Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هرم

القَفَا

القَفَا: مُؤخَّر العُنُق والقافية في قوله عليه السلام: "يعقد الشيطان على قافية أحدكم" الحديث وراء العنق.
القَفَا: وراءَ العُنُقِ،
كالقافِيةِ، ويُذَكَّرُ، وقد يُمَدُّ
ج: أقْفٍ وأقْفِيَةٌ وأقْفاءٌ وقُفِيٌّ وقِفِيٌّ وقَفِينٌ.
وقَفَوْتُه قَفْواً وقُفُوًّا: تَبِعْتُه،
كتَقَفَّيْتُه واقْتَفَيْتُه، وضَرَبْتُ قَفاهُ، وقَذَفْتُه بالفُجور صَرِيحاً، ورَمَيْتُه بأمرٍ قبيحٍ، والاسمُ: القِفْوَةُ والقُفِيُّ،
وـ فلاناً بأمرٍ: آثَرْتُه به،
كأَقْفَيْتُه واقْتَفَيْتُه،
وـ اللهُ أثَرَهُ: عَفَّاه.
وتَقَفَّاه بالعَصا،
واسْتَقْفاه: ضَرَبَه بها.
وشاةٌ قَفِيَّةٌ ومَقْفِيَّةٌ: ذُبِحَتْ من قَفاها.
ولا أفْعَلُه قَفا الدَّهْرِ: طُولَه.
وقَفَّيْتُه زَيْداً، وـ به تَقْفِيَةً: أتْبَعْتُه إيَّاه.
وهو قَفِيُّهُم وقَفيَّتُهم، أي: الخَلَفُ منهم.
والقافِيَةُ: آخِرُ كَلمةٍ في البَيْتِ، أو آخِرُ حَرْفٍ ساكِنٍ فيه، إلى أوَّلِ ساكِنٍ يَليهِ مع الحَرَكَةِ التي قبلَ الساكِنِ، أو هي الحَرْفُ تُبْنَى عليه القصِيدةُ.
والقِفْوَةُ، بالكسر: الذَّنْبُ، أو أن تقولَ للإِنْسانِ ما فيه وما ليس فيه.
وأقْفاهُ عليه: فَضَّلَه،
وـ به: خَصَّهُ.
والقَفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: المَزِيَّةُ تكونُ لك على الغَيْرِ. وكَغَنِيٍّ: الحَفِيٌّ،
وأنا قَفِيٌّ به: حفِيٌّ، والضَّيْفُ المُكْرَمُ، وما يُكْرَمُ به من الطَّعام،
وأقْفَى: أكَلَها، وخِيرَتُك من إخْوانِكَ، أو المُتَّهَمُ منهم، ضِدٌّ.
وتَقَفَّى به: تَحَفَّى، والاسمُ: القَفاوَةُ.
واقْتَفَى به: اخْتَصَّ،
وـ الشيءَ: اختارَه.
والتَّقافِي: البُهْتانُ.
والقَفا، أو قَفا آدَمَ: جبلٌ.
والقَفْوُ: ع.
والقُفْيَةُ، بالضم: زُبْيَةُ الصائِدِ.
والقَفْوُ: وهَجٌ يَثُورُ عند المَطَرِ.
وعُوَيْفُ القوافِي: شاعِرٌ، لقولِه:
سأُكْذِبُ مَنْ قد كانَ يَزْعُمُ أنَّني ... إذا قُلْتُ قَوْلاً لا أُجِيدُ القَوافِيا
ورُدَّ قَفاً، أَو على قَفاه: هَرِمَ.

قَصا

قَصا عنه قَصْواً وقُصُوًّال وقَصًى وقَصاءً،
وقَصِيَ: بَعُدَ، فهو قَصِيٌّ وقاصٍ، جَمْعُهُما: أقْصاءٌ.
والقُصْوَى والقُصْيا: الغايَةُ البعيدةُ، وطَرَفُ الوادِي.
وأقْصاهُ: أبْعَدَهُ.
وقاصانِي فَقَصَوْتُهُ: غَلَبْتُهُ.
والقَصا: فِناءُ الدارِ، ويُمَدُّ، والنَّسَبُ البعيدُ، والناحِيةُ،
كالقاصِيَةِ، وحَذْفٌ في طَرَفِ أُذُنِ الناقَةِ والشاةِ بِأَنْ يُقْطَعَ قليلٌ. قَصاها قَصْواً، وقَصَّاها، فهي قَصْواءُ ومَقْصُوَّةٌ ومَقْصَّاةٌ.
والجَمَلُ أقْصَى ومَقْصُوٌّ ومُقَصًّى.
وحُطْنِي القَصَا: تَبَاعَدْ عَنِّي.
وتَقْصِيَةُ الأظْفارِ: قَصُّهَا.
والقَصِيَّةُ: الناقةُ الكريمَةُ النَّجِيبَةُ المُبْعَدَة عن الاسْتِعمالِ، والرَّذْلَةُ، ضِدٌّ
ج: قَصايَا.
وأقْصَى: اقْتَنَاها، وحَفِظَ قَصَا العَسْكَرِ.
ونَعْجَةٌ قاصِيَةٌ: هَرِمَــةٌ.
واسْتَقْصَى في المَسألَةِ،
وتَقَصَّى: بَلَغَ الغايَةَ.
وكسُمَيٍّ: قُصَيُّ بنُ كِلابٍ، اسْمُه زَيْدٌ أو مُجَمِّعٌ، والنِّسْبَةُ: قُصَوِيٌّ. وكسُمَيٍّ: ثَنِيَّةٌ باليَمَنِ.
والقَصْوَةُ: سمَةٌ بِأَعْلَى الأذُنِ.
وقُصوانُ، بالضم ويفتح: ع.

الإِصْبَعُ

الإِصْبَعُ، مُثَلَّثَةَ الهَمْزَةِ، ومع كلِّ حركةٍ تُثَلَّثُ الباءُ: تِسْعُ لُغاتٍ، والعاشر أُصْبوعٌ، بالضم: كلُّ ذلك عن كُراعٍ، وقد تُذَكَّرُ، ج: أَصابِعُ وأَصابيعُ.
والإِصْبَعُ، كدِرْهَمٍ: جبلٌ بنَجْدٍ.
وذو الإِصْبَعِ: حُرْثانُ بنُ مُحَرِّثٍ العَدْوانيُّ الحكيمُ الشاعرُ الخطيبُ المُعَمَّرُ، نَهَشَتْ أفْعَى إبهامَ رِجْلِه، فَقَطَعَها، فَلُقِّبَ به، وحِبَّانُ بنُ عبدِ اللهِ التَّغْلَبِيُّ الشاعرُ، وشاعرٌ آخَرُ مُتَأخِّرٌ من مُدَّاحِ الوليد بنِ يزيدَ، وابنُ أَبي الإِصْبَعِ: مُتَأخِّرٌ كتَبَ عنه الحافظُ الدِّمْيَاطِيُّ.
وذو الأصابعِ التَّميمِيُّ، أو الخُزَاعِيُّ، أَو الجُهَنِيُّ: صحابيٌّ.
وعلى ماشِيَتِه إصْبَعٌ، أي: أَثَرٌ حَسَنٌ.
وإِصْبَعُ خَفَّانَ: بناءٌ عظيمٌ قُرْبَ الكُوفة. وذاتُ الإِصْبَعِ: رُضَيْمَةٌ.
وهو مُغِلُّ الإِصْبَعِ: خائِنٌ.
وأَصابعُ الفَتَياتِ: رَيْحانةٌ تُعْرَفُ بالفَرَنْجَمُشْكِ.
وأصابعُ هُرْمُــسَ: فُقَّاحُ السُّورِنْجَانِ.
وأصابعُ العَذَارى: صِنْفٌ من العِنَبِ طِوالٌ كالبَلُّوطِ، شُبِّهَ بِبنانِهِنّ.
وأصابعُ صُفْرٌ: أصْلُ نَباتٍ شَكْلُه كالكَفِّ نافِعٌ من الجُنونِ والسُّمومِ.
وأصابعُ فِرْعَوْنَ: شِبْهُ المَراويد في طُول الإِصْبَعِ، يُجْلَبُ من بَحْرِ الحجازِ، مُجَرَّبٌ لإِلْحامِ الجِراحاتِ سَريعاً.
وذاتُ الأصابعِ: ع.
وصَبَعَ به،
وـ عليه، كمنَع: أشارَ نحوَهُ بإصْبَعِهِ مُغْتاباً،
وـ فلاناً على فلانٍ: دَلَّهُ عليه بالإِشارةِ،
وـ الإِناءَ: وَضَعَ عليه إصْبَعَه حتى سالَ عليه ما في إناءٍ آخَرَ،
وـ الدَّجاجةَ: أدْخَلَ فيها إصْبَعَه ليَعْلَمَ أنها تَبيضُ أَمْ لا.
والصَّبْعُ والمَصْبَعَةُ: الكِبْرُ.
والمَصْبوعُ: المُتَكَبِّرُ.

الزِّخْرِطُ

الزِّخْرِطُ - وبالياء أيضاً - من الإِبل والشاء والبَقَرِ ما سالَ من أنوفها. والزُّخْرُوْطُ الــهَرِمُ، والزَخْرِطُ مِثْلُه.
الزِّخْرِطُ، بالكسر: مُخَاطُ الإِبِلِ والشاةِ ولُعَابُهُما،
كالزِّخْريطِ.
وجَمَلٌ زُخْروطٌ: مُسِنٌّ هَرِمٌ.
والزِّخْرِيطُ: نَباتٌ،
كالزِّخْرِطِ.

جري

جري: {في الجارية}: في السفينة وجمعها الجواري.
ج ر ي

والشمس تجري، والريح تجري. وجرت الخيل، وأجروا الخيل. وجاراه في كذا مجاراة، وتجاروا. وفرس ذو أجاري، وغمر الجراء. وأخبرني عن مجاري أمورك. وأجرى إليه ألف دينار، وأجرى عليهم الرزق. واستجراه في خدمته. وسميت الجارية لأنها تستجرى في الخدمة. وتقول: عمل على هجيراه، وجرى على إجرياه، وهي طريقته وعادته التي يجري عليها وفي الحديث " ولا يستجرينكم الشيطان " أي لا يستتبعنكم حتى تكونوا منه بمنزلة الوكلاء من الموكل.

جري


جَرَى(n. ac.
جَرْي
جِرْيَةجِرَآء [] جَرَيَاْن)
a. Ran; flowed; pursued its course.
b. ['Ala], Happened to.
c. [Ila], Betook himself to; aimed at.
d. Agreed with; was like, similar to.

جَرَّيَa. Made to run or flow; set going; sent
despatched.

جَاْرَيَa. see IIb. Regulated, settled.
c. [acc. & Ila], Entrusted with.
d. ['Ala], Inflicted upon (punishment).

تَجَاْرَيَa. Competed, contended together.

جَرْيa. Course, current.
b. Diarrhoeœa.

جَاْرِيa. Running, flowing.
b. Current (month).
جَاْرِيَة
(pl.
جَوَاْرِيُ
& reg. )
a. Girl; servant; female-slave.
b. Ship.

جَرَاْيَةa. Pay, wages.
b. Daily allowance, rations.
c. Girlhood.

جِرَاْيَةa. Commission; mission.

جَرِيّ
(pl.
أَجْرِيَآءُ)
a. Commissioned agent, representative; messenger, hired
servant.

جَرَيَاْنa. see 1.
مَجْرَى [] (pl.
مَجَارِي)
a. Course, way.

مِن جَرَاك
a. For thy sake!
(ج ر ي) : (جَرَى الْمَاءُ) مَعْرُوفٌ (وَمِنْهُ) جَرَى الْفَرَسُ وَأَجْرَاهُ صَاحِبُهُ وَفِي الْمَثَلِ كُلُّ مُجْرٍ فِي الْخَلَاءِ يُسَرُّ وَيُرْوَى كُلُّ مُجِيدٍ أَيْ صَاحِبِ جَوَادٍ (وَالْجَرِيُّ) بِوَزْنِ الْوَصِيِّ الْوَكِيلُ لِأَنَّهُ يَجْرِي فِي أُمُورِ مُوَكِّلِهِ أَوْ يَجْرِي مَجْرَى الْمُوَكِّلِ وَالْجَمْعُ أَجْرِيَاءُ (وَمِنْهُ الْجَارِيَةُ) لِأُنْثَى الْغُلَامِ لِخِفَّتِهَا وَجَرَيَانِهَا بِخِلَافِ الْعَجُوزِ وَبِهَا سُمِّيَ جَارِيَةُ بْنُ ظَفَرٍ الْحَنَفِيُّ وَهُوَ صَحَابِيٌّ وَكَذَا وَالِدُ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ وَالْحَاءُ وَالثَّاءُ تَصْحِيفٌ يَرْوِي فِي السِّيَرِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَعَنْهُ مَكْحُولٌ (وَجَارَاهُ) مُجَارَاةً جَرَى مَعَهُ (وَمِنْهُ) الدَّيْنُ وَالرَّهْنُ (يَتَجَارَيَانِ) مُجَارَاةَ الْمَبِيعِ وَالثَّمَنِ وَأَمَّا يَتَحَاذَيَانِ مُحَاذَاةَ الْمَبِيعِ فَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ.
ج ر ي : جَرَى الْفَرَسُ وَنَحْوُهُ جَرْيًا وَجَرَيَانًا فَهُوَ جَارٍ وَأَجْرَيْتُهُ أَنَا وَجَرَى الْمَاءُ سَالَ خِلَافُ وَقَفَ وَسَكَنَ وَالْمَصْدَرُ الْجَرْيُ بِفَتْحِ الْجِيمِ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ كَسَرْتَ الْجِيمِ وَقُلْتَ جَرَى الْمَاءُ جِرْيَةً وَالْمَاءُ الْجَارِي هُوَ الْمُتَدَافِعُ فِي انْحِدَارٍ أَوْ اسْتِوَاءٍ وَجَرَيْتُ إلَى كَذَا جَرْيًا وَجِرَاءً قَصَدْتُ وَأَسْرَعْتُ وَقَوْلُهُمْ جَرَى فِي الْخِلَافِ كَذَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى
هَذَا الْمَعْنَى فَإِنَّ الْوُصُولَ وَالتَّعَلُّقَ بِذَلِكَ الْمَحَلِّ قَصْدٌ عَلَى الْمَجَازِ.

وَالْجَارِيَةُ السَّفِينَةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِجَرْيِهَا فِي الْبَحْرِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأَمَةِ جَارِيَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ لِجَرْيِهَا مُسْتَسْخَرَةً فِي أَشْغَالِ مَوَالِيهَا وَالْأَصْلُ فِيهَا الشَّابَّةُ لِخِفَّتِهَا ثُمَّ تَوَسَّعُوا حَتَّى سَمَّوْا كُلَّ أَمَةٍ جَارِيَةً وَإِنْ كَانَتْ عَجُوزًا لَا تَقْدِرُ عَلَى السَّعْيِ تَسْمِيَةً بِمَا كَانَتْ عَلَيْهِ وَالْجَمْعُ فِيهِمَا الْجَوَارِي.

وَجَارَاهُ مُجَارَاةً جَرَى مَعَهُ وَالْجِرْوُ بِالْكَسْرِ وَلَدُ الْكَلْبِ وَالسِّبَاعِ وَالْفَتْحُ وَالضَّمُّ لُغَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ الْجِرْوُ الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْجِرْوَةُ أَيْضًا الصَّغِيرَةُ مِنْ الْقِثَّاءِ شُبِّهَتْ بِصِغَارِ أَوْلَادِ الْكِلَابِ لِلِينِهَا وَنُعُومَتِهَا وَالْجَمْعُ جِرَاءٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَأَجْرٌ مِثْلُ: أَفْلُسٍ وَاجْتَرَأَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْهَمْزِ أَسْرَعَ بِالْهُجُومِ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ وَالِاسْمُ الْجُرْأَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَجَرَّأْتُهُ عَلَيْهِ بِالتَّشْدِيدِ فَتَجَرَّأَ هُوَ وَرَجُلٌ جَرِيءٌ بِالْهَمْزِ أَيْضًا عَلَى فَعِيلٍ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ جَرُؤَ جَرَاءَةً مِثْلُ: ضَخُمَ ضَخَامَةً. 
الْجِيم وَالرَّاء وَالْيَاء

جرى المَاء وَالدَّم وَنَحْوه جَرْيا، وجِرْية وجَرَيانا.

وَإنَّهُ لحسن الجِرْية.

وأجراه هُوَ.

وجَرَى الْفرس وَغَيره جَرْيا، وجِرَاء، وجَرَاءة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

يقرَّبُه للمستضِيف إِذا دَعَا ... جِراء وشَدّ كالحَرِيق ضَرِيج

أَرَادَ: جَرْى هَذَا الرجل إِلَى الْحَرْب، وَلَا يَعْنِي فرسا؛ لِأَن هذيلا إِنَّمَا هم عراجلة رجالة وأجراه هُوَ.

والإجْرِىّ: ضرب من الجري، قَالَ:

غمر الأَجَارِىّ مسحاًّ مهرجا

وَقَالَ رؤبة:

غمر الأَجَارِىّ كريم السِّنح ... أبلح لم ولد بِنَجْم الشحّ

أَرَادَ: السنخ فأبدل الْخَاء حاء.

