Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هذان

أنن

[أنن] أَنَّ الرجل يَئِنُّ من الوجع أَنيناً. قال ذو الرمة:

كما أَنَّ المريضُ إلى عُوَّادِهِ الوَصِب * والأُنانُ بالضم مثل الأَنينِ. وقال المغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخراً: أراك جمعتَ مسألةً وحِرْصاً وعند الفَقْر زَحَّاراً أنانا وكذلك التأنان. قال الراجز إنا وجدنا طرد الهوامل خيرا من التأنان والمسائل وماله حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقة ولا شاة. ويقال: لا أفعله ما أنّ في السماء نجمٌ، أي ما كان في السماء نجمٌ، لغةٌ في عَنَّ. وما أَنَّ في الفُرات قطرةٌ، أي ما كانت في الفرات قطرة. ولا أفعله ما أَنَّ في السماء ماء. وإن وأن: حرمان ينصبان الاسماء ويرفعان الاخبار. فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر. وقد يخففان فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل. وقد تزاد على أن كاف التشبيه تقول: كأنه شمس، وقد تجفف أيضا فلا تعمل شيئا. قال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " كأن وريديه ". وقال آخر: ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقان ويروى: " ثدييه " على الاعمال. وكذلك إذا حذفتها، إن شئت نصبت وإن شئت رفعت قال طرفة:

ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى * يروى بالنصب على الاعمال، والرفع أجود، قال تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) . وإنى وإنني بمعنى، وكذلك كأنى وكأنني، ولكني ولكننى، لانه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التى تلى الياء. وكذلك لعلى ولعلنى، لان اللام قريبة من النون. وإن زدت على إن " ما " صار للتعيين، كقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) لانه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه. وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه، تقول: أريد أن تقوم، والمعنى أريد قيامك، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع، إلا أنها لا تعمل، تقول: أعجبني أن قمت، والمعنى أعجبني قيامك الذى مضى. وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل. تقول: بلغني أن زيد خارج. قال الله تعالى: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها) وأما إن المكسورة فهى حرف للجزاء، يوقع الثاني من أجل وقوع الاول، كقولك: إن تأتني آتك، وإن جئتني أكرمتك. وتكون بمعنى " ما " في النفى كقوله تعالى: (إن الكافرون إلا في غرور) . وربما جمع بينهما للتأكيد، كما قال الراجز الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا أكثر منه قرة وقارا وقد تكون في جواب القسم، تقول: والله إن فعلت، أي ما فعلت. وأما قول عبد الله ابن قيس الرقيات: بكرت على عواذلى يلحيننى وألومهنه ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه أي إنه قد كان كما يقلن. قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب، يكتفى منه بالضمير لانه قد علم معناه. وأما قول الاخفش إنه بمعنى نعم، فإنما يريد تأويله، ليس أنه موضوع في اللغة لذلك. قال: وهذه الهاء أدخلت للسكوت. قال: وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل، كقوله تعالى: (وما يشعر كم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) . وفي قراءة أبى: (لعلها) . وأن المفتوحة المخففة قد تكون بمعنى أي، كقوله تعالى: (وانطلق الملا منهم أن امشوا) . وأن قد تكون صلة للما، كقوله تعالى: (فلما أن جاء البشير) وقد تكون زائدة، كقوله تعالى: (وما لهم ألا يعذبهم الله) ، يريد: وما لهم لا يعذبهم الله. وقد تكون إن المكسورة المخففة زائدة مع ما، كقولك: ما إن يقوم زيد. وقد تكون مخففة من الشديدة، فهذه لا بد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد، كقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) ، وإن زيد لاخوك، لئلا تلتبس بإن التى بمعنى ما للنفي. وأما قولهم: أنا، فهو اسم مكنى، وهو للمتكلم وحده، وإنما بنى على الفتح فرقا بينه وبين أنالتى هي حرف ناصب للفعل، والالف الاخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف، فإن توسطت الكلام سقطت، إلا في لغة رديئة، كما قال حميد ابن بحدل: أنا سيف العشرة فاعرفوني حميدا قد تذريت السناما واعلم أنه قد توصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه. تقول: أنت، وتكسر للمؤنث، وأنتم، وأنتن. وقد تدخل عليها كاف التشبيه تقول: أنت كأنا وأنا كأنت، حكى ذلك عن العرب. وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر وإنما تتصل بالمظهر، تقول: أنت كزيد ولا تقول أنت كى، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حسن وفارق المتصل.
(أ ن ن) : (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ» أَيْ مَخْلَقَةٌ وَمَجْدَرَةٌ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنْ إنَّ التَّوْكِيدِيَّةِ وَحَقِيقَتُهَا مَكَانُ قَوْلِ الْقَائِلِ إنَّهُ عَالِمٌ وَإِنَّهُ فَقِيهٌ.
أ ن ن

أنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً. وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:

فقلت سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب

يعني الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
(أنن) - في حَديِث لَقِيط بنِ عَامِر: " ويَقُولُ ربُّك عزَّ وجل: وإنَّه"
فيه قَولِان: أحدُهما: أن يكون بمَعْنَى نَعَم، والهاء للوَقْف، والآخر: أن تَجعلَ الكَلَام مُختَصراً مُقْتَصِرا مِمَّا بَعدَه عليه، كأنه قال: "وإِنّه كَذَلَك"، أو إنه على ما تَقُول، كما قال الشاعر : بَكَرتْ علىَّ عَوازِلى ... يَلْحَيْنَنِي وألومُهُنَّه
ويَقُلنَ شَيبٌ قد عَلاَ ... ك وقد كَبِرْت فقُلْت: إنَّه
- ومنه حديث فَضالَة بن شَرِيك "أَنَّه أَتَى ابنَ الزُّبَير وقال: إنَّ ناقَتِى قد نَقِب خُفُّها فاحْمِلْنى، فقال ابنُ الزّبير: ارقَعْها بجِلْد واخْصِفْها بهُلْب وانْجُد بها يبرُدْ خُفُّها، وسِرْ بها البَردَين .
فقال فَضَالَة: إنما أَتيتُك مُستَحْمِلا لا مُسْتَوصِفاً، لا حَمَل اللهُ ناقةً حملَتْنِي إليكَ، فقال ابنُ الزُّبَيْر: إنَّ ورَاكِبِها".
: أي نَعَمَ مَعَ راكِبِها، وهذا على القَولِ الأوّل.
- في الحَدِيث: "مَئِنَّة من فِقْه الرّجل".
قيل: هي مَفْعِلة من لَفْظَة "إنَّ" التي هي للتَّأكيد والمُبالَغَة، كما تقول: إنَّ زيدًا عاقِل: أي مُبَالغ في العَقْلِ، وكذا يبنون مَفْعَلة بفَتْح العَيْن في هذا المعنى: كمَجْبَنة ومَحْزَنة ومَبْخَلة، وهذا للوَاحِد والجَمْع بلفظ واحد، وكُلُّ ما دَلَّك على شيء فهو مَئِنَّةٌ له، وقيل: هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله:
* إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * 
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله".
وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح.
أنن
أنَّ أنَنْتُ، يَئِنّ، ائْنِنْ/ إنَّ، أنًّا وأنينًا، فهو آنّ
• أنَّ المريضُ: تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّ جريح/ متوجِّع".
• أنَّ بابٌ: أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين "أنَّتِ الرِّيحُ".
• أنَّت القوسُ ونحوُها: رنَّ وترُها في امتداد. 

أنَّنَ يؤنِّن، تأنينًا، فهو مُؤَنِّن
• أنَّنَ المريضُ: أنَّ، تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّن مصاب". 

أنَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف توكيد ونصب من أخوات إنَّ يدخل على الجملة الاسميّة فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وإذا دخلت عليه (ما) كفَّته عن العمل "علمت أنّ الحقَّ منتصرٌ- {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} - {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} - {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- على أنَّ ... : للاستدراك. 

أَنّ [مفرد]: مصدر أنَّ. 

أنَّة [مفرد]: ج أنَّات:
1 - اسم مرَّة من أنَّ: "مات ولم نسمعْ له أنَّة".
2 - أنين، تأوُّه، إخراج النفس بصوتٍ فيه توجُّع وتحزُّن "توجّعتُ من أنّات الجريح- أنَّة ألم" ° أنَّات وآهات. 

أنين [مفرد]:
1 - مصدر أنَّ.
2 - صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا "للساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين". 
أنن قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ فِي الحَدِيث غير هَذَا. قَوْله: فَإِن ذَلِك مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَإِن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مُكَافَأَة مِنْكُم لَهُم. كحديثه الآخر: من أزلّت عَلَيْهِ نعْمَة فليكافئ بهَا فَإِن لم يجد فليظهر ثَنَاء حسنا فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: فَإِن ذَاك يُرِيد هَذَا الْمَعْنى وَهَذَا اخْتِصَار من كَلَام الْعَرَب وَهُوَ من أفْصح كَلَامهم اكْتفى مِنْهُ بالضمير [لِأَنَّهُ قد علم مَعْنَاهُ وَمَا أَرَادَ بِهِ الْقَائِل -] وَقد بلغنَا عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى عمر بْن عبد الْعَزِيز من قُرَيْش يكلمهُ فِي حَاجَة [لَهُ -] فَجعل يمت بقرابته فَقَالَ [عمر -] : فَإِن ذَاك ثمَّ ذكر لَهُ حَاجته فَقَالَ: لَعَلَّ ذَاك. لم يزدْ على أَن قَالَ: فَإِن ذَاك وَلَعَلَّ ذَاك أَي إِن ذَاك كَمَا قلت وَلَعَلَّ حَاجَتك أَن تقضي وَقَالَ ابْن قيس الرقيات: [الْكَامِل]

بكرت على عواذلي ... يلحينني وألومهنّهْ ... وَيَقُلْنَ شيب قد علا ... ك وَقد كَبرت فَقلت إنّهْ

أَي أَنه [قد كَانَ] كَمَا تقلن. والاختصار فِي كَلَام الْعَرَب كثير لَا يُحْصى وَهُوَ عندنَا أعرب الْكَلَام وأفصحة وَأكْثر مَا وَجَدْنَاهُ فِي الْقُرْآن من ذَلِك قَوْله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسَى إنِ أضْرِبْ بِّعَصّاكَ الْبَحْرَ فَأنْفَلَقَ} إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَضَربهُ فانفلق وَلم يقل: فَضَربهُ لِأَنَّهُ حِين قَالَ: أَن اضْرِب بعصاك علم أَنه قد ضربه وَمِنْه قَوْله: {وَلَا تحلقوا رؤوسكم حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضْاً أوْ بِه أَذًى مِّنْ رَأسِه فَفِدْيَةٌ مِّنْ صيَام} وَلم يقل: فحلق ففدية من صِيَام اختصر وَاكْتفى مِنْهُ بقوله: وَلَا تحلقوا[رءوسكم -] وَكَذَلِكَ قَوْله: {قَالَ مُوْسى أتّقُوْلُوْنَ لِلْحَقَ لَمَّا جَاءَكُمْ أسِحْرٌ هَذا ولاَ يُفلِحُ السَّاحِرُوْنَ} وَلم يخبر عَنْهُم فِي هَذَا الْموضع أَنهم قَالُوا: إِنَّه سحر [و -] لَكِن لما قَالَ [تبَارك وَتَعَالَى -] : أَسِحْرٌ هَذَا علم أَنهم قد قَالُوا: إِنَّه سحر وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ انْدَاداً لَيضل عَنْ سَبِيلِه قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَليْلا إنْكَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} - يُقَال فِي التَّفْسِير: [مَعْنَاهُ -] أَهَذا أفضل أم من هُوَ قَانِت فَاكْتفى بالمعرفة بِالْمَعْنَى وَهَذَا أَكثر من أَن يحاط بِهِ وَأنْشد للأخطل: [الرجز]

لما رأونا والصليبَ طالعا ... ومار سرجيس وموتا ناقعا

خلوا لنا راذان والمزارعا ... كَأَنَّمَا كَانُوا غُرابا وَاقعا أَرَادَ فطار فَترك الْحَرْف الَّذِي فِيهِ الْمَعْنى لِأَنَّهُ قد علم مَا أَرَادَ.
أ ن ن: (أَنَّ) الرَّجُلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ بِالْكَسْرِ (أَنِينًا) وَ (أُنَانًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ وَ (تَأْنَانًا) وَ (إِنَّ) وَ (أَنَّ) حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الِاسْمَ وَيَرْفَعَانِ الْخَبَرَ. فَالْمَكْسُورَةُ مِنْهُمَا يُؤَكَّدُ بِهَا الْخَبَرُ وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ، وَقَدْ تُخَفَّفَانِ، فَإِذَا خُفِّفَتَا فَإِنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ. وَقَدْ تُزَادُ عَلَى أَنَّ كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ كَأَنَّهُ شَمْسٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ كَأَنَّ أَيْضًا فَلَا تَعْمَلُ شَيْئًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْمِلُهَا. وَ (إِنِّي) وَ (إِنَّنِي) بِمَعْنًى وَكَذَا كَأَنِّي وَكَأَنَّنِي وَلَكِنِّي وَلَكِنَّنِي لِأَنَّهُ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ وَهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلِي الْيَاءَ وَكَذَا لَعَلِّي وَلَعَلَّنِي لِأَنَّ اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إِنَّ مَا صَارَتْ لِلتَّعْيِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: 60] الْآيَةَ لِأَنَّهُ يُوجِبُ إِثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ. وَ (أَنْ) تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ فَتَنْصِبُهُ تَقُولُ: أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ، أَيْ أُرِيدُ قِيَامَكَ فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ كَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مَصْدَرٍ قَدْ وَقَعَ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ تَقُولُ أَعْجَبَنِي أَنْ قُمْتَ أَيْ أَعْجَبَنِي قِيَامُكَ الَّذِي مَضَى. وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً عَنِ الْمُشَدَّدَةِ فَلَا تَعْمَلُ تَقُولُ بَلَغَنِي أَنْ زَيْدٌ خَارِجٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} [الأعراف: 43] فَأَمَّا إِنِ الْمَكْسُورَةُ فَهِيَ حَرْفٌ لِلْجَزَاءِ يُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ وَإِنْ جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20] وَرُبَّمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ:

مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا
وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُ أَيْ مَا فَعَلْتُ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ. أَيْ إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُكْتَفَى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مَعْنَاهُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْأَخْفَشِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى نَعَمْ فَإِنَّمَا يُرِيدُ تَأْوِيلَهُ لَيْسَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلَتْ لِلسُّكُوتِ. وَقَالَ: وَأَنَّ الْمَفْتُوحَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 109] وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ لَعَلَّهَا. وَأَنِ الْمَفْتُوحَةُ الْمُخَفَّفَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} وَأَنْ قَدْ تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: 96] وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] يُرِيدُ وَمَا لَهُمْ لَا يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ تَكُونُ إِنِ الْمُخَفَّفَةُ الْمَكْسُورَةُ زَائِدَةً مَعَ مَا كَقَوْلِكَ مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الشَّدِيدَةِ، وَهَذِهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] وَإِنْ زَيْدٌ لَأَخُوكَ لِئَلَّا تَلْتَبِسَ بِإِنِ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. وَ (أَنَا) اسْمٌ مَكْنِيٌّ وَهُوَ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنِ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ وَالْأَلِفُ الْأَخِيرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ فَإِنْ تَوَسَّطَتِ الْكَلَامَ سَقَطَتْ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ كَقَوْلِهِ:

أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي
وَتُوصَلُ بِهَا تَاءُ الْخِطَابِ فَيَصِيرَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ تَقُولُ أَنْتَ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ وَأَنْتُمْ وَأَنْتُنَّ. وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ أَنْتَ كَأَنَا وَأَنَا كَأَنْتَ وَكَافُ التَّشْبِيهِ لَا تَتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بِالْمُظْهَرِ تَقُولُ أَنْتَ كَزَيْدٍ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ وَلَا تَقُولُ أَنْتَ كَـ (ي) إِلَّا أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُظْهَرِ فَلِذَلِكَ حَسُنَ قَوْلُهُمْ أَنْتَ كَأَنَا وَفَارَقَ الْمُتَّصِلَ. 
[أن ن] أَنَّ يَئِنُّ أنّا وأَنِينًا وأْنَاناً تأوَّه ورجلٌ أنَّانٌ وأُنَّانٌ وأُنَنَةٌ كثيرُ الأَنِينِ وقيل الأُنَنَةُ الكثير النَّثِّ للشكوى وامرأة أنَّانة كذلك وفي بعض وصايا العرب لا تتخذها حنَّانَةً ولا مَنَّانَةً ولا أنَّانَةً ومَالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أي ناقةٌ ولا شاةٌ وقيل الحانَّةُ الناقة والآنَّةُ الأَمَةُ تَئِنُّ من التعب وأنَّتِ القوس تَئِنُّ أَنِينًا أَلانَتْ صوتَها ومدَّتْهُ حكاه أبو حنيفة وأنشد قول رؤبة

(تَئِنُّ حِيْنَ يَجْذِبُ المَخْطُومَا ... )

(أَنِيْنَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيْمَا ... )

والأُنَنُ طائر يضرب إلى السواد له طَوْقٌ كهيئة طَوْقِ الدُّبْسِيّ أحمر الرجلين والمنقار وقيل هو الوَرَشَانُ وقيل هو مثل الحمام إلا أنه أسود وصوتُه أنين أُوْهْ أُوْهْ وإِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يفعل ذاك أي خَلِيقٌ وقيل مَخْلَقَةٌ من ذاك وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقد يجوز أن تكون مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً فهو على هذا ثلاثي وأتاه على مَئِنَّة ذاك أي حينه ورُبَّانه وفي الحديث مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْه الرجل أي بَيانٌ منه وأنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّا صبَّه وفي كلام الأوائل أُنَّ ماءً ثم اغْلِهِ حكاه ابن دريد قال وكان ابن الكلبي يرويه أُنَّ ماءً ويزعم أن أُنَّ تصحيف وإِنَّ حرف تأكيد وقوله عز وجل {إن هذان لساحران} طه 63 أخبر أبو علي أن أبا إسحاق ذهب فيه إلى أن إنَّ هنا بمعنى نعم وهذان مرفوع بالابتداء وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة وأن تقديره نعم هذان لهما ساحران وحكى عن أبي إسحاق أنه قال هذا الذي عندي فيه والله أعلم وقد بين أبو عليٍّ فساد ذلك فغنِينا نحن عن إيضاحه هنا فأما قوله عز وجل {إِنَّا كُلَّ شَيٍ خَلَقْناه بِقَدَرٍ} القمر 49 {إنا نحن نحيي ونميت} ق 43 ونحو ذلك فأصله إنَّنَا ولكن حذفت إحدى النونين من إِنَّ تخفيفًا وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف وهي أضعف ومن العرب من يبدل همزتها هاءً مع اللام كما أبدلوها في هَرَقْتُ فيقول لَهِنَّكَ لرجُلُ صدقٍ قال سيبويه وليس كل العرب تتكلم بها قال الشاعر

(أَلا يَا سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى ... لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَرِيمُ)

وحكى ابن الأعرابي هِنَّك وواهِنَّكَ وذلك على البدل أيضًا وأنَّ كإنَّ في التأكيد إلا أنه تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاءً ولذلك قال سيبويه وليس إِنَّ كأنَّ إنَّ كالفعل وأنَّ كالاسم ولا تدخل اللام مع المفتوحة فأما قراءة سعيد بن جبير {إلا إنهم ليأكلون الطعام} الفرقان 20 بالفتح فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله

(لَهِنَّكِ في الدُّنَيا لَبَاقِيةُ العُمْرِ ... )

ولا أفعل كذا ما أنَّ في السماء نجما حكاه يعقوب ولا أعرف ما وجه فتح أنَّ هنا إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال ما ثبت أنَّ في السماء نجمًا أو ما وجد أنَّ في السماء نجمًا وحكى اللحياني ما أنَّ ذلك الجبل مكانه وما أنَّ حراءً مكانه ولم يُفسره وكأنَّ حرف تشبيه إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف قال ابن جني إن سأل سائل فقال ما وجه دخول الكاف هاهنا وكيف أصل وضعها وترتيبها فالجواب أن أصل قولنا كأنَّ زيدًا عمروٌ إنما هو إِنَّ زيدًا كعمرو فالكاف هنا تشبيه صريح وهي متعلقة بمحذوف وكأنك قلت إن زيدًا كائنٌ كعمرو وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذي عليه عقدوا الجملة فأزالوا الكاف من وسط الجملة وقدموها إلى أَوَّلِها لإفراط عنايتهم بالتشبيه فلما أدخلوها على إنَّ من قبلها وجب فتح إنَّ لأنَّ المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ولا تقع إلا أوَّلاً أبدا وبقي معنى التشبيه الذي كان فيها وهي متوسطةٌ بحالِهِ فيها وهي متقدمة وذلك قولهم كأنَّ زيدًا عمروٌ إلا أنَّ الكاف الآن لما تقدمت بطل أن تكون معلقة بفعل ولا بشيء في معنى الفعل لأنها فارقت الموضع الذي يمكن أن تتعلق فيها بمحذوف وتقدمت إلى أوَّل الجملة وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلقة بخبر إنَّ المحذوف فزال ما كان لها من التعلق بمعاني الأفعال وليست هاهنا زائدة لأن معنى التشبيه موجود فيها وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها فإن قلت إنَّ الكاف في كأنَّ الآن ليست متعلقة بفعل وليس ذلك بمانع من الجر فيها ألا ترى أن الكاف في قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} الشورى 11 ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارَّةٌ ويؤكد عندك أيضًا هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها وذلك قولك عجبت من أنك قائم وأظن أنك منطلق وبلغني أنك كريم فكما فَتَحْتَ أنَّ لوقوعها بعد العوامل قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضًا في كأنك قائم لأن قبلها عامًلا قد جرَّها وأما قول الراجز

(فَبَادَ حَتَّى لَكَأنْ لَمْ يَسْكُنِ ... )

(فَالْيَومَ أَبْكِي وَمَتَى لَمْ يُبْكِني ... )

فإنه أكد الحرف باللام وقوله

(كَأنَّ دَرِيئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا ... لِنَصْلِ السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ)

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأنَّ في الظرف الزماني الذي هو لما التقينا وجاز ذلك في كأنَّ لما فيها من معنى التشبيه وقد تخفف أَنْ ويرفع ما بعدها قال الشاعر

(أَنْ تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُما ... مِنِّي السَّلامَ وأَنْ لاْ تُعْلِما أحَدا)

قال ابن جني سألت أبا عليٍّ فقلت لم رفع تقرآن فقال أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآنِ قال أبو عليٍّ وأولى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعلَ بلا عوض ضرورة وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون قال وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن قال شبه أنْ بما فلم يُعملها في صلتها وهذا مذهب البغداديّين قال وفي هذا بُعْدٌ وذلك أنَّ أنْ لا تقع إذا وصلت حالاً أبدًا إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أنْ قام زيد ويسرني أنْ يقوم ولا تقول يسرني أن يقوم وهو في حال قيام وما إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا نحو قولك ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى وكل واحدة منها موقع صاحبتها ومن العرب من ينصب بها مخففة وتكون إنَّ في موضع أَجَلْ وحكى سيبويه ائْتِ السوقَ أَنَّك تشتري لنا شيئًا أي لَعَلَّكَ وعليه وجه قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} الأنعام 109 إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له قال الفارسي فسألت عنه أَوَانَ القراءة أبا بكر فقال هو كقول الإنسان إنَّ فلانًا يقرأ ولا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وتبدل من همزة أنَّ مفتوحةً عَيْنٌ فيقال علمت عَنَّك منطلق وقالوا لا أَفْعَلُهُ ما أنَّ في السماء نجم وما أنَّ في الفرات قطرة أي ما كان وحكى اللحياني ما أنَّ في فراتٍ قطرةٌ وقد ينصب ولا أفعَلَهُ ما أنَّ السماءَ سماءٌ قال اللحياني ما كان وإنما فسره على المعنى وأَنَّى كلمة معناها كيف ومِنْ أَيْنَ
أنن
: (} أَنَّ) الرَّجلُ مِن الوَجَعِ ( {يَئِنُّ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (} أَنًّا {وأَنِيناً} وأُناناً) ، كغُرابٍ، وظاهِرُ سياقِه الفتْح وليسَ كذلكَ، فقد قالَ الجوْهرِيُّ {الأُنانُ، بالضمِّ، مثْلُ} الأَنِينِ، وأَنْشَدَ للمُغِيرةِ بنِ حَبْناء يَشْكو أَخاهُ صَخْراً:
أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً وَعند الفَقْرِ زَحَّاراً {أُنانا وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النِّسْعَتَينِ كَمَا} أَنَّ المَرِيضُ إِلَى عُوَّادِه الوَصِبُوذَكَرَ السِّيرافيُّ أَنَّ {أُناناً فِي قوْلِ المُغيرة ليسَ بمصْدَرٍ فيكونُ مثْل زَحَّار فِي كوْنِه صفَةً.
(} وتَأْناناً) :) مَصْدَر أَنَّ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للقيط الطَّائيّ، ويُرْوَى لمالِكِ بنِ الرَّيْب، وكِلاهُما مِن اللّصوصِ: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِخيراً من! التَّأْنانِ والمَسائِل ِوعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِمَلْقوحةً فِي بَطْنِ نابٍ حائِلِ أَي (تَأَوَّهَ) وشَكَا مِنَ الوَصبِ، وكذلكَ: أَنَتَ يأْنِتُ أَنِيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً.
(ورَجُلٌ {أُنانٌ، كغُرابٍ، وشَدَّادٍ وهُمَزَةٍ: كثيرُ} الأَنينِ) .
(قالَ السِّيرافِيّ: قوْلُ المُغِيرة زَحَّار {وأُنان صِفَتان وَاقِعَتان مَوْقِع المَصْدرِ.
وقيلَ:} الأُنَنَةُ: الكثيرُ الكَلامِ، والبَثِّ والشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل،
(وَهِي {أُنَّانَةٌ) ، بالتَّشديدِ، وَفِي بعضِ وَصايَا العَرَبِ: لَا تَتَّخِذْها حَنَّانةً وَلَا مَنَّانة وَلَا أَنَّانةً.
وقيلَ:} الأَنَّانَةُ هِيَ الَّتِي ماتَ زَوْجُها وتَزَوَّجتْ بعْدَه، فَهِيَ إِذا رأَتِ الثَّانِي {أَنَّتْ لمُفارَقَتِه وتَرحَّمَتْ عَلَيْهِ؛ نَقَلَهُ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(و) يقالُ: (لَا أَفْعَلُه مَا} أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْمٌ) ، أَي (مَا كانَ) فِي السَّماءِ نَجْمٌ، لُغَةٌ فِي عَنَّ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللّحْيانيّ.
وَفِي المُحْكَم: وَلَا أَفْعَل كَذَا مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً؛ حَكَاهُ يَعْقوب، وَلَا أَعْرفُ مَا وَجْه فَتْحِ أَنَّ، إِلاَّ أَنْ يكونَ على توهُّمِ الفِعْل، كأَنَّه قالَ: مَا ثَبَت أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً، أَو مَا وُجِدَ أنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً.
وحَكَى اللّحْيانيُّ: مَا أَنَّ ذلكَ الجَبَل مَكانَه، وَمَا أَنَّ حِراءً مكانَه، وَلم يفسّره.
( {وأَنَّ الماءَ) } يؤُنُّه {أَنّاً: (صَبَّه) ؛) وَفِي كَلامِ الأوائِلِ: أنَّ مَاء ثمَّ أَغْلِه: أَي صُبَّه ثمَّ أَغْلِه؛ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وكانَ ابنُ الكلْبي يَرْوِيه أُزَّ مَاء ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحيفٌ.
(و) يقالُ: (مَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا} آنَّةٌ) :) أَي (ناقةٌ وَلَا شاةٌ) ؛) كَذَا فِي الصِّحاحِ والأساسِ.
(و) قيلَ: لَا (ناقَةٌ وَلَا أَمَةٌ) ، فالحانَّةُ: الناقَةُ، {والآنَّةُ: الأَمَةُ تَئِنُّ منَ التَّعَبِ.
(و) } الأُنَنُ، (كصُرَدٍ: طائِرٌ كالحَمامِ) إلاَّ! أنَّه أَسْودُ، لَهُ طَوْقٌ كطَوْقِ الدُّبْسِيّ، أَحْمرُ الرِّجْلَيْن والمِنْقارِ، (صَوْتُه {أَنينٌ: أُوهْ أُوهْ) .) وقيلَ: هُوَ مِنَ الوَرَشانِ.
(وإِنَّهُ} لَمَئنَّةٌ أَن يَكونَ كَذَا: أَي خَليقٌ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ الأَصْمَعيُّ: سأَلَنِي شعْبَةُ عَن! مَئِنَّة فقلْتُ: هُوَ كقوْلِكَ عَلامة وخَلِيق؛
(أَو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ مِن أَنَّ، أَي جَديرٌ بأَنْ يقالَ فِيهِ إِنَّهُ كَذَا) .
(وَفِي الأَساسِ: هُوَ مَئِنَّةٌ للخَيْرِ ومَعْسَاةٌ: من أَن: (وعَسَى أَي هُوَ محلُّ لأنَّ؛ يقالُ فِيهِ: إنَّه لخيِّرٌ وعَسَى أَنْ يفعَلَ خيْراً.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إِنَّه لَمِئِنَّةٌ أَنْ يفعَلَ ذلكَ، وإنَّهم لمَئِنَّةٌ أنْ يفْعَلوا ذلكَ بمعْنَى إنَّه لخَلِيق؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْزِل مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بهمَئِنَّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنَّاتِوقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذلكَ ومَظِنَّة أَنْ يفْعَل ذلكَ؛ وأَنْشَدَ:
مَئِنَّةٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوجِ قالَ الأَزْهرِيُّ: فلانَّ مَئِنَّةً، عِنْدَ اللّحْيانيِّ، مبدِلٌ الهمزةَ فِيهَا مِن الظاءِ فِي المَظِنَّة، لأنَّه ذَكَر حُروفاً تُعاقِبُ فِيهَا الظاءُ الهَمْزَةَ، مثْل قَوْلهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ، وَقد أَفَرَ وظَفَرَ أَي وَثَبَ.
وَفِي الفائِقِ للزَّمَخْشريّ: مَئِنَّةٌ مَفْعِلَةٌ مِن أنَّ التَّوْكِيدِيَّة غَيْر مُشْتَقّة مِن لفْظِها، لأنَّ الحُروفَ لَا يُشْتَق مِنْهَا، وإنَّما ضُمَّنَتْ حُرُوف تَرْكِيبها الإيضَاحِ الدَّلالَةِ على أنَّ معْناها فِيهَا، والمعْنى مَكان يقولُ القائِلُ أنَّه كَذَا؛ وقيلَ: اشْتُقَّ مِن لفْظِها بعْدَما جعَل اسْما كَانَ قَول، انْتهى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَفِي الاشْتِقاقِ قَبْل أَو بَعْد لَا يَخْفى مَا فِيهِ مِن مُخالَفَةِ القواعِدِ الصَّرْفيَّة فتأَمَّل.
وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً، فعلى هَذَا ثلاثيٌّ، يأْتي فِي مَأَنَ. ( {وتَأَنَّنْتُه} وأَنَّنْتُهُ) :) أَي (تَرَضَّيْتُهُ.
(وبِئْرُ {أَنَّى، كحَتَّى) ، ويقالُ بالموحَّدَةِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ، (أَو) أُنَا، (كَهُنا) وَهَكَذَا ضَبَطَه نَصْر، (أَو إِنِي، بكسْرِ النُّونِ المُخَفَّفَةِ) ، وعَلى الأَخِيرَيْن اقْتَصَرَ ياقوتُ، فمحلُّ ذِكْرِه فِي المُعْتلِّ: (مِن آبارِ بَني قُرَيْظَةَ بالمَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
قالَ نَصْر: وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غَزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّضير.
(وأَنَّى تكونُ بمعْنَى حيثُ وكيفَ وأَيْنَ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {فأْتوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم} ، يَحْتَمل الوُجُوه الثلاثَةَ؛ وقوْلُه: أَنَّى لكَ هَذَا، أَي مِن أَيْنَ لكَ، (وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ) ، كقوْلِهِم: أَنَّى يكُنْ أَكُنْ.
(} وإِنَّ) ، بالكسْرِ، ( {وأَنَّ) ، بالفتْحِ: (حَرْفَانِ) ، للتَّأْكِيدِ، (يَنْصِبانِ الاسْمَ ويَرْفَعانِ الخَبَرَ؛ وَقد تَنْصِبُهُما) ، أَي الاسْم والخَبَر إنَّ (المَكْسورَةُ، كقولِهِ) :
(إِذا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيلِ فَلْتَأْتِ ولتَكُن (خُطاكَ خِفافاً} إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا) فالحُرَّاس اسْمها والأُسْد خَبَرها، وكِلاهُما مَنْصوبانِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّم سَبْعينَ خَرِيفاً) وَقد يَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ فيكونُ اسْمُها ضَميرَ شأنٍ مَحْذوفاً نَحْو) الحدِيْث: ((إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيامَةِ المُصَوِّرونَ) ؛ والأَصْلُ! إِنَّه) .
(وَمِنْه أَيْضاً قوْلُه تعالَى: {إِنَّ هذانِ لساحِرانِ} ؛ تَقْديرُه إنَّه كَمَا سَيَأْتي قرِيباً إنْ شاءَ اللَّه تَعَالَى.
(والمَكْسورَةُ) مِنْهُمَا (يُؤَكَّدُ بهَا الخَبَرُ، وَقد تُخَفَّفُ فتَعْمَلُ قَلِيلا وتُهْمَلُ كَثيراً) .
(قالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَتْ أَنَّ على الأَسْماءِ والصِّفاتِ فَهِيَ مُشَدَّدَة، وَإِذا وَقَعَتْ على فِعْل أَو حَرْفٍ لَا يتمكَّن فِي صِفةٍ أَو تَصْريفٍ فخفّفْها، نقولُ: بَلَغَني أَن قد كانَ كَذَا وَكَذَا، تخفِّف مِن أَجْل كانَ لأَنَّها فِعْل، وَلَوْلَا قَدْ لم تحسن على حالٍ مِن الفِعْل حَتَّى تعْتَمد على مَا أَو على الهاءِ كقوْلِكَ {إنَّما كانَ زيْدٌ غائِباً، وبَلَغَنِي أَنَّه كانَ إخْوَتك غيباً، قالَ: وكذلِكَ بَلَغَني أنَّه كانَ كَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُها إِذا اعْتمدَتْ، ومِن ذلِكَ:} إنْ رُبّ رَجُلٍ، فتخَفّف، فَإِذا اعتمدَتْ قلْتَ: إنَّه رُبَّ رجُلٍ، شدَّدْتَ، وَهِي مَعَ الصِّفاتِ مُشَدَّدَة إنَّ لكَ وإِنَّ فِيهَا وإنَّ بكَ وأَشْبَاهها، قالَ: وللعَرَبِ فِي إِنَّ لُغَتانِ: إِحْدَاهما التَّثْقِيل، والأُخْرَى التَّخْفِيف، فأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فإنَّه يَرْفَعُ بهَا إلاَّ {أَنَّ نَاسا مِن أَهْلِ الحِجازِ يخفِّفونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقِيلَة، وقُرىءَ: {} وإِنْ كلاّ لما ليُوَفِّيَنَّهُم} ؛ خفَّفوا ونَصَبُوا؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ فِي تخْفِيفِها مَعَ المُضْمر:
فلوْ {أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتَنِيفِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَديقُوأَنْشَدَ القَوْل الآخر:
لقد عَلِمَ الضَّيْفُ والمُرْمِلونإذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالا} بأَنْكَ رَبيعٌ وغَيْثٌ مَريعوقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا:
وقالَ أَبو طالِبٍ النّحويُّ فيمَا رَوَى عَنهُ المُنْذريّ: أَهْل البَصْرة غَيْر سِيْبَوَيْه وذَوِيه يقُولُونَ العَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّديدةَ وتُعْمِلُها؛ وأَنْشَدُوا: وصَدْرٍ حسن النَّحْر {كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَرادَ} كأَنَّ فخفَّف وأَعْمَل. (وَعَن الكوفيينَ: لَا تُخَفَّفُ) .
(قالَ الفرَّاءُ: لم يُسْمَع أَنَّ العَرَبَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلاَّ مَعَ المَكْنيّ لأنَّه لَا يتبيّن فِيهِ إعْراب، فأَمَّا فِي الظاهِرِ فَلَا، وَلَكِن إِذا خَفَّفوها رَفَعُوا، وأمّا مَنْ خَفَّف {وإِنْ كلاَّ لَما ليُوَفِّيَنَّهم} ، فإنَّهم نصَبُوا كُلاًّ بِلَنُوَفِّيَنَّهم كأَنَّه قالَ: وإِن لَنُوَفِّيَنَّهم كُلاًّ، قالَ: وَلَو رُفِعَت كُلاّ لصلَح ذلكَ، تقولُ: إنْ زيدٌ لقائمٌ.
(وتكونُ) إنَّ (حَرْفَ جَوابٍ بمعْنَى نَعَمْ كَقَوْله) ، هُوَ عبيدُ اللَّهِ بنُ قَيْس الرُّقَيّات:
بَكَرَتْ عليَّ عَواذِلييَلْحَيْنَنِي وأَلُومُهُنَّهْ (ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا (كَ وَقد كَبِرْتَ فقُلْتُ {إِنَّهْ) أَي: إِنَّه كَانَ كَمَا يَقُلْن.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهَذَا اخْتِصارٌ مِن كَلامِ العَرَبِ يُكْتَفى مِنْهُ بالضَّميرِ لأَنَّه قد عُلِم معْناهُ.
وأَمَّا قَوْلُ الأَخْفش إنَّه بمعْنَى نَعَمْ فإنَّما يُريدُ تأْوِيلَه ليسَ} أَنه موضُوعٌ فِي أَصْلِ اللّغَةِ كذلِكَ، قالَ: وَهَذِه الْهَاء أُدْخِلت للسكوتِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ومِن ذلِكَ أَيْضاً قَوْله تعالَى: {إِن هذانِ لَساحِرانِ} ؛ أَخْبَرَ أَبُو عليَ أنَّ أَبا إسْحاق ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَن إنَّ هُنَا بمعْنَى نَعَمْ، وهذانِ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ، وأنَّ اللامَ فِي لَساحِران داخِلَةٌ على غيرِ ضَرُورَةٍ، وَأَن تَقْديرَه نَعَمْ هذانِ هُما ساحِرانِ؛ وَقد رَدّه أَبو عليَ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، وبَيَّن فَسادَهُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو إسْحاق النّحويُّ: قَرَأَ المدنيُّونَ والكُوفيُّون إلاَّ عَاصِمًا: إنَّ هذانِ لَساحِران، ورُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ: إنْ هذانِ، بتخْفِيفِ إنْ؛ وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ و: إِنَّ هذينِ لَساحِران، بتَشْدِيدِ إنَّ ونَصْبِ هذينِ؛ قالَ: والحجَّةُ فِي إنَّ هذانِ لَساحِرانِ، بالتَّشْديدِ والرَّفْع، أنَّ أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى عَن أَبي الخطَّاب أنّها لغةٌ لكنانَةَ، يَجْعلونَ أَلفَ الاثْنَيْن فِي الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على لفْظٍ واحِدٍ. ورَوَى أَهْلُ الكُوفَة والكِسائي والفرَّاءُ: أنَّها لُغَةٌ لبَني الحرِثِ بنِ كَعْبٍ، قالَ: وقالَ النَّحويُّون القُدَماء: هَهُنَا هاءٌ مُضْمرَةٌ، المعْنَى: إنَّه هذانِ لَساحِرانِ.
قالَ أَبو إسْحاق: وأَجْودُ الأَوْجه عنْدِي أَن إنَّ وَقَعَتْ مَوْقعَ نَعَمْ، وأَنَّ اللامَ وَقَعَتْ مَوْقِعَها، وأَنَّ المعْنَى نَعَمْ هذانِ لَهما ساحِرانِ، قالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الجَوْدةِ مَذْهبُ بني كِنانَةَ وبَلْحَرِثِ بنِ كَعْبٍ، فأَمَّا قراءَةُ أَبي عَمْرٍ وفلا أُجيزُها لأَنَّها خِلافُ المصْحَف؛ قالَ: وأَسْتحْسن قِراءَةَ عاصِمٍ، اه.
(وتُكْسَرُ إنَّ) فِي تسْعَةِ مَواضِع.
الأَوّل: (إِذا كانَ مَبْدُؤاً بهَا لَفْظاً أَو مَعْنًى) ليسَ قَبْلها شيءٌ يُعْتَمدُ عَلَيْهِ، (نحْو: إِنَّ زَيْداً قائِمٌ.
(و) الثَّاني: (بَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ) نَحْو: (أَلاَ إِنَّ زَيْداً قائمٌ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {أَلاَ! إنَّهم حِين يثنون صدورَهم} .
(و) الثَّالِثُ: أَنْ يكونَ (صِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ) نَحْوَ قَوْله تعالَى: { (وآتَيْناهُ من الكُنوزِ مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ) لتنوء بالعصْبةِ أولى القُوَّة} .
(و) الرَّابع: أَنْ تكونَ (جَوابَ قَسَمٍ سواءٌ كانَ فِي اسمِها أَو خَبَرِها اللَّامُ أَوْ لمْ يَكُنْ) ، هَذَا مَذْهَب النَّحويِّين يقُولُون: واللَّه إنَّه لقائِمٌ، {وإِنَّه قائِمٌ، وقيلَ: إِذا لم تأْتِ باللاَّم فَهِيَ مَفْتوحَة: واللَّهِ أَنَّك قائِمٌ؛ نَقَلَهُ الكِسائي، وقالَ: هَكَذَا سَمِعْته مِنَ العَرَبِ.
(و) الخامِسُ: أَنْ تكونَ (مَحْكِيَّةً بالقَوْلِ فِي لُغَةِ من لَا يَفْتَحُها قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {} إِنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ} ) ، قالَ الفرَّاءُ: إِذا جاءَتْ بَعْدَ القَوْلِ وَمَا تصرَّف مِنَ القَوْل وكانتْ حكايَةً لم يَقَعْ عَلَيْهَا القوْلُ وَمَا تصرَّف مِنْهُ فَهِيَ مكْسُورَةٌ، وَإِن كانتْ تفْسِيراً للقوْلِ نَصَبَتْها وذلِكَ مثْل قَوْل اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وقوْلِهم {إنَّا قَتَلْنا المَسِيحَ عيسَى ابْن مَريَمَ} ، كسَرْتَ لأنَّها بعْدَ القَوْلِ على الحِكايَةِ.
(و) السَّادِسُ: أَنْ تكونَ (بعدَ واوِ الحالِ) نحْوَ: (جاءَ زَيدٌ وإِنَّ يَدَهُ على رأْسِه.
(و) السَّابِعُ: أَنْ تكونَ (موضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ) نحْو: (زَيْدٌ إِنَّهُ ذَاهِبٌ، خِلافاً للفَرَّاءِ.
(و) الثَّامِنُ: أَنْ تكونَ (قَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ) نحْوَ قوْلِهِ تعالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ} إِنَّكَ لرَسولُهُ) } .) قالَ أَبو عبيدٍ: قالَ الكِسائيُّ فِي قوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وإنَّ الذينَ اخْتَلَفوا فِي الكِتابِ لفي شقاقٍ بَعِيدٍ} ، كُسِرَتْ إنَّ لمَكانِ الَّلامِ الَّتِي اسْتَقْبلتها فِي قوْلهِ: لَفِي، وكذلِكَ كلُّ مَا جاءَك مِن أنَّ فكانَ قَبْله شيءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فإنَّه مَنْصوبٌ، إِلاَّ مَا اسْتَقْبَله لامٌ فإنَّ الَّلامَ تَكْسِره.
قلْتُ: فأمَّا قِراءَة سعيدِ بنِ جُبَيْر: إِلَّا! أَنَّهم ليأْكلُونَ الطَّعامَ بالفتْح فإنَّ الَّلامَ زائِدَةٌ.
(و) التَّاسِعُ: أَنْ تكونَ (بَعْدَ حَيثُ) ، نحْو: (اجلِس حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ) .) فَهَذِهِ المَواضِعُ التِّسْع الَّتِي تُكْسَرُ فِيهَا إنَّ. وفاتَهُ:
مَا إِذا كانتْ مُسْتأْنَفَة بَعْدَ كَلامٍ قدِيمٍ ومَضَى، نحْو قوْلهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْزُنك قَوْلُهم إنَّ العزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} ، فإنَّ المعْنَى اسْتِئْنافٌ، كأَنَّه قالَ: يَا محمدُ إنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَميعاً؛ وكَذلِكَ إِذا وَقَعَتْ بَعْدَ إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّة فإنَّها تُكْسَر سواءٌ اسْتَقْبلَتْها اللامُ أَو لمْ تَسْتقْبلْها كقوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَرْسَلْنا قَبْلَك مِنَ المُرْسَلِين إلاّ {إِنَّهم ليأَكلُونَ الطَّعامَ} ؛ فَهَذِهِ تُكْسَر وَإِن لم تَسْتَقْبلْها لامٌ.
(وَإِذا لَزِمَ التَّأْوِيلُ بمَصْدَرٍ فُتِحَتْ وذلِكَ بَعْدَ لَوْ) ، نَحْو (لَوْ} أَنَّكَ قائِمٌ لقُمْتُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: والمَفْتوحَةُ وَمَا بَعْدَها فِي تأْوِيلِ المَصْدَرِ، (و) أَنَّ (المَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عَن) إنَّ (المَكْسورَةِ فَصَحَّ أَنَّ {أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ} كَإِنَّما) .
(وَفِي التَّهْذيبِ: أَصْلُ إنَّما مَا مَنَعت إنَّ عَن العَمَلِ، ومعْنَى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا زِدْتَ على إنَّ مَا صارَ للتَّعْيِين كقوْلِه تَعَالَى: {إنَّما الصَّدَقاتُ للفُقراءِ والمَساكِينِ} ، لأنَّه يُوجِبُ إثْباتَ الحَكْمِ للمَذْكورِ ونَفْيَه عمَّا عَداه؛ اه.
(واجْتَمعا فِي قوْلِهِ تعالَى: {قُلْ إِنَّما يُوحَى إليَّ أَنَّما إلهُكُمْ إلللههٌ واحِدٌ} ، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِّفَةِ على المَوْصوفِ، والثَّانيةُ لعَكْسه) ، أَي لِقَصْرِ المَوْصوفِ على الصِّفَةِ. (وقولُ من قالَ) مِن النَّحويِّين: (إِنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَةِ) ، وَإِلَيْهِ أَيْضاً يُشيرُ نَصّ الجَوْهرِيّ، (مَرْدودٌ، و) أَنَّ (المَفْتوحَة) قد (تكونُ لُغَةً فِي لَعَلَّ كقَوْلِكَ: إئْتِ السُّوقَ! أَنَّكَ تَشْتَرِي) لنا (لَحْماً) أَو سَويقاً، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
(قيلَ: ومِنهُ قِراءَةُ مَن قَرَأَ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ {أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنونَ) } .
(قالَ الفارِسِيُّ: سأَلْتُ عَنْهَا أَبا بكْرٍ أَوانَ القِراءَةِ فقالَ: هُوَ كقَوْلِ الإنْسان إنَّ فلَانا يَقْرأُ فَلَا يَفْهَم، فتَقُول أَنْتَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّه لَا يَفْهَم.
وَفِي قِراءَةِ أُبَيَ: لَعَلّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنون؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحُطائِطِ بنِ يَعْفُر؛ وقيلَ: هُوَ لدُرَيْدٍ:
أَرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً} لأنَّني أَرى مَا تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّداقالَ الجَوْهرِيُّ: وأَنْشَدَه أَبو زيْدٍ لحاتِمٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ الصَّحيحُ.
قالَ: وَقد وَجَدْته فِي شعْرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنيّ.
قلْتُ: هُوَ فِي الأَغاني لحُطائِطٍ وساقَ قصَّته.
وقالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
أَعاذِكَ مَا يُدْريكِ أنَّ مَنِيَّتيإلى ساعةٍ فِي اليومِ أَو فِي ضُحَى الغَدِ؟ أَي لَعَلَّ مَنِيَّتي.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ على مَا ذَكَرْناهُ قوْلُه تعالَى: {وَمَا يُدْرِيكَ لعَلَّه يَزَّكَّى} ، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعَةَ تكونُ قَرِيبا} .

أنن: أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً، قال ذو الرمة:

يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين، كما

أَنَّ المرِيضُ، إلى عُوَّادِه، الوَصِبُ

والأُنانُ، بالضم: مثل الأَنينِ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه

صخراً:

أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً،

وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا

وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار

في كونه صفة، قال: والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر، قال: وكذلك

التأْنانُ؛ وقال:

إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ

(* قوله «إنا وجدنا إلخ» صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو:

بين الرسيسين وبين عاقل).

وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ

مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ.

ملقوحة: منصوبةٌ بالعِدَة، وهي بمعنى مُلْقَحَةً، والمعنى أَنها عِدةٌ

لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سيده: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه. التهذيب: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ

نَئِيتاً بمعنى واحد. ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ: كثيرُ الأَنين، وقيل:

الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى، ولا يشتقّ منه فعل، وإذا

أَمرت قلت: إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على

تَلْيينِها، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع

الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى. ويقال للمرأَة: إنِّي، كما يقال للرجل

اقْررْ، وللمرأَة قِرِّي، وامرأَة أنّانةٌ كذلك. وفي بعض وصايا العرب: لا

تَتّخِذْها حَنَّانةً

ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً. وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ

ولا شاةٌ، وقيل: الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب.

وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً: أَلانت صوتَها ومَدّته؛ حكاه أَبو حنيفة؛

وأَنشد قول رؤبة:

تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما،

أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما.

والأُنَنُ: طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد، له طَوْقٌ

كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وقيل: هو

الوَرَشان، وقيل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ

أُوهْ. وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ، وقيل: مَخْلَقة من ذلك،

وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فعلى

هذا ثلاثيٌّ. وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه. وفي حديث

ابن مسعود: إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل

أَي بيانٌ منه. أَبو زيد: إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك، وأَنتما

وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك؛ قال

الشاعر:

ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به،

مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ

به تجاوزت عن أُولى وكائِده،

إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات.

أَول حكاية

(* قوله «أول حكاية» هكذا في الأصل). أَبو عمرو: الأَنّةُ

والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد؛ وقال دُكَيْن:

يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ،

مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ،

مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ

يقال: مكان من هلاكِ النفوس، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ

لِمَئِنّةٍ، قال: وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة، والخَروسُ: البَكْرةُ

التي ليست بصافية الصوتِ، والجَروسُ، بالجيم: التي لها صوت. قال أَبو عبيد:

قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت: هو كقولك عَلامة وخَليق، قال

أََبو زيد: هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة؛ قال أبو عبيد: يعني أَن هذا

مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه، قال: وكلُّ شيءٍ دلَّكَ

على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له؛ وأَنشد للمرّار:

فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا: عَرِّسوا

من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّسِ

قال أَبو منصور: والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير

المَئِنّة صحيحٌ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة

للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ، وهي في

مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن.

اللحياني: هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك؛ وأَنشد:

إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ،

ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ

مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ

فكأَن مَئِنّةً، عند اللحياني، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في

المَظِنَّة، لأَنه ذكر حروفاً

تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ، منها قولُهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ

والظَّهَرةِ. وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب. وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا

صبَّه. وفي كلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه؛

حكاه ابن دريد، قال: وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ

تصحيفٌ. قال الخليل فيما روى عنه الليث: إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ

الأَلفِ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء، قال: وإذا كانت

مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام

قديم ومَضَى، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ

الأَلفُ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف. وقال الفراء في إنَّ: إذا جاءت بعد

القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما

تصرَّف منه فهي مكسورة، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله

عز وجل: ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً؛ وكذلك المعنى

استئنافٌ كأَنه قال: يا محمد إن العزَّة لله جميعاً، وكذلك: وقوْلِهم إنَّا

قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على

الحكاية، قال: وأَما قوله تعالى: ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ

اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها

القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ، ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاماً حسَناً

أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام

والكلامُ منصوبٌ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها، قال: وقد تكون إنَّ

بعد القول مفتوحةً

إذا كان القول يُرافِعُها، منْ ذلك أَن تقول: قولُ عبد الله مُذُ اليومِ

أَن الناس خارجون، كما تقول: قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم. وقال

الليث: إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على

فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها، تقول: بلغني أَن قد

كان كذا وكذا، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل، ولولا قَدْ لم تحسن على

حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً،

وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً، قال: وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا،

تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ، ومن ذلك قولك: إنْ رُبَّ رجل، فتخفف، فإذا

اعتمدَتْ قلت: إنه رُبَّ رجل، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ

فيها وإنَّ بك وأَشباهها، قال: وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة: إحداهما

التثقيل، والأُخرى التخفيف، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ

ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة، وقرئَ: وإنْ

كلاً لما ليُوفّينّهم؛ خففوا ونصبوا؛ وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر:

فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني

فِراقَك، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صديقُ

وأَنشد القول الآخر:

لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون،

إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا،

بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع،

وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا

قال أَبو عبيد: قال الكسائي في قوله عز وجل: وإنَّ الذين اختلفوا في

الكتاب لفي شقاق بعيد؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي،

وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب، إلا

ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة

على كل حال، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل: وما

أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ؛ فهذه تُكْسر وإن

لم تستقبلها لامٌ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك: والله إنه

لقائمٌ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ: واللهِ أَنَّكَ قائم، قال: هكذا سمعته

من العرب، قال: والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ. وقال أَبو

طالب النحوي فيما روى عنه المنذري: أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون

العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها؛ وأَنشدوا:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر،

كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ

أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ، قال: وقال الفراء لم نسمع العربَ

تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب، فأَما

في الظاهر فلا، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً

لمَا ليُوَفِّيَنَّهم، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه قال:

وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ، قال: ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك، تقول: إنْ

زيدٌ لقائمٌ. ابن سيده: إنَّ حرف تأْكيد. وقوله عز وجل: إنَّ هذانِ

لساحِران، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى

نَعَمْ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير

ضرورة، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران، وحكي عن أَبي إسحق أَنه قال:

هذا هو الذي عندي فيه، والله أَعلم. قال ابن سيده: وقد بيَّن أَبو عليٍّ

فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا. وفي التهذيب: وأَما قول الله عز

وجل: إنَّ هذان لَساحِران، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما قال فيه

النحويون فحَكَيْت كلامه. قال: قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً: إنَّ

هذان لَساحِران، وروي عن عاصم أَنه قرأَ: إنْ هذان، بتخفيف إنْ، وروي عن

الخليل: إنْ هذان لساحِران، قال: وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران،

بتشديد إنّ ونصْبِ هذين، قال أَبو إسحق: والحجةُ في إنّ هذان لساحِران،

بالتشديد والرفع، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ،

يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: رأَيت

الزيدان، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء: أَنها لغة لبني الحرث بن

كعب، قال: وقال النحويون القُدَماء: ههنا هاءٌ مضمرة، المعنى: إنه هذانِ

لساحِران، قال: وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم؛ وأَنشدوا لابن قيس

الرُّقَيَّات:

بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي

يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ

ويَقُلْنَ: شَيْبٌ قدْ علاّ

كَ، وقد كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ.

أَي إنه قد كان كما تَقُلْن؛ قال أَبو عبيد: وهذا اختصارٌ من كلام العرب

يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه؛ وقال الفراء في هذا: إنهم

زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر، كما

فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي، في الرفع والنصب والجر، قال: فهذا جميع

ما قال النحويون في الآية؛ قال أَبو إسحق: وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت

موقع نَعَمْ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما

ساحران، قال: والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن

كعب، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف، قال:

وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران. وقال غيرُه: العرب تجعل

الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه، والمراد إنه لكذلك، وإنه على ما

تقول، قال: وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس

أَنه موضوع في اللغة لذلك، قال: وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت. وفي حديث

فَضالة بن شَريك: أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال: إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها

فاحْمِلْني، فقال: ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها

البَرْدَين، فقال فَضالةُ: إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً، لا

حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير: إنّ وراكِبَها أَي

نعَمْ مع راكبها. وفي حديث لَقيط ابن عامر: ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي

وإنه كذلك، أَو إنه على ما تقول، وقيل: إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف،

فأَما قوله عز وجل: إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت،

ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً،

وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ، وهي أَضعف، ومن العرب من

يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت، فتقول:

لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قال سيبويه: وليس كلُّ العرب تتكلم بها؛ قال

الشاعر:أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى،

لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم

وحِكى ابن الأَعرابي: هِنّك وواهِنّك، وذلك على البدل أَيضاً. التهذيب

في إنّما: قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل، ومعنى إنما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله:

وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي

المعنى: ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي، وأَنَّ:

كإن في التأْكيد، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها

هاءً، ولذلك قال سيبويه: وليس أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، وأَنَّ

كالاسْمِ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر: إلاَّ

أَنهم ليأْكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله:

لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ

الجوهري: إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ،

فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر،

وقد يُخَفِّفان، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ،

وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه، تقول: كأَنه شمسٌ، وقد تخفف أَيضاً

فلا تعْمَل شيئاً؛ قال:

كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب

ويروى: كأَنْ ورِيدَيْهِ؛ وقال آخر:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ،

كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ

ويروى ثَدْيَيْه، على الإعمال، وكذلك إذا حذفْتَها، فإن شئت نصبت، وإن

شئت رفعت، قال طرفة:

أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى،

وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هل أَنتَ مُخْلدي؟

يروى بالنصب على الإعمال، والرفْعُ أَجود. قال الله تعالى: قل أَفغَيْرَ

الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون، قال النحويون: كأَنَّ

أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه، وهي حرفُ تشبيه، والعربُ تنصب به

الاسمَ وترفع خبرَه، وقال الكسائي: قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك

أميرُنا فتأْمُرُنا، معناه لستَ أََميرَنا، قال: وكأَنَّ أُخرى بمعنى

التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معناه لَيْتَني

قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه، ولذلك نُصِب فأُجيدَه، وقيل: تجيء كأَنَّ

بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء، وكأَنك خارجٌ؛ وقال

أَبو سعيد: سمعت العرب تُنشِد هذا البيت:

ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ

وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً

فخفف وأَعْمَل، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ، ومَن رفع أَراد كأَنها

ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشد:

كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ،

ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ.

قال: يريد كأَنما فقال كأَمَّا، والله أَعلم. وإنِّي وإنَّني بمعنى،

وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه

الحروف، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء، وكذلك

لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون، وإن زِدْتَ على إنَّ ما

صارَ للتَّعيين كقوله تعالى: إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء، لأَنه يُوجِبُ

إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه. وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل

في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه، تقول: أُريد أن تقومَ، والمعنى أُريد قيامَك،

فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع، إلا أَنها لا

تَعْمَل، تقول: أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى، وأَن

قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل، تقول: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛

وفي التنزيل العزيز: ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها؛ قال

ابن بري: قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ،

واسمها مقدَّرٌ

في النيَّة تقديره: أَنه تِلْكُمْ الجنة. ابن سيده: ولا أَفعل كذا ما

أَنَّ في السماء نجْماً؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ، إلا أَن

يكون على توهُّم الفعل كأَنه قال: ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً، أَو

ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً. وحكى اللحياني: ما أَنَّ ذلك الجَبَل

مكانَه، وما أَن حِراءً مكانَه، ولم يفسّره وقال في موضع آخر: وقالوا لا

أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما

عَرَضَ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ

أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ، قال: وقد يُنْصَب، ولا أَفْعَله ما أَنَّ

في السماء سماءً، قال اللحياني: ما كانَ وإنما فسره على المعنى.

وكأَنَّ: حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف؛ قال ابن جني: إن سأَل

سائلٌ فقال: ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها؟

فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو،

فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت: إنَّ زيداً كائنٌ

كعمْرو، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ،

فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم

بالتشبيه، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ، لأَنَّ

المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً، وبقِي معنى

التشبيه الذي كانَ فيها، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها، وهي متقدّمة، وذلك

قولهم: كأَنَّ زيداً

عمروٌ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً

بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن

تتعلَّق فيه بمحذوف، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة، وزالت عن الموضع الذي كانت

فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني

الأَفعال، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها، وإن كانت قد

تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ

التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة؛ قال ابن سيده: فأَقوى

الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف، وإن

قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من

الجرِّ فيها، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى: ليس كمِثْله شيءٌ، ليست

متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً

هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل

الجارّة وغيرها، وذلك قولهم: عجِبتُ مِن أَنك قائم، وأَظنُّ أَنك منطلق،

وبلغَني أَنك كريمٌ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ

الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها؛ وأَما

قول الراجز:

فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ،

فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي

(* قوله «لكأن لم يسكن» هكذا في الأصل بسين قبل الكاف). فإنه أَكَّد

الحرف باللام؛ وقوله:

كأَنَّ دَريئةً، لمّا التَقَيْنا

لنَصْل السيفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما

التَقَيْنا، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه، وقد تُخَفَّف أَنْ

ويُرْفع ما بعدها؛ قال الشاعر:

أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ، وَيحَكُما

منِّي السلامَ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

قال ابن جني: سأَلت أَبا عليّ، رحمه الله تعالى، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟

فقال: أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن؛ قال أَبو علي: وأَوْلى أَنْ

المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة، قال: وهذا على كل حال وإن

كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون، قال: وقرأْت على

محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ، قال: شبَّه أَنْ

بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها، وهذا مذهب البَغْداديّين، قال: وفي هذا

بُعْدٌ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً، إنما هي للمُضيّ أَو

الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام، ويُسرُّني أَن تقوم، ولا تقول سَرَّني

أَن يقوم، وهو في حال قيام، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال

أَبداً نحو قولك: ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن،

فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ

صاحبتها، ومن العرب من يَنصب بها مخففة، وتكون أَنْ في موضع أَجْل. غيره:

وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ، وحكى سيبويه: إئتِ السوقَ أَنك تشتري

لنا سَويقاً أَي لعلك، وعليه وُجِّه قوله تعالى: وما يُشْعِركم أَنها إذا

جاءت لا يؤْمنون؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم، قال

الفارسي: فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال: هو كقول الإنسان إنَّ

فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم، فتقول أَنتَ: وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ

(*

قوله «إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم» هكذا

في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين). وفي قراءة أُبَيٍّ:

لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون؛ قال ابن بري: وقال حُطائِط بن يعْفُر،

ويقال هو لدُريد:

أَريني جَواداً مات هَزْلاً، لأَنَّني

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا

وقال الجوهري: أَنشده أَبو زيد لحاتم قال: وهو الصحيح، قال: وقد وجدته

في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني؛ وقال عدي بن زيد:

أَعاذِلَ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي

إلى ساعةٍ في اليوم، أَو في ضُحى الغَدِ؟

أَي لعل منيتي؛ ويروى بيت جرير:

هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا

نرى العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِيامِ

قال: ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه: وما

يُدْريك لعله يَزَّكَّى، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً. وقال ابن

سيده: وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول: علمتُ عَنَّكَ منطلق.

وقوله في الحديث: قال المهاجرون يا رسول الله، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا،

إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا، فقال: تَعْرفون ذلك لهم؟ قالوا:

نعم، قال: فإنَّ ذلك؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ

اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم؛ ومنه حديثه الآخر: من أُزِلَّتْ

إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ

ذلك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ

الله، إنَّ عبدالله، قال: وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم

الفصيح. وأَنَّى: كلمة معناها كيف وأَين. التهذيب: وأَما إنْ الخفيفةُ

فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه قال: إنْ تقع في موضع

من القرآن مَوْضعَ ما، ضَرْبُ قوله: وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ

لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه؛ معناه: ما مِن أَهل الكتاب، ومثله: لاتَّخَذْناه من

لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين؛ أَي ما كنا فاعلين، قال: وتجيء إنْ في موضع

لَقَدْ، ضَرْبُ قوله تعالى: إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً؛ المعنى:

لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم، ومثله: وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك، وإنْ

كادوا ليَسْتَفِزُّونك؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ، ضَرْبُ قوله: اتَّقُوا اللهَ

وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين،

وكذلك قوله تعالى: فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله؛

معناه إذْ كنتم، قال: وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع

إذْ أَيضاً، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا، من ذلك قوله عز وجل: لا

تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا؛ مَنْ خَفضَها

جعلَها في موضع إذا، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب؛ ومنه قوله

تعالى: وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ؛ من خفضها جعلها

في موضع إذا، ومن نصبها ففي إذ. ابن الأَعرابي في قوله تعالى: فذَكِّرْ

إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى؛ قال: إنْ في معنى قَدْ، وقال أَبو العباس: العرب

تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد، قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولونه

فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فقالوا: نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما

قام زيد. وقال الفراء: إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء، والعرب تُجازِي بحروف

الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ

وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما. وسئل ثعلبٌ: إذا قال الرجل لامرأَته إن

دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، متى تَطْلُق؟ فقال: إذا

فَعَلَتْهما جميعاً، قيل له: لِمَ؟ قال: لأَنه قد جاء بشرطين، قيل له:

فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ؟ فقال: هذه مسأَلةُ محال

لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ، قيل له: فإن قال أَنت طالِقٌ إذا

احْمَرَّ البُسْرُ؟ قال: هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ، قال

الأَزهري: وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ

طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها

بموته أَو بموتِها، قال: وهو قول الكوفيين، ولو قال إذا لم أُطَلِّقْك

ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق، فسكتَ مدَّةً

يمكنه فيها الطّلاق، طَلُقَت؛ قال ابن سيده: إنْ بمعنى ما في النفي

ويُوصل بها ما زائدة؛ قال زهير:

ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ

تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ

قال ابن بري: وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ

القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه:

ورجَّ الفتى للْخَيْر، ما إنْ رأَيْتَه

على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ

وقال ابن سيده: إنما دخَلت إنْ على ما، وإن كانت ما ههنا مصدريةً،

لِشَبَهَها لفظاً

بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما

المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ، أَلا ترى أَنك لو لم

تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها؟

قال سيبويه: وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا، أَلْزَموها ما عوضاً، وهذا

أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً

ما، فيُلْزمون ما، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ،

واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل، وإن كان ليْس مِثْلَه، وإنَّما هو شاذ، ويكونُ

الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ. وفي حديث بيع الثمر: إمّا لا فلا تبَايَعُوا

حتى يَبْدُوَ صلاَحُه؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات

كثيراً، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث، وأَصلها إنْ وما ولا،

فأُدْغِمت النونُ في الميم، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالت العربُ

لا إمالةً

خفيفةً، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً، وهي خطأٌ،

ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ

الجزاء، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك: إنْ تأْتني آتِك،

وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى: إنِ

الكافرون إلاّ في غُرور؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما قال الأَغْلَبُ

العِجْليُّ:

ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَارا

قال ابن بري: إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر، قال: وقد تكون في

جواب القسم، تقول: والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت، قال: وأَنْ قد تكون بمعنى

أَي كقوله تعالى: وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال: وأَن قد تكون

صِلةً

لِلَمَّا كقوله تعالى: فلما أَنْ جاء البشيرُ؛ وقد تكون زائدةً كقوله

تعالى: وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم

الله؛ قال ابن بري: قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً

لِلَمّا وقد تكون زائدةً، قال: هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي

الزائدةُ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ، قال: وقد تكونُ

زائدةً مع ما كقولك: ما إنْ يقُومُ زيد، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد

من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله

تعالى: إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك، لئلا يلتبس بإنْ

التي بمعنى ما للنفي. قال ابن بري: اللامُ هنا دخلت فرقاً

بين النفي والإيجاب، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ

ولا خبر، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له، وقد تدخُلُ هذه

اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً، ومع الفاعل في قولك إن قام

لزيدٌ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، يريدون

إنْ، فيُبْدِلون، وتكون زائدةً مع النافية. وحكى ثعلب: أَعْطِه إنْ شاء

أَي إذا شاء، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه. وأَنْ

تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ، قال سيبويه: وقولُهم

أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً

انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما، وهي ما للتوكيد، ولَرِمَت

كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل، كما كانت الهاءُ

والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء؛ فأَما قول الشاعر:

تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ،

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ،

تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي

فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني، فأَبدل العينَ

مكان الهمزة، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ، وهي مذكورة في موضعها، ويجوز أَنْ يكون

أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي

كانت قول قَتْلاً قَتْلاً

أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به؛ وقوله:

إني زَعيمٌ يا نُوَيْـ

ـقَةُ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح،

أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ

مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح.

قال ثعلب: قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل

عنهما، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم، وتكون

زائدة مع لما التي بمعنى حين، وتكون بمعنى أَي نحو قوله: وانْطَلَق

الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال بعضهم: لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي

ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ

إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها،

ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، وحكى ثعلب أيضاً:

أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء، ولا تُعْطِه إلا أَن

يشاءَ، معناه إذا شاء فأَعْطِه. وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ: قال له

ارْكَبْها، قال: إنها بَدنةٌ، فكرر عليه القولَ فقال: ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت

بَدنةً. التهذيب: للعرب في أَنا لغاتٌ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ

عليها قلت أَنا بوزن عَنَا، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك، بوزن

عَنَ فَعَلْتُ، تحرّك النون في الوصل، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير

المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها، ومن العرب من يقول أَنا

فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن، ومنهم مَن يُسَكِّنُ

النونَ، وهي قليلة، فيقول: أَنْ قلتُ ذلك، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى

آنَ قلتُه؛ قال عديّ:

يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ،

مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟

وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ:

أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني،

أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ، فاعْرِفوني

وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع،

فإن قيل: لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا؟ فقيل:

لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا، وأَما أَنْتَ

فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه، فلذلك

ثُنِّيَ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت

النوناتُ فحُذِفت إحداها، وقيل إنَّا، وقوله عز وجل: إنَّآ أَو إِيَّاكم

(الآية) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا

على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك، معناه إني وإنك، فافْهمه؛ وقال:

إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم،

فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ

إنَّا تثنيةُ إني في البيت. قال الجوهري: وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ

مكنيٌّ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً

بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي

لبيان الحركة في الوقف، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما قال:

أَنا سَيْفُ العَشيرةِ، فاعْرفوني

جميعاً، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا

واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير

أَن تكون مضافة إليه، تقول: أَنت، وتكسر للمؤَنث، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ، وقد

تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول: أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ؛ حكي ذلك عن

العرب، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر، وإنما تتصل بالمُظهر، تقول:

أَنتَ كزيدٍ، ولا تقول: أَنت كِي، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان

بمنزلة المُظْهَر، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل. قال ابن سيده: وأَنَ اسم

المتكلم، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت، مَرْويّ عن قطرب أَنه

قال: في أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ

فعلت، وأَنَهْ فعلت؛ حكى ذلك عنه ابن جني، قال: وفيه ضعف كما ترى، قال ابن

جني: يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً

من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء

قِبَلَه، فهي بدل من الأَلف، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان

الحركة كما أُلحقت الأَلف، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في

كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا

للسكوت: وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ. وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ

أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وتقول في التثنية

أَنْتُما، قال ابن سيده: وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في

أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ

يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما،

يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً، على حدّ زيد وزيدان. ويقال: رجل

أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ.

هذا

هذا:
هذه دراهم خذوها: من العامية المهجنّة (المقري 4:229). وهذاك: ذلك (فوك، بقطر) وكذلك هذاكي (بقطر) هذيك وهذيكي تلك. هذيك الوقت وهذيك الساعة إذا زاد، حينئذ alors. هذاك اليوم، ذلك اليوم هذاك الصوب ذلك الجانب من النهر (على سبيل المثال) أي وراء النهر ووراء الجبال، أي ابعد من الجبال (بقطر) (هل العربية بحاجة إلى هذه المفردات المستهجنة التي تفوح منها رائجة العجمة؟ .. ) (المترجم).

تفسير هذا: قال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول ها وأَلا حرفان

يُفْتَتَحُ بهما الكلام لا معنى لهما إِلا افتتاح الكلام بهما، تقول: هَذا أَخوك،

فها تَنبيهٌ وذا اسم المشار إِليه وأَخُوك هو الخبر، قال: وقال بعضهم ها

تَنْبِيهٌ تَفتتح العَرَبُ الكلامَ به بلا معنًى سِوى الافتتاح: ها

إَنَّ ذا أَخُوك، وأَلا إِنَّ ذا أَخُوك، قال: وإِذا ثَنَّوُا الاسم المبهم

قالوا تانِ أُخْتاك وهاتانِ أُخْتاك فرجَعوا إِلى تا، فلما جمعوا قالوا

أُولاءِ إِخْوَتُك وأُولاءِ أَخَواتُك، ولم يَفْرُقوا بين الأُنثى والذكر

بعلامة، قال: وأُولاء، ممدودة مقصورة، اسم لجماعة ذا وذه، ثم زادوا ها مع

أُولاء فقالوا هؤلاء إِخْوَتُك. وقال الفراء في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ

أُولاء تُحِبُّونَهم؛ العرب إِذا جاءت إِلى اسم مكني قد وُصِفَ بهذا

وهذانِ وهؤلاء فَرَقُوا بين ها وبين ذا وجعَلوا المَكْنِيَّ بينهما، وذلك في

جهة التقريب لا في غيرها، ويقولون: أَين أَنت؟ فيقول القائل: ها أَناذا،

فلا يَكادُون يقُولون ها أَنا، وكذلك التنبيه في الجمع؛ ومنه قوله عز

وجل: ها أَنتمْ أُولاء تُحِبُّونهم، وربما أَعادوها فوصلوها بذا وهذا وهؤلاء

فيقولون ها أَنتَ ذا قائماً وها أَنْتُم هؤلاء. قال الله تعالى في سورة

النساء: ها أَنتُمْ هؤلاء جادَلْتُمْ عنهم في الحياة الدنيا؛ قال: فإِذا

كان الكلام على غير تقريب أَو كان مع اسمٍ ظاهرٍ جعلوها موصولةً بذا

فيقولون ها هو وهذان هما، إِذا كان على خبر يكتفي كل واحد منهما بصاحبه بلا

فعل، والتقريب لا بد فيه من فعل لنقصانه، وأَحبوا أَن يفَرقوا بذلك بين

التقريب وبين معنى الاسم الصحيح. وقال أَبو زيد: بنو عُقَيْلٍ يقولون

هؤلاء، ممدود مُنَوَّنٌ مهموز، قَوْمُكَ، وذهب أَمسٌ بما فيه بتنوين، وتميم

تقول: هؤلا قَوْمُك، ساكن، وأَهل الحجاز يقولون: هؤلاء قومُك، مهموز ممدود

مخفوض، قال: وقالوا كِلْتا تَيْنِ وهاتين بمعنى واحد، وأَما تأْنيث هذا

فإِن أَبا الهيثم قال: يقال في تأْنيث هذا هذِه مُنْطَلِقة فيصلون ياء

بالهاء؛ وقال بعضهم: هذي مُنْطَلِقة وتِي منطلقة وتا مُنْطَلِقة؛ وقال كعب

الغنوي:

وأَنْبَأْتُماني أَنَّما الموتُ بالقُرَى،

فكيف وهاتا رَوْضةٌ وكَثِيبُ

يريد: فكيف وهذه؛ وقال ذو الرمة في هذا وهذه:

فهذِي طَواها بُعْدُ هذي، وهذه

طَواها لِهذِي وخْدُها وانْسِلالُها

قال: وقال بعضهم هَذاتُ

(* قوله« هذات» كذا في الأصل بتاء مجرورة كما

ترى، وفي القاموس شرح بدل منطلقة منطلقات.) مُنْطَلِقةٌ، وهي شاذة مرغوب

عنها، قال: وقال تِيكَ وتِلْكَ وتالِكَ مُنْطَلِقةٌ؛ وقال القطامي:

تَعَلَّمْ أَنَّ بَعْدَ الغَيِّ رُشْداً،

وأَنَّ لِتالِكَ الغُمَرِ انْقِشاعا

فصيّرها تالِكَ وهي مَقُولة، وإِذا ثنيت تا قلت تانِكَ فَعَلَتا ذلك،

وتانِّكَ فَعلتا ذاك، بالتشديد، وقالوا في تثنية الذي اللَّذانِ

واللَّذانِّ واللَّتانِ واللَّتانِّ، وأَما الجمع فيقال أُولئك فعلوا ذلك، بالمدّ،

وأُولاك، بالقصر، والواو ساكنة فيهما. وأَما هذا وهذان فالهاء في هذا

تنبيه وذا اسم إِشارة إِلى شيء حاضر، والأَصل ذا ضُمَّ إِليها ها. أَبو

الدقيش: قال لرجل أَين فلان؟ قال: هوذا؛ قال الأَزهري: ونحو ذلك حفظته عن

العرب. ابن الأنباري: قال بعض أَهل الحجاز هُوَذا، بفتح الواو، قال أَبو

بكر: وهو خطأٌ منه لأَن العلماء الموثوق بعلمهم اتفقوا على أَن هذا من تحريف

العامة، والعرب إِذا أَرادت معنى هوذا قالت ها أَنا ذا أَلقى فلاناً،

ويقول الاثنان: ها نحن ذانِ نَلْقاه، وتقول الرجال: ها نحن أُولاءِ نلقاه،

ويقول المُخاطِبُ: ها أَنتَ ذا تَلْقَى فلاناً، وللاثنين: ها أَنتما ذان،

وللجماعة: ها أَنتم أُولاءِ، وتقول للغائب: ها هو ذا يلقاه وها هُما

ذانِ وها هم أُولاءِ، ويبنى التأْنيث على التذكير، وتأُويل قوله ها أَنا ذا

أَلقاه قد قَرُبَ لِقائي إِياه. وقال الليث: العرب تقول كذا وكذا كافهما

كاف التنبيه، وذا اسم يُشار به، والله أَعلم.

خصم

خصم

1 خَصِمَ, aor. ـَ [inf. n., app., خَصَمٌ,] He contended in an altercation, disputed, or litigated, in a valid, or sound, manner. (Msb.) b2: See also 3: b3: and 8.3 خاصمهُ, inf. n. مُخَاصَمَةٌ (S, Msb, K) and خِصَامٌ (S, Msb) and [quasi-inf. n.] خُصُومَةٌ, (K,) the last said in the S to be a simple subst., (TA,) He contended with him in an altercation, disputed with him, or litigated with him; (K, TA;) i. q. نَازَعَهُ: (Mgh and Msb and K in art. نزع:) accord. to El-Harállee, الخِصَامُ signifies the saying which the listener is made to hear, and which is made to enter his ear-hole, such as may cause him to refrain, or desist, from his assertion, and his plea, or claim. (TA.) You say, خَاصَمْتُهُ

↓ فَخَصَمْتُهُ, (S, Mgh, Msb, K, *) aor. of the latter أَخْصِمُهُ, with kesr, (S, K, *) or أَخْصُمُهُ, with damm, (Mgh, Msb,) or not with damm, (S,) or both these forms of the aor. are used, accord. to AHei; the latter agreeable with analogy; (MF;) the former anomalous; for the regular aor. of an unaugmented sound verb in a case of this kind is with damm, (S, K,) as in the instance of عَالَمْتُهُ فَعَلَمْتُهُ, aor. ـْ (S;) if it has not a faucial letter (S, K) for its medial radical, (K,) in which case it is with fet-h, as in the instance of فَاخَرْتُهُ فَفَخَرْتُهُ, aor. ـْ (S, K,) accord. to the opinion of Ks, but this is contr. to the opinion generally held: (MF:) the inf. n. of خَصَمْتُهُ is خَصْمٌ: (S, * TA:) and the meaning is, [I contended with him in an altercation, or I disputed, or litigated, with him, and] I overcame him in the altercation, &c. (Mgh, Msb.) A2: خاصمهُ also signifies He put it in, or by, the خُصْم, i. e. edge, or side, of the bed. (TA.) 4 اخصمهُ He dictated to him his plea against his adversary in an altercation or a dispute or litigation, (JK, TA,) whereby he might overcome the latter. (JK.) 6 تَخَاْصَمَ see the next paragraph, in two places.8 اختصموا They contended in altercation, disputed, or litigated, one with another; (Msb, TA;) i. q. ↓ تخاصموا; (S, K, TA;) both signifying as above. (TA.) He who reads يَخَصِّمُونَ [in the Kur xxxvi. 49] means يَخْتَصِمُونَ; changing the ت into ص, and incorporating [it into the other ص], and transferring its vowel to the خ: some read يَخِصِّمُونَ, without transferring that vowel; (S, K;) because a quiescent letter, when it is made movent, is [regularly] made so with kesr: (S:) AA slurred the vowel of the خ: the pronunciation [يَخْصِّمُونَ] with two quiescent letters together is incorrect: (S, K:) Hamzeh read ↓ يَخْصِمُونَ, (S,) i. e., with the خ quiescent and with kesr to the ص. (TA.) b2: اِخْتَصَمَا إِلَيْهِ They two applied to him for the decision of a cause, each of them claiming the right. (TA in art. قمط.) And إِلَيْهِ ↓ تُخُوصِمَ [An application was made to him by litigants for the decision of a cause]. (Mgh in art. دلو.) A2: السَّيْفُ يَخْتَصِمُ جَفْنَهُ, said by J to signify The sword cuts (lit. eats) its scabbard, by reason of its sharpness, is a mistake; the verb being correctly with ض, (K, * TA,) dotted. (TA.) خَصْمٌ An adversary in contention or altercation, in dispute, or in litigation; an antagonist; a litigant: (JK, K, TA:) as also ↓ خَصِيمٌ: (JK, S, K, TA:) the former is used alike as masc. and fem. (S, Msb, K) and sing. (JK, S, Msb, K) and dual (Msb, K) and pl.; (JK, S, Msb, K;) because it is originally an inf. n.: (S, TA:) [see an ex. of its use in a pl. sense in a verse cited voce جَنَفٌ:] but it also has the dual form, خَصْمَانِ; (S, Msb;) and the pl. خُصُومٌ (JK, S, Msb, K) and خِصَامٌ (Msb) and perhaps أَخْصَامٌ, [which is a pl. of pauc.,] or this may be pl. of خَصِمٌ: (TA:) the pl. of ↓ خَصِيمٌ is خُصَمَآءُ (JK, S, K) and خُصْمَانٌ. (K.) خُصْمٌ The side (S, K) of anything; (S, TA;) as, for instance, of a load such as is called عِدْل; (S;) and of a bed; and the edge thereof: (TA:) written by Aboo-Moosà with ض; but IAth says that it is correctly with ص: (TA in art. خضم:) a lateral part or portion (S, K) of anything: (S:) a corner, (S, K,) as well as a side, (S,) of an عِدْل, and of a receptacle, such as a خُرْج or a جُوَالِق or an عَيْبَة: (S:) and the [anterior lower] extremity of a [water-bag of the kind termed] رَاوِيَة, that is opposite to the عَزْلَآء; (JK, K, TA; [in the CK, الزّاوِيَةِ and الغَزْلاءِ are erroneously put for الرَّاوِيَةِ and العَزْلَآءِ;]) the upper extremity [correctly extremities, at which are the loops whereby it is suspended upon the side of the camel,] being called the عصم [i. e. عُصْم, pl. of عِصَامٌ]: (TA:) pl. [of pauc.] أَخْصَامٌ and [of mult.] خُصُومٌ: (K:) but some say that the أَخْصَام of the [water-bag termed] مَزَادَة, and its خُصُوم, are its corners: the خُصُوم of a cloud are its sides: (TA:) and أَخْصَامُ العَيْنِ signifies the part, or parts, of the eye upon which the edges of the lids close together. (S, K.) b2: [Also A gap, or an intervening space: it is said in the TA that] الأَخْصَامُ [pl. of الخُصْمُ] signifies الفرج [i. e. الفُرَجُ, pl. of الفُرْجَةُ: and it is added,] one says, of an unsound, a corrupt, or a disordered, affair, لَا يُسَّدُ مِنْهُ خُصْمٌ إِلَّا انْفَتَحَ خُصْمٌ آخَرُ (tropical:) [A gap of it will not be stopped up but another gap will open]; occurring in a trad., meaning, the state of affairs is disordered and distressing, and not to be rectified and repaired. (TA.) b3: [The pl.] خُصُومٌ also signifies The mouths of valleys. (JK, K.) b4: And The lower parts, or stocks, syn. أُصُولٌ, (JK, K,) of [trees of the kind called]

سَرَحَات [pl. of سَرْحَةٌ]; used in this sense by Et-Tirimmáh. (JK.) خَصِمٌ Vehement in altercation or dispute or litigation; (S, K, * TA;) as also ↓ خَصُومٌ: (Ham p. 628:) [or each signifies contentious, disputatious, or litigious:] or the former, knowing, or skilled, in altercation &c., though not practising it: (IB, TA:) or valid, or sound, therein; as also ↓ خَصِيمٌ: (Msb:) or this last signifies one who contends with another in an altercation, disputes with him, or litigates with him: (IB, TA:) the pl. of the first is خَصِمُونَ, (K,) occurring in the Kur xliii. 58; and perhaps أَخْصَامٌ, or this may be a pl. of خَصْمٌ. (TA.) خَصْمَةٌ A certain bead, or gem, or the like, used by men [as an amulet], in the K, مِنْ حُرُوزِ الرِّجَالِ, but correctly, as in the M, مِنْ خَزَرِ الرِّجَالِ, (TA,) worn on the occasion of contending in an altercation, or disputing, or litigating, or on going into the presence of the Sultán; (K, TA;) and sometimes it is beneath the gem of the man's signetring, when it is small; and it may be in his button; and sometimes they put it in the ذُؤَابَة [or cord by which the hilt is occasionally attached to the guard] of the sword: (TA:) also called خَضْمَةٌ. (K and TA in art. خضم.) خُصْمَةٌ and see خُصُومَةٌ.

