Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هرم

ضط

الضاد والطاء

الضِّفْطَار الضَّبُّ الــهَرِم القَبِيحُ الخِلْقة وضَرْفَطَه في الحَبْلِ شَدَّه والضِّفْرِط الرِّخْوُ البَطْنِ الضَّخْمُ وهي الضَّفْرطَةَ وضَفَارِيطُ الوَجْهِ كُسُورٌ بين الخَدِّ والأَنْفِ وعند اللِّحاظَيْن واحدها ضُفْرُوطٌ والضِّبَطْرُ المكْتَنِزُ الشَّدِيدُ الضَّابِط أسَدٌ ضِبْطَرٌ وجَمَلٌ ضِبْطَرٌ والضُّمْرُوطُ الضُّمْرُ وضِيقُ العَيْش والضُّمْروطُ أيضاً مَسِيلُ الماءِ ضَيِّقٌ في وَهْدَةٍ بين جَبَلَيْن وأما قولُ القَضِيمِ بن مُسْلِمٍ البكائيِّ

(وبَيَّتَ أُمَّهُ فأَسَاغَ نَهْساً ... ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْرِ نَارِ)

إنما أرادَ مَضايق ما بَيْن أَلْيَتَيْها شَبَّههُ بالمَسِيلِ الضَّيِّق بين الجَبَلَيْن وجعله ابنُ جنِّي فَماعيل من الضِّرط ورَوَى البيت

(فباتت تَشْتَوِي واللَّيْل داجٍ ضَمارِيطَ ... )

كَبِرَ

(كَبِرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْمُتَكَبِّرُ
والْكَبِيرُ*
» أَيِ الْعَظِيمُ ذُو الكبْرياء.
وَقِيلَ: المُتعالي عن صفات الخلق. وَقِيلَ: المُتَكَبِّر عَلَى عُتاةَ خَلْقِه.
وَالتَّاءُ فِيهِ للتّفَرّد والتَّخَصّص لَا تَاءُ التَّعَاطِي والتَّكَلُّف.
والكِبْرياء: العَظَمة والمُلْك. وَقِيلَ: هِيَ عِبارة عَنْ كَمال الذَّات وَكَمَالِ الْوُجُودِ، وَلَا يُوصَف بِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ. وَهُمَا مِنَ الكِبر، بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْعَظَمَةُ. وَيُقَالُ: كَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُرُ: أَيْ عَظُم، فَهُوَ كَبِير.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «اللَّهُ أَكْبَرُ» مَعْنَاهُ اللَّهُ الكْبير ، فوُضِع أفْعَل مَوْضع فَعِيل، كَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ:
إِنَّ الَّذِي سَمَك السَّمَاءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتاً دَعَائِمُه أعَزُّ وَأطْوَلُ
أَيْ عَزيزة طَوِيلَةٌ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: اللَّهُ أَكْبَر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، أَيْ أعْظَم، فحُذِفت «مِنْ» لُوِضوح مَعْنَاهَا «وأَكْبَر» خَبَر، والأخْبَار لَا يُنْكر حَذْفُها، [وَكَذَلِكَ مَا يَتَعَلَّق بِهَا] .
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: اللَّهُ أكْبَر مِنْ أَنْ يُعْرَف كُنْهُ كِبْريائه وعَظَمَته، وَإِنَّمَا قُدِّر لَهُ ذَلِكَ وَأُوِّلَ، لِأَنَّ أفْعَلَ فُعْلَى يَلْزَمه الْأَلِفُ وَاللَّامُ، أَوِ الْإِضَافَةُ، كالأَكْبَر وأَكْبَر، الْقَوْمِ.
ورَاءُ «أَكْبَر» فِي الأذانِ والصَّلاة ساكِنة، لَا تُضَمُّ لِلْوَقْفِ، فَإِذَا وُصِل بِكَلَامٍ ضُمَّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا افْتَتح الصلاةَ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا» كَبِيرا مَنْصُوبٌ بإضْمار فِعْل، كأنه قال: أُكَبِّرُ كَبِيرا . وَقِيلَ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى القَطْع مِنِ اسْم اللَّهِ تَعَالَى .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ»
قِيلَ: هُوَ يَوْمُ النَّحْر. وَقِيلَ: يَوْمُ عَرفة، وَإِنَّمَا سُمِّي الْحَجَّ الأَكْبَر؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّون العُمْرةَ الحجَّ الأصغَر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «سَجَد أحَدُ الأَكْبَريْن فِي «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» أَرَادَ أحَدَ الشَّيْخَين أَبَا بَكْرٍ وعُمر.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رجُلاً مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ، فَقَالَ: ادْفَعوا مَالَهُ إِلَى أكبَر خُزاعة» أَيْ كَبِيرِهم، وَهُوَ أقْرَبُهم إِلَى الجَدّ الأعْلَى.
(س) وَفِيهِ «الوَلاَءُ للْكُبْر» أَيْ أَكْبَر ذُرَّيَّة الرجُل، مِثل أَنْ يَمُوتَ الرجُل عَنِ ابنَين فيَرِثان الوَلاَء، ثُمَّ يَمُوتُ أحَدُ الابْنَيْن عَنْ أَوْلَادٍ، فَلَا يَرِثُون نَصِيبَ أَبِيهِمْ مِنَ الوَلاَء، وَإِنَّمَا يَكُونُ لِعَمِّهم، وَهُوَ الِابْنُ الْآخَرُ.
يُقَالُ: فُلانٌ كُبْرُ قَوْمِه بالضَّم، إِذَا كَانَ أقْعَدَهم فِي النَّسَب، وهُو أَنْ يَنْتَسب إِلَى جَدِّه الأكْبَر بآبَاء أقلَّ عَدَدًا مِنْ بَاقِي عَشِيرته.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ كَانَ كُبْرَ قَومه» لِأَنَّهُ لَمْ يَبْق مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أقْربُ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي حيَاته.
وَمِنْهُ حَدِيثُ القَسامة «الكُبْرَ الكُبْرَ» أَيْ لِيَبْدأ الأَكْبَر بِالْكَلَامِ، أَوْ قَدِّموا الأَكْبَرَ؛ إِرْشَادًا إِلَى الأدَب فِي تَقْدِيمِ الأسَنَّ.
ويُروَى «كَبِّرِ»
الكُبْرَ» أَيْ قَدِّم الأكْبر.
وَفِي حَدِيثِ الدَّفْن «ويُجْعَل الأَكْبَر ممَّا يَلِي القِبْلة» أَيِ الأفْضَل، فَإِنِ اسْتَوَوْا فالأسَنّ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبير وهدْمهِ الْكَعْبَةَ «فَلَمَّا أبْرَز عَنْ ربضه دعا بكُبْره فَنَظروا إليه» أى بمشايخه وكُبَرائه. والكُبْر هاهنا: جمْع الأَكْبَر، كأحْمَر وَحُمْر.
وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ «بُعِثَ نَبيٌّ مِنْ مُضَر يَدْعو بِدِينِ اللَّهِ الكُبَرِ» الكُبَرُ:
جَمْع الكُبْرَى.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ»
وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: بِشَرَائِعِ دِين اللَّهِ الكُبَر.
وَفِي حَدِيثِ الْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ «وَرِثْتُه كابِراً عَنْ كابِر» أَيْ وَرِثْتُه عَنْ آبَائِي وأجْدادي، كَبِيراً عَنْ كَبِيرٍ، فِي الْعِزِّ والشَّرَف.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تُكَابِروا الصلاةَ بِمْثلها مِنَ التَّسْبيح فِي مَقام واحِد » كَأَنَّهُ ارادَ لاَ تُغَالِبوها: أَيْ خَفِّفوا فِي التَّسبيح بعْد التَّسليم.
وَقِيلَ: لَا يَكُن التَّسْبيحُ الَّذِي فِي الصَّلَاةِ أكْثَرَ مِنْهَا، ولْتَكُن الصَّلَاةُ زَائِدَةً عَلَيْهِ.
وَفِيهِ ذِكر «الكَبَائر» فِي غَيْرِ مَوضِع مِنَ الْحَدِيثِ، واحدتُها: كَبِيرَةٌ، وَهِيَ الفَعْلَة الْقَبِيحَةُ مِنَ الذُّنُوبِ المَنْهيِّ عَنْهَا شَرْعًا، العظِيمِ أمْرُها، كالقَتْل، وَالزِّنَا، والفِرار مِنَ الزّحْف، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَهِيَ مِنَ الصِّفات الغالِبة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الإفْكِ «وَ [هُوَ] الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
» أَيْ مُعْظَمه.
وَقِيلَ: الكِبْر: الْإِثْمُ، وَهُوَ مِنَ الكَبِيرة، كالخِطْء مِنَ الخَطيئة.
وَفِيهِ أَيْضًا «أَنَّ حَسَّانَ كَانَ ممَّنْ كَبُر عَلَيْهَا» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ «إِنَّهُمَا ليُعَذَّبان وَمَا يُعَذَّبان فِي كَبِير» أَيْ لَيْسَ فِي أمْرٍ كَانَ يَكْبُر عَلَيْهِمَا وَيَشُقُّ فِعْلُهُ لو أراده، لَا أَنَّهُ فِي نَفْسِه غيرُ كَبِيرٍ، وكَيْف لَا يَكُونُ كَبِيرا وَهُمَا يُعَذَّبان فِيهِ؟
(س) وَفِيهِ «لَا يَدخُلُ الجنةَ مَنْ فِي قَلْبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَلٍ من كِبْر» يَعْني كبْر الكُفْر والشِّرك، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» .
أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَابَلَه فِي نَقيضِه بِالْإِيمَانِ فَقَالَ: «وَلَا يَدْخُلُ النارَ مَنْ فِي قَلْبه مثْل ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ» أرادَ دُخول تأبيدٍ.
وَقِيلَ: أرادَ إِذَا أُدْخل الجنَّة نُزع مَا فِي قَلْبه مِنَ الكبْر، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» *.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَلَكِنَّ الكِبْر مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ» هَذَا عَلَى الْحَذْفِ: أَيْ وَلَكِنْ ذُو الكِبْر مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، أَوْ وَلَكِنَّ الكِبْر كِبْرُ مَنْ بَطِر الحقَّ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوء الكِبْر» يُرْوَى بِسُكُونِ الْبَاءِ وفَتْحها، فالسُّكون مِنَ الْأَوَّلِ، والفَتْح بِمَعْنَى الــهَرَم والخَرَف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ الْأَذَانِ «أَنَّهُ أخَذَ عُوداً فِي مَنامه لِيَتَّخِذ مِنْهُ كَبَراً» الكَبَر بِفَتْحَتين: الطَّبْل ذُو الرَّأسَين. وَقِيلَ: الطَّبْل الَّذِي لَهُ وَجْهٌ واحِد.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «سُئل عَنِ التَّعْويذ يُعَلَّق عَلَى الْحَائِضِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِي كَبَرٍ فَلَا بَأس بِهِ» أَيْ فِي طَبْل صَغِير.
وَفِي رِوَايَةٍ «إِنْ كَانَ فِي قَصَبَة» .