وجَرَت الشَّمْس وَسَائِر النُّجُوم: سَارَتْ من الْمشرق إِلَى الْمغرب.

وَالْجَارِيَة: الشَّمْس، سميت بذلك لجَرْيها من الْقطر إِلَى الْقطر، وَقَوله تَعَالَى: (فَلَا أقسم بالخُنَّس الْجَوَارِي الكُنَّس) يَعْنِي النُّجُوم.

وَجَرت السَّفِينَة جَرْيا: كَذَلِك.

وَالْجَارِيَة: السَّفِينَة، صفة غالبة، وَفِي التَّنْزِيل: (حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) وَفِيه: (ولَهُ الجوارِ المنشئات فِي الْبَحْر) . قَالَ الْأَخْفَش: والمَجْرَى فِي الشّعْر: حَرَكَة حرف الروى: فَتحته وضمته وكسرته، وَلَيْسَ فِي الروى الْمُقَيد مجْرى؛ لِأَنَّهُ لَا حَرَكَة فِيهِ فتسمى مجْرى، وَإِنَّمَا سمي ذَلِك مجْرى لِأَنَّهُ مَوضِع جري حركات الْإِعْرَاب وَالْبناء.

والمجارِي: أَوَاخِر الْكَلم؛ وَذَلِكَ لِأَن حركات الْإِعْرَاب وَالْبناء إِنَّمَا تكون هُنَالك.

قَالَ ابْن جني: سمي بذلك لِأَن الصَّوْت يَبْتَدِئ بالجريان فِي حُرُوف الْوَصْل مِنْهُ، أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت:

قتيلان لم يعلم لنا النَّاس مصرعا

فالفتحة فِي الْعين هِيَ ابْتِدَاء جَرَيَان الصَّوْت فِي الْألف، وَكَذَلِكَ قَوْلك:

يَا دَار مَيَّة بالعلياء فالسَّندِي

تَجِد كسرة الدَّال هِيَ ابْتِدَاء جَرَيان الصَّوْت فِي الْيَاء، وَكَذَلِكَ قَوْله:

هريرةُ ودّعها وَإِن لَام لائمو

تَجِد ضمة الْمِيم مِنْهَا ابْتِدَاء جَرَيَان الصَّوْت فِي الْوَاو، فَأَما قَول سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مجاري أَوَاخِر الْكَلم من الْعَرَبيَّة، وَهِي تجْرِي على ثَمَانِيَة مجارٍ، فَلم يقصر المجاري هُنَا على الحركات فَقَط كَمَا قصر العروضيون المجرى فِي القافية على حَرَكَة حرف الروى دون سكونه، لَكِن غَرَض صَاحب الْكتاب فِي قَوْله: مجاري أَوَاخِر الْكَلم: أَي أَحْوَال أَوَاخِر الْكَلم وأحكامها والصور الَّتِي تتشكل لَهَا، فَإِذا كَانَت أحوالا وأحكاما فَسُكُون السَّاكِن حَال لَهُ، كَمَا أَن حَرَكَة المتحرك حَال لَهُ أَيْضا، فَمن هُنَا سقط تعقب من تتبعه فِي هَذَا الْموضع فَقَالَ: كَيفَ ذكر الْوَقْف والسكون فِي المجاري، وَإِنَّمَا المجاري، فِيمَا ظَنّه، الحركات، وَسبب ذَلِك خَفَاء غَرَض صَاحب الْكتاب عَلَيْهِ، وَكَيف يجوز أَن يُسَلط الظَّن على اقل أَتبَاع سِيبَوَيْهٍ فِيمَا يلطف عَن هَذَا الْجَلِيّ الْوَاضِح فضلا عَنهُ نَفسه فِيهِ، أفتراه يُرِيد الْحَرَكَة وَيذكر السّكُون؟ هَذِه غباوة مِمَّن أوردهَا، وَضعف نظر وَطَرِيقَة دلّ على سلوكه إِيَّاهَا. قَالَ: أَو لم يسمع هَذَا المتتبع بِهَذَا الْقدر قَول الكافة: أَنْت تجْرِي عِنْدِي مجْرى فلَان، وَهَذَا جَار مجْرى هَذَا. فَهَل يُرَاد بذلك، أَنْت تتحرك عِنْدِي بحركته، أَو يُرَاد: صُورَتك عِنْدِي صورته، وحالك فِي نَفسِي ومعتقدي حَاله؟؟ والإجريَّاء، والإجريَّا: الْوَجْه تَأْخُذ فِيهِ وتَجْرِي عَلَيْهِ، قَالَ لبيد يصف الثور:

ووَلَّى كنَصْل السَّيْف يَبْرُق مَتْنُه ... على كل إجريَّا يَشُقّ الخمائلا

وَقَالُوا: الكَرَم من إجْريَّاه، وَمن إجريائه: أَي من طَبِيعَته، عَن اللحياني، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الشَّيْء من طبعه جرى إِلَيْهِ وجرن عَلَيْهِ.

والجَرِيُّ: الْوَكِيل، الْوَاحِد وَالْجمع والمؤنث فِي ذَلِك سَوَاء، بَين الجَرَاية والجِرايَة.

وجَرَّى جَرِيّا: وَكله.

قَالَ أَبُو حَاتِم: وَقد يُقَال للانثى: جَرِيَّة، بِالْهَاءِ، وَهِي قَليلَة.

والجَرِيّ: الرَّسُول.

وَقد أجراه فِي حَاجته.

والجَرِيّ: الاجير، عَن كرَاع.

وَالْجَارِيَة: الْفتية من النِّسَاء بَيِّنَة الجَرَاية.

والجِرَاء، والجَرَى، والجَرَاء، والجرائية، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجِرِّيّ: ضرب من السّمك.

والجِرِّيَّة: الحوصلة، وَمن جَعلهمَا ثنائيين فهما فعلى وفعلية. وَقد تقدم فِي الثنائي.
جري
جرَى1 يَجري، اجْرِ، جَرْيًا، فهو جارٍ
• جرَى الفرسُ وغيرُه: اندفع في السَّير، عدا، ركض "جرَى المتسابقون حول الجامعة- فاز في بطولة الجَرْي- كان يجري إلى مساعدة الضعيف والمحتاج" ° تجري الرِّياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ [مثل]: يُضرب لمجيء الأمور على غير ما تريده النَّفْسُ- تجري على الأيتام: تعولهم- جرَى على باله: تذكّره، فكّر فيه- جرَى على كل لسان: ذاع، انتشر خبُره، صار متداولاً وشائعًا- جرَى له العطاءُ: دام واستمرّ- ما يجري عليه العرفُ: ما يُطبَّق من أحكام مصدرها العرف- يجري إلى نجدة المحتاج: لا يتوانى ولا يبخل بمجهود لمساعدته.
• جرَتِ السَّفينةُ ونحوُها: سارت، انتقلت من مكان إلى آخر " {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} "? جرتِ الرِّيحُ: هبَّت- جرتِ العادةُ: أصبح عُرْفًا، درجت وقُبلَت- جرتِ الكلمات على لسانه: دارت وجاءت سلسة- جرَى مثلاً: اشتُهر حتى صار كالأمثال- جرَى مَجْراه:
 احتذاه وسار على منواله، أخذ طريقه وتبعه، كان حاله كحاله- جرَى معه: جاراه وسايره. 

جرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ يَجرِي، اجْرِ، جَرْيًا وجَرَيانًا، فهو جارٍ، والمفعول مجريٌّ إليه
• جرَى الماءُ ونحوه: سال مُندفعًا "جرَى الدَّمُ في وجهه- {أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} " ° جرَى دَمْعُه: بكى- ما جرى دمٌ في عروقي: ما دمت حيًّا.
• جرَى الأمرُ: تمَّ، مضَى، نفذ "جرت الأحداثُ/ الانتخابات- جرت الأمورُ في أعنّتها- جرى العرضُ على المسرح"? جرَى به العمل: نُفِّذ.
• جرَى إلى البيت: قصده وأسرع إليه.
• جرَى له مكروهٌ: وقع، حدث. 

أجرى يُجري، أَجْرِ، إجراءً، فهو مُجْرٍ، والمفعول مُجْرًى
• أجرى الماءَ ونحوَه: أساله، جعله يجري "أجرى دمًا" ° أجرى الرِّيقَ: أسال اللعابَ وأثار الرغبةَ في شيء ما.
• أجرى بحثًا: قام به "أجرى عمليّة جراحيّة- أجرى تجارب على الدَّواء الجديد- أجرى الرَّئيسُ مباحثاتٍ/ اتّصالاً هاتفيًّا مع نظيره الأمريكيّ- أجرى تحقيقًا في الأمر"? أجرى عادة: أوجد عُرفًا وأشاعه.
• أجرى الأمرَ: أمضاه وأنفذه، وضعه في حيِّز التَّنفيذ "أجرتِ الوزارةُ إصلاحات واسعة في الطُّرق: - أجرى معجزات: أحدثها"? أجراه مُجراه: أعطاه حكمه- أجرى الحق: أنصف كل واحد، نفّذ الحقَّ- أجرى القوانين عليه: طبَّقها عليه.
• أجرى السَّفينةَ: سيَّرها "أجرى اللهُ السَّحابَ".
• أجرى فرسًا: جعله يعدو.
• أجرى عليه موردًا: أدامه له وأفاضه عليه، زوّده بما يحتاج إليه "أجرتِ لجنة الزَّكاةُ مساعدات ماليّة لفقراء الحيّ"? أجرى عليه حسابًا: قيَّده عليه- أجرى له إعانة: منحه مساعدة- أجرى له حسابًا: قيَّده لصالحه.
• أجرى فلانًا في حاجته: أرسله فيها. 

تجارى في يتجارَى، تَجارَ، تَجاريًا، فهو مُتجارٍ، والمفعول مُتجارًى فيه
• تجارى القومُ في الحديث: تناظروا فيه. 

جارى يجاري، جارِ، جِرَاءً ومُجاراةً، فهو مُجارٍ، والمفعول مُجارًى
• جارى الشَّخصَ: سايره وجرَى معه، وافقه واتّفق معه "تحاول الدُّولُ النّامية مجاراة الدُّول المتقدّمة- جارى الأوضاعَ السائدة- كان إمَّعَة يجاري ويُدَاري- أُعجِب بالشِّعر الغربيّ وأخذ في مجاراته" ° جاراه الكلامَ: حادثه- جارى التيّارَ: سار معه، تكيَّف معه- مجاراةً له: مسايرةً له.
• جاراه في تخصُّصه: باراه، شابهه أو بلغ منزلته فيه "شاعرٌ لا يُجارَى في شعره- جاراه في الكرم". 

جرَّى يجرِّي، جَرِّ، تجريةً، فهو مُجَرٍّ، والمفعول مُجرَّى
• جَرَّى الماءَ: جعله يجري. 

إجراء [مفرد]: ج إجراءات (لغير المصدر):
1 - مصدر أجرى ° إجراء القصاص: تنفيذه.
2 - تدبير أو خطوة تُتَّخذ لأمر ما "إجراءات احتياطيَّة/ تحفُّظيَّة: تدبير وقائيّ، احتراز، اتِّقاء، حذر، حيطة- إجراءات وقائيَّة/ أمنيَّة/ إداريّة/ تجاريّة- إجراء مُسْتَعجَل: لا يقبل التأجيل- إجراء انتخابات حُرَّة" ° إجراءات تأديبيّة: مجموعة الأصول والأوضاع الواجبة الاتّباع في التَّحقيق مع الموظَّف المتَّهم ومحاكمته تأديبيًّا- إجراءات قانونيَّة: تدبيرات قانونيَّة تتعلَّق بأحكام شرعيَّة كالبيع والشِّراء ونحوهما، توضع لحماية حقوق الأفراد القانونيّة. 

إجرائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى إجراء: "مراحل إجرائيَّة" ° السُّلطة الإجرائيّة: السلطة التنفيذيّة. 

تجرية [مفرد]: مصدر جرَّى. 

جارٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جرَى1 وجرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ ° نهرٌ جارٍ: سائل لا يجفّ.
2 - مستمرّ، لم ينتهِ بعدُ "دراسة جارية- جاري التنفيذ" ° الشَّهرُ الجاري: الحالي، الحاضر.
• ثمنٌ جارٍ: (قص) مايتعيّنُ في المنافسة الحرَّة بنقطة توازن
 العرض والطلب.
• حسابٌ جارٍ: (قص) حساب مصرفيّ يقوم على تمكين العملاء من إيداع أموالهم في المصرف والحصول على دفتر شيكات أو دفتر ادّخار بما أودعوه. 

جارِية [مفرد]: ج جاريات وجوارٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل جرَى1 وجرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ ° الأحداث الجارية: الحادثة، الواقعة- صدقة جارية: متَّصلة، يستمر ثوابها حتى بعد وفاة صاحبها إلى يوم القيامة.
2 - خادِمة، أَمَة "جارية أمينة".
3 - فتيَّة من النِّساء.
4 - سفينة، باخرة " {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} ".
• الجواري الكُنَّس: الكواكب السّيّارة، أو هي النُّجوم كلّها " {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ". 

جَرَاء [مفرد]
• فعلت ذلك من جَرَائك: من جرَّائك، من أجلك، بسببك. 

جِراية [مفرد]: ج جِرايات: حصّة الجنديّ من الطعام اليوميّ. 

جَرْي [مفرد]: مصدر جرَى1 وجرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ ° جَرْيًا على العادة: حسب المتَّبع- جَرْيًا وراءه: سَعْيًا وراءه. 

جَرَيان [مفرد]: مصدر جرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ. 

