(يونانية) علم الهندسة (مخطوطة الاسكوريال 535).
(يونانية) علم الهندسة (مخطوطة الاسكوريال 535).
وجم: الــوُجومُ: السكوتُ على غَيْظٍ، أَبو عبيد: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى
يُمْسِك عن الطعام
(* قوله «عن الطعام» في التهذيب: عن الكلام). فهو
الواجمُ، والواجمُ: الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام. يقال: ما
لي أَراكَ واجِماً؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه لَقِيَ
طَلْحةَ فقال: ما لي أَراك واجِماً؟ أَي مُهْتَمّاً. والواجمُ: الذي
أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ، وقيل: الــوُجومُ الحُزْنُ. ويقال: لم
أَجِمْ
عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً. والواجِمُ والوَجِمُ: العَبوسُ
المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن، وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُومــاً وأَجَمَ على
البدل؛ حكاها سيبويه. ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجومــاً: كرِهَه. ووَجَم
الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، يمانية. ورجلٌ وَجَمٌ: رديءٌ. وأَوْجَمُ الرملِ:
مُعْظمُه؛ قال رؤبة:
والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه
ووَجْمةُ: اسمُ موضع؛ قال كثيِّر:
أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ
إِلى وَجْمةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها
ابن الأَعرابي: الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم. ابن شميل: الوَجَمُ
حجارةٌ
(* قوله «الوجم حجارة» هو بالفتح والتحريك). مركومةٌ بعضُها فوق بعض
على رؤوس القُورِ والأِكام، وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ،
قال: وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة، لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ
رجل لم يُحَرِّكوه، وهي أَيضاً من صَنْعة عاد، وأَصلُ
الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد، والجماعة الــوُجوم؛ قال رؤبة:
وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ،
أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ
الجوهري: والوجَمُ، بالتحريك، واحد الأَوْجامِ، وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ
يُهْتَدى بها في الصَّحارَى. ابن الأَعرابي: بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ،
والأَوْجامُ: البيوتُ وهي العِظامُ منها؛ قال رؤبة:
لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ،
وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ
قال: والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، ويُجمع أَوْجاماً؛ وقال رؤبة:
كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا
ويومٌ وَجِيمٌ أَي
شديدُ الحرِّ، وهو بالحاء أَيضاً، ويقال: يكون ذلك وَجَمة أَي
مَسَبَّةً. والوَجْمةُ مثل الوَجْبة: وهي الأَكْلة الواحدة.
وثم: التهذيب: الفراء: الوَثْمُ الضَّرْبُ، وفي الصحاح: الدّقُّ
والكَسرُ. والمَطرُ يَثِمُ الأَرض وَثْماً: يَضْرِبُها؛ قال طرفة:
جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها،
لِرَبيعٍ، دِيمة تَثِمُهْ
فأَما قوله:
فسقَى بلادَك، غيرَ مُفْسِدِها،
صَوبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم
فإِنه على إِرادة التعدِّي، أَرادَ تَثِمُها فحذف، ومعناه أَي تؤثّر في
الأَرض. وَوَثَمَت الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً ووِئاماً: أَدْمَتْه. وقال
المزني: وَجَدْتُ كَلأً كَثِيفاً وَثِيمةً؛ قال: الوَثِيمةُ جماعةٌ من
الحَشِيش أَو الطعامِ. يقال: ثِمْ لها أَي اجْمَعْ لها. والوَثِيمُ:
المُكتنزُ اللحمِ، وقد وَثُمِ يَوْثُم وثَامةً. ويقال: وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ
بحافِره يَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها. ووَثَمَ الشيءَ وَثْماً: كسَره
ودَقَّه. وفي الحديث: أَنه كان لا يَثِمُ
التَّكْبيرَ أَي لا يكسِره بل يأْتي به تامّاً.
والوَثْمُ الكسرُ والدَّقُّ أَي يُتِمُّ لَفْظه على جهة التعظيم مع
مُطابَقةِ اللِّسانِ والقلبِ. ووَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً
وثِمَةً: رَجَمَها ودَقَّها، وكذلك وَثْمُ الحجارة. والمُواثَمَةُ في
العَدْوِ: والمُضابَرةُ كأَنه يرمي بنفسه؛ وأَنشد:
وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُواثِمُ
وَوثَمَ يَثِمُ أَي عَدا. وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديدُ الوطءِ، وكأَنه يَثِمُ
الأَرضَ أَي يَدُقُّها؛ قال عنترة:
خَطَّارة، غِبَّ السُّرى، زَيَّافةٌ،
تَطِسُ الإِكامَ بكلّ خُفٍّ مِيثَمِ
ابن السكيت: الوَثِيمةُ الجماعةُ من الحشيش أَو الطعامِ. وقولهم: لا
والذي أَخرجَ النارَ
من الوَثيمةِ أَي من الصخرة. والوَثيمةُ: الحجرُ، وقيل: الحجر المكسور.
وحكى ثعلب: أَنه سمع رجلاً يَحْلِف لرجل وهو يقول: والذي أَخْرج العَذْقَ
من الجَرِيمةِ والنارَ من الوَثيمةِ؛ والجَريمةُ: النواة؛ وقال ابن
خالويه: الجَريمةُ التَّمْرةُ لأَنها مجرومة من النخل فسَمَّى النَّواةَ
جَريمةً باسم سبَبِها لأَن النَّواةَ، الجَريمة، والوَثيمةُ: حجرُ
القَدَّاحة، قال وذكر ابن سيده قال: الوَثيمةُ الحجارةُ، يكون في معنى فاعِلةٍ
لأَنها تَثِمُ، وفي معنى مفعولة لأَنها تُوثَم. وذكر محمد بن السائب الكلبي:
أَنَّ أَوْسَ بن حارثة عاشَ دَهْراً وليس له ولدٌ إِلا مالِك، وكان
لأَخيه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد: عُمر وعَوْفٌ وجُشَمٌ والحرث وكعْب، فلما حضره
الموتُ قال له قومُه: قد كنا نأْمرُك بالتزويج في شبابك حتى حضرك الموت،
فقال أَوْسٌ: لم يَهْلِكْ هالِك، مَن ترَك مالِك، وإِن كان الخَزْرَجُّ
ذا عدد، وليس لِمالكٍ، وَلَد، فلعلَّ الذي استخرج النخلة من الجريمة،
والنارَ من الوَثِيمة، أَن يجعلَ لمالكٍ نَسْلاً، ورجالاً بُسْلاً.
وجم: الــوُجومُ: السكوتُ على غَيْظٍ، أَبو عبيد: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى
يُمْسِك عن الطعام
(* قوله «عن الطعام» في التهذيب: عن الكلام). فهو
الواجمُ، والواجمُ: الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام. يقال: ما
لي أَراكَ واجِماً؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه لَقِيَ
طَلْحةَ فقال: ما لي أَراك واجِماً؟ أَي مُهْتَمّاً. والواجمُ: الذي
أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ، وقيل: الــوُجومُ الحُزْنُ. ويقال: لم
أَجِمْ
عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً. والواجِمُ والوَجِمُ: العَبوسُ
المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن، وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُومــاً وأَجَمَ على
البدل؛ حكاها سيبويه. ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجومــاً: كرِهَه. ووَجَم
الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، يمانية. ورجلٌ وَجَمٌ: رديءٌ. وأَوْجَمُ الرملِ:
مُعْظمُه؛ قال رؤبة:
والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه
ووَجْمةُ: اسمُ موضع؛ قال كثيِّر:
أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ
إِلى وَجْمةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها
ابن الأَعرابي: الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم. ابن شميل: الوَجَمُ
حجارةٌ
(* قوله «الوجم حجارة» هو بالفتح والتحريك). مركومةٌ بعضُها فوق بعض
على رؤوس القُورِ والأِكام، وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ،
قال: وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة، لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ
رجل لم يُحَرِّكوه، وهي أَيضاً من صَنْعة عاد، وأَصلُ
الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد، والجماعة الــوُجوم؛ قال رؤبة:
وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ،
أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ
الجوهري: والوجَمُ، بالتحريك، واحد الأَوْجامِ، وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ
يُهْتَدى بها في الصَّحارَى. ابن الأَعرابي: بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ،
والأَوْجامُ: البيوتُ وهي العِظامُ منها؛ قال رؤبة:
لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ،
وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ
قال: والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، ويُجمع أَوْجاماً؛ وقال رؤبة:
كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا
ويومٌ وَجِيمٌ أَي
شديدُ الحرِّ، وهو بالحاء أَيضاً، ويقال: يكون ذلك وَجَمة أَي
مَسَبَّةً. والوَجْمةُ مثل الوَجْبة: وهي الأَكْلة الواحدة.
جوم: الجَوْمُ: الرِّعاءُ يكون أَمرهم واحداً. الليث: الجَوْمُ كأَنها
فارسية، وهم الرُّعاةُ أَمرهم وكلامهم ومجلسهم واحد.
