Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وجب

الذّمّة

الذّمّة:
[في الانكليزية] Obligation ،guarantee ،debt
[ في الفرنسية] Obligation ،garantie ،caution ،dette
بالكسر قال بعض الفقهاء إنّ الذّمة أمر لا معنى له، بل هي من مخترعات الفقهاء يعبّرون عن وجوب الحكم على المكلّف بثبوته في ذمّته، وهذا القول ليس بصحيح إذ في المغرب أنّ الذمّة في اللغة العهد ويعبّر بالأمان والضّمان، ويسمّى محلّ التزام الذمّة بها في قولهم ثبت في ذمتي كذا أي على نفسي. فالذمة في قول الفقهاء يراد به نفس المكلف. وذكر القاضي الإمام أبو زيد أنّ الذمّة شرعا وصف يصير به الإنسان أهلا لما له ولما عليه، فإنّ الله تعالى لمّا خلق الإنسان محلا للأمانة أكرمه بالعقل والذمة حتى صار أهلا لوجوب الحقوق له وعليه، وثبت له حقوق العصمة والحرّية والمالكية، كما إذا عاهدنا الكفار وأعطيناهم الذّمّة ثبت لهم وعليهم حقوق المسلمين في الدنيا، وهذا هو العهد الذي جرى بين الله تعالى وعباده يوم الميثاق. ثم هذا الوصف غير العقل، إذ العقل لمجرّد فهم الخطاب فإنّ الله تعالى عند إخراج الذّرية يوم الميثاق جعلهم عقلاء، وإلّا لم يجز الخطاب والسؤال ولا الإشهاد عليهم بالجواب، ولو كان العقل كافيا للإيجاب لم يحتج إلى الإشهاد والسؤال والجواب، فعلم أنّ الإيجاب لأمر ثبت بالسؤال والجواب والإشهاد وهو العهد المعبّر عنه بالذّمّة. فلو فرض ثبوت العقل بدون الذّمّة لم يثبت الوجوب له وعليه. والحاصل أنّ هذا الوصف بمنزلة السّبب لكون الإنسان أهلا للوجوب له وعليه، والعقل بمنزلة الشّرط.
ومعنى قولهم وجب ذلك في ذمّته الوجوب على نفسه باعتبار ذلك الوصف، فلما كان الوجوب متعلقا به جعلوه بمنزلة ظرف يستقر فيه الوجوب دلالة على كمال التعلّق وإشارة إلى أنّ هذا الوجوب إنّما هو باعتبار العهد والميثاق الماضي، كما يقال وجب في العهد والمروءة أن يكون كذا وكذا. وأمّا على ما ذكره فخر الإسلام من أنّ المراد بالذّمة في الشرع نفس ورقبة لها ذمّة وعهد، فمعنى هذا القول أنّه وجب على نفسه باعتبار كونها محلا لذلك العهد. فالرّقبة تفسير للنفس، والعهد تفسير للذّمة، وهذا في التحقيق من تسمية المحل باسم الحال، والمقصود واضح. هذا كله خلاصة ما في التلويح وحاشيته للفاضل الچلپي والبرجندي في باب الكفالة. 

حجب

حجب: الحِجابُ: السِّتْرُ.

حَجَبَ الشيءَ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً وحَجَّبَه: سَترَه. وقد احْتَجَبَ وتحَجَّبَ إِذا اكْتنَّ من وراءِ حِجابٍ. وامرأَة مَحْجُوبةٌ: قد سُتِرَتْ بِسِترٍ. وحِجابُ الجَوْفِ: ما يَحْجُبُ بين الفؤَادِ وسائره؛ قال الأَزهريّ: هي جِلْدة بَين الفؤَادِ وسائر البَطْن.

والحاجِبُ: البَوَّابُ، صِفةٌ غالِبةٌ، وجمعه حَجَبةٌ وحُجَّابٌ،

وخُطَّتُه الحِجابةُ.

وحَجَبَه: أَي مَنَعَه عن الدخول.

وفي الحديث: قالت بنُو قُصَيٍّ: فينا الحِجابةُ، يعنون حِجابةَ

الكَعْبةِ، وهي سِدانَتُها، وتَولِّي حِفْظِها، وهم الذين بأَيديهم

مَفاتِيحُها.والحَجابُ: اسمُ ما احْتُجِبَ به، وكلُّ ما حالَ بين شيئين: حِجابٌ، والجمع حُجُبٌ لا غير. وقوله تعالى: ومِن بَيْننا وبَيْنِك حِجابٌ، معناه: ومن بينِنا وبينِك حاجِزٌ في النِّحْلَةِ والدِّين؛ وهو مثل قوله تعالى: قُلوبُنا في أَكِنَّةٍ، إِلاَّ أَنَّ معنى هذا: أَنـَّا لا نُوافِقُك في مذهب. واحْتَجَبَ الـمَلِكُ عن الناس، ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ.

والحِجابُ: لحْمةٌ رَقِيقةٌ كأَنها جِلْدةٌ قد اعْتَرَضَتْ مُسْتَبْطِنةٌ بين الجَنْبَينِ، تحُولُ بين السَّحْرِ والقَصَبِ.

وكُلُّ شيءٍ مَنَع شيئاً، فقد حَجَبَه كما تحْجُبُ الإِخْوةُ الأُمَّ عن

فَريضَتِها، فإِن الإِخْوة يحْجُبونَ الأُمَّ عن الثُّلُثِ إِلى السُّدُسِ.

والحاجِبانِ: العَظْمانِ اللَّذانِ فوقَ العَيْنَينِ

بِلَحْمِهما وشَعَرهِما، صِفةٌ غالِبةٌ، والجمع حَواجِبُ؛ وقيل: الحاجِبُ الشعَرُ النابِتُ على العَظْم، سُمِّي بذلك لأَنه يَحْجُب عن العين شُعاع الشمس. قال اللحياني: هو مُذكَّر لا غيرُ، وحكى: إِنه لَمُزَجَّجُ الحَواجِبِ، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه حاجِباً. قال: وكذلك يقال في كل ذِي حاجِب. قال أَبو زيد: في الجَبِينِ الحاجِبانِ، وهما مَنْبِتُ شعَر الحاجِبَين من العَظْم.

وحاجِبُ الأَمِير: معروف، وجمعه حُجَّابٌ. وحَجَبَ الحاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً.

والحِجابةُ: وِلايةُ الحاجِبِ. واسْتَحجَبَه: ولاَّه الحِجْبَة(1)

(1 قوله «ولاه الحجبة» كذا ضبط في بعض نسخ الصحاح.) .

والـمَحْجُوبُ: الضَّرِيرُ.

وحاجِبُ الشمس: ناحيةٌ منها. قال:

ترَاءَتْ لنا كالشَّمْسِ، تحْتَ غَمامةٍ، * بدَا حاجِبٌ منها وضَنَّتْ بِحاجِبِ

وحَواجِبُ الشمس: نَواحِيها. الأَزهري: حاجِبُ الشمس: قَرْنُها، وهو ناحِيةٌ من قُرْصِها حِينَ تَبْدَأُ في الطُّلُوع، يقال: بَدا حاجِبُ الشمسِ والقمرِ. وأَنشد الأَزهري للغنوي(2)

(2 هذا البيت لبشار بن برد لا للغنوي.):

إِذا ما غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِيَّةً * هَتَكْنا حِجابَ الشمسِ أَو مَطَرَتْ دَما

قال: حِجابُها ضَوؤُها ههنا. وقولُه في حديثِ الصلاةِ: حِين توارَتْ بالحِجابِ. الحِجابُ ههنا: الأُفُقُ؛ يريد: حين غابَتِ الشمسُ في الأُفُق واسْتَتَرَتْ به؛ ومنه قوله تعالى: حتى توَارَتْ بالحِجابِ.

وحاجِبُ كل شيءٍ: حَرْفُه. وذكر الأَصْمعِي أَنَّ امْرأَةَّ قَدَّمَتْ

إِلى رجل خُبزَةً أَو قُرْصَةً فجَعلَ يأكُلُ من وَسَطِها، فقالت له: كُلْ

من حَواجِبِها أَي مِن حُرُوفِها.

والحِجابُ: ما أَشْرَفَ مِن الجبل. وقال غيرُه: الحِجابُ: مُنْقَطَعُ

الحَرَّةِ. قال أَبو ذُؤَيْب:

فَشَرِبْنَ ثم سَمِعْنَ حِسّاً، دونَه * شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقْرَعُ

وقِيل: إِنما يُريد حِجابَ الصائِدِ، لأَنه لا بُدَّ له أَن يَسْتَتر بشيءٍ.

ويقال: احْتَجَبَتِ الحامِلُ من يومِ تاسِعها، وبيَومٍ من تاسعها، يقال

ذلك للمرأَةِ الحامِلِ، إِذا مَضَى يومٌ من تاسِعها، يقولون: أَصْبَحَتْ

مُحْتَجِبةً بيومٍ من تاسعها، هذا كلام العرب.

وفي حديث أَبي ذر: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: إِن اللّه يَغْفِرُ للعبد ما لم يَقَع الحِجابُ. قيل: يا رسولَ اللّه، وما الحِجابُ؟ قال: أَن تَمُوتَ النفْسُ، وهي مُشْرِكةٌ، كأَنها حُجِبَتْ بالـمَوْت عن الإِيمان. قال أَبو عَمرو وشمر: حديثُ أَبي ذرّ يَدُل على أَنه لا ذَنْبَ يَحْجُبُ عن العَبْدِ الرحمةَ، فيما دون الشِّرْكِ. وقال ابن شميل، في حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ ما وراءَهُ، أَي إِذا مات الإِنسانُ واقَعَ ما وراءَ الحجابَينِ حِجابِ الجَنَّةِ وحجابِ النَّارِ، لأَنهما قد خَفِيَا. وقيل: اطِّلاعُ الحِجاب: مَدُّ الرأْس، لأَن الـمُطالِعَ يمُدُّ رأْسَه يَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ، وهو السِّتْرُ.والحَجَبةُ، بالتحريك: رأْسُ الوَرِكِ. والحَجَبَتانِ:

حَرْفا الوَرِكِ اللَّذانِ يُشْرِفانِ على الخاصِرَتَينِ. قال طُفيْلٌ:

وِراداً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها، * بَناتُ حِصانٍ، قد تُعُولِمَ، مُنْجِبِ

وقيل: الحَجَبَتانِ: العَظْمانِ فَوقَ العانةِ، الـمُشْرِفانِ على مَراقِّ البَطْن، مِن يمين وشِمال؛ وقيل: الحَجَبَتان: رُؤُوسُ عَظْمَي الوَرِكَيْنِ مـما يلي الحَرْقَفَتَين، والجميعُ الحَجَبُ، وثلاثُ حَجَباتٍ.

قال امرؤُ القيس:

له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ

وقال آخر:

ولم تُوَقَّعْ، بِرُكُوبٍ، حَجَبُهْ

والحَجَبَتانِ من الفرَس: ما أَشْرَفَ على صِفاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ.

وحاجِبٌ: اسم. وقَوْسُ حاجِبٍ: هو حاجِبُ بنُ زُرارةَ التَّميمِيّ.

وحاجِبُ الفِيلِ: اسم شاعر من الشُّعراءِ. وقال الأَزهريّ في ترجمة عتب: العَتَبَةُ في الباب هي الأَعْلى، والخَشَبةُ التي فَوْقَ الأَعلى: الحاجِبُ.والحَجِيبُ: موضع. قال الأَفْوَهُ:

فَلَـمَّا أَنْ رأَوْنا، في وَغاها، * كآسادِ الغَرِيفةِ والحَجِيبِ(1)

(1 قوله «الغريفة» كذا ضبط في نسخة من المحكم وضبط في معجم ياقوت بالتصغير.)

ويروى: واللَّهِيبِ.

حجب

1 حَجَبَهُ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَجْبٌ, (Mgh, Msb,) He, or it, prevented, hindered, debarred, or precluded, him, or it: (Mgh, Msb:) he, or it, precluded him, or it; i. e. prevented him, or it, from entering. (S, A.) [Hence,] الإِخْوَةُ يَحْجُبُونَ الأُمَّ عِنِ الثُّلُثِ [Brothers of a person deceased preclude the mother from receiving the third of the inheritance]. (S, A.) b2: Also, (A, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. حَجْبٌ and حَجَابٌ, (K,) He, or it, veiled, concealed, hid, covered, or protected, him, or it; (A, K;) as also ↓ حجّبهُ. (K.) b3: [And It intervened between two things. Thus the diaphragm is described as] جِلْدَةٌ تَحْجُبُ بَيْنَ الفُؤَادِ وَالبَطْنِ [A piece of skin that intervenes between the heart and the belly]. (A.) b4: [And He held the office of حَاجِب, i. e. door-keeper, or chamberlain. Yousay,] فُلَانٌ يَحْجُبُ لِلْأَمِيرِ Such a one holds the office of حاجب to the prince, governor, or commander. (A, TA.) 2 حَجَّبَ see 1.5 تَحَجَّبَ see 8.8 احتجب [He, or it, became prevented, hindered, debarred, or precluded: he became secluded; or he secluded himself:] he, or it, became veiled, concealed, hidden, covered, or protected; as also ↓ تحجّب. (K, TA.) You say, احتجب المَلِكُ عِنِ النَّاسِ [The King secluded, or concealed, himself, or became secluded or concealed, from the people]. (S, A.) And احتجبت الشَّمْسُ فِى السَّحَابِ (tropical:) [The sun became concealed, or concealed itself, in the clouds]. (A, TA.) b2: [Hence, app.,] احتجبت المَرْأَةُ بِيَومٍ, (K,) or بِيَوْمٍ مِنْ تَاسِعِهَا, and مِنْ يَوْمٍ مِنْ تَاسِعِهَا, (TA,) [as though meaning The woman secluded herself from the commencement of a day of her ninth month of pregnancy:] said of a pregnant woman, (TA,) when a day has passed of her ninth [month, during which it was probably a custom for a woman to seclude herself in the house or tent]. (K, TA.) 10 استحجِبهُ He appointed him to the office of حَاجِب [i. e. door-keeper, or chamberlain]. (S, K.) حَجَبٌ: see حَجَبَةٌ.

A2: Also [The windpipe;] the passage of the breath. (K.) حَجِبٌ A hill; syn. أَكَمَةٌ: (K:) or a lofty أَكَمَة. (TA.) حِجْبَةٌ: see حِجَابَةٌ.

حَجَبَةٌ The head [or crest] of the kip or haunch (S, A) [of a man, (see حَرْقَفَةٌ,) and] of a horse; (A;) i. e. each of the حَجَبَتَانِ, which project above, or beyond, the خَاصِرَتَانِ [or two flanks]: (S:) or the dual signifies the two edges of the hip or haunch, that project above, or beyond, the خَاصِرَة [or flank]: (K:) or the two bones above the pubes, that project above, or beyond, the soft parts of the belly, on the right and left: (Zj in his “ Khalk el-Insán, “* and K:) or the heads of the two hipbones or haunch-bones, next the حَرْقَفَتَانِ [q. v.]; pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَجَبٌ, and pl. of pauc. حَجَبَاتٌ: (TA:) and in a horse, the parts of the two hips, or haunches, that project above, or beyond, the [skin called] صِفَاق, of the belly. (K.) حِجَابٌ [A thing that prevents, hinders, debars,or precludes:] a thing that veils, conceals, hides, covers, or protects; (S, Msb, K TA;) because it prevents seeing, or beholding: (Msb:) a thing, (A, K,) or body. (Msb,) that intervenes (A, Msb, K) between two things, (A, K,) or between two bodies; which is [said to be] the primary signification; (Msb;) [a partition, a bar, a barrier, or an obstacle:] and sometimes applied to ideal things: (Msb:) pl. جُجُبٌ. (A, Msb, K.) Yousay, ضُرِبَ الحِجَابُ عَلَى النِّسَآءِ [The veil, or curtain, was put, or let down, over the women]. (A, TA.) And لَهُ دَعَوَاتٌ تَخْرِقُ الحُجُبَ [He has prayers that rend the veils]. (A, TA.) and مَا لِدَعْوَةِ المَظْلُومِ حِجَابٌ [There is no veil, or obstacle, to the prayer of the wronged]. (A, TA.) It is said in a trad., مَنِ اطَّلَعَ الحِجَابِ وَاقَعَ مَا وَرَآءَهُ [He who gets sight and knowledge of the veil falls into that which is behind it]: i. e., when a man dies, he falls into what is behind [one of] the two veils, that of Paradise and that of Hell: (ISh, TA:) or, accord. to some, اِطَلَاعُ الحِجَابِ signifies the stretching out the head [and looking over the veil]; for he who examines into a thing stretches out his head to see what is behind the veil, or covering. (TA.) And in another trad., a saying of Mohammad, (TA,) إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الحِجَابُ [Verily God forgiveth the servant (his creature) as long as the precluding event shall not have happened]: الحجاب here meaning the dying in the belief in a plurality of gods: (K, * TA:) as though one were precluded from true belief by death. (TA.) One says also, العَجْزُ حَجَابٌ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَمُرَادِهِ [Inability is a bar between man and his desire]. (Msb.) and المَعْصِيَةُ حِجَابٌ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ [Disobedience is a bar between the servant and his Lord]. (Msb.) b2: [Hence, in the present day, (assumed tropical:) A written charm or amulet; generally worn in a case (called بَيْتُ حِجَابٍ) suspended, on the right side, by a string passing over the left shoulder, or on some other part of the person: pl. of mult. حُجُبٌ, and of pauc. أَحْجِبَةٌ and حِجَابَاتٌ.] b3: [Hence also,] A thin piece of flesh, (K,) resembling a piece of shin, (TA,) in the interior of the body, between the two sides, intervening between the lungs and the قصب [in the K القَصَب, but this is evidently a mistranscription for القُصْب the lower intestines; for the حجاب is the diaphragm, or midriff]: (K, TA:) and حِجَابُ القَلْبِ, (A,) or حَجَابُ الجَوْفِ, (S,) signifies [the same; as also حَجَابُ الكَبِدِ; (see خِلْبٌ;)] what intervenes between the heart and the rest of the جوف; (S;) the piece of skin that intervenes between the heart and the belly: (A, TA:) or حِجَابُ القَلْبِ signifies a certain fat that clothes the heart: (AHeyth, TA in art. شغف:) [or it signifies, or signifies also, the septum cordis: see قَلْبٌ:] pl. حُجُبٌ (A, TA.) Hence the saying, هَتَكَ الخَوْفُ حِجَابَ قَلْبِهِ (tropical:) [Fear rent open his midriff: or his septum cordis]. (A, TA.) b4: (assumed tropical:) The horizon: [because it terminates the view:] so in the phrase, تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (assumed tropical:) It (the sun) became concealed by the horizon; occurring in the Kur [xxxviii. 31], and in a trad. (TA.) b5: (tropical:) A mountain: (A:) or an elevated part of a mountain. (K.) You say, قَعَدَ فِى ظِلِّ الحِجَابِ (tropical:) He sat in the shade of the mountain. (A.) b6: (assumed tropical:) The place where a [stony tract such as is called]

حَرَّة ends. (K.) b7: (assumed tropical:) A tract of sand uniformly continuous, and long. (K.) b8: (assumed tropical:) The light of the sun: or the tract, or side, of the sun: (K, TA:) or [like حَاجِبٌ] a side, or part, of the sun. (TA.) حَجَابَةٌ, (K,) or ↓ حِجْبَةٌ, (S,) The office of doorkeeper [or chamberlain]. (S, * K.) b2: And the former, The office of door-keeper and guardian of the Kaabeh. (TA.) حَاجِبٌ, an epithet in which the quality of a subst. predominates, (TA,) A door-keeper; (Msb, K;) so called because he prevents persons from entering: (Msb:) [a chamberlain:] pl. حُجَّابٌ (S, Msb, K) and حَجَبَةٌ. (Msb, K.) And حَجَبَةُ البَيْتِ [The door-keepers and guardians of the Kaabeh: see حِجَابَةٌ]. (TA.) b2: Each of the two bones over the eyes, with the hair and flesh upon them: (IF, Msb, K:) or the eyebrow; the hair growing on either of those bones: (Az, K:) so called because it precludes the rays of the sun from the eye: (TA:) of the masc. gender: (Lh TA:) pl. حَوَاجِبُ. (S Msb, K.) One says, إِنَّهُ لَمُزَجَّجُ الحَاجِبِ [Verily he has the eyebrow made narrow and long, by the removal of redundant hairs; or made narrow and long and arched; or lengthened with antimony]. (Lh, TA.) b3: [Hence, as being likened thereto,] (assumed tropical:) The piece of wood that is over the lintel of a door-frame. (Az, TA.) [See عَتَبَةٌ.]

b4: (tropical:) The edge, (A,) or side, (K,) or upper limb of the disk, that appears when it begins to rise, (T, TA,) or the first part that appears, (Mgh,) of the sun, (T, A, Mgh, K,) and of the moon: (T, TA:) likened to the حاجب (A, Mgh) of the face (Mgh) of a man: (A:) and حَوَاجبُ الشَّمْس the sides of the sun. (S.) You say, بَدَا حَاجِبُ الشَّمْس, (T, A, TA,) and القَمَرِ, (T, TA,) (tropical:) The upper limb of the disk, (T, TA,) or the edge, (A,) of the sun appeared, (T, A, TA,) and of the moon. (T, TA.) b5: (assumed tropical:) The edge or anything. (K.) A woman said to a man who was eating of the middle of a round cake of bread, كُلْ مِنْ حَوَاجِبِهَا (tropical:) Eat of its edges, (As, TA,) or its sides. (A.) b6: (assumed tropical:) [The beginning of the dawn.] You say, لَاحَتْ حَوَاجِبُ الصُّبْحِ (tropical:) The beginnings of the dawn appeared. (A, TA.) مُحَجَّبٌ: see what next follows.

مَحْجُوبٌ [pass. part. n. of 1]. You say مَلِكٌ مَحْجُوبٌ (A) and ↓ مُحَجَّبٌ (S) and ↓ مُحْتَجبٌ (A) and ↓ مُحُــوْجَبٌ (TA) [A king secluded, or concealed, from the people]. And اِمْرَأَةٌ مَحْجُوبَةٌ A woman veiled, or concealed by a curtain or the like. (TA.) And هُوَ مَحْجُوبٌ عِنِ الخَيْرِ [He is debarred from good.] (A, TA.) b2: (assumed tropical:) Blind; (S, K;) and so ↓ مُحَــوْجَبٌ. (TA.) مُحْتَجِبٌ: see the next preceding paragraph.

مُحَــوْجَبٌ: see مَحْجُوبٌ, in two places.
(ح ج ب) : (الْحَجْبُ) الْمَنْعُ (وَمِنْهُ) الْحِجَابُ وَحَاجِبُ الشَّمْسِ أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ حَاجِبِ الْوَجْهِ.
الحجب: في اللغة المنع، وفي الاصطلاح: منع شخص معين من ميراثه، إما كله أو بعضه، بوجود شخص آخر، ويسمى الأول: حجب حرمان، والثاني، حجب نقصان.
(حجب)
بَينهمَا حجبا حَال وَالشَّيْء ستره وَفُلَانًا مَنعه من الدُّخُول أَو الْمِيرَاث والأمير صَار لَهُ حاجبا

(حجب) الشَّيْء حجبه
ح ج ب: (الْحِجَابُ) السِّتْرُ وَ (حَجَبَهُ) مَنَعَهُ عَنِ الدُّخُولِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (الْحَجْبُ) فِي الْمِيرَاثِ. وَ (الْمَحْجُوبُ) الضَّرِيرُ. وَ (حَاجِبُ) الْعَيْنِ جَمْعُهُ (حَوَاجِبُ) وَ (حَاجِبُ) الْأَمِيرِ جَمْعُهُ (حُجَّابٌ) وَ (حَوَاجِبُ) الشَّمْسِ نَوَاحِيهَا (وَاحْتَجَبَ) الْمَلِكُ عَنِ النَّاسِ. 

حجب


حَجَبَ(n. ac. حَجْب
حِجَاْب)
a. Covered, veiled, cloaked, masked, screened; enclosed
shut off.
b. [acc. & 'An], Prevented, precluded from.
c. Intervened.

حَجَّبَa. see I (a)
تَحَجَّبَإِحْتَجَبَa. Was concealed &c., concealed himself.
b. Was prevented, preluded.

إِسْتَحْجَبَa. Appointed as chamberlain, as door-keeper.

حَجِبa. Hill.

حَاْجِب
(pl.
حَجَبَة
حُجَّاْب
29)
a. Chamberlain; usher, doorkeeper.
b. (pl.
حَوَاْجِبُ), Brow, eyebrow.
حِجَاْب
(pl.
حُجُب)
a. Veil, curtain; screen, partition.
حجب: حجب الأمير: حال بينه وبين الناس، ومنع عنه أنظار، وعزله عن المجتمع (مملوك 1، 1: 10).
انحجب: ذكرها فوك في مادة ( Velare) : استتر (أبو الوليد ص545، القليوبي ص44 طبعة ليس).
وانحجب: امتنع، يقال: احجب عنه، ففي كتاب أبي الوليد ص296: فلا ينحجب عنك الغيث (ص325).
احتجب به: استتر بدرع وبخوذة، (كرتاس ص149).
حِجاب. عامية حَجَّام (محيط المحيط).
مُحَجَّب: معصوم من الجروح. لا يصيبه جرح ولا يُحيك به سيف (بوشر).
مِحْجَبَة: عامية مِحْجمَة (محيط المحيط).
احتجاب: عصمة من الجروح (بوشر).
[حجب] الحجاب: السِتْرُ. وحجاب الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره. وحجَبه أي منعه عن الدخول. والاخوة يحجبون الام عن الثلث. والمحجوب: الضرير. وحاجب العين جمعه حواجب، وحاجب الأمير جمعه حُجَّاب. واستحجبه: ولاه الحجبة. وحواجب الشمس: نواحيها. وقوس حاجب هو حاجب بن زرارة التميمي . واحتجب الملك عن الناس. ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ. والحَجَبَةُ، بالتحريك: رأس الوَرِكِ، وهما حَجَبَتانِ تُشرفان على الخاصرتين.
(حجب) - في الحديث: "قالت بَنُو قُصَيِّ: فِينَا الحِجَابَةُ" .
يَعنِي حِجابَة بَيْتِ اللهِ تَعالَى الحَرَام - الكَعْبَة - وهم بَنُو عَبدِ الدَّار بن قُصَيّ، منهم شَيْبَة بنُ عُثْمان الحَجَبِيّ، وهم الذين بأَيدِيهم مِفتاحُ الكَعْبة الآن، ويقال لهم: الشَّيْبِيّون.
قيل: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَرادَ أن يَأخُذَه منهم. فأَنْزل الله تَعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} . فتَركَه في أَيْدِيهم، فَهُو لَهُم إلى يَوم قِيامِ السَّاعَة.
حجب
الحاجِبُ: مَعْروفٌ، وجَمْعُه: الحُجّابُ والحَجَبَةُ. والحِجَابَةُ: ولايَتُه. والحِجَابُ: اسْمُ ما حَجَبْتَ به شَيْئيْنِ، وجَمْعُه: حُجُبٌ. وحَجَبَه عن الأمْرِ: حَجَزَه. واحْتَجَبَ فلانٌ: اكْتَنَّ من وَراءِ الحِجَابِ. وحِجَابُ الجَوْفِ: بين الفُؤادِ وسائر البَطْنِ. والحاجِبَانِ: العَظْمانِ فوق العَيْنَيْنِ بشَعَرِهما، وجَمْعُه: حَوَاجِب. والحَجَبَتانِ: رُؤوسُ عِظامِ الوَرِكَيْنِ، والجَميعُ: الحَجَبُ. والحَجَبُ: مَجرْى النَّفَسِ، حَجِبَ صَدْرُه: ضاقَ. وحاجِبُ الفِيْلِ: شاعِرٌ. والحِجَابُ: الجَبَلُ، وجَمْعُه: حُجْبَانٌ. والحَجِيْبُ: الأجَمَةُ.
ح ج ب : حَجَبَهُ حَجْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعَهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلسِّتْرِ حِجَابٌ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ الْمُشَاهَدَةَ وَقِيلَ لِلْبَوَّابِ حَاجِبٌ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ الدُّخُولِ وَالْأَصْلُ فِي الْحِجَابِ جِسْمٌ حَائِلٌ بَيْنَ جَسَدَيْنِ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمَعَانِي فَقِيلَ الْعَجْزُ حِجَابٌ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَمُرَادِهِ وَالْمَعْصِيَةُ حِجَابٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ وَجَمْعُ الْحِجَابِ حُجُبٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَجَمْعُ الْحَاجِبِ حُجَّابٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكُفَّارٍ.

وَالْحَاجِبَانِ الْعَظْمَاتُ فَوْقَ الْعَيْنَيْنِ بِالشَّعْرِ وَاللَّحْمِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْجَمْعُ حَوَاجِبُ. 
حجب
الحَجْب والحِجَاب: المنع من الوصول، يقال: حَجَبَه حَجْباً وحِجَاباً، وحِجَاب الجوف:
ما يحجب عن الفؤاد، وقوله تعالى: وَبَيْنَهُما حِجابٌ [الأعراف/ 46] ، ليس يعني به ما يحجب البصر، وإنما يعني ما يمنع من وصول لذّة أهل الجنّة إلى أهل النّار، وأذيّة أهل النّار إلى أهل الجنّة، كقوله عزّ وجل: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ [الحديد/ 13] ، وقال عزّ وجل: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ [الشورى/ 51] ، أي: من حيث ما لا يراه مكلّمه ومبلّغه، وقوله تعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ [ص/ 32] ، يعني الشّمس إذا استترت بالمغيب. والحَاجِبُ: المانع عن السلطان، والحاجبان في الرأس لكونهما كالحاجبين للعين في الذّب عنهما. وحاجب الشمس سمّي لتقدّمه عليها تقدّم الحاجب للسلطان، وقوله عزّ وجلّ: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
[المطففين/ 15] ، إشارة إلى منع النور عنهم المشار إليه بقوله: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ [الحديد/ 13] .
ح ج ب

حجبه عن كذا، والأخوة تحجب الأم عن الثلث، وهو محجوب عن الخير. وضرب الحجاب على النساء، وله دعوات تخرق الحجب أي تبلغ العرش، وما لدعو المظلوم دون الله حجاب. وفلان يحجب الأمير أي هو حاجبه، وإليه الخاتم والحجابة، وقد استحجب المأمون بشراً، وهو حسن الحجبة، وهم حجبة البيت، وملك محجوب، ونحتجب، وقد احتجب عن الناس. وفرس مشرف الحجب، والحجبات. والحجبة رأس الورك.

ومن المجاز: بدا حاجب الشمس وهو حرفها، شبه بحاجب الإنسان. قال:

تراءت لنا كالشمس بين غمامة ... بدا حاجب منها وضنت بحاجب

ولاحت حواجب الصبح: أوائله. قال عبد الرحمن بن سيحان المحاربي:

حتى إذا الصبح لاحت لي حواجبه ... أدبرت أسحب نحو القوم أثوابي

ونظرت أعرابية إلى رجل يأكل وسط الرغيف، فقالت عليك بحواجب الرغيف. واحتجبت الشمس في السحاب. واقعد في ظل الحجاب أي في ظل الجبل. وهتك الخوف حجاب قلبه وهو جلدة تحجب بين الفؤاد والبطن، وهذا خوف يهتك حجب القلوب.
باب الحاء والجيم والباء معهما ح ج ب، ب ج ح، ج ب ح مستعملات

حجب: الحَجْب: كُلٌّ شيءٍ مَنَعَ شَيئاً من شيءٍ فقد حَجَبَه حَجْباً. والحِجابةُ: ولايَة الحاجب. والحِجابُ، اسمٌ،: ما حَجَبْتَ به شيئاً عن شيءٍ، ويجمع [على] : حُجُب. وجمع حاجب: حَجَبة. وحِجاب الجَوْف: جِلْدةٌ تَحْجُبُ بينَ الفُؤاد وسائر البطن. والحاجب: عظم العَيْن من فَوق يَستُرُه بشَعْره ولحمه. وحاجبُ الفيل: اسمُ شاعرٍ. ويُسَمَّى رءوس عظم الوَرِكَيْن وما يَلي الحَرْقَفَتَيْن حَجَبَتينِ وثلاث حَجَبات، وجمعهُ حَجَب، قال :

ولم يُوَقَّعْ برُكُوبٍ حَجَبُهْ

حبج: أحْبَجَتْ لنا نارٌ وعَلَمٌ: أي بَدا بَغْتَةً، قال:

عَلَوْتُ أقصاهُ إذا ما أحْبَجا

بجح: فلانٌ يَتَبَجَّحُ بفُلانٍ ويَتَمَجَّحُ به: أي يهذي به اعجاباً، وكذلك إذا [تَمَزَّحَ] به. وَبَجَّحنَي فَبَجِحْتُ: أي فرَّحَني ففَرِحْتُ. وبَجِحْتُ وبَجَحْتُ لغتان، قال:

ولكنّا بقرباك نبجح  جبح: جَبَحُوا بِكَعابهم: رَمَوا بها ليُنْظَرَ أيُّها يخرُجُ فائِزاً. والأُجْبُحُ : مواضع النَّحْل في الجبل، الواحد جِبحْ، ويقال: هو الجَبَلُ، قال الطرماح:

جَنَى النَحْل أضْحَى واتِناً بين أجبح
[حجب] نه في ح الصلاة: حين توارت "بالحجاب"، الحجاب هنا الأفق، يريد حين غابت الشمس في الأفق. ومنه: "حتى توارت بالحجاب". وفيه: إن الله يغفر للعبد ما لم يقع "الحجاب" قيل: يا رسول الله! وما الحجاب؟ قال: أنوالفقر أشد من الخلة، واحتجاب الله أن يمنع حوائجه ويخيب آماله في الدنيا، وقيل: يوم القيامة كانوا محجوبين عنه كما أن العادل على منبر عند العرش. وقطعن في "الحجاب" أي المشيمة، وفيه: أن المس في قوله: إلا يمسه الشيطان، على الحقيقة. در: من اطلع "الحجاب" واقع ما وراءه، أي إذا مات الإنسان واقع ما خفي عليه من أمر الآخرة. نه: أي واقع ما وراء الحجابين حجاب الجنة وحجاب النار، لأنهما قد خفيا، وقيل: إطلاع الحجاب مد الرأس لأن المطالع يمد رأسه ينظر من وراء الحجاب. مد: وبينهما أي بين الجنة والنار "حجاب" يعني السور. غ: و"من بيننا وبينك حجاب" أي حاجز في الدين.
الْحَاء وَالْجِيم وَالْبَاء

حَجَبَ الشَّيْء يَحْجُبُه حَجْبا وحِجابا، وحَجَّبَه: ستره. وَقد احتَجَبَ وتحجَّبَ.

والحاجبُ: البواب، صفة غالبة. وَجمعه، حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ، وخطته الحِجابَةُ.

والحِجابُ: مَا احتُجِبَ بِهِ.

وكل مَا حَال بَين شَيْئَيْنِ حِجابٌ، وَالْجمع حُجُبٌ لَا غير، وَقَوله تَعَالَى: (ومن بَينا وَبَيْنك حِجابٌ) وَمَعْنَاهُ: وَمن بَيْننَا وَبَيْنك حاجز فِي النحلة وَالدّين، وَهُوَ مثل قَوْله: (قلوبُنا فِي أكِنَّةٍ) إِلَّا أَن معنى هَذَا أَنا لَا نوافقك فِي مَذْهَب.

والحجابُ: لحْمَة رقيقَة كَأَنَّهَا جلدَة قد اعترضت مستنبطة بَين الجنبين تحول بَين السحر والقصب.

وكل شَيْء منع شَيْئا فقد حجَبَه، كَمَا تحجُبُ الْأُم الْإِخْوَة عَن فريضتها.

والحاجِبانِ: العظمان اللَّذَان فَوق الْعَينَيْنِ، بلحمهما وشعرهما، صفة غالبة. وَقيل: الحاجبُ، الشّعْر النَّابِت على الْعظم، سمي بذلك لِأَنَّهُ يَحْجُبُ عَن الْعين شُعَاع الشَّمْس، قَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ مُذَكّر لَا غير. وَحكى: إِنَّه لمزجج الحواجبِ، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ حاجبا، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال فِي كل ذِي حاجبٍ.

وحاجِبُ الشَّمْس: نَاحيَة مِنْهَا، قَالَ: تراءتْ لنا الشَّمْس تَحت غمامةٍ ... بَدا حاجبٌ مِنها وضَنَّت بحاجبِ

وحاجبُ كل شَيْء: حرفه. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن امْرَأَة قدمت إِلَى رجل خبْزَة أَو قرصة فَجعل يَأْكُل من وَسطهَا فَقَالَت: كل من حَوَاجِبِها.

والحِجَابُ: مُنْقَطع الْحرَّة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فشرِبْنَ ثمَّ سمِعنَ حِسّا دُونَه ... شرَفُ الحجابِ وريْبُ قرْعٍ يُقرَعُ

وَقيل: إِنَّمَا يُرِيد حِجابَ الصَّائِد لِأَنَّهُ لابد لَهُ أَن يسْتَتر بِشَيْء.

والحَجبَتَان: حرفا الورك اللَّذَان يشرفان على الخاصرة. قَالَ طفيل:

وِرَاداً وحُوًّا مُشْرفا حَجباتُها ... بَناتُ حصانٍ قد تُعُولمَ مُنْجِبِ

والحجَبَتان: العظمان فَوق الْعَانَة المشرفان على مراق الْبَطن من يَمِين وشمال.

والحَجَبَتانِ من الْفرس: مَا أشرف على صفاق الْبَطن من وركيه.

وحاجِبٌ: اسْم. وحاجبُ الْفِيل: اسْم شَاعِر.

والحَجيبُ: مَوضِع، قَالَ الأفوه:

فَلَمَّا أَن رأونا فِي وغاها ... كآسادِ الغَرِيقةِ والحَجِيبِ

ويروى واللهيب.
حجب
حجَبَ يَحجُب، حَجْبًا وحِجابًا، فهو حاجِب، والمفعول مَحْجوب (للمتعدِّي)
• حجَب بينهما: حال بينهما "تكاثَف الضَّبابُ حتَّى كاد يحجب بينه وبين الطريق".
• حجَب الشَّيءَ: ستره "حجَب أقرانَه/ الرُّؤيةَ/ الحقيقةَ- حجَب ما بينهما- {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}: مستورون عنه فلا يرونه".
• حجَب الشَّخصَ:
1 - منعه من الدخُّول.
2 - (فق) منعه من الميراث؛ لتقدّمه في درجة الإرث عليه.
• حجَب الثِّقةَ عن الشَّخص: سحبها منه "حجب النّوابُ الثِّقةَ عن الحكومة". 

احتجبَ/ احتجبَ بـ/ احتجبَ عن/ احتجبَ في يحتجب، احْتِجابًا، فهو مُحْتَجِب، والمفعول مُحْتَجَب به
• احتجبَ الشَّخصُ أو الشَّيءُ: استتر واختفى "احتجبتِ الشَّمسُ وراء السُّحب".
• احتجبتِ المرأةُ: لبِست الحِجابَ "عدم الاحتجاب عادة قديمة في نساء الأعراب".
• احتجبَ بالمكان/ احتجبَ في المكان: استتر.
• احتجبَت الصَّحيفةُ عن الصُّدور: توقَّفت، امتنعت. 

تحجَّبَ يتحجّب، تَحَجُّبًا، فهو مُتَحجِّب
• تحجَّب الشَّخصُ: مُطاوع حجَّبَ: تستَّر.
• تحجَّبتِ المرأةُ: احتجبت، لبست الحجابَ "تحجُّب كثير من النِّساء دليل على زيادة الوعي الدينيّ". 

حجَّبَ يحجِّب، تَحْجِيبًا، فهو مُحَجِّب، والمفعول مُحَجَّب
• حجَّب الشَّيءَ: حجَبه، ستره.
• حجَّب الأبُ ابنتَه: حملها على لبس الحجاب "فتاة محجَّبة". 

تحجيبة [مفرد]: ج تحجيبات وتحاجيب:
1 - اسم مرَّة من حجَّبَ.
2 - حجاب تلبسه المرأة؛ ليستر رأسها وعنقها وغير ذلك "تم افتتاح معرض للتحجيبات وأغطية الرأس والخمارات ونحوها".
3 - حجاب، تعويذة يحملها الإنسان أو يعلقها متوهمًا أنها تحميه من الحسد أو تدفع عنه الضّرّ "نصح أقاربه وزملاءه بعدم تعليق التمائم والتحجيبات". 

حاجب1 [مفرد]: ج حاجبون وحَجَبة وحُجَّاب:
1 - اسم فاعل من حجَبَ ° حاجبة الشَّمس: جهاز يقي العيونَ من أشعَّة الشَّمس.
2 - بوّاب، موظَّف يعلن ترتيب الإجراءات في محكمة مثلاً "حاجب المحكمة/ الملك". 

حاجب2 [مفرد]: ج حواجبُ:
1 - (شر) عظمٌ فوق العين بما عليه من اللَّحم "قطَّب حاجبيه: عبس- ظهر الشَّيب في حاجبه الأيمن".
2 - شعر نابت فوق اللَّحم الذي يغطِّي العظمَ الذي فوق العين، وهما حاجبان "كثيف الحواجب".
• قلم الحواجب: مِكْحال. 

حِجاب1 [مفرد]: ج حُجُب (لغير المصدر):
1 - مصدر حجَبَ.
2 - كلّ ما يحجُب ويغطِّي "هتك الخوفُ حجابَ قلبه- {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} " ° حجاب المرأة: غطاء تلبسه يغطِّي الرَّأسَ والعُنُق والأكتافَ، ورُبَّما الوجه- هتك اللهُ حجابَه: كشف مَساوئَه للنّاس.
3 - ساتر وحاجز " {فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} ".
4 - (سف) ما يفصل بين شيئين ويوصل إلى الله "من النَّاس من يدّعي أنَّه يخترق الحُجُب- َاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ [حديث] ".
5 - (فز) غطاء يحدِّد كميَّة الضَّوء المارّ إلى العدسة أو النِّظام البصريّ.
• الحجاب الحاجِز: (شر) غشاء عضليّ مسطَّح يفصل بين التّجويف الصَّدريّ والتَّجويف البطنيّ، وله وظيفة هامَّة في عمليّة التَّنفُّس. 

حِجاب2 [مفرد]: ج أحْجِبَة: عُوذة أو تميمة يحملها الشَّخص معه؛ لِتَقيه من الشَّرِّ والحسد "علَّقت لوليدها حجابًا". 

حِجابة [مفرد]: مهنة الحاجب "اقتصرت الحجابةُ الآن على من يعملون في المحاكم". 

حَجْب [مفرد]:
1 - مصدر حجَبَ.
2 - (فق) منع الشَّخص من ميراثه، وهو نوعان: حجب نقصان وهو حجب عن سهم أكثر إلى سهم أقلّ، وحجب حرمان وهو المنع من الإرث فلا ينال شيئًا منه.
• حَجْب الثِّقة: (سة) تصويت البرلمان ضدّ سياسة الحكومة، بغية إجبارها على الاستقالة. 

مُحَجَّبة [مفرد]: ج محجَّبات:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول حجَّبَ.
2 - امرأة ترتدي الحجاب "حتَّى السيدات المحجَّبات خرجن للتعبير عن رأيهنّ". 
حجب
: (حَجَبهُ) يَحْجُبُه (حَجحباً وحِجَاباً: سَتَرَهُ، كَحجّبَهُ، وقَدِ احْتَجَبَ وتَحَجَّبَ) : إِذا اكْتَنَّ من وَرَاءِ الحِجَابِ وامرأَةٌ محْجُوبَةٌ، ومُحَجَّبةٌ للمُبالَغَةِ، قَدْ سُتِرتْ بِسِتْرٍ، وَهُوَ محْجُوبٌ عنِ الخَيْرِ، وضَرَبَ الحِجَابَ علَى النِّسَاءِ.
(والحَاجِب: البَوَّابُ) صِفَةٌ غَالبةٌ (ج حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ، وخُطَّتُهُ) ، بالضَّمِّ، (الحِجَابَةُ) وحَجَبَهُ أَي مَنَعَهُ من الدخُولِ، وفُلانٌ يَحْجُبُ لِلأَمِيرِ أَي حاجِبُهُ، وإِلَيْهِ الخَاتَمُ والحِجَابَةُ، وَهُوَ حَسَنُ الحِجْبَةِ، وهُمْ حَجَبَةُ البَيْتِ وَفِي الحَدِيث (قالتْ بَنُو قُصَيَ فِينا الحِجَابةُ) يَعْنُونَ حِجَابةَ الكَعْبةِ، وَهِي سِدانَتُها، وتَولِّي حِفْظِهَا وهمُ الذينَ بأَيْدِيهِم مفَاتِيحُهَا.
(والحِجَابُ) اسْمُ (مَا احْتَجِب بِه، ج حُجُبٌ) لاَ غَيْرُ (و) الحِجابُ. (: مُنْقَطَعُ الحرَّةِ) قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَشَرِبْنَ ثُمَّ سَمِعْنَ حِسًّا دُونَهُ
شَرَفُ الحِجَابِ ورَيْبَ قَرْعٍ يُقْرَعُ
وقِيلَ: إِنَّمَا يُرِيدُ حِجَابَ الصَّائِدِ لاِءَنَّهُ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَسْتَتِر بشيءٍ (و) الحِجابُ (: مَا اطَّرَد مِنَ الرَّمْلِ وطَالَ، و) الحِجابُ (: مَا أَشْرَفَ مِنَ الجَبلِ) ، عَن أَبِي عَمرٍ و، (و) الحِجَابُ (مِنَ الشَّمْسِ: ضَوْؤُهَا) ، أَنشد الغَنَوِيُّ لِلقُحيْفِ العُقَيْلِيِّ:
إِذَا مَا غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً
هَتَكْنَا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرتْ دَما قَالَ: حِجَابُهَا: ضَوْؤُهَا (أَوْ نَاحِيَةٌ مِنْهَا) وَفِي حَدِيثِ الصَّلاَةِ (حينَ تَوَارَتْ بالحِجَابِ) الحِجَابُ هُنَا الأُفُقُ يُرِيد: حِينَ غابَتِ الشَّمْسُ فِي الأُفُقِ واسْتَتَرَتْ بِه، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (ص: 32) (و) الحِجَابُ: كُلُّ (مَا حَالَ بَيْنَ شَيْئيْنِ) جمْعُهُ حُجُبٌ، وَفِي الحديثِ (مَا لِدَعْوةِ المَظْلُومِ حِجَابٌ) ولَهُ دَعَوَاتٌ تَخْرِق الحُجُبَ (و) الحِجَابُ (: لَحْمَةٌ رَقِيقَةٌ) كأَنَّهَا جِلْدَةٌ قد اعْتَرَضَتْ (مُسْتَبْطِنَةٌ بَين الجَنْبَيْنِ تَحُولُ بينَ السَّحْرِ والقَصَبِ) . وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: هَتَكَ الخَوْفُ حُجَابَ قَلْبِهِ، وَهُوَ جِلْدَةٌ تَحْجُبُ بَيْنَ الفُؤَادِ والبَطْنِ، وخَوْفٌ يَهْتِكُ حُجُبَ القُلُوبِ، انْتهى، وكُلُّ شَيءٍ مَنَعَ شَيْئا فقد حَجَبَهُ كَمَا تَحْجُبُ الإِخْوَةُ الأُمَّ عَنْ فَرِيضَتِهَا، فإِنَّ الإِخْوَةَ يَحْجُبُونَ الأُمَّ عنِ الثُّلُثِ (إِلى السُّدُس) كَذَا فِي الأَساس (و) الحِجَابُ (: جَبَلٌ دُونَ جَبَلِ قَافٍ) المُحِيطِ بالدُّنْيَا، وَبِه فَسَّر بعضُهم قولَه تَعَالَى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (و) الحِجَابُ (: أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ) وهِيَ (مُشْرِكَةٌ) كأَنَّهَا حُجِبَتْ بالمَوتِ عَن الإِيمَانِ (وَمِنْه) حديثُ أَبي ذَرَ رَضِي الله عَنهُ أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (إِنَّ الله (يَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الحِجَابُ) قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الحِجَابُ؟ قَالَ: أَنْ تَمُوت) إِلخ، قَالَ أَبو عَمْرو وشَمِرٌ: حديثُ أَبي ذَرَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ ذَنْبَ يَحْجُبُ عَن العَبْدِ الرَّحْمَةَ فِيهما دُونَ الشِّرْكِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (مَن اطَّلَعَ الحِجَابَ وَاقَعَ مَا وَرَاءَهُ) قَالَ: إِذا مَاتَ الإِنْسَانُ واقَعَ مَا وَرَاءَ الحِجَابَيْنِ حِجَابِ الجَنَّةِ وحِجَابِ النَّارِ، لأَنَّهُمَا قد خَفِيَا، وَقيل: اطِّلاعُ الحِجَابِ: مَدُّ الرَّأْسِ، لاِءَنَّ المُطَالِعَ يَمُدُّ رَأْسَهُ يَنْظُر مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ وهُوَ السِّتْرُ.
(والحَجَبُ مُحَرَّكَةً: مَجْرَى النَّفَسِ) نقلُه الصاغانيُّ.
(و) الحَجِبُ (كَكَتِفٍ: الأَكَمَةُ) وَفِي التكملة: الأَجَمَةُ.
(والحَاجِبَانِ: العَظْمَانِ) اللَّذَانِ (فَوْقَ العَيْنَيْنِ بِلَحْمِهِمَا وشَعَرِهِمَا) صِفَةٌ غَالِبَةٌ: (أَو الحَاجِبُ) هُوَ (الشَّعَرُ النَّابِتُ عَلَى العَظْمِ) ، سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّه يَحْجُبُ عَن العَيْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: وَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرِ، وحُكيَ: إِنَّهُ لَمُزَجَّجُ الحَاجِبِ، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ حَاجِباً، قَالَ: وَكَذَلِكَ يقالُ فِي كُلِّ ذِي حاجبٍ وَقَالَ أَبو زيد: فَهِيَ الجَبِينِ: الحَاجِبَانِ، وهُمَا مَنْبِتُ شَعرِ الحَاجِبَيْن من العَظْمِ (ج حَوَاجِبُ، و) الحَاجِبُ (من كُلِّ شيءٍ: حَرْفُهُ، و) الحَاجهبُ (مِن الشَّمْسِ) وَكَذَا القَمَرِ (: ناحِيَةٌ مِنْهَا) قَالَ:
تَرَاءَتْ لَنَا كالشَّمْسِ تَحْتَ غَمَامةٍ
بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا وضَنَّتْ بِحَاجِبِ
وحَوَاجِبُ الشَّمْسِ: نَوَاحِيهَا، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، أَي حَرْفُهَا، شُبِّهَ بِحَاجِبَيِ الإِنْسَانِ، ولاَحَتْ حَوَاجِبُ الصُّبْحِ: أَوَائِلُهُ، انْتهى، وَعَن الأَزْهَرِيّ: حَاجِبُ الشَّمْسِ: قَرْنُهَا، وَهُوَ ناحِيَةٌ من قُرصِهَا حينَ تَبدأُ فِي الطُّلُوعِ، يُقَال: بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ والقَمَرِ، وذَكَرَ الأَصمعيُّ أَنَّ امْرَأَةً قَدَّمَتْ إِلى رَجُلٍ خُبْزَةً أَوْ قُرْصَةً، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْ وَسَطِهَا، فقالتْ لَهُ: كُلْ مِن حَوَاجِبِهَا، أَي حُرُوفِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساس وَفِي اللِّسَان: قالَ الأَزهريّ: العَتَبَةُ فِي البَابِ هِيَ الأَعْلَى، والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى: الحَاجِبُ. (وحَاجِبُ الفِيلِ شَاعرٌ) مِنْ شُعَرَائِهِمْ، وحَاجِبٌ اسْمٌ، وأَوْسٌ أَبُو حَاجِبٍ الكِلاَبِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ رَوَى عَنهُ ابْنُهُ حَاجِبٌ، وأَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بن ترجمَ بنِ سُفْيانَ، وأَبُو عَلِيَ إِسْمَاعِيلُ بنُ مَحَمَّدِ بن (أَحمد ابْن) حاجِبٍ الكُشَانِيّ رَاوِيَةُ البِخَارِيِّ عَن الفِرَبْرِيّ.
وحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ: مُحَدِّثُونَ (و) حاجبُ (بنُ يَزِيدَ) الأَشْهَلِيُّ حِلْفاً، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَمَامَةِ (و) حاجبُ (بنُ زَيْدِ) بنِ تَيْمٍ الخَزْرَجِيُّ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أُحُداً، وَهُوَ أَخُو الحِبَابِ (وعُطَارِدُ بنُ حاجبِ) بنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيُّ، لَهُ وفَادَةٌ، منْ وَلَدِهِ: عُطَارِدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ عُطَارِدٍ، والقَعْقَاعُ بنُ ضِرَارِ بنِ عُطَارِدِ بن عُمير وَمُحَمّد بن عُمير، ولَقِيطُ بنُ عُطَارِدِ بنِ حاجبٍ، وهم أَشْرَافُ بَنِي تَمِيمٍ، وجاجِبٌ هذَا: هُوَ أَبُو الوَفَاءِ صَاحِبُ القَوْسِ المُودَعَةِ عِنْدَ كسْرَى فِي قِصَّةٍ مَشْهُورَةٍ، سَاقَهَا الحَلَبِيُّ وغَيْرُه، وإِليهِ يُشِيرُ القَائِلُ:
تَاهَتْ عَلَيْنَا بِقَوْسِ حَاجِبِهَا
تِيهَ تَمِيمٍ بقَوْسِ حَاجِبِهَا
(صَحَابِيُّونَ) .
(والمَحْجُوبُ: الضَّرِيرُ) .
ومَلِكٌ محْجُوبٌ، ومُحَجَّبٌ، ومُحْتَجِبٌ، واحْتَجَبَ عنِ الناسِ.
(وذُو الحَاجِبَيْنِ: قَائِدٌ فَارِسِيٌّ) ويقالُ لَهُ: ذُو الحَاجِبِ أَيضاً، لَهُ ذِكْرٌ فِي السِّيَرِ.
(والحَجَبَتَانِ، مُحَرَّكَةً: حَرْفَا الوَرِكِ المُشْرِفَانِ على الخَاصِرَةِ) ، قَالَ طُفَيْلٌ:
وِرَاداً وحُوًّا مُشْرِفاً حَجَبَاتُهَا
بَنَاتُ حِصَانٍ قَدْ تُعُولِمَ مُنْجِبِ
(أَو) هما (العَظْمَانِ فَوق العَانَةِ المُشْرِفَانِ على مَرَاقِّ البَطْنِ من يَمِينٍ وشِمَالٍ) وَقيل: هما رُؤُوس عَظْمَيِ الوَركَيْنِ مِمَّا يَلِي الحَرْقَفَتَيْنِ، والجَمْع الحَجَبُ وثَلاَثُ حَجَبَاتٍ قَال امْرُؤ القَيْس:
لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ
(و) الحَجَبَتَانِ (من الفَرَسِ: مَا أَشْرَفَ على صِفَاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ) وَفِي الأَساس: وفَرَسٌ مُشْرِفٌ الحَجَبَةِ: رَأْسِ الوَرِكِ.
(والحَجِيبُ) كأَمِيرٍ (: ع) .
وَحَجَبَ الحَاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً. (واسْتَحْجَبَهُ: وَلاَّهُ الحِجَابَةَ) وَفِي نُسْخَة: الحِجْبَة. (و) يُقَال (احْتَجَبَتِ المَرْأَةُ بِيَوُمٍ) من تَاسِعِهَا، وبِيَوْمَيْنِ مِنْ تَاسِعِهَا، يُقَال ذَلِك للمرأَةِ الحَامِلِ إِذَا (مَضَى يَوْمٌ من تاسِعِهَا) يَقُولُونَ أَصْبَحَتْ محْتَجِبَةً بيَوْمٍ من تاسِعِهَا، هَذَا كلامُ الْعَرَب.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَجَبَ صَدْرُهُ، أَي ضاقَ.
وأَبُو عَمْرِو بنُ الحَاجِبِ: نَحْوِيٌّ أُصُولِيٌّ مَشْهُورٌ كَانَ أَبُوهُ يَتَوَلَّى الحِجعابَةَ عِنْدَ بَعْضِ المُلِوكِ.
والمَحْجُوبُ: لَقَبُ القُطْبِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمدٍ المِكْنَاسِيِّ نَزِيلِ مَكَّةَ، من أَقْرَانِ التشاشي وُلِدَ بمِكْنَاسَةَ سنة 1043 وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة 1085 وَله أَحوالٌ مشهورةٌ، أَخَذَ عَنهُ شُيُوخُ مَشَايِخِ مَشَايِخِنَا.
والمُحَجَّب كمِعَظَّمَ: لَقَبُ جَمَاعَة مِنْهُم شَيْخُنَا الصالحُ الصُّوفِيُّ صَفِيُّ الدينِ أَحْمَدُ بن عبدِ الرحمنِ المَخَائِيّ، اشْتَغَلَ بالحَديث قَلِيلا وأَجازَنَا.
وأَبُو الحَوَاجِبِ كُنْيَةُ عِيسَى بنِ نَجْمٍ القُرَشِيّ ابْن عَمِّ البُرْهَانِ الدُّسُوقِيّ.
وبَنُو حَاجِبِ البَابِ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّين.
وامْرَأَةٌ مُحَجَّبَةٌ، كمعظَّمة، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ: كَمُخَدَّرَةٍ ومُخَبَّأَةٍ.
والحَجَبِيُّونَ، مُحَرَّكَةً: بَنُو شَيْبَةَ لَتَوَلِّيهِم حِجَابَةَ البَيْتِ الشَّرِيفِ.
وأَبُو حَاجِبٍ: سَوَادَةُ بنُ عَاصِمٍ العَنَزِيّ، رَوَى عَنهُ عاصِمٌ الأَحْوَلُ.
والمِحَــوْجِبُ: العَظِيمُ الحَاجِبِ.