خُصْمَانِيَّةٌ: see خُصُومَةٌ.

خَصُومٌ: see خَصِمٌ.

خَصِيمٌ: see خَصْمٌ, in two places; and خَصِمٌ.

خُصُومَةٌ Contention or altercation; disputation; litigation; (K, TA;) a subst. from 3 (S, TA) or 8 (JK, * TA) and 6, as also ↓ خُصْمَةٌ and ↓ خُصْمَانِيَّةٌ. (TA.) فَصْلُ الخُصُومَةِ: see art. فصل. [See also an ex. voce حُكْمٌ.]

أُخْصُومٌ The loop of the [sack called] جُوَالِق, (JK, TA,) and of the [load called] عِدْل; (TA;) i. q. أُخْسُومٌ; (K;) but the latter is a dial. var. of weak authority, and disapproved. (TA in art. خسم.)
(خصم) خصما وخصاما أحكم الْخُصُومَة وجادل فَهُوَ خصم
خصم الخصم واحد وجميع ممن يخاصمك، وهو الخصيم أيضاً، ويجمع على الخصيم والخصماء. والخصومة - مصدر - التخاصم والخصام. وأخصم فلان فلاناً لقنه حجته حتى يخصم بها خصمه. والخصم طرف الراوية الذي بحيال العزلاء في مؤخرها. والأخصام الذي عند الكلية من كل شيء. والخصوم أفواه الأودية. والأصول في قول الطرماح
حمائم سرحات تسامى خصومها
والأخصوم: عروة الجوالق.
(خ ص م) : (خَاصَمْته) فَخَصَمْتُهُ أَخْصُمُهُ بِالضَّمِّ غَلَبْتُ فِي الْخُصُومَةِ (وَمِنْهُ) وَمَنْ كُنْت خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَمَا إنَّهَا لَوْ خَاصَمَتْكُمْ لَخَصَمَتْكُمْ يَعْنِي قَوْله تَعَالَى {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] أَيْ مُدَّةُ حَمْلِهِ وَفِصَالِهِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان: 14] أَيْ فِي انْقِضَاءِ عَامَيْنِ.
خ ص م : الْخَصْمُ يَقَعُ عَلَى الْمُفْرَدِ وَغَيْرِهِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَفِي لُغَةٍ يُطَابِقُ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَيُجْمَعُ عَلَى خُصُومٍ وَخِصَامٍ مِثْلُ: بَحْرٍ وَبُحُورٍ وَبِحَارٍ وَخَصِمَ الرَّجُلُ يَخْصَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا أَحْكَمَ الْخُصُومَةَ فَهُوَ خَصِمٌ وَخَصِيمُ وَخَاصَمْتُهُ مُخَاصَمَةً وَخِصَامًا فَخَصَمْتُهُ أَخْصُمُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا غَلَبْتَهُ فِي الْخُصُومَةِ وَاخْتَصَمَ الْقَوْمُ خَاصَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
خ ص م

اختصموا وتخاصموا، وهذا يوم التخاصم. وخاصمته فخصمته أخصمه. وكنا في خصومة " وهو ألد الخصام " ورجل خصم " بل هم قوم خصمون " وهو خصمه وخصيمه، وهم خصومه وخصماؤه. وأخصم صاحبه: لقنه حجته حتى خصم، وخاصمه مخاصمة. وضعه في خصم الفراش وهو جانبه. وخذوا بأخصام الغرارة وهي جوانبها التي فيها العرى. وقال الأخطل:

إذا طعنت فيها الجنوب تحاملت ... بأعجاز جرّار تداعى خصومها

وأخذ بخصم الراوية وعصمها فرفعها أي بطرفها الأسفل وطفرها الأعلى.

ومن المجاز: قولهم في الأمر إذا اضطرب: لا يسد منه خصم إلا انفتح خصم آخر.
خصم
الخَصْمُ مصدر خَصَمْتُهُ، أي: نازعته خَصْماً، يقال: خاصمته وخَصَمْتُهُ مُخَاصَمَةً وخِصَاماً، قال تعالى: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ [البقرة/ 204] ، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف/ 18] ، ثم سمّي المُخَاصِم خصما، واستعمل للواحد والجمع، وربّما ثنّي، وأصل المُخَاصَمَة: أن يتعلّق كلّ واحد بخصم الآخر، أي جانبه وأن يجذب كلّ واحد خصم الجوالق من جانب، وروي: (نسيته في خصم فراشي) والجمع خُصُوم وأخصام، وقوله: خَصْمانِ اخْتَصَمُوا
[الحج/ 19] ، أي: فريقان، ولذلك قال: اخْتَصَمُوا وقال: لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ [ق/ 28] ، وقال: وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ [الشعراء/ 96] ، والخَصِيمُ:
الكثير المخاصمة، قال: هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [النحل/ 4] ، والخَصِمُ: المختصّ بالخصومة، قال: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ
[الزخرف/ 58] .
[خصم] فيه: قالت أم سلمة: أراك ساهم الوجه أمن علة؟ قال: لا ولكن السبعة الدنانير التي أتينا بها أمس نسيتها في "خصم" الفراش فبت ولم أقسمها، خُصم كل شيء طرفه وجانبه. ومنه ح سهل يوم صفين لما حكم الحكمان: هذا أمر لا يسد منه "خصم" إلا انفتح علينا منه "خصم" أراد الإخبار حين انتشار الأمر وشدته وأنه لا يتهيأ إصلاحه لعدم اتفاقهم. ن: ما فتحنا منه في "خصم" إلا انفجرت، هو بضم خاء طرفه، شبهه بخصم الراوية وانفجار الماء أي ما أصلحنا من رأيكم وأمركم هذا ناحية إلا انفجرت أخرى، وضمير منه إلى اتهموا رأيكم، وغلطه القاضي وصوب ما سددنا، وبه يستقيم ويتقابل سددنا بانفجر. ج: إلا أسهلن بنا، أي رأينا عاقبة السلوك فيه سهولة. غ: و"الخصمان" كل واحد في ناحية من الدعوى. ك: وبك "خاصمت" أي بما أتيت من البراهين والحجج خاصمت من خاصمني من الكفار، أو بتأييدك وقوتك قاتلت. وفيه: ألد "الخصام"، أي شديد الجدال، والإضافة بمعنى في، أو جعل الخصام ألد مبالغة، وقيل هو جمع خصم كصعاب وصعب، وروى: أبغض الرجال الألد الخصم، بكسر صاد وفتح خاء أي المولع بالخصومة، فإن قلت: الأبغض الكافر، قلت: المراد أبغض الكفار الكافر المعاند، وأبغض الرجال المخاصمين. وفيه: "اختصمت" النار والجنة، الخصومة منهما يحتمل الحقيقة والمجاز. وفيم "يختصم" الملأ، يجيء في ميم.
خ ص م: (الْخَصْمُ) الْمُنَازِعُ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُثَنِّيهِ وَيَجْمَعُهُ فَيَقُولُ: خَصْمَانِ وَ (خُصُومٌ) . وَ (الْخَصِيمُ) أَيْضًا الْخَصْمُ وَالْجَمْعُ (خُصَمَاءُ) وَ (خَاصَمَهُ مُخَاصَمَةً) وَ (خِصَامًا) وَالِاسْمُ (الْخُصُومَةُ) . وَ (خَاصَمَهُ) (فَخَصَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ غَلَبَهُ فِي الْخُصُومَةِ وَهُوَ شَاذٌّ وَقِيَاسُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ نَصَرَ لِمَا يُعْرَفُ فِي الْأَصْلِ. وَمِنْهُ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ: «وَهُمْ يَخْصِمُونَ» وَأَمَّا مَنْ قَرَأَ {يَخِصِّمُونَ} [يس: 49] أَرَادَ يَخْتَصِمُونَ فَقَلَبَ التَّاءَ صَادًا وَأَدْغَمَ وَنَقَلَ حَرَكَتَهُ إِلَى الْخَاءِ. وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَنْقُلُ وَيَكْسِرُ الْخَاءَ لِاجْتِمَاعِ
السَّاكِنَيْنِ لِأَنَّ السَّاكِنَ إِذَا حُرِّكَ حُرِّكَ بِالْكَسْرِ. وَأَبُو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الْخَاءِ اخْتِلَاسًا، وَأَمَّا الْجَمْعُ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ فِيهِ فَلَحْنٌ. وَ (الْخَصِمُ) بِكَسْرِ الصَّادِ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ. وَ (الْخُصْمُ) بِالضَّمِّ جَانِبُ الْعَدْلِ وَزَاوِيَتُهُ وَ (خُصْمُ) كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَنَاحِيَتُهُ. وَ (اخْتَصَمَ) الْقَوْمُ وَ (تَخَاصَمُوا) بِمَعْنًى. 
خصم: خَصَم (من مصطلح الحساب): طرح، أخرج (بوشر، همبرت ص122).
وخَصَم: خفض، أنقض، حسم، نَّزل، رخّص (بوشر).
وخَصَم: منع من العمل، أحبط (بوشر).
وخَصَم من: اقتطع، حسم منه الأجر السابق دفعه (بوشر).
خاصم: خاصم فلاناً، وخاصمه على الشيء: نازعه على الشيء (بوشر). وحين يعني هذا الفعل معنى: رافعه إلى القاضي تليه إلى فيقال: خاصمه إلى القاضي الذي يترافع إليه (معجم البلاذري).
وخاصم: حاصر، ضيق (معجم البلاذري).
تخاصم. تخاصم معه على شيء: تنازع (بوشر) ويقال: تخاصم مع: ترافع إلى القاضي. ادعى عليه (بوشر) ويقال: تخاصم مع: ترافع إلى القاضي. ادعى عليه (بوشر) وفي المعجم اللاتيني العربي: متخاصم بهذا المعنى.
خَصْم (في لعب الشطرنج) منافس، وهو الذي يلعب معه (حياة تيمور 2: 876).
وخَصْمَ: وكيل، نائب، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص296): فقال لهم تفقدوا إلى أحد الخصوم - فلما سلّم وجد القَوَمة قد أحضروه برجل من الخصوم فقال أنا أشهدكم أني قد وكَّلته على مناظرة ابن عمي (انظر مخاصم).
وخصْم: طرح، قاعدة من قواعد الحساب (بوشر، همبرت ص122).
وخَصْم: حسم، تنزيل من المبلغ الواجب دفعه (بوشر).
خصمانات وخصماناة: نوع من الزناد والقداحات أو فتيلة إشعال (رينوف. ج ص25، الجريدة الآسيوية 1849، 2: 318 رقم2، 319 رقم 601).
خِصَام: دعوى، خصومة، قضية (الكالا).
خُصُوم: طرح، قاعدة من قواعد الحساب (همبرت ص122).
وخُصًوم: حذف، إسقاط، تنزيل مبلغ من آخر (بوشر).
خِصامة: دعوى، قضية، خصومة. ففي كتاب العقود (ص7): أن رجلين تراضيا أن يكون كلامهما وخصامتهما عند الفقيه الأجل الخ.
مُخاصم: وكيل، نائب في الدعوى (الكالا).
خصم
خصَمَ1 يَخصِم، خَصْمًا، فهو خاصِم، والمفعول مَخْصوم
• خصَمَ مقدَّمَ الأتعاب: نَقصَه، اقتطعَه "خصَم الرسومَ الجمركيّة/ ضريبةَ المبيعات".
• خصَم من ثمن السِّلعة جُزءًا: نقص منه، اقتطع منه "خصم من راتبه مبلغًا كبيرًا". 

خصَمَ2 يَخصِم، خَصْمًا وخِصامًا وخُصُومةً، فهو خاصم، والمفعول مَخْصوم
• خصَم فلانًا: غلبه بالحُجّة، غلبه في الخِصام "خصَم معلِّمَه لأنَّ الحقَّ كان بجانبه- *فيك الخصام وأنت الخصمُ والحكم*". 

خصِمَ يَخصَم، خِصامًا وخُصومةً، فهو خَصِم وخَصِيم
• خصِم فلانٌ:
1 - أحكم الخصومةَ والنزاع " {وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} ".
2 - جادل وناقش وعاند ودافع بالباطل "للخصومات الأدبيّة جوانب إيجابيّة- {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} ". 

اختصمَ/ اختصمَ على/ اختصمَ في يختصم، اختصامًا، فهو مختصِم، والمفعول مختَصَم عليه
• اختصم الأشقَّاءُ/ اختصم الأشقَّاءُ على تقسيم الميراث/ اختصم الأشقاءُ في تقسيم الميراث: تخاصموا، خاصم بعضُهم بعضا، تجادلوا وتنازعوا وانقطعوا عن التزاور والتحادث " {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} ". 

تخاصمَ/ تخاصمَ على يتخاصم، تخاصُمًا، فهو متخاصِم، والمفعول متخاصَم عليه
• تخاصم النَّاسُ:
1 - جادل ونازع بعضهم بعضًا "إذا تخاصم
 اللصّان ظهر المسروق- {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ} ".
2 - انقطعوا عن زيارة بعضهم بعضًا "تخاصم الأصدقاء بعد خلاف شديد وقع بينهم".
• تخاصم النَّاسُ/ تخاصم النَّاسُ على الشَّيء: تنازعوا أمام هيئة المحكمة "تخاصموا على ملكيّة مزرعة". 

خاصمَ يخاصم، خِصامًا ومخاصَمَةً، فهو مخاصِم، والمفعول مخاصَم
• خاصمَ فلانًا:
1 - نازعه، جادله وغلبه بالحُجّة "إنّه مخاصِم عنيد- {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُخَاصِمُهُ} [ق]- {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} " ° ألدُّ الخِصام: شديده.
2 - قاضاه ونازعه أمام المحكمة، قدَّم ضدَّه قضيّة "خاصمه بسبب عقد مزوَّر".
3 - قاطعه، انقطع عن زيارته وعن محادثته "استمرّ خصامُه لصديقه أكثر من شهر". 

خِصام [مفرد]: مصدر خاصمَ وخصِمَ وخصَمَ2. 

خَصْم [مفرد]: ج خُصُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر خصَمَ1 وخصَمَ2.
2 - مجادل، منازع، مخاصم، عكسه حليف أو صديق، وقد يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع " {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}: فريقان مختلفان- {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} ".
3 - ما يُطرح من الثَّمن أو الحساب "منحنا هذا التاجر خَصْمًا كبيرًا من ثمن السلعة".
4 - حرمان من المرتّب أو من جزء منه لمدَّة محدودة "عاقب المدير الموظّفَ بخصم ثلاثة أيّام من راتبه".
5 - (جب) قاعدة من قواعد الحساب، عمليّة اقتطاع شيء من شيء.
6 - (قص) اقتطاع جزء من القيمة الاسميّة لسند مقابل دفع قيمته قبل حلول أجل الوفاء.
• مُعدَّل الخَصْم: (قص) الفائدة التي تمّ اقتطاعها مقدَّمًا على الأوراق التجاريّة.
• سعر الخَصْم: (قص) الرَّسم الذي يتقاضاه مصرف الدولة المركزيّ مقابل خصم الكمبيالات.
• الخَصْمان: الفريقان أو الشَّخصان المتداعيان، المدَّعِي والمدَّعَى عليه.
• الخصوم: (قص) أحد جانبي الميزانيّة، وتشمل الخصوم ديون الشَّركة والاحتياطات ومقابل الاستهلاكات. 

خَصِم [مفرد]: ج خصِمون وأخصام: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خصِمَ. 

خِصْم [مفرد]: خَصْم مجادل، منازع، مخاصم، عكسه حليف أو صديق "هو خِصْمي في القضيّة- {هَذَانِ خِصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [ق] ". 

خُصُومة [مفرد]:
1 - مصدر خصِمَ وخصَمَ2.
2 - خِصام ونزاع "بينهم خصومات كثيرة".
• سُقوط الخصومة: (قن) انتهاء الخصومة قبل الفصل فيها بعد انقضاء سنة على الأقل من عدم السَّير فيها. 

خَصِيم [مفرد]: ج خَصِيمون وخُصَماءُ وخُصْمان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خصِمَ. 

خصم: الخُصومَةُ: الجَدَلُ. خاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ

يَخْصِمهُ خَصْماً: غلبه بالحجة، والخُصومَةُ الاسم من التَّخاصُمِ

والاخْتِصامِ. والخَصْمُ: معروف، واخْتَصَمَ القومُ وتَخاصَموا، وخَصْمُكَ: الذي

يُخاصِمُكَ، وجمعه خُصُومٌ، وقد يكون الخَصْمُ للاثنين والجمع والمؤنث.

وفي التنزيل العزيز: وهل أَتاك نَبَأُ الخَصْمِ إِذ تَسَوَّروا المِحْراب؛

جعله جمعاً لأَنه سمي بالمصدر؛ قال ابن بري: شاهد الخَصْمِ:

وخَصْم يَعُدُّونَ الدُّخولَ، كأَنَّهُمْ

قرومٌ غَيارى، كلَّ أَزهَرَ مُصْعَبِ

وقال ثعلب بن صُعَيْرٍ المازِنيّ:

ولَرُبَّ خَصْمٍ قد شَهِدت أَلِدَّةٍ،

تَغْلي صُدُورُهُمْ بِهِتْرٍ هاتِرِ

قال: وشاهد التثنية والجمع والإِفراد قول ذي الرُّمَّةِ:

أَبَرُّ على الخُصُومِ، فليس خَصْمٌ

ولا خَصْمانِ يَغْلِبُه جِدالا

فأَفرد وثَنّى وجَمع. وقوله عز وجل: هذان خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في ربهم؛

قال الزجاج: عَنى المؤمنين والكافرين، وكل واحد من الفَريقين خَصْمٌ؛

وجاء في التفسير: أَن اليهود قالوا للمسلمين: دِينُنا وكِتابُنا أَقدم من

دينكم وكِتابكم، فأَجابهم المسلمون: بأَننا آمَنَّا بما أُنْزِلَ إِلينا

وما أُنْزِلَ إِليكم وآمَنَّا بالله وملائكته وكُتُبِهِ ورسُله وأَنتم

كفرتم ببعض، فظهرتْ حُجَّةُ المسلمين. والخَصِيمُ: كالخَصْمِ، والجمع

خُصَماءُ وخُصْمانٌ. وقوله عز وجل: لا تَخَفْ خَصْمان؛ أَي نحن خَصْمانِ، قال:

والخَصْمُ يصلح للواحد والجمع والذكر والأُنثى لأَنه مصدر خَصَمْتُهُ

خَصْماً، كأَنك قلت: هو ذو خَصْم، وقيل للخَصْمَيْنِ خَصمْان لأَخذ كل واحد

منهما في شقٍّ من الحِجاج والدَّعْوى. قال: هؤلاء خَصْمي، وهو خصمي.

ورجل خَصِمٌ: جَدِلٌ، على النسب. وفي التنزيل العزيز: بل هم قوم

خَصِمُونَ، وقوله تعالى: يَخَصِّمُونَ، فيمن قرأَ به، لا يخلو

(* قوله «يخصمون

فيمن قرأ به لا يخلو إلخ» في زاده على البيضاوي: وفي قوله تعالى يخصمون سبع

قراءات، الأولى عن حمزة يخصمون بسكون الخاء وتخفيف الصاد، والثانية

يختصمون على الأصل، والثالثة يخصمون بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد

أسكنت تاء يختصمون فأدغمت في الصاد فالتقى ساكنان فكسر أولهما، والرابعة بكسر

الياء إتباعاً للخاء، والخامسة يخصمون بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد

المكسورة نقلوا الفتحة الخالصة التي في تاء يختصمون بكمالها إلى الخاء

فأدغمت في الصاد فصار يخصمون بإخلاص فتحة الخاء وإكمالها، والسادسة يخصمون

بإخفاء فتحة الخاء واختلاسها وسرعة التلفظ بها وعدم إكمال صوتها نقلوا

شيئاً من صوت فتحة تاء يختصمون إلى الخاء تنبيهاً على أن الخاء أصلها

السكون، والسابعة يخصمون بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الصاد المكسورة والنجاة

يستشكلون هذه القراءة لاجتماع ساكنين على غير حدهما إذ لم يكن أول

الساكنين حرف مد ولين وإن كان ثانيهما مدغماً). من أَحد أَمرين: إما أَن تكون

الخاء مسكنة البَتَّة، فتكون التاء من يَخْتَصِمُونَ مُخْتَلَسة الحركة،

وإما أَن تكون الصاد مشددة، فتكون الخاءُ مفتوحة بحركة التاء المنقول

إليها، أَو مكسورة لسكونها وسكون الصاد الأُولى.

وحكى ثعلب: خاصِمِ المَرْءَ في تُراثِ أَبيه أَي تَعَلَّقْ بشيء، فإن

أَصبتَه وإلاَّ لم يضرك الكلام.

وخاصَمْتُ فلاناً فَخصَمْتُه أَخْصِمهُ، بالكسر، ولا يقال بالضم، وهو

شاذ؛ ومنه قرأ حمزة: وهم يَخْصِمونَ، لأَن ما كان من قولك فاعَلْتُه

ففعَلْتُه، فإن يَفْعِلُ منه يردّ إلى الضم إذا لم يكن حرف من حروف الحلق من أي

باب كان من الصحيح، عالَمْتهُ فَعَلَمْتُه أَعْلُمُهُ، بالضم، وفاخَرْته

فَفَخَرْته أَفْخَرُه، بالفتح، لأَجل حرف الحلق، وأَما ما كان من المعتل

مثل وجدت وبِعتُ ورميت وخَشِيتُ وسَعَيْتُ فإن جميع ذلك يرد إلى الكسر،

إلاَّ ذوات الواو فإنها ترد إلى الضم، تقول راضَيْتُهُ فَرَضَوْتُه

أَرْضُوهُ، وخاوَفَني فخُفْتُه أَخُوفهُ، وليس في كل شيء يكون ذلك، لا يفل

نازعْتُه فنَزعْتُه لأنهم يستغنون عنه بِغَلَبْتُهُ، وأَما من قرأَ: وهم

يَخَصِّمونَ؛ يريد يَخْتَصِمونَ، فيَقْلِبُ التاء صاداً فيدغمه وينقل حركته

إلى الخاء، ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع الساكنين، لأَن الساكن

إذا حُرِّك حُرِّكَ إلى الكسر، وأَبو عمرو يختلس حركة الخاء اختلاساً،

وأَما الجمع بين الساكنين فلحن، والله أَعلم.

وأَخْصَمْتُ فلاناً إذا لقَّنْته حُجته على خَصْمِهِ.

والخُصْمُ: الجانب، والجمع أَخْصامٌ.

والخَصِمُ، بكسر الصاد: الشديد الخُصُومَةِ؛ قال ابن بري: تقول خَصِمَ

الرجلُ غير متعدٍّ، فهو خَصِمٌ، كما قال سبحانه: بل هم قوم خَصِموُنَ، وقد

يقال خَصِيم؛ قال: والأَظهر عندي أَنه بمعنى مُخاصِمٍ مثل جَلِيسٍ بمعنى

مُجالِسٍ وعَشيِرٍ بمعنى مُْعاشرٍ وخَدِينٍ بمعنى مُخادنٍ، قال: وعلى

ذلك قوله سبحانه وتعالى: فلا تكن للخائنين خَصِيماً؛ أَي مُخاصِماً، قال:

ولا يصح أَن يُقْرَأَ على هذا خَصِماً لأَنه غير مُتَعَدٍّ، لأَن الخَصِمَ

العالم بالخُصومَةِ، وإن لم يُخاصِمْ، والخَصيم: الذي يُخاصِمُ غيره.

والخُصْمُ: طرَف الرَّاوِيَةِ الذي بِحِيال العَزْلاءِ في مُؤَخَّرِها،

وطرفها الأَعلى هو العُصْمُ، والجمع أَخْصامٌ،وقيل: أَخْصامُ المَزادَةِ

وخُصُومُها زواياها. وخُصُومُ السحابة: جوانبها؛ قال الأَخطل يصف

سحاباً:إذا طَعَنَتْ فيه الجَنُوبُ تَحامَلَتْ

بأَعْجازِ جَرَّارٍ، تَداعَى خُصومُها

أَي تَجاوبَ جوانبها بالرعد، وطَعْنُ الجَنُوب فيه: سَوْقُها إياه،

والجَرَّار: الثقيل ذو الماء، تَحاملتْ بأَعجازه: دفعت أَواخرَهُ خُصومُها

أَي جوانُبها.

والأَخْصامُ: التي عند الكُلْيَةِ وهي من كل شيءٍ؛ قال أَبو محمد

الحَذْلَمِيُّ يصف الإِبل:

واهْتَجَمَ العِيدانُ من أَخْصامِها

والأُخْصُومُ: عُرْوَةُ الجُوالِقِ أَو العِدْل. والخُصْمُ، بالضم: جانب

العِدْلِ وزاوِيَتُه؛ يقال للمتاع إذا وقع في جانب الوِعاء من خُرْج أَو

جُوالِقٍ أَو عَيْبَةٍ: قد وقع في خُصْمِ الوِعاءِ، وفي زاوية الوعاء؛

وخُصْمُ كلِّ شيء: طرفُه من المَزادَة والفِراش وغيرهما، وأَما عُصُمُ

الرَّوايا فهي الحبال التي تُثْبَتُ في عُراها ويُشَدُّ بها على ظهر البعير،

واحدها عِصامٌ. وأَعْصَمْتُ المَزادة إذا شددتها بالعِصاميْنِ؛ وأَنشد

ابن بري شاهداً على خُصْمِ كل شيء جانبه وناحيته للطِّرمّاح:

تُزَجِّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامُها العُلا،

وما نَزَلَتْ حَوْلَ المَقَرِّ على عَمْدِ

أَخْصامها: فُرَجُها. وقال الأَخطل: تَداعى خُصُومُها. وفي الحديث: قالت

له أُمُّ سَلَمَةَ أَراك ساهِمَ الوجْهِ أَمِنْ عِلَّةٍ؟ قال: لا ولكنَّ

السبعةَ الدَّنانير التي أُتِينا بها أَمْسِ نسيتُها في خُصْمِ الفِراش

فبِتُّ ولم أَقسمها؛ خُصْمُ الفراش: طرفه وجانبه. وخُصْمُ كلِّ شيء: طرفه

وجانبه.

والخَصْمَة: من خَرَزِ الرجال يلبسونها إذا أَرادوا أَن ينازعوا قوماً

أَو يدخلوا على سلطان، قربما كانت تحت فَصِّ الرجل إذا كانت صغيرة، وتكون

في زِرِّه، وربما جعلوها في ذُؤابة السيف.

وخَصَمْتُ فلاناً: غلبته فيما خاصَمْتُهُ. والخُصُومَةُ: مصدر خُصَمْتُه

إذا غلبته في الخِصام. يقال خَصَمْته خِصاماً وخُصُومَةً. وفي حديث

سَهْل بن حُنَيْفٍ يوم صِفِّينَ لما حُكِّمَ الحَكَمان: هذا أَمر لا يُسَدُّ

منه خُصْمٌ إِلا انفتح علينا منه خُصْمٌ؛ أَراد الإِخبار عن انتشار

الأَمر وشدته وأَنه لا يتهيأ إصلاحُه وتَلافيه، لأَنه بخلاف ما كانوا عليه من

الإتفاق.

وأَخْصامُ العينِ: ما ضُمَّتْ عليه الأَشْفارُ. والسيف يَخْتَصِمُ

(*

قوله «والسيف يختصم» كذا ذكره الجوهري هنا وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه

بالضاد المعجمة وأقره شارحه وعضده بأن الأَزهري أيضاً ضبطه بالمعجمة)

جَفْنَه إذا أكله من حِدَّتِه.

خصم


خَصَمَ(n. ac. خَصْم)
a. Vanquished, overcame, had the advantage of ( in a
dispute ).
خَاْصَمَa. Had a dispute, altercation, a law-suit with.

تَخَاْصَمَa. Disputed together; went to law.

إِخْتَصَمَa. see VIb. [Ila], Appealed to as arbitrator.
خَصْم
(pl.
خِصَاْم
خُصُوْم أَخْصَاْم)
a. Adversary, antagonist.

خُصْم
(pl.
خُصُوْم
أَخْصَاْم)
a. Side, edge; corner.

خَصِمa. Contentious, quarrelsome.

خِصَاْمa. Dispute, quarrel; litigation.

خَصِيْم
(pl.
خُصْمَاْن
خُصَمَآءُ)
a. Opponent.

خُصُوْمَةa. see 23
خَصِيْن
a. Hatchet.
[خصم] الخَصْمُ معروف، يستوي فيه الجمع والمؤنَّث، لأنَّه في الأصل مصدر. ومن العرب من يثنِّيه ويجمعه فيقول: خَصْمانِ وخَصومٌ. والخَصيمُ أيضاً: الخَصْمُ، والجمع خُصَماءُ. وخاصَمْتُهُ مُخاصَمَةً وخِصاماً، والاسم الخُصومَةُ. وخاصَمْتُ فلاناً فَخَصَمْتُهُ أَخْصِمُهُ بالكسر، ولا يقال بالضم، وهو شاذٌّ. ومنه قرأ حمزة: (تأخذهم وهم يخصمون) لان ما كان من قولك فاعلته ففعلته، فإن يفعل منه يرد إلى الضم إذا لم يكن فيه حرف من حروف الحلق من أي باب كان من الصحيح. تقول: عالمته فعلمته أعلمه بالضم، وفاخرته ففخرته أفخره بالفتح لاجل حرف الحلق. وأما ما كان من المعتل مثل وجدت وبعت ورميت وخشيت وسعيت فإن جميع ذلك يرد إلى الكسر، إلا ذوات الواو فإنها ترد إلى الضم تقول: راضيته فرضوته أرضوه، وخاوفنى فخفته أخوفه. وليس في كل شئ يكون هذا. لا يقال نازعته فنزعته، لانهم استغنوا عنه بغلبته. وأما من قرأ: (وهم يخصمون) يريد يختصمون فيقلب التاء صادا فيدغمه، وينقل حركته إلى الخاء. ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع الساكنين، لان الساكن إذا حرك حرك إلى الكسر. وأبو عمرو يختلس حركة الخاء اختلاسا. وأما الجمع بين الساكنين فيه فلحن. والخَصِمُ بكسر الصاد: الشديد الخُصومَةِ. والخُصْمُ، بالضم: جانِبُ العِدْلُ وزاويتُه. يقال للمتاع إذا وقَعَ في جانب الوعاء من خُرْجٍ أو جُوالقٍ أو عَيٍبةٍ: قد وقع في خُصْمِ الوعاء، وفي زاوية الوعاء. وخصم كل شئ: جانبه وناحيته. وأخصام العين: ما ضمت عليه الأشفار. واخْتَصَمَ القوم وتَخاصَموا، بمعنىً. والسيفُ يخْتَصِمُ جَفْنَه، إذا أكله من حدته.
الْخَاء وَالصَّاد وَالْمِيم

الْخُصُومَة: الجَدل.

خاصمه خصَاما ومُخاصمة، فخَصمه يَخْصِمه، خَصْما: غَلبه بالحُجة.

واختصم القومُ، وتخاصموا.

وخصمك: الَّذِي يُخاصمك، وَجمعه: خُصوم. وَقد يكون الخَصم للاثنين وَالْجمع والمُؤنث.

وَفِي التَّنْزِيل: (وهَل أَتَاك نَبأ الخصْم إِذْ تسّوروا المِحراب) . وَقَوله عز وَجل: (هَذَانِ خَصمان اخْتَصَمُوا فِي ربهِم) .

قَالَ الزّجاج: عَنى الْمُؤمنِينَ والكافرين، وكل وَاحِد من الْفَرِيقَيْنِ خصم.

وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن الْيَهُود قَالُوا للْمُسلمين: ديننَا وَكِتَابنَا اقدم من دينكُمْ وَكِتَابكُمْ، فاجابهم الْمُسلمُونَ بأننا امنا بِمَا انْزِلْ إِلَيْنَا وَانْزِلْ اليكم، وامنا بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله، وانتم كَفرْتُمْ بِبَعْض فظهرت حجَّة الْمُسلمين.

والخَصِيم، كالخصم، وَالْجمع: خُصَماء وخُصمان.

وَرجل خَصِم: جَدِل، على النَّسب، وَفِي التَّنْزِيل: (بل هم قوم خَصِمون) وَقَوله تَعَالَى: (يَخَصِّمون) فِيمَن قَرَأَ بِهِ لَا يَخْلُو من أحد أَمريْن: إِمَّا أَن تكون الْخَاء مسكنة الْبَتَّةَ، فَتكون التَّاء من " يختصمون " مختلسة الْحَرَكَة، وَإِمَّا أَن تكون التَّاء مُشَدّدَة، فَتكون الْخَاء مَفْتُوحَة بحركة التَّاء الْمَنْقُول أليها، أَو مَكْسُورَة لسكونها وَسُكُون الصَّاد الأولى.

وَحكى ثَعْلَب: خَاصم الْمَرْء فِي تراث أَبِيه، أَي تعلق بِشَيْء، فَإِن أصبته وَإِلَّا لم يضرَّك الْكَلَام.

والخُصْم: الْجَانِب، وَالْجمع: اخصام.

والخُصْم: طَرف الرّاوية الَّذِي بحذاء العَزْلاء فِي مًؤخّّرها، وطرفها الْأَعْلَى هُوَ العُصْم، وَالْجمع: اخصاء.

وَقيل: أخصام المزادة، وخصومُها: زواياها. وخصوم السحابة: جوانبها، قَالَ الاخطل:

إِذا طَعنت فِيهِ الجنوبُ تحاملت بأعجازها جَرَّار تداعى خُصومُها

والاخصام: الَّتِي عِنْد الكُلْية، وَهِي من كل شَيْء، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحَذْلمّي يصف الْإِبِل: واهْتجم العيدانُ من أخصامها والاخصوم: عُروة الجُوالِق، أَو العِدْل.

والخَصْمة: من خَرَزِ الرِّجَال يَلبسونها إِذا أَرَادوا أَن يُنازعوا قوما أَو يدخلُوا على سُلْطَان، فَرُبمَا كَانَت نحت فصِّ الرجل إِذا كَانَت صَغِيرَة، وَتَكون فِي زره، وَرُبمَا جعلهَا فِي ذؤابة السَّيْف.
باب الخاء والصاد والميم معهما خ ص م، خ م ص، ص م خ، م ص خ مستعملات

خصم: الخَصْم: واحد وجميعٌ، قال الله عز وجل: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ فجعله جمعاً لأنه سمي بالمصدر. وخَصيمُك: الذي يُخاصِمكَ، وجمعه: خُصَماء. والخُصومةُ: الأسم من التَّخاصُم والإختصام. يقال: أختصم القوم وتخاصموا، وخاصم فلان فلاناً، مُخَاصَمَةً وخِصاماً. والخُصْمُ: طرف الراوية الذي بحيال العزلاء في مؤخرها. والطرف الأعلى هو العصم، وهي: الأَخْصام وزوايا الوسائد والجواليق والفرش كلها أخصام، واحدها: خصم.

خمص: الخَمُص: خَماصَةُ البطن، وهو دقة خلقته. والخَمْصُ: الخَمَصُ والمَخْمَصَةُ. أيضا: خلاء البطن من الطعام. وامرأة خَميصةُ البطن خمصانة. وهن خُمْصانات، وفلان خميصُ البطن من أموال الناس، أي: عفيفٌ عنها، وهم خِماصُ البطون. والطير تغدو خِماصاً وتروح بطانا. والخميصةُ: كساء أسود معلمٌ من المرعزي والصوف ونحوها. والأخْمَص: خصر القدم. والأخْمَص: باطن القدم. قال :

كأن أَخْمَصهما بالشوك منتعل والجميع: الأخامص. والخَمْصَةُ: بطن من الأرض صغير، لين الموطيء.

صمخ: الصَّماخُ: خرق الأذن [إلى الدماغ] ، والسماخ: لغة فيه. والصاد تميمية، وصَمَخني الصوت. وصَمَخْت فلاناً: عقرت صماخ أذنه بعودٍ أو نحوه. ويقال للعطشان: إنه لصادي الصماخ.

مصخ: المصخ: أجتذابك الشيء عن الشيء. وضربٌ من الثمام من أصغره يسمَّى الغَرَز. الواحدةُ: غرَزَة ينبتُ على شطوط الأنهار، لا ورق له، إنما هو أنابيب مركبٌ بعضُها في بعض، كل أنبوبةٍ منها أَمْصُوخة، إذا اجتذبتها خرجت من جوف أخرى خروج العفاص من المُكْحُلة. وإجتذابه: المصخ والامتصاخ. والمَصُوخة من الغنم: ما كان ضرعُها مُسترخَي الأصل، كأنما امْتُصِخَتْ ضرتها وامَّصَخَتْ عن البطن، أي: انفصلت.

فَرِيقَان شَتَّى

فَرِيقَان شَتَّى
الجذر: ش ت ت

مثال: هذان فريقان شَتَّى
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام «شَتَّى» وصفًا للمثنى، وهي للجمع.
المعنى: متفرقان

الصواب والرتبة: -هذان فريقان مختلفان [فصيحة]-هذان فريقان شَتَّى [صحيحة]
التعليق: كلمة «شَتَّى» جمع لشتيت ويوصف بها الجمع، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} الحشر/14، ويمكن تصحيح المثال المرفوض على إنزال المثنى منزلة الجمع، كما في قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ
... وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} الأنبياء/78، أو على أن «فريقان» مثنى «فريق» وهو اسم جمع يصح وصفه بالجمع حملاً على المعنى، كما في قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} النمل/45.

هاذان

هـاذان
هذان [كلمة وظيفيَّة]: اسم إشارة للمثنى المذكر في حالة الرفع دخلت عليه (ها) التَّنبيه (انظر: ذ ا ن - ذان) " {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} - {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ". 

عقق

ع ق ق: (الْعَقِيقُ) وَ (الْعَقِيقَةُ) وَ (الْعِقَّةُ) بِالْكَسْرِ الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ عَلَيْهِ كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الشَّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ عَنِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ (عَقِيقَةً) . وَ (الْعَقِيقُ) ضَرْبٌ مِنَ الْفُصُوصِ. وَهُوَ أَيْضًا وَادٍ بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ. وَ (عَقَّ) عَنْ وَلَدِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ إِذَا ذَبَحَ عَنْهُ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ. وَكَذَا إِذَا حَلَقَ عَقِيقَتَهُ. وَ (عَقَّ) وَالِدَهُ يَعُقُّ بِالضَّمِّ (عُقُوقًا) وَ (مَعَقَّةً) بِوَزْنِ مَشَقَّةٍ فَهُوَ (عَاقٌّ) وَ (عُقَقٌ) كَعُمَرَ. وَجَمْعُ عَاقٍّ (عَقَقَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ وَفِي الْحَدِيثِ: «ذُقْ (عُقَقُ) » أَيْ ذُقْ جَزَاءَ فِعْلِكَ يَا عَاقُّ. قُلْتُ: وَنَقَلَ الْأَزْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: (عَقَّ) وَالِدَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (الْعَقْعَقُ) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ وَصَوْتُهُ (الْعَقْعَقَةُ) . 

عقق


عَقَّ(n. ac. عَقّ)
a. Split, cleft, rent, ripped.
b.(n. ac. مَعْقَقَة
عُقُوْق), Was disobedient, refractory, wilful, undutiful to
resisted.
c.(n. ac. عَقَق
عَقَاْق
عِقَاْق), Was pregnant, big with young.
d.(n. ac. عَقَق)
see VII (a)
أَعْقَقَa. Made bitter.
b. Put forth shoots (palm-tree).
c. see I (c)
إِنْعَقَقَa. Was split, rent; burst, broke.
b. Was tight, firm, fast.

عَقّa. see 21
عِقّa. Furrow, cleft, rent.

عِقَّة
(pl.
عِقَق)
a. see 2
عُقّa. Bitter.

عُقَقa. see 21
أَعْقَقُa. see 21
عَاْقِق
(pl.
عَقَقَة
أَعْقِقَة
15t)
a. Disobedient, wilful, undutiful.

عَاْقِقَة
(pl.
عَوَاْقِقُ)
a. fem. of
عَاْقِق
عَقِيْق
(pl.
أَعْقِقَة)
a. Ravine, gully.
b. Carnelian; coral.

عَقِيْقَة
(pl.
عَقَاْئِقُ)
a. Flash of lightning.
b. see 25 (b)
عَقُوْقa. see 21
عِقَّاْنa. Shoots.
ع ق ق

ما أعقّه لأبيه. وتقول: فلان هيّن المبرة شديد المعقّة. قال:

أحلام عاد وأجساد مطهرة ... من المعقّة والآفات والأثم

" وذق عقق ". مثلك في وادي العقوق، " أعز من الأبلق العقوق "؛ وهي الحامل التي نبتت العقيقة وهي الشعر على ولدها، وقد أعقت فهي معق وعقوق. ويقال: أهش من نوى العقوق وهو نوىً هشّ ليّن الممضغة تعلفه العقوق إلطافاً بها. وتقول: ما أدري شمت عقيقه، أم شمت عقيقه؛ أي سللت سيفاً أم نظرت إلى برقٍ وهي البرقة التي تستطيل في عرض السحاب، ولقد أكثروا استعارتها للسيف حتى جعلوها من أسمائه، فقالوا: سلّوا عقائق، كالعقائق؛ ونحوه قول بشر بن أبي خازم:

رأى درّةً بيضاء يحفل لونها ... سخام كغربان البرير المقصّب

وهي عناقيده. وانعقّ البرق: تسرّب في السحاب. وفي كلام أعرابيّة: سحماء عقّاقه، كأنها حولاء ناقه.
عقق
عَقَّ عَقَقْتُ، يَعُقّ، اعْقُقْ/ عُقّ، عُقوقًا وعَقًّا، فهو عاقّ، والمفعول معقوق
• عقَّ والديه: عصاهما، وترك الشَّفقة والإحسان إليهما "ما عَقَقْنا والدينا قطّ- نهى الإسلامُ عن عُقوق الوالدين- ولدٌ عاقٌّ". 

عَقَّ عن عَقَقْتُ، يَعُقّ، اعْقُقْ/ عُقّ، عقًّا، فهو عاقّ، والمفعول معقوق عنه
• عَقّ عن ولدِه: ذبَح ذبيحةً يوم السابع "عقَّ عن ابنته بشاة". 

عاقّ [مفرد]: ج عاقّون وعققة، مؤ عاقَّة، ج مؤ عاقَّات وعواقُّ: اسم فاعل من عَقَّ وعَقَّ عن. 

عَقّ [مفرد]: مصدر عَقَّ وعَقَّ عن. 

عُقوق [مفرد]: مصدر عَقَّ. 

عقيق [جمع]: جج أعِقَّة، مف عقيقة: حجرٌ كريمٌ أحمر تُعمل منه الفصوصُ، يُوجد باليمن وسواحل البحر المتوسط، يدخل في تكوينه عناصر الألومنيوم والماغنسيوم والكالسيوم "تُحفةٌ من عقيق". 

عقيقة [مفرد]: ج عقائِقُ:
1 - شعر كلّ مولود من الناس والبهائم ينبت وهو في بطن أمِّه.
2 - (فق) ذبيحة تُذبَحُ عن المولود يوم السابع عند حلق شعره "أهدى أقاربَه من العقيقة". 
[عقق] فيه: إنه "عق" عن الحسنين، هي ما تذبح عن الولد، من العق: الشق والقطع. ومنه ح: الغلام مرتهن "بعقيقته"، أي يحرم أبوه شفاعته إذا لم يعق عنه- ومر في ر. وح: لا أحب "العقوق"، ليس فيه توهين لأمر العقيقة وإنما كره الاسم وأحب اسم النسيكة والذبيحة كما اعتاده في تغيير الاسم القبيح، ويقال للشعر الذي يخرج من بطن أمه: عقيقة، لأنها تحلق؛ وجعله الزمخشري أصلًا والذبيحة مشتقة منه. ط: ويحتمل أنه استعار العقوق للوالد جعل إباءه عن العقيقة مع قدرته عقوقًا- ومر في يدمي، وإماطة الأذى حلق شعره أو تطهيره من أوساخ وأوضار تلطخ به عند الولادة. نه: منه: إن انفرقت "عقيقته"، أي شعره تشبيهًا بشعر المولود. ومنه ح: نهى عن "عقوق" الأمهات، من عق والده إذا أذاه وعصاه، من العق: الشق، وخصت لأن لهن مزية وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيمًا. ك: لتقدمهن برًا وإن تقدم الأب طاعة. ش: أو لأن أكثر العقوق يقع لهن. نه: ومنه: مر أبو سفيان بحمزة قتيلًا فقال: ذق "عقق"، هو معدول عن عاق كفسق من فاسق، أي ذق القتل يا عاق قومه بالقتل منهم يوم بدر. وفيه: مثلكم ومثل عائشة مثل العين في الرأس تؤذي صاحبها ولا يستطيع أن "يعقها" إلا بما هو خير لها، هو مستعار من عقوق الوالدين وفيه: إن من أطرق مسلمًا "فعقت" له فرسه كان كأجر كذا، عقت: حملت، والأجود: أعقت، فهي عقوق. ومنه المثل: أعز من الأبلق "العقوق"، لأن العقوق الحامل والأبلق من صفات الذكر. ومنه: أتاه رجل معه فرس "عقوق"، أي حامل، وقيل: حائل، وقيل: هو من التفاؤل كأنهم أرادوا أنها ستحمل إن شاء الله. وفيه: يغدو إلى بطحان "والعقيق"، هو واد من أودية المدينة، وورد أنه واد مبارك. ك: ومنه: أتاني آت "بالعقيق"، والآتي جبرئيل، ولعل المراد بصل سنة الإحرام، وقل: عمرة في حجة، أي مدرجة في حجة- يعني القرآن، أو في بمعنى مع. نه: وفيه: إن "العقيق" ميقات أهل العراق، وهو موضع قريب من ذات عرق، وهو اسم مواضع أخر كثيرة، وكل موضع شققته من الأرض فهو عقيق، والجمع أعقة وعقائق.
ع ق ق : الْعُقَّافَة وِزَانُ تُفَّاحَةٍ وَرُمَّانَةٍ هِيَ الْمِحْجَنُ وَعَقَفَهُ عَقْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْعَقَفَ عَطَفَهُ فَانْعَطَفَ وَعَقَفْتُ الشَّيْءَ تَعْقِيفًا عَوَّجْتُهُ.

(ع ق ق) : عَقَّ عَنْ وَلَدِهِ عَقَّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الْعَقِيقَةُ وَهِيَ الشَّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ يَوْمَ الْأُسْبُوع.
وَفِي الْحَدِيثِ «قُولُوا نَسِيكَةٌ وَلَا تَقُولُوا عَقِيقَةٌ» وَكَأَنَّهُ رَآهُمْ تَطَيَّرُوا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ فَقَالَ قُولُوا نَسِيكَةٌ وَيُقَالُ لِلشَّعْرِ الَّذِي يُولَدُ عَلَيْهِ الْمَوْلُودُ مِنْ آدَمِيٍّ وَغَيْرِهِ عَقِيقَةٌ وَعَقِيقٌ وَعِقَّةٌ بِالْكَسْرِ وَيُقَالُ أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ يُقَالُ عَقَّ ثَوْبَهُ كَمَا يُقَالُ شَقَّهُ بِمَعْنَاهُ وَمِنْهُ يُقَالُ عَقَّ الْوَلَدُ أَبَاهُ عُقُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا عَصَاهُ وَتَرَكَ الْإِحْسَانَ إلَيْهِ فَهُوَ عَاقٌّ وَالْجَمْعُ عَقَقَةٌ.

وَالْعَقِيقُ الْوَادِي الَّذِي شَقَّهُ السَّيْلُ قَدِيمًا وَهُوَ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ عِدَّةُ مَوَاضِعَ مِنْهَا الْعَقِيقُ الْأَعْلَى عِنْدَ مَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يَلِي الْحُرَّةَ إلَى مُنْتَهَى الْبَقِيعِ وَهُوَ مَقَابِرُ الْمُسْلِمِينَ وَمِنْهَا الْعَقِيقُ الْأَسْفَلُ وَهُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ وَمِنْهَا الْعَقِيقُ الَّذِي يَجْرِي مَاؤُهُ مِنْ غَوْرَيْ تِهَامَةَ وَأَوْسَطُهُ بِحِذَاءِ ذَاتِ عِرْقٍ قَالَ بَعْضُهُمْ وَيَتَّصِلُ بِعَقِيقَيْ الْمَدِينَةِ وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فَقَالَ لَوْ أَهَلُّوا مِنْ الْعَقِيقِ كَانَ أَحَبَّ إلَيَّ وَجَمْعُ الْعَقِيقِ أَعِقَّةٌ وَالْعَقِيقُ حَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْفُصُوصُ.

وَالْعَقْعَقُ وِزَانُ جَعْفَرٍ طَائِرٌ نَحْوُ الْحَمَامَةِ طَوِيلُ الذَّنَبِ فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ الْغِرْبَانِ وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ. 
(عقق) - في حديث أبي إدْريسَ: "مَثَلُكُم وَمَثلُ عائِشَةَ - رَضي الله عنها - مَثَلُ العَيْنِ فيِ الرَّأسِ تُؤذِي صَاحِبَها، ولا يَسْتَطِيعُ أن يَعُقَّها إلاّ بالَّذِي هو خيْرٌ لها". أصل العَقّ: القَطْعُ والشَّقُّ: يقال: عقَّ ثَوبَه: أي شَقَّه؛ ومنه الوَلَدُ العَاقُّ، والرَّحِم العَقُوِق.
- في الحديث: "أتاه رَجلٌ معه فرسٌ عَقُوق"
: أي حَامِلٌ. وقيل: حَائِل، وهو من الأَضْداد.
قال أَبو حَاتِم: أَظنُّ أنّ هذا من التَّفَاؤل، كأنهم أَرادُوا أنها سَتَحْمِل إن شَاءَ الله.
- في الحديث : "الغُلامُ مُرْتَهَن بِعَقِيقتِه"
ذُكِر عن أحمدَ بنِ حَنْبل - رحمه الله - أَنَّ مَعْنَاه أَنَّ أباه يُحَرمُ شَفاعةَ وَلَدِه إذا لم يَعُقَّ عنه.
- في الحديث: "أَيُّكم يُحبُّ أن يَغْدُوَ إلى بُطْحَانَ أو العَقِيقَ"
والعَقِيق هذا عَقِيقُ المَدِينة وادٍ من أَودِيَتِها - مسِيلٌ للماء الذي ورد ذِكرُه في الأَحادِيثِ، وأَنَّه وادٍ مُبارَك.
- وفي حديث آخر: "إنَّ العَقِيقَ مِيقاتُ أهلِ العِراقِ"
وهذا غَيرُ ذَلك، كما أَنَّ بَطْحانَ الذي ذُكِر مع العَقِيقِ ليس بِبَطْحاءِ مكَّةَ وأَبْطَحِها الذي ضُرِبَتْ بها قُبَّتُه حين حجَّ.
قال الجَبَّان: قِيلَ للوَادِي المعَروفِ بالمدينة: العَقِيقُ؛ لأنه كان عُقَّ: أي شُقَّ، فهو عَقِيقٌ بمعنى مَعْقُوق. وكُلُّ شيءٍ شقَقْتَه من الأرضِ فهو عَقِيقٌ. والجمع أعِقَّة وعَقائِقُ.
وفي بِلادِ العَرَب عَقائِقُ كَثيرَة. كُلُّ واحد منها يُسَمَّى العَقِيقَ.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: كُتِبَ إليه بأَبْيَاتٍ في صحيفة منها:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْن مُعَقَّلات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ 
يعني نساءً مُعقَلاتٍ لأزواجهنّ، كما تُعَقَّل النُوقُ عند الضِّراب.
ومن الأَبْياتِ أيضا:
* يُعَقَّلهُنّ جَعْدَةُ من سُلَيْم *
أرادَ أنه يَتَعرَّض لهُنَّ، فَكنَى بالعَقْلِ عن الجماع: أي أَنَّ أزواجَهنّ يُعَقِّلُونَهُنّ، وهو يُعَقِّلُهُنَّ أيضا، كأنَّ البَدْءَ للأَزْواجِ والإعادةَ له
[عقق] العَقيقَةُ: صوت الجَذَعِ. وشَعَرُ كلِّ مولودٍ من الناس والبهائم الذى يولد عليه عقيقة، وعقيقة، وعِقَّةٌ أيضاً بالكسر. قال ابن الرقاع يصف حماراً: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأنْسَلَها واجْتابَ أخرى جديداً بعد ما ابْتَقَلا ومنه سمِّيت الشاة التي تُذبحُ عن المولود يوم أسبوعه عَقيقَةً. وقال أبو عبيد: العِقَّةُ في الناس والحُمُرِ، ولم نسمعه في غيرهما. وعَقيقَةُ البرقِ: ما انْعَقَّ منه، أي تَضَرَّبَ في السحاب، وبه شبِّه السيف. قال عنترة وسيفي كالعَقيقةِ فهو كِمْعي سلاحي لا أفل ولافطارا وكل انشقاق فهو انْعقاقٌ، وكل شقٍّ وخرقٍ في الرمل وغيره فهو عَقٌّ. ويقال: انعَقَّتِ السحابة، إذا تَبَعَّجت بالماء. والعقيق: ضرب من الفصوص. والعقيق: واد بظاهر المدينة. وكل مسيلٍ شَقَّه ماء السيل فوسَّعه فهو عَقيقٌ، والجمع أعِقّةٌ. وعَقَّ بالسهم، إذا رمى به نحو السماء. وينشد للهذليّ : عَقُّوا بسهمٍ ثم قالوا صالِحوا يا ليتني في القوم إذا مسحوا اللحى وذلك السهم يسمَّى عَقيقةً، وهو سهم الاعتذار، وكانوا يفعلونه في الجاهلية. فإن رجع السهم ملطخا بالدم لم يرضوا إلا بالقود، وإن رجع نقيا مسحوا لحاهم وصالحوا على الدية، وكان مسح اللحى علامة للصلح. قال ابن الاعرابي: لم يرجع ذلك السهم إلا نقيا. ويروى: " عقوا بسهم " بفتح القاف، وهو من باب المعتل. وينشد  عقوا بسهم فلم يشعُر به أحدٌ ثمَّ استفاءوا وقالوا حبذا الوضح وعق عن ولده يعق عَقًّا، إذا ذَبَح عنه يوم أسبوعه، وكذلك إذا حلق عَقيقَتَهُ. وعَقَّ والدَه يَعُقُّ عُقوقاً ومَعَقَّةً، فهو عاق وعقق مثل عامر وعمر، والجمع عققة مثل كفرة. وفي الحديث: " ذُقْ عُقَقُ " أي ذُقْ جزاءَ فعلك يا عاقُّ. قاله بعضهم لحمزة رضى الله عنه وهو مقتول. تقول منه: أعَقَّ فلانٌ، إذا جاء بالعُقوقِ. وأعَقَّتِ الفرسُ، أي حملتْ فهي عَقوقٌ، ولا يقال مُعِقٌّ إلا في لغة رديئة وهو من النوادر، والجمع عُقَقٌ، مثل رسول ورسل. ونَوى العَقوقِ: نوًى رِخْوٌ تعلفُهُ الإبلُ العُقَقُ. وربَّما سمُّوا تلك النواة عَقيقَةً. والعِقاقُ: الحوامل من كل حافرٍ، وهو جمع عُقُقٍ، مثل قلص وقلاص، وسلب وسلاب. والعَقاقُ بالفتح: الحَمْلُ. يقال: أظهرت الاتان عقاقا، وكذلك العقق. قال عدى ابن زيد: وتركت العير يدمى نحره ونحوصا سمحجا فيها عقق وقولهم: " طلب الأبلَقَ العَقوقَ " مثلٌ لما لا يكون، وذلك إن الأبلق ذَكَرٌ ولا يكون الذكر حاملاً. وأمَّا قول الشاعر، أنشده ابن السكيت: ولو طَلَبوني بالعَقوقِ أتيتُهُمْ بألفٍ أؤدِّيهِ إلى القوم أقْرَعا فيقال الابلق، ويقال موضع. والعقعق: طائر معروف، وصوته العقعقة. وعقه: بطن من النمر بن قاسط، ومنه قول الاخطل: ومُوَقِّع أَثَرُ السِفارِ بِخَطْمِهِ من سُودِ عَقة أو بني الجَوَّال وماء عُقٌّ مثل قُعٍّ. وأعَقَّه الله، أي أمَرَّهُ، مثل أقَعَّهُ. وعِقَّانُ النخيل والكروم: ما يخرج من أصولها. وإذا لم تقطع العِقَّانُ فسدت الأصول. وقد أعَقَّتِ النخلة والكرمة. 
عقق
! العَقيقُ، كأمِير: خَرَزٌ أحْمَر تُتّخذُ مِنْهُ الفُصوصُ، يكون باليَمَن بالقُرْبِ من الشِّحْر. يتكوّن ليَكُون مَرْجاناً، فيمنَعُه اليُبْس والبَرْد. قَالَ التّيفاشِيّ: يُؤْتَى بِهِ من اليَمَن من مَعادِن لَهُ بصَنْعاءَ، ثمَّ يؤتَى بِهِ الى عَدَن، وَمِنْهَا يُجْلَب الى سائِرِ البلادِ. قلتُ: وَقد تقدّم للمصنِّفِ فِي ق ر أأن معدِن العَقيق فِي موضِع قُرب صَنعاءَ يُقال لَهُ: مُقرأ. وبسَواحِل بحْرِ روميّة مِنْهُ جنْسٌ كدِرٌ، كماءٍ يجْري من اللّحْمِ المُمَلَّح، وَفِيه خُطوطٌ بيضٌ خفيّةٌ. قلت: وَهُوَ المَعْروف بالرُّطَبيّ، قالَه التّيفاشيُّ. وأجودُ أنواعِه الْأَحْمَر، فالأصْفر، فالأبيضُ، وغيرُها رَديء. وَقيل: المُشَطَّبُ مِنْهُ أجْوَد، وَهِي أصْليّةٌ لَا مُنقَلِبَة بالطّبْخ، كَمَا ظُنّ. حقّقه داودُ فِي التّذْكِرة. وَمن خَواصّ الْأَحْمَر مِنْهُ أنّ: مَنْ تخَتّم بِهِ سكَنَت روعتُه عِنْد الخِصام وَزَالَ عَنهُ الهمُّ والخَفَقان، وانْقَطَع عَنهُ الدّم من أَي موضِع كَانَ ولاسيّما النِّساء اللّواتي يَدُوم طمْثُهن، وشُربُه يُذهِب الطِّحال ويفْتَحُ السُّدَد. ونُحاتَةُ جَمِيع أصنافِه تُذهِب حفَر الأسْنان. ومحْروقُه يثبِّت متحَرِّكَها ويشُدُّ اللِّثَة. وَقد وردَ فِي بعْض الْأَخْبَار: تختّموا {بالعَقيقِ فإنّه برَكَة. وَقَالَ صاحبُ اللِّسان: ورأيتُ فِي حاشيةِ بعْضِ نُسَخ التّْذيب الموْثوق بهَا.
قَالَ أَبُو الْقَاسِم: سُئل إبْراهيمُ الحَرْبيُّ عَن الحَدِيث: لَا تخَتّموا بالعَقيق فَقَالَ: هَذَا تصْحيفٌ، إِنَّمَا هُوَ لَا تُخَيِّموا بالعَقيق أَي: لَا تُقيموا بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ خَراباً الواحِدةُ بهاءٍ، ج: عَقائِق. والعَقيقُ: الْوَادي، ج: أعِقّة وعَقائِقُ. (و) } العَقيقُ: كُلُّ مَسيلٍ شَقّه ماءُ السّيْل فأنْهَرَه ووسّعه، والجَمْع كالجَمْع.
والعَقيقُ: ع بالمَدينة على ساكنِها أفضَلُ الصّلاةِ والسّلام، فِيهِ عُيونٌ ونَخيلٌ، وَهُوَ الَّذِي وردَ ذِكرُه فِي الحَدِيث: أَنه وادٍ مُباركٌ كأنّه عُقَّ، أَي: شُقَّ، غلَبت الصِّفةُ عَلَيْهِ غلَبةَ الاسْم، ولزِمَتْه الألِف واللاّم لِأَنَّهُ جُعِلَ الشّيء بعَيْنه، على مَا ذهَب إِلَيْهِ الخَليلُ فِي أسْماءِ الأعْلامِ الَّتِي أصلُها الصّفة كالحارِث والعبّاس. وَأَيْضًا: موضِع باليَمامَة وَهُوَ وادٍ واسعٌ ممّا يَلي العرَمة، تتدفّق فِيهِ شِعابُ العارِض، وَفِيه عُيون عذْبة الماءِ. وَأَيْضًا: مَوضِع بتِهامَة وَمِنْه الحَدِيث: وقّتَ لأهْل العِراقِ بطْنَ العَقيق. قَالَ الأزهريُّ: أرادَ العَقيقَ الَّذِي بالقُرْبِ من ذاتِ عِرْق قبلَها بمَرْحَلة أَو مرْحلَتَيْن. وَهُوَ الَّذِي ذكَره الشافِعيُّ رحِمه الله فِي المَناسِك، وَهُوَ قَوْله: وَلَو أهَلّوا من العَقيق كَانَ أحبَّ إليّ. وَأَيْضًا: موضِع بنَجْد يُقال لَهُ: عَقيقُ القَنان، تجْرِي إِلَيْهِ مياهُ قُلَل نجْدٍ وجِبالِه.
والعَقيق: ستّة مواضِع أُخَر وَهِي أودِيَة شقّتْها السَّيْلُ عاديّةٌ، مِنْهَا العَقيقان: بلدان فِي بِلَاد بني عامِر من ناحيةِ الْيمن، فَإِذا رأيتَ هَذِه اللفظَة مُثنّاةً فإنّما يفعْنى بهَا ذانِكَ البَلَدان، وَإِذا رأيتَها)
مُفْردَة فقد يجوزُ أَن يُعْنَى بهَا العَقيق الَّذِي هُوَ وادٍ بالحجاز، وَأَن يُعْنى بهَا أحد هذَيْن البلَدين لأنّ مثْل هَذَا قد يُفْرد، كأبانَيْن. والعَقيقُ: شعَر كُلِّ موْلود يخرجُ على رأسِه فِي بطْنِ أمّه من النّاس. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَكَذَلِكَ من البَهائِم، {كالعِقّة بِالْكَسْرِ، والعَقيقَة كسَفينة. وَأنْشد الأزهريُّ للشَّمّاخ:
(أطار} عَقيقَه عَنهُ نُسالاً ... وأُدمِج دَمْجَ ذِي شَطَنٍ بَديعِ)
أَرَادَ شَعْره الَّذِي يولَد عَلَيْهِ أنّه أنْسَله عَنهُ. وَأنْشد أَبُو عُبَيد لِابْنِ الرِّقاع يصف العَيْر:
(تحسّرَتْ {عِقّةٌ عَنهُ فأنْسَلَها ... واجْتابَ أخْرى جَديداً بَعْدَمَا ابْتَقَلا)
يَقُول: لمّا تربّع وأكَلَ بُقولَ الرّبيع أنْسَلَ الشّعرَ المولودَ مَعَه، وأنْبَتَ الآخر، فاجْتابَه، أَي: اكْتَساه. وَفِي الحَدِيث: كُلّ موْلودٍ مُرْتَهَنٌ} بعَقيقَتِه أَي: العَقيقةُ لازِمةٌ لَهُ، لابُدّ لَهُ مِنْهَا. قَالَ الليثُ: وَإِذا سقَطَ عَنهُ الشّعْر مرّةً ذهبَ ذَلِك الاسْم مِنْهُ. قَالَ امْرُؤ القَيس:
(يَا هِنْدُ لَا تنْكِحي بوهَةً ... عليهِ {عَقيقَته أحْسَبا)
وَقد مرّ تمامُ الأبيات فِي ر س ع يصِفُه باللّؤْم والشُحِّ، أَي: لم يحْلِق عَقيقَتَه فِي صغَرِه حتّى شاخ. وَقَالَ زُهير:
(أذلِك أمْ أقَبُّ البَطْنِ جأْبٌ ... عَلَيْهِ من} عَقيقَتِه عِفاءُ)
وَفِي الحَدِيث: إِن انفَرَقَتْ عَقيقتُه فرَق أَي شعره، سُمّي! عَقيقةً تشْبيهاً بشَعْر الْمَوْلُود. أَو {العِقّة بالكَسْر فِي الحُمُر والنّاس خاصّة وَلم تُقَلْ فِي غيْرهما، قَالَ أَبُو عُبَيد. قَالَ عديُّ بنُ زيْد العِباديّ يصِف حِماراً:
(صَيِّتُ التّعْشير رَزّامُ الضُحى ... ناسِلٌ} عِقّته مثلُ المَسَدْ)
ج: {عِقَق كعِنب. قَالَ رؤبةُ: كالهَرَويّ انْجابَ عَن لَيْلِ البَرَقْ طيّر عَنْهَا النّسْرُ حوْلِيَّ} العِقَقْ النَّسْر: السِّمَن. {والعَقيقةُ أَيْضا: صوفُ الجذَع كَمَا أنّ الجَنيبة: صوف الثّنِيّ. وسُمّيَت الشّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ عِنْد حلْقِ شعَر الموْلودِ} عَقيقة لأنّه يُحْلَقَ عَنهُ ذلِك عندَ الذّبْح، وَلذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: فأهرِيقوا عَنهُ دَمًا، وأميطُوا عَنهُ الأذَى يَعْنِي بالأذَى ذلِك الشَّعَر الَّذِي يُحْلَق عَنهُ، وَهَذَا من الأشياءِ الَّتِي ربّما سُمّيتْ باسْم غيْرِها إِذا كَانَت معَها، أَو من سَبَبِها. وَفِي الحَدِيث: أَنه سُئلَ عَن)
العَقيقَة فَقَالَ: لَا أحِب {العُقوقَ لَيْسَ فِيهِ توْهينٌ لأمر} العَقيقة، وَلَا إسْقاطٌ لَهَا، وَإِنَّمَا كرِه الاسمَ، وأحَبَّ أَن تُسَمّى بأحْسَن مِنْهُ، كالنّسيكَةِ، والذّبيحَة، جرْياً على عادَتِه فِي تغْيير الاسْم القَبيح.
وجعَل الزّمَخْشَريُّ الشَّعر أصْلاً، والشّاة المذبوحةَ مُشتَقّة مِنْهُ. والعَقيقَةُ من البَرْقِ: مَا يبْقَى فِي السَّحابِ من شُعاعِ، قَالَه اللّيثُ. وَقَالَ غيرُه: عَقيقةُ البَرْق: مَا انْعقّ مِنْهُ، أَي: تسرّب فِي السَّحاب كالعُقَقِ، كصُرَد. وَقيل: {العَقيقة} والعُقَق: البَرْق إِذا رأيتَه وسط السّحاب كأنّه سيْف مسْلول قَالَ اللّيث: وَبِه تُشَبَّه السّيوفُ فتُسمّى عَقائِقَ. قَالَ عنْتَرَةُ:
(وسَيْفي! كالعَقيقَةِ فَهُوَ كِمْعِي ... سِلاحي لَا أفَلَّ وَلَا فُطارا) وَأنْشد اللّيثُ لعَمْرو بنِ كُلْثوم:
(بسُمْرٍ من قَنا الخَطّيِّ لُدْنٍ ... وبيضٍ {كالعَقائِقِ يجْتَلينا)
وَفِي الأساس: مَا أدْري شِمْتَ عَقيقَة أم شِمتُ} عقيقة أَي: سَللتَ سَيفاً أم نظَرتُ الى برْقٍ. وَهِي البَرقَة الَّتِي تستَطيل فِي عُرْضِ السّحابِ، وَقد أكثَروا استِعارَتَها للسّيف، حَتَّى جعَلوها من أسمائِه، فَقَالُوا: سَلّوا {عَقائِقَ} كالعَقائِق. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: العَقيقَة: المَزادَة. والعَقيقَة: النّهْر.
والعَقيقَة: العِصابةُ سَاعَة تُشَقُّ من الثّوْب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة، وابنُ الأعرابيّ أَيْضا: العَقيقَة: غُرْلَة الصّبيّ إِذا خُتِن. وَالْأَصْل فِي كلِّ ذَلِك {عَقّ} يعُقّ {عقّاً: إِذا شقّ وقطَع، فَهُوَ} معْقوقٌ {وعَقيقٌ. وَمِنْه تسمِيَةُ شَعَر الموْلودِ عَقيقَة، لِأَنَّهُ إِن كَانَ على رأسِ الإنسيّ حُلِقَ وقُطِع، وَإِن كَانَ على البَهيمة فإنّها تُنْسِلُه. والذّبيحَة تُسمّى عَقيقة لِأَنَّهَا تُذبَح، فيُشَقّ حُلْقومها ومَريئُها وودَجاها قطْعاً، كَمَا سُمّيَت ذَبيحةً بالذّبْح، وَهُوَ الشّقُّ. (و) } عقّ عَن الْمَوْلُود {يعِقُّ} ويَعُقّ: حلَق {عَقيقَتَه، أَو ذبَح عَنهُ شَاة.
وَفِي التّهذيب والصِّحاح: يومَ أسبوعِه، فقيّدَه بالسّابع. قَالَ اللّيثُ: تُفصَل أعضاؤُها، وتُطْبَخُ بماءٍ ومِلْح، فيَطْعَمُها الْمَسَاكِين. وَفِي الحَدِيث: أنّ النّبي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم عقّ عَن الْحسن والحُسين رَضِي الله عَنْهُمَا. وعقّ بالسّهْم: إِذا رمَى بِهِ نحْوَ السّماءِ، وذلِك السّهمُ يُسَمّى} عَقيقةً وَهُوَ سهم الاعْتِذار، وَكَانُوا يفعَلونه فِي الجاهليّة، فَإِن رجَع السّهم مُلطَّخاً بالدّم لم يرْضوا إِلَّا بالقَوْد، وَإِن رجعَ نقيّاً مسَحوا لِحاهُم، وصالَحوا على الدِّيّة. وَكَانَ مسْحُ اللِّحَى عَلامَة للصُّلْح، كَمَا فِي العُباب. وَفِي اللّسان: أصلُه أَن يُقتَل رجلٌ من القَبيلة، فيُطالَب القاتِلُ بدَمِه، فتجْتَمع جَماعة من الرّؤساءِ الى أولياءِ القَتيل، ويعْرِضون عَلَيْهِم الدِّيَة، ويسألون العَفْوَ عَن الدّم، فإنْ كَانَ وليُّه قَوِيا حَميّاً أَبى أخعذَ الدِّيَة، وَإِن كانَ ضَعيفاً شاورَ أهلَ قبيلَتِه، فَيَقُول للطّالِبين: إنّ)
بينَنا وَبَين خالِقنا عَلامَة للأمْر والنّهْي، فيقولُ لَهُم الآخَرون: مَا عَلامَتُكم فَيَقُولُونَ: نأخذُ سهْماً فنُركِّبُه على قوْس، ثمَّ نرْمي بِهِ نَحْو السّماء، فَإِن رجعَ إِلَيْنَا مُلَطَّخاً بالدّم فقد نُهينا عَن أخذِ الدِّية، وَلم يرْضَوا إِلَّا بالقَوَد، وَإِن رجَعَ نقِياً كَمَا صعَد فقد أُمِرْنا بأخذِ الدِّية، وصالَحوا، فَمَا رجَع هَذَا السّهمُ قطُّ إِلَّا نقِيّاً، وَلَكِن لَهُم بِهَذَا عُذْر عِنْد جُهّالِهم. وَقَالَ شاعِرٌ من أهل الْقَتِيل وَقيل: من هُذَيْل. وَقَالَ ابنُ بَرّي: هُوَ للأشْعَر الجُعْفِيّ وَكَانَ غائِباً عَن هَذَا الصُلْح:
( {عَقّوا بسَهْمٍ ثمّ قَالُوا صالِحوا ... يَا ليتَني فِي القَوْم إذْ مسَحوا اللِّحَى)
قَالَ الأزهَريُّ: وَأنْشد الشافِعي للمُتَنَخِّل الهُذَلي:
(عقّوا بسَهْمٍ وَلم يشْعُر بِهِ أحدٌ ... ثمَّ استفاءُوا وَقَالُوا حبّذا الوضَحُ)
أخْبَرَ أنّهم آثَروا إبِلَ الدِّيَة وألبانَها على دمِ قاتِل صاحِبهم. والوَضَح هَاهُنَا: اللّبَن. ويُروى عقّوا بسَهم بِفَتْح الْقَاف، وَهُوَ من بابِ المُعْتَلّ.} وعقَّ والِدَه {يعُق} عقًّا، و {عُقوقاً بالضّمِّ} ومَعَقّة: شَقّ عَصا طاعَتِه، وَهُوَ ضِدُّ بَرَّه وَقد يُعَمّ بلَفْظ العُقوق جميعُ الرّحِم. وَفِي الحَدِيث: أكبَرُ الكَبائِر الإشراكُ بِاللَّه، وعُقوق الوالِدَين، وقَتْلُ النّفْس، واليَمين الغَموس. وَأنْشد لسَلَمة المخْزوميّ:
(إنّ الْبَنِينَ شِرارُهم أمثالُه ... مَنْ عقّ والدَه وبَرَّ الأبعدا)
وَقَالَ زُهَير: (فأصْبحْتُما فِيهَا على خيْرِ موْطِن ... بعيدَيْنِ فِيهَا من عُقوق ومأثَمِ)
وَقَالَ آخر، وَهُوَ النَّابِغَة:
(أحْلامُ عادٍ وأجْسامٌ مطهَّرَةٌ ... من {المَعَقّةِ والآفاتِ والأثَمِ)
فَهُوَ} عاقٌّ {وعَقٌّ. وَمِنْه قولُ الزَّفَيان واسمُه عَطاءُ بنُ أُسَيد: أَنا أَبُو المِرْقاِ} عَقّاً فَظّا لمَن أُعادِي مِدْسَرا دَلَنْظَى هَكَذَا أنشدَه الصَّاغَانِي، وروايةُ ابْن الأعرابيّ هَكَذَا: أَنا أَبُو المِقْدام {عَقّاً فَظّا بِمن أُعادي مِلْطَساً مِلَظّا أكُظُّه حَتَّى يموتَ كَظّا ثُمَّتَ أُعْلي رأسَه المِلْوَظّا)
صاعِقَةً من لَهَبٍ تلظّى قيل: أَرَادَ} بالعَقّ هُنا {العاقّ، وقيلَ: المُرُّ من الماءِ} العُقاق، كَمَا سَيَأْتِي، {وعَقَقٌ، مُحرَّكة هَكَذَا فِي سائِر النُسَخ، وَالصَّوَاب:} عُقَق، كعامِرٍ وعُمَر، معْدولٌ من عاقّ للمُبالغة، كغُدَرٍ من غادِرٍ، وفُسَق من فاسِق. وَمِنْه قَول أبي سُفْيان يومَ أُحُد لحَمْزَة رَضِي الله عَنهُ حِين رَآهُ مقْتولاً: ذُقْ عُقَقُ أَي: ذُق جَزاءَ فِعلِك يَا {عاَقّ، كَمَا فِي الصِّحاح. ويُروى أَيْضا: رجُلٌ عُقُق بضمّتين أَي: عاقٌّ، كَمَا فِي اللّسان جمْع الأولى:} عقَقَة، مُحرَّكَة ككافر وكفَرة، كَمَا فِي الصّحاح، زَاد الصاغانيّ: {وعُقَّق، مِثَال سُكَّر. وَأنْشد لرؤْبَة: من العِدا والأقربينَ} العُقَّقا {وعَقاقِ، كقطام: اسْم من} العُقوقِ كَمَا فِي العُباب. ونقلَه ابْن بَرّي أَيْضا، وَأنْشد لعَمْرة بنتِ دُريد ترْثيه: (لعَمْرُك مَا خشيتُ على دُرَيْدٍ ... ببَطْنث سُمَيْرةٍ جيْش العَناقِ)