والجَامُ: إِناء من فضة، عربي صحيح؛ قال ابن سيده: وإِما قضينا بأَنَّ
أَلفها واو لأَنها عين. ابن الأَعرابي: الجَامُ الفَاثُور من اللُّجَيْن
ويُجْمَع على أَجْؤُمٍ. قال: وجامَ يَجُومُ مثل حامَ يَحُوم حَوْماً إِذا
طلب شيئاً خيراً أَو شرّاً. ابن الأَعرابي: جمعُ الجَامِ جامات، ومنهم من
يقول جُومٌ. ابن بري: الجَامُ جمع جامَة، وجمعها جاماتٌ، وتصغيرها
جُوَيْمة، قال: وهي مؤنثة أَعني الجام.
نشط: النَّشاطُ: ضدّ الكَسَلِ يكون ذلك في الإِنسان والدابة، نَشِطَ
نَشاطاً ونَشِطَ إِليه، فهو نَشِيط ونَشَّطَه هو وأَنْشطه؛ الأَخيرة عن
يعقوب. الليث: نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً، فهو نَشِيط طيّب النفْس
للعمل، والنعت ناشِطٌ، وتَنَشَّط لأَمر كذا. وفي حديث عُبادَة: بايَعْتُ رسول
اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المَنْشَطِ والمَكْره؛ المَنْشَطُ
مَفْعَل من النَّشاط وهو الأَمر الذي تنْشَط له وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فعله
وهو مصدر بمعنى النشاط. ورجل نَشِيط ومُنْشِطٌ: نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه.
ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كانت له دابة يركبها، فإِذا سَئِم الركوب نزل
عنها. ورجل مُنْتَشِطٌ من الانْتِشاطِ إِذا نزل عن دابَّته من طُولِ
الرُّكوب، ولا يقال ذلك للراجل. وأَنْشَطَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم نَشِيطةً.
ونَشِطَ الدَّابةُ: سَمِنَ. وأَنْشَطه الكَلأُ: أَسْمَنه. ويقال: سَمِنَ
بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه، وكلاهما من أُنْشُوطةِ
العُقْدةِ. ونشَط من المكان يَنْشِطُ: خرج، وكذلك إِذا قطع من بلد إِلى
بلد.
والناشِطُ: الثَّوْر الوحْشِيّ الذي يخرج من بلد إِلى بلد أَو من أَرض
إِلى أَرض؛ قال أُسامة الهُذلي:
وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه،
وطَغْياً معَ اللَّهِقِ الناشِطِ
وكذلك الحِمارُ؛ وقال ذو الرمة:
أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه،
مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ
(* قوله «هاد» كذا بالأصل والصحاح، وتقدم في نمش عاد بالعين المهملة.)
ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً: مضت على هُدّى أَو غير هدى. ويقال
للناقة: حَسُنَ ما نَشَطَتِ السيرَ يعني سَدْوَ يديها في سيرها. الليث:
طريق ناشِطٌ يَنْشِط من الطريق الأَعظم يَمنة ويَسْرة. ويقال: نَشَط بهم
الطريقُ. والناشِطُ في قول الطرماح: الطريق. ونشَط الطريقُ ينشِط: خرج من
الطريق الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة؛ قال حميد:
مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ
(* قوله «معتزماً إلخ» كذا في الأَصل والأَساس أَيضاً إِلا أَنه معدى
باللام.)
وكذلك النواشِطُ من المَسايل.
والأُنْشُوطةُ: عُقْدة يَسْهُل انحلالها مثل عقدة التِّكة. يقال: ما
عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي ما مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ، وقيل: الأُنْشوطةُ عقدةٌ
تَمدُّ بأَحدِ طرفيها فتَنحل، والمُؤَرَّبُ الذي لا ينحل إِذا مُدَّ حتى
يُحَلّ حلاًّ. وقد نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها: عقَدها
وشدَّها، وأَنْشَطها حلَّها. ونشَطْت العَقْد إِذا عقدته بأُنشوطة.
وأَنشطَ البعير: حَلَّ أُنشوطته. وأَنشطَ العِقال: مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ.
وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حتى ينحَل. ونشَطت الحبل أَنْشُطه نشْطاً:
ربطْتُه، وإِذا حللْتَه فقد أَنشَطْتَه، ونشَطه بالنِّشاط أَي عقده. ويقال
للآخِذ بسُرعة في أَيّ عمل كان، وللمريض إِذا بَرأَ، وللمَغْشِيّ عليه
إِذا أَفاق، وللمُرْسَل في أَمر يُسرع فيه عزِيمتَه: كأَنما أُنْشِط من
عِقال، ونَشِط أَي حُلَّ. وفي حديث السِّحر: فكأَنما أُنْشِط من عِقال أَي
حُلّ. قال ابن الأَثير: وكثيراً ما يجيء في الرواية كأَنما نَشِط من
عقال، وليس بصحيح. ونَشَطَ الدَّلْوَ من البئر يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً:
نَزَعها وجذَبَها من البئر صُعُداً بغير قامة، وهي البَكْرة، فإِذا كان
بقامة فهو المَتْح.
وبئر أَنْشاط وإِنشاط: لا تخرجُ منها الدلو حتى تُنْشَطَ كثيراً. وقال
الأَصمعي: بئر أَنشاط قريبة القعر، وهي التي تَخرج الدلُو منها بجَذْبة
واحدة. وبئر نَشُوط: وهي التي لا تَخرج الدلو منها حتى تُنْشَط كثيراً. قال
ابن بري: في الغريب لأَبي عبيد بئر إِنشاط، بالكسر، قال: وهو في الجمهرة
بالفتح لا غير.
وفي حديث عوف بن مالك: رأَيت كأَنَّ سبَباً من السماء دُلِّي فانْتُشِطَ
النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، ثم أُعِيد فانتُشِط أَبو بكر، رضي اللّه
عنه، أَي جُذِب إِلى السماء ورفع إِليها؛ ومنه حديث أُمّ سَلمة: دخل
علينا عَمَّار، رضي اللّه عنهما، وكان أَخاها من الرّضاعة فنَشَط زينبَ من
حَجْرها، ويروى: فانتشط. ونَشَطَه في جنبه ينْشُطه نشْطاً: طعَنَه، وقيل:
النشْطُ الطعْنُ، أَيّاً كان من الجسد ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه
وتنْشُطُه نشطاً وأَنْشَطتْه: لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها. وفي حديث أَبي
المِنهال وذكرَ حَيَّات النار وعَقارِبَها فقال: وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسْباً،
وفي رواية: أَنْشأْنَ به نَشطاً أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس، وأَنْشأْن
بمعنى طَفِقْن وأَخذْن. ونَشَطَتْه شَعُوبُ نشطاً، مثَلٌ بذلك. وانتشطَ
الشيءَ: اختَلَسه. قال شمر: انتشط المالُ المَرْعَى والكلأَ انتزعه
بالأَسنان كالاختلاس. ويقال: نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انتزعت.
والنَّشيطةُ: ما يغنَمُه الغُزاة في الطريق قبل البلوغ إِلى موضع الذي
قصدوه. ابن سيده: النَّشِيطة من الغنيمة ما أَصاب الرئيسُ في الطريق قبل
أَن يصير إِلى بَيْضةِ القوم؛ قال عبد اللّه بن عَنَمة الضَّبِّي:
لَكَ المِرْباعُ منها والصّفايَا،
وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ
يخاطب بِسْطامَ بن قَيْس. والمِرْباعُ: ربع الغنيمة يكون لرئيس القوم في
الجاهلية دون أَصحابه، وله أَيضاً الصفايا جمع صَفِيّ، وهو يَطْطَفِيه
لنفسه مثل السيف والفرس والجارية قبل القسمة مع الربع الذي له. واصْطَفَى
رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، سيفَ مُنَبِّه بن الحجَّاج من بني
سَهْم بن عمرو بن هُصَيْصِ بن كَعب بن لُؤَي ذا الفَقارِ يوم بَدْر،
واصطفى جُوَيْرية بنت الحرث من بني المُصْطَلِق من خُواعةَ يوم المُرَيْسِيع،
جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها، واصْطَفَى صَفِيَّةَ بنت حُيَيّ ففعل
بها مثل ذلك، وللرئيس أَيضاً النَّشِيطةُ مع الربع والصَّفيِّ، وهو ما
انْتُشِط من الغنائم ولم يُوجِفوا عليه بخيل ولا رِكاب. وكانت للنبي، صلّى
اللّه عليه وسلّم، خاصَّة وكان للرئيس أَيضاً الفُضُولُ مع الربعِ والصفيِّ
والنشِيطة، وهو ما فَضَل من القِسْمةِ مما لا تصح قِسمتُه على عدَد
الغُزاةِ كالبعير والفرس ونحوهما، وذهبت الفُضول في الإِسلام. والنشِيطةُ من
الإِبل: التي تُؤْخَذ فتُساق من غير أَن يُعْمَد لها؛ وقد انْتَشطوه.
والنَّشُوط: كلام عراقي وهو سَمك يُمْقَر في ماء ومِلح. وانْتَشَطْتُ
السمكةَ: قَشَرْتُها. والنَّشُوطُ: ضرب من السمك وليس بالشَّبُّوطِ.