مَجْرى [مفرد]: ج مَجْريات ومَجارٍ:
1 - اسم مكان من جرَى1 وجرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ: "مَجْرى الماء" ° مجاري التَّنفّس: أي ما يتَّصل بالجهاز التَّنفّسيّ- مجرى المراكب: ميناء، مرفأ- مجرى الهواء: حيث يمر الهواء.
2 - مصدر ميميّ من جرَى1 وجرَى2/ جرَى إلى/ جرَى لـ.
3 - جدول، قناة الماء "مَجْرى رئيسيّ/ مفتوح".
4 - فتحة أو قناة يجري فيها الماء الوَسِخ والأقذار.
5 - مسار أو اتِّجاه أو تسلسل أشياء مرتبط بعضها ببعض "مَجْرَى السَّفينة- مَجْرَى الأحداث الأخيرة" ° أخَذ مَجْراه: سار سيره الطَّبيعيّ- جرَى مَجْراه: احتذاه وسار على منواله، أخذ طريقه وتبعه، كان حاله كحاله- عادت المياهُ إلى مجاريها: عادت الأمورُ إلى أوضاعها السَّابقة، صلَح الأمرُ بعد فساد، زال سوء التفاهم- مَجْرَى الحديث: اتّجاهه- مَجريات الأحداث بالمنطقة: اتِّجاهاتها.
• المجرى:
1 - (عر) حركة حرف الرَّويّ المُطْلَق.
2 - (نح) أحوال أواخر الكَلم وأحكامها والصور التي تتشكَّل بها.
• المجرى الكهربائيّ: (فز) القوّة التي تسري في الأسلاك الكهربائيّة.
• مجرى البول: (شر) القناة التي يخرج من خلالها البول من المثانة عند معظم الثدييّات. 
جري
: (ى (} جَرَى الماءُ ونحوُه) كالدَّمِ؛ وَفِي الصِّحاحِ: جَرَى الماءُ وغيرُهُ؛ وَالَّذِي قالَهُ المصنِّفُ أَوْلى؛ ( {جَرْياً) .
قالَ الرَّاغبُ:} الجَرْيُ المَرُّ السَّريعُ، وأصْلُه المرَّ الماءِ وَمَا {يَجْرِي جَرْيَه.
(} وجَرَياناً) ، بالتَّحْرِيكِ: ( {وجِرْيَةً، بالكسْرِ) : هُوَ فِي الماءِ خاصَّةً. يقالُ: مَا أَشَدَّ} جِرْيَة هَذَا المَاءِ؛ بالكسْرِ.
وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {وَهَذِه الأنْهارُ {تَجْرِي من تحْتِي} .
(و) جَرَى (الفَرَسُ ونَحْوُهُ) يَجْرِي (جَرْياً} وجِراءً، بالكسْرِ) ؛ ظاهِرُه أنَّه مقْصورٌ والصَّوابُ ككِتابٍ؛ وَهُوَ فِي الفَرَسِ خاصَّةً كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الليْثُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
يُقَرِّبُه للمُسْتَضِيفِ إِذا دَعا
{جِراءٌ وشَدٌّ كالحَرِيقِ ضَرِيجُوأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
غَمْرُ} الجِراءِ إِذا قَصَرْتَ عِنانَهُ ( {وأَجْراهُ) فَهُوَ} مُجْرى؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا {أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ أَجْزَأَ عَنْك) .
(} وجارَاهُ {مُجارَاةً} وجِراءً: جَرَى مَعَه) فِي الحدِيثِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (من طَلَبَ العِلْمَ {ليُجارِيَ بِهِ العُلماءَ) ، أَي يَجْرِي مَعَهم فِي المُناظَرَةِ والجِدالِ ليُظْهِرَ عِلْمَه إِلَى الناسَ رِياءً وسُمْعةً.
(} والإجْريا، بالكسْر) وتَخْفيفِ الياءِ: (الجَرْيُ) ، وَفِي بعضِ النُّسخِ: {والإجْرِي بالكسْرِ.
(} والجارِيَةُ: الشَّمسُ) ، سُمِّيَت بذلِكَ لجَرْيها من القُطْر إِلَى القُطْر، وَقد {جَرَتْ تَجْرِي جَرْياً.
وَفِي التَّهذِيب:} الجارِيَةُ عينُ الشمسِ فِي السماءِ: قالَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ: {والشمسُ تَجْرِي لمُسْتَقَرَ لَهَا} .
(و) الجارِيَةُ: (السَّفينةُ) صفَةٌ غالِبَةٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {حَمَلْناكُم فِي الجارِيَةِ} ؛ وَقد جَرَتْ جَرْياً، والجَمْعُ {الجَوارِي، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وَله} الجَوَارِ المُنْشَآتُ فِي البَحْرِ كالأَعْلامِ} .
(و) الجارِيَةُ: (النِّعْمَةُ من اللَّهِ تَعَالَى) على عبادِهِ: وَمِنْه الحدِيثُ: (الأرْزاقُ {جارِيَةٌ والأَعْطياتُ دارَّةٌ مُتَّصلةٌ) .
قالَ شَمِرٌ: هُما واحِدٌ يقولُ هُوَ دائِم. يقالُ: جَرَى لَهُ ذلكَ الشيءُ ودَرَّ لَهُ بمعْنَى دامَ لَهُ.
(و) الجارِيَةُ: (فَتِيَّةُ النِّساءِ؛ ج} جَوارِ.
(و) يقالُ: (جاريةٌ بَيِّنَةُ {الجَرايَةِ} والجَراءِ {والجَرَا} والجَرائِيَةِ) ، بفتْحِهِنَّ؛ الأَخيرَةُ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ ( {والجِراءُ، بالكسْرِ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
والبيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ} جِرَاؤُها
ونَشَأْنَ فِي قِنَ وَفِي أَذْوادِقالَ الجَوْهرِيُّ: يُرْوى بفتْحِ الْجِيم وبكسْرِها.
وقَوْلُهُم: كَانَ ذلكَ أيَّام {جَرَائِها، بالفتْحِ، أَي صِبَاها.
قالَ الأخْفَش: (} والمَجْرَى فِي الشِّعْرِ: حَرَكَةُ حَرْفِ الرَّوِيِّ) ، فَتْحتُه وضمَّتُه وكسْرَتُه، وليسَ فِي الرَّوِيِّ المُقَيَّدِ {مَجْرىً لأنَّه لَا حَرَكَةَ فِيهِ، فيُسَمَّى مَجْرىً، وإنَّما سُمِّي بذلكَ مَجْرىً لأنَّه مَوْضِع جَرْيِ حَرَكاتِ الإعْرابِ والبِناءِ.
(} والمَجارِي: أَواخِرُ الكَلِمِ) ، وذلكَ لأنَّ حَرَكات الإعْرابِ والبناءِ إنَّما تكونُ هنالكَ.
قالَ ابنُ جنِّي: سُمِّي بذلكَ لأنَّ الصَّوْتَ يَبْتدِىءُ {بالجَرَيانِ فِي حُرُوفِ الوَصْلِ مِنْهُ؛ قالَ: وأَمَّا قَوْل سِيْبَوَيْه هَذَا بابُ} مَجارِي أَواخِرِ الكَلِمِ مِن العَربيَّةِ، وَهِي تَجْرِي على ثمانِيَةِ مَجارٍ، فَلم يَقْصُر {المَجارِيَ هُنَا على الحَرَكاتِ فَقَط كَمَا قَصَر العَرُوضيُّون} المَجْرَى فِي القافِيَةِ على حركةِ حَرَفِ الرَّوِيِّ دون سكونِيه) ، أَي يُسَائِلُونَه عَلَيه.
والجَداءُ، كسَحابٍ: الغَنَاءُ.
وَمَا يُجْدِي عَنْك هَذَا: أَي مَا يُغْنِي.
وَمَا يُجْدِي عليَّ شَيْئا كَذلِك.
وَهُوَ قَلِيلُ الجَدَاءِ عنْكَ: أَي قَلِيلُ الغَنَاءِ والنَّفْعِ؛ قالَ ابنُ بَرِّي: شاهِدُه قَوْل مالِكِ بنِ العَجْلانِ:
لَقَلَّ جْ تَتَبَّعه فِي هَذَا الموْضِعِ فقالَ: كيفَ ذَكَرَ السكونَ والوقْفَ فِي المَجارِي، وإِنَّما المَجارِي فيمَا ظَنَّه الحَركاتُ، وسَبَبُ ذلِكَ خَفاء غَرَضِ صاحِبِ الكِتابِ عَلَيْهِ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: {بِسمِ اللَّهِ {مُجْرَاها) ومُرْساها} ؛ قُرىءَ (بالضَّمِّ والفتْحِ) ، وهُما (مَصْدَرَا جَرَى} وأَجْرَى) ورَسَى؛ وكَذلِكَ قَوْلُ لبيدٍ:
وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مُجْرَى داحِسٍ
لَو كَانَ للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُرُوِي بالوَجْهَيْن، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(! وجارِيَةُ بنُ قُدامَةَ؛ ويزِيدُ بنُ جارِيةً) ، كِلاهُما (من رِجالِ الصَّحِيحَيْنِ) ؛ الأَخيرُ مَدنيٌّ عَن معاوِيةً وَعنهُ الحكمُ ابنُ مينا، وُثِّقَ، كَذَا فِي الكاشِفِ، واقْتَصَرَ عَلَيْهِمَا اقْتِفاء لشيْخِه الذهبيِّ. وَإِلَّا فمَنْ يُسَمَّى بذلِكَ عِدَّة فِي الصَّحابَةِ مِنْهُم: جارِيَةُ بنُ ظفر، وجارِيَةُ بنُ جميلٍ الأَشْجعيُّ، وجارِيَة بنُ أَصْرمٍ، وجارِيَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأشْجعيُّ، ومجمّعُ بنُ جارِيَةَ أَخُو يَزِيد، وزيدُ بنُ جارِيَة الأوسي، وجارِيَةُ بنُ عبدِ المنْذرِ، والأسْودُ بنُ العَلاءِ بنِ جارِيةَ الثَّقَفيُّ، وحيُّ بنُ جَارِيَةَ، وأَبو الجارِيَةَ الأنْصارِيُّ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.
وَفِي الرُّواةِ: جارِيَةَ بنُ يَزيدَ بنِ جارِيَةَ، وعُمَرُ بنُ زيْدِ بنِ جارِيَةَ، وجارِيَةُ بنُ إسْحاق بنِ أَبي الجارِيَةَ، وجارِيَةُ بنُ النُّعْمانِ الباهِليُّ كَانَ على مَرْوَ الشَّاهجان، وجارِيَةُ بنُ سُلَيْمان الكُوفيُّ، وجارِيَةُ بنُ بَلْج الواسطيُّ، وجارِيَةُ بنُ هرمٍ ضُعِّفَ، وزِيادُ بنُ جارِيَةَ، وعيسَى بنُ جارِيَةَ، وإياسُ ابنُ جارِيَةَ المُزَنيُّ المِصْريُّ، وعَمْرُو بنُ جارِيَةَ اللّخميُّ، وأَبو الجارِيَةَ عَن أَبي ذرَ، وأَبو جارِيَةَ عَن شعْبَةَ.
وَفِي الشُّعَراء: جارِيَةُ بنُ حَجَّاج أَبو دُوَاد الإيادِيُّ، وجارِيَةُ بنُ مشمت العَنْبريُّ، وجارِيَةُ بنُ سبر أَبو حَنْبلٍ الطائيُّ، وجارِيَةُ بن سليط بنِ يَربوعٍ فِي تمِيمٍ، وغيرُ هؤلاءِ. فعُلِمَ ممَّا تقدَّمَ أَنَّ اقْتِصارَه على الاثْنَيْن قُصورٌ.
(! والإِجْرِيَّا، بالكسْرِ والشّدِّ) مَقْصوراً (وَقد يُمَدُّ) ، والقَصْرُ أَكْثر: (الوَجْهُ الَّذِي تَأْخُذُ فِيهِ {وتجْرِي عَلَيْهِ) ، قالَ لبيدٌ يصفُ الثوْرَ:
وَوَلَّى كنَصْلِ السَّيْفِ يَبْرُقُ مَتْنُه
على كلِّ} إجْريَّا يَشُقُّ الخَمائِلاوقالَ الكُمَيْت:
على تِلْكَ {إجْرِيَّاي وَهِي ضَرِيبَتي
وَلَو أَجْلَبُوا طُرّاً عليَّ وأَحْلَبُوا (و) } الإجْريَّا: (الخُلُقُ والطَّبيعَةُ) . قَالُوا: الكَرَمْ من {إِجْرِيَّاهُ ومِن} إجْرِيَّائِه، أَي مِن طَبيعَتِه؛ عَن اللّحْيانيّ، وذلِكَ لأنَّه إِذا كانَ الشيءُ مِن طبْعِه جَرَى إِلَيْهِ وجَرَنَ عَلَيْهِ.
( {كالجِرِيَّاءِ كسِنِمَّارٍ،} والإجْرِيَّة، بالكسْرِ مُشَدَّدَة) ، الأُولى بحذْفِ الألفِ ونَقْل حَرَكتها إِلَى الجيمِ، والثانِيَة بقلْبه الألفِ الأخيرَةِ هَاء.
(والجَرِيُّ، كغَنِيَ: الوكيلُ) لأنَّه يَجْرِي مَجْرى مُوكِّلِه؛ (للواحِدِ والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ) . يقالُ: جَرِيٌّ بَيِّنُ الجَرَايةِ والجِرايةِ.
قالَ أَبو حَاتِم: وَقد يقالُ لللأنثى جَرِيَّةٌ، وَهِي قَليلةٌ.
قالَ الجوْهرِيُّ: والجَمْعُ أَجْرِياءُ.
(و) الجرِيُّ: (الرَّسُولُ) الجارِي فِي الأمْرِ؛ وَقد أَجْراهُ فِي حاجَتِه.
قالَ الرَّاغبُ: وَهُوَ أَخَصّ مِن الرَّسُولِ والوكيلِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: شاهِدُه قَول الشمَّاخ:
تَقَطَّعُ بَيْننا الحاجاتُ إلاَّ
حَوائجَ يُحْتَمَلْنَ مَعَ الجَرِيِّومنه حدِيثُ أُمِّ إسْماعيل، عَلَيْهِ السَّلَام: (فأرْسَلُوا جَرِيّاً) ، أَي رَسُولاً. (و) {الجَرِيُّ: (الأجيرُ) ؛ عَن كُراعٍ.
(و) الجَرِيُّ: (الضَّامِنُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وأَمَّا الجَرِيُّ المِقْدَامُ فَهُوَ بالهَمْزِ.
(} والجَرايَةُ، ويُكْسَرْ: الوَكَالَةُ) يقالُ: {جَرِيٌ بَيِّنُ} الجَرَايَةِ {والجِرَايَةِ.
(} وأَجْرَى: أَرْسَلَ وَكِيلاً، {كجَرَّى) بالتّشْديدِ.
قالَ ابنُ السِّكِّيت:} جَرَّى {جَرِيّاً وَكَّلَ وَكِيلاً.
(و) } أَجْرَتِ (البَقْلَةُ: صارَتْ لَهَا جِراءُ) . صَوابُه أنْ يُذْكَرَ فِي جرو.
( {والجِرِّيُّ، كذِمِيَ: سَمَكٌ م) مَعْروفٌ.
(و) } الجِرِّيَّةُ، (بهاءٍ: الحَوْصَلَةُ) .
قالَ الفرَّاءُ: يقالُ أَلْقِه فِي {جِرِّيَّتِك، وَهِي الحَوْصَلَةُ، هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَب عَن ابنِ نَجْدَةَ بغيرِ هَمْزٍ، ورَواهُ ابنُ هانىء مَهْموزاً لأبي زيْدٍ.
قالَ الرَّاغبُ: سُمِّيت بذلِكَ إمَّا لإنْتِهاءِ الطَّعامِ إِلَيْهَا فِي} جَرْيهِ أَو لأنَّها مَجْرى الطَّعامِ.
(وفَعَلْتُه من {جَرَاكَ، ساكنَةً مَقْصورةً وتُمَدُّ) : أَي (من أَجْلِكَ،} كَجَرّاكَ) بالتَّشْدِيدِ؛ قالَ أَبو النجْم:
فاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ من {جَرَّاها وَلَا تَقُل فعلتُ ذلكَ} مَجْراكَ.
(وحَبِيبةُ بنتُ أَبي {تُجْراةٍ) العَبْدريَّةُ، بالضَّمِّ (ويُفْتَحُ أَوَّلُه: صَحابيَّةٌ) رَوَتْ عَنْهَا صفيَّةُ بنتُ شيبَةَ؛ (أَو هِيَ بالزَّاي مَهْموزةً) ؛ وَقد ذُكِرَتْ فِي الهَمْزِ. ويقالُ فِيهَا جيبة بالتَّشْدِيدِ مُصَغَّراً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الجِرْيَةُ، بالكسْرِ: حالَةُ {الجَرَيانِ.
} والإجْرِيّ، بالكسْرِ: ضَرْبٌ من الجَرْي؛ والجَمْعُ {الأَجارِيّ. يقالُ: فَرَسٌ ذُو} أَجارِيّ أَي ذُو فُنونٍ مِن الجَرْي؛ قالَ رَؤبَة:
غَمْرُ الأجارِيِّ كَرِيم السِّنْحِ
أَبْلَج لم يُولَدْ بنَجْمِ الشُّحّ {وجَرَتِ النّجومُ: سارَتْ مِن المَشْرق إِلَى المَغْرب.
{} والجَوارِي الكُنَّس} : هِيَ النّجومُ.
{والجارِيَةُ الرِّيحُ، والجَمْعُ} الجَوارِي؛ قالَ الشاعِرُ:
فَيَوْماً تَراني فِي الفَرِيقِ مُعَقَّلاً
ويوْماً أُبارِي فِي الرياحِ {الجَوَارِيَا} وتَجَارَوْا فِي الحدِيثِ {كجَارَوا؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (} تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ، أَي يَتَدَاعَوْنَ فِيهَا وَهُوَ يَجْرِي {مجْرَاهُ: حالُهُ كحالِهِ.
} ومَجْرَى النّهْر: مَسِيلُه.
والجارِيَةُ: عينُ كلِّ حَيوانٍ.
{والجِرَايَةُ: الجارِي من الوَظائِفِ.
} وجَرَى لَهُ الشيءُ: دامَ؛ قالَ ابنُ حازمٍ:
غَذاها قارِصٌ يَجْرِي عَلَيْهَا
ومَحْضٌ حينَ يَنْبَعِثُ العِشارُقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وَمِنْه {أَجْرَيْتُ عَلَيْهِ كَذَا: أَي أَدَمْتُ لَهُ.
وصدقَةٌ جارِيَةٌ: أَي دارَّةٌ مُتَّصِلَة كالوُقُوفِ المُرْصَدَةِ لأَبوابِ البِرِّ.
} والجَرِيُّ، كغَنِيَ: الخادِمُ؛ قالَ الشاعِرُ:
إِذا المُعْشِياتُ مَنَعْنَ الصَّبُو
حَ حَثَّ {جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِالمُحْصَنُ: المُدَّخَرُ للجَدْبِ.
} واسْتَجْراهُ: طَلَبَ مِنْهُ الجَرْيَ.
{واسْتَجْرى} جَرِيّاً: اتّخَذَه وَكِيلاً؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وَلَا {يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطانُ) ، أَي لَا يَسْتَتْبعَنَّكُم فيَتَّخِذكُم} جَرِيّه ووَكِيلَه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
{وجُوَيْرِيةُ بنُ قُدامَةَ التَّيمِيُّ تابِعيٌّ عَن عُمَر ثِقَةٌ.
} والإجْرِيا بالكسْرِ والتّخْفيفِ لُغَةٌ فِي {الإجْرِيّا، بالتّشْدِيدِ، بمعْنَى العادَةِ.
وَلَا} جَرَ بمعْنَى لَا جَرَمَ، وجَرَى حَسُنَ.

