عن البولندية بمعنى خير وصالــح وجيد وجميل. يستخدم للذكور.
عن البولندية بمعنى خير وصالــح وجيد وجميل. يستخدم للذكور.
خصص: خصّه بالشيء يخُصّه خَصّاً وخُصوصاً وخَصُوصِيّةً وخُصُوصِيّةً،
والفتح أَفصح، وخِصِّيصَى وخصّصَه واخْتصّه: أَفْرَدَه به دون غيره. ويقال:
اخْتصّ فلانٌ بالأَمر وتخصّصَ له إِذا انفرد، وخَصّ غيرَه واخْتصّه
بِبِرِّهِ. ويقال: فلان مُخِصٌّ بفلان أَي خاصّ به وله به خِصِّيّة؛ فأَما
قول أَبي زبيد:
إِنّ امرأً خَصّني عَمْداً مَوَدَّتَه،
على التَّنائي، لَعِنْدِي غيرُ مَكْفُور
فإِنه أَراد خَصَّني بمودّته فحذف الحرف وأَوصَل الفعلَ، وقد يجوز أَن
يريد خَصَّني لِمَودّته إِيّايَ فيكون كقوله:
وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادّخارَه
قال ابن سيده: وإِنما وجّهْناه على هذين الوجهين لأَنا لم نسمع في
الكلام خَصَصْته متعدية إِلى مفعولين، والاسم الخَصُوصِيّة والخُصُوصِيّة
والخِصِّيّة والخاصّة والخِصِّيصَى، وهي تُمَدُّ وتُقْصر؛ عن كراع، ولا نظير
لها إِلا المِكِّيثَى. ويقال: خاصٌّ بيّن الخُصُوصِيّة، وفعلت ذلك بك
خِصِّيّةً وخاصّة وخَصُوصيّة وخُصُوصيّة.
والخاصّةُ: خلافُ العامّة. والخاصّة: مَنْ تخُصّه لنفسك. التهذيب:
والخاصّة الذي اخْتَصَصْته لنفسك، قال أَبو منصور: خُوَيْصّة. وفي الحديث:
بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ وكذا وكذا وخُوَيصّةَ أَحدِكم، يعني
حادثةَ الموتِ التي تَخُصُّ كلَّ إِنسان، وهي تصغير خاصّة وصُغِّرَت
لاحتقارها في جَنْب ما بعدها من البَعْث والعَرْض والحِساب، أَي بادِرُوا
المَوت واجتهدُوا في العمل، ومعنى المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ في
الأَعمال الصالحة والاهتمامُ بها قبل وقوعها، وفي تأْنيث الست إِشارةٌ إِلى
أَنها مصائب. وفي حديث أُم سليم: وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الذي يختصّ
بخِدْمتِك وصغّرته لصِغَره يومئذ. وسمع ثعلب يقول: إِذا ذُكر الصالحون
فبِخاصّةٍ أَبو بكر، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ عليٌّ.
والخُصَّانُ والخِصَّانُ: كالخاصَّةِ؛ ومنه قولهم: إِنما يفعل هذا
خُصّان الناس أَي خواصُّ منهم؛ وأَنشد ابن بري لأَبي قِلابة الهذلي:
والقوم أَعْلَمُ هل أَرْمِي وراءَهُم،
إِذ لا يُقاتِل منهم غيرُ خُصّانِ
والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ. وخَصَّه بكذا: أَعْطاه شيئاً كثيراً؛ عن ابن
الأَعرابي.
والخَصَاصُ: شِبْهُ كَوّةٍ في قُبَّةٍ أَو نحوها إِذا كان واسعاً قدرَ
الوَجْه:
وإِنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنّ اسْتَدّا،
رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا
شبّه القمرَ بالخَصاص الضيّقِ، أَي اسْتَتَر بالغمام، وبعضهم يجعل
الخَصَاصَ للواسع والضيّق حتى قالوا لِخُروق المِصْفاة والمُنْخُلِ خَصَاصٌ.
وخَصَاصُ المُنْخُل والباب والبُرْقُع وغيرِه: خَلَلُه، واحدته خَصَاصة؛
وكذلك كلُّ خَلَلٍ وخَرْق يكون في السحاب، ويُجْمع خَصاصَاتٍ؛ ومنه قول
الشاعر:
مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل
وربما سمي الغيمُ نفسُه خَصاصةً. ويقال للقمر: بَدَا من خَصاصَةِ الغيم.
والخَصَاصُ: الفُرَجُ بين الأَثافِيّ والأَصابع؛ وأَنشد ابن بري
للأَشعري الجُعْفِيِّ:
إِلاَّ رَواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصَاصَةٌ،
سُفْع المَناكِب، كلّهنّ قد اصْطَلى
والخَصَاصُ أَيضاً: الفُرَج التي بين قُذَذِ السهم؛ عن ابن الأَعرابي.
والخَصَاصةُ والخَصَاصاءُ والخَصَاصُ: الفقرُ وسوءُ الحال والخَلّة
والحاجة؛ وأَنشد ابن بري للكميت:
إِليه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص،
ومنْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل
وفي حديث فضالة: كان يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم في الصلاة من
الخَصَاصة أَي الجوع، وأَصلُها الفقر والحاجة إِلى الشيء. وفي التنزيل العزيز:
ويُؤْثِرُون على أَنْفُسِهم ولو كان بهم خَصَاصةٌ؛ وأَصل ذلك في الفُرْجة
أَو الخَلّة لأَن الشيء إِذا انْفرج وَهَى واخْتَلّ. وذَوُو الخَصَاصة:
ذَوُو الخَلّة والفقر. والخَصَاصةُ: الخَلَل والثَّقْبُ الصغير. وصدَرَت
الإِبل وبها خَصاصةٌ إِذا لم تَرْوَ، وصدَرت بعطشها، وكذلك الرجل إِذا لم
يَشْبَع من الطعام، وكلُّ ذلك من معنى الخَصَاصة التي هي الفُرْجة
والخَلَّة.