وقال أَبو عبيد في قوله عزَّ وجل: والنَّاشِطاتِ نَشْطاً، قال: هي
النجوم تَطْلُع ثم تَغِيب، وقيل: يعني النجوم تَنْشِط من بُرْج إِلى برج
كالثور الناشط من بلد إِلى بلد، وقال ابن مسعود وابن عباس: إِنها الملائكة،
وقال الفراء: هي الملائكة تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، وقال الزجاج: هي
الملائكة تنشِط الأَرْواحَ نشطاً أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كما تنزِع
الدَّلْوَ من البئر. ونَشَّطْتُ الإِبل تنشيطاً إِذا كانت ممنوعة من المَرْعى
فأَرسلْتها تَرْعى، وقالوا: أَصلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ وقال أَبو
النجم:
نَشَّطَها ذُو لِمّة لم تَقْمَلِ،
صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّعَزُّلِ
أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعدما شربت.
ابن الأَعرابي: النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال في وقت نَكْثها لتُضْفَر
ثانية. وتَنَشَّطت الناقةُ في سيرها: وذلك إِذا شدّت. وتنشَّطت الناقةُ
الأَرضَ: قطعَتْها؛ قال:
تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ
يقول: تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يديها في سيرها. والمِغْلاةُ: البعيدةُ
الخَطْو. والوهَقُ: المُباراةُ في السير. قال الأَخفش: الحِمارُ يَنْشِطُ
من بَلد إِلى بلد، والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ وقال هِمْيانُ:
أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطا:
الشامَ بي طَوْراً، وطَوْراً واسِطا
ونَشِيطٌ: اسم. وقولهم: لا حتى يرجِعَ نَشِيطٌ من مَرْو، هو اسم رجل
بَنى لزِياد داراً بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قبل إِتمامها، فكان زياد
كلما قيل له: تَمِّم دارك، يقول: لا حتى يرجع نشيط من مرو، فلم يَرجع فصار
مثلاً.
نوم: النّوْم: معروف. ابن سيده: النَّوْمُ النُّعاسُ. نامَ يَنامُ
نَوْماً ونِياماً؛ عن سيبويه، والاسمُ النِّيمةُ، وهو نائمٌ إذا رَقَدَ. وفي
الحديث: أَنه قال فيما يَحْكي عن ربِّه أَنْزَلْتُ عليكَ كتاباً لا
يَغْسِلُه الماءُ تَقْرَؤُه نائماً ويَقْظانَ أي تَقرؤه حِفْظاً في كل حال عن
قلبك أي في حالتي النوم واليقظة؛ أراد أنه لا يُمْحى أَبداً بل هو محفوظ
في صدور الذين أُوتوا العِلْمَ، لا يأَْتِيه الباطلُ من بين يديه، ولا من
خَلْفِه، وكانت الكتُبُ المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً، وإنما يُعْتَمَد في
حِفْظِها على الصُّحُف، بخِلافِ القرآن فإنَّ حُفّاظَه أَضْعافُ صُحُفِه،
وقيل: أَراد تقرؤه في يُسْرٍ وسُهولة. وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَيْن:
صَلِّ قائماً، فإن لم تَسْتَطِعْ فقاعِداً، فإن لم تَسْتَطِعْ فنائماً؛
أَراد به الاضْطِجاعَ، ويدل عليه الحديث الآُخر: فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ،
وقيل: نائماً تصحيف، وإنماً أَراد فإيماءً أَي بالإشارة كالصلاة عند
التحام القتال وعلى ظهر الدابة. وفي حديثه الآخر: من صلى نائماً فله نِصْفُ
أَجْرِ القاعد؛ قال ابن الأَثير: قال الخطابي لا أَعلم أَني سمعت صلاةَ
النائم إلا في هذا الحديث، قال: ولا أَحفظ عن أحدٍ من أَهل العلم أَنه
رَخَّصَ في صلاةِ التطوع نائماً كما رَخَّص فيها قاعداً، قال: فإن صحت هذه
الرواية ولم يكن أَحد الرُّواةِ أَدْرَجَه في الحديث وقاسَه على صلاةِ
القاعِد وصلاةِ المريضِ إذا لم يَقْدِرْ على القُعودِ، فتكون صلاةُ المتطوِّع
القادرِ نائماً جائزةً، والله أَعلم، هكذا قال في مَعالم السُّنن، قال:
وعاد قال في أَعلام السُّنَّة: كنتُ تأَوْلت الحديثَ في كتاب المَعالم
على أن المراد به صلاةُ التطوع، إلا أن قوله نائماً يُفْسِد هذا التأْويل
لأن المُضطجع لا يصَلي التطوُّعَ كما يصلي القاعدُ، قال: فرأَيت الآنَ أن
المراد به المريضُ المُفْتَرِضُ الذي يمكنه أن يَتحامَلَ فيقعُد مع
مَشَقَّة، فجعَل أَجْرَه ضِعْفَ أَجْرهِ إذا صلَّى نائماً ترغيباً له في
القعود مع جواز صلاته نائماً، وكذلك جعل صلاتَه إذا تحامَل وقامَ مع مشقةٍ
ضِعْفَ صلاتِه إذا صلى قاعداً مع الجواز؛ وقوله:
تاللهِ ما زيدٌ بنام صاحبُه،
ولا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُهْ
قيل: إن نامَ صاحبُه علمٌ اسم رجل، وإذا كان كذلك جَرى مَجْرى بَني شابَ
قَرناها؛ فإن قلت: فإن قوله:
ولا مخالط الليان جانبه
ليس علماً وإنما هو صفة وهو معطوف على نامَ صاحبهُ، فيجب أَن يكون قوله
نامَ صاحبُه صفةً أَيضاً؛ قيل: قد تكون في الجُمَل إذا سُمِّيَ بها معاني
الأَفعال؛ ألا ترى أن قوله:
شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ
هو اسم عَلم وفيه مع ذلك معنى الذمّ؟ وإذا كان ذلك جاز أن يكون قوله:
ولا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبهُ
معطوفاً على ما في قوله نام صاحبه من معنى الفعل. وما له نِيمةُ ليلةٍ؛
عن اللحياني، قال ابن سيده: أُراه يعني ما يُنام عليه ليلةً واحدة. ورجلٌ
نائمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمةٌ ونُوَمٌ؛ الأَخيرة عن سيبويه، من قومٍ نِيامً
ونُوَّمٍ، على الأَصل، ونُيَّمٍ، على اللفظ، قلبوا الواو ياءً لقربها من
الطرَف، ونِيَّم، عن سيبويه، كسروا لِمكان الياء، ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ،
الأَخيرة نادرة لبعدها من الطرف؛ قال:
ألا طَرَقَتْنا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ،
فما أَرَّقَ النُّيَّامَ إلا سَلامُها
قال ابن سيده: كذا سمع من أبي الغمر. ونَوْم: اسم للجمع عند سيبويه،
وجمعٌ عند غيره، وقد يكون النَّوْم للواحد. وفي حديث عبد الله بن جعفر: قال
للحسين ورأَى ناقته قائمةً على زِمامِها بالعَرْج وكان مريضاً: أَيها
النوْمُ أَيها النوْمُ فظن أَنه نائم فإذا هو مُثْبَتٌ وَجعاً، أَراد أيها
النائم فوضَع المصدرَ موضعَه، كما يقال رجل صَوْمٌ أي صائم. التهذيب: رجل
نَوْمٌ وقومٌ نَوْمٌ وامرأَة نَوْمٌ ورجل نَوْمانُ كثيرُ النوْم.
ورجل نُوَمَةٌ، بالتحريك: يَنامُ كثيراً. ورجل نُوَمةٌ إذا كان خامِلَ
الذِّكْر. وفي الحديث حديث عليّ، كرَّم الله وجهه: أَنه ذكر آخرَ الزمان
والفِتَنَ ثم قال: إنما يَنْجو من شرّ ذلك الزمان كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ
أُولئك مصابيحُ العُلماء؛ قال أَبو عبيد: النُّوَمة، بوزن الهُمَزة، الخاملُ
الذِّكْرِ الغامض في الناس الذي لا يَعْرِفُ الشَّرَّ ولا أَهلَه ولا
يُؤْبَهُ له. وعن ابن عباس أَنه قال لعليّ: ما النُّوَمَةُ؟ فقال: الذي
يَسْكُت في الفتنة فلا يَبْدوا منه شيء، وقال ابن المبارَك: هو الغافلُ عن
الشرِّ، وقيل: هو العاجزُ عن الأُمور، وقيل: هو الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ
في الناس. ويقال للذي لا يُؤْبَهُ له نُومةٌ، بالتسكين. وقوله في حديث
سلمة: فنَوَّموا، هو مبالغة في نامُوا. وامرأَة نائمةٌ من نِسْوة نُوَّمٍ،
عند سيبويه؛ قال ابن سيده: وأَكثرُ هذا الجمع في فاعِلٍ دون فاعلةٍ.