مَجَجَ

(مَجَجَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ أخَذ حُسْوةً مِنْ ماءٍ فَمَجَّهَا فِي بِئْرٍ، فَفَاضَتْ بِالْمَاءِ الرَّواء» أَيْ صَبَّها. وَمِنْهُ، مَجَّ لُعابَه، إِذَا قَذَفَهُ. وَقِيلَ : لَا يَكُونُ مَجّاً حَتَّى يُباعَد بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قَالَ فِي المَضْمَضة لِلصَّائِمِ: لَا يَمُجُّه، وَلَكِنْ يَشْرَبه، فإنْ أوّلَه خيرُه» أَرَادَ المَضْمضة عِنْدَ الإفْطار: أَيْ لَا يُلْقيه مِنْ فِيهِ فيَذْهَبَ خُلوفُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «فَمَجَّهُ فِي فِيهِ» .
وَحَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ «عَقَلْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّها فِي بِئرٍ لَنا» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بالمُجَاج» أى بالعسل؛ لأنّ الّحل تَمُجُّه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى فِي الْكَعْبَةِ صورَةَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مُرُوا المُجَّاج يُمَجْمِجُون عَلَيْهِ» المُجَّاج: جَمْع مَاجّ، وَهُوَ الرجُل الــهَرِم الَّذِي يَمُجُّ رِيقَه وَلَا يَسْتَطِيعُ حبْسَه. والمَجْمَجَة:
تغيير الكتاب وإفساده عما كتب. ويقال: مَجْمَجَ فِي خَبَرِهِ: أَيْ لَمْ يَشْفِ. ومَجْمَجَ بِي: رَدَّنِي»
مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ.
وَفِي بَعْضِ الكتُب: «مُروا المَجَّاج» بِفَتْحِ الْمِيمِ: أَيْ مُروا الْكَاتِبَ يُسَوِّدُه. سُمّي بِهِ لِأَنَّ قَلمه يمجّ المداد. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «الأذُنُ مَجَّاجَة وَلِلنَّفْسِ حَمْضة» أَيْ لَا تَعِي كلَّ مَا تَسْمَع، وللنَّفْس شَهْوةٌ فِي اسْتِماع الْعِلْمِ.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تَبِعِ العِنَبَ حَتَّى يَظْهَر مَجَجُهُ» أَيْ بُلوغه. مَجَّجَ العِنَبُ يُمَجِّجُ، إِذَا طَابَ وَصَارَ حُلْواً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الخُدْرِي «لَا يَصْلُح السَّلَفُ فِي العِنَب وَالزَّيْتُونِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ حَتَّى يُمَجِّجَ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَال «يُعَقِّل الكَرْمُ ثُمَّ يُكَحِّبَ ثُمَّ يُمَجِّجُ» .

الشَّخْسُ

الشَّخْسُ: الاضْطِرابُ، والاِختلافُ، وفتحُ الحِمارِ فَمَهُ عند التَّثاؤُبِ،
كالتَّشاخُسِ، والفعْلُ كمنع.
وأمْرٌ شَخيسٌ: متفرِّقٌ.
ومَنْطِقٌ شَخيسٌ: مُتَفاوِتٌ.
وأشْخَسَ في المَنْطِقِ: تَجَهَّمَ،
وـ فلاناً: اغْتَابَهُ.
وتَشاخَسَتْ أسنانُهُ: اخْتَلَفَتْ، ومالَ بعضُها، وسَقَطَ بعضٌ هَرَمــاً،
وـ ما بَيْنَهُم: فَسَدَ،
وـ أمْرُهُم: افْتَرَقَ،
وـ رأسُهُ من ضَربِي: افترقَ فِرْقَتَيْنِ.
وشاخَسَ الشَّعَّابُ الصَّدْعَ: مايَلَهُ فبقِيَ غير مُلْتَئمٍ.

