هَعَّ يهِعُّ هَعًّا: قاءَ.
هَعَّ يهِعُّ هَعًّا: قاءَ.
هبب: ابن سيده: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِـيباً: ثارَتْ
وهاجَتْ؛ وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبّاً، وليس بالعالي في اللغة، يعني أَن المعروف إِنما هو الـهُبُوبُ والـهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللّهُ. الجوهري: الـهَبُوبةُ الريح التي تُثِـير الغَبَرة، وكذلك الـهَبُوبُ والـهَبيبُ.
تقول: من أَين هَبَبْتَ يا فلان؟ كأَنك قلت: من أَين جِئْتَ؟ من أَينَ
انْتَبَهْتَ لنا؟ وهَبَّ من نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب:
فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، * مَعَ النَّجْم، رُؤْيا في الـمَنام كَذُوبُ
وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا. وفي حديث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ. وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ يَفْعَلُ كذا.
وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عن أَبي زيد. وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عن اللحياني. الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الجوهري: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه في الضَّريبة. وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِـــبَّةً إِذا قطَعَ. وحكى اللحياني: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِـــبَّتَه. وسَيْفٌ ذو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ في الضريبة؛ قال:
جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما * جَلا القَيْنُ عن ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ
وإِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شديدة. شمر: هَبَّ السيفُ،
وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه. وهَبَّتِ
الناقةُ في سَيرِها تَهِبُّ هِـــباباً: أَسْرَعَتْ.
والـــهِـــبابُ: النَّشاطُ، ما كان. وحكى اللحياني: هَبَّ البعيرُ،
مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قال لبيد:
فلها هِـــبابٌ في الزِّمامِ، كأَنها * صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها
وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً وهُبُوباً وهِـــباباً: نَشِطَ. يونس: يقال هَبَّ فلانٌ حِـيناً، ثم قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثم قَدِمَ.
وأَينَ هَبِـبْتَ عَنَّا (1)
(1 قوله «وأين هببت عنا» ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد.)؟ أَي أَينَ غِـبْتَ عَنَّا؟ أَبو زيد: غَنِـينا بذلك هَـِــبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً. قال الأَزهري: وكأَن الذي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه من هِـــبَّة الدَّهْرِ. الجوهري: يقال عِشْنا بذلك هِـــبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كما يقال سَبَّةً. والـهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر. وروى النَّضْرُ بن شُمَيْل، بإِسناده في حديث رواه عن رَغْبانَ، قال: لقد رأَيتُ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم،
يَهُبُّونَ إِليهما، كما يَهُبُّونَ إِلى المكتوبة؛ يعني الركعتين قبل
المغرب أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والـهِبابُ: النَّشاطُ. قال النَّضْرُ:
قوله يَهُبُّون أَي يَسْعَوْنَ. وقال ابن الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه (2)
(2 قوله «هب إذا نبه» أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة.) ، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ. والـهِبَّةُ، بالكسر: هِـــيَاجُ الفَحْل.
وهَبَّ التَّيْسُ يَــهُـِــبُّ هَبّاً وهِـــباباً وهَبِـيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وقيل: الـهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ. ابن سيده: وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ وغيرها يَهُبُّ هِـــباباً وهَبِـيباً، واهْتَبَّ:
أَراد السِّفادَ.
وفي الحديث: أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ: لا، حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه،
قالت: فإِنه يا رسول اللّه، قد جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً واحدةً؛ من
هِـــبابِ الفَحْل، وهو سِفادُه؛ وقيل: أَرادتْ بالـهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من
قولهم: احْذَرْ هَبَّةَ السيف أَي وَقْعَتَه.
وفي بعض الحديث: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وهو مِهْبابٌ
ومِهْبَبٌ. وهَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه (1)
(1 قوله «وهبهبته دعوته» هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما.) ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ. وإِنه لـحَسَن الـهِبَّةِ:
يُرادُ به الحالُ. والـهِبَّةُ: القِطْعة من الثوب. والـهِبَّة: الخِرْقة؛
ويقال لِقِطَع الثَّوْبِ: هِـــبَبٌ، مثل عِنَب؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:
غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، * فما يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ
على جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِـــبَبٌ، * وفيه، من صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ
يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر؛ والهاءُ في جَناجِنِه تَعُودُ على الأَسد؛ والهاءُ في قوله من ثوبه تعود على الراكب الذي فَرَسَه،
وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ والصائك: اللاَّصِقُ.
وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بلا همز فيهما، إِذا كان مُتَقَطِّعاً.
وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي.
وثَوْبٌ هِـــبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وقد تَهَبَّبَ؛ وهَبـبه: خَرَّقَه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
كأَنَّ، في قمِـيصِه الـمُهَبَّبِ، * أَشْهَبَ، من ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ
وهَبَّ النجمُ: طَلَع. والـهَبْهابُ: اسمٌ من أَسماءِ السَّراب. ابن سيده: الـهَبْهابُ السَّرابُ. وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ. والـهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ.
والـهَبْهَبُ والـهَبْهَبِـيُّ: الجمل السريع؛ قال الراجز:
قد وَصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَلِ،
بالـهَبْهَبِـيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ
والاسْمُ: الـهَبْهَبةُ.
وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قال ابن أَحْمر:
تَماثِـيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ، * نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها، مُتَخَدِّدِ
أَراد بالتماثيل: كُتُباً يَكْتُبُونَها.
وفي الحديث: إِن في جهنم وادياً يقال له: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون. الـهَبْهَبُ: السَّريعُ.
وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ.
والـهَبْهَبِـيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وقيل: راعيها؛ قال:
كأَنه هَبْهَبـيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، * مُسْـتَأْوِرٌ في سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ
والـهَبْهَبـيُّ: الـحَسَنُ الـحُداءِ، وهو أَيضاً الـحَسَنُ الخِدْمَةِ. وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبـيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ.
والـهَبْهابُ: لُعْبة لصِـبيانِ العِراقِ؛ وفي التهذيب: ولُعْبةٌ
لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الـهَبْهابَ؛ وقوله أَنشده ثعلب:
يَقُودُ بها دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ، * كعَيْنِ الكَلْبِ، في هُبَّى قِـباعِ
قال: هُبَّى من هُبُوب الريح؛ وقال: كعَيْن الكلب، لأَنه لا يَقْدرُ أَن
يَفْتَحَها. قال ابن سيده: كذا وقع في نوادر ثعلب؛ قال: والصحيح
هُبًّى قِـباع، من الـهَبْوةِ، وهو مذكور في موضعه. وهَبْهَبَ إِذا زَجَرَ. وهَبْهَبَ إِذا ذَبَح. وهَبْهَبَ إِذا انْتَبَه.
ابن الأَعرابي: الـهَبْهَبـيُّ القَصَّابُ، وكذلك الفَغْفَغِـيُّ؛ قال الأَخطل:
على أَنـَّها تَهْدي الـمَطِـيَّ إِذا عَوَى، * من الليل، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ
أَراد به: الخَفيفَ من الذئاب.
سطح: سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه، فهو مسْطوحٌ وسَطِيح: أَضْجَعَه
وصرعه فبسطه على الأَرض. ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قال
الليث: السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل: وأَنشد:
حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا
والسَّطِيح: المنبسط، وقيل: المنبسط البطيء القيام من الضعف.
والسَّطِيح: الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود، فهو أَبداً منبسط.
والسَّطِيح: المستلقي على قفاه من الزمانة.