والخُصَاصةُ من الكَرْم: الغُصْن إِذا لم يَرْوَ وخرج منه الحبّ متفرقاً
ضعيفاً. والخُصَاصةُ: ما يبقى في الكرم بعد قِطافه العُنَيْقِيدُ
الصغيرُ ههنا وآخر ههنا، والجمع الخُصَاصُ، وهو النَّبْذ القليل؛ قال أَبو
منصور: ويقال له من عُذوق النخل الشِّمِلُّ والشَّمالِيلُ، وقال أَبو حنيفة:
هي الخَصَاصة، والجمع خَصَاصٌ، كلاهما بالفتح.
وشهرٌ خِصٌ أَي ناقص.
والخُصُّ: بَيْتٌ من شجر أَو قَصَبٍ، وقيل: الخُصّ البيت الذي يُسَقَّفُ
عليه بخشبة على هيئة الأَزَجِ، والجمع أَخْصَاصٌ وخِصَاص، وقيل في جمعه
خُصُوص، سمي بذلك لأَنه يُرَى ما فيه من خَصاصةٍ أَي فُرْجةٍ، وفي
التهذيب: سمي خُصّاً لما فيه من الخَصَاصِ، وهي التَّفارِيجُ الضيّقة. وفي
الحديث: أَن أَعرابيّاً أَتى باب النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأَلْقَمَ
عَينَه خَصَاصةَ الباب أَي فُرجَتَه. وحانوتُ الخَمّارِ يُسمى خُصّاً؛ ومنه
قول امرئ القيس:
كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِيئةٍ
من الخُصِّ، حتى أَنزَلوها على يُسْرِ
الجوهري: والخُصُّ البيت من القصب؛ قال الفزاريّ:
الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا
خَيرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ
وفي الحديث: أَنه مر بعبد اللّه بن عمرو وهو يُصْلِح خُصّاً له.
هدر: الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره. هَدَرَ يَهْدِرُ، بالكسر،
ويَهْدُر، بالضم، هَدْراً وهَدَراً، بفتح الدال، أَي بطل. وهَدَرْتُه
وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله وأَباحه. ودماؤهم
هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ* قوله « أي مهتدرة» عبارة القاموس مهدرة
مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية. وتَهادَرَ القوم: أَهْدَرُوا
دماءهم. وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً، بالتحريك، أَي باطلاً ليس فيه
قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره. وفي الحديث: أَن رجلاً عَضَّ يَدَ
آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله. وفي الحديث: من اطَّلَع في
دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا
قصاص فيها ولا دية. وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه، وفي الصحاح:
ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت.
والهَدْرُ والهادِرُ: الساقط؛ الأُولى عن كراع. وبنو فلان هَدَرَةٌ
وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ: ساقطون ليسوا بشيء؛ قال ابن سيده: والفتح أَقيس لأَنه
جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ، وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه
فاعل من الصحيح ولا المعتل، إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع، وأَما
هُدَرَةٌ فلا يوافق ما قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا
للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة، اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع،
والذي روى هُدَرَةً، بالضم، إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك
عليه. ورجل هُدَرَةٌ، مثال هُمَزة، أَي ساقط؛ قال الحُصَين بن بكير
الرَّبَعِيُّ:
إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه،
رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه
والمَنْجَر: الطريق المستقيم. قال: وهو بالدال هنا أَجود منه بالذال
المعجمة، وهي رواية أَبي سعيد. قال ابن سيده: وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛
قال الأَزهري: هذا الحرف رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي بفتح الهاء
وهُدَرَة بضم الهاء وبُدَرَة، قال: وقال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل
قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشد بيت الحصين بن بكير؛ وقال أَبو صخر الهذلي:
إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ
وقال الباهلي في وقول العجاج:
وهَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ
فَهَدَرَ ههنا معناه أَهْدَر، أَي الجَدُّ أَسقط من لا خير فيه من
الناس. والهَدَرُ: الذين لا خير فيهم.
وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً: صَوَّتَ في غير
شِقْشِقَةٍ، وكذلك الحمام يَهْدِرُ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً
وتَهْداراً؛ قال الأَخطل يصف خمراً:
كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها،
حتى إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ
وجَرَّةٌ هَدُورٌ، بغير هاء؛ قال:
دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُور
الجوهري: هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صوته في حَنْجَرَتِه. وفي
الحديث: هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ؛ الهَدِيرُ: تَرَدُّدُ صوت البعير في
حنجرته، وإِبل هَوادِرُ، وكذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً. وفي المثل: كالمُهَدِّرِ
في العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يصيح ويُجَلِّبُ وليس وراء ذلك شيء
كالبعير الذي يحبس في الحظيرة ويمنع من الضِّرابِ، وهو يُهَدِّرُ؛ قال
الوليد بن عقبة يخاطب معاوية:
قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى،
تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تَرِيمُ
وجَرَّة النبيذ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الطائر وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ
هَدِيراً وهَدِيلاً. الأَصمعي: هَدَرَ الغلام وهدَلَ إِذا صوّت. قال أَبو
السَّمَيْدَعِ: هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ وهو صغير. وجَوْفٌ
أَهْدَرُ أَي منتفخ. وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه. والهادِرُ:
اللبنُ الذي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله، وذلك بعد الحُزُور. وهَدَرَ
العُشْبُ هَدِيراً: كَثُرَ وتَمَّ. وقال أَبو حنيفة: الهادِرُ من العشب الكثيرُ،
وقيل: هو الذي لا شيء أَطول منه، وقد هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً. وأَرض
هادِرَة: كثيرة العشب متناهية. ابن شميل: يقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ
إِناه في الطُّول والعِظَمِ، وكذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا
انتهى بقلها طولاً.
والهَدَّارُ: موضع أَو واد، وفي حديث مُسَيْلِمة ذكر الهَدَّار، هو بفتح
الهاء وتشديد الدال، ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة. وقوله في
الحديث: لا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عجوزاً أَدبرت شهوتها وحَرارَتُها،
وقيل: هو بالذال المعجمة من الهَذْر، وهو الكلام الكثير، والياء زائدة. وأَبو
الهَدَّار: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ،
مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ
الجوهري: هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى.