وامرأَة نَؤُومُ الضُّحى: نائمتُها، قال: وإنما حقيقتُه نائمةٌ بالضُّحى أو
في الضحى. واسْتَنام وتَناوَم: طلب النَّوْم. واسْتنامَ الرجلُ: بمعنى
تَناوَم شهوة للنوم؛ وأَنشد للعجاج:
إذا اسْتنامَ راعَه النَّجِيُّ
واسْتنامَ أَيضاً إذا سَكَن. ويقال: أَخذه نُوامٌ، وهو مثلُ السُّبات
يكون من داءٍ به. ونامَ الرجلُ إذا تواضَع لله. وإنه لَحَسنُ النِّيمةِ أي
النَّوْم. والمَنامُ والمَنامةُ: موضع النوم؛ الأَخيرة عن اللحياني. وفي
التنزيل العزيز: إذ يُرِيكَهم الله في مَنامِك قليلاً؛ وقيل: هو هنا
العَينُ لأَن النَّوْم هنالك يكون، وقال الليث: أي في عينِك؛ وقال الزجاج:
روي عن الحسن أَن معناها في عينك التي تَنامُ بها، قال: وكثير من أهل النحو
ذهبوا إلى هذا، ومعناه عندهم إذْ يُرِيكَهم اللهُ في موضع منامك أي في
عينِك، ثم حذف الموضعَ وأَقام المَنامَ مُقامَه، قال: وهذا مذهبٌ حسن،
ولكن قد جاء في التفسير أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رآهم في النوم قليلاً
وقَصَّ الرُّؤْيا على أِصحابه فقالوا صَدَقتْ رؤْياك يا رسول الله، قال:
وهذا المذهبُ أَسْوَغ في العربية لأَنه قد جاء: وإِذ يُريكُموهم إِذ
الْتَقَيْتم في أَعْيُنِكم قليلاً ويُقَلِّلُكم في أَعْيُنِهم؛ فدل بها
أَنَّ هذه رؤْية الالتقاء وأَن تلك رؤْية النَّوْم. الجوهري: تقول نِمْت،
وأََصله نَوِمْت بكسر الواو، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلتْ
حركتُها إِلى ما قبلها، وكان حقُّ النون أَن تُضَمَّ لتَدُلَّ على الواو
الساقطة كما ضَمَمْت القاف في قلت، إِلا أَنهم كسروها فَرْقاً بين المضموم
والمفتوح؛ قال ابن بري: قوله وكانَ حَقُّ النون أَن تُضَمَّ لتدلَّ على
الواو الساقطة وهَمٌ، لأَن المُراعى إِنما هو حركة الواو التي هي الكسرةُ
دون الواو بمنزلة خِفْت، وأَصله خَوِفْت فنُقِلت حركة الواو، وهي الكسرة،
إِلى الخاء، وحُذفت الواو لالتقاء الساكنين، فأَما قُلت فإِنما ضُمَّت
القاف أَيضاً لحركة الواو، وهي الضمة، وكان الأَصل فيها قَوَلْت، نُقِلتْ
إِلى قوُلت، ثم نقِلت الضمة إلى القاف وحُذِفَت الواو لالتقاء الساكنين،
قال الجوهري: وأَما كِلْتُ فإِنما كسروها لتدل على الياء الساقطة، قال ابن
بري: وهذا وَهَمٌ أَىضاً وإِنما كسروها للكسرة التي على الياء أَيضاً، لا
للياء، وأَصلها كَيِلْت مُغَيَّرة عن كَيَلْتُ، وذلك عند اتصال الضمير
بها أَعني التاء، على ما بُيِّن في التصريف، وقال: ولا يصح أَن يكون كالَ
فَعِل لقولهم في المضارع يَكيلُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ إِنما جاء في أَفعال
معدودة، قال الجوهري: وأَما على مذهب الكسائي فالقياسُ مستمرٌّ لأَنه
يقول: أَصلُ قال قَوُلَ، بضم الواو. قال ابن بري: لم يذهب الكسائي ولا غيرهُ
إِلى أَنَّ أَصلَ قال قَوُل، لأَن قال مُتَعدٍّ وفَعُل لا يَتعدَّى واسم
الفاعل منه قائلٌ، ولو كان فَعُل لوجب أَن يكون اسم الفاعل منه فَعيل،
وإِنما ذلك إِذا اتصلت بياء المتكلم أَو المخاطب نحو قُلْت، على ما تقدم،
وكذلك كِلْت؛ قال الجوهري: وأَصل كالَ كَيِلَ، بكسر الياء، والأَمر منه
نَمْ، بفتح النون، بِناءً على المستقبل لأَن الواو المنقلبة أَلفاً سقطت
لاجتماع الساكنين.
وأَخَذه نُوامٌ، بالضم، إِذا جعَل النَّوْمُ يَعْترِيه. وتَناوَمَ: أَرى
من نفْسه أَنه نائمٌ وليس به، وقد يكون النَّوْم يُعْنى به المَنامُ.
الأَزهري: المَنامُ مصدر نامَ
يَنامُ نَوْماً ومَناماً، وأَنَمْتُه ونَوَّمْتُه بمعنىً، وقد أَنامَه
ونَوَّمه. ويقال في النداء خاصة: يا نَوْمانُ أَي يا كثير النَّوْم، قال:
ولا فَقُل رجل نَوْمانُ لأَنه يختص بالنداء. وفي حديث حنيفة وغزوة
الخَنْدق: فلما أَصْبَحتْ قالت: قُمْ يا نَوْمانُ؛ هو الكثير النَّوْم، قال:
وأَكثر ما يستعمل في النداء. قال ابن جني: وفي المثَل أَصْبِحْ نَوْمانُ،
فأَصْبحْ على هذا من قولك أَصبَح الرجلُ إِذا دخل في الصُّبح، ورواية
سيبويه أَصْبِحْ ليْلُ لِتَزُلْ حتى يُعاقِبَك الإِصباح؛ قال الأَعشى:
يقولون: أَصْبِحْ ليْلُ، والليلُ عاتِم
وربما قالوا: يا نَوْمُ، يُسَمُّون بالمصدر. وأَصابَ الثَّأْرَ
المُنِيم أَي الثأْر الذي فيه وَفاءُ طِلْبتِه. وفلان لا يَنامُ ولا
يُنيمُ أَي لا يَدَعُ أَحداً يَنام؛ قالت الخنساء:
كما مِنْ هاشمٍ أَقرَرْت عَيْني،
وكانَتْ لا تَنامُ ولا تُنِيمُ
وقوله:
تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلا،
وخَلْفَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنيمُ
معناه تسكُن إِليها فتُنيمُها. وناوَمَني فنُمْتُه أَي كنتُ أَشدَّ
نَوْماً منه. ونُمْتُ الرجلَ، بالضم، إِذا غَلَبْتَه بالنَّوْم، لأَنك تقول
ناوَمَه فنامَه يَنُومُه. ونامَ الخَلخالُ إِذا انقَطعَ صوتُه من امتلاء
الساق، تشبيهاً بالنائم من الإِنسان وغيره، كما يقال اسْتَيْقَظَ إِذا
صَوَّت؛ قال طُرَيح:
نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وشاحُها،
وجَرى الإِزارُ على كثِيبٍ أَهْيَلِ
فاسْتَيْقَظَتْ منها قَلائدُها التي
عُقِدَت على جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ
وقولهم: نامَ
هَمُّه، معناه لم يكن له هَمٌّ؛ حكاه ثعلب. ورجل نُوَمٌ ونُوَمةٌ
ونَوِيمٌ: مُغفَّل، ونُومةٌ: خاملٌ، وكله من النَّوْم، كأَنه نائمٌ لغَفْلَتِه
وخُموله. الجوهري: رجل نُومة، بالضم ساكنة الواو، أَي لا يُؤْبَه له.
ورجل نُوَمةٌ، بفتح الواو: نَؤُوم، وهو الكثير النَّوْم، إِنه لَحَسنُ
النِّيمة، بالكسر. وفي حديث بِلالٍ والأَذان: أَلا إِن العبدَ
نام؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالنَّوْمِ الغفلةَ عن وقت الأَذانِ، قال:
يقال نامَ فلانٌ عن حاجتي إِذا غفَل عنها ولم يَقُمْ بها، وقيل: معناه
أَنه قد عادَ لِنَوْمِه إِذا كان عليه بَعْدُ وقتٌ من الليل، فأَراد أَن
يُعْلِمَ الناس بذلك لئلا يَنْزَعِجوا من نَوْمِهم بسماعِ أَذانهِ. وكلُّ
شيءٍ سكَنَ فقد نامَ. وما نامَت السماءُ اللَّيلةِ مطراً، وهو مثل بذلك،
وكذلك البَرْق؛ قال ساعدة بن جُؤَيّة:
حتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ
باتَ اضْطِراباً، وباتَ اللَّيْلُ لم يَنَم
ومُسْتَنامُ
الماء: حيث يَنْقَع ثم يَنشَفُ؛ هكذا قال أَبو حنيفة يَنْقَع، والمعروف
يَسْتَنْقِع، كأَنَّ الماءَ يَنامُ هنالك. ونامَ الماءُ
إِذا دامع وقامَ، ومَنامُه حيث يَقُوم. والمَنامةُ: ثوبٌ يُنامُ فيه،
وهو القَطيفةُ؛ قال الكميت:
عليه المَنامةُ ذاتُ الفُضول،
من القِهْزِ، والقَرْطَفُ المُخْْمَلُ
وقال آخر:
لكلِّ مَنامةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ
أَي متقارِب. وليلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فيه، كقولهم يومٌ عاصفٌ وهمٌّ
ناصبٌ، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول فيه. والمَنامةُ: القَطِيفةُ، وهي النِّيمُ؛
وقول تأَبَّط شَرّاً:
نِياف القُرطِ غَرَّاء الثَّنايا،
تَعَرَّضُ للشَّبابِ ونِعمَ نِيمُ
قيل: عَنى بالنِّيمِ القَطِيفةَ، وقيل: عنى به الضجيع؛ قال ابن سيده:
وحكى المفسر أَن العرب تقول هو نِيمُ
المرأَةِ وهي نِيمُهُ. والمَنامةُ: الدُّكّانُ. وفي حديث عليّ، كرّم
الله وجهه: دخل عليّ رسولُ
الله، صلى الله عليه وسلم، وأَنا على المَنَامةِ؛ قال يحتمل أَن يكون
الدُّكّانَ وأَن يكون القطيفةَ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين. وقال ابن
الأَثير: المَنامةُ ههنا الدُّكَّانُ التي يُنامُ
عليها، وفي غير هذا هي القطيفة، والميم الأُولى زائدة. ونامَ الثوبُ
والفَرْوُ
يَنامُ نَوْماً: أَخْلَقَ وانْقَطَعَ. ونامَت السُّوقُ وحَمُقت: كسَدَت.