صَدَقَ

(صَدَقَ)
(س) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «لَا يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَــة وَلَا تَيْس إلاَّ أَنْ يشاءَ المُصَدِّق» رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ بِفَتْحِ الدَّالِّ والتَّشديد، يُرِيدُ صاحبَ الْمَاشِيَةِ: أَيِ الَّذِي أُخِذت صَدَقَةُ مالِهِ، وخالَفهَ عامَّةُ الرُّوَاة فَقَالُوا بِكَسْرِ الدّال، وهو عامل الزّكاة الذي يستو فيها مِنْ أرْبابها.
يُقَالُ صَدَّقَهُم يُصَدِّقُهُم فَهُوَ مُصَدِّق. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: الرِّوَايَةُ بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالدَّالِ مَعَاً، وَكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ صاحبُ المالِ. وأصلُه المُتَصَدِّق فأدْغمت التَّاءُ فِي الصَّادِ. والاسْتِثناءُ فِي التَيَّسْ خاصَّة، فَإِنَّ الــهرِمــة وَذَاتَ العُوار لَا يَجُوزُ أخذُهما فِي الصَّدَقَة إِلَّا أَنْ يكونَ المالُ كلُّه كَذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِهم.
وَهَذَا إِنَّمَا يتَّجه إِذَا كَانَ الغَرضُ مِنَ الْحَدِيثِ النَّهي عَنْ أخْذِ التَّيس لِأَنَّهُ فَحْلُ المَعَز، وَقَدْ نُهِى عَنْ أخذِ الْفَحْلِ فِي الصَّدَقَة لِأَنَّهُ مُضِرٌ بِرَبِّ المالِ، لِأَنَّهُ يَعزُّّ عَلَيْهِ، إلاَّ أَنْ يسْمَح بِهِ فيؤخَذ، وَالَّذِي شَرَحه الخطَّابي فِي «الْمَعَالِمِ» أَنَّ المُصَدِّق بِتَخْفِيفِ الصَّادِ الْعَامِلُ، وَأَنَّهُ وكيلُ الفُقَراء فِي القَبْض، فَلَهُ أَنْ يتصَرَّف لَهُمْ بِمَا يَراه مِمَّا يُؤدَّي إِلَيْهِ اجتهادُه.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا تُغَاُلوا فِي الصَّدَقَات» هِيَ جَمْعُ صَدُقَة، وهو مهر المرأة.
ومنمه قوله تعالى: «وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً»
وَفِي رِوَايَةِ «لَا تُغَاُلوا فِي صُدُقِ النَّساء» جَمْعُ صَدَاق.
(س) وَفِيهِ «لَيْسَ عِنْدَ أبَوَيْنَا مَا يُصْدِقَانِ عنَّا» أَيْ يُؤَدّيان إِلَى أزْوَاجنا عنَّا الصَّدَاق. يُقَالُ أَصْدَقْتُ المرأةَ إِذَا سمّيتَ لَهَا صَدَاقاً، وَإِذَا أعْطيتَها صَدَاقَهَا، وَهُوَ الصَّدَاق والصِّدَاق والصَّدَقَة أَيْضًا .
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الصِّدِّيق» قَدْ جَاءَ فِي غَير مَوضِع. وَهُوَ ِفَعّيل لِلْمُبَالَغَةِ فِي الصِّدْق. وَيَكُونُ الَّذِي يُصَدِّقُ قولُهُ بِالْعَمَلِ.
(هـ) وَفِيهِ أَنَّهُ لَمّا قَرَأَ «وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ» قَالَ: تَصَدَّقُ رجلٌ مِنْ دِينارِه، وَمِنْ دِرْهَمِه، وَمِنْ ثَوْبِهِ» أَيْ لِيَتَصَدَّقْ، لفْظُه الخَبَر وَمَعْنَاهُ الأمْر، كَقَوْلِهِمْ فِي المثَل «أنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَدَ» : أي لِيُنْجِزْ. (س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ» هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ للصَّادِق فِي خَبَرِه. وَقَدْ تَقَدَّم فِي حَرْفِ السِّينِ.

قَطَبَ

(قَطَبَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ أُتِيَ بنَبيذٍ فشمَّه فقَطَّبَ» أَيْ قَبَض مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَمَا يَفْعله العَبُوس، ويُخَفَّف ويُثقل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «مَا بالُ قُريش يَلْقَوْنَنا بوجوهٍ قاطِبة» أَيْ مُقَطبة، وَقَدْ يَجِيءُ فاعِل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كعِيشة رَاضِيَةٍ، وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلٌ عَلَى بَابِهِ، مِنْ قَطَبَ المخَفَّفة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «دائِمة القُطوب» أَيِ العُبوس. يُقَالُ: قَطَبَ يَقْطِب قُطُوباً. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ «وَفِي يَدِها أثرُ قُطْب الرَّحى» هِيَ الْحَدِيدَةُ المركَّبة فِي وسَط حَجر الرَّحَى السُّفْلى الَّتِي تَدُور حَوْلها العُلْيا.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِرَافِعِ بْنِ خَديج- ورُمي بَسَهْم فِي ثَنْدُوَته- إِنْ شِئتَ نزَعْتُ السَّهم وتَرَكْتُ القُطْبة وَشَهِدَتْ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شهيدٌ» القُطْبة والقُطْب: نصْل السَّهْمِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَيَأْخُذُ سَهْمه فَيَنْظُر إِلَى قُطْبه فَلَا يَرَى عَلَيْهِ دَمًا» .
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لمَّا قُبِض رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدَّت الْعَرَبُ قَاطِبةً» أَيْ جَمِيعُهُمْ، هَكَذَا يُقَالُ نَكِرَةً مَنْصُوبَةً غَيْرَ مُضافة، ونَصبُها عَلَى الْمَصْدَرِ أَوِ الْحَالِ. 
قَطَبَ يَقْطِبُ قَطْباً وقُطوباً، فهو قاطِبٌ وقَطُوبٌ: زَوى ما بينَ عَيْنَيْهِ، وكَلَحَ،
كقَطَّبَ،
وـ الشيءَ: قَطَعَهُ، وجَمَعَهُ،
وـ الشَّرابَ: مَزَجَهُ،
كقَطَّبَهُ وأقْطَبَهُ، وشرابٌ قَطِيبٌ ومَقْطوبٌ،
وـ فلاناً: أغْضَبَهُ،
وـ الإِناءَ: ملأَهُ،
وـ الجُوالِقَ: أدْخَلَ إحْدَى عُرْوَتَيْهِ في الأُخْرى، ثم ثنى وجَمَعَ بينهما،
وـ القوْمُ: اجْتَمَعوا،
كأقْطَبوا.
والقُطْبُ، مُثَلَّثَةً، وكَعُنُقٍ: حَديدَةٌ تَدورُ عليها الرَّحى،
كالقَطْبَةِ، وبالضم: نَجْمٌ تُبْنى عليه القِبْلَةُ، وسَيِّدُ القَوْمِ، وملاكُ الشَّيءِ ومَدارُهُ، ج: أقْطابٌ وقُطوبٌ وقِطَبَةٌ، كَفِيلَةٍ،
وع بالعَقيقِ، أو هو ذُو القُطْبِ.
والقُطْبَةُ: نَصْلُ الهَدَفِ، ونَباتٌ، ج: قُطَبٌ. وهَرِمُ بنُ قُطْبَةَ الفَزارِيُّ نافَرَ إليه عامرُ بنُ الطُّفَيْلِ وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاثَةَ.
والقُطابَةُ، بالضم: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ،
وة بِمِصْر.
والقِطابُ، ككِتابٍ: المِزاحُ، ومَجْمَعُ الجَيْبِ،
وع.
والقاطِبُ والقَطوبُ: الأَسَدُ.
والقَطيبُ: فَرَسُ صُرَدِ بنِ حَمْزَةَ اليرْبوعي. وكَزُبَيْرٍ: فَرَسُ سابِقِ بنِ صُرَدٍ.
والقُطَبِيَّةُ، كعُرَنِيَّةٍ ماءٌ، ومنه قولُ عَبيدٍ:
فالقُطَبِيَّاتُ ... فالذنوبُ
جَمَعَهَا بما حَوْلَها.
والقُطَّبِيَّاتُ، مُشَدَّدَةَ الطاءِ: جَبَلٌ.
والقُطْبانُ، كعثمانَ: نَبْتٌ.
والقِطِبَّى، كالزِّمِكَّى: نَبْتٌ آخَرُ يُصْنَعُ منه حَبْلٌ مُبْرَمٌ، وهو خيرٌ من الكِنْبارِ.
والقَطَبُ المَنهيُّ عنه: أن يأخُذ َ الشيءَ، ثم يأخُذَ ما بَقي على حَسَبِ ذلك جِزافاً بغيرِ وزْنٍ يُعْتَبَرُ فيه بالأَوَّلِ.
وجاؤوا قاطِبَةً: جميعاً، لا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ حالاً.
وجاؤوا بقَطيبَتِهِم: بجمَاعَتِهِم.
والقَطيبَةُ: لَبَنُ المِعْزى والضَّأنِ يُخْلَطانِ، أو لَبَنُ الناقَةِ والشَّاةِ.

قَحَرَ

(قَحَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ «زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ قَحِرٍ» القَحْر: الْبَعِيرُ الــهَرِم القليلُ اللَّحْمِ، أَرَادَتْ أنَّ زوجَها هَزِيلٌ قَلِيلُ الْمَالِ

فَرَجَ

فَرَجَ اللهُ الغَمَّ يَفْرِجُه: كشَفَه، كفَرَّجَه.
والفَرْجُ: العَوْرَةُ، والثَّغْرُ، ومَوْضِعُ المَخافَةِ، وما بين رِجْلَي الفَرَسِ، وكُورةٌ بالمُوْصِلِ، وطَريقٌ عندَ أُضاخَ.
والفَرْجانِ: خُراسانُ وسِجِسْتانُ، أو السِّنْد.
والفَرْجُ، وبضمَّتين: الذي لا يَكْتُمُ السِّر، ويُكْسَرُ، والقَوْسُ البائِنَةُ عن الوَتَرِ،
كالفارجِ والفَريجِ، والمرأةُ تكونُ في ثوبٍ واحد،
وبالضم: د بفارِسَ، منه: الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ المُحَدِّثُ.
والفُرْجَةُ، مُثَلَّثَةً: التَّفَصِّي من الهَمِّ. وفُرْجَةُ الحائِطِ، بالضم.
(والأَفْرَجُ: الذي لا تلْتقي أليتَاهُ لِعِظَمِهِما، والذي لا يزالُ يَنْكَشِفُ فَرْجُه) والاسمُ: الفَرَجُ، محرَّكَةً.
والمُفْرِجُ، بكسر الراءِ: الدَّجاجةُ ذاتُ فَراريجَ، ومن كان حَسَنَ الرَّمْيِ فَيُصْبحُ يوماً وقد تَغَيَّرَ رَمْيُه.
وبنو مُفْرِجٍ: قبيلةٌ، وبفتحها: القتيلُ يوجَدُ في فَلاةٍ بعيدةٍ من القُرى، والذي يُسْلِمُ ولا يُوالي أحداً، ومنه: "لا يُتْرَكُ في الإِسلامِ مُفْرَجٌ"، أي: إذا جَنى كان على بيت المالِ، لأنه لا عاقِلَةَ له. وكمُحَمَّدٍ: المُشْطُ، ومَنْ بانَ مِرْفَقُهُ عن إبْطِهِ.
والفَروجُ: كصَبورٍ: القوسُ التي انْفَرَجَت سِيَتاها. وكتَنُّورٍ: قميصُ الصغير، وقَباءٌ شُقَّ من خَلْفِه، وفَرْخُ الدَّجاجِ، ويُضَمُّ كسُبُّوحٍ.
وتَفاريجُ القَباءِ والدَّرابِزينِ: شُقوقُهُما،
وـ من الأَصابعِ: فَتَحاتها، جمعُ تِفْرَجَةٍ.
ورجُلٌ تِفْرِجَةٌ وتِفْراجَةٌ ونِفْرِجاءُ، وهذه بالنونِ: جَبانٌ ضعيفٌ.
وأفْرَجوا عن الطريقِ والقَتيلِ: انْكَشَفوا،
وـ عنِ المكانِ: تركوهُ.
وفَرَّجَ تفريجاً: هَرِمَ.
والفَريجُ: البارِدُ، والناقةُ التي وضَعَتْ أوَّلَ بَطْنٍ حَمَلَتْهُ.
وفَراوَجَانُ: ة بمَرْوَ.
ورجُلٌ أفْرَجُ الثنايا: أفْلَجُها.
والفارِجُ: الناقةُ انْفَرَجَتْ عنِ الوِلادَةِ فَتُبْغِضُ الفَحْلَ وتَكْرَهُه. ومحمدُ بنُ يعقوبَ الفَرَجِيُّ محرَّكةً: زاهدٌ مَشهورٌ.
(فَرَجَ)
(هـ) فِيهِ «العَقْلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً فَلَا يُتْرَك فِي الْإِسْلَامِ مُفْرَج» قِيلَ:
هُوَ الْقَتِيلُ يُوجَد بِأَرْضِ فَلَاةٍ، وَلَا يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ قَرْية، فَإِنَّهُ يُودَى مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَا يُطَلّ دَمُه.
وَقِيلَ: هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي القَوْم مِنْ غَيرهم فَيَلْزَمُهم أَنْ يَعقلوا عَنْهُ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يُسْلم الرجُل وَلَا يُوالي أحَداً حَتَّى إِذَا جَنَى جِنايةً كَانَتْ جِنَايَتُه عَلَى بَيْتِ الْمَالِ لِأَنَّهُ لَا عاقِلَةَ لَهُ.
والمُفْرَج: الَّذِي لَا عَشِيرة لَهُ. وَقِيلَ: هُو المُثْقَل بحَقِّ دِيَة أَوْ فِدَاءٍ أَوْ غُرْم. ويُروى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَسَيَجِيءُ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ صلَّى وَعَلَيْهِ فَرُّوجٌ مِنْ حَرِير» وَهُوَ الْقَباء الَّذِي فِيهِ شَقٌّ مِنْ خَلْفه.
وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ «وَلَا تَذَرُوا فُرُجَات الشَّيْطَانِ» جمْع فُرْجَة، وَهِيَ الخَلَل الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ المصلّين في الصّوف، فَأَضَافَهَا إِلَى الشَّيْطان تَفْظِيعا لِشَأنِها، وحَمْلاً عَلَى الاحِتراز مِنْهَا.
وَفِي رِوَايَةٍ «فُرَج الشَّيطان» جَمْعُ فُرْجَة، كَظُلْمة وظُلَم.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَدِم رجُل مِنْ بَعْضِ الفُرُوج» يَعْنِي الثُّغور، وَاحِدُهَا: فَرْج.
(هـ) وَفِي عَهْدِ الْحَجَّاجِ «اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى الفَرْجَيْن والمِصْرَيْن» فالفَرْجَان: خُرَاسان وسِجِسْتان، والمِصْرَان: البَصْرة وَالْكُوفَةُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ «فَملأتُ مَا بَيْن فُرُوجِي» جَمْع فَرْج، وَهُوَ مَا بَيْنَ الرِّجلين. يُقَالُ للفَرَس: مَلَأَ فَرْجه وفُرُوجه إِذَا عدَا وأسْرع، وَبِهِ سُمِّي فَرْج الْمَرْأَةِ والرِّجُل لِأَنَّهُمَا بَيْن الرِّجْلَين.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَيْرِ «أَنَّهُ كَانَ أجْلَعَ فَرِجاً» الفَرِج: الَّذِي يَبْدُو فَرْجُه إِذَا جَلس ويَنْكَشِف، وَقَدْ فَرِجَ فَرْجاً، فَهُوَ فَرِجٌ. (س) وَفِي حَدِيثِ عَقِيل «أدْرِكُوا القَوْمَ عَلَى فَرْجَتِهِم» أَيْ عَلَى هَزِيمَتهم، ويُروى بِالْقَافِ وَالْحَاءِ.

فَتَا

(فَتَا)
(هـ) فِيهِ «لَا يَقُولَنّ أحَدُكم عَبْدِي وأمَتِي، وَلَكِنْ فَتَاي وفَتَاتِي» أَيْ غُلَامي وجاريَتِي، كَأَنَّهُ كَرِه ذِكْر العُبودية لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ عِمْرانَ بْنِ حُصَين «جَذَعةٌ أحَبُّ إليَّ مِن هَرِمَــة، اللهُ أحَقّ بالفَتَاء والكَرَم» الفَتَاء بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: المصدَرُ مِن الفَتِيِّ السِّنّ. يُقَالُ: فَتِيٌّ بَيِّن الفَتَاء: أَيْ طَرِيُّ السِّنّ.
والكَرمُ: الحُسْنُ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ أَرْبَعَةً تَفَاتَوْا إِلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ» : أَيْ تَحاكَمُوا، مِنَ الفَتْوَى. يُقال: أَفْتَاه في المسئلة يُفْتِيه إِذَا أجابَه. والاسْم: الفَتْوَى.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الإثْم مَا حَكَّ فِي صَدْرك وَإِنْ أَفْتَاك الناسُ عَنْهُ وأَفْتَوْك» أَيْ وَإِنْ جَعَلوا لَكَ فِيهِ رُخصة وجَوازاً.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ امْرأةً سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمة أَنْ تُريَها الْإِنَاءَ الَّذِي كان يَتَوضَّأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخْرَجَتْه، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: هَذَا مكُّوك المُفْتِي» قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: المُفْتِى: مِكيال هِشام بْنِ هُبَيْرة. وأَفْتَى الرجُلُ إِذَا شَرِب بالمُفْتِى وَهُوَ قَدَح الشُّطّار، أرادَت تشَبْيه الْإِنَاءِ بِمَكُّوك هِشام، أَوْ أَرَادَتْ مَكُّوك صَاحِبِ المُفْتِى فحَذَفَت الْمُضَافَ، أَوْ مَكُّوك الشَّارِب، وهو ما يُكَال به الخَمْر. وَفِي حَدِيثِ الْبُخَارِيِّ:
الحَرْب أَوَّلُ مَا تَكُونُ فُتَيَّة هَكَذَا جَاءَ عَلَى التَّصْغير: أَيْ شابَّة. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ «فَتِيَّة» بِالْفَتْحِ.