حدد

حدد


حَدَّ(n. ac. حَدّ)
a. Marked out the limits or boundaries of;
defined.
b. Prevented, restrained.
c. [acc. & 'Ala), Forbade ( a thing ) to.
d. [acc. & 'An], Distinguished from.
e. Sharpened, ground.
f.(n. ac. حَدّ
حِدَّة), Was sharp, pointed; was keen, penetrating.
g. ['Ala], Was enraged, exasperated against; stormed at.
h.
(n. ac.
حَدّ
حِدَاْد), Wore or put on mourning; laid aside her ornaments (
woman ).
حَدَّدَa. Limited, bounded; confined; defined.
b. Sharpened, ground.
c. Forged, wrought (iron).
حَاْدَدَa. Bordered upon, was contiguous to.
b. Opposed
c. Was enraged with.

أَحْدَدَa. see I (h)
تَحَدَّدَa. Was limited, bounded; was defined.

إِحْتَدَدَ
a. ['Ala]
see I (g)
حَدّ
(pl.
حُدُوْد)
a. Limit, boundary; frontier, border, confine.
b. Term; goal; end, extremity; edge.
c. Definition.
d. Manner, fashion.
e. Place, region.
f. Hindrance, obstacle.

حِدَّةa. Sharpness.
b. Irascibility, passionateness, hastiness; impulsiveness
impetuosity.
c. Promptitude.
d. Pungency, piquancy.

حِدِّيَّةa. see 2t
حَدَدa. Anything forbidden, prohibited.

حَاْدِدa. Sharp, cutting; keen.
b. Pungent; piquant.
c. In mourning.

حِدَاْدa. Mourning, mourning garments.

حَدِيْدa. see 21 (a)b. Violent; hasty.
c. Contiguous, adjacent, neighbouring.
d. Iron.

حَدِيْدَة
(pl.
حَدَاْئِدُ)
a. Piece of iron; iron-work, iron-instrument
&c.
b. Share ( of a plough ).
حَدَّاْدa. Smith, blacksmith.
b. Cutler.
c. Jailer.

مَحَاْدِدَةa. Contiguity, proximity, nearness.

N. Ag.
أَحْدَدَa. In mourning.
حدد: {حاد الله}: عادى وحارب. {حدود الله}: ما حده. محدود: ممنوع.
(حدد) - في حَديثِ عُمَر: "كنت أُدَارِي من أَبِي بَكْر بَعضَ الحَدِّ"
كذا ذَكرَه الزَّمخْشَرِي ولم يُفَسِّره .
وفي رِواية: "كان يُصادِي منه غَرْب": أي حِدَّة.
ويَروِيه بَعضُهم "بعض الجِدِّ ".
(حدد) على الشَّيْء أَقَامَ لَهُ حدا وعَلى فلَان مَنعه من حريَّة التَّصَرُّف وَإِلَيْهِ وَله قصد وَالسيف وَنَحْوه حَده وَالشَّيْء من غَيره حَده وَالشَّيْء عينه يُقَال حدد ثمن السّلْعَة وحدد زمن الْمُقَابلَة ومكانها وَيُقَال حدد السُّلْطَان إِقَامَة فلَان ألزمهُ الْإِقَامَة فِي مَكَان معِين وَيُقَال حدد معنى اللَّفْظ أَو الْعبارَة وضحه وَبَينه
حدد وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي السّنة فِي الرَّأْس والجسد قَالَ: قصّ الشَّارِب والسواك وَالِاسْتِنْشَاق والمضمضة وتقليم الْأَظْفَار ونتف الْإِبِط والختان والاستنجاء بالأحجار والاستحداد [و -] فِي بعض الحَدِيث: وانتقاص المَاء. فَأَما الاستحداد فَإِنَّهُ حلق الْعَانَة وَمن ذَلِك قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قدم من سفر فَأَرَادَ النَّاس أَن يطرقوا النِّسَاء لَيْلًا فَقَالَ: أمهلوا حَتَّى تمتشط الشَعِثَة وتَسْتَحِدَّ المُغِيْبَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي [آخر -] هَذَا الحَدِيث حرف لَا أحفظه زَاد فِيهِ: فَإِذا قدمتم فالكيس الْكيس.
ح د د

حده: منعه، واللهم احدده. وإذا طلع عليهم من كرهوه قالوا: حداد حديه. ولفلان حداد كالح وهو البواب، ودون ذلك حدد. قال:

لا تعبدن إلهاً دون خالقكم ... وإن دعيتم فقولوا دونه حدد

وحدداً أن يكون كذا، كما تقول معاذ الله. قال الكميت:

حدداً أن يكون سيبك فينا ... زرماً أو يجيئنا ممصورا

ومالي عنه حدد أي بد. وامرأة محد، وقد أحدت، ولبست الحداد. وحاده محادة، وداري محادة لداره، وفلان حديدي في الدار أي محادي.

ومن المجاز: احتدّ عليه: غضب، وفيه حدة، وهو حديد، وهو من أحداء الرجال. ولفلان جد وحد أي بأس. وأقام به حد الربيع أي فصل الربيع. قال الراعي:

أقامت به حد الربيع وجارها ... أخو سلوة مسى به الليل أملح

يريد الندى. وأتيته حد الظهيرة. قال الشماخ:

ولقد قطعت الخرق تحمل نمرقي ... حد الظهيرة عيهل في سبسب
ح د د : حَدَّتْ الْمَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا تَحِدُّ وَتَحُدُّ حِدَادًا بِالْكَسْرِ فَهِيَ حَادٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَحَدَّتْ إحْدَادًا فَهِيَ مُحِدٌّ وَمُحِدَّةٌ إذَا تَرَكَتْ الزِّينَةَ لِمَوْتِهِ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ الثُّلَاثِيَّ وَاقْتَصَرَ عَلَى الرُّبَاعِيِّ وَحَدَدْتُ الدَّارَ حَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَيَّزْتُهَا عَنْ مُجَاوِرَاتِهَا بِذِكْرِ نِهَايَاتِهَا وَحَدَدْتُهُ حَدًّا جَلَدْتُهُ.

وَالْحَدُّ فِي اللُّغَةِ الْفَصْلُ وَالْمَنْعُ فَمِنْ الْأَوَّلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
وَجَاعِلِ الشَّمْسِ حَدًّا لَا خَفَاءَ بِهِ
وَمِنْ الثَّانِي حَدَدْتُهُ عَنْ أَمْرِهِ إذَا مَنَعْتُهُ فَهُوَ
مَحْدُودٌ وَمِنْهُ الْحُدُودُ الْمُقَدَّرَةُ فِي الشَّرْعِ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ الْإِقْدَامِ وَيُسَمَّى الْحَاجِبُ حَدَّادًا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ الدُّخُولِ وَالْحَدِيدُ مَعْدِنٌ مَعْرُوفٌ وَصَانِعُهُ حَدَّادٌ وَاسْمُ الصِّنَاعَةِ الْحِدَادَةُ بِالْكَسْرِ.

وَحَدَّ السَّيْفُ وَغَيْرُهُ يَحِدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ حِدَّةً فَهُوَ حَدِيدٌ وَحَادٌّ أَيْ قَاطِعٌ مَاضٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَحْدَدْتُهُ وَحَدَّدْتُهُ وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ حَدَدْتُهُ أَحُدُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَسِكِّينٌ حَدِيدٌ وَحَادٌّ.

وَأَحْدَدْتُ إلَيْهِ النَّظَرَ بِالْأَلِفِ نَظَرْتُ مُتَأَمِّلًا. 
ح د د: (الْحَدُّ) الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَحَدُّ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ، وَقَدْ (حَدَّ) الدَّارَ مِنْ بَابِ رَدَّ، وَ (حَدَّدَهَا) أَيْضًا تَحْدِيدًا. وَ (الْحَدُّ) الْمَنْعُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَوَّابِ: (حَدَّادٌ) وَلِلسَّجَّانِ أَيْضًا إِمَّا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ عَنِ الْخُرُوجِ أَوْ لِأَنَّهُ يُعَالِجُ الْحَدِيدَ مِنَ الْقُيُودِ. وَ (الْمَحْدُودُ) الْمَمْنُوعُ مِنَ الْبَخْتِ وَغَيْرِهِ وَ (حَدَّهُ) أَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْضًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حَدًّا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الْمُعَاوَدَةِ. وَ (أَحَدَّتِ) الْمَرْأَةُ امْتَنَعَتْ عَنِ الزِّينَةِ وَالْخِضَابِ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا فَهِيَ (مُحِدٌّ) وَكَذَا (حَدَّتْ) تَحُدُّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا (حِدَادًا) بِالْكَسْرِ فَهِيَ (حَادٌّ) وَلَمْ يَعْرِفِ الْأَصْمَعِيُّ إِلَّا الرُّبَاعِيَّ أَيْ أَحَدَّتْ. وَ (الْمُحَادَّةُ) الْمُخَالَفَةُ وَمَنْعُ مَا يَجِبُ عَلَيْكَ وَكَذَا (التَّحَادُّ) . وَ (الْحَدِيدُ) مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ مَنِيعٌ وَ (حَدُّ) كُلِّ شَيْءٍ نِهَايَتُهُ، وَحَدُّ الرَّجُلِ بَأْسُهُ. وَ (حَدَّ) السَّيْفُ يَحِدُّ بِالْكَسْرِ (حِدَّةً) أَيْ صَارَ (حَادًّا) وَ (حَدِيدًا) وَسُيُوفٌ (حِدَادٌ) وَأَلْسِنَةٌ حِدَادٌ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَالْحِدَادُ أَيْضًا ثِيَابُ الْمَأْتَمِ السُّودُ. وَ (الْحِدَّةُ) مَا يَعْتَرِي الْإِنْسَانَ مِنَ النَّزَقِ وَالْغَضَبِ تَقُولُ: (حَدَدْتُ) عَلَى الرَّجُلِ أَحِدُّ بِالْكَسْرِ (حِدَّةً) وَ (حَدًّا) أَيْضًا عَنِ الْكِسَائِيِّ. وَ (تَحْدِيدُ) الشَّفْرَةِ وَ (إِحْدَادُهَا) وَ (اسْتِحْدَادُهَا) بِمَعْنًى. وَ (أَحَدَّ) النَّظَرَ إِلَيْهِ وَ (احْتَدَّ) مِنَ الْغَضَبِ فَهُوَ (مُحْتَدٌّ) . 
(ح د د) : (الْحَدُّ) فِي الْأَصْلِ الْمَنْعُ وَفِعْلُهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْحَدُّ الْحَاجِزُ بَيْنَ الْمَوْضِعَيْنِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَمِنْهُ) حُدُودُ الْحَرَمِ وَقَوْلُهُ مُسْلِمَةٌ مَوْقُوفَةٌ عَلَى حَدِّ الْحَرَامِ أَيْ عَلَى شَرَفِ أَنْ يَطَأَهَا كَافِرٌ وَكَذَا مُسْلِمٌ مَوْقُوفٌ عَلَى حَدِّ كُفْرٍ أَيْ يُلْجَأُ بِالضَّرْبِ أَوْ بِالْقَتْلِ كَيْ يَكْفُرَ بِاَللَّهِ وَقَوْلُ الْعُلَمَاءِ لِحَقِيقَةِ الشَّيْءِ حَدٌّ لِأَنَّهُ جَامِعٌ مَانِعٌ (وَالْحَدَّادُ) الْبَوَّابُ لِمَنْعِهِ مِنْ الدُّخُولِ وَسُمِّيَتْ عُقُوبَةُ الْجَانِي حَدًّا لِأَنَّهَا تَمْنَعُ عَنْ الْمُعَاوَدَةِ أَوْ لِأَنَّهَا مُقَدَّرَةٌ أَلَا تَرَى أَنَّ التَّعْزِيرَ وَإِنْ كَانَ عُقُوبَةً لَا يُسَمَّى حَدًّا لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَقْدُورٍ قَوْلُ عُمَرَ لِابْنِ عَوْفٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لَوْ رَأَيْتَهُ عَلَى حَدٍّ أَيْ عَلَى أَمْرٍ مُــوجِبٍ لِلْحَدِّ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ إلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ أَرَادَ حَدَّ الْقَذْفِ (وَالْحَدَّادُ) الَّذِي يُقِيمُ الْحَدَّ فَعَّالٌ مِنْهُ كَالْجَلَّادِ مِنْ الْجَلْدِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ أُجْرَةُ الْحَدَّادِ عَلَى السَّارِقِ وَقِيلَ هُوَ السَّجَّانُ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِبِ يَتَوَلَّى الْقَطْعَ وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ وَأَظْهَرُ (وَحُدُودُ اللَّهِ) أَحْكَامُهُ الشَّرْعِيَّةُ لِأَنَّهَا مَانِعَةٌ عَنْ التَّخَطِّي إلَى مَا وَرَاءَهَا (وَمِنْهُ) {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] وَيُقَالُ لِمَحَارِمِهِ وَمَنَاهِيهِ حُدُودٌ لِأَنَّهَا مَمْنُوعٌ عَنْهَا (وَمِنْهُ) {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] (وَالْمَحْدُودُ) خِلَافُ الْمَجْدُودِ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ عَنْ الرِّزْقِ (وَحِدَادُ الْمَرْأَةِ) تَرْكُ زِينَتِهَا وَخِضَابِهَا وَهُوَ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا لِأَنَّهَا مُنِعَتْ عَنْ ذَلِكَ أَوْ مَنَعَتْ نَفْسَهَا عَنْهُ وَقَدْ أَحَدَّتْ إحْدَادًا فَهِيَ مُحِدٌّ وَحَدَّتْ تَحُدُّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا حِدَادًا وَالْحِدَادُ أَيْضًا ثِيَابُ الْمَأْتَمِ السُّودُ (وَأَمَّا الِاسْتِحْدَادُ) لِحَلْقِ الْعَانَةِ فَمُشْتَقٌّ مِنْ الْحَدِيدِ لِأَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ فِي ذَلِكَ وَكَأَنَّهُ سُمِّيَ حَدِيدًا لِأَنَّهُ مَنَعَ نَفْسَهُ لِصَلَابَتِهِ (وَمِنْهُ) وَحَوَافِرُهَا حَدِيدًا أَيْ صُلْبَةٌ كَأَنَّهَا حَدِيدٌ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ فِي بَابِ السَّرَايَا (وَالْحِدَادَةُ) بِالْكَسْرِ صِنَاعَةُ الْحَدَّادِ وَهُوَ الصَّانِعُ فِي الْحَدِيدِ (وَقَوْلُهُ) لَهُ أَنْ يَعْمَلَ فِيمَا بَدَا لَهُ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا خَلَا الرَّحَى وَالْحَدَّادَ وَالْقَصَّارَ الصَّوَابُ مَا خَلَا وَضْعَ الرَّحَى وَالْحِدَادَةَ وَالْقِصَارَةَ لِأَنَّ تِلْكَ الْأَعْيَانَ لَيْسَتْ مِنْ أَعْمَالِهِ (وَحُدَّانُ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مُرْتَجَلٌ مِنْ حُرُوفِ الْحَدِيدِ (وَمِنْهُ) سَعِيدُ بْنُ ذِي حُدَّانِ فِي السِّيَرِ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
[حدد] نه فيه: "الحدود" محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب، واصل الحد المنع والفصل بين الشيئين، فكأن حدود الشرع فصلت بين الحلال والحرام، فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة. ومنه: "تلك حدود الله فلا تقربوها"، ومنها ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأربع، ومنه "تلك حدود الله فلا تعتدوها". ومنه: أن اللمم ما بين "الحدين" حد الدنيا وحد الآخرة، حد الدنيا ما فيه الحدود كالسرقة والزنا والقذف، وحد الآخرة ما فيه العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأكل الربا، فأراد أن اللمم ما لم يــوجب عليه حداً ولا عذاباً. ك: "حد" المريض أن يشهد الجماعة أي ما يحد للمريض أن يشهد الجماعة حتى إذا جاوز ذلك الحد لم يشرع له شهودها، وقيل بمعنى الحدة أراد الحض على شهودها، وروى: جد، بجيم أي اجتهاده لشهودها. ج ومنه: أصبت "حداً" أي ذنباً يــوجب حداً. ط: إقامة "حد" خير من مطر أربعين ليلة، لأن إقامتها زجر عن المعاصي، وسبب لفتح أبواب السماء، والتهاون بها انهماك لهم في المعاصي المــوجبــة لأخذهم بالجدب، وخص الليلة تتميماً لمعنى الخصب. وفيه: من أصاب "حداً" فستره الله وعفا عنه فالله أكرم.الابتداء، وعلى فخذه خبره، والجملة حالية، وكونه منصوباً عطفاً على مفعول وضع، أي وضع يده اليسرى ووضع حد مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى. مف: وحد- أي جعله منفرداً عن فخذه أي رفعه عنها، فجعله من التوحيد، وروى: مد، ورفع إصبعه أي مسبحته يدعو بها أي يشير، ولا يجاوز بصره إشارته، يعني بإشارته إصبعه، يعني لا ينظر إلى السماء حين أشار بإصبعه إلى توحيد الله بل ينظر إلى إصبعه لئلا يشعر بالجهة.

حدد: الحَدُّ: الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أَحدهما بالآخر أَو لئلا

يتعدى أَحدهما على الآخر، وجمعه حُدود. وفصل ما بين كل شيئين: حَدٌّ

بينهما. ومنتهى كل شيء: حَدُّه؛ ومنه: أَحد حُدود الأَرضين وحُدود الحرم؛ وفي

الحديث في صفة القرآن: لكل حرف حَدّ ولكل حَدّ مطلع؛ قيل: أَراد لكل منتهى

نهاية. ومنتهى كل شيءٍ: حَدّه.

وفلان حديدُ فلان إِذا كان داره إِلى جانب داره أَو أَرضه إِلى جنب

أَرضه. وداري حَديدَةُ دارك ومُحادَّتُها إِذا كان حدُّها كحدها. وحَدَدْت

الدار أَحُدُّها حدّاً والتحديد مثله؛ وحدَّ الشيءَ من غيره يَحُدُّه حدّاً

وحدَّدَه: ميزه. وحَدُّ كل شيءٍ: منتهاه لأَنه يردّه ويمنعه عن التمادي،

والجمع كالجمع. وحَدُّ السارق وغيره: ما يمنعه عن المعاودة ويمنع أَيضاً

غيره عن إِتيان الجنايات، وجمعه حُدُود. وحَدَدْت الرجل: أَقمت عليه

الحدّ.

والمُحادَّة: المخالفة ومنعُ ما يجب عليك، وكذلك التَّحادُّ؛ وفي حديث

عبدالله بن سلام: إِن قوماً حادّونا لما صدقنا الله ورسوله؛ المُحادَّة:

المعاداة والمخالفة والمنازعة، وهو مُفاعلة من الحدّ كأَنّ كل واحد منهما

يجاوز حدّه إِلى الآخر.

وحُدُود الله تعالى: الأَشياء التي بيَّن تحريمها وتحليلها، وأَمر أَن

لا يُتعدى شيء منها فيتجاوز إِلى غير ما أَمر فيها أَو نهى عنه منها، ومنع

من مخالفتها، واحِدُها حَدّ؛ وحَدَّ القاذفَ ونحوَه يَحُدُّه حدّاً:

أَقام عليه ذلك. الأَزهري: والحدّ حدّ الزاني وحدّ القاذف ونحوه مما يقام

على من أَتى الزنا أَو القذف أَو تعاطى السرقة. قال الأَزهري: فَحُدود

الله، عز وجل، ضربان: ضرب منها حُدود حَدَّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم

ومناكحهم وغيرها مما أَحل وحرم وأَمر بالانتهاء عما نهى عنه منها ونهى عن

تعدّيها، والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب ما نهى عنه كحد السارق وهو قطع

يمينه في ربع ديناءِ فصاعداً، وكحد الزاني البكر وهو جلد مائة وتغريب

عام، وكحدّ المحصن إِذا زنى وهو الرجم، وكحد القاذف وهو ثمانون جلدة، سميت

حدوداً لأَنها تَحُدّ أَي تمنع من إِتيان ما جعلت عقوبات فيها، وسميت

الأُولى حدوداً لأَنها نهايات نهى الله عن تعدّيها؛ قال ابن الأَثير: وفي

الحديث ذكر الحَدِّ والحدُود في غير موضع وهي محارم الله وعقوباته التي

قرنها بالذنوب، وأَصل الحَدِّ المنع والفصل بين الشيئين، فكأَنَّ حُدودَ

الشرع فَصَلَت بين الحلال والحرام فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة، ومنه

قوله تعالى: تلك حدود الله فلا تقربوها؛ ومنه ما لا يتعدى كالمواريث

المعينة وتزويج الأَربع، ومنه قوله تعالى: تلك حدود الله فلا تعتدوها؛ ومنها

الحديث: إِني أَصبحت حدّاً فأَقمه عليّ أَي أَصبت ذنباً أَــوجب عليّ حدّاً

أَي عقوبة. وفي حديث أَبي العالية: إِن اللَّمَمَ ما بين الحَدَّيْن

حَدِّ الدنيا وحَدِّ الآخرة؛ يريد بِحِدِّ الدنيا ما تجب فيه الحُدود

المكتوبة كالسرقة والزنا والقذف، ويريد بِحَدِّ الآخرة ما أَوعد الله تعالى عليه

العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأَكل الربا، فأَراد أَن اللمم من الذنوب

ما كان بين هذين مما لم يُــوجِبْ عليه حدّاً في الدنيا ولا تعذيباً في

الآخرة.

وما لي عن هذا الأَمر حَدَدٌ أَي بُدٌّ.

والحديد: هذا الجوهر المعروف لأَنه منيع، القطعة منه حديدة، والجمع

حدائد، وحَدائدات جمع الجمع؛ قال الأَحمر في نعت الخيل:

وهن يَعْلُكْن حَدائِداتها

ويقال: ضربه بحديدة في يده.

والحدّاد: معالج الحديد؛ وقوله:

إِنِّي وإِيَّاكمُ، حتى نُبِيءَ بهِ

مِنْكُمُ ثمانَيةً، في ثَوْبِ حَدَّادِ

أَي نغزوكم في ثياب الحَديد أَي في الدروع؛ فإِما أَن يكون جعل الحدّاد

هنا صانع الحديد لأَن الزرّاد حَدّادٌ، وإِما أَن يكون كَنَى بالحَدَّادِ

عن الجوهر الذي هو الحديد من حيث كان صانعاً له.

والاسِتحْداد: الاحتلاق بالحديد.

وحَدُّ السكين وغيرها: معروف، وجمعه حُدودٌ. وحَدَّ السيفَ والسِّكِّينَ

وكلَّ كليلٍ يَحُدُّها حدّاً وأَحَدَّها إِحْداداً وحَدَّدها: شَحَذَها

ومَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ، وحَدَّده فهو مُحدَّد، مثله؛ قال اللحياني:

الكلام أَحدَّها، بالأَلف، وقد حَدَّثْ تَحِدُّ حِدَّةً واحتَدَّتْ.

وسكين حديدة وحُدادٌ وحَديدٌ، بغير هاء، من سكاكين حَديداتٍ وحَدائدَ

وحِدادٍ؛ وقوله:

يا لَكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءِ،

يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ،

أَنْشَبَ من مآشِرٍ حِداءِ

فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الحرف الثاني وبينهما الأَلف حاجزة، ولم يكن

ذلك واجباً، وإِنما غير استحساناً فساغ ذلك فيه؛ وإِنها لَبَيِّنَةُ

الحَدِّ.

وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدَّة ونابٌ حديدٌ وحديدةٌ كما تقدّم في السكين

ولم يسمع فيها حُدادٌ. وحَدّ السيفُ يَحِدُّ حِدَّة واحتدّ، فهو حادّ

حديدٌ، وأَحددته، وسيوفٌ حِدادٌ وأَلْسِنَةٌ حِدادٌ، وحكى أَبو عمرو: سيفٌ

حُدّادٌ، بالضم والتشديد، مثل أَمر كُبَّار.

وتحديدُ الشَّفْرة وإِحْدادُها واسِتحْدادُها بمعنى.

ورجل حَديدٌ وحُدادٌ من قوم أَحِدَّاءَ وَأَحِدَّةٍ وحِدادٍ: يكون في

اللَّسَنِ والفَهم والغضب، والفعل من ذلك كله حَدَّ يَحِدُّ حِدّةً، وإِنه

لَبَيِّنُ الحَدِّ أَيضاً كالسكين. وحَدَّ عليه يَحدُّ حَدَداً،

واحْتَدَّ فهو مُحْتَدٌّ واستَحَدَّ: غَضِبَ. وحاددته أَي عاصيته. وحادَّه: غاصبه

مثل شاقَّه، وكأَن اشتقاقه من الحدِّ الذي هو الحَيّزُ والناحية كأَنه

صار في الحدّ الذي فيه عدوّه، كما أَن قولهم شاقَّه صار في الشّق الذي فيه

عدوّه. وفي التهذيب: استحَدَّ الرجلُ واحْتَدَّ حِدَّةً، فهو حديد؛ قال

الأَزهري: والمسموع في حِدَّةِ الرَّجلِ وطَيْشِهِ احْتَدَّ؛ قال: ولم

أَسمع فيه استَحَدَّ إِنما يقال استحدّ واستعان إِذا حلق عانته. قال

الجوهري: والحِدَّةُ ما يعتري الإِنسان من النَّزقِ والغضب؛ تقول: حَدَدْتُ على

الرجل أَحِدُّ حِدَّةً وحَدّاً؛ عن الكسائي: يقال في فلان حِدَّةٌ؛ وفي

الحديث: الحِدَّةُ تعتري خيار أُمتي؛ الحِدَّةُ كالنشاط والسُّرعة في

الأُمور والمَضاءة فيها مأْخوذ من حَدِّ السيف، والمراد بالحِدَّةِ ههنا

المَضاءُ في الدين والصَّلابة والمَقْصِدُ إِلى الخير؛ ومنه حديث عمر: كنت

أُداري من أَبي بكر بعضَ الحَدِّ؛ الحَدُّ والحِدَّةُ سواء من الغضب ،

وبعضهم يرويه بالجيم، من الجِدِّ ضِدِّ الهزل، ويجوز أَن يكون بالفتح من

الحظ. والاستحدادُ: حلقُ شعر العانة. وفي حديث خُبيبٍ: أَنه استعار موسى

استحدّ بها لأَنه كان أَسيراً عندهم وأَرادوا قتله فاستَحَدَّ لئلا يظهر شعر

عانته عند قتله. وفي الحديث الذي جاء في عَشْرٍ من السُّنَّةِ:

الاستحدادُ من العشر، وهو حلق العانة بالحديد؛ ومنه الحديث حين قدم من سفر فأَراد

الناس أَن يطرقوا النساء ليلاً فقال: أَمْهِلوا كي تَمْتَشِذَ

الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ أَي تحلق عانتها؛ قال أَبو عبيد: وهو

استفعال من الحديدة يعني الاستحلاف بها، استعمله على طريق الكناية والتورية.

الأَصمعي: استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحديدة وغيرها.

ورائحة حادَّةٌ: ذَكِيَّةً، على المثل. وناقة حديدةُ الجِرَّةِ: توجد

لِجِرَّتها ريح حادّة، وذلك مما يُحْمَدُ. وَحَدُّ كل شيء: طَرَفُ

شَبَاتِهِ كَحَدِّ السكين والسيف والسّنان والسهم؛ وقيل: الحَدُّ من كل ذلك ما رق

من شَفْرَتِهِ، والجمع حُدُودٌ. وحَدُّ الخمر والشراب: صَلابَتُها؛ قال

الأَعشى:

وكأْسٍ كعين الديك باكَرْت حَدَّها

بِفتْيانِ صِدْقٍ، والنواقيسُ تُضْرَبُ

وحَدُّ الرجُل: بأْسُه ونفاذُهُ في نَجْدَتِهِ؛ يقال: إِنه لذو حَدٍّ؛

وقال العجاج:

أَم كيف حدّ مطر الفطيم

وحَدَّ بَصَرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه؛ الأُولى عن اللحياني: كلاهما

حَدَّقَهُ إِليه ورماه به.

ورجل حديد الناظر، على المثل: لا يهتم بريبة فيكون عليه غَضاضَةٌ فيها،

فيكون كما قال تعالى: ينظرون من طرف خفيّ؛ وكما قال جرير:

فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك من نُمَيْرٍ

قال ابن سيده: هذا قول الفارسي.

وحَدَّدَ الزرعُ: تأَخر خروجه لتأَخر المطر ثم خرج ولم يَشْعَبْ.

والحَدُّ: المَنْعُ. وحدَّ الرجلَ عن الأَمر يَحُدُّه حَدّاً: منعه

وحبسه؛ تقول: حَدَدْتُ فلاناً عن الشر أَي منعته؛ ومنه قول النابغة:

إِلاَّ سُلَيْمانَ إِذْ قال الإِلهُ لَهُ:

قُمْ في البرية فاحْدُدْها عن الفَنَدِ

والْحَدَّادُ: البَوَّابُ والسَّجَّانُ لأَنهما يمنعان من فيه أَن يخرج؛

قال الشاعر:

يقول ليَ الحَدَّادُ، وهو يقودني

إِلى السجن: لا تَفْزَعْ، فما بك من باس

قال ابن سيده: كذا الرواية بغير همز باس على أَن بعده:

ويترك عُذْري وهو أَضحى من الشمس

وكان الحكم على هذا أَن يهمز بأْساً لكنه خفف تخفيفاً في قوّة فما بك من

بأْس، ولو قلبه قلباً حتى يكون كرجل ماش لم يجز مع قوله وهو أَضحى من

الشمس، لأَنه كان يكون أَحد البيتين بردف، وهو أَلف باس، والثاني بغير ردف،

وهذا غير معروف؛ ويقال للسجان: حَدَّادٌ لأَنه يمنع من الخروج أَو لأَنه

يعالج الحديد من القيود. وفي حديث أَبي جهل لما قال في خزَنة النار وهم

تسعة عشر ما قال، قال له الصحابة: تقيس الملايكة بالْحَدَّادين؛ يعني

السجانين لأَنهم يمنعون المُحْبَسينَ من الخروج، ويجوز أَن يكون أَراد به

صُنَّاع الحديد لأَنهم من أَوسخ الصُّنَّاع ثوباً وبدناً؛ وأَما قول

الأَعشى يصف الخمر والخَمَّار:

فَقُمْنَا، ولمَّا يَصِحْ ديكُنا،

إِلى جُونَةٍ عند حَدَّادِها

فإِنه سمى الخَمَّار حَدَّاداً، وذلك لمنعه إِياها وحفظه لها وإِمساكه

لها حتى يُبْدَلَ له ثمنها الذي يرضيه. والجونة: الخابية.

وهذا أَمر حَدَدٌ أَي منيع حرام لا يحل ارتكابه. وحُدَّ الإِنسانُ:

مُنِعَ من الظفَر. وكلُّ محروم. محدودٌ. ودون ما سأَلت عنه حَدَدٌ أَي

مَنْعٌ. ولا حَدَدَ عنه أَي لا مَنْعَ ولا دَفْعَ؛ قال زيد بن عمرو بن

نفيل:لا تَعْبُدُنّ إِلهاً غيرَ خالقكم،

وإِن دُعِيتُمْ فقولوا: دونَهُ حَدَدُ

أَي مَنْعٌ. وأَما قوله تعالى: فبصرك اليوم حديد؛ قال: أَي لسان

الميزان. ويقال: فبصرك اليوم حديد أَي فرأْيك اليوم نافذ. وقال شمر: يقال

للمرأَة الحَدَّادَةُ. وحَدَّ الله عنا شر فلان حَدّاً: كفه وصرفه؛ قال:

حِدَادِ دون شرها حِدادِ

حداد في معنى حَدَّه؛ وقول معقل

بن خويلد الهذلي:

عُصَيْمٌ وعبدُ الله والمرءُ جابرٌ،

وحُدِّي حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم

أَراد: اصرفي عنا شر أَجنحة الرخم، يصفه بالضعف، واستدفاع شر أَجنحة

الرخم على ما هي عليه من الضعف؛ وقيل: معناه أَبطئي شيئاً، يهزأُ منه وسماه

بالجملة. والحَدُّ: الصرف عن الشيء من الخير والشر. والمحدود: الممنوع من

الخير وغيره. وكل مصروف عن خير أَو شر: محدود. وما لك عن ذلك حَدَدٌ

ومَحْتَدٌ أَي مَصْرَفٌ ومَعْدَلٌ. أَبو زيد: يقال ما لي منه بُدُّ ولا محتد

ولا مُلْتَدٌّ أَي ما لي منه بُدٌّ. وما أَجد منه مَحتداً ولا

مُلْتَدّاً أَي بُدٌّاً.

الليث: والحُدُّ الرجلُ المحدودُ عن الخير. ورجل محدود عن الخير: مصروف؛

قال الأَزهري: المحدود المحروم؛ قال: لم أَسمع فيه رجل حُدٌّ لغير الليث

وهو مثل قولهم رجل جُدٌّ إِذا كان مجدوداً. ويدعى على الرجل فيقال:

اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه لإِصابة. وفي الأَزهري: تقول للرامي اللهم

احْدُدْهُ أَي لا توقفه للإِصابة. وأَمر حَدَدٌ: ممتنع باطل، وكذلك دعوة

حَدَدٌ. وأَمر حَدَدٌ: لا يحل أَن يُرْتَكَبَ. أَبو عمرو: الحُدَّةُ

العُصبةُ.وقال أَبو زيد: تَحَدَّدَ بهم أَي تَحَرَّشَ ،. ودعوةٌ حَدَدٌ أَي

باطلة.والحِدادُ: ثياب المآتم السُّود. والحادُّ والمُحِدُّ من النساء: التي

تترك الزينة والطيب؛ وقال ابن دريد: هي المرأَة التي تترك الزينة والطيب

بعد زوجها للعدة. حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حدّاً وحِداداً، وهو

تَسَلُّبُها على زوجها، وأَحَدَّتْ، وأَبى الأَصمعي إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ، وهي

مُحِدٌّ، ولم يَعْرِفْ حَدَّتْ؛ والحِدادُ: تركُها ذلك. وفي الحديث: لا

تُحِدُّ المرأَةُ فوق ثلاث ولا تُحِدُّ إِلاَّ على زوج. وفي الحديث: لا يحل

لأَحد أَن يُحِدَّ على ميت أَكثر من ثلاثة أَيام إِلا المرأَة على زوجها

فإِنها تُحِدُّ أَربعة أَشهر وعشراً. قال أَبو عبيد: وإِحدادُ المرأَة

على زوجها ترك الزينة؛ وقيل: هو إِذا حزنت عليه ولبست ثياب الحزن وتركت

الزينة والخضاب؛ قال أَبو عبيد: ونرى أَنه مأْخوذ من المنع لأَنها قد منعت

من ذلك، ومنه قيل للبوّاب: حدّادٌ لأَنه يمنع الناس من الدخول. قال

الأَصمعي: حَدَّ الرجلُ يَحُدُّه إِذا صرفه عن أَمر أَراده. ومعنى حَدَّ

يَحدُّ: أَنه أَخذته عجلة وطَيْشٌ. وروي عنه، عليه السلام، أَنه قال: خيار

أُمتي أَحِدّاؤها؛ هو جمع حديد كشديد وأَشداء.

ويقال: حَدَّد فلان بلداً أَي قصد حُدودَه؛ قال القطامي:

مُحدِّدينَ لِبَرْقٍ صابَ مِن خَلَلٍ،

وبالقُرَيَّةِ رَادُوه بِرَدَّادِ

أَي قاصدين. ويقال: حدداً أَن يكون كذا كقوله معاذ الله؛ قال الكميت:

حَدَداً أَن يكون سَيْبُك فينا

وتَحاً، أَو مُجَبَّناً مَمْصُورَا

أَي حراماً كما تقول: معاذ اللهُ قد حَدَّدَ اللهَ ذلك عنا.

والحَدَّادُ: البحر، وقيل: نهر بعينه، قال إِياس بن الأَرَتِّ:

ولم يكونُ على الحَدَّادِ يملكه،

لو يَسْقِ ذا غُلَّةٍ من مائه الجاري

وأَبو الحَديدِ: رجل من الحرورية قتل امرأَة من الإِجْماعِيين كانت

الخوارج قد سبتها فغالوا بها لحسنها، فلما رأَى أَبو الحَديد مغالاتهم بها

خاف أَن يتفاقم الأَمر بينهم فوثب عليها فقتلها؛ ففي ذلك يقول بعض الحرورية

يذكرها:

أَهابَ المسلمون بها وقالوا،

على فَرْطِ الهوى: هل من مزيد؟

فزاد أَبو الحَدِيدِ بِنَصْل سيف

صقيل الحَدّ، فِعْلَ فَتىً رشيد

وأُم الحَديدِ: امرأَةُ كَهْدَلٍ الراجز؛ وإِياها عنى بقوله:

قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَديدِ كَهْدَلا،

وابتدر البابَ فكان الأَوّلا،

شَلَّ السَّعالي الأَبلقَ المُحَجَّلا،

يا رب لا ترجع إِليها طِفْيَلا،

وابعث له يا رب عنا شُغَّلا،

وَسْوَاسَ جِنٍّ أَو سُلالاً مَدْخَلا،

وجَرَباً قشراً وجوعاً أَطْحَلا

طِفْيَلٌ: صغير، صغره وجعله كالطفل في صورته وضعفه، وأَراد طُفَيْلاً،

فلم يستقم له الشعر فعدل إِلى بناء حِثْيَلٍ، وهو يريد ما ذكرنا من

التصغير. والأَطْحَلُ: الذي يأْخذه منه الطحل، وهو وجع الطحال.

وحُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فلو أَنها كانت لِقَاحِي كَثِيرةً،

لقد نَهِلَتْ من ماء حُدٍّ وَعَلَّت

وَحُدَّانُ: حَيٌّ من الأَزد؛ وقال ابن دريد: الحُدَّانُ حي من الأَزد

فَأُدْخِلَ عليه اللامُ؛ الأَزهري: حُدَّانُ قبيلة في اليمن.

وبنو حُدَّان، بالضم

(* قوله «وبنو حدان بالضم إلخ» كذا بالأصل والذي في

القاموس ككتان. وقوله وبنو حداد بطن إلخ كذا به أيضاً والذي في الصحاح

وبنو احداد بطن إلخ): من بني سعد. وينو حُدَّاد: بطن من طيّ. والحُدَّاء:

قبيلة؛ قال الحرث بن حِلِّزة:

ليس منا المُضَرّبُون، ولا قَيـ

ـس، ولا جَنْدَلٌ، ولا الحُدَّاءُ

وقيل: الحُدَّاء هنا اسم رجل، ويحتمل الحُدَّاء أَن يكون فُعَّالاً من

حَدَأَ، فإِذا كان ذلك فبابه غير هذا. ورجل حَدْحَدٌ: قصير غليظ.

حدد
حدَّ1/ حدَّ من حَدَدْتُ، يَحُدّ، احْدُدْ/ حُدَّ، حَدًّا، فهو حادّ، والمفعول مَحْدود
• حدَّ السَّيفَ ونحوَه: شحَذه وسنَّه "حَدَدْتُ السّكّينَ لأذبح به".
• حدَّ الأرضَ:
1 - وضع فاصلاً بينها وبين ما يجاورها.
2 - جعل لها حُدودًا "الدَّخل اللاّمحدود/ غير المحدود".
• حدَّ الجانيَ: أقام عليه الحدَّ "حُدَّ الزَّاني".
• حَدَّ بصرَه/ حَدَّ بصرَه إليه: حدَّق وركَّز بصرَه إليه، نظر إليه نظرة انتباه.
• حدَّ الشَّيءَ عن غيره/ حدَّ الشَّيءَ من غيره: ميَّزه منه.
• حدَّ الشَّخصَ عن الأمر: كفّه، صرفه عنه "حدّ اللهُ الشرَّ".
• حدَّ من الشَّيء: ضيَّق مجالَه ووضعه ضمن حدود "حدَّ من حُرِّيّة الفتاة" ° شركة محدودة: ذات صلاحيّات أو امتيازات مرسومة- لا محدود: ما لا يمكن أن ترسم له حدود- محدود التَّفكير: ضيِّقُ الأفق، سطحيّ- محدود المدى: ضيِّق- مَوْرِد محدود: قليل نسبيًّا. 

حدَّ2/ حدَّ على1 حَدَدْتُ، يَحِدّ، احْدِدْ/ حِدَّ، حِدَّةً، فهو حادّ، والمفعول محدود عليه
• حدَّ السَّيفُ ونحوُه: صار قاطِعًا.
• حدَّت الرَّائحةُ: ذكت واشتدَّت "رائحة حادَّة".
• حَدَّ على غيره: غضب عليه وأغلظ له القول "حدَّ على تلميذه". 

حدَّ على2 حَدَدْتُ، يَحُدّ ويَحِدّ، احْدُد/ حُدّ واحْدِد/ حِدّ، حِدادًا، فهو حادّ، والمفعول محدود عليه
• حدَّتِ المرأةُ على زوجها: تركت الزِّينةَ ولبِست الحِداد "أعلنت الدَّولةُ الحِدادَ على شهدائها في المعركة". 

أحدَّ يُحِدّ، أحْدِدْ/ أحِدَّ، إحدادًا، فهو مُحِدّ، والمفعول مُحَدّ (للمتعدِّي)
• أحدَّ الشَّخصُ: لبِس الحدادَ "أحدَّتِ المرأةُ على زوجها".
• أحدَّ السَّيفَ ونحوَه: حَدّه، شحَذه.
• أحدَّ بصرَه إليه: نظر إليه نظرة انتباه، حدَّق فيه. 

احتدَّ يحتدّ، احْتَدِدْ/ احْتَدَّ، احْتِدادًا، فهو مُحتَدّ
• احتدَّ الشَّخصُ: أغلظ القولَ في غضب وحِدَّة ° احتدَّ في محاورته: غضِب.
• احتدَّ الكلامُ بينهما: نشِط واشتدَّ وصار حادًّا "تحتدّ المعركةُ بين أنصار الحقّ وأنصار الباطل- تحتدّ المناقشةُ بين أنصار القديم وأنصار الحديث". 

استحدَّ يستحدّ، اسْتَحْدِدْ/ اسْتَحِدَّ، استِحْدادًا، فهو مُستحِدّ، والمفعول مُستحَدّ (للمتعدِّي)
• استحدَّ فلانٌ: حلَق بآلةٍ حادَّة.
• استحدَّ فلانٌ السِّكِّينَ: وجدها حادّة أو طلب حَدَّها وشحذها. 

تحادَّ يتَحادّ، تحادَدْ/ تحادَّ، تحادًّا، فهو مُتحادّ
• تحادَّ فلانٌ مع الآخرين:
1 - حادّهم، تنازعَ معهم "ليس من شيمة الكريم أن يتحادَّ مع الآخرين".
2 - جاوَرهم. 

تحدَّدَ يتحدَّد، تَحدُّدًا، فهو مُتحدِّد
• تحدَّد الشَّيءُ:
1 - مُطاوع حدَّدَ: تعيَّن وتخصَّص "تحدّد موعدُ اجتماع الرُّؤساء".
2 - توضَّح وتبيَّن "تحدَّد مصطلحٌ علميّ بعد إقراره من المجامع اللُّغويّة".
3 - رُسِم وأُقيمت له حُدود "تحدَّد حَقْل". 

حادَّ يحادّ، حادِدْ/ حادَّ، مُحادّةً، فهو مُحادّ، والمفعول مُحادّ
• حادَّه:
1 - جاوَره، شاركه في حدّ "حادّت مزرعتهُ الأرضَ التي ننوي البناء عليها: شاركتها في حدودها".
2 - غاضَبه وعصاه، عاداه وخالفه " {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا} ". 

حدَّدَ يحدِّد، تَحْديدًا، فهو محدِّد، والمفعول محدَّد
• حدَّد السَّيْفَ ونحوَه: حدَّه، شحذه.
• حدَّد الشَّيءَ: حدَّه، عرَّفه وأقام له حدودًا "حدّد خطَة العمل- حدّد موقفَه من الأمر" ° حدَّدتِ السُّلطاتُ إقامتَه: ألزمته الإقامةَ في مكانٍ معيَّنٍ.
• حدَّد السِّعْرَ: عيَّنه وثبَّته "حدَّد ثمنَ السِّلْعَةِ: سعَّرها- حدَّد موعدَ المقابلة ومكانَها"? محدَّد المعالم: واضح. 

تحديد [مفرد]: ج تحديدات (لغير المصدر):
1 - مصدر حدَّدَ ° بلا تحديد: بلا قيد ولا شرط.
2 - تعريف الشّيء بما يدلّ على حقيقته "تحديد المصطلح بجنسه وفصله" ° على التَّحديد/ على وجه التَّحديد/ بالتَّحديد: بصورة محدّدة ودقيقة، بالضبط.
3 - تقييد أو وضع حدٍّ "يعارض بعضُ النَّاس فكرة تحديد النَّسل".
4 - (قن) نصٌّ على شيء أو تقريره بصورة إلزاميَّة "تحديد مُهلة/ يوم أو مكان". 

حادّ [مفرد]: ج حادُّون وحِداد:
1 - اسم فاعل من حدَّ على2 وحدَّ1/ حدَّ من وحدَّ2/ حدَّ على1 ° ألم حادّ: شديد لا يمكن تحمُّله- تصفيق حادّ: عالٍ- رائحة حادّة: زكيّة شديدة.
2 - قاطع "حادّ النَّظر/ الذّكاء- سيوفٌ حِداد- {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} " ° لهجة حادّة: بغضب وشدة.
3 - شديد الطَّبع، سريع الانفعال، قاس "شبَّ صريحًا لا يجيد المجاملة، حادًّا لا يكظم في نفسه" ° حادّ الطَّبع/ حادّ المِزاج: سريع الانفعال والغضب.
4 - (سق) عالي النَّغَمَة.
5 - (كم) حرّيف، وصف لما له طعم لاذع أو رائحة
حادّة.
• زاوية حادّة: (هس) ما كان انفراجُها أصغرَ من الزَّاوية القائمة، أقل من 90 درجة. 

حِداد [مفرد]:
1 - مصدر حدَّ على2.
2 - ثياب المأتم "ارتدت النِّساءُ الحِداد لوفاة قريب لهن".
3 - اتِّخاذ موقف للإشعار بالحزن على ميت "وقف دقيقة حدادًا على أبيه". 

حُدادَة [مفرد]: بقيّة الحديد ونُفايته "استفاد الحدَّادُ من الحُدادة". 

حِدادة [مفرد]:
1 - صناعة الحدَّاد وحرفته "الحِدادة مظهر من مظاهر قوّة الإنسان في السَّيطرة على الطَّبيعة".
2 - صناعة الأدوات الحديديّة "تتّجه الدَّولةُ إلى تخصيص مكان لوَرْشات الحِدادة". 

حَدّ [مفرد]: ج حُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر حدَّ1/ حدَّ من.
2 - حاجز بين شيئين لئلاّ يختلط أحدُهما بالآخر "وضع الاستعمارُ حُدودًا بين أبناء الأمّة العربيّة" ° حدّ البلوغ: سن الرُّشْد- حدود دوليَّة: خطوط فاصلة بين دولتين- وضَع حدًّا للأمر: أنهاه، أوقفه.
3 - طرف الشّيء الحادّ القاطع "دافع عن نفسه بحدِّ السِّلاح- السَّيف أصدق أنباءً من الكتب ... في حَدِّه الحدّ بين الجَدِّ واللعِبِ" ° بِحدِّ السَّيف: بالقوَّة- سلاح ذو حدَّين: له فوائد ومضارّ، له أثران متناقضان.
4 - مُستوى، منتهى الشّيء "وضع حدًّا للأمر- فوق الحَدّ" ° إلى أَبْعَد حدٍّ: إلى أبعد مدى، للغاية- إلى حدٍّ بعيد: إلى حدٍّ كبير، بعيدًا- إلى حدٍّ ما: إلى درجة معيَّنة أو مدًى محدود- أوقفه عند حدِّه: قيّده بما هو مرسوم له، وضعه في مكانه المناسب أو عامله بحزم وشدَّة- الحدّ الأدنى: أقلّ حدّ- الحدّ الأعلى/ الحدّ الأقصى: أعلى أو أبعد حدّ- بحدّ ذاته/ في حدّ ذاته: بنفسه أو وحده- جاوز حدّه: خرج عن حدوده، خرج على المألوف وبالغ بما لا يليق- حدّ الكفاف: أقلّ مبلغ من المال أو الموارد التي يحتاج إليها الفرد ليعيش- على حدّ قوله/ على حدّ تعبيره: وفقًا لما يقول، حسب أقواله- على حدّ سواءَ: على نفس الطّريقة- في حدود المُتاح: على قدر الموجود- لا حدّ له/ بلا حدّ: بلا انتهاء- لحدّ ذاته: لذاته.
5 - (جب) عدد أو مقدار جبريّ تشمله متعدّدة الحدود، ويكون بَسْطًا أو مقامًا في العدد الكسريّ.
6 - (سف) قول دال على ماهيّة الشّيء كتعريف الإنسان بالحيوان النَّاطق "حدّ أصغر/ أوسط/ أكبر".
7 - (فق) عقوبة معيَّنة وجبــت على الجاني تمنعه من المعاودة وتمنع غيره من إتيان الذنب ويطلقها الفقهاءُ على عقوبات قدّرها الشَّرع كحدّ السَّرقة والزِّنا "إِنَّ اللهَ تَعَالَى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعوُهَا وَحَدَّ حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا [حديث]- {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا} " ° حدود الآداب: قواعدها- حدود الله: ما حدّه بأوامره ونواهيه.
• الحدّ الأصغر: (سف) الحدّ في قياس منطقيّ يذكر في المقدِّمة الصُّغرى ويكوِّن موضوع الاستنتاج.
• حدَّ الشَّيء: تعريفه الجامع لكلّ أفراده، المانع لكلّ ما ليس منه.
• حدٌّ تقريبيّ: (جب) ما تقرَّب إليه كميّة أو مقدار.
• ذات الحدَّين: (جب) مقدار جبري مكوَّن من مجموع حدَّين، مثل: (أ ب) أو من الفرق بينهما، مثل: (أ- ب).
• ثلاثيّ الحدود: (جب) متعدِّد الحدود بثلاثة حدود جبريَّة. 

حَدَّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حَدّ.
2 - بائع الحديد.
3 - صانع يُحمي الحديد ويطرقه لتشكيله بحسب الشَّكل المطلوب "طرَق الحدَّادُ الحديدَ" ° بينهما ما صنَع الحَدَّادُ: خلاف حادّ. 

حِدَّة [مفرد]:
1 - مصدر حدَّ2/ حدَّ على1.
2 - شدَّة ونفاذ وقوَّة "أبدى اعتراضَه بحِدَّة: بغضب- حِدَّة التّفكير/ المِزاج/ التَّوتُّر- تصاعدت حِدَّة القلق في العالم بعد أحداث سبتمبر" ° بحِدَّة/ في حِدَّة: بشدَّة ولهجة حادّة غاضبة- حِدَّة الخُلُق: نزعة الغضب والانفعال بسرعة- كسَر حِدَّته/ كسَر من حِدَّته أو ثورته: خفَّف منها. 

حَدِّيَّة [مفرد]: (قص) نظريّة اقتصاديّة تقول إنّ قيمة تبادُل غلَّة ما تحدَّد بفائدة آخر وحدة حاضرة، قابلة للتّصرّف، في هذه الغلَّة. 

حُدوديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حُدود: على غير قياس "قرية حُدوديّة- نقطة تفتيش حُدوديَّة".
2 - مصدر
 صناعيّ من حُدود: مَا له حدود يتعذّر تجاوزها "حُدوديَّة المُمكن البشري". 

حَديد1 [جمع]: جج حدائِدُ: (فز) معدنٌ قابل للطَّرق والسَّحب والتشكيل، يجذبه المغنطيس ويصدأ بسرعة، ويندر أن يُوجد في حالة نقاء، يُستعمل في البناء وصنع الآلات، له ثلاث صور هي: الحديد الزَّهْر، والحديد المطاوع، والحديد الصُّلْب، القطعة منه حديدة "اطرق الحديد وهو ساخن [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: اضرب حديدًا حاميًا لا ينفع منه إن برد- ولكلِّ شيء آفة من جنسه ... حتى الحِديدُ سِطا عليه المِبْردُ- {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} " ° بالحديد والنار: بقوَّة السِّلاح، بالقوَّة والشِّدَّة- بيد من حديد: بحزم وشِدَّة، بالقهر والبطش- خَبَثُ الحديد: ما ينفيه الكيرُ عند إحمائه وصناعته- ضرَب في حديد بارد: بذل جهدًا ضائعًا، قام بما لا يُجْدِي.
• الحديد: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 57 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها تسع وعشرون آية.
• حديد مُطاوِع: حديد سهل الطّرق أو التشكيل.
• حديد الزَّهْر: (كم) نوع من الحديد الغنيّ بالكربون والسيليكون والمنجنيز، يُشكَّل بالصّبّ في قوالب، يتحمَّل الضغطَ، ذو صلابة عالية، وتصنع منه أجسام الماكينات.
• خام الحديد: صخور تحتوي حديدًا بدرجة كافية لاستخراجه تجاريًّا.
• سِكَّة الحديد: طريق معبَّد عليه قضيبان من الحديد متوازيان، تسير عليهما القُطُر الآليّة. 

حَديد2 [مفرد]: ج أحِدّاءُ وأحِدَّة وحِداد: حادّ قاطع، في الكلام والفهم والغضب "سيفٌ حديد- حديد اللّسان: طليقه، فصيح المنطق- هو حديدُ البصر: نافذ الرأي- {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: نافذ" ° أصلب من الحَديد: عنيد- قَلْبه حَديد: قاس. 

حَديديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَديد1: "قضيب حديديّ- قبضة حديديّة- خشب حديديّ: خشب شديد القساوة" ° إرادة حديديّة: صُلْبة قويّة- ستار حديديّ: حواجز فكريّة تمنع الاتِّصال بين دولتين- سكَّة حديديّة/ سكك حديديّة: طريق عليه قضيبان من الحديد متوازيان تسير عليهما القُطر- قوّة حديديّة: سيطرة محكمة.
• زُحار حديديّ: (طب) مرض يسبِّب التهابَ الرِّئة بسبب استنشاق الغبار المحتوي على الحديد.
• الرِّئة الحديديَّة: (طب) حجيرة للجسم يتمّ من خلالها التَّحكُّم بالضَّغط؛ لتوفير تنفُّس صناعيّ.
• خزينة حديديَّة: غُرْفَة أو حجيرة تُبنى من الفولاذ؛ لحفظ الأشياء القيِّمة. 

مُحَدِّد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حدَّدَ.
2 - (لغ) كلمة تحدِّد عمل الاسم في الجملة كأدوات التَّعريف.
• مُحدِّد العين: قلم تجميليّ لتحديد العينين. 

مُحَدِّدة [مفرد]: ج محدِّدات: صيغة المؤنَّث لفاعل حدَّدَ.
• المحدِّدة: (جب) تشكيلة عدديّة من كميّات لها قيمة محدَّدة جبريًّا ومستعملة في حلّ فئة مُعيّنة من المعادلات الآنيّة. 

محدوديَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من محدود: ذات طابع محدّد "تعرف هذه الدولة محدوديّة دورها في الحرب- أدّت محدوديّة العلاقة بين الدولتين إلى تعثُّر مفاوضات التكامل الاقتصاديّ بينهما".
• اللاَّمحدوديَّة: سعة الإدراك وبُعد النظر "اتَّسمت نظرته للأمور باللاّمحدوديّة- الإسلام دين شموليّ يتسم باللامحدوديّة في أحكامه". 
حدد
: ( {الحَدُّ) : الفَصْلُ (الحِاجِزُ بَيْنَ) الشَّيْئَيْنِ لئلّا يَختلِط أَحدُهما بالآخَرِ، أَو لئلّا يَتعدَّى أَحدُهما على الآخَرِ، وجمعُه حُدُودٌ. وفَصْلُ مَا بَيْنَ كُلِّ (شَيْئَيْنِ) } حَدٌّ بَينهمَا. (و) الحَدُّ: (مُنْتَهَى الشَّيْءِ) ، وَمِنْه أحدُ {حُدودِ الأَرضين} وحُدُود الحَرَم، وَفِي الحدِيثَ فِي صِفَة القُرآنِ (لكُلّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولكُلِّ حَدَ مَطْلَعٌ) قيل: أَراد 2 لكُلِّ مُنْتَهًى لَه نهَايَةٌ.
(و) الحَدُّ (مِنكُلّ شَيْءٍ: حِدَّتُه) ، وَمِنْه حديثُ عُمَر (كُنْتُ أُدَارِي من أَبي بَكْرٍ بَعْضَ الحَدِّ) وَبَعْضهمْ يَرويه بِالْجِيم من الجِدِّ ضِدّ الهَزْلِ. {وحَدُّ كلِّ شيْءٍ: طَرَفُ شَبَاتِه، كحَدِّ السِّكّينِ السَّيْفِ والسِّنَانِ والسَّهْمِ، وَقيل: الحَدُّ مِن كُلِّ ذلكَ: مَارَقّ منْ شَفْرَتِه، والجمْع حُدودٌ.
(و) الحَدُّ (منْكَ: بَأْسُكَ) ونَفَاذُكَ فِي نَجْدَتِك، يُقَال: إِنه لَذُو} حَدّ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) الحَدُّ (من) الخَمْرِ و (الشَّرَابِ: سَوْرَتُه) وصَلابَتُه. قَالَ الأَعشى:
وكأْسٍ كعَيْنِ الدِّيكِ بَاكَرْتُ! حَدَّهَا
بِفْتِيَانِ صِدْقٍ والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ
(و) الحَدُّ: (الدَّفْعُ والمَنْعُ) ، وحَدَّ الرَّجُلَ عَن الأَمْر {يَحُدُّه} حَدًّا: مَنَعَهُ وحَبَهُ، تَقول: {حَدَدْتُ فُلاناً عَن الشّرِّ أَي مَنَعْتُ، وَمِنْه قولُ النَّابِغَة:
إِلَّا سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الإِلاهُ لَهُ
قُمْ فِي البَرِيَّةِ} فاحْدُدْهَا عَنِ لفَنَدِ
( {كالحَدَدِ) ، محرَّكَةً، يُقَال: دُونَ مَا سَأَلْتَ عَنهُ حَدَدٌ، أَي مَنَعٌ. وَلَا} حَدَدَ عنِه، أَي لَا مَنْ وَلَا دَفْعَ، قَالَ زيدُ بنُ عَمْرو بن نُفَيْلٍ:
لَا تَعْبُدُونَّ إِلاهاً غَيْرَ خَالِقِكمْ
وإِنْ دُعِيتُم فقُولُوا دُونَه {حَدَدُ
وَهَذَا أَمْرٌ حَدَدٌ أَي مَنِيعٌ حرامٌ لَا يَحِلُّ ارْتكابُه.
(و) الحَدُّ: (تَأْدِيبُ المذْنِبِ) ، كالسارِق والزَّانِي وغيرِهما (بِمَا يَمْنَعُه) عَن المُعَاوَدَةِ (و) يَمنَعُ أَيضاً (غَيْرَه عَن) إِتْيَانِ (الذَّنبِ) ، وجَمْعُه حُدُودٌ. وحَدَدْتُ الرَّجُلَ: أَقَمْتُ عَلَيْهِ الحَدَّ. وَفِي التَّهْذِيب: فَحُدُودُ اللهِ عزّ وجلّ ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ مِنْهَا حُدودٌ} حدَّها للنّاسِ فِي مَطَاعِمِهم ومَشارِبِهم ومَنَاكِحِهِم وَغَيرهَا ممّا أَحَلّ وحَرَّم، وأَمَرَ بالانتِهَاءِ عمّا نَهَى عَنهُ مِنْهَا ونَهَى عَن تَعَدِّيهَا، والضَّرْب الثانِي عُقوباتٌ جُعِلَتْ لمنْ رَكِبَ مَا نَهَى عنْه، كحَدّ السّارِق وَهُوَ قَطْعُ يَمِينِه فِي رُبْع دِينارٍ فَصَاعِدا، وكحَدِّ الزَّانِي البِكْر، وَهُوَ جَلْدُ مائةِ وتَغْرِيبُ عامٍ، وكحَدِّ المُحْصَنِ إِذَا زَنَى وَهُوَ الرَّجْمُ، وكحَدِّ القاذِف وَهُوَ ثَمَانُونَ جَلْدَةً. سُمِّيَتْ حُدوداً لأَنَّهَا تَحُدُّ أَيّ تَمْنَع مِن إِتيانِ مَا جُعِلَتْ عُقوباتٍ فِيهَا، وسُمِّيَت الأُولى {حُدوداً، لأَنها نهاياتٌ نَهَى اللهُ عَن تَعدِّيها.
(و) الحَدُّ: (مَا يَعْتَرِي الإِنْسانَ من الغَضَبِ والنَّزَقِ، كالحِدَّةِ) بالكَسر، (وَقد حَدَدْتُ عَلَيْهِ أَحِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، حِدَّةً وحَدًّا، عَن الكسائيّ. وَفِي الحَدِيث (الحِدَّةُ تَعتَرِي خِيارَ أُمَّتي) ، الحِدَّةُ، كالنشاطِ والسُّرْعَةِ فِي الأُمورِ والمضَاءِ فِيهَا، مأْخوذٌ من حدِّ السَّيْفِ، والمُرَاد} بالحِدَّة هُنَا المَضَاءُ فِي الدِّين والصَّلابةُ والمَقْصِد إِلى الخَيْرِ، وَيُقَال: هُوَ من أَحدِّ الرِّجَال، وَله {حَدٌّ} وحِدَّةٌ، {واحْتَدَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) الحَدُّ: (تمْيِيزُ الشَّيْءِ عَن الشَّيْءِ) وَقد} حَدَدتُ الدَّارَ {أَحُدُّهَا حَدًّا،} والتَّحْدِيدُ مثلُه، وحَدِّ الشيءَ من غَيْرِه {يَحُدُّه} حَدًّا {وحَدَّدَه: مَيَّزَه، وحَدُّ كُلِّ شيْءٍ مُنتهاه، لأَنّه يَرُدُّه ويَمنَعه عَن التّمادِي، والجَمْع} الحُدُودُ، وَفِي حاشيةِ لبَدْرِ القَرَاقِيّ: لَو قَالَ: تَمْيِيزُ شيْءٍ عَن شيْءٍ كانَ أَوْلَى، لأَن المعرفةَ إِذا أُعِيدتْ كانتْ عَيْناً فكأَنّه قَالَ تمييزُ الشيْءِ عَن نَفْسِه، بِخِلَاف النَّكِرةِ، فإِنها تكون غيْراً. انْتهى.
(و) يُقَال: فلانٌ {حَدِيدُ فُلانٍ، إِذا كانَ دَارُه إِلى جانبِ دَارِه أَو أَرْضُه إِلى جانبِ أَرْضِه.
و (دَارِي} حَدِيدَةُ دَارِه ومُحَادَّتُهَا) ، إِذا كَانَ ( {حَدُّهَا} كحَدِّهَا) .
( {والحَدِيدُ، م) ، أَي معروفٌ وَهُوَ هَذَا الجَوهرُ المعروفُ، لأَنه مَنِيعٌ، القِطْعَةُ مِنْهُ حَديدةٌ: (ج} حَدائدُ {وحَدِيدَاتٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب} حَدَائِداتٌ، وَهُوَ جمعُ الجمعِ، قَالَ الأَحْمَرُ فِي نَعْتِ الخَيْلِ:
وهُنَّ يَعْلُكْن! حَدَائِدَاتِهَا
(والحَدَّادُ) ، ككَتَّان: (مُعَالِجُ) ، أَي الحدِيدِ، أَي يُعالج مَا يَصْطَنِعُه مِن الحِرَفِ. (و) من المَجاز. الحَدَّادُ: (السَّجَّانُ) لانّه يَمنع من الخُرُوج، أَو لأَنّه يعَالِج الحَديدَ مِن القُيُودِ، قَالَ:
يَقُولُ ليَ الحَدَّادُ وهْوَ يَقُودُني
إِلى السِّجْنِ لَا تَفْزَعْ فَما بِكَ مِنْ بَاسِ
(و) الحَدَّادُ: (البَوَّابُ) ، لأَنّه يَمنَع مِن الخُروج، وَهُوَ مَجاز أَيضاً.
(و) الحَدَّادُ: (البَحْرُ. و) قيل (نَهْرٌ) بعَيْن، قَالَ إِياسُ بنُ الأَرَتِّ:
وَلَو يكونُ عَلَى الحَدَّادِ يَمْلِكُه
لمْ يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ مِن مَائِه الجَارِي
(و) فِي الحَدِيث (حينَ قَدِمَ منْ سَفَرٍ فأَرادَ النَّاسُ أَنْ يَطْرُقُوا النِّساءَ لَيْلاً فَقَالَ: أَمْهِلُوا كي تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ {وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ:
(} الاسْتِحدادُ) استفعالٌ من {الحَدِيدَةِ، يَعْنِي (الاحْتِلَاق} بالحَديدِ) اسْتَعْملهُ على طريقِ الكِناية والتَّوْرِيَة.
( {وحَدَّ السِّكِّينَ) والسَّيْفَ وكُلَّ كَلِيلٍ} يَحُدُّهَا حَدًّا ( {وأَحَدَّهَا) } إِحدَاداً ( {وحَدَّدَهَا) ، شَحَذَها و (مَسَحَهَا بحَجَرٍ أَو مِبْرَد) ، وحَدَّدَه فَهُوَ} مُحَدَّدٌ مثْلُه، قَالَ اللِّحْيَانيّ: الْكَلَام: أَحَدَّها بالأَلف، وَاقْتصر القَزَّازُ على الثُّلاثيّ والرُّباعي بالأَلف، وأَغْفَلَ الجوهَرِيُّ الثلاثيّ، واقتصَر ابنُ دُريد على الثُّلاثيّ فَقَط، (فَحَدَّتْ تَحِدُّ حِدَّةً) ، المُتَعدِّي مِنْهُمَا كنَصَر، وَاللَّازِم كضَرَبَ، ( {واحْتَدَّتْ فَهِيَ حَدِيدٌ) بِغَيْر هاءٍ، وبهاءٍ كَمَا فِي اللِّسَان.
(وحُدَادٌ، كغُرَاب) ، نقلَه الْجَوْهَرِي عَن الأَصمعيّ. وزعمَ ابنُ هِشَامٍ أَنَّ} الحِدَادَ جَمْعٌ {لحَدِيدٍ كظَرِيف وظِرَاف وكَبِيرٍ وكِبَار. قَالَ: وَمَا أَتى على فَعِيلٍ فَهَذَا مَعْنَاهُ، وضَبطَه ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِيُّ فِي شَرْح الفَصِيح بالكَسْرِ ككِتَابٍ ولِبَاس، (و) حكى أَبو عَمْرٍ و: سَيْفٌ} حُدَّادٌ، مثل (رُمّانٍ) ، وَقد حكاهماابنُ سيدَهْ فِي المُحْكَم وابنُ خَالَوَيْه فِي الاُفق واللّبْلّى فِي شرح الفصيح، قَالَ ابنُ خالوَيْه: وَلَا يُقال سِكِّينٌ {حَادٌّ، وَهُوَ قولُ الأَكثَر، قَالَ شيخُنَا وجَوَّزه بعض قِيَاسا.
(ج حَدِيدَاتٌ وحدائدُ وحِدَادٌ) .
} وحَدَّ نَابُه {يَحِدُّ} حِدة (ونَابٌ حَدِيد {وحَدِيدَةٌ) ، كَمَا تقدَّم فِي السِّكّين، وَلم يُسْمَع فِيهَا} حُدادٌ. وَحدّ السيفُ {يَحِدّ} حِدَّة {واحتَدَّ فَهُوَ} حادٌّ حديدٌ، {وأَحدَدْته وسُيوف} حِدَادٌ وأَلسِنة! حِدادٌ (ورَجُلٌ حَدِيدٌ {وحُدَادٌ) كغُرَابٍ، (مِن) قَوْمٍ (} أَحِدَّاءَ {وأَحِدَّة} وحِدَاد) ، بِالْكَسْرِ، (يكون فِي اللَّسَنِ) ، محرَّكَةً، (والفَهْمِ والغَضَبِ) . والفِعْل من ذَلِك كُلِّه حَد {يَحِدّ} حِدَّة، (وحَدَّ عَلَيْه يَحِدُّ) ، من حَدِّ ضَرَبَ ( {حَدَداً) محرّكَةً، (} وحَدَّدَ) مشدّداً، وَقد سقط هَذَا من بعض النّسخ ( {واحْتَدَّ) فَهُوَ مُحْتَدٌّ، (} واسْتَحَدَّ) إِذا (غَضِبَ) .
( {وحادَّه) } مُحَادَّةً: (غاضَبَه وعَادَاه) مثل شاقَّه (وخالَفَه) ونازَعَ ومَنعَ مَا يَجِبُ عَلَيْه {كتحادَّه، وكأَنّ اشتقاقَه من الحَدّ الّذي هُوَ الحَيِّزُ والنّاحِيَةُ، كأَنه صارَ فِي الحَدّ الّذي فِيهِ عَدُوّه، كَمَا أَن قولَهُم: شاقَّه: صارَ فِي الشِّقِّ الّذي فِيهِ عَدُوّه. وَفِي التَّهْذِيب} اسْتَحدَّ الرَّجلُ {واحْتَدّ} حِدَّةً، فَهُوَ {حَدِيدٌ، قَالَ الأَزهريّ: والمسموع فِي} حِدَّةِ الرّجلِ وطَيْشِه {احْتَدَّ، قَالَ: وَلم أَسمعْ فِيهِ} اسْتَحَدَّ، إِنما يُقَال {اسْتَحدَّ واستَعَان، إِذا حلَق عَانَتَ.
(ونَاقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ) ، بِكَسْر الْجِيم، إِذا كَانَ (يُوجَد مِنْهَا) ، أَي الجرَّةِ (رائحةٌ} حادَّةٌ) ، وَذَلِكَ ممّا يُحمَد. وَقَوْلهمْ: رائحةٌ حادَّةٌ، (أَي ذَكِيَّةٌ) ، على المَثل.
(وحَدَّدَ الزَّرْعُ تَحدِيداً) إِذا (تَأَخَّرَ خُروجُه لِتَأَخُّرِ المَطَرِ) ، ثمَّ خَرجَ وَلم يُشَعِّبْ، (و) حَدَّدَ (إِليه وَله: قَصَدَ) ويُقال حَدَّدَ فُلانٌ بَلداً، أَي قَصَدَ حُدُودَه، قَالَ القُطَامِيّ:
محَدِّدِينَ لِبَرْق صابَ مِنْ خَلَلٍ
وبالقُرَيَّةِ رَادُوهُ بِرَدَّادِ
أَي قاصِدينَ.
( {وحَدَادِ} حُدَيَّة) مبنيًّا على الكسْرِ (كَقَطَامِ، كلمةٌ تُقَالُ لمَنْ تُكْرَه طَلْعَتُه) ، عَن شَمِرٍ، وَقَوْلهمْ:
حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ
وَقَالَ مَعقِل بنُ خُوَيلدٍ الهُذليّ:
عُصَيْمٌ وعَبْدُ اللهِ والمَرْءُ جَابِرٌ
! - وحُدِّي حَدَادِ أَجْنحَةِ الرُّخْمِ أَراد: اصْرِفِي عَنَّا شَرَّ أَجْنحة الرَّخَم، يَصفه بالضَّعْفِ واستِدْفاعِ شَرِّ أَجْنحة الرَّخمِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ من الضَّعّفِ.
(و) الحَدُّ الصَّرْفُ عَن الشَّيْءِ مِن الخيرِ والشَّرِّ.
و ( {الْمَحْدُود (المحروم و) المَمْنُوع من الخَيْرِ) وغيرِه، وكُلُّ مصْرُوفٍ عَن خيرٍ أَو شَرَ مَحدودً (} كالحُدِّ، بالضّمّ، وَعَن الشَّرِّ) ، وَقَالَ الأَزهريّ: المَحْدُودُ: المَحْرُومُ، قَالَ: وَلم أَسمعْ فِيهِ: رَجُلٌ حُدٌّ، لغير اللّيْث، وَهُوَ مثل قَوْلهم رَجُلٌ جُدٌّ إِذا كَانَ مَجدوداً. وَقَالَ الصّاغَانيّ: هُوَ ازْدِوَاجٌ لقولِهِم رَجلٌ جُدٌّ.
( {والحَادُّ) ، من حَدَّتّ ثُلاثيًّا، (} والمُحِدُّ) ، مِنْ أَحَدَّتْ رُبَاعِيًّا، وعَلى الأَخِيرِ اقتصرَ الأَصمعيُّ، وتَجْرِيدُ الوَصفينِ عَن هَاءِ التأْنيثِ هُوَ الأَفصحُ الّذي اقتصرَ عَلَيْهِ فِي الفَصِيح وأَقرّه شُرَّاحُه. وَفِي الْمِصْبَاح: وَيُقَال {مُحِدَّةٌ، بالهاءِ أَيضاً: (تَارِكَةُ الزِّينَةِ) والطِّيب، وَقَالَ ابْن دُريد: هِيَ المرأَةُ الَّتِي تَتركُ الزِّينةَ والطِّيبَ بعد زَوْجِها (لِلْعِدَّةِ) ، يُقَال (} حَدَّتْ {تَحِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، (} وتَحُدُّ (بالضَّمّ، ( {حَدًّا) ، بالفَتح، (} وحِدَاداً) ، بِالْكَسْرِ، وَفِي كتاب اقتطاف الأَزَاهِرِ للشِّهاب أَحمدَ بنِ يُوسفَ بن مالكٍ عَن بعض شُيُوخ الأَندلُس أَنْ حَدَّت المرأَةُ على زَوْجها بالحاءِ الْمُهْملَة وَالْجِيم، قَالَ: والحاءُ أَشهرُهما، وأَما بِالْجِيم فمأْخُوذٌ من جَدَدْتُ الشَّيءَ، إِذا قَطَعْتُه، فكأَنها أَيضاً قد انقطعتْ عَن الزِّينةِ وَمَا كَانَتْ عَلِيه قبل ذَلِك. ( {وأَحَدَّتْ) } إِحداداً، وأَبَى الأَصمعِيُّ إِلّا {أَحَدَّتْ} تُحِدُّ فهِي {مُحِدٌّ، وَلم يَعْرِف حَدَّتْ. وَفِي الحَدِيث (لَا} تُحِدُّ المرْأَةُ فوقَ ثلاثٍ وَلَا تُحِدُّ إِلّا على زَوْج) قَالَ أَبو عُبيد: وإِحدادُ المرأَةِ على زَوْجها: تَرْكُ الزِّينةِ. وَقيل: هُوَ إِذَا حَزِنَتْ عَلَيْهِ ولَبِسَتْ ثِيَابَ الحُزْنِ وتَركَتِ الزّينةَ والخِضَابَ، قَالَ أَبو عُبيدِ: ونُرَى أَنّه مأْخُوذٌ من المَنْعِ، لأَنْهَا قد مُنِعَتْ من ذَلِك، وَمِنْه قيل للبوّابِ حَدَّادٌ لأَنّه يَمْنَع النَّاسَ من الدُّخولِ وَقَالَ اللِّحيانيّ فِي نوادره: وَمن أَحدّ بالأَلف، جاءَ الحديثُ، قَالَ وحكَى الكسائيُّ عَن عُقَيْلٍ: أَحَدَّتِ المرأَةُ على زَوْجها بالأَلف. قَالَ أَبو جعفرٍ: وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي المصادر، وَكَانَ الأَوَّلون منَ النَّحْوِيّين يؤثِرون أَحَدَّت فَهِيَ مُحِدٌّ، قَالَ: والأُخْرَى أَكثَرُ فِي كلامِ العَربِ.
(وأَبو {الحَدِيدِ رَجلٌ من الحَرُورِيَّةِ) قَتَل امرَأَةً مِن الإِجماعِيّينَ كَانَت الخَوَارِجُ قد سبَتْهَا فغَالَوْا بهَا لحُسْنِهَا، فَلَمَّا رأَى أَبو الحَدِيد مُغَالاتَهم بهَا خَافَ أَن يَتفاقَم الأَمْرُ بَينهم، فوَثب عَلَيْهَا فقَتَلَهَا. فَفِي ذَلِك يقولُ بعضُ الحَرورِيَّةِ يَذكُرها:
أَهَابَ المُسلمونَ بهَا وقالُوا
عَلَى فَرْط الهَوَى هَلْ مِن مَزِيدِ
فزَادَ أَبو الحَدِيدِ بنَصْلِ سَيْفٍ
صَقيلِ الحَدِّ فِعْلَ فَتًى رَشِيدِ
(وأُمُّ الحَدِيدِ امرأَةُ كَهْدَلٍ) الراجزِ كجعْفَرٍ، وإِيّاهَا عَنَى بقوله:
قَدْ طَرَدتْ أُمُّ الحَدِيد كَهْدَلَا
وابْتَدَرَ البَابَ فكَانَ الأَوَّلَا
(وحُدٌّ بالضّمّ: ع) بِتِهامَةَ، حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيّ، وأَنشدَ:
فلَوْ أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً
لَقَدْ نَهِلَتْ مِن ماءٍ حُدَ وعَلَّتِ
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحُدَّةُ) ، بالضّمَ؛ (الكُثْبَةُ والصُّبَّةُ) .
(و) يُقَال (دَعْوَةٌ} حَدَدٌ، محرَّكَةٌ) ، أَي (باطِلَةٌ) . وأَمْرٌ حَدَدٌ: مُمتَنِعٌ باطلٌ، وأَمْرٌ حَدَدٌ. لَا يَحِلّ أَن يُرْتَكَبَ.
( {وحَدَادَتُك) ، بِالْفَتْح، (امْرأَتُك) ، حَكاه شَمِرٌ.
(} وحُدادُكَ) ، بالضّمّ، (أَنْ تَفْعَل كَذَا) ، أَي (قُصَارَكَ) ومُنْتَهَى أَمْرِك.
(ومالِيَ عَنْ {مَحَدٌّ) ، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ بخطّ الصاغانيّ، وَيُوجد فِي بعض النُّسخ بالضّمّ، (} ومُحْتَدٌّ) ، وَكَذَا حَدَدٌ ومُلْتَدٌّ، (أَي بُدٌّ ومَحِدٌ) ومَصْرِفٌ ومَعْدِلٌ، كَذَا عَن أَبي زيد وغيرِه.
(وبَنُو {حَدَّانَ بنِ قُرَيْعِ) بن عَوْفِ بن كَعْبٍ، جاهلِيٌّ (ككتّانٍ: بَطْنٌ مِن تَمِيمٍ) من بني سَعْدٍ (مِنْهُم أَوْسُ) بْنُ مَغْرَاءٍ (} - الحَدَّانِيُّ الشَّاعِر) ، قَالَه الدّارقُطْنِيّ والحافظُ. (وبالضَّمِّ الحَسَنُ بنُ {حُدَّانَ المُحَدِّث) الرّاوِي عَن جَسْرِ بن فَرْقَدٍ، وَعنهُ ابْن الضَّرِيسِ.
(وذُو حُدّانَ بنُ شَرَاحِيلَ) فِي نَسب هَمْدَانَ (و) فِي الأَزْدِ حُدَّان (بن شَمْس) بِضَم الشّين المُعجمة، ابْن عَمْرِو بن غالِبِ بن عَيْمَانَ بن نَصْر بن زَهرانَ، هَكَذَا فِي النُّسخ وقيَّدَه الحافظُ وغيرُه.
(وسَعِيدُ بنُ ذِي حُدَّانَ التّابِعِيّ) يَرْوِي عَن عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(} وحُدَّانُ بنُ عَبْدِ شَمْس) حَيٌّ بن الأَزد، وأَدخَل عَلَيْهِ ابنُ دُرَيدٍ اللَّام قلْتُ هُوَ بعَينِه حُدَّان بن شمْسٍ الّذي تقدّم ذِكْرُه (وذُو حُدَّان أَيضاً فِي) أَنْسَابه (هَمْدَان) ، وَهُوَ بِعَيْنِه الّذي تقدَّم ذِكْرُه آنِفاً، قَالَ ابنُ حبيب: وإِليه يُنْسَب {الحُدَّانِيُّون.
(} وَحَدَّةُ، بِالْفَتْح: ع بَين مَكَّة) المشَرَّفةِ (وجُدَّةَ، وكانَتْ) قَبْلُ (تُسَمَّى {حَدَّاءَ) وَهُوَ وَادٍ فِيهِ حِصْنٌ ونَخْلٌ. قَالَ أَبو جُنْدَب الهُذَلِيّ:
بَغَيْتُهُمُ مَا بَيْنَ حَدَّاءَ والحَشَى
وأَوْرَدْتُهُمْ مَاءَ الأُثَيْل فَعَاصِمَا
(و) حَدَّة: (ة قُرْبَ صَنْعَاء) اليمنِ نقلَه الصاغانيّ، ووَادٍ بتِهَامَةَ.
(} والحَدَادَةُ: ة بَين بَسْطَامَ ودَامِغَانَ) ، وَقيل بَين قومِسَ والرّيّ مِن منازِل حاجِّ خُرَاسَانَ، مِنْهَا عليُّ بنُ محمَّد بنِ حاتمِ بن دِينَارٍ القُومِسيّ! - الحَدَادِيُّ، عَن جَعفَرِ بنِ محمّدٍ الحَدَادِيّ، وَعنهُ ابنُ عَدِيَ والإِسماعيليّ، وأَبو عبدِ الله طاهرُ بنُ محمْدِ بنِ أَحمدَ بنِ نصرٍ الحَدَادِيّ صَاحب كتابِ عُيون الْمجَالِس، رَوَى عَن الْفَقِيه أَبي اللَّيثِ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعنهُ كَثِيرُونَ، والحسنُ بن يُوسف الحَدَادِيّ، عَن يُونس بنِ عبدِ الأَعْلَى وَغير هاؤلاءِ، وَقد استوفاهم الحافظُ فِي التَّبْصِير.
( {- والحَدَّادِيَّةُ: لَا بِوَاسِط) العراقِ، وأُخْرى من أَعمالِ مِصر.
(} وحَدَدٌ، محرّكةً: جَبَلٌ بتَيْمَاءَ) مُشْرِفٌ عَلَيْهَا يبتدِىءُ بِهِ المُسَافر، (وأَرْضٌ لكلْبٍ) ، نَقله الصاغانيّ.
( {وحَدَوْدَاءُ) ، بِفَتْح الحاءِ والدّالِ وتُضمّ الدّال أَيضاً: (ع ببلادِ عُذْرَة) ، وَضَبطه البَكريّ بدالين مفتوحتين. وَفِي التكملة:} حَدَوْدَى {وحَدْوَدَاء، أَي بِالْقصرِ والمَدّ، والدالاتُ مَفْتُوحَة فيهمَا، فتأَمَّلْ.
(} والحَدْحَدُ، كفَرْقَد: القَصيرُ) من الرِّجالِ أَو الغَلِيظُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الحَدَّادُ: الزّرّادُ، عَن الأَصمعيّ استَحَدّ الرَّجلُ، إِذا أَحَدَّ شَفْرَتَه} بحَديدةٍ وغيرِهَا، {وحَدَّ بَصرَه إِليه} يَحُدُّه {وأَحَدَّه، الأُولَى عَن اللِّحْيَانيّ، كِلَاهُمَا حَدَّقَه إِليه ورَمَاه بِهِ، ورجلٌ حَدِيدُ الناظِر، على المثَل، لَا يُتَّهَمْ برِيبَة فَيكون عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ فِيهَا فَيكون كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىّ} (الشورى: 45) } والحَدّادُ الخَمّارُ، قَالَ الأَعشى يصف الخمْر والخَمّارَ:
فقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ دِيكُنَا
إِلى حوْنَةٍ عنْد {حَدَّادِهَا
فإِنّه سمَّى الخَمَّارَ حدَّاداً، وَذَلِكَ لمَنعِه إِيّاهَا وحِفْظِه لَهَا وإِمْسَاكِهِ لَهَا حتّى يُبْذل لَهُ ثَمَنُها الَّذِي يُرْضِيه.
} وحُدَّ الإِنسانُ: مُنِعَ من الظَّفَرِ.
وَقَوله تَعَالَى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} (قلله: 22) أَي رأْيُك اليومَ نافِذٌ.
( {وحَدَّ اللهُ عنَّا شَرَّ فُلانٍ} حَدًّا: كَفّا وصَرَفَه، ويُدْعَى علَى الرّجُلِ فيُقَال: اللهُمْ {احْدُدْهُ، أَي لَا تُوَفِّقْه لإِصابَةٍ. وَفِي التَّهْذِيب: تَقول للرّامِي: اللهمّ احْدُدْه، أَي لَا تُوفِّقْه للْإِصابةِ.
وَقَالَ أَبو زيدٍ: تَحَدَّدَ بهم، أَي تَحَرَّش.
} والحِدَادُ: ثِيابُ المأْتم السُّودُ.
وَيُقَال: {حَدَداً أَنْ يكون كَذَا، كقولِك: معاذَ اللهِ، وَقد حدَّد اللهُ ذَلِك عَنَّا.
وَفِي الأَمثال (الحديدُ} بالحديدِ يُفْلَح) .
وَبَنُو حديدةَ قبيلَةٌ من الأَنصار.
{والحُديدةُ، مصغَّراً: قريةٌ على ساحلِ بحْرِ الْيمن، سمعْتُ بهَا الحَدِيث.
وأَقام حدَّ الرَّبِيع: فَصلَه، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي عبد الْقَيْس حَدَّادُ بنُ ظَالِم بن ذُهْلٍ، وعبدُ المَلكِ بن شَدّادٍ} - الحَدِيدِيّ شيخٌ لعَفّانَ بنِ مُسلِم، وأَبو بكرِ بنُ أَحمد بنِ عثمانَ بن أَبي الحَدِيد وآلُ بيتِه بدِمشْق. وأَبو عليَ الحَدَّادُ الأَصبهانيّ وآلُ بيتِه مَشهورُون.

السَّنامُ

السَّنامُ، كسَحابٍ: م
ج: أسْنِمَةٌ،
وـ من الأرض: وسَطُها، وجَبَــلٌ بينَ البَصْرَةِ واليَمامةِ، وجَبَــلٌ بينَ ماوَانَ والرَّبَذَةِ، وجَبَــلٌ بالبَصْرةِ، يقالُ: إنه يَسيرُ مَعَ الدَّجَّالِ.
والإِسنامُ، بالكسر: جَبَلٌ لبَنيِ أسَدٍ، وثَمَرُ الحَلِيّ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
وأرضٌ مُسْنِمَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: تُنْبِتُها. وكسُكَّرٍ: البَقَرَةُ.
ويَسْنُومُ: ع.
والسَّنِمُ، ككتِفٍ،
من النَّبْتِ: المرْتَفِعُ الذي خَرَجَتْ سَنَمَتُه، أي: نَوْرُهُ، والبعيرُ العظيمُ السَّنامِ،
وقد سَنِمَ، كفرِحَ،
وسَنَّمَهُ الكَلأُ تَسْنِيماً وأسْنَمَهُ.
وأسْنُمَةُ، بضم النونِ،
أو ذاتُ أسْنُمَةَ: أَكَمَةٌ قُرْبَ طَخْفَةَ.
وسَنَّمَ الإِناءَ تَسْنيماً: مَلأَهُ،
وـ الشيءَ: عَلاهُ،
كتَسنَّمَه.
وأسْنَم الدُّخانُ: ارْتَفَعَ،
وـ النارُ: عَظُم لَهَبُها.
والتَّسْنيمُ: ضدُّ التَّسْطيحِ، وماءٌ بالجَنَّةِ يَجْري فَوْقَ الغُرَفِ،
أو عَيْنٌ تَتَسَنَّمُ عليهم من فَوْقُ.
والتَّسنُّمُ: الأَخْذُ مغافَصَةً. وكمُعَظَّمٍ: الجمَلُ المُعَفَّى المُخَلَّى لا يُرْكَبُ.
والسَّنِماتُ، بكسر النونِ: هَضَباتٌ طوالٌ في بَنيِ نُمَيرٍ.

الاختيار

الاختيار: طلبُ ما هو خير وفعلُه.
الاختيار: طلب ما فعله خير.
الاختيار:
ملازمة إمام معتبر وجهاً أو أكثر من القراءات، فينسب إليه على وجه الشهرة والمداومة، لا على وجه الاختراع والرأي والاجتهاد، ويسمى ذلك الاختيار (حرفا) و (قراءة) و (اختيارا)، كله بمعنى واحد، فيقال: اختيار نافع (ت 169 هـ)، وقراءة نافع، وحرف نافع، كما يقال: قرأ خلف البزار (ت 229 هـ) (عن نفسه) و (في اختياره)، كلاهما بمعنى واحد: أي في قراءته وفيما اختاره هو، لا فيما يرويه عن حمزة (ت 156 هـ)، و (أصحاب الاختيارات) هم من الصحابة والتابعين والقراء العشرة ونحوهم ممن بلغوا مرتبة عالية في النقل وعلوم الشريعة واللغة.
الاختيار:
[في الانكليزية] Choice ،free will
[ في الفرنسية] Choix ،libre arbitre
لغة الإيثار يعني بركزيدن- الانتخاب- ويعرف بأنّه ترجيح الشيء وتخصيصه وتقديمه على غيره، وهو أخصّ من الإرادة. وعند المتكلّمين والحكماء قد يطلق على الإرادة كما سيجيء. وقد يطلق على القدرة ويقابله الإيجاب. والمشهور أنّ له معنيين:
الأول كون الفاعل بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، فعدم الفعل لم تتعلق به المشيئة بل هو معلّل بعدم المشيئة على ما ورد به الحديث المرفوع «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن» وهذا المعنى متّفق عليه بين المتكلّمين والحكماء، إلّا أنّ الحكماء ذهبوا إلى أن مشيئة الفعل الذي هو الفيض والجود لازمة لذاته تعالى كلزوم العلم وسائر الصفات الكماليّة له تعالى، فيستحيل الانفكاك بينهما، وإنّ مشيئة الترك وعدم مشيئة الفعل ممتنع. فمقدّمة الشرطية الأولى وهي إن شاء واجبة الصدق عندهم ومقدمة الشرطية الثانية وهي إن لم يشأ ممتنعة الصدق، وصدق الشرطية لا يتوقّف على صدق شيء من الطرفين، فكلتا الشرطيتين صادقتان.
والمتكلمون قالوا بجواز تحقّق مقدّم كل من الشرطيتين. فالمختار والقادر على هذا المعنى هو الذي إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل.
والثاني صحة الفعل والترك. فالمختار والقادر هو الذي يصحّ منه الفعل والترك. وقد يفسّران بالذي إن شاء فعل وإن شاء ترك. وهذا المعنى مما اختلف فيه المتكلّمون والحكماء فنفاه الحكماء، لاعتقادهم أنّ إيجاده تعالى العالم على النظام من لوازم ذاته فيمتنع خلوّه عنه، وزعموا أنّ هذا هو الكلام التام، ولم يتنبّهوا على أنّ هذا نقصان تام، فإنّ كمال السلطنة يقتضي أن يكون الواجب قبل كل شيء وبعده كما لا يخفى على العاقل المنصف، وأثبته المتكلمون كلّهم وهو الحق الحقيق اللائق بشأنه تعالى لأن حقيقة الاختيار هو هذا المعنى الثاني، لأنّ الواقع بالإرادة والاختيار ما يصحّ وجوده وعدمه بالنظر إلى ذات الفاعل. هكذا يستفاد من شرح المواقف وبعض حواشيه ومما ذكره الصادق الحلواني في حاشية الطيبي.
وقال مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في بحث امتناع استناد القديم إلى الواجب:
اعلم أنّ الإيجاب على أربعة أنحاء. الأول وجوب الصدور نظرا إلى ذات الفاعل من حيث هي مع قطع النّظر عن إرادة الفاعل وغاية الفعل، وهو ليس محلّ الخلاف لاتفاق الكلّ على ثبوت الاختيار الذي هو مقابله لله تعالى، بل هو عند الحكماء غير متصوّر في حقه تعالى، فإنه لا يمكن النّظر إلى شيء وقطع النّظر عما هو عينه. والثاني وجوب الصدور نظرا إلى ذات الفاعل بأن يكون الإرادة والغاية عين الفاعل.
وبعبارة أخرى وجوب الصدور نظرا إلى ذات الفاعل مع قطع النظر عن الخارج وهذا محلّ الخلاف بين الحكماء والمتكلمين. فالحكماء ذهبوا إلى هذا الإيجاب في حقه تعالى وزعموا أنه تعالى يوجد العالم بإرادته التي هي عينه، وذاته تعالى غاية لوجود العالم بل علّة تامة له.
والمتكلمون ذهبوا إلى الاختيار المقابل لهذا الإيجاب وقالوا إنه تعالى أوجد العالم بالإرادة الزائدة عليه لا لغرض، أو بالإرادة التي هي عينه لغرض هو خارج عنه. والثالث وجوب الصدور نظرا إلى إرادة الفاعل والمصلحة المترتّبة على الفعل، وهذا محلّ الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة. فالأشاعرة قالوا بالاختيار المقابل لهذا الإيجاب حيث لم يقولوا بوجود الأصلح وجوّزوا الترجيح بلا مرجّح، والمعتزلة قالوا بهذا الإيجاب حيث ذهبوا إلى وجوب الأصلح وامتناع الترجيح بلا مرجّح. والرابع وجوب الصدور بعد الاختيار، وهذا الوجوب مؤكّد للاختيار ولا خلاف في ثبوته والاختيار الذي يقابله. وإذا تعيّن ذلك علمت أنّ أثر المــوجب على النحوين الأوّلين يجب أن يكون دائما بدوامه، أي بدوام ذلك المــوجب لامتناع تخلّف المعلول عن العلّة التامة وأثر المــوجب على المعنيين الأخيرين، وكذا أثر المختار على هذه المعاني كلّها يحتمل الأمرين. هذا ما ظهر لي في هذا المقام، والجمهور في غفلة عنه فظنّ بعضهم أنّ محلّ الخلاف بين الحكماء والمتكلّمين هو الإيجاب بالمعنى الأول، وكلام أكثرهم مبني عليه، وظنّ بعضهم أنه لا خلاف بين الحكماء والمعتزلة إلّا في قدم العالم وحدوثه مع اتفاقهما على أنّ إيجاد العالم ممكن بالنسبة إلى ذاته تعالى بدون اعتبار الإرادة وواجب مع اعتبار الإرادة التي هي عينه، انتهى كلامه.
فالاختيار على المعنى الأول إمكان الصدور بالنظر إلى ذات الفاعل مع قطع النظر عن الإرادة التي هي عين الذات، وكذا عن الغاية، ومرجعه إلى كون الفاعل بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، وعلى المعنى الثاني إمكان الصدور بالنظر إلى ذات الفاعل مع قطع النظر عن الخارج ومرجعه إلى كون الفاعل بحيث يصحّ منه الفعل والترك وهو الذي نفاه الحكماء عنه تعالى. وأما تفسيرهم القدرة بصحة صدور الفعل ولا صدوره بالنسبة إلى الفاعل فمبني على ظاهر الأمر أو بالنسبة إلى ما وراء الصادر الأول. هكذا ذكر مرزا زاهد أيضا. وعلى المعنى الثالث إمكان الصدور نظرا إلى إرادة الفاعل والمصلحة. وعلى المعنى الرابع إمكان الصدور بعد الاختيار.
هذا ثم الاختيار عند المنجّمين يطلق على وقت لا أحسن منه في زعم المنجّم من الأوقات المناسبة لشروع أمر مقصود فيها، وتعيّن مثل ذلك الوقت يحصل بملاحظة أمور كثيرة، منها ملاحظة الطالع. هكذا ذكر الفاضل عبد العلي البرجندي في شرح بيست باب.
- العشرين بابا-.