الدَّسْكَرَةُ

الدَّسْكَرَةُ بِنَاءٌ شِبْهُ قَصْرٍ وحَوْلَه بُيُوْتٌ، والجميع الدَّساكِرُ، وتكونُ للمُلُوك.
الدَّسْكَرَةُ: القَرْيَةُ، والصَّوْمَعَةُ، والأرضُ المُسْتَوِيَةُ، وبُيوتُ الأعاجِمِ يكونُ فيها الشرابُ والملاهِي، أو بِناءٌ كالقَصْرِ حولَهُ بُيوتٌ
ج: دَساكِرُ،
وة بِنَهْرِ المَلِكِ، منها منصورُ بنُ أحمدَ بنِ الحسينِ،
وة قُرْبَ شَهْرابانَ، منها أحمدُ بنُ بَكْرُونَ شيخُ الخطيبِ البَغْدادِيِ،
وة بينَ بَغْدادَ وواسِطَ، منها أبانُ بنُ أبي حَمْزَةَ،
وة بخُوزِسْتانَ.
الدَّسْكَرَةُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح كافه:
قرية كبيرة ذات منبر بنواحي نهر الملك من غربي بغداد، ينسب إليها أبو منصور منصور بن أحمد بن الحسين بن منصور الدسكري أحد الرؤساء، روى عنه أبو سعد شيئا من الشعر. والدّسكرة أيضا:
قرية في طريق خراسان قريبة من شهرابان، وهي دسكرة الملك، كان هرمــز بن سابور بن أردشير ابن بابك يكثر المقام بها فسميت بذلك، ينسب إليها الحافظ النّشتبري ثم الدسكري، وذكر في بابه، والحافظ لقب له وليس لحفظه الحديث، وينسب إليها أبو العباس أحمد بن بكرون بن عبد الله العطار الدسكري، سمع أبا طاهر المخلص، روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب، وتوفي سنة 431.
والدسكرة: قرية مقابل جبّل، منها كان أبان بن أبي حمزة جدّ محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة ابن الزيات الوزير، وفي أخبار نافع بن الأزرق أنه من نواحي الأهواز. والدسكرة أيضا: قرية بخوزستان، عن البشاري، والدسكرة في اللغة: الأرض المستوية.

الفِنْدُ

الفِنْدُ، بالكسر: الجَبَلُ العظيمُ، أو قِطعَةٌ منه طُولاً، ويفتحُ، ولَقَبُ شَهْلٍ الزِّمَّانيِّ، وأرضٌ لم يُصِبْها مَطَرٌ، والغُصْنُ، والنَّوْعُ، والقومُ مُجْتَمِعَةً، وبالتحريكِ: الخَرَفُ، وإِنْكارُ العَقْلِ لِــهَرَمٍ أو مَرَضٍ، والخَطأُ في القولِ والرَّأي،
والكَذِبُ كالإِفْنادِ، ولا تَقُلْ: عَجوزٌ مُفْنِدَةٌ، لأِنَّها لم تكن ذاتَ رَأْيٍ أبَداً.
وفَنَّدَهُ تَفْنيداً: كَذَّبَهُ، وعَجَّزَهُ، وخَطَّأَ رَأْيَهُ،
كأَفْنَدَهُ،
وـ الفَرَسَ: ضَمَّرَهُ،
وـ فلاناً على الأَمْرِ: أرادَهُ منه،
كفانَدَهُ وتَفَنَّدَهُ،
وـ في الشَّرابِ: عَكَفَ عليه،
وـ فلانٌ: جَلَسَ على شِمْراخٍ من الجَبَلِ.
وفِنْدٌ، بالكسر: جبلٌ بينَ الحَرَمَيْنِ الشَّريفَيْنِ، واسمُ أبي زَيْدٍ مَوْلَى عائِشةَ بنتِ سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وأرْسَلَتْهُ يأتِيها بنار، فَوَجَدَ قَوْماً يَخْرُجونَ إلى مِصْرَ، فَتَبِعَهُمْ، وأقامَ بها سَنَةً، ثم قَدِمَ، فأَخَذَ ناراً، وجاءَ يَعْدو، فَعَثَرَ وتَبَدَّدَ الجَمْرُ، فقالَ: "تَعِسَتِ العَجَلَةُ"، فقيلَ: "أبْطَأُ من فِنْدٍ".
وأفْنادُ اللَّيْلِ: أركانُهُ. و"صلَّى الناسُ على النبيِّ، صلى الله عليه وسلم،
أفْناداً أفْناداً"، أي: فُرادَى بِلا إمامٍ، وقِيلَ: جَماعاتٍ جَماعاتٍ، وحُزِروا ثلاثينَ ألْفاً، ومن الملائِكَةِ سِتِّينَ ألْفاً، لأِنَّ مع كُلٍّ مَلَكَيْنِ. وقولُهُ، صلى الله عليه وسلم: "تَتَّبِعوني أفْناداً أفْناداً يُهْلِكُ بعضُكُمْ بعضاً"، أي:
تَتَّبِعوني ذَوِي فَنَدًٍ، أي: ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنِّعْمَةِ.
وقَدومٌ فِنْدَأْوَةً: حَادَّةٌ.
والفِنْدَأْيَةُ: في الهَمْزِ.
والتَّفَنُّدُ: التَّنَدُّمُ.

سَعَدَ

سَعَدَ يَوْمُنا، كنَفَعَ، سَعْداً وسُعوداً: يَمِنَ، مثلَّثَةً.
والسَّعْدُ: ع قُرْبَ المَدينة، وجَبَلٌ بالحِجازِ،
ود يُعْمَلُ فيه الدُّروعُ، وقيلَ: قَبيلَةٌ، وثُلُثُ اللِّبِنةِ. وكزُبَيْرٍ: رُبْعُها.
واسْتَسْعَدَ به: عَدَّهُ سعيداً.
والسَّعادَةُ: خِلافُ الشَّقاوَةِ. وقد سَعِدَ، كعَلمَ وعُنِي، فهو سعيدٌ ومَسْعودٌ، وأسْعَدَهُ الله، فهو مَسْعودٌ، ولا يقالُ: مُسْعَدٌ.