بدل: الفراء: بَدَلٌ وبِدْلٌ لغتان، ومَثَل ومِثْل، وشَبَه وشِبْه،
ونَكَل ونِكْل. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمَع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأَربعة
الأَحرف. والبَدِيل: البَدَل. وبَدَلُ الشيء: غَيْرُه. ابن سيده: بِدْل
الشيء وبَدَله وبَدِيله الخَلَف منه، والجمع أَبدال. قال سيبوبه: إِنَّ
بَدَلك زَيد أَي إِنَّ بَديلك زَيْد، قال: ويقول الرجل للرجل اذهب معك
بفلان، فيقول: معي رجل بَدَلُه أَي رجل يُغْني غَناءه ويكون في مكانه.
وتَبَدَّل الشيءَ وتَبدل به واستبدله واستبدل به، كُلُّه: اتخذ منه
بَدَلاً. وأَبْدَل الشيءَ من الشيء وبَدّله: تَخِذَه منه بدلاً. وأَبدلت
الشيء بغيره وبدّله الله من الخوف أَمْناً. وتبديل الشيء: تغييره وإِن لم
تأْت ببدل. واستبدل الشيء بغيره وتبدَّله به إِذا أَخذه مكانه. والمبادلة:
التبادُل. والأَصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله، والأَصل في الإِبدال
جعل شيء مكان شيء آخر كإِبدالك من الواو تاء في تالله، والعرب تقول للذي
يبيع كل شيء من المأْكولات بَدَّال؛ قاله أَبو الهيثم، والعامة تقول
بَقَّال. وقوله عز وجل: يوم تُبَدَّل الأَرْضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ قال
الزجاج: تبديلها، والله أَعلم، تسييرُ جبالها وتفجير بِحارها وكونُها مستوية
لا تَرى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً، وتبديل السموات انتثار كواكِبها
وانفطارُها وانشقاقُها وتكوير شمسها وخسوف قمرها، وأَراد غيرَ السموات
فاكتَفى بما تقدم. أَبو العباس: ثعلب يقال أَبْدلت الخاتم بالحَلْقة إِذا
نَحَّيت هذا وجعلت هذا مكانه. وبدَّلت الخاتم بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه
وسوَّيته حَلْقة. وبدلت الحَلْقة بالخاتم إِذا أَذبتها وجعلتها خاتماً؛ قال
أَبو العباس: وحقيقته أَن التبديل تغيير الصورة إِلى صورة أُخرى والجَوْهرةُ
بعينها. والإِبدال: تَنْحيةُ الجوهرة واستئناف جوهرة أُخرى؛ ومنه قول
أَبي النجم:
عَزْل الأَمير للأَمير المُبْدَل
أَلا ترى أَنه نَحَّى جسماً وجعل مكانه جسماً غيره؟ قال أَبو عمرو:
فعرضت هذا على المبرد فاستحسنه وزاد فيه فقال: وقد جعلت العرب بدَّلت بمعنى
أَبدلت، وهو قول الله عز وجل: أُولئك يبدّل الله سَيِّئاتهم حسنات؛ أَلا
ترى أَنه قد أَزال السيئات وجعل مكانها حسنات؟ قال: وأَمَّا ما شَرَط
أَحمد بن يحيى فهو معنى قوله تعالى: كلما نَضِجَت جُلودُهم بدَّلناهم جُلوداً
غيرها. قال: فهذه هي الجوهرة، وتبديلها تغيير صورتها إِلى غيرها لأَنها
كانت ناعمة فاسودّت من العذاب فردّت صورةُ جُلودهم الأُولى لما نَضِجَت
تلك الصورة، فالجوهرة واحدة والصورة مختلفة. وقال الليث: استبدل ثوباً
مكان ثوب وأَخاً مكان أَخ ونحو ذلك المبادلة. قال أَبو عبيد: هذا باب
المبدول من الحروف والمحوّل، ثم ذكر مَدَهْته ومَدَحْته، قال الشيخ: وهذا يدل
على أَن بَدَلت متعدّ؛ قال ابن السكيت: جمع بَدِيل بَدْلى، قال: وهذا يدل
على أَن بَديلاً بمعنى مُبْدَل. وقال أَبو حاتم: سمي البدّال بدّالاً
لأَنه يبدّل بيعاً ببيع فيبيع اليوم شيئاً وغداً شيئاً آخر، قال: وهذا كله
يدل على أَن بَدَلت، بالتخفيف، جائز وأَنه متعدّ. والمبادلة مفاعلة من
بَدَلت؛ وقوله:
فلم أَكُنْ، والمالِكِ الأَجَلِّ،
أَرْضى بِخَلٍّ، بعدَها، مُبْدَلِّ
إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللام للضرورة، قال ابن سيده: وعندي أَنه
شدَّدها للوقف ثم اضطُرَّ فأَجرى الوصل مُجْرى الوقف كما قال:
ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ
واختار المالك على المَلك ليسلم الجزء من الخَبْل، وحروف البدل: الهمزة
والأَلف والياء والواو والميم والنون والتاء والهاء والطاء والدال
والجيم، وإِذا أَضفت إِليها السين واللام وأَخرجت منها الطاء والدال والجيم
كانت حروفَ الزيادةِ؛ قال ابن سيده: ولسنا نريد البدل الذي يحدث مع الإِدغام
إِنما نريد البدل في غير إِدغام. وبادَلَ الرجلَ مُبادَلة وبِدالاً:
أَعطاه مثل ما أَخَذَ منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
قال: أَبي خَوْنٌ، فقيل: لالا
اَيْسَ أَباك، فاتْبَعِ البِدَالا
والأَبدال: قوم من الصالحين بهم يُقيم اللهُ الأَرض، أَربعون في الشام
وثلاثون في سائر البلاد، لا يموت منهم أَحد إِلا قام مكانه آخر، فلذلك
سُمُّوا أَبدالاً، وواحد الأَبدال العُبَّاد بِدْل وبَدَل؛ وقال ابن دريد:
الواحد بَدِيل. وروى ابن شميل بسنده حديثاً عن علي، كرم الله وجهه، أَنه
قال: الأَبدال بالشام، والنُّجَباء بمصر، والعصائب بالعراق؛ قال ابن شميل:
الأَبدال خِيارٌ بَدَلٌ من خِيار، والعصائب عُصْبة وعصائب يجتمعون فيكون
بينهم حرب؛ قال ابن السكيت: سمي المُبَرِّزون في الصلاح أَبدالاً لأَنهم
أُبْدِلوا من السلف الصالح، قال: والأَبدال جمع بَدَل وبِدْل، وجَمْع
بَدِيل بَدْلى، والأَبدال: الأَولياء والعُبَّاد، سُموا بذلك لأَنهم كلما
مات منهم واحد أُبدل بآخر.