عَوَرَ

(عَوَرَ)
فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «لَا يُؤخَذ فِي الصَّدقة هَرِمَــةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَار» العَوَار بِالْفَتْحِ: العَيْب، وَقَدْ يُضَمُّ.
(هـ) وَفِيهِ «يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَوْرَاتُنا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَر؟» العَوْرَاتُ: جمْع عَوْرَة، وهي كلُّ مَا يُسْتَحْيا مِنْهُ إِذَا ظهَر، وَهِيَ مِنَ الرَّجُل مَا بَيْن السُّرة والرُّكْبة، وَمِنَ الْمَرْأَةِ الحُرّة جميعُ جسَدِها إلاَّ الوجْه واليَدَين إِلَى الكُوعَين، وَفِي أخمَصها خِلاف، وَمِنَ الأمَة مثْلُ الرَّجُلِ، وَمَا يَبْدو مِنْهَا فِي حَالِ الخِدْمة، كالرَّأس والرَّقَبة والسَّاعِد فَلَيْسَ بعَوْرَة. وسَتْر العَوْرَة فِي الصلاةِ وغيرِ الصَّلَاةِ واجبٌ، وَفِيهِ عِنْدَ الخَلْوة خِلاف.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «المَرْأةُ عَوْرَة» جَعلَها نَفْسَها عَوْرَة، لِأَنَّهَا إِذَا ظهرَت يُسْتَحْيا مِنْهَا كَمَا يُسْتَحْيا مِنَ العَوْرَة إِذَا ظَهرَت.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدَة: رأيتُه وقَدْ طَلع فِي طَرِيقٍ مُعْوِرَة» أَيْ ذَاتِ عَوْرَة يُخاف فِيهَا الضَّلال والانْقِطاع. وكلُّ عَيْب وخَلَل فِي شَيْءٍ فَهُوَ عَوْرَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَلَا تُصِيبُوا مُعْوِراً» أَعْوَرَ الفارسُ: إِذَا بَدا فِيهِ مَوْضِعُ خَلَل للضِّرب.
[هـ] وَفِيهِ «لَمَّا اعْتَرض أَبُو لَهَبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد إظهارِه الدعوةَ قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا أَعْوَر، مَا أنتَ وَهَذَا» لمْ يَكُنْ أَبُو لَهَبٍ أَعْوَر، وَلَكِنَّ العَرب تَقُولُ لِلَّذِي لَيْسَ لَهُ أخٌ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ أَعْوَر. وَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلرَّدِيءِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ وَالْأَخْلَاقِ:
أَعْوَر. وللمؤنَّث مِنْهُ عَوْرَاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «يَتَوَضَّأ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ الطِّيِّب وَلَا يَتَوضَّأ مِنَ العَوْرَاء يقولُها» أَيِ الكلمَة الْقَبِيحَةِ الزَّائغَة عَنِ الرُّشْد.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «فاسْتَبْدَلْتُ بَعْدَهُ وكلُّ بَدلٍ أَعْوَر» هُوَ مَثل يُضْرب للمذْموم بَعْد المحْمُود.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، وذكَر امْرَأ القَيْس فَقَالَ: «افْتَقَر عَن مَعَانٍ عُور» العُور: جَمْعُ أَعْوَر وعَوْرَاء، وأرادَ بِهِ المَعانِيَ الغامِضَة الدَّقيقة، وَهُوَ مِنْ عَوَّرْتُ الرَّكِيَّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذَا طَمَمْتَها وسَدَدْتَ أَعْيُنَها الَّتِي يَنْبُع مِنْهَا الماء. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أمَره أَنْ يُعَوِّرَ آبَار بَدْر» أَيْ يَدْفِنَها ويَطُمَّها، وَقَدْ عَارَت تِلك الرَّكِيَّةُ تَعُور.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وقصَّةِ العجْل «مِنْ حُلِيّ تَعَوَّرَه بَنُو إِسْرَائِيلَ» أَيِ اسْتَعَارُوه.
يُقَالُ: تَعَوَّرَ واسْتَعَارَ، نَحْو تعجَّب واسْتعْجَب.
(س) وَفِيهِ «يَتَعَاوَرُون عَلَى مِنْبَرِي» أَيْ يَخْتَلِفُونَ وَيَتَنَاوَبُونَ، كلمَّا مَضَى واحِدٌ خَلَفه آخَرُ. يُقَالُ: تَعَاوَرَ القومُ فُلَانًا إِذَا تَعاونُوا عَلَيْهِ بالضِّرب واحِداً بَعْدَ وَاحِد.
وَفِي حَدِيثِ صَفْوان بْنِ أُمَيَّةَ «عَارِيَّة مَضْمونة مُؤدَّاة» العَارِيَّة يَجب رَدّها إجْماعاً مَهمَا كَانَتْ عَيْنُها باقِيةً، فَإِنْ تَلِفَت وجَب ضَمانُ قيمتِها عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَلَا ضَمَانَ فِيهَا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ.
والعَارِيَّة مُشَدَّدة الْيَاء، كأنَّها مَنْسوبة إِلَى العَار، لِأَنَّ طَلَبها عَارٌ وعَيْب، وتُجْمع عَلَى العَوَارِيِّ مُشَدّدًا. وأَعَارَه يُعِيرُه. واسْتَعَارَه ثَوْبَا فأَعَارَه إيِّاه. وأصلُها الْوَاوُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.

عَبُطَ

(عَبُطَ)
[هـ] فِيهِ مَنِ اعْتَبَطَ مُؤْمِنًا قَتْلا فَإِنَّهُ قَوَدٌ» أَيْ قَتَله بِلَا جنَاية كَانَتْ مِنْهُ وَلَا جَرِيرةٍ تُوجِب قَتْله، فإنَّ الْقَاتِلَ يُقَادُ بِهِ ويُقْتَل. وكُلُّ مَن ماتَ بِغَيْرِ عِلَّة فَقَدِ اعْتُبِطَ. وَمَاتَ فلانٌ عَبْطَةً: أَيْ شَابًّا صَحِيحًا. وعَبَطْتُ النّاقةَ واعْتَبَطْتُها إِذَا ذَبَحْتَها مِنْ غَيْرِ مَرَض.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ قَتَل مُؤْمنا فاعْتَبَطَ بقَتْله لَمْ يَقْبَل اللهُ مِنْهُ صَرْفا وَلَا عَدْلا» هَكَذَا جَاءَ الحديثُ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ. ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: «قَالَ خالدُ بْنُ دِهْقان- وَهُوَ رَاوِي الْحَدِيثِ- سألتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى الغَسَّاني عَنْ قَوْلِهِ: «اعْتَبَطَ بقَتْله» قَالَ: الَّذين يُقَاتلُون فِي الْفِتْنَةِ [فَيُقْتَلُ أَحَدُهُمْ] فيرَى أَنَّهُ عَلَى هُدًى لَا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ» وَهَذَا التفسيرُ يدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الغِبْطةِ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ الفَرَح والسُّرورُ وَحُسْن الْحَالِ، لأنَّ الْقَاتِلَ يفرَحُ بِقَتْلِ خَصْمِه، فَإِذَا كَانَ المَقْتُولُ مُؤْمِنًا وفَرح بقَتْله دَخَل فِي هَذَا الوعِيد.
وَقَالَ الخطَّابي «فِي مَعَالم السُّنَنِ» ، وَشَرَحَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: اعْتَبَطَ قَتْله: أَيْ قَتَله ظلْما لاَ عَنْ قِصَاصِ. وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تقدَّم فِي الْحَدِيثِ قَبْلَهُ، وَلَمْ يَذَّكَّرْ قَوْلَ خَالِدٍ وَلَا تَفْسِيرَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير «مَعْبُوطَة نَفْسُها» أَيْ مَذْبُوحة، وَهِيَ شَابَّةٌ صحيحةٌ.
وَمِنْهُ شِعْرٌ أُمْيّة:
مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَة يَمُتْ هَرَمــاً ... لِلْمَوْتِ كَأْسٌ والمرءُ ذَائِقُها
(هـ) وَفِيهِ «فقَاءَت لَحْمًا عَبِيطاً» العَبِيطُ: الطَّرِيُّ غَيْرُ النَّضِيج.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فدَعَا بلَحْمٍ عَبِيط» أَيْ طَرِيٍّ غَيْرِ نَضِيج، هكذا رُوي وشُرح. والَّذي جَاءَ فِي غَرِيب الخطَّابي عَلَى اخْتلاف نُسَخه «فَدَعَا بلحمٍ غَليظ» بِالْغَيْنِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ، يُرِيدُ لَحْمًا خَشِناً عاسِياً لَا يَنْقَاد فِي المضْغِ، وَكَأَنَّهُ أشْبَه.
(هـ) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيكِ لَا يَعْبِطُوا ضُرُوعَ الغَنَم» أَيْ لَا يُشَدِّدُوا الحَلب فيَعْقِرُوها ويُدْمُوها بالعَصْر، مِنَ العَبِيط، وَهُوَ الدَّم الطَّرِيُّ، وَلَا يَسْتَقْصُون حَلَبها حَتَّى يَخْرُج الدَّم بَعْدَ اللَّبن.
والمرادُ: أَنْ لَا يَعْبِطُوها، فخذف أَنْ وأعْمَلها مُضْمَرة، وَهُوَ قليلٌ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لَا ناهِية بَعْدَ أمْرٍ، فَحَذَفَ النُّونَ للنَّهي.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ: فَقَد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا كَانَ يُجالِسُه فَقَالُوا: اعْتَبَطَ، فَقَالَ: قُومُوا بِنَا نَعُودُه» كَانُوا يُسَمُّون الوَعْك اعْتِبَاطاً. يُقَالُ: عَبَطَتْهُ الدَّواهِي إِذَا نَالتْه.

حَطَمَ

(حَطَمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ زوَاج فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: أيْن دِرْعك الحَطَمِيَّة» هِيَ الَّتِي تَحْطِمُ السُّيُوفَ: أَيْ تَكْسِرُهَا. وَقِيلَ: هِيَ العَرِيضة الثَّقيلة. وَقِيلَ:
هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى بطْن مِنْ عَبْد القَيس يُقَالُ لَهُمْ حُطَمَة بْنُ مُحَارِبٍ كَانُوا يَعْمَلُونَ الدُّرُوعَ. وَهَذَا أشْبَه الْأَقْوَالِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سمعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: شَرُّ الرِّعاء الحُطَمَة» هُوَ الْعَنِيفُ برعايَة الْإِبِلِ فِي السَّوْق وَالْإِيرَادِ والإصْدار، ويُلْقِي بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، ويَعْسِفُها. ضَرَبه مَثَلا لِوَالي السُّوء. وَيُقَالُ أَيْضًا حُطَمٌ، بِلَا هَاءٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَتْ قُرَيْشٌ إِذَا رَأَتْهُ فِي حَرْبٍ قَالَتِ: احْذَروا الحُطَم احْذَرُوا القُطَمَ» . وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ فِي خُطْبَته
قَدْ لفَّها اللَّيلُ بِسَوّاقٍ حُطَمْ
أَيْ عَسُوف عَنِيفٍ. والحُطَم مِنْ أبنيِة الْمُبَالَغَةِ، وَهُوَ الَّذِي يكْثر مِنْهُ الحَطْم. وَمِنْهُ سُمّيت النَّارُ الحُطَمَة: لِأَنَّهَا تَحْطِم كُلَّ شَيْءٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِم بَعْضُهَا بَعْضَهَا» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَوْدَة «أنَّها اسْتأذَنَت أَنْ تَدْفع مِن مِنًى قَبْلَ حَطْمَة النَّاسِ» أَيْ قَبْل أَنْ يزدحمُوا ويَحطِم بعضُهم بَعْضًا.
وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كعْب بْنِ مَالِكٍ «إذَنْ يَحْطِمكم الناسُ» أَيْ يَدُوسُونَكم ويَزْدحِمون عَلَيْكُمْ.
[هـ] وَمِنْهُ سُمي «حَطِيم مَكَّةَ» ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ. وَقِيلَ: هُوَ الحِجْر المُخْرج مِنْهَا، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّ الْبَيْتَ رُفع وتُرِك هُوَ مَحْطُوما: وَقِيلَ لأنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تطرَح فِيهِ مَا طَافَتْ بِهِ مِنَ الثِّيَابِ فَتَبْقى حتَّى تَنْحَطِم بِطُول الزَّمَانِ، فيكونُ فَعِيلًا بِمَعْنَى فاعل.
(هـ) وفي حديث عائشة «بَعْد ما حَطَمَه الناس» .
وفي رواية «بعد ما حَطَمْتُمُوه» يُقَالُ: حَطَم فُلاناً أهْلُه: إِذَا كَبِر فِيهِمْ، كأنَّهم بِمَا حَمَّلُوه مِنْ أَثْقَالِهِمْ صَيَّرُوه شَيْخًا مَحْطُومَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ هرِم بْنِ حِبَّان «أنَّه غَضب عَلَى رَجُلٍ فَجَعَلَ يَتَحَطَّم عَلَيْهِ غَيْظاً» أَيْ يتلظَّى ويَتَوقَّد، مَأْخُوذٌ مِنَ الحُطَمَة: النَّار.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ «كُنَّا نَخْرج سَنة الحَطْمَة» هِيَ السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الجَدْب.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ «قَالَ لِلعَبَّاس: احْبِسْ أَبَا سُفيان عِنْدَ حَطْم الْجَبَلِ» هَكَذَا جَاءَتْ فِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى وَقَالَ: حَطْم الْجَبَلِ: الموْضع الَّذِي حُطِم مِنْهُ: أَيْ ثُلِمَ فَبَقِيَ مُنْقَطِعا.
قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ عِنْدَ مَضِيق الْجَبَلِ، حَيْثُ يَزْحم بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَرَوَاهُ أَبُو نَصْر الحُمَيْدي فِي كِتَابِهِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وفسَّرها في غريبه فقال: الخطم والخطمة: زعن الْجَبَلِ، وَهُوَ الْأَنْفُ النَّادِرُ مِنْهُ. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ، وَهُوَ أخْرَج الْحَدِيثَ فِيمَا قَرَأْنَاهُ وَرَأَيْنَاهُ مِنْ نُسَخ كِتَابِهِ «عِنْدَ حَطْم الخَيل» هَكَذَا مَضْبُوطًا، فَإِنْ صحَّت الرَّواية بِهِ وَلَمْ يكُن تَحْرِيفًا مِنَ الكَتَبة فَيَكُونُ مَعْنَاهُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّهُ يحْبسُه فِي الْمَوْضِعِ المُتَضَايق الَّذِي تَتَحَطَّم فِيهِ الخَيْل. أَيْ يَدُوس بَعْضُهَا بَعْضًا، ويزحَم بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَرَاهَا جميعَها، وتكْثُر فِي عَيْنِهِ بمُرورِها فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الضَّيِّق. وَكَذَلِكَ أَرَادَ بِحَبْسِه عِنْدَ خَطْم الْجَبَلِ عَلَى مَا شَرَحَهُ الحُمَيْدي، فإنَّ الْأَنْفَ النَّادِر مِنَ الْجَبَلِ يضيِّق الْمَوْضِعَ الَّذِي يَخْرُج فِيهِ.

كَوَنَ

(كَوَنَ)
(س) فِيهِ «مَن رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فإنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُنِي» وَفِي رِوَايَةٍ «لَا يَتَكَوَّنُ فِي صُورِتي» أَيْ يَتَشَبَّه بِي ويَتَصوّر بصُورتي. وَحَقِيقَتُهُ: يَصِير كائِناً فِي صُورتِي.
وَفِيهِ «اعُوذ بِكَ مِنَ الحَوْر بَعْدَ الكَوْن» الكَوْن: مَصْدَرُ «كَان» التامَّة. يُقَالُ: كَانَ يكونُ كَوْناً: أَيْ وُجِدَ واسْتَقرّ: أَيْ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّقْص بَعْدَ الوجُود والثَّبات.
ويُروَى بِالرَّاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبٍ «رَأَى رجُلاً يَزُول بِهِ السَّراب، فَقَالَ: كُن أَبَا خَيْثَمة» أَيْ صِرْ: يُقَالُ للرجُل يُرَى مِنْ بَعِيد: كُنْ فُلاناً، أَيْ أنتَ فلانٌ، أَوْ هو فلان. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ دَخل الْمَسْجِدَ فرَأى رجُلاً بَذَّ الهَيْأة، فَقَالَ: كُنْ أَبَا مُسلم» يَعْنِي الخَوْلانيَّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ دَخل الْمَسْجِدَ وَعَامَّةُ أَهْلِهِ الكُنْتِيُّون» هُمُ الشُّيُوخُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: كُنَّا كَذَا، وَكَانَ كَذَا، وكنتَ كَذَا. فَكَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى كُنْتُ. يُقَالُ: كَأَنَّكَ وَاللَّهِ قَدْ كنتَ وصِرْتَ إِلَى كَانَ وَكُنْتَ: أَيْ صِرْتَ إِلَى أنْ يُقَالَ عَنْكَ: كَانَ فُلان، أَوْ يُقَالُ لَكَ فِي حَالِ الــهَرَم: كُنْتَ مَرَّة كَذَا، وَكُنْتَ مَرَّةً كَذَا.