وأسْعَدَهُ: أعانَهُ.
ولَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، أي: إسْعاداً بعد إسعادٍ.
وسُعودُ النُّجومِ: عَشَرَةٌ: سَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ، وسَعْدُ الذابحِ، وسَعْدُ السُّعودِ، وهذه الأَرْبَعَةُ من مَنازِلِ القَمَرِ، وسَعْدُ ناشِرَةَ، وسَعْدُ المَلِكِ، وسَعْدُ البِهامِ، وسَعْدُ الهُمامِ، وسَعْدُ البارعِ، وسَعْدُ مَطَرٍ، وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المَنازِلِ، كلٌّ منها كوْكَبانِ بينهما في المَنْظَرِ نحوُ ذِراعٍ. وفي العَرَب سُعودٌ كثيرةٌ: سَعْدُ تميمٍ، وسَعْدُ قَيْسٍ، وسَعْدُ هُذَيْلٍ، وسَعْدُ بَكْرٍ، وغير ذلك. ولمَّا تَحَوَّلَ الأَضْبَطُ بنُ قُرَيْعٍ السَّعْديُّ من قومِهِ، انْتَقَلَ في القَبائِلِ، فلما لم يُحْمِدْهُمُ رَجَعَ إلى قومِهِ، وقال: "بكُلِّ وادٍ بنُو سَعْدٍ" يعني سَعْدَ بن زَيْدِ مَناةَ بن تميمٍ.
وبنُو أسْعَدَ: بَطْنٌ، وهو تَذْكِيرُ سُعْدَى.
وقولُهُمْ" أسَعْدٌ أم سُعَيْدٌ" أي: مما يُحَبُّ أو يُكْرَهُ، وأصلُهُ: أنَّ ابْنَيْ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ، خَرجا فرجَعَ سَعْدٌ، وفُقِدَ سُعَيْدٌ، فصارَ يُتَشاءمُ به.
والسَّعْدانةُ: كِرْكِرةُ البعيرِ، والحَمامَةُ، أو اسمُ حَمامَةٍ، وعُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلى،
وـ من الاسْتِ: حِتارُها،
وـ من الميزانِ: عُقْدَةُ كِفَّتِهِ.
والسَّعْداناتُ: هَناتٌ أسْفَلَ العُجايَةِ، كأنَّها أظْفارٌ.
وساعِداكَ: ذِراعاكَ،
وـ من الطائِرِ: جَناحاهُ.
والسَّواعِدُ: مَجارِي الماءِ إلى النَّهْرِ، أو إلى البَحْرِ، ومَجارِي المُخِّ في العَظْمِ.
والسُّعْدُ، بالضم، وكحُبارى: طِيبٌ م، وفيه منفعةٌ عجيبةٌ في القُروحِ التي عَسُرَ انْدِمالُها.
وساعِدَةُ: اسمُ الأَسَدِ، ورجلٌ.
وبنُو ساعِدَةَ: قَومٌ من الخَزْرَجِ، وسَقيفَتُهمْ بمكَّةَ بمَنْزِلَةِ دارٍ لهمْ.
والسَّعيدُ: النَّهْرُ، وبهاءٍ: بيتٌ كانتِ العَرَبُ تَحُجُّهُ (بأُحُدٍ) .
والسَّعيدِيَّةُ: ة بِمِصْرَ، وضَرْبٌ من بُرود اليَمنِ.
وسَعْدٌ: صنَمٌ كان لبني مَلَكانَ،
وبالضم: ع قُرْبَ اليَمامةِ، وجَبَلٌ، وبضمَّتين: تَمْرٌ، وبالتحريك: ماءٌ كان يَجْري تَحْتَ جَبَلِ أبي قُبَيْسٍ،
وأجمَةٌ م.
والسَّعْدانُ: نَبْتٌ من أفضَلِ مَراعِي الإِبِلِ، ومنه" مَرْعًى ولا كالسَّعْدانِ"، وله شَوْكٌ تُشَبَّهُ به حَلَمَةُ الثَّدْي، فيقالُ لها:
سَعدانَةُ الثُّنْدُؤَةِ.
وتَسَعَّدَ: طَلَبَهُ. وكسُبْحانَ: اسْمٌ للإِسْعادِ.
وسُبحانَهُ وسُعْدانَهُ، أي: أُسَبِّحُهُ وأُطِيعُهُ.
والسَّاعِدَةُ: خَشَبَةٌ تُمْسِكُ البَكَرَةَ.
وسَمَّوا: سَعيداً ومَسْعوداً ومَسْعَدَة ومُساعِداً وسَعْدونَ وسَعْدانَ وأسْعَدَ وسُعوداً،
ولِلنِّساءِ: سُعادُ وسَعْدَةُ وسَعيدَةُ وسُعَيْدَةُ.
والأَسْعَدُ: شُقاقٌ كالجَرَبِ، يأخُذُ البَعيرَ فَيَــهْرَمُ منه. وككَتانٍ: ابنُ سُليمانَ المُحَدِّثُ.
والمَسْعودَةُ: مَحَلَّتانِ بِبَغْدادَ.
وبَنُو سَعْدَمٍ: من مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ، والميمُ زائِدَةٌ.
ودَيْرُ سَعْدٍ: ع.
وحَمَّامُ سَعْدٍ: ع بطَريقِ حاجِّ الكوفَةِ،
ومَسْجِدُ سَعْدٍ: مَنْزِلٌ بينَ المُغِيثَةِ والقَرْعاءِ.
والسَّعْدِيَّةُ: مَنْزِلٌ لِبَني سَعْدِ بن الحَارِثِ،
وع لبني عمرِو بنِ ساعِدَةَ،
وع لبني رِفَاعَةَ باليمامةِ، وبِئْرٌ لِبَنِي أسَدٍ، وماءٌ في دِيارِ بني كِلابٍ، وأُخْرى لِبَني قُرَيْظٍ، وقَرْيَتانِ بِحَلَبَ سُفْلى وعُلْيَا.
والسَّعْدى: ة أُخْرى بِحَلَبَ،
وع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ. وقولُ علِيٍّ:
أوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ
في: ش ر ع.
والسَّعْدَتَيْنِ: ة قُرْبَ المَهْدِيَّةِ، منها: خَلَفٌ الشاعِرُ.