ونامَت الريحُ: سكَنَت، كما قالوا: ماتَتْ. ونامَ البحرُ: هدَأَ؛ حكاه
الفارسي. ونامَت النارُ: هَمَدَت، كلُّه من النَّوْم الذي هو ضدُّ
اليَقظة. ونامَت الشاةُ وغيرُها من الحيوان إِذا ماتَتْ. وفي حديث عليّ أَنه
حَثَّ على قِتال الخوارج فقال: إِذا رأَيتُموهم فأَنِيمُهوهم أَي اقْتُلوهم.
وفي حديث غزوة الفتح: فما أَشْرَفَ لهم يومئذ أَحدٌ إِلا أَناموه أَي
قَتلوه. يقال: نامَت الشاةُ وغيرُها إِذا ماتت. والنائمةُ: المَيِّتَةُ.
والناميةُ: الجُثّةُ. واسْتَنامَ إِلى الشيء: اسْتَأْنَسَ به. واستَنامَ
فلانٌ إِلى فلان إِذا أَنِسَ به واطمأَنَّ إِليه وسكَن، فهو مُسْتَنِيمٌ
إِليه. ابن بري: واستْنامَ بمعنى نامَ؛ قال حُميد بن ثَوْر:
فقامَتْ بأَثْناءٍ من اللَّيْلِ ساعةً
سَراها الدَّواهي، واسْتَنامَ الخَرائدُ
أَي نام الخرائد.
والنامَةُ: قاعةُ الفَرْج.
والنِّيمُ: الفَرْوُ، وقيل: الفَرْوُ القصيرُ إِلى الصَّدْر، وقيل له
نِيمٌ أَي نِصفُ فَرْوٍ، بالفارسية؛ قال رؤبة:
وقد أَرى ذاك فلَنْ يَدُوما،
يُكْسَيْنَ من لِينِ الشَّبابِ نِيما
وفُسِّر أَنه الفَرْوُ، ونَسبَ ابن برّي هذا الرجزَ لأَبي النَّجْم،
وقيل: النِّيم فَرْوٌ يُسَوَّى من جُلود الأَرانِب، وهو غالي الثمن؛ وفي
الصحاح: النِّيم الفَرْوُ الخَلَقُ. والنِّيم: كلُّ لَيِّنٍ من ثوبٍ أَو
عَيْشٍ. والنِّيم: الدَّرَجُ الذي في الرمال إِذا جَرَت عليه الريح؛ قال ذو
الرمة:
حتى انْجَلى الليلُ عنَّا في مُلَمَّعة
مِثْلِ الأَديمِ، لها من هَبْوَةٍ نِيمُ
(* قوله «حتى انجلى إلخ» كذا في الصحاح، وفي التكملة ما نصه:
يجلي بها الليل عنا في ملمعةٍ
ويروى: يجلو بها الليل عنها).
قال ابن بري: من فتح الميم أَراد يَلْمَع فيها السَّرابُ، ومَنْ كسَر
أَراد تَلْمَعُ بالسراب، قال: وفُسِّر النِّيمُ
في هذا البيت بالفَرْوِ؛ وأَنشد ابن بري للمرّار ابن سعيد:
في لَيْلةٍ من ليالي القُرِّ شاتِية،
لا يُدْفِئُ الشيخَ من صُرّداها النِّيمُ
وأَنشد لعمرو بن الأيْهَم
(* قوله «ابن الايهم» في التكملة في مادة هيم:
ما نصه: وأعشى بني تغلب اسمه عمرو بن الاهيم):
نَعِّماني بشَرْبةٍ من طِلاءٍ،
نِعْمَت النِّيمُ من شَبا الزَّمْهَريرِ
قال ابن بري: ويروى هذا البيت أَيضاً:
كأَنَّ فِداءَها، إِذ جَرَّدوه
وطافوا حَوْلَه، سُلَكٌ ينِيمُ
قال: وذكره ابن وَلاَّدٍ في المقصور في باب الفاء: سُلَكَ يَتيمُ.
والنِّيمُ: النِّعْمةُ التامّةُ. والنِّيم: ضربٌ من العِضاهِ. والنِّيمُ
والكتَمُ: شجرتان من العِضاه. والنِّيمُ: شجر تُعْمَل منه القِداحُ. قال أَبو
حنيفة: النِّيمُ شجرٌ له شوك ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ، وله حبٌّ كثير متفرق
أَمثال الحِمَّص حامِضٌ، فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا، وهو يؤكل،
ومَنابِتُه الجبالُِ؛ قال ساعدة بن جُؤيّة الهذلي ووَصَف وَعِلاً في
شاهق:ثم يَنُوش إِذا آدَ النهارُ له،
بعدَ التَّرَقُّبِ من نِيمٍ ومن كَتَم
وقال بعضهم: نامَ إِليه بمعنى هو مُستْنيِم إِليه. ويقال: فلانٌ نِىمِي
إِذا كنات تأْنَسُ به وتسْكُن إِليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي
أَنشده:فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نائِم
إِلى مُستَقِلٍّ بالخِيانةِ أَنْيَبا
قال: غير نائم أَي غيرُ
واثقٍ به، والأَنْيبُ: الغليظُ الناب، يخاطب ذئباً. والنِّيمُ،
بالفارسية: نِصْفُ الشيء، ومنه قولُهم للقُبَّة الصغيرة: نِيمُ
خائجة أَي نصفُ بَيْضةٍ، والبيضة عندهم خاياه، فأُعربت فقيل خائجة.
ونَوَّمان: نَبْتٌ؛ عن السيرافي، وهذه التراجِمُ كلّها أَعني نوم ونيم ذكرها
ابن سيده في ترجمة نوم، قال: وإِِنما قضينا على ياء النِّيم في وجوهها
كلها بالواو لوجود «ن و م» وعدم «ن ي م»، وقد ترجم الجوهري نيم، وترجمها
أَيضاً ابن بري.
قبض: القَبْضُ: خِلافُ البَسْط، قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه؛
الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
تَرَكْتُ ابنَ ذي الجَدَّينِ فيه مُرِشَّةٌ،
يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِيقُها
والانْقِباضُ: خِلافُ الانْبِساط، وقد انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ. وانْقَبَضَ
الشيءُ: صارَ مَقْبُوضاً. وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار أَي انْزَوَتْ.
وفي أَسماء اللّه تعالى: القابِضُ، هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من
الأَشياء عن العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات.
وفي الحديث: يَقْبِضُ اللّه الأَرضَ ويقبض السماء أَي يجمعهما. وقُبِضَ
المريضُ إِذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف على الموت. وفي الحديث: فأَرْسَلَتْ
إِليه أَن ابناً لي قُبِضَ؛ أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع.
الليث: إِنه ليَقْبِضُني ما قَبَضَك؛ قال الأَزهري: معناه أَنه
يُحْشِمُني ما أَحْشَمَكَ، ونَقِيضُه من الكلام: إِنه لَيَبْسُطُني ما بَسَطَك.
ويقال: الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه. وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعةٌ
مني يَقْبِضُني ما قبَضها أَي أَكره ما تكرهه وأَنْجَمِعُ مما تنجمع
منه. والتَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ. والملَكُ قابِضُ الأَرْواح. والقبض: مصدر
قَبَضْت قَبْضاً، يقال: قبضتُ مالي قبضاً. والقَبْضُ: الانقباض، وأَصله
في جناح الطائر؛ قال اللّه تعالى: ويَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلا
الرحمن. وقبَضَ الطائرُ جناحَه: جَمَعَه. وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار أَي
انْزَوَتْ. وقوله تعالى: ويَقْبِضُون أَيديَهم؛ أَي عن النفقة، وقيل: لا
يُؤْتون الزكاة. واللّه يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ على قوم
ويُوَسِّع على قوم. وقَبَّضَ ما بين عينيه فَتَقَبَّضَ: زَواه. وقَبَّضْتُ الشيءَ
تَقْبِيضاً: جَمَعْتُه وزَوَيْتُه. ويومٌ يُقَبِّضُ ما بين
العَيْنَيْنِ: يكنى بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب، وكذلك يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى.