(جَزَى عنّا الإلهُ بَني سُلَيْمٍ ... {وعقّتْهُم بِمَا فَعَلوا} عَقاقِ)
وماءٌ {عُقٌّ} وعُقاقٌ، بضمِّهما أَي: مُرٌّ شَديدُ المَرارة، أَو مُرٌ غليظ، الواحِدُ والجَمْعُ سَواءٌ مثل قُعّ وقُعاع. وفَرَسٌ {عَقوق، كصَبور: حائِلٌ، أَو حامِل، وَذَلِكَ إِذا انفتَق بطْنُها واتّسَع للولَد ضِدٌّ. قَالَ أَبُو حَاتِم فِي الأضداد: زعَم بعضُ شيوخِنا أنّ الفرَس الحامِل يُقال لَهَا: عَقوق، وَيُقَال أَيْضا للحائِل: عَقوقٌ. وَفِي الحَدِيث: أَتَاهُ رجُلٌ مَعَه فرَسٌ عَقوقٌ، أَي: حائِل أَو هُوَ على التّفاؤل كَمَا ظنّه أَبُو حَاتِم قَالَ: كأنّهم أَرَادوا أنّها ستحْمِل إِن شاءَ الله تَعَالَى. قَالَ الأزهريّ: وَهَذَا يفرْوى عَن أبي زيْد ج:} عُقُقٌ، بضمّتين كقَلوصٍ وقُلُصٍ، كَمَا فِي العُباب. ونظّره الجوْهَريُّ برَسولٍ ورسُل. قَالَ رؤبَة يصِف صائِداً: وسَوْسَ يدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ سِرّاً وَقد أوّن تأْوينَ العُقُقْ يُروى أوّن على وزن فعّل، يُريد الواحدَ من الحَمير، والأوْنُ: العِدْلُ، أَي: شرِبَ حَتَّى صَار كأنّه فرَسٌ حامِل، ويُروى: أوّنَّ على وزن فعّلْن يُريد بذلِك الجماعةَ مِنْهُم، أَي شربْن حَتَّى كأنّ كُلَّ واحدَة منهنّ {عَقوقٌ، أَي: حَامِل، فشبّه بطونَها بالأعْدالِ. جج أَي جمْع الجَمْع: عِقاقٌ ككِتاب مثل قُلُص وقِلاص. وَقد} عقّت {تعِقُّ من حدّ ضرَبَ، وَمِنْه الحَدِيث: من أطْرَقَ مُسلِماً،} فعقّت لَهُ)
فرسُه، كَانَ لَهُ كأجرِ كَذَا {عقّتْ أَي: حملَت} عَقاقاً كسَحاب {وعَققاً مُحرَّكة} وأعَقّت، وَسَيَأْتِي قَرِيبا فِي كَلامِ المُصنِّف أَو {العَقاق، كسَحابٍ، وكِتاب: الحَمْلُ بعَيْنِه. قَالَ أَبُو عمْرو: أظْهَرت الأتانُ} عَقاقاً، بِفَتْح الْعين: إِذا تبيّن حمْلُها. ويُقال للجَنين: عَقاقٌ. قَالَ:
(جَوانِحُ يمْزَعْنَ مزْعَ الظِبا ... ءِ لم يتّرِكْنَ لبَطْنٍ عَقاقا)
أَي: جَنيناً. هَكَذَا قَالَ الشّافِعيّ: {العَقاقُ بِهَذَا المعْنى فِي آخِر كِتاب الصّرفِ. وَأما الأصمعيُّ فإنّه يَقُول العَقاق مصْدر العَقوق. قَوْله:} والعَقَقُ، مُحرَّكة: الانْشِقاقُ هَكَذَا فِي سَائِر النُسَخ، والصّوابُ {كالعَقَق محرّكةً، أَي: بِمَعْنى الحَمْلِ، كَمَا فِي اللّسان والصِّحاح والعُباب. يُقال: أظْهَرت الأتانُ} عقَقاً، أَي: حمْلاً. وأنشَدوا لعَديّ بنِ زَيْدٍ العِباديّ:
(وترَكْتُ العَيْر يدْمَى نحْرُه ... ونَحوصاً سَمْحَجاً فِيهَا {عَقَقْ)
وَأما} العَقَق، محركةً، بمعْنى الانشِقاق فخطأٌ ينْبَغي التّنَبُّه لذَلِك، وَالله أعلم. وَفِي الْمثل: أعزّ من الأبلَق {العَقوق:
(طلَب الأبْلَقَ} العَقوقَ فلمّا ... لم ينَلْه أرادَ بيْضَ الأنوقِ)
وَمن أمثالِهم أَيْضا فِي الرّجُل يسألُ مَا لَا يكون، وَمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ: كلّفتَني الأبْلَق العَقوقَ.
ومثلُه: كلّفْتَني بَيْضَ الأنوقِ. وَقيل: الأبْلَقُ العَقوق: الصُّبح لِأَنَّهُ ينْشَقّ. وَقد مرّ مَا يتعلّق بِهِ فِي: ب ل ق وأ ن ق فراجعْه. ويُقال: أهشُّ من نَوَى العَقوق وَهُوَ نَوًى هشٌّ أيّ رِخْو لَيِّنُ المَمْضَغَةِ تأكُله العَجوز أَو تَلوكُه، تُعْلَفُه النّاقةُ العَقوق إلْطافاً لَهَا، فلِذلك أُضيف إِلَيْهَا. قَالَ اللّيثُ: وَهُوَ من كَلَام أهْل البَصْرة، وَلَا تعرِفُه الأعرابُ فِي بادِيَتها.! وعَقّةُ: بطْنٌ من النَّمِر بنِ قاسِط بنِ هِنْب بنِ أفْصَى بن بُعْمِيّ بن جَديلَة قَالَ الأخْطَل:
(ومُوَقَّع أثَرُ السِّفارِ بخَطْمِه ... من سودِ عَقّةَ أَو بَني الجوّالِ)
الموقَّع: الَّذِي أثّر القَتَبُ على ظهْرِه. وَبَنُو الجوّال فِي بَني تغْلِب. وَقَالَ ابنُ الكَلبيّ فِي الجَمْهَرة: فمِنْ بَني هِلال {عقّةُ بنُ البِشْرِ بنِ هِلالِ بنِ البِشْر بن قيْس بنِ زُهَيْر بنِ عقّة بن جُشَم بن هِلال بنِ رَبيعةَ بنِ زَيد مَناةَ الَّذِي كَانَ على بني النَّمِر يومَ عيْنِ التّمر، لَقيَهُم خالِدُ بنُ الوَليد، فقتَله خالدُ بنُ الوَليد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وصلَبه. قلت: وَالَّذِي فِي أنْسابِ أبي عُبَيد القاسِم بنِ سَلاّم مَا نصُّه: وَكَانَت أوسُ مَناة من النّمِر بن قاسِط أُبيدُوا يَوْم لَقِيَهم خالدُ بنُ الوَليد فِي زَمَن أبي بكْر رَضِي الله عَنْهُمَا، ورَئِيسهم يَوْمئِذٍ لَبيدُ بنُ عُتْبة، يُقَال: هُوَ رَئيسُ أوْس خاصّة، ثمَّ قَالَ:)
وَمن بَني تَيْم الله من النَّمِر الضّحْيان، واسمُه عامرُ بن سَعْد بنِ الخَزْرج بنِ تيْم الله، وَأَخُوهُ عَوفُ بنُ سعْد، من ولَده عَقّةُ بنُ قيْس بنِ بِشر: كَانَ على بَني النَّمِر يَوْم لَقيَهم خالدُ بن الوَليد بعَيْن التّمر، فقتلَه وصلَبَه. وَقَالَ ابنُ دُريد: العَقّةُ: البَرْقَةُ المُستَطيلة فِي السّماءِ. وَفِي الأساس: فِي عُرْضِ السّحاب. زَاد غيرُه: كأنّه سيفٌ مسْلول. والعَقّة: حُفْرةٌ عَميقةٌ فِي الأرضِ والجمعُ} عَقّات {كالعِقّ، بالكَسْر. هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب بالفَتْح، وَهُوَ حفْر فِي الأَرْض مُستطَيلٌ، سُمِّيَ بالمَصْدر، كَمَا فِي اللّسان.} والعُقّة، بالضّمِّ: الَّتِي يلعَبُ بهَا الصِّبْيان كَمَا فِي اللِّسَان. وَفِي الصِّحاح: {عِقّانُ النّخيل والكُرومِ، بِالْكَسْرِ: مَا يخرُج من أصولِهما. وَفِي الصِّحاح والعُباب: من أصولِها، وَإِذا لم تُقْطَع} العِقّانُ فسدَت الْأُصُول. وَقد {أعقّت} إعقاقاً: أخرَجَتا {عِقّانَهما.} وعَواقُّ النّخْل: رَوادِفُه، وَهِي فُسْلانٌ تنبُت مَعَه كَمَا فِي العُباب. {والعَقْعَقُ كجَعْفَر: طائِرٌ معْروف فِي حجْم الحَمامِ أبْلَقُ بسَواد وبَياض أذْنَب، وَهُوَ نوْع من الغِرْبان، والعَرَبُ تتشاءَمُ بِهِ، كَمَا فِي المِصْباح،} يُعَقْعِق بصَوْتِه {عقْعَقَةً: يُشْبِه صوتُه العيْنَ والقافَ إِذا صات، وَبِه سُمّي، وَقد} عقْعَق الطائِرُ بصوْتِه: إِذا جاءَ وذهَب، قَالَ رؤبة: ومَنْ بَغَى فِي الدّين أَو تعمّقا وفرّ مخْذولاً فَكَانَ {عَقْعَقا قَالَ ابنُ بَرّيّ: ورَوى ثعْلَبٌ عَن إسحاقَ المَوْصليّ أَن} العَقْعَق يُقال لَهُ الشّجَجَى. وَفِي حَدِيث النّخَعيّ: يقتُلُ المُحرِمُ العَقْعَقَ. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَإِنَّمَا أجازَ قتْلَه لأنّه نوعٌ من الغِرْبان. وَهَذَا ماءٌ {أعقّه الله، أَي: أمرّه وَكَذَلِكَ: أقعّه الله.} وأعقّت الأرضُ الماءَ: أمرّتْه. وَقَالَ الجعدِيُّ: بحرُك بحرُ الجودِ مَا {أعقّهُ ربّكَ والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ أَي: مَا أمرّه. (و) } أعقّت الفرَسُ والأتانُ: إِذا حملَت وانْفَتَق بطنُها. {والإعْقاقُ فِي الخَيْل والحُمُر بعدَ الإقْصاص. وَقيل:} عقّت: إِذا حمَلت، {وأعقّت إِذا نبتَت} العَقيقةُ فِي بطنِها على الولَد الَّذِي حملَتْه.
وَهِي {عَقوقٌ على غيْر القِياس، وَلَا يُقال:} مُعِقٌّ، وَهَذَا نادِر، أَو يُقال ذلِك فِي لُغَيّة رَديئَة وَمِنْه قولُ رُؤبَة: قد عتَق الأجْدَعُ بعد رِقِّ بقارحٍ أَو زَوْلَة! مُعِقِّ) وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: {عقّت، فَهِيَ} عَقوق، {وأعَقّتْ فهيَ} مُعِقّ. واللُغَة الفَصيحةُ {أعقّت فَهِيَ} عَقوق. وَفِي نَوادِر الْأَعْرَاب: {اعتَقّ السّيْفَ من غِمدِه، واهْتَلَبه، وامْتَرقَه، واختلَطَه: إِذا استلّه.
قَالَ الجُرْجانيّ: الأصلُ اخترَطه، وكأنّ اللاّم مُبدَلة مِنْهُ، وَفِيه نظَر. (و) } اعتقّ السّحابُ: انْشَقّ واندَفَع مَاؤُهُ. قَالَ أَبُو وَجْزَة:
(حتّى إِذا أنْجَدَتْ أرواقُه انهزَمَتْ ... {واعتَقّ مُنْبعِجٌ بالوَبْلِ مبْقورُ)
} وانعَقّ الغُبارُ: انشقّ وسَطَع عَن ابنِ فارِس، قَالَ رؤبةُ: إِذا العَجاجُ المُستَطارُ {انْعَقّا (و) } انعقّت العُقْدَة: انْشَدّت واستَحْكَمَت. وانعقّت السّحابَة: تبعّجَتْ بالماءِ وانشَقّت. وكُلُّ انشِقاقٍ فَهُوَ {انعِقاقٌ. يُقال:} انعَقّ الثّوبُ، أَي: انشَقّ، عَن ثَعْلب. {وانعَقّ البَرْقُ: تشقّق. والتّركيبُ يدلُّ على الشَّقِّ، وَإِلَيْهِ ترجع فُروعُ البابِ بلُطْفِ نظَر. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:} العَقيقُ، كأمير: البَرقُ، وَبِه فَسّر بعضُهم قولَ الفَرزْدَق:
(قِفي ودِّعينا يَا هُنَيْدُ فإنّني ... أرى الحَيَّ قد شامُوا العَقيقَ اليَمانِيا)
أَي: شامُوا البَرْقَ من ناحِيَة اليَمَن. {وعَقّ البرقُ: انشقّ. ويُقال:} الانعِقاقُ: تشقُّقه. والتّبوّجُ: تكَشُّفه، {وعَقيقَتُه: شُعاعُه.} وانعَقّ الوادِي: عَمُق. {والعَقائِقُ: النِّهاءُ والغُدْران فِي الأخاديدِ} المُنْعَقّة، حَكَاهُ أَبُو حَنيفة. وأنْشَدَ لكُثيِّر بنِ عبدِ الرّحمنِ الخُزاعي يصفُ امْرَأَة:
(إِذا خرَجَت من بيْتِها راقَ عينَها ... مُعوَّذُه وأعجَبَتْها {العَقائِقُ)
أَرَادَ معوَّذَ النّبت حوْل بيتِها. وقيلَ: العَقائِق: الرِّمال الحُمْر. وعقّت الريحُ المُزْنَ} تعُقُّه {عَقّاً: إِذا استدرّتْه كأنّها تشُقُّه شقّاً. قَالَ الهُذَليُّ يصِف غيْثاً:
(حارَ} وعقّتْ مُزْنَهُ الرّيحُ وانْ ... قارَ بهِ العَرْضُ وَلم يُشْمَلِ)
حَار: تحيّر وتردّد، واستدَرّته ريحُ الجَنوب، وَلم تهُبّ بِهِ الشّمالُ فتَقْشَعَه. وانْقارَ بِهِ العرْضُ، أَي: عرْض السّحابِ وقَعَت مِنْهُ قِطْعة. وسَحابة {مَعْقوقَة: إِذا} عُقَّت {فانْعَقّتْ. وسَحابة} عَقّاقة: إِذا دَفَعت ماءَها وَقد {عقَّت. قَالَ عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف غيْثاً:
(فمرّ على الأنْهاءِ فانْثَجَّ مُزنُه ... } فعَقّ طَويلاً يسكُبُ الماءَ ساجِيا)
ومنهُ قولُ ابنةِ المُعَقِّر البارِقيّة: أرى سَحابةً سَحماءَ {عَقّاقَة، كأنّها حُوَلاءُ نَاقَة، ذَات هَيْدب دانٍ، وسَيْرٍ وانٍ. رَوَاهُ شَمِر. وَمَا} أعقّه لوالِدِه. {وأعقّ فلانٌ: إِذا جاءَ} بالعُقوقِ. كَمَا يُقال: أحْوَب: إِذا)
جاءَ بالحُوبِ. وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى أنشَده ابنُ السِّكيت:
(فإنّي وَمَا كلّفتُموني بجَهْلِكمْ ... ويعْلَمُ رَبّي مَنْ {أعقَّ وأحْوَبا)
وَفِي المثَل:} أعقُّ من ضَبٍّ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: إِنَّمَا يُريدُ بِهِ الأُنثَى. {وعُقوقُها: أنّها تأكُلُ أولادَها.} والعُقُق، بضمّتين: البُعَداء من الأعْداءِ. وَأَيْضًا: قاطِعو الأرْحام. ويُقال: {عاقَقْتُ فُلاناً} أُعاقُّه {عِقاقاً: إِذا خالَفْتَه. وَفِي الحَدِيث: مثَلكم ومثَلُ عائِشَة مثَلُ العَيْن فِي الرّأسِ تؤذي صاحِبَها وَلَا يَسْتَطيع أَن} يعُقَّها إِلَّا بالّذي هُوَ خيْر لَهَا. هُوَ مُسْتَعار من عُقوق الوالِدَين. ويُقال للصّبيّ إِذا نشأَ مَعَ حيٍّ حَتَّى شَبّ وقَوِيَ فيهم: {عقّت تَميمَتُه فِي بني فُلان. وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(بلادٌ بهَا عَقَّ الشّبابُ تَميمَتي ... وأوّلُ أرضٍ مسَّ جِلدِي تُرابُها)
والأصلُ فِي ذَلِك أنّ الصّبيَّ مادام طِفلاً تُعَلِّق أمُّه عَلَيْهِ التّمائم تُعَوِّذُه من العَيْن، فَإِذا كبِر قُطِعَت عَنهُ. قلت: ووقَع فِي خُطْبةِ المُطَوَّل للسّعد: بِلادٌ بهَا نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي وَمَا ذَكَرنا هُوَ الأصحُّ. وكُلّ شقّ وخَرْق فِي الرّمل وغيْره فَهُوَ} عَقٌّ. {والعَقوق، كصَبور: موضِع، وَبِه فُسِّر قولُ الشّاعر، أنشدَه ابنُ السِّكّيت:
(وَلَو طلبُوني} بالعَقوقِ أتيتُهم ... بألفٍ أؤدِّيه الى القومِ أقْرَعا)
ويُقال: المُرادُ بِهِ الأبْلق، والوَجْهان ذكَرَهما الجوهَريُّ. ويُقال للمُعْتَذِر إِذا أفرطَ فِي اعتِذاره: قد {اعْتَقّ} اعْتِقاقاً. ويُقال للدّلو إِذا طلَعت من البِئْر مَلأى: قد {عقّت} عَقّاً. وَمن العَرِب مَن يَقُول: {عَقّت} تعْقِيَة. وأصلُها عقّقَت فَلَمَّا اجتَمَعت ثُلاثُ قافات قلَبوا إحْداها يَاء، كَمَا قَالُوا: تظَنّيْت من الظَّنِّ، وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: عقّتْ كَمَا عقّتْ دَلوفُ العِقْبان شبّه الدّلْوَ وَهِي تَشُقُّ هَواءَ البِئْر طالِعةً بسرعَةٍ بالعُقاب تدْلِف فِي طيَرانِها نحوَ الصَّيد. {والعَقْعَقَة: حركةُ القِرْطاسِ والثّوبِ الجَديد، كالقَعْقَعَة.} والعَقيقِيّون: جماعةٌ من الأشرافِ. مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الحسَن بنُ محمدِ بنِ يَحْيى العدَويّ، صَاحب كتاب النَّسَب. روى عَن جدّه يَحْيى بنِ الحسَن. وَأَبُو الْقَاسِم أحمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ أحمدَ بنِ عليّ بنِ محمدِ بنِ جعْفرٍ العَقيقيُّ، من كبار الدِّمَشْقِيّين فِي أثناءِ المائةِ الرابعةِ، وَهُوَ صَاحب الدّار الَّتِي صَارَت المدرسةَ الظاهريّةَ بِدِمَشْق، مَاتَ سنة. ومُنية {عَقيق: قَرْيَة بِمصْر.} والأعِقّة: رمل. وَبِه فسّر السّكريُّ قولَ أبي) خِراشٍ: وَمن دونِهم أرضُ! الأعِقّة والرّملُ
(ع ق ق) : (الْعَقُّ) الشَّقُّ وَالْقَطْعُ (وَمِنْهُ) عَقِيقَةُ الْمَوْلُودِ وَهِيَ شَعْرُهُ لِأَنَّهُ يُقْطَعُ عَنْهُ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ (وَبِهَا سُمِّيَتْ) الشَّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ عَنْهُ وَإِنَّمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا «قُولُوا نَسِيكَةً وَلَا تَقُولُوا عَقِيقَةً» كَرَاهِيَة الطِّيَرَةِ وَقَدْ قَرَّرْتُ هَذَا فِي رِسَالَةٍ لِي (وَالْعَقِيقُ) مَوْضِعٌ بِحِذَاءِ ذَاتِ عِرْقٍ وَهُوَ الَّذِي فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «وَقَّتَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ بَطْنَ الْعَقِيقِ» وَفِي كَلَامِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ أَهَلَّ (بِالْعَقِيقِ) كَانَ أَحَبُّ إلَيَّ وَأَصْلُهُ كُلُّ مَسِيلٍ شَقَّهُ السَّيْلُ فَوَسَّعَهُ.

عقق: عَقَّه يَعُقُّه عَقاًّ، فهو مَعْقوقٌ وعَقِيقٌ: شقَّه.

والعَقِيقُ: وادٍ بالحجاز كأَنه عُقَّ أَي شُقّ، غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته

الأَلف واللام، لأَنه جعل الشيء بعينه على ما ذهب إِليه الخليل في

الأَسماء الأَعلام التي أَصلها الصفة كالحرث والعباس. والعَقَيقَان: بلدان في

بلاد بني عامر من ناحية اليمن، فإِذا رأَيت هذه اللفظة مثناة فإِنما

يُعْنى بها ذَانِكَ البلدان، وإِذا رأَيتها مفردة فقد يجوز أَن يُعْنى بها

العَقُِيقُ الذي هو واد بالحجاز، وأَن يُعْنى بها أَحد هذين البلدين لأَن

مثل هذا قد يفرد كأَبَانَيْن؛ قال امرؤ القيس فأفرد اللفظ به:

كأَنّ أَبَاناً، في أَفَانِينِ وَدْقِهِ،

كبيرُ أُناسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ

قال ابن سيده: وإِن كانت التثنية في مثل هذا أَكثر من الإِفراد، أَعني

فيما تقع عليه التثنية من أَسماء المواضع لتساويهما في الثبات والخِصْب

والقَحْط، وأَنه لا يشار إِلى أَحدهما دون الآخر، ولهذا ثبت فيه التعريف في

حال تثنيته ولم يجعل كزيدَيْن، فقالوا هذان أَبانَان بَيِّنَيْن

(* قوله

«فقالوا هذان إلخ» فلفظ بينين منصوب على الحال من أَبانان لأنه نكرة وصف

به معرفة، لأن أَبانان وضع ابتداء علماً على الجبلين المشار إليهما، ولم

يوضع أَولاً مفرداً ثم ثني كما وضع لفظ عرفات جمعاً على الموضع المعروف

بخلاف زيدين فإنه لم يجعل علماً على معينين بل لإنسانين يزولان، ويشار

إلى أحدهما دون الآخرفكأنه نكرة فإذا قلت هذان زيدان حسنان رفعت النعت لأنه

نكرة وصفت به نكرة ، أفاده ياقوت)، ونظير هذا إفرادهم لفظ عرفات، فأَما

ثبات الأَلف واللام في العَقِيقَيْن فعلى حدِّ ثباتهما في العَقِيق، وفي

بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى العَقِيقَ؛ قال أَبو منصور: ويقال لكل ما

شَقَّه ماء السيل في الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِيق، والجمع أَعِقَّةٌ

وعَقَائِق، وفي بلاد العرب أَربعةُ أَعِقَّةَ، وهي أَودية شقَّتها السيول،

عادِيَّة: فمنها عَقيقُ عارضِ اليمامةِ وهو وادٍ واسع مما يلي العَرَمة

تتدفق فيه شِعابُ العارِض وفيه عيون عذبة الماء، ومنها عَقِيقٌ بناحية

المدينة فيه عيون ونخيل. وفي الحديث: أَيكم يجب أَن يَغْدُوَ إِلى بُطْحانِ

العَقِيقِ؟ قال ابن الأَثير: هو وادٍ من أَودية المدينة مسيل للماء وهو

الذي ورد ذكره في الحديث أَنه وادٍ مبارك، ومنها عَقِيقٌ آخر يَدْفُق ماؤُه

في غَوْرَي تِهَامةَ، وهو الذي ذكره الشافعي فقال: ولو أَهَلُّوا من

العَقِيقِ كان أَحَبَّ إِليّ؛ وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، وقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِيقِ؛ قال أَبو منصور: أَراد العَقِيقَ

الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتين وهو الذي ذكره

الشافعي في المناسك، ومنها عَقِيق القَنَانِ تجري إِليه مياه قُلَلِ نجد

وجباله؛ وأَما قول الفرزدق:

قِفِي ودِّعِينَا، يا هُنَيْدُ، فإِنَّني

أَرى الحيَّ قد شامُوا العَقِيقَ اليمانيا

فإِن بعضهم قال: أَراد شاموا البرق من ناحية اليمن.

والعَقّ: حفر في الأَرض مستطيل سمي بالمصدر. والعَقَّةُ: حفرة عميقة في

الأَرض، وجمعها عَقَّات. وانْعَقَّ الوادي: عَمُقَ. والعقائق: النِّهَاء

والغدرانُ في الأَخاديد المُنْعَقَّةِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لكثير بن

عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة:

إِذا خرجَتْ من بيتها راق عَيْنَها

مُعَِوِّذه، وأَعْجَبَتْها العَقَائِقُ

يعني أَن هذه المرأَة إِذا خرجت من بيتها راقَها مُعَوَّذ النبت حول

بيتها، والمُعَوَّذ من النبت: ما ينبت في أَصل شجر يستره، وقيل: العقائق هي

الرمال الحمر. ويقال: عَقَّت الريحُ المُزْنَ

تَعُقُّه عَقاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تشقه شقّاً؛ قال الهذلي يصف

غيثاً:

حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ، وانْـ

ـقَارَ بِهِ العَرْضُ، ولم يُشْمَلِ

حارَ: تحيَّر وتردد واستَدَرَّته ريح الجَنوب ولم تهب به الشَّمال

فتَقْشَعَه، وانْقَارَ به العَرْضُ أَي كأَن عرضَ السحاب انْقارَ

بهِ أَي وقعت منه قطعة وأَصله من قُرْتُ جَيْب القميص فانْقار، وقُرْتُ

عينه إِذا قلعتها. وسحبة مَعْقُوقة إِذا عُقَّت فانْعَقَّت أَي تَبَعَّجت

بالماء. وسحابة عَقَّاقة إِذا دفعت ماءها وقد عَقَّت؛ قال عبدُ

بني الحَسْحاص يصف غيثاً:

فمرَّ على الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه،

فَعَقَّ طويلاً يَسْكُبُ الماءَ ساجِيَا

واعْتَقَّت السحابة بمعنى؛ قال أَبو وَجْزة:

واعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور

ويقال للمُعْتذر إِذا أَفرط في اعتذاره: قد اعْتَقَّ اعْتِقاقاً. ويقال:

سحابة عَقَّاقة منشقة بالماء. وروى شمر أَن المُعَقِّرَ بن حمار

البارِقِيّ قال لبنته وهي تَقُوده وقد كُفَّ بصرُه وسمع صوت رعد: أَيْ بُنَيّةُ

ما تَرَيْنَ؟ قالت: أَرى سحابة سَحْماء عَقَّاقَة، كأَنها حوِلاءُ ناقة،

ذات هَيْدب دَانٍ، وسَيرٍ وان قال: أَيْ

بُنَيّة وائلي إِلى قَفْلةٍ فإِنها لا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ من السيل؛

شَبَّه السحابة بِحِوَلاءِ الناقة في تشققها بالماء كتشقق الحِوَلاءِ،

وهو الذي يخرج منه الولد، والقَفَلة الشجرة اليابسة؛ كذلك حكاه ابن

الأَعرابي بفتح الفاء، وأَسكنها سائر أَهل اللغة. وفي نوادر الأعراب: اهْتَلَبَ

السيفَ من غِمْدِه وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛

قال الجرجاني: الأَصل اخْتَرَطَه، وكأَنّ اللام مبدل منه وفيه نظر.

وعَقَّ والدَه يَعُقُّه عَقّاً وعُقُوقاً ومَعَقَّةً: شقَّ عصا طاعته.

وعَقَّ والديه: قطعهما ولم يَصِلْ

رَحِمَه منهما، وقد يُعَمُّ بلفظ العُقُوقِ جميع الرَّحِمِ، فالفعل

كالفعل والمصدر كالمصدر. ورجل عُقَقٌ وعُقُق وعَقُّ: عاقٌّ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي للزَّفَيان:

أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّاًّ فَظّا

بمن أُعادي، مِلْطَساً مِلَظّا،

أَكُظُّهُ حتى يموتَ كَظّا،

ثُمَّتَ أُعْلِي رأْسَه المِلْوَظَّا،

صاعقةً من لَهَبٍ تَلَظَّى

والجمع عَقَقَة مثل كَفَرةٍ، وقيل: أَراد بالعقّ المُرَّ من الماء

العُقَاقِ، وهو القُعَاع، المِلْوَظّ: سوطٌ أَو عصا يُلْزِمُها رأْسَه؛ كذا

حكاه ابن الأَعرابي، والصحيح المِلْوَظُ، وإِنما شدد ضرورة. والمَعَقَّةُ:

العُقُوق؛ قال النابغة:

أَحْلامُ عادٍ وأَجْسادٌ مُطَهَّرَة

من المَعَقَّةِ والآفاتِ والأَثَمِ

وأَعَقَّ

فلانٌ إِذا جاءَ بالعُقوق. وفي المثل: أَعَقِّ من ضَبٍّ؛ قال ابن

الأَعرابي: إِنما يريد به الأُنثى، وعُقُوقُها أَنها تأْكل أَولادها؛ عن غير

ابن الأَعرابي؛ وقال ابن السكيت في قول الأَعشى:

فإِني، وما كَلَّفْتُموني بِجَهْلِكم،

ويَعْلم ربَي من أَعَقَّ وأَحْوَبا

قال: أَعَقَّ جاء بالعُقُوقِ، وأَحْوَبَ جاء بالحُوبِ. وفي الحديث: قال

أَبو سفيان بن حرب لحمزة سيد الشهداء، رضي الله عنه، يوم أُحد حين مرَّ

به وهو مقتول: ذُقْ عُقَقُ

أَي ذق جزاء فعلك يا عاقّ، وذق القتل كما قتلت مَن قتلتَ يوم بدر من

قومك،يعني كفار قريش، وعُقَق: معدول عن عاق للمبالغة كغُدَر من غادرٍ وفُسَق

من فاسقٍ. والعُقُق: البعداء من الأَعداء. والعُقُق أَيضاً: قاطعو

الأَرحام. ويقال: عاقَقْتُ فلاناً أُعَاقُّه عِقاقاً إِذا خالفته. قال ابن بري

عَقَّ والدَه يَعُقُّ عقوقاً ومَعَقَّةً؛ قال هنا: وعَقَاقِ مبنية على

الكسر مثل حَذَامِ ورَقَاشِ؛ قالت عمرة بنت دريد ترثيه:

لَعَمْرُك ما خشيتُ على دُرَيْد،

ببطن سُمَيْرةٍ، جَيْشَ العَنَاقِ

جَزَى عنّا الإِلهُ بني سُلَيْم،

وعَقَّتْهم بما فعلوا عَقَاقِ

وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن عُقُوقِ الأُمّهات، وهو

ضد البِرّ، وأَصله من العَقّ الشَّقّ والقطع، وإنما خص الأُمهات وإن كان

عُقوقُ الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً لأَن لِعُقوقِ الأُمهات مزيّة

في القبح. وفي حديث الكبائر: وعدَّ منها عقوقَ الوالدين. وفي الحديث:

مَثَلُكم ومَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العينِ في الرأْس تؤذي صاحبها ولا يستطيع

أن يَعُقَّها إِلا بالذي هو خير لها؛ هو مستعار من عُقُوقِ

الوالدين. وعَقَّ البرقُ وانْعَقَّ: انشق. والانْعِقاق: تشقق البرق،

والتَّبَوُّجُ: تَكَشُّفُ البرقِ، وعَقِيقَتُهُ: شعاعه؛ ومنه قيل للسيف

كالعَقِيقَة، وقيل: العَقِيقَةُ والعُقَقُ البرق إِذا رأَيته في وسط السحاب

كأَنه سيف مسلول. وعَقِيقةُ البرق: ما انْعَقَّ منه أَي تَسَرَّبَ

في السحاب، يقال منه: انْعَقَّ البرقُ، وبه سمي السيف؛ قال عنترة:

وسَيْفي كالعَقِيقةِ، فهو كِمْعِي

سِلاحِي، لا أَفَلَّ ولا فُطَارَا

وانْعَقَّ الغبار: انشق وسطع؛ قال رؤبة:

إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا

وانْعَقَّ الثوبُ: انشق؛ عن ثعلب.

والعَقِيقةُ: الشعر الذي يولد به الطفل لأَنه يشق الجلد؛ قال امرؤ

القيس:يا هندُ، لا تَنْكِحي بُوهَةً

عليه عَقِىقَتُه، أَحْسَبَا

وكذلك الوَبَرُ لِذي الوَبَرِ. والعِقَّة: كالعَقِيقةِ، وقيل: العِقَّةُ

في الناس والحمر خاصة ولم تسمع في غيرهما كما قال أَبو عبيدة؛ قال رؤبة:

طَيَّرَ عنها النَّسْرُ حْولِيَّ العِقَق

ويقال للشعر الذي يخرج على رأْس المولود في بطن أُمه عَقِيقةٌ لأَنها

تُحْلق، وجعل الزمخشري الشعرَ أصلاً والشاةَ المذبوحة مشتقة منه. وفي

الحديث: إِن انفرقت عَقِيقَتُه فَرَقَ أَي شعره، سمي عَقيقةً تشبيهاً بشعر

المولود. وأَعَقَّت الحامل: نبتت عَقيقَةُ ولدها في بطنها. وأَعَقَّت الفرس

والأَتان، فهي مُعِقّ وعَقُوق: وذلك إِذا نبتت العَقيقةُ في بطنها على

الولد الذي حملته؛ وأَنشد لرؤبة:

قد عَتَق الأَجْدعُ بعد رِقِّ،

بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُعِقِّ

وأَنشد أَيضاً في لغة من يقول أَعَقَّتْ فهي عَقُوق وجمعها عُقُق:

سِراًّ وقد أَوَّنَّ تَأْوِينَ العُقُقْ

(* قوله «سراً إلخ» صدره كما في الصحاح:

وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق

أَوَّنَّ: شربن حتى انتفخت بطونهن فصار كل حمار منهن كالأَتان العَقُوق،

وهي التي تكامل حملها وقرب ولادها، ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّلْنَ

يريد بذلك الجماعة من الحمير، ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّل، يريد الواحد

منها.

والعَقاقُ، بالفتح: الحَمْل، وكذلك العَقَقُ؛ قال عديّ بن زيد:

وتَرَكْن العَيْر يَدْمَى نَحْرُه،

ونَحُوصاً سَمْحجاً فيها عَقَقْ

وقال أَبو عمرو: أَظهرت الأَتانُ عَقاقاً، بفتح العين، إِذا تبين حملها،

ويقال للجنين عَقاق؛ وقال:

جَوانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبا

ء، لم يَتَّرِ كْنَ لبطن عَقَاقا

أَي جَنِيناً؛ هكذا قال الشافعي: العَقاق، بهذا المعنى في آخر كتاب

الصرف، وأَما الأَصمعي فإِنه يقول: العقاق مصدر العَقُوقِ، وكان أَبو عمرو

يقول: عَقَّتْ فهي عَقُوق. وأَعَقّعتْ فهي مُعِقّ، واللغة الفصيحة

أَعَقَّتْ فهي عَقُوق.

وعَقَّ عن ابنه يَعِقُّ ويَعُقُّ: حلق عَقِيقَتهُ أَو ذبح عنه شاة، وفي

التهذيب: يوم أُسبوعه، فقيَّده بالسابع، واسم تلك الشاة العَقيقة. وفي

الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: في العَقِيقَةِ عن الغلام

شاتان مثلان، وعن الجارية شاة؛ وفيه: إِنه عَقَّ عن الحسن والحسين،

رضوان الله عليهما، وروي عنه أَنه قال: مع الغلام عَقِيقَتُه فأَهَر يقُوا

عنه دماً وأَميطوا عنه الأَذى. وفي الحديث: الغلام مُرْتَهِنٌ بعَقِيقته؛

قيل: معناه أَن أَباه يُحْرَم شفاعةَ ولده إِذا لم يعُقَّ عنه، وأَصل

العَقِيقةِ الشعر الذي يكون على رأْس الصبي حين يولد، وإِنما سميت تلك الشاةُ

التي تذبح في تلك الحال عَقِيقةً لأَنه يُحْلق عنه ذلك الشعر عند الذبح،

ولهذا قال في الحديث: أَميطوا عنه الأَذى، يعني بالأَذى ذلك الشعر الذي

يحلق عن، وهذا من الأَشياء التي ربما سميت باسم غيرها إِذا كانت معها أَو

من سببها، فسميت الشاة عَقِيقَةٍ لَعَقِيقَةِ الشعر. وفي الحديث: أَنه

سئل عن العَقِيقةِ فقال: لا أُحب العُقُوق، ليس فيه توهين لأَمر

العَقِيقَةِ ولا إِسقاط لها، وإِنما كره الاسم وأَحب أَن تسمى بأَحسن منه كالنسيكة

والذبيحة، جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح. والعَقِيقَةُ: صوف

الجَذَع، والجَنيبَة: صوف الثَّنِيِّ؛ قال أَبو عبيد: وكذلك كل مولود من

البهائم فإِن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عَقِيقَة وعَقِيقٌ وعِقَّةٌ،

بالكسر؛ وأَنشد لابن الرِّقاع يصف العير:

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأَنْسَلَها،

واجْتابَ أُخْرَى جديداً بعدما ابْتَقَلا

مُوَلَّع بسوادٍ في أَسافِلِهِ،

منه احْتَذَى، وبِلَوْنٍ مِثلِهِ اكتحلا

فجعل العَقِيقةَ الشعر لا الشاة، يقول: لما تَرَبَّع وأَكل بُقول الربيع

أَنْسَلَ

الشعر المولود معه وأَنبت الآخر، فاجتابه أَي اكتساه، قال أَبو منصور:

ويقال لذلك الشعر عَقِيقٌ، بغير هاء؛ ومنه قول الشماخ:

أَطارَ عَقِيقَةُ عنه نُسَالاً،

وأُدْمِجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بدِيعِ

أَراد شعره الذي يولد عليه أَنه أَنْسَله عنه. قال: والعَقُّ في الأَصل

الشق والقطع، وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أُمه وهي عليه

عَقِيقةً، لأَِِنها إِن كانت على رأْس الإِنسي حلقت فقطعت، وإِن كانت على

البهيمة فإِنها تُنْسِلُها، وقيل للذبيحة عَقِيقةٌ لأَنَّها تُذبَح فيُشقّ

حلقومُها ومَريثُها وودَجاها قطعاً كما سميت ذبيحة بالذبح، وهو الشق. ويقال

للصبي إِذا نشأَ مع حيّ حتى شَبَّ وقوي فيهم: عُقَّتْ تميمتُه في بني

فلان، والأصل في ذلك أَن الصبي ما دام طفلاً تعلق أُمه عليه التمائم، وهي

الخرز، تُعَوِّذه من العين، فإِذا كَبِرَ قُطعت عنه؛ ومنه قول الشاعر:

بلادٌ بها عَقَّ الشّعبابُ تَمِيمَتي،

وأَوّعلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدي تُرابُها

وقال أَبو عبيدة: عَقِيقةُ الصبيّ عُرْلَتُه إِذا خُتِن. والعَقُوق من

البهائم: الحامل، وقيل: هي من الحافر خاصةً والجمع عُقُقٌ وعِقاق، وقد

أَعَقَّتْ، وهي مُعِقّ وعَقُوق، فمُعِقّ على القياس وعَقوق على غير القياس،

ولا يقال مُعِقّ إِلا في لغة رديئة، وهو من النوادِر. وفرس عَقُوق إِذا

انْعَقّ بطنُها واتسع للولد؛ وكل انشقاق هو انْعِقاقٌ؛ وكلُّ شق وخرق في

الرمل وغيره فهو عَقّ، ومنه قيل للبَرْقِ إِذا انشق عَقِيقةٌ. وقال أَبو

حاتم في الأَضداد: زعم بعض شيوخنا أَن الفرس الحامل يقال لها عَقوق ويقال

أَيضاً للحائل عَقوق؛ وفي الحديث: أَتاه رجل معه فرس عَقوق أَي حائل،

قال: وأَظن هذا على التفاؤل كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شاء الله.

وفي الحديث: من أَطْرَقَ مسلماً فعَقَّتْ

له فرسُه كان كأَجر كذا؛ عَقَّتْ أَي حَمَلت. والإِعْقاقُ بعد

الإِقْصاصِ، فالإِقْصاص في الخيل والحمر أَوَّل ثم الإِعْقاقُ بعد ذلك.

والعَقِيقةُ: المَزادة. والعَقِيقةُ: النهر. والعَقِيقةُ:العِصابةُ

ساعةَ تشق من الثوب. والعَقِيقةُ: نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تؤكل.

ونَوى العَقوقِ: نَوىً هَشّ لَيِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله العجوز أَو

تَلوكه تُعْلَفُه الناقة العَقوق إلْطافاً لها، فلذلك أُضيف إِليها، وهو

من كلام أَهل البصرة ولا تعرفه الأَعراب في باديتها. وفي المثل: أَعَزُّ

من الأَبْلِق العَقوقِ؛ يضرب لما لا يكون، وذلك أَن الأَبْلق من صفات

الذكور، والعَقُوق الحامل، والذور لا يكون حاملاً، وإِذا طلب الإِنسان فوق

ما يستحق قالوا: طَلَب الأَبْلَق العَقوق، فكأَنه طلب أَمراً لا يكون

أَبداً؛ ويقال: إِن رجلاً سأَل معاوية أَن يزوجّه أمَّه هنداً فقال: أَمْرُها

إِليها وقد قَعَدَتْ عن الولد وأَبَتْ أَن تتزوج، فقال: فولني مكان كذا،

فقال معاوية متمثلاً:

طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقوقَ، فلمَّا

لم يَنَلْهُ أَراد بَيْضَ الأَنُوقِ

والأَنوق: طائر يبيض في قُنَنِ

الجبال فبيضه في حِرْزٍ إِلا أَنه مما لا يُطْمَع فيه، فمعناه أَنه طَلب

ما لا يكون، فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إِليه، وهو مع ذلك

بعيد. ومن أَمثال العرب السائرة في الرجل يسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدر

عليه: كَلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقوق، ومثله: كَلَّفْتَني بَيْضَ

الأَنوق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فلو قَبِلوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ

بأَلْفٍ أُؤَدِّيه من المالِ أَقْرَعا

يقول: لو أَتيتهم بالأَبْلَق العَقوقِ

ما قبلوني، وقال ثعلب: لو قبلوني بالأَبيض العَقوق لأَتيتهم بأَلف،

وقيل: العَقوق موضع، وأَنشد ابن السكيت هذا البيت الذي أَنشده ابن الأَعرابي

وقال: يريد أَلف بعير. والعَقِيقةُ: سهم الاعتذار؛ قالت الأَعراب: إِن

أَصل هذا أَن يُقْتَلَ رجلٌ من القبيلة فيُطالَب القاتلُ بدمه، فتجتمع

جماعة من الرؤساء إِلى أَولياء القَتِيل ويَعْرضون عليهم الدِّيةَ ويسأَلون

العفو عن الدم، فإِن كان وَلِيّهُ

قويّاً حَمِياًّ أَبي أَخذ الدية، وإِن كان ضعيفاً شاوَرَ أَهل قبيلته

فيقول للطالبين: إِن بيننا وبين خالقنا علامة للأَمر والنهي، فيقول لهم

الآخرون:ما علامتكم؟ فيقولون: نأْخذ سهماً فنركبه على قَوْس ثم نرمي به

نحْوَ السماء، فإِن رجع إلينا ملطخاً بالدم فقد نُهِينا عن أَخذ الدية، ولم

يرضوا إِلا بالقَوَدِ، وإِن رجع نِقياًّ كما صعد فقد أُمِرْنا بأَخذ

الدية، وصالحوا، قال: فما رجع هذا السهمُ

قطّ إِلا نَقِياًّ ولكن لهم بهذا غُذْرٌ عند جُهَّالهم؛ وقال شاعر من

أَهل القَتِيل وقيل من هُذَيْلٍ، وقال ابن بري: هو للأَشْعَر الجُعْفي وكان

غائباً من هذا الصلح:

عَقُّوا بِسَهْمٍ ثم قالوا: صالِحُوا

يا ليتَني في القَوْمِ، إِذ مَسَحوا اللِّحى

قال: وعلامة الصلح مسح اللِّحى؛ قال أَبو منصور: وأَنشد الشافعي للمتنخل

الهذلي:

عَقُّوا بسَهْم، ولم يَشْعُرْ بِه أَحَدٌ،

ثم اسْتَفاؤوا وقالوا: حَبَّذا الوَضَحُ

أَخبر أَنهم آثروا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم، والوَضَحُ

ههنا اللبن، ويروى: عَقَّوْا بسهم، بفتح القاف، وهو من باب المعتل.

وعَقَّ بالسهم: رَمى به نحو السماء.

وماء عُقّ مثل قُعٍّ وعُقاقٌ: شديد المرارة، الواحد والجمع فيه سواء.

وأَعَقَّتِ الأَرضُ الماء: أَمَرَّتْه؛ وقول الجعدي:

بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ، ما أَعَقَّهُ

ربُّكَ، والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ

معناه ما أَمَرَّه، وأَما ابن الأَعرابي فقال: أَراد ما أَقَعَّهُ من

الماء القُعِّ وهو المُرُّ أَو الملح فقلب، وأَراه لم يعرف ماءً عُقاًّ

لأَنه لو عرفه لحَمَلَ الفعلَ عليه ولم يحتج إِلى القلب. ويقال: ماءٌ قُعاعٌ

وعُقاق إِذا كان مراًّ غليظاً، وقد أَقَعَّهُ اللهُ وأَعَقَّه.

والعَقِيقُ: خرز أَحمر يتخذ منه الفُصوص، الواحدة عَقِيقةٌ؛ ورأَيت في

حاشية بعض نسخ التهذيب الموثوق بها: قال أَبو القاسم سئل إِبراهيم الحربي

عن الحديث لا تَخَتَّمُوا بالعَقِيقِ فقال: هذا تصحيف إِما هو لا

تُخَيِّمُوا بالعَقِيق أَي لا تقيموا به لأَنه كان خراباً والعُقَّةُ: التي يلعب

بها الصبيان.

وعَقْعَقَ الطائر بصوته: جاء وذهب. والعَقْعَقُ: طائر معروف من ذلك

وصوته العَقْعَقةُ. قال ابن بري: وروى ثعلب عن إِسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ

يقال له الشِّجَجَى. وفي حديث النخعي: يقتل المُحْرِمُ العَقْعَقَ؛ قال

ابن الأَثير: هو طائر معروف ذو لونين أَبيض وأَسود طويل الذَّنَب، قال:

وإِنما أَجاز قتله لأَنه نوع من الغربان.

وعَقَّهُ: بطن من النِّمِر بن قاسِطٍ؛ قال الأَخطل:

ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ،

من سُود عَقَّةَ أَو بني الجَوَّالِ

المُوقَّع: الذي أَثَّر القَتَبُ في ظهره، وبنو الجَوَّال: في بني

تَغْلِب. ويقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَى: قد عَقَّتْ عَقّاً، ومن

العرب من يقول: عَقَّتْ تَعْقِيةً، وأَصلها عَقَّقَتْ، فلما اجتمعت ثلاث

قافات قلبوا إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ

من الظن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ

شبه الدلو وهي تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالعُقاب تَدْلِفُ في

طَيَرانها نحوَ الصيد.

وعِقَّانُ النخيل والكُروم: ما يخرج من أُصولها، وإِذا لم تُقطع

العِقَّانُ فَسَدت الأُصول. وقد أَعَقَّتِ النخلة والكَرْمة: أَخرجت

عِقَّانها.وفي ترجمة قعع: القَعْقَعةُ والعَقْعَقَةُ حركة القرطاس والثوب

الجديد.

أَمِنَ

(أَمِنَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُؤْمِن» هُوَ الَّذِي يَصْدُق عبادَه وعْدَه: فَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ:
التَّصديق، أَوْ يُؤَمِّنُهُمْ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ عَذَابِهِ، فَهُوَ مِنَ الأَمَان، والأَمْن ضِدُّ الْخَوْفِ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهْرانِ مُؤْمِنَانِ ونهرَانِ كَافِرَانِ، أَمَّا الْمُؤْمِنَانِ فالنّيِل وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْكَافِرَانِ فَدِجْلَةُ وَنَهْرُ بَلْخَ» جَعَلَهُمَا مُؤْمِنَيْنِ عَلَى التَّشْبيه، لِأَنَّهُمَا يَفِيضان عَلَى الْأَرْضِ فيَسقِيان الحرْث بِلَا مَؤونة وكُلْفة، وَجَعَلَ الآخَرَيْن كافِرَين لِأَنَّهُمَا لَا يسْقيان وَلَا يُنْتَفَع بِهِمَا إلاَّ بِمَؤُونَةٍ وكُلْفة، فَــهَذَانِ فِي الْخَيْرِ والنَّفْع كالمؤمنَين، وَــهَذَانِ فِي قِلَّة النَّفْعِ كالكافِرَين.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» قِيلَ مَعْنَاهُ النَّهْيُ وَإِنْ كَانَ فِي صُورَةِ الخَبر. وَالْأَصْلُ حَذْفُ الْيَاءِ مِنْ يَزْنِي، أَيْ لَا يَزْنِ المؤمنُ وَلَا يَسْرِق وَلَا يشْرَب» فإنَّ هَذِهِ الأفعالَ لَا تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ. وَقِيلَ هُوَ وَعِيدٌ يُقْصَد بِهِ الرَّدْعُ، كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ» «وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» . وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا يَزْنِي وَهُوَ كَامِلُ الْإِيمَانِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّ الْهَوى يُغَطِّي الْإِيمَانَ، فَصَاحِبُ الهوَى لَا يَرى إلاَّ هوَاه وَلَا يَنْظُرُ إِلَى إِيمَانِهِ النَّاهِي لَهُ عَنِ ارْتِكَابِ الْفَاحِشَةِ، فَكَأَنَّ الْإِيمَانَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ قَدِ انْعدم. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «الْإِيمَانُ نَزِهٌ فَإِذَا أَذْنَبَ العبدُ فارَقه» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَكَانَ فوْق رَأْسِهِ كالظُّلَّة، فَإِذَا أَقْلَعَ رجَع إِلَيْهِ الإيمانُ» وَكُلُّ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ ونَفْي الْكَمَالِ دُونَ الْحَقِيقَةِ فِي رَفْعِ الْإِيمَانِ وَإِبْطَالِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الْجَارِيَةِ «أعْتِقْها فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» إِنَّمَا حَكَمَ بِإِيمَانِهَا بِمُجَرَّدِ سُؤَالِهِ إِيَّاهَا أَيْنَ اللَّهُ وإشارَتِهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَوْلِهِ لَهَا مَن أَنَا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، تَعْنِي أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. وَهَذَا الْقَدْرُ لَا يَكْفِي فِي ثُبُوتِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ دُون الإقْرار بالشهادَتَيْن والتَّبَرُّؤُ مِنْ سَائِرِ الْأَدْيَانِ. وَإِنَّمَا حَكَم بِذَلِكَ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مِنْهَا أَمَارَةَ الْإِسْلَامِ، وكونَها بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَحْتَ رِقّ المسْلم. وَهَذَا الْقَدْرُ يَكْفِي عِلْما لِذَلِكَ، فَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عُرِض عَلَيْهِ الْإِسْلَامُ لَمْ يُقْتَصَر مِنْهُ عَلَى قَوْلِهِ إِنِّي مُسْلِمٌ حَتَّى يَصِف الْإِسْلَامَ بِكَمَالِهِ وَشَرَائِطِهِ، فَإِذَا جَاءَنَا مَنْ نَجْهل حالَه فِي الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ، فَقَالَ إِنِّي مسْلم قَبِلْناه، فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ أَمَارَةُ الْإِسْلَامِ مِنْ هَيْأةٍ وشَارَةٍ: أَيْ حُسْنٍ ودارٍ كَانَ قَبولُ قَوْلِهِ أولَى، بَلْ نحكُم عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ وَإِنْ لَمْ يَقُل شَيْئًا.
وَفِيهِ «مَا مِنْ نَبِيٍ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مثْلُه آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وحْيا أوْحاه اللَّهُ إليَّ» أَيْ آمَنُوا عِنْدَ مُعَايَنَةِ مَا أَتَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ. وَأَرَادَ بالْوَحْي إعجازَ الْقُرْآنِ الَّذِي خُص بِهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كُتب اللَّهِ تَعَالَى الْمُنَزَّلَةِ كَانَ مُعْجزا إِلَّا الْقُرْآنَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» كأنَّ هَذَا إشارةٌ إِلَى جَمَاعَةٍ آمَنُوا مَعَهُ خَوْفا مِنَ السَّيْفِ، وَأَنَّ عَمْرا كَانَ مُخْلصا فِي إِيمَانِهِ. وَهَذَا مِنَ العامِّ الَّذِي يُراد بِهِ الْخَاصُّ.
وَفِي الْحَدِيثِ «النُّجوم أَمَنَةُ السَّمَاءِ، فَإِذَا ذهبَت النُّجُومُ أَتَى السَّماءَ مَا تُوعَد، وأنَا أمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذهبتُ أتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُون، وَأَصْحَابِي أمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أمَّتي مَا تُوعَدُ» أَرَادَ بِوَعْد السَّمَاءِ انشِقاقِها وذَهَابها يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَذَهَابُ النُّجُومِ تَكْوِيرُهَا وَانْكِدَارُهَا وإعْدامُها. وَأَرَادَ بوعْد أَصْحَابِهِ مَا وقَع بَيْنَهُمْ مِنَ الفِتَن. وَكَذَلِكَ أَرَادَ بِوَعد الْأُمَّةِ. وَالْإِشَارَةُ فِي الْجُمْلَةِ إِلَى مَجِيء الشَّر عِنْدَ ذَهَابِ أَهْلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ أظْهُرِهم كَانَ يُبَيّن لَهُمْ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَالَتِ الْآرَاءُ واخْتَلفت الأهْواء، فَكَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُسْنِدُون الأمْر إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قولٍ أَوْ فعْل أَوْ دَلَالَةِ حَالٍ، فَلَمَّا فُقِدَ قلَّت الْأَنْوَارُ وقوِيت الظُّلَم. وَكَذَلِكَ حَالُ السَّمَاءِ عِنْدَ ذَهاب النُّجوم. والأَمَنة فِي هَذَا الْحَدِيثِ جَمْعُ أَمِينٍ وَهُوَ الْحَافِظُ.
وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «وَتَقَعُ الأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ» الأَمَنَة هَاهُنَا الأمْنُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إذْ يَغْشاكُم النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ
» يُريد أَنَّ الْأَرْضَ تَمْتَلِئُ بالأمْن فَلَا يَخَافُ أحدٌ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «المؤذِّنُ مُؤْتَمِنٌ» [مُؤْتَمَنٌ] الْقَوْمِ: الَّذِي يَثِقون إِلَيْهِ ويَتَّخِذُونه أمِينا حَافِظًا. يُقال اؤْتُمِنَ الرجُل فَهُوَ مُؤْتَمَنٌ، يَعْنِي أَنَّ المؤذِّن أَمِين النَّاسِ عَلَى صَلاتهم وصِيَامهم.
وَفِيهِ «الْمَجَالِسُ بالأَمَانَة» هَذَا نَدْبٌ إِلَى تَرْك إِعَادَةِ مَا يَجْرِي فِي المجلسِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل، فكأنَّ ذَلِكَ أمانةٌ عِنْدَ مَنْ سَمعه أَوْ رَآهُ. وَالْأَمَانَةُ تَقَعُ عَلَى الطَّاعة والعِبادة وَالْوَدِيعَةِ والثقةِ والأمانِ، وَقَدْ جَاءَ فِي كُلٍّ مِنْهَا حَدِيثٌ.
(هـ) وَفِيهِ «الْأَمَانَةُ غِنًى» أَيْ سَبَبُ الغنَى. وَمَعْنَاهُ أَنَّ الرجُل إِذَا عُرِفَ بِهَا كَثُر مُعاملُوه فَصَارَ ذَلِكَ سبَباً لِغِنَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا» أَيْ يَرَى مَنْ فِي يَدِهِ أَمَانَةٌ أَنَّ الْخِيَانَةَ فِيهَا غَنِيمَةٌ قَدْ غَنِمَهَا.
وَفِيهِ «الزَّرْعُ أَمَانَةٌ والتَّاجر فَاجر» جَعل الزَّرع أَمَانَةً لسَلامَتِه مِنَ الْآفَاتِ الَّتِي تقَع فِي التِّجارة مِنَ التَّزيُّد فِي الْقَوْلِ والحَلفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(س) وَفِيهِ «أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَك وأمانَتك» أَيْ أهْلَك ومَن تُخَلّفه بَعدَك مِنْهُمْ، ومَالَك الَّذِي تَودِعُه وتَسْتَحْفِظه أمِينَك ووَكِيلَك.
(س) وَفِيهِ «مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا» يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الْكَرَاهَةُ فِيهِ لأجْل أَنَّهُ أَمرَ أَنْ يُحْلف بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ. وَالْأَمَانَةُ أمْر مِنْ أُمُورِهِ، فَنُهُوا عَنْهَا مِنْ أَجْلِ التَّسْوية بَيْنَهَا وبين أسماء اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا نُهوا أَنْ يَحْلفوا بِآبَائِهِمْ. وَإِذَا قَالَ الْحَالِفُ: وأمانةِ اللَّهِ كَانَتْ يَمِينًا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، والشَّافعيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَا يَعُدُّهَا يَمِينًا.

شكل

(شكل) : الشَّكْلاءُ المُداهِنةُ.
(شكل) : الشّواكل من الطَّريق: ما انْشَعَبَ مِن الطُّرُقِ عن الطَّرِيِقِ الأَعظم.
(شكل) الدَّابَّة قيدها بالشكال وَالْكتاب ضَبطه بالشكل وَالشَّيْء صوره وَمِنْه الْفُنُون التشكيلية والزهر ألف بَين أشكال متنوعة مِنْهُ وَالْمَرْأَة شعرهَا أشكلته
الشكل: هو الهيئة الحاصلة للجسم بسبب إحاطة حدٍّ واحد بالمقدار، كما في الكرة، أو حدود، كما في المضلعات من المربع والمسدس.

والشكل في العروض: هو حذف الحرف الثاني والسابع من فاعلتن ليبقى فعلات، ويسمى: أشكل.
(ش ك ل) : (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالشِّبْهُ وَالْجَمْعُ أَشْكَالٌ (وَمِنْهُ) أَشْكَلَ الْأَمْرُ إذَا اشْتَبَهَ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ الْعَيْنِ (وَأَشْهَلُ الْعَيْنِ) وَفِيهَا شُكْلَةٌ وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِهَا وَشُهْلَةٌ فِي سَوَادِهَا (وَفَرَسٌ مَشْكُولٌ) بِهِ شِكَالٌ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ خِلَافٍ.
(شكل)
الْأَمر شكولا الْتبس وَالْمَرِيض تماثل وَالثَّمَر أينع بعضه وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا شكلا قيدها بالشكال وَيُقَال شكلها بِهِ شدّ قَوَائِمهَا وَالْكتاب ضَبطه بالشكل

(شكل) اللَّوْن شكلا خالطه لون غَيره وَيُقَال شكلت الْعين خالط بياضها حمرَة وشكلت الْخَيل خالط سوادها حمرَة فَهُوَ شكل وأشكل وَهِي شكْلَة وشكلاء
شكل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كره الشِّكال فِي الْخَيل. [قَوْله: الشكال -] يَعْنِي أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجّلة وَوَاحِدَة مُطلقَة. وَإِنَّمَا أَخذ هَذَا من الشكال الَّذِي تشكل بِهِ الْخَيل شبه بِهِ لِأَن الشكال إِنَّمَا يكون فِي ثَلَاث قَوَائِم أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة ورِجل محجّلة وَلَيْسَ يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل وَلَا يكون فِي الْيَد.
بَاب الشكل

أخبرنَا ابو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الشكل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر والشكل الْمثل وانشد قَالَ ثَعْلَب وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل لرؤبة بن العجاج رجز

(حَتَّى اكتست من ضرب كل شكل ... )

(من ثَمَر الحماض غير الخشل)

فَقَالَ الخشل الْمقل الْيَابِس وَقَالَ أَبُو زيد الخشل رُؤُوس الْحلِيّ والخشل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر مثل الشكل

وَأخْبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه قَالَ البسل الْحَلَال والبسل الْحَرَام والبسل الشجَاعَة والبسل بِمَعْنى آمين وَكَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَقُول فِي آخر دُعَائِهِ آمين وبسلا آمين وبسلا أَي إِيجَابا والبسل عصارة العصفر والحناء والبسل أَخذ الشَّيْء قَلِيلا قَلِيلا والبسل الْحَبْس

ش ك ل : الشِّكَالُ لِلدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ شُكُلٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَشَكَلْتُهُ شَكْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَيَّدْتُهُ بِالشِّكَالِ وَشَكَلْتُ الْكِتَابَ شَكْلًا أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَاتِ الْإِعْرَابِ وَأَشْكَلْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَأَشْكَلَ الْأَمْرُ بِالْأَلِفِ الْتَبَسَ وَأَشْكَلَ النَّخْلُ أَدْرَكَ ثَمَرُهُ.

وَالشَّكْلُ الْمِثْلُ يُقَالُ هَذَا شَكْلُ هَذَا وَالْجَمْعُ شُكُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَشْكَالٍ وَيُقَالُ إنَّ الشَّكْلَ الَّذِي يُشَاكِلُ غَيْرَهُ فِي طَبْعِهِ أَوْ وَصْفِهِ مِنْ أَنْحَائِهِ وَهُوَ يُشَاكِلُهُ أَيْ يُشَابِهُهُ وَامْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ بِالْكَسْرِ أَيْ دَلٍّ وَالشُّكْلَةُ كَالْحُمْرَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى لَكِنْ يُخَالِطُهَا بَيَاضٌ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ. 
شكل
الْمُشَاكَلَةُ في الهيئة والصّورة، والنّدّ في الجنسيّة، والشّبه في الكيفيّة، قال تعالى:
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ
[ص/ 58] ، أي:
مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشِّكْلُ قيل: هو الدّلّ، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطّريقة، ومن هذا قيل: الناس أَشْكَالٌ وألّاف ، وأصل الْمُشَاكَلَةُ من الشَّكْل.
أي: تقييد الدّابّة، يقال شَكَلْتُ الدّابّةَ.
والشِّكَالُ: ما يقيّد به، ومنه استعير: شَكَلْتُ الكتاب، كقوله: قيدته، ودابّة بها شِكَالٌ: إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشِّكَالِ، وقوله: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
[الإسراء/ 84] ، أي: على سجيّته التي قيّدته، وذلك أنّ سلطان السّجيّة على الإنسان قاهر حسبما بيّنت في الذّريعة إلى مكارم الشّريعة ، وهذا كما قال صلّى الله عليه وسلم: «كلّ ميسّر لما خلق له» .
والْأَشْكِلَةُ: الحاجة التي تقيّد الإنسان، والْإِشْكَالُ في الأمر استعارة، كالاشتباه من الشّبه.
ش ك ل: (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالْجَمْعُ (أَشْكَالٌ) وَ (شُكُولٌ) يُقَالُ: هَذَا أَشْكَلُ بِكَذَا أَيْ أَشْبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84] أَيْ عَلَى جَدِيلَتِهِ وَطَرِيقَتِهِ وَجِهَتِهِ. وَ (الشِّكَالُ) الْعِقَالُ وَالْجَمْعُ (شُكُلٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الشِّكَالَ فِي الْخَيْلِ» وَهُوَ أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلَةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً أَوْ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُطْلَقَةً وَرِجْلٌ مُحَجَّلَةً. وَلَا يَكُونُ الشِّكَالُ إِلَّا فِي الرِّجْلِ. وَالْفَرَسُ (مَشْكُولٌ) وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَ (أَشْكَلَ) الْأَمْرُ الْتَبَسَ. وَ (شَكَلَ) الطَّائِرَ وَالْفَرَسَ بِالشِّكَالِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَذَا (شَكَلَ) الْكِتَابَ إِذَا قَيَّدَهُ بِالْإِعْرَابِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (أَشْكَلَ) الْكِتَابَ كَأَنَّهُ أَزَالَ بِهِ إِشْكَالَهُ وَالْتِبَاسَهُ. وَ (الْمُشَاكَلَةُ) الْمُوَافَقَةُ وَ (التَّشَاكُلُ) مِثْلُهُ. 

شكل


شَكِلَ(n. ac. شَكَل)
a. Was red & white.
b. Was coquettish.

شَكَّلَa. see I (a) (b)
d. Figured, fashioned, shaped; pictured, depicted.
e. [ coll. ], Turned, tucked up (
sleeves & c. ).
شَاْكَلَa. Was like, resembled; suited; matched; agreed
with.

أَشْكَلَa. see I
تَشَكَّلَa. Was formed, fashioned, shaped; had such & such a
form & c.
b. [ coll. ], Adorned herself with
flowers (woman).
c. see I (d)
تَشَاْكَلَa. Resembled each other; matched, agreed.

إِشْتَكَلَa. see I (a)
شَكْل
(pl.
شُكُوْل
أَشْكَاْل
38)
a. Resemblance, likeness, similarity.
b. Shape, figure, form, image; physiognomy.
c. Like, the like of.
d. Coquettishness, coquetry.
e. see 1t
شَكْلَةa. Vowel-point.

شِكْلa. see 1 (a)b. (c), (d).
شُكْلَةa. Red blended with white.

شَكِلَةa. Coquette, flirt.

أَشْكَلُ
(pl.
شُكْل)
a. Red & white.
b. Kind of lote-tree.

أَشْكَلَةa. Dubiousness.
b. see 1 (a) & 21t
(b).
شَاْكِلَة
(pl.
شَوَاْكِلُ)
a. Side, flank.
b. Rule of conduct, course, way of proceeding.
c. Intention, purpose.

شَكَاْلَة
a. see 3t
شِكَاْل
(pl.
شُكُل)
a. Shackle, hobble; cord.
b. White spot on a horse's foot.
c. see 1 (a)
شَوَاْكِلُa. Branchroads.

شَكْلَآءُa. Need, want.

N. Ac.
شَاْكَلَ
(شِكْل)
a. see 1 (a)
N. Ag.
أَشْكَلَ
(pl.
مَشَاْكِلُ)
a. Dubious.
b. Difficulty, trouble.

N. Ac.
تَشَاْكَلَa. see 1 (a)
تَشْكِيْلَة
a. [ coll. ], Bouquet (
flowers ).
ش ك ل

هذا شكله أي مثله، وقلت أشكاله، وهذه الأشياء أشكال وشكول، وهذا من شكل ذاك: من جنسه " وآخر من شكله أزواج " وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكل المريض وشكل وتشكل، كما تقول: تماثل. وأشكل النخل: طاب بسره وحلا وأشبه أن يصير رطباً، ومنه: أشكل الأمر كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شكل وشكلة، ومتشكلة وقد تشكلت وتدللت. وأصاب شاكلة الرمية: خاصرته. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شكلة وهي حمرة في بياضها. ولي قبلك أشكلة وشكلاء: حاجة. وحبستني عنك أشكلة. وشكلت دابتي بالشكال.

ومن المجاز: أصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه الشواكل. وامشوا في شاكلتي الطريق وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل. قال يصف طريقاً:

له خلج تهوي فرادى وترعوى ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل

ودابة بها شكال: إحدى يديه وإحدى رجليه بيضاوان. وشكل الكتاب: قيده، وهذا كتاب مشكول. والماء من الدم أشكل. قال جرير:

فمازالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

وجرى الشكيل على الشكيم وهو الروال على وزن فعال: اللعاب المختلط بالدم.
[شكل] في صفته صلى الله عليه وسلم" كان "أشكل" العينين، أي في بياضهما شيء من الحمرة وهو محمود محبوب، يقال: ماء أشكل، إذا خالطه الدم. ن: وفسر الشكل بطول شق العين، ووهمه القاضي باتفاقهم على ما مر. نه: ومنه ح قتل عمر: فخرج النبيذ "مشكلًا" أي مختلطًا بالدم غير صريح. وفيه: وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية حتى "يشكل" أرضها غراسًا، أي حتى يكثر غراس النخل فيها فيراها الناظر على غير صفة عرفها بها فيشكل عليه أمرها. وفيه: فسألت أبي عن "شكل" النبي صلى الله عليه وسلم، أي مذهبه وقصده، وقيل: عما يشاكل أفعاله، والشكل بالكسر الدل وبالفتح المثل والمذهب. ومنه ح تفسير العربة "بالشكلة" بفتح شين وكسر كاف وهي ذات الدل. ك: أي المتحببة إلى زوجها. نه: وفيه: كره "الشكال" في الخيل، هو أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة، تشبيهًا بشكال تشكل به الخيل فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبًا، وقيل: هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة، وقيل: أن تكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين؛ وكرهه لأنه كالمشكول صورة تفؤلًا، ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجاية، وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال. وفيه: إن ناضجًا تردى في بئر فذكى من قبل "شاكلته" أي خاصرته. وح: تفقدوا "الشاكل" في الطهارة، هو بياض بين الصدغ والأذن. في ((على "شاكلته")) أي طريقه، طريق ذو شواكل: ينشعب منه الطرق؛ أو مذهبه. ش: أي كل أحد يعمل ما يشتهيه مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة، ومجازه كل أحد يعمل ما يشتهيه.
(شكل) - في الحديث: "أن ناضِحًا تَردَّى في بئر، فذُكِّي من قِبَل شَاكِلته" .
: أي خَاصِرَتِه. وقيل: هي ما علا الِطَّفْطِفَة. والشَّاكلة أيضا: ما بين الِعذَار والأُذُن من البَيَاض. والشَّاكِلَة أيضا الرَّحِم، وذَكاةُ المُتَردِّى مِثلُ ذَكاةِ الصَّيْد في أَىِّ مَوضِع أَمكَن.
- في الحديث: "أَنه كَرِه الشِّكالَ في الخَيْلَ".
قيل: هو أن تكونَ إحدَى يدَيْه وإحدى رِجْلَيه من خِلافٍ مُحجَّلة. وقيل: هو أن يكونَ ثَلاثُ قوائم مُطلَقَةً: أي على لون البدن والرابعة مُحَجَّلة، ويُحتَمل أن تكون كَراهتُه ذلك لأنه كالمَشْكُول الذي عليه الشِّكال وهو القَيْد، والمَشْكُولُ لا يستَطِيع المَثنْىَ، فكْرِهَه تَفؤُّلا ، ويمكن أن يكون جَرّب ذلك الجنْس فلم يكن فيه بَلاءٌ.
وقيل: إذا كان معِ ذلك أَغرَّ زالت الكَراهيَة؛ لأنه قد ورد في حديث آخر: "اشْترِ كُمَيتاً أَقْرحَ أَرْثَم مُحجَّل الثَّلاثِ مُطلَق اليُمْنَى".
- وفي حديث آخر: "أَغَرّ مُحجَّلا". فإن لم يكن كُميتاً فأَدهَم على هذه الصفة. والفرق بينهما أَنَّ البَياضَ إذا كان في ثلاثِ قَوائم وِحدهَا فذلك شِكالٌ. فإذا كان معه في الوَجْه والشَّفَة بياضٌ ارْتَفع شِيَةُ الشِّكالِ، ويجوز أن يكون جرَّب هذا الجنْسَ، فوجد معه بَلاءً عند الطَّلَب والهَرَب، والله أعلم.
- في الحديث: "تَفقَّدوا الشَّاكِلَ في الطَّهارة".
يَعنىِ البَياضَ الذي بين الصُّدغ والأُذُنِ.
شكل
الشكْلُ: غُنْجُ المَرْأةِ ودَلُّها، وهي شَكِلَةٌ مُتَشَكلَةٌ.
والشَكْلُ: المِثْلُ والضَّرْبُ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِه " أي ناحِيَته. وقيل: هي المُشابِهُ أي على ما يُشْبِهُه.
والأشْكَلُ في ألْوانِ الإِبل والغَنَم: أنْ يَكُونَ مع سَوَادٍ حُمْرَةٌ أو غُبْرَةٌ كأنَّه قد شْكَلَ عليكَ لَونُه. وقيل: هو بَيَاضٌ وحُمْرَة قد اخْتَلَطا. وأسْمَرُ فيه شكْلَةٌ.
والأشْكالُ: الأمُورُ والحَوَائجُ المُخْتَلِفَةُ.
والمُشَاكِلُ من الأُمُور: ما وافَقَ فاعِلَه ونَظِيرَه.
وأشْكَلَ علينا هذا الأمْرُ فهو مُشْكِلٌ.
وشَكَلْتُ الكِتابَةَ: قَيَّدْتها بالتَنْقِيْط. والشِّكَالُ: حَبْلٌ تُشْكَلُ به الدابَّةُ في قَوائِمها. وهو - أيضاً -: خَيْط يُجْعَلُ بيْنَ الحَقَب والتَّصْدِير ثُمَ يُشَدُّ لكي لا يَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّيْل، يُقال: شَكَلْتُ عن البَعِير.
وفَرَسٌ به شِكَالٌ من خِلافٍ: إذا كانَ في يَدِه اليُمْنى ورِجْلِه اليُسْرى بيَاضٌ، وهو مكروه. وقيل: أنْ تكونَ الثَّلاثُ مُطْلَقَةً ورِجْلٌ مُحَجَّلَةً.
والشاكِلَتانِ: ظاهِرُ الطفْطَفَتَيْن من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرى إلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ من جانِبَي البَطْن.
والشَّوَاكِلُ - أيضاً -: بمعنى الرجْلَيْن لأنَّهما يُشْكَلانِ بالقَيْدِ. وقيل: هو الرَحِمُ.
والشَّكْلاَءُ من الضّأْنِ: التي ابْيَضَّتْ شاكِلَتُها.
ولي عِنْدَه أشْكَلَةٌ: أي حاجَة. وقيل: هو الرَّحِمُ والحُرْمَةُ.
وشَكِلْتُ إلى كذا: أي رَكِنْتُ إليه.
والأشْكَلُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
والأشْكَلَةُ: شَجَرَة يُتَخَذُ منها القِسِيُّ.
والأشْكالُ: جَمْعُ الشّكْل وهو شَيْءٌ كانَتِ الجَواري يُعَلِّقْنَه في شُعُورِهنَّ من لُولُؤٍ وفضَّةٍ.
وشَكَلَتِ المَرْأةُ شَعرَها: إذا ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْن من مُقَدَّم رأْسِها عن يَمِيْن وشِمالٍ.
والشَكِيْلُ: الزَّبَدُ المُخْتَلِطُ بالدَّم يَظْهَرُ على شَكِيم اللَّجَام.
وأشْكَلَ النَّخْلُ: إذا طابَ رُطَبُه.
[شكل] الشَكْلُ بالفتح : المِثْلُ، والجمع أَشْكالٌ وشُكولٌ. يقال: هذا أَشْكَلُ بكذا، أي أَشْبَهُ. والشِكْلُ بالكسر: الدال. يقال: امرأة ذات شكل. والأَشْكَلُ من الشاءِ: الأبيضُ الشاكِلَةُ، والأنثى شَكْلاءُ بيِّنَةُ الشَكَلِ. والشَكْلاءُ: الحاجةُ، وكذلك الأَشْكَلَةُ. يقال: لنا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ، أي حاجةٌ. والشُكْلَةُ: كهيئة الحُمْرَةِ تكون في بياض العين، كالشُهْلَةِ في سوادها. وعينٌ شَكْلاءُ بيِّنة الشَكَلِ، ورجلٌ أَشْكَلُ العينِ. ودمٌ أَشْكَلُ، إذا كان فيه بياضٌ وحُمْرَةٌ. قال ابن دريد: إنَّما سُمِّيَ الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المختلطَينِ فيه. والأَشْكَلُ: السدر الجبلى. وقال :

عوجا كما اعوجت قياس الاشكل * وقال آخر:

أو وجبة من جناة أشكلة * يعنى سدرة جبلية. والشاكلة: الخاصرة، وهى الطفطفة. و (كل يعمل على شاكلته) أي على جَدِيلَتِهِ، وطريقته، وجهته. قال قُطْرُبٌ: الشاكِلُ: ما بين العِذارِ والأذُن من البياض. والشِكالُ: العقالُ، والجمع شُكُلٌ. الأصمعي: الشِكالُ حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، كي لا يدنُوَ الحقَب من الثيل. وهو الزوار أيضا عن أبى عمرو. ويقال أيضاً: بالفرسِ شِكالٌ، وهو أن تكون ثلاث قوائم مُحَجَّلَةً وواحدة مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشكالِ، وهو العقال. أو تكون الثلاثُ مُطلقةً ورجلٌ محجَّلة. قال أبو عبيد: وليس يكون الشِكال إلا في الرِجل، ولا يكون في اليد. والفرسُ مشكول، وهو يكره. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم " كره الشكال في الخيل ". وأشكل الامر، أي التبس. قال الكسائي: أَشْكَلَ النخلُ، أي طاب رُطَبه وأدرك. وتَشَكَّلَ العنبُ: أينع بعضُه. وشَكلْتُ الطائر، وشَكَلْتُ الفرس بالشكال. وشكلت عن البعير، إذا شددتَ شِكالَه بين التصدير والحقَبِ، أَشْكُلُ شَكْلاً. وشَكَلْتُ الكتاب أيضاً، أي قيَّدته بالإعراب. ويقال أيضاً: أَشْكَلْتُ الكتاب بالألف، كأنَّك أزلت به عنه الإشْكالَ والالتباسَ وهذا نقلته من غير سماع. والمشاكلة: الموافقة: والتشاكل مثله. وشكل، بالتحريك: بطن من العرب.
شكل: شكل: عقد، ربط (بوشر).
شكل: ناسب، جعله متناسبا مع. كافأ، جعله متكافئاً مع (الكالا).
شكل: والعامة تقول شكل فلان المسألة أي علقّها بما يمنع نفوذها (محيط المحيط).
شكل الخنجر ونحوه جعله في منطقته (محيط المحيط).
يشكل: محتمل، مستساغ، مقبول (بوشر).
شكّل (بالتشديد): وضع الزمام، وضع الرباط (ألكالا).
شكّل: ربط، أوثق، شدّ: قيّد (ألكالا).
شكّل: عذّب، أبرم، أزعج، آلم (ألكالا).
شكّل أذياله جعلها في منطقته وكذلك شكّل الخنجر جعله في منطقته (محيط المحيط) شكّل دكاناً بالبضائع: موّن مخزناً بالبضائع (بوشر).
شكّل: وضع علامة الحركة على الحرف (بوشر).
يشكّل له: يوافقه ويصلح له (فوك).
شاكل: ما أشاكلهم: ما أجانسهم (بوشر).
شاكل: ما يشاكلهم: لا علاقة له بهم (بوشر).
شاكل: ما أشاكله: لا أريد أن يكون ما يجمعني معه (بوشر).
مشاكلة: مجانسة. ملائمة، موافقة، علاقة (بوشر).
شاكل: تغنج وتدلل. يقال شاكلت المرأة إذا كانت تستثير بنظراتها وحركاتها الفاتنة (الف ليلة برسل 2: 276، 11: 367. وكذلك يقال شاكل الرجل (ألف ليلة برسل 11: 366).
شاكل: نازع، ماحك (بوشر).
أشكل: جعله من شكله، جعله شبيهه ونظيره (ديوان الهذليين ص211 البيت 4).
تشكَّل. تشكل الفرس: شكل، عقل، قيّد (فوك) تشكّل: اتخذ أشكالا مختلفة (المقدمة 1: 58).
وفي المقريزي حضرموت: تتشكل حدأة أي تكون بشكل الحدأة.
تشكل: تعثر (هلو).
تشكّل. والعامة تقول تشكّلت المرأة أي تزينت بزهور تشكلها في رأسها. (محيط المحيط).
تشكّل. تشكّلت الأسنان: تصوّرت وتصرفت. (باين سميث 1383).
تشاكل: حاكى، تشبه به (هلو).
تشاكل مع: تعارك، تخاصم، وتشاكلوا: تعاركوا وتخاصموا (بوشر).
انشكل: وضع عليه شكل الحركات (فوك).
تنشكل في: تعثر، وتعرقل سيره (بوشر).
اشكل، اشتكل عليه معنى الكلام: أشكل عليه المعنى والتبس (بوشر).
استشكل: بالمعنى الذي ذكره لين المقري 3: 132، 182، المقدمة 3: 77.
استشكل: حكم بان الشيء غير لائق ومزعج ومكدر (المقدمة 3: 75).
شَكُل: صورة، هيئة. وشكل حرفي: صورة الحرف التي يكتب بها (المقدمة 2: 338).
شكْل: صورة رياضية (بوشر).
شكل منتظم: مظلع منتظم. شكل كثير الأضلاع والزوايا منتظم. (بوشر).
شكل: مسألة هندسية (أبو الفرج ص280، أماري ص480).
شكْل: عند أصحاب الرمل هيئة النقط المرسومة لاستخراج المطلوب (محيط المحيط).
شكل: نوع، صنف، ضرب جنس (بوشر) جنس نوع (همبرت ص46، المقري 1: 33).
أشكال وأنواع الطعام: قائمة الطعام في مطعم (بوشر).
أشكال أشكال: أنواع مختلفة (بوشر).
شكل: هيئة، طريقة، أسلوب، كيفية (بوشر).
شكل: بزّة، ثوب (ألكالا).
شكل: غيَّر شكله: تنكرّ (بدرون ص295) شكل السلاح: شكْة، لأمة (المعجم اللاتيني - العربي).
شكل: عينة، أنموذج (بوشر).
شكل: نوع اللون واختلافه، درجة اللون (بوشر).
أشكال: عمارات المدينة. ففي الادريسي قسم 5 فصل 2: مدينة عجيبة البناء قائمة الأشكال عامرة الأسواق. وفي ملّر في كلامه عن مالقة: حسن أشكالها.
شكل: مؤسسة. ففي الجريدة الأسيوية (1849، 1: 193) وقائد القسطنطينية أقام بها شكلا زائداً على معتاد القيادة كترتيب الرجال. وفيها (1852، 2: 211): السلطان أقام شكلاً جميلاً، ورتب مجلساً جليلاً.
شكل: لطافة، كياسة، ظرافة ملاحة (الكالا).
قلة شكل: قلة لطافة وقلة كياسة (ألكالا).
قليل الشكل: من يتكلم أو يعمل بدون كياسة (ألكالا).
شكل: جمال (فوك) في محيط المحيط: شكل جمال المنظر وهو يقول فلان يحب الشكل. وفي ألف ليلة (برسل 9: 349): بدلة شكل أي بدلة جميلة، وفي طبعة ماكن حلة فاخرة.
شكل: خصام، نزاع. ويقال: طلب معه شكلا لو طلب شكلاً من. (بوشر).
شكل: عند المنطقيين هو هيئة نسبة الحدّ الأوسط إلى الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر كنسبة المتغير إلى العالم والحادث في قولك العالم متغير وكل متغير حادث (محيط المحيط).
شكل: عند الصوفية هو وجود الحق (محيط المحيط).
شكل: لابد أن هذه الكلمة تعنى شيئاً آخر غير حركات الشكل. انظر المقدمة (3: 140) حيث يرى السيد دي سلان أنها الأعداد.
شكلة: واحدة الشكل، الحركة وتوابعها (محيط المحيط) ويستشهد ببيت للمتنبي (ص266 البيت 11 طبعة ديتريشى).
شُكْلَة: الحركة وتوابعها (ألكالا، آرت 2: 21) ومنها أخذ الفعل الأسباني Xuclar شكَّل بالحركات الذي يستعمله الفونس دي كاستلو في (تاريخ أسبانيا 3: 25، 36).
شُكْلِيّ: حسّاس، سريع الانفعال، قريب الغضب، سريع التأثر (بوشر).
شُكلى: مماحك، محب للخصام (بوشر، همبرت ص241) ومنازع، كثير الشغب (همبرت ص241): مجادل، مشاجر، مخاصم، مزعج، مقلق، منكد، ومن يحب إقامة الدعاوى، من يحب المبارزة، سائف، مسايف، محب المسايفة (بوشر).
شِكَال: عقال. ويجمع بالألف والتاء عند بوشر.
وشُكُول عند فوك، وأشْكُل عند ألكالا.
شِكال: حصير صفصاف، حصير لتجفيف الجبن فيما يظهر (بابن سميث 1516). بيت الشكال: رسغ الفرس (بوشر).
شِكال: فصل الأمطار في الهند (ابن بطوطة 2: 6).
شِكالة: جمال، أناقة (باين سميث 1534).
شُكالِيْة (جمع): من يصنعون السيور، وشكالات الخيل وأرسنتها (صفة مصر 18 قسم 2 ص388) شاكِلة: لياقة (فوك) وفي حيان - بسام (3: 143 و) والوزراء هتفوا بإبطال الخلافة جملة لعدم الشاكلة.
كل على شاكلته أي على سجيته وخلقه، وكل في رتبته ومنصبه (تاريخ البربر 2: 198، 330).
تشكيك: تنوع، اختلاف، تشكّل (بوشر).
تشكيل: الزهر المختلف الأشكال (محيط المحيط) تشكيلة وجمعها تشاكيل: الضمة من الزهر. الباقة منه (محيط المحيط) مَشْكَل وجمعها مَشاكل: صورة. ففي حيان - بسام (1: 174 ف): مجلس به مشاكل الجبس مُشْكِل: حديث لم تثبت صحته (دي سلان المقدمة 2: 483).
مُشّكِلَة: صعَوبة. عُسْر (بوشر).
مشاكل: أنيق (ألكالا).
مشاكل: جميل (بوشر).
مشاكَلّة: استساغة، معقولية، احتمال التصديق (بوشر).
(ش ك ل)

الشكل: الشّبَه والمثل.