حَدَجَ

(حَدَجَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ المعْراج «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَيّتِكم حِينَ يَحْدِجُ بِبَصَرِه فإنَّما يَنْظر إِلَى المِعْراج» حَدَجَ بِبَصَرِه يَحْدِجُ إِذَا حَقَّقَ النَّظَر إِلَى الشَّيء وأدَامَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَدِّثِ النَّاسَ مَا حَدَجُوك بأبْصارِهم» أَيْ مَا دَامُوا مُقْبِلين عَلَيْكَ نَشِطِين لِسَماع حَدِيثِك.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حتَّى تفنَى» الحَدْجُ شَدُّ الأحْمال وتَوْسِيقُها، وَشَدُّ الحِدَاجَةِ وَهُوَ القَتَب بأدَاتِه، والمَعْنى حُجَّ حَجَّة واحِدة ثُمَّ أقْبل عَلَى الجِهاد إِلَى أَنْ تَــهْرَم أَوْ تَمُوت، فكنَى بالحَدْجِ عَنْ تهْيئة المركُوب للْجِهَاد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «رَأَيْتُ كَأَنِّي أخَذْتُ حَدَجَةَ حَنْظَل فَوَضَعْتُها بَيْنَ كَتِفَيْ أَبِي جَهْلٍ» الحَدَجَةُ بِالتَّحْرِيكِ: الحَنْظَلة الفِجَّة الصُّلْبَة، وَجَمْعُهَا حَدَجٌ.

جَمَعَ

(جَمَعَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الجَامِعُ» هُو الَّذِي يَجْمَعُ الْخَلَائِقَ ليَوْم الحِسَاب. وَقِيلَ: هُوَ الْمُؤَلِّفُ بَيْنَ المُتَماثِلاتِ، والمُتَبايِنَات، وَالْمُتَضَادَّاتِ فِي الوُجُود.
(هـ) وَفِيهِ «أُوتِيتُ جَوَامِعُ الكَلِم» يَعْني الْقُرْآنَ، جَمَعَ اللَّهُ بلُطْفِه فِي الْأَلْفَاظِ اليَسِيرَة منْه مَعَانيَ كَثِيرة، واحِدُها جَامِعَةٌ: أَيْ كَلمة جَامِعَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّم بجَوَامِعِ الكَلِم» أَيْ أَنَّهُ كَانَ كَثِير الْمعانِي قَلِيلَ الألْفاظ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «كَانَ يَسْتَحِبُّ الجَوَامِعُ مِن الدُّعاء» هِيَ الَّتِي تَجْمَعُ الْأَغْرَاضَ الصَّالِحَةَ والمقاصِد الصَّحِيحة، أَوْ تَجْمَعُ الثَّنَاء عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وآدَاب المسْئلة.
(هـ) وَحَدِيثُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ «عَجِبْتُ لِمنْ لاَحَنَ النَّاسَ كيْف لَا يَعْرِف جَوَامِعَ الكَلم» أَيْ كَيْفَ لَا يَقْتَصِر عَلَى الوَجِيز ويَتْرُكُ الفُضُول! وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «قَالَ لَهُ: أقْرِئْني سُورة جَامِعَةً، فأقْرَأه: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها» أَيْ أَنَّهَا تَجْمَعُ أسْباب الخَيْر، لِقَوْلِهِ فِيهَا فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «حَدّثْني بِكَلِمة تَكُونُ جِمَاعاً، فَقَالَ: اتَّق الله فيمَا تَعْلَم» الجِمَاعُ:
مَا جَمَعَ عَدَداً، أَيْ كَلِمةٌ تَجْمَعُ كَلِمَاتٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الخَمْر جِمَاعُ الْإِثْمِ» أَيْ مَجْمَعَهُ ومَظِنَّتُهُ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «اتَّقُوا هَذِهِ الأهْواءَ فَإِنَّ جِمَاعَهَا الضَّلالةُ» .
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «وجَعَلْناكُم شُعُوبا وَقَبَائِلَ، قَالَ الشُّعوب: الجُمَّاعُ، وَالْقَبَائِلُ: الْأَفْخَاذُ» الجُمَّاعُ بالضَّم والتَّشديد: مُجْتَمَعُ أصْل كُلّ شَيْءٍ، أَرَادَ مَنْشَأ النَّسَب وأصْلَ المَوْلد. وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ الفِرَق المُخْتَلفة مِنَ النَّاسِ كالأوْزَاع والأوْشَاب.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ فِي جَبَل تِهَامة جُمَّاعٌ غَصَبُوا الْمَارّة» أي جَمَاعَات من قَبائل شَتَّى مُتَفَرّقَة. (هـ) وَفِيهِ «كَمَا تُنْتَج البَهِيمةُ بَهِيمَةً جَمْعَاء» أَيْ سَلِيمَة مِنَ الْعُيُوبِ، مُجْتَمِعَةُ الأعْضَاء كاملَتها فَلَا جَدْعَ بِهَا وَلاَ كَيّ.
وَفِي حَدِيثِ الشُّهَدَاءِ «الْمَرْأَةُ تَمُوت بِجُمْعٍ» أَيْ تَمُوت وَفِي بَطْنِها وَلَد. وَقِيلَ الَّتي تمُوت بِكْرا. والجُمْعُ بالضَّم: بمعْنى المَجْمُوع، كالذُّخْر بمعْنى المَذْخُور، وكسَر الْكِسَائِيُّ الْجِيمَ، والمعنَى أنَّها ماتَتْ مَعَ شَيْءٍ مَجْموع فِيهَا غَيْر مُنْفَصِل عَنْهَا، مِنْ حَمْل أَوْ بَكارَة.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أيُّما امْرأةً مَاتَتْ بِجُمْعٍ لَمْ تُطْمَثْ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ» وَهَذَا يُريدُ بِهِ البِكْرَ.
[هـ] وَمِنْهُ قَوْلُ امْرَأَةِ العجَّاج «إِنِّي منهُ بجُمْعٍ» أَيْ عَذْرَاء لَمْ يَفْتَضَّني.
وَفِيهِ «رَأَيْتُ خاتَم النُّبوّة كَأَنَّهُ جُمْعٌ» يُريد مثْلَ جُمْعِ الكَفّ، وَهُوَ أَنْ يَجْمَعَ الأصابِع ويَضُمَّها. يُقَالُ ضَرَبه بجُمْعِ كَفِّه، بضَمِّ الْجِيمِ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «صَلى المَغْرب، فَلَمَّا انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَةً مِنْ حَصَى الْمَسْجِدِ» الجُمْعَةُ: المِجْمُوعة. يُقَالُ أعْطِنِي جُمْعَةً مِنْ تمرٍ، وَهُوَ كالقُبْضَة.
(س) وَفِيهِ «لَهُ سَهْم جَمْعٌ» أَيْ لَهُ سَهْم مِنَ الخَيْر جُمِعَ فِيهِ حَظَّان. وَالْجِيمُ مَفْتُوحَةٌ. وَقِيلَ أَرَادَ بالجَمْعِ الْجَيْش: أَيْ كَسَهْم الجَيْش مِنَ الْغَنِيمَةِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الرِّبَا «بِعِ الجَمْعَ بالدَّراهم، وابْتَع بِهَا جَنيباً» كُلُّ لَوْن مِنَ النَّخيل لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ فَهُوَ جَمْعٌ، وَقِيلَ الجَمْعُ: تَمْر مُخْتَلِطٌ مِنْ أَنْوَاعٍ مُتَفَرّقة وَلَيْسَ مَرْغُوبًا فِيهِ، وَمَا يُخْلَطُ إِلَّا لرَدَاءته. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّقَل مِنْ جَمْعٍ بليَلْ» جَمْعٌ: عَلَم لِلْمُزْدَلِفَةِ، سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَحَوَّاءَ لَمَّا أهْبِطَا اجْتَمَعَا بِهَا.
(س) وَفِيهِ «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا صِيامَ لَهُ» الإِجْمَاعُ: إحْكام النِّيَّة والعَزيمة.
أَجْمَعْتُ الرَّأي وأزمَعْتُه وعزَمْتُ عَلَيْهِ بمعْنًى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ «أَجْمَعْتُ صِدْقَهُ» . وَحَدِيثُ صَلَاةِ السَّفَرِ «مَا لَمْ أُجْمِعْ مُكْثاً» أَيْ مَا لَم أعْزم عَلَى الْإِقَامَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ أحُدٍ «وَإِنَّ رجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ جَمِيعَ اللَأْمَة» أَيْ مُجْتَمِعَ السِّلاَح.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَسنِ «أَنَّهُ سمعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ يومئذٍ جَمِيع» أَيْ مُجْتَمِعُ الخَلْق قَويّ لَمْ يَــهْرَم وَلِمَ يَضْعُف. والضَّمير رَاجِعٌ إِلَى أنَس.
وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ الْمَدِينَةِ بِجُوَاثَى» جُمِّعَتْ بالتَّشْديد: أَيْ صُلّيَتْ.
وَيَوْمُ الجُمُعَة سُمّي بِهِ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ فِيهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «أَنَّهُ وَجَدَ أهل مكة يُجَمِّعُونَ في الحج فنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ» أَيْ يصَلُّون صَلَاةً الجُمُعَة. وَإِنَّمَا نَهَاهُمْ عَنْهُ لأنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَظِلُّون بِفَيْء الحِجْر قبْل أَنْ تزُول الشَّمْسُ فَنَهَاهُم لتَقْديمهم.
فِي الوقْت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ التَّجْمِيع فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «كَانَ إِذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعاً» أَيْ شَديد الحَرَكَة، قَوِيَّ الأعْضَاء، غيْر مُسْتَرْخٍ فِي المشْي.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ خَلْق أحَدِكُم يُجْمَعُ فِي بَطْن أمِّه أربَعين يَوْمًا» أَيْ إنَّ النُّطْفَةَ إِذَا وقعَتْ فِي الرَّحِم فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ مِنْهَا بَشَرًا طارَتْ فِي جِسم الْمَرْأَةِ تَحْتَ كُلِّ ظُفُر وشَعَر، ثُمَّ تمكثُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تَنْزل دَماً فِي الرَّحم، فَذَلِكَ جَمْعُهَا. كَذَا فَسَّرَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فِيمَا قِيلَ. وَيَجُوزُ أَنْ يُريد بالجَمْعِ مُكْثَ النُّطفة فِي الرَّحم أربَعين يَوْمًا تَتَخَمَّر فِيهِ حَتَّى تَتَهيَّأ للخَلْق والتّصوير، ثم تخلق بعد الأربعين.
وفي حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «وَلَا جِمَاع لنَا فِيمَا بَعْدُ» أَيْ لَا اجتِمَاع لنَا.
وَفِيهِ «فَجَمَعْتُ عليَّ ثيَابِي» أَيْ لَبست الثِّيَابَ الَّتِي نَبْرُزُ بهَا إِلَى النَّاس مِنَ الإزَار والرّدَاء والعِمَامة والدّرْع والخِمَار.
وَفِيهِ «فضَرب بِيَدِه مَجْمَعَ مَا بَيْن عُنُقِي وكَتِفي» أَيْ حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ. وَكَذَلِكَ مَجْمَعُ البَحْرَين: مُلْتَقاهُمَا.

ثَلَبَ

(ثَلَبَ)
(هـ) فِيهِ «لَهُمْ مِنَ الصَّدَقة الثِّلْبُ والنَّاب» الثِّلْب مِنْ ذُكُورِ الْإِبِلِ: الَّذي هَرِم وتَكَسَّرَت أسْنَانُه. والنَّاب: المُسِنَّة مِنْ إِنَاثِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْعَاصِ «كَتب إِلَى مُعَاوِيَةَ: إنَّك جَرَّبْتَني، فَوَجَدْتني لسْتُ بالغُمْر الضَّرَع، وَلَا بالثِّلْب الْفَانِي «الغُمْر: الْجَاهِلُ، والضَّرَع: الضَّعيف.

لأى

(لأى) فِي حَاجته أَبْطَأَ

ل

أى

بَعْدُ لَأْىٍ After difficulty, &c. (Lth, TA.) See an ex. cited voce بَيَّنَ. b2: لَأْيًا With difficulty, trouble, labour, or exertion.
(لأى) - في الحديث : مَنْ صَبَر على لأْواءِ المدينةِ"
: أي شِدَّتِها، وأَلَأى الرَّجلُ وقَع في لَأوَاء ولَوْلَاء أيضاً.
لأى:
بوزن لعا: من نواحي المدينة، قال ابن هرمــة:
حيّ الديار بمنشد فالمنتضى ... فالهضب هضب رواوتين إلى لأى
لعب الزمان بها فغيّر رسمها ... وخريقه يغتال من قبل الصبّا
فكأنها بليت وجوه عراضها، ... فبكيت من جزع لما كشف البلى

فنو

فنو


فَنَا —
أَفْنَى []
a. Long (hair).
أَفْنَآء []
a. Mixed sorts.

فَنْوَآء []
a. Long-haired (woman).
b. Spreading, branching, shady (tree).

مِن أَفْنَآء النَّاس
a. Of obscure origin, low-born, plebeian.
فنو: الفَنَا: شَجَرَةُ عِنَبِ الثَّعْلَبِ لها حَبٌّ كالعِنَبِ.
والفَنَاةُ: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ، وجَمْعُها فَنَوَاتٌ.
وشَجَرَةٌ فَنْوَاءُ: ذَهَبَ أفْنَانُها.
ف ن و
شجرة فنواء قنواء: كثيرة الأفنان طويلة. وهو شيخ فانٍ، وقد فني يفنى إذا هرم. وقد تقاتلوا حتى تفانوا. وتقول أفناء الناس يهرعون إلى فنائه، ويكرعون في إنائه. وهم فنون الناس، قيل: افناء في أفنان كما قيل: فنواء في فناء.
[ف ن و] الفناة البقرةُ والجمعُ فنواتٌ وشَعرٌ أَفْنَى في مَعنَى فَيْنَانٍ وليس من لَفْظه وامرأَةٌ فَنْوَاءُ أَثِيثَةُ الشعَرِ من رَوَى ذلك ابن الأعرابي وأمّا جُمْهُور أهلِ اللغةِ فقالوا امرأَةٌ فَنْوَاءُ أي إِنّ لشَعَرِها فُنُونًا كَأفنانِ الشَّجَرِ وكَذلكَ شَجَرةٌ فَنْوَاءُ إنّما هي ذَاتُ الأَفْنَانِ فقياسها فَناءُ أيضًا

فنو



فِنْوٌ, said to be sing. of أَفْنَآءٌ: see the latter, below.

فَنًا: see the next paragraph: A2: and see also فَنًى, in art. فنى.