الرُّمْحُ

الرُّمْحُ: م، ج: رِماحٌ وأرماحٌ.
ورَمَحَهُ، كمَنَعه: طَعَنَه به.
والرَّمَّاحُ: مُتَّخِذُه،
وصَنْعَتُه: الرِّماحةُ، والفَقْرُ، والفاقَةُ، وابنُ مَيَّادَةَ الشَّاعِرُ.
ورَجُلٌ رامِحٌ: ذُو رُمْحٍ.
وثَوْرٌ رامِحٌ: له قَرْنانِ.
والسِّماكُ الرامِحُ: نَجْمٌ قُدَّامَ الفَكَّةِ، يَقْدُمُهُ كَوْكَبٌ يقولونَ هو رُمْحُهُ.
ورَمَحَهُ الفَرَسُ، كمنع: رَفَسَهُ،
وـ الجُنْدَبُ: ضَرَبَ الحَصَى بِرِجْلَيْهِ،
وـ البَرْقُ: لَمَعَ.
و"أخَذَتِ الإِبِلُ رِماحَهَا": سَمِنَتْ، أو دَرَّتْ كأَنَّها تَمْنَعُ عن نَحْرِها. وكزُبَيْرٍ: الذَّكَرُ.
وذُو الرُّمَيْحِ: ضَرْبٌ من اليَرابيعِ، طَويلُ الرّجْلَيْنِ. وأخَذَ فُلانٌ رُمَيْحَ أبي سَعْدٍ، أي: اتَّكَأَ على العَصَا هَرَمــاً، وأبو سَعْدٍ هو لُقْمانُ الحكِيمُ، أو كُنْيَةُ الكِبَر والــهَرَمِ، أو هو مَرْثَدُ بنُ سَعْدٍ أحدُ وَفْدِ عادٍ. وذُو الرُّمْحَيْنِ: عَمْرُو بنُ المُغيرَةِ لِطولِ رِجْلَيْهِ، ومالِكُ بنُ رَبيعَةَ بنِ عَمْرٍو، لأِنَّهُ كانَ يقاتِلُ بِرُمْحَيْنِ في يَدَيْهِ، ويَزيدُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ، وعبدُ بنُ قَطَنِ بنِ شَمِرٍ.
والأَرْماحُ: نُقْيانٌ طِوالٌ بالدَّهْناءِ.
ورِماحُ الجِنِّ: الطَّاعونُ،
وـ من العَقْرَبِ: شَوْلاها.
ودارَةُ رُمْحٍ: لِبَنِي كلاب.
وذاتُ رُمْحٍ: لَقَبُها،
وة بالشَّامِ.
وكغُرابٍ: ع. وعُبَيْدُ الرِّماحِ، وبِلالُ الرِّماحِ: رَجُلانِ. ومُلاعِبُ الرِّماحِ: عامِرُ بنُ مالِكِ بنِ جَعْفَرٍ، والمَعْروفُ: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، وجَعَلَهُ لَبِيدٌ"رِماحاً" لِلقافِيَةِ.
وقَوْسٌ رَمَّاحَةٌ: شَديدَةُ الدَّفْعِ.
وابنُ رُمْحٍ: رَجُلٌ.
وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لِضَبَّةَ، كانَتْ إذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بَنُو ضَبَّةَ بالغُنْمِ.

البَلَحُ

البَلَحُ، محرَّكةً: بينَ الخَلالِ والبُسْرِ، وقد أبْلَحَ النَّخْلُ. وأحمدُ بنُ طاهِرِ بنِ بَكْرانَ بنِ البَلَحِيِّ: زاهِدٌ، وقد حَدَّثَ. وكصُرَدٍ: النَّسْرُ القَديمُ إذا هَرِمَ، أو طائِرٌ أعْظَمُ منه مُحْتَرِقُ الرِّيش، لا تَقَعُ رِيشَةٌ منه وسْطَ ريش طائِرٍ إلاَّ أحْرَقَتْهُ، ج: كصِرْدانٍ.
وبَلَحَ الثَّرَى، كمَنَعَ: يَبِسَ،
وـ الرَّجُلُ بُلوحاً: أعْيا،
كبَلَّحَ،
وـ الماءُ: ذَهَبَ.
والبَلوحُ: البِئْرُ الذَّاهِبَةُ الماءِ، والرجُلُ القاطِعُ لِرَحمِهِ.
وبَلَحَتْ خَفارَتُهُ: إذا لم يَفِ.
والبالِحُ: الأرضُ لا تُنْبِتُ شيئاً.
والبَلَحْلَحُ: القَصْعَةُ لا قَعْرَ لها.
وتَبالَحا: تَجاحَدا. وكزَليخاءَ: نَباتُ الإِسْليخِ.