والقُبْضةُ، بالضم: ما قَبَضْتَ عليه من شيء، يقال: أَعْطاه قُبضة من سَوِيق
أَو تمر أَو كَفّاً
(* قوله «أو كفاً» في شرح القاموس: أَي كفاً.) منه،
وربما جاء بالفتح. الليث: القَبْضُ جَمْعُ الكفّ على الشيء. وقَبَضْتُ
الشيءَ قبْضاً: أَخذته. والقَبْضة: ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله، فإِذا كان
بأَصابعك فهي القَبْصةُ، بالصاد. ابن الأَعرابي: القَبْضُ قَبُولُكَ
المَتاعَ وإِن تُحَوِّلْه. والقَبْضُ: تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ.
والقَبْضُ: التناوُلُ للشيءِ بيدك مُلامَسةً. وقبَضَ على الشيء وبه
يَقْبِضُ قَبْضاً: انْحَنَى عليه بجميع كفه. وفي التنزيل: فَقَبَضْتُ قَبْضةً
من أَثَر الرسول؛ قال ابن جني: أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول،
ومثله مسأَلة لكتاب: أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مني ذُو مَسافةِ
فَرْسَخَيْنِ. وصار الشيءُ في قَبْضِي وقَبْضَتي أَي في مِلْكِي. وهذا
قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبِضُ عليه. وقوله عزّ وجلّ: والأَرضُ جميعاً
قَبْضَتُه يوم القيامة؛ قال ثعلب: هذا كما تقول هذه الدارُ في قَبْضَتي
ويدِي أي في مِلْكِي، قال: وليس بقَوِيّ، قال: وأَجازَ بعض النحويين
قَبْضَتَه يومَ القيامة بنصب قبضَتَه، قال: وهذا ليس بجائز عند أَحد من
النحويين البصريين لأَنه مختص، لا يقولون زيدٍ قبضتَك ولا زيد دارَك؛ وفي
التهذيب: المعنى والأَرضُ في حال اجتماعها قَبْضَتُه يوم القيامة. وفي حديث
حنين: فأَخذ قُبْضةً من التراب؛ هو بمعنى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنى
المَغْرُوف، وهي بالضم الاسم، وبالفتح المرّة.
ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ والسيف ومَقْبِضَتُها: ما قَبَضْتَ عليه
منها بجُمْع الكفّ، وكذلك مَقْبِضُ كل شيءٍ. التهذيب: ويقولون مَقْبِضَةُ
السِّكِّينِ ومَقْبِض السيف، كل ذلك حيث يُقْبَضُ عليه بجُمع الكفّ. ابن
شميل: المَقْبِضَةُ موضع اليد من القَناة. وأَقْبَضَ السيفَ والسكين:
جعل لهما مَقْبِضاً.
ورجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ: للذي يَتمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن
يَدَعَه ويَرْفِضَه، وهو من الرِّعاء الذي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها
ويَطْرُدها حتى يُنْهِيها حيث شاء، وراعٍ قُبضَةٌ إِذا كان مُنْقَبِضاً لا
يتفسَّح في رَعْي غنمه.
وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً: أَخذه. وقَبَّضَه المالَ: أَعْطاهُ إِيّاه.
والقَبَضُ: ما قُبِضَ من الأَمْوال. وتَقْبِيضُ المالِ: إِعطاؤه لمن يأْخذه.
والقَبْضُ: الأَخذ بجميع الكف.
وفي حديث بلال، رضي اللّه عنه، والتمر: فَجَعل يجيءُ به قُبَضاً
قُبَضاً. وفي حديث مجاهد: هي القُبَضُ التي تُعْطى عند الحَصاد، وقد روي بالصاد
المهملة.
ودخلَ مالُ فلان في القَبَض، بالتحريك، يعني ما قُبِضَ من أَموال الناس.
الليث: القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقي في قَبَضِه أَي في
مُجْتَمَعِه. وفي الحديث: أَن سعداً قَتَلَ يوم بدر قَتِيلاً وأَخذ سيفه فقال له:
أَلْقِه في القَبَضِ؛ والقَبَضُ، بالتحريك، بمعنى المقبوض وهو ما جُمِع
من الغنيمة قبل أَن تُقْسَم. ومنه الحديث: كان سلمان على قَبَضٍ من قَبَضِ
المهاجرين. ويقال: صار الشيءُ في قَبْضِكَ وفي قَبْضَتِكَ أَي في
مِلْكِكَ.
والمَقْبَضُ: المكانُ الذي يُقْبَضُ فيه، نادِرٌ.
والقَبْضُ في زِحافِ الشعر: حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون
من فعولن أَينما تصرفت، ونحو الياء من مفاعيلن؛ وكلُّ ما حُذف خامسه،
فهو مَقْبُوض، وإِنما سمي مَقْبوضاً لِيُفْصَل بين ما حذف أَوله وآخره
ووسطُه. وقُبِضَ الرَّجل: مات، فهو مَقْبُوضٌ. وتَقَبَّضَ على الأَمر:
توَقَّفَ عليه. وتَقَبَّضَ عنه: اشْمَأَزَّ. والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ
إِذا كان مُنْكَمِشاً سريعاً؛ قال الراجز:
أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِيلُ المَشِيّا
ماءً، من الطَّثْرَةِ، أَحْوَذِيّا
يُعْجِلُ ذا القَباضةِ الوَحِيّا،
أَن يَرْفَعَ المئْزَرَ عنه شَيّا
والقَبِيضُ من الدواب: السرِيعُ نقلِ القوائِم؛ قال الطِّرمّاح:
سَدَتْ بِقَباضةٍ وثَنَتْ بِلِين
والقابِضُ: السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ؛ قال الأَزهري: وإِنما سمي
السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إِذا أَراد
سوْقَها، فإِذا انتشرت عليه تَعَذَّرَ سوْقُها، قال: وقَبَضَ الإِبلَ
يَقْبِضُها قَبّضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً. وفرس قَبِيضُ الشدِّ أَي
سَرِيعُ نقلِ القوائم. والقَبْضُ: السوْق السريع؛ يقال: هذا حادٍ قابِضٌ؛ قال
الراجز:
كيْفَ تَراها، والحُداةُ تَقْبِضُ
بالغَمْلِ لَيْلاً، والرِّحالُ تَنْغِضُ
(* قوله «بالغمل» هو اسم موضع كما في الصحاح والمعجم لياقوت.)
تَقْبِضُ أَي تسوق سَوْقاً سريعاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفقعسي:
هَلْ لَكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائضُ،
في هَجْمةٍ يَغْدِرُ منها القابِضُ؟
ويقال: انْقَبَضَ أَي أَسْرَع في السوْق؛ قال الراجز:
ولو رَأَت بِنْت أَبي الفَضّاضِ،
وسُرْعتي بالقَوْمِ وانْقِباضِي
والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته: يَشُلَّها. وعَير قَبّاضة: شَلاَّل، وكذلك
حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ؛ قال رؤبة:
قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ
قال ابن سيده: دخلت الهاء في قَبّاضة للمبالغة، وقد انْقَبَضَ بها.
والقَبْضُ: الإِسْراعُ. وانْقَبَضَ القومُ: سارُوا وأَسْرَعُوا؛ قال:
آذَنَ جِيرانك بانْقِباضِ
قال: ومنه قوله تعالى: أَوَلم يَرَوْا إِلى الطير فوقهم صافّاتٍ
ويَقْبِضْنَ.
والقُنْبُضةُ من النساء: القصيرة، والنون زائدة؛ قال الفرزدق:
إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى،
رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
والرجل قُنْبُضٌ، والضمير في رَقدن يعود إِلى نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ
والتَّرَفِ إِذا كانت القُنْبُضات السود في خِدْمة وتَعَبٍ. قال الأَزهري:
قول الليث القَبِيضةُ من النساء القصيرة تصحيف والصواب القُنْبُضة، بضم
القاف والباء، وجمعها قُنْبُضات، وأَورد ببيت الفرزدق.
والقَبّاضةُ: الحمار السريعُ الذي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها؛
وأَنشد لرؤبة:
أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ،
قَبّاضةٌ بين العَنِيفِ واللَّبِقْ
الأَصمعي: ما أَدري أَيُّ القَبِيضِ هو كقولك ما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ
هو، وربما تكلموا به بغير حرف النفي؛ قال الراعي:
أَمْسَتْ أُمَيّةُ للاسْلامِ حائطةً،
ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ
ويقال للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه: إِنه
لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، ومعناه أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لها
المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت في لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتى تَنْتَشِرَ
فَتَرْتَعَ.والقَبْضُ: ضرب من السَّير. والقِبِضَّى: العَدْو الشديدُ؛ وروى
الأَزهري عن المنذري عن أَبي طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ:
وتَعْدُو والقِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى،
ولم تَدْرِ ما بالي ولم أَدْر ما لَها
قال: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب من العَدْو فيه نَزْوٌ. وقال غيره:
يقال قَبَضَ، بالصاد المهملة، يَقْبِضُ إِذا نزا، فهما لغتان؛ قال:
وأَحسَب بيتَ الشمّاخ يُروى: وتعدو القِبِصّى، بالصاد المهملة.