وَجمعه: أشكال، وشكول، وانشد أَبُو عبيد:

فَلَا تطلبالي أَيّمَا إِن طلبتما ... فَإِن الأيامي لسن لي بشكول

وَقد تشاكل الشيئان.

وشاكل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.

وشاكلة الْإِنْسَان: شكله وناحيته وطريقته، وَفِي التَّنْزِيل: (قل كل يعْمل على شاكلته) أَي: على طَرِيقَته ومذهبه.

وشكل الشَّيْء: صورته المحسوسة والمتوهمة، وَالْجمع: كالجمع.

وتشكل الشَّيْء: تصور.

وشكله: صوره. واشكل الْأَمر: الْتبس.

وَأُمُور أشكال: ملتبسة.

وَبينهمْ أشكلة: أَي لبس.

والأشكلة، والشكلاء: الْحَاجة.

والأشكل من الْإِبِل وَالْغنم: الَّذِي يخلط سوَاده حمرَة أَو غبرة، كَأَنَّهُ قد اشكل عَلَيْك لَونه.

والأشكل من سَائِر الْأَشْيَاء: الَّذِي فِيهِ حمرَة وَبَيَاض قد اخْتَلَط.

وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض يضْرب إِلَى حمرَة وكدرة، قَالَ:

كشائط الرب عَلَيْهِ الأشكال

وصف الرب بالأشكل، لِأَنَّهُ من الوانه.

وَاسم اللَّوْن: الشكلة.

والشكلة فِي الْعين: مِنْهُ، وَقد أشكلت.

وَيُقَال: فِيهِ شكْلَة من سَمُرَة، وشكلة من سَواد، وَقَوله فِي صفة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ ضليع الْفَم أشكل الْعين منهوس العقبين " فسره سماك بن حَرْب: بِأَنَّهُ طَوِيل شقّ الْعين، وَهَذَا نَادِر، وَيُمكن أَن يكون من الشكلة الْمُتَقَدّمَة.

وشكل الْعِنَب، وتشكل: اسود واخذ فِي النضج، فَأَما قَوْله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

ذرعت بهم دهس الهدملة أينق ... شكل الْغرُور وَفِي الْعُيُون قدوح

فَإِنَّهُ عَنى بالشكلة هُنَا: لون عرقها، والغرور هُنَا: جمع غر، وَهُوَ: تثني جلودها، هَكَذَا قَالَ، وَالصَّحِيح: " تثني جلودها ".

وَفِيه شكْلَة من دم: أَي شَيْء يسير.

وشكل الْكتاب يشكله شكلاً، وأشكله: أعجمه.

وشكل الدَّابَّة يشكلها شكلاً، وشكلها: شدّ قَوَائِمهَا بِحَبل.

وَاسم ذَلِك الْحَبل: الشكال. وَالْجمع: شكل.

والشكال فِي الرحل: خيط يوضع فِي الحقب والتصدير لِئَلَّا يلح الحقب على ثيل الْبَعِير فيحقب: أَي يحتبس بَوْله، وَهُوَ من ذَلِك.

والشكال، أَيْضا: وثاق بَين الحقب والبطان وَكَذَلِكَ: الوثاق بَين الْيَد وَالرجل.

والمشكول من الْعرُوض: مَا حذف ثَانِيه وسابعه، نَحْو حذفك ألف " فاعلاتن " وَالنُّون مِنْهَا، سمي بذلك، لِأَنَّك حذفت من طرفه الآخر وَمن أَوله، فَصَارَ بِمَنْزِلَة الدَّابَّة الَّتِي شكلت يَده وَرجله.

وشكلت الْمَرْأَة شعرهَا: ضفرت خَصْلَتَيْنِ من مقدم رَأسهَا عَن يَمِين وَعَن شمال، ثمَّ شدت بهَا سَائِر ذوائبها.

والشكال فِي الْخَيل: أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجلة، والواحدة مُطلقَة.

أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة، والواحدة محجلة.

وَلَا يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل، وَفِي الحَدِيث: " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كره الشكال فِي الْخَيل ".

وَفرس مشكول: ذُو شكال.

والشاكلة: الْبيَاض مَا بَين الْأذن والصدغ، وَفِي الحَدِيث: " تفقدوا فِي الطّهُور الشاكلة والمغفلة والمنشلة " المغفلة: العنفقة، والمنشلة: مَا تَحت حَلقَة الْخَاتم من الاصبع، كل ذَلِك عَن الزجاجي.

وشاكلة الشَّيْء: جَانِبه، قَالَ ابْن مقبل:

وعمداً تصدت يَوْم شاكلة الْحمى ... لتنكأ قلباً قد صَحا وتنكرا

وشاكلة الْفرس: الَّذِي بَين عرض الخاصرة والثفنة، وَهُوَ موصل الْفَخْذ فِي السَّاق.

والشاكلتان: ظَاهر الطفطفتين من لدن مبلغ القصيري إِلَى حرف الحرقفة من جَانِبي الْبَطن.

والشكلاء من النعاج: الْبَيْضَاء الشاكلة.

والشواكل من الطّرق: مَا انشعب عَن الطَّرِيق الْأَعْظَم. والشكل: غنج الْمَرْأَة وغزلها وَحسن دلها.

شكلت شكلاً، فَهِيَ شكْلَة.

وأشكل النّخل: طَابَ رطبه.

والأشكل: السدر الْجبلي.

واحدته: أشكلة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي بعض الْعَرَب: أَن الأشكل شجر مثل شجر الْعنَّاب فِي شوكه وعقف اغصانه، غير انه اصغر وَرقا، وَأكْثر أفنانا، وَهُوَ صلب جدا، وَله نبيقة حامضة شَدِيدَة الحموضة، منابته شَاهِق الْجبَال. تتَّخذ مِنْهُ القسي، وَإِذا لم تكن شجرته عتيقة متقادمة كَانَ عودهَا اصفر شَدِيد الصُّفْرَة، وَإِذا تقادمت شجرته واستتمت جَاءَ عودهَا نِصْفَيْنِ، نصفا شَدِيد الصُّفْرَة، وَنصفا شَدِيد السوَاد. قَالَ العجاج وَوصف المطايا وسرعتها:

معج المرامي عَن قِيَاس الأشكل

قَالَ: ونبات الأشكل مثل شجر الشريان.

وشكلة: اسْم امْرَأَة.

وَبَنُو شكل: بطن.

والشوكل: الرجالة.

وَقيل: الميمنة والميسرة، كل ذَلِك عَن الزجاجي.
شكل
شكَلَ1/ شكَلَ على يَشكُل، شُكُولاً، فهو شاكِل، والمفعول مشكول عليه
• شكَل الأمرُ/ شكَل الأمرُ عليه: التبس. 

شكَلَ2 يَشكُل، شَكْلاً، فهو شاكل، والمفعول مَشْكول
• شكَل الكتابَ: ضبَطه بالنقط والحَرَكات "لغة لا شكل لها".
• شكَل الدَّابّةَ ونحوَها: قيَّدها بالشِّكال وهو القيد؛ ربَطها به. 

شكِلَ يَشكَل، شَكَلاً وشُكْلةً، فهو شَكِل وأشكلُ
• شكِل اللونُ: خالطه لونٌ غيرُه.
• شكِلتِ العينُ: خالط بياضَها حُمرةٌ "شخص أشكلُ العَيْنَيْن".
• شكِلتِ الخيلُ: خالط سوادَها حُمْرة "جوادٌ شكِل/ أشكلُ". 

أشكلَ يُشكل، إشكالاً، فهو مُشكِل، والمفعول مُشْكَل (للمتعدِّي)
• أشكل الأمرُ: التبس واشتبه.
• أشكل اللَّونُ: اختلط بغيره.
• أشكل الكِتابَ: أعلمه بعلامات الإعراب، أعجمه، كأنّه أزال عنه الإشكال والالتباس. 

استشكلَ/ استشكلَ على/ استشكلَ في يستشكل، استشكالاً، فهو مُسْتَشكِل، والمفعول مُسْتَشكَل عليه
• استشكلَ الأمرُ: أشكل، التبس.
• استشكل على الحُكْم/ استشكل في تنفيذ الحُكْم: (قن) أورد ما يستدعي وقف التنفيذ حتى ينظر في وجه الاستشكال. 

تشاكلَ يتشاكل، تشاكُلاً، فهو مُتشاكِل
• تشاكل الشَّيئان: تشابها وتماثلا وتوافقا "تشاكلتِ الأجنحة والزَّعانف الصَّدريّة- لو لم يتشاكلا لما ترافقا- رقّ الزجاجُ وراقتِ الخمرُ ... فتشابها فتشاكل الأمرُ".
• تشاكل الرَّجلان: تعاركا وتخاصما. 

تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من يتشكَّل، تشكُّلاً، فهو مُتشكِّل، والمفعول مُتشكَّل به
• تشكَّل الشَّيءُ: تصوّر وتمثّل، وصار ذا شكْل وهيئة "تشكّل الجنين في بطن أمِّه- تشكّلتِ القضيّةُ: اتَّخذت شكلاً".
• تشكَّل المَعجونُ بشكل الوِعاء: اتَّخذ شكلَه "فستان يتشكَّل بأشكال الجسم: ينسجم معه تمام الانسجام".
• تشكَّل شبحٌ لفلان: ظهر له في صورةٍ مرئيَّة.
• تشكَّل من كذا: تألَّف منه "تشكَّلتِ الوزارةُ الجديدة من رئيس لها وعشرين وزيرًا". 

شاكلَ يشاكل، مُشاكلةً، فهو مُشاكِل، والمفعول مُشاكَل
• شاكلَ فلانًا: شابهه، ماثله، افقه "أنت تشاكل أباك في فضله وعلمه" ° وما شاكل ذلك: ما كان على نمطه. 

شكَّلَ يشكِّل، تشكيلاً، فهو مُشكِّل، والمفعول مُشكَّل
• شكَّل الكتابَ: شكَله، ضبطه بالنّقط والحرَكات.
• شكَّل الفَنَّانُ الشَّيءَ: صوّره، عالجه بغيةَ إعطاء شكلٍ معيّن "شكّل تمثالاً/ قطعة رخام/ مَعْدِنًا".
• شكَّل خطرًا: تسبّب في وقوع ضرر "تشكِّل السياسةُ الإسرائيليّة خطرًا جسيمًا في المنطقة".
• شكَّل حلوى: نوّعها "شكَّل أقلامًا- شكَّل باقةَ ورد".
 • شكَّلَ وزارةً: ألَّفها، جمع فيها عدَّة أعضاء وأسند إليهم مسئوليّاتٍ مُعيَّنة "شكّل حكومةً/ لجنةً". 

إشكال [مفرد]: ج إشكالات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشكلَ.
2 - مشكلة، قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "أثار المتحدِّث إشكالاتٍ عدّة- أوقع صديقَه في إشكالات عديدة".
3 - أمر يوجب التباسًا في الفهم، عكسه بيان.
• إشكال التَّنفيذ: (قن) منازعة تتعلّق بإجراءات تنفيذ الحكم. 

إشكاليَّة [مفرد]: ج إشكاليَّات:
1 - مصدر صناعيّ من إشكال: مجموعة المسائل التي يطرحها أحد فروع المعرفة "إشكاليَّة الثّقافة/ النصّ".
2 - التباس واشتباه في أمرٍ أو شيءٍ ما. 

أشْكَلُ [مفرد]: ج شُكْل، مؤ شكلاءُ، ج مؤ شَكْلاوات وشُكْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ.
تشكُّل [مفرد]:
1 - مصدر تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من.
2 - (حي) تكوُّن أنسجة جديدة.
3 - (هس) شكل خارجيّ يحدِّد الجسم.
• علم تشكُّل الصُّخور: (جو) جزء من علم الجيولوجيا يبحث في التغيُّرات التي حصلت في شكل الصخور كالتجعّدات والتكسّرات ونشوء الجبال. 

تشكيل [مفرد]: ج تشكيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَّلَ.
2 - عدد متجانس من شيء ما "هاجم تشكيل من الطائرات أهدافًا للعدوّ".
3 - (لغ) ضبط الحروف بالحركات. 

تشكيلات [جمع]: مف تشكيل: مناقلات بين الموظّفين، وقد يراد بها ما يرافق المناقلات من تعيين وصرف وترقية، إعادة تنظيم. 

تشكيلة [مفرد]: ج تشكيلات:
1 - اسم مرَّة من شكَّلَ.
2 - مجموعة، عدد مُتنوِّع من شيء ما "تشكيلة عسكريَّة/ بحريَّة جوِّيَّة- تشكيلة حلويّات- تشكيلة من الدبَّابات الحديثة". 

تشكيليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تشكيل ° الفنون التَّشكيليَّة: فنون تصوِّر الأشياء وتمثِّلها؛ كالرسم والتصوير والنحت والهندسة المعماريَّة. 

شاكِلَة [مفرد]: ج شاكلات وشواكلُ:
1 - مؤنَّث شاكل.
2 - سجيّة وطبيعة، طريقة ومذهب " {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} " ° جرَى على شاكلة فلان: حاكاه، فعل مثله- هو على شاكلته: هو من طينته، من نوعه.
3 - خاصرة، جانب، جهة "أصاب شاكلةَ الصواب" ° أصاب شاكلةَ الطَّريق: توصّل إلى الحقيقة- شاكلتا الطَّريق: جانباه. 

شِكال [مفرد]: ج شُكُل: قَيْد أو عِقال أو حَبْل تُشدّ به قوائمُ الدّابَّة، ويكون في إحدى أرجل الدابّة والرِّجل التي تخالفها كاليُمنى الأمامِيَّة واليُسرى الخلفيّة. 

شَكْل1 [مفرد]: ج أشكال (لغير المصدر) وشُكول (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَلَ2 ° الشَّكل والمضمون: اللَّفظ والمعنى فالشَّكل يتمثل في صياغة العمل الفنِّيّ وبنائه اللفظيّ، أما المعنى فهو أفكاره ومعانيه ومغزاه.
2 - صورة الشَّيء، هيئته "شكل خارجيّ- اعرض رأيك بشكل واضح" ° بشكلٍ عامّ: بإيجاز، باختصار- بشكلٍ واضح/ بشكلٍ ملموس: بصورة مفهومة- شكل الأرض: تضاريسُها ومعالمُها- فلانٌ حَسن الشَّكل: حسَن المظهر والهِندام.
3 - شبيه، نمط "إنّ الطيور على أشكالها تقع- {وَءَاخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} ".
4 - طريقة، أسلوب "لا تتكلّم بهذا الشّكل".
5 - (عر) حذف الحرف الثاني والسّابع من (فاعلاتن) ليبقى (فَعِلاتُ).
6 - (هس) هيئة للجسم أو السّطح محدودة بحدٍّ واحد كالكرة، أو بحدود مختلفة كالمثلّث والمربّع.
• علم الشَّكل:
1 - (جو) عِلْم يُعنَى بدراسة شَكْل سطح الأرض.
2 - (حي) عِلْم يتناول دراسة الشَّكل الخارجيّ للنبات أو الحيوان. 

شَكْل2 [جمع]: مف شَكْلَة: علامات ورموز توضع فوق الحروف أو تحتها لضبط النُّطق "اضبط العبارة الآتية بالشَّكْل". 

شَكَل [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ. 

شِكْل [مفرد]: شبيه ومثل "هذان التوءمان شِكلان". 

شَكْلانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس "نصّ/ مفهوم شَكْلانيّ". 

شَكْلانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من شَكْل1.
3 - (دب) مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر "يظهر في دراساته ميلٌ نحو الشكلانيّة في اللغة- تنامت النظرية الشكلانيّة في النقد في الآونة الأخيرة- هو من كتَّاب الشكلانيَّة الروسيَّة". 

شَكْلة [مفرد]: ج شَكَلات وشَكْلات وشَكْل:
1 - اسم مرَّة من شكَلَ2.
2 - علامة أو رمز يوضع فوق الحرف أو تحته لضبط النطق. 

شُكْلة [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: وهو ما يّتصل بالظاهر دون الباطن، أو بالشكل دون الجوهر، ومنه المذهب الشكليّ في الفنّ والأدب واللغة "إجراء/ احتجاج شكليّ" ° عيب شكليّ: يمس الظّاهر دون الجوهر- فلانٌ رجل شكليّ: يتمسَّك بالقشور ويهمل اللُّباب.
• الدَّفع الشَّكليّ: (قن) دفع المدَّعى عليه المتعلِّق بإجراءات الخصومة دون موضوعها كالدَّفع ببطلان صحيفة الدَّعوى.
• فنّ شَكْليّ: فنّ لا يسلِّم بتمثيل أشكال سهلة المعرفة، بل يسعى للتعبير عن حالات الإحساس بنِسب الأضواء والظِّلال والألوان. 

شكليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شَكْل1: تمسُّك شديد بالأشكال الخارجيّة في الدين والحياة الاجتماعيّة ومجالات أخرى.
2 - مبدأ قوامه أنّ صحّة الأعمال القانونيّة مرتبط ارتباطاً دقيقًا بمراعاة الأشكال.
3 - (دب) شكلانيَّة؛ مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر. 

شُكُول [مفرد]: مصدر شكَلَ1/ شكَلَ على. 

مُشاكلة [مفرد]:
1 - مصدر شاكلَ.
2 - (بغ) أنْ يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته " {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ". 

مُشكِل [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - اسم فاعل من أشكلَ.
2 - (فق) ما لا يُفهم حتى يدلّ عليه دليلٌ من غيره.
• خُنثى مُشكِل: ما لا يُتبيّن من أيّ الجنسين هو. 

مُشْكِلة [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "مشكلة الشرق الأوسط/ المرور" ° يسبِّب المشاكلَ: يخلق المتاعبَ.
2 - صعوبة يجب تذليلها للحصول على نتيجة ما. 

شكل: الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛

وأَنشد أَبو عبيد:

فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما،

فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ

وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو

عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ

ومُشَاكَلَة. وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ

الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ

وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب

آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى

وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع. والشَّكْل: المِثْل،

تقول: هذا على شَكْل هذا أَي على مِثَاله. وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه

في حالاته. ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ

بهذا أَي أَشْبَه. والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.

والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة. وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه

وناحيته وطريقته. وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي

على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على

ناحيته وجهته وخَلِيقته. وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.

والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب. وهذا طَرِيقٌ ذو

شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ. وشَكْلُ الشيء: صورتُه

المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.

وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه. وأَشْكَل الأَمْرُ:

الْتَبَس. وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ. وفي

حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى

وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل

فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه

أَمْرُها.

والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ

والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد

للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال

الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال

للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد. والأَشكل من الإِبل

والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك

لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا

وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء:

بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة:

يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه

مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج

وقول الشاعر:

فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها

بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ

قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع

فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة. وقال شَمِر:

الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض. وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر

المشتَبه مُشْكِلٌ. وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر

(* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في

القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ

الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد. والأَشْكَل عند العرب: اللونان

المختلطان. ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما

سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده:

والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو

الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال:

كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة،

والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ. ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة

وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ

العين. وفي حديث علي

(* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي

في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه

شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا

كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد:

ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها،

كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها

(* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب).

عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن

توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ

عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي

حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع

الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد:

ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ،

سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا

قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه. وقوله في صفة سيدنا رسول الله،

صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ

العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا

نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في

صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود

مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ. وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي

الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل

مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.

وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ

(* قوله «المحكم

شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ

وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن

الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ

شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ

فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو

تَثَنِّي جُلودها

(* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال

والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.

وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم:

شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت

الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه. ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك

أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من

غير سماع. وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.

والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ

بالشَّكَال. وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ

قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ. والشِّكَال

في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ

الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.

والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين

اليد والرجل. وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب،

أَشْكُلُ شَكْلاً.

والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ

فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار

بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.

والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه. ويقال: شَكَلْت

الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً

يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة:

سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ

أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي،

هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ

وشَكَّلَتِ المرأَةُ

(* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم

والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن

القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال

ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها. والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم

منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما

أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن

الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة

والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد،

والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة

مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث

قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل:

هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما

كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس

فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال

شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي

إِحدى يديه. وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو

قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ

الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال

الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى

ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض. وقال أَبو

عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ

قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول.

ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ. وحُكي

عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ

المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر. وورد

في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة

والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة

الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين

العِذَار والأُذُن من البياض. وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل:

وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى،

لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا

وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ

الفَخِذ في الساق. والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ

القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن. والشَّاكِلةُ:

الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة. وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي

من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته. والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ

الشَّاكِلة. ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي

بَيِّنَة الشَّكَل. والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.

والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.

والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً،

فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير

المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ

الدَّلّ. والشَّكْل: المِثْل. والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في

هذا وهذا في هذا. والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال:

امرأَة ذات شِكْل. وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.

والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة:

أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف

أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً

وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ

منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر

شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين:

نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا

وسُرْعَتَها:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ

قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي

للعجاج:

يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي

عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل

قال ابن بري: الذي في شعره:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل

والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر:

أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ

يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات

أَصفر وأَحمر.

وشَكْلةُ: اسم امرأَة. وبَنُو شَكَل: بطن من العرب. والشَّوْكَل:

الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء:

الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ

العَوْسَجَة.

شكل
الشَّكْلُ: الشَّبَهُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و، يُقالُ: فِي فُلاَنٍ شَكْلٌ من أَبيهِ، وشَبَهٌ، والشَّكْلُ أَيْضا: المِثْلُ تَقولُ: هَذَا عَلى شَكْلِ هَذَا، أَي على مِثَالِهِ، وفُلاَنٌ شَكْلُ فُلانٍ، أَي مِثْلُهُ فِي حَالاتِهِ، قالَ اللهُ تَعالَى: وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أزْوَاجٌ، أَي عَذابٌ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي مِنْ مِثْلِ ذَلِك الأَوَّلِ، قالَهُ الزَّجَّاجُ، وقَرَأَ مُجاهِدٌ: وأُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي: وأَنْواعٌ أُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ لأنَّ مَعْنَى قَولِه: أزْوَاجٌ، أنْوَاعٌ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَي مِثْلٌ لَهُ فِي الهَيْئَةِ، وتَعاطِي الفِعْلِ. ويُكْسَرُ، وبهِ قَرَأَ مَجَاهِدٌ: مِنْ شِكْلِهِ، بالكَسْرِ. والشَّكْلُ أَيْضا: مَا يُوافِقُكَ، ويَصْلُحُ لَكَ، تَقُولُ: هَذَا مِنْ هَوايَ، ومِنْ شَكْلِي، وليسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِي. والشَّكْلُ: وَاحِدُ الأشْكالِ، للأُمُورِ، والحَوَائِجِ المُخْتَلِفَةِ، فِيمَا يُتَكَلَّفُ مِنْهَا، ويُهْتَمُّ لَهَا، قالَهُ اللَّيْثُ، وأنْشَدَ: وتَخْلَجُ الأشْكالُ دُونَ الأشْكالْ والأشْكَالُ أَيْضا: الأُمُورُ الْمُشْكِلَةِ، المُلْتَبِسَةُ. والشَّكْلُ أَيْضا: صُورَةُ الشَّيْءِ الْمَحْسُوسَةُ، والْمُتَوَهَّمَةُ، وقالَ ابنُ الْكَمالِ: الشَّكْلُ هَيْئَةٌ حاصِلَةٌ للجِسْمِ، بِسَبَبِ إِحَاطَةِ حَدٍّ واحِدٍ بالْمِقْدَارِ، كمَا فِي الكُرَةِ، أَو حُدودٍ كَما فِي المُضَلَّعاتِ، مِنْ مُرَبَّعٍ ومُسَدَّسٍ، ج: أشْكَالٌ، وشُكُولٌ، قالَ الرَّاغِبُ: الشَّكْلُ: فِي الحَقِيقَةِ الأَنْسُ الَّذِي بَيْنَ المُتَماثِلَيْنِ فِي الطَّرِيقَةِ، ومنهُ قيلَ: النَّاسُ أشْكالٌ، قالَ الرَّاعِي، يَمْدَحُ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوانَ:
(فأَبوكَ جالَدَ بالمَدِينَةِ وَحْدَهُ ... قَوْماً هُمُ تَرَكُوا الجَميعَ شَكَولاً)
وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ
(فَلا تَطْلُبا لِي أيِّماً إنْ طَلَبْتُما ... فَإِنَّ الأَيامَى لَسْنَ لي بِشُكُولِ)
والشَّكْلُ: نَبَاتٌ مُتَلَوِّنٌ، أصْفَرُ وأحْمَرُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والشَّكْلُ فِي العَرُوضِ: الْجَمْعُ بَيْنَ الْخَبْنِ والْكَفِّ، وبَيْتُهُ:
(لِمَنِ الدِّيارُ غَيَّرَهُنَّ ... كُلُّ دَانِي المُزْنِ جَوْنِ الرَّبَابِ)
كَما فِي العُبابِ. والشَّاكِلَةُ: الشَّكْلُ، يُقالُ: هَذَا عَلى شَاكِلَةِ أبِيهِ، أَي شِبْهه. والشَّاكِلَةُ: النَّاحِيَةُ، والْجِهَةُ وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ، عَن الأَخْفَشِ. وَأَيْضًا: النِّيَّةُ، قالَ قَتادَةُ)
فِي تَفْسِير الآيَةِ: أَي عَلى جَانِبِه، وعَلى مَا يَنْوِي. وَأَيْضًا: الطَّرِيقَةُ، والْجَدِيلَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ.
وَأَيْضًا: الْمَذْهَبُ، والخَلِيقَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ، عَن ابنِ عَرَفَةَ، وقالَ الرَّاغِبُ فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ: أَي عَلى سَجِيَّتِهِ الَّتِي قَيَّدَتْهُ، وذلكَ أنَّ سُلْطَانَ السَّجِيَّةِ عَلى الإِنْسانِ قاهِرٌ، بِحَسَبِ مَا يَثْبُتُ فِي الذَّرِيعَةِ إِلَى مَكارِمِ الشَّرِيعَةِ، وَهَذَا كَمَا قالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: كُلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. والشَّاكِلَةُ: الْبَياضُ مَا بَيْنَ الأُذُنِ والصُّدْغِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ قُطْرُبٌ: مَا بَيْنَ الْعِذَارِ والأُذُنِ ومنهُ الحديثُ: تَفَقَّدُوا فِي الطُّهُورِ الشَّاكِلَةَ. والشَّاكِلَةُ: مِنَ الْفَرَسِ: الْجَلْدُ الَّذِي بَيْنَ عُرْضِ الْخَاصِرَةِ والثَّفِنَةِ، وَهُوَ مَوْصِلُ الفَخِذِ مِنَ السَّاقِ، وَقيل: الشَّاكِلَتَانِ ظَاهِرُ الطَّفْطَفَتَيْنِ، مِنْ لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلَى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ، مِنْ جَانِبَي البَطْنِ، وقيلَ: الشَّاكِلَةُ الخاصِرَةُ، وَهِي الطَّفْطَفَةُ، وَمِنْه: أصابَ شاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ، أَي خَاصِرَتَها. وتَشَكَّلَ الشَّيْءُ: تَصَوَّرَ، وشَكَّلَهُ تَشْكِيلاً: صَوَّرَهُ.
وشَكَّلَتْ الْمَرْأَةُ شَعَرَهَا: أَي ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْنِ مِنْ مَقَدَّمِ رَأْسِهَا عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ، ثُمَّ شَدَّتْ بهَا سَائِرَ ذَوَائِبِها، والصَّوابُ: أَنَّهُ مِنْ حَدِّ نصر، كَمَا قَيَّدَهُ ابنُ القَطَّاعِ. وأشْكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، واخْتَلَطَ، ويُقالُ: أشْكَلَتْ عَلَيَّ الأَخْبَارُ، وأحْلَكَتْ، بمَعْنىً واحِدٍ، وقالَ شَمِر الشُّكْلَةُ: الحُمْرَةُ تَخْلَطُ بالبَياضِ، وَهَذَا شَيْءٌ أشْكَلُ، ومنهُ قيلَ لِلأَمْرِ المُشْتَبِهِ: مُشْكِلٌ. قالَ الرَّاغِبُ: الإِشْكالُ فِي الأَمْرِ اسْتِعَارَةٌ كالاِشْتِبَاهِ من الشَّبَهِ، كشَكلَ، وشَكَّلَ، شَكْلاً، وتَشْكِيلاً، وأشْكَلَ النَّخْلُ: طَابَ رُطَبُهُ، وأَدْرَكَ، عنِ الكِسَائِيِّ، وَفِي الأسَاسِ: أشْكَلَ النَّخْلُ: طابَ بُسْرُهُ، وحَلاَ، وأشْبَهُ أَن يَصِيرَ رُطَباً.
وأُمُورٌ أشْكَالٌ: أَي مُلْتَبِسَةٌ، مَعَ بعضِها مُخْتَلِفَة. والأشْكَلَةُ، بِفْتحِ الهَمْزَةِ والكَافِ: اللَّبْسُ. وَأَيْضًا: الْحَاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، زادَ الرَّاغِبُ، الَّتِي تُقَيِّدُ الإِنْسانَ، كالشَّكْلاءِ، نقلَهُ ابنُ سِيدَهْ، والصَّاغانِيُّ. والأشْكَلُ مِنْ سَائِرِ الأشْياءِ: مَا فيهِ حُمْرَةٌ وبَياضٌ مُخْتَلِطٌ، أَو مَا فيهِ بَياضٌ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ والكُدْرَة. وَقيل: الأشْكَلُ عندَ العَرَبِ: اللَّوْنَانِ المُخْتَلِطانِ، ودَمٌ أشَكَلُ: فيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ مَخْتَلِطَانِ، قالَ جَرِيرٌ:
(فَما زَالتِ القَتْلَى تَمُورُ دِماؤُها ... بِدِجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أشْكَلُ)
والأشْكَلُ: السِّدْرُ الْجَبَلِيُّ، قالَ العَجَّاجُ: مَعْجَ المُرامِي عَنْ قِياسِ الأشْكَلِ وقالَ أَبُو حنيفَةَ: أَخْبَرَنِي بعضُ العَرَبِ: أنَّ الأشْكَلَ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ العُنَّابِ فِي شَوْكِهِ، وعَقَفِ أَغْصَانِهِ، غيرَ أَنَّهُ أصْغَرُ وَرَقاً، وأَكْثَرُ أفْناناً، وهوَ صُلْبٌ جِدّاً، وَله نُبَيْقَةٌ حامِضَةٌ شديدَةُ)
الحُمُوضَةِ، مَنابِتُهُ شَواهِقُ الجِبالِ، تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ، الْواحِدَةُ بِهَاءٍ، قَالَ:
(أَو وَجْبَة مِنْ جَناةِ أشْكَلَةٍ ... إِنْ لَمْ يَرُغْها بالقَوْسِ لم يَنَلِ)
يَعْنِي سِدْرَةً جَبَلِيَّةَ. والأشْكَلُ مِنَ الإِبِلِ، والغَنَم: مَا يَخْلِطُ سَوادَهُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ، كأَنَّهُ قد أشْكَلَ عليْكَ لَوْنُهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الضَّبُعُ فِيهَا غُبْرَةٌ وشُكْلَةٌ، لَوْنَانِ فيهِ سَوَادٌ وصُفْرَةٌ سَمْجَةٌ.
واسْمُ اللَّوْنِ: الشُّكْلَةُ، بالضَّمِّ، ومِنْهُ الشُّكْلَةُ فِي الْعَيْنِ، وَهِي كالشُّهْلَةِ، ويُقالُ: فِيهِ شُكْلَةٌ من سُمْرَةٍ، وشُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ، وعَيْنٌ شَكْلاَءُ: بَيِّيَةُ الشَّكَلِ، ورَجُلُ أشْكَلُ الْعَيْنِ، وَقد أشْكَلَتْ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الشُّكْلَةُ كَهَيْئَةِ الحُمْرَةِ، تكونُ فِي بَياضِ العَيْنِ، فَإِذا كانتْ فِي سَوادِ العَيْنِ فَهِيَ شُهْلَةٌ، وأنْشَدَ:
(وَلَا عَيْبَ فِيهَا غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها ... كذاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ شُكْلٌ عُيُونُها)
عِتاقُ الطَّيْرِ: هِيَ الصُّقُورُ والبُزَاةُ، وَلَا تُوصَفُ بالحُمْرَةِ، وَلَكِن تُوصَفُ بِزَرْقَةِ العَيْنِ وشُهْلَتِها، قالَ: ويُرْوَى هَذَا البيتُ: غَيْرَ شُهْلَةِ عَيْنِها. وقيلَ: الشَّكْلَةُ فِي العَيْنِ الصَّفْرَةُ الَّتِي تُخالِطُ بَياضَ العَيْنِ، الَّتِي حَوْلَ الحَدَقَةِ، عَلى صِفَةِ عَيْنِ الصَّقْرِ، ثُمَّ قالَ: ولكنَّا لم نَسْمَعْ الشُّكْلَةَ إلاَّ فِي الحُمْرَةِ، وَلم نَسْمَعْها فِي الصُّفْرَةِ. وَفِي الحديثِ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَلِيعَ الفَمِ، أشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ، قالَ ابنُ الأثَيرِ: أَي فِي بَياضِها شَيْءٌ مِن حَمْرَةٍ، وهوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ، وقيلَ: أَي كَانَ طَوِيلَ شَقِّ الْعَيْنِ، هَكَذَا فَسَّرَهُ سِماكُ ابنُ حَرْبٍ، ورَوَى عنهُ شُعْبُةُ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا نادِرٌ، وقالَ شَيخُنا: هُوَ تفسيرٌ غريبٌ، نَقَلَهُ التُّرْمِذِيُّ فِي الشَّمائِلِ عَن الأصْمَعِيِّ، وتَعَقَّبَهُ القَاضِي عِياضٌ فِي الْمَشارِقِ، وتَلْمِيذُه فِي المَطالِع، وابنُ الأَثِيرِ فِي النِّهايَةِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي الفائِقِ، وغيرُهم، وأطْبَقَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ على أَنَّهُ وَهَمٌ مَحْضٌ، وأَنَّهُ لَو ثَبَتَ لُغَةً لَا يَصِحُّ فِي وَصْفِهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، لأَنَّ طُولَ العَيْنِ ذَمٌّ مَحْضٌ، فكيفَ وهُوَ غيرُ ثابِتٍ عَن العَرَبِ، وَلَا نَقَلَهُ أَحَدٌ مِن أئِمَةِ الأَدَبِ، وإِنَّهُ مِنَ المُصَنِّفِ لَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ. وشَكَلَ الْعِنبُ: أيْنَعَ بَعْضُهُ، أَو اسْوَدَّ، وأَخَذَ فِي النَّضْجِ، كتَشَكَّلَ، وشَكَّلَ، تَشْكِيلاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وشَكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، وَهَذَا قد تقدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. ومِنَ المْجازِ: شَكَلَ الْكِتابَ، شَكْلاً، إِذا أَعْجَمَهُ، كقولِكَ، قَيَّدَهُ مِن شِكالِ الدَّابَّةِ، وقالَ أَبُو حاتِم: شَكَلَ الكِتَابَ، فهوَ مَشْكُولٌ: إِذا قَيَّدَهُ بالإعْرابِ، وأعْجَمَهُ: إِذا نَقَطَهُ، كَأَشْكَلَهُ، كأَنَّهُ أزَالَ عَنْهُ الإِشْكالَ والاِلْتِباسَ، فالهَمْزَةُ حِينَئِذٍ للسَّلْبِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. وشَكَلَ الدَّابَّةَ، يَشْكُلُها، شَكْلاً: شَدَّ قَوائِمَهَا) بِحَبْلٍ، كشَكَّلَها، تَشْكِيلاً، واسْمُ ذَلِك الحَبْلِ: الشِّكَالُ، كَكِتَابٍ، وَهُوَ العِقالُ، ج شُكُلٌ، كَكُتُبٍ، ويُخَفَّفُ، وفَرَسٌ مَشْكُولٌ: قُيِّدَ بالشِّكال، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ فِيهِ شُهوُبَةٌ ... نَهِشَ اليّدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الشِّكَالُ فِي الرَّحْلِ: خَيْطٌ يُوضَعُ بَيْنَ التَّصْدِيرِ والْحَقَبِ، لِكَيْلاَ يَدْنُو الْحَقَبُ مِن الثِّيلِ، وَهُوَ الزِّوَارُ أَيْضا، عَن أبي عَمْرٍ و، وَأَيْضًا: وِثَاقٌ بَيْنَ الْحَقَبِ والْبِطَانِ، وَكَذَلِكَ الوِثَاقُ بَيْنَ الْيَدِ والرِّجْلِ. ومِنَ المَجازِ: الشِّكَالُ فِي الخَيْلِ، أَن تَكوُنَ ثَلاَثُ قَوائِمَ منهُ مُحَجَّلَةً، والْواحِدَةُ مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشِّكالِ، وَهُوَ العِقالُ، لأنَّ الشِّكَالَ، إِنَّما يكونُ فِي ثَلاثِ قَوائِمَ، وقِيلَ: عَكْسُهُ أيْضاً، وَهُوَ أنَّ ثَلاثَ قَوائِمَ مِنْهُ مُطْلَقَةٌ، والواحِدَةُ مُحَجَّلَةٌ، وَلَا يكونُ الشِّكالُ إلاَّ فِي الرِّجْلِ، والفَرَسُ مَشْكُولٌ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، لأنَّهُ كالمَشْكُولِ صُورَةً تَفاؤُلاً، ويُمْكِنُ أَن يكونَ جَرَّبَ ذلكَ الجِنْسَ، فَلم تَكُنْ فيهِ نَجابَةٌ، وقيلَ: إِذا كانَ مَعَ ذَلِك أَغَرَّ زالَتْ الْكَراهَةُ، لِزَوالِ شَبَهِ الشِّكَالِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشِّكَالُ أنْ يَكُونَ بَياضُ التَّحْجِيلِ فِي رِجْلٍ واحِدَةٍ، ويَدٍ مِن خِلاَفٍ، قَلَّ الْبَيَاضُ أَو كَثُرَ.
والمَشْكُولُ مِنَ الْعَرُوضِ: مَا حُذِفَ ثَانِيهِ وسابِعُهُ، نحوَ حَذْفِكَ أَلِفَ فاعلاتن والنُّونَ مِنْهَا، سُمِّيَ بِذلَ لأنَّكَ حَذَفْتَ من طَرَفِهِ الآخِرَ وَمن أَوَّلِهِ، فصارَ بِمَنْزِلَةِ الدَّابَّةِ الذِي شُكِلَتْ يَدُهُ ورِجْلُهُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. والشِّكْلاءُ مِنَ النِّعاجِ: الْبَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، وسائِرُها أَسْوَدُ، وَهِي بَيِّنَةُ الشَّكْلِ. والشَّكْلاَءُ: الْحَاجَةُ، كالأَشْكَلَةِ، وَــهَذَانِ قد تقدَّمَ ذكْرُهُما فَهُوَ تَكْرارٌ. والشَّواكِلُ: الطُّرُقُ الْمُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأعْظَمِ، يُقالُ: هَذَا طَريقٌ جَماعَةٌ، وَهُوَ جَمْع شَاكِلَةٍ، يُقالُ: اسْتَوَى فِي شَاكِلَتَي الطَّرِيقِ، وهُما جَانِباهُ، وطريقٌ ظاهِرُ الشَّواكِلِ، وَهُوَ مَجازٌ. والشِّكْلُ بالكسرِ، والفَتْحِ: غُنْجُ الْمَرْأَةِ، ودَلُّهَا وغَزَلُهَا، يُقالُ امَرْأةٌ ذاتُ شِكْلٍ، وَهُوَ مَا تَتَحَسّنُ بِهِ من الغُنْجِ، وحُسْنِ الدَّلِّ، وَقد شَكِلَتْ، كفَرِحَتْ، شَكَلاً، فهيَ شَكِلَةٌ، كفَرِحَةٍ، ويُقالُ: امْرَأَةٌ شَكِلَةٌ مُشْكِلَةٌ حَسَنَةُ الشِّكْلِ. وشَكْلَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي جارِيَةُ المَهْدِي. وشُكْلٌ، بالضَّمِّ: جَمْعُ العَيْنِ الشَّكْلاَءِ، الَّتِي كَهَيْئَةِ الشَّهْلاَءِ.
وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ المِيَاهِ الَّذِي قد خالَطَهُ الدَّمُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ الكِبَاشِ، وغَيْرِها، الَّذِي خالَطَ سَواَدُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ. وشَكَلٌ، مُحَرَّكَةً، أَبُو بَطْنٍ، قلتُ: هما بَطْنانِ، أَحَدُهما فِي بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ كَعْبِ بنِ الحَرِيشِ، والثَّانِي فِي كَلْبٍ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ يَرْبُوعِ بن الحارِثِ. وشَكَلُ بنُ حُمَيْدٍ العَبْسِيُّ الكُوفِيُّ: صَحَابِيٌّ، مَشْهُورٌ، أَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الدُّعاءِ، وغيرِه، وابْنُهُ شُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ: مُحَدِّثٌ، بل تَابِعِيٌّ، رَوَى عَن أَبِيهِ،)
وَعَن عليٍّ، وابنِ مَسْعودٍ، وَعنهُ الشَّعْبِيُّ، وأهلُ الكُوفَةِ، ماتَ فِي وِلايَةِ ابنِ الزُّبَيْرِ، قالَهُ ابنُ حِبَّان. والشَّوْكَلُ: الرَّجَّالَةُ، عَن الزُّجاجِيِّ، وقالَ الفَرَّاءُ: الشَّوْكَلَةُ، أَو المَيْمَنَةُ أَو الْمَيْسَرَةُ، عَن الزَّجَّاجِيّ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشّوْكَلَةُ: النَّاحِيَةُ، وَأَيْضًا: الْعَوْسَجَةُ. ومِنَ المَجازِ. الشَّكِيلُ، كأَمِيرٍ: الزَّبَدُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّم، يَظْهَرُ عَلى شَكِيمِ اللِّجَامِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ مِنْ لُؤْلؤٍ، أَو فِضَّةٍ، يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، ويُشاكِلُ يُقَرَّطُ بِهِ النِّساءُ، وقيلَ كَانَت الجَوارِي تُعَلِّقُهُ فِي شُعُورِهِنّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا خَرَجْنَ طَفَلَ الآصَالِ يَرْكُضْنَ رَيْطاً وعِتَاقَ الخالِ سَمِعْتُ مِنْ صَلاصِلِ الأَشْكَالِ والشَّذْرِ والْفَرائِدِ الْغَوالِي أَدْباً عَلى لَبَّاتِها الحَوالِي هَزَّ السَّنَى فِي لَيْلَةِ الشَّمالِ يَرْكُضْنَ: يَطَأْنَ، والخالُ: بُرْدٌ مُوَشَّىً، والأَدْبُ: العَجَبُ. الْوَاحِدُ: شَكْلٌ. والمُشَاكَلَةُ: الْمُوَافَقَةُ، يُقالُ: هَذَا أَمْرٌ لَا يُشاكِلُكَ، أَي لَا يُوافِقُكَ، كالتَّشَاكُلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ المُشاكَلَةِ مِنَ الشَّكْلِ، وَهُوَ تَقْيِيدُ الدَّابَّةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يقُالُ: فيهِ أَشكَلَةٌ مِنْ أَبِيهِ، وشُكْلَةٌ، بالضَّمِّ، وشَاكِلٌ: أَي شَبهٌ مِنْهُ، وَهَذَا أَشْكَلُ بِهِ: أَي أَشْبَهُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الشَّكْلُ: المَذْهَبُ، والقَصْدُ. والشَّوْكَلاَءُ: الحاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وَفِيه شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ، بالضَّمِّ: أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ.
والمُشْكِلُ: كَمُحْسِنٍ: الدَّاخِلُ فِي أَشْكالِهِ، أَي أَمْثالِهِ، وأَشْبَاهِهِ، مِنْ قَوْلِهِم: أَشْكَلَ: صارَ ذَا شَكْلٍ، والجَمْعُ مُشْكِلاَتٌ. وَهُوَ يَفُكُّ المَشاكِلَ: الأُمُورُ المُلْتَبِسَةَ. ونَباتُ الأَشْكَلِ: مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيَانِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: شَكَلَ عَليَّ الأَمْرُ، أَي: أَشْكَلَ. والشَّكْلاءُ: المُداهِنَةُ. وأَشْكَلَ المَرِيْضُ، وشَكَلَ، كَما تَقُولُ: تَمَاثَلَ. وتَشَكَّلَتِ الْمَرْأَةُ: تَدَلَّلَتْ. وشَكَلَ الأَسَدُ اللَّبُؤَةَ: ضَرَبَها، عَن ابنِ القَطَّاعِ. وأَصابَ شاكِلَةَ الصَّوابِ. وَهُوَ يَرْمِي برَأْيِهِ الشَّواكِلَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بن يوسفَ الشِّكْلِيُّ، بالكَسْرِ: مُحَدِّثٌ. وشَكْلانُ، بالفتحِ: قَرْيَةٌ بِمَرْوَ، مِنْهَا أَبُو عِصْمَةَ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الشَّكْلانِيُّ، مُحَدِّثٌ، ماتَ سنة. والمُشَكَّلُ، كمَعَظَّمٍ: صاحبُ الهَيْئَةِ، والشَّكْلِ الحَسَنِ. وعبدُ الرحمنِ بن أبي حَمَّادٍ شُكَيْلٌ، كزُبَيْرٍ، المُقْرِئ: شيخٌ لعُثْمانَ بنِ)
أبِي شَيْبَةَ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ الشُّكَيْلِ اليَمَنِيُّ، ماتَ سنة. مَسْكَنُهُم بَيْتُ حُجْرٍ، مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، بِوَادِي سُرْدُدٍ، مِنَ اليَمَنِ. وَأَبُو شُكَيْلٍ، كزُبَيْرٍ: إبراهيمُ بنُ عَليِّ بنِ سالمٍ الخَزْرَجِيُّ، ماتَ بتَرِيمَ، سنة.

شكل

1 شَكَلَ, as an intrans. verb: see 4, in three places. b2: And see 5.

A2: شَكَلَ الفَرَسَ بِالشِّكَالِ, (S,) or شَكَلَ الدَّابَّةَ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شَكْلٌ, (Msb,) He bound [the horse or] the beast, with the شِكَال; (Msb;) [i. e.] he bound the legs of [the horse or] the beast with the rope called شِكَال; as also ↓ شَكَّلَهَا, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ. (TA.) and شَكَلْتُ الطَّائِرَ [app. I bound the legs of the bird in like manner]. (S.) And شَكَلْتُ عَنِ البَعِيرِ I bound the camel's شِكَال between the fore girth and the hind girth; (S;) [i. e.] I put [or extended], between the hind girth and the fore girth of the camel, a cord, or string, called شِكَال, and then bound it, in order that the hind girth might not become [too] near to the sheath of the penis. (TA in art. حقب.) b2: And [hence, i. e.] from the شِكَال of the beast, (TA,) شَكَلَ الكِتَابَ, (AHát, S, Msb, K, TA,) inf. n. as above, (Msb, TA,) (tropical:) He restricted [the meaning or pronunciation of] the writing, (قَيَّدَهُ, AHát, S, TA,) or he marked the writing, (أَعْلَمَهُ, Msb,) with the signs of the desinential syntax (AHát, * S, * Msb, TA *) [and the other syllabical signs and the diacritical points]: or i. q. أَعْجَمَهُ: (K:) but AHát says that شَكَلَ الكِتَابَ has the former meaning; and أَعْجَمَهُ signifies he dotted, or pointed, it [with the diacritical points]: (TA:) and الكِتَابَ ↓ اشكل signifies the same as شَكَلَهُ; (S, Msb, K, TA;) as though [meaning] he removed from it dubiousness and confusion; (S, K, * TA;) so that the أ in this case is to denote privation: (TA:) this [J says (TA)] I have transcribed from a book, without having heard it. (S.) b3: And شَكَلَتْ شَعْرَهَا, (O, TA,) aor. ـُ thus correctly, as pointed by IKtt; accord. to the K ↓ شكّلت; (TA;) (assumed tropical:) She (a woman) plaited two locks of her hair, of the fore part of her head, on the right and left, (O, K, TA,) and then bound with them her other ذَوَائِب [or pendent locks or plaits]. (TA.) b4: And شكل [thus in the TA, so that it may be either شَكَلَ or ↓ شكّل,] (assumed tropical:) He (the lion) compressed the lioness: on the authority of IKtt. (TA.) A3: شَكِلَتْ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. شَكَلٌ, (TA,) She (a woman) used amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; displayed what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل; (K, TA;) and ↓ تشكّلت [signifies the same], i. e. تَدَلَّلَتْ [and in like manner تشكّل is said of a man]. (TA.) b2: See also شَكَلٌ below, in two places. b3: and شَكِلْتُ إِلَى كَذَا, with kesr [to the ك], i. q. رَكَنْتُ [i. e. I inclined to such a thing; or trusted to, or relied upon, it, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind]. (O.) 2 شكّل, as an intrans. verb: see 4: b2: and see also 5.

A2: شكّلهُ, inf. n. تَشْكِيلٌ, He formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured, it; syn. صَوَّرَهُ; (K, TA;) namely, a thing. (TA.) b2: See also 1, in three places.3 مُشَاكَلَةٌ signifies The being conformable, suitable, agreeable, similar, homogeneous, or congenial; syn. مُوَافَقَةٌ; (S, K;) as also ↓ تَشَاكُلٌ: (IDrd, S, K:) Er-Rághib [strangely] says that المُشَاكَلَةُ is from الشَّكْلُ signifying “ the binding,” or “ shackling,” a beast [with the شِكَال]. (TA.) You say, هُوَ يُشَاكِلُهُ [He, or it, is conformable, &c., with him, or it; or resembles him, or it]. (Msb.) And هٰذَا الأَمْرُ لَا يُشَاكِلُكَ i. e. لَا يُوَافِقُكَ [This affair will not be suitable to thee]. (TA.) And ↓ تَشَاكَلَا They resembled each other. (MA.) 4 اشكل [primarily] signifies صَارَ ذَا شَكْلٍ

[meaning It, or he, was, or became, such as had a likeness or resemblance, or a like, or match, &c.]. (TA.) b2: [And hence, app.,] said of a thing, or case, or an affair; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ شَكَلَ, (O, K, TA, [in the CK, erroneously, شَكِلَ, evidently not meant by the author of the K, as it is his rule, after mentioning a verb of this form, to add كَفَرِحَ or the like,]) inf. n. شَكْلٌ; (TA;) and ↓ شكّل, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ; (TA;) (assumed tropical:) It was, or became, dubious, or confused; syn. اِلْتَبَسَ, (S, O, Msb, K,) and اِخْتَلَطَ, (O, TA,) or اِشْتَبَهَ: (Mgh:) [and ↓ اشتكل is mentioned in this sense by Golius as on the authority of J (whom I do not find to have mentioned it either in this art. or elsewhere), and by Freytag as on the authority of Abu-l-'Alà: accord. to Sh, اشكل in this sense is from شُكْلَةٌ signifying “ redness mixed with whiteness: ” (see مُشْكِلٌ:) but] accord. to Er-Rághib, إِشْكَالٌ in a thing, or case, or an affair, is metaphorical, [and] like اِشْتِبَاهٌ from الشِبْهُ. (TA.) One says, اشكل الأَمْرُ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [The thing, or case, or affair, was, or became, dubious, or confused, to the man]; and ↓ شَكَلَ means the same. (Zj, O.) And أَشْكَلَتْ عَلَىَّ الأَخْبَارُ (assumed tropical:) [The tidings were dubious, or confused, to me], and أَحْكَلَتْ; both meaning the same. (TA.) and one says also, عَلَيْهِ إِشْكَالٌ and عليه إِشْكَالَاتٌ [meaning There is doubt, or uncertainty, and there are doubts, or uncertainties, respecting it: thus using the inf. n. as a simple subst., and therefore pluralizing it]. (Mz, 3rd نوع; &c.) b3: It is also said of a disease; [app. as meaning (assumed tropical:) It became nearly cured; because still in a somewhat doubtful state;] like as you say تَمَاثَلَ; and so ↓ شَكَلَ. (TA.) b4: اشكل النَّخْلُ The palm-trees became in that state in which their dates were sweet (Ks, S, A, O, K) and ripe, (Ks, S, O, Msb,) or nearly ripe; (A, TA;) and ↓ تشكّل signifies the same. (O.) b5: And اشكلت العَيْنُ The eye had in it what is termed شُكْلَةٌ [q. v.: see also شَكَلٌ]. (K.) A2: اشكل الكِتَابَ: see 1.5 تشكّل It (a thing, TA) was, or became, formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured; syn. تَصَوَّرَ. (K, TA.) b2: And He became goodly in shape, form, or aspect. (TK in art. طرز.) b3: تشكّل العِنَبُ, (S, K,) and ↓ شَكَلَ, and ↓ شكّل, (K,) The grapes became in that state in which some of them were ripe: (S, K:) or became black, and beginning to be ripe: (K:) thus in the M. (TA.) b4: See also 4, near the end. b5: and see 1, also near the end.6 تَشَاْكَلَ see 3, in two places.8 إِشْتَكَلَ see 4.10 استشكلهُ is often used by the learned in the present day as meaning He deemed it (i. e. a word or phrase or sentence) dubious, or confused.]

شَكْلٌ i. q. شَبَةٌ [as meaning A likeness, resemblance, or semblance; a well-known signification of the latter word, but one which I do not find unequivocally assigned to it in its proper art. in any of the lexicons]. (AA, K, TA. [In the CK, and in my MS. copy of the K, in the place of الشَّبَهُ as the first explanation of الشَّكْلُ in the K accord. to the TA, we find الشِّبْهُ; but that the explanation which I have given is correct, is shown by what here follows.]) One says, فِى فُلَانٍ شَكْلٌ مِنْ أَبِيهِ, meaning شَبَهٌ [i. e. In such a one is a likeness, or resemblance, of his father]: (AA, TA:) and مِنْ أَبِيهِ ↓ فِيهِ أَشْكَلَةٌ and ↓ شُكْلَةٌ (AA, O, K, TA) and ↓ شَاكِلٌ, (O, K, TA,) [likewise] meaning شَبَهٌ, (AA, O, K, TA,) and مُشَابَهَةٌ: (TK:) and ↓ شَاكِلَةٌ also is syn. with شَكْلٌ [in the sense of شَبَهٌ]; (K, TA;) [for] one says, هٰذَا عَلَى شَاكِلَةِ

أَبِيهِ as meaning شَبَهِهِ [i. e. This is accordant to the likeness of his father]. (TA.) b2: And I. q.

مِثَالٌ: you say, هٰذَا عَلَى شَكْلِ هٰذَا, meaning على مِثَالِهِ [i. e. This is according to the model, or pattern, or the mode, or manner, of this]. (TA.) b3: And The shape, form, or figure, (صُورَة,) of a thing; such as is perceived by the senses; and such as is imagined: (K:) the form (هَيْئَة), of a body, caused by the entire contents' being included by one boundary, as in the case of a sphere; or by several boundaries, as in those bodies that have several angles or sides, such as have four and such as have six [&c.]: so says Ibn-El-Kemál: (TA:) pl. [of pauc., in this and in other senses,] أَشْكَالٌ and [of mult.] شُكُولٌ. (K.) b4: [It often means A kind, sort, or variety, of animals, plants, food, &c.] b5: [And The likeness, or the way or manner, of the actions of a person:] it is said in a trad. respecting the description of the Prophet, سَأَلْتُ

أَبِى عَنْ شَكْلِهِ, meaning [I asked my father respecting the likeness of his actions, or] respecting what was like his actions; accord. to IAmb: or, accord. to Az, respecting his particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct: (O:) and ↓ شَاكِلَةٌ [likewise, and more commonly,] signifies a particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct; (S, O, K, TA;) as in the saying, كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ, (S, O, TA,) in the Kur [xvii. 86], (O, TA,) i. e. Every one does according to his particular way, &c., (Ibn-'Arafeh, S, O, Bd, Jel, TA,) that is suitable to his state in respect of right direction and of error, or to the essential nature of his soul, and to his circumstances that are consequent to the constitution, or temperament, of his body: (Bd:) and according to his nature, or natural disposition, (Ibn-'Arafeh, Er-Rághib, O, TA,) by which he is restricted [as with a شِكَال]: (Er-Rághib, TA:) and his direction towards which he would go: (Akh, S, O, K, * TA:) and his side [that he takes]: (Katádeh, O, K, * TA:) and his aim, intention, or purpose: (Katádeh, O, K, TA:) and شَكْلٌ [likewise] signifies aim, intention, or purpose; syn. قَصْدٌ. (TA.) b6: Also A thing that is suitable to one; or fit, or proper, for one: you say, هٰذَا مِنْ هَوَاىَ وَمِنْ شَكْلِى [This is of what is loved by me and of what is suitable to me]: (K, TA:) and لَيْسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِى [What is suitable to him is not of what is suitable to me]. (TA.) [And hence, app.,] one says, مَاشَكْلِى وَشَكْلُهُ, meaning What is my case and [what is] his, or its, case? because of his, or its, remoteness from me. (T and TA voce أُمٌّ.) b7: And sing. of أَشْكَالٌ (L, K, TA) signifying Discordant affairs and objects of want, concerning things on account of which one imposes upon himself difficulty and for which one is anxious: (Lth, TA:) and dubious, or confused, affairs: (TA:) or discordant, and dubious, or confused, affairs. (K. [In the CK, المُشَكَّلَة is erroneously put for المُشْكِلَة.]) A2: Also A like; syn. مِثْلٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and so ↓ شِكْلٌ: (O, K:) or, as some say, the like of another in nature or constitution: (Msb: [and accord. to Er-Rághib, it seems that the attribute properly denoted by it is congruity between two persons in respect of the way or manner of acting or conduct: but in the passage in which this is expressed in the TA, I find erasures and alterations which render it doubtful:]) pl. أَشْكَالٌ (S, Mgh, O, Msb, K *) and شُكُولٌ [as above]. (S, O, Msb, K. *) One says, هٰذَا شَكْلُ هٰذَا This is the like of this. (Msb.) And فُلَانٌ شَكْلُ فُلَانٍ Such a one is the like of such a one in his several states or conditions [&c.]. (TA.) In the saying in the Kur [xxxviii. 58], وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ, (O, TA,) meaning And other punishment of the like thereof, (Zj, TA,) Mujáhid read ↓ من شِكْلِهِ. (O, TA.) A3: Also sing. of أَشْكَالٌ signifying, (O, K,) accord. to IAar, (O,) Certain ornaments (O, K) consisting of pearls or of silver, (K,) resembling one another, worn as ear-drops by women: (O, K:) or, as some say, the sing. signifies a certain thing which girls, or young women, used to append to their hair, of pearls or of silver. (O.) A4: And A species of plant, (IAar, O, K,) diversified in colour, (K,) yellow and red. (IAar, O, K.) A5: [And The various syllabical signs, or vowel-points

&c., by which the pronunciation of words is indicated and restricted: originally an inf. n., and therefore thus used in a pl. sense.]

A6: See also the next paragraph.

شِكْلٌ: see the next preceding paragraph, latter part, in two places.

A2: Also, as an attribute of a woman, Amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, combined with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; syn. دَلٌّ, (S, O, Msb, K,) and غُنْجٌ, and غَزَلٌ; (K; [in the CK, غَزْل, which is a mistranscription;]) or her غُنْج, and comely or pleasing دَلّ, whereby a woman renders herself comely or pleasing; (TA;) and ↓ شَكْلٌ signifies the same. (K.) One says اِمْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ [A woman having amorous gesture or behaviour; &c.]. (S, O, Msb.) شَكَلٌ, in a sheep or goat, The quality of being white in the شَاكِلَة. (S, O. [See أَشْكَلُ.]) [In this sense, accord. to the TK, an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a ram &c.]. b2: and in an eye, The quality of having what is termed شُكْلَة [q. v.]. (S, O.) [Accord. to the TK, in this sense also an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a thing, as meaning It had a redness in its whiteness.]

شُكْلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: One says also, فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ سُمْرَةٍ [In him, or it, is an admixture of a tawny, or brownish, colour], and شُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ [an admixture of blackness]: (TA:) [or] شُكْلَةٌ signifies redness mixed with whiteness: (Sh, Msb, TA:) in camels, (K, TA,) and in sheep or goats, (TA,) blackness mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour: in the hyena, accord. to IAar, a colour in which are blackness and an ugly yellowness: (TA:) in the eye, a redness in the white: (Mgh:) or, in the eye, i. q. شُهْلَةٌ [q. v.]: (K:) or, accord. to AO, (TA,) the like of a redness in the white of the eye; (S, O, TA;) and such was in the eyes of the Prophet; (O;) but if in the black of the eye, it is termed شُهْلَةٌ: (S, O, TA:) and the like is in the eyes of the [hawks, or falcons, termed] صُقُور and بُزَاة: accord. to some, it is yellowness mixing with the white of the eye, around the black, as in the eye of the hawk (الصَّقْر); but he [i. e. AO] says, I have not heard it used except in relation to redness, not in relation to yellowness. (TA.) فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ means In him, or it, is a little [or a small admixture] of blood. (TA.) شَكِلَةٌ A woman using, or displaying, what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل [meaning amorous gesture or behaviour, &c.], (K, TA,) in a comely, or pleasing, manner. (TA.) شَكْلَآءُ fem. of أَشْكَلُ [q. v.]. (S, O.) A2: Also A want; syn. حَاجَةٌ; and so ↓ أَشْكَلَةٌ, (S, O, K, [both of these words twice mentioned in this sense in the K,]) and ↓ شَوْكَلَآءُ; this last and the second on the authority of IAar; (O;) accord. to Er-Rághib, such as binds, or shackles, (تُقَيِّد,) a man [as though with a شِكَال]. (TA.) One says, ↓ لَنَا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ [&c.] i. e. حَاجَةٌ [We have a want to be supplied to us on thy part; meaning we want a thing of thee]. (S, O.) A3: Also i. q. مُدَاهَنَةٌ. (So in the O and TA. [But whether by this explanation be meant the inf. n., or the fem. pass. part. n., of دَاهَنَ, is not indicated. Words of the measure فَعْلَآءُ having the meaning of an inf. n., like بَغْضَآءُ, are rare.]) شِكَالٌ, of which the pl. is شُكُلٌ, (S, O, Msb, K,) the latter also pronounced شُكْلٌ, (TA,) i. q. عِقَالٌ [A cord, or rope, with which a camel's fore shank and arm are bound together]: (S, O:) [or, accord. to the TA, by عقال is here meant what next follows:] a rope with which the legs of a beast (دَابَّة) are bound: (K:) a bond that is attached upon the fore and hind foot [or feet] of a horse [or the like] and of a camel: (KL:) [hobbles for a horse or the like, having a rope extending from the shackles of the fore feet to those of the hind feet: so accord. to present usage; and so accord. to the TK, in Turkish كوستك: Fei says only,] the شِكَال of the beast (دابّة) is well known; and the pl. is as above. (Msb.) In relation to the [camel's saddle called]

رَحْل, (K, TA,) accord. to As, (S, O, TA,) A string, or cord, that is put [or extended and tied] between the تَصْدِير [or fore girth] and the حَقَب [or hind girth], (S, O, K, TA,) in order that the latter may not become [too] near to the sheath of the penis; also called the زِوَار, on the authority of AA: (S, O, TA:) and [in relation to the saddle called قَتَب,] a bond [in like manner extended and tied, for the same purpose,] between the حَقَب [or hind girth] and the بِطَان [by which is meant the fore girth, answering to the تَصْدِير of the رَحْل]: and a bond [probably meaning the rope men-tioned in the explanation given from the K in the preceding sentence] between the fore leg and the hind leg. (K, TA.) b2: Also, in a horse, (tropical:) The quality of having three legs distinguished by [the whiteness of the lower parts which is termed]

تَحْجِيل, and one leg free therefrom; (S, O, K, TA;) [this whiteness] being likened to the عِقَال termed شِكَال: (S, O:) or having three legs free from تَحْجِيل, and one hind leg distinguished thereby: (S, O, K, * TA: *) accord. to A'Obeyd, it is only in the hind leg; not in the fore leg: (S, O:) or, accord. to AO, (TA,) having the whiteness of the تَحْجِيل in one hind leg and fore leg, on the opposite sides, (Mgh, * TA,) whether the whiteness be little or much: (TA:) [when this is the case, the horse is said to be ذُو شِكَالٍ مِنْ خِلَافٍ: see 3 (last sentence) in art. خلف:] the Prophet disliked what is thus termed in horses. (O.) شَكِيلٌ (tropical:) Foam mixed with blood, appearing upon the bit-mouth, or mouth-piece of the bit. (Z, O, K, TA.) شَاكِلٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also A whiteness between the عِذَار [which see, for it has various meanings,] and the ear. (Ktr, S, O. [See also شَاكِلَةٌ.]) شَوْكَلٌ: see شَوْكَلَةٌ. b2: One says, اِجْعَلِ الأَمْرَ شَوْكَلًا وَاحِدًا, meaning Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) شَاكِلَةٌ: see شَكْلٌ, former half, in two places.

A2: الشَّاكِلَةُ, also, signifies The flank; syn. الخَاصِرَةُ, i. e. الطَّفْطَفَةُ: (S, O:) [or,] in a horse, the skin that is between the side (عُرْض) of the خَاصِرَة and the ثَفِنَة, (K, TA,) which latter means [the stifle-joint, i. e.] the joint of the فَخِذ and سَاق: or as some say, the شَاكِلَتَانِ are the two exterior parts of the طَفْطَفَتَانِ [or two flanks] from the place to which the last of the ribs reaches to the edge of [the hip-bone called] the حَرْقَفَة on each side of the belly. (TA.) One says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ, meaning [He hit] the خَاصِرَة [or flank] of the رميّة [or animal shot at]. (TA.) [Hence,] one says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الصَّوَابِ (tropical:) [He hit the point that he aimed at, of the thing that was right]: and هُوَ يَرْمِى بِرَأْيِهِ الشَّوَاكِلَ (tropical:) [He hits, by his opinion, or judgment, the right points]. (TA.) Ibn-'Abbád says that [the pl.]

شَوَاكِلُ signifies [also] The hind legs; because they are shackled [with the شِكَال]. (O.) b2: Also The part between the ear and the temple. (IAar, K, TA.) b3: And شَوَاكِلُ (which is the pl. of شَاكِلَةٌ, TA) (assumed tropical:) Roads branching off from a main road. (K.) You say طَرِيقٌ ذُو شَوَاكِلَ (assumed tropical:) A road having many roads branching off from it. (O.) b4: And شَاكِلَتَا الطَّرِيقِ means (tropical:) The two sides of the road: you say طَرِيقٌ ظَاهِرُ الشَّوَاكِلِ (tropical:) [A road of which the sides are apparent, or conspicuous]. (TA.) شَوْكَلَةٌ, (so in the O, as on the authority of IAar,) or ↓ شَوْكَلٌ, (so in the K,) thus says EzZejjájee, but Fr says the former, [like IAar,] (TA,) i. q. رَجَّالَةٌ [as meaning The footmen of an army or the like]: (Fr, IAar, Ez-Zejjájee, O, K, TA:) or مَيْمَنَةٌ [meaning the right wing of an army]: or مَيْسَرَةٌ [meaning the left wing thereof]. (Ez-Zejjájee, K, TA.) b2: And i. q. نَاحِيْةٌ [probably as meaning The side, region, quarter, or direction, towards which one goes; like شَاكِلَةٌ, as expl. by Akh and others, in a saying mentioned voce شَكْلٌ]. (IAar, O, K.) A2: Also i. q. عَوْسَجَةٌ [i. e. A tree of the species called عَوْسَج, q. v.]. (IAar, O, K.) شَوْكَلَآءُ: see شَكْلَآءُ, above.

أَشْكَلُ More, and most, like; syn. أَشْبَةُ: so in the saying, هٰذَا أَشْكَلُ بِكَذَا [This is more, or most, like to such a thing]. (S, K. *) b2: Also Of a colour in which whiteness and redness are intermixed; (S, Msb, K;) applied to blood; and, accord. to IDrd, a name for blood, because of the redness and whiteness intermixed therein; (S;) [and] applied to a man; (Msb;) or to anything: (TA:) or in which is whiteness inclining to redness and duskiness: (K:) or it signifies, with the Arabs, [of] two colours intermixed. (TA.) [Hence,] it is applied to water, (K, TA,) as meaning (tropical:) Mixed with blood: (TA: [see an ex. in a verse cited voce حَتَّى:]) pl. شُكْلٌ. (K.) And the fem., شَكْلَآءُ, is applied as an epithet to an eye, (S, K,) meaning Having in it what is termed شُكْلَةٌ, which is the like of a redness in the white thereof; like شُهْلَةٌ in the black: (S:) pl. as above. (K.) A man is said to be أَشْكَلُ العَيْنِ, meaning Having a redness, (Mgh,) or the like of a redness, (O,) in the white of the eye: (Mgh, O:) the Prophet is said to have been أَشْكَلُ العَيْنِ: and it has been expl. as meaning long in the slit of the eye: (K:) but ISd says that this is extraordinary; and MF, that the leading authorities on the trads. consentaneously assert it to be a pure mistake, and inapplicable to the Prophet, even if lexicologically correct. (TA.) b3: Applied to a camel, (K, TA,) and to a sheep or goat, (TA,) of which the blackness is mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour; as though its colour were dubious to thee: (TA:) pl. as above, applied to rams &c., (K, TA,) in this sense. (TA.) b4: Applied to a sheep or goat, White in the شَاكِلَة [or flank]: (S, O:) fem.

شَكْلَآءُ; (S;) applied to a ewe, as meaning white in the شَاكِلَة, (K, TA,) the rest of her being black. (TA.) A2: Also The mountain-species of سِدْر [or lote-tree]; (S, O, K;) described to AHn, by some one or more of the Arabs of the desert, as a sort of trees like the عُنَّاب [or jujube] in its thorns and the crookedness of its branches, but smaller in leaf, and having more branches; very hard, and having a small drupe, (نُبَيْقَة, [dim. of نَبِقَةٌ, n. un. of نَبِقٌ, which means the “ drupes of the سِدْر,”]) which is very acid: the places of its growth are lofty mountains; and bows are made of it [as is shown by an ex. in the S and O]: (TA:) [app. with tenween, having a] n. un. with ة: (S, K:) AHn says that the growth of the اشكل is like [that of] the trees called شِرْيَان [of which likewise bows are made]. (TA.) أَشْكَلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also i. q. لُبْسٌ [meaning (assumed tropical:) Dubiousness, or confusedness]. (K.) A2: See also شَكْلَآءُ, in two places.

A3: Also A single tree of the species called أَشْكَل [q. v.]. (S, K.) مُشْكِلٌ, from أَشْكَلَ in the first of the senses assigned to it above, signifies Entering among [meaning confused with] its likes. (TA.) b2: And [hence, app., or] accord. to Sh, from شُكْلَةٌ meaning “ redness mixed with whiteness,” it signifies (assumed tropical:) Dubious, or confused. (TA.) [Used as a subst.,] it has for its pl. مُشْكِلَاتٌ [and مَشَاكِلُ also: for] one says, هُوَ يَفُكُّ المَشَاكِلَ, meaning (assumed tropical:) [He solves] the things, or affairs, that are dubious, or confused. (TA.) b3: مشكل [app. مُشْكِلٌ], applied to a horse, means Having a whiteness in his flanks. (AA, TA in art. دعم.) مُشَكَّلٌ Endowed with a goodly aspect, or appearance, and form. (TA.) مَشْكُولٌ A horse bound, or shackled, with the شِكَال [q. v.]. (O, TA.) b2: And (tropical:) A horse distinguished by the whiteness in the lower parts of certain of the legs which is denoted by the term شِكَالٌ [q. v.]: (S, Mgh, * O, TA:) such was disliked by the Prophet. (S.) [See also مُحَجَّلٌ.]

b3: And (tropical:) A writing restricted [in its meaning or pronunciation] with the signs of the desinential syntax [and the other syllabical signs and the diacritical points]. (AHát, TA.)
شكل: {من شكله}: مثله. {شاكلته}: ناحيته وطريقته.

ثنن

(ثنن) رعى الثن وَالْفرس ثقل حمله حَتَّى مست ثنته الأَرْض
(ثنن) - في حَديثِ فَتْح نَهاوَنْد : "وبلَغَت الدِّماءُ ثُنَن الخَيْل".
قال الأَصمَعِيُّ: هي شَعَرات في مُؤخِر الحَافِر في اليَدِ والرِّجلِ، الواحدة ثُنَّة. قيل: وهي أَيضاً ما دُونَ السُّرَّة من البَطْن فَوْقَ العَانَةِ، وقيل: هي وَسَط الِإنسانِ وغَيرِه. 
[ثنن] فيه: أن آمنة قالت: لما حملت به صلى الله عليه وسلم ما وجدته في قطن ولا "ثنة" هي ما بين السرة والعانة. ومنه ح وحشي: سددت رمحي "لثنته". وح: فشق مابين صدره إلى "ثنته"، وفي ح فتح نهاوند: وبلغ الدم "ثنن" الخيل، هو شعرات في مؤخر الحافر من اليد والرجل. ن ومنه: فأضعها في "ثنته" بضم مثلثة وشدة نون، قوله: كان ذلك العهد، بالنصب أي آخر العهد به.
ث ن ن

فرس وافى الثنة وهي الشعر المشرف على مؤخر رسغ الدابة، ويحمد وفوره. قال امرؤ القيس:

لها ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفين إذا تزبئر

من وفى شعره، ويكره أن يكون أمرط.

وفي مثل: " بلغت الدماء الثنن " وطعنه في ثنته وهي ما بين السرة والعانة، وهي مراق البطن.

ومن المجاز: كنا في ثنة من الكلإ وغنة، مستعارة من ثنة الفرس، والغنة من الروضة الغناء.
[ثنن] الثُنّةُ: الشَعَرات التي في مؤخّر رُسغ الدابّة التي أسبلت على أمّ القِردان حتَّى تبلُغ الارض. والجمع الثنن. وأنشد الاصمعي لربيعة بن جشم، رجل من النمر بن قاسط. قال: وهو الذى يخلط بشعره شعر امرئ القيس: لها ثنن كخوافى العقاب سود يفين إذا تزبئر قوله يفين غير مهموز، أي يكثرن. يقال: وفي شعره، إذا كثر. يقول: ليست بمنجردة لا شعر عليها. والثنة أيضا: ما بين السُرَّة والعانة. والثِنُّ، بالكسر: يبيس الحشيش. وقال الراجز :

تكفى القوح أكلة من ثن * 
[ث ن ن] الثِّنُّ يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْضِ إِذا كَثُرَ ورَكِبَ بعضُه بعضًا وقِيلَ هو ما اسْوَدَّ من جَمِيع العِيدانِ ولا يكونُ من بَقْلٍ ولا عُشْبٍ وقال ابنُ دُرَيْدٍ الثِّنُّ حُطامُ اليَبِيسِ وأَنْشَدَ

(فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ ... )

(بَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ ... )

قال ثَعْلَبٌ الثِّنُّ الكَلأُ وأَنْشَدَ

(يا أَيُّها الفُصَيِّلُ المُغَنِّي ... )

(إِنَّك رّيّانُ فصَمِّتْ عَنِّي ... ) (تَكْفِي اللَّقُوحَ أَكْلَةٌ من ثِنِّ ... )

يقول إِذا شَرِبَ الأَضْيافُ لَبَنَها عَلَفْتُها الثِّنَّ فعادَ لَبَنُها وصَمِّتْ أَي اصْمُتْ والثُّنَّة مُرَيْطاءُ ما بَيْن السُّرَّةِ والعانةِ وقيل هي أَسْفَلُ السُّرَّةِ إلى العانَةِ وقِيلَ هي العانَةُ نَفْسُها والثُّنَّةُ من الفَرَسِ مُؤَخَّرُ الرُّسْغِ وهي شَعَراتٌ مُدَلأةٌ مُشْرِفاتٌ من خَلْف قالَ امْرُؤ القَيْس

(لَهَا ثُنَنٌ كخَوافِي العُقابِ ... سُودٌ يَفِينَ إِذا تَزْبَئِرْ)

وثَنَّنَ الفَرَسُ رَفَعَ ثُنِّتَه أن تَمَسَّ الأَرْضَ في جَرْيِه من خِفَّتِه ثُنان بُقْعَةٌ عن ثَعْلَبٍ
ثنن
: (! الثِّنُّ، بالكسْرِ: يَبيسُ الحَشِيشِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ حُطامُ اليَبِيسِ؛ وأَنْشَدَ:
فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيم الثِّن ِّبَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّيّ وَقَالَ ثَعْلَب: الثن: الكلأُ وانشد الْبَاهِلِيّ: يَا أَيهَا الفصيل ذَا المعني ِ إِنَّك درمان فَصمت عني تَكْفِي اللقوح اكلة من {ثنِّ وَلم تكن آثر عِنْدِي مني وَلم تقم فِي المأتم المرن يقولُ: إِذا شَرِبَ الأَضْيافُ لَبَنَها عَلَفَتْها الثِّنَّ فعادَ لَبَنُها، وصَمِّت أَي اصْمُت.
وَفِي المُحْتَسب لابنِ جنِّي فِي سُورَةِ هود: الثِّنُّ ضَعِيفُ النَّباتِ وهَشُّه وإنْ لم يكنْ يابِساً.
وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ فَهُوَ حُطامٌ، فَإِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا فَهُوَ الثِّنُّ، فَإِذا اسوَدَّ مِن القِدَمِ فَهُوَ الدِّنْدِنُ.
وَفِي المُحْكَمِ: الثِّنُّ يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْض (إِذا كَثُرَ ورَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، أَو) هُوَ (مَا اسْوَدَّ مِن) جَمِيعِ (العِيدانِ) ، و (لَا) يكونُ (مِن بَقْلٍ و) لَا (عُشْبٍ.
(و) } الثِّنانُ، (ككِتابٍ: النَّباتُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
(و) {ثُنانُ، (كغُرابٍ: ع) ؛) عَن ثَعْلَب.
(} والثُّنَّةُ، بالضَّمِّ: العانَةُ) نَفْسُها؛ (أَو مُرَيْطاءُ مَا بَيْنَها وبينَ السُّرَّةِ) .
(وقيلَ: هُوَ أَسْفَل إِلَى العانَةِ، وَمِنْه حَدِيْث آمِنَة، عَلَيْهَا السّلامُ، قَالَت: لمَّا حَمَلَتْ بالنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واللَّهِ مَا وَجَدْتُه فِي قَطَنٍ وَلَا {ثُنَّة، وَمَا وَجَدْته إلاَّ على ظَهْرِ كَبِدي.
(و) } الثُّنَنُ: جَمْعُ الثُّنَّةِ، وَهِي (شَعَراتٌ تَخْرُجُ فِي مُؤَخَّرِ رُسْغِ الَّدابَّةِ) الَّتِي أُسْبِلَتْ على أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرضَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ لربيعَةَ بنِ جُشَم رَجُل مِن النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، قالَ: وَهُوَ الَّذِي يَخْلطُ بشعْرِهِ شِعْرَ امْرِىءِ القَيْسِ:
لَهَا {ثُنَنٌ كخَوافي العُقَاب سُودٌ يَفِينَ إِذا تَزْبَئِرّيَفِينَ: أَي يَكْثُرْن مِن وَفَى شَعَرُه إِذا كَثُرَ، يقولُ: لَيْسَت بمُنْجَرِدَة لَا شَعَرَ عَلَيْهَا.
(} وأَثَنَّ الهَرِمُ) :) إِذا (بَلِيَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{ثَنَّنَ: رَفَعَ ثُنَّتَه أَنْ تَمَسَّ الأَرضَ مِن جَرْيهِ فِي خفْيَةٍ؛ كَذَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَنَّنَ إِذا رَكِبَه الثقيلُ حَتَّى تُصِيبَ} ثُنَّتُه الأَرْضِ.
{وثَنَّنَ إِذا رَعَى} الثِّنَّ، كَذَا فِي النوادِرِ.
ويقالُ: كنَّا فِي {ثُنَّةٍ مِن الكَلامِ وغُنَّةٍ، مُسْتعارٌ مِن ثُنَّةِ الفَرَسِ، والغُنَّةُ مِن الرَّوضةِ الغَنَّاءِ؛ كَمَا فِي الأَساسِ.

ثنن: الثِّنُّ، بالكسر: يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْض إذا كثر

ورَكِبَ بعضُه بعضاً، وقيل: هو ما اسْوَدَّ من جميع العِيدانِ ولا يكون

من بَقْلٍ ولا عُشْبٍ. وقال ابن دريد: الثِّنُّ حُطامُ اليَبِيس؛ وأَنشد:

فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيم الثِّنِّ،

بَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضةِ المُغِنِّ.

الأَصمعي: إذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ فهو حُطامٌ، فإذا ارتكب بعضُه على

بعضٍ فهو الثِّنُّ، فإذا اسوَدَّ من القِدَمِ فهو الدِّنْدِنُ. وقال ثعلب:

الثِّنُّ الكَلأُ؛ وأَنشد الباهلي:

يا أَيُّها الفَصِيلُ ذَا المُعَنِّي،

إنَّكَ دَرْمانُ فصَمِّتْ عَنِّي،

تَكْفي اللَّقُوحَ أَكْلةٌ من ثِنِّ،

ولَمْ تَكُنْ آثَرَ عِندِي مِنِّي

ولَمْ تَقُمْ في المَأْتَمِ المُرِنِّ.