هرَبَ

هرَبَ هَرَباً، بالتحريك، ومَهْرَباً وهَرَباناً: فَرَّ، وهَرَّبْتُه،
وـ من الوَتِد نِصْفُه: غابَ.
وأهْرَبَ: أَغْرَقَ في الأَمْرِ، وجَدَّ في الذَّهابِ مَذْعوراً،
وـ الرِّيحُ: سَفَتِ التُّرابَ،
وـ فُلاناً: اضْطَرَّهُ إلى الهَرَبِ،
و"ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ"، أي صادِرٌ عن الماءِ ولا وارِدٌ، أي: ما لَه شيءٌ، أو معناهُ: ليس أحد يَهْرُبُ منه، ولا أحدٌ يَقْرُبُ إليه، فليس هو بشيءٍ.
وهَرِبَ، كفرِح: هَرِمَ.
والهُرْب، بالضم: ثَرْبُ البَطْنِ. وكمِنْبَرٍ: خَشَبَةٌ يُقْبِلُ بها الزَّرَّاعُ ويُدْبِرُ.
والهارِبيَّةُ: مُوَيْهَةٌ لبَنِي هارِبَةَ بنِ ذُبْيانَ، وسَمَّوْا: هَرَّاباً، كشدَّادٍ ومُحْسِنٍ.

نَخَرَ

(نَخَرَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ أخَذ بِنُخْرَةِ الصَّبِيِّ» أَيْ بأنفِه. ونُخْرَتَا الْأَنْفِ: ثَقْباه والنَّخَرَةُ بِالتَّحْرِيكِ: مُقَدَّم الأنفِ. والْمَنْخِرُ والْمَنْخِرَانِ أَيْضًا: ثَقْبا الأنفِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزِّبْرِقان «الأُفَيْطِس النَّخَرَةِ، الَّذِي كَأَنَّهُ يَطَّلِع فِي حِجْرِه» .
(هـ) وَحَدِيثُ عُمَرَ، وَقِيلَ عَلِيٍّ «أَنَّهُ أتِيَ بسَكْرانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: لِلْمِنْخِرَين» أَيْ كَبَّه اللَّه لِمَنْخِرَيه. ومثْلُه قولُهم فِي الدُّعَاءِ: لِلْيَدين وللفَمِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «لمَّا خَلَق اللَّه إبليسَ نَخَرَ» النَّخِيرُ: صوتُ الْأَنْفِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ «رَكِبَ بَغْلةً شَمِط وجْهُها هَرَمــاً، فَقِيلَ لَهُ: أتركَبُ هَذِهِ وَأَنْتَ عَلَى أكْرم ناخِرةٍ بِمِصْرَ؟» النَّاخِرَةُ : الخَيْل، واحدُها: نَاخِرٌ. وَقِيلَ: الْحَمِيرُ؛ لِلصُّوت الَّذِي يَخْرُج مِنْ أنُوفِها. وأهلُ مِصْرَ يُكْثِرون رُكوبَها أَكْثَرَ مِنْ رُكوب البِغال .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّجاشِيّ «لمَّا دَخل عَلَيْهِ عمْرو والوفْد مَعَهُ، قَالَ لَهُمْ: نَخِّرُوا» أَيْ تكلَّموا. كَذَا فُسِّر فِي الْحَدِيثِ. وَلَعَلَّهُ إِنْ كَانَ عَرَبِيًّا مأخوذٌ مِنَ النَّخِيرِ: الصَّوت. ويُروى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ أَيْضًا «فَتَنَاخَرَتْ بَطارِقَتُه» أَيْ تَكَلَّمَتْ، وَكَأَنَّهُ كلامٌ مَعَ غَضَبٍ ونُفُور.
نَخَرَ يَنْخِرُ ويَنْخُرُ نَخيراً: مَدَّ الصَّوْتَ في خَياشيمِهِ.
والمَنْخَرُ، بفتح الميمِ والخاءِ، وبكسرهما وضمِهما وكَمَجْلِسٍ ومُلْمولٍ: الأَنْفُ.
ونُخْرَةُ الأَنْفِ: مُقَدِّمَتُهُ، أو خَرْقُهُ أو ما بَيْنَ المنْخَرَيْنِ، أو أرْنَبَتُهُ،
وـ من الريحِ: شِدَّةُ هُبوبِها.
ونَخَرَ الناقَةَ، كَمَنَعَ: أدْخَلَ يَدَهُ في مَنْخَرِها، ودَلَكَهُ لِتَدِرَّ.
وناقَةٌ نَخورٌ، كصَبورٍ: لا تَدِرُّ إلا على ذلك.
والنَّخِرُ، ككَتِفٍ،
والناخِرُ: البالي المُتَفَتِّتُ،
وقد نَخِرَ، كفَرِحَ،
أو النَّخِرَةُ من العِظامِ: البالِيَةُ،
والناخرَةُ: المُجَوَّفَةُ التي فيها ثُقْبَةٌ. وكزُبَيْرٍ وشَدَّادٍ: اسْمانِ.
والنِخْوارُ، بالكسر: الشَّريفُ المُتَكَبِّرُ، والجَبانُ، والضَّيْفُ
ج: نَخاوِرَةٌ.
والنَّخْوَرِيُّ: الواسِعُ الفَمِ والجَوْفِ، والواسِعُ الإِحْليلِ.
والناخِرُ: الخِنْزيرُ الضارِي
ج: نُخُرٌ، بضمَّتينِ.
وما بها ناخِرٌ: أحدٌ.
وامرأةٌ مِنْخارٌ: تَنْخِرُ عند الجِماعِ، كأنَّها مَجْنونَةٌ.
والتَّنْخيرُ: التَّكْليمُ.
والمَنْخَرُ: هَضْبَةٌ لبَني رَبيعَةَ بنِ عبدِ اللهِ.
والمُنْتَخَرُ، كمُنْتَظَرٍ: ع قُرْبَ المدينةِ بناحِيَةِ فَرْشِ مالِكٍ. وكشَدَّادٍ: النَّخَّارُ بنُ أوْسٍ أنْسَبُ العَرَبِ. والعَدَّاءُ بنُ النَّخَّارِ: صاحِبُ طَلائِعِ بَني القَيْنِ يَومَ بالِغَةَ. وإبراهيمُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ نَخْرَةَ، ويضمُّ: محدِّثٌ.

النابُ

النابُ: السِّنُّ خَلْفَ الرَّبَاعِيَةِ مؤنَّثٌ، ج: أنْيُبٌ وأنْيابٌ ونُيوبٌ.
وأنابيبٌ: جج.
والناقةُ المُسِنَةُ، كالنَّيُّوبِ، كتَنُّورٍ، وجَمْعُهُما: أنيابٌ ونُيوبٌ ونِيبٌ، وأبو لَيْلى أمِّ عِتْبانَ بنِ مالِكٍ.
ونَهْرُ نابٍ: قُرْب أوانى ببَغْدَاد،
و= سيِّدُ القَوْمِ.
والأَنْيَبُ: الغَليظُ النابِ.
ونِبْتُه، كخِفْتُه: أصَبْتُ نابَهُ.
ونَيَّبَ السهمَ: عَجَمَ عُودَه، وأثَّرَ فيه بِنابِه،
وـ الناقةُ: هَرِمَــتْ،
وـ النَّبْتُ: خَرَجَتْ أرُومَتُهُ،
كتَنَيَّبَ. وذُو الأَنْيَابِ: قَيْسُ بنُ مَعْدِ يكَرِبَ، وسُهَيْلُ بنُ عَمْرو بنِ عبدِ شَمْسٍ، رضي الله عنه.

جَرْشَبَ

جَرْشَبَ الجُرْحُ: إذا انْدَمَلَ.
جَرْشَبَ: هُزِلَ، أوْ مَرِضَ ثُمَّ انْدَمَلَ،
وـ المَرْأَةُ: وَلَّتْ، أو بَلَغَتِ الــهَرَمَ أوْخَمْسينَ.
والجُرْشُبُ، بالضمِّ: القَصيرُ.