وسَطِيحٌ: هذا الكاهن الذِّئْبيُّ، من بني ذِئْب، كان يتكهن في
الجاهلية، سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا؛ وقيل: سمي بذلك
لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً
مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لا عظم فيه سوى
رأْسه. روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه:
وأَتت له خمسون ومائة سنة؛ قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع
عشرة شُرْفةً، وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، وغاضت
بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً
قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها، فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى
فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى، فورد عليه كتاب بخمود النار؛ فقال
المُوبِذانُ: وأَنا رأَيت في هذه الليلة، وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل،
فقال له: وأَيُّ شيء يكون هذا؟ قال: حادث من ناحية العرب. فبعث كسرى إِلى
النعمان بن المنذر: أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله؛
فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بما
رأَى؛ فقال: علم هذا عند خالي سَطِيح، قال: فأْتِه وسَلْه وأْتنِي
بجوابه؛ فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت، فأَنشأَ يقول:
أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ؟
أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ؟
يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ
(* قوله «يا فاصل إلخ» في بعض الكتب، بين هذين الشطرين، شطر، وهو:
«وكاشف الكربة في الوجه الغضن».)،
أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ
رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ،
وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ
أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ،
تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ،
تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ
(* قوله «ترفعني وجناً إلخ» الوجه، بفتح فسكون، وبفتحتين: الأرض الغليظة
الصلبة كالوجين، كأمير. ويروى وجناً، بضم الواو وسكون الجيم، جمع وجين
اهـ. نهاية.)،
حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ،
لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ،
تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ
(* قوله «بوغاء الدمن» البوغاء: التراب الناعم. والدمن، جمع دمنة، بكسر
الدال: ما تدمّن أي تجمع وتلبد، وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه
الريح في بوغاء الدمن، وتشهد له الرواية الأخرى: «تلفه الريح ببوغاء
الدمن» اهـ. من نهاية ابن الأثير.)،
كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ
(* قوله «كأَنما حثحث» أي حثّ وأسرع من حضني، تثنية حضن، بكسر الحاء:
الجانب. وثكن، بمثلثة محركاً: جبل اهـ.)
قال: فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه، فقال: عبدُ المسيح، على جَمَل
مُسيح، إِلى سَطيح، وقد أَوْفى على الضَّريح، بعثك مَلِكُ بني ساسان، لارتجاس
الإِيوان، وخُمُود النيران، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلاً صِعاباً،
تَقُود خَيْلاً عِراباً، يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة، وبُعِثَ
صاحب الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة، فليس الشام لسطيح شاماً
(* قوله
«فليس الشام لسطيح شاما» هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس
مقاماً ولا الشام إلخ اهـ.)، يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات، على عددِ
الشُّرُفاتِ، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إِلى
راحلته وهو يقول:
شَمَّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ
لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ
إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ،
فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ
فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ،
تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ
منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ،
وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ
والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ، فمن عَلِمُوا
أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ
وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً،
فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ
والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ،
فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ
فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح؛ فقال كسرى: إِلى أَن يملك منا
أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة في أَربع سنين، وملك الباقون
إِلى زمن عثمان، رضي ا؟لله عنه؛ قال الأَزهري: وهذا الحديث فيه ذكر آية من
آيات نبوّة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل مبعثه، قال: وهو حديث
حسن غريب.
وانْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ على قفاه ولم يتحرك.
والسَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب:
سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض. وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ:
انبسط.وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه، قال للمرأَة التي معها الصبيان:
أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ.
والسَّطْحُ: ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء
أَعلاه، والجمع سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ. وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه
سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه. ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها:
شبهت بالبيوت المسطوحة.
والسُّطَّاحُ من النبت: ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حنيفة.
وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها. وتَسطِيحُ القبر: خلاف
تَسْنِيمِه. وأَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جدًّا. والسُّطَّاحُ، بالضم والتشديد:
نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض، واحدته سُطَّاحة.
وقيل: السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة،
وهي قليلة، وليست فيها منفعة؛ قال الأَزهري: والسُّطَّاحة بقلة ترعاها
الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس.
وسَطَحَ الناقة: أَناخها.
والسَّطيحة: المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، وتكون
صغيرة وتكون كبيرة، وهي من أَواني المياه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عليّاً
وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن؛ قال:
السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها.
والمِسْطَحُ: الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء؛ قال
الأَزهري: والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء
السماء؛ قال: وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء
مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛
ومنه قول الطِّرِمَّاح:
في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ
(* قوله «في جنبي مري ومسطح» كذا بالأصل.)
والمِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر. والمِسْطَحُ
والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمَِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر: مكان
مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية. والمِسْطَحُ: حصير
يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل:
إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه،
من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ
الأَزهري: قال الفراء هو المِسْطَحُ
(* قوله «هو المسطح إلخ» كذا
بالأصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز. وقال في مادة شبق: الشوبق،
بالضم، خشبة الخباز، معرب.) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ. والمِسْطَحُ:
عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:
أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: كنت بين جارتين لي
فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في
الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن
عوف النضري:
تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا،
وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا
يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح. والضَّيْطارُ: الضخم الذي لا
غَناءَ عنده. والمِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم
بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر
لها في الأَرض، لكل دِعامةً شُْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على
الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على
المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.