يقول: إذا شرب الأَضيافُ لَبَنَها عَلَفَها الثِّنِّ فعادَ لَبَنُها،

وصَمِّت أَي اصْمُتْ، قال ابن بري: الشعر للأَخوص بن عبد الله الرِّياحي،

والأَخوص بخاء معجمة، واسمه زيد بنُ عمرو بن قيس بن عَتّاب بن هرمي ابن

رياح. ابن الأَعرابي: الثِّنانُ النّباتُ الكثير المُلْتَفُّ. وقال:

ثَنْثَنَ إذا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إذا عَرِقَ عَرَقاً كثيراً. الجوهري:

الثُّنّة الشَّعَراتُ التي في مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدَّابَّةِ التي

أُسْبِلَتْ على أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرْضَ، والجمع الثُّنَنُ؛

وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي:

فبِتُّ أَمْريها وأَدنو للثُّنَنْ،

بِقاسِحِ الجلْدِ مَتينٍ كالرِّسَنْ.

والثُّنَّة من الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، وهي شعرات مُدَلاّةٌ

مُشْرِفات من خَلْف؛ قال: وأَنشد الأَصمعي لربيعة بن جُشَم رجل من النَّمِر بن

قاسِط، قال: وهو الذي يَخْلط بشعرِه شعرَ امرئ القيس، وقيل هو لامرئ

القيس:

لَها ثُنَنٌ كخَوافي العُقَا

ب، سُودٌ يَفِينَ، إذا تَزْبَئِرّ.

قوله: يَفِين، غير مهموز، أَي يَكْثُرن. يقال: وَفَى شَعرُه، يقول:

لَيْست بمُنْجَردة لا شعر عليها. وفي حديث فتح نُهاوَنْد: وبلَغَ الدمُ

ثُنَنَ الخَيْل؛ قال: الثُّنَنُ شعَرات في مُؤَخَّر الحافر من اليَدِ

والرِّجْل. وثَنَّن الفرسُ: رَفَع ثُنَّتَه أَن يَمَسَّ الأَرض في جَرْيه من

خِفَّتِه. قال أَبو عبيد: في وَظِيفَي الفرس ثُنَّتان، وهو الشعر الذي يكون

على مُؤخَّر الرُّسْغ، فإن لم يكن ثَمَّ شعرٌ

فهو أَمْرَدُ وأَمْرَطُ. ابن الأَعرابي: الثُّنَّة من الإنسان ما دون

السرّة فوق العانة أَسفل البطن، ومن الدوابِّ الشعر الذي على مؤخَّر

الحافِر في الرُّسْغ. قال: وثَنَّنَ الفرسُ إذا رَكِبَه الثقيلُ حتى تُصِيبَ

ثُنَّتُه الأَرض، وقيل: الثُّنَّةُ شعرُ العانة. وفي الحديث: أَن آمِنةَ

قالت لمَّا حملت بالنبيّ، صلى الله عليه وسلم، واللهِ ما وَجَدْتُه في

قَطَنٍ ولا ثُنَّة وما وَجَدته إلاّ على ظهر كَبِدي؛ القَطَنُ: أَسفل

الظَّهر، والثُّنَّة: أَسفل البطن. وفي مَقْتَل حمزة سيّد الشهداء، رضي الله

عنه: أَن وَحْشياً قال سَدَّدْتُ حَرْبَتي يوم أُحُدٍ لثُنَّته فما

أَخطأْتُها، وهذان الحديثان

(* قوله «وهذان الحديثان إلخ» هكذا في الأصل بدون

تقدم نسبة إلى الليث). يُقَوِّيان قول الليث في الثُّنَّة. وفي حديث فارِعَة

أُخْت أُمَيَّة: فشَقَّ ما بين صَدْره إلى ثُنَّتِه. وثُنانُ: بُقْعة؛

عن ثعلب.

ذوا

ذوا
ذَوَا [كلمة وظيفيَّة]: مثنى (ذو) التي بمعنى صاحب في حالة الرفع والإضافة "المعلمان ذوا علم". 

باب ذوا وذوي مضافين إِلى الأَفعال: قال شمر: قال الفراء سمعت أَعرا

بيّاً يقول بالفضل ذُو فَضَّلَكم اللهُ به والكرامة ذاتُ أَكْرَمَكمُ

اللهُ بها، فيجعلون مكان الذي ذُو، ومكان التي ذاتُ ويرفعون التاء على كل

حال، قال: ويخلطون في الاثنين والجمع، وربما قالوا هذا ذُو يَعْرِفُ، وفي

التثنية هاتان ذَوا يَعْرِفُ، وهذان ذَوا تعرف؛ وأَنشد الفراء:

وإِن الماء ماء أَبي وجَدِّي،

وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ

قال الفراء: ومنهم من يثني ويجمع ويؤنث فيقول هذانِ ذَوا قالا، وهؤلاء

ذَوو قالوا ذلك، وهذه ذاتُ قالت؛ وأَنشد الفراء:

جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ سَوابِقِ

ذَواتُ يَنْهَضْنَ بغَيْرِ سائقِ

وقال ابن السكيت: العرب تقول لا بذِي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا،

وللاثنين لا بذي تَسْلَمان، وللجماعة لا بذي تَسْلَمُون، وللمؤنث لا بذي

تَسْلَمين، وللجماعة لا بذي تَسْلَمْنَ، والتأْويل لا ولله يُسَلِّمُكَ ما كان

كذا وكذا، لا وسَلامَتِك ما كان كذا وكذا. وقال أَبو العباس المبرد: ومما

يضاف إِلى الفعل ذُو في قولك افْعَلْ كذا بذي تَسْلَم، وافْعلاه بذي

تَسْلَمانِ؛ معناه بالذي يُسَلِّمك. وقال الأصمعي: تقول العرب واللهِ ما

أَحسَنْتَ بذي تَسْلم؛ قال: معناه واللهِ الذي يُسَلِّمك من المرْهُوب، قال:

ولا يقول أَحد بالذِي تسلم؛ قال: وأَما قول الشاعر:

فإِنَّ بَيْتَ تَمِيمٍ ذُو سَمِعْت به

فإِنَّ ذُو ههنا بمعنى الذي ولا تكون في الرفع والنصب والجرّ إِلاَّ على

لفظ واحد، وليست بالصفة التي تعرب نحو قولك مررت برجل ذي مال، وهو ذو

مال، ورأَيت رجلاً ذا مال، قال: وتقول رأَيت ذو جاءَك وذُو جاءَاك وذو

جاؤُوك وذو جاءَتْكَ وذو جِئْنَكَ، لفظ واحد للمذكر والمؤنث، قال: ومثل

للعرب: أَتى عليه ذُو أَتى على الناس أَي الذي أَتى؛ قال أَبو منصور: وهي لغة

طيِّء، وذُو بمعنى الذي. وقال الليث: تقول ماذا صَنَعْتَ؟ فيقول: خَيْرٌ

وخَيْراً، الرفع على معنى الذي صنَعْتَ خَيْرٌ، وكذلك رفع قول الله عز

وجل: يسأَلونكَ ماذا يُنْفِقُون قلِ العَفْوُ؛ أَي الذي تُنْفِقونَ هو

العَفْوُ من أَموالكم فا

(* كذا بياض بالأصل) . . . فأَنفقوا، والنصب للفعل.

وقال أَبو إِسحق: معنى قوله ماذا ينفقون في اللغتين على ضربين: أَحدهما

أَن يكون ذا في معنى الذي، ويكون يُنْفِقون من صلته، المعنى يسأَلونك

أَيُّ شيء يُنْفِقُون، كأَنه بَيَّنَ وجْهَ الذي يُنْفِقون لأَنهم يعلمون ما

المُنْفَق، ولكنهم أَرادوا عِلمَ وَجْهِه؛ ومِثْلُ جَعْلِهم ذا في معنى

الذي قول الشاعر:

عَدَسْ، ما لعَبَّادٍ عليك إِمارةٌ

نَجَوْتِ، وهذا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ

المعنى والذي تَحْمِلِينَ طَلِيقٌ، فيكون ما رَفْعاً بالابتداء ويكون ذا

خبرها، قال: وجائز أَن يكون ما مع ذا بمنزلة اسم واحد ويكون الموضع

نصباً بيفقون، المعنى يسأَلونك أَيَّ شيء يُنْفِقُون، قال: وهذا إجماع

النحويين، وكذلك الأوَّلُ إِجماعٌ أَيضاً؛ ومثل قولهم ما وذا بمنزلة اسم واحد

قول الشاعر:

دَعِي ماذا عَلِمْتُ سَأَتَّقِيهِ،

ولكِنْ بالمُغَيَّبِ نَبِّئِيني

كأَنه بمعنى: دَعِي الذي عَلِمت. أَبو زيد: جاء القومُ من ذي أَنفسِهم

ومن ذات أَنْفُسِهم، وجاءَت المرأَة من ذي نفْسِها ومِن ذاتِ نفْسِها إِذا

جاءَا طائِعَيْن، وقال غيره: جاء فلان من أَيَّةِ نفْسِه بهذا المعنى،

والعرب تقول: لاها اللهِ ذا بغير أَلف في القَسَم، والعامة تقول: لاها

اللهِ إِذا، وإِنما المعنى لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، فأَدخل اسم الله

بين ها وذا، والعرب تقول: وَضَعَتِ المرأَةُ ذاتَ بَطْنِها إِذا وَلَدَتْ،

والذِّئبُ مَغْبُوطٌ

(*قوله «والذئب مغبوط» في شرح القاموس: مضبوط.) بذي

بَطْنِه أَي بجَعْوِه، وأَلقى الرجل ذا بَطْنِه إِذا أَحْدَثَ. وفي

الحديث: فلما خَلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني؛ أَرادت أَنها كانت شابَّة

تَلِدُ الأَولاد عنده. ويقال: أَتَينا ذا يَمَن أَي أَتينا اليَمَن. قال

الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول كنا بموضع كذا وكذا مع ذي

عَمْرو، وكان ذُو عَمْرو بالصَّمَّانِ، أَي كنا مع عمرو ومَعَنا عَمْرو، وذو

كالصِّلة عندهم، وكذلك ذَوِي، قال: وهو كثير في كلام قيس ومن جاوَرَهم،

والله أَعلم.

ذا: وقال في موضع آخر: ذا يُوصَل به الكلام؛ وقال:

تَمَنَّى شَبِيبٌ مِيتةً سَفَلَتْ به،

وذا قَطَرِيٍّ لَفَّهْ منه وائِلُ

يريد قَطَرِيّاً وذا صِلةٌ؛ وقال الكميت:

إِليكُم، ذَوي آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ

نَوازِعُ مِنْ قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ

وقال آخر:

إِذا ما كُنْتُ مِثْلَ ذَوَي عُوَيْفٍ

ودِينارٍ فقامَ عَلَيَّ ناعِي

وقال أَبو زيد: يقال ما كلمتُ فلاناً ذاتَ شَفَةٍ ولا ذاتَ فَمٍ أَي لم

أُكَلِّمه كَلِمة. ويقال: لا ذا جَرَمَ ولا عَنْ ذا جَرَمَ أَي لا أَعلم

ذاكَ هَهُنا كقولهم لاها اللهِ ذا أَي لا أَفعل ذلك، وتقول: لا والذي لا

إِله إِلا هو فإِنها تملأُ الفَمَ وتَقْطَعُ الدم لأَفْعَلَنَّ ذلك،

وتقول: لا وَعَهْدِ الله وعَقْدِه لا أَفعل ذلك.

ذلك

ذلك



ذٰلِكَ: see art ذا; and ك as a particle of allocution.

تفسير ذاك وذلك: التهذيب: قال أَبو الهيثم إِذا بَعُدَ المُشارُ إِليه

من المُخاطَب وكان المُخاطِبُ بَعِيداً ممن يُشِيرُ إِليه زادوا كافاً

فقالوا ذاك أَخُوك، وهذه الكاف ليست في موضع خفض ولا نصب، إِنما أَشبهت كافَ

قولك أَخاك وعصاك فتوهم السامعون أَن قول القائل ذاك أَخوك كأَنها في

موضع خفض لإِشْباهِها كافَ أَخاك، وليس ذلك كذلك، إِنما تلك كاف ضُمت إِلى

ذا لبُعْد ذا من المخاطب، فلما دخل فيها هذا اللبس زادوا فيها لاماً

فقالوا ذلك أَخُوك، وفي الجماعة أُولئك إِخْوَتُك، فإِن اللام إِذا دخلت ذهبت

بمعنى الإِضافة، ويقال: هذا أَخُوك وهذا أَخٌ لك وهذا لك أَخٌ، فإِذا

أَدخلت اللام فلا إِضافة. قال أَبو الهيثم: وقد أَعلمتك أَنَّ الرفع والنصب

والخفض في قوله ذا سواء، تقول: مررت بذا ورأَيت ذا وقام ذا، فلا يكون

فيها علامة رفع الإِعراب ولا خفضه ولا نصبه لأَنه غير متمكن، فلما ثنَّوا

زادوا في التثنية نوناً وأَبْقَوُا الأَلف فقالوا ذانِ أَخَواك وذانِك

أَخَواك؛ قال الله تعالى: فذانِكَ بُرْهانانِ من رَبِّكَ؛ ومن العرب من

يشدِّد هذه النون فيقول ذانِّكَ أَخَواكَ، قال: وهم الذين يزيدون اللام في

ذلك فيقولون ذلك، فجعلوا هذه التشديدة بدل اللام؛ وأَنشد المبرد في باب ذا

الذي قد مر آنِفاً:

أَمِنْ زَيْنَبَ ذي النارُ،

قُبَيْلَ الصُّبْحِ ما تَخْبُو

إِذا ما خَمَدَتْ يُلقى،

عَلَيها، المَنْدَلُ الرَّطْبُ

قال أَبو العباس: ذي معناه ذِهْ. يقال: ذا عَبْدُ الله وذي أَمَةُ اللهِ

وذِهْ أَمَةُ اللهِ وتِهْ أَمَةُ الله وتا أَمَة اللهِ، قال: ويقال هَذي

هِنْدُ وهاتِه هِندُ وهاتا هِندُ، على زيادة ها التَّنْبيه، قال: وإِذا

صَغَّرْت ذِه قلت تَيّا تَصْغِيرَ تِه أَو تا، ولا تُصَغَّر ذه على لفظها

لأَنك إِذا صغرت ذا قلت ذَيّا، ولو صغرت ذِه لقلت ذَيَّا فالتبس

بالمذكر، فصغروا ما يخالف فيه المؤنث المذكر، قال: والمُبْهَماتُ يُخالِف

تَصْغِيرُها تَصْغيرَ سائر الأَسماء. وقال الأَخفش في قوله تعالى: فَذانِك

بُرْهانانِ من ربك؛ قال: وقرأَ بعضهم فذانِّكَ برهانان، قال: وهم الذين قالوا

ذلك أَدخلوا التثقيل للتأْكيد كما أَدخلوا اللام في ذلك، وقال الفراء:

شدَّدوا هذه النون ليُفْرَقَ بينها وبين النون التي تسقط للإِضافة لأَن

هَذانِ وهاتانِ لا تضافان؛ وقال الكسائي: هي من لغة من قال هذا آ قال ذلك،

فزادوا على الأَلف أَلفاً كما زادوا على النون نوناً ليُفْصَل بينهما

وبين الأَسماء المتمكنة؛ وقال الفراء: اجتمع القُراء على تخفيف النون من

ذانِكَ وكثيرٌ من العرب فيقول فذانِك قائمانِ وهذانِ قائمانِ واللذان قالا

ذلك، وقال أَبو إِسحق: فذانك تثنية ذاك وذانِّك تثنية ذلك، يكون بدلَ

اللامِ في ذلك تشديدُ النون في ذانِّك. وقال أَبو إِسحق: الاسم من ذلك ذا

والكاف زِيدَت للمخاطبة فلا حَظَّ لها في الإِعراب. قال سيبويه: لو كان لها

حظ في الإِعراب لقلت ذلك نَفْسِكَ زيد، وهذا خَطَأٌ. ولا يجوز إِلاَّ

ذلكَ نَفْسُه زيد، وكذلك ذانك يشهد أَن الكاف لا موضع لها ولو كان لها موضع

لكان جرّاً بالإِضافة، والنون لا تدخل مع الإِضافة واللامُ زِيدَتْ مع

ذلك للتوكيد، تقول: ذلِك الحَقُّ وهَذاكَ الحَقُّ، ويقبح هذالِكَ الحَقُّ

لأَن اللام قد أَكَّدَت مع الإِشارة وكُسِرت لالتقاء الساكنين، أَعني

الأَلف من ذا، واللام التي بعدها كان ينبغي أَن تكون اللام ساكنة ولكنها

كُسِرَت لِما قُلنا، والله أَعلم.

برص

(ب ر ص) : (الْبَرَصُ) فِي (عد) .
(برص) الْمَطَر الأَرْض أَصَابَهَا قبل أَن تحرث وَالرَّأْس حلقه
(برص) : البَرِيص: النبتُ الذي يُشْبِهُ السُّعْدَ، ينبُتُ في مُجاري الماءِ. 
برص
من (ب ر ص) جمع البرصة بمعنى فتق في الغيم يرى منه أديم السماء، وبقعة في الرمل لا تنبت شيئا، وسوق تعقد فيه صفقات القطن والأوراق المالية. يسختدم للإناث.
برص: بَرّص (بالتضعيف): أبرص، أصابه بالبرص (فوك).
تبرص: أصيب بالبرص (فوك).
أبْرَصٌ (كذا): برص (المعجم اللاتيني).
مبروص: أبرص، مصاب بالبرص (المعجم اللاتيني، فوك).
(برص)
برصا ظهر فِي جِسْمه البرص والحية كَانَ فِي جلدهَا لمع بَيَاض وَالْأَرْض رعي نباتها فِي مَوَاضِع فعريت مِنْهُ فَهُوَ أبرص وَهِي برصاء (ج) برص
ب ر ص

كثرت الأبارص في أرضهم، وهو جمع سام أبرص، ويقال: سوام أبرص. قال:

والله لو كنت لهذا خالصاً ... لكنت عبداً يأكل الأبارصا

له بصيص وبريص أي بريق.

ومن المجاز: بت لا يؤنسني إلا الأبرص وهو القمر. وأرض برصاء وهي العارية من النبات. وتبرصت الإبل الأرض: لم تدع فيها رعياً. وبرص رأسه: حلقه تبريصاً.
برص
البَرَصُ: مَعْروفٌ.
وسامُ أبْرَصَ: دُوَيْبة، وجَمْعُها سَوَامُ أبْرَصَ وسامّاتُ أبْرَصَ. ويُقال للواحِدِ: أبو بَرِيْصٍ، وجَمْعُه بِرْصَانٌ وبُرُوْصٌ وبِرَصَة. والبَرِيْصُ: البَرِيْقُ. وبَرصْتُ الإهَابَ. وتَبَرصْتُ الأرْضَ: لم أدَعْ فيها رِعْياً إلّا رَعَيْتُه. وأرْضٌ بَرْصَاءُ. والتَبْرِيْصُ: حَلْقُكَ الرأسَ. والبِرَاصُ: البَلالِيْقُ؛ وهي أمْكِنَةٌ بِيْضٌ بَيْنَ الرِّمَالِ، والبُرْصَةُ لا تكونُ إلّا فيما اسْتَوى من الرمْلِ لاتُنْبِتُ شَيْئاً.
والتَبْرِيْصُ: أنْ يُصِيْبَ الأرْضَ المَطَرُ قَبْلَ أنْ تُحْرَثَ. والبَرْصُ: دُويبةٌ في البِئْرِ.
ب ر ص: (الْبَرَصُ) دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (أَبْرَصُ) وَ (أَبْرَصَهُ) اللَّهُ. وِسَامُّ (أَبْرَصَ) مِنْ كِبَارِ الْوَزَغِ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ تَعْرِيفَ جِنْسٍ وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الْأَوَّلَ وَأَضَفْتَهُ إِلَى الثَّانِي وَإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْتَ الثَّانِيَ بِإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ. وَتَثْنِيَتُهُ سَامَّا أَبْرَصَ، وَجَمْعُهُ سَوَامُّ أَبْرَصَ، أَوْ سَوَامٌّ - وَلَا تَقُلْ: أَبْرَصُ - أَوْ بِرَصَةٌ بِوَزْنِ عِنَبَةٍ، أَوْ أَبَارِصُ، وَلَا تَقُلْ: سَامٌّ. 
ب ر ص : بَرِصَ الْجِسْمُ بَرَصًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ أَبْرَصُ وَالْأُنْثَى بَرْصَاءُ وَالْجَمْعُ بُرْصٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَسَامٌّ أَبْرَصُ كِبَارُ الْوَزَغِ وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْت أَعْرَبْت الْأَوَّلَ وَأَضَفْته إلَى الثَّانِي وَإِنْ شِئْت بَنَيْت الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْت الثَّانِيَ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ فِي الْوَجْهَيْنِ لِلْعَلَمِيَّةِ الْجِنْسِيَّةِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ وَقَالُوا فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ سَامًّا أَبْرَصَ وَسَوَامَّ أَبْرَصَ وَرُبَّمَا حَذَفُوا الِاسْمَ الثَّانِيَ فَقَالُوا هَؤُلَاءِ السَّوَامُّ وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْأَوَّلَ فَقَالُوا الْبِرَصَةُ وَالْأَبَارِصُ. 
[برص] البَرَصُ: داءٌ ; وهو بياضٌ. وقد بَرِصَ الرجلُ فهو أَبْرَصُ، وأَبْرَصَهُ الله. وسامُّ أَبْرَصَ من كبار الوزغ، وهو معرفة إلا أنه تعريف جنس. وهما اسمان جعلا واحدا، إن شئت أعربت الاول وأضفته إلى الثاني، وإن شئت بنيت الاول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف. واعلم أن كل اسمين جعلا واحدا فهو على ضربين أحدهما أن يبنيا جميعا على الفتح، نحو خمسة عشر، ولقيته كفة كفة، وهو جارى بيت بيت، وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الجيِّد والردئ، وهمزة بين بين، أي بين الهمزة وحرف اللين، وتفرق القوم أخول أخول، وشغر بغر، وشذر مذر. والضرب الثاني: أن يبنى آخر الاسم الاول على الفتح، ويعرب الثاني بإعراب ما لا ينصرف، ويجعل الاسمان اسما لشئ بعينه، نحو حضرموت وبعلبك، ورامهرمز، ومارسرجس، وسام أبرص. وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت: هذا حضرموت أعربت حضرا وخفضت موتا. وفى معدى كرب ثلاث لغات ذكرناها في باب الباء. وتقول في التثنية: هذان ساما أبرص، وفى الجمع: هؤلاء سوام أبرص، وإن شئت قلت البرصة والابارص ، ولا تذكر سام. قال الشاعر: والله لو كنت لهذا خالصا * لكنت عبدا آكل الابارصا  
برص
برِصَ يَبرَص، بَرَصًا، فهو أَبْرَصُ
• برِص الرَّجلُ: (طب) أصاب جسَدَه مرضُ البَرَص، ظهر في جسده بياضٌ لعِلَّة. 

أبرصَ يُبرص، إبراصًا، فهو مُبرِص، والمفعول مُبرَص
• أبرص اللهُ الرَّجلَ: أصابه بالبَرَص، فظهر في جسَده بياض. 

أَبْرصُ [مفرد]: ج بُرْص، مؤ بَرْصاءُ، ج مؤ بُرْص:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برِصَ.
2 - مُصاب بداء البَرَص، من في جلده بُقع بيضاء.
• سامّ أبرص: (حن) دُوَيْبَّة تُعرف بأبي بُرَيص، وهي من كبار الوَزَغ. 

بَرَص [مفرد]:
1 - مصدر برِصَ.
2 - (طب) مَرَض مُعْدٍ مُزْمِن خبيث يظهر على شكل بُقع بيضاء في الجسد، يؤذي الجهاز العَصَبيّ، أو هو مرض يُحْدِث في الجسم قشرًا أبيضَ ويسبِّب حكًّا مؤلمًا. 

بُرْص [مفرد]: ج أبراص: (حن) سامّ أبرص، وزغة، أبو بُريص، نوعٌ من السحالي الصغيرة التي تعيش في المناطق الحارة، ولها أصابع أقدام مبطّنة تمكنها من التسلّق على سطوح عموديّة. 
ب ر ص

البَرَصُ بياضٌ يقع في الجِلْدِ بَرِصَ بَرَصاً وهو أبْرَصُ والأنثى بَرْصاءُ قال (مَنْ مُبْلِغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أنه ... هَجانا ابْنُ بَرْصاءِ العِجَانِ شَبِيبُ)

وحيةٌ بَرْصاءُ في جِلْدِها لُمَعُ بَياضٍ وسامُّ أَبْرَصَ الوَزَغَةُ وهما سامَّا أبْرَصَ ولا يُثَنَّى أبَرَص ولا يُجْمَع وقد قالوا الأبارِص كأنه على إرادة النَّسبِ وإن لم تَثْبُت الهاءُ كما قالوا المَهالِب قال

(واللهِ لو كنتُ لهذا خالِصَا ... لكُنْتُ عبداً آكُلُ الأَبارِصَا)

وأنشده ابنُ جِنِّي آكِلَ الأَبَارِصَا أراد آكِلاً الأبارِصَ فحذف التنوينَ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ وقد كان الوجهُ تَحْرِيكَه لأنه ضَارَع حروفَ اللِّين بما فيه من الغُنَّة فكما تُحذف حروفُ اللِّين لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ نحو رَمَى القوْمُ وقاضِيَ البَلَدِ كذلك حُذِفَ التنوينُ لالْتقاءِ الساكنين هنا وهو مرادٌ يَدُلُّكَ على إرادته أنهم لم يَجُرُّوا ما بَعدَه بإضافَتِه إليه وأبو بُرَيْصٍ كُنْيةُ الوَزَغَة والبُرَيْصَةُ دَابَّةٌ صَغيرةٌ دُونَ الوَزَغةِ إذا عَضَّتْ شيئاً لم يَبْرأ والبُرْصَةُ فَتْقٌ في الغَيْمِ يُرى منه أديمُ السماء والبَرِيصُ نهرٌ بدِمَشْق قال ابن دُرَيْدٍ وليس بالعربيِّ الصَّحيحِ وقد تَكَلَّمت به العربُ قال حسان

(يَسْقُون من وَرَدِ البَرِيصِ عليهمُ ... بَرَدَىَ يُصَفِّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)

وبَنُو الأبْرصِ بنو يَرْبُوعِ بن حَنْظَلَةَ

برص: البَرَصُ: داءٌ معروف، نسأَل اللّه العافيةَ منه ومن كل داءِ، وهو

بياض يقع في الجسد، برِصَ بَرَصاً، والأُنثى بَرْصاءُ؛ قال:

مَنْ مُبْلغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنه

هَجانا ابنُ بَرْصاءِ العِجانِ شَبِيبُ

ورجل أَبْرَصُ، وحيّة بَرْصاءُ: في جلدها لُمَعُ بياضٍ، وجمع الأَبْرصِ

بُرْصٌ. وأَبْرَصَ الرجلُ إِذا جاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ، ويُصَغَّرُ

أَبْرَصُ فيقال: بُرَيْصٌ، ويجمع بُرْصاناً، وأَبْرَصَه اللّهُ.

وسامُّ أَبْرَصَ، مضاف غير مركب ولا مصروف: الوَزَغةُ، وقيل: هو من

كِبارِ الوزَغ، وهو مَعْرِفة إِلا أَنه تعريفُ جِنْس، وهما اسمان جُعِلا

اسماً واحداً، إِن شئت أَعْرَبْتَ الأَول وأَضَفْتَه إِلى الثاني، وإِن

شِئْتَ بَنَيْت الأَولَ على الفتح وأَعْرَبت الثاني بإِعراب ما لا ينصرف،

واعلم أَن كلَّ اسمين جُعِلا واحداً فهو على ضربين: أَحدهما أَن يُبْنَيا

جميعاً على الفتح نحو خمسةَ عَشَرَ، ولقيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وهو جارِي

بَيْت بَيْت، وهذا الشيءُ بينَ بينَ أَي بين الجيِّد والرديءِ، وهمزةٌ بينَ

بينَ أَي بين الهمزة وحرف اللين، وتَفَرّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ

وشغَرَ بَغَرَ وشَذَرَ مَذَرَ، والضربُ الثاني أَن يُبْنى آخرُ الاسم الأَول

على الفتح ويعرب الثاني بإِعراب ما لا ينصرف ويجعلَ الاسمان اسماً واحداً

لِشَيءٍ بعَيْنِه نحو حَضْرَمَوْت وبَعْلَبَكّ ورامَهُرْمُز ومارَ

سَرْجِسَ وسامَّ أَبْرَصَ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا

حَضْرَمَوْتٍ، أَعْرَبْتَ حَضْراً وخفضْتَ مَوْتاً، وفي مَعْدِي كَرِب ثلاثُ

لغات ذُكِرَتْ في حرف الباء؛ قال الليث: والجمع سَوامُّ أَبْرَصَ، وإِن

شئت قلت هؤلاء السوامُّ ولا تَذْكر أَبْرَصَ، وإِن شئت قلت هؤُلاءِ

البِرَصةُ والأَبارِصةُ والأَبارِصُ ولا تَذْكر سامَّ، وسَوامُّ أَبْرَصَ لا

يُثَنى أَبْرَص ولا يُجْمَع لأَنه مضاف إِلى اسم معروف، وكذلك بناتُ آوَى

وأُمَّهات جُبَين وأَشْباهها، ومن الناس من يجمع سامَّ أَبْرَص البِرَصةَ؛

ابن سيده: وقد قالوا الأَبارِص على إِرادة النسب وإِن لم تثبت الهاء كما

قالوا المَهالِب؛ قال الشاعر:

واللّهِ لو كُنْتُ لِهذا خالِصَا،

لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبارِصَا

وأَنشده ابن جني: آكِلَ الأَبارِصا أَراد آكلاً الأَبارصَ، فحذف التنوين

لالتقاء الساكنين، وقد كان الوَجْهُ تحريكَه لأَنه ضارَعَ حُروفَ

اللِّينِ بما فيه من القُوّة والغُنّةِ، فكما تُحْذَف حروفُ اللين لالتقاء

الساكنين نحو رَمى القومُ وقاضي البلدِ كذلك حُذِفَ التنوينُ لالتقاء

الساكنين هنا، وهو مراد يدُلّك على إِرادته أَنهم لم يَجُرُّوا ما بَعْده

بالإِضافة إِليه. الأَصمعي: سامُّ أَبْرَصَ، بتشديد الميم، قال: ولا أَدري لِمَ

سُمِّيَ بهذا، قال: وتقول في التثنية هذان سَوامّا أَبْرَصَ؛ ابن سيده:

وأَبو بُرَيْصٍ كنْيةُ الوزغةِ. والبُريْصةُ: دابةٌ صغيرةٌ دون الوزَغةِ،

إِذا عَضَّت شيئاً لم يَبْرأْ، والبُرْصةُ. فَتْقٌ في الغَيم يُرى منه

أَدِيمُ السماء.

وبَرِيصٌ: نَهْرٌ في دِمَشق، وفي المحكم: والبَرِيصُ نهرٌ بدمشق

(* قوله

«والبريص نهر بدمشق» قال في ياقوت بعد ذكر ذلك والبيتين المذكورين ما

نصه: وهذان الشعران يدلان على أن البريص ايم الغوطة بأجمعها، ألا تراه نسب

الأنهار إلى البريص؟ وكذلك حسان فانه يقول: يسقون ماء بردى، وهو نهر دمشق

من ورد البريص.)، قال ابن دريد: وليس بالعربي الصحيح وقد تكلمت به

العرب؛ قال حسان بن ثابت:

يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريصَ عليهمُ

بَرَدى يُصَفَّقُ بالرحِيقِ السَّلْسَل

وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَيضاً:

فما لحمُ الغُرابِ لنا بِزادٍ،

ولا سَرَطان أَنْهارِ البَرِيصِ

ابن شميل: البُرْصةُ البُلُّوقةُ، وجمعها بِراصٌ، وهي أَمكنةٌ من

الرَّمْل بيضٌ ولا تُنْبِت شيئاً، ويقال: هي مَنازِلُ الجِنّ. وبَنُو

الأَبْرَصِ: بَنُو يَرْبُوعِ بن حَنْظلة.

برص

1 بَرِصَ, (S, [so in two copies, in one mentioned by Freytag بُرِصَ, which is a mistake,] M, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. بَرَصٌ, (M, Msb,) He (a man, S) was, or became, affected with بَرَص [or leprosy (see بَرَصٌ below)]. (S, M, Msb, K.) [See also بَرِشَ.]2 برّص رَأْسَهُ, (A,) inf. n. تَبْرِيصٌ, (K,) (tropical:) He shaved his head. (Ibn-'Abbád, A, Sgh, K.) b2: برّص المَطَرُ الأَرْضَ, (TK,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) The rain fell upon the land before it was ploughed, or tilled. (Ibn'-Abbád, Sgh, K.) 4 ابرص He begot a child that was أَبْرَص [or leprous]. (K.) A2: ابرصهُ اللّٰهُ God rendered him, or caused him to be or become, أَبْرَص [or leprous]. (S, K.) 5 تبرّص الأَرْضَ (tropical:) He (a camel, A, TA) found no pasture in the land without depasturing it; (Sgh, K;) left no pasture in the land. (A.) بَرْصٌ, with fet-h, A certain small reptile (دُوَيْبَّةٌ) that is in the well. (Ibn-'Abbád, Sgh, K. [In the CK, فى البَعِيرِ is put by mistake for فِى البِئْرِ.]) [Perhaps it is the same as is called بُرْص, (see this word below,) which may be a vulgar pronunciation; and if so, this may be the reason why the author of the K has added, cont?? to his usual rule, “with fet-h.”]

بُرْصٌ i. q. وَزَغَةٌ [A lizard of the species called gecko, of a leprous hue, as its name برص indicates; so applied in the present day]; (TA;) and ↓ أَبُو بَرِيصٍ , (M,) or ↓ أَبُو بُرَيْصٍ, (TA,) is a surname of the same. (M, TA.) [See also بَرْصٌ; and see سَامُّ أَبْرَصَ, voce أَبْرَصُ; and بَرِيصَةً.]

بَرَصٌ [Leprosy; particularly the malignant species thereof termed “leuce;”] a certain disease, (S, TA,) well known, (TA,) which is a whiteness; (S;) a whiteness incident in the skin; (M;) a whiteness which appears upon the exterior of the body, by reason of a corrupt state of constitution. (A, K.) b2: (tropical:) What has become white, in a beast, in consequence of his being bitten. (K, TA.) بُرْصَةٌ (assumed tropical:) i. q. بَلُّوقَةٌ; (ISh;) pl. بِرَاصٌ, (ISh, K,) which signifies White places, (ISh,) or portions distinct from the rest, (K,) in sand, which give growth to nothing. (ISh, K.) b2: The pl. also signifies (assumed tropical:) The alighting-places of the jinn, or genii: (K:) [reminding us of our fairy-rings:] in which sense, also, it is pl. of بُرْصَةٌ. (TA.) b3: Also, the sing., (assumed tropical:) An aperture in clouds, or mist, through which the face of the sky is seen. (M, TA.) بِرَصَةٌ: see سَامُّ أَبْرَصَ, voce أَبْرَصُ.

بَرِيصٌ A shining, or glistening; syn. بَصِيصٌ (A, K) and بَرِيقٌ. (A.) A2: Also A certain plant, resembling the سُعْد [or cyperus], (AA, K,) growing in channels of running water. (AA.) A3: أَبُو بَرِيصٍ: see بُرْصٌ.

بُرَيصٌ dim. of أَبْرَصُ, q. v.

A2: أَبُو بُرَيْصٌ: see بُرْصٌ.

A3: أَبُو بُرَيص is also the name of A certain bird, otherwise called بلعة, [so written in the TA, without any syll. signs,] accord. to IKh, and mentioned in the K in art. بلص. (TA.) بَرِيصَةٌ A certain small reptile (دَابَّةٌ صَغِيرَةٌ), smaller than the وَزَغَة; when it bites a thing, the latter is not cured. (M, TA.) [See also بُرْصٌ; and see سَامُّ أَبْرَصَ, voce أَبْرَصُ.]

أَبْرَصُ [Leprous;] having the disease called بَرَصٌ: (S, M, K:) fem. بَرْصَآءُ: (M, Msb:) pl. بُرْصٌ (Msb, TA) and بُرْصَانٌ. (TA.) b2: سَامُّ أَبْرَصَ, (S, M, Msb, K,) the former word being decl., prefixed to the latter as governing it in the gen. case; (S, Msb;) and سَامُّ أَبْرَصَ, as one word, the former being indecl. with fet-h for its termination, and the latter being imperfectly decl., (S, Msb;) in this and in the former instance; (Msb;) and سَمُّ أَبْرَصَ; (as in some copies of the K in art. سم;) i. q. الوَزَغَةُ [The species of lizard described above, voce بُرْصٌ]: (M, and so in the JK and K in art. وزغ:) or such as are large, of the وَزَغ [whereof وَزَغَةٌ is the n. un.]: (A, Msb:) or [one] of the large [sorts] of the وَزَغ: (S, K:) determinate, as a generic appellation: (S, TA:) As says, I know not why it is so called: (TA:) [the reason seems to be its leprous hue: see بُرْصٌ:] its blood and its urine have a wonderful effect when put into the orifice of the penis of a child suffering from difficulty in voiding his urine, (K, TA,) relieving him immediately; (TA;) and its head, pounded, when put upon a member, causes to come forth a thing that has entered into it and become concealed therein, such as a thorn and the like: (K:) the dual is سَامَّا أَبْرَصَ: (S, M, Msb, K:) and the pl. is سَوَامُّ أَبْرَصَ, (S, M, A, Msb, K,) ابرص having no dual form nor pl.; (M;) or, (K,) or sometimes, (Msb,) or if you will you may say, (S,) السَّوَامُّ, without mentioning ابرص; and ↓ البِرَصَةُ; (S, Msb, K;) and الأَبَارِصُ; (S, M, A, Msb, K;) without mentioning سَامّ; (S, Msb, K;) the last of these pls. being as though formed from a rel. n., [namely, أَبْرَصِىٌّ,] although without [the termination] ة, like as they said المَهَالِبُ [for المَهَالِبَةُ]. (M.) b3: الأَبْرَصُ The moon. (A, Sgh, K.) [So called because of its mottled hue.] You say, بِتُّ لَا مُؤْنِسِى إِلَّا الأَبْرَصُ [I passed the night, none but the moon cheering me by its presence]. (A, TA.) b4: حَيَّةٌ بَرْصَآءُ A serpent having in it, (K,) i. e., in its skin, (M, TA,) white places, distinct from the general colour. (M, K, TA.) b5: أَرْضٌ بَرْصَآءُ (tropical:) Land bare of herbage; (A;) of which the herbage has been depastured (K, TA) in some places, so that it has become bare thereof. (TA.)
برص
. البَرَصُ، مُحَرَّكَةً: داءٌ مَعْرُوفٌ، أَعاذَنَا اللهُ مِنْهُ وَمن كُلِّ داءٍ، وَهُوَ بَيَاضٌ يَظْهَرُ فِي ظاهِرِ البَدَنِ، ولَوْ قَالَ: يَظْهَرُ فِي الجَسَدِ لِفَسَادِ مِزَاجٍ كَانَ أَخْصَر. وَقد بَرِصَ الرَّجُلُ كفَرِحَ، فهُوَ أَبْرَصُ وهِيَ بَرْصاءُ. وأَبْرَصَهُ اللهُ تَعَالَى. والبَرَصُ: الَّذِي قد ابْيَضَّ من الدّابَّةِ منِ أَثَرِ العَضِّ، عَلَى التَّشْبِيهِ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(يَرْمِي بكَلْكَلِه أَعْجَازَ جافِلَةِ ... قَدْ تَخِذَ النَّهْسُ فِي أَكْفَالِهَا بَرَصَا)
وسامُّ أَبْرَصَ، بِتَشْدِيدِ المِيمِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: وَلَا أَدْرِي لِمَ سُمِّيَ بذلِكَ، هُوَ مُضَافٌ غَيْرُ مركَّبٍ وَلَا مَصْرُوفٍ: الوَزَغَةُ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ من كِبارِ الوَزَغِ، وهُوَ م، مَعْرُوفٌ، معرِفَة، إِلاَّ أَنَّه تَعْرِيفُ جِنْسٍ. قالَ الأَطِبّاء: دَمُه وبَوْلُه عَجِيبٌ إِذا جُعِلَ فِي إِحْلِيلِ الصَّبِيِّ المَأْسُورِ فإِنَّهُ يَحُلُّهُ من ساعَتهِ، كأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ، ورَأْسُه مَدْقُوقاً إِذا وُضِعَ عَلَى العُضْوِ أَخْرَجَ مَا غَاصَ فيهِ مِنْ شَوْكٍ ونَحْوِه. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُمَا اسْمَانِ جُعِلا وَاحِداً، وإشنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَوَّلَ وأَضَفْتَه إِلَى الثانِي، وإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الأَوّلَ عَلَى الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثّانِي بإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِف، وتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ: هذانِ سامَّا أَبْرَصَ، وَفِي الجَمْعِ: هَؤُلاءِ سَوامُّ أَبْرَصَ، أَوْ إِنْ شِئْتَ قُلْتَ: السَّوَامُّ، بِلا ذِكْرِ أَبْرَصَ، أَوْ إِنْ شِئْتَ قُلْتَ: هؤُلاءِ البِرَصَةُ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ، والأَبارِصُ، بِلاَ ذِكْرِ سامٍّ، وقالَ ابنُ سِيدَه: وقَدْ قالُوا الأَبارِصَ، عَلَى إِرادَةِ النَّسَبِ وإِنْ لَمْ تَثْبُت الهاءُ، كَمَا قالُوا المَهَالِبَ، وأَنشد:
(واللهِ لَوْ كُنْتُ لِهذَا خَالِصَاً ... لكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبَارِصَا)
قُلْتُ: هكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ جِنِّي آكِلَ الأَبَارِصَا، أَرادَ آكِلاً الأَبَارِصَ، فحَذَفَ التّنْوِينَ لالْتِقَاءِ الساكِنَيْنِ. والأَبْرَصُ: القَمَرُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، تَقُولُ: بِتُّ لَا يُؤْنِسُنِي إِلاّ الأَبْرَصُ. وبَنُو الأَبْرَصِ: بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ وهُمْ بَنُو يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ، من تَمِيمِ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(كانَ بَنُو الأَبْرَصِ أَقْرَانَهَا ... فَأَدْرَكُوا الأَحْدَثَ والأَقْدَمَا)
وعَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ بنِ جُشَمَ ابنِ عامِرٍ بنِ فِهْرِ بنِ مالِكِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بن دُودانَ ابنِ أَسَدٍ الأَسَدِيُّ: شَاعِرٌ مَشْهُورٌ. والبَرْصَاءُ: لَقَبُ أُمِّ شَبِيب ابنِ يَزِيدَ بنِ جَمرة بن عَوْفِ ابنِ أَبي حارِثضةَ. الشّاعِرِ، واسْمُها أُمَامَةُ بنْتُ قَيْسِ، أَو قِرْصافَةُ، عَن السُّكَّرِيِّ، والأَوّل قولُ)
ابنِ الكَلْبِيِّ قَالَ: وَهِي ابْنَةُ الحَارِث بنِ عَوْفٍ، وقَال: قَال ابنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّمَا سُمِّيَت البَرْصَاء فِيمَا أَخْبَرَنِي مُحَمّدُ بنُ الضَّحّاكِ بنِ عُثْمَانَ عَن أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهَا الحارثَ بنَ عَوْفٍ جاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فخَطَبَ إِليه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلّم ابْنَتَه، فَقَالَ: إِنَّ بهَا وَضَحاً، فرَجَع وَقد أَصابَهَا، وَلم يَكُنْ بهَا وَضَحٌ، وقَالَ بَعْضُ النّاسِ: إِنّمَا سُمِّيَت البَرْصاءَ لشِدَّةِ بَيَاضِهَا، ففِي ذلِكَ يَقُولُ ابْنُهَا شَبِيبٌ:
(أَنَا ابْنُ بَرْصَاءَ بهَا أُجِيبُ ... هَلْ فِي هِجَانِ اللَّوْنِ مَا تَعِيبُ)
قلت: وَفِيه يَقُول الشّاعِر:
(مَن مُبْلِغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنّهُ ... هَجَانَا ابنُ بَرْصاءِ العِجَانِ شَبِيبُ)
ومِنَ المَجَازِ: أَرْضٌ بَرْصَاءُ: رُعِىَ نَباتُهَا مِنْ مَوَاضِعَ فعَرِيَتْ عَنْهُ. وحَيَّةٌ بَرْصَاءُ: فِيهَا، أَيْ فِي جِلْدِها لُمَعُ بَياضٍ. والبَرِيصُ، كأَمِيرٍ: نَبْتٌ يُشْبِهُ السُّعْدَ، يَنْبُتُ فِي مَجارِي المَاء عَن أَبِي عَمْروٍ. والبَرِيصُ: ع بدِمَشْقَ، الصّوَابُ نَهْرٌ بدِمَشْقَ، كَمَا فِي المُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ، والفَرْقِ لابنِ السّيدِ والمُعْجَمِ، ونَبَّهَ عَلَى ذلِكَ شَيْخُنا، والمُصَنِّفُ قَلَّد الصّاغَانِيَّ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بالعَرَبِيِّ الصَّحِيح، وأَحْسَبُه رُومِيَّ الأَصْلِ، وقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ، قَالَ حسّانُ بنُ ثابِتٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَمْدَحُ بنِي جَفْنَةَ:
(يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عَلَيْهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)
قُلْتُ: وقَالَ بَعْضٌ: إِنَّ البَرِيصَ اسمٌ لِلغُوطَةِ بِأَجْمَعِهَا، واسْتَدَلَّ بقَوْلِ وَعْلَةَ الجَرْمِيِّ: (فَما لَحْمُ الغُرَابِ لَنَا بِزَادٍ ... وَلَا سَرَطَانُ أَنْهَارِ البَرِيصِ)
قَالَ شَيْخُنا: وَرَأَيْتُ كَثِيراً من شُرّاحِ الشَّوَاهِد وغَيْرِهِم يَرْوُونَه: البَرِيض، بالضادِ المُعْجَمَة، ويَتَشَدَّقُونَ بهِ فِي مَجَالِسِهِم ومُخَاطَباتِهِم، جَهْلاً وتَقْلِيداً للتّصْحِيفِ، أَو عَدَم وُقُوفٍ عَلَى الحَقِيقَةِ وأَخْذ عَن ماهِرٍ عَرِيفٍ، واللهُ أَعلَمُ، فَلْيُحْذَرْ مِنْ مِثْلِ شَنَاعَة هَذَا التَّحْرِيفِ. قُلْتُ: هُوَ كَما قالَ، وهُوَ بالضّادِ المُعْجَمَةِ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ امرئِ القَيْسِ، ولَيْسَ هُوَ هَذَا النهْرَ الَّذِي بدِمَشْقَ، أَوْ هُوَ باليَاءِ التّحْتِيَّةِ كَمَا سَيَأْتِي. والبَرِيصُ: مِثْلُ البَصِيص، وهُوَ البَرِيقُ، قَال الشاعِرُ:
(وتَبْسِمُ عَنْ نَوَاسِعَ شاخِصاتٍ ... لَهُنَّ بخَدِّهِ أَبَداً بَرِيصُ)
والبِرَاصُ، ككِتَابٍ: مَنَازِلُ الجِنِّ، جَمْعُ بُرْصَةً بالضَّمِّ. والبِرَاصُ: بِقَاعٌ فِي الرَّمْلِ لَا تُنْبِتُ شَيْئاً،) جَمْع بُرْصَةٍ، بالضَّمِّ. قالَ ابنُ شُمَيْل: البُرْصَةُ: البُلُّوقَةُ، وجَمْعُهَا بِرَاصٌ، وهِيَ أَمْكِنَةٌ من الرَّمْلِ بِيضٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئاً. والبَرْصُ، بالفَتْحِ، ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَك: دُوَيْبَّةٌ تَكُونُ فِي البِئرِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَبْرَصَ الرَّجُلُ: جَاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ. وَمن المَجازِ عَن ابنِ عَبّادِ: التَّبْرِيصُ: حَلْقُكَ الرَّأْسَ، وَقد بَرَّصَه، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. والتَّبْرِيصُ أَيْضاً: أَنْ يُصِيبَ الأَرْضَ المَطَرُ قَبْلَ أَنْ تُحْرَثَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَمن المَجَازِ: تَبَرَّصَ البَعِيرُ الأَرْضَ، إِذا لَمْ يَدَعْ فِيهَا رِعْيا ً إِلاَّ رَعَاهُ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البُرْصُ، بالضَّمْ: جَمْعُ الأَبْرَصِ، وقَدْ يُطْلَقُ البُرْصُ عَلَى الوَزَغَةِ. ويُصَغَّر أَبْرَصُ، فَيُقَال: بُرَيْص، ويُجْمَع بُرْصَاناً. وأَبُو بُرَيْصٍ: كُنْيَةُ الوَزَغَةِ. وأَبُو بُرَيْصٍ أَيْضاً: طائِرٌ يُسَمَّى البَلَصَةُ، عَن ابنِ خالَوَيْه، ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ اسْتِطراداً فِي ب ل ص، أَوْ هثوَ أَبُو بُرْبُصٍ، كقُنْفُذٍ.
والبُرَيْصَةُ: دابَّةٌ صَغِيرَةٌ دُونَ الوَزَغَةِ، إِذا عَضَّتْ شَيْئاً لَمْ يَبْرَاًْ. والبُرْصَةُ، بالضَّمّ: فَتْقٌ فِي الغَيْمِ يُرَى مِنْه أَدِيمُ السَّمَاءِ. والبريصان: فَرَسٌ نَجِيبٌ. وبَرْصِيصَا العَابِدُ: مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل، وقِصَّتُه مَشْهُورَةٌ. والبَرْصَاءُ: أُمُّ خالِدٍ الصّحابِيّ، وَهَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا. وقالَ أَبو إِسْحَاقَ النَّجِيرَمِيُّ فِي أَمَالِيه: العَرَبُ تَقُول: لَا أَبْرَحُ بَرِيصِي هَذَا، أَي مقَامِي هَذَا، قالَ ومنْهُ سُمِّىَ بابُ البَرِيصِ بدِمَشْقَ لأَنَّهُ مَقَامُ قَوْمٍ يَرِدُون، هَكَذَا نَقَلَه ياقُوت. قُلْتُ: فَهُوَ إِذاً عَرَبيٌّ صَحِيحٌ، خِلافاً لِمَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّهُ رُومِيُّ الأَصْلِ، كَمَا تَقَدَّم، فتَأَمَّلْ. والأَبْرَاصُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ هَرْشَي والغَمْر.

برص


بَرِصَ(n. ac. بَرَص)
a. Was leprous.

بَرَصa. Leprosy.

أَبْرَصُ
(pl.
بُرْص)
a. Leprous; leper. — [art.], The Moon.
برص
البَرَصُ معروف، وقيل للقمر: أَبْرَص، للنكتة التي عليه، وسام أَبْرَص ، سمّي بذلك تشبيها بالبرص، والبَرِيصُ: الذي يلمع لمعان الأبرص، ويقارب البصيص ، بصّ يبصّ: إذا برق.

أمن

الأمن: عدم توقع مكروه في الزمان الآتي.
أمن: {آمن}: صدق. {أَمَنَة}: أمنا. 
أمن: الأَمَنَةُ: من الأَمْنِ. والأَمَانُ: إعْطَاءُ الأَمَنَةِ.
والأَمَانَةُ: نَقِيْضُ الخِيَانَةِ، وهو مَأْمُوْنٌ وأَمِيْنٌ ومُؤْتَمَنٌ. والأُمّانُ: الأَمِيْنُ، وقيل: الأُمِّيُّ الذي لا يَكْتُبُ.
والبَلَدُ الأَمِيْنُ: مَكَّةُ. وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: " إنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً " أي مَأْمُوْناً فيه.
والإِيْمَانُ: التَّصْدِيْقُ؛ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: " وما أنْتَ بمُؤْمِنٍ لنا " أي بمُصَدِّقٍ. وهو في صِفَاتِ اللهِ عَزَّ اسْمُه: الذي لا يُخَافُ ظُلْمُه، وقيل: أَمِنَ أوْلِيَاؤه عَذَابَه.
والتَّأْمِيْنُ: من قَوْلِكَ آمِيْنَ. ومَعْنى آمِيْنَ: اللَّهُمَّ افْعَلْ، وقيل: افْعَلْ هكذا، وقيل: أَجَلْ.
وآمِيْنُ أيضاً: اسْمٌ من أسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وناقَةٌ أَمُوْنٌ وأَمِيْنَةٌ: وَثِيْقَةٌ.
وأَعْطَيْتُه من أَمْنِ مالي: أي أَعَزِّه عَلَيَّ.
أ م ن

أمنته وآمننيه غيري، وهو في أمن منه وأمنة، وهو مؤتمن على كذا. وقد ائتمنته عليه. " فليؤد الذي أؤتمن أمانته ". وبلغه مأمنه. واستأمن الحربي: استجار ودخل دار الإسلام مستأمناً. وهؤلاء قوم مستأمنة. ويقول الأمير للخائف: لك الأمان أي قد آمنتك. " وما أنت بمؤمن لنا " أي بمصدق. وما أومن بشيء مما يقول أي ما أصدق وما أثق. وما أومن أن أجد صحابة، يقوله ناوي السفر أي ما أثق أن أظفر بمن أرافقه. وفلان أمنة أي يأمن كل أحد ويثق به، ويأمنه الناس ولا يخافون غائلته. وأمن على دعائه. وتقول: رأيت جماعة مؤمنين: داعين لك مؤمنين.

ومن المجاز: فرس أمين القوى، وناقة أمون: قوية مأمون فتورها، جعل الأمن لها وهو لصاحبها، كقولهم: ضبوث وحلوب. وأعطيت فلاناً من آمن مالي أي من أعزه عليّ وأنفسه لأنه إذا عز عليه لم يعقره فهو في أمن منه. " أنا جعلنا حرماً آمناً " ذا أمن.
(أ م ن) : (يُقَالُ ائْتَمَنَهُ) عَلَى كَذَا اتَّخَذَهُ أَمِينًا (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» أَيْ يَأْتَمِنُهُ النَّاسُ عَلَى الْأَوْقَاتِ الَّتِي يُؤَذِّنُ فِيهَا فَيَعْمَلُونَ عَلَى أَذَانِهِ مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ صَلَاةٍ وَصَوْمٍ وَفِطْرٍ (وَأَمَّا مَا فِي الْوَدِيعَةِ) مِنْ قَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مَنْ اُؤْتُمِنَ أَمَانَةً» فَالصَّوَابُ عَلَى أَمَانَةٍ وَهَكَذَا فِي الْفِرْدَوْسِ وَإِنْ صَحَّ هَذَا فَعَلَى تَضْمِينِ اُسْتُحْفِظَ وَالْأَمَانَةُ خِلَافُ الْخِيَانَةِ وَهِيَ مَصْدَرُ أَمُنَ الرَّجُلُ أَمَانَةً فَهُوَ أَمِينٌ إذَا صَارَ كَذَلِكَ هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ سُمِّيَ مَا تَأْتَمِنُ عَلَيْهِ صَاحِبَك أَمَانَةً (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27] (وَالْأَمِينُ) مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ الْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَقَوْلُهُمْ أَمَانَةُ اللَّهِ مِنْ إضَافَةِ الْمَصْدَرِ إلَى الْفَاعِلِ وَارْتِفَاعُهُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَنَظِيرُهُ لَعَمْرُ اللَّهِ فِي أَنَّهُ قَسَمٌ وَالْخَبَرُ مُقَدَّرٌ وَيُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى إضْمَارِ الْفِعْلِ وَمَنْ قَالَ وَأَمَانَةِ اللَّهِ بِوَاوِ الْقَسَمِ صَحَّ (وَآمِينَ) بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ وَمَعْنَاهُ اسْتَجِبْ.
[أمن] الأَمانُ والأَمانَةُ بمعنىً. وقد أَمِنْتُ فأنا آمِنٌ. وآمَنْتُ غيري، من الامن والامان. والايمان: التصديق. والله تعالى المُؤْمِنُ، لأنّه آمَنَ عبادَه من أن يظلمهم. وأصل آمَنَ أَأْمَنَ بهمزتين، ليّنت الثانية. ومنه المهيمن، وأصله مؤأمن، لينت الثانية وقلبت ياء، وقلبت الاولى هاء. والأَمْنُ: ضدُّ الخوف. والأَمَنَةُ بالتحريك: الأَمْنُ. ومنه قوله عز وجل: (أمَنَةً نُعاساً) . والأَمَنَةُ أيضاً: الذي يثق بكلِّ أحد، وكذلك الأُمَنَةُ مثال الهمزة. وأَمِنْتُهُ على كذا وائْتَمَنْتُهُ بمعنىً. وقرئ: (مالَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يوسُف) بين الإدْغام وبين الإظهار. قال الاخفش، والادغام أحسن. وتقول اؤْتَمنَ فلان، على ما لم يسم فاعله، فإن ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا، لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا إن كانت الاولى مضمومة، أو ياء إن كانت الاولى مكسورة نحو ائتمنه، أو ألفا إن كانت الاولى مفتوحة، نحو آمن. واستأمن إليه، أي دخل في أمانِهِ. وقوله تعالى: (وهَذا البَلَدُ الأمين) قال الأخفش: يريد الآمِنَ، وهو من الأَمْنِ. قال: وقد يقال الأَمينُ المَأْمونُ، كما قال الشاعر: ألم تعلمي يا أَسْمَُ وَيْحَكِ أنّني حلفتُ يمِيناً لا أخون أميني أي مَأموني. والأُمَّانُ بالضم والتشديد: الأمينُ. وقال الشاعر الأعشى: ولقد شهِدتُ التاجر الامان مورودا شرابه والأَمونُ: الناقة الموَثَّقَةُ الخَلْقِ، التي أمنت أن تكون ضعيفة. وآمين في الدعاء يمد ويقصر. قال الشاعر في الممدود يا رَبَّ لا تسلُبنِّي حبَّها أبداً ويرحم الله عبداً قال آمِينا وقال آخر في المقصور: تَباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إذ رَأَيْتُهُ أَمينَ فزاد اللهُ ما بيننا بعدا وتشديد الميم خطأ. ويقال معناه. كذلك فليكن. وهو مبنى على الفتح مثل أين وكيف، لاجتماع الساكنين. وتقول منه: أمن فلان تأمينا.
(أمن) - في الحديث: "أستودِعُ الله دِينَك وأمانَتَك"
: أَيْ أَهلَك ومَنْ تُخَلِّفه بعدَك منهم، ومالَك الذي تُودِعه، وما تَستَحْفظه أمينَك ووكِيلَك ومن في مَعْناهُما.
- في حَديثِ بُرَيْدَة: "مَنْ حَلَف بالأمانة فَليْس مِنَّا".
قيل: يُشبِه أن تَكونَ الكراهةُ فيه، لأجل أَنَّه أمر أن يُحلَف بأسماء الله تعالى وصفاتِه، والأَمانة أمرٌ من أُمورِه وفرض، فنُهوا من أجل التَّسْوِيَة بينها وبين أسماءِ الله تعالى، كما نُهُوا أن يَحلِفوا بآبائهم. قال أصحاب الرَّأْي: إذا قال: "وأمانَةِ اللهِ" كانَتْ يَمِيناً، وقال الشّافِعِىُّ: لا تكون يَمِيناً.
- "فَأَمَّا أَفلحَ وأَبِيه إن صَدَق". فَرَوى يَزِيدُ بنُ سِنان، أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، كانَ يَحِلفُ زَماناً هَكذا، حتَّى نُهِىَ عنه.
- حديثه عليه الصلاة والسلام "لا يَزنى الزّانى وهو مُؤْمِن .. الحديث.
قال بَعضُهم: معناه النَّهى وإن كان صُورتُه الخَبَر: أي لا يَزْنِ - بحَذفِ الياء - إذ هو مُؤمِنٌ، ولا يَسرِق ولا يَشرَبُ الخَمرَ، فإنَّ هَذِه الأفعالَ لا تَلِيقُ بالمُؤمِنين. وقيل: هو وعِيد يُقصَد به الرَّدعُ، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المُسْلِم مَنْ سَلِم المُسلِمون من لِسانِه ويدِه". وكقوله: "لا إيمانَ لِمَن لا أَمانَة له"، وكقوله: " .... ولَيْس بالمُسْلم مَنْ لا يأمَن جَارُه بوائِقَه".
وهذا كله على مَعنَى الزَّجْرِ، أو على نَفْى الكَمال دُونَ الحَقِيقة في رَفْع الِإيمان وإبطالِه. وقيل معناه:
- الحَدِيثُ الآخَرُ: إذا زَنَى الرجلُ خَرَج منه الِإيمانُ، فكان فَوقَ رأسِه كالظُّلَّة، فإذا أقلعَ رَجَع إليه الِإيمان".
(إمالا) - في حَدِيِث بَيْع الثَّمر "إمّالَا فلا تَبايَعوا حتى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمر".
هذه الكلمة تَرِد في المُحاوَرات كَثِيرًا، وقد جاءت في غير مَوضِع من الحَدِيث، وأَصلُها: إن، وَما، ولا، فأُدغِمَت النُّونُ في المِيم، وما زائِدة في اللَّفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالَت العَرب "لَا" إمالَةً خَفِيفة، والعَوامُّ يُشبِعُون إمالَتَها فتَصِير أَلِفُها يَاءً وهو خطأ، ومعناها إن لم تَفْعَل هذا فليكن هذا.
أمن: أَمَّن بالتضعيف، أَمَّن فلاناً على الشيء: استودعه إياه (فوك) - وفي معجم الكالا: Seguir acompa?ando ( وهو asseguor عند نبريجا). ولا أدري كيف يتفق هذا المعنى مع معاني أمَّن المعروفة.
تأمّن: أمّن، اطمأن ولم يتوقع مكروها تمتع بالأمن (فوك، أماري، يب 227، 228) ائتمن فلاناً على الشيء: أودعه لديه وأمنه عليه (فوك). استأمن إلى فلان (انظر: لين): دخل في أمانه: وسلم نفسه إليه بعد ان طلب منه الأمان (أخبار 16، أماري 228، ابن الأثير 7: 3، 5، 69).
واستأمن فلاناً على الشيء: أمنه عليه وأودعه عنده (فوك، بوشر).
واستأمن منه: طلب الأمان، واستجار به (بوشر).
أمنيّة: أمن، أمان، الحالة التي يطمئن فيها الشخص فلا يتوقع مكروها (بوشر).
أمان: ذوق الأطعمة والأشربة التي تقدم إلى الملوك وكبار الرؤساء قبل أن يأكلوها أو يشربوها (الكالا = ذوق) ويراد بها خاصة الأمان الذي يحاط به الملوك بذوق الأطعمة قبل أن تقدم إليهم. (انظر الكلمة الأسبانية Salua) .
وأمان: ضرب من نسيج القطن (صفة مصر 17: 369).
أَمُون: بعد أن تكلم ابن العوام (1: 315) عن لامون قال حسب ما جاء في مخطوطة ليدن: وهنا نوع آخر أملس القشر في قدر بيض الدجاج ولونه أصفر ويعرف بالامون. ولما كانت الكلمة لا يمكن أن تقرأ ((باللامون)) وقد سبق له أن ذكر اللامون ووصفه، فالكلمة أمون، إذا كانت كتابتها صحيحة، لابد أن تعني ضربا من الليمون الحامض.
أمين: الرقيب على الأوزان والمقاييس (الكالا).
والمهندس المعماري الذي يشرف على البناء (الكالا وهو عنده = عريف) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (45ق): وبناه بالحصى والجيار من الأرض إلى أن علاه على حاله الآن على يدي أمنائه الأخيار. ورقيب المياه المشرف على توزيعها (يانجاس 2: 432، وملحقه 358، 359).
ورئيس طائفة أهل الحرف (هورست ص144 حيث يجب أن تحل لفظة أمين محل أمان، وبنانتي 2: 65، وهت ريجك في رحلة إلى الجزائر (امستردام 1830) ص42. ودسكايراك 176، ودوماس عادات 150، وكارترون 175). وفي المقري 1: 589: وكان أبوه أمين العطارين بغرناطة. وفي شكوري (208و): شاهدت أمين الفخارين ببلدنا. ويقال لهم: أمناء الأسواق (عبد الواحد 207).
والأمين: المدير والمشرف.
وأمين الكمرك: مدير الكمرك والمشرف عليه (بوشر).
وأمين الأمناء: رئيس المديرين والمشرفين (بوشر).
وأمين الكلار: قيم بيت المؤن (بوشر).
وأمين السلطان = ناظر خزينة السلطان (شارنت 49).
وأمين الصندوق: الصراف (بوشر).
والأمين: جابي الضرائب (جرابرج 210) ويوجد في كل مدينة كبيرة من مدن مراكش رئيسا للجباة يسمونه أمين الأمناء (فلوجل 69: 23).
ورئيس الدشيرا (دوماس قبيل 48).
وأمين الأمناء: رئيس الجماعة، ورئيس القبيلة كلها (دوماس، قبيل 49).
أمانة: كتمان السر (معجم بدرون وانظر معجم البلاذري).
والطمأنينة وخلو البال (معجم مسلم).
ووظيفة الأمين بكل المعاني المختلفة لكلمة أمين، فيقال مثلا: أمانة الموازين والمقاييس (الكالا)، وأمانة طائفة أصحاب الحرف (المقري 1: 539).
ووظيفة القيم والمشرف (بوشر).
وفي كتاب محمد بن الحارث 228: وقد تكررت الأمانة وقضاء الكور في نصل عمربن شراحيل، وفيه ص347: كان قد ولاه أمير المؤمنين السوق والنظر في أموال بعض كرائمه وقلده أسباب الأمانات في بعض الكور، وولاه قضاء كورة البيره.
والأمانة: قانون الإيمان الذي يحتوي على المبادئ الأساسية للإيمان، مثل: قانون إيمان الرسل (الحواريون) (بوشر)، وقانون إيمان نيسه (المقدمة 1: 421).
والأمانة عند الدروز: عهد الداخل في دينهم (دوماس مختار 2: 93، 272).
أمينة: قيمة البيت، ومديرته، قهرمانة (بوشر).
مأمون ومأمونة: صعتر البر، ندغ، وقد سميت بذلك للأمن من غائلتها (سنج).
مأمونى. البطيخ المأموني: ضرب من البطيخ يكون بمرو، له حلاوة غالبة واحمرار اللون (ابن البيطار 1: 146) وربما سمي المأموني نسبة إلى الخليفة المأمون.
مأمونية (انظر: لين): لوزية (حلوى من لوز وسكر) انظر معجم فللر، والف ليلة 2: 67، وفي الأسبانية bolo maimon هي اللوزية بالمربى.
أمن
أصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأَمْنُ والأَمَانَةُ والأَمَانُ في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسما لما يؤمن عليه الإنسان، نحو قوله تعالى: وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ [الأنفال/ 27] ، أي: ما ائتمنتم عليه، وقوله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأحزاب/ 72] قيل: هي كلمة التوحيد، وقيل: العدالة ، وقيل: حروف التهجي، وقيل: العقل، وهو صحيح فإنّ العقل هو الذي بحصوله يتحصل معرفة التوحيد، وتجري العدالة وتعلم حروف التهجي، بل بحصوله تعلّم كل ما في طوق البشر تعلّمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله، وبه فضّل على كثير ممّن خلقه.
وقوله: وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً
[آل عمران/ 97] أي: آمنا من النار، وقيل: من بلايا الدنيا التي تصيب من قال فيهم: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [التوبة/ 55] .
ومنهم من قال: لفظه خبر ومعناه أمر، وقيل:
يأمن الاصطلام ، وقيل: آمن في حكم الله، وذلك كقولك: هذا حلال وهذا حرام، أي: في حكم الله.
والمعنى: لا يجب أن يقتصّ منه ولا يقتل فيه إلا أن يخرج، وعلى هذه الوجوه: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً [العنكبوت/ 67] . وقال تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً [البقرة/ 125] . وقوله: أَمَنَةً نُعاساً
[آل عمران/ 154] أي: أمنا، وقيل: هي جمع كالكتبة. وفي حديث نزول المسيح: «وتقع الأمنة في الأرض» .
وقوله تعالى: ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ
[التوبة/ 6] أي: منزله الذي فيه أمنه.
وآمَنَ: إنما يقال على وجهين:
- أحدهما متعديا بنفسه، يقال: آمنته، أي:
جعلت له الأمن، ومنه قيل لله: مؤمن.
- والثاني: غير متعدّ، ومعناه: صار ذا أمن.
والإِيمان يستعمل تارة اسما للشريعة التي جاء بها محمّد عليه الصلاة والسلام، وعلى ذلك:
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ [المائدة/ 69] ، ويوصف به كلّ من دخل في شريعته مقرّا بالله وبنبوته. قيل: وعلى هذا قال تعالى: وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف/ 106] .
وتارة يستعمل على سبيل المدح، ويراد به إذعان النفس للحق على سبيل التصديق، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء: تحقيق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بحسب ذلك بالجوارح، وعلى هذا قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ [الحديد/ 19] .
ويقال لكلّ واحد من الاعتقاد والقول الصدق والعمل الصالح: إيمان. قال تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ [البقرة/ 143] أي:
صلاتكم، وجعل الحياء وإماطة الأذى من الإيمان .
قال تعالى: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ [يوسف/ 17] قيل: معناه: بمصدق لنا، إلا أنّ الإيمان هو التصديق الذي معه أمن، وقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [النساء/ 51] فذلك مذكور على سبيل الذم لهم، وأنه قد حصل لهم الأمن بما لا يقع به الأمن، إذ ليس من شأن القلب- ما لم يكن مطبوعا عليه- أن يطمئن إلى الباطل، وإنما ذلك كقوله: مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [النحل/ 106] ، وهذا كما يقال:
إيمانه الكفر، وتحيته الضرب، ونحو ذلك.
وجعل النبيّ صلّى الله عليه وسلم أصل الإيمان ستة أشياء في خبر جبريل حيث سأله فقال: ما الإيمان؟ والخبر معروف .
ويقال: رجل أَمْنَةٌ وأَمَنَةٌ: يثق بكل أحد، وأَمِينٌ وأَمَانٌ يؤمن به. والأَمُون: الناقة يؤمن فتورها وعثورها.
آمين يقال بالمدّ والقصر، وهو اسم للفعل نحو:
صه ومه. قال الحسن: معناه: استجب، وأَمَّنَ فلان: إذا قال: آمين. وقيل: آمين اسم من أسماء الله تعالى . وقال أبو علي الفسوي :
أراد هذا القائل أنّ في آمين ضميرا لله تعالى، لأنّ معناه: استجب.
وقوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ [الزمر/ 9] تقديره: أم من، وقرئ: (أمن) وليسا من هذا الباب.
[أم ن] الأَمْنُ نقيض الخوف أَمِنَ أمْنًا وإمْنًا حكى هذا الزجاج وأَمَنًا وأَمَنَةً وأَمَانًا وقوله تعالى {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} البقرة 125 قال أبو إسحاق أراد ذا أَمْنِ فهو آمِنٌ وأَمِنٌ عن اللحياني وفي التنزيل {وهذا البلد الأمين} التين 3 أي الآمِنِ يعني مكة وقوله

(أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّني ... حَلَفْتُ يَمِيْنًا لا أَخُونُ أَمِيْنِي)

إنما يريد آمِنِي وقوله تعالى {إن المتقين في مقام أمين} الدخان 51 أي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ وأنت في آمِنٍ أي في أَمْنٍ اسم كالفَالِج ورجل أُمَنَةٌ وأَمَنَةٌ أي يأمَنُ كُلَّ أحدٍ وقيل يأمنه الناس ولا يخافون غائلته وأُمَنَةٌ أيضًا موثوق به مأمون وكان قياسه أُمْنَةٌ ألا ترى أنه لم يعبر عنه إلا بمفعول وقد آمنه وأمَّنَهُ وقرأ بعضهم {لست مؤمنا} النساء 94 أي لا نُؤَمّنُكَ والمأمن موضع الأمْنِ والآمِنُ المستجير ليأمن على نفسه عن ابن الأعرابي وأنشد

(فَأحسِبُوا لا أَمْنَ مِنْ صِدْقٍ وَبِرْ ... )

(وسَحِّ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ ... )

أي لا إجارة أَحْسِبُوه أعطوه ما يكفيه والأمانة والأَمَنَة نقيض الخيانة لأنه يؤمن أذاه وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وائتمنه واتّمنَه عن ثعلب وهي نادرة وعذر من قال ذلك أن لفظ هذا إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين وذلك قولهم في افتعل من الأكل ائتكل ومن الإزرة ائتزر فأشبه حينئذ ايتعد في لغة من لم يبدل الفاء تاء فقال اتَّمَنَ لقول غيره ايتمن وأجود اللغتين إقرار الهمز كأن يقول ائتمن وقد تقدم مثل هذا في قولهم اتَّهل واستأمنه كذلك وقد أَمُن أمانَةً ورجل أمين وأُمَّانٌ مأمون به ثقة قال الأعشى

(ولقد شَهِدتُ التَّاجِرَ الْأُمَّانَ ... مَوْرُودًا شَرَابُهْ)

وقيل هو ذو الدين والفضل وما أحسن أَمَنَك وأَمْنَكَ أي دينك وخُلُقك وآمن بالشيء صدَّق وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أخبره وحدَّ الزجاج الإيمان فقال الإيمان إظهار الخضوع والقبول للشريعة ولما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاده وتصديقه بالقلب ومن كان على هذه الصفة فهو مؤمن مسلم غير مرتاب ولا شاكٌّ وهو الذي يرى أن أداء الفرائض واجب عليه لا يدخله في ذلك ريب وفي التنزيل {وما أنت بمؤمن لنا} يوسف 17 أي بمصدق وقوله {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} الذاريات 35 قال ثعلب المؤمن بالقلب والمسلم باللسان وقال الزجاج صفة المؤمن بالله أن يكون راجيًا ثوابه خاشيًا عقابه وقوله {ويؤمن للمؤمنين} التوبة 61 قال ثعلب يُصْدَق المؤمنين وأدخل اللام للإضافة فأما قول بعضهم لا تجده مؤمنا حتى تجده مؤمِن الرضى مؤمِن الغضب أي مؤمنا عند رضاه مؤمنًا عند غضبه وقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام {وأنا أول المؤمنين} الأعراف 143 أراد أنا أول المؤمنين بأنك لا تُرى في الدنيا والأمين القوي لأنه يوثق بقوته ويؤمنَ ضعفه وناقة أَمُون وثيقة الخلق قد أمنت أن تكون ضعيفة وهي أيضًا التي أمنت العِثار والإعياء والجَمْع أُمُنٌ وآمِنُ المال ما قد أُمِنَ لنفاسته أن يُنحر أعني بالمال الإبل وقيل هو الشريف من أي مالٍ كان كأنه لو عَقَلَ لأمِن أن يُبْذَلَ قال الحُويدِرة

(ونَقِي بِآمِنِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا ... وَنُجِرُّ في الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي)

ندّعي ندعو بأسمائنا فنجعلها شعارا لنا في الحرب وآمِنُ الحِلْمِ وثيقة الذي قد أُمِن اختلاله وانحلاله قال

(والخَمْرُ لَيْسَتْ مِنْ أَخِيكَ وَلَكِنْ ... قَدْ تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ)

ويروى قد تخون بثامر الحلم أي بتامِّه والمؤمن الله عز وجل يؤمِن عباده من عذابه وهو المُهَيمِن قال الفارسي الهاء بدل من الهمزة والياء ملحقة له ببناء مُدَحْرِجٍ وقال ثعلب هو المؤمن المصدِّق لعباده والميهمنُ الشاهد على الشيء القائم عليه والإيمان الثقة وما آمن أن يجد صَحَابَةً أي ما وثق وقيل معناه ما كاد والمأمونة من النساء المُسْترادُ لمثلها قال ثعلب في الحديث الذي جاء مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُه جَائِعٌ معنى ما آمن بي تشديدٌ أي ينبغي له أن يواسيه وآمين وأَمِين كلمة تقال في إثر الدعاء قال الفارسي هي جملة مركبة من فعل واسمٍ معناه استجب لي قال ودليل ذلك أن موسى عليه السلام لما دعا على فرعون وأتباعه فقال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم} يونس 88 قال هارون أَمِيْنَ فطبَّق الجملة بالجملة وقيل معنى أَمِين كذلك يكون قال (يَا رَبِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أبدًا ... ويَرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا)

وقال

(تَبَاعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ سَأَلْتُهُ ... أَمِيْنَ فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا)

قال ابن جني قال أحمد بن يحيى قولهم آمين هو على إشباع فتحة الهمزة فنشأت بعدها ألف فإما قول أبي العباس إن آمين بمنزلة عاصين فإنما يريد أن الميم خفيفة كصادِ عاصين لا يريد به حقيقة الجمع وكيف ذلك وقد حكى عن الحسن رحمه الله أنه قال أمين اسم من أسماء الله عز وجل فأين بك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير
أمن
أمُنَ يأمُن، أمانةً، فهو أمين
• أمُن الرَّجلُ: حافظ على عهده وصان ما اؤتمن عليه، عكْسه خان "لُقِّب الرسولُ صلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة بالصادق الأمين- استودعته مالاً فأمُن عليه- رجلٌ أمين السِّرِّ: يُوثقُ به". 

أمِنَ/ أمِنَ من يَأمَن، أمْنًا وأمانًا وأَمَنَةً وأَمْنةً وأمانةً، فهو آمن وأمين، والمفعول مأمون (للمتعدِّي) وأمين (للمتعدِّي)
• أمِن الرَّجلُ: اطمأنَّ ولم يخف "يأمن النَّاسُ عندما تسود العدالة".
• أمِن البلدُ: اطمأنّ به أهلُه " {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءَامِنًا} ".
• أمِن الشَّرَّ/ أمِن من الشَّرِّ: سَلِم "أمِن الشَّعبُ الإرهابَ- {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} " ° غير مأمون العاقبة/ غير مأمون العواقب: لا يطمأنّ إلى نتائجه.
• أمِن فلانًا: وثق به ولم يخش خيانته " {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} ".
• أمِنه على ماله ونحوه: جعله أمينًا عليه " {هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إلاَّ كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} ". 

آمنَ/ آمنَ بـ/ آمنَ لـ يُؤمن، إيمانًا، فهو مُؤمِن، والمفعول مُؤمَن
• آمن الشَّخصُ: اعتقد وصدّق "يؤمن بالنصر إيمانًا لا يتزعزع- لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ [حديث]: يَتَمَنّى- لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ [حديث]- {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا ءَامَنَ السُّفَهَاءُ} ".
• آمن فلانًا: دفع عنه الخوفَ وأعطاه أمانًا " {أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} ".
• آمن بالله/ آمن لله: أسلم له وانقاد وأذعن " {كُلٌّ ءَامَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} ". 

أمَّنَ/ أمَّنَ على يؤمِّن، تأمينًا، فهو مؤمِّن، والمفعول مؤمَّن
• أمَّن لاجئًا: دفع عنه الخوف وتكفّل بحمايته.

• أمَّن مصالحَه: كفَلها، ضمِنها وحماها "أمَّن حارسًا على ضَيْعته: جعلها في عهدته وحمايته".
• أمَّن حاجات بيته: وفّرها، هيَّأها.
• أمَّن على حياته: عقَد وثيقة تأمين مقابل مالٍ يدفعه يُعوّض به في حالة إصابته "أمّن على سيارته/ داره".
• أمَّن على الدُّعاء: قال: آمين. 

ائتمنَ يأتمن، ائتمانًا، فهو مؤتمِن، والمفعول مؤتمَن
• ائتمن شخصًا: عدَّه أمينًا، وضع فيه ثقته "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ [حديث]- {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهٌُ} ".
• ائتمن فلانًا على ماله: جعله أمينًا عليه "ائتمن صديقَه على أسراره- ائتمن جارَه على داره". 

استأمنَ يستأمن، استئمانًا، فهو مستأمِن، والمفعول مستأمَن
• استأمن فلانًا:
1 - عدّه أمينًا يُوثق فيه.
2 - طلب منه الأمانَ والحمايةَ.
• استأمن فلانًا على ماله: ائتمنه عليه؛ جعله أمينًا عليه "استأمن صديقَه على ماله وأولاده قبل أن يسافر". 

آمِين [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر، ومعناه: اللّهمَّ استجبْ أو ليكن كذلك، وهو لفظ يقال عقب الدُّعاء، ويقال أيضًا في الصلاة عقب الانتهاء من قراءة الفاتحة (انظر: أ ا م ي ن - آمِين) "دعا الخطيب فقال الحاضرون: آمِين- اللهمَّ آمين: اللهم استجب دُعانا- *ويرحم الله عبدًا قال آمينا*". 

أمان [مفرد]:
1 - مصدر أمِنَ/ أمِنَ من.
2 - طُمأنينة، حالة هادئة ناتجة من عدم وجود خطر "نام في أمان" ° بكُلِّ أمان: بدون أدنى خطر.
3 - حراسة، رعاية، حفظ، حماية "طلب الأمان" ° حزام الأمان: نوع من الأحزمة يستعمله ركّاب الطائرات والسيَّارات لسلامتهم ويسمى حزام المقعد أو التثبيت، حزام يستعمله بعض العمال منعًا من سقوطهم كعمال الهاتف- في أمان الله: مصحوبًا بالسلامة- لك الأمان.
• صِمام الأمان: (هس) سداد ينفتح من تلقاء نفسه عندما يزيد الضَّغط عن الحدّ المرسوم. 