السَّلْمُ

السَّلْمُ: الدَّلْوُ بعُرْوَةٍ واحدَةٍ، كدَلْوِ السَّقَّائينَ
ج: أسْلُمٌ وسِلامٌ، ولَدْغُ الحَيَّةِ، وبالكسر: المُسالِمُ، والصُّلْحُ، ويُفْتَحُ، ويُؤَنَّثُ، والسَّلامُ، والإِسْلامُ. وبالتحريكِ: السَّلَفُ، والاسْتِسْلامُ، وشجرٌ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
وأرضٌ مَسْلوماءُ: كثيرَتُهُ، والاسْمُ من التَّسْلِيمِ، والأَسْرُ، والأَسيرُ.
والسَّلِمَةُ، كفرِحَةٍ: الحِجارَةُ
ج: ككِتابٍ، والمرأةُ الناعمَةُ الأَطْرافِ، وابنُ قَيْسٍ الجَرْمِيُّ وابنُ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيُّ: صَحابِيَّانِ،
وبنو سَلِمَةَ: بَطْنٌ من الأَنْصارِ، وابنُ كهْلاء: في بَجيلَةَ، وابنُ الحَارِثِ في كِنْدَةَ، وابنُ عَمْرِو بنِ ذُهْلٍ، وابنُ غَطَفانَ بنِ قَيْسٍ، وعُمَيْرَةُ بنُ خُفافِ بن سَلِمَةَ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ البَدْرِيُّ الأُحُدِيُّ، وعَمْرُو بنُ سَلِمَةَ الهَمْدانِيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرادِيُّ،
وأخْطَأَ الجَوْهَرِيُّ في قولِهِ: وليس سَلِمَةُ في العربِ غيرَ بَطْنِ الأَنْصَارِ.
وسَلَمَةُ، محرَّكةً: أربعونَ صَحابياً، وثلاثونَ محدِّثاً، أو زُهاؤُهُما.
وسَلَمَةُ الخَيْرِ، وسَلَمَةُ الشَّرِّ: رجُلانِ م.
وأُمُّ سَلَمَةَ: بنْتُ أُمَيَّةَ، وبنْتُ يَزيد، وبنْتُ أبي حَكيمٍ،
أو هي أُمُّ سُلَيْمٍ أو أُمُّ سُلَيْمانَ: صَحابيَّاتٌ.
والسَّلامُ: من أسماء الله تعالى.
والسَّلامَةُ: البَرَاءةُ من العُيوبِ، واللَّدِيغُ،
كالسَّليمِ والمَسْلُومِ،
وع قُرْبَ سُمَيْساطَ، واسمُ مكةَ، وجبــلٌ بالحجازِ.
وقصْرُ السَّلامِ: للرشيدِ بالرَّقَّةِ، وشجرٌ ويكسرُ. قيلَ لأَعرابِيٍّ: السَّلامُ عليكَ. قال: الجَثْجاثُ عليكَ. قيل: ما هذا جوابٌ؟ قال: هُما شَجَرانِ مُرَّانِ، وأنتَ جَعَلْتَ علَيَّ واحِداً، فَجَعَلْتُ عليكَ الآخَرَ. وككتابٍ: ماءٌ.
وكغرابٍ: ع. وكزبيرٍ: ابنُ مَنْصُورٍ، أبو قَبيلَةٍ من قَيْسِ عَيْلانَ، وأبو قَبيلَةٍ من قَيْسِ عَيْلانَ، وأبو قَبيلَة من جُذامَ، وخمسةَ عَشَرَ صَحابياً.
وأُمُّ سُلَيْمٍ بنتُ مِلْحانَ، وبنْتُ سُحَيْمٍ: صَحابيَّتانِ.
وذاتُ السُّلَيْمِ: ع.
ودَرْبُ سُلَيْمٍ: بِبِغْدَادَ. وكجُهَيْنَةَ: اسْمٌ. وأبو سُلْمى، كبُشْرَى: والِدُ زُهَيْرٍ الشاعِرِ. وكسَكْرَى: كُنْيَةُ الوَزَغِ.
وسَلْمَانُ: جبلٌ، وبطنٌ من مُرادٍ، منهم عُبَيْدَةُ السَّلْمانِيُّ وغيرُهُ.
وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ ثُمامَةَ، وابنُ خالِدٍ، وابنُ صَخْرٍ، وابنُ عامِرٍ،
وابنُ الإِسْلامِ الفارِسِيُّ: صَحابيُّونَ.
وأبو سَلْمَانَ: الجُعَلُ.
والسُّلَّمُ، كسُكَّرٍ: المِرْقاةُ، وقد تُذَكَّرُ
ج: سَلاليمُ وسَلاَلِمُ، والغَرْزُ، وَفَرَسُ زَبَّانَ بنِ سَيَّارٍ، وكواكِبُ أسْفَلَ من العانَةِ عن يَمِينِها، والسَّبَبُ إلى الشيء.
وسَلَمَ الجِلْدَ يَسْلِمُهُ: دَبَغَهُ بالسَّلَمِ،
وـ الدَّلْوَ: فَرَغَ من عَمَلِها، وأحْكَمَهَا.
وسَلِمَ من الآفَةِ، بالكسر، سلامةً،
وسَلَّمَهُ اللُّه تعالى منها تَسْلِيماً.
وسَلَّمْتُهُ إليه تَسْلِيماً فَتَسَلَّمَهُ: أعْطَيْتُهُ فَتناوَلَهُ.
والتَّسْلِيمُ: الرِّضا، والسَّلامُ.
وأسْلَمَ: انْقادَ، وصارَ مُسْلِماً،
كتَسَلَّمَ،
وـ العَدُوَّ: خَذَلَهُ،
وـ أمْرَهُ إلى الله تعالى: سَلَّمَه.
وتَسالَمَا: تَصَالَحَا.
وسالَمَا: صالَحا.
واسْتَلَمَ الحَجَرَ: لَمَسَه إما بالقُبْلَةِ أو باليَدِ،
كاسْتَلأَمَهُ،
وـ الزَّرْعُ: خَرَجَ سُنْبُلُه.
وهو لا يُسْتَلَمُ على سَخَطِه: لا يُصْطَلَحُ على ما يَكْرَهُهُ.
والأْسَيْلِمُ: عِرْقٌ بين الخِنْصِرِ والبِنْصِرِ.
واسْتَسْلَمَ: انْقاد،
وـ ثَكَمَ الطريقِ: رَكِبَهُ ولم يُخْطِئْهُ.
وكان يُسَمَّى محمداً، ثم تَمَسْلَمَ، أي: تَسَمَّى بِمُسْلِمٍ.
وأُسالِمُ، بالضم: جَبَلٌ بالسَّراةِ.
ومدينةُ سالِمٍ: بالأَنْدَلُسِ.
والسَّلامِيَّةُ: ماءةٌ لبني حَزْنٍ بجَنْبِ الثَّلْماءِ، وماءةٌ أُخْرى.
وكَشَدَّادٍ: ة بالصَّعيدِ.
وخَيْفُ سَلاَّمٍ: بمكة.
وسَلَمْيَةُ، مُسَكَّنَةَ الميمِ مُخَفَّفَةَ الياء: د، منه عَتيقٌ السَّلَمانِيُّ، محرَّكةً.
وذو سَلَمٍ، مُحَرَّكَةً: ع.
وذو سَلَمِ: بنُ شَديدِ بنِ ثابِتٍ.
وسَلْمَى، كسَكْرَى: ع بنَجْدٍ، وأُطُمٌ بالطائِفِ، وجبَــلٌ لِطَيِّئٍ شَرْقِيَّ المدينةِ، وحَيٌّ، ونَبْتٌ وصحابيانِ، وسِتَّ عَشْرَةَ صَحَابِيَّةً.
وأُمُّ سَلْمَى: امرأةُ أبي رافِعٍ.
وكحُبْلَى: سُلْمَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلْمَى، وابنُ غِياثٍ، وابنُ مُنْقِذٍ،
وأبو سُلْمَى القَتَبانِيُّ، أو هو كَسَكْرَى.
والسُّلامانُ: شجرٌ، وماءٌ لبني شَيْبَانَ،
واسمٌ وكسحابٍ: عبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ الحِبْرُ، وأخوهُ سَلَمَةُ بنُ سَلامٍ،
وابنُ أخيهِ سلامٌ،
سَلامُ بنُ عَمرٍو: صحابِيُّونَ،
وأبو علِيٍّ الجُبَّائِيُّ المُعْتَزِلِيُّ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ،
ومحمدُ بنُ موسى بنِ سَلامٍ السَّلامِيُّ نِسْبَةٌ إلى جَدِّهِ،
وبالتشديدِ: ابنُ سَلْمٍ،
وابن سُلَيْمٍ،
وابنُ سُلَيْمَانَ،
وابنُ أبي سَلاَّمٍ، وابنُ شُرَحْبيلٍ، وابنُ أبي عَمْرَةَ، وابنُ مِسْكِينٍ، وابنُ أبي مُطيعٍ: محدِّثونَ.
واخْتُلِفَ في سَلاَّمِ بنِ أبي الحُقَيْقِ،
وسَلاَّمِ بنِ محمدِ بنِ ناهِضٍ،
وسعدِ بنِ جعفَرِ بنِ سَلاَّمٍ،
ومحمدِ بنِ سَلاَّمٍ البيْكَنْدِيِّ،
وبالتخفيفِ: دارُ السَّلامِ: الجنةُ.
ونَهْرُ السلامِ: دَجْلَةُ.
ومدينَةُ السلامِ: بَغْدَادُ،
وإليها نُسِبَ الحافِظُ محمدُ بنُ ناصِرٍ، وعبدُ اللهِ ابنُ موسَى المُحَدِّثَانِ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعرُ السَّلامِيُّونَ.
وسلامَةُ بنُ عُمَيْرِ بنِ أبي سَلامَةَ: صَحابِيُّ
وسَيَّارُ بنُ سَلامَةَ: مُحدِّثٌ. وبِنْتُ الحُرِّ الأَزْدِيَّةُ، وبِنْتُ مَعْقِلٍ الخُزَاعِيَّةُ،
وسَلامَةُ حاضِنَةُ إبراهيمَ بنِ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: صحابِيَّاتٌ، وبالتشديدِ: بنتُ عامِرٍ مَوْلاةٌ لعائِشَةَ،
وسَلاَّمَةُ المُغَنِّيَةُ التي هَوِيها عبدُ الرحمن بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ،
وهي سَلاَّمَةُ القَسِّ.
والسَّلاَّمِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: ة بالمَوْصِلِ، منها عبدُ الرحمنِ بنُ عِصْمَةَ المُحدِّثُ، وآخرونَ.
والسُّلامَى، كحُبارَى: عَظْمٌ في فِرْسِنِ البعيرِ، وعِظامٌ صِغارٌ طولُ إصْبَعٍ أو أقَلُّ في اليَدِ والرِجْلِ
ج: سُلامَياتٌ. وكَسكارَى: ريحُ الجَنوبِ.
والسَّليمُ: اللَّديغُ، أو الجَريحُ الذي أشْفَى على الهَلَكَةِ،
وـ من الحافِرِ: بَينَ الأَمْعَزِ والصَّحْنِ من باطِنِه،
والسالِمُ من الآفاتِ
ج: سُلَماءُ.
وهو لا يَتَسالَمُ خَيْلاهُ، أي: لا يَقُولُ صِدْقاً فَيُسْمَعَ منه.
وإذا تَسالَمَتِ الخَيْلُ: تَسايَرَتْ لا يَهيجُ بعضُها بعضاً.
وقولُ الجَوْهَرِيِّ: يُقالُ للجِلْدَةِ بينَ العَينِ والأَنْفِ: سالِمٌ، غَلَطٌ، واسْتِشْهَادُهُ بِبَيْتِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ باطِلٌ.
وذاتُ أسْلامٍ: أرْضٌ تُنْبِتُ السَّلَمَ. وسَلْمُ بنُ زُرَيْرٍ، وابنُ جُنادَةَ، وابنُ إبراهيمَ، وابنُ جَعْفَرٍ، وابنُ أبي الذُّبالِ، وابنُ عبدِ الرحمنِ، وابنُ عَطِيَّةَ، وابنُ قُتَيْبَةَ، وابنُ قَيْسٍ: مُحدِّثونَ.
وبابُ سَلْمٍ: مَحَلَّةٌ بأَصْبَهانَ،
وبِشِيرازَ يُشْبِهُ أن يكونَ من إحْدَاهُما أبو خَلَفٍ محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ السَّلْمِيُّ الطَّبَرِيُّ، مُؤَلِّفُ كتابِ الكتابَةِ، وهو بَديعٌ في فَنِّهِ.
وسُلَّمِيُّ بنُ جَنْدَلٍ، كسُكَّرِيٍّ: فَرْدٌ.
وسُلْمانينُ، بالضمِّ وكسر النونِ: ع.
وذو السَّلومَةِ: من ألْهانِ بنِ مالِكٍ،
وسَلُّومَةُ، مُشَدَّدَةً وتُضَمُّ: بنْتُ حُرَيْثِ بنِ زَيْدٍ، امْرَأةُ عَدِيِّ بنِ الرِقاعِ.
ولا بذي تَسْلَمُ، كتَسْمَعُ، أي:
لا واللهِ الذي يُسَلِّمُكَ،
ويقالُ: بِذي تَسْلَمانِ وتَسْلَمونَ وتَسْلَمِينَ وتَسْلَمْنَ،
واذْهَبْ بذي تَسْلَمُ،
واذْهَبَا بذي تَسْلَمانِ،
أي: اذْهَبْ بِسَلامَتِكَ،
لا تُضَافُ ذو إلاَّ إلى تَسْلَمُ، كما لا تَنْصِبُ لَدُنْ غير غُدْوَةٍ.
وأَسْلَمْتُ عنه: تَرَكْتُه بعدَما كُنْتُ فيه.
وقولُ الحُطَيْئَة:
جَدْلاء مُحْكَمَةٌ من صُنْعِ سَلاَّمِ
أرادَ من صُنْعِ داوُدَ، فَجَعَلَهُ سُلَيْمَانَ، ثم غَيَّرَهُ ضَرورَةً.
وسُلَيْمانُ ابْنُ أبي سُلَيْمانَ، وابنُ ط أبي ط صُرَدٍ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ مُسْهِرٍ، وابن هاشمٍ وابن أكَيمَةَ صحابيونَ وأم سليمان صَحابِيَّتانِ.
ومُسْلِمٌ، كمُحْسِنٍ: زُهاءُ عشرينَ صَحابياً، وكَمَرْحَلَةٍ: مَسْلَمَةُ بنُ مخلدٍ، وابنُ أسْلَمَ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ هانِئٍ، وابنُ شَيْبَانَ: صحابِيُّونَ. وكمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ وجبَــلٍ وعَدْلٍ ومُحْسِنَةٍ ومَرْحَلَةٍ وأحمدَ وآنُكٍ وجُهَيْنَةَ: أسْماءٌ.
والسُّلالِمُ، بالضم: حِصْنٌ بخَيْبَرَ.
وسَلَمونُ، مُحَرَّكةً: خمسةُ مَواضِعَ.

غدو

غدو


غَدَا(n. ac. غَدْو
غُدُوّ)
a. Went forth in the early morning.
b. Was in the morning.
c.(n. ac. غُدْوَة
غُدُوّ) ['Ala], Came to, visited in the early morning.
غدو
غَدا يَغْدُو غُدُوّاً، واغْتَدى يَغْتَدي اغْتِداءً. والغُدى: جَمْعُ غُدْوَةٍ، والغُدُوًّ: جَمْعُ غَدَاةٍ.
والغَدَاءُ: معروفٌ. ورَجُلٌ غَدْيانٌ وامْرَأة غَدْيَا، وغَدْوانٌ أيضاً. وغدِيَ الرَّجُلُ: تَغَدّى.
والغادِيَة: سَحابَةٌ تَنْشَا صَبَاحاً، والجميع الغَوادي.
والغدَوِيُّ: كلُّ ما في بُطُونِ الحَوامِل، ومنهم مَنْ يَجْعَلُه في الشّاءِ خاصةً.
وغَدٌ: اسْمٌ ناقص، يقولون: غَدا غدُكَ (9) وغَدا غَدْوُكَ.
(غ د و) : (الْغُدُوُّ) الذَّهَابُ غُدْوَةً ثُمَّ عَمَّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث «ثُمَّ اُغْدُ يَا أُنَيْسُ» (وَغَادِيَةُ الْيَهُود) الْجَمَاعَة الَّتِي تَغْدُو مِنْهُمْ (وَبِهَا كُنِّيَ) أَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيّ (وَالْغَدَاءُ) طَعَامُ الْغَدَاةِ كَمَا أَنَّ الْعَشَاءَ طَعَامُ الْعَشِيِّ هَذَا هُوَ الْمُثْبَتُ فِي الْأُصُولِ (وَأَمَّا) فِي قَوْلِهِ فِي الْمُخْتَصَرِ الْغَدَاءُ الْأَكْلُ مِنْ طُلُوع الْفَجْر إلَى الظُّهْر وَالْعَشَاءُ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَالسُّحُورُ مِنْ نِصْف اللَّيْل إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ فَتَوَسُّعٌ وَمَعْنَاهُ أَكْلُ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
غ د و

أتردد إليه بالغدوات والعشيات، وآتيه 
بالغدايا والعشايا. وهو ابن غداتين أي ابن يومين. قال ابن مقبل:

إبن غداتين موشيٌّ أكارعه ... لمّا تشدّد به الأرساغ والزمع

وقد أغتدي والطير في وكناتها

واركب إليه غديّةً. وغاديته مع صدح الدّيك، وغادونا بالقتال. واغد عني بمعنى اذهب. ونشأت غادية وادقة، وسقتك الغوادي الغوادق. وهذا الطعام لا يغدّيني، ولا يعشّيني، وهو عندنا غديان وغشيان، وهي غديانة وعشيانة. وتقول: فلان يغاديه ويرواحه، ثم يعاديه ويكاوحه.

ومن المجاز: قول أربد لعامر: هل لك أن تتغدّى به قبل أن يتعشّى بنا؟: يريد أن نهلكه قبل أن يهلكنا.
غ د و : غَدَا غُدُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبَ غُدْوَةً وَهِيَ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ وَجَمْعُ الْغُدْوَةِ غُدًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الذَّهَابِ وَالِانْطِلَاقِ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ «وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ» أَيْ وَانْطَلِقْ.

وَالْغَدَاةُ الضَّحْوَةُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَلَمْ يُسْمَعْ تَذْكِيرُهَا وَلَوْ حَمَلَهَا حَامِلٌ عَلَى مَعْنَى أَوَّلِ النَّهَارِ جَازَ لَهُ التَّذْكِيرُ وَالْجَمْعُ غَدَوَاتٌ.

وَالْغَدَاءُ بِالْمَدِّ طَعَامُ الْغَدَاةِ وَإِذَا قِيلَ تَغَدَّ أَوْ تَعَشَّ فَالْجَوَابُ مَا بِي مِنْ تَغَدٍّ وَلَا تَعَشٍّ قَالَ ثَعْلَبُ وَلَا يُقَالُ مَا بِي غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ لِأَنَّ الْغَدَاءَ نَفْسُ الطَّعَامِ وَإِذَا قِيلَ كُلْ فَالْجَوَابُ مَا بِي أَكْلٌ بِالْفَتْحِ وَغَدَّيْتُهُ تَغْدِيَةً أَطْعَمْتُهُ الْغَدَاءَ فَتَغَدَّى.

وَالْغَدُ الْيَوْمُ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ يَوْمِكَ عَلَى أَثَرِهِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أُطْلِقَ عَلَى الْبَعِيدِ الْمُتَرَقَّبِ وَأَصْلُهُ غَدْوٌ مِثْلُ فَلْسٍ لَكِنْ حُذِفَتْ اللَّامُ وَجُعِلَتْ الدَّالُ حَرْفَ إعْرَابٍ قَالَ الشَّاعِرُ
لَا تَقْلُوَاهَا وَادْلُوَاهَا دَلْوَا ... إنَّ مَعَ الْيَوْمِ أَخَاهُ غَدْوًا. 
غدو: غَدِي: تغدّى، أكل الغذاء، وقد كتب المصدر منه غدا في مخطوطة رحلة بن جبير (ص335). والذال في المطبوع منها من تغيير الناشر. وقد أعاد فليشر الدال في تعليقاته على أماري.
غَدَّي (بالتشديد): غَدَى، أطعمه الغَداء (بوشر).
غادَى. غُودِيَ بالحرب: بوكِر بالحرب، حورب غدوة. ففي حيّان (ص 103ق): ثم غودروا (غوادوا) بالحرب في اليوم الآخر.
ويقال أيضاً: غادَى القتال أي بدأ القتال غدوة أي في الصباح الباكر، ففي بدرون (ص141) فكانوا يغادون القتال ويراوحونه.
تغدَّى: أكل الغداء، يستعمل متعدياً إلى المفعول. ففي كتاب محمد بن الحارث (330) وكان السوقيُّ قد اخرج في كمّه من بيته خُبْزاً يتغدّاه في حانوته. ويقال أيضاً تغدّى ب. المقري (2: 762). وانظر في مادة عشو.
غَد. غداً: في الحياة الآخرة. (معجم بدرون).
غَدّا: عامية غَدّ. وليلة غدا: الليلة المقبلة، وبعد غدا، وبالبربرية غير غدا: بعد غدٍ. (بوشر).
غَدَاة. وَقْت الغداة الصُغْرَى (ابن جبير ص41) وهو تعبير لا ادري ما هو معناه الدقيق غُدْوَة= غداء. طعام الغَدوة، وأكله الظهيرة وهي من كلام العامة فيما يقول صاحب تاج العروس وهي موجودة في بيت من الشعر لأبي نواس الحكمي (الكامل ص134).
غدوة بلاش: أكلة دسمة لا تكلف شيئاً. (بوشر).
غَدْوَة= الشمس. (الثعالبي لطائف ص38) وهذا هو صواب الكلمة.
غَدْوَة، بالبرية: غَدٌ، وبعد غدوة: بعد غدٍ. (بوشر).
غَدَاء: أكلة الظهر. (بوشر) وأكلة خفيفة في وسط النهار. (برتون 1: 78، 187، 287).
غَدَاء: موضع الغداء في السفر (بوشر).
فطور غَدَائِيّ: وآخر يقوم مقام الغداء (بوشر).
غادٍ= غادية: سحابة تنشأ فتمطر غُدوة. (معجم مسلم).
غادِيَة. غادية اليهود: الجماعة التي تغدو منهم (محيط المحيط) نقلاً عن المطرّزي.
مَغْدَى: اسم زمان، ومغدى الضُّحى: طلوع الفجر (معجم مسلم).
الْغَيْن وَالدَّال وَالْوَاو

الغدوة: البكرة.

وغدوة من يَوْم بِعَيْنِه، غير مجراة: علم للْوَقْت.

والغداة: كالغدوة، وَجَمعهَا: غدوات.

وَقَالُوا: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا.

والغداة: لَا تجمع على الغدايا، وَلَكنهُمْ كسروه على ذَلِك ليطابقوا بَين لَفظه وَلَفظ العشايا فَإِذا افردوه لم يكسروه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: " غدية ": لُغَة فِي " غدْوَة " كضحية: لُغَة فِي ضحوة، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فغدية وغدايا: كعشية وعشايا، وعَلى هَذَا لَا تَقول: إِنَّهُم كسروا الغدايا، من قَوْلهم: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا، على الإتباع للعشايا، إِنَّمَا كسروه على وَجهه، لِأَن " فعيلة " بَابه أَن يكسر على " فعائل ". انشد ابْن الْأَعرَابِي:

أَلا لَيْت حظي من زِيَارَة أُميَّة ... غديات قيظ أَو عشيات اشتيه

قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ: غديات قيظ أَو عشيات اشتية، لِأَن غديات القيظ أطول من عشياته، وعشيات الشتَاء أطول من غدياته.

والغدو: جمع غَدَاة، نادرة.

واتيته غديانات، على غير قِيَاس، كعشيانات حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهٍ. وَقَالَ: هما تَصْغِير شَاذ.

وَغدا عَلَيْهِ غدوا وغدوا، واغتدى: بكر.

وغاداه: باكره.

والغادية: السحابة الَّتِي تنشأ غدْوَة.

وَقَالَ اللحياني: هِيَ المطرة الَّتِي تكون بِالْغَدَاةِ.

وَقيل لابنَة الخس: مَا احسن سيء؟ قَالَت: " اثر غادية فِي إِثْر سَارِيَة فِي ميثاء رابية ".

والغداء: طَعَام الغدوة، وَالْجمع: اغدية، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الْغَدَاء: رعي الْإِبِل أول النَّهَار.

وَقد تغدت.

وتغدى الرجل، وغديته.

وَرجل غديان، وَامْرَأَة غدياء، واصلها الْوَاو وَلكنهَا قلبت اسْتِحْسَانًا لَا عَن قُوَّة عِلّة.

وَإِذا قيل لَك: تغد. قلت: مَا بِي من تغد وَلَا تقل: مَا بِي غداء. حَكَاهُ يَعْقُوب.

والغد: ثَانِي يَوْمك، مَحْذُوف اللَّام، وَرُبمَا كنى بِهِ عَن الزَّمن الْأَخير. وَفِي التَّنْزِيل: (سيعلمون غَدا من الْكذَّاب الاشر) يَعْنِي: يَوْم الْقِيَامَة. وَقيل: عَنى: يَوْم الْفَتْح.

وَاصل الْغَد: الغدو. قَالَ:

إِن مَعَ الْيَوْم اخاه غدوا وَيُقَال: غَدا غدوك، وَغدا غدك.

وَمَا ترك من أَبِيه مغدى وَلَا مراحا، ومغداة وَلَا مراحة: أَي شبها، حَكَاهُمَا الْفَارِسِي.

والغدوى: كل مَا فِي بطُون الْحَوَامِل، وَقوم يجعلونه فِي الشَّاء خَاصَّة.

والغدوى: أَن يُبَاع الْبَعِير اوغيره بِمَا يضْرب الْفَحْل.

وَقيل: هُوَ اتِّبَاع الشَّاة بنتاج مَا نزا بِهِ الْكَبْش ذَلِك الْعَام. قَالَ الفرزدق:

ومهور نسوتهم إِذا مَا انكحوا ... غدوى كل هبنقع تنبال

وَالْمَحْفُوظ عِنْد أبي عبيد: الغذوي، بِالذَّالِ.

وغادية: امْرَأَة من بني دبير: وَهِي غادية بنت قزعة.
غدو
غدَا1 يَغدُو، اغْدُ، غُدُوًّا، فهو غادٍ
• غدا الشَّخصُ:
1 - ذهب وقتَ الغداة، نقيض راح "أين يذهب هذا الغادي في هذا الوقت المبكر- تَغْدُو خِمَاصًا وَتَعُودُ بِطانًا [حديث]- {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ} " ° غدا وراح: ذهب وجاء.
2 - ذهب وانطلق في أيّ وقت "سوف يغدو إلى السُّوق فور انتهاء المطر- {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} " ° اغدُ عنِّي: اذهبْ عنِّي وانصرِف. 

غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على يغدو، اغْدُ، غَدْوًا وغُدْوةً وغُدُوًّا، فهو غادٍ، والمفعول مَغدوٌّ إليه
• غدا العاملُ إلى عمله اليوم/ غدا العاملُ على عمله اليوم: بكَّر إليه.
• غدا التلميذُ سعيدًا بنجاحه: صار كذلك، من أخوات كان، يرفع الاسمَ وينصب الخبرَ "نزل المطر فغدا المكانُ أخضرَ".
• غدَت الحبيبةُ تكتب الرسائلَ إلى حبيبها: شرَعت في ذلك "غدا يسقي الزَّرعَ". 

اغتدى إلى يغتدي، اغْتَدِ، اغتداءً، فهو مغتدٍ، والمفعول مُغْتَدًى إليه
• اغتدى العمَّالُ إلى عملهم اليوم: غَدَوْا، ذهبوا إليه وقت الغداة "*وقد أَغْتَدي والطَّيرُ في وُكُنَاتها*". 

تغدَّى يتغدَّى، تغدَّ، تغدّيًا، فهو متغدٍّ
• تغدَّى الرَّجلُ: أكل طعامَ الغداء، وهو وجبــة الظهيرة أو أوّل النهار "يتغدَّى في السَّاعة الثانية بعد الظهر كلّ يوم- تغدّى في المنزل" ° ادنُ فتغدَّ- ما بي تغدٍّ ولا تعشٍّ: لا يقال ما بي غداء ولا عشاء- هل لك أن تتغدّى به قبل أن تتعشى بنا: تهلكه قبل أن تهلكنا. 

غادى يغادي، غادِ، مُغاداةً، فهو مُغادٍ، والمفعول مُغادًى
• غاداه مع صياح الدِّيك: باكره "لم يكن مغاديًا عمله طيلة حياته". 

غدَّى يغدِّي، غَدِّ، تغديةً، فهو مُغَدٍّ، والمفعول مُغدًّى
• غدَّى ضيفَه: أطعمه الغداء في الظهيرة أو أوّل النهار "كان مُغدِّيًا لجميع أصدقائه في الشهر الماضي". 

اغتداء [مفرد]: مصدر اغتدى إلى. 

تَغْدِية [مفرد]: مصدر غدَّى. 

غادٍ [مفرد]: مؤ غادية، ج مؤ غاديات وغوادٍ: اسم فاعل من غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على. 

غادِية [مفرد]: ج غاديات وغوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - سحابة تنشأ فتمطر غُدوة، أي في وقت مبكر من النهار.
3 - مطرةُ الغداة، ويقابلها الرَّائحة "ابتلّت الأرضُ من غوادي أمس- سقتِ الغوادي والرَّوائحُ قبرَه ... كم كان عفًّا وافرَ الحسناتِ". 

غَد [مفرد]
• الغَدُ:
1 - اليوم الذي يأتي بعد اليوم الذي أنت فيه "أرجأ عمله إلى الغد- سيصل المسافرُ غدًا أو بعد غدٍ- {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا} " ° لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد.
2 - اليوم المترقَّب وإن كان بعيدًا، ظرف للمستقبل من الزمان "فكَّر في الغد- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} " ° إنَّ غدًا لناظره لقريب: ليس الغد بعيدًا، نصح المتعجِّلَ بالصَّبر والانتظار- في ذات غد: في يوم محدَّد في المستقبل.
3 - يوم القيامة " {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ". 

غَداء [مفرد]: ج أَغْدِية: أكلة الظَّهيرة، وجبــة أوّل النَّهار أو وسطه، وجبــة الطعام الرئيسيّة "تناول طعامَ الغداء- {ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} ". 

غَداة [مفرد]: ج غَدَوات: وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس، بُكْرَة، أوّل النهار "اعتاد ممارسة التدريبات الرياضيّة غداة كلّ يوم- {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} " ° في غَدَواته ورَوْحاته: في ذهابه وإيابه. 

غَدْو [مفرد]: مصدر غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على. 

غُدْوة [مفرد]: ج غُدُوات (لغير المصدر {وغُدْوات} لغير المصدر {وغُدًا} لغير المصدر) وغُدُوّ (لغير المصدر):
1 - مصدر غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - غَدَاة؛ وقت ما بين الفجر وطلوع الشَّمس "الغُدْوة والرَّوحة- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغُدْوَةِ وَالْعَشِيِّ} [ق] ". 

غُدُوّ [مفرد]:
1 - مصدر غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - غداة، وقت ما بين الفجر وطلوع الشَّمس " {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}: أوائل النهار وأواخره". 

غديَّة [مفرد]: ج غَدايا: غداة، وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس "أتيته غديَّة" ° العشايا والغدايا: أواخر النهار وأوائله. 

مَغْدًى [مفرد]:
1 - اسم مكان من غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على: "نظر إلى مغْدى الطُّيور من أوكارها" ° ما ترك من أبيه مغدًى ولا مراحًا: شبهًا.
2 - زمان الغدوّ "سأل عن مَغْدَى أوَّل أيام العيد ليُؤَدِّي صلاته". 

غدو

1 غَدَا, (S, M, Msb, K,) aor. ـْ (S, M, Msb,) inf. n. عُدُوٌّ (S, M, Mgh, Msb, K) and غَدْوٌ (M, TA, and so accord. to the CK instead of غُدُوٌّ [which is the only inf. n. commonly known]) and غُدْوَةٌ, (K,) He went, or went away, in the time called غُدْوَة, (Mgh, Msb,) i. e. [the early part of the morning,] the period between the prayer of daybreak and sunrise: this is the primary signification: (Msb:) or i. q. بَكَّرَ [he went forth early in the morning; in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise]; so in the phrase غَدَا عَلَيْهِ [he went forth early in the morning, &c., to him, or it]; (K;) as also ↓ اغتدى: (S, * K:) and ↓ غاداهُ signifies the same as غَدَا عَلَيْهِ; (S;) or the same as بَاكَرَهُ [which is syn. with بَكَّرَ عَلَيْهِ as expl. above; and signifies also, like بَكَّرَ عَلَيْهِ, he hastened to it, or to do it, at any time, morning or evening]: (ISd, K, TA:) الغُدُوُّ is the contr of الرَّوَاحُ [inf. n. of رَاحَ]. (S.) Hence, in the Kur [lxviii. 22], أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ [Saying, Go ye forth early, &c., to your land's produce]: and the saying of a poet, وَالطَّيْرُ فِى وُكُنَاتِهَا ↓ وَقَدْ أَغْتَدِى

[And sometimes, or often, I go forth early, &c., while the birds are in their nests]. (TA.) b2: Afterwards, by reason of frequency of use, it became employed as meaning He went, or went away, or departed, at any time. (Mgh, * Msb, TA.) Hence the saying, (Mgh, Msb,) of the Prophet, (Msb,) in a trad., (Mgh,) اُغْدُ يَا أُنَيْسُ, (Mgh, Msb,) meaning Depart then, O (??) (Msb.) b3: [Freytag bas erroneously assigned to it another meaning, i. e. “ Nutrivit ” misled by his finding تَغْدُوْ put for تَغْذُو in art. طلى in the CK.] b4: غَدِىَ: see 5.2 غَدَّيْتُهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَغْدِيَةٌ, (Msb, K,) I fed him with the meal called غَدَآء [q. v.]. (S, * Msb, K.) 3 غَاْدَوَ see 1, first sentence. One says, أَنَا أُعَادِيهِ وَأُرَاوِحُهُ expl. in the first paragraph of art. روح.5 تغدّى [He ate the meal called غَدَآء, q. v.; properly,] he ate in the first part of the day; (S, Msb, * K;) as also ↓ غَدِىَ, (IKtt, K, TA,) inf. n. غَدًا. (TK: but in the TA written غداء.) When it is said to thee, تَغَدَّ [Eat thou the غَدَآء], thou sayest, مَا بِى مِنْ تَغَدٍّ [I have no desire for eating the غَدَآء]; and not مَا بِى غَدَآءٌ, for [the] غَدَآء is the meal itself. (S, Msb. See also 5 in art. عشو.) تَغَدَّى فِى رَمَضَانَ means تَسَحَّرَ [i. e. He ate the meal, or drank the draught of milk, called سَحُور, q. v.]. (TA.) b2: And تَغَدَّتِ الإِبِلُ means The camels pastured in the first part of the day. (AHn, TA.) 8 إِغْتَدَوَ see 1, first and second sentences. [10. استغدى accord. to Freytag is syn. with تَغَدَّى; but for this I do not find any authority.]

غَدٌ, meaning The morrow, the day next after the present day, (Msb,) is originally ↓غَدْوٌ, (S, Msb, K,) the و being elided, (S, Msb,) without any substitution, (S,) and the د being made a letter of declinability. (Msb.) And one says غَدًا meaning [I will do such a thing, &c.,] tomorrow: and بَعْدَ غَدٍ the day after to-morrow. (MA.) See also غَدَاةٌ. b2: And its signification has been extended so that it is applied to a remote time that is expected, (Msb, TA,) and to a near time. (Nh, TA.) b3: It is not used in its complete form except in poetry: (Nh, TA:) Lebeed, (S, TA,) or Dhu-r-Rummeh, (TA,) has thus used it in his saying, وَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالدِّيَارِ وَأَهْلُهَا بَلَاقِعُ ↓ بِهَا يَوْمَ حَلُّوهَا وَغَدْوًا [And mankind are no other than the like of dwellings, the occupants thereof being in them daring the day in which they have alighted in them, and to-morrow they are vacant]: (S, TA:) or, accord. to the M, one says, هٰذَا عَدُكَ and ↓ هٰذَا غَدْوُكَ [This is thy morrow]. (TA.) b4: It has no diminutive. (Sb, S, in art. امس.) غَدْوٌ: see the next preceding paragraph, in there places.

غَدَاةٌ: see غُدْوَةٌ, in four places: though [properly] fem., and not heard as made mase., it may be made mase. if meant to be understood as signifying the “ first part of the day: ” (IAmb, Msb:) it is originally غَدَوَةٌ, because its pl. is غَدَوَاتٌ. (IHsh, TA.) One says, ↓ آتِيكَ غَدَاةَ غَدٍ

[I will come to thee in the early part of the morning, &c., of to-morrow]. (S, TA.) بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ in the Kur [vi. 52 and xviii. 27] means After the prayer of daybreak and [after] the prayer of [the period of the afternoon called] the عَصْر: or, accord. to some, [it means in the morning and the evening, or rather in the forenoon and the afternoon, for they say that] it denotes constancy of religious service: Ibn-'Ámir and Aboo-'Abd-erRahmán Es-Sulamee read وَالْعَشِىِّ ↓ بِالْغُدْوَةِ; but the former is the common reading; and A 'Obeyd says, we think that they read thus following the handwriting, for it is written in all the copies of the Kur-án with و like الصَّلَوة and الزَّكَوة, and this is not an indication of the reading [which they have adopted], as the و in الصلوة and الزكوة is not pronounced [otherwise than as an] of prolongation except that it requires the fet-hah that follows to be uttered with a somewhat broad sound]. (TA.) b2: هُوَ ابْنُ غَدَاتَيْنِ means He is a son of two days [i. e. he is two days old]. (TA.) b3: The dim. is ↓ غُدَيَّةٌ: (TA:) or this is the dim. of ↓ غُدْوَةٌ: (EM p. 56:) one says, أَرْكَبُ

إِلَيْهِ غُدَيَّةً [I will ride to him, or it, in a short period of an early part of a morning, &c.]: and one says also, ↓ ذَتَيْتُهُ غُدَيَّانَاتٍ [I came to him, or it, in short periods of early parts of mornings, &c.]; an anomalous [pl.] dim. like عُشَيَّانَات; both of which are mentioned by Sb. (TA.) غَدْوَةٌ A journey in the first part of the day: [an inf. n. un. of غَدَا:] opposed to رَوْحَةٌ. (TA.) b2: See also the next paragraph. b3: And see غَدَآءٌ.

غُدْوَةٌ, (S, Msb, K, &c.,) and ↓ غَدْوَةٌ, said by MF to be well known, and ↓ غِدْوَةٌ, said by him to be rare, or disapproved, (TA,) The early part of the morning; the first part of the day; (K;) or the period between the time of the prayer of daybreak and sunrise; (S, Msb, K;) as also ↓ غَدَاةٌ, and ↓ غَدِيَّةٌ, (K, TA,) the last [in the CK غَدْيَةِ, but correctly] a dial. var. of غُدْوَةٌ, like ضَحِيَّةٌ a dial. var. of ضَحْوَةٌ: (IAar, TA:) or ↓ غَدَاةٌ is syn. with ضَحْوَةٌ [meaning the early part of the forenoon, after sunrise; accord. to some, when the sun is yet low; or, accord. to others, when the sun is somewhat high]: (Msb:) [it may therefore be generally rendered morning, before, or after, sunrise:] the pls. are غُدًى, which is pl. of غُدْوَةٌ; (S, Msb, TA;) and غَدَوَاتٌ, (S, Msb, K, TA,) which is pl. of ↓ غَدَاةٌ; (S, Msb, TA;) and ↓ غُدُوٌّ, (K, TA,) which is a pl. of غُدْوَةٌ, formed by rejecting the ة [of the sing.], or, accord. to the M, an anomalous pl. of ↓ غَدَاةٌ, or, as J says, [in the S,] referring to the phrase بِالْغَدُوِّ وَالْآصَالِ, in the Kur [vii. 204 and xiii. 16 and xxiv. 36], بِالغُدُوِّ there means بِالغَدَوَاتِ, and is a verb [i. e. an inf. n.] used to denote the time, as [is طُلُوع] in the saying طُلُوعَ الشَّمْسِ meaning فِى وَقْتِ طُلُوعِ الشمس; (TA;) and غَدِيَّاتٌ, (IAar, K, TA, [in the CK, erroneously, غَدَياتٌ,]) which is pl. of ↓ غَدِيَّةٌ; (TA;) and غَدَايَا, (K, TA,) which is likewise a pl. of ↓ غَدِيَّةٌ, accord. to IAar, and, if so, regularly formed from غَدَايِوُ, in the same manner as has already been expl. in the case of عَشَايَا [pl. of عَشِيَّةٌ, q. v. voce عَشِىٌّ]; by some said to be a pl. of غُدْوَةٌ, but this has been controverted by IHsh in the Expos. of the “ Kaabeeyeh ” and by its commentator ['AbdEl-Kádir] El-Baghdádee; (TA;) or غَدَايَا is not used except in conjunction with عَشَايَا; (K, TA;) one says, إِنِّى لَآتِيهِ بِالغَدَايَا وَالعَشَايَا [Verily I come to him in the early parts of mornings and in the late parts of evenings], for the purpose of conformity. (S, TA.) Zj says that when غُدْوَة means The بُكْرَة [or early part of the morning, &c.,] of the present day, or of a particular day, it is imperfectly decl.: and AHei says that it is thus accord. to the opinion commonly obtaining, as is also بُكْرَة, each as being a generic proper name, like أُسَامَةُ; and that when you mean to generalize, you say, غُدْوَةٌ وَقْتُ نَشَاطٍ [An early part of a morning is a time of briskness, liveliness, or sprightliness]; and when you mean to particularize, لَأَسِيرَنَّ اللَّيْلَةَ إِلَى غُدْوَةَ [I will assuredly journey to-night until the early part of the morning]: (TA:) [in the latter case also] one says, أَتَيْتُهُ غُدْوَةَ [I came to him in the early part of the morning of this, or of a particular, day]; غدوة being here imperfectly decl. because it is determinate, like سَحَرَ; but it is of those adv. ns. that may be used otherwise than as adv. ns.: you say, سِيرَ عَلَى فَرَسِكَ غُدْوَةَ and غُدْوَةً [i. e. Journeying was performed on thy horse, or mare, in the غُدْوَة of this, or of a particular, day, and in a غُدْوَة,] and غُدْوَةٌ and غُدْوَةٌ [i. e. the journey of the غُدْوَة of this, or of a particular, day, and the journey of a غُدْوَة, was performed (lit. was journeyed) on thy horse, or mare, غُدْوَةُ and غُدْوَةٌ being for. مَسِيرَةُ غُدْوَةَ and مَسِيرَةُ غُدْوَةٍ, like as شَهْرٌ in the Kur xxxiv. 11 is for مَسِيرَةُ شَهْرٍ]; what is with tenween, of these, being indeterminate, and what is without tenween being determinate. (S. [In one of my copies of the S, سِرْ is put in the place of سِيرَ: that the latter is the right is shown by the addition of غُدْوَةُ and غُدْوَةٌ; for each of these must be what is termed نَائِبٌ عَنْ فَاعِلٍ i. e. a substitute for an agent.]) See also غَدَاةٌ, in two places.

غِدْوَةٌ: see the next preceding paragraph.

غَدَوِىٌّ: see غَدِىٌّ. b2: Also Whatever [offspring] is in [any of] the bellies of pregnant animals (AO, K, TA) of camels and of sheep or goats: (AO, TA:) or peculiarly of sheep or goats; (K, TA;) thus in the dial. of the Prophet: (TA:) or it [virtually, in a trad. mentioned in what follows,] means the selling a camel, or other [animal], for what the stallion begets: or the selling a sheep for the offspring begotten by the ram: (K:) in all of which senses غَذِىٌّ and غَذَوِىٌّ are [said to be] syn.: (K in art. غذو:) or غَدَوِىٌّ, (TA,) or غَذَوِىٌّ, or, as some relate a verse of El-Farezdak in which it occurs, غَدَوِىٌّ, (S in art. غذو,) means the selling a thing for the offspring begotten by the ram [or, as appears from what follows, by the stallioncamel] in that year: غَدَوِىٌّ being a rel. n. from غَدٌ: as though they rendered one desirous by saying, “Our camels will bring forth and we will give thee to-morrow (غَدًا): ” (S in art. غذو, and TA:) what is thus termed is forbidden in a trad.: a man used to buy, for a camel or a she-goat or money, what was in the bellies of pregnant animals; and this is a hazardous proceeding, and was therefore forbidden. (Nh, TA.) See also art. غذو. b3: And see عَدَوِيَّةٌ, in art. عدو.

غَدْيَانُ Eating the meal called غَدَآء: (S, K: *) fem. غَدْيَا, of the measure فَعْلَى, applied to a woman; (S;) or غَدْيَآءُ: (so in copies of the K:) they are originally with و [in the place of the ى], on the ground of preference, as is said in the M: and غَدْيَانَةٌ is mentioned by Z, as applied to a woman, coupled with عَشْيَانَةٌ. (TA.) غَدَآءٌ The morning-meal, that is eaten between daybreak and sunrise; i. e. the meal, or repast, of the غُدْوَة; (K;) or of the غَدَاة; (Msb;) the meal, or repast, that is the contr. of the عَشآء: (S:) [it may therefore be rendered breakfast: but it is now commonly applied to dinner, which is eaten soon after the prayer of noon, and which is a lighter repast than the عَشَآء, i. e. supper:] الغدوة [app. ↓ الغَدْوَةُ] as meaning الغَدَآءُ is vulgar: (TA voce عَشْوَةٌ:) the pl. of غَدَآءٌ is أَغْذِيَةٌ. (K.) And The [meal, or the draught of milk, called]

سَحُور is thus termed; because it is to the person fasting the like of what it is to him who is not fasting. (TA.) b2: Also The pasture of camels in the first part of the day. (TA.) غُذُوٌّ: see غُدْوَةٌ.

غَدِىٌّ Of, or relating to, the morrow; the rel. n. from غَدٌ; as also ↓ غَدَوىٌّ; (S, K;) the latter allowable. (S.) b2: See also عَدَويَّةٌ, in art. عدو.

غَدِيَّةٌ: see its syn. غُدْوَةٌ, in three places.

غُدَيَّةٌ: and see غَدَاةٌ, last sentence.

غُدَيَّانَاتٌ: see غَدَاةٌ, last sentence.

الغَادِى The lion: (K, TA:) because he goes forth in the early part of the morning against the prey. (TA.) غَادِيَةٌ A cloud that rises (S, K) in the صَبَاح (S) or in the غُدْوَة (K) [i. e. in the first part of the day]: or a rain of the [period of the morning called] غَدَاة: (K, TA:) thus says Lh: the pl. is غَوَادٍ. (TA.) [See a verse in the Ham p. 429.]

مَغْدًى and ↓ مَغْدَاةٌ [A place to which people go, or to which they return, in the period of the morning called غُدْوَة; opposed to مَرَاحٌ and مَرَاحَةٌ]. b2: [Hence] one says, مَا تَرَكَ فُلَانٌ مِنْ أَبِيهِ مَغْدًى

وَلَا مَرَاحًا, and وَلَا مَرَاحَةً ↓ مَغْدَاةً, expl. in art. روح. (S in art. روح, and K in the present art.) مَغْدَاةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.
غدو
: (و ( {الغُدْوَةُ، بالضَّمِّ: البُكْرةُ) .) } وغُدْوَةٌ، من يَوْم بعَيْنِهِ، غَيْرُ مُجْراة: عَلَمٌ للوَقْتِ.
وقالَ الجَوْهرِي: يُقَال: أَتَيْته {غُدْوَةَ يَا هَذَا، غَيْرُ مَصْروفَةٍ لأنَّها مَعْرفةٌ، مثْلُ سَحَر إلاَّ أَنَّها من الظّروفِ المُتَمكِّنَةِ، تقولُ: سِرْ على فَرَسِكَ غُدْوَةَ وغُدْوَةً وغُدْوَةُ، وغُدْوَةٌ فَمَا نُوِّنَ مِن هَذَا فَهُوَ نَكِرَةٌ، وَمَا لم يُنوَّنْ فَهُوَ مَعْرفةٌ.
وَقَالَ أَبُو حيَّان فِي الارْتِشافِ: والمَشْهورُ أنَّ مَنْعَ صَرْف غُدْوَة وبُكْرَة للعِلْميةِ الجِنْسِيَّة كأُسامَة فيَسْتَوِيان فِي كوْنِهما أُرِيدَ بهما أنَّهما مِن يَوْم مُعَيَّن، أَو لم يُرَد بهما التَّعْيِينِ فتقولُ: إِذا قَصَدْت التَّعْمِيم: غُدْوَة وَقْت نَشَاطٍ، وَإِذا قَصدْتَ التَّعْيِين: لأَسِيرَنَّ الليْلَةَ إِلَى غُدْوة، وبُكْرَة فِي ذَلِك،} كغُدْوَة.
وَقَالَ الزجَّاج: إِذا أَردْتُ بُكْرَة يَوْمِك وغُدْوَة يَوْمِك لم تَصْرِفْهما، وَإِذا كانَا نَكِرَتَيْن صَرَفْتهما، وَإِذا مُنِعا الصَّرْف فَهَل ذلكَ لِعِلْمِيَّتِه بالجِنْس كأُسامَة، أَو لِعِلْمِيَّة أَنَّه يُرادُ بهما الوَقْتُ المُعَيَّن مِن يَوْم مُعَيَّن؟ .
وَقد وسَّعَ الكَلامَ فِيهِ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي فِي حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
(أَو) الغُدْوَةُ: (مَا بينَ صَلاةِ الفَجْرِ) ؛) وَفِي الصِّحاح: صَلاة {الغَدَاةِ، وَفِي المِصْباح: صَلاةِ الصُّبْح؛ (وطُلوعِ الشَّمسِ) ، والجَمْعُ} غُدًى كمُدْيَةٍ ومُدًى.
( {كالغَداةِ) ، يقالُ: آتِيكَ} غَداةَ غَدٍ.
وَفِي المِصْباح: الغَداةُ الضّحْوَةُ، وَهِي مُؤنَّثَة.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: وَلم يُسْمَع تَذْكِيرها، وَلَو حَمَلَها حامِلٌ على مَعْنى أَوَّل النَّهارِ جازَ لَهُ التَّذْكِير؛ وقولُه تَعَالَى: { {بالغَدَاةِ والعَشيِّ} ؛ أَي بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْر؛ وقيلَ: يَعْني بهما دَوامَ عِبادَتِهم.
قالَ ابنُ هِشام فِي شَرْح الكَعْبيةِ: أَصْلُ الغُداةِ} غَدَوَة بالتحْريك لقَوْلهم فِي جمعِها {غَدَوَاتٌ؛ أَي فقُلِبَتِ الواوُ ألِفاً لتَحَركِها وانْفِتاح مَا قَبْلها. وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبو عبدِ الرحمنِ السّلمِي {} بالغَدَوةِ والعَشيِّ} ، وقراءَةُ العامَّةِ {! بالغَداةِ} ، قالَ أَبو عبيدٍ: نَراهُما قَرآ كذلكَ إتباعاً للخطِّ لأنَّها رُسِمَتْ فِي جميعِ المَصاحِف بالواوِ كالصَّلاةِ والزَّكاةِ وليسَ فِي إثباتِهم الْوَاو فِي الكِتابَةِ دَليلٌ على أنَّها القِراءَةُ، لأنَّهم قد كَتَبُوا الصَّلاةَ والزَّكاةَ بالواوِ ولَفْظَهما على تَرْكِها، فكَذلكَ الغَدَاةَ على هَذَا وَجَدْنا أَلْفاظَ العَرَبِ.
وقالَ ابنُ النحَّاس: وحقُّ بَاب غُدْوَة أَنْ يكونَ مَعْرفةً إلاَّ أنَّه يجوزُ أَن تُنَكَّر كَمَا ننكَّرُ الأسْماءُ والأعْلامُ.
( {والغَدِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ، عَن ابنِ الْأَعرَابِي قالَ: هِيَ لُغَةٌ فِي} الغَدْوَةِ كضَحِيَّة لُغَة فِي ضَحْوة، (ج غَدَواتٌ) ، محرَّكةً، هُوَ جَمْعُ غَدَاةٍ كقَطاةٍ وقَطَواتٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ ( {وغَدِيَّاتٌ) هُوَ جَمْعُ} غَدِيَّةٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي فِي نوادِرِه:
أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمِّيَهْ
{غَدِيَّاتُ قَيْظٍ أَو عَشِيَّاتُ أَشْتِيَهْقال: كأنَّ قائِلَ هَذَا مُشْتاقاً إِلَى زِيارَةِ أُمِّه فتمَنَّى أَن يَجْعَل اللهُ زِيارَتَها نَهار الصَّيْف أَو لَيالِي الشِّتاءِ لطُولِ كلَ مِنْهُمَا حَتَّى يَتَملَّى برُؤْيتِها؛ والهاءُ فِي أُمِّيَه للسَّكْت.
(} وغَدايا) :) هُوَ أَيْضاً جَمْعُ غَدِيَّة على قوْلِ ابنِ الأعْرابي، فَإِذا كانَ كَذَا فَهُوَ على القِياسِ، والأصْلُ فِيهِ غَدَايو عمل بِهِ كَمَا تقدَّمَ فِي عَشَايا خمْسَة أَعْمالٍ فرَاجِعْه.
وَمِنْهُم مَنْ قالَ: هُوَ جَمْعُ غدْوَةٍ، وَقد أنْكَرَه ابنُ هِشَامٍ فِي شَرْح الكَعْبيةِ وقالَ: يأبَى هَذَا أَمْران فذَكَرَهما، وحاصِلُ أَحَدهما: أنَّ {الغَدَايا إِذا جُعِلَت جَمْعاً} لغدْوَةٍ كَانَ القِياسُ غَدَاوَى بإثباتِ الواوِ.
وقالَ محشيه البَغْدادِي: ويأْباهُ أَمْرٌ ثالثٌ أَيْضاً: وَهُوَ كَوْنُ {غدْوَة ثلاثِيًّا ومُفْرَد فَعائِل لَا بدَّ أَن يكونَ على أَرْبعةِ أَحْرُف ثالِثُها حَرْفُ لينٍ غير تاءِ التَّأْنيثِ لأنَّها فِي حُكْم الكلمةِ المُسْتَقلةِ.
(} وغُدُوٌّ) :) جَمْعُ غَدْوةٍ بحذْفِ الهاءِ؛ وَفِي المُحْكم: جَمْعُ غَدَاةٍ نادِرٌ؛ فَفِي الكَلامِ نشْرٌ ولفٌّ غيرُ مرتَّبٍ.
وقالَ الجَوْهرِي: قولُه تَعَالَى: { {بالغُدُوِّ والآصالِ} أَي} بالغَدَواتِ فعبَّر بالفعْلِ عَن الوَقْت كَمَا يقالُ: أَتَيْتُكَ طُلوعَ الشمسِ أَي وَقْتِ طُلوعِ الشمسِ.
(أَو لَا يقالُ {غَدايا إلاَّ مَعَ عَشَايا) ؛) قالَ الجَوْهرِي: قوْلُهم: إنِّي لآتِيه} بالغَدَايا والعَشَايا، هُوَ لازْدِواجِ الكَلامِ كَمَا قَالُوا: هَنَأَني الطَّعامُ ومَرَأَني، وإنَّما هُوَ أَمْرَأَني، انتَهَى.
قُلْت: فَهَذَا إيماءٌ إِلَى القوْلِ المَشْهورِ فإنَّهم قَالُوا لَا تُجْمَعُ الغَداةُ على غَدايا، وإنَّما هُوَ للازْدِواجِ، وَهَذَا عنْدَ مَنْ لم يُثْبِت {الغَدِيَّة، وَبِهَذَا سَقَطَ اعْتِراضُ الشَّهاب فِي شرْح الدَّرَّةِ على المصنِّفِ؛ والجوْهرِي اقْتَصَرَ على الغداةِ وَلم يَذْكُر الغَدِيَّة فذَكَرَ الازْدِواجَ، والمصنِّفُ جَمَعَ بينَ الأقوالِ فاحْتاجَ إِلَى أَن يُشيرَ إِلَيْهِ. وقالَ أَبُو حيَّان فِي تَذْكرتِه مَا نَصّه: يزيلون اللّفْظَ عمَّا هُوَ بِهِ أَوْلى لأجْلِ التّوافقِ والازْدِواجِ نحْو: (أَنْفِق بِلَالًا) ، وَلَا تَخْشَ من ذِي العَرْشِ إقْلالاً، وارْجَعَنَّ مأْزُورَات غَيْر مأْجُورَات، وليسَ من ذَلِك إنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا، لأنَّ الغَدَايا ليسَ جَمْع غَدَاةٍ وإنَّما هُوَ جَمْعُ} غَدِيَّة بمعْنَى {غَدَاةٍ.
قُلْت: فَهَذَا كُلّه تأْييدٌ لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ الأعْرابي، وَقد وسَّع الكَلامَ فِيهِ البَغْدادي فِي حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
(} وغَدا عَلَيْهِ) غَدْواً، بالفَتْح كَمَا فِي المُحْكم، و ( {غُدُوًّا) ، كسُمُوَ كَمَا فِي الصِّحاح والمُحْكم، (} وغُدْوَةً، بالضَّم، و) كَذلكَ ( {اغْتَدَى) : أَي (بَكَّرَ) ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} غُدُوَّها شَهْر ورَواحُها شَهْر} ، وقولُه تَعَالَى: {أَن {اغْدُوا على حرثِكُم} ؛ وقولُ الشاعِرِ:
وَقد} أَغْتَدِي والطَّيْر فِي وكناتِها وتقدَّمَ الكَلامُ على {غَدْوَةٍ قرِيباً.
وَفِي المِصْباح: غَدا غُدُوًّا، من بابِ قَعَدَ، ذَهَبَ} غدْوَةً، هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِل فِي الذَّهابِ والانْطِلاقِ أَيّ وَقْتٍ كانَ، وَمِنْه الحديثُ: ( {واغْد يَا إبْلِيس) أَي انْطَلِقْ.
(} وغادَاهُ) {مُغادَاةً: (باكَرَهُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاح:} غادَاهُ {غَدَا عَلَيْهِ.
(} والغَدُ: أَصْلُه {غَدْوٌ) ، حذَفُوا الواوَ بِلا عِوَضٍ؛ قالَ لبيدٌ أَو ذُو الرُّمَّة:
وَمَا النَّاسُ إلاَّ كالدِّيارِ وأَهْلِها
بهَا يومَ حَلُّوها} وغَدْواً بَلاقِعُفجاءَ بِهِ على أصْلِه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي النَّهايَةِ: {الغَدْوُ أَصْلُ} الغَدِ، وَهُوَ اليَوْمُ الَّذِي يأْتِي بعْدَ يَوْمِك، فحذِفَتْ لامُه وَلم يُسْتَعْملْ تامًّا إلاَّ فِي الشِّعْرِ؛ وَمِنْه قولُ عبدِ المطَّلبِ فِي قصَّةِ الفِيل:
لَا يَغْلِبَنَّ صَليبُهُم
ومِحالُهُمْ {غَدْواً مِحالَك ْقالَ: وَلم يُرِدْ عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَيْنِه، وإنَّما أَرادَ القريبَ من الزَّمانِ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: يقالُ غَدَا غَدُك} وغَدا {غَدْوُكَ، ناقصٌ وتامٌّ، وَمِنْه مَا قَدَّمْت} لغَدٍ، بِلا واوٍ، فَإِذا صَرَفُوها قَالُوا: {غَدَوْتُ} أَغْدو غَدْواً! وغُدُوًّا، فأَعادُوا الواوَ.
وَفِي المِصْباح: الغَدُ اليومُ الَّذِي بعْدَ يومِك على أَثرِهِ ثمَّ توسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أُطْلِق على البَعِيدِ المُتَرقَّبِ، وأَصْلُه غِدْوٌ كفِلْسٍ لَكِن حُذِفَتِ اللامُ وجُعِلت الدالُ حَرْف إعْراب؛ قالَ الشاعرُ:
لَا تَعْلُواها وادْلُواها دَلْواً
إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاه غَدْوَا (وَهُوَ) ، أَي المَنْسوب إِلَى الغَدِ، ( {غَدِيٌّ) ، على الأصْلِ، (و) إِن شِئْتَ (} غَدَوِيٌّ) بإثْباتِ الواوِ.
( {والغادِيَةُ: السَّحابَةُ تَنْشَأُ غُدْوَةً) ؛) وَفِي الصِّحاح: صَباحاً.
(أَو مَطْرَةُ الغَداةِ) ، هَذَا قولُ اللّحْياني.
وقيلَ لابْنةِ الخُسِّ: مَا أَحْسَنُ شَيْء؟ قَالَت: أَثرُ} غادِيَةٍ فِي إثرِ سارِيَةٍ فِي مَثياء رابيَةٍ؛ والجَمْعُ {الغَوادِي، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
من قبل أَن تَرْشَفَ شمْسُ الضُّحَى
رِيقَ الغَوادِي من ثغورِ الأقَاحِ (} والغَداءُ) ، كسَحابٍ: (طَعامُ الغُدْوَةِ) .
(وَفِي الصِّحاح: الطّعامُ بعَيْنِه، وَهُوَ خِلافُ العَشاءِ؛ (ج {أَغْدِيَةٌ.
(} وتَغَدَّى أَكَلَ أَوَّلَ النَّهارِ، {كغَدِيَ، كرَضِيَ) ، غداءً، وَهَذِه عَن ابْن القطَّاع.
(} وغَدَّيْتُه {تَغْدِيَةً) :) أَطْعَمْتُه فِي ذلكَ الوقْتِ، (فَهُوَ} غَدْيانُ، وَهِي {غَدْيا) ، وأَصْلُها الواوُ لَكِن قُلِبَتْ اسْتِحْساناً لَا عَن قوّةِ علَّةٍ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
قَالَ الجَوْهرِي: إِذا قيلَ لكَ ادْنُ} فتَغَدَّ، قلتَ: مَا بِي من {تَغَدَ وَلَا تَعَشِّ، وَلَا تَقُل مَا بِي} غَدَاءٌ وَلَا عَشاءٌ، لأنَّه الطَّعامُ بعَيْنِه.
(وأَبو! الغادِيَةِ: يَسارُ بنُ سَبُعٍ) الجهنيُّ (صَحابيٌّ) بايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ قاتِلُ عمَّار بن ياسِرٍ، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، مَذْكُور فِي تاريخِ دِمَشْق. وَفِي الصَّحابةِ: أَبو الغادِيَةَ المُزَنِي، قيلَ هُوَ غَيْرُ الأوّل، وقيلَ: هُوَ مُخْتَلف فِي اسْمِه.
( {والغادِي: الأسَدُ) } لغُدوِّه على الصَّيْد.
( {والغَدَّاءُ بنُ كَعْبٍ) بنِ بهوشِ بنِ عامرِ بنِ غنمة بنِ ثَعْلَبَة بنِ تيمِ اللهِ، (مُشدَّدٌ) ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بنِ عرْوَةَ الشاعِرِ.
(وَمَا تَرَكَ مِن أبيهِ} مَغْدًى وَلَا مَراحاً {ومَغْداةً وَلَا مَراحَةٌ) ، أَي (شَبَهاً) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والغَدَوِيُّ، كَعَربِيَ: كلُّ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ) من الإبِلِ والشاءِ، عَن أبي عُبيدَةَ؛ (أَو خاصٌّ بالشَّاءِ) ، كَذَا هُوَ فِي لغَةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَو) هُوَ (أَنْ يُباعَ البَعيرُ أَو غيرُهُ بِمَا يَضْربُ الفَحْلُ، أَو أَنْ تُباعَ الشَّاةُ بِمَا نَزَا بِه الكَبْشُ) .
(وَفِي الصِّحاح: أَنْ يُباعَ الشيءُ بِمَا نَزَا بِهِ الكَبْشُ ذلكَ العامَ؛ قالَ الفَرَزْدَق:
ومُهورُ نِسْوتِهِمْ إِذا مَا أَنْكَحوا {غَدَوِيٌّ كلّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِقالَ: مَنْسوبٌ إِلَى غَدٍ كأَنَّهم يمنونه فيقولونَ: تَضَعُ إِبلُنا فنُعْطِيك} غَداً.
وَفِي النهايَةِ فِي حديثِ يَزِيد بنِ مُرَّة: نُهِي عَن {الغَدَوِيِّ، وَهُوَ كلُّ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، كانَ الرَّجلُ يَشْتري بالجَمَلِ أَو العَنْز أَو الدَّراهمِ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، وَهُوَ غَرَرٌ فنُهِي عَنهُ، انتَهَى؛ وَقَالَ الشاعِرُ:
أَعْطَيْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ} بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِوعاجِلاتِ آجلِ السِّخَالِفي حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأقْفالِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {الغُدَى، كهُدَى: جَمْعُ غُدْوَةٍ، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
} بالغُدَى والأَصائِلِ ونقلَ شيْخُنا فِي {الغَدْوَة الفَتْح والكَسْر، فَهُوَ مُثَلَّثٌ، قالَ: والفَتْح مَشْهورٌ والكَسْر قَليلٌ أَو مُنْكرٌ.
وقالَ ابنُ الأَثير:} الغَدْوَةُ، بالفَتْح، المرَّةُ من {الغُدُوِّ، وَهُوَ سَيْرُ أَوَّلِ النَّهارِ، ويُقابِلُها الرَّوْحَة ويُسَمَّى السُّحُور غَدَاء لأنَّه للصَّائم بمنْزِلَتِه للمُفْطِرِ؛ وَمِنْه} تغَدَّى فِي رَمَضانَ أَي تَسَحَّرَ.
{والغَداءُ: رَعْيُ الإِبِلِ فِي أوَّلِ النَّهارِ، وَقد} تَغَدَّتْ؛ عَن أَبي حنيفَةَ.
وَهُوَ ابنُ {غَداتَيْنِ: أَي ابنُ يَوْمَيْن.
وارْكَبْ إِلَيْهِ} غُدَيَّة، كسُمَيَّة، تَصْغِيرُ {غَداةٍ.
وامْرأَةٌ} غَدْيانَةٌ عَشْيانَةٌ، نقلَهُ الزَّمَخْشري.
وأَتَيْته {غُدَيَّانات، على غيرِ قِياسٍ، كعُشَيَّانات، حَكَاهُما سِيْبَوَيْه، وقالَ: هُما تَصْغيرٌ شاذٌّ.
(و) } غادِيَةُ بنْتُ قَزَعَةَ، امْرأَةٌ من بَنِي دُبَيْرٍ.
وَأَبُو {الغادِي: الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ رَوَى عَنهُ الحاكِم.
وأَبو السيَّار} غادِي بنُ سندٍ كتَبَ عَنهُ السَّلفِي.