هوم: الهَوْم والتَّهَوُّم والتَّهْويم: النوم الخفيف؛ قال الفرزدق يصف
صائداً:
عاري الأَشاجِع مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ،
ما تَطْعَمُ العَينُ نَوْماً غير تَهْوِيم
وهَوَّم الرجلُ إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس، وهَوَّمَ القومُ
وتَهوَّمُوا كذلك، وقد هَوَّمْنا. أَبو عبيد: إذا كان النوم قليلاً فهو
التَّهْويم. وفي حديث رُقَيقة: فبَينا أَنا نائمة أَو مُهَوِّمةٌ؛ التَّهْويم:
أَولُ النوم وهو دون النوم الشديد.
والهامَةُ: رأْس كل شيء من الرُّوحانيين؛ عن الليث؛ قال الأَزهري: أراد
الليث بالرُّوحانيين ذوي الأجسام القائمة بما جعَل اللهُ فيها من
الأَرْواح؛ وقال ابن شميل: الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أَجسام
تُرى، قال: وهذا القول هو الصحيح عندنا. الجوهري: الهامَة الرأْس،
والجمع هامٌ، وقيل: الهامَة ما بين حَرْفَي الرأْس، وقيل: هي وسَطُ الرأْس
ومُعظمه من كل شيء، وقيل: من ذوات الأَرواح خاصة. أَبو زيد: الهامَة أَعلى
الرأْس وفيه الناصية والقُصَّة، وهما ما أقَبَل على الجبهة من شعر الرأْس،
وفيه المَفْرَق، وهو فَرْق الرأْسِ بين الجَبينين إلى الدائرة، وكانت
العرب تزعُم أن رُوح القتيل الذي لم يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو
عند قبره، تقول: اسقُوني اسقُوني فإذا أُدْرِك بثأْره طارت؛ وهذا المعنى
أَراد جرير بقوله:
ومِنَّا الذي أَبكى صُدَيَّ بن مالكٍ،
ونَفَّرَ طَيراً عن جُعادةَ وُقَّعا
يقول: فُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عن قبره. وأَزْقَيْت هامَة فلان
إذا قتلته؛ قال:
فإنْ تَكُ هامة بِهَراةَ تَزْقُو،
فقد أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هاما
وكانوا يقولون: إن القتيل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقوني
اسقُوني حتى يُقتل قاتِلُه؛ ومنه قول ذي الإصبع:
يا عَمْرُو، إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي،
أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ: اسقوني
يريد أَقْتُلْك. ويقال: هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ، أي يموت اليومَ أو
غدٍ؛ قال كُثَيِّر:
وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فهو قائلٌ
مِنَ اجْلِكَ: هذا هامَةُ اليومِ أو غد
وفي الحديث: وتَرَكَت المَطِيَّ هاماً؛ قيل: هو جمع هامة من عظام الميت
التي تصيرُ هامةً، أَو هو جمع هائمٍ وهو الذاهب على وجهه؛ يريد أَن الإبل
من قلة المَرْعَى ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ على وجهها. وفي الحديث:
أَن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: لا عَدْوَ ولا هامةَ ولا صَفَرَ؛
الهامَة: الرأْس واسمُ طائر، وهو المراد في الحديث، وقيل: هي البومة. أَبو
عبيدة: أما الهامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَى، وقيل أَرواحهم،
تصير هامَةً فتطير، وقيل: كانوا يسمون ذلك الطائرَ الذي يخرج من هامَة
الميت الصَّدَى، فنَفاه الإسلامُ ونهاهم عنه؛ ذكره الهرويّ وغيره في الهاء
والواو، وذكره الجوهري في الهاء والياء؛ وأَنشد أَبو عبيدة:
سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ،
فَلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ
وقال لبيد:
فليس الناسُ بَعْدَكَ في نَقيرٍ،