أمانة [مفرد]: ج أمانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أمُنَ وأمِنَ/ أمِنَ من.
2 - نزاهة، صدق، إخلاص، ثبات على العهد، وفاء، عكسها خيانة "أمانة زوجيَّة- لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ [حديث] " ° خِيانة الأمانة: تصرُّف الشخص فيما ليس له من مالٍ أو غيره، كان قد اُؤتمن عليه.
3 - وديعة " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} " ° مَخْزَن الأمانات: مكان تودع فيه الحقائب والأمتعة.
4 - منصب أو إدارة من يحمل مرتبة أمين "تمَّ تعيينه في الأمانة العامّة للمجلس" ° أمانة الصُّندوق: إدارة أمين الصندوق- أمانة العاصمة: الإدارة التي يشرف عليها أمين العاصمة- الأمانة العامَّة لجامعة الدُّول العربيَّة: الجهاز الإداريّ للجامعة العربيّة يديره الأمين العام.
5 - كلّ ما فُرض على العباد، جميع وظائف الدين وفرائضه " {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

أَمْن [مفرد]:
1 - مصدر أمِنَ/ أمِنَ من.
2 - أمان، اطمئنان من بعد خوف " {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} ".
3 - حالة بلاد من حيث صيانةُ النّظام واحترام القانون "أخلّ بالأمن" ° أمن الدَّولة: جهاز إداريّ مُلحق بوزارة الدّاخليَّة مهمّته السَّهر على السّلامة والأمن في البلاد- الأمن الخارجيّ: صيانة أراضي البلاد وحدودها من أيّ اعتداءٍ خارجيّ- الأمن الدَّاخليّ: صيانة النظام وتوطيد القانون داخل البلاد- الأمن العامّ: النَّشاط الحكوميّ الذي يهدف إلى استقرار الأمن في البلاد- الأمن القوميّ: تأمين كيان الدَّولة والمجتمع ضد الأخطار التي تتهدّدها داخليًّا وخارجيًّا وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصاديًّا واجتماعيًّا لتحقيق التَّنمية الشَّاملة لكلّ فئات المجتمع- رجال الأمن: الشرطة، البوليس.
• مجلس الأمن: (سة) هيئة دوليّة تابعة للأمم المتّحدة، مكوّنة من ممثِّلين عن خمس عشرة دولة، خمسة منهم أعضاء دائمين، والبقيّة ينتخبون لمدّة سنتين، وأبرز أهدافه الحفاظ على السَّلام والأمن الدَّوليَّين.
 • اللاَّأمن: حالة من الخوف والفزع تسيطر على الأفراد، الفوضى والاضطراب "وجود إسرائيل في المنطقة يعني اللا أمن للآخرين". 

أَمْنَة/ أَمَنَة [مفرد]:
1 - مصدر أمِنَ/ أمِنَ من.
2 - أمْن، طُمأنينة " {أَمَنَةً نُعَاسًا} ". 

أُمْنَة [مفرد]: صيغة مبالغة في النعت على وزن فُعْلَة: مَنْ يأمنه كلُّ أحدٍ في كلِّ شيء ° رَجُلٌ أُمْنَة: جديرٌ بأن يُؤمَن له، ويُوثق فيه. 

أُمَنَة [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة في النعت على وزن فُعَلَة.
2 - من يؤمن بكلِّ ما يَسمع ويطمئن إلى كلِّ أحد. 

أمين [مفرد]: ج أُمناء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أمُنَ وأمِنَ/ أمِنَ من: وفيٌّ يوثق فيه، ويُركن إليه ° أمين الأُمَّة: أبو عُبيدة بن الجرّاح وكان من عظماء الصحابة رضوان الله عليهم- أمين الوحي/ الرُّوح الأمين: جبريل عليه السَّلام.
2 - صفة ثابتة للمفعول من أمِنَ/ أمِنَ من: مأمون " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍُ} ".
3 - مَنْ يتولّى رقابة شيء أو الإشراف على بعض الأعمال الإداريّة "أمين المخازن/ مؤسّسة/ هيئة حكوميَّة: راعي شئونها- {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} " ° أمين السِّرِّ: السكرتير- أمين الصُّندوق: مَنْ تُعهد إليه المعاملات الماليَّة في مؤسَّسة أو جمعيَّة- أمين المكتبة: الموظّف المسئول عن موجوداتها- الأمين العامّ: المسئول التنفيذيّ في الهيئات الحكوميّة كالجامعات أو الدوليَّة كالأمم المتَّحدة- مَجْلِس الأمناء: مجلس منتخب يشرف على إدارة جامعة أو مؤسّسة علميَّة. 

إيمان [مفرد]:
1 - مصدر آمنَ/ آمنَ بـ/ آمنَ لـ.
2 - تصديق ويقين بالقلب وإقرارٌ باللسان وعملٌ بالجوارح، ما وقر في القلب وصدَّقه العمل "قوّة الإيمان تملأ القلب طمأنينةً- {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} ". 

إيمانيّات [جمع]: مف إيمانيّة: عقائد ومبادئ يعتنقها الشخص ويتعامل مع الآخرين من خلالها "إنه شعب متمسك بالإيمانيّات والروحانيّات". 

ائتمان [مفرد]:
1 - مصدر ائتمنَ.
2 - (قص) مبادلة قيمة آجلة بقيمة عاجلة، كتقديم سلعة أو خدمة أو نقود في الحال مقابل الحصول على أخرى في المستقبل "بطاقات ائتمان". 

ائتمانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى ائتمان: "بطاقة ائتمانيّة".
• تسهيلات ائتمانيَّة: (قص) قروض ماليّة تقدّمها الدولُ أو البنوك أو المؤسّسات أو الشَّركات، تقوم على عنصري الثقة والمدّة المحدّدة، وذلك لاستثمارها في الإنتاج والاستهلاك، أو في النشاط الاقتصاديّ "قدّم له المصرف تسهيلات ائتمانيّة لإقامة المشروع- يقدّم بنك الائتمان الزراعيّ خدمات ائتمانيّة كثيرة للمزارعين- تتّبع بعض الدول سياسة ائتمانيّة متشدِّدة في منح القروض". 

تأمين [مفرد]: ج تأمينات (لغير المصدر):
1 - مصدر أمَّنَ/ أمَّنَ على.
2 - عقد يلتزم أحدُ طرفيه- وهو المؤمِّن- قِبَل الطرف الآخر- وهو المستأمَن- أداءَ ما يتّفق عليه عند تحقُّق شرط أو حلول أجل في نظير مقابلٍ نقديٍّ معلوم "قسط التأمين".
• التَّأمينات الاجتماعيَّة: مؤسَّسة ترعى مصالح العمَّال في أثناء الأزمات مثل المرض وغيره.
• شركة تأمين: مؤسَّسة تهدف إلى تأمين الأفراد أو العائلات من أجل ضمان حياتها الصحيَّة أو العمليّة أو نشاطاتها المتنوّعة. 

مُؤمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أمَّنَ/ أمَّنَ على.
2 - شخصٌ أُمِّن على حياته فتكون حياتُه محلاًّ للعقد، مضمون، مكفول بعقد تأمين "مؤمَّن بعقد ضمان". 

مُؤمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أمَّنَ/ أمَّنَ على.
2 - شخص يلتزم في العقد بأداء مبلغ التأمين "دفع المُؤمِّن مبلغ التأمين إلى المؤمَّن عليه". 

مَأْمَن [مفرد]: اسم مكان من أمِنَ/ أمِنَ من: دار القوم؛ مكان الأمن " {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} ". 

مُؤمِن [مفرد]: اسم فاعل من آمنَ/ آمنَ بـ/ آمنَ لـ.
• المؤمن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الَّذي أمِن
 من عذابه مَنْ لا يستحقُّه، ولا يخشى أحدٌ ظُلمَه، أو الَّذي منح الأمن والأمان لعباده في الدُّنيا والآخرة " {السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} ".
• المؤمنون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 23 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثماني عشرة ومائة آية. 

مُسْتَأْمِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استأمنَ.
2 - شخص يطلب التأمين ويلتزم بدفع الأقساط "دفع المستأمن أقساط التأمين في موعدها". 

أمن: الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى. وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ

غيري من الأَمْن والأَمان. والأَمْنُ: ضدُّ الخوف. والأَمانةُ: ضدُّ

الخِيانة. والإيمانُ: ضدُّ الكفر. والإيمان: بمعنى التصديق، ضدُّه التكذيب.

يقال: آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ

أَخَفْتُه. وفي التنزيل العزيز: وآمَنَهم من خوف. ابن سيده: الأَمْنُ نقيض

الخوف، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً؛ حكى هذه الزجاج، وأَمَنةً

وأَماناً فهو أَمِنٌ. والأَمَنةُ: الأَمْنُ؛ ومنه: أَمَنةً نُعاساً، وإذ

يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك

حَذَر الشر؛ قال ذلك الزجاج. وفي حديث نزول المسيح، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام: وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ، يريد أَن الأَرض

تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان. وفي الحديث: النُّجومُ

أَمَنةُ السماء، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد، وأَنا أَمَنةٌ

لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون، وأََصحابي أَمَنةٌ

لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد؛ أَراد بِوَعْد السماء

انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة. وذهابُ النجومُ: تكوِيرُها وانكِدارُها

وإعْدامُها، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن، وكذلك أَراد

بوعْد الأُمّة، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير،

فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه، فلما تُوفِّي

جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى

الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ

وقَويَت الظُّلَمُ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم؛ قال ابن الأَثير:

والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ. وقوله عز وجل: وإذ

جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً؛ قال أَبو إسحق: أَراد ذا أَمْنٍ، فهو

آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين؛ عن اللحياني، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد. وفي

التنزيل العزيز: وهذا البَلد الأَمين؛ أَي الآمِن، يعني مكة، وهو من

الأَمْنِ؛ وقوله:

أَلم تعْلمِي، يا أَسْمَ، ويحَكِ أَنني

حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَميني

قال ابن سيده: إنما يريد آمنِي. ابن السكيت: والأَمينُ المؤتمِن.

والأَمين: المؤتَمَن، من الأَضداد؛ وأَنشد ابن الليث أَيضاً: لا أَخونُ يَمِيني

أََي الذي يأْتَمِنُني. الجوهري: وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما قال

الشاعر: لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي. وقوله عز وجل: إن المتقِينَ في

مقامٍ أَمينٍ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ. وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ

كالفاتح. وقال أَبو زياد: أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ. ورجل

أُمَنَةٌ: يأْمَنُ كلَّ أَحد، وقيل: يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته؛

وأُمَنَةٌ أَيضاً: موثوقٌ به مأْمونٌ، وكان قياسُه أُمْنةً، أَلا ترى أَنه

لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول؟ اللحياني: يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ

صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت، والإيمانُ عنده الثِّقةُ. ورجل أَمَنةٌ،

بالفتح: للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء. ورجل أَمَنةٌ

أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد، وكذلك الأُمَنَةُ، مثال

الهُمَزة. ويقال: آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً، فأَمِنَ يأْمَنُ،

والعدُوُّ مُؤْمَنٌ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً، وقرئ: ما لَك لا

تأَمَننا على يوسف، بين الإدغامِ والإظهارِ؛ قال الأَخفش: والإدغامُ

أَحسنُ. وتقول: اؤتُمِن فلانٌ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه، فإن ابتدأْت به

صيَّرْت الهمزة الثانية واواً، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ

وكانت الأُخرى منهما ساكنة، فلك أَن تُصَيِّرها واواً

إذا كانت الأُولى مضمومة، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو

إيتَمَنه، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ. وحديث ابن عمر: أَنه دخل

عليه ابنُه فقال: إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا

آمَنُ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم

ونِعْلم، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها. واسْتأْمَنَ إليه: دخل في أَمانِه،

وقد أَمَّنَه وآمَنَه. وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ: لستَ مُؤَمَّناً أَي لا

نُؤَمِّنك. والمَأْمَنُ: موضعُ الأَمْنِ. والأمنُ: المستجيرُ ليَأْمَنَ

على نفسه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ،

وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ

أَي لا إجارة، أَحْسِبُوه: أَعطُوه ما يَكْفيه، وقرئَ في سورة براءة:

إنهم لا إِيمانَ لهم؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا

وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا، والإيمانُ ههنا الإجارةُ.

والأَمانةُ والأَمَنةُ: نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه، وقد أَمِنَه

وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه؛ عن ثعلب، وهي نادرة، وعُذْرُ مَن قال ذلك أَن

لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين، فذلك قولهم في

افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ، فأَشْبه حينئذٍ

إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ،

وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة، كأَن تقول ائتمن، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في

قولهم اتَّهَلَ، واسْتَأْمَنه كذلك. وتقول: اسْتَأْمَنني فلانٌ

فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً. وفي الحديث: المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ؛ مُؤْتَمَنُ

القوم: الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً، تقول: اؤتُمِنَ الرجل،

فهو مُؤْتَمَن، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم. وفي

الحديث: المَجالِسُ بالأَمانةِ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في

المجلس من قولٍ أَو فعلٍ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه،

والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان، وقد

جاء في كل منها حديث. وفي الحديث: الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى، ومعناه

أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه. وفي حديث

أَشْراطِ الساعة: والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن

الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها. وفي الحديث: الزَّرعُ أَمانةٌ

والتاجِرُ فاجرٌ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة

من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك. ويقال: ما كان فلانٌ

أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً. ورجلٌ

أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ، وقيل: مأْمونٌ به ثِقَةٌ؛ قال الأَعشى:

ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ

أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ

التاجِرُ الأُمّانُ، بالضم والتشديد: هو الأَمينُ، وقيل: هو ذو الدِّين

والفضل، وقال بعضهم: الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ، وقال بعضهم:

الأُمّان الزرّاع؛ وقول ابن السكيت:

شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي

يُدْعى المَشُْوَّ، طعْمُه كالشَّرْي

الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً

مِنْ أَمْنِ مالي، ولم يفسّر؛ قال أَبو منصور: كأَنَّ معناه مِنْ خالِص

مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي. ابن سيده: ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك

وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ. وآمَنَ بالشيء: صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ

أَخبره. الجوهري: أَصل آمَنَ أَأْمَنََ، بهمزتين، لُيِّنَت الثانية، ومنه

المُهَيْمِن، وأَصله مُؤَأْمِن، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت

الأُولى هاء، قال ابن بري: قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية، صوابه أَن يقول

أُبدلت الثانية؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن

لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ، لأَنها ساكنة، وإنما تخفيفها

أَن تقلب أَلفاً لا غير، قال: فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ

فهو مُهَيْمِنٌ لا غير. وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال: الإيمانُ إظهارُ

الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ، صلى الله عليه وسلم،

واعتقادُه وتصديقُه بالقلب، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم

غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا

يدخله في ذلك ريبٌ. وفي التنزيل العزيز: وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا؛ أَي

بمُصدِّقٍ. والإيمانُ: التصديقُ. التهذيب: وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ

يُؤْمِنُ إيماناً، فهو مُؤْمِنٌ. واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين

وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق. قال الله تعالى: قالتِ الأَعرابُ آمَنّا

قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا (الآية) قال: وهذا موضع يحتاج

الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ

يَسْتَويانِ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي، صلى الله

عليه وسلم، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق

بالقلب، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ، وهو

المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض

واجبٌ عليه، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك

رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً، كما قال الله عز وجل: إنما المؤمنون

الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في

سبيل الله أُولئك هم الصادقون؛ أَي أُولئك الذين قالوا إنّا مؤمنون فهم

الصادقون، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو

في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن

الإيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً، لأَن قولَكَ آمَنْتُ

بالله، أَو قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت، فأَخْرج الله هؤلاء

من الإيمان فقال: ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم؛ أَي لم تُصدِّقوا

إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق

مثلَ ما يُظْهِرُ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها،

والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة، إلاّ أَن

حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين. وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف

لأَبيهم: ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين؛ لم يختلف أَهل التفسير

أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ

الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما

صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه

فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها، وهو مُنافِقٌ، ومَن زعم

أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين

أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم، أَو يكون

جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ

إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ، أَعاذنا الله من هذه الصفة

وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ،

وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه. وفي قول الله عز وجل:

إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا

بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون؛ ما يُبَيّنُ لك أَن

المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس

بمؤمنٍ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه،

ولا قوّةَ إلا بالله. وأَما قوله عز وجل: إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على

السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها

وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن

جبير أَنهما قالا: الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى

على عباده؛ وقال ابن عمر: عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ

ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية، قال: والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا

النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان

ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم

يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما

أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان

في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها، وكلُّ مَنْ خان فيما

اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ، والإنسان في قوله: وحملها الإنسان؛ هو الكافر الشاكُّ

الذي لا يُصدِّق، وهو الظَّلُوم الجهُولُ، يَدُلُّك على ذلك قوله:

ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ

اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً. وفي حديث ابن عباس

قال، صلى الله عليه وسلم: الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ

له. وفي حديث آخر: لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له. وقوله عز وجل:

فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين؛ قال ثعلب: المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ

باللسان، قال الزجاج: صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً

عقابه. وقوله تعالى: يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين؛ قال ثعلب: يُصَدِّق

اللهَ ويُصدق المؤمنين، وأَدخل اللام للإضافة، فأَما قول بعضهم: لا تجِدُه

مؤمناً

حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند

غضبه. وفي حديث أَنس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: المؤمنُ مَن

أَمِنَه الناسُ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه،

والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا

يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه. وفي الحديث عن ابن عمر قال: أَتى رجلٌ رسولَ الله، صلى

الله عليه وسلم، وقال: مَنِ المُهاجرُ؟ فقال: مَنْ هجَر السيئاتِ، قال:

فمَن المؤمنُ؟ قال: من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم، قال:

فَمَن المُسلِم؟ قال: مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده، قال: فمَن

المجاهدُ؟ قال: مَنْ جاهدَ نفسَه. قال النضر: وقالوا للخليل ما الإيمانُ؟ قال:

الطُّمأْنينةُ، قال: وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ، قال: لا أَقوله،

وهذا تزكية. ابن الأَنباري: رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله. وآمَنْت

بالشيء إذا صَدَّقْت به؛ وقال الشاعر:

ومِنْ قَبْل آمَنَّا، وقد كانَ قَوْمُنا

يُصلّون للأَوثانِ قبلُ، محمدا

معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه، قال: والمُسلِم المُخْلِصُ

لله العبادة. وقوله عز وجل في قصة موسى، عليه السلام: وأَنا أَوَّلُ

المؤمنين؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا. وفي

الحديث: نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ: أَما المؤمنانِ فالنيلُ

والفراتُ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه

لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ، وجعل

الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة

وكُلفةٍ، فــهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ، وهذان في قلَّة النفع

كالكافِرَين. وفي الحديث: لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ؛ قيل: معناه

النَّهْي وإن كان في صورة الخبر، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا

يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ

بالمؤمنين، وقيل: هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع، كقوله عليه السلام: لا إيمانَ

لمنْ لا أمانة له، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه،

وقيل: معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ، وقيل: معناه أَن الهوى يُغطِّي

الإيمانَ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه

الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم،

قال: وقال ابن عباس، رضي الله عنهما: الإيمانُ نَزِهٌ، فإذا أَذْنَبَ

العبدُ فارَقَه؛ ومنه الحديث: إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ

رأْسه كالظُّلَّةِ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ، قال: وكلُّ هذا

محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه. وفي

حديث الجارية: أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد

سُؤاله إياها: أَين الله؟ وإشارَتِها إلى السماء، وبقوله لها: مَنْ أَنا؟

فأَشارت إليه وإلى السماء، يعني أنْتَ رسولُ الله، وهذا القدر لا يكفي

في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر

الأَديان، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام

وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك،

فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني

مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه

في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه، فإذا كان عليه أَمارةُ

الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى، بل يُحْكَمُ

عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً. وفي حديث عُقْبة بن عامر: أَسْلم

الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً

من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه، وهذا من العامّ الذي

يُرادُ به الخاصّ. وفي الحديث: ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ

ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً

أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ

والمُعْجِزات، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به، فإنه ليس شيء من

كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن. وفي الحديث: مَنْ حَلَف

بالأَمانةِ فليس مِنَّا؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل

أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه، والأَمانةُ أَمرٌ

من أُمورِه، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله، كما

نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم. وإذا قال الحالفُ: وأَمانةِ الله، كانت

يميناً عند أَبي حنيفة، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً. وفي الحديث:

أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم،

ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ. والأَمينُ: القويُّ

لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه. وناقةٌ أَمون: أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ، قد

أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ، والجمع

أُمُنٌ، قال: وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ، كما يقال: ناقة عَضوبٌ

وحَلوبٌ. وآمِنُ المالِ: ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ، عنَى

بالمال الإبلَ، وقيل: هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ، كأَنه لو عَقَلَ

لأَمِنَ أَن يُبْذَل؛ قال الحُوَيْدرة:

ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا،

ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي.

قولُه: ونَقِي بآمِنِ مالِنا

(* قوله «ونقي بآمن مالنا» ضبط في الأصل

بكسر الميم، وعليه جرى شارح القاموس حيث قال هو كصاحب، وضبط في متن القاموس

والتكملة بفتح الميم).

أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً

لنا في الحرب. وآمِنُ الحِلْم: وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله

وانْحِلاله؛ قال:

والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ، ولـ

ـكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ

ويروى: تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه. التهذيب: والمُؤْمنُ مِن

أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله: وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ،

وبقوله: شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو، وقيل: المُؤْمِنُ في صفة الله

الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه، وقيل: المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه،

قال: قال ابن الأَعرابي قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول: المُؤْمنُ

عند العرب المُصدِّقُ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين

يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم، فيقولون: ما جاءنا

مِنْ رسولٍ ولا نذير، ويكذِّبون أَنبياءَهم، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد

فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله، ويصدِّقهم النبيُّ

محمد، صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء

شهيداً، وقوله: ويُؤْمِنُ للمؤْمنين؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين؛ وقيل:

المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه، ما وَعَدَهم، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل

لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من

ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به، والنارِ لمن

كفرَ به، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له. قال ابن الأَثير: في أَسماء الله

تعالى المُؤْمِنُ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ

التصديقِ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف.

المحكم: المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه، وهو المهيمن؛ قال

الفارسي: الهاءُ بدلٌ

من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج؛ وقال ثعلب: هو المُؤْمِنُ

المصدِّقُ لعبادِه، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه.

والإيمانُ: الثِّقَةُ. وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ، وقيل:

معناه ما كادَ. والمأْمونةُ من النساء: المُسْتراد لمثلها. قال ثعلب: في

الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ؛ معنى ما آمَنَ

بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه. وآمينَ وأَمينَ: كلمةٌ تقال في

إثْرِ الدُّعاء؛ قال الفارسي: هي جملةٌ

مركَّبة من فعلٍ واسم، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي، قال: ودليلُ ذلك أَن

موسى، عليه السلام، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال: رَبَّنا اطْمِسْ

على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم، قال هرون، عليه السلام: آمِينَ،

فطبَّق الجملة بالجملة، وقيل: معنى آمينَ كذلك يكونُ، ويقال: أَمَّنَ الإمامُ

تأْميناً إذا قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين، وأَمَّنَ فلانٌ

تأْميناً. الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ: فيه

لغتان: تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف، وآمينَ بالمد، والمدُّ أَكثرُ،

وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر:

تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ، إذ سأَلتُه

أَمينَ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا

وروى ثعلب فُطْحُل، بضم الفاء والحاء، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا

بُعْداً أَمين؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى،

حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ

أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ

بِخَيْرٍ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ

وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ:

يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً،

ويرْحمُ اللهُ عَبْداً قال: آمِينا

قال: ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ، وقيل: هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ قال:

وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ

سُكوتٍ، قال: وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا

غيرَ مشتقين من فعلٍ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم

تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء، كما فتحوا أَينَ وكيفَ، وتشديدُ

الميم خطأٌ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين. قال ابن

جني: قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة، ونشأَت

بعدها أَلفٌ، قال: فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ

فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع،

وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن، رحمه الله، أَنه قال: آمين اسمٌ من أَسماء

الله عز وجل، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير؟ وقال مجاهد:

آمين اسم من أَسماء الله؛ قال الأَزهري: وليس يصح كما قاله عند أَهل

اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي، قال: ولو كان كما قال

لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً. وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن

عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى: واسْتَعِينوا

بالصَّبْرِ والصَّلاةِ، قالت: غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا

أَنَّ نفْسَه خرجت فيها، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما

أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ، فلما أَفاقَ قال:

أَغُشِيَ عليَّ؟ قالوا: نعمْ، قال: صدَقْتُمْ، إنه أَتاني مَلَكانِ في

غَشْيَتِي فقالا: انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين، قال: فانطَلَقا بي،

فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال: وأَين تُرِيدانِ به؟ قالا: نحاكمه إلى

العزيز الأمين، قال: فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في

بطون أُمَّهاتهم، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله، قال: فعاش

شهراً ثم ماتَ. والتَّأْمينُ: قولُ آمينَ. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال: آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين؛

قال أَبو بكر: معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم

الآفات والبَلايا، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه

وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه. وعن أَبي هريرة أَنه

قال: آمينَ درجةٌ في الجنَّة؛ قال أَبو بكر: معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ

بها قائلُها درجةً

في الجنة. وفي حديث بلال: لا تسْبِقْني بآمينَ؛ قال ابن الأَثير: يشبه

أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي

الإمام، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد فرَغ

من قراءتِها، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه

قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين.

(أمن)
(هـ) فيه «آمِينَ خَاتَمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ» يُقَالُ آمِينَ وأَمين بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وَالْمَدُّ أَكثر، أَيْ أَنَّهُ طابَعُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، لِأَنَّ الْآفَاتِ وَالْبَلَايَا تُدْفَع بِهِ، فَكَانَ كخاتَم الْكِتَابِ الَّذِي يّصُونه ويَمْنَع مِنْ فَسَادِهِ وَإِظْهَارِ مَا فِيهِ، وَهُوَ اسْمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتح، وَمَعْنَاهُ اللَّهُمَّ استَجب لِي. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: كَذَلِكَ فَلْيَكُنْ، يَعْنِي الدُّعَاءَ. يُقَالُ أَمَّنَ فُلَانٌ يُؤَمِّنُ تَأْمِيناً.
(هـ) وَفِيهِ «آمِينَ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ» أَيْ أَنَّهَا كَلِمَةٌ يَكْتَسِبُ بِهَا قائلُها دَرجةً فِي الْجَنَّةِ.
وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ» يُشْبِه أَنْ يَكُونَ بِلَالٌ كَانَ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ فِي السكْتة الْأُولَى مِنْ سَكْتَتَي الْإِمَامِ، فربَّما يَبْقَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ ورسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَرغ مِنْ قِرَاءَتِهَا، فاسْتَمْهَله بِلال فِي التَّأْمِينِ بقدرِ مَا يُتِّم فِيهِ بَقِيَّة السُّورَةِ حَتَّى يَنَال بركةَ مُوَافَقَتِه في التأمين.
أ م ن: (الْأَمَانُ) وَ (الْأَمَنَةُ) بِمَعْنًى، وَقَدْ (أَمِنَ) مِنْ بَابِ فَهِمَ وَسَلِمَ وَ (أَمَانًا) وَ (أَمَنَةً) بِفَتْحَتَيْنِ فَهُوَ (آمِنٌ) وَ (آمَنَهُ) غَيْرُهُ مِنَ (الْأَمْنِ) وَ (الْأَمَانِ) . وَ (الْإِيمَانُ) التَّصْدِيقُ وَاللَّهُ تَعَالَى (الْمُؤْمِنُ) لِأَنَّهُ (آمَنَ) عِبَادَهُ مِنْ أَنْ يَظْلِمَهُمْ. وَأَصْلُ آمَنَ أَأْمَنَ بِهَمْزَتَيْنِ لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ، وَمِنْهُ الْمُهَيْمِنُ وَأَصْلُهُ مُؤَأْمِنٌ لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ وَقُلِبَتْ يَاءً كَرَاهَةَ اجْتِمَاعِهِمَا وَقُلِبَتِ الْأُولَى هَاءً كَمَا قَالُوا أَرَاقَ الْمَاءَ وَهَرَاقَهُ. وَ (الْأَمْنُ) ضِدُّ الْخَوْفِ وَ (الْأَمَنَةُ) الْأَمْنُ كَمَا مَرَّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: 154]
وَالْأَمَنَةُ أَيْضًا الَّذِي يَثِقُ بِكُلِّ أَحَدٍ وَكَذَا الْأُمَنَةُ بِوَزْنِ الْهُمَزَةِ. وَ (أَمِنَهُ) عَلَى كَذَا وَ (أْتَمَنَهُ) بِمَعْنًى وَقُرِئَ {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 11] بَيْنَ الْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: وَالْإِدْغَامُ أَحْسَنُ وَتَقُولُ (اؤْتُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَإِنِ ابْتَدَأْتَ بِهِ صَيَّرْتَ الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ وَاوًا وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. وَ (اسْتَأْمَنَ) إِلَيْهِ دَخَلَ فِي أَمَانِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3] . قَالَ الْأَخْفَشُ: يُرِيدُ الْبَلَدَ الْآمِنَ وَهُوَ مِنَ الْأَمْنِ. قَالَ: وَقِيلَ: (الْأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ) . وَ (أَمِينَ) فِي الدُّعَاءِ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ وَتَشْدِيدُ الْمِيمِ خَطَأٌ وَقِيلَ مَعْنَاهُ كَذَلِكَ فَلْيَكُنْ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ مِثْلُ أَيْنَ وَكَيْفَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَتَقُولُ مِنْهُ (أَمَّنَ) فُلَانٌ (تَأْمِينًا) . 

أبو

أبو: أَبَوْت الرّجل آبوه، إذا كنت له أباً. ويقال: فلانٌ يأبُو هذا اليتيم إباوةً، أي: يغذوه، كما يغذو الوالدُ وَلَدَهُ. ويُقالُ في المثل: لا أبا لك كأنّه يمدحه. وتصغير الأب: أُبَيٌّ، وتصغير الآباء على وجهين: فأجودهما: أُبَيُّون، والآخر: أُبيّاء لأنّ كل جماعة على أفعال فإِنّها تصغّر على حدّها. والأُبُوّة: الفِعل من الأب، كقولك: تأبّيت أباً، وتبنيّت ابناً وتأمَّمْتَ أمّاً. وفلانٌ بيّن الأُبُوَّةِ والبنوة والأمومة. ويجوز في الشِّعر أن تقول: هذان أباك، وأنت تريد أباك وأمّك. ومن العرب من يقول: أبوّتنا أكرمُ الآباء، يجمعون (الأب) على فُعُولة، كما يقولون: هؤلاء عُمُومتنا وخُؤُولتنا. ومنهم من يَجْمَعُ الأبَ: أَبِين قال الرّاجز:

أقبل يَهوِي من دُوَيْن الطِّربالْ ... وهو يُفَدَّى بالأبين والخال  

وتقول: هم الأبون، وهؤلاء أبوكم، يعني: آباؤكم. والإبةُ: الخِزْيُ، قال ذو الرّمّة: 

إذا المَرَئيُّ شبّ له بناتٌ ... عَصَبْن برأسِهِ إِبةً وعارا

تم اللفيف من الباء بحمد الله ومنه، وبتمامه تم باب الباء ولا رباعي له ولا خماسي 

(أبو) الأَبْوُ: الأَبُوَّةُ.
أبو
أبا يَأبُو، اؤْبُ، أُبُوَّةً، فهو آبٍ، والمفعول مَأْبُوّ (للمتعدِّي)
• أبَا الرَّجلُ: صار أبًا.
• أبَوتُ فلانًا: كُنْتُ له أَبًا ° أَبَوْتُه وأَمَمْتُه: كنت له أبًا وأمًّا.
• أبَا اليتيمَ: ربَّاه. 

تأبَّى يتأبَّى، تأبَّ، تَأَبّيًا، فهو مُتَأَبٍّ، والمفعول مُتَأَبًّى
• تأبَّى فلانًا: اتَّخذه أبًا. 

أب [مفرد]: ج آباء، مث أَبَوان:
1 - (نح) اسم من الأسماء الخمسة يرفع بالواو وينصب بالألف ويجرّ بالياء وذلك بشروط، وهي أن يكون مفردًا ومُكبَّرًا، وأن يكون مضافًا لغير ياء المتكلّم فإذا خالف شرطًا واحدًا من هذه الشروط فإنّه يُعرب بالحركات باستثناء إذا جاء مثنًّى فإنّه يُعرب إعراب المثنّى بالألف رفعًا وبالياء نصبًا وجرًّا، وتستعمل كلمة أب في الكُنَى وبعض الأسماء "اشتهر أبوك بالفضل- أكرم الناسُ أباك لفضله- استمع إلى نصيحة أبيك- أبوظبي" ° أبو البَشَر: آدم عليه السلام- أبو الرَّاحة: النوم- أبو الكرم: كريم- أبو جَيْبَين: المسرف- على بكرة
 أبيهم: جميعًا، بأسرهم.
2 - والد، أو من يتولَّد عنه آخر من نوعه "من أشبه أباه فما ظلم: الولد يحاكي أباه ويشاكله- وأطع أباك فإنّه ... ربَّاك في عهد الصِّغر- {قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا} " ° أَبًا عن جَدّ: بالتوارث- أَبٌ روحيٌّ: مُرشِد روحيّ، أو شخص في مقام الأب يقوم بتقويم الأخلاق وتربية الرّوح- بأَبي أنت: أفديك بأبي- لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لله أبوك: عظيم ما تفعل- هو ابن أبيه: شابه أباه.
3 - جَدّ، سَلَف "كان الآباء على درجة عظيمة من التقدّم الحضاريّ- {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} ".
4 - لقب كنسيّ لرجل الدّين عند المسيحيّين "آباء الكنيسة".
5 - من يكون سببًا في إيجاد شيء أو إصلاحه، أو من يتّصف بصفة معيّنة "أبو الكرم: كريم- أبو الطبّ" ° أبو الأضياف: كريم مِطْعام- أبو المسرح: المسئول عن ظهوره أو تطوّره.
6 - وصيّ، مُربٍّ، عمّ " {وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} ".
• أبو قِرْدان: (حن) طائر أبيض طويل الساقين أسودهما، منقاره طويل عريض طرفه، معروف بمصر.
• أبو جَعْران: (حن) جُعْل، نوعٌ من الخنافس.
• أبو الرُّكَب: (طب) مرض ميكروبيّ يشبه النَّزْلة يتميّز بوجع العضل والمفاصل.
• أبو لَهَبٍ: من رءوس الكُفْر وهو لقب عبد العُزَّى بن عبد المطَّلب: عمّ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم وكان شديد العداوة له، نزلت في شأنه وزوجه سورة المسد " {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ".
• الأبوان:
1 - الأَب والأُمّ "ليس اليتيم من انتهى أبواه من ... همّ الحياة وخلَّفاه ذليلا- {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ} ".
2 - الجدّان " {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} ".
3 - آدم وحواء " {يَابَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} ".
4 - الأب والعمّ، أو الأب والخال "رأيت أبويك في المسجد- الخالُ أحد الأبوين". 

أبتِ [مفرد]: تستعمل في النداء فقط، وأصلها أبي ثم أبدلتَ ياء المتكلم تاءً "يا أبتِ- {يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} ". 

أُبُوَّة [مفرد]:
1 - مصدر أبا.
2 - كون الشّخص أبًا، علاقة القرابة من الأب، رباطٌ يربط الأب بذريَّته، وتقابلها الأُمُومة "علاقة الأُبُوَّة من أقوى الرَّوابط الإنسانيّة" ° أُبُوَّة شرعيَّة: رابطة الأب بأولاده عن طريق الزَّواج- رابطة الأُبُوَّة: ما يربط الوالد بأبنائه- هموم الأُبُوَّة: أعباؤها. 

أَبَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أب: له علاقة بالأب، أشبه ما يكون بالأب "شمله بعطف أَبَويّ- عاطفة أَبَويَّة" ° نصيحة أَبَويَّة: صادرة من أب لابنه أو ممَّن هو في مقام الأب. 

أَبَويَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أب.
• الأَبَويَّة: (مع) نظام اجتماعيّ تخضع بمقتضاه مجموعة من الأسر المشتركة في الدَّم لسلطة حاكم هو أكبر الذُّكور فيها. 
(أبو)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ «لاَ أبَا لَكَ» وَهُوَ أكْثَر مَا يُذْكَر فِي الْمَدْحِ: أَيْ لَا كَافِيَ لَكَ غَيْرُ نَفْسك. وَقَدْ يُذْكَرُ فِي معرضِ الذَّم كَمَا يُقَالُ لَا أمَّ لَكَ، وَقَدْ يُذْكَرُ فِي مَعْرِضِ التعَجُّب ودَفْعاً لِلْعَيْنِ، كَقَوْلِهِمْ لِلَّهِ دَرُّكَ، وَقَدْ يُذْكَرُ بِمَعْنَى جِدَّ فِي أمْرِك وشَمّرْ؛ لِأَنَّ مَنْ لَهُ أبٌ اتَّكل عَلَيْهِ فِي بَعْضِ شَأْنِهِ، وَقَدْ تُحْذَفُ اللَّامُ فَيُقَالُ لَا أباَكَ بِمَعْنَاهُ. وَسَمِعَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ في سنة مجدبة يقول:
ربّ العباد مالنا وَمَا لَك ... قَدْ كُنْتَ تَسقِينَا فَمَا بَدَا لَك
أنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ لاَ أَبَا لَك
فَحَمَلَهُ سُلَيْمَانُ أحسنَ مَحْمِل فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا أَبَا لَهُ وَلَا صَاحِبَةَ وَلَا وَلَدَ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «لِلَّهِ أَبُوكَ» إِذَا أُضِيفَ الشىء إلى عظيم شريف اكتسى عظيما وَشَرَفًا، كَمَا قِيلَ: بيتُ اللَّهِ وناقةُ اللَّهِ، فَإِذَا وُجِد مِنَ الْوَلَدِ مَا يَحسنُ مَوْقعُهُ ويُحْمَدُ، قِيلَ لِلَّهِ أَبُوكَ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ والتعجب: أي أبوك لله خالصاً حيث أَبْحَبَ بِكَ وَأَتَى بِمِثْلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَفْلَحَ وَأبِيهِ إِنْ صَدَقَ» ، هَذِهِ كَلِمَةٌ جَارِيَةٌ عَلَى أَلْسُن الْعَرَبِ تَسْتَعْمِلُهَا كَثِيرًا فِي خِطَابِهَا وَتُرِيدُ بِهَا التَّأْكِيدَ. وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ يَحْلِفَ الرَّجُلُ بِأَبيه، فَيحتمل أَنْ يَكُونَ هَذَا القولُ قَبْلَ النَّهْيِ. ويَحتمل أَنْ يَكُونَ جَرَى مِنْهُ عَلَى عَادَةِ الْكَلَامِ الْجَارِي عَلَى الْأَلْسُنِ وَلَا يَقْصِدُ بِهِ الْقَسَمَ كَالْيَمِينِ المَعْفُوّ عَنْهَا مِنْ قَبِيل اللّغْوِ، أَوْ أَرَادَ بِهِ تَوْكِيدَ الْكَلَامِ لَا اليمينَ، فَإِنَّ هَذِهِ اللفظةَ تَجْرِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى ضَرْبين: لِلتَّعْظِيمِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْقِسْمِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَلِلتَّوْكِيدِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
لَعَمْرُ أَبِي الوَاشِينَ لَا عَمْرُ غَيْرِهم ... لَقَدْ كَلَّفَتنِي خُطَّةً لَا أُرِيدُها
فَهَذَا تَوْكِيدٌ لَا قَسَمٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقْصد أَنْ يَحْلِفَ بِأَبِي الْوَاشِينَ، وَهُوَ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ «كَانَتْ إِذَا ذَكّرت رَسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: بِأَبَاهُ، أَصْلُهُ بِأَبِي هُوَ، يُقَالُ بَأْبَأْتُ الصبيَّ إِذَا قلتَ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَلَمَّا سكنتِ الْيَاءُ قُلِبَتْ أَلِفًا، كما قيل في يا ويلتى يا ويلتنا، وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَيْنَ الْبَاءَيْنِ، وَبِقَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً مَفْتُوحَةً، وَبِإِبْدَالِ الْيَاءِ الْآخِرَةِ أَلِفًا وَهِيَ هَذِهِ، وَالْبَاءُ الْأُولَى فِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، قِيلَ هُوَ اسْمٌ فَيَكُونُ مَا بَعْدَهُ مَرْفُوعًا تَقْدِيرُهُ: أَنْتَ مُفَدًّى بِأَبِي وَأُمِّي. وَقِيلَ هُوَ فِعْلٌ وَمَا بَعْدَهُ مَنْصُوبٌ: أَيْ فَديتُك بِأَبِي وَأُمِّي، وحُذِفَ هَذَا الْمُقَدَّرُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وعِلْم الْمُخَاطَبِ بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ «هَنِيئاً لَكَ أَبَا البَطْحَاء» إِنَّمَا سَمَّوْهُ أَبَا الْبَطْحَاءِ لِأَنَّهُمْ شَرُفُوا بِهِ وَعُظِّمُوا بِدُعَائِهِ وَهِدَايَتِهِ، كما يقال للمطاعم أَبُو الْأَضْيَافِ.
وَفِي حَدِيثِ وائلِ بْنِ حُجْر «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى المُهَاجر بْنِ أَبُو أَميَّة» حَقُّهُ أَنْ يَقُولَ ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَكِنَّهُ لِاشْتِهَارِهِ بالكُنية وَلَمْ يَكُنْ لَهُ اسْمٌ مَعْرُوفٌ غَيْرُهُ لَمْ يُجرّ، كَمَا قِيلَ على ابن أَبُو طَالِبٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ عَنْ حَفْصَة «وَكَانَتْ بنْتَ أَبِيهَا» أَيْ إِنَّهَا شَبِيهَةٌ بِهِ فِي قُوَّةِ النَّفْسِ وَحِدَّةِ الخُلق وَالْمُبَادَرَةِ إِلَى الْأَشْيَاءِ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «كُلُّكم فِي الْجَنَّةِ إِلَّا مَنْ أَبَى وشَرَد» أَيْ إِلَّا مَنْ تَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ بِهَا الْجَنَّةَ؛ لِأَنَّ مَنْ تَرَكَ التَّسَبُّبَ إِلَى شَيْءٍ لَا يُوجَدُ بِغَيْرِهِ فَقَدْ أَبَاهُ. والإِبَاء أشَدُّ الِامْتِنَاعِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «يَنْزِلُ المَهْدِي فَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ فَقِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَقَالَ أبَيْتَ. فَقِيلَ شَهْرًا؟ فَقَالَ أبَيْتَ. فَقِيلَ يَوْمًا؟ فَقَالَ أبَيْتَ» : أَيْ أَبَيْتَ أَنْ تعرفَه فَإِنَّهُ غَيْبٌ لَمْ يَرِدِ الْخَبَرُ بِبَيَانِهِ، وَإِنْ رُوي أبَيْتُ بِالرَّفْعِ فَمَعْنَاهُ أبَيْتُ أَنْ أَقُولَ فِي الْخَبَرِ مَا لَمْ أسْمَعْه. وَقَدْ جَاءَ عَنْهُ مثلُه فِي حَدِيثِ العَدْوَى والطّيَرَة.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن «قَالَ لَهُ عبدُ الْمُطَّلِبِ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ: أَبَيْتَ اللّعْنَ» كَانَ هَذَا مِن تَحَايا الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَمَعْنَاهُ أَبَيْتَ أَنْ تَفْعَلَ فِعْلًا تُلْعَنُ بِسَبَبِهِ وتُذَمُّ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «أَبَّا» : هِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: بِئْرٌ مِنْ بِئَارِ بَنِي قُرَيْظَةَ وأموالِهم يُقَالُ لَهَا بِئْرُ أَبَّا، نَزَلَهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا أَتَى بَنِي قُرَيْظَةَ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الْأَبْوَاءِ» هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَالْمَدِّ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَعِنْدَهُ بَلَدٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ.
[أب و] الأَبَا داءٌ يَأخُذُ المَعزَ في رُءُوسِهَا مِن أَنْ تَشَمَّ أَبْوَالَ الأَرْوَى أَو تَشْرَبَها أو تَطَأَهَا فتَرِمُ رُءُوسَهَا قال أَبُو حَنِيفَةَ الأبَا عَرَضٌ يَعْرض للعُشُب من أَبْوَالِ الأَرْوَى فإِذَا رَعَتْهُ المَعزُ خَاصَّةً قَتَلَها وَكذلكَ إِن بَالَتْ في الماءِ فَشَرِبَتْ مِنْهُ المَعزُ هَلَكَتْ قال

(فقُلْتُ لِكنَّازٍ تَوَكَّل فإِنَّه ... أَبًا لا أَظُنُّ الضَّأْنَ مِنْهُ نواجِيَا)

أَي من شِدَّتِه وذلكَ أَنَّ الضَّأْنَ لا يَضُرُّهَا الأَبا فَيَقُولُ لا أَظُنُّ الضَّأْنَ نَاجِيَةً مِن هَذَا الأبَا لشِدَّتِه وَعُمُومِه فَكَيْفَ المَعْزُ الّتي مِن شَأْنِ الأَبَا أَنْ يَقْتُلَهَا تَيْسٌ أَبٍ وآبَى وَعَنْزٌ أَبِيَةٌ وَأَبْوَاءُ وَقَد أَبِي أَبًى والأَبُ الوَالِدُ والجمْعُ أَبُونَ وآباءٌ وَأُبُوٌّ وَأُبُوَّةٌ عنِ اللحياني وَأَنشد للقنَانِيّ يَمْدَحُ الكِسَائِيَّ (أَبَى الذَمَّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ وانتَمى ... لَهُ الذِّرْوَةَ العُلْيَا الأُبُوُّ السَّوَابِقُ)

وَالأَبَا لغةٌ في الأَبِ وُفِّرَتْ حُرُوفُهُ وَلَمْ تُحذَفْ لامُهُ كما حُذِفَتْ في الأَبِ يُقَالُ هذا أَبًا وَرَأَيت أَبًا ومَرَرْتُ بِأَبًا كما تقُولُ هَذَا قَفًا وَرَأَيْتُ قَفًا ومَرَرْتُ بِقَفًا ورُوِيَ عن محمد بن الحَسَنِ عن أَحمد بِن يَحْيَى قالَ يُقَالُ هَذَا أَبُوكَ وهَذَا أَبَاكَ وهَذَا أبُكَ قالَ الشاعر

(سِوَى أَبِكَ الأَدْنَى وَأَنَّ مُحمَّدًا ... عَلا كُلَّ عَالٍ يا بْنَ عَمِّ مُحَمَّدِ)

فَمَنْ قالَ هَذَا أَبُوكَ أَو أَبَاكَ فَتَثْنِيَتُهُ أَبَوَانِ ومَنْ قالَ هَذَا أَبُكَ فَتَثْنِيتُهُ أَبَانِ على اللّفظِ وَأَبَوانِ على الأَصْلِ وقَوْلُهُ أنشدَهُ أَبُو عَليٍّ عن أَبِي الحَسَنِ

(تَقُولُ ابْنَتِي لمّا رَأَتْنِي شَاحِبًا ... كَأَنَّكَ فِيْنَا يا أَبَاتِ غَرِيبُ)

قالَ ابنُ جِنِّيٍّ فَهَذَا تَأْنِيثُ الأَبَا وسَمَّى اللهُ تعالى العَمَّ أَبًا فِي قَوْله {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} البقرة 133 وَأَبَوْتَ وأبِيْتَ صِرْتَ أَبًا وَأَبَوْتُهُ وأبِيْتَ صِرْتُ لَهُ أَبًا قالَ بَخْذَجٌ

(اطْلُبْ أَبا نَخْلةَ مَنْ يَأَبُوكا ... )

(فقد سأَلْنَا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكَا ... )

(فَكُلُّهُم إِلَى أَبٍ يَنْفِيْكَا ... )

وَالاسمُ الأُبُوَّة وَتَأبَّاهُ اتَّخَذَهُ أَبًا وقَالوا في النِّدَاءِ يا أَبتِ فَلَزِمُوا الحَذْفَ والعِوَضَ قال سِيبَويْهِ وسَأَلتُ الخليلَ رحِمَهُ اللهُ عَنْ قَوْلِهم يَا أَبَهْ ويا أَبَتِ لا تَفْعَل ويَا أَبتاهْ ويا أُمَّتاهْ فَزَعَمَ أَنّ هَذِه الهَاءَ مِثْلُ الهاءِ في عَمَّةٍ وخَالَةٍ قالَ ويَدُلُّكَ على أَنَّ الهَاءَ بمَنزِلَة الهاءِ في عَمَّةٍ وخَالةٍ أَنَّكَ تقُولُ في الوَقْفِ يا أَبَهْ كما تقولُ يا خالَهْ وتَقُولُ يا أَبَتَاهْ كما تقُولُ يا خَالَتَاهْ قال وإِنّمَا يَلْزَمُونَ هذه الهَاءَ في النِّدَاءِ إِذا أَضَفْتَ إِلى نَفْسِكَ خَاصَّةً كَأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا عِوَضًا مِنْ حذفِ الياءِ قال وأرادوا أن لا يخلَّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف الياء وأنهم لا يكادون يقولون يا أباهْ وصار هذا محتمِلاً عندهم لما دخل النداء من الحذف والتغيير فأرادوا أن يعوضوا هذين الحرفين كما قالوا أيْنُقٌ لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضًا فلما ألحقوا الهاء صيروها بمنزلة الفاء التي تلزم الاسم في كل موضع واختُص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختص بيأيها الرجل وذهب أبو عثمان المازني في قراءة من قرأ {يا أبت} مريم 42 بفتح التاء إلى أنه أراد يا أبتاهْ فحذف الألف وقوله أنشده يعقوب

(تقولُ ابنتِي لما رأتْ وَشْكَ رِحْلَتي ... كأنَّك فينا يا أَباتِ غَرِيبُ)

أراد يا أبتا فقدم الألف وأخّر التاء وقد تقدم أنه تأنيث الأبا وقوله أنشده ثعلب

(فقامَ أبو ضَيْفٍ كِريمٌ كأنَّه ... وقَدْ جَدَّ مِنْ حُسْنِ الفُكاهَةِ مازِحُ)

فسره فقال إنما قال أبو ضيف لأنه يَقْرى الضيفان وقال العُجَير السَّلوليّ

(تركنا أبا الأضيافِ في ليلة الصَّبا ... بمَرْوَ ومِرْدَى كُلَّ خَصْمٍ يُجادِلُهْ)

وحكى اللحياني عن الكسائي ما يَدرِي له مَنْ أَبٌ وما أَبٌ أي لا يَدْري مَن أبوه وما أبوه وقالوا لابَ لك يريدون لا أبَ لك فحذفوا الهمزة البتة ونظيرُه قولهم ويْلَمِّه يريدون ويل أُمِّه وقالوا لا أبا لك قال أبو علي فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين وذلك أن ثبات الألف في أبا من لا أبا لك دليلُ الإضافة فهذا وجهٌ ووجهٌ آخرُ أن ثباتَ اللامِ وعملَ لا في هذا الاسْمِ يُوجبُ التنكيرَ والفصلَ فثباتُ الألفِ دليلُ الإضافةِ والتعريفِ ووجودُ اللامِ دليلُ الفصلِ والتنكيرِ وهذانِ كما تراهما متدافعان والفرقُ بينهما أن قولَهم لا أبا لك كلامٌ جرى مجرى المثلِ وذلك أنك إذا قلتَ هذا فإنك لا تنفي في الحقيقةِ أباه وإنما تُخْرِجه مَخْرجَ الدعاءِ عليه أي أنت عندي ممن يستحقُّ أن يُدعى عليه بفقد أبيه وأنشد توكيدا لما رآه من هذا المعنى قوله

(وتُترَكُ أُخرى فَرْدةً لا أخا لها ... )

ولم يقل لا أخت لها ولكن لما جرى هذا الكلام على أفواههم لا أبا لك ولا أخا لك قيل مع المؤنث على حدّ ما يكون عليه مع المذكر فجرى هذا نحوًا من قولهم لكل أحدٍ من ذكر وأنثى أو اثنين أو جماعة الصيفَ ضيعتِ اللبنَ على التأنيث لأنه كذا جرى أَوّلُه وإذا كان الأمر كذلك عُلم أن قولَهم لا أبا لك إنم فيه تعادِي ظاهرِه من اجتماع صورتَيِ الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظًا لا معنًى ويؤكد عندك خروجَ هذا الكلامِ مخرجَ المثلِ كثرتُه في الشعر وأنه يقال لمن له أبٌ ولمن لا أبَ له وهذا الكلام دعاء في المعنى لا محالة وإن كان في اللفظ خبرا ولو كان دعاء مصرَّحا لما جاز أن يقال لمن لا أب له لأنه إذا كان لا أب له لم يجُز أن يُدعَى عليه بما هو فيه لا محالة ألا ترى أنك لا تقول للفقير أفقره الله فكما لا تقول لمن لا أب له أفقدك اللهُ أباك كذلك تعلم أن قولهم لمن لا أب له لا أبا لك لا حقيقةَ لمعناه مطابقة للفظه وإنما هي خارجةٌ مخرجَ المثلِ على ما فسّره أبو عليّ قال عنترة

(فاقْنَيْ حياكِ لا أبا لكِ واعْلَمِي ... أنّي امرؤٌ سأموتُ إنْ لَمْ أُقْتلِ)

وقال المتلمس

(ألقِ الصحيفةَ لا أبا لكَ إنه ... يُخْشَى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ)

ويدلك على أن هذا ليس بحقيقة قول جرير

(يا تيمَ تيمَ عَدِيٍّ لا أبا لكم ... لا يُلْقِيّنكم في سوْءةٍ عُمَرُ) فهذا أقول دليل على أن هذا القول مثلٌ لا حقيقة ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون للتيم كلها أبٌ واحدٌ ولكن كُلُّكُمْ أهلٌ للدعاء عليه والإغلاظِ له وأبو المرأةِ زوجُها عن ابن حبيبٍ
أبوتقول: البر مع الأبوة، والعقوق مع البنوة. وأبوته أبوة صدق أي آباؤه. وأبوت فلاناً وأممته: كنت له أباً وأماً. قال:

تؤمهم وتأبوهم جميعاً ... كما قد السيور من الأديم وأنه ليأبو يتيماً أي يغذوه ويربيه فعل الآباء. وتأبيت فلاناً وتأممت فلانة كما تقول تبنيته.

أَبَانان

أَبَانان:
تثنية لفظ أبان المذكور قبله، وقد روى بعضهم أن هذه التثنية هي لأبان الأبيض وأبان الأسود المذكورين قبل. قالا الأصمعي: وادي الرّمّة يمرّ بين أبانين، وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة، ثم لبني جريد، منهم، وأبان الأسود لبني أسد، ثم لبني والبة، ثم للحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وبينهما ثلاثة أميال. وقال آخرون: أبانان تثنية أبان ومتالع. غلّب أحدهما، كما قالوا العمران والقمران في أبي بكر وعمر، وفي الشّمس والقمر، وهما بنواحي البحرين، واستدلّوا على ذلك بقول لبيد:
درس المنا بمتالع، فأبان، ... فتقادمت، فالحبس، فالسّوبان
أراد: درس المنازل، فحذف بعض الاسم ضرورة، وهو من أقبح الضرورات. وقال أبو سعيد السّكّري [1] في معلقة امرئ القيس: كأن ثبيرا.
في قول بشر بن أبي خازم:
ألا بان الخليط ولم يزاروا، ... وقلبك في الظّعائن مستعار
أسائل صاحبي، ولقد أراني ... بصيرا بالظّعائن حيث صاروا
تؤمّ بها الحداة مياه نخل، ... وفيها عن أبانين ازورار
أبان: جبل معروف، وقيل أبانين، لأنه يليه جبل نحو منه يقال له شرورى، فغلّبوا أبانا عليه، فقالوا أبانان، كما قالوا العمران لأبي بكر وعمر، وله نظائر. ثم للنحويّين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني.
قالوا: تقول هذان أبانان حسنين، تنصب النعت على الحال لأنه نكرة وصفت بها معرفة، لأن الأماكن لا تزول، فصار كالشيء الواحد، وخالف الحيوان. إذا قلت هذان زيدان حسنان، ترفع النعت ههنا، لأنه نكرة وصفت بها نكرة، وقالوا في هذا وشبهه مما جاء مجموعا: إن أبانين وما أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنيّت، بل وضعت من المبتدإ مثنّاة مجموعة، فهي صيغة مرتجلة، فأبانان علم لجبلين، وليس كلّ واحد منهما أبانا على انفراده، بل أحدهما أبان، والآخر متالع.
قال أبو سعيد: وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية والجمع، فتكون معرفة بغير لام، وذلك لا يكون إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا، نحو أبانين وعرفات، وإنما فرقوا بين أبانين وبين زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجلين ولا لرجال بأعيانهم، وجعلوا الاسم الواحد علما بعينه، فإذا قالوا رأيت أبانين، فإنما يعنون هذين الجبلين بأعيانهما المشار إليهما، لأنّهم جعلوا أبانين اسما لهما لا يشاركهما في هذه التسمية غيرهما، ولا يزولان، وليس هذا في الأناسيّ، لأن كلّ واحد من الأناسيّ يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان، والأماكن لا تزول، فيصير كل واحد من الجبلين داخلا في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال والثبات والجدب والخصب، ولا يشار إلى أحد منهما بتعريف دون الآخر، فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شيء.
والإنسانان يزولان ويتصرّفان ويشار إلى أحدهما دون الآخر، ولا يقال أبان الغربيّ وأبان الشرقيّ.
وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش: قد يجوز أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر، وأنشد بيت لبيد المذكور قبيل. قال أبو سعيد: وهذا يجوز في كل اثنين يصطحبان ولا يفارق أحدهما صاحبه في الشعر وغيره، وقال أبو ذؤيب:
فالعين بعدهم كأنّ حداقها ... سملت بشوك، فهي عور تدمع
ويقال: لبس زيد خفّه ونعله، والمراد النعلين والخفّين. قالوا: والنسبة إلى أبانين أبانيّ، كما قال الشاعر:
ألا أيّها البكر الأبانيّ! إنّني ... وإياك في كلب لمغتربان
تحنّ وأبكي، إنّ ذا لبليّة، ... وإنّا على البلوى لمصطحبان
وكان مهلهل بن ربيعة أخو كليب، بعد حرب البسوس، تنقّل في القبائل حتى جاور قوما من مذحج يقال لهم بنو جنب، وهم ستة رجال: منبّه، والحارث، والعلي، وسيحان، وشمران، وهفّان.
يقال لهؤلاء الستة: جنب، لأنهم جانبوا أخاهم صداء، فنزل فيهم مهلهل، فخطبوا إليه ميّة أخته، فامتنع،
فاكرهوه حتى زوّجهم، فقال:
أنكحها فقدها الاراقم في ... جنب، وكان الخباء من أدم
لو بأبانين جاء يخطبها، ... ضرّج ما أنف خاطب بدم
هان على تغلب الذي لقيت ... أخت بني المالكين، من جشم
ليسوا بأكفائنا الكرام، ولا ... يغنون من عيلة ولا عدم

اللفيف من النون

بابُ اللَّفِيْف


ما أَوَّلُه النُّوْن
النَّوْءُ: من أنْوَاءِ النُّجُوْمِ؛ وهو سُقُوْطُ نَجْمٍ بالغَدَاةِ مَعَ طُلُوْعِ الفَجْرِ وطُلُوْعُ آخَرَ في حِيَالِه في تلك السّاعَةِ. وناءَ الشَّيْءُ يَنُوْءُ: أي مالَ إلى السُّقُوْطِ. والنُّوْءانُ: جَمْعُ الأنْوَاءِ. وما بالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلانٍ: أي أعْلَمُ بالأنْوَاءِ منه.
وإذا نَهَضَ بحِمْلِه في تَثَاقُلٍ يُقال: ناءَ به إذا أطاقَه.
والمَرْأَةُ تَنُوْءُ بها عَجِيْزَتُها.
وناوَأْتُ العَدُوَّ: وهو أنْ تَنُوْءَ إليه ويَنُوْءَ إليكَ.
ونُؤْتُ به أَشَدَّ النُّوْءَانِ: أي صِرْتُ أثْقَلَ منه.
والنَّيْءُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ النِّيْءِ الذي لم يَنْضَجْ مَهْمُوْزٌ، لَحْمٌ نِيْءٌ؛ بَيِّنُ النِّيَاءَةِ والنُّيُوْءَةِ. وناءَ الشَّيْءُ يَنَاءُ على مِثَالِ جاءَ يَجَاءُ. وأَنَأْتُ اللَّحْمَ إنَاءَةً: إذا لم تُنْضِجْهُ، ولَحْمٌ مُنْأىً ومُنَاءٌ.
والنِّيْءُ: اللَّبَنُ الذي لم يَأْخُذْ طَعْمَه، وكذلك اللَّحْمُ والخَمْرُ. وبَضْعَةٌ فيها نُيُوْءٌ.
ونَيَّأْتُ الأمْرَ: إذا لم تُحْكِمْهُ. والنَّأْيُ: البُعْدُ، والنّائي: البَعِيْدُ، نَأَى يَنْأَى نَأْياً، وأَنْأَيْتُه إنْأءً. والانْتِيَاءُ: الافْتِعَالُ في النَّأْيِ. والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ البَعِيْدُ. ونَأَوْتُ: لُغَةٌ في نَأَيْتُ.
ونَأَيْتُه: بمَعْنى نَأَيْتُ عنه، والانْتِيَاءُ افْتِعَالٌ: منه.
والنُّؤْيُ: حَفِيْرَةٌ تُحْفَرُ حَوْلَ الخِبَاءِ تَدْفَعُ عنه السَّيْلَ وماءَ المَطَرِ، وانْتَأَتِ المَرْأَةُ حَوْلَ بَيْتِها، والجَمِيْعُ الآنَاءُ والنُّئِيُّ. والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ، والنَّأْيُ والنُّؤْيُ والنِّئْيُ على مِثَالِ نِعْيٍ أيضاً. ونَأَيْتُ نُؤْياً: حَفَرْته؛ وانْتَأَيْتُ وأَنْأَيْتُ ثلاثُ لُغَاتٍ.
ويقولونَ: فَعَلَ كذا على ما ساءَه وناءَه، ويَسُوْرُه ويَنُوْؤُه.
والنَّوَى والنَّوَاةُ: التَّحَوُّلُ من دارٍ إلى دارٍ، والمَصْدَرُ: النِّيَّةُ، والفِعْلُ: الانْتِوَاءُ. ونِيَّةٌ قَذَفٌ، وقد يُخَفَّفُ. ونَوى القَوْمُ: انْتَوَوْا. وأنْوَيْتُه: تَبِعْتُه في نِيَّتِه. وأنَا نَوِيُّه: أي أَجْرِي مَعَه في هَوَاه. والنّاوي: الذي يَنْوِي بالأظْعَانِ إلى حَيْثُ يُرِيْدُ. والنَّوِيُّ: الذي يُنَاوِي صاحِبَه أي يُوَافِقُه حَيْثُ يَنْوي.
والنَّوَاةُ: الحاجَةُ، قَضَى اللهُ نَوَاتَكَ. وجاءني في حاجَةٍ فنَوَيْتُه بنَوَاتِه وأنْوَيْتُه: أي قَضَيْتُ حاجَتَه. والنِّيَّةُ: الحاجَةُ أيضاً.
ونَوَاكَ اللهُ: أي حَفِظَكَ اللهُ وصَحِبَكَ.
ونَوَيْتُ كذا: أي قَصَدْته. وناوَأْتُ وناوَيْتُ في القَصْدِ: واحِدٌ.
وأنْوَى: إذا تَبَاعَدَ في النَّوَى والسَّفَرِ. وفي المَثَلِ: " ما أمْرُ العَذْرَاءِ في نَوى القَوْمِ " أي إنَّها لا تُسْتَأْمَرُ في الشُّخُوْصِ. ويقولونَ: " عِنْدَ النَّوَى يَكْذِبُكَ الصّادِقُ ".
والنَّوَاةُ في الحَدِيْثِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ.
وحَبُّ العِنَبِ: النَّوَى. فأمَّا نَوى التَّمْرِ فجَمْعُه نُوِيِّ، وثَلاَثُ نَوَيَاتٍ. وأنْوَى الرَّجُلُ: ألْقى النَّوَى، ونَوَى: مِثْلُه، واسْتَنْوَيْتُه: كذلك. والأَنْوَاءُ: ما نَبَتَ في الرُّطَبَةِ من النَّوَى.
والنِّوَاءُ: جَمْعُ النّاوِيَةِ من الإِبِلِ وهي السَّمِيْنَةُ. ونَوَتِ النّاقَةُ تَنْوِي نِوَايَةً ونَوَايَةً: سَمِنَتْ. والنَّيُّ: الشَّحْمُ. وجَزُوْرٌ ناوِيَةٌ: لم يَنْتَهِ سِمَنُها، وقيل: هي المُنْتَهِيَةُ منها، هو من الأضْدَاد.
والنُّوْنَةُ: شَعرُ المَرْأَةِ تَجْمَعُه على وَسَطِ رَأْسِها، وكذلك النُّوْنُوَةُ. ونَوَّنَتِ المَرْأَةُ رَأْسَها.
والنُّؤْنُؤُ: الضَّعِيْفُ من الرِّجَالِ؛ كالنَّأْنَإ والنَّأْنَاءِ.
ونَأْنَأْتُ عن الأمْرِ: كِعْتَ عنه. وإذا نَهَيْتَ أيضاً.
وأمْرٌ مُنَأْنَأٌ: ضَعِيْفٌ.
ونَأْنَأْتُ: تَرَفَّعْت.
ونَأْنَأْتُ وَلَدي: غَذَوتهم أحْسَنَ الغِذَاءِ.


ما أَوَّلُه الألِف
الأَنَاةُ: الحِلْمُ، وتَأَنَّى الرَّجُلُ تَأَنِّياً.
والأَنَى: التُّؤَدَةُ، أنَى يَأْنى أُنِيّاً فهو آنٍ، وتَأَنَّيْتُه، واسْتَأْنَيْتُ فلاناً: أي لم أُعْجِلْهُ.
والمَرْأَةُ الحَلِيْمَةُ: أَنَاةٌ، والجَمِيْعُ أَنَوَاتٌ.
وآنَيْتُ: أبْطَأْت وأخَّرْت، وفي الحَدِيْثِ: " رَأَيْتُكَ آذَيْتَ وآنَيْتَ ". والفِعْلُ: أَنَى يَأْني أُنِيّاً فهو آنٍ. ولا تُؤْنِ فُرْصَتَكَ: أي لا تُؤَخِّرْها عن إنَاها. وخَيْرُه بَطِيْءٌ أَنِيْءٌ. والأَنَاءُ: الإِبْطَاءُ.
والآنِيَّةُ من النِّسَاءِ: البَطِيْئَةُ القِيَامِ، وهي الأَنَاةُ.
والإِنى مَقْصُوْرٌ: إدْرَاكُ الشَّيْءِ حَتّى اللَّحْمِ المَشْوِيِّ. و " حَمِيْمٍ آنٍ ": انْتَهى حَرُّه، والفِعْلُ: أنَى يَأْني.
وعَيْنٌ آنِيَةٌ: مُسَخَّنَةٌ.
واسْتَأْنَيْتُ الطَّعَامَ: انْتَظَرْتُ إدْرَاكَه. والمَأْنى مَفْعَلٌ: من أنَى يَأْني: إذا أدْرَكَ.
والإِنَى والإِنْيُ والإِنْوُ: ساعَةٌ من ساعَاتِ اللَّيْلِ. وأتَيْتُه إنْياً بَعْدَ إنْيٍ: أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.
وما أنَى لكَ أنْ تَفْعَلَ كذا وما آنَ بمَعْنىً: أي ما حانَ. وآنى لكَ بمَعْنى أَنَى.
وأصَابَتْهم أَنَاةٌ من مَطَرٍ: أي قَلِيْلٌ. والإِنَاءُ مَمْدُوْدٌ: من الآنِيَةِ، والأَوَاني: جَمَاعَةُ جَمْعٍ. وسَقَيْتُه إنَاياً: أي إنَاءً.
وأتَوْا من أُنَا وأُنَا: بمَعْنى هُنَا وهُنَا، ومِنْ أُنَا مَرَّةً ومِنْ أُنٍ مَرَّةً.
" إنْ " خَفِيْفَةٌ: حَرْفُ مُجَازَاةٍ في الشَّرْطِ. ويكونُ جُحُوْداً بمَنْزِلَةِ ما؛ كقَوْلِكَ: إنْ لَقِيْتُ إلاَّ زَيْداً.
و" أَنْ " خَفِيْفَةٌ: نِصْفُ اسْمٍ؛ وتَمَامُه يَفْعَل؛ كقَوْلِكَ: أُحِبُّ أنْ ألْقَاكَ؛ فَصَارَ " أنْ " و " ألْقَاكَ " في مِيْزَانِ اسْمٍ واحِدٍ.
و" إنَّ " و " أنَّ ": حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ. وللعَرَبِ في " إنَّ " لُغَتَانِ: التَّثْقِيْلُ والتَّخْفِيْفُ، فمَنْ خَفَّفَ رَفَعَ بها، إلاَّ أنَّ ناساً من أهْلِ الحِجَازِ يُخَفِّفُوْنَ ويَنْصِبُوْنَ على نِيَّةِ التَّثْقِيْلِ؛ فإنَّهم قَرَأُوا: " وإنْ كُلاًّ ". فأمَّا قَوْلُه عَزَّ اسْمُه: " إنَّ هذَانِ لَسَاحِرَانِ " فمنهم مَنْ يَجْعَلُ اللاّمَ في مَوْضِعِ " إلاَّ " ويَجْعَلُ " إنْ " جُحُوْداً على تَفْسِيْرِ: ما هذَانِ إلاَّ ساحِرَانِ، ومنهم مَنْ يَقُوْلُ: " إنَّ " في مَعْنى " أَجَلْ "؛ فإذا وَقَفُوا عليه قالوا: إنَّهْ، ويَحْتَجُّوْنَ بقَوْلِه: إنَّ وراكِبَها. وقيل: هو ههُنا في مَعْنى الدُّعَاء.
و" أنَّى ": في مَعْنى كَيْفَ، ومِنْ أَنَّى شِئْتَ: أي من حَيْثُ وأَيْنَ.
و" أَنَا ": فيها لُغَتَانِ: حَذْفُ الألِفِ الأخِيْرَةِ، وإثْبَاتُها وهو الأَحْسَنُ في الوُقُوْفِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي " أي لكن أَنَا.
والآنَ: بمَعْنى السّاعَةِ التي يكونُ فيها الكلامُ والأمْرُ رَيْثَما تَبْتَدِىءُ وتَسْكُتُ، وهي مَنْصُوْبَةٌ في كُلِّ حالٍ.
وأَيْنَ: وَقْتٌ من الأمْكِنَةِ.
والأَيْنُ: الإِعْيَاءُ والكَلاَلُ، ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ، وقيل: آنَ يَئِيْنُ أَيْناً.
والأَيْنُ: الحَيَّةُ.
وأَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِيْناً: من المَرَضِ؛ وأَنّاً وأَنَّةً. ورَجُلٌ أُنَانٌ: كَثِيْرُ الأَنِيْنِ.
ورَجُلٌ أُنَنَةٌ: وهو القَوَّالَةُ البَلِيْغُ، والجَمِيْعُ الأُنَنُ.
والمَوْأَنَةُ: العَوْدُ في تَنَجُّزِ قَضَاءِ الشَّيْءِ والتَّرَدُّد فيه.
وتَأَنَّنْتُ فلاناً: طَلَبْتُ عِنْدَه النَّصَفَةَ.
وأنْتَ عُمْدَتُنا ومَئِنَّتُنَا: أي نَقْصِدُ إليكَ في حَوَائِجِنا. وهو مَئِنَّةٌ أنْ يَفْعَلَ كذا: أي مَظِنَّةٌ وخَلِيْقٌ.
والمَسْجِدُ مِنّي مَئِنَّةٌ: أي مَكانٌ.
ورَجُلٌ ذو مَئِنَّةٍ: أي خَلِيْقٌ للخَيْرِ؛ وهو مَفْعِلَةٌ مِنْ " أنَّ " وفي مَوْضِعِها.
والإِنِّيَّةُ: إنِّيَّةُ الشَّيْءِ وهو ثُبُوْتُ كَوْنِه ووُجُوْدُه.
و" لا أفْعَلُه ما أَنَّ في السَّمَاءِ نَجْمٌ " بمَعْنى عَنَّ وعَرَضَ.
وأنَّ الماءَ أَنّاً: إذا صَبَّه.
و" ما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ " أي لا ناقَةٌ ولا شاةٌ.
والأَوْنَانِ: جانِبَا الخُرْجِ، والاسْمُ: الإِوَانُ.
والأَتَانُ إذا عَظُمَ بَطْنُها وأَقْرَبَتْ: قد أَوَّنَتْ. وكذلك الحِمَارُ إذا أكَلَ وشَرِبَ وانْتَفَخَتْ خاصِرَتاه. وتَأَوَّنَ سِمْناً: أي صارَتْ له أَوَانٌ من الشَّحْمِ أي أَعْدَالٌ. وأَوِنَ الرَّجُلُ: مِثْلُه.
والأَوَانَانِ: العِدْلاَنِ، الواحِدُ أَوَانٌ.
والأَوْنَانِ: شاطِئا الوادي.
والأَوْنُ: الرُّوَيْدُ في المَشْيِ، أُنْتُ فلاناً أَؤُوْنُ.
ولَيْلَةٌ آئِنَةٌ ولَيَالٍ أَوَائِنُ وآئِنَاتٌ: أي يُعَرَّجُ فيها لطُوْلِها ويُسْتَرَاحُ قَلِيلاً قَلِيْلاً من غَيْرِ عَلَفٍ.
ولَيَالٍ آئِنَاتٌ: أي وادِعَاتٌ.
وقالوا: رِبْعٌ إيْنٌ خَيْرٌ من غِبٍّ حَصْحَاصٍ: أي من غِبٍّ سَرِيْعِ السَّيْرِ. وسارُوا وأوَّنُوا. وعلى رِسْلِكَ وأوْنِكَ.
ورَجُلٌ آئِنٌ: ساكِنٌ.
وآنَ الخَيْرُ: أَبْطَأَ؛ فهو آئِنٌ؛ وأَنِيٌّ أيضاً.
وقيل: الأَوْنُ: الدَّعَةُ، والتَّكَلُّفُ جَمِيْعاً، وهو من الأضْدَادِ. وهو أيضاً: الانْتِظَارُ والوُقُوْفُ.
والإِوَانُ: بَيْتٌ شِبْهُ أَزَجٍ غَيْرُ مَسْدُوْد الوَجْهِ، والإِيْوَانُ: لُغَةٌ، وجَمْعُ الإِوَانِ أُوْنٌ، وجَمْعُ الإِيْوَانِ أَوَاوِيْنُ وإيْوَانَاتٌ. وكذلكَ إيْوَانُ اللِّجَامِ. والإِوَانُ: عَمُوْدٌ من أَعْمِدَةِ الخِبَاءِ. وكُلُّ شَيْءٍ سَنَدْتَ به شَيْئاً فهو: إوَانٌ.
والأَوَانُ: الحِيْنُ والزَّمَانُ، وكذلك الإِوَانُ والآئِنَةُ والآوِنَةُ. وهذا أَوَانُ الآنِ. وَمَا جِئْتَ إلاّ أَوَانَ الآنِ. وكانَ كذا آنَ إذٍ: أي حِيْنَئِذٍ، وآنَ آنُه أَنْ فَعَلَ؛ وإنى آنِهِ. والآنَ آنُكَ وأَيْنُكَ.
والأَوْنُ: العِظَمُ. والضَّعْفُ. والتَّكَلُّفُ أيضاً، بمَنْزِلَةِ الأَوْنِ.


ما أَوَّلُه الواو
الوَنَا والوَنْيَةُ: الفَتْرَةُ في الأعْمَالِ، ومنه التَّوَاني.
ولا يَني في أمْرِه: أي لا يَعْجَزُ.
ولا يَني يَفْعَلُ كَذا: بمَعْنى لا يَزَالُ.
ووَنّى في أمْرِه ووَنَى مُخَفَّفٌ: واحِدٌ. والوَنَاءُ بالمَدِّ: بمَعْنى القَصْرِ.
والوُنِيُّ: المَصْدَرُ. والنِّيَةُ بوَزْنِ الدِّيَةِ: من وَنى يَني.
وناقَةٌ وَانِيَةٌ: أي طَلِيْحَةٌ مُعْيِيَةٌ، وَنَتْ وَنْياً.
ووَنَيْتُ كُمّي وَنْياً: إذا شَمَّرْته.
ووَنَاهُ القَوْمُ: أي دَعَاه.
ووَنّى تَوْنِيَةً: إذا لم يُجِدِ العَمَلَ.
والوَأْنَةُ: القَصِيْرُ، والوَأْنُ مِثْلُه. وقيل: هو الكَثِيْرُ اللَّحْمِ، وسَنَامٌ وَأْنٌ، وجَمْعُ وِئَانٌ.
والوَنُّ: الصَّنْجُ الذي يُضْرَبُ.
والوَيْنُ: العِنَبُ. والوَيْنَةُ: العِنَبَةُ السَّوْدَاءُ.

الرب

الرَّبُّ: هو المالك أصله التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام. والربُّ مطلقاً لا يطلق إلى على الله سبحانه وتعالى، وعلى غيره بالإضافة نحو ربِّ الدار.
الرب
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الرب) : الراء والباء المضعَّفة
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 2/381: - 382 مادة (رب) : "الراء والياء يدل على أصول، فالأول: إصلاح الشيء والقيام عليه، فالرب: المالك، والخالق، والصاحب، والرب: المصلح للشيء..
والأصل الآخر: لزوم الشيء والإقامة عليه، وهو مناسب للأصل الأول..،
والأصل الثالث: ضم الشيء للشيء وهو أيضاً مناسب لما قبله: ومتى أنعم النظر كان الباب كله قياساً واحداً.." اهـ، ومعناها الأصلي الأساسي: التربية، ثم تتشعب عنه معاني التصرف والتعهد والاستصلاح والإتمام والتكميل، ومن ذلك كله تنشأ في الكلمة معاني العلو والرئاسة والتملك والسيادة. ودونك أمثلة لاستعمال الكلمة في لغة العرب بتلك المعاني المختلفة: (1)
(1) التربية والتنشئة والإنماء:
يقولون (ربَّ الولد) أي ربّاه حتى أدرك فـ (الرّبيب) هو الصبي الذي تربيه و (الربيبة) الصبية. وكذلك تطلق الكلمتان على الطفل الذي يربى في بيت زوج أمه و (الربيبة) أيضاً الحاضنة ويقال (الرّابة) لامرأة الأب غير الأم، فإنها وإن لم تكن أم الولد، تقوم بتربيته وتنشئته. و (الراب) كذلك زوج الأم. (المربب) أو (المربى) هو الدواء الذي يختزن ويدّخر. و (رَبَّ يُربُّ ربَّاً) من باب نصر معناه الإضافة والزيادة والإتمام، فيقولون (ربَّ النعمة) : أي زاد في الإحسان وأمعن فيه.
(2) الجمع والحشد والتهيئة:
يقولون: (فلان يرب الناس) أي يجمعهم أو يجتمع عليه الناس، ويسمون مكان جمعهم (بالمرّبّ) و (التربُّب) هو الانضمام والتجمّع.
(3) التعهد والاستصلاح والرعاية والكفالة:
يقولون (رب ضيعة) أي تعهدّها وراقب أمرها. قال صفوان بن أمية لأبي سفيان: لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن، أي يكفلني ويجعلني تحت رعايته وعنايته. وقال علقمة بن عبدة:
وكنت امرءاً أفضت إليك ربابتي ... ... وقبلك ربتني فضيعت ربوب (2)
أي انتهى إليك الآن أمر ربابتي وكفالتي بعد أن رباني قبلك ربوب فلم يتعهدوني ولم يصلحوا شأني. ويقول الفرزدق:
كانوا كسالئة حمقاء إذ حقنت ... ... سلاءها في أديم غير مربوب (3) أي الأديم الذي لم يليّن ولم يدبغ. ويقال (فلان يربب صنعته عند فلان) أي يشتغل عنده بصناعته ويتمرن عليها ويكسب على يده المهارة فيها.
(4) العلاء والسيادة والرئاسة وتنفيذ الأمر والتصرف:
يقولون (قد ربّ فلان قومه) : أي ساسهم وجعلهم ينقادون له. و (ربيت القوم) أي حكمتهم وسدتهم، ويقول لبيد بن ربيعة:
وأهلكن يوماً رب كندة وابنه ... وربَّ معد بين خبث وعرعر (1)
والمراد برب كندة ههنا سيد كندة ورئيسهم. وفي هذا المعنى يقول النابغة الذبياني:
تخُبٌّ إلى لانعمان حتى تناله ... فدىً لك من ربٍ تليدي وطارفي (2)
(5) التملك:
قد جاء في الحديث أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً "أرب غنم أم رب ابل؟، أي أمالك غنم أنت أم مالك ابل؟ وفي هذا المعنى يقال لصاحب البيت (رب الدار) وصاحب الناقة: (رب الناقة) ومالك الضيعة: (رب الضيعة) وتأتي كلمة الرب بمعنى السيد أيضاً فتستعمل بمعنى ضد العبد أو الخادم.
هذا بيان ما يتشعب من كلمة (الرب) من المعاني. وقد أخطأوا لعمر الله حين حصروا هذه الكلمة في معنى المربي والمنشئ، ورددوا في تفسير (الربوبية) هذه الجملة (هو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام) . والحق أن ذلك إنما هو معنى واحد من معاني الكلمة المتعددة الواسعة. وبإنعام النظر في سعة هذه الكلمة واستعراض معانيها المتشعبة يتبين أن كلمة (الرب) مشتملة على جميع ما يأتي بيانه من المعاني:
المربي الكفيل بقضاء الحاجات، والقائم بأمر التربية والتنشئة.
الكفيل والرقيب، والمتكفل بالتعهد وإصلاح الحال.
السيد الرئيس الذي يكون في قومه كالقطب يجتمعون حوله. السيد المطاع، والرئيس وصاحب السلطة النافذ الحكم، والمعترف له بالعلاء والسيادة، والمالك لصلاحيات التصرف.
الملك والسيد.



استعمال كلمة (الرب) في القرآن
وقد جاءت كلمة (الرب) في القرآن بجميع ما ذكرناه آنفاً من معانيها. ففي بعض المواضع أريد بها معنى أو معنيان من تلك المعاني. وفي الأخرى أريد بها أكثر من ذلك. وفي الثالثة جاءت الكلمة مشتملة على المعاني الخمسة بأجمعها في آن واحد. وها نحن نبين ذلك بأمثلة من آي الذكر الحكيم.