وبَدَّل الشيءَ: حَرَّفه. وقوله عز وجل: وما بَدَّلوا تبديلاً؛ قال
الزجاج: معناه أَنهم ماتوا على دينهم غَيْرَ مُبَدِّلين. ورجل بِدْل: كريم؛
عن كراع، والجمع أَبدال. ورجل بِدْل وبَدَل: شريف، والجمع كالجمع، وهاتان
الأَخيرتان غير خاليتين من معنى الخَلَف. وتَبَدَّل الشيءُ: تَغَيَّر؛
فأَما قول الراجز:
فبُدِّلَتْ، والدَّهْرُ ذو تبدُّلِ،
هَيْفا دَبُوراً بالصَّبا والشَّمْأَلِ
فإِنه أَراد ذو تبديل.
والبَدَل: وَجَع في اليدين والرجلين، وقيل: وجع المفاصل واليدين
والرجلين؛ بَدِل، بالكسر، يَبْدَل بَدلاً فهو بَدِلٌ إِذا وَجِع يَديه ورجليه؛
قال الشَّوْأَل بن
نُعيم أَنشده يعقوب في الأَلفاظ:
فَتَمَذَّرَتْ نفسي لذاك، ولم أَزل
بَدِلاً نَهارِيَ كُلَّه حتى الأُصُل
والبَأْدَلة: ما بين العُنُق والتَّرْقُوَة، والجمع بآدل؛ قال الشاعر:
فَتىً قُدَّ السَّيْفِ، لا مُتآزفٌ،
ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُه
وقيل: هي لحم الصدر وهي البَأْدَلة والبَهْدَلة وهي الفَهْدَة. ومَشى
البَأْدَلة إِذا مَشى مُحَرِّكاً بآدله، وهي مِن مِشْية القِصار من النساء؛
قال:
قد كان فيما بيننا مُشاهَلَه،
ثم تَوَلَّتْ، وهي تَمْشي البَادَله
أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حتى كأَن وضعها أَلف، وذلك لمكان التأْسيس.
وبَدِل: شكا بَأْدَلته على حكم الفعل المَصُوغ من أَلفاظ الأَعضاء لا على
العامّة؛ قال ابن سيده: وبذلك قَضينا على همزتها بالزيادة وهو مذهب
سيبويه في الهمزة إِذا كانت الكلمة تزيد على الثلاثة؛ وفي الصفات لأَبي عبيد:
البَأْدَلة اللَّحمية في باطن الفخذ. وقال نُصير: البَأْدَلتان بطون
الفخذين، والرَّبْلتان لحم باطن الفَخذ، والحاذان لحم ظاهِرهما حيث يقع شعر
الذَّنَب، والجاعِرتان رأْساً الفخذين حيث يُوسَم الحمار بحَلْقة،
والرَّعْثاوان والثَّنْدُوَتان يُسَمَّينَ البآدل، والثَّنْدُوَتان لَحْمتان فوق
الثديين.
وبادَوْلى وبادُولى، بالفتح والضم: موضع؛ قال الأَعشى:
حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغَمِيس فَبادَوْ
لى، وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَال
يروى بالفتح والضم جميعاً. ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السخيف: هذا
رأْي الجَدَّالين والبَدَّالين. والبَدَّال: الذي ليس له مال إِلا بقدر
مايشتري به شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بدلاً منه يسمى بَدَّالاً، والله
أَعلم.
دمج: دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً: استقام. وأَمْرٌ دُماج ودِماج:
مستقيم.
وتَدامَجوا على الشيءِ: اجْتَمَعوا.
ودامجه عليهم
(* قوله «دامجه عليهم إلخ» كذا بالأصل.) دِماجاً: جامعه.
وصُلْح دِماجٌ ودُماجٌ مُحْكَمٌ قَويٌّ. وأَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجاد
فَتْلَه؛ وقيل: أَحْكَمَ فَتْلَه في رِقَّةٍ؛ وقوله:
إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الــوِصالِ مُدْمَشُ
إِنما أَراد مُدْمَجُ، فأَبدل الشين من الجيم لمكان الرَّويِّ.
ودَمَجَتِ الماشِطَةُ الشعر دَمْجاً، وأَدْمَجَتْه: ضَفَرَتْه.
ورجل مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ: مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ؛
ونسوة مُدْمَجاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ: كالحبل المُدْمَج؛ عن ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
واللهِ لَلنَّوْمُ وبِيضٌ دُمَّجُ،
أَهْوَنُ من لَيْلِ قِلاصٍ تَمْعَجُ
(* قوله«والله للنوم إلخ» كذا بالأصل وشرح القاموس، وكتب بهامش الأصل
كذا: والله لا النوم.)
قال ابن سيده: ولم نجد لها واحداً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
يُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً على الخَنا،
وما ذاكُمو من شِيمَتي بسَبِيلِ
هو من قولك: أَدْمَجَ الحبلَ إِذا أَحكم قتله أَي يُظْهِرْنَ وصْلاً
مُحْكَمَ الظاهر فاسدَ الباطن. الليث: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، وكذلك الأَعضاءُ
مُدْمَجَة، كأَنها أُدْمِجَتْ ومُلِسَتْ كما تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ
المرأَة إِذا ضفرت ذوائبها؛ وكلُّ ضفيرة منها على حِيالِها تسمى دَمَجاً
واحداً.
