ابن سيده: القُطْبُ الذي تُبْنَى عليه القِـبْلَة. وقُطْبُ كل شيء: مِلاكُه. وصاحبُ الجيش قُطْبُ رَحَى الـحَرْب.

وقُطْبُ القوم: سيدُهم. وفلان قُطْبُ بني فلان أَي سيدُهم الذي يدور عليه أَمرهم. والقُطْبُ: من نِصالِ الأَهْداف.

والقُطْبةُ: نَصْلُ الـهَدَفِ. ابن سيده: القُطْبةُ نَصْلٌ صغير،

قصير،مُرَبَّع في طَرَف سهم، يُغْلى به في الأَهْداف؛ قال أَبو حنيفة: وهو من الـمَرامي. قال ثعلب: هو طَرَفُ السهم الذي يُرْمى به في الغَرَض. النضر: القُطْبةُ لا تُعَدُّ سَهْماً. وفي الحديث: أَنه قال لرافع بن خَديج، ورُمِـيَ بسهم في ثَنْدُوَتِه: إِن شِئْتَ نَزَعْتُ السهم، وتركتُ القُطْبة، وشَهِدْتُ لك يوم القيامة أَنك شهيدُ القُطْبة.

والقُطْبُ: نصلُ السهم؛ ومنه الحديث: فيأْخذ سهمَه، فينظر إِلى قُطْبه، فلا يَرَى عليه دَماً.

والقُطْبة والقُطْبُ: ضربان من النبات؛ قيل: هي عُشْبة، لها ثمرة وحَبٌّ مثل حَبِّ الـهَراسِ. وقال اللحياني: هو ضربٌ من الشَّوْك يَتَشَعَّبُ منها ثلاثُ شَوْكات، كأَنها حَسَكٌ. وقال أَبو حنيفة: القُطْبُ يذهب حِـبالاً على الأَرض طولاً، وله زهرة صفراء وشَوْكةٌ إِذا أَحْصَدَ ويَبِسَ، يَشُقُّ على الناس أَن يطؤُوها مُدَحْرَجة، كأَنها حَصاةٌ؛ وأَنشد:

أَنْشَيْتُ بالدَّلْوِ أَمْشِـي نحوَ آجنةٍ، * من دونِ أَرْجائِها، العُلاَّمُ والقُطَبُ

واحدتُه قُطْبةٌ، وجمعها قُطَبٌ، وورَقُ أَصلِها يشبه ورق النَّفَل

والذُّرَقِ؛ والقُطْبُ ثَمَرُها. وأَرض قَطِـبةٌ: يَنْبُتُ فيها ذلك النَّوْعُ

من النبات. والقِطِبَّـى: ضَرْبٌ من النبات يُصْنَعُ منه حَبْل كحبل

النارَجيلِ، فَيَنْتَهي ثمنُه مائةَ دينار عَيْناً، وهو أَفضل من الكِنْبارِ. والقَطَبُ المنهيُّ عنه: هو أَن يأْخذَ الرجلُ الشيء، ثم يأْخذ ما بقي

من المتاع، على حسب ذلك بغير وزن، يُعْتَبر فيه بالأَول؛ عن كراع.

والقَطِـيبُ: فرس معروف لبعض العرب.

والقُطَيبُ: فرسُ سابقِ بن صُرَدَ.

وقُطْبَة وقُطَيْبة: اسمان.

والقُطَيْبِـيَّةُ: ماءٌ بعينه؛ فأَما قول عَبيدٍ في الشعر الذي كَسَّرَ

بعضَه:

أَقْفَرَ، من أَهْلِه، مَلْحُوبُ، * فالقُطَبِـيَّاتُ، فالذَّنُوبُ

إِنما أَراد القُطَبِـيَّة هذا الماءَ، فجمعه بما حَوْلَه.

وهَرمُ بنُ قُطْبَةَ الفَزاريّ: الذي نافَرَ إِليه عامِرُ ابنُ الطُّفيل

وعَلْقَمةُ بنُ عُلاثَةَ.

قطب
: (قَطَبَ) الشَّيْءُ، (يَقْطِبُ) ، من بَاب ضَرَبَ، (قَطْباً، وقُطُوباً) ، الأَخيرُ بالضَّمِّ، (فَهُوَ قَاطِبٌ، وقَطُوبٌ) كصَبُور.
والقُطُوبُ: تَزَوِّي مَا بَين العَيْنَيْنِ عندَ العُبُوسِ، يُقَال: رأَيتُهُ غَضْبانَ قاطِباً، وهُوَ يَقْطِبُ مَا بَين عَيْنَيْه قَطْباً وقُطوباً: (زَوَى مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ) ، وعَبَسَ، (وكَلَحَ) من شَرَابٍ وَغَيره، (كَقَطَّبَ) تَقْطِيباً.
والمُقَطَّبِ، كمُعَظَّمٍ، وكمُحَدِّثٍ، ومُحْسِنٍ: مَا بَيْنَ الحاجِبَيْنِ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: وَفِي الجَبينِ المُقَطِّبُ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الحاجِبَيْنِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنَّهُ أُتِيَ بنَبِيدٍ فشَمَّه، فقَطَّبَ) أَي قَبَضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَمَا يَفْعَلُهُ العَبُوسُ، ويُخَفَّفُ، ويُثَقَّلُ. وَفِي حَدِيث العَبّاسِ: (مَا بالُ قَرَيْشِ يَلْقَوْنَنا بوجوهٍ قاطِبةٍ) ، أَي مُقَطِّبَة. قَالَ: وَقد يَجِيء فاعلٌ بِمَعْنى مفعول، كعِيشَةٍ راضيةٍ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ والأَحسنُ أَنْ يكون فاعِلٌ على بَابه، من قَطَبَ المخفَّفة. وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ: (دَائِمَةُ القُطُوبِ) ، أَي: العُبُوس.
(و) القَطْبُ: القَطْعُ، يقالُ: قَطَبَ (الشَّيْءَ) ، يَقْطِبُه، قَطْباً: (قَطَعَه) .
(و) قَطَبَ الشَّيْءَ، يَقْطِبُهُ، قَطْباً، (جَمَعَه) .
وقَطَّبَ مَا بَين عَيْنَيْهِ. أَي جَمَعَ كذالك، وقَطَّبَ بينَ عَيْنَيْهِ: أَي جمع الغُضُونَ.
(و) قَطَبَ (الشَّرابَ) ، يَقْطِبُه، قَطْباً: (مَزَجَهُ، كقَطَّبَه) تَقْطِيباً، (وأَقْطَبَهُ) ، كلُّ ذالك بِمَعْنى واحِدٍ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
أَنَاةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثِيابِها
يُقَطِّبُهُ بالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقْطِبُ
(و) مِنْهُ: (شَرَابٌ قَطِيبٌ، ومَقْطُوبٌ) ، أَي: ممزوجٌ.
(و) قَطَبَ (فُلاناً: أَغْضَبَهُ) .
(و) قَطَبَ (الإِناءَ: مَلأَهُ) ، وقِرْبَةٌ مَقطوبة: أَي مملوءَة، عَن اللِّحيانيّ.
(و) قَطَبَ (الجُوَالِقَ: ادْخَلَ إِحْدَى عُرْوَتَيْهِ فِي الأُخْرَى) عندَ العِكْم، (ثمّ ثَنَى وجَمَعَ بينَهُما) ، فإِنْ لم يُثْنَ، فَهُوَ السَّلْقُ، قَالَ جَنْدَلٌ الطُّهَوِيُّ:
وحَوْقَلٍ ساعِدُه قَدِ انْمَلَقْ
يَقُولُ قَطْباً ونِعِمَّاً إِنْ سَلَقْ وَمِنْه يُقَالُ: قَطَب الرَّجلُ: إِذا ثَنَى جِلْدَةَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ.
(و) فِي التَّهْذيب: القَطْبُ: المَزْجُ، وذالك الخَلْطُ. وقَطَبَ (الْقَوْمُ: اجْتَمَعُوا) ، وكانُوا أَضيافاً فاختلَطوا (كأَقْطَبُوا) ، وهم قاطِبُونَ.
(والقُطْبُ، مُثَلَّثَةَ) ، وَالْمَعْرُوف هُوَ الضَّمُّ، وَلذَا اقْتصر عَلَيْهِ فِي الْمِصْبَاح، وصحَّحَ جماعةٌ التَّثْلِيثَ، وأَنكره آخَرون؛ (و) القُطُبُ، (كعُنُقٍ: حَدِيدَةٌ) قائِمَةٌ (تَدُورُ عَلَيْهَا الرَّحَى، كالقَطْبَةِ) بِالْفَتْح لُغَة فِي القُطْب، حَكَاهَا ثَعْلَب. وَفِي التّهذيب: القُطْبُ القائمُ الّذي تَدورُ عَلَيْهِ الرَّحَى، فَلم يَذْكُرِ الحديدَة. وَفِي الصِّحاح: قُطْبُ الرَّحَى الّتي تَدُورُ حولَهَا العُلْيا وَفِي حَدِيث فاطمةَ، رضيَ الله عَنْهَا: (وَفِي يَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَى) .
قَالَ ابْن الأَثيرِ: هِيَ الحديدةُ المُرَكَّبَةُ فِي وَسَطِ حَجَرِ الرَّحَى السُّفْلَى، والجَمْع: أَقطابٌ، وقُطُوبٌ. قَالَ ابْن سِيدَهْ: وأُرَى أَنّ أَقْطَاباً جمعُ قُطُبٍ، أَي: كعُنُقٍ، وقُطْبٍ كقُفْلٍ، وقِطْبٍ بِالْكَسْرِ؛ وأَنَّ قُطوباً جمع قَطْبٍ، أَي بِالْفَتْح.
(و) من الْمجَاز: القُطْبُ، (بِالضَّمِّ) فَقَط؛ وجَوَّزَ بعضٌ فِيهِ التَّثْلِيثَ أَيضاً، قَالَه شيخُنا: (نَجْمٌ) صَغِيرٌ (تُبْنَى عَلَيْهِ القِبْلَةُ) ، قَالَه ابْنُ سِيدَهْ. وَقيل: هُوَ كَوْكَبٌ بَين الجَدْيِ والفَرْقَدَينِ، يَدورُ عَلَيْهِ الفَلَكُ، صغيرٌ، أَبيضُ، لَا يبرَحُ مكانَهُ أَبداً، وإِنّما شُبِّهَ بقُطْبِ الرَّحَى. وَهِي الحديدة الَّتِي فِي الطَّبَقِ الأَسْفلِ من الرَّحَيَيْنِ، يَدُورُ عَلَيْهَا الطَّبَقُ الأَعْلَى، وتَدورُ الكواكبُ على هاذا الكوكبِ. وَعَن أَبي عَدْنَانَ: القُطْبُ أَبداً وَسَطُ الأَرْبَعِ من بناتِ نَعْشٍ، وَهُوَ كوكبٌ صغيرٌ لَا يزولُ الدَّهْرَ، والجَدْيُ والفَرْقدانِ تدورُ عَلَيْهِ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: ورأَيتُ حَاشِيَة فِي نُسْخَة الشَّيْخ ابْنِ الصَّلاحِ المُحَدِّثِ، رَحِمَهُ الله تَعَالَى. قَالَ: القَطْبُ لَيْسَ كوكباً، وإِنّمَا هُوَ بُقْعَةٌ من السماءِ قَرِيبَةٌ من الجَدْيِ. والجَدْيُ: الكَوكبُ الّذِي تُعرَفُ بِهِ القِبْلَةُ فِي البِلاد الشَّمالِيةِ.
(و) من المَجاز: القُطْبُ بِمَعْنى (سَيِّدِ القَوْمِ) ، حِسّاً ومَعْنًى.
(و) القُطْبُ: (مِلاَكُ الشَّيْءِ) .
وصاحِبُ الجَيْشِ: قُطْبُ رَحَى الحَرْبِ.
(و) قُطْبُ الشيْءِ: (مَدَارُهُ) ، يُقَال: هُوَ قُطْبُ بني فلانٍ، أَي سَيِّدُهُمُ الَّذي يَدُورُ عَلَيْهِ أَمْرُهُمْ، وكُلُّ ذالك مَجَازٌ. (ج: أَقْطَابٌ) ، كَقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، (وقُطُوبٌ) بالضَّمّ (وقِطَبَةٌ) بِالْكَسْرِ (كَفِيلَةٍ) ، وهاذِهِ عَن الصّاغانيّ.
(و) قُطْبٌ: (ع بالعَقِيقِ) من أَوْديةِ المَدِينةِ المُشَرَّفَة، على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام؛ (أَوْ هُوَ) أَي الموضعُ (ذُو القُطْبِ) .
(و) القُطْبُ من نِصالِ الأَهْدافِ. و (القُطْبَةُ: نَصْلُ الهَدَفِ) ، وَعَن ابْنِ سِيدَهْ: القُطْبَة نَصْلٌ صَغِيرٌ، قَصِيرٌ، مُرَبَّعٌ، فِي طَرَفِ سَهْمٍ، يُغْلَى بِهِ فِي الأَهْدَافِ. قَالَ أَبو حنيفةَ: وَهُوَ مِن المَرامِي. قَالَ ثَعْلَب: هُوَ طَرَفُ السَّهْمِ الّذِي يُرْمى بِهِ فِي الغَرَض. وَعَن النَّضْرِ: القُطْبَةُ لَا يُعَدُّ سَهْماً؛ وَفِي الحَدِيث أَنَّه قَالَ لرافِعِ بنِ خَدِيجٍ، ورُمِيَ بسَهمٍ فِي ثُنْدُوَتِهِ: (إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ، وتَرَكْتُ القُطْبَةَ، وشَهِدتُ لكَ يومَ القِيَامةِ أَنَّكَ شَهِيدُ القُطْبَةِ) . والقطْبُ: نَصْلُ السَّهْمِ، وَمِنْه الحَدِيث: (فيَأْخُذُ سَهْمَه، فينظُرُ إِلى قُطْبِهِ، فَلَا يَرَى عَلَيْهِ دَماً) . ومثلَهُ قالَ السُّهَيْلِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ.
(و) القُطْبُ والقُطْبَة: ضَرْبانِ من (نَبَاتٍ) ، وَقيل: هِيَ عُشْبَةٌ، لَهَا ثَمَرَةٌ، وحَبٌّ مثلُ حَبِّ الهَرَاسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ ضَرْبٌ من الشَّوْكِ، تَتشعَّبُ مِنْهَا ثلاثُ شَوْكاتٍ كَأَنَّهَا حَسَكٌ. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: القُطْبُ يَذهَبُ حِبالاً على الأَرْض وَلَا، وَله زهرةٌ صفراءُ، وشَوكةٌ تكون إِذا حُصِدَ ويَبِسَ مُدَحْرَجَةً، كأَنَّهَا حَصاةٌ. (ج: قُطَبٌ) ؛ أَنشد:
أُنْشَبْتُ بالدَّلْو أَمْشِي نَحْو آجِنَةٍ
مِنْ دُونِ أَرْجائِها القُلاَّمُ والقُطَبُ
ووَرَقُ أَصْلِها يُشْبِهُ وَرَقَ النَّفَلِ والذُّرَق، والقُطْبُ ثَمَرُهَا.
وأَرْضٌ قَطِبَةٌ: يَنْبُتُ فِيهَا ذالك النَّوعُ من النَّبات.
(وهَرِمُ) ، كَكَتِف، (ابْنُ قُطْبَةَ) ، وَيُقَال: قُطْنَة، بالنُّونِ، (الفَزارِيُّ) الصَّحابيّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، الَّذي ثَبَّتَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَقْتَ الرِّدَّةِ، وَهُوَ أَيضاً (نافَرَ إِليه) أَي: تحاكَمَ (عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ) ، سَيِّدُ بني عامِرٍ فِي الْجَاهِلِيَّة؛ (وعَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ) بْنِ عَوْفٍ العامريُّ من الأَشرافِ وَمن المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ.
(والقُطَابَةُ، بالضَّمِّ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ) عَن كُرَاع، من: قَطَبَ الشَّيْءَ يَقْطِبُهُ قَطْباً: قَطَعَهُ.
(و) بِلَا لامٍ: (ة بمِصْرَ) ، سكنها محمّدُ بْنُ سنجر الجُرْجانيُّ بعدَ أَن كَتَبَ بالعِراقِ وتُوُفِّيَ سنة 258.
(والقِطابُ، ككِتَاب: المِزاجُ) فِيمَا يُشْرَبُ وَلَا يُشْرَبُ، قَالَه اللَّيْثُ، كَقَوْل الطّائفِيّة فِي صَنْعَة غِسْلَةٍ، قَالَ أَبو فُرْوَةَ: قَدِمَ فَرِيغُونُ بجاريةٍ، قد اشْتَرَاهَا من الطّائف، فَصِيحةٍ، قَالَ: فدَخَلْتُ عَلَيْهَا، وَهِي تُعَالِجُ شَيْئاً، فقلتُ: مَا هاذا؟ فَقَالَت: هاذِه غِسْلَةٌ، فَقلت: وَمَا أَخْلاطُها؟ فَقَالَت: آخُذُ الزَّبِيبَ الجَيِّدَ، فأُلْقِي لَزَجَهُ، وأُلَجِّنُهُ، وأُعَبِّيهِ بالوَخِيفِ، وأَقْطِبُهُ. وأَنشد غيرُه:
يَشْرَبُ الطِّرْمَ والصَّرِيفَ قِطاباً
قَالَ: الطِّرْمُ: العَسَلُ. والصَّرِيفُ: اللَّبَنُ الحارُّ. قِطاباً: مِزاجاً، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) القَطْبُ: القَطْعُ، وَمِنْه: قِطَابُ الجَيْبِ.
وَهُوَ أَيضاً: (مَجْمَعُ الجَيْبِ) ، يُقَال: أَدخلتُ يَدِي فِي قِطابِ جَيْبِهِ: أَيْ مَجْمَعِهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
رَحِيبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَفِيقَةٌ
بِجَسِّ النَّدَامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
يَعْنِي مَا يَتَضَامُّ من جانِبَيِ الجَيْبِ، وَهُوَ اسْتِعَارَة.
وكُلُّ ذالك من القَطْب الّذي هُوَ الجَمْعُ بينَ الشَّيْئيْنِ.
وَقَالَ الفارِسِيُّ: وقِطابُ الجَيْبِ: أَسفَلُهُ.
(و) القِطَاب: (ع، نَقَلَهُ الصّاغانيّ) .
(والقاطِبُ، والقَطُوبُ) ، كصَبُور: (الأَسَدُ) ، نقلهُ الصّاغانيُّ، وكأَنَّه لتَعَبُّسِهِ.
(والقَطِيبُ) ، كأَمِيرٍ: (فَرَسُ صُرَدِ بْنِ حَمْزَةَ اليَرْبُــوعِيِّ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) القُطَيْبُ، (كَزُبَيْرٍ: فَرَسُ سابِقِ بْنِ صُرَدٍ) .
(والقُطَبِيَّةُ، كعُرَنِيَّةٍ) ، أَي بِضَم فَفتح فتشديد التّحتيّة: (ماءٌ) لِبني زِنْباعٍ، (وَمِنْه قَوْلُ عَبِيدٍ) ، كأَمير، ابْنِ الأَبْرَصِ:
أَقْفَرَ من أَهْلِهِ مَلْحُوبُ
فالقُطَبِيّاتِ فالذَّنُوبُ
إِنّما أَرادَ بالقُطَبِيَّة هاذا الماءَ (جَمَعَها بِمَا حَوْلَها، أَو القُطَّبِيَّات) بالضَّمّ (مُشَدَّدةَ الطَّاءِ: جَبَلٌ) ، خَفَّفَهُ الشَّاعِرُ، والأَوّلُ هُوَ الصَّوابُ.
(والقُطْبَانُ، كعُثْمَانَ: نَبْتٌ) .
(والقِطِبَّى) بكسرٍ وتشديدِ الثّالثِ، (كالزِّمِكَّى: نَبْتٌ آخَرُ، يُصْنَعُ مِنْهُ حَبْلٌ مُبْرَمٌ) ، كحبلِ النّارَجِيلِ، فيَنْتَهِي ثَمَنُهُ مِائَةَ دِينَارٍ عَيْناً، (وهوَ خَيرٌ من الكِنْبارِ) ، بالكسْر، وسيأْتي فِي الرّاءِ.
(والقَطَبُ) ، محرَّكَةً، (المَنْهيُّ عَنهُ) : هُوَ (أَنْ يَأْخُذَ) الرَّجُلُ (الشَّيءَ، ثمَّ يَأْخُذَ مَا بَقِيَ) من المَتَاعِ (على حَسَبِ ذالكَ جُزافاً، بِغَيْر وَزْنٍ، يُعْتَبَرُ فِيهِ بالأَوَّلِ) ، عَن كُراع.
(و) من الْمجَاز: (جاؤوا قاطِبَةً) ، أَي (جَمِيعاً) قَالَ سِيبوَيْهِ: (لَا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ حَالا) ، وَهُوَ اسْمٌ يَدُلُّ على العُمُوم: قَالَ شيخُنَا: أَي إِلا مَنْصُوبًا على الحالِيَّة، وَهُوَ الّذي جَزَمَ بِهِ أئمّة العربيّة. وصَرَّح بِهِ الشَّيْخ ابْنُ هِشامٍ فِي المُغْنِي، وَغَيره، ومَنَعُوا خِلاَفَهُ، وصَرَّحُوا بأَنَّهُ لَحْنٌ عامِّيٌّ غير جَائِز، وَإِن حاول الخَفاجِيّ رَدَّهُ، وجَوازَ اسْتِعْمَاله غيرَ حالٍ، فَلَا دليلَ لَهُ عَلَيْهِ. انْتهى. وَعَن اللَّيْث: قاطبة: اسْمٌ يَجمَعُ كلَّ جِيلٍ من النّاس كَقَوْلِك: جاءَتِ العَرَبُ قاطِبَةً. وَفِي حَدِيث عائشةَ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (لَمَّا قُبِضَ سَيّدُنا رسولُ اللَّهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطِبَةً) ، أَي: جميعُهُمْ. قَالَ ابْنُ الأَثيرِ: هاكَذَا جاءَ فِي الحَدِيث، نَكِرَةً منصوبَةً، غَيْرَ مُضَافةٍ، ونصبُها على الْمصدر أَو الْحَال. وَفِي التّهذيب: القَطْبُ: المَزْجُ، وَذَلِكَ الخَلْطُ، وَمن هاذا يُقالُ: جاءَ القَوْمُ قَاطِبَةً، أَي: جَمِيعًا مُخْتَلِطاً بعضُهُمْ ببعضٍ.
(وجاؤُوا بقَطِيبَتِهِمْ) ، أَي: (بِجَماعَتِهِمْ) ، من ذَلِك.
(والقَطِيبَةُ: لَبَنُ المِعْزَى والضَّأْنِ يُقْطَبَانِ) ، أَي (يُخْلَطَانِ) ، وَهِي النَّخِيسَةُ، (أَو لَبَنُ النّاقَةِ والشَّاةِ) ، يُخْلَطَانِ ويُجْمَعَانِ. وَقيل: اللَّبَنُ الحَلِيبُ، أَو الحَقِينُ، يُخْلَطُ بالإِهالَة. وَقد قَطَبْتُ لَهُ قَطِيبَةً فشَرِبَها.
وكلّ ممزوجٍ: قَطِيبَةٌ.
والقَطِيبَةُ: الرَّثِيئَةُ. وقُطْبَةُ، وقُطَيْبَةُ؛ اسمانِ.
(قطب) الرجل قطب وَيُقَال قطب بَين عَيْنَيْهِ وَمَا بَين عَيْنَيْهِ وقطب وَجهه وَالشرَاب مزجه
(قطب)
فلَان قطوبا ضم حاجبيه وَعَبس وَيُقَال رَأَيْته غَضْبَان قاطبا وَفُلَانًا أغضبهُ وَالشَّيْء قطبا جمعه وَالشرَاب مزجه فَهُوَ قاطب وقطوب وَالْمَفْعُول مقطوب وقطيب
ق ط ب : قَطَبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَطْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ جَمَعَ وَقَطَبَ الشَّرَابَ قَطْبًا مَزَجَهُ وَقُطْبُ الرَّحَى وِزَانُ قُفْلٍ مَا تَدُورُ عَلَيْهِ وَالْقُطْبُ كَوْكَبٌ بَيْنَ الْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ وَجَاءَ النَّاسُ قَاطِبَةً أَيْ جَمِيعًا. 
ق ط ب

دارت الرّحى على قطبها، والأرحاء على أقطابها. وأصابت الغرض القطبة وهي سهم النّضال. وقطب الشراب قطباً وقطاباً، وشراب كثير القطاب وهو مزاجه. وراح قطيب. قال عمر بن أبي ربيعة:

طيّب الرّيقة والنك ... هة كالراح القطيب

وقطب ما بين عينيه قطوباً وقطّب. ورأيته غضبان قاطباً ومقطّباً.