ولا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وهامِ
ابن الأَعرابي: معنى قوله لا هامَةَ ولا صفَر؛ كانوا يتشاءمون بهما،
معناه لا تتشاءموا. ويقال: أصبَحَ فلانٌ هامةً إذا مات. وبناتُ الهامِ:
مُخُّ الدِّماغ؛ قال الراعي:
يُزِيلُ بَناتِ الهام عن سَكِناتِها،
وما يَلْقَهُ منْ ساعدٍ فهو طائحُ
والهامَةُ: تميمٌ، تشبيهاً بذلك؛ عن ابن الأَعرابي. وهامَةُ القومِ:
سيِّدُهم ورئيسُهم؛ وأَنشد ابن بري للطرماح:
ونحن أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا
طُهَيَّةَ، يومَ الفارِعَيْنِ، بلا عَقْدِ
وقال ذو الرمة:
لنا الهامَةُ الكُبْرى التي كلُّ هامةٍ،
وإن عُظَمت، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ
وفي حديث أبي بكر والنسَّابةِ: أَمِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها؟ أي
مِنْ أَشْرافِها أَنت أو من أَوْساطِها، فشبّه الأَشْرافَ بالهامِ، وهو جمع
هامةِ الرأْس. والهامةُ: جماعةُ الناس، والجمع من كل ذلك هامٌ؛ قال
جُرَيْبة بن أَشْيم:
ولَقَلَّ لي، مما جَعَلْتُ، مَطِيَّةٌ
في الهامِ أَرْكَبُها، إذاما رُكِّبُوا
يعني بذلك البَلِيَّةَ، وهي الناقةُ تُعْقَل عند قبر صاحِبها تَبْلى،
وكان أهلُ الجاهلية يزعمون أَن صاحَبها يركبُها يوم القيامة ولا يمشي إلى
المحشر. والهامة مِن طيرِ الليلِ: طائرٌ صغير يأْلَفُ المَقابِرَ، وقيل:
هو الصَّدى، والجمع هامٌ؛ قال ذو الرمة:
قد أَعْسِفُ النازحَ المجهول مَعْسِفُه
في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ
ابن سيده: والهامةُ طائرٌ يخرج من رأْس الميّت إذا بَلِيَ، والجمع
أَيضاً هامٌ. ويقال: إنما أَنتَ مِن الهامِ. ويقال للفرس هامةٌ، بتخفيف الميم،
وأَنكرها ابن السكيت وقال: إنما هي الهامّة، بالتشديد. ابن الأثير في
الحديث: اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فإنها مأْوَى الهَوامِّ؛ قال: هكذا جاء
في رواية والمشهور هَزْم الأَرض، بالزاي، وقد تقدم؛ وقال الخطابي: لسْتُ
أَدْري ما هَوْمُ الأَرض، وقال غيره: هَوْمُ الأَرض بطنٌ منها في بعض
اللغات. والهامةُ: موضعٌ مِن دُونِ مِصر، حماها الله تعالى: قال:
مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا
وهامةُ: اسمُ حائطٍ بالمدينة؛ أَنشد أَبو حنيفة:
من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبت
لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها
الهَوْماةُ: الفَلاة، وبعضهم يقول الهَوْمة والهَوْماةُ، وذكر ابن
الأَثير في هذه الترجمة قال: وفي حديث صفوانَ: كنا مع رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، في سفر إذ ناداه أَعرابيّ بصوتٍ جَهْوَريٍّ يا محمد، فأَجابه
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بنَحْوٍ من صوتِه:هاؤُمْ، بمعنى تعالَ
ويمعنى خُذْ، ويقال للجماعة كقوله عز وجل: هاؤمُ اقْرَؤُوا كِتابِيَهْ، وإنما
رفَع صوتَه، صلى الله عليه وسلم، من طريق الشَّفقة عليه لئلا يَحْبَطَ
عملُه، من قوله عز وجل: لا تَرْفَعُوا أَصواتَكم فوقَ صوت النبيّ؛ فعَذَره
بجَهْلِه ورَفع النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، صوتَه حتى كانَ مثلَ صوِته
أو فوقَه لفَرْطِ رأْفتِه به، صلى الله عليه وسلم، ولا أَعْدَمَنا
رأْفَتَه ورحمتَه يومَ ضَرورتِنا إلى شفاعتِه وفاقَتنا إلى رحمته، إنه رؤوف
رحيم.