فَنَاةٌ A bull or cow; syn. بَقَرَةٌ; (AA, T, S, M, K;) [i. e.] a بَقَرَة وَحْشِيَة [or wild bull or cow; an antelope of the bovine kind]: so says Aboo-'Alee El-Kálee: (TA:) it occurs in a verse of Lebeed; and is said, as on the authority of IAar, to be قَنَاة, with ق: (TA in art. قنو:) pl. فَنَوَاتٌ (AA, T, S, M, K) and [coll. gen. n.] ↓ فَنًا. (Aboo-'Alee El-Kálee, TA.) شَعَرٌ أَفْنَى i. q. فَيْنَانٌ [i. e. Hair having locks like the branches of trees; or long and beautiful hair]; (M, K, TA;) [or] meaning long hair. (TA.) [The fem. of أَفْنَى is فَنْوَآءُ. Hence,] اِمْرَأَةٌ فَنْوَآءُ A woman having much hair: (IAar, M, K:) and شَجَرَةٌ فَنْوَآءُ A tree having أَفْنَان [or branches]; (AA, T, S, M;) or a tree having wide shade: (K:) by rule it should be فَنَّآءُ [q. v. in art. فن]. (S, M, K.) أَفْنَآءٌ مِنَ النَّاسِ means Mixed sorts of men or people; like أَعْنَآءٌ: and the sings. are [said to be]

فِنْوٌ and عِنْوٌ: (IAar, T:) one says, هُوَ مِنْ أَفْنَآءِ النَّاسِ when it is not known of whom he is: (S:) or رَجَلٌ مِنْ أَفْنَآءِ القَبَائِلِ, meaning a man such that one knows not of what tribe he is: but some hold that one says only, قَوْمٌ من افنآء القبائل; not رَجُلٌ; and that there is no sing. of أَفْنَآء: (M in art. فنى:) accord. to AHeyth, one says, هٰؤُلَآءِ مِنْ أَفْنَآءِ النَّاسِ, meaning these are of the strangers from this and that place: but one does not say, speaking of one person, رَجُلٌ من افنآء الناس: and Umm El-Heythem knew not a sing. of أَفْنَآء. (T in art. فنى.)
فنو
: (و ( {الفناةُ: البَقَرَةُ، ج} فَنَوَاتٌ) ؛) بالتَّحْريكِ؛ هَذَا قولُ أَبي عَمْرٍ و، وذَكَره الجَوْهرِي وغَيْرُهُ، ويُرْوَى بالقافِ أَيْضاً كَمَا سَيَأْتي.
وقالَ أَبو عليَ: القالِي: {الفَنَا جَمْعُ} فَنَاةٍ وَهِي البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ؛ يُكْتَبُ بالألِفِ لأنَّهُم يَجْمعُونَها فَنَوَاتٍ أَيْضاً.
(و) الفَناةُ: (عِنَبُ الثَّعْلبِ، ج {فَناً) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ بالألِفِ، ومِثْلُه فِي التَّهْذِيبِ والصِّحاح. ووجِد فِي المُحْكم بالياءِ، ومثْلُه فِي كتابِ أبي عليَ القالِي، وقالَ: مَقْصورٌ يُكْتبُ بالياءِ.
قالَ أَبُو بكْرِ بنُ الأنْبارِي: قالَ زهيرٌ:
كأَنَّ فُتاتَ العِهْن فِي كلِّ مَنْزِلٍ
نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّمِوأَنْشَدَه الجَوْهرِي أَيْضاً هَكَذَا قالَ: ويقالُ هُوَ شَجَرٌ لَهُ حَبٌّ أَحْمر تُتَّخَذُ مِنْهُ القَلائِدُ.
وَفِي المُحْكم: تُتَّخَذُ من حَبِّه قَرارِيط يُوْزَنُ بهَا؛ أَو هِيَ حَشِيشَةٌ تَنْبتُ فِي الغَلْظِ تَرْتفِعُ عَن الأرضِ قِيسَ الإصْبَعِ وأَقَلّ يَرْعاها المالُ.
(و) الفَناةُ: (ماءٌ لجَذِيمَةَ.
(و) يقالُ: (شَعَرٌ} أَفْنَى) :) أَي (فَيْنانٌ) ، أَي طويلٌ.
(وامرأَةٌ {فَنْواءُ: أَثِيثَةُ الشَّعَرِ.
(وشَجَرَةٌ) فَنْواءُ: (واسِعَةُ الظِّلِّ) .
(وقالَ أَبو عَمْرٍ و: ذاتُ أَفْنانٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلم نَسْمَعْ أحدا يقولُ إنَّ} الفَنْواءَ مِن {الفِناءِ، إنَّما قَالُوا إنَّها ذاتُ الأَفْنانِ أَو الطَّويلَةُ الأَفْنانِ.
قالَ الجَوْهرِي: وَهُوَ على غيرِ قِياسٍ، (والقِياسُ} فَنَّاءُ) ، وَقد ذُكِرَ فِي النونِ.
(! وفَنًى) بالفَتْح مَقْصورٌ مُنوَّنٌ: (جَبَلٌ بنَجْدٍ) .
(وقالَ نَصْر: جَبَلٌ سَمِيراءَ، وعنْدَه ماءٌ يقالُ لَهُ فُنانُ، كغُرابٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأَفناءُ من الناسِ: الأَخْلاطُ، واحِدُها} فِنْوٌ، بالكسْرِ، عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
ويقالُ: هَؤُلَاءِ من {أَفْناءِ الناسِ، وَلَا يقالُ فِي الواحِدِ رجُلٌ مِن أَفْناءِ الناسِ، وتَفْسِيرُه قَوْمٌ نُزَّاعٌ من هَهُنَا وَهَهُنَا؛ وَلم تَعْرفْ أُمُّ الهَيْثم} للأَفْناءِ واحِداً؛ وقولُ الراجزِ:
يقولُ لَيْتَ اللهَ قد {أَفْناها أَي أَنْبَتَ لَهَا} الفَنَى وَهُوَ عِنَبُ الثّعْلبِ حَتَّى تَغْرزَ وتَسْمَنَ. وَهُوَ قولُ أبي النّجْم يَصِفُ راعِيَ الغَنَم؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي.

نسي

نسي: {نسيا}: الشيء الحقير الذي إذا ألقي نُسِي ولم يلتفت إليه.
(ن س ي) : (النِّسْيُ) الْمَنْسِيُّ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عُبَادَةَ بْنِ (نُسَيٍّ) قَاضِي الْأُرْدُنِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ بِالْكَسْرِ وَعَنْ ابْنِ أَبِي عُمَارَةَ تَصْحِيفٌ وَتَحْرِيفٌ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الْمَسْحِ نُسْءٌ فِي (سن) سُورَةُ النِّسَاءِ فِي (ق ص) .
(نسي)
فلَان نسى اشْتَكَى نساه فَهُوَ نس وَهِي نسية وَهُوَ أنسى وَهِي نسياء وَالشَّيْء نسْوَة ونساوة ونسيانا تَركه على ذُهُول وغفلة أَو تَركه على عمد وَالْأَمر أهملته ذاكرته وَلم يعه فَهُوَ نَاس وَنسَاء وَهِي ناسية ونساءة وَهُوَ وَهِي نسي أَيْضا
ن س ي

رأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه. وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:

ونسيت وصاته وهي نسيّ

وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.

ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم البرامكة.

نسي


نَسِيَ(n. ac. نَسْي
نِسْي
نِسَاْيَة
نِسْيَاْن
نَسْوَة )
a. Forgot; overlooked, neglected; discarded
abandoned.

نَسَّيَa. Made to forget.

نَاْسَيَa. Forgot.

أَنْسَيَa. see II
تَنَاْسَيَa. Feigned forgetfulness.

نَسْي (pl.
أَنْسَآء [] )
a. Forgotten; to be forgotten.
b. Lost luggage.
c. Dirty rag.
d. Milk & water.

نَسْوَة []
a. Forgetfulness; neglect, remissness.
b. see
نَسَوَ .
نِسْيa. see 1 (a) (b), (c).
مِنْسَاة []
a. Staff, rod.

نَسِيّa. Forgetful; absentminded; unmindful, oblivious.
b. Forgotten; disregarded, ignored.

نَسْيَان []
a. see 25 (a)
نِسْيَان []
a. Forgetfulness; obliviousness; supineness;
apathy.

مَنْسِيّ [ N. P.
a. I], Forgotten.

مُنْسِيَّة
a. see 34
ن س ي

النِّسْيانُ ضِدّ الذِّكْر نَسِيَهُ نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوَةً ونِسَاوةً ونَسَاوَةً الأخيرتان على المعاقبة وتَناسَاهُ وأنْساه إيَّاه وقوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} التوبة 67 قال ثعلب لا يَنْسَى اللهُ جَلَّ وعَز إنما معناه تَرَكُوا الله فَتَرَكَهُم فلما كان النسيان ضَرْباً من التَّرْك وَضَعَه موضعه وقوله تعالى {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} طه 115 معناه أيضا ترك لأن الناسِي لا يُؤاخَذُ بِنِسْيَانِه وآدم عليه السلام قد أُوخِذَ بِنِسْيانِه فهبَطَ من الجَنَّة وجاء في الحديث لو وُزِن حِلْم بني آدم وحَزْمُهم مذ كان آدمُ إلى أن تقوم الساعة ما وَفَى بحِلْمِ آدم وحزمه وقال الله تعالى فيه {فنسي ولم نجد له عزما} طه 115 وقوله {نسوا الله فأنساهم أنفسهم} الحشر 19 قال إنما معناه أَنْسَاهم أن يعملوا لأنفسهم وقوله تعالى {وتنسون ما تشركون} الأنعام 41 قال الزجاج تَنْسَوْن هنا على ضَرْبَيْن جائز أن يكون تَنْسَوْن تَتْركُون وجائز أن يكون المعنى أنكم في تَرْكِكُم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِيَهم وكذلك قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} الأعراف أي نتركهم في عذابهم كما تَرَكُوا العَمَل للقاء يومهم وكذلك قوله {فلما نسوا ما ذكروا به} الأعراف 165 يجوز أن يكون معناه تَرَكُوا ويجوز أن يكونوا في تَرْكِهم القبول بمنزلة من نَسِيَ والنِّسْيُ والنَّسْيُ الأخيرة عن كراع والأولى أَقْيَس الشيء المنسيُّ وقوله تعالى {وكنت نسيا منسيا} مريم 23 فَسّره ثعلب فقال النِّسْيُ خِرَق الحَيْض التي يُرْمَى بها فتُنْسَى والنَّسِيُّ الكثير النّسْيان يكون فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيل أكثر لأنه لو كان فَعِيلاً لقيل نَسُوّ أيضاً وقال ثَعْلَب رَجُل ناسٍ ونَسِيُّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِمٌ وعَلِيمٌ وشاهِدٌ وشَهِيدٌ وسامِعٌ وسَمِيعٌ وفي التَّنْزِيل {وما كان ربك نسيا} مريك 64 أي لا يَنْسَى شيئاً قال الزجاج وجائز أن يكون معناه والله أعلم ما نَسِيَكَ رَبُّكَ يا مُحَمَّد وإن تأخَّر عنك الوَحْيُ لأنه يُروَى أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أبْطَأ عليه جِبْرِيل عليه السلام بالوَحْي فقال وقد أتاه جِبْريلُ ما زُرْتَنَا حتى اشْتَقْناك فقال ما نَتَنَزَّلُ إلا بأَمْرِ رَبِّكَ والنَّسِيُّ الذي لا يُعَدُّ في القَوْمِ لأنه مَنْسِيٌّ والنَّسَا عِرْقٌ من الوَرِك إلى الكَعْب ولا يقال عِرْق النَّسَا وقد غَلِط فيه ثعلب فأضافه وأَلِفُه مُنْقَلِبة عن ياء كقولهم نسيان وقد تكون في واو لقولهم نَسَوان والجمع أَنْسَاء قال أبو ذُؤيب

(مُتَفَلِّقٌ أنْساؤُها عن قانِئٍ ... كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُه لا يُرْضَعُ)

وإنما قال مُتَفَلِّق أَنْسَاؤُها والنَّسا لا يتفلَّقُ إنما يتَفَلَّقُ موضعه لأنه أراد يتفَلَّق فَخِذاه عن موضع النَّسَا لما سمنت تَفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا صاوٍ يابِسٌ يعني الضَّرْع كالقُرْط شبهه بقُرْط المرأة ولم يُرد أن ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع إنما أراد أنه لا غُبْرَ هنالك فيرضع كقول امْرِئ القَيس

(على لاحِبٍ لا يُهْتَدَى لِمَنارِه ... )

أراد لا مَنَار هنالك فَيُهْتَدَى به ونَسَيْتُه نَسْياً ضَرَبْتَ نَسَاه ونَسِيَ نَساً فهو أَنْسَى والأنثى نَسْآء شكا نَسَاه
نسي
نسِيَ يَنسَى، انْسَ، نَسْيًا ونِسْيانًا، فهو ناسٍ، والمفعول مَنْسِيّ
• نسِي الأمرَ:
1 - فقد ذكرَه أو صورتَه، لم يحفظه، عكسه حفِظه "نسِي موعدَه مع الطبيب- ملاحظة لا تُنسى- إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ [حديث]- {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} " ° لا يُنسَى: يبقى حيًّا في الذاكرة- نسِي الجميلَ: جَحَدَه- نسِي نفسَه: غفل عن مكانة من يخاطبه.
2 - ضلّ " {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} ". 

أنسى يُنسي، أَنْسِ، إنساءً، فهو مُنْسٍ، والمفعول مُنْسًى
• أنسى الشَّيءَ: محاه " {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}: نمحوها من قلبك وننسخ حكمَها".
• أنساه الشَّيءَ: حمله على تركه أو على نسيانه "أنساه موعدًا هامًّا- أنساه اللّهوُ أداءَ واجباته المنزليّة- {وَمَا أَنْسَانِيهُ إلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} ". 

تناسى يتَناسَى، تَنَاسَ، تناسيًا، فهو مُتناسٍ، والمفعول مُتناسًى
• تناسى الشَّيءَ:
1 - حاول نِسيانَه "تناسى آلامَه/ جراحَه/ أحزانَه".
2 - تظاهر بنسيانه "تناسى موعدَ أداء ديونه- تناسَى وعودَه- {وَلاَ تَنَاسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [ق] ". 

نسَّى يُنسِّي، نَسِّ، تَنْسيةً، فهو مُنسٍّ، والمفعول مُنسًّى
• نسَّاه الشّيءَ: أنساه؛ حمله على تركه أو نسيانه "نسّاه موعدًا- {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ فَنُسِّيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ق]- {وَإِمَّا يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [ق] ". 

إنساء [مفرد]: مصدر أنسى. 

تنسية [مفرد]: مصدر نسَّى. 

نَسَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من نسِيَ: كثير النِّسيان أو سريع النِّسيان والشائع تسهيل الهمزة (نسَّاي). 

نَسْي [مفرد]: ج أنساء (لغير المصدر):
1 - مصدر نسِيَ.
2 - شيء منسيّ، يقلّ الاعتدادُ به " {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} ". 

نَسْيان [مفرد]: كثير الغفلة والنِّسْيَان "ما أقلّ ما يحافظ النَّسْيَان على مواعيده". 

نِسْيان [مفرد]:
1 - مصدر نسِيَ ° صار في طيّ النسيان: اضمحل ذكرُه.
2 - (نف) اضطراب شديد في الحياة العقليّة يسبِّبه القلق أو الصراع النفسيّ وقد يكون مرضيًّا بسبب اضطراب أو عطب في المخ "آفة العلم النِّسْيان".
• نسيان مُطلق: (نف) عدم قدرة الإنسان على استرجاع خبراته الحياتيّة السابقة. 