جُبّةُ

جُبّةُ:
بالضم ثم التشديد، بلفظ الجبّة التي تلبس، والجبّة في اللغة ما دخل فيه الريح من السنان والجبّة أيضا في شعر كثيّر:
بأجمل منها، وإن أدبرت ... فأرخ بجبّة يقرو حميلا
الأرخ: الثنيّ من البقر، وفي شعر آخر لكثيّر يدل على أنه بالشام قال:
وإنك، عمري، هل ترى ضوء بارق ... عريض السّنا ذي هيدب متزحزح
قعدت له ذات العشاء أشيمه ... بمرّ، وأصحابي بجبّة أذرح
وأذرح بالشام كما ذكرناه في موضعه. وجبّــة أيضا، وتعرف بجبة عسيل: ناحية بين دمشق وبعلبك تشتمل على عدّة قرى. وجبّــة: من قرى النهروان من أعمال بغداد، وقال الحازمي: موضع بالعراق منها أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الجبّي المقري، روى حروف القراءات عن محمد بن أحمد بن رجاء عن أحمد بن زيد الحلواني عن عيسى ابن قالون وعن الخضر بن هيثم بن جابر المقري الطوسي عن محمد بن يحيى القطعي عن زيد بن عبد الواحد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وغيرهما، حدث عنه أبو عليّ الحسن بن علي بن إبراهيم بن بندار المقري الأهوازي نزيل دمشق. وجبّــة أيضا: قرية من نواحي طريق خراسان منها أبو السعادات محمد بن المبارك بن محمد بن الحسين السّلمي الجبّي، دخل بغداد وأقام بها وطلب العلم وسمع الكثير من الشيوخ مثل أبي الفتح عبيد الله بن شابيل أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزّاز، ولازم أبا بكر الحازمي، وقرأ وكتب مصنّفاته ولازمه حتى مات، وكان حسن الطريقة، ومات سنة 585 بجبّة، ودفن بها ولم يبلغ أوان الرواية والجبّة في قول الشاعر:
والله لو طفّلت، يا ابن استها، ... تسعين عاما لم تكن من أسد
فارحل إلى الجبّة عن عصرنا، ... واطلب أبا في غير هذا البلد
قال الجهشياري: يعني بالجبّة الجبّة والبداة طسّوجين من سواد الكوفة. والجبّة أيضا، أو الجبّ:
موضع بمصر ينسب إليه أبو بكر محمد بن موسى
ابن عبد العزيز الكندي الصّيرفي يعرف بابن الجبّي ويلقّب سيبويه، وكان فصيحا، قال الأمير أبو نصر:
ويكنى أبا عمران، وولد سنة 284، ومات في صفر سنة 358، سمع أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي وأبا عبد الرحمن النّسوي وأبا جعفر الطحاوي وتفقّه للشافعي وجالس أبا هاشم المقدسي وأبا بكر محمد بن أحمد بن الحدّاد وتلمذ له، وكان يظهر الاعتزال ويتكلم على ألفاظ الصالحين، وله شعر، ويظهر الوسوسة. والجبّة أيضا، قال أبو بكر بن نفطة:
قال لي محمد بن عبد الواحد المقدسي إنها قرية من أعمال طرابلس الشام منها أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن ابن أبي الفرج الجبائي الشامي، قلت: كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبّي، سمع ببغداد من أبي الفضل محمد بن ناصر ومحمد بن عمر الأرموي وغيرهما، وبأصبهان من أبي الخير محمد بن أحمد الباغباني ومسعود الثقفي وآخرين، وأقام بها وحدث، وكان ثقة صالحا، وكانت وفاته بأصبهان في ثالث جمادى الآخرة سنة 605.

ثم قال

ثم قال: ومن الإجماع قسم آخر يسمّى عدم القائل بالفصل وهو أن تكون المسألتان مختلفا فيهما، فإذا ثبت أحدهما على الخصم ثبت الآخر لأنّ المسألتين إمّا ثابتتان معا أو منفيّتان معا، وهو نوع من الإجماع المركّب.
وله نوعان أحدهما ما إذا كان منشأ الخلاف في المسألتين واحدا كما إذا خرّج العلماء من أصل واحد مسائل مختلفة، ونظيره إذا أثبتنا أنّ النهي عن التصرّفات الشرعية كالصلاة والبيع يــوجب تقريرها، قلنا يصحّ النذر بصوم يوم النّحر والبيع الفاسد يفيد الملك عند القبض بعدم القائل بالفصل لأنّ من قال بصحة النذر قال بإفادة الملك كما قال أصحابنا. فإذا أثبتنا الأول ثبت الآخر إذ لم يقل أحد بصحّة النّذر وعدم إفادة الملك، ومنشأ الخلاف واحد وهو أن النهي عن التصرفات الشرعية يــوجب تقريرها. والثاني ما إذا كان منشأ الخلاف مختلفا وهو ليس بحجة كما إذا قلنا القيء ناقض فيكون البيع الفاسد مفيدا للملك بعدم القائل بالفصل، ومنشأ الخلاف مختلف فإنّ حكم القيء ثابت بالأصل المختلف فيه، وهو أنّ غير الخارج من السبيلين ينقض الوضوء عندنا بالحدث، وحكم البيع الفاسد متفرّع على أنّ النهي عن التصرفات الشرعية يــوجب تقريرها.

الْعَيْب

(الْعَيْب) الوصمة (ج) عُيُوب
الْعَيْب: مَا يُــوجب النُّقْصَان فِي الْعِزَّة وَالْحُرْمَة أَو الْقيمَة والمالية عِنْد التُّجَّار وَيُطلق على النُّقْصَان أَيْضا، وَفِي التحفه الْعُيُوب على نَوْعَيْنِ أَحدهمَا مَا يُــوجب فَوَات جُزْء من الْمَبِيع وتغيره من حَيْثُ الظَّاهِر دون الْبَاطِن - وَالثَّانِي مَا يُــوجب النُّقْصَان من حَيْثُ الْمَعْنى دون الصُّورَة - أما الأول فكثير نَحْو الْعَمى والعور والصم والشلل والزمانة والأصبع النَّاقِصَة وَالسّن السَّاقِط وَالظفر الْأسود والخدش والكلم والقروح والشجاج والأمراض كلهَا الَّتِي فِي سَائِر الْبدن والحميات وَأما الثَّانِي فنحو السعال الْقَدِيم وارتفاع الْحيض فِي زمَان طَوِيل أدناه شَهْرَان فَصَاعِدا فِي الْجَوَارِي وَمِنْهَا صهوبة الشّعْر والشمط فِي العَبْد والجواري وَالْحَبل فِي الْجَارِيَة لَا فِي الْبَهَائِم وَالنِّكَاح فِي الْجَارِيَة والغلام عيب.

خيو

الْخَاء وَالْيَاء وَالْوَاو

خَوت الدارُ: تَهدّمت، وَفِي التَّنْزِيل: (فَهِيَ خاوية على عُروشها) .

وخَوَّت الدارُ: وخَويت، خَياً، وخُوِياً، وخَوَاءً، وخَوَاية: خَلت من أَهلهَا.

وَأَرْض خاويةٌ: خاليةٌ من أَهلهَا، وَقد تكون خاويةً من الْمَطَر.

والخَواء: خُلوّ الجَوف من الطَّعَام، يُمدّ ويُقصر، والقَصْر أَعلَى.

وخَوَى خَوىً، وخَواءً: تتَابع عَلَيْهِ الجُوع.

وخَوِيت المرأةُ خَوىً، وخَوَتْ: وَلدت فخَوى بطنُها.

وَكَذَلِكَ إِذا لم تَأْكُل عِنْد الْولادَة. والخَوِيّةُ: مَا أطعمتها على ذَلِك.

وخوّاها: وخَوّى لَهَا، الْأَخِيرَة عَن كُراع: عَمل لَهَا خَوِيّة تأكلها.

وخَوَّت الإبلُ: خَمُصت بُطونها وَارْتَفَعت.

وخَوَّى الرجلُ: تجافى فِي سُجوده وفَرّج مَا بَين عَضُديه وجَنْبيه، وَكَذَلِكَ البعيرُ إِذا تجافى فِي بُروكه ومَكَّن لثَفِناته، قَالَ: خَوَّت على ثَفِناتها وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

يَخْرُجْنَ من خَلل الغُبار عَوابساً كأصابع المَقْرور خَوَّى فاصْطَلَى

فسّره فَقَالَ: يُريد أَن الْخَيل قريبٌ بَعْضهَا من بعض.

والخَوَى: الرُّعاف.

والخَواء: الْهَوَاء بَين الشَّيئين. وَكَذَلِكَ الْهَوَاء الَّذِي بَين الأَرْض وَالسَّمَاء.

والخَوِىّ: الوِطاء بَين الجَبلين، وَهُوَ اللَّيِّن من الأَرْض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخوِىُّ: بَطْنٌ يكون فِي السَّهل والجَبل دَاخِلا فِي الارض، أعظمُ من السَّهب، مِنْبات.

والخَوِيّةُ: مَفْرجُ مَا بَين الضَّرع، والقُبُل من النَّاقة وَغَيرهَا من الْأَنْعَام.

وخَوَاَيةُ السِّنان: جُبّته، وَهِي مَا التَقم ثَعلبَ الرُّمح.

وخَوَاية الرَّحْل: مُتَّسع دَاخله.

وخَوَى الزَّنْدُ، وأخْوى: لم يُورِ.

وخَوَتَ النجومُ خَيّاً، وأخْوت، وخَوَّت: أَمْحَلت فَلم تُمطر، قَالَ كعبُ بنُ زُهير:

قومٌ إِذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهم للطَارقين النازلين مَقَارِى

وَقَالَ آخر:

وأخْوَتْ نجومُ الْأَخْذ إِلَّا أنِضّة أنِضّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطُرها يُثْرِى وَقَالَ الأخطل:

فَأَنت الَّذِي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَه إِذا السَّنةُ الشَّهباءُ خَوَّت نُجومُها

وخَوت: مَالَتْ للمغِيب.

وخَوَى الشَّيْء خَياً، وخَوَاية، وأختواه: اختطفه، عَن ابْن الاعرابي، وَأنْشد:

حَتَّى اخْتَوى طِفلَها فِي الجوّ مُنْصَلِت أزلُّ مِنْهَا كنَصْل السَّيْفِ زُهْلُولُ

وخَوَاية الخَيل: حَفيف عَدْوها، كَذَلِك حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي بِالْهَاءِ.

وخَواية الْمَطَر: حَفيف انهلاله، بِالْهَاءِ عَنهُ أَيْضا.

وخواية الرّيح: صَوتهَا، عَنهُ أَيْضا.

والخَوِىّ: الثَّابِت، طائية.

والخاوية: الداهية، عَن كرَاع.

والخَوُّ: العَسل، عَن الزجاجيّ.

ويومُ خَوىً، وخُوىً، وخُوَىً: يَوْم مَعْروف.

وخَوِىٌّ: مَوضِع.

وَالْخَاء: حرف هجاء، وَهُوَ حرف مهموس. يكون أصلا لَا غير.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: خَيّيت خاءً، فَإِذا كَانَ هَذَا، فَهُوَ من بَاب عَييت.

وَهَذَا عِنْدِي من صَاحب الْعين صَنْعَة لَا عَرَبِيَّة، وَقد قدَمت علَّة ذَلِك فِي الْحَاء.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْخَاء واخواتها من الثُّنائية، كالهاء وَالْبَاء وَالتَّاء والطاء إِذا تُهجيت مُقَوَّرَة، لِأَنَّهَا لَيست باسماء دَائِما وَإِنَّمَا جَاءَت فِي التهجِّي على الْوَقْف، ويُدلك على ذَلِك أَن الْقَاف وَالدَّال وَالصَّاد مَوْقُوفَة الاواخر. فلولا أَنَّهَا على الْوَقْف حُرِّكت اواخرهن، وَنَظِير الْوَقْف هَاهُنَا الْحَذف فِي الْيَاء واخواتها، وَإِذا أردْت أَن تلفظ بحروف المُعجم قَصَرْتَ وأسكنت، لِأَنَّك لست تُرِيدُ أَن تجعلها أَسمَاء، وَلَكِنَّك أردْت أَن تُقطِّع حُرُوف الأسم، فَجَاءَت كَأَنَّهَا أصوات تصوت بهَا، إِلَّا انك تقف عِنْدهَا لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة " عه "، وَإِذا اعربتها لزمك أَن تَمُدَّها، وَذَلِكَ أَنَّهَا على حرفين، الثَّانِي مِنْهُمَا حرفُ لِين، والتَّنوين يُدرك الْكَلِمَة فَتحذف الْألف لالتقاء الساكنين، فيلزمك أَن تَقول: هَذِه خاً يَا فَتى، وَرَأَيْت خاً حَسَنَة، وَنظرت إِلَى خاً حَسَنَة، فَيبقى الِاسْم على حرف وَاحِد، فَإِن ابتدأته وَجب أَن يكون مُتحرِّكا، وَإِن وقفت عَلَيْهِ جَمِيعًا وَجب أَن يكون سَاكِنا، فَإِن ابتدأته ووقفت عَلَيْهِ جَمِيعًا وَجب أَن يكون سَاكِنا مُتحركا فِي حَال، وَهَذَا ظَاهر الاستحالة.

فَأَما مَا حَكَاهُ أحمدُ بن يُحيى، من قَوْلهم: شربتُ " مَا " بَقصر " مَاء " فحكاية شَاذَّة لَا نَظِير لَهَا، وَلَا يسوغ قِيَاس غَيرهَا عَلَيْهَا.

وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي للاسود بن يَعْفُر:

جُنِّبْتَ خاويةَ السِّلاحِ وكَلْمَهُ أبدا وجانب نَفسَك الأسْقامُ

وَلم يُفسَّرْ " الخاوية "، فَتَأَمّله.

خيو



خَيَوِىٌّ rel. n. of خا: see خَائِىٌّ, in art. خوأ.]

الخبر

الخبر: لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه لفظا، نحو زيد قائم، أو تقدير، نحو أقائم زيد.
الخبر: بالتحريك، الحديث المنقول، وبضم فسكون العلم بالأشياء من جهة الخبر. والخبرة بالكسر المعرفة ببواطن الأمور.
الخبر:
[في الانكليزية] Information ،news ،predicate
[ في الفرنسية] Information ،nouvelle ،attribut ،predicat
بفتح الخاء والباء الموحّدة هو عند بعض المحدّثين مرادف للحديث. وقيل مباين له.
وقيل أعمّ من الحديث مطلقا وقد سبق. وعند النحاة هو المجرّد المسند إلى المبتدأ وسيأتي في لفظ المبتدأ. وخبر إنّ وأخواتها عندهم هو المسند من معمولها وعلى هذا فقس خبر لا التي لنفي الجنس وخبر ما ولا المشبّهتين بليس وخبر كان وأخواتها وغير ذلك كما في الكافي.
وقد أطلق لفظ الخبر عند أهل البيان والأصوليين والمنطقيين والمتكلّمين وغيرهم على الكلام التّام الغير الإنشائي، فمن لم يثبت الكلام النفسي يطلقه على الصيغة التي هي قسم من الكلام اللفظي اللساني لا غير. وأمّا من أثبت الكلام النفسي فيطلقه على الصيغة وعلى المعنى الذي هو قسم من الكلام النفسي أيضا.
فعلى هذا الخبر هو الكلام المخبر به. وقد يقال بمعنى الإخبار أي الكشف والإعلام كما في قولهم الصدق هو الخبر عن الشيء على ما هو به صرّح بذلك في المطول. والمفهوم من بعض كتب اللغة كالمنتخب أنّ هذين المعنيين لغويان، حيث ذكر فيه خبر بفتحتين: آگاهى، وسخن كه بدان اعلان كنند- هو الاطّلاع، والكلام الذي به يعلمون- ولا يبعد أن يكون ما ذكره العلماء تحقيقا للمعنى اللغوي فإنّهم كثيرا ما يحقّقون المفهومات اللغوية كتعريف الحكماء للحرارة والبرودة كما مرّ. وتفسيرهم للوجود والإمكان والامتناع والوجوب والقدم ونحو ذلك. ويؤيّد ذلك ما قيل من أنّ العلماء اختلفوا في تحديد الخبر، فقيل لا يحد لعسره، وقيل لأنّه ضروري، وقيل يحدّ. واختلفوا في تحديده فقال القاضي والمعتزلة هو الكلام الذي يدخل فيه الصدق والكذب. واعترض عليه بأنّ الواو للجمع فيلزم الصدق والكذب معا وذلك محال.
وأيضا يرد كلام الله تعالى سواء أريد الاجتماع أو اكتفي بالاحتمال لأنّه لا يحتمل الكذب.
وأجيب بأنّ المراد دخوله لغة، أي لو قيل فيه صدق أو كذب لم يخطأ لغة، وكل خبر كذلك.
وإن امتنع صدق البعض أو كذبه عقلا، لكن يرد عليه أنّ الصدق لغة الخبر الموافق للمخبر به والكذب خلافه، وهو الخبر المخالف للمخبر به، فبهذا عرّفهما أهل اللغة، فهما لا يعرفان إلّا بالخبر فتعريف الخبر بهما دور. وأمّا ما قيل في جوابه أنّ ذلك إنّما يرد لو فسّر الصدق والكذب بما ذكرتم. أمّا لو فسّرا بمطابقة النسبة الإيقاعية والانتزاعية للواقع وعدم مطابقتها للواقع فلا دور أصلا فلا يجدي نفعا، إذ هذا إنّما يصحّ لو لم يعرفوا الخبر بما يدخله الصدق والكذب لغة، فبعضهم عدل عن ذلك للزوم الدور فقال هو الكلام الذي يدخله التصديق والتكذيب، ولا ينفعه إذ يرد عليه أنّهما الحكم بالصدق والكذب. فما فعل إلّا أن أوسع الدائرة. وقيل هو ما يحتمل الصدق والكذب وبهذا عرّفه المنطقيون أيضا، ولا يلزم الدور ولا خروج كلام الله تعالى إذ المعتبر الاحتمال بالنظر إلى ماهية مفهوم الخبر مع قطع النظر عمّا عداه. ومختار بعض المتأخرين أنّ الخبر هو ما تركّب من أمرين حكم فيه بنسبة أحدهما إلى الآخر نسبة خارجية يحسن السكوت عليها.
وإنّما قال أمرين دون كلمتين أو لفظين ليشتمل الخبر النفسي. وقال حكم فيه بنسبة ليخرج ما تركّب من غير نسبة. وقال يحسن السكوت عليها ليخرج المركّبات التقييدية. وقيد النسبة بالخارجية ليخرج الأمر وغيره لأنّ المراد بالخارجية أن يكون لتلك النسبة أمر خارجي بحيث يحكم بصدقها إن طابقته وبكذبها إن خالفته، وليس الأمر ونحوه كذلك. هكذا يستفاد من كشف البزدوي والعضدي وحواشيه وسيتضح ذلك غاية اتضاح في لفظ الصدق، ولفظ القضية.
فائدة:
لا شكّ أنّ قصد المخبر بخبره إفادة المخاطب. أمّا الحكم كقولك زيد قائم لمن لا يعرف أنّه قائم أو كون المخبر عالما به أي بالحكم كقولك قد حفظت التوراة لمن حفظ التوراة. ويسمّى الأول أي الحكم من حيث إنّه يستفيده المخاطب من الخبر فائدة الخبر لا من حيث إنّه يفيد المخاطب كما تشعر به عبارة البعض، لأنّ الفائدة لغة ما استفدته من علم أو غيره. ويسمّى الثاني أي كون المخبر عالما به لازم فائدة الخبر كذا في الأطول في بحث الإسناد.
فائدة:
اعلم أنّ الحذّاق من النحاة وأهل البيان وغيرهم قاطبة متّفقون على انحصار الكلام في الخبر والإنشاء وأنّه ليس له قسم ثالث. وادّعى قوم أنّ أقسام الكلام عشرة: نداء ومسألة وأمر وتشنّع وتعجب وقسم وشرط ووضع وشك واستفهام. وقيل تسعة بإسقاط الاستفهام لدخوله في المسألة. وقيل ثمانية بإسقاط التشنع لدخوله فيها. وقيل سبعة بإسقاط الشكّ لأنه من قسم الخبر. وقال الأخفش هي ستة: خبر واستخبار وأمر ونهي ونداء وتمنّ. وقال بعضهم خمسة: خبر واستخبار وأمر وتصريح طلب ونداء. وقال قوم أربعة خبر واستخبار وطلب ونداء. وقال كثيرون ثلاثة خبر وطلب وإنشاء.
قالوا لأنّ الكلام إمّا أن يحتمل التصديق والتكذيب أو لا. الأول الخبر، والثاني إن اقترن معناه بلفظه فهو الإنشاء وإن لم يقترن بلفظه بل تأخّر عنه فهو الطلب. والمحققون على دخول الطلب في الإنشاء وإنّ معنى اضرب مثلا وهو طلب الضرب مقترن بلفظه. وأمّا الضرب الذي يوجد بعد ذلك فهو متعلّق الطلب لا نفسه. وقال بعض من جعل الأقسام ثلاثة:
الكلام إن أفاد بالوضع طلبا فلا يخلوا إمّا أن يطلب ذكر الماهية أو تحصيلها أو الكفّ عنها.
الأول الاستفهام والثاني الأمر والثالث النهي.
وإن لم يفد طلبا بالوضع فإن لم يحتمل الصدق والكذب يسمّى تنبيها وإنشاء، لأنّك نبّهت به على مقصودك وأنشأته أي ابتكرته من غير أن يكون موجودا في الخارج، سواء أفاد طلبا باللازم كالتمنّي والترجّي والنداء والقسم أو لا كأنت طالق، وإن احتملهما من حيث هو فهو الخبر، كذا في الإتقان ويجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ المركّب. ويسمّي ابن الحاجب في مختصر الأصول غير الخبر بالتنبيه وأدخل فيه الأمر والنهي والتمنّي والترجّي والقسم والنداء والاستفهام. قال المحقّق التفتازاني هذه التسمية غير متعارف.
فائدة:
صيغ العقود نحو بعت واشتريت وطلّقت وأعتقت لا شكّ أنها في اللغة إخبار، وفي الشرع تستعمل إخبارا أيضا. إنّما النزاع فيها إذا قصد بها حدوث الحكم وإيجاده، وقد اختلف فيها، والصحيح أنها إنشاء لصدق حدّ الإنشاء عليها لأنّها لا تدل على الحكم بنسبة خارجية.
فإنّ بعت لا يدلّ على بيع آخر غير البيع الذي يقع به، ولا يوجد فيه احتمال الصدق والكذب، إذ لو حكم عليه بأحدهما كان خطأ قطعا.
وتحقيقه يطلب من العضدي وحواشيه.

التقسيم:
يقسم الخبر إلى ما يعلم صدقه وإلى ما يعلم كذبه وإلى ما لا يعلم صدقه ولا كذبه.
القسم الأول وهو ما يعلم صدقه إما ضروري أو نظري. والضروري إمّا ضروري بنفسه أي بنفس الخبر فإنّه هو الذي يفيد العلم الضروري لمضمونه وهو المتواتر، وإمّا ضروري بغيره أي أستفيد العلم الضروري لمضمونه من غير الخبر وهو الموافق للعلم الضروري نحو الواحد نصف الاثنين. والنظري مثل خبر الله وخبر رسوله وخبر أهل الإجماع، والخبر الموافق للنظر الصحيح في القطعيات، فإنّ ذلك كله قد علم وقوع مضمونه بالنظر. القسم الثاني وهو ما علم كذبه وهو كل خبر مخالف لما علم صدقه من الأقسام المذكورة.
القسم الثالث وهو ما لا يعلم صدقه ولا كذبه، فقد يظنّ صدقه كخبر العدل وقد يظنّ كذبه كخبر الكذوب، وقد لا يظن صدقه ولا كذبه كخبر مجهول الحال.
وقد خالف في هذا التقسيم بعض الظاهرية، فقال كلّ خبر لا يعلم صدقه فهو كذب قطعا وفساده ظاهر. وأيضا ينقسم إلى متواتر وآحاد. فالمتواتر خبر بلغت رواته مبلغا أحالت العادة توافقهم على الكذب كما يجيء في محله. والآحاد خبر لم ينته إلى هذه المرتبة. وفي شرح النخبة خبر الواحد في اللغة ما يرويه شخص واحد. وفي اصطلاح المحدّثين خبر لم يجمع بشروط التواتر فيه، وهو يشتمل المشهور والعزيز والغريب والمقبول والمردود.
اعلم أنّ خبر الرسول صلّى الله عليه وسلم في اصطلاح الأصوليين على ثلاثة أقسام. الأول المتواتر وهو الخبر الذي رواه قوم لا يتوهّم توافقهم على الكذب عادة، ويدوم هذا الحدّ من قرن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى يومنا هذا، فيكون آخره كأوله وأوله كآخره، وأوسطه كطرفيه. يعني يستوي فيه جميع الأزمنة من أول ما نشأ ذلك الخبر إلى آخر ما بلغ إلى الناقل الأخير، كنقل القرآن والصلاة الخمس، وأنه يــوجب علم اليقين كالعيان علما ضروريا.
والثاني المشهور وهو ما كان من الآحاد في القرن الأول ثم انتشر حتى ينقله قوم لا يتوهم توافقهم على الكذب، وهو القرن الثاني ومن بعدهم، وأنه يــوجب علم طمأنينة أي يرجّح جهة الصدق فهو دون المتواتر وفوق الواحد.
والثالث الخبر الواحد وهو كل خبر يرويه الواحد أو الاثنان فصاعدا، ولا عبرة للعدد فيه بعد أن يكون دون المتواتر والمشهور وأنّه يــوجب العمل دون العلم اليقين، هكذا في نور الأنوار.
اعلم أنّ أهل العربية اتفقوا على أنّ الخبر محتمل للصدق والكذب، وهذا الكلام أيضا يحتمل الصدق والكذب ولا تفضي عنه إلّا بأن يقال إنّ هذا القول فرد من أفراد مطلق الخبر، فله اعتباران: أحدهما من حيث ذاته مع قطع النظر عن خصوصية كونه خبرا جزئيا. وثانيهما من حيث عروض هذا المفهوم له، فثبوت الاحتمال له بالاعتبار الثاني لا ينافي عدم لزوم الاحتمال بالاعتبار الأول كاللاتصوّر المتصوّر، وإذا عرفت هذا فاعرف أنّ الخبر هو الكلام الذي يقبل الصدق والكذب لأجل ذاته أي لأجل حقيقته أي من حيث إنّ فيه إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه من غير نظر الى الخارج، وإلى خصوصية الخبر نحو خبر الله تعالى، وإلى البرهان الذي يخصّه بالصدق ويرفع احتمال الكذب نحو العالم حادث وبالعكس نحو العالم قديم، وأيضا من غير نظر إلى خصوص المادّة التي تعلّق بها الكلام كأن يكون من الأمور الضرورية التي لا يقبل إثباتها إلّا الصدق، ولا يقبل نفيها إلّا الكذب نحو اجتماع النقيضين باطل. ثم إنّ الخبر بالنظر لما يعرض له إمّا مقطوع بصدقه كالمعلوم ضرورة كالواحد نصف الاثنين، أو استدلالا نحو العالم حادث وكخبر الصادق وهو الله تعالى ورسوله، وإمّا مقطوع بكذبه كالمعلوم خلافه ضرورة نحو والسماء أسفل والأرض فوق، أو استدلالا نحو العالم القديم. هكذا في كليات أبي البقاء.

فُطُور

فُطُور
الجذر: ف ط ر

مثال: تَنَاوَل وجبــة الفُطُور
الرأي: مرفوضة
السبب: لضم الفاء، والصواب فتحها.
المعنى: طعام الصباح

الصواب والرتبة: -تَنَاول وجبــة الفَطُور [فصيحة]-تَنَاول وجبــة الفُطُور [صحيحة]
التعليق: استُحدث هذا اللفظ بالمعنى المذكور، فقد نصَّ كلٌّ من الوسيط والأساسي على أنه مجمعيّ، ولكن الوسيط ضبطه بفتح الفاء، وضبطه الأساسي بضمها.

جُبِّى

جُبِّى:
بالضم ثم التشديد، والقصر: بلد أو كورة من عمل خوزستان، ومن الناس من جعل عبّادان من هذه الكورة، وهي في طرف من البصرة والأهواز، حتى جعل من لا خبرة له جبّى من أعمال البصرة، وليس الأمر كذلك ومن جبّى هذه أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الجبّائي المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف، مات سنة 303، ومولده سنة 235 وابنه أبو هاشم عبد السلام، كان كأبيه في علم الكلام وفضل عليه بعلم الأدب، فإنه كان إماما في العربية، مات سنة 321 ببغداد وجبّــى في الأصل أعجمي، وكان القياس أن ينسب إليها جبّوي فنسبوا إليها جبّائي على غير قياس، مثل نسبتهم إلى الممدود وليس في كلام العجم ممدود. وجبّــى أيضا: قرية من أعمال النهروان ينسب إليها أبو محمد دعوان بن عليّ بن حمّاد الجبّائي المقري الضرير، روى عن أبي الخطّاب ابن البطر وأبي عبد الله النعالي. وجبّــى أيضا:
قرية قرب هيت قال أبو عبد الله الدّبيثي: منها أبو عبد الله محمد بن أبي العزّ بن جميل، ولد بقرية تعرف بجبّى من نواحي هيت، وقدم بغداد صبيّا واستوطنها، وقرأ بها القرآن المجيد والفرائض والأدب والحساب، وسمع الحديث من جماعة، منهم: أبو الفرج بن كليب وطبقته، وقال الشعر وأجاده، وخدم في عدّة خدم ديوانية، ثم تولّى صدريّة المخزن المعمور بعد عزل أبي الفتوح بن عضد الدين ابن رئيس الرؤساء في عاشر ذي القعدة سنة 605 مضافا إلى أعمال أخر، ثم عزل في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 611، وتوفي في النصف من شعبان سنة 616.

الإرادة

الإرادة:
[في الانكليزية] Will
[ في الفرنسية] Volonte
هي في اللغة نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه. والنزوع الاشتياق، والميل المحبة والقصد، فعطف الميل على النزوع للتفسير. قيل وفائدته الإشارة إلى أنها ميل غير اختياري، ولا يشترط في الميل أن يكون عقيب اعتقاد النفع كما ذهب إليه المعتزلة، بل مجرد أن يكون حاملا على الفعل بحيث يستلزمه، لأنه مخصّص للوقوع في وقت ولا يحتاج إلى مخصّص آخر. وقوله بحيث متعلق بالميل، و [معنى] حمل الميل للنفس على الفعل جعلها متوجهة لإيقاعه. وتقال أيضا للقوة التي هي مبدأ النزوع، وهي الصفة القائمة بالحيوان التي هي مبدأ الميل إلى أحد طرفي المقدور.
والإرادة بالمعنى الأول أي بمعنى الميل الحامل على إيقاع الفعل وإيجاده تكون مع الفعل وتجامعه وأن تقدم عليه بالذات، وبالمعنى الثاني أي بمعنى القوة تكون قبل الفعل، وكلا المعنيين لا يتصوّر في إرادته تعالى. وقد يراد بالإرادة مجرد القصد عرفا، ومن هذا القبيل إرادة المعنى من اللفظ. وقال الإمام: لا حاجة إلى تعريف الإرادة لأنها ضرورية، فإنّ الإنسان يدرك بالبداهة التفرقة بين إرادته وعلمه وقدرته وألمه ولذّته.
وقال المتكلّمون إنها صفة تقتضي رجحان أحد طرفي الجائز على الآخر لا في الوقوع بل في الإيقاع، واحترز بالقيد الأخير عن القدرة، كذا ذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا في أوائل سورة البقرة. وقال في شرح المواقف: الإرادة من الكيفيات النفسانية، فعند كثير من المعتزلة هي اعتقاد النفع أو ظنه. قالوا إن نسبة القدرة إلى طرفي الفعل على السوية، فإذا حصل اعتقاد النفع أو ظنه في أحد طرفيه ترجّح على الآخر عند القادر وأثّرت فيه قدرته.
وعند بعضهم الاعتقاد أو الظنّ هو المسمّى بالداعية. وأما الإرادة فهي ميل يتبع ذلك الاعتقاد أو الظنّ، كما أن الكراهة نفرة تتبع اعتقاد الضرر أو ظنه، فإنّا نجد من أنفسنا بعد اعتقاد أنّ الفعل الفلاني فيه جلب أو دفع ضرر ميلا إليه مترتبا على ذلك الاعتقاد، وهذا الميل مغاير للعلم بالنفع أو دفع الضرر ضرورة.
وأيضا فإن القادر كثيرا ما يعتقد النفع في فعل أو يظنه، ومع ذلك لا يريده ما لم يحصل له هذا الميل.
وأجيب عن ذلك بأنّا لا ندّعي أنّ الإرادة اعتقاد النفع أو ظنه مطلقا، بل هي اعتقاد نفع له أو لغيره ممن يؤثر خيره بحيث يمكن وصوله إلى أحدهما بلا ممانعة مانع من تعب أو معارضة. والميل المذكور إنما يحصل لمن لا يقدر على الفعل قدرة تامة، بخلاف القادر التام القدرة، إذ يكفيه العلم والاعتقاد على قياس الشوق إلى المحبوب، فإنه حاصل لمن ليس واصلا إليه دون الواصل إذ لا شوق له.
وعند الأشاعرة هي صفة مخصّصة لأحد طرفي المقدور بالوقوع في وقت معين، والميل المذكور ليس إرادة، فإن الإرادة بالاتفاق صفة مخصّصة لأحد المقدورين بالوقوع، وليست الإرادة مشروطة باعتقاد النفع أو بميل يتبعه، فإن الهارب من السبع إذا ظهر له طريقان متساويان في الإفضاء إلى النجاة فإنه يختار أحدهما بإرادته ولا يتوقف في ذلك الاختيار على ترجيح أحدهما لنفع يعتقده فيه ولا على ميل يتبعه انتهى. وفي البيضاوي والحق أنّ الإرادة ترجيح أحد مقدوريه على الآخر وتخصيصه بوجه دون وجه، أو معنى يــوجب هذا الترجيح، وهي أعم من الاختيار، فإنه ميل مع تفضيل انتهى. أي تفضيل أحد الطرفين على الآخر كأنّ المختار ينظر إلى الطرفين والمريد ينظر إلى الطرف الذي يريده، كذا في شرح المقاصد. والمراد من الميل مجرّد الترجيح لا مقابل النفرة.

وقال الخفّاجي في حاشيته ما حاصله: إن هذا مذهب أهل السنّة، فهي صفة ذاتية قديمة وجودية زائدة على العلم ومغايرة له وللقدرة.
وقوله بوجه الخ، احتراز عن القدرة، فإنّها لا تخصّص الفعل ببعض الوجوه، بل هي موجدة للفعل مطلقا، وليس هذا معنى الاختيار كما توهم، بل الاختيار الميل أي الترجيح مع التفضيل، وهو أي التفضيل كونه أفضل عنده ممّا يقابله لأن الاختيار أصل وضعه افتعال من الخير. ولذا قيل: الاختيار في اللغة ترجيح الشيء وتخصيصه وتقديمه على غيره وهو أخصّ من الإرادة والمشيئة. نعم قد يستعمل المتكلمون الاختيار بمعنى الإرادة أيضا حيث يقولون إنه فاعل بالاختيار وفاعل مختار. ولذا قيل: لم يرد الاختيار بمعنى الإرادة في اللغة، بل هو معنى حادث، ويقابله الإيجاب عندهم، وهذا إمّا تفسير لإرادة الله تعالى أو لمطلق الإرادة الشاملة لإرادة الله تعالى؛ وعلى هذا لا يرد عليه اختيار أحد الطريقين المستويين، وأحد الرغيفين المتساويين للمضطر لأنّا لا نسلّم ثمّة أنّه اختيار على هذا، ولا حاجة إلى أن يقال إنه خارج عن أصله لقطع النظر عنه. وقد أورد على المصنّف أنّ الإرادة عند الأشاعرة الصفة المخصّصة لأحد طرفي المقدور وكونها نفس الترجيح لم يذهب إليه أحد. وأجيب بأنه تعريف لها باعتبار التعلّق، ولذا قيل: إنها على الأول مع الفعل وعلى الثاني قبله، أو أنه تعريف لإرادة العبد انتهى.
ثم اعلم أنّه قال الشيخ الأشعري وكثير من أصحابه: إرادة الشيء كراهة ضدّه بعينه، والحق أن الإرادة والكراهة متغايرتان، وحينئذ اختلفوا، فقال القاضي أبو بكر والغزالي: إنّ إرادة الشيء مع الشعور بضدّه يستلزم كون الضدّ مكروها عند ذلك المريد، فالإرادة مع الشعور بالضدّ مستلزمة لكراهة الضدّ، وقيل لا تستلزمها، كذا في شرح المواقف.
وعند السالكين هي استدامة الكدّ وترك الراحة كما في مجمع السلوك. قال الجنيد:
الإرادة أن يعتقد الإنسان الشيء ثم يعزم عليه ثم يريده. والإرادة بعد صدق النيّة، قال عليه الصلاة والسلام: «لكل امرئ ما نوى» كذا في خلاصة السلوك. وقيل الإرادة الإقبال بالكليّة على الحقّ والإعراض عن الخلق، وهي ابتداء المحبة كذا في بعض حواشي البيضاوي.

فائدة:
الإرادة مغايرة للشهوة، فإن الإنسان قد يريد شرب دواء كريه فيشربه ولا يشتهيه، بل يتنفّر عنه، وقد تجتمعان في شيء واحد فبينهما عموم من وجه. وكذا الحال بين الكراهة والنفرة إذ في الدواء المذكور وجدت النفرة دون الكراهة المقابلة للإرادة، وفي اللذيذ الحرام يوجد الكراهة من الزهاد دون النفرة الطبعية، وقد تجتمعان أيضا في حرام منفور عنه.

فائدة:
الإرادة غير التمنّي فإنها لا تتعلّق إلّا بمقدور مقارن لها عند أهل التحقيق، والتمنّي قد يتعلّق بالمحال الذاتي وبالماضي: وقد توهم جماعة أن التمني نوع من الإرادة حتى عرّفوه بأنه إرادة ما علم أنه لا يقع أو شكّ في وقوعه. واتفق المحققون من الأشاعرة والمعتزلة على أنهما متغايران.

فائدة:
الإرادة القديمة تــوجب المراد، أي إذا تعلّقت إرادة الله تعالى بفعل من أفعال نفسه لزم وجود ذلك الفعل وامتنع تخلّفه عن إرادته اتفاقا من الحكماء وأهل الملّة. وأمّا إذا تعلّقت بفعل غيره ففيه خلاف. المعتزلة القائلين بأن معنى الأمر هو الإرادة فإنّ الأمر لا يــوجب وجود المأمور به كما في العصاة.
وأمّا الإرادة الحادثة فلا تــوجبــه اتفاقا، يعني أنّ إرادة أحدنا إذا تعلّقت بفعل من أفعاله فإنها لا تــوجب ذلك المراد عند الأشاعرة، وإن كانت مقارنة له عندهم، ووافقهم في ذلك الجبائي وابنه وجماعة من المتأخرين من المعتزلة. وجوّز النّظام والعلّاف وجعفر بن حرب وطائفة من قدماء معتزلة البصرة إيجابها للمراد إذا كانت قصدا إلى الفعل، وهو أي القصد ما نجده من أنفسنا حال الإيجاد، لا عزما عليه، ليقدم العزم على الفعل، فلا يتصوّر إيجابه إياه؛ فهؤلاء أثبتوا إرادة متقدّمة على الفعل بأزمنة هي العزم ولم يجوّزوا كونها مــوجبــة، وإرادة مقارنة له هي القصد وجوّزوا إيجابها إياه. وأمّا الأشاعرة فلم يجعلوا العزم من قبيل الإرادة، بل أمرا مغايرا لها.
اعلم أنّ العلماء اختلفوا في إرادته تعالى، فقال الحكماء: إرادته تعالى هي علمه بجميع الموجودات من الأزل إلى الأبد، وبأنه كيف ينبغي أن يكون نظام الوجود حتى يكون على الوجه الأكمل، وبكيفية صدوره عنه تعالى حتى يكون الموجود على وفق المعلوم على أحسن النّظام، من غير قصد وشوق، ويسمون هذا العلم عناية. قال ابن سينا: العناية هي إحاطة علم الأول تعالى بالكلّ وبما يجب أن يكون عليه الكلّ حتى يكون على أحسن النظام، فعلم الأول بكيفية الصواب في ترتيب وجود الكلّ منبع لفيضان الخير والجود في الكلّ من غير انبعاث قصد وطلب من الأول الحقّ. وقال أبو الحسين وجماعة من رؤساء المعتزلة كالنّظام والجاحظ والعلّاف وأبي القاسم البلخي وو محمود الخوارزمي: إرادته تعالى علمه بنفع في الفعل، وذلك كما يجده كلّ عاقل من نفسه إن ظنّه، أو اعتقاده لنفع في الفعل، يــوجب الفعل؛ ويسميه أبو الحسين بالداعية، ولما استحال الظنّ والاعتقاد في حقّه تعالى انحصرت داعيته في العلم بالنفع. ونقل عن أبي الحسين وحده أنّه قال: الإرادة في الشاهد زائدة على الدّاعي، وهو الميل التّابع للاعتقاد أو الظنّ.

وقال الحسين النّجّار: كونه تعالى مريدا أمر عدميّ، وهو عدم كونه مكرها ومغلوبا، ويقرب منه ما قيل: هي كون القادر غير مكره ولا ساه.

وقال الكعبي: هي في فعله العلم بما فيه من المصلحة، وفي فعل غيره الأمر به.
وقال أصحابنا الأشاعرة ووافقهم جمهور معتزلة البصرة: إنها صفة مغايرة للعلم والقدرة، تــوجب تخصيص أحد المقدورين بالوقوع بأحد الأوقات، كذا في شرح المواقف. ويقرب منه ما قال الصوفية على ما وقع في الإنسان الكامل من أنّ الإرادة صفة تجلّي علم الحقّ على حسب المقتضى الذاتي، وذلك المقتضى هو الإرادة، وهي تخصيص الحقّ تعالى لمعلوماته بالوجود على حسب ما اقتضاه العلم، فهذا الوصف فيه يسمّى إرادة. والإرادة المخلوقة فينا هي عين إرادته تعالى، لكن بما نسبت إلينا، كان الحدوث اللازم لنا لازما لوصفنا، فقلنا بأنّ إرادتنا مخلوقة، وإلّا فهي بنسبتها إلى الله تعالى عين إرادته تعالى، وما منعها من إبراز الأشياء على حسب مطلوباتها إلّا نسبتها إلينا، وهذه النسبة هي المخلوقية، فإذا ارتفعت النسبة التي لها إلينا ونسبت إلى الحقّ على ما هي عليه انفعلت بها الأشياء، فافهم. كما أنّ وجودنا بنسبته إلينا مخلوق وبنسبته إليه تعالى قديم، وهذه النسبة هي الضرورية التي يعطيها الكشف والذوق، إذ العلم قائم مقام العين، فما ثم إلّا هذا فافهم.
واعلم أنّ الإرادة الإلهية المخصّصة للمخلوقات على كل حال وهيئة صادرة عن غير علّة ولا سبب، بل بمحض اختيار إلهي، لأن الإرادة حكم من أحكام العظمة ووصف من أوصاف الألوهية، فألوهيته وعظمته لنفسه لا لعلّة، وهذا بخلاف رأي الإمام محي الدين في الفتوحات، فإنه قال: لا يجوز أن يسمّى الله تعالى مختارا فإنه لا يفعل شيئا بالاختيار، بل يفعله على حسب ما يقتضيه العالم من نفسه، وما اقتضاه العالم من نفسه إلّا هذا الوجه الذي هو عليه، فلا يكون مختارا، انتهى.
واعلم أيضا أنّ الإرادة أي الإرادة الحادثة لها تسعة مظاهر في المخلوقات، المظهر الأول هو الميل، وهو انجذاب القلب إلى مطلوبه، فإذا قوي ودام سمّي ولعا وهو المظهر الثاني.
ثم إذا اشتدّ وزاد سمّي صبابة، وهو إذا أخذ القلب في الاسترسال فيمن يحبّ فكأنّه انصبّ الماء إذا أفرغ لا يجد بدّا من الانصباب، وهذا مظهر ثالث. ثم إذا تفرّغ له بالكليّة وتمكّن ذلك منه سمّي شغفا، وهو المظهر الرابع. ثم إذا استحكم في الفؤاد وأخذه من الأشياء سمّي هوى، وهو المظهر الخامس. ثم إذا استولى حكمه على الجسد سمّي غراما، وهو المظهر السادس. ثم إذا نمى وزالت العلل المــوجبــة للميل سمّي حبّا، وهو المظهر السابع. ثمّ إذا هاج حتى يفنى المحبّ عن نفسه سمّي ودّا، وهو المظهر الثامن. ثم إذا طفح حتى أفنى المحبّ والمحبوب سمّي عشقا، وهو المظهر التاسع. انتهى كلام الإنسان الكامل.
الإرادة: صفة تــوجب للحي حالاً يقع منه الفعل على وجه دون وجه.
الإرادة: صفة تــوجب للحي حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه ولا يتعلق دائما إلا بمعدوم فإنها صفة تخصص أمرا بحصوله ووجوده، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: في الأصل قوة مركبة من شهوة وحاجة وأمل، وجعلت اسما لنزوع النفس إلى الشيء مع الحكم بأنه ينبغي أن يفعل أولا ثم يستعمل مرة في المبدأ وهو نزوع النفس إلى الشيء، وتارة في المنتهى وهو الحكم فيه بأنه استعملت في الله أريد المنتهى دون المبدأ لتعاليه عن معنى النزوع، فمعنى أراد الله كذا حكم فيه أنه كذا وليس كذا، وقد يراد بالإرادة معنى الأمر نحو أريد منك كذا ومعنى القصد نحو {نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا} .
وعند الصوفية الإرادة ترك العادة، وهي بدء طريق السالكين وأول منازل القاصدين وقيل هو توديع الوسادة وأن يحمل من الوقت زاده وأن يألف سهاده وأن يهجر رقاده، وقيل: لوعة تهون كل روعة.