ردع: الرَّدْعُ: الكَفُّ عن الشيء. رَدَعَه يَرْدَعه رَدْعاً فارْتَدَع:
كفَّه فكفَّ؛ قال:
أَهْلُ الأَمانةِ إِن مالُوا ومَسَّهمُ
طَيْفُ العَدُوِّ، إِذا ما ذُوكِرُوا، ارْتَدَعُوا
وتَرادَع القومُ: ردَعَ بعضُهم بعضاً. والرَّدْعُ: اللطْخ بالزعفران.
وفي حديث حُذيفةَ: ورُدِعَ لها رَدْعةً أَي وَجَم لها حتى تغيَّرَ لونه
إِلى الصُّفرة. وبالثوب رَدْعٌ من زَعْفران أَي شيء يَسير في مَواضِعَ
شتَّى، وقيل: الرَّدْع أَثَر الخَلُوق والطِّيب في الجسد. وقميص رادِعٌ
ومَرْدُوعٌ ومُرَدَّعٌ: فيه أَثَر الطِّيب والزعفران أَو الدّم، وجمع الرّادِع
رُدُعٌ؛ قال:
بَني نُمَيْرٍ تَرَكْتُ سَيِّدَكم،
أَثْوابُه مِن دِمائكم رُدُعُ
وغِلالةٌ رادِعٌ ومُرَدَّعة: مُلَمَّعةٌ بالطيب والزعفران في مواضع.
والرَّدْعُ: أَن تَرْدَع ثوباً بِطِيب أَو زعفران كما تَردَع الجارِيةُ
صَدْرَها ومَقادِيمَ جَيْبها بالزعفران مِلْءَ كفِّها تُلَمِّعُه؛ قال امرؤ
القيس:
حُوراً يُعَلَّلْنَ العَبِيرَ رَوادِعاً،
كَمَها الشَّقائقِ أَو ظِباء سَلامِ
السَّلام: الشجر؛ وأَنشد الأَزهري قول الأَعشى في رَدْع الزعفران وهو
لطْخُه:
ورادِعة بالطِّيب صَفْراء عندنا،
لجَسّ النَّدامَى في يَدِ الدِّرْع مَفْتَقُ
(* في قصيدة الأعشى: المسك مكان الطيب.)
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لم يُنْه عن شيء من الأَرْدِيةِ
إِلا عن المُزعْفرة التي تَرْدَعُ على الجلد أَي تَنْفُض صِبْغَها عليه.
وثوب رَدِيع: مصبوغ بالزعفران. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّن أَبو
بكر، رضي الله عنه، في ثلاثة أَثواب، أَحدها به رَدْع من زعفران أَي
لَطْخٌ لم يَعُمّه كله. وردَعَه بالشيء يَرْدَعُه رَدْعاً فارْتَدَعَ:
لَطَخَه به فتلطَّخ؛ قال ابن مقبل:
يَخْدِي بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُه،
يَجْرِي بِدِيباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ
وقال الأَزهري: في تفسيره قولان: قال بعضهم مُتَصَبِّغ بالعرَق الأَسود
كما يُرْدَع الثوب بالزعفران، قال: وقال خالد مُرْتَدِع قد انتهَتْ
سِنُّه. يقال: قد ارْتَدَعَ إِذا انتهت سِنه، وفي حديث الإِسراء: فمررنا بقوم
رُدْعٍ؛ الرُّدْعُ: جمع أَرْدَعَ وهو من الغنم الذي صدره أَسود وباقيه
أَبيض. يقال: تيس أَرْدَعُ وشاة رَدْعاء.
ويقال: رَكِب فلان رَدْع المَنِيّةِ إِذا كانت في ذلك مَنِيَّتُه. ويقال
للقتيل: ركب رَدْعه إِذا خَرّ لوجهه على دَمِه. وطَعَنَه فَركِبَ
رَدْعَه أَي مقادِيمَه وعلى ما سالَ من دمه، وقيل: ركب ردعه أَي خَرَّ صَريعاً
لوجهه على دمه وعلى رأْسه وإِن لم يَمُت بعد غير أَنه كلما هَمّ
بالنُّهوض ركب مَقادِيمه فخرّ لوجهه، وقيل: رَدْعُه دمه، وركوبه إِياه أَنّ الدم
يَسِيل ثم يَخِرّ عليه صريعاً، وقيل: ردعه عُنُقه؛ حكى هذه الهروي في
الغريبين، وقيل: معناه أَن الأَرض رَدَعَتْه أَي كفَّتْه عن أَن يَهْوِي
إِلى ما تحتها، وقيل: ركب رَدْعَه أَي لم يَرْدَعه شيء فيمنعه عن وجهه،
ولكنه ركب ذلك فمضى لوجهه ورُدِعَ فلم يَرْتَدِع كما يقال: ركب النَّهْي
وخرَّ في بئر فركب رَدْعَه وهَوَى فيها، وقيل: فمات وركب ردعَ المَنِيّةِ على
المثل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً أَتاه فقال له: إِني رميت
ظَبْياً وأَنا محرم فأَصبْتُ خُشَشاءَه فركب رَدْعَه فأَسَنَّ فمات؛
قاله ابن الأَثير، الرَّدْعُ: العنُقُ، أَي سقَط على رأْسه فانْدَقَّت عنقه،
وقيل: هو ما تقدّم أَي خَرَّ صَرِيعاً لمجهه فكُلّما هَمّ بالنُّهوض ركب
مقادِيمَه، وقيل: الرَّدْع ههنا اسم الدم على سبيل التشبيه بالزعفران،
ومعنى ركوبه دمه أَنه جُرح فسال دمه فسقط فوقه مُتَشَحِّطاً فيه؛ قال: ومن
جعل الردْع العنق فالتقدير ركب ذاتَ رَدْعه أَي عنُقه فحذف المضاف أَو
سمى العنُق رَدْعاً على الاتساع؛ وأَنشد ابن بري لنُعيم بن الحرث بن يزيد
السعْديّ:
أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعه،
وفيهِ سِنانٌ ذُو غِرارَيْنِ نائس؟
قال ابن جني: من رواه يابس فقد أَفحش في التصحيف، وإِنما هو نائسٌ أَي
مُضْطَرِب من ناسَ يَنُوس؛ وقال غيره: من رواه يابس فإِنما يريد أَنّ
حديده ذكر ليس بِأَنِيث أَي أَنه صُلْب، وحكى الأَزهري عن أَبي سعيد قال:
الردْع العنُقُ، رُدِع بالدم أَو لم يُرْدَعْ. يقال: اضرب رَدْعَه كما يقال
اضرب كرْدَه؛ قال: وسمي العنق رَدعاً لأَنه به يَرْتَدِعُ كل ذي عُنُق من
الخيل وغيرهما، وقال ابن الأَعرابي: ركب ردعه إِذا وقع على وجهه،
ورَكِبَ كُسْأَه إِذا وقع على قَفاه، وقيل: ركب رَدْعَه أَنَّ الرَّدْع كلُّ ما
أَصاب الأَرض من الصَّرِيع حين يهوي إِليها، فما مس منه الأَرض أَوَّلاً
فهو الرَّدع، أَيَّ أَقْطاره كان؛ وقول أَبي دُواد:
فَعَلَّ وأَنْهَلَ مِنْها السِّنا
نَ، يَركَبُ مِنها الرَّدِيعُ الظِّلالا
قال: والرَّدِيع الصريع يركب ظله. ويقال: رُدِعَ بفلان أَي صُرِع.
وأَخَذ فلاناً فَرَدَع به الأَرض إِذا ضرب به الأَرضَ. وسَهْم مُرْتَدِع:
أَصاب الهَدَف وانكسر عُوده. والرَّدِيعُ: السَّهْم الذي قد سقَط نَصْلُه.
ورَدَعَ السهمَ: ضرب بنصله الأَرض ليثبت في الرُّعْظِ. والرَّدْعُ: رَدْعُ
النصل في السهم وهو تركيبه وضربك إِياه بحجر أَو غيره حتى يدخل.