نَسِيّ [مفرد]: ج أنساء، مؤ نَسِيّ:
1 - صيغة مبالغة من
 نسِيَ: كثير النِّسيان " {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} ".
2 - ما يُنْسَى "هو نَسِيّ قومِهِ: لا يعدّ فيهم لحقارته". 
نسي
: (ي} نَسِيَهُ) ، كرَضِيَ؛ وإنَّما أَطْلَقه عَن الضَّبْط لشُهْرتِه؛ {يَنْساه (} نَسْياً {ونِسْياناً} ونِسايَةً، بكسْرهنَّ، {ونَسْوَةً) ، بِالْفَتْح، كَذَا مُقْتضَى سِياقِه؛ ووُجِدَ فِي نسخ، المُحْكم بالكَسْر أَيْضاً، وَكَذَا فِي التكْملَةِ بالكَسْر أَيْضاً، وأنْشَدَ ابنُ خَالَويه فِي كتابِ اللغاتِ:
فلَسْت بصَرَّام وَلَا ذِي مَلالةٍ
وَلَا} نِسْوةٍ للعَهْدِ يَا أُمَّ جَعْفَرِ (ضِدُّ حَفِظَه) وذَكَرَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {نَسِيتُ الشيءَ} نِسْياناً، وَلَا تَقُلْ نَسَياناً، بالتّحْريكِ، لأنَّ النَّسَيان إنَّما هُوَ تَثْنِيَةُ نَسا العِرْق.
( {وأَنْساهُ إيَّاهُ) } إنساءً؛ ثمَّ إنَّ تَفْسيرَ! النِّسْيان بضِدِّ الحفْظِ والذِّكْر هُوَ الَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ.
قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ لَا يَخْلو عَن تأَمّلٍ، وأَكْثَر أَهْلِ اللغَةِ فَسَّرُوه بالتَّرْكِ وَهُوَ المَشْهورُ عنْدَهُم، كَمَا فِي المَشارِقِ وغيرِهِ، وجَعَلَه فِي الأساسِ مجَازًا؛ وَقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: هُوَ مِن إطْلاقِ المَلْزومِ وإرادَة الَّلازِم لأنَّه مِن {نَسِيَ الشيءَ تَرَكَه بِلا عكْسٍ.
قُلْت: قالَ الرَّاغبُ: النِّسْيانُ: تَرْكُ الإِنْسانِ ضَبْط مَا اسْتُوْدِعَ إمَّا لضَعْفِ قَلْبِه وإمَّا عَن غَفْلةٍ أَو عَن قَصْدٍ حَتَّى يَنْحذفَ عَن القَلْبِ ذِكْرُه، انتَهَى.
} والنِّسْيانُ عنْدَ الأطبَّاء: نُقْصانٌ أَو بُطْلان لقُوّةِ الذَّكاءِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: { {نَسُوا الله} فنَسِيَهُم} ؛ قالَ ثَعْلبُ: لَا يَنْسى اللهاُ، عزَّ وجلَّ، إنَّما مَعْناه تَرَكُوا اللهاَ فتَرَكَهم، فلمَّا كانَ النِّسْيانُ ضَرْباً من التَّرْكِ وَضَعَه مَوْضِعَه.
وَفِي التَّهْذيب: أَي تَرَكُوا أَمْرَ اللهاِ فتَرَكَهم مِن رَحْمتَهِ.
وقولهُ تَعَالَى: { {فنَسِيتَها وكَذلكَ اليَوْم} تُنْسَى} ، أَي تَرَكْتَها فكَذلكَ تُتْرَكُ فِي النارِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {وَلَقَد عَهِدْنا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ {فنَسِيَ} ، مَعْناه أَيْضاً تَرَكَ لأنّ الناسِي لَا يُؤاخَذُ} بنِسْيانِه، والأوَّل أَقْيَس.
وقولهُ تَعَالَى: {سنُقْرِئك فَلَا {تَنْسَى} ، إخْبارٌ وضَمانٌ مِن اللهاِ تَعَالَى أَنْ يَجْعلَه بحيثُ أنَّه لَا} يَنْسى مَا يَسْمَعه من الحَقِّ؛ وكلُّ! نِسْيانٍ مِن الإِنْسانِ ذَمّه اللهاُ تَعَالَى فَهُوَ مَا كانَ أَصْله عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُ لَا يُعْذَرُ فِيهِ، وَمَا كانَ عَن عُذْرٍ فإنَّه لَا يُؤاخَذُ بِهِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (رفِعَ عَن أُمَّتِي الخَطَأ {والنِّسْيان) ، فَهُوَ مَا لم يَكُنْ سَبَبه مِنْهُ؛ وقولُه، عزَّ وجلَّ: {فذُوقُوا بِمَا} نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمكم هَذَا إنّا {نسيناكم} هُوَ مَا كانَ سَبَيه عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُم، وتَركه على طرِيقِ الاسْتِهانَةِ، وَإِذا نسبَ ذلكَ إِلَى اللهاِ فَهُوَ تَركه إيَّاهم اسْتِهانَةً بهم ومُجازَاةً لمَا تَرَكُوه.
وقولهُ تَعَالَى: {لَا تكُونوا كَالَّذِين} نَسُوا الله {فأَنْساهُم أَنْفُسَهم} ، فِيهِ تَنْبِيه على أنَّ الإِنسانَ بمَعْرِفَتِه لنَفْسِهِ يَعْرفُ اللهاَ، عزَّ وجلَّ،} فنِسْيانُه للهِ هُوَ مِن {نِسْيانِه نَفْسه.
وقولهُ تَعَالَى: {واذْكُر رَبّك إِذا} نَسِيتَ} ، حَمَلَه العامَّة على النَّسْيانِ خِلاف الحِفْظ والذِّكْر. وقالَ ابنُ عبَّاس: مَعَناهْ إِذا قُلْت شَيْئا وَلم تَقُل إِن شاءَ الله فقُلْه إِذا تَذَكَّرْتَه.
قَالَ الرَّاغبُ: وَبِهَذَا أَجازَ الاسْتِثْناءَ بَعْد مدَّة.
وَقَالَ عِكْرِمةِ: مَعْناه ارْتَكَبْتَ ذَنْباً، أَي اذْكُرٍ اللهاَ إِذا أَرَدْتَ أَو قَصَدْتَ ارْتِكابَ ذَنْبٍ يَكُن ذلكَ كافالك.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخُ مِن آيَةٍ أَو! نُنْسِها} ، عامَّة القُرَّاء يَجْعلُونَه مِن النِّسْيان، والنِّسْيانُ هُنَا على وَجْهَيْن: أَحَدُهما على التَّرْك المَعْنى نَتْرُكُها فَلَا نَنْسَخها وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوا الفَضْلَ بَيْنكم} ؛ والوَجْه الآخَرْ: مِن النِّسْيان الَّذِي} يُنْسَى.
وَقَالَ الزجَّاج: وقُرِىءَ: أَو نُنْسِها، وقُرِىءَ: {نُنَسِّها، وقُرِىء، نَنْسَأَها، قالَ: وقولُ أَهْل اللغَةِ فِي قولهِ أَو نُنْسِها على وَجْهَيْنِ: يكونُ مِن النِّسْيان واحْتَجُوا بقولهِ تَعَالَى: {سَنُقْرِئك فَلَا} تَنْسَى إِلَّا مَا شاءَ ا} ، فقد أَعْلَم اللهاُ أَنَّه يَشاءُ أَن! يَنْسَى، قالَ: وَهَذَا القولُ عنْدِي غيْرُ جائِزٍ، لأنَّ اللهاَ تَعَالَى قد أَخْبَر النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قولِه: {ولئِنْ شِئْنا لنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا} ، أنَّه لَا يَشاءُ أَن يَذْهَبَ بِمَا أَوْحَى بِهِ إِلَى النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ) وقولهُ: {فَلَا تَنْسى} ، أَي فلسْتَ تَتْرُك إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ أَن يَتْرُك، قالَ: ويجوزُ أَن يكونَ إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ ممَّا يَلْحَق بالبَشَرِيَّة ثمَّ يَذْكُر بعْدُ ليسَ أنَّه على طرِيقِ السّلْب للنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلمشيئاً أُوتِيَه مِن الحِكْمةِ، قالَ: وَقيل فِي قولهِ تَعَالَى: {أَو نُنْسِها} قولٌ آخَرُ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، ونَتْرُكُهَا، وَهَذَا إنَّما يقالُ فِيهِ {نَسِيتُ إِذا تَرَكْت، وَلَا يقالُ} أُنْسِيتُ تَرَكْت، قالَ: وإنَّما مَعْنى أَو نُنْسِها أَي نَأْمُرْكُم بتَرْكِها.
قَالَ الأزْهري: وممَّا يقوِّي هَذَا مَا رُوِي عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابي أنَّه أَنْشَدَه:
إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقْضِيها
لَسْتُ {بناسِيها وَلَا} مُنْسِيها قَالَ بناسِيها بتارِكِها، وَلَا مُنْسِيها: وَلَا مُؤخِّرها، فوافَقَ قولُ ابْن الأعْرابي قولَه فِي {النَّاسِي إنَّه التَّارِكِ لَا} المُنْسِي، واخْتَلَفا فِي المُنْسِي.
قالَ الأزْهرِي: وكأنَّ ابنَ الأعْرابي ذَهَبَ فِي قولِه: وَلَا مُنْسِيها إِلَى تَرْكِ الهَمْز مِن أَنْسَأْتُ الدَّيْن إِذا أَخَّرْته، على لُغَةِ مَنْ يُخَفِّفُ الهَمْزةَ.
هَذَا مَا ذَكَرَه أَهْلُ اللغةِ فِي النِّسْيان والانْساءِ. وأَمَّا إطْلاقُ {المُنْسِي على اللهاِ تَعَالَى هَل يَجوزُ أَو لَا، فقد اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الكَلام، وغايَةُ مَن احْتَج بعدَم إطْلاقِه على اللهاِ تَعَالَى أنَّه خِلافُ الأدَبِ، وليسَ هَذَا محلُّ بَسْطه، وإنَّما أَطَلْتُ الكَلامَ فِي هَذَا المجال، لأنَّه جَرَى ذِكْرُ ذلكَ فِي مجْلِسِ أَحَدِ الأُمرَاءِ فِي زمانِنا فحصَلَتِ المُشاغَبَةُ مِن الطَّرفَيْن وأَلَّفُوا فِي خُصوصِ ذلكَ رسائِلَ، وجَعَلوها للتَّقَرُّبِ إِلَى الجاهِ وسائِلَ، والحَقُّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَع وَهُوَ أَعْلَم بالصَّواب.
(} والنِّسْيُ بِالْكَسْرِ ويُفْتَحُ) ، وَهَذِه عَن كُراعٍ (مَا {نُسِيَ) .
وقالَ الْأَخْفَش هُوَ مَا أُغْفِلَ مِن شيءٍ حَقِيرٍ} ونُسِيَ.
وَقَالَ الزجَّاج: هُوَ الشيءُ المَطْروحُ لَا يُؤْبَه لَهُ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى:
كأنَّ لَهَا فِي الأرضِ {نِسْياً تَقُصُّه
على أمِّها أَو إِن تُخاطِبْكَ تَبْلَت ِوقال الرَّاغبُ:} النِّسْيُ أَصْلُه مَا {يُنْسَى كالنّقْض لمَا يُنْقَضُ، وصارَ فِي التَّعارُفِ اسْماً لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى حِكايَةً عَن مَرْيم: {وكُنْت} نِسْياً {مَنْسِيًّا} ، وأَعْقَبَه بقولِه: مَنْسِيّا لأنَّ النِّسْيَ قد يقالُ لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ وَإِن لم} يُنْسَ، قالَ: وقُرِىءَ {نَسْياً، بالفَتْح، وَهُوَ مَصْدَرٌ مَوْضوعٌ مَوْضِع المَفْعول.
(و) قَالَ الفرَّاء:} النِّسْيُ، بِالْكَسْرِ والفَتْح، (مَا تُلْقِيهِ المرأَةُ من خِرَقِ اعْتِلالِها) ، مِثْلَ وتْرٍ ووَتْرٍ، قالَ: وَلَو أَرَدْتَ! بالنِّسْي مَصْدَر النِّسْيان لجازَ، أَي فِي الآيَةِ.
وَقَالَ ثعْلَب: قُرِىءَ بالوَجْهَيْن، فمَنْ قَرَأَ بالكَسْر فعَنَى خِرَقَ الحَيْض الَّتِي يُرْمَى بهَا {فتُنْسَى، ومَنْ قَرَأَ بِالْفَتْح فمعْناهُ شَيْئا} مَنْسِيًّا لَا أُعْرَفُ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (وَدِدْتُ أَنِي كُنْتُ {نِسْياً} مَنْسِيًّا) ، أَي شَيْئا حَقِيراً مُطَّرَحاً لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.
( {والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: مَنْ لَا يُعَدُّ فِي القوْمِ) لأنَّه} مَنْسِيٌّ.
(و) أيْضاً: (الكثيرُ {النِّسْيانِ) يكونُ فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكْثَر لأنَّه لَو كانَ فَعُولاً لقيلَ نَسُوّ أيْضاً.
(} كالنَّسْيانِ، بِالْفَتْح) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {ونَسِيَهُ} نَسْياً) ، كعَلِمَ: (ضَرَبَ {نَساهُ) ، هَكَذَا فِي النّسخ.
وَالَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ:} ونَسَيْتُه فَهُوَ {مَنْسِيٌّ: أَصَبْتُ} نَساهُ، أَي مِن حَدِّ رَمَى وَهُوَ الصَّوابُ، فكانَ عَلَيْهِ أَنْ يقولَ {ونَساهُ} نَسياً.
( {ونَسِيَ، كرَضِيَ،} نَسًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ) {نَسٍ على فَعِلٍ؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِي، وَفِي المُحّكم: هُوَ (} أَنْسَى، و) الأُنْثَى {نَساء؛ وَفِي التَّهْذِيب: (هِيَ} نَسْياءُ) وَفِي كتابِ القالِي عَن أَبي زيْدٍ: هاج بِهِ {النَّسَا وَقد} نَسِيَ {يَنْسَى} نَسًى، ورجُلٌ {أنْسَى وامْرأَةٌ} نَسْياءٌ؛ (شَكا {نَساهُ.
(} والأَنْسَى: عِرْقٌ فِي السَّاقِ السُّفْلَى) ، والعامَّةُ تقولُه، عِرْقُ الأنْثَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{نَسِيَه} نَسْياً، بِالْفَتْح، {ونِسْوَةً} ونِساوَةً، بكسْرِها،! ونَساوَةً، بالفَتْح، الأخيرَتَانِ على المُعاقَبَةِ نقَلَهُما ابنُ سِيدَه، {والنَّسى، بالفَتْح والنِّساوَةُ والنِّسْوَةُ، بكَسْرِ هما حكاهنَّ ابنُ برِّي عَن ابنِ خالويه فِي كتابِ اللغاتِ.
} ونَسَّاه {تَنْسِيَةً مِثْلُ} أَنْساهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه الحديثُ: (وإنَّما {أَنَسَّى لأَسُنَّ) ، أَي لأَذْكر لكُم مَا يَلْزمُ} النَّاسِيَ لشيءٍ من عبادَتِه وأَفْعَل ذلكَ فتَقْتَدُوا بِي.
وَفِي حديثٍ آخر: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكم {نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هُوَ} نُسِّيَ) ، كَرِهَ نِسْبةَ {النِّسْيانِ إِلَى النفْسِ لمعْنَيَيْنِ: أَحَدُهما أَنَّ اللهاَ، عزَّ وجلَّ، هُوَ الَّذِي} أَنْساهُ إيَّاه لأنَّه المقدِّرُ للأشْياءِ كُلِّها، وَالثَّانِي: أنَّ أَصْلَ {النِّسْيان التَّركُ فكَرِهَ لَهُ أَنْ يقولَ تَرَكْتُ القُرْآن، وقَصَدْتُ إِلَى} نِسْيانِه ولأنَّ ذلكَ لم يكُنْ باخْتِيارِه؛ وَلَو رُوِيَ: {نُسِيَ بالتَّخفيفِ لكانَ مَعْناه تُرِكَ مِن الخَيْرِ وحُرِمَ.
} وأَنْساهُ: أَمَرَه بتَرْكهِ.
{والنّسْوَةُ: التَّرْكُ للعَمَلِ؛ وذَكَرَه المصنِّفُ فِي الَّذِي تقدَّمَ.
} والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: {الناسِي؛ قَالَ ثَعْلَب: هُوَ كعَالِمٍ وعَلِيمٍ وشاهِدٍ وشَهِيدٍ وسامِعٍ وسَمِيعٍ وحاكِمٍ وحَكِيمٍ؛ وقولهُ تَعَالَى: {وَمَا كانَ رَبُّكَ} نَسِيًّا} ، أَي لَا {يَنْسَى شَيْئا.
} وتَناسَاهُ: أَرَى من نَفْسِه أنَّه! نَسِيَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وأَنْشَدَ لامرىءِ القَيْس:
ومِثْلِكِ بَيْضاءَ العَوارِضِ طَفْلةٍ
لَعُوبٍ {تَناسَانِي إِذا قُمْتُ سِرْبالي أَي} تُنْسِيني؛ عَن أَبي عُبيدَةَ.
{وتَناسَيْته:} نَسِيتُه.
وتقولُ العَرَبُ إِذا ارْتَحَلُوا مِن المَنْزلِ: تَتَبَّعُوا {أنْساءَكُمُ يُريدُونَ الأشْياءَ الحَقِيرَةَ الَّتِي ليسَتْ ببالٍ عنْدَهم مِثْل العَصَا والقَدَح والشِّظاظ، أَي اعْتَبرُوها لئلاَّ} تَنْسَوْها فِي المَنْزلِ، وَهُوَ جَمْعُ {النِّسْي لمَا سَقَطَ فِي مَنازِلِ المُرْتَحِلِين؛ قَالَ دُكَيْنٌ الفُقَيْمي:
بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ
} كالنَّسْي مُلْقًى بالجِهادِ البَسْبَسِوفي الصِّحاح: قالَ الْمبرد: كلُّ واوٍ مَضْمومَةٍ لكَ أَن تَهْمزَها إلاَّ واحِدَة فإنَّهم اخْتَلَفوا فِيهَا، وَهِي قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوْا الفَضْل بَيْنكم} وَمَا أَشْبَهها من واوِ الجَمْع، وأَجازَ بعضُهم الهَمْز، وَهُوَ قَليلٌ، والاخْتِيارُ تَرْكُ الهَمْزِ، وأَصْلُه تَنْسيوا فسُكِّنَتِ الياءُ وأُسْقِطَتْ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ، فلمَّا احْتِيج إِلَى تَحْريكِ الواوِ رُدَّت فِيهَا ضَمَّة الياءِ، انتَهَى.
وَقَالَ ابنْ برِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِي فسُكِّنَت الْيَاء وأُسْقِطَت صَوابُه فتَحَرَّكَتِ الياءُ وَانْفَتح مَا قَبْلها فانْقَلَبَتْ ألِفاً ثمَّ حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكنين.
ورجُلٌ} نَسَّاءٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ {النِّسْيانِ، ورُبَّما يَقُولُونَ: نَسَّايَةٌ، كعلاَّمَةٍ، وليسَ بمَسْموع.
} ونَاساهُ {مُناساةً: أَبْعَدَه؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ جاءَ بِهِ غَيْر مَهْموزٍ وأَصْلُه الهَمْزِ.
} والمِنْساةُ: العَصَا؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
إِذا دَبَبْتَ على {المِنْساةِ مِن هَرَمٍ
فقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُقالَ: وأَصْلُه الهَمْز، وَقد ذُكِرَ.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّ ابنَ الأعْرابي أَنْشَدَه:
سَقَوْني} النَّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني
عُداةَ اللهاِ من كَذِبٍ وزُورِبغيرِ هَمْزٍ، وَهُوَ كلُّ مَا {ينسى العَقْل، قالَ: وَهُوَ مِن اللّبَنِ حَلِيب يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: وقالَ غيرُهُ: هُوَ} النَّسِيُّ، كغَنِيَ، بغيرِ هَمْز وأَنْشَدَ:
لَا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا
وَلَا {نَسِيًّا فتَجيءُ فاتِرا} ونُسِيَ، كعُنِيَ: شَكا نَساهُ؛ هَكَذَا مَضْبوط فِي نسخةِ القالِي، ونقلَهُ ابنُ القطَّاعِ أيْضاً.
وَقد سَمَّوا {منسيًّا} ومُنَيْسيَّا.
! والمُنْسِي: الَّذِي يصر خلفين أَو ثَلَاثَة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.