وتَدامَجَ القومُ على فلان تَدامُجاً إِذا تضافروا عليه وتعاونوا. وصلح
دُماج، بالضم: مُحْكَمٌ؛ قال ذو الرمة:
وإِذ نَحْنُ أَسْبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنا
دُماجٌ قُوَاها، لم يَخُنْها وَصُولُها
أَبو عمرو: الدُّماجُ الصُّلْحُ على غير دَخَنٍ. الأَزهري في ترجمة دجم:
ودَجَمَ الرجلَ: صاحَبَهُ. ويقال: فلان مُدَاجِمٌ لفلان ومُدامِجٌ له.
والمُدامَجَةُ: مثل المُداجاةِ؛ ومنه الصلح الدُّماجُ، بالضم، وهو الذي
كأَنه في خَفاءٍ، ويقال: هو التَّامُّ المحكم. ودِماجُ الخَطِّ: مُقاربته
منه.
وكلُّ ما فُتِلَ فقد أُدْمِجَ. ومَتْنٌ مُدْمَجٌ: بَيِّنُ الدُّمُوجِ:
مُمَلَّسٌ، وهو شاذ لأَنه لا يُعرف له فعل ثلاثي غير مزيد. وأَدْمَجَ
الفرسَ: أَضْمَرَهُ. والدُّموج: الدُّخول. الجوهري: دَمَجَ الشيءُ دُموجاً
إِذا دخل في الشيءِ واستحكم فيه، وكذلك انْدَمَجَ وادَّمَجَ، بتشديد الجال،
وادْرَمَّجَ، كل هذا إِذا دخل في الشيءِ واستتر فيه. وأَدْمَجْتُ الشيءَ
إِذا لففته في ثوب. والشيءُ المُدْمَجُ: المُدْرَجُ مع ملاسته. وفي
الحديث: من شق عصا المسلمين وهم في إِسلامٍ دامجٍ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ
الإِسلام من عنقه؛ الدَّامِجُ: المجتَمِعُ. والدُّموجُ: دخول الشيءِ في الشيءِ؛
ومنه حديث زينب: أَنها كانت تكره النَّقْطَ والإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ
اليد دَمْجاً في الخِضاب أَي تعم جميع اليد؛ ومنه حديث عليّ، عليه
السلام: بل انْدَمَجْتُ على مَكنونِ علْمٍ، لو بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم
اضْطِرابَ الأَرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ البَعيدَةِ؛ أَي اجتمعتُ عليه وانطويتُ
واندرجتُ. وفي الحديث: سبحان من أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ والهَمَجة.
ودَمَج في البيت يَدْمُجُ دُمُوجاً: دخل. التهذيب: دَمَجَ عليهم ودَمَرَ
وادْرَمَّجَ وتَغَلَّى عليهم، كل بمعنى واحد. ودَمَجَ الرجلُ في بيته والظبي
في كِناسِهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ. ورجل دُمَّيْجَةٌ: متداخل، عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد:
ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ في الفِراش،
وَوَجَّابَةٍ يَحْتَمِي أَن يُجِيبا
أَبو الهيثم قال: مفعال لا تدخل فيه الهاء، قال: وقد جاءَ حرفان نادران:
المِدْماجَةُ، وهي العمامة؛ المعنى أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نعت
للعمامة.
ويقال: رجل مِجْدامَةٌ إِذا كان قاطعاً للأُمور؛ قال أَبو منصور: هذا
مأْخوذ من الجَدْمِ، وهو القطع؛ وأَنشد:
ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ في الفِراش
مأْخوذ من ادَّمَجَ في الشيءِ إِذا دخل فيه. وادَّمَجَ في الشيءِ
ادِّماجاً وانْدَمَجَ انْدِماجاً إِذا دخل فيه. ونَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَي
مُدَوَّرٌ. وليلة دامِجَةٌ: مظلمة. وليلٌ دامِجٌ أَي مظلم. ودَمَجَتِ الأَرنبُ
تَدْمُجُ دُمُوجاً في عدوها: أَسرعت، وهو سرعة تقارب قوائمها في الأَرض؛
وفي المحكم: أَسرعت وقاربت الخَطْوَ، وكذلك البعير إِذا أَسرع وقارب
خَطْوَه في المَنْحاةِ؛ أَنشد ثعلب:
يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا،
يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا
أَبو زيد: يقال هو على تلك الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ أَي الطريقة.
والمُدْمَجُ: القِدْحُ؛ وقال الحرث بن حِلِّزَة:
أَلْفَيتَنا للضَّيْفِ خَيْرَ عَِمارَةٍ،
إِلاَّ يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ
يقول: إِن لم يكن لبن أَجَلْنا القِدْحَ على الجَزُور فنحرناها للضيف.
دور: دَارَ الشيءُ يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ
وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به
وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ، ودَاوَرَهُ مُدَاوَرَةً ودِوَاراً: دَارَ معه؛ قال أَبو
ذؤيب:
حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّةٍ، بِدِوَارِ الصَّيْدِ، وَجَّاسُ
عدّى وجاس بالباء لأَنه في معنى قولك عالم به. والدهر دَوَّارُ
بالإِنسان ودَوَّارِيُّ أَي دائر به على إِضافة الشيء إِلى نفسه؛ قال ابن سيده:
هذا قول اللغويين، قال الفارسي: هو على لفظ النسب وليس بنسب، ونظيره
بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ ومن المضاعف أَعْجَمِيٌّ في معنى أَعجم. الليث:
الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالاً؛ قال العجاج:
والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ،
أَفْنَى القُرُونَ، وهو قَعْسَرِيُّ
ويقال: دَارَ دَوْرَةً واحدةً، وهي المرة الواحدة يدُورُها. قال:
والدَّوْرُ قد يكون مصدراً في الشعر ويكون دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة،
ودَوْرِ الخيل وغيره عام في الأَشياء كلها.
والدُّوَارُ والدَّوَارُ: كالدَّوَرَانِ يأْخذ في الرأْس.