القُفْسُ

القُفْسُ:
بالضم ثم السكون، والسين المهملة، وأكثر ما يتلفّظ به غير أهله بالصاد، وهو اسم عجميّ، وهو بالعربية جمع أقفس، وهو اللئيم مثل أشهل وشهل، قال الليث: القفس جيل بكرمان في حيالها كالأكراد يقال لهم القفس والبلوص، قال الراجز يذكره والمشتقّ منه:
وكم قطعنا من عدوّ شرس ... زطّ وأكراد وقفس قفس
قال الرّهني: القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم، وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضا عندهم وفي قدرتهم، ثم فتحت كرمان على عهد عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فلم يظهر لأحد منهم من ذلك الزمان إلى هذا الزمان ما يــوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد، ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلّى مسلم إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم، وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه، قال الرّهني: وإني وجدت الرحمة في الإنسان وإن تفاوت أهلها فيها فليس أحد منهم يعرى من شيء منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق اللذين جعلا سببا للأمر والزجر ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة ولذلك في هذه الخلة التي كأنها في الإنسان صفة لازمة كالضحك فلم أجد في القفس منها قليلا ولا كثيرا، فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزا ولو جعلناهم من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يغزى ويدعى ويؤمر وينهى إذا ما كان على ما بان لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح إلى سياسة سائس ولا دعوة داع وهداية هاد ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر كأن السبع الذي يقتل في الحرم والحلّ وفي السرق والأمن ولا يستبقى للاستصلاح
والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الارعواء عن الجهالة والنزوع من البطالة والانتقال من حالة إلى حالة، قال: وولد مالك بن فهم ثمانية:
فراهيد والخمام والهناءة ونوى والحارث ومعن وسليمة وجذيمة الأبرش بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، قال:
والمتمرد من ولد عمرو بن عامر بوادي سبا هو جد القفس، وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم وهو الفار من إخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلى ساحل العجم مما يلي مكران والقاطن بعد في تلك الجبال، قال الرّهني: وأردنا بذكر هذه الأمور التي بينّاها من القفس لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية ولا إسلام ديانة يعتمدونها، وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، لا لعقد ديانة ولكن لأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره واستبشارهم عند وصفه، قال البشاري: الجبال المذكورة بكرمان جبال القفص والبلوص والقارن ومعدن الفضة، وجبــال القفص شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار وشرقيها الاخواس ومفازة بين القفص ومكران وغربيها البلوص ونواحي هرمز، ويقال إنها سبعة أجبل وإن بها نخلا كثيرا وخصبا ومزارع وإنها منيعة جدّا والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة يزعمون أنهم عرب، وهم مفسدون في الأرض، وبين أقاليم الأعاجم مفازة وجبــال ليس بها نهر يجري ولا رستاق ولا مدينة مشهورة يسكنها الذّعّار صعبة المسلك، وفيها طرق تسلك من بعض النواحي إلى بعض فلذلك قد عمل فيها حياض ومصانع أكثرها من خراسان وبعضها من كرمان وفارس والجبال والسند وسجستان، والذعّار بها كثير لأنهم إذا قطعوا في عمل هربوا إلى الآخر وكمنوا في كركس كوه وسياه كوه حيث لا يقدر عليهم وليس بها من المدن المعروفة إلا سفند، وهي من حدود سجستان، ويحيط بهذه الجبال والمفاوز الموحشة من المدن المعروفة من كرمان خبيص ونرماسير، ومن فارس يزد وزرند، ومن أصبهان إلى أردستان والجبال قمّ وقاشان، ومن قوهستان طبس وقائن، ومن قومس بيار، قال: ومثلها مثل البحر كيف ما شئت فسر إذا عرفت السمت لأن طرقها مشتهرة مطروقة، قال: وقد خرجنا من طبس نريد فارس فمكثنا فيها سبعين يوما نعدل من ناحية إلى ناحية نقع مرة في طريق كرمان وتارة نقرب من أصبهان فرأيت من الطرق والمعارج ما لا أحصيه، وفي هذه الجبال صرود وجروم ونخيل وزروع، ورأيت أسهلها وأعمرها طريق الرّيّ وأصعبها طريق فارس وأقربها طريق كرمان، وكلها مخيفة من قوم يقال لهم القفص يسيرون إليها من جبال لهم بكرمان، وهم قوم لا خلاق لهم وجوههم وحشة وقلوبهم قاسية وفيهم بأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بأخذ المال وإنما يقتلون صاحبه، وكل من ظفروا به قتلوه بالأحجار كما تقتل الحيات، يمسكون رأس الرجل ويضعونه على بلاطة ويضربونه بالحجارة حتى يتفدّغ، وسألتهم: لم تفعلون ذلك؟ فقالوا: حتى لا تفسد سيوفنا، فلا يفلت منهم أحد إلا نادرا، ولهم مكامن وجبــال يمتنعون بها، وقتالهم بالنشاب ومعهم سيوف، وكان البلوص شرّا منهم فتتبعهم عضد الدولة حتى أفناهم وصمد لهؤلاء فقتل منهم كثيرا وشرّدهم ولا يزال أبدا عند المتملك على فارس رهائن منهم كلما ذهب قوم استعاد قوما، وهم أصبر خلق الله على
الجوع والعطش وأكثر زادهم شيء يتخذونه من النّبق ويجعلونه مثل الجوز يتقوتون به، ويدّعون الإسلام وهم أشد على المسلمين من الروم والترك، ومن رسمهم أنهم إذا أسروا رجلا حملوه على العدو معهم عشرين فرسخا حافي القدم جائع الكبد، وهم مع ذلك رجّالة لا رغبة لهم في الدواب والركوب وربما ركبوا الجمّازات، وحدثني رجل من أهل القرآن وقع في أيديهم قال: أخذوا مرة فيما أخذوا من المسلمين كتبا فطلبوا في الأسارى رجلا يقرأ لهم فقلت أنا، فحملوني إلى رئيسهم فلما قرأت الكتب قرّبني وجعل يسألني عن أشياء إلى أن قال لي: ما تقول فيما نحن فيه من قطع الطريق وقتل النفس؟ فقلت: من فعل ذلك استــوجب من الله المقت والعذاب الأليم في الآخرة، فتنفس نفسا عاليا وانقلب إلى الأرض واصفرّ وجهه ثم أعتقني مع جماعة، وسمعت بعض التجار يقول:
إنهم إنما يستحلون أخذ ما يأخذونه بتأويل أنها أموال غير مزكاة وأنهم محتاجون إليه فأخذها واجب عليهم وحقّ لهم.

ضمن

(ضمن) الشَّيْء الْوِعَاء وَنَحْوه جعله فِيهِ وأودعه إِيَّاه وَفُلَانًا الشَّيْء جعله يضمنهُ وألزمه

ضمن


ضَمِنَ(n. ac. ضَمْن
ضَمَاْن)
a. [acc.
or
Bi], Guaranteed, became surety, responsible
accountable for.
b. Learned, acquired a knowledge of.
c. Ailed.
d. [ coll. ], Hired, farmed (
vineyard & c. ).
ضَمَّنَa. Made responsible, accountable for.
b. Put, inserted into, enclosed in; introduced into; made
to include, comprise, imply.
c. [ coll. ], Let out on hire.

تَضَمَّنَa. Held, contained; included, comprised; implied.
b. see I (a)
& VII.
إِنْضَمَنَ
a. [ coll. ], Was farmed out, let
out on hire.
ضِمْنa. Interior, inside.
b. Contents.

ضَمَنa. Indisposition, ailment.

ضَمِنa. Ailing, indisposed.

ضَاْمِنa. Accountable, responsible, answerable; surety
bail.
b. [ coll. ], Tenant-farmer.

ضَمَاْنa. Surety, guarantee; suretyship; responsibility
accountability, amenability; liability;
indemnification.
c. see 4
ضَمَاْنَةa. see 4
ضَمِيْنa. see 21 (a)
N. P.
ضَمڤنَ
(pl.
مَضَاْمِيْنُ)
a. Contents; purport, tenor, drift.

N. P.
ضَمَّنَa. Unfinished, incomplete ( sentence & c. ); implied (word); incidental
dependent (sentence).
ضمن: ضمن، ضمن الخسارة: كفل الخسارة (بوشر)
ضمنه: صار كفيلاً له. ففي رحلة ابن جبير (ص 75): ضمن الحاجُّ بعضهم بعضاً (ص 77، الكالا ونجد في تاريخ الجاهلية لأبي الفداء (ص 52)).
وأعلن يوحنا للنبطيين أنهم سيعاقبون إن لم يتركوا الوثنية، وضمن ذلك عن ربه عز وجل.
ضمن: تكفل بعمل شيء أخذ على نفسه عمل شيء لآخر، تعهد بعمل شيء وله (بوشر، الكالا) ففي النويري (الأندلسي ص474): ضمن له أن يُقاتل بين يديه.
ضمن: التزم مزرعة، عقد إيجار مزرعة. ويقال: ضمن بثمن (معجم الطرائف، ابن جبير ص306) مملوك 2، 2: 164).
ضَمَّن: ضَمَّن الخسارة: كفل الخسارة (بوشر).
ضَمَّن: أجر مزرعة (بوشر) همبرت ص177، هلو، ابن بطوطة 2: 65).
أضمن: ضَمن، كفل (الكالا).
تضمَّن له: جعله ضامناً له ومسؤولاً عنه، ففي كتاب ابن القوطية (ص 12ق): استخلفه في القصر وتضمَّنه له.
تضمَّن: أوجب، تطلب (فوك) وقد ترجمها باقتضى واستدعى.
انضمن: ضُمِن، كُفِل (فوك).
ضَمّان: يجمع على ضمانات (الثعالبي لطائفه من 62، معجم الطرائف، المقري 1: 130).
بضمان بعضهم: بتضامنهم (بوشر).
وفي قلائد العقبان (ص58).
ضمان على الأيّام أن أبلغ المنى ... إذا كنت في ودى مِسرًّا ومُعلِنا
أي لقد تكفل لي القدر أن أبلغ غاية ما أتمناه.
ضمان: جباية، تعاقد يمنح به الملك شخصاً حق جباية بعض الضرائب (معجم الطرائف، المقري 1: 130). وفي مملوك (2، 2: 164) خمّارات عليها ضمان للنائب، أي خمارات يجبي منها ضرائب للنائب.
ضَمَانَة: كفالة، تأمين (بوشر).
ضَمَانَة: بوليصة، وثيقة تأمين، وهي من مصطلح التجارة (بوشر).
ضمانة بضائع: قسط يدفعه المؤمَّن للمؤمِّن.
قسط تأمين بضائع معرضة للتلف (بوشر).
ضمانة شرعية بيمين: ضمان مؤيد بيمين، يمين يقسمه الشخص أمام القضاء بأن يحضر أمام القضاء بنفسه أو يحضر شيئاً تكفل به (بوشر).
ضمانة بنفسه أو يحضر شيئاً تكفل به (بوشر).
ضمانة في ظهر تمسك: ضمان احتياطي توقيع على سند نظم لشخص آخر، وتعهد بالدفع عنه (بوشر).
ضامن: تجمع على ضُمن (معجم البلاذري)
وضُمَّان (ابن جبير) وضُمناء (بوشر).
ضامن: موقع على ظه سند (بوشر).
بدء ضامن: يحتاج إلى كفيل، مرتاب به، من يحذر منه ويشك به (بوشر).
ضامِن: أكّار، مزارع، مستأجر الزرعة (دي ساسي طرائف 1: 203، مملوك 1، 1: 17 236، ابن جبير ص63، 306).
ضامِن: غني، ثري، له اعتبار ومال (الكالا) وهي مرادف: مُرَفَّه، وراجل بخير.
ضامِن: قلادة الفلاحات (ميهرن ص31).
ضامنة: غُلّ، طوق حديدي كان يوضع في رقبة الجاني. (ميهرن ص21).
ضامن الغيمان (ألف ليلة برسل 5: 107) لابد أنها تعني مستأجر بيت البغاء (في طبعة ماكن: صاحب الفتيات) والكلمة الأخيرة محرفة من دون شك.
مُضَمّن: خلاصة، تلخيص (الكالا).
مُضَمّن: خاتمة، نتيجة (الكالا) وانظرها في مادة فصد.
مَضْمُون: خلاصة، موجز، ملخّص، مختصر، مجمل (بوشر).
ضمن
الضِّمْنُ والضَّمَانُ: واحِدٌ. والضَّمِيْنُ: الكَفِيْلُ الضّامِنُ. والقَبْرُ ضامِنٌ، يُقال: تَضَمَّنَتْه الرَّحِمُ؛ وتَضمَّنَه القَبْرُ. والضّامِنَةُ من كُلِّ بَلْدَةٍ: ما يُضَمَّنُ وَسَطُها. والمُضَمَّن من الشِّعْرِ: ما لم تَتِمَّ مَعَاني قَوافيه إلا في البَيْتِ الذي بَعْدَه. وكذلك المُضَمَّن الأصْوَاتِ. والضَّمِنُ: الذي به زَمَانَةٌ في جَسَدِه، والاسْمُ الضَّمَنُ. والضَمَانُ: هو الداءُ نَفْسُه. وفي الحَدِيث: " مَنِ اكْتَتَبَ ضَمِناً يَضَنُّ بمالِه بَعَثَه اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ضَمِناً ". والضمامِنَةُ من النَّخْلِ في الحَدِيث: ما تَضَمَّنَها أمْصَارُهم وقُرَاهم، وهو ما دَخَلَ في العِمَارَة.
ض م ن: (ضَمِنَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ (ضَمَانًا) كَفَلَ بِهِ
فَهُوَ (ضَامِنٌ) وَ (ضَمِينٌ) . وَ (ضَمَّنَهُ) الشَّيْءَ (تَضْمِينًا) (فَتَضَمَّنَهُ) عَنْهُ مِثْلُ غَرَّمَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ فِي وِعَاءٍ فَقَدَ (ضَمَّنْتَهُ) إِيَّاهُ. وَ (الْمُضَمَّنُ) مِنَ الشِّعْرِ مَا (ضَمَّنْتَهُ) بَيْتًا. وَ (الْمُضَمَّنُ) مِنَ الْبَيْتِ مَا لَا يَتِمُّ مَعْنَاهُ إِلَّا بِالَّذِي يَلِيهِ. وَفَهِمْتُ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُكَ أَيْ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي ضِمْنِهِ. وَأَنْفَذْتُهُ (ضِمْنَ) كِتَابِي أَيْ فِي طَيِّهِ. وَ (الضَّمَانَةُ) الزَّمَانَةُ. وَقَدْ (ضَمِنَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (ضَمِنٌ) أَيْ زَمِنٌ مُبْتَلًى. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنِ اكْتَتَبَ ضَمِنًا بَعَثَهُ اللَّهُ ضَمِنًا» أَيْ مَنْ كَتَبَ نَفْسَهُ فِي دِيوَانِ الزَّمْنَى. وَ (الضَّامِنَةُ) مِنَ النَّخِيلِ مَا يَكُونُ فِي الْقَرْيَةِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ حَارِثَةَ. وَ (الْمَضَامِينُ) مَا فِي أَصْلَابِ الْفُحُولِ. 
ضمن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عَمْرو -] أَنه قَالَ: من اكْتَتَبَ ضَمِنًا بَعثه الله ضَمِنًا يَوْم الْقِيَامَة. [قَالَ أَبُو عَمْرو والأحمر وَغَيرهمَا: قَوْله: ضَمِنًا -] الضَمِن الَّذِي بِهِ الزمانة فِي جَسَده من بلَاء أَو كَسْر أَو غَيره وأَنْشدني الْأَحْمَر:

[المنسرح]

مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً ... أَشْكُو إِلَيْكُم حُمُوَّةَ الألَمِ

[حُمُوَّةَ من الحَامي -] [وَالِاسْم من هَذَا الضمن وَالضَّمان وَقَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ وَكَانَ قد أَصَابَهُ بعض ذَلِك فِي نَفسه فَقَالَ:

(الطَّوِيل)

إِلَيْك إِلَه الخَلْق أرفع رغبتي ... عِياذا وخَوْفا أَن تُطِيْلُ ضَمانيا

فالضَمان هُوَ الدَّاء. قَالَ أَبُو عبيد: وَمعنى الحَدِيث أَن يَكْتَتِبَ الرجل أنّ بِهِ زمانة وَلَيْسَت بِهِ اعتلالا بذلك ليتخلّف عَن الْغَزْو] .
ض م ن : ضَمِنْتُ الْمَالَ وَبِهِ ضَمَانًا فَأَنَا ضَامِنٌ وَضَمِينٌ الْتَزَمْتُهُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ ضَمَّنْتُهُ الْمَالَ أَلْزَمْتُهُ إيَّاهُ قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ الضَّمَانُ مَأْخُوذٌ مِنْ الضَّمِّ وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ جِهَةِ الِاشْتِقَاقِ لِأَنَّ نُونَ الضَّمَانِ أَصْلِيَّةٌ وَالضَّمُّ لَيْسَ فِيهِ نُونٌ فَهُمَا مَادَّتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ وَضَمَّنْتُ الشَّيْءَ كَذَا جَعَلْتُهُ مُحْتَوِيًا عَلَيْهِ فَتَضَمَّنَهُ أَيْ فَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ وَاحْتَوَى وَمِنْهُ ضَمَّنَ اللَّهُ أَصْلَابَ الْفُحُولِ النَّسْلَ فَتَضَمَّنَتْهُ أَيْ ضَمِنَتْهُ وَحَوَتْهُ وَلِهَذَا قِيلَ لِلْوَلَدِ الَّذِي يُولَدُ مَضْمُونٌ لِأَنَّهُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ وَجَازَ أَنْ يُقَالَ مَضْمُونَةٌ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى نَسَمَةٍ كَمَا قِيلَ
مَلْقُوحَةٌ وَالْجَمْعُ مَضَامِينُ وَتَضَمَّنَ الْكِتَابُ كَذَا حَوَاهُ وَدَلَّ عَلَيْهِ وَتَضَمَّنَ الْغَيْثُ النَّبَاتَ أَخْرَجَهُ وَأَزْكَاهُ وَضَمِنَ ضَمَنًا فَهُوَ ضَمِنٌ مِثْلُ زَمِنَ زَمَنًا فَهُوَ زَمِنٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ ضَمْنَى مِثْلُ زَمْنَى وَالضَّمَانَةُ مِثْلُ الزَّمَانَةِ وَفِي ضِمْنِ كَلَامِهِ أَيْ فِي مَطَاوِيهِ وَدَلَالَتِهِ. 
[ضمن] ضمنت الشئ ضمانا: كفلت به، فأنا ضامِنٌ وضَمينٌ. وضَمَّنْتُهُ الشئ تضمينا فتضمنه عنى، مثل غرمته. وكل شئ جعلته في وعاء فقد ضمَّنْتَهُ إياه. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً. والمضَمَّنُ من البيت: ما لا يتمُّ معناه إلا بالذي يليه. وفهمت ما تَضَمَّنَهُ كتابُكَ، أي ما اشْتمل عليه وكان في ضِمْنِهِ. وأنفَذْتُهُ ضِمْنَ كتابي، أي في طيِّه. والضُمْنَةُ بالضم، من قولك: كانت ضُمْنَةُ فلانٍ أربعةَ أشهرٍ، أي مرضه. ورجلٌ ضَمِنٌ، وهو الذي به الزمانَة في جسَده من بلاءٍ أو كَسْرٍ أو غيره. وأنشد الأحمر: ما خِلتُني زِلْتُ بعدكُمْ ضِمْناً * أشكو إليكم حُمُوَّةَ الألَمِ والاسم الضَمَنُ والضَمان. قال ابن أحمر وكان قد سقى بطنه: إليك إله الخلق أرفَعُ رغبتي * عِياذاً وخوفاً أن تُطيل ضَمانِيا والضَمانَةُ: الزَمانَةُ. وقد ضَمِنَ الرجل بالكسر ضَمَناً، فهو ضَمِنٌ، أي زَمِنٌ مُبْتَلًى. وفى الحديث: " من اكتتب ضمنا بعثه الله ضمنا "، أي من كتب نفسه في ديوان الضمنى، أي الزمنى. والضامِنَةُ من النخيل: ما تكون في القرية. وفى الحديث أنه عليه الصلاة والسلام كتب لحارثة بن قطن ومن بدومة الجندل من كلب: " أن لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل ". فالضاحية هي الظاهرة التى في البر من النخل. والبعل: الذى يشرب بعروقه من غير سقى. والضامنة: ما تضمنها أمصارهم وقراهم من النخل. والمضامين: ما في أصلاب الفحول. ونهى عن بيع المضامين والملاقيح.
باب الضاد والنون والميم معهما ض م ن يستعمل فقط

ضمن: الضَّمْنُ والضَّمانُ واحدٌ، والضَّمينُ: الضامِنُ. وكلُّ شيءٍ أحرِزَ فيه شيءٌ فقد ضُمِّنَه، [وأنشد:

ليس لِمَنْ ضُمِّنَه تَربيتُ

أي ليس للذي يُدفَنُ في القَبْر تَرْبيتٌ أي لا يُربِّيه القَبْرُ] . وتضَمَّنَتْه الأرض والقَبْرُ والرَّحِمُ، وضَمَّنْتُه القَبْرَ، قال:

كأنْ لم يكن منها مَقيلاً ولم يَعِشْ ... بها ساكناً أو ضُمِّنَتْه المَقابِرُ

والمُضَمَّنُ من الشِّعْر: ما لم يَتِمَّ معنى قوافيه إِلاّ في الذي قبلهَ أو بعدَه كقوله:

يا ذا الذي في الحُبِّ يَلحَى أمَا ... واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كَمَا

عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخيمٍ لَمَا

وهي أيضاً مَشطورة مُضَمَّنَةٌ، أي ألْقِيَ من كُلِّ بَيْتِ نِصّفٌ وبُنِيَ على نصْف. وكذلك المُضَمَّنُ من الأصوات، تقول للانسان: قِفْ (قُلَى) بإشمام اللام الحركة، وعلى فعلْ بتسكين العَيْن وتحريك اللاّم، فيقال: هذا صوت مُضَمَّنٌ لا يُستَطاع الوقوفُ عليه حتى يوُصَل بشَمِّه (كذا) . والضامنة من كلّ بَلَدٍ: ما تَضَمَّنَ وسطها. والضَّمِنُ: الذي به زَمانةٌ من بَلاءٍ أو كسر ونحوهِ،

وفي الحديث : ومن اكتَتَبَ ضَمنِاً بَعَثَه اللهُ ضَمِناً يومَ القِيامة.

والضَّمانُ هو الدّاءُ نفسُه، قال ابن أحمر:

اليكَ إلهَ الخَلْقِ أرفَعُ رَغْبَتي ... عِياذاً وخَوفاً أن تُطيل ضَمانِيا

والمصدر الضَّمَنُ. وذلك أنّه قد أصابَه بعض ذلك في جَسَده. والمَضامين من الأولاد: التي ضَمِنَتْها الأرحام. ونُهِيَ عن المَضامين والمَلاقيحِ وحَبَلِ الحَبَلة ، وقال الشاعر في الضّمِن:

ما خِلْتُني زِلْتُ بعدَكُم ضَمِناً ... أشكُو إِليكُم حموة الألم  

ضمن

1 ضَمِنَ الشَّىْءَ, (IAar, S, K,) or المَالَ, (Mgh, Msb,) and ضَمِنَ بِهِ, (Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ضَمَانٌ (IAar, S, Msb, K) and ضَمْنٌ, (K,) He was, or became, responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, (S, Mgh, K,) for the thing, (S, K,) or for the property: (Mgh:) or he made himself responsible, &c., for it; syn. اِلْتَزَمَهُ; (Msb;) and so, in this sense, ↓ تضمّنهُ, (S, * K,) quasi-pass. of ضَمَّنَهُ: (S, K:) [as though he had it within his grasp, or in his possession; for] the primary signification of الضَّمَانُ is التَّحْصِيلُ: (Msb:) some of the lawyers say that it is from الضَّمُّ; but this is a mistake; (Msb, TA;) for the ن is radical. (Msb.) And ضَمِنَ لَهُ كَذَا He was, or became, responsible, &c., to him for such a thing. (MA.) And ضَمِنَ المَالَ مِنْهَ He was, or became, responsible, &c., to him for the property [received from him]. (Mgh.) b2: See also 5, in four places. b3: ضَمِنَهُ signifies also (assumed tropical:) He learned it; acquired a knowledge of it. (TA.) A2: And ضَمِنَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ضَمَنٌ, (S, Msb, K, *) (assumed tropical:) He (a man, S) had, or was affected with, a malady of long continuance, or such as crippled him; (S, Msb, K;) was afflicted in his body (S, * K, TA) by some trial, or fracture, or other ailment. (S, * TA.) And ضَمِنَتْ يَدُهُ, inf. n. ضَمَانَةٌ, (assumed tropical:) His arm, or hand, was affected with a malady of long continuance, or such as crippled. (Fr, TA.) 2 ضمّنهُ الشَّىْءَ, (S, MA, K,) or المَالَ, (Mgh, Msb,) inf. n. تَضْمِينٌ, (S,) He made him to be responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, (S, MA, Mgh, Msb, K,) for the thing, (S, MA, K,) or for the property. (Mgh, Msb.) [See an ex. in a verse cited voce مُعَبَّدٌ.] b2: ضَمَّنْتُ الشَّىْءَ كَذَا I made the thing to comprise, comprehend, or contain, such a thing. (Msb.) Hence, ضَمَّنَ اللّٰهُ أَصْلَابَ الفُحُولِ النَّسْلَ [God has made the loins of the stallions to comprise, in the elemental state, the progeny]. (Msb.) And ضمّنهُ الوِعَآءَ He put it (i. e. anything) into the receptacle. (S, K.) And ضمّن المَيِّتَ القَبْرَ He deposited the dead body in the grave. (TA.) And ضمّن الكِتَابَ كَذَا (assumed tropical:) He made the writing to comprise, or include, such a thing. (MA.) [And ضمّن الكَلَامَ كَذَا (assumed tropical:) He made, or held, the sentence, or speech, or phrase, to imply such a thing. And ضمّن الكَلِمَةَ مَعْنَى كَذَا (assumed tropical:) He made the word to imply or import, such a meaning.] b3: التَّضْمِينُ as a conventional term of those who treat of elegance of speech is (assumed tropical:) The making poetry to comprise a verse [of another poet]: (TA:) or the introducing into poetry a hemistich, or a verse, or two verses, of another poet, to complete the meaning intended, and for the purpose of corroborating the meaning, on the condition of notifying it as borrowed, beforehand, or of its being well known, so that the hearer will not imagine it to be stolen: and if it is a hemistich, or less than that, it is termed رَفْوٌ. (Har p. 267.) and as a conventional term of those who treat of versification, (assumed tropical:) The making a verse to be not complete otherwise than with what follows it. (TA.) 5 تَضَمَّنَ see 1, first sentence. b2: تضمّن الشَّىْءُ كَذَا The thing comprised, comprehended, or contained, such a thing. (Msb.) Hence, تَضَمَّنَتْ أَصْلَابُ الفُحُولِ النَّسْلَ and ↓ ضَمِنَتْهُ [The loins of the stallions comprised, in the elemental state, the progeny]. (Msb.) And تضمّن القَبْرُ المَيِّتَ The grave had the dead body deposited in it. (TA.) and تضمّن الكِتَابُ كَذَا [and ↓ ضَمِنَهُ] (assumed tropical:) The writing comprised, or included, such a thing. (S, MA, K.) And تضمّن الكَلَامُ كَذَا [and ↓ ضَمِنَهُ, as is indicated in the first sentence of this art.,] (assumed tropical:) The sentence, or speech, or phrase, comprehended, or comprised, within its scope, [or implied,] such a thing; syn. حَصَّلَهُ. (Msb.) [And تَضَمَّنَتِ الكَلِمَةُ مَعْنَى كَذَا and ↓ ضَمِنَتْهُ (assumed tropical:) The word implied such a meaning.]

ضِمْنٌ (tropical:) The طَىّ, (S, MA, K,) i. e. the inside, (MA, TK,) [lit. the folding,] of a writing, or letter. (S, MA, K, TA.) You say, أَنْفَذْتُهُ ضِمْنَ كِتَابِى i. e. فِى طَيِّهِ (tropical:) [I sent it, or transmitted it, within the folding of my writing or letter; mean-ing infolded, or enclosed, in it; included in it; or in the inside of it]. (S, TA.) And فِى ضِمْنِ كَلَامِهِ [and كِتَابِهِ] means (assumed tropical:) Among the contents, or implications, of his speech [and of his writing or letter] (فى مَطَاوِيهِ); and the indications thereof. (Msb.) A2: A thing that satisfies the stomach: thus, مَا أَغْنَى عَنِّى فُلَانٌ ضِمْنًا meansSuch a one did not stand me in stead, or supply my want, of anything, even as much as a thing that would satisfy the stomach. (IAar, TA.) ضَمَنٌ (S, K) and ↓ ضَمَانٌ and ↓ ضَمَانَةٌ (S, Msb, K) (tropical:) A malady of long continuance, or such as cripples; (S, Msb, K, TA;) an affliction in the body, (S, * K, TA,) by some trial, or fracture, or other ailment; (S, TA;) and ↓ ضُمْنَةٌ signifies the same; (K;) and [simply] a disease, or malady; (S, K;) as in the saying, كَانَتْ ضُمْنَةُ فُلَانٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (tropical:) [The disease of such a one was four months in duration]. (S, TA.) [See also 1, last two sentences.] b2: ضَمَنٌ also signifies (assumed tropical:) A burden; syn. كَلٌّ: so in the saying, فُلَانٌ ضَمَنٌ عَلَى أَصْحَابِهِ [Such a one is a burden upon his companions]. (Az, TA.) A2: It is also an epithet: see the next pargaraph.

ضَمِنٌ (applied to a man, S) (assumed tropical:) Affected with a malady of long continuance, or such as cripples; (S, Msb, K, TA;) afflicted in the body, (S, * K, TA,) by some trial, or fracture, or other ailment: (S, TA:) and ↓ ضَمَنٌ signifies [the same; or simply] affected with a disease, or malady; applied to a man [and to two and more and to a female; being originally an inf. n.]; having no dual nor pl. nor fem. form: (TA:) pl. of the former ضَمْنَى (S, * Msb, K, * TA) and ضَمِنُونَ, or the former of these is pl. of ↓ ضَمِينٌ [which signifies the same as ضَمِنٌ]. (TA.) اِكْتَتَبَ ضَمِنًا [in the CK ضَمَنًا] means (assumed tropical:) He wrote himself down [as one affected with a malady of long continuance, &c., or] in the register of the ضَمْنَى, i. e. the زَمْنَى; (S, K, TA;) i. e. he asked that he might write himself down [as such], and took for himself a billet from the commander of the army in order to excuse himself from fighting against the unbelievers: (TA:) of such it is said that God will raise him in that state on the day of resurrection. (S, TA.) مَعْبُوطَةٌ غَيْرُ ضَمِنَةٍ, occurring in a trad., means Slaughtered not having any disease. (TA.) b2: Also (tropical:) [Loving: (See ضَمَانَةٌ:) or] loving excessively, or admiringly. (K, TA.) ضُمْنَةٌ: see ضَمَنٌ.

ضَمَانٌ an inf. n.: [see 1, first sentence:] (IAar, S, Msb, K:) [used as a simple subst.,] Responsibility, answerableness, accountability, amenability, suretiship, or guaranteeship; syn. كَفَالَةٌ: (Mgh:) but it is more common [in signification] than كَفَالَةٌ; for it sometimes signifies what is not كَفَالَةٌ, namely, [indemnification; or] restoration of the like, or of the value, of a thing that has perished. (Kull.) [ضَمَانُ مَالٍ, and غُرْمٍ, signify Responsibility, &c., for property, and for a debt, owed by another person. And ضَمَانُ نَفْسٍ, and حُضورٍ, signify Responsibility, &c., for the appearance, or presence, of another person, to answer a suit.] ضُمَان دَرَك is a vulgar phrase; correctly ضَمَانُ الدَّرَكِ [expl. in art. درك]. (TA.) A2: See also ضَمَنٌ.

ضَمِينٌ: see ضامِنٌ: A2: and see also ضَمِنٌ.

ضَمَانَةٌ: see ضَمَنٌ. b2: Also (tropical:) Love: (K, TA:) [or] excessive, or admiring, love. (TA.) ضَامِنٌ and ↓ ضَمِينٌ One who is responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee: (S, Msb, K:) both are mentioned by IAar as syn., like سَامِنٌ and سَمِينٌ. (TA.) God is represented by the Prophet as saying, مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِى سَبِيلِى وَابْتِغَآءِ مَرْضَاتِى فَأَنَا عَلَيْهِ ضَامِنٌ وَهُوَ عَلَىَّ ضَامِنٌ, meaning [Whoso goes forth as a warrior in my cause, and seeking, or seeking earnestly, to obtain my approval,] I am responsible to him for what I have promised him, to recompense him living and dead; ضامن being made trans. by means of على because it implies the meaning of مُحَامٍ and رَقِيبٌ; and the last clause means nearly the same, but is rendered as meaning and he is one who has [a claim to] responsibility on my part, as though care and mindfulness [of him] were obligatory on me. (Mgh.) And it is said in a trad., الإِمَامُ ضَامِنٌ وَالمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ: (Mgh, JM, * TA:) [the latter clause has been expl. in art. أمن (voce أَمِينٌ):] the former clause means, The imám [or leader of prayer] is as though he were responsible for the correctness of the prayer of those who follow him: (JM, TA: [and the like is said, with other, similar, explanations, in the Mgh:]) or it means, the imám is careful, or mindful, for the people [who follow him], of [the correctness of] their prayer. (TA.) b2: ضَامِنٌ and ↓ مِضْمَانٌ applied to a she-camel, signify Having a fœtus in her belly: and the pls. are ضَوَامِنُ and مَضَامِينُ. (IAar, L and TA in art. لقح and in the present art.) b3: ضَامِنَةٌ applied to rights, or dues, (حُقُوق,) is used by Lebeed as meaning مَضْمُونَةٌ; [see مَضْمُونٌ;] like as رَاحِلَةٌ is used as meaning مَرْحُولَةٌ. (TA.) ضَامِنَةٌ [fem. of ضَامِنٌ, q. v.]. b2: الضَّامِنَةُ signifies What is included within the middle of any town or country or the like. (TA.) الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ, (AO, S, K, * TA,) occurring in a letter of the Prophet, (AO, S, TA,) means What are included within the cities or towns or villages, of the palmtrees: (AO, S, K, * TA:) or what are surrounded, thereof, by the wall of the city: (K:) but Az says that they are so called because their owners are responsible for their culture and keeping: (TA:) opposed to الضَّاحِيَةُ من البَّعْلِ, which means what are in the open country, of the palm-trees that imbibe with their roots, without being watered. (AO, S, TA. *) مُضَمَّنٌ Water included in a mug or other vessel: and milk included in the udder. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Poetry made to comprise a verse [from another poem]. (S, K. [See 2, last sentence but one.]) And (assumed tropical:) A verse [made to be] not complete otherwise than with what follows it. (S, K. [See 2, last sentence.]) b3: And (assumed tropical:) A sound [made to comprehend with it somewhat of another:] upon which one cannot pause without conjoining it with another: (K:) in the T it is said to be [such as is exemplified in] a man's saying قِفْ فُلَ [or فُلُ, for قِفْ فُلَانُ Pause thou, such a one], with making the ل to have a smack of the vowel-sound (بِإِشْمَامِ اللَّامِ إِلَى الحَرَكَةِ). (TA.) مِضْمَانٌ: see ضَامِنٌ, last sentence but one.

مَضْمُونٌ pass. part. n. of 1 in the first of the senses assigned to the latter above: you say شَىْءٌ مَضْمُونٌ [meaning A thing, such as property, or the payment of a debt, &c., ensured by an acknowledgment of responsibility for it]. (TA.) b2: مَضْمُونُ كِتَابٍ means مَا فِى ضِمْنِهِ and طَيِّهِ [i. e. The contents of a writing or letter; or what is infolded, or included, in a writing or letter; what is implied therein; and what is indicated therein]: pl. مَضَامِينُ. (TA.) b3: And المَضَامِينُ, (A 'Obeyd, S, Msb, K,) of which the sing. is مَضْمُونٌ, (A 'Obeyd, Msb, K,) and one may also say مَضْمُونَةٌ, as meaning نَسَمَةٌ, (Msb,) signifies What are [comprised] in the loins of the stallions; (A 'Obeyd, S, Msb, K;) i. e. the progeny [thereof, in the elemental state]: (Msb:) or, accord. to Aboo-Sa'eed, [though the reverse is generally held to be the case,] المَلَاقِيحُ signifies what are in the backs of the he-camels, and المَضَامِينُ what are in the bellies of the females. (L in art. لقح.) The selling of the مضامين and the ملاقيح is forbidden. (S.) [مَضَامِينُ is also pl. of مِضْمَانٌ, q. v.]

b4: مَضْمُونُ اليَدِ i. q. مَخْبُونُهَا, (K,) meaning مَعْلُولُهَا [i. e. Diseased in the arm, or hand]; (TK;) applied to a man. (TA. [See 1, last sentence, which indicates a more particular meaning.])
ضمن
: (ضَمِنَ الشَّيءَ و) ضَمِنَ (بِهِ، كعَلِمَ ضَماناً وضَمْناً، فَهُوَ ضامِنٌ وضَمِينٌ: كَفَلَهُ) .
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فلانٌ ضامِنٌ وضَمِينٌ، كسامِنٍ وسَمِينٍ، وناصِرٍ ونَصِيرٍ، وكافِلٍ وكَفِيلٍ. يقالُ: ضَمِنْتُ الشيءَ ضَماناً فأَنا ضامِنٌ ومَضْمُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ ماتَ فِي سبيلِ الّلهِ فَهُوَ ضامِنٌ على اللهاِ أَنْ يدخِلَه الجنَّةَ) ، أَي ذُو ضَمانٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: وَهَذَا مَذْهبُ الخَليلِ وسِيْبَوَيْه.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: (الإِمامُ ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ) ، أَرادَ بالضَّمَانِ هُنَا الحِفْظَ والرِّعايَة، لَا ضَمَان الغَرامَة لأنَّه يَحْفَظ على القوْمِ صَلاتَهم، وقيلَ: إنَّ صَلاَة المقتدى فِي عهْدَتِه وصحَّتها مَقْرُونَة بصحَّةِ صَلاتِه، فَهُوَ كالمُتَكفِّل لَهُم صحَّة صَلاتِهم.
(وضَمَّنْتُهُ الشَّيءَ تَضْمِيناً فَتَضَمَّنَهُ عَنِّي) : أَي (غَرَّمْتُهُ فالتَزَمَهُ. (و) ضَمَّنَ الشَّيءَ الشَّيءَ: إِذا أَوْدَعَه إيَّاه كَمَا تُودِعُ الوِعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وَقد تضَمَّنَه هُوَ؛ قالَ ابنُ الرِّقَاعِ يَصِفُ ناقَةً حامِلاً:
أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً من عَواهِنِهاكما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلاعليه: أَي على الجَنِينِ.
وكلُّ (مَا جَعَلْتَهُ فِي وِعاءٍ فقد ضَمَّنْتَهُ إيَّاهُ) .
وَفِي العَيْن: كلُّ شيءٍ أُحْرِزَ فِيهِ شَيْء فقد ضُمِّنَه؛ قالَ.
ليسَ لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ أَي أُوْدِعَ فِيهِ وأُحرِزَ يعْنِي القَبْر الَّذِي دُفِنَتْ فِيهِ المَوْؤُدَةُ.
(والمُضَمَّنُ، كمُعَظَّمٍ، من الشِّعْرِ: مَا ضَمَّنْتَهُ بَيْتاً) ، هَذَا مِن اصْطِلاحَاتِ أَهْلِ البَدِيعِ. (ومِن البَيْتِ: مَا لَا يَتِمُّ مَعْناهُ إلاَّ بِالَّذِي يَلِيه) ، هَذَا من اصْطِلاحَاتِ أَهْلِ القَوافِي.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ ذلِكَ بعَيْبٍ عنْدَ الأَخْفَش.
وقالَ ابنُ جنيِّ: هَذَا الَّذِي رَوَاه أَبو الحَسَنِ مِن أنَّ التَّضْمِينَ ليسَ بعَيْبٍ، مَذْهب تَراهُ العَرَبُ وتَسْتَجِيزُه، وَلم يعب فِيهِ مَذْهبَهم مِن وَجْهَيْن: أَحدُهما السّماعُ، والآخَرُ: القِياسُ، أَمَّا السّماعُ فلكَثْرَةِ مَا يردُ عَنْهُم مِن التَّضْمِين، وأَمَّا القِياسُ فلأنَّ العَرَبَ قد وَضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعاً دلَّتْ بِهِ على جَوازِ التَّضْمِين، وذلِكَ مَا أَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ وسِيْبَوَيْه وغيرُهما مِن قوْلِ الرَّبيعِ بنِ ضَبُعٍ الفَزَاريّ:
أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السلاحَ ولاأَمْلك رَأسَ البَعيرِ إِن نَفَرا والذِّئبَ أَخْشاهُ إنْ مَرَرْتُ بهوَحْدِي وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرافنَصْبُ العَرَب الذِّئْبَ هُنَا، واخْتيارُ النَّحويين لَهُ مِن حيثُ كانتْ قَبْله جُمْلة مُرَكَّبة مِن فعْلٍ وفاعِلٍ، وَهِي قوْلُه لَا أَمْلك، يدلُّكَ على جَرْيه عنْدَ العَرَبِ والنَّحويين جَمِيعاً مَجْرى قوْلِهم: ضَرَبْتُ زيْداً وعَمْراً لَقِيْته، فكأنَّه قالَ: ولَقِيْتُ عَمْراً لتَجَانسِ الجُمْلَتَيْن فِي الترْكِيبِ، فلولا أنَّ البَيْتين جَمِيعاً عنْدَ العَرَب يَجْرِيان مَجْرى الجُمْلة الواحِدَةِ لمَا اخْتارَتِ العَرَبُ والنَّحويُّون جَمِيعاً نَصْب الذِّئْب، وَلَكِن دلَّ على اتِّصالِ أحدِ البَيْتينِ بصاحِبِه وكَوْنهما مَعًا كالجُمْلةِ المَعْطوفِ بَعْضها على بعضٍ، وحُكْم المَعْطوف والمَعْطُوف عَلَيْهِ أَن يَجْريا مَجْرى العقْدَةِ الواحِدَةِ، هَذَا حُكْم القِياسِ فِي حُسْن التَّضْمِين، إلاَّ أَن بإِزائِه شَيْئا آخَرَ يقبحُ التَّضْمِين لأَجْلِه، وَهُوَ أَنَّ أَبا الحَسَنِ وغيرَهُ قد قَالُوا: إنَّ كلَّ بيتٍ مِنَ القَصِيدَةِ شِعْرٌ قائِمٌ بنفْسِه، فَمن هُنَا قَبُحَ التَّضْمِين شَيْئا، ومِن حيثُ ذكرنَا مِن اخْتِيار النَّصْب فِي بيتِ الرَّبيع حَسُنَ، وَإِذا كانتِ الحالُ على هَذَا فكلَّما ازْدَادَت حاجَةُ البيتِ الأوَّلِ إِلَى الثَّانِي واتَّصل اتِّصالاً شَديداً كانَ أَقْبَح ممَّا لم يَحْتج الأوَّل فِيهِ إِلَى الثَّانِي هَذِه الحاجَة؛ قالَ: فَمن أَشَدّ التَّضْمِين قَوْل الشاعِرِ رُوِي عَن قُطْرُب وغيرِهِ:
وَلَيْسَ المالُ فاعْلَمْهُ بمالٍ من الأَقْوامِ إلاَّ للَّذِيِّيُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُلأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيِّفَضَمَّنَ بالمَوْصولِ والصِّلَة على شِدَّةِ اتِّصالِ كلّ واحِدٍ مِنْهُمَا بصاحِبِه؛ وقالَ النابِغَةُ:
وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تمِيمٍ وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ إنِّيشَهِدْتُ لَهُم مَواطِنَ صادِقاتٍ أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي (و) المُضَمَّنُ (مِن الأَصْواتِ: مَا لَا يُسْتَطاعُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ حَتَّى يُوصَلَ بآخَرَ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: هُوَ أَن يقولَ الإِنْسانُ قِفْ فُلَ بإِشْمامِ اللامِ إِلَى الحرَكَةِ.
(و) مِن المجازِ: (ضِمْنُ الكِتابِ، بالكسْرِ: طَيُّهُ) . يقالُ: أَنْفَذْتُه ضِمْن كتابي.
(و) فَهِمْتُ مَا (تَضَمَّنَهُ) كِتابكَ: أَي (اشْتَمَلَ عَلَيْهِ) وَكَانَ فِي ضِمْنِه.
(والضُّمْنَةُ، بالضَّمِّ: المَرَضُ) . يقالُ: كانتْ ضُمْنَةُ فلانٍ أَرْبَعَة أَشْهُرٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ الدَّاءُ فِي الجَسَدِ مِن بَلاءٍ أَو كِبْر؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: الضَّمِنُ، (ككَتِفٍ: العاشِقُ) ، ومَصْدرُه الضَّمانَةُ، كَمَا سَيَأتي.
(و) الضَّمِنُ: (الزَّمِنُ) ، زِنَةً ومعْنًى، (و) المُبْتَلَى فِي جَسَدِه) مِن بَلاءٍ أَو كِبْر أَو كَسْر أَو غيرِهِ: قالَ:
مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُم ضَمِناً أَشْكو إِلَيْكُم حُمُوَّةَ الأَلَمِوالجَمْعُ ضَمِنُون.
(وَقد ضَمِنَ، كسَمِعَ، والاسمُ الضُّمْنَةُ، بالضَّمِّ) ، وَهَذَا قد تقدَّمَ لَهُ.
(والضَّمَنُ، محرَّكةً، وكسَحابٍ وسَحابَةٍ) ؛ قالَ ابنُ أَحْمر وكانَ سُقِيَ بَطْنُه:
إِلَيْك إلهَ الخَلْقِ أَرْفَعُ رَغْبَتيعِياذاً وخَوْفاً أَن تُطِيلَ ضَمانِيا فالضَّمَانُ هُوَ الدَّاءُ نفْسُه؛ وقالَ غيرُهُ:
بعَيْنَينِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهماضَمانٌ وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِسأي عاهَة.
(وقَوْلُ عَبْدِ اللهاِ بنِ عَمْرِو) بنِ العاصِ، هَكَذَا خَرَّجَه بعضُهم، ويُرْوَى عَن عبْدِ اللهاُ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: ((مَن اكْتَتَبَ ضَمِناً) ، بَعَثَه اللهاُ ضَمِناً يومَ القِيامَةِ) ، (أَي مَنْ كَتَبَ نَفْسَهُ فِي ديوانِ الضَّمْنَى والزَّمْنَى) ليُعْذَرَ عَن الجِهادِ وَلَا زَمَانَة بِهِ، وإنَّما يَفْعَلُ ذلِكَ اعْتِلالاً بَعَثَه اللهاُ تَعَالَى يوْمَ القِيامَةِ كذلِكَ، وقيلَ: معْنَى اكْتَتَبَ سَأَلَ أَن يكْتبَ نَفْسَه أَو أَخَذَ لنفْسِه خطّاً مِن أَميرِ جَيْشِه ليكونَ عذرا عنْدَ والِيهِ، وَهُوَ جَمْعُ ضَمِنٌ أَو ضَمِيْن.
قالَ سِيْبَوَيْه: كُسِّر هَذَا النَّحْو على فَعْلى لأنَّها مِنَ الأَشْياءِ الَّتِي أُصِيبُوا بهَا وأُدْخِلوا فِيهَا وهُمْ لَهَا كارِهُون.
وَفِي الحدِيثِ: (كَانُوا يَدْفعونَ المَفاتِيح إِلَى ضَمْناهم ويقُولُونَ: إِن احْتجْتُم فكُلُوا) .
وقالَ الفرَّاءُ: ضَمِنَتْ يدُهُ ضَمانَةً بمنْزِلَةِ الزَّمانَةِ.
(ورجُلٌ مَضْمونُ اليَدِ) مِثْل (مَخْبُونِها.
(و) فِي كِتابِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيْدِرِ: (إنَّ الضَّاحِيَةَ مِنَ البَعْلِ، ولكُم الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ) .
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الضَّاحِيَة مَا بَرَزَ وكانَ خارِجاً مِنَ العِمَارَةِ فِي البَرِّ مِن النَّخْل؛ (والضَّامِنَةُ مَا يكونُ فِي) جَوْفِ (القَرْيَةِ مِن النَّخيلِ) لتضمنها أَمْصَارهم، (أَو مَا أَطافَ بِهِ سُورُ المَدِنيةِ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ: سُمِّيَت لأنَّ أَرْبابَها قد ضَمِنُوا عَمارَتَها وحفْظَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمانٍ، كعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، أَي ذاتِ رِضاً.
(والضَّمانَةُ: الحُبُّ) ، قالَ ابنُ عُلَّبة:
ولكنْ عَرَتْني من هَواكِ ضَمانةٌ كَمَا كنتُ أَلْقى منكِ إِذا أَنا مُطْلَقُ (و) فِي الحدِيثِ: (نَهَى عَن بَيْعِ المَلاقِيح و (المَضامِين)) ، تقدَّمَ تفْسِيرُ المَلاقِيح، وأَمَّا المَضامِين فإنَّ أَبا عُبَيْدٍ قالَ: هِيَ (مَا فِي أَصْلابِ الفُحُولِ) ، جَمْعُ مَضْمُون؛ وأَنْشَدَ غيرُهُ:
إنَّ المَضامِينَ الَّتِي فِي الصُّلْبِماءُ الفُحولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِأَو مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، وَبِه فسَّرَ مالِكُ فِي الْمُوَطَّأ.
(ومَضْمُونٌ: اسمُ) رجُلٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المُضَمَّنُ مِن الأَلبانِ: مَا فِي ضِمْنِ الضّرْع، ومِن الماءِ مَا كانَ فِي كُوزٍ أَو إنَاءٍ، وَإِذا كانَ فِي بَطْنِ الناقَةِ حمْلٌ فِي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوامِنُ وَمَضامِينُ.
وَمَا أَغْنى عَنِّي فلانٌ ضِمْناً، بالكسْرِ، وَهُوَ الشِّسْعُ، أَي شَيْئا، وَلَا قَدْرَ شِسْعٍ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والضَّامِنَةُ مِن كلِّ بلَدٍ: مَا تَضَمَّنَ وَسَطَه.
ورجُلٌ ضَمَنٌ، محرّكةً؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ: أَي مَرِيضٌ. وَفِي الحدِيثِ: (مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ.
أَي ذُبِحَتْ لغيرِ عِلَّةٍ.
وَهُوَ ضَمِنٌ على أَصْحابِهِ: أَي كَلٌّ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: ضَمنَ فلانٌ على أَصْحابِه وكَلَّ عَلَيْهِم بمعْنًى واحِدٍ؛ وقَوْلُ لبيدٍ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
يُعْطِي حُقوقاً على الأَحْسابِ ضامِنةًحتى يُنَوِّرَ فِي قُرْيانِه الزَّهَرُكأنَّه قالَ: مَضْمُونَة كالرَّاحِلَةِ بمعْنَى المَرْحُولةِ.
وَضَمنَهُ كعلمه يُعلمهُ.
ومَضْمُونُ الكِتابِ: مَا فِي ضِمْنِه وطَيِّه، والجَمْعُ مَضامِينٌ.
وَقد سَمَّوْا ضامِناً.
وقوْلُ العامَّةِ: ضمار دَرك صوابُه: ضَمان الدَّرك، وَهُوَ رَدُّ الثَّمنِ للمُشْترِي عنْدَ اسْتِحْقاقِ المبيعِ.
وقوْلُ بعضِ الفُقَهاء: الضَّمانُ مأْخُوذٌ مِن الضَّم غَلَطٌ مِن جهَةِ الاشْتِقاقِ.

ضمن: الضَّمِينُ: الكفيل. ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل

به. وضَمَّنَه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ

وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَمِنْتُ الشيءَ

أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون. وفي الحديث: من مات في سبيل

الله فهو ضامِنٌ

على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا

مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله

ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا

خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي

هريرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه

إلا جهاداً

في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه

الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو

غنيمة. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني: مثل غَرَّمْتُه؛

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ،

من البُعْدِ، ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ.

فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن

تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما

ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ

الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد

تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً:

أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها،

كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا.

عليه: على الجنين. وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه. الليث: كل

شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه؛ وأَنشد:

ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ

(* قوله «تربيت» أي تربية أي لا يربيه القبر، كما في التهذيب).

ضُمِّنَه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ.

وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن

اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى؛ قال شمر: قال أَبو

معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه، يقال: شَرَابُك

مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء. والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل

شيء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى

عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما

المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد

غيره:

إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ

ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ.

ويقال: ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه؛ ومنه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب

كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن

الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن

شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان

في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ،

والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة. وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك

أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما

أَغنى شيئاً

ولا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه.

والضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى

مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بن

عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه،

صلى الله عليه وسلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من

كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ

(* قوله «إن لنا الضاحية من

البعل» كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في

النهاية. ولو قال كما في النهاية: إن لنا الضاحية من الضحل، ويروي من البعل،

لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ). والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم

الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل

ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ

الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ. والضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها

أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو

منصور: سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ

ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً،

والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة. وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ

مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه

يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها

مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما

ضَمَّنْتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه

كقوله:

يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما

واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما

عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ، لما

لُمْتَ على الحُبِّ، فَدَعْني وما

قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ

على نصف؛ وفي المحكم: المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا

في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ

تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان

قول الشاعر:

سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً،

ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ

رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا

ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس

بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما

السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين،

وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين

عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن

ضَبُعٍ الفَزَاري:

أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ، ولا

أَملك رأْس البعيرِ، إن نَفَرا

والذئبَ أَخْشاه، إن مَرَرْتُ به

وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا.

فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله

جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب

والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت

عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب

يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب،

ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف

بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة،

هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً

آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل

بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث

ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما

ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح

مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدَّ التضمين قول

الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره:

وليس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ

من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ

يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ

لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِّ.

فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ وقال

النابغة:

وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ،

وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إنِّي

شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ،

أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي

وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول

بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ:

ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى

إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على

أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا

والمُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال

الأَزهري: والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام

اللام إلى الحركة. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال

الشاعر:

بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما

ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس.

والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء

أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَمِنٌ،

والجمع ضَمِنُون، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما

يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو

فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على

فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون.

وقد ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً.

والضَّمانة: الزَّمانة. وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً

بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة

الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً،

واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن

عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته.

والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به. والضَّمِنُ: الذي به ضَمانة في

جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال

الشاعر:

ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً،

أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ.

والاسم الضَّمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ

بطنُه:

إليك، إلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي

عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا. وكان قد أَصابه بعض ذلك،

فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة

ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب

يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَمِنَتْ

يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة. ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد. وقوم

ضَمْنى أَي زَمْنى. الجوهري: والضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان

أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ

أَي أَنها ذبحت لغير علة. وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن

أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ. وفي الحديث: كانوا

يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنى:

الزَّمْنى، جمع ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة:

ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ،

كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ.

ورجل ضَمِنٌ: عاشق. وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو

زيد: يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد. وإني لفي غَفَلٍ

عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد:

يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً،

حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ.

كأَنه قال مضمونة؛ ومثله:

أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه.

يريد مأْشورة أَي مقطوعة. ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ:

بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة. وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك

أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في

طَيّه.

(ضمن) - في الحديث : "كَان لِعامِرٍ ابنٌ مُضَمَّن"
: أي زَمِن.
- وفي الحديث : "كانوا يَدْفَعُون المفَاتِيحَ إلى ضَمْنَاهم"
: أي زَمْنَاهم.
(ضمن)
ضمنا وضمانة أَصَابَته أَو لَزِمته عِلّة وعَلى أَهله وَنَحْوهم صَار كلا وَعَالَة عَلَيْهِم وَالرجل وَنَحْوه ضمانا كفله أَو الْتزم أَن يُؤَدِّي عَنهُ مَا قد يقصر فِي أَدَائِهِ وَالشَّيْء جزم بصلاحيته وخلوه مِمَّا يعِيبهُ واحتواه
ض م ن

ضمن المال منه: كفل له به، وهو ضمينه وهم ضمناؤه، وهو في ضمنه وضمانه. وضمنته إياه.

ومن المجاز: ضمن الوعاء الشيء وتمضنه، وضمنته إياه، وهو في ضمنه. يقال: ضمن القبر الميت. وضمن كتابه وكلامه معنى حسناً، وهذا في ضمن كتابه وفي مضمونه ومضامينه. ونهي عن بيع المضامين التي في بطون الحوامل. ولكم الضامنة من النخل التي في جوف البلد والضاحية ما في ظاهره وهي كالعيشة الراضية. وضمن الرجل: زمن، وهو بين الضمن والضمان والضمانة، ورجل ضمن، وقوم ضمنى، وهو من الضمان ومعناه لزم مكانه كما يلزم الكفيل العهده أو لزم علته. وكانت ضمنة فلان أعواماً بالضم.
[ضمن] نه: في كتابه لأكيدر: ولكم "الضامنة" من النخل، هو ما كان داخلًا في العمارة وتضمنته أمصارهم وقراهم، لأن أربابها ضمنوا عمارتها وحفظها فهي ذات ضمان، ومنه: من مات في سبيل الله فهو "ضامن" على الله أن يدخله الجنة، أي ذو ضمان. ط: ومنه: ثلاثة كلهم "ضامن" على الله، أي ذو ضمان أي واجب على الله أن يكلأه من مضار الدارين، أو بمعنى مضمون، وذكر المضمون به في الأول دون الأخيرين اكتفاء، فالرائح ذو ضمان أن لا يضل سعيه ولا يضيع أجره، والداخل بيته بسلام أي المسلم على أهله إذا دخل ذو ضمان أي يبارك عليه وعلى أهله، وقيل: هو من يلزم بيته طالبًا للسلامة من الفتنة والمضمون به جواز، عن الفتن حتى يتوفاه إما بالقتل أو بالموت. نه: نهى عن بيع "المضامين"، هي ما في أصلاب الفحول، جمع مضمون، من ضمن الشيء أي تضمنه، ومنه: مضمون الكتاب كذا، والملاقيح جمع ملقوح ما في بطن الناقة، وفسرهما مالك بالعكس وكذاصفة راحلة أي تكون في ضمان البائع، حتى يوفيها أي يسلمها للمشتري. در: الإبل "ضامن" "وضمن"، وهو الممسك عن العلف والجرة وعن الرغاء، يريد أن الإبل صبر على العطش والجوع. ج: بل عارية "مضمونة"، العارية إذا تلفت وجب ضمانها عند الشافعي خلافًا لأبي حنيفة. ش: ما يدرك الناظر العجب في "مضمنها"- بتشديد ميم، والعجب بالرفع فاعل يدرك، أي يلحق العجب الناظر في ضمنها.
ضمن
ضمِنَ يَضمَن، ضَمانًا، فهو ضامِن وضَمين، والمفعول مَضْمون
• ضمِن أخاه: كفله أو التزم أن يؤدِّيَ عنه ما قد يقصِّر في أدائه "لابد لطالب القرض من كفيل يضمنه" ° الضَّامن غارمٌ.
• ضمِنت الشَّركةُ الجِهازَ: أقرت بصلاحيته وخلوِّه ممّا يعيبه "أعطته الشركةُ ضمانًا للثلاَّجة عشر سنوات".
• ضمِن الوِعاءُ الشَّيءَ: حواه. 

تضامنَ يتضامن، تضامُنًا، فهو مُتضامِن
• تضامن القَومُ:
1 - التزم كلّ منهم أن يؤدِّيَ عن الآخر ما قد يقصِّر عن أدائه "التَّضامن الدَّوليّ ضرورة حيويّة" ° بالتَّضامن: بالتعاون والعمل المشترك- تضامن اجتماعيّ: تعاون بين أفراد المجتمع- تضامنًا معه: تأييدًا ومشاركة له- عُرى التَّضامن: روابطه.
2 - اتَّحدوا مُتَّفقين على أمر "تضامنت الدول على محاربة المخدِّرات- خرجوا في مظاهرة كبيرة تضامنًا مع الشعب الفلسطينيّ". 

تضمَّنَ يتضمَّن، تضمُّنًا، فهو مُتضمِّن، والمفعول مُتضمَّن
• تضمَّن الوِعاءُ الشَّيءَ: ضمِنه؛ احتواه واشتمل عليه "يتضمّن الكتابُ ثلاثةَ أبواب- تضمَّن الحفلُ فقرات مُتعدِّدة".
• تضمَّنتِ العِبارةُ معنًى سياسيًّا: أفادته بطريق الإشارة أو الاستنباط "تضمَّنت القصيدةُ إحساسًا عميقًا بحجم
 المشكلة". 

ضمَّنَ يضمِّن، تضمينًا، فهو مُضمِّن، والمفعول مُضمَّن (للمتعدِّي)
• ضمَّن الشَّاعرُ: (عر) أتَى بالتضمين في شعره؛ وهو أن يأخذ شطرًا من شعر غيره بلفظه ومعناه ويُدخله في شعره.
• ضمَّن الشَّيءَ الشَّيءَ/ ضمَّن الشَّيءَ في الشَّيء: جعله فيه وأودعه إيّاه "ضمَّن رأيه في الكتاب- ضمَّن الكتابَ رأيَه- ضمّن مقالَه كثيرًا من الآيات".
• ضمَّنه الشَّيءَ: جعله يضمنه، ألزمه به "ضمَّنه الجِهازَ". 

تضامنيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تضامُن.
• التَّضامنيَّة: (سة) نظريَّة تجعل التَّضامن أساسًا للسِّياسة والأخلاق والقانون والاقتصاد "يسعى العالَمُ اليوم نحو التضامنيَّة والاتحّاد". 

تضمين [مفرد]: ج تضمينات (لغير المصدر) وتضامين (لغير المصدر):
1 - مصدر ضمَّنَ.
2 - (بغ) نصّ يأخذه الشاعرُ أو الناثرُ ويدخله في قصيدته أو مقالته بلفظه ومعناه.
3 - (عر) تعلُّق قافية بيت بالبيت الذي يليه.
4 - (نح) إشراب كلمة معنى كلمة أخرى لتتعدّى تعديتها. 

تضمينة [مفرد]: ج تضمينات وتضامين:
1 - اسم مرَّة من تضمين.
2 - معنًى مقتبس من أسطورة أو غيرها يوضع في سياق عمل أدبيّ "يشتمل النصُّ على كثير من التضمينات القرآنيَّة". 

ضامِن [مفرد]: ج ضامنون وضُمَّان وضَمَنة: اسم فاعل من ضمِنَ. 

ضَمان [مفرد]: ج ضَمانات (لغير المصدر):
1 - مصدر ضمِنَ.
2 - كفالة والتزام، ردّ مثل الهالك إن كان مِثْليًّا أو قيمته إن كان قيميًّا "أعطاه ضمانًا لمدّة عام".
3 - مبلغ من المال يُدفَع كضمانة مقابل شيء يؤخذ للاستعمال المؤقَّت.
• الضَّمان الاجتماعيّ: نظام يهدف إلى إعالة المحتاجين العاجزين عن تأمين عيشهم لأسباب صحِّيَّة أو بسبب التقاعد "تهتمّ الدولةُ بتوسيع مظلّة الضَّمان الاجتماعيّ لتشمل كافَّة فئات الشّعب".
• الضَّمان الجَماعيّ: نظام يُعمَل به بين الدُّول حرصًا على الأمن والسَّلام وفضّ المنازعات بالطُّرق السِّلميّة.
• الضَّمان المُزدوج: فقرة في بوليصة تأمين تنصُّ على دفع ضعف القيمة الاسميَّة للعقد في حالة الموت قضاءً وقدرًا.
• شركة ضمان: شركة تأمين، شركة تضمن حياة أعضائها وأموالهم المنقولة وغير المنقولة من الأخطار. 

ضَمانة [مفرد]:
1 - ضمان؛ كفالة والتزام "ضمانة قانونيَّة- ضمانات دستوريَّة".
2 - وثيقة يَضْمن بها طرفٌ طرفًا آخر "ضمانةُ قرض- ضمانات مصرفيَّة".
3 - (قص) وثيقة يَضْمن بها البائعُ خلوَّ المبيع من العيوب وبقاءه صالحًا للاستعمال مدّة معيّنة "ضمانة بعشر سنوات".
• الضَّمانة الدَّوليَّة: (سة) تكفُّل الدُّول الكبرى أو هيئة الأمم المتَّحدة باستقلال دولة صغيرة، أو تنفيذ معاهدة أو اتِّفاق. 

ضِمْن [مفرد]: باطن الشَّيء وداخله "يُفهم من ضِمنْ كلامه أنّه غير موافق" ° مفهوم ضِمْنًا: معلوم ومتَّفق عليه- مِنْ ضِمْنها: من بينها. 

ضِمْنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ضِمْن.
2 - (سف) ما تنطوي عليه القضيّة دون التَّصريح به، عكسه صريح "هناك أشياء ضمنيّة لم يصرّح بها المتكلِّم- نفي ضمنيّ" ° إذن ضمنيّ: موافقة غير صريحة لأداء عمل- شرط ضمنيّ: شرط ملازم، أو مرتبط بآخر. 

ضَمين [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضمِنَ. 

مضمون [مفرد]: ج مضمونون (للعاقل) ومضامينُ (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من ضمِنَ ° شيء مضمون: مؤكّد أو في متناول اليد.
2 - محتوى "فهِم مضمون البيان" ° الشَّكل والمضمون: اللّفظ والمعنى- فارغ المضمون: لا معنى له- مضمون الكتاب: ما في طيِّه- مضمون الكلام/ مضمون الجملة: فحواه وما يُفهم منه. 
الضاد والنون والميم ض م ن

الضَّمينُ الكَفِيلُ ضَمِنَ الشيء وبه ضَمْناً وضَمَاناً وضَمَّنَه إيَّاه كَفَله وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(ضَوامِنُ مَا جَارَ الدَّليلُ ضُحَى غَدٍ ... منَ البُعْدِ ما يَضْمَنَّ فَهْوَ أَدَاءُ)

فسَّره ثَعْلَبٌ فقال إنّ معناه إن جارَ الدَّلِيلُ فأخْطأ الطَّرِيقَ ضَمِنَتْ أن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه ثم قال ما يَضْمَنَّ فهو أداءٌ أي ما ضَمِنَّه من ذلك لِرَكْبِها وفَيْنَ به وأدَّيْتَهُ وضَمَّن الشيءَ أَوْدعه إيّاه كما تُودِعُ الوِعاءَ المَتاعَ والمَيِّتَ القَبْرَ وقد تَضَمَّنَهُ هو قال ابنُ الرِّقاعِ يصفُ ناقةً حاملاً (أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً مِنْ عَوَاهِنِها ... كَمَا تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا)

عليه على الجَنِينِ والمضَامِينُ ما في بُطونِ الحَوامِلِ من كُلِّ شيء كأنهنَّ تَضَمَّنَّهُ ومنه الحديثُ نَهَى عن بَيْعِ المَضَامِين وناقةٌ ضامِنٌ ومِضْمانٌ حاملٌ من ذلك أيضاً والضَامِنَةُ من كُلِّ بلدٍ ما تَضَمَّنَ وسَطَه والضامِنةُ ما تَضَمَّنَتْهُ القُرَى والأَمْصارُ من النَّخْلِ فاعِلةٌ في معنَى مفعولةٍ قال ابن دُرَيْد وفي كتابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ بن عبد المَلِكِ لكُم الضامِنَةُ من النَّخْلِ ولنا الضَاحِيةُ من البَعْلِ الضامنةُ ما أطافَ به سورُ المدينةِ والضاحيةُ ما كان خارجاً والمُضَمَّنُ من أبيات الشِّعْرِ ما لم يَتمّ معناه إلا في البَيْتِ الذي بعدَه وليس بِعَيْبٍ عند الأخفش وأنْ لا يَكُونَ تَضْمينٌ أَحْسَنُ قال الأخفشُ ولو كان كُلُّ ما يُوجدُ ما هُوَ أَحْسَنُ منه قَبِيحاً كان قولُ الشاعرِ

(سَتُبْدِي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ... ويَأْتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ)

رَدِيئا إذا وَجَدْتَ ما هو أشْعَرَ منه قال فَلَيْسَ التَّضْمِينُ بَعْيبٍ كما أنَّ هذا ليس بِرَدِيءٍ وقال ابنُ جِنِّي هذا الذي رآه أبو الحَسن من أنّ التَّضْمِينَ ليس بِعَيْبٍ مَذْهبٌ تراهُ العربُ وتَسْتَجِيزُه ولم يَعْدُ فيه مَذْهَبُهم من وَجْهَيْن أحدهما السَّماعُ والآخر القياسُ أما السماعُ فلِكَثْرِة ما يَرَدُ عنهم من التَّضْمِين وأما القياسُ فلأنَّ العربَ قد وضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعاً دَلَّتْ به على جَوازِ التَّضْمينِ عندهم وذلك ما أنشدَه صاحبُ الكِتابِ وأَبُو زَيْدٍ وغيرهما من قَوْلِ الرَّبِيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ

(أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلاحَ ولا ... أَمْلِكُ رأسَ البَعِيرِ إنْ نَفَرَا)

(والذِّئْبَ أخشاهُ إنْ مَرَرْتُ بِه ... وَحِدي وأَخْشَى الرِّياحَ والمَطَرَ)

فنصْبُ العَرَبِ الذِّئْبَ هنا واخْتيارُ النَّحْوِيِّين له حيث كانت قَبْلَه جُملة مُرَكَّبة من فِعْلِ وفاعلٍ وهي قولُه لا أَمْلِكُ يدُلُّكَ على جَرْيِه عند العرِبِ والنحويِّين جميعاً مَجْرَى قوِلهمِ ضَرَبْتُ زيداً وعَمْراً لَقِيتُه فكأنه قال ولِقِيتُ عَمْراً لتَتَجَانَسَ الجُمْلتانِ في التركيبِ فلولا أن البَيْتَيْن جميعاً عند العربِ يَجْريان مَجْرَى الجُملة الواحدة لما اختارتِ العربُ والنحويُون جميعاً نَصْبَ الذِّئْب ولكن دَلَّ على اتِّصال أحدِ البَيْتيْن بصاحِبه وكَونْهما معاً كالجُملةِ المَعْطوفِ بعضها على بعضٍ وحُكْمُ المَعْطوفِ والمعطوفِ عليه أن يَجْرِيا مَجْرَى العُقْدةِ الواحدة هذا وَجْهُ القِياسِ في حُسْنِ التَّضْمين إلا أنَّ بإزائه شيئاً آخَرَ يَقْبُحُ التَّضْمِينُ لأَجْلِه وهو أنَّ أبا الحَسَنِ وغيرَه قد قالوا إنّ كُلَّ بيتٍ من القصيدةِ شِعْرٌ قائمٌ بنَفْسِه فمن هنا قَبُحَ التَّضْمِينُ شيئاً ومن حيثُ ذكَرْنا من اخِتْيار النَّصْبِ في بيتِ الرَّبيعِ حَسُنَ وإذا كانت الحالُ على هذا فكُلَّما ازْدادتْ حاجةُ البَيْتِ الأَوَّل إلى البيتِ الثاني واتَّصَلَ به اتِّصالاً شديداً كان أَقْبَحَ ممّا لم يَحْتَجِ الأَوَّلُ فيه إلى الثاني هذه الحاجةَ قال فَمِنْ أشَدِّ التَّضْمِين قولُ الشاعرِ رَوَيْناه عن قُطْرُب وغيرِه

(وَلَيْسَ المالُ فاعْلَمْهُ بِمالٍ ... من الأقوامِ إلا للذِيِّ)

(يُرِيدُ به العَلاَءَ ويَمْتَهِنْهُ ... لأَقْربِ اَقْرَبِيه ولِلْقَصِيِّ)

فَضَمَّنَ بالمَوْصولِ والصِّلَةِ على شِدّةِ اتِّصالِ كلِّ واحدٍ منهما بصاحبِه وقال النابغةُ

(وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَميمٍ ... وهم أَصحابُ يَوْمٍ عُكَاظَ إنِّي)

(شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ ... أَتَيْتُهمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي)

وهذا دُونَ الأَوَّل لأنه دُونَ المُخْبَرِ عنه بخَبَرِه في شِدّةِ اتِّصالِ المَوْصولِ بصِلَتِه ومثلُه قولُ القُلاخِ لِسَوَّارِ بْنِ حَيَّانَ المنْقَرِيِّ

(ومِثْلَ سَوْارٍ ردَدْنَاه إلى ... )

(إدْرَوْنِه ولُؤْمٍ إصِّهِ عَلَى ... )

(الرَّغْمِ مَوْطُوءَ الحِمَى مُذّلَّلا ... )

والمُضَمَّنُ من الأصْواتِ ما لا يُسْتطاعُ الوُقوفُ عليه حتى يُوصَلَ بآخَرَ والضَّمانُ الزَّمانَة والعاهةُ قال الشاعرُ (بِعَيْنَيْنِ نَجْلاَوَيْن لم يَجْرِ فيهِما ... ضَمَانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْر شَامِسِ)

والضَّمَنُ والضَّمَانُ والضُّمْنَةُ والضَّمَانَةُ الداءُ في الجَسَدِ من بَلاءٍ أو كِبَرٍ رَجُلٌ ضَمَنٌ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يُؤَنَّثُ مَرِيضٌ وكذلك ضَمِنٌ والجمعُ ضَمِنُونَ وضَمِينٌ والجَمْعُ ضَمْنَي كُسِّر على فَعْلَى وإن كانت إنَّما يُكَسَّرُ بها المفعولُ نحو قَتْلَى وأَسْرَى لكنهم تَجَوَّزُوه فيما كان لَفْظِ على فاعلٍ وفَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مَفْعولٍ قال سيبويه كُسِّر هذا النَّحْوُ على فَعْلَى لأنها من الأشياء التي أُصِيبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وَهُمْ لها كارِهونَ وقد ضَمِنَ كَمَرِض وَزَمِنَ والضَّمَانَةُ أيضاً الحُبُّ قال ابنُ عُلَّبَةَ

(ولكن عَرَتْنِي من هَواكِ ضَمَانَةٌ ... كما كنتُ أَلْقى مِنْكِ إذ أنَا مُطْلَقُ)

ورَجُلٌ ضَمِنٌ عاشِقٌ وفلانٌ ضَمِنٌ على أهِله وأَصحابِه أي كَلٌّ

الجَمَلُ

الجَمَلُ، محرَّكةً ويُسَكَّنُ ميمُهُ: م، وشَذَّ للأُنْثَى، فقيل: شَرِبْتُ لَبَنَ جَملِي، أو هو جَمَلٌ إذا أرْبَعَ، أو أجْذَعَ، أو بَزَلَ، أو أَثْنَى، ج: أجْمالٌ وجامِلٌ وجُمْلٌ، بالضم، وجِمالٌ، بالكسر، وجِمالَةُ وجِمالات، مُثَلَّثَتَيْنِ، وجَمائِلُ وأجامِلُ.
والجامِلُ: القَطيعُ منها بِرُعاتِهِ وأرْبابِه، والحَيُّ العظيمُ. وكثمامةٍ: الطائفةُ منها، أو القَطيعُ من النوقِ لا جَمَلَ فيها، ويُثَلَّثُ، والخَيْلُ، ج: جُمالٌ نادِرٌ، ومنه:
والأدْمُ فيه يَعْتَرِكْـ ... ** ـنَ بِجَوِّهِ عَرْكَ الجُمالَه
والجَميلُ: الشَّحْمُ الذائِبُ.
واسْتَجْمَلَ البعيرُ: صار جَمَلاً.
والجَمَّالَةُ، مُشَدَّدَةً: أصحابُها.
وناقَةُ جُماليَّةٌ، بالضم: وثيقةٌ،
كالجَمَلِ، ورجُلٌ جُمالِيٌّ أيضاً.
والجَمَلُ، محرَّكةً: النَّخْلُ، وسَمَكَةٌ طولها ثلاثونَ ذِراعاً.
وجَمَلُ بنُ سَعْدٍ: أبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ، منهم هِنْدُ بنُ عَمْرٍو التابعيُّ.
وبِئْرُ جَمَلٍ: بالمدينةِ.
ولَحْيُ جَمَلٍ: ع بين الحَرَمَيْنِ، وإلى المدينةِ أقْرَبُ،
وع بين المدينةِ وفَيْدَ،
وع بين نَجْرَانَ وتَثْلِيثَ.
ولَحْيا جَمَلٍ: ع باليمامةِ.
وعَيْنُ جَمَلٍ: قُرْبَ الكوفةِ.
وفي المَثَلِ: "اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً"، أي: سَرَى كلَّه. والجَمَلُ: لَقَبُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ السلامِ الشاعِرِ، ط له رِوايةٌ عن الشافعيِّ ط. وأبو الجَمَلِ: أيوبُ بنُ محمدٍ، وسليمانُ بنُ داودَ اليمانِيانِ. وكزُبيرٍ وقُبَّيْطٍ،
والجُمْلانَةُ والجُمَيْلانَةُ، بضمهما: البُلْبُلُ.
والجَمالُ: الحُسْنُ في الخُلُقِ والخَلْقِ، جَمُلَ، ككرُمَ، فهو جَميلٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ.
والجَمْلاءُ: الجميلةُ، والتامَّةُ الجِسْمِ من كُلِّ حيوانٍ.
وتَجَمَّلَ: تَزَيَّنَ، وأكَلَ الشَّحْمَ المُذَابَ.
وجامَلَهُ: لم يُصْفِه الإِخاءَ بل ماسَحَه بالجَميلِ، أو أحْسَنَ عِشْرَتَهُ.
وجمالَكَ أن لا تَفْعَلَ كذا، إغْراءٌ، أي: الْزَمِ الأَجْمَلَ ولا تَفْعَلْ ذلك.
وجَمَلَ: جَمَعَ،
وـ الشَّحْمَ: أذابَهُ،
كأَجْمَلَهُ واجْتَمَلَهُ.
وأجْمَلَ في الطَّلَبِ: اتَّأَدَ واعْتَدَلَ فلم يُفْرِطْ،
وـ الشيءَ: جَمَعَه عن تَفْرِقةٍ،
وـ الحِسابَ: رَدَّهُ إلى الجُمْلَةِ،
وـ الصَّنيعَةَ: حَسَّنَهَا وكَثَّرَها. وكأَميرٍ: الشَّحْمُ يُذَابُ فَيُجْمَعُ.
ودَرْبُ جَميلٍ: ببَغْدَادَ. وإسحاقُ بنُ عَمْرٍو الجَميلِيُّ النَّيسابورِيُّ: شاعِرٌ مُفْلِقٌ. وكصبورٍ: من يُذيبُه، والمرأةُ السمينةُ.
والجُمْلَةُ، بالضم: جَماعَةُ الشيءِ. وجُمْلَةُ: جَدُّ يوسفَ بنِ إبراهيمَ قاضي دِمَشْقَ. وكسُكَّرٍ وصُرَدٍ وقُفْلٍ وعُنُقٍ وجَبَــلٍ: حَبْلُ السفينةِ، وقُرِئَ بِهِنَّ {حتى يَلِجَ الجَمَلُ} . وكسُكَّرٍ: حِسابُ الجُمَّلِ، وقد يُخَفَّفُ. وكصُحُفٍ: الجماعَةُ مِنَّا.
وجَمَّلَهُ تَجْمِيلاً: زَيَّنَهُ،
وـ الجَيْشَ: أطالَ حَبْسَهُم. وكسفينةٍ: الجماعَةُ من الظِباءِ والحمامِ.
وجُمْلٌ، بالضم: امرأةٌ. وكسحابٍ: أُخْرَى. وكصُرَدٍ: ابنُ وهْبٍ في بني سامَةَ. وكزبيرٍ: أُخْتُ مَعْقِلِ بنِ يسارٍ. وكَجَوْهَرٍ: رجُلٌ. وسَمَّوْا: جَمالاً، كسحابٍ وجَبَــلٍ وأميرٍ.
وكغرابٍ: د. وكقُبَّيْطٍ: جَدُّ والِدِ أبي الخَطَّابِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ دِحْيَةَ.

ذبب

(ذبب) ذب وَبَالغ فِي الذب وَفِي السّير أسْرع وَيُقَال ذبب النَّهَار لم يبْق مِنْهُ إِلَّا بَقِيَّة وَالدَّابَّة سَاقهَا سوقا سَرِيعا
(ذ ب ب) : (فِي الْحَدِيثِ) «إنَّمَا النَّحْلُ ذُبَابُ غَيْثٍ» أَيْ يَتَرَبَّى بِسَبَبِهِ لِأَنَّ الْغَيْثَ سَبَبُ النَّبَاتِ وَبِالنَّبَاتِ يَتَغَذَّى هُوَ وَيَتَرَبَّى وَإِنَّمَا سَمَّاهُ ذُبَابًا اسْتِحْقَارًا لِشَأْنِهِ وَتَهْوِينًا لِمَا يَحْصُلُ مِنْهُ وَذَبْذَبِهِ فِي ل ق.
ذ ب ب :
الذُّبَابُ جَمْعُهُ فِي الْكَثْرَة ذِبَّانٌ مِثْلُ: غُرَابٍ وَغِرْبَانٍ وَفِي الْقِلَّةِ أَذِبَّةٌ الْوَاحِدَةُ ذُبَابَةٌ وَذُبَابَةُ الشَّيْءِ بَقِيَّتُهُ وَالْجَمْعُ ذُبَابَاتٌ وَذُبَابُ السَّيْفِ طَرَفُهُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ وَذَبْذَبَهُ ذَبْذَبَةً أَيْ تَرَكَهُ حَيْرَانَ مُتَرَدِّدًا وَذَبَّ عَنْ حَرِيمِهِ ذَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ حَمَى وَدَفَعَ. 

ذبب


ذَبَّ(n. ac. ذَبّ)
a. [acc. & 'An], Drove away; repulsed, repelled from.
b. ['An], Defended.
c. Forbade to.
d.(n. ac. ذَبّ
ذَبَب
ذُبُوْب), Became dry; dried, withered up.
e. Became lean, emaciated.
f. Drew to its close (day).
g. [pass.], Became possessed, insane.
ذَبَّبَa. see I (b) (f).
c. [Fī], Exerted, tired himself in.
ذَبّ
a. [art.], Buffalo, wild bull.
b. Restless; fidget.

أَذْبَبُa. Buffalo, wild bull.

مِذْبَبَة
(pl.
مَذَاْبِبُ)
a. Fly-swisher.

ذُبَاْب
(pl.
أَذْبِبَة
ذِبَّاْن)
a. Fly.
b. Edge of the sword.

ذُبَاْبَةa. see 34t
ذَبَّاْبa. Protector, champion.

ذِبَّاْنَةa. Fly.
(ذبب) - في حَدِيثِ عُمرَ، رضي الله عنه: "إنَّما هو ذُبَابُ غَيْثٍ".
يَعنِى النَّحلَ: أي أَنَّه يَكُون مع الغَيْث ويَعِيش به, لأنه يَأكُل ما يَنبُت منه.
وذُبَاب: اسمُ جَبَل بالمَدِينة جاء ذِكْره في حديث.
- وفي الحديث: "عُمْر الذُّبابِ أَربَعونَ يومًا، والذُّبَابُ في النَّار".
قِيلَ: كَونُه في النّار ليس بِعَذابٍ له، وإنَّما يُعذَّب به أَهلُ النَّار لوقُوعِه عليهم. - في حَديثِ المُغِيرة: "شَرُّهَا ذُبابٌ".
قال الزَّمخْشَرِى: الذُّبَاب: الشَّرُّ الدَّائِم.
ذ ب ب: (الذَّبُّ) الْمَنْعُ وَالدَّفْعُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الذُّبَّانَةُ) بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ وَنُونٍ قَبْلَ الْهَاءِ وَاحِدَةُ (الذُّبَابِ) وَلَا تَقُلْ: ذِبَّانَةٌ بِالْكَسْرِ، وَجَمْعُ الذُّبَابِ فِي الْقِلَّةِ (أَذِبَّةٌ) وَالْكَثِيرُ (ذِبَّانٌ) كَغُرَابٍ وَأَغْرِبَةٍ وَغِرْبَانٍ. أَبُو عُبَيْدَةَ: أَرْضٌ (مَذَبَّةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ ذَاتُ ذُبَابٍ. الْفَرَّاءُ: أَرْضٌ (مَذْبُوبَةٌ) كَمَوْحُوشَةٍ مِنَ الْوَحْشِ. وَ (الْمِذَبَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُذَبُّ بِهِ الذُّبَابُ. وَ (الذَّبْذَبُ) كَالْمَذْهَبِ الذَّكَرُ. وَ (الْمُذَبْذَبُ) الْمُتَرَدِّدُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ. 
ذ ب ب

ذبّ عن حريمه وذيّبَ عنه. قال الطرماح:

أذبب عن أحساب قحطان إنني ... أنا ابن بني بطحائها حيث حلّت

وذبّت شفتاه من العطش. قال:

هم سقوني عللا بعد نهل ... من بعد ما ذب السان وذبل

وإنه لأزهى من الذباب. وهو أهون عليّ من ونيم الذباب. وأبخر من أبي الذبان وهو عبد الملك بن مروان. وفرس مذبوب: دخل الذباب في منخره. وتذبذب الشيء: ناس في الهواء. والمنافق مذبذب. وناست ذباذب الهودج وهي أشياء تعلّق منه.

ومن المجاز: هو أعزّ عليّ من ذباب العين وهو إنسانها. وبه ذباب سلال وذبابة. وعلى فلان ذبابة من دين وذبابات أي بقايا. وبه ذبابة من جوع، وصدرت وبها ذبابة من عطش. وتقول: ما تركت في الإناء صبابه، وفيّ من العطش ذبابه؛ وضربه بذباب سيفه وهو حدّ طرفه. يقال: ثمرة السوط يتبعها ذباب السيف. وانظر إلى ذنابي أذنيه وفرعي أذنيه وهما ما حدّ من أطراف أذني الفرس والأصل الذباب الطائر وهو مثل في القلة. وأصابني ذباب أي شر وأذًى. وذبب النهار: مضى لم يبق منه إلا ذبابة. وذبّب في السير: جدّ حتى لم يترك ذبابة منه. وجاءنا راكب مذيّب. وهذا قرب مذبب. وطعن ورمى غير تذبيب. ورجل ذب الرّياد: قلق لا يقر به مكان زوّارٌ للنساء. قال:

قد كنت مفتاح أبواب مغلّقة ... ذب الرياد إذا ما خولس النظر

وأصله الوحشيّ يرود ههنا وههنا. قال الطرماح يصف ثوراً:

كأعين ذبّ رياد العشيّ ... إذا ورّكت شمسه جانحه

مالت للغروب. ويوم ذباب ومد: يكثر فيه البق على الوحش فتذبها بأذنابها فجعل فعلها لليوم. ويقال: أذنابها مذابّها. وأتاهم خاطب فذبّوه أي ردوه.
[ذبب] نه فيه: رأى رجلًا طويل الشعر فقال: "ذباب" هو الشؤم وقيل الشر الدائم. ومنه ح: شرها "ذباب". وفيه: رأيت أن "ذباب" سيفي كُسر فأولته أنه يصاب رجل من أهلي، فقتل حمزة، ذباب السيف طرفه الذي يضرب به. ن هو بضم ذال وخفة موحدة مكررة. نه وفيه: صلب رجلًا على "ذباب" وهو جبل بالمدينة. وفيه: عمر "الذباب" أربعون يومًا والذباب في النارن قيل كونه في النار ليس بعذاب له وإنما ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم. وفي ح عمر كتب إلى عماله بالطائف في خلايا العسل وحمايتها: إن أدى ما كان يؤديه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عشور تحله فاحم له فإنما هو "ذباب" غيث يأكله من شاء، يريد بالذباب النحل، وإضافته إلى الغيث على معنى أنه يكون مع المطر حيث كان، ولأنه يعيش بأكل ما ينبته الغيث، ومعنى حماية الوادي أن النحل إنما يرعى أنوار النبات وما رخص منها ونعم، فإذا حميت مراعيها أقامت فيها ورعت وعسلت فكثرت منافع اصحابها، وإذا لم تحم مراعيها احتاجت أن تبعد في طلب المرعى فيكون ريعها أقل، وقيل معناه ان يحمي لهم الوادي الذي تعسل فيه فلا يترك أحد يعرض للعسل، لأن سبيل العسل المباح سبيل المياه والمعادن والصيودن وإنما يملكه من سبق إليه، فإذا حماه ومنع الناس منه وانفرد به وجب عليه إخراج العشر منه عند من أوجب فيه الزكاة. ط: إذا وقع "الذباب" في إناء فليغمسه، ولكون أحد جناحيه داء والآخر دواء نظائر النحلة في بطنها شراب نافع وفي إبرتها سم، والعقرب تهيج الداء بإبرتها وتتداوى بجرمهان وروى أنه يتقي بجناح الداء فذلك إلهام بطبعه، وله غير نظير فالنملة الصغيرة كيف تسعى في جمع القوت، وكيف يصون الحب عن الندى باتخاذ الزبية على نشز من الأرض ثم يجفف الحب في الشمس إذا أثر فيه الندى، ثم أنها تقطع الحب لئلا ينبت، وتترك الكزبرة بحالها لأنها لا تنبت. ك: وكالحية سمها قاتل ولحمها يستشفي به من الترياق. وح: فإنه "يذب" عنه المظالم، أي يدفع ويقال دونه أي عنده. ط: وأذنابها "مذابها" أي مراوحها تذب بها الهوام عن نفسها.
[ذبب] الذَبُّ: المنعُ والدفعُ. وقد ذَبَبْتُ عنه. وذَبَّبَ، أي أكْثَرَ الذب. يقال طعان غير تذييب. إذا بُولغ فيه. وذَبَّبْنا لَيْلَتَنا، أي أَتْعَبْنا في السير. ولا ينالون الماء إلا بقرب مذبب، أي مُسْرِعٍ، قال الشاعر : مُذَبِّبَةً أَضَرَّ بها بُكوري * وتَهْجيري إذا اليَعْفورُ قالا وجاءنا راكبٌ مُذَبِّبٌ، وهو العجل المنفرد. وظمء مذبب، أي طويل يسار إلى الماءِ من بُعْدِ فيُعجَّلُ بالسَيْرِ. والذباب معروف، الواحدة ذبابة ولا تقل ذبانة، وجمع القلة أذبة والكثير ذبان، مثل غراب وأغربة وغربان. قال النابغة:

ضرابة بالمشفر الاذبه * أبو عبيد: أرض مذبة: ذات ذباب. وبعير مذبوب، إذا أصابه الذباب، قاله في باب أمراض الابل. وقال الفراء: أرض مذبوبة كما يقال موحوشة من الوحش. والمِذَبَّةُ: ما يُذَبُّ به الذُبابُ. وذُبابَ أسنانِ الإبل: حّدُّها. قال الشاعر : وتسمعُ للذُبابِ إذا تَغَنَّى * كَتَغْريدِ الحَمامِ على الغُصونِ وذُبابُ السيفِ: طَرَفُهُ الذي يُضْرَبُ به. وذُبابُ العينِ: إنْسانُها. والذُبابَةُ: البقية من الدَيْنِ ونحوه. قال الراجز:

أَوْ يَقْضيَ اللهُ ذُباباتِ الدَيْن * وذبَّبَ النهارُ، إذا لم يبقَ منه إلا بقيَّةٌ. وقال:

وانْجابَ النهار فذببا * والتذبذب: التحرك. والذبذبة: نوس الشئ المعلق في الهواء. والذبذب: الذَكَرُ. وفي الحديث: " مَنْ وُقيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ ". والذَباذبُ أيضاً: أشياء تعلق في الهودج. والمذبذب: المتردد بين أمرين. قال الله تبارك وتعالى: (مذبذ بين بين ذلك) . والذب: الثور الوحشى، وسمى ذَبَّ الرِيادِ لأنه يَرودُ، أي يجئ ويذهب ولا يثبت في موضِع واحد. وقال الشاعر النابغة: كأنما الرَحْلُ منها فوق ذي جُدَدٍ * ذَبِّ الرِيادِ إلى الأَشباحِ نَظَّارِ - وذَبَّتْ شَفَتُهُ، أي ذَبُلَتْ من العطش. وقال: وهُمْ سَقَوْني عَلَلاً بعد نَهَلْ * من بَعْدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ وذَبَّ جسمُهُ: هُزِلَ. وذَبَّ النَبْتُ: ذَوَي.
ذبب
ذبَّ/ ذبَّ عن ذبَبْتُ، يَذُبّ، اذْبُبْ/ ذُبَّ، ذَبًّا، فهو ذابّ، والمفعول مَذْبوب
• ذبَّ الذُّبابَ ونحوَه: نحّاه، وطرده "ذبَّ البائعُ الذبابَ عن الحلوى".
• ذبَّ عنه: دفع عنه ومنع وحامى "يذبُّ الأحرارُ عن وطنهم". 

أذبَّ يُذبّ، أذْبِبْ/ أذِبَّ، إذبابًا، فهو مُذِبّ
• أذبَّ المكانُ: كثُر ذُبابُهُ. 

ذبَّبَ يُذبِّب، تذبيبًا، فهو مُذبِّب
• ذبَّب المرءُ: بالغ في الدفع والحماية لمحارمه ووطنه. 

ذُباب [جمع]: جج أذِبَّة وذِبَّان، مف ذُبابة: (حن) حشرات طائرة صغيرة تألف الأقذارَ، وتنقل الأمراضَ، موجودة في كلِّ مكان داخل المساكن وخارجها، مُضرِّة بالصحَّة العامّة "اجتمع الذبابُ على الطعام- جرأة الذباب [مثل]: يُضرب بها المثل؛ لأنّ الذباب يقع على فم الأسد وهو لا يبقي شيئًا، ومع ذلك يُذاد ويعود- {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} " ° أصابه ذبابُ الأمرِ: شرّه- بقِيَ على ذُبابة من دِينٍ: بقيَ علي بقيّة من دِين- ذُبابُ السَّيف: حَدّ طرفيه الذي يضرب به- ذُبابُ العين: إنسان العين؛ سوادُها- طنينُ الذُّباب [مثل]: يُضرب للكلام الذي لا قيمة له، ولا يُبالَى به.
• الذُّباب الأزرق: (حن) ذباب يعيش على جثث الحيوانات تنمو يرقاتُه على الموادّ الحيوانيّة- خاصَّة اللَّحم- التي تجذب رائحتُها الذُّبابةَ الكاملة.
• ذبابة تسي تسي: (حن) حشرة من فصيلة الشذاة يُحدث بعضُ أنواعها مرضَ النوم.
• ذبابة السَّرْء: ذبابة تضع بيضَها على الجثث أو التقرُّحات المفتوحة.
• ذبابة الإبل: (حن) بعوضة تنقل نوعًا من الحُمَّى المتقطِّعة "ذباب قارض: ذباب الإبل والماشية".
• الذُّباب المضيء: (حن) نوع من الخنافس تطير ليلاً وتُصدر ومضات من الضَّوء الأخضر المصفرّ من أعلى بطنها، وهذه التَّقلبات الضَّوئيَّة هي لغة التَّخاطب والتَّلاقي والتَّزاوج بينها في الظَّلام. 

ذُبابيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من رتبة ذوات الجناحين أجناسُها وأنواعُها كثيرة، جميعها صغيرة الحجم أو مُتوسِّطة. 

ذَبّ [مفرد]: مصدر ذبَّ/ ذبَّ عن. 

مَذبَّة [مفرد]: ج مَذَبَّات ومَذَابُّ: مكان كثير الذُّباب. 

مِذَبَّة [مفرد]: ج مِذبّات ومَذَابُّ: اسم آلة من ذبَّ/ ذبَّ عن: منشَّة، أداة تُستخدم في طرد الذُّباب ونحوه "مذبَّة من ذيل الحصان- يحتفظ بمذبَّة جدِّه". 
[ذ ب ب] ذَبَّ عَنْهُ يَذُبُّ ذَبّا دَفَعَ ومَنَعَ وفي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه إِنَّما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ إلا ما ذُبَّ عنه قال

(مَنْ ذَبَّ مِنكُمْ ذَبَّ عن حَمِيمِهِ ... )

(أو فَرَّ مِنْكُم فَرَّ عن حَرِيمِهِ ... )

ورَجًلٌ مِذَبٌّ وذَبّابٌ دَفّاعٌ عن الحَرِيمِ وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّا اختَلَف ولم يَسْتَقِمْ في مَكانٍ واحِدٍ وبعِيرٌ ذَبٌّ لا يَتَقارَّ في مَوْضِعٍ قالَ

(فكأَنَّنا فيها جِمالٌ ذَبَّةٌ ... أُدْمٌ طَلاهُنَّ الكُحَيْلُ وقارُ) فقولُه ذَبَّةٌ بالهاءِ يَدُلُّ على أنه لم يُسَمّ بالمَصْدَرِ إذ لو كان مَصْدَرًا لقالَ جِمالٌ ذَبٌّ كقَوْلِكَ رِجالٌ عَدْلٌ والذَّبُّ الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ويُقالُ له أيضًا ذَبُّ الرِّيادِ وسُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّه يَخْتَلِفُ ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ وقيل لأّنَّه يَرُودُ فيَذْهَبُ ويَجِيءُ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(يُمَشٍّ ي بهِ ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّه فَتًى ... فارِسِيٌّ في سَراوِيلَ رامحُ ... )

وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ يَذْهَبُ ويَجِئُ هذه عن كُراع وذَبَّتْ شَفَتَهُ تَذِبُّ ذَبّا وذَبَبًا وذُبُوبًا وذَبَّبَتْ جَفَّتْ من شِدَّة العَطَشِ أو الغَيْرَةِ وشَفَةٌ ذَبّابَةٌ ذابِلَةٌ قال

(هُمُ سَقَوْنِي عَلَلاً بعدَ نَهَلْ ... )

(من بعدِ ما ذَبَّ اللِّسانُ وذَبَلْ ... )

وذَبَّ الغَدِيرُ جَفَّ في آخِر الجُزْءِ عن ابن الأَعْرابِيِّ وأنشَدَ

(مَدارِينَ إنِ جاعُوا وأَذْعَرُ مَن مَشَى ... )

(إذا الرَّوْضَةُ الخَضْراءُ ذَبَّ غَدِيرُها ... )

ويُرْوَى

(وأَدْعَرُ من مَشَى إذا الرَّوْضَةُ ... )

وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبَابَةٌ أي بَقِيَّةٌ من عَطَشٍ وذُبابَةُ الدَّيْنِ بَقِيَّتُه وقيل ذُبابَةُ كُلِّ شيءِ بَقِيَّتُه والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكونُ في البُيُوتِ يَسْقُطُ في الإناء والطَّعامِ والذُّبابُ أيضًا النَّحْلُ ولا يُقالُ ذُبابَةٌ في شيءٍ من ذلكِ إلا أنَّ أبا عُبَيْدَةَ رَوَى عن الأَحْمَرِ ذُبابَة هكَذا وَقَع في كتابِ المُصَنِّف رواية أَبي عَلِيٍّ وأَمّا في رِواية عليِّ بن حَمْزَةَ فحكَى عن الكِسائِيِّ الشَّذاةُ ذُبابَةٌ تَعَضُّ الإِبِلَ وحَكَى عن الأَحْمَرِ أيضًا النُّغَرَةُ ذُبابَةٌ تَسْقُط على الدّوابِّ فأثْبَتَ الهاءَ فِيهما والصَّوابُ ذُبابٌ وهو واحِدٌ وفي التًّنْزِيل {وإن يسلبهم الذباب شيئا} الحج 73 فَسَّرُوهُ للواحد والجمعُ أَذِبَّةٌ وذِبّانٌ سِيبَوَيْهِ ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنَى العَدَدِ لأَنَّهم أَمِنُوا به التَّضْعِيفَ يَعْنِي أَنَّ فُعالاً لا يُكَسَّرُ في أَدْنَى العَدَدِ على فِعْلان ولو كانَ مما يَدْفَعُ به البناءُ إلى التَّضْعِيفِ لم يُكَسَّرْ على ذلك البِناءِ كما أَنَّ فِعالاً ونَحْوَه لما كانَ تكسيرُه عَلَى فُعُلٍ يُفْضِي به إِلى التَّضعيفِ كَسًّرُوه على أَفْعِلَةٍ وقد حَكَى سِيبَوَيْه مع ذلك عن العَربِ ذُبٌّ في جمع ذُبابٍ فهو مع هذا الإدْغامِ عَلَى اللُّغَةِ التَّمِيمِيَّةِ كما يَرْجِعُونَ إليها فيما كان ثانيه واوًا نحو خُونٍ ونُورٍ والعَرَبُ تكْنُو الأَبْخَرَ أَبا ذُبابٍ وبَعْضُهم يَكْنِيهِ أبا ذِبّانٍ وقد غَلَبَ عَلَى عبدِ المَلِكِ ابنِ مَرْوانَ لفَسادٍ كان في فَمٍ هـ قالَ الشّاعِرُ

(لَعَلِّيَ إِن مالَتْ بِي الرِّيحُ مَيْلَةً ... عَلَى ابنِ أَبِي الذِّبّانِ أَن يَتَنَدَّمَا)

يَعْنِي هِشامَ بنَ عَبْدِ المَلِك وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّبَه نَحّاهُ ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبابِ أي الجَهْلِ وأَرْضٌ مَذَبَّةٌ كَثيرةُ الذُّبابِ وبعيرٌ مَذْبُوبٌ أصابَه الذُّبابُ وأَذَبُّ كذلك وقيل الأَذَبُّ والمَذْبُوبُ جَمِيعًا الَّذِي إذا وَقَعَ في الرِّيفِ والرِّيفُ لا يكونُ إلا فِي الأَمْصارِ اسْتَوْبَأَهُ فماتَ مَكانَه قال زِيادٌ الأَعْجَمُ في ابن حَبْناءَ

(كأَنَّكَ من جِمالِ بَنِي تَمِيمِ ... أَذَبُّ أصابَ من رِيفٍ ذُبابَا) يقولُ كأَّنَكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفًا فأَصابَه الذُّبابُ فالْتَوَتْ عُنُقُه فماتَ والمِذَبَّةُ هَنَةٌ يُذَبُّ بها الذُّبابُ وذُبَابُ العَيْنِ إنْسانُها أُراه على التَّشْبِيهِ بالذُّبابِ والذُّبابُ نُكْتَةٌ سَوداءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ والجمعُ كالجَمْعِ وذُبابُ السًّيْفِ حَدُّ طَرَفِه الًّذِي بينَ شَفْرَتَيْهِ وقيل طَرَفُه المُتَطَرٍّ فُ وقِيلَ حَدُّه والذُّبابُ من أُذُنِ الإنسانِ والفَرَسِ ما حَدَّ من طَرَفِها وذُبابُ الحِنّاءِ بادِرَةُ نَوْرِه وجاءَنا راكبٌ مُذَبٍّ بٌ عجل مُنْفَرِدٌ قالَ عَنْتَرَةُ

(يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إِثْرِه ... وأَدْرَكَه وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ)

إِما أن يَكُونَ على النَّسَبِ وإمَّا أن يَكُونَ أرادَ خَشِيبًا فحَذَف للضًّرُورِة وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ طَوِيلٌ يُسارُ فيه إلى الماءِ من بُعْدٍ وذَبَّبَ أَسْرَعَ وقولُه

(مَسِيرَة شَهْرٍ للبَعِيرِ المُذَبْذبِ ... )

أرادَ المُذَبِّبَ والذَّبْذَبَةُ تَرَدُّدُ الشَّيْءِ المُعَلَّقِ في الهَواءِ والذَّبْذَبَةُ والذَّباذِبُ أشياءُ تُعَلَّقُ بالهَوْدَجِ أَو رَأْسِ البَعِيرِ للزِّينَةِ والذَّبْذَبُ اللِّسانُ وقِيلَ الذّكَرُ والذَّباذِبُ المَذاكِيرُ وقِيلَ الذَّباذِبُ الخُصَى واحِدَتُها ذَبْذَبَةٌ ورَجُلٌ مُذَبْذَبُ ومُتَذَبْذِبٌ مُتَرَدِّدٌ بين أَمْرَينِ وفي التَّنْزِيل {مذبذبين بين ذلك} النساء 143 وتَذَبْذَبَ الشَّيْءُ ناسَ واضَطَرَبَ وذَبْذَبَه هُوَ أَنْشَد ثعلبٌ

(وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ ... )

(ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِه رَجِيفٌ ... )

وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

(ومِثْلُ السَّدُوسِيِّيْنِ سادَا وذَبْذَبَا ... رجالَ الحِجازِ من مَسُودٍ وسائِدِ)

قِيلَ ذَبْذَبَا عَلَّقَا وتركاهُم مُتَذَبْذِبِينَ يقول تقطع دونَهما رِجَالُ الحِجازِ وفي الطَّعامِ ذُبَيْباء مَمْدُودٌ حكاه أبو حَنِيفَةَ في باب الطَّعامِ الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه ولم يُفَسِّرْه وقد تَقَدَّم أَنَّه الذُّنَيْناء

ذبب: الذَّبُّ: الدَّفْعُ والـمَنْعُ. والذَّبُّ: الطَّرْدُ.

وذَبَّ عنه يَذُبُّ ذَبّاً: دَفَعَ ومنع، وذَبَبْت عنه. وفُلانٌ يَذُبُّ عن حَرِيمِه ذَبّاً أَي يَدْفَعُ عنهم؛ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه:

إِنما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ، إِلا ما ذُبَّ عنه؛ قال:

مَنْ ذَبَّ منكم، ذَبَّ عَنْ حَمِـيمِهِ، * أَو فَرَّ منكم، فَرَّ عَنْ حَريمِهِ

وذَبَّبَ: أَكْثَرَ الذَّبَّ.

ويقال: طِعانٌ غيرُ تَذْبِـيبٍ إِذا بُولِغَ فيه.

ورجلٌ مِذَبٌّ وذَبَّابٌ: دَفَّاعٌ عن الحرِيمِ.

وذَبْذَبَ الرَّجلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ والأَهْلَ أَي حَماهم.

والذَّبِّـيُّ: الجِلْوازُ.

وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّاً: اختَلَفَ ولم يَسْتَقِمْ في مكانٍ واحدٍ. وبعيرٌ ذَبٌّ: لا يَتَقارُّ في مَوْضِع؛ قال:

فكأَننا فيهم جِمالٌ ذَبَّةٌ، * أُدْمٌ، طَلاهُنَّ الكُحَيْل وَقار

فقوله ذَبَّةٌ، بالهاءِ، يَدل على أَنه لم يُسَمَّ بالـمَصْدر إِذ لو

كان مَصْدَراً لقال جِمالٌ ذَبٌّ، كقولك رِجالٌ عَدْلٌ. والذَّبُّ: الثَّوْرُ الوَحْشِـيُّ، ويقال له أَيضاً: ذَبُّ الرِّيادِ، غير مهموزٍ، وسُمِّيَ بذلك لأَنه يَخْتَلِف ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحدٍ؛ وقيل: لأَنه يَرُودُ فيذهَبُ ويَجِـيءُ؛ قال ابن مقبل:

يُـمشّي بها ذَبُّ الرِّياد، كأَنه * فَـتىً فارِسِـيٌّ، في سَراويلَ، رامِحُ

وقال النابغة:

كأَنما الرَّحْلُ منها فَوْق ذِي جُدَدٍ، * ذَبِّ الرِّيادِ، إِلى الأَشْباح نَظَّارِ

وقال أَبو سعيد: إِنما قيل له ذَبُّ الرِّياد لأَن رِيَادَه أَتانُه التي تَرُودُ معه، وإِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّيادَ رَعْيه نَفْسَه للكَلإِ.

وقال غيره: قيل له ذَبُّ الرِّيادِ لأَنه لا يَثْبُتُ في رَعْيِـه في مكانٍ

واحدٍ، ولا يُوطِن مَرْعًى واحداً. وسَمَّى مُزاحِمٌ العُقَيْليّ الثَّوْرَ الوَحْشِـيَّ الأَذبَّ؛ قال:

بِلاداً، بها تَلْقَى الأَذَبَّ، كأَنه، * بها، سابِريٌّ لاحَ، منه، البَنائِقُ

أَراد: تَلْقَى الذَّبَّ، فقال الأَذَبَّ لحاجته. وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ: يذهَبُ ويَجيءُ، هذه عن كُراع. أَبو عمرو: رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيادِ إِذا كان زَوَّاراً للنساءِ؛ وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه:

ما للْكَواعبِ، يا عَيْسَاءُ، قد جَعَلَتْ * تَزْوَرُّ عنّي، وتُثْنَى، دُونيَ، الـحُجَرُ؟

قد كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ، * ذَبَّ الرِّيادِ، إِذا ما خُولِسَ النَّظَرُ

وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً وذَبَباً وذُبوباً، وذَبِبَتْ: يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ من شدَّةِ العطش، أَو لغيرِه. وشَفَةٌ ذَبَّانةٌ: ذابِلة، وذَبَّ لسانُه كذلك؛ قال:

هُمُ سَقَوْني عَلَلاً بعدَ نَهَلْ، * مِن بعدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ

وقال أَبو خَيْرَة يصف عَيْراً:

وشَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ، فَهْوَ به * لوْحانُ، مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ، ومِن عَضَبِ

أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ: اليابِسَ.

وذَبَّ جِسمُه: ذَبَلَ وهَزُلَ. وذَبَّ النَّبْتُ: ذَوَى. وذَبَّ الغَدِيرُ، يَذِبُّ: جَفَّ، في آخرِ الجَزْءِ، عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

مَدارِينُ، إِن جاعُوا، وأَذْعَرُ مَن مَشَى، * إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها

يروى: وأَدْعَرُ مَنْ مَشى. وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ

لَوْنُه. وذَبَّ: جَفَّ.

وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبابةٌ أَي بَقِـية عَطَشٍ.

وذُبابةُ الدَّيْنِ: بقِـيتُه. وقيل: ذُب ابَةُ كل شيءٍ بقِـيتُه.

والذُّبابةُ: البقِـية من الدَّيْن ونحوِه؛ قال الراجز:

أَو يَقْضِـيَ اللّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ

أَبو زيد: الذُّبابة بقِـيَّةُ الشيء؛ وأَنشد الأَصمعي لذي الرُّمة:

لَـحِقْنا، فراجَعْنا الـحُمولَ، وإِنما * يُتَلِّي، ذُباباتِ الوداعِ، الـمُراجِعُ

يقول: إِنما يُدْرِكُ بقايا الـحَوائج من راجَع فيها. والذُّبابة

أَيضاً: البقِـية من مِـياه الأَنهارِ.

وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم يَبْقَ منه إِلا بقِـية، وقال:

وانْجابَ النهارُ، فَذَبَّـبا

والذُّبابُ: الطَّاعون. والذُّبابُ: الجُنونُ. وقد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ؛ وأَنشد شمر:

وفي النَّصْرِيِّ، أَحْياناً، سَماحٌ، * وفي النَّصْريِّ، أَحْياناً، ذُبابُ

أَي جُنونٌ. والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ، يَسْقُط في

الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، ولا تَقُلْ ذِبَّانة. والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل ولا يقال ذبابة في شيءٍ من ذلك، إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عن الأَحْمَرِ ذبابة؛ هكذا وقع في كتاب الـمُصَنَّف، رواية أَبي

عليّ؛ وأَما في رواية عليِّ بنِ حمزة، فَحَكى عن الكسائي: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ وحُكِـيَ عن الأَحمر أَيضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط

على الدَّوابِّ، وأَثْـبت الهاءَ فيهما، والصَّواب ذُبابٌ، هو واحدٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف في خَلايا العَسَل وحِمايـتِها، إِنْ أَدَّى ما كان يُـؤَدِّيه إِلى رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، من عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ له، فإِنما هو ذُبابُ غَيْثٍ، يأْكُلُه مَنْ شاءَ. قال ابن الأَثير: يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ،

وأَضافَه على الغَيْثِ إِلى معنى أَنه يكونُ مَعَ الـمَطَر حيثُ كان، ولأَنه يَعِـيشُ بأَكْلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ؛ ومعنى حِماية الوادي له: أَنَّ

النَّحْلَ إِنما يَرْعَى أَنْوارَ النَّباتِ وما رَخُصَ منها ونَعُمَ، فإِذا حُمِـيَتْ مَراعِـيها، أَقامت فيها ورَعَتْ وعَسَّلَتْ، فكَـثُرَتْ منافعُ أَصحابِها؛ وإِذا لم تُحْمَ مَراعِـيها، احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ في طَلَبِ الـمَرْعَى، فيكونَ رَعْيُها أَقَلَّ؛ وقيل: معناه أَنْ يُحْمَى لهم الوادي الذي يُعَسِّلُ فيه، فلا يُتْرَكَ أَحدٌ يَعْرِضُ للعَسَل، لأَن سبيلَ العسَل الـمُباحِ سبيلُ الـمِـياهِ والـمَعادِنِ والصُّيودِ، وإِنما يَمْلِكُه من سَبَقَ إِليه، فإِذا حَماه ومَنَع الناسَ منه، وانْفَرَدَ به وَجَبَ عليه إِخْراجُ العُشْرِ منه، عند مَن أَــوجب فيه الزَّكاة.التهذيب: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بغير هاءٍ. قال: ولا يُقال ذُبَابة.

وفي التنزيل العزيز: وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ شيئاً؛ فسَّروه للواحد،

والجمع أَذِبَّةٌ في القِلَّة، مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ؛ قال النابغة:

ضَرَّابة بالـمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ

وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سيبويه، ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنى العدد، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف، يعني أَنَّ فُعالاً لا يكَسَّر في أَدنى العدد على فِعْلانٍ،

ولو كان مـمَّا يَدْفَعُ به البناءُ إِلى التَّضعيف، لم يُكسَّر على ذلك

البناءِ، كما أَنَّ فِعَالاً ونحوه، لـمَّا كان تكسيره على فُعُل يُفْضِـي به إِلى التَّضْعِـيف، كسروه على أَفعلة؛ وقد حكى سيبويه،

مع ذلك، عن العرب: ذُبٌّ، في جمع ذُبابٍ، فهو مع هذا الإِدغامِ على اللُّغَة التَّمِـيمِـيَّة، كما يَرْجِعون إِليها، فيما كان ثانِـيه واواً،

نحو خُونٍ ونُورٍ. وفي الحديث: عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون يَوْماً،

والذُّبابُ في النار؛ قيل: كَوْنُه في النار ليس لعذاب له، وإِنما لِـيُعَذَّبَ به أَهل النار بوقوعه عليهم، والعرب تَكْنُو الأَبْخَر: أَبا ذُبابٍ، وبعضهم يَكْنيه: أَبا ذِبَّانٍ، وقد غَلَبَ ذلك على عبدالملك بن مَرْوانَ لِفَسادٍ كان في فَمِه؛ قال الشاعر:

لَعَلِّـيَ، إِنْ مالَتْ بِـيَ الرِّيحُ مَيلةً * على ابنِ أَبي الذِّبّانِ، أَن

يَتَنَدّما

يعني هشامَ بنَ عبدالملك.

وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّـبه: نَحَّاه.

ورجل مَخْشيُّ الذُّبابِ أَي الجَهْلِ. وأَصابَ فُلاناً من فلانٍ ذُبابٌ

لادِغٌ أَي شَرٌّ.

وأَرض مَذَبَّةٌ: كثيرةُ الذُّبابِ.

وقال الفرَّاءُ: أَرضٌ مَذْبوبة، كما يقال مَوْحُوشةٌ من الوَحْشِ.

وبَعيرٌ مَذْبُوبٌ: أَصابه الذُّبابُ، وأَذَبُّ كذلك، قاله أَبو عبيد في

كتاب أَمراضِ الإِبل؛ وقيل: الأَذَبُّ والـمَذْبوبُ جميعاً: الذي إِذا

وَقَع في الرِّيفِ، والريفُ لا يكونُ إِلاَّ في المصادرِ، اسْتَوْبَـأَهُ،

فمات مكانَه؛ قال زياد الأَعْجمُ في ابنِ حَبْنَاء:

كأَنـَّكَ، مِن جِمالِ بني تَـمِـيمٍ، * أَذَبُّ، أَصابَ مِن رِيفٍ ذُبابا

يقول: كأَنـَّك جَمَلٌ نزلَ ريفاً، فأَصابَهُ الذُّبابُ، فالْـتَوَتْ عُنُقُه، فمات.

والـمِذَبَّةُ: هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ، يُذَبُّ بها الذُّبابُ؛ وفي الحديث: أَنّ النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، رأَى رَجُلاً طويلَ الشَّعَر، فقال: ذُبابٌ؛ الذُّبابُ الشُّـؤْم أَي هذا شُؤْمٌ.

ورجل ذُبابيٌّ: مأْخوذٌ من الذُّبابِ، وهو الشُّؤْمُ. وقيل: الذُّبابُ

الشَّرُّ الدَّائِم، يقال: أَصابكَ ذُبابٌ من هذا الأَمْرِ. وفي حديث

المغيرة: شَرُّها ذُبابٌ. وذُبابُ العَينِ: إِنْسانُها، على التَّشبِـيهِ

بالذُّباب. والذُّبابُ: نُكْـتَةٌ سوداءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ، والجمع كالجمع. وذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ: حَدُّها؛ قال المثَقّب العبدي:

وتَسْـمَعُ، للذُّبابِ، إِذا تَغَنَّى، * كَتَغْريدِ الـحَمَامِ على الغُصُونِ

وذبابُ السَّيْفِ: حَدُّ طَرَفِه الذي بين شَفْرَتَيْهِ؛ وما حَوْلَه من

حَدَّيْهِ: ظُبَتَاه؛ والعَيْرُ: النَّاتـئُ في وَسَطِه، من باطنٍ وظاهرٍ؛ وله غِرَارانِ، لكلِّ واحدٍ منهما، ما بينَ العَيْرِ وبين إِحدى الظُّبَتَين من ظاهِر السَّيفِ وما قُبالَةَ ذلك من باطنٍ، وكلُّ واحدٍ من الغِرارَينِ من باطنِ السَّيف وظاهره؛ وقيل: ذُبابُ السَّيفِ طَرَفُه الـمُتَطَرِّفُ الذي يُضْرَبُ به، وقيل حَدُّه. وفي الحديث: رأَيتُ ذُبابَ سَيْفي كُسِرَ، فأَوَّلْـتُه أَنه يصابُ رجلٌ من أَهل بيتي، فقُتِل حَمْزَةُ. والذُّبابُ من أُذُنِ الانسانِ والفَرَس: ما حَدَّ من طَرَفِها. أَبو

عبيد:

في أُذُنَي الفرسِ ذُباباهُما، وهما ما حُدَّ من أَطرافِ الأُذُنَيْن. وذُبابُ الـحِنَّاء: بادِرةُ نَوْرِه.

وجاءَنا راكبٌ مُذَبِّبٌ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ؛ قال عنترة:

يُذَبِّبُ وَرْدٌ على إِثرِهِ، * وأَدْرَكُه وَقْعُ مِرْدىً خَشِبْ

إِمّا أَنْ يكونَ على النَّسَب، وإِمّا أَنْ يكون أَراد خَشِـيباً، فحذف

للضرورة.

وذَبَّـبْنا لَيْـلَتَنَا أَي أَتْعَبْنا في السَّير.

ولا يَنالونَ الماءَ إِلاَّ بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ أَي مُسْرِع؛ قال ذو الرُّمة:

مُذَبِّـبَة، أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي * وتَهْجِـيري، إِذا اليَعْفُورُ قالا

اليَعْفُورُ: الظَّبيُ. وقال: من القَيْلُولة أَي سَكَنَ في كِنَاسِه مِن شِدَّةِ الـحَرِّ.

وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ: طَويلٌ يُسارُ فيه إِلى الماءِ من بُعْدٍ، فيُعَجَّل بالسَّيرِ. وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لا فُتُورَ فيه.

وذَبَّبَ: أَسْرَع في السَّيرِ؛ وقوله:

مَسِـيرَة شَهْرٍ للبَعِـيرِ الـمُذَبْذِبِ

أَرادَ الـمُذَبِّبَ.

وأَذَبُّ البعيرِ: نابُهُ؛ قال الراجز:

كأَنَّ صَوْتَ نابِهِ الأَذَبِّ

صَرِيفُ خُطَّافٍ، بِقَعْوٍ قَبِّ

والذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشيءِ المُعَلَّقِ في الهواءِ .

والذَّبْذَبَة والذَّباذِبُ: أَشياءُ تُعَلَّقُ بالهودَجِ أَو رأْسِ البعيرِ للزينةِ، والواحد ذُبْذُبٌ.

والذَّبْذَبُ: اللِّسانُ، وقيلَ الذَّكَر. وفي الحديث: مَنْ وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِه، فقد وُقـيَ. فَذَبْذَبُه: فَرْجُه، وقَبْقَبُه: بَطْنُه. وفي رواية: مَن وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِه دَخَلَ الجنَّةَ؛ يعني الذَّكَر سُمِّيَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَي حَرَكَتِه.

والذَّباذِبُ: المذاكِيرُ. والذَّباذِبُ: ذكر الرجلِ، لأَنـَّه يَتَذَبْذَبُ أَي يَترَدَّد؛ وقيل الذَّباذِب: الخُصَى، واحِدتُها ذَبْذَبَةٌ.

ورجلٌ مُذَبْذِبٌ ومُتَذَبْذِبٌ: مُترَدِّدٌ بين أَمْرَين أَو بين رجُلَين، ولا تَـثْبُتُ صُحْبَتُه لواحِدٍ منهما. وفي التنزيل العزيز في صفة

المنافقين: مُذَبْذَبِـين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء.

المعنى: مُطَرَّدين مدَفَّعين عن هؤُلاء وعن هؤُلاء. وفي الحديث: تَزَوَّجْ، وإِلاَّ فأَنتَ من الـمُذَبذِبِـينَ أَي الـمَطْرُودين عن المؤْمنين

لأَنـَّكَ لم تَقْتَدِ بِهِم، وعن الرُّهْبانِ لأَنـَك تَركتَ طَرِيقَتَهُمْ؛ وأَصلُه من الذَّبِّ، وهو الطَّرْدُ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكونَ من الحركة والاضْطِرابِ.

والتَّذَبْذُبُ: التَّحرُّكُ.

والذَّبْذَبةُ: نَوْسُ الشيءِ الـمُعَلَّقِ في الهواءِ.

وتَذَبْذَبَ الشيءُ: ناسَ واضْطَرَبَ ، وذَبْذَبَهُ هو؛ أَنشد ثعلب:

وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِـيفُ، * ظَلَّ ،لأَعْلَى رأْسِهِ، رَجِـيفُ

وفي الحديث: فكأَني أَنْظُرُ إِلى يَدَيْه تَذَبْذَبانِ أَي تَتَحَرَّكانِ وتَضْطَرِبان، يريد كُـمَّيْهِ. وفي حديث جابر: كان عليَّ بُرْدَة

لها ذباذِبُ أَي أَهْدابٌ

وأَطْرافٌ، واحدُها ذِبْذِبٌ، بالكسرِ، سُمِّـيَتْ بذلك لأَنـَّها تَتَحَرَّك على لابسِها إِذا مَشى؛ وقول أَبي ذؤَيب:

ومِثْل السَّدُوسِـيَّـيْن، سادَا وذَبْذَبا * رِجال الـحِجازِ، مِنْ مَسُودٍ وَسائدِ

قيل: ذَبْذَبا عَلَّقَا . يقول تقطع دونهما رجالُ الحجازِ . وفي الطَّعام

ذُبَيْباءُ ، ممدودٌ ،حكاه أَبو حنيفة في باب الطَّعام الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه ، ولم يفسِّره ؛ وقد قيل : إِنها الذُّنَيْناءُ، وستُذْكر في موضِعِها . وفي الحديث : أَنه صَلَبَ رجُلاً على ذُبابٍ ، هو جبلٌ بالمدينة.

ذبب
: ( {ذَبَّ عَنْهُ) } يَذُبُّ {ذَبًّا (: دَفَعَ وَمنَع) } وذَبَبْتُ عَنهُ، وفلانٌ يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِه ذَبًّا أَي يَدْفَعُ عَنْهُم، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (إِنَّمَا النَّسَاءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ إِلاَّ مَا {ذُبَّ عَنْه) ، قَالَ:
مَنْ ذَبَّ مِنْكُمْ ذَبَّ عَنْ حَمِيمِهِ
أَوْ فَرَّ مِنْكُمْ فَرَّ عَنْ حَرِيمِهِ
} والذَّبُّ: الطَّرْدُ، وَمن الْمجَاز: أَتَاهُمْ خَاطِبٌ {فَذَبُّوهُ: رَدُّوهُ.
(و) ذَبَّ (فلانٌ) } يَذِبُّ ذَبًّا (: اخْتَلَفَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ) ويوجدُ فِي بعض النّسخ بِالْوَاو بدل الْفَاء (فِي مكانٍ) واحدٍ.
(و) ذَبَّ (الغَدِيرُ) يَذِبُّ (: جَفَّ فِي آخِرِ الحَرِّ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد:
مَدَارِينُ إِنْ جَاعُوا وأَذْعَرُو مَنْ مَشَى
إِذَا الرَّوْضَةُ الخَضْرَاءُ ذَبَّ غَدِيرُهَا
(و) {ذَبَّتْ (شَفَتُهُ تَذِبُّ ذَبًّا} وذَبَباً، مُحَرَّكَةً، {وذُبُوباً) : يَبِسَتْ و (جَفَّتْ) وذَبَلَتْ (عَطَشاً) أَي من شِدَّةِ العَطَشِ (أَو لِغَيْرِهِ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وَفِي بَعْضهَا لِغَيْرَةٍ (} كَذَبَّبَ) ، هَكَذَا فِي (النّسخ) وَالصَّوَاب! كَذَبِبَت، وذَبَّ لِسَانُه كَذَلِك، قَالَ:
هُمُ سَقَوْنِي عَلَلاً بَعْدَ نَهَلْ
مِنْ بَعْدِ مَا ذَبَّ اللِّسَانُ وذَبَلْ
(و) ذَبَّ (جِسْمُهُ:) ذَبَلَ وَ (هُزِلَ، و) ذَبَّ (النَّبْتُ: ذَوَى، و) من الْمجَاز: {ذَبَّبَ (النَّهَارُ) إِذا (لَمْ يَبْقَ مِنْ إِلاَّ) } ذُبَابَةٌ، أَيْ بَقِيَّةٌ) وَقَالَ:
وانْجَابَ النَّهَارُ {وذَبَّبَا
(و) ذَبَّ (فلانٌ) إِذا (سَحَبَ لَوْنُهُ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وَالصَّوَاب شَحَبَ، بالشينِ الْمُعْجَمَة والحَاءِ،} وذَبَّ: جَفٌ ( {وذَبَّبْنَا لَيْلَتَنَا} تَذْبِيباً) أَي (أَتْعَبْنَا فِي السَّيْرِ) . وَلاَ يَنَالُونَ المَاءَ إِلاَّ بِقَرَبٍ {مُذَبِّبِ أَي مُسْرِعٍ، قَالَ ذُو الرمة:
} مُذَبِّبَةٌ أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وتَهْجِيرِي إِذَا اليَعْفُورُ قَالاَ
أَي سَكَن فِي كِنَاسِهِ من شِدَّةِ الحَرِّ (و) فِي (الأَساس) ، وَمن الْمجَاز: ذَبَّبَ فِي السَّيْرِ: جَدَّ حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ {ذُبَابَةً، وجَاءَنا (رَاكِبٌ} مُذَبِّبُ، كَمُحَدِّثٍ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ) ، قَالَ عنترة:
{يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إِثْرِهِ
وأَدْرَكَهُ وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ
إِمَّا أَنْ يَكُونَ على النَّسَبِ، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَشِيباً فحَذَفَ للضَّرُورَةِ.
(وظِمْءٌ} مُذَبِّبٌ: طَوِيلٌ يُسَارُ) فيهِ (إِلَى المَاءِ من بُعْدٍ فَيُعَجَّلُ بالسَّيْرِ) ، وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لاَ فُتُورَ فيهِ، وَقَوله:
مَسِيرَة شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ {المُذَبْذِبِ
أَرَادَ المُذَبِّبَ، وثَوْرٌ مَذَبِّبٌ، وطَعْنٌ ورَمْيٌ غَيْرُ} تَذْبِيبٍ، إِذا بُولِغَ فيهِ (وبَغِيرٌ {ذَابٌّ) كَذَا فِي (النّسخ) وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) بعِيرٌ ذَبٌّ، أَي (لاَ يَتَقَارُّ فِي مَكَانٍ) واحدٍ، قَالَ:
فكَأَنَّنَا فِيهِمْ جِمَالٌ} ذَبَّةٌ
أُدْمٌ طَلاَهُنَّ الكُحَيْلُ وقَارُ
فقولُه (ذَبَّةٌ) بالهَاءِ، يدل على أَنَّه لم يُسَمِّ بِالمَصْدَرِ إِذا لم كَانَ مصدرا لقَالَ جِمَالٌ ذَبٌّ، كَقَوْلِك: رِجَالٌ عَدْلٌ.
(ورَجُلٌ {مِذَبٌّ، بالكَسْرِ، و) } ذَبَّاب (كشَدَّادٍ: دَفَّاعٌ عنِ الحَرِيمِ) ،! وذَبْذَبَ: حَمَى، وسيأْتي.
(والذَّبُّ) بالفَتْحِ (: الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ) النَّشِيطُ (وَيُقَال لَهُ) أَيضاً (ذَبُّ الرِّيَادِ) غير مَهْمُوز، وَهُوَ مجَاز، سمِّيَ بذلك لأَنَّهُ يَخْتَلِفُ وَلَا يَسْتَقِرُّ فِي مكانٍ واحِدٍ وَقيل: لاِءَنَّهُ يَرُودُ فَيَذْهَبُ ويَجِيءُ، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
يُمَشِّي بهِ ذَبُّ الرِّيَادِ كَأَنَّهُ
فَتًى فَارِسِيٌّ فِي سَرَاوِيلَ رَامِحُ
وَقَالَ النَّابِغَة:
كَأَنَّمَا الرَّحْلُ مِنْهَا فَوْقَ ذِي جُدَدٍ
ذَبِّ الرِّيَادِ إِلى الأَشْبَاحِ نَظَّارِ
وَقَالَ أَبو سعيد: إِنما قيل لَهُ: ذَبُّ الرِّيَادِ لاِءَنَّ رِيَادَه: أَتَانُهُ الَّتِي تَرُودُ مَعَهُ، وإِنْ شئتَ جعلتَ الرِّيَادَ: رَعْيَهُ نَفْسِهِ لِلْكَلإِ، وَقَالَ غيرُه: قيل: ذَبُّ الرِّيَادِ لأَنَّه لَا يَثْبُتُ فِي رَعْيِهِ فِي مكانٍ وَاحِد، وَلاَ يُوطِنُ مَرْعًى واحِداً، ( {والأَذَبُّ) ، سمَّاه مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ وَقَالَ:
بِلاَدٌ بهَا تَلْقَى} الأَذَبَّ كأَنه
بهَا سابِرِيٌّ لاَحَ مِنْهُ البَنَائِقُ
وأَرَادَ: تَلْقَى الذَّبَّ، فقَالَ: الأَذَبَّ، لِحَاجَتِهِ، قَالَ الأَصمعيّ، وفلانٌ ذَبُّ الرِّيَادِ، وَمن الْمجَاز: فُلاَنٌ ذَبُّ الرِّيَادِ: يَذْهَبُ ويَجِيءُ، هذِه عَن كُراع. (والذُّنْبُبُ كقُنْفُذٍ (أَيضاً)) وَهَذِه عَن الصاغانيّ.
(وشَفَةٌ {ذَبَّابَةٌ، كرَيَّانَةٍ) ويوجدُ فِي بعض النسخِ ذَبَّابَةٌ بباءَيْنِ، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ شَيخنَا: يَعْنِي أَنها من الأَوصاف الَّتِي جاءَت على فَعْلاَنَةٍ، وَهِي قليلةٌ عِنْد أَكثرِ العربِ، قِيَاسِيَّةٌ لِبَنِي أَسَدٍ، أَي (ذَابِلَةٌ) .
(والذُّبَابُ م) وَهُوَ الأَسوَدُ الَّذِي كَون فِي الْبيُوت يَسْقُطُ فِي الإِناءِ والطَّعَامِ، قَالَ الدَّمِيرِيُّ فِي حَيَاة الْحَيَوَان: سُمِّيَ ذُبَاباً لكَثْرَةِ حَرَكَتِه، واضْطِرَابِه، أَو لأَنَّه كُلَّمَا} ذُبَّ آبَ قَالَ:
إِنَّمَا سُمِّيَ {الذُّبَابُ} ذُبَاباً
حَيْثُ يَهْوِي وكُلَّمَا ذُبَّ آبَا
(و) الذُّبَابُ أَيضاً (: النَّحْل) قَالَ ابنُ الأَثِير: وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (فَاحْمِ لَهُ فإِنَّمَا هُوَ {ذُبَابُ الغَيْثِ) يَعْنِي النَّحْلَ، أَضَافَهُ إِلى الغَيْثِ على معنى أَنه يكونُ مَعَ المَطَرِ حَيْثُ كَانَ، ولأَنه يعيشُ بأَكلِ مَا يُنْبِتُه الغَيْثُ (الوَاحِدَةُ) من ذُبابِ الطَّعَامِ} ذُبَابَةٌ (بهاءٍ) وَلَا تقل: ذِبَّانَةٌ أَي بِشَدِّ المُوَحَّدَةِ وبعدَ الأَلفِ نُونٌ، وَقَالَ فِي ذُبَابِ النَّحْلِ: لاَ يُقَالُ ذُبَابَة فِي شيْءٍ من ذَلِك، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ روى عَن الأَحْمَرِ ذُبَابَة، هَكَذَا وَقع فِي كتاب المُصَنَّفِ روايةِ أَبِي عليَ، وأَما فِي رِوَايَة عليِّ بنِ حَمْزَةَ فَحَكَى عَن الكسائيّ الشَّذَاةُ: ذُبَابَةُ بعضِ الإِبِلِ، وحُكِيَ عَن الأَحْمَرِ أَيْضاً النُّعَرَةُ: ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ على الدَّوَاب، فَأَثْبَتَ الهَاءَ فيهمَا، والصوابّ: ذُبَابٌ، وَهُوَ واحدٌ، كذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . وَفِي (التَّهْذِيب) : وَاحِدُ الذِّبَّانِ، بِغَيْرِ هَاءٍ، قَالَ: وَلاَ يُقَالُ: ذُبَابَةٌ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 029 وان يسلبهم {الذُّبَابُ شَيْئا} (الْحَج: 73) فسَّرُوه للواحِدِ (ج} أَذِبَّةٌ) فِي القِلَّةِ مثلُ غُرَابٍ وأَغْرِبَة قَالَ النَّابِغَة:
ضَرَّابَة بالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ
( {وذِبَّانٌ بالكَسْرِ) مثل غِرْبَانٍ، وَعَن سيبويهِ: وَلم يقتصروا بِهِ على أَدْنَى العَدَدِ: وَلم يقتصروا بِهِ على أَدْنَى العَدَدِ، لأَنَّهم أَمِنُوا التضعِيفَ، يَعْنِي أَنَّ فُعَالاً لَا يُكْسَّرُ فِي أَدنى الْعدَد على} ذِبَّانٍ، وَلَو كَانَ مِمَّا يُفْضِي بِه إِلى التَّضْعِيف كَسَّرُوه على أَفْعِلَةٍ (و) قد حكى سِيبَوَيْهٍ مَعَ ذَلِك: (ذُبٌّ، بِالضَّمِّ) فِي جمع ذُبَابٍ فَهُوَ مَعَ هَذَا الإِدغام على اللُّغَة التميمية، كَمَا يرجعُونَ إِليها فِيمَا كَانَ ثَانِيه واواً نحْوُ خُون ونُورٍ وَفِي الحَدِيث (عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْماً، والذُّبَابُ فِي النَّارِ) قيل: كونُه فِي النَّار لَيْسَ بعذَابٍ، وإِنما لِيُعَذَّبَ بِهِ أَهلُ النَّار بوقُوعِه عَلَيْهِم، وَيُقَال: وإِنَّهُ لأَوْهَى مِنَ الذُّبَابِ، وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ طَنِينِ الذُّبَابِ، وأَبْخَرُ مِنْ أَبِي الذُّبَابِ، وكَذَا أَبُو {الذِّبَّانِ، وهُمَا الأَبْخَرُ، وَقد غَلَبَا على عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، لِفَسَادٍ كَانَ فِي فَمِهِ قَالَ الشَّاعِر:
لَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً
عَلَى ابنِ أَبِي الذِّبَّانِ أَنْ يَتَنَدَّمَا
يَعْنِي هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ.
وذَبَّ الذُّبَابَ} وذَبَّبَهُ: نَحَّاهُ، ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبَابِ، أَيِ الجَهْلِ.
(وأَرْضٌ {مَذَبَّةٌ:) ذَاتُ ذُبَاب، قَالَه أَبو عبيد (} ومَذْبُوبَةٌ) الأَخيرةُ عَن الفراءِ، كَمَا يُقَال مَوْحُوشَةٌ من الوَحْشِ، أَي (كَثِيرَتُهُ) وبَعِيرٌ مَذْبُوبٌ: أَصَابَه الذُّبَابُ وأَذَبُّ كَذَلِك، قَالَه أَبو عبيد، فِي كتاب أَمْرَاضِ الإِبِل، وَقيل: الأَذَبُّ والمَذْبُوبُ جَمِيعًا: الَّذِي إِذا وقَع فِي الرِّيفِ والرِّيفُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي الأَمْصَارِ اسْتَوْبَأَهُ، فمَاتَ مكانَه، قَالَ زيادٌ الأَعجم:
كَأَنَّكَ مِن جِمَالِ بَنِي تَمِيمٍ
أَذَبُّ أَصَابَ مِنْ رِيفٍ ذُبَابَا
يقولُ: كَأَنَّكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفاً فأَصَابَهُ الذُّبَابُ فالتَوَتْ عُنُقُه (فمَاتَ)
(والمِذَبَّةُ بالكَسْرِ: مَا يُذَبُّ بِهِ) الذُّبَابُ، وَهِي هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ، وَيُقَال: أَذْنَابُهَا! مَذَابُّهَا، وَهُوَ مجَاز.
(والذُّبَابُ أَيضاً: نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي جَوْف حَدَقَة الفَرَسِ) والجَمْعُ كالجَمْعِ.
(و) الذُّبَابُ كالذُّبَابَةِ (مِنَ السَّيْفِ: حَدُّهُ، أَو) حَدُّ طَرَفِهِ الَّذِي بَين شَفْرَتَيْهِ وَمَا حَوْلَهُ مِنْ حَدَّيْهِ: ظُبَتَاهُ، والعَيْرُ: النَّاتِيءُ فِي وسَطِه من باطنٍ وظاهِرٍ، ولَهُ غِرَارَانِ، لكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا مَا بَين العَيْرِ وَبَين إِحْدَى الظُّبَتَيْنِ من ظاهِرِ السَّيفِ وَمَا قُبَالَةَ ذَلِك من باطنٍ، وكُلُّ واحِدٍ من الغِرَارَيْنِ من باطنِ السيفِ وظاهِرِ، وقيلَ: ذُبَابُ السَّيْفِ: (طَرَفُهُ المُتَطَرِّفُ) الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ، وَفِي الحَدِيث (رَأَيْتُ ذُبَابَ سَيْفِي كُسِرَ فَأَوَّلَتْهُ أَنَّه يُصَابُ رَجُلٌ من أَهْلِ بَيْتِي) . فقُتِلَ حَمْزَة، وَيُقَال: ثَمَرةُ السَّوْطِ يَتبعها ذُبَاب السَّيْفِ، وَهُوَ مجَاز.
(و) الذُّبَابُ (مِنْ الأُذُنِ) أَي أُذُنِ الإِنْسَانِ والفَرَسِ (: مَا حَدَّ مِنْ طَرَفِهَا) قَالَ أَبو عُبَيْد: فِي أُذُنَيِ الفَرَسِ {ذُبَابَاهُمَا، وهُمَا مَا حَدَّ مِنْ أَطْرَافِ الأُذُنَيْنِ، وَهُوَ مجَاز، يُقَال: انظرْ إِلى} - ذُبَابَيْ أُذُنَيْهِ، وفَرْعَى أُذنيه.
(و) الذُّبَابُ (مِنَ الحِنَّاءِ: بَادِرَةُ نَوْرِه، و) الذُّبَابُ (مِنَ العَيْنِ: إِنْسَانُهَا) على التشبيهِ بالذُّبَابِ، وَمن الْمجَاز قولُهم: هُوَ عَلَيَّ أَعَزُّ مِنْ ذُبَابِ العَيْنِ (و) الذُّبَابُ: الطَّاعُونُ، والذُّبَابُ (الجُنُونُ) وَقد (ذُبَّ) الرَّجلُ (بالضَّمِّ) إِذا جُنَّ (فَهُوَ {مَذْبُوبٌ) ، وأَنشدَ شَمِرٌ للمَرَّارِ بنِ سَعِيدٍ:
وفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً سَمَاحٌ
وَفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً ذُبَابُ
أَي جُنُونٌ، وَفِي مُخْتَصَرِ العَيْنِ رَجُلٌ مَذْبُوبٌ، أَيْ أَحْمَقُ (و) فِي الحَدِيث (أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمرَأَى رَجُلاً طَوِيلَ الشَّعرِ فَقَالَ: ذُبَابٌ ذُبَابٌ) الذُّبَابُ: (الشُّؤْم) أَي هَذَا شُؤْمٌ. ورَجُلٌ} - ذُبَابِيٌّ، مأْخُوذٌ من الذُّبَابِ وَهُوَ الشُّؤمُ، وذُبَابُ أَسْنَانِ الإِبِلِ: حَدُّهَا، قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ:
وتَسْمَعُ {للذُّبَابِ إِذَا تَغَنَّى
كَتَغْرِيدِ الحَمَامِ عَلَى الغُصُونِ
(و) فِي الحَدِيث (أَنَّه صَلَبَ رَجُلاً عَلَى ذُبَابٍ) هُوَ (جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ و) قيل: الذُّبَابُ (: الشَّرُّ الدَّائِم) يُقَال: أَصَابَكَ ذُبَابٌ من هَذَا الأَمْرِ، وَفِي حَدِيث المُغيرَةِ (شَرُّهَا ذُبَابٌ) وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: وأَصَابَنِي ذُبَابٌ شَرَ وأَذًى، (و) من الْمجَاز (رَجُلٌ} ذَبُّ الرِّيَادِ: زَوَّارٌ لِلنِّسَاءِ) عَن أَبي عَمرو، وأَنشد لبَعض الشعراءِ فِيهِ:
مَا لِلْكوَاعِبِ يَا عَيْسَاءُ قَدْ جَعَلَتْ
تَزْوَرُّ عَنِّي وتُثْنَى ذُونِيَ الحُجَرُ
قَدْ كُنْتُ فَتَّاحَ أَبْوَابٍ مُغَلَّقَةٍ
ذَبَّ الرِّيَادِ إِذَا مَا خُولِسَ النَّظَرُ
( {والأَذَبُّ: الطَّوِيلُ) وَهُوَ أَحَدُ تَفْسِيرَيْ بَيْت النابغةِ الذبيانيّ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ:
يَا أَوْهَبَ النَّاسِ لِعَنْسٍ صُلْبَهْ
ذَاتِ هِبَابٍ فِي يَدَيْهَا خَدْبَهْ
ضَرَّابَةٍ بالمِشْفَرِ الأَذَبَّهْ
فيمَا رُوِيَ بِفَتْح الذَّال، (و) } الأَذَبُّ (مِنَ البَعِيرِ: نَابُهُ) قَالَ الرَاجِزُ وَهُوَ الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ، ويُرْوَى لِدُكَيْنٍ وَهُوَ موجودٌ فِي أَرَاجِيزِهِمَا:
كأَنَّ صَوْتَ نَابِهِ الأَذَبِّ
صَرِيفُ خُطَّافٍ بقَعْوٍ قَبِّ
( {- والذَّبِّيُّ) بالفَتْحِ (: الجِلْوَازُ) ، نَقله الصاغانيّ.
} والذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشَّيْءِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : هُوَ نَوْسُ الشيْءِ (المُعَلَّقِ فِي الهَوَاءِ) ، {وتذَبْذَبَ: نَاسَ واضْطَرَبَ، (و) } الذَّبْذَبَةُ: (حِمَايَةُ الجِوَارِ والأَهْلِ) {وذَبْذَبَ الرجلُ: إِذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلِ) وذَبْذَبَ الرجلُ: إِذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلَ أَي حَمَاهُمْ، (و) الذَّبْذَبَةُ: (إِيذَاءُ الخَلْقِ) ، وسيأْتي فِي كَلَام الْمُؤلف أَنَّه لَا يُقَال: إِيذَاءٌ، وإِنما يُقَال أَذِيَّة وأَذًى، (و) الذَّبْذَبَة) (: التَّحْرِيك) هَكَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) :} التَّذَبْذُبُ: التَّحَرُّكُ، وتذبذب الشَّيْء: نَاس واضطرب {وَذَبْذَبَهُ هُوَ، وأَنشد ثَعْلَب:
وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ
ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِهِ الرَّجِيفُ
وَفِي الحَدِيث (فَكَأَنِّي أَنْظُر إِلى يَدَيْهِ} يَذَّبْذَبَانِ) أَي يَتَحَرَّكَانِ ويَضْطَرِبَانِ يُرِيدُ كُمَّيْهِ (و) الذَّبْذَبَةُ: (اللِّسَانُ، و) قِيلَ (: الذَّكَرُ) وَفِي الحَدِيث (مَنْ وُقِيَ شَرَّ {ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِهِ فَقَدْ وُقِيَ) . الذَّبْذَبُ: الفَرْج، والقَبْقَبُ: البَطْنُ، وَفِي روايةٍ) مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ) يَعْنِي الذَّكَرَ، سُمّيَ بِهِ} لِتَذَبْذُبِه أَي لِحَرَكَتِه، وَمِنْهُم مَنْ فَسَّرَه باللِّسَانِ، نقلَهُ شيخُنَا عَن بعض شُرَّاحِ الجَامِعِ ( {كالذَّبْذَبِ} والذَّبَاذِبِ) لأَنَّه يَتَذَبْذَبُ، أَي يَتَرَدَّدُ (و) هُوَ على وَزْنِ الجَمْعِ، و (لَيْسَ بجَمْعٍ) ومثلُ فِي (لِسَان الْعَرَب) . فَقَوْل شَيخنَا: إِنه من أَوزان الجُمُوعِ، فإِطلاقُه على المُفْرَدِ بعيدٌ، عَجِيبٌ، قَالَ الصاغانيّ: أَو جُمِعَ بِمَا حَوْلَهُ، قَالَت امرأَةٌ لزوْجِها واسمُهَا غَمَامَةٌ، وزوجُها أَسَدِيّ:
يَا حَبَّذَا ذَبَالذِبُكْ
إِذ الشَّبَابُ غَالِبُكْ
(و) الذَّبَاذِبُ: المَذَاكِيرُ، وقِيلَ: الذَّبَاذِبُ: الخُصَى واحِدتها ذَبْذَبَةٌ، وَهِي (الخُصْيَةُ، و) الذَّبْذَبَةُ، والذَّبَاذِبُ (: أَشْيَاءُ تُعَلَّقُ بالهَوْدَجِ) أَو رَأْسِ البَعِيرِ (لِلزِّينَةِ) ، واحِدَتُهَا {ذُبْذُبٌ بالضَّمِّ، وَفِي حَدِيث جابرٍ (كَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ لَهَا ذَبَاذِبُ) أَي أَهْدَابٌ وأَطرافٌ، واحِدُهَا ذِبْذِبٌ، بالكَسْرِ، سُمِّيتَ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّكُ على لابِسِها إِذا مشَى، وقولُ أَبي ذُؤيب:
ومِثْلُ السَّدُوسِيَّيْنِ سَادَا} وذَبْذَبَا
رِجَالَ الحِجَازِ مِنْ مَسُودٍ وَسَائِدِ
قِيل: ذَبْذَبَا: عَلَّقَا، يقولُ: تَقَطَّع دُونَهُمَا رِجَالُ الحجازِ.
( {والذُّبَابَةُ، كثُمَامَة: البَقِيَّةُ مِنَ الدَّيْنِ) وقِيلَ: ذُبَابَةُ كلِّ شيْءٍ: بَقِيَّتُه، وصَدَرَتِ الإِبِلُ وبهَا ذُبَابَةٌ أَي بَقِيَّةُ عَطَشٍ، وَعَن أَبي زيد: الذُّبَابةُ: بَقِيَّةُ الشيْءِ وأَنشد الأَصمعيّ لذِي الرمّة:
لَحِقْنَا فَرَاجَعْنَا الحُمُولَ وإِنَّمَا
يُتَلِّي} ذُبَابَاتِ الوَدَاعِ المُرَاجِعُ
يَقُول: إِنَّمَا يُدْرِكُ بَقَايَا الحَوَائِجِ مَنْ رَاجَعَ فِيهَا، والذُّبِابَةُ أَيضاً: البَقِيَّةُ من مِيَاهِ الأَنْهَارِ. (و) ذُبَابَةُ (: ع بأَجإٍ و: ع بعَدَنِ أَبْيَنَ) ، نقلهما الصاغانيّ.
(ورَجُلٌ {مُذَبْذِبٌ) بِكَسْر الذالِ الثَّانِيَة (ويُفْتَح) وَكَذَا} مُتَذَبْذِبٌ (: مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ) أَو بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَلَا يُثْبِتُ صُحبةً لواحدٍ مِنْهُمَا، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز فِي صفة المُنَافِقِينَ { {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ لاَ إِلَى هَؤُلآء} (النِّسَاء: 143) المَعْنَى مُطَرَّ دِينَ مُدَفَّعِينَ عَن هؤلاءِ وَعَن هؤلاءِ، وَفِي الحَدِيث: (تَزَوَّجْ وإِلاَّ فَأَنْتَ من} المُذَبْذَبِينَ) أَيِ المَطْرُودِينَ عنِ المُؤْمِنِينَ، لأَنَّك لم تَقْتَدِ بهم، وَعَن الرُّهْبَانِ لأَنَّكَ تَرَكْتَ طَريقتهم وأَصلُه من الذَّبِّ وَهُوَ الطَّرْدُ، قَالَ ابْن الأَثير: ويَجُوزُ أَن يكون من الحَرَكَةِ والاضْطِرَابِ.
( {وذَبْذَبٌ: رَكِيَّةٌ) بموضعٍ يُقَال لَهُ مَطْلُوب.
(وسَمَّوْا} ذُبَاباً كغُرَابٍ و) {ذَبَّاباً مثلَ (شَدَّادٍ) فمنَ الأَولِ ذُبَابُ بنُ مُرَّةَ، تابعيٌّ، عَن عليَ، وعَطَاءٌ مَوْلَى بن أَبِي ذُبَابٍ، حدَّث عَنهُ المَقْبُرِيّ، وإِيَاسُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي ذُبَابٍ: صَحَابِيٌّ، عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وسَعْدُ ابنُ أَبِي ذُبَابٍ، لَهُ صُحْبَةٌ أَيْضاً، ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ الحارثُ بنُ سَعْدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بن أَبِي ذُبَابِ بنِ عبد الرحمنِ المَدَنِيُّ، وعبدُ المَلِك بنُ مَرَوَانَ بنِ الْحَارِث بنِ أَبي ذُبَابٍ، الأَخيرُ ذَكره ابنُ أَبِي حاتمٍ، وَمن الثَّانِي: ذَبَّابُ بنُ مِعَاوِيَةَ العُكْلِيُّ الشاعِرُ، نَقله الصاغانيّ:
وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: يَوْمٌ ذَبَّابٌ، كَشَدَّادٍ: وَمِدٌ يَكْثُرُ فِيهِ البَقُّ على الوَحْشِ} فَتَذُبُّهَا بأَذْنَابِهَا، فجُعل فِعْلُهَا لِلْيَوْمِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي الطَّعَامِ ذُبَيْبَاءُ، مَمْدُودٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفةَ فِي بَاب الطَّعَامِ وَلم يُفَسِّرْهُ، وقيلَ: إِنَّهَا الذُّنَيْبَاءُ، وستُذْكر فِي موضعهَا. وَقَالَ شيخُنَا فِي شَرحه: {والذُّبَاباتُ: الجِبَالُ الصِّغَارُ، قَالَه الأَندلسيُّ فِي شرْحَ المفصّل، ونَقله عبدُ الْقَادِر البغداديُّ فِي شرح شَوَاهِد الرضى.
وَقَالَ الزجّاج: أَذَبَّ المَوْضِعُ إِذا صَارَ فِيهِ الذُّبَابُ.

اللذة

اللذة: إدراك الملائم من حيث أنه ملائم كطعم الحلاوة عند حاسة الذوق، والنور عند البصر، وحضور المرجو عند القوة الوهمية والأمور الماضية عند القوة الحافظة يلتذ بذكرها. وقيد الحيثية للاحتراز عن إدراك الملائم لا من حيث ملاءمته فليس بلذة كالدواء النافع المر فإنه ملائم من حيث أنه نافع لا من حيث أنه لذيذ.
اللذة:
[في الانكليزية] PIeasure
[ في الفرنسية] PLaisir
بالفتح والتشديد مقابلة للألم وهما بديهيان ومن الكيفيات النفسانية فلا يعرّفان، بل إنّما يذكر خواصّهما دفعا للالتباس اللفظي. قيل اللذة إدراك ونيل لما هو عند المدرك كمال وخير من حيث هو كذلك، والألم إدراك ونيل لما هو عند المدرك آفة وشرّ من حيث هو كذلك، والمراد بالإدراك العلم وبالنيل تحقّق الكمال لمن يلتذّ، فإنّ التكيّف بالشيء لا يــوجب الألم واللّذة من غير إدراك فلا ألم ولا لذّة للجماد بما يناله من الكمال والآفة، وإدراك الشيء من غير النيل لا يؤلم ولا يــوجب لذة كتصوّر الحلاوة والمرارة. فاللذة والألم لا يتحقّقان بدون الإدراك والنيل. ولمّا لم يكن لفظ دالّ على مجموعهما بالمطابقة ذكرهما وأخّر النيل لكونه خاصا من الإدراك. وإنّما قال عند المدرك لأنّ الشيء قد يكون كمالا وخيرا بالقياس إلى شخص وهو لا يعتقد كماليته فلا يلتذّ به بخلاف ما إذا اعتقد كماليته وخيريته وإن لم يكن كذلك بالنسبة إليه في نفس الأمر.
والكمال والخير هاهنا أعني المقيسين إلى الغير هما حصول شيء لما من شأنه أن يكون ذلك الشيء له أي حصول شيء يناسب شيئا ويصلح له أو يليق به بالنسبة إلى ذلك الشيء، والفرق بينهما أنّ ذلك الحصول يقتضي براءة ما من القوة لذلك الشيء فهو بذلك الاعتبار فقط أي باعتبار خروجه من القوة إلى الفعل كمال وباعتبار كونه مؤثّرا خير، وذكرهما لتعلّق معنى اللذة بهما، وأخّر ذكر الخير لأنّه يفيد تخصيصا ما لذلك المعنى. وإنّما قال من حيث هو كذلك لأنّ الشيء قد يكون كمالا وخيرا من وجه دون وجه كالمسك من جهة الرائحة والطعم فإدراكه من حيث الرائحة لذّة ومن حيث الطعم ألم، وهذان التعريفان أقرب إلى التحصيل من قولهم اللّذة إدراك الملائم من حيث هو ملائم والألم إدراك المنافر من حيث هو منافر، والملائم كمال الشيء الخاص به كالتكيّف بالحلاوة والدسومة للذائقة، والمنافر ما ليس بملائم. قال الإمام الرازي كون اللّذة عين إدراك المخصوص لم يثبت بالبرهان فإنّا ندرك بالوجدان عند الأكل والشرب والجماع حالة مخصوصة هي لذة.
ونعلم أيضا أنّ ثمة إدراكا للملائم الذي هو تلك الأشياء. وأمّا أنّ اللذة هل هي نفس ذلك الإدراك أو غيره وإنّما ذلك الإدراك سبب لها، وأنّه هل يمكن حصول اللّذة بسبب آخر لذلك الإدراك أم لا، وأنّه هل يمكن حصول ذلك الإدراك بدون اللّذة أم لا؟ فلم يتحقّق شيء من هذه الأمور فــوجب التوقّف في الكل وكذا الحال في الألم.
فائدة:
قال ابن زكريا الرازي ليست اللذة أمرا متحقّقا موجودا في الخارج بل هي أمر عدمي هو زوال ألم كالأكل فإنّه دفع ألم الجوع والجماع فإنّه دفع ألم دغدغة المني لأوعيته، ولا نمنع نحن جواز أن يكون ذلك أحد أسباب اللّذة، إنّما تنازعه في أنّه دفع الألم، فإنّ من المعلوم أنّ اللذة أمر وراء زوال الألم وفي أنّه لا يمكن أن تحصل اللّذة بطريق آخر، فإنّ النظر إلى وجه مليح والعثور على مال بغتة والاطّلاع على مسئلة علمية فجأة تحدث اللّذة مع أنّه لم يكن له ألم قبل ذلك حتى يدفعها تلك الأمور.

التقسيم:
اللّذة والألم إمّا حسّيان أو عقليان. فاللذة الحسّية ما يكون فيه المدرك بالكسر من الحواس والمدرك بالفتح ما يتعلّق بالحواس، والعقلية ما يكون المدرك فيه العقل والمدرك من العقليات، وقس على هذا الألم الحسّي والعقلي.
فائدة:
العوام ينكرون اللّذة العقلية مع أنها أقوى من الحسية بوجوه. منها أنّ لذة الغلبة المتوهّمة ولو كانت في أمر خسيس ربّما تؤثّر على لذات يظنّ أنّها أقوى اللذات الحسّية فإنّ المتمكّن على الغلبة في الشطرنج والنرد قد يعرض له مطعوم ومنكوح فيرفضه. ومنها أنّ لذة نيل الحشمة والجاه تؤثّر أيضا عليهما فإنّه قد يعرض له مطعوم ومنكوح في صحبة حشمه فينفض اليد بهما مراعاة للحشمة. ومنها أنّ الكريم يؤثر لذة إيثار الغير على نفسه فيما يحتاج إليه على لذّة التمتع به وليس ذلك في العاقل فقط بل في العجم من الحيوانات أيضا، فإنّ من كلاب الصيد من يقبض على الجوع ثم يمسكه على صاحبه وربّما حمله إليه، والواضعة من الحيوانات تؤثر ما ولدته على نفسها فإذا كانت اللّذات الباطنة أعظم من الظاهرة وإن لم تكن عقلية، فما قولك في العقلية. هكذا يستفاد من شرح المواقف وشرح الإشارات والمطوّل وحواشيه والأطول في بحث التشبيه.
فائدة:

قال الحكماء: الألم سببه الذاتي تفرّق اتصال فقط بالتجربة، وأنكره الإمام الرازي فإنّ من جرح يده بسكين شديدة الحدّة لم يحس بالألم إلّا بعد زمان، ولو كان ذلك سببا لامتنع التخلّف عنه، وزاد ابن سينا سببا آخر هو سوء المزاج المختلف، والتفصيل يطلب من شرح المواقف.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.