ثَلَبَهُ

ثَلَبَهُ يَثْلِبُهُ: لامَهُ، وعابَهُ،
وهي: المَثْلَبَةُ، وتُضَمُّ اللاَّمُ،
وـ طَرَدَهُ، وقَلَبَهُ، وثَلَمَهُ.
والثِّلْبُ، بالكسرِ: الجَمَلُ تَكَسَّرَتْ أَنْيَابُهُ هَرَمــاً، وتَنَاثَرَهُلْبُ ذَنَبِهِ، ج: أَثْلاَبٌ وثِلَبَةٌ، كَقِرَدَةٍ، وهي بهاءٍ، والشَّيْخُ، والبَعِيرُ لم يُلْقِحْ، وصَحابِيُّ، أو هو بالتَّاءِ، وتَقَدَّمَ. وكَكَتِفٍ: المُتَثَلِّمُ من الرِّماحِ، وبالتَّحْرِيكِ: التَّقَبُّضُ، والوَسَخُ.
والأَثْلَبُ، ويُكْسَرُ: التُّرابُ والحِجَارَةُ، أو فُتاتُها.
والثَّلِيبُ: الكلأَ الأَسْوَدُ القَدِيمُ، أو كَلأَ عَامَيْنِ، ونَبْتٌ منْ نَجِيلِ السِّباخِ.
وبِرذَوْنٌ مُثَالِبٌ: يَأْكُلُهُ،
والثَّلَبُوتُ، كَحَلَزُونٍ: وادٍ، أو أَرْضٌ بَيْنَ طَيِّئٍ وذُبْيَانَ.
وامرأَةٌ ثَالِبَةُ الشَّوَى: مُتَشَقِّقَةُ القَدَمَيْن.
ورَجُلٌ ثِلْبٌ، بالكسر،
وثَلِبٌ، كَكَتِفٍ: مَعِيبٌ.

نَزَأَ

نَزَأَ بينهم، كمنع: حَرَّشَ، وأفْسَدَ،
وـ عليه: حَمَلَ،
وـ فلاناً عليه: حَمَلَهُ،
وـ عن كذا: رَدَّهُ.
وهو مَنْزُوءٌ به: مُولَعٌ. وإنَّكَ لا تَدْرِي عَلامَ يُنْزَأُ هَرِمُــكَ: بم يُولَعُ عَقْلُكَ ونَفْسُكَ، وإلام يَؤُولُ حالُكَ.

وَطَأَ

(وَطَأَ)
(هـ) فِيهِ «زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالحة خَوْلَةُ بنْتُ حَكِيم أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرج وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَيِ ابْنَتِهِ وَهُوَ يَقول: إنَّكم لَتُبَخِّلون وتُجَبِّنُون وتُجَهِّلُون، وَإِنَّكُمْ لَمِن رَيْحانِ اللَّه، وإنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا اللَّهُ بِوَجّ» أَيْ تَحْمِلون عَلَى البُخْل والجُبْن والجَهل.
يَعْنِي الأوْلاد، فإنَّ الأبَ يَبْخَل بإنْفاق مَالِه ليخَلِّفَه لهُم، ويَجْبُن عَنِ القِتال لِيَعيشَ لهُم فيُرَبَّيَهم، ويَجْهَل لأجْلِهم فَيُلاعِبهم.
وَرَيْحان اللَّه: رِزْقه وعَطاؤه.
وَوَجّ: مِنَ الطَّائِفِ.
والْوَطْءُ فِي الْأَصْلِ: الدَّوْس بالقَدَم، فسُمَّيَ بِهِ الغَزْوُ وَالْقَتْلُ؛ لأنَّ مَن يَطَأُ عَلَى الشَّيء بِرِجْلِه فَقَدِ اسْتَقْصَى فِي هَلاكه وَإِهَانَتِهِ. والمعْنَى أنَّ آخِرَ أخْذَةٍ وَوَقْعةٍ أوْقَعَها اللَّه بالكُفَّار كَانَتْ بِوَجّ، وكانَت غَزْوَة الطَّائف آخِرَ غَزَواتِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنَّه لَمْ يَغْزُ بَعْدَها إلاَّ غَزْوةَ تَبُوك، وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا قِتال.
وَوَجْه تَعَلُّق هَذَا الْقَوْلِ بِمَا قَبْلَه مِنْ ذكْر الأوْلادِ أنَّه إشَارة إِلَى تَقْلِيل مَا بَقِيَ مِنْ عُمُره، فكَنى عَنْهُ بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «اللَّهُم اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ» أَيْ خُذْهُم أخْذاً شدِيدا.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَوَطِئْتَنا وَطْأً عَلَى حَنَقٍ ... وَطءَ المُقَيَّدِ نَابِتَ الــهَرْمِ
وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمة يَرْويه «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْدتَك عَلَى مُضَر» والوَطْدُ: الإثْباتُ والغُمْزُ فِي الْأَرْضِ.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ للخُرّاص: احْتاطُوا لِأَهْلِ الْأَمْوَالِ فِي النَّائِبة والواطِئة» الْوَاطِئَةُ: المَارّة والسَّابِلَة، سُمُّوا بِذَلِكَ لوَطْئِهم الطريقَ. يقُول: اسْتَظْهِرُوا لَهُم فِي الْخَرْصِ، لِمَا يَنُوبُهُمْ وَيَنْزِلُ بِهِمْ مِنَ الضِّيفان.
وَقِيلَ: الْوَاطِئَةُ: سُقَاطَة التَّمر تَقَع فَتُوطَأُ بالأقْدام، فهيَ فاعِلَة بِمَعْنَى مَفْعولَة.
وَقِيلَ : هِيَ مِنَ الْوَطَايَا، جَمْع وَطِيئَة، وَهِيَ تَجْري مَجْرَى العَريَّة، سُمِّيَت بِذَلِكَ لأنَّ صاحِبَها وَطَّأَهَا لِأَهْلِهِ: أَيْ ذَلَّلَهَا وَمَهَّدَهَا، فَهِيَ لَا تَدْخُلُ فِي الخَرْص.
وَمِنْهُ حَدِيثُ القَدَر «وآثَارٍ مَوْطُوءَةٌ» أَيْ مَسْلُوكٍ عَلَيْها بِمَا سَبق بِهِ القَدَرُ، مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ألاَ أُخْبِرُكم بأحَبِّكُم إِلَيَّ وأقْرَبِكم مِنّي مَجالِسَ يَوْمَ القِيامة؟
أحاسِنُكم أخْلاقاً، الْمُوَطَّأُونَ أكْنافاً، الَّذين يَألَفُون ويُؤْلَفُون» هَذَا مَثَل، وحقيقَتُه مِنَ التَّوْطِئَةِ، وَهِيَ التَّمهيد والتَّذليل. وَفِرَاشٌ وَطِىءٌ: لَا يُؤذِي جَنْبَ النَّائم. والأكْنافُ: الجَوانِب. أرادَ الَّذِينَ جوانِبُهم وَطِيئَةٌ، يتمكَّن فِيهَا مَن يُصاحِبُهم وَلَا يَتأذَّى.
(هـ) وَفِيهِ «أنَّ رِعاءَ الإبِل وَرعَاءَ الغَنَم تَفاخَرُوا عِنده، فَأَوْطَأَهُمْ رِعَاءَ الإبِل غَلَبَةً» أَيْ غَلَبُوهُم وقَهُرُوهم بالحُجّة. وأصْلُه أنَّ مَن صَارعْتَه أَوْ قاتَلْتَهُ فَصَرعْتَه أَوْ أثْبَتَّه فقَد وَطِئْتَهُ وأَوْطَأْتَهُ غَيْرَك. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جَعَلَهُم يُوطَأُونَ قَهْراً وغَلَبَة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، لَمَّا خَرَج مُهاجِراً بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فجَعَلْتُ أتَّبِعُ مَآخِذَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَأ ذِكْرَهُ حتَّى انْتَهَيْت إِلَى العَرْج» أَرَادَ: إِنِّي كنتُ أغطِّي خَبَره مِن أَوَّلِ خُروجي إِلَى أَنْ بَلَغْت العَرْج، وَهُوَ مَوْضِع بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فكَنَى عَنِ التَّغْطِيَة وَالْإِيهَامِ بالوطءِ، الَّذِي هُوَ أبْلَغ فِي الْإِخْفَاءِ والسَّتْر.
(س) وَفِي حَدِيثِ النِّساء «وَلَكُمْ عَلَيْهنّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أَحَدًا تَكرهونَه» أَيْ لَا يَأذَنّ لأحدٍ مِنَ الرِّجَالِ الأجانِب أَنْ يَدْخُلَ عليهِنَّ، فيَتَحدَّثَ إليْهنَّ. وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ، لَا يَعْدّونه رِيبَة، وَلَا يَروْن بِهِ بَأْسًا، فَلَمَّا نزَلت آيَةُ الحِجاب نُهُوا عَنْ ذَلِكَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَمّار «أَنَّ رَجُلًا وَشَى بِهِ إِلَى عُمَر فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَب فاجْعَلْه مُوَطَّأَ العَقِب» أَيْ كَثيرَ الأتْباع. دَعَا عَلَيْهِ بِأَنْ يَكُونَ سُلْطاناً أَوْ مُقَدَّما أَوْ ذَا مَالٍ، فَيَتْبَعُهُ النَّاسُ وَيَمْشُونَ وَرَاءَهُ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ جِبْرِيلَ صَلّى بِيَ العِشاء حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، واتَّطَأَ العِشاء» هُوَ افْتَعل، مِنْ وَطَّأْتُهُ. يُقَالُ: وَطَّأْتُ الشَّيءَ فَاتَّطَأَ: أَيْ هَيَّأته فتَهَيَّأ. أَرَادَ أَنَّ الظَّلَامَ كَمُلَ ووَاطَأَ بَعْضُه بَعْضًا: أَيْ وافَق.
وَفِي الْفَائِقِ: «حِينَ غَابَ الشَّفق وأنطى العِشاءُ» قَالَ: وَهُوَ مِنْ قَوْلِ بَني قَيْس:
«لَمْ يَأْتَطِ الجِدادُ. وَمَعْنَاهُ: لَمْ يأتِ حِينُه. وَقَدِ ائْتَطَى يَأْتَطِي، كَائْتَلَى يَأْتَلِي» ، بِمَعْنَى الْمُوَافَقَةِ والمُسَاعَفَة.
قَالَ: «وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ: أَنَّهُ افْتَعَل مِنَ الْأَطِيطِ؛ لأنَّ العَتَمة وقْتُ حَلْب الإبِل، وَهِيَ حِينَئِذٍ تَئِطُّ، أَيْ تَحِنّ إِلَى أوْلادِها، فَجعل الفِعْل للعِشاء وهُو لَهَا اتِّسَاعا» .
وَفِي حَدِيثِ لَيْلَةِ القَدْر «أرَى رُؤياكُم قَدْ تَوَاطَتْ فِي العَشْر الْأَوَاخِرِ» هَكَذَا رُوِي بِتَرْك الْهَمْزِ، وَهُو مِنَ الْمُوَاطَأَةِ: الموافَقَة. وحَقيقَتُه كَأَنَّ كُلاًّ منهما وَطِىءَ مَا وَطِئه الآخَر.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه «لَا نَتَوضأ مِنْ مَوْطَأٍ» أَيْ مَا يُوطَأ مِنَ الْأَذَى فِي الطَّرِيقِ.
أرادَ لَا نُعِيدُ الوُضوءَ مِنْهُ، لَا أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَغْسِلُونه.
(هـ) وَفِيهِ «فأخْرَج إلَيْنا ثَلاثَ أُكَلٍ مِنْ وَطِيئَة» الْوَطِيئَةُ: الغِرَارة يَكُونُ فِيهَا الكَعْكُ والقَدِيدُ وغيرُه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بْنِ بُسْر «أتَيْناه بِوَطِيئَةٍ» هِيَ طعامٌ يُتَّخَذ مِنَ التَّمر كالحَيْس.
ويُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقِيلَ: هُوَ تَصْحيف.