ومن المجاز: هو قطب قومه: لسيدّهم، وهم أقطاب بني فلان. وجاءت تميم قاطبة. وقطب الحمار عانته: جمعها. وأدخلت يدي في قطاب جيبه. قال طرفة:

رحيب قطاب الجيب منها رفيقة ... بجسّ الندامى بضّة المتجرد
[قطب] نه: فيه: أتى بنبيذ فشمه «فقطب»، أي قبض ما بين عينيه كما يفعله العبوس، ويخفف ويثقل. ج: أي عبس وجهه وجمع جلدته من شيء كرهه. ومنه ح عباس: ما بال قريش يلقوننا بوجه «قاطبة»! أي مقطبة كعيشة راضية، والأحسن انه على بابه من قطب - مخففة. ومنه ح: دائمة «القطوب»، أي العبوس. وح: فاطمة: وفي يدها أثر «قطب» الرحى، هي الحديدة المركبة في وسط حجر الرحى السفلي التي تدور حولها العليا. وفيه: قال لرافع بن خديج ورمى بسهم في ثندوته: إن شئت نزعت السهم وتركت «القطبة» وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد «القطبة»، والقطب: نصل السهم. ومنه ح: فيأخذ سهمه فينظر إلى «قطبه» فلا يرى عليه دمًّا. وفيه: لما قبض صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب «قاطبة»، أي جميعهم.

قطب

1 قَطَبَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. قَطْبٌ, (TA,) He collected a thing, brought it, gathered it, or drew it, together: (K, TA:) this is the primary signification. (O.) b2: [Hence] one says, قَطَبَ الحِمَارُ عَانَتَهُ i. e. (tropical:) [The wild ass] collected [his herd of wild she-asses]. (A: there distinguished as tropical.) b3: And قَطَبَ القَوْمُ, [أَنْفُسَهُمْ being app. understood,] and ↓ اقطب, (assumed tropical:) The people, or party, assembled themselves together, or congregated, (O, K, TA,) and were guests, and mixed together. (TA.) b4: And قَطَبَ, (A, K,) aor. ـِ inf. n. قَطْبٌ and قُطُوبٌ; (K, TA;) and ↓ قطّب, (K,) inf. n. تَقْطِيبٌ; (TA;) He contracted the part between his eyes; (A, K;) and grinned, or displayed his teeth, frowning, or contracting his face, and looking sternly, austerely, or morosely; (K, TA;) by reason of drink, &c.: (TA:) or قَطَبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ, (S, O, Msb,) aor. ـِ inf. n. قَطْبٌ, (Msb,) he contracted the part between his eyes: (S, O, Msb:) and وَجْهَهُ ↓ قطّب, inf. n. تَقْطِيبٌ, he contracted his face; (S, O;) or did so much. (So accord. to a copy of the S.) b5: And قَطَبَ الشَّرَابَ, (S, A, O, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. قَطْبٌ, (Msb,) He mixed the wine, or beverage; (S, A, O, Msb, K;) as also ↓ اقطبهُ; (S, O, K;) and ↓ قطّبهُ, (O, K, TA,) inf. n. تَقْطِيبٌ. (TA.) b6: And قَطَبَ الإِنَآءَ He filled the vessel. (K.) b7: قَطَبَ الجُوَالِقَ, (K, TA,) inf. n. قَطْبٌ, (S, O,) He inserted one of the two loops of the [sack called]

جوالق into the other, (S, O, K, TA,) on the occasion of making up a load, (TA,) then bent it (S, O, K *) again, (S, O,) [this time, app., back and down,] and put them together [in order, it seems, to insert a stick, so that the middle of one loop should be above the stick and the middle of the other should be beneath it]: (K, TA:) when he does not bend the loop, [app. meaning through the other and then a second time as described above,] the action is termed سَلْقٌ. (S, O, [See سَلَقَ الجُوَالِقَ, in art. سلق.]) A2: قَطَبَهُ signifies also He angered him; (O, K;) aor. as above [and so, app., the inf. n.]. (O.) A3: And also, (K, TA,) aor. ـِ (TA,) inf. n. قَطْبٌ, (S, O,) He cut it, or cut it off: (S, O, K:) but in this instance the ط is substituted for ض. (O.) 2 قَطَّبَ see above, in three places.4 أَقْطَبَ see the first paragraph, in two places.

قَطْبٌ: see the next paragraph, in two places.

قُطْبٌ (S, A, O, Msb, K) and ↓ قَطْبٌ and ↓ قِطْبٌ (S, A, O, K, but some reject the second and third of these, TA) and ↓ قُطُبٌ (A, K) and ↓ قُطْبَةٌ, (so in some copies of the K,) or ↓ قَطْبَةٌ, (so in other copies of the K, and thus accord. to the TA, as on the authority of Th,) The axis, or pivot, (T, A, Msb, K,) of iron, (A, K,) of a mill; (T, S, A, O, Msb, K;) the iron thing that is fixed in the middle of the nether stone of a mill; (IAth, TA;) the iron in the nether stone, around which revolves the upper stone, of a mill: (Ham p. 54:) pl. أَقْطَابٌ (A, IAth, O, TA) and قُطُوبٌ (IAth, TA) and قِطَبَةٌ. (O.) b2: Hence, (TA,) القُطْبُ, (S, O, Msb, K,) and accord. to some ↓ القَطْبُ and ↓ القِطْبُ, (MF,) (tropical:) [The pole-star: or the pole of the celestial sphere:] a certain star, (K,) a small star, (ISd, TA,) according to which the kibleh is constructed: (ISd, K, TA:) a star between the جَدْى and the فَرْقَدَانِ, around which the celestial sphere, or firmament, revolves, (S, O, TA,) small and white, and never moving from its place: [but it seems that nebula should be here substituted for star:] Aboo-'Adnán says that the قظب is a small star always in the midst of the four [stars] of بَنَاتُ نَعْشٍ, [which is evidently a mistake,] never quitting its place, around which revolve the جدى and the فرقدان: but accord. to Ibn-Es-Saláh El-Mohaddith, it is not a star, but a بُقْعَة [meaning a spot, or a nebula,] in the sky, near the جدى, which latter is the [pole-] star whereby the kibleh is known in the northern countries. (TA.) b3: And [hence likewise,] القُطْبُ signifies also (tropical:) The cause, or means, of the subsistence of a thing: and (tropical:) the thing, or point, [or person,] upon which [or upon whom] a thing [such as an affair, and a question,] turns: pl. [as above, i. e.] أَقْطَابٌ and قُطُوبٌ and قِطَبَةٌ. (K, TA.) b4: And (tropical:) The chief, or lord, of a people or tribe; (S, A, O, K;) قُطْبُ بَنِى فُلَانٍ meaning (tropical:) the chief, or lord, of the sons of such a one, upon whom their state of affairs turns [i. e. depends, and by whose government their affairs are regulated]. (S, O, TA.) And قُطْبُ رَحَى الحَرْبِ [lit. The axis, or pivot, of the mill of war, or of the mill of the war,] means (tropical:) the commander of the army. (S, O, TA.) b5: [In the conventional language of the mystics, it is applied to (assumed tropical:) The hierarch of the saints of his generation, who is also called الغَوْثُ, and is supposed to be pre-eminently endued with sanctity, and with thaumaturgic faculties, and to be known as the قُطْب to none but his agents unless he make himself known: at his death, his place is believed to be filled by another.]

A2: [قُطْبٌ also signifies A species of plant:] accord. to AHn, the قُطْب [is a species of plant that] extends upon the ground like ropes, and has a yellow, thorny, or prickly, blossom; when fit to be reaped, and dry, it hurts men to tread upon it; and is round like a pebble: n. un. ↓ قُطْبَةٌ: (O:) [it is said in the K that ↓ القُطْبَةُ is said to signify a certain plant: and the pl. is قُطْبٌ or قُطَبٌ: (thus accord. to different copies: in my MS. copy, the former; and in the CK, the latter, and there said to be like صُرَدٌ: if the former be right, it is a coll. gen. n.:)] or قُطْبٌ and ↓ قُطْبَةٌ signify two species of plants: and the latter is said to be a certain herb, having a fruit, or produce, and berries (حَبّ) like those of the هَرَاس [a tree that bears a kind of drupe]: Lh says that it [app. the قُطْب, the pronoun being masc.,] is a species of thorn, from which diverge three thorns, resembling a حَسَك [here meaning caltrop: the leaves of its stem resemble those of the [species of trefoil called] نَفَل and ذُرق, and قطب is the name of the fruit: and أَرْضٌ قطبة [i. e., accord. to general analogy, ↓ قَطِبَةٌ, like قَصِبَةٌ &c.,] signifies Land in which this kind of plant grows. (TA.) A3: See also قُطْبَةٌ.

قِطْبٌ: see قُطْبٌ, first and second sentences.

قَطَبٌ, [app. an inf. n. of which the verb is not mentioned, (in the CK قَطْب, but, as is said in the TA, it is مُحَرَّكَة,)] which is forbidden, is One's taking a thing [by measure or weight], and then taking the rest of the commodity by comparing it with the former portion, without measure or weight. (Kr, K, * TA.) قَطِبٌ: see قَطُوبٌ: A2: and أَرْضٌ قَطِبَةٌ: see قُطْبٌ, last sentence but one.

قُطُبٌ: see قُطْبٌ, first sentence.

قَطْبَةٌ: see قُطْبٌ, first sentence.

قُطْبَةٌ: see قُطْبٌ, first sentence: A2: and again, in the last quarter of the paragraph, in three places.

A3: Also An arrow-head (S, O, K) of small size (O) with which one shoots at a butt: (S, O, K:) accord. to ISd, a small, short, foursided head at the end of an arrow with which one shoots, to the utmost possible distance, at the butts: accord. to Th, the end of an arrow with which one shoots at the butt: accord. to AHn, it is of what are called المَرَامِى [pl. of مِرْمَاةٌ, q. v.]: (TA:) or an arrow with which one contends for superiority in shooting: (A:) [but] accord. to En-Nadr, it is not accounted an arrow: and ↓ قُطْبٌ signifies an arrow-head; occurring in a trad. in this sense. (TA.) قُطْبَانٌ A certain plant. (K.) قِطِبَّى A certain plant, of which is made rope of twisted strands, or well-twisted rope, (K, TA,) resembling that of the cocoa-nut, the price of which mounts to a hundred deenárs of ready money, (TA,) and which is better than that made of the fibres of the cocoa-nut. (K, TA.) قِطَابٌ An admixture (Lth, S, * O, K, TA) in what is drunk and what is not drunk. (Lth, TA.) b2: And قِطَابُ الجَيْبِ, (S, A, O, K, *) from القَطْبُ meaning “ the act of cutting,” (S, TA,) or from the same as meaning “ the act of bringing, or drawing, together ” two things, (TA,) The opening that is cut out at the neck and bosom of a shirt or the like, for the head to enter into it: (O:) or (tropical:) the part where the two sides of that opening unite: (A, * K, * TA:) or, as AAF says, the lower, or lowest, part of that opening. (TA.) قَطُوبٌ (S, O, K) and ↓ قَاطِبٌ (K) [and ↓ قَطِبٌ (occurring in the A in art. دعب, as opposed to دَعِبٌ and لَعِبٌ, to which it seems to be therefore assimilated in form,)] Who contracts the part between his eyes; (S, O, K;) and grins, or displays his teeth, frowning, or contracting his face, and looking sternly, austerely, or morosely; (K;) [or rather the first signifies one who does so much;] applied to a man. (S.) b2: Hence, (TA,) القَطُوبُ and ↓ القَاطِبُ signify The lion. (O, K, TA.) قَطِيبٌ Mixed wine or beverage [&c.]; as also ↓ مَقْطُوبٌ. (K.) قُطَابَةٌ A piece of flesh: (Kr, K:) from قَطَبَ signifying “ he cut ” a thing. (TA.) قَطِيبَةٌ Anything mixed. (TA.) And [particularly] (TA) Camels' milk and sheeps' or goats' milk mixed together: (IAar, S, O, K:) or goats' milk and sheeps' milk mixed together; (K;) which is also called نَخِيسَةٌ: (TA:) or fresh milk, or milk such as is termed حَقِين [q. v.], mixed with إِهَالَة [or melted fat, &c.]: and i. q. رَثِيئَةٌ [q. v.]. (TA.) b2: See also قَاطِبَة.

قَاطِبٌ: see قَطُوبٌ, in two places.

جَاؤُوا قَاطِبَةً (tropical:) They came all together: (S, A, * O, Msb, K:) قاطبة being a noun denoting generality, (Sb, S, O,) not used but as a word descriptive of state, in the accus. case: (Sb, S, O, K:) its use otherwise is a vulgar corruption, though allowed by El-Khafájee: (MF:) or it may be regarded in a phrase such as that above as being in the accus. case as an inf. n.: (IAth, TA:) it is expl. in the T as meaning all together; mixed, one with another. (TA.) And ↓ جَاؤُوا بِقَطِيبَتِهِم means (assumed tropical:) They came with their [whole] company. (K.) المُقَطَّبُ and المُقَطِّبُ and المَقْطِبُ The part between the eyebrows. (TA.) مَقْطُوٰٰبٌ: see قَطِيبٌ. b2: قِرْبَةٌ مَقْطُوبَةٌ A water-skin filled. (Lh, O, TA.) وَجْهٌ مُتَقَطِّبٌ [A contracted face]. (K in art. بسر.)

الإمامية

(الإمامية) نِسْبَة إِلَى الإِمَام أَو الْإِمَامَة وَفرْقَة من الشِّيعَة تَقول بإمامة عَليّ وَأَوْلَاده دون غَيرهم
الإمامية: فرقة قالوا بالنص الجلي على علي وكفروا الصحابة رضي الله عنهم، وهم الذين خرجوا عليه عند التحكيم، وهم اثنا عشر ألفا أهل صلاة وتعبد، وأصحاب البرانس كان لهم بالقراءة دوي كدوي النحل.
الإمامية:
[في الانكليزية] Al -Imamiyya (sect)
[ في الفرنسية] Al -Imamiyya (secte)
فرقة من الشيعة قالوا بالنصّ الجلي على إمامة عليّ وكفّروا الصحابة، ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق واختلفواظواهرها، وسلفية يعتقدون أنّ ما أراد الله بها حق بلا شبهة كما عليه السّلف وإلى ملتحقة بالفرق الضالة.
الإمامية: هم الَّذين قَالُوا بِالنَّصِّ الْجَلِيّ على إِمَامَة عَليّ كرم الله وَجهه وَكَفرُوا الصَّحَابَة وهم الَّذين خَرجُوا على عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وهم اثْنَا عشر ألف رجل وَسَاقُوا الْإِمَامَة إِلَى جَعْفَر الصَّادِق، وَاخْتلفُوا فِي الْمَنْصُوص عَلَيْهِ بعده وَالَّذِي اسْتَقر رَأْيهمْ عَلَيْهِ أَن الإِمَام الْحق بعد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ - ثمَّ ابْنه الْحسن - ثمَّ أَخُوهُ الْحُسَيْن - ثمَّ ابْنه عَليّ زين العابدين - ثمَّ ابْنه مُحَمَّد الباقر - ثمَّ ابْنه جَعْفَر الصَّادِق - ثمَّ ابْنه مُوسَى الكاظم - ثمَّ ابْنه عَليّ الرِّضَا - ثمَّ ابْنه مُحَمَّد التقي الْجواد - ثمَّ ابْنه عَليّ التقي الزكي - ثمَّ ابْنه الْحسن العسكري - ثمَّ ابْنه أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد الْقَائِم المنتظر الْمهْدي صَلَاة الله تَعَالَى وَسَلَامه على جدهم الأمجد وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ - وَلَهُم فِي هَذَا الدَّعْوَى تمسكات وَدَلَائِل فِي المطولات.

المَرُّوتُ

المَرُّوتُ:
بالفتح ثم التشديد والضم، وسكون الواو، وتاء مثناة، إن كان منتقلا فمن المروت جمع المرت وهي الأرض التي لا تنبت شيئا وإلا فهو مرتجل: وهو اسم نهر، وقيل: واد بالعالية كانت به وقعة بين تميم وقشير، قال:
سرت من لوى المرّوت إلى آخره، وقال الحازمي: المرّوت من ديار ملوك غسان وموضع آخر قرب النباج من ديار بني تميم به كانت الواقعة التي قتل فيها بجير بن عبد الله بن عكبر بن سلمة بن قشير قتله قعنب بن الحارث ابن عمرو بن همّام بن يربوع وهزموا جيشه وأسروا أكثرهم، وقال أوس بن بجير يرثي أباه:
لعمر بني رياح ما أصابوا ... بما احتملوا وعيــرهم السقيم
بقتلهم امرا قد أنزلته ... بنو عمرو وأوهته الكلوم
فإن كانت رياحا فاقتلوها ... وآل بجيلة الثار المنيم
فإنهم على المرّوت قوم ... ثوى برماحهم ميت كريم
وحدّث ابن سلام قال: قال جرير بالكوفة:
قد قادني من حبّ ماوية الهوى، ... وما كنت ألقى للحبيبة أقودا
أحبّ ثرى نجد وبالغور حاجة ... أغار الهوى يا عبد قيس وأنجدا
أقول له يا عبد قيس صبابة: ... بأيّ ترى مستوقد النار أوقدا؟
فقال: أراها أرّثت بوقودها ... بحيث استفاض الجزع شيحا وغرقدا
فأعجب أهل الكوفة بهذه الأبيات، فقال جرير:
كأنكم بابن القين قد قال:
أعد نظرا يا عبد قيس فإنما ... أضاءت لك النار الحمار المقيّدا
فلم يلبثوا أن جاءهم قول الفرزدق يقول هذا البيت وبعده:
حمار بمرّوت السخامة قاربت ... وظيفيه حول البيت حتى تردّدا
كليبيّة لم يجعل الله وجهها ... كريما ولم يسنح لها الطير أسعدا
فتناشد الناس هذه الأبيات وعجبوا من اتّفاقهما، فقال الفرزدق: كأنكم بابن المراغة قد قال:
وما عبت من نار أضاء وقودها ... فراسا وبسطام بن قيس مقيّدا
وأوقدت بالسّيدان نارا ذليلة، ... وأشهدت من سوآت جعثن مشهدا
فكان هذا من أعجب ما اتّفقا عليه.

هكل

هكل


هَكَلَ
تَهَاْكَلَa. Quarreled.
هـ ك ل: (الْهَيْكَلُ) بَيْتٌ لِلنَّصَارَى وَهُوَ بَيْتُ الْأَصْنَامِ. 
[هكل] الهَيْكَلُ: الفرسُ الطويلُ الضخم. قال العجاج:

وهو طرف هيكل * والهَيْكَلُ: البناءُ المُشْرِفُ. والهَيْكَلُ: بيتٌ للنصارى، وهو بيت الاصنام.
هكل:
هكَل هَمَّهُ: قلِق فكره، اضطرب باله، ضاق صدره، لا تهكل هم: لا يشغل بالك أي شيء.
هكل هم: قلق من. ما هكل هم؟: -الجملة عامية حين تكون بهذه الصيغة: المترجم- نام ملء جفونه، لم يشغل فكره (بقطر). لم يبال ب (ألف ليلة 277:11): ولم تهكل ما بذل لها من المال والثياب والجواهر.
هيكل: انظر الكلمة في نهاية حرف الهاء.
هـ ك ل

كأنه الراهب في هيكله: في ديره. قال الأعشى:

فما أبيليٌّ على هيكلٍ ... بناه فصلّب فيه وصارا

وقيل: هو بيتٌ للنصارى فيه صنمٌ على صورة مريم عليها السلام. وفرس هيكلٌ: مرتفع. قال امرؤ القيس:

بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل

وتقول: التناسخيّة عصوا في هياكل ثم نقلوا عنها إلى غيرها: يريدون الصّور والأشخاص. ولفلان طلل وهيكلٌ. ولبعضهم:

يقول إذا بدا ملكٌ كريم ... كساه الله هيكل آدميّ
الْهَاء وَالْكَاف وَاللَّام

تَهاكَلَ الْقَوْم: تنازعوا فِي الْأَمر.

والهَيْكَلُ: الضخم من كل شَيْء.

والهَيكَلَةُ من النِّسَاء: الْعَظِيمَة، عَن اللحياني.

والهَيْكَل من الْخَيل: الكثيف العبل اللين، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأوابِدِ هيكَلِ

وَقيل: هُوَ الطَّوِيل علوا وعداءً، وَقيل: هُوَ التَّام، قَالَ أَبُو النَّجْم فاستعاره للنبات:

فِي حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمضٍ هَيْكَلِ

والنبت لَا يُوصف بالضخم، لكنه أَرَادَ الْكَثْرَة، فَأَقَامَ الضخم مقَامهَا.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهَيْكَل: النبت الَّذِي طَال وَعظم وَبلغ، وَكَذَلِكَ الشّجر، واحدته هَيْكَلَةٌ.

وهَيكَلَ الزَّرْع: تمّ وَطَالَ.

والهَيْكَلُ: بَيت لِلنَّصَارَى فِيهِ صُورَة مَرْيَم وَعِيــسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام، قَالَ الْأَعْشَى:

وَمَا أيْبُلِىٌّ عَلى هَيكَلٍ ... بَناهُ وصَلَّبَ فِيهِ وصارا

وَرُبمَا سمي بِهِ ديرهم. 

هكل: تَهاكلَ القومُ: تنازعوا في الأَمر.

والهَيْكَلُ: الضخمُ من كل شيء. والهَيْكَلَةُ من النساء: العظيمة؛ عن

اللحياني. والهَيْكَلُ من الخيل: الكثيف العَبْلُ اللِّينُ؛ قال امرؤ

القيس:

بِمُنْجَردٍ قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ

(* قوله «بمنجرد قيد الأوابد إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة المحكم بعد

الشطر: وقيل هو الطويل عُلُوّاً وعداء وقيل هو التام، قال أبو النجم

فاستعاره للنبات:

في حبة جرف وحمض هيكل

والنبت لا يوصف الى آخر ما هنا).

والنبت لا يوصف بالضَّخَم لكنه أَراد الكثرة فأَقام الضِّخَم مقامها.

الليث: الهَيْكَلُ الفرس الطويل عُلُوًّا وعدْواً. ابن شميل: الهَيْكَلُ

الضخم من كل الحيوان. الأَزهري: الهَيْكل البِناء المرتفع يشبه به الفرس

الطويل. والهَيْكَلُ: الفرس الطويل الضَّخْم؛ قال ابن بري: كانت الدَّهْناء

بنت مِسحل زوجة العجاج رفعته إِلى الوالي وكانت رمته بالتَّعْنين فقال:

أَظَنَّت الدَّهْنا، وظنَّ مِسْحَلُ

أَنَّ الأَمِيرَ بالقَضاء يَعْجَلُ

عن كَسِلاتي، والحصانُ يُكْسِلُ

عن السِّفاد، وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ؟

أَبو حنيفة: الهَيْكَل النبت الذي طال وعظُم وبلَغ وكذلك الشجر، واحدته

هَيْكَله. وهَيْكَل الزرع: نَما وطال. والهَيْكَل: بيت للنصارى فيه صنم

على خلْقة مريم فيما يزعمون؛ وأَنشد:

مَشْيَ النَّصارى حَوْلَ بَيتِ الهَيْكَلِ

وفي المحكم: الهَيْكَل بيت للنصارى فيه صورة مريم وعيــسى، عليهما السلام،

قال الأَعشى:

وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكَلٍ

بَناه، وصَلَّب فيه وصارا

وربما سمي به دَيْرُهم. الهَيْكَلُ: البناء المُشرف. والهَيْكَلُ: بيت

الأَصنام.

باب الهاء والكاف واللام معهما هـ ك ل، هـ ل ك، ك هـ ل مستعملات

هكل: الهَيْكَلُ: الفرس الطويلُ عُلْواً وعَدْواً. قال:

بمُنْجَرِدٍ قَيْدٍ الأوابدِ هَيْكَلِ

والهَيْكَلُ: بيتٌ للنَّصارَى فيه صَنَمٌ على خِلْقَةِ مريم عليها السّلام فيما يُذْكَرُ، قال:

مَشْيَ النَّصارَى حول بيت الهَيْكَلِ

هلك: الهُلْكُ: الهَلاكُ. والاهْتِلاكُ: رَمْيُ الإنسان نِفسَهُ في تَهلُكةٍ. والتَّهْلُكَةُ: كلُّ شيءٍ يصيرُ عاقبتُه إلى الهَلاكِ. والقَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْفِ البازي، أي: ترمي نفسَها في المَهالِك. وقومٌ هلكَى وهالكون. والهُلاّكُ: الصَّعاليكُ الّذين ينتابون النّاسَ طلباً لمعروفِهِمْ من سوء الحال. قال جميل:

أَبْيتُ مع الهُلاّكِ ضيفاً لأَهلِها ... وأهلي قريبٌ مُوسِعون ذَوُو فَضْل

وهالِكُ أهلٍ: الذي يَهلِكُ في أهلِهِ، وكذلك الذي يهلك أهله، قال:  وهالك أهلٍ يُجِنُّونَهُ ... كآخَرَ في أهلِهِ لم يُجَنّ

ومفازةٌ هالكةٌ من سَلَكها، أي: هالكةٌ السّالكين. قال العجاج:

ومَهْمَهٍ هالكِ مَنْ تَعَرَّجا

أي: يُهِلكُ من تعرّج به عن الطّريق. والهَلَكَةُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ في جوّ السُّكاكِ، قال ذو الرمة:

ترى قرطها في واضح الليت مشرفا ... على هَلَكٍ في نَفْنفٍ يتطوّحُ

والهَلُوكُ: المرأة الفاجرة. والهالِكيُّ: الحدّادُ.

كهل: [الكَهْلُ: الذي وَخَطَهُ الشَّيْب ورأيتَ له بَجالةً] . ورجلٌ كَهْلٌ، وامرأة كهلةٌ. وقلّ ما يُقال للمرأةِ: كَهْلَة، إلاّ أن يقولوا: شَهْلَةٌ كَهْلةٌ. واكْتهلَتِ الرّوضةُ إذا عمّها نَوْرُها، قال:

[يُضاحكُ الشَّمسَ منها كوكب شرق] ... مؤزر بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

ونعجةٌ مُكتهلةٌ: مُخْتَمرة الرأسِ بالبياض. والكاهِلُ: مُقَدَّمُ الظَّهْر، مما يلي العُنُقَ، وهو الثُلُث الأعلى، فيه ست فقرات. 
هـكل
(الهَيْكَلُ: الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، و) قَالَ اللَّيْث: الهَيْكَلُ: (الفَرَسُ الطَّوِيْلُ) طُولًا وَعَدْوًا، زَادَ غَيْره: الضَّخْم، وَقِيلَ: هُوَ الكَثِيْفُ العَبْلُ اللَّيِّنُ، قَالَ امْرؤ القَيْس:
(بِمُنْجرِدٍ قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ ... )
وَقَالَ أَبُو دوُادٍ:
(وَقَدْ أَغْدُوا بِطَرْفٍ هَيْكَلٍ ... ذِي مَيْعَةٍ سَكْبِ)
وَقَالَ العَجّاج:
(عَنِ السِّفاد وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ ... )
وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل: الهَيْكَلُ: الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ حَيَوانٍ. وَفِي الأَساس: فَرَسٌ هَيْكَلٌ: مُرْتَفِعٌ. (و) الهَيْكَلُ: (النَّباتُ الطَّوِيْلُ البالِغُ العَبْلُ) ، أَي: الْعَظِيم، وَكَذلِكَ الشَّجَرُ، (وَقَدْ هَيْكَلَ) الزَّرْعُ: إِذا نَما وَطَالَ، قَالَهُ أَبُو حَنِيفة. (و) الهَيْكَلُ: (بَيْتٌ للنَّصارَى فِيهِ) صَنَمٌ على (صُورَة مَرْيَمَ عَلَيْها السَّلامُ) ، فِيمَا يَزْعُمُون، قَالَ:
(مَشْيَ النَّصارَى حَوْلَ بَيْتِ الهَيْكَلِ)
زادَ فِي المُحْكَم: فِيهِ صُورَةُ مَرْيَم وَعِيــسَى عَلَيْهِما السَّلام. (و) رُبَّما سُمِّيَ (دَيْرُهُم) هَيْكَلًا، قَالَ الأعْشى:
(وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلى هَيْكَلٍ ... بَناهُ وَصَلَّبَ فِيهِ وصَارَا) (و) الهَيْكَل: (البِناءُ المُشْرِفُ) ، قِيْلَ: هَذَا هُوَ الأَصْلُ، ثُمَّ سُمِّي بِهِ بُيُوت الأَصْنام مَجازًا. (و) هَيْكَلُ: (بنُ جابِرٍ: صَحابِيٌّ) ، يُرْوَى عَنْهُ حَدِيثٌ فِي ذَمِّ البُخْل لَا يَصِحّ. وَقَالَ النّسائيّ: فِي سَنَدِهِ حَمّاد بن عَمْرٍ و، وَهُو كَذّاب. (و) الهَيْكَلَةُ، (بِهاءٍ) مِنَ النِّساء: (المَرْأَةُ العَظِيمَةُ) . (وَتَهاكَلُوا) فِي أَمْرٍ: تَنَازَعُوا) . (والتَّهْكِيلُ: مَشْيُ الحِصانِ والمَرْأَةِ اخْتِيالًا) ، كَما فِي العُباب.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الهَيْكَلَة: الشَّجرةُ العَظِيمَةُ، عَن أَبِي حَنِيفة. والهَيْكَلُ: التِّمْثَالُ. قَالَ الصّاغانِيُّ: فَأَمّا الحُرُوزُ والتَّعاوِيْذُ الَّتي يُسَمُّونَها الهَياكِلَ فَلَيْسَت مِنْ كَلام العَرَب.

رحم

رحم


رَحِمَ(n. ac. رَحْمَة
رُحْم
رُحُم
مَرْحَمَة)
a. Pitied, had pity, compassion, mercy on.

رَحِمَ(n. ac. رَحَم
رَحَمَة)
رَحُمَ(n. ac. رَحَاْمَة)
a. Died after having brought forth (female).

رَحَّمَتَرَحَّمَ
a. ['Ala], Pitied &c.
تَرَاْحَمَa. Showed one another pity, compassion.

إِسْتَرْحَمَa. Implored the pity or mercy of.

رَحْمa. see 5
رَحْمَةa. Mercy, compassion, pity; grace, favour.

رِحْم
(pl.
أَرْحَاْم)
a. see 5
رُحْم
رُحْمَىa. see 1t
رَحِم
(pl.
أَرْحَاْم)
a. Womb, uterus.
b. Ties of blood, blood-relationship, kinship
consanguinity.

مَرْحَمَة
(pl.
مَرَاْحِمُ)
a. see 1t
رَاْحِمa. Merciful, pitiful, compassionate. —
رَحِيْم (pl.
رُحَمَآءُ)
see 21b. see N. P.
رَحڤمَ
رَحْمَاْنُ
a. [art.], The Merciful, The Compassionate One (
God ).
N. P.
رَحڤمَa. Deceased, defunct; the late.
رحم
الرَّحِمُ: رَحِمُ المرأة، وامرأة رَحُومٌ تشتكي رحمها. ومنه استعير الرَّحِمُ للقرابة، لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال: رَحِمٌ ورُحْمٌ.
قال تعالى: وَأَقْرَبَ رُحْماً [الكهف/ 81] ، والرَّحْمَةُ رقّة تقتضي الإحسان إلى الْمَرْحُومِ، وقد تستعمل تارة في الرّقّة المجرّدة، وتارة في الإحسان المجرّد عن الرّقّة، نحو: رَحِمَ الله فلانا. وإذا وصف به الباري فليس يراد به إلّا الإحسان المجرّد دون الرّقّة، وعلى هذا روي أنّ الرَّحْمَةَ من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميّين رقّة وتعطّف. وعلى هذا قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ذاكرا عن ربّه «أنّه لمّا خلق الرَّحِمَ قال له: أنا الرّحمن، وأنت الرّحم، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتتّه» فذلك إشارة إلى ما تقدّم، وهو أنّ الرَّحْمَةَ منطوية على معنيين: الرّقّة والإحسان، فركّز تعالى في طبائع الناس الرّقّة، وتفرّد بالإحسان، فصار كما أنّ لفظ الرَّحِمِ من الرّحمة، فمعناه الموجود في الناس من المعنى الموجود لله تعالى، فتناسب معناهما تناسب لفظيهما. والرَّحْمَنُ والرَّحِيمُ، نحو: ندمان ونديم، ولا يطلق الرَّحْمَنُ إلّا على الله تعالى من حيث إنّ معناه لا يصحّ إلّا له، إذ هو الذي وسع كلّ شيء رَحْمَةً، والرَّحِيمُ يستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة/ 182] ، وقال في صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلم: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [التوبة/ 128] ، وقيل: إنّ الله تعالى: هو رحمن الدّنيا، ورحيم الآخرة، وذلك أنّ إحسانه في الدّنيا يعمّ المؤمنين والكافرين، وفي الآخرة يختصّ بالمؤمنين، وعلى هذا قال: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف/ 156] ، تنبيها أنها في الدّنيا عامّة للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مختصّة بالمؤمنين.

رحم: الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مثله، وقد

رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه. وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً.

والرَّحْمَةُ: المغفرة؛ وقوله تعالى في وصف القرآن: هُدىً ورَحْمةً لقوم

يؤمنون؛ أَي فَصَّلْناه هادياً

وذا رَحْمَةٍ؛ وقوله تعالى: ورَحْمةٌ للذين آمنوا منكم؛ أَي هو رَحْمةٌ

لأَنه كان سبب إِيمانهم، رَحِمَهُ رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً؛

حكى الأَخيرة سيبويه، ومَرحَمَةً. وقال الله عز وجل: وتَواصَوْا

بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ؛ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف

والتَّعَطُّف عليه. وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه. وقوله

تعالى: إِن رَحْمَتَ الله قريب من المحسنين؛ فإِنما ذَكَّرَ

على النَّسَبِ وكأَنه اكتفى بذكر الرَّحْمَةِ عن الهاء، وقيل: إِنما ذلك

لأَنه تأْنيث غير حقيقي، والاسم الرُّحْمى؛ قال الأَزهري: التاء في قوله

إِن رَحْمَتَ أَصلها هاء وإِن كُتِبَتْ تاء. الأَزهري: قال عكرمة في

قوله ابْتِغاء رَحْمةٍ من ربك تَرْجُوها: أَي رِزْقٍ، ولئِنْ أَذَقْناه

رَحْمَةً ثم نزعناها منه: أَي رِزقاً، وما أَرسلناك إِلا رَحْمةً: أَي

عَطْفاً وصُنعاً، وإِذا أَذَقْنا الناسَ رَحْمةً من بعد ضَرَّاءَ: أَي حَياً

وخِصْباً بعد مَجاعَةٍ، وأَراد بالناس الكافرين.

والرَّحَمُوتُ: من الرحمة. وفي المثل: رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ أَي

لأَنْ تُرْهَبَ

خير من أَن تُرْحَمَ، لم يستعمل على هذه الصيغة إِلا مُزَوَّجاً.

وتَرَحَّم عليه: دعا له بالرَّحْمَةِ. واسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، ورجل

مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ

شدّد للمبالغة. وقوله تعالى: وأَدْخلناه في رَحْمتنا؛ قال ابن جني: هذا

مجاز وفيه من الأَوصاف ثلاثة: السَّعَةُ والتشبيه والتوكيد، أَما

السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد في أَسماء الجهات والمحالّ اسم هو الرَّحْمةُ، وأَما

التشبيه فلأنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لم يصح الدخول فيها بما يجوز

الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه، وأَما التوكيد فلأَنه أَخبر عن العَرَضِ

بما يخبر به عن الجَوْهر، وهذا تَغالٍ بالعَرَضِ وتفخيم منه إِذا

صُيِّرَ إِلى حَيّز ما يشاهَدُ ويُلْمَسُ ويعاين، أَلا ترى إِلى قول بعضهم في

الترغيب في الجميل: ولو رأَيتم المعروف رجلاً لرأَيتموه حسناً جميلاً؟ كقول

الشاعر:

ولم أَرَ كالمَعْرُوفِ، أَمّا مَذاقُهُ

فحُلْوٌ، وأَما وَجْهه فجميل

فجعل له مذاقاً وجَوْهَراً، وهذا إِنما يكون في الجواهر، وإِنما

يُرَغِّبُ فيه وينبه عليه ويُعَظِّمُ من قدره بأَن يُصَوِّرَهُ في النفس على

أَشرف أَحواله وأَنْوَه صفاته، وذلك بأَن يتخير شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً

متوهَّماً. وقوله تعالى: والله يَخْتَصُّ برَحْمته من يشاء؛ معناه

يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممن أَخْبَرَ عز وجل أَنه مُصْطفىً

مختارٌ.والله الرَّحْمَنُ الرحيم: بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن معناه

الكثرة، وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين، فأَما

الرَّحِيمُ

فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل،.

والرحيم قد يكون لغيره؛ قال الفارسي: إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم

فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في

قوله تعالى: وكان بالمؤمنين رَحِيماً، كما قال: اقْرَأْ باسم ربك الذي

خَلَقَ، ثم قال: خَلَقَ الإِنسان من عَلَقٍ؛ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في

الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه الحكمةِ، ونحوُه كثير؛ قال الزجاج:

الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأُوَل، ولم يكونوا

يعرفونه من أَسماء الله؛ قال أَبو الحسن: أَراه يعني أَصحاب الكتب الأُوَلِ،

ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ

التي لا غاية بعدها في الرَّحْمةِ، لأَن فَعْلان بناء من أَبنية

المبالغة، ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ

بمعنى قادر، وكذلك رجل رَحُومٌ وامرأَة رَحُومٌ؛ قال الأَزهري ولا يجوز

أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل، وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَعُ في

وصفه، فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء، فلا يجوز أَن يقال رَحْمن لغير

الله؛ وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله الرَّحْمن الرَّحيم: جمع

بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ؛ وأَنشد لجرير:

لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ

بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا

أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ،

ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟

وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر، فالرَّحْمن

الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق؛ وقال الحسن؛ الرّحْمن اسم ممتنع

لا يُسَمّى غيرُ

الله به، وقد يقال رجل رَحيم. الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسمان

مشتقان من الرَّحْمة، ونظيرهما في اللة نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى، ويجوز

تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ

مُجِدٌّ، إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به

غيره ولا يوصف، أَلا ترى أَنه قال: قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ؟

فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ

فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة، ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ، والرَّحيم

يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ، ولا يقال رَحْمن. وكان

مُسَيْلِمَةُ الكذاب يقال له رَحْمان اليَمامة، والرَّحيمُ

قد يكون بمعنى المَرْحوم؛ قال عَمَلَّسُ بن عقيلٍ:

فأَما إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضَّةً،

فإِنك معطوف عليك رَحِيم

والرَّحْمَةُ في بني آدم عند العرب: رِقَّةُ القلب وعطفه. ورَحْمَةُ

الله: عَطْفُه وإِحسانه ورزقه. والرُّحْمُ، بالضم: الرحمة. وما أَقرب رُحْم

فلان إِذا كان ذا مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي ما أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ. وفي

التنزيل: وأَقَربَ رُحْماً، وقرئت: رُحُماً؛ الأَزهري: يقول أَبرَّ

بالوالدين من القتيل الذي قتله الخَضِرُ، وكان الأَبوان مسلمين والابن كافراً

فولو لهما بعدُ بنت فولدت نبيّاً؛ وأَنشد الليث:

أَحْنَى وأَرْحَمُ من أُمٍّ بواحِدِها

رُحْماً، وأَشْجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضارِي

وقال أَبو إِسحق في قوله: وأَقربَ رُحْماً؛ أَي أَقرب عطفاً وأَمَسَّ

بالقرابة. والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة: العطف والرَّحْمةُ؛ وأَنشد:

فَلا، ومُنَزِّلِ الفُرْقا

ن، مالَكَ عِندَها ظُلْمُ

وكيف بظُلْمِ جارِيةٍ،

ومنها اللينُ والرُّحْمُ؟

وقال العجاج:

ولم تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا

وقال رؤبة:

يا مُنْزِلَ الرُّحْمِ على إِدْرِيس

وقرأَ أَبو عمرو بن العلاء: وأَقْرَبَ

رُحُماً، وبالتثقيل، واحتج بقول زهير يمدح هَرِمَ بن سِنانٍ:

ومن ضَرِيبتِه التَّقْوى ويَعْصِمُهُ،

من سَيِّء العَثَراتِ، اللهُ والرُّحُمُ

(* في ديوان زهير: الرِّحِم أي صلة القرابة بدل الرحُم).

وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ.

وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ: مكة. وفي حديث مكة: هي أُمُّ رُحْمٍ أَي

أَصل الرَّحْمَةِ. والمَرْحُومةُ: من أَسماء مدينة سيدنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، يذهبون بذلك إِلى مؤمني أَهلها. وسَمَّى الله الغَيْث

رَحْمةً لأَنه برحمته ينزل من السماء. وقوله تعالى حكاية عن ذي

القَرْنَيْنِ: هذا رَحْمَةٌ من ربي؛ أَراد هذا التمكين الذي قال ما مَكَّنِّي فيه

ربي خير، أَراد وهذا التمكين الذي آتاني الله حتى أَحكمْتُ السَّدَّ

رَحْمَة من ربي.

والرَّحِمُ: رَحِيمُ الأُنثى، وهي مؤنثة؛ قال ابن بري: شاهد تأْنيث

الرَّحِم قولهم رَحِمٌ مَعْقومَةٌ، وقولُ ابن الرِّقاع:

حَرْف تَشَذَّرَ عن رَيَّانَ مُنْغَمِسٍ،

مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها الجَمَلا

ابن سيده: الرَّحِمُ والرِّحْمُ بيت مَنْبِتِ

الولد ووعاؤه في البطن؛ قال عَبيد:

أَعاقِرٌ كذات رِحْمٍ،

أَم غانِمٌ كمَنْ يخيب؟

قال: كان ينبغي أَن يُعادِلَ بقوله ذات رِحْمٍ نقيضتها فيقول أَغَيْرُ

ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، قال: وهكذا أَراد لا مَحالة ولكنه جاء بالبيت على

المسأَلة، وذلك أَنها لما لم تكن العاقر وَلُوداً صارت، وإن كانت ذاتِ

رِحْمٍ، كأَنها لا رِحْم لها فكأَنه قال: أَغيرُِ ذات رِحْمٍ كذات

رِحْمٍ، والجمع أَرْحامٌ، لا يكسّر على غير ذلك. وامرأَة رَحُومٌ إِذا اشتكت

بعد الولادة رَحِمَها، ولم يقيده في المحكم بالولادة. ابن الأَعرابي:

الرَّحَمُ خروج الرَّحِمِ من علة؛ والجمع رُحُمٌ

(* قوله «والجمع رحم» أي جمع

الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره)، وقد رَحِمَتْ رَحَماً ورُحِمتْ

رَحْماً، وكذلك العَنْزُ، وكل ذات رَحِمٍ تُرْحَمُ، وناقة رَحُومٌ كذلك؛

وقال اللحياني: هي التي تشتكي رَحِمَها بعد الولادة فتموت، وقد رَحُمَتْ

رَحامةٌ ورَحِمَتْ رَحَماً، وهي رَحِمَةٌ، وقيل: هو داء يأْخذها في

رَحِمِها فلا تقبل اللِّقاح؛ وقال اللحياني: الرُّحامُ أَن تلد الشاة ثم لا

يسقط سَلاها. وشاة راحِمٌ: وارمةُ الرَّحِمِ، وعنز راحِمٌ. ويقال: أَعْيَا

من يدٍ في رَحِمٍ، يعني الصبيَّ؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ثعلب.

والرَّحِمُ: أَسبابُ القرابة، وأَصلُها الرَّحِمُ التي هي مَنْبِتُ الولد، وهي

الرِّحْمُ. الجوهري: الرَّحِمُ القرابة، والرِّحْمُ، بالكسر، مثلُه؛ قال

الأَعشى:

إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة يَمَّمْتَها،

ووِصالَ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها

قال ابن بري: ومثله لقَيْل بن عمرو بن الهُجَيْم:

وذي نَسَب ناءٍ بعيد وَصَلتُه،

وذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلاها

قال: وبهذا البيت سمي بُلَيْلاً؛ وأَنشد ابن سيده:

خُذُوا حِذرَكُم، يا آلَ عِكرِمَ، واذكروا

أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغَيْب تُذكَرُ

وذهب سيبويه إِلى أَن هذا مطرد في كلِّ ما كان ثانِيه من حروف الحَلْقِ،

بَكْرِيَّةٌ، والجمع منهما أَرْحامٌ. وفي الحديث: من مَلَكَ ذا رَحِمٍ

مَحْرَمٍ فهو حُرٌّ؛ قال ابن الأَثير: ذَوو الرَّحِمِ

هم الأَقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسَب، ويطلق في الفرائض

على الأَقارب من جهة النساء، يقال: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم ، وهو مَن

لا يَحِلّ نكاحه كالأُم والبنت والأُخت والعمة والخالة، والذي ذهب إِليه

أَكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأَبو خنيفة وأَصحابُه وأَحمدُ

أَن مَنْ مَلك ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عليه، ذكراً كان أَو أُنثى،

قال: وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إِلى أَنه يَعْتِقُ

عليه الأَولادُ والآباءُ والأُمهاتُ ولا يَعْتِقُ عليه غيرُهم من ذوي

قرابته، وذهب مالك إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الولد والوالدان والإِخْوة ولا

يَعْتِقُ غيرُهم. وفي الحديث: ثلاث يَنْقُصُ بهنّ العبدُ في الدنيا

ويُدْرِكُ بهنّ في الآخرة ما هو أَعظم من ذلك: الرُّحْمُ والحَياءُ وعِيُّ

اللسان؛ الرُّحْمُ، بالضم: الرَّحْمَةُ، يقال: رَحِمَ رُحْماً، ويريد

بالنقصان ما يَنال المرءُ بقسوة القلب ووَقاحَة الوَجْه وبَسْطة اللسان التي هي

أَضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا. وقالوا: جزاك اللهُ خيراً

والرَّحِمُ والرَّحِمَ، بالرفع والنصب، وجزاك الله شرّاً والقطيعَة، بالنصب لا

غير. وفي الحديث: إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بالعرش تقول: اللهم

صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ من قَطَعني. الأَزهري: الرَّحِمُ

القَرابة تَجمَع بَني أَب. وبينهما رَحِمٌ أَي قرابة قريبة. وقوله عز

وجل: واتقوا الله الذي تَساءَلون به والأَرْحام؛ من نَصب أَراد واتقوا

الأَرحامَ أَن تقطعوها، ومَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون به وبالأَرْحام، وهو

قولك: نَشَدْتُكَ بالله وبالرَّحِمِ. ورَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً، فهو

رَحِمٌ: ضَيَّعه أهلُه بعد عينَتِهِ فلم يَدْهُنُوه حتى فسد فلم يَلزم

الماء.والرَّحُوم: الناقةُ التي تشتكي رَحِمَها بعد النِّتاج، وقد رَحُمَتْ،

بالضم، رَحامَةً ورَحِمَتْ، بالكسر، رَحَماً.

ومَرْحُوم ورُحَيْم: اسمان.

رحم: {مرحمة} رحمة. {والأرحام}: القرابات وفي غير هذا ما يشتمل على ماء الرجل.
(رحم) - في حَدِيثِ مَكَّة: "هي أمُّ رُحْم".
: أي أَصلُ الرَّحْمَة.
ذوو الأرحام: في اللغة بمعنى ذوي القرابة مطلقًا، وفي الشريعة: هو كل قريب ليس بذي سهم ولا عصبة.
(ر ح م) : (الرَّحِمُ) فِي الْأَصْلِ مَنْبِتُ الْوَلَدِ وَوِعَاؤُهُ فِي الْبَطْنِ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْقَرَابَةُ وَالْوُصْلَةُ مِنْ جِهَةِ الْوِلَادِ رَحِمًا وَمِنْهَا ذُو الرَّحِمِ خِلَافُ الْأَجْنَبِيِّ وَفِي التَّنْزِيل {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] .
رحم: ارتحم: ذكرت في معجم فوك في مادة: misereri.
رَحْمَة. الرَحْمة الكَبيرة: النوبة الشديدة للهيضة، للهواء الأصفر، للكوليرا (برتون 1: 368).
ورَحْمَة أبي: قسماً بروح أبي، حقاً (بوشر).
رُحْمَى: رحمة (فوك، عباد 2: 76). رَحُوم: كثير الرحمة (بوشر).
رَحِيم: كثير الرحمة، وتجمع على رُحَمَاء (فوك).
تَرْحِيم، ترحيم على الأموات: الدعاء لهم بالرحمة (بوشر).
تَرْحُوم: بطيخ (شيرب)، نوع خاص من البطيخ يباع في قسطنطينية (مارتن ص104).
رحم الرَّحْمنُ والرَّحِيْمُ اسْمَانِ مُشْتَقّانِ من الرَّحْمَةِ. والمَرْحَمَةُ الرَّحْمَةُ، رَحِمْتُه رَحْمَةً ومَرْحَمَةً، وتَرَحَّمْتُ عليه. والرَّحْمَةُ - بفَتْحَتَيْنِ - مِثْلُه. وما أقْرَبَ رُحْمَ فلانٍ إِذا كَانَ ذا بِرٍّ ورَحْمَةٍ. والرَّحِمُ بَيْتُ مَبِيْتِ الوَلَدِ ووِعاؤه في البَطْنِ. وناقَةٌ رَحُوْمٌ أصَابَها داءٌ في رَحِمِها فلا تَقْبَلُ اللَّقَاحَ، يُقال رَحُمَتْ. والرَّحِمُ القَرابَةُ، والأرْحامُ جَمْعٌ. والرَّحْمَةُ السَّلى في بَطْنِ النَّتُوْج.
ر ح م: رَحِمَنَا اللَّهُ وَأَنَالَنَا رَحْمَتَهُ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَرَحِمْتُ زَيْدًا رُحْمًا بِضَمِّ الرَّاءِ وَرَحْمَةً وَمَرْحَمَةً إذَا رَقَقْتَ لَهُ وَحَنَنْتَ وَالْفَاعِلُ رَاحِمٌ وَفِي الْمُبَالَغَةِ رَحِيمٌ وَجَمْعُهُ رُحَمَاءُ.
وَفِي الْحَدِيثِ «إنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» يُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ يَرْحَمُ وَبِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ إنَّ وَمَا بِمَعْنَى الَّذِينَ.

وَالرَّحِمُ مَوْضِعُ تَكْوِينِ الْوَلَدِ وَيُخَفَّفُ بِسُكُونِ الْحَاءِ مَعَ فَتْحِ الرَّاءِ وَمَعَ كَسْرِهَا أَيْضًا فِي لُغَةِ بَنِي كِلَابٍ وَفِي لُغَةٍ لَهُمْ تُكْسَرُ الْحَاءُ إتْبَاعًا لِكِسْرَةِ الرَّاءِ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْقَرَابَةُ وَالْوُصْلَةُ مِنْ جِهَةِ الْوَلَاءِ رَحِمًا فَالرَّحِمُ خِلَافُ الْأَجْنَبِيِّ وَالرَّحِمُ أُنْثَى فِي الْمَعْنَيَيْنِ وَقِيلَ مُذَكَّرٌ وَهُوَ الْأَكْثَرُ فِي الْقَرَابَةِ. 
ر ح م: (الرَّحْمَةُ) الرِّقَّةُ وَالتَّعَطُّفُ وَ (الْمَرْحَمَةُ) مِثْلُهُ وَقَدْ (رَحِمَهُ) بِالْكَسْرِ (رَحْمَةً) وَ (مَرْحَمَةً) أَيْضًا وَ (تَرَحَّمَ) عَلَيْهِ. وَ (تَرَاحَمَ) الْقَوْمُ (رَحِمَ) بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (الرَّحَمُوتُ) مِنَ الرَّحْمَةِ يُقَالُ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. أَيْ لِأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. وَ (الرَّحِمُ) الْقُرَابَةُ وَالرِّحْمُ أَيْضًا بِوَزْنِ الْجِسْمِ مِثْلُهُ. وَ (الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) اسْمَانِ مُشْتَقَّانِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَنَظِيرُهُمَا نَدِيمٌ وَنَدْمَانٌ وَهُمَا بِمَعْنًى وَيَجُوزُ تَكْرِيرُ الِاسْمَيْنِ إِذَا اخْتَلَفَ اشْتِقَاقُهُمَا عَلَى وَجْهِ التَّأْكِيدِ كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ جَادٌّ مُجِدٌّ إِلَّا أَنَّ الرَّحْمَنَ اسْمٌ مُخْتَصٌّ بِاللَّهِ تَعَالَى لَا يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى بِهِ غَيْرُهُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] فَعَادَلَ بِهِ الِاسْمَ الَّذِي لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ. وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ يُقَالُ لَهُ: (رَحْمَانُ) الْيَمَامَةِ. وَ (الرَّحِيمُ) قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْمَرْحُومِ كَمَا يَكُونُ بِمَعْنَى الرَّاحِمِ. وَ (الرُّحْمُ) بِالضَّمَّةِ الرَّحْمَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 81] وَ (الرُّحُمُ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُهُ. 
[رحم] الرَحْمَةُ: الرِقَّةُ والتعطُّفُ. والمرحمةُ مثلهُ. وقد رَحِمْتُهُ وترَحَّمْتُ عليه. وتراحَمَ القوم: رَحِمَ بعضُهم بعضاً. والرَحَموتُ من الرَحْمَةِ، يقال: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ "، أي لأنْ ترهب خيرمن أن ترحم. ورجلٌ مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ، شدّد للمبالغة. والرَحِمُ: رَحِمُ الأنثى، وهي مؤنَّثة. والرَحِمُ أيضاً: القَرابَةُ. والرِحْمُ بالكسر مثله. قال الأعشى: أَمَّا لِطالِبِ نعمةٍ يَمَّمْتَها ووِصالِ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها والرحمنُ والرحيمُ: اسمان مشتقَّان من الرحمة ونظيرهما في اللغة نديم وندْمان، وهما بمعنىً. ويجوز تكرير الاسمين إذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد، كما يقال: فلان جاد مجد. إلا أن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره. ألا ترى أنه تبارك وتعالى قال: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) ، فعادل به الاسم الذى لا يشركه فيه غيره. وكان مسيلمة الكذاب يقال له " رحمن اليمامة ". والرَحيمُ قد يكون بمعنى المرحوم، كما يكون بمعنى الراحِمِ. قال عَمَلَّسُ بن عقيل: فأمّا إذا عَضَّتْ بك الحربُ عَضَّةً فإنّك معطوفٌ عليك رحيمُ والرُحْمُ بالضمة: الرَحْمَةُ. قال تعالى: (وأَقْرَبَ رُحْماً) . وقد حرّكه زهيرٌ فقال: ومِنْ ضَريبَتِهِ التقوى ويَعْصِمُهُ من سَيِّئِ العثرات الله والرحم وهو مثل عسر وعسر. وأم رحم أيضا: اسم من أسماء مكة. والرحوم: الناقة التي تشتكي رَحِمَها بعد النِتاج. وقد رَحُمَتْ بالضم رَحامَةً، ورَحِمَتْ بالكسر رحما.
[رحم] نه فيه: "الرحمن الرحيم" من أبنية المبالغة، والرحمن أبلغ وخاص به تعالى فيقال: رجل رحيم، ولا يقال: رحمن. وفيه: ثلاث ينقص بهن العبد في الدنيا ويدرك في الآخرة بما هو أعظم "الرحم" والحياء وعى اللسان، الرحم بالضم الرحمة ويريد بالنقصان ما ينال المرأ بقسوة القلب ووقاحة الوجه وبسط اللسان من الزيادة. ومنه: مكة أم "رحم" أي أصل الرحمة. ك: هو بضم راء وسكون حاء من أسماء مكة. نه وفيه: من ملك ذا "رحم" محرم فهو حر، ذوو "الرحم" هو الأقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب، ويطلق في الفرائض على أقارب من جهة النساء، يقال: ذو رحم محرم ومحرم، وهو من لا يحل نكاحه، واختلفوا في عنقه. ك: فإنما يرحم الله من عباده "الرحماء" برفعه، وما موصولة أي الذين يرحمهم الله هم الرحماء، ونصبه على أن ما كافة. وفيه ح: "يرحم" الله عمر ما حدث، هذا من الأدب نحو "عفا الله عنك لم أذنت" استغربت من عمر ذلك القول فجعلت ترحم تمهيدًا لما توحش من نسبته إلى الخطأ. وح: "رحم" الله رجلًا سمحًا، ظاهره أنه خبر عن حاله لكن قرينة الاستقبال من إذا تجعله دعاء. و"اقرب "رحما"" هو من الرحم بكسر حاء يعني القرابة، وهو أشد مبالغة من الرحمة التي هي رقة القلب، لاستلزام القرابة الرقة. وح: قامت "الرحم" قيل هوا لمحارم، وقيل كل ذي رحم من ذوي الأم في الإرث، وهو تمثيل عن تعظيم شأنها وفضل واصلها، إذ لا يتأتى منها الكلام، وهذا إشارة إلى المقام، أي قيامي هذا قيام العائذ من القطيعة، ووصل الله إيصال الرحمة، ومر في الحقو شيء، ويجيء في شحنة. ن: وترسل الأمانة "والرحم" لعظم أمرهما فتصوران شخصين فيطالبان بحقهما كل من يريد جواز الصراط. مد: و"الأرحام" أي اتقوها أن تقطعوها. ك: فجعله الله "رحمة" للمؤمنين، أي صورة الطاعون محنة لكن رحمة معنى لأنه سبب أجر الهادة بما كابد الشدة. ومن "لا يرحمعطفه، ورحمة الله عطفه وإحسانه. "وابتغاء "رحمة"" رزق. "وإذا أذقنا الناس" أي الكفار "رحمة" حيا وخصبا "من بعد ضراء" مجاعة. و"تساءلون به و"الأرحام"" بالنصب أي اتقوها أن تقطعوها، وبالجر أي بالأرحام.
رحم
رحِمَ يَرحَم، رَحمةً ورُحْمًا، فهو راحِم، والمفعول مَرْحوم
• رحِم يتيمًا: رقَّ له وعطَف عليه "ضربه بلا رحمة ولا شفقة- كان يوم فتح مكة يوم الرَّحمة- ارْحَمُوا مَنْ فِي الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [حديث]- {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}: أوجبها على نفسه كرمًا منه وفضلاً- {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ".
• رحِم اللهُ فلانًا: تعطَّف عليه وأحسن إليه ورزقه " {وَإلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} " ° رحِمه الله/ الله يرحمه: دعاء للميِّت- يرحمك الله: تشميت للعاطس. 

استرحمَ يسترحم، استرحامًا، فهو مسترحِم، والمفعول مسترحَم
• استرحم فلانًا: استعطفه وسأله الرحمة والشفقة "استرحم المذنبُ القاضي". 

تراحمَ يتراحم، تراحُمًا، فهو متراحِم
• تراحم النَّاسُ: تعاطفوا، تعاملوا برقَّة وعَطْف ولين "لو تراحم النَّاسُ ما كان بينهم جائع ولا عُرْيانٌ". 

ترحَّمَ على يترحَّم، ترحُّمًا، فهو مترحِّم، والمفعول مترحَّمٌ عليه
• ترحَّم على صديقه:
1 - رحِمه وعطَف عليه "لا تقْسُ في معاملته بل ترحّمْ عليه".
2 - طلب له الرحمة (وكثيرًا ما يستعمل بالنسبة للموتى بقول: رحمه الله) "ترحَّم على والديه/ أستاذه". 

استرحام [مفرد]:
1 - مصدر استرحمَ.
2 - (قن) طلب يتقدم به شخص تقاضيه المحكمة إلى لجنة العفو بعد كل مراحل التقاضي. 

رَحِم [مفرد]: ج أَرحام، مؤ رَحِم، ج مؤ أَرحام:
1 - قرابة أو أسبابها "ونحن في الشرق والفصحى بنو رحمٍ ... ونحن في الجُرح والآلام إخوانُ- إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ [حديث]- {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} " ° أولو الأرحام/ ذوو الأرحام: الأقارب الذين ليسوا من العَصَبة ولا من ذوي الفروض، كبنات الإخوة وبنات الأعمام- صِلَة الرَّحِم: زيارة الأقارب والإحسان إليهم، وعكسها قطيعة الرَّحم.
2 - (حي، شر) عضو عضليّ أجوف غليظ الجدار يوجد في بطن الثدييات، وفيه يتكوّن الجنين وينمو إلى أن يُولد (يذكَّر ويؤنَّث) " {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} ".
• حلقتا الرَّحم: (طب) حلقة على فم الفرج عند طرفه والحلقة الأخرى تنضمّ على الماء وتنفتح للحَيْض. 

رُحْم [مفرد]:
1 - مصدر رحِمَ.
2 - علاقة القرابة وسببها " {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ". 

رَحْمَة [مفرد]: ج رَحَمات (لغير المصدر) ورَحْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر رحِمَ ° الرَّحمة: نداء لالتماس المغفرة والصفح أو لاستثارة الشفقة- تغمَّده الله برحمته/ انتقل إلى رحمة الله: تُوفِّي، مات- ملائكة الرَّحمة: كناية عن الممرِّضات- وضَعه تحت رحمته/ جعله تحت رحمته: تحكَّم فيه.
2 - خير ونعمة " {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ} ". 

رَحْمَن [مفرد]
• الرَّحمن:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: ذو الرَّحمة التي لا غايةَ بعدها في الرّحمة، الذي وسعت رحمتُه كلَّ شيء، الذي يُزيح العلل ويُزيل الكروب، العطوفُ على عباده بالإيجاد أوّلاً، وبالهداية إلى الإيمان وأسباب السّعادة ثانيًا، وبالإسعاد في الآخرة ثالثًا، المنعِمُ بما لا يُتصوَّر صدورُ جنسه من العباد " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 55 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية. 

رَحَموت [مفرد]: شفقة ورحمة عظيمة "رَهبوتٌ خيرٌ لك من رَحَمُوت [مثل]: لأن تُرهَبَ خيرٌ لك من أن تُرْحَمَ لأن الذي يخافه النَّاس يقتضي أن يكون عزيزًا، والذي يشفقون عليه يقتضي أن يكون ذليلاً". 

رُحْمى [مفرد]: رحمة، رقَّة القلب وعطف يقتضي المغفرة والإحسان "رُحْماك ياربّ: ارحمني". 

رَحِميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى رَحِم: "أواصر/ التهابات رحميّة".
• نزعة رحمِيَّة: نزعة تميل إلى إيجاد علاقة قويَّة ومتينة تجمع بين الأشخاص أو الأشياء. 

رَحُوم [مفرد]: صيغة مبالغة من رحِمَ: كثير الرَّحمة (للمذكر والمؤنث). 

رَحيم [مفرد]: ج رحيمون ورُحَماء: صيغة مبالغة من رحِمَ: كثير الرّحمة والشفقة "أبٌ/ شيخٌ رحيم- إنه حاكم عادل بين الناس، رحيم بالضعفاء- {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} ".
• الرَّحيم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الرَّفيق بالمؤمنين، والعاطف على خلقه بالرِّزق، والمثيب على العمل " {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
• القتل الرَّحيم: إنهاء حياة المرضى الميئوس من شفائهم طبِّيًّا. 

مرحوم [مفرد]: اسم مفعول من رحِمَ.
• المرحوم: الميِّت (تفاؤلاً بتمتعه برحمة الله وعفوه) "ذكرى وفاة المرحوم فلان". 

رحم

1 رَحِمَهُ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (K,) inf. n. رَحْمَةٌ and رُحْمٌ [and رَحَمَةٌ and رُحُمٌ] and مَرْحَمَةٌ, (S, * Msb, K, *) [He had mercy, or pity, or compassion, on him; or he treated him, or regarded him, with mercy or pity or compassion; i. e.] he was, or became, tender [or tender-hearted] towards him; and inclined to favour him [and to benefit him]: (S, Msb, K: [see also رَخِمَهُ and رَخَمَهُ:]) and he pardoned him, or forgave him: (K:) said of a man: (S, Msb, K:) and also of God [in the former sense, but tropically, or anthropopathically: or as meaning He favoured him, or benefited him; or pardoned, or forgave, him: see explanations of رَحْمَةٌ below]: (Msb, K:) and عَلَيْهِ ↓ ترحّم signifies the same, (MA, [and the same seems to be indicated in the S,]) said of a man: (S:) [and so does ↓ ترحّمهُ, (occurring in the S and K in art. رعى, &c.,) accord. to Ibn-Maaroof, for he says that] تَرَحُّمٌ signifies the regarding [another] with mercy or pity or compassion; or pardoning [him], or forgiving [him]: and also the being merciful or pitiful or compassionate or favourably inclined [عَلَى غَيْرِهِ to another]. (KL: but respecting this latter verb, see 2.) A2: رَحُمَتْ, and رَحِمَتْ, (S, K,) and رُحِمَتْ, (K,) inf. n. رَحَامَةٌ, (S, K,) which is of the first, (S, TA,) and رَحَمٌ, (S, K,) which is of the second, (S, TA,) and رَحْمٌ, (K,) which is of the third, (TA,) She had a complaint of her womb after bringing forth, (S, K,) and died in consequence thereof: (K:) said of a camel, (S, TA,) and of a ewe or goat, and of a woman, and of any animal having a womb: (TA:) or she had a disease in her womb, in consequence of which she did not receive impregnation: or she brought forth without letting fall her secundine: (K, TA:) or, accord. to Lh, the bringing forth without letting fall her secundine, by a sheep or goat, is termed ↓ رُحَامٌ. (TA.) b2: رَحِمَ, aor. ـَ inf. n. رَحَمٌ, is also said of a water-skin, meaning It was left, or neglected, by its owners, after its being seasoned with rob, [for غيته, in the phrase بعد غيته, an evident mistranscription, I read, conjecturally, تَمْتِينِهِ, as the only word at all resembling غيته, that I can call to mind, having an apposite signification,] and they did not anoint it, or grease it, so that it became spoilt, or in a bad state, and did not retain the water: the epithet applied to it in this case is ↓ رَحِمٌ. (TA.) b3: and رَحَامَةٌ is also an inf. n. [of which the verb, if it have one, is app. رَحُمَ,] signifying The being connected by relationship. (TA.) 2 رحّم عَلَيْهِ, inf. n. تَرْحِيمٌ; and ↓ ترحّم; but the former is the more chaste; He said to him, رَحِمَكَ اللّٰهُ [May God have mercy on thee; &c.]. (K.) 5 ترحّم عَلَيْهِ and ترحّمهُ: for both see 1; and for the former see also 2. [Accord. to different authorities, it appears that both may be rendered He had mercy, or pity, or compassion, on him; or he pitied, or compassionated, him: (see 1:) or he pitied him, or compassionated him, much: (see what follows:) and the former, he said to him, May God have mercy on thee; &c.; (see 2;) or he expressed a wish that God would have mercy on him; or he expressed pity, or compassion, for him: and also he affected, or constrained himself to have or to show, pity, or compassion.] Though تَرَحَّمْتُ عَلَيْهِ is mentioned by J, and not رَحَّمّهُ, some say that the former is incorrect: and it is said that تَرَحُّمٌ implies self-constraint, and therefore is not to be attributed to God: but some repudiate this assertion, because it occurs in correct traditions, and because تَفَعُّلٌ is not restricted to the denoting peculiarly self-constraint, but has other properties, as in the instances of تَوَحُّدٌ and تَكَبُّرٌ, denoting intensiveness and muchness. (TA.) 6 تراحموا signifies رَحِمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [They had mercy, or pity, or compassion, one on another; &c.]. (S, TA.) 10 استرحمهُ He asked, or demanded, of him الرَّحْمَة [i. e. mercy, or pity, or compassion; &c.]. (TA.) رَحْمٌ: see its syn. رَحِمٌ, in two places.

رُحْمٌ: see its syn. رَحْمَةٌ. b2: [Hence,] أُمُّ رُحْمٍ

one of the names of Mekkeh; (S, K; *) as also أُمُّ الرُّحْمِ; (K;) meaning the source of الرَّحْمَة [or mercy, &c.]. (TA.) [See also زُحْمٌ.]

رِحْمٌ: see its syn. رَحِمٌ, in two places.

رَحَمٌ The coming forth of the womb, in consequence of a disease. (IAar, TA.) [See also رَحِمَتْ and رَحِمَ, of each of which it is an inf. n.]

رَحِمٌ The womb, i. e. the place of origin, (Mgh, Msb, K,) and the receptacle, (Mgh, K,) of the young, (Mgh, Msb, K,) in the belly; (Mgh;) as also ↓ رِحْمٌ, (Msb, K,) a contraction of the former, and ↓ رَحْمٌ, which is of the dial. of Benoo-Kiláb: (Msb:) in this sense, (Msb,) which is the primary signification, (Mgh,) [i. e.] as meaning the رَحِم of the female, (S,) it is fem.; (S, Msb;) or, as some say, masc.; (Msb;) but IB cites a verse in which رِحْم is fem.: (TA:) pl. أَرْحَامٌ. (MA.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) as also ↓ رِحْمٌ (S, Msb, K) and ↓ رَحْمٌ, (Msb,) (tropical:) Relationship; i. e. nearness of kin; syn. قَرَابَةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) [by some restricted to relationship by the female side; as will be shown below:] and connexion by birth: (Mgh, Msb:) or relationship connecting with a father or an ancestor: or near relationship: so in the T: (TA:) or a connexion, or tie, of relationship: (A, TA:) or the ties of relationship: (M, K, TA:) accord. to the K, الرَّحِمُ signifies القَرَابَةُ or أَصْلُهَا and أَسْبَابُهَا: but in the M it is said, الرَّحِمُ أَسْبَابُ القَرَابَةِ وَأَصْلُهَا الرَّحِمُ الَّتِى هِىَ مَنْبِتُ الوَلَدِ; in which وَأَصْلُهَا forms no part of the explanation of الرحم, as the author of the K asserts it to do: (TA:) as meaning relationship, رحم is in most instances masc.: (Msb:) pl. as above. (K.) It is said in a holy tradition (حَدِيث قُدْسِىّ [i. e. an inspired or a revealed tradition]) that God said, when He created الرَّحِم [meaning “ relationship,” &c.], أَنَا الَّحْمٰنُ وَأَنْتَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِى فَمَنْ وَصَلَكَ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكَ قَطَعْتُهُ (assumed tropical:) [I am الرحمٰن and thou art الرحم: I have derived thy name from my name: therefore whoso maketh thee close, I will make him close; and who severeth thee, I will sever him]. (TA.) [وَصَلَ رَحِمَهُ means (assumed tropical:) He made close his tie, or ties, of relationship, by kind behaviour to his kindred: and قَطَعَ رَحِمَهُ, He severed his tie, or ties, of relationship, by unkind behaviour to his kindred: see art. وصل: and see also بَلَّ رَحِمَهُ, in the first paragraph of art. بل; and a verse there cited.] b3: ذُو الرَّحِمِ means (assumed tropical:) [The possessor of relationship, &c.; i. e.] the contr. of الأَجْنَبِىُّ: (Mgh, Msb:) the pl. ذَوُو الأَرْحَامِ, [or, as in the Kur viii. last verse, and xxxiii. 6, أُولُو الأَرْحَامِ,] in the classical language, means any relations: and in law, any relations that have no portion [of the inheritances termed فَرَائِض] and are not [such heirs as are designated by the appellation]

عَصَبَة [q. v.]; (KT, TA in art. ذو;) [i. e.,] with respect to the فَرَائِض, it means the relations by the women's side. (IAth, TA in the present art.) ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ and [some say] مُحَرَّمٍ [and ذُو رَحِمٍ

مَحْرَمٌ also (see art. حرم)] mean (assumed tropical:) A relation whom it is unlawful to marry, [whether male or female, the latter being included with the former, but the female, when particularly meant, is termed ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ &c.,] such as the mother and the daughter and the sister and the paternal aunt and the maternal aunt [and the male relations of such degrees]: and most of the learned, of the Companions and of the generation following these, and Aboo-Haneefeh and his companions, and Ahmad [Ibn-Hambal], hold that when one possesses a person that is termed ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ, this person becomes emancipated, whether male or female; but Esh-Sháfi'ee and others of the Imáms and of the Companions and of the generation following these hold that the children and the fathers and the mothers become emancipated, and not any others than these. (IAth, TA.) b4: [حَاسَّةُ رَحِمٍ means (assumed tropical:) A feeling of relationship or consanguinity, or sympathy of blood; and in like manner, elliptically, رَحِمٌ alone. You say, أَطَّتْ لَهُ مِنِّى حَاسَّةُ رَحِمٍ; expl. in art. حس: and أَطَّتْ لَهُ رَحِمِى; and أَطَّتْ بِكَ الرَّحِمُ; expl. in art. اط. b5: رَحِمٌ is also often used for فَرْجٌ or حَيَآءٌ, meaning (assumed tropical:) The vulva: see, for exs., شُفْرٌ, and 1 in art. ظآر, and 8 in art. حوص.]