بالمعنى الأول
(قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) (1) (يوسف: 23)

بالمعنى الثاني وباشتراك شيء من تصور المعنى الأول.
(فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين) (الشعراء: 77-80)
(وما بكم من نعمة فمن الله، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) (النحل: 53-54)
(قل أغير الله أبغي رباً وهو ربُّ كل شيء) (الأنعام: 164)
(ربُّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً) (المزمل: 9)

بالمعنى الثالث (هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
(ثم إلى ربكم مرجعكم) (الزمر: 7)
(قل يجمع بيننا ربنا) (سبأ: 26)
(وما من دابةً في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربّهم يُحشرون) (الأنعام: 38)
(ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون) (يس: 51)

بالمعنى الرابع وباشتراك بعض تصور المعنى الثالث.
(اتّخذوا أحبارهم ورُهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة: 31)
(ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
والمراد بالأرباب في كلتا الآيتين الذين تتخذهم الأمم والطوائف هداتها ومرشديها على الإطلاق. فتذعن لأمرهم ونهيهم، وتتبع شرعهم وقانونهم، وتؤمن بما يحلون وما يحرمون بغير أن يكون قد أنزل الله تعالى به من سلطان، وتحسبهم فوق ذلك أحقاء بأن يأمروا وينهوا من عند أنفسهم.
(أما أحدكما فيسقي ربه خمراً) .. (وقال للذي ظنّ أنه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه) .. (فلما جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربي بكيدهنّ عليم) (يوسف: 41، 42، 50)
قد كرر يوسف عليه السلام في خطابه لأهل مصر في هذه الآيات تسمية عزيز مصر بكلمة (ربهم) فذلك لأن أهل مصر بما كانوا يؤمنون بمكانته المركزية وبسلطته العليا، ويعتقدون أنه مالك الأمر والنهي، فقد كان هو ربهم في واقع الأمر، وبخلاف ذلك لم يُرد يوسف عليه السلام بكلمة (الرب) عندما تكلم بها بالنسبة لنفسه إلا الله تعالى فإنه لم يكن يعتقد فرعون، بل الله وحده المسيطر القاهر ومالك الأمر والنهي.

بالمعنى الخامس:
(فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفٍ) (قريش: 3-4)
(سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون) (الصافات: 180)
(فسبحان الله ربِّ العرش عما يصفون) (الأنبياء: 22)
(قل من ربُّ السماوات السبع وربُّ العرش العظيم) (المؤمنون: 86) (رب السماوات والأرض وما بينهما وربُّ المشارق) (الصافات: 5)
(وأنه هو رب الشِّعرى) (النجم: 49)



تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية
ومما تقدم من شواهد آيات القرآن، تتجلى معاني كلمة (الرب) كالشمس ليس دونهما غمام. فالآن يجمل بنا أن ننظر ماذا كانت تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية، ولماذا جاء القرآن ينقضها ويرفضها، وما الذي يدعو إليه القرآن الكريم؟ ولعل من الأجدر بنا في هذا الصدد أن نتناول كل أمة من الأمم الضالة التي ذكرها القرآن منفصلة بعضها عن بعض، فنبحث في عقائدها وأفكارها حتى يستبين الأمر ويخلص من كل لبس أو إبهام.

قوم نوح عليه السلام
إن أقدم أمة في التاريخ يذكرها القرآن هي أمة نوح عليه السلام، ويتضح مما جاء فيه عن هؤلاء القوم أنهم لم يكونوا جاحدين بوجود الله تعالى، فقد روى القرآن نفسه قولهم الآتي في ردّهم على دعوة نوح عليه السلام:
(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريدُ أن يتفضل عليكم، ولو شاء الله لأنزل ملائكة) ... (المؤمنون: 24)
وكذلك لم يكونوا يجحدون كون الله تعالى خالق هذا العالم، وبكونه رباً بالمعنى الأول والثاني، فإنه لما قال لهم نوح عليه السلام
(هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
و (استغفروا ربكم إنه، كان غفاراً) و (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً والله أنبتكم من الأرض نباتاً) (نوح: 10، 15، 16، 17)
لم يقم أحد منهم يرد على نوح قوله ويقول: ليس الله بربنا، أوليس الله بخالق الأرض والسماء ولا بخالقنا نحن، أو ليس هو الذي يقوم بتدبير الأمر في السماوات والأرض.
ثم إنهم لم يكونوا جاحدين أن الله إلهٌ لهم. ولذلك دعاهم نوح عليه السلام بقوله: (ما لكم من إله غيره) فإن القوم لو كانوا كافرين بألوهية الله تعالى، إذاً لكانت دعوة نوح إياهم غير تلك الدعوة وكان قوله عليه السلام حينئذ من مثل "يا قوم! اتخذوا الله إلهاً) . فالسؤال الذي يخالج نفس الباحث في هذا المقام هو: أي شيء كان إذاً موضوع النزاع بينهم وبين نبيهم نوح عليه السلام. وإننا إذاً أرسلنا النظر لأجل ذلك في آيات القرآن وتتبعناها، تبين لنا أنه لم يكن موضوع النزاع بين الجانبين إلا أمرين اثنين: أولهما أن نوحاً عليه السلام كان يقول لقومه: إن الله الذي هو رب العالمين والذي تؤمنون بأنه هو الذي قد خلقكم وخلق هذا العالم جميعاً، وهو الذي يقضي حاجاتكم، هو في الحقيقة إلهكم الواحد الأحد ولا إله إلا هو، وليس لأحد من دونه أن يقضي لكم الحاجات ويكشف عنكم الضر ويسمع دعواكم ويغيثكم، ومن ثم يجب عليكم ألا تعبدوا إلا إياه ولا تخضعوا إلا له وحده.
(يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 59)
(ولكني رسولٌ من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي) (الأعراف: 61-62)
وكان قومه بخلاف ذلك مصرين على قولهم بأن الله هو رب العالمين دون ريب. إلا أن هناك آلهة أخرى لها أيضاً بعض الدخل في تدبير نظام هذا العالم، وتتعلق بهم حاجاتنا، فلا بد أن نؤمن بهم كذلك آلهة لنا مع الله:
(وقالوا لا تذرنُّ آلهتكم ولا تذرنّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) (نوح: 23) وثانيهما أن القوم لم يكونوا يؤمنون بربوبية الله تعالى إلا من حيث إنه خالقهم، جميعاً ومالك الأرض والسماوات، ومدبر أمر هذا العالم، ولم يكونوا يقولون بأنه وحده هو الحقيق – كذلك- بأن يكون له الحكم والسلطة القاهرة في أمور الأخلاق والاجتماع والمدنية والسياسة وسائر شؤون الحياة الإنسانية، وبأنه وحده أيضاً هادي السبيل وواضع الشرع ومالك الأمر والنهي، وبأنه وحده يجب كذلك أن يتبع. بل كانوا قد اتخذوا رؤساءهم وأحبارهم أرباباً من دون اله في جميع تلك الشؤون. وكان يدعوهم نوح عليه السلام – بخلاف ذلك إلى ألا يجعلوا الربوبية يتقسمها أرباب متفرقة بل عليهم أن يتخذوا الله تعالى وحده رباً بجميع ما تشتمل عليه كلمة (الرب) من المعاني وأن يتبعوه ويطيعوه فيما يبلغهم من أوامر الله تعالى وشيعته نائباً عنهن فكان يقول لهم:
(إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله واطيعون) (الشعراء: 107- 108)

عاد قوم هود
ويذكر القرآن بعد قوم نوح عاداً قوم هود عليه السلام. ومعلوم أن هذه الأمة أيضاً لم تكن جاحدة بوجود الله تعالى، وكذلك لم تكن تكفر بكونه إلهاً. بل كانت تؤمن بربوبية الله تعالى بالمعاني التي كان يؤمن بها قوم نوح عليه السلام. أما النزاع بينها وبين نبيها هود عله السلام فلم يكن إلا حول الأمرين الاثنين اللذين كان حولهما نزاع بين نوح عليه السلام وقومه يدل على ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية دلالة واضحة:
(وإلى عادٍ أخاهم هوداً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 65)
(قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) (الأعراف: 70)
(قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكةً) ... (فصلت: 11)
(وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمرَ كل جبّارٍ عنيد) (هود: 59)

ثمود قوم صالح ويأتي بعد ذلك ثمود الذين كانوا أطغى الأمم وأعصاها بعد عاد وهذه الأمة أيضاً كان ضلالها كضلال قومي نوح وهود من حيث الأصل والمبدأ فما كانوا جاحدين بوجود الله تعالى ولا كافرين بكونه إلهاً ورباً للخلق أجمعين. وكذلك ما كانوا يستنكفون عن عبادته والخضوع بين يديه، بل الذي كانوا يجحدونه هو أن الله تعالى هو الإله الواحد، وأنه لا يستحق العبادة إلا هو، وأن الربوبية خاصة له دون غيره بجميع معانيها. فإنهم كانوا مصرين على إيمانهم بآلهة أخرى مع الله وعلى اعتقادهم أن أولئك يسمعون الدعاء، ويكشفون الضر ويقضون الحاجات، وكانوا يأبون إلا أن يتبعوا رؤساءهم وأحبارهم في حياتهم الخلقية والمدنية، ويستمدوا منهم بدلاً من الله تعالى شرعهم وقانون حياتهم. وهذا هو الذي أفضى بهم في آخر الأمر إلى أن يصبحوا أمة مفسدة، فأخذهم من الله عذاب أليم ويبين كل ذلك ما يأتي من آيات القرآن الحكيم.
(فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون) (حم: السجدة 13-14)
(وإلى ثمود أخاهم صالحاً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (هود: 61)
(قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا)
(إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تتقون. إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله وأطيعون) (الشعراء: 151-144)
(ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (الشعراء: 151-152)

قوم إبراهيم ونمورد ويتلو ثمود قوم إبراهيم عليه السلام. ومما يجعل أمر هذه الأمة أخطر وأجدر بالبحث، أن قد شاع خطأ بين الناس عن ملكها نمرود، أنه كان يكفر بالله تعالى ويدعي الألوهية. والحق أنه كان يؤمن بوجود الله تعالى ويعتقد بأنه خالق هذا العالم ومدبر أمره، ولم يكن يدعي الربوبية إلا بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وكذلك قد فشا بين الناس خطأ أن قوم إبراهيم عليه السلام هؤلاء ما كانوا يعرفون الله ولا يؤمنون بألوهيته وربوبيته. إنما الواقع أن أمر هؤلاء القوم لم يكن يختلف في شيء عن أمر قوم نوح وعاد وثمود. فقد كانوا يؤمنون بالله ويعرفون أنه هو الرب وخالق الأرض والسماوات ومدبر أمر هذا العالم، وما كانوا يستنكفون عن عبادته كذلك. وأما غيّهم وضلالهم فهو أنهم كانوا يعتقدون أن الأجرام الفلكية شريكة مع الله في الربوبية بالمعنى الأول والثاني ولذلك كانوا يشركونها بالله تعالى في الألوهية. وأما الربوبية بالمعنى الثالث والرابع والخامس فكانوا قد جعلوها خاصة لملوكهم وجبابرتهم. وقد جاءت نصوص القرآن في ذلك من الوضوح والجلاء بحيث يتعجب المرء: كيف لم يدرك الناس هذه الحقيقة وقصروا عن فهمها؟. وهيا بنا ننظر قبل كل شيء في الحادث الذي حدث لإبراهيم – عليه السلام- عند أول ما بلغ الرشد؛ والذي يصف فيه القرآن كيفية سعي إبراهيم وراء الوصول إلى الحق:
(فلما جن عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي؛ فلما أفل، قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً، قال هذا ربي، فلما أفلَ قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة، قال هذا ربي، هذا أكبر؛ فلما أفلت قال يا قوم إني بريءٌ مما تشركون. إني وجهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) (الأنعام: 76-79)
فيتبين واضحاً من الآيات المخطوط تحتها أن المجتمع الذي نشأ فيه إبراهيم عليه السلام، كان يوجد عنده تصور فاطر السماوات والأرض وتصوُّر كونه رباً منفصلاً عن تصوّر ربوبية السيارات السماوية. ولا عجب في ذلك، فقد كان القوم من ذرية المسلمين الذين كانوا قد آمنوا بنوح عليه السلام، وكان الدين الإسلامي لم يزل يحيا وُيجدد فيمن داناهم في القرب والقرابة من أمم عاد وثمود، على أيدي الرسل الكرام الذين توالوا عليها كما قال عزّ وجل: (جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) . فعلى ذلك كان إبراهيم عليه السلام أخذ تصور كون الله رباً وفاطراً للسماوات والأرض عن بيئته التي نشأ فيها. وأما التساؤل الذي كان يخالج نفسه فهو عن مبلغ الحق والصحة فيما شاع بين قومه من تصوّر كون الشمس والقمر والسيارات الأخرى شريكة مع الله في نظام الربوبية حتى أشركوها بالله تعالى في العبادة (1) .فجدّ إبراهيم عليه السلام في البحث عن جوابه قبل أن يصطفيه الله تعالى للنبوة، حتى أصبح نظام طلوع السيارات السماوية وأفولها هادياً له إلى الحق الواقع وهو أنه لا رب إلا فاطر السماوات والأرض. ولأجل ذلك تراه يقول عند أفول القمر: لئن لم يهدني ربي لأخافنَّ أن أبقى عاجزاً عن الوصول إلى الحق وانخدع بهذه المظاهر التي لا يزال ينخدع بها ملايين من الناس من حولي. ثم لما اصطفاه الله تعالى لمنصب النبوة
أخذ في دعوة قومه إلى الله، فإنك ترى بالتأمل في الكلمات التي كان يعرض بها دعوته على قومه أن ما قلناه آنفاً يزداد وضوحاً وتبياناً:
(وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً) (الأنعام – 81)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) (مريم – 48)
(قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهنّ) (الأنبياء – 56)
(قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم) (الأنبياء – 66)
(إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون. أأفكاً آلهةً دون الله تريدون. فما ظنّكم بربِّ العالمين) (الصافات: 85- 87)
(إنّا بُرآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) (الممتحنة: 4)
فيتجلى من جميع الأقوال لإبراهيم عليه السلام أنه ما كان يخاطب بها قوماً لا يعرفون الله تعالى ويجحدون بكونه إله الناس ورب العالمين أو أذهانهم خالية من كل ذلك، بل كان بين يديه قوم يشركون بالله تعالى آلهة أخرى في الربوبية بمعناها الأول والثاني وفي الألوهية. ولذلك لا ترى في القرآن الكريم قولاً واحداً لإبراهيم عليه السلام قد قصد به إقناع أمته بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً للعالمين، بل الذي تراه يدعو أمته إليه في كل ما يقول هو أن الله سبحانه وتعالى هو وحده الرب والإله.
ثم لنستعرض أمر نمرود. فالذي جرى بينه وبين إبراهيم عليه السلام من الحوار، قصه القرآن في ما يأتي من الآيات:
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر) (البقرة – 258)
أنه ليتضح جلياً من هذا الحوار بين النبي وبين نمرود أنه لم يكن النزاع بينهما في وجود الله تعالى أو عدمه وإنما كان في أنه من ذا يعتقده إبراهيم عليه السلام رباً؟ كان نمرود من أمة كانت تؤمن بوجود لله تعالى، ثم لم يكن مصاباً بالجنون واختلال العقل حتى يقول هذا القول السخيف البين الحمق: "إني فاطر السماوات والأرض ومدبر سير الشمس والقمر" فالحق أنه لم تكن دعواه أنه هو الله ورب السماوات والأرض وغنما كانت أنه رب المملكة التي كان إبراهيم –عليه السلام- أحد أفراد رعيتها. ثم أنه لم يكن يدعي الربوبية لتلك المملكة بمعناها الأول والثاني، فإنه كان يعتقد بربوبية الشمس والقمر وسائر السيارات بهذين المعنيين، بل كان يدعي الربوبية لمملكته بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وبعبارة أخرى كانت دعواه أنه مالك تلك المملكة، وأن جميع أهاليها عبيد له، وأن سلطته المركزية أساس لاجتماعهم، وأمره قانون حياتهم. وتدل كلمات (أن آتاه الله الملك) دلالة صريحة على أن دعواه للربوبية كان أساسها التبجح بالملكية. فلما بلغه أن قد ظهر بين رعيته رجل يقال له إبراهيم، لا يقول بربوبية الشمس والقمر ولا السيارات الأخرى في دائرة ما فوق الطبيعة، ولا هو يؤمن بربوبية صاحب العرش في دائرة السياسة والمدنية، استغرب الأمر جداً فدعا إبراهيم عليه السلام فسأله: من ذا الذي تعتقده رباً؟ فقال إبراهيم عليه السلام بادئ ذي بدء: "ربي الذي يحيي ويميت يقدر على إماتة الناس وإحيائهم! " فلم يدرك نمرود غور الأمر فحاول أن يبرهن على ربوبيته بقوله: "وأنا أيضاً أملك الموت والحياة، فأقتل من أشاء وأحقن دم من أريد! .." هنالك بين له إبراهيم عليه السلام أنه لا رب عنده إلا الله الذي لا رب سواه بجميع معاني الكلمة، وأنى يكون لأحد غيره شرك في الربوبية وهو لا سلطان له على الشمس في طلوعها وغروبها؟! وكان نمرود رجلاً فطناً، فما أن سمع من إبراهيم عليه السلام هذا الدليل القاطع
حتى تجلت له الحقيقة، وتفطن لأن دعواه للربوبية في ملكوت الله تعالى بين السموات والأرض إن هي إلا زعم باطل وادعاء فارغ فبهت ولم ينبس ببنت شفة. إلا انه قد كان بلغ منه حب الذات واتباع هوى النفس وإيثار مصالح العشيرة، مبلغاً لم يسمح له بأن ينزل عن ملكيته المستبدة ويئوب إلى طاعة الله ورسوله، مع أنه قد تبين له الحق والرشد. فعلى ذلك قد أعقب الله تعالى هذا الحوار بين النبي ونمرود بقوله: (والله لا يهدي القوم الظالمين) والمراد أن نمرود لما لم يرض أن يتخذ الطريق الذي كان ينبغي له أن يتخذه بعدما تبين له الحق، بل آثر أن يظلم الخلق ويظلم نفسه معهم، بالإصرار على ملكيته المستبدة الغاشمة لم يؤته الله تعالى نوراً من هدايته، ولم يكن من سنة الله أن يهدي إلى سبيل الرشد من كان لا يطلب الهداية من تلقاء نفسه.

قوم لوط عليه السلام
ويعقب قوم إبراهيم في القرآن قوم لوط، الذين بعث لهدايتهم وإصلاح فسادهم لوط بن أخي إبراهيم عليهما السلام -. ويدلنا القرآن الكريم أن هؤلاء أيضاً ما كانوا متنكرين لوجود الله تعالى ولا كانوا يجحدون بأنه هو الخالق والرب بالمعنى الأول والثاني. أما الذي كانوا يأبونه ولا يقبلونه فهو الاعتقاد بأن الله هو الرب المعنى الثالث والرابع والخامس، والإذعان لسلطة النبي من حيث كونه نائباً من عند الله أميناً. ذلك بأنهم كانوا يبتغون أن يكونوا أحراراً مطلقي الحرية يتبعون ما يشاؤون من أهوائهم ورغباتهم وتلك كانت جريمتهم الكبيرة التي ذاقوا من جرائها أليم العذاب. ويؤيد ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية:
(إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمينٌ. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إنْ أجري إلا على رب العالمين. أتأتون الذُّكران من العالمين. وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون) (الشعراء: 161 – 166) وبديهي أن مثل هذا القول لم يكن ليخاطب به إلا قوم لا يجدون بوجود الله تعالى وبكونه خالقاً ورباً لهذا العالم؟ فأنت ترى أنهم لا يجيبون لوطاً عليه السلام بقول من مثل: "ما الله؟ " من أين له أن يكون خالقاً للعالم؟ " أو "أنى له أن يكون ربنا ورب الخلق أجمعين؟ " بل تراهم يقولون:
(لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين) (الشعراء: 167)
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الحديث في موضع آخر بالكلمات الآتية:
(ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) (العنكبوت: 28-29)
أفيجوز أن يكون هذا جواب قوم ينكرون وجود الله تعالى؟. لا والله ومن ذلك يتبين أن جريمتهم الحقيقية لم تكن إنكار ألوهية الله تعالى وربوبيته، بل كانت جريمتهم أنهم على إيمانهم بالله تعالى إلهاً ورباً فيما فوق العالم الطبيعي، كانوا يأبون أن يطيعوه ويتبعوا قانونه في شؤونه الخلقية والمدنية والاجتماعية، يمتنعون من أن يهتدوا بهدي نبيه لوط عليه السلام.

قوم شعيب عليه السلام ولنذكر في الكتاب بعد ذلك أهل مدين وأصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب عليه السلام. ومما نعرف عن أمرهم أنهم كانوا من ذرية إبراهيم عليه السلام. إذن لا حاجة إلى أن نبحث فيهم: هل كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً أم لا؟ إنهم كانوا في حقيقة الأمر أمة نشأت على الإسلام في بداية أمرها، ثم أخذت بالفساد بما أصاب عقائدها من الانحلال وأعمالها من السوء. ويبدو مما جاء عنهم في القرآن كأن القوم كانوا بعد ذلك كله يدّعون لأنفسهم الإيمان، فإنك ترى شعيباً عليه السلام يكرر لهم القول: يا قوم اعملوا كذا وكذا إن كنتم مؤمنين وفي خطاب شعيب عليه السلام لقومه وأجوبة القوم له دلالة واضحة على أنهم كانوا قوماً يؤمنون بالله وينزلونه منزلة الرب والمعبود. ولكنهم كانوا قد تورطوا في نوعين من الضلال: أحدهما أنهم كانوا أصبحوا يعتقدون الألوهية والربوبية في آلهة أخرى مع الله تعالى، فلم تعد عبادتهم خالصة لوجه الله، والآخر أنهم كانوا يعتقدون أن ربوبية الله لا مدخل لها في شؤون الحياة الإنسانية من الأخلاق والاجتماع والاقتصاد والمدنية والسياسة، وعلى ذلك كانوا يزعمون أنهم مطلقوا العنان في حياتهم المدنية ولم أن يتصرفوا في شؤونهم كيف يشاؤون، ويصدق ذلك ما يأتي من الآيات:
(وإلى مدين أخاهم شعيباً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةٌ من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين) (الأعراف: 85)
(وإنْ كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلتُ به وطائفةٌ لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خيرُ الحاكمين) (الأعراف: 87) (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ. قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاءُ إنكَ لأنت الحليم الرشيد) (هود: 85-87)
والعبارات الأخيرة المخطوط تحتها خصوصية الدلالة على ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية والألوهية.

فرعون وآله
وهيا بنا ننظر الآن في قصة فرعون وآله، فمن قد شاع عنهم في الناس من الأخطاء والأكاذيب أكثر مما شاع فيهم عن نمرود وقومه. فالظن الشائع أن فرعون لم يكن منكراً لوجود الله تعالى فحسب، بل كان يدعي الألوهية لنفسه أيضاً. ومعناه أن قد بلغت منه السفاهة أنه كان يجاهر على رؤوس الناس بدعوى أنه فاطر السماوات والأرض، وكانت أمته من البله والحماقة أنها كانت تؤمن بدعواه تلك. والحق الواقع الذي يشهد به القرآن والتاريخ هو أن فرعون لم يكن يختلف ضلاله في باب الألوهية والربوبية عن ضلال نمرود، ولا كان يختلف ضلال آله عن ضلال قوم نمرود. وإنما الفرق بين هؤلاء وأولئك أنه قد كان نشأ في آل فرعون لبعض الأسباب السياسية عناد وتعصب وطني شديد على بني إسرائيل، فكانوا لمجرد هذا العناد يمتنعون من الإيمان بألوهية الله وربوبيته، وإن كانت قلوبهم تعترف بها شأن أكثر الملحدين الماديين في عصرنا هذا.
وبيان هذا الإجمال أنه لما استتبت ليوسف عليه السلام السلطة على مصر، استفرغ جهده في نشر الإسلام وتعاليمه بينهم. ورسم على أرضه من ذلك أثراً محكماً لم يقدر على محوه أحد إلى القرون. وأهل مصر وإن لم يكونوا إذ ذاك قد آمنوا بدين الله عن بكرة أبيهم، إلا أنه لا يمكن أن يكون قد بقي فيهم من لم يعرف وجود الله تعالى ولم يعلم أنه هو فاطر السماوات والأرض. وليس الأمر يقف عند هذا بل الحق أن كان تم للتعاليم الإسلامية من النفوذ والتأثير في كل مصري ما جعله – على الأقل – يعتقد بأن الله إله الآلهة رب الأرباب فيما فوق العالم الطبيعي ولم يبق في تلك الأرض من يكفر بألوهية الله تعالى. وأما الذين كانوا قد أقاموا على الكفر، فكانوا يجعلون مع الله شركاء في الألوهية والربوبية. وكانت تأثيرات الإسلام المختلفة هذه في نفوس أهل مصر باقية إلى الزمن الذي بعث فيه موسى عليه السلام (1) . والدليل على ذلك تلك الخطبة التي ألقاها أمير من الأقباط في مجلس فرعون. وذلك أن
فرعون حينما أبدى إرادته في قتل موسى عليه السلام، لم يصبر عليه هذا الأمير القبطي من أمراء مجلسه، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه، ولم يلبث أن قام يخطب:
(أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرفٌ كذاب. يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) .
(يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب. مثل داب قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم) .
(ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً) .. (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار) . (غافر – 28 – 31 – 34 – 41- 42)
وتشهد هذه الخطبة من أولها إلى آخرها بأنه لم يزل أثر شخصية النبي يوسف عليه السلام باقياً في نفوس القوم إلى ذلك الحين، وقد مضت على عهده قرون متعددة. وبفضل ما علمهم هذا النبي الجليل، لم يكونوا قد بلغوا من الجهالة ألا يعلموا شيئاً عن وجود الله تعالى، أو ألا يعرفوا أنه الرب والإله، وأن سيطرته وسلطته غالبة على قوى الطبية في هذا العالم، وأن غضبه مما يخاف ويتقى. ويتضح أيضاً من آخر هذه الخطبة أن أمة فرعون لم تكن تجحد بألوهية الله وربوبيته جحوداً باتاً، وإنما كان ضلالها كضلال الأمم الأخرى مما ذكرناه آنفاً – أي كانت هذه الأمة أيضاً تشرك بالله تعالى في صفتي الألوهية والربوبية وتجعل له فيهما أنداداً.
أما مثار الشبهة في أمر فرعون فهو سؤاله لموسى عليه السلام (وما رب العالمين) حينما سمع منه: (إنا رسول رب العالمين!) ثم قوله لصاحبه هامان: (ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) ووعيده لموسى عليه السلام: (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين) ، وإعلانه لقومه: (أنا ربكم الأعلى) وقوله لملئه: (لا أعلم لكم من إله غيري) . – فمثل هذه الكلمات التي قالها فرعون قد خيلت إلى الناس أنه كان ينكر وجود الله تعالى وكان فارغ الذهن من تصور رب العالمين، ويزعم لنفسه أنه الإله الواحد، ولكن الواقع الحق أنه لم يكن يدعي ذلك كله إلا بدافع من العصبية الوطنية. وذلك أنه لم يكن الأمر في زمن النبي يوسف عليه السلام قد وقف على أن شاعت تعاليم الإسلام في ربوع مصر بفضل شخصيته القوية الجليلة، بل جاوز ذلك إلى أن تمكن لبني إسرائيل نفوذ بالغ في الأرض مصر تبعاً لما تهيأ ليوسف عليه السلام من السلطة والكلمة النافذة في حكومة مصر. فبقيت سلطة بني إسرائيل مخيمة على القطر المصري إلى ثلاثمائة سنة أو أربعمائة. ثم أخذ يخالج صدور المصريين من العواطف الوطنية والقومية ما جعلهم يتعصبون على بني إسرائيل، واشتد الأمر حتى الغوا سلطة الإسرائيليين ونفوذهم إلغاء. فتولى الأمر بعدهم الأسر المصرية الوطنية وتتابعت في الحكم. وهؤلاء الملوك الجدد لما أمسكوا زمام الأمر لم يقتصروا على إخضاع بني إسرائيل وكسر شوكتهم، بل تعدوه إلى أن حاولوا محو كل أثر من آثار العهد اليوسفي في مصر وإحياء تقاليد ديانتهم الجاهلية. فلما بعث إليهم في تلك الآونة موسى عليه السلام، خافوا على غلبتهم وسلطتهم أن تنتقل من أيديهم إلى أيدي بني إسرائيل مرة أخرى. فلم يكن يبعث فرعون إلا هذا العناد واللجاج على أن يسأل موسى عليه السلام ساخطاً متبرماً: وما رب العالمين؟ ومن يمكن أن يكون إلهاً غيري؟ وهو في الحقيقة لم يكن جاهلاً وجود رب العالمين. وتتضح هذه
الحقيقة كأوضح ما يكون مما جاء في القرآن الكريم من أحاديثه وأحاديث ملئه وخطب موسى عليه السلام. فيقول فرعون – مثلا – تأكيداً لقوله إن موسى عليه السلام ليس برسول الله.
(فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) (الزخرف: 53)
أفكان لرجل فارغ الذهن من وجود الله تعالى والملائكة أن يقول هذا القول وفي موضع آخر يقص القرآن الحوار الآتي بين فرعون وبين النبي موسى عليه السلام:
(فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مبثوراً) (بني إسرائيل: 101-102)
وفي محل آخر يظهر الله تعالى ما في صدور قوم فرعون بقوله:
(فلما جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ وجحدوا واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) (النمل: 13-14)
ويصور لنا القرآن نادياً آخر جمع موسى عليه السلام وآل فرعون بهذه الآية:
(قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى. فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما بطريقتكم المثلى) (طه: 61-63)
والظاهر أنه لم يكن قام النزاع ونشأ الأخذ والرد بينهم وبين نبيهم موسى عليه السلام حين أنذرهم عذاب الله ونبههم على سوء مآل ما كانوا يفترون، إلا لأنهم قد كان في قلوبهم ولاشك بقية من أثر عظمة الله تعالى وجلاله وهيبته ولكن حاكمهم الوطنيين لما أنذروهم بخطر الانقلاب السياسي العظيم، وحذروهم عاقبة اتباعهم لموسى وهارون، وهي عودة غلبة الإسرائيليين على أبناء مصر، قست قلوبهم واتفقوا جميعاً على مقاومة النبيين. وبعد ما قد تبين لنا من هذه الحقيقة، من السهل علينا أن نبحث: ماذا كان مثار النزاع بين موسى عليه السلام وفرعون، وماذا كانت حقيقة ضلاله وضلال قومهن وبأي معاني كلمة (الرب) كان فرعون يدعي لنفسه الألوهية والربوبية. فتعال نتأمل لهذا الغرض ما يأتي من الآيات بالتدريج.
1- إن الذين كانوا يلحون من ملأ فرعون على حسم دعوة موسى عليه الصلاة والسلام واستئصالها من أرض مصر، يخاطبون فرعون لبعض المناسبات ويسألونه:
(أتذرُ موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذركم وآلهتكَ) (الأعراف: 127)
وبخلاف ذلك يناديهم الذي كان قد آمن بموسى عليه السلام:
(تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ) (المؤمن: 42)
فإذا نظرنا في هاتين الآيتين وأضفنا إليهما ما قد زودنا به التاريخ وآثار الأمم القديمة أخيراً من المعلومات عن أهالي مصر زمن فرعون، يتجلى لنا أن كلاً من فرعون وآله كانوا يشركون بالله تعالى في المعنى الأول والثاني لكلمة (الرب) ويجعلون معه شركاء من الأصنام ويعبدونها. والظاهر أن فرعون لو كان يدعي لنفسه الربوبية فيما فوق العالم الطبيعي، أي لو كان يدعي أنه هو الغالب المتصرف في نظام الأسباب في هذا العالم، وأنه لا إله ولا رب غيره في السماوات والأرض، ولم يعبد الآلهة الأخرى أبداً (1)
(2) أما كلمات فرعون هذه التي قد وردت في القرآن:
(يا أيها الملأ ما علمتُ لكم من إله غيري) (القصص: 38)
(لئن اتّخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 29)
فليس المراد بذلك أن فرعون كان ينفي جميع ما سواه من الآلهة. وإنما كان غرضه الحقيقي من ذلك رد دعوة موسى عليها لسلام وإبطالها. ولما كان موسى عليه السلام – يدعو إلى إله لا تنحصر ربوبيته في دائرة ما فوق الطبيعة فحسب، بل هو كذلك مالك الأمر والنهي، وذو القوة والسلطة القاهرة بالمعاني السياسية والمدنية، قال فرعون لقومه: يا قوم لا أعلم لكم مثل ذلك الإله غيري، وتهدد موسى عليه السلام، أنه إن اتخذ من دونه إلهاً ليلقينّه في السجن.
ومما يعلم كذلك من هذه الآيات، وتؤيده شواهد التاريخ وآثار الأمم القديمة، أن فراعنة مصر لم يكونوا يدعون لأنفسهم مجرد الحاكمية المطلقة، بل كانوا يدعون كذلك نوعاً من القداسة والتنزه بانتسابهم إلى الآلهة والأصنام، حرصاً منهم على أن يتغلغل نفوذهم في نفوس الرعية ويستحكم استيلاؤهم على أرواحهم. ولم تكن الفراعنة منفردة بهذا الادعاء، بل الحق أن الأسر الملكية ما زالت في أكثر أقطار العالم تحاول الشركة – قليلاً أو كثيراً – في الألوهية والربوبية في دائرة ما فوق الطبيعة، علاوة على ما كانت تتولاه من الحاكمية السياسية، وما زالت لأجل ذلك تفرض على الرعية أن تقوم بين يديها بشيء من شعائر العبودية، على أن دعواهم تلك للألوهية السماوية لم تكن هي المقصودة بذاتها في الحقيقة، وإنما كانوا يتذرعون بها إلى تأثيل حاكميتهم السياسية. ومن ذلك نرى أنه ما زالت الأسر الملكية في مصر وغيرها من الأقطار الجاهلية تذهب ألوهيتها بذهاب سلطانها السياسي، وقد بقيت الألوهية تتبع العرش في تنقله من أيد إلى أخرى. (3) ولم تكن دعوى فرعون الأصلية الغالبة المتصرفة في نظام السنن الطبيعية، بل بالألوهية السياسية! فكان يزعم أنه الرب الأعلى لأرض مصر ومن فيها بالمعنى الثالث والرابع والخامس لكلمة (الرَّب) ويقول إني أنا مالك القطر المصري وما فيه من الغنى والثروة وأنا الحقيق بالحاكمية المطلقة فيه، وشخصيتي المركزية هي الأساس لمدينة مصر واجتماعها، وإذن لا يجرينَّ فيها إلاّ شريعتي وقانوني. وكان أساس دعوى فرعون بعبارة القرآن:
(ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) (الزخرف – 51)
وهذا الأساس نفسه هو الذي كانت تقوم عليه دعوى نمرود للربوبية.
و (حاجَّ إبراهيم في ربّه أن آتاه الله الملك) (البقرة: 258)
وهو كذلك الأساس الذي رفع عليه فرعون المعاصر ليوسف عليه السلام بنيان ربوبيته على أهل مملكته.
(4) أمّا دعوة موسى عليه السلام التي كانت سبب النزاع بينه وبين فرعون وآله، فهي في الحقيقة أنه لا إله ولا ربَّ بجميع معاني كلمة (الرب) إلا الله رب العالمين، وهو وحده الإله والرّب فيما فوق العالم الطبيعي، كما أنه هو الإله والرب بالمعاني السياسية والاجتماعية، لأجل ذلك يجب ألا نخلص العبادة إلا له، ولا نتبع في شؤون الحياة المختلفة إلا شرعه وقانونه، وانه – أي موسى عليه السلام – قد بعثه الله تعالى بالآيات البينات وسيُنزل الله تعالى أمره ونهيه لعباده بما يوحي إليه؛ لذلك يجب أن تكون أزمّة أمور عباده بيده، لا بيد فرعون. ومن هنا كان فرعون ورؤساء حكومته يُعلون أصواتهم المرّة بعد المرّة بأن موسى وهارون – عليهما السلام – قد جاءا يسلبان أرض مصر. وأرادا أن يذهبا بنظمنا الدينية والمدنية ليستبدلا بها ما يشاءان من النظم والقواعد.
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) (هود: 96-97) (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسولٌ كريم. أن أدُّوا إليَّ عبادَ الله إني لكم رسول أمين. وان لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين) (الدخان: 17-19)
(إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فأذناه أخذاً وبيلاً) (المزملَّ: 15-16)
(قال فمن ربكما يا موسى. قال ربّنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى) (طه: 49-50)
(قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين. قال لمنّ حوله ألا تستمعون. قال ربكم ورب آبائكم الأولين. قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون. قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 23-29)
(قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى) (طه: 57)
(وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26)
(قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) ... (طه – 63)
وبإنعام النظر في هذه الآيات بالتدريج الذي قد سردناها به، يتجلى أن الضلال الذي تعاقبت فيه الأمم المختلفة من أقدم العصور، كان هو عينه قد غشت وادي النيل ظلماته، وأن الدعوة التي قام بها جميع الأنبياء منذ الأبد، كانت هي نفسها يدعو بها موسى وهارون عليهما السلام.

اليهود والنصارى وتطلع علينا بعد آل فرعون بنو إسرائيل والأمم الأخرى التي دانت باليهودية والنصرانية. وهؤلاء لا مجال للظن فيهم أن يكونوا منكرين لوجود إله العالم، أو يكونوا لا يعتقدون بألوهيته وربوبيّته فإن القرآن نفسه يشهد بكونهم أهل الكتاب. وأما السؤال الذي ينشأ في ذهن الباحث عن أمرهم فهو أنه ما هو على التحديد الخطأ في عقيدتهم ومنهج عملهم في باب الربوبية – الذي قد عدهم القرآن من أجله من القوم الضالين؟ والجواب المجمل على السؤال تجده في القرآن نفسه في آيته الكريمة:
(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبلُ وأضلوا كثيراً وضلّوا عن سواء السبيل) (المائدة – 77)
فيعلم من هذه الآية أن ضلال اليهود والنصارى هو من حيث الأصل والأساس نفس الضلال الذي ارتطمت فيه الأمم المتقدمة، وتدلنا هذه الآية أيضاً أن ضلالهم هذا كان آتياً من غلوّهم في الدين. وها نحن نرى بعد ذلك كيف يفصل القرآن هذا الإجمال:
(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) (التوبة: 30)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) (المائدة – 72)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) . (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) (المائدة: 73، 116)
(ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمرَكم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) (آل عمران: 79-80) فكان ضلال أهل الكتاب حسب ما تجل عليه هذه الآيات: أولاً أنهم بالغوا في تعظيم النفوس المقدسة كالأنبياء والأولياء والملائكة التي تستحق التكريم والتعظيم لمكانتها الدينية، فرفعوها من مكانتها الحقيقية إلى مقام الألوهية وجعلوها شركاء مع الله ودخلاء في تدبير أمر هذا العالم، ثم عبدوها واستغاثوا بها واعتقدوا أن لها نصيباً في الألوهية والربوبية الميمنتين على ما فوق العالم الطبيعي، وزعموا أنها تملك لهم المغفرة والإعانة والحفظ. وثانياً أنهم:
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة – 31)
أي أن الذين لم تكن وظيفتهم في الدين سوى أن يعلموا الناس أحكام الشريعة الإلهية، ويزكوهم حسب مرضاة الله، تدرج بهم هؤلاء حتى أنزلوهم بحيث يحلون لهم ما يشاؤون ويحرمون عليهم ما يشاؤون، ويأمرونهم وينهونهم حسب ما تشاء أهواؤهم بدون سند من كتاب الله، ويسنون لهم من السنن ما تشتهي أنفسهم. كذلك وقع هؤلاء في نفس النوعين من الضلال الأساسي الخطير اللذين قد وقع فيهما قبلهم أمم نوح وإبراهيم وعاد وثمود وأهل مدين وغيرهم من الأمم، فأشركوا بالله الملائكة وعبادة المقربين – كما أشرك أولئك – في الربوبية المهيمنة على ما فوق العالم الطبيعي، وجعلوا الربوبية بمعانيها السياسية والمدنية – كما جعل أولئك – للإنسان بدلاً من الله رب السماوات. وراحوا يستمدون مبادئ المدنية والاجتماع والأخلاق والسياسة وأحكامها جميعاً من بني آدم، مستغنيين في ذلك عن السلطان المنزل من عند الله تعالى. وأفضى بهم الغي إلى أن قال فيهم القرآن:
(ألم تر إلى الذين أتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) (النساء: 51)
(قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنهُ الله وغضبَ عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. أولئك شرٌّ مكاناً وأضل عن سواء السبيل) (المائدة: 60) (الجبتُ) كلمة جامعة شاملة لجميع أنواع الأوهام والخرافات من السحر والتمائم والشعوذة والتكهّن واستكشاف الغيب والتشاؤم والتفاؤل والتأثيرات الخارجة عن القوانين الطبيعية. والمراد من (الطاغوت) كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتتمرد على الله، وتجاوز حدود العبودية وتدعي لنفسها الألوهية والربوبية. فلما وقعت اليهود والنصارى في ما تقدم ذكره من النوعين من الضلال، كانت نتيجة أولها أن أخذت جميع أنواع الأوهام مأخذها من قلوبهم وعقولهم، وأما الثاني فاستدرجهم من عبادة العلماء والمشايخ والصوفية والزهاد إلى عبادة الجبابرة وطاعة الظالمين الذين كانوا قد بغوا على الله علانية!

المشركون العرب
هذا ولنبحث الآن في المشركين العرب الذين بعث فيهم خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا أول من خاطبهم القرآن، من أي نوع كان ضلالهم في باب الألوهية والربوبية، هل كانوا يجهلون الله رب العالمين، أو كانوا ينكرون وجوده، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليبث في قلوبهم الإيمان بوجود الذات الإلهية! وهل كانوا لا يعتقدون الله عز وجل إلهاً للعالمين ورباً، فأنزل الله القرآن ليقنعهم بألوهيته وربوبيته؟ وهل كانوا يأبون عبادة الله والخضوع له؟ أو كانوا لا يعتقدونه سميع الدعاء وقاضي الحاجة؟ وهل كانوا يزعمون أن اللات والعزّى ومناة وهبل والآلهة الأخرى هي في الحقيقة فاطرة هذا الكون ومالكته والرازقة فيه والقائمة على تدبيره وإدارته؟ أو كانوا يؤمنون بأن آلهتهم تلك مرجع القانون ومصدر الهداية والإرشاد في شؤون المدنية والأخلاق؟ كل واحد من هذه الأسئلة إذا راجعنا فيه القرآن فإنه يجيب عليه بالنفي؛ ويبين لنا أن المشركين العرب لم يكونوا قائلين بوجود الله تعالى فحسب، بل كانوا يعتقدونه مع ذلك خالق هذا العالم كله – حتى آلهتهم – ومالكه وربه الأعلى، وكانوا يذعنون له بالألوهية والربوبية. وكان الله هو الجناب الأعلى الأرفع الذي كانوا يدعونه ويبتهلون إليه في مآل الأمر عندما يمسهم الضر أو تصيبهم المصائب، ثم كانوا لا يمتنعون عن عبادته والخضوع له، ولم تكن عقيدتهم في آلهتهم وأصنامهم أنها قد خلقتهم وخلقت هذا الكون، وترزقهم جميعاً، ولا أنها تهديهم وترشدهم في شؤون حياتهم الخلقية والمدنية، فالآيات الآتية تشهد بما تقول:
(قلن لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولن الله، قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيءٍ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل فأنى تسحرون، بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون) (المؤمنون: 84-90)
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكانٍ وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق) (يونس: 22-23)
(وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً) (الإسراء: 67)
ويروي القرآن عقائدهم في آلهتهم بعبارتهم أنفسهم فيما يأتي:
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
(ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) ثم إنهم لم يكونوا يزعمون لآلهتهم شيئاً من مثل أنها تهديهم في شؤون حياتهم، فالله تعالى يأمر رسوله صلى الله لعيه وسلم في سورة يونس (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) الآية: 35 فيرميهم سؤاله هذا بالسكات، ولا يجيب أحد منهم عليه بنعم! عن اللات والعزى ومناة والآلهة الأخرى تهدينا سواء السبيل في العقيدة والعمل، وتعلمنا مبادئ العدالة والأمن والسلام في حياتنا الدنيا، وإننا نستمد من منبع علمها معرفة حقائق الكون الأساسية، فعند ذلك يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(قل الله يهدي للحق. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون) (يونس: 35)
ويبقى بعد هذه النصوص القرآنية أن نطلب جواب هذا السؤال: ماذا كان ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية الذي بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم نرده إلى الصواب، وأنزل كتابه المجيد ليخرجهم من ظلماته إلى نور الهداية؟ وإذا تأملنا القرآن للتحقيق في هذه المسألة، نقف في عقائدهم وأعمالهم كذلك على النوعين من الضلال اللذين مازالا يلازمان الأمم الضالة منذ القدم.
فكانوا بجانب يشركون بالله آلهة وأرباباً من دونه في الألوهية والربوبية فيما فوق الطبيعة، ويعتقدون بأن الملائكة والنفوس الإنسانية المقدسة والسيارات السماوية – كل أولئك دخيلة بوجه من الوجوه في صلاحيات الحكم القائم فوق نظام العلل والأسباب. ولذلك لم يكونوا يرجعون إلى الله تعالى وحده في الدعاء والاستعانة وأداء شعائر العبودية، بل كانوا يرجعون كذلك في تلك الأمور كلها إلى آلهتهم المصنوعة الملفقة. وكانوا بجانب آخر يكادون لا يتصورون في باب الربوبية المدنية والسياسية أن الله تعالى هو الرب بهذه المعاني أيضاً. فكانوا قد اتخذوا أئمتهم الدينيين ورؤساءهم وكبراء عشائرهم أرباباً بتلك المعاني، ومنهم كانوا يتلقون القوانين لحياتهم.
أما النوع الأول من ضلالهم فيشهد به القرآن فيما يلي من الآيات: (ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فان أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير) (الحج: 11-13) ...
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في (1) ، سبحانه وتعالى عما يشركون) (يونس: 18)
(قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً) (حم السجدة: 9)
(قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
(وإذا مسَّ الإنسان ضرٌ دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً (2) ليضل عنه سبيله) (الزمر: 8)
(وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسّكم الضرّ فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضرّ عنكم إذا فريقٌ منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً (3) مما رزقناهم، تالله لتسئلنّ عما كنتم تفترون) (النحل: 53 –56)
وأما الآخر فشهادة القرآن ما يأتي:
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم) (الأنعام: 137)
ومن الظاهر أنه ليس المراد بـ (شركاء) في هذه الآية: الآلهة والأصنام، بل المراد بهم أولئك القادة والزعماء الذين زينوا للعرب قتل أولادهم وجعلوه في أعينهم مكرمة. فأدخلوا تلك البدعة الشنعاء على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وظاهر كذلك أن أولئك الزعماء لم يكن القوم قد اتخذوهم شركاء من حيث كانوا يعتقدون أن لهم السلطان فوق نظام الأسباب في هذا العالم، أو كانوا يعبدونهم ويدعونهم، بل كانوا قد جعلوهم شركاء مع الله في الألوهية والربوبية من حيث كانوا يسلمون بحقهم في أن يشرعوا لهم ما يشاؤون من النظم والقوانين لشؤونهم المدنية والاجتماعية، وأمورهم الخلقية والدينية.
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وسيأتي تفصيل معاني كلمة (الدين) في موضعه من هذه الرسالة، وهناك سنتبين سعة معاني هذه الآية وشمولها. على أنه يتضح في هذا المقام أن ما كان يتولاه أولئك الزعماء والرؤساء من وضع الحدود والقواعد التي هي بمثابة الدين بغير إذن من الله تعالى، وأن اعتقاد العرب بكونها مما يجب اتباعه والعمل به، كان هو عينه شركة مع الله من أولئك في ألوهيته وربوبيته، وإيماناً من هؤلاء بشركتهم تلك!

دعوة القرآن: أن هذا البحث الذي قد خضنا غماره في الصفحات السابقة بصدد تصورات الأمم الضالة وعقائدها، ليكشف القناع عن حقيقة أن جميع الأمم التي قد وصمها القرآن بالظلم والضلال وفساد العقيدة من لدن أعرق العصور في القدم إلى زمن نزول القرآن، لم تكن منها جاحدة بوجود الله تعالى ولا كانت تنكر كون الله رباً وإلهاً بالإطلاق. بل كان ضلالها الأصلي المشترك بين جميعها أنها كانت قد قسمت المعاني الخمسة لكلمة (الرب) التي قد حددناها في بداية هذا الباب – مستشهدين باللغة والقرآن – قسمين متباينين:
فأما المعاني التي تدل على أن (الرب) هو الكفيل بتربية الخلق وتعهده وقضاء حاجته وحفظه ورعايته بالطرق الخارجة عن النظام الطبيعي، فكانت لها عندهم دلالة أخرى مختلفة، وهم وإن كانوا لا يعتقدون إلا الله تعالى ربهم الأعلى بموجبها، إلا أنهم كانوا يشركون به في الربوبية الملائكة والجن والقوى الغيبية والنجوم والسيارات والأنبياء والأولياء والأئمة الروحانيين.
وأما المعنى الذي يدل على أن (الرب) هو مالك الأمر والنهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والإرشاد، ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة وقطب الاجتماع والمدنية، فكانت له عندهم دلالة أخرى متباينة: وبموجب هذا المفهوم كانوا إما يعتقدون أن النفوس الإنسانية وحدهم رباً من دون الله، وإما يستسلمون لربوبية تلك النفوس في شؤون الأخلاق والمدنية والسياسة مع كونهم يؤمنون إيماناً نظرياً بأن الله هو الرب، هذا هو الضلال الذي مازالت تبعث لحسمه الرسل عليهم اللام من لدن فجر التاريخ، ولأجل ذلك بعث الله أخيراً محمداً صلى الله عليه وسلم. وكانت دعوتهم جميعاً أن الرب بجميع معاني الكلمة واحد ليس غير، وهو الله تقدست أسماؤه. والربوبية ما كانت لتقبل التجزئة ولم يكن جزء من أجزائها ليرجع إلى أحد من دون الله بوجه من الوجوه، وأن نظام هذا الكون مرتبط بأصله ومركزه وثيق الارتباط، قد خلفه الله الواحد الأحد، ويحكمه الفرد الصمد، ويملك كل السلطة والصلاحيات فيه الإله الفذّ الموحد! فلا يد لأحد غير الله في خلق هذا النظام ولا شريك مع الله في إدارته وتدبيره ولا قسيم له في ملكوته. وبما أن الله تعالى هو مالك السلطة المركزية، فإنه هو وحده ربكم في دائرة ما فوق الطبيعة، وربكم في شؤون المدنية والسياسة والأخلاق، ومعبودكم ووجهة ركوعكم وسجودكم، ومرجع دعائكم وعماد توكلكم، والمتكفل بقضاء حاجاتكم، وكذلك هو الملك، ومالك الملك، وهو الشارع والمقنن، وهو الآمر والناهي. وكل هاتين الدلالتين للربوبية اللتين قد فصلتم إحداهما عن الأخرى لجاهليتكم، هي في حقيقة الأمر قوام الألوهية وعمادها وخاصة إلهية الإله. لذلك لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، كما لا يجوز أن يشرك مع الله أحد من خلقه باعتبار أيهما. وأما الأسلوب الذي يدعو به القرآن دعوته هذه فها هو ذا بعبارته:
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين) ... (الأعراف: 54)
(قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق، فما بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون) ... (يونس: 31-32)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) .. (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) (الزمر: 5،6)
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً)
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) … (الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) (غافر: 61، 62، 64، 65)
(والله خلقكم من تراب) … (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى، ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 11 و 13-14)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) ..
(ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يعقلون. بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم) ..
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 26 و 28 – 29،30) (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يُشركون) (الزمر: 67)
(فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين. وله الكبرياءُ في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) (الجاثية: 36-37)
(رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) (مريم: 65)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) (المزمل: 9)
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) (الأنبياء: 92-93)
(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) (الأعراف: 3)
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف:110)
فبقراءة هذه الآيات بالترتيب الذي سردناها به، يتبين للقارئ أن القرآن يجعل (الربوبية) مترادفة مع الحاكمية والملكية (Sovereignty) ويصف لنا (الرب) بأنه الحاكم المطلق لهذا الكون ومالكه وآمره الوحيد لا شريك له.
وبهذا الاعتبار هو ربنا ورب العالم بأجمعه ومريبنا وقاضي حاجاتنا.
وبهذا الاعتبار هو كفيلنا وحافظنا ووكلينا.
وطاعته بهذا الاعتبار هي الأساس الفطري الصحيح الذي يقوم عليه بنيان حياتنا الاجتماعية على الوجه الصحيح المرضي، والصلة بشخصيته المركزية تسلك شتى الأفراد والجماعات في نظام الأمة.
وبهذا الاعتبار هو حري بأن نعبده نحن وجميع خلائفه، ونطيعه ونقنت له.
وبهذا الاعتبار هو مالكنا ومالك كل شيء وسيدنا وحاكمنا. لقد كان العرب والشعوب الجاهلية في كل زمان اخطأوا - ولا يزالون يخطئون إلى هذا اليوم - بأنهم وزعوا هذا المفهوم الجامع الشامل للربوبية على خمسة أنواع من الربوبية، ثم ذهب بهم الظن والوهم أن تلك الأنواع المختلفة للربوبية قد ترجع إلى ذوات مختلفة ونفوس شتى، بل ذهبوا إلى أنها راجعة إليها بالفعل. فجاء القرآن فأثبت باستدلاله القوي المقنع أنه لا مجال أبداً في هذا النظام المركزي لأن يكون أمر من أمور الربوبية راجعاً - في قليل أو كثير- إلى غير من بيده السلطة العليا، وأن مركزية هذا النظام نفسها هي الدليل البيّن على أن جميع أنواع الربوبية مختصة بالله الواحد الأحد الذي أعطى هذا النظام خلقه.
ولذلك فإن من يظن جزءاً من أجزاء الربوبية راجعاً إلى أحد من دون الله، أو يرجعه إليه، بأي وجه من الوجوه، وهو يعيش في هذا النظام، فإنه يحارب الحقيقة ويصدف عن المواقع ويبغي على الحق، وباقي بيديه إلى التهلكة والخسران بما يتعب نفسه في مقاومة الحق الواقع.
(الرب) اسْم الله تَعَالَى وَلَا يُقَال الرب فِي غير الله إِلَّا بِالْإِضَافَة وَالْمَالِك وَالسَّيِّد والمربي والقيم والمنعم وَالْمُدبر والمصلح (ج) أَرْبَاب وربوب

(الرب) عصارة التَّمْر المطبوخة وَمَا يطْبخ من التَّمْر وَالْعِنَب وَرب السّمن وَالزَّيْت ثفله الْأسود (ج) ربوب ورباب

لذِي

(لذِي) بِالْأَمر لذى لزمَه وَلم يُفَارِقهُ
لذِي
: (ي ( {الَّذي: اسْمٌ مَوْصولٌ) مُبْهمٌ للمُذَكَّر، (صِيغَ ليُتَوَصَّلَ بِهِ إِلَى وصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ) ، وَلَا يتمُّ إلاَّ بصِلَةٍ، وأَصْلُه} لَذِي فأُدْخِل عَلَيْهِ الألِفُ واللامُ، وَلَا يجوزُ أَن يُنْزَعا مِنْهُ لتَنْكِير؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ وقيلَ: أَصْلُه لَذٍ زِنَةَ عَمٍ.
قالَ الجَوْهرِي: وزَعَمَ بعضُهم أنَّ أَصْلَه ذَا لأنَّك تقولُ: ماذَا رأَيْتَ بمعْنَى مَا الَّذِي رأَيْتَ، وَهَذَا بَعِيدٌ لأنَّ الكَلمَة ثلاثِيَّةٌ وَلَا يجوزُ أنْ يكونَ أَصْلُها حَرْفاً وَاحِدًا. وَفِيه لُغاتٌ.
( {كاللَّذْ، بكسْرِ الَّذالِ وسُكونِها) ؛) وأَنْشَدَ الفرَّاء:
فكُنْت والأمْر الَّذِي قد كِيدَا
كاللَّذ ترى رَبِيئة فاصْطِيدَا (} واللَّذِيُّ، مُشَدَّدَةَ الياءِ مَضْمومةً ومكسورةً.
(ولَذِي، مُخَفَّفَة الياءِ مَحذوفةَ الَّلامِ) على الأصْلِ، فَهِيَ سِتُّ لُغاتٍ.
وشاهِدُ {اللَّذِيّ مُشدَّدَةَ الياءِ قولُ الشاعرِ:
وليسَ المالُ فاعْمَلْه بمالٍ
من الأَقْوامِ إلاَّ} للَّذِيّ ِيُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْه
لأَقْرَبِ أَقْرَبيه وللقَصِيِّ (وتَثْنِيَتُه {اللَّذانِ) ، بكسْرِ النونِ الخَفِيفَةِ وبتَشْدِيدِها، (و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: هَذَانِ (} اللَّذَا) ، هَذَا على مَنْ يقولُ فِي الواحِدِ {اللَّذْ بإسْكانِ الذَّال، فإنَّهم لمَّا أَدْخَلُوا فِي الاسْمِ لامَ المَعْرفة طَرَحُوا الزِّيادَة الَّتِي بعْدَ الذَّال وأُسْكِنَتِ الذالِ، فلمَّا ثَنَّوا حَذَفُوا النونَ فأَدْخَلوا على الاثْنَيْن بحذْفِ النونِ مَا أَدْخَلوا على الواحِدِ بإسْكانِ الذالِ، فَفِي التَّثْنِيَةِ ثلاثُ لُغاتٍ، وَقد أَغْفَلَ المصنِّفُ ذِكْرَ تَشْدِيدِ النّون، وَهُوَ فِي الصِّحاح وغيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأخْطَل:
أَبَني كُلَيْبٍ إنَّ عَمّيّ اللَّذا
قَتَلا المُلُوك وفَكَّكا الأَغْلالا (ج} الَّذينَ) فِي الرَّفْعِ والنَّصْبِ والجرِّ؛ وَمِنْهُم مَنْ يقولُ فِي الرَّفْع {اللَّذون؛ وقولُ الشَّاعِر:
فإنْ أَدَع اللَّواتي مِنْ أُناسٍ
أَضاعُوهُنَّ لَا أَدَعِ} الّلَذِينا فإنَّما تَرَكَه بِلا صِلَةٍ لأنَّه جَعَله مَجْهولاً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
ورُوِيَ أنَّ الخليلَ وسيبويه قَالَا: إنَّ الذينَ لَا يَظْهر فِيهِ الإعْراب، لأنَّ الإعْرابَ إِنَّمَا يكونُ فِي أواخِر الأسْماء، {وَالَّذِي} والَّذينَ مُبْهمانِ لَا تتمُّ إلاَّ بصِلاتِها، فلِذَا مُنِعتِ الإعْراب، فإنْ قيلَ: فَمَا بالكَ؟ تقولُ: أَتاني {اللَّذان فِي الدّارِ، ورأَيْتُ} اللذينَ فِي الدَّارِ، فتعربُ كلّ مَا لَا يُعْرَب فِي الواحِدِ، وَفِي تَثْنِيَتِهِ نَحْوَ هَذَانِ وهذين، وأَنْتَ لَا تَعْرب هَذَا وَلَا هَؤُلَاءِ، فالجوابُ أنَّ جمِيعَ مَا لَا يُعْرَبُ فِي الواحِدِ مُشَبَّه بالحَرْفِ الَّذِي جاءَ لمعْنًى، فَإِن ثَنَّيْتَه فقد بَطُل شَبْه الحَرْف الَّذِي جاءَ لمعْنًى فإنَّ حُرُوفَ المَعانِي لَا تُثَنَّى. فَإِن قيلَ: فلمَ مَنَعْته الأعْراب فِي الجَمْع؟ قُلْت: لأنَّ الجَمْع الَّذِي ليسَ على حَدِّ التَّثْنِيةِ كالواحِدِ، أَلاَ تَرَى أنَّك تقولُ فِي جَمْعِ هَذَا هَؤُلَاءِ يَا فَتَى فجعَلْته اسْماً واحِداً للجَمْع، وَكَذَا قولكَ الَّذين اسْمٌ للجَمْع؛ قالَ: ومَن جَمَعَ الَّذين على حدِّ التَّثْنِيَةِ قالَ: جاءَني اللَّذُون فِي الدارِ، ورأَيْتُ الذينَ فِي الدَّارِ، وَهَذَا لَا يَنْبَغي أنْ يَقَعَ لأنَّ الجَمْعَ يُسْتَغْنَى فِيهِ عَن حَدِّ التَّثْنِيَةِ، والتَّثْنِيَةُ ليسَ لَهَا إلاَّ ضَرْبٌ واحِدٌ.
(وَالَّذِي كالواحِدِ) فَفِي جَمْعِه لُغتانِ؛ قَالَ الراجزُ:
يَا ربّ عبسٍ لَا تُبارِك فِي أَحَدْفي قَائِم مِنْهُم وَلَا فِيمَنْ قَعَدْ إِلَّا الّذي قَامُوا بأَطْرَاف المَسَدْ وأَنْشَد الجَوْهرِي لأشْهَب بنِ رُمَيْلَة: وإنَّ الَّذِي حانَتْ بفَلْجٍ دِماؤُهُمْ
هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ يَا أُمَّ خالِدِوبه احْتَجَّ ابنُ قُتيبَةَ على الآيَةِ وَهِي قوْلُه: {مثلهم كمثلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارا} . فقالَ: أَي كمثلِ الذينَ اسْتَوْقَدُوا نَارا، فَالَّذِي مُؤَدّ عَن الجَمْعِ هُنَا.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: احْتِجاجُه على الآيَةِ بِهَذَا البَيْتِ غَلَطٌ، لأنَّ الَّذِي فِي القُرْآنِ اسْمٌ واحدٌ رُبَّما أَدَّى عَن الجَمْعِ وَلَا واحِدَ لَهُ، وَالَّذِي فِي البَيْتِ جَمْعٌ واحِدُه {اللَّذ، وتَثْنِيتُه} اللَّذَا، قالَ: وَالَّذِي يكونُ مُؤَدِّياً عَن الجَمْعِ وَهُوَ واحِدٌ لَا واحِدَ لَهُ مثْل قَوْل الناسِ:
أُوصِي بِمَالي للّذي غَزا وحَجّ مَعْناهُ للغَازِينَ والحجّاج.
وَقَوله تَعَالَى: {ثمَّ آتَيْنا موسَى الكتابَ تَمامًا على الَّذِي أَحْسَن} . قالَ الفرَّاء: مَعْناهُ تَمامًا للمُحْسِنِين، أَي {للَّذينَ أَحْسَنوا؛ قالَ: ومَعْنَى {كمثلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ} : أَي مثل هَؤُلَاءِ المُنافِقِين كمثلِ رجُلٍ كانَ فِي ظُلْمةٍ فأَوْقَدَ نَارا فأَبْصَرَ بهَا مَا حَوْلَه، فبَيْنا هُوَ كَذلكَ طفِئَتْ فرَجِعَ إِلَى ظُلْمتِهِ الأُوْلى، فَكَذَا المُنافِقُونَ كَانُوا فِي الشّرْكِ فأَسْلَموا، فلمَّا نافَقُوا رَجِعُوا إِلَى الحيْرةِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا.
(} ولَذِيَ بِهِ، كرَضِيَ: سَدِكَ) ، أَي لَزِمَ وأَقامَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! اللَّذان، بتَشْديدِ النونِ مُثَنَّى الَّذِي، ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُهُ، وَقد أشَرْنا إِلَيْهِ.
قَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي كتابِ التَّصْغير: تَصْغيرُ {اللَّذِ، بكسْر الذالِ:} اللُّيَّذِ، مشَدَّدَة الياءِ مَكْسُورَة الذالِ، ومَنْ قالَ: هما {اللَّذا قالَ: هُما} اللُّيَّذا، انتَهَى.
وقالَ غيرُهُ: تَصْغيرُ الَّذِي {اللَّذَيَّا، بالفَتْح والتَّشْديدِ، فَإِذا ثَنَّيْت المُصَغَّر أَو جَمَعْته حذَفْتَ الألفَ فقُلْت} اللَّذَيَّانِ {واللَّذَيُّونَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

أبن

أ ب ن: (أُبِنَ) فُلَانٌ يُؤْبَنُ بِكَذَا أَيْ يُذْكَرُ بِقَبِيحٍ، وَفِي ذِكْرِ مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ أَيْ لَا تُذْكَرُ، وَإِبَّانُ الشَّيْءِ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَقْتُهُ، يُقَالُ: كُلِ الْفَاكِهَةَ فِي إِبَّانِهَا أَيْ فِي وَقْتِهَا. 
[أبن] الاين: الاعياء. قال أبو زيد: لا يبنى منه فعل. وقد خولف فيه. والاين: الحية، مثل الأيْمِ. وآنَ أَيْنُكَ، أي حان حَيْنك. وآنَ لكَ أن تفعل كذا يئين أينا، عن أبى زيد، أي حانَ، مثل أنى لك، وهو مقلوب منه. وأنشد ابن السكيت: أَلَمَّا يَئِنْ لي أَنْ تُجَلّى عَمايَتي وأُقْصِرُ عن لَيْلي بَلى قد أَنى لِيا فجمع بين اللغتين. وأَيْنَ: سؤالٌ عن مكان. إذا قلت أَيْنَ زيد فإنّما تسأل عن مكانه. (*) وأيان: معناه أي حين، وهو سؤال عن زمان، مثل متى. قال الله تعالى: (أَيَّان مرساها) . وإيان، بكسر الهمزة: لغة سليم، حكاها الفراء. وبه قرأ السلمى: (إيان يبعثون) . والآن: اسم للوقت الذى أنت فيه، وهو ظرف غير متمكن، وقع معرفة ولم تدخل عليه الالف واللام للتعريف، لانه ليس له ما يشركه. وربما فتحوا منه اللام وحذفوا الهمزتين. وأنشد الاخفش: وقد كنت تخفى حب سمراء حقبة. فبح لان منها بالذى أنت بائح
أبن: الأَبْنُ: منه المَأْبُوْنُ، فلانٌ يُؤْبَنُ بخَيْرٍ أو بشَرٍّ، ويُؤْبَنُ: أي يُزَنُّ به، وأَبَنَه يَأْبِنُه ويَأْبُنُه. والمَأْبُوْنُ: المَعِيْبُ.
والأُبْنَةُ: العُقْدَةُ في العَصَا. والعَيْبُ في الحَسَبِ. والضَّغِيْنَةُ والحِقْدُ.
وفلانٌ أُبْنَةٌ: أي ما في أَصْلِه مَغْمَزٌ.
وعُوْدٌ مَأْبُوْنٌ: فيه أُبْنَةٌ، وقد تَأَبَّنَ. والأُبّانُ والأُبَنُ: العُقَدُ، وعُوْدٌ أَبِنٌ.
والأُبَنُ: أَسَافِلُ عَرِيْشِ الهَوْدَجِ، الواحِدَةُ أُبْنَةٌ.
والإِبّانُ: الوَقْتُ والحِيْنُ.
والتَّأْبِيْنُ: مَدْحُ المَيِّتِ، وقد يُسْتَعْمَلُ في الحَيِّ.
وأَبَانَانِ: رَأْسَا جَبَلٍ.
وأَبَانُ: جَبَلٌ. واسْمُ رَجُلٍ.
وتَأَبَّنْتُ الأَثَرَ والطَّرِيْقَ: الْتَمَسْتُه وتَعَرَّفْتُه. والتَّأْبِيْنُ: اقْتِفَارُ الأَثَرِ.
والآبِنُ من الطَّعَامِ: اليابِسُ الغَلِيْظُ.
وأَبَنَ الدَّمُ في الجُرْحِ يَأْبِنُ أُبُوْناً: إذا اسْوَدَّ.
وجاءَ في إبّانَتِه: أي في كُلِّ أصْحَابِه وقَبِيْلَتِه.
[أبن] في وصف مجلسه صلى الله عليه وسلم: لا تؤبن فيه الحرم- أي لا يذكرون بقبيح وكان يصان مجلسه عن رفث القول من الأبن وهي العقد تكون في القسى تفسدها. ش: بضم مثناة فوق وسكون همزته. نه- ومنه: "أبنته" إذا رميته بخلة سوء فهو مأبون؛ و"أبنوا" أهلى- أي اتهموها. ج: وهذا "تأبين" الحي، وأما تأبين الميت فهو مدحه. ك: هو بمخففتين وروى بشدة موحدة وبتقديم نون مشددة بمعنى اللوم وصحف بأنه لا يلائم؛ وفيه ما "نأبنه" برقية- أي نتهمه بها، قيل: إن هذا الراق هو أبو سعيد. ن: التخفيف فيه أشهر، من ضرب ونصر، نأبنه: نظنه. نه: أي ما كنا نعلم أنه يرقى فنعيبه به؛ ومنه: أن "نؤبن" بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس فينا؛ ومنه: فما سبه ولا أبنه- أي ما عابه، وقيل: أنبه- بتقديم نون من التأنيب: اللوم؛ وفيه: هذا "أبان" نجومه- أي وقت ظهوره، وهو فعال أو فعلان. ط: وهو من إضافة الخاص إلى العام؛ ومنه: استيخار المطر عن "أبان" زمانه- أي تأخره. نه: وفيه "ابني" لا ترموا الجمرة حتى تطلع- قيل: هو تصغير أبنى كأعمى وأعيمى، وابني اسم مفرد يدل على الجمع، وقيل: إن ابنا يجمع على أبناء مقصوراً وممدوداً. أبو عبيد: هو تصغير بني جمع ابن مضافاً فوزنه شريحى؛ وفيه: كان من "الأبناء" هو في الأصل جمع ابن ويقال لأولاد فارس وهم الذين أرسلهم كسرى مع سيف ذي يزن لما جاء ليستنجده على الحبشة فنصروه وملكوا اليمن وتزوجوا في العرب فغلب على أولادهم اسم الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم؛ وفيه أغر على "ابنى"- بضم همزة وقصر: اسم موضع من فلسطين، ويقال: يبنى.
أبن
أبَّنَ يؤبِّن، تأبينًا، فهو مُؤبِّن، والمفعول مُؤبَّن
• أبَّن الميِّتَ: رثاه وأثنى عليه بعد موته "شارك عددٌ من الشُّعراء في تأبين الرَّئيس الرَّاحل- هو يقرِّظ الأحياء ويؤبِّن الأموات". 

إبَّان [مفرد]:
1 - أثناء، أوان، وقت وحِين، ويغلب استعماله مضافًا "كُلِ الفاكهةَ في إبَّانها- مات إبَّان الحرب العالميّة الثانية- من يَقُمْ بالعمل في إبَّانِه يضاعف في حسبانه [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: كلّ فاكهة في فصلها لذيذة".
2 - أوَّل "سافر وهو في إبَّانِ شبابه: في عنفوانه وريعانه". 

تأبين [مفرد]:
1 - مصدر أبَّنَ.
2 - خُطْبة تُلْقى تكريمًا لميِّت، مقال يُلقى في ذكرى شخص ما، حديث يمتدح شخصًا ميِّتًا.
• حفل تأبين: حفل يُقام عادة بمناسبة وفاة أحد الأعلام في المجتمع للإشادة بمآثره ومناقبه. 

مَأْبون [مفرد]:
1 - مُتَّهم بعيب أو وصمة.
2 - مَنْ تُفْعل فيه الفاحشةُ "شخص مَأْبون". 
(أبن) - في حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه "أنه دخل على عثمانَ، رضي الله عنه، فما سَبَّه ولا أَبَنَه".
كذا رواه الحَرْبِى، بتَقدِيم الباء على النون، وقال: إن كان محفوظا فمعناه ما ذَكَّره شَرًّا كان منه، وإِلّا فهو "ما أَنَّبَهَ" بتقديم النون: أي ما وَبَّخَهَ.
- في الحديث: "أُبَيْنِىّ، لا تَرمُوا الجَمْرةَ حتى تَطْلُعَ الشّمسُ" .
أوردناه في هذا الباب حَمْلا على ظاهره على أنه مُختلَف فيه.
قال أبو عُبَيد: تَصغير بَنِىّ، وقال أبو منصور الجَبَّان:
الابنُ: من باب بَنَوى: أي بَنَى، إلا أن من العرب مَنْ قال في النسبة إليه ابْنِىّ، كأنه جعله من باب الهمزة وقد يُصَغَّر الابْن على أُبَيْن، ويُثَنَّى أُبيْنَيْن، ويُجمَع أُبيْنِين، فتُجْرَى هَمزَةُ الوَصْل مُجْرَى الأصلِية.
قال: وجَمْع الابْنِ أَبناءٌ وبَنُون، وأبنَا مقصور، وأَبنٍ في مذهب، بدلالة أُبَيْنىّ وأُبيْنِيك، ويُنسَب إلى الأبناء، بَنَوِىٌّ، فإن جعلتَ الأَبناءَ كالقَبيلة والحَىِّ. قلت: أَبناوِىٌّ، وقال بعضُ نَحوِيّى زماننا: أُبينَى عند سِيبَوَيه أصلُه أُبيْنِين تَصْغِير أَبنَى على وزن أَعمَى، وهو اسم مفرد يدل على الجَمْع، والجُموع إذا صُغِّرت تُصغَّر آحادُها، ثم تُجمَع بالواو والنون إن كان الاسم مُذَكَّرا، وبالأَلِف والتاء إن كان مُؤَنَّثاً, فأُبنَى إذا صُغِّر قيل: أُبَيْن مثل أُعَيْم، ثم جمع بالوَاوِ والنون في الرفع، وباليَاءِ والنُّون في النَّصب والجَرِّ، فقيل: أُبيْنُون وأُبَيْنِين.
وفي كتاب الحَماسَة:
* يَسْدُدْ أُبينُوها الأصاغِرُ خَلَّتِى *  وأَصلُه أُبينُون فحذَف النونَ للإِضافة، وقال آخر:
إن يكُ لا سَاءَ فقد سَاءَه ... تَركُ أُبيْنِيك إلى غير راع
وأصله أُبيْنِين فحَذف النونَ للِإضافة، قال: هذا مذهب سِيبَوَيْه، قال: والذى قاله أبو عُبَيْد خَطَأ، لأنه قال: هو تَصغِير ابْنٍ، وابنٌ الألِف فيه للوَصْل وهو مُفرَد، ولا يقال فيه ابْنُون فكيف يُتَصَوَّر ذلك .
[أب ن] أَبَنَ الرجلَ يأْبِنُهُ ويأبُنُهُ أبْنًا اتَّهمه وعابه وقال اللحياني أَبَنْتُهُ بخير وشرٍّ آبُنُهُ وآبِنُهُ أبنًا وهو مأبُونٌ بخير أو بشر فإذا أضربْتَ عن الخير والشَّرِّ فقلْتَ هو مأبونٌ لم يكن إلا الشَّرِّ وكل ذلك ظنٌّ تظنه وأَبَّنَ الرجلَ كأبَنَهُ وأَبَنَ الرجُلَ وأَبَّنَهُ كلاهما عابه في وجهه وعيَّره والأُبْنَةُ العُقْدَة في العُودِ وهو أيضًا مُخْرَجُ الغُصْنِ في القَوْسِ والأُبْنَةُ العَيْبُ وأصله من ذلك والأُبْنَةُ العيب في الكلام وقد تقدم قول خالد بن صفوان في الأُبْنَة والوصْمَة وأُبْنَةُ البعير غَلْصَمَتُهُ وإبَّانُ كل شيء وقته وحينه الذي يكون فيه يقال جئته على إبَّان ذاك أي على زمنه وأخذ الشيء بإبَّانه أي بزمانه وقيل بأوله ومن كلام سيبويه في قولهم يا للعجب أي يا عَجَبُ تعالَ فإنه من إبَّانك وأحيانك وأَبَّنَ الرجلَ وأَبَّلَهُ على البدل مدحه بعد موته قال مُتَمِّمٌ

(لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتَأْبِينِ هالكٍ ... ولا جَزَعٍ مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا)

وقال ثعلب هو إذا ذكرْتَه بعد موته بخير وقال مَرَّةً هو إذا ذكرْتَه بعد الموت وقد جاء في الشعر مدحًا للحي وهو قول الرَّاعِي

(فَرَفَّعَ أَصْحَابِي المَطِيَّ وَأَبْنُوا ... هُنَيْدَةَ فَاشْتَاقَ العُيُونُ اللَّوامِحُ)

قال مدحها فاشتاقوا أن ينظروا إليها فأسرعوا السير إليها شوقًا منهم أن ينظروا منها وأَبَّنَ الأَثَرَ وهو أن يَقْتَفِرَهُ فلا يَضِحُ له ولا ينفلت منه والتَّأْبِينُ أن يُفْصَدَ العِرْقُ ويؤخذ دمه فيشوى ويؤكل عن كراع وأُبَنُ الأَرضِ نَبْتٌ يخرج في رُءُوس الإِكامِ له أصلٌ ولا يطول وكأنه شَعَرٌ يؤكل وهو سريع الخروج سريع الهَيْج عن أبي حنيفة وأَبَانَانِ جبلان أحدهما أسود والآخر أبيض بينهما نهر يقال الرُّمَةُ وبينهما نحوٌ من ثلاثة أميال وهو اسمٌ علمٌ لهما وأما قولهم للجبلين المتقابلين أبانان فإن أَبَانَيْن اسم علم لهما بمنزلة زيد وخالد فإن قلت فكيف جاز أن يكون بعض التثنية علمًا وإنما عامَّتُها نكرات ألا ترى أن رجلان وغلامان كل واحد منهما نكرة غير علم فما بال أَبَانَيْن صار علمًا فالجواب أن زيدين ليسا في كل وقت مُصْطَحِبَينِ مقترنين بل كل واحد منهما يُجامِعُ صاحبه ويفارقه فلما اصطحبا مرة وافترقا أخرى لم يمكن أن يُخَصَّا باسم علم يفيدهما من غيرهما لأنهما شيئان كلُّ واحد بائنٌ من صاحبه وأما أَبَانان فجبلان متقابلان لا يفارق واحد منهما صاحبه فجريا لاتصال بعضهما ببعض مجرى المسمى الواحد نحو بكرٍ وقاسم فكما خُصَّ كلُّ واحد من الأعلام باسم يفيده من أُمَّتِه كذلك خُصَّ هذان الجبلان باسم يفيدهما من سائر الجبال لأنهما قد جريا مجرى الجبل الواحد فكما أن ثَبِيرًا ويَذْبُلَ لما كان كل واحد منهما جبلاً واحدًا متصلة أجزاؤه خص باسم لا يُشارَك فيه فكذلك أَبَانَانِ لما لم يَفْتَرِقْ بعضهما من بعض وكانا لذلك كالجبل الواحد خُصَّا باسم علم كما خص يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشَمامُ كل واحد منهما باسم علم قال مهلهل

(أَنْكَحَهَا فَقْدُها الأَرَاقِمَ في ... جَنْبٍ وَكَانَ الخِبَاءُ من أدَمِ)

(لو بِأَبَانَيْنِ جاء يَخْطُبُها ... رُمِّلَ ما أَنْفُ خَاطِبٍ بِدَمِ)

قال سيبويه وتقول هذان أبانان بَيِّنَيْنِ وإنما فرَّقوا بين أبانَيْنِ وعرفات وبين زيدينِ وزيدينَ من قِبَلِ أنهما لم يجعلوا التثنية والجمع علمًا لرجلين ولا لرجال بأعيانهم وجعلوا الاسم الواحد علمًا لشيء بعينه كأنهم قالوا إذا قلنا ائت بزيد إنما نريد هذا الشخص الذي نيشير إليه ولم يقولوا إذا قلنا جاء زيدان فإنما نعني شخصين بأعيانهما قد عُرفا قبل ذلك وأُثْبَتَا ولكنهم قالوا إذا قلنا جاء زيدُ فلانٍ وزيد بن فلان فإنما نعني شيئين بأعيانهما فكأنهم قالوا إذا قلنا ائت أبانينِ فإنما نعني هذين الجبلين بأعيانهما اللذين نشير إليهما ألا ترى أنهم لم يقولوا امْرُرْ بأبَانِ كذا وأبانِ كذا لم يفرقوا بينهما لأنهم جعلوا أبانين اسمًا لهما يُعرفان به بأعيانهما وليس هذا في الأناسيّ ولا في الدوابّ إنما يكون هذا في الأماكن والجبال وما أشبه ذلك من قِبَلِ أن الأماكن لا تزول فيصير كل واحد من الجبلين داخلاً عندهم في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال في الثبات والخِصْب والقحط ولا يشار إلى واحد منهما بتعريف دون الآخر فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شيء حيث كان في الأناسي والدواب والإنسانان والدابتان لا يثبتان أبدا يزولان ويتصرفان ويشار إلى أحدهما والآخر عنه غائب وقد يُفرد فيقال أَبَانُ قال امرؤ القيس (كَأَنَّ أَبَانًا في أَفَانِينِ وَدْقِهِ ... كَبِيرُ أُنَاسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ)

وأَبانٌ اسم رجل
أبن
( {أَبَنَهُ بشيءٍ} يَأْبُنُه {ويَأْبِنُهُ) ، مِن حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ: (اتَّهَمَهُ) وعابَهُ، (فَهُوَ} مَأْبُونٌ بخَيْرٍ أَو شَرَ، فَإِن أَطْلَقْتَ) ؛) ونصّ اللَّحْيانيّ فَإِذا أَضْرَبْت عَن الخَيْرِ والشَّرِّ، (فَقُلْتَ) :) هُوَ (مَأْبُونٌ فَهُوَ للشَّرِّ) خاصَّةً، ومثْلُه قَوْل أَبي عَمْرٍ و، وَمِنْه أَخذ {المَأْبون الَّذِي تفعل بِهِ الفاحِشَة وَهِي} الأُبْنَةُ، والأصْلُ فِيهِ العُقَدُ تكونُ فِي القِسِيّ تُفْسِدُها وتُعابُ بهَا.
وفلانٌ يُأْبَنُ بِكَذَا: أَي يُذْكَرُ بقَبيحٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{وأَبَنَهُ) } أَبْناً ( {وأَبَّنَهُ} تَأْبِيناً) :) أَي (عابَهُ فِي وَجْهِهِ) وعَيَّره؛ وَمِنْه حَدِيْث أَبي ذَرَ: أَنَّه دَخَل على عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا، فَمَا سَبَّه وَلَا {أَبَنَه، وقيلَ: هُوَ بتقْدِيمِ النُّون على الباءِ.
(} والأُبْنَةُ، بالضَّمِّ: العُقْدَةُ فِي العُودِ) أَو العَصا، والجَمْعُ {أُبَنٌ؛ قالَ الأَعْشَى:
قَضيبَ سَرَاءٍ كَثِيرَ} الأُبَنْ (و) مِن المجازِ: {الأُبْنَةُ: (العَيْبُ) فِي الحسَبِ وَفِي الكَلامِ؛ وَمِنْه قَوْل خالِدِ بنِ صَفْوانَ المُتَقدِّمُ ذِكْرُه فِي وصم.
(و) الأُبْنَةُ: (الرَّجُلُ الخَفِيفُ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، ولعلَّه الخَيْضَفُ، وَهُوَ الضَّروطُ.
(و) الأُبْنَةُ: (غَلْصَمَةُ البَعيرِ) ؛) قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَيْراً وسَحِيلَه:
تُغَنِّيه من بَين الصَّبيَّيْن} أُبْنةٌ نَهُومٌ إِذا مَا ارْتَدَّ فِيهَا سَحِيلُها (و) مِن المجازِ: {الأُبْنَةُ: (الحِقْدُ) والعَداوَةُ. يقالُ: بَيْنهم أُبَنٌ.
(} والتَّأْبِينُ: فَصْدُ عِرْقٍ لِيُؤْخَذَ دَمُه فيُشْوَى ويُؤْكَلُ) ، عَن كُراعٍ.
(و) {التَّأْبينُ: (الثَّناءُ على الشَّخْصِ بَعْدَ مَوْتِه) .) وَقد} أَبَّنَه {وأَبَّلَه: إِذا مَدَحَه بعد مَوْتِه وبَكَاهُ؛ قالَ مُتمِّمُ بنُ نُوَيْرة:
لعَمري وَمَا دَهْري} بتأْبين هالِكٍ وَلَا جَزِعاً ممَّا أَصابَ وأَوْجَعاوقالَ ثَعْلَب: هُوَ إِذا ذكَرْتَه بعْدَ مَوْتِه بخَيْرٍ.
وقالَ مرَّة: هُوَ إِذا ذكَرْتَه بَعْدَ المَوْتِ.
وقالَ شَمِرٌ: التَّأْبينُ الثَّناءُ على الرَّجُل فِي المَوْتِ والحياةِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشريُّ: {أَبَّنَه: مَدَحَهُ وعَدَّ محاسِنَه، وَهُوَ مِن بابِ التَّقْريعِ، وَقد غلبَ فِي مدْحِ النادِبِ تقولُ: لم يزلْ يُقَرِّظُ أَحْيَاكم} ويُؤَبِّنُ مَوْتَاكُم؛ قالَ رُؤْبَة:
فامْدَحْ بِلالاً غير مَا {مُؤَبَّن ِترَاهُ كالبازِي انْتَمَى للْمَوْكِنِيقولُ: غَيْر هالكٍ أَي غَيْر مَبْكِيَ؛ وَمِنْه قَوْلُ لَبيدٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ:
قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ} وأَبِّنَا ملاعِبَ الرِّماحِ ومِدْرهَ الكَتبيةِ الرَّداحِ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: غَيْرُ مُؤَبَّنٍ أَي غيرُ مَعِيبٍ.
(و) التَّأْبِينُ: (اقتِفاءُ أَثَرِ الشَّيءِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ عَن الأَصْمَعيّ، وَمِنْه قيلَ لمادِحِ المَيِّتِ: {مُؤَبِّنٌ لاتِّباعِه آثارُ فِعالِه وصَنائِعِه. (كالتَّأبُّنِ.
(و) التَّأْبينُ: (تَرَقُّبُ الشَّيءِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو زيْدٍ:} أَبَنْتُ الشيءَ: رَقَبْتُه؛ قالَ أَوْسٌ يَصِفُ الحِمارَ: يقولُ لَهُ الراؤُونَ هذاكَ راكِبٌ {يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ عَلياءَ واقِفُوحَكَى ابنُ بَرِّي قالَ: رَوَى ابنُ الأَعْرابيِّ يُؤَبِّر، قالَ: ومعْناهُ يَنْظُرُ شخصا ليَسْتَبينَه. ويقالُ: إنَّه ليُؤَبِّرُ أَثراً إِذا اقتَصَّه.
(} والأَبِنُ، ككَتِفٍ: الغَليظُ الثَّخينُ من طعامٍ أَو شَرابٍ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
( {وإِبَّانُ الشَّيءِ، بالكسْرِ) وتَشْديدِ الموحَّدَةِ: (حِينُه) ووَقْتُه. يقالُ: كُلِ الفَواكِه فِي} إبّانِها، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ قالَ الراجزُ:
أَيَّان تقْضي حاجَتي أَيَّاناأَما تَرى لِنُجْحها {إِبَّانا (أَو) } إِبَّانُه: (أَوَّلُه) ، وَبِه فُسِّر قوْلُهم: أَخَذ الشيءَ {بإِبَّانِه، والنُّونُ أَصْليَّة فيكونُ فِعَّالاً، وقيلَ: زائِدَةٌ، وَهُوَ فِعْلانُ مِن أَبَّ الشيءُ إِذا تَهَيَّأَ للذَّهابِ. وذَكَرَ النقارسيُّ فِي شرْحِ المنفرجة الوَجْهَيْنِ.
(} والآبِنُ من الطَّعامِ: اليابِسُ) ، هُوَ بمدِّ الأَلِفِ.
( {وأَبَنَ الدَّمُ فِي الجُرْحِ) } يَأْبَن {أَبناً: (اسْوَدَّ.
(} وأَبانٌ، كسَحابٍ: مَصْروفةً) :) اسْمُ رجُلٍ، وَهُوَ فعالٌ، والهَمْزَةُ أَصْليَّة، كَمَا جَرَى عَلَيْهِ المصنِّفُ وحَقَّقه الدَّمامِيني وابنُ مالِكٍ، وجَزَمَ بِهِ ابنُ شبيبٍ الحرانيُّ فِي جامِعِ الفنونِ وأَكْثَر النُّحّاة والمُحدِّثِيْن على مَنْعِه مِن الصَّرْفِ للعِلْميَّة والوَزْن، وبحثَ المُحقِّقون فِي الوَزْن لأَنَّه إِذا كَانَ ماضِياً فَلَا يكونُ خاصّاً أَو اسْم تَفْضِيل، فالقِياسُ فِي مِثْلِه {أبين.
وقالَ بعضُ أَئِمَّة اللُّغَةِ: من لم يَعْرِف صَرْف} أَبان فَهُوَ أَتانٌ، نَقَلَه الشهابُ، رَحِمَه اللَّهُ، فِي شرْحِ الشفاءِ.
وأبانُ (بنُ عَمْرٍ و، و) أَبانُ (بنُ سعيدٍ صَحابيَّانِ.
(و) أبانُ بنُ إسْحاق الكُوفيُّ، وابنُ صالِحٍ أَبو بَكْر، وابنُ صَمْعَةَ البَصْريُّ، وابنُ طارِقٍ، وابنُ عُثْمان بنِ عَفَّان، وابنُ أَبي عَبَّاس العَبْديّ، وابنُ زيْدٍ العطَّار، (مُحَدِّثونَ.
(و) أَبانٌ: (جَبَلٌ شَرْقِيَّ الحاجِزِ، فيهِ نَخْلٌ وماءٌ) ، وَهُوَ المَعْروفُ بالأَبْيَض.
(و) أَيْضاً: (جَبَلٌ لبنِي فَزارَةَ) ، وَهُوَ المَعْروفُ بالأَسْودِ وَبَينهمَا مِيْلان.
وقالَ أَبو بكْرِ بنُ موسَى: أبانٌ جَبَلٌ بينَ فيد والنَّبْهانيَّة أَبْيَض، {وأَبانٌ جَبَلٌ أَسْوَدُ، وهما} أَبانانِ كِلاهُما مُحَدَّد الرأْسِ كالسِّنانِ، وهُما لبَني مَنافِ بنِ دَارِم بنِ تَمِيمِ بنِ مرَ؛ وأَنْشَدَ المبرّدُ لبعضِ الأَعْرابِ:
فَلَا تَحْسِبا سِجْن اليَمامَة دائِماً كَمَا لم يطب عَيْشُ لنا {بأَبان وقالَ الأَصْمَعيُّ: وادِي الرُّمةِ يمرُّ بينَ} أَبانَيْنِ، وهُما جَبَلانِ. يقالُ لأَحدِهما أَبانُ الأَبْيَض وَهُوَ لبَني فَزارَةَ ثمَّ لبَني حريد مِنْهُم، وأَبانُ الأَسْوَدُ لبَني أَسَدٍ، ثمَّ لبَني والبَةَ بنِ الحرِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنُ دُودَان بنِ أَسَدٍ، وبَيْنهما ثلاثَةُ أَمْيالٍ.
(وَذُو أَبانٍ: ع.
( {وأَبانانِ: جَبَلانِ) ، أَحَدُهما (مُتالِعٌ، و) الثَّانِي (أَبانٌ) ، غَلَبَ أَحَدهُما، كَمَا قَالُوا العُمَرَان والقَمَران، وهُما بنَواحِي البَحْرَيْن، واستَدَلّوا على ذلِكَ بقوْلِ لَبيدٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ:
دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ} فأَبانِ فتَقادَمَتْ بالحِبْسِ والسُّوبانِوقيلَ: هَذِه التَّثْنِيةُ! لأَبانٍ الأَبْيَض والأَسَوْد، كَمَا تقدَّمَ ذلِكَ عنِ الأَصْمَعيّ.
وقالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّريُّ: أَبانٌ جَبَلٌ، وبانَةُ جَبَلٌ آخَرُ يقالُ لَهُ شرورى، فغَلَّبوا {أَبَانَا عَلَيْهِ فَقَالُوا: أبانانِ، وَبِه فُسِّر قَوْل بِشْر بنِ أَبي خازِمٍ:
يَؤُمُّ بهَا الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ وفيهَا عَن} أَبانَيْنِ ازْوِرارُوللنّحويِّين هُنَا كَلامٌ طَويلٌ لم أَتَعرَّض لَهُ لطُولِه، ومَن أَرادَ ذلِكَ فَعَلَيهِ بكِتابِ المعْجمِ لياقوتٍ.
(وجاءَ فِي {إبانَتِه) ، بالكسْرِ (مُخفَّفَةً) ، أَي (فِي كلِّ أَصْحابِه.
(} وأُبْنَى، كلُبْنَى: ع) بفِلَسْطينَ بينَ عَسْقَلانَ والرَّمْلة، ويقالُ لَهَا أينى بالياءِ أَيْضاً، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي سريَّةِ أُسامَةَ بنِ زيْدٍ.
وَفِي كتابِ نَصْر: أُبْنَى: قرْيَةٌ بمُؤْتَةَ.
(وكزُبَيْرٍ) :) {أُبْيَنُ (بنُ سُفْيانٍ مُحَدِّثٌ) ضَعِيفٌ، قالَهُ الحافِظُ.
(ودَيْرُ} أَبُّونٍ، كتَنُّورٍ، أَو {أَبْيُونٍ بالجَزيرَةِ) ، أَي جَزِيرَة ابنِ عُمَرَ، (وبقُرْبِه أَزَجٌ عظيمٌ وَفِيه قَبْرٌ عظيمٌ يقالُ إنَّه قَبْرُ نوحٍ، عَلَيْهِ السّلامُ) ؛) وَفِيه يقولُ الشاعِرُ:
سَقَى اللَّهُ ذاكَ الدَّيْر غَيْثاً رخَّصهوما قد حَواهُ مِن قِلالٍ ورُهْبانوإنّي والثَّرْثاء والحَضْرِ خلَّتيوأهلك دَيْر} ابْيُونَ أَو بُرْزَ مَهْرَان وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَبَنُ الأَرْض: نَبْتٌ يخْرُجُ فِي رُؤُوسِ الإِكامِ، لَهُ أَصْلٌ وَلَا يَطُول، وكأَنَّه شَعَر يُؤْكَل وَهُوَ سَرِيعُ الخُروجِ سَريعُ الهَيْجِ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
} وأَبانُ: مَدينَةً صَغيرَةٌ بكرْمانَ مِن ناحِيَةِ الزوران؛ نَقَلَه ياقوت رَحِمَه اللَّهُ تعالَى. 
(أبن)
الدَّم فِي الْجرْح أبنا اسود وَفُلَانًا عابه ورماه بخلة سوء وَقد يُقَال أبنه بِخَير

(أبن) الشَّيْء اقتفى أَثَره وَالْمَيِّت رثاه وَأثْنى عَلَيْهِ يُقَال هُوَ يقرظ الْأَحْيَاء ويؤبن الْأَمْوَات
أب ن

قضيب كثير الأبن وهي العقد.

ومن المجاز: بينهم أبن أي عداوات وإحن، وفي حسبه أبن أي عيوب. ومنه الحديث: لا تؤبن فيه الحرم يقال أبنه إذا عابه. وأبنه: مدحه وعد محاسنه، وهو من باب التفزيع. وقد غلب في مدح النادب. تقول: لم يزل يقرظ أحياكم، ويؤبن موتاكم.
بَابُ الْهَمْزَةِ (الْهَمْزَةُ مَعَ الْبَاءِ) (أ ب ن) : الْإِبَّانُ وَقْتُ تَهْيِئَةِ الشَّيْءِ وَاسْتِعْدَادِهِ يُقَالُ كُلُّ الْفَوَاكِهِ فِي إبَّانِهَا وَهُوَ فِعْلَانٌ مِنْ أَبَّ لَهُ كَذَا إذَا تَهَيَّأَ لَهُ أَوْ فِعَّالٌ مِنْ أَبَّنَ الشَّيْءَ تَأْبِينًا إذَا رَقَبَهُ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.
(أ ب ن) : (أَبَانٌ) ابْنُ عُثْمَانَ قَوْلُهُ ابْنُ عُثْمَانَ هُوَ إخْبَارٌ أَنَّهُ ابْنُ عُثْمَانَ وَلَيْسَ بِوَصْفٍ لَهُ وَإِثْبَاتُ الْأَلِفِ فِي مَوْضِعِ الْإِخْبَارِ لَازِمٌ بِخِلَافِ مَوْضِعِ الْوَصْفِ وَهُوَ مَصْرُوفٌ وَأَبَانٌ أَيْضًا جَبَلٌ وَيُقَالُ هُمَا أَبَانَانِ وَمِنْهُ غَارَ فَرَسُ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ أَبَانَيْنِ وَهُوَ مِنْ أَيَّامِ الْإِسْلَامِ (وَأُبْنَى) بِوَزْنِ حُبْلَى مَوْضِعٌ بِالشَّامِ.

أبن: أَبَنَ الرجلَ يأْبُنُه ويأْبِنُه أَبْناً: اتَّهمَه وعابَه، وقال

اللحياني: أَبَنْتُه بخَير وبشرٍّ آبُنُه وآبِنُه أَبْناً، وهو مأْبون

بخير أَو بشرٍّ؛ فإذا أَضرَبْت عن الخير والشرّ قلت: هو مأْبُونٌ لم يكن

إلا الشرّ، وكذلك ظَنَّه يظُنُّه. الليث: يقال فلان يُؤْبَنُ بخير وبشَرّ

أَي يُزَنُّ به، فهو مأْبونٌ. أَبو عمرو: يقال فلان يُؤْبَنُ بخير

ويُؤْبَنُ بشرّ، فإذا قلت يُؤْبَنُ مُجَرَّداً فهو في الشرّ لا غيرُ. وفي حديث

ابن أَبي هالة في صفة مجلس النبي، صلى الله عليه وسلم: مجلِسُه مجلسُ

حِلْمٍ وحيَاءٍ لا تُرْفَعُ فيه الأَصْواتُ ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا

تُذْكَر فيه النساءُ بقَبيح، ويُصانُ مجلسُه عن الرَّفَث وما يَقْبُحُ

ذِكْرُه. يقال: أَبَنْتُ الرجلَ آبُنُه إذا رَمَيْتَه بِخَلَّةِ سَوْء،

فهو مأْبُونٌ، وهو مأْخوذ عن الأُبَن، وهي العُقَدُ تكونُ في القِسيّ

تُفْسِدُها وتُعابُ بها. الجوهري: أَبَنَه بشرٍّ يَأْبُنُه ويأْبِنه اتَّهَمَه

به. وفلانٌ يُؤْبَنُ بكذا أي يُذْكَرُ بقبيح. وفي الحديث عن النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه نهى عن الشِّعْر إذا أُبِنَتْ فيه النساءُ؛ قال

شمر: أَبَنْتُ الرجلَ بكذا وكذا إذا أَزْنَنْته به. وقال ابن الأَعرابي:

أَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه وآبُنُه إذا رَمَيْتَه بقبيح وقَذَفْتَه بسوء، فهو

مأْبُونٌ، وقوله: لا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُرْمى بسُوء ولا

تُعابُ ولا يُذْكَرُ منها القبيحُ وما لا يَنْبَغي مما يُسْتَحى منه. وفي حديث

الإفْك: أَشِيروا عليَّ في أُناسٍ أَبَنُوا أَهْلي أَي اتَّهَموها.

والأبْنُ: التهمَةُ. وفي حديث أَبي الدَّرداء: إن نُؤْبَنْ بما ليس فينا

فرُبَّما زُكِّينا بما ليس فينا؛ ومنه حديث أَبي سعيد: ما كُنَّا نأْبِنُه

بِرُقْية أَي ما كُنَّا نَعْلم أَنه يَرْقي فنَعيبَه بذلك: وفي حديث أَبي

ذرٍّ: أَنه دَخَل على عُثْمان بن عَفَّانَ فما سَبَّه ولا أَبَنه أَي ما

عابَه، وقيل: هو أَنَّبه، بتقديم النون على الباء، من التأْنيب اللَّومِ

والتَّوبيخ. وأَبَّنَ الرجلَ: كأَبَنَه. وآبَنَ الرجلَ وأَبَّنَه، كلاهما:

عابَه في وجهه وعَيَّره. والأُبْنة، بالضم: العُقْدة في العُود أَو في

العَصا، وجمْعُها أُبَنٌ؛ قال الأَعشى:

قَضيبَ سَرَاءٍ كثير الأُبَنْ

(* قوله «كثير الابن» في التكملة ما نصه: والرواية قليل الابن، وهو

الصواب لأن كثرة الابن عيب، وصدر البيت:

سلاجم كالنحل أنحى لها.

قال ابن سيده: وهو أَيضاً مَخْرَج الغُصْن في القَوْس. والأُبْنة:

العَيْبُ في الخَشَب والعُود، وأَصلُه من ذلك. ويقال: ليس في حَسَبِ فلانٍ

أُبْنةٌ، كقولك: ليس فيه وَصْمةٌ. والأُبْنةُ: العَيْبُ في الكلام، وقد

تَقدَّم قولُ خالِد بن صَفْوانَ في الأُبْنة والوَصْمة؛ وقول رؤبة:

وامْدَحْ بِلالاً غير ما مُؤَبَّنِ،

ترَاهُ كالبازي انْتَمَى للْمَوْكِنِ انْتَمى: تَعَلَّى. قال ابن

الأَعرابي: مُؤَبَّنٌ مَعيبٌ، وخالَفَه غيره، وقيل: غير هالكٍ أَي غير

مَبْكيٍّ؛ ومنه قول لبيد:

قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ،

(* قوله «قوما تجوبان إلخ» هكذا في الأصل، وتقدم في مادة نوح: تنوحان.

وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ،

ومِدْرهَ الكَتيبةِ الرَّداحِ.

وقيل للمَجْبوس: مأْبونٌ لأَنه يُزَنُّ بالعيب القبيح، وكأَنَّ أَصلَه

من أُبْنة العَصا لأَنها عيبٌ فيها. وأُبْنة البعيرِ: غَلْصَمتُه؛ قال ذو

الرُّمّة يصف عَيْراً وسَحيلَه:

تُغَنِّيه من بين الصَّبيَّيْن أُبْنةٌ

نَهُومٌ، إذا ما ارتَدَّ فيها سَحِيلُها.

تُغَنِّيه يعني العَيْر من بين الصَّبيَّيْن، وهما طرَفا اللَّحْي.

والأُبْنةُ: العُقْدةُ، وعنى بها ههنا الغَلْصمة، والنَّهُومُ: الذي يَنْحِطُ

أَي يَزْفر، يقال: نَهَمَ ونأَم فيها في الأُبنة، والسَّحِيلُ:

الصَّوْتُ. ويقال: بينهم أُبَنٌ أَي عداواتٌ. وإبَّانُ كلِّ شيء، بالكسر

والتشديد: وقْتُه وحِينُه الذي يكون فيه. يقال: جِئْتُه على إبَّانِ ذلك أَي على

زمنه. وأَخَذَ الشيءَ بإبَّانِهِ أَي بزمانه، وقيل: بأَوَّله. يقال:

أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ، وإبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار، وإبّانَ الحرِّ

والبرد أَي أَتانا في ذلك الوقت، ويقال: كل الفواكه في إبّانِها أَي في

وَقْتها؛ قال الراجز:

أَيَّان تقْضي حاجتي أَيّانا،

أَما تَرى لِنُجْحها إبّانا؟

وفي حديث المبعث: هذا إبّانُ نجومه أَي وقت ظهوره، والنون أَصلية فيكون

فِعَّالاً، وقيل: هي زائدة، وهو فِعْلانُ من أَبَّ الشيءُ إذا تهَيَّأَ

للذَّهاب، ومن كلام سيبويه في قولهم يا لَلْعجَب أَي يا عجب تعالَ فإِنه

من إبّانِكَ وأَحْيانِك.وأَبَّنَ الرجلَ تأْبيناً وأَبَّله: مَدَحه بعد

موته وبكاه؛ قال مُتمِّم بن نُوَيرة:

لعَمري وما دَهري بتأْبين هالكٍ،

ولا جَزِعاً ممّا أَصابَ فأَوْجعَا.

وقال ثعلب: هو إذا ذكَرْتَه بعد موته بخير؛ وقال مرة: هو إذا ذكرته بعد

الموت. وقال شمر: التَّأْبينُ الثَّناءُ على الرجل في الموت والحياة؛ قال

ابن سيده: وقد جاء في الشعر مدْحاً للحَيّ، وهو قول الراعي:

فرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وأَبَّنُوا

هُنَيْدَة، فاشتاقَ العُيونُ اللَّوامِح.

قال: مَدحَها فاشْتاقوا أَن يَنْظروا إليها فأَسْرعوا السيرَ إليها

شَوْقاً منهم أَن ينظروا منها. وأَبَنْتُ الشيء: رَقَبْتُه؛ وقال أَوسٌ يصف

الحمار:

يقولُ له الراؤُونَ: هذاكَ راكِبٌ

يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علياءَ واقِفُ

وحكى ابن بري قال: روى ابنُ الأَعرابي يُوَبِّر، قال: ومعنى يُوَبِّر

شخصاً أَي ينظر إليه ليَسْتَبينَه. ويقال: إنه لَيُوَبِّرُ أَثراً إذا

اقتَصَّه، وقيل لمادح الميت مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثار فعاله وصنائعه.

والتَّأْبينُ: اقتِفار الأََثر. الجوهري: التأْبينُ أَن تقْفو أَثَرَ الشيء.

وأَبَّنَ الأثر: وهو أَن يَقْتَفِره فلا يَضِح له ولا ينفَلِت منه.

والتأْبين: أَن يُفْصَدَ العِرْقُ ويُؤْخَذ دَمُه فيُشوى ويُؤكل؛ عن كراع. ابن

الأَعرابي: الأَبِنُ، غير ممدود الأَلف على فَعِلٍ من الطعام والشراب،

الغليظ الثَّخين. وأَبَنُ الأَرض: نبتٌ يخرُج في رؤُوس الإكام، له أَصل ولا

يَطول، وكأَنه شَعَر يُؤْكل وهو سريع الخُروج سريع الهَيْج؛ عن أَبي

حنيفة. وأَبانانِ: جبلان في البادية، وقيل: هما جَبَلان أَحدهما أَسود والآخر

أَبْيض، فالأَبيَض لبني أَسد، والأَسود لبني فَزارة، بينهما نهرٌ يقال له

الرُّمَةُ، بتخفيف الميم، وبينهما نحو من ثلاثة أَميال وهو اسم علم

لهما؛ قال بِشْر يصف الظعائن:

يَؤُمُّ بها الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ،

وفيها عن أَبانَيْنِ ازْوِرارُ

وإنما قيل: أَبانانِ وأَبانٌ أَحدهما، والآخر مُتالِعٌ، كما يقال

القَمَران؛ قال لبيد:

دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ وأَبانِ،

فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبانِ

قال ابن جني: وأَما قولهم للجبَلين المُتقابلين أَبانانِ، فإنَّ

أَبانانِ اسم علم لهما بمنزلة زيدٍ وخالد، قال: فإن قلت كيف جاز أَن يكون بعض

التثنية علماً وإنما عامَّتُها نكرات؟ أَلا ترى أَن رجُلين وغُلامَين كلُّ

واحد منهما نكرة غير علم فما بال أَبانَين صارا علماً؟ والجواب: أَن

زيدين ليسا في كل وقت مُصْطحِبَين مقترنين بل كل واحد منهما يُجامِع صاحبَه

ويُفارِقه، فلما اصطحَبا مرة وافترقا أُخرى لم يُمْكِن أَن يُخَصَّا باسمٍ

علم يُفيدُهما من غيرِهما، لأَنهما شيئان، كلُّ واحد منهما بائنٌ من

صاحِبه، وأَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لا يُفارق واحدٌ منهما صاحبَه،

فجَرَيا لاتِّصال بعضِهما ببعض مَجْرى المسمَّى الواحد نحو بَكْرٍ وقاسِمٍ،

فكما خُصَّ كلُّ واحدٍ من الأَعلام باسم يُفيدُه من أُمَّتِه، كذلك

خُصَّ هذان الجَبَلان باسم يُفيدهما من سائر الجبال، لأَنهما قد جَرَيا مجرى

الجبل الواحد، فكما أَن ثَبيراً ويَذْبُل لمَّا كان كل واحد منهما جبلاً

واحداً متصلة أَجزاؤُه خُصَّ باسم لا يُشارَك فيه، فكذلك أَبانانِ لمَّا

لم يفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجَبَل الواحد، خُصّا باسمٍ علم كما

خُصَّ يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشمَامِ كلُّ واحد منها باسم علم؛ قال

مُهَلهِل:

أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ في

جَنْبٍ، وكان الخِباءُ من أَدَمِ

لَوْ بأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبها

رُمِّلَ، ما أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ

الجوهري: وتقول هذان أَبانان حَسَنَينِ، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكرة

وصفت به معرفة، لأَن الأَماكن لا تزولُ فصارا كالشيء الواحد، وخالَف

الحيوانَ، إذا قلت هذان زيدان حسَنان، ترفع النعت ههنا لأَنه نكرةٌ وُصِفت بها

نكرة؛ قال ابن بري: قول الجوهري تنصب النعت لأَنه نكرة وصفت به معرفة،

قال: يعني بالوصف هنا الحال. قال ابن سيده: وإنما فرقوا بين أَبانَين

وعَرَفاتٍ وبين زَيدَينِ وزَيدين من قِبَل أَنهم لم يجعلوا التثنية والجمع

علماً لرجُلينِ ولا لرِجال بأَعيانِهم، وجعلوا الاسم الواحد علَماً لشيء

بعينه، كأَنهم قالوا إذا قلنا ائْتِ بزَيْدٍ إنما نريد هات هذا الشخص الذي

يسيرُ إليه، ولم يقولوا إذا قلنا جاء زيدانِ فإنما نعني شخصين بأَعيانهما

قد عُرِفا قبل ذلك وأُثْبِتا، ولكنهم قالوا إذا قلنا جاء زيد بن فلان

وزيدُ بن فلانٍ فإنما نعني شيئين بأَعيانهما، فكأَنهم قالوا إذا قلنا ائتِ

أَبانَيْنِ فإنما نعني هذينِ الجبلَينِ بأَعيانهما اللذين يسير إليهما،

أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أمْرُرْ بأَبانِ كذا وأَبانِ كذا؟ لم يفرّقوا

بينهما لأَنهم جعلوا أَبانَيْنِ اسماً لهما يُعْرَفانِ به بأَعيانهما، وليس

هذا في الأَناسيِّ ولا في الدوابّ، إنما يكون هذا في الأَماكنِ والجبال

وما أَشبه ذلك، من قِبَل أَنّ الأَماكِنَ لا تزول فيصيرُ كل واحدٍ من

الجبلَينِ داخلاً عندهم في مثل ما دخل فيه صاحبُه من الحال والثَّباتِ

والخِصبِ والقَحْطِ، ولا يُشارُ إلى واحدٍ منهما بتعريفٍ دون الآخر فصارا

كالواحد الذي لا يُزايِله منه شيءٌ حيث كان في الأَناسيّ والدوابّ والإنسانانِ

والدّابتان لا يَثْبُتانِ أَبداً، يزولانِ ويتصرّفان ويُشارُ إلى

أَحدِهما والآخرُ عنه غائبٌ، وقد يُفرَد فيقال أَبانٌ؛ قال امرؤ القيس:

كان أَباناً، في أَفانِينِ وَدْقِه،

كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

(* في رواية أخرى: كأنّ كبيراً، بدل أباناً). وأَبانٌ: اسم رجلٍ. وقوله

في الحديث: من كذا وكذا إلى عَدَن أَبْيَنَ، أَبْيَنُ بوزن أَحْمر، قريةٌ

على جانب البحر ناحيةَ اليمن، وقيل: هو اسمُ مدينة عدَن. وفي حديث

أُسامة: قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لمّا أَرسَله إلى الرُّوم:

أَغِرْ على أُبْنَى صباحاً؛ هي، بضمّ الهمزة والقصر، اسمُ موضعٍ من

فلَسْطينَ بين عَسْقَلانَ والرَّمْلة، ويقال لها يُبْنَى، بالياء، والله

أَعلم.

نتج

(نتج)
النَّاقة نتجا ونتاجا أولدها فَهُوَ ناتج والناقة منتوجة وَالْولد نتاج ونتيجة وَالشَّيْء تولاه حَتَّى أَتَى نتاجه

نتج


نَتَجَ(n. ac. نَتْج)
a. Struck, stabbed.

أَنْتَجَa. Voided.

إِسْتَنْتَجَa. Hung down.

نِتْجa. Pusillanimous.

نُتُجa. see 20t
مِنْتَجَةa. Podex.

خَرَجَ مِنْثَجًا
a. He went to stool.
ن ت ج: (نُتِجَتِ) النَّاقَةُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ (تُنْتَجُ) (نَتَاجًا) وَ (نَتَجَهَا) أَهْلُهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (أَنْتَجَتِ) الْفَرَسُ وَالنَّاقَةُ حَانَ (نَتَاجُهَا) وَقِيلَ اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فَهِيَ (نَتُوجٌ) ، وَلَا يُقَالُ: (مُنْتِجٌ) . 
[نتج] نُتِجَت الناقةُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، تُنْتِج نَتاجاً. وقد نتجها أهلها نتجا. قال الكميت: وقال المذمر للناتجين متى ذمرت قبلى الارجل وأنتجت الفرسُ، إذا حانَ نَتاجُها، وقال يعقوب: إذا اسْتَبان حَمْلُها. وكذلك الناقة، فهى تنوج، ولا يقال مُنْتِجٌ. وأتَت الناقة على مَنْتِجِها، أي للوقت الذي تُنْتَجُ فيه، وهو مفعل بكسر العين. ويقال للشاتيْن إذا كانتا سِنًّا واحدة: هما نتيجة. وغنم فلان نَتائِجُ، أي في سنّ واحدة.
باب الجيم والتاء والنون معهما ن ت ج يستعمل فقط

نتج: النَّتاجُ: اسم يجمع وضع الغنمِ والبهائِم. وإذا ولي الرجل ناقةً ماخِضاً ونِتاجها حتى تضع، قيل: نَتَجَها نَتجاً ونِتاجاً، ومنه يقال: نُتِجَتِ الناقةُ، ولا يقال: نَتِجَتِ الشاة إلا أن يكون إنسان يلي نِتاجها، ولكن يقال: نَتَجَ القوم إذا وضعت إبلهم وشاؤهم. وقد يقال: أنتجت الناقةُ أي وضعت. وفرسُ نَتوجٌ وأتَانٌ نَتُوجُ أي حاملٌ في بطنها وَلَدٌ قد استبان، وبها نِتاجٌ أي حملٌ. وبعضهم يقول للنَّتوجِ من الدَّوابِّ قد نَتَجَت في معنى حملت ليس بعامٍّ وأنكره زائدة. والريح تنتج السحاب إذا مرت به حتى يجري قطره. وفي المَثَل: إن العجز والتواني تزاوجا فأنتجا الفقرَ. 

نتج


نَتَجَ(n. ac. نَتْج
نَتَاْج
نِتَاْج)
a. Assisted in bringing forth.
b. [ & pass.], Brought forth, was delivered of.
c. [ coll. ], Resulted from.
d. [ coll. ], Grew, progressed.
e. see IV (c)
نَتَّجَ
a. [acc. & Min], Concluded, inferred; deduced from.
b. Produced.

أَنْتَجَa. see I (a) (b).
c. Was near bringing forth.
d. [acc. & Min], Drew, extracted, derived from.
e. see II
تَنَتَّجَa. Was in labour.

تَنَاْتَجَa. Bore, brought forth.

إِنْتَتَجَa. see I (a) (b).
إِسْتَنْتَجَa. Concluded, inferred, deduced; derived.

مَنْتِجa. Travail, labour.

مِنْتَجَةa. Podex.

نَاْتِجa. In labour.
b. Accoucheur, man mid-wife.
c. [ coll. ], Growing, progressing;
profiting.
نِتَاْجa. Parturition; delivery.
b. Off spring, brood.

نَتِيْجَة
(pl.
نَتَاْئِجُ)
a. Young ones; brood.
b. Conclusion; inference; consequence, result.
c. [ coll. ], Profit, utility.

نَتُوْجa. see 21 (a)
N. Ag.
أَنْتَجَa. see 21 (a)
مَنْتُوْجَة
a. Gravid.

بِالنَّتِيْجَة
a. [ coll. ], Then; consequently.

أَهْل النِّتَاجَة
a. Breeders, cattleraisers.

هُمَا نَتِيْجَة
a. They are of the same age.
نتج: النِّتَاجُ: اسْمٌ يَجْمَعُ وَضْعَ البَهَائِمِ والغَنَائِمِ. ونَتَجْتُ الناقَةَ نَتْجَاً. ونُتِجَتِ الناقةُ نتجاً، ونتجت الناقة وانْتَجَتْ هي. وانْتَجَ القَوْمُ: إذا كَانَ عندهم إبلٌ حَوَامِلٌ تُنْتَجُ، ونَتَجَ القَوْمُ: وَضَعَتْ شاؤهم وإبِلُهم. والنَّتُوْجُ: الحامِلُ من الدَّوَابِّ، وأتَانٌ نَتُوْجٌ: في بَطْنِها وَلَدُ قد اسْتَبَانَ. وتَنَتَّجَتِ الناقَةُ: إذا تَزَحَّرَتْ ليَخْرُجَ وَلَد'ها. وهذا نَتِيْجُ وَلَدي: أي وُلِدَ مَعَه، وجَمْعُه نَتَائجُ. ومن العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: نَتَجْتُ الغَنَمَ والإِبلَ والخَيْلَ وأنْتَجْتُها: إذا وَلَّدْتها. ونَتَجَتِ الفَرَسُ وأنْتَجَتْ: حَمَلَتْ، وفَرَسٌ نَتُوْجٌ، ولا يُقال مُنْتِجٌ. والرِّيْحُ تُنْتِجُ السَّحَابَ: إذا مَرَتْهُ حَتّى يَجْريَ قَطْرُه. وخَرَجَ مِنْتَجاً: أي خَرَجَ وهو يَسْلَحُ سَلْحاً. والمِنْتَجَةُ: اسْمُ الدُّبُرِ، ومن قَوْلهم: ما ثَلاَثُ دُجَه يَحْمِلْنَ دُجَه إلى الغَيْهَبَان فالمِنْتَجَه.
[نتج] نه: فيه: كما "تنتج" البهيمة بهيمة جمعاء، أي تلد، نتجت الناقة: ولدت، فهي منتوجة، وأنتجت: حملت، فهي نتوج، ولا يقال: منتج، ونتجت الناقة- إذا ولدتها، والناتج للإبل كالقابلة للنساء. ن: تنتج البهمة بهيمة- ببناء مفعول، ورفع بهمة ونصب بهيمة. ط: يروى ببناء مفعول وفاعل، من نتج الناقة- إذا تولى نتاجها حتى وضعت فهو ناتج، وأصله: نتجها ولدًا، يعدى بمفعولين، فإذا بني للمفعول قيل: نتجت ولدًا. نه: وفي ح الأقرع: "فأنتج" هذان وولد هذا- كذا روى، وإنما يقال: نتج، وأما أنتجت فمعناه حملت أو حان ولادتها، وقيل: هما لغتان. ن: أنتج لغية في نتج بمعنى تولى الولادة، وولد- بالتشديد، والناتج للإبل والمولد للغنم كالقابلة للنساء. ج: ولد- أي فعل في شأن الغنم كما فعلا في إبله وبقره. ك: فأنتج هذان، قياسه: نتجت الناقة- بضم نون، ونتجها أهلها. وح: إلى أن "تنتج" الناقة- ببناء مفعول، أي يضع ولدها. ط: ثم تنتج المهر فلا يركب، هو من النتج لا من النتاج ولا من الإنتاج، وهو معدي إلى مفعوليك أحدهما، والمهر: ولد الفرس. نه: ومنه ح: هل تنتج إبلك صحاحًا أذانها، أي تولدها وتلي نتاجها.
ن ت ج : النِّتَاجُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ يَشْمَلُ وَضْعَ الْبَهَائِمِ مِنْ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا وَإِذَا وَلِيَ الْإِنْسَانُ نَاقَةً أَوْ شَاةً مَاخِضًا حَتَّى تَضَعَ قِيلَ نَتَجَهَا نَتْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَالْإِنْسَانُ كَالْقَابِلَةِ لِأَنَّهُ يَتَلَقَّى الْوَلَدَ وَيُصْلِحُ مِنْ شَأْنِهِ فَهُوَ نَاتِجٌ وَالْبَهِيمَةُ مَنْتُوجَةٌ وَالْوَلَدُ نَتِيجَةٌ وَالْأَصْلُ فِي
الْفِعْلِ أَنْ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ فَيُقَالُ نَتَجَهَا وَلَدًا لِأَنَّهُ بِمَعْنَى وَلَّدَهَا وَلَدًا وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ 
هُمْ نَتَجُوكَ تَحْتَ اللَّيْلِ سَقْبًا
وَيُبْنَى الْفِعْلُ لِلْمَفْعُولِ فَيُحْذَفُ الْفَاعِلُ وَيُقَامُ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ مُقَامَهُ وَيُقَالُ نُتِجَتْ النَّاقَةُ وَلَدًا إذَا وَضَعَتْهُ وَنُتِجَتْ الْغَنَمُ أَرْبَعِينَ سَخْلَةً وَعَلَيْهِ قَوْلُ زُهَيْرٍ 
فَتُنْتَجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ
وَيَجُوزُ حَذْفُ الْمَفْعُولِ الثَّانِي اقْتِصَارًا لِفَهْمِ الْمَعْنَى فَيُقَالُ نُتِجَتْ الشَّاةُ كَمَا يُقَالُ أُعْطِيَ زَيْدٌ وَيَجُوزُ إقَامَةُ الْمَفْعُولِ الثَّانِي مُقَامَ الْفَاعِلِ وَحَذْفُ الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ لِفَهْمِ الْمَعْنَى فَيُقَالُ نُتِجَ الْوَلَدُ وَنُتِجَتْ السَّخْلَةُ أَيْ وُلِدَتْ كَمَا يُقَالُ أُعْطِيَ دِرْهَمٌ وَقَدْ يُقَالُ نَتَجَتْ النَّاقَةُ وَلَدًا بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ عَلَى مَعْنَى وَلَدَتْ أَوْ حَمَلَتْ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ نَتَجَ الرَّجُلُ الْحَامِلَ وَضَعَتْ عِنْدَهُ وَنَتَجَتْ هِيَ أَيْضًا حَمَلَتْ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَأَنْتَجَتْ الْفَرَسُ وَذُو الْحَافِرِ بِالْأَلِفِ اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فَهِيَ نَتُوجٌ. 
ن ت ج

نتجت الناقة وهي منتوجةٌ، وأنتجت فهي منتجةٌ إذا وضعت، ونوقٌ مناتيج، ونتجها صاحبها وأنتجها: وليها حتى وضعت فهو ناتج ومنتج. قال الحارث بن حلّزة:

إنك لا تدري من النّاتج

وهذا وقت نتجها ونتاجها أي وضعها، وفرس نتوج ومنتج، وكذلك كل حافر إذا دنا نتاجها وعظم بطنها، وقد نتجت وأنتجت: حملت، وتنتّجت الناقة: تزخّرت في نتاجها، وتناتجت الإبل وانتجت: توالدت، ولي قلوص ما أركبت ولقد ولدت نتائجها أي لداتها. قال:

نتيجتها في العين حقّ وناقتي ... كبازل ذي عامين كوماء كالقصر

أي موافقتها في النتاج ومساويتها. وغنم فلان نتائج أي في سنّ واحدة.

ومن المجاز: الرّيح تنتج السّحاب. قال الراعي:

أربّت بها شهري ربيع عليهم ... جنائب ينتجن الغمام المتاليا

وفي مثل " إن العجز والتواني تزاوجا فانتجا الفقر ". قال ذو الرمة:

قد انتجت من جانب من جنوبها ... عواناً ومن جنبٍ إلى جنبها بكراً

وهذه المقدمة لا تنتج نتيجةً صادقةً إذا لم تكن لها عاقبة محمودة. ويقال: هذا الولد نتيج ولدي إذا ولدا في شهرٍ أو عامٍ واحد. وأنشد الكسائي:

أخي وطريدي قد رضيت نجاره ... وما بيننا من حاجزٍ ووليج

نتيجي وقرني لازم لخليقتي ... ولن تلزم الأشباه مثل نتيج

وهذه نتيجةٌ من نتائج كرمك. وقعد منتجاً: أي قاضباً حاجته، جعل ذلك نتاجاً له، ومنه: بيت الحماسة:

هم نتجوك تحت الليل سقباً ... خبيث الريح من خمرٍ وماء

وفي أوابدهم: ما ثلاث دجه، يحملن دجه، إلى الغيهبان فالمنتجه، وهما البطن والدبر، وروي: إلى الثقفان لأنه مظلم وهو يثقف الطّعام: ألغز عن ثلاث أنامل يحملن لقمةً بثلاث نحلات يحملن نحلةً والدّجة محذوفة عن الدجية وهي ولد النّحلة وتوحيد المميّز في الشذوذ كثلاث مائة والقياس: ثلاث دجًى. قال جميح الأسديّ:

تدبّ حميّاً لكأس فيهم إذا انتشوا ... دبيب الدّجى وسط الضّريب المعسّل
(ن ت ج) : (النِّتَاجُ) اسْمٌ لِجَمْعِ وَضْعِ الْغَنَمِ وَالْبَهَائِمِ كُلِّهَا عَنْ اللَّيْثِ وَغَيْرِهِ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْمَنْتُوجُ وَمِنْهُ مَا فِي الْمُخْتَصَرِ لَا يَجُوزُ بَيْعُ الْحَمْلِ وَلَا النِّتَاجِ يَعْنِي نِتَاجَ الْحَمْلِ وَهُوَ حَبَلُ الْحَبَلَةِ فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ وَمَنْ قَالَ الْمُرَادُ بِالْحَمْلِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ وَبِالنِّتَاجِ مَا فِي بُطُونِ الْبَهَائِمِ فَبَعِيدٌ وَمَنْ رَوَى عَنْ بَيْعِ الْحَمْلِ قَبْلَ النِّتَاجِ فَضَعِيفٌ وَقَدْ نَتَجَ النَّاقَةَ يَنْتِجُهَا نَتْجًا إذَا وَلِيَ نَتَاجَهَا حَتَّى وَضَعَتْ فَهُوَ نَاتِجٌ وَهُوَ لِلْبَهَائِمِ كَالْقَابِلَةِ لِلنِّسَاءِ وَالْأَصْلُ نَتَجَهَا وَلَدًا مُعَدًّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَعَلَيْهِ بَيْتُ الْحَمَاسَةِ
هُمْ نَتَجُوك تَحْتَ اللَّيْلِ سَقْبَا ... خيث الرِّيحِ مِنْ خَمْرٍ وَمَاءِ
فَإِذَا بُنِيَ لِلْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ قِيلَ نُتِجَتْ وَلَدًا إذَا وَضَعَتْهُ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ الْحَارِثِ كُنَّا إذَا نُتِجَتْ فَرَسُ أَحَدِنَا فَلُوًّا أَيْ مُهْرًا ذَبَحْنَاهُ وَقُلْنَا الْأَمْرُ قَرِيبٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّ فِي الْأَمْرِ تَرَاخِيًا يَعْنِي أَمْرَ السَّاعَةِ وَالتَّرَاخِي الْبُعْدُ ثُمَّ إنَّهُ إذَا بُنِيَ لِلْمَفْعُولِ الثَّانِي قِيلَ نُتِجَ الْوَلَدُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبِي الطَّيِّبِ الْمُتَنَبِّي
وَكَأَنَّمَا نُتِجَتْ قِيَامًا تَحْتَهُمْ ... وَكَأَنَّهُمْ وُلِدُوا عَلَى صَهَوَاتِهَا
وَمِنْهُ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ وَلَوْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ فِي دَابَّةٍ أَنَّهَا نُتِجَتْ عِنْدَهُ أَيْ وَلَدَتْ وَوَضَعَتْ وَهَذَا التَّقْرِيرُ لَا تَعْرِفُهُ إلَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَمِنْ النَّاتِجِ قَوْلُ شُرَيْحٍ النَّاتِجُ أَوْلَى مِنْ الْعَارِفِ عَنَى بِهِ مَنْ نَتِجَتْ عِنْدَهُ أَوْ نَتَجَهَا هُوَ وَبِالْعَارِفِ الْخَارِجَ الَّذِي يَدَّعِي مِلْكًا مُطْلَقًا دُونَ النِّتَاجِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَارِفًا لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ فَقَدَهُ فَلَمَّا وَجَدَهُ عَرَفَهُ وَفَرَسٌ نَتُوجٌ وَمُنْتِجٌ دَنَا نِتَاجُهَا وَعَظُمَ بَطْنُهَا وَكَذَا كُلُّ ذَاتِ حَافِرٍ وَقَدْ أَنْتَجَتْ إذَا صَارَتْ كَذَلِكَ (وَمِنْهُ) اسْتَعَارَ دَابَّةً نَتُوجًا فَأَزْلَقَتْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْنُفَ عَلَيْهَا مِنْ بَابِ قَرُبَ.
نتج: في المعجمات العربية نتج ينتج (بالفتح). وبالضم في مخطوطة (مسلم) وعند (بوشر) وردت الحالتان وبالفتح في (فوك).
نتج: ربى حيوانات (معجم الادريسي، معجم الجغرافيا، كارتاس 161: 8): كان يؤتى بالبقر من الأندلس فينتجها في رياضة الكبير من حضرة (كذا. المترجم) مراكش (البربرية 2: 58): ورفع الأمان عن من ركب فرسا أو نتج خيلا من سائر البربر.
نتج: انتج الحيوان، وضع صغاره (فوك، بوشر) ومجازا تمخض، ففي (رياض النفوس 23): وكان يقول ما نتجت أفريقية مثل علي بن زياد (كليلة ودمنة 5: 4): فنتجت له همته ودلته فطنته أن يتقدم إلى الصناع الذين معه أن يصنعوا اخيلا من نحاس ... الخ. في العبارات التي نستطيع أن نجد فيها الفعل المضارع (كعبارات فريتاج كرست 20، 3 كوسج كرست 52: 2 المقري 1: 140 حيان بسام 1؛ 140): والفتنة تنتج العجب (وردت في المخطوطة B مع الحركات) بوزن فعل نستطيع أن نجد صيغة أفعل أيضا ذات المعنى نفسه.
نتج من: أتى، تولد، انبعث (بوشر، شيرب ديال 39) (انظرها في فوك في مادة concludere وفي مخطوطة ليدن 3: 107): وما ينتج من هذه الأصول وقد ورد فيها 3: 12 أيضا نتج عن (انظر 5: 243): مما سمحت به قطرتي ونتج عن قريحتي.
نتج: في محيط المحيط (والعامة تقول نتج الغلام شب).
نتج: (بالتشديد): أنتج، أحدث، نشأ (فوك في مادة generare) .
نتج القضايا: استنتج، استخلص (فوك).
انتج: ربى الحيوانات (ابن العوام 1: 7).
أنتج: أنتج الحيوان، وضع صغاره (فوك) ومجازا تمخض (معجم الماوردي ابن جبير 196: 18 أماري 618: 8 ابن بطوطة 1: 31): فأنتج له فعله الوصول إلى قصده (المقري 1: 482 و 3: 658): فأنتج الانتباذ من تلك الرياسة الخطيبية أن .. الخ انظر (نتج) وفي الحديث عن القياس (أعطى نتيجة أي حجة قاطعة والقياس في المنطق -كما هو معلوم- قول مؤلف من قضايا متى سلم بها لزم عنها قول آخر أو هو الجدل الشكلي) (شرح فليشر على المقري 1: 339، 2 و3 برشت 84).
انتج: استنتج، استدل ب. (في علم المنطق) (فوك).
انتج من: inferer استدل، استنتج. استخلص نتيجة من محاورة (بوشر).
تنتج: انظرها في (فوك في مادة generare وانظر تنتج من أيضا في مادة cocludere) .
تناتج: في الحديث عن تلاقح الحيوانات. عند احتجازها في الحقل، وإنتاج سلالات منها (معجم الادريسي 381 و389 معجم البلاذري).
انتتج= أنتج (ابن دريد - رايت).
استنتج: انظرها في (فوك) في مادة concludere، استنتج من استدل، استخلص، استقرأ وفي محيط المحيط (استخرج النتيجة من المقدمات).
نتاج: في (محيط المحيط) (اسم يشمل وضع البهائم من الغنم وغيرها). وباللاتينية ( Feta ذات نتاج واحد) (دي ساسي كرست 2: 39): طير كثير النتاج (ابن البيطار 2: 590): وإذا رعته الغنم كثر نتاجها (وباللاتينية tas: Fecund [fertilitas [a نتاج) (المقري 1: 223 و 5: 236 معجم الجغرافيا).
نتاج: صغار بعض الحيوانات (وباللاتينية [ Fetus] [Subolis] ) معجم الادريسي. المقدمة 1: 220 وفيها نتائج معجم الجغرافيا).
نتاج: سلالة الخيل (البكري 145: 6): من نتاج خيل أوراس- وغنم منهم خيلا.
نتاج: عملية تربية الحيوانات (المقدمة 21: 236. البربرية 1: 106).
أهل النتاجة: مربو الحيوانات (النويري أفريقيا 38): ولم يكن من أهل الوزارة ولا من الكتاب بل كان من أهل النتاجة والفلاحة بالشام.
نتيجة: إنتاج (بوشر، غدامس 19).
النتائج السودانية: السلع والمواد الغذائية السودانية (انظر ابن جبير 36: 18، 186: 19 المقدمة 1: 67 و2: 164 و 316: 14 و3: 61 والبربرية 1: 366).
نتيجة: محصل، تبعة (المقدمة 3: 61 البيضاوي 1: 512).
نتيجة: حجة مفحمة أو قاطعة (انظر أنتج).
نتيجة: يفسرها العمل، التطبيق، في مقابل النظرية: العلم (القطالونية -المخطوطات- ليدن 1: 138) (وهنا فإني الحفظ. في الوقت لحاضر على النص الذي أورد فيه عباد 1، 45 نص كلمة سجية (انظر 3: 96).
نتيجة: باللاتينية Fecunda: خبلى ثم نتيجة (المعجم اللاتيني العربي).
ناتج: استدلالي (منطقي، غير حدسي). استطرادي منتقل من موضوع إلى آخر. قوة ناتجة: قدرة على الاستدلال.
نتج
: (تْتِجت النّاقةُ) والفَرسُ (كعُنِيَ) ، صَرَّحَ بِهِ ثعلبٌ والجوهريّ، نَتْجاً و (نِتَاجاً) ، بِالْكَسْرِ، (وأُنْتِجت) بالضّمّ: إِذا وَلَدَت. وبعضُهم يَقُول: نَتَجَتْ، وَهُوَ قليلٌ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: نُتِجَت الفَرسُ والنَّاقةُ: وَلَدت، وأُنْتِجت: دَنَا وِلاَدُها؛ كِلَاهُمَا فِعْلُ مَا لم يِسمَّ فاعلُه. وَقَالَ: وَلم أَسمعْ نَتَجَتْ وَلَا أَنْتَجتْ على صِيغَة فِعْلِ الفاعلِ. (وَقد نَتَجها أَهلُها) يَنْتِجُها نَتْجاً، وذالك إِذا وَلِيَ نَتَاجَها، فَهُوَ ناتِج، وَهِي مَنْتُوجة. وَفِي (التَّهْذِيب) الّناتِج للإِبلِ: كالقابِلة للنِّساءِ. وَفِي حَدِيث أَبي الأَحوص: (هَل تَنْتِجُ إِبلَك صِحاحاً آذانُها) ؟ : أَي تُوَلِّدها وتَلِي نَتَاجَها.
(وأَنتَجَت الفَرَسُ) : إِذا حَمَلَت و (حَانَ نَتَاجُها) . قَالَ أَبو زيدٍ: (فَهِيَ نَتُوجٌ) ومُنْتِج: إِذا دَنا وِلادُها وعَظُمَ بَطْنُها. وَقَالَ يَعقوبُ: إِذا ظَهَرَ حَمْلُها. قَالَ: وكذالك النصاقَة. و (لَا) يُقال: (مُنْتِجٌ) وَعَن اللَّيْث: لَا يُقال: نَتَجَتِ الشَّاةُ إِلاَّ أَن يكون إِنسانٌ يَلِي نَتَاجَها، ولاكن يُقَال: نُتِجَ القَوْمُ: إِذا وَضَعَتْ إِبلُهم وشَاؤُوهم، قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول: أَنْتَجتِ النّاقةُ: إِذا وَضَعَت. وَقَالَ الأَزهيّ: هاذا غلطٌ، لَا يُقال: أَنْتَجَت، بِمَعْنى وَضَعَتْ. قَالَ: وَيُقَال نُتِجَت: إِذا وَلَدَت، فَهِيَ مَنْتوجة؛ وأَنْتَجَت: إِذا حَمَلَت، فَهِيَ نَتُوجٌ، وَلَا يُقال: مُنْتِجٌ. وَقَالَ الَّليث: النَّتُوجُ: الحامِلُ من الدَّوابِّ، فَرَسٌ نَتُوجٌ: فِي بَطْنِها وَلَدٌ قد استَبانَ، وَبهَا نِتَاجٌ، أَي حَمْل. قَالَ: وبعضٌ يَقُول للنَّتوجِ من الدَّوابّ: قد نَتَجَت، بِمَعْنى حَمَلت، وَلَيْسَ بعامّ. وَقَالَ كُراع: نُتِجَت الفَرسُ، وَهِي نَتُوجٌ. لَيْسَ فِي الْكَلَام فُعِل وَهِي فَعُولٌ إِلاّ هاذا، وقَوْلُهم: بُتِلَت النَّخلةُ عَن أُمِّها وَهِي بَتُولٌ: إِذا أُفْرِدَت. وَقَالَ مَرَّةً: أَنْتَجَت النَّاقةُ فَهِيَ نَتَوجٌ: إِذا وَلَدَتْ. لَيْسَ فِي الْكَلَام أَفْعَلَ وَهُوَ فَعَولٌ إِلاّ هاذا، وَقَوْلهمْ: أَخْفَدَت النصاقةُ وَهِي خَفُودٌ إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها قبل أَن يَتِمّ، وأَعَقَّت الفَرسُ فَهِيَ عَقُوق: إِذا لم تَحْمِل، وأَشَصَّت النَّاقةُ وَهِي شَصُوصٌ: إِذا قَلَّ لَبنُها. ونَاقَةٌ نَتِيجٌ كنَتُوجٍ؛ حَكَاهَا كُراع أَيضاً.
(و) أَتَت النَّاقةُ على مَنْتِجِها، (المَنْتِجُ، كمَجْلِس: الوَقْتُ الَّذِي نُنْتَج فِيهِ) .
(و) عَن يُونُسَ: يُقَال للشَّاتَيْنِ إِذا كَانَتَا سِنًّا وَاحِدَة: هما نَتِيجةٌ، وكذالك (غَنَمِى نَتائِجُ: إِذا كانَتْ فِي سِنَ وَاحِدَة) .
(و) يُقَال: (انْتَتَجَتِ النَّاقةُ) ، من بَاب الافتعال، إِذا (ذَهبت على وَجْهِها فولَدَتْ حَيْثُ لَا يُعْرَفُ مَوْضِعُها) . قَالَ يَعقوبُ: وإِذا ولَدَت النَّاقةُ من تِلْقَاءِ نَفْسِها وَلم يَلِ نَتَاجَها أَحدٌ قيل: قد انْتَتَجَتْ. وَقد قَالَ الكُميت بَيتاً فِيهِ لفظٌ لَيْسَ بالمستفيضِ فِي كَلَام الْعَرَب، وَهُوَ قَوْله:
لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعد فِتْنَة
وَالْمَعْرُوف من الْكَلَام: ليَنْتِجوها.
(وتَنَتَّجَت) النَّاقةُ: إِذا (تَزَحَّرَت لِيَخْرُجَ وَلَدُها) . كَذَا فِي (الأَساس) .
(وأَنْتَجوا: أَي عِندَهُم إِبلٌ حَواملُ تُنْتَج) . وأَنْتَجوا: تُتجَت إِبلُهم وشَاؤُهم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
تَناتَجتِ الإِبلُ: إِذا انْتُتِجَت.
ونُوق مَناتِيجُ.
وَمن الْمجَاز: الرِّيح تُنْتِجُ السحَابِ: تَمْرِيه حَتَّى تُخرِجَ قَذْرَه.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ النَّاسُ ووَلَّدوا، واجْتُنِيَ أَوّلُ الكَمْأَةِ؛ هاكذا حَكَاهُ نَتَّجَ، بالتّشديد، يَذهب فِي ذالك إِلى التّكثير. وَفِي مَثَل: (العَجْزُ والتَّوانِي تَزَاوَجَا فأَنْتَجَا الفَقْرَ) . وهاذه المُقدِّمة لَا تُنْتِج نَتيجةً صادِقةً: إِذا لم يكن لَهَا عاقِبَةٌ محمودةٌ.
وَيُقَال: هَذَا الوَلدُ نَتِيجُ وَلَدى: إِذا وُلِدَا فِي شهْرٍ أَو عامٍ وَاحِد.
وهاذه نَتيجةٌ من نَتائجِ كَرَمِك.
وقَعَدَ مِنْتَجاً: قاضِياً حاجتَه، جُعِل ذالك نِتاجاً (لَهُ) كَذَا فِي (الأَساس) .

نتج: النِّتاجُ: اسم يَجْمع وضْعَ جميعِ البهائِمِ؛ قال بعضهم: هو في

الناقة والفرس، وهو فيما سِوى ذلك نَتج، والأَول أَصح؛ وقيل: النِّتاجُ في

جميع الدَّوابِّ، والوِلادُ في الغنم، وإِذا وَليَ الرجلُ ناقةً ماخِضاً

ونِتاجَها حتى تضع، قيل: نَتَجها نَتْجاً. يقال: نَتَجْتُ الناقةَ

(*

قوله «نتجت الناقة إلخ» هو من باب ضرب كما في المصباح. والنتاج، بالفتح:

المصدر، وبالكسر: الاسم، كما في هامش نسخ القاموس نقلاً عن عاصم.)

أَنْتِجُها إِذا وَلِيتَ نَتاجَها، فأَناناتِجٌ، وهي مَنْتُوجةٌ؛ وقال ابن

حِلِّزةَ:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها،

إِنك لا تَدْرِي مَنِ الناتجُ

وقد قال الكميت بيتاً فيه لفظ ليس بالمُسْتَفِيضِ في كلام العرب، وهو

قوله:

لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعدَ فِتْنَةٍ

والمعروف من الكلامِ ليَنْتِجُوها.

التهذيب عن الليث: لا يقال نَتَجَتِ الشاةُ إِلا أَن يكون إِنسان يَلي

نَتاجَها، ولكن يقال: نُتِجَ القومُ إِذا وضَعَتْ إِبلُهم وشاؤُهم؛ قال:

ومنهم من يقول: أَنْتَجَتِ الناقَةُ إِذا وضَعَتْ؛ وقال الأَزهري: هذا

غلط، لا يقال أَنْتَجَتْ بمعنى وَضَعَتْ؛ وفي الحديث: كما تُنْتَجُ

البَهيمةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ أَي تَلِدُ؛ قال: يقال نُتِجَتِ الناقةُ إِذا ولدت،

فهي مَنْتُوجةٌ، وأَنْتَجَتْ إِذا حَملت، فهي نَتُوجٌ، قال: ولا يقال

مُنْتِجٌ. ونَتَجْتُ الناقةَ أَنْتِجُها إِذا ولَّدْتَها. والناتِجُ

للإِبل: كالقابلة للنساء.

وفي حديث الأَقرع والأَبرص: فأُنْتِجَ هذانِ، ووَلَّدَ هذا؛ قال ابن

الأَثير: كذا جاء في الرواية أُنْتِجَ، وإِنما يقال نُتِجَ، فأَما

أَنْتَجَتْ، فمعناه إِذا حمَلَت وحان نَتَاجُها؛ ومنه حديث أَبي الأَحوص: هل

تَنْتِج إِبلَك صِحاحاً آذانُها؟ أَي تُوَلِّدها وتَلي نَتاجَها. أَبو زيد:

أَنْتَجَتِ الفرسُ، فهي نُتوجٌ ومُنْتِجٌ إِذا دنا وِلادُها وعظم بطنها.

وقال يعقوب: إِذا ظهر حملها؛ قال: وكذلك الناقة، ولا يقال مُنْتِجٌ، قال:

وإِذا ولدت الناقةُ من تلقاء نفسها ولم يلِ نَتَاجَها، قيل: قد

انْتَتَجَتْ، وحاجَى به بعض الشعراء فجعله للنخل، فقال أَنشده ابن

الأَعرابي:إِنَّ لنَا مِن مالِنا جِمالا؛

مِنْ خَيْرِ ما تَحْوي الرجالُ مالا،

نَحْلُِبُها غُزْراً ولا بِلالا

بِهِنَّ، لا علاً ولا نِهالا،

يُنْتَجْن كلَّ شتْوةٍ أَجْمالا

يقول: هي بَعْلٌ لا تحتاج إِلى الماء. وقد نَتَجَها نَتْجاً ونَتَاجاً

ونُتِجَتْ. وأَما أَحمد بن يحيى فجعله من باب ما لا يُتكلم به إِلا على

الصيغة الموضوعة للمفعول؛ الجوهري: نُتِجَتِ الناقةُ، على ما لم يُسَمَّ

فاعله، تُنْتَجُ نَتَاجاً، وقد نَتَجَها أَهلُها نَتْجاً؛ قال الكميت:

وقال المُذَمِّرُ للناتِجينَ:

متى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ؟

والنَّتُوجُ من الخيل وجميعِ الحَافِرِ: الحَامِلُ، وقد أَنْتَجَتْ؛

وبعضهم يقول: نَتَجَتْ، وهو قليل. الليث: النَّتُوجُ الحامِلُ من الدوابِّ؛

فرس نَتُوجٌ وأَتانٌ نَتوج: في بطنها ولد قد استبان؛ وبها نِتاجٌ أَي

حَمل، قال: وبعض يقول للنَّتوج من الدواب: قد نَتَجَتْ بمعنى حملت، وليس

بعامّ.

ابن الأَعرابي: نُتِجَتِ الفرسُ والناقةُ: ولَدت، وأُنْتِجَتْ: دَنا

وِلادُها، كلاهما فِعْلُ ما لم يُسَمَّ فاعله؛ وقال: لم أَسمع نَتَجَت ولا

أَنْتَجَتْ على صيغة فعل الفاعل؛ وقال كراع: نُتِجَتِ الفَرَسُ، وهي

نَتُوجٌ، ليس في الكلام فُعِلَ وهي فَعُولٌ إِلا هذا، وقولهم: بُتِلَتِ

النخلةُ عن أُمِّها وهي بَتُولٌ إِذا أُفْرِدَت؛ وقال مرة: أَنْتَجَتِ الناقةُ

وهي نُتوجٌ إِذا ولَدت، ليس في الكلام أَفْعَلَ وهي فَعُولٌ إِلا هذا،

وقولهم: أَخْفَدَتِ الناقةُ وهي خَفُودٌ إِذا أَلقت ولدها قبل أَن يتم،

وأَعَقَّتِ الفرسُ وهي عَقُوقٌ إِذا لم تحمل، وأَشَصَّتِ الناقةُ وهي

شَصُوصٌ إِذا قلَّ لبنها؛ وناقةٌ نَتِيجٌ: كَنَتُوجٍ، حكاها كراع

أَيضاً.وقال أَبو حنيفة: إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ الناسُ ووَلَّدوا

واجْتُنِيَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ، هكذا حكاه نتَّج، بتشديد التاء، يذهب في ذلك

إِلى التكثير.

وبالناقة نِتاجٌ أَي حمل.

وأَنْتَجَ القومُ: نُتِجَتْ إِبلهم وشاؤُهم. وأَنْتَجَتِ الناقةُ: وضعت

من غير أَن يليها أَحد. والريح تُنْتِجُ السحابَ: تَمْريه حتى يخرج قطره.

وفي المثل: إِن العَجْزَ والتواني تَزاوَجا فأَنْتَجا الفَقْر.

يونس: يقال للشاتين إِذا كانتا سنّاً واحدة: هما نَتيجةٌ، وكذلك غنمُ

فلان نَتائِجُ أَي في سن واحدة. ومَنْتِجُ الناقةِ: حيث تُنْتَجُ فيه،

وأَتَتِ الناقةُ على مَنْتِجِها أَي الوقتِ الذي تُنْتَجُ فيه، وهو مَفْعِلٌ،

بكسر العين.

نتج

1 نَتَجَ, (S, K, &c.,) aor. ـُ (as in the L, [but I believe this to be a mistake,]) or ـِ (accord. to the Msb, MS, MF,) inf. n. نَتْجٌ; (S;) and ↓ انتج; (A;) He assisted a she-camel, (S, K, &c.,) [and a mare, see نُتِجَتْ,] and a ewe or she-goat (Msb) [or other quadruped], in bringing forth; delivered her of her young one; acting to her as a midwife does to a woman. (T, Msb, &c.) The original form of expression is نَتَجَهَا وَلَدًا He assisted her in bringing forth a young one; delivered her of a young one. (Msb.) El-Kumeyt has used the form ↓ اِنْتَتَجَ in the sense of نَتَجَ: but it is not commonly current in Arabic. (TA.) AHn mentions the saying النَّاسُ ↓ إِذَا نَآءَتِ الجَبْهَةُ نَتَّجُ وَوَلَّدُوا وَاجْتُنِىَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ [When El-Jebhah (the tenth of the Mansions of the Moon) sets antiheliacally, (for the setting, not the rising, is here meant, and this it did, about the commencement of the era of the Flight, in central Arabia, on the 11th of February,) the people assist their beasts, much, or frequently, in bringing forth, and deliver them, and the first of the truffles are gathered]. Thus he relates the saying, with teshdeed to the ث of نتج, to denote frequency of the act. (L.) b2: نُتِجَتْ, pass. in form, [but neut. in signification,] inf. n. نِتَاجٌ (S, K, &c.) and تَنْجٌ; (TA;) and ↓ أُنْتِجَتْ, (K,) also pass. in form; and some say نَتَجَتْ, but this is rare, and not heard by IAar; (TA;) and some, also, say ↓ أَنْتَجَتْ, (Lth, Kr,) but Az holds this to be a mistake; (TA;) She (a camel, IAar, S, K, &c., and a mare, IAar, and a sheep or goat or other quadruped, Msb) brought forth: (T, Msb, TA:) or one does not say نُتِجَتِ الشَّاةُ unless a man assist at the bringing forth. (Lth.) Thus one suppresses the objective complement of the verb. And one also says تُنِجَتِ النَّاقَةُ وَلَدًا The she-camel brought forth a young one: and in like manner one says of a ewe or a she-goat: and sometimes, with the same meaning, نَتَجَتِ الناقة ولدا, in the act. form. (Msb.) One also says الإِبِلُ ↓ تَنَاتَجَتِ The camels brought forth. (A.) [You say,] نَتَجَ القَوْمُ, (Lth,) and ↓ أَنْتَجَ, (L,) The people's camels or sheep or goats brought forth: (Lth, L:) or ↓ أَنْتَجُوا they had pregnant camels bringing forth. (K.) One may also say نُتِجَ الوَلَدُ, meaning The young one of a she-camel &c., [see نُتِجَتْ, above,] was brought forth, or born. (Msb.) See 4. b3: [Hence,] الرِّيحُ تُنْتِجُ السَّحَابَ (tropical:) [The wind assists the clouds in the discharging of their rain; i. e., draws forth the rain from the clouds. (A, L.) b4: [نُتِجَ It was produced, it resulted, or was a natural consequence.]2 نَتَّجَ see 1.4 أَنْتَجَتْ She (a camel, S, and a mare, S, K, or other solid-hoofed animal, Msb,) became pregnant: (T:) and so ↓ نَتَجَتْ, said of a she-camel, (Msb,) or other beast; but this is rare: (EsSarakustee, Msb:) or attained to the time of bringing forth: (S, K:) or became evidently pregnant: (Yaakoob, S, Msb:) accord. to IAar, أُنْتِجَتْ, in the pass. form, signifies she (a mare, and a camel,) became near to the time of bringing forth; and he had not heard أَنْتَجَتْ, in the act. form. (TA.) b2: See 1 and 8. b3: أَنْتَجَ or أُنْتِجَ (?) (tropical:) It produced a thing as its fruit, or result. Ex.

العَجْزُ وَالتَّوَانِى تَزَاوَجَا فَأَنْتَجَا الفَقْرَ Impotence and remissness combined together, and produced, as their result, poverty. (A, L.) And هٰذِهِ المُقَدِّمَةُ لَا تُنْتِجُ تَنِيجَةً صَادِقَةً This preamble will not produce a praiseworthy result. (A.) 5 تنتّجت She (a camel) breathed hard (تزحّرت) that her young one might come forth. (K.) 6 تَنَاْتَجَ see 1.8 اِنْتَتَجَتْ (L, K, TA: in the CK أَنْتَجَتْ) She (a camel) went away at random, and brought forth in a place unknown: (K:) or she brought forth by herself, unassisted by any one; (Yaakoob, L;) as also ↓ أَنْتَجَتْ. (L.) نِتَاجٌ: see نُتِجَتْ. b2: [Also, an inf. n. in the sense of a pass. part. n., like حَمْلٌ in the sense of مَحْمُولٌ, &c., What is brought forth by a camel &c.; and what are brought forth by camels &c., collectively; a brood thereof; its, or their, increase, or offspring; as is plainly shown in the lexicons &c., in many passages: for ex., see شَرْخٌ, and دِفْءٌ: also applied, in the TA art. بطن, to the young in the belly of a mare].

نَتُوجٌ, (Az, S, K,) a rare form of epithet from a verb of the measure أَفْعَلَ, (Kr,) and ↓ مُنْتِجٌ, (Az, TA,) or the latter is not allowable, (S, K,) and ↓ نَتِيجٌ, (Kr,) A she-camel, (S, Kr,) or a mare, (S, K,) or other solid-hoofed animal, (Msb,) pregnant: (Lth:) or that has attained to the time of bringing forth: (S, K:) or evidently pregnant: (Yaakoob, S, Msb:) or near to the time of bringing forth, and big-bellied. (Az.) b2: [See also مَنْتُوجَةٌ.]

نَتِيجٌ: see نَتُوجٌ.

نَتِيجَةٌ A young one of a she-camel &c. [see نَتَجَ and نُتِجَتْ] brought forth. (Msb.) b2: نتِيجَةٌ (assumed tropical:) Any produce, fruit, result, or natural consequence, of a thing: (KL:) [the sum of a speech or saying: a necessary inference: the conclusion of an argument or of a syllogism: pl. نَتَائِجُ.] You say, هٰذِهِ نَتِيجَةٌ من نَتَائِج كَرَمِكَ (tropical:) [This is one of the fruits, or results, of thy generosity]. (A.) [For another ex. see 4.] b3: هُمَا نَتِيجَةٌ They are both of one age: said of two sheep. (Yoo, S.) غَنَمُ فُلَانٍ نَتَائِجُ The sheep, or goats, of such a one are of one age. (S, K.) هٰذَا الوَلَدُ نَتِيجُ وَلَدِى (tropical:) This child is one born in the same month, or year, as my child. (A.) نَاتِجٌ A man assisting a she-camel &c. [see نَتَجَ] in bringing forth; delivering her; or one who assists her in bringing forth; who delivers her. (Msb, TA.) مَنْتِجٌ The time at which a she-camel, (S,) or a mare, (K,) brings forth. (S, K.) Ex. أَتَتِ النَّاقَةُ عَلَى مَنْتِجِهَا The she-camel arrived at the time of her bringing forth. (S.) مُنْتِجٌ: see نَتَوجٌ. b2: قَعَدَ مُنْتِجًا (tropical:) He sat accomplishing a want of nature. (A.) مِنْتَجَةٌ The anus; syn. اِسْتٌ; as also مِنْثَجَةٌ. (K.) مَنْتُوجَةٌ A she-camel &c., [see نَتَجَ] assisted in bringing forth; delivered. (Msb, TA.) b2: Also, A she-camel [&c., see نُتِجَتْ,] bringing forth; (T;) and so, accord. to Kr, ↓ نَتُوجٌ, which, he says, is the only epithet of this measure from a verb of the measure فُعِلَ, except بَتُولٌ: (TA:) pl. مَنَاتِيجُ: ex. نُوقٌ مناتيجُ she-camels bringing forth. (A.)
نتج
نتَجَ/ نتَجَ عن يَنتِج، نَتْجًا ونَتَاجًا، فهو ناتج، والمفعول مَنْتوج
• نتَج الشّيءَ: تولاّه حتى أتى نتاجه.
• نتَج البهيمةَ: أولدها.
• نتَجتِ الناقةُ ولدًا: ولدت أو حَمَلت من غير أن يليها أحد.
• نتَج الشّيءُ عن الشّيءِ: تسبّب عنه "نتج هذا الخلافُ عن سوء تصرُّفك- نتج عن ذلك ضرر كبير- هذا ما نتج عن العصيان- لم ينتُج عن الحادث أيّة خسائر في الأرواح". 

أنتجَ يُنتج، إنتاجًا، فهو مُنتِج، والمفعول مُنتَج (للمتعدِّي)
• أنتج الشَّيءُ: ظهر نِتاجه "أنتجتِ البقرةُ: ولَدت، وضعت- أنتج الحقلُ: أعطى حاصِلاً- أنتجتِ الزيتونةُ هذا العام".
• أنتجت الدَّابَّةُ: حان زمن وضعِها.
• أنتج فلانٌ الشَّيءَ:
1 - نتَجه، تولاّه حتى أتى نِتاجه "أنتج الناقةَ: ولَّدها- أنتج الأديبُ عملاً إبداعيًّا بعد طول انقطاع- إنّ العجز والتواني تزوجا فأنتجا الفقر [مثل] ".
2 - صنعه "أنتج فيلمًا سينمائيًّا- مصنع إنتاج سيارات". 

استنتجَ يستنتج، استنتاجًا، فهو مُستنتِج، والمفعول مُستنتَج
• استنتجَ الشَّيءَ: استنبطه، توصّل إليه بعد تفكير منطقيّ "استنتج القاضي الحُكم من الأدلّة التي تحصّل عليها". 

تناتجَ يتناتج، تناتُجًا، فهو مُتناتِج
• تناتجَتِ الماشيةُ ونحوُها: توالدت، تكاثرت. 

إنتاج [مفرد]:
1 - مصدر أنتجَ.
2 - تولُّد الشّيء من الشّيء "الإنتاج الكهربائيّ/ الزراعيّ/ الصناعيّ" ° مراقبة الإنتاج: عمليّة إجراء الاختبارات والقياسات اللازمة للتَّحقُّق من مطابقة المنتجات للمواصفات المحدَّدة لها في التصميمات- نوعيّة الإنتاج: المنتجات التي تكون مطابقة للشروط والمواصفات التقنيّة والعلميّة والصحيّة- وسائل الإنتاج: العمل، والأدوات، والآلات.
3 - ما يَحصُل عن استغلال شيءٍ أو ابتكاره "الإنتاج الأدبيّ/ السينمائيّ/ المسرحي- إنتاج الفِكر- قِلّة الإنتاج" ° إلغاء توطُّن الإنتاج: تحويل وحدات الإنتاج إلى بلدان أخرى للتقرُّب من الموارد الطبيعيّة ومن المستهلكين.
• إنتاج مشترك: إنتاج عملٍ ما يشترك فيه منتجان أو أكثر وهم في الغالب من جنسيّات مختلفة. 

إنتاجيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إنتاج.
2 - إنمائيّ "نشاط إنتاجيّ". 

إنتاجيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إنتاج: "عِلاوة/ كفاءة إنتاجيّة".
2 - مصدر صناعيّ من إنتاج: عائد من سلعة أو خدمة في فترة ما مقدّرًا بوحدات عينيّة، أو نقديّة منسوبًا إلى كلفة إنتاجه "عدم/ لا إنتاجيّة". 

استنتاج [مفرد]:
1 - مصدر استنتجَ.
2 - (سف) انتقال الذِّهن من قضيَّة مسلَّمة، أو أكثر إلى قضيّة، أو قضايا أخرى مترتبة عليها "استنتاج رياضيّ/ منطقيّ- القياس هو الشكل المألوف للاستنتاج". 

استنتاجيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استنتاج: "طُرق استنتاجيّة".
2 - مصدر صناعيّ من استنتاج: استنباطيّة، استدلاليّة، حالة تتمثّل في انتقال الذّهن من قضيّة مسلَّمة إلى قضيّة أُخرى ناتجة عنها "اعتمد في بحثه على المنهجيّة والاستنتاجيّة". 

مُنتَج [مفرد]: ج مُنتَجات:
1 - اسم مفعول من أنتجَ.
2 - غلّة، محصول، إنتاج إجماليّ "منتجات زراعيّة/ صناعيّة/ نمطيّة/ مصنّعة/ مشتّقة/ تامّة الصُنع/ نصف مصنّعة/ النفط".
• تصميم مُنتج: تحديد مواصفات أجزاء منتج متكامل وعلاقاتها المتبادلة بعضها مع بعض. 

مُنتِج [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أنتجَ.
2 - من يُسهم في إنتاج موادّ صناعيّة، أو زراعية، أو غيرها "بلد مُنتِج للقمح- الدول المُنتِجة للنّفط- عامل نشيط مُنتِجٌ- غير مُنتِج".
3 - (سف) وصف لكلِّ ضرب من ضروب القياس، إذا أنتج نتيجة صحيحة.
• مُنتِج سينمائيّ: (فن) شخص مسئول أو هيئة مسئولة عن إدارة الجوانب الماديّة والإداريّة في الفيلم "هو من كبار المنتجين السينمائيّين". 

منتوج [مفرد]: ج منتوجات:
1 - اسم مفعول من نتَجَ/ نتَجَ عن.
2 - محصول، غلّة "منتوج أرض/ تجارة- منتوجات زراعيّة/ صناعيّة". 

ناتِج [مفرد]: ج ناتجون (للعاقل) ونواتجُ (لغير العاقل)، مؤ ناتِجة، ج مؤ ناتجات ونواتجُ:
1 - اسم فاعل من نتَجَ/ نتَجَ عن.
2 - نتيجة الشّيء وثمرتُه "إجماليّ/ صافي الناتج- أضرار ناتجة عن/ من حريق- أزمة ناتجة عن/ من أخطاء- الدمار الناتج عن الانفجار" ° النَّاتج الأخير: النتيجة لسلسلة من العمليّات أو التغيُّرات.
3 - (جب) ما يتحصَّل عليه بعد إجراء عمليّة حسابيّة.
4 - (كم) مادّة تنشأ عن تفاعل كيميائيّ وتختلف في خصائصها عن خصائص الموادّ الدَّاخلة في التفاعل.
• النَّاتج القوميّ: (قص) مجموع السِّلع والخدمات النِّهائيّة المتولِّدة عن نشاط مجتمع معيَّن في زمن ما، هو عادة سنة "تُقَوَّم البلدان بناتجها القوميّ الخام". 

نَتَاج [مفرد]: مصدر نتَجَ/ نتَجَ عن. 

نِتاج [مفرد]: ثمرة الشّيء والعائد منه "نتاج المزرعة من الفواكه/ الفِكر/ الأدباء الشُّبَّان- نتاج عقارات: دخل". 

نَتْج [مفرد]: مصدر نتَجَ/ نتَجَ عن. 

نتيجة [مفرد]: ج نَتَائِجُ:
1 - ثمرة الشّيء "نتيجة طبيعيّة/ صوريّة/ فوريّة/ غير مباشرة- توصّل إلى نتائج خطيرة- نتائج الامتحان" ° بالنتيجة: بالتالي- بنتيجة: بسبب.
2 - ما تُفْضي
 إليه مقدِّمات الحُكْم "كانت نتيجة الحُكم البراءة" ° نتيجة لذلك: تسبيبًا على ما تقدَّم.
3 - تقويمٌ سنويّ مستخرج من الحساب الفلكيّ "نتيجة الجيب/ الحائط: يوميّة".
• النَّتيجة:
1 - (جب) الكميَّة النَّاتجة عن الحساب.
2 - (سف) القول اللاَّزم من القياس.
• مُسجِّل النَّتائج: (رض) الشَّخص المسئول عن تدوين تفاصيل مسابقةٍ ما وحفظها في مختلف مراحلها. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.