ودِيَر به وعليه وأُدِيرَ به: أَخذهن الدُّوَارُ من دُوَارِ الرأْس.
وتَدْوِيرُ الشيء: جعله مُدَوَّراً. وفي الحديث: إِن الزمان قد
اسْتَدَار كهيئته يوم خلق الله السموات والأَرض. يقال: دَارَ يَدُورُ واستدار
يستدير بمعنى إِذا طاف حول الشيء وإِذا عاد إِلى الموضع الذي ابتدأَ منه؛
ومعنى الحديث أَن العرب كانوا يؤخرون المحرم إِلى صفر، وهو النسيء،
ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إِلى شهر حتى يجعلوه
في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلى زمنه المخصوص
به قبل النقل ودارت السنة كهيئتها الأُولى.
ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه: طائفة منه. ودَوَّارَةُ البطن
ودُوَّارَتُه؛ عن ثعلب: ما تَحَوَّى من أَمعاء الشاة.
والدَّائرة والدَّارَةُ، كلاهما: ما أَحاط بالشيء.
والدَّارَةُ: دَارَةُ القمر التي حوله، وهي الهَالَةُ. وكل موضع يُدَارُ
به شيء يَحْجُرُه، فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التي تتخذ في المباطخ
ونحوها ويجعل فيها الخمر؛ وأَنشد:
تَرَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ دَارَتها
فَوْضَى، وبين يديها التِّبْنُ مَنْثُورُ
قال: ومعنى البيت أَنه رأَى حَصَّاداً أَلقى سنبله بين يدي تلك الإِوز
فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب وافتضحت التبن. وفي الحديث: أَهل النار
يحترقون إِلا دارات وجوههم؛ هي جمع دارة، وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه،
أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود. ودارة الرمل: ما
استدار منه، والجمع دَارَاتٌ ودُورٌ؛ قال العجاج:
من الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ
الأَزهري: ابن الأَعرابي: الدِّيَرُ الدَّارَاتُ في الرمل. ابن
الأَعرابي: يقال دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لكل ما لم يتحرك ولم يَدُرْ، فإِذا تحرك
ودار، فهو دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ.
والدَّارَةُ: كل أَرض واسعة بين جبال، وجمعها دُورٌ ودَارَات؛ قال أَبو
حنيفة: وهي تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة؛ وقال الأَصمعي: هي
الجَوْبَةُ الواسعة تَحُفُّها الجبال، وللعرب دارات؛ قال محمد بن المكرم: وجدت هنا
في بعض الأُصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإِمام المفيد بهاء الدين محمد
ابن الشيخ محيي الدين إبراهيم بن النحاس النحوي، فسح الله في أَجله: قال
كُرَاعٌ الدارةُ هي البُهْرَةُ إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة
والدارة تكون غليظة وسهلة. قال: وهذا قول أَبي فَقْعَسٍ. وقال غيره: الدارة
كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح في الرمل، وجمعها دُورٌ كما قيل ساحة وسُوحٌ. قال
الأَصمعي: وعِدَّةٌ من العلماء، رحمهم الله تعالى دخل كلام بعضهم في كلام
بعض: فمنها دارة جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ
صُلْصُلٍ ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ ودارة الجَأْبِ ودارة الذِّئْبِ
ودارة رَهْبى ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ موضوع ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ
ودارةُ القِدَاحِ ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قُِطْقُِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ
ودارةُ الخَرْجِ ودارة وَشْحَى ودارةُ الدُّورِ، فهذه عشرون دَارَةً وعلى
أَكثرها شواهد، هذا آخر الحاشية.
والدَّيِّرَةُ من الرمل: كالدَّارةِ، والجمع دَيِّرٌ، وكذلك
التَّدْورِةُ، وأَنشد سيبويه لابن مقبل:
بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا
دَسَمُ السَّلِيطِ، يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ
ويروى:
بتنا بِدَيِّرَةٍ يضيء وجوهنا
والدَّارَةُ: رمل مستدير، وهي الدُّورَةُ، وقيل: هي الدُّورَةُ
والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ، وربما قعدوا فيها وشربوا. والتَّدْوِرَةُ.
المجلسُ؛ عن السيرافي. ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون: معالجتها. والمُدَاوَرَةُ:
المعالجة؛ قال سحيم بن وثيل:
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي،
ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ
والدَّوَّارَةُ: من أَدوات النَّقَّاشِ والنَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان
وتنفرجان لتقدير الدَّارات.
والدَّائِرَةُ في العَرُوض: هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها
على شكل الدائرة التي هي الحلقة، وهي خمس دوائر: الأُولى فيها ثلاثة
أَبواب الطويل والمديد والبسيط، والدائرة الثانية فيها بابان الوافر والكامل،
والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج والرجز والرمل، والدائرة
الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث،
والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط. والدائرة: الشَّعَرُ المستدير على
قَرْنِ الإِنسان؛ قال ابن الأَعرابي: هو موضع الذؤابة. ومن أَمثالهم: ما
اقْشَعَرَّتْ له دائرتي؛ يضرب مثلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يضرك.
ودائرة رأْس الإِنسان: الشعر الذي يستدير على القَرْنِ، يقال: اقشعرت
دائرته. ودائرة الحافر: ما أَحاط به من التبن. والدائرة: كالحلقة أَو الشيء
المستدير. والدائرة: واحدة الدوائر؛ وفي الفرس دوائر كثيرة: فدائرة
القَالِع والنَّاطِحِ وغيرهما؛ وقال أَبو عبيدة: دوائر الخيل ثماني عشرة دائرة:
يكره منها الهَقْعَةُ، وهي التي تكون في عُرضِ زَوْرِه، ودائرة
القَالِعِ، وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ، ودائرة النَّاخِسِ، وهي التي تكون تحت
الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ، ودائرةُ اللَّطَاةِ في وسط الجبهة
وليست تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا: فرس نَطِيحٌ،
وهي مكروهة وما سوى هذه الدوائر غير مكروهة.