A2: As an epithet, with ة, applied to a she-camel: see رَحُومٌ. b2: And as an epithet without ة, applied to a water-skin: see 1, last sentence but one.

رُحُمٌ: see the next paragraph.

A2: It is also pl. of رَحُومٌ. (TA.) رَحْمَةٌ (S, Msb, K) and ↓ رَحَمَةٌ (Sb, K) and ↓ رُحْمٌ (S, Msb, K) and ↓ رُحُمٌ, (S, K,) thus in a verse of Zuheyr, (S, TA,) and thus in the Kur xviii. 80 accord. to the reading of Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, (TA,) and ↓ مَرْحَمَةٌ, (S, Msb, K,) of which last مَرَاحِمُ is pl., (TA,) [all inf. ns.; when used as simple substs. signifying Mercy, pity, or compassion; i. e.] tenderness (S, Msb, K, and Bd on the بَسْمَلَة) of heart; (Bd ibid.;) and inclination to favour, (S, Msb, K,) or inclination requiring the exercise of favour and beneficence: (Bd ubi suprà:) and pardon, or forgiveness: (K:) accord. to Er-Rághib, رَحْمَةٌ signifies tenderness requiring the exercise of beneficence towards the object thereof: and it is used sometimes as meaning tenderness divested of any other attribute: and sometimes as meaning beneficence divested of tenderness; as when it is used as an attribute of the Creator: when used as an attribute of men, it means tenderness, and inclination to favour [without necessarily implying beneficence]: accord. to El-Káshánee, it is of two kinds; namely, gratuitous, and obligatory: the former is that which pours forth favours, or benefits, antecedently to works; and this is the رحمة that embraces everything: the obligatory is that which is promised to the pious and the doers of good, in the Kur vii. 155 and vii. 54: but this, he says, is included in the gratuitous, because the promise to bestow it for works is purely gratuitous: accord. to the explanation of the Imám Aboo-Is-hák Ahmad Ibn-Mohammad-Ibn-Ibráheem Eth-Thaalebee, it is God's desire to do good to the deserving thereof; so that it is an essential attribute: or the abstaining from punishing him who deserves punishment, and doing good to him who does not deserve [this]; so that it is an attribute of operation. (TA.) The saying in the Kur [xxi. 75] وَأَدْخَلْنَاهُ فِى رَحْمَتِنَا (tropical:) [And we caused him to enter into our mercy] is tropical: so says IJ. (TA.) b2: وَاللّٰهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَآءُ, in the Kur [ii. 99 and iii. 67], means (assumed tropical:) [And God distinguishes] with his gift of prophecy [whom He will], or his prophetic office or commission. (K, * TA.) b3: رَحْمَةٌ also means (assumed tropical:) Sustenance, or the means of subsistence: this is said to be its meaning as used in the Kur xli. 50. (TA.) b4: And (assumed tropical:) Rain: (TA:) so in the Kur vii. 55. (Bd, Jel.) b5: And (assumed tropical:) Plenty; or abundance of herbage, and of the goods, conveniences, or comforts, of life: so in the Kur x. 22 and xxx. 35. (TA.) رَحَمَةٌ: see the next preceding paragraph.

رُحْمَى [The saying رَحِمَكَ اللّٰهُ May God have mercy on thee; &c.;] a subst. from رَحَّمَ عَلَيْهِ [like بُقْيَا from أَبْقَى عَلَيْهِ]. (K.) رَحْمَآءُ: see رَحُومٌ.

الرَّحْمٰنُ [thus generally written when it has the article ال prefixed to it, but in other cases رَحْمَانُ, imperfectly decl.,] and ↓ الرَّحِيمُ are names [or epithets] applied to God: (TA:) [the former, considered as belonging to a large class of words expressive of passion or sensation, such as غَضْبَانُ and عَطْشَانُ &c., but, being applied to God, as being used tropically, or anthropopathically, may be rendered The Compassionate: ↓ the latter, considered as expressive of a constant attribute with somewhat of intensiveness, agreeably with analogy, may be rendered the Merciful: but they are variously explained: it is said that] they are both names [or epithets] formed to denote intensiveness of signification, from رَحِمَ; like الغَضْبَانُ from غَضِبَ, and العَلِيمُ from عَلِمَ; and الرَّحْمَةُ, in the proper language, is “ tenderness of heart,” and “ inclination requiring the exercise of favour and beneficence; ” but the names of God are only to be taken [or understood] with regard to the ultimate imports, which are actions, exclusively of the primary imports, which may be passions: and the former is more intensive in signification than the latter; the former including in its objects the believer and the unbeliever, and ↓ the latter having for its peculiar object the believer: (Bd on the بَسْمَلَة:) accord. to J, (TA,) they are two names [or epithets] derived from الرَّحْمَةُ, and are like نَدْمَانُ and نَدِيمٌ, and are syn.; the repetition being allowable when the [mode of] derivation is different, for the purpose of corroboration: (S, TA:) or the repetition is because the former is Hebrew, [originally 165,] and ↓ the latter is Arabic: (I'Ab, TA:) but the former is applicable to God only; though Museylimeh the Liar was called رَحْمَانُ اليَمَامَةِ; (S, TA;) and it is said to mean the Possessor of the utmost degree of الرَّحْمَة; and accord. to Zj, is a name of God mentioned in the most ancient books: (TA:) whereas ↓ the latter is syn. with

↓ الرَّاحِمُ: (S, TA:) or [rather] ↓ رَاحِمٌ is the act. part. n. [signifying having mercy, &c.], and ↓ رَحِيمٌ has an intensive signification [i. e. having much mercy, &c.]: (Msb:) the latter is applied also to a man; and so is ↓ رَحُومٌ, in the same sense, and likewise to a woman: (TA:) the pl. of ↓ رَحِيمٌ is رُحَمَآءُ; (Msb, TA;) occurring in the trad., إِنَّمَا يَرْحَمُ اللّٰهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَآءَ, or الرُّحَمَآءُ, as related by different persons; [i. e. God has mercy on the merciful only of his servants, or verily those on whom God has mercy, of his servants, are the merciful;] الرحماء being in the accus. case as the objective complement of يرحم, and in the nom. case as the enunciative of ما in the sense of الَّذِى. (Msb.) رَحَمُوتٌ is from رَحْمَةٌ, [with which it is syn.,] (S, TA,) but it is used only coupled with its like in form: (K, TA:) one says, رَهَبُوتٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ رَحَمُوتٍ [Fear is better for thee than pity, or compassion], meaning thy being feared is better than thy being pitied, or compassionated: (S, K: but in the former, without لك:) or, accord. to Mbr, ↓ رَهَبُوتَى خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتَى. (Meyd. [See art. رهب.]) رَحَمُوتَى: see what next precedes.

رُحَامٌ: see 1, last sentence but two.

رَحُومٌ (Lh, S, K) and ↓ رَحْمَآءُ, (K,) applied to a she-camel, (Lh, S, TA,) and to a ewe or she-goat, and to a woman, (TA,) [and app. to any animal having a womb, (see رَحُمَتْ)] Having a complaint of her womb (Lh, S, M, K) after bringing forth, (Lh, S, K,) and dying in consequence thereof; (K;) and ↓ رَحِمَةٌ, applied to a she-camel, signifies the same: the pl. of رَحُومٌ is رُحُمٌ, with two dammehs. (TA.) b2: For the first, see also الرَّحْمٰنُ, near the end of the paragraph.

رَحِيمُ: see الرَّحْمٰنُ, in seven places. b2: Sometimes it is syn. with ↓ مَرْحُومٌ [i. e. Treated, or regarded, with mercy or pity or compassion; &c.: see 1, first sentence]: 'Amelles Ibn-'Akeel says, (using it in this sense, Ham p. 628,) فَأَمَّا إِذَا عَضَّتْ بِكَ الحَرْبُ عَضَّةً فَإِنَّكَ مَعْطُوفٌ عَلَيْكَ رَحِيمُ (S, and Ham,) i. e. [But at all events,] when war becomes [once] severe to thee, and thine enemy has almost overcome thee, [verily thou art regarded with favour,] treated with mercy, and defended, by us. (Ham.) رَاحِمٌ: see الرَّحْمٰنُ, in two places, in the latter half of the paragraph. b2: Also, applied to a ewe, and to a she-goat, Having the womb swollen. (Lh, K.) أَرْحَمُ [More, and most, merciful, &c.]. God is أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ [The Most Merciful of those that have mercy]. (TA.) مَرْحَمَةٌ: see رَحْمَةٌ.

مُرَحَّمٌ [Treated, or regarded, with much mercy or pity or compassion; &c.]: it is with teshdeed to denote intensiveness of the signification. (S, TA.) b2: [See also 2, of which it is the pass. part. n.]

مَرْحُومٌ: see رَحِيمٌ. b2: المَرْحُومَةُ is a name of El-Medeeneh. (K.) b3: [And المَرْحُومُ, which may be rendered The object of God's mercy, is commonly used in the present day as an epithet applied to the person, whoever he be, that has died in what is believed to be the true faith; as though meaning merely the deceased.]

رحو and رحى1 رَحَتِ الحَيَّةُ, (S, K,) aor. ـْ (S) [and app. تَرْحَى also (see رَحْيَةٌ)]; and ↓ ترحّت; (S, K;) The serpent turned round about, (S, K, TA,) and twisted, or wound, or coiled, itself; ISd adds, كَالرَّحّى [i. e. like the mill, or millstone]; for which reason it is said to be إِحْدّى بَنَاتِ طِبَقٍ. (TA.) A2: رَحَوْتُ الرَّحَا or الرَّحَى, (S, K,) inf. n. رَحْوٌ; (TA;) and رَحَيْتُهَا, (S, K,) inf. n. رَحْىٌ; (TA;) I turned round the رحا or رحى [i. e. the mill, or mill-stone]: (S, K:) or I made it: (K:) in the K, the latter verb is said to be extr.; but not so in the T or S or M: in the M it is said to be the more common. (TA.) A3: And رَحَاهُ He magnified him, or honoured him. (IAar, TA.) 5 تَ1َ2َّ3َ see above, first sentence.

رَحًى (S, Msb, K, &c.) and رَحًا, (Msb, * K,) the former of which is the more approved, (TA,) and some say ↓ رَحَآءٌ, (S,) A mill; syn. طَاحُونٌ: (Msb:) [and] a mill-stone; i. e. the great round stone with which one grinds: (TA:) of the fem. gender: (Zj, S, Msb, K:) dual of the first رَحَيَانِ, (S, Msb, K,) and of the second رَحَوَانِ, (Msb, * K,) and of the third, رَحَاآنِ: (S:) the pl. (of pauc., S) of رَحًى (Msb) [and of رَحًا] is أَرْحٍ and (of mult., S) أَرْحَآءٌ, (S, Msb, K,) which latter is the pl. that is preferred accord. to IAmb, (Msb,) and رُحِىٌّ and رِحِىٌّ, (Msb, K, TA,) with damm and with kesr (Msb, TA) to the ر (Msb,) [for the last of which رَحِىٌّ is substituted in the CK,] and أُرْحِىٌّ, (K, TA,) with damm, and with kesr to the ح and teshdeed to the ى (TA,) [in the CK أَرْحِىٌّ,] and أَرْحِيَةٌ, (Msb, K,) which is extr., (K,) said by AHát to be wrong, and by IAmb to be anomalous, and by Zj to be not allowable, (Msb,) in the T said to be as though it were a pl. pl., (TA,) or it is pl. of رَحَآءٌ [and therefore regular]: (S:) the dim. is ↓ رُحَيَّةٌ. (Zj, Msb.) رَحَا اليَدِ [or رَحَى اليَدِ] signifies The hand-mill. (MA.) b2: [Hence, A molar tooth, or grinder:] i. q. ضِرْسٌ; (S, Msb, K;) pl. أَرْحَآءٌ i. q. أَضْرَاسٌ: (S:) [or rather] the أَرْحَآء, also called the طَوَاحِن, are the twelve teeth, three on each side [above and below], next after the ضَوَاحِك [or bicuspids]. (Zj, in his “ Khalk el-Insán. ”) b3: [And app. A roller with which land is rolled to crush the clods; as being likened to a mill-stone: see 1 in art. ختم, near the end of the paragraph.] b4: Stones: and a great rock, or mass of stone. (TA.) b5: A round piece of ground, rising above what surrounds it, (S, K,) about as large in extent as a mile: (K:) pl. أَرْحَآءٌ: (K, TA:) or this latter, i. e. the pl., signifies pieces of rugged ground, less than mountains, round, and rising above what surrounds them: (M, TA:) or رَحًا مِنَ الأَرْضِ means a round and rugged place [or piece of ground] among sands: (Sh, TA:) or a large and rugged [elevation such as is termed]

قَارَة or أَكَمَة, round, rising above what surrounds it, not spreading upon the surface of the earth, nor producing herbs, or leguminous plants, nor trees. (ISh, TA.) b6: A round cloud; [as being likened to a mill-stone;] (A in art. رجح:) or so رَحَى سَحَابٍ. (S.) b7: The كِرْكِرَة [or callous protuberance upon the breast] of a camel; (T, S, K;) so called because of its roundness: (TA:) pl. أَرْحَآءٌ: (K:) which likewise signifies the callous protuberances upon the knees of the camel. (T, TA.) b8: The foot (فِرْسِن) of the camel and of the elephant: pl. أَرْحَآءٌ. (M, K.) b9: A دَائِرَة [app. meaning a circling border] around the nail. (TA.) b10: The breast, or chest: pl., as in the other senses following, أَرْحَآءٌ. (K.) b11: Spinage, or spinach; (M, K;) because of the roundness of its leaves. (TA.) b12: (tropical:) A collective body of the members of a household. (ISd, K, TA.) b13: (tropical:) An independent tribe: (K, TA:) أَرْحَآءٌ (which is its pl., K, TA) signifies (tropical:) independent tribes, that are in no need of others. (S, TA.) b14: (assumed tropical:) A large number of camels, crowding, or pressing, together; (S, K, TA;) also called طَحَّانَةٌ: (S, TA:) or رَحَا الإِبِلِ means the collective herd of the camels: and in like manner, رَحَا القَوْمِ the collective body of the people, or party. (ISk, TA.) b15: رَحَى القَوْمِ signifies [also] (tropical:) The chief of the people, or party. (T, S, M, K, TA.) [It is added in the TA that 'Omar Ibn-El-Khattáb was called رَحَى الحَرْبِ, as though meaning (assumed tropical:) The chief of war; because of his warlike propensities: but it seems from what here follows, as well as from what precedes, that this may be a mistranscription, for رَحَى القَوْمِ or رَحَى العَرَبِ.] b16: رَحَى الحَرْبِ signifies (tropical:) The most vehement part [or the thickest] of the fight; syn. حَوْمَتُهَا: (S, Msb:) in the K it is said that الرَّحَى signifies حَوْمَةُ الحَرْبِ, and مُعْظَمُهُ; as also ↓ المَرْحَى: but it seems that there is an omission; for الحرب is [generally] fem., and in the M it is said that رَحَى المَوْتِ signifies مُعْظَمُهُ [app. meaning the main stress, or the thickest, of death in battle]. (TA.) In a saying relating to 'Alee's having made an end of الجَمَلِ ↓ مَرْحَي, this expression is expl. by A 'Obeyd as meaning The place around which revolved the thickest of the fight (المَوْضِعُ الَّذِي دَارَتْ عَلَيْهِ رَحَي الحَرْبِ) [in the Battle of the Camel]. (TA.) And دَارَتْ عَلَيْهِ رَحَي المَوْتِ [which may be rendered (assumed tropical:) The main stress of death beset him round about] meansdeath befell him. (Msb, TA.) رَحْيَةٌ [or حَيَّةٌ رَحْيَةٌ meaning A serpent folding, or coiling, itself, so as to resemble a neck-ring]: see رَحَّةٌ, in art. رح.

رَحَآءٌ: see رَحًي, first sentence.

رُحَيَّةٌ dim. of رَحًي, q. v. (Zj, Msb.) قَصْعَةٌ رَحَّآءُ A shallow, or a wide, [bowl such as is termed] قصعة. (TA. [It is there mentioned in art. رحو, but belongs to art. رح q. v.]) مَرْحًي A place of a mill or mill-stone. (MA.) b2: See also رَحًي (near the end of the paragraph), in two places. b3: [Accord. to Freytag, it occurs in the Deewán of the Hudhalees as meaning (assumed tropical:) A place where any one stands firmly.]

مُرَحٍ A maker of mills or mill-stones. (K, TA.) A2: And Moisture in the ground to the extent of a palm. (AHn, TA.)
رحم

(الرَّحْمَة) بالفَتْح، (ويُحَرَّك) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: (الرِّقَة) . قَالَ الرَاغِب: " الرَّحْمة: رِقَّة تَقْتَضِي الْإِحْسَان إِلَى المَرْحُوم، وَقد يُسْتَعْمَل تارَةً فِي الرِّقَّة المُجرَّدة وتَارةً فِي الْإِحْسَان المُجَرَّد وَتارَة فِي الْإِحْسَان المُجَرَّد عَن الرِّقَّة، نَحْو: رَحِم الله فُلانًا. وَإِذا وُصِف بِهِ البَاري فَلَيْسَ يُرَاد بِهِ إِلَّا الْإِحْسَان المُجَرَّد دُون الرِّقَّةَ، وعَلى هَذَا رُوِي أنّ الرَّحْمة من الله إنْعام وإفْضال، وَمن الآدَمِيّين رِقَّة وتَعَطّف، وعَلى هَذَا قَوله [
] ذَاكِراً عَن رَبّه:
" أَنّه [لَمَّا] خَلَق الرَّحِم قَالَ [لَهُ] : أَنَا الرَّحْمنُ، وَأنْتِ الرَّحِم، شَقَقْتُ اسمَكِ من اسْمِي، فَمَنْ وَصَلكِ وَصَلْتُه، وَمن قَطَعَكِ قَطَعْتُه "، فَذلِك إِشَارَة إِلَى مَا تَقَدَّم، وَهُوَ أَنَّ الرَّحْمَة مُنْطَوِية على مَعْنَيَيْن: الرِّقَّة والإِحسان، فَرَكَّز تَعالَى فِي طَبائِع النَّاس الرِّقَّة، وتَفرَّد بالإِحسان، فصارَ كَمَا أنّ لَفْظ الرَّحِم من الرَّحْمَة فمَعْناه المَوْجُود فِي النّاس من المَعْنَى المَوْجُود لِله، فَتَنَاسَب مَعْنَاهُما تَنَاسُبَ لَفْظَيْهما " انْتهى. وَقَالَ الحَرّالي: الرَّحْمَة: نِحْلَة مَا يُوافِي المَرْحُوم فِي ظَاهره وبَاطِنه، أَدْناه كَشْفُ الضُّرِّ وكَفّ الأَذَى، وَأَعْلاه الاخْتِصَاص برَفْع الحِجاب.
وَقَالَ القَاشَانِي: الرَّحْمَةُ على قِسْمَيْن: امْتِنَانِيَّة ووجُوبِيَّة، فالامْتِنَانِية هِيَ الرَّحْمَة المُفِيضة للنّعم السَّابِقَة على العَمَل، وَهِي الَّتِي وَسِعَت كُلَّ شَيْء، وَأما الوُجُوبِيَّة فَهِيَ المَوعودَة للمُتَّقِين والمُحْسنين فِي قَوْلِه تَعالى: {فسأكتبها للَّذين يَتَّقُونَ} ، وَفِي قَولِه تَعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} قَالَ: وَهِي دَاخِلَة فِي الامْتِنانِيَّة؛ لِأَن الوَعدَ بهَا على العَمَل مَحْض المِنَّة، وَفِي تَفْسِير الإِمَام أَبِي إِسْحَاق أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الثَّعْلَبِي: إرادةُ اللهِ الخَيْرَ بأَهْله، وَهِي على هذَا صَفَةُ ذَات، وَقيل: تَرْكُ العُقُوبة لِمَنْ يَسْتَحِقُّ العُقوبة وإِسداءُ الخَيْر إِلَى من لَا يَسْتَحِق، وعَلى هَذَا صِفَة فِعل، (و) قولُ المُصَنّف: الرَّحْمَةُ: (المَغْفِرة، و) الرَّحْمَةُ: (التَّعَطُّف) فِيهِ تَخْصِيص بعد تَعْمِيم كَمَا يَظْهَر من سِياق عِبارة الرَّاغِب.
وَقَوله تَعالَى: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتنَا} ، قَالَ ابنُ جِنِّي: هَذَا مَجاز، وَفِيه الأَوْصاف ثَلاثَة: السَّعَةُ، والتَّشْبِيه، والتَّوْكِيد. أما السَّعَة فلأَنّه كأَنّه زادَ فِي أَسْماءِ الجِهات والمَحالّ اسْمًا هُوَ الرَّحْمَة. وَأما التَّشْبِيهُ فلأَنَّه شَبَّه الرَّحْمَة وَإِن لم يَصِحّ الدُّخُول فِيهَا بِمَا يَجوُز الدُّخول فِيهِ؛ فَبِذلِك وَضَعَها مَوْضِعَة. وأَمّا التَّوْكِيدُ فلأَنَّه أَخْبَرَ عَن العَرَض بِمَا يُخْبَر بِهِ عَن الجَوْهَر، وَهَذَا تَغالٍ بالعَرَض، وتَفْخِيم مِنْهُ، إِذْ صِيَر إِلَى حَيّز مَا يُشاهَد ويُلْمَس ويُعايَن (كالمَرْحَمَة) ، وَمِنْه قَوْله تَعالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ وَتَوَاصَوْا بالمرحمة} أَي: أوصَى بَعضُهم بَعْضًا بِرَحْمة الضَّعِيف والتَّعَطُّف عَلَيْهِ، (والرُّحْم بالضَّم، و) الرُّحُمُ (بِضَمَّتَين) .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْلِه تَعالَى: {وَأقرب رحما} أَي أقرب عَطْفًا وأمسّ بالقَرَابة، وَأنْشد:
(فَلاَ ومُنَزِّل الفُرْقَان ... مالَكَ عِنْدَها ظُلْمُ)

(وكَيْفَ بِظُلْم جَارِيَةٍ ... وَمِنْهَا اللِّينُ والرُّحْمُ)

وَقَالَ رؤبة:
(يَا مُنْزِل الرُّحْمِ على إِدْرِيسِ ... )

وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء (وأَقْرَبَ رُحُمًا) بالتَّثْقِيل، واحتَجَّ بِقَوْلِ زُهَيْر يَمْدح هَرِمَ بنَ سِنان: (وَمن ضَرِيبَتهِ التَّقْوى ويَعْصِمُه ... من سَيِّئِ العَثَراتِ اللهُ والرُّحُم)

وَهُوَ مثل عُسْر، وعُسْر.
(والفِعْل) من كُلّها رَحِم (كَعَلِم، ورَحَّم عَلَيْهِ تَرْحِيماً. وتَرَحُّمًا. (والأُولَى) هِيَ (الفُصْحَى، والاسْمُ الرُّحْمَى) بالضَّم: (قَالَ لَهُ رَحِمَه الله) ، ونَصّ الجَوْهَرِي: وَقد رَحِمْتُه وتَرَحَّمْت عَلَيْهِ، وَلم يذكر رَحَّمَه الله تَرْحِيماً. وَظَاهر إطْلاقه يَدُلّ على أنّ تَرَحَّم عَلَيْهِ فَصِيحَة لأَنّه شَرَط فِي كِتَابه أَن لَا يذكر إلاّ مَا صَحَّ عِنْده. ونَقَل شَيْخُنا عَن العُبَاب للصَّاغَانِي أنّ تَرَحَّمْت عَلَيْهِ لَحْن، والصِّواب: رَحَّمْتُه تَرْحِيماً، وَكَذَا قَالَ الصَّيْدَلاَنِي، أَنه لَا يُقَال: تَرَحَمَّتْ بل رَحَّمْت. قَالَ: وَفِي التَّرَحُّم مَعْنَى التّكَلُّف، فَلَا يُطْلَق على الله تَعالَى، ورَدَّه جَماعَةٌ من المُحَقِّقِين بأَنَّه وارِدٌ فِي الأَحَادِيث الصَّحِيحَة، وبأَنَّ صِيغَة التَّفَعُّل لَيست خَاصَّة يالتَّكَلُّف، بل تَكُون لغَيْره كالتَّوحُّدِ والتَّكَبُّر، وَنَقله الشِّهابً مَبْسُوطًا فِي مَواضِع من شَرْحِ الشّفاء، ولشَيْخ شُيُوخِنا الإِمَام أبي السُّرور سَيِّدي العَربيّ الفَاسِيّ فِي ذلِك رِسالة، نقل خُلاصَتَها شَيْخُنا سَيِّدي المَهْدِي الفَاسِي فِي شُروحه لِدَلائِل الخَيْرات. انْتهى سِياقُ شَيْخِنا.
قلت: وَفِي نَقْلِه عَن العُبَاب نَظَر؛ لأَن مُصَنِّفه وَصَل إِلَى تركيب " بكم " وبقى مَا بَعْده ناقِصًا؛ لِأَنَّهُ اختَرَمَتْه المَنِيّةُ كَمَا سَبَق ذَلِك، ولَعلًّه سَاق هذِه الْعبارَة فِي تَرْكيب آخر مِنْ كِتابه بمُناسبة أَو فِي كِتابٍ آخر من مُصَنَّفَاته اللُّغَوِيَّة، فَتَأمَّل ذلِك. وقَولُه: بل تكون لغَيْرِه كالتَّوَحُّد والتَّكَبّر. قلت: أَي: لِلْمُبالَغَة والتَّكْثِير، فَالْأولى جعل هذِ اللَّفْظَة فِي حَدِيث الصَّلاة من هذَا القَبِيل كَمَا حَقَّق ذلِك بعض أَصْحَابنَا. وحاصِلُ مَا فِي شَرْح الدَّلائل للفَاسِي مَا نَصّه: تَرحَّم: لَغَة غَيْر فَصِيحة. وَقيل: لَحْن، وقِيل مَعَ كَوْنِها لَا يَصِح إطْلاقِها على اللهِ تَعالى لِمَا فِيهَا من التَّكَلُّف. وَقيل: إنَّ ذَلِك جَارٍ على إرَادَةِ المُشاكَلَة أَو المُجَازاة أَو نَحْوِهما؛ لأنَّ التَّرَحُّم هُنَا سُؤَال الرَّحْمة وَمن الله إعطاؤها، وَفِي الحَدِيث الْمَذْكُور الدُّعاء للنَبِيَّ [
] بالرَّحْمَة والمَغْفِرة، وَهِي مَسْأَلة مُختَلَف فِيهَا، والحَقُّ مَنْعُ ذَلِك على الانْفِراد، وجَوازُه تَبعًا للصَّلاة وَنَحْوِها.
(و) الرَّحَمُوت، فَعَلُوت من الرَّحْمَة، يُقَال: (رَهَبُوتٌ خَيْر لَك من رَحَمُوت، لم يُسْتَعْمَل) هَذِه الصِّيغَة (إِلَّا مُزْدَوِجًا) وَهُوَ مَثَل من أَمثالِهم (أَي: أَنْ تُرْهَبَ خَيْر لَك مِنْ أَنْ تُرْحَم) ، نَقله الجَوْهَري.
(و) قَوْله تَعالَى: {وَالله يخْتَص برحمته من يَشَاء} . (أَي) : يَخْتَص (بنُبُوِّتِه) مِمَّن أخبرَ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّه مُصْطَفًى مُخْتار. (والرِّحْم، بالكَسْر، وَككَتِف: بَيْت مَنْبِت الوَلَد، وَوِعاؤُه) فِي البَطْن، كَمَا فِي المُحْكَم. وَأنْشد لِعَبِيد:
(أعاقِرٌ كَذَاتِ رِحْمٍ ... أم غانِمٌ كَمَنْ يَخِيبُ)

واقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَة الثَّانِيةَ فَقَالَ: الرَّحِم: رَحِمُ الأُنثى، وَهِي مُؤَنَّثَة. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُ تَأْنِيثِ الرَّحم قَولُهم: الرَّحِمُ مَعْقُومَة، وقَوْلُ ابنِ الرِّقاع:
(حَرْفٌ تَشَذَّر عَن رَيَّان مُنْغَمِسٍ ... مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْه رِحْمُها الجَمَلاَ) قُلتُ: وَفِيه أَيْضا شَاهِدٌ على كَسْرِ الرّاء من رَحِم.
(و) من الْمجَاز: الرّحِم: (القَرَابة) تَجْمَع بَنِي أَب، وبَيْنَهُما رَحِمٌ أَي: قَرَابة قَرِيبَة، كَذَا فِي التَّهْذِيب. قَالَ الجَوْهَرِي: والرِّحْم، بالكَسْر، مثله. وَأنْشَدَ الأَعْشَى:
(أمًّا لِطالبِ نِعْمَةٍ يَمَّمْتَها ... ووِصالَ رِحْمٍ قد بَردتَ بِلالَها)

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ومِثلُه لقَيْل بنِ شمرو بنِ الهُجَيْم:
(وَذي نَسَبٍ ناءٍ بَعِيد وَصَلْتُه ... وَذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلالها)

قَالَ: وبِهذا البَيْتِ سُمِّي بُلَيْلاً، وأنشدَ ابنُ سِيدَه:
(خُذُوا حِذرَكم يَا آل عِكْرِم واذْكُرُوا ... أواصِرَنا والرِّحمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ)

وَذهب سِيبَوَيْه إِلَى أنَّ هَذَا مُطَّرِد فِي كل مَا كَانَ ثَانِيه من حُرُوف الحَلْق.
(أَو) الرَّحِمُ: (أَصْلُها وَأَسْبابُها) . ونَصّ المُحْكَم: والرَّحِمُ: أسبابُ القَرابةِ، وأَصلُها الرِّحِم الَّتِي هِيَ مَنْبِت الوَلَد وَهِي الرَّحِم، فَقَوْلُه: وأصلُها، لَيْسَ من تَفْسِير الرِّحِم كَمَا زَعَمه المُصنّف، فَتَأَمَّل ذَلِك بَدِقَّة تَجِدْه، وَيَدُلّ لذلِكَ أَيْضا نَصُّ الأَساس: " هِيَ عَلاقَة القَرابَة وَسَبَبُها ". انْتَهَى. وَقَالُوا: حَزَاك اللهُ خَيْرًا. والرَّحِمُ والرَّحِمَ بالرَّفْع والنَّصْب، وجَزَاكَ شَرٍّ اوالقَطِيْعَةَ بالنَّصْبِ لَا غَيْر. وَفِي الحَدِيث:
" أنّ الرَّحِم شِجْنَة مُعَلَّقة بالعَرْش تَقولُ: اللَّهُمّ صِلْ من وَصَلَني، واقْطَع مَنْ قَطَعَنِي ". وَفِي الحَدِيث القُدْسِيِّ: قَالَ اللهُ تَعالى لَمِّا خَلَقَ الرَّحِم: " أَنا الرَّحْمنُ، وَأَنت الرَّحمُ، شَقَقْتُ اسمَك من اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَك وَصَلْته، وَمن قَطَعَك قَطَعْتُه " ويُرْوَى: بَتَتّه، وَقد تَقَدَّم. وَفِي الحَدِيث: " مَنْ مَلَك ذَا رَحِم مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: " ذُو الرَّحِم هُوَ الأَقارِب، وَيَقَع على كُلّ مَنْ يَجْمَع بَيْنَك وَبَيْنَه نَسَب، ويُطْلق فِي الفَرائِض على الأَقارب من جِهَة النِّساء، يُقَال: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم، وَهُوَ من لَا يَحِلّ نِكاحُه كالأُمِّ والبِنْتِ والأَخْتِ والعَمَّةِ والخَالَةِ. وَالَّذِي ذَهَب إِلَيْهِ أكثرُ العُلَماء من الصَّحَابَة والتَّابِعيِن وَأَبُو حَنِيفة وَأصْحابُه وأحمدُ أَنَّ مَنْ مَلَك ذَا رَحِم مَحْرَمٍ عَتَق عَلَيْهِ ذَكَرًا كَانَ أَو أُنْثَى، قَالَ: وَذهب الشافِعِيُّ وغَيرُه من الأئِمَّة والصَّحابة والتَّابِعِين إِلَى أَنه يَعْتِق عَلَيْهِ الأولادُ والآباءُ والأمهاتُ، وَلَا يَعْتِق عَلَيْهِ غَيْرُهم.
(ج: أَرحامٌ) ، لَا يُكَسَّر على غير ذَلِك، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام} ، قَالَ: الأزهريّ: مَنْ نَصَبَ أَرَادَ: واتَّقوا الأرحامَ أَن تَقْطَعُوها، ومَنْ خَفَض: أَرَادَ تَسَاءَلُون بِهِ وبالأَرْحامِ، وَهُوَ قَوْلك: نَشَدْتُك باللهِ وبالرّْحِم.
(وأُمّ رُحْم، بالضَّمّ، وأُمُّ الرُّحْم) مَعُرَّفا باللاَّم: (مَكَّة) ، قد جَاءَ هكَذا فِي الحَدِيث أَي: هِيَ أَصْلُ الرَّحْمَة.
(والمَرْحُومَة: المَدِينة شَرَّفَها اللهُ تَعالَى) وَصَلَّى على سَاكِنها، يَذْهَبُون بِذلِك إِلَى مُؤْمِني أهْلِها.
(والرَّحُومُ، والرَّحْماءُ) مِنَّأ، وَمن الإِبِل والشَّاءِ: (الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بَعْد الوِلادَةِ) ، وَلم يُقَيِّده فِي الْمُحكم بِالْولادَةِ، وقيَّده اللِّحياني، ونَصُّه: نَاقَةٌ رَحُومٌ هِيَ الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بعد الوِلادةِ، (فتَمُوت مِنْهُ) ، وَفِي الصّحاح: بَعْد النِّتاج، (وَقد رَحُمَت كَكَرُم، وفَرِح، وَعُنِي) ، واقتَصَر الجوهريّ على الأُولَيَيْن (رَحامَةً وَرَحْمًا) بَفَتْحِهما، (ويُحَرَّك) ، الأول مَصْدَر رَحُم، كَكَرُم، وَالثَّانِي مَصدر رحُِم، كَعَنِي، والثالِثُ مَصْدَر رِحِم كفرح، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْر غَيْرُ مُرَتَّب، وكُلُّ ذَاتِ رَحِم تُرْحَم: (أَو هُوَ) أَي الرَّحِم (دَاءٌ يأخُذُ فِي رَحِمها فَلَا تَقْبَل اللِّقَاحَ، أَو أَنْ تَلِد فَلَا يَسْقُط سَلاَها) ، وَهَذَا قَولُ اللِّحْيانيّ، لكنه فَسّر بِهِ الرُّحام، كَغُراب، ونَصٌّ هـ: الرُّحَامُ فِي الشَّاءِ: أَن تَلِدَ إِلَى آخرِ العِبارة، فَفِي سِياقِ المُصَنّف مُخالَفَةٌ لَا تَخْفَى، ثمَّ قَالَ اللِّحْيانيّ: (وشَاةٌ راحِمٌ: وارِمَةُ الرَّحِمِ) ، وَعَنْز راحِمٌ.
(ومحمدُ بنُ رَحْمَوَيْهِ كَعَمْرَوَيْهِ) البُخارِيّ.
(ورُحَيْمٌ، كَزُبَيْر: ابنُ مَالك الخَزْرَجِيّ) ، سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الغَنِي بنُ سَعِيد، (و) رُحَيْم (بنُ حَسَن الدِّهْقان) الكُوفِيّ، عَن عُبَيْدِ بنِ سِعِيدٍ الأمويّ.
(ومَرْحُومُ) بنُ عبد الْعَزِيز البَصْرِيّ (العَطّار) عَن أَبِي عِمْرانَ الْجونِي وثَابِت، وَعنهُ ابنُ المَدِيني وبِنْدار، وأحمدُ بنُ إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ثِقَة عَبّاد، تُوفِّي سنةَ ثمانٍ وثَمانِينَ ومِائة: (مُحَدِّثون. ورَحْمَةُ: من أسمائِهِن) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَراحَمَ القَومُ: رَحِمَ بَعْضُهم بَعْضًا، نَقله الجوهَرِيُّ.
والرَّحْمَةُ: الرِّزْقُ، وَبِه فُسِّر قَولُه تَعالَى: {وَلَئِن أذقنا الْإِنْسَان منا رَحْمَة ثمَّ نزعناها مِنْهُ} وسُمِّي الغَيْثُ رَحْمَةً لأَنَّه بِرَحْمَتِهِ يَنْزِل من السّماء.
وقَولُه تَعالَى: {وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة} أَي: حَيًا وخِصْبًا بعد المَجاعَةِ.
واستَرْحَمَه: سَأَله الرَّحْمَة، وَرجل مَرْحُوم، ومُرَحَّم، شُدِّدَ للمُبالغة، نَقَله الجوهَرِيُّ.
من أَسمائِه تَعالَى: الرَّحْمنُ والرَّحيم، بُنِيت الصِّفَةُ الأولى على فَعْلان، لأنَّ مَعْناه الكَثْرة، وَذَلِكَ لِأَن رَحْمَتَه وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين.
وَقَالَ الزَّجَاج: الرَّحْمنُ: اسمٌ من أَسماءِ اللهِ عَزَّ وَجل مَذْكُور فِي الكُتُب الأُول، وَلم يَكُونُوا يَعرِفُونه من أَسْماءِ الله تَعَالَى. قَالَ أَبُو الحَسَن: أُراه يَعْنِي أصحابَ الكُتُب الأُوَل، ومَعْناه عِنْد أَهْلِ اللُّغة: ذُو الرَّحْمة الَّتِي لَا غايَة بَعْدَها فِي الرَّحمة. ورَحِيمٌ فَعِيل بِمَعْنى فَاعِل، كَمَا قَالُوا سَمِيعٌ بِمَعْنى سَامِع. وَلَا يجوز أَن يُقال: رَحْمن إِلاّ لله عَزَّ وَجَلّ، وَحَكى الأزْهَرِيُّ عَن أَبِي العَبَّاس فِي قَولِه تَعالَى: {الرَّحْمَن الرَّحِيم} : " جمع بَينهمَا لأَن الرَّحْمَن عِبْرانِيّ، والرحيم عرَبِيٌّ، وأنشَدَ لِجَرِير:
(لن تُدْرِكُوا المَجدَ أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُو ... بالخَزِّ أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانَا) (أَو تَتْرُكون إِلَى القَسَّين هِجْرَتَكم ... ومَسْحَكم صُلْبَهَم رَحمانَ قُرْبانا)

وَقَالَ الجوهريّ: " هما اسمَان مُشْتَقَّان من الرَّحْمة، ونَظِيرُهما فِي اللَّغَة: نَدِيم ونَدْمان، وهما بِمَعْنى، ويَجُوز تَكْرِير الاسْمَيْن إِذا اختَلَفَ اشْتِقَاقُهما على جِهَة التَّوْكِيد، كَمَا يُقَال: [فلَان] جَادُّ مُجِدُّ، إِلاّ أَنّ الرَّحْمن اسْم مُخَصَّص بِالله، لَا يَجوزُ أَن يُسَمَّى بِهِ غَيرُه، أَلا تَرى أَنه قَالَ: {قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن} فعادَل بِهِ الاسمَ الَّذِي لَا يَشرَكُه فِيهِ غَيرُه، وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّاب يُقَال لَهُ: رَحْمَان اليَمامة.
والرَّحِيمُ قد يكون بمَعْنَى المَرْحُوم كَمَا يَكُون بمَعْنى الرَّاحِم، قَالَ عَملَّسُ ابنُ عَقِيل:
(فأَمَّا إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضّةً ... فإنّكَ مَعْطوفٌ عليكَ رَحيم)

انْتهى.
وَقَالَ ابنُ عَبّاس: " هما اسْمَان رَقِيقان أحدُهما أَرقُّ من الآخِر، فالرَّحْمنُ: الرّقِيق، والرَّحِيم: العاطف على خَلْقِه بالرّزق ". وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِي: وَقد فَرَّق بَينهمَا قَوْم فَقَالُوا: الرَّحْمن: العاطِف على جَمِيع خَلْقِه كافرِهم ومُؤمِنِهم وفَاجِرِهم بِأَنْ خَلَقَهم وَرَزقَهم. والرَّحِيمُ بالمُؤْمِنين خاصَّة بالهِداية والتَّوفِيْق فِي الدُّنيا والرُّؤْيَة فِي العُقْبى. فالرَّحْمنُ خاصُّ اللَّفظِ عامّ المَعْنَى. والرَّحِيمُ عَام اللَّفْظ خاصُّ المَعْنى. فالرَّحْمنُ خاصٌّ من حَيْث إِنَّه لَا يُسَمَّى بِهِ أحدٌ إِلَّا الله، عَامٌّ من حَيث إِنَّه يَشْمُل جَمِيعَ المَوْجوداتِ من طَرِيقِ الخَلْق والرّزقِ والنِّفْعِ والدَّفْع. والرَّحِيمُ عامٌّ من حَيْث اشْتِراك المَخْلُوقين فِي التَّسَمّي بِهِ، خَاصّ من طَرِيق المَعْنَى؛ لأنَّه يرجع إِلَى اللُّطْفِ والتوفيق، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ جَعْفر الصادِقِ: " الرَّحْمنُ اسْم خاصّ لصِفة عامَّة، والرَّحِيمُ اسمٌ عامٌّ لِصِفَة خاصّة ".
قُلْت: وَفِيه مَباحِث استوْفَيْناها فِي شَرْح حَدِيثِ الرَّحْمة المُسَلْسَل بالأَوَّلِيَّة.
والرَّحَمُ، مُحَرَّكة: خُرُوج الرَّحم من عِلَّة، عَن ابنِ الأَعرابي.
والرُّحَامُ، بالضّم: أَن تَلِد الشَّاةُ ثمَّ لَا يَسْقُط سَلاهَا، عَن اللّحياني.
وناقة رَحِمة، كفَرِحة أَي: رَحُوم، وجَمْع الرَّحوم: رُحُم بِضَمَّتَيْنِ، ورجلٌ رَحُومٌ وَامْرَأَة رَحُومٌ أَي رَحِيم.
وحاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَرْحُمَ الطَّوسِيّ، كَيَنْصُر: مُحَدِّث مَشْهُور. وجَمْع الرَّحِيم: الرُّحَماء. وجَمْع المَرْحَمَة: المَراحِم.
والرَّحامَة: مَصْدَر الرَّحِم بمَعْنَى وُصْلَة القَرابَةِ.
وَرَحِمَ الشِّقاءُ، كَفَرِح رَحَمًا فَهُوَ رَحِم: ضَيَّعَه أهلُه بعد عِينَتِه، فَلم يَدْهُنُوه، ففَسَد، فَلم يَلْزِم المَاء.
وكَزُبَيْر: رُحَيْم بنُ أَبِي مَعْشَر الكُوفِيّ، رَوَى عَنهُ عُبَيْد بنُ غَنّام، وعبدُ الرَّحْمن بنُ عَبَّاد المعولي البَصْرِي يعرف بُرحَيْم، حَدَّث عَن عَبْدِ القاهر بنِ شُعَيْب بنِ الحَبْحَاب.
وبفتح الرَّاء: المَلِك الرَّحيم فِي بَنِي بُوَيه صاحِب المَوْصل.
ورَحْمَةُ بنُ مُصْعَب الواسِطِيّ، مُحَدِّث ضَعِيف.
ومَحَلَّة عَبْدِ الرَّحْمَن، وتعرف بالرَّحْمانِيّة: قَرْيَة على نِيلِ مَصر، وَقد دَخَلتُها.
(رحم) عَلَيْهِ دَعَا لَهُ بِالرَّحْمَةِ
(ر ح م)

الرحمَةُ: الرقة. والرحمَةُ الْمَغْفِرَة. وَقَوله تَعَالَى فِي وصف لقرآن: (هُدىً ورحْمَةً لقَومٍ يُؤْمنونَ) أَي فصلناه هاديا وَذَا رَحْمَة. وَقَوله تَعَالَى: (ورَحْمَةٌ للذينَ آمَنُوا منكُم) أَي هُوَ رَحْمَةٌ لِأَنَّهُ كَانَ سَبَب إِيمَانهم.

رحِمَهُ رُحْما ورَحْمةً ورَحَمَةً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، ومَرْحَمَةً. وَقَوله تَعَالَى: (إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَريبٌ مِن المُحسنين) فَإِنَّمَا ذكر على النّسَب. وَكَأَنَّهُ اكْتفى بِذكر الرَّحْمَةِ عَن الْهَاء، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لِأَن تَأْنِيث غير حَقِيقِيّ.

وَالِاسْم الرُّحْمَى.

وَفِي الْمثل: رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ، أَي أَن تُرهب خير من أَن تُرْحَمَ، لم يسْتَعْمل على هَذِه الصِّيغَة إِلَّا مزوجا.

وترحَّمَ عَلَيْهِ، دَعَا لَهُ بالرَّحْمةِ. واسترحَمَه، سَأَلَهُ الرحْمةَ. وَقَوله عز وَجل: (وأدخَلناه فِي رَحْمتِنا) قَالَ ابْن جني: هَذَا مجَاز، وَفِيه من الْأَوْصَاف ثَلَاثَة: السعَة والتشبيه والتوكيد، أما السعَة فَلِأَنَّهُ كَأَنَّهُ زَاد فِي أَسمَاء الْجِهَات والمحال اسْما هُوَ الرَّحمَةُ، وَأما التَّشْبِيه فَلِأَنَّهُ شبه الرَّحمَةَ، وَإِن لم يَصح الدُّخُول فِيهِ، فَلذَلِك وَضعهَا مَوْضِعه، وَأما التوكيد فَلِأَنَّهُ اخبر عَن الْعرض بِمَا يخبر بِهِ عَن الْجَوْهَر وَهَذَا تعال بِالْعرضِ وتفخيم مِنْهُ إِذا صَبر إِلَى حيّز مَا يُشَاهد ويلمس ويعاين، أَلا ترى إِلَى قَول بَعضهم فِي التَّرْغِيب فِي الْجَمِيل: وَلَو رَأَيْتُمْ الْمَعْرُوف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا، كَقَوْل الشَّاعِر:

وَلم أرَ كالمعروفِ، أمَّا مَذاقُه ... فَحُلوٌ، وأمَّا وَجهُه فَجميلُ

فَجعل لَهُ مذاقا وجوهرا، وَهَذَا إِنَّمَا يكون فِي الْجَوَاهِر، وَإِنَّمَا يرغب فِيهِ وينبه عَلَيْهِ ويعظم من قدره بِأَن يصوره فِي النَّفس على أشرف أَحْوَاله وأنوه صِفَاته، وَذَلِكَ بِأَن يتَخَيَّر شخصا مجسما لَا عرضا مُتَوَهمًا.

وَقَوله تَعَالَى: (واللهُ يختصُّ برَحمتِه مَنْ يَشاء) مَعْنَاهُ، يخْتَص بنبوته مِمَّن أخبر عز وَجل انه مصطفى مُخْتَار.

وَالله الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ: بنيت الصّفة الأولى على فعلان لِأَن مَعْنَاهُ الْكَثْرَة، وَذَلِكَ لِأَن رَحمته وسعت كل شَيْء. فَأَما الرَّحِيم فَإِنَّمَا ذكر بعد الرَّحْمَن لِأَن الرَّحْمَن مَقْصُور على الله عز وَجل، والرحيم قد يكون لغيره، قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّمَا قيل: (بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ) فجيء بالرَّحيم بعد استغراق الرَّحمن معنى الرَّحمة، لتخصيص الْمُؤمنِينَ بِهِ فِي قَوْله: (وكَانَ بالمؤْمِنيَن رَحيما) كَمَا قَالَ: (اقْرَأ باسمِ ربِّك الَّذِي خَلَق) ثمَّ قَالَ: (خَلَق الإنسانَ من عَلَقٍ) فَخص بعد أَن عَم، لما فِي الْإِنْسَان من وُجُوه الصِّنَاعَة ووجوه الْحِكْمَة. وَنَحْوه كثير، وَقد استقصيت شرح ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " عِنْد ذكر أَسْمَائِهِ الْحسنى، قَالَ الزّجاج: الرَّحْمَن اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى مَذْكُور فِي الْكتب الأول وَلم يَكُونُوا يعرفونه من أَسمَاء الله. قَالَ: أَبُو الْحسن: أرَاهُ يَعْنِي أَصْحَاب الْكتب الأُول، وَمَعْنَاهُ عِنْد أهل اللُّغَة ذُو الرحْمةِ الَّتِي لَا غَايَة بعْدهَا فِي الرحْمَةِ، لِأَن فعلان بِنَاء من أبنية الْمُبَالغَة.

ورحيمٌ، فعيل بِمَعْنى فَاعل كَمَا قَالُوا: سميعٌ بِمَعْنى سامع، وقدير بِمَعْنى قَادر. وَكَذَلِكَ رجل رَحُومٌ وامرأةٌ رَحُومٌ.

وَمَا أقرب رُحْمَ فلَان، أَي مَا أرْحَمهُ وأبرَّه. وَفِي التَّنْزِيل: (وأقْرَبَ رُحْما) وقرئت: رُحُما.

وأمُّ الرِّحْمِ: مَكَّة.

والمرحومةُ: من أَسمَاء مَدِينَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يذهبون بذلك إِلَى مؤمني أَهلهَا.

والرَّحِمُ والرَّحْمُ: منبت الْوَلَد ووعاؤه فِي الْبَطن، قَالَ عبيد: أعاقِرٌ كَذاتِ رِحْمٍ ... أم غانِمٌ كمنْ يَخيبُ؟

كَانَ يَنْبَغِي أَن يعادل بقوله: ذَات رِحْمٍ، نقيضتها فَيَقُول: أغير ذَات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، وَهَكَذَا أَرَادَ لَا محَالة، وَلكنه جَاءَ بِالْبَيْتِ على الْمَسْأَلَة، وَذَلِكَ إِنَّهَا لما لم تكن العاقر ولودا، صَارَت، وَإِن كَانَت ذَات رحِمٍ، كَأَنَّهَا لَا رحِمَ لَهَا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أغير ذَات رِحْمٍ.

وَالْجمع أرْحامٌ، لَا يكسر على غير ذَلِك.

وَامْرَأَة رَحُومٌ: إِذا اشتكت بعد الْولادَة وَالْجمع رُحُمٌ، وَقد رحِمَت رَحَما ورُحِمَتْ رَحْما. وَكَذَلِكَ العنز وكل ذَات رَحِمٍ تُرحم، وناقة رَحومٌ، كَذَلِك. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هِيَ الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بعد الْولادَة فتموت. وَقد رَحُمَتْ رَحامةً ورَحِمَت رَحَما، وَهِي رَحِمَةٌ، ورُحِمَت رَحْما. وَقيل: هُوَ دَاء يَأْخُذ فِي رَحِمِها فَلَا تقبل اللقَاح. وَقَالَ الَّلحيانيّ: الرُّحامُ أَن تَلد الشَّاة ثمَّ لَا يسْقط سلاها.

وشَاة راحِمٌ: وارمة الرَّحِمِ.

وَيُقَال: أعيى من يَد فِي رحِمٍ، يَعْنِي الصَّبِي، هَذَا تَفْسِير ثَعْلَب.

والرَّحِم أَسبَاب الْقَرَابَة، وَأَصلهَا الرَّحِمُ الَّتِي هِيَ منبت الْوَلَد، وَهِي الرِّحْمُ، قَالَ: خُذُوا حذركُمْ يَا آل عكرم واذْكُرُوا أواصرنا، والرِّحْمُ بِالْغَيْبِ تذكر وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن هَذَا مطرد فِي كل مَا كَانَ ثَانِيَة حرف حلق، بكرية، وَالْجمع مِنْهُمَا أرحامٌ.

وَقَالُوا جَزَاك الله خيرا والرَّحِمُ والرَّحِمَ، بِالرَّفْع وَالنّصب، وجزاك الله شرا والقطيعة، بِالنّصب لَا غير.

وَهِي أُنْثَى، وَفِي الحَدِيث: " إِن الرَّحِمَ شجنة معلقَة بالعرش، تَقول اللَّهُمَّ صِلْ من وصلني واقطع من قطعني ".

ورحِمَ السقاء رَحَما فَهُوَ رَحِمٌ: ضيعه أَهله بعد عينته فَلم يدهنوه حَتَّى فسد فَلم يلْزم المَاء.

ومرْحومٌ وَرَحِيم: اسمان.

نضض

ن ض ض: أَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ (النَّضَّ) وَ (النَّاضَّ) إِذَا تَحَوَّلَ عَيْنًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَتَاعًا. وَيُقَالُ: خُذْ مَا (نَضَّ) لَكَ مِنْ دَيْنٍ أَيْ مَا تَيَسَّرَ. وَهُوَ (يَسْتَنِضُّ) حَقَّهُ مِنْ فُلَانٍ أَيْ يَسْتَنْجِزُهُ وَيَأْخُذُ مِنْهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. 
[نضض] نه: فيه: يأخذ الزكاة من "ناض" المال، هو ما كان ذهبًا وفضة عينًا أو ورقًا، نض المال- إذا تحول نقدًا بعد ما كان متاعًا. ومنه ح: خذ صدقة ما قد "نض"، أي حصل وظهر من أثمان أمتعتهم وغيرها. ومنه في الشريكين: إذا أرادا أن يفترقا يقتسمان ما "نض" بينهما من العين ولا يقتسمان الدين، كره أن يقتسم الدين لأنه ربما استوفاه أحدهما دون الآخر فيكون ربا-. وفيه: والمزادة تكاد "تنض" من الماء، أي تنشق ويخرج منها الماء، نض الماء من العين- إذا نبع.
ن ض ض

نضّ الماء نضيضاً مثل بضّ بضيضاً وهو سيلان قليل، وما عندي من الماء إلا نضاضة: بقيّة يسيرة. وحيّةٌ نضناضة: تنضنض لسانها: تحرّكه. قال:

تبيت الحيّة النضناض منه ... مكان الحبّ يستمع السّرارا

ومن المجاز: خذ ما نضّ لك من دينك أي تيسّر. وهو يستنض معروف فلان: يستنجزه. وأعطاه من ناض ماله: من صامته من الورق والعين، وقد نضّ ماله: صار عيناً بعد أن كان متاعاً. واستوفيت حقّي وبقيت عليه نضاضة: شيء يسير. وهو نضاضة ولذة: عجزتهم وآخرهم.
(ن ض ض) : (نَضِيضُ الْمَاءِ) خُرُوجُهُ مِنْ الْحَجَرِ أَوْ نَحْوِهِ وَسَيَلَانُهُ قَلِيلًا قَلِيلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْهُ خُذْ مَا نَضَّ لَك مِنْ دَيْنِكَ أَيْ تَيَسَّرَ وَحَصَلَ وَفِي الْحَدِيثِ «خُذُوا صَدَقَةَ مَا نَضَّ مِنْ أَمْوَالِهِمْ» أَيْ مَا ظَهَرَ وَحَصَلَ وَفِي الزِّيَادَاتِ يَمْلِكُ مِنْ التَّصَرُّفِ مَا يَنِضُّ بِهِ الْمَالُ وَفِي الْحَدِيثِ «يَقْتَسِمَانِ مَا نَضَّ بَيْنَهُمَا مِنْ الْعَيْنِ» أَيْ صَارَ وَرِقًا وَعَيْــنًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَتَاعًا (وَالنَّاضُّ) عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ الدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ.
(نضض) - في حديث عِمران - رضي الله عنه -: الذي فيه أنَّ الماء كان يَنبعُ، وهي - يَعنىِ - "المزادة تكادُ تَنِضُّ مِن المِلْء "
: أي تَنشَقُّ فيخرجُ منها الماء.
يُقالُ: نَضَّ الماءُ مِن العَيْن: نَبَع، وَنضَّ العَرَقُ، وهو يَسْتَنِضُّ مَعْرُوفَ فُلانٍ: أي يَسْتخرجُه، وروَاهُ بَعضُهم - وهو تَصْحِيفٌ - وبَضَّ "بالبَاءِ" قطَرَ.
والنَّضِيضَةُ: السَّحَابَةُ تَنِضُّ بالمَاءِ؛ أي تَقطُر وتَسِيل.
وقيل: هي الضعِيفَة؛ ومنه: الناضُّ من المَالِ، كَأنَّه نُضّ من غيره، والنَّضّ والنَّضِيضُ: القَلِيلُ من الماءَ، والنَّضنَضَة: القَليلَةُ من المَطَرِ، كذا ذكَرَه الجَبَّان بِنُون بين الضَّادَيْن.
ن ض ض : نَضَّ الْمَاءُ يَنِضُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَضِيضًا خَرَجَ قَلِيلًا قَلِيلًا.

وَنَضَّ الثَّمَنُ حَصَلَ وَتَعَجَّلَ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ نَضَّ الشَّيْءُ حَصَلَ وَالنَّاضُّ مِنْ الْمَاءِ مَا لَهُ مَادَّةٌ وَبَقَاءٌ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ نَضًّا وَنَاضًّا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ إنَّمَا يُسَمُّونَهُ نَاضًّا إذَا تَحَوَّلَ عَيْنًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَتَاعًا لِأَنَّهُ يُقَالُ مَا نَضَّ بِيَدِي مِنْهُ شَيْءٌ أَيْ مَا حَصَلَ.

وَخُذْ مَا نَضَّ مِنْ الدَّيْنِ أَيْ مَا تَيَسَّرَ وَهُوَ يَسْتَنِضُّ حَقَّهُ أَيْ يَتَنَجَّزُهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ 

نضض


نَضَّ(n. ac. نَضّ
نَضِيْض)
a. Oozed, trickled; was doled out.
b. [Bi], Flowed, ran with.
c. [La & Bi], Did to (kindness).
d. Cracked, burst.
e.(n. ac. نَضّ), Flapped its wings.
f.(n. ac. نَضِيْض), Was, became possible.
g. Was at hand.
h. Was converted into cash.
i. Published, disclosed.

نَضَّضَa. Moved; disturbed.

أَنْضَضَa. Performed, accomplished, dispatched.
b. see I (f)
تَنَضَّضَa. see IV (a)
& X (a).
c. Urged.
d. Praised, commended.
e. Drew.

إِنْتَضَضَa. see X (b)
إِسْتَنْضَضَ
a. [acc. & Min], Got, exacted from.
b. Obtained by degrees; claimed, asked for.

نَضّa. Money.
b. A little.
c. Disagreeable (affair).
نُضَّةa. see 1 (a)
نَضَضa. Water.

نَاْضِضa. Attainable.
b. see 1 (a)
نِضَاْضa. Small gift.

نُضَاْضَة
(pl.
نِضَاْض نَضَاْئِضُ)
a. Rest, remainder.
b. Last; latest-born.
c. A trifle.

نَضِيْض
(pl.
نِضَاْض)
a. Little.
b. see 1 (b)
نَضِيْضَة
(pl.
أَنْضِضَة
نَضَاْئِضُ
46)
a. Slight shower; light wind.
b. Hissing, fizzing.
c. Thirst.

نَضُوْضa. Leaking (well).
نَضَّاْضa. Restless.

نَضِيْض اللَّحْم
a. Lean, spare.

جَاؤُوا بِأَقْصَى
نَضِيْضِهِم
a. They came all together.
[نضض] نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضيضاً: سال قليلاً قليلاً. ونُضاضَةُ الماء وغيره. بقيَّته. ونُضاضَةُ ولد الرجل أيضاً: آخرهم، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث، والتثنية والجمع، مثل العجزة والكبرة. وأهل الحجاز يسمُّون الدنانير والدراهم النَضَّ والناضَّ. قال أبو عبيد: وإنما يسمونه ناضا إذا تحول عينا بعد أن كان متاعا، لانه يقال: ما نض بيدى منه شئ. وخُذْ ما نَضَّ لك من دَيْنٍ، أي تيسَّر. وهو يَسْتَنِضُّ حقَّه من فلانٍ، أي يستنجزه ويأخذ منه الشئ بعد الشئ. والنَضيضُ: الماءُ القليلُ ; والجمع نِضاضٌ. قال أبو عمرو: النَضيضَةُ: المطر القليلُ، والجمع نَضائِضٌ. قال الأسدي :

في كلِّ عامٍ قَطْرُهُ نَضائِضُ * ويجمع أيضاً على أَنِضَّةٍ. وأنشد الفراء: وأخوت نجوم الاخذ إلا أَنِضَّةٍ * أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْري * أي ليس يبلُّ الثرى ويقال: لقد تركَت الإبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضيضَةٍ وذاتُ نَضائِضَ، أي ذاتُ عطشٍ لم تَرْوَ. ويقال: أَنَضَّ الراعي سخالَهُ، أي سقاها نَضيضاً من اللبن . والنَضيضَةُ: صوتُ نَشيشِ اللحم يُشْوى على الرضف. قال الراجز:

تسمع للرضف بها نضائضا * والنضنضة: تحريك الحية لسانها. ويقال للحية: نضناض ونضناضة. قال عيسى بن عمر: سألتُ ذا الرمّة عن النَضْناضِ، فلم يزدْني أن حرَّك لسانَه في فيه.
ن ض ض

نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضّا سالَ ونَضَّ الماءُ يَنَضُّ نَضّا ونَضِيضاً خَرج رَشْحاً وبِئْرٌ نَضُوضٌ إذا كان ماؤها يخرجُ كذلك والنَّضَضُ الحِسَي وهو ماءٌ على رَمْلٍ دُونَه إلى أسْفَل أرضٍ صُلْبةٍ فكلمَّا نضَّ منه شيءٌ أي رَشَحَ واجْتَمع أُخِذَ واسْتنضَّ الثِّمادَ من الماءِ تَتَبَّعها وتََبَرَّضَها واستعاره بعضُ الفُصحاءِ في العَرَضِ فقال يصفُ حالَهُ

(وتَستَنِضُّ الثِّمادَ من مَهَلى)

والنَّضِيضَةُ المطرُ الضعيفُ قال الأَسَدِيُّ

(في كل عامٍ قَطْرُهُ ونَضَائِضُ ... )

والنَّضِيضَةُ السحابةُ الضعيفةُ وقيل هي التي تَنِضُّ بالماءِ تَسِيلُ والنَّضِيضَةُ من الرِّياحِ التي تنِضُّ بالماء فَتَسِيلُ وقيل هي الضعيفةُ ونَضَّ إليه من مَعْروفِه شيءٌ يَنِضُّ نَضّا ونَضيضاً سال وأكْثَرُ ما يُسْتَعْملُ في الجَحْدِ وهي النُّضاضَةُ والنّضائِضُ صوتُ الشِّواءِ على الرَّضْفِ وأراه للواحدِ كالخَشَارِم وقد يجوزُ أن يُعْنَى بِصَوْتِ الشِّواءِ أصواتُ الشِّواءِ وتَرَكتِ الإِبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضِيضَةٍ أي عَطَشٍ وأمرٌ نَاضٌّ مُمْكِنٌ وقد نضَّ يَنِضُّ ونُضَاضَةُ الشيءِ ما نَضَّ منه في يَدِكَ ونُضاضَةُ الرَّجُلِ آخِرُ وَلَدِه وقيل نُضاضةُ كلِّ شيءٍ آخِرُهُ وبَقِيّتُه وقال أبو زيدٍ نُضَاضَةُ الماءِ آخِرُهُ والجمعُ نُضاضٌ ونُضائِضُ وفلانٌ يَسْتَنِضُّ معروفَ فلانٍ يَسْتَقْطِره والاسمُ النَّضاض قال

(يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ ... )

والنَّضُّ الدُّرَيْهِمُ الصَّامِتُ والناضُّ من المتاعِ ما تحوّل وَرِقاً أو عَيْناً والنضُّ الأمرُ المكرُوهُ ونَضَّ الطائرُ حَرَّكَ جَناحَيْه ليَطيِرَ ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِنَاتِه حرَّكها وباشَر بها الأرضَ قال حُمَيْدٌ

(ونَضْنَضَ في صًمِّ الحَصَى ثَفِناتِهِ ... ورامَ بِسَلْمَى أَمْرَه ثم صَمَّما)

ونَضْنَضَ لِسانَه حرَّكه الضادُ فيه أصلٌ وليست بدلاً من صادِ نَصْنَصَه كما زَعَم قَومٌ لأنهما لَيْستَا أخْتَينِ فُتْبدلَ إحداهُما من صاحِبَتِها والنَّضْنَضَةُ صوتُ الحيَّةِ وحَيَةٌ نَضْنَاضٌ تُحرِّكُ لِسانَها قال ابن جِنِّي أخبْرَنِي أبو عليٍّ رَفَعَه إلى الأصمعي قال حدثنا عيسى بن عمر سألتُ ذا الرُّمَّةِ عن النَّضْناضِ فأخرجَ لسانَه فحرّكه وقيل هي المُصوِّتَهُ وقيل هي التي تَقْتُل إذا نَهَشَتْ من ساعتِها وقيل هي التي لا تَسْتِقرُّ في مكانٍ قال الراعِي

(يَبِيتُ الحيَّةُ النَّضْنَاضُ منه ... مكانَ الحِبِّ يَسْتَمعُ السِّرارا)

والحِبُّ القُرطُ وقيل الحَبِيبُ

نضض: النَّضُّ: نَضِيضُ الماء كما يَخرج من حجر. نَضَّ الماءُ يَنِضُّ

نَضّاً ونَضِيضاً: سالَ، وقيل: سالَ قليلاً قليلاً، وقيل: خرج رَشْحاً؛

وبئر نَضُوضٌ إِذا كان ماؤها يخرج كذلك. والنَّضَضُ: الحِسى وهو ماء على

رَمْل دونَه إِلى أَسفل أَرض صُلْبة فكُلَّما نَضَّ منه شيء أَي رَشَحَ

واجتمع أُخِذ. واسْتَنَضَّ الثِّمادَ من الماء: تَتَبَّعها وتَبَرَّضَها؛

واستعاره بعضُ الفُصَحاء في العَرَضِ فقال يصف حالَه:

وتَسْتَنِضُّ الثِّماد من مَهَلي

والنَّضِيضُ: الماء القَلِيلُ، والجمع نِضاضٌ. وفي حديث عِمْرانَ

والمرأَة صاحِبةِ المَزادةِ قال: والمَزادةُ تكاد تَنِضُّ من الماء أَي

تَنْشَقُّ ويخرج منها الماء. يقال: نَضَّ الماءُ من العين إِذا نَبَعَ،

ويُجْمَعُ على أَنِضَّةٍ؛ وأَنشد الفراء:

وأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضّةً،

أَنِضَّةَ مَحْلٍ، ليس قاطِرُها يُثْرِي

أَي ليس يَبُلُّ الثَّرى. والنَّضِيضةُ: المطر الضعيفُ القليل، والجمع

نَضائضُ؛ قال الأَسدي، وقيل لأَبي محمد الفقعسي:

يا جُمْل أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ،

والدِّيَمُ الغادِيةُ النَّضانِضُ،

في كلِّ عامٍ قَطْرُه نَضائضُ

والنَّضِيضةُ: السحابةُ الضعيفةُ، وقيل: هي التي تَنِضُّ بالماء تسيل.

والنَّضِيضةُ من الرِّياح: التي تَنِضّ بالماء فتَسِيل، وقيل الضعيفة.

ونضَّ إِليه من مَعْروفِه شيء يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً: سالَ، وأَكثرُ

ما يُستعمل في الجَحْد، وهي النُّضاضةُ. ويقال: نَضَّ من معروفك نُضاضةٌ،

وهو القليل منه. وقال أَبو سعيد: عليهم نَضائضُ من أَموالهم وبَضائضُ،

واحدتها نَضِيضةٌ وبَضِيضةٌ. الأَصمعي: نَضَّ له بشيء وبَضَّ له بشيء، وهو

المعروف القليل.

والنَّضِيضةُ: صوتُ نَشِيشِ اللحم يُشْوى على الرَّضْفِ؛ قال الراجز:

تَسْمَعُ للرَّضْفِ بها نَضائضا

والنَّضائضُ: صوت الشِّواء على الرَّضْف؛ قال ابن سيده: وأَراد للواحد

كالخَشارِم، وقد يجوز أَن يُعْنى بصوتِ الشِّواء أَصواتُ الشواء. وتركتِ

الإِبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضِيضةٍ وذاتُ نَضائضَ أَي ذاتُ عطَش لم ترْوَ.

ويقال: أَنضَّ الراعي سِخالَه أَي سَقاها نَضيضاً من اللَبن. وأَمْرٌ

ناضٌّ: مُمْكِنٌ، وقد نَضَّ يَنِضُّ. ونُضاضةُ الشيء: ما نَضَّ منه في يدِك.

ونُضاضةُ الرجل: آخِرُ ولده؛ أَبو زيد: هو نُضاضةُ ولدِ أَبويه، يستوي

فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع مثل العِجْزةِ والكِبْرةِ. وقيل:

نُضاضةُ الماء وغيره وكلِّ شيء آخِرُه وبَقِيَّتُه، والجمع نَضائضُ

ونُضاضٌ.وفلان يَسْتَنِضُّ معروفَ فلان: يَسْتَقْطِرُه، وقيل: يستخرِجُه، والاسم

النِّضاضُ؛ قال:

يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ،

ولا الجَدَى من مُتْعَب حَبّاضِ

(* قوله «يمتاح دلوي» كذا ضبط في الأَصل، والشطر الثاني ضبط في مادة حبض

من الصحاح مثل ضبط الأَصل.)

وقال:

إِن كان خَيْرٌ منكِ مُسْتَنَضّا

فاقْني، فَشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا

ابن الأَعرابي: استَنْضَضْتُ منه شيئاً ونَضْنَضْتُه إِذا حرَّكْته

وأَقْلَقْتَه؛ ومنه قيل للحية نَضْناضٌ، وهو القَلِقُ الذي لا يَثْبت في

مكانه لشِرَّتِه ونَشاطِه.