نَفَسَ

(نَفَسَ)
[هـ] فِيهِ «إِنِّي لأَجِدُ نَفَسَ الرحمنِ مِن قِبَلِ اليَمَن» وَفِي رِوَايَةٍ «أجِدُ نفَسَ رَبِّكم» قِيلَ: عَنَى بِهِ الْأَنْصَارَ؛ لأنَّ اللَّه نَفَّسَ بِهِمُ الكَرْبَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، وهُم يَمَانُون؛ لأنَّهم مِنَ الأزْد. وَهُوَ مُسْتَعارٌ مِنْ نَفَسِ الْهَوَاءِ الَّذِي يَرُدّه التَّنَفُّس إِلَى الجَوف فَيُبْرِدُ مِنْ حَرارته ويُعَدِّلُها، أَوْ مِن نَفَسِ الرِّيح الَّذِي يَتَنَسَّمه فيَسْتَروِح إِلَيْهِ، أَوْ مِن نَفَسِ الرَّوضة، وَهُوَ طِيبُ رَوائحها، فَيَتَفرّج بِهِ عَنْهُ. يُقَالُ: أَنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ أمْرِك، وَاعْمَلْ وَأَنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ عُمْرك: أَيْ فِي سَعَة وفُسْحة، قَبْل المرَض والــهَرَمِ ونَحْوِهما. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَسُبُّوا الرِّيح، فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمَنِ» يُريد بِهَا أنَّها تُفَرِّج الكَرْب، وتُنْشِىء السَّحاب، وتَنْشُر الغَيْث، وتُذْهِب الجَدْب.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: النَّفَسُ فِي هَذيْن الحَديثَين اسْمٌ وُضِعَ مَوْضعَ المصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، مِنْ نَفَّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً، كَمَا يقالُ: فَرّج يُفَرِّجُ تَفْريجا وفَرَجاً، كَأَنَّهُ قَالَ: أجِدُ تَنْفيسَ ربِّكُم مِنْ قِبَلِ اليَمنِ، وإنَّ الرِّيح مِنْ تَنْفِيسِ الرَّحْمَنِ بِهَا عَنِ الْمَكْرُوبِينَ.
قَالَ العُتْبي: هَجَمْتُ عَلَى وَادٍ خَصِيبٍ وَأَهْلُهُ مُصْفَرَّةٌ ألوانُهم، فسألتُهم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ شَيْخ مِنْهُمْ: لَيْسَ لَنا رِيحٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن نَفَّسَ عَنْ مُؤمنٍ كُرْبة» أَيْ فرَّج.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثُمَّ يَمشي أَنْفَسَ مِنْهُ» أَيْ أفسَحَ وأبْعَدَ قَلِيلًا.
وَالْحَدِيثُ الآخَر «مَن نَفَّسَ عَنْ غَريمه» أَيْ أخَّر مُطالَبَته.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عمَّار «لَقَدْ أبْلَغْتَ وأوْجَزْت، فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ» أَيْ أطَلْتَ. وَأَصْلُهُ أَنَّ المُتكَلم إِذَا تَنَفَّسَ اسْتَأْنَفَ القَولَ، وسَهُلَت عَلَيْهِ الْإِطَالَةُ.
(س) وَفِيهِ «بُعِثْتُ فِي نَفَسِ السَّاعَةِ» أَيْ بُعِثْتُ وَقَدْ حَانَ قِيامُها وقَرُب، إِلَّا أنَّ اللَّه أخَّرها قَلِيلًا، فبَعَثَني فِي ذَلِكَ النَّفَس، فَأَطْلَقَ النَّفَس عَلَى القُرْبِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ جَعل لِلسَّاعَةِ نَفَساً كَنَفَسِ الْإِنْسَانِ، أرادَ إنِّي بُعِثْتُ فِي وَقْتٍ قَرِيب مِنْهَا أحُسُّ فِيهِ بنَفَسها، كَمَا يُحسُّ بنَفَسِ الْإِنْسَانِ إِذَا قَرُب مِنْهُ. يَعْنِي بُعِثْت فِي وقْتٍ بانَت أشراطُها فِيهِ وظَهَرت علاماتُها.
ويُروَى «فِي نَسَم السَّاعَةِ» وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّنَفُّس فِي الْإِنَاءِ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «أَنَّهُ كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا» يَعْنِي فِي الشُّرْب. الحَديثان صَحِيحَانِ، وهُما باخْتِلاف تَقْديريْن: أحدُهما أَنْ يَشْرَب وَهُوَ يَتَنَفَّس فِي الْإِنَاءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُبينَه عَنْ فِيه، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. والآخَرُ أَنْ يَشْرَب مِنَ الْإِنَاءِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ يَفْصِل فِيهَا فَاهُ عَنِ الْإِنَاءِ. يُقَالُ:
أكْرعَ فِي الْإِنَاءِ نَفَساً أَوْ نَفَسَيْنِ، أَيْ جُرْعةً أو جرعتين. (س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كُنَّا عِنْدَهُ فَتَنَفَّسَ رجُل» أَيْ خَرج مِنْ تَحْتهِ ريحٌ. شبَّه خروجَ الرِّيح مِنَ الدُّبُر بخُروج النَّفَس مِنَ الفَمِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ رِزقُها وأجَلُها» أَيْ مَولُودة. يُقال:
نُفِسَتِ المرأةُ ونَفِسَتْ، فَهِيَ مَنْفوسة ونُفَسَاءُ، إِذَا وَلَدَت. فَأَمَّا الحَيْضُ فَلَا يُقال فِيهِ إِلَّا نَفِسَتْ، بِالْفَتْحِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ أسماءَ بنتَ عُمَيس نَفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ» والنِّفَاسُ: وِلَادُ الْمَرْأَةِ إِذَا وَضَعَتْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَلَمَّا تَعَلَّت مِنْ نِفاسِها تَجَمَّلَت للخُطَّاب» أَيْ خَرَجَت مِنْ أيَّام وِلادَتِها.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ أجْبَر بَنِي عَمّ عَلَى مَنْفُوس» أَيْ ألزَمَهُم إرضاعَه وتَرْبِيَتَه.
(س) وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّهُ [صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] صَلّى عَلَى مَنْفُوسٍ» أَيْ طِفْل حِينَ وُلِدَ. وَالْمُرَادُ أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ وَلَمْ يَعْمَل ذَنْبا.
(هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ المسيَّب «لَا يَرِثُ المَنْفوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخا» أَيْ حَتَّى يُسْمَعَ لَهُ صَوْتٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلمة «قَالَتْ: حِضْتُ فانْسَلَلتُ، فَقَالَ: مَا لَكِ، أَنَفِسْتِ؟» أَيْ أحضتِ. وَقَدْ نَفِسَت المرأةُ تَنْفَسُ، بِالْفَتْحِ، إِذَا حاضَتْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُها بِمَعْنَى الوِلادة والحَيْض.
وَفِيهِ «أخْشَى أَنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَت عَلَى مَن كَانَ قَبْلَكم، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوها» التَّنَافُسُ مِنَ الْمُنَافَسَةِ، وَهِيَ الرّغْبةُ فِي الشَّيْءِ والانْفِرادُ بِهِ، وَهُوَ مِنَ الشَّيءِ النَّفِيسِ الجَيّد فِي نَوْعِه. ونَافَسْتُ فِي الشيءِ مُنَافَسَةً ونِفَاساً، إِذَا رَغِبْتَ فِيهِ. ونَفُسَ بِالضَّمِّ نَفَاسَةً:
أَيْ صَارَ مَرْغوبا فِيهِ. ونَفِسْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ: أَيْ بَخِلْتُ بِهِ. ونَفِسْتُ عَلَيْهِ الشيءَ نَفَاسَةً، إِذَا لَمْ تَره لَهُ أهْلا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَقَدْ نِلْتَ صِهْر رسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ» .
(س) وَحَدِيثُ السَّقِيفة «لَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ» أَيْ لَمْ نَبْخَل.
(س) وَحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «سَقِيم النِّفَاسِ» أَيْ أسقَمَتْه المَنافَسةُ والمُغالَبة عَلَى الشَّيْءِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ تَعَلَّم العَرِبيَّةَ وأَنْفَسَهُمْ» أَيْ أعْجَبَهم.
وَصَارَ عندهُم نَفِيساً. يُقَالُ: أَنْفَسَنِي فِي كَذَا: أَيْ رَغّبَني فِيهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرُّقْيَة إِلَّا فِي النَّمْلة والحُمَة والنَّفْسِ» النَّفْسُ: الْعَيْنُ. يُقَالُ:
أصابَت فُلَانًا نَفْسٌ: أَيْ عَيْن. جعَله القُتيبيّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ سيرينَ وَهُوَ حديثٌ مَرفوعٌ إِلَى النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنَسٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ مَسَح بَطْنَ رافِع، فألْقى شَحْمَةً خَضْراء، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا أنْفُسُ سَبْعَةٍ» يُريدُ عُيُونَهم. وَيُقَالُ للعَائن: نَافِسٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «الكِلاب مِنَ الجِنّ، فَإِنْ غَشِيَتْكم عِنْدَ طَعامِكم فألْقُوا لَهُنّ؛ فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً وأعْيُنا» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخعَي «كُلُّ شيءٍ لَيست لَهُ نَفْسٌ سَائلة، فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّس الْمَاءَ إِذَا سَقَط فِيهِ» أَيْ دَمٌ سَائلٌ.

نَزَحَ

(نَزَحَ)
(هـ) فِيهِ «نَزَلَ الحديبيةَ وَهِيَ نَزَحٌ» النَّزَحُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْبِئْرُ الَّتِي أُخِذ مَاؤُهَا، يُقَالُ: نَزَحَتِ البئرُ، ونَزَحْتُهَا. لازِمٌ ومُتَعَدّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «قَالَ لِقَتادة: ارحَلْ عنِّي، فَقَدَ نَزَحْتَنِي» أَيْ أنْفَدْت مَا عِنْدي.
وَفِي رِوَايَةٍ: «نَزَفْتَني» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطِيح «عَبْدُ الْمَسِيحِ جَاءَ مِنْ بلدٍ نَزيح» أَيْ بِعِيدٍ. فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.
نَزَحَ، كمنع وضَرَبَ،
نَزْحاً ونُزوحاً: بَعُدَ،
وـ البِئْرَ: اسْتَقى ماءَها حتى يَنْفَدَ أو يَقِلَّ،
كأَنْزَحَها.
ونَزَحَتْ هي نَزْحاً، فهي نازِحٌ ونُزُحٌ ونَزُوحٌ: في البُعْدِ والبِئْرِ.
والنَّزَحُ، محركةً: الماءُ الكَدِرُ، والبِئْرُ نُزِحَ أكْثَرُ مائِها.
والنَّزيحُ: البعيدُ.
والمِنْزَحَةُ، بالكسر: الدَّلْوُ وشِبْهُها.
وهو بِمُنْتَزَحٍ: بِبُعْدٍ.
ونُزِحَ به، كعُنِيَ: بَعُدَ عَن دِيارِهِ غَيْبَةً بَعيدَةً، وقوْمٌ مَنازيحُ.
ونَزَحَ القومُ: نَزَحَتْ آبارُهُمْ. ومحمدُ بنُ نازِحٍ، مُحَدِّثٌ، رَوَى عن اللَّيْثِ بنِ سعدٍ. وقوْلُ الجوهريِّ: قال ابنُ هَرْمَــةَ يَرْثِي ابْنَهُ، سَهْوٌ، وإنما يَمْدَحُ ط القاضي ط جعفَرَ بنَ سُلَيمانَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.