ودَارَتْ عليه الدَّوائِرُ أَي نزلت به الدواهي. والدائرة: الهزيمة
والسوء. يقال: عليهم دائرة السوء. وفي الحديث: فيجعل الدائرة عليهم أَي
الدَّوْلَة بالغلبة والنصر. وقوله عز وجل: ويَتَرَبَّصُ بكم الدوائر؛ قيل:
الموت أَو القتل.
والدُّوَّارُ: مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش؛ أَنشد ثعلب:
فما مُغْزِلٌ أَدْماءُ نام غَزَالُها،
بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وحُلَّبِ
بأَحْسَنَ من لَيْلَى، ولا أُمُّ شَادِنٍ
غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ
والدائرة: خشية تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر.
الليث: المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون موضعاً ويكون مصدراً كالدَّوَرَانِ،
ويجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ في مَدَارِه.
ودُوَّارٌ، بالضم: صنم، وقد يفتح، وفي الأَزهري: الدَّوَّارُ صنم كانت
العرب تنصبه يجعلون موضعاً حوله يَدُورُون به، واسم ذلك الصنم والموضع
الدُّوَارُ؛ ومنه قول امرئ القيس:
فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ
عَذَارَى دُوَارٍ، في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
السرب: القطيع من البقر والظباء وغيرها، وأَراد به ههنا البقر، ونعاجه
إِناثه، شبهها في مشيها وطول أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حول صنم وعليهن
الملاء. والمذيل: الطويل المهدّب. والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ،
بالفتح، وأَما الدُّوَارُ، بالضم، فهو من دُوَارِ الرأْس، ويقال في اسم الصنم
دُوارٌ، قال: وقد تشدد فيقال دُوَّارٌ.
وقوله تعالى: نَخْشَى أَن تصيبنا دائرة؛ قال أَبو عبيدة: أَي دَوْلَةٌ،
والدوائر تَدُورُ والدَّوائل تَدولُ. ابن سيده: والدَّوَّار
والدُّوَّارُ؛ كلاهما عن كراع، من أَسماء البيت الحرام.
والدَّارُ: المحل يجمع البناء والعرصة، أُنثى؛ قال ابن جني: هي من دَارَ
يَدُورُ لكثرة حركات الناس فيها، والجمع أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ في أَدنى
العدد والإِشمام للفرق بينه وبين أَفعل من الفعل والهمز لكراهة الضمة على
الواو؛ قال الجوهري: الهمزة في أَدؤر مبدلة من واو مضمومة، قال: ولك أَن
لا تهمز، والكثير دِيارٌ مثل جبل وأَجْبُلٍ وجِبالٍ. وفي حديث زيارة
القبور: سلامٌ عليكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنين؛ سمي موضع القبور داراً تشبيهاً بدار
الأَحياء لاجتماع الموتى فيها. وفي حديث الشفاعة: فأَسْتَأْذِنُ على
رَبِّي في دَارِه؛ أَي في حضرة قدسه، وقيل: في جنته، فإِن الجنة تسمى دار
السلام، والله عز وجل هو السلام، قال ابن سيده في جمع الدار: آدُرٌ، على
القلب، قال: حكاها الفارسي عن أَبي الحسن؛ ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ
ودُورٌ ودُورَاتٌ؛ حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في قسمة السلامة.
والدَّارَةُ: لغة في الدَّارِ. التهذيب: ويقال دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ
ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ
وأَدْوِرَةٌ؛ قال: وأَما الدَّارُ فاسم جامع للعرصة والبناء والمَحَلَّةِ. وكلُّ
موضع حل به قوم، فهو دَارُهُمْ. والدنيا دَارُ الفَناء، والآخرة دَارُ
القَرار ودَارُ السَّلام. قال: وثلاث أَدْؤُرٍ، همزت لأَن الأَلف التي
كانت في الدار صارت في أَفْعُلٍ في موضع تحرّك فأُلقي عليها الصرف ولم تردّ
إِلى أَصلها.
ويقال: ما بالدار دَيَّارٌ أَي ما بها أَحد، وهو فَيْعَالٌ من دار
يَدُورُ. الجوهري: ويقال ما بها دُورِيٌّ وما بها دَيَّارٌ أَي أَحد، وهو
فَيْعَالٌ من دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ؛ قالوا: وإِذا وقعت واو بعد ياء ساكنة
قبلها فتحة قلبت ياء وأُدغمت مثل أَيَّام وقَيَّام. وما بالدّارِ
دُورِيٌّ ولا دَيَّارٌ ولا دَيُّورٌ على إِبدال الواو من الياء، أَي ما بها
أَحد، لا يستعمل إِلا في النفي، وجمع الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لو كُسِّرَ
دَواوِيرُ، صحت الواو لبعدها من الطرف؛ وفي الحديث: أَلا أُنبئكم بخير
دُورِ الأَنصار؟ دُورُ بني النَّجَّارِ ثم دُور بني عَبْدِ الأَشْهَلِ وفي
كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ؛ الدُّورُ: جمع دار، وهي المنازل المسكونة
والمَحَالُّ، وأَراد به ههنا القبائل؛ والدُّورُ ههنا: قبائل اجتمعت كل
قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دَاراً وسمي ساكنوها بها مجازاً على
حذف المضاف، أَي أَهل الدُّورِ. وفي حديث آخر: ما بقيتْ دَارٌ إِلاَّ
بُنِيَ فيها مسجد؛ أَي ما بقيت قبيلة. وأَما قوله، عليه السلام: وهل ترك لنا
عَقِيلٌ من دار؟ فإِنما يريد به المنزل لا القبيلة. الجوهري: الدار مؤنثة
وإِنما قال تعالى: ولنعم دار المتقين؛ فذكَّر على معنى المَثْوَى
والموضع، كما قال عز وجل: نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً، فأَنث على
المعنى. والدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ؛ وفي حديث أَبي هريرة:
يا لَيْلَةً من طُولها وعَنَائِها،
على أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
ويقال للدَّارِ: دَارَة. وقال ابن الزِّبَعْرَى: وفي الصحاح قال أُمية
بن أَبي الصلت يمدح عبدالله بن جُدْعان:
لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ،
وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنادِي
والمُدَارَات: أُزُرٌ فيها دَارَاتٌ شَتَّى؛ وقال الشاعر:
وذُو مُدَارَاتٍ على حَصِير
والدَّائِرَةُ: التي تحت الأَنف يقال لها دَوَّارَةٌ ودَائِرَةٌ
ودِيرَةٌ. والدَّارُ: البلد. حكى سيبويه: هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث البلد
على معنى الدار. والدار: اسم لمدينة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه
وسلم. وفي التنزيل العزيز: والذين تَبَوَّأُوا الدَّارَ والإِيمان.