والنَّضُّ: الدِّرهم الصامِتُ. والناضُّ من المَتاعِ: ما تحوَّل ورِقاً

أَو عيناً. الأَصمعي: اسم الدراهم والدنانير عند أَهل الحجاز الناضُّ

والنضُّ، وإِنما يسمونه ناضّاً إِذا تحوّلَ عيناً بعدما كان مَتاعاً لأَنه

يقال: ما نضَّ بيدي منه شيء. ابن الأَعرابي: النَّضُّ الإِظهار، والنضُّ

الحاصل. يقال: خذ ما نَضَّ لك من غَرِيمِك، وخذ ما نَضَّ لك من دَيْنٍ أَي

تيَسَّر. وهو يَسْتَنِضُّ حقه من فلان أَي يستنجزه. ويأْخذ منه الشيءَ

بعد الشيء. وتَضْنَضَ الرجل إِذا كثر ناضُّه، وهو ما ظهر وحصل من ماله،

قال: ومنه الخبر: خذ صدقةَ ما نَضَّ من أَمْوالهم أَي ما ظهر وحصل من

أَثمان أَمْتِعَتهم وغيرها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كان يأْخذ الزَّكاةَ

من ناضِّ المالِ؛ هو ما كان ذهباً أَو فِضَّةً عيناً أَو وَرِقاً. ووُصف

رجل بكثرة المال فقيل: أَكثر الناس ناضّاً. وفي الحديث عن عِكْرِمةَ:

إِنَّ الشريكين إِذا أَرادا أَن يَتَفَرَّقا يقْتَسِمانِ ما نَضَّ من

أَمْوالهما ولا يقتَسِمانِ الدَّيْنَ. قال شمر: ما نضَّ أَي ما صار في

أَيديهما وبينهما من العين، وكره أَن يُقْتَسَمَ الدَّينُ لأَنه ربما اسْتَوفاه

أَحدُهما ولم يَسْتَوْفِه الآخر فيكون رِباً، ولكن يقتسمانه بعد القبض.

والنَّضُّ: الأَمْرُ المكروه. تقول: أَصابني نَضٌّ من أَمرِ فلان.

ونَضَّ الطائرُ: حرَّك جناحَيْه ليَطير. ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِناته:

حركها وباشَر بها الأَرضَ؛ قال حميد:

ونَضْنَضَ في صُمِّ الحَصَى ثَفِناتِه،

ورامَ بسَلْمَى أَمره، ثم صَمَّما

ونَضْنَضَ لسانَه: حرَّكه، الضاد فيه أَصل وليست بدلاً من صاد

نَصْنَصَه، كما زعم قوم، لأَنهما ليستا أُختين فتُبدلَ إِحداهما من صاحبتها. وفي

الحديث عن أَبي بكر: أَنه دُخل عليه وهو يُنَضْنِضُ لسانَه أَي يحرِّكُه،

ويروى بالصاد، وقد تقدَّم.

والنَّضْنَضةُ: صوتُ الحيَّةِ. والنَضْنَضةُ: تحريك الحية لسانَها.

ويقال للحية: نَضْناضٌ ونَضْناضةٌ. وحيَّةٌ نَضْناضٌ: تحرك لسانَها. قال ابن

جني: أَخبرني أَبو عليّ يرفعه إِلى الأَصمعيّ قال: حدثنا عيسى ابن عمر

قال: سأَلتُ ذا الرمَّةِ عن النَّضْناضِ فأَخرج لسانه فحرّكه، وقيل: هي

المُصَوِّتةُ، وقيل: هي التي تقتلُ إِذا نَهشَتْ من ساعتها، وقيل: هي التي

لا تَسْتَقِرُّ في مكان؛ قال الرَّاعي:

يَبِيتُ الحَيَّةُ النَّضْناضُ منه،

مكَانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا

الحِبُّ: القُرْطُ، وقيل: الحَبيبُ، وقيل: النَّضْناض الحية الذكر، وهو

كله يرجع إِلى الحركة.

نضض
{نَضَّ الماءُ من العينِ} يَنِضُّ {نَضًّا،} ونَضِيضاً: نَبَعَ، أَو سالَ، كبَضَّ، أَو سالَ قَلِيلا قَليلاً، كَمَا فِي الصّحاح، أَو خرجَ رَشْحاً كَمَا يخرُجُ من حَجَرٍ. وبئرٌ {نَضُوضٌ، إِذا كانَ ماؤُها يخرُج كَذلِكَ.
و} ونَضَّ العُودُ {يَنِضُّ} نَضيضاً: غَلَى أَقصاهُ بعدَ أَنْ أُوقِدَ أَدناه، عَن ابنِ عبَّادٌ. و {نَضَّتِ القِربَةُ من شدَّةِ الملْءِ تَنِضُّ نَضيضاً: انْشَقَّتْ وخرجَ مِنْهَا الماءُ، ومِنْهُ الحديثُ: فالمزادَةُ تكادُ} تَنِضُّ من المَلْءِ. و {النَّضيضُ: الماءُ القَليلُ، ج: نَضائِضُ، هكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَابُ:} نِضاضٌ، بالكَسْرِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب وَاللِّسَان. و! النَّضيضَةُ، بهاٍ: المطرُ القَليلُ، رَوَاهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي عَمْرٍ و، وقيلَ: هُوَ المَطَرُ الضَّعيفُ، وقيلَ: هِيَ السَّحابَةُ الضَّعيفَةُ، وقيلَ: هِيَ الَّتِي {تَنِضُّ بالماءِ: تَسيلُ، ج:} أَنِضَّةٌ {ونَضائِضُ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
(وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلاَّ أَنِضَّةً ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُها يُثْري)
أَي لَيْسَ يَبُلَّ الثَّرى. وَقَالَ الأَسَدِيُّ، كَمَا فِي الصّحاح، وقيلَ: هُوَ لأبي محمَّدٍ الفقعَسِيّ: يَا جُمْلُ أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوَامِضُ والدَّيَمُ الغَادِيَةُ} النَّضَائِضُ فِي كلِّ عامٍ قَطْرُهُ {نَضَائِضُ ويُروى: فِي كلِّ يومٍ، رواهُ أَبو زِيادٍ الكِلابيّ فِي نوادِرِهِ لأَبي شِبْلٍ الكِلابيّ، وَهُوَ لأَبي محمَّدٍ، كَمَا فِي العُبَاب. و} النَّضيضَةُ من الرِّياحِ: الرِّيحُ الَّتِي {تَنِضُّ بالماءِ فيَسيلُ، أَو هِيَ الضَّعيفَةُ، نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: جاءُوا بأَقْصى} نَضيضِهِم، {ونَضِيضَتِهِم، أَي جَمَاعَتِهِم، كَمَا فِي العُبَاب. وإِبِلٌ، وَفِي الصّحاح: يُقَالُ: لَقَدْ تَرَكَتِ الإِبِلُ الماءَ وَهِي ذاتُ} نَضيضَةٍ، وذاتُ نَضائضَ، أَي ذاتُ عَطَشٍ لَو تَرْوَ. وَرجل نضيض اللَّحْم قَلِيله وَكَذَلِكَ نضه ونضاضه {ونُضاضَةُ الماءِ وغيرِه، بالضَّمِّ: بقِيَّتُهُ، وآخِرُه، جمعُه: نَضائِضُ} ونُضاضٌ، وهُو مَجَازٌ.)
و {النُّضاضَةُ من وَلَدِ الرَّجُلِ: آخِرُهُم، وهُو مَجَازٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ نُضاضَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ، للمذكَّرِ والمُؤنَّثِ والتَّثنيَةِ، والجمعِ، مثل العِجْزَةِ والكِبْرَةِ.} ونُضاضُهُمْ، بالضَّمِّ أَيْضاً: خالِصُهم، وكَذلِكَ مُضَاضُهُم ومُصَاصُهُم. وأَمْرٌ {ناضٌّ: مُمْكِنٌ، وَقَدْ} نَضَّ {يَنِضُّ} نَضِيضاً، إِذا أَمْكَنَ وتيَسَّرَ.، الصّحاح وَفِي العُبَاب: قالَ لِذي الرُّمَّة: مَا الحيَّةُ النَّضْناضُ فأَخرجَ لِسانَهُ يُحرِّكُه فِي فِيه، وأَومأَ إِلَيْه بِهِ. ونَصُّ ابنِ جِنِّي: فأَخرجَ لِسانَهُ فحَرَّكَه. وَفِي اللّسَان: {نَضْنَضَ لِسانَهُ:)
حرَّكَهُ، الضَّادُ فِيهِ أَصلٌ وليسَتْ بَدَلاً من صادِ نَصْنَصَهُ، كَمَا زَعَمَ قومٌ، لأَنَّهُما ليْسَتا أُخْتَيْن فتُبْدلُ إِحداهُما من صاحِبَتِها. وَفِي الحديثِ عَن أَبي بكرٍ أَنَّهُ دُخِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ} يُنَضْنِضُ لِسانَه، أَي يُحرِّكُه، ويُروى بالصَّادِ، وَقَدْ تَقَدَّم. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: و {النَّضُّ: الإِظْهارُ. والنَّضُّ: مَكروهُ الأَمْرِ، يُقَالُ: أَصابَني نَضٌّ من أَمرِ فلانٍ. وَمن المَجَازِ: أَعطاهُ من} نَضِّ مالِهِ، أَي صامِتِه، وَهُوَ الدِّرْهمُ والدِّينارُ، {كالنَّاضِّ، فيهمَا. قالَ الأَصْمَعِيّ: وَهِي لغةُ أَهلِ الحِجازِ، قالَ: أَو إنَّما يُسمَّى} نَاضًّا، إِذا تحوَّلَ عَيْناً بعدَ أَنْ كانَ مَتَاعاً، لأَنَّهُ يُقَالُ: مَا نَضَّ بيَدي مِنْهُ شيءٌ، وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: كانَ يأْخُذُ الزَّكاةَ من {ناضِّ المالِ وَهُوَ مَا كانَ ذَهَباً أَو فِضَّةً، عَيْناً أَو وَرِقاً.
ووُصِفَ رَجُلٌ بكَثرَةِ المالِ فقيلَ: أَكثرُ النَّاسِ ناضًّا. والنَّضُّ: تَحريكُ الطَّائرِ جَنَاحَيْهِ ليَطيرَ.
} وأنض الْحَاجة إنضاضاً أنجزها و {أَنَضَّ الرَّاعي السِّخالَ: سَقاها} نَضيضاً من اللَّبَنِ، أَي قَلِيلا مِنْهُ.
! واسْتَنَضَّ حقَّهُ من فُلانٍ: اسْتَنْجَزَهُ وأَخذَ مِنْهُ الشَّيْءَ بعد الشَّيْءِ، أَو استَخْرَجَهُ شَيْئا بعد شيءٍ. {ونَضْنَضَ الرَّجُلُ: كثُر} ناضُّهُ، وَهُوَ مَا ظَهَرَ وحصلَ مِن مالِهِ. و {نَضْنَضَ فُلاناً: حرَّكَه وأَقْلَقَهُ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، قالَ: ومِنْهُ الحيَّةُ النَّضْناضُ، وَهُوَ القَلِقُ الَّذي لَا يثبُتُ فِي مكانِه لشَرِّه ونَشاطِهِ.} وتَنَضَّضْتُ مِنْهُ حقِّي: اسْتَنْظَفْتُه، أَي استوْفَيْتُه شَيْئا بعدَ شيءٍ. و {تَنَضَّضْتُ الحاجَةَ: تَنَجَّزْتُها. وتَنَضَّضْتُ فُلاناً: اسْتَحْثَثْتُه. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} النَضَضُ، مُحَرَّكَةً: الحِسَى، وَهُوَ ماءٌ عَلَى رملٍ دونَه إِلَى أَسفَلٍ أَرْضٌ صُلبةٌ، فكلَّما نَضَّ مِنْهُ شيءٌ، أَي رشَحَ واجْتَمَعَ، أُخِذَ. {واسْتَنَضَّ الثِّمادَ من الماءِ: تتَبَّعها وتَبَرَّضَها.} ونَضَّ إِلَيْه مِنْ معروفِهِ شيءٌ {يَنِضُّ} نَضًّا {ونَضيضاً: سالَ. وأَكثرَ مَا يُستعملُ فِي الجَحْدِ. وَهِي} النُّضاضَةُ، ويُقَالُ: نَضَّ من معروفِكَ {نُضاضَةٌ، وَهُوَ القليلُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو سعيدٍ: عَلَيهم} نَضَائضُ من أَمْوالِهم وبَضَائضُ، واحِدُها {نَضِيضَة وبَضيضَةٌ. وقالَ الأَصْمَعِيّ:} نَضَّ لهُ بشيءٍ، وبَضَّ لهُ بشيءٍ، وَهُوَ المَعْروفُ القَليلُ.
{ونُضاضَةُ الشَّيْءِ، بالضَّمِّ: مَا نَضَّ مِنْهُ فِي يَدِك،} والنَّضُّ: الحاصلُ، يُقَالُ: خُذْ مَا نَضَّ لكَ من غَريمِك، أَي تيَسَّرَ وحَصَل. {واسْتَنَضَّ مِنْهُ شَيْئا: حرَّكهُ وأَقلقَهُ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.} ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِنَاتِه: حرَّكها وباشَرَ بهَا الأَرضَ، قالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ الهِلالِيُّ: {ونضنض فِي صم الْحَصَى نغناته ورامَ بسَلْمَى أَمْرَهُ ثمَّ صَمَّمَا ويُقَالُ بالصَّادِ، وَقَدْ تَقَدَّم.)
} والنَّضْنَضَةُ: صوتُ الحَيَّةِ، عَن ابنِ عبَّادٍ، ومِنْهُ الحَيَّةُ {النَّضْناضُ، أَي المُصوِّتَةُ. ورَجُلٌ} نَضْناضُ اللَّحْمِ ونَضّه: قَليلُه.

نفص

(نفص)
ببوله نفصا رمى بِهِ متقطعا دفعا وَيُقَال نفص بِالْكَلِمَةِ أَتَى بهَا سَرِيعا
(نفص) - في حديث: "مَوْتٌ كنُفاصِ الغَنَم"
النُّفاصُ: دَاءٌ يأخذ الغَنَمَ فتُنْفِصُ بأَبوالها: أي تدفعها حتى تموت .

نفص


نَفَصَ(n. ac. نَفْص)
a. [Bi], Poured out.
أَنْفَصَa. see Ib. Smacked (lip).
نُفْصَة
(pl.
نُفَص)
a. Discharge of blood.

نَفَصa. Blackberry.

نُفَاْصa. A disease ( in sheep ).
نَفِيْصa. Sweet water.

مِنْفَاْصa. Laughing.
[نفص] نه: فيه: موت "كنفاص" الغنم، هو داء يأخذ الغنم فتنفص بأبوالها حتى تموت أي تخرجه دفعة بعد دفعة، وأنفصت فهي منفصة- كذا روى، والمشهور: كقعاص الغنم- وقد مر. وفي ح الفطرة العشر: و"انتفاص" الماء المشهورة رواية القاف- ويجيء، وصوب بالفاء وأراد نضحه على الذكر، والنفصة: نضح الدم القليل، وجمعه نفص.
[نفص] أَنْفَصَتِ الشاةُ ببوْلِها: أخرجته دُفْعَةً دُفْعَةً، مثل أوزعتْ. قال الأصمعيّ: النُفاصُ: داءٌ يأخذ الشاة فتنفص بأبوالها أي تدفعه دفعا حتى تموت، حكاه عنه أبو عبيد. وأنفص بالضحك ، أي أكثر منه. والنُفْصَةُ: دُفْعَةٌ من الدم. قال الشاعر:

ترى الدماء على أكنافها نفصا
ن ف ص

أنْفَصَتِ النَّاقةُ والشاةُ بِبَوْلها دَفَعَتْ به دُفَعاً والنُّفَاصُ داءٌ يأخذُ الغَنَمَ فتَنْفِصُ بأَبْوالِها حتى تَمُوتَ وأنْفَصَ في الضّحِكِ أكْثَر منه والمِنْفَاصُ الكثيرةُ الضِّحِكِ وأنْفَصَ بِنُطْفَتِه حَذَفَ هذه عن اللحيانيِّ 
نفص
أنْفَصَتِ الناقَةُ ببَوْلِها إنْفَاصاً: إذا قَطَّرَتْ بَوْلَها. وأخَذَ الشّاءَ النفَاصُ: وهو داءٌ. وأنْفَصَ الرجُلُ بمَنِيِّه: أي حَذَفَ به؛ إنْفاصاً. وأنْفَصَ السقَاءُ.
والمُنَافَصَةُ: مُبَارَاةُ الرَّجُلِ صاحِبَه بإبْعَادِ غايَةٍ إذا بالا. والنُفَصُ: نَضْخُ الدَّمِ القَليلِ، واحِدَتُها نُفْصَةٌ.
والانْتِفَاص: رَشُّ الماءِ على الذَّكَرِ من خَلَلِ الأصابع. وأنْفَصَ بالكَلِمَةِ: إذا أتى بها سَرِيعاً، ونَفَصَ بها.
والمُنَافِصُ: المُغَالِبُ الشَّدِيْدُ.

نفص: أَنْفَصَ الرجلُ ببوله إِذا رمى به. وأَنْفَصَت الناقة والشاةُ

ببولها، فهي مُنْفِصة، دَفَعَت به دُفَعاً دُفَعاً، وفي الصحاح: أَخرجته

دُفْعةً دُفْعةً مثل أَوزعت. أَبو عمرو: نافَصْت الرجل مُنافَصةً وهو أَن

تقول له: تَبُول أَنت وأَبول أَنا فننظر أَيّنا أَبْعَدُ بَوْلاً، وقد

نافَصَه فنَفَصَه؛ وأَنشد:

لعَمْري، لقد نافَصْتَني فنَفَصْتَني

بذي مُشْفَتَرٍ، بَوْلُه مُتَفاوِتُ

وأَخذ الغنمَ النُّفَاصُ. والنُّفَاصُ: داءٌ يأْخذ الغنم فتَنْفِصُ

بأَبْوالِها أَي تَدْفَعُها دفعاً حتى تموت. وفي الحديث: مَوْت كنُفَاصِ

الغنم، هكذا ورد في رواية، والمشهور: كقُعَاصِ الغنم. وفي حديث السنن

العَشْر: وانْتِفَاصُ الماء، قال: المشهور في الرواية بالقاف وسيجيء، وقيل:

الصواب بالفاء والمراد نَضْحُه على الذَّكَر من قولهم لِنَضْحِ الدم القليل

نُفْصَة، وجمعها نُفَصٌ.

وأَنفَصَ في الضَّحِك وأَنْزَق وزَهْزَقَ بمعنى واحد: أَكْثَرَ منه.

والمنْفاصُ: الكثيرُ الضَّحِك. قال الفراء: أَنْفَصَ بالضَّحِك إِنْفاصاً

وأَنْفَصَ بشَفَتَيْه كالمَتَرَمِّزِ، وهو الذي يشير بشَفَتَيْه وعيــنيه.

وأَنْفَصَ بنطفته: خَذَفَ؛ هذه عن اللحياني.

والنُّفْصَةُ: دُفْعة من الدم؛ ومنه قول الشاعر:

تَرْمي الدِّماءَ على أَكتافِها نُفَصا

ابن بري: النَّفِيصُ الماءُ العذب؛ وأَنشد لامرئ القيس:

كشَوْكِ السَّيالِ فهو عَذْبٌ نَفِيصُ

نفص
المِنْفاصُ، بالكَسْرِ: المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الضَّحِكِ كَذَا فِي التَّكْمِلَة، وجَعَلَه فِي اللّسَان من وَصِفِ الرِّجَال، ومثْلُه فِي بَعضِ نُسَخِ الصّحاح. المِنْفَاصُ: البَوّالَةُ فِي الفِرَاشِ، نَقله الصَّاغَانيّ أَيضاً. والنَّفِيصُ، كأَمِيرٍ: المَاءُ العَذْبُ، ويُرْوَى بَيْتُ امْرِئ القيْسِ:
(مَنَابِتُه مِثْلُ السُّدُوسِ ولَوْنُهُ ... كشَوْكِ السِّيَالِ فَهُوَ عَذْبٌ نَفِيصُ)
بالنُّونِ، كَذَا قَالَه ابنُ بَرِّيّ، وَقد تقدّم فِي ف ي ص أَيضاً. فِي الحَدِيث: مَوْتٌ كنُفَاص الغَنَمِ هَكَذَا وَرَدَ فِي رِوَايَة. وَفِي الصِّحَاح: قَالَ الأَصْمَعِيّ: النُّفَاصُ كغُرَابٍ: دَاءٌ فِي الشَّاءِ تَنْفِصُ بابْوالِهَا، أَي تَدْفَعُ دَفْعاً حَتَّى تَمُوتَ، حَكَاهُ عَنهُ أَبُو عُبَيْدٍ. والنُّفْصَةُ، بالضَّمِّ: دُفْعَةٌ من الدَّمِ جَمْعُهَا نُفَصٌ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر، وَهُوَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
(بَاكَرَها قانِصٌ يَسْعَى بطَاوِيَةٍ ... تَرَى الدِّمَاءَ على أَكْتَافِها نُفَصَا)
عَن ابْن عَبَّاد: من المَجَازِ:: نَفَصَ بالكَلِمَة: أَتَى بهَا سَرِيعاً، كأَنْفَصَ إِنْفَاصاً، ونَصُّ التَّكْمِلَةِ كانْتَفَصَ بهَا. قلْتُ: وكَذلِك نَبَصَ، كَمَا سَبَقَ. عَن أَبِي عَمْرٍ و: نَافَصَهُ مُنَافَصَةً فنَفَصَهُ: قَال لَهُ: بُلْ وأَبُولُ فنَنْظُرَ أَيُّنَا أَبْعَدُ بَوْلاً، وأَنْشَد:
(لَعَمرِي لقد نافَصْتَنِي فنَفَصْتَنِي ... بِذِي مُشْفَتِرٍّ بَوْلُه مُتَشَتِّتُ)
وأَنْفصَ بالضَّحِكِ إِنْفَاصاً: أَكْثَرَ مِنْهُ، كَمَا فِي الصّحاح، وكَذلِك أَنْزَقَ، وزَهْزَقَ، وَهُوَ قَوْلُ الفَرَّاءِ. أَنفَصَتِ الشَّاةُ ببَوْلِهَا: أَخْرَجَتْهُ دُفْعَةً دُفْعَةً، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ غيرُهُ: وكذَلك النَّاقَةُ، وَهِي مُنْفِصَةٌ، إِذا دَفَعَتْ بِهِ دُفَعاً دُفَعاً. وَعَن ابنِ القَطَّاع: رَمَتْ بِهِ مُتَقَطِّعاً دُفَعاً. قَالَ الفَرَّاءُ: أَنْفَصَ الرَّجُلُ بشَفَتِه، هَكَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي بَعْضِ الأُصُول، بشَفَتيْهِ: أَشَارَ كالمُتَرَمَّز، وَهُوَ الَّذِي يُشِيرُ بشَفَتيْه وعَيْــنَيْهِ. فِي حَدِيثِ السُّنَنِ العَشْر: وانْتِفاصُ المَاءِ. الانْتِفَاصُ: هُوَ رَشُّ المَاءِ مِنْ خَلَلِ الأَصَابِعِ على الذَّكَرِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، أَي احتيَاطاً. والمَشْهُور فِي الرِّواية بالقَافِ، كَمَا سَيَجِيءُ. وقِيلَ الصَّوَابُ بالفَاءِ، والمُرَادُ بِهِ النَّضْحُ على الذَّكَرِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَنْفَص الرَّجُلُ بِبَوْلِهِ: رَمى بِهِ، كَمَا فِي اللِّسَان. وأَنْفَصَ بنُطْفَتِهِ، إِذا رَمَى بهَا، كَمَا لابْنِ القَطَّاع، وعَزَاهُ فِي اللِّسَان إِلى اللِّحْيَانِيّ. ونَصُّهُ فِي النَّوَادِر: إِذا خَذَفَ. ونَفَصَه، إِذا غَلَبَهُ فِي)
المُنَافَصَة، وَقد سَبَقَ الإِنْشَادُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.