والمِرْدَعُ: السهم الذي يكون في فُوقه ضِيق فيُدَقُّ فُوقه حتى ينفتح، ويقال
بالغين. والمِرْدعةُ: نَصل كالنَّواة. والرَّدْعُ: النُّكْسُ. قال ابن
الأَعرابي: رُدِعَ إِذا نُكِسَ في مَرضه؛ قال أَبو العِيال الهذلي:
ذَكَرْتُ أَخِي، فَعاوَدَني
رُدَاعُ السُّقْمِ والوَصَبِ
الرُّداع: النُّكْس؛ وقال كثيِّر:
وإِنِّي على ذاك التَّجَلُّدِ؛ إِنَّني
مُسِرُّ هُيام يَسْتَبِلُّ ويَرْدَعُ
والمَرْدوعُ: المَنْكُوس، وجمعه رُدُوع؛ قال:
وما ماتَ مُذْرِي الدَّمع، بل ماتَ من به
ضنًى باطِنٌ في قَلْبِه ورُدُوع
وقد رُدِع من مرضه. والرُّداعُ: كالرَّدْع، والرُّداعُ: الوجَع في الجسد
أَجمع؛ قال قَيْس بن معاذ مجنون بني عامر:
صَفْراء من بَقَرِ الجِواءِ، كأَنما
ترك الحَياةَ بها رُداعُ سَقِيمِ
وقال قيس بن ذَرِيح:
فَيا حَزَناً وعاوَدَني رُداع،
وكان فِراقُ لُبْنى كالخِداع
والمِرْدَعُ: الذي يمضي في حاجته فيرجع خائباً. والمِرْدَعُ: الكَسْلان
من المَلاَّحِين. ورجل رَدِيعٌ: به رُداع، وكذلك المؤَنث؛ قال صخر
الهذلي:وأَشْفِي جَوًى باليَأْسِ مِنِّي قد ابْتَرَى
عِظامِي، كما يَبْرِي الرَّديعَ هُيامُها
ورَدَعَ الرجلُ المرأَة إِذا وَطِئها.
والرِّداعةُ: شِبه بيت يُتخذ من صَفِيح ثم يُجعل فيه لحمة يُصادُ بها
الضَّبُع والذِّئب. والرٍّداع، بالكسر: موضع أَو اسم ماء؛ قال عنترة:
بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداع، كأَنَّما
بَرَكَتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وقال لبيد:
وصاحِبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بمَوْتِهِ،
وعند الرِّداعِ بَيْتُ آخرَ كَوْثَر
قال الأَزهري: وأَقرأَني المُنْذِري لأَبي عبيد فيما قرأَ على الهيثم:
الرَّدِيعُ الأَحمق، بالعين غير معجمة. قال: وأَما الإِيادي فإِنه
أَقرأَنيه عن شمر الرديغ معجمة، قال: وكلاهما عندي من نعت الأَحمق.
أجم: أَجَمَ الطعامَ واللبَّنَ وغيرَهما يَأْجِمُه أَجْماً وأَجِمَهُ:
كَرِهَه ومَلَّه من المُداومةِ عليه، وقد آجَمَهُ. الكسائي وأَبو زيد:
ذكره سيبويه على فَعِل فقال: أَجِمَ يَأْجَم فهو أَجِيمٌ، وسَنِقَ فهو
سَنِقٌ. الليث: أَكلْتُه حتى أَجِمْتُه. وفي حديث معاوية: قال له عَمْرو بن
مسعود، رضي الله عنهما: ما تَسْأَل ُ عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرَتُه. وأَجِمَ
النساءَ أَي كَرِهَهُنَّ وأَنشد ابن بري لرؤبة فقال:
جادَتْ بمَطْحونٍ لها لا تَأْجِمُهْ،
تَطْبُخُه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ،
يَمْسُد أَعْلى لَحْمِه ويَأْدِمُه
يصف إِبلاً جادتْ لها المَراعي باللبَن الذي لا يحتاج إلى الطَّحْن كما
يُطْحنُ الحبُّ، وليس اللبَن مما يَحتاج إِلى الطَّحْن بل الضروع
طَبَخَتْه، ويريد بِتَأْدِمُه تخلط بأُدْمٍ، وعَنى بالأُدْم ما فيه من الدَّسَم،
يريد أَن اللبَن يَشُدُّ لحمه، ومعنى يأْدمه يشدُّه ويُقَوّيه؛ يقال:
حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه، يريد أَن شرْب اللبَن قد شدَّ لحمه
ووثَّقَه؛ وقال الراعي:
خَمِيص البَطْن قد أَجِمَ الحسارا
(* قوله «الحسارا» كذا في النسخ بحاء مهملة، والحسار، بالفتح: عشبة
خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلاً شديداً كما تقدم في مادة
حسر).أَي كَرِهَه، وتَأَجَّمَ النهارُ تَأَجُّماً: اشتدَّ حَرُّه.
وتَأَجَّمَت النار: ذَكَتْ مثال تأَجَّجَتْ، وإِن لها لأَجيماً وأَجيجاً؛ قال عبيد
بن أَيوب العَنْبري:
ويَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ،
حَمَلْنَ عليه الجِذْل حتى تَأَجّما
رَمَيْت بنفْسي في أَجِيج سَمُومِه،
وبالعَنْسِ حتى جاش مَنْسِمُها دَما
ويقال منه: أَجِّمْ نارك. وتأَجَّمَ عليه: غَضِب من ذلك. وفلان
يَتأَجَّم على فلان: يَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ عليه وتَلَهَّف. وأَجَمَ
الماءُ: تَغَيَّرَ
كأَجَِنَ، وزعم يعقوب أَن ميمَها بدَلٌ من النون؛ وأَنشد لعوف بن
الخَرِع:
وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياض تَسوفُهُ،
ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما
(* قوله «تسوفه» كذا في الأصل هنا، وفي مادة مرر وفي التكلمة والتهذيب:
تسوفها).
هكذا أَنشده بالميم. الأَصمعي: ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كان متغيِّراً،
وأَراد ابنُ
الخَرِع آجِناً، وقيل: آجِمٌ بمعنى مَأْجومٍ أَي تَأْجِمُه وتَكْرَهه.
ويقال: أَجَمْت الشيء إِذا لم يُوافِقْك فكَرِهته.
والأُجُمُ: حِضْن بَناه أَهلُ
المدينة من حجارة. ابن سيده: الأُجُمُ الحِصْن، والجمع آجامٌ.
والأُجْمُ، بسكون الجيم: كل بيت مُرَبَّع مُسَطَّح؛ عن يعقوب، وحكى الجوهري عن
يعقوب قال: كلُّ بيت مربَّع مُسَطَّح أُجُم؛ قال امرؤ القيس:
وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ
ولا أُجُماً إِلاّ مَشِيداً بِجَنْدلِ
(* في معلَّقة امرئ القيس: ولا أُطُماً بدل أُجماً).
قال: وقال الأَصمعي هو يخفَّف ويثقَّل، قال: والجمع آجامٌ مثل عُنُق
وأَعْناق.
والأَجَمُ: موضع بالشام قُرْب الفَراديس. التهذيب: الأَجَمَة مَنْبت
الشجر كالغَيْضة وهي الآجام.
والأُجُمُ: القَصْر بلغة أَهل الحجاز. وفي الحديث: حتى تَوارَتْ بآجامِ
المدينة أَي حُصونها، واحدها أُجُم، بضمتين.
ابن سيده. والأَجَمَة الشجر الكثير الملتفُّ، والجمع أُجْمٌ وأُجُمٌ
وأُجَمٌ وآجامٌ وإِجامٌ، قال: وقد يجوز أَن تكون الآجام والإِجامُ جمع
أَجَمٍ، ونص اللحياني على أَن آجاماً جمع أَجَمٍ. وتأَجّم الأَسدُ: دخَل في
أَجَمَتِه؛ قال:
مَحَلاًّ، كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً
به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ
الجوهري: الأَجَمَةُ من القَصَب، والجمع أَجَماتٌ وأُجَمٌ وإِجامٌ
وآجامٌ وأُجُمٌ، كما سنذكره
(* قوله «كما سنذكره إلخ» عبارة الجوهري: كما
قلناه في الاكمة). في أَكَم إِن شاء الله تعالى.
خفع: خفَع يخفَعُ خَفْعاً وخُفوعاً: ضَعُف من جُوع أَو مَرَض؛ قال جرير:
يَمْشون قد نَفَخ الخَزِيرُ بُطونَهم،
وغَدَوْا، وضَيْفُ بني عِقالٍ يَخْفَعُ
وقيل: خُفِع الرجلُ من الجوع، فهو مَخْفُوع، وأُورِدَ بيتُ جرير
يُخْفَع، بضم الياء، وكذلك أَورده ابن بري على ما لم يُسمَّ فاعله، قال: وكذا
وجدته في شعره يُخْفَعُ أَي يُصْرَعُ. والمَخْفوع: المجنون. ورجل خَفوعٌ:
خافِعٌ.
وانخفَعَت كبِدُه جوعاً: تَثَنَّتْ ورَقَّت واسترخت من الجوع.
وانْخَفَعَت رِئتُه: انْشقَّت من داء، وفي التهذيب: من داء يقال له الخُفاعُ.
وانْخَفَعَتِ النخلةُ وانخفَعَت وانْقَعَرَتْ وتَجَوَّخَتْ إِذا انْقَلَعَت
من أَصلها.
ورجل خَوْفَعٌ: وهو الذي به اكتئاب ووجُوم. وكلُّ من ضَعُفَ ووجَم، فقد
انخفعَ وخُفِعَ، وهو الخُفاعُ.
وخفَع على فراشه وخُفِعَ وانخفَع: غُشِيَ عليه أَو كاد يُغْشَى.
والخَفْعةُ: قِطْعة أَدم تُطْرَحُ على مُؤْخرةِ الرَّحْل.
والخَيْفَعُ: اسم.