والدَّارِيُّ: اللازِمُ لداره لا يبرح ولا يطلب معاشاً.
وفي الصحاح: الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ، سمي بذلك لأَنه مقيم في داره
فنسب إِليها؛ قال:
لَبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الدَّارِيُّون،
ذَوُو الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون،
سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا ما يُبْلُون
يقول: هم أَرباب الأَموال واهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعي الذي
ليس بمالك لها. وبَعِيرٌ دَارِيٌّ: متخلف عن الإِبل في مَبْرَكِه، وكذلك
الشاة والدَّارِيُّ: المَلاَّحُ الذي يلي الشِّرَاعَ.
وأَدَارَهُ عن الأَمر وعليه ودَاوَرَهُ: لاوَصَهُ.
ويقال: أَدَرْتُ فلاناً على الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه،
وأَدَرْتُهُ عن الأَمر إِذا طلبت منه تركه؛ ومنه قوله:
يُديرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ،
وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالِمُ
وفي حديث الإِسراء: قال له موسى، عليه السلام: لقد دَاوَرْتُ بني
إِسرائيل على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا؛ هو فاعَلْتُ من دَارَ بالشيء يَدُورُ
به إِذا طاف حوله، ويروى: رَاوَدْتُ. الجوهري: والمُدَارَةُ جِلْدٌ
يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها؛ قال الراجز:
لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ
إِلاَّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ
يقول: لا يمكن أَن يستقى من الماء القليل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف
قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء وإِن كان قليلاً فتمتلئ منه؛ ويقال: هي من
المُدَارَاةِ في الأُمور، فمن قال هذا فإِنه ينصب التاء في موضع الكسر،
أَي بمداراة الدلاء، ويقول لا يستقى على ما لم يسمَّ فاعله. ودَارٌ: موضع؛
قال ابن مقبل:
عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ، وكانَ بها
هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ
وابنُ دَارَةَ: رجل من فُرْسَانِ العرب؛ وفي المثل:
محا السَّيْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا
والدَّارِيُّ: العَطَّارُ، يقال: أَنه نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ
بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يحمل إِليها مِسْكٌ من ناحية الهند؛ وقال
الجعدي:
أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دَا
رِينَ، وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ
وفي الحديث: مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لم
يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ريحه؛ قال الشاعر:
إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍ
من المِسْكِ، رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْري
والدَّارِيُّ، بتشديد الياء: العَطَّارُ، قالوا: لأَنه نسب إِلى
دَارِينَ، وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب؛ ومنه كلام عليّ، كرّم الله وجهه:
كأَنه قِلْعٌ دَارِيُّ أَي شِراعٌ منسوب إِلى هذا الموضع البحري؛
الجوهري: وقول زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ:
فلا تُكْثِرَا فيه المَلامَةَ، إِنَّهُ
مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا
قال ابن بري: الشعر للكُمَيت بن مَعْرُوف، وقال ابن الأَعرابي: هو
للكميت بن ثعلبة الأَكبر؛ قال: وصدره:
فلا تُكْثِرُوا فيه الضَّجَاجَ، فإِنه
مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا
والهاء في قوله فيه تعود على العقل في البيت الذي قبله، وهو:
خُذُوا العَقْلَ، إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم،
وكُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ فَأَرْتَعَا
قال: وسبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ وذكر في هجائه
زُمَيْلَ بن أُم دينار الفَزَارِيَّ فقال:
أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لن أُصالِحَها،
حتى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ
ثم إِن زميلاً لقي سالم بن دارة في طريق المدينة فقتله وقال:
أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ،
ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ
ويروى: وكاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ.
وبعده:
ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ البَكَارَهْ
جمع بَكْرٍ. قال: يعقل المقتول بَكارَةً.
ومَسَانّ وعبدُ الدَّار: بطنٌ من قريش النسب إِليهم عَبْدَرِيٌّ؛ قال
سيبويه: وهو من الإِضافة التي أُخذ فيها من لفظ الأَول والثاني كما أُدخلت
في السَّبَطْر حروفُ السَّبِطِ؛ قال أَبو الحسن: كأَنهم صاغوا من عَبْدِ
الدَّارِ اسماً على صيغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِليه.
ودارِين: موضع تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك
فنسبوا المسك إِليه، وسأَل كسرى عن دارين: متى كانت؟ فلم يجد أَحداً يخبره
عنها إِلا أَنهم قالوا: هي عَتِيقَةٌ بالفارسية فسميت بها.
ودَارَانُ: موضع؛ قال سيبويه: إِنما اعتلَّت الواو فيه لأَنهم جعلوا
الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاًّ كاعتلاله ولا زيادة
فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلانُ ودَارَاءُ: موضع؛
قال:لَعَمْرُكَ ما مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا
بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ
ودَارَةُ: من أَسماء الداهية، معرفة لا ينصرف؛ عن كراع، قال:
يَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن تَدُورَا
ودَارَةُ الدُّور: موضع، وأُراهم إِنما بالغوا بها، كما تقول: رَمْلَةُ
الرِّمالِ.
ودُرْنَى: اسم موضع، سمي على هذا بالجملة، وهي فُعْلى.
ودَيْرُ النصارى: أَصله الواو، والجمع أَدْيارٌ.
والدَّيْرَانِيُّ: صاحب الدَّيْرِ. وقال ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا
رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